You are on page 1of 90

‫مات ها برة ‪....

‬من رمن الرداءة‬‫ل‬ ‫ك‬

‫خواطر وخربشات‬

‫أكتوف عادل‬
‫‪2020‬‬
‫‪7‬‬
‫أن تعلم وسط الجاهلين‪ ..‬فضيلة‪..‬‬
‫لكن أن تظهر بينهم ما تعلمه‪ ..‬مجازفة‪..‬‬

‫‪2‬‬
‫أما إذا عملت بما تعلم ‪ ..‬ورمت التغيير‪.. ..‬صار‬
‫الخطب جنونا ‪..‬‬
‫والجنون فنون ‪.. ..‬‬

‫مقدمة‬

‫لست شاعرا ‪ ...‬ولن أكونه !‬


‫وإمنا أكتب كلمات تقرتب من الشعر فيما أحسبه اترة‪ ..‬ومن النثر‬
‫اترة أخرى ‪ ..‬ومن اخلاطرة أحايني اثلثة‪...‬‬

‫‪3‬‬
‫ولست أفشي سرا هاهنا حينما أقر أنين ترددت كثريا قبل أن أنشر‬
‫هذه الكلمات على الناس واليت تعود يف أقدمها إىل أكثر من مخس‬
‫وعشرين سنة خلت‪..‬ألنين كنت ألفيها معربة عن أحاسيس شخصية‬
‫ومرتبطة أبحداث ووقائع معينة‪ ..‬قد يكون عفا عنها الزمن‪..‬‬
‫ولكن ما غري من رأيي أمران‪ :‬أوهلما أن بعضا من أصدقائي ألح علي‬
‫إحلاحا يف مجعها ونشرها ليطلع عليها الناس كاملة جمموعة‪..‬‬
‫واثنيهما أن بعض األحداث اليت دفعتين إىل الكتابة دفعا ستغدو‬
‫جزءا من اتريخ اجلزائر‪ ،‬وما فعلته ال يعدو أن يكون تسجيال ملوقف‬
‫مؤيدا أو منتقدا أو ممجدا أو راثيا أو متحسرا‪..‬‬

‫وحسيب أن أرى القارئ الكرمي راضيا عن بعض ما جاء فيها أو‬


‫ساخطا‪ ،‬ألن يف ذلك أقصى أماين الكاتب‪ ،‬أقصد تفاعل‬
‫القارئ‪..‬سواء أكان ابإلطراء أو ابالنتقاد أو ابلتصويب‪..‬أما إذا‬
‫كانت ردة فعله عكس ذلك ابلتجاهل والعزوف‪ ..‬فاقرأ على‬
‫كرب عليه أربعا ‪..‬‬
‫الكتاب السالم و ح‬

‫ومن يدري لعل هذه الكلمات تنفع مستقبال‪..‬مؤرخا أو أديبا أو‬


‫ابحثا عن حقيقة ما ‪...‬‬

‫‪4‬‬
‫فما كان فيها صوااب فمن هللا‪ ..‬وما كان فيها غري ذلك فمن نفسي‬
‫ومن الشيطان‪..‬‬
‫وعساها أن تكون شاهدة يل ال علي ‪..‬‬
‫ومن هللا التوفيق واحلسىن‪..‬‬

‫كلمات منظومة‬
‫‪5‬‬
‫‪1‬‬
‫بــــــــالدي‬

‫والجهل فينا قد كثر‬ ‫ع ّم الفساد وانتشر‬


‫فهل فهل من مدّكر‬ ‫والحق صار غائبا‬
‫ألجلها ساد البشر‬ ‫والمال أضحى قيمة‬
‫ما قد خفى و ما ظهر‬ ‫والفتنة انصبت على‬
‫أمامهـا ثم انكسر‬ ‫ومؤمن قد انحنى‬
‫حيّاك هللا المقتدر‬ ‫بالدنا يا أرضنا‬
‫لشعبنا الحر األغر‬ ‫ألم تكون موطنا‬
‫منها الجهاد قد صدر‬ ‫وقلعة حصينة‬
‫لبائس لم ينتصر‬ ‫واليوم عدت قبلة‬
‫وقلبه قد انفطر‬ ‫شكا هلل حزنه‬
‫يبكي الزمان المندثر‬ ‫حنا بفكر خاشع‬
‫بين الشباك تنتظر‬ ‫فال تكوني فريسة‬

‫‪ 1‬أصل هذه األرجوزة كلمات كتبتها سنة ‪ 1986‬حينما كنت في االبتدائية بعنوان البالد الفاسدة وكان ذلك أول‬
‫عهدي بالشعر‪ ،‬ثم أعدت كتابتها وأنا في الثانوية‪ ،‬ومن الغريب أنه لو قارنا بين جزائر الثمانينات وبين جزائر‬
‫األلفية الثانية لبدت جزائر الثمانينات جنة وحلما جميال ومنها قولهم أبناء الجيل الذهبي !‬
‫‪6‬‬
‫بين المعاء تعتصر‬ ‫ولقمة هنيئة‬
‫طال الزمان أو قصر‬ ‫بل أنت طود شامخ‬
‫وال عليك قد جبر‬ ‫والغبن ليس واجبا‬
‫فالفجر الح وانتشر‬ ‫على البالء فاصبري‬
‫بعد اإلياس والضجر‬ ‫والنصر يحلو طعمه‬
‫إال لبيب مصطبر‬ ‫واألمر ال يطيقه‬
‫مدبجا ومختصر‬ ‫والقول قد عرضته‬
‫ويجزني بالمغتفر‬ ‫وهللا يعفو زلتي‬

‫الجزائر في مارس ‪1994‬‬

‫لحظــة تفكــر‬
‫إذا ما اإلله عنك رضي‬
‫ّ‬
‫تعبأن بمن قد غضب‬ ‫فال‬
‫فما الدنيا غير ساعة تنجلي‬
‫يقضيها امرؤ في جد أو لعب‬
‫والموت محق بكل واحد‬
‫فجنة يلقى أو يلقى في لهب‬
‫ويوم يقوم الناس من رقدهم‬
‫‪7‬‬
‫يرون أعمالهم طارت في كتب‬
‫فمن جاءه الكتاب عن يمينه‬
‫فذاك الذي فاز بال ريب‬
‫ومن جاءه الكتاب عن شماله‬
‫فويل له من خسر ومن ثرب‬
‫فيا ويح من لم يكن ه ّمهم‬
‫سوى كنزهم لفضة وذهب‬
‫وتراهم قد طاولوا بنيانهم‬
‫أخلودا رجوا أم عيشا بال عطب؟‬
‫فأين فرعون مصر وعزه‬
‫وأين قارون ذو جاه وذوحسب ؟‬
‫وأين ملوك قد طال حكمهم‬
‫وأين الذي كان منهم في عجب ؟‬
‫آوتهم القبور لهم سكنا‬
‫فأين األنيس وأين الص َحب ؟‬
‫وكلهم آت في الحشر مفردا‬
‫فأين الحارس لهم يوم الرهب ؟‬
‫فما يجدي صاح يومذاك إال ما‬
‫رجوت به اإلله خالصا في طلب‬
‫خف حمله‬ ‫فخذ من دنياك ما ّ‬
‫وارض منها حالل رزق وطيب‬
‫وكن فيها غريبا أو ذا سفر‬
‫ال يرجو طول مكث أو قضا إرب‬
‫وصن لسانك إال من دعا‬
‫أو ذكر تتلوه أورادا وحزب‬
‫وسل حسن الختام اليوم كله‬
‫عسى هللا ينجيك من الكرب‬
‫‪8‬‬
‫الجزائر في أفريل‪2007‬‬

‫تحجبـــّي !‬

‫أخيـتي ولتذري‬ ‫تحجبي واستتري‬


‫في قلبك والخاطر‬ ‫رذائالا قد أورثت‬
‫ذوو ضالل منكر‬ ‫عن قوم سوء وخنا‬
‫محـذّرا في الخبر‬ ‫قد جاء عن نبيّنا‬
‫وهم أهَي ُل ال ُكفُر‬ ‫عن اتّباع غيّهم‬
‫من غير قلب مبصر‬ ‫يبغون فيك دمية‬
‫بأصفر وأحمر‬ ‫فإن أرادوا زيّنت‬
‫‪9‬‬
‫كاشفة لم تستر‬ ‫أو ألبسوها حلية‬
‫محرما في النظر‬ ‫ّ‬ ‫ما قد نهانا ربنا‬
‫من الخطا ذا القدر‬ ‫وليتها قد اكتفت‬
‫بمشية التبختر‬ ‫سرت‬ ‫لكنّها تك ّ‬
‫طر‬‫ع ُ‬‫أصنافا من ُ‬ ‫وفوقها قد ضم ّخت‬
‫ورمتك بالتحجر‬ ‫فإن نصحتها أبت‬
‫أما أتاكم خبري؟‬ ‫وصرحت في عزة‬ ‫ّ‬
‫من كل قيد قاهر !‬ ‫أني غذوت حرة ا‬
‫من ف نزار الشاعر‬ ‫أنوثتي أخذتها‬
‫ذا السفور الفاجر‬ ‫ومن تخالها نجت من‬
‫من صاحبات ال ُخ ُمر‬ ‫بزعمها قد أصبحت‬
‫وفتنة للسائر‬ ‫حجابها تبر ٌج‬
‫*****‬
‫رب كل البشر‬ ‫ّ‬
‫بربكن‬ ‫خبرنني‬
‫"موضة" كل داعر‬ ‫إلى متى إذعانكن‬
‫عما أتى في السور ؟‬ ‫أما كفى إعراضكن‬
‫الطاهر المط ّهر‬ ‫وعن حديث المصطفى‬
‫وريحها لم تحضر‬ ‫أن الجنان أبعدت‬
‫ولم تطع أمر البري‬ ‫لكل من تهتكت‬
‫تبدي وال تواري‬ ‫كاسية وعارية‬
‫عذابها من نار‬ ‫مميلة ومائلة‬
‫*****‬
‫ويدع للتفكر‬ ‫فالخطب ليس هيّنا‬
‫وجهده لم يكبر‬ ‫لكنّه ميسر‬
‫في طاعة األوامر‬ ‫لكل من قد أخلصت‬
‫‪10‬‬
‫طيبة السرائر‬ ‫على بصيرة مشت‬
‫كالدر في ال ُم ُحر‬ ‫عفيفة مصونة‬

‫الجزائر سنة ‪2007‬‬

‫‪2‬‬
‫ربيـــع العرب‬

‫ح ّل الربيع فافرحوا يا عرب‬


‫وأع ّدوا له آالت الطرب‬
‫قد جاءكم مزهوا بنفسه‬
‫كأنما ارتدى الثوب القشب‬
‫وراحت من فرحها شعوبكم‬
‫تقول مرحى بأجمل الحقب‬
‫هذا الذي طال انتظاره‬
‫و هرمنا ألجل هذا السبب‬
‫‪ 2‬هذه األحداث وأمثالها ستجد دائما فيها فريقين يختصمان‪ :‬مؤيد ومعارض‪ ،‬وأنا هنا أسجل موقفا من وجهة‬
‫نظري ليس إال‪ ،‬ولنترك الحكم للتاريخ‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫فصاح في فخره ربيعكم‬
‫سترون مني أعجب العجب‬
‫أنا الذي بيدي خالصكم‬
‫من الظلم ومن كل الكرب‬
‫ٌ‬
‫وخبز وحرية ٌ‬ ‫فعد ٌل‬
‫وفي جعبتي كل خير وهب‬
‫***‬
‫مرت بنا السنون كئيبة‬
‫ّ‬
‫أتانا خريف بشر وغضب‬
‫تهاوت في ذاك منظومة‬
‫أكل الدهر عليها وشرب‬
‫لكنّي لم أصح من غفوتي‬
‫السقم في الرأس أم في الذنب‬
‫إن كان هذا هو ربيعكم‬
‫فأين ثماره وأين العنب ؟‬
‫لعل قائال يهب من رقده‬
‫فأنت مع من طغى أو من شغب؟‬
‫ألم تعّد الشعوب ثورة ا‬
‫قضت على كل حكام العرب ؟‬
‫وبددت جميعا ا شملهم‬
‫فمنهم قتيل ومنهم من هرب‬
‫أفعال هذا الذي مرادكم؟‬
‫قلت لصاحبي بأسى ووصب‬
‫وبعد نيله أكان سعيكم‬
‫بأي ٍد سليمة من الريب‬
‫أم كنتم ضحايا مخطط‬
‫‪12‬‬
‫أعدّه لكم ماسون وعصب‬
‫فلتنظروا جميعا من حولكم‬
‫أين هو غيثكم بعد الجدب؟‬
‫ٌ‬
‫ممزق وأهله‬ ‫فشامكم‬
‫هاجروا من كل صوب وحدب‬
‫منصف‬
‫ٌ‬ ‫عراقكم يبكيه‬
‫كل يوم يقتل بريء ويستلب‬
‫طرابلس قبائل مهووسة‬
‫وك ٌل يدّعي دولة من خشب‬
‫ومصر أرض الكنانة ما لها ؟‬
‫تطل برأسها فتنة وتنتصب‬
‫ويمن سعيد يبحث سعده‬
‫وسط أكوام الخطوب والقنب‬
‫وتونس الخضراء مهمومة‬
‫فئات تبغي وأخرى ترتقب‬
‫***‬
‫إن كان هذا هو ربيعكم‬
‫فتبا ا له ربيعا اوألف تب‬
‫وكل ثورة متبوعة بفتنة‬
‫فال بوركت ثورة تلتهب‬
‫فقدوتي رسولي وحديثه‬
‫ليس قدوتي من هب ودب‬
‫ونبيكم لم يكن هذا دأبه‬
‫أليس سيد العجم والعرب‬
‫من كان ثائرا فعلى نفسه‬
‫فمنها كل الشرور والعطب‬

‫‪13‬‬
‫الجزائر سنة ‪2013‬‬

‫‪3‬‬
‫المر‬
‫الرحيـــل ّ‬

‫أبهجة الروح تريد الرحيال‬


‫وتودع قلبي سقيما عليال‬
‫وكنت بين الشهور مليكا‬
‫أقصد هنا شهر رمضان المعظم أعاده هللا علينا مواسم عديدة وأعواما مديدة‬ ‫‪3‬‬

‫‪14‬‬
‫وكنت جنا نا وظال ظليال‬
‫فال يجحد فضلك سوى غشيم‬
‫ومن كان طبعه عيّا جهوال‬
‫فمال القلوب ويح نفسي قست‬
‫ككوز مجخيّا ضليال‬ ‫ٍ‬
‫وغفر‬
‫ٍ‬ ‫ذكر‬
‫وأسماك ربّي شهر ٍ‬
‫وجعلناك نحن رقادا ا طويال‬
‫لحن وشد ٍو‬ ‫وبات ليلك بين ٍ‬
‫ب ّ‬
‫تهز قتيال‬ ‫وأنغام طرو ٍ‬
‫ورحنا نطلب فيك اغتنا اء‬
‫وما استطعنا إليه سبيال‬
‫تجارة ربّي هي أزكى نما اء‬
‫لو كنّا نملك قلبا ا عقوال‬
‫مرت عشره علينا سراعا‬ ‫ّ‬
‫ونحن نمنّي نفوسنا جميال‬
‫وعشرة أخرى تمضي تباعا‬
‫شكونا قيظا وجهدا قليال‬
‫وذي أواخر العشر تسري‬
‫ت ليالا طويال‬ ‫فطوبى لقان ٍ‬
‫عددنا يا شهر أيامك نبغي‬
‫رحيلك عددناك ضيفا ثقيال‬
‫فال خير فينا إن مضيت شزرا‬
‫غضوبا لعاص ٍكان فينا عجوال‬
‫فيا رب غفرا ا لسوء فعا ٍل‬
‫سودنا فيها شهرا ا فضيال‬ ‫ّ‬
‫ب‬
‫واجعله ذخرا ليوم عصي ٍ‬
‫تغدو الجبال كثيبا مهيال‬
‫‪15‬‬
‫العيـــن‬
‫وانظر خلفك‬ ‫أغلق بابك‬
‫وأخذ حذرك‬ ‫أحكم حرزك‬
‫ال تتحرك‬ ‫استر سترك‬
‫واحذر جارك‬ ‫ارق نفسك‬
‫در دورانك‬ ‫أبصر حولك‬
‫‪16‬‬
‫*******‬
‫مالك مالك ؟‬ ‫يسأل صاحي‬
‫اتق ّربّك‬ ‫ممن تخشى ؟‬
‫عنده رزقك‬ ‫فهو الكافي‬
‫‪----‬‬
‫تصيب بيتك‬ ‫قلتُ العينَ‬
‫أو أوالدك‬ ‫تمرض زوجا‬
‫تهدم جاهك‬ ‫تجلب فقرا‬
‫يحمي دارك‬ ‫علّي بشوكٍ‬
‫خ ّمس يدّك‬ ‫وإطارا ٍ‬
‫ت‬
‫من قد عانك‬ ‫أصرف‬
‫ْ‬ ‫ى‬‫حت ّ‬
‫‪----‬‬
‫مهلك مهلك‬ ‫قال صاحي‬
‫صن إيمانك‬ ‫ثق باهلل‬
‫أن حياتك‬ ‫واعلم جزما‬
‫يطرق بابك‬ ‫خير‬
‫فيها ٌ‬
‫ي ْازكي قلبك‬ ‫شر‬
‫فيها ٌ‬
‫مهما أصابك‬ ‫فاحرص دوما‬
‫عن أذكارك‬ ‫ْ‬
‫تغفل‬ ‫أالّ‬
‫عو ّد نفسك‬ ‫حبَّ هللا‬
‫قال نبيك‬ ‫العين ٌ‬
‫حق‬
‫أكبر ه ّمك‬ ‫ال تجعلها‬
‫سائر يومك‬ ‫ال تتطير‬
‫تشغل بالك‬ ‫من أشياء‬
‫يك ت ُ ْكالنك‬ ‫وعلى ربك‬
‫على أقوالك‬ ‫قلت شكرا‬
‫‪17‬‬
‫أوشك يهلك‬ ‫عالجت قلبا ا‬
‫بل غفرانك‬ ‫ربي صفحا ا‬
‫أعصي أمرك‬ ‫عشت حياتي‬
‫من قرآنك‬ ‫لم أتعلم‬
‫قول نبيّك‬ ‫لم أتدبر‬
‫عندك وحدك‬ ‫أن الحفظ‬‫ّ‬
‫خالف أمرك‬ ‫أمر‬
‫ما من ٍ‬
‫يا سبحانك‬ ‫هو مردو ٌد‬
‫‪----‬‬
‫عرني سمعك‬ ‫افقه قولي‬
‫ف جه ٍل وقتك‬ ‫يا من تمضي‬
‫واعقد عزمك‬ ‫دع وسواسا‬
‫من أخطائك‬ ‫أن تتعلم‬
‫هذا دأبك‬ ‫حسبي ربي‬
‫نقيا قلبك‬ ‫حتى يغدو‬
‫في توحيدك‬ ‫دونما شركٍ‬
‫‪4‬‬
‫موت العب‬

‫ترى لما كل هذا اللغط ؟‬


‫ب سقط!‬ ‫حجر على الع ٍ‬
‫ٌ‬
‫أكان حنقنا على موته‬
‫أم على عنفنا والشطط ؟‬
‫من سار في شوارعنا‬
‫رأى بأم عينه الغلط‬

‫‪ 4‬كتبت هذه الكلمات إثر مقتل العب إفريقي في أحد المالعب الجزائرية وما استتبع ذلك من حصص وبرامج‬
‫وموائد مستديرة حول العنف‪ ،‬رأيت أن أكثرها ال طائل تحتها ألسباب عديدة يطول شرحها‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫فهذا يجهر بذاءة‬
‫سباب وشتم مختلط‬
‫وذاك في فجر دأبه‬
‫ال يخش عقابا للشرط‬
‫شبابنا شعاره" الشعب‬
‫يريد زطلة تلتـقط "‬
‫فما بالنا دهشنا بغتة‬
‫أكان هذا أول العبط ؟‬
‫سيوف وخناجر مشهورة‬
‫ومشاجرات من كل نمط‬
‫حوادث المرور آلة‬
‫تحصد أرواحا كالقطط‬
‫صحافتنا تثير فتنة‬
‫ه ّمها أرباح وفقط‬
‫مالعبنا مجرد صورة‬
‫لمجتمع للسفل هبط‬
‫ب‬
‫كفانا من لغة خش ٍ‬
‫شعارات تكتب في يفط‬
‫والحل ليس في جلسة‬
‫ألصحاب البدالت والشنط‬
‫ثم ينفض الجمع كله‬
‫لجان وتقارير وخطط‬
‫*****‬
‫ربوا أبناءكم جميعهم‬
‫على حسن سلوك منضبط‬
‫فترغيب يكون تارة‬
‫وترهيب بعقاب بسط‬
‫‪19‬‬
‫واألم في ذاك مدرسة‬
‫لكن دوام الحال يشترط‬
‫وللردع أيضا دوره‬
‫فعقاب لكل مسيء سلط‬
‫وإذا ما أهمل األمر‬
‫صار كالعقد ينفرط‬
‫***‬
‫لنا في الرسول أسوة‬
‫إن كنا حقا أمة وسط‬
‫فصحبه جميعا ا قدوة‬
‫سلوا تاريخهم يغتبط‬
‫الخطب ليس موت العب‬
‫رماه موتور قد سخط‬
‫بل مات يا صحب عقلنا‬
‫وخلقنا في أكفان حنط‬

‫الملــــــل‪..‬‬
‫‪20‬‬
‫نفسي اليوم الملل‬ ‫َ‬ ‫أصاب‬
‫فما ترى يكون العم ُل‬
‫ولست وحدي في ذا مشتكيا‬
‫فكل الشباب مثلي يكتس ُل‬
‫إذا سألت لبيبهم فردّه ُ‬
‫ال شغل يشغلنا وال أم ُل‬
‫فإما إلى الطرقات ملجأنا‬
‫ومشاكس خط ُل‬ ‫ٌ‬ ‫فمعاكس‬
‫ٌ‬
‫وإما إلى المقاهي سبيلنا‬
‫وألعاب وجدل ُ‬ ‫ٌ‬ ‫فمال ٍه‬
‫وحديثنا ال تكاد تخطئه‬
‫لاير وبرشلونة تقتت ُل‬
‫ُ‬
‫ب‬‫أو كان حديثنا في طر ٍ‬
‫هذا المغني وذاك هو أفض ُل‬
‫والمال أضحى خير أمني ٍة‬
‫كيف السبيل له أسه ُل‬
‫ففالن له ألف سيّارة‬
‫وفالن له البنيان يكتم ُل‬
‫فجر ومعصي ٍة‬ ‫ناهيك عن ٍ‬
‫في قول وفعل ليس يغتف ُل‬
‫ومنهم من لم يعد ديدنه‬
‫سوى مخدرات لعقله بد ُل‬
‫أهكذا تقضون وقتكمو‬
‫ذنوب ومعاص يتلوها زل ُل‬ ‫ُ‬
‫أينكم من بيوت هللا شاغرة‬
‫فحلق الذكر فيها تعتز ُل‬
‫‪21‬‬
‫وأينكم من كتاب هللا بينكمو‬
‫ترت ُل‬ ‫ال حفظ له وال آيات ّ‬
‫ما فائدة ترتجى من عيشكمو‬
‫إن خلت أيامه من مجد أث ُل‬
‫أكان خلقنا للهو وملعب ٍة‬
‫تعالى هللا عن غير جد هز ُل‬
‫سرى لنا في األصحاب مثل‬
‫في سيرتهم مواعيظ ومث ُل‬
‫ألم يغدوا شبابا مثلكمو‬
‫فدوا نبي هللا نعم العم ُل‬
‫وكان لهم في كل يوم مشغلة‬
‫غزو وقرآن وعلم يحتم ُل‬
‫فلوما ضحوا بوقتهمو‬
‫لضاعت سنن وأسانيد تغتف ُل‬
‫أتدرون ما فرق بينا وبينهمو‬
‫علو هم ٍة جثا منها الجب ُل‬
‫فوقتهم وقتنا ال مزايدة‬
‫لكن ذا مبروك وذا يضمح ُل‬
‫وللقلب ساعات يقلبها‬
‫فتسديد وتقريب ال يجه ُل‬
‫ال أقول كما قال شاعرهم‬
‫ليت الشباب يعود ويحتفل‬
‫ولكن أقول طوبى وحيهال‬
‫لشباب بالمعالي يشتغ ُل‬

‫‪22‬‬
‫تغيــــــــــــر ‪!5‬‬

‫قالوا تغير وجار زماننا‬


‫تعش مع الذئاب‬‫ْ‬ ‫وكن ذئبا‬
‫فليس الوقت متسعا لحشمة‬
‫وال هو متس ٌع ل ُخ ْلق وآداب‬
‫بل نحن في زمن ولاى ظهره‬
‫لكل حيي أو ذي عفة َأواب‬
‫شعارنا الوقاحة بان رسمها‬
‫مؤنقة ببعض الشتم والسباب‬
‫*****‬
‫قلت فنحن إذاا في غابة‬
‫قانونها يسري بجبر وإرهاب‬
‫ضعفُه‬‫أن القوي آك ٌل من َ‬
‫قد أتى من دماثة طبعه الغالّب‬
‫ثم لماذا ندّعي في ذاك محبة‬
‫لرسولنا وما أتى به من الو ّهاب‬
‫ولما تكون أيضا صالتنا من‬
‫‪ 5‬طالما عانيت من اإلدا رة الجزائرية وتجربتي معها مريرة‪ ،‬وقد أودعت بعض هذه المعاناة في كتابي "‬
‫تجربتي مع اإلدارة الجزائرية‪ :‬أو كيف نصنع الفشل ؟ " يسر هللا طبعه‪ ،‬وما أسجله هنا هو غيض من فيض‪،‬‬
‫وكيف أن العقلية المريضة لكثير من الموظفين تقتضي فيما تقتضيه أن يتخلى العامل عن أخالقه ومبادئه لينجح‬
‫في مسيرته المهنية حسبهم‪ ،‬وهو ما ساهم في وصول كثير من اإلدارات إلى الحضيض‪,‬‬
‫‪23‬‬
‫غير تطبيق ولكن طلبا لثواب ؟‬
‫أم ترى لماذا يكون صيامنا‬
‫عطشا وجوعا دون صفو قلوب؟‬
‫أم ترانا قد حصرنا ديننا‬
‫في مظاهر خادعة لغافل مرتاب‬
‫ألم نعلم أن هللا لم يزل مطلعا‬
‫على سرائر النفوس و األلباب ؟‬
‫أجه ٌل ح ّل بنا أم هي غفلة ؟‬
‫أم أقول نفاقا ظاهر األسباب‬
‫فال غرو أن القيامة آتية‬
‫فيها يفرق كل أمر و كل مآب‬
‫ّ‬
‫لكن الدنيا صارت لنا فتنة‬
‫وأضحت نفوسنا موضع الخراب‬
‫فصرنا عبيد شهواتنا سجية‬
‫ألجلها نطرق ألف باب وباب‬
‫وأرزاقنا في السماوات محفوظة‬
‫حق بال ارتياب‬ ‫كرام ٌ‬
‫ٍ‬ ‫بأيدي‬
‫فلم التعجل والرضا بدنيّة ؟‬
‫عش كريما أو مت كابن الخطاب‬
‫***‬
‫سبة‬‫دعوا الزمان ال تنسبوا له ُ‬
‫ودعوا عنكم زور القول الكذّاب‬
‫أأصدقكم وأهجر قول نبيّنا‬
‫خير األنام ومبلّـغ الكتاب‬
‫أن الحياء واإليمان قد قرنا معا‬
‫ص ّح حديثه من غير اضطراب‬
‫ذروني فلن أتغير قيد أنملة‬
‫‪24‬‬
‫عن طبعي ولن أكون محابي‬
‫هللا قد ارتضى لي الحياء خلقا‬
‫وقد ارتضيته فليكن ذاك عقابي‬
‫ولن أكون كبعض الناس إ ّمعةا‬
‫دأبي‪ ،‬حتى أالقي رب األرباب‬

‫يوم ‪ 21‬ماي ‪2014‬‬ ‫الجزائر‬

‫رمضان‬
‫علينا وجاء‬ ‫أكرم بشهر قد ه ّل هالله‬
‫بيمن وإيمان‬
‫أظلّت الناس‬ ‫في الكون قد حلـت بشائره‬
‫بروح وريحان‬
‫زان يومه‬ ‫وطوبى لمن كان فيه قانتا‬
‫بصوم وذكران‬
‫‪25‬‬
‫بخشوع‬ ‫وأحيا الليل قائما متبتال‬
‫وصالة وقلب حاني‬
‫إني صائم‬ ‫يعفو عن السفيه ويشدو قائال‬
‫هلل الواحد الديان‬
‫ترجو‬ ‫وتخفي يمينه عن شمال ما أنفقت‬
‫ّ‬
‫وتفك أسر عاني‬ ‫رحمة‬
‫على خير‬ ‫ولسانه ال تلفيه إال مصليا‬
‫مبعوث لإلنس والجان‬
‫محمد صلوا‬ ‫نبي الرحمة والفضل والجود معا‬
‫عليه وترا ومثاني‬
‫بالسلم واألمن‬ ‫و ليلة فيها الروح و الملك تُنزل‬
‫قاله رب األكوان‬
‫نحسب رحيله‬ ‫فما لنا قد ضقنا بخير ضيف ؟‬
‫بالساع والثواني‬
‫بنوم و لهو و‬ ‫وترى أوقاتنا فيه مضيّعة‬
‫مسلسل وأغاني‬
‫وخموال وقلة‬ ‫وأضحت أيامنا فيه كسال‬
‫عطا و تفاني‬
‫***‬

‫لما قد ألصقنا‬ ‫أشهر الهدى عذرا وتأسفا‬


‫بك من نكران‬
‫وسوء أخالق‬ ‫فأنت بريء من كل منقصة‬
‫سورة غضبان‬ ‫و َ‬
‫تحث غافال‬ ‫أما آن لصومنا ذا من صحوة‬
‫وتوقظ نومة وسنان‬

‫‪26‬‬
‫ونودي الفائز‬ ‫وهذي الجنان أحضر نعيمها‬
‫من باب الريان‬
‫من قول زور‬ ‫لكل من كان مخلَصا صومه‬
‫وغيبة و بهتان‬
‫المشمرون‬
‫ّ‬ ‫وأين‬ ‫فأين العاملون لمثل هذا وصنوه‬
‫لجنة رضوان ؟‬
‫واجعله ذخرا‬ ‫ربي تقبل منا صومنا وقيامنا‬
‫ليوم الحشر الداني‬
‫إال عمال خالصا‬ ‫يوم ال ينفع جاه وال مسألة‬
‫لوجه الرحمان‬
‫قد أفلح الصائم‬ ‫فاذكروا قولي و اجعلوه حكمة‬
‫التقي الرباني‬

‫الجزائر يوم ‪ 09‬جويلية ‪2014‬‬

‫رســائل العيد‬

‫كثيرة ٌ عديده‬ ‫رسائ ٌل مجيده‬


‫بأحرفٍ جديده‬ ‫أتت بها الهواتف‬
‫والسنةُ سعيده‬ ‫ٌ‬
‫مبارك‬ ‫فعيدكم‬
‫‪27‬‬
‫بنكه ٍة فريده‬ ‫لكنّنا في ٍ‬
‫عالم‬
‫في لمس ٍة بعيده‬ ‫عواطف محصورة ٌ‬ ‫ٌ‬
‫سريعةٌ بليده‬ ‫جرت بها أنام ٌل‬
‫هجين ٍة شريده‬ ‫ولهج ٍة غريب ٍة‬
‫في حيرةٍ شديده‬ ‫رمت بها قاموسنا‬
‫عن فترةٍ بعيده‬ ‫أروي لكم حكايةا‬
‫مشقةا أكيده‬ ‫تزاور بها غدا‬ ‫ٌ‬
‫متعبةٌ كؤوده‬ ‫ورحلة اطويلةا‬
‫وسنّةا حميده‬ ‫وكان ذاك متعةا‬
‫بألسن مديده‬
‫ٍ‬ ‫ليس الهناء ك ْلمةا‬
‫حسودةٍ حقوده‬ ‫وأنفس مريض ٍة‬ ‫ٍ‬
‫لمهج ٍة رشيده‬ ‫بل الهناء صبغةٌ‬
‫يا أ ّمة العقيده‬ ‫وصدقنا شعارنا‬

‫‪28‬‬
‫ثورتــــنا !‬

‫قدّمت أغلى‬ ‫ثورتنا أعظم الثورات‬


‫التضحيات‬
‫قسما ماحقا‬ ‫أقسم الشعب بربّه‬
‫كالنازالت‬
‫يستنزف خيرا‬ ‫أن ال يبقى مستدمر بها‬
‫وخيرات‬
‫فدى هلل رب‬ ‫خير الشباب سبّل نفسه‬
‫السماوات‬
‫إنّما األعمال‬ ‫وكانت مخلصة نيته‬
‫بالنيّات‬
‫فشهيد في عدن‬ ‫فجزاهم ربّهم بلطفه‬
‫الجنّات‬
‫تارة في المدن‬ ‫وثائرهم يحرز نصره‬
‫والساحات‬
‫عدوه أعظم‬
‫ّ‬ ‫وأخرى يلّقن في القرى‬
‫البطوالت‬

‫‪29‬‬
‫مألت بالعجب‬ ‫سبع من السنين طويلة‬
‫الصفحات‬
‫دمهم سقى أرض‬ ‫مليون شهيد ونصفه‬
‫البركات‬
‫كطائر يجوب‬ ‫جزينا بفضلهم حرية ا‬
‫النسمات‬
‫***‬
‫تثير عديد‬ ‫توالت عقو ٌد كثيرة ٌ‬
‫السؤاالت‬
‫قطعت لنعم‬ ‫أترانا وفّينا عهودا ا‬
‫الرجاالت‬
‫يسودها عدل‬ ‫جزائر‬
‫ٌ‬ ‫كانت أحالمهم‬
‫ومساواة‬
‫طعام‬ ‫لكننا نرى حولنا فقرا ا‬
‫أصحابه الفتات‬
‫عبثا ا‬ ‫وآخرون ترى كيف اغتنوا‬
‫أحصوا مليارات‬
‫ليشمل‬ ‫فسا ٌد يمدد جناحه‬
‫كل المجاالت‬
‫ليروا ما‬ ‫لو عاد شهداؤنا فرضا ا‬
‫فعل السنوات‬
‫بقولهم شكرا‬ ‫أكان يرضيهم حالنا‬
‫يا سادات‬
‫سبيلهم‬ ‫أم تراهم يهجوننا‬
‫أقذع العبارات‬
‫لنغدو صورا‬ ‫ما لهذا ثرنا جميعنا‬
‫وشعارات‬
‫‪30‬‬
‫تنير لكم‬ ‫قد تركنا فيكم روحنا‬
‫ك ّل الوجهات‬
‫***‬

‫وإن كان‬ ‫عذرا ا لكم وألف عذر‬


‫وقته قد فات‬
‫في قاعات‬ ‫فذكركم طالسم تتلى‬
‫المؤتمرات‬
‫وجهته‬ ‫شباب‬
‫ٌ‬ ‫وثورتكم نساها‬
‫مالعب وسهرات‬
‫وسط‬ ‫ضاع إرثكم بيننا سدى‬
‫حسابات مزايدات‬
‫تقول نفسي‬ ‫أكنت في نظمي مبالغا؟‬
‫في الزفرات‬
‫فوق أحكام‬ ‫لكن لحب األوطان حك ٌم‬
‫الحكومات‬
‫كــــــــــراء !‬

‫أما‬ ‫كرا ٌء كرا ٌء ثم كراء‬


‫آن أن ينته هذا العناء‬
‫تمخر‬ ‫سكني صار في ّ سفينة‬
‫عباب بحار هوجاء‬
‫أسائل نفسي كل عام‬
‫متى الرحيل بعد البقاء‬
‫فآالف‬ ‫ومالي أشكو كذا حالة‬
‫مثلي يدعون السماء‬
‫يشيب‬ ‫بلدي كم فيك معضلة‬
‫لها رجال ونساء‬
‫‪31‬‬
‫ووعود تقطع كل مرة‬
‫يلوكها والة ووزراء‬
‫منحنا لكم مليون مسكن‬
‫ومليون تنتظر العطاء‬
‫لكنا أقوى‬ ‫لو كان قولكم ذا صحيحا‬
‫الدول جمعاء‬
‫يبكين‬ ‫ولما رأينا ربات بيوت‬
‫بدل الدموع دماء‬
‫ـثورة‬ ‫وبيوت من القصدير منــ‬
‫كأنها حمى وباء‬
‫وسنفعل كل‬ ‫دعونا من قولكم فعلنا‬
‫صيف وشتاء‬
‫فإذا ما نظرنا في واقع‬
‫رأينا إنجازاتكم هباء‬
‫شعار صار‬ ‫بلد غني وشعب فقير‬
‫حكمة عصماء‬
‫في بلد‬ ‫أعجزتم أن تعطوا مسكنا‬
‫الخيرات والنماء‬
‫و‬ ‫ترى لو كنا تعداد صين‬
‫حجمنا تونس الخضراء‬
‫لغدت القبور لنا مسكنا‬
‫وألرحناكم من كل الشقاء‬
‫ولكن في ذا أيضا معضلة‬
‫قبر لكل مواطن مستاء‬
‫كم أرضا تكفي أجسادنا‬
‫وكم لجنة تعقد في الخفاء‬

‫‪32‬‬
‫الحفر يكون‬ ‫لدراسة وضعية خطيرة‬
‫صبحا أم مساء‬
‫أحرقونا وارموا رفاتنا‬
‫في بحر لجي ليلة ظلماء‬
‫عمت‬ ‫عسى أن يحل لكم مشكلة‬
‫األموات واألحياء‬
‫لكنه‬ ‫قد يبدو قولي لكم مضحكة‬
‫ضحك كالبكاء‬
‫لوال إيمان صدق يمنعني‬
‫ويقيني بأقدار وقضاء‬
‫ال سكن في‬ ‫ألقسمت باهلل غير حانث‬
‫جزائر الشهداء‬
‫أو‬ ‫إال لصاحب كتف عريض‬
‫ابنا من أبناء الوجهاء‬
‫من‬ ‫لكنني أرجو في ذا معجزة‬
‫رب األرض والسماء‬

‫غــــــــــــــــزة !‬
‫وغزة ع ّم‬ ‫هل ينفع القصيد والرثاء‬
‫بهــا البـــالء‬
‫قتالهم‬ ‫ويهو ٌد عاثوا فيها فسادا ا‬
‫األطفال األبرياء‬

‫‪33‬‬
‫بقصفهم‬ ‫عكفوا عليهم ود ّمروا‬
‫تتطاير األشالء‬
‫تشكو‬ ‫وثكلى رفعت هلل أكفا ٌ‬
‫ضعفها فأين العزاء‬
‫أقواال‬ ‫وعرب شجبوا ونددوا‬ ‫ٌ‬
‫ضحكت لها األعداء‬
‫وأين سالحكم‬ ‫أين نخوتكم وإسالمكم‬
‫أيها العظماء‬
‫فسائل عن‬ ‫أال ذكرتم يوم رؤيا ربكم‬
‫إخوة لكم ضعفاء‬
‫يوم ال ينفع‬ ‫فما عساكم قائلين له‬
‫ندم وال رجاء‬
‫بئس فعلكم‬ ‫ورسولكم يذود عن حوضه‬
‫وبعدا ا ال ثناء‬
‫تتقاطر من‬ ‫هزكم رؤية طف ٍل‬ ‫أما ّ‬
‫جثته الدماء‬
‫على أهليها‬ ‫وبيوت هدمت أركانها‬
‫وهم أحيــاء‬
‫يرجون منكم‬ ‫شهر‬
‫نكبوا وهم في خير ٍ‬
‫رحمة رحماء‬
‫وكان فطرهم‬ ‫وكان فطركم خير مائدة‬
‫حزن وبكاء‬
‫***‬
‫من نقمة تحل‬ ‫أحسبتم أن حصونكم منيعة‬
‫بكم هيجاء‬

‫‪34‬‬
‫وهو الجبار‬ ‫أغركم اسم العفو من ربكم‬
‫تعالت األسماء‬
‫فيه يستوي‬ ‫غركم أن أخركم لموع ٍد‬ ‫أم ّ‬
‫الغني والفقراء‬
‫بأيدي من‬ ‫ولعل عذابه قد حاق بكم‬
‫تحسبونهم حلفاء‬
‫في جنة‬ ‫أما علمتم أن القتيل شهيد‬
‫رضوان له النعماء‬
‫يكتب لهم األجر‬ ‫ومجاهدو غزة ففي رباط‬
‫والجزاء‬
‫عنده بكل‬ ‫رب‬
‫وأما األرامل فلهن ٌ‬
‫مصيبة عطاء‬
‫يوم الغرقد‬ ‫شر بموعد‬ ‫وأما اليهود فب ّ‬
‫هناك اللقاء‬
‫ورائي اليهود‬
‫َ‬ ‫ي‬‫يوم ينادي عليهم كل ح ّ‬
‫الخبثاء‬
‫بل نكلّوا ال ع ٌد‬ ‫فاقتلوا منهم ما استطعتم‬
‫وال حصاء‬
‫فمزبلة التاريخ‬ ‫وأما من رام جبنا ومذلّة‬
‫له وعاء‬
‫***‬
‫حين قال ما‬ ‫أال رحمة هللا على خالد‬
‫تردد األصداء‬
‫ٌ‬
‫أعين أبصر‬ ‫ال نامت في اللحظ طرفة‬
‫بها الجبناء‬
‫الجزائر يوم ‪ 27‬جويلية ‪2014‬‬

‫‪35‬‬
‫زلـــــــزلة‬
‫زلزلت األرض فهربنا مسرعينا‬
‫نريد نجاة ا ونبحث معينا‬
‫فمنّا من ألقى خوفا بنفسه‬
‫من العلياء فكان حتفه مبينا‬
‫ومنّا من اشتكى للناس لوعة‬
‫أنشكو للناس رب العالمينا؟‬
‫يوم نلقى أعمالنا كتبا ا‬
‫ّ‬
‫تطاير شماالا ويمينا ا‬
‫فمالنا شغلنا بدنيا دنيّة‬
‫قد بعنا بقليل عرضها دينا‬
‫وكل أمره بنا رحمةٌ‬
‫أليس ربنا أرحم الراحمينا‬
‫ويرسل إلينا آياته تارة ا‬
‫سينا‬ ‫يذّكرنا ألجلها ما ن ّ‬
‫قد كان يرسلها قبل معذبا ا‬
‫إلى أقوام سوءٍ فاسقينا‬
‫وهذا حديث رسولنا منبئا ا‬
‫بأن قتيل الهدم فينا‬ ‫ّ‬
‫أع ّد اإلله له أجر شهي ٍد‬
‫في جنّة يسقى ماء معينا‬
‫من لم يمت بالسيف مات حتفه‬
‫آجال مكتوبة في علّيينا‬
‫وأذكر قول الغزالي مرة ا‬
‫حين كان ساكنا ا قسنطينا‬
‫‪36‬‬
‫فلما مادت بالناس أرضهم‬
‫فإذا بالناس عنه مدبرينا‬
‫فقال من هول ما رأى كلمةا‬
‫ال زال وقعها حقا ّ يقينا‬
‫ألستم الذين واجهوا فرنسة‬
‫بصدور عارية غير آبهينا‬ ‫ٍ‬
‫وعن بأس أجدادكم ومجدهم‬
‫صرتم اليوم هكذا تائهينا‬
‫إن لم يكن في إيمانكم وازعٌ‬
‫وفي اإليمان سلوة للمتقينا‬
‫فاستحوا من قول " أحفادهم"‬
‫هر حفيد اآلسدينا‬ ‫ما كان ٌ‬
‫صحي ٌح يا شيخ جميع قولكم‬
‫وما انتفعنا به لو تعلمونا‬
‫فإذا ما رأيتنا نلوك حديثا ا‬
‫عن غزة ويهو ٍد غاصبينا‬
‫حسبتنا واألقصى غدا محررا ا‬
‫وصلّينا صالة الفاتحينا‬
‫فإذا ما اهتزت بنا رجفة‬
‫ولّينا على أدبارنا عزينا‬
‫من كان يروم جهادا ا ورفعة‬
‫فمساجد هللا لنا ميادينا‬
‫ومن كان يدّعي فينا شجاعة‬
‫فزكاة المال تبين الباسلينا‬
‫وعفو وزه ٌد وعفّةٌ‬
‫ٌ‬ ‫وحل ٌم‬
‫كلّها أخالق سيد المرسلينا‬
‫ت ورشو ٍة‬ ‫ذروا عنكم كل سح ٍ‬
‫‪37‬‬
‫وتطاول البنيان عابثينا‬
‫ومن يكُ صافيا ا هلل قلبه‬
‫فلن يخش أقدارا ا وال منونا‬

‫اجلزائر يف ‪ 01‬أوت ‪2014‬‬

‫لو تحدث الرسول‬


‫كم ندعّي فيك محبةا‬
‫يا خير خلق هللا كلهم‬
‫جمع اإلله اسمك في أذان‬
‫وفي سائر األذكار والكلم‬
‫لكنّك لو كنت اليوم مطلّعا‬
‫على أمة صارت أخرق األمم‬
‫لقلت ملء فيك مندهشا‬
‫أضعتم سنتي وك ّل القيم‬
‫ألم أعهد إليكم حديثا ساقه‬
‫إليكم رواة الدين والعلَم‬
‫أن اتبعوا هديي وملّتي‬
‫ال تتبعوا سنن الغرب والعجم‬
‫فما لكم أعرضتم جميعكم‬
‫‪38‬‬
‫ويل عقل لم يفد من الحكم‬
‫أضعتم صالة أمرت بها‬
‫بل صار ديدنكم كرة القدم‬
‫وأضحى صومكم إلف عاد ٍة‬
‫تمنون زوال شهر كل النعم‬
‫وكنزتم أموالكم طمعا ا‬
‫أنسيتم يوم البعث من الرمم‬
‫وقلوبكم هي للشر مستودع ٌ‬
‫فحقد وغ ٌل وسوا ٌد كالحمم‬
‫حج وعمر ٍة‬ ‫ال نفع لكم في ٍ‬
‫أخ منعدم‬ ‫ما لم تؤدوا حق ٍ‬
‫فأقربكم منّي في الحشر منزلة‬
‫ذو الخلق الكريم الملتزم‬
‫وقد قال في ذاك شاعركم‬
‫إنما األمم باألخالق والهمم‬
‫دعوتم هللا في سجدتكم‬
‫أن ينصر المسلمين في األمم‬
‫أليس يكون طيب مأكلكم‬
‫شرطا ا لقبول دعا مسلم‬
‫والعمل الصالح قد يرفعه‬
‫لعنان السماء رسْل الحكم‬
‫لو نصرتم هللا لكان نصركم‬
‫سريعا ا كالبرق من الغيم‬
‫لكنكم هجرتم قول نبيكم‬
‫ق أثم‬ ‫وتبعتم نعق كل فاس ٍ‬
‫بصيح ومظهرة‬ ‫ٍ‬ ‫ال تنصروني‬
‫تدعون حبا وشوق ُمستهم‬
‫‪39‬‬
‫وال كان حبّي يوما مفرقعة‬
‫وشموعا تضاء في دجى ال ُ‬
‫ظلم‬
‫فأنتم تؤذونني في كل يوم‬
‫بعصيان وفسق وقطع رحم‬‫ٍ‬
‫ذروا أعدائي في بلهنية‬
‫يأتيهم سوط جبّار منتقم‬
‫وعليكم بخصوص أنفسكم‬
‫عالجوا هواها من السقم‬
‫وطبقّوا تعاليمي في عيشكم‬
‫تكونوا أسعد الناس كلّهم‬
‫قد أفلح من كان لي تبعا ا‬
‫بصدق أفعاله ال بالكلم‬

‫الجزائر سنة ‪2014‬‬

‫مـــــــــــرام‬
‫ازدان فراش سمير بطفلة‬
‫‪40‬‬
‫أسماها بإذن هللا مراما‬
‫فرم لها يا سمير مكانة‬
‫كيما يكون لها بعد مقاما‬
‫وانسبها لمازيغ أو يعرب‬
‫ما كان لها اإلسالم لزاما‬
‫فهذا بن باديس لنا قدوة‬
‫أينكر فضل البدر تماما‬
‫ي عربّه دين محمد‬ ‫مازيغ ٌ‬
‫فكان مصلحا فقيها عالّما‬
‫كذا فه ُم أسالفنا لدينهم‬
‫بنوا حضارة اعزا كراما‬
‫فما خطبنا اليوم سفاهة‬
‫ال علم حصلنا نافعا إماما‬
‫وال دينا تمسكنا به عصمة‬
‫فكان سعينا صفرا عداما‬
‫نصر‬
‫ٍ‬ ‫أسمير ترقب قرب‬
‫يوم تغدو البنين شما عظاما !‬

‫‪41‬‬
‫‪6‬‬
‫انتصار‬

‫ملكة جمال الجزائر‬


‫فاق جمالها االعتبار‬
‫هزمت كل منافسيها‬
‫وسط الهتاف واالفتخار‬
‫وصرحت ملء شدقيها‬
‫في لغة هيجو وجيرار‬
‫أنا ابنة باب الوادي‬
‫رمز الصمود واالنتصار‬
‫حققنا قفزة نوعية‬
‫وكنا أوائل المضمار‬
‫أسكتنا كل مشكك‬
‫وردنا جاء كاإلعصار‬
‫بأن بناتنا جميالت‬

‫‪ 6‬حادثة طريفة ومحزنة تلك التي جعلتني أسجل هذه الكلمات‪ ،‬وهو تنظيم مسابقة لملكة جمال الجزائر‪ ،‬كل ما‬
‫كان يميزها يشير إلى بقاء فرنسا بحق في الجزائر‪ ،‬فالكالم بالفرنسية‪ ،‬والتنظيم بالفرنسية والعرض روحه‬
‫فرنسية‪ ،‬ولما نطقت الحكمة الفرنسية بهذه الحقيقة البادية للعيان‪ ،‬جن جنون الحضور وانقلبت القاعة رأسا على‬
‫عقب لكن من دون أن ينسى المنظمون أن يمنحوا هذه الفرنسية أموالها الضخمة‪ ،‬ومن الطريف أن مقدمة الحفل‬
‫هي رياضية سابقا وإعالمية حاليا يسمها الكثيرون ‪ ..‬بالمتألقة !‬
‫‪42‬‬
‫سواء بليل أو نهار‬
‫ونظمنا خير مسابقة‬
‫وليس من خلف ستار‬
‫عرضنا مفاتن نسوة‬
‫يقيمها حكام شطار‬
‫نحن أصحاب حضارة‬
‫رغم اعتراض األشرار‬
‫ينتقدون كل تقدم‬
‫رافعين المبادئ شعار‬
‫العري صار فنا راقيا‬
‫ياذوي العقول الصغار‬
‫ونزيدكم من الشعر بيتا‬
‫حفلنا يحضره الكبار‬
‫قامت عجوز فرنسية‬
‫متحدثة بكل وقار‬
‫وقد كرمت خير مكرمة‬
‫لبن‪ ..‬تمر وأزهار‬
‫كانت باألمس غانية‬
‫معروفة لدى الذعار‬
‫وصارت اليوم مختصة‬
‫كلمتها كسيف بتار‬
‫تقول هذي جميلة‬
‫فتهفو لها األنظار‬
‫ومن لم يرق شكلها‬
‫يكون مآلها الخسار‬
‫قالت الشمطاء كلمة‬
‫في بلد العزة والثوار‬
‫‪43‬‬
‫إن الجزائر فرنسية‬
‫أقولها دونما اعتذار‬
‫فهال الحاضرين هذه‬
‫وانهالوا عليها بالشنار‬
‫بل الجزائر غدت حرة‬
‫وسترين ردنا المغوار‬
‫اركبي سيارة أجرة‬
‫تمر من فندق لمطار‬
‫ولن تنالي منا جائزة‬
‫غير صك مبلغ مليار‬
‫صرخت من فرط دهشتي‬
‫وصفقت لهكذا قرار‬
‫حفظتم بذا سمعتنا‬
‫وياله حقا من انتصار !‬

‫بطاطس‬

‫بطاطس يا فريدة الدهر‬


‫خبريني بربك عن السر‬
‫في كونك صرت عظيمة‬
‫يفوق سعرك كل سعر‬
‫أذاك لجمال ح ّل فيك‬
‫‪44‬‬
‫فجأة دونما أن ندري‬
‫أو صار من كنت طعامه‬
‫عبقريا يفري ما يفري‬
‫أبدت لي البطاطس يسمة‬
‫قائلة بشيء من السخر‬
‫سل عني أرض متيجة‬
‫وسهوال ممتدة إلى البحر‬
‫كنت باألمس عروسها‬
‫صفوفي تزيد عن الحصر‬
‫وأزين موائد مبسوطة‬
‫ال فرق بين غني وذي فقر‬
‫واليوم صارت تزاحمني‬
‫بنايات من الطوب حمر‬
‫جعلتم أرضكم مهجورة‬
‫ال من يقوم لها مطلع فجر‬
‫يش ّمر عن ذراع وساعد‬
‫ويقضي يومه في حرث وبذر‬
‫ويدعو ربه بعد تمامه‬
‫أن بارك لنا في هكذا أمر‬
‫فيغدو نتاجه مباركا‬
‫قناطير تسري وتمري‬
‫يا صاح ال تعجب من أزمة‬
‫تراها قد رفعت من قدري‬
‫ولكن تعجب من حالكمو‬
‫أبعد ه صالح‪..‬ال أدري‬
‫ركنتم إلى ذهب أسود‬
‫حباكم هللا به في قفر‬
‫‪45‬‬
‫لكنها ثروة موقوتة‬
‫تغر أحمقا قليل فكر‬
‫ّ‬
‫رحم هللا زمانا غابرا‬
‫كانت بالدكم مصدر فخر‬
‫تصدّر قمحا وغلّة‬
‫تكفي شعوبا أبد الدهر‬
‫واليوم صرتم هكذا عالة‬
‫تستوردون في عسر ويسر‬
‫ألفتم ربحا في سهولة‬
‫يأتيكم في طبق من التبر‬
‫ويوم تجف آبار بترولكم‬
‫كانت باألمس القريب تجري‬
‫هناك تذكرون قول بطاطس‬
‫خذوها حكمة واقبلوا عذري‬
‫ليس الغنى عن مضاربة‬
‫وأرصدة في البنوك كثر‬
‫لكن الغنى في يد عاملة‬
‫ونفس طموحة طيلة عمر‬

‫‪46‬‬
‫كلّنا محمد ‪ ...‬يا شـــارلي‬
‫قال العصاة كلّنا شارلي‬
‫قلت مهالا واسمعوا قولي‬
‫أتعنون بذاك أن قدوتكم‬
‫بصبح وليل‬ ‫ٍ‬ ‫عربي ٌد يسخر‬
‫الرب بها‬ ‫من كل شريعة جاء ّ‬
‫طول‬ ‫منز ٍل ذي َ‬ ‫ب ّ‬‫وكتا ٍ‬
‫وما ترى بع ُد هكذا سخري ٍة‬
‫أتقضون كل دنياكم في هزل‬
‫أما سألتم كيف بعد موتك ُم‬
‫ب ورمل؟‬ ‫أأجساد تبلى في تر ٍ‬
‫وأرواحكم أتبلى كذا معها‬
‫أترقى العال أم تهبط لسفل ؟‬
‫إن كان الوجود ال معنى له‬
‫بهيم وذي عقل‬ ‫فال فرق بين ٍ‬
‫وإن كان له حكمة منشودة ٌ‬
‫فهالّ أخبرها بكم شارلي ؟‬
‫أأرثي لحالكم وأشفق لها !‬
‫لعيشكم دونما غاي ٍة و ُمثْل ؟‬
‫حنق وغضبةٌ‬ ‫ٌ‬ ‫أم ينتابني‬
‫لقصورنا في بالغ دين فضل؟‬
‫****‬
‫محم ٌد أخو عيسى و ْهو يصدقُهُ‬
‫‪47‬‬
‫وينزل قبل القيامة على مهل‬
‫فيقتل خنزيرا ويصلي لقبلتنا‬
‫ويكس ُر صليبا ويحكم بعدل‬
‫وموسى إن كان بيننا عيشهُ‬
‫فشرعه اإلسالم دونما ذ ّل‬
‫وكل األنبياء محم ٌد صلّى بهم‬
‫خاتم األنبياء وخير الرسل‬
‫ميم محمد محبةٌ ال ح ّد لها‬
‫خطل‬‫وحاؤه حل ٌم لسفيه ذي ْ‬
‫حرب ال ظلم يقربها‬ ‫ٌ‬ ‫لكنّها‬
‫ّار وكل فرعون عتْل‬ ‫لك ّل جب ٍ‬
‫محو لمضلّة‬ ‫وميمه األخرى ٌ‬
‫ودالهُ دعا ٌء لربّ ٍ معلي‬
‫محم ٌد جاء بشريعة مبيّن ٍة‬
‫صبح وليل‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫فرق بين‬ ‫بيضاء ال‬
‫وعلّمنا األمور جميعا ا كلّها‬
‫األزل‬ ‫وكيف كان الكون في ْ‬
‫وكيف تكون بع ُد نهايته‬
‫يطوى كما الكتاب في السجْ ل‬
‫يقين ال ريب به‬ ‫فديننا ٌ‬
‫وديدنكم في شكٍ وفي ج ْدل‬
‫جهلتم محمدا ا فعاديتم شخصهُ‬
‫كذا يعادي المر ُء عن ج ْهل‬
‫ولو عرفتم تاريخه وسيرتهُ‬
‫صل‬ ‫لغدا قدوتكم في قو ٍل ف ْ‬
‫شعر ما أجمله‬ ‫ٌ‬ ‫"كلّنا محمدٌ"‬
‫لو يصدق قولنا بجميل ف ْعل‬
‫‪48‬‬
‫يكف الكفار قيد أنملة ٍ‬‫ّ‬ ‫ولن‬
‫عن رمي نبيّنا بنكير قول‬
‫ولن يضير ذاك من قيمته‬
‫السحاب نهيق ب ْغل‬‫َ‬ ‫حتى يضّر‬
‫*****‬
‫ربّ اعف عنّا واغفر زالّتنا‬
‫تعز وتعلي‬ ‫وارزقنا حكمة ّ‬
‫فنحن في أزمان كئيب ٍة‬
‫أذّلت عاقال ورفعت ذا هبْل‬
‫وبغير هدي هللا ما حالنا؟‬
‫وبغير هدي النبي كامل الك ّل‬
‫كعيس في البيداء تائه ٍة‬
‫ٍ‬
‫ال من يرشدها لمورد سيْل‬
‫وصالة وسالما ال ح ّد لها‬
‫على محمد رغم أنف ك ّل شارلي‬

‫الجزائر سنة ‪2015‬‬

‫‪49‬‬
‫مقــــــــــــام ‪..‬‬
‫ذلك عندي رجع‬ ‫أمقامي بالمقام سديد‬
‫بعيد‬
‫صار عدهم‬ ‫تغير المدراء حتى أنه‬
‫كثير عديد‬
‫يقرصنا برد وجوع‬ ‫وجلوس في المكاتب تارة‬
‫شديد‬
‫عن قناة لها شأن‬ ‫وأخرى نمل فيها حديثا‬
‫جديد‬
‫كمحب ينازع‬ ‫وكل يوم نمني نفوسا‬
‫هواه بريد‬
‫مضت وكان‬ ‫وكم غرت النفوس أمان‬
‫مآلها وئيد‬
‫لكأنها‬ ‫تحيط بنا العيون شزرا‬
‫شيطان مريد‬
‫بنميمة لها‬ ‫وتنقل األسماع أقواال‬
‫عليها مزيد‬
‫يحرسها أعوان‬ ‫أثكنة أدخلها صباحا‬
‫وجنود !‬

‫‪50‬‬
‫ضجيج وضوضاء‬ ‫أم هي ورشة مفتوحة‬
‫وسهود‬
‫فرحلتنا‬ ‫نقلنا من موطن لمثله‬
‫ليس لها حدود‬
‫لهم طموح‬ ‫أرب المقام رفقا برفقة‬
‫وعزم حميد‬
‫وال ربطة‬ ‫وليس النجاح في بدلة‬
‫األعناق تفيد‬
‫بابداع‬ ‫إن لم تفجر فينا طاقة‬
‫ونشاط يسود‬
‫وال تلم‬ ‫فال تلومن فينا فاشال‬
‫ذاهبا ال يعود‬
‫مـــــــأدبـــة‬

‫أناصر تأتينا بلحم ضأن‬


‫وتحسب بذاك أن ترشينا‬
‫لو كان لحمك مقدار طن‬
‫لما أسكت مني لسانا مبينا‬
‫ٌ‬
‫رفاق ذوو معز ٍة‬ ‫ولوال‬
‫وطبع كريم كان لي قرينا‬
‫لغدت قاعة التحرير ساحة‬
‫تخط في التاريخ حربا هتونا‬
‫غير أني أعفو عنك نزاهة‬
‫فالعفو من شيم الصالحينا‬
‫فاقدم على فواكه في سلطة‬
‫وكل منها شماال ويمينا‬
‫فنحن أقوام عز ومكرمة‬
‫‪51‬‬
‫تخر لنا الجبابرة خاضعينا‬
‫وكفاك بالمقام فيه مقامة‬
‫يحار اللبيب فيها سنينا‬
‫ووجه سهامك إن رمت رميا‬
‫لمن حباه المقام ملكا حزينا‬
‫متى رأيت الرويبض يغدو‬
‫ويلوك الكالم سخفا ا طنينا‬
‫فاعلم أن الزمان صار هجوا ا‬
‫ويأذن بالرحيل حينا وحينا‬
‫فيا ليت شعري ما فطنة ٌٌ‬
‫في مقام السوبة والكوزينا‬

‫أنين قلـــم‬

‫هذا التعلل والند ُم‬ ‫كفى شكواك يا قل ُم‬


‫لغيرك تهفو األمم‬ ‫أتعتب فينا زمنا ا‬
‫دونها تدنو القمم‬ ‫لكرة األقدام منزلة‬
‫قزما يا حبذا القزم‬ ‫وصرت فيها منعزال‬
‫زعموا‪ ..‬بئس ما زعموا‬ ‫وقالوا نبغي تقدّما‬
‫أنام ٌل فهمها العدم‬ ‫ترى اللَ َوحات رقميةا‬
‫‪52‬‬
‫كان عنوانها القلم ؟‬ ‫ألم ينزل الرحمن سورة‬
‫رددها العُرب والعجم‬ ‫وقال شاغل الناس قولة‬
‫ومعه القرطاس والقلم‬ ‫بأن الخيل والليل يعرفه‬
‫أو كان مثوى أمه الرمم‬ ‫ليس اليتيم من ال أبا له‬
‫سيان فيه الصح والسقم‬ ‫إن اليتيم من لست صاحبه‬
‫وغ ٍد أشرقت له ال ُ‬
‫ظلم‬ ‫ّ‬
‫تيأسن من أم ٍل‬ ‫فال‬
‫أن جرت بك أقدار والحكم‬ ‫ويكفيك بالفخر مرتبة‬
‫الجزائر‪ 21‬يناير ‪2016‬‬
‫لو كنت طائرا‪..‬‬

‫لو كنت طائرا لجبت الفيافي والقفار‬


‫لزرت الغوابي والبحار‬
‫الستمعت الى خرير المياه‬
‫والسترحت في ظالل األشجار‬
‫لرددت أحلى األغاني‪..‬‬
‫بنشيد يعلوه الوقار‬
‫لسبحت ربي في عليائه‬
‫واكتفيت برشفة وثمار‬
‫***‬
‫قم أيها الحالم ‪..‬‬
‫يقول صاحبي باستهتار‬
‫أنت الزلت هاهنا واهما‬
‫بحرية وبساطة عيش‬
‫واخضرار‬
‫انسيت النسور تعلو‬
‫تريد منك هفوة‪ ..‬لحظة الفرار‬
‫‪53‬‬
‫ونسيت الصائد يرنو‪..‬‬
‫وسالح صارم بتار ؟‬
‫***‬
‫لست أخشى عدوا أراه‪..‬‬
‫ماثال جنبي ‪..‬وضح النهار‬
‫لكنني اخشى احمقا‬
‫بليد الفكر محتار‬
‫يقص جناحك خائال‬
‫انك فأر بمنقار‪..‬‬

‫‪ 16‬نوفمبر ‪2016‬‬

‫حب الجزائر‬

‫كلنا سواء في حب الجزائر‬


‫عجائز وشيوخ وحرائر‪..‬‬
‫وشباب في المالعب ماهر‪..‬‬
‫دعاة ٌ ‪..‬بغاة‪..‬‬
‫أفراد وعشائر‪..‬‬
‫مدنيون وعساكر‪..‬‬
‫مثقفون و كوادر‪..‬‬
‫عاطل في الشوارع سائر‪..‬‬
‫عامل ‪..‬صناعي ‪..‬وتاجر‬
‫‪54‬‬
‫شاعر وناثر‪..‬‬
‫مساند ‪..‬‬
‫معارض ‪..‬‬
‫وثائر‪..‬‬
‫بر محسن وفاجر‬
‫معافى‪ ..‬ومريض في الفراش صابر‬
‫حتى الحراقة في البواخر‪..‬‬
‫حتى األموات في المقابر‬
‫كلهم ‪...‬يهيم في حب الجزائر‬
‫لكن اتراه يكفي وحده‬
‫حب ‪..‬وشيء من المشاعر‬
‫فما بال الجزائر تشكو ؟‬
‫وتذرف من الدموع الهوامر‬
‫***‬
‫أهكذا يكون الحب ‪..‬‬
‫يا ابناء مفدي وديدوش وقادر‬
‫لو كان حبكم صادقا ‪..‬‬
‫تقول الجزائر‪..‬‬
‫لبنيتم صروحا وبروجا‪..‬‬
‫وعمائر‪..‬‬
‫لشيدتم بأيديكم مجدا‬
‫ولغدوت أجمل الحواضر‪..‬‬
‫لو كان حبكم صادقا ‪..‬‬
‫لذكرتم مليون شهيد‪..‬‬
‫و بأبخس األثمان ‪..‬‬
‫ما بعتم الضمائر‪..‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ 17‬نوفمبر ‪2016‬‬

‫حــــــفرة‬

‫حفرة‪..‬كغيرها من الحفر‬
‫قالوا قد جاء بها المطر‬
‫فأسقطت غير سيارة‬
‫وأسقطت فيها البشر‪..‬‬
‫أهالكم أن كانت كبيرة ؟‬
‫والهول ليس من ذا الكبر‬
‫فنحن في كل مصيبة‬
‫نصنع من مآسينا سمر‪..‬‬
‫فقال بعضهم هو الخسف‬
‫‪56‬‬
‫وآخرون الموا القدر‬
‫ومضى الشباب بزهوه‬
‫ينشر في الفيس الصور‬
‫فقلت هلل ألف تحية‬
‫وله الحمد على ما ستر‬
‫وذكرت في المقام مقولة‬
‫قد جاء بها الفاروق عمر‬
‫إذا ما عثرت في العراق بغلة‬
‫لخفت أن يسأل عنها عمر‬
‫فإالم الطريق غير سوية‬
‫وإالم عيشنا بين الحفر ؟‬

‫الجزائر ‪ 21‬نوفمبر ‪2016‬‬

‫ال تقل ‪..‬وقل‬

‫‪57‬‬
‫أعادل ال تقل شعرا‬
‫وال تخط بيمينك نثرا‬
‫إن كان فيه انتقاد‬
‫فتحمل بعده وزرا‬
‫وقل كل شيء جميل‬
‫لتنال قدرا وذكرا‬
‫أليست هذه شيتة‬
‫قلت في نفسي سرا‬
‫وذكرت قول معلم‬
‫يوم كان قوله سحرا‬
‫قل يا بني الحق تسلمن‬
‫قل الحق ولو كان مرا‬
‫أهذي نصيحة مريحة‬
‫أم صار فعلها جمرا‬
‫فألقل ما بدا صراحة‬
‫ويحدث هللا بعده أمرا‬
‫فما الدنيا غير ساعة‬
‫تمضي فندخل قبرا‬
‫وتغدو الفعال جلية‬
‫وقولنا خيرا وشرا‬
‫فقل ما شئت أو التقل‬
‫واذكر قبل ذلك ذكرا‬
‫إذا ما األرض بنا ترجف‬
‫ومارت السماء مورا‬
‫هناك يبطل كل قول‬
‫وربك قوله خير طرا‬

‫‪58‬‬
‫الجزائر ‪ 27‬نوفمبر ‪2016‬‬

‫حلم ‪..‬‬

‫مواطن سرحان‬
‫يحلم بسكن ‪..‬ورغيف‬
‫وأمان ‪..‬‬
‫بأسعار رخيصة‬
‫ونظافة في المكان‬
‫بشوارع غير مكتظة‬
‫بهدوء ‪..‬‬
‫وشيء من الحنان‬
‫بحرية وعدالة‬
‫وكرامة ‪ ..‬تجعله إنسان ‪..‬‬
‫***‬
‫أهذا كثير‪..‬‬
‫يقول صاحبنا‬
‫أم أني كصاحبة الفنجان‪..‬‬
‫طريقك مسدود‬
‫مسدود‬
‫مسدود‬
‫ودونه آالف األزمان‬
‫وحراس وبحور وشطآن‬
‫‪59‬‬
‫لكني لن اعرف يأسا‬
‫وسأحمل فأسا‬
‫وأرجع بالكنز الغالي‬
‫وأكسر قيد الحرمان‬
‫يا ولدي ‪ ..‬مهال‬
‫فقصرك مسحور‬
‫و نجاحك مسموم‬
‫ورفيق دربك ‪..‬شيطان‬
‫ولعلك تلج القصر‪..‬‬
‫وسط الغفلة والنسيان‬
‫لكنك تغدو منفردا‬
‫وال تأتي بنت السلطان‬
‫ويغدو حلمك كابوسا‬
‫وال يذكرك بعد إنسان‬
‫***‬
‫ألم تسمع يا ولدي‬
‫عن مفقود‪..‬‬
‫تاه في حلم‪..‬األوطان‬
‫فلتحيا يومك منتبها‬
‫ولتشكر نعمة الحرمان‬
‫في زمن التقشف‬
‫والقومان‬
‫فال تحلم وال تسرح‬
‫لتفوز برضا السلطان‬
‫ألن رضاه ‪..‬من رضا الرحمان‬
‫‪ 30‬نوفمبر ‪2016‬‬

‫‪60‬‬
‫حكاية مسلية‬
‫روى لي جدي حكاية مسليه‬
‫عن بلدة في األيام الخاليه‬
‫ماهر‬
‫ٌ‬ ‫وزير‬
‫ٌ‬ ‫عيّن فيها‬
‫له خبرة وشهادات ساميه‬
‫وفوقها شباب ونزاهةٌ‬
‫فكان نجمة في السماء عاليه‬
‫فقلت لجدي من فرط فرحتي‬
‫نجاح‪..‬أخيراهاهيه‬ ‫ٍ‬ ‫قصة‬
‫بل كان حكمه نكتةا‬
‫قال جدي بنبرة باكيه !‬
‫ٌ‬
‫وسوابق‬ ‫زور‪..‬فسادا‪..‬‬
‫ٌ‬
‫حقيقة غدت للعيان باديه‬
‫وأدخل التاريخ من واسع بابه‬
‫وزيرا ا دام حكمه ثانيه !‬
‫فليت شعري صارت أضحوكة‬
‫بلدة فيها المناصب خاويه‬
‫من كل شريف أو ذي همة‬
‫وعاد الرويبض فيها طاغيه‬
‫فما بال من كان قد عيّنه؟‬
‫سألت جدي مرة ثانية‬
‫لملم جدّي بقية دمعه‬
‫حنانيك‪ ..‬تلك هي الداهيه‬

‫الجزائر ‪ 29‬ماي ‪2017‬‬

‫‪61‬‬
‫ماذا نريد ؟‬

‫نريد التغيير‪..‬‬
‫نريد مزيدا من حرية التعبير‪..‬‬
‫نريد حقوقا انريد انتخابات‪..‬‬
‫من غير لف وتزوير‪..‬‬
‫نريد عدالة‪..‬‬
‫ال يقربها ظلم كبير‪..‬‬
‫نريد علما ا نريد أكال‬
‫نريد كل شيء‪..‬‬
‫يأتينا ملفوفا في حرير‪..‬‬
‫نريد فريقا جاهزا‪..‬‬
‫يحصد البطوالت تواليا‪..‬‬
‫من غير تكوين وتحضير‪..‬‬
‫نريد قصرا‪..‬‬
‫نريد عمرا ايدوم دهرا‪..‬‬
‫ملؤه سعادة وعبير‪..‬‬
‫نريد فاروقا يأتينا‪..‬‬
‫منزال فوق سرير‪..‬‬
‫نريد جنة الخلد‪..‬‬
‫فيها حور وحرير‪..‬‬
‫‪62‬‬
‫ولكن مهال‪..‬‬
‫أال يحتاج األمر لروية‬
‫وشيء من التفكير‪..‬‬
‫أتكفي إرادتنا وحدها‪..‬‬
‫مزينة بالحلم‪..‬‬
‫في ذا العالم الخطير‪..‬‬
‫لو كان الخطب هينا‪..‬‬
‫لغدا كل حلم حقيقة‪..‬‬
‫ولخال الكون من محتاج فقير‪..‬‬
‫لو كان التغيير مجرد أمنية‪..‬‬
‫من غير تضحية‬
‫وال مصحوبا بصحو ضمير‪..‬‬
‫لبدت جزائرنا جنة ا‬
‫ولكن في جحيم السعير‪.‬‬

‫الجزائر في ‪ 31‬اكتوبر ‪2017‬‬

‫‪63‬‬
‫ب‪ ..‬فَ َخطَّ َها يَ َر ِاعي َع لَى َع َجل‪..‬أُه َد َيها إِ َىل ُك ِحل‬
‫ضت بِٱحلُ ِح‬ ‫َك لِ َمات نَ بَ َعت ِم َن ٱل َق ل ِ‬
‫ب‪َ ..‬و نَ بَ َ‬
‫ض م َش ِ‬
‫اع ِر ٱل ِوِحد َو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ٱإل َخاء‪..‬ٱلَّيت ََت َم ُع‬ ‫ني َع لَى َم رَك ِز ٱألَف َساك ٱل َعامر‪َ ..‬ع لَّ َها تَن م َعن بَع ِ َ‬ ‫ٱل َقائِ ِم َ‬
‫ٱلصد ِق َو ٱل َوفَاء‪..‬‬‫ص ِ‬ ‫س ٱخلَض َراء َم َع َخالِ ِ‬ ‫بَ ِ‬
‫ني َج َزائ ِر ٱلش َهداء‪َ ..‬و تُونُ َ‬ ‫َ‬

‫سة ٱلَّنَ َجاحْ‬


‫َمد َْر َ‬

‫سالَ ْم‬ ‫ٱلطيَ َران لَك منّي َ‬ ‫سةَ َّ‬ ‫أ َم ْد َر َ‬


‫ع ْقلي َوقَ ْلبي في ُهيا ْم‬ ‫فَفُ َؤادي َو َ‬
‫س ْٱل َخض َْرا َء َكانَ لك َمقَر‬ ‫بتُونُ َ‬
‫مقرا و ُمقَا ْم‬ ‫صاح ًّ‬ ‫أ َ ْكر ْم به َيا َ‬
‫سبُل آلت َّ ْعليم ُجهوداا‬ ‫َك ْم بَذَ ْلت في ُ‬
‫يَا َحبَّذَا ٱل ُج ُهو ُد َو يَا ُحسْنَ ٱل َم َرا ْم‬
‫عا‬ ‫و َجلَبْت م ْن ُك ّل ٱلبقاع ُج ُمو ا‬
‫ب ٱلك َرا ْم‬ ‫يَا قبْلةَ ٱلع ْلم و يا َد ْر َ‬
‫ج َخي َْرهُ‬ ‫َو َج َم ْعت م ْن ُك ّل َم ْن َه ٍ‬
‫يق َو ش َْر ٌح ت َ َما ْم‬ ‫فَفَ ْه ٌم َو ت َْطب ٌ‬
‫سؤْ اال‬ ‫ت لذا ٱلنَّجاح ُ‬ ‫َو إذَا ما ُر ْم َ‬
‫ير نَاشطٍ َال يَنَا ْم‬ ‫س ْل عن ُمد ٍ‬ ‫فَ َ‬
‫ب َال يَ ْنفَذُ ُج ْه ُدهُ‬ ‫شبَا ٍ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫َو َ‬
‫عزي َم ٍة ال ت ُ َرا ْم‬ ‫ارةٍ َو َ‬ ‫َو إ َد َ‬
‫ع ْن َج َما َل قَ ْد َيسْب ُق ظلَّهُ‬ ‫س ْل َ‬ ‫َو َ‬
‫ف َو َك َال ْم‬ ‫ص ُّر ٌ‬ ‫ش ْيءٍ ت َ َ‬ ‫َو لَهُ في ُك ّل َ‬
‫‪64‬‬
‫ع ْن ُم َعلّمينَ ذَ ُوو خب َْرةٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫َو َ‬
‫ٱلظ َال ْم‬‫ير َّ‬
‫صابي ُح ٱل ُّد َجى تُن ُ‬ ‫َم َ‬
‫طالب ْٱأل َ ْفساك ت َج ْدهُ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫س ْل َ‬ ‫َو َ‬
‫طيّباا َواس َع ٱلع ْلم ُه َما ْم‬ ‫َخلُوقاا َ‬
‫صنُوف َو َمأ ْ َكل‬ ‫ع ْن طيب ٱل ُّ‬ ‫س ْل َ‬ ‫َو َ‬
‫ٱلطعَا ْم‬ ‫ع َّما ٌل بتَحْ ضير َّ‬ ‫يُجب َْك ُ‬
‫شهيد ُك َّل ت َحيَّ ٍة‬ ‫فَ ُخ ْذ م ْن أ َ ْرض ٱل َّ‬
‫س َال ْم‬ ‫ف أ َ ْلف َ‬ ‫ساكُ أ َ ْل ُ‬
‫لَك َيا أ َ ْف َ‬

‫تونس مارس ‪2018‬‬

‫وللمرأة عيد‪...‬‬

‫تح ّل الذكريات ملؤها الرجاء‬


‫ولنا فيها عبرة ولقاء‬
‫فكلنا‬ ‫فحدثي في ذا اليوم مؤسسة‬
‫سمع وكلنا ثناء‬
‫في‬ ‫أحدثكم بني الطيران مناسبة‬
‫وصفها يضل الشعراء‬
‫في‬ ‫فقوموا وحيوا معي نسوة‬
‫غراء‬
‫عيدهن بشائر ّ‬
‫وبذلن في كل شأن منقبة‬
‫فإرادة وعزيمة عصماء‬
‫قاسمن الرجال بغير تفرقة‬
‫مناصب يعلوها سر وبهاء‬

‫‪65‬‬
‫فال‬ ‫وغدت منهن للعمال ممثلة‬
‫ضاع حق وراءه نساء‬
‫وكم جلبت للسائحين سفرة‬
‫وعمرة وعطلة لها أصداء‬
‫ولها‬ ‫ونافحت للجميع مناضلة‬
‫في كل درب رفقاء‬
‫صدق‬ ‫ساهر‬
‫ٍ‬ ‫وال تنسوا فضل مدير‬
‫الوعود شيمته الوفاء‬
‫ما‬ ‫فــأوصيكم بني قومي وصية‬
‫جن عليكم صبح ومساء‬ ‫ّ‬
‫ما‬ ‫ما نجحت في األفق مؤسسة‬
‫اتحدّت عمال ومدراء‬

‫مارس ‪2018‬‬

‫سجلّي ‪...‬يا رباط‬

‫الترخيص عندنا تقييم وتأكي ُد‬


‫ألمن الطيران أبدا ا مفي ُد‬
‫ال تحصرن الترخيص في أجهزة‬
‫فهو نظام مرامه بعي ُد‬
‫مركزي وعن التشريع صادر‬
‫ي وسياسة عنه تحيد ُ‬ ‫إدار ٌ‬
‫له أربع من العناصر مهمة‬
‫فكن لها حافظا ال تزي ُد‬
‫مشغلون عبر تكنلوجية‬
‫‪66‬‬
‫بيئة وثقافة ونظام سدي ُد‬
‫وترخيص لكل ذا متوج‬
‫كذا قالت إكاو وقولها حمي ُد‬
‫ال تغفلن ابن الطيران عن خمسة‬
‫أمر وطي ُد‬ ‫فهن للتسيير ٌ‬
‫ٌ‬
‫أمن وسالمة ٌ‬ ‫صحةٌ‬
‫وجودة وبيئة ك ٌل عدي ُد‬
‫وعليك بوثائق اإلكاو فإنها‬
‫لطالب العلم حتم أكي ُد‬
‫وأكرم بمدير األكاو فإنه‬
‫منار ‪..‬ضو ُءه للعلم شدي ُد‬ ‫ٌ‬
‫وشكر موصول لكل مساهم‬ ‫ٌ‬
‫في ذا التكوين شكرا ال يبي ُد‬
‫بأرض الرباط غدا الملتقى‬
‫ق فري ُد‬ ‫وأنت يا لقاء بح ٍ‬

‫الرباط أواخر سبتمبر ‪2018‬‬

‫شكوى‬
‫اشتكينا من‪..‬‬
‫‪67‬‬
‫الوباء‬
‫اشتكينا من ‪..‬‬
‫الغالء‬
‫اشتكينا من‪..‬‬
‫الغباء‬
‫فهل نشتكي يوما‬
‫اننا في اوطاننا‬
‫غرباء‬
‫وفي غربتنا ايضا‬
‫تعساء‬
‫رب ال اسألك ردا‬
‫للقضاء‬
‫لكن أمنية تراودني‬
‫في بلج الصبح‪..‬‬
‫وحين المساء‬
‫أن اشعر بحريتي ساعة‬
‫وأختار ولو حالما‪..‬‬
‫عيشة النسر‪..‬‬
‫يطير في كبد السماء‪..‬‬
‫*****‬
‫ولكن ال تقرب فاكهة‪..‬‬
‫وال تشرب قطرة‬
‫ماء‪..‬‬
‫حتى ال يدركك البالء‪..‬‬
‫راعني الصوت مزمجرا‪..‬‬
‫كأنه ‪..‬الكهرباء‬

‫‪68‬‬
‫رب حتى في أحالمنا‬
‫أدركنا الشقاء‪..‬‬
‫الجزائر في أكتوبر ‪2018‬‬

‫دعوة‪..‬‬
‫دعاني اليوم أصدقا ُء‬
‫لجمع كريم له بهاء‬
‫فقلت مرحى وحيهال‬
‫فشيمة الحر ‪...‬وفاء‬
‫ودعوة شرفت بها‬
‫سماها حب وإخاء‬
‫وقالوا اليوم تكرمة‬
‫فقلت بلى يا حراء‬
‫نور‬
‫إن حراء لغار ٍ‬
‫وسمت علم له ضياء‬
‫جمعت فيك من كل خير‬
‫وإخوة فض ٍل كرماء‬
‫إذا مار مت صاح محبة‬
‫فقل جمعية هي حراء‬
‫الجزائر في ‪ 27‬أكتوبر ‪2018‬‬
‫درة الدهر‬
‫ّ‬

‫في‬ ‫رعاك هللا جامع الجزائـــــــــر‬


‫مجدك العزيز الظــــافـــــــر‬
‫فأنت صرح للسنة قائ ٌم‬
‫في وجه كل لئيم غـــــــــــادر‬
‫‪69‬‬
‫أال‬ ‫ٌ‬
‫أعين‬ ‫ومثلك لم تر قط‬
‫بوركت يد كل عامـــــــر‬
‫يادرة الدهر ويا مهجتي‬ ‫ّ‬
‫صوامع تشدو باسم القادر‬
‫فهابت‬ ‫وقفت كمثل الطود شامخا ا‬
‫مداك عشوش الكاسر‬
‫وعدت‬ ‫وخضت لجاج البحر هادرا ا‬
‫للس ْفن منارة العابر‬
‫مغرب‬
‫ٌ‬ ‫رفع األذان فرنـــا‬
‫مشرق ثوب الحائر‬ ‫ٌ‬ ‫وكسا‬
‫حللت مح ّل صانعي خمرةٍ‬
‫‪7‬‬
‫باألمس تزيل عقل الساهر‬
‫لقارئ‬ ‫وصرت اليوم خير قبل ٍة‬
‫القــــــــــرآن الماهــــــــــــر‬
‫فحيُك‬ ‫رب اسم محم ٍد‬ ‫فبارك يا ُ‬
‫‪8‬‬
‫يزهو باسمه الباهـــــــر‬
‫**********‬
‫ي في هنيــــــــه ٍة‬ ‫فهبنا أخ ّ‬
‫نَ ُجب نواحيه هيئة الزائر‬
‫مدارس‬ ‫ٍ‬ ‫وحيّي معي فضل‬
‫وسل عن عمرانها النادر‬
‫بأرجــــــــائها يت ُل موح ٌد‬
‫خشعا ا آي كتابه الطـــاهر‬
‫وسدد خطاك نحو متحفٍ‬
‫وعمق تاريخه الزاخر‬
‫من المعلوم أن مكان المسجد كان يضم قديما مصنعا للخمر‬ ‫‪7‬‬

‫نسبة إلى حي المحمدية الذي يتواجد به الجامع األعظم‬ ‫‪8‬‬

‫‪70‬‬
‫وال تذر فتح باب قاع ٍة‬
‫وبهوها الجميل السافر‬
‫إلى المؤتمرات سعى عال ٌم‬
‫بنور أضاء ك ّل الحاضر‬ ‫ٍ‬
‫إلى المكتبات غدا دربنا‬
‫يا منهل العلوم الوافـــر‬
‫ويا عجبي من ذي حديق ٍة‬
‫ويا بشرى بهجة الناظر‬
‫أناخت بواديك قوراب ٌ‬
‫‪9‬‬
‫فأكرم بالمركب الفاخــــــــر‬
‫ت للمصلين ساحةا‬ ‫وس ْع َ‬
‫كمسجد الحرام العامــــر‬
‫*********‬
‫صر‬
‫ق ُ‬ ‫فعذرا ا ألف ٍ‬
‫عذر جامعنا‬
‫الكالم عن الخاطـــر‬
‫أأحكي في العوالم قبّـــــةا‬
‫ورثت عن القُدس الزاهر‬
‫منمقة النقوش ذهبيـــــةا‬
‫ضياء الليل الكـــافــــر‬
‫بصرت عيني اليوم صومعةا‬
‫ما كذب الفؤاد ناظري‬
‫علت في السماء فتطاولت‬
‫فرآها كل با ٍد وحاضر‬
‫يا ثالث الجوامع قاطبةا‬
‫أبوصلة الضال الحائــــــــــــــر‬

‫يقصد به وادي الحراش المعروف‬ ‫‪9‬‬

‫‪71‬‬
‫وذكرك بعد الحرمين غدا‬
‫حدث الدنا ور َد الذاكر‬
‫محوت آثار الصليب كما‬
‫‪10‬‬
‫شموس ضوء الزاهـــر‬‫ٌ‬ ‫محت‬
‫أجوهرة السجود سال ٌم‬
‫سالما ا من الشعب الثائر‬
‫رعاك هللا جامع الجزائر‬
‫في فتحك المبين الظاهر‬

‫نوفمبر ‪2018‬‬

‫إشارة إلى الفيجري المبشر الفرنسي الذي كان يحمل الحي اسمه‬ ‫‪10‬‬

‫‪72‬‬
‫حــراك‬
‫تحرك الشعب‪..‬حراكا‬
‫فعال صوته السماكا‬
‫وراح الشعب في بؤسه‬
‫ينادي نظام ‪..‬كفاكا‬
‫كفى بربك سياسة‬
‫لك غنم‪ ..‬ولنا هالكا‬
‫مللنا منك حين دهر‬
‫لم يحكم فيها‪ ..‬إالكا‬
‫وطاب جنانك مرة‬
‫ولم يطب بع ُد لقاكا‬
‫شباب شاب مرارة‬
‫فكان للبحار شراكا‬
‫وشيب أحسوا مهانة‬
‫فأين العهود تُراكا ؟‬
‫أين ما ٌل جادت به‬
‫آبار بترول سفاكا؟‬
‫عز وكرامةٌ‬‫أينما ٌ‬
‫ذل ذلنا في حماكا‬
‫سوى أن لي فكرة ا‬
‫عن التغيير في ذاكا‬
‫إن العال ال تنبني‬
‫بعاطفة تمر هناكا‬
‫في ساح زهو ومفخرة‬
‫وإعالم مثير يراكا‬
‫لو كان شغلنا ديمة‬
‫‪73‬‬
‫ووعي يتبعه إذ ذاكا‬
‫ونخبة غير مطبلة‬
‫تقول لمسؤول إياكا‬
‫ال تتبعن محسوبية‬
‫وال في النفقات هواكا‬
‫وشعب قوي ومشارك‬
‫لحقّه ال يبغ فكاكا‬
‫ال يقول لظالمه آ ٍه‬
‫سبحان الذي سواكا‬
‫لغدا حلمنا حقيقة‬
‫ذق ما صنعت يداكا‬
‫نظامنا نحن نصنعه‬
‫فابن يا شعب مناكا‬

‫اجلزائر ‪ 20‬مارس ‪2019‬‬

‫مشكلتنا‬

‫مشكلتنا ليست في الرئيس‬


‫وال في انتخابات وال في وزارات‬
‫وال في اجتماعات‬
‫تعقد في باريس‬
‫‪74‬‬
‫مشكلتنا أننا شعب تعيس‬
‫يشتم جاره‬
‫يقبل الرشاوى‬
‫ويصادق إبليس‬
‫يصلي الفرائض زهوا‬
‫ويقبّل األيادي‬
‫ألجل الدوفيس‬
‫يخرج كل أسبوع في مظاهرات‬
‫ألجل التغيير‬
‫والتنفيس‬
‫لكنه يأبى التغير كسائر الشعوب‬
‫ويطلب مجدا دون كد‬
‫ويمارس التدليس‬
‫يكثر الكالم والتذمر واالنتقاد‬
‫وبارع في الفيس‬
‫فإذا ما قلت له عفوا‬
‫أال نعمل بجد ونحصد الثمار‬
‫ولو بعد عقد‬
‫رماك الشعب بالتهلويس‬
‫وقال لك الشعب في حزم‬
‫نحن نريد حياة الملوك‬
‫وعيشة الغرب‬
‫وكلنا رئيس‬
‫أما زلت عبدا قديما‬
‫تؤمن بالمبادئ والحق‬
‫وتنسى التبزنيس‬
‫كل شيء يباع عندنا‬
‫‪75‬‬
‫من االستمارات‬
‫إلى العمارات‬
‫إلى البطوالت‬
‫وبعدها نقيس‬
‫فلنلعن فرنسة الغدارة‬
‫وعاصمتها باريس‬
‫ولكن إن منحتنا فيزة‬
‫نقيم الطوابير بكل فخر‬
‫ونكثر التمحليس‬
‫يا حبذا لو توالنا عبد صالح‬
‫يقوم بكل شيء ألجلنا‬
‫يخاف هللا‬
‫يعمل في النهار كله‬
‫ويقوم الليل‬
‫ويصوم االثنين والخميس‬
‫وما دورك أنت يا شعب بعدها ؟‬
‫أطالبه بالحقوق وزيادة في األجور‬
‫والسكنات‬
‫والمستشفيات‬
‫والمالعب‬
‫والكابريس‬
‫والواجبات أين مكانها؟‬
‫ومن يصون المنشآت‬
‫ويشيد العمائر‬
‫ويضحي بالغالي‬
‫والنفيس ؟‬
‫الوقت ما زال متسعا يا صاحبي‬
‫‪76‬‬
‫فلم التعجل بالمعالي‬
‫وعندنا الصينيون‬
‫واألفارقة‬
‫ولو شئنا لكنا السويس‬
‫نم يا شعب واصح بعد غفوة‬
‫بعد نضوب البترول‬
‫و نهاية الفلوكلور‬
‫تقول حينها في حسرة‬
‫كم حظي تعيس ‪ ..‬كم حظي تعيس‬

‫اجلزائر ‪ 20‬نوفمرب ‪2019‬‬

‫كالم الناس‪..‬‬

‫ففي‬ ‫ال تسمع لكالم الناس وإن كثر‬


‫الكالم كل شر وضرر‬
‫رموك‬ ‫فإن رمت نجاحا ا تحدوك قوة‬
‫بسهام النقد والنظر‬

‫‪77‬‬
‫متلهف وصرت‬ ‫متعجرف‬
‫ٌ‬ ‫وقالوا عنك أنت‬
‫مسجالا خطر‬
‫أو‬ ‫فإذا ما فشلت ربما سكتوا‬
‫مسكين‪ ..‬تُراه صبر ؟‬
‫ٌ‬ ‫قالوا‬
‫ولو نلت‬ ‫ال ترضى الناس عنك قاطبة‬
‫شمسا وصعدت قمر‬
‫ق‬
‫إنما الرضا يأتي من خال ٍ‬
‫فكن له طائعا في سر وجهر‬
‫ومن‬ ‫وكن لكالم هللا مستمعا‬
‫اصطفى على كل البشر‬
‫وكل قول بعدهما متردد‬
‫ونقص و نظر‬
‫ٌ‬ ‫و فيه مزي ٌد‬
‫فال‬ ‫ما هذي الدنيا غير ألعوبة‬
‫حزن وال يأس وال ضجر‬

‫اجلزائر يف ديسمرب ‪2019‬‬

‫كوفــــــــــــــيد‬
‫وباء من‬ ‫سألوني عن الكوفيد فقلت‬
‫عند العزيز الحميد‬
‫‪78‬‬
‫مسلطة‬ ‫فقالوا إذن هاتيك عقوبة‬
‫على الناس بكل تأكيد‬
‫لتصدروا‬ ‫أكنتمو خير الخلق في األلى‬
‫الحكم من غير تفنيد‬
‫قضى على صحب‬ ‫أسمعتم عن طاعون عمواس مرة‬
‫النبي الفريد‬
‫لم يخل‬ ‫وبعده أمراض وأوجاع عديدة‬
‫قرن من بالء جديد‬
‫يزد‬ ‫هذي المراجع فاقرؤوها مرة‬
‫إيمانكم برب رحيم ودود‬
‫وقال بعض الناس هي مؤامرة‬
‫خطها العدو في مخبر بعيد‬
‫ومكر هللا‬ ‫مكر الشر دأب كل مجرم كافر‬
‫يحيق بجبار عتيد‬
‫في علم‬ ‫فما تراك قدمت أأمة محمد‬
‫وتقانة وبحث سديد‬
‫لوم وعتاب‬ ‫ومن سار في آخر الدرب دأبه‬
‫وغفل فهل من مزيد‬
‫أنتم‬ ‫قد حذّر نبينا في محكم قوله‬
‫يومئذ كثير في عد عديد‬
‫من‬ ‫ولكن كالغثاء يُحمل في سيله‬
‫غير نفع وال عقل رشيد‬
‫فما وسعنا غير صبر ودعوة‬
‫ووقاية وتبصر ووعي شديد‬
‫فسنة‬ ‫ما العيب في كوفيد وال غيره‬
‫هللا تجري على كل عبيد‬
‫‪79‬‬
‫فاهدنا‬ ‫لكنا ضللنا الطريق بجهلنا‬
‫اللهم إلى صراط حميد‬

‫كلمات منثورة‬
‫حين تنقطع األسباب ‪ ..‬وتحار األلباب ‪..‬ينقشع الضباب ‪..‬‬
‫ويتجلى مسبب األسباب ‪..‬‬
‫فتعود األمور كلها إلى النصاب‬
‫‪++++++++‬‬

‫‪80‬‬
‫إن التغيير الحقيقي هو الذي يتحقق يوميا ‪..‬ويكون نابعا من‬
‫الذات ‪..‬وليس مجرد شعار يفيق صاحبه على تحديات الواقع‬
‫‪..‬فيصاب باإلحباط‬

‫‪++++++++‬‬
‫الحراك أمر جميل ‪..‬واألجمل منه العمل المستدام ‪ ..‬بعد هدوء‬
‫فورة العواطف ‪..‬والتقييم الرصين والموضوعي للموقف‬

‫‪++++++++‬‬

‫كثير من المسؤولين يغيب عن أذهانهم أن اسم منصبهم مشتق‬


‫من السؤال ‪ ..‬وقفوهم‪..‬إنهم مسؤولون‪..‬‬
‫فبدل أن يتباهوا بمكاسب اليوم ‪..‬عليهم أن يتفكروا في‬
‫ميراث الغد ‪..‬وما أثقله من ميراث!‬
‫السيما إن كانت عملته آهات المقهورين‪....‬وزفرات‬
‫المحرومين‪...‬ودعوات المظلومين‬
‫‪++++++++‬‬

‫من السهل جدا الحكم على اآلخرين‪ .‬وان تقول غيري مخطئ‬
‫وأنا على صواب ‪ ..‬لتعيش راحة ضمير افتراضية ‪ ..‬لكنك لو‬
‫تخليت ولو للحظات عن نرجسيتك وذاتيك المفرطة‬
‫‪..‬وأدخلت في حساباتك إمكانية الخطأ ‪ ..‬لربما تغير وجه‬
‫العالم أو على األقل عالمك أنت‪..‬‬

‫‪81‬‬
‫‪++++++++‬‬

‫كثير منا يستنكر ما حدث من حذف البسملة في الكتب‬


‫المدرسية ‪..‬وهو شيء يستحق االستنكار واالستهجان حقا‬
‫‪..‬لكن ما هو أخطر من ذلك وأفظع أننا حذفنا البسملة بلسان‬
‫حالنا قبل ذلك بكثير ‪ ..‬فنحن نبسمل في عباداتنا بشكل آلي‬
‫روتيني رتيب لكن واقعنا كله مضاد للبسملة ‪..‬‬
‫و مقدار الفساد الذي عشش في أعمالنا وقبل ذلك في عقولنا‬
‫‪ ..‬يشهد بأننا حذفنا البسملة بدون شعور منا ولو كتبناها‬
‫بأجمل الخطوط وأبهاها‬
‫‪++++++++‬‬

‫كطائر العنقاء الذي يتولد من الرماد‪..‬ينجح سياسيونا في كل‬


‫مرة وبعصا ساحر ‪ ..‬في ابتعاثهم من جديد ‪ ..‬ويستمر‬
‫الكابوس‬
‫‪++++++++‬‬

‫منظر الذين يتغامزون ويضحكون أثاء الجنازات يثير‬


‫االشمئزاز ‪ ..‬لكنه آية عظيمة في أن من كانت الدنيا همه‬
‫شغل بها ‪..‬حتى وهو يرى الموت قدامه‬

‫‪++++++++‬‬

‫‪82‬‬
‫بعضنا يعتقد أن الفقه هو العيش في بطون الكتب ‪..‬بينما الفقه‬
‫هو فهم للواقع ‪..‬وتنزيل لألدلة على الوقائع ‪ ..‬فما أحوجنا إلى‬
‫علم واع‬
‫‪++++++++‬‬
‫الفاشل يبحث عن المبررات ‪ ..‬والناجح يذلل العقبات ‪..‬‬
‫والفرق بينهما كما بين األرض والسماوات‬

‫‪++++++++‬‬

‫تمتلك الجزائر مقومات للنهوض واإلقالع عظيمة ‪..‬لكن‬


‫تركيبتنا الذهنية عظيمة الضعف أيضا‪..‬‬
‫وهنا تكمن كل المفارقة ‪..‬‬

‫‪++++++++‬‬

‫حب الزعامة مشكل قديم ‪ ..‬بدأ مع المقاومة الشعبية وأعاقها‬


‫‪ ..‬ثم نضج مع مصالي الحاج إبان الحركة الوطنية ‪..‬‬
‫وتفرعت أغصانه اليوم لتمتد إلى كل األطياف السياسية‬
‫والتشكيالت االجتماعية ‪..‬حتى صار وباء مستعصي العالج‬

‫‪++++++++‬‬

‫ورد في صحيح السنة النبوية أن النبي ‪ ‬كان يملك ناقة‬


‫تسمى العضباء ‪..‬وكانت التسبق حتى انتشر بين الصحابة‬
‫أنها لن تهزم أبدا ‪..‬غير أنه وفي أحد األيام جاء أعرابي‬
‫‪83‬‬
‫بناقته وسابق ناقة النبي ‪ ‬فهزمها ‪ ..‬فشق األمر على‬
‫الصحابة رضي هللا عنهم ‪ ..‬هنا تدخل النبي الكريم ليبين لهم‬
‫حقيقة خالدة ‪ ..‬إن حقا على هللا أن ال يرفع شيئا من الدنيا‬
‫إال وضعه‬
‫فحتى من خالل المسابقات الرياضية كان المصطفى يعلم‬
‫صحابته ثقافة قبول النصر كما قبول الهزيمة ‪ ..‬وهذا حتى ال‬
‫يتكل الناس على األسباب واليقعوا في التعصب المقيت كما‬
‫هو حال كثير منا اليوم ‪ ..‬فهال فقهنا ؟‬

‫‪++++++++‬‬

‫يأتي أشخاص ويذهب آخرون ‪ ..‬وتتحول المناصب‬


‫والمكاسب ‪ ..‬تلك سنة التدوال ‪ ..‬ويبقى للتاريخ الحكم ‪..‬‬
‫ولإلنسان االعتبار‬

‫‪++++++++‬‬

‫نضرب المثل بانتخاب الشاب ماكرون‪..‬‬


‫ذلك ممكن عندنا ‪..‬إذا كثر الخير وقل الماكرون‬

‫‪++++++++‬‬

‫كلنا يتغنى بابن باديس‪ ..‬ترى لو كان بيننا اليوم‪..‬ما سيكون‬


‫رد فعله ‪..‬‬
‫هل حفظنا رسالته‪..‬وقبل ذلك هل قرأنا له واستوعبناه‪..‬‬
‫واقعنا يحتاج إلى أيام من العلم وإلى أعوام من العمل‪..‬‬

‫‪84‬‬
‫‪++++++++‬‬

‫عقولنا تائهة اليوم بين خائر‪ ..‬وحائر‪ ..‬و جائر ‪ ..‬في بلد‬
‫الجزائر‬

‫‪++++++++‬‬

‫يحزنني حقا أننا ننتقد األوضاع كل يوم ‪ ..‬لكننا ننسى أن‬


‫نذكر أننا جزء من هذا التردي‪..‬‬
‫على األقل بسلبيتنا ‪..‬ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم‬
‫‪++++++++‬‬
‫من السهل علينا االنتقاد والتأفف وانتظار قطار‬
‫التغيير‪..‬والذي ربما لن يأتي أبدا ألننا وببساطة ‪ ..‬ننتظره في‬
‫محطة مهجورة ‪ ..‬فاألصعب أن تساهم أنت وأنا في صنع هذا‬
‫القطار ‪ ..‬وال يهم بعدها متى سيتم لكن األهم أن يذكرك‬
‫التاريخ أنك كنت أحد المشاركين ‪ ..‬والتغيير نحو األفضل‬
‫سيكون ال محالة شاركت فيه أم لم تشارك واالختيار يبقى‬
‫بين يديك ‪ ..‬وتذكر قبل ذلك أن اإلصالح لم يأت أبدا بيُسر‬
‫وعلى بساط من الورد ‪ ..‬وأن مسيرة األلف ميل تبدأ دائما‬
‫بخطوة واحدة !‬

‫‪++++++++‬‬
‫األمل ‪..‬معقود ‪ ..‬والنصر‪..‬موعود‪ ..‬والعمل‪..‬مفقود‪..‬‬

‫‪++++++++‬‬
‫‪85‬‬
‫نحن نريد حلوال بال نضال‪..‬‬
‫ونريد الثروة بال أعمال‪..‬‬
‫ونريد تغييرا بمجرد انفعال‪..‬‬
‫وهذا كله ‪ ..‬خيال في خيال ‪..‬‬
‫فباألخالق تبنى األمم‪..‬‬
‫وبالعمل تبلغ القمم‪..‬‬
‫وبالوفاق تعلو الهمم‪..‬‬
‫ومن رام غير ذاك وهم‪..‬‬

‫‪++++++++‬‬

‫الكتاب هو الوحيد الذي‪ :‬إذا هجرته لم يهجرك‪..‬‬


‫وإذا خذلته لم يخذلك‪..‬‬
‫وإذا غبت عنه لم يغتبك‪..‬‬
‫وإذا قصدت إليه لم يبخل عليك‪..‬‬
‫وبالرغم من ذلك ‪..‬ال نتخذه جليسا وال أنيسا‪..‬‬
‫ثم نروح نشتكي قلة الخالن وقسوة األزمان‪..‬‬

‫‪++++++++‬‬
‫شفاء العليل دواء‪..‬‬
‫وبهجة المحب لقاء‪..‬‬
‫ومن كان في عقله غباء‪..‬‬
‫كان كل شيء عنده سواء‪..‬‬

‫‪++++++++‬‬

‫‪86‬‬
‫بين شارع العقاد وشارع وفكتور هيجو‬
‫ال أريد هنا أن اعقد مقارنة بين هذين األدبيين العمالقين ‪..‬‬
‫فلذلك مجال آخر ‪..‬لكن ما استوقفني خالل هذا األسبوع نكتة‬
‫لطيفة أردت أن أشرككم معي فيها ‪..‬فقد استمعت الى األستاذ‬
‫محمد صالح صديق وهو يتحدث عن تأثره بالعقاد وكيف انه‬
‫قرأ كل مؤلفاته التي تربو عن المئة وكانت أمنيته أن يلتقي‬
‫به ‪..‬وقد تسنى له ذلك أثناء الثورة التحريرية ‪..‬فش ّد األستاذ‬
‫محمد صالح الرحال إلى مصر وعندما بلغ الشارع الذي‬
‫يسكنه العقاد وإذا به يفاجئ أن ال احد يعرف مسكنه رغم انه‬
‫العقاد ‪..‬ولوال انه التقى بأزهري أرشده إلى البيت لظل تائها‬
‫دون أن يهتدي إليه ‪..‬وقد قال له ذلك األزهري كالما في‬
‫معناه إن النبي ال يكرم في قومه ‪..‬‬
‫وصادف أن شاهدت في نفس األسبوع حصة ثقافية ورد فيها‬
‫أن األديب الفرنسي فكتور هيجو كان يقطن شارعا يسمى‬
‫باسمه ‪..‬فكانت الرسائل التي يوجهها إليه قراؤه تكتب على‬
‫هذا النحو ‪..‬السيد فكتور هيجو القاطن بشارع فكتور هيجو!‬
‫فتعجبت وقلت في نفسي هل تغير األمر بعد كل هذه العقود‬
‫‪..‬وهل نعرف ألدبائنا وعلمائنا حقوقهم أم أن ريمة الزالت‬
‫على عادتها القديمة ‪ ..‬فشوارعنا غير شوارعهم‬
‫‪++++++++‬‬
‫التحضير لألولمبياد يبدأ من اآلن‬
‫ال أذكر أول مرة سمعت فيها هذه الجملة ‪..‬لكن األكيد أن ذلك‬
‫كان منذ زمن بعيد بعيد‪..‬‬
‫غير أن الطريف في األمر أنه وفي كل مرة تمر السنوات‬
‫األربع وتتابع الخيبات ‪..‬وتعود نفس الجملة الرنانة لنبدأ‬
‫التحضير من اآلن‪..‬‬
‫‪87‬‬
‫صحيح أن بعض الرياضيين يصنعون االستثناء أحيانا ‪..‬لكن‬
‫ما جعل االستثناء إال لتأكيد القاعدة‪..‬‬
‫إن نتائج األولمبياد تعكس السياسة الرياضية ‪ ..‬والتخطيط‬
‫العلمي‪ ..‬واالحتراف في التفكير واألداء‪..‬‬
‫ونحن أبعد ما نكون عن السياسة المدروسة والتخطيط‬
‫واالحتراف ‪..‬ألن ذلك يندرج في إطار السياسة العامة للدولة‬
‫ومنها تسيير األموال العمومية واالتحاديات وما أدراك ما‬
‫االتحاديات ‪..‬التي هي أشبه بمؤسسات غامضة تضخ لها‬
‫أموال سنويا وتخلو من الرقابة ‪..‬وعلى رأسها انتهازيون‬
‫يهتبلون الفرصة لالنقضاض على الغنائم ‪ ..‬والنتيجة حتمية‬
‫الحل ‪..‬اجعلوا اإلشراف على االتحاديات أمرا تطوعيا ابتداء‬
‫واحصروه في أيدي الرياضيين السابقين ‪ ..‬ثم انظروا ‪..‬وإذا‬
‫نجح األمر ربما نقلنا الفكرة إلى البلديات ‪..‬‬
‫حلم جميل‪..‬أليس كذلك ؟‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة‬
‫بالدي‬
‫لحظة تفكر‬
‫تحجبي‬
‫ربيع العرب‬
‫الرحيل المر‬
‫العين‬
‫موت العب‬
‫الملل‬
‫تغير‬
‫‪88‬‬
‫رمضان‬
‫رسائل العيد‬
‫ثورتنا‬
‫كراء‬
‫غزة‬
‫زلزلة‬
‫لو تحدث الرسول‬
‫انتصار‬
‫مرام‬
‫بطاطس‬
‫كلنا محمد يا شارلي‬
‫مقام‬
‫مأدبة‬
‫أنين قلم‬
‫لو كنت طائرا‬
‫حب الجزائر‬
‫حفرة‬
‫ال تقل وقل‬
‫حلم‬
‫حكاية مسلية‬
‫ماذا نريد‬
‫مدرسة النجاح‬
‫وللمرأة عيد‬
‫سجلي‪..‬يا رباط‬
‫شكوى‬
‫دعوة‬
‫‪89‬‬
‫درة الدهر‬
‫حراك‬
‫مشكلتنا‬
‫كالم الناس‬
‫كوفيد‬
‫كلمات منثورة‬

‫‪90‬‬

You might also like