You are on page 1of 245

‫ما‪3‬ألاصأهت‬

‫القدءة‬

‫الحمد لله‪ ،‬والصلاة واللام على رسول الثه نينا محمد وعلى آله وصحبه ومن‬
‫والأء‪.‬‬
‫أما بعد فان الضيافة عادة حميدة‪ ،‬وشعبة إيمانية‪ ،‬وخعلة محببة‪.‬‬
‫وللضيافة عندكافة الشعوب ‪-‬قدمما وحديثا‪ -‬منزلة سامية‪ ،‬ولمم فيها طرائق شتى‪،‬‬
‫وعادات نحلف باختلاف بيئاتهم‪.‬‬
‫ولش_ريعة الإسلام ال تي لم تغادر صغيرة ولا كبيرة مما فيه مصلحة الن اس إلا‬
‫وأحاطت بها إجمالا أوتفصيلا ‪ -‬عناية بشأن الضيافة‪ ،‬وأحكامها‪ ،‬وآدابها‪ ،‬وما‬
‫جرى محركا ذلك•‬
‫وكتب التفسير‪ ،‬وسروح السنة‪ ،‬والسير‪ ،‬والاداب حافلة ق تفصيل ذلك‪.‬‬
‫هذا وإن شأن الضيافة كغيره من الشؤون من ناحية ما يطرأ عليه من التغير‪ ،‬أو‬
‫اختلاف العادات‪ ،‬وما يستجد للناس فيه من أحوال‪.‬‬
‫لذاكان للضيافة نوازل حديدة تستحق الوقوف عندها‪ ،‬والعناية بشأنها؟‬
‫والنوازل ‪-‬ق الأصل‪ -‬تطلق على المصيبة الشديدة‪ ،‬وعلى القضاء الذي لا محيص‬
‫عته‪ ،‬كما قال الحكيم العربي ت‬
‫إذانزلت إحدى اللسالي بمطم‬ ‫ئم وسط يرضى الأن ام مهم‬
‫وقال الأخر‪:‬‬
‫ذرع ا ومحي الثه منه ا الخرج‬ ‫ول رب نازل ة يضيق يبا الفتى‬
‫فرحمت‪ ،‬وكنت أظنه ا لا مرج‬ ‫ضاقت‪ ،‬فلما استحكمت‪ ،‬حلقاته ا‬
‫ؤيرادق هذه الكلمة كلمات أخرى كيلأيا‪ ،‬وصروق‪ ،‬وكواريث‪ ، ،‬ومصائب‪، ،‬‬
‫ونوائب‪ ، ،‬ومحوها‪.‬‬
‫ثم تْلورت دلالتها' قمار لما ‪-‬مع ذلك_ مدلولت اصطلاحؤأ خاص؛ فصارت‬
‫كلمة النوازل تطلق على ما يستجا‪ -‬من القضايا الش لم ي بق للأوائل بجثها‪.‬‬
‫وأكثرما ستعمل ق القضايا الفقهية‪ ،‬أوالعدلية‪ ،‬فيقال؛ نازلة فقهية‪ ،‬كنوازل‬
‫الحج‪ ،‬ونوازل الصيام‪ ،‬وبجوها‪.‬‬
‫ؤيقال ت نازلة قضائية ' وص الأحكام المستجالة الش لم ي بق للأوائل فيها بجث؛‬
‫إذ بجد ث للناس أقضية بقدر ما بجدثوزر آ‪.‬‬
‫واشتهرعند الفقهاء إطلاق النازلة على المسألة الواقعة الحديدة الشل‪.‬يالة الملحة الش‬
‫تتطلب اجتهادا‪.‬‬
‫يوسع مدلول النازلة؛ فلا يرى أنها لابد أن تكون فقهية‪ ،‬أو‬ ‫وبحض المعا‬
‫عدلية‪.‬‬
‫بل تشمل تلك السائل‪ ،‬وغيرها كالسائل المتعلقة يالحقائد‪ ،‬أواليام ات‪ ،‬أو‬
‫السائل التربوية‪ ،‬أو الاجتماعية الحادثة‪ ،‬وما جرى بجري ذلك من الوقاغ المستجدة‬
‫الملحة‪.‬‬

‫لن ‪.‬ا فان الكلام ق هن‪%‬ه الصفحات سياوور حول ما يتي ر مما استجل‪ .‬من أحوال‬
‫الضيافة‪ ،‬وأدائها‪ ،‬وما يطرأ ق شأنها مما يخص الضيف‪ ،‬أو الصف‪ ،‬أو مايتعلق‬
‫يهما؛ فهي‪- ،‬بهيا الاعتبار‪ -‬داخلة ق قبيل م اثل الفقه بمفهومه الخاص‪ ،‬أوبمفهوم‬
‫الفقه العام كما هومحروق عند السلف‪.‬‬
‫ولن يكون الكلام ههتا متمحضا عن أحكام الضيافة من الناحية الفقهية البحتة‬
‫بقا»ر ما سيكون حول المارات العمالية ق الضيافة‪ ،‬وما يدور ق فلكها‪.‬‬
‫ولقد يثر افه أن كتت قبل سنوات حول هدا الشأن مقالا عنوانه (خواطر ق‬
‫الضيافة) ثم استجد ر أمور ق هلم‪ .‬ا الموضؤع‪ ،‬فرأيغ؛ت أل من الناب طرقها‪،‬‬
‫أ‪ ١‬آ قال صر بن عبدمعنيز ■؛هقفه ت ‪ I‬بجدث لياس أقضية يقدر ما ثمحدثون من اتفجور! ‪.‬‬
‫قال ابن ءاشور'*وأمح معلقا على هده الكلمة * أيكفي أن يقال •' بجدث للناس أقضية بقدر ما بجدثون دون أن‬
‫يقال ت من الفجور)‪. ٠‬‬
‫‪٥‬‬

‫وإلقاء منيد من الضوء عليها؛ إسهاما ق الرقي بهذه الحملة الحميدة التي نمي‬
‫باثارها على الأفراد وانحمعات‪.‬‬
‫أما منهجي فا ذلك فهركما يلي؛‬
‫‪ - ١‬سيكون هذا البحث على هيئة م ائل مرقمة ي‪3‬لولا بعضها ‪ ،‬ويقصر بعضها‬
‫الأم‪-‬‬
‫‪ -٢‬ربط هذه الم ائل بعنوانات محضرة جامعة ‪ ،‬يذكر تحتها ما يذكرمن الأدلة‬
‫والأقوال ‪ ،‬والشواهد‪ ،‬والأثار‪ ،‬والأشعار‪.‬‬
‫ؤيتخلل ذلك ما يستجد من الأحوال مما هومتاسب لعنوان المسالة‪.‬‬
‫‪ -٣‬مراعاة كون بعض الم ائل خاصا بشان الضيافة ‪ ،‬وبعضها خاصا بالمضيق ‪،‬‬
‫وبعضها خاصا بالضيف‪ ،‬وبعضها مشركا‪.‬‬
‫‪ -٤‬ربهل مسائل الكتاب بأصولما الشرعية ‪ ،‬ونظائرها العرفية الميممة؛ خصوصا‬
‫ماكان محروقا عند العرب الأوائل؛ إذ لهم ق شان الضيافة القدح العلى ‪،‬‬
‫والنصيب الأوفى•‬
‫‪ -٥‬أن بعض المائل قد يكون داخلا ‪ )j‬بعض؛ بحتث بجمل الكلام ق بعضها ‪،‬‬
‫ثم يفعل ي بعضها الأخر؛ رحمة ي تلرد الملل عن القارئ‪.‬‬
‫فهذا هوالمنهج الذي ّييرعليه هادا الكتاب‪.‬‬
‫وقبل الدخول ق تفاصيل مس ائله وضعت مدخلا؛ يتضمن الكلام فيه على‬
‫منزلة الضيافة ‪ ،‬وإكرام الضيف؛ فار بيان ذلك ‪ ،‬وافه المستعان ‪ ،‬وعليه التكلأن‪.‬‬

‫محمد بن إبراهيم الحمد‬


‫الزلفى‪،‬ر‪/‬ه‪/‬ا‪،‬مةاه‬
‫جامعة القصيم ‪ -‬كلية الئسميعق والدراسات الإسلامية ‪-‬‬
‫قم العقيدة والن‪.‬اهب العاصرة‬
‫‪WWW.MALIIAMAD.COM‬‬
‫‪M@MALIlAMAD.CO]VI‬‬
‫‪®MALIIAMAD‬‬
‫مدخل؟ منزلهأاسهاةأ‪ ،‬ؤإكوام الضف‬

‫للضيافة‪ ،‬وإكرام الضيف منزلة عظيمة‪ ،‬ومحنأ أرفع عند سائر الأمم‪.‬‬
‫وتعفلم هده الحصالة عند أمة العرب قبل الإسلام‪ ،‬وتزداد عظمتها بعده‪.‬‬
‫فالضيافة عادة عربية‪ ،‬وحصلة عفليمة من خصسال الروءة ‪ ،‬ومحإأ لإجماع‬
‫سائر الأمم على استحسماها ق القديم والحديث‪.‬‬
‫فلا غرو_إذا_ أن كانت شعبة من شعب الإيمان‪ ،‬ومكرمة من مكارم الأخلاق‬
‫التي جاء الإسلام؛ ليتمم صالحها‪.‬‬
‫ولقد كانت العؤيافة حلق الأنبياء ودأب الأسخياء ‪ ،‬وأدب النبلاء‪.‬‬
‫ولماذ‪.‬ا جاءت نصوص الشؤع حاثة على تلك الحمحّلة الحميدة‪ ،‬مرغثة ل‬
‫الاتصاف بها‪ ،‬مبينة ما يترتب عليها من عفليم الحزاء‪.‬‬
‫وجاءت لغة الرب فخمة مملوءة بمفردات الضيف‪ ،‬والضيافة؛ فتلك الألفاظ‬
‫قد حشدت معاني كثيرة‪ ،‬وتفميع عنها دلالات متنوعة‪ ،‬وارتبعل بها عادات‪،‬‬
‫وأعراف اجتماعية ذات قيمة معتؤية‪ ،‬حترم‪ ،‬وبجافغل عليها‪ ،‬وتلتزم العرب‬
‫يادابها‪ ،‬وقوانين العلاقات الناشئة عتهار ‪.،‬‬
‫والكلام ل هاوا الدخل ليس ي تفصيل ذلك‪ ،‬وإنما هوإشارات إو فضل‬
‫تلك الشعبة‪.‬‬

‫ؤيكفى ي فضلها وشرفها أنها ارتعلت بركنين من أركان الإيمان هما أوجب‬
‫الواجبات‪ ،‬وأهم المهمات‪ ،‬ألا وهما الإيمان باش ‪-‬عزوجل‪ -‬وباليوم الأخر‪.‬‬

‫ا انظرالضيافة وآدابهاؤ‪ ،‬الشعراليرش القديم ئ‪ -‬مرزوق بن صنيتان ين تنياك‬


‫‪٧‬‬ ‫ما‪3‬واسهت‬

‫قال الض‪ "• .‬رامن كان يؤمن بالي ويوم الأخرثثكرم ضيفه)) أم‬
‫وكان الأنياء ‪-‬عليهم اللام‪ -‬أكرم الناس صيفا‪ ،‬وكان الخليل ‪-‬عليه ال لام‪.‬‬
‫موصوفا بالكرم‪ ،‬وكان يكنى أبا الضيف؛ لكثرة جوده وإكرامه لأصيافه‪.‬‬
‫ولما جاءه أصنافه من الملائكة على هيئة بشرأكرمهم‪ ،‬ومحدم لمم العجل‬
‫السمينالخنيذ‪.‬‬

‫وكان لقصره أبواب بعدد الانحاهات الأؤبعت يدخل الضيف من حيث‬


‫وكان نبينا‪ .‬أكرم الناس لخلسائه‪ ،‬فقدكان أجود بالخيرمن الؤيح الرم لة‪،‬‬
‫وكان يعطي‪ ،‬عقناء ارن لا بجثي الفقر‪ ،‬وكان يععلي كل واحد من جلسائه‬
‫نمييه‪ ،‬ولا بجب جلي ه أن أحدا أكرم عليه منه‪.‬‬
‫وكان العرب لا يعدلون بتلك الخصلة شيئا‪ ،‬ويرونها أسا من أص السيادة‪،‬‬
‫ومموما رثيسا من مقومات المروءة‪ ،‬ومفخرة من أعظم المفاخر المي تنال‪ ،‬بها‬
‫انحادة‪.‬‬

‫ولم ل ذلك أيار‪ ،‬وعوائد‪ ،‬ورسوم يتلول ذكرها‪ ،‬وسيأتي تفصيل لدلك‬
‫‪ ij‬تضاعيف هذا التحاب‪.‬‬
‫ومن كناهم بالأب قولم ت أبوصيف‪ ،‬وأبوالأصياف‪ :‬للمطعام‪.‬‬
‫قال العجيرالسلولي من شعراء الحماسة يرثي عمه جالب بن ينيد •‬
‫صوبنذىمحل'يمبجاف""‬ ‫‪ ١١^-‬؛) الأس ي ‪ UJ‬ث‬
‫(‪ )١‬رواْ الخأري ( ‪ )٦ • ١٨‬وسلم ( ‪.) ٤٧‬‬
‫(‪ )٢‬انظر الخاْع لأحكام القرآن لكرطي • ‪. ٥٣/ ١‬‬
‫ر‪ ٣‬ا انظر عاد ات'ضيية للعلامة محمد الكي بن الحمن ص ‪. ٥ ٥‬‬
‫يإ|زدس^ج‬

‫وقال عبة بن بجير المازني؛‬


‫ولدحدمن ‪ J،»^i‬المكاهة مازح‬ ‫فق ام أ؛‪-‬ومّ ةف<ضمٌ‬
‫ويمني بأبي صيف مسهأ؛‬
‫وقال جابرين حيان من شعراء الحماية ت‬
‫لبمم محيمحلات الزمان أبا•تلي‬ ‫وماوجد الأضياف قيمايؤيهم‬
‫قال التيردري ق شرح ديوان الحماسة ت ‪ (١‬علات الزمان ت مكارهه ‪ ،‬وشدائده‪.‬‬
‫وجعل نف ه أبا الأصياف؛ لأنه بحنوعليهم حنوالأب‪.‬‬
‫وهدا على عادتهم ق تسمية المضيف؛ أبا المثوى‪.‬‬
‫قال أبو العيال المدلي‪:‬‬
‫فس_^‪_.‬اعهلأيم^ اوأبلأا‬ ‫أب و‪ ١٢^^ ١٧‬والأصيا‬
‫وقال كثيرعزة ق أحد ممدوحيه مينا أنه مضياف‪ ،‬كثيرالرواد ‪:‬‬
‫يشح ان عرفرعاجل فهوزائل‬ ‫وأنت أبوصيمعن‪ :‬صيمؤ شحته‬
‫أحوه الذي جهزيه ء‪4‬ونازلل‬
‫)‪(٣‬‬
‫وآخريرجومن اك مان ال تله‬
‫ويجعله أبا للأصياف عطوفا عليهم‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫وملمئي رحال العيس وهولنوبر‬
‫)‪(،‬‬
‫وأنت أبوالاصياف يغشون ن اره‬
‫ويسمون من يغشاه الناس كثيرا‪ ،‬وتنزل به الأصياف ت المرهق‪ ،‬قال زهيربن أبي‬
‫سلمى يمدح الهرم بن ثان ‪:‬‬

‫( ‪ ) ١‬انظر شرح ألحماست للتريزي ‪. ٥ ٨/ ٤‬‬


‫‪ ٢٢١‬انظرشرح الحماسة للتبر‪J‬زي ‪ ، ١ ١ ٧/ ٤‬وعادات عردي‪ 4‬ص ‪. ١٢٥‬‬
‫(''آ)ديوانكيرمةصهه^‬
‫( ‪ ) ٤‬ديوان كثيرعزة ‪. ١ ٦ ٦٠٠٣٥‬‬
‫‪٩‬‬ ‫توانياسياهت‬

‫لآوا‪.‬فرتلئ نير<"‬ ‫وننئقالشران‪.‬سفيال‬


‫وقال ابن هرمة‪:‬‬
‫خيرتلاع ال—بلاد أوطؤه‪-‬اأأآأ‬ ‫حيرالرحال ازضون يا‬
‫وكانوا حلون الأجواد الكرام الذين يعنون بشأن الأصياف‪ ،‬ؤيتروون‬
‫‪.، ٠٠١١٣^١‬‬
‫ومن ذلك قولمم ت أجواد الخاهلية الذين انتهى إليهم الخود ثلاثة نفر‪ :‬حام‬
‫الطاش‪ ،‬وهرم بن سنان المزني‪ ،‬وكعب بن مامة الإادىل‪٤‬ا•‬
‫ومن ذلك قولبمم إن أجواد أهل الحجاز ق القرن الأول ثلاثة ‪ :‬عبدض ابن‬
‫جعفر‪ ،‬وعبيد ض بن العباس‪ ،‬وسعيد بن ‪١‬لعاص‪{ ١‬‬
‫ؤيدكرون أن عبيد ض بن العباس يمي معلم الحول؛ لفرمحل جوده‪ ،‬وأنه هو‬
‫أول من وصع الموائد على الطرق‪ ،‬وأن نفقته كنأ يوم خم مائة دينار‪ ،‬وإذا‬
‫حرج من دوره شام إل رلحابه وم اجده لا ُيرد إليها مه شيء‪.‬‬
‫ويذكرون أنه أول من فطر جيرانه على طعامه‪ ،‬وجمعهم عليه ل رمضان‪،‬‬
‫وهوأحد أجواد الصحابة ‪-‬رصي ض عنهم‪-‬‬
‫‪ ٢ ١ ١‬ديوان زمربن أبي سلمى ‪٠‬س‪■ ٨٢‬‬
‫(‪ )٢‬الأزلي لأبي علي القالي ‪. ١ ٤٧١‬‬
‫(‪ )٣‬انظرترح الحماسة؛‪ ، ٧٢/‬وتمرات الأوراق لابن حجة الحموي ص‪. ١ ٤ ٤‬‬
‫(‪ )٤‬انظر تفصيل ذس ز تمرات الأوراق ص‪ ، ١ ٤ ٥- ١ ٤ ٤‬والتطرف من كل فن م تفلرف للابثيهي‬
‫ص'ها_اها‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )٥‬انظر غرر الحصاص لدر‪u‬نيص‪ ، ٤٢‬والأوائل بوئ‬


‫(!)انظرتمرات الأوراق ْسا"أا‪.‬‬
‫إ؛اذئذوئق‬
‫ؤئذكرون عن سعيد بن العاص‪ .‬أنه كان بجمع إخوانه كل جمعة‪ ،‬فيصنع‬
‫لمم طعاما' ويخلع عليهم' لنرسل إليهم بابوايزرا‪•،‬‬
‫ويذكرون أن لعبد اش بن جعفر اخبارأ ق الخود كاد سامعها يكرها؛ لبعدها عن‬
‫المعهود ' وأخباره‪ ،‬وأحواله ل الحول‪ ،‬والخاء والحلم مشهورة ال‬
‫وهوالذي محتد عنده قول الشاعر‪:‬‬
‫حتى يصاب به اكليم المصنع‬ ‫إن الصنيعة لا نكرن صنيعه‬
‫فقال ‪-‬أي عبدالنه بن جعفر‪ -‬؛ هذا رجل يؤيد أن ييحل الناس‪ ،‬أمطر المعروف‬
‫مهلرأ‪ ،‬فان صادف موضحا فهوالذي قصدت‪ ،‬وإلا كنت أحق‬
‫ؤيشبه هذا ما بمب لأيي الحين بن السراج ‪:‬‬
‫فيمن نأى أودنامادمت مقتدرا‬ ‫ئث امحناثع لا ثخنل بموقعه ا‬
‫منه الغم ائم مياكان أوحجرا‬ ‫فالغيث ليس هالي حيثما انمكست‬
‫ولقد بلغ ق الحرب من ثان الضيافة‪ ،‬وقراها مبلغا لا يكاد يصدق‪ ،‬حتى‬
‫أصبح حق الضيف واجبا لا يلغيه‪ ،‬أويقلل منه حال من الأحوال‪.‬‬
‫حش حال الخرب ‪ -‬وهي أقسى ما يقع بيتهم ‪ -‬لا تمنع أحد المتحاربتن من‬
‫تقديم القرى‪ ،‬ودعوة انحارب الأخر إذا نزل عليه‪ ،‬ولا تمنع النازل أن بجيب‬
‫دعوة خصمه‬

‫(‪ )١‬انظر حكم وأخلاق ب نحمدالكي بن الحي ءسا" \'‪U.‬؟ ‪.‬‬


‫(‪ )٢‬انظرثمرات الأوراق ْرارأ دآ؛ ‪. ١‬‬
‫(‪ )٣‬انظر حكم وأخلاق ءرست‬
‫(‪ )٤‬انظر الض؛اىن وآدابها‬
‫‪١١‬‬ ‫ذوازلاسهت‬

‫ومما ذكر من ذلك من أخبارهم ق الخاهلية أن أبا كرب بع غزا الأوس‬


‫والخزرج ق يثرب عندما أنفوا هناعته‪ ،‬وعضوا أمره؛ فكانوا بحاربونه ق النهار؛‬
‫فإذا جن الليل‪ ،‬وتوقفت الحرب أخرج الأوس والخزرج محلمام الضيافة لخيشه‪،‬‬
‫وقدموا ل‪،‬م القرى الذي يرونه واجا عليهم حتى ل مثل تلك الحال من الحرب‬
‫و‪١‬لةتال‪/١١‬‬

‫دكان سكان امحرة يشممون إلأهل مدر‪ ،‬يأهل محئر•‬


‫ولأهل المدر الحصون الحصينة‪ ،‬والقلاع والأبواب الرثجة الض ممنع الطارق‬
‫من الدخول إليها‪ ،‬وشب الطعام من أهلها ق الليل؛ فقطوا لدلك‪ ،‬وأثر عن‬
‫بعض سكان الحصون والقرى أن فيهم من كانوا لا يعلمون أبواب بيوتهم ق‬
‫الليل؛ خشية أن يطريهم صيف وهم ننام؛ فلا بجد أحدا يقؤيه‪ ،‬وقد ينام خارج‬
‫‪ ^١‬طاوارى‪.‬‬
‫وجاء ق أمثالمم ما يدل على إمعانهم ق كرم الضيافة وثحلل تلك الصفة‬
‫متهم م لك الروح‪.‬‬
‫والأمثال يني عن طبيعة الشعوب‪ ،‬وثقافاتهم‪.‬‬
‫ومن أمثالمم ‪ ،3‬ذلك ت أقرى من زاد الركب‪ ،‬وأقرى من حاسي الذهب‪،‬‬
‫وأقرى من مطاعيم الريح' وأقرى من آكل الحز' وأقرى ٌن أرْاف القوينل‪٣‬ا•‬

‫(‪ )١‬انظر الض‪ .‬القرط لابن عد ربه ‪. ٣٢ i/r‬‬


‫(‪ )٢‬انظرالضيافة وادابهاص؟؟‪.‬‬
‫(‪ )٣‬انظر محع الأمثال للمداني ؟‪. ١ ٧٢/‬‬
‫^^ئفق‬

‫أما أهل الهمير أو اليائية التنقلون ق فجاج الصحراء ‪ ،‬وأنحاء الخنيرة فكان‬
‫شأنهم عجتا ق إقراء الضيف‪ ،‬والاحتشاد له‪ ،‬والاهتمام بأمره ‪ ،‬مع ما دعترده_م‬
‫منعوز‪،‬وفاقة‪.‬‬

‫ولكنهم لم يعدموا سيلا يقتفى بها "آثار الازح^ن؛ فكالت المار إحدى أمارات‬
‫المدانة لن غاب منهم‪ ،‬أوصل عنهم؛ فهي توقد للاصهللأء ‪ ،‬والهلبخ‪ ،‬وهداية‬
‫اكائها‪r‬ن‪.‬‬

‫ثم كانت وسيلة لم يلث الحرب أن جعلوا إيقادها تعييرا عن كرمهم‪،‬‬


‫ورغبتهم ق صنع الخميل؛ فصفوا الميران‪ ،‬وأضافوها إر ما نحلب‪ ،‬وما تعبر‬
‫عنه ق حياتهم‪ ،‬وما توقد من أحله‪.‬‬
‫ومن تلك النيران؛ نار القرى‪ ،‬وهءٍا نار يوقدها الخواد ؤ‪ ،‬الليل خاصة ق ليالي‬
‫الشتاء ‪ ،‬وغيرها؛ ليستدل بها الأصياف ؛ فهي أعفلم وسائل حلب الأصياف ‪،‬‬
‫ودعوتهمل‪•،١‬‬
‫هدا وسيأتي الكلام عليها فيما بعد مفصلا ‪ ،‬وإنما القصود ههنا بيان منزلة‬
‫الضيافة عند أهل الهميرمن العرب‪.‬‬
‫وهده الأخبار‪ ،‬وأمثالما ليت خاصة بالحرب الأواو‪ ،‬وإنما هي موجودة إل‬
‫يومنا هدا‪.‬‬

‫والأخبار العاصرة ق ذلك الشأن لا تكاد تحصى‪.‬‬


‫وقد ذكرت شيئا من ذلك ق كتاب (مروءات معاصرة)‪.‬‬

‫الضيافة‬
‫‪١٢‬‬ ‫نوازلاسهت‬

‫ومما بحضرني ل ذلك الخأن • رجل من كبار المن ق بلدنا‪ ،‬وقد عاش مائة‬
‫وثلاثة أعوام‪ ،‬وتوق عام ‪ ٤ ٢ ١‬اه‪.‬‬
‫ولم يكن من أهل الغنى واليسار‪ ،‬ولكنه كان مضافا بجد أنه‪ ،‬وسروره‪ ،‬بل‬
‫ونيادة نشاطه وصحته إذا قدم إليه صيف‪.‬‬
‫وله ل ذلك أخبار يطول ذكرها‪ ،‬ولم يكن فرحه يالضيف خاصا بأحد دون‬
‫أحد‪ ،‬بل بكل صيف‪.‬‬
‫ومن أخباره ق ذلك أنه إذا صلى معه ؤ‪ ،‬المجد الميب من منزله عمال‬
‫النظافة‪ ،‬أوغيرهم من العمال خرج قبلهم‪ ،‬وأخذ أحييتهم‪ ،‬وقال; من‬
‫فليات إل بسي؛ فيأتون إليه‪ ،‬فيكرمهم‪ ،‬ؤيسعدهم‪ ،‬ؤيطعمهم‪ ،‬ؤيعظتهم‬
‫ما تيسرمن المال‪ ،‬ثم يودعهم‪.‬‬
‫وبالخملمة فان منزلة الضيافة‪ ،‬وإكرام الضيف‪ ،‬وأخب ار الأجواد ق ذلك‬
‫لا نحمى‪ ،‬وسناني منيي بتان ^‪ ، ١٧‬ق فقرات قادمة‪.‬‬
‫وبعد هلءا المدخل الذي دار حول منزلة الضيافة‪ ،‬وإكرام الضيف ‪ -‬ينتقل‬
‫الكلام إل تفصيل الكلام على نوازل الضيافة‪ ،‬وذلك من خلال المائل التالية‪:‬‬
‫حيث تتضمن كل مسألة شّأنا من شؤون الضيافة‪ ،‬وإكرام الضيف‪ ،‬ؤيتخللها ما‬
‫يستجد ل أمرها‪ ،‬بعد ريطها ‪-‬قدر المتهلاع_ بأصلها‪.‬‬
‫ماذواسي‪1‬فات‬ ‫‪١٤‬‬

‫الأوش‪* :‬فهوم إكرام امميف‬

‫تختلفا ظرة الناس ي مفهوم إكرام الضيف‪ ،‬وكثيرءم مصره على إطعامه‬
‫فحب؛ فإذا قام ُذللئ‪ ،‬ق أي صورة كانت ظن أن قو وفى ذلك اكام حقه‪.‬‬
‫ومن هنا لا تراه يالي‪ ،‬بما عدا ذللئ‪ ،‬من معاني الإكرام‪.‬‬
‫ولا (يب أن إطعام الطعام من أعفلم حقوق الضيف‪ ،‬ومن أجلى صور‬
‫إكرامه‪ ،‬بل لا تكتمل الضّيافة‪ ،‬أوقد لا تعد ي بعض الأحوال إلا بدلك‪.‬‬
‫ولكن محصر الإكرام على ذللف حلل‪ ،‬وحهلل؛ إذ ممهوم الضيافة أشمل‪،‬‬
‫ومعاني الإكرام أوسع وأعم•‬
‫والسي‪- ،‬عليه الصلاة وال لام‪ -‬حعن حثا على القيام بحق الضيف‪ ،‬وقرن‬
‫ذلك‪ ،‬بالإيمان بالله‪ ،‬واليوم الأحر لم يقل‪ :‬ررفليهلحم صيفه)) ؤإنما قال‪ *.‬ر فليكرم‬
‫ص؛فه))لا‪.،‬‬
‫‪ ،‬آلا وهوالإكرام‪.‬‬ ‫نمربهذا اللفظ‬
‫ومادة هدا اللففل ‪ -‬وهي (كرم) ‪ -‬من ألهك ما يكون‪ ،‬ويالإ‪.‬حل تحتها حمالة من‬
‫المعاني الشريفة‪ ،‬اللطيفة‪.‬‬
‫وق ‪ -‬أشار ابن تيمية هأس إر شيء من ذلك عند تفسيره لقوله ‪-‬تعار‪ -‬ت‬
‫العلق‪•، ١٢‬‬
‫وهذا الموضع هوأجمع ما تكلم فيه عن محنى هازه المائة‪.‬‬
‫(ا)أخرحهاوخأرتم‪.) ٥١٣٨ (،‬‬
‫(‪ )٢‬انفلرمحْوع الفتاوة‪. ٢٩٨.٢٩٣/١٦ ،‬‬
‫‪١٥‬‬ ‫نيانواسهأ‬

‫قالؤفس مييتامعش الكرم‪ :‬ررولففل الكرم‪ :‬لنقل جامع للمحاس وانحامد؛ ال‬
‫‪ ،‬بل الإعطاء من تمام معناه؛ فإن الإحسان إر الغيرئام‬ ‫يراد به محرد‬
‫انحاسن‪ ،‬والكرم ت كثرْ الحر‪ ،‬تسريه ‪ ١٠‬ر ‪•٢‬‬
‫وهذا معش دقيق لهليف مناسب لمقتضى الإكرام؛ إذ هومشتمل على حيركثير‬
‫متنؤع حاصل بيسروكف‪.‬‬
‫ثم الرد قول التم‪ * .‬ررلا نّ موا اللحب الكرم؛ ؛إثما الكرم تلب المؤمن ‪ ١‬؛‪.،٢‬‬
‫لم بعن سب تسمية العتب بالكرم‪ ،‬فقال؛ رروهم سهوا العنب الكرم؛ لأنه‬
‫أنفع الفواكه؛ يوكل رلما ويابسا‪ ،‬ؤيعمر؛ فيتخذ منه أنولع)) ر ‪.٢‬‬
‫ثم علل لتهي التم ءق عن تسميته بالكرم فقال ‪ ١ :‬ومع هذا نهى ال نبي‪.‬‬
‫عن نميته بالكرم‪ ،‬وقال؛ (الكرم تلب المؤمن) فانه ليس ق الدنيا أكثر‪،‬‬
‫ولا أعفلم خيرأ من قلب المؤمن))ل؛‪.،‬‬
‫ثم آشارإل معان أخرى لملمة للكرم‪ ،‬فن أن الشيء الخن انحمود يوصف‬
‫بالكرم‪ ،‬وأن القر^آن دل على أن الناس فيهم كليم على الله يكرمه‪ ،‬وفيهم من‬
‫يهثنه•‬

‫(؛)ئبموعاكاوى‪1‬ا^هآ‪.‬‬
‫س‪(:‬لأسماسممرم)‪،‬وسل رض(مخ؛‪;)1‬‬
‫الكرم؛ إثما الكرم تلب الوسآ•‬
‫وأخرجه ملم ( ‪ ) ٢ ٢ ٤٧‬بلفظ ‪( :‬لا نموا انمب الكرم؛ يإن الكرم الرجل الملم) ‪ ،‬وبلفظ ‪:‬‬
‫(لا تتولواكرم؛ قان الكرم قلب الومن)‪.‬‬

‫(أ)الرجعىبق‪1‬ا‪/‬إا‪،‬أ‪.‬‬
‫دئئ؛ة‬ ‫د‬
‫واستدل على ذلك بقوله ‪-‬تعار‪-‬؛ ؤ إل أًفنما=كلم عنذ أش أئمثءك_لم ه‬
‫الحجرات‪ ،‬؛ ‪ ، ١٣‬وقوله ت ؤ ومن يهن \ذئئ فما لئُ من مكرئ ه الحج؛ ‪. ١٨‬‬
‫'ص على أصحابها؛ لحاجتهم إليها‪،‬‬ ‫وأوضح أزكرائم الاعوال‪ :‬هي التي‬
‫وانفاعهم بها من الأنعام وغيرها ‪.، ١١‬‬
‫ثم أسارإر سرلطيف من أسراروصف اش ‪-‬عزوجل‪ -‬لتفه يأته‪ :‬الأكرم‪،‬‬
‫فقال؛ ‪ ١‬وهو‪-‬سبحانه‪ -‬وصف نف ه بأنه الأكرم بصيغة التفضيل والتعريف—‪،‬‬
‫لما؛ فدل على أنه الأكرم وحده‪.‬‬
‫بمثلأف ‪ ،‬ما لوقال‪( :‬وربك أكرم) فانه لا يدل على الحصر‪ ،‬وقوله‪( :‬الأكرم)‬
‫يدل على الحصر‪.‬‬
‫ولم يقل‪( :‬الأكرم مزكيا) بل أمحللق الاسم؛ ‪ ، jruJ‬أنه الأكرم معللقا غيرممثد؛‬
‫فدل على أنه متصم‪ ،‬بغاية الكرم الذتم‪ ،‬لا شيء فوقه‪ ،‬ولا نقص فيه ) ‪.، ٤١‬‬
‫نم أورد تول ابن عطية ؤ‪ ،‬تفسيرهذه الأية ‪ -‬وفيه إثارة إر مضى من معاني‬
‫إكرام الأ(هلميه‪-.‬ا‬
‫قال‪«--‬قال ابن عطنة • (ثم قال له ‪-‬نمال ‪ • -‬مء' ونبك آلآًمم ‪ 4 G‬على‬
‫جهة التانيس؛ كأنه يقول؛ امض لما أمرت يه‪ ،‬وريك ليس كهذه الأيياب‪.‬‬

‫(‪ )١‬انظرالرجع سض ‪. ٢٩٠.٢٩٤/١٦‬‬


‫ر‪ ) ٢‬أي كون كلمة (الأكرم) جاءت عر وزن ‪ :‬أنمحل التفضيل‪.‬‬
‫ر‪ ،٣‬بمي كون كلمة (الأكرم) معرفة ب ‪ :‬أل‪.‬‬
‫ر‪)٤‬ءموعاكاوى ‪ ٢٩٥/١٦‬ؤ‬
‫‪١٧‬‬ ‫ذواذواص‪1‬هت‬

‫بل هوالأكرم الذي لا يلحقه نقص؛ فهويمحرك‪ ،‬ويظهنك)أاا))رأ‪/‬‬


‫وبناء على ذلك فان إكرام الضيف شامل لأمورممرة؛ إذ يدخل فيه ا‪:‬‬
‫إعزازه‪ ،‬وإسعاده‪ ،‬ورفع شأنه‪ ،‬وتيسيرأمره‪ ،‬ورغ الخرج‪ ،‬والكلفة عنه‪.‬‬
‫ؤيكون ذلك بجس استقباله‪ ،‬وملأحفلته‪ ،‬وإيناسه‪ ،‬والإقبال عليه‪ ،‬والقيام‬
‫بشأنه‪ ،‬والحذر من الحمل من قدره‪.‬‬
‫ويدخل ق ذلك تقديم الإنسان أحن ما لديه من العلعام للضيف بما يلائم‬
‫الحال والمقام‪.‬‬
‫وهذا الشمول ق معاني الإكرام مما يعزب عن بال من لا يأبهون بالضيف‪ ،‬أو‬
‫من يقصرون مفهوم الإكرام على إؤلحام الملعام فحب‪ ،‬ولوصاحب ذلك‬
‫ما صاحبه مما ينال الإكرام‪.‬‬
‫وتفصيل ذلك الشمول مبثوث فيما سيأتي من صفحات هزا الكتاب‪.‬‬

‫‪ ١ ١‬آ انظر انحرر الوجيز ل تمر الكتاب الهميز للقاصي أبى محمد بدالحق بن غالب بن‬
‫عطية الأندلسي ^‪ ٥ ٤ ٦،‬ه ‪ ،‬تحقيق ت عيي‪ .‬اللام عبداوث‪.‬افي محمد‪ ،‬دار الكتب العلسة‪ ،‬بيؤوت‪،‬‬
‫وان‪،‬طاا ‪ ،‬؟؟إ؛ه_ا» »آآم‪،‬ه‪;/‬ا' ‪.‬ه‬
‫(‪ )٢‬محموع الفتاوى ‪1‬ا‪/‬‬
‫الثالة؛ د|س اصف‪ ،‬والإهتداء|رىمناصاه‪1‬‬

‫والقصود باولك متادا‪ 0‬ل انحاز موعد الزدار‪ ، ٠‬وتحديد وقتها‪ ،‬ومتابعته إذا‬
‫حدد ا‪،‬لوعد‪ ،‬وهم بالقدوم للزيار‪ ٠‬خصوصا إذاكان ي بلد‪ ،‬ومكان الضيافة ي‬
‫بلد آخر‪ ،‬أوكان لا يعلم مكان الضيافة كان يكون بعيدا‪ ،‬أوي ُري‪-‬ة لا يهتدي‬
‫إل مثلها بمر و^ولخ‬
‫وهذا الأمرلم يكن معروفا عند الأوائل؛ إذ قد يمزفنمم الضيف بغتة‪ ،‬أوقل‬
‫‪:‬بحتاج إر خنين يهديه المسيل إر مكان المص‪1‬ف إذاكان على موعد سابق؛‬
‫فلا بمل إليه إلا بكل كلفة خصوصا إذاكان بعيدا‪ ،‬أوفيبالدغيربلده‪.‬‬
‫بل ربما تاه الضيف‪ ،‬وربما هلك وهول طؤيقه إر مضيه‪.‬‬
‫لذاكان الكرام يسكتون ي العوالي‪ ،‬ويوقدون الميران؛ لتكون مساكنهم‬
‫أشهر‪ ،‬وأظهر؛ ليهتدي إليهم الأصياف‪ ،‬وكانوا يسمون تلك المار؛ نار الضيافة‪.‬‬
‫والقائمإرمكان الضيافة الش أوقدت فيها الناريسمى العاثي‪ ،‬يقال; عشى‬
‫إر النار يحشوإليها عشوا‪ ،‬وعتوا‪.‬‬

‫والعافي ت الذي يهللب القوم ليلا‪ ،‬فيرى نارا؛ فيعشوإليها يستضيء بها يرجو‬
‫خيرا وهاّى‪ ،‬وذلك يكون وقت العشاء ‪ ،‬أول الليل‪.‬‬
‫ثم صار يهللق على الذي يقصد ليلا‪ ،‬ئم صار كل قاصد عاشيا‪ ،‬وكل قاصد‬
‫نار الضيافة عاشيار ‪.،‬‬
‫قال امرؤ القيس‪:‬‬

‫انظرلأن العرب‬
‫‪١٩‬‬ ‫نواذلاسفة‬

‫شفدنمالبماصواضر'اا‬ ‫ل ئنم الفتى ممشوإل ضوء ت ارء‬


‫وقال الخهليثة ق بيته الشارد السائر‪:‬‬

‫تحد خيرنارعندها حيرموقد‬ ‫متى تأته يعشوإرضوءن اره‬


‫محال ابن السكيتا ت ر تعشون أي تحيء على عيربصر يابت؛ فيهتدي بناره؛ يقال ت‬
‫عشا يعشوت إلا استدل ببصر صعيف ‪ ،‬ومحي عشي يعشى إذا صار أعشى ) ‪.‬‬
‫ومحال الأعشى‪:‬‬
‫إل صوءن اري ^‬ ‫لعمري لمدلاحت عترزممرة‬
‫أراد هنا‪ :‬نار القرى والضيافة‪.‬‬
‫ؤيعتي باليفاع ‪ :‬المكان المرتفع‪ ،‬والأرض ا‪،‬لرتفعة‪ ،‬وإنما يوقد ‪ ٢^ ٠٣٤١١‬الن ار‬
‫على التلال والخبال؛ ليعرف مكانه‪ ،‬ولتراها الناس؛ فيقصدوا إر ضيافته‪.‬‬

‫(‪ )١‬ديوان امرؤ المس ص < ‪. ١ ١‬‬


‫(‪ )٢‬ديوان الخطيئة برواية وشرح ابن المكيت تحقيق شان محمد أمهن طه ص ‪.٨ ١‬‬
‫(م)ديوان ‪١‬لحطثةص‪. ١٨‬‬

‫ر‪ ، ٤‬ديوان الأعشى المجيرميمون بن قيس شرح وتعليق د• محمد محمد حستي ص"آآآ‪ ،‬وهي من‬
‫قصيدته المشهورة ي اتحلق الى يقول طالعها ت‬
‫دم اض من سمم ومابمأ مغنى‬ ‫أرنت وم امذاالهاد المورق‬
‫ولمذه القصيدة قصة مشهورة ‪ ،‬خلاصتها ت أن اتحلق كان محمرا‪ ،‬ذا بنات ‪ ،‬واتفق أن محيم الأعشى‬
‫‪-‬وكان يوال سوق عكافل ل كل عام ‪ -‬فأشرف إليه انحلمق ‪ ،‬فضيقه ‪ ،‬وبالح ق إكرامه؛ رجاء أن يصيبه خير‬
‫من مدحه؛ قلما أصح الأعشى واق عكاظا؛ فأنشد هذه القصيدة‪.‬‬
‫قالوا ت فتسارع الناس إليه يخيون بتاته؛ فلم يمس منهم واحدة إلا وهي ق عصمة رجل ثري‬
‫شيق‪ .‬انظرالأفاش أ‪-/،‬آا‬
‫والمعنى؛ لعمري إن أشخاص الناس لتبدووهير نقحي إر نار قد أوقدت فوق‬

‫وقال آخر‪:‬‬
‫لذا اليراناو‪0‬اكاه‬ ‫ل هن ارقفٌضضغ‬
‫وقال آخر ق وصف نار الضيافة ‪:‬‬
‫رى ال دجى إركل س ار‬ ‫فه ي ممل وكالراي ة الخضراء م‬
‫أرادوا بدلك‪ :‬نار الضيافة التي توقد ق الأماكن المرتفعة‪.‬‬
‫وكانوا يتمدحون بتار القرى‪ ،‬الض نمى نار الضيافة‪ ،‬قال المرار الفقعي ‪:‬‬
‫ستااكارعنم ارر‪.‬لأشور‬ ‫وآليت لاأُحيي إذا الليل جني‬
‫تضيء لمارآخر الليل مفر‬ ‫فيامؤيدي ناري ارفعاها لعلها‬
‫كؤيم انحيا شاحب المتحمرأم‬
‫)‪(٣‬‬
‫وم اذاعلين اأن يواجه نارن ا‬
‫رست نه بماسمي ونم أئتكررن‬
‫)‪(٤‬‬
‫إذامال من أنتم تمرق أعلم ها‬
‫وقال عمروبن عيداض العجلي ‪:‬‬
‫رأيت م نا ناري تشب اضعلرامهال‬ ‫إذاأحمد المسران من حثرالقرى‬
‫وقال حام الءلاش ‪:‬‬

‫‪.٢ ٤‬‬ ‫(‪ )١‬انظر ديوان الأسى‬


‫‪ ،‬وقد نبه للعريدس‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬انظر محاصرات الأدباء للأصبهاني‪ ،‬ص‪٦٨٢‬‬
‫(‪ )٣‬التحسرت ما يبدومنه كالوجه‪ ،‬واليد‪ ،‬والرحل‪.‬‬
‫(؛)شرح ديوان الحمامة لاومرزوفىأ‪\'\\/‬ا‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫^أ ‪١‬ضر‪١‬ءهم‪J‬اتيص‪٣٢٢‬‬
‫‪٢١‬‬ ‫نوارواصافة‬

‫أمول لن يصلى بماري أوقدوا‬ ‫إذام ا الخيل الخب أخمدناره‬


‫وموقدهآ يائي أعف وأحندآه‬ ‫توسع قليلا أو يكن ثمم حنبتا‬
‫وقال الأفوْ الأولي‪:‬‬
‫محطءهاللصيمارحسب وسعة‬ ‫ي م فين اللق رى ^ري رى‬
‫وقال مزري بن صرار واصفا حال ضيفه وناره‪:‬‬
‫بياءكنرسيون الئواظرأئ‬ ‫فأبصرناري وص شقراءأولدت‬
‫وكان كليب وائل لا توقد مع ناره للضيفان ن ار فيما يقرب من منازله‪،‬‬
‫وأوولانه‪ ،‬قال أخوه مهلهل يرثيه‪:، ١٤‬‬
‫سبعدكيابص‬ ‫كيمت أن الم اربعدك أوقدت‬
‫لوكست شاهدهم به الم ينب وا‬ ‫وتكلم_وافيكلأمرعظيم ة‬
‫ؤإذاتثاء رأيت وجهاواضحا‬
‫تأسى عليك بممة وو_ث؛سلأ‪،‬‬ ‫تيكي عليك ولت لائم حط‬
‫وبالخملة فكلامهم عن نار القرى ' ووصفها‪ ،‬وتمدحهم ثها طؤيلكثير‪•،٧‬‬
‫والحاصل أن تلك هي من أهم وسائل الأوائل لخلب الأصياف‪ ،‬ودلألتهم‬
‫على مكان الضيافة‪.‬‬

‫(\)ديوان حامالطامص‪. ٣٦٢‬‬


‫(‪ )٢‬ديوان الأم‪ ،‬الأوليص• ‪•٢‬‬
‫(■ا)اوخلأءص‪-‬ا؛أا‪.‬‬
‫(‪ )٤‬انظرترح ديوان سسة ‪ ، ٩٦٧٢‬وحكم وأخلاق عريث صآل\ا‪-‬ا‪ ،‬والضافآ وآدابها ص‪.\0‬‬
‫(‪ )٥‬البرنس؛ كل ثوب رأسه صنه ملرق به‪.‬‬
‫(‪ )٦‬انفلر جصع الحواهر ق الملح والوادر للحمري القيرواني ص‪ ، ٩٧‬وحكم وأخلاق عربية <_؟'‪TA_Y‬‬
‫‪TAT‬‬ ‫(‪ )٧‬انظر تفصيل ذلك ز الضيافة وآدابها‬
‫^^؛ثقظق‬
‫أما ي عصرنا الحاصرفقد تيسرت السل‪ ،‬فيمكن معرفة مكان الضيافة دون‬
‫أدنى كلفة‪ ،‬وذلك عبرطرق آمنة م لوكة‪ ،‬أوعبررسالة هاتفية تحدد موخ الكان‪.‬‬
‫ثم ما يكون بعد ذلك من متابعة الضيف متى ما م ار من مكانه؛ ليتم‬
‫الاستعداد لاستقباله؛ فيتابع عبر الماتف طيلة مسافة الرحلة؛ ليحصل له الإيناس‬
‫ق ا لطريق‪ ،‬ولتشعربالاهتمام به‪ ،‬والإجلال له‪ ،‬إر أن يصل إر مكان الضيافة‪.‬‬
‫ؤيكون ذلك من قل المضش‪ ،‬أومن يوكل إليه طك المهمة‪.‬‬
‫وسواء كانت التابعة مع الضيف نف ه‪ ،‬أومع بعض من يرافقه؛ فذ‪.‬لك كله من‬
‫مكملات الضيافة‪ ،‬ومن تمام إكرام الضيف‪.‬‬
‫ؤيراعى ‪ ،3‬ذلك •" الدوق بحيث لا يصل المتابعة إر حد الإملال‪ ،‬والإثقال‪،‬‬
‫و‪١‬لإبماعفيمج•‬
‫ؤيراعى ق ذلك‪-‬أيضا‪ -‬أف إذا أوكل الضم مهمه المتابعة إر غيره أن يكون‬
‫الموكل؛ ذا ذوق‪ ،‬ولعك‪ ،‬وأدب؛ إذ هوالنائب عن المضيف‪ ،‬وهوقائم مقامه؛‬
‫فلا يليق به أن يكون جافيا‪ ،‬أو جاهلا يقدر الضيف‪ ،‬حموصا وأن وصف‬
‫المكان عثرالماتف‪ ،‬وإعادته مرة أوأكثر يورث قيئا من الضيق والملألة‪.‬‬
‫ؤيراعى ‪-‬كل‪.‬لك_ ملاحفلة الماتف من ناحية تمامه‪ ،‬واكتمال ما يلزمه من‬
‫الشحن‪ ،‬وتحقق استقباله وتحوذلك؛ إذ قد يتصل الضيف يري‪-‬ل الموال عن‬
‫‪١‬لهلريق؛ فيجد الماتف مغلقا؛ فيقع ق الحرج؟‬
‫وبعض من لم يعرفوا حقوق الضيافة لا يأبهون بمثل تلك الدقائق‪ ،‬وربما‬
‫لا يخطر لمم بمال؛ فترى الضيف يأتي‪ ،‬بكل شوق‪ ،‬وفرح؛ وقد يكون آتيا من‬
‫‪٢٢‬‬ ‫نواذواسهأ‬

‫مكان بعيد‪ ،‬أومن بلد ليس يلده‪ ،‬وقد يكون مدعوا مند فترة طؤيلة‪ ،‬وقد يكون‬
‫هو الضيم‪ ،‬الكبير؛ فإذاكان ق الطريق إر مكان المضيف لم بجد من يتصل به‬
‫عبرالماتف‪ ،‬أويخبره ق المكان؛ فإذا وصل إر بلد الضيف لم يجد من يستمله‪،‬‬
‫أويرشده إر أين يدهس‪،‬؛ فتراه يسأل من لقي عن منزل فلأن؛ فإذا وصل إليه لم‬
‫يجد من يستقبله ‪ ،‬فيطرق الباب ‪ ،‬وربما لم يجد من يجيبه ق الخال‪.‬‬
‫وما هكذا يكون الإكرام‪ ،‬ولا بمثل هدا يستقبل الأصياف ‪.،‬‬
‫نوازلالضي‪1‬فة‬ ‫‪٢٤‬‬

‫صاسالق‪1‬دم‪،‬والأصادلأس‪،‬امم‬

‫فذلك من لوازم الضيافة‪ ،‬وتمام الإكرام؛ لداكأن من الأهمية بمكان أن سعد‬


‫لاستقبال الضيف‪ ،‬وذلك بمعرفة وقت وصوله‪ ،‬وانتذل_اره ق مكان ملائم‬
‫لاستقباله بكل ما ينبغي أن يتقبل به‪ ،‬فان حن الاستقبال هوأور ما يبتدر به‬
‫الضيف؛ فان كان لائقا‪ ،‬رائقا‪ ،‬رائحا امتد أثره إل ما بعده من وقت الضيافة‪،‬‬
‫ودل على ألعية اكيف‪ ،‬وكرمه‪ ،‬وبراعة استهلاله‪.‬‬
‫وإن كان الاستقبال باردا‪ ،‬باهتا‪ ،‬فاترا ‪ -‬ائجر إل ما بعده‪ ،‬وربما كان ذلك‬
‫سببا لانقباض الضيف‪ ،‬ودليلا على نقص الإكرام‪.‬‬
‫وسواء كانت تلك هي النيارة الأور للضيف‪ ،‬أوكانت مسثوقة ينيارات‬
‫قبلها؛ فان كانت الأول بقي ذلك الأثر ق الضيف‪.‬‬
‫وإن كانت مسثوقة ينيارة أونيارات محبمها كان لذلك أبلغ ق الأثر عنده بحب‬
‫حن الاستقبال من عدمه؛ ذلك أنه إذاكان الاستقبال على الوجه المطلوب علم‬
‫الضيف أن قيمته عند صاحبه لم تنزل عن مدرجتها‪ ،‬وأدرك أن مضيفه باق على‬
‫الودلأيلوي‪،‬ولأمح•‬
‫وإن كان الاستقبال بخلاف ذلك فانه رمما شعر بتقله علميهم‪ ،‬أوأن مكانته قد‬
‫تزحزحت عندهم‪ ،‬خصوصا إذاكان الضيف من ذوي الإحساسات المرهفة على‬
‫حد قول الأول‪:‬‬
‫لمت والشيء مملول لذاك‪-‬را‬ ‫لء‪-‬ي كشرت علي ه ي نئارت ه‬
‫ي طرمه قموأيي إذانظرا‬ ‫وراب ني من ه آني لاأزال أرى‬
‫‪٢٥‬‬ ‫نواؤواممي‪1‬ف‪4‬‬

‫نم إن انتظار الضيف‪ ،‬والاستعداد لاسقبال بختلف ب اختلاف الأحوال‬


‫والأشخاصى؛ فقد بمس أن يستقبل ماشره منذ أول وهلة عند وصوله كأن‬
‫ثلفي‪١‬كلار‪ ،‬أوفيمحطة القطار‪^ ،‬وفيافاءإذاك‪1‬نآتيا عبرالخر‪.‬‬
‫وقد بحن أن لا يتقبل مباشرة خصوصا إدا كان ستقيم أكثر من يوم‪.‬‬
‫وإنما يتوجه فور وصوله إر مكان إقامته؛ حتى يرتاح من وعتاء المفر‪،‬‬
‫ولأجل أن يأخل؛ أهبته؛ لملاقاة الناس؛ فربماكان ذلك) أسعد له‪ ،‬وأحس‪ ،‬إليه‪.‬‬
‫وكن؛ ذلك) راجع لخكمة الضثم‪ ، ،‬وحسن تدبيره‪ ،‬وتقديره‪ ،‬ووضحه الأشياء‬
‫مواضعها‪.‬‬
‫الراسأ؛ امموحوارثيف» ؤإظهارذس‬

‫فمن ممام الإكرام‪ ،‬ومما يدل على تاصل حم الة الكرم ق الإنس ان ‪ -‬فرحه‬
‫بأصيافه‪ ،‬واظهارذلك لمم؛ ليشعر الضيف بأن مضيه فرح به‪ ،‬مغتط ممقدمه‪.‬‬
‫بل بجمل أن يمتد ذلك الغرح ار أهل اكنف‪ ،‬وأصدقائه ممن سيدعون إر‬
‫الضيافة خصوصا إذاكان الضيف كييرا‪ ،‬أوقادما من بلد أخر؛ فمن حق الضيف‬
‫الذي أوجبه الأجواد على أنف هم‪ ،‬وألزموها به ‪ -‬بشاشة اللماء ‪ ،‬وإشراق‬
‫الوجه‪ ،‬وإظهار السرور والحفاوة بال ‪ ia‬ارق عند رؤيته الأول‪ ،‬وكر حاجز دهشة‬
‫اللقاء بالترحب؛ حتى يأنس‪ ،‬وتهدأ نف ه بقربهم؛ فيشعر بالراحة والأمان‬
‫وهذا هوشان كرام الناس‪ ،‬وساد اتهم؛ حيث يقضون ذلك الحق‪ ،‬فيكرمون‬
‫من يقصدهم حق التكرمة‪ ،‬ر والعرب بجعل الحديث‪ ،‬والمهل‪ ،‬والتأنيس‪،‬‬
‫واكلقي‪ ،‬بالشر‪ -‬من حقوق القرى ' ومن تمام الإكرام•‬
‫وقالوا‪ :‬من تمام الضيافة الطلاقة عند أول وهلة‪ ،‬وإطالة الحديث عند‬
‫المواكلة))أآ‪.،‬‬
‫قال ابن عباس ‪-‬رصي ادن‪ 4‬عنهما‪-‬ت ر إن لكل قادم وحشة؛ فانوه بالتحية )‬

‫إذام اأت اني سمن ن اري ويجزرى‬ ‫‪ UL‬الخاثخ المثان ياأم ضلر‬

‫(‪ ) ١‬اننلر الضيافة وادابها«_ ‪. OA_،)U‬‬


‫(‪ )٢‬البيان والتسا؛ن للجاخل ‪. ١ ٠ / ١‬‬
‫(‪ )٣‬البيان واكييتي\‪/‬او‪.‬‬
‫‪٢٧‬‬ ‫ذواند|ل؛‪،‬يائأ‬

‫وأبذل معروي له دون مكرىل‪،١‬‬ ‫هي ابمط وجهي إنه ص ابري‬


‫وقال بىيوأ الدارمي ;‬
‫ولم;بيمحهغزالأي‬ ‫لخاي لخ‪-‬اذا الضيف والست يئه‬
‫وتعلم محمي أنه سوف ي‪٠‬جعل‪،٣‬‬ ‫أحييه إن الحديث من ابري‬
‫وقال الأحر‪:‬‬
‫رى لرحتب‬ ‫ائي لب‬ ‫ه ي‬ ‫يائي لطلي همجب للمتغي برى‬
‫قيخصب عتدي والكان ■مديب‬ ‫أصاحك صيني مل إنزال رحل ه‬
‫ولكنم اوجه الك__ريم خهمبأ'ا‬ ‫وما الخصب للاصياف أن يكثرالقرى‬

‫وقال غيره‪:‬‬

‫له منك أمحكارالكلام وعوثه^ ‪،‬‬ ‫وضيمك ناله محشرك ونكز‬


‫الضيف؟ قال ‪ :‬طلاقة الوجه‪ ،‬وطيب‬ ‫وقيل للأوزاعي ه ‪ :‬ررما إكرام‬
‫الكلأم))لا"ا‪.‬‬

‫ر‪ ١‬ا لتواز حام الطائي‪ ،‬صفه بحى بن ميرك الطائي‪ ،‬رواية هشام بن محمد الكلبي‪ ،‬دراسة‬
‫وتحقيق د‪ .‬عائل سليمان جمال‪ ،‬ص؟ ‪ ، ٣ ٠‬وانظر التان والتبيهم‪. ١ • / ١ ،‬‬
‫(‪ )٢‬غزال مفع؛ يمي به الزوجة‪.‬‬
‫رّآا اليان و‪١‬لتيتي ‪ ، ١ ■ / ١‬ؤيروى البيت‪ ،‬؛ طعامي طعام الضيف الرحل رحاله‪ ، ...‬قال ابن‬
‫عبدالبر• ءوهوأحن شيء ق الضيافة ‪ ٠‬انظربهجة انحالس ‪. ٢ ٩ ٦/ ١‬‬
‫_ ‪ّ ١٦٢‬‬ ‫(؛)روضة العقلأ‪،‬ص‪١٦١‬‬
‫(‪ )٥‬الاداب الشرعية لابن مفلح آ‪»/‬ماا‪.‬‬
‫(ا")روصةالملأءصاآ\‪.‬‬
‫^^!يقئق‬
‫وقال ابن هماس ‪-‬رض الله عنهما • ر< أعز الناس عليً جيمي‪ ،‬الذي تخطى‬
‫الناس إلي‪ ،‬أما وافه إن الذباب يقع عليه فيشق علي•‪ ))١‬أم‬
‫رروعن ابن هماس أنه سئل؛ من أكرم الناس عليك؟ قال •* جلثمي حتى‬
‫يفارقي»رى‪.‬‬
‫رروقال معاوية‪ .‬لعرابه الأوسيإ‪ :‬يم استحمقت أن يقول فيك الشماخ‪:‬‬
‫إر الخ‪-‬ءرات مقلع المؤين‬ ‫رأيت عوابة الأوس سمو‬
‫ة د ال»ان‬ ‫ا عراب‬ ‫يالئاه‬ ‫إذام ا رابه رفعت لنج الإ‬
‫فقال عرابة • هذا من 'ءيري أور بك يا أميرالومتجن‪ ،‬فمال ت عزمت عليك‬
‫تجرني ' فق ال؛ ب إكرامي جليسى‪ ،‬ومحام اتى على صديقى‪ ،‬فق ال ت إذًأ‬
‫استحققت‪، ٣١ ،,٠) .-‬‬
‫ا‪- .‬‬

‫وقال الأحتف • ررلوجلت إر مائة لأحببت أن ألتمس رصي كل واحد‬


‫مهم)) ‪، ٤١‬‬
‫‪١‬؛؛‬

‫وكان القعقاع بن ثور إذا جالسه رجل‪ ،‬فعرفه بالقصد إليه ‪ -‬جمل له نصيبا‬
‫من ماله‪ ،‬وأعانه على عدوه ‪ ،‬وشفع له ؤ؛ حاجته‪ ،‬وغدا إليه يعد انحال ة‬
‫شاكرا‪ ،‬حتى شهربذلك‪ ،‬وفيه يقول القائل ت‬
‫^لأ يقي ضم_اع جل ست‬ ‫وكنت جليس قم بن شور‬
‫‪ ،‬وبهجة انحالس ‪. ٤ ٥/١‬‬ ‫(‪ )١‬ء؛ون الأحار ‪ ، ٣ ٠٧/١‬وأدب الجالس‬
‫(‪ )٢‬بهجة الجالس ‪ ، ٤ ٦/ ١‬وأدب الجالس ص‪XX‬‬
‫ر‪ )٣‬بهجة انحالص ‪ ' ٤ ٦/ ١‬واننلرجمع الخوام ص ‪. ٥ ١‬‬
‫(أ)بهجةالجالس\‪/‬هأ‪.‬‬
‫‪٢٩‬‬ ‫نواذأواسهت‬

‫وعند السوء مطراى عبموس‬ ‫ضحوك المن إن أمروا بجير‬


‫وبالخملة فان الفرح بالضيف‪ ،‬وإظهار الشاشة له من الفاخر الش لا ذز‪1‬ع‬
‫فيها عند العرب‪ ،‬ولا خلاف‪.‬‬
‫وكما أنهم يفاخرون بدلك فهم بم‪ .‬حون من هومتصف بتلك الخلال‪.‬‬
‫قال مطرود بن كب الخزاعي ‪:‬‬
‫سمح المجيؤ سام النبيان‬ ‫يمكمن عمروالعلاإذحان مصرعه‬
‫فقوله‪( *.‬ب ام العشيات) ‪ ".‬يعني أنه يضحك للاصياف‪ ،‬ؤي م عند‬
‫لقائهمل‪٢‬ل‬
‫وقال مهنار الديلمي ‪:‬‬
‫وراضون ويوم الأصم سوبرص‬ ‫من النوم بماعون وابرعاص‬
‫وقال آخر ي ممدوح له •‬
‫أب يص بمام ؤإن لم ينجب‬ ‫قس إذامهن ه لم يغضب‬
‫آقمى رفيقيه ل ‪4‬كالآجتبأ؛‪،‬‬ ‫مون نإافقس بحفظ طثب‬
‫وقال أحل‪ .‬شعراء الحماسة ق مدح كئيم مضياف مبيتا أنه يتدكره كلما طرقهم‬
‫صيف‪ ،‬واصفا إياه بالفرح‪ ،‬والتهلل عند إقبال أصيافه ‪:‬‬
‫فكيف إذآ أساه غ ابرة ال يعر‬ ‫ه‬ ‫اذكرت‬ ‫يافه إن سهون‬ ‫وأض‬

‫(‪ )١‬انظر الكامل للمبرد ‪ ، ١ • ٣/١‬وعيون الأحبار ‪.٣ ٠ ٦/ ١‬‬


‫(‪١)y‬ظرع‪١‬د\تبص^^‬
‫(‪ )٣‬ديوان مهيار الديلمي‪.‬‬
‫( ‪ ) ٤‬هكذا‪ j‬الأصل‪ ،‬ولعل الأوو‪ :‬كالأقرب‪ .‬انظرعيون الأخبار ‪.^ T/r‬‬
‫^^ئيسق‬

‫علىكلحاومنساروسَاا‪،‬‬ ‫إذاس لم الم اري مل ل وجم—ن‬


‫بل لقد بلغ ق بعض العرب من اسممبال الضيف‪ ،‬والمرح به‪ ،‬والرغبة ل‬
‫مكثه مثلغأ محي يبعث على الغرابة؛ محمد روي عن أبي البحتري وهب بن وهب‬
‫القرشي أنه إذا نزل به صيما أمؤع عبيده إر إنزاله‪ ،‬وخدموه أحن خدمة‪،‬‬
‫وىُلوابهلكجمل•‬
‫فإذا نم بالرحيل ثخلوا عنه‪ ،‬ولم يقربه أحد منهم‪ ،‬وتحنبوه‪.‬‬
‫محاذا أنكر عليهم ذللئ‪ ، ،‬محالوا؛ نحن إنما نعبن المازل على الإقامة‪ ،‬ولا نعيته‬

‫وعدوامن تمام القرى ألا يقابل الضيمذ بموس‪ ،‬ولا نحهم‪ ،‬محال الأحهلل‪:‬‬
‫إذان زل الأضياف أن أنحهم ارم‬ ‫ثاني لخ‪-‬لألا بي الحق أتقي‬
‫وكما أن هذا الأدب السامي‪ ،‬والخلق الرفيع ألا وهوالفرح بالضيف‪ ، ،‬ؤإفلهار‬
‫ذللئ‪ ،‬هو حق من حقوق الضيف ‪ -‬فهوكدللئ‪ ،‬مما يرفع من محير المضم) ‪ ،‬ؤينيد من‬
‫إقبال القلوب إليه‪ ،‬ؤيدل على سجاحة حلقه‪ ،‬وكمال مروءته‪.‬‬
‫بمنلأف ما يكون من بعض الناس ق بعض المتاسبامحت‪،‬؛ حي ث‪ ،‬تشعر من حلالها أن‬
‫الضيافة هم ثقيل يود المضيف ‪ ،‬لويزبحه عن عاتقه بأسرع ومحت‪.‬‬
‫وهدا مما يفقد بعض الضيافات طيمها‪ ،‬وحرارتها‪ ،‬ؤيضفى عليها حوا من‬
‫الخمود‪ ،‬والممود‪ ،‬والرود•‬

‫ر‪ )١‬شرح ديوان الحماسة أ‪/‬ه ‪.٧ ٠‬‬


‫('ا)انذلراكلرفإللأص ‪. r،jA_p‬‬
‫(‪ )٣‬ديوان الأخطلص»ا•‪.‬‬
‫‪٢١‬‬ ‫نوازواسس‬

‫وهو‪-‬كيلك‪ -‬مما بجعل النفوس لا تنبعث إركثيرمن المتاسات؛ محلا تأتيها إلا على‬
‫سيل أداء الواجب الشرعي‪ ،‬أو الأجماعي‪.‬‬
‫بخلاف بعض المناسبات المفعمة بالشر والمرح؛ حيث ترى الإئال عليها كيل‪ ،‬بل‬
‫ربما يأتي بعض من يأتي أليها دون دعوة لما‪.‬‬
‫وقد بجمل من بعض الناس جفوة على بعض الأصياف‪ ،‬ومحلة تلطف له وإمحماو‬
‫عليه‪.‬‬

‫ومحي يكون ذلك ب بب ثقل الضيف‪ ،‬أوصيق عطن صاحب المكان‪ ،‬كما قال‬
‫أحدهم ت‬
‫محال ةأن بمرىلا؛داسودر^‬ ‫ش آلجْ‪-‬دامحءفصضَة‬
‫وقد يكون ذلك نابجا عن البخل‪ ،‬وكراهية الأصناف‪ ،‬كما محال أحدهم‪:‬‬
‫عندي ومحلاهراوة من آيززرص‬ ‫أعددت للضيتان كلبا طايإ‬
‫ضكيامج؛مم اناينل؛‪،‬‬ ‫ومع اذثأكدبا ووجه ا باسل‬
‫وأتى رحل الخهليئة الشاعر‪ ،‬وبيده عما؛ فقال ت ما هذه ؟ محال ‪ :‬عجراء من ّنالم‪،‬‬
‫قال؛ إني صيف‪ ،‬قال‪ :‬للضيفان أعددتهال ز‬
‫ولمذاكان كراهية الضيف مادة للهجاء اللانع‪ ،‬كما قال حسين بن عرفطة ق هجاء‬
‫من يعيره بكراهة الضيم‪:،‬‬

‫(‪ )١‬يضرى;يولع‪ ،‬وي»طد‪.‬‬


‫^^‬ ‫(‪\^Sy.}٦‬ؤ^‪\J‬د‪rV‬‬
‫(‪ )٣‬الأرزن؛ شجر صلب تتخذ منه العصي‪.‬‬
‫(‪ )٤‬الألزن‪ :‬الثديي الكلب‪ .‬انظرصون ص ‪AlVX‬‬
‫(ه)صونالأخ؛ار'ا‪/‬أ'ئ'ا‪.‬‬
‫نوازوااثي‪1‬هت‬

‫ائد‪1‬سة‪:‬اماحماصف‬

‫فالضيف الوارد ‪-‬وخصوصا‪ -‬من يأتي أول مرة‪ ،‬أوبعل غمة طؤيلة ‪: -‬محتاج‬
‫إر مؤانسة لاسيما أول قدومه‪.‬‬
‫والراح العالي‪ ،‬المشتمل على الإيناس‪ ،‬وض الوحشة من جميل ما ستقل‬
‫به الضيف‪ ،‬ؤيكرم به‪.‬‬
‫وكان العرب يعنون بشأن الزاح ْع الضيفان‪ ،‬ؤيولونه اهتماما بالغا‪.‬‬
‫قال عتيبة بن يجير االازُي س شعراء الحماسة؛‬
‫رئيجدمن فرط الئكاهة مازح‬ ‫مم ام أب وضيف كييم كأن ه‬
‫دس بأُي صيف؛ نمه‪ ،‬وقوله ‪( :‬وقد حد‪ : )...‬أي أنه يشابه المازح من‬
‫فرط الصبابة‪ ،‬وهوجاد‪.‬‬
‫ؤيقال ت فاكهته بملمم الكلام ت وهء‪ .‬الفكاهة؛ إمعان ا ق اكر ام الضف‪،‬‬

‫قال الشيح العلامة محمد الكي بن الح؛ن بعد إيراده البسن المسابق‪ :‬ررونفلير‬
‫هدا اليت قول المتنخل بن عو؛لر المدلي يدكر حاله مع أصبافه‪:‬‬
‫بجه دي من طع ام أوب اط‬ ‫س ابيوهم يشعة وأفي‬
‫أنشده صاحب التاج رمادة شمع) وقال • (يؤيد أنه يبدأ أصيافه بالزاح؛‬
‫لينبسهلوا‪ ،‬ثم يأتيهم بعد ذلك بالطعام)‪.‬‬

‫انفلرثرح ديوان الحماسة لالتيريزى ‪, ٥٩/٤‬‬


‫وأنثيه ال ند ا‪،‬لرتضى ق أمالسه( ‪ )\ yv/y‬وقال; (ومعنى سأيدوهم‬
‫بمثمعة ت أي نعما‪ ،‬وحنحك؛ لأن ذلك من علام ات الكرم‪ ،‬والمرور‬
‫بالضيف_ا‪ ،‬والممد إر إناّه وبسطه)) ؛ ‪. ٢١‬‬
‫وقال جران العود ‪ ،3‬مثل هدا انمي‪:‬‬
‫حلورالضحى تلمعابة قثط_رذ‪،‬ل ‪،‬‬ ‫كى الحي والأضياف إن نزلوابه‬
‫ومعنى ت (تلعابة) ت كثيرالالع>_ا‪ ،‬واكُطرءا ; هوالسخي‪ ،‬الحواد‪ ،‬الكريم‪،‬‬
‫الكيرالحر‪ ،‬الفرفح‪.‬‬
‫والعنى; أنه إذا نزل به الأصماف أكرمهم غاية الإكرام‪ ،‬وآلمهم بكثرة‬
‫مزاحه‪ ،‬وتظرفه؛ لإدخال السرور علميهم‪ ،‬وإزالة الوحشة عنهم‪.‬‬
‫ذللا‪ ، ،‬حسثا قال ت ررؤيتتسا‬ ‫بل ذم‪ ،‬العلامة ابن مفلح إر استحيا‬
‫لصاحسا الطعام أن يثاسهل الإخوان بالحديث‪ ،‬ااطس_‪ ، ،‬والحكايات الش تليق‬
‫بالحال إذا كانوا متقبضن)) ‪. ٢٣١‬‬
‫هذا وسياتي منيي بيان للممزاح ل العنسافة عند الكلام على المراح ق محلمس‬
‫الضيافة‪ ،‬وإنما الهمود ههنا إيناس الضّيم‪ ،‬يا‪،‬لزاح أول قال<ومه‪.‬‬

‫(؛)عادات ءربيةص‪1_ 00‬م‬


‫(‪ )٢‬ديوان جران العود‬
‫(‪ )٣‬الآداب‪ ،‬الشرعية لابن‪،‬فلح ‪.٢ ١ Y/r‬‬
‫‪٣٥‬‬

‫اسدط'‪:‬ضلأةزمنإهلأاصف‬

‫فإذاكان الضيف قادما من بلد آخر‪ ،‬وسيقيم عند الضيف يوما أو أكثر ‪ -‬فلابد من‬
‫تهيئة مكان لإقامته ' ومن معه‪ ،‬ولابد أن يكون المكان ملائما بجب الحال‪.‬‬
‫وتدكانت العرب ممني يدلك الشأن‪ ،‬ولمم ق ذلك رسوم‪ ،‬وأسماء نحمى‬
‫مكان إقامة الضيف‪.‬‬

‫ومن ذلك ما يعرف عندهم ئ؛ (الثري) وهو البيت المهيأ لالضيفلا‪،‬ا‬


‫ومن ذلك ‪-‬أيضا‪ • -‬رالتكرمة) • وهي الوسادة وما يجلى علميه الضيف الكرم‬
‫وق اللسان ‪ ٠‬التكرمة الموضع الخاص ' ■لجلوس الرجل من فراش‪ ،‬أوسؤير مما‬
‫يعد لإكرامه‪ ،‬وهي معلمة من الكرامة))‬
‫ول عمرنا الحاصر استجدت عند التاّى أموري شأن إقامة الآصياف‪ ،‬سواء ل‬
‫البيوت‪ ،‬أو الفنادق‪ ،‬أودور الضيافة‪ ،‬أوالاستراحات‪ ،‬أو الأماكن التي يعدها‬
‫الن اس؛ لإكرام ضيوفهم سواء ق منازلمم‪ ،‬أومزارعهم‪ ،‬أو استراحاتهم‪ ،‬أو‬
‫منازههم‪ ،‬أ وما حرى يجرى ذلك‪.‬‬
‫وقد يجمل تقصير‪ ،‬وحلل ق حق الأصياف من هذه الناحية‪ ،‬إما بالغفلة عن‬
‫إعداد المكان لإقامتهم‪ ،‬أوقلة المب الاة بملأءمته نجم‪ ،‬أوثرك التفقد للمكان‬
‫المخممى لمم‪.‬‬

‫(ا)انذلرلمان الُربأا‪/‬أ"أا‪.‬‬
‫(‪ )٢‬انفلرؤلراز انحالى للخفاص صرخ ‪ ، ١٢‬وعادات ضيية هره‪.٢‬‬
‫(‪ )٣‬لأن العربأا‪/‬هاه‪.‬‬
‫دئئأق‬ ‫‪2‬؛و‬
‫وإن من دلائل حزم الضيف أن يعنى يتهيتة مكان إتامة الضيف تمام العتاية‪،‬‬
‫وذلك بأن يوكل مهمة ذلك إر أحد أولاده‪ ،‬أوخدمه‪ ،‬أومن له دالة عليهم من‬
‫أخ أوصديق•‬
‫وبجمل أن يوصيهم بما يلزم حيال ذلك‪ ،‬بل بجمل به ‪-‬أيضا‪ -‬أن يتفقد ذلك‬
‫بنم ه؛ ليتأكد من لياقته‪ ،‬وصلاحيته؛ إذ قد بجمل ق بعض الأحيان أن بجمص‬
‫مكان للضيف‪ ،‬ولكن قل يهلول عليه الأمد دون أن يلاحظ‪ ،‬وقد تعلوه الأتربة‪،‬‬
‫والغب ار‪ ،‬وقد تتغيررائحته من محلول المدى‪ ،‬وقد تحتاج بعض خدماته‬
‫كالكهرباء ‪ ،‬والماء إر منيي عناية‪ ،‬وقد يوحد فيها خلل‪ ،‬أو ععلل؛ فإذا حصل‬
‫التفقد والتعاهد له كان ذلك أدعى لملائمته من كل ناحية‪.‬‬
‫وكل ذلك راجع إر الضيف بالراحة‪ ،‬ومنيي الإسعاد‪ ،‬ودال على رسوخ‬
‫قدم المضيف ق الكرم‪ ،‬والفضيلة‪.‬‬
‫‪٢٧‬‬ ‫مانالاسهأ‬

‫اسس‪:‬‬

‫فمجلس الضيافة عنوان على ذوق صاحبه‪ ،‬وكرمه‪ ،‬وحن نظره‪.‬‬


‫ومن هنا كانت العناية بمجلس الضيافة من الأهمية بمكان‪ ،‬سواء كان محلى‬
‫الضيف الخاص به‪ ،‬أوأن يكون محي ا استاجره ق فتدق‪ ،‬أوغيره‪.‬‬
‫وسواء كان ذلك ق داخل المدينة‪ ،‬أوكان ق بؤية خارجها‪.‬‬
‫وتلك العناية شاملة لسعة انحلمى‪ ،‬ومدى استيعابه للمدمين ' فلا يليق بالمضيق‬
‫أن يدعوالخم الغفيرمن الضيوف ل مكان صيق لا يتسع إلا لأقل القليل منهم‪.‬‬
‫ومن العناية بمجلس الضيافة؛ العناية يمسه‪ ،‬وإضاءته‪.‬‬
‫ومن ذلك؛ العناية بطيب راثحة انحلس؛ بحيث يْليب باحن ما يمكن من الهليب؛‬
‫لأن بعض الناس يأتي بأي طب كان‪ ،‬فيبحربه محل ه‪ ،‬فإذادخل الأصياف كان من‬
‫أول ما يستقبلون به تلك الرائحة الني تلاقيهم من جنبان انحلي‪.‬‬
‫ومن العناية بانحلى العناية يملأءمة جوه من ناحية البرودة‪ ،‬والحرارة‪.‬‬
‫وذلك يختلف باختلاف نمول السنة؛ فقد يكون المكان حارا يحتاج معه إر‬
‫يلطف الحو' محنتعس الخا‪• ٧^٠٣‬‬
‫وقد يكون المكان باردا يحتاج معه إل وسائل تدفئة؛ كي تضفي عليه الدفء‪.‬‬
‫وقد يحتاج إر إشعال الناركي بمهللي عليها الحاضرون‪ ،‬أويوضع عليها دلال‬
‫القهوة‪ ،‬وأياينق الشاي‪ ،‬وتحوهما‪.‬‬
‫ولابد ل ذلك من مراعاة جودة الحهلب‪ ،‬وحن الإيقاد للنار؛ بحيث تكون نارا‬
‫هادئة‪ ،‬وقودها الحهلب اُبمزل الطيب الذي لا يزذي بدخانه؛ إذ بعض الناس لا يبالي‬
‫بدلك؛ فتراه يوقد المار على أنولع رديثة من الحطب‪ ،‬أو تراه لا بحن إيقادها؛ فيتأذى‬
‫ح؛ك^إذو|صاج‬
‫صيومحه بها أيما أذية؛ فق‪ -،‬يحرق ثيابهم بما يتطاير من شررها‪ ،‬وقد تؤذي اعينهم‪،‬‬
‫وأنوفهم‪ ،‬وصدورهم بما ينبعث من دخانها‪ ،‬وقد يصيب ثيابهم ما يصيبها من روائح‬
‫ذلك الدخان‪ ،‬وقد يكون من بينهم من هومريهس يتضرر بتلك الرائحة الوذية‪.‬‬
‫وبعض الكرام ممن اعتادوا على استقبال الأصياف قد لا يأنف من دخان النارمهما‬
‫كثر وتصاعد‪ ،‬بل قد بحبده‪ ،‬وقد يظن أن غيره كيلك؛ فإذا جاء بعض الأصياف نزل‬
‫على حكم ذلك المضثف؛ فجامل‪ ،‬مع انزعاجه‪ ،‬وناديه من ذلك‪.‬‬
‫ولمياكان الحرب يعنون بشأن النار أشد الخاية؛ بل لقد كانت من أركان الضيافة‬
‫عندهم كما مرت الإشارة إر ذلك_‪.‬‬
‫وكان من عنايتهم بها حرصهم على أن تكون نارا نافعة محليثة هادية‪ ،‬هادئة‪ ،‬غير‬
‫مؤذية‪.‬‬

‫وإذا أثتوا على كنيم من الكرام أثتواعليه بطيب ناره‪ ،‬وجودة حهلثه‪ ،‬وحن‬
‫إيقاده لتلك النار‪.‬‬

‫ولمدا فضلوا بيش الأعشى ق مدح انحلق‪ ،‬وهما قوله؛‬


‫إلص__وءن ارفيماعمتيى‬ ‫لعم‪-‬ريكدلأستسمنممرة‬
‫ؤيات على التارالتدى واتحندل ‪،‬‬ ‫تمث ب دويين يمطلماما‬

‫‪ ،‬قيل إنه لقب بمانحلق؛ لمرممئه ‪ ،‬فرك ق‬ ‫( ‪ ) ١‬اتحلق بفتح اللام هو ابن حنثم ين شداد بن‬
‫ق خد‪٥‬كالحلقة‪ .‬اظرديوان الأعشى الكير‪ ،‬تحقيق د‪ .‬محمد محي‬ ‫وجهه أتراكالخلقة‪،‬‬

‫ونقل أبو الحجاج البلوي ق كتاب الق ‪ -‬ب ‪ ٥ ٤٠٥٣ / ١‬ت ‪ <١‬الحلق بكسر اللام ت رحل من ولد أبي بكر‬
‫بن كلاب بن عامر الذي يقول فيه الأعشى ‪٠‬‬
‫ؤب ات عل ى الن ار الن دى وانحل ق ‪٠‬‬
‫‪٢٩‬‬ ‫مانداسي‪1‬فة‬

‫محوصس تلك النار بأنها ثهدي الأصياف إر مكان الضيافة‪ ،‬وأنها تدفئ‬
‫المقرور وهومن أصابه البردرآ‪/‬‬
‫وفضالوا عليهما بيت الخطيثة الذي يقول فيه ‪:‬‬
‫نحدخيرنارعندهاخيرموقدل ‪٢٢‬‬ ‫متى تائب تعشوإرصوءن اره‬
‫قال البغدادي • ار أي متى أتيته عاشيا إر صوء ناره وحدت حيرنارث أي أشع‬
‫نار للدفء ‪ ،‬والأكل‪.‬‬
‫(عندها خيرموفد) ت بجمل معتيثن ت أن يؤيد بمن عندها من يوقدها من‬
‫الغلمان‪ ،‬والخول‪ ،‬ويند بقوله (حيرموقد) ؛ كثرة كرمهم واحتمالمم بالوارد‬
‫عليهم‪ ،‬وحن القيام عليه يجمح ما بحتاج إليه‪.‬‬
‫والثاني؛ أنه يند به الممدوح ' ووصفه بالإيقاد ‪-‬وإن كان سيدا‪ -‬لأنه أمر به؛‬
‫فكأنه فاعله؛ يؤيد بقوله ت (حير موقد) ت أكرم موقد‪ ،‬وأسخى موقد‪ ،‬وأفضل‬
‫موقد؛ فعلى هدا يكون قد وصفه ق هدا البيت يجملع الفضائل‪. ٢٣١ V‬‬
‫وقال ابن الكيت •* ررلما أنشد عمربئ الحطاب الخهليثه هذا البيت قال‪ :‬تلك‬
‫لأر موسى‪ )).‬ر‪،،‬ؤ‬
‫وق الخزانة ت كان الناس يستحسنون بيت الأعشى؛‬

‫الأعنى الكب؛رصم؛)آمآ‪. ٢٢٥ .‬‬


‫(آ)ديوانالخططص؛م‪.‬‬
‫(‪ )٣‬الخزانة للبغدادي ‪A'W/T‬‬
‫‪ ، ٣٨٠ /V‬وزهر الاداب لخصّري‬ ‫(‪ )٤‬ديوان الخهليثة ص ‪ ، ٨ ١‬ونسب هذا القول ق العقد‬
‫_‪ ، ٩ ٠ U‬نمدض بن عمر‪.‬‬
‫يب ات على المار المدى وانحنى‬
‫حتى قال الخطيئة ‪ :‬متى انه‪ ...‬فسقط بيت الأعشى)) ‪.، ١١‬‬
‫والحاصل مما مضى كله أن تمام إكرام الضيف إراحته من ناحية حوانحلس‪،‬‬
‫وكونه معتدلا ملائما لا يشتكى حره‪ ،‬ولا؛وده‪.‬‬
‫وكل ذلك داحل؛ ق باب العناية بمجالس الضيافة‪.‬‬

‫(‪ )١‬الخزانة ّا‪/‬ه ‪ ، ٢ ١‬وقال ال يوطمب ف‪ ،‬شرح شواهد الغض ‪ •٠‬ص‪ «; ١ ٠ ٩‬فال انمكرى ؤ‬
‫الأوائل •" كان هن‪.‬ا الين؛ لعمري ‪ ١٧‬لاحت‪ ...‬ي تحن ق صفة نار الثرى‪ ،‬حتى قال الخطبت ; متى تام‬
‫تعثوا إل ضوء نارْ‪..‬ا اليت‪ ،‬فنمى على الأول‪ ،‬هك‪،‬واقالوا‪.‬‬
‫نال؛ وءنا‪-‬ى أن الأول أحن وأعرب ‪. ٠‬‬
‫‪٤١‬‬

‫اثا»نة؛ اصاس استرممسف إذا تأخو‬

‫فقد بحمل ‪-‬أحيانا‪ -‬أن يتأخر الضيف عن وقت الضيافة؛ لسبب أولأخر‪.‬‬
‫وسيأتي‪ ،‬الكلام على تأخر الضيف‪ ،‬وما يبني‪ ،‬له حال تأخره‪.‬‬
‫والكلام ههنا على الصيف ؤ‪ ،‬تلك الحال؛ فمن تمام إكرام الضيف‪ ،‬ومن‬
‫دلائل رسوخ المضيف ؤ‪ ،‬الفضيلة أن يبمهل العذرللضيف إذا تأخر؛ محقي بجسه‬
‫حابس؛ فيتأخر قليلا أوكثيرا؛ فإذا أخذ الضيف بالعدل كان له حق أن يسأله‪ ،‬أو‬
‫يعانيه على تأخره‪.‬‬
‫وإذا أخذ بالإحسان والتكرم يمهل له العذر‪ ،‬ولقيه يوجه وصاح‪ ،‬وجبم‪،‬‬
‫طلق‪ ،‬ينيل به وحشه الضيف‪ ،‬ويرفع عنه شعوره بالذنب؛ فيكون ذلك إكراما‬
‫علك‪ ،‬إكرام‪ ،‬خصوصا إذاكان الضيف شم النفس‪ ،‬وليس من عادته التأخن‪،‬‬
‫وحبمأ الاسب‬
‫وهب أيها الضيف أنك أفرؤلت ؤ‪ ،‬عتاب الضيف إذا تأخر‪ ،‬ثم جلس ءنا‪J‬ك‬
‫متكدر النفس‪ ،‬مشغول البال‪ ،‬أوأنه لم يتحمل عتابك‪ ،‬فأعطالئ‪ .‬ظهره وعاد‬
‫أدراجه؛ فما مصيرلث‪- .‬والحالة هذه_؟أ‬
‫لاشك أنك ستندم‪ ،‬وربما اصهلررت إر الاعتذار إذاكنتر ذاكرم‪.‬‬
‫ومما بجضرني ‪ ،3‬هذا الشأن حادثة حملت قبل ثلاث عشرة ستة‪ ،‬حيث‬
‫ذهبت بصحبة ثلاثة من الزملاء من أساتذة الحامعة إل الرياض لمقابلة أحد‬
‫مديري الخامعات بشان موصؤع يخمنا‪ ،‬وبينما نحن ؤ‪١ ،‬لطريق وكان لأحد‬
‫الصحبة أخ برتبة ونير‪ ،‬وكان يرأّس أحد المرافهم‪ ،‬الحكومية‪ ،‬فاتصل ذلك الونير‬
‫بأخيه ' فأخره الأخ أنه قادم إر \ر<‪\-‬ض‪ ،‬وأن معه صحبة أتوا لأحل مقابلة‬
‫محلان من الموولن؛ فقال إذ'ا حفوكم على الغداء ‪ ،‬وأ‪-‬خ كتمآ‪ ،‬فوافقا‪ ،‬وقالخا‬
‫له؛ إذا يكون الغداء بعد صلاة الفلهرمباشرة‪ ،‬فقال‪ :‬الأمركذلك‪.‬‬
‫وذلك الونير لا يعرف أحدا متا إلا أخاه‪.‬‬
‫وبحد أن ذهبتا لمقابلة السوول الذي حثتا من أحل مقابلته أخبرنا مدير مكته‬
‫‪ -‬وكان أخا لأحد الصحبة الزملاء ‪ -‬أن المدير خرج لأحتنماع طارئ‪ ،‬وأنه ربما‬
‫لا يأتي؛ فدهبتا إر أحدى المكتبات ؤيثما وقت الفلهر‪ ،‬فتصلي‪ ،‬ثم ندهب‬
‫إر صاحبتا الضيف‪.‬‬

‫وكانت المكتبة تقع ق وسط الهمياض‪ ،‬والخامحة ل طرف الرياض الشمالي‬


‫الغربي‪ ،‬وكان بيت صاحبتا الضيف ق طرق الهمياض الضي‪ ،‬والمسافة بعيدة‬
‫ء‬

‫خصوصا مع شدة الزحام وقت الغلهيرة‪.‬‬


‫وقبيل الظهر اتصل بتا مدير مكتب مدير الخامعة‪ ،‬وأعلمتا أن المدير موجود بعد‬
‫الظهر‪ ،‬فقلت ا لصاحبنا؛ اعتذر من أخيك المضيف‪ ،‬أوأخبره أننا ربما نتأخر‪،‬‬
‫فاتصل عليه‪ ،‬فقال ت أنتفلركم‪ ،‬ظأ مته ومتا أنتا لن نتأخر إلا يسيرا‪ ،‬فلما وصلتا‬
‫الخامحة انتفلرنا قليلا‪ ،‬ثم دخلت ا على الدير‪ ،‬نم أخذنا معه ق الكلام على‬
‫موضوعنا‪ ،‬وما خرجنا إلا ٌتأخرين‪ ،‬فسرنا إر منزل مضينا‪ ،‬ومع شدة الزحام لم‬
‫نمل إليه إلا بعد أذان العصر‪ ،‬وتحن ق خجل شديد؛ فهويتلك المكانة‪ ،‬ونحن‬
‫تأخرنا عليه كثيرأ‪ ،‬وهولا يعرفنا‪ ،‬فتوقعنا أن يعاتب‪ ،‬أويظهر عليه التكدر؛ فلما‬
‫وصلنا منزله استقبلنا عند الباب بكل بشر‪ ،‬وطلاقة‪ ،‬وحن حديث‪ ،‬وكأنه يعرفنا‬
‫منذ سكن ‪٠‬‬
‫‪٤٢‬‬ ‫ماذلاسهت‬

‫فماكان من ا إلا أن بادرن اه بالاعتذار‪ ،‬وأن الأمرل يس بأيدينا؛ فق ال ‪:‬‬


‫لا تعتذروا؛ الأمر يسيرحدا‪ ،‬وأناف منزلي' وبيرأ‪،‬م‪ ' ،‬وأهل بنتي' وق ظل‬
‫ظليل‪ ،‬وراحة تامة؛ أنتم الذين تعبتم‪ ،‬وتكلفتم‪ ،‬وشرفتموني بالزيار‪٥‬؛ فالفضل‬
‫لكم‪.‬‬
‫ومتن إقامة صلاة العصر‪ ،‬فقال لما‪ :‬تفضلوا على‬ ‫وبعد أن تناولما القهوة‬
‫الغداء ‪ ،‬ولا تنتذ‪1‬روني؛ فأنتم مافرون وأنا سأذهب إر المسجد للصلاة؛ فقلما‬
‫نتظرك؟فأإ‪ ،‬ورغج‪،‬إلماهماألأمملرْ‪.‬‬
‫ؤبحد أن صلى حاء إلينا‪ ،‬وشاركا الغداء ‪ ،‬وبادلما الأحاديث‪ ،‬ونحن ق أشد‬
‫ما نكون من الإعجاب به‪ ،‬والخجل منه‪.‬‬
‫ؤبعد الغداء استأذنا منه‪ ،‬فق ال؛ لا أسمح لكم؛ فد إكمال الخال ة‪،‬‬
‫وتعؤيص ما فاتنا منكم‪ ،‬ورغب ق ذلك كثمأ‪ ،‬فجل نا ■ ‪ cJCS‬بعد العصر‪،‬‬
‫وتتاولما الشاي ‪ ،‬وتحاذبنا أؤلراف الأحاديث ‪ ،‬وهوق غاية م ا يكون من‬
‫الارتياح‪ ،‬والمرور حتى انتصف العصر‪ ،‬فاستأذنا وقلنا ت أمامنا سفر‪ ،‬فأذن لما‪،‬‬
‫ووت‪-‬عنابكل حفاوة وبشر•‬
‫وقد مضى على هذه الحادثة س نوات‪ ،‬ولا أزال أنا وأصحابي نتذكرها بكل‬
‫إعجاب‪ ،‬وإكبار‪.‬‬

‫وهي تدل على رسوخه ق الفضل‪ ،‬وتدبره للحواقب؛ إذ لولقيناه وهومتكدر‬


‫المفر ‪-‬وحق له ذلك‪ -‬لربما انقبضتا‪ ،‬وزاد حجلنا منه‪.‬‬
‫ولكنه ^آثر الفضل‪ ،‬والإحان‪ ،‬والخماسر العذر‪.‬‬
‫وأذكر أن أحد الناس كان ينتظر صيفا قائما كبيرا من بلد يعيد مع صحب له؛‬
‫ليقيموا عند المضيف أياما‪ ،‬وكان مقررا أن ي‪۵‬الوا بعد العشاء بوقت سير‪.‬‬
‫ولكل بدا لمم أن يزوروا أحد الناس وهم ي طريقهم إر مضيفهم؛ فتأحروا‬
‫كثمأ‪ ،‬ولم يملوا إلا ق ساعة متأخرة من الليل‪.‬‬
‫وكان الضيف الكبيرق غاية الخرج من جراء تأخرهم؛ فاعتذر عن ذلك‪،‬‬
‫وبالغ ق العذر؛ فما كان من المضيف إلا أن قال‪ :‬نحن ق أشد الشوق إليكم‪،‬‬
‫وكلما تأخرم ازدان‪ .‬شوقا؛ فماكان من الضيف إلا أن استبشر‪ ،‬وفرح‪ ،‬وزال‬
‫عنه الحرج•‬
‫‪٤٥‬‬

‫ااتأسة‪:‬ضساعئواممطهأ‬

‫‪ ،‬وإسناده‬ ‫فمن حرم الأنان‪ ،‬ورسوخه ق فضيلة الضيافة تونيعه‬


‫مهامه ا لن يراه من أولاد‪ ،‬أوأق ارب‪ ،‬أو أصحاب‪ ،‬أوخدم‪ ،‬أومن مم‬
‫متخصصون بتلك الأعمال‪.‬‬
‫ليتأكد هذا الأمرحال الناسبات اأكسرة الض تحتاج إر جهد كبير‪ ،‬ومتابعة‬
‫مستمرة؛ فتونيع الأعمال ق مثل تلك الأحوال من أعفلم ما ‪:‬بخفق الأعباء ‪ ،‬ؤيبن‬
‫على إتحاح الضيافة‪ ،‬ؤإكرام الأصياف؛ فالعمل الكبيرإذا ورعته الأيدي حص‬
‫حمله‪ ،‬وعظم أره‪.‬‬
‫ومن الإحسان ق دللئ‪ ،‬أن يوكل الضيم‪ ،‬كل؛ م أن من شؤون الضيافة إرمن‬
‫بجن القيام يه؛ كتهيئة المكان‪ ،‬وإعداد القهوة والشاي‪ ،‬وتحهيز التلعام‪ ،‬ومتابعة‬
‫الضيوف‪ ، ،‬واستتبالبم‪ ،‬ونحوذللئ‪ ،‬من مهمات الضيافة‪.‬‬
‫وْن الإحان —أيضا— أن بحسن اختيارمن يسند إليهم ت ا الئ‪ ،‬الأعمال‪ ،‬وأن‬
‫يوصيهم بما يؤيد‪ ،‬وأن يزؤع الثقة فيهم‪ ،‬ؤئثجعهم‪ ،‬ؤيتثر ينهم روح اهمييا‬
‫الواحد؛ فيثعركل واحد متهم أنه عنصرمهم من عناصر الضيافة‪ ،‬وأنه عنوان‬
‫على صاحسؤ المكان‪.‬‬
‫ومن ذل لئ‪ ،‬توصيتهم بأن بجتوا التعامل مع الأضياف‪ ،‬وأن يمايلوهم‬
‫بالثشاشة‪ ،‬وأن بحرصوا على خدمتهم وإسعادهم‪ ،‬وإعزازهم غاية ما ي تهليعون؛‬
‫فان ذللئ‪ ،‬مما يبهج الأصياف‪ ، ،‬ويرغ من شان صاحمب‪ ،‬الضيافة‪.‬‬
‫ولمذاكانت‪ ،‬العرب تشي على من كانت‪ ،‬حاله كذللئ‪ ،‬كما ل هت الخطغة‬
‫المسالم‪ ، ،‬وهوقوله ;‬
‫نخ|ذو|س|ج‬ ‫ح؛‬
‫ءدضنارمحدئضسسلاا‬ ‫مشى تأته تعشوإل ضوءن اره‬
‫فمن أوجه شرح هدا البت‪-‬كما مر‪-‬أنه أراد بقوله ‪( :‬حيرموقد)‪ :‬من يوقدها‬
‫من الغلمان‪ ،‬والخول‪ ،‬والأولاد؛ لكثرة كرمهم‪ ،‬واحتفالمم بالوارد‪ ،‬واحتفائهم‬
‫به‪ ،‬وحن القيام عليه يجمح ما بحتاج إليه‪.‬‬
‫وكل ذلك دليل على كرم صاحب‪ ،‬الضيافة‪ ،‬وبعد نهلره‪ ،‬وحسن تدبيرءل‬
‫وهذا من أعفلم ما يمدح به الرجل الضيافا كما تال ابن هرمة‪:‬‬
‫يوم الشح حوادث الأي ام‬ ‫له يرك من قس ثجعت ب ه‬
‫سهل الحجاب مريب الخدام‬ ‫هش إذان زل الول ود بباب ه‬
‫لم تدرأيهم اأخوالأرح—أام‬ ‫ماذارأيت شتيته وص دمه‬
‫بخلاف ‪ ،‬ما إذاكان أولئلئ‪ ،‬حفاة‪ ،‬ع اة‪ ،‬ق اة ينهرون الأصياف ‪ ، ،‬ؤيعب ون ق‬
‫وجوههم‪ ،‬وكأنهم قد أتوا إل مكان؛ ليهانوا فيه‪ ،‬لا ليكرموا‪.‬‬
‫والحاصل أن تونيع الأعمال حال الضيافة الكبيرة مما يريح صاحب‪ ،‬الضيافة‪،‬‬
‫ؤيتنفي عليه سكينة‪ ،‬وراحة‪ ،‬وءل‪٠‬أنينة‪ ،‬ومنيي إقبال على أصبافه‪.‬‬
‫بخلاف‪ ،‬ما إذاكان يباشر جمح الأعمال بنفسه؛ فان كثرثها‪ ،‬وتنوعها‪ ،‬ويحول‬
‫بعضها ق بعض‪ ،‬واختلاف من يتعامل معهم ق شأنها كمل ذل لئ‪ ،‬ينال سله من‬
‫سكينته‪ ،‬وراحة قلبه‪ ،‬واستعداده القابالة أصيافه؛ فان كان هوممن لا يكل العمل‬
‫لأحد؛ لقلة صبره‪ ،‬أو لقلة ثقته بأحد ‪ -‬فانه سيلهو عن صيفه‪ ،‬وربما تكدر‪ ،‬وظهر‬
‫عليه ذلل؛ا يسببج نقص شيء ‪ ،‬أو التقصيرفيه‪.‬‬

‫(‪ )١‬ديوان الخطيثتص‪. ١٨‬‬


‫(‪ ^)٢‬الخزانة ؟‪/‬الأ‪.‬‬
‫(*آ)ابيانوافءن ‪. ١٦٧١‬‬
‫‪٤٧‬‬ ‫مانوا|ص‪1‬هت‬

‫ومما بجن ي ذلك الشأن أن يكون بينه وبن من يقومون بشان الضيافان‬
‫توافق‪ ،‬وفهم لإشاراته‪ ،‬وأوامره دون أن يشعر بدلك أحد من الضيوف؛ فإذا‬
‫أراد أي أمرمن أمور الضيافة عرفوه من خلال إثارة يده‪ ،‬أوإطراق عينه‪ ،‬أو‬
‫من فحوى كلامه‪ ،‬أوعادته ق مثل تلك الأحوال‪ ،‬كما قال الأول;‬
‫ظول ‪4‬مح_اب_رأبم اشىأا‪،‬‬ ‫فأوم أت إيم اء حما لحبمر‬
‫وبهذا الصنيع يسلم صاحب الضيافة من كثرة الخروج‪ ،‬والولوج‪ ،‬ومن كثرة‬
‫الاتصال عبرهاتفه‪ ،‬ؤيتأى عن مقامحلمة الأصياف ق حديثهم؛ فيكون يدلك قد قام‬
‫بحقهم تماما على الذين أحن؛ فالضيوف —ق الأغلب‪ .‬يؤيدون مشاهدة مضيفهم‪،‬‬
‫وم امرته‪ ،‬وسماع حديثه‪ ،‬وإسماعه أحاديثهم؛ فليس من الضيافة أن يقهلع‬
‫علتهم ذلك بكثرة الولوج ' والخروج‪ ،‬والاشتغال بأمور ممكن أن يقوم بها غتره•‬
‫وبالخملة فان تونيع المهام من نل المضيف يعن على السلامة من تلك الأفات‬
‫الش تنال حفنا وافرا من أمحلراف الضيافة والإكرام‪.‬‬

‫( ‪ ) ١‬هدابيت من قصيدة جميلة للراعي النميري تدور حول إكرام الضيف‪.‬‬


‫وبر؛ هوابن أحيه‪ ،‬والمعنى‪ :‬ما أذكى حبتر‪ ،‬وما أحد بصره؛ حض نملن‪ ،‬وتهدى لإرادتي‪.‬‬
‫انظرديوان الراعي‪ ،‬التميري‪ ،‬جمع‪ ،‬وشرح‪ ،‬وتحقيقد‪.‬محدنيلخميفىصاآ_آآ‪.‬‬
‫سسلأ‬

‫العاقرة‪ :‬اكراماثىئ»‪،‬ق^‪٠‬؛‪،‬اثه‪،‬طفت‬

‫الضيافة‪ ،‬ؤيدل على كرم نف ه‪ ،‬وحس نظره أن يعنى‬ ‫فمما بجمل بماحب‬
‫الضيافة‪ ،‬سواءكان ذلك الإكرام مائيا‪ ،‬أومعنؤيا؛‬ ‫بإكرام من يقومون بشان‬
‫أومن أولاده‪ ،‬أومن أقرباته‪ ،‬أوأصدقائه‪ ،‬أوغيرهم‪.‬‬ ‫وسواءكانوا من خدمه‪،‬‬
‫بما يليق‪ ،‬أو أن يزجي لمم الشكر والعرفان إذا قاموا‬ ‫قاما أن يكافئهم ماليا‬
‫بالضيافة خيرقيام‪.‬‬
‫وفيحتركإأ الخذرمن إهانتهم‪ ،‬والنيل من كرامهم خصوصا أمام الضيوف؛‬
‫إذ إن ذلك الصنيع مناف لأدب الضيافة؛ فترى من بمص الكرام ممن يغشاهم‬
‫الضيوف من هوقليل الصبر‪ ،‬صيى الصدر؛ فتراه عند أدنى هفوة من أحد ممن‬
‫يقومون على خدمة ضيوفه يب ادر إر لوهم‪ ،‬وتبكيتهم‪ ،‬ومريعهم أم ام‬
‫الأصياق‪.‬‬
‫وربما زاد الأمر عن ذلك‪ ،‬فمد يده لضرب ذلك المخهلئ‪ ،‬أوالقصر‪ ،‬وربما‬
‫دخل بعض الضيوف؛ لفض ‪. ١٤^ ١١‬‬
‫وما ذلك الفعل بصنيع الكرام حقا‪ ،‬إذا هومما يكدر على الضيف‪ ،‬ؤيورث‬
‫من يقوم على الخدمة من ولد‪ ،‬أوخادم‪ ،‬أوصديق ‪ -‬الملالة من صاحب‬
‫الضيافة‪ ،‬وقلة الرغبة ي الإمال على خدمته‪ ،‬قال الرسمي ق مدح قوم كرام‪:‬‬
‫ولا شتموال!امهم ساط امحزره‬ ‫ولم يعلقوا أبوابهم دولأ صيمهم‬

‫يتمت الدهر سالي ‪. rvr/Y -‬‬


‫‪٤٩‬‬ ‫نواذواسهأ‬

‫مقرة‪ :‬اصاس اسنرسحب اص‪1‬فه إلبدرت ‪4‬نه سوة‬

‫وكما أنه ينبغي لصاحب الضيافة أن يكرم أصماص‪ ،‬ومن يقومون على‬
‫خدمتهم من أولاد‪ ،‬وخول‪ ،‬وأصدقاء ‪ ،‬واقارب‪ ،‬وأن بجدركل الخدر من أن‬
‫يكدر عليهم ‪ -‬فينبغي كيلك لمولاء أن يعذروه إن بدرت منه جفوة‪ ،‬أوكزازة‪،‬‬
‫أوسوء خلق؛ ذلك أن للضيافة أعباءها‪ ،‬والكرام بجرصون على أن تكون على‬
‫خيرما يرام‪ ،‬وبحاذرون من أي تقصري شأنها‪ ،‬ؤيشغلهمكئ ما يتعلق بالضيافة‬
‫من صغار الأمور وكبارها‪.‬‬
‫وذلك مما قد يولد لديهم شعورا بالمم‪ ،‬وقلة النوم‪.‬‬
‫وقد يكدر عليهم من يكدر ممن لا يأبهون باجابة الدعوة‪ ،‬أو من بمأخرون ق‬
‫إحضار محلمام الوليمة‪ ،‬أومن يقمرق حق الضيافة من الأهل‪ ،‬أوالخال‪.‬م‪.‬‬
‫وعلى مثل ذلك يحمل قول نيب بشن الهلهمة ترثي أخاها نيد بن الطميه‪:‬‬
‫سعتإأمراحد‪4‬‬ ‫إذانزل الآصسافكسان‬
‫تال الخهليب اكؤيزي ق ثرح ديوان الحماسة ت ر المدور؛ ال يئ الحلق‪،‬‬
‫القليل الصبرفيما يريا‪.‬ه‪ ،‬ويهم به؛ وصنته بسوء الخلق‪ ،‬والتقيد ق الأمر‬
‫والنهي‪ ،‬حتى ينصب المراجل‪ ،‬وتهيأ المهلاعم للضيفان‪ ،‬ثم يحوي لخلقه الأول >‪•، ١١ ،‬‬
‫وقال ان قتيبة ؤ‪ ،‬شرح البيت؛ رريقول؛ يسوء حلقه حتى يهلعم أصافه؛‬
‫لإعجاله إياهم‪ ،‬ولخوف تمصير)) ‪١٢٢١‬‬

‫(‪)٢‬ءيونالأخ‪L‬ر ‪ّ ٢٣٩/٣‬‬
‫يإزئمم^||نق‬

‫فعلى من كان كذلك أن يعذره أهاله‪ ،‬وأولاده‪ ،‬وخدمه‪ ،‬وصيوفه خصوصا‬


‫إذاكان كريما جوادا؛ فالكرم والخود يغطي المعايب؛ إذ كل‪• ،‬مر يغطيه السخاء‪.‬‬
‫وعلميه ‪-‬أيضا‪ -‬أن بحرص على لزوم الستر‪ ،‬والصر‪ ،‬واستدعاء النكينة محير‬
‫المستطاع‪.‬‬
‫وأن يختذر ممن يخطى ق حقهم من خدم‪ ،‬أو أصدقاء ‪ ،‬أو أقارب‪ ،‬أو أولاد‪،‬‬
‫أو أهل محت•‬
‫‪٥١‬‬ ‫نوا‪3‬ألاسس‬

‫اثذية‪ :٥^٥‬حمس اممفد للأسك‪ ،‬والتتنع^^^‪١٠٠‬‬


‫فالأصياف النازلون على مضيفهم يكون لمم رغبات متنوعة‪ ،‬وحاجات‬
‫محتلفه‪ ،‬وقد يمتحيون من إبدائها لضيفهم خصوصا إذاكانوا سيمكثون عنده‬
‫أياما‪.‬‬
‫ومن ألعيأن الضيف‪ ،‬وناهته‪ ،‬وحن قيامه بحق أصيافه أن يكون ذا فطنة‬
‫متيقغلة‪ ،‬وملاحظة دقيقة‪ ،‬وبديهة حاصرة؛ بحيث بحس ما يكنه صدور‬
‫ضيوفه‪ ،‬ومع إليه رغائيهم‪ ،‬وتنطق به عيونهم وإن لم يتفوهوا به صراحة؛ كأن‬
‫يلحفل رغبه صيفه ق طعام أوشراب معبن‪ ،‬أويضنايقه من برودة المكان أو‬
‫حرارته‪ ،‬أونيادة إصاءة المكان‪ ،‬أونقصها‪ ،‬أويلحظ رغبته ق إيجاد متكئ‪ ،‬أو‬
‫كرسي‪ ،‬أو رغبته ق النوم‪ ،‬ومبارحة مكان الضيافة‪ ،‬إر غيرذلك مما بحتاحه‬
‫الضيوف‪.‬‬

‫يم تراه بعد ذلك يبادر إل صنع ما يريدون دون أن يشعرهم بأنه عالم مما‬
‫يرغبون فيه؛ فتلك البادرة من حمن التفقد‪ ،‬ومن تمام الإكرام‪.‬‬
‫وبعض المضشن يغفل عن هدا المعنى الدقيق؛ فلا ينلنه اهتمامه‪.‬‬
‫أما كرام النامحى‪ ،‬ومحاد اتهم‪ ،‬ومن ذللت لبم سبل المكارم تذليلا — فيومحون‬
‫^ا المقام حقه؛ فلا يعقلون عن صغيرحق الضيف ولا كبيره‪.‬‬
‫وهومما بجعل لمم الحل الأرفع عند من يقدرون المنكارم محيرها‪.‬‬
‫حاء ق الم ني عن طهمه الغفاري ‪ :‬فال ‪ :‬صفتت رسول افه‪ .‬فيمن‬
‫ضيفه؛ فرآني منبطحا‬ ‫ثعنيفه من الساكن‪ ،‬فخرج رسول الله‪ .‬ق الليل‬
‫سئق‬

‫على بملي؛ فركضني برجله؛ وقال؛ را لا تضطجع هذه التنجعة؛ فإنها صجية‬
‫يغضها الله)) ‪{ ١‬‬
‫قال عييدالله ين هم^ءارله ين طافزت‬
‫عال ه ع اثق م ن الأضياف‬ ‫ي ابتي امسوا‪ ٠‬إن أب يكم‬
‫أويمطح الأعضاء والآطراف‪، ١٢‬‬ ‫ف امملوهم ولوبروح أليكم‬
‫قال ان عبدالبرظك ؛ ارتذكر أهل البصرة من ذوي الاداب‪ ،‬والأحس اب ؤ)‬
‫أحن ما قاله المولدون ق حن الحوار من غيرتعسثف‪ ،‬ولا تعجرف؛ فاجمعوا‬
‫على بيتي أبي المندي ‪:‬‬
‫ضهاعن الأوطان ي يقومخل‬ ‫نزلت على آل المهلب ش اتا‬
‫محي حسهم أهلمي^‬ ‫فم ازال بي إكرامهم واهقاذهم‬
‫ولأهل الأدب ولؤغ بهدن اليتتن‪ ،‬ولمما روايات محتلمة‪ ،‬ومن ذلك أن‬
‫الين م ثروى•■‬
‫ؤإلطافهم حتى حسهم أهلي‬ ‫فمازال بي إكرامهم راصاوهم‬
‫والاقتفاء من المني • وهوما يوثريه الضيف‪.‬‬
‫وأصل الاقتناء ت اتبلع الأثر؛ كانهم يتتبعون أموره؛ فيصالحونها‪.‬‬
‫ويروى؛ افتقادهم؛ أي تفقدهم‪.‬‬

‫(‪ )١‬مد الإمام أحمد (‪.) ٢٣٦ ١ ٥‬‬


‫(آ)اسل وانحاضةسانيص»م؛‪.‬‬
‫(‪ )٣‬بهجة انحالى لابن عدالبرا■‪/‬؛؟؟‪.‬‬
‫‪٥٣‬‬ ‫نوادلاسس‬

‫ويروى•■‬

‫ؤإحمانهم حتى حستهم أهلي‬ ‫نما زال بي إكرامهم واهادهم‬


‫قيل‪ :‬فيكون الإكرام‪ ،‬والافمماد‪ :‬دس نحت الإحسان‪ ،‬وإثما كرر ذلك؛‬
‫للتنؤيه بذكر المنح‪ ،‬والإءارسا لخقه ‪. ٢١١‬‬
‫ومما هوداخل ‪ ij‬حسن الممتد للضيف ممد موتمته‪ ،‬ومحيمما كانت العرب‬
‫تقول •' إن من إكرام الضيف إكرام دابته‪.‬‬
‫قال الأول‪:‬‬
‫لن محرم الضيماحنمح‪ ،‬ئكرم الارسارآ؛‬ ‫مْليا الضيف عن دي تلوءا"مها‬
‫ودابة الضيف الأن‪ :‬هي مرتمته؛ فيحسن أن توضع ق مكان آمن‪ ،‬وظل‬
‫ظليل‪ ،‬حتى يرتاح صاحبها‪ ،‬وتكون ميبة منه؛ إذا فد يكون فيها ما فيها مما‬
‫بخصه‪ ،‬فيخشى عليها من ال رقة أو الضرر؛ فإذا وصمت ق مكان آمن كان ذلك‬
‫من تمام راحته•‬
‫ومن ذلك‪ :‬نمقي ما بجتاجه ي مليسسه من نحوتغسيل الثياب‪ ،‬أوكيها‪ ،‬أو‬
‫تهيئة ملابس ثمنه البرد إن لم يكن الضيف مستعدا للبرد‪.‬‬
‫وكل هذه الأمور' وما جرى محراها من أعفلم ما تتم به الضيافة‪ ،‬وبحصل به‬
‫الإمام‪،‬ونال الثواب‪.‬‬

‫‪ ،‬ومرن الأس\‪ ، y\\/‬والارالي؛‪ ، ٤١ /‬والحماسة‬ ‫(‪ )١‬اظراوسانوبي‬


‫‪ ، ١٣٥/١‬وعادات عربتة ص‪ ، ١٣‬ثميروى؛ وإيناسهم' ؤيروى؛ ومعروفهم‪ ،‬ويروى المن الأول • ‪j‬‬
‫الزسانحل•‬
‫‪.‬‬ ‫و‪١‬نحاصرةلكُاضص‪١٣٤‬‬
‫عئئق‬
‫ولمدا عقد الإمام الطبراني ي محابه (مكارم الأحلاق) بابا قال فيه‪ «:‬باب فضل‬
‫إلقاء الرجل الوسادة لأخيه الملم)) ثم ع اق الحديث بسنده إر أنس بن مالك لفجتآ‬
‫أنه قال؛ دخل سلمان الفارسي على عمر بن الخطاب ‪-‬رصي اش عنهما‪ -‬وهو متكئ‬
‫على وسادة؛ فألقاها له؛ فقال سلمان • افه أكبر• صدق افه ورسوله‪.‬‬
‫فقال عمرت حدينا يا أبا عتدا‪bJ‬ه‪ ،‬فقّال سالم‪,‬ان؛ دخلت على رسول افه‬
‫وهومتكئ على وسادة‪ ،‬فألقاها لي‪ ،‬وقال ث اريا ّالمانل إنه ما من م لم يدخل‬
‫علك‪ ،‬أخيه؛ فيلقي‪ ،‬له وسادة إكراما له إلا غفر اوو‪ 4‬له)) ‪.، ١١‬‬
‫فانظر إل هذا العمل اليسيرمن إكرام الضيف كيف ترتب عليه ذلك الثواب‬
‫الخنيل‪ ،‬وقس عليه ما هودونه‪ ،‬وأعلى منه •‬
‫ولمذا تحد صيف الكرام يشعربراحة‪ ،‬واغتباط حتى كأنه ‪ ،3‬بيته‪ ،‬ؤي بن أهله‬
‫من فرط أن ه وسروره‪ ،‬قال العلوؤب‪:‬‬
‫فليس يغنم حاني أ؛دا الض؛فرأ‪،‬‬ ‫يس—تأنس الضيف ي أبياتن ا أبدأ‬
‫بل يشعربارتفاع واعتزاز‪ ،‬وشرف‪.‬‬
‫وهدا ما أشار إليه القاسم بن أمية بنر أبؤر الصلت ق وصف قوم كرام‪:‬‬
‫ردوه رب ص وم وني ان ‪، ٣١‬‬
‫‪)٣( •٠‬‬
‫نوم إذانزل ميب بأرضهم‬
‫ر‪ )١ ٥ ١( )١‬وأخرحه‪.‬أيضا‪ .‬ؤ‪ ،‬الكثير(‪ ، )٦ • ٨٦‬وؤ‪ ،‬الأوط \‪ ، ١ ٦ ٠ /‬وؤر المغير‬
‫أ‪'/‬ه‪،‬وقال الألماني ل اسة ( ‪ Yr‬؛؛‪__«:)،‬؛))‪.‬‬
‫(‪)٢‬بهجةانحالر‪ ٢٩٦/١ ،‬ا‬
‫(‪ )٣‬انفلر بهجة الجالس ‪ ، ٣ • ١/ ١‬وذكرْ أسامة بحر مقذ ز باب الاداب ص<‪T^٦. T^C‬‬
‫صمن أبيات ' ون جه إل كعب جعيل‪ ،‬وذكره ذ ص لأه ‪ ٢‬د‪.‬ون سبة‪ ،‬وإنما قال؛ ارقال العربي‪. ))،‬‬
‫‪٥٥‬‬ ‫نهارلاسا‪،‬لة‬

‫مة‪:‬اماطةلأسقيالإث‪،‬ادها‬

‫فمن كرم المضيف‪ ،‬ورسوخه ق الفضيلة ‪ -‬أن يراعي هده الخمالة؛ ويةسزإ‬
‫على أصيافه إقبالا يشعرهم قيمتهم دون أن ينتقص من قدر أحد متهم‪.‬‬
‫ومما يدخل ق هذا القبيل أن تكون نظراته موزعة على الأصياف؛ بحيث‬
‫لا يعقل عن أحد منهم ‪ -‬وإن كانوا يتفاوتون ق ذلك بجب مقام اتهم‪،‬‬
‫وامتلاكهم ناصية الكلام‪ ،‬وقوة الخمور ق انحلس‪.-‬‬
‫وإنما المقصود آن لا يهمل أي احي من صيرته تدرايتهناع‪ ،‬وبما يليق بجال‬
‫كل صيف‪.‬‬
‫يقال هدا لأن بعض الناس إذا كان عنده صنوف‪ ،‬ومن بينهم صيف كبير‪،‬‬
‫وقد حازوا على شرفه ‪ -‬اضب كث اهتمامه على الضيف الكثير‪ ،‬وتعامى عمن‬
‫سواه من صحب الضيف الكير‪ ،‬أو من سائر من ل انحلمس كأصحابه وأقربائه؛‬
‫فما إن يراهم إلا وتصغر عينه‪ ،‬وتراه بجاول الصدود عنهم‪.‬‬
‫ولا نيب أن إعطاء الضف الكبير حقه من الإكرام والنظر‪ ،‬وبجوذلك من‬
‫مقتضيات‪ ،‬الضيافة‪.‬‬

‫ولكن ذلك لا بمي‪ ،‬إهمال الثنية‪ ،‬والنفلر إليهم تزرا‪.‬‬


‫وباْكانلن‪- ،‬أيها العنيف‪-‬تدارك ذللئ‪ ،‬يلفتان حانية تشعرهم بقيمتهم‪ ،‬وترفع‬
‫مقامالئا ءناو‪.‬هم‪.‬‬
‫ثم إن من سعة نظرة المضيف‪ ،‬وكبر قلبه ‪ -‬ألا يشغله اهتمامه بالعنيف الكبير‬
‫عن أصحاب‪ ،‬الضبم‪ ،‬الكبير؛ إذ إكرامهم _في الهقيقة‪ -‬إكرام له‪ ،‬وهم رم له‪،‬‬
‫وعنونه على الصف؛ قمن حض الطر أن _تو\سم الضم قدر المستطاع‬
‫بالنفلروالمؤانسة‪ ،‬والسؤال‪ ،‬والتفقد‪.‬‬
‫وكل ذلك لا؛بجتا ج إر منيد جهد‪ ،‬ووقت بقدر ما؛بحتاج إل ناهة‪ ،‬ودقة‬
‫ملاحظة‪.‬‬

‫ولقد كان الني‪ .‬يعطي كل أحد من حيائه نصيبه؛ لا محب أحد أن أحدا‬
‫أكرم عليه مه‪.‬‬
‫ومما بحضرني ق هدا الشأن ما حدثني به أحد الأصدقاء من الكؤيت قائلا ت‬
‫( ذهبت للدراسة ق إحدى المدن الكبرى ق ا‪.‬لملكة عام ‪ ١ ٤ ٠ ٣‬ه مرس_ ا أنا وزميل‬
‫ر‪ ،‬وكنا نكن ق ال كن الخامعي‪.‬‬
‫وق يوم ض الأيام اسقنافنا حال لزميلي‪ ،‬فذهبنا إليه‪.‬‬
‫ولما وصلنا إل مكانه حلى الصف بيش وبتن زميلي ‪ -‬الذي هو ابن أخه ‪-‬‬
‫فأعطاني المفيق جنبه‪ ،‬وأخذ يتجاذب أطراف الحديث مع ابن أخته‪ ،‬ولم‬
‫يكلمني طيلة اتحلس‪ ،‬ولم ينظر إليأ إلا نظرة اللام الأول؛ فتكدرت كشرأ‪،‬‬
‫وضاق صدري‪ ،‬وما فرج عنير إلا لحظة توديعنا له‪.‬‬
‫وبعد أيام قابلت أحد ‪ ، ،^١^١‬ففرح بي‪ ،‬ورحب أجمل ترحيب‪ ،‬وأخ علي‬
‫بالضيافة‪ ،‬فوافقت‪ ،‬وذهبت إليه أنا وزميلي؛ فلما وصلت إليه وجدت أنه قد‬
‫استضاف جميع أكابر عائلتنا‪ ،‬وأولادهم‪ ،‬وهم كثرق ذلك البلد‪.‬‬
‫ولما رأوني‪ ،‬أنا وزميلي فرحوا بنا‪ ،‬ورمحوا بتا أجمل ترحيب‪.‬‬
‫ولما أخذنا أماكننا ق انحل ي‪ ،‬المكتفل المجتمع ض أجلي‪ ،‬أنا وزميلي‪ - ،‬سألوني عن‬
‫والدي ' وبقية الأسرة‪ ،‬ثم تحولوا إر صاحي‪ ، ،‬وم ألوا عته‪ ،‬وزادوا ؤ‪ ،‬الترحيب‬
‫به‪ ،‬بل كادوا أن ينصرفوا عني‪ ،‬جملة من‪ ،‬شدة إقبالمم عليه‪.‬‬
‫‪٥٧‬‬ ‫نواذواسفة‬

‫ولما تناولنا القلعام‪ ،‬وهممنا بالانصراف قاموا جميعا‪ ،‬وطلب كل واحد منهم‬
‫موعدا خاصا‪ ،‬فحاولنا الاعتذار‪ ،‬فما قبلوا‪ ،‬فلم نحرج إلا بموعد خاص مرتب‬
‫لكل واحد متهم‪.‬‬
‫وبعد ذلك صرنا ق كل ليلة عند واحد منهم‪ ،‬وكان صنيعهم مع صاحبي‬
‫كمنعهم ق الل لة الأول من ناحه إقث المم عل ه ‪ ،‬وإيناسهم له ‪ ،‬وسؤاله عن‬
‫أهاله؛ محا أسعده كثيرا‪ ،‬وأسحل‪.‬ني أكثر منه؛ إذ لم تكن سعادتي لأحل إكرامهم‬
‫ئ' بل لإكرام صديقي' فلكن إكرامهم ز ٌرمحاا •‬
‫يقول صاحمب • ر الأن‪ ،‬وبعد مضي ما ينيد على ستة وثلامن ستة لا زلت أتذكر‬
‫ما حصل؛ محاجي مرارة ما كان من ميب صاحي تحوي‪ ،‬وأحد حلاوة تحو‬
‫ما حصل من أقارُي نجاه ءاحيى» •‬
‫‪٥٨‬‬

‫والأساب ح‪1‬و‬ ‫الرابعةعفوة‪ :‬حفظ حق‬

‫فقد مرت الإثارة إر شيء من ذلك ق فقرة ماصية‪ ،‬والقعود من تخصيص‬


‫اللكدم عاليه ههنا ت التأكيد‪ ،‬وإلقاء منيد من الضوء حوله؛ فالضيف ‪-‬ق الأ‪-‬غدب‪-‬‬
‫لا ينههل ياصر الضيافة وحده؛ إل الضيافة تحتاج إل جهود عدة متنوعة‪ ،‬وليت‬
‫مقصورة على إعداد الطعام وتهيئة المكان فحب‪.‬‬
‫بل تحتاج _مع ذلك_ إر حضور يملأ المكان حسا ومعنى‪.‬‬
‫ومن مقاصد الضيافة الكبرى حصول التع ارف‪ ،‬والإف ادة‪ ،‬والام تفادة‪،‬‬
‫وحصول الإعزاز للحاضن•‬
‫وبحمل كثمأ ق مناسبات الضيافة الكبيرة الش بحضرها ضيوف كب ار‪ ،‬أومن‬
‫خارج بلد المصنف ‪ -‬أن مصري هذا الخائب؛ فترى بعض المضيفن لا يأبه‬
‫بأصحابه‪ ،‬أوأقاريه‪ ،‬وأهل بلده؛ فربما أزرى بهم‪ ،‬أونهرهم أمام الأصياف‪ ،‬أو‬
‫لم يعطهم فرصة للكلام‪ ،‬ونحوذلك من مذلاهر التقصيرق ذلك الشأن‪.‬‬
‫ولا ؤيب أن ذلك حلل كثير؛ فأهلك‪ ،‬وأصحابك‪ ،‬وأهل بلدك‪ ،‬ورواد‬
‫محلك هم رأس مالك‪.‬‬
‫وصيفك الطارئ مكب ص مكاسبك‪ ،‬ولا يقدم الكب على رأس المال‪.‬‬
‫نعم‪ ،‬لا يراد منك أن تشتغل بهؤلاء عن الضيف الكبير‪ ،‬ولا ينبغي لمم أن‬
‫يطالبوك بهذا‪.‬‬
‫ولكن ذلك لا يعني أن تحرج إحساساتهم‪ ،‬وتبالغ ي تحاهلهم‪.‬‬
‫لذاكان حقا على ‪ ٠٢^^١‬الضياف أن بجمظ حق الأهل والأصحاب حال‬
‫الضيافة؛ فيسعى لإعزاز أهله‪ ،‬وأصحابه أمام أصيافه يما يناسب‪ ،‬وذلك بأن يعرف‬
‫بهم ‪ ،‬ؤيدكر ألقابهم العلمية ‪ ،‬أو الوظيفية ‪ ،‬أو الاجتماهمه‪.‬‬
‫‪٥٩‬‬ ‫ماذ|والضإهت‬

‫وإن كان فتهم من يشري انحلس بلطيف كلامه‪ ،‬ومحاسن ؤلرايفه ‪ -‬فليعطه‬
‫الفرصة؛ ليضفي على الضيافة ما يضفي من الإسعاد‪ ،‬والإفادة‪.‬‬
‫وإن كان فيهم شاعر مجيد فليمسح له انحال؛ لإبداء ما عنده‪ ،‬أوأن يرحب‬
‫بالقادم^ن من حلال شعره‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫فكل ذلك ' وما جرى "؛رام مما ينيل ق انحبة‪ ،‬والتلاحم ‪ ،jru‬صاحب المتاسبة‪،‬‬
‫وأهله‪ ،‬وأصحابه ' ومما يدفعهم إل منئد من إعرازه ‪ ،‬ومحبته‪ ،‬وإسعاد أصيافه‪،‬‬
‫وم اعفته ‪ ،3‬كل ما؛بحتاج إليه‪.‬‬
‫بل هومما يرفع شانهم جميعا‪ ،‬ؤيوحي بالاقتداء بهم‪.‬‬
‫على أنه بحسن بالأصحاب‪ ،‬والأهل‪ ،‬والأصدقاء حال قدوم الضيف الميب‬
‫على أحد منهم أن يكسوا العذرللمضيف‪ ،‬وألا يطالبوه بما لا يتليق‪ ،‬فيحتبوا‬
‫عليه عند أدنى تشاغل عنهم‪ ،‬أو تقصير غير مقصود ق حقوقهم‪.‬‬
‫بل عليهم أن يعذروه‪ ،‬وأن يعينوه ‪ ،‬وأن يشعروه أن صيفه صيفهم؛ فن‪.‬لك مما‬
‫بحقق مقاصد الضيافة من الإسعاد ‪ ،‬والإعراز‪ ،‬والتلاحم‪ ،‬والتراحم‪.‬‬
‫ي|زو|س^ق‬

‫ائئ*سة‪ :٥^٥‬ارآزحسطلْ‪،‬يود‬

‫فقد مر أن من تمام الإكرام محادثة الضيف‪ ،‬ومواسته‪ ،‬وتلمه بالبشر‪.‬‬


‫وإن من أعظم ذلك كترة المحيب به‪ ،‬وتكرار ذلك ما ُبن الفينة والأحرى؛‬
‫ذلك أن الضيافة محتاج إر إس عاد الضيف منذ قدومه إر حجز رحيله؛ وإن من‬
‫أحن ذلك المصب فيه‪ ،‬خصوصا أول ممدمه‪ ،‬أوإذا امعلع الكلام ق انحلس‬
‫وساده الصمت‪ ،‬أو حال تقديم الطعام للضيوف‪ ،‬أوحال تناولمم له؛ أو بمد‬
‫فراغهم منه؛ فهذه أوقات بحن أن تمتلئ بالترحيب‪ ،‬وأن يختارمئها البارات‬
‫ااوياإهسلكلحال‪.‬‬
‫ومن أحن تلك العبارات‪ ،‬وأكثرها سيرورة قول ت أهلا‪ ،‬وسهلا‪ ،‬ومرحبا‪.‬‬
‫ومعنى (أهلا)؛ أي أتبت أهلا‪ ،‬لا غرباء؛ فاستأنس‪ ،‬ولا تستوحش‪.‬‬
‫ومعنى رسهلأ) ؛ أي نزلت مكانا سهلا‪ ،‬لا حزنا غيظت‬
‫ومعنى رمرحبا) ؛ أي أتبت سعة‪ ،‬وانزل ق السعة؛ فلك عندنا ذلك‪.‬‬
‫بك اممه‪ ،‬ومسهلا بك اض‪.‬‬ ‫ؤيقولون‪ :‬مرحك الله‪ ،‬ومسهلك‪،‬‬
‫أي • رحب الله بك‪ ،‬مرحبا‪ ،‬وسهل عليك‪.‬‬
‫ؤيقولون؛ رحب يه‪ :‬دعاه إر الرحب والسهةلا‪.،‬‬
‫وهذا ما جاءت به الستة ايلهرة‪ ،‬ومن ذلك ما حاء عن أض ميرة‪ .‬أنه‬
‫قال؛ خرج رسول الله‪ .‬ذات يوم‪ ،‬وليلة؛ فإذا هوبأبي بكر وعمر‪ ،‬فمال‪:‬‬
‫راماأخرجكامن محوتكاهذه الساعة؟ ا)‪.‬‬

‫انفلرزن العربا‪/‬إا؛‪،‬واا‪/‬؟مآ‪.‬‬
‫‪٦١‬‬

‫قال ت الخؤيع يا رسول النه‪.‬‬


‫قال ت ‪ ٠١‬والدي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما‪ ،‬نوموا)) ‪.‬‬
‫فقاموا معه إر رحل من الأنصار؛ فإذا هوليس ق بيته؛ فلما رأته ا‪،‬لرأة قالت؛‬
‫مرحا‪ ،‬وأهلا؛ فقال رسول اممه‪ « : .‬أين محلان؟)) قاك‪ :‬ذهب يستعذب لما‬
‫من الماء؛ إذ جاء الأنصاري‪ ،‬فنفلر إل رسول افه‪ .‬وصاحبيه‪ ،‬ثم قال ‪ :‬الحمد‬
‫لله‪ ،‬ما أحد أكرم أصيافا مني‪١ ...‬لحديثل؛‬
‫وتلك كانت نحايا العرب‪ ،‬وتراحيبهم بأصيافهم‪ ،‬قال عمروبن الأهتم ‪:‬‬
‫محه—دامستصسالحوص_دتىأى‬ ‫محقلمت له أهلاوسهلاومرحبا‬
‫وقال هدية بن الخشرم ق أحد ممدوحيه؛‬

‫(‪ )١‬صحيح م لم ( ‪.) ٥٤٣٤‬‬


‫( ‪ ) ٢‬من أبيات رائعة ق الضيف‪ ،‬ومنها;‬
‫كأ الح أحلاق همج ال س روق‬ ‫ضيم ن إن مخل مب ا أم م ثم‬
‫إل أن قال‪:‬‬
‫ولدحان من اري الشتاءلمروق‬ ‫ومستيح يقو البووءأحيته‬
‫ديق‬ ‫ذامييت بخ وص‬ ‫فه‬ ‫فنالت ل ه‪ :‬أملأ وم هلا ومرحي ا‬

‫اءيضيق‬ ‫ه_‪ :‬إن الغن‬ ‫_لأحرم‬ ‫أصنت ولم أفحمي علي ه ولم أنل‬
‫ولكن أحلاق الرج ال تضيق‬ ‫لعمرك م ا صاتت بلاد يأهال ها‬
‫أورد هذه الأبيات ابن ع‪L‬لا‪J‬ر‪ j‬بهجة انحالس ‪ ، ٣ • ٠/ ١‬وقال نلها‪« :‬وقال حممروبن الأهتم‬
‫التميمي المتقري من أشرافهم‪ ،‬وكان شاعرا محنا كأن شعره حلت منتشرة‪ ،‬وله صحبة ‪. ٠‬‬
‫وانثلرفعر‪١‬لزيرقان بن يدر‪ ،‬وعمروبن الأهثم دراسة وتحقيق ئ‪ .‬معودعدالحابرص'ا‪• ٩‬‬
‫إذارس للئ رم راد؛أج لديا‬ ‫وأسؤغ ‪ ،3‬النرى وي دعرة الندى‬
‫إذاتمره الأضاف أهلا و«رحوألآا‬ ‫وأئولت اللضيف ين زل طارئ ا‬
‫ومن ذلك قول؛ حياكم الله‪ ،‬حيا افه الخميع‪ ،‬وتلك نحايا شيخنا الإمام‬
‫عدالعنيربن باز ظك لضيوفه‪.‬‬
‫ولا بأس أن يحياكل توم بحب ع‪-‬رفهم؛ إذ لكل قوم تحية للضيف‪ ،‬فإذا‬
‫عرفت عادتهم ‪ j‬ذلك‪ ،‬وكانت شولة لا إشكال فيها حنن أن بحثوا بها إذا‬
‫قدموا ضيوفا‪.‬‬

‫ومن ذلك تحية بعض الناس بحب لغتهم؛ فان ذلك من جميل ما يحيون به‪.‬‬
‫وإذا أقبل الضيفان على العلعام فمن التراحيب أن يقول المصنف ت حياكم الله‪،‬‬
‫تفضلوا‪ ،‬يا مرحا‪ ،‬مرحا بكم إر غيرذلك‪.‬‬
‫والحاصل أنه بجمل بالضم‪ ،‬أن يكثرمن الترحيب‪ ،‬ؤينؤع فيه بشرط ألا‬
‫بمل إل حد الإملال‪ ،‬والإزعاج‪ ،‬والخرج؛ كحال من يرفع صوته ق الترحيب‬
‫رفعا زائدا عن الحد حال سكون انحلن‪ ،‬أوحال اتصال الحديث‪.‬‬
‫ويحال ٌن يرحب بكلام غترممول كمن يشعر الحاصؤين كير صنيعه لمم‪،‬‬
‫كمن يقول ت تفضلوا على هدا الهلعام الحلال؛‬
‫وهل كانواقبل أن تستضيفهم يأكلون سحتا؟‪.‬؛‬
‫وق مقابل ذلك يدمن يأتيه الضيوف؛ فتمتملهم لون أن يرجي ليم أي‬
‫ترحيب' بل يكاد يكون الكلام بتته ؤبتتهم إشاره حرس•‬

‫لااّّمبيناسممص؛^‬
‫‪٦٣‬‬

‫يدكر أحدهم أن أحد معارفه استضافه‪ ،‬قال‪ :‬ولل وصلت منزل الضثف‬
‫استقبلي هووأولاده عند الباب دون أن سموا بست شفه‪ ،‬ثم دخلت ق انحالس‬
‫المعد‪ ،‬ثم قدموا لي القهوة‪ ،‬ثم أشاروا أن مصل إر العشاء ‪ ،‬وتركوني أنا وأحد‬
‫الأصياف وحدنا‪.‬‬
‫ؤبعد العشاء تناولنا الشاي دون أي كلمة متهم‪ ،‬ثم ودعتهم وانصرفت‪.‬‬
‫على أنه بحن التماس العير لن لا يرحب‪ ،‬فقد يكون حثا‪ ،‬أولا بحن‬
‫الترحيب‪.‬‬

‫ولكن إذا فاته سُذوته إشراقه الوجه‪ ،‬وطلاقة انحيا‪.‬‬


‫ومما هوداخل ي المحيب‪ ،‬وجميل عباراته إبداء الضيف سعادته بعن الميتة‬
‫والأحرى‪ ،‬كأن يقول لأنحيافه ت ما أس عدنا بكم‪ ،‬ومن أكرم منا أصيافا ؟ وما‬
‫ولقد طال اشتياقنا لهن‪ .‬ا النيارة‪ ،‬ونحوذلك من الرحيب‬ ‫أجملها من‬
‫المعل؛‪..‬‬

‫وف بحن ‪-‬أحيانا‪ -‬أن تلقى كلمة ترحييية للضيف‪ ،‬أو تلقى قمحّياوة بالناّثة‬
‫خصوصا إذاكان الضيف قادما من بعند ' أومن غية طؤيلة‪ ،‬أوبعد إبلأل من‬
‫مرض•‬
‫كئئئقة‬

‫اسدسةأءسوة‪ :‬اسسإراّفاسث‪ ،‬واسطئأه! ‪٠٧‬‬

‫فقد يكون الضيف ذا منطق حن‪ ،‬وتأثيربالغ‪ ،‬وذا تض ق الكلام‪ ،‬أوذا‬


‫علم‪ ،‬أونحمص ق أي شأن من الشؤون‪.‬‬
‫وقد يتصي أن سائرإل الكلام‪ ،‬وإبداء ما عنده‪ ،‬وقد نزل على حكم‬
‫متنيه؛ فلا يتقدم بى يديه بشيء‪.‬‬
‫فيحسن ‪-‬والحالة هده‪ -‬أن يستمعلر الكلام‪ ،‬ويستطدم الحديث‪ ،‬فيرغب إليه‪،‬‬
‫ؤستأذن منه أن ييادرق الكلام‪ ،‬أوأن يأل عما هوق دائرة اهتم‪.‬امه‪ ،‬أونما‬
‫يستطيع القيام به من إيراد الكلام وإصداره؛ فدلك من تمام إكرامه‪.‬‬
‫وقد يكون ذا رغبة ق ‪١‬لأستماع لنؤع من الكلام قصصا‪ ،‬أوأحب ارا‪ ،‬أو‬
‫شعرا‪ ،‬أوفرعا من أي فرؤع العلم‪ ،‬أواستماعا لأحد من الحاصرين بعينه؛ فمن‬
‫إكرامه أن يلبى له ذلك‪.‬‬
‫والمهم ي ذلك أن لا يرد محلس الضيافة‪ ،‬ويقلن على الضيف والخاصرين‬
‫م‬

‫عموما‪.‬‬

‫هدا وسيأتي منيي بنان وتفصيل لدلك عند ا‪3‬كلأم على محلى الضيافة‪ ،‬وما‬
‫يقتضيه من الأداب‪ ،‬وما يعتؤيه من الأفات‪.‬‬
‫نيازلاسهت‬

‫ا يييوق بيهلم^‬ ‫ي‬

‫وذلك عنتلف باختلاف الأحوال والأشخاص؛ فقد يجمل أن يعرف الضيوف‬


‫بعضهم ببعض‪ ،‬وأن يقرل ذلك بذكربلدانهم‪ ،‬وألفابهم العالمية‪ ،‬أوالوظيفية‬
‫بعضهم من بعض؛ فدلك مما ينيل الوحشة‪،‬‬ ‫مع ذكربعض مآثرهم‪ ،‬وما‬
‫ويقود إل التئام محلس الضيافة‪,‬‬
‫ولقد كان من أدب نبينا محمد‪ .‬أن يستعلم من يقدمون إليه عن أسمائهم‪،‬‬
‫كان يقول ت من القوم؟ أوأن ي أل عن أسمائهم‪.‬‬
‫حاء ق صحيح ملم عن ابن عبامر ~رصي الله عنهما* " أن النبي لقي ركبا‬
‫بالتوح‪1‬ء ‪ ،‬فقال‪ ( :‬من النوم؟)) قالوا‪ :‬الم لمون‪ ،‬فقالوا‪ :‬من أث؟ قال‪:‬‬
‫اررصول الله)) ‪١‬‬
‫وق صحيح البخاري عن المسيب عن أبيه أن أباه حاء إل ال نبي‪ .‬فقال ت‬
‫راما اسمك؟» قال‪ :‬حزن‪ ،‬قال ; ررآنت سهل)) ‪.‬‬
‫قال ابن المسيب ت فما زالت الخزوئة فينا بعدل ‪.٢‬‬
‫وق سنن أش داود عن أسامة بن أحدريهلآ أن رحلا يقال له ت أحدم‪ ،‬كان‬
‫من النفر الذين أتوا رسول افه‪ .‬فقال له رسول انثه‪ : .‬ر ما اسمك؟ ا) قال‪:‬‬
‫أنا أحدم‪ ،‬قال؛ ‪ ١‬بل أنت نرعة» ‪. ٢٣١‬‬

‫(ا)ْالم ( ‪.) ٣٣١٧‬‬


‫(\)اوخارى('هاا■)‪.‬‬

‫(آ)أمداود ( ‪.) ٤٩٥٦‬‬


‫^^سئة‬

‫ت‬ ‫ين نعامة التنسي قال ت قال رسول الله‬ ‫وجاء ق منن المعدي عن‬
‫‪ ٠‬إذاآخى الرجل الرجل فليسأل عن اسمه‪ ،‬واسم أمحه‪ ،‬وممن هو؛ ؛إنه أوصل‬
‫للمودة ) ‪.، ١١‬‬
‫فاستعلأم الضيف عن اسمه مما يشعره بالاهتمام‪ ،‬ومما ينيد ز الصالة وا‪،‬لودة‪.‬‬
‫بل مما ينئيها أن يسأله من أين هو‪ ،‬وما بلده؛ فان ق ذلك ْزيد قرب‪ ،‬وأنس‪.‬‬
‫أن بجد من غضون ذلك التعريف ما يكون مادة لزيادة‬ ‫ولا يعدم‬
‫المعرفة‪ ،‬والصلة‪.‬‬
‫وكان سماحة شيخا ابن بازطك يستعلم أضيافه عن أسسائهم‪ ،‬ؤيالمم‬
‫عن أجارهم‪ ،‬وأحوال بلدانهم‪ ،‬ومن وراءهم من أهل العلم والل‪.‬عوة‪.‬‬
‫وي بمص الأحيان محيلا يحسن نمق بعض الضيوف ييعص؛ إذقديكون‬
‫من بينهم س هم متناكرون‪ ،‬ولا يعرف بعضهم بعضا إلا بالذكر‪ ،‬فيخشى إن‬
‫علم أحد من التنمن بوجود الأخر أن يخرج من انحلى‪ ،‬أوبحدث ‪ j‬نغنامه‬
‫حللا خصوصا إذاكان أرعن العلح‪ ،‬ويخشى من سوء بادرته‪.‬‬
‫وقد منلر الخال‪ ،‬الرجل أن ينزل صيفا على أحد ق بؤية‪ ،‬أونحوها‪ ،‬وهو‬
‫‪ ،‬أوماء ‪ ،‬أومبيتا؛ فلا يرغب أن يعرف اسمه‪ ،‬أوأن يرى من الخفاء‬ ‫يؤيد‬
‫أن ي أل عنه؛ فيحسن —والحال هذه— ألا ي أل عن اسمه‪ ،‬ومن أين أتى إلا إذا‬
‫حشي‪ ،‬أن وراءه ما وراءه من الشر‪ ،‬أوالفتة‪.‬‬
‫لعلى هذا ‪-‬أي على ترك الاستعلام من الاسم ‪ -‬بحمل قول الشاعر‪:‬‬

‫(‪ )١‬الر‪.‬ذى(أهآأ)‪.‬‬
‫‪٦٧‬‬ ‫مانواممي‪1‬هت‬

‫إذا ما أتاني بمهث بدري ديجزري‬ ‫م لي الطارق المتربا أم مال لثؤ‬


‫وأبدل ممروي له دون منكري‬ ‫أيمفروجهي أنه أول محرى‬
‫قال الخطيب الضزي ق فرح ايتتثذ •* ررقوله؛ ربيا يذري ومدي‪ • ،‬يؤيد إذا‬
‫أتاني ق موصع الضيافة أعهليه لخما نيا‪ ،‬وذلك من الجزر‪ ،‬وإما مطبوخا‪ ،‬وذلك‬
‫مزالقدر•‬
‫ومعنى قوله (إنه أول القرى) ت شيد أن إظهار البشاشة للضيف من أوائل‬
‫قراه‪.‬‬

‫وقال التميؤي ت ايروف هنا ت القرى ‪ ،‬والإيناس ‪ ،‬وما شاكلهما‪.‬‬


‫والنكرههنا ت أن يأل الضيف عن اسمه‪ ،‬ون به‪ ،‬ؤيلده‪ ،‬ومقعده‪ ،‬وكل‬
‫هدا ثما بجلب عليه حياه ) ‪.، ١١‬‬

‫اشرح ددوات‪1‬ا الحماسة لكر‪J‬زى ؛‪ ، *lo /‬وانظرعادات عريثة صىة'ّا‪.‬‬


‫ينثئزو|دسس‬

‫بلا ءسم‬ ‫اث*ثةز ‪ : ٠٠٣٥‬حيص‬

‫قد بجمل ‪-‬أحيانا‪ -‬أن يتأخر بعض الضيوف كشمرأ‪ ،‬فيمطر الصنف إر تأخير‬
‫الطعام عن وقته اتحدي‪.‬‬
‫وقد يتسبب ذلك ق الحرج لبعض الضيوف الدين حضروا بشن‪ ،‬وأشد ما ل‬
‫ذلك أن يكون لبعضهم موعد تناول دواء ق وقت محدد‪ ،‬ولا بد أن يسق تناوا_ )‬
‫الدواء أكز طعام ولوقليلا‪.‬‬
‫وقد يكون بعض ‪١‬لحاصرين مصابا بنقص الكر؛ فيحتاج إر تناول شيء من‬
‫الطعام؛ كي يعود ال كر عنده إر طبيعته‪ ،‬فإذا تأخر الطعام حمل له صرر‪،‬‬

‫وقد يؤخر المضيف الطعام تأخيراكثيرا بلا سبب أصلا‪ ،‬وذلك مما يناق أدب‬
‫الضيافة‪.‬‬

‫فينبغي للمضيف ‪-‬ق مثل تلك الأحوال‪ -‬أن يضع بعض الهلعام للضيوف ولو‬
‫قز‪ ،‬كأن يضع ممرا‪ ،‬أوماء ‪ ،‬أومحوذلك‪.‬‬
‫ويتأكد هدا الأمر إذاكان الضيف طارئا‪ ،‬أوءريثا‪ ،‬أوقادما من يحيد؛ فان من‬
‫تمام الكرم الاسريع إر إطعامه‪.‬‬
‫وي قول افه ‪-‬تعار‪-‬عن إبراهيم ‪-‬علته اللام‪ -‬ت ‪^١^^٠‬؛ إق أخله ث محجآء يعجل‬
‫[الداريات؛ ‪ ] ٢٦‬إثارة إر هد‪ ١‬العني‪.‬‬
‫ؤيوكد ذلك ما حاء ق الأية الأخرى ‪ :‬ؤذن‪ -‬ا لث أن جاء يعجل حيزه‬
‫[^‪.] ٦٩ :‬‬
‫فلم يتؤيث بقرى الضيف‪ ،‬ولكنه عجل بهكعادة الحرب بتعجيل قرى الأصناف‬
‫بأطيب العلعام الوجود‪ ،‬ولوكانوا غرباء لا يعرفونهم‪.‬‬
‫‪٦٩‬‬ ‫نياذواسي‪1‬مة‬

‫إق أهله‪-‬؛■‪ 4‬وصف لحال إبراهيم ‪-‬عليه اللام‪ -‬ومدح له‬ ‫وقوله ‪-‬تعار‪• -‬‬
‫بالكرم؛ حيث انطلق كالمتحفي من صيفه لئلا يغلهروا على ما شيدأم‬
‫وحاء ق صحيح م لم من حديث أبي هؤيرة ًهي لما أتى النبي‪ .‬ومعه أبو‬
‫بكر وعمر ‪-‬رصي الله عنهما‪ -‬رحلا من الأنمار ‪-‬وقد مضى‪ -‬وفيه ‪ :‬ءر إذ حاء‬
‫الأنصاري‪ ،‬فتفلر إر رسول الله ه وصاحبيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬الحمد لله‪ ،‬ما أحد‬
‫اليوم أكرم أصيافا مني؛ فانطلق؛ فجاءهم مدق فيه بسر وتمر‪ ،‬ورطب؛ فقال‪:‬‬
‫ت(لياك والحلوب‪X‬‬ ‫كلوامن هذه‪ ،‬وأخذ المدية‪ ،‬فقال له رسول اينه‬
‫فذبح لمم‪ ،‬فأكلوا من الشاة‪ ،‬ومن العزق‪ ،‬وشربوا‪ ))...‬؛ ‪. ٢٢‬‬
‫والشاهد من ذلك أن الأنصاري انطلق من فوره؛ فجاء بعذق فيه بر‪ ،‬وتمر‪،‬‬
‫ورطب؛ فقدمه لمم ليأكلوه‪.‬‬
‫دهي عادة عري؛ة لا زالت حتى يومنا عند الناس؛ إذ بحاول صاحب النزل ألا‬
‫يرى الضيف ما بميم له م‪-‬ن قرى‪ ،‬أوما يقوم به المصئف من تهيئة العلعام؛‬
‫فيايع حفية إر ما لديه؛ فيأتي به‪.‬‬
‫وكلما كان الطعام سري*ا خفيا كان أظهري الكرم‪ ،‬وأد‪.‬لأ على امحياد صاحبه‪،‬‬
‫وألطف على الضيف الن‪.‬ي لا يود أن يثقل كاهل مضثقه بما يقدم له من طعام‪.‬‬
‫كما يدل على سرور المضيف‪ ،‬واغتباطه بضيفه‪ ،‬وأنه غيرم تثقل لمم‪ ،‬ولا‬
‫متكلف لضيافتهم؛"آ‪ّ،‬‬

‫‪.١‬‬ ‫(‪ )١‬انظر الحا‪،‬ع لأحكام القرآن للقرطي ‪ ٥/١٧‬؛‪ ، Yl-‬والضتافة وآدابها‬
‫(آ)م لم(إ'آأه)‪.‬‬
‫(‪ )٣‬انظر الحامع لأحكام القرآن• ؛‪ ، ٤٥ /‬والضافة صّآا‪.‬‬
‫^^|ذدإثقئق‬
‫والئمود ممسا مضى ألا يحرج الضيم بتأخيرالطعام‪ ،‬وأن ذلك خلاف‬
‫ما عليه أهل الإمعان ‪ j‬الكرم‪.‬‬
‫لذا كان من عادة المب أن جعلوا أنواعا كثيرة‪ ،‬وصنوفا شتى تميم للضيف‬
‫مل همجمة الرمحّة ' ومنها العجيل ' أو العجل ت وهوطعام يقدم إر الضيف‬
‫حال نزوله‪ ،‬محنكون من المشق والتمري أغلب الأحيان‪.‬‬
‫ومنها المنارة ت وهوالرق الذي يقدم للضيف قبل الوجبة الأساس‪.‬‬
‫ومنهالمنة الضيف؛ وهوطعام حفيف يقدم للضيف يتلهى بمه‪ ،‬ؤنردجوعه‬
‫حتى يهيأ ‪١‬لهلعام ‪. ٢١١‬‬
‫ومن أمثالمم؛ كسرة بملح إر أن يدرك الثواءآآ‪.،‬‬
‫وقد مدحوا بتعجيل الهلعام للضيف‪ ،‬ولموا بابهلائه؛ إذ الإبطاء دليل على‬
‫نمرمعنى الكرم ‪ j‬نفوسهم‪.‬‬
‫ولذا ترى الشعراء يهجون من يؤخرون القرى‪ ،‬قال ابن الحجاج لرحل دعاه‪،‬‬
‫وأحر الطعام‪:‬‬
‫ذ ا؛رأعل يهم سررة الاث_اوةأص‬ ‫مدحس أصحابك من جرعهم‬
‫وقال بعضهم يذم من يؤخر الطعام ;‬
‫كأن ه ين دم م ن ت افال"‬ ‫امرمحهم) بن ملعوب ه‬
‫ر‪ )١‬اننلر القمل ‪ j‬تاييخ العرب نل الإسلام لخواد علي صا"خاُ ‪ ،‬والصيانة ص ‪.٣ ٠‬‬
‫ءسم ‪٠ ٦ ٠‬‬ ‫(‪ )٢‬انفلرثمار القلوب ق المضاف والنوب‬
‫(م)زءرالآد‪-‬بللخصرى المرداتي ‪■ ٣٤‬‬
‫ر‪ ، ٤‬توله؛ رمن ناف) ينال ي بعض الأساطير؛ قافاجيل محعل‪ .‬ل الدنيا‪ ،‬يقول‪ :‬كأن الرغيف نادم‬
‫من آخر الدنيا• انظر انحاسن والأصداد ' صرأ '‪. ١‬‬
‫‪٧١‬‬

‫وقال احر يهجوا قوما بتأخير الطعام‪:‬‬


‫وخيرألمرى للت ازلعن اأعجإ؛له‬ ‫أصآم وأطام على الضيف بالقرى‬
‫وقد سمي حإ من أحياء العرب ببتي العجلان؛ لأنهم كانوا يعجلون بقرى‬
‫الضيف‪ ،‬ؤيسرعون إليه؛ فكانت مفخرة من مماحرهمأ‪/٢‬‬
‫وتال مكمن الدارمي مفتخرا باكرامه للأصياف‪ ،‬ناعيا نمه إليهم‪ ،‬ذاكرا‬
‫حملة من الخصال الش يتصف بها‪ ،‬وتعد من دلائل الكرم‪ ،‬وذكر منها تعجيل‬
‫الهلعام للضيف‪:‬‬
‫رمى يهم داج يه يم العيامحلل‬ ‫إذامت ي انمي لاضياف سمت‬
‫ولمتايعي امحى إرالضيف محامل‬ ‫ولتامحون افرإذاالخيل أسرعت‬
‫ؤيأتيه مل العذري‪-‬تلي ون ائلي‬ ‫اه مي تحيه‬ ‫ه محلم‬ ‫ولك‬
‫أرمح)ومنضممرك‪،‬طعاجلص‬ ‫ؤيلت اعم وجهي ساوعاجلا‬

‫( ‪ ) ٢‬انظر العمدة ق محاسن الشعر وآدابه ونقده لابن رشيق القيرواني ‪ ، 0 ٢ / ١‬وقال الخصري‬
‫القيرواني ت ‪ ٠‬وكان بنو العجلان يفخرون بهيا الاسم‪ ،‬ؤيتشرفون بهيا الوسم؛ إذ كان عجد‪١JJ‬ه بن كعب‬
‫جدهم إنما سمي؛ كيجثله القرى للضبفان؛ وذلك أن حيا من طى نزلوا به؛ فبعث إليهم مقراهم عبدا‬
‫له؛ فأعتقه؛ لعجلته؛ فقال القوم •‪ ٠‬ما ينبغي أن يمي إلا العجلان؛ فمي بدلك؛ فكان شرفا لهم‪ ،‬حتى‬
‫نال النجاثى ‪-‬واسمه مس بن عمروبن حرن بن الحارث بن كب‪-‬يهجوهم؛‬
‫عج عن ؤرسل ال واعن الت—دلل‬ ‫أوك لئ‪ ،‬أخوال‪ ،‬اللم بن وأسرة او‬
‫خذ السب واحلما أيها المد واعجل‬ ‫وم ا مم ي العجلان إلا لتول ه‬
‫قمار الرجل منهم إذا سل عن نب نال؛ كمي‪ ،‬ؤيكنى عن العجلان ‪ 1‬زهر الإياب للحصري ‪. ٥ ٤ / ١‬‬
‫الدارمي«_‪A‬؛‪. ،‬‬ ‫( ‪ ٢٣‬ديوان‬
‫غ|زئمم^لأ‬ ‫؛ر؛ر‬

‫اممّمأ‪٠ :٥^٥‬راطةالثيف ‪u‬توة السؤال‬

‫إذ من تمام ألمعية الضيف أن يكون ذا ذوق عال ق السؤال؛ فيعرف متى يسأل؟‬
‫وعن ماذا يسال؟ ومتى يسترسل ق السؤال؟ ومتى يقصر عته؟‬
‫ثم إن حال الضيف وشخصه ينبئان عن مدى الحاجة إر السؤال‪ ،‬والضيف‬
‫الحكيم يدرك ذلك بذوق وألمعيه‪.‬‬
‫وكم جر التفريهل ق ذلك من الشروروالحرج‪.‬‬
‫نية‪ ،‬وفد تحصل بالمران‪،‬‬ ‫قالب الوال وذوقه‪ ،‬وملأءمته ‪ -‬موهب ة‬
‫وملاحفلة سير الأكابر‪.‬‬
‫ومن فاته ذللن‪ ،‬فاته خركثر‪ ،‬وفتح عله بامب شر مستهلر‪.‬‬
‫أحرج اتجراني ؤ‪ ،‬الأوسط‪-‬أا؛ ‪ ،‬ومكارم الأحلأق‪ ١٢٢‬عن ابن عمر‪-‬رضي الله‬
‫عنهما‪ -‬قال • قال رسول الله ه ت ءا التودد للناس نصف العمل‪ ،‬وحسن الموال‬
‫نصف اللما) ‪.‬‬
‫ومراعاة ذلك‪ ،‬الأدب خصوصا ‪ )j‬الضيافة شامل للمسائل والمؤول؛ ذلك أن‬
‫الناس ‪:‬محنتلغون ق رغبتهم ق الأسلة من عد‪.‬مها؛ فبعضهم قد يرغب‪ ،‬ق أن ت أله‬
‫عن أمر ما‪ ،‬وأن تستفصل عنه فيه‪ ،‬وقد لا يرغب‪ ،‬أن تسأله ل أمر غيره‪.‬‬
‫وبعضهم لا يحتد أن يسأل عن أي شان من شؤونه‪ ،‬بل تراه يضيق ذرعا عندما‬
‫يسأله أحد عن أي شيء س أمره ولوكان يسيرا‪.‬‬

‫(ا)‪/¥‬ه\‪.‬‬

‫(أ)('إا)‪.‬‬
‫‪٧٢‬‬ ‫ذرازوا[ضاس‬

‫ؤبعضهم لا يكره أن يسأل بمفرده‪ ،‬ولكنه يتضايق كثمأ إذا سل بمحضر جمع من‬
‫الاس‪.‬‬
‫ؤيذكر لنا التاريخ ثذراُتؤ من هذا الميل لأناس لم يراعوا جانب الدوق ق‬
‫السؤال؛ فكانوا عرصة للذم‪ ،‬وغرصا لسهام الأجؤبة الننمحة النكتة‪.‬‬
‫قال ابن عثدايرظأق‪ ٠ ،‬ررقال تميم بن نصربن ستارلأعرابي ‪ ٠‬هل أصابتك نحمة ؟‬
‫قال؛ أما من طعامك فلأل ‪ )٠‬ر‬
‫وقال ابن رشيق القيرواني ‪ :‬رركان الفرزدق يشد مرة‪ ،‬والكميت ‪-‬الشاعر‪-‬صبي؛‬
‫أيسثك أني أبوك؟‬ ‫فأجاد الأسماع إليه‪ ،‬فقال • يا‬
‫قال ت أما أبي فلا أرى يه بدلأ‪ ،‬ولكن ي رني أنك أمي؛ فأفحمه‪ ،‬حتى غص‬
‫( ‪)٢‬‬ ‫‪.‬‬
‫ميمه ‪٠‬‬

‫بحاهممحسمبم<عص‬ ‫عن الأمورر‪.‬بحم ا‬ ‫وبع‬


‫ولا يعي ذلك ألا يسال الإنسان صاحبه عن شيء؛ فتكون لقاءاته باحته باردة‬
‫باهتة‪ ،‬قال الحكيم العربي؛‬
‫ي ورث ال ودي ل واد الك ؤيم‬ ‫كيف أصبحت كيف أمس يت ممسا‬
‫واتما المقصود أن يراض ما مضى س أحوال؛ فيرتقي بأسثالته لأصيافه؛ قيأ ل عما‬
‫يعني‪ ،‬ؤيفيد‪ ،‬ويعد‪ ،‬ويتجافىصا يضر‪ ،‬وبحزن‪.‬‬

‫(‪ )١‬أب انحال ة وحد شان لابن عبدالبرص ‪, ١ • ١‬‬


‫(‪ )٢‬انمدة ومحاسن الشعروآدب ونقده ‪- UA/Y‬؟‪.U‬‬
‫؟‬ ‫(‪ )٣‬من الأدب والمياسة لابن هديل _‪UUY‬‬
‫ئنئئإ؛ة‬

‫‪ :‬ا داس‪ ،‬م مرض اسام ض اصف‬

‫فكثيرمن اكسفأن بحرص على ‪ __J‬أنولع الهلعام للضيف‪ ،‬ؤيرغبه ق‬


‫تناوله‪ ،‬وهذا أمر حن؛ إذ هومن تمام الإكرام والضيافة‪.‬‬
‫ولكن ‪١‬ذالغة ق ذلك هي المذمومة؛ كأن بجلف عليه ‪jru‬؛ الفينة والأحرى أن يأكل‬
‫هذا النؤع من التلعام ‪ ،‬أو أن يراقب الضيف مراقبة واصحة بجيث إذارآه آخذا‬
‫وقتا؛ ليممس فيه ‪ ،‬أو ليمضع الطعام حيدا ابتدره إر قول؛ كل يا فلأن ‪ ،‬ما لك‬
‫لأ‪-‬أكل؟ل‬
‫أو إذا رأى ائت؛ن من الضيوف يتتاحيان على الطعام عاتبهما قائلا ؛ دعوا الكلام؛‬
‫كلوا الأن ‪ ،‬والكلام يعن‪ -‬الطعام‪.‬‬
‫سصسس'لأمح‬
‫وكذلك إذا أثقل على الضيف بتناول طعام مع؛ن ' فربما جامل الضيف وأكل مته‬
‫على مضض‪.‬‬
‫وقد يكون ذلك الطعام لا يلائم الضيف ‪ ،‬كأن يكون فيه صرر عليه ‪ ،‬أوقد‬
‫يكون مما ي بب له علة ‪ ،‬أو قد يكون محيرامنه من قبل الأطباء ‪ ،‬ولا يؤيد أن يعلم‬
‫أحدا بذلك؛ فإذا أخ عليه الضثف بالأكل منه فأكل تضرر‪ ،‬وتضايق من جراء‬
‫ذلك ' وإذا اعتذر عن الأكل‪ ،‬وأجمرعن ب اءتذارْ وقع ل الحرج؛ لأنه قد‬
‫لا عب الإضاح عن ذلك الب‪.‬‬
‫والحاصل أن عرض الطعام على الضيف ‪ ،‬وترغيبه فيه حن مهللوب ‪،‬‬
‫خصوصا إذاكان الضيف جميا ‪ ،‬أو نحوذلك‪.‬‬
‫أما ما عدا ذلك من الإحراج ‪ ،‬والإلحاح الشديد ' الخارج عن الطورفليس من‬
‫الإكرام ل ضء ‪ ،‬بل هوداحل ق قبيل الذم؛‬
‫‪٧٥‬‬ ‫دوازواسهت‬

‫موذ‪،‬؛ماطةءارقاصف‬

‫فمن إحراج الضيف عدم مراعاة عرفه‪ ،‬وذلك يأخذ صورا شتى؛ فمن ذلك‬
‫ما تراه من بعض المضمن من يقوم بتقعليع اللحم لكيف مده‪ ،‬وفد يكون‬
‫الخيف يكره ذلك؛ فمما يفي الحرج ‪ )3‬مثل تلك الخال أن بيع الهلعام أمامه‪،‬‬
‫وإذا أراد تقديم شيء إليه فليكن من خلال حائل كقمازات الأيادي الخديده‬
‫النفليفة‪ ،‬أو أن يقطع له اللحم من خلال بعض الأدوات كالكاين دون لمس‬
‫مباشر للحم‪.‬‬
‫جاء ق م ند الإمام أحمد عن المغيرة بن شعبة ق قال‪ :‬صمت الني‪.‬‬
‫ذات ليلة‪ ،‬فأمر يجنبؤ؛ فشوي‪ ،‬قال؛ فأخذ الشفرة؛ فجعل بحزلي بها منه‪.‬‬
‫قال؛ فجاء بلال يؤذنه يالملأة؛ فألقى الشفرة‪ ،‬وقال‪ :‬ررما له تؤمن يداه)) ‪. ٢١١‬‬
‫ومن ذلك مراعاة عرفة ق التحية‪ ،‬والاستقبال‪ ،‬وتقديم الهلعام‪ ،‬وما جرى‬

‫وكيلك يراعى عرفه إن بدر منه ما يخالف عادة الضتف من نحوقول‪ ،‬أو‬
‫فعل؛ فكل مراعاة للضيف محمودة ما لم نحالف \ذثوح‪.‬‬
‫وسيأتي منيد بيان‪ ،‬وأمثلة لمده المسألة‪.‬‬
‫^^سفة‬

‫ااث‪1‬ذيم وايهمؤن‪ :‬ئنمؤيوامميف‬

‫وذلك مما شاع ؤ) عصرنا‪ ،‬فلا تكاد تمر مناسبة دون أن تصور‪ ،‬أو تسجل‪.‬‬
‫وهذا الأمر بجتاج إر تفصيل؛ إذ ئد يكون جالبا لخرج الضيف‪ ،‬وقد ال‬
‫يكون؛ فمن الخرج ق ذلك للضيف تمؤيره وهويتكلم بكلام خاص دون‬
‫علمه؛ ثم إذا خرج الضيف من المناسبة وحد كلامه الخاص منثورا أمام الملأ‪.‬‬
‫وكذلك قد يأتي الضيف إر شخص‪ ،‬أومكان‪ ،‬أوبلد‪ ،‬ولا يؤيد أن يعلم‬
‫أحد أنه ق ذلك المكان؛ حتى لا يعتب علميه أحد أحنه أنه لم يزره؛ فإذا صور‪،‬‬
‫وانتشر خبره كان ق ذلك حرج له‪.‬‬
‫ولا ؤيب أن ذلك حلل‪ ،‬وتقصيرق حق الضيافة‪ ،‬بل هوإخلال بأمانة‬
‫انحلس؛ فإذا أراد الضيف تمؤير الضيف محثستاذنه‪ ،‬ولتعلمه‪ ،‬فإذا رصي فبها‬
‫ونعمت‪ ،‬فيكون متعدا لما يقول‪ ،‬وإن لم يرض ملميلح تمؤيره‪.‬‬
‫ؤيتأكد هذا ق المناسبات الخاصة الش يكون الحاصرون فيها قلة‪.‬‬
‫أما المناسبات الكبيرة فالأمر فيها أهون‪.‬‬
‫‪٧٧‬‬ ‫ماذلا|سهت‬

‫اثاثة واييضؤن‪ :‬ةثوهذظراد‪،،‬يف إش اسع‪،‬ت‬

‫فمما ينال أدب الضيافة كثرة نظر اكنف إر الساعة أمام أصيافه؛ فإن ذلك‬
‫بحرجهم كثيرا‪ ،‬وربما شعروا بثقلهم عليه؛ فينبغي للمضيف أن بحذر من ذلك‬
‫غاية الحذر‪.‬‬

‫وإن احتتاج إر النظر إليهاكأن يترتب على ذلك معرفة وقت تنديم الطعام‪،‬‬
‫أو محو ذلك فلتكنثظره خلسة دون أن يشعر به أحد‪.‬‬
‫ؤيمتثتى من ذلك ما إذا كان الأصياف ثقلأء حدا ‪ ،‬وقد أتوا على غير ميعاد ‪4‬‬
‫وصاحب المكان لديه موعد مهم ‪ ،‬أو يترتب على محلول مكثهم صرر ‪ -‬فلا بأس‬
‫أن ينفلر إر الساعة ‪ ،‬وأن يستأذنهم ويبدي لمم العير‪.‬‬
‫أما ما عدا ذلك فلا يسوغ؛ إذ هو محالف لتمام الإكرام ‪ ،‬والإسعات‪ ، .‬والإعذار‬
‫للضيف‪.‬‬

‫وقد لأم أحدهم من يتفلر إر الساعة بجن الفينة والأخرى بقوله ;‬


‫لست سعرى ما الذي سأعجلاث‬ ‫تتثلرالس اعة من ح^ان لخ^ان‬
‫ف اتق الله ويع م ا يش غلك‬ ‫إن هذا الوصل أحلام سحن‬
‫وقد سألتت أحد كبار السن الأدباء ممن جاوز اكّسحن عن كونه لا يل بى‬
‫الساعة ‪ 4‬فقال ت (ركنت ألبسها ‪ 4‬تم تركت لبسها محيل حمحن م نة ‪١ )t‬‬
‫فسألته عن السبب ‪ 4‬فقال ‪ •٠‬ررىت‪ 4‬حاصر'ا نحاصرة ق إحدى الدول لفلان‬
‫‪ -‬أ حد الأدباء والمفكنن الكباري ذلك الوقت‪ .‬وكان انحاصر مسترسلا ق‬
‫إلقائه ‪ 4‬أمام جمهور ص الماس‪.‬‬
‫ودون قصد مني نفلوت ق الساعة‪ ،‬وإذا ع؛نه علي‪ ،‬وكانت بسي وسه مودة‪،‬‬
‫فلما انتهت انحاصرة نهرني‪ ،‬وغضب علي‪ ،‬ونال؛ لولا ما بمتني وبينك من‬
‫سالف الود لعاسك أثناء انحاصرة أمام الملأ)) ‪.‬‬
‫يقول محير•* ررومنذ ذلك اليوم لم ألبس الساعة)) ‪.‬‬
‫‪٧٩‬‬ ‫نواذلاممي‪1‬هت‬

‫^^وإنرثاسدااماصف‬ ‫ا‬
‫فمن الناس من إذا زاره صيما أخذ يامره‪ ،‬ؤينهاه‪ ،‬ؤيكلفه ببعض الأعمال‪.‬‬
‫وبعضهم إذاكان صيفه ذا صنعة معيتة اغتنم وجوده عنده‪ ،‬فتراه‪-‬ريثم‪.‬ا يضع‬
‫العلعام‪ -‬يكلفه بإصلاح فاسد‪ ،‬أوبعمل ما بجاج إليه المنزل من إصلاح اياء ‪ ،‬أو‬
‫الكهرباء ‪ ،‬أو حديقة النزل بحس‪ ،‬ما بجيده ذلك‪ ،‬الضيف‪.،‬‬
‫وهدا المنيع ليس من المروءة ل شيء؛ إذ المروءة تقتضي القيام بجل‪.‬مة الضيفا‪،‬‬
‫والالغة ق إكرامه‪.‬‬
‫قال ابن حبان ‪:‬ه ‪ :‬ررومن إكرام الضيف ا محليب الكلام ‪ ،‬ومحللاقة الوجه‪،‬‬
‫والخدمة بالنفس؛ فانه لا ين‪ .‬ل من خدم أصياقه‪ ،‬كما لا يعز من استخدمهم‪ ،‬أو‬
‫محلل—‪ V‬لقراه أجرا)) ‪٠، ١‬‬
‫ومن الاحتفامحل بالمروءة أن يتجش_ا الرجل تكليف ا زائريه ولوبعمل خفيق ا‪ ،‬كأن‬
‫يكون بالقرب‪ ،‬من الزاثركتاب‪ ،‬فيهلل ءّتا منه مناولته إياه‪ ،‬أوأن يكون يجابه الزر‬
‫الكهربائي فيشيرإليه بالضغهل عليه؛ لإنارة المنزل‪.‬‬
‫أوأن يأمره بإدارة أقداح الشاي على الضيوف‪ ، ،‬أونحوذللئ‪،‬‬
‫قال عبدالله بن عمربن عدالحزيز‪ :‬ررقال لي رجاء بن حيوة ‪ *٠‬ما رأينتا رجلا‬
‫أكمل أدبا‪ ،‬ولا أحمل عشرة من أبيك؛ وذللئ‪ ،‬أني سهرت‪ ،‬معه ليلة‪ ،‬فينما تحن‬
‫نتحدُثج إذ غشي المباح‪ ،‬وقد نام الغلام‪ ،‬فقلتؤ له‪ :‬يا أمير المومن؛ن‪ ،‬قد غشي‬
‫الصباح‪ ،‬أفنوقفل الغلام؛ ليمالح المباح؟‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ )١‬روصة العقلاء ص‪١٦٢‬‬


‫(‪ )٢‬اظررسائل الإصلاحلاشيخمحيالخضر بن ا‪/‬ا‪.٢ ١‬‬
‫^^ممئفة‬

‫قأل‪:‬لأضل‪.‬‬
‫فقالت ‪ :‬أفتأذن لي ان أمحلحه؟‬
‫قال؛ لا؛ لأنه ليس من الروءة أن يستخدم الإنسان صيفه‪ ،‬يم قام هوينف ه‪،‬‬
‫وحط رداءه عن منكبيه‪ ،‬وأنى إر المصباح فأصلحه‪ ،‬وجعل فيه النيت‪،‬‬
‫وأشخص الفتل‪ ،‬ثم رجع وأخذ رداءه‪ ،‬وجلس‪ ،‬ثم قال‪ :‬قمت وأنا عمر بن‬
‫عدالضيز‪ ،‬ورجت وأنا عمربن عبدالميز)) ‪. ٢١١‬‬
‫أما إذا قام الزائر وتكرم بمندمة مروره فلا بأس ق ذلك‪ ،‬خصوصا إذاكان‬
‫الزور له حق‪ ،‬أوكان من أهل القمل والعلم والتقى‪.‬‬
‫وإلا فان الأصل أن يقوم المضش ‪:‬محندمة الضيف على كل حال‪.‬‬
‫وكرام الناس يبالغون ق إكرام الضيف‪ ،‬وخدمته مهما علت أقدارهم‪ ،‬ومهما‬
‫نزلت مكانة الضيف‪.‬‬
‫قال القغ الكدي‪:‬‬
‫وما شمه لي غٍرف تثبه المدارى‬ ‫ضفالسم ادامكزلآ‬
‫ولبمداجعلواخدمة الصيف شرفا لا يأباه أحد مهما كانت منزلته؛ فقالوا‪ :‬أربع‬
‫لا يأنف منهن) أحد ' ولا ينبغي‪ ،‬للش‪.‬ريما أن يأنف منهن‪ ،‬وإن كان أميرا ت قيامه‬
‫من‪ ،‬محل ه لأبيه‪ ،‬وخدمته للعالم يتعلم منه‪ ،‬والسوال عما لا يعلم مما هوأعلم‬
‫منه‪ ،‬وخدمته الضيف بق ه؛ إكراما‬

‫(‪ )١‬عى الأدب والياه ص؛ ‪. ١ ٢‬‬


‫(أ)بهجة الجالس ‪. UA،>/X‬‬
‫م‪/‬أ‪.‬‬ ‫(م)الإطعوالؤان ةلأبيحيان‬
‫‪٨١‬‬ ‫نواذالاسهت‬

‫ؤيتب لعبداللك بن مروان قوله؛ أرُعة لا يستحى من خدمتهم ال لطان‪،‬‬


‫والوالد‪ ،‬والضيف‪ ،‬واللابة ‪. ٢١١‬‬
‫وسئل محامد بؤ؛قع عن قول الن‪- 4‬تعار‪-‬؛ ؤص‪-‬نف اب_زهينإ ألتكزمزه زالذانات;؛ ‪]٢‬‬
‫قال؛ (ا خدمته إياهم بنفسه )ا ‪١‬‬
‫وأعرف كؤعا مضيافا له جلال المدر‪ ،‬والسن ‪ ،‬والوجاهة بجدم أصيافة خدمة‬
‫لا تكاد تصدق‪.‬‬

‫ولا يختص يتللئ‪ ،‬الخدمة كبيرا دون صغيرا‪ ،‬أووجيها دون غيره‪ ،‬فمنذ أن يقدم‬
‫عليه الضيف وهوق خدمته إل أن يناير‪.‬‬
‫وله ل ذلك أحوال‪ ،‬وأخبار يهلول وصمها‪ ،‬وأذكرمنها; أنه كان ق محل ه ضيوف‬
‫كالعادة؛ ممدم أخ لصاحب المكان؛ فنهض أحد الضيوف؛ ليسلم على القادم؛ فابجلع‬
‫جوربه؛ فقام صاحب الضيافة من ورائه وألب ه إياه دون أن يثعربه؛ فلما التفت‬
‫وجد أن صاحب الضيافة هوالذي ألب ه إياه؛ فتعجب الضيف من ذلك الصنح مع‬
‫أن الضيف ق سن أحد أولاد ذلك المضتف‪.‬‬
‫والحاصل أن خدمة المضيف لضيفه دليل كرمه‪ ،‬وأن من نام إكرامه ألا يكلفه‬
‫ضء•‬
‫ولكن ذلك لا يعني أن يكون قاعدة لا ي ني منها شيء؛ إذ قد يتكرم اكيف‬
‫يخدمة مضيفه‪ ،‬أوقد يكون ‪ ) jru‬المضيف والضيف داله وترككلمة؛ كأن يكون الضيف‬
‫تلميدا للمضيف‪ ،‬أوقؤيثا منه جدا‪ ،‬أو يصغره ب خن‪ ،‬أو أن يكون الضيف ممن اعتاد‬
‫التردد على مضيفه‪ ،‬وغثيان محل ه؛ فإذا احتاج الضيف ‪-‬ق مثل تلك الأحوال‪ -‬أن‬
‫يأمر صيفه‪ ،‬ويكلفه ببعض الأمور‪ -‬فلا بأس‪.‬‬

‫الطرف لخلي بن مي؟ الأدلي صرمآ؛ ‪.٢‬‬ ‫(‪ )١‬النطف س‬


‫(■؛)اننلرجاْع الخان سرى ‪. ١٢٨/٢٦‬‬
‫اماسةواا‪٠‬سرون‪ :‬عوقفالضيفءس جفاءبعضامميوق‪ ٠‬وحعاتمم‬

‫فالناس يتفاوتون ذوئ‪ ،‬وأديا‪ ،‬وهمهة‪ ،‬وأخلاقا‪ ،‬ومن الناس من م ئ‬


‫الهلح‪ ،‬كثيف النص‪ ،‬لا يبار أن يسيء ‪ ،‬ولا أن يراه الناس م يئا؛ فإذا حضر‬
‫ضيافة ألقى عليها كشة من بلادة طبعة وكثافة نف ه؛ فتراه ‪-‬على سيل اكال_‬
‫يكثر النظرفيما بجمي المضيف‪ ،‬ورمما وحد أوراقا خاصة ق مكس ان مرفؤع ق‬
‫محلس المضيف‪ ،‬فأخذ يقلبها‪ ،‬ؤينظرفيها‪.‬‬
‫وقد يتصرف ق نظام يجلس الضيافة‪ ،‬أويجتهد ق تقديم طعام‪ ،‬أوشراب قبل‬
‫وقه دون إذن المضتف أوعالمه‪.‬‬
‫وقد يقطع أحاديث الخاصرين ممكالماته عبرالخوال وهورافع صوله‪ ،‬وند‬
‫يرمى بالكلمات المؤذية على صاحب الضيافة دون أن يجب له أي حساب‪.‬‬
‫وقد يؤذي بكثرة أوامره‪ ،‬وتدبيره‪ ،‬ونهره لن يقومون على خدمة الضيوف‪،‬‬
‫وقد لا يراعي نظام الكلام‪ ،‬والأكل ي الضيافة‪.‬‬
‫وقد يوجد من الضيوف من ينهربعض الضيوف إذا رأى منه ما لا يعجبه‪.‬‬
‫إر غيرذلك من صور الحفاء ‪ ،‬والحماقة التي تكون من بحص الضيوف‪.‬‬
‫وهذه الأمور' وأْثالما مما يبرحفيظة المضيف ' وبحرك كوامن غضبه‪.‬‬
‫وإن من ممام الإكرام أن يومع المضثف صدره لثل هؤلاء الذين لا تكاد غنلو‬
‫منهم مناب؛ فإذا بلي ممثل ذلك فليلزم الصر‪ ،‬والتناصي حتى ينتهي وقت‬
‫الضيافة؛ فذلك مما يحمد عليه‪ ،‬ؤيرفع من قدره‪ ،‬ؤيرغب ق يجل ه‪ ،‬وضيافته‪.‬‬
‫والحكماء‪ ،‬والثعراء يوصون بهذه الخصال‪ ،‬ؤيعجبون ممن يأخذ بها‪،‬‬
‫محنوطن نف ه عليها•‬
‫‪٨٣‬‬ ‫نوا‪3‬لاصاهت‬

‫فال أكتم بن صيفي؛ ررمن تراخى تألف‪ ،‬ومن تشدد مر‪ ،‬والشرف‪:‬‬
‫الغافل)) ‪. ٢١١‬‬
‫وقال حام ر العاقل فقلن متغافل)) ‪.، ٢١‬‬
‫ووصف أءرانى رجلا‪ ،‬فقال؛ ر(كان ‪-‬وافه‪ -‬يتحمى مرار الإخوان‪ ،‬ؤيسقيهم‬
‫ش))لم‪.،‬‬

‫وقال اعراض ‪ j‬وصف شم صور •"‬


‫ءاوىملأته‪،‬بمأااصادا‬ ‫‪ L._y‬ت رام الوهرإلأ‬
‫د اعطىد_وقي_اوزادا‬ ‫س آكاه‬
‫فأحس ن ل م عدت ل ه نمادا‬ ‫فأحمن لم أحم ن عدتا‬
‫نم!مضاحكاوضممادارْ‪،‬‬ ‫م_رارالأأء_ودإلس‪4‬إلأ‬
‫وبحدثتي الشيح محمد الوسى مديرمكتب الشيخ ابن باز ‪-‬رحمهما اطه_ ت أن‬
‫الشتخ كان يراعي مشاعر ضيوفه‪ ،‬ويصيرعلى جفائهم‪ ،‬بل ولا يرضى أن‬
‫يهانوا بحضرته‪.‬‬

‫يذكر الشيخ محمد مثالا على ذلك فيقول‪ :‬ر وتما يذكر ق هذا الصدد أن أحد‬
‫المرافقين ل ماحة الشيخ رأى شخصا لا بحسن الأكل‪ ،‬ولا أدب الخلوس على‬

‫(ا)ءيونالأخبارآ‪/‬ه‪.‬‬
‫(‪ )٢‬الرجع اس ‪. 0/T‬‬
‫(‪ )٣‬الرجع السابق ‪. Vr‬‬
‫(أ)قوله‪(:‬ءالى الخلان)‪ :‬أي عركلح‪1‬ليم‬
‫(‪ )٥‬عيون الأخار'؟‪.¥_1/‬‬
‫^^سمة‬

‫المائدة‪ ،‬فنهره ‪ ،‬وقال تأدب ‪ ،3‬أكلك‪ ،‬وكل مما يليك‪ ،‬وتكلم عليه كلامآ نحو‬
‫هذا‪ ،‬قرئ عليه ذلك الثخمى‪ ،‬وقال؛ أنا على مائدة سماحة الشيح' ولم آت‬
‫إليك‪.‬‬

‫فلما سمع سماحة الشيخ بعض كلامهما سال عن السب‪ ،‬فاخر بدلك‪،‬‬
‫فقال سماحته؛ أنا لا أرصي لأحد أن يممص أحدا من صيوق‪ ،‬أو ينال متهم؛‬
‫فالذي يرصى أن بجلس معتا على هذا الوصع‪ ،‬وإلا فتحن نسمح له بأن يذهب‬
‫إل) من‪ ، ٠٧ ،‬وهدا بثني‪ ، ،‬وهؤلاء أتوا إلي ‪•، ١١ ١‬‬
‫هذاؤإن من أعظم الصيرعلى جفاء المسوف وحماناتهم ‪ -‬ما يكون من‬
‫بعضهم من إساءة متكررة‪ ،‬واحتقار للمضيف ما بين الفينة والأحرى‪ ،‬وما يكون‬
‫متهم من حسد له‪ ،‬أوقله اعتراف يفضله‪.‬‬
‫ؤيزداد ذلك‪ ،‬إذاكان على مرأى‪ ،‬ومسمع من الضيم‪.،‬‬
‫وإذا صدر ذللئ‪ ،‬ممن اعتادوا ضيافته‪ ،‬وغشيان يجل ه‪ ،‬واليل من عطائه‪،‬‬
‫وبره‪ ،‬وإحسانه ‪ -‬فذللث‪ ،‬مما يشتد يه الألم‪ ،‬وتعظم يه الحرة‪.‬‬
‫وهو‪-‬ق‪ ،‬الوقت نف ه‪ -‬مما يتمامحلم به أحر المضيف‪ ،‬وتزداد وتتضاعف‪ ،‬به‬
‫مشته' ومما يدل على سودد من يصبرعلى تللئ‪ ،‬السفاهات المتكررة‪.‬‬
‫وأذكر ‪ ،3‬هذا السياق‪ ،‬رحلا كريما‪ ،‬مضيافا‪ ،‬برا‪ ،‬واصلا لأرحامه‪ ،‬مكرما‬
‫لأصيافه‪ ،‬ذا نبل‪ ،‬وشهامة خاطر‪ ،‬وثدمحع لخدمة البعيد والقري<ّ_ا‪.‬‬
‫وكان من شأنه كثرة استضافته لأقاريه‪ ،‬وحيرانه‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬

‫‪•١‬‬ ‫جواب من سمأ الإمام ■مدالعنيزبن باز‬


‫‪٨٥‬‬ ‫نوانواسياه‬

‫وبعض أقارُ ه يعلمون تلك الممات السالفة عتسه‪ ،‬ؤيدركون أنهم‬


‫لا يسممليعون محاراته ل ذلك‪.‬‬
‫ولكنهم لا يعترفون له بالفضل‪ ،‬بل بجدونه‪ ،‬وبجقرونه حتى ق محل ه‪.‬‬
‫وكان من سوء صنيعهم معه أنه إذا أورد قصة نفلربعضهم إر بعض‪ ،‬وأشاروا‬
‫إل أنه كاذب فيما يقول‪ ،‬وأنه مبالغ فيما يروي‪ ،‬وربما واجهوه ق ذلك‪.‬‬
‫لن ب ات ق نعماث ه يتقال بر‪١‬ا‬ ‫وأظلم أهل الثللم من بات حامدا‬
‫وهو‪-‬مع ذلك‪ -‬سالخ ق إكرامهم‪ ،‬وإعزازهم‪ ،‬ؤيتغاصى عن تلك‬
‫القوارص‪ ،‬ولا يمتعه ذلك من الاستمرار على جميل صنيعه معهم‪.‬‬
‫وإذا قيل له ق ذلك قال؛ أعلم ما يصدر متهم‪ ،‬ولكن ماذا تؤيدون أن أصنع؟‬
‫هؤلاء أقارب‪ ،‬وأصحاب‪ ،‬وليم حى علي؛ فلا أؤيد أن أوسع جرحي بمقابلة‬
‫إساءتهم بمثل أو أشل‪ ،‬ولا ؛; ‪ . Aj‬أن أقطع رحمي بقلة صبري‪.‬‬
‫ولقد استمر على تلك الخال حتى مات■؛محاك ولسان حاله كما يقول أسامة ابن‬
‫منقي‪:‬‬

‫ول وأجدت سكينهم شكوت‬ ‫وم اأش كوتلولأأهل ودي‬


‫قع ا أرج ؤنم ي تمن رجوت‬ ‫مبلتءت‪-‬اث‪،‬مدئئتطم‬
‫كئلمت على أداه م وانطؤي هت‬ ‫إذاأدمت ئوارص هم ل وائي‬
‫ك ائي م اممع ن ولا رأيت‬ ‫ورحت عل يهم طن ي الحث ا‬
‫ي داي ولا أم رت ولاثهي ت‬ ‫محوال مب دميا ‪ ١ ٠‬جنته ا‬
‫ت‬ ‫كم ا ل د أظهروه ولائؤي‬ ‫ولا والله م ا أصمرت غدرا‬

‫; ‪ ) ١‬ديوان التنيى ‪. ١ ٨ ٥ / ١‬‬


‫محيمه م ا جئ نث وم ا حمت‬ ‫لي وم الخي رموهم دلأ وبدو‬
‫ولقد قدر لي أن أحضر بعض صسائته‪ ،‬فرأيت من سمه بمص ‪LUU1‬؛‪، ،‬‬
‫وجهلهم عليه ما بجعلني أمميز من الغيظ ‪ ،‬وصاحبنا لا تبدر منه بائرة نحوهم‪،‬‬
‫وما زاده ذلك إلا رفعة‪ ،‬وعزا‪.‬‬
‫ولا محنب أن مثل تلك الأحوال لا يطيقهاكل أحد‪ ،‬ولكنها ‪-‬وممه الحمد‪-‬‬
‫حاصرة موجودة عند أولئك الأخيار الكرام‪.‬‬
‫لألن اك ي ن اريفوح سممها‬ ‫ؤإن من المادات من لوأؤلمته‬
‫هذا وسيأش منيي بيان لدلك عند الكلام على "آداب محلى الضيافة‪.‬‬
‫‪٨٧‬‬

‫اسدرطة‪ ،‬واى‪،‬قروز‪ :،‬الإسحاثقديد شايدهوةإشامميافة‬

‫فمن آفات بعمس الكرام إذا أراد دعوة أحد لقيا ض أن يلح إلخاحا شديدا‬
‫مزعجا‪ ،‬مؤذيا دون أن يمل من المدعو عدلا ولا صرفا‪ ،‬ولو اعتذر بأشد‬
‫الأعذار‪.‬‬
‫وإذا أصر المدعوعلى ألا بحضر غضب عليه‪ ،‬وتكدر‪ ،‬وربما رماه بالقول‬
‫السئئ؛ واتهمه بالكبر‪ ،‬والتعالي عن إجاية الدعوة‪.‬‬
‫وربما أصر على معرفة عذر المعتذر مما قد يضهلر المدعوإل مقابلة تلك الشدة‬
‫يشدة مثلها ق الرفض الذي قد يصل إر قطع العلاقة‪.‬‬
‫وما هكذا تكون الدعوة إر الضيافة؛ فهي كرامة لا إهانة‪.‬‬
‫نحم من حق الضتف‪ ،‬ومما يدل على كرمه أن يفلهر الرغبه الشديدة‪،‬‬
‫والحرص الأكيد على أن تحاب دعوته‪ ،‬لا أن يكون عرصه حم اشيال ا رخوا‪.‬‬
‫ولكن ذلك لا يعني التشدد‪ ،‬ؤإلحاق الأذى بالمدعو؛ قاما أن يستجيب‬
‫للدعوة؛ فيكون الحبيب القرب‪ ،‬ؤإما أن يحتاور؛ فيكون البغيص البعيد‪.‬‬

‫مثلا لن يعرض عليك ما أنت عنه غني كالرجل يعلم أنك تزلت‬ ‫(‪ )١‬العرض السابري يضرب‬
‫دار رجل ضنا‪ ،‬معرض ءس القرى‪.‬‬
‫‪( :‬عرض عاي الأمر سوم عالا) أي‪ :‬عرضا ساميا كا‬ ‫وف‪ ،‬أساس البلاغة للزءنشري ص‪٦٢٢‬‬
‫ن ام العالة على الشرب لا ي نقصى ق ذلك لأنها رؤيت بالتهل‪.‬‬
‫السابري •' نب إل ابور وص كدره بمار‪-‬س•‬
‫ومنه الئل؛ (عرض ّابري) يقوله من يعرض عليه شيء عرضا لا يبالغ فيه؛ لأن السابرى مجن أجود‬
‫الشاب يرغب ب ادني عرض‪-‬‬
‫ومض الفل‪ :‬الشرب _‪ ،‬والنهل‪ :‬الشرب الأول‪.‬‬
‫^^نئغئق‬
‫وهذه الأفة مما تقرئن يسميها القلوب‪ ،‬وتقطعت‪ ،‬بها كثيرْن الأرحام‪.‬‬
‫بجدتئي أحد الأصدهاء قائلا ت ر إض آتي ما الفينة والأخرى إر بلد لنيارة‬
‫صديق عنين لدي‪ ،‬فألتقي ق تاللث‪١ ،‬لزيارادت‪ ،‬بعض معارق عند ذلك الصديق‪.‬‬
‫ومن يثن هؤلاء رجل فاصل؛ شز يدعوني ق كل نيارة إر منزلة؛ فكت أعتذر‬
‫منه بضيق الوقت‪ ، ،‬وهويعلم ذلك‪ ، ،‬ولكنه يكرر الدعوة‪ ،‬وأنا منير له تانلئ‪،‬‬
‫ال دعوات التكررة‪ ،‬وهوكذللئ‪ ،‬يعيرني ب أنني آت من مكان يعيد‪،‬‬
‫ولا أٌّ~ْني أن ألبي‪ ،‬دعوته‪ ،‬بل ولا كثيرمن تءعوات غيره ‪ ،‬وأقول له؛ إننا نلتني‬
‫عند صديقتا الذي حئتإ من أحله‪ ،‬ويكفي‪ ،‬ولعل اض سرفرصة أخرى أوسع‪.‬‬
‫وليمت‪ ،‬المشكلة ق ذللئ‪ ، ،‬وإنما لكونه ق كل مرة ألمميه يعرض عاليه زيارته‪ ،‬ثم‬
‫يلحق ذللئ‪ ،‬بقوله؛ أنا أعرض ءليائا‪ ،‬وأنا متأكد أنلئ‪ ،‬لن تأتي‪ ،‬بل إنه إذا سمع‬
‫يعرضون علي الدعوة قال لمم‪ :‬لا تتعبوا أنف كم؛ لن‬ ‫أحدأ من المعارف‬
‫يأتيكم فلأن‪.‬‬
‫والحقيقة أض صقتذ به ذرعا‪ ،‬بل ئذي‪.‬تإ منه كثيرا‪ ،‬وصرت أفكر بأن أزوره‬
‫مرة ' وأقول له؛ ها أنا قل‪ .‬زرنك؛ فهل ارمحتؤ وطابت‪ ،‬نف لثؤ؟‬
‫فإذا قال؛ نعم‪ ،‬ف أقول له ت ولكني لم أرتح؛ يسيبط أذيتلئ‪ ، ،‬وكثرة إلحاحلئج‪ .‬ا‪.‬ه‪.‬‬
‫ا‬ ‫والحاصل أن الل‪.‬عوة إر الضيافة ثنم عن محبة‪ ،‬وحرص‪ ،‬وأن عرضها‬
‫بدون رغبة قؤية قد لا تدل على حرصلئا على نيارة صاحثلئا للئا‪.‬‬
‫كما أن الإلحاح الشا‪.‬يا‪ .‬ذي يؤذي‪ ،‬ؤيمطح حبال الصالة بينلئ‪ ،‬وببن أحثتلئط؛‬
‫فلأيي ‪ -‬إذا‪ -‬أن تكون الدعوة إل القنمافة ممحؤبة برغبة قؤية‪ ،‬معلمة بأدب عال‪،‬‬
‫وذوق‪ ،‬رفيع؛ ليسعرصاحبلن‪ ،‬أنلث‪ ،‬محب‪ ،‬عاذر‪ ،‬لا عانس‪ ،‬عاذل‪٠‬‬
‫‪٨٩‬‬ ‫نوا‪3‬أواصافة‬

‫ومح) بحضر‬ ‫‪ :‬اممأض محع ض دمي إش‬ ‫اد‪،،‬ابعة‬

‫فالكرام تكثر مناسباتهم‪ ،‬ودعواتهم‪ ،‬وقد ئلبى دعواتهم كثيرا‪ ،‬فيأتيهم‬


‫الأب من هميب ومن بمد•‬
‫ومحي بحصل ق مناسبات عدة أن يدعى بمص الن اس؛ محمدي الوافقة ثم‬
‫لا بحضر‪ ،‬ولا يعتذر قيل الناسة‪ ،‬ولا بعدها‪.‬‬
‫محههنا يقع اكنف ق الحرج‪ ،‬وربما ساورته الفلنون بأن صاحبه زاهد به‪ ،‬غير‬
‫مبال باجابة دعوته ‪-‬خصوصا إذا تكرر ذلك_‪.‬‬
‫وتلك سبيل إر القاءلح والدابر‪ ،‬وميدان فسيح لإساءة الفلن‪.‬‬
‫والذي تمتضيه الخكمة‪ ،‬والعقل أن بحسن المضثف ‪ ،‬التعامل مع تلك الأحوال‬
‫خصوصا إذا كان مضيافا؛ فإذا دعى أحد] لماسبة‪ ،‬واعتذر فليقبل عذره‪ ،‬وإذا‬
‫وافق على انحيء ‪ ،‬ولم يأت‪ ،‬ولم يعتذر يعد ذلك عن عدم محيئه ‪ -‬فليوسع‬
‫الصين‪ ،‬وليصبرعرماجمل‪.‬‬
‫ولا يأس بأن يتصل؛ ليهلمثن‪ ،‬فقد يكون له عذر‪ ،‬ولم يتمكن من إبدائه‪ ،‬أو‬
‫إبداءها‪.‬‬ ‫أنه نمى‪ ،‬أوقد يكون بحالة تمتعه من الحضور ولا‬
‫وربما تمرنه حفوة عارضة؛ فإذا صبرالضم) على ذلك كانت العاقبة حميدة‬
‫له‪ ،‬ولصاحبه‪ ،‬وإذا استعجل بالحتاب) الشديد‪ ،‬واللوم المبالغ فيه كانت) النتيجة‬
‫عكس ما أراد؛ إذ قد يسمع من صاحبه ما لا شيد سماعه من الحفاء والقهليعة؛‬
‫فإذا كان صاحبك) بحا فلا داعي لتقري‪A‬ه ‪ ،‬وكثرة لومه؛ وإن لم نحصل على منيد‬
‫محبته فلا تحمره البتة‪.‬‬
‫ئئق‬
‫ولمدا قالت الحكماء ؛ العاتبة تبعث التجى‪ ،‬والتجض وافد الصرمل‪.،١‬‬
‫وإن كان زاهدا ق الصحبة‪ ،‬منصرفا عن المودة فليس العتاب الشديد بجالب‬
‫لدلك‪ ،‬وعلى هدا ينزل قول الحكيم العردي ;‬
‫لمت تن ال م ودة بعت اب‬ ‫أمحلل عتاب من اس‪-‬ممحت بوده‬
‫والناس ق ذلك بختلفون باختلاف أذواقهم‪ ،‬وحن ئأييهم‪.‬‬
‫وأذكر ‪ ،3‬هذه المناب حوادث كمحرة من هدا الميل‪ ،‬وقد تنتهي ببثها علاقة‬
‫قائمة‪ ،‬أو‪-‬ق الأقل ‪ -‬تتكدر‪ ،‬ؤيصيثها فتور‪.‬‬
‫وقد تنتهي ميادة اتحة‪ ،‬وتونق عرى الصلة‪.‬‬
‫وال بب ق ذلك سوء التعامل‪ ،‬أوحسنه ق مثل تلمك الأحوال‪.‬‬
‫قال بعضهم • من لم يواخ من الإخوان إلا من لا عيب فيه ئنأ صديقه‪ ،‬ولم‬
‫يرض من صديقه إلا بإيثاره إياه على نف ه دام سخطه‪ ،‬ومن عاتب على غير‬
‫ذلك كثر عدوه‪.‬‬

‫وكان يقال • أعجز الناس من قرط ق طلب الإخوان‪ ،‬وأعجز منه من فرط‬
‫فيمن كسبه منهم‪.‬‬
‫وقال الشاعرق مثاله‪:‬‬
‫سات‬ ‫ولك__نإخ__ولآالهن‬ ‫لممرك ما م ال الفتى بدخيرة‬
‫ومما بحصرني ق هدا الشأن ما يحدث به أحد الناس قائلا ت رركان لي صديق ق‬
‫أحد البلدان‪ ،‬وكان كريما مضيافا‪ ،‬وقد زريه أكثر من مره‪ ،‬وكان بحب أن يزار‪.‬‬
‫(‪ )١‬انظرءءونالآخ‪L‬ر‪. TAj ، ٣٠ /٣‬‬
‫(‪ )٢‬انظر انحامن والآْت‪.‬لااد للجاحظ ص ‪. ٦ ١‬‬
‫‪٩١‬‬ ‫نوا‪3‬داسهت‬

‫ولما أردت نئارة بلده اتصل عليه‪ ،‬وقلت؛ انني قادم إر بلدكم لغرض مع؛أن‪،‬‬
‫وساتيك غدا للغداء‪.‬‬

‫وظرأ لعد المسافة بيتي وض بلد صاحي خرجت من بلدي ‪ j‬الصباح مكر'ا‪،‬‬
‫ويعد أن سرت قليلا عرض ر عارض لم أتمكن معه من مواصلة ال ير‪ ،‬وأدركت‬
‫أنني لن أصل إليه إلا ي الليل‪ ،‬وكنت قد اتفقت معه على الغداء ‪ ،‬فاتصلت عليه‪،‬‬
‫وقلت؛ قد لا أستطع الوصول إليك إلا ليلا‪ ،‬فقال‪ :‬لعلك نحاول‪ ،‬فقلت‪ :‬ليس‬
‫الأمربيدي‪ ،‬وإذا وصلت ليلا فعندي موعد آخر‪.‬‬
‫فصار يتصل علي بهم‪ ،‬الغية‪ ،‬والأخرى‪ ،‬وأنا أقول له ما قلت ق البداية‪ ،‬ولكه‬
‫أصرعلى أنتي سأصل ولوبعد العصر‪ ،‬فصار ينتظرني •‬
‫وهكذا استمررت ق السير‪ ،‬ولم أصل إر ذلك البلد إلا بعد العشاء ‪ ،‬مع أني‬
‫محليلة تلك الرحلة على اتصال مستمرمعه‪ ،‬حتى نلم للأمروالواقع‪ ،‬ولم يعد‬

‫ولما وصلت إل ذلك البلد‪ ،‬وذهبت إل موعد س —ابق آخر ص ار يتمل‪،‬‬


‫ؤيعتب‪ ،‬ثم لقيني مرة أخرى‪ ،‬ومحار يعزض بي ق عدد من انحالس‪ ،‬وأنا أعتذر‬
‫منه ' وأتودد له‪ ،‬وهو يقول؛ أعلم أنك شيد أن أسامحك‪ ،‬لقد سامحتك‪ ،‬نم يرجع‬
‫مرة أخرى إل ‪١‬لعريض‪ ،‬واللوم حتى رجعت إل بلدى‪ ،‬وأنا صائق الصدر‪،‬‬
‫كاسف البال‪ ،‬متمنيا أنني لم أعده بتلك النيارة)) ‪١‬‬
‫ؤي مقايل ذلك بجين أحدهم مما تكون عنده متاسثات كسرة كثيرة أنه كان يدعو‬
‫أصدقاءه‪ ،‬وأمياءه‪ ،‬ومحيه‪ ،‬وأساتذته‪ ،‬وهللابه إر تلك المناسبات‪.‬‬
‫وحصل أن أحد هؤلاء ‪-‬وكان أثيرا‪ ،‬مقريا محببا لصاحب المنامة‪ -‬كان يدعوه؛‬
‫فيلبي الدعوة‪ ،‬ؤيأتي•‬
‫كئئغئ‬
‫ثم فجاة صار يدعوم فلا يعذر‪ ،‬ولا يأتي‪ ، ،‬وتكررذلك مرارا‪.‬‬
‫يقول صاحبنا * ‪ ١‬وق يوم من‪ ،‬الأيام أرسلت له دعوة لإحدى الناسبات‪ ،‬يم‬
‫عمت عليها بالاتصال به مباشرة‪ ،‬فوافهم‪ ،‬على الحضور‪ ،‬ولكنه لم بحصر‪.‬‬
‫وؤ‪ ،‬أثناء تلك المناسبة اتصلت عليه‪ ،‬ومحلت له؛ لقد تأخرت‪ ،‬ونحن‬
‫وقد ذهت إر فلأن من الناس ص‬ ‫بانتظارك‪،‬‬
‫مكبرذلك ؤ‪ ،‬نقمي‪ ،‬ومحلت له؛ لقل كلمتك مبكرا‪ ،‬ودعوتك للحضور قبل‬
‫أيام‪ ،‬أليسكن‪.‬لك؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن‪ ،‬هذا الذي‪ ،‬حمل‪ ،‬فاعذرني‪ ،‬وبالغ ؤ‪ ،‬الاعتازار‪ ،‬فقلت‬
‫له‪ :‬قد حملر ذلك مرارا‪ ،‬قال؛ نعم‪ ،‬آمل أن تعذرني‪ ،‬نم ودعته‪ ،‬وؤ‪ ،‬نقمي‬
‫شي‪،‬ء من‪ ،‬أن أكون قد عانيه‪ ،‬أو أغضبته‪ ،‬وتمنيت أن لو لم أكن كلمته ؤ‪ ،‬ذلك‪.‬‬
‫وبعل يومين أرز لير رسالة هاتفية مكتؤبة‪ ،‬وؤ‪ ،‬مقدمتها تلهلم‪ ،‬بالغ واعتذار‬
‫شديد؛ وقل أن أكملها بادرت بالاتصال عليه‪ ،‬وقلت‪ ،‬له ‪ :‬متللئ‪ ،‬لا يعتذر‪،‬‬
‫وأنت‪ ،‬الحثسبؤ الودود؛ ثم نحاذبتا أء‪1‬راف ‪ ،‬الحديث‪.،‬‬
‫وؤ‪ ،‬تللئ‪ ،‬الأثناء صرت أقرأ باقي رسالته ؤ‪ ،‬هاتفي الأخر الذي أرسلها من‬
‫حلاله‪ ،‬وإذا فيها ‪ْ-‬ع الاعتذار‪ -‬كلام يقول قيه‪ :‬أعتذر عما مضى من التخلف‪،‬‬
‫عن‪ ،‬الجيء ' و'أمل ألا تدعوني‪ ،‬مرة أحرى؛ حتمح‪ ،‬لا أوقعك وشك‪ ،‬ق الخرج؛‬
‫فكانت‪ ،‬صدمة عتيقة لى‪.‬‬
‫ثم قلحؤ له ‪ :‬لقد ذكرت ؤ‪ ،‬رّالتلئ‪ ،‬كذا وكاوا‪ ،‬فقال ; نعم‪ ،‬لقد فكرت ‪،3‬‬
‫ذلك مليا‪ ،‬فأرجو أن تقبل مض‪ ،‬وتحذرنى‪.‬‬
‫فقلت له هل هذا اخركلأم لديلن‪،‬؟ قال‪ :‬نحم‪ ،‬فأن ا لدي أعمال‪،‬‬
‫وارتاطات كثيرة‪ ،‬فقلتا ؤ) نمي‪ :،‬معناه أنه ييد قعلع الصلة‪ ،‬فأكيف‪ ،‬يكون‬
‫‪٩٢‬‬ ‫ذواذواسهت‬

‫ذلك‪ ،‬وهوالحبيب اللعليف‪ ،‬ذو الذوق المرهف‪ ،‬والنفر الزكية؛ فلعله يمر بثان‬
‫*‬

‫عارض‪ ،‬وقد غلب عليه‪ ،‬فأصابني ق تلك اللحظة هم‪ ،‬وغم‪ ،‬وفكرت ل أن‬
‫أودعه بعد ذلك‪.‬‬
‫ولكن قلت ي حينها ‪-‬ولا أدري كيف طرأ ذلك سالي‪ • -‬وهل أنت نث ق‬
‫ذلك؟ وهل تظن أن قيمتك رحيمة إر هدا الحد؟ وهل بخطر ببالك أن تكون‬
‫عندي مناسبة دون أن تكون أول ‪^^^.^<١‬؟‬
‫إن كنك تظن ذلك أو ميده فأنت محطئ تماما‪ ،‬بل ستكون ‪-‬كالعادة‪ -‬أول‬
‫المدعؤين سواء كان ذلك عبررسالة ‪ ،‬أو عبرمكالمة مباشرة‪.‬‬
‫وبعد ذلك أنت حر‪ ،3‬انجيء من عدمه؛ فان كان الوقت ساعفك‪ ،‬والحال‬
‫مناسبة نحيئك فأهلا وسهلا وعلى الرحب والسعة تأتى أنت‪ ،‬ومن تحب‪.‬‬
‫وإن لم يكن الأمركذلك فعذرك مقبول من الأن‪ ،‬ولا داعي أن تعتنءر‬
‫مستقبلا؛ فمحلك ق الذروة‪ ،‬وال تام‪ ،‬وأنا قدرت اعتذارك عن انحيء ‪ ،‬وأنه‬
‫إنما كان نابحا عن صدق مودتك‪ ،‬وطيب قلبك‪ ،‬ولم يكن عن زهد ق الصحبة‪،‬‬
‫ولا ميل عتها‪ ،‬ولا رغبة ق قطع الصلة‪.‬‬
‫وعندما سمع ذلك الكلام كاد أن يتفجرباكيا‪ ،‬ثم قال ت أستغفر الله‪ ،‬وأعتدر‬
‫أشي‪ .‬الاعتذار‪ ،‬وافه لقي‪ .‬أحطأت ق الأور‪ ،‬وق الثانية‪ ،‬وافه إني لا أستحق‬
‫ذلك أيدا‪ ،‬فأنا أقل من أن تهتم بشأني‪ ،‬وتصبرعلى حفائي‪ ،‬ثم حتم المكالمة‬
‫بعثارات الدم‪ ،‬وعبرات الأسف)) ‪.‬‬
‫يقول صاحبتا ت را وبحد أيام اكقيته‪ ،‬فتعانقنا طؤيلأ‪ ،‬وأبدى حياء ‪ ،‬واعتد‪.‬ارا‬
‫حجلّى منه‪.‬‬
‫مم!ثقهئق‬
‫وي أقرب مناسبة عندي كان من أوائل المدعؤين' وأوائل الحاضن ‪• ١‬‬
‫والحقيقة أنني تأثرت بتلك الحادثة كثيرا‪ ،‬وأدركت أن أحساب الإنسان‪،‬‬
‫وأصدقاءه رأس ماله‪ ،‬فإذا لم يزدد منهم ربحا فلا ينبغي له أن بجرهم‪ ،‬وأن‬
‫الأجمة ينبغي أن بمبربعضهم على بعض‪ ،‬خصوصا ل الدعوات إر‬
‫الناسبات‪ ،‬وما يتخللها من الاعتدارات‪ ،‬ونحوها؛ فان الصبر‪ ،‬والتماس العير‪،‬‬
‫مما ينئي العلاقة وثاقة‪ ،‬وانحبة قوة إر قوة؛ فان حاء صاحبك إر ضيافتك حاءه‬
‫بحدوه الشوق‪ ،‬وصادق الود‪ ،‬وإن تحلف عن انحيء لم يكبر ذلك ل شمه‪ ،‬ولا‬
‫ل ن شك؛ ثقة بالود السالف‪ ،‬و‪١‬ءلمئنانا لما ؤ‪ ،‬القله ن مر•‪ ,‬فه ة العلاقة‪ ٠ ،‬حس•‪,‬‬

‫الذلن‪،‬واكاساكلر‪.‬‬
‫النفس على تلك العاني بحتاج إر صبر‪ ،‬ومراوصة‪،‬‬ ‫ولا يثب أن‬
‫وحن ش‪ ،‬وتدبرللعواقب‪ ،‬واحتساب للأجر‪ ،‬وحرص على انحاففلة على‬
‫المكامت‪.‬‬
‫‪٩٥‬‬ ‫دراذواسهت‬

‫اثءقةوارضق؛دمةاساياممام‬

‫هد يكون عند الإنسان متاسية‪ ،‬وقد يكون له صاحب‪ ،‬أوميب‪ ،‬أوزميل‬
‫بينه وبينه مودة سالفة‪ ،‬ثم شابها ما شابها من العوارض إما بسب خصومة‪ ،‬أو‬
‫وقاية‪ ،‬أوجفوة‪ ،‬أونحوذلك مما بحدث بين الأحبة‪ ،‬والأقارب‪.‬‬
‫فهل يترك ذلك الصاحب الماجر دون دعوة؛ خشية ألا يأتي‪ ،‬ومن ثم تكبر‬
‫العداوة‪ ،‬وتزداد صراوتها‪ ،‬ؤيمحب الوئام بعد ذلك؟‬
‫وإذا دعاه؛ فما شأن المدعوهل بجيب ' أوييع إجابة الدعوة؛ بسبب ما بيتهما‬
‫من الخفاء ‪ ،‬والخصومة؟‬
‫الحقيئة أن نالك معضالة تقع لكثيرين؛ فيحارون ق ذلك‪.‬‬
‫والذي متصيه أدب الإسلام‪ ،‬ومروءة الكرم ‪ -‬أن يدعوصاحب اياسة من بينه‬
‫وبينه خصومة‪ ،‬أو حفوة؛ خصوصا إذا كانت متاسبة عامة‪ ،‬وكان صاحبه ذا محلبع‬
‫شم‪ ،‬وكان من ءاد‪.‬ته أن يدعوه لمثلها؛ إذ من شأن تلك الدعوة أن تطفئ لميب‬
‫الخصومة‪ ،‬والقطيعة؛ فقد يجب‪ ،‬وربماكانت إجابته سبا لإنهاء ما بيتهما ُرمته‪.‬‬
‫وإذا لم يجب فانك أيها الداعي قد قمت بما تمتضيه الحكمة‪ ،‬والديانة‪،‬‬
‫والمروءة‪ ،‬وخففت من شدة الخفاء والخصومة؛ فالنار إنما يذكى بالعودين‪.‬‬
‫وأنت أيها المدعوإذا دعيت فأجب‪ ،‬ولوكانت الخصومة‪ ،‬أوالخفوة قائمة؛‬
‫فاجابة الدعوة واجبة‪ ،‬وكل سبيل إر الصالح أو محاولة إليه هو خير‪.‬‬
‫ثم إذا أجاب المدعودعوة صاحبه فينبغي لصاحب المتام ثة أن يقدر تلك‬
‫الإجابة فدرها‪ ،‬قيمرح بهذا الذي غلب نقمه‪ ،‬وأجاب دعوة صاحبة‪ ،‬وليحسن‬
‫اسممبالخ‪ ،‬بل ينئي ق حفاوته؛ فال) ذلك من جمل الفعال) ‪ ،‬ومحمود الخصال) ‪،‬‬
‫وهومما يفرح أحبابهما‪ ،‬ؤيغيفل من بحبون إشعال‪ ،‬الفتة‪ ،‬وتضيق الأحبة‪.‬‬
‫وكم حمل بسبب حن التعامل مع مثل تلك الأحوال‪ ،‬من الخيرالعظيم‪.‬‬
‫تال ابن كية ي عيون الأحار‪( :‬ر روى النبيربن كارعن عمه قال ; كان‬
‫الحارث بن عبدافه بن أبي رُيعة بجلي وعمروبن عبيدالله بن صفوان ما يكادان‬
‫يفترقان‪ ،‬وكان عمرويبعث إر الحارث ‪ ،3‬كل يوم بقربة من ألثان إبله‪ ،‬فاحتلف‬
‫ما بيتهما؛ فأتى عمرو أهله‪ ،‬فقال ت لا تبعثوا للحارث باللن)؛ فانا لا نأمن أن يرده‬
‫عليا‪ ،‬وانقلب الحارث إل أهله فقال‪ :‬هل أ‪-‬اكم اللن؟‬
‫قالوا؛ لا؛ فلما راح الحارث بعمروقال ت يا هذ‪ ١١‬لا بجمعي علينا المجل‬
‫وحبس اللن؛ قال؛ أما إذا قلت هذا فلا بحملها إليك خمري‪ ' .‬فحملها من ردم بني‬
‫جمح إل أجيال)) ؛ ‪. ٢١‬‬
‫ولقد ذكرت ‪ ،j‬كتابي‪( ،‬مروءات محاصرة) شيئا من هذا القبيل‪ ،‬ومما يناسب‬
‫بين وجيهين؛ فاليكموها‪،‬‬ ‫ذكره ق هن‪.‬ا المنام‪ ،‬حادثة عنوانها؛ خصومة‬
‫وما نحمله من عبر‪:‬‬
‫يستدعيها سب معقول؛‬ ‫الخصومة الشريفة هي الني تكون بعن فارسعن‬
‫فإذا قدر لمها أن يتخاصما ‪ -‬كانت محركتهما شريفة سامية يتبادل فيها الحجج‬
‫وال براهحن بصورة مكشوفة‪ ،‬ويترفعان فيها عن أسالسب‪ ،‬المهاترة والإسفاف‪،‬‬
‫والميص والدناءة؛ فإذا انتهت المعركة انتهى كل شيء معها ‪.‬‬

‫(ا)ءيوذ‪ ،‬الآحارم‪/‬ه'ا‪.‬‬
‫يئئق‬ ‫حئ‬
‫ول‪ 1‬انتهى الترحيب بالضيف القادم قال له صاحبه ‪ :‬أشكر لك إجابة الدعوة‪،‬‬
‫فقال له صيفه؛ بل أنا أشكر لك توجيه الدعوة إلى‪ ،‬فقال له صاحبه ‪ :‬هذا‬
‫حقك‪ ،‬فقال له الضيف ‪ :‬وهذا ‪-‬أيضا‪ -‬أقل حقوقك؛ فقال له صاحب المكان ‪:‬‬
‫إذا اسيع مر؛ القضية اش بينتا أنت حممها وأنت حكمها' وهي بمي يديك؛‬
‫فاحكم فتها بما ترى•‬
‫فقال له صاحبه • بل الأمر إليك أنت؛ فاحكم بما ترى‪ ،‬فصاركل واحد منهما‬
‫يضع القضية عند صاحبه؛ ليحكم فيها؛ فصارت قضية أحرى؛ حيث انقلمت من‬
‫خصومة باعتبما الأثرة إرقضية أحرى ياعتها الإيثار؛ وما ائفص ذلك ان امر إلا‬
‫وعادت المياه إر ~باريها‪ ،‬ورجمر ودهما ‪ ١ ١١‬لمت إر أحن مماكان عليه‪.‬‬
‫وكان ذلك الموقف مثار إعجاب الخاصرين‪ ،‬ومن سمعوا به‪.‬‬
‫بل صار من جملة متاقب ذيتك ‪١‬لصاحيين المسين اللذين أبانا عن فروسية‬
‫كامنة‪ ،‬ومروءة صادقة‪.‬‬
‫فهدا ‪-‬حقيقة ‪ -‬هوالنصر‪ ،‬الذي يفاخر الإنسان به؛ حيث انتصرعلى نوازعه‪،‬‬
‫ورعوناته‪ ،‬وحقق به معنى قوله ‪ -‬تعال ‪ ; -‬ءؤ ادقع يالتي هي أحسن قإذا الذي‬
‫بيئك وبسه عداوةكأنه ولي حميم (‪ ) ٤٣‬وما يلقاها إلا الذين صروا وما يلقاها‬
‫إلأ دو حظ عظيم ه [ضلت; ؛ ‪،] ror‬‬
‫وأجاب دعوة الحكيم اكاصح إذ قال;‬
‫ل م ن ال ذي دم ن ص‬ ‫ا‬ ‫ي ام ن تض امه ص‬
‫حى ت رى ف إذاال ذي‬ ‫دظئ‪-،‬بمام‬ ‫ح‪-‬ف‬ ‫الق‬
‫‪٩٩‬‬ ‫نيازواسهأ‬

‫التا‪،،‬مة وال‪٠‬سرإ‪j‬ذ‪ : ،‬تأخرالضيف عن الجيءبلاداع‬

‫وهذا دأب بعض الناس؛ فراه يتأخرعن انحيء إر الضيافة دون عذر‪ ،‬أو‬
‫محبب؛ محقي يدعى إر مناسة ما؛ ويحدد له موعد انحيء ‪ ،‬محيوافق عاليه‪ ،‬وقد‬
‫يكون ممن دعي الناس على شرفه‪ ،‬ثم ترام ‪-‬بعد ذلك‪ -‬يتأحركيرا عن انحيء‬
‫دون أن يكون له أي عذر‪ ،‬ودون أن يبدي أي مؤغ‪ ،‬وإنما كان ذلك عن برود‬
‫طبع‪ ،‬أوقلة اهتمام‪.‬‬
‫ؤيترتب على ذلك حس الناس‪ ،‬وقطعهم عن أعمالمم‪ ،‬وإيقاع اكنف ق‬
‫الحرج•‬
‫وربما ترتب على ذلك أن لا يكون الطعام المعد على الميئة المطلوبة‪ ،‬من ناحية‬
‫نقص حرارته‪ ،‬أوبرودته•‬
‫ومحي لا يستطاع تلاق ذلك إذاكانت المناسبة ق بنية‪.‬‬
‫ومحي يتب ذلك التصرف ق انصراف الناس عن حضور الناسبات الي يكون‬
‫ذلك المتأخر صيفا فيها‪.‬‬
‫فاللاثق بالضيف أن يراعي مثل تلك الأحوال‪ ،‬وأن ينأى بنم ه عن زراية‬
‫الاضزبه•‬
‫ولقد كان من دأب شيخنا الإمام عبدالحنيربن بارجفأقئه إذا دعي إر مناس بة أن‬
‫يكون أول الحاصرين إو تلك المنامة‪ ،‬حتى إن من دونه بكثير‪ -‬ق المن والقدر ‪-‬‬
‫يأتون بعده‪ ،‬وربما تأخرواكثيرا عته‪.‬‬
‫^ئ؛ة‬

‫ااثلأمح‪:‬صامافىوضوصاسه‬

‫فكما أن التأخر عن امحيء للضيافة آفة من آفات الضيافة‪ ،‬فكذلك الخبكير‬


‫الزائد؛ فقد يدعى بعض الناس لناسبة بعل صلاة الفلهرمثلأ؛ مأتي مل صلاة‬
‫الظهر‪ ،‬أويدعى بعد صلاة العشاء ‪ ،‬فيأتي قبل الصلاة‪.‬‬
‫وهدا مما قد يوقع ي الحرج؛ فربما لم يكن المكان مهيئا‪ ،‬وربما كان عند المضيف‬
‫صنوف آخرون لتس لمم ارناط بالضيوف الذين أتوا ْجشن•‬
‫وربما يكون الضم مشغولا ‪ ،3‬ذلك الوين‪ ،‬إر غيرذلك مما قد ينتج عن‬
‫التبكيرعن الموس انحدد من حرج‪.‬‬
‫أما إذاكان المضيف ينتفلر الضيوف قبل موعد محيئهم بوقت هلؤيل‪ ،‬أو أن‬
‫يكون ق مكان الضيافة أصلا‪ ،‬ولا شغل لا‪.‬يه سوى انتذلارهم‪ ،‬أوأن يعلموا‬
‫أنهم إذا بكروا كان أسعر له ‪ -‬فلا بأس ل التبكير‪ ،‬والحال هده‪ ،‬بل قد يكون من‬
‫الحزم‪ ،‬وذلك خيرمن التأخر عن اييء•‬
‫محاذداسهأ‬

‫يواصض‪:‬ظالاممماصفضسه‬

‫وذلك كحال بعض الناس إذادعاه الضتف إر مناسبة ما ‪ -‬سأله‪ .‬قبل أن بجيبه‬
‫إر الدعوة ‪ ;-‬من عنرك؟‬
‫فإذا قال عندي فلأن‪ ،‬وفلان ممن له مكانة أو وجاهة استبشر وأجاب الدعوة‪،‬‬
‫وإذا قال‪ :‬محيي فلأن‪ ،‬وفلان ممن لنواكذلك اعتذر‪ ،‬أوسرق‪ ،‬ووضع‬
‫الصاقيل‪،‬وقال‪:‬رممام‪ ،‬أولأآتي‪.‬‬
‫وتلك آفة قبيحة لا بجب لما بعض الناس حسابا‪.‬‬
‫فالضثف دعاك‪ ،‬وأكرمك بتلك الدعوة‪ ،‬ناللاثق بك أن تحسب‪ ،‬قلدعوا ؛‬
‫إكراما له؛ فإذا أخثرك بمن محده فثها ونعمت‪ ،‬وإن لم يخبرك فلا صيرعليك‪.‬‬
‫ويعد أن بجيب الدعوة‪ ،‬أوتعتدر عن انحيء لا مانع من أن ت أله عمن محده؛‬
‫فإن كانوا ممن ترغب فيهم‪ ،‬وتأنس بهم‪ ،‬ولا غضاضة عليك بالحضور معهم ‪-‬‬
‫فور على نور‪-‬‬
‫وإن كان ثم مانع‪ ،‬أومسوع لعدم حضورك امحذرت منه‪ ،‬ؤبثتت له وجه‬
‫العذر؛ فحينئذ يثكرلك إجابة الدعوة‪ ،‬ؤينبل عذرك إذا اعتذرت عن انحيء‪.‬‬
‫هذا وإن كرام الناس يجيبون الدعوة من أي أحد‪ ،‬ولوعالت أقدارهم‪ ،‬ولو‬
‫كان الداعي ممن لا يؤبه له؛ تواضعا لمن دونهم‪ ،‬وتقديرا لمن أكرمهم بالدعوة إل‬
‫الضيافة‪.‬‬

‫تال الهلراني ؤ) مكارم الأخلاق‪ :‬ر حدثتا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني‬
‫أبي‪ ،‬ثنا سميان بن عيينة عن إسماعيل ين أبي خالد قال ت رامرعلى بن الخ بز‬
‫—وهوركب— على مساكحن يأكلون كسرا لمم؛ فلم عليهم؛ فدعوه إر طعامهم؛‬
‫قتلا هذه الأية ت ُؤإلبيث لا يربدوف غلوا ‪ 4‬آلارض ولا مسادأبااممصص‪-:‬ا‪،‬ما ثم نزل؛‬
‫فأكل معهم‪ ،‬ثم قال؛ قد أحبتكم؛ فأحسوني؛ فحملهم إر منزله؛ فأطعمهم‪،‬‬
‫وكساهم‪ ،‬وصرفهم)) ره‪.‬‬
‫وكان شيخنا ابن يازجهلك بجيب دعوة من دعاه إر صيافة‪ ،‬أووليمة زواج‪،‬‬
‫أونحوها‪ ،‬ولا يكاد بمري أحد'ا إذا دعاه مهما كان ذلك الداعي كبيرأ‪ ،‬أو‬
‫صغيرا‪ ،‬غنيا‪ ،‬أوفقيرا‪ ،‬وسواء أكان من علية الناس‪ ،‬أومن عامتهم‪.‬‬
‫وقد ذكرالشيح محمد الموسى كلقممع مشالا يؤكد ذلك‪ ،‬وهورصد‬
‫للمنامحبات ' والدعوات الكا دعي‪ ،‬إليها سماحة الشيخ‪ ،‬وحضرها ق آخر سنة‬
‫من عمره‪ ،‬وهو عام ‪ ١٤١٩‬ه‪.‬‬
‫وقد بلمت ‪ -‬كما ؤ‪ ،‬البيان المسجل لدللئ‪ ،‬العام ‪ -‬سبعة وسمن منا‪ ١^-،،‬ا‪.‬‬
‫وكان الشيح عبدالرحمن السعديهه مضرب المثل ي إجابة دعوات عامة‬
‫الناس؛ بل لا يكاد ممر عليه يوم إلا وقد لثى ما لثى من تلك الدعوات‪ ،‬ولو‬
‫كانت س أطفال‪.‬‬
‫وله ؤ‪ ،‬ذلك قصص‪ ،‬وأخبار يهلول ذكرهارم‪.‬‬

‫ر ‪ ) ١‬مكارم الأخلاق‪ ،‬سراني ( ‪.) ١٧٣‬‬


‫( ‪ ) ٢‬انظرها مفصلة بأسماء \ذد\ع\وا والناسبات ل كتاب؛ جواب من سرة الإمام ءساوالعزيز‬
‫ينبازصآ"؟أ‪.0-0.‬‬

‫(‪ )٣‬اظرتفصيل ذلك وترجمته ق محاب تراجم لتعة من الأعلام‪.‬‬


‫‪١٠٣‬‬ ‫نوانواممياهأ‬

‫والحاصل أن التضيط ق هدا الشأن ‪ -‬اعني سؤال المدعوالضيم عمن عنده ‪-‬‬
‫ثم ما يترب على ذلك من موافقة‪ ،‬أو اعتذار ‪ -‬هومما يولد اكامحر‪ ،‬والتدابر؛ إذ محي‬
‫يزهد المضيف ُدعوة من كان كيلك‪ ،‬ومحي يقلن أن المدعولا يراه أهلا لإحابة‬
‫دعوته ار غيرذلك من الظنون التي تساور الضيف ق مثل تلمك الأحوال‪.‬‬
‫يأ‪3‬و؛مم^ئ‬

‫الثاثة والثلأيؤق ؟ الأعتتارعن اتجيءإذالم يتسى‬

‫فقد يدعى الإنسان إر ماسة‪ ،‬ويدي الوافقة التامة‪ ،‬ثم بعد ذلك يطرأ له‬
‫ما يطرأ من الأحوال‪ ،‬الش تحول بينه وُاأن الحضور إر دعوة الضثف؛ فيبني له‬
‫‪-‬والحالة هذه‪ -‬أن يقدم العذر بوقت‪ ،‬كاف حتى ياحد الضم‪ ،‬حابه‪.‬‬
‫وإذا تعذر الحضورقبل وقت‪ ،‬المناسبة بقليل فليخرصاب بذللئ‪.،‬‬
‫وإذا نسي‪ ،‬أوحيل بينه وبعن الاعتذار مسبقا فليحتدر فيما بعد‪ ،‬وليسع جهده‬
‫ق تطيب‪ ،--‬نفس الداعي خصوصا إذاكان من ذوى الإحساسات‪ ،‬المرهفة‪.‬‬
‫أما التخلم‪ ،‬عن انحيء بحد الموافقة دون اعتذار فذلل؛‪ ،‬شان أهل الغفلة‪ ،‬أو‬
‫البلادة‪ ،‬أوقد يكون شأن أهل الدالة تمن ترفع بيتهم وبحن الداعي الكلفة‪.‬‬
‫وترلئ‪ .‬الاعتذار بحد الموافقة مما يو؛‪ ،‬المضيف‪ ،3 ،‬الحرج؛ إذ قد يكون دعا نفرا‬
‫قليلا‪ ،‬ولم يدغ غترهم‪ ،‬ورمماكان ي باله آخرون يود دعوتهم‪ ،‬ولكن المكان‪،‬‬
‫أوملائمة الحاصرين لبعض تمتعه من دعوتهم؛ فإذا اعتذر أحد المدعؤين كان‬
‫المضيف ‪ ،‬ق سعة من أمره أن يدعومن يريد دعوته‪ ،‬أوأن يوحل الضيافة إر غير‬
‫الاعتذار المبكر‪.‬‬ ‫ذللئ‪ ،‬مما يترب‪،‬‬
‫نوالياسهت‬

‫‪ ١٥١^١١‬والثلاض‪،‬؛ امطماب الضيف س سم‪)٠١ ،‬يذع إلى السامة‬

‫وهذا الأمر بحتاج إر تفصيل؛ فالأصل أن الأن ان إذا دعي إر ماسة أن‬
‫يأتي وحده‪ ،‬وألا يخبرأحدا؛ خصوصا إذاكانت المتاسة خاصة جدا ' ولم ييع‬
‫إليها إلا قلة‪.‬‬
‫وبعض الناس إذا دعي إل مثل تلك الناسبات حضرومعه شخص‪ ،‬أوأكشر؛‬
‫فيوقع المضيف ي الحرج الشديد؛ إذ قد يكون المكان صيما لا يتسع إلا للْدعؤين‬
‫دعوة خاصة فحب؛ إذ لوأتى كل واحد س المدعؤين بواحد أوأكثرلما انح‬
‫لمم المكان‪.‬‬
‫ثم إن الداض قد يكون متعمدا ألا بحضر إلا من يلائمون ذلك انحلن‪ ،‬أوقد‬
‫يكون بثن المدعؤين أمر يؤيدون تداوله وحدهم‪.‬‬
‫وقد يكون الداعي ناسيا ذلك الذي حاء بمحبة الهوعو‪ ،‬أوأنه لم يرد أن يأتي‬
‫للممضيف‪ ،‬وربما‬ ‫ق ا لأصل؛ فإذا حضركان ق ذلك حرج شديد‪ ،‬ونحجيل‬
‫وقمت بينهما مشكلة‪ ،‬أوعداوة؛ ببؤكة ذلك المدعوالثقيل‪. ١١٢‬‬
‫وعلى هذا بحمل قول بكر النش ظك ت ر أحوج الناس إل لعلمة من دعي إل‬
‫وليمة؛ فذهب باخر معه ) ‪.، ٢١‬‬
‫ومثل ذلك من إذا دعي إر مناس بة خاصة أخثرغيره من معارف ذلك‬
‫الداعي‪ ،‬فيقول لمم إما عن حسن نية‪ ،‬أوعز سوء طؤية ‪ :‬هل دعاكم فلأن؟ أو‬
‫هل ستذهبون إل فلأن؟‬

‫‪•١‬‬ ‫(‪ )١‬انظر أجار الثقلاء وال‪-‬تمممح ممس‬


‫(‪ )٢‬الرم الممابق ءسه‪. ١‬‬
‫فإذا كانوا ممن لم يدعوا وقع الحرج‪ ،‬وربما حضر سوء الظن‪ ،‬وقامت سوق‬
‫العداوة‪.‬‬

‫لذا بجب على من دعي إل متاسة أن يتفطن لمدا الأمر‪ ،‬وأن يأتي وحده دون‬
‫أن يم طحب معه أحد ولوكان أقرب الأقربتن؛ فدلك هوالأصل‪ ،‬والواجب‪.‬‬
‫وإذا رغب ق حضور أحد معه فليمتاذن صاحب الضيافة‪.‬‬
‫ولمذا عقد الخعليب البغدادي ‪ )j‬كتابه التطفيل بابا قال فيه ‪ :‬ر باب فيمن دعي‬
‫إر طعام فأراد أن يستصحب معه غيره)) را‪.،‬‬
‫ثم قال بعد ذلك ‪( :‬ا إن السنة استئدان الداعي له ق ذلك)) ؛ ‪٠٢٢‬‬
‫نم ساق تحته حمسة من الأحاديث ق هاوا الباب؛ ‪٠٢‬‬
‫وأما إذا كانت الماسة كبيرة‪ ،‬أوعامة‪ ،‬أوكان المدعويعلم أن صاحب‬
‫الضيافة لا يمانع من إحضار من لم ييع‪ ،‬أوكان يرغب ق ذلك‪ ،‬ويسريه ‪ -‬فلا‬
‫بأس من اصهلحاب من لم يدع‪ ،‬بل قد يستحب‪ ،‬ويكون سببا ‪ ،3‬إفراج الداعي‬
‫خصوصا إذاكان ذلك الذي حضرمن غيردعوة من أحباب الداعي‪ ،‬وممن‬
‫انقطعذ عنه أحباره‪ ،‬أوأن يكون قادما من سفر‪ ،‬أو أن يكون ممن ي مع عنه‬
‫ولم يرم من قبل؛ فمثل هذه الموغات لا يمنع معها اصطحاب المدعومن لم‬
‫يدغ•‬

‫(‪ )١‬كتاب التطميل وحكايات الطفيليعن‪ ،‬وأخيارهم ‪ ٠‬ونوادركلامهم وأثعارهم ‪ ٠‬للخطيب‬


‫‪ ،‬ح ققه وكتب ال‪-‬راست‪ ،‬وعلق عليه د‪ .‬عدض عبدالرحيم ميلان«_‪.\U‬‬
‫(‪ )٢‬انظرالرجع ‪_ UI‬ص^‪.‬‬
‫(‪ )٣‬انظر الربع اس صلأى\'‪.‬‬
‫‪١٠٧‬‬ ‫نوانواممياهت‬

‫ومثل ذلك أن يرد على الضيف الدعوصيف طارئ لم يكن ق حسانه‪،‬‬


‫فيحار الضيف‪ ،‬المدعو؛ هل يعتدر من داعيه؟ أويمهى ذلك الضيف الهل‪-‬ارئ‬
‫إر ضيافة داعيه؟‬
‫والحقيقة أن ذلك! مما محتلم‪ ،‬فيه الأنظار‪ ،‬ؤيراعى فيه مقتضيات الأحوال‪.‬‬
‫وذلك‪ ،‬راجع إر ألمعية الإنسان ‪ ،‬وحن نظره ‪ ،‬وتقديره للأمور؛ فينزل كل‬
‫حالة ما يناسبها‪.‬‬
‫دو|زو|إسهة‬

‫ادراس واليلاثهذ؛ حضور*ىأ‪٠‬ايدعاملأ‬

‫وهذا قؤيب مما حاء ق الفقرة الاص_ ية‪ ،‬ولكن الأول جاء محبة مدعو‪،‬‬
‫والأخر جاء من غيردعوة أصلا ‪ ،‬وإنما ل ماعه‪ ،‬أوعلمه بتلك الناسة‪.‬‬
‫والأّري هدابجتاج إرتفصيل؛ فلا يدم مهللقا‪ ،‬ولا يمدح مطلقا؛ فقد يكون‬
‫مذموماكحال من يتطفل أ ‪ ٢‬بانحيء ار مكان الضيافة‪ ،‬أو أن ينتظر مسا من‬
‫مكان الضيافة‪ ،‬فإذا تكامل عدد المدعؤين هجم عليهم هجوم الليل إذا يغشى‪.‬‬
‫ومن هنا قد يوغ صاحب الدعوة والمدعؤين ل الحرج الشديد؛ إذ قد يكون‬
‫ثقيلا غيرمرغوب فيه‪ ،‬وقد يقطع عليهم ما هم بمدده‪ ،‬مما اجتمعوا من أحله‪،‬‬
‫وقد بحمحل سوء الفلز من المصنف وأصيافه ‪-‬خصوصا إذاكانت المناسة‬
‫محصورة‪ -‬حيث يقلن المضئف أن أصيافه‪ ،‬أو أحل‪ .‬هم دعا ذلك الشخص‪ ،‬وهم‬
‫يفلتون أن المضيف هو الذي دعاه ' ومن هنا يقع سوء الفلز‪ ،‬ؤيتكدر انحلس‬
‫ببركة ذلك الثقيل البارد الطبع؛ فهدا الحضور‪ ،‬وأمثاله داخل ق قبيل الن‪.‬م‪.‬‬
‫وقد عقد الخهليب البغدادي ق كتابه (التهلفيل) بابا سماه؛ (باب التغليفل على‬
‫من أتى طعاما لم ييع إليه) وساق تحته جملة من الأتار ق هدا السياقأى‪.‬‬
‫ر ‪ ) ١‬يتطفل؛ من التطفيل‪ ،‬والكلام ذ ذلك عن أئمة اللغة يطول‪ ،‬وحاصله • أن الطفل‪ :‬هو‬
‫الطفثلى؛ لهو الداخل على القوم من غر أن يدعى؛ مأخوذ من الطفل ' وهوإنال اللل على النهار‬
‫بظلمته؛ فعي ابائي بدون دعوة ُلفيلي؛ لأن أمره يظلم على النوم؛ فلا يدرون من دعاه‪ ،‬ولا كيف‬
‫دخل إلتهم‪ ،‬وسمي‪ ،‬بهذا الاسم ‪ -‬أيضا ‪ -‬ن به إل رحل من الكوفة يقال له ‪ً :‬لفيل العرائس‪.‬‬
‫‪.* irn‬‬ ‫‪ U‬أول من طفل فهوالطفل بن زلال‪ .‬انظرمحاب التطفل‬
‫(‪ )٢‬انظرمحاب الطفزص‪. ٣٨_ ٥٧‬‬
‫‪١٠٩‬‬ ‫نوازوارضي‪1‬غ‪4‬‬

‫وعقد بابا آخر (فيمن ذم التطفيل وأصحابه‪ ،‬وهجا به غيره وعابه) ل {‬


‫أما إذاكانت التاسة عامة‪ ،‬أوكان محلى الضيف مفتوحا لكل صيف قادم‪ ،‬أو‬
‫كان الخائي بغيردعوة ممن يفرح بمقدمه‪ ،‬وحضوره ‪ ،‬وهويعلم ذلك تماما‪ ،‬وينق‬
‫بأن حضوره سيفرح الضم‪ ، ،‬والأصياف‪ ،‬وأنه سيضقي على انحلس أسا‬
‫وسرورا ‪ -‬فلا بأس أن ياتي‪ ،‬ولولم يدع‪.‬‬
‫بل قد يكون حضوره‪-‬والخالة هذه‪ -‬أبلغ ق تواصعه‪ ،‬وحن صالته‪.‬‬
‫وإذا حضر مثل هذافعلى الضتف أن يظهر الفرح يه‪ ،‬والشكرله‪ ،‬وأن يشعره‬
‫بموقع ذللن‪ ،‬الحضور عنده؛ حتى ينفي‪ ،‬عنه الوحشة‪ ،‬والشعور بالثقل‪.‬‬
‫ر‪.‬مما يذكري هذا ما رواه الخهليب ق كتابه التهلفيل أن عبداممه بن جعفر ‪-‬وهومن‬
‫الأجواد الموف؛أن ‪ -‬سومعه عدة من أصحابه بمنزل رجل قد أعرس‪ ،‬وإذا مغنيته‬

‫ماي اكصايي على الفتى حرج‬ ‫ق ل لك—رام يابت—‪ ١‬يبج—وا‬


‫فقال عبدالنه لأصحابه • لجو؛ فقد أذن كا القوم؛ فنزل‪ ،‬ونزلوا‪ ،‬فل‪ .‬حلموا؛ فلما‬
‫رآه محاحب النزل تلماه‪ ،‬وأحل ه على الفراش‪ ،‬فقال للرحل ‪ :‬كم أنقمت‪ ،‬على‬
‫وليمتلث‪،‬؟‬

‫قال؛ مائش دينار‪.‬‬


‫قال؛ فكم مهر امرأتلئ‪،‬؟ قال؛ كذا‪ ،‬وكذا؛ فأمر له بماثمى دينار‪ ،‬ومهر امرأته‪،‬‬
‫وبمائة ديناريعد ذللمثإ معونة‪ ،‬واعتذر إليه‪ ،‬و‪١‬نصرفإ ‪٠،٢١‬‬
‫وذكر الخهلسب‪ ،‬بعد ذلل؛‪ ،‬حملة س الأحبار ق هذا الباءّ_‪،‬لى‪.‬‬

‫( ‪ ) ١‬انظرمحاب التطفل ص؛؛ ‪ Y.A‬؟‪.‬‬


‫(آ)محاب اكطفل‬
‫‪,١‬‬ ‫(‪ )٣‬انظر ^ الأبق‬
‫الغا*سةوا‪1‬ثلأض‪1 :‬ماجالثيفو‪$‬ثرةالآثة‪ ،‬وفثومما‬

‫فبعض الضيوف لا يأنف من ذلك؛ لثقل طعه‪ ،‬وكزازة حلقه؛ فتراه إذا حفر ماسة‬
‫أمطر على المش وابلا من الأسئلة الش لا داعي لما؛ فربما سأله عن بيته منى ساه‪،‬‬
‫وعن محل ه كيف ا عمله ' وعن طعامه كيف صنعه‪.‬‬
‫وأقح ما ق ذللئ‪ ،‬أن سأله ‪ :‬هل دعوت فلأنا إر هذه الماسة؟ أولماذا لم تدغ‬
‫فلأنا؟وهلسكوسهشء؟‬
‫أوأن يقول ت هل أتمل على فلأن لأيعوه إل الماسة؟‬
‫فإن قال المضيف ‪ ،‬؛ لا‪ ،‬وقع ي الخرج‪ ،‬وإن قال ت نعم فقد يقولما محامله‪ ،‬وهوغير‬
‫راغب ل يجيء ذلك الشخص الذي اقترحه ذلك الضيف ‪ ،‬الثقيل‪.‬‬
‫وقد راحكي أن ثقيلا دخل على بعضهم‪ ،‬فرأى عنده قصعة مغطاة بمنديل؛ فسأله‪:‬‬
‫عما فيها؟ فقال له الرحل ‪ :‬ولماذا غطيتها؟أ» ‪. ٢١١‬‬
‫ولا رس‪-‬ا أن ذللئ‪ ،‬فضول قيح‪ ،‬وثقل بارد؛ ودخول فيما لا يعني‪ ،‬وق‪-‬قال ‪-‬عليه‬
‫الصلاة واللام‪« :-‬من حن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» ‪.، ٢١‬‬
‫ولا يعني ذلك ألا ي أل الضيفث مضيفه عن أي شيء؛ إذ إن ذلك نؤع حفاء‪.‬‬
‫وإنما المقصود أن تكون أسئلته لطيفة‪ ،‬خفيفة على ال نفّس لا نحرك كامنا‪ ،‬ولا‬
‫تذم عا‪-‬اوة‪ ،‬ولا تثيرغضبا؛ فالوال دليل على عقل صاحبه‪ ،‬وذوقه‪ ،‬وعلمه‪،‬‬
‫كما مر عتل ‪ -‬الكلام على مراعاة الضيف لذوق السؤال‪.‬‬

‫(‪ )١‬أحار المملأ‪ ،‬والمستتممن محرم ‪. ١‬‬


‫<آ)رواْ الترمذي (بامآ)واينقحه( ‪.) ٣٩٧٦‬‬
‫‪١١١‬‬ ‫نواذلاسهت‬

‫او‪،‬طدسم وانقلاثؤن‪ :‬ائب سلس اإق‪،‬ئذ‪4‬‬

‫وذلك باب واسع‪ ،‬والكلام فيه يبدأ‪ ،‬ولا يلكد ينتهي‪ ،‬ولوأفرد الكلام عليه‬
‫برأسه ق مولن ا واحد لكان حديرا به؛ ‪.‬‬
‫والكلام فيه شامل لأدب المضيف‪ ،‬والضيف‪ ،‬وسائر المدعؤين ممن يكونون‬
‫ق حملمس الضيافة؛ إذ هويضمهم جميعا‪ ،‬وتدور فيه حواراتهم‪ ،‬واثر‬
‫أحاديثهم•‬
‫لدا لكن للمجالس عند العرب ق الخاهلمية والإسلام مكانة سامية؛ فهي مناع‬
‫الحكمة‪ ،‬وميادين المكارم‪ ،‬والمروءات‪.‬‬
‫وقد أعرب كيرمن الشعراء عم‪-‬ا كان ق محالس العرب من مكينة‪ ،‬ووقار‬
‫وحسن أدب‪ ،‬ومحادثات تعود على الإنسان مما فيه سعادته‪ ،‬وصلاح أمره؛‬
‫ومن ذلك ما أشار إليه زهير بن أبي سلمى ق مدحه لأل سنان‪ ،‬حيث قال ق‬
‫وصف محالسهم‪ ،‬ومالكنت عليه من الحلال‪ ،‬والحمال ت‬
‫وأندي ة يتتابه ارا‪ ،‬القول والفعل‬ ‫وفيهم مقامات أ ‪ ٢‬حسس اراوجوههم‬
‫يالس لد يثنى يأحلامها الحهل‬ ‫ؤإن جثتهم ألمت حول هوصم‬
‫ثم يينر أن ذلك مما ورثوه كابرا عن كابر‪ ،‬فيقول ت‬
‫( ‪ ) ١‬وقد يمر انته لي أن كتبت ق ذلك كتابا عنوانه ث (أحطاء ل أدب انحادثة وانحالسة) وند صدر عام‬
‫‪ ١ ٤ ١ ٦‬ه‪ ،‬ثم استجد لي أمور كثيرة ز ذلك‪,‬‬
‫(آآ)اظرعادات‬
‫(‪ )٣‬االقامات‪ :‬انحالس‪.‬‬
‫( ‪ ) ٤‬يتتابها ت يقصدها‪.‬‬
‫قعئق‬

‫توارث ه آب اء آي اثهم مل‬ ‫وماكان من محل أتوه فاممسا‬


‫ثم _‪ ) rj‬أن الشيء من معدنه لا يستغرب‪ ،‬فيقول ‪:‬‬
‫وتفرس إلا ي مواطها سلله‬ ‫يهل ييت الخطي إلا دشيجه‬
‫يعني أن النخل لا يغرس إلا بحيث يتثت وبملح‪ ،‬وكذلك الكرام‬
‫لا يولدون ' ولا يئذوون إلا ف موصع ميم•‬
‫وتال هلوقأ بن العبد بمدح قوما ‪:‬‬
‫وهم أمحارذي الخلم الصمد؛ ا‬ ‫يرع ون امحل ي يجلم هم‬
‫ومعنى ت (يزعون) ت يكمون‪ ،‬و (الخهل) • القه‪.‬‬
‫يعني أن محالمهم لا يكلم فيها بالكلام اياق لالآداب‪.‬‬
‫وقوله ت (وهم أنصار ذي الحلم الصمد) ت أي السيد الذي يصمد إليه ق‬
‫الحوائج‪ ،‬أي يقصد‪ ،‬يعني أنهم يعينون ذا المروءة على مروءته‪.‬‬
‫وقال طرفة ‪-‬أيضا‪ -‬واصفا محلى قومه ‪:‬‬
‫فترى انحلس محاكارم‬ ‫مئ اباه ل ي يجلسا‬
‫أي لا يتكلم فيه بأذى‪ ،‬ولا بحنا‪ ،‬وقوله (كالحرم); أي كحرم مكة زادها ايثه‬
‫تشربمام‪.،‬‬
‫وتال عمروبن الإطتاية‪ ،‬وهوأحد من ملك الحجاز ق الخاهلمية ت‬

‫(ا)دمانزمرينأبىدسصأ^^‪.‬‬
‫(آ)دمان طرفة بن ‪١‬نمدص‪. ٣٤‬‬
‫(‪)٣‬ديوان<فة ‪. ٩١‬‬
‫(‪ )٤‬انظرعادات عريةص\ا‪. ١ ٠‬‬
‫‪١١٢‬‬ ‫نوازواسفة‬

‫ب اوأوابح_قاهث مس‬ ‫لنيسمم» الينلذاصوا‬


‫ب الكلام الفاصل‬ ‫محلا مب اب لكلم‬
‫قوله (إذا انتدوا) ؛ أي حلسوا ق ناديهم‪.‬‬
‫ورالمقامة) ت انحلى؛ يري‪-‬د أن قومه إذا تكالموا ق محلى محتنلوا يبن الحق‬
‫واياطل^•‬
‫فهذاشيء من وصف محالى العرب‪ ،‬التي يعدونها من مماحرهم‪.‬‬
‫أما محلى رسول الله‪ .‬فهو خيرمحلس‪ ،‬وأعفلم محلى عرض اوش_رية؛ فقد‬
‫جمع الأداب من أؤلرافها‪.‬‬
‫وكيف لا يكون محل ّى بجله رسول الل‪ . 4‬ميدانا تتسابق الاداب فيه إر‬
‫غاياتها ‪ ،‬وجوا ترفرف فيه الكمالأت راقية إر سماواتها؛ فان صاحبه هوالدي‬
‫أدبه رده باحن تأد‪-‬يب‪ ،‬وحلساءه هم أولئك الغر الماجيب؟‪.، ١٢‬‬
‫هذا وسيتضح ق فقرات قادمة حملة من ^آداب انحلس الرسولي‪ ،‬و'اداب‬
‫محالى الضيافة عموما ‪ ،‬وما ي‪A‬تريها من آفات‪.‬‬

‫ر‪ ، ١‬انفلر الرجع المابق ص؟ ' ‪• ١‬‬


‫( ‪ ) ٢‬انظر مقال محلى رمحول ض‪ .‬للطاهر بن عاثور ق المداية ق الإيلام ‪, ٥ ٩ ٥/ ١ ٠‬‬
‫‪ :‬ارتفسح م؛ •جلس ‪_ L_JI‬‬ ‫اسب‪،‬دة‬

‫فالتمح ق امحلمى أدب محر امحى عظم‪ ،‬وهودلل على معه ال نفس‪ ،‬وكرم‬
‫السجية‪ ،‬والبعد عن الأثرة‪.‬‬
‫قال اوو‪_ 4‬عز وجل ‪ : -‬ؤ يا أيها الذيل 'أنوا إدا قيل لكم يضثحوا في‬
‫المجاِ محافسحوا يمح الله لكم ه (انحادلة؛ ‪.) ١١‬‬
‫قال غيرواحد من اشؤين عن مقاتل وقتادة وليد بن أسلم •' كان الني‪.‬‬
‫بجلس ق المجد فجلس يوما وكان ق انحلس صيق؛ إذ كان الماس يتناف ون ق‬
‫القرب من رسول افه‪ .‬وق ّماع كلامه‪ ،‬والفلر إليه‪ ،‬وكان رمول افه‪.‬‬
‫يكرم أهل بدر‪ ،‬فجاء أناس من أهل بدر‪ ،‬فلم يجدوا مكانا ق انحلس‪ ،‬فقاموا‬
‫وجاه اش‪.‬على أرجلهم يرجون أن يوسع الماس لمم‪ ،‬فلم يوسع لمم أحد‪،‬‬
‫فأقام رسول اممه‪ .‬أناسا بقدر من جاء من الفر البدري؛أث‪ ،‬فعرف رمول افه‪.‬‬
‫الكراهية ل وجوه الذين أقامهم‪ ،‬فنزلت الأية‪.‬‬
‫فيم ا إذاكان ق انحل ي‬ ‫فقول ه‪ :‬ؤِإذا مد نؤ‬
‫ضيق؛ فيتفح الماس بدون أن يقوم أحر‪.‬‬
‫ومحوله ‪ :‬ؤ وإدا نلآئزوأ هأيثروأ ت أي إذا قيل لكم ارتفعوا‪ ،‬وقوموا عن‬
‫انحلى فافعلوا؛ أي إذا أمركم الرسول‪.‬ق يجل ه بالقيام فلا تتحرجوا‪ ،‬وهو‬
‫هنرمب ‪ ٧٠٢٠‬المسح^ ‪٠‬‬
‫وقيل ث التمسح يكون بالتوسية من قعود أو ْن قيام ‪ ،‬فهما داخلان ق قوله ‪٠‬‬
‫(تمسمحوا) •‬
‫‪١١٥‬‬ ‫ما‪3‬ألاسهت‬

‫والشوزهوأن يؤمروا بالأنفضاصن عن انحلن‪ ،‬فإذا أمروا بدلك فلا‬


‫يتحرجوا؛ لأن رسول الله‪ .‬بحب ‪ -‬أحيانا ‪ -‬الانفراد بأمور اذسلمتي؛ فربما جلس‬
‫إليه القوم‪ ،‬فأطالوا؛ لأن كل أحد بحب أن يكون آخر الماّى عهدا بالمي‪.‬‬
‫وكل ذلك من فرط محبهم إياْ ‪ ،‬وحرصهمشهمساهرا‪•،‬‬
‫هدا وإن من الأفات الي تعتري الجالس قله القمح فيها؛ فهناك من إذا حلن‬
‫محن ا أحد فيه مكانا واسعا؛ لأحل أن ينعم بالراحة‪ ،‬ويسالم من الضائقة‪.‬‬
‫فقلة التمسح ل الجالس حلق ذميم‪ ،‬ومسلك شائن‪ ،‬فهو ناتج عن ضيق ز‬
‫النفس‪ ،‬وقلة مالأةي الأضن•‬
‫بل إن بعضهم قد يوسع له(‪ ،‬الجلس‪ ،‬فيأتي‪ ،‬ويتنع‪ ،‬ويأخذ مساحة واسعة‬
‫ل ا لجلس‪ ،‬ز ربما لا يرضى أن يأتي أحد س ذلك بجانه‪.‬‬
‫قال بعض الحكماء ؛ را رجلان ظالمان يأخذان غير حقهما‪ :‬رحل وسع له ق‬
‫محلى صيق؛ قتربع‪ ،‬وتفتح‪ ،‬ورجل أهديتا له نصيحة فجعلها ذئبا لا؛ ‪• ٢٢‬‬
‫ولمل ا أدبن ا اممه ‪-‬عر وحل‪-‬بأن نتفسح ق الجالس؛ لما ‪ tj‬ذلك من زيع‬
‫للمحبة ' وتوثيق لحري الأخوة‪ ،‬وحلمن من الأخلاق الذميمة‪ ،‬كما جاء ق‬
‫الأية السابقة‪ ،‬وهي‪ ،‬قوله ‪-‬تعار‪ -‬؛ ؤ كأيبما أئ؛را ء‪١‬توأإدا مل تيأ مشمأ ك‬
‫آتجيي آمثمأ ثثجآس تؤأو‪,‬إدا نل آغثزوا هآيثثوا (الجاد‪١‬لة ‪.) ١١ :‬‬
‫قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدى جمحلقع ‪ ،3‬نف يره هاز‪.‬ه الأية؛ ‪ ١٠‬هن»ا أدب من‬

‫‪ ،‬والمداية الأسلاب ‪ ٠‬ا‪/‬أا'ه‪.‬ها'ه‪.‬‬ ‫(‪)١‬‬


‫(آ)بهجةانحاللا‪/‬ما؛ء‬
‫افه لعباده إذا اجتمعوا ق محلس من محالس محتمعاتهم‪ ،‬واحتاج بعضهم‪ ،‬أو‬
‫بعض القادم^ن للتفسح له ق انحلس ‪ -‬فان من الأدب أن شحوا له؛ تحميلا لمدا‬
‫اكصود‪.‬‬
‫وليس ذلك بصار للفاسح شيئا‪ ،‬فيحل مقصود أحيه من غيرصرر يلحقه‪.‬‬
‫والحناء من جس العمل‪ ،‬فان من قمح لأخيه فسح اممه له‪ ،‬ومن وسع لأخيه‬
‫وسع الله عليه»أاا‪.‬‬
‫تال عمر بن الخطاب فقي؛ ررمما يصفي لك ود أحيك أن تبدأه بالسلام إذا‬
‫لقيته‪ ،‬وأن تدعوه بأحب الأسماء إليه‪ ،‬وأن نوّع له ق انحلس))‬
‫وتال الآص<ممإ؛ رركان الأحنف إذا أتاه إنسان وسير له‪ ،‬فان لم بجد موضعا‬
‫تحرك؛ ليؤيه أنه يوسع له)) أ‬
‫ومن التمسح ق انحلس إذا ضاق‪ ،‬ولم يجد القائم ما يجلس فيه ‪ -‬أن يتنازل‬
‫بعض الخالستن عن بعض ما يتكوون عليه؛ ليجد القادم مكانا يجلس فيه‪.‬‬
‫ومن ذلك أن يلتنم بعضهم إل بعض؛ حتى يتسع انحلي لأكبرعدد ممكن‪.‬‬
‫بل من التمسح الحميل ماكان مقرونا بالإيثار؛ كأن يقدم ذا مكانة إر يجلس‪،‬‬
‫فلا يجد مكانا؛ فتقوم أظ الحاطسين بنفس راضية‪ ،‬وج_بيرن مشرق‪ ،‬وكلمات‬
‫عدية؛ فيعزم عليه أن يجلس ق ماكانه‪.‬‬
‫وهذا الصنيع مما ينئي ي المودة‪ ،‬ؤيفعل‪ ،‬فعله ق نفوس من يقدرون ا‪،‬لكارم‬
‫قدرها‪.‬‬

‫ر‪■ )١‬ستراهمم الرحمن ‪.٣ ١ w‬‬


‫(‪ )٢‬أدب‬
‫(‪ )٣‬محون الأخار ‪ ، ٣ • ٦/١‬وبهجة انحالس ‪. ٤٨/١‬‬
‫‪١١٧‬‬ ‫نواذواسهأ‬

‫قال سراتي ق مكارم الأخلاق; ررحدثنا عبدض بن الخسمتي اكتمي‪ ،‬ما‬


‫الخبن بن محمد المروذي‪ ،‬ثنا سليمان بن قرم عن رشدين بن شب عن أمحه عن‬
‫ابن عباس قال‪( :‬ا(ثلاثة لا أمحير على مكافأتهم‪ ،‬ورابع لا يكافئه عني إلا اش‬
‫‪-‬عزوجل‪ -‬فأما الذي لا أكافثهم محرجت وسمع لي ل محل ه‪ ،‬ورحل سقاني على‬
‫ظمأ' ورجل اغبنت قدماه ق الاختلاف على بابي‪.‬‬
‫وأما الرابع الذي لا يكافئه عني إلا الله هرجل؛ عرضت له حاجة؛ فظل ساهرأ‬
‫متعكرا بمن ينزل حاجته؛ فاصبح‪ ،‬فر'اذي موضعا لحاجته؛ فهذا لا يكافئه عى إلا‬
‫الل ‪-‬عز وجل‪ -‬وإني لآس‪،‬حي) من الرجل أن يهنأ بساطي ثلاثا لا يرى علمه أنر‬
‫سمأئري»^ا•‬
‫وأذكر أن أحد أهل الفضل ممن له جلال المن‪ ،‬والعلم جاء إل محلمس‬
‫ضيافة‪ ،‬فوجده مكتظا‪ ،‬وأكثر الحاضرين لا يعرفونه؛ فقام بعض من يعرفه؛‬
‫ليجلس مكانه؛ وسبقهم إليه صاحب الضيافة‪ ،‬وأجل ه ق مكانه ق صدر‬
‫انحلس‪ ،‬وجلس _أى صاحب الضيافة‪-‬ق أحد أمحلراف الحلس‪.‬‬
‫فلما انفض السامر اتصل ذلك الضيف الحالم‪ ،‬وقال للمصنف ‪ :‬ما ذا ًمتا‬
‫بي؟‬
‫فقال؛ لا أدري؛ فقال؛ لا أن اها لمك ما حييت؛ كيف تقوم من مكانك‬
‫الخاص‪ ،‬بورتيبه؟ل‬

‫مكارمالآخلأيى(»ا‪،‬ا)‪.‬‬
‫^^يسة‬

‫فمن أعثلم آداب محلس الصياغة رزانة أصحابه‪ ،‬ووقارهم‪ ،‬وحفظهم لكرامة‬
‫ابليس‪ ،‬وترفعهم عما يناي أدب انحلس من طيش‪ ،‬وحماقة‪ ،‬ورفع أصوايت بلا‬
‫يلغ‪ ،‬ونهش لأعراض الناس‪ ،‬وانتهاك لحرماتهم‪ ،‬ومل على الاضن‪ ،‬وتبع‬
‫لزلاتهم؛ فذلك دليل العمل‪ ،‬والديانة‪ ،‬واروءة‪.‬‬
‫ولقد كان من آداب جلس نسا محمد‪ .‬أن أصحابه يكونون فيه على غاية‬
‫التؤدة والمكنة؛ فقد روى أبوداود ق ته عن أسامة بن ش‪-‬ريك قال ‪ « :‬أتت‬
‫اش‪ .‬وأصحابه كأثما على رؤوسهم الطةرا> ‪ ١‬ل‬
‫ومعتى اكأنما على رؤوسهم الطير) ‪ :‬أي أنهم ق حالة ال كون؛ لأن الهلائر ينفر‬
‫من أدنى تحرك‪ ،‬فقد حاء ق وصف محل ه ‪ -‬عليه الصلاة واللام‪ -‬أنه جلس وقار‪،‬‬
‫وحلم‪ ،‬وحياء ‪ ،‬وحير‪ ،‬وأمانة‪ ،‬لا ترفع فيه الأصوات‪ ،‬ولا يؤبن فيه الحرم‪ ،‬ولا‬
‫تثنى فلتاته‪.‬‬

‫ومعنى؛ (لا تؤبن فيه الهرم) ت أي لا تذكرفيه حرمات الناس بسوء ‪ ،‬يقال ت أبنه‬
‫إل ‪ ١‬يكره ب وء •‬

‫والراد بالحرم هتا • أعراصى الناس ' وما بحرمون تناوله متهم‪.‬‬
‫ومعنى؛ (لا تثنى فلتاته)‪ :‬لا تعاد‪ ،‬مأحود من الثنية وهي الإعادة‪.‬‬
‫والفلتات جمع فلتة‪ ،‬وهي الزلة من القول والفعل إذا حرت على غيرقصاو‬
‫بغته؛ يحني أن أهل ذلك انحلس أهز حققي للسر‪ ،‬وإعراض عن اللغو‪ ،‬فلو‬
‫صدرت من أحد فلتة لم يتثاقلها حلساؤه بالتمع والتثنع‪.‬‬
‫(‪)١‬أبوداود( ‪.) ٣٨٥٥‬‬
‫‪١١٩‬‬ ‫نوازدارضي‪1‬هت‬

‫وهذا أدب عؤيي رفح‪ ،‬وق هدا انمي قال وداك بن مميل من شعراء الحماسة ;‬
‫إذانهل ق الع وراءغرب مل ان‬ ‫وأحلام ع اولا بجاف جليسهم‬
‫ؤإن حدثواأدوامحن يي ازرا‪،‬‬ ‫إذاحدثوالم يخس موء استاعهم‬
‫وقال اخر ق وصما جليس ‪٠‬‬
‫أن حيف حير(‪،‬‬ ‫ك‬ ‫اثمؤ‬ ‫ي أخ‬ ‫تس ل‬ ‫جل‬
‫مء‬ ‫ه مخت‬ ‫دمن‬ ‫وتحم‬ ‫اهره‬ ‫نظ‬ ‫رك حم‬ ‫مب‬
‫‪٦‬‬ ‫ه‬ ‫ؤيمترأن‬ ‫احه‬ ‫ترصساص‬ ‫ؤي‬
‫ومن آداب ذل لئ‪ ،‬انحلمس أن أصحابه لا يئاطعون الرسول‪ .‬إذا تكلم‪ ،‬وإذا‬
‫سكتا تكلموا' وإذا تحيلوا عنده لم يختلفوا‪ ،‬ولم يتخاصموا‪ ،‬ؤإن تخاصموالم يهلل‬
‫وقت الخصام‪.‬‬
‫ومن أراد الكلام أنصتوا‪ ،‬واستمعوا له حتى يفينأ منكلامه‪.‬‬
‫وكان آخر من يتكلم عند المكب‪ .‬له نمس حفل أول المتكلمن من الإنصات‬
‫والاهتمام‪.‬‬
‫وكان ‪-‬عليه الصلاة واللام‪ -‬يضحكا مما يضحكون‪ ،‬ؤيعجب مما يعجبون إذاكان‬
‫ق ح دود الأدب‪.‬‬
‫إذا جماه ي مقاله وسؤاله ‪ ،‬حتى إن أصحابه قد‬ ‫وكان يصيرعلى‬
‫لا يرصون ذل لئ‪ ، ،‬ولكنهم لا يتقل<مون ي بن يديه ‪-‬عليه الصلاة واللام‪-‬‬
‫ولا يتجاوزون ما علمهم من الصر‪ ،‬والرحمة ‪ ،‬وإعانة ءلالما الحاجة على محللبه‪.‬‬

‫( ‪ ) ١‬التقى من مكارم الأخلاق للخراثطي ‪ ،‬انقاء أبي اللام ايلفي ص\‪/‬؛ ‪1‬‬
‫(أ)بهج؛ن انحالسا‪/‬هأ‪.‬‬
‫^^ئئق‬
‫ولم—داكان جلس—اوه يتواصون بالتقوى‪ ،‬وبجففلون المروءات ؤآ محل ه‪،‬‬
‫فيوقرون الكبير‪ ،‬ويرحمون الصغير‪ ،‬ويرفدون ذا الحاجة‪ ،‬ويتعطمون على‬
‫الغريب‪ ،‬وبحتملون حفوته‪ ،‬بل ربما علموه بعضن آداب ذلك انحل ن قبل‬
‫دحولرمفيه\اا‬
‫يقول الشيخ عبدالحي الكتاذيظمح فيىاده الراسب الإداؤية‪ :‬اروي نف ير‬
‫الموو أبي السعود الحفي ‪ :‬كان أبوبكره إذا قدم على رسول ص‪ .‬الوفود‬
‫أرسل من يعلمهم كيف ‪ ،‬ي لمون‪ ،‬ويأمرهم بالسكينة والوقار عند رسول‬
‫الله‪ ) .‬ا_ه‪,‬‬

‫قلت ‪-‬أي الكتاني ‪ -‬؛ وهذا يفهمنا ‪-‬أيضا‪-‬أن أبا بكر يشغل ‪-‬أيضا‪ -‬وظيفة‬
‫مدير التشريفات)) ‪١.‬‬
‫وهكذاكانت يجالس الأكابر الي يتمدح‪ ،‬ؤيماحربها‪ ،‬قال أحد الشعراء‬
‫يمن ا يجالس بعض الرؤساء ‪:‬‬
‫سوس الرجال‪ ،‬خضؤع الخرُب‪،‬‬ ‫إذا اكدك‪ ،‬واحتسى بالميف دان ل ه‬
‫لا خرف؛للم ولك<‪ ،‬خوف‬ ‫كأنم ا اليرم مم ي وق‪ ،‬ه اعتهم‬
‫أراد أن يجالسهم مهيبة‪ ،‬وأن حاص_ريها يتوقرون‪ ،‬ؤيسكون؛ فكأن على‬
‫رؤؤسهم الطير•‬

‫(‪ )١‬انثلرأوصاف الني ‪ S‬سرض«_' ‪ ، TAT.rA‬والشفا ‪ ، ٢ • ٦/١‬وشرح الشفا ‪■rvr/s‬‬


‫وأخلاق الني‪ .‬للأصهاتي ص'آآ‪َ-‬اأ‪ ،‬والمداية الأسلاب‬
‫(اا)نثلام الحكومة النوة الص‪ :‬التراب الإدارةلالكتاني‬
‫(‪)٣‬منرحديوانافااصى ‪. ٢A٥/٢‬‬
‫‪١٢١‬‬ ‫نوادواتضاهأ‬

‫وقال الأخر بمدح رحلا بالكرم والاحتفاء بكرامة جلسائه‪ ،‬وتوقيرمحل هم ‪:‬‬
‫بخيرولا بؤملام ا لياحل‬ ‫قشي *ثل صوء اياء لتس باخل‬
‫ولا رافع رأس ا يع ورام نائل‬ ‫ولا قائل عوراء تؤذي جليه‬
‫ؤيعني بالعوراء ت الكلمة القبيحة‪ ،‬أراد أنه لا يؤذي من بجلس إليه‪،‬‬
‫ولا يمعه ما يكره‪.‬‬
‫باعلأنه ا ل الجالس المتقاب ل‬ ‫ولا مفلهر أحدوئه السوء معجبا‬
‫والأحدوثة ت ما يحدث به؛ يمني أن ممدوحه إذا حلى مع قوم راعى مجالهم؛‬
‫فلا بحينهم بحديث سيئ؛ كغيبة‪ ،‬أو نميمة‪ ،‬أو غيرذلك من الكلام الئاق للاداب‬
‫والخش‪٠‬ة ‪. ٢١١‬‬
‫وكان كليب إذا حلس ق ناديه لم يرفع أحد طرفه‪ ،‬ولا ينهلق بكلمة؛ إحلالا‬

‫ومدح رجت رجلا‪ ،‬فقال؛ ر< له نفس عن العوراء محظورة‪ ،‬وعلى الموالي‬
‫مقصورة))‬

‫وقال كعب بن معد الغتوي يرثي أخاه أيا المغوار‪:‬‬


‫جميل انحيا ثب وهوأدبب‬ ‫حيب إل الزوارغنيالة بيته‬
‫فلم تطق العوراء وهوتريبأ'ا‬
‫)‪(،‬‬
‫إذام ا تراءاه الرجال تحفثلوا‬

‫(‪ )١‬اظر عادات عؤسة ص\ ‪. ١ ٠‬‬


‫(‪ )٢‬انفلرجمع ا‪-‬بموامصاب‪.‬‬
‫(‪ )٣‬اسوالخارفي الوادروالاشعارلأسصرص‪.١ ٩٤‬‬
‫(؛)او؛انوابينا‪/‬ح‪.1‬‬
‫نئذئإق‬ ‫ئ؛ئ‬
‫وقال كيرعزة بمدح عدالعنيز بن مروان‪ ،‬ؤيدكر نزاهة محل ه‪ ،‬وما كان فيه‬
‫من هيغ ووقار••‬
‫ا‬ ‫ن محرع‬ ‫بمايي ويرت ديام‬ ‫دم اصمي مدالخمين دبدحي‬
‫ولاكلمات النمح __ نش_ءن*اأاا‬ ‫غلا ه اجرات النول يورلأعنده‬
‫وقال الفرزدق يصف محالن قومه‪:‬‬
‫ولاتائ—‪ ،1‬ب النوق مت ايثق‬ ‫وماحل من جهل ح‪-‬ىر ‪ ٢‬حلماتنا‬
‫فبطزإلاب اض هي أء_رفأص‬ ‫وم ان ام عن ان ائم ي ثديا‬
‫أي إذا نعلق منا ناؤلق ق محلى جماعة عرف صواب قؤله؛ فلم ترد مقاك‪،‬لن‪.‬‬
‫وقال أبوفراس الحمداني يصف محلى قومه ‪:‬‬
‫فاعتل تلوص اك وانزل ذاك وادينا‬ ‫إذام ررت ب واد ج اش‬
‫أهل المغاهة ياجلمى ذاك ناديت الْ‪،‬‬ ‫ؤإن همرت يت اولا ممليف ب ه‬

‫(‪ )١‬عادات ءرب؛ة صرو‪. ١ ١ '.١ ٠‬‬


‫ل ‪ ) ٢‬الحي •' جمع جوة بكر الخاء وصمها‪ ،‬من الأحياء ‪ :‬وهوأن مم الإنسان رحليه إر بطنه‬
‫بثوب بجمعه ا به مع ظهره ‪ ،‬ؤيثد علمها ‪ ،‬وقد يكون الأحياء بالعمامة أوالمدين عوض الثوب ‪،‬‬
‫ؤبمال • احض الرجل إذا جمع ظهره وسامه بثؤبه ‪ ،‬أويديه ‪ ،‬أوعمامته؛ فإذاقام قالوا; حل حبوته‪.‬‬
‫اظر‪:‬لمنالعربإل‪/‬اا‪-‬ر‬
‫وكان الأحياء أكثر جلوس العرب‪ ،‬نال كعب بن سعد الغتوي ل رثاء أحيه أبي الغوار‪:‬‬
‫علين اوأم اجهل ه قغني ب‬ ‫لت يك ان أم احنن ه نمروح‬
‫نى ضب سس يوج غلوي‬ ‫حلبأإذام اسور‪ ،‬الجو أست‬
‫(‪ )٣‬ديوان الفرزدق‪ ،‬دار بيروت ‪. ٢ '\/Y‬‬
‫( ‪ ) ٤‬اننلر عادات عربية ص ‪. ١١٠‬‬
‫رم ا شرح ديوان أم فراس الخمداني صء ‪• ١ ٠‬‬
‫‪١٢٣‬‬

‫بمني أن محالهم لا يلم بها أهل المفه‪ ،‬والعليس‪ ،‬ولا يقربونها؛ فلا غرو‬
‫_إذا_ أن كانت تلك انحالس مدارس يتلقى فيها العلم‪ ،‬والحلم‪ ،‬وسائر الروءات‪.‬‬
‫فهذا الأحنف بن قيس ‪-‬وهوسيد من سادات الحلم‪ ،‬والفضل‪ ،‬والرأي‪.‬‬
‫يقول مبيتا كيف تعلم الحلم؛ رركنا نحتلف إر قيس بن عاصم نتعلم منه الحلم‪،‬‬
‫كما نتعلم منه الفقه))أ‬
‫وما ذلك إذا لرزانة قيس بن عاصم ق وحلمه‪ ،‬وسكينة نف ه‪.‬‬
‫أن الأحنف شهد موقفا من تللئ‪ ،‬المواقف ‪ ،‬التي تعلمها‬ ‫لقد ذكر ابن قمحية‬
‫من محلس قيس ين عاصم؛ حيث‪ ،‬قال ت ارقيل للاحتف ‪ ،‬بن قيس ت ما أحالملئ‪ ،‬أ‬
‫قال ت تعلمت‪ ،‬الحلم من قيعس ين عاصم المتقري‪ ،‬بيتا هوقاعد بقائه‪ ،‬محن—‪،‬‬
‫بكسائه أتته حماعة فيهم مقتول‪ ،‬ومكتومح‪ ، ،‬وقيل له‪ :‬هذا ابنك‪ ،‬قتله ابن أخيك‪١‬‬
‫فوافه ما حل يؤته حش فئ من كلامه ' ثم الفت إل ابن له ف‪ ،‬انحلس '‬
‫فقال له ت قم فاهللق عن ابن عمك‪ ، ،‬ووار أحاك‪ ،‬واحمل إر أمه مائة من الإبل‪،‬‬
‫‪ ،‬ئم أنشا يقول ؛‬ ‫فإنها‬
‫دن—‪r‬؛ يم‪---‬ره ولا أ؛—زرآ‪،‬‬ ‫إن ي‪ ،‬ام رؤ لا ش اثن حمي‬
‫والغصن يتسن‪ ،‬حول ه الغصن‬ ‫م ن مجتق ري يسنامكرم ة‬
‫ب يص الوجوه أعف ة لمتن‬ ‫حطب اء حين مول قاتل هم‬
‫وهم لخفظ جواره تطن‬ ‫لا مطت—ون لمجاج ارهم‬
‫(‪ )١‬العفووالاعتذار لأبي الخن محمد بن عمران اليروف‪ ،‬ب ابن الرقام البمري‪ ،‬تحقيق‬
‫د‪ .‬عبدالقدوس أبوصاخ ءسماه_أ ‪.٥ ١‬‬
‫ثم أقبل على القاتل فقال ت قتلت قرابتك‪ ،‬وقطعت رحمك‪ ،‬وأقلك عدوك‪،‬‬
‫لا يبعد اش غرك))أم‬
‫وهدا ما استحق به قيس ين عاصم أن يرثيه عثدة بن الطبيب بمرثيته المشهورة‪،‬‬
‫ومنها قوله‪:‬‬
‫ورحمت ه م —‪ ١‬ساءأن يشحم ا‬ ‫عليك ملام الثه نيس بن عاصم‬
‫إذازارعن ثحهربلادك م لما‬ ‫تحي ة من آلمته منك نعم ة‬
‫وفيها بيته الشارد‪:‬‬

‫ولكن ه بتي ان ل وم ته ا‪J‬مال ‪٢٢‬‬ ‫وماكان ليس هلكه *لك واحم‬


‫ولايعي مامضى من لزوم همذانأي انحلس أن يتكلف الإنسان المسة‪ ،‬ؤيظهر‬
‫التوقر‪ ،‬ؤيتنيا بغترطبعه؛ فان ذلك ممقوت‪ ،‬مذموم مستثقل‪.‬‬
‫والجالس لا يجني أن تكون كذلك‪ ،‬بل لابد أن تكون مؤننة‪ ،‬م عدة‪ ،‬مشتملة‬
‫على ما بمني' وبمع‪ ،‬وض الملل‪ ،‬ؤيتلمرد السامة‪.‬‬
‫والرزانة‪ ،‬والميبة‪ ،‬والوقار‪ ،‬لا تتاق الماطة‪ ،‬والتواضع‪ ،‬والإيناس؛ فالأكابر‬
‫يجمعون بن ذلك دون تناف‪ ،‬أو تناقض‪.‬‬
‫وسيد الأكابر محمد ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪-‬كان أرزن اكاس‪ ،‬وأهيثهم‪،‬‬
‫وأوقرهم•‬
‫وهو_في الوقت نف ه‪ -‬أشدهم تواضعا‪ ،‬وآنسهم يجلسا‪.‬‬
‫وهذا ما ستبن ق الفقرة التالية‪.‬‬

‫(‪)١‬عيون الأخبار‬
‫(آ)اظرءءونالألمراسآ‪.‬‬
‫‪١٢٥‬‬ ‫نواذداسهأ‬

‫ممظواصض‪:‬الواحنيسىاسهةا‬

‫محمد مر ق المقرة الاصية أن من آداب محلس الضيافة لزوم الرزانة‪ ،‬وأن ذلك‬
‫لا يعكب تكلف التوقر‪ ،‬وإظهار امحة•‬
‫والحديث ههنا عن أدب من آداب محلى الضيافة ألا وهوالزاح فيه؛ فازاح‬
‫ق حملى الضيافة‪ ،‬والاعتدال فيه‪ ،‬ومراعاة الذوق العام‪ ،‬وذوق محلس الضيافة‬
‫‪ -‬ع لى وجه الخصوصي ‪ -‬لا يتاق الرزانة والحشمة‪ ،‬بل هونؤع من التواضع‪،‬‬
‫ورفع الكلمة‪ ،‬وإدخال السرور على الحاصؤين؛ فدلك هوا‪،‬لزاح انحمود‪.‬‬
‫ولقد بعث ال نبي‪ .‬يالحيفية ال محة‪ ،‬ورفع عن أمته الحرج والاصار‬
‫والأغلال‪.‬‬
‫وكان ‪-‬عليه الصلاة واللام‪ -‬يمزح‪ ،‬وكان لا يقول إلا حقا‪.‬‬
‫وما زال الأشراف والأكابر يمزحون‪ ،‬ؤيمحون‪ ،‬وبحتبون إدخال السرور‬
‫على أنفهم وعلى من حولمم مي ا لا يقدح ل أديانهم‪ ،‬ولا يغض من‬
‫مروآتهم‪ ،‬ولا بجرح إحساسات من يمازحونهم‪-‬‬
‫وكتب الصحاح‪ ،‬والسنن‪ ،‬والم انيد‪ ،‬والأدب‪ ،‬والسير‪ ،‬والتواريخ‪ ،‬والأخبار ‪-‬‬
‫حافلة بهن‪-‬ا الشأن‪ ،‬مبيتة ما يليق منه وما لا يليق‪.‬‬
‫علي بن أبى ءلالب ه‪ :‬ارروحوا القلوب بهلراثف الحكم؛‬ ‫قال أمير‬
‫فإنها تمل كما تمل الأبدان))‪.‬‬
‫وكان رجل يجالس أصحاب البى ه وبجدثهم‪ ،‬فإذا أكثروا‪ ،‬وثقل عليه الحديث‬
‫قال؛ (‪ ١‬إن الأدق مجاجة‪ ،‬ؤإن القلوب حمضة؛ هاتوا من أشعاركم وحديثكم)) ‪.‬‬
‫ّو|سق‬
‫وقال أبو الدرداء ه • ر إُي لأجم نفي بشيء من الياطل؛ كراهة أن أحملها‬
‫من الحق ما يلجاا‪• ،‬‬
‫وكان ابن عباس ‪ -‬رصي افه عنهما ‪ -‬بحدث أصحابه س_اعة‪ ،‬ثم يمول ت‬
‫ار حمصونا‪ ،‬فيأخذ ق أحاديث العرب‪ ،‬وأشعارها‪ ،‬ثم يعود يفعل ذلك مرارا" •‬
‫ومثله عند الزهري ‪ ،‬ومالك‪ ،‬وابن دينار —رحمهم ادله_ ‪.‬‬
‫ووصفا رجل؛ عند ابن عائشة‪ ،‬فقيل‪ :‬هو جد كله؛ فقال ابن عائشة ‪ :‬را لقد‬
‫أعان على شه‪ ،‬وقصرلما حلول المدى‪.‬‬
‫ولو فكهها بالانتقال من حال إر حال لنمس عنها ضتؤأ العمد‪ ،‬ورجع إو‬
‫ابل بنشاحل)) ‪.‬‬
‫وقال أحدهم‪:‬‬
‫جت ايلأ مني بغ يرجمل‬ ‫أردح سل ب ب عمى الأ‪-‬رل‬
‫والم زح أحيان اجلأئ سل‬ ‫أمزح مه نرح أهل المضل‬
‫قال الخليل بن أحمد ظقثء ت ر الناس ق سجن ما لم يمازحوا)) ‪.‬‬
‫وقال قيمة بن عمة الثوائي الكوق‪ :‬رركان سميان الثوري مزاحا‪ ،‬ولقدكنت‬
‫أجيء إلثه ْع القوم؛ فاتاحرحلفهم؛ محافة أن بحيرني بمزاحه»‪.‬‬
‫ثم إن الأكابر إذا مزحوا لم بجرحوا' ولم بمفوا‪ ،‬ولم يسثووا•‬
‫وإذا شعروا بشيء من ذلك بادروا إر الاعتذار‪ ،‬ؤإذا ابتدروا أحد'ا بالمزاح‬
‫تحملوا ما يقال لمم ' وما يرد به عليهم؛ بل ربما قابلوا ذلك بالمروروالارتياح‪.‬‬
‫وللخليفة معاؤية بن أبي سفيان ‪ -‬رصي النه عنهما ‪ -‬أحبار ي ذلك يطول‬
‫ذكرها‪ ،‬وقد أورد ابن همد البرق بهجة انحالس ٍلرفا مها‪.‬‬
‫‪١٢٧‬‬ ‫نوانواسس‬

‫قال معاؤية لابن عباس ‪ -‬رصي الله عنهما ‪ -‬؛ ر أنتم يا بتي هاشم تمابون ق‬
‫أبصاركم ' فقال ابن عاس ت وأنتم يا بني أمية تصابون ق بصائركم)) ‪.‬‬
‫وقال معاوية لعقل بن ر طالب ‪-‬رصي الله محهما‪ :-‬ررأين ترى عئك أبا‬
‫لمب؟ قال؛ ق النار‪ ،‬مفترشا عمتك حمالة الخطب)) ‪.‬‬
‫وكانت أم حمل امرأة أبي لمب ت حرب بن أمية بن عبد شمس‪.‬‬
‫ودخل الأحنف بن قيس التميمي على معاؤية بن أبي سفيان يوما‪ ،‬فمال‪:‬‬
‫يا أحتفا‪ ١‬ما الشي؛ء اللمف ي الجاد؟ يعوض له بقول الشاعر‪:‬‬
‫نمرك أن مب يش نبمى مزاد‬ ‫إذام ا ّات ميت م ن مت يم‬
‫أوالش يء شنب ي الج اد‬ ‫بمبزأويتمرأوبممن‬
‫ليأكل رأس لقم ان ب ن ع اد‬ ‫ت راه بمل—ول؛ ي الأف اق جيمأ‬
‫والشي‪،‬ء الملفف ق الجاد؛ وطب الين‪.‬‬
‫فعلم الأحنف ما أراد معاؤية بتميضه‪ ،‬فنال؛ الشيء الملفف ق الجاد هو‬
‫المخينة يا أمير‬
‫وذلك أن قؤيشا كانت تعير بأكل السحنة‪ ،‬وهى حاء من دقيق كانوا‬
‫يصنعونها عند المغبة‪ ،‬وغلاء السعر‪.‬‬

‫وقال معاؤية لرجل من أهل الممن؛ ما كان أحمق قومك حن قالوا‪ :‬ؤ نتأ‬
‫بنعي بى أسياييا ب [سبأ‪ ]١ ٩ :‬أما كان جمع الشمل حيرا لمم؟‬
‫فقال الماتي؛ قومك أحمق منهم‪ ،‬حن قالوا؛ ؤأللهثِ إنَكاذنث< سا ئن ألص‬
‫آلمِ ه [الأنفال‪.] ٣٢ :‬‬ ‫يى عندق‪ .‬يأتعلر عكنإ ‪<-‬أًارز‪ 1‬نن ألكمق أوأذتثا‬
‫أفلا قالوا؛ اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا ‪ J١‬هل ‪. ٢١‬‬
‫ثم إن الأكايريدركون وزن الزاح؛ فترون أن للهزل أومحاتا تليق به‪ ،‬وممدئ ال‬
‫بحن تحاوزه‪ ،‬فإذا استعمل ق موصعه‪ ،‬ولم يتجاوز قدره ‪ -‬كان نافعا مسمدا‪.‬‬
‫فالزاح حد ‪-‬كما يقول الخاحفل‪ -‬إذا اجتلب؛ ليكون عالة للجد‪ ،‬وإن البطالة‬
‫ودار ورزانة إذا ئكلفت لتلك العاقبة؛ فالضحك ل موضعه كالبكاء ل موضعه‪،‬‬
‫والتسمم ق موصعه كالمقلوب ق موضعه‪ ،‬وكذ‪.‬لك المع‪ ،‬والبدل‪ ،‬والعقاب‬
‫والعفو‪ ،‬وجميع القبض والسهل‪.‬‬
‫فإذا حمد الزاح ففيه ما بحمد‪ ،‬وإذا ذم فميه ما يذم‪. ١٧‬‬
‫يتول الخمري الهموم ميتا ما يبني أن يكون عليه المزاح من المراعاة‪:‬‬
‫ءولاختيار الهلاي‪-.‬ات‪ ،‬والمداعبات‪ ،‬وما انحرط ق سالكها من الملح‪ ،‬والمزح‬
‫أصول لا يخرج فيها عنها‪ ،‬وفصول لا يحرج بها منها‪ ،‬وقد يستدر الحار‬
‫المضج‪ ،‬والمارد المثلج؛ لأن إفراط البرد يعود به إل الضد)) ‪ ٣١‬؛‪.‬‬
‫ومن خلال ْا مضى يجذن أن المزاح لمس على وتمة واحدة‪ ،‬وأنه ليس‬
‫مذموما بكل حال‪ ،‬وأن اتحمود منه ما روعى فيه الوقت‪ ،‬والحال‪ ،‬والشخص‪،‬‬
‫والقدر‪.‬‬

‫أما إذا لم يرخ فيه ذلك دخل ق المذموم‪ ،‬ويزل عليه جميع ما ورد ق ذم‬

‫وحمع الجوار ز‬ ‫(ا)اظرسالأخار‪ ،‬وأ‪.‬ثالما ‪ j‬عيون الأحّارلأبن محنمة‬


‫سرى اشروائيصا‪/‬أ• ‪ ، ٤‬ؤبهجة انحالس\‪\\0/‬أ\\‪.)jUroiU/Yj ،‬‬
‫(‪١)٢‬ظرأصا‪ ٧٧١ ،‬نمو كردضصأل‪،‬ة‪.‬‬
‫رّآ‪ ،‬جمع ا‪-‬بمواهر‪ j‬الملح والنوادرللقيرواني‪ ،‬ص^■‬
‫‪١٢٩‬‬ ‫نوا‪3‬واسيأهت‬

‫المزاح من إسقاؤله المسه‪ ،‬وإحلاله بالروءة‪ ،‬وتسه ق حرأة المنهاء ‪ ،‬بل‬


‫ونقص الديانة‪ ،‬أوالمروق مها إذا لكن المزاح يتضمن سمية ق الدين‪ ،‬أوشيء‬
‫مزتعاترْ‪.‬‬
‫وعلى ذلك تحمل الآىر الواردة ‪ j‬ثان المزاح‪.‬‬
‫والمقصود أن المزاح لا يبُي الإكثار منه‪ ،‬ولا الإسفاف فيه‪.‬‬
‫أما ما عدا ذلك فيحسن؛ لما فيه من إيناس الخليس‪ ،‬وإزالة الوحشة‪ ،‬ونفي‬
‫الملل والسامة‪.‬‬
‫وإنما المزاح ق الكلام لكلملح ق الطعام ‪ ،‬إل عدم أو زاد على الخد فهو‪0‬ال‪.‬موم‪.‬‬
‫بجم وعلل ه بشيءم ن الم زح‬ ‫ألد طمك المكدودبالخدراحة‬
‫بمقدارما نطي الطعام من‬ ‫ولكن إذاأعطته المزح فل يكن‬
‫وكن لكنت •راعاة الاعتدال‪ ،‬والذوق ي المزاح طالهمة ي كل مكان‪ ،‬ومع‬
‫كل أحد ‪ -‬فلهي أول‪ ،‬وأحرى ي يجلس الضيافة حصوصا إذالكن كما‪ ،‬وبجمع‬
‫أصنافا شتى؛ إذ قد يمزح إن ان مع آخر‪ ،‬ولا يدري أنه أصابه بمقتل؛ ففو‬
‫لا يرصى بتلك المزحة أصلا‪ ،‬أوقد يكون لا يرضى أن يمزح معه أمام ملأ‪ ،‬أو‬
‫قد يكون ق المكان من سيتمت به‪ ،‬إر غيرذلك من الاعتبارات‪.‬‬
‫ثم إن الإنسان إذا مزح‪ ،‬ورأى أن ق مزاحه ثقلا‪ ،‬أو تكديرا على أحد ‪-‬‬
‫فلتمسك‪ ،‬ولا يتمادى ق مزاحه‪.‬‬

‫(‪ )١‬اظرمقال • ُراح الأكابرزكاب ارت امات ص ‪ ، ٥ • -٣ ٢‬شه تفصيل لذلك‪ ،‬وذكرلأخبار‬
‫ُعضرإ علمائنا العاص‪.‬رين ق ذلك ايأن كال يخ عبدايرحمن العيي‪ ،‬وال يح محمد بن إبراهيم ‪،‬‬
‫والشيخ 'ءبدالصير بن باز‪ ،‬والسح محمد بن عقيمين ءرحمهم الته_‪.‬‬
‫طئئق‬

‫هذا وإن من أشد ط يؤذي ي ذلك ياب ما يكون من بعض الناس؛ حيث‬
‫ثبادر إل الزاح ' ولا يالي أن يمرقا فيه‪ ،‬أويسما‪ ،‬وبجرح •‬
‫وإذا عوتيج قال‪ • ،‬إنما أنا أمزح‪ ،‬على حد قول الأول‪:‬‬
‫لس‪^—^-‬انه هم——^ن ج —راح‬ ‫ل ي ص احب ضايخل و‬
‫‪٢‬‬ ‫ءل—ى س——ءل ال‬ ‫بج—يدن —ئق ع——رصي‬
‫وقال حالي بن صفوان؛ را ينعط أحدكم أخاه ممثل الخردل‪ ،‬ؤيقرعه ممثل‬
‫اُبمدل‪ ، ،‬ؤييغ عليه بمثل الرجل ' ؤيقول‪ • ،‬إنماكنت أمزح•‪•، ٢١٠ ١‬‬
‫وقال محمود الوراق •‬
‫ي لحن ت‪1‬ق ه مب ا لا ي ذكت‬ ‫تلمى الفتى يلقى أخاه وخدنه‬
‫مه ان ن ارك ي الحش ا صر‬ ‫ؤقول‪ :‬ممت ممازحا ومداهما‬
‫أن المزاح هوالمجاب الأصغرل ‪٢٣‬‬ ‫أوماعلمتاوثل جيلك غالب‬
‫والمصتبة أنه إذا مزح معه‪ ،‬أو رد إليه بعض مزاحه ‪-‬غضب أشد الغضب‪،‬‬
‫وعد ذلك إهانه له‪.‬‬

‫وهذا الضرب من الناس هم حس النع‪ ،‬ومكدروانحالس‪ ،‬وعداب القوس‪.‬‬


‫وإذا بلينا بأحد منهم فما للئا إلا الصرحتى يأتي ض بالمج‪ ،‬أوالمخرج‪.‬‬

‫(؛)بهجة ‪il‬؛‪. OU-/Y_JL‬؛ ‪. OU‬‬


‫رآ‪ ،‬جمع الخواص صء ‪.٣‬‬
‫(‪ )٣‬جمع الخواهمصهّآ‪.‬‬
‫‪١٣١‬‬ ‫نواذواممي‪1‬غ‪4‬‬

‫الأدبمؤن ‪ ٠‬الجلوس ي الكان اللائق ‪ ١^١‬سلس اسطه‪4‬‬

‫وهذا الأدب من أهم آداب انحالس؛ والأحد به دليل على كمال عقل الإنسان‪،‬‬
‫وحن نظره‪.‬‬
‫كما أن الممريط به يزري بصاحبه‪ ،‬ؤيعرصه للمواقف الحرجة‪ ،‬وربما أخل بنذلام‬
‫محلى القيافة‪.‬‬
‫لذاكان حؤيا بالعاقل الذي بحضر محالى الضيافة ‪-‬وخصوصا ما كان منها كبيرا‪-‬‬
‫أن يراعي ذلك الأدب‪ ،‬وأن يتحامى ما ينافيه‪.‬‬
‫هن‪.‬ا ويا‪-‬خل محت عنوان هذه ايسألة حملة من الأمور الض بحن بالإيان‬
‫مراعاتها‪ ،‬ومن أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ " ١‬الحلرمن التميق بحث التعن متجالسعن دون إذنهما ‪ ٠‬فهن‪.‬ا العمل مما يشعربقلة‬
‫الأدب‪ ،‬وقلة المراعاة لمشاعر الآخرين‪ ،‬فقد يقطع حديثا كان متصلا بحن اثتن‪،‬‬
‫وقد بحرم صاحبا من محادثة صاحبه‪ ،‬وقد يتمل على المتجال حن يجلوسه بينهما‪،‬‬
‫ومحو ذلك‪.‬‬
‫فهذاكله مما يولد الكراهية والمعاداة‪ ،‬ولأحل ذلك ئهي عن هذا العمل؛ حفاظا‬
‫على استبقاء روح المودة بحن المالمحن‪.‬‬
‫أما إذا أذن الخالسان أن يجلى بينهما محلا بأس باولكّ‬
‫فعن عمروبن شعيب عن أبيه عن حده عبدض بن عمروأن رسول النه ءق‬
‫سمآمفريىي؛نصنللأاذصا))را‪.،‬‬

‫‪ ، ٢‬وأبوداود ر‪ ، ) ٤٨٤ 0‬واكر‪.‬دؤي ( ‪ ) ٢٧٥٢‬عن برص بن صرو‪ ،‬وقال‬ ‫(‪ )١‬أخرجه أص‬
‫الترمذي؛ ء حسن صحيح» ‪ ،‬وصححه أحمد شاكرق شرحه للمسني ( ‪ ،) ٦٩٩٩‬وصعححه الألماني ق صحيح‬
‫الخامع ( ‪.) ٧٥٣٢‬‬
‫^ذدإسق‬

‫‪ -٢‬الخدرمن لت‪١٠‬ة الرجل من محله والخلوس مكانه؛ فلا يليق بالرحل أن يقيم‬
‫أحدا من يجل ه ثم بجلس قيه؛ لما ق ذلك من الكبروالتعالي‪ ،‬والإزراء بالآحرين‪.‬‬
‫ولبمدا جاء الغ ل ذلك؛ حرصا على علاقة ال لمين ببعض أن تشوبها شائية؛‬
‫فعن ابن عمر‪-‬رصي الله عنهما‪-‬عن م‪ .‬قال•• ر< لايقيم رجت الرجلمن‬
‫محله‪ ،‬ثمبجالسم‪))4‬أا؛‪.‬‬
‫قال ابن حجر ظك ق شرح هذا الحديث؛ رانال ‪-‬يعني ابن أبي حمرة‪:-‬‬
‫والحكمة من هنُا النهي منع استنقاص حق الم لم المقتضي للضغائن‪ ،‬والحط‬
‫على التواضع المقتفير للموادة‪ ،‬وأيضا فالناس ل الماح كلهم مواء؛ قمن سق‬
‫إر شيء استحقه‪ ،‬ومن استحق شيئا‪ ،‬فآخذ منه بغيرحق فهوغصب‪،‬‬
‫والغصب حرام؛ فعلى هذا يكون بعض ذلك على سيل الكراهة‪ ،‬وبعضه على‬

‫‪j‬‬ ‫‪ -٣‬الخيرمن ابموسي مكان الرجل إذا تام لحاجة‪ :‬وهذا مما بجصل‬
‫انجالس؛ فترى بعض الناس لا يأبه بغيره‪ ،‬فبمجرد أن يرى إنس انا قام من مكانه‬
‫وهوضيد الرجؤع إليه ‪ -‬يقوم؛ فيجلس مكانه مع عالمه بذلك‪.‬‬
‫بل إن بعضهم إذا رأى أن صاحب المكان قد تزحزح عن مكانه قليلا؛ ليأخذ‬
‫شتثا' أويسلم على إنسان ق الجلس وهومحيي الرجؤئ ‪ -‬سائر إل القيام من‬
‫مكانه‪ ،‬والحلوس ق مكان ذلك الذي قام؛ فإذا رجع صاحب اذكان وحد أن‬
‫مكانه قد أخذ‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬أحرجم الغارى ‪ .\ TA/W‬وملم ( ‪.) ٢١٧٧‬‬


‫رآ)ذح الباري اا‪/‬هأ‪.‬‬
‫‪١٢٣‬‬ ‫ماذداسهأ‬

‫وقد يتظاهر ذلك الخالس بجس الأخلاق؛ فينادي صاحب الكان‪ ،‬فيجال ه‬
‫بجانبه بعد أن يضيق علميه المكان‪ ،‬وقد لا يفكرق ذلك أصلا‪ ،‬وقد يأنف صاحب‬
‫المكان من الرحؤع إل مكانه الأول؛ إذ قد تعز عليه نف ه‪ ،‬ؤيبحث عن مكان‬
‫أخر بمر أن ممتلئ عيفلما على ذلك البارئ البليد‪.‬‬
‫وأذكر ق مناسبة كيره‪ ،‬وكانت على شرف رحل‪ ،‬وق متاس بة عامة كان له‬
‫لها يد طور‪ ،‬فأرغم أن يجلس ‪ ،3‬صدر الجلي‪ ،‬فجلس‪ ،‬ثم قام قيلا عن‬
‫مكانه الذي أحل ه فيه القائمون على المناسبة؛ لنسنم على أحد كبار السن؛ فما‬
‫أن التفت إلا وقد قام أحر التقلأء ‪ ،‬وحلى فيه‪.‬‬
‫ولا ييب أن ذلك العمل مما يناق مقاصد حفور المناسبات؛ إذ هى مدعاة‬
‫للتقارب لا التنافر‪ ،‬والتوادد لا التباغض‪.‬‬
‫ولمذاقال ام‪.،‬؛ اءإذامحام أحدكم من جله ثم رحع إليه فهوأحق به)) ‪.، ١١‬‬
‫‪ - ٤‬معرمحة الإنسان موسه ي كل يجلس ومتاسبة ت فمن كمال أدب الإنان‪،‬‬
‫وحن نفلره أن يعرف موقعه ق كل زمان‪ ،‬ومكان‪ ،‬فذلك يكفيه كثير] من‬
‫الشرور‪ ،‬ؤينقذه من وهدة السقوط ق الواقف انحرحة‪ ،‬ؤيرفعه ق سماء السيادة‬
‫والحالة درحات‪.‬‬
‫وإن من أهم ما ق ذلك أن يعرف موقعه ق كل يجلس؛ إذ الحالس نحلف‪،‬‬
‫وموقع الأنان منها ليس واحدا؛ فتارة يحن أن يكون هوالمدرفيها‪ ،‬وتارة‬
‫قد يحسن به ألا يكون كذلك‪.‬‬

‫(ا)رواْ م لم( ‪.) ٢١٧٩‬‬


‫وكم من الناس من يفرط ق إحكام هدا الأمر؛ فلا يعرف موقعه ق الكان‬
‫الذي جاء إليه؛ فتراه يطر إر أقرب مكان نمدارة الهنلس تما أعد لأكابر‬
‫الضيوف؛ فيجلس فيه؛ فيعرض نف ه لظرات الخاصرين الليثة بالازدراء ‪،‬‬
‫والتنقص لذلك الذي نحلى إل مقام ليس له‪.‬‬
‫ولمذاكان أكابر السادات‪ ،‬وعقلاؤهم تعز عليهم نفوسهم أن يضعوها ق مثل‬
‫تلك الواقف‪ ،‬فتراهم يتواضعون؛ محيرمححون‪ ،‬أوينلمون _في الأقل‪ -‬من مواقف‬
‫السخرية‪ ،‬والموز‪.‬‬
‫ررناعي كعب الأحبار يوما ق محلس عمربن الخط‪-‬اب‪ ،‬فأنكر ذلك عليه‪،‬‬
‫فقال ت يا أميرالمومتن‪ ،‬إن ق حكمة لقمان‪ ،‬ووصيته لأبنه‪ :‬إذا حلت إر ذي‬
‫سلهنان فليكن بيتك وبيته مقحد رحل؛ فلعله يأتيه من هوآثر عنده منك‪،‬‬
‫محتنحيك‪ ،‬فيكون ذلك نقصا عليك)) ؟ ‪، ١١‬‬
‫وقال الأحنف‪ :‬ر لأل ادعى من بند أحب إئ من أن امحصى عن ^‪، ٢١١ ) ٠٢‬‬
‫وعن الأحنف ‪-‬أنما‪ -‬أنه قال ت ررما جلت محلم ا قهل أحاف من أن أقام منه‬
‫محيري)) ‪، ٣١‬؟‬
‫وقال جعفر الصادق‪ : .‬ر إذا دخلت منزل أحيك فاقل كرامته ما عدا‬
‫الخلوس ق انحدر)) ‪. ٢٤١‬‬

‫(ا)بهجةانحاوسا‪/‬خأ‪.‬‬
‫(؟)الرجع ىبقا‪/‬ماأ‪.‬‬
‫(■؟)الرجع ىبقا‪'/‬اإ‪.‬‬
‫(أ)اكلرفص؟■؟؛‪.‬‬
‫‪١٢٥‬‬ ‫ذيا‪3‬لاسهت‬

‫فجدير بالمرء أن بجلس حيث ينتهي به انجلى؛ فذلك أدعى للتواصع‪ ،‬وأكمل‬
‫ل المروءة‪ ،‬وأبعد عن التقص‪ ،‬قال ابن خالؤيه‪:‬‬
‫نلأ خيرنيمن صيرته الجالذأ‬ ‫إذالم يكن صيوالجالس سيدأ‬
‫وقال ادن القمع؛ ا( إن استطعت اف تضع شك دون غايتك ق كل يجلس‪،‬‬
‫ومقام ' ومقال‪ ،‬ورأي‪ ،‬وفعل ‪ -‬فافعل؛ قاف رقع الناس إياك فوق الزلة الش نحط‬
‫إليها نفسك‪ ،‬وتهميبهم إياك إل انجلى الذي تباعدت منه‪ ،‬وتعظيمهم من أمرك ما‬
‫لم يعظم ' وتنيينهم من كلامك ورأيك وفعلك ما لم ئنيى ‪ -‬هو الخمال‪٢١ ))،‬‬
‫ومع ذلك فان كانت المصلحة أن يجلى ي مكان ما‪ ،‬وأصرصاحب الضيافة أن‬
‫يجلس الضيف فيه ‪ -‬فلا بأس وإن كان ذلك المكان ق صدر انجلى؛ لأن فرط‬
‫الإلحاح من المث‪ ،‬وفرط الامتناع من الضيف يثقل على الحاصؤين‪ ،‬ؤيكدر‬
‫صموالجلس‪.‬‬
‫والنزول على حكم الضئف صرب من صروب التكرم‪.‬‬
‫ؤإباية طلبه مع الإلحاح نؤع جفاء‪.‬‬
‫‪ - ٥‬نجب الحلوس ي الأماكن غيرالمناسبة؛ وذلك كحال من لا سالي أيتما‬
‫جلس‪ ،‬ولوكان ق مكان جلوسه أذية للمحاصرين‪ ،‬أولصاحب انجلى‪١‬‬
‫وذلك كمن بجلس ي ممرات الجلس ْع وجود سعة‪ ،‬وكمن يجلى ل موصع‬
‫يكون جلوسه فيه حجابا مانعا من اليح‪ ،‬أو الضوء ‪ ،‬أو البرودة ق أيام الحر الذي‬
‫يكون الناس فيه بحاجة شديدة إر المواء ‪ ،‬والبرودة‪.‬‬

‫(‪)١‬أقوالماثورة_‪ ١،<r‬عن<ا'ف الخكمة\‪/‬إما‪.‬‬


‫(‪ )٢‬الأدب الصغيروالأدب الكيرص؛ ‪. ١ ٥‬‬
‫^نئظئق‬

‫وكحال من بجلس ي علكن مقايل لوسعل الدار؛ فلا تمر امرأة ومهل الدار إلا‬
‫رآها‪ ،‬ورأى ما بيدها‪.‬‬
‫وقد يكون غيرعالم بذلك بادي الرأي؛ فلا يلام إذا قام بعد ذلك‪.‬‬
‫ولكن المصيبة أن يكون ثقيلا بليدا بحيث يدرك الخطأ ق جلوسه ق ذلك الكان‪،‬‬
‫أو سهه أحد ‪١‬لجاصرين‪ ،‬ثم لا يارحه‪.‬‬
‫محييحل ‪ ،3‬ذلك من يجلس ي مكان‪ ،‬وصاحب الضيافة يؤيد منه أن يجلس ي‬
‫مكان غمم؛ لحكمة‪ ،‬أو مصلحة يراها صاحب الضسافة‪ ،‬ثم يرقمن ذلك الضيف‪،‬‬
‫فلا ينزل على حكمهلااّ‬
‫ولمدا قال بكر المزني ه مشدا على المكترعلى مثل هدا؛«أحوج الماس إر‬
‫سن‪ :‬رجل دخل دب قوم؛ فقيل له‪ :‬احلس هها؛ فقال‪ :‬لا‪ ،‬بل ههنا ) ‪. ٢٢١‬‬
‫قال الزمزمي معلقا؛ راوإنما استحق هذا الثقيل لطمتين؛ لأن صاحب الدار‬
‫يجلس الضيف ل المكان المستور الذي لا بمنع حلوسه فيه أهل الدار من المرور‬
‫وسط‪ -‬الدار؛ فإذا لم بجلس الضيف ق كان جلوسه فيه المكان الذي بجاره صرارا‬
‫على أهل الدار))ل"أ‪.،‬‬
‫وحاء ق تربب المدارك« أن ثقيلا استأذن على ‪ _u‬فأذن له‪ ،‬وكان لمالك‬
‫بمليخة ي ناحية‪ ،‬فرمى بمنديل عليها‪ ،‬فيحل الثقيل‪ ،‬فقال له مالك‪ :‬ههنا‪،‬‬
‫ههنا•— فأبى أن يقعد إلا على المديل‪ ،‬فشخت محته ‪١‬لبطيخةب‪ ١‬فقال له مالك‪:‬‬
‫يرحمك افه‪ ،‬كنا أبصربعوارمتزلما منك)) ‪. ٢٤١‬‬

‫ص؟ ‪ ، ١‬و‪. ٥٣‬‬ ‫(‪ )١‬انظر أحار ص‪،‬‬


‫(أ)انظرريبالداركآ‪/‬ه؛ا‪ ،‬وانظر أخارالثتلأ‪،‬‬
‫(‪ )٣‬اخار الثنلأ‪ ،‬وا‪،‬وثتلينص» ‪.٢‬‬
‫رأ)رببماركآ‪/‬هأا‪.‬‬
‫‪١٣٧‬‬ ‫نواذواسهت‬

‫ومن الخلوس ق الأماكن غيرالتاسة ‪ -‬أن بجلس الضيف ق مكان يحاج إليه‬
‫أصحاب الضيافة كشمرأ‪ ،‬فيمطرون إر أن يقيموه الفينة والأحرى‪ ،‬كان‬
‫يكون خلف مكان أجهزة كهرباء ويحتاج إليها كئمأ ق نيادة زبريال ا‪،‬لكان‪ ،‬أو‬
‫خفضه‪ ،‬أوأن يكون ق مكان احتفال‪ ،‬ؤيرغب ق توثيق الاحتفال‪ ،‬فيجلس ق‬
‫مكان يؤذي فيه أصحاب الضيافة من ناحية حجبه الروية عمن يجلون الخفل‪.‬‬
‫أو أن يكون ق مكان تلقى فيه الكلمات‪ ،‬ويتناوب مقدموالحفل على منعة؛‬
‫ويكون ينهم من الترتب ما محنهم؛ قثزعجهم من يجلس بجانهم ممن ليس له‬
‫عمل؛ فتراه لا محالي ‪ ،3‬الجلوس محنهم•‬
‫ؤينيد ثقله إذاكان يجتهد ق توجيههم فيما ليس من اختصاصه‪.‬‬
‫وبالجملة فإن الجلوس ي المكان اللائق ي يجلس الضيافة دليل على ذوق‬
‫صاحبه‪ ،‬وحن ثأئيه‪.‬‬
‫اثعاديةوالأربمؤن‪ :‬الراعاة ‪ ٧٥١٢‬اثمسلأم‪*^١‬جالسامميافة‬

‫وذلك باب واسع‪ ،‬وبجاج إر سط وتفصيل‪ ،‬والمقام لا بجمل إلا القليل من‬
‫ذلك‪ ،‬وفيما يلى بيان لشيء مما يحسن مراعاته ق هذا الباب‪.‬‬
‫‪ ٠ ١‬الاسقذان بالسلام ئل الدخول؛ ذلك أن دخول انحالس دون استئذان من‬
‫أهلها مما يناق الأدب ومكارم الأخلاق‪ ،‬ومما يوجب النية من الداخل‪ ،‬ويدعو‬
‫لإساءة الظن به‪ ،‬واتهامه بامتراق الخاويث‪ ،‬ونتع العورات‪.‬‬
‫ولذلك أدبتا افه‪-‬تبارك وتعار‪ -‬بأن نتاذن إذا أردنا دخول بيوت غيربيوتنا‪.‬‬
‫قال ‪-‬عروجل‪^ *.-‬بنائهاأدين ئانن‪-‬وأ لا ئذخلوأ بيوئا عيربيوتحقم حئ‬
‫متاسوأ ومننوا ؤئ أفلها د'لً؛كم حير لًقم لعلخكم ثق'يروق‪.‬ه ( النور؛ ‪• ) ٢٧‬‬
‫قال ابزكثيرببجك ق نفيرهذه الأية ‪ :‬لرهن‪.‬ه آداب شرعية‪ ،‬أدب الله بها عباده‬
‫المؤهتن‪ ،‬وذلك ق الأستلءان؛ أمرهم ألا يدخلوا بيوتا غيربيوتهم حتى يتأن وا‬
‫اى ي أدمحوا‪ ،‬محثل الا‪..‬خول‪ ،‬ؤي لموا بعل‪.‬ه)) ‪.‬‬
‫قالكإمح ‪ :‬رروقال قتادة ز قوله ‪ :‬ؤ خى متايوأ ه هو الاستئذان ثلاثا‪ ،‬فمن‬
‫لم بمؤذن له منهم فليرجع‪ ،‬أما الأول فليمع الحر‪ ،‬وأما الثانية فليأخذوا‬
‫حذرهم‪ ،‬وأما الثالثة فان شاءوا أذنوا وإن شاءوا ردوا))‬
‫ومحال ابن اسعرىكك ق نفيرالأية السابقة ت ( يرشد الساري عباده المومتتي ألا‬
‫يدخلوا بيوتا غيربيوتهم بغير استئذان؛ فان ق ذلك ءل‪.‬ة مفاسد‪ ،‬منها ما ذكره‬
‫الرسول‪ .‬حيث قال؛ ‪ ١‬لتما جعل الأسثذان من أجل البصر)) ‪١، ١‬‬
‫ر؛)شٍرمأنصس؛آ‪-.‬يأ‪.‬‬
‫(آ)ميرالقرآن ‪«_i‬؛ ‪. YUY/r‬‬
‫‪ ١٠^ ٢٣١‬اتجاري رسه‪،‬مسمإ)ينم‬
‫‪١٢٩‬‬ ‫نواذواكي‪1‬هة‬

‫فبسبب الإحلال به يقع المرعلى العورات اش داحل البيوت؛ فإن البت‬


‫للأن ان ل ستره عورة ما وراءه ممنرله الثوب ق سترعورة حده‪.‬‬

‫ومنها أن ذلك يوجب الريبة من الداخل‪ ،‬ؤيتهم بالشرسرقه‪ ،‬أوغيرها؛ لأن‬


‫الدخول حفية يدل على الثر‪.‬‬
‫ومنع الله ا‪٠‬لومنيرث من يحول غيربيوتهم ‪ ،‬ؤ حئ يتمثانوأ ه ؛ اي تستأدوا‪.‬‬
‫سمي الاستئذان استئناسا؛ لأن به بجمل الاستئناس‪ ،‬وبعدمه تحصل الوحشة))‬
‫ثم قال‪-‬ظإاق‪ ،‬ت رردأل=تكلم)) ; أي الاستئذان المذكور ؤ ‪-‬ح_يرلك_لم لعأا=كلم‬
‫لذكزول ه ت لاشتماله على عدة مصا‪-‬خ‪ ،‬وهومن مكارم الأخلاق الواجبة؛ فإن‬
‫أذن؛‪.‬خل المستأذن‪.‬‬
‫لم نجدوأ فيها احدا قلا ئدحلوها حى يوذف لتقم ؤإن قيل لخف—م أنحعوأ‬
‫مانجما م ار‪5‬ا لًقم ؤالثه ينا يغنلوذ غبيم‪.‬ه ت أي فلا تمتنعوا من الرحؤع ولا‬
‫تغضثوا منه فان صاحب المنزل لم تمتعكم حقا واجبا لكم‪ ،‬وإنما هومتبرع فإن‬
‫شاء أذن أومنع؛ فأنتم لا يأخذ أحدكم الكبروالاشمئزاز من هذا الخال)) ل ‪.٢‬‬
‫ولمذا ثبت ق صحيح البخاري أن رسول افه‪ .‬قال ت ررإذا استأذن أحدكم‬
‫ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع)) ‪.، ٣١‬‬
‫والأستثذان يكون بالنداء ‪ ،‬والسلام‪ ،‬ومئ الباب‪ ،‬وتحوذلكر ‪٠،٤‬‬

‫(‪ )١‬تيم الميم الرحْنما'‪ّ/‬آهمآ‪.‬‬


‫‪.‬‬ ‫(‪)٢‬تبيراميمس‪٣/٤٩٣‬‬
‫(‪)٣‬الخارى‪ ١٣ •/٧‬صأبيصسالأضي‪.‬‬
‫(‪ )٤‬انفلرإصلاح امحتمع صداُ ‪. ١‬‬
‫ؤيتأكد ذلك الأدب إذاكان انحلمس خاصا‪ ،‬أوق المنزل حرم‪ ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫وأما إذاكان انحلس كسرآ مفتوحا‪ ،‬أوق مكان عام‪ ،‬أوكان خاصا بالرحال‬
‫دون النساء ‪ ،‬ومعروفا لدى من ياتى أنه معد للمضسوف ‪ -‬فان الأمر أيمر من جهة‬
‫الامحتئدان مجن عدمه‪.‬‬
‫‪ -٢‬الملام ح—ال دخول انحالس > والخروج منه ت فال لام الأول إين‪.‬ان‬
‫بالدخول‪ ،‬واللام الأخر إيذان بالانصراف‪.‬‬
‫وهذا من الأدب الخميل الذي يورث انحبة بتن المومنتن•‬
‫وترى دليل على الخفاء والغلفلة‪ ،‬وذلك مما يورث البغضاء والنقرة‪.‬‬
‫ولمذاقال ‪-‬عليه الصلاة واللام‪ '• -‬اإذا انتهى أحدكم من انحلس فلمالم‪ ،‬فان‬
‫بداله آن بجلس فليجلس‪ ،‬ثم إذاتام فلمنم؛ فليست الأول بأحق من الأخرة)) ‪.٢ ١‬‬
‫ؤيراعى ‪ ،3‬ذلك أن إذا ترتب على الملام‪ ،‬ورفع الحوت فيه إخلال‬
‫انحل ي خحوص ا إذا كان الحديث م ترمحملأ‪ ،‬أوكان هن اك من يتحدث‪،‬‬
‫والحاضرون يستمعون إليه ‪ -‬أن يسرباللام دون رفع الصوت‪ ،‬وكذلك الحال‬
‫إذا أراد الانصراف‪.‬‬
‫‪ -٣‬مراعاْ اللوق العام ي مصافحة الحاصمين; ومن ذلك ألا يبدأ بمصافحتهم‬
‫إذا حاء متأخرا‪ ،‬والحديث متصل‪ ،‬وانحلى مكتفل بالحضور؛ فان ذلك يقطع‬
‫عليهم حديثهم‪.‬‬

‫واسرىفيالأدبيد(ي• • ‪ ،)١‬واص‬
‫حان(؛ ‪ ٩‬؛‪-‬ه ا'أ‪-‬ا"ا'؛)‪،‬والمىفي ثرح الة (ارآآ*آ)كالهم عن أبي هميرة وئاو الترُدي ;‬
‫‪ ٠‬ح ديث حس ا ‪ ،‬وصححه أحمد شاكر ي شرحه للمسني( ‪ ، ) ٧٨٣٩‬وصححه ألألباني ي صحيح‬
‫الأدب اكري ( ‪.) ٧٥٧‬‬
‫‪١٤١‬‬ ‫ذؤازواممي‪1‬هأ‬

‫وبعض الناس لا يبالي بدلك الأدب؛ فيدخل انحلس‪ ،‬ويرى ائتلس متحدا ‪،‬‬
‫وأحد الخاص|رين يتكلم سواء كان القنف الكبر‪ ،‬او ظئره من السعراء ‪ ،‬أو‬
‫التكا‪J‬م^ن ‪ -‬فيرغ صوته باللام‪ ،‬ثم يبدأ بمصافحتهم واحدا واحدا دون مراعاة‬
‫لنظام انحلن‪ ،‬ومحطع الحديث؛ فدلك من آفاتكتيرمن محالن الضيافة‪.‬‬
‫وماذا عليه لوانتظر حتى يبرأ انحلن بالانقضاض‪ ،‬ثم ي لم على الحاص_رين‪،‬‬
‫أوسيرغبفياللأمض؟•‬
‫ومن تلك الأفات أن بعضهم إذا لحل محلى الضيافة ‪ -‬حمحوصا ق متامحبات‬
‫الرواج ‪ -‬وهو يؤيد الملام على من ي المنصة‪ ،‬لم يولع نن يؤيدون السلام قبله؛‬
‫فتراه يأتي متأ حرا ‪ ،‬ؤيتقدم علهم ق الملام‪.‬‬
‫وترى بعضهم لا يراض من حلمه ق ال لام؛ فتراه بحسهم بطول حديثه مع‬
‫بعض من ي لم علتهم‪-‬‬
‫وماذا عليه لوأشار إر من حلفه أن يتقدموا إذا وقف نحادثة بعضن الحاصرينّ‪ ١‬؟‪.‬‬
‫ومن الأفات المنافية لأدب المصافحة ي يجلس الضيافة محلي بعض الضيوف‬
‫لمغار المن الذين قد بمد أحرهم يده‪ ،‬فلا يلقي لما ذلك الداخل بالا؛ مما يجعل‬
‫نفوس أولئك الصغار‪ ،‬وذؤيهم تكثرعلى ذلك الغافل‪ ،‬أو التكبر‪.‬‬
‫وكذلك ما يفعله بحض المتكبرين ممن لا يصافحون الحاصرين إلا برووس‬
‫الأصاح‪ ،‬مع قبض اليد مباشرة‪.‬‬
‫ومقابل ذلك ما يفعله بعض الثقلاء الحفاة ممن إذا صافحوا أحدا قبضوا على يده‬
‫بشدة مؤذية مضرة‪ ،‬مما يجعل المصافم يشعر بالألم المديد‪ ،‬وربما صرم من شاوة‬
‫اس‬
‫يئئسق‬ ‫؛[؛ئ‬
‫وقل مثل ذلك ‪ ،3‬حال بعض الناس ممن يصافح الحاصردن بيد مبلولة بالماء ‪،‬‬
‫أوالعرق الذي تشمثزمنه النفوس‬
‫وأفح من ذلك ما يفعله بحض ملأء المراح مما يرون يحض أصحابهم‪ ،‬وقد‬
‫فرغوا من تغسيل أيديهم‪ ،‬ومنحها بالمتاديل بعد الانتهاء من التلعام‪ ،‬ثم‬
‫يمحافحونهم وهم لم يغ لوا أيديهم من الطعام بعد؛ فيضهلرذلك الصافح إل‬
‫التخيل مرة أحرى؛ فكل ذلك مما بماق الأدب عموما‪ ،‬وأدب محلس الضيافة‬
‫على وجه الخصوص‪.‬‬

‫انفلرأخار الثقلاء واكلن«‪. rY_،‬‬


‫‪١٤٢‬‬ ‫دوازواسهت‬

‫واس‪:‬اماطةممامضاسه‬

‫وقد مرت الإثارة إر سيء من ذلك‪ ،‬وههنا ُعضرر التفصيل فيه‪ ،‬وهوعام‬
‫انحلن عنده‬ ‫للمضيف ‪ ،‬والضيف؛ حيث فينبغي للمصنف أن يراعي‬
‫خصوصا إذاكانت اياسبة كبيرة؛ فمن ذلك أنه بجن أن يريب موعد تقديم‬
‫القهوة‪ ،‬أوما يقدم للضيوف قبل ؤلعام اياسة‪.‬‬
‫وبحن بمن يديرون أقداح القهوة‪ ،‬أو الماء ‪ ،‬أونحوذلك أن يكونوا عانى‬
‫درجة عالية من الدوق ق تقديمها للضيوف‪.‬‬
‫ومن حسن نفئام انحلس أن يكون موحدا‪ ،‬وذلك بأن يكون مصدر الحديث‬
‫وموردْ واحدا؛ لأجل أن ثحصل الفائدة‪ ،‬والمتعة خصوصا إذاكانت الماسبة‬
‫ييرة‪ ،‬وعلى شرف وحمه‪ ،‬أو عالم‪ ،‬أو صيف ضب‪ ،‬أويير•‬
‫ويا بجمع ثمل انحلى إذاكان كبيرا‪ ،‬ؤيوحد حديثه أن يكون فيه مكبر‬
‫صوت؛ حتى يمع الحاصرون ما يدورمن أحاديث‪.‬‬
‫بل بحن أن يكون فيه أكثرمن مكثر؛ لأجل أن يتنى لن أراد الحديث ق أي‬
‫مكان من انحلس أن ينتقل إليه‪.‬‬
‫ؤيتبغي أن يكون ند صاحب الناسبة‪ ،‬أومن يدير انحلس مكثرخاص يتلافى‬
‫يه بعض ما بحمل من كلام بعض الضيوف مما لا يلائم انحلن‪.‬‬
‫وبحن إذا بدأ الحديث ق انحل ن أن يغلقوا هواتفهم‪ ،‬وأن يتوققوا عن‬
‫الأحاديث الخانبية‪ ،‬وأن بجوا الإنصات للمتحدتء‬
‫وإذاكان انحلي موحدا‪ ،‬والتكلم واحدا حسن إيقاف إدارة القهوة والشاي‬
‫على _<‪، rX‬؛ حتى لا بمطع الكلام‪.‬‬
‫يئئلأ‬
‫وإذا حاء داخل للمجلس ‪ -‬والخالة هذه ‪ -‬تيجبن ق أدنى مكان دون أن يسلم‬
‫ءل‪ ،5‬الحاضن ' حتى سهي‪ ،‬الكلأم•‬
‫ؤيذكر الأستاذ فهد المارك بغلك أن ثاعرنحد الخماسي الشهورمحمد ابن‬
‫عداه العوني (ت ‪ ١٣٤٣‬ه) كان مشهورا بجن الحديث‪ ،‬وبراعة المرد ‪ ،‬وأنه‬
‫كان يدعى إر يجالس الأكابر‪ ،‬والملوك‪ ،‬والأمراء؛ بمصها بجن تصرفه ق‬
‫الكلام‪ ،‬وأحده بناصية الحديث‪ ،‬وروعة إيراده للحوادث والقصص‪.‬‬
‫ويذكر الأستاذ المارك أن العوني إذا محللب منه الحديث عن أي شأن أدبي‪ ،‬أو‬
‫سياسي لا يستجيب لمن‪ .‬ا الهللب؛ حتى مملى الشرط؛؛!‪ ،‬الآتت^أن •‬
‫أولا; ألا بماطعق حديثه‪.‬‬
‫ثانيا ت ألا تدار فتاحعن‪ ،‬القهوة ما دام مسترسلا ق حديته‪.‬‬
‫وما ذالا إلا لأن الحا‪-‬يث يبرد‪ ،‬ؤيفقد حماله إذا قوطعلا‪،‬ا‬
‫وهن‪.‬ا مما يفسر به كون يجالس العرب‪ ،‬ومحل ي رسول) الله‪ .‬كالحرم‪ ،‬وكون‬
‫الحاضن‪ ،‬كان علكط رزوسيم الهلمرمن فرط ال كون‪ ،‬وهدوء انحلس؛ ليرتاح‬
‫المكلم‪ ،‬ؤيسترسل ق ‪١‬شميث‪ ،‬وليرتاح السامع؛ فلا يرى‪ ،‬ولا يمع ما يكدر‬
‫عليه؛ فانحلى الملتئم المتثلم من أعظم ما يبهج رواده‪ ،‬ويهودهم إليه‪.‬‬
‫بخلاف يجلس الموصى‪ ،‬الذي ليس له خهل‪-‬ام‪ ،‬ولا زمام؛ فلا يستمع فيه‬
‫بج‪.‬يث‪ ،‬ولا يهدأبال‪،‬ا‬
‫ولا بمي كون انحلس متتثلمأ آن يننط ي صرامة نظامه؛ ثنامل الحاصرون‬
‫وكأنهم طلاب صغار ق فمل دراسي؛ فينهروا‪ ،‬ؤيهانوا عند أدنى هفوة‪ ،‬أوزلة‪،‬‬

‫ر ‪ ١‬ا انظر محمد انموني ‪٣٧‬؛ حل‪ ،‬وحياة رحل‪ ،‬تأليف فهد المارك‪ ،‬اعتنى بنشره‬
‫‪•١‬‬ ‫ومراجعته ‪ -‬د• محمد بن عبدالله الشوح‬
‫‪١٤٥‬‬ ‫نرانواصاهت‬

‫ؤيرفع الموت علميهم‪ ،‬ويقال للضيف مهما علا مقامه ; احلس‪ ،‬أوقم‪ ،‬أو‬
‫اعتدل‪ ،‬ق جلستك‪ ،‬أونحوذلك‪.‬‬
‫لا‪ ،‬فما هكذا تكون محالس الأكابر‪ ،‬وليس كرام الناس من يهان عنده‬
‫المحمف مهما كان‪.‬‬

‫وإنما بحن أن يكون التوجيه بلطف‪ ،‬وبأ حن إثارة‪ ،‬وألتلف عبارة‪.‬‬


‫ولقد حفرت بعض يجالس الضيافة‪ ،‬فرأيت من معاملتهم للضيفان ما يقضي‬
‫منه العجب؛ من ناحية الهر‪ ،‬وقلة الراعاة لأقدار الخاصرين‪ ،‬وكونهم ضيوفا‪،‬‬
‫وللهنيض حق الكرامة‪.‬‬

‫فرأيت من ياتي إر بعض الضيوف ‪ ،‬وهم كار ‪ j‬قدرهم‪ ،‬ومطهم‪ ،‬فتقول‬


‫ليم أمام الملأ؛ عدل جلستكا مع أنه مضهلر لبعصى الحن ان؛ لكونه يتضايق من‬
‫نؤع من الجلوس الطؤيل على هثثة معينة•‬
‫ورأيت من ييع الضيوف دعا عند السلام‪ ،‬ونهرهم نهرا مزعجا‪.‬‬
‫كل ذلك محالف لما تقتضيه الضيافة الحقة من الإكرام‪ ،‬والإعزاز‪.‬‬
‫وعلى مثل تلمك انحالى الض يلقى الضيفان فيها ما يلقون من المهانة‪،‬‬
‫والإذلال بحمل قول سفيان‪ :‬لا تعفروا الأقدام إلا إر أقدارئ‪ ،‬وأنشد ‪:‬‬
‫شرف اللوك دلا لجب الروو‪،١‬‬ ‫نضع امحيارة حيث لا يذوي ين ا‬
‫ومن المراعاة لفلام يجلس الضيافة العدعن كل ما؛تاق الدوق العام سواءكان‬
‫ذلك قوليا‪ ،‬أوفعليا‪ ،‬فانحالس لما حقها من الاحترام؛ فلا بحن بالمرء أن يصدر‬

‫(\)عيو‪\j‬لأ‪\J<.‬ر‪^٣V‬‬
‫ئئق‬

‫منه ما ينال الذوق العام‪ ،‬وذلك كأن يتجشأ ي انحلس‪ ،‬أويكثر ‪ ، ^^١‬أو أن‬
‫يتمختل‪ ،‬أو يبصق ق انحلس‪.‬‬
‫ومن هذا الميل تخليل الأمتان‪ ،‬ؤإدحال الإصبع ق الأنف‪ ،‬وكثرة التنحنح‬
‫والتمهلي‪ ،‬والعبث بالشارب‪ ،‬أو اللحية‪ ،‬أووضع الأقدام ل مقابل‬
‫ومن ذلك شرب الدخان ق محلى الضيافة‪ ،‬ؤينيد الأمر بلاءا إذا كان ق‬
‫اإبملس من لا يشرب الدخان‪ ،‬أومن يتاذى من شربه •‬
‫فالذي يليق بالرء إذا جلس ق محلس الضيافة أن يبتعد عن مثل تلك الأمور؛‬
‫فذلك أدعى لتثجيله‪ ،‬واحترامه‪.‬‬
‫ولثن كان ذلك مهللؤبا ق كل محلى ضيافة فهوق محالس العلماء ‪ ،‬والأكابر‬

‫(‪ )١‬انفلر تهذيب الأخلاق وتهلهيرالأعراق لمكؤيه «_‪ ، YU‬وجوامع الاداب ص ‪. ١ ١‬‬
‫(‪ ) ٢‬انظر تذكرة السامع والكلم«؛_‪. ١ ٥ ٠-١ ٤ A‬‬
‫‪١٤٧‬‬ ‫مالواص‪1‬فت‬

‫اثكلأم ي يجالساثضياهآ‬ ‫ااثاثثةوالآربموا‪:،j‬‬

‫فمحاش الضيافة —وحموصا الكبرة متهاء يغشاها فثام من النامحى‪ ،‬وهم‬


‫على مشارب شتى‪ ،‬وأذواق متباينة‪ ،‬وطقات متفاوتة‪.‬‬
‫والكلام ي انحالس بجتاج إل ذوق عال‪ ،‬وعقل را‪-‬ءح‪ ،‬وألمعيه مهذبة‪،‬‬
‫وفطنة متيقظة؛ فذلك مما يرفع مقام المتكلم‪ ،‬ؤيرتقي بانحالس‪ ،‬وبجعلها منابع‬
‫حكمة‪ ،‬ومتابر هدى‪ ،‬ويجالى ممعادة‪.‬‬
‫ذلك يكمن ي الحرص على إثراء بجلس الضيافة‪ ،‬والحذر من الإثقال‬
‫على الحاصرين ق الكلام؛ فالجالس إنما تعمر بالكلام‪ ،‬وتداوله‪ ،‬والأخذ والرد‬
‫لا بجن إلا‬ ‫فيه‪ ،‬وجمال ‪ ٠٠٢ ١ ^١‬بجمال الكلام فيها؛ إذ الصمت المعلى ق‬
‫ي جب الى العزاء ‪ ،‬بل قد يكون الكلام ق بعض الأحيان فيها حمأ من الصمت‪.‬‬
‫وقدكانوا يمدحون اللسان‪ ،‬ؤيرون أن الحمال فيه ل ‪. ٢١‬‬
‫قال حاك بن صنوان ‪ ١( :‬ما الإنسان لولا اللم ان إلا صورة ممثلة‪ ،‬أوبهيمة‬
‫مهمالة))لى‪.‬‬
‫وقال الشاعر‪:‬‬
‫ومعقول ه والخم خل ى مصور‬ ‫فم ا الم رءإلا الأصغران مل انه‬
‫‪ )XH‬الفتى محرره حمحاثبرأم‬ ‫وم ا الميز ي ثوب ترام ؤإمم ا‬
‫وكان يقال ت ‪ ١٠‬عقل الرحل ما‪..‬فون محت لسانه)) ‪٠‬‬

‫(ا)اظراويانواشينا‪»/‬بد‬
‫(آ)اوانوابيثا‪'/‬يا‪.‬‬
‫(‪)٣‬ا‪J‬يانوابين‪. ١٦V /١‬‬
‫ظظقئق‬
‫وقال ابن الرومي منوها بشأن الحديث‪ ،‬ولذته‪ ،‬وجماله‪ ،‬وجدة حلاوته ;‬
‫فك‪-‬ألاأطسه احسثا‬ ‫ولق دس ثت م أئيي‬
‫مثل اسم ه أب_اواح_اويثلا‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ديث؛ان‬ ‫إلا الح‬
‫وكان يقال ‪ :‬ر محال ة الرجال تشح الألباب» ‪.، ٢١‬‬
‫وكان لمم شروكل ل النابم‪ ،‬والسامر‪ ،‬والنادر تعلي من شان من أحاز يها‪،‬‬
‫وتزري بمن أعرض عنها' ولم يأبه بها•‬
‫قال الخمري القيؤواني ت ر ومن شرط المس امر‪ ،‬والن ادر أن يكون خفيض‬
‫الإشارة‪ ،‬لهليف العبارة‪ ،‬شقا‪ ،‬رشيقا‪ ،‬لبقا‪ ،‬رفيقا ء‪-‬يردلمر'آ‪ ، ،‬ولا ثقيل‪،‬‬
‫ولا عنيف‪ ،‬ولا جهول؛ قد لبس لكل حالة لباسها‪ ،‬وركب لكل ^آلة أفراسها؛‬
‫فطبق الفاصل‪ ،‬وأصاب الشواكل‪ ،‬وكان براتق حلاوته‪ ،‬وفائق طلاوته‪ ،‬يضع‬
‫المن اءرأ‪ ،‬موضع النمب‪ ١‬ا‪ ،‬ؤيعرف كيف بجرج محا يدخل فيه إلا خاف ألا‬
‫‪٠‬‬ ‫ستحن ما ياته))‬
‫ثم ذكر جملة من الأمثلة على ذلك‪ ،‬ومنها قوله ‪ :‬ر ذكر عن الفتح بن خاقان‬
‫أنه كان مع التوكل‪ ،‬فرمى التوكل عصفورا؛ فاخطأه‪ ،‬فقال‪ :‬أح نت يا أمير‬
‫المؤمت؛نل‬

‫(<)زهمالأدق؛‪. ١٩٢ /‬‬


‫(آ)الرجع الأبق‬
‫(‪ )٣‬الميم ت الم عن الكلام ف‪ ،‬نقل‪ ،‬ي مل‪ ،‬ورخاوة‪ ،‬وقلة فهم‪.‬‬
‫(إ)اللأاء; القطران‪.‬‬
‫( ‪ ) ٥‬النقب؛ الخرب‪ ،‬أوالقطع الفرقة مه‪.‬‬
‫‪ ٦١‬آ جمع ا"يواهمصو•‬
‫‪١٤٩‬‬ ‫نهانألاسهأ‬

‫فنظر إليه نظرة منكرة‪ ،‬فقال ت إل الطائر؛ فضحك التوكل)) ‪. ٠١١‬‬


‫هذا وإن من أعظم ما يع؛ن على إثراء محالن الصافة بالكلام‪ ،‬والسلامة فيها‬
‫من الإثقال‪ ،‬أمولكثيرة يأتي على رأسها ما يلي‪:‬‬
‫‪ - ١‬الخذر من الثرثرة؛ وهي كثرة الكلام تكلفا‪ ،‬وبلا فائدة؛ فتجد من الماس‬
‫من هوثرثار مهذار‪ ،‬يتكلم ل كل باب‪ ،‬ؤئتوخكل مضيق‪ ،‬كما قال الأول ‪:‬‬
‫موشك المتطة ذولب ننررأ‪،‬‬ ‫ذارة‬ ‫ه‪-‬تريالانذرغ‬
‫فإذا ما حضرمحلسا ملاه بكثرة الضجيج‪ ،‬وأشغله بفضول الكلام‪.‬‬
‫فالثرثرة مفلهرمن أعفلم مفلاهر الإثقال الش تورث الإملال‪ ،‬وهي دهلألة على‬
‫رقة انمين‪ ،‬ونقصن العقل‪.‬‬
‫قال المم‪< : . ،‬إلن من أحكم إلي‪ ،‬وأهمكم متي ي الأخرة أحامنكم‬
‫أحلاقاؤإن أبغضكم إلي‪ ،‬وأبعدكم مني ق الأخرة أمووكم أحلاها؛ الثرثارون‪،‬‬
‫‪١٠٣١‬‬ ‫الفيهقون‪،‬‬
‫ولقد تتابعت وصايا الحكماء فا النهي عن الثرثرة‪ ،‬وذمها' وبيان سوء مغثتها‪.‬‬
‫)‪(٤‬‬
‫قال أبوهميرة‪ .‬؛ ر لا خيري فضول الكلام)) ‪. ٠٤١‬‬
‫لاا‪-‬بمعالخراهمص؟•‬
‫(‪ )٢‬الماور‪ :‬الكلام الكير‪ ،‬والنثر‪ :‬الت اقط‪.‬‬
‫‪ ، ١٩٤ .‬وابنحيان(آ\ائ)‪ ،‬وابنأضب‪/‬ه\ل‪، ،‬‬ ‫(‪ )٣‬أخرجه احمد‬
‫شرح ال تة ( ‪ ) ٣٩٥‬كلهم من حديث أض ثعلبة الخثتي‪ ،‬وال؛رمذى(ه ‪ ) ٢٠ ١‬عن جابروقال‪ « :‬حديث‬
‫حن ءريب ‪ ، ٠‬وفال الميئمي ق انحعع‪ : ٢ ١ /٨‬ا رجال أحمد رجال الصحيح ‪ ، ٠‬وحسنه الألباني ز‬
‫الصحيحة (‪.)١^٩ ١‬‬

‫(‪)٤‬بهجةانحالس ‪. ٦١/١‬‬
‫وقال عطاء ظقع; رركانوا يكرهون فضول الكلام)) ‪.، ١١‬‬
‫وقال؛ ا<بترك الفضول تكمل العقول)) ‪. ٢٢١‬‬
‫ومن الثرثرة الثقيلة اليغيضة ق الجالس أن يأتي أحد ‪١‬لخاصرين بقصة‪ ،‬أو‬
‫حادثة مضمونها سمج‪ ،‬وفحواها قليل‪ ،‬ثم يفصل فيها تفصيلا لا داض له‪ ،‬مما‬
‫يضجر الخاصرين‪ ،‬ؤيقوت فرصة الكلام على غيره‪ ،‬قال الثاعر‪:‬‬
‫مإذا اهت_اوتإوعيوفص‬ ‫لأخ_ةرفيحث__والك_لأ‬
‫وقال إسماعيل الكاتب‪:‬‬
‫رأ‬ ‫لأمةلي‬ ‫خ_ينالك‬
‫ومي ض ب‬
‫بل ينبغي للأنسان ‪-‬حتى ولو تكلم بكلام نادر لعليف‪ ،‬وله روح‪ -‬ألا يف ده‬
‫بالفضول الذي لا داعي له‪.‬‬
‫قال الخمري القيرواني منبها إر ذلك‪( :‬اوبجب إذا حكى النادرة الءلريفة‪،‬‬
‫والحكمة اللعليفة ألا يعربها‪ ١‬ا فثقل‪ ،‬ولا ‪c‬جمجها ‪ ٢٦١‬؛ ثجهل‪ ،‬ولا ممعلمعلها؛‬
‫محتند‪ ،‬ولا يقطعها؛ محجمي)) ‪٠٢٧١‬‬

‫(؛)هأةانحالس؛‪/‬؛آ‪.‬‬
‫(آ)بهجأنحالس؛‪/‬؛ا■‪.‬‬
‫(‪)٣‬ديوان الشامحعيإ ‪ ١٣٦١٢‬بتحقيقت‪ ..‬محمد عبد العمحفاجي ‪١ ١٣٦١٠٢‬‬
‫(؛)بهجة انحالس ‪. ٦١/١‬‬
‫(‪ )٥‬يعني‪ ،‬ألا يتكلف إعرابها‪ ،‬بل يأتي بها كما جاءت‪.‬‬
‫(‪ )٦‬يعم‪ ،‬؛ لا يغيرها‪ ،‬ولا يفدها‪.‬‬
‫‪ ٢٧١‬جمع ابواهرص" ‪• ١‬‬
‫‪١٥١‬‬ ‫نيانواسهت‬

‫ثم إن كثرة الكلأم بلا دلع تفلهربوامحلن العيوب‪ ،‬ونحرك كوامن العداوات‪،‬‬
‫وتدل على مواطن الضعف ق الإنسان‬
‫ومن الثرثرة المحة ما ترام من بمص من لمى له وود ولا صدرق انجلى•‬
‫ومع ذلك فلا يبدي أحد قصة أو حادثة وإلا ساق على نولها قصة مثلها مع يروي‬
‫ل ا لمرد‪ ،‬وثمل ذ العرض•‬
‫والقصود أن الثرثرة ‪ -‬ق الأصل ‪ -‬مذمومة‪ ،‬حالبة للأثقال‪.‬‬
‫ولا يعني ذلك أن كثرة الكلام مذمومة بكل حال‪ ،‬بل قد تكون محمودة‬
‫خصوصا لمن له قبول‪ ،‬وحن تصرف ق مناحي الكلام؛ فان هذاوأمثاله ممن‬
‫يسمهلرون الكلام ‪ ،‬ومرعب إليهم ق مريد مته‪.‬‬
‫وهذا ما بجعل بعض ضعاف العقول ق انحالس يرغب ق الكلام؛ لما يرى لأمثال‬
‫هذا من القول؛ فيظن أن ذلك ناتج عن كثرة كلامه‪ ،‬وما علم أن بينه وب؛ن ذلك‬
‫الثخص كما بن ذات الربع وذات الصلع‪.‬‬
‫وق مقابل ذلك بجد من يرغب ق الاستزادة من كلامه؛ لكونه عازبا مسنثحله؛ ‪،‬‬
‫قال أبواليقفلان‪ ،‬قال عمر بن عبدالعنين‪« :‬ماكلمي رحل من ض أسد إلا نميت‬
‫أن يمد له ق حجته؛ حتى يكثركلامه؛ فاسمعه)) ‪.، ١‬‬
‫قال الحز ظق‪ ،‬؛ ‪ ١‬لمان العاقل وراء قله‪ ،‬فإذا أراد الكلام تمكر؛ فان كان له‬
‫قال‪ ،‬وإن كان عليه سكت‪.‬‬
‫وقلب الخاهل من وراء لمانه‪ ،‬فان نم بالكلام تكلم به له‪ ،‬أوعليه)) ل‬

‫(‪ )١‬انظرجوامع الاداب ‪ j‬أحلاق الأنحاب للقاسي ص‪1‬ء‬


‫(‪)٢‬ا‪J‬؛انوا‪J‬نيتي ‪٠١٧٢/١‬‬
‫('"ا)الهانوابينا‪/‬آ؟ا‪.‬‬
‫‪ - ٢‬الخذرمن الاستهتاريالخديث ت فهناك من يثرثرق حديثه‪ ،‬ولكنه يعطي غيره‬
‫فرصة كي تحدث‪.‬‬
‫والثرثرة قبيحة ‪-‬كما مر‪ -‬وأقبح منها أن يمتاثر المرء بالحدث‪ ،‬فلا يعطي‬
‫غيره فرصة لأن ينثر ببنت شفة ‪ ،‬فلا يكاد الحاصرون يلتقطون أنفاسهم إلا‬
‫ويبادرهم بموصؤع جديد‪ ،‬وربما كان حديثه لا يمن ولا يغني من حؤع•‬
‫والأثرة بالحديث آفة قبيحة‪ ،‬يغفل عتها كثيرمن المحي‪،yrj‬؛ لظنهم أن‬
‫سكوت من أمامهم إنما هوإعجاب بكلامهم‪ ،‬وموافقة لمم على الإطالة‪.‬‬
‫فيحز بالمحدث ‪-‬حصوصا ق محالس الضيافة‪ -‬نحب الاستئثار بالحديث‬
‫وأن لا يعيب على غيره ذلك ويبيحه لقسه‪.‬‬
‫فمن الأدب باوكلأم أن يقتصد الملم ق تحدثه ق انحالس‪ ،‬وأن ينأى ينف ه‬
‫من صنيع بعض الناس‪ ،‬ممن لا يستحيون من امتلاك ناصية الحديث ق محافل‬
‫الناس‪ ،‬فيملزون الأفئدة بالفجر من طول ما يتحديون‬
‫رمن الهلراثف ي ذلك أن أحدكبار من ممن قد قارب المائة عام‪ ،‬وكان ذا‬
‫حففل للأخبار‪ ،‬وحس عرض يا ‪ -‬أنه كان ي محلمس من انحالس‪ ،‬وكان ل‬
‫ذلك انحلس رجل مهدار لا يكاد بمطي غيره فرصة للكلام‪ ،‬وكان كبيرالمنن‬
‫الم الفث الذكر يتحفزي بن الفينة والأحرى؛ لذكرقصة عنده؛ وكلما نم‬
‫بالشرؤع بها ابتدره ذلك الثرثار المسناُر بقصة جديل‪ .‬ة‪ ،‬أوموصؤئ حديد؛‬
‫ف كت دللش الكسرعلى مضمني وغفل ‪٠‬‬

‫؛ ‪ ) ١‬انظرأحطاءق أدب انحادئة واغالمة ص\‪_/‬ا'‪.‬‬


‫‪١٥٢‬‬

‫وق إحدى قصص ذلك ا‪J‬ثرثار المستأثر ‪ -‬ذكر أنه تعرض لوقف‪ ،‬وقال‪ :‬إنني‬
‫كدت أن أمويت‪ ،‬فيه‪ ،‬فقال له ذللئ‪ ،‬الكسر؛ ل؛تلثا متا‪ ،‬وأرحتننا؛ حتى تثنى لى‬
‫الفرصة لذكر قمش الش تتلجلج ق صدري‪ ،‬ولم ثيع لما محالا‪.‬‬
‫فينبغي للأن ان ألا بملل على الس‪-‬امعيرن‪ ،‬وألا ي تاترق الخالو<ث‪ ، ،‬حتى ولو‬
‫كان مقبولا عندهم‪ ،‬وحديثه محببا إر نفوسهم‪.‬‬
‫نال الخمري الةءرأ‪J‬انم^ •* ‪ ١‬وبجب على اللبيب المطرب ألا يطيل؛ قي‪-‬و‪، ،‬‬
‫ولا يقمر؛ فيخل‪ ،‬فللكلأم غاية‪ ،‬ولنتاحل ال اْعتي نهاية)) ‪{ ١‬‬
‫ثم ذكر مثالا لذللث‪ ، ،‬فقال ‪ :‬ر قال أحمد بن الهليس‪ ،‬الرحمي تلمين‪ .‬أحمد بن‬
‫إسحاق الكندي؛ كنتح يوما عند العباس بن خالد ‪-‬وكان ممن حث‪ ،—،‬إليه أن يتحدُث‪_،‬‬
‫فأقبل بحدثني‪ ،‬ؤيتتقل من •حدي‪.‬ث‪ ،‬إر حديث‪ ، ،‬وكان ق صحن منزله؛ فلما يلعتنا‬
‫الشمس انتقلنا إر موصع ^احر حتى صار الظل فيئا؛ فلما أكثر‪ ،‬وأصجر‪ ،‬ومللتت‬
‫حمن الأدب ق حمن ‪١‬لأستماع ‪ ،‬وذكرت نول الأوراعي ؛ رإيا حن الأستأ‪4‬اع‬
‫قوة للمتحدُث‪١ ) ،‬‬
‫فقلتؤ له ‪ :‬إذا كنتن وأنا أسمع قد عييت‪ ،‬مما لا كلفة عاي فيه ‪ -‬فكيف ‪ ،‬يلث‪ ،‬وأنن‪،‬‬
‫تتكلم؟‬
‫فقال ‪ :‬إن الكلام بحلل الفضول الغليفلة الي تعرض ق اللهوات‪ ،‬وأصل‬
‫اللسان‪ ،‬ومنابت الأسنان‪.‬‬
‫فوثبت‪ ،‬وقاك • ما أراُي‪ ،‬محلن‪ ،‬إلا أيارج الفيقرأ ‪،‬؛ إذ أنتج تتغرغر بي منن‪ -‬اليوم‪،‬‬
‫وافه لا أجلس‪.‬‬

‫ر ‪ ١‬آ جمع الحواهر صى ‪• ١ ١‬‬


‫(‪ )٢‬أيارج ت معرب ‪ ،‬وتفسيره ت الدواء الإلمي ‪ ،‬والمنقر؛ الداهية ‪ ،‬كأن يقول ت ما أراني معك إلا دواء الناقرة ‪٠‬‬
‫والمسه العفلمة‬
‫ثنئئئق‬
‫واجهدبي‪،‬لمسم))را‪/‬‬
‫‪ ojA‬عند بعض إخواننا؛ فتكلم‪ ،‬فأعجبه من‬ ‫وقال؛ راقال أحمد بن الطيب; كنا '‬
‫نف ه الكلام‪ ،‬ومنا الاستماع؛ حتى أفرؤل؛ فعرض لبعض ‪١‬لخاصردن ملل‪ ،‬فقال;‬
‫إذا بارك افه ل شء لم نس‪ ،‬وقد جعل افه ق حدث أحبنا هده البركة)) ل‬
‫وقال الخمري ; رروقال عثدالله بن سالم ق رجل كثيرالكلام‪:‬‬
‫ينئيه او ا الكون والخؤكة‬ ‫لي صاحب ي حدثه مكة‬
‫لرده اب الحروف مث__ت؛كةر‬ ‫ل وق ال * لاي قليل أحرفه ا‬
‫ثم حتم الخمري كلامه ق هذا السياق قائلا ; رروالتحفثل ق هدا الباب من أكبر‬
‫الأسباب؛ لأن النادر‪ ،‬والهاتر‪ ،‬والسامرقد تمرله المادرة اكحكة‪ ،‬والهليبة‬
‫انحركه؛ فستغرب امحلس‪ ،‬وتهلرب الأنمر؛ فدعوها ما استحسن منه‪ ،‬واستند‬
‫عنه أن يعود إر مثلها؛ فيتتقص س حيث ظن أنه زاد‪ ،‬ؤيف د عليه ما أراد)) ‪١‬؛‪.،‬‬
‫‪ -٣‬جتب تكرارالخديث بلا مسؤغ‪ :‬فهذا س عيوب الكلام‪ ،‬وهومما يورث‬
‫الملامة له‪ ،‬ويولي السامة‪.‬‬
‫وهناك س يذكر الحادثة أوالقصة ق انحلس الواحد مرات عديدة‪.‬‬
‫وهناك س يكرركلامه كثيل بلا م ؤغ‪ ،‬مما بجعل الأذوائ ثمجه‪ ،‬والأذان‬
‫ثسسلئا من س‪.‬مأاعه‪.‬‬

‫(‪ )١‬جمع الخواعرص؛ ‪. ١‬‬


‫(‪ )٢‬جمع ضاهرص؛\‪.‬‬
‫("ا)حمعالخوا‪،‬رصاا‪.‬أ؛‪.‬‬
‫ر‪ ٤‬ا جمع الجواهر ص‪• ١ ٢‬‬
‫‪١٥٥‬‬ ‫نوانداسياهت‬

‫قال محمد بن صبيح العروق بالسماك لخاؤيته؛ ((كيف ترين ما أعظ ُه اكاس؟‬
‫قالت ت هو حن‪ ،‬إلا أنك تكرره‪.‬‬
‫قال؛ إنما أكرره؛ ليفهمه من لم يكن فهمه‪.‬‬
‫قالت • إل أن يفهمه ‪•٠٠^٥^١‬؛ يثقل على سمع الذكي)) ل ‪٠‬‬
‫ابن عباس حديثا فقال ت لولا أنى أخاف أن أغعس من بهائه‪،‬‬ ‫(‪ ١‬واستعيد‬
‫وأنيق من مائه‪ ،‬وأحلى من جدته ‪ -‬لأعدثه ) ‪٢١‬‬
‫وقال أبو نمام يصف قصائده‪:‬‬
‫مكرم ة همن اكى الع ادل؛ا‬ ‫متزمة عن المرق الورى‬
‫وقال الأخر‪:‬‬
‫من الخديث مما بمي وما ياتي‬ ‫إذاتحدثت ي لوم؛ قبمهم‬
‫موك—ت بمع اداة الع ادات ‪، ٠١‬‬ ‫فلا محورحديثا إن طبعهم‬
‫قال أيوانماس المفاح؛ ار ما رأيت أغزر من فكر أبي بكر الم‪-‬ذلي؛ لم يعد‬
‫عن؛ حديثأ ممل ) ‪. ٢٦١‬‬
‫أما إذا احتيج إر التكرار‪ ،‬وكان فيه نيادة فائدة‪ ،‬ولم يكن موصلا إر حد‬
‫الملأل ‪ -‬فلا بأس به؛ ذلك أن بعض الناس مقبول‪ ،‬حلو الحديث‪ ،‬ولوكان‬
‫مكرورا معاد'ا؛ بل إن ي تكراره ضيد بهجة‪ ،‬وإبماس‪ ،‬وفائدة‪.‬‬
‫\‪).‬ذهم\لآد\ب\‪/‬م\‪.‬‬
‫‪ ) ٢‬اسب‪ '• .‬طلب مه إءادت‪.4‬‬
‫'ا)زمالآ‪ّ،‬ابا‪/‬ا"آا‪.‬‬
‫أ)ُممحأبيىمضحهمزىاسمهآ‬
‫‪ ) ٥‬إصلاح اتحنمع لييجاني ‪ ،‬صُ ‪• ٣٦‬‬
‫‪)٦‬اا‪J‬تطرفص‪٢٣٨‬‬
‫^^ئلئق‬
‫وهذا ما بجعل بعض التكرار محمودا‪ ،‬وبعضه مذموما‪.‬‬
‫والذي لا يفرق بينهما يقع ‪ )j‬الذم‪ ،‬والخرج‪ ،‬والإثقال‪.‬‬
‫ولكن أحد أعنة الآصحاب على درحة عالية من حن الحديث‪ ،‬وقد سمعت‬
‫منه ' وسمع غيرى كثيرا من القصص‪ ،‬والأحداث ' مرايتؤكثيرة جدا' وْع ذلك‬
‫لا ‪ ١٢‬من كثرة إعادته لما‪ ،‬وكأن القاثل يعنيه بقوله ‪:‬‬
‫ولديم تمح الثس يء اللع اد‬ ‫يع اد حديث ه مني ي حنا‬
‫وإذا سمعته يتحدت تذكرت قول القائل ت‬
‫أشبه بمص الكلام بالم ل‬ ‫س بحان يبي بارك اله م ا‬
‫وإذا قارنذ بينه ويمن بعض من يلغوبكلام بارئ ثقيل‪ ،‬وهولا يبالى تذكرت‬
‫قول الأول‪:‬‬
‫ظ‬ ‫ادره اللمظ إذياش‬ ‫يب‬ ‫من كاس من لفئل ه لول و‬
‫ظ‬ ‫ى ولابحف‬ ‫ال ملغ‬ ‫ين‬ ‫ؤبممث هم قول ه لكلخصى‬
‫‪ -٤‬الحذرمن التندم ي الكلام بحضرة الأكابر‪ :‬فمن أعفلم المراعاة لأدب‬
‫الكلام ي انحالس أن بجذر الإن ان أشد الحذر من التقدم بالحديث ق حضرة‬
‫الأكابر‪ ،‬قيتصدر انحلس‪ ،‬ويرد على الأسئلة‪ ،‬ؤيأحذ بناصية الحديث‪ ،‬مع‬
‫وجود من يكمْ ى السن‪ ،‬والعلم‪ ،‬والقدر‪.‬‬
‫قال الشيح عبدالرحمن ال عيي ظقد محذرا من ذلك الصنع‪ :‬ر إياك أن‬
‫تتميى ‪ ،3‬يجالسك مع الناس للترؤس عليهم وأنت لت برئيس‪ ،‬وأن تكون‬
‫ثرثارا متصدرا بكل كلام‪.‬‬
‫‪١٥٧‬‬ ‫نوانداسيافة‬

‫وربما من جهلك وحممك ملكت انحلن على الخلوس‪ ،‬وصرت أنت‬


‫الخعليب والمتكلم دون غيرك‪.‬‬
‫وإنما الأداب الشرعية والعرفية مطارحة الأحاديث‪ ،‬وكل؛ من الخ‪-‬اصرين يكون‬
‫له نمتب من ذلك‪ ،‬اللهم إلا المغارمع الكبار‪ ،‬فعليهم لزوم الأدب‪ ،‬وأن‬
‫لا يتكلموا إلا جوابا لغيرهم)) ‪{ ١‬‬
‫وأذكرأنه ق يوم من الأيام كان هن اك محلس ضيافة يتصدره عالم كبير‪،‬‬
‫والناس من حوله من أكاير أهل العلم سكوت‪ ،‬وكان على رؤؤسهم الطير؛ فلا‬
‫يكاد احد منهم يتبن بينت شفة‪.‬‬
‫وكان ي انحلس إنسان عادي‪ ،‬وعنده سيء من العلم؛ فما كان منه إلا أن أحلم‪.‬‬
‫بزمام الحديث‪ ،‬وصار يجادل ذلك العالم‪ ،‬ؤيموق م ائل بارئة أثقلت على‬
‫الها'‪ ،، rX،‬وأورثنهم الضيق‪ ،‬والإحراج‪.‬‬
‫ول يوم من الأيام كان هناك يجلس أنس‪ ،‬ومهلارحة‪ ،‬وم امرة‪ ،‬ويجاف‬
‫لأطراف الأحاديث‪.‬‬
‫وكان من صمن الحاصرين رجلا معروف بحن الكلام‪ ،‬والتفنن ي إيراد‬
‫القصص‪ ،‬والأحبار‪ ،‬والأشعار‪.‬‬
‫وكان الحاصرون على درجة عالية س العة والأنس بتل لف‪ ،‬الأحاديث العالية‬
‫المح‪ ،‬يوقها ذلك الرجل‪ ،‬بل كانوا يستمطرونه الحديث كلما هم بال كون‪.‬‬
‫وكان من بمتن‪ ،‬القوم ملأ ينانح الحديث' ؤيثقل على الحاص‪-‬رين بأحاديثه‬
‫الباهتة؛ فكان كما قال الحكيم العربي ‪:‬‬

‫(‪ )١‬اشياض الناضرة صمن امحموعة الكاملة لابن سعدي‪ ،‬ه‪/‬آثه‪.‬‬


‫نئذئ؛ق‬ ‫ثثئ‬
‫تضيق ل ه صيؤر‬ ‫أت ى ني ا" وأس رف ي ن ذاء‬
‫دي لت—ارأيارصينا‬ ‫ولا س‬ ‫بمدثنان لأي روي غؤسا‬
‫كثل رص تججع طولألي لغ ولاللمي عل ى مرطحيت ا‬
‫ولوأنه أدرك مكاثه‪ ،‬وعرف ْوقله ‪ -‬لما أوقع نف ه بذلك الخرج‪.‬‬
‫‪ —٥‬اكحلي بحسن الصمت ت فالصمت حلق محمود‪ ،‬وأدب جميل؛ إذ فيه‬
‫الحكمة‪ ،‬والستر‪ ،‬والسلامة‪.‬‬
‫قال الإمام النووي ه ‪ :‬ر اعلم أنه نبغي لكل مكلف أن بحففل لسانه عن‬
‫جمع الكلام إلا كلاما ظهرت فيه الصلمجة‪ ،‬ومتى استوي الكلام المباح وتركه‬
‫ل ا لمصلحة فالسنة الإمساك عنه؛ لأنه قد بجر الكلام المباح إر حرام أومكروه‪،‬‬
‫وذلككثيزفي العادة‪ ،‬والسلامة لا يعدلما شيء)) ‪.، ١١‬‬
‫وقال القاسمي ت را إياك وفضول الكلام؛ فانه يظهرمن عيؤبك ما بملن‪ ،‬وبجرك‬
‫من عدوك ماسكن؛ فكلام الإنسان بيان فضاله وترجمان عقله؛ فاقمره على‬
‫الخميل‪ ،‬واقتصرمنه على القليل)) ‪.، ٢١‬‬
‫وقال بعض البلغاء ت (ا الرم الصمت؛ فانه يكسبك صفوالمودة‪ ،‬ؤيومنك سوء‬
‫المغبة‪ ،‬ؤيلبسك ثوب الوقار‪ ،‬ويكفيك موونة الاعتذار)) ر'اا‪.‬‬
‫وقال طرفة بن العبد ‪:‬‬
‫حصس_اةر؛‪ ،‬على عورات ه [ ‪^Jjl‬‬ ‫ؤإن ن ان المرءم الم تكن ل ه‬

‫لكووى ص؛ ‪. ٣٩‬‬ ‫(‪ )١‬يياض‬


‫(‪ )٢‬جوامع الاداب ل أحلاق الأنحاب للقاسمي ص‪. "،‬‬
‫‪.‬‬ ‫( ‪ ٢٣‬أدب الدين والدنياللعاوردي ص‪٥٧٢‬‬
‫(‪ )٤‬حصاة;عمل‪.‬‬
‫‪١٥٩‬‬ ‫ذوازلاسهأ‬

‫ينول ت إذا لم يكن مع اللسان عقل بحجزه عن بسطه فيما لا يحب ‪ -‬دل‬
‫اللسان على عيبه بما يلفظ به من عور ا‪J‬كلأمل‪.،١‬‬
‫ولثن كان لزوم الصمت‪ ،‬وترك الحديث فيما لا يعني متح نا مهللؤبا من‬
‫كل أحد‪ -‬فلهوممن يأنس من نف ه الخهل‪ ،‬وكثرة الزلل والخطأ أول وأور•‬
‫قال علي بن همدالوجمن بن هديل ءمن الواجب على من عري من الأدب‪،‬‬
‫ونحلى عن المعرفة والمهم‪ ،‬ولم ينحز يالعلم ‪ -‬أن يلزم الصمت‪ ،‬ويأحد نف ه به؛‬
‫فان ذلك حفل ييرمن الأدب‪ ،‬ونصيب وافرمن التوفيق؛ لأنه يأمن من الغلط‪،‬‬
‫ؤيعممم من دواعي السمتل؛ فالأدب رأس كل حكمة‪ ،‬والصمت جماع‬
‫الحكم»\^‬
‫قال الشاعر‪:‬‬
‫صحيفة لب المرء أن يتكلمارم‬ ‫وي الصمت س—رسمأ ؤإثم ا‬
‫وقال عطاء ظك ‪ :‬ر الصمت صيانة اللسان‪ ،‬ومتراليءأ‪،‬ا ر؛‪/‬‬
‫وقالوا‪ B :‬اللسان مع عقور))‬
‫وقالوا ق التحديرمن الكلام بلا دلع‪ ،‬وق الحث على الصمت ‪ :‬ررعقل الرحل‬
‫ب؛ن لحييه‪ ،‬وفكته)) ل‬

‫(ا)ا;ذلرثن العرب؛ا‪'/‬آا‪/‬ا‪.‬‬
‫(‪■ )٢‬من الأدب والسياسة ونين الحسب والنيامة لعلي بن عبد الرحمن بن هذيل ص\ا‪. ١ ٢‬‬
‫(‪ )٣‬من الأدب والسياسة _‪. ١ AT‬‬
‫(؛)بهجةانحالسا‪/‬ا‪.1‬‬
‫(‪)0‬اويانواك؛‪،‬نا‪/‬؛ها‪.‬‬

‫(آ")ال؛يان وافنا‪/‬أا‪،‬ا‪.‬‬
‫ولا يعني ما مضى أن الصمت أجمل من الكلام بإطلاق‪ ،‬وإنما يعني أن‬
‫الصمت حيرمن حشوالكلام‪ ،‬ومن إلقائه على عواهنه‪ ،‬ومن التقدم فيه بحضرة‬
‫الأكابرإل غيرذلك من"آفات الكلام الشيكوناض‪٠‬تضأ‪ ،‬وأور‪ ،‬أو‬
‫أوجب من الكلام فيها‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬

‫من متْل ق ي غ يرحين ه‬ ‫والص مت أجم ل ب الض‬


‫وقال الزمحشري‪ :‬ر حير الألسن المخزون‪ ،‬وحيرالكلام الموزون؛ فحدث إن‬
‫حدثت بأفضل من الصمت‪ ،‬ونين حديثك بالوقار وحسن المن‪.‬‬
‫إن الطيش ل الكلام يترجم عن حفة الأحلام‪ ،‬وما دخل الرفق بشيء إلا‬
‫زانه‪ ،‬و‪u‬ز‪١‬ن المتكلم إلا الرزانة)) ‪. ٢٢١‬‬
‫ومحال يونس بن محيي ‪ :‬ر ليس خلة من حلال الخيرتكون ي الرجل هي أحرى‬
‫أن تكون جامعة لأنولغ الخيرمن حففل اللسان)) ؛ ‪٠٢٣‬‬
‫وقال ق امة بن زهير‪ :‬رريا معشر الماس إن كلامكم أكثرمن صمتكم؛‬
‫فاستعينوا على الكلام بالصمت‪ ،‬وعلى الصواب بالفكر)) ؛ ‪. ٢٤‬‬

‫(‪ ) ١‬ينب للشافعي‪ .‬انظرديوانه صى‪ ، ١ ٦٣‬ؤيتب لأبى العتاهية‪ .‬امملر السان‬
‫‪A'KW/S‬‬

‫(‪ )٢‬أقوال مأثورة وكلمات جميلة‪ ،‬د• محمد بن لملفي الص‪.‬اغ‪? ،‬؛_‪ ١ ٤ A‬عن أتلواق الذهب‬
‫للزمحثريص؟خ‪.‬‬
‫("آ)انحاّس والأصدادص؛'اء‬
‫(؛)امحاسن والأصوادص؛مل‪.‬‬
‫‪١٦١‬‬ ‫محاذ<لاسهت‬

‫‪ (١‬وكان يقال ت ينبغي للعاقل أن بحفظ لسانه كما بحفظ موضع قدمه‪ ،‬ومن لم‬
‫بحففد لسانه فقد سالهله على هلاكه)) ؛‪.،١‬‬
‫ثم إن الصمت يتفاوت يتفاوت ذوق أصحابه؛ إذ الصمت ق أصله جميل‬
‫فاضل محمود ‪ ،‬وقد يزداد حماله‪ ،‬وفضله وحمده إذا نيته صاحبه بالأدب‪،‬‬
‫‪ ،‬والتواضع‪ ،‬وحن الأستْاع للمتكلم؛ن‪.‬‬ ‫وإشراقه‬
‫قال بعضهم؛ ‪ (١‬من حماقة الإنسان أن يكون الأست‪٠‬اع إليه أحب من الطق إذا‬
‫وجد ْا يكمه؛ فانه لن يعدم من الصمت سلامة‪ ،‬ونيادة ق الحلم)) ؛‪.،٢‬‬
‫وقال بعض الحكماء ‪ :‬ررمن قدر على أن يقول فيحز فانه قادر على أن‬
‫يصمت؛ فيحسنءأ {‬
‫وقد يكون الصمت ثقيلا منتقلا؛ كمحال بعض الناس ممن يزوره الأضياف؛‬
‫فيستقبلهم بالصمت‪ ،‬وبحالمهم بالصمت‪ ،‬ؤيودعهم بالصمت‪.‬‬
‫وبجلاف من يلزم الصمت‪ ،‬ولكنه ثقيل على الحاضن ثملا لا يقل عن ثقل‬
‫من يضجرون بالكلام‪ ،‬كمنيع بعض من بحضرون محالى الضيافة‪ ،‬فتراهم‬
‫يعجبون‪ ،‬ولا يتعجبون‪ ،‬ؤمكهون وهم متقبضون‪ ،‬وتذكرلمم بداغ العلم‪،‬‬
‫ونقائ ه‪ ،‬وغواليه ولا يهلربون‪.‬‬
‫وكحال من يصمت ق الجالس ولكنه يرى أنه حيرمن المتثكلم؛ن‪ ،‬وأنهم دون‬
‫مرنته ' ولا يثغي لمم أن يتكلموا بحضرته؛ لدا تراه لا ينظر إليهم إلا ثزرا؛ فمثل‬
‫ذلك الصمت ثقيل مستثقل بارد‪.‬‬

‫(ا)انحا>ن والأصدادص‪. ٥٣‬‬


‫(‪ )٢‬الرجع السابقصه*آ‪.‬‬
‫("آ)الرجعىبقصهما‪.‬‬
‫ماذواسهت‬ ‫‪١٦٢‬‬

‫وبالخملة محالصت جميل ق الأصل‪ ،‬ويزداد جماله إذا قرن ُالتواصع‪،‬‬


‫واليم‪ ،‬وإيثارالأضنبالكلام‪.‬‬
‫ومن كانت هدم حاله محهو الخفيف على النفس‪ ،‬وهو الخدير بكل فضائل‬
‫الصمت‪.‬‬

‫ل إ نه عنصر أسامحي ق محلر الضيافة وغين ‪١‬‬


‫ولوأن حميع من ق محل ى الضيافة كانوا يتكلمون لكان انحلس أشبه‬
‫بالشجرة الكبيرة الش اجتمع فيها العصافيرقبيل الغرب؛ فلا يكاد واحد منها‬
‫يك ؤ ‪t‬‬

‫فالمتحلون بالصمت الخميل ق محالمي الضيافة هم جزء لا يتجرأ من جمالما‪،‬‬


‫وجلالما؛ فلا يقلن الواحد منهم أنه محرد إكمال عدد ‪ ،‬أوأن وجوده كعدمه‪،‬‬
‫وحضوره كغيابه‪.‬‬

‫لا؛ بل إن وجوده إصافة للمجلس‪ ،‬وغيابه فقد لعنصر أسامحي من عناصره‪.‬‬


‫ولثن كان جمال يعص الناس بالمنهلق فان جمال بعضهم بالصمت‪ ،‬ولئن كان‬
‫الإعجاب ببعض المتكل‪^٠‬ن ق محالن الضيافة ك؛يرآ ‪ -‬فان الإعجاب لا يكاد يمل‬
‫عنه ببعنحى من ينحلون بالصمت الخميل‪.‬‬
‫رركان أعرابي بجالس الشعبيأ‪ ،‬فيطيل الصمت؛ فنقل عن طول صمته‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬أسمع فأعلم‪ ،‬وأسكت فأسلم)) را‪.،‬‬
‫)‪(١‬‬

‫وكال شاعر ق مدح شخمى ت‬

‫او؛‪1‬نواكيينا‪/‬؛؟ا‪.‬‬
‫‪١٦٣‬‬ ‫نواذداسفة‬

‫نطق القوم والحديث ي—دورراا‬ ‫حنن الصسنت والق اطع إم ا‬


‫وهكذا يتبخن أن التحلي بحسن الصمت من أعفلم ما يتبغي أن يراعى ق أدب‬
‫محلس الضيافة‪.‬‬
‫‪ -٦‬حمن الإنصات لمن بتكلم ت وذلك بالإصغاء لا!متممإ‪ ،‬والخدر من‬
‫مقاطعته‪ ،‬أومتازعته الحديث‪ ،‬أو التشاغل عنه‪ ،‬أوالإشاحة بالوجه عن‬
‫المتحدث > وإجالة النفر يمتة ويسرة‪.‬‬
‫فمن أدب انحالس‪ ،‬ومروءتها أن بحن الإنسان الإصغاء لمن يتحدث‪ ،‬وأن‬
‫يقبل عليه يكلسه؛ فالمنحيث البارع هوالمستمع البارع‪ ،‬وبراعة ‪١‬لأستماع تكون‬
‫بالأذن‪ ،‬وطرف الع؛ن‪ ،‬وحضور القلب‪ ،‬وإشراقه الوجه‪.‬‬
‫وهدا الأدب الخميل أدب عربي‪ ،‬وإسلامي عظيم بل هومما تواطأت عليه‬
‫الأمم ق ماضيها وحاصرها‪.‬‬
‫وما اثي كثترمن انحالس إلا من قلة الإصغاء لمن يتكلم‪ ،‬وما ارتقى كشرمنها‬
‫إلا بجن الإنصات‪ ،‬وجميل الإصغاء‪.‬‬
‫وليلك كان الأكابر يقدرون هده الخصلة محيرها‪ ،‬ؤيتواصون على رومها‪،‬‬
‫والأحد بها‪.‬‬
‫محال ابن عباس ‪-‬رصي اممه عنهما‪ -‬؛ رالخلمتسير علي ثلاث؛ أن أرميه بطرق إذا‬
‫أقبل‪ ،‬وأن أوسع له ق انحلس إذا جلس‪ ،‬وأن أصغي إليه إذا تحدث)) ‪.‬ر‬

‫(ا)الانوابينا‪/‬م'آيم‬
‫('آ)ءيونالأحأارا‪/‬ثم‪.‬‬
‫وقال عمروبن العاص‪ .‬ت ر< ثلاثة لا أملهم؛ جليسي ما فهم عني‪ ،‬وثؤيي‬
‫ما ّترُي ' وداض ما حملت رض® • ‪٢١١‬‬
‫وقال سعيد بن العاص'‪ ٠١ • .‬لخليسي علي ثلاث؛ إذا أقل وسعت له‪ ،‬وإذا‬
‫جلس أقبلت إليه‪ ،‬وإذا حدث سمعت منه ) ‪,‬‬
‫وقال الحزم ‪ ٠ :‬إذا جالت فكن على أن تسمع أحرص ملف على أن‬
‫تقول‪ ،‬وثعلم حن الأسماع كما ثعلم محن القول‪ ،‬ولا تقطع على أحد‬
‫حديثه)) ‪، ١٣.‬‬
‫وقال أبوعباد ت ر للمحيث على جلي ه المس امع لخدنه أن ء؛مع له باله‪،‬‬
‫ؤبمغي إل حديثه‪ ،‬ؤيكتم عليه سره‪ ،‬ؤيبسط له عاوره)) ‪.، ٤١‬‬
‫وإذا أثتوا على أحد بجصال حمد كان من جمالتها اتمبمافه بهذه الخملة‬
‫الحميدة‪ ،‬ألا وهي حن الاستماع لمن يكلم‪.‬‬
‫‪ (٠‬ذكر رجز عبدالملك ن مروان فنال ت إنه آخذ باؤع‪ ،‬تارلئ‪ .‬لأؤيع ت آخذ‬
‫بأحسن الحديث إذا حدث‪ ،‬وبأ حن الأستملمع إذا حدث‪ ،‬وبأحن البشر إذا‬
‫لقي‪ ،‬وبأيسر الؤونة إذا خولف‪.‬‬
‫وكان تاركا نحادئة اللئيم' ومنازعة اللجوج‪ ،‬ومماراه الفيه‪ ،‬ومصاحبة‬
‫الأبونرْ‪.))،‬رأا‬

‫(ا)ءٍونالآخار\‪/‬ما<"ا‪.‬‬
‫(‪ ، ٢‬التتتى من مكارم الأخلاق للخرامملي ‪ ٠‬انتقاء أبي الطاهر المالني ص؛ ‪. ٥‬‬
‫(‪ )٣‬الظى من مكارم الأخلاق ص‪. ١ ٥ 0‬‬
‫(؛)زهرالآدابا‪/‬ها'ا‪.‬‬
‫(‪ )٥‬انابون الهم بال—وءوالذي يرمى بالفتح•‬
‫(ا")ءٍونالآخارل‪'/‬ا<‪-‬ا‪.‬‬
‫‪١٦٥‬‬ ‫نيانواسهت‬

‫رروذكر الشض قوما‪ ،‬فقال؛ ما رأيت مثلهم أشد تناوبا ؤ) محلس‪ ،‬ولا أحسن‬
‫فهما من محدث)) ‪.‬؛ ‪٢١‬‬
‫قال ابن منظور•' ارذكررجل‪ ،‬رجلا فقال؛ هوأنصح خلق الله ‪-‬تعار‪-‬كلاما‬
‫إذا تحدث‪ ،‬وأحسنهم استماعا إذا حدث‪ ،‬وأمسكهم عند الملاحاة إذا خولف‪،‬‬
‫يعهلى صديقه الافالة‪ ،‬ولا يسأله الفريضة)) ‪ ١‬ا‪.‬‬
‫ثم إن حسن الإنصات لن يتكلم من أعظم ما يربع من تدرالإنسان' محيطي‬
‫منزلته عند الخاصة والعامة‪.‬‬
‫تال سعيد بن معالم للمأمون ت را لولم أشكر الله —تعار— إلا على حن ما‬
‫من قعده إئ بحديثه ‪ ،‬وإثارته إلر طرفه؛ لقد كان ق‬ ‫أبلاني من أمير‬
‫ذلك أعظم الرفعة‪ ،‬وأرفع ما توحبة الخرمة‪.‬‬
‫لأن أمير المومتن بجد عندك من‬ ‫فقال ‪-‬أي المأمون‪ -‬ت يفعل ذلك أمير‬
‫حن الإفهام إذا حدثت‪ ،‬وحن الفهم إذا حدثت ما لا يجده عند أحد مما‬
‫مضى‪ ،‬ولا يظن أنه بجده عند أحد ممن بقى؛ فانك لتستقصى حديتى‪ ،‬وتقف‬
‫عند مقاطع كلامي‪ ،‬ونخبر مما كنتن أغفقه منه ) ‪١٢٤١‬‬
‫وكان أبوالماس السماح معجاأشد الإعجاب يأبي يكرالمدلي لخمن كلامه‪،‬‬
‫وأدب إنماته‬

‫(\)ب\لأ‪.‬ير\‪/‬بى^‬
‫( ‪ ) ٢‬هكذاق‪ ،‬الأصل‪ ،‬ولعل الصواب ‪ :‬أضح‪.‬‬
‫(‪ )٣‬سوالخارفي‪١J‬و‪١‬درواصرص‪ ٩٤‬ا‬
‫(‪ ) ٤‬زهر الأدب لسري المرواني ‪٠ ١ ٩٣/١‬‬
‫(ل‪)،‬اظراكلرفصآما‪.‬‬
‫‪ ١‬وقيل؛ إن أبا العباس كان بحدثه يوما إذ عمقت الؤيح؛ فأرمت طستا من‬
‫سطح إل انحلن؛ فارتاع من حضر‪ ،‬ولم يتحرك المدلي‪ ،‬ولم تزل عته مطابمة‬
‫لع؛ن السفاح؛ فقال ‪ :‬ما أعجب شانك يا هللي؛‬
‫فقال ت إن الله يقول ؛رما جعل أممه لنحل من ففن ‪. ،1‬مفهءه لالأحزاب‪:‬أ إ‬
‫وإنما لي قلب واحد؛ فلما غمره النور ممحادثة أميرا<لومنتي لم يكن فيه لحادث‬
‫محال؛ فلواتقليت الخضراء على الغبراءل‪،١‬ما أحسست‪ ،‬ولا وجمت لما‪.‬‬
‫فقال السفاح ت لئن بقيت لأرفعن مكانك؛ ثم أمر له بمال جنيل‪ ،‬وصلة‬
‫كرةا‪،‬ص‬
‫راوكان ابن خارجة ينول ت م ا غلض أحد قط غله رجل بمغى إل‬
‫حديثي ))ص‪.‬‬
‫ومما يتاق حسن الإنصات جلن يتكلم أمورعدة؛ منها الاستخفاف بحديثه‪،‬‬
‫والمادرة إر إكماله عنه إما بقصد الإساءة إليه‪ ،‬أولإشعار من ؤر انحلس أن‬
‫من قبل‪.‬‬ ‫حديث ذلك التكلم معاد مكرور‪ ،‬أولي؛يرث أنه علم بدلك‬
‫وما ذلك الخلق بوصف أهل الروءة؛ إذ الروءة تقتضي الإنصات للمتبميدت‪،‬‬
‫ولوكان السامع عالم بدلك من قبل‪.‬‬
‫وإل هذا الض الجميل يشترالحكتم الهميي بقوله‬
‫وسخطت كان الحلم ردجواله‬ ‫من لي بصحية من إذاأغصسه‬
‫(‪ )١‬يمي لوونعت السعاء على الأرض‪.‬‬
‫(آ)التطرفصأ'اا‪.‬‬
‫(‪)٣‬ا‪٠‬كلرفص ‪. ١٣٢‬‬
‫‪١٦٧‬‬ ‫ما‪3‬اوامميأهت‬

‫ويقاو_اٌ ولعل—‪ 4‬أدرى ب_اٌرا‪،‬‬ ‫وتراه يصغي للحدث سمعه‬


‫قال ابن القفع؛ راوإذا رأيت رجلا بحين حديثا قد عالمته‪ ،‬أوعنبرخبرا قد‬
‫سمعته ‪ -‬فلا تشاركه فيه‪ ،‬ولا ثثعقبه عليه؛ حرصا على أن يعلم الناس أنك قد‬
‫علمته؛ فان ل ذلك خفة‪ ،‬وسوء أدب‪ ،‬وسخفاا)‬

‫( ‪ ) ١‬هذان البيتان مشهوران ‪ ،‬ولمما ثالث بيتهما ‪ ،‬وهو*‬


‫ه‬ ‫ن آداب‬ ‫ه وطؤبت م‬ ‫أخلاق‬ ‫وإذا طربت إل المدام سكرت من‬
‫وتروى _<‪ ،‬الأسان روايات محلفة‪ ،‬ولعل أقدم من ذكرها‪ :‬موفق الدين أبومحمد بمن محي الرحمن‬
‫الثارعي الشافعي (تء‪ ) ٦ ١ ،‬ل ممابه (مرند الزوار إو نور الأبرار) القاهرة‪ ،‬الدار الص_رين اللماية‪،‬‬
‫‪ ١ ٤ ١ ٥‬ه ‪ ، ٥ ٢ ٨/ ١ ،‬ون بها ار أبي الفضل جعفربن الفرات‪.‬‬
‫وتروى هل‪.‬ه الأبيات;‬
‫ت ك ان الحلم رد جواب ه‬ ‫وجهل‬ ‫بته‬ ‫ان إذا أغض‬ ‫ي بان‬ ‫نل‬ ‫م‬
‫ه‬ ‫ه ومكرت ق اداب‬ ‫أخلان‬ ‫وإذاصوت إل الم دام شربت م ن‬
‫ه‬ ‫ه أدرى ب‬ ‫ه ولعل‬ ‫وبقلب‬ ‫وت راه يمغي للح ديث بمسمعه‬

‫وفد انتهر أن ءذُ الأبتات لأبي تمام حتى نلن أنها له؛ حيث سب بعض ‪١‬لتأخرين هاوه الأبيات لأبي‬
‫تمام' ولعل م أشهرس سها إل أش تمام الإبشثهي ‪ j‬ال تللرف من كل فن م تقلرف‪ ،‬شرحه‪،‬‬
‫ووْنع فهارسه دّ مفيد قعيحة محس ‪. ١٣١‬‬
‫ونح الإبشثهي على ذلككيرس التأضن■‬
‫والحقيقة أن هذه الأبيات ليت لأبي‪ ،‬قام؛ حيث لا توحد ز ديوانه ق طعانه ونحقبقاته الختلفة‪ ،‬ال‬
‫ق ط عة راجي الأسمر‪ ،‬ولا ل النسخة الأندلية من ديوان أبي تمام رواية أيي؛ على القالي الذي احتوى‬
‫على تمان وسع؛ن قصيدة منقولة من حهل أبي قام‪ ،‬دراسة وتحقيق ئ‪ .‬عبدالله بن حمد انحارب‪.‬‬
‫وقدكنت أقلن أنها لأبي تمام‪ ،‬تم سز لي أنها ليت له‪ ،‬وإتما هي لأبي الفضل جعفر بن الفرات‪.‬‬
‫(‪ )٢‬الأدب‪ ،‬الكثيروالأدب اكغيرصا"ماّ‬
‫^نئ‪3‬لئق‬
‫وقال • راومن الأخلاق الي أنت حدير بمكها ‪ -‬إذا حدث الرجل حديثا تعرفه‬
‫ألا تسابقه إليه‪ ،‬وتفتحه عليه‪ ،‬وتشاركه فيه؛ حتىكانك تظهرللناس أنك تؤيد‬
‫أن يعلموا أنك تعلم مثل الذي يعلم‪.‬‬
‫وما عليك إلا أن يهنثه بذلك‪ ،‬وتفرده به‪.‬‬
‫وهذا الباب من أبواب البخل‪ ،‬وأبوابه الغامضة كثيرة ) ‪، ١١‬‬
‫وقال ابن عبدايرهتع ت ‪ ١‬ومن سوء الأدب ق انحال ة أن تقطع على جليسك‬
‫حديثه‪ ،‬وأن تبتدره إر تمام ما سأ به منه حبراكان أوشعرا تتم له البيت الذي‬
‫بدأ به؛ ميه أنك أحفثل له منه‪ ،‬فهذا غاية ل سوء انحال ة‪ ،‬بل بجب أن تصغي‬
‫إليه كانك لم تسمعص قعل إلا منه)) ‪١.‬‬
‫وقال ابن حؤيج عن عقناء ‪ -‬رحمهما الله ‪ -‬ت ‪ ١‬إن الرحل ليحدش بالحديث‬
‫فأنصت له كأني لم أسمعه وقد سمعته قبل أن يولد)) ‪.‬‬
‫وتما يناي حن الإنصات للمتكلم ق انحالس المبادرة إر تكذيبه؛ فمن الماس‬
‫من متحدث ما ‪ -‬بادر إر تكذيبه‪ ،‬وتفنيد قوله‪،‬‬ ‫من إذا محترق سمعه كلام‬
‫إما تص‪.‬ريى‪ ،‬أوتلميحا‪ ،‬أوإثارة باليد أوالع؛ن‪ ،‬وأن يهمزمن بجانبه؛ ليشحره‬
‫بأن التحدث كاذب‪.‬‬
‫فهذا العمل من العجلة الذمومة‪ ،‬ومن إساءة الظن ممن يتحدث‪ ،‬وهومما يناق‬
‫كمال الأدب والمروءة‪.‬‬

‫‪.١‬‬ ‫(‪ )١‬الأدب الكبيروالأدب الصفر‬


‫(أ)بهجتانحااسا‪/‬أا'ا‪.‬‬
‫(‪ )٣‬سيرأعلام اانلأءه‪/‬ا"د‪ ،‬وتذُ‪ 1‬السامع واقآكلم _‪١ U0‬‬
‫‪١٦٩‬‬ ‫دواذواسهت‬

‫فينبغي لمن استمع حديثا من أحد ألا يبادر إر تكذيبه‪ ،‬بل عليه أن يتمت‬
‫له‪ ،‬وإن رأى ي هذا ق الحديث وجه غرابة فاد يستعجل الحكم عليه بالكذب‪،‬‬
‫بل يستفصل من المتحدث‪ ،‬لعاله سن له وجهته وأدلته‪.‬‬
‫ثم إن تأكد من كذبه فلينصح له على انفراد؛ لئلا يعاود الكذب مرة أخرى‪.‬‬
‫فان عاد إليه‪ ،‬واقتضت الملمحة أن يبين كذبه ‪ -‬فلا باس حينئذ من ذلك؛ حتى‬
‫يرتيع من تلك الحملة الذميمة‪.‬‬
‫قال عدافه بن عمروبن العاص ‪-‬رصي الله عنهما‪ -‬؛ ار ثلاثة من __ أح نها‬
‫أحلاقا‪ ،‬وأصبحها وجوها‪ ،‬وأشا‪-‬ها حياء ‪ ،‬إن حدثوك لم يكنلأبولئ‪ ، ١‬وإن حدثتهم‬
‫بحق أو باطل لم يكذبوك‪ ،‬وإن حدثتهم بحق أو باطل لم يكدبوك ‪ :‬أبو بكر‬
‫الصديق‪ ،‬وعتمان بن عفان‪ ،‬وأبوعبيدة ابن الحراح )ا ‪٠‬‬
‫‪ -٧‬الحذر من الحديث بما لا يتاسب الحال‪ ،‬والهام‪ :‬فمجالس الضيافة تختلف‬
‫أحوالما‪ ،‬ومقاماتها‪ ،‬وهناك من لا يأبه بذلك؛ فتراه يتكلم بالمزل ق مواقف الخد‪،‬‬
‫وبحاول إضحاك السامعين ق محلى يسوده الحزن‪.‬‬
‫قال ابن المقنع؛ ر ولا تحلهلن بالحد هزلا‪ ،‬ولا بالمزل جدا‪ ،‬فانك إن حلطت‬
‫بالحد هزلا هجنته‪ ،‬وإن حلهلت بالمزل جداكدرثه‪.‬‬
‫غيرأني قد علت موطنا واحدا إن قدرت تتقبل فيه الحد بالمزل أصبت الرأي‬
‫وظهرت على الأقران‪.‬‬
‫وذلك أن يتوردك متورد بالفه‪ ،‬والغضب‪ ،‬وسوء اللمنل ‪ -‬تخيبه إجابة‬
‫المازل المداعب برحب من الذيع‪ ،‬وطلاقة من الوجه‪ ،‬وثبات من المنهلق)) \‬

‫( ‪ ) ٢‬يتوودك ت بحملك على أن تغتاظ أو تغضب؛ لتخلى عن اتزانك‪.‬‬


‫(‪ )٣‬الأدب الصغيروالأدب اوكسربما‪.‬‬
‫ماذواممي‪1‬فة‬ ‫‪١٧٠‬‬

‫وقال • ررواتق الفرح عند انحزون‪ ،‬واعلم أنه بحقد عالي الطلمق ‪ ،‬ؤيشكر‬
‫للميئب))‪٢٢ ^.‬‬
‫ومن الناس من يخاطب الأذكياء بخهلابؤ لا يناسب إلا محاصري العقول‪ ،‬وربما‬
‫حاطب محدودي الذكاء والإدراك بكلام لا تدركه افهامهم‪ ،‬وهكذا‪...‬‬
‫ومن هتا يقفل‪ .‬الكلام قيمته‪ ،‬ويمبح صربا من ابل يان‪ ،‬بل ربما عمثحس‬
‫صاحبه للمر الناس‪ ،‬وعيبهم إياه‪.‬‬
‫لكالشل تهوي ليس مها محالها‬ ‫‪ ٣^٧‬الرث ي غيركتهه‬
‫قال الحصري القيرواني ت رروذكرلعبدالله بن طاهر رجل؛ للمنادئ؛ فاحضره؛‬
‫فأقبل يأتي بالأشياء ق غيرمواصعيا‪ ،‬فمال؛ يا هذ‪ ١١‬إما أقللت فضولك‪ ،‬أو‬
‫ُخرلك‪.>".‬‬
‫ومن الحديث بما لا يناسب المقام التعميم ق الذم؛ فتجد من الناس من يغالب‬
‫عليه جانب البالغة ق إطلاق الأحكام‪ ،‬فتراه يعمم الحكم ق ذم طائفة‪ ،‬أو‬
‫قبيلة‪ ،‬أوجماعة من الماس‪.‬‬
‫وهذا المعمم قد يوقعه ؤ) الحرج دون أن يشحر؛ فقد يكون من بثن الحاصرين‬
‫من يتناولمم ذلك الذم العام؛ فلا ينتبه المتكلم إلا يعد أن تقع الفأس بالرأس‪.‬‬
‫ل ربما عرض ذلك الذام نف ه للأساءة‪ ،‬فقد يميء بصنيحه إر شخص‬
‫غضوب لا يتحمل الإساءة‪ ،‬فيقويه ذلك إر الألمقام والشقي‪ ،‬ورد الإساءة‬
‫بمثلها‪ ،‬أواشي‪.‬‬

‫(‪ ) ١‬النعللق ت الن‪.‬ى يدوالفرح على!اؤيره‪.‬‬


‫(‪ )٢‬الأدب الممروالأدب الك؛رصا'ه ‪. ١‬‬
‫(*ا)جمعيراهرصما‪.‬‬
‫‪١٧١‬‬ ‫نوان|واسهت‬

‫ولمذاكان من الأهمية ممكان أن يتفطن المرء لمدا الأمر‪ ،‬وأن يتحفظ من‬
‫سقطات لسانه‪ ،‬وأن يتجنب كل ما يشعر بأدنى إم اءة لأحد من ‪١‬لخاضردن؛‬
‫فدللئ‪ ،‬أسالم له‪ ،‬وأحفظ لكرامته‪.‬‬
‫قال ابن اكفع ت را إذاكنت ق جماعة قوم أبدا فلا يعمى جيلا من الناس‪ ،‬أو‬
‫أمة من الأمم بشتم ولا ذم؛ فانك لا تدري لعلك تتناول بعض أعراض جلم ائك‬
‫محطثا فلا تامن مكافأتهم‪ ،‬أو متعمدا فتنسب إل السفه‪.‬‬
‫ولا تذمن مع ذلك اسما من أسماء الرجال أوالت اء بأن تقول؛ إن ط ا لقبيح‬
‫من الأسماء؛ فانك لا تدري لعل ذلك غيرموافق لبعض جلمائك‪ ،‬ولعله يكون‬
‫بحض أسماء ^^‪ ، rj‬والخرم‪.‬‬
‫ولا تستصغرن من هذا شيئا؛ فكل ذلك بجرح ق القلب‪ ،‬وجرح اللسان أشد‬
‫من جرح اليد)) ‪، ١١ .‬‬
‫قال الحاحفل ت رروكانوا يأمرون ب —‪^١‬؛^ ‪ ،‬والتثست‪ ، ،‬ؤب التحرز من زلل‬
‫الكلأم‪..‬لىلأ‬
‫‪ —٨‬الحذرمن الخديث عتد ممن لا يرغب؛ فمجالى الضيافة وحضومحا‬
‫الكسرة منها‪ -‬يغشاها فثام من الناس محلفي المدارل‪ ' ■-‬والنول•‬
‫ومن حن النظر ان يمتحضر من ^^‪ ٠٠‬الكلام مدى قبول الحاصرين له‪،‬‬
‫عليه — فليتكلم‪ ،‬وإن كايوا غير‬ ‫ورغبتهم ق حديثه؛ فإُوا كان راغبتن فيه‬
‫ذلك فلمك‪.‬‬

‫(‪ )١‬الأدب امرؤالأدب اكغيرصآ‪. ١ 1‬‬


‫(أ)اوان وابيث؛‪. ١٩٧ /‬‬
‫صثققئق‬
‫ونحي من الناس من محي مند على القحة‪ ،‬وسهل عليه الموال‪ ،‬فتراه يبذل تف ه‬
‫للناس‪ ،‬فيتمير الحديث ق محالم هم‪ ،‬وهم عنه لا هون‪ ،‬وله مسثةالون‪،‬‬
‫ولحديته غيرراغبين‪.‬‬
‫ومع ذلك يستمر ‪ )j‬جهله وغيه •‬
‫وهذا لا يض‪ ،‬ولا بحس من ذي المروءة•‬
‫ررمحال شرف ‪ :‬لا تهلعم طعامك س لا يشتهيه ا)‪.‬را‪،‬‬
‫وكان ابن م عود <‪ .‬يقول ت ر حدث الناس ما حدجوك يأسماعهم‪ ،‬ولحفلوك‬
‫بأبصارهم‪ ،‬فان رأيت متهم فتورا فأمك)) ‪.‬‬
‫ومحال السحاني‪ :‬رروإذا رأيت س جليك الإعراض عنك‪ ،‬أو الاشتغال بأمر‬
‫'آخر ‪ -‬فلا تكالمه‪ ،‬ولا تكلفه الأسماع إليك)) ^‪٤‬؛‬
‫وقال أحدهم‪:‬‬
‫لا لوم ي واحاو فنهم إذا صطنما‬ ‫يستوجب الصف^ ي‬
‫ثم ذكر منهم•■‬
‫وداخت ي حديث اثتيث مندفعار ‪،‬‬ ‫ومتحف بحديث غيرم امعه‬
‫؟‪-‬محابة التمعرق الكلام ت والتقعر أو الممعيرق الكلام هوأن يتكلم المرء‬
‫بأقصى قعرفمه؛ إظهارا لفصاحته ‪ ،‬ومميزه ‪ ،‬وبراعته‪.‬‬

‫(؛)‪.‬مونالآخار؛‪-7/‬آ‪.‬‬
‫(‪ )٢‬حدحوك ; وجهوها نحوك‪.‬‬
‫(ّآ)زمالآدابأ‪/‬ه؟ك‬
‫(؛)إصلاح الخعص>‪1‬آ‬
‫ره ‪ ،‬إصلاح انحثهع ص* ‪. ٣٦‬‬
‫‪١٧٢‬‬ ‫نوازواسهت‬

‫وذلك ممقوت مذموم؛ لما فيه من قصد التكلف البعيد عن الطع‪ ،‬وئا بجؤيه من‬
‫تتبع الوحشي الذي يفر منه ال مع ' ولما يتممنه من التشادق‪ ،‬والتعمق‪،‬‬
‫والإ<ايىفيالقول‪.‬‬
‫ولئن كان التقعر ي الكلام مذموما ي كل حن ومن كل أحد فهوأشد ق‬
‫يجالس الضيافة؛ إذ هي يجالس أنس‪ ،‬وراحة‪ ،‬واطراح كلفة‪.‬‬
‫وذلك مما ينافيها‪ ،‬ؤيضفى عليها ثقلا‪ ،‬وهما‪ ،‬وغما‪.‬‬
‫ولذلك كان الناس يفرون ل يجالسهم من المقمين الثقلاء‪.‬‬
‫قال ابن القيم بوعل؛مح متحدئا عن أمثال هذا الضّرب من الماس؛ ررومنهم من‬
‫محالطته حمى الروح' وهوالثقيل البغيض العقل‪ ،‬الذي لا بجن أن بتكلم‬
‫فيفيدك‪ ،‬ولا بجمن أن ينصت فيس تفيد منك‪ ،‬ولا يعرف نف ه فيضعها ق‬
‫منزلتها‪.‬‬

‫بل إن تكلم فكلامه كالعمى تنزل على قلوب ال امع^ن مع إعجابه بكلامه‬
‫وفرحه به؛ فهويحدث من فيه كلما محدث‪ ،‬ويقلن أنه مسك يطيب به انحلس‪،‬‬
‫وإن سكت فأثقل من نصف الرحا العفليمة ' الني لا يهناق حملها‪ ،‬ولا جرها‬
‫على الأرض‪-‬‬
‫ؤيذكرعن الشافعي ظك أنه قال • ما جلس إلي ثقيل إلا وحدت الخانب‬
‫الذي هوفيه أنزل من الخانب الأحر‪.‬‬
‫ورأيت يوما عند شيخنا ‪-‬قدس الله روحه‪ -‬رحلا من هذا الضرب‪ ،‬والشيح‬
‫بجمله وقد صعقت القوى عن حمله‪ ،‬فالتفت إليإ وقال; يجال ة الثقيل حئى‬
‫شيخه ابن تيمية‪-‬‬ ‫ل‪ ١‬ا‬
‫^^و|سق‬

‫اليبع‪ ،‬ثم قال؛ لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى‪ ،‬فصارت لما عادة‪ ،‬أوكما‬
‫قال )) ‪.، ١١‬‬
‫وذكر صاحب كتاب؛ (أخبار الثقلاء والستمملن) صربا من أحبار أولئك‪،‬‬
‫فمن ذلك قوله ت ررذهب ثقيل ليعزي أناا ق ميت لمم‪ ،‬فمال ت (أجركم افه‪،‬‬
‫وإن شئتم ت اجركم اممه كلاهما سمعته عن الفراءل ) )‬
‫وقال الحمري القيرواني ق كتاب جمع الخواهرت رركان رحل من التجار له ولد‬
‫يتقعرق كلامه‪ ،‬ؤيستممل الغؤيب‪ ،‬فجفاه أبوه؛ استثقالا له‪ ،‬وبرما به‪ ،‬ومماكان‬

‫فاعتل أبوه علة شديدة أشرف منها على ا‪،‬لوت ‪ ،‬فقال ث أشتهي أن أرى ولدي ‪،‬‬
‫فأحضروهم يديه‪ ،‬وأحرهذا‪ ،‬حتى لم يبق سواه‪ ،‬ثم قالوا له ت ندعوا لك‬
‫بأخينا فلأن؟ فقال؛ هو‪-‬وافه‪ -‬يقتلني بكلامه‪ ،‬فقالوا‪ :‬قد صمن أن لا يتكلم‬
‫بشيء تكرهه‪١‬‬
‫فأذن لمم‪ ،‬فلما دخل عليه ئل ‪ :‬اللام عليك يا أبت‪ ،‬قل‪ :‬أشهد أن لا إله إلا‬
‫الله‪ ،‬وإن شئت قل‪ :‬أشهد أن لا إله إلا افه‪ ،‬فقد قال الفراء ‪ :‬كلاهما حائز‪،‬‬
‫والأول أحب إل ّيويهل‬
‫يا أبت ما شغلني عنك غيرأبي علي؛ فإنه دعاني بالأمس‪ :‬فأهرس‪ ،‬وأعدس‪،‬‬
‫وأردن وأوزز‪ ،‬وسكج وسج‪ ،‬وزؤبح وطهج‪ ،‬وأبصل‪ ،‬وأمصل‪ ،‬ودحدج‪،‬‬
‫وافلودج‪١،^^ ،‬‬
‫فصاح أبوه العليل ‪ :‬السلاح‪ ،‬السلاح‪١١...‬‬
‫(‪ )١‬بدائع الفوانر لأبن ‪١‬شم ‪. ٢٧٥ _ ٢V٤/٢‬‬
‫(‪ )٢‬أخار المملأ‪ ،‬والمتممن‬
‫‪١٧٥‬‬ ‫نياذوا‪1‬ثي‪1‬هت‬

‫صيحوا لي يجارنا الثماس؛ لأوصيه أن يدفنني مع النصارى‪ ،‬وأسؤيح من‬


‫كلام هذا الندىا)لأ‪/‬‬
‫ثقيل اسمه زنساع؛ فكان كالشجا‬ ‫وكان يجالس أبا عبيدة معمربن الثني‬
‫المعترض ق حلقه يتتاكده ‪ ،‬ؤييء حلقه‪ ،‬محلا يتكلم أبوعبيدة بكلمة إلا عارصه‬
‫بكثر جهلة‪ ،‬ومحلة عقلمه‪.‬‬
‫فقال رجل لأبي عبيدة ت مم اشتقت الرنبعة ق كلام العرب؟‬
‫فقال ت من التناقل‪ ،‬والتباغهس‪ ،‬ومنه سمي حلي نا هدا زنباعا‬
‫رروالمصيبة أن كثيؤآ من الثقلاء ‪ ،‬والستتقليرن لا يشعربأنه كيلك‪ ،‬ولا يخشى أن‬
‫يكون ثقيلا‪.‬‬
‫وإلا لوعلم الثقيل ‪-‬كما محيل‪ -‬أنه ثقيل لم يكن ثقيلا‪ ،‬ولوحاف من أن يثقل‬
‫لممل»ص‬
‫كما قال الشاعر‪:‬‬

‫ئ—دير•—ن ودك باك—ل‬ ‫ومأن‬ ‫ادحوسدلأل‬ ‫مل‬


‫ص خاف أن يثمل لم‪^،‬؛‪،٤‬‬ ‫أقنت م ن إسانكم إن ه‬
‫وبالحمل ة فان "آداب الحدث ق يجالس الضيافة كثيرة‪ ،‬والمقام لا يتسع‬
‫لاكفصيلضالْأ‪.‬‬

‫اللح والوادرص\‪"/‬آد؟*اا‪.‬‬ ‫‪ )١‬جمع‬


‫‪ ٢‬ا جمع الخواهرص؟ ‪• ٢‬‬
‫ّا)اظر‪.‬مونالأح‪1‬را‪/‬بم'م‪.‬‬
‫‪ ، ٤‬جمع الخواهرص؟ ‪• ٢‬‬
‫‪ )٥‬انظرتفصيل ذلك ل كتابي أخطاء ق أدب امحادثت وانحال ة ص\‪. ١ ٤ ،‬‬
‫سسيئذلئدة‬
‫ولا يعني ما مضى من الحديث على أدب الكلام ق انحالس أن يكون الإنسان‬
‫معصوما ' لا •بخطى ' مبرأ من كل عيب ونقيصة؛ فلا يزل‪ ،‬بكلمة‪ ،‬ولا ينطق بسوء ‪،‬‬
‫لا‪ ،‬ليس القصود ذلالثا‪.‬‬
‫وإنما المقصود أن يعي الإنسان سعيه لأن يتحلى بأجمل حلية‪ ،‬وأن بحرص على‬
‫إعطاء تللئ‪ ،‬المقاما‪١‬ت‪ ،‬حقها‪.‬‬
‫ومع ذلك فلابد من ومع الخْلا' والزلل ق بعض الأحيان‪ ،‬وذلك لا ينقمى من‬
‫القدر؛ فلكل جوادكوة‪ ،‬وقد أجمع الناس على أن أحدا لا بخلومن زلة‪ ،‬وافه‬
‫‪ -‬ب كرمه ‪ -‬ور العفووالمسامحة بها؛ فلا يعاب ذوفضيلة لوقوعها منه‪.‬‬
‫وقد قيل ت ؛‪ ،__J‬من عدلت‪ ،‬سقطاته‪.‬‬
‫وقالوا؛ كل‪ ،‬صارم بمو‪ ،‬وكل جواد يموص‪-‬‬
‫وقال‪ ،‬النابغة اللم‪ .‬بياني؛‬
‫عالي شعث) أي الرجال المهذب‬ ‫ولمت‪ ،‬بمشق أخ الا تلمه‬
‫وقال خيد‪ fC.‬خالد المهلك‪،‬؛‬
‫كنى المرء ن يلا أن ئمدمعايت_‪4‬ل ‪،‬‬ ‫ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها‬
‫ر‪ )١‬م \كب والخاروهمايروالآنعارلأش مظورص‪-‬اإ‪.٤‬؛ ‪. ٤ ٤‬‬
‫ر‪ ٢‬اديوان النابنة الذبجاني * شرح وتقديم عباس عبد مه اترصزخ ‪• ٢‬‬
‫(‪)٣‬اسءلو‪١‬نحاضةسانيص‪ ، ٣٩‬ونهاية الأربلاوويرىم»آ‪.‬‬
‫دمع ذلك فكثيرا ما يب عن‪.‬ا البيت لبثار بن يرد؛ إذ يشتبه أنه من صمن رانمه الاث؛ة ل مدح *روان ابن محي بن‬
‫مروان‪ .‬ويمدح قيس عيلأن‪ ،‬وم يقول طالعها‪:‬‬
‫ه‬ ‫زال يعاتب‬ ‫ه ألا ي‬ ‫وأزرى ب‬ ‫ل صاحبه‬ ‫ارور أون‬ ‫ا وده ف‬ ‫جن‬
‫دم عنيا؛‬
‫ه‬ ‫غ‪.‬ي لا تعاتب‬ ‫ز ال‬ ‫ديقك لم تل‬ ‫ص‬ ‫ا‬ ‫ن‪.‬نوب معاتب‬ ‫ل ال‬ ‫إذاكن ل ك‬
‫ه‬ ‫اري ذنر مرة وبجانب‬ ‫مق‬ ‫نع نى واح دا أو صل أخ اك فان ه‬
‫وروي؛ إذاكتت زكل الأمور‪ ، ...‬وت مقارف ذنب‪ ...‬انظرديوان بثهار بن برد تقديم‪ ،‬وشرح‪ ،‬وتكميل ‪ :‬الشيخ‬
‫محمد الطامربن عاشور ا‪/‬ه<ىآآ‪.‬‬
‫وبتت اليلبي ‪ ij-‬الحقيقة‪ -‬متلائم منجم مع أبيات بشار مص • وبحرأ • وثاقته • وذليأ؛ لدا يب كبرا لبثار '‬
‫ولكنه ليس له ' ولا يوج‪ -،‬ذ ديوانه‬
‫‪١٧٧‬‬ ‫نواذواسهت‬

‫وقد قرئ على الإمام أحمد بن بحتى ‪-‬ثعلب‪ -‬من كتاب ابن الأعرابي خطأ‬
‫فرده ‪ ،‬فقيل •" إنه يختله‪ ،‬فقال ت هوحطا‪ ،‬قيل ت يعير؟ قال‪ :‬دعوه؛ ليكون عذرا‬
‫لزأخطأرال‬
‫ويكر أبو الشيصر ‪-‬الشاعر‪ -‬يوما ق محلى الرياشي؛ فقال ت أخطأ أبو الشمر‬
‫ي بيت واحد ‪ ^-'^١‬أماكن‪ ،‬وهومحوله‪:‬‬
‫غراب ينوح على عمن ب ان‬ ‫أشاقك واللء إ‪ ،‬ملئي ابران‬
‫فاللكدم شاقك لا غير؛ فجعل أفعل مكان فعل‪ ،‬وذكر أن الذي شاقه بالليل‬
‫غراب‪ ،‬والغراب لا يصيح بالليل‪ ،‬فقال‪ :‬غراب يصيح على غصن بان‪،‬‬
‫وغصن البان أصعق من أن بحمل غرابار ‪/‬‬
‫فالعبرة ‪-‬إذا‪ -‬ليت ‪ ،3‬الخطأ العارض‪ ،‬وإنما هي ق العوج المستمر‪ ،‬وق الخطأ‬
‫الذي يمرصاحبه عليه‪ ،‬ولا يسعى إر علاجه‪,‬‬

‫(؛)اظرالتخب‬
‫(أ)اظرالمرجع ىبقص؟أأ‪.‬‬
‫نوإزلإثسفة‬ ‫‪١٧٨‬‬

‫لأرص‪ :‬اسةض‪1‬ماص‪1‬هت‬

‫فطعام الضيافه‪ ،‬أوما يمي ب ‪ :‬القرى‪ ،‬أوقرى الضيف ‪ -‬تكس أعظم ق‬


‫الضيافة‪ ،‬بل يكاد يكون ل بعض الأوقات‪ ،‬والأحوال أهم ما ق الضيافة؛ فلا‬
‫غرو أن تكون العناية به‪ ،‬وبأدبه‪ ،‬وطريقة إعداده‪ ،‬وتقدممه‪ ،‬ومقداره‪ ،‬وحن‬
‫صنعه‪ ،‬وملأءمة مكانه ‪ -‬حزء أصيل لا يتجرأ من الضيافة‪.‬‬
‫ولهذاتكاثرت الأحاديث ي إطعام الطعام‪ ،‬حاثة عليه‪ ،‬مبينة فضله‪ ،‬وما‬
‫يترتب عليه من عظيم الخزاء‪.‬‬
‫قال البي‪ : .‬ررأطعموا الطعام‪ ،‬وأفشوا الملام‪ ،‬وصالوا الأرحام‪ ،‬وصالوا‬
‫بالليل واكاس نيام‪ ،‬تدخلوا الخة بلام)) را‪.،‬‬
‫وجاء رجل إر ال نبي ه فقال‪ :‬أي الأعمال أفضل؟ فقال؛ ر إيمان باله‪،‬‬
‫وصديق يه‪ ،‬وجهاد ق سمحله‪ ،‬وحج مر‪4‬راا •‬
‫فلما ور دعاه‪ ،‬فقال ت ر وأهون من ذلك؛ إطعام الهلعام‪ ،‬ولعن الكلام)) ‪. ٢٢١‬‬
‫وعن صهيب <‪ .‬قال‪ :‬سمعت رسول الله‪ .‬يقول; ر خياركم من أطعم‬
‫الطعام)) ؛ ‪. ٢٣‬‬
‫وقال ‪-‬عليه الصلاة واللام‪ -‬ت ررإن من موجيات المعفرة إطعام الطعام > ؤيذل‪،‬‬
‫الملام)) ‪. ٢٤١‬‬

‫( ‪ )٢ ٤٨٥‬وان ماب ( ‪ ،) ١٣٣٤‬واممرازق ^ الأخلاق ( ‪.)١ ٥٣‬‬


‫(آأ)رواْ أحمد (‪ )٢ ٢١٧ ١ ٧‬والطراز ومكارم الأخلاق ( ‪.) ١٥٤‬‬
‫(‪ ^)٣‬أجمد ( ‪) ١٨٩٤٣‬والطرانىفي امر( ‪.) ٧٢٩٧‬‬
‫فياهم(ها؛)وا<صفيعارمالأخلأق ( ‪.) ١٤٦‬‬
‫‪١٧٩‬‬ ‫نواذواسس‬

‫وقال‪ .‬؛ ‪ ٠‬أحب الطعام إل اه ‪-‬عزوجل‪ -‬ماكثرت عله الآا‪1‬لي)) ‪.، ١١‬‬
‫وبالخملة فان الكلام على فضل إطعام الطعام يبدأ‪ ،‬ولا يكاد ينتهي‪ ،‬ومحي أفرد‬
‫العلماء ق مصنفاتهم ق الحديث أبواب لذلك‪ ،‬ومنهم الإمام الطرش‪ ،‬حيث أفرد‬
‫بابا ق كتابه مكارم الأخلاق سماه (فضل إطعام الطعام)‪.‬‬
‫وساق فيه ثمانية وملأ‪ ،yrj‬من الأحاديث والأمار ق ذلكر ‪،‬؛ فكيف إذا اجتمع مع‬
‫إطعام الطعام أن يكون ق ضيافة؟‪١١‬‬
‫وهذا ما فهمه سلفنا المحاخ ‪-‬رصي الله عنهم‪ ، -‬فعن محمد بن بشر عن علي بن‬
‫أبي طالب‪ ١.‬قال؛ ‪ ٠١‬لأن أجمع أناسا من أصحابي على متعأ من طعام أحب إلي‬
‫من أن أحرج إر السوق؛ فأشري نسمة؛ فأعتقها)) ‪.، ٣١‬‬
‫وسيأتي ممد بيان‪ ،‬وذكرلشيء من الأحبارق ذلك الشأن فيما يلي من أسطر‪.‬‬
‫هذا وإن العناية بعلعام الضيافة شاملة للمحبميف‪ ،‬والضيف على نحوما سيأتي‬
‫تفعيله‪.‬‬

‫فمن العناية بهلعام الضيافة ما يلي‪:‬‬


‫‪ - ١‬العناية بجودة الهلعام المقدم ت وذلك بان يحنى المصيف بجودة الهلعام الميم‪،‬‬
‫وحننه‪ ،‬وإجادة صنعه‪ ،‬ومقداره وكفايته للضيفان بجب الحال؛ فذلك دليل‬
‫الكرم‪ ،‬وحن الضيافة‪.‬‬
‫وبعض الناس لا يحنى بذلك؛ فلا يبالي بما يقدمه للقنيفان؛ فقد يقدم رديء‬
‫الطعام مع قدرته‪ ،‬ؤياره‪.‬‬

‫(‪ )١‬رواء ايهقي ‪ j‬الئب ( ‪ ) ٩١٧٥‬والطراز ق •لكرم الأخلاق ( ‪ ،) ١٦١‬دحت ص وضح‬


‫أحادثالإحا‪ ، Aor /\،‬ولأننيفياكح؛حة( ‪.) ٨٥٩‬‬
‫‪. ٢٦‬‬ ‫(‪ )٢‬انثلرمكارم الأخلاقللطراز‬
‫(‪ )٣‬رواْ المخارى و الأدب اكرد( ‪ ) ٥٦٦‬والطراز ومكارم الأخلاق( ‪.) ١٧١‬‬
‫سثقئق‬
‫وقد لا بحرصي على حن صنمه ‪ ،‬وإعداده؛ لقلة مالأته بذلك‪ ،‬وإنما يقدمه ق‬
‫أي صورة كانت‪.‬‬
‫وكل ذلك تقصيري حق الضيافة‪.‬‬
‫ولمذاكان الأكابر يعنون لتقديم أجود الطعام لضيوفهم‪ ،‬ولوكانت صيافتهم‬
‫مستمرة ■‬

‫أخرج اممراني ق مكارم الأخلاق عن يونس بن عمروعن أبيه فال‪ :‬ررنقت‬


‫امرأة الحسثن بن علي‪ .‬إليه؛ أنا قد صنعتا لك من العلعام محلنا‪ ،‬وصنعنا لك‬
‫طيبا؛ فانظر أكفاءك؛ قاسا بهم؛ فدخل الخسان لقغل السجد؛ فجمع النوال الدين‬
‫فيه‪ ،‬والساين؛ فانهللق بهم إليها؛ فأتاها جواؤيها‪ ،‬فقلن لمسا؛ فر ‪-‬والله‪ -‬جلب‬
‫عليك اسمن‪.‬‬
‫ودخل الخستن بن علي ه على امرأته‪ ،‬فقال‪ :‬ر أعزم عليك بما كان لي من‬
‫حق ألا تدخرى لي طعاما‪ ،‬ولا طيا؛ ففعلت؛ فأطعمهم‪ ،‬وكساهم‪ ،‬وطنهم)) ‪١٢١١‬‬
‫ق يوم محتل إلا أطعمتا خبيمسار ‪، ،‬‬ ‫وقال ابن عون هآ ت (ر ما أتيتا محمل‪ .‬بن‬
‫أوفالوذجاص»ر‪.،،‬‬
‫وقال أبوخلدة ظلك ‪ « :‬دخلنا على ابن سمين‪ ،‬فقال‪ :‬ما أدرى ما أتحفكم به؛‬
‫كلكم فا بتته خبرولحم‪ ،‬ثم قال ت يا جانية هاتي تلك الشهل‪.‬ةر ‪،‬؛ فجعل يقعلع‪،‬‬
‫ويهلحمتا»لأ‪.،‬‬

‫‪ ) ٢‬الحمى الخلواء الغوصة ‪-‬الخلوطة‪ -‬من التعر‪ ،‬والمن‪ ،‬والخمع ; أحمة‪.‬‬


‫‪ )٣‬الفالوذج ■ لؤع من الخلمواء تعمل من؛_؛؛؛^ ' والماء ' والسل ' وجمعها؛ نواليد‪ ،‬وفالوذحات‪.‬‬
‫‪ ) ٤‬مكارم الأخلاق لسراني ( ‪.) ١٨١‬‬
‫‪ ) ٥‬اسمة ‪ :‬هي اكلمعة مجن عل كحل نل أن يعصر‪.‬‬
‫ا")مكارمالأخلأقسرمرآعا)‪.‬‬
‫‪١٨١‬‬ ‫نواذواسهت‬

‫الشيخ عبدالميز‬ ‫بجدثني الشيخ محمد الوسى مدير مكتب سماحة الإمام‬
‫بن باز ‪-‬رحمهما ض‪ -‬أن سماحة الشيخ يوصيهم دائما باختيار الخيد من الهلعام‪،‬‬
‫ؤيقول لنا؛ لا ثدن نفوسكم؛ اشتروا أحول الهلعام‪ ،‬وأحنه‪.‬‬
‫وكان يعتب عليهم إذا استروا محلماما متوسطا‪.‬‬
‫وكان يوصي طاخ المنزل باحان الطبخ‪ ،‬وإجادته‪.‬‬
‫ولدا يجد من بجل صيفا عنده أن طعامه لديد مستسإغ‪ ،‬محب ب‪ ،‬االنفوس‪.‬‬
‫‪ -٢‬العناية بمجلس المساقة المخصمى للطع ام؛ يجيث يكون ملائم ا‬
‫للمدعؤين؛ محلا يدعوالمضيفت الكترة الكاثرة ق مكان صيق؛ لا يتسع لمم‪ ،‬ولو‬
‫أتى بعضهم بعد بعض‪.‬‬
‫‪ -٣‬العناية بمقدارالطعام ‪ ٠‬محلا يحن أن يدعو‪ ، ٧^^٢^١‬ثم يصع ليم طعاما ال‬
‫يكفي بعضهم‪.‬‬
‫يجدش أحد أهل العلم والفضل أن أحد الناس يتحين قدوم عالم إل يليهم؛‬
‫فيأتي إليه؛ فيلح عليه بأن يجل صيفا عنده على غداء أو عشاء ‪ ،‬فإذا وافق ذلك‬
‫العالم دعا الصيف محموعة من الناس‪.‬‬
‫وبعد أن يجهز العلعام يدعونا جميعا إليه؛ فإذا حل نا على الهلعام صتنا ذرعا؛‬
‫حيث لا يعد إلا صحنا واحدا؛ فإذا استدرنا عليه ضيق بعضنا على بعض؛ محلا نكاد‬
‫نصل إل الطعام إلا بشق الأنفس‪.‬‬
‫وربما اصهلربعضنا إر القيام دون أن يأكل شيثا‪.‬‬
‫يقول محدثي؛ اروهذه حال صاحبنا دائما مع أصيافه ) ‪٠‬‬
‫ولا ;يب أن ذلك قصور‪ ،‬وتقصير‪ ،‬وجهل ق حق الضيافة؛ فإن يت فادر'ا‬
‫على إكرام صنوفك كما ينغي فلا مصرق ذلك‪.‬‬
‫^^نثقئق‬
‫وإن لم تكن قادرا فلا تكلف نفسك ما لا تهليز‪ ،‬ولا نحلب الحرج‪ ،‬والكدر‬
‫لأصيافك‪.‬‬
‫وكيلك الإسراف الماغ فيه؛ بحيث بميم طعام كثينحدا يقعد به الماهاة‪ ،‬ثم‬
‫المذموم‪.‬‬ ‫ئرص‪ ،‬ولا‪<.‬كلئهإلأ أقل القليل؛‬
‫‪ -٤‬ابلوس ي المكان اللاثق؛ فلا يليق بات ان صغيرق ال ن‪ ،‬أو القال‪.‬ر‪ ،‬أو‬
‫المكانة ‪ -‬أن يتخعلى الناس حال تقديمهم إر محل ى الهلعام؛ فيجلس ق مكان‬
‫بحممي لأكابر الضيوف؛ فان ذلك يزرى يه‪ ،‬وبحط من قدره‪.‬‬
‫وكذلك لا ينبغي لفيف ذي مكانة أن يتأخر‪ ،‬ويتباطأ كثيرا؛ فيوقع المضيف‪ ،‬ق‬
‫الحرج؛ حيث ضيد المضئف إحلأسه ق مكان يليق به‪ ،‬وهويتأخرعن انحيء ‪،‬‬
‫فيجد المكان الذي أعد له قد جلس فيه‪ ،‬فيحار المضيف ت هل يقيم من حلى فيه ؟‬
‫أوأن يجبى الضيف الكبيري مكان لا يليق به؟ فالذي ينبغي للضيف أن يل؛ن بيد‬
‫مضيفه‪ ،‬وأن ينزل على حكمه‪.‬‬
‫‪ - ٥‬حس الأدب حال ناول سام؛ بحث ي مي الأكل قل الأكل‪ ،‬وأكل‬
‫ويشرب بيمينه‪ ،‬ويتجافى أن يصدر منه ما يؤذي ‪١‬لحاصرين من نحثأ‪ ،‬وتمخط‪،‬‬
‫وكثرة سعال؛ فان ذلك ممقوت ق كل محلى‪ ،‬وهوق محلى الهلعام أشير ‪٠،‬‬
‫ؤيشتد الأمر إذا صدرمن عاقل صحيح الحم‪ ،‬قادرعلى أن يتلافى ذلك‪.‬‬
‫ؤبمدر ق ذلك من كان كبيرالمن‪ ،‬أومييضا‪ ،‬أوثقيل الحركة‪.‬‬
‫‪ -٦‬حسن مراعاة المضيف لأدب محلس طعام الضيافة ت فمن ذلك أن يكثرمن‬
‫التربب بالحاصرين ب بن الفينة والأخرى بما يليق‪ ،‬وأن بحذر من نهرهم‪،‬‬

‫(‪ )١‬انظر أحار الثقلاء والمتثقلى‬


‫‪١٨٣‬‬ ‫نواذألاسي‪1‬هت‬

‫وزجرهم‪ ،‬خصوص—ا إذا رأى اثبن أوأكئر يتهامسسون‪ ،‬أويتجاذبون أطراف‬


‫الحديث؛ حيث نحد من بعض من لم يفهم من معنى الإكرام إلا إطعام الطعام إذا‬
‫رأى أمثال هؤلاء زجرهم‪ ،‬وقال لمم؛ دعوا الكلام‪ ،‬وتفرغوا للأكل‪.‬‬
‫ومن أدبه ألا يكثر الإلحاح على الضيوف بأكل طعام مع؛ن‪ ،‬أو شراب‪ ،‬معين إلا‬
‫إذا نأى‪ -‬من حيائهم ورغبتهم ق ذلك الطعام والشراب‪.‬‬
‫ومن أدبه ‪-‬أيضا‪-‬أن يلاحظ ما مص على الاصياف دون أن يشعروا بدلك؛ فإذا‬
‫مصهم شيء ‪ ،‬أو احتاجوا إل ْزيد طعام أوشراب ض فلييادر إل إحضاره ‪،‬‬
‫وأن يكون ذلك بذوق‪ ،‬وحسن تأت‪ ،‬حتى لا يشعر الضيف أنه تحت المراقبة‬
‫التامة‪ ،‬وأن أنفاسه تحصى عليه‪.‬‬
‫وقد ذكر ابن قتيبة ق عيون الأحبار أن أحد الولاة أجلس رجلا على مائدة‬
‫يواكله‪ ،‬فأبصرق لقمة الرجل شعرة؛ فقال ت خل‪ -‬الشعرة من لقمتك‪.‬‬
‫فقال له الرجل؛ ؤإنك لتراعينى مراعاة من يبصر الشعرة ق لقمتي؛ وافه‬
‫لا أكلت معك أبدا' ثم خرج الرجل وهويقول؛‬
‫يلاحظ أطراف الأكبمل على عندأه‬ ‫وللموت خيرمن نئ ارة باخيخ‬
‫ومن أدب المضتف ألا ممدح طعامه إلا إذا استدعى المقام ذلك؛ كأن ينأل عن‬
‫نؤع ذلك الهلعام‪ ،‬أوأن يد بدلك أن يرغب الضيوف فيه‪.‬‬
‫أما يجرد مدح الطعام دون سب يدعوإر ذلك فممقوت مذموم‪ ،‬نال أحدهم‬
‫‪ )3‬ذم بعض البخلاء ;‬
‫يمول ه ذامنح‬ ‫ؤيندح المال ح لأصحابه‬
‫(\)ممو^\سم‪^٦\/T‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ )٢‬سيراف بلد ‪ )j‬إيران‪ .‬انفلر انحاسن والأصداد ص‪٢٠١‬‬
‫^نئئفة‬
‫بخلاف مدح الضيف طعام مضيفه‪ ،‬وإشادته بجودة صتيه؛ فإن ذلك من‬
‫مكارم الأخلاق‪ ،‬ومما يدخل المرور على اكيف وأهل بيته‪.‬‬
‫ومن أدب المضيف ألا يستكثرمايقدمه لاضيافه‪ ،‬وألاتحدث ي يجلى‬
‫الهلعام بالأحاديث الش تحث على الخمية‪ ،‬وتحذر من المطنة‪ ،‬وتوحي بامحلأل‬
‫الهلعام‪ ،‬وتحوذلك‪.‬‬
‫ومن الأدب ‪ ،3‬ذلك إذاكان انحلس كبمآ‪ ،‬والضيوفكثرا ‪ -‬أن بجعل من يقوم‬
‫على خدمة الضيوف من الأولاد‪ ،‬أو الخدم‪ ،‬أوغيرهم‪ ،‬وهم من يعرفون عند‬
‫الأوائل ب• الثدل' وهم خدم الدعوة‪ ،‬وسموبذلك؛ لأنهم ينقلون الطعام إر‬
‫من حضرالدعوة‪.‬‬
‫وإذا محام صاحب الضيافة بالخدمة يتقه‪ ،‬أوقام بذلك من يتوب عنه ‪-‬‬
‫فلا يتبني للضيف أن يرد ذلك التؤع من الكرامة‪ ،‬بل بجن أن يتقبلها بقبول‬
‫حن‪ ،‬وأن يكر لمن يقوم بالخدمة‪.‬‬
‫قال التابهم) الجليل ثابت الناني؛؛قا؛ئئه ت ر حثت إر أنس بن مالك‪.‬؛ فلما‬
‫تحشينا حاء الغلام بالعلت‪ ،‬فوضعه بعن يدي أنى؛ فأخذه أنى‪ ،‬ووضحه بن‬
‫يدي؛ فرددته إليه‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا ثابت‪ ١.‬إذا دخلت على أخيك المسالم؛ فأكرمك‬
‫قائل كرامته؛ حيث أجلك فاجلس‪ ،‬وما قدم إليك يكز؛ فان ‪ ٠٢٧^١‬إنما يكرم‬
‫ي‪-‬عزوجل‪-‬ا>لاأ•‬
‫ومن أدب صاحب الضيافة مؤاسة صيوقه حال الهلعام‪ ،‬والمحدث معهم‪،‬‬
‫وفتح شهيتهم للطعام‪.‬‬

‫لباب الآدابصا‪،‬م_آ\‪./‬‬
‫‪١٨٥‬‬ ‫مازواسفت‬

‫قال ابن قمحة؛ رروعن الخارود بن أبي سبرة قال قال لمح‪ ،‬بلال بن أبي بردة ت‬
‫أتحضر طعام هذا الشيح ‪ -‬يعني عبدالأعلى بن عباو الله بن عامر‪.‬؟‪.‬‬
‫فنل‪ :‬إي وافه‪ ،‬فقال ‪ :‬حدثني عنه‪ ،‬فقال؛ ناتيه ‪-‬وكان سكيا_أاا إن حدثتا‬
‫أحن الحديث‪ ،‬وإن حدثناه أحسن الأستماع؛ فإذا حضر الغداء حاء حثازه؛‬
‫محمتلز ‪ ) jrvj‬يديه‪ ،‬فيقول‪ :‬ما عتدلئّ؟ فيقول ت بطة بكذا‪ ،‬ودجاجة بكن‪.‬ا وكدا‪.‬‬
‫قال ت وما يريد بذلك ؟ قال؛ بحبس كل إنسان نف ه إر ما يشتهي؛ فإذا وضع‬
‫الخوان حوي نحؤية الظليم ‪،‬؛ فما له إلا موحنح متكئه؛ فيجد‪ ،‬ويهزل‪ ،‬حتى‬
‫إذا ر'آهم فتروا‪ ،‬وكلوا ‪ -‬أكل معهم أكل الخاع القروررأ‪ ، ،‬حتى يشلهم‬
‫بأكله))لْ‪،‬ؤ‬
‫وكانوا إذا أثتوا على أحد بالكرم‪ ،‬وإطعام الطعام أردفوا ذلك بكونه حن‬
‫الكلام؛ فذلك أبلغ ي كرمه‪ ،‬وأكمل ق سؤدده‪.‬‬
‫أخرج الطبراني ل (مكارم الأخلاق) عن عمروبن دينار قال ت اركان ابن‬
‫عبامحي حنحم اثمصعه‪ ،‬حن الحل‪ .‬لمك)) ‪١‬‬
‫وللشماخ ق عبدالله بن جعفر؛‬

‫(ا)يميأنههممت‪ ،‬قليل الكلام‪.‬‬


‫(آ)ّئدةء‬

‫(مآ)الظايم‪:‬ذكراسم‪.‬‬
‫(‪ )٤‬القرور‪ :‬الا_ى أصابه المر‪ ،‬وهو البريه‪.‬‬
‫(‪)0‬ءيونالأخبارّل‪/‬هامأ‪.‬‬
‫(!)مكارم الأخلاق ( ‪.) ١٧٣‬‬
‫^^ئسهة‬

‫ارق إذاأض‬ ‫وخيرم م كن‬ ‫لن‪-‬كبما ابمنضضراض‬


‫صادف زادأوحديثاما اشتهى‬ ‫ؤوب شويرق الحمأ ‪—٠٠٠‬رى‬
‫ثمالدءافسذاكفيطرااا؛‬ ‫إنالخاديثجابسبرى‬
‫وكان شيخا عدالعنينبن ب از■؛محلك بجل ي مع ضيوفه على الطعام؛‬
‫ويؤنسهم‪ ،‬ؤيأكلمعهم‪ ،‬ويجيب عن أسئلتهم‪.‬‬
‫وإذا كان يجهدا‪ ،‬أولم يكن له رغبة ق الهلعام ‪ -‬جالس معهم؛ إيناسا لمم‪،‬‬
‫وتطيبا لنفوسهم‪ ،‬خصوصا إذا رغبوا ق ذلك‪.‬‬
‫يقول مديرمكتب بيته الشيح محمد ا‪،‬لوسى بمحك ق معرض كلام له حول هذا‬
‫الموصؤع ت را ومن القعمى العجيبة ق هذا الشأن قمة حصلت قبل تن من‬
‫وفاة سماحته أي لماكان عهره ثمانية وتما ‪jry‬؛ ستة‪.‬‬
‫ففي يوم حميس لم يأت سماحته من المجد من درس الفجر إلا ق اي اعة‬
‫التاسعة صباحا‪ ،‬أي أن الل‪.‬رس قد استمر ما‪-‬ة ثلاث ساعات أو تنئي‪ ،‬وجلس‬
‫للناس كعادته من الساعة الخالية عشرة إر الساعة الثانية والتصق يعد الفلهر‪،‬‬
‫ولا يخفى عليك أيها القارئ صفة يجل ه وما ينجز فيه من الأعمال العفليمة‪،‬‬
‫ؤيسقثل من البسر المحتلفي الختس يات‪ ،‬والهلثاع‪ ،‬والهلالب‪٠‬‬
‫وكان سماحة الشيخ ق ذلك اليوم يجهدا متعبا‪ ،‬فلما وضع طعام الغداء‬
‫تهدمهم‪ ،‬وقال وهوواقف ا؛ تفضلوا للغداء ‪ ،‬حياكم الله‪ ،‬فلما جل وا نال ‪ :‬أما‬
‫أنا ف امحوني لأنني لا رغبة لي ق التلعام‪ ،‬فنال أحدهم ؤبموت مرتفع ت‬
‫(‪ )١‬ديوان الث اخ بن صرار الل‪.‬ياني‪ ،‬حققه وشرحه صلاح ااا‪-‬ين المائي ص ‪ ، ٤ ٧٦. ٤٦٤‬وانظر‬
‫بهجةانحالسا‪/‬حا‪'،‬آ‪.‬‬
‫‪١٨٧‬‬ ‫ما‪3‬أواصأفة‬

‫يا شتخ•‪ ١‬نحن لم نأت للأكل‪ ،‬وإنما أنتنا من أحل الخالوس معكم‪ ،‬والتحدث‬
‫إلكم؛ فإما أن نحلس وإلا فلن نأكل‪-‬‬
‫فلما سمع كك ذلك‪ ،‬والناس على الهلعام يقرب عددهم من المائة جلى‬
‫معهم يباسهلهم الحديث‪ ،‬وبجنب عن أسئلتهم‪ ،‬ولم يأكل شيئا من الهلعام‪ ،‬فلما‬
‫انتهوا استأذنهم‪ ،‬ودخل المنزل)) ل ا‪.‬‬
‫ومن أدب المضيف ألا يعجل الضيوف كأن ينوم ببن المنة والأخرى قائلا ‪:‬‬
‫الحمد فه‪ ،‬أو نحوذلك مما يشم الضيوف بان ينتهوا س الطعام‪.‬‬
‫ومن كلمات العرب‪ ،‬واصهللاحاتهم ي الضيافة ت المرجفان‪ ،‬وهما الطست‪،‬‬
‫والإميق؛ لأن ليما صوتا بحين ينقر أحدهما بالأخر؛ فكأن ذلك الصوت يرجف؛‬
‫أي يخبربتمام الطعام‪ ،‬والحث على القيامل‬
‫قال أبوبكر الصفار‪ :‬ررحضرمحتون بالكوفة قوما؛ فجلس يأكل؛ فجعل الغلام‬
‫بحرك الطست‪ ،‬والإبئيق‪ ،‬فقال‪ :‬من ذا الذي زب بتا قل انتهاء عملتا؟» ‪. ٢٣١‬‬
‫ول مقامات الحؤيري ‪-‬القامة النصييية‪ (١ :-‬وإياك واسدناء ارجمن مل استقلال‬
‫حمول البن))‬
‫فقوله؛ (استقلال حمول المن) •' أي إبل الفراق‪ ،‬ويريد بها الموائد؛ لأنها إذا‬
‫ارتقعت تفرق أهل انحلس؛ فيقول‪ :‬إياك أن تقربهما _أي الطست‪ ،‬والإيريق_ قبل‬
‫أن ترتفع الوائد؛ فيتهيأ الناس للغسل والأنصرافلْ‪.،‬‬
‫(ا)اظرعادات‬

‫‪ ٢ ٢١‬جواب من مرة الأمام ■مدالشز بن باز ‪• ١ ٨٦٧٥‬‬

‫(‪ )٤‬مقامات الخؤيري ‪-‬القاعة النصسيت ‪ -‬ص؟ ‪. ١ ٦‬‬


‫(‪ )٥‬انظرعادات‪.‬ميتة‪. ١ YY•،،^.‬‬
‫ثنئئئق‬
‫لا ينوم من ؛‪ ، JlJU،‬حتى ي أل عن‬ ‫وكان شيخنا الإمام عبدالعنين بن باز‬
‫ضيوفه‪ :‬هل قاموا؟‬
‫فإذا قيل له‪ :‬قاموا؛ قام؛ كيلا يعجلهم بقيامه قبلهم‪ ،‬وإذا قام قبلهم قال ‪ :‬كث‬
‫براحه‪ ،‬لا ت عجلوا ‪٠‬‬
‫‪ -٧‬حمن مراعاْ الضيف لأدب سام ي الضيافان‪ :‬فمن أدبه ي ذلك نحب‬
‫الملأهمة‪ ،‬وهي الزاحمة على الطعام حرص ا؛ فذلك دليل التثزه‪ ،‬وعنوان‬
‫\لأ‪/‬أص‪.‬‬
‫ومن أدبه ‪-‬ابما‪ -‬آلا يأكل آكل السارْ النهم العجول؛ فلا تراه يرد على أحد؛‬
‫خشية أن يفوته شيء من الطعام‪.‬‬
‫أوصى أحد من هم على هده الشاكلة بوصية قال فيها‪( :‬ر أذاكن على مائدة؛‬
‫فلا ثتكلمن ل حال أكلك‪ ،‬وإن كلمك من لأبد لك من جوابه فلا يجثه إلا‬
‫بقولك ‪ ٠‬نعم؛ فان الكلام يشغلك عن الأكل‪ ،‬وقوك‪( :‬نعم) مصعة))‪.٢ ١‬‬
‫هذا وسلم أمر حشما‪ ،‬والنهم إذاكان الهلعام قليلا‪ ،‬والأكلون جوعي؛ فان‬
‫ذك أثرة' وشح‪ ،‬وإن الإقلال من الأكل ‪-‬والخالة هده_ إيثار ومصل‪ ،‬وق مثل‬
‫ذك يقول حام الطائي‪:‬‬
‫إذا النوم أسواسط‪-‬ي الزاد جوعا‬ ‫لأس تمي حي ات يشفي‬
‫حيي اوممتحيا وكليا مجات عا‬ ‫إذاك ان أصحاب الإن اء ثلاث ة‬
‫مكان يدي ي جاب الزاد أقرعا‬ ‫كاني لأستحي ص‪-‬حابي آن يروا‬

‫_ ‪. ٢٦١‬‬ ‫(‪)١‬انفلرحكمبميىبص‪٠٦٢‬‬
‫( ‪ ٢٢‬بمي أن كلمة لذ*م) لا ميه عن الضغ؛ فهي محول رغ فيه‪ ،‬ثم خفضه‪ ،‬وذلك على‬
‫_ ‪. 0٣٢‬‬ ‫^صة‪ .‬امملراسوالخارص‪١٣٥‬‬
‫‪١٨٩‬‬ ‫نوانواسهت‬

‫وقوله ‪( :‬أقرعا) يعني‪ ،‬من عدم الطعام؛ كناية عن كثرة الأكل‪.‬‬


‫إذانحن أصن ا وحاجاتن امع ا‬ ‫أئمركمي أن تن ال أكمه م‬
‫ورجك ن الا متهى الذل أجمع ا‬ ‫ؤإنك مهم ا مط يطنك نوله‬
‫حي اءأحاف ال ذم أن أتمم العار‪٢ ١‬‬ ‫أييت خميص الطن متنطمرالخشا‬
‫وقال الأحنف بن قيس جمحلقئع • اروإن من ا‪،‬لروءة أن يترك الرجل الطعام وهو‬
‫‪.‬‬ ‫يشتهيه))‬

‫وقال الشتمرى ق قميل‪.‬ته الثاذجة المعروفة ب ت لامية العرب ;‬


‫يأعجلهم إذاجشع النوم أعج_ر؛ل'اا‬ ‫ندت الأيدي إل الزادلم أكن‬
‫وقوله •" (وإن مدت الأيدي إر الزاد لم أكن‪ : )...‬هو‪ j‬هدا البيت أولأ أومن‬
‫أول من أشار إل هدا المض المليء بالتكرم‪ ،‬والتفضل‪ ،‬والإيئار•‬
‫وقد اعتنى الشراح به‪ ،‬وأولوْ اهتمامهم‪.‬‬
‫قال الزمحئري ق شرح البيت ت ر الخشع؛ أشد الحرص‪ ،‬والماضي ت جشع •‬
‫‪.‬‬ ‫ثمكسمر الشن))‬

‫وقال البرد ت ر أجشعهم ت أحرصهم على الطعام)) ‪{ ١‬‬


‫‪ ، ٤‬وعيون‬ ‫(‪ )١‬انظرديوان حام الطاثي ص؟ ‪ ، ٥‬وابيان واقن ‪ ، ٢ • U/r‬والفاضل‬
‫الأخارا'‪ّ/‬آ؛*ا‪.‬‬
‫(‪■)٦‬يو‪ ١0‬لأّ‪١‬ر‪^٦</T‬‬
‫‪ ٢ ٣١‬بلؤخ الأرب ل شرح لأمة الرب؛ الزمحشري ‪ -‬الرد ‪ -‬الكري ‪ -‬ابن زاكورالمبي ‪ -‬ابن‬
‫عطاء المري ‪ -‬جمع وتحقيق; محمد عبدالحكيم القاصي‪ ،‬ومحمد عبدالرازق عرفان‪ ، AU_9 ،‬و\‪.٨‬‬
‫(‪ )٤‬الرجع الأبق _‪. AU‬‬
‫(‪ )٥‬الرجع الأبق‬
‫وقال ابن نكور؛ ‪ (١‬الأجشع بتقديم الخيم على الث_اأن ‪ :‬الأكئر جشعا‪ ،‬وهو‬
‫أشد الحرص‪ ،‬وأسواه‪ ،‬وأن ياخذ الإنسان نميبه‪ ،‬وعيثه على نصيب غيره‪.‬‬
‫يقول • إذا أجشع الناس على زادهم‪ ،‬ومدوا أيديهم لتناوله لم أكن أنا أكثرهم‬
‫عجلا إليه بأن أسقهم إر ذلك جميعهم‪.‬‬
‫الخمع‪ ،‬فتلاه بعضهم على‬ ‫أما سق بعضهم فقهل ‪-‬كما إذا سيق بعض‬
‫الفور قبل غيره‪ -‬فان ذلك لا يعد عيبا‪ ،‬بل ربما يكون من مكارم الأخلاق؛ لما فيه‬
‫من رير الخشنة عن السابق بايناسه بذلك‪.‬‬
‫ولذلك نفى عنه الأعجلية دون متلملق العجل؛ فانه لا يكون من الزلل‪ ،‬ولا‬
‫يكون صاحبه مخطئا؛ ثدعى على أمه بالميل» ل ّه‬
‫وقوله؛ (إذ أجشع القوم أعجل) ؛ قال ابن زاكورت أي أشد القوم حرصا على‬
‫الطعام؛ لشدة نهمه أشد عجلا إل مد اليد إل الزاي‪ ».‬رأ‪.،‬‬
‫ولمذا قال ي البيت الذي يليه مبينا سبب بحده عن العجالة ق مد اليد إر‬
‫الطعام بحضرة الخمع من الأكلة عليه ‪:‬‬
‫ءالء»مدىنلأسلض‬ ‫وطذاكللأ؛هءدنممرإ‬
‫قال الزمحشري ت ر البسطة ت السعة‪ ،‬والفضل‪ ،‬والإحسان‪.‬‬
‫والأفضل • الذي يفضل غيره‪.‬‬
‫والفضل؛ الذي يدعي‪ ،‬الفضل على أقرانه)) أى‪.‬‬
‫ر‪ ٢ ١‬الرجع السابق ص ‪•٨ ٠‬‬
‫‪ ٢٢١‬الرجع ال—ابق ص ‪■ ٨ ٠‬‬
‫(‪ )٣‬الرجع السابق ص‪. ١٨‬‬
‫‪١٩١‬‬ ‫محانواممي‪1‬هت‬

‫وقال ابن زاكورالميي‪ :‬راالمسطة هنا‪ :‬السماحة‪ ،‬والسعة ق الكرم» را‪/‬‬


‫إر أن قال ‪ ٠‬اروالمعنى ‪ ٠‬وليس انقباصر يدي عن تناول الراد محيلهم لعلة محوي‬
‫سماحة ناشة عن إحان إليهم‪ ،‬أو محوي سعة ق إحسان إلهم؛ ئ رعزآ بمعنى‬
‫(ق) على هذا التقدير الأحر‪.‬‬
‫وكان المتفضل ‪ ٠‬أي انحن الأفضل ‪ ٠‬بالنصب على أنه حبركان مقدما على‬
‫اّمها))أى‪.‬‬
‫وكل ذلك من أرمحع أدب الضيف على الهلعام‪.‬‬
‫‪ -٨‬الخدرمن تلة انماية طعام الضيافة‪ :‬محكما أن الخود بالعلعام‪ ،‬وحن‬
‫إعداده للضيفان من أعفلم ما بمدح به الإنسان كما مر_ فعكسه تماما محلة العناية‬
‫بعلعام الضيفان‪ ،‬والتقصيرق إعداده؛ فن‪.‬لك من أعفلم ما يذم ؤيهجى به‪.‬‬
‫قال ابن مفلح ت ار فال ابن ب الر؛ قيل للاوزاعي‪ • ،‬رجل قدم إو صيفه‬
‫الكامح‪، ١‬والنيتون‪ ،‬وعنده اللحم‪ ،‬والعسل‪ ،‬وال من؛ فقال‪ :‬هذا لا يؤمن‬
‫باينه واليوم الأحر)) أن‪.‬‬
‫يشيربذلك إر أنه لم يأخذ بقول النبي‪ .‬؛ ررمن كان يؤمن باممه واليوم الأخر‬
‫فليكرم صيفه ا) ‪ ،‬وأن ذلك الإنسان لم ينم بالإكرام كما ينبغي هع محيرته‪.‬‬
‫وقال ^آخر ين‪.‬م من يقدم رديء العلحام لأصيافه ‪:‬‬

‫(‪ )١‬الرجع السابق _‪. YA‬‬


‫(آر)الرجعىبقص)آد‬
‫به من المخللان المشهية‪ ،‬والخعع; كوامح‪.‬‬ ‫(‪ )٣‬الكابح؛ ما‬
‫(‪ )٤‬بهجة انحالس ل‪/‬هو‪ ، ١‬والاداب الشرعية لابن‪.‬فلح ‪. ١ • 1/Y‬‬
‫نوأ‪3‬وألسغة‬ ‫‪١٩٢‬‬

‫ياما‬ ‫اص‬ ‫إل داره فرجض‬ ‫أتم ا أب ا ط اهرممط_رين‬


‫هالت‪:‬دهموهومضامام ارا‪،‬‬ ‫وحاءبجو‪-‬زك اح امض‬
‫وقال أبوذزيب مقرئا من هذه الخصلة‪:‬‬
‫ح؛_رصيرومحيي الثرمكوزأى‬ ‫ازلمم‬ ‫لا دردري إن أشت ن‬
‫كما أن مائة الخل من أعظم ما يهجى يه عند العرب‪ ،‬خصوصا من يتأثر‬
‫بالطعام دون أصيافه‪ ،‬وجيرانه‪.‬‬
‫قال الثعالبي؛ ‪ ١‬قال بعض الرواة؛ أهجى بيت قالته العرب قول الأعشى‪:‬‬
‫وجارامحم غرني سن حمامحارى‬ ‫محتون يالشض ملأءأبمل وثكم‬
‫يعني أنكم تييتون الاللة الشانئة وقد امتلأت بهلونكم من العلعام‪ ،‬وجاراتكم‬
‫الضعيفان حمص البهلون يبس على العلوي؛ فأين أنتم‪ ،‬وأين ا‪،‬لكارم؟أ‪.‬‬
‫وقل أهجى بيت ‪-‬أيضا‪ -‬قول الأخعلل يهجوجنرأ وقومه ‪:‬‬
‫أااوالآببوليضىر<'ء‬ ‫ُهم‪.‬أأذا اححالآبفج‬
‫وكان جؤير يألمكثمأ لمذا البيت‪.‬‬
‫وقال آخر يهجو بخيلا‪:‬‬

‫تل ض تأكل من طعام ه‬ ‫ا‬ ‫اسشقددأضاك‬


‫أوكس_رئل ممنءثلام ‪4‬‬ ‫ه‬ ‫ررصف‬ ‫يان كم‬ ‫س‬
‫(ا)انحاّن والأصدادص'ا''\‪.‬‬
‫(‪)٢‬بهجةانحالس ‪. ٢٩٥/١‬‬
‫(م)أحن‪،‬ا ست ساني ‪. ٢٤٦‬‬
‫(؛)ديوان الأخطلصا‪-‬ا‪-‬د‬
‫‪١٩٢‬‬ ‫نرأ‪3‬وااذطهت‬

‫ه‬ ‫رئ ي منام‬ ‫هي‬ ‫لب‬ ‫ن خوف مي—‬ ‫فراه م‬


‫ف احفظ رغيفك من ^‪،١^١‬‬ ‫ه‬ ‫ررت بياب‬ ‫اذام‬ ‫ن‬

‫وقال آخر ق ذم بخيل ت‬


‫وتلم ع عيني ه بخط اف‪،‬رأا‬ ‫س يان اكل* الخب زي داره‬
‫وقال بعض الشعراء‪:‬‬

‫وف‬ ‫ن الخ‬ ‫هم‬ ‫امن‬ ‫وعائي‬ ‫ي ات ارك يت على الضيف‬

‫فارم فكن ضيما عن ‪١‬لضيم‪٠‬ر ‪٢٣‬‬ ‫ضيمك ل د ج اء ؤختز ل ه‬


‫صنيعه لما حل صفا لمه ‪:‬‬ ‫وقال آخر يدم بخيلا‪ ،‬ؤيسخر من‬
‫ام‬ ‫ة الطي‬ ‫فغداني يرائح‬ ‫أبوئوح نزلت علب ه يوم ا‬
‫فقدم ه عل ى طب ق الكلام‬ ‫وجاء بلحم لا سيء سم بن‬
‫م —داما بع د ذاك ب لا م دام‬ ‫فلما أن رفعت يدي سقاني‬
‫وكنت نمن ممدي ي افاملْ‪،‬‬ ‫فمان نمن سقى سنألآلأا‬
‫وقال اخرقا ذم بخيل؛‬
‫ل‬ ‫هل التي‬ ‫مشس ق وس‬ ‫ه‬ ‫وأن‬ ‫—اءول‬ ‫يخل بال‬
‫يتق—فت ص——ول^‬ ‫ول‬ ‫شحا فلا ملمع ي خب زه‬

‫(ا)ء؛ونالآحارآ‪1/‬أ‪.‬‬
‫(‪ )٢‬الخطاف؛ عفري حطاطيف‪ ،‬وهي حديد؛ حجتان‪ .‬انظر انحاسن والأصداد ص؟ • ‪. ١‬‬
‫("ا)ء؛ونالآحار'ا'‪/‬ا'؛آ‪.‬‬
‫(ئ)الأل‪ :‬المراب‪.‬‬
‫(ه)ء؛ونالآخار"آ‪/‬اا‪-‬آ‪.‬‬
‫(ا)انحاّن والآصدادصيم\‪.‬‬
‫‪ -٩‬الخدرعن ذم طم ام الصافان‪ ،‬أواحقاره‪ :‬فمن أدب الضيف ق محلى‬
‫العلعام ت ألا يذم الطعام‪ ،‬وألا بمنقرما يقدم له من المصنف‪ ،‬فال جابرق ‪:‬‬
‫ررهلاك بالرجل أن يدخل عليه الرحل من إخوانه؛ فيحشرما ‪ )j‬بيته أن بميمه‬
‫إليه‪ ،‬وهلاك بالقوم أن بحقروا ما قرب إليهم)) ‪. ٠١١‬‬
‫‪ - ١ ٠‬آلا بمليل الضيم‪ ،‬المكث على الهلعام بلا دلع‪ :‬فمن جميل أدب الضيف‬
‫خصوصا إذا شاهد أكابر الضيوف قد قاموا ألا يهليل الكث علمي العلعام دون أكل‬
‫كحال من يتجاذب الحديث ْع صاحبه يعد فراغه من الهلعام؛ فإن ذلك يقطع‬
‫أصحاب الضيافة؛ فربماكان هناك من ينتظرون فراغ الضيوف من الهلمام؛‬
‫ليأخذوا فرصتهم ق الأكل‪ ،‬وربماكان صاحب الضيافة يؤيد الإفادة من باق‬
‫التلعام؛ كونيعه على يحص انحتاحن؛ حدا من إهدار العمة‪.‬‬
‫‪ - ١ ١‬مراعاة أدب الضيافة المفتوحة‪ :‬وهي ما يمي ق عصرنا الحاصر ب ‪:‬‬
‫(البوفيهات المفتوحة)‪.‬‬
‫فهده الهنيقة من الضيافة ربما توفرقداكيرا من العمة أن تدهب هدا‪.‬‬
‫وبعض الناس لا بحن العامل مع هده ال‪a‬لريقة؛ فتراه يدور على أصناف الطعام‬
‫مما حلا‪ ،‬ومر‪ ،‬وسخن‪ ،‬وبرد ‪ ،‬من مأكول‪ ،‬أو مشروب‪ ،‬فيأخذ منها ما لا بحثاج‬
‫إلا لأقل القليل منه‪ ،‬ثم ييغ الباقي بعد أن يصيرغيرصالح للأكل‪.‬‬
‫وربما أتى على أصناف لم يعهدها من قبل؛ فيأخذ منها قدا كيا‪ ،‬وربما‬
‫لا تلائمه أصلا؛ فيدعها بعد أن يف دها‪.‬‬

‫ر‪ )١‬ؤيروى؛ < وهلاك بالقوم أن بحممرواما فدم إليهم ‪ I‬و• كفى بالرء شرا أن بحشرما زو\إليه)‬
‫اظر مند الإمام أحد ( ‪ ) ١٤٩٨٥‬والييهقي‪-‬الكبرى‪ ) ١٥٠٢٠ ( -‬واننلرالترغيب والترهيب‬
‫( ‪.) ٣٩٢١‬‬
‫‪١٩٥‬‬ ‫ذواذلاص‪1‬هت‬

‫وماذا على الأسان لو أخذ حاجته‪ ،‬أو أقل منها‪ ،‬ثم إذا رغب ق نؤع مسي أن‬
‫يعاود الأخذ مرة أحرى ؟ •‬
‫‪ - ١ ٢‬الخلرمن التصرفات ا‪،‬لوذية حال طعام الضيافة‪ :‬فمن الأفات الش تكون ق‬
‫محلس طعام الضيافة ما بمدر من يعص الضيوف من تصرفات مؤذية‪ ،‬كحال من‬
‫لا ينثلر فيما حوله من الأواز المأكولة أوالمشروبة؛ فترى يده تعليس على طاولة‬
‫الأكل‪ ،‬فربما اتسخت ثيابه وربما أسئهل شيئا من الطعام على من بجواره‪.‬‬
‫ومن ذلك ما يكون من بعض الحال‪ -‬يرن على العلعام‪ ،‬من إصدار أصوات‬
‫مزعجة حال أكله‪ ،‬أو شربه‪.‬‬
‫أوما يكون من بعضهم من مبادرات على الأكل غيرمقبولة عند بعض الناس‪،‬‬
‫كحال من يقطع اللحم بيده دون حائل‪ ،‬ثم يناوله من بجانبه من الضيوف‪ ،‬أومن‬
‫يتكلم ساعة الأكل بما يف د على الأكلثن طعامهم‪ ،‬كمن يتكلم بكلام تعاف معه‬
‫النفوس ‪١‬لهلعام‪.، ١‬‬
‫أوألا يتحامى حال الأكل فعل ما يكرهه الناس‪ ،‬ونحوذلك تما هومن فعل‬
‫الثقلاء‪.‬‬

‫قال الزٌزمي ي وصف بعض أحوال هؤلاء ؛ ررومن صفة الثقيل أنه ل حال أكله‬
‫مع الناس لا يتوقى ما يكرهونه‪ ،‬ؤيكون سببا ليم ل النفور من الملعام)) ر ‪٠،‬‬
‫ثم يصرب أمثلة على ذلك فيقول ت رركنقضه يده ي قصة الطعام‪ ،‬وممحه أنفه‬
‫بالمنديل الذي يمحون به أيديهم‪ ،‬وشربه من الغراق الكثير الذي بمون منه ق‬
‫أكوابهم‪ ،‬ومسحه أسنانه سيله)) ‪. ٢٣١‬‬

‫(ا)اظركراسواصنصهآ‪.‬‬
‫(آ)أخ؛ار الثقلاء واسنصهآ‪.‬‬
‫("ا)ا‪،‬لر‪.‬ءعالاضصهأ‪.‬‬
‫سسغة‬

‫وقال • ارومن صفة الثقيل انه إذاكان ْع الناس تناول ما يكون فدام غيره من‬
‫الأكلبن من اللحم‪ ،‬ومن كل ما يعجبه من الهلعام‪ ،‬ولم سال بأحد‪ ،‬ولا بانتقاد‬
‫أحد )) ‪.، ١٠‬‬

‫ومن الأفات ‪-‬ق ذلك الباب أضا_ كثرة موال المضيف عن وقت تقديم الطعام‬
‫خصوصا ق الناسبات العامة؛ فان للممضيف شانه‪ ،‬وتدبيره؛ فمن الثقل ق ذلك أن‬
‫يعجنإ‪ ،‬خصوصا ممن ليس له عذر‪ ،‬أوقدر‪ ،‬أودالة‪.‬‬
‫وهذا صنيع أهل التطفل ممن لا يرعون أدب الضيافة‪.‬‬
‫قيل لطفيلي‪ :،‬ما تحففل من القرآن؟ قال‪ :‬ؤءاتنا عدآءئاؤ>لالكهف‪. ]٦ ٢ :‬‬
‫وكاننقشس;(طلخملأ‪-‬أكلون)لآ‪.،‬‬
‫وبالخملمة فان آداب طعام الضيافة كثيرة‪ ،‬وما مضى إنما هى إشارات لأهم ما ق‬
‫اّ‪.‬‬

‫(ا)ا‪،‬لرجعانبقصأ\‪.‬‬
‫(‪ )٢‬المنتخب والمختار ص ‪. ٥٣١‬‬
‫‪١٩٧‬‬ ‫نوانداسياهت‬

‫الغاسة والأوبمؤن‪ :‬ترس جدوو الضيافة‬

‫فمن جميل ما يكون ؤ) الضيافة‪-‬خصوصا إذاكان الضيف كبيرا‪ ،‬أوقائما من‬


‫بلد اخر— ان ل بى محه يرلب لار‪J‬ارة ‪٠‬‬
‫وأحمل ما ق ذلك أن يوضع جدولآ يمحب فيه ما سيدور ق تلك النيارة‬
‫حسب مدة الإقامة‪ ،‬ثم يوسل نسخة منه إر الضيف؛ حتى يعلم ماذا ستاكون‬
‫عليه تلك الرحلة‪ ،‬ومن لم يوطن نف ه على القيام بما تضمنه ذلك الخيول من‬
‫النيارات‪ ،‬ونحوها؛ فدلك مما يمنع الفوضى‪ ،‬ويمنح المضثف فرصة لترتيب‬
‫وضعه؛ كي يتلاءم الخيول وما يتق من رغبات الضيف بحسب نحممه‪،‬‬
‫وموقعه‪ ،‬وما جرى يجرى ذلك‪.‬‬
‫وبحن أن يضمن الخيول نيارات متنوعة‪ ،‬واطلاع على معالم البلد الزار‪.‬‬
‫وإن كان الضيف محبا للبرفليضمن الخيول رحلة شية‪ ،‬وإن كان محبا للبحر‪،‬‬
‫ول اللي المزار بحر فليكن ضمن برنايجه نيارة بحؤية وهكنءا‪.‬‬
‫ويجمل بالضيف‪ ،‬والمضيف أن يسيرا على ومحق ما حلمط له محير ‪١‬فطاع‪،‬‬
‫وإن كان ثم طروء على الخيول المعد من تحوتعديل‪ ،‬أوإضافة‪ ،‬أوإلغاء ‪ -‬فلا‬
‫بأس•‬
‫وعلى أهل ذلك البلد المزار‪ ،‬وأصحاب المضيف‪ ،‬ومعارفه ألا يتقدموا بين‬
‫يدي الضيف؛ فيطلبوا من الضيف مباشرة أن بحل ضيفا عندهم‪ ،‬بل لابد لمّم‬
‫من الامتثدان من المضيف‪.‬‬
‫وعلى المضيف أن بحسن التحامل مع العللبات المتكررة‪ ،‬والإلحاح الشديد ممن‬
‫يطلبون نيارة الضيف؛ بحيث لا يكهر أولئك الداع؛ن‪ ،‬ولا يتهرهم‪ ،‬وإنم ا‬
‫‪١٩٩‬‬ ‫نواذواسهأ‬

‫اثسادسهآوالأوبمؤذ‪ :‬اسئب ارهأيصامه‬

‫فغالبا ما إذا دعي صيف كبيرياسة ما ‪ -‬أن يأتي معه شخص أو أكثر من‬
‫أصحابه‪ ،‬أو أولاده‪ ،‬أو أقارُه‪ ،‬أو نحوهم‪.‬‬
‫ولا رب أن إكرامهم من إكرامه ‪-‬كما مر‪.-‬‬
‫والكلام ههنا عما يبغي لمولأء إذا اصطحبوا أحدا ل ضيافة حاصة له‪.‬‬
‫فيسغي لمم مراعاة أمور عدة؛ كي يكونوا صيوفا أعراء ‪ ،‬يحركون أشهم‪،‬‬
‫وس صحبوه ي تلك المناسبة؛ إذ هم أدلأء عليه‪ ،‬وعنوان له‪.‬‬
‫فمما ينبغي لمم مراعاته أن سيروا على وفق ما ‪ ٥^^٥‬أهل الضيافة من جهة‬
‫الواعين‪ ، .‬والتتقلأت‪ ،‬وأن بجرصوا كل الحرص على ألا يقطعوا صاحبهم‪ ،‬ولا‬
‫المضيفن ق أي شأن من شؤون الضيافة‪ ،‬فتحرصوا على الأستيقافل من النوم‬
‫مله ' وعلى ألا يناموا إلا بعدم ' وألا ينصرفوا من انحلن إلا إذا انصرف ما لم‬
‫يكن سبب آخر يستدعي حلاف ذلك‪ ،‬كما ق صنع بحضن الناس؛ إذ تراهم‬
‫يقطعون الضيف الريس‪ ،‬وقد يكون عالما‪ ،‬أووجيها‪ ،‬أوكمآ ق السن؛ فلا خز‬
‫له إلا انتظارهم‪ ،‬أو إيقاظهم من الوم•‬
‫ومما ينثغي‪ ،‬لمم ألا يعجلوه ق الانصراف من الضيافة قبل انتهاء وقتها‪ ،‬وإذا‬
‫أراد تمديد وقت النيارة ألا يثنوه عن ذلك؛ فال هم ثنوه أحرحوه أمام مضثفيه‪،‬‬
‫وأوقعوا أشهم ي كراهية الناس لمم‪.‬‬
‫بل يجدر بهم أن يتتكرموا‪ ،‬ؤسحوا بشيء من وقتهم؛ حتى يسعدوا صاحبهم‬
‫ومضيفيه‪.‬‬
‫ي|ذوإلسفةر‬

‫وإذاكان لأحدهم مانع قوي بمتعه من الكث ‪ -‬فلسستأذن من صاحبه‪ ،‬وليغادر‬


‫بكل هدوء دون أن يشعر صاحب الضيافة بذلك‪.‬‬
‫وأذكري هده الناسبة موقنين مماينثن جدا يدلان على سعة القوس‪ ،‬وضيقها‬
‫من قل بعض الراشن للضيف الكبير‪.‬‬
‫الوقف الأول ت بحدث يه أحد الناس قائلا؛ إنني أدعى إل مناسبات كثيرة ق‬
‫بلدي‪ ،‬وقؤييا منه‪ ،‬وبعيدا عنه‪.‬‬
‫وكان احد الأصدقاء القرين إلى ممن سبق لى تدريسهّم ‪ ،‬وأنا \كحده ب نوامت‪،‬‬
‫■عديدة ‪ ،‬وكان يرغب ق صحبنى لبعحل الناسبات ‪ ،‬ويؤكد ذللث|ا مرارا‪.‬‬
‫وي يوم من الأيام دعيت دعوة خاصة ق بلد قؤيب لي‪ ،‬فعرضت ذلك عليه؛‬
‫ففرح‪ ،‬وكانت التاّثة بحد العشاء وعند أحبة لي قد درست ليم من قبل‪ ،‬وق‬
‫بلد عنيز علي•‬
‫ؤبعد الاستقبال وتناول العشاء تحاذين ا أطراف الأحاديث قليلا‪ ،‬ثم رأيت‬
‫صاُمي‪ ،‬يشيرإل بعينه أن تصرف‪ ،‬نم بحد دقائق صار يتقلرق الساعة‪ ،‬ثم‬
‫صار يرفع صوته قائلا لي; متى نتصرف؛ ذ{'سمو ‪ ،‬وتبب لي ف حرج‬
‫شديد‪ ،‬وصار الضيفون يعرضون عليه أن يجلس ؤيرغبونه‪ ،‬ؤيبدون له سعادتهم‬
‫الغامرة ق تلك التاسثة‪ ،‬ولكنه كان يمر على الذهاب‪.‬‬
‫يقول صاحبتا ت فما كان مني إلا أن استأذنت متهم‪ ،‬وهممت بالانصراف‬
‫فحاولوا مرة أحرى‪ ،‬وقالوا له ت إذا لحلن ا نصل معك إر حل؛ فان كنت‬
‫مستعجلا‪ ،‬وميد أن تلحق على ما تريا< ‪ -‬أوكلتا أحدنا؛ ليومجلك إر بيتك‪،‬‬
‫ولع فلأن ا عندنا؛ فرفض‪ ،‬وقال؛ لأبد أن نذهب معا‪ ،‬فما كان مني إلا أن‬
‫‪٢٠١‬‬ ‫دوانإوائ‪،‬ئئا‬

‫رضخت للأمر‪ ،‬فودعنهم‪ ،‬وانصرفت‪ ،‬وأنا أرى ق عيونهم الرغبه ق الكث‪،‬‬


‫والغيفل على ذلك الصاحب الملول الضجور‪.‬‬
‫يقول صاحبنا ت وبعل‪ .‬أن ركنا السيارة سألته عما أعجاله ‪ ،‬فمال ت لا شيء ‪،‬‬
‫ولكن حلمنا محدهم بما فيه البركة‪١‬‬
‫يقول صاحبنا •" فتكدرتكثترا‪ ،‬ولم أعد أحرص على صحبته لي بعد ذلك‪.‬‬
‫أما الوقف الثاني فيحدث به أحدهم قائلا ت زارني أحد أكابر ال‪J‬الماء ‪ ،‬وكان‬
‫وقت النيارة من الفلهر إل العصر‪ ،‬وكان ؤ صحثة ذلك العالم بعض أولاده ‪،‬‬
‫وأقاريه‪ ،‬وقد أخثرهم أنهم سيغادرون بعد العصر‪.‬‬
‫هؤلأء زوج لابنة ذلك العالم‪.‬‬ ‫وكان من‬
‫ولما طاب انحلس رغنا إل ذلك العالم ق أن يهليل الكث‪ ،‬وأن يمد اللقاء إل‬
‫ما بعد العشاء؛ فقال لي‪ :‬إني أرغب ق ذلك‪ ،‬ولكن فلأنا ‪-‬يمي زوج ابنته‪ -‬لديه‬
‫رحلة من يلدنا إر بلد ^اخر يعمل به‪ ،‬وقد اتفق ْع أمه أن إذا وصل إل بلدنا أن‬
‫تصحثه إر البلد الذي فيه مقر عمله‪ ،‬وهي تنتذلر‪ ، ٥‬والمسافة تقرب من ثلاثمائة‬
‫كيلو‪.‬‬
‫يقول محدثنا المضيف؛ ؤبعد فترة يسيرة فقدنا ذلك الرحل‪-‬أعي زوج ابنة‬
‫ذلك العالم ‪ -‬وسألنا عنه‪ ،‬ولم نحده‪ ،‬ؤبحد ما يقرب من الساعتثن اتصل‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫أس تأذنكم؛ فقد لمت رغبة شيخنا —يعني الع— الم— ق الخلوس‪ ،‬وكرهت أن‬
‫أعجله؛ فخرجت وسالت عن محعلة نقل الركاب؛ فاستأحرت سيارة خاصة‪،‬‬
‫والأن أنا هميب من الوصول إل‬
‫فتحجب الحاصرون من ذوق ذلك الرحل‪ ،‬وحن خلقه‪ ،‬وألمعيته المهوبة؛‬
‫فما كان من ذلك العالم وصحبه إلا أن مددوا النيارة إر منتصف الليل‪.‬‬
‫ئذوسق‬

‫ومما يسغي لصحة الصيف الكسرألا يتقدموا بعن يديه ق الكلام‪ ،‬وانحلس‪،‬‬
‫ونحو ذلك‪.‬‬
‫وإنما يتيغي أن يكونوارص إشارته‪ ،‬وطؤع أمره محتالما أنه كبيرهم‪ ،‬ومقدمهم؛‬
‫فان ذلك دليل عقلهم‪ ،‬وأمارة نبلهم‪.‬‬
‫وكما يتيم لصحبة الضيف الكبيرأن يكونوا على نحوما ذكر آنفا من حن‬
‫التأتي‪ ،‬والعد عما يفر‪ -‬فكدلك يتيغي له أن يكون على خيرما يرام لأصحابه؛‬
‫من ناحية تفقدهم‪ ،‬وتةريثهم‪ ،‬والسوال عنهم‪ ،‬و‪١‬لتعريف بأسمائهم‪ ،‬والتنؤيه‬
‫بهم‪ ،‬وبألقابهم‪ ،‬وما يلمق بهم•‬
‫ولا بأس أن يعهليهم الفرصة للحديث‪ ،‬وإبداء ما عندهم إذاكان الومحمك‪،‬‬
‫والخال يسمحان بدلك؛ فان ذلك المنح دليل سعة نف ه‪ ،‬وكؤيم خلقه‪.‬‬
‫بملأف بعض الناس؛ حيث إذا صحبه من صحنه لضيافة تنكر لمم‪ ،‬ولم يعرهم‬
‫أدنى اهتمام؛ فلا يعرف بهم‪ ،‬ولا ي أل عنهم‪.‬‬
‫بل ربما نهرهم‪ ،‬وزجرهم‪ ،‬وأساء إليهم‪ ،‬وكأنهم خدم عنده‪-‬‬
‫بل إن الخدم لمم حق التقدير بما يلائمهم ط‪١‬الا أنهم صحبوه‪.‬‬
‫بحدثتي أحد الأصحاب أنهم يصحثون صديقا لمم ق ستهم‪ ،‬وق درحة‬
‫تعليمهم‪ ،‬وليس له عليهم منية تدكر‪.‬‬
‫وكان يدعوهم إر أن يصحبوه إل بعض دعوات الضيافة‪.‬‬
‫يقول محدثي؛ إننا إذا سافرنا معه أصبحتا كالخدم؛ فلا يسأل عنا‪ ،‬ولا يعرف بنا‪،‬‬
‫ولأيقدمنافيامحلس‪.‬‬
‫والمصيبة أنه ما بحن الفينة والأخرى يقول ت انتفلروني ق الخارج‪ ،‬أوعند السيارة؛‬
‫لأجل أن يتفرد بالضيف وتحن نعلم أنه لا قيمة لحديثهم‪ ،‬وليس بسر يخاف من‬
‫‪٢٠٢‬‬ ‫نوانداساهت‬

‫نشره؛ لأنه بجرنا بما دار يعد أن بجرج‪ ،‬ولكن ثغيب عنه معاني المحة‪،‬‬
‫وواجاتها‪-‬‬

‫يقول هذا الصاحب ت وؤب يوم من الأيام صحبتا أحد أصحابنا ممن هوأوجه‬
‫من صاجمنا الأول‪ ،‬وأعلم؛ ونحن قد اعتدنا على التنكر؛ والازدراء ‪ ،‬والانتظار‬
‫من صاحبتا الأول؛ فما كان من صاحبنا الأحر إلا أن قربتا‪ ،‬ومف_ا ينا‪ ،‬وبألقابنا‬
‫العلمية‪ ،‬وصار لا بجلس إلا بعد أن يلح بضديرنا ل انحلن‪ ،‬وكان يستمعلونا‬
‫الحديث‪ ،‬ؤيعلي‪ ،‬من شأنتا‪ ،‬فعادت لنا الروح‪ ،‬وأدركتا المرق ببن هذا وذاك‬
‫راجع لقف النفس‪ ،‬وسعة الصدر‪ ،‬وسجاحة الخلق‪.‬‬
‫ي|زوإل|سئ‬

‫اته>طفة‬ ‫اسبماأوالأربمز‪lU_ :،‬‬

‫فالمدية شعور جميل بجمل فا طثاته ماءانى الود‪ ،‬والحب‪ ،‬والذكرى والكرم‪،‬‬
‫والوفاء ‪ ،‬والشكر‪ ،‬ورقة الشعور‪ ،‬وهى مقصد من مقاصد الش_ريعة ايلهرة‪،‬‬
‫الإسانية الهيبة‪ ،‬ومعلم من معالم جالب ال عادة‪ ،‬ونفي‬ ‫ومفلهرمن‬
‫الوحشة؛ وسرْن أسرار استمالة القلوب‪ ،‬ونيادة انحبة‪.‬‬
‫وللهدية ذوقها‪ ،‬وءلريقتها‪ ،‬وملأءْتها‪.‬‬
‫والقصود ههنا ما يكون من هدايا الضيافة؛ إذ الضيافة‪ ،‬والمدية متشابهان ق‬
‫نواج شتى؛ إذ هما د‪.‬الأن على الكرم‪ ،‬وطس_ا القس‪ ،‬ونحوذلك مما مضى ذكره‪.‬‬
‫والمدية من مكملات الضيافة؛ إذ بجن بالضيم‪ ،‬القادم من بحيد أن يصحلحب‬
‫معه هدية تقدم لاإمض‪1‬ما‪ ،‬يعبرمن حلألما عن محبته له‪.‬‬
‫ويجمل أن يراعى فيها ما يراعى ي ذوق المدية‪ ،‬ومدى ملأءمتها‪.‬‬
‫كم‪-‬ا يجن يالمضيف ‪ ،‬أن يهاّي لضيفه الزائر ما يناسب الحال والقام؛ فل‪.‬للئ‪ ،‬أدعى‬
‫لعلوق النيارة ي قالب الضيف‪ ،‬وأبقى لذكراها ق نف ه‪.‬‬
‫ولوضمنها بعض ما يهدى لرفاق الضيف لكان ح نا‪ ،‬لوحمص جزءا من‬
‫المدية لأهل الضيف‪ ،‬وأولاده؛ لزاد جمال المدية؛ إذ فيه فرح له‪ ،‬ولأهل بيته إذا‬
‫قدم إليهم•‬
‫ومن ذوق المدية إذاكائت ثقيلة‪ ،‬أوكثيرة أن تحمل عن الهدى إليه‪ ،‬وتوصل‬
‫إرسيارته‪ ،‬أوإرمحته•‬
‫وإذاكانتا المدية كثيرة‪ ،‬أو ثقيلة‪ ،‬وكان الضيف قادما من بلد 'أحرفما أجمل‬
‫أن تحمل همه‪ ،‬أو تشحن ق الطائرة إن كان قادما همر الحو‪ ،‬أو أن ترسل عبرأناس‬
‫‪٢٠٥‬‬ ‫دواذلاسهت‬

‫يوصلونها إل منزله؛ حتى لا يثقل عليه حملها بعد أن يمل‪ ،‬خصوصا إذاكان‬
‫مجترا ق السن‪ ،‬ولم يكن معه مرافق يور أمر المدية؛ فذلك ذوق رفع يتمم‬
‫المدية‪ ،‬ؤيعلي من شأنها‪.‬‬
‫وإن كانت المدية مما يمي فيحس أن يمهربإهداء يتضمن اسم المهدي‪،‬‬
‫والمهدي إليه وتاؤيخ المدية ' وأن يتخلل ذلك عبارات الود وانحبةل‪١‬ا‪.‬‬

‫( ‪ ) ١‬وقد ضلت ل شأن المدية‪ ،‬ومقاصدها‪ ،‬وطرائفها‪ ،‬وأحوال الناس فيها‪ ،‬وما ورد نه‬
‫شأنها من أجار ' ونمص ' وأشعار‪ ،‬ل كتاش ذوق المدية‪ ،‬ؤيقع ل ‪ ٤٧‬صمحة‪.‬‬
‫لأوالآرص‪:‬ضواساساصف‬

‫فالأصل أن تكون مدة الضيافة قصيرة إما أن تكون يوما‪ ،‬أوبعض يوم‪ ،‬أو‬
‫يوممن‪ ،‬أوثلاثة‪.‬‬
‫وقد أخرج الخاري‪ ،‬وملم عن أبي ثميح الخزاعي ه أن رسول الله‪.‬‬
‫قال *' ررمن كان يؤمن بالله واليوم الأخرفليكرم صيفه جاثرص ‪. ٠‬‬
‫قال؛ وما جائزته يا رسول اممه؟‬
‫قال‪ ٠ :‬يوم وليلة‪ ،‬والصيانة تلاثة أيام؛ نماكان توق ذلك ض صدتة عليه ‪. ٢١١٠‬‬
‫وق لفظ لمسلم‪ :‬لرالضيافة ثلاثة أيام > وجاثزته يوم وليلة» ل ‪.٢‬‬
‫قال الخطابي ظك ت ‪ ١‬قوله؛ (جائزته يوم وليلة) سئل مالك بن أنس عته‪ ،‬قال;‬
‫(يكرمه‪ ،‬ؤيتحفه‪ ،‬ويخصه‪ ،‬وبحفظه يوما وليلة‪ ،‬وثلاثة أيام ضيافة)‪.‬‬
‫قلت ت يؤيد أن يتكلف له ق اليوم الأول بما اتسع من بر‪ ،‬والهناف‪ ،‬ؤيقدم له‬
‫ل ا ليوم الثاني والثالث ما كان بحضرته‪ ،‬ولا ينيد على عادته‪.‬‬
‫وماكان يعد الثلاثة فهوصدقة‪ ،‬ومعروف؛ إن شاء فعل‪ ،‬ؤإن شاء ترك))‬
‫وقال ابن القيم بءا؛مح ‪ # :‬إن للضيف حقا واجسا على من نزل به‪ ،‬وهوثلاث‬
‫مراتب؛ حق واجب‪ ،‬وتمام مستحب‪ ،‬وصدقة من الصدقات‪.‬‬
‫فالحق الواجب * يوم وليلة ' وقد ذكر الني‪ .‬الراتب الثلاثة ق الحديث المتفق‬
‫على صحته من حديث أض شح الخزاعي® لْ‪•،‬‬

‫(آ)سالم(\رأ)‪.‬‬
‫(‪ )٣‬النائل‪ :‬الخطابي‪.‬‬
‫(أ)سالم المن للخطابي؛‪. ٢٣٨ /‬‬
‫(ه)زاداد<اد ‪. ٦٥٨/٣‬‬
‫‪٢٠٧‬‬ ‫دواذأواسهت‬

‫وقال ابن قدامة ■؛ههقه ؛ ((والواجب يوم وليلة‪ ،‬والكمال ثلاثة أيام‪ ٠٠‬؛ ‪. ٢١‬‬
‫والقمود بالضيف ههنا‪ :‬الضيف القادم من بلل آخر‪ ،‬وليس القيم‪.‬‬
‫وتفصل ذلك يطول‪ ،‬وليس هذا محال بسطه‪.‬‬
‫والمراد ههنا الكلام على مسألة طول مكث الضيف عند مضيفه؛ فالأصل هوكما مر‬
‫ق ا لحديث السابق ‪-‬حديث أبي شريح ه؛‪١ -‬‬
‫وطول المكث عند الضيف لا بجون خصوما إذاكان ق ذلك تح_ريج له‪ ،‬ؤإثنال‬
‫عليه‪ ،‬وقطع له عن أعماله‪.‬‬
‫أما إذا لم يكن كد‪.‬لك‪ ،‬وكان الضيف كؤعا راغبا رغبة شديدة ق بقاء الضيف‪ ،‬أو‬
‫كان بينهما مماخ مشتؤكة تحاج إل طول إقامة ‪ -‬فلا بأس‪.‬‬
‫أما ما عدا ذلك ضميج‪ ،‬وإثقال‪ ،‬وإملأل‪.‬‬
‫وبعض الناس لا يار يدلك؛ حيث لا يترتب على مكثه عند مصيفة ممالحة‪،‬‬
‫فينيد الأمر ضغثا إر‬ ‫وليس هناك حاجة لذلك‪ ،‬وربما يكون بنفسه ثقيلا مستقلا‬
‫اًالةر"اا؛‬

‫ر ‪ ٢‬ا مرت هاتان الكلمتان كبرا‪ ،‬ومعي الثقيل ت س يكون ثقيلا على القلوب من حيث طنه ‪ ،‬أوكلامه ‪ ٠‬أو‬
‫عمله‪ ،‬أو متغلرْ؛ ف‪4‬و ثتيل بالملح‪ ،‬ؤينيد ثقله قلة إحساصه‪.‬‬
‫والسثقل •' هو الذي يكون تقيلا عند بعض الناس دون بعض؛ لخد‪ ،‬أوعزاحمة ي صنعة‪ ،‬أو مكانة‪ ،‬أونحوذلك‪.‬‬
‫وتد يكون الرجل مثقلا ق بعض الأحوال‪ ،‬ؤإن كان غيرتقيل ي الأصل والواتع؛ بحتث ضع تف ه ‪j‬‬
‫‪-‬واصع تثقل‪ .‬انفلر أخيار الثقلاء والققلين <_‪.U‬‬
‫(‪ )٣‬هدا مثل عؤيي (صعث على إبالة) ؤيفرب مثلا للرجل يحمل صاحبه الكروء ‪ ،‬ثم ينييء مته‪.‬‬
‫والإبالة ت الحزمة من الحطب‪ ،‬والضغث ت الخررة الي فوقها يجعلها الحطاب ومأه‪.‬‬
‫والخرزة والحزمة‪ :‬واحد‪.‬‬
‫قال الشاعر‪:‬‬

‫ص—غث نحي—دعل—«‪ ،‬إيال—‪٠‬‬ ‫ل م‪،‬ك‪-‬لأب ومم ندؤئ‬


‫أكالظلاله‬ ‫وم ت؛ن‬ ‫ل‬
‫انفلرمحاب جمهرة الأ‪.‬ثال لأي هلال السكري ‪. A/Y‬‬
‫قال أبوحنيفة جهأه ‪ :‬ارما يعرف الفقه‪ ،‬وقدره‪ ،‬وقدر أهاله من كان ثقيل‬
‫انحال ة ' وكان يقول ت‬
‫في ا رب لا تغفرلكل مي_للاا‬ ‫عدمتا ثئال الناس ي كل بلدو‬
‫ؤينيد الممل إذاكان المصنف ممن لا يطيق‪ ،‬ولا يتحمل؛ ذكر الحافظ ق‬
‫التهذيب عن عبدالرزاق عن قتادة أنه أقام عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام‪ ،‬فقال‬
‫له ق اليوم الثالث‪ • ،‬ارتحل يا أعمى؛ فقد أنزض» أم‬
‫وذكر الزمزمي ق كتابه (أحبار الثقلاء والم تتقلعن) قمصا من هازا القبيل‪،‬‬
‫ومن ذللئ‪ ،‬قوله؛ <ر وحكوا أن بعضهم زار أحد أصدقائه‪ ،‬ولبث عنده شهورا‪،‬‬
‫فقال له صديقه ‪-‬صاحب‪ ،‬الدار ‪ :-‬ألا نفلن أن عائلتالئ‪ ،‬قد اشتاقت إليالئ‪،‬؟ا‬
‫فقال الثقيل ‪ :‬أعرف ذل لئ‪ ، ،‬وقد كتبت‪ ،‬إليهم أطلب مهم أن يقدموا إل‬
‫هااا» ‪. ٢٣١‬‬

‫وقال الزمزمي ت ر وذكروا أن ثقيلا كان صيفا على بعض معارفه‪ ،‬فرأى أن‬
‫بحتال علميه؛ ليهلرده عنه؛ فقال لامرأته؛ ساعمل لمذا الضيف حيلة؛ لأطرده بها‬
‫من الدار؛ فبمجرد ما تؤينه قد حرج من الدارف دى الباب؛ لئلا يرجع‪.‬‬
‫فلما كان الغد ل الصياح قال صاحمب‪ ،‬الدار للضيف الثقيل ت أتقدر أن نشت‪،‬‬
‫كما أو_‪،‬أط؟‬

‫نم وثب ونة إر الشارع؛ ليتبعه الضيف‪.‬‬

‫‪ ، ١ ١‬أجمار أيي حس للمترذ صْ'‪• ١‬‬


‫(‪ )٢‬تهذيب التهذيب ‪, ooy/A‬‬
‫(‪ )٣‬أخيار الثقلاء واسمن ص\‪،‬أ‪.‬‬
‫‪٢٠٩‬‬ ‫نواذواص‪1‬هة‬

‫لكن الضيف الليم لم يمعه‪ ،‬بل وثب وثبة إل داخل الدار‪.‬‬


‫فقال له صاحب الدار؛ ما لك لم تتبعني ؤب الوثوب إر ا!شارع؟‬
‫فهسال ل ه الضيف‪ :‬ذراعان ق داخل الدار أحسن من عشرة أذيع ق‬
‫الشارع))را‪.،‬‬
‫ومن كرام التاس من يقيم عنده بعض أولئك الثقلاء مددا محلؤيلة تمحل إر‬
‫الشهور‪ ،‬وربما الأعوام‪ ،‬وهمتصلولهم‪ ،‬ؤيصرون على جفائهم‪ ،‬ولأوائهم •‬
‫وأعرف أن بعضهم كان يووي بعض الغرباء مدة تنئي على أرُعان سة حتى‬
‫ماتوا‪.‬‬

‫وقد ذكرت ق كتابكب مروءات معاصرة قمة عنوانها (حار ق المستشفى) وأنا‬
‫أعرف أحداث تلك القصة‪ ،‬وأصحابها‪ ،‬وهمه تعبرعن محنى الثقل من بعض‬
‫الأصياف‪ ،‬وكرم النفس من بعضر الناسي‪ ،‬ولمهان الثقيل يقول عنهم؛‬
‫تلالي الذي يلقون»ن النلمت‬ ‫أب وا أن ممال وول وأن أمت ا‬
‫وإليكم تلك القمحية‪:‬‬
‫بحيث أحدهم عن قصة حصلت لوالده فيقول‪ :‬كان والدي هإس ؤ؛ أخريات‬
‫عمره يترأ"د كثيرا على المستشفى‪ ،‬وربما مكث فيها أياما‪ ،‬وإذا انتعش وتحسنت‬
‫صحته خرج إل التت•‬
‫وكان من عادته ي البيت أن يفتح الباب من محللؤع الثمس إر قبيل الظهر‪،‬‬
‫كما أن له حلمة بعد الحصرؤبحد المغرب‪ ،‬ؤياتيه الناس على اختلاف محلبقاتهم‪.‬‬

‫(‪ )١‬أخبارالثقلاءواكتين صا'أ_• ‪.٣‬‬


‫ثاذئذئ‪1‬ق‬
‫وإذا كان ق اينتثمى حاءه الناسي افتاء النيارة ‪ ،‬فأسن بهم ويأتون به‪.‬‬
‫وكان من عادته إذاكان ق المستشفى أن يؤتى إله بالقهوة والشاي من الزل؛ كي‬
‫يقدما‬
‫كما أن من عادته ‪-‬أيضا‪ -‬أن يزنى إليه بالغداء والمشاء من المنزل‪ ،‬ؤيزخذ ما‬
‫يكفيه ؤيكفي‪ ،‬من معه ي الغرفة الش يرقد فيها ق المستثنى‪.‬‬
‫ومن القصص الش أذكرها ل ذلك الشأن أنه أيام كنا محللاياكان بعض إخوتي ق‬
‫الابتدائية‪ ،‬وبعضهم ق المتوسهلة‪ ،‬وذلك ق حدود عام ‪ ١٣٩٨‬ه‪.‬‬
‫وحصل أن نوم ق المستشفى رجل ليس من أهل اللي' وإنما هوعابرسيل‬
‫حصل عاليه حادث سير‪ ،‬فكسرت رحله‪ ،‬وأجريت له عملية تحبير‪ ،‬ووضع فيها‬
‫الخبس من أعلى فخال‪ 0.‬إر أمحلرف أصابع رحال ه؛ فكان بجوار والدي ق الغرفة‪،‬‬
‫وكان والدي يأمرنا بأن نحضر له القهوة والشاي والغداء والعشاء؛ فاسمررنا على‬
‫هن|ه الهلريةة حتى يعد ان حرج والد|ى من اينفي •‬
‫وهكذا مار الخال على هدا النحوحتى قرر العلبيب لل‪.‬لك الرحل أن بجرج من‬
‫المستشفى‪ ،‬ثم أعهتاه موعدا بحد مدة تقرب من الش‪-‬هرين؛ ليتم إزالة الحبس عن‬
‫قدمه‪.‬‬

‫وبدل أن يرجع إل موطن إقامته الذي يبعد مسافة تنئي على ماش كيلو‪ -‬قال‬
‫لوالدي‪ :‬أؤيد أن أقيم عندكم حتى يجن موعد المستشفى؛ فمال له والدي‪ :‬حياك‬
‫الله‪ ،‬وعلى الرحب والسعة‪ ،‬فجاء عندنا ق الين وهوعلى العكاز‪ ،‬وبجتاج إر‬
‫من يعينه ق قيامه وجلوسه ونومه؛ فأعد؛د‪.‬نا له غرفة خاصة‪ ،‬وصرت أنا وإخوتي‬
‫نتعاقب على خدن‪ ،‬وكان لوازوي حلمة ق المباح ق محل ه المحتاد‪ ،‬فأتي‬
‫‪٢١١‬‬ ‫نواذواسي‪1‬هأ‬

‫بالرجل إل انحلس‪ ،‬ثم نعود به إر غرفته الخاصة‪ ،‬كماكان لوالدي محل ى بعد‬
‫الغرب ق مكان مكشوف يطل على الثارع من الزل؛ فنذهب بصاحبنا إر ذلك‬
‫انحلي‪ ،‬فتعد له فراشا ومكانا يلائمه‪ ،‬وهكذا استمر الحال إر أن حان موعد إزالة‬
‫الحبس من قدم صاحبنا‪.‬‬
‫والغؤيب ل الأمر ليس ق مكثه الطهميل‪ ،‬ولا فيما يقدم له ل المتزل؛ فذلك‬
‫حق يراه والدي لذلك الضيف‪.‬‬
‫وإنما الغردب هوكزازة ذلك الضيف‪ ،‬ومل نف ه‪ ،‬وكثرة أوامره‪ ،‬وقلة‬
‫شكره أو انعدامه؛ فنحن شباب صغار‪ ،‬ونريل» أن ثنرج أحيانا للعب‪ ،‬ونفرح‬
‫بكلمة الشكر والثناء من والدي وأصيافه‪ ،‬وكثيرا ما لمع شيئا من ذلك من‬
‫أصيافنا الُابرين■‬
‫أما ذلك الضيف فكان يحاملتا بكل ففلاظة‪ ،‬وكان يأمرنا بميغة متنعالية؛ بل‬
‫كان يتعمد ذلك أحيانا؛ إذ لا يأمر الواحد منا بإحضار شي؛ء إلا إذا حلس؛ حيث‬
‫لا يأمر الواحد منا إذاكان واقفا‪ ،‬أويؤيد أن ياتي بحاحة من داخل المنزل؛ فإذا ما‬
‫أحذ واحد متا مكانه ي انحلس ناداه وقال له‪ :‬فلأن‪ ،‬فإذاقال‪ :‬نعم‪ ،‬نال ; إيتي‬
‫بكذا‪ ،‬أوأحضرلي الماء‪ ،‬أوناوش فنجان قهوة‪ ،‬أوكأّسشاي‪.‬‬
‫ووافه ما رأينا منه نفا طيبة‪ ،‬ولا كلمة مزن ة‪ ،‬ولا ابتسامة راضية هليلة مكثه‬
‫عندنا‪.‬‬

‫كل ذلك بمرأى ومسمع من والدي‪.‬‬


‫وْع ذلك فلم يكن والدي يشعره إلا بالأنس والإكرام‪.‬‬
‫ونحن لا ستطيع أن ينس سنت شنة‪ ،‬بل ولا إشارة أو تلؤيح؛ خشية من‬
‫غضب والدي أو تكديرصفوه‪.‬‬
‫وبعد أن أنيل الخص من قدمه‪ ،‬وثقي تماما ‪ -‬غادر إر أهله‪.‬‬
‫وبعد مدة من مغادرته مر ببلدنا‪ ،‬فزار والدي‪ ،‬ومكث محده ما ثاء الله أن‬
‫يمكث‪ ،‬وكأن شيئا لم يكن؛ قمعاملته‪ ،‬وكزازته هي هي‪ ،‬ومعاملة والدي‬

‫فهده حلاصة تلك القصة؛ فسحان من وهب وسبحان من سلب؛ هده همة‬
‫علياء ‪ ،‬ؤيد معطاء سحاء نحول ونحن وتهش وبش•‬
‫وتلك يد ثلاء ‪ ،‬ونمس كزة إذا هم صاحبها ولوبكلمة محليبة قالت له‪ :‬مهلا‪،‬‬
‫ولسان حال صاحبهاكما تمول العامة (محمول ؤيرفس)‪.‬‬
‫كما أن هل<ه القصة شنا وجها من وجوه الجياة الخميلة‪ ،‬وتعرض لنا لوحة‬
‫حسنة براقة تحلب ألباب ذوي اروءة‪ ،‬والشهامة‪.‬‬
‫كما شينا وجها من أوجه اللوم التأصل (‪ ،‬بعض النفوس؛ فلا تحس روءتها‬
‫وجبه‪ ،‬ولا تسمع لما ركز؟اا‪.‬‬
‫و؛بحدث الشيخ محمد االوبمس مدير مكتب بست الشيخ ابن باز ‪-‬رحمهما اممه‪ -‬أن‬
‫ررمنزل أسرة سماحة الشيح ابن باز ق اشياض لا يتسع لكثرة الضيوف الق_ادمان‬
‫إليه‪ ،‬وكثيرا ما يأتيه أناس بأسرهم إما من المدينة أوغيرها؛ إما ءللسا لشفاعة أو‬
‫مساعدة‪ ،‬أومحوذلك‪ ،‬فكانوا يسكنون عتل‪ .‬سماحة الشيح ق النزل؟‬
‫وإذا خرج سماحة الشيح ق الصباح أحد معه أوراقهم وطلباتهم‪ ،‬ؤيقول‪:‬‬
‫اقرؤوا ما فيها‪.‬‬

‫؛ ‪ ) ١‬انثلر مروءات معاصرة ص؟ ‪ ٢ ١ - ١ ١‬ا‬


‫‪٢١٣‬‬ ‫نواذواص‪1‬هأ‬

‫وكنت أقول ل ماحة الشيح ت ألا ترون أن يقال لمولاء اذهبوا إر بلدكم‪،‬‬
‫وتحن نظر ل الأوراق ‪ ،3‬الوقت الناسب‪ ،‬ثم نحمكم ؟‬
‫فترد ساحته قائلا؛ ما نرى ذلك‪ ،‬نصبرونتحمل إقامتهم عندنا حتى ينتهي‬
‫موضوعهم‪ ))١.‬رم‬
‫وبحدث الشيخ محمد الوسى ‪-‬ايما‪ -‬فيقول • ‪٠‬لدى سماحة الشيخ مكان مهيأ‬
‫للضيوف‪ ،‬وهدا الكان ق بدروم بيت الرياءس‪.‬‬
‫وربما اجتمع فيه عشرة أشخاص‪ ،‬أوحمسة عشر‪ ،‬وربما جلسوا أياما‪ ،‬وربما‬
‫شهورأ‪-‬رر‬
‫وي يوم من الأيام قلت ل ماحة الشيخ ت إن فلأنا ساكن عندنا مند وقت‪،‬‬
‫طؤيل‪ ،‬فقال • لو استغنى عنكم ما جلس عندكم ‪ ))١‬رى‪.‬‬

‫‪•١‬‬ ‫ل‪ ١‬اجواب من سيرة الإمام ■ب‪-‬الميزبن بان‬


‫(آ)ا‪،‬لرجعصصهخا_»آا‪.‬‬
‫؛ الؤداع ض امميافة‬ ‫التأساهات‬

‫‪ ١٤^ ١٠‬هوالجقة الأخيرة من الضيائت‪ ،‬أوإحدى الخالقات الأخيرة؛ فينمي‬


‫أن يكون جميلا رائعا؛ حتى يقي) أثره؛ ولأحل أن يكتمل عقد الضيافة مواء من‬
‫الضيف أومن اكشح‪.‬‬
‫ومن حمن التوديع أن يسير الضيف مع الضيف حتى بخرج من مكان الضيافة‬
‫متوجها إرْايريد•‬
‫وإن كان سمكب سيارته فمن جميل التوديع أن يسيرمعه إليها‪ ،‬وأن يفتح لما‬
‫بابها‪ ،‬وأن يودعه بعد أن يركب فيها‪ ،‬ؤينفلرإليه حتم) يغيب عن الأُظار•‬
‫ولقدكان مل هدا المعنى حاصرا عند أسلافنا؛ فقد ساق ابن الخوري) بمس نده‬
‫عن أبي عبيد القاسم بن ملام‪ ،‬فال); ر زرت الإمام أحمد بن حنبل ؤ) بيته؛‬
‫فأجل ني ؤ) صدر انحلسى‪ ،‬وحطى دومي‪ ،‬فقلت ت ما ايا عبدالثه‪ ،‬ألس يمال ت‬
‫صاحصيا البسا احي يصدري ه ؟ ‪٠‬‬

‫قال ت نعم‪ ،‬يقعد ؤيقعد من يؤيد‪.‬‬


‫قال ت قالت ؤ) نفي ت حد إليك يا أبا عبيد فائدة‪.‬‬
‫قال؛ ثم قلت ت يا أبا عبدافه لوكنت آتيك على نحوما تستحق لأتيتك كل‬
‫يوم•‬
‫قال; لا تقل ذلك؛ إن لي إحوئ لا ألقاهم إلا كل ضة مرة أنا أوثق بمودتهم‬
‫ممن ألقى ذلك كل يوم•‬
‫قال‪ :‬قلت هذه أحرى يا أبا عبيد‪.‬‬
‫‪٢١٥‬‬ ‫نواذواسهت‬

‫فلما أردت القيام قام معي‪ ،‬فقلت؛ لا تفعل يا أبا عبداش‪ ،‬فعال‪ :‬قال‬
‫الشمي؛ من تمام ميأرة أن تمشي معه إل باب الدار‪ ،‬وتأخن مكابه‪.‬‬
‫قال‪ :‬قالت‪ :‬س ثالثة يا أبا عبيد‪.‬‬
‫قال •' فض مم إل باب الدار‪ ،‬وآخذ يركايي® ‪• ٢١١‬‬
‫والشاهد من ذلك الحملة الأخيرة‪ ،‬وهي مشيه معه‪ ،‬وأخذه بركابه‪.‬‬
‫وأعرف ق وقتا الحاصر أحد أكابر الأجواد المشهورين بكثرة الضيافة؛ فالقد‬
‫كان يسيرمع صيفه حتى يفتح له باب سيارته مهماكان الضيف‪.‬‬
‫ثم إذاكان الضيف سيقيم أياما فلابد له من إيذان اكنف بوقت رحيله‬
‫خصوصا إذاكان لا يعلم‪.‬‬
‫والمضيف لأبل" أن يعلم وقت رحل صنفه؛ حتى يتضغ لتوديعه‪ ،‬وتشييعه‪.‬‬
‫فل»حذلات التودح من أوقات العمر المليئة بالحب‪ ،‬والوفاء؛ خموصا إذاكان‬
‫الضيف قادما من بلد يعيد‪ ،‬وقد حفر مضئفوه لتوديعه ق مهنار‪ ،‬أومحطة‬
‫قعنار‪ ،‬أوميناء مجري‪ ،‬وهوسيسافرإر أهاله بعدما قضى عندهم أياما‪.‬‬
‫ولعل ما ق موقف التوديع من الرقة‪ ،‬والرحمة‪ ،‬والصدق ما يكون سببا ق‬
‫نيادة المودة‪ ،‬وإحابة الدعاء‪.‬‬
‫ولمدا جامت المته بتوديع المساقر‪ ،‬والدعاء له‪ ،‬فعن سالم ابن عثداف بن‬
‫عمر ‪ -‬رصي اش عنهم ‪ -‬أن عبداش بن عمر ‪-‬رصي اض عنهما‪ -‬كان يقول للرحل‬
‫إذا أراد ّفرًا‪ :‬ر ادن متى حتى أودعك كما كان رسول اش‪ .‬يودعنا‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫انفلر مناقب الإمام أحمد بن حجل لابن ا‪-‬يوزي ص‪• ١ ١ ٨‬‬


‫استويع الله ديتك‪ ،‬وأمانتك‪ ،‬وخواتيم عملك)) ‪.‬؛‪، ١‬‬
‫وعن عدالله بن ينيد الخطمي‪ .‬قال•• كان رسول ض‪ .‬إذا أراد أن يويع‬
‫الخيش يقول •* ررامتويع الدديتكم‪ ،‬وآمانتكم‪ ،‬وخواتيم أعمالكم)) ‪٢٢ ^.‬‬
‫وقول الراوي؛ رركان رسول اينه‪ .‬يفعل أويقول كدا وكدا‪ ، ...‬يدل على أنه‬
‫السنة المعتادة‪.‬‬

‫وعن أض ُ‪ .‬قال • جاء رجل إر الني‪ .‬فقال‪ :‬يا رسول الله‪ ١.‬إني أؤيد‬
‫سفرأ؛ فرويني‪ ،‬قال •‪ ٠‬ررزودك اش من التقوى)) ‪.‬‬
‫قال‪ :‬زدز‪ ،‬قال‪ :‬اروء‪٠‬رذئك))‪.‬‬
‫قال * زدني ش أنت وأمي‪ ،‬قال‪ <٠ :‬ويسرلك الخيرحضاكنت)) ‪، ١٣.‬‬
‫قال ابن عبداليرجأئئه ‪ :‬رل قالتا أعرابية لابنها وقد ودعته وهويؤيد سفرا ‪ ٠‬امحتن‬
‫مصاحبا مكلوءا‪ ،‬لا أشمت الله بك عدوا‪ ،‬ولا أرى محييك فيك سوءا‪.‬‬
‫الله كل عدو لك إلا نفسك‪ ،‬وجعل خثر‬ ‫وودع أعرابي رجلا فقال‪:‬‬
‫عملك ما ولي أجلك)) ‪، ٤١٠‬‬

‫(‪ ، ١‬رواه الترمذي ( ‪ ) ٣٤٤٣‬وقال ت • حديث حن صحيح ‪. I‬‬


‫(‪ )٢‬رواه أبوداود(‪ ' ١‬ا" ‪ )٢‬وصححه النووي ف‪ ،‬يناض المالخعن ( ‪ ،) ٧١٥‬قال الشيخ فيمل )ل‬
‫مباركجة!؛ك ل تعليقه على الحديث‪ ،‬؛ رل الخدين‪ ،‬كمال فضله‪ .‬وتوديعه لأمحايه مع علومقامه‪.‬‬
‫ويفر الذين؛ لأن النرمظنه التساهل ز أمره‪ ،‬والأمانة; التك‪-‬اليف‪ ،‬الشرعية‪ ،‬وذكر خواتيم‬
‫الأعمال؛ اهتمامابشأنها؛ لأن الأعمال بالخواتيم ‪ ٠‬تهلريزرياءس الص_الحتي للشيخ فيصل المسارك‬

‫(آ)أ<حه الرذي ( ‪ ،) ٣٢٤٤‬وقال;«حديث‪،‬حنأ‪.‬‬


‫(؛)بهجةانحالبىا‪/‬ههآ‪.‬‬
‫‪٢١٧‬‬ ‫ء\ذو\مج'‬

‫هداؤإن لكلمة الوديع نمياغترمتقوص عتد أهل سم والأدب؛ فهي نحري‬


‫على ألستة العلماء ‪ ،‬والشعراء ‪ ،‬ول منشات الأدباء؛ ولمم مياههم المحتلمة ق‬
‫تصويره‪،‬ومتهمله‪.‬‬
‫فعن المعتمربن إياسكك قال؛ اولع الحس رجلا‪ ،‬وعيناه تهملأن‪ ،‬وهويقول‪:‬‬
‫رنيئة م ال أولراى حس_بلا‪،‬‬ ‫وما الدهرإلاهكذافاصعليرله‬
‫وقال "آخر لرجل ودعه ت بقي علثنا أن يكفأ من غرب الشؤونل ‪ ، ،‬وس‪-‬تعيرن‬
‫على فرقة الوحشة بالكتب؛ فإنها أل ن نامحلْة‪ ،‬وعيون رامقة)) \ ا‬
‫وهذا أحدهم يكره أيام الوصال؛ لأنها مؤذنة بالفراق والودلع‪ ،‬وبحب أيام‬
‫المجروالبعاد؛ لأنها قد تقضي إر اللقاء ‪ ،‬فتقول‪:‬‬
‫عسى الدهريأتي بعدها يوصال‬ ‫أحب ليالي الهجرلا فرحا يها‬
‫أرىكروصل محابزوال‬ ‫وأكرم أي ام الوصال م‬
‫وهدا آخر يؤمل يوم الودلع بالرجؤع‪ ،‬واللقاء ‪ ،‬فيقلب كلمة الودلع‪ ،‬محكون‬
‫كلمة (عادوا) ماؤلأ بالأحتماع مرة أحرى‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫ف ان تل ب ال وديع ع ادوا‬ ‫لا ت أس ي ا تلب من ودلع‬
‫ولأيي اللقب المي وثمان *ع الوديع تملأ ديوانه؛ فها هو يصور لوعة‬
‫الوديع‪ ،‬فيقول؛‬
‫فل م أدرآي الثل_اعتتي أش يع‬ ‫حشاشة نمس ودعت يوم ودعوا‬

‫‪ - ١‬عيون الأخار لأبن نية ‪TY/Y‬‬


‫‪- Y‬ثوله‪ :‬غرب الئزون‪ :‬الغرب‪ :‬مسل الدمع‪ ،‬والثزون‪ :‬الدمع‪.‬‬
‫■؟ِءيونالآحّارأ‪/‬أ'أ‪.‬‬
‫تم يل من الأم—اق والنم أدمع‬ ‫أش اروابم ليم فجدناب أمس‬
‫وعناي ي روض من الخسن ترتع‬ ‫حدايضجمرصصيويى‬
‫‪، ٠٤١١^٠٥‬‬ ‫ولوحتلت صم الخمال الذي يا غداة افتريا‬
‫دس أيدع ما محل ي ولج الامدتاء ها ناله أيوتمام ممدح فيها عليُ ن الخهم‬
‫القرشي الشاعر‪ ،‬وقد جاءه يودعه لسفر أراده‪ ،‬وكان أصدق الناس له ;‬
‫فغ دأ إذاو_هك إأ دمع جامد‬ ‫هم؛ رنة مس صاحمؤ للثاماجد‬
‫فالدنع ي‪-‬تمث بنص جهد الخاهد‬ ‫ف ائئ إل ذحرالشرون وعنب ه‬
‫دني اولا مسرأننححآ مائ ي‬ ‫ؤإذاثدت أخاولم ممدله‬
‫نناوحم رأي ال زلأو ي ارد‬ ‫أعلمأ بمابنإ الخهم إنك دلت لي‬
‫الخمت_ن النب ايأباع ا‪J‬ل ‪٢‬‬ ‫لا ثبمدلأأبدآ ولاثبمدفم )‬
‫إر آخرما قاله ي نالك القصيدة الرائعة‬
‫ومن لخليق ما يادكري التوديع ما ذكره علامة الخزائر الشيخ محمد البشير‬
‫الإبراهيمي ت ‪ - ٠١٣٨٥‬هأس وذلك ق مقالة له عنوانها (من نفحات الشرق‪:‬‬
‫الأستاذ محمد بهجة البيهلار)‪.‬‬
‫حيث تاكلم ق تلك اكالة عن صديقه اليه؛لارهع وماكان عليه من علم‪،‬‬

‫‪.١٤‬‬ ‫(‪ )١‬ديوان التي بشرح العكرى‬


‫‪ ، ٢١‬قوله • لا ئبمذن بفتح الع؛ن • بمني لا تهلك‪ ،‬دعاي له بالملامة‪.‬‬
‫وتوله ‪ ٠‬لا بعد بضم العتن ■ أي لا تفارق‪ ،‬ولا تدهب عنا؛ فبعد يعد من بعد المكان‪ ،‬ؤيعد يعد ق‬
‫معنى الملاك‪.‬‬

‫‪ ، ٣١‬انظرشرح ديوان أبي تمام للخطب التميزي ا‪/‬ه ‪ّ ٢ \ U_Y ١‬‬


‫‪٢١٩‬‬ ‫ن|انداسي‪1‬هت‬

‫وحلق‪ ،‬كما نحدث فيها عن ذكؤياته ي دمشق‪ ،‬والش أقام فيها أؤبع سبن إلا‬
‫قليلا‪ ،‬وما كان ي تلك الأيام من محالن علمية‪ ،‬ومسامرات أدبية مع علياء‬
‫وأدباء ‪ ،‬وعلى رأسهم صاحبه الشيخ محمد الخضر حس؛ن التونسيه؛ك‪ ،‬إذ كان ق‬
‫تلك الفترة مقيما ق الشام‪.‬‬
‫وق خاتمة تلك المهالة المانعة او ائعة قال متحدثا ع‪ ,'،‬دْ م اله دائم ت (‪ ١‬ومحا دْ م‬

‫‪٠‬‬ ‫' ا‬ ‫بسو؛صلأس‬


‫لا أسى بعد ثلامحا سنة‪ ،‬ولن أسى ما حييت موقف الودلع بمحطة البرامكة‬
‫والأستاذ الخضر يكفكف العثرات‪ ،‬وتلامدني الأوفياء ت جميل صليبا‪ ،‬وبديع‬
‫المؤيد‪ ،‬وسيب ال كري‪ ،‬والأيؤيي‪ ،‬يقدمون إلي بجلوؤلهم كلمات ق‬
‫ورقات‪ ،‬ما زلت محتفث؛لا بها احتفافل الشحيح بماله‪.‬‬
‫عهود لم يق إلا ذكراها ‪ ،3‬ال تقى‪ ،‬وصداها ‪ ،3‬الخوانح‪ ،‬والحنئ إليها ق‬
‫محامع الأهواء من القواد‪.‬‬
‫ولولا أن ال لوكالرمن يتقادم‪ ،‬وأن اليوى مع العقل يتصادم‪ ،‬لقلت مع‬
‫التبي‪ :‬أبوكم آب‪ ...‬را‪،‬‬
‫ولقد راجعت ر مذكراتي ) المنقوشة ‪ )3‬ذاكرتي فوحدتها حافقلة لتلك العهود‬
‫بأيامها ولياليها وأحاديثها‪ ،‬فلبت شعري أيذكر الأحياء من إخوان الصفا مثل‬

‫‪ ~ ١‬يسيرإل قول التنثى ق قصيدة شعب بوان ‪٠‬‬


‫ان‬ ‫أع ن ه دانارإر سي‬ ‫اتي‬ ‫يمول يشب هوممآ حم‬
‫ان‬ ‫ة الح‬ ‫م •مارق‬ ‫وعلمك‬ ‫ي‬ ‫ن العاص‬ ‫وكم"ادم س‬ ‫أب‬
‫ح؛ّإذئم^ج‬
‫ْا أذكر؟))‪٢١ ^.‬‬
‫وآخرماوتمت عليه ي توديع الآحية نول أخينا الفخ الدكتورمحمود‬
‫انمراني ي ويلغ أحد أصدتاثه بعد نيارته له‪ ،‬وكان ذلك الصديق يعاني من‬
‫مرض شديد محوف‪ ،‬فأنشأ محمود أبياتا قال ق مقدمتها ت ار ق الطاركنت أتح_رع‬
‫غصص الودلع‪ ،‬وأنا أنظر إر الروح الش نعمت بصحبتها ليومعن‪ ،‬كانا أجمل‬
‫يومتن ممران على العاصمة الؤياض‪ ،‬أخلنها شحرت بدلك‪.‬‬
‫كتت أنظر إل روحه عبرعينه‪ ،‬وعدما هممت بوداعه دلف قبلي إر صالة‬
‫ااسافرين‪ ،‬فمنعني موظف المهنار من اللحاق يه‪.‬‬
‫أردت أن أفهمه ماذا يحني لي فراقه‪ ،‬ولكن ملامحه قالت لي‪ :‬لا تفعل‪،‬‬
‫لا فائدة؛ فاكتفينا بعناق الأء؛أث من بعيد‪.‬‬
‫أطف أت بعض الشوق ي توديعه‬ ‫حض الودلع حرمت من ه فليتتي‬
‫ككون مل همم ليوم رجوع ه‬ ‫وقطفت من محه ^آخروردو‬
‫وغرنت في ه يدك ه وص قيعه‬ ‫وض ممته ورحل ت ي أعمال ه‬
‫ماتت على كفي لدى ثييعه‬ ‫ي الي تتي لكنه اأمتي ة‬
‫وأراه يّثل رم ن وراءلسع ه‬ ‫وطفقت أنثل روال دمؤغ غث اؤه‬
‫ب ل قدأش ارمودع ابجميع ه‬ ‫وأش ارلي عن دالرحيل يكف ه‬
‫بحوحزوالعزف‪ ،‬من تونع ه‬ ‫فكأن ه بم —ي عل ى فاط‬
‫يكوى بلوع ة خ افق وولوع ه‬ ‫ليت ال لي قدح‪-‬ال دون وداعش ا‬

‫‪ - ١‬انفلر القالة سامها ز آثار الإمام محمد الشرالإبرِ ‪ ، 0٦٤/٣‬وفدكتها صام‬


‫‪ ١ ٩ ٤ ٩‬م‪ ،‬وانظرها ‪-‬كذلك‪ j -‬مقالات ليجارمحاب العريان ‪ j‬العصر الخديث ‪٤ ٤\ Arr/r‬‬
‫للكاف‪.‬‬
‫‪٢٢١‬‬ ‫نوازداممي‪1‬غ‪4‬‬

‫لوكان يدري ما الممرق لم بجل لكن ه م ا ذاق ن نع ض لوعه ل ‪،‬‬


‫ومن جميل ما يولع به الضيف ضيفه ْع ما مضى من الدعوات أن يذكر له‬
‫بعهس ما يتمر من الشعر ا‪،‬لوحي ُاالوده حال الودلع‪ ،‬كأن يقول ت‬
‫ذائع من شره م ا اس تودعك‬ ‫وئغ الهبم؛نمح ب ودع ك‬
‫زاد ي تل ك الخي ا إذ ش تمك‬ ‫بميغ السن عل ى أن لم يكس‬
‫أو يقول؛‬
‫إرإلن_ هي ومال وادعمرع‬ ‫أي ا عجم مم ن‬
‫فهبم ايحته بالقلب والع بن تدع‬ ‫ضعنت عن التوديع مل ارأيت ه‬
‫وكدا بجن بالضيف المولع أن يبادل مضيفه الشعور ' ويجيبه بما تيسر له من‬
‫الدعاء ‪ ،‬والثناء ‪ ،‬وأن يذكر من الشعرما يناسب الخال‪ ،‬كان يقول شيئا مما ذكر‬
‫آنفا‪ ،‬وأن يقول مثل قول المائل ت‬
‫سغولآ بكم لا أبتغي العد عثكم‬ ‫تي‬ ‫م أن‬ ‫م والديط‬ ‫أودعك‬
‫إر غيرذلك مما يقوى عرى اددة‪ ،‬ؤيضاعف قدر الضيافة‪.‬‬

‫‪ - ١‬انثلر ْزيد حديث عن الودلع ق عيون الأخٍار ‪ ، ٣ ٤ -٣ ١/ Y‬وانحاسن والساوئ للمهقي‬


‫‪، ٣٥٩r٥٨‬ذانح‪l‬لسلأينسر ‪. ٢٥٦ _ ٢٤٦/١‬‬
‫^دئذئإ؛ة‬

‫الضسؤن‪ :‬الثناءالمائة امادو ض حسن امميافة‬

‫فمن جميل ما يكون ق أثناء الضيافة‪ ،‬وبعدها الشاء الصادق الذي نحوي به‬
‫نفس الصنف من حلال شكره‪ ،‬ودعائه للضيف على كرمه إجابة الدعوة‪.‬‬
‫وما تحول به نفس الضيف من الثناء الصادق على المضتف لقاء حن كرمه‪،‬‬
‫وبشاشته‪ ،‬وجمال استقباله‪ ،‬وعلى أهل ذلك البلد الذي أكرموه خصوصا إذا‬
‫كانت الضيافة ^‪٥^٠‬؛ فإن ذلك محبيل لرفع همم الن اس‪ ،‬والرقي بأحاديثهم‪،‬‬
‫ونشرمعاني المضل‪ ،‬والنل‪ ،‬والكرم؛ لئلا يتقطع ميل الحر‪ ،‬والمعروف•‬
‫والناس تهش‪ ،‬وتهلرب لأحاديث الكرام‪ ،‬وتنبعث إل الاقتداء بهم‪ ،‬والمسير‬
‫عرموالمم‪.‬‬
‫ولهذاكان أهل الأدب ‪-‬كما مر‪ -‬يولعون ببيني أبي المندي ت‬
‫ضياعن الأوطان ي بفرمغل‬ ‫نزل ت عل ى آل الهلب ش انئا‬
‫‪—٧‬رنم حتى حسمم أعل— ‪ ١١٧‬؛‬ ‫نمازال بمي اكو ضم واهادهم‬
‫ويعجون بأبيات المعراء الدين يتوهون بالكرام‪ ،‬ودن‪.‬كرون ماترهم ق ذلك‪.‬‬
‫وكرام الماس إذا أكرموا لمجت ألمتتهم بذكر من أكرمهم‪ ،‬وأثنوا عليه بما‬

‫دمن جميل ما يذكر ي هذا الشأن أن تاج الدين بن حمؤيه الرخص وود‬
‫بلاد الغرب‪ ،‬فأله سلطان الغرب يعقوب ابن يوسف بن عثدالومن قائلا ‪ :‬أين‬
‫هذه البلاد من يلادك الشامة؟‬

‫ر ‪ ) ١‬مر الكلام عليه عند الحديث على تفقد الضيف‪.‬‬


‫‪٢٢٣‬‬ ‫مالواسهت‬

‫فقال الرحسي • بلادكم حنة أنيقة‪ ،‬وفيها عتب واحد‪ ،‬فقال السلطان‪:‬‬
‫وما هوت قال ت أنها تنسى الأوطان‪.‬‬
‫وممن قاموا على هذا الأدب الخميل العلامة الموي صاحب كتاب (نفح‬
‫الطيب) ففد نظم ق الثناء على دمشق أشعارا‪ ،‬وممثل فيها بأشعار‪ ،‬و؛و ا أنشده‬
‫قول شمسى الدين الأمدي ت‬
‫فنل؛ نئيالجلزأ ‪ ،‬ث م رعي ا‬ ‫لع الأرض يوما‬ ‫إذادك رت مب‬
‫ه ام افثن من دبمن ويمارى‬ ‫غهالاي مواها‬ ‫ل ي وص‬ ‫وق‬
‫وقال النصيب بن رياح ق سليمان بن عبدا‪،‬للك‪:‬‬
‫ونوسكواآيح‪ ،‬عاو_ك الخةائب‪، ١٣‬‬ ‫فم اجواوأثنوابال يي آنت أهل ه‬
‫بمي لما فيها من العءلاي‪ ، ١‬والمبات‪.‬‬
‫وقال أبو تمام؛‬
‫ودا‬ ‫اء خل‬ ‫الون الثن‬ ‫ومضوايع‬ ‫م لنوايرون ال ذكرياص الخا‬
‫ؤبحي بالدكرث حن الأحدوثةر‪.،٤‬‬
‫وقال آخر يوصي قوما بذكر الخمتل ت‬
‫ول‬ ‫اءمهالك وحل‬ ‫ن الثن‬ ‫وم‬ ‫فاذايلغ تنم أرضكم كمح دثوا‬
‫وقال أبوئخيلة ت‬
‫وماكلءنأةرصسمضي‬ ‫شكرض إن عيكرظ من محمى‬

‫(‪ )١‬جلق؛ من أسماء يثق‪.‬‬


‫(‪ )٢‬اظررسائل الإصلاح ‪/Y‬؛ ‪. AO_A‬‬
‫(‪)٣‬زمالآداب‪. ٣٩ •/٢‬‬
‫( ‪ ) ٤‬شرح ديوان أبي تمام تألف محل ■محيي الدين ■مدالحميدص ‪. ٢٦٠‬‬
‫(ه)ء؛ونالآخار'ا'‪/‬اآا‪.‬‬
‫خقيق‬
‫ولكن بمص الذكرأبن من سضيلا‪،‬‬ ‫فأحيت من ذكري وماكان شأ‬
‫وقال اعرابي ‪ j‬الشاء على من أكرمه;‬
‫وم ا مرق شكري للشكوو صت‬ ‫رعشت بمدي ب الُجزص فوخْ‬
‫ولكن م الا متط‪1‬ع‬ ‫ول وك ان س_؛ثا س_تطاع اس_تهل‪0‬‬
‫وقالوات الشكر ترحمان النية‪ ،‬ولسان الطؤية‪ ،‬وشاهد الإخلاص‪ ،‬وعنوان‬
‫الأخصاص‪.‬‬
‫وقالوا ت الشكر نسيم النعم‪ ،‬وهو السبب إر الزيادة‪ ،‬والهلؤيق إر السعادةر ‪.٢‬‬
‫وقال بعضهم‪:‬‬
‫أشدكبمادلتىنجزىر؛ا‬ ‫محبكأويم‪،‬فكئنسم‬
‫وقال رجل لسعيد بن جيرت انجوسي يوليني خيرأ؛ فأشكره‪ ،‬ؤي لم علي‬
‫فأرد عليه‪.‬‬
‫فقال معيد‪ *.‬سألت ابن عباس عن نحوهذ‪.‬ا‪ ،‬فقال‪ :‬لوقال لي فرعون خيرأ‬
‫لرددت عليه ملهأْاا‬
‫بخلاف من إذا رجعوا صاروا يتحدثون عن المثالب‪ ،‬والمعايب‪ ،‬ؤيتطلون‬
‫التقصير‪ ،‬ؤيبحثون عن الشعرة والشعير‪ ،‬والفتيل‪ ،‬والقطمير‪ ،‬حتى ولوكان‬
‫مضيفهم قد أكرمهم غاية الإكرام‪ ،‬ولكنها النفوس الكزة الغليظة‪.‬‬
‫(ا)ء؛ونالأحار'ا‪/‬هأا‪.‬‬

‫(‪ )٣‬انظرزرالاداب ‪TAUT‬‬


‫‪.‬‬ ‫(‪ )٤‬انحاسن والأصداد للجاخل‬
‫(ه)ءيونالآحارّا‪/‬ه‪1‬ا‪.‬‬
‫‪٢٢٥‬‬ ‫ماذواسي‪1‬وة‬

‫ولا يمي ما مضى من الشكروالثناء التبادل ُيرن اكيف‪ ،‬والضيم‪ ،‬أن يطلب‬
‫الإنسان ‪-‬وخصوصا اكش‪ -‬ذلك‪ ،‬بل إن من أعظم ما بحمد عليه ألا سعي‬
‫بضيافته جزاء ‪ ،‬ولا يتفلرشكوا‪ ،‬فضلا عن أن يدلأ بمعروفه‪ ،‬وصياقه‪.‬‬
‫قال حكيم ‪ :‬ارمن انمملر بمعروفه شكرك فقد استدعى عاجل المكافأة)) ؛ ‪. ٢١‬‬
‫وقال آخرت ‪ ١‬إذا كان الكفر يقطع مادة الإنعام فكد‪ JJ‬؛‪ ،‬الاستطالة بالصنيعه‬
‫تمحقالآجر»ص‪.‬‬
‫وقال علي بن عبيدة؛ ‪ ١‬من المكارم الفل —اهرة‪ ،‬وسنن النفس الش_رنة ‪ -‬ترك‬
‫طلب الشكر على الإحسان‪ ،‬ورفع الممة عن ءلاوسا المكافأة‪ ،‬واستكثار القليل‬
‫من الشكر‪ ،‬واستقلال الكثيرمما يدل من نف ه»؛‪.،٣‬‬
‫ولثن كان طلب الدح‪ ،‬والثناء من ‪ ٠٢^^١‬المضياف لكونه كيلك مذموما ‪ -‬فان‬
‫الذم أعفلم‪ ،‬والمصيبة أطم إذاكان من يهللث‪ ،‬ذللثا عاطلا عن المكارم‪ ،‬زاهدا‬
‫فتها•‬
‫قال أحدهم يذم من كان على تلك الشاكلة ‪:‬‬
‫لكن ه شتهي م دحابجن ان‬ ‫عثم ان يعل م أن الحمدذوثمن‬
‫حتى يرواعنده آن ارإح ازأ؛‪،‬‬ ‫والناس محس من آن بمدحوارجلا‬

‫(ا)انحاسن والأصداد‬
‫(‪ )٢‬الرجع الأبق <صلأ‪.1‬‬
‫(‪ )٣‬الرجع الأبقب؛‪.‬‬
‫(‪ )٤‬الرجع الأبق ص * ‪• ٥‬‬
‫‪2‬؛؛ّأزفيإمم^ئ‬

‫»تاساصفسالإسماق‬

‫وذلك بالاتصال عليه عمرالماتف الحوال‪ ،‬والامحلمشان على سلامته‪،‬‬


‫وسلامة وصوله‪.‬‬

‫وكان الأوائل يستضبون بيت القائل؛‬


‫ونكرم محتسفتا م ا دام مت ا وشع ه الكرام ة حسنا م الأ‬
‫ؤيقولون ‪ :‬كتف يكرم بعد أن يغادر؟‪.‬‬
‫ولوأدركوا زماننا‪ ،‬وما قيه من وسائل التواصل لما حصلت لمم تلك الغرابة‪.‬‬
‫والخاصل أن متابعة الضيف‪ ،‬والسؤال عنه‪ ،‬وقطع الهلؤيق عليه ُبن الفينة‬
‫والأخرى كل ذلك من إكرام الضيف على ألا يصل إل حد الإملال‪ ،‬والإثقال‪.‬‬
‫‪٢٢٧‬‬

‫‪٧٥٥١‬؛‪ ،‬وامسين؛ موافاثناسيامميافه‬

‫للناس ق شأن الضيافة غرائب‪ ،‬ولمم فيها عجائب‪ ،‬ومذاهب‪ ،‬فمنهم من‬
‫لا يعرف من الضيافة إلا أن يكون صيفا فحب؛ فلا بجلربباله أن يستضيف‬
‫أحدامنالاس‪.‬‬
‫ومنهم من هوعكس ذلك؛ فلا تراه حالأ ق ضيافة أحد من الناس‪ ،‬وإنما تراه‬
‫مضما بكل حال‪.‬‬
‫وفيهم من يصلح إذاكان صيفا؛ حيث تراه ينزل على حكم المصنف‪ ،‬ؤيم ير‬
‫على وقق مراده؛ فيعرف حدوده‪ ،‬وما يبغي له ق ذلك‪.‬‬
‫ولكنه لا يصلح أن يكون مضئفا؛ فإذا حللت صيفا عنده لم نحد الراحة‪،‬‬
‫ولا الإكرام؛ وقد لا تسالم من وحزاته‪ ،‬وجراحاته‪.‬‬
‫ومنهم من لا يستجيب ل‪.‬عوتك إذا استضفته؛ فإذا انقضى محلى ضيافتك‬
‫أمطرك بوابل من التسع على أن لم تكن أحبرته أن فلأنا وفلانا قد حضرا‪ ،‬وأن‬
‫محلك كان من شأنه كذا وكدا من السرور‪ ،‬والمتعة‪.‬‬
‫ومنهم من لا بخطر بباله أن يستضيفك‪ ،‬بل لو عرضت عليه ذلك تطيبا‬
‫لخامحتره فقد يعتدر منك بأوهى المعاذير‪.‬‬
‫فإذا سمع أن فلأنا استضافك‪ ،‬أوأنك حللت على صاحب آحرثارت‬
‫ثوائره‪ ،‬وصار يعانيك على ذلك‪ ،‬وربما هجرك•‬
‫ومنهم من لا يعرف موقعه من الضيافة سواءكان هوالضيف‪ ،‬الكبيز‪ ،‬أوكان‬
‫هومن صمن عامة المدعؤين؛ إذ يقلن دائما أن الخوجوه ‪ ،‬والنوم يومه •‬
‫نمعئق‬
‫ومنهم من تدعوه مرارا فلا يأتي‪ ،‬ولا يعذر‪.‬‬
‫وإذا نسيته مرة فلم ئدعه اسشافل عليك غضبا‪ ،‬ولم يمل منك عدلا‬
‫ولا صرفا‪.‬‬

‫ومنهم الفذ الخامع العاذر‪ ،‬الألوف ‪ ،‬الودود؛ إن دعوته لضيافتك لبى الدعوة؛‬
‫فحقنر‪ ،‬واصأّى على الضيافة ما أصفى من بشره ‪ ،‬ويسمره ‪ ،‬وسماحته‪.‬‬
‫وإن لم يستطع امحيء اعتدربلهلف‪ ،‬وشكر‪.‬‬
‫وإن استضافك أسعدك‪ ،‬وأعزك‪ ،‬وشكرلك‪.‬‬
‫؛قاسمت ه م الي من الخ نان‬ ‫نمن لي بهذاليت‪ ،‬أني لتين ه‬
‫‪٢٢٩‬‬ ‫نيانأواص‪1‬لأ‬

‫اماتلأ‬

‫ؤبعد هذا التهلواف ق شأن الضيافة‪ ،‬ونوازلما يسا|ن أن شأن الضيافة عظيم‪،‬‬
‫وأنها تستحق الوقوف عندها ؛ دراسة لم تجداتها‪ ،‬وتحليلا لتفاصيلها‪ ،‬وريط_ا‬
‫لحاضرها بماضيها‪ ،‬حتى توتي ثمارها‪ ،‬وآثارها من نحوتقؤية الروابعل‪ ،‬وإزالة‬
‫أسباب التقاطع‪ ،‬والإسهام ‪ j‬رقي الأفراد وانحتممات؛ فتكون سبا ق تحصيل‬
‫ال عادة ق هذه الدنيا‪ ،‬ورفعة الدرجات ق الحياة الأحرى‪ ،‬والحمد لله رب‬
‫العالمس‪.‬‬
‫‪٢٣١‬‬ ‫نوانداممي‪1‬هت‬

‫اثمفهرس‬

‫اسضة‬ ‫الوضؤخ‬
‫‪٣‬‬ ‫‪-‬القيمة‬

‫‪٣‬‬ ‫مفهوم النوازل‬


‫‪٥‬‬ ‫مهج الكتاب‬
‫‪٦‬‬ ‫‪ 4 -‬الخل؛ أفزلق الصافة‪ ،‬واكرام اثمف‬

‫‪٦‬‬ ‫‪ -‬ا لضيافة شعبة إممانية‪ ،‬ومكرمة أخلاقية‬


‫‪٦‬‬ ‫‪ -‬ا متلاء لغة العرب ممفردات الضيف‬

‫‪ -‬ارتباط الضيافة يرككن من أركان الإيمان‬


‫‪٧‬‬ ‫‪-‬كرم الخليل ‪-‬عليه اللام‪-‬‬
‫‪٧‬‬ ‫‪ -‬ت كتية الطعام يأش الأصياف ‪-‬نماذج شمية لذلك‪-‬‬
‫‪٩‬‬ ‫‪ -‬إ جلال الناص للأجواد‪ ،‬وبعض أخبارهم‬
‫‪ -‬كرم أهل المدر وأهل الؤير‬
‫‪١٣‬‬ ‫‪-‬ختركؤيم معاصر‬
‫‪١٤‬‬ ‫‪ -‬م سائل نوانل الضيافة‬
‫الأولى‪ :‬مفهوم إكرام الضيف‬
‫‪ -‬خهنأ قصر الضيافة على الإطعام فضب‬
‫‪ -‬ا لحكمة من التعبيرالنبوي بلفظ (الإكرام)‬
‫ه‪١‬‬ ‫‪ -‬شمول معنى إكرام الضيف‬
‫‪١٨‬‬ ‫الثانية‪ :‬متابعة الضيف‪ ،‬والاهتداء إثى مكان الضياثت‬

‫‪١٨‬‬ ‫‪ -‬القصود يالنابعة‬


‫‪١٨‬‬ ‫‪-‬حكي الكرام الخوالي‬
‫‪١٨‬‬ ‫‪ -‬القادم إر مكان الضيافة _الاشي_‬
‫‪١٩‬‬ ‫‪ -‬أبيات ق نار الضيافة‪ ،‬واهتداء الأصناف إليها‬
‫‪٢٢‬‬ ‫‪ ّ -‬بل معرفة مكان الضيافة ق الصر الخاصر‪ ،‬ومتابعة الأصياف‬
‫‪٢٢‬‬ ‫‪ -‬تنبيهات ق ذوق متابعة الضيف‬

‫‪٢٤‬‬ ‫الثالثة‪ :‬اتتخئاراكسف القادم‪ ،‬والأستساد لأستقباك‬

‫‪٢٦‬‬ ‫الرابعة‪ :‬الفرح بالضيف‪ ،‬و‪1‬ظهارذدك‬

‫‪٢٦‬‬ ‫‪ -‬أقوال‪ ،‬وأشعار‪ ،‬وأخبار ق ذلك‬


‫‪٣٣‬‬ ‫الخامسة؛ الراح مع الضيف‬

‫‪٣٣‬‬ ‫‪ -‬أبيات ل ذلك ْع شرحها لعمحة المازر ' والتتخل المدر‪ ،‬وجران الخود‬
‫‪٣٥‬‬ ‫السادسة‪ :‬تهيثة مكان إقامة الضيف‬

‫ه"؟‬ ‫‪ -‬عناية العرب‪ ،‬ورسومهم‪ ،‬وأسمازهم‪ jj ،‬ذلك ‪ :‬التوي‪ ،‬اككرمة‬


‫‪٣٥‬‬ ‫‪ -‬ا لأمور المستجدة ق شأن إقامة الضيف‬
‫‪٣٦‬‬ ‫‪ -‬عناية الضيف بتهيئة مكان الضيافة‬

‫‪٣٧‬‬ ‫نمنايةبجلسالضيائ؛‬

‫‪٣٧‬‬ ‫‪ -‬الخناية ب عته‬


‫‪٢٢٢‬‬ ‫نوانداسهأ‬

‫‪٣٧‬‬ ‫‪ -‬العناية بطيب رائحته‬

‫‪٣٧‬‬ ‫‪ -‬العناية بملأءمة مء‬

‫‪٣٧‬‬ ‫‪ -‬عناية العرب بشان نار الضيافة‪ ،‬وجودتها‬

‫‪٣٨‬‬ ‫‪ -‬تفضيل بتن للأعشى ق وصف نار الضيافة‬


‫‪٣٩‬‬ ‫‪ -‬تفضيل بيت للحطيئة ق وصف نار الضيافة على بيت الأعشى‬
‫‪٤١‬‬ ‫الثامنة‪ :‬التماس العدرسنمف إذا تأخر‬

‫‪٤١‬‬ ‫‪ -‬حادثة ق ذلك‬

‫‪٤٤‬‬ ‫‪ -‬حادثة أخرى‬


‫‪٤٥‬‬ ‫التاسعة‪ :‬تؤييع أعمال الضيائت‬
‫‪٤٥‬‬ ‫‪ -‬تأكد ذلك ق حال المناسبات الكبيرة‬
‫‪٤٥‬‬ ‫‪-‬حسن الاختيار ش سند إلهآ‬
‫‪٤٥‬‬ ‫‪ -‬التوجيه بجس التعامل مع الأصياف‬
‫‪٤٥‬‬ ‫‪ -‬وقفة هع بيت للحطبة ق ذلك الشأن‬
‫‪٤٦‬‬ ‫‪ -‬أبيات لابن هرمة ق ذلك‬
‫‪٤٧‬‬ ‫‪ -‬التوافق وفهم الإشارة بين المضثف ومن يقومون بشان الضيافة‬
‫‪٤٨‬‬ ‫العاشرة‪ :‬إكرام القائم؛ن بشان الضيافة‬

‫‪٤٨‬‬ ‫‪-‬ص ص شمم‬


‫‪٤٨‬‬ ‫‪-‬الخدرمن إهانتهم‬
‫‪٤٩‬‬ ‫^^افة إذا سرت سه جفوة‬
‫سسنئئئ‬

‫‪٤٩‬‬ ‫‪ -‬ب يت لنينب بنت الطشية ق‪ JUj،‬؛‪ )،‬انمي‬

‫‪٤٩‬‬ ‫‪-‬شرح الضزييت‬


‫‪٤٩‬‬ ‫‪-‬شرح ابن‬
‫‪٥١‬‬ ‫الثانية عشرة‪ :‬حسن التفقد للأصياف‪ ،‬والتتبع يرغائبهم‬
‫‪٥١‬‬ ‫‪ -‬من أنمة القش‬
‫‪٥١‬‬ ‫‪ -‬ح ديث ن) تعاهد الحم‪ i.،‬لأصيافه‬
‫‪٥٢‬‬ ‫‪ -‬ب يتان نميدض بن ْلاهر‬
‫‪٥٢‬‬ ‫‪ -‬بيتان لأبي المندي ق ذللئ‪ ، ،‬وسرحهما‪ ،‬واختلاف روايتهما‬
‫‪٥٣‬‬ ‫‪ -‬تفقد مركة الضيف‬

‫‪٥٣‬‬ ‫‪ -‬تفقد ما بحتاجه من ملي ه‬

‫‪ -‬حديث ذوتم‪ ، ،‬وبيتا شعر للعلوي‪ ،‬والقاسم بن أمية بن أبي الصالت‪،‬‬


‫‪٥٤‬‬ ‫‪ ،3‬إراحة الضيف‪ ،‬وإعزازْ‬
‫‪٥٥‬‬ ‫الثالثة عشرة؛ ائراعاة ثلأصياف ث الإقبال عليهم‬
‫‪٥٥‬‬ ‫‪ -‬تونع المضيفظراتهعليهم‬
‫‪٥٥‬‬ ‫‪ -‬إعطاء الضيف الكيرحقه دون إهمال البقية‬
‫‪٥٦‬‬ ‫‪ -‬حادثة ق ذلك‪،‬‬

‫‪٥٨‬‬ ‫الرابعة عشرة‪ :‬حفظ حق الأهل‪ ،‬والأصياف حال‪ ،‬الضيافة‬

‫‪٥٨‬‬ ‫‪ -‬بعض مظاهرالتقصيرق ذلك‪،‬‬


‫‪٥٩‬‬ ‫‪ -‬بعض مظاهرحفظ حقوقهم حال الضيافة‬
‫‪٢٣٥‬‬ ‫نوانواممي‪1‬هت‬

‫‪٥٩‬‬ ‫‪ -‬التماس العير للمضيف إذا فضو ق ذلك‬

‫‪٦٠‬‬ ‫الخامسة عشؤة‪ :‬الترحيب بالضيوف‬

‫‪٦٠‬‬ ‫‪-‬كثرة الترحيب بالضيف‬


‫‪٦٠‬‬ ‫‪ -‬اخيار انمارات الخميلة الماسة‬
‫ء‬ ‫ء‬ ‫ء‬

‫‪٦٠‬‬ ‫‪ -‬م عنى أهلا‪ ،‬وسهلا‪ ،‬ومرحبا‬


‫‪٦٠‬‬ ‫‪ -‬ح ديث ق الترحيب‬

‫‪٦١‬‬ ‫‪ -‬أبيات لعمروبن الأهتم‪ ،‬وهيبة بن الخشرم ق الترحيب‬


‫‪٦٢‬‬ ‫_نحية'كلقومبحسبعرضم‬
‫‪٦٢‬‬ ‫‪ -‬الترغيب ق كثرة الترحيب دون إملال‪ ،‬أوحرج‬
‫‪٦٢‬‬ ‫‪ -‬ذم قلة الترحيب‪ ،‬وحادثة ق ذلك‬
‫‪٦٣‬‬ ‫الفينة والأحرى‬ ‫‪ -‬إبداء ال عادة يالأصياف‬
‫‪٦٤‬‬ ‫السادسة عشؤة‪ :‬استمهئارالضيف‪ ،‬واستطعاس الحديث‬

‫‪٦٥‬‬ ‫السابعة عشرة‪ :‬دأوريف الضيوف ببعض‬

‫‪٦٥‬‬ ‫‪ -‬فائدة ق ذلك‬

‫‪٦٥‬‬ ‫‪ -‬أربعة أحاديث ق ذلك‬


‫‪٦٦‬‬ ‫‪ -‬استعلام ابن باز عن أسماء أصافه‬
‫‪٦٦‬‬ ‫‪ -‬متى لا بحن نمق الضيوف ببعض‬
‫‪٦٧‬‬ ‫‪ -‬بيتان ق ترك التعرف على الضيف‪ ،‬وشرح شملأي لهما‬
‫‪٦٨‬‬ ‫الثامنة ‪ : ٥٣٠٥‬حبس الضيفان بلا طعام‬
‫‪٢٣٦‬‬

‫‪٦٨‬‬ ‫‪ -‬بعض ما يترتب على ذلك‬

‫‪٦٩‬‬ ‫‪ -‬وقفة مع قوله ‪-‬تعال‪ :-‬ؤ فولغ إر أهاله ه‬


‫‪٦٩‬‬ ‫_حاويثقسا اكأن‬

‫‪٦٩‬‬ ‫‪ -‬الإسرلع بالضام أظهري الكرم‬


‫‪٧٠‬‬ ‫‪ -‬من عادة العرب فيما يقدم للضيف قل الوحة الرئمة‬
‫‪٧٠‬‬ ‫‪ -‬أبات ق هجاء من ُوخر الطعام للضف‬
‫‪٧١‬‬ ‫‪ -‬حمد من ُعحل الهلعام للصسف_‪،‬‬
‫‪٧١‬‬ ‫‪ -‬أبيات لمكن الدارمى وذلك‬
‫‪٧٢‬‬

‫‪٧٢‬‬ ‫‪ -‬إشارات ق ذلك‬

‫‪٧٢‬‬ ‫— حديث ق حن الوال‬


‫‪٧٣‬‬ ‫‪ -‬شذرات من التاؤيخ لأناس لم يراعوا ذوق الموال‬
‫‪٧٤‬‬

‫‪٧٤‬‬ ‫‪-‬صور من ذلك‬


‫‪٧٥‬‬

‫‪٧٦‬‬

‫‪٧٧‬‬

‫‪٧٩‬‬

‫‪٧٩‬‬ ‫‪ -‬كلمة لابن حبان ق ذلك‬


‫‪٢٣٧‬‬ ‫نواذأواهي‪1‬هت‬

‫‪٨١‬‬ ‫‪ -‬بيان أن خدمة الضيف شرف لا يأباه أحد‬


‫‪٨٢‬‬ ‫‪ -‬كلمة لعبدالأك بن مروان ق ذلك‬
‫‪٨٢‬‬ ‫‪ -‬كلمة ^‪<^ ١٥‬‬

‫‪٨٢‬‬ ‫‪ -‬حادثة معاصرة ق ذلك‬

‫‪٨٢‬‬ ‫‪ -‬متى يؤغ استخدام الضيف؟‬


‫‪٨٣‬‬ ‫اثخامسات والسرون‪ :‬موقف اتضيف من جفاء بعض الضيوف وحماقاتهم‬

‫‪٨٣‬‬ ‫‪ -‬تماوت الناس ذوقا وأدبا‪..‬‬


‫‪٨٣‬‬ ‫‪ -‬صورمن حماقة بعض الضوف‬

‫‪٨٣‬‬ ‫‪ -‬سعة صدر الضيف‪ ،‬وصبره على ذلك‬


‫‪٨٤‬‬ ‫‪ -‬كلمات‪ ،‬وأشعار ق الثناء على من يمبرعلى حفاء الضيوف‬
‫‪٨٤‬‬ ‫‪ -‬قمة لابن باز ق ذلك الشأن‬
‫‪٨٥‬‬ ‫‪ -‬من أعفلم المبرعلى جفاء الضموف وحماقاتهم‪....‬‬
‫‪٨٥‬‬ ‫‪ -‬نموذج معاصر للصبرعلى جفاء الضيوف‬
‫‪٨٨‬‬ ‫إثى الضيافة‬ ‫السادسة والأدسرون‪ :‬الإلحاج الثديي ث‬

‫‪٨٨‬‬ ‫‪ -‬صورة هذه المسألة‬


‫‪٨٨‬‬ ‫‪ -‬اثار الإلحاح الشديد ق تفرق القلوب‬
‫‪٨٩‬‬ ‫‪ -‬حادثة ق ذلك‬

‫‪٩٠‬‬ ‫الضيافة ولم يحمير‬ ‫السابعة والعشرون‪ :‬التعامل مع من دعى‬

‫‪٩٠‬‬ ‫‪ -‬صورة المسألة‬


‫صقمق‬
‫‪٩٠‬‬ ‫‪ -‬ا لذي تقتضه الحكمة والعقل ق ذلك‬
‫‪٩١‬‬ ‫‪ -‬كلمات ل حن التصرف مع مثل تلك الأحوال‬
‫‪ -‬قمة معاصرة ي موء التصرف مع من دعي‪ ،‬ولم يتمكن من‬
‫‪٩١‬‬ ‫الحضور‬
‫‪٩٢‬‬ ‫‪ -‬قصة أحرى معاصرة ق حن التصرف مع ٌن دعي ولم بحضر‬
‫‪٩٦‬‬ ‫نمشيون‪ :‬دعوة انمداحباتياجر‬

‫‪٩٦‬‬ ‫‪ -‬صورة المسألة‬


‫‪٩٦‬‬ ‫‪ -‬الذي يقتضيه أدب الإسلام‪ ،‬ومروءة الكرام ق ذلك‬
‫‪٩٧‬‬ ‫‪-‬قصة رواها ابن همة ق ذلك‬

‫‪٩٧‬‬ ‫وجيه؛؛نآ‬ ‫‪ -‬حادثة معاصرة عنوانها (خصومة 'شيقة‬


‫‪١٠٠‬‬ ‫التاسعة والعشؤون‪ :‬تاخرالضيف عن الجيء بلا داع‬
‫‪١٠١‬‬ ‫الثلاثون‪ :‬اممرالراكعنوساسص‬

‫‪١٠٢‬‬ ‫^لأدون‪:‬سؤاناكطاسيصعمنسه‬
‫‪١٠٢‬‬ ‫‪ -‬صورة المسألة‬
‫‪١٠٢‬‬ ‫‪-‬اللائق بمن دعي إل صافة‬
‫‪١٠٢‬‬ ‫‪ -‬خيرعلي بن الحبن لما دعاه الماين‬
‫‪١٠٥‬‬ ‫‪ :‬الأتنارعن المجيء‪ ،‬إذا م يتسن‬
‫‪١٠٦‬‬ ‫الثالثة والثلاثون‪ :‬اميهلحاب الضيف معه من لم ييع إثى الضيافة‬

‫‪١٠٦‬‬ ‫‪ -‬التفصيل ق هذه المسألة‬


‫‪٢٢٩‬‬

‫‪١٠٦‬‬ ‫‪ -‬ما يترتب على اصطحاب الضيف معه من لم ييع‬


‫‪١ ٠٧‬‬ ‫‪ -‬ح اجة من دعي إل التفطن لمذه السألة‬
‫‪١٠٧‬‬ ‫‪ -‬م ا ينبغؤب ش أراد اصطحاب من لم ييع‬
‫‪١٠٧‬‬ ‫‪ -‬ما جاء ق هده الم ألأ ق كتاب (اكلفيل)‬
‫‪١٠٧‬‬ ‫‪ -‬متى يؤيغ اصطحاب من لم ييع إل الضيافة ؟‬
‫‪١٠٨‬‬ ‫الرابعة والثلأتون‪ :‬حضؤرمن لم يدع اصلأ‬
‫‪١٠٨‬‬ ‫‪ -‬التفصيل ق هذه المألة‪ ،‬متى بمؤخ؟ ومتى لا يؤغ؟‬
‫‪١٠٨‬‬ ‫‪ -‬ما جاء ق كتاب التطفيل ق ذلك‬
‫‪١٠٩‬‬ ‫‪ -‬قمة نمدالله بن جعفرل ذلك‬

‫‪١١٠‬‬ ‫الخامسة والثلأيون‪ :‬احراج الضيف بكثرة الأسئلة‪ ،‬وفضولها‬


‫‪١١١‬‬ ‫السادسة والثلأيون‪ :‬ائب مجلس الضيافة‬

‫‪١١١‬‬ ‫‪ -‬شمول ذلك الأدب للمضثف والضيف‬


‫‪١١١‬‬ ‫‪ -‬محالس العرب‪ ،‬وماكانت عليه‬

‫‪١١١‬‬ ‫‪ -‬ومحق زهيرنحالس آل سنان‬


‫‪١١٢‬‬ ‫‪ -‬وصفت بعض انحالس لطرفة‪ ،‬وعمروبن الاطابة‬
‫‪١١٤‬‬ ‫السابعة والثلاثون‪ :‬التمسح ث مجلس الضيافة‬

‫‪١١٤‬‬ ‫‪ -‬وقفات مع قوله ‪-‬تعار‪ ;-‬ؤ إذاقيل لكم نفحوا‪ ...‬ه‬


‫‪١١٦‬‬ ‫‪ -‬كلمات لحمر بن الخطاب‪ ،‬والأصمعي ق التفمح‬
‫‪١١٧‬‬ ‫‪■ -‬مرعن ابن هماس ي ذلك‬
‫؛ئئئق‬ ‫‪٢٤٠‬‬

‫‪١١٧‬‬ ‫‪ -‬ح ادثة معاصرة ق ذلك‬

‫‪١١٨‬‬ ‫الثامنة الثلاثون‪ :‬الرذانة‪.‬ق مجلس الضيافة‬

‫‪١١٨‬‬ ‫الرزانة‬
‫‪١١٨‬‬ ‫‪ -‬من أدب محلس نبينا محمد‪.‬‬
‫‪١١٩‬‬ ‫‪ -‬صفة يجالس الأكابر‪-‬أشعار وأحبارق ذلك_‬
‫‪١٢٣‬‬ ‫‪ -‬موقف شهده الأحق ق يجلس قيس بن عاصم‬
‫‪١٢٤‬‬ ‫‪-‬الرزانة لا ص ‪^^١‬‬

‫‪١٢٥‬‬ ‫^لأضن‪ :‬الراح ث مجلس اكسافة‬

‫‪١٢٥‬‬ ‫‪ -‬المزاح الحموي ي محلى الضيافة‬


‫‪١٢٥‬‬ ‫~ أخبار وأشٌار محا مزاح ال لف‬
‫‪١٢٨‬‬ ‫‪-‬إدراك الأكابر لوزن المراح‬
‫‪١٢٨‬‬ ‫‪ -‬كلام للحمري القيرواني فتما ببغي أن يكون عليه المزاح من المراعاة‬
‫‪١٢٨‬‬ ‫‪ -‬المزاح ليس على وتيرة واحدة‬
‫‪١٢٩‬‬ ‫‪ -‬مراعاة الاعتدال ي المزاح ي محلى الضيافة أور وأحرى‬
‫‪١٣١‬‬ ‫صسثاهاناممثمحخمجلساصيافة‬

‫‪١٣١‬‬ ‫‪ - ١‬الخذرمن اميق ب؛ن اثمن *تجئ‪ ،‬دون إذنهما‬


‫‪١٣٢‬‬ ‫‪ - ٢‬الخدرس إقامة الرجل من يجله والخلوس مكانه‬
‫‪١٣٢‬‬ ‫م‪-‬سرسابجس عان الرجل إذاتام لحاجة‬
‫‪١٣٣‬‬ ‫‪ - ٤‬معرفة الإنان موقعه ي كل محلس وئاّب‬
‫‪٢٤١‬‬

‫‪١٣٥‬‬ ‫‪-٥‬تحب الخلوسي الأماكن غيراياسة‬


‫‪١٣٨‬‬ ‫الحادية والأييعون‪ :‬الواعاة لأدب السلام‪ %.‬مجالس الضيافة‬
‫‪١٣٨‬‬ ‫‪ - ١‬الاسهدان بالملأم مل الدخول‬
‫‪١٤٠‬‬ ‫‪ -٢‬الملام مل الدخول ؤبمده‬
‫‪١٤٠‬‬ ‫‪ -٣‬عراعاق الذوق العام ؤ‪• ،‬مأادحة الآخرين‬
‫‪١٤١‬‬ ‫‪ -‬ص ورمن قلة المالأة بذلك الأدب‬
‫‪١٤٣‬‬ ‫طةسلام مجلس الضيافة‬

‫‪١٤٣‬‬ ‫‪ -‬صور من حن المراعاة ق ذلك‬


‫‪١٤٤‬‬ ‫‪ -‬حبرعن الشاعر محمد العوني ق اشتراطه إذا أؤيد منه الحديث‬
‫‪١٤٤‬‬ ‫‪ -‬مراعاة نظام انجلس لا تعني الإفراط ق الصرامة‬
‫‪١٤٥‬‬ ‫‪ -‬البعد عن كل ما يناؤ‪ ،‬الدوق العام‬
‫‪١٤٧‬‬ ‫^راعاة لأدب اسممثمجاضاسافة‬
‫‪١٤٧‬‬ ‫‪-‬الحاجة إرذلك‬
‫‪١٤٧‬‬ ‫‪-‬جماع ذلك الأدب‬
‫‪١٤٧‬‬ ‫‪ -‬أقوال‪ ،‬وأشعار ق اللم ان وانحال ة‬
‫‪١٤٨‬‬ ‫‪ -‬كلمة للمحصري القيرواني ي شرحل الم امر والنادر‬
‫على إثراء محالن الضيافة ‪ ،‬واللأمة فيها من‬ ‫‪ -‬من أعظم ما‬
‫‪١٤٩‬‬ ‫الإثقال‪:‬‬
‫‪١٤٩‬‬ ‫‪ -١‬الخدرمن الثرثرة‬
‫؛؛؛غ|زل|س^ج‬
‫‪١٥٢‬‬ ‫سرسالأثثارالخاوث‪:‬‬
‫‪١٥٢‬‬ ‫‪ -‬قصة لأحدكبار المن هع مستأثربالحديث‬
‫‪١ ٥٣‬‬ ‫‪ -‬كلام للحصري القيرواني ي أدب الحديث ي اغتلص‬
‫‪١٥٤‬‬ ‫م_نحتب كرارالحديث بلا دغ‪:‬‬
‫‪١٥٥‬‬ ‫‪ -‬أخبار وأسعارق ذلك‬
‫‪١٥٦‬‬ ‫‪-‬الحلرس التقدم بجرة الأكابر‪:‬‬
‫‪١٥٦‬‬ ‫‪ -‬كلمة للشيخ المعدي ق ذلك‬
‫‪١ ٥٧‬‬ ‫‪ -‬حادثة لبعض من لا يراعي ذلك الأدب‬
‫‪١٥٨‬‬ ‫‪ — ٥‬التحلي بحسن الصيت‪:‬‬
‫‪١ ٥٨‬‬ ‫‪ -‬أقوال وأشعارق ذلك‬
‫‪١٦١‬‬ ‫‪ -‬ا لصمت يتفاوت بتفاوت ذوى أصحابه‬
‫‪١٦٣‬‬ ‫‪ .٦‬حسن الإنصات لن يتكلم ‪:‬‬
‫‪١٦٣‬‬ ‫‪ -‬أقوال وأخبار ق حس الإنصات‪ ،‬والثناء على أهاله‬
‫‪١٦٥‬‬ ‫‪ -‬حس الإنصات يرفع قدر الإنسان ‪ :‬خبرسعيد ن م لم‬
‫‪١٦٥‬‬ ‫‪ -‬خرمع المأمون‪ ،‬وإعجاب السفاح بأبي بكر المدلي‬
‫‪١٦٦‬‬ ‫‪-‬أمور تتاق حسن الإنصات‬
‫‪١٦٩‬‬ ‫رس الحديث بمالابماسب الحال والتام‪:‬‬
‫‪١٦٩‬‬ ‫‪-‬كلمات لأن المقفع‪ ،‬والحصري القيرواني ق ذلك‬
‫‪١٧١‬‬ ‫خ‪-‬الحل‪،‬رمنالحديثمحدمنلأيرف‬
‫‪٢٤٢‬‬ ‫ماذواسهت‬

‫‪١٧٢‬‬ ‫ه_مح‪1‬سأن اك؛نمرفيصم‪:‬‬


‫‪١٧٣‬‬ ‫‪-‬أقوال وأحار فيس‬
‫‪١٧٨‬‬ ‫الرابعة والأييعون‪ :‬العناه بطعام الضياص‬
‫‪١ ٧٨‬‬ ‫‪ -‬القصود يهده المألة‬
‫‪١٧٨‬‬ ‫‪ -‬أ حادث ل إطعام الطعام‬
‫‪١ ٧٩‬‬ ‫‪ - ١‬العناية بجودة الطعام الندم‬
‫‪١٨٠‬‬ ‫‪ -‬أ يار ل ذلك عن الخبز بن‪ ،‬علي) ‪ ،‬وابن سمين ' وابن باز‬
‫‪١٨١‬‬ ‫‪ -٢‬العناية بمجالس الطعام‬
‫‪١٨١‬‬ ‫ّا‪-‬ساية بمدارالطعام‪ :‬حادثة ي س‬
‫‪١٨٢‬‬ ‫إ‪.‬ا‪.‬بملوسفيالكاناللأثق‬
‫‪١٨٢‬‬ ‫‪-٥‬حسن الأدب حال تناول طعام سيافة‬
‫‪١٨٢‬‬ ‫‪ - ٦‬حسن مراعاْ الضيف لأدب يجالس طعام الضيافة‬
‫‪١٨٢‬‬ ‫‪-‬أن يكثرمن الترحيب‬
‫‪١٨٣‬‬ ‫‪ -‬ألا كثري الإلحاح على الضيوف بم ممن‬
‫‪١ ٨٣‬‬ ‫‪ -‬أن يلاحظ ما نقص على الأصياف‬
‫‪١٨٣‬‬ ‫‪ -‬أ لا يمدح طعامه إلا إذا استرعى القام ذلك‬
‫‪١٨٤‬‬ ‫‪ -‬ألا يستكثر ما يقدمه لأصيافه‬
‫‪١٨٤‬‬ ‫‪ -‬أن يجعل من يقوم على خدمة الأصياف إذاكان انحلسكسرا‬
‫والضيوز)ىرا‬
‫‪ -‬مؤانسة ضيوفه حال الطعام؛ قصص وأحبار ق ذلك عن عبدالأعلى‬
‫‪١٨٤‬‬ ‫بن عام' وابن عاص‪ ،‬وهما‪-‬الق'بنضر' وابن باز‬
‫‪ -‬ألا يعجل الضيوف‪ :‬كلمات للعرب‪ ،‬واصطلاحات ق ذلك ‪ -‬أدب‬
‫‪١٨٧‬‬ ‫ابن بازل ذلك‬

‫‪١ ٨٨‬‬ ‫‪ -٧‬حن مراعاة الضيف لأدب الهلعام ي الضيافة‬


‫‪١٨٨‬‬ ‫‪-‬نحب‪١‬اللأه ة‬

‫‪١٨٨‬‬ ‫‪ -‬ألا يأكل أكل السره • وصية شره لابنه حال الطعام‬
‫‪١٨٨‬‬ ‫‪ -‬متى يعظم أمر الشره؟‬
‫‪١٨٨‬‬ ‫‪ -‬شعر لحام الطاش‪ ،‬وكلمة للأحنف ل التكرم عن الشره‬
‫‪١٨٩‬‬ ‫‪ -‬بيت الشنفرى ق التكرم ت (وإن مدت الأيا‪.‬ي إر الزاد‪ )...‬وعناية‬
‫الشراح يه‪ ،‬ونماذج من شروحهم له‬
‫‪١٩١‬‬ ‫شام الضيافة‪:‬كلمات‪ ،‬وآثار‪ ،‬وأشعارفيذلك‬
‫‪١٩٤‬‬ ‫‪ - ٩‬الخدرمن ذم محلعام الضيافة‪ ،‬أواحتقاره‬
‫‪١٩٤‬‬ ‫‪ - ١ ٠‬ألا يهليل الضيم‪ ،‬ا‪.‬لك‪،‬ث‪ ،‬على الشام يعد المراغ ت‬
‫‪١٩٤‬‬ ‫اا‪-‬مراعاة أدت الضيافة اكتوحة‬
‫‪١٩٥‬‬ ‫‪ - ١١٢‬الخدرمجن التمرفات الودية حال طعام الضيافة؛ أمثلة وأخياري ذلك‬
‫‪١٩٧‬‬ ‫الخامسة والأييعون‪ :‬ترتيب جدول المسافة‬
‫‪١٩٩‬‬ ‫السادسة والأنيعون‪ :‬أصحاب الضيف النكبير‬

‫‪١٩٩‬‬ ‫‪ -‬ما يبض يم مراعاته‬


‫‪٢٠ ٠‬‬ ‫‪ -‬موقفان متباينان لأصحاب الضيف الكبير‬
‫‪٢٤٥‬‬ ‫نواذداسهأ‬

‫‪٢٠٤‬‬ ‫السابعة والأنيعون‪ :‬هدايا ا[ضيافة‬

‫‪٢٠٦‬‬ ‫التاسة الأريعون؛ طول ائتكث عند الضيف‬


‫‪٢٠٦‬‬ ‫‪ -‬الأصل ق مدة الضيافة‬
‫‪٢٠٦‬‬ ‫‪ .‬حدث ت ‪ ٠‬فليكرم صيفه حارته‪ ٠ ...‬وشرحه‪ ،‬وأقوال بعمر العلماء فيه‬
‫‪٢٠٨‬‬ ‫‪ -‬أخبار عن بعص ثقلأء اكيوف‬
‫‪٢٠٩‬‬ ‫‪ -‬أحوال كرام الناص مع ثقلأء الضيوف‪ -‬قمة ق ذلك‬
‫‪٢١٢‬‬ ‫‪ -‬بعض أحبار ابن بازمع الضيوف الذين يهليالون ا‪،‬لكث عنده‬
‫‪٢١٤‬‬ ‫الضيافة‬ ‫التاسعة والأييعون‪ :‬الوداع‬
‫‪٢١٤‬‬ ‫‪ -‬الودّاع إحدى الخاقان الأحيرة من الضيافة‬
‫‪٢١٤‬‬ ‫‪ -‬حاد‪.‬ثة ق ذلك بين أبي عبيد والإمام أحمد ين محل‬
‫‪٢١٥‬‬ ‫‪ -‬جاءت السنة بتوديع المسافر‬
‫‪٢١٧‬‬ ‫‪ -‬الودلع محي أهل العالم والأدب; كلمات‪ ،‬وأشعار ‪ ،3‬ذلك‬
‫‪٢٢٢‬‬ ‫صاءاسادقاض‪١‬دلطى مسن الضيافة‬

‫‪٢٢٦‬‬ ‫الحائية والخمسون‪ :‬متابعة الضيف بعد الانصراف‬

‫‪٢٢٧‬‬ ‫الثانية والخمسون‪ :‬غرائب الناس ث الضيافة‬

‫‪٢٢٩‬‬ ‫‪-‬اثغاتة‬

‫‪٢١٠١‬‬ ‫‪-‬اتضرس‬

You might also like