You are on page 1of 6

‫تطبيقات الرياضيات‬

‫محمود الحمضيات‬
‫منذ أقدم العصور يحتل النظام التعليمي‪ ،‬أياً كان حجمه ومؤسساته النظامية منها وغ ير النظامي ة‪ ،‬موقع اً مهم اً بين‬
‫مختلف النظم المجتمعية األخرى‪ ،‬ومرد هذا الموقع المتميز يعود إلى ما ينشده المجتمع‪ ،‬مع مختلف توجه ات فئات ه‬
‫من هذا النظام من دور في صياغة أوضاعه وتشكيل أفراده‪ ،‬من حيث الفك ر والوج دان والس لوك والعالق ات ال تي‬
‫تحدد توقعات أفراده وش رائحه‪ ،‬من خالل التعام ل فيم ا بينهم‪ ،‬وه ذا ه و المقص ود ب التوظيف االجتم اعي للتعليم؛‬
‫ال عن مض امينه وفلس فته‪ ،‬لكي تتحق ق نوعي ة‬ ‫بمعنى أن الدولة المعاصرة هي ال تي توج ه مس يرته‪ ،‬وآليات ه‪ ،‬فض ً‬
‫المواطن المنشود‪ ،‬سواء أكان هذا المواطن المنشود تعزيزاً وترسيخاً لنم ط مقومات ه الس ائدة حالي اً‪ ،‬أم ك ان مغ ايراً‬
‫لذلك النمط مغايرة تتباين بدرجات متفاوتة في حجمها ونوعها ومدى اختالفها وتجددها‪.‬‬

‫ويوجد اتفاق بين المهتمين على أن التعليم هو القوة المحركة للمجتمع من حالة السكون والنمو البطيء إلى حال ة‬
‫الحركة السريعة والشاملة في مضمار التق دم والتنمي ة في الم وارد االقتص ادية والبش رية‪ ،‬وه و الطري ق ال ذي‬
‫يوجه المجتم ع والف رد إلى معايش ة الق رن الح ادي والعش رين ال ذي يتم يز عالم ه بالتق دم المعلوم اتي والعلمي‬
‫والتكنولوجي السريع والشامل‪ ،‬والذي لم يكن له مثيل من قبل‪ .‬وقد ارتفعت صيحات تنادي بض رورة االهتم ام‬
‫بالتعليم كماً وكيفاً وعمقاً من جانب القادة السياسيين خالل السنوات األخ يرة‪ ،‬باعتب اره قض ية أمن ق ومي وخ ط‬
‫ال دفاع األول أم ام مخ اطر العولم ة وس لبياتها‪ ،‬واألداة األساس ية الس تثمار الم وارد البش رية ال تي ب اتت تمث ل‬
‫العنصر الرئيس للتقدم االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وصاحبة اليد العليا في مواكب ة التط ورات العالمي ة المعاص رة‬
‫والمستقبلية‪.‬‬

‫وتحديث التعليم وتطويره باعتباره منظومة وقضية حيوية ومتجددة‪ ،‬ليس بحاجة إلى إثبات قيمته وأهميته وليس‬
‫قضية استهالكية طالما يبرز الدور المهم والفعال في بناء األم ة والف رد على الس واء‪ ،‬وطالم ا يظه ر متطلب ات‬
‫حديثة فهو قضية أمن قومي واستثمار لإلنسان‪.‬‬

‫ال معنى لتعليم ال يواكب التغيرات المعرفية‪ ،‬إذ يتحول تلقائياً إلى تعليم منق وص لت اريخ العلم يع زل عن اإلف ادة‬
‫بتطبيقاته‪ ،‬وعن إمكانيات استخدام تطوراته بعامة‪ .‬كذلك‪ ،‬فإن أي مجتمع ال يتفاعل مع التغيرات المعرفية‪ ،‬وال‬
‫ال على اآلخ رين‪ ،‬مجتم ع ت ابع ع اجز عن المنافس ة‬ ‫يس اهم في إح داثها وتطويره ا ه و مجتم ع يعيش متطف ً‬
‫والتطور‪.‬‬

‫ال‪ ،‬وذل ك خالف اً للمس تقبل ال ذي‬


‫إن قانون التغيير يقضي بأنه من المستحيل أن يكون الماضي حاضراً أو مس تقب ً‬
‫يتحول إلى حاضر‪ ،‬فالمجتمعات اإلنسانية دائمة التفاعل مع المستقبل وتسعى إليه‪ ،‬وه ذا يحتم أن تس عى ال دول‬
‫إلى إع داد الم واطن للحي اة‪ ،‬وال ب د أن ينهض ه ذا اله دف ليص بح من أولوياته ا‪ ،‬وه ذا ي وجب أن تتخ ذ كاف ة‬
‫اإلجراءات الالزمة من أجل الوصول إلى هذا الهدف‪ ،‬فمستقبل األمة مرهون بمستقبل التعليم فيها‪ ،‬فالتعليم ليس‬
‫مشروعاً مؤقتاً أو موقفياً‪ ،‬إنما هو نظام له تاريخه متضمناً مدخالته ونتائجه‪.‬‬
‫فإذا نظرنا إلى المجتمعات المعاصرة‪ ،‬وبخاص ة المتقدم ة منه ا‪ ،‬ن رى أنه ا مش غولة بنفس ها ومس تقبلها ش غلها‬
‫بحاضرها‪ ،‬وأصبح للمستقبل علم له تقنياته وأس اليبه‪ ،‬ومن هن ا ج اءت تس مية ه ذا العص ر عص ر الفض اء أو‬
‫عصر التفجر المعرفي‪.‬‬

‫وإذا كان حديثنا عن الرياضيات وتطبيقاتها في الحياة‪ ،‬فإننا نتحدث عن حجز الزاوية في التقدم العلمي والتق ني‪،‬‬
‫ألن تطبيقات الرياضيات في الحياة تطرح فكرة الجانب اإلنساني لها‪ ،‬حيث أصبحت هذه التطبيقات شيئاً أساسياً‬
‫في تعليم الرياضيات‪ ،‬ليصبح تعليمها ذا معنى‪ ،‬وبذا يقبل على تعلمها التالميذ‪ ،‬وتنمي مي ولهم نحوه ا‪ ،‬وت دفعهم‬
‫إلى مواجهة مشكالتهم الحياتية‪.‬‬

‫فإذا لم تصبح الرياضيات ذات عالقة بالفرد ب أي ش كل ك ان‪ ،‬ف إن تعلمه ا سيص بح بال فائ دة ولمج رد والحف ظ‬
‫واالستذكار الذي ينتهي باالمتحانات بعد استظهارها‪.‬‬

‫ومصطلح الرياضيات التطبيقي ة م ا زال غ ير متف ق علي ه‪ ،‬ف البعض ي رى أن الرياض يات ال تي تس تخدم دون‬
‫الرجوع إلى التطبيقات تسمى الرياضيات البحتة‪ ،‬أما الرياضيات التي تستخدم لفهم الع الم ال ذي نعيش ه فتس مى‬
‫الرياضيات التطبيقية‪ ،‬وه ذا التقس يم ص عب‪ ،‬إذ إن الكث ير من األفك ار الرياض ية أتت من خالل الع الم الحقيقي‬
‫وأغلب الرياضيات البحت ة عملي‪ ،‬كم ا ي رى البعض (مين ا‪ )57 :1999 ،‬أن مص طلح الرياض يات التطبيقي ة‬
‫مازال قائماً في عصرنا الحالي‪ ،‬ولكن في سياق مختل ف‪ ،‬كم ا أن ه ال ي زال غ ير مح دد بص ورة متف ق عليه ا‪،‬‬
‫ويمكن النظر إلى الرياضيات التطبيقية على اعتبار أنها تتمثل أساساً في بعض المج االت المعرفي ة ال تي تعم ل‬
‫على تطبيق نظم رياضية في العلوم األخرى‪ ،‬أو بمعنى أصح عديد من العلوم األخرى‪ ،‬دون أن تعتم د ص حتها‬
‫على ارتباطها بالعالم الفيزيقي‪.‬‬

‫ومن أمثلة تلك المجاالت االحتمال‪ ،‬واإلحصاء‪ ،‬ونظرية األلعاب‪ ،‬والرياضيات حلق ة وص ل بينه ا وبين العل وم‬
‫األخ رى‪ .‬ويم يز البعض بين تطبيق ات الرياض يات والرياض يات التطبيقي ة‪ ،‬حيث يعرفه ا البعض أي‬
‫"الرياضيات التطبيقية" بأنها فروع الرياضيات التي تطبق في الفيزياء كما يعرف البعض تطبيقات الرياضيات‬
‫بأنها تطبيق الرياضيات في العلوم والمجاالت الحياتية األخرى‪ ،‬وبذا فإن تطبيقات الرياض يات أعم وأش مل من‬
‫الرياضيات التطبيقية‪ ،‬وهنا لسنا بصدد الخوض في التفريق بين الرياض يات التطبيقي ة وتطبيق ات الرياض يات‪،‬‬
‫وما يهمنا هو كيف نطبق الرياضيات في مجاالت الحياة المختلفة‪ .‬ومن تطبيق ات الرياض يات (النمذج ة) ال تي‬
‫تعتمد على تحويل الموقف موضوع الدراسة إلى مشكلة (مسألة) رياضية‪ ،‬ثم حل هذه المسألة‪ ،‬واختب ار ص حة‬
‫الحل في هذا الموقف‪ ،‬ثم الخروج بتنبؤات وتعميمات ومفاهيم جديدة‪ ،‬وهكذا فإن مجال الرياضيات ه و دراس ة‬
‫النظم الشكلية‪ ،‬بينما المجال الرئيسي لتطبيق الرياضيات في العلوم األخرى هو "النمذجة الرياضية"‪.‬‬

‫فعلى الرغم من أن الرياضيين يمارسون ألع ابهم الش كلية ويتوص لون إلى أب نيتهم المنطقي ة دون أن يفك روا في‬
‫تطبيقاته ا العملي ة أو م ا يمكن أن تفي د العل وم األخ رى على أنواعه ا‪ ،‬فإن ه تظه ر م ع ذل ك تطبيق ات مهم ة‬
‫للرياضيات في العلوم األخرى‪ ،‬قد تظهر أو ًال أو تظه ر بع د ف ترة قص يرة‪ ،‬أو بع د س نوات ع دة‪ ،‬ومث ال ذل ك‬
‫اعتماد أينشتاين في بناء النظرية النسبية واعتماد الكثير من علماء الفيزياء المعاص رة على الهندس ات الحديث ة‪،‬‬
‫وه ذا ال يع ني أن تب نى من اهج الرياض يات على أس اس تطبيقاته ا فق ط‪ ،‬ح تى ال تص بح ك ل من الرياض يات‬
‫وتطبيقاتها الحياتي ة ش يئين منفص لين‪ ،‬وتطب ق الي وم في ص ورة م ع الحي اة‪ ،‬وبخاص ة في م ا يتعل ق بالج انب‬
‫االجتماعي‪ ،‬ولنا أن ندعى أن التعلم األصيل هو التعلم الذي يوجد عالقة بين ما يتعلمه التالميذ وبين م ا يجدون ه‬
‫في الحياة اليومية‪.‬‬
‫لقد كان ينظر إلى الرياضيات السيما في المرحلة االبتدائية على أنه ا مجموع ة كب يرة من المف اهيم والمه ارات‬
‫التي ينبغي أن يتقنها الطالب بترتيب ص ارم وأص بح ينظ ر إليه ا على أنه ا أش ياء يمارس ها الن اس في حي اتهم‬
‫اليومية‪ ،‬وفي المرحلة الثانوية تغيرت النظرة من كون الرياضيات تدرس المنطق الشكلي إلى النظرة اإلنس انية‬
‫التي تعد متعلمين فعالين بالمشاركة الكاملة كأعضاء عاملين في المجتمع‪ ،‬وهذا يحتم اتباع م داخل غ ير نظري ة‬
‫في تعليم الرياضيات‪ ،‬ويقصد بذلك المداخل التي تبنى على الممارسة والخبرة‪ ،‬وليس على النظريات الشكلية‪.‬‬

‫وتعد الرياضيات أح د المج االت المعرفي ة ال تي ال يمكن النظ ر إليه ا بمع زل عن التوجه ات المعرفي ة الحالي ة‬
‫والمستقبلية‪ ،‬والتي ال يمكن اختزالها أو تقزيمها من أجل التعامل مع أمور جزئية منفص لة عن بعض ها البعض‪،‬‬
‫بل يجب أن تلتحم المعرفة بتطبيقاتها‪.‬‬

‫كما ينبغي أن تشكل تطبيقات المعرفة الرياضية جانباً محورياً في المنهاج في جميع مراحل التعليم الع ام‪ ،‬وه ذا‬
‫يؤدى بدوره إلى الحاجة إلى تطوير رياض يات جدي دة‪ ،‬وه ذا ب دوره أيض اً يفض ى إلى ادع اء مف اده أن التعليم‬
‫ينبغي أن يواكب التطورات المعرفية الحادثة‪ ،‬ما يحتم تناول المعرفة بصورة متكاملة‪ ،‬وه ذا م ا ينب ه إلى اتب اع‬
‫طرق غير تقليدية في التدريس مث ل (التعلم ال ذاتي‪ ،‬والعص ف الفك ري‪ ،‬والعم ل الجم اعي‪ ،‬والبحث ال تربوي‪،‬‬
‫والحوار والمناقشة)‪.‬‬

‫ولنا أن نضيف أن تطوير من اهج التعليم يتوق ف على العدي د من العوام ل المتداخل ة‪ ،‬س واء أك انت تعليمي ة‪ ،‬أم‬
‫مجتمعية‪ ،‬أم إقليمية‪ ،‬أم إنسانية‪.‬‬

‫كيفية إدخال تطبيقات الرياضيات في المناهج المقررة‪:‬‬


‫إذا كان لتطبيقات الرياضيات أهمية كبيرة بالنسبة للمعلم والمتعلم كما ورد سابقاً فهناك م داخل متع ددة إلدخاله ا‬
‫في المناهج‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ .1‬دمج التطبيقات في المنهج الموجود‪ ،‬حيث تدرس األفك ار الرياض ية وتطبيقاته ا في العل وم المختلف ة‪،‬‬
‫بحيث تقدم أمثلة تطبيقية تتضمن مواقف حياتية مع كل مفهوم رياضي‪ ،‬وهذا يظهر بوض وح العالق ة‬
‫بين الرياض يات والعل وم األخ رى بش كل مباش ر‪ ،‬وه ذا يتطلب وج ود المعلم المؤه ل ال ذي يمتل ك‬
‫معلوم ات متص لة بمج االت التط بيق‪ ،‬ك العلوم‪ ،‬والهندس ة‪ ،‬والبيولوجي ا واالقتص اد‪ ،‬وغيره ا من‬
‫المعلومات المتنوعة‪ ،‬كما يتطلب تنسيقاً بين معلم الرياضيات وغيره من معلمي المواد األخرى‪.‬‬

‫‪" .2‬إب راز تطبيق ات الرياض يات خالل الدراس ة‪ ،‬وإج راء مش روعات تتض من رياض يات تطبيقي ة‪،‬‬
‫ويتضمن ذلك اإلكثار من التطبيقات في مناهج الرياضيات وتناولها في سياقات تؤكد أهميته ا‪ ،‬وعم ل‬
‫مشروعات يشارك فيها التالمي ذ جميع اً‪ ،‬وتتطلب مع ارف تنتمي إلي مج االت متنوع ة يش ارك فيه ا‬
‫التالميذ جميعاً‪ ،‬وتتطلب معارف تنتمي إلى مجاالت متنوعة ومن بينها الرياضيات"‪.‬‬
‫‪ .3‬إع ادة بن اء من اهج الرياض يات على أس اس العملي ات الرياض ية (‪ ،)Processes‬وليس علي أس اس‬
‫موضوعات رياضية (‪ ،)Topics‬وفي هذه الحالة س يتمحور الت دريس ح ول م ا يس مي ب الترييض (‬
‫‪ ،)Mathematization‬ويكون االهتم ام منص باً على عملي ات مث ل المقارن ة والتص نيف وال ترتيب‬
‫والتجريد والترميز والتعميم ‪ ....‬والتي تقع تحت المفهوم الع ام لل ترييض أو إتاح ة الفرص ة للمتعلمين‬
‫للتعبير عما يحيط بهم وعن مشكالتهم رياضياً‪ .‬وقد يعني ه ذا االعتم اد في بعض المن اهج المدرس ية‬
‫على النمذجة والنماذج الرياضية‪ ،‬بحيث تصبح أسلوب تفكير في قض ايا علمي ة واجتماعي ة وحياتي ة‪،‬‬
‫وتصبح تقني ة عام ة يف اد منه ا في مق ررات دراس ية أخ ري‪ ،‬وذل ك ليتعلم الطالب كي ف يب دأون من‬
‫الواقع‪ ،‬وكيف يبحثون عن ارتباطات منطقية بين األحداث وأسبابها‪.‬‬
‫‪ .4‬تقديم مقرر منفصل عن تطبيقات الرياضيات‪ ،‬ومثل هذا المقرر يناسب المستويات العلي ا (الجامعي ة)‪،‬‬
‫ويقوم بتدريس التطبيقات متخصصون في المواد العلمية المتعلمة‪ .‬ويعاب على ه ذا الم دخل انفص ال‬
‫التطبيقات عن المادة العلمية المتعلمة‪.‬‬

‫إن تطبيقات الرياضيات متعددة ومتنوعة‪ ،‬لدرجة أنها أصبحت إحدى المش كالت ال تي تواج ه واض عي من اهج‬
‫الرياضيات – الذين يؤمنون بضرورة إدخال التطبيقات – وهي كيفية احتواء هذا الكم الهائ ل من التطبيق ات في‬
‫من اهج التعليم‪ ،‬م ع العلم أن تدريس ها ليس ب األمر الس هل‪ ،‬وإنم ا يحت اج إلي دراس ة واعي ة وفهم للرياض يات‬
‫وتطبيقاتها‪ ،‬ومعرفة دقيقة في العلوم األخرى وحتى يتم ذلك‪ ،‬ال بد من مراعاة بعض األمور منها‪:‬‬

‫أن تكون هذه التطبيقات مرتبطة بالواقع الثقافي والبيئي الذي يهم الطالب‪ ،‬وذلك للت درب على ترجم ة‬ ‫‪.1‬‬
‫هذه المواقف إلي صيغ رياضية‪ ،‬ثم يتعامل معها رياضياً‪ ،‬ويفسر النتائج في ضوء الواقع‪.‬‬
‫أن تك ون مص ادر التطبيق ات الرياض ية مث ل الكتب‪ ،‬وال دوريات‪ ،‬والص حف‪ ،‬والمجالت‪ ،‬ووس ائل‬ ‫‪.2‬‬
‫اإلعالم‪ ،‬والمشكالت الحياتية‪ ،‬متاحة ويسهل حصول المعلم والطالب عليها‪.‬‬
‫أن يكون لدى مخططي المناهج‪ ،‬المعلومات عن التطبيقات الممكنة للرياضيات في الرياضيات نفسها‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫وفي العلوم األخرى وفي الحياة المحيطة بنا‪ ،‬حتى يمكن اختبار المفاهيم وال تراكيب والمه ارات ال تي‬
‫يحتاجها الطالب‪ ،‬كما أن معرفة التطبيقات تساعد على تحديد موقع الموضوع في المنهج‪ ،‬وتوافقه مع‬
‫دراسة موضوعات العلوم األخرى‪.‬‬
‫أن يتم توف ير التجه يزات ال تي تتطلبه ا التطبيق ات مث ل المعام ل‪ ،‬واألفالم … وغيره ا من الوس ائط‬ ‫‪.4‬‬
‫التعليمية‪ ،‬وأن يكون هناك تناسق بين ما هو موجود في الكتاب المدرس ي وم ا ه و موج ود في الحي اة‬
‫الواقعية‪.‬‬
‫أن تناسب التطبيقات مستوى الطالب؛ أي تالئم جهده وسنه واس تعداده وخبرت ه وميول ه‪ ،‬وتس عى إلى‬ ‫‪.5‬‬
‫تنميته ا‪ ،‬س واء أك انت ه ذه مش كالت فعلي ة أم مس ائل إبداعي ة‪ ،‬وذل ك لتعوي ده على ح ل المش كالت‬
‫المدرسية حتى يتدرج منها إلى مواجهة المشكالت العامة‪ ،‬والمس ائل االجتماعي ة واالقتص ادية‪ ،‬وه ذا‬
‫يؤدى إلى إخراج الرياضيات المدرسية من تجريداتها الصماء بطريقة أو بأخرى‪ ،‬لتص بح لغ ة تعب ير‬
‫وتفاهم حول كل ما يحيط بالطالب من قضايا ومش كالت‪ ،‬ولكي يص بح ت دريس الرياض يات انعكاس اً‬
‫لمتطلبات اإلنتاج وحاجات المجتمعات إلى التطور الذاتي‪.‬‬

‫في الختام قد تكون هذه الورقة المختصرة ق د مه دت للفك ر ألن يتخ ذ من تط بيق المعرف ة وتكامله ا أساس اً من‬
‫أسس التربية والتعليم من أجل إحداث التغييرات المرغوب فيها‪ ،‬وفي تناولنا لمعرفة الرياضيات‪.‬‬

‫ورش عمل‬
‫وعلى هامش تقديم ورقتي العمل‪ ،‬نف ذت ورش تا عم ل قص يرتان األولى فيم ا يتعل ق ب البحث اإلج رائي‪ ،‬حيث‬
‫شارك فيها سبعة عشر معلم اً ومعلم ة من تخصص ات مختلف ة‪ ،‬ونوقش ت العناص ر األساس ية للورق ة األولى‪،‬‬
‫وطرحت العديد من المشكالت الصغيرة والقضايا الفعلية التي يواجهها المعلمون في أثناء عملهم الي ومي‪ ،‬منه ا‬
‫ما تمت صياغته على هيئة أسئلة‪ ،‬ومنها ما تمت صياغتها على هيئة عب ارات عام ة تن بئ بحيثي ات المش كالت‬
‫والقضايا‪ .‬ومن القضايا والمشكالت التي تم طرحها‪:‬‬
‫كيف يمكن أن أتصدى لمشكلة ضعف الطالب في مبحث ما؟‬
‫كيف يمكن أن أنمى ميول الطالب نحو دراسة مبحث الرياضيات؟‬
‫كيف يمكن أن أساعد الطالب في التصدي للمسألة الرياضية (المسألة اللفظية)؟‬
‫هل يفيد المدخل التاريخي في تعليم وتعلم الرياضيات؟‬
‫كيف أزيد من دافعية الطالب لتعلم الرياضيات؟‬
‫ربط الرياضيات بالحياة‪.‬‬
‫أما فيما يتعلق باليوم الث اني والمتعل ق بتطبيق ات الرياض يات في الحي اة‪ ،‬فق د انتظم س بعة من معلمي ومعلم ات‬
‫الرياضيات‪ ،‬وناقشوا موضوع القياسات في المرحلة االبتدائية وآلية تعليمه ا من خالل تطبيقاته ا العملي ة‪ ،‬ح تى‬
‫أنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك‪ ،‬بحيث اقترحوا أن يعلم موضوع القياسات عملياً‪ ،‬بحيث يحول الصف في حصص‬
‫الرياضيات إلى ما يشبه المعمل‪ ،‬كما اق ترحوا أن يتم إعط اء بعض الحص ص خ ارج الغ رف الدراس ية‪ ،‬ومن‬
‫األفكار التي طرحت في تعليم القياسات‪:‬‬
‫يمكن أن يتعلم الطالب قياسات األطوال من خالل قياس الطالب عملياً (طول غرفة الصف‪ ،‬ط ول‬
‫ساحة المدرسة‪ ،‬طول سور البيت‪ ...،‬الخ)‪.‬‬
‫يمكن أن ينفذ حصة قياسات محيط بعض األشكال الهندسية عملياً مثل قياس محيط ملعب المدرسة‪،‬‬
‫محيط ساحة المدرسة‪ ،‬غرف الصف وبعض محتوياتها‪.‬‬
‫يمكن أن يتعلم الطالب المساحات كما ورد في تعلم المحيط‪.‬‬
‫يتعلم الطالب قياس الزوايا عملياً‪.‬‬
‫يستمطر المعلم أفكار الطالب حول أهمية الموضوع في الحياة والتطبيقات‪ ،‬مثل بيع وشراء األراضي‪،‬‬
‫والبناء‪ ،‬والصناعة (صناعة البالط‪ ،‬السجاد‪ ... ،‬الخ)‪.‬‬
‫كما تناولوا قياس الحجوم‪.‬‬

‫قام أحد المعلمين بعرض األفكار الواردة على الحضور‪.‬‬

‫محمود الحمضيات ‪ -‬مركز القطان‪/‬غزة‬

‫المراجــــع‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو سل‪ ،‬محمد عبد الكريم (‪ .)1999‬مناهج الرياضيات وأساليب تدريسها في الصفوف‬
‫األولى من المرحلة االبتدائية‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار الفرقان‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ .2‬البطراوي‪ ،‬محمد‪ ،‬مجلة آفاق‪ ،‬مارس ‪.2004‬‬
‫‪ .3‬الشيخي‪ ،‬علي السيد (‪" .)2001‬تصور مقترح لمدرس ة المس تقبل في مص ر"‪ ،‬ورق ة‬
‫عمل‪ ،‬مصر‪ :‬جامعة عين شمس‪ ،‬كلية التربية‪.‬‬
‫‪ .4‬عبيد‪ ،‬وليم (‪" .)1998‬رياضيات مجتمعية لمواجهة تح ديات مس تقبلية‪ ،‬إط ار مق ترح‬
‫لتط وير من اهج الرياض يات م ع بداي ة الق رن الح ادي والعش رين"‪ ،‬مجل‪99‬ة تربوي‪99‬ات‬
‫الرياضيات‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .5‬عزيز‪ ،‬إبراهيم (‪ .)2001‬رؤى مستقبلية في تحديث منظوم ة التعليم‪ ،‬الق اهرة‪ :‬مكتب ة‬
‫األنجلو المصرية‪.‬‬
‫‪ .6‬عم ار‪ ،‬حام د (‪ .)1996‬التوظي‪99‬ف االجتم‪99‬اعي للتعليم‪ ،‬دراس‪99‬ات في التربي‪99‬ة الثقافية‪،‬‬
‫القاهرة‪ :‬مكتبة الدار العربية للكتاب‪ ،‬عدد‪ ،1‬ط‪.1‬‬
‫‪ .7‬المن وفي‪ ،‬س عيد ج ابر (‪" .)1987‬بن اء برن امج تك املي للرياض يات وتطبيقاته ا في‬
‫الهندسة الكهربائية بكليات التربية وبي ان م دى فاعليت ه"‪ ،‬رس الة دكت وراه غ ير منش ورة‪،‬‬
‫مصر‪ :‬جامعة عين شمس ‪ -‬كلية التربية‪.‬‬
‫‪ .8‬مينا‪ ،‬فايز م راد (‪" .)1999‬تعليم الرياض يات بين النظري ة والتط بيق‪ :‬تض ييق اله وة‬
‫أس اس لإلص الح"‪ ،‬الم‪99‬ؤتمر الع‪99‬المي لتعليم الرياض‪99‬يات في الق‪99‬رن الح‪99‬ادي والعش‪99‬رين‪،‬‬
‫القاهرة‪14 ،‬ـ ‪ 18‬تشرين الثاني‪.‬‬

You might also like