‫ﻣﻘدﻣـﺔ‪:‬‬

‫إن اﺧﺗﯾ ــﺎر ﻣوﺿـ ــوع ﯾﻛ ــون ﺟ ــدﯾ ار ﺑﺎﻟﺑﺣ ــث أﻣـ ــر ﻟ ــﯾس ﺳ ــﻬﻼ ﺑ ــﺎﻟﻧظر إﻟ ــﻰ ﻛﺛـ ـرة اﻟﻣواﺿـ ــﯾﻊ‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗﻧــﺎل اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﺑﺎﺣــث و ﺗﺷــﻐل ﺗﻔﻛﯾ ـرﻩ‪ ،‬ﺳ ـواء ﺗﻠــك اﻟﺗــﻲ ﯾﻌﺎﯾﺷــﻬﺎ أو اﻟﺗــﻲ ﯾطــﺎﻟﻊ ﻋﻠﯾﻬــﺎ و ﯾﺗــﺎﺑﻊ‬
‫أﺣ ـ ــداﺛﻬﺎ ﻟﻛ ـ ــن ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾ ـ ــﺔ ﻏﺎﻟﺑ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﯾﺳ ـ ــﺗﻘر اﺧﺗﯾ ـ ــﺎرﻩ ﺣ ـ ــول اﻟﻣوﺿ ـ ــوع اﻷﻛﺛ ـ ــر إﺛ ـ ــﺎرة ﻻﻫﺗﻣﺎﻣ ـ ــﻪ‪،‬‬
‫و ﻋﻠ ـﻰ ﻫ ــذا اﻷﺳ ــﺎس و ﺑﻌ ــد أن ﺗﺟــﺎذﺑﺗﻧﻲ ﻣواﺿ ــﯾﻊ ﻋدﯾ ــدة‪ ،‬إﺳ ــﺗﻘر إﺧﺗﯾــﺎري ﻋﻠ ــﻰ ﻣوﺿ ــوع اﻟﻔﻘ ــر‬
‫ﻓ ــﻲ ﻋﻼﻗﺗ ــﻪ ﺑـ ــﺎﻧﺣراف اﻷﺣ ــداث ﻟﻣـ ــﺎ ﯾﻣﺛﻠ ــﻪ ﻣـ ــن ﻣﺷ ــﻛﻠﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ــﺔ ﻋﻣﯾﻘ ــﺔ ﺗﺳـ ــﺗﺣق اﻫﺗﻣﺎﻣ ــﺎ أﻛﺑـ ــر‬
‫ﻣن طرف ﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻹﻟﻘﺎء اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧﺑﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظـل اﻻﻧﺗﺷـﺎر اﻟواﺳـﻊ ﻟﻠﻔﻘـر‬
‫اﻟـ ــذي ﻟـ ــم ﺗﺳـ ــﻠم ﻣﻧـ ــﻪ ﺣﺗـ ــﻰ أﻛﺛـ ــر اﻟـ ــدول ﻏﻧـ ــﻰ ﻓـ ــﻲ اﻟﻌـ ــﺎﻟم‪ ،‬ﺣﯾـ ــث أﺻـ ــﺑﺢ اﻟ ﱢﺳـ ــﻣﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـ ــﺔ اﻟﺑـ ــﺎرزة‬
‫ﻓـ ــﻲ ﻧﻬﺎﯾـ ــﺔ اﻟﻘـ ــرن اﻟﻌﺷ ـ ـرﯾن و ﺑداﯾـ ــﺔ اﻷﻟﻔﯾـ ــﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛـ ــﺔ ﻛﻧﺗﯾﺟـ ــﺔ ﻣﻼزﻣـ ــﺔ ﻻﻗﺗﺻـ ــﺎد اﻟﻌوﻟﻣـ ــﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾـ ــﺔ‬
‫اﻹﺟﺗﯾﺎﺣﯾــﺔ و اﻟﺗــﻲ أﻓــرزت ﺗﻐﯾ ـرات ﻫﯾﻛﻠﯾــﺔ داﺧــل ﻣﺟﺗﻣﻌــﺎت اﻟــدول اﻟﻧﺎﻣﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ وﺟــﻪ اﻟﺧﺻــوص‪،‬‬
‫زادت ﻣــن ﺣــدة اﻟﻔﻘــر ﻓﯾﻬـﺎ و وﺳــﻌت اﻟﻬــوة أﻛﺛــر ﺑــﯾن ﻓﻘراﺋﻬــﺎ و أﻏﻧﯾﺎﺋﻬــﺎ ﻣﻣــﺎ أدى إﻟــﻰ ظﻬــور ﻓﺋــﺎت‬
‫ﻣﺣروﻣــﺔ ﺗﻌــﯾش ظروﻓــﺎ ﺻــﻌﺑﺔ و ﻻ ﺗﺣﺻــل ﻋﻠــﻰ ﻧﺻــﯾب ﻋــﺎدل ﻣــن ﻋﻣﻠﯾــﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾــﺔ ﯾﻛﻔــﻲ ﻟﺳــد‬
‫ﺣﺎﺟﺎﺗﻬ ــﺎ اﻷﺳﺎﺳ ــﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘ ــدر اﻟ ــذي ﯾﺿ ــﻣن ﻟﻬ ــﺎ ﺣﯾ ــﺎة آﻣﻧ ــﺔ و ﻣﺳ ــﺗﻘرة ﺗﺗﻣﺗ ــﻊ ﻓﯾﻬ ــﺎ ﺑﺣﻘوﻗﻬ ــﺎ اﻷﺳﺎﺳ ــﯾﺔ‬
‫إﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن أن اﻟﺟواﻧــب اﻹﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺗﻌﺗﺑــر اﻟﻣﻌــﺎﻣﻼت اﻟواﻗﻌﯾــﺔ ﺑــﯾن اﻷﻓـراد و ﻫــﻲ داﺋﻣــﺔ‬
‫و ﻣﺳﺗﻣرة ﺣﯾث ﻻ ﯾﺗوﻗف طﻠب اﻹﺷﺑﺎع اﻟﻣﺎدي ﻣن ﻣﺄﻛل و ﻣﺷـرب و ﻣﻠـﺑس و ﺧـدﻣﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ﻻ‬
‫ﯾﻣﻛن اﻹﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن ﻟﻛل ﻓرد ﺣﺎﺟﺎت و ﻣﺗطﻠﺑﺎت و طﻣوح ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى ﻣﺎ ﯾﺳﻌﻰ إﻟﯾـﻪ ﻣـن‬
‫إﺷــﺑﺎع ﺗﺑﻌــﺎ ﻟوﺿــﻌﻪ اﻹﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ و ﻣﺳـﺗواﻩ اﻟﻣﻌﯾﺷــﻲ و اﻟــذي ﯾﺗﺣــدد ﺑدﺧﻠــﻪ و ﺑﻣــﺎ ﯾﺣﺻــل ﻋﻠﯾــﻪ ﻣــن‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ـوارد و ﻟﻬـ ـ ـ ــذا ﺗﻧـ ـ ـ ــﺎدي ﺑﻌـ ـ ـ ــض اﻟﻣﺟﺗﻣﻌـ ـ ـ ــﺎت ﺑﺎﻟﺣـ ـ ـ ــد ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺗﻔـ ـ ـ ــﺎوت اﻟﻛﺑﯾـ ـ ـ ــر ﺑـ ـ ـ ــﯾن اﻟﻣـ ـ ـ ــداﺧﯾل‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟواﺣــد و ﺗﻘرﯾــب اﻟﻔــروق ﺑــﯾن اﻟطﺑﻘــﺎت ﻷﻧﻬــﺎ ﺗــرى ﻓﯾــﻪ وﺳــﯾﻠﺔ ﻟﺗﺧﻔﯾــف ﺣــدة اﻟﺿــﻐوط‬
‫و اﻟﺗﻧﺎﻗﺿﺎت داﺧﻠﻪ‪.‬‬
‫و ﯾ ــذﻫب ﺑﻌ ــض اﻟﺑ ــﺎﺣﺛﯾن إﻟ ــﻰ أن ﻫ ــذا اﻟﺗﻔ ــﺎوت اﻟطﺑﻘ ــﻲ داﺧ ــل اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ ﻗ ــد واﻛﺑ ــﻪ إﺗﺳ ــﺎع‬
‫وﺟﻬـ ــﺎت اﻟﺳـ ــﻠوك و ﻣـ ــﺎ ﯾ ـ ـرﺗﺑط ﺑﻬـ ــﺎ ﻣـ ــن ﻗـ ــﯾم‪ .‬ﺣﯾـ ــث أﺻـ ــﺑﺢ اﻷﻓ ـ ـراد‪-‬‬
‫اﻟﻣﺳـ ــﺎﻓﺔ ﺑـ ــﯾن اﻟﺳـ ــﻠوك و ُﻣ ﱢ‬
‫و ﻣ ــﻧﻬم اﻷﺣ ــداث‪ -‬ﯾﺗﻌرﺿ ــون ﻟﺿ ــﻐوط اﻟﺣﯾ ــﺎة أﯾ ــن ﺗﺳ ــود اﻟزﯾ ــﺎدة اﻟﻛﺑﯾـ ـرة ﻓ ــﻲ ﻧط ــﺎق اﻟﺣﺎﺟ ــﺎت‪.‬‬
‫و أﺻ ــﺑﺣت اﻟﻛﻣﺎﻟﯾ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻣرﻛ ــز اﻟﺿ ــرورﯾﺎت و ﺻ ــﺎرت ﺗﺷ ــﻛل ﺿ ــﻐوطﺎ ﻋﻠ ــﻰ داﺋـ ـرة ﺗطﻠﻌ ــﺎﺗﻬم‬
‫اﻟﺗﻲ اﺗﺳﻌت ﻛﺛﯾ ار ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ و اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدﯾﻬم‪.1‬‬

‫اﻟﺴﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺷﺘﺎ‪ .‬اﻹﳓﺮاف اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ :‬اﻷﳕﺎط و اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ‪ .‬ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻹﺷﻌﺎع‪ .‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ‪ .1999 .‬ص‪.09 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫أ‬
 ‫ﻣﻘدﻣ ــﺔ‬

‫و ﻗــد ﺣﺎوﻟــت ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ ﻛﺷــف ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﻔﻘــر ﺑــﺎﻧﺣراف اﻷﺣــداث إﻋﺗﻣــﺎدا ﻋﻠــﻰ ﻣﻧطﻠﻘــﺎت‬
‫اﻟﻧظرﯾــﺔ اﻟﺑﻧﺎﺋﯾــﺔ اﻟوظﯾﻔﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺷــﺄن ﻣــن ﺧــﻼل آراء روﺑــرت ﻣﯾرﺗــون ﻋﻠــﻰ وﺟــﻪ اﻟﺧﺻــوص‬
‫و اﻟـذي ﯾﻌﺗﺑــر اﻟﻔﻘــر ﺧﻠــﻼ ﻓــﻲ اﻟﺑﻧﯾــﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾــﺔ و اﻟﺗــﻲ ﯾﺣﻣﻠﻬــﺎ ﻣﺳـؤوﻟﯾﺔ اﻹﻧﺣـراف أو وﻗــوع ﺣﺎﻟــﺔ‬
‫اﻵﻧوﻣﻲ أي ﻏﯾﺎب اﻟﻘﯾم ﻟدى اﻷﻓراد‪ .‬و اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻧطﻠﻘﺎت ﻓﻘـد ﺗـم وﺿـﻊ ﺛـﻼث ﻓرﺿـﯾﺎت‬
‫وﺻﻔﯾﺔ ﺗﻘول ﺑدور اﻟﻔﻘر ﻓﻲ اﻹﺧﻼل ﺑﺈﺷﺑﺎع ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻸﺣداث ﺳواء اﻟﻣﺎدﯾﺔ أو‬
‫اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾـ ـ ـ ـ ـ ــدﻓﻊ ﺑﻬـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻧﺣـ ـ ـ ـ ـ ــو اﻹﻧﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـراف‪ .‬و ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــذﻟك ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻬﺞ اﻟوﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﻲ‬
‫ﺑﻣــﺎ ﯾﺗﺿــﻣﻧﻪ ﻣــن وﺻــف و ﺗﺣﻠﯾــل و ﺗﻔﺳــﯾر أﻛﺛــر اﻟﻣﻧــﺎﻫﺞ ُﻣﻼَءﻣــﺔ ﻟﻠﻣوﺿــوع‪ ،‬و ﺗﻣــت اﻻﺳــﺗﻌﺎﻧﺔ‬
‫ﺑﻣﺧﺗﻠــف أدوات اﻟﺑﺣــث اﻟﺗــﻲ ﯾﺗﯾﺣﻬــﺎ ﻫــذا اﻟﻣــﻧﻬﺞ‪ ،‬ﻛﺎﻟﻣﻼﺣظــﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻘﺎﺑﻠــﺔ و اﻻﺳــﺗﻣﺎرة‪ .‬ﻫــذﻩ اﻷﺧﯾ ـرة‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗــم ﻣــن ﺧﻼﻟﻬــﺎ اﺳــﺗﺟﻣﺎع اﻟﻣﻌطﯾــﺎت اﻟﻼزﻣــﺔ ﺣــول اﻟﻣوﺿــوع ﺑﻌــد أن ﺗــم ﺿــﺑطﻬﺎ و أﺣﻛﺎﻣﻬــﺎ‬
‫ﻟﺗـ ــﺄﺗﻲ ﺑﻌـ ــد ذﻟـ ــك ﻣرﺣﻠـ ــﺔ ﺗﻔرﯾﻐﻬـ ــﺎ و ﺗﺣﻠﯾﻠﻬ ـ ــﺎ‪ ،‬و اﻟوﺻـ ــول ﺑﻌـ ــد ذﻟـ ــك إﻟـ ــﻰ اﻟﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ و اﻻﻗﺗ ارﺣ ـ ــﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﻬﺎ ﻋﻼج اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ‪.‬‬
‫و ﻗــد ﺟــﺎءت ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ ﻓــﻲ ﺳــﺗﺔ ﻓﺻــول ﻣﻧﻬــﺎ ﻓﺻــل ﺗﻣﻬﯾــدي ﺗﻧــﺎول اﻟﺗﻌرﯾــف ﺑﺈﺷــﻛﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻟﺑﺣــث و أﻫﻣﯾ ـﺔ اﻟد ارﺳــﺔ و أﻫــداﻓﻬﺎ و ﻛــذا أﺳــﺑﺎب اﺧﺗﯾــﺎر اﻟﻣوﺿــوع‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗــم ﻓﯾــﻪ ﺗﺣدﯾــد اﻟﻣــدﺧل‬
‫اﻟﻧظري ﻟﻬذﻩ اﻟدراﺳﺔ و ﻛذا ﻣﻔﺎﻫﯾﻣﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ و ُاﻟﻣﺷﺎﺑِ ﻬﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻘد ﺿم ﺗﻌرﯾف اﻟﻔﻘر و ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻗﯾﺎﺳﻪ‪ ،‬و ﻛذﻟك اﺗﺟﺎﻫﺎت ﺗﻔﺳﯾرﻩ و‬
‫ﻋـ ـ ــن اﻟﻔﺻــــــل اﻟﺛﺎﻟــــــث ﻓﻘـ ـ ــد ﺗﻧـ ـ ــﺎول اﻧﺣ ـ ـ ـراف اﻷﺣـ ـ ــداث ﻣـ ـ ــن ﺣﯾـ ـ ــث ﻣﻔﻬوﻣـ ـ ــﻪ و أﻫـ ـ ــم ﻣظـ ـ ــﺎﻫرﻩ‪،‬‬
‫و أﯾﺿﺎ ﺗﺣدﯾدا ﻷﻫم أﺳﺑﺎﺑﻪ‪.‬‬
‫أﻣ ــﺎ اﻟﻔﺻـــل اﻟراﺑـــﻊ ﻓﻘ ــد ﺧﺻ ــص ﻟد ارﺳ ــﺔ اﻟظ ــﺎﻫرة ﻓ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋ ــر‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﺗ ــم ﻓﯾ ــﻪ اﺳ ــﺗﻌراض‬
‫أﻫم ﻣراﺣل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﺈﯾﺟﺎز و ﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻧﻬﺎ ﻣن ﻣﺷﻛﻼت ﻛﺎن أﻫﻣﻬﺎ اﻟﻔﻘـر‪ ،‬و اﻟﺗطـرق ﻷﻫـم ﺟواﻧـب‬
‫اﻟظ ـ ـ ــﺎﻫرة‪ ،‬ﻛﻣ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ــم أﯾﺿ ـ ـ ــﺎ ﺗﻧـ ـ ـ ــﺎول ظ ـ ـ ــﺎﻫرة اﻧﺣـ ـ ـ ـراف اﻷﺣ ـ ـ ــداث ﺑﺎﻷرﻗ ـ ـ ــﺎم و اﻟﺗﺣﻠﯾ ـ ـ ــل ﻟﻠﺗﻌ ـ ـ ــرف‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﺣﺟـ ــم اﻟظ ـ ــﺎﻫرة و ﺧﺻﺎﺋﺻـ ــﻬﺎ و اﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬـ ــﺎ و أﺳ ـ ــﺑﺎﺑﻬﺎ ﻓـ ــﻲ اﻟﺟ ازﺋـ ــر ﻓ ـ ــﻲ ﻣﺣﺎوﻟـ ــﺔ ﻟﻠوﻗ ـ ــوف‬
‫ﻋﻠﻰ دور اﻟﻔﻘر ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫أﻣ ــﺎ اﻟﻔﺻـــل اﻟﺧـــﺎﻣس ﻓﻘ ــد ﺗ ــم إِﻓ ـَـرُادﻩ ﻟﻺط ــﺎر اﻟﻣﻧﻬﺟ ــﻲ ﺣﯾ ــث ﺗ ــم ﻓﯾ ــﻪ اﺳ ــﺗﻌراض اﻟﻔ ــروض‬
‫و اﻟﻣــﻧﻬﺞ اﻟﻣﺳ ــﺗﺧدم و اﻷدوات‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗ ــم ﻓﯾــﻪ أﯾﺿ ــﺎ اﻟﺗﻌرﯾ ــف ﺑﻣﯾــدان اﻟد ارﺳ ــﺔ ﻣــن ﺧ ــﻼل ﻣﺟﺎﻻﺗ ــﻪ‬
‫اﻟﺛﻼﺛــﺔ‪ :‬اﻟﻣﻛــﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟزﻣــﺎﻧﻲ و اﻟﺑﺷــري )اﻟﻌﯾﻧــﺔ(‪ .‬أﻣــﺎ اﻟﻔﺻــل اﻟﺳــﺎدس و اﻷﺧﯾــر ﻓﻘــد ﺷــﻣل ﻋــرض‬
‫اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت و ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ و ﻛذا ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟدراﺳﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻻﻗﺗراﺣﺎت و اﻟﺗوﺻﯾﺎت‪.‬‬

‫ب‬