You are on page 1of 1409

‫شر ٌ‬

‫خ في الذاكره !‬
‫شتآقہ«¸¸‬
‫بقلم‪/‬ص ٍْر ِخ َہ’ إآل ُم ِ‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬
‫تجميع ‪ :‬فيتامين سي‬
‫شبكة روايتي الثقافية‬
‫~~~~~~~~~~~~~~~~~‬

‫التحيه والسالم قبل كُل بداية وختام‪..‬‬


‫ي السابقتين ‪ /‬وإكتشفت أني لقيطه &شظايا شيطانيه‬ ‫عُدتُ إليكم برواية ثالثه بعد نجاح روايت ّ‬
‫!‪..‬‬
‫آملة ‪ ..‬بل واثقة بأن الثالثه ستكون ُمختلفه و ُمميزه والحكم في األخير سيكون لكم‪..‬‬

‫**‬

‫ظالم‪..‬‬
‫ال أرى شيئا ً سوى الظالم‪..‬‬
‫وال أسمع سوى طنين غريب ُمتناسق‪..‬‬
‫أشعر بصعوبة في التنفس ‪ ..‬أشعر بصداع يُمزق رأسي تمزيقا ً‪..‬‬
‫أشعر بآالم غريبه في شتى أنحاء جسدي‪..‬‬
‫حاولتُ تحريك يدي حتى‪....‬‬
‫حتى ماذا ‪..‬؟!‬
‫لماذا أردتُ تحريكها ‪..‬؟!‬
‫يا إلهي ‪ُ ..‬هناك شعور غريب يجتا ُحني‪..‬‬
‫شعور ال أفهمه ‪ ..‬وال أستطي ُع إستيعابه‪..‬‬
‫ق فيها‪..‬‬
‫عقدتُ حاجباي وشعرتُ بشيءٍ غريب ُمعل ٌ‬
‫لم أفكر باألمر كثيرا ً ‪ ..‬فتحتُ عيناي ومن ثم أغلقتُها بسرعه‪..‬‬
‫إشعاع فضي ٌع أصابها ‪ ..‬ضوء ساطع‪..‬‬
‫فتحتُها ُمجددا ً ومن ثم أغلقتها‪..‬‬
‫وبعد ثواني فتحتُها مرةٌ أخرى وبدا كأن عيني إعتادت على هذا الضوء‪..‬‬
‫كُل شيء أبيض ‪ ..‬ورائحه كاتمةٌ تسللت الى أنفي‪..‬‬
‫نظرتُ عن يساري فرأيتُ رجالً يرتدي معطفا ً أبيض اللون يُمـ‪..‬‬
‫لحضه ‪ ..‬هذا المعطف!‪..‬‬
‫أوليس هو الزي الخاص لألطباء ‪..‬؟!‬
‫أطباء ‪..‬؟!!!‬
‫جلستُ بسرعه وأنا في أوج صدمتي‪..‬‬
‫ي الرجل قائالً بسرعه‪ :‬عزيزتي هذا خطر ‪ ..‬إستلقي فالخياطة ستُفتح‪..‬‬ ‫صرختُ ألما ً فإلتفت ال ّ‬
‫ساعدني على اإلستلقاء ُمجددا ً وأنا ُمتعجبه من جملة *الخياطة ستُفتح‪* ..‬‬
‫ماذا يقصد ‪..‬؟!‬
‫إبتسم الرجل لي قائالً‪ :‬الحم ُد هلل على سالمتك ‪ ..‬ضننا بأنك ستموتين ‪ ..‬إرتاحي اآلن وال‬
‫تُجهدي نفسك أو تتحركي بطريق ٍة حاده كما فعلتي قبل قليل‪..‬‬
‫هززتُ رأسي ومن ثم سألت‪ :‬هل هذا ‪ ...‬مشفى ‪..‬؟!‬
‫هز رأسه وقال‪ :‬لقد كانت حادثه مؤسفه لكن الحمد هلل على سالمتك‪..‬‬
‫ومن ثم خرج من الغرفه تحت أنظاري ال ُمتعجبه‪..‬‬
‫أنا حقا ً في مشفى ‪ ..‬لكن لماذا ‪..‬؟!‬
‫عقدتُ حاجباي بتفكير وبعدها‪...‬‬
‫إتسعت عيناي من الصدمه‪..‬‬
‫ماذا!!‪..‬‬
‫ما هذا الذي يحدث ‪..‬؟!!‬
‫خلخلتُ أصابعي في شعري وشددتُها وأنا غير ُمصدقه لما يحدث‪..‬‬
‫هذا ‪ ....‬هذا‪...‬‬
‫ال شيء‪..‬‬
‫ال شيء بتاتا ً‪..‬‬
‫وال أي شيء‪..‬‬
‫ي ألسباب ال أعرفها‪..‬‬ ‫بدأت الدموع تنساب من عين ّ‬
‫كل شيء فراغ‪..‬‬
‫مهما حاولتُ فال أجد سوى الفراغ‪..‬‬
‫مهما حاولتُ أن أتذكر ما حدث فأنا ال أستطي ُع تذكر أي شيء‪..‬‬
‫وال حتى شيء بسيط‪..‬‬
‫ما هذا ‪..‬؟!‬
‫لما ‪..‬؟!‬
‫لما الفراغ يعم كامل رأسي ‪..‬؟!‬
‫لما ال أستطيع تذكر أي شيء ‪..‬؟!‬
‫صحوتُ على صوت إمرأه تقول‪ :‬عزيزتي‪..‬‬
‫ي الدامعتين‪..‬‬ ‫رفعتُ رأسي ونظرتُ إليها بعين ّ‬
‫ثواني مرت وأنا أنظر إليها بدهشه‪..‬‬
‫إنها ‪ ...‬جميله‪..‬‬
‫إنها إمرأةٌ شقراء جميله‪..‬‬
‫إبتسمت لي هذه الشقراء تقول‪ :‬عزيزتي ‪ ..‬ما إس ُمك ‪..‬؟!‬
‫فتحتُ فمي ألرد لكن‪...‬‬
‫إسمي ‪..‬؟!‬
‫هززتُ رأسي بصدمه‪..‬‬
‫ال أعرفه‪..‬‬
‫إسمي ال أعرفه‪..‬‬
‫للحضه شعرتُ بأني سأُجن‪..‬‬
‫كيف يحدث لي هذا ‪..‬؟!‬
‫أعرف إسمي ‪..‬؟!‬ ‫ُ‬ ‫لما ال‬
‫إنه إس ٌم فحسب فلما ال أستطيع تذكره‪..‬‬
‫تذكره ‪..‬؟!‬
‫التذكر!!‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬المسأله ليست مسألة ال أعرف‪..‬‬
‫بل ال أتذكر‪..‬‬
‫إتسعت عيناي من الصدمه عندما بدأتُ أستوعب ووقتها سمعت صوت ذلك الطبيب يقول‪:‬‬
‫لألسف فلقد فقدت الفتاة ذاكرتها‪..‬‬
‫رفعتُ عيناي المصدومه نحوه‪..‬‬
‫فقدتُ ذاكرتي ‪..‬؟!‬
‫فقدتُها ‪..‬؟!‬
‫ت حزين‪ :‬ياال األسف‪..‬‬ ‫إلتفتت المرأة الى جهتي تقول بصو ٍ‬
‫هادئ ساخر يقول‪ :‬إذا ً ال عمل لدينا معها‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫جاء من خلفها صوتٌ‬
‫لففتُ رأسي الى ناحية الصوت فوجدتُ شابا ً في ُمقتبل العمر‪..‬‬
‫على الرغم من مالمحه الوسيمه إال أن نظرته المرعبة التي كان يرمقني بها جعلتني أتسمر‬
‫في مكاني من الخوف‪..‬‬
‫إلتفتت المرأةُ الشقراء إليه قائله‪ :‬ريكس ‪ ..‬فلتصمت‪..‬‬
‫ضاقت عينا ريكس للحضات ومن ثم خرج من الغرفه‪..‬‬
‫بقيت أنظر اليهما متعجبه‪..‬‬
‫من هما ‪..‬؟! هل يعرفانني ‪..‬؟!‬
‫هل هما من عائلتي ‪..‬؟!‬
‫ال أضن هذا ‪ ..‬إنها جميله ‪ ..‬وهو وسيم‪..‬‬
‫إنما أنا‪....‬‬
‫أنا ماذا ‪..‬؟!‬
‫ي المرأة الشقراء ُمجددا ً قائله‪ :‬إسمعي عزيزتي ‪ ..‬أنا إسمي جينيفر ‪ ..‬والدة ذلك‬ ‫إلتفتت إل ّ‬
‫الشاب قانونيا ً‪..‬‬
‫فتحتُ عيناي من الدهشه‪..‬‬
‫هل هي أُم ‪..‬؟! إنها تبدو صغيره‪..‬‬
‫تبدو وكأنها في بداية العشرين من عمرها‪..‬‬
‫شقراء ‪ ..‬مالمحها ناعمة وتمتلك جسم ُمتناسق‪..‬‬
‫فُستانها األبيض القصير يبدو غاليا ً أيضا ً‪..‬‬
‫تلك الحقيبة الرماديه ‪ُ ..‬مذهله جدا ً‪..‬‬
‫ت معي ‪..‬؟!‬ ‫هززت رأسي بعدم تصديق وصحوت على سؤالها تقول‪:‬عزيزتي هل أن ِ‬
‫نظرتُ إليها قائله‪ :‬أجل‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬أُريد اإلعتذار عما حدث‪..‬‬
‫قلتُ متعجبه‪ :‬ماذا ‪..‬؟! عن ماذا ‪..‬؟!‬
‫تنهدت المرأه وقالت‪:‬إبني ريكس هو من تسبب بهذا الحادث ‪ ..‬طيشه وتهوره كادا أن يقتُالنك‬
‫لوال وصول اإلسعاف في الوقت ال ُمناسب ‪ ..‬لديك كامل الحق في الشكوى لو أردتي ‪ ..‬إنه حقك‬
‫ولن أُحاول منعك لذا‪....‬‬
‫قاطعتُها قائله‪ :‬ال ال ‪ ..‬ال بأس ‪ ..‬ال ُمهم أني بخير‪..‬‬
‫تقديرها جيدا ً‪..‬‬
‫ُ‬ ‫تعجبت وسألتني‪ :‬هل من عادتك أن تتنازلي هكذا ‪..‬؟! إنها حياتُك لذا عليك‬
‫تعجبتُ من كالمها‪..‬‬
‫تبدو على حق ‪ ..‬لكن بدا وكأنها تُريد مني أن أُقدم شكوى ضد إبنها‪..‬‬
‫إنه إبنها فلما تُريدني أن أُسبب له المشاكل ‪..‬؟!‬
‫لكن من بعد كالمها هذا عرفتُ بأني ال أقرب لهما أبدا ً‪..‬‬
‫هززتُ كتفي قائله‪ :‬بالنسبة لي فأنا ال أُريد أن أُسبب المشاكل ‪ ..‬إستدعوا لي عائلتي فربما كان‬
‫لها رأي آخر‪..‬‬
‫ي بحزن ثم تنهدت قائله‪ :‬ال نعرفها ‪ ..‬لم يجدوا معك أي شيء يُثبتُ هويتك ‪ ..‬ولم‬ ‫نظرت إل ّ‬
‫يصل الى الشرطة أي بالغ عن فقد أحدهم بمثل مواصفاتك على الرغم من أنك ُهنا ُمنذ عشرة‬
‫أيام‪..‬‬
‫فتحتُ عيني بدهشة من كالمها‪..‬‬
‫ُهنا منذ عشرة أيام!!‪..‬‬
‫ال دليل معي يدل على أهلي!!‪..‬‬
‫ال يوجد بالغ عن فتاة بمواصفاتي!!‪..‬‬
‫هذا األمر نوعا ً ما ‪ُ ...‬مرعب‪..‬‬
‫ُمرعب لدرجة الجنون!!‪..‬‬
‫وهاقد بدأت عيناي تذرفان الدموع ُمجددا ً ال إيراديا ً وكأنها ُمعتادةٌ على ذلك‪..‬‬
‫ضممتُ غطاء السرير على نفسي والخوف بدأ يسري بجسدي‪..‬‬
‫أنا اآلن ‪ ..‬فاقدة لذاكرتي‪..‬‬
‫وأهلي ‪ ..‬ال خبر عنهم‪..‬‬
‫األمر ُمخيف لدرجة أني بدأتُ أوسوس‪..‬‬
‫هل أنا ‪ ..‬في الحقيقه ‪ ..‬فتاة وحيده ‪..‬؟!‬
‫هل لدي عائله ‪..‬؟!‬
‫إن كان نعم فأين هم عني ‪..‬؟!‬
‫عشرة أيام مرت من دون أي خبر!‪..‬‬
‫تقدمت المرأة الشقراء جينفر مني وبدأت تمسح على شعري قائله‪ :‬ال تقلقي عزيزتي ‪..‬‬
‫سأكون معك حتى تجديهم‪..‬‬
‫شعرتُ برجف ٍة تسري بجسدي وبدأتُ فورا ً بالبكاء‪..‬‬
‫وضعي ُمخيف ‪ُ ..‬مخيف جدا ً‪..‬‬
‫ال أحد حولي‪..‬‬
‫ال أعرف مع من أتكلم ‪ ..‬ال أعرف بمن أثق‪..‬‬
‫ال عائلة لدي تكون سندا ً لي في مثل هذا الموقف‪..‬‬
‫ي قصص من الماضي‪..‬‬ ‫خ أو أُختٌ يسردون عل ّ‬‫ال أ ٌ‬
‫وال أم تمسح على رأسي كهذه المرأه‪..‬‬
‫شعرتُ بلوعة غريبه في معدتي‪..‬‬
‫وبدأت أشعر بمرارة في حلقي فعرفت فورا ً أني على وشك التقيؤ‪..‬‬
‫وضعتُ يدي على فمي فعرفت المرأة مابي فقامت فورا ً بنزع األسالك عني‪..‬‬
‫لقد كانت ُهناك أسالك أيضا ً في رأسي ‪ ..‬هذا يُفسر سبب شعوري بوجود ثقل فيها‪..‬‬
‫وما إن أنتهت حتى ذهبتُ الى دورة المياه ُمسرعة بالرغم من اآلالم الشديده التي أحسستُ بها‬
‫في جسدي‪..‬‬
‫لوال أن الباب كان قريبا ً لسقطتُ على األرض بال شك‪..‬‬
‫أفرغتُ جميع مافي بطني بينما ما أزال أشهق من البكاء‪..‬‬
‫خمس دقائق مرت حتى إنتهيت وغسلتُ وجهي جيدا ً‪..‬‬
‫خرجتُ وإتجهتُ الى سريري وأنا أترنح من التعب‪..‬‬
‫كانت تلك المرأة الشقراء جالسةً على الكُرسي تنظر الى األرض‪..‬‬
‫ي وعيناها تتغللها بعض الدهشه‪..‬‬ ‫ما إن أحست بي حتى نظرت إل ّ‬
‫تعجبتُ من دهشتها لكني مع هذا تجاهلتُ األمر وجلستُ على السرير‪..‬‬
‫ت‪....‬‬ ‫هزت المرأة الشقراء رأسها قائله‪ :‬أن ِ‬
‫نظرتُ إليها وقُلت‪ :‬ماذا ‪..‬؟!‬
‫ت على كُرسي ُمتحرك عندما‬ ‫ت فتاة ُمقعده ‪..‬؟! لقد كُن ِ‬ ‫بقيت صامته لثوان حتى قالت‪ :‬ألس ِ‬
‫صدمك إبني‪..‬‬
‫إتسعت عيناي من الدهشه على كالمها‪..‬‬
‫ُمقعده ‪..‬؟!‬
‫كال ‪ ..‬أنا أمشي وبشكل طبيعي‪..‬‬
‫ال أشعر بأي خطب غريب في رجلي عدا بعض اآلالم الطفيفة الموجوده بكامل جسدي‪..‬‬
‫ماذا تقصد بكالمها ‪..‬؟!‬
‫هل كُنتُ حقا ً على كُرسي ُمتحرك ‪..‬؟!‬
‫لكن لما ما دُمتُ بخير ‪..‬؟!‬
‫يستحيل أن ت ُشافى رجلي في عشرة أيام وهذا يعني بأني سابقا ً لم أكن ُمقعده‪..‬‬
‫إذا ً ‪ ..‬ماذا يعني هذا ‪..‬؟!‬
‫ِلما كُنتُ على الكرسي ما دُمتُ بخير ‪..‬؟!‬
‫لماذا ‪..‬؟!‬
‫بدأ الجنون يزداد شيئا ً فشيئا ً في رأسي‪..‬‬
‫سحقا ً‪..‬‬
‫ُ‬
‫وددتُ لو ُمت ما دمتُ سأصحو وأسمع كُل هذا‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ..‬سحقا ً‪..‬‬

‫ال أعلم شيئا ً عن حياتي السابقه‪..‬‬


‫وال أعلم شيئا ً عن حياتي القادمه‪..‬‬
‫في ذلك اليوم الذي صحوتُ فيه سمعتُ أشياء جعلتني أُجن‪..‬‬
‫كانت أشياء غريبه ‪ ..‬وحدثت أشياء غير ُمتوقعه‪..‬‬
‫لم أكن أعلم شيئا ً عن األمور الفضيعة التي سأواجهها‪..‬‬
‫ي أكثر فضاعه‪..‬‬ ‫ولم أكن أعلم بأن ما واجهته في ماض ّ‬
‫الماضي ال ُمبهم ‪ ..‬المختفي بسبب ضياع ذاكرتي‪..‬‬
‫خ في الذاكره ليس ّإال!‬ ‫والذي لو حدث وتذكرته فسيكون شر ٌ‬
‫خ سأتمنى لو أني لم أتذكره البتّه!‪..‬‬‫شر ٌ‬

‫***‬
‫‪- Part 1 -‬‬

‫‪18 desamber‬‬

‫سبعة أيام‪..‬‬
‫سبعة أيام مرت ُمنذ أن إستيقضت‪..‬‬
‫وسبعة عشر يوما ً منذ حدوث الحادث لي‪..‬‬
‫تشافت بعض جروحي وتم فك الخياطه بعدما تثبتت‪..‬‬
‫بعض الرضوض ال تزال في جسدي وسترحل مع مرور األيام‪..‬‬
‫زارتني تلك الشقراء جينيفر أربع مرات تقريبا ً لتطمئن عل ّ‬
‫ي‪..‬‬
‫إنها لطيفه ولقد أحببتُها لدرجة أني تسائلت هل أمي بمثل لطافتها ‪..‬؟!‬
‫لكني أترك هذه التساؤالت بسرعه فهي تجذب تساؤالت أُخرى كـ‬
‫من أنا ‪..‬؟! هل أُمي على قيد الحياة ‪..‬؟!‬
‫هل أملك إخوه ‪..‬؟! هل أنا يتيمه ‪..‬؟!‬
‫لذا أُحاول تجنب التفكير في هذا ألن التفكير أشبه بجحيم بالنسبة لي‪..‬‬
‫واليوم ‪ ..‬هو يوم خروجي من المشفى‪..‬‬
‫الرعب الحقيقي‪..‬‬
‫يوم ُ‬
‫فأنا حتى اآلن ال أعرف الى أين أذهب‪..‬‬
‫كلفت تلك الشقراء الطيبه ُمحاميا ً للبحث خلف من أكون‪..‬‬
‫ت لي وصور في اإلنترنت‪..‬‬ ‫وزعوا نشرا ٍ‬
‫وحتى اآلن لم يأتي أي بالغ‪..‬‬
‫تسائلت كثيرا ً عنهم ‪ ..‬لما لم يأتوا إلخذي ‪..‬؟!‬
‫صوري في كُل مكان ‪ ..‬البد من أنهم رأوني فلما لم يأتي أي أحد ‪..‬؟!‬
‫حتى لو صديقه ‪ ..‬جار ‪ ..‬بواب‪..‬‬
‫أي أحد ‪..‬؟!‬
‫لكن ال أحد‪..‬‬
‫إستيقظتُ من أفكاري على صوت تلك الشقراء اللطيفه‪..‬‬
‫كان صوتها يصل إلي بالرغم من أنها واقفه خارج الغرفه‪..‬‬
‫من تُحدث ‪..‬؟!‬
‫لكن ‪ ...‬غريب أنها أتت في يوم خروجي‪..‬‬
‫هل ألنها تُريد توديعي ‪..‬؟!‬
‫وااه ‪ ..‬إنها تفعل الكثير لفتاة غريبه‪..‬‬
‫عقدتُ حاجبي عندما بدأ صوتي الداخلي بالتحدث‪..‬‬
‫*كال ‪ ..‬هي فقط ترد الدين ففي النهاية إبنُها من تسبب بإدخالك المشفى وفقدانك لذاكرتك*‬
‫ي ُمتغطرس!‪..‬‬ ‫ظهر اإلستنكار على وجهي ‪ ..‬ياله من صوت داخل ّ‬
‫إنها لطيفة وعادلة بالفعل ‪ ..‬إنها حتى أصرت على أن آخذ حقي ولكني رفضت‪..‬‬
‫تنهدتُ وأكملت ترتيب سريري وبعدها جلستُ على الكُرسي أنتظر الطبيب‪..‬‬
‫دقائق قليله مرت حتى دخل وهو يحمل ملحوظاته معه‪..‬‬
‫إبتسم لي قائالً‪ :‬وقُمتي بترتيب سريرك أيضا ً ‪..‬؟! واااه الفتيات أمثالك نادرات هذه األيام‪..‬‬
‫إكتفيتُ بإبتسامة شُكر على مدحه اللطيف‪..‬‬
‫بدأ بالكتابه في دفتر ملحوظاته وهو يقول‪ :‬حسنا ً ستخرجين اآلن لكن عليك تغيير الضُمادات‬
‫التي على خاصرتك مرة كُل يومين وسأكتب لك الطريقة التي يجب أن تتبِعيها و ُهناك بعض‬
‫المضادات الحيويه وال ُمسكنات عليك أخذها في مواعيدها بدون تأخير وخصوصا ً المضادات ‪..‬‬
‫لو شعرتي بالتوعك فإذهبي الى المشفى أفضل من أخذ ُمسكن عادي من الصيدليه ‪ ..‬هناك‬
‫مرهم جروح وعليك دهنه على الرضوض المنتشره بجسدك مرتان في اليوم ‪ ..‬إستمري على‬
‫الحال حتى تختفي فهمتي ‪..‬؟!‬
‫هززتُ رأسي فقطع الورقه من الدفتر وسلمها لي قائالً بإبتسامه‪ :‬وأخيرا ً الحمد هلل على‬
‫خروجك من المشفى سالمه‪..‬‬
‫إبتسمتُ له وبعدها وقفتُ وخرجت من الغرفه‪..‬‬
‫وجدتُ السيدة الشقراء جينيفر واقفة مع رجل في الخمسينات من عمره ويبدو بأنهما يتجادالن‬
‫نوعا ً ما‪..‬‬
‫ما إن رأتني جينيفر حتى إبتسمت قائله‪ :‬عزيزتي فلتنتظري قليالً ألني أُريد محادثتك حسنا ً ‪..‬؟!‬
‫هززتُ رأسي بإبتسامه ووقفتُ بمكان بعيد بعض الشيء حتى يأخذان راحتهما في النقاش‪..‬‬
‫نظرتُ الى مرآة ُمعلقه في الممر وإبتسمت هامسه لنفسي‪ :‬أنا جميله صحيح ‪..‬؟!‬
‫وضعتُ خصلة من خصالت شعري البُني خلف أُذني وأكملت‪ :‬شعري ليس طويالً وفي الوقت‬
‫ذاته ليس قصيرا ً ‪ ..‬يقولون بأن الشخصيات تُبنى على حسب الشكل الخارجي ‪ ..‬في هذه‬
‫الحاله ماذا تكون شخصيتي ‪..‬؟!‬
‫رمشتُ بعيني البُنيتان قائله‪ :‬خساره ‪ ..‬تمنيتُ لو كان لي لون عيون ُمميز ‪ ..‬على أية حال ‪...‬‬
‫ال أعلم لكن ال يوجد عيوب بشكلي وفي الوقت ذاته ال توجد ُمميزات ‪ ..‬مالمح عاديه ‪ ..‬إذا ً هل‬
‫كنتُ فتاة عاديه بشخصية عاديه ‪..‬؟!‬
‫تنهدتُ ‪ ..‬أنا حقا ً لدي فضول شديد ألعرف نفسي القديمه‪..‬‬
‫أي نوع من الفتيات كُنت ‪..‬؟! ما األشياء التي كُنت أحبها واألشياء التي كُنت أكرهها‪..‬‬
‫طموحاتي ‪..‬؟!‬ ‫ما هي أحالمي ‪ُ ..‬‬
‫وفي الجانب اآلخر أتسائل أي نوع من المخاوف كنتُ أملك ‪..‬؟!‬
‫حسنا ً في السبعة األيام التي بقيتُ فيها ُمستيقظه عرفتُ عدة أشياء عن نفسي‪..‬‬
‫تقديرا ً لشكلي فأنا في العشرون من عُمري‪..‬‬
‫أزن ‪ 45‬كيلو غراما ً ‪ ..‬قليل صح ‪..‬؟!‬
‫طولي حوالي المائة وستة وخمسون سانتي مترا ً‪..‬‬
‫هههههه على الرغم من أنه نوعا ً ما قصير إال أني إكتشفتُ بأن تلك الشقراء اللطيفة أقصر‬
‫مني قليالً لكنه غير واضح بسبب حذائها ال ُمرتفع‪..‬‬
‫نعم قد أخبرتني بأنها في الثامنة والثالثون من عُمرها‪..‬‬
‫يااه ‪ ..‬هذا حقا ً غير واضح‪..‬‬
‫شعر أشقر غجري حتى الكتف وجسد ُمتناسق وعينان كزرقة البحر‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫إنها جميله ‪ ..‬جذابه ‪..‬‬
‫وجه لطيف وبشرة بيضاء ناعمه‪..‬‬
‫طها‪..‬‬ ‫نظرتُ الى شكلي العادي جدا ُ ‪ ..‬أنا حقا ً أغب ُ‬
‫ال ‪ ..‬ال ال ال بأس ‪ ..‬ففي النهايه إكتشفتُ بأني جميله‪..‬‬
‫نعم تقريبا ً ثالث ممرضات قد رأيتهن والكُل يملك وجها ً قبيحا ً جعلني أُدرك بأني جميله‪..‬‬
‫عقدتُ حاجبي وهمستُ لنفسي‪ :‬وجها ً قبيحا ً ‪ !!..‬واااه ما بال هذه الكلمات السيئه والمغرورة‬
‫التي أتفوه بها ‪..‬؟! مسألة القُبح والجمال ليس شيئا ً يخترنه بل هو مصير يلتصق بهن منذ‬
‫الوالده‪..‬‬
‫إلتفتُ الى الشقراء اللطيفة عندما سمعتُها تُناديني‪..‬‬
‫أشارت إلي فتقدمت منها وأنا أبتسم بداخلي‪..‬‬
‫على الرغم من أنها أخبرتني بأسمها إال أني ما أزال أصفها بالشقراء الجميله‪..‬‬
‫وقفتُ أمامها فقالت لي بإبتسامه‪ :‬هل كتب لك الطبيب األدويه ‪..‬؟!‬
‫هززتُ رأسي فقالت‪ :‬حسنا ً واآلن أين ستذهبين ‪..‬؟!‬
‫رديتُ عليها قائله‪ :‬الى األسفل لكي يُعطوني األدويه‪..‬‬
‫سألتني‪ :‬وبعدها ‪..‬؟!‬
‫سكتُ قليالً قبل أن أُجيب‪ :‬الى مركز الشرطه كما إقترح علي الطبيب من أجل أن يأخذوا‬
‫معلومات عني وإن لم يتعرف علي أحد أُسجل في ‪ ....‬في شيء نسيتُ أسمه وبعدها ال أعلم‬
‫ماذا سيحدث ‪ ..‬لكن قال الطبيب بأنه ربما يرسلوني الى دار لأليتام أو للعمل كراهبه ُمستجده‬
‫مكان ما‪..‬‬‫ٍ‬ ‫في‬
‫قطبت جينيفر حاجباها وأبعدت خصل شعري عن وجهي وهي تقول‪ :‬يالألسف ‪ ..‬فتاة صغيرة‬
‫وجميلة مثلك تعيش هذه الحياة الصعبه ‪..‬؟! شبابك سيضيع والسبب هو نحن ‪ ..‬أشعر وكأننا‬
‫طغاة‪..‬‬ ‫ُ‬
‫رددتُ عليها بسرعه‪ :‬كال كال ‪ ..‬فما حدث قد حدث وكان سيحدث لي على أية حال فهو القدر‬
‫لذا ال تُبالي‪..‬‬
‫وبعدها نظرتُ الى األرض وأنا أبتس ُم بداخلي‪..‬‬
‫لقد قالت لي قبل قليل جميله!‪..‬‬
‫هذا ‪ ...‬أسعدني للغايه‪..‬‬
‫جينيفر بإبتسامة‪ :‬عزيزتي‪..‬‬
‫ُ‬
‫رفعتُ رأسي لها فقالت‪ :‬إسمعي ‪ ..‬هذا ريكارد ‪ ..‬إنه ال ُمدير ألعمال أسرتنا ‪ ..‬ههههه ال يغرك‬
‫شكله فهو قد تجاوز الخمسين ‪ ..‬أيا ً كان ما تريدينه فهو سيُلبيه لك كإعتذار عما فعله إبني بك‬
‫‪ ..‬فقط قولي له ماهو طلبك عزيزتي‪..‬‬
‫إندهشتُ من كالمها وشعرتُ بالحرج‪..‬‬
‫هي حقا ً حقا ً لطيفة للغايه ‪ ..‬لطيفة لدرجة أنها ‪ ....‬تجعلني أشعر بالبُكاء‪..‬‬
‫شيء بصدري يؤلمني‪..‬‬
‫إنها لطيفه ‪ ..‬حنونه ‪ ..‬طيبه‪..‬‬
‫إرتجفت شفتي وبدأتُ أشعر بحرقة في عيني‪..‬‬
‫بدأتُ أشعر بضيق في التنفس ‪ ..‬بحرقة غريبه في قلبي‪..‬‬
‫أهو ‪ ....‬اإلشتياق ‪..‬؟!‬
‫ت ُمتهدج‪ :‬أُريد أُما ً‪...‬‬ ‫فتحتُ فمي بغير وعي قائلة بصو ٍ‬
‫ومن بعد كلمتي هذه بدأت الدُموع تنساب من عيني للحضات حتى أدركتُ الموقف الذي أنا به‬
‫‪..‬‬
‫رفعتُ يدي وبدأتُ بمسح دموعي غير ُمصدقة بأني تفوهت بهذه المشاعر علنيا ً‪..‬‬
‫تفوهتُ بها حتى قبل أن أُدركها‪..‬‬
‫إنحنيتُ ُمعتذرة وإختفيتُ من أمامهما ُمسرعة قبل أن أسمح لهما بإيقافي أو حتى النطق بأي‬
‫كلمه‪..‬‬
‫دخلتُ الى أقرب دورة مياه وبدأتُ بغسل وجهي بالماء وبعدها أغلقت الصنبور‪..‬‬
‫نظرتُ الى وجهي في المرآه ‪ ..‬عيناي حقا ً حمراوتان‪..‬‬
‫*أُريد أُما ً*‬
‫ضاقت عيناي بألم ‪ ..‬نعم‪..‬‬
‫أكثر شيء أحتاجه ليس المال أو الطعام أو المسكن‪..‬‬
‫أنا حقا ً ‪ ...‬أُريد أما ً ‪ ..‬وأب وأخوه وعائله ومكان أنتمي إليه‪..‬‬
‫أريد وطنا ً وذكريات وبيئة أعرفها وتعرفني‪..‬‬
‫فتحتُ صنبور الماء ألغسل وجهي فهاهي الدموع ُمجددا ً تنساب على وجنتي‪..‬‬
‫غسلتُه جيدا ً وأقفلت الصنبور‪..‬‬
‫رفعتُ رأسي للمرآة فإندهشت عندما رأيتُ إنعكاس تلك الشقراء‪..‬‬
‫ي بعينان حزينتان‪..‬‬ ‫إلتففتُ الى الخلف بتفاجؤ فإذ هي تنظر إل ّ‬
‫تقدمت مني فإرتبكتُ ولم أعرف ما أفعل‪..‬‬
‫إتسعت عيناي بصدمة عندما إحتضنتني بهدوء هامسة في أُذني‪ :‬فلتبكي عزيزتي‪..‬‬
‫تقوست شفتاي وال إيراديا ً أجهشتُ بالبُكاء الشديد‪..‬‬
‫أنا خائفه ‪ ..‬أنا حقا ً خائفه‪..‬‬
‫ال أحد لي في هذا العالم ‪ ..‬وال أعرف أي شيء عن نفسي‪..‬‬
‫أشعر بالخوف‪..‬‬
‫ال أعلم أين أذهب ولمن أشكي‪..‬‬
‫ال أعرف ماذا أفعل وبمن أثق‪..‬‬
‫ال أدري ماذا ينتظرني وكيف سأواجهه‪..‬‬
‫خيف جدا ً!‪..‬‬
‫هذا ُمخيف ‪ُ ..‬م ٌ‬

‫**‬

‫‪7:15 pm‬‬

‫فُتحت تلك البوابة البيضاء الضخمه ودخلت السيارة التي تقلنا من ِخاللها بِكُل هدوء‪..‬‬
‫إتسعت عيناي وتقدمتُ أكثر من نافذة السياره أنظر الى هذه الساحة الفخمة على الرغم من‬
‫مساحتها الصغيره والتي كانت تقبع خلف تلك البوابه‪..‬‬
‫المكان ‪ُ ....‬مبهر!‪..‬‬
‫األشجار مقصوصة بإتقان واألزهار ال ُمتنوعه بألوانها وال ُمتناسقه بترتيبها تنتشر في المكان‪..‬‬
‫يااه ‪ ..‬أتمنى لو أنزل فقط أللتقط لنفسي صورة وسط هذه األزهار ‪ ..‬أُحبها‪..‬‬
‫أُحبها ‪..‬؟!‬
‫ال أعلم لما لكن منذ أن رأيتُها شعرتُ بأني أُحبها‪..‬‬
‫ُ‬
‫حيث تلك النافورة ال ُمميزه وال ُمبهره التي‬ ‫زادت دهشتي أضعاف عندما وصلنا الى المنتصف‬
‫تُضيء من داخلها بعض اإلضائات التي تتراوح ما بين الزهري والبنفسجي بدرجاتهما‪..‬‬
‫توقفت السياره فرفعتُ رأسي الى األعلى أنظر الى هذه الفيال الكبيرة الضخمه صاحبة األربعة‬
‫أدوار‪..‬‬
‫والزجاج الكثير الذي يدخل في تصميم الفيال كان‬ ‫ُ‬ ‫شكُلها ُمذهل وجميل ‪ ..‬لونها أبيض ناصع‬
‫نظيفا ً ويعكس لمعة القمر الذي قد أصبح بدرا ً هذه الليله‪..‬‬
‫إلتفتُ إليها أقول بعدم تصديق‪ :‬هل هذا هو منزلك ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت لي تقول‪ :‬هل أعجبك ‪..‬؟!‬
‫ي حقا ً!!‪..‬‬
‫أجبتُ بكُل إنبهار‪ :‬إنه جنون ّ‬
‫إكتفت تلك المرأة الشقراء بإبتسامه وقالت‪ :‬فلننزل إذا ً‪..‬‬
‫نزلت فنزلتُ بكل حماس ودُرتُ حول نفسي أنظر الى كُل هذه األشياء ال ُمبهره حولي‪..‬‬
‫هذه المرأه بالفعل تبدو غنيه ففيلتها ُمذهله ُمذهله لدرجة البُكاء من شدة اإلذهال‪..‬‬
‫ضحكت في نفسي بعدها لحقتُ بها عندما أشارت لي بأن أتقدم‪..‬‬
‫مشيتُ بجانبها وخلفنا ريكارد ُمدير أعمال األسره كما قالت لي‪..‬‬
‫فتحت الباب وفور دُخولها تقدمت خادمه فاتنة المظهر وأخذت الحقيبة ومعطف الريش من‬
‫الشقراء اللطيفه وإختفت عن أنظارنا‪..‬‬
‫إلتفتت إلي تقول‪ :‬هذا هو منزلي ‪ ..‬وكما وعدتُك ‪ ..‬سأعتني بك ليومين حتى أجد لك مكانا ً‬
‫ُمالئما ً لتعيشي فيه ‪ ..‬ريكارد سيتكفل بالبحث لذا ‪ ....‬يُسعدني أن تكوني إبنتي الرابعه حتى‬
‫تجدي أُسرتك‪..‬‬
‫شعرت بالخجل من كالمها اللطيف‪..‬‬
‫إبنتي ‪..‬؟!‬
‫إنها لطيفه حقا ً ‪ ..‬لطيفة لدرجة ال أعلم كيف أر ُد لها لطفها‪..‬‬
‫وحتى أُغير مجرى الموضوع ال ُمحرج سألتُها‪ :‬الرابعه ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت لي وتقدمت قائله‪ :‬أجل فأنا أملك ثالثة أطفال‪..‬‬
‫تبعتُها أقول‪ :‬الشاب الذي صدمني أحدهم صحيح ‪..‬؟!‬
‫هزت رأسها قائله‪ :‬إنه األكبر ‪ ..‬يليه إبني إدريان ثُم صغيرتي ال ُمدهلل ‪ ..‬لألسف ال أحد منهم‬
‫في المنزل اآلن كي أُعرفك إليهم لكني سأُعرفك بماري‪..‬‬
‫دخلت الى غرفة المعيشه فدخلتُ خلفها ونظرت الى الغرفه بإبتسامة لم أستطع إخفائها‪..‬‬
‫إنها جميله ‪ ..‬األرائك بيضاء يتخللها بعض الرسومات الفنيه بعدة ألوان من األلوان البارده‪..‬‬
‫المدفأه تتوسط الجدار ال ُمقابل وعليها لوحة كبيره تبدو وكأنها كانت رسما ً يدويا ً ألفراد األُسره‬
‫‪..‬‬
‫لفتت إنتباهي فتقدمتُ منها ونظرت الى الصوره‪..‬‬
‫رأيتُ تلك الشقراء تقف بجانب رجل يبدو مظهره صارما ً بعض الشيء ومالمحه قاسيه‬
‫وأمامها شابان يبدو أحدهم في نهاية المرحلة اإلعداديه تقريبا ً واآلخر في بدايتها أو ربما في‬
‫نهاية اإلبتدائيه وفتاة صغيره تقف أمامهم جميعا ً بإبتسامة لطيفة على وجهها‪..‬‬
‫هل ُهم أبنائها ‪..‬؟! بالتأكيد ولكن نظرا ً الى أعمارهم فتبدو الصورة قديمه‪..‬‬
‫لكن‪...‬‬
‫صحوتُ من سرحاني عندما تذكرتُها وإلتفتُ إليها أقول بإحراج‪ :‬آسفه ‪ ..‬إني أنظر الى أشياء‬
‫قد ال يجب علي رؤيتها‪..‬‬
‫ت حقا ً لطيفه ‪ ..‬ال بأس ال بأس لم تُعلق إال لكي تُرى‪..‬‬ ‫ضحكت تقول‪ :‬ماذا ‪..‬؟! أن ِ‬
‫إبتسمتُ لها ثُم تقدمتُ وجلستُ بجانبها فقالت‪ :‬بعد قليل ستأتي ماري وسأُعرفك عليها ‪ ..‬إنها‬
‫ال ُمربية في المنزل وهي من يعتني بأبنائي منذ طفولتهم وحتى اآلن ‪ ..‬هههههههه هي األُم‬
‫الثانية لهم‪..‬‬
‫ما إن أنهت ُجملتها حتى فُتح الباب ودخلت امرأة في أواسط األربعينات من عُمرها ترتدي‬
‫مالبس عاديه ومالمحها بشوشة بعض الشيء‪..‬‬
‫إبتسمتُ لها في حين قالت جينيفر بإبتسامه‪ :‬كان هذا سريعا ً ماري ‪ !..‬هل كُنتُ ُمتفرغه ‪..‬؟!‬
‫ردت ماري‪ :‬ليس تماما ً لكن كُنت قريبه من الغرفه لذا حضرتُ بسرعه‪..‬‬
‫ي وقالت‪ :‬حسنا ً أردتُ أن أُعرفك الى هذه الفتاة ‪ ..‬ستبقى عندنا لفترة من‬ ‫أشارت جينيفر إل ّ‬
‫ً‬
‫الزمن لذا أرجو منك اإلعتناء بها وكأنها طفلة لي حسنا ً ‪..‬؟!‬
‫ي بهدوء قد أخافني قليالً بعدها إبتسمت لي قائله‪ :‬أهالً صغيرتي‬ ‫إلتفتت تلك ال ُمربيه ونظرت إل ّ‬
‫ُ‬
‫سررت بمعرفتك ‪ ..‬أنا أدعى ماري‪..‬‬ ‫‪ُ ..‬‬
‫إبتسمت ‪ ..‬ماذا ‪ ..‬لقد كانت حقا ً لطيفه‪..‬‬
‫جينفر بتفكير‪ :‬حسنا ً ال أستطيع اإلستمرار هكذا‪..‬‬
‫ي أن أجد لك إسما ً ‪ ..‬لن نستطيع اإلستمرار على‬ ‫نظرتُ إليها فنظرت هي أيضا ً إل ّ‬
‫ي وقالت‪ :‬عل ّ‬
‫ُمناداتك بدون إسم ‪ ..‬سيكون هذا غريبا ً صحيح ‪..‬؟!‬
‫إبتسمتُ لها قائله ببعض األحراج‪ :‬أضن ذلك‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬ال تتذكرين إسمك ‪ ..‬إذا ً هل ُهناك إسما ً ما تُحبين أن نُناديك به ‪..‬؟!‬
‫هززتُ رأسي نفيا ً فأنا حقا ً ال أملك أي فكره عن هذا األمر‪..‬‬
‫لذا سأجعلها هي من تختار‪..‬‬
‫بقيت تنظر الى مالمحي لفتره وكأنها تُريد أن تجد إسما ً يُالئمني بعدها قالت‪ :‬آليس ‪ ..‬ما رأيُك‬
‫به ‪..‬؟! كقصة الفتاة اللطيفه ببالد العجائب ‪ ..‬جميل ‪..‬؟!‬
‫إبتسمتُ لها قائله‪ :‬أحببته‪..‬‬
‫ضمت يديها ببعضها ونظرت الى ماري تقول‪ :‬حسنا ً ُمنذ اآلن هي آليس ‪ ..‬أخبري ريكارد بذلك‬
‫كي يُخرج لها هوية وأوراق جديده بهذا اإلسم‪..‬‬
‫فتحت ماري شفتاها وبدأت بالتعليق في األمر وتبادلتا الحديث وأنا أنظر الى األرض بهدوء‬
‫شديد‪..‬‬
‫إبتسمتُ إبتسامةً مؤلمه‪..‬‬
‫إنها حتى قررت أن تُخرج لي هويةً جديده ووثائق رسميه‪..‬‬
‫لطيفه لدرج ٍة تجعلني أُحبها أكثر من عائلتي التي لم تسأل عني وال لمره‪..‬‬
‫هذا مؤلم‪..‬‬
‫رفعتُ رأسي حالما ً سمعتُ إسمي الجديد فإبتسمت لي جينفير تقول‪ :‬هههههه إستدعيتُك لثالث‬
‫مرات ‪ ..‬يبدو بإنك لم تعتادي اإلسم بعد‪..‬‬
‫إبتسمتُ هامسه‪ :‬هههه ربما‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬حسنا ً إذهبي مع ماري وهي ستُريك غرفتك الجديده‪..‬‬
‫وقفتُ قائله‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫جينيفر‪ُ :‬خذي راحتك في النوم لو أردتي ‪ ..‬سنُوقظك حالما يأتي موعد العشاء‪..‬‬
‫هززتُ رأسي لها ُمبتسمةً ومن ثُم إلتفتُ وغادرتُ مع ماري‪..‬‬
‫بقيتُ أمشي خلف ماري التي كانت هادئة على نحو غريب أثار فضولي‪..‬‬
‫أعني لقد كانت تتحدث ببشاشه مع جينيفر وفجأه أصبحت هادئه جدا ً‪..‬‬
‫تنهدتُ وبعدها بدأتُ أنظر حولي‪..‬‬
‫إبتسمتُ بهدوء وكم تمنيتُ لو أن والداي يملكان فيلةً بهذه الفخامة والجمال‪..‬‬
‫فتحت لي ماري بابا ً وقالت‪ :‬إستقلي هذه الغرفة لهذه الفتره ‪ ..‬واآلن نامي جيدا ً ولو أردتي‬
‫شيئا ً ما فأخبريني‪..‬‬
‫تعجبتُ وقُقلتُ لها‪ :‬هذه الغرفه ‪ ....‬لمن ‪..‬؟!‬
‫نعم ‪ ..‬إنها بالتأكيد ألحد ما بالنظر الى أنهم لم يقوموا لي بتجهيز أي غرفه‪..‬‬
‫يستحيل أن تكون الغرفه ألبنة صاحبة المنزل ألنها ال تزال تعيش هنا بكُل تأكيد‪..‬‬
‫إبتسمت ماري تقول‪ :‬غرفة قديمه ألحد أفراد األُسره قبل أن يقوم بتغيير ُحجرته‪..‬‬
‫هززتُ رأسي بتفهم بعدها دخلتُ وأغلقت الباب خلفي‪..‬‬
‫لم أُشعل األضواء ولم أُلقي أي نظر ٍة على الغرفه فأنا بحق أشعر بتعب شديد‪..‬‬
‫نوم عميق‪..‬‬‫إستلقيت على السرير وماهي إال ثواني حتى غطيتُ في ٍ‬

‫***‬

‫‪9:30 PM‬‬
‫في إحد مكاتب شركات الترفيه الشهيره‪..‬‬

‫إبتسمت بموده ناظرةً الى عينيه الناعستين ُمباشرةً وهمست‪ُ :‬ربما يحدث ذلك ُمستقبالً ولكن‬
‫ليس اآلن‪..‬‬
‫نظر إليها لفتره قبل أن يبتسم بتكلف قائالً‪ :‬هذا جيد‪..‬‬
‫دخل الى المكتب رجل في الثالثين من عُمره يرتدي نظارةً طبيه ونظر الى الشاب بعينيه‬
‫الصغيرتين الحادتين قبل أن يقول بهدوء‪ :‬هل أتيت ؟!‬
‫الشاب دون أن ينظر إليه أجاب بسخريته المعروفه‪ :‬ليس بعد‪..‬‬
‫جلس الرجل على كُرسيه ووضع الملف على المكتب ناظرا ً إليهما بهدوء بالغ قبل أن يبتسم‬
‫قائالً للفتاه‪ :‬كاتي ‪ ..‬كيف كانت جلسة التصوير ‪..‬؟!‬
‫إلتفتت إليه قائله‪ :‬لم تكن ُمريحه‪..‬‬
‫إستند الشاب بظهره على األريكة ُمطلقا ً ضحكةً مرحه وهو يقول‪ :‬بالتأكيد ليست كذلك فأنا لم‬
‫أكون موجودا ً فيها ههههههههههه‪..‬‬
‫إبتسمت له ثُم وقفت حاملةً حقيبتها ‪ ..‬أرسلت اليه قُبلةً بالهواء ثُم إتجهت الى الخارج قائله‪:‬‬
‫أراكم غدا ً‪..‬‬
‫وأغلقت الباب خلفها‪..‬‬
‫نظر الشاب الى الباب لفتره ثُم إلتفت الى الرئيس المسؤول عليهم قائالً بإسلوبه الساخر‬
‫ي سهرةً برفقة أصدقائي‪..‬‬ ‫فوت عل ّ‬ ‫ال ُمعتاد‪ :‬في ماذا طلبتني ‪..‬؟! لقد ّ‬
‫نظر الرئيس بهدوء الى هذا الشاب صاحب المظهر ال ُمستهتر والذي كان ال يزال في بداية‬
‫العشرين من عمره‪..‬‬
‫تنهد ثُم أخرج صورةً من الملف ورماها على المكتب‪..‬‬
‫أمال الشاب شفتيه بعدها قال‪ :‬ماذا أيضا ً ‪..‬؟! قُل لي ما فيها فأنا لن أُحرك جلستي من أجل‬
‫رؤيتها‪..‬‬
‫الرئيس بهدوء‪ :‬أُلتقطت لك باألمس في إحدى البارات الغير رسميه ‪ ..‬وبدوتَ فيها بشك ٍل ُمخ ٍز‬
‫للغايه‪..‬‬
‫ظهر اإلمتعاض على وجهه وأدار رأسه بعيدا ً فأكمل الرئيس‪ :‬أنت تعرف صورةً كهذه إن‬
‫إنتشرت فماذا سيحدث‪..‬‬
‫ي التستر على مشاكلك التي أصبحت‬ ‫ضاقت عيناه وأكمل بشيء من الحده‪ :‬إدريان كم مرةً عل ّ‬
‫في إزدياد !! أعمالُك هذه ستجلب لشركتنا الكثير من المشاكل !! متى تفهم بأنه ُمنذ ظهورك‬
‫األول على المسرح يعني بأنك قد أصبحتَ مشهورا ً وأصبحت كُل تحركاتك تحت األضواء ؟!‬
‫سرعه ؟!!!‬ ‫أتريد أن تُشوه سمعتك بهذه ال ُ‬
‫إلتفت إدريان إليه وقال بشيء من الال ُمبااله‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ..‬سأكون حذرا ً المرة القادمه‪..‬‬
‫ضاقت عينا الرئيس من هذا الرد ال ُمستهتر بعدها وقف وغادر المكان قائالً بهدوء‪ :‬أتمنى بأنه‬
‫كذلك‪..‬‬
‫هدأ المكتب بعد خروج الرئيس لفتره بعدها وقف إدريان وتقدم بهدوء وأخذ الصوره‪..‬‬
‫كومها ثُم رماها بإتجاه سلة ال ُمهمالت‪..‬‬ ‫نظر إليها قليالً بعدها ّ‬
‫إبتسم بسخريه قائالً‪ :‬ماذا إذا ً ؟! ال تقل لي بأنك تريدني أن أحبس نفسي في المنزل ؟! ما دُمتَ‬
‫تستطيع التغطية على مشاكلي فإستمر في ذلك دون شكوى‪..‬‬
‫إتجه الى الباب هامساً‪ُ :‬مزعج‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:30 PM‬‬

‫تقلبت في السرير على جهتها اليُسرى ونظرت بهدوء الى تلك النافذه التي كان يصدُر منها‬
‫القليل من الضوء في هذه الغرفة ال ُمظلمه‪..‬‬
‫همست لنفسها‪ :‬لقد إستيقضتُ منذ مده والوقت كما أرى أصبح ليالً ‪ ..‬ألم يحن وقت إيقاظي‬
‫على العشاء ‪..‬؟!‬
‫تنهدت وأغمضت عينيها ُمكمله‪ :‬هل حان وقته أم بعد ‪..‬؟! مللتُ من البقاء وفي الوقت ذاته‬
‫من ال ُمحرج الخروج من الغرفه والتجول في منزل ال يعود لي‪..‬‬
‫بعد ثواني همست‪ :‬كم الساعة اآلن ‪..‬؟!‬
‫بقيت على حالها لخمس دقائق تقريبا ً بعدها جلست وأبعدت اللحاف عن جسدها النحيل‪..‬‬
‫لقد تعبت ‪ ..‬إنها ُمستيقظه منذ ما يُقارب الساعه ولم يأتي أحد‪..‬‬
‫إنها حتى ال تسمع صوت أي أحد وكأن المنزل مهجور‪..‬‬
‫هل تخرج ‪..‬؟!‬
‫أوليس األمر فيه شيء من الفظاظه ‪..‬؟!‬
‫ال تعرف حقا ً‪..‬‬
‫تصرف فظ صحيح ‪..‬؟!‬ ‫ٌ‬ ‫حسنا ً ‪ ..‬الخروج والنزول الى األسفل ال تضن بأنه‬
‫وقفت وأطفأت التكييف ‪ ..‬نظرت الى النافذه قليالً بعدها تقدمت منها‪..‬‬
‫فتحتها بعدها إبتسمت عندما هبت بعض النسمات البارده على وجهها‪..‬‬
‫نقلت عينيها في أرجاء المكان‪..‬‬
‫هذه المنطقه تبدو جيده والهدوء يسيطر على أهلها‪..‬‬
‫المنازل ُمتفاوته ‪ ..‬مابين المنازل المتوسطه الى الفلل الكبيره ‪ ..‬أكثر ما يُميزهم هو الترتيب‬
‫والتقسيم والتخطيط الجيد لها‪..‬‬
‫نافذة هذه الغرفه تبدو بالجهه الجانبيه لهذه الفيال‪..‬‬
‫تنهدت بعدها عقدت حاجبها ونظرت بإتجاه المنزل الذي أمامها‪..‬‬
‫أنواره األماميه ُمطفأه ولكنها تستطيع ُمشاهدة صبي يبدو بأنه لم يتجاوز العشرين بعد‪..‬‬
‫يقف بهدوء في ساحة المنزل مستند على الجدار وهادئ المظهر تماما ً‪..‬‬
‫نظرت إليه ُمتعجبه وهمست لنفسها‪ :‬مابه ‪..‬؟!‬
‫إلتفتت الى الخلف حالما سمعت صوت طرق باب الغرفه فقالت‪ :‬نعم‪..‬‬
‫جائها صوت المربيه تقول‪ :‬العشاء قد ج ُهز‪..‬‬
‫إبتسمت وردت‪ :‬حسنا ً أنا قادمه‪..‬‬
‫أغلقت النافذه بعدها تقدمت وفتحت باب الغرفه‪..‬‬
‫سرعه ‪..‬؟!‬ ‫تعجبت عندما لم ترها ‪ ..‬هل ذهبت بهذه ال ُ‬
‫خرجت وأغلقت الباب خلفها ومن ثُم إتجهت الى الدرج وبدأت بالنزول منه وهي تنظر في‬
‫أنحاء المكان‪..‬‬
‫تصميم هادئ للغايه ولكنه ُملفت للنظر ويُعطي شعورا ً بالجمال واألريحيه‪..‬‬
‫تقدمت من الطاوله الموضوعة بجانب األريكه التي تقع بالجهة اليُسرى من الدرج وتحسست‬
‫التُحفة ُ‬
‫الزجاجيه التي فوقها‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬لطيفه ‪ ..‬وأنيقه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وإلتفتت الى الخلف لجهة الباب عندما سمعته يُفتح‪..‬‬
‫ال تستطيع الرؤيه جيدا ً من مكانها بسبب تصميم ال ِفله الذي يوحي بالعشوائيه‪..‬‬
‫من يكون ‪..‬؟!‬
‫يبدو شابا ً أشقر الشعر وطويل القامه‪..‬‬
‫رفعت حاجبها عندما رأته يتحدث مع ُمدبرة المنزل‪..‬‬
‫أين كانت هذه التي إستدعتها على العشاء وإختفت بعدها ‪..‬؟!‬

‫تركها الشاب وتوجه الى الدرج وهو يقول‪ :‬كال ال أُريد فلدي موعد مع أصدقائي و‪....‬‬
‫توقف حالما وصل الى الدرج ونظر إليها لفتره متعجبا ً‪..‬‬
‫من هذه ‪..‬؟!‬
‫جائت ُمدبرة المنزل من خلفه تقول‪ :‬الفتاة التي صدمها أخاك‪..‬‬
‫رفع إحدى حاجبيه بعدها صفر وإقترب منها ُمبتسما ً قائالً‪ :‬أتقصدين الحمقاء ‪..‬؟!‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهها من نعته لها بالحمقاء‪..‬‬
‫ما السبب ‪..‬؟! إنها الضحيه فلما عليها هي أن تكون الحمقاء ‪..‬؟!‬
‫لم تستطع قول شيء فقط الوقوف مكانها والنظر إليه وهو يقيمها بعنيه الزرقاوتين تلك‪..‬‬
‫من كالم ال ُمدبره يبدو بأنه اإلبن الثاني للشقراء‪..‬‬
‫ماذا كان إسمه ‪..‬؟!‬
‫نعم ‪ ..‬إدريان‪..‬‬

‫ي أحدهم هكذا‪..‬‬ ‫تحدثت أخيرا ً تقول‪ :‬ال أحب أن ينظر إل ّ‬


‫رفع حاجبه بعدها إستوعب األمر فضحك قائالً‪ :‬ههههه إنها ُممتعه‪..‬‬
‫ربت على كتفها ُمكمالً‪ :‬آسف آسف ال تغضبي ‪ ..‬فقط أردتُ أن أحفظ شكلك فأنا أنسى كثيرا ً ‪..‬‬
‫ت وجه جديد ‪ ..‬أعني األمر طبيعي‪..‬‬ ‫وأيضا ً من الطبيعي أن أُحملق فيك قليالً فأن ِ‬
‫إلتفت الى ال ُمربيه قائالً‪ :‬لكن لما هي ُهنا ‪..‬؟!‬
‫ال ُمربيه‪ :‬قررت السيده اإلعتناء بها حتى يتم العثور على أحد من أهلها‪..‬‬
‫رفع إدريان حاجبه قليالً وبعدها إلتفت ونظر إليها قائالً‪ :‬آها‪..‬‬
‫إبتسم وأكمل‪ :‬مرحبا ً بك يا‪....‬‬
‫عقد حاجبه قليالً فساعدته ال ُمربيه قائله‪ :‬بما أنها ال تتذكر شيئا ً فلقد أسمتها السيده بآليس‪..‬‬
‫نظر الى آليس لفتره ليست بالقصيره بعدها إبتسم بغرابه وأكمل ُمخاطبا ً ال ُمربيه بينما عينيه ال‬
‫تزال على آليس‪ :‬ماري ‪ ...‬حسنا ً سأتناول العشاء ُهنا كما طلبتي ‪ ..‬جهزي طبقا ً لي‪..‬‬
‫ال ُمربيه‪ :‬كما تُريد أيها السيد الصغير‪..‬‬
‫بك يا آليس في‬ ‫إنحنى بعدها بطريقة مسرحيه وهو يشير بيده اليمنى الى المنزل قائالً‪ :‬مرحبا ً ِ‬
‫‪xxxxxx ..‬‬
‫إعتدل واقفا ً بعدها إلتفت ومن ثُم صعد الدرج وآليس تراقبه حتى إختفى‪..‬‬
‫بقيت صامته لفتره متعجبه من كالمه وتصرفه الغريب‪..‬‬
‫مالذ ‪..‬؟!‬
‫ماذا يقصد ‪..‬؟!‬
‫بعدها إلتفتت الى ال ُمربيه التي كانت ُمتجهة الى المطبخ وقالت‪ :‬لو سمحتي‪..‬‬
‫إلتفتت ال ُمربيه إليها تقول‪ :‬نعم ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬اممم ماذا يعمل ‪..‬؟! أقصد مظهره جيدا ً ‪ ..‬جيدا ً للغايه ‪ ..‬هل هو عارض أزياء ‪..‬؟!‬
‫هزت ال ُمربيه رأسها قائالً‪ :‬كال ‪ ..‬هو ُمغني ‪ ..‬و ُممثل في بعض األحيان‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت وغادرت فعاودت آليس النظر الى الدرج وهي تقول‪ُ :‬مغني إذا ً ‪ ..‬البد وأن له‬
‫شعبيةٌ كبيره ‪ ..‬إنه وسيم جدا ً‪..‬‬
‫تنهدت ثُم جلست على األريكه فهي بحق ال تعلم الى أين ستذهب‪..‬‬
‫تلك ال ُمربيه تُهملها كثيرا ً ‪ ..‬هذا ُمزعج‪..‬‬

‫دقائق مرت حتى رفعت رأسها عندما سمعت صوت أقدامه وهو ينزل من الدرج‪..‬‬
‫ت ُهنا ‪..‬؟! ألن تتناولي العشاء ‪..‬؟!‬ ‫توقف حالما وصل وقال لها‪ :‬لما أن ِ‬
‫آليس‪ :‬ها ‪ ..‬بلى‪..‬‬
‫أشار برأسه قائالً‪ :‬إذا ً تعالي‪..‬‬
‫وذهب فوقفت وذهبت خلفه‪..‬‬
‫دخل الى غرفة طعام واسعه بها طاولة ُزجاجيه طويله وحول الـ‪ 8‬كراسي ‪ ..‬واحد في المقدمه‬
‫واألخر في المؤخره وأربع على كُل جانب‪..‬‬
‫جلس على الكُرسي األول فتقدمت وجلست على الكُرسي الذي يُقابله في الجهة اليُسرى‪..‬‬
‫نظرت الى عدد الكراسي وتسائلت في نفسها عن العدد الكبير هذا!‪..‬‬
‫إنها تملك ثالث أبناء فقط ‪ ..‬لم تتحدث عن ذلك ولكن لو كان زوجها موجودا ً فمجموعهم هو‬
‫خمسه فلما الكراسي الثالث األُخرى ‪..‬؟!‬
‫للضيوف لو حضروا ‪..‬؟! ربما‪..‬‬

‫إبتسم ينظر إليها وهي تتأمل المكان بعينيها العسليتين العاديتين للغايه‪..‬‬
‫ال شيء جذاب فيها ‪ ..‬تبدو في غاية البساطه‪..‬‬
‫نحيلة الجسد وذات قوام عادي ‪ ..‬قصيرة بعض الشيء ويضن بأن طولها ال يتعدى المتر‬
‫والنصف!‪..‬‬
‫شعرها قصير يتدلى بإنسيابيه على كتفيها الصغيرتين‪..‬‬
‫الشيء الوحيد الذي يبدو غريبا ً و ُمميزا ً هو الجو حولها‪..‬‬
‫إنه غريب ومن الصعب فهمه‪..‬‬
‫إبتسم‪..‬‬
‫لم يمض حتى عشر دقائق وهاهو شعر بأمور كثيره بشأنها‪..‬‬
‫هل المنزل أخيرا ً سيكون ُممتعا ً ‪..‬؟!‬
‫تحدث قائالً‪ :‬آليس‪..‬‬
‫نظرت إليه دون أن تُجيبه فبقي ينظر الى تعابير وجهها لفتره قبل أن ترتسم تلك اإلبتسامة‬
‫المائله على شفتيه قائالً‪ :‬فقط أحببتُ أن أنطق بإسمك‪..‬‬
‫تعجبت من كالمه الغريب وتصرفاته األغرب‪..‬‬
‫على أية حال هي ال تشعر بالراحه ‪ ..‬فهذا الشاب يحملق إليها أكثر من طعامه الذي لم يأكل‬
‫منه سوى لقمتين تقريبا ً‪..‬‬
‫إبتسمت قليالً وقررت تغيير الوضع قائله‪ :‬أخبرتني ُمربية المنزل أنك ُمغني ‪ ..‬أتزال في‬
‫بداياتك أم أنك مشهور ‪..‬؟!‬
‫أرجع ظهره الى الكُرسي وقال‪ :‬لما ‪..‬؟! ألم تسمعي بي من قبل ‪..‬؟!‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ..‬وعلى أية حال أضن بأني ال أُحبها ‪ ..‬أقصد الموسيقى‪..‬‬
‫ت رومانسيةً على اإلطالق ‪ !..‬الموسيقى غذاء‬ ‫تعجب قليالً بعدها قال بإبتسامه‪ :‬إذا ً أنتي لس ِ‬
‫ال ُحب ‪ ..‬والحياة من دونها خطأ فادح‪..‬‬
‫آليس‪ :‬اممم أهي كذلك ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬إذا ً أسمعني شيئا ً فقد أُغيّر رايي فيها‪..‬‬
‫تقدم بجسده الى األمام وهمس بإبتسامه‪ :‬وال ُمقابل ‪..‬؟!‬
‫تعجبت وقالت‪ :‬أتطلب ُمقابالً ‪..‬؟!‬
‫هز رأسه قائالً‪ :‬بالطبع ‪ ..‬إني حتى ال أُغني على المسارح دون ُمقابل ‪ ..‬صوتي ثمين‪..‬‬
‫آليس‪ :‬حسنا ً إذا ً ال داعي ألن تُغني ‪ ..‬إعزف لي لحنا ً هادئا ً وجميالً على البيانو الذي رأيته في‬
‫طريقي الى ُهنا‪..‬‬
‫نظر إليها لفتره بعدها ضحك وقال‪ :‬برأيك أن العزف ال ُمقابل له ‪..‬؟!‬
‫رفعت حاجبها قائله‪ :‬صوتك ثمين كما تقول لذا ال تستعمله ‪ ..‬فقط إعزف لي ‪ ..‬الموسيقى ال‬
‫تقتصر على األصوات البشريه فحسب‪..‬‬
‫إبتسم بعدها وقف وقال‪ :‬أتعلمين ‪ ..‬قررتُ أال أطلب ُمقابالً لهذه المرة فقط ‪ ..‬ما رأيك غدا ً‬
‫تذهبي معي الى اإلستديو وتراقبيني وأنا أُسجل أغنيتي الجديده ‪..‬؟!‬
‫إتجه الى الباب ُمكمالً‪ :‬كوني جاهزه في الغد‪..‬‬
‫وبعدها خرج فتنهدت وقالت‪ :‬لم يدعني أُعطي رأيي ‪ !..‬ماذا لو كان هذا األمر يُضايق الشقـ‪..‬‬
‫ي أن آخذ رأيها أوالً صحيح ‪..‬؟!‬ ‫أقصد والدته ‪..‬؟! عل ّ‬
‫شعرت بأحدهم يُراقبها فإلتفتت الى الباب ووجدت مدبرة المنزل تقف بهدوء وتنظر إليها‬
‫ت غريبه‪..‬‬‫بنظرا ٍ‬
‫عقدت حاجبها بتعجب فإختفت تلك النظرات ال ُمريبه من وجه المدبره وقالت‪ :‬أنهيتي طعامك‬
‫‪..‬؟!‬
‫نظرت إليها أليس لفتره بعدها قالت‪ :‬آه ‪ ...‬تقريبا ً‪..‬‬
‫وقفت وأكملت‪ :‬شُكرا ً على الطعام فلقد كان لذيذا ً‪..‬‬
‫المدبره‪ :‬الطباخ من قام بطبخه‪..‬‬
‫بعدها خرجت فرفعت آليس حاجبها وهمست‪ :‬أليست فضّه بعض الشيء ‪..‬؟!‬

‫***‬

‫‪12:30 AM‬‬

‫كانت ليلة بارده أشبه بالصقيع على الرغم من عدم وجود أي ثلج فيها‪..‬‬
‫الشوارع شبه فارغه إال من بعض ال ُمشاة‪..‬‬
‫ترتدي معطفا ً ثقيالً بلون الدم القاني يصل الى منتصف فخذها ومزينه أطرافه بريش حريري‬
‫أبيض اللون وناعم الملمس‪..‬‬
‫لفّت وشاحا ً قطني أبيض اللون على عنقها النحيلة البيضاء وتغطي أُذنيها بسماعة لتحميهما‬
‫من هذا البرد القارص‪..‬‬
‫خدّها توردا من شدة البرد وعيناها الزرقاء كزرقة البحر كانت ضائعه هائمه تنظر الى ذاك‬
‫المحل الذي يفصل بينهما شارع صغير‪..‬‬
‫بعض من نظرات‬‫ٍ‬ ‫ليست جميلة وحسب ‪ ..‬بل كانت آية في الجمال تُجبر المارين على سرقة‬
‫اإلعجاب إليها‪..‬‬
‫ت ال يسمعه سواها‪:‬‬ ‫شدّت بيديها التي تُمسك بهما حبل حقيبتها غالية الثمن ثُم همست بصو ٍ‬
‫سحقا ً!!‪..‬‬‫ُ‬
‫شتمت بكُل ضجر وزاد إنعقاد حاجبيها دليل ضجرها الغريب ال ُمتناقض لنظرتها التي كانت تشع‬
‫ألما ً غريبا ً‪..‬‬
‫تحركت ساقها النحيلة العاريه ال ُمزينة بخلخال ناعم يُناسب كعبها المرتفع للحضه ثُم أعادتها‬
‫مكانها بتردد واضح‪..‬‬
‫سحقا ً‬ ‫سحقا ً لذلك الفقير ال ُمزعج ‪ُ ..‬‬ ‫سحقا ً له ‪ُ !..‬‬ ‫شدّت على يديها بقوة أكبر وشتمت ُمجدداً‪ُ :‬‬
‫للجميع!!‪..‬‬
‫أشاحت بوجهها وأكملت تمشي على الرصيف بسرعة ت ُناقض هيئتها الناعمه التي توحي‬
‫بالهدوء والثراء الفاحش‪..‬‬
‫شارع عام وأخرجت هاتفها النقّال‬ ‫ٍ‬ ‫توقفت حالما وصلت الى نهاية الطريق الذي كان يفتح على‬
‫وأرسلت رسالة الى سائقها الخاص تطلبه المجيء ألخذها‪..‬‬
‫بدأت تنتظره وهي تعض على شفتيها بإنزعاج تام غير قادره على تفسير أي شيء‪..‬‬
‫إنها جميله ‪ ..‬بل ال أحد يُضاهيها بجمالها‪..‬‬
‫صل تفصيال وطول متوسط يُالئم قوامها ‪ ..‬شعر أشقر حريري يصل الى‬ ‫جسم متناسق وكأنه فُ ّ‬
‫منتصف ظهرها وعينان زرقاء إنجذب إليها اآلالف‪..‬‬
‫ال تزال في العشرين ولكن عدد المتقدمين لخطبتها تجاوز الخمسين‪..‬‬
‫إنها ساحره قادره على جذب جميع أنواع الرجال إليها‪..‬‬
‫ضربت األرض بكعبها العالي هامسةً بحنق‪ :‬إذا ً ما بال ذاك األحمق الفقير التافه ينظر إل ّ‬
‫ي‬
‫وكأني ال شيء ‪ !!..‬لما يُقلل من تقديري ومقامي ‪ !!..‬هو الالشيء وليست أنا‪..‬‬
‫إختفى ُحنقها تدريجيا ً وهمست بضعف‪ :‬فلما أنا من ينجذب الى ذاك الالشيء ‪..‬؟! لما ‪..‬؟! هذا‬
‫ليس عدالً‪..‬‬
‫توقفت السيارة السوداء أمامها ُمباشرةً ونزل السائق منها فاتحا ً لها الباب بكُل ذوق وإحترام‬
‫‪..‬‬
‫نظرت الى سائقها لفتره بعدها سألته‪ :‬هل أنا جميله ‪..‬؟!‬
‫تفاجئ السائق من سؤالها ورفع رأسه إليها غير مستوعب‪..‬‬
‫ت آية بالجمال‬ ‫ت إمرأه كامله ‪ ..‬أن ِ‬ ‫لم يجد منها أي تأكيد على سؤالها لذا أجابها بكُل تقدير‪ :‬أن ِ‬
‫يا سيدتي‪..‬‬
‫ظهر اإلنكسار في عينيها بعدها ركبت السياره‪..‬‬
‫ركب السائق بدوره وحرك السياره متجها ً الى المنزل‪..‬‬
‫أسندت برأسها على المقعد ال ُمريح ونظرت الى الطريق وهمست بهدوء‪ :‬سائقي أيضا ً فقير‬
‫ويراني كما يراني الجميع ‪ ..‬بأني آية في الجمال ‪ ..‬إذا ً لما ذاك الشخص مختلف ‪ !!..‬لما هو‬
‫وحده مختلف عن البقيه ‪..‬؟!‬
‫ال تعرف اإلجابه‪..‬‬

‫***‬
‫‪19 Desember‬‬
‫‪6:00 AM‬‬

‫مرآة طويله وكبيره في زاوية غرفة نومه عكست جسده الضخم ذات الـ‪sm 180‬طوالً بمنكبين‬
‫عرضين وبشرة قمحيه‪..‬‬
‫تأمل مظهره األنيق ال ُمرتب وهو يرتدي بذلة رسميه سوداء اللون بربطة عنق حمراء أنيقه‪..‬‬
‫إبتسم يستعرض غمازتيه المحفورة بإتقان على ِكال خديه وهمس لنفسه‪ :‬أبدو وسيما ً كالعاده‬
‫صحيح ‪..‬؟!‬
‫كان ُمحقا ً ‪ ..‬يمتلك تلك المالمح الحاده الوسيمه والمظهر القوي األنيق والذي بسهوله يتيح له‬
‫فرصة دخول عالم األزياء من أوسع أبوابها‪..‬‬
‫إال إنه ال يحب هذه األمور رغم إنه يغتر كثيرا ً بمظهره ‪ ..‬لقد إكتفى بشهاداته التي عمل بها‬
‫بكُل جد وإجتهاد طوال أعوام دراسته السابقه جعلته اآلن يحتل مرتبة جميله ك ُمعيد في إحدى‬
‫الجامعات الشهيره في المدينه‪..‬‬
‫صفف شعره البني الناعم الى الخلف ليعطيه مظهرا ً أكثر رجوليه بعدها إبتسم برضى وهو يُقيم‬
‫مظهره بعينيه العسليتين‪..‬‬
‫إلتفت الى مكتبه وإرتدى ساعته الذهبيه وحمل هاتفه ومفاتيحه قبل أن يأخذ حقيبته أخيرا ً‬
‫ُمستعدا ً للذهاب الى الجامعه في أول يوم في هذه السنة الجديده‪..‬‬
‫لقد أنهى بالفعل سنة كامله وهذه سنته الثانيه في التدريس بهذه الجامعه التي لطالما حلُم‬
‫بالتدريس فيها‪..‬‬
‫خرج من شقته المتواضعه في هذه العمارة الكبيره ثُم نزل الدرج كنوع من أنواع الرياضه‪..‬‬

‫خالل عشر دقائق فحسب كان يترجل من سيارته متجها الى داخل أبواب الجامعه‪..‬‬
‫منزله ‪ -‬أو باألصح شقته ‪ -‬قريبه جدا ً منها حيث الذهاب إليها ال يستغرق حتى عشر دقائق ‪..‬‬
‫لقد كان سعيدا ً حينما عثر على مكان جميل و ُمناسب الى هذا الحد‪..‬‬
‫طالب يلوحون له بالسالم والطالبات يُرسلن‬ ‫إنفرجت أساريره بإبتسامه ُمشرقه حالما بدأ ال ُ‬
‫أشواقهن وتحياتهن إليه‪..‬‬
‫درس لسنة واحده فحسب‪..‬‬ ‫لديه شعبيه كبيره على الرغم من أن ّ‬
‫صباح‬
‫ٍ‬ ‫درسهم السنة الفائته فبادرته إحداهن تقول‪ :‬ياله من‬ ‫تجمعت حوله مجموعة فتيات ّ‬
‫جمييل ‪ ..‬ال تصدمنا وتقول بأنك لن تُدرسنا لهذه السنه ‪..‬؟!‬
‫األُخرى‪ :‬هيّا لدينا مادةً قريبة في المحتوى من المادة التي تُدرسها ‪ ..‬يُمكنك أن تُدرسنا إياها‬
‫صحيح ‪..‬؟!‬
‫ضحك ضحكة صغيره وهو يقول‪ :‬يؤسفنى أن أمحي إبتسامتكم هذه بقول ال يمكنني‪..‬‬
‫عبسن وقالت إحداهن‪ :‬كيف لي أن أُحب الجامعة بعد اآلن ‪..‬؟!‬
‫األُخرى وهي تُمثل الملل‪ :‬يالها من تعاسه ‪ ..‬سأسحب ملفي‪..‬‬
‫ي حمل الماده ‪ ..‬كم أنا بلهاء‪..‬‬ ‫الثالثه بشيء من الندم‪ :‬كان عل ّ‬
‫ت عالي على ردات فعلهن العجيبه وهو يقول‪ :‬يالكن من ُمشاكسات‪..‬‬ ‫ضحك ُرغما ً عنه بصو ٍ‬
‫يوم من األيام رفيقات عم ٍل لي ومن يدري‪..‬‬ ‫فربما ستكن في ٍ‬ ‫إبتسم وغمز‪ :‬إجتهدن ُ‬
‫صرخن بحماس وهو يتجاوزهن واإلبتسامة ال تُفارق شفتيه‪..‬‬
‫وقعت عيناه على فتاة ما فتوترت مالمحه فورا ً بعدها أشاح بوجهه وأكمل طريقه فقاطعه‬
‫صوت وصول ِرسال ٍة على هاتفه‪..‬‬
‫ألقى نظره فوجدها من * الغبي جدا ً!! *‬
‫إبتسم بعدها تنهد يقول بملل ُمصطنع‪ :‬ماذا يريد ‪..‬؟! شيء ال يُعجبني بالتأكيد‪..‬‬
‫دخل الى الغرفة الكبيره التي تحوي مكتبه مع أربعة مكاتب أُخرى وقال بإبتسامه بشوشه‪:‬‬
‫صباح الخير‪..‬‬
‫رد الرجل األربعيني الذي يبدو عمليا ً بنظارته الطبيه يقول‪ :‬أهالً آندرو ‪ ..‬ضننتك ستتغيب في‬
‫اليوم األول‪..‬‬
‫جلس آندرو يقول بتعجب‪ :‬لما ‪..‬؟!‬
‫ضحكت إمرأة في بداية الخمسين تلف شعرها القصير األشقر الى األعلى وقالت‪ :‬إنك شاب‬
‫ُمهمل و ُمتالعب لذا هذا هو التصرف ال ُمتوقع من أمثالك‪..‬‬
‫ي تخييب ضنكم‪..‬‬ ‫ضحك وقال‪ :‬هههههههه سحقا ً لي ‪ ..‬ما كان عل ّ‬
‫تعالت ضحكاتهما فدخلت في هذا الوقت فتاة صبهاء في نهاية العشرين وحالما رأت آندرو‬
‫ظهرت إبتسامه كبيره على شفتيها العنابيتين وتقدمت تتمخطر وتقول بصوتها الناعم‪ :‬أهالً‬
‫آندي ‪ ..‬عرفتُ بأنه أنت حالما رأيت تجمهر الفتيات قبل قليل‪..‬‬
‫نظر إليها وإبتسم ضاحكا ً يقول‪ :‬تجمهر ‪ !..‬كانوا أربع فحسب ‪ ..‬إنك تُبالغين ههههههه‪..‬‬
‫وقفت أمام مكتبه وأطلقت ضحكتها الصغيره وهي تقول‪ :‬يالك من متواضع ‪ ..‬أربع حولك‬
‫فحسب بينما البقيه أعينهم عليك من قريب وبعيد ‪ ..‬أال يُسمى تجمهرا ً ‪..‬؟!‬
‫إبتسم يقول‪ :‬حسنا ً ما دامت هذه فلسفتك‪..‬‬
‫ربتت على كتفه تقول‪ :‬هههههه على أية حال مرحبا ً بك ُمجددا ً ‪ِ ..‬خفتُ أن تنتقل الى مكان‬
‫آخر بعد ال ُمشكلة الكبيره التي حدثت السنة الماضيه‪..‬‬
‫إمتقع وجهه بينما أكملت‪ :‬أتطلع لسنة جميله معا ً‪..‬‬
‫ضحك بتوتر يقول‪ :‬وأنا أيضا ً‪..‬‬
‫غادرت ُمتجهه الى مكتبها الذي ال يفصله عن جانب مكتبه األيسر سوى عشرون سانتي‬
‫فحسب‪..‬‬
‫جلست ووضعت رجالً على رجل وبالكاد فعلت فتنورتها كانت أضيق مما يجب‪..‬‬

‫إلتفت الى هاتفه حالما ً وصل إلى مسامعه صوت إشعار من إحدى برامج التواصل التي لديه‬
‫فتذكر بأنه لم يفتح بعد رسالة *الغبي جدا ً‪* ..‬‬
‫الدوار ودار به قليالً وهو يدخل الى الرسائل‪..‬‬
‫إسترخى في كُرسيه ّ‬
‫رفع حاجبه وهو يقرأ هذه الجملة القصيره اآلمره‪..‬‬
‫ي‪-‬‬
‫‪-‬ال تذهب الى عملك هذا اليوم وتعال إل ّ‬
‫إبتسم إبتسامه جانبيه ساخره وهو يقول‪ :‬حقا ً ‪..‬؟! وبصيغه آمره ووقحه كشخصيته تماما ً ‪..‬‬
‫لكن لحضه هل يضن بأني سأستمع إليه ‪..‬؟! لستُ عامالً لديه‪..‬‬
‫رمى هاتفه بال ُمبااله وهو يقول‪ :‬لن يموت لو لم أذهب ‪ ..‬وأيضا ً سيكون هذا جيدا ً حتى يعرف‬
‫المرة القادمه كيف يطلب بإحترام‪..‬‬

‫هذا ما قاله ‪ ..‬لكنه خالل نصف ساعه كان بالفعل قد غادر الجامعه متجها ً إليه‪..‬‬

‫***‬

‫‪3:30 PM‬‬

‫نفخت وجنتيها بشيء من التأفف وإحتضنت رجليها الى صدرها أكثر وهي تهمس بملل‪ :‬ما‬
‫العمل ‪..‬؟! لما لم أرفض وقتها ‪..‬؟!‬
‫تنهدت بعمق وهي جالسة فوق سريرها وإلتفتت تنظر الى النافذة التي قامت ُمسبقا ً بفتحها‬
‫على مصراعيها وتأملت تلك الشمس البارده بعينينها العسليتين‪..‬‬
‫أمالت رأسها بهدوء على ُركبتيها وعيناها ال تزال تتأمالن تلك الشمس التي على الرغم من‬
‫ذُروة الوقت إال أن شعاعها كان باردا ً‪..‬‬
‫سرحت بخيالها وهمست تقول‪ :‬أهلي ‪ ..‬ماذا يفعلون بمثل هذا الوقت ‪..‬؟! أتُراهم يتأملون‬
‫الشمس مثلي ‪..‬؟! أم أنهم تحت تراب األرض أمواتا ‪..‬؟!‬
‫سالت الدموع على وجنتيها‪..‬‬
‫لم يكن اإلشتياق لهم هو السبب ‪ ..‬بل هذا من تأثير الشمس الذي بقيت تتأملها ضوئها بدون‬
‫أن ترمش‪..‬‬
‫إعتدلت في جلستها وبدأت بتجفف دموعها وهي تقول‪ :‬آآه من الخطأ تأمل الشمس كُل هذا‬
‫الوقت ‪ ..‬إنه يؤذي العين‪..‬‬
‫طرق الباب فأرجعت رأسها بسرعه على المخده قبل أن يُفتح وتُطل منه ُمدبرة المنزل تقول‬ ‫ُ‬
‫بتساؤل‪ :‬آنسه ‪..‬؟!‬
‫تظاهرت آليس بالنوم فهمست ال ُمدبره ُمجدداً‪ :‬آنسه‪..‬‬
‫لم تُجبها وإستمرت بتظا ُهرها فأمالت ُمدبرة المنزل شفتيها وعندما أرادت العوده وإغالق‬
‫الباب أوقفتها يد شاب عاود فتح الباب يقول‪ :‬ماذا ُهناك ‪..‬؟!‬
‫إلتفتت ال ُمدبره الى جته تقول‪ :‬السيد إدريان ‪..‬؟!‬
‫تعرق وجه آليس ُرغما ً عنها في حين أجابت ال ُمدبره على سؤاله سابقا ً تقول‪ :‬اآلنسه نائمه ‪..‬‬
‫أضنها ُمتعبه فهي لم تنزل لتناول الطعام قائله بأنها تشعر ببعض التعب‪..‬‬
‫رفع إدريان حاجبه بعدها دخل الغرفه يقول‪ :‬وهل ال ُمت َعب ينام في غرفة حاره هكذا ‪..‬؟! زجاج‬
‫النافذه مفتوح وأشعة الشمس مألت المكان‪..‬‬
‫إلتفت الى جهة آليس ُمكمالً‪ :‬ومع هذا هي تتلحف بالبطانيه ‪ ..‬أهي مجنونه ‪..‬؟!‬
‫تقدم منها يقول‪ :‬هيه آليس ‪ ..‬ما نوع تعبك ‪..‬؟!‬
‫لم تُجبه وقررت إستكمال تظاهرها بالنوم‪..‬‬
‫وضع يديه في جيبه وهمس‪ :‬قالت لي باألمس بأنها ستذهب معي ‪ ..‬يبدو بأنها لن تستطيع‪..‬‬
‫نقل نظره في الغرفة قليالً بعدها عقد حاجبه وإلتفت الى ال ُمدبره بطريق ٍة حاده يقول‪ :‬لما هي‬
‫في هذه الغرفه ‪..‬؟!!!‬
‫نظرت إليه ال ُمدبره ماري بهدوء قبل أن تُجيب‪ :‬وما الخطأ ‪..‬؟! كُف عن ذلك عزيزي‪..‬‬
‫شد على أسنانه قليالً بعدها ظهرت تعابير الال ُمبااله على وجهه وخرج هامساً‪ :‬فليكن ‪ ..‬ال‬
‫أهتم‪..‬‬
‫بقيت ماري واقفةً في مكانها لفتره بعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها‪..‬‬
‫فتحت آليس عينيها وهمست‪ :‬نعم جيد ‪ ..‬إستطعتُ تجنب الخروج معه‪..‬‬
‫تنهدت وجلست وعاودت ضم قدميها الى صدرها ُمكمله‪ :‬ال أعلم ِلما ‪ ..‬لكني بحق ال أُريد‬
‫الخروج ‪ ..‬أعني ‪ ..‬نعم هو ُمغني ومشهور كما يبدو ولكن ‪ ...‬ال اعلم ‪ ..‬الوضع ُمربك بالنسبة‬
‫لي ‪ ..‬اشعر بأني ُمقيده وال أستطيع فِعل أي شيء ‪ ..‬هل ألني أعيش اآلن في منزل أحدهم ‪..‬؟!‬
‫ُربما‪..‬‬
‫رفعت عينيها تنظر الى األمام فأمالت شفتيها ونظرت في أرجاء الغرفة قائله‪ :‬ثُم ما حكاية هذه‬
‫الغرفه حتى أبدى ذاك الشاب عدم رضاه في مكوثي فيها ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت إبتسامة صفراء وهمست‪ :‬نعم ‪ ..‬بالتأكيد لديهم العديد من األسرار والمشاكل ‪ ..‬كُل‬
‫العوائل هكذا‪..‬‬
‫سمعت صوت سيار ٍة قد تم تشغيلها للتو‪..‬‬
‫مدت رجليها ونزلت من فوق السرير ونظرت عبر النافذه‪..‬‬
‫إنها ال تفتح على ُمقدمة المنزل لكن من مكانها تستطيع رؤية تلك السيارة البيضاء مفتوحة‬
‫السقف موقوفةً بداخل ساحة المنزل بالقرب من زواية المنزل‪..‬‬
‫رأت الشاب وهو يُغلق باب السياره ويضع أغراضه بجانبه‪..‬‬
‫صدمت وعادت بجسدها الى الوراء بسرعه ‪ ..‬ثواني حتى سمعت‬ ‫رفع رأسه الى جهة نافذتها ف ُ‬
‫صوت تحرك السياره‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً بعدها إلتفتت ونظرت الى الغُرفه‪..‬‬
‫تقدمت وفتحت الدوالب الكبير فعقدت حاجبها عندما رأته فارغا ً تماما ً ما عدا بعض ّ‬
‫العالقات‬
‫المتساقطه في أرضية الدوالب‪..‬‬
‫أغلقته وفتحت الذي بجانبه والذي يحوي على أرفف للمالبس التي تحتاج الى طي‪..‬‬
‫رأته هو أيضا ً فارغا ً ما عدا منشفة صغيره وسماعات للهاتف وقديمه وهناك بعض القطع‬
‫البالستيكيه هنا و ُهناك‪..‬‬
‫رفعت رأسها ألعلى الرف فوجدت صندوقا ً خشبيا ً قديما ً‪..‬‬
‫حاولت اللحاق به ولكنه كان بعيدا ً‪..‬‬
‫أمالت شفتيها بإمتعاض بعدها تعجبت وهمست لنفسها‪ :‬وما شأنك لتُفتشي فيما ليس لك به‬
‫شأن ‪..‬؟!‬
‫تنهدت وأغلقت الدوالب بعدها عاودت الجلوس على سريرها‪..‬‬
‫نظرت الى األباجوره العمليه التي بجوار سريرها فوق كومدين ٍة صغيره‪..‬‬
‫مدت يدها وفتحت الدرج األول فوجدت كرتون منديل ‪ ..‬أغلقته وفتحت التالي فوجدت دفتر‬
‫وبرواز صوره‪..‬‬
‫سحبت البرواز ونظرت الى الصوره التي بداخله فكانت لطفل في السادسه من عُمره متجهم‬
‫الوجه يجلس على كُرسي يكبره كثيرا ً‪..‬‬
‫إبتسمت وهمست‪ :‬لطيف ‪ ..‬يُشبه إدريان كثيرا ً ‪ ..‬أُراهن بأنها صورته عندما كان طفالً‪..‬‬
‫أعادت الصوره وسحبت الدفتر وقلّبت فيه فرأت العديد من الرسومات الطفوليه القديمه‪..‬‬
‫بدأت تُقلّب الصفحات بهدوء واإلبتسامة على شفتيها تنظر الى هذه الرسومات اللطيفه‪..‬‬
‫كانت لطيفه وطفوليه للغايه ‪ ..‬رسمة لدُب وحوله العديد من النحل‪..‬‬
‫ورسمةٌ أُخرى لغزال يعبر النهر ‪ ..‬وثالثه لطيور بين الشجر‪..‬‬
‫كفكره فهي أفكار جميله ولكن األداء كان سيئا ً‪..‬‬
‫هذا طبيعي لطفل‪..‬‬
‫عقدت حاجبها بتعجب عندما رأت رسمة تبدو ألرنب ُمض ّجع بدمائه‪..‬‬
‫قلبت الصفحه وإذ بصور ٍة أكثر غرابه لساحر ٍة طائره على مكنسة صفراء وحولها العديد من‬
‫الخفافيش بأعين حمراء‪..‬‬
‫فتحت الصفحة التاليه فإذ هي لشبح أبيض بفتحتي عين سوداء والظالم الحالك من حوله‪..‬‬
‫ماذا ‪..‬؟! الرسومات تزداد غرابه‪..‬‬
‫أغلقت الدفتر وهي تنظر في أرجاء الغرفه وهمست لنفسها‪ :‬أُخمن بأنها كانت ُحجرة إدريان‬
‫راض بإستعمالها‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫عندما كان طفالً لهذا بدى غير‬
‫أعادت الدفتر وبرواز الصوره ثُم أغلقت الدرج قائله‪ :‬هيّا كُفي عن التدخل بأمورهم الخاصه‪..‬‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬على أية حال إنه اليوم الثاني وكُل ما رأيته هو ولدها إدريان ‪ ..‬أخبرتني بأن‬
‫لديها آخران ‪ ..‬أين ُهما ‪..‬؟! حتى هي منذ يوم أمس لم أراها ‪ !..‬وهل لديها زوج أم ماذا ‪..‬؟!‬
‫المنزل مهجور بحق!‪..‬‬
‫صدمت وإلتفتت إليه‪..‬‬ ‫فُتح الباب في هذه اللحضه ف ُ‬
‫دخلت الى الغرفة إحدى الخادمات وإبتسمت عندما رأت آليس قائله‪ :‬سمعتُ بأنك ُمتعبه لهذا‬
‫أحظرتُ بعض الشوربه الساخنه بجانب كوب ماء وحبتا ُمسكن‪..‬‬
‫ضحكت آليس قائله‪ :‬ههه نعم ُمحقه ‪ ..‬أشعر بتعب شديد وقد كُنتُ للتو عائدة من دورة المياه‬
‫‪..‬‬
‫جيد ‪ ..‬إستطاعت أن تُبرر سبب أنها ُمستيقظه وليست نائمه كما كان ينبغي‪..‬‬
‫تقدمت الخادمه ووضعت الصحن قائله‪ :‬أرى ذلك ‪ ..‬يبدو بأنك لم تتعافي جيدا ً من الحادث‪..‬‬
‫إعتدلت في وقفتها وإبتسمت ُمكمله‪ :‬تفضلي وتناولي طعامك عزيزتي‪..‬‬
‫إبتسمت لها آليس حتى خرجت الخادمه من الغرفه‪..‬‬
‫تنهدت آليس ونظر الى الطعام لفتره قبل أن تهمس لنفسها‪ :‬على ذِكر الحادثه ‪ُ ..‬هناك أمر‬
‫يشغل بالي‪..‬‬
‫صمتت قليالً بعدها قالت بشيء من اإلستنكار‪ :‬هل حقا ً لم يجدوا معي أي شيء ‪..‬؟! حتى لو‬
‫كان ُمجرد ورقة أو منديل!!‪..‬‬

‫***‬

‫‪5:30 PM‬‬

‫الرغم من أن الشمس شارفت على الغروب وإشعاها البرتقالي منتشر باألرجاء إال أن هذا‬
‫على ُ‬
‫المكان‪....‬‬
‫ال تدخله نقطة ضوء واحده!‪..‬‬

‫مشي بهدوء ورزانة تامه على ُرخام الصالة الواسعة المظلمه والتي كانت تُشبه الشطرنج‬
‫بألوانها‪..‬‬
‫حجر ُرخام أسود بجانب آخر أبيض بجانب واحد أسود يليه أبيض آخر وكأن المكان حقا ً لم‬
‫ينقصه سوى بيادق اللعب بجانب الفُرسان الحامون للملك والوزير!‪..‬‬
‫وقف أمام تلك المكتبة التي ُحفرت بالجدار بشكل جذاب و ُمتقن قد كلّف الكثير بالتأكيد‪..‬‬
‫صفّت فيها أنواع من الكُتب وخاصةً الكُتب األدبيه وكُتب الفنون‪..‬‬
‫أرفف قد ُ‬
‫وأرفف أُخرى قد إزدانت بالدُمى الصغيره ثقيلة الحجم منها الراقص ومنها األنيق ولكن‬
‫األغرب كانت دُمى عجيبة الشكل‪..‬‬
‫أحداهن على شكل عنكبوت متعلقة شباكه به وأُخرى دمية ترتدي فستان زاهي لكن الدمية ما‬
‫كانت سوى هيكل عظمي فقط ‪ ..‬ودمية أشبه بأرنب مفقوء العين والعديد من هذه األنواع التي‬
‫تدل على غرابة مالكها‪..‬‬
‫والرف األخير كان مليئ بالصناديق منها صناديق المجوهرات الفخمة وصناديق الموسيقى‬
‫وصناديق أشبه بحصالة نقود وصناديق ُزجاجيه تكشف ما بداخلها والعديد منها التي كانت‬
‫الطراز الروسي العتيق‪..‬‬
‫مصنوعة على ِ‬
‫وآخر الرف في الجهة اليُسرى كانت توجد عدة دُمى الباتريوشكا القديمه‪..‬‬
‫كُل مافي هذه المكتبه كان يبدو قديما ً وكأنه يعود الى بدايات القرن التاسع عشر‪..‬‬
‫مالك هذا المكان بالتأكيد يمتلك شخصيه غريبه‪..‬‬

‫أمسك بأحد الصناديق المستطيله والتي كان حجمها يقدر عشر سانتي مترات طوالً وخمسة‬
‫إرتفاعا ً‪..‬‬
‫حملها وإتجه الى أريكة وجلس عليها واضعا ً الصندوق على الطاولة الزجاجيه الصغيرة التي‬
‫بجانبه‪..‬‬
‫وبيده األخرى كان يُمسك طوال الوقت بكيس كرتوني وضعه بجانب الصندوق وبدأ بإفراغ ما‬
‫فيه‪..‬‬
‫نظر بهدوء الى المحفضة التي كانت ملطخة بالرمال بعدها أخرج منديالً قُماشيا ً من جيبه وبدأ‬
‫بتنظيفها بهدوء ودقه‪..‬‬
‫فتحها وسقطت عيناه على بطاقة الهويه التي تعود لفتاة في العشرين من عُمرها ذات شعر‬
‫قصير وبُني اللون وعينان هادئتان عسليتان وعميقتين للغايه‪..‬‬
‫نظر الى صورتها ُمطوالً بعدها أكمل تنظيف المحفضة من الداخل وحالما إنتهى فتح الصندوق‬
‫ووضع المحفضة فيه بهدوء‪..‬‬
‫أخذ قالدةً كانت من محتويات الكيس الكرتوني ولكنها لم تكن ُملطخة بالرمل وحسب ‪ ....‬بل‬
‫ببعض قطرات الدم أيضا ً‪..‬‬
‫نظفها بهدوء ‪ ..‬وواجه بعض الصعوبة فقطرات الدم عُمرها ثالثة أسابيع تقريبا ً لذا لم يكن من‬
‫السهل إزالتها ‪ ..‬وفعالً لم يستطع من إزالتها كُلها‪..‬‬
‫فتح القالدة ونظر الى صورة الطفل الذي بداخلها والذي كان يُشبه الى حد ما الفتاة نفسها التي‬
‫في المحفظه ‪ ..‬وبعدها بدأ بتنظيف القالدة جيدا ً من الداخل أيضا ً‪..‬‬
‫وضعها بجانب المحفضة بترتيب تام ثُم ألحق بهما بعض األوراق بعدما وصل الى الغرض‬
‫األخير والذي كان صورة فوتوغرافيه‪..‬‬
‫نظر بهدوء إليها حيث أنها بالتأكيد تعود الصورة لفتاة معها بعض من أصدقاء دراستها‪..‬‬
‫تأملها لفتره وخصوصا ً الى شاب كان فيها وبعدها‪......‬‬
‫حالما إنتهى من تنظيفها وضعها بالصندوق وأغلقه بعدها بإحكام تام‪..‬‬
‫وقف بهدوء وتقدم من األرفف وأعاد الصندوق الى مكانه وكأنه لم يُحرك قط‪..‬‬
‫حمل كيسه الفارغ وغادر المكان الذي بالكاد يعرفه آخرون غيره‪..‬‬
‫آسف على فِعلته‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫غادر ‪ ..‬غير‬
‫فِعلته التي حتما ً ستوصل حياة هذه الفتاة‪....‬‬
‫الى الهاويه‪..‬‬
‫‪- Part End -‬‬

‫أخباركم ‪..‬؟! وكيف شفتوا الروايه معكم إن شاء هللا تمام ‪..‬؟!‬

‫المهم حيتغير روتيننا القديم ‪ ..‬والروايه حتصير تنزل مره كُل أسبوع ولكن مو يوم الخميس ‪..‬‬
‫ال يوم اإلثنين‪..‬‬
‫يعني بإذن هللا اإلثنين الجاي بينزل لكم البارت القادم‪..‬‬

‫آرائكم عن البارت بشكل عام وعن الشخصيات)(‬


‫حتسعدني كلمة شُكرا ً وهللا‬

‫حساباتي‬
‫‪- insta‬‬
‫‪- say it‬‬

‫ـ ‪ PART 2‬ـ‬

‫‪1:40 am‬‬

‫تحت السماء ال ُمظلمه‪..‬‬


‫أسوار حديدية ُمرتفعه و ُمدبدبة من األعلى تُحيط بهذه الحديقة المليئة باألشجار الشائكه ذات‬
‫األوراق الجافه والتي نجحت ببراعه في إخفاء ذاك المبنى ال ُمستطيل الشكل والذي يبدو أشبه‬
‫بكراج ضخم للسيارات‪..‬‬

‫بداخل المبنى‪..‬‬
‫الحديد والصناديق المتعددة األنواع واألحجام ُمنتشره ُهنا و ُهناك ت ُغطيها األتربه وبعض آثار‬
‫مرور الفئران والقطط‪..‬‬
‫ظلمه وإقترب من فمه ليُشعل سيجارته الثالثه على التوالي‪..‬‬ ‫عود ثِقاب بدد ال ُ‬
‫رماه أرضا ً بعدها لينطفئ من فوره أمام هذا الرجل ال ُمتهالك على هذا الكُرسي الخشبي الوحيد‬
‫في المكان‪..‬‬
‫بدأ يُدخن سيجارته ببطئ وعيناه تُراقب هذا الرجل ال ُمقيد بإحكام والذي يبدو بأنه لم يستعد‬
‫وعيه بعد‪..‬‬
‫أطلق بعدها تنهيدة طويله وهو يهمس‪ :‬تأخر أكثر مما يجب‪..‬‬

‫إنعقد حاجبيه وفتح عينيه للحضه ولم يرى أمامه سوى رجليه‪..‬‬
‫ماذا ‪..‬؟! ماذا حدث ‪..‬؟!‬
‫بدأ يستعيد ذاكرته شيئا ً فشيئا ً‪..‬‬
‫خروجه من العمل ‪ ...‬ذهابه الى الملهى ‪ ..‬تناوله للكثير من الشراب ‪ُ ..‬مساعدة أحد له للذهاب‬
‫الى السياره بعدها‪....‬‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه!‪..‬‬
‫رفع رأسه ونظر الى الشاب الطويل الذي يستند بكُل هدوء على العامود الذي أمامه‪..‬‬
‫إنه الشاب نفسه ‪ ..‬صاحب العينين السوداوتين والشعر األسود الطويل الذي يربطه بإهمال الى‬
‫الخلف وتلك األقراط الفضيه التي تمأل أُذنه اليُسرى‪..‬‬
‫الرعب مالمح وجهه‪..‬‬ ‫زاد إتساع عينيه وإكتسح ُ‬
‫إنها نهايته!!‪..‬‬
‫إنها نهايته بكُل تأكيد!‪..‬‬
‫إنتفض جسمه بكُل ُرعب عندما و ّجه الشاب نظره إليه‪..‬‬
‫إبتسم الشاب وأبعد السيجاره عن شفتيه هامساً‪ :‬إستعدت وعيك ‪..‬؟!‬
‫تصبب العرق من جبينه وهز رأسه بالنفي ال إيراديا ً‪..‬‬
‫لقد فهم الوضع الذي هو فيه ‪ ..‬فهمه بكُل سهوله‪..‬‬
‫وهذا الوضع هو األسوء!‪..‬‬
‫نهايته بالتأكيد قد حلّت‪..‬‬
‫رفع الشاب حاجبه وبعدها إلتوت شفتيه بإبتسامه ساخره وهو يقول‪ :‬أفترض بأنك عرفتني‬
‫‪..‬؟!‬
‫بلع الرجل ريقه وحاول قدر اإلستطاع أن يستجمع شجاعته وثقته وهو يقول‪ :‬أنت ‪ ....‬من‬
‫طرف ريكس!‪..‬‬
‫ضاقت عينا الشاب ب ُخبث وإبتسم قائالً بهمس‪ :‬ذكي‪..‬‬
‫إرتعش الرجل بخوف فقد حصل على تأكيد لشكوكه التي لم يتمنى حدوثها‪..‬‬
‫بعدها رفع الشاب قدمه ووضعها على ُركبة الرجل الذي تآوه من األلم‪..‬‬
‫وضع الشاب يده على ركبته ونظر الى وجه الرجل هامساً‪ :‬ألديك شيئا ً لتقوله ‪..‬؟!‬
‫الرغم من مالمحه الجذابه إال أنها حاده للغايه‬ ‫بلع الرجل ريقه وهو ينظر الى الشاب الذي على ُ‬
‫ومن السهل صنع وجه مخيف بها كالذي يراه اآلن‪..‬‬
‫إبتسم الشاب يقول‪ :‬أنا أم ّل بسرعه ‪ ..‬وعندما أم ّل أتصرف تصرفات متوحشه‪..‬‬
‫جمع الرجل شجاعته وتحدث بصوته الذي لم يستطع إخفاء نبرة اإلرتجاف منه‪ :‬لو تأذيت فلن‬
‫تنجو ال أنت وال ريكس أبدا ً ‪ !!..‬لذا أنصحك بأن تجعل األمر ينتهي عند هذا الحد‪..‬‬
‫ظهرت عالمات التعجب على وجه الشاب وهو يقول‪" :‬عند هذا الحد" ‪..‬؟! ولكني لم أبدأ بعد‬
‫!‪..‬‬
‫إضطرب الرجل أكثر ولكن تهللت أساريره فجأه عندما أتته هذه الفكره وقال بسرعه وبإبتسامة‬
‫إقناع‪ :‬كم دفع لك ‪..‬؟! سأدفع لك أكثر صدقني ‪ ..‬سأدفع خمس آالف دوالر ‪ ..‬ال بل عشره ‪..‬‬
‫سأُضاعفها الى عشرون لو أردت‪..‬‬
‫إبتسم الشاب وهمس‪ :‬أنت تعرفني يا عزيزي ‪ ..‬خمس آالف دوالر ليست ثمن قتل ذُبابة حتى‬
‫بالنسبة لي ‪ ..‬أتُريد أن تشتريني بمبلغ أعلى مما دفعَه ريكس ‪..‬؟!‬
‫إتسعت إبتسامته وأكمل‪ :‬قدّم لي مائة ألف دوالر‪..‬‬
‫إتسعت عينا الرجل بصدمه فأكمل كالمه بسخريه‪ :‬أوليس هذا ثمنٌ بخس ُمقابل حياتك!‪..‬‬
‫تجمدت الدماء في عروقه ‪ُ ..‬مقابل حياته ‪..‬؟!!!‬
‫هل هذا يعني ‪.....‬؟!‬
‫غرزت سكين‬ ‫أطلق صرخة ألم دوى صوتها وصداها في هذا المكان الكبير وال ُمغلق حالما ُ‬
‫حاده في كتفه األيسر!‪..‬‬
‫بدأ يتحرك بشكل شبه مجنون من شدة األلم فأخرج الشاب سكينه ولوح بها بجانبه لتسقط‬
‫قطرات الدماء على األرض‪..‬‬
‫قال بعدها بهدوء وبرود‪ :‬أين لُعبتك التي تُخبئها ‪..‬؟!‬
‫لم يستطع الرجل أن يُجيبه على الفور فلقد كان األلم شديدا ً وأرهق هذا حتى قُدرته على الكالم‬
‫‪..‬‬
‫قال بعد ثواني بنفس متقطع‪ :‬بالخزانه رقم ‪ .. 67‬قسم األمانات ‪ ..‬بالمكتبه المركزيه التي تبعُد‬
‫‪ ...‬شارعين عن المصنع‪..‬‬
‫أمر ما لكنه تراجع‪..‬‬ ‫إبتسم وه ّم بفعل ٍ‬
‫إستقام واقفا ً وأخرج سيجارته وبدأ بإشعالها وهو يُسند ظهره على العامود الذي خلفه‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً بها ثُم نفثها بكُل هدوء‪..‬‬
‫بموقف ُمشابه لموقفنا هذا ‪ ..‬بل كان أكثر‬ ‫ٍ‬ ‫تحدث بعدها قائالً‪ :‬زميل لي في عالم الجريمه ‪ ..‬مر‬
‫أهميه بكثير ‪ ..‬أخبرتُه رهينته عن مكان تلك الملفات التي تعني النهاية بالنسبة له لو خرجت‬
‫للعامه ‪ ..‬قام بقتلها فوجودها حيه خطر كبير على حياته‪..‬‬
‫نظر إليه الرجل وهو ال يزال يتنفس بشكل ُمتقطع ويقول بداخله‪" :‬وما شأني أنا بقصصك‬
‫هذه"!!!‬
‫صعداء‬‫أكمل الشاب غير آبه بنظرات الرجل‪ :‬إتجه ُمباشرة الى المكان المحدد وهو يتنفس ال ُ‬
‫فأخيرا ً سيرتاح بعد قلق دام لسنة كامله فتلك الملفات حقا ً حقا ً كانت تعني النهايه ‪ ..‬ولكن ‪....‬‬
‫كانت رهينته تكذب‪..‬‬
‫دُهش الرجل في حين راق للشاب دخوله في األحداث فأكمل‪ :‬لقد تم قتل الرهينه ‪ ..‬الرجل‬
‫بالفعل مات ‪ ..‬كذب عليه وجعله في معمعة ال نهاية لها ‪ ..‬فال أحد ُمطلقا ً يعرف عن مكانها‬
‫يدي هذا ال ُمجرم ‪ ..‬مرت‬ ‫سواه هو والذي بذكاء قرر الكذب بما أنه ال مناص من الموت على ّ‬
‫على هذه القصه العديد من السنوات وزميلي هذا ما زال يبحث كالمجنون عن تلك الملفات ولم‬
‫يستطع أن ينام براحه وال لليله‪..‬‬
‫توقف عن سرد قصته بعدها إبتسم وقال‪ :‬هذه القصه ال عالقة لها أبدا ً بما يحدث ُهنا‪..‬‬
‫إمتعض وجه الرجل ببعض اإلستياء المصحوب ببعض عالمات األلم الواضحه على وجهه في‬
‫حين قال اآلخر‪ :‬كُل مافي األمر أني منذ سماعي لهذه القصه وأنا ال أقتُل رهينتي أبدا ً قبل‬
‫التأكد من وجود ما أُريد في المكان الذي أخبرتني به‪..‬‬
‫إعتدل في وقفته وتقدم من الرجل‪..‬‬
‫إنحنى بعد أن سحب نفسا ً عميقا ً من سيجارته وقال بإبتسامه‪ :‬لهذا لك فترة وجيزه للتفكير‬
‫بحياتك حتى أتأكد من الشريط الذي أُريده ‪ ..‬بعدها سآتي ألُلقي عليك تحيةً أخيره‪..‬‬
‫ونفث بعدها الدُخان في وجهه وإعتدل واقفا ً وتعلو شفتيه إبتسامه ملتويه وخبيثه وهو يستمع‬
‫سعال الرجل‪..‬‬
‫الى ُ‬
‫إلتفت وخرج من المكان ُمتجاهالً صراخ الرجل وهو يُلقي عليه وابل من العروض ال ُمثيره‬
‫والتي إنتهت بترجيه لتركه يعيش‪..‬‬
‫ولكن هذا الترجي لم يطول فلقد أُغلق الباب وإنقطع صوته تماما ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪20 Desember‬‬
‫‪4:20 pm‬‬

‫إنتهت من إرتداء ما أُعطي لها من ثياب‪..‬‬


‫رمادي اللون وقميص أبيض أنيق من الشيفون مع وشاح خفيف‬ ‫ّ‬ ‫بنطال جينز طويل وضيق‬
‫لفّته على عُنقها ثُم أخرجت ُخصالت شعرها القليله والقصيره من تحته وأسدلته بكُل أريحيه‪..‬‬
‫إرتدت القبعة الصوفية الرمادية اللون التي غطت ُمقدمة رأسها وأُذنيها ولم يتبقى من شعرها‬
‫سوى ِتلك ال ُخصالت التي ال يتجاوز طولها حد كتفيها‪..‬‬
‫تنهدت وتقدمت من المرآة لتُلقي نظرةً عامه على شكلها‪..‬‬
‫حدثت نفسها قائله‪ :‬يبدو بأن هذه المالبس تعود إلبنتها التي حتى هذا اليوم لم أُقابلها قط ‪..‬‬
‫قالت بأنها تملك ثالثة أبناء وعلمتُ من حديثها بأنها ُمتزوجةٌ أيضا ً وزوجها على قيد الحياة ‪..‬‬
‫فلما إذا ً لم أُقابل سوى إدريان هذا ‪..‬؟! أين البقيه ‪..‬؟! هل من ال ُممكن بأن والدهم مثالً قرر‬
‫السفر فذهبوا معه بينما بقي إدريان من أجل عمله ‪..‬؟!‬
‫هزت كتفيها بعدها توقفت عن التفكير باألمر وبدأت تنظر الى نفسها‪..‬‬ ‫ّ‬
‫ألول مرة تستوعب بأن آخر مره وقفت لتتأمل مظهرها كان في آخر يوم لها بال ُمستشفى‪..‬‬
‫أخذت تُفكر باألمر بشكل أعمق ‪ ..‬ما السبب الذي دعاها تنسى هذا ‪..‬؟!‬
‫إنها ُمتفرغة دائما ً وال عمل لها سوى النوم واألكل فلما ‪..‬؟!‬
‫هل السبب يعود ألنها قبل أن تفقد ذاكرتها كانت تكره مثل هذه األمور الخاصة بالفتيات‬
‫كالتزيين ال ُمستمر وتأمل الوجه كُلما تم ال ُمرور بالمرآه!‪..‬‬
‫فترة صمت حلّت عليها قبل أن تبتسم وهي تقول لنفسها‪ :‬كُفي عن ال ُمبالغه وربط كُل تصرف‬
‫بشخصيتك السابقه‪..‬‬
‫سكري الذي يصل الى منتصف فخذها وإرتده وهي تخرج من الغرفه‪..‬‬ ‫أخذت المعطف ال ُ‬
‫نزلت الى الدرج فهذا اليوم سوف تذهب مع الشقراء الجميله جينيفر للسوق‪..‬‬
‫أصرت عليها جينيفر بالنزول الى السوق وشراء كُل ما تحتاجه من مالبس وأدوات تزيين‬
‫و ُمكمالت أُخرى‪..‬‬
‫قالت لها بأنك قد تمكثين أكثر والبد بأن تسدي حاجتك من كُل شيء‪..‬‬
‫إبتسمت وهمست لنفسها‪ :‬إنها طيبه للغايه ‪ ..‬أحسد إدريان والبقيه على أ ُ ٍم مثلها‪..‬‬
‫خرجت فإذ بجينيفر كانت للتو قد إستقلت السياره فتقدمت وجلست في الخلف بجانبها وهي‬
‫تقول‪ :‬أعتذر على تأ ُخري‪..‬‬
‫إبتسمت لها جينيفر تقول‪ :‬ال لم تتأخري قط‪..‬‬
‫صعد السائق وجلست بجانبه إحدى الخدم والتي ستتكفل بحمل ال ُمشتريات في السوق‪..‬‬
‫تحركت السياره وخرجت من سور المنزل وشقت طريقها الى المكان المقصود‪..‬‬

‫ألقت آليس نظرة خاطفه الى جهة جينيفر وهي بحق ُمنبهرة من جمالها وأناقتها في كُل شيء‬
‫‪..‬‬
‫من يراها لن يُصدق بأنها تملك ثالثة أبناء أصغرهم يدرس بالجامعه!‪..‬‬
‫تسائلت في نفسها هل زوجها أيضا ً يبدو صغير السن أو ال ‪..‬؟!‬
‫هل عندما يذهبان مع بعضهما يضنونهم الماره متزوجان أو أب يخرج مع إبنته ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت ضاحكه على التخيل األخير بعدها تسائلت عن إبناها اآلخران‪..‬‬
‫إدريان كان بغاية الوسامه وقد ورث كُل الصفات الجيده من والدته ‪ -‬هي أصالً ال تملك أي‬
‫عيب! ‪-‬‬
‫تسائلت عن شكل إبناها اآلخران ‪..‬؟! هل هما بمثل جمالها أم أن الجينات الجيده لم تُحالفهما‬
‫حظا ً ‪..‬؟!‬
‫نظرت الى جينيفر قليالً بعدها قالت‪ :‬امم لم أُقابل بقية العائله ‪ ..‬إدريان فقط من رأيته ‪ ..‬فماذا‬
‫عنهم ‪..‬؟! هل ُهم ُمسافرون ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت جينيفر تقول‪ :‬ماذا ‪..‬؟! ُمستحيل ‪ ..‬هذان اإلثنان الوحيدان الذان ال يُمكنهما السفر‬
‫بسهوله‪..‬‬
‫ٌ‬
‫صغرى طالبة جامعيه وهذه‬ ‫أبعدت الخصلة الشقراء التي سقطت على وجهها وأكملت‪ :‬إبنتي ال ُ‬
‫سنتها األولى في تخصصها الجديد لذا ال يُمكنها السفر بل التركيز على الدراسه لكي تثبّت‬
‫االساسيات العامه بقسمها ‪ ..‬واآلخر هو اإلبن األكبر لذا هو منشغ ٌل كثيرا ً مع والده في إدارة‬
‫شؤون العمل‪..‬‬
‫هزت رأسها بتفهم ولكن لم تستطع منع فضولها فقالت‪ :‬وهل هذا سبب كافي لتغيبهم الطويل‬ ‫ّ‬
‫عن المنزل ‪..‬؟!‬
‫ما إن أنهت جملتها حتى إستوعبت بأنها لم تستعمل الكلمات ال ُمناسبه لتسأل سؤالها‪..‬‬
‫سخريه أو إستنقاص!‪..‬‬ ‫بل إن الكلمات التي إختارتها ‪ ...‬جعلتها تبدو وكأنها ُ‬
‫ظهرت الصدمه على وجهها بعدها تداركت األمر بسرعه تقول‪ :‬ال لم أقصد أن أسأل بهذه‬
‫الطريقه الوقحه ‪ ..‬أعتذر و‪...‬‬
‫قاطعتها جينيفر تضحك وتقول‪ :‬أنتي ُممتعه ‪ !..‬ال بأس ال ألومك فاألمر بحق يبدو غريبا ً‬
‫بالنسبة لك‪..‬‬
‫توقفت السياره وترجل السائق منها فاتحا ً الباب فنزلت جينيفر وهي تقول لها‪ :‬سأشرح لك‬
‫األسباب الحقا ً فلدينا مشوار طويل لهذا اليوم‪..‬‬
‫إبتسمت آليس وهي تتأملها قبل أن تهمس لنفسها‪ :‬طيبه و ُمتفهمه ‪ ..‬أتمنى لو تكون أُمي ‪...‬‬
‫أُما ً رائعه مثلها‪..‬‬
‫تنهدت بضيق ونزلت هي األُخرى من السياره بعدها دخلتا الى هذا ال ُمجمع الضخم والذي‬
‫يحتوي على شتى أنواع مراكز المالبس وال ُمستلزمات األُخرى ذات الماركات العالميه‬
‫الشهيره‪..‬‬
‫دخلت تنظر حولها بإنبهار فكُل شيء ُهنا ُملفتا ً للنظر!‪..‬‬
‫حيث لكُل جهة ألوانا ً خاصةً بها لتُعطيها مظهرا ً ُمميزا ً أو ألنها األضواء‬
‫ُ‬ ‫األضواء ال ُمختلفه‬
‫التي تُمثل ألوان ماركتهم‪..‬‬
‫هذا غير عن تلك اللوحات الضخمه المنتشره والمليئه باإلعالنات الجذابه‪..‬‬
‫ف ُهنا إعالن ُمثير لعطر نسائي و ُهناك إعالن لشركة أفالم تستعرض فيها أحد أهم أفالمهم‬
‫الناجحه و ُهناك‪....‬‬
‫توقفت تنظر الى هذه اللوحه اإللكترونيه التي تستعرض صورةً لفتاة تُعلن عن قُرص ِغنائي‪..‬‬
‫لم تستطع منع نفسها من عدم الوقوف ‪ ..‬الفتاة جذابه!‪..‬‬
‫لون أخضر عميق وشعرها قصير جدا ً بلون أسود قاتم يتخلله خصلتين‬ ‫عيناها ساحرتين ذات ٍ‬
‫أو ثالث خصالت زرقاء‪..‬‬
‫على الرغم من وجهها الصغير إال أنها تمتلك جاذبيه كبيره‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬ماذا تفعلين ‪..‬؟!‬
‫إستيقضت آليس من تأملها الطويل ونظرت الى جينيفر تقول‪ :‬آه أعتذر ‪ ..‬جذبتني هذه الفتاة‬
‫فنسيت نفسي‪..‬‬
‫نظرت جينيفر الى الفتاة فإبتسمت تقول‪ :‬آه إنها كاتالين ‪ ..‬آيقونة جمال مؤوسسة ‪WRPG‬‬
‫الترفيهيه ‪ُ ..‬مغنيه و ُممثله وعارضه‪..‬‬
‫أكملت قبل أن تُكمل مشيها‪ :‬بال ُمناسبه هي في ذات المؤسسه التي ينتمي إليها صغيري إد‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها قليالً بعدها لحقت بها عندما إستوعبت بأنها تقصد إدريان‪..‬‬
‫بقيت تمشي بجوارها وهي تقول‪ُ :‬مغنيه و ُممثله وعارضه ‪ !..‬يالها من مواهب من الصعب أن‬
‫يجمعها الفنان مرةً واحده‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬نسيت أن أضيف بأنها تُجيد الرقص لذا هي من تؤدي الرقصات في كليباتها وال‬
‫تحتاج الى راقصات رئيسيات سوى بعض ال ُمساعدات ‪ ..‬إنها نادره والكثير من المؤسسات‬
‫ترغب حقا ً بضمها إليها ‪ ..‬ولكن من ظفر بها هي‪WRPG ..‬‬
‫هزت آليس رأسها وهي تنظر الى اللوحة التي إبتعدوا عنها كثيرا ً‪..‬‬
‫في إعالنها عن قرص الموسيقى ‪ ...‬هل يُخ ّيل لها بأن تلك الفتاة غامضه وكئيبه أم أنها‬
‫الحقيقه ‪..‬؟!‬
‫ال تدري ‪ُ ..‬ربما في هذا اإلعالن حرصت المؤسسه على تُعطي هذا الطابع ليتناسب مثالً مع‬
‫أغاني األلبوم الذي تُع ِلن عنه‪..‬‬
‫طرت بعدها التوقف عن التفكير في هذا األمر بعدما دخلوا الى أول محل مالبس وإنشغلت‬ ‫إض ُ‬
‫بعدها كثيرا ً‪..‬‬
‫ألكثر حتى من أربع ساعات!‪..‬‬

‫***‬
‫‪5:55 pm‬‬

‫شركة ‪ WRPG‬الترفيهيه‪..‬‬
‫جلس على األريكة الكبيره بداخل اإلستديو وزفر بتعب بعد أن أنهى لتوه تسجيل مقطع من‬
‫أُغنيته الجديده‪..‬‬
‫تقدمت منه إحدى الفتيات وناولته كوب ماء فأخذه وشربه على دُفعات‪..‬‬
‫نظر الى الرجل البدين الذي يجلس أمام العديد من الشاشات المليئه بالتردادات الصوتيه‬
‫وسأله‪ :‬كيف كان ‪..‬؟!‬
‫إبتسم الرجل وعدّل من نظارته الطبيه يقول‪ :‬لقد كان أدائك أفضل من األمس بكثير ‪ ..‬عليك أن‬
‫تكون هكذا دائما ً إدريان حتى ال تُتعب نفسك بإعادة التسجيل أكثر من عشرات المرات‪..‬‬
‫ضحك إدريان وقال‪ :‬ال أُتعب نفسي أو تقصد ال أُتعبُك ‪..‬؟!‬
‫ضحك اآلخر بعُمق يقول‪ :‬ذكي كعادتك وهذا ما أُحبه فيك‪..‬‬
‫سحب إدريان عُلبة مشروب للطاقه من على الطاوله ورشف منه قليالً قبل أن يسأل‪ :‬كم ستأخذ‬
‫وقتا ً حتى تُصبح األُغنية جاهزه ‪..‬؟!‬
‫تكتف الرجل قليالً بتفكير قبل أن يقول‪ :‬بالوضع الطبيعي ُربما يومان ولكن يُمكنني إنهاؤها‬
‫ُمبكرا ً لو كُنتَ ُمستعجالً‪..‬‬
‫تنهد إدريان يقول‪ :‬ال ال عليك فلدي تسجيل أُغنيتان أُخرتان قبل أن يكتمل األلبوم ‪ ..‬وأنا حقا ً‬
‫أُعاني من هذا‪..‬‬
‫عقد الرجل حاجبه يقول‪ :‬من ماذا تُعاني ‪..‬؟! كُل شيء ُمتوفر في الشركه ‪ ..‬وإن كُنتَ تقصد‬
‫اإلجهاد فيُمكنُك أخذ قسطا ً من الراحه فعلى أية حال نحن لم نُحدد بعد موعد إصدار األلبوم‬
‫للعامه لذا ال حاجة ألن تضغط على نفسك‪..‬‬
‫هز إدريان رأسه يقول‪ :‬ليس هذا ما أقصده‪..‬‬
‫صلب الرأس أكثر مما‬ ‫إمتعض وجهه وأكمل بإنزعاج‪ :‬بعد إصداري إللبومين أصبحتُ مزاجيا ً و ُ‬
‫يجب ‪ ..‬مهما بلغت عدد كلمات األغاني التي عُرضت علي سواءا ً ُكتّابها من داخل المؤسسه أو‬
‫خارجها فأنا ال يُمكنني اإلقتناع بأي واحده منهن!‪..‬‬
‫ي كثيرا ً بقوله ككلمات مثل كفاك‬ ‫خلخل يده في شعره ُمكمالً بإنزعاج‪ :‬والرك ال ُمزعج يضغط عل ّ‬
‫دالالً أو كُن جديا ً والكثير ‪ !..‬لما ال يُمكنه فِهم مزاجي ‪..‬؟!‬
‫تنهد الرجل وقال‪ :‬لما ال تأ ُخذ من كتابات لورا ‪ !..‬أغانيها ذات إحساس عميق!‪..‬‬
‫أمال إدريان شفتيه يقول‪ :‬أراها ُممله‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬إذا ً ماذا عن كلمات فابريان ‪..‬؟! إنه يستخدم العديد من ال ُمصطلحات الدارجه بين‬
‫أواسط الشباب وهذا ما يجعلها األقرب لهم‪..‬‬
‫سقها يُزعجني‪..‬‬ ‫أمال شفتيه وأجابه‪ :‬نعم كلماته جميله ولكن تنا ُ‬
‫الرجل‪ :‬إذا ً جان ‪..‬؟!‬
‫إدريان بملل‪ :‬كلماته تجعلني أشعر بأني أقرأ نثرا ً أو نصوصا ً في كُتب األدب!‪..‬‬
‫مط الرجل شفتيه يقول‪ :‬الرك ُمحق ‪ ..‬أنت ُمدلل وكُل أعذارك تدل على هذا‪..‬‬
‫إدريان بملل‪ :‬إني ال أشتكي كي تقف في صفه ‪ !..‬ساعدني يا رجل‪..‬‬
‫تفكيرك ال ُمتمرد‬
‫ُ‬ ‫تنهد وقال له‪ :‬لو أنك تترك التسكع ال ُمستمر وتُركز أكثر على عملك لما زاد‬
‫هذا ‪ ..‬حسنا ً ال بأس سأبحث لك عن كاتب أغاني جديد و ُمميز ‪ ..‬هل هذا جيد اآلن ‪..‬؟!‬
‫إبتسم إدريان يقول‪ :‬لهذا أُحبك وأُحب التسجيل عندك على الرغم من وجود من أهم أفضل منك‬
‫في ال ُمؤسسه‪..‬‬
‫ضاقت عينا الرجل يقول‪ :‬تُجازيني بسخريه ‪..‬؟! أهكذا تر ُد الجميل ‪..‬؟!‬
‫ضحك إدريان يقول‪ :‬يكفيك أني أُحبك‪..‬‬
‫قطع حديثهما فت ُح الباب‪..‬‬
‫صفر الرجل البدين يقول‪ :‬أميرتُنا في مكان عملي ‪ !..‬ياله من تشريف‪..‬‬
‫إبتسمت إبتسامه خافته تكا ُد ال تُرى وتقدمت ُمصدرةً صوتا ً عاليا بكعبها األسود حتى وقفت‬
‫أمام إدريان والذي إبتسم يقول‪ :‬ماذا ُهناك كاتي ‪..‬؟!‬
‫وضعت يديها خلف ظهرها تقول‪ :‬أُحب عندما تُناديني بهذا اإلسم‪..‬‬
‫إبتسم ووقف فرفعت رأسها الذي بالكاد يصل الى كتفيه في حين إنحنى ُمقتربا ً من أُذنيها‬
‫وهمس‪ :‬أنتي ُمتفرغةٌ هذه الليله ‪..‬؟!‬
‫أمالت رأسها قليالً تقول‪ :‬آه كثيرا ً جدا ً ‪ ..‬لكن إن كان لديكَ شيئا ً ُمهما ً أستطيع تأجيل أعمالي‬
‫من أجله‪..‬‬
‫إلتوت شفتيها بإبتسامه وهي تنظر الى عينيه بطرف عينها وسألت‪ :‬لذا هل أنت ُمصر للغايه‬
‫‪..‬؟!‬
‫ي أسنانه وهمس‪ :‬خبيثه ‪ !..‬سأنتظرك بسيارتي عند العاشره‪..‬‬ ‫إبتسم ُمظهرا ً ناب ّ‬
‫بعدها تفاداها وخرج فإبتسمت في حين تنهد الرجل البدين وعلق‪ :‬أحس ُد إدريان على عالقته‬
‫مع فتا ٍة جميل ٍة مثلك يا كاتي‪..‬‬
‫إختفت إبتسامتها فورا ً ونظرت إليه بهدوء ولكن بعينين تشُعان حدةً وغضبا ً‪..‬‬
‫إرتعش ُمتفاجئا ً من نظرتها هذه ولم يعلم ماذا يفعل فهو ال يضن بأنه أخطأ بكلم ٍة واحده‪..‬‬
‫إستدارت بعدها خرجت وصفقت الباب خلفها بقو ٍة تُناقض مظهرها الهادئ والرقيق‪..‬‬
‫ي تحذير إدريان من التعمق بعالقته مع هذه‬ ‫بلع ريقه وهمس‪ :‬هل قُلتُ ما يُغضبها ‪..‬؟! وااه عل ّ‬
‫ال ُمضطربة الشخصيه!‪..‬‬
‫سحقا ً لها ‪ !..‬كيف لها أن تكون بهذا الجمال حتى وهي غاضبه ‪..‬؟!‬ ‫إبتسم بعدها وهمس‪ُ :‬‬

‫أخرج إدريان هاتفه وتوقف في ُمنتصف الممر الواسع والذي يُطل عن يساره على جدار‬
‫ُزجاجي كبير يُطل على المدينه‪..‬‬
‫أمال شفتيه ُمتعجبا ً من إتصالها فرد ُمجيباً‪ :‬أهالً إليان‪..‬‬
‫جاءه صوت أُخته التي تصغره بثالثة أعوام تقول‪ :‬إد ال تذهب الى منزل ماما لهذه الليله ‪..‬‬
‫أُريد اإلختالء فيه لوحدي‪..‬‬
‫رفع حاجبه وإبتسم ُمستفزاً‪ :‬هل تُعاني أُختي من صدم ٍة عاطفيه يا تُرى ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت وردت على إستفزازه قائله‪ :‬إنها أنا من تُصيب جميع الرجال بصدمات عاطفيه لذا هذا‬
‫ُمستحيل!‪..‬‬
‫ضحك إدريان وعلق قائالً‪ :‬أُحبك وأنتي تُجيبينني بهذا الشكل‪..‬‬
‫إبتسم بعدها وغمز قائالً‪ :‬إيلي حبيبتي ‪ ..‬هل تعرفين فتاةً بمثل شخصيتك كي أُواعدها ‪..‬؟!‬
‫تكف عن طلب ال ُمستحيل مني‬ ‫أجابته بنبر ٍة فيها بعض اإلستنكار قائله‪ :‬مثلي ‪..‬؟!! إد لما ال ُ‬
‫‪ !!..‬أنا لستُ بساحر ٍة كما تعلم!‪..‬‬
‫ت كذلك‪..‬‬‫ضحك قائالً‪ :‬صدقيني أن ِ‬
‫إليان‪ :‬وعلى أية حال أال تم ُل من عالقاتك الكثيره ‪..‬؟! كيف لك أن تمتلك ذاكرةً لتحفظ جميع‬
‫سدك‪..‬‬ ‫الفتيات هكذا ‪..‬؟! أح ُ‬
‫ي أال أجعل وسامتي تضي ُع هبائا ً‪..‬‬ ‫إبتسم يقول‪ :‬عل ّ‬
‫تنهدت قائله‪ :‬أنواعك من الشباب هم آخر نوع أُفكر باإلرتباط به ‪ ..‬على أية حال كما أخبرتُك‬
‫‪ ..‬ال تأتي هذه الليله الى المنزل‪..‬‬
‫وأغلقت بعدها الهاتف فتنهد ونظر الى شاشة هاتفه يقول‪ :‬كعادتها وقحه ‪ ..‬هههههه أُحبها‬
‫وهي كذلك‪..‬‬
‫وضع الهاتف في جيبه وأكمل طريقه ولكنه توقف قليالً وقال‪ :‬صحيح ‪ ..‬إيلي ال تعرف بعد‬
‫بأمر الفتاة التي تقطن في منزل والدتي!‪..‬‬
‫إبتسم بعدها وهمس‪ :‬يااه يالها من خساره ‪ ..‬سيفوتني العرض ال ُمبهر الذي ستفعلُه صغيرتي‬
‫إيلي‪..‬‬

‫***‬

‫‪6:40 Pm‬‬

‫في إحدى مراكز الشُرطه ال ُمنتشره في الدوله‪..‬‬


‫مركز يُعد من المراكز الكبيره والرئيسيه‪..‬‬
‫إنكبّت هذه الموظفة الجديده على عملها بكُل جهد وتركيز ‪ ..‬إنقطعت لفترة طويله عن العمل‬
‫بعد وفاة والدها بحادث لتجد نفسها بين ليل ٍة وضُحاها مسؤولةً عن رعاية أخويها الصغار‪..‬‬
‫إستقالت من عملها القديم حيث أنه يبعد كثيرا ً عن منزلها باإلضافة الى الراتب القليل ‪ ..‬وبعد‬
‫شهر من البحث عن عمل ُمناسب وجدت هذا أخيرا ً‪..‬‬
‫لذا هي ُمستعدة لفعل أي شيء كي تتجنب الخطأ الذي قد يُهدد وظيفتها الجميله هذه أو راتبها‬
‫الكبير هذا‪..‬‬
‫رفعت رأسها حالما أتاها رجل وإبتسمت تقول بشكل إعتادته في األيام القليلة الماضيه‪ :‬أهالً‬
‫الخدمة التي تُريدُها ‪..‬؟!‬
‫سيدي ‪ ..‬ما ِ‬
‫أجابها بنبرته التي تدل على هدوءه ورزانته‪ :‬جئتُ من أجل البالغ رقم‪Ac377590 ..‬‬
‫برشاق ٍة بدأت بالضغط على أزرار لوحة المفاتيح وهي تقول‪ :‬دقيقةٌ من فضلك‪..‬‬
‫ظهرت لها العديد من النوافذ وإختارت بعدها الملف المطلوب‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬صاحب البالغ الذي أُرسل قبل سبعة عشر يوما ً بخصوص فتاة تبدو في‬
‫العشرين من عُمرها أو أقل أُصيبت بحادث سيارة على شارع مالي في قطاعه التاسع وعلى‬
‫إثره أُصبت بفقدان للذاكره وال توجد أي أوراق ثبوتيه قد تقود الى هويتها صحيح ‪..‬؟!‬
‫هز رأسه فقالت له بإبتسامتها الودوده‪ :‬حسنا ً ما األمر الذي تُريده بشأن بالغك هذا ‪..‬؟!‬
‫أجابها‪ :‬قومي بإلغائه‪..‬‬
‫إختفت إبتسامتها وعقدت حاجبها تقول‪ :‬وما السبب سيدي ‪..‬؟! فكما أرى في الحاسوب فال‬
‫أحد حتى اآلن قد تجاوب مع البالغ وأدلى بمعلومات ُمفيده‪..‬‬
‫الرجل بهدوء‪ :‬ال بأس فلقد إستعادت الفتاة ذاكرتها وتذكرت كُل شيء فلذا ال فائدة من البالغ‬
‫‪ ..‬الرجاء قومي بإلغائه وسحبه من على شبكات اإلنترنت وكأن هذا البالغ لم يكن فالفتاة لم‬
‫يُعجبها أمر إنتشار مواصفاتها وصورها بهذا الشكل‪..‬‬
‫هال أحظرت الفتاة كي نستطيع إغالق هذه القضية‬ ‫رمشت بعينيها قليالً بعدها قالت‪ :‬ال بأس ّ‬
‫على نحو قانوني ُمتكامل و‪..‬‬
‫قاطعها‪ :‬ال داعي لذلك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها بعدها أظهرت بعض الصرامه وهي تقول‪ :‬أعتذر سيدي فهذه اإلجراءات البد‬
‫منها ويُمكنك الذهاب ُمباشرةً الى القسم ال ُمختص بقضايا الفقدان هذه وسترى بأنه ال يُمكنك‬
‫بتاتا ً سحبها دون إنهاء ملف القضية كامالً‪..‬‬
‫نظر الرجل إليها لفتره بعدها أخرج بطاقة عمله ووضعها على المكتب‪..‬‬
‫تلعثمت حالما رأت المكان الذي ينتمي إليه ومركزه فيها فمطت شفتيها وبدأ التوتر يسود على‬
‫مالمحها‪..‬‬
‫سلطه‪" ..‬‬‫سحقا ً ألصحاب ال ُ‬ ‫عضت على شفتيها وهمست بداخلها‪ُ " :‬‬
‫إبتسمت له تقول‪ :‬كما تُريد سيدي ‪ ..‬خالل ثالثة أيام سينتهي األمر‪..‬‬
‫أعاد البطاقة يقول بهدوء‪ :‬سآتي بعد يومان وأريد أن أجده قد إنتهى‪..‬‬
‫وبعدها غادر تحت أنظارها الغاضبه‪..‬‬
‫شخص بمركزه فهي ال تُريد خسارة وظيفتها‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال يُمكنها فعل شيء ‪ !..‬ال تريد الوقوف أمال‬
‫أخفت إنزعاجها ورسمت إبتسامتها الروتينيه وهي تستقبل العميل التالي‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:30 pm‬‬

‫أخذت نفسا ً عميقا ً وألقت بظهرها على السرير بعد التعب الذي تعبته لهذا اليوم‪..‬‬
‫أنهت لتوها ترتيب جميع الحاجيات التي إشترتها في الخزانه ‪ ..‬لقد أخذ هذا منها ما يُقارب‬
‫الساعه!‪..‬‬
‫واآلن في زاوية الغُرفه العديد من الكراتين واألكياس التي أفرغتها من كُل شيء‪..‬‬
‫تشعر بأن كُل ما تُريده اآلن هو العشاء الساخن وقسط كبير من النوم‪..‬‬
‫جلست بعدها قامت وذهبت الى النافذه‪..‬‬
‫إتكأت على شُرفتها تتأمل كعادتها فالعشاء الذي تنتظره لن يخرج اآلن‪..‬‬
‫في اليومين الماضيه خرج الساعة العاشره ‪ ..‬لذا تضن بأن هذا هو النظام ال ُمعتمد لهذا‬
‫المنزل‪..‬‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬هل سآكل وحدي ُمجددا ً ‪..‬؟! لقد أصبح األمر ُممالً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تنظر الى المنزل ال ُمجاور ‪ ..‬إنه ذلك الفتى ُمجددا ً‪..‬‬
‫ت ُمتأخر للغايه ‪..‬؟!‬‫مابه ‪..‬؟! لما تراه في كُل ليلة يقف هكذا لوق ٍ‬
‫قررت هذه المره ُمحاولة التحدث إليه‪..‬‬
‫رفعت صوتها تقول‪ :‬هيه أيها الصبي ُهناك!!‪..‬‬
‫رأته يرفع رأسه بعدما كان ينظر الى األرض وبدأ باإللتفات يُمنةً ويُسره‪..‬‬
‫حالما وقعت عيناه عليها لوحت له بيديها لتؤكد له بأنها هي من نادت عليه قبل لحضات‪..‬‬
‫تقدم قليالً بعدها إنحنى ليلتقط شيئا ً من األرض‪..‬‬
‫صدمت بعدها عندما رأته يرميها بقوه الى جهتها فإبتعدت فورا ً لتستقر هذه‬ ‫عقدت حاجبها ثُم ُ‬
‫الصخرة في وسط الغرفه‪..‬‬
‫أهو جاد!!‪..‬‬
‫ياله من وقح!‪..‬‬
‫فتى وقح ‪ !!..‬كيف لك أن تُعامل جيرانك بهذه الطريقه بعيدا ً‬ ‫عاودت النظر إليه تقول بغضب‪ً :‬‬
‫عن كوني أكبر منك أيضا ً ‪..‬؟! أال تعرف اإلحترام ‪..‬؟!‬
‫دُهشت وإبتعدت فورا ً عندما رأته ينحني الى األرض ُمجددا ً‪..‬‬
‫إنه مجنون حقا ً!‪..‬‬
‫أطفال هذه األيام ُمتمردون ويفتقرون الى األدب واإلحترام‪..‬‬
‫تقدمت ُخلسه الى النافذه وعندما أطلّت منها لم ترى سوى صخرة تتقدم منها بسرعة كبيره‪..‬‬
‫صرخت وجلست فورا ً لتحمي رأسها وبالكاد إحتكت الصخرة بفروة رأسها قبل أن تستقر‬
‫بجانب أُختها‪..‬‬
‫رفعت يديها تُمسك رأسها فلقد آلمها هذا حقا ً‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ !..‬لقد أغضبها كثيرا ً ‪ ..‬كثيرا ً للغايه‪..‬‬
‫ُ‬
‫لكنها تخشى اإلنفجار في وجهه لتجد وقتها صخرة تستقر بوجهها الجميل‪..‬‬
‫الزجاج فوجدته ينظر الى جهتها‬ ‫مدت يدها وأغلقت النافذه بعدها وقفت ونظرت إليه من خلف ُ‬
‫لثواني قبل أن يلتفت ويُغادر المكان بر ّمته‪..‬‬
‫أمالت شفتيها وهمست‪ :‬وقح ‪ ....‬ولكن ما خطبه بالضبط ‪..‬؟!‬
‫إلتفتت وخرجت من الغرفه ‪ ..‬لو بقيت أكثر قد يغلبها التعب والنُعاس ويفوتها طعام العشاء‪..‬‬

‫نزلت الى الطابق األرضي وتمشّت فيه ُمتعجبةً من إغالقهم ل ُمعظم األنوار‪..‬‬
‫لم يفعلوها من قبل فهل ُهناك سبب ‪..‬؟!‬
‫وص َل الى مسامعها صوت موسيقى عا ٍل بعض الشيء مع بعض الحوارات ‪ ..‬يبدو بأنه صوت‬
‫التلفاز‪..‬‬
‫ولكن لما هو ُمرتفع الى هذا الحد ‪..‬؟!‬
‫عقدت حاجبها وهمست لنفسها‪ :‬بالتفكير في األمر فأنا لم أُشاهد التلفاز منذُ أن أتيت ‪ ..‬غريب‬
‫لما لم أُفكر بإشغال نفسي به ‪..‬؟!‬
‫إتجهت الى مصدر الصوت حتى وجدت باب مفتوحا ً بعض الشيء يؤدي الى حجر ٍة كبيره‬
‫أُعدت خصيصا ً للتلفاز والذي كان كبيرا ً للغايه‪..‬‬
‫وتحته العديد من األجهزه الـ ‪DVD‬وغيرها والعديد أيضا ً من األقراص المصفوفة بعنايه‬
‫باألرفف تحت هذه الشاشه العمالقه والتي كانت وحدها ال ُمضيئه في هذه الغرفة الشديدة‬
‫ظلمه‪..‬‬‫ال ُ‬
‫من الواضح بأنه أُعد كسينما أو شيء من هذا القبيل‪..‬‬
‫نظرت الى الشاشه حيث كان فيلما ً تُركيا ً يُعرض فيه ومن الواضح بأنه رومانسي‪..‬‬
‫إلتفتت الى األريكة التي تُقابل التلفاز فرأت فتاةً تجلس عليه وهي تض ُم ُركبتيها الى صدرها‬
‫وأمامها على الطاوله العديد من األطعمه الترفيهيه‪..‬‬
‫من هذه ‪..‬؟! هل هي إبنة جينيفر ‪..‬؟!‬
‫نعم البد من ذلك فهي تتصرف وكأنه بيتها لذا يستحيل أن تكون ضيفة مثالً!‪..‬‬
‫هل تدخل وتُلقي التحية عليها ‪..‬؟!‬
‫ولكن تخشى أن يُزعجها هذا فهي حتى اآلن ال تعرف ما نوع شخصية هذه الفتاة‪..‬‬
‫قد تكون فتاةً نزقه ُمزعجه ومغروره ‪ ..‬لذا الدخول وإلقاء التحية لن يُسعدها بتاتا ً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما إنحنت الفتاة وإلتقطت جهاز التحكم من جانب عبوة مشروبها الغازي‬
‫وبعدها أغلقت الشاشه‪..‬‬
‫وبدون ذرة تردد رمت جهاز التحكم بكُل إنزعاج بإتجاه الجدار ليسقط ُمحطما ً بعدما إصطدم به‬
‫‪..‬‬
‫ساد الظالم بالغرفة ما عدا الضوء القليل الذي يدخل من الباب الغرفة التي تقف على أعتابها‬
‫والذي رسم ظالً طويالً إمتد حتى وصل الى مرأى الفتاة‪..‬‬
‫عقدت الفتاة حاجبها وإلتفتت تنظر الى الباب لترى من هذا الوقح الذي يتجرأ على ُمراقبتها‬
‫بالشكل هذا!‪..‬‬
‫ت!!!‪..‬‬
‫شدت على أسنانها وصرخت عليها تقول‪ :‬أن ِ‬
‫جفُلت آليس للحضه بعدها قالت‪ :‬ماذا ‪..‬؟!‬
‫أنزلت الفتاة ‪-‬والتي لم تكن سوى إليان‪ -‬رجليها الى األرض بعدها وقفت وتقدمت منها‪..‬‬
‫ضغطت على زر اإلناره والذي كان بجوار الباب ُمباشرةً فأُضيئت الغرفه بكاملها‪..‬‬
‫ضاقت عيناها تنظر الى هذه الفتاة ال ُمتطلفه وقالت بشيء من اإلزدراء‪ :‬من الذي أخبرك بأنه‬
‫لديك الحق في التنصت على مرؤوسيك ‪..‬؟!‬
‫عقدت آليس حاجبها فهي ال تعلم عما تتحدث هذه الفتاة‪..‬‬
‫لكنها على أية حال أجابتها قائله‪ :‬لم أقصد التنصت ‪ ..‬أردتُ الدخول لتقديم التحيه فهذه المرة‬
‫ت هي إبنة جينيفر صحيح ‪..‬؟!‬ ‫األولى التي أُقابلك بها ‪ ..‬فأن ِ‬
‫إتسعت عينا إليان تقول‪ :‬جينيفر ‪ !!..‬كيف لك أن تنطقي إسمها هكذا ‪..‬؟!‬
‫تداركت آليس الموضوع فالفتاة ُمحقه ‪ ..‬مهما كانت تبدو صغيرة في السن فهي في عمر‬
‫والديها وعليها إحترامها‪..‬‬
‫فقالت ُمعتذره‪ :‬آسفه لقد كانت زلّه‪..‬‬
‫تركت إليان التعليق على الموضوع وهي تُنزل نظرها ُمندهشه الى مالبسها حيث ذلك البنطال‬
‫الرمادي والقميص األبيض واللذان نسيت آليس تبديلهما الى مالبس أكثر راحه‪..‬‬ ‫ّ‬
‫عاودت النظر الى وجه آليس تقول بشيء من اإلستنكار‪ :‬إنها مالبسي فكيف لوضيع ٍة مثلك‬
‫إرتدائها ‪..‬؟!‬
‫لم يرق آلليس كلمة وضيعه هذه ولكن ترى أنه من حقها التعليق على األمر فالمالبس‬
‫مالبسها في النهايه‪..‬‬
‫آليس‪ :‬سأُبدلُها حاالً‪..‬‬
‫ظهر اإلشمئزاز على وجه إليان تقول‪ :‬بل إرميها فأنا قطعا ً لن أُعاود إرتدائها ‪ ..‬أصبحت‬
‫ُمقرفه!‪..‬‬
‫ت من ستخسرين في النهايه!‪..‬‬ ‫تنهدت آليس وقالت‪ :‬سأفعل ولكن أن ِ‬
‫إلتفتت لتذهب فمطت إليان على شفتيها قبل أن تقول‪ :‬توقفي‪..‬‬
‫تنهدت آليس ُمجددا ً بعدها عاودت اإللتفاف الى جهتها فسألتها إليان بإستحقار‪ :‬ما إس ُمك ‪..‬؟!‬
‫أجابتها‪ :‬آليس‪..‬‬
‫ت أوقح مما‬ ‫سأطلب من والدتي طردك فأن ِ‬ ‫ُ‬ ‫إليان‪ :‬حسنا ً آليس ‪ ..‬أعيدي توظيب أغراضك ‪..‬‬
‫يجب ‪ ..‬الشارع يُناسبك أكثر‪..‬‬
‫بقيت آليس تنظر إليها لفتره بعدها تقدمت لخطوه تقول‪ :‬هيه ‪ ..‬عزيزتي‪..‬‬
‫وقبل أن ترد إليان إبتسمت آليس بإبتسامه شديدة الغرابه وهمست ُمكمله بنبرة هادئه و ُمخيفه‬
‫بعض الشيء‪ :‬أتحداك أن تطرديني‪..‬‬
‫إتسعت عينا إليان من كالمها الغير ُمتوقع وتصرفاتها الـ‪ ...‬ال تعلم ماهي بالضبط!‪..‬‬
‫ولكن بحق ‪ ...‬ال تُنكر بأنها ولّدت بداخلها بعض الخوف فالنبرة هذه أشبه بنبرة قتله أو‬
‫ُمجرمين وليس خدم!‪..‬‬
‫قطع هذا الجو المشحون بعدة مشاعر صوت شاب يقول ب ُمنتهى الهدوء‪ :‬ماذا يعني هذا ‪..‬؟!‬
‫إلتفتت إليان الى ناحية الصوت في حين جفُلت آليس وإلتفتت الى الخلف فورا ً‪..‬‬
‫وقبل أن تُميز هذا الشخص إلتفتت مندهشه من دفع إليان لها من عند عتبة الباب وبعدها‬
‫دخولها الى الغرفه وإغالق الباب على نفسها‪..‬‬
‫ما بها ‪..‬؟! لما تُخفي نفسها هكذا ‪..‬؟!‬
‫بصرها عليه هو تلكما العينان‬ ‫ُ‬ ‫عاودت اإللتفات الى صاحب الصوت فكان أول ما وقعت‬
‫الحادتين ال ُمرعبتين ذات اللون الرصاصي الصافي‪..‬‬
‫من هذا ‪..‬؟! إنها تراه ألول مره!‪..‬‬
‫عادت خطوه الى الخلف لكي تستطيع وضع مسافة آمنه بينهما فهي بحق ال تعلم لما راودها‬
‫شعور الخوف منه‪..‬‬
‫بلعت ريقها فهذا على ما تضن هو اإلبن األكبر لهذه العائله صحيح ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت بود وقالت بصوت لم تستطع إخفاء التوتر فيه‪ :‬مرحبا‪..‬‬
‫مصوب نحو الباب ال ُمغلق وال كأنها ألقت التحية عليه‬ ‫ٌ‬ ‫شعرت ببعض اإلنزعاج وهي ترى نظره‬
‫منذ ثواني‪..‬‬
‫إختفى اإلنزعاج فورا ً عندما عاودت تلك النظرة الحاده ال ُمخيفه النظر إليها ففتحت فمها ُمجددا ً‬
‫فربما لم يسمعها‪..‬‬ ‫لتُلقي التحية ُ‬
‫لكنه قاطع هذا يقول بنبرته الهادئه‪ :‬لم تُجيبيني ‪..‬؟!‬
‫شدت على أسنانها بشيء من اإلنزعاج الداخلي‪..‬‬
‫لما هذا ‪..‬؟!! لما تشعر بكُل هذا الضغط والرهبه ‪..‬؟!!‬
‫ما سبب هذا الشعور الذي يجعلها خائفه و ُمثيره للشفقه ‪..‬؟!‬
‫ثُم ماذا يعني بـ"لم تُجيبيني" ‪..‬؟!‬
‫دُهشت عندما تذكرت سؤاله‪..‬‬
‫صدمت عندما إستوعبت بإنه بالتأكيد سمع آخر ُجمل ٍة قالتها إلليان لهذا يسأل!‪..‬‬ ‫و ُ‬
‫كيف تُجيبه ‪..‬؟! ال تملك أي إجابه‪..‬‬
‫ماذا تفعل ‪..‬؟!‬
‫إلتفتت وغادرت المكان دون أن تنطق بشيء‪..‬‬
‫أقفلت الباب خلفها عندما دخلت الى الغُرفه بعدها تقدمت وجلست على السرير بهدوء‪..‬‬
‫بقيت تنظر الى األرض بهدوء قبل أن تظهر كُل عالمات اإلحباط على وجهها وترمي بظهرها‬
‫على السرير تنظر الى السقف بكُل ندم‪..‬‬
‫فتحت فمها تقول‪ :‬كيف لي أن أتصرف هكذا ‪ !!!..‬كيف لي أن أقول مثل ذلك الكالم األحمق‬
‫‪..‬؟!! "أتحداك أن تطرديني" ‪ !!..‬آخخخخ ليتني ُمت قبل أن أنطقها‪..‬‬
‫غطت وجهها بيدها ُمكمله‪ :‬أشعر بإحراج شديد ‪ !!..‬ما نوع هذه الثقة الحمقاء التي ظهرت‬
‫فجأه ‪ !!..‬حتى ولو كانت جينيفر لطيفه معي هذا ال يعني بأن أُظهرها كبلهاء عندما أتحدى‬
‫إبنتها بأنها لن تستطيع أن تجعل والدتها تتخلى عني ‪ !!..‬يالها من ثقه ُمقيته ‪ !..‬فيما كان‬
‫عقلي يُفكر ‪..‬؟! كيف تجرأتُ وقُلتها ‪..‬؟!! ال أفهم أبدا ً!!!‪..‬‬
‫رمت بيديها على السرير وشعرت بأنها ستبكي وهي تقول‪ :‬وما زاد األمر إحراجا ً هو أن اإلبن‬
‫األكبر سمع ُجملتي الواثقه الحمقاء تلك ‪ !!..‬عندما يصل هذا الموقف الى جينيفر فسأخسر‬
‫صورتي الرائعه واللطيفه أمامها ‪ !..‬سأبدو كفتا ٍة إستغالليه وقحه ‪ !..‬سترميني من النافذه‬
‫حتما ً!!!‪..‬‬
‫عقدت حاجبها قليالً بعدها قالت‪ :‬أو ُربما لن تفعل فهي تُدين لي بالكثير ‪ ..‬ولكن سأخسر الثقة‬
‫اللطيفه ال ُمتبادله بيني وبينها‪..‬‬
‫صمتت لفتره بعدها جلست تقول بشيء من اإلنزعاج‪ :‬لحضه ‪ !..‬إذا كان هذا هو ولدها الكبير‬
‫‪ ..‬أال يعني بأنه هو من تسبب بالحادث لي ‪..‬؟! هذا يعني بأنه من جعلني أخسر ذاكرتي‬
‫وعائلتي وحياتي السابقه أيضا ً!!‪..‬‬
‫مطت على شفتيها وقالت‪ :‬هو يدين لي بإعتذار ومع هذا لم يفعل ‪ !..‬بل على العكس تماما ً ‪!..‬‬
‫ياله من وقح كأُخته تماما ً‪..‬‬
‫إختفى إنزعاجها تدريجيا ً وبعدها قالت‪ :‬لكن لما أخته دخلت الغرفه وأغلقت على نفسها الباب‬
‫حالما رأته ‪..‬؟! ما السبب ‪..‬؟! أهي خائفه منه ‪ !..‬أو ُربما غاضبه وال ت ُريد رؤية وجهه ‪ !..‬أو‬
‫‪ ...‬حدث أمر ما يجعلها تتجنبه وال تُريد رؤيته‪..‬‬
‫بدأ هذا األمر يشغل تفكيرها لفترة ليست بالطويله قبل أن يُطرق الباب وتُناديها الخادمه الى‬
‫تناول العشاء‪..‬‬
‫في تلك اللحضه ترددت وبعدها طلبت أن تُحظر العشاء الى غرفتها‪..‬‬
‫فلسبب ما ‪ ...‬هي ال ت ُريد رؤية أي منهما ُمصادفة على نفس الطاوله‪..‬‬

‫***‬

‫‪21 Desember‬‬
‫‪7:20 am‬‬

‫الحظ وبوضوح وقوفهما منذ فتره بالقرب من الباب‪..‬‬


‫إتخذ وضعية ال ُمعلم المشغول ب ُمراجعة درسه قبل إلقائه على ُ‬
‫طالبه اللذين ستبدأ ُمحاضرتهم‬
‫بعد عشر دقائق‪..‬‬
‫وفي الوقت ذاته لم يفت عن باله أن يصنع تلك التعابير التي تجذب الفتاة بكُل تأكيد‪..‬‬
‫فتارةً يبتسم إبتسامته الفاتنه ُمتظاهرا ً بأنه أنجز ملخصه‪..‬‬
‫وتارةٌ أُخرى يسترخي ويُزفر ببطئ ُمظهرا ً وجها ً مليئا ً بالملل‪..‬‬
‫وتارةً يُخلخل أصابعه في شعره البُني يُرجعه الى الخلف تاركا ً بعض ال ُخصل تتمرد ساقطةً على‬
‫وجهه‪..‬‬
‫تصرفات خبير في فن جذب الفتيات‪..‬‬
‫كان يفعلها قديما ً عندما كان طالبا ً في الثانويه والجامعه حتى تحول األمر لعادة وأصبح يفعلها‬
‫دون إدراك منه حتى‪..‬‬
‫رفع رأسه عندما تقدمتا الفتاتان ووقفتا أمام مكتبه فإبتسم لهما بلطف يقول‪ :‬أهالً إيما وسارا‬
‫‪..‬‬
‫إيما بدهشه‪ :‬تتذكر أسمائنا ‪..‬؟!!‬
‫طالبي بسهوله!‪..‬‬ ‫ضحك وقال‪ :‬طبعا ً فلقد درستكما السنة الماضيه وأنا ال أنسى أسماء ُ‬
‫درسنا ُمجددا ً ‪ُ !!..‬هناك مادةً في جدولي تصلُح ألنه تدرسنا فيها‬ ‫سارا بحماس‪ :‬أُستاذ آندرو ّ‬
‫ألنها تتبع لتخصصك ‪ !..‬أال يُمكنك فعلها ‪..‬؟!‬
‫إيما‪ :‬أرجوك أُستاذ فلقد إعتدنا عليك ‪ ..‬ال أتخيل نفسي أمضي سنتي الجامعيه دون أن‬
‫تُدرسني ‪ !..‬إنها مضيعه‪..‬‬
‫ضحك آندرو قبل أن يقول‪ :‬أخشى أن األمر صعب ‪ ..‬ليس من البساطه أن أُدرس أي ماده حتى‬
‫آسف لجعلكما تعودان خائبتين‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫لو كانت ُمدرجة تحت تخصصي ‪..‬‬
‫ظهر اإلحباط على وجههما حتى إبتسمت سارا تقول‪ :‬أجل قُلتَ لنا صعب ‪ ..‬وهذا يعني بأنه‬
‫ليس ُمستحيل ‪ ..‬إتفقنا هههههه‪..‬‬
‫دُهش بعدها إبتسم يقول‪ :‬لكن مع هذا‪....‬‬
‫قاطعته إيما‪ :‬حسنا ً حسنا ً نحن ننتظر بشغف دخولك علينا تقول بمرحك ال ُمعتاد "مرحبا ً بأحباء‬
‫األُستاذ الرائع آندرو‪" ..‬‬
‫بعدها غادرتا ضاحكتين فتنهد وإبتسم بعدها لفتره قبل أن توقظه من شروده الدكتورة والتي‬
‫كانت بالخمسين تقول‪ُ :‬محاضرتُك يا آندرو‪..‬‬
‫نظر إليها بعدها ضحك وقال‪ :‬شُكرا ً جينا ‪ ..‬أنا أُحبك بحق‪..‬‬
‫حمل كتابه ودفتر ُمالحضاته وغادر المكتب فتنهدت جينا تقول‪ :‬أتمنى أن أراه لمرة يذهب الى‬
‫ُمحاضراته دون أن نُخبره بموعدها‪..‬‬
‫ضحك الرجل األربعيني يقول‪ :‬ال تُبالغين لقد حدث وأن رأيتُه يذهب إليها دون أن يُذكّره أحد‪..‬‬
‫جينا ببرود وهي تعود لكتابة ُمالحظاتها‪ :‬نعم حدث كثيرا ً ‪ ..‬ولكن كُلها كانت بعد أن مر تقريبا ً‬
‫أكثر من عشر دقائق على بدايتها‪..‬‬
‫سمعتك ولكن فشلت!‪..‬‬ ‫ضحك الرجل وقال ُمخاطبا ً نفسه‪ :‬إعذرني آندرو حاولتُ أن أُحسن من ُ‬

‫في طريقه الى ُمحاظرته إبتسم عندما الحظها تمشي بشيء من الشرود‪..‬‬
‫كم مر ‪..‬؟! نعم ثالثة أشهر‪..‬‬
‫مر ثالثة أشهر لم يُقابلها وال لمره‪..‬‬
‫ود أن يذهب ليُلقي التحية ولكنه يعرف كم تكره هي ذلك‪..‬‬
‫غرورها ووقاحتها ونرجسيتها إال أنها متفوقه للغايه‪..‬‬ ‫إنها على الرغم من ُ‬
‫من يرى تصرفاتها وإغترارها في نفسها لن يُصدق بأن أكثر ما تهتم إليه في أيام دراستها هو‬
‫مستواها‪..‬‬
‫ومن يرى تجمع الفتيان حولها وإعترافاتهم التي ترفضها واحدا ً تلو اآلخر لن يُصدق بأنها قد‬
‫تدخل بنوبة إكتئاب لو نقصت درجةً واحده في إمتحان ما‪..‬‬
‫من في هذه الجامعة ال يعرف إليان إلكسندر ‪ ..‬الحائزة العام الماضي المركز الثاني على‬
‫طالب ُهنا!‪..‬‬ ‫ُمستوى ال ُ‬
‫إنها فتاةٌ ُمدهشه ‪ ..‬يحترمها حقا ً على الرغم من سوء لسانها وقباحة إسلوبها الفظ‪..‬‬
‫لكنه إعتاد عليها منذ سنوات لذا إستفزازها الوقح يبدو بالنسبة له كنوع من ال ُمجادالت‬
‫الطفوليه ال ُممتعه‪..‬‬
‫يصدر منها مهما كان ‪ ..‬لكنه لن‬
‫ُ‬ ‫لذا حتى لو ذهب ليُلقي التحية لن ينزعج بتاتا ً من أي تصرف‬
‫يذهب ‪ ..‬فهو بحق يحترمها ويحترم ما تُريده‪..‬‬
‫قالت له بوضوح السنة الماضيه ال تُحاول اإلحتكاك فأنا ال أُريد أن تسوء سمعتي بسبب‬
‫معرفتي بشخص مثلك!‪..‬‬
‫كلمات قاسيه ‪ ..‬لكنها كانت حقيقيه‪..‬‬
‫وهو ‪ ...‬لم ينزعج البته‪..‬‬
‫تقدم وتجاوزها بهدوء وبرود دون أن ينظر إليها‪..‬‬
‫وكأنها بحق ‪ ..‬طالبةٌ عاديه تماما ً!‪..‬‬

‫حالما إبتعد إلتفتت بهدوء الى المكان الذي ذهب إليه قبل أن تُتمتم من بين شفتيها هامسه‪:‬‬
‫سحقا ً!!‪..‬‬
‫ُ‬
‫جائتها صديقتُها ذات البشر ٍة البرونزيه وهي تلف شعرها األسود المصبوغ ببعض الخصل‬
‫الزرقاء كُله بإتقان فوق الى جهة اليسار وتُزينه بشريط ٍة بيضاء طفوليه‪..‬‬
‫تشبثت صديقتُها بذراعها تقول‪ :‬إيلي صباح الخير‪..‬‬
‫ظهر الملل على إليان قبل أن تقول‪ :‬جيسي متى ستعتادين الحضور ُمبكرا ً ‪..‬؟!! مللتُ من‬
‫إنتظارك كُل يوم!‪..‬‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫عبست جيسيكا تقول‪ :‬هل ستتخلين عني وتبحثين عن صديقه أخرى ‪..‬؟!‬
‫حررت إليان ذراعها من يدي جيسيكا وعاودت إمساك دفتر ُمالحظاتها الكبير الذي كان حجمه‬
‫أكبر من أن يدخل بحقيبتها مع بقية الكُتب والدفاتر‪..‬‬
‫تقدمت بالمشي تقول‪ :‬صدقيني سيحدث هذا‪..‬‬
‫ضحكت جيسيكا ومشيت بجانبها تقول وكأنها تمشي على إيقاع إحدى النغمات‪ :‬لـن‬
‫تـسـتـطـيـعـي‪~ ..‬‬
‫تنهدت إليان ولم تُعلق‪..‬‬
‫إبتسمت جيسيكا وقالت‪ :‬إيلي هل اإلشاعات صحيحه ‪..‬؟!‬
‫عقدت إليان حاجبها تقول‪ :‬أية إشاعات ‪..‬؟!‬
‫همست ُمجيبه‪ :‬بأن إدريان وكاتالين يملكان عالقةً عاطفيه‪..‬‬
‫زفرت إليان بملل تقول‪ :‬من الصعب أن تكون أخا ً لشخص مشهور بمجال فني‪..‬‬
‫نظرت إليها وقالت‪ :‬غير صحيح هذا الكالم ‪ ..‬أخي أعرفه جيدا ً ‪ ..‬نحنُ دائما ً معنا ُمنذُ أن كُنا‬
‫صغارا ً ‪ ..‬صحيح لم يعد يفص ُح لي عن أسراره كما كان يفعل قديما إال أني أحفظه جيدا ً ‪ ..‬هو‬
‫يستحيل أن يكون يُحبها حقا ً‪..‬‬
‫أخرجت جيسيكا هاتفها والذي كان يُطبع على غالفه صورةً جذابه إلدريان ‪ ..‬قلّبت فيه بعدها‬
‫أرت إليان الصوره وهي تقول‪ :‬أنظري ‪ ..‬إلتقطها أحد ال ُمعجبين باألمس ‪ ..‬صورة لهما وهما‬
‫غرف الحانات الخاصه ‪ !..‬لقد كانا لوحدهما في الغرفه ‪ ..‬األمر واضح‬ ‫يخرجان معا ً من إحدى ُ‬
‫‪..‬‬
‫أمالت إليان شفتيها وقالت‪ :‬فضيحة أُخرى ‪ !..‬أخي سيُسبب المرض ألمي ‪ ..‬أضنه سيُطرد من‬
‫عمله ‪ ..‬هو ال يتوب وال يتعلم ‪ ..‬يُحب المشاكل ‪ُ ..‬مزعج منذ أن كان ِطفالً‪..‬‬
‫قاطعتها جيسيكا بعدم رضى‪ :‬كُفي عن شتمه هكذا ‪ !!..‬لو كان أخي لما قُلتُ عنه كلمةٌ واحده‬
‫سيئه ‪ ..‬أُخت سيئه!!‪..‬‬
‫أرجعت هاتفها الى حقيبتها التي تلبسها بشكل عرضي من كتفها األيمن الى خصرها األيسر‬
‫تقول‪ :‬وعلى أية حال ال تقلقي فهذه الصورة ليست ُمنتشره سوى في موقعنا الخاص ‪ ..‬ولن‬
‫ينشرها أي عضو الى العامه فالكُل تهمه مصلحة إدريان ولن يفعلوا شيئا ً قد يتسبب في طرده‬
‫‪..‬‬
‫إليان بتعجب‪ :‬موقع خاص ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت جيسيكا هامسه‪ :‬موقع ل ُمعجبي ال ُمغني الصاعد إدريان‪..‬‬
‫رفعت إليان حاجبها بعدها توقفت وجلست على إحدى الكراسي في الحديقة الخارجيه للجامعه‬
‫فجلست جيسيكا بجانبها تقول‪ :‬على أية حال ما ردُك بعد هذه الصوره ‪..‬؟!‬
‫إليان‪ :‬ال أعلم ولكن ال أضنه يُحبها ‪ ..‬إنه شاب لعوب‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬وهل الشاب اللعوب ممنوع من أن يقع في ال ُحب ‪..‬؟!‬
‫بعدها أكملت بشيء من اإلحباط‪ :‬فكاتالين فتاة جذابه وجميله للغايه ‪ ..‬إنها تسحر حتى الفتيات‬
‫بجمالها فما بالُك بالفتيان ‪..‬؟! إدريان ليس ُمستثنى‪..‬‬
‫تنهدت وأخرجت مرآتها تنظر الى إنعكاس وجهها وهي تقول‪ :‬حتى إني صبغتُ ُخصالت‬
‫شعري باللون األزرق ألُشابه كاتالين ولو قليالً فربما أجذب نظر أخاك لكنه عندما رآني معك‬
‫لمره لم يُعلق بتاتا ً‪..‬‬
‫إليان بملل‪ :‬وكم مر ٍة أخبرتُك بأن تنسي هذا ‪ !..‬أنا بنفسي لو لم يبقى في العالم كُله سوى‬
‫شاب مثل شخصية وتفكير أخي لن أُفكر باإلرتباط منه أبدا ً‪..‬‬
‫إبتسمت جيسيكا تقول‪ :‬لكنه وسيم ماذا أفعل‪..‬‬
‫وأكملت بدراما‪ :‬أنا واقعةٌ بحبه حتى الموت‪..‬‬
‫فتحت إليان دفتر ُمالحضاتها تقول‪ :‬أرى بأن أستذكر درس البارحه أفضل‪..‬‬
‫عبست جيسيكا تقول‪ :‬بلهاء‪..‬‬
‫طالب بملل وهي تُحرك العلك في فمها بكُل براعه‪..‬‬ ‫بعدها نظرت الى ال ُ‬

‫***‬

‫‪1:40 pm‬‬
‫بخطى ثابته‪..‬‬
‫ً‬ ‫ترجلت من سيارتها الفارهه ُمغلقة الباب خلفها وتوجهت الى باب هذا المنزل‬
‫منزل واسع وضخم ‪ ..‬فلتها تلك ال تُقارن حقا ً بحجم هذا المنزل‪..‬‬
‫يبدو قديما ً وفي نفس الوقت ال‪..‬‬
‫بُني قبل ما يُقارب المائتا عام ولكن التجديد ال ُمستمر له جعله منزل فريد من نوعه حيث جمع‬
‫بين أصالة األبنية القديمه وجمالية األبنية ال ُمعاصره‪..‬‬
‫اللون البُني بدرجاته أعطى المنزل مظهر القوي وكأن هذا ينعكس على شخصية مالكيه‪..‬‬
‫بل إن تاريخ هؤالء المالكين كان حقا ً كافيا ً‪..‬‬

‫ما إن دخلت من الباب حتى خلعت نظارتها الشمسيه ووضعتها بحقيبتها الكبيره وهي تتلفت‬
‫يُمنةً ويُسره‪..‬‬
‫خلخلت يدها بشعرها الغجري األشقر وتبدو حقا ً في عجل ٍة من أمرها‪..‬‬
‫توقفت في ُمنتصف هذا الدهليز الواسع وأخرجت هاتفها النقال لترى أين هو اآلن‪..‬‬
‫من ال ُمفترض أنه ينتظرها ُهنا‪..‬‬
‫إقترب من خلفها صبي في الرابعة عشر من عُمره صاحب مظهر عنيد و ُمتهور بعض الشيء‬
‫‪..‬‬
‫نغزها بشك ٍل ُمفاجئ فإنتفضت للحضه جاعالً هذا حقيبتها تسقط من يدها‪..‬‬
‫أطلق ضحكةً عاليه ُمشاكسه فإلتفتت إليه وهي تحمل بعض تعابير اإلنزعاج‪..‬‬
‫إبتسم ووضع يديه في جيب بنطاله بإهمال يقول ببعض اإلستفزاز‪ :‬مرحبا ً بك أيتها العمة‬
‫الجميلة جينيفر‪..‬‬
‫إنحنت وإلتقطت حقيبتها تقول‪ :‬أين أخاك ‪..‬؟!‬
‫أمال رأسه يقول بإبتسامه‪ :‬لقد سقط في الهاويه‪..‬‬
‫تنهدت وعاودت إكمال إتصالها في حين قال لها الصبي بوجه يصطنع ال ُحزن‪ :‬ماذا ‪..‬؟! أال‬
‫تُصدقيني ‪..‬؟! هذا مؤلم‪..‬‬
‫الرغم من‬ ‫حالما أجابها الطرف اآلخر بادرته تقول‪ :‬أين أنت ‪..‬؟! لما ال أجدك في المنزل على ُ‬
‫مرور أكثر من نصف ساعه ‪..‬؟!‬
‫همس الصبي‪ :‬إنها ثُلث ساعه فحسب‪..‬‬
‫تجاهلت تعليقه وهي تسمع للطرف اآلخر بعدها قالت‪ :‬كان عليك إخباري إذا ً ‪ !..‬عمك سيغضب‬
‫كثيرا ً لو علم بذلك‪..‬‬
‫الصبي بإبتسامه‪ :‬ال تُخبريه وحينها لن يغضب‪..‬‬
‫تجاهلت كالمه ُمجددا ً وردت على الطرف اآلخر قائله‪ :‬إبقى مكانك ‪ ..‬أنا من سيأتي‪..‬‬
‫بعدها أغلقت الهاتف وإلتفتت لتُعاود الخروج‪..‬‬
‫مشي خلفها الصبي يقول‪ :‬عمتي الجميله ‪ ..‬أين تلك الفتاة التي صدمها ريكس بسيارته ‪..‬؟!‬
‫سمعتُ بأنك قررتي اإلعتناء بها الى أن تجد أهلها ‪ ..‬لما ال تجلبيها الى ُهنا ‪..‬؟! هذا هو منزل‬
‫العائله الرئيسي ‪ ..‬ال تحكريها بمنزلك ‪ ..‬أُريد رؤيتها ‪ ..‬أُريد أن أُصبح صديقا ً لها ‪ ..‬هيه‬
‫عمتي الفاتنه أجبيني‪..‬‬
‫توقفت أمام باب المنزل وأخرجت نظارتها الشمسيه‪..‬‬
‫إلتفتت الى الصبي وقالت بهدوء تام‪ :‬أنت آخر شخص أُفكر بجعلها تراك ‪ ..‬إنها فتاة بريئه ‪..‬‬
‫ال أُريد لها أن تتخبط في هاويتك‪..‬‬
‫بعدها إرتدت نظارتها وخرجت فإبتسم الصبي إبتسامة غريبه قبل أن يظه ََر ال ُحزن على وجهه‬
‫ويرفع صوته قائالً لها‪ :‬عمتي الجميله أنا ال أزال في الرابعة عشر ‪ !..‬كيف أمكنك قول هذا‬
‫الكالم لصبي صغير ‪..‬؟! ستُسببين لي عُقدة تُالزمني عندما أكبر!!‪..‬‬
‫فتحت باب سيارتها وركبتها وهي تهمس‪ :‬أنت من تُسبب العُقد لآلخرين‪..‬‬
‫أغلقته خلفها بعدها إستدارت وإتجهت الى خارج سور حديقة هذا المنزل‪..‬‬

‫إبتسم وأغلق باب المنزل بهدوء ثُم إلتفت ومشي قليالً حتى وصل الى الدرج‪..‬‬
‫بقي واقفا ً لفتره بعدها همس‪ :‬فتاة بريئه ‪..‬؟! وهل بقي ُهناك شخص في هذا العالم يُطلق عليه‬
‫كلمة "بريء" ‪..‬؟!‬
‫إبتسم ‪ ..‬صعد الدرج درجة درجه وهو يدندن مقطع ألحد أغانيه ال ُمفضله بهمس‪ :‬عند نزول‬
‫الستائر ‪ ....‬تحين نهاية المسرحيه ‪ ....‬فحين تُطفئ األضواء ‪ ....‬يزحف األشرار ‪....‬‬
‫ليحفرون قبرك‪..‬‬
‫توقف حين وصل أعلى الدرج وأكمل آخر جمله‪ :‬ويكشفون تنكرك!‪..‬‬
‫إبتسم‪..‬‬
‫ضحك قليالً‪..‬‬
‫بعدها ذهب‪..‬‬

‫***‬

‫‪5:10 pm‬‬

‫روتينها أصبح أكثر من ُمجرد روتين ُممل‪..‬‬


‫وصل الى حد كونه قاتالً!‪..‬‬
‫منذ أن حظرت لهذا المنزل وهي تجلس تأكل تمشي وتنام فيه فقط ال غير‪..‬‬
‫مرة واحده خرجت للتسوق مع تلك الشقراء وبعدها ال شيء‪..‬‬
‫إنه أشبه بكونه مهجور فأوالدها تكاد ال تراهم!‪..‬‬
‫بل إن صاحبة المنزل نفسها تكاد ال تراها البته!‪..‬‬
‫ماهذا ال ُمجتمع ال ُممل ‪..‬؟!‬
‫أصبحت ال تُطيق البقاء فيه أكثر‪..‬‬
‫تنهدت بعُمق وهي تجلس على أحد األرائك المتواجده بالقرب من مدخل الباب وبيدها هاتف‬
‫محمول جديد كانت قد إشترته لها تلك الشقراء قبل فتره‪..‬‬
‫منذ أن فتحته وحتى اآلن وهي فقط تدخل الى ُمتصفح اليويتوب تُقلب فيه‪..‬‬
‫الحسنة الوحيده ُهنا هو أن سرعة اإلتصال لديهم رائعه‪..‬‬
‫أوقفت المقطع ال ُمضحك الذي كانت تراه عندما شاهدة ُمدبرة المنزل تمشي مارةً من أمامها‪..‬‬
‫نادت عليها قائالً‪ :‬لحضه‪..‬‬
‫إلتفتت إليها ال ُمدبره وقالت بهدوء‪ :‬نعم ‪..‬؟!‬
‫أمالت آليس شفتيها فبحق هذه ال ُمدبره تُزعجها كثيرا ً‪..‬‬
‫طن بالكثير من الوقاحه!!‪..‬‬ ‫إسلوبها ُمحترم ولكن من الواضح أنه ُمب ّ‬
‫هال سألتُك بعض األسئلة إذا سمحتي ‪..‬؟!‬ ‫إبتسمت وقالت‪ّ :‬‬
‫ال ُمدبره بهدوء‪ :‬تفضلي‪..‬‬
‫مطت شفتيها ‪ ..‬هاهي تفعلها ُمجددا ً ‪ ..‬تتحدث بإحترام ُمبطن بوقاحه‪..‬‬
‫حاولت تجاهل هذا وهي تقول‪ :‬اإلبن األوسط فنان لهذا أستطيع أن أقول بأنه من الصعب عليه‬
‫صغرى ‪..‬؟! ما‬ ‫أن يكون دائما ً في المنزل ‪ ..‬لكن ماذا عن اآلخران ‪..‬؟! اإلبن األكبر واإلبنة ال ُ‬
‫عملها حتى ال أراهما سوى مرة واحده فقط ‪..‬؟!‬
‫بقيت ال ُمدبرة تنظر إليها لفتره فهمست آليس بداخلها‪" :‬إن تجاهلتي اإلجابه فلن أغفر لك ‪!!..‬‬
‫هيّا فأنا أُحاول أن أكون لطيفة معك فقط من أجل السيدة جينيفر‪" ..‬‬
‫صغرى في سنتها‬ ‫ال ُمدبره بهدوء‪ :‬اإلبن األكبر يعمل في إحدى فروع شركات والده ‪ ..‬وال ُ‬
‫الثانية من الجامعه‪..‬‬
‫رفعت آليس حاجبها تقول‪ :‬أعرف هذا األمر ‪ !!..‬لكن فترة عملهما ودراستهما تكون في‬
‫الصباح فلما ال يأتيان في المساء وينامان ُهنا ‪..‬؟! ما الذي يمنعهما ‪..‬؟!‬
‫ال ُمدبرة‪ :‬إذا ‪ ..‬هل تُريدين مني إرغامهما على الحضور ُهنا كُل يوم ‪..‬؟!‬
‫تفاجأت آليس وقالت بسرعه‪ :‬ال ليس هذا ما قصدته‪..‬‬
‫ال ُمدبره‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬أستميحك عُذرا ً‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت وغادرت ‪ ..‬تنهدت آليس وهمست‪ :‬تُزعجني بحق‪..‬‬
‫فتحت هاتفها وعاودت إكمال المقطع وهي تُكمل‪ :‬لن أسألها عن شيء ُمطلقا ً‪..‬‬
‫إنتهى المقطع الذي من ال ُمفترض أن يكون ُمضحكا ً وهي لم تبتسم حتى!‪..‬‬
‫رمت الهاتف بجانبها بملل بعدها وقفت وقررت الخروج الى الحديقة تُراقب غروب الشمس‬
‫فهذا أفضل‪..‬‬
‫فتحت الباب وخرجت مرتديةً حذائا ً منزليا ً زهري اللون يُناسب لون فستانها الهادئ الذي يصل‬
‫الى ُمنتصف ساقها والذي كان من أحد المالبس التي إشترتها لها جينيفر باألمس‪..‬‬
‫تكتفت تمشي بالحديقة ‪ ..‬لم تكن كبيره ولكن في الوقت ذاته لم تكن صغيرةً أيضا ً‪..‬‬
‫كانت ُمرتبه ‪ ..‬مليئة بأنواع من الشُجيرات والورود التي تم اإلعتناء بها جيدا ً‪..‬‬
‫ومن بينها صخور ُوضعت لل ُمشاة تمر بشكل سلس بين كُل هذه األنواع‪..‬‬
‫وبالجهه اليُمنى للحديقة كانت األرضية مستويه لعبور السيارات حتى وصولها أمام باب‬
‫المنزل ُمباشرةً‪..‬‬

‫إبتسمت وهمست لنفسها‪ :‬المكان ُمبهر ‪ ..‬للحضه أتمنى أن أملك منزالً كهذا حقا ً‪..‬‬
‫تنهدت بعدها أكملت‪ :‬كيف كان منزلي ‪..‬؟! هل هو جميل هكذا ‪..‬؟! أم أني أنحدر من أُسره‬
‫فقيره ‪..‬؟!‬
‫وهاهي التساؤالت عادت لتغزو تفكيرها مرة أُخرى‪..‬‬
‫مهما حاولت أن تتجنبها تأتيها من حيث ال تعلم‪..‬‬
‫هزت رأسها مرارا ً لتُبعد هذه التساؤالت التي تُقلقها كثيرا ً وقالت لتُغير الموضوع‪ :‬أال يملكون‬
‫بعض الحيوانات األليفه ‪..‬؟! كالقطط أو الكالب مثالً ‪..‬؟!‬
‫شعرت بإنزعاج كبير عندما أتاها تساؤل في رأسها يقول ‪ /‬هل كُنت أملك حيوانا ً أليفا ً من قبل‬
‫‪..‬؟!‬
‫لما يحدث هذا معها ‪..‬؟!‬
‫إنها تُحاول تجاهل التفكير بشأن حياتها قبل أن تفقد ذاكرتها فلما ال تستطيع ‪..‬؟!‬
‫هذا يُتعبها حقا ً ‪ ..‬هي ال تُريد ولكن ال يُمكنها ذلك!‪..‬‬
‫توقفت عن المشي تدريجيا ً وهمست لنفسها بشيء من الدهشه‪ :‬ولكن ‪ .....‬لما أنا ال أُريد ‪..‬؟!‬
‫لما أرفض التفكير في حياتي الى هذه الدرجه ‪..‬؟!‬
‫لحضة سكون مرت عليها وهي تتأمل تساؤلها هذا‪..‬‬
‫ست بهذا‪..‬‬ ‫نعم ‪ ....‬لقد أح ّ‬
‫بأنها تملك رغبة كبيره بداخلها تجعلها ال تُريد التفكير في ماضيها‪..‬‬
‫لما هي أصالً تملك هذه الرغبه ‪..‬؟!‬
‫هل السبب حقا ً هو الخوف من اإلشتياق ‪..‬؟!‬
‫أو الخوف من طبيعيه حياتها السابقه التي قد تصدُمها ‪..‬؟!‬
‫نعم ‪ ..‬هذان هما سبباها‪..‬‬
‫هذا هو الشيء الذي تخشاه ‪ ..‬الخوف من اإلشتياق والخوف من معرفة طبيعة حياتها السابقه‬
‫‪..‬‬
‫بالتأكيد هذه هي األسباب فهذا طبيعي‪..‬‬
‫أي شخص في مكانها سيخاف من هذان األمران‪..‬‬
‫أجل هذا طبيعي ‪ ..‬جدا ً‪..‬‬
‫إتسعت عيناها من الصدمه عندما أحست بدمعة حارقه تشق وجنتيها‪..‬‬
‫رفعت أصابعها لتتحسسها‪..‬‬
‫ال‪..‬‬
‫هذا ‪ ...‬ليس طبيعي‪..‬‬
‫هذا ليس هو سببها الحقيقي‪..‬‬
‫إرتجفت شفيتها وشعرت بقشعريرة تهز خالياها بقوه‪..‬‬
‫جثت على ُركبتيها وضمت نفسها بيديها‪..‬‬
‫هذا الشعور ُمخيف!‪..‬‬
‫شعور الخوف ‪ ....‬شعور عدم اإلحساس باألمان‪..‬‬
‫لما يجتاحها هذا الشعور ‪..‬؟!‬
‫الخناق الى هذه الدرجه ‪..‬؟!‬ ‫لما هو يُضيق عليها ِ‬
‫هذا مؤلم ‪ ....‬جدا ً‪..‬‬
‫‪:‬أبي!!‪..‬‬

‫إنتفضت للحضه وكأنها إستيقضت من كابوس ما عندما جائها صوتُ شخص يُناديها‪..‬‬
‫إلتفتت الى الخلف فإذ هو الحارس العجوز الذي رأته من قبل يحرس البوابه‪..‬‬
‫ت على ما يُرام ‪..‬؟!‬ ‫بقيت تنظر إليه بعينيها الجاحضتين قبل أن يُعيد سؤاله ُمجددا ً يقول‪ :‬هل أن ِ‬
‫بلعت ريقها بعدها إبتسمت بتوتر وهي تقول‪ :‬أ أجل‪..‬‬
‫هز رأسه بإبتسامه حنونه بعدها عاد الى مكانه‪..‬‬
‫تبعته بنظرها وهو يبتعد‪..‬‬
‫هل كان قلقا ً عليها ‪..‬؟!‬
‫يبدو هذا فلقد ترك مكانه من أجل اإلطمئنان‪..‬‬
‫وقفت بهدوء ونظرت بعدها الى راحة يديها‪..‬‬
‫ذاك الشعور الذي إجتاحها لثواني ‪ ....‬إختفى‪..‬‬
‫بقيت تتأمل يديها لفتره قبل أن تهمس‪ :‬لما هو ‪..‬؟! لما هو من بين الجميع ‪..‬؟!‬
‫ضاقت عيناها بحزن وأكملت‪ :‬لما ناديتُ على أبي بدالً من أُمي ‪..‬؟!‬

‫إنتفضت ُرعبا ً جراء صوت عالي صدر بالقُرب منها‪..‬‬


‫إلتفتت الى جهة الصوت تقول‪ :‬يا إلهي ‪ !!..‬لقد أخافني هذا!‪..‬‬
‫تقدمت من جدار المنزل الجانبي حيث الصوت كان قادما ً من منزل الجيران على ما تعتقد‪..‬‬
‫نظرا ً الى المكان ‪ ..‬فالصوت قادم من الجار الذي دائما ً ما ترى على بابه صبي يقف أغلب‬
‫الليالي‪..‬‬
‫ما الذي يحدث ‪..‬؟!‬
‫وصلت الى الجدار الذي كان أطول منها ‪ ..‬تلفتت حولها بحثا ً عن أي شيء لتصعد فوقه‬
‫جرات خزف فيها بعض أنواع النباتات وعلى ما يبدو فلقد أتت هذه الدُفعة‬ ‫فشاهدت صف من ّ‬
‫ليتم زراعتها ولكن لم يحدث هذا بعد‪..‬‬
‫تقدمت منها وصعدت فوق إحداها ُمحاولة تجنب إيذاء النبته فإستطاعت الوصول الى نهاية‬
‫الجدار‪..‬‬
‫تمسكت بنهايته ورفعت جسدها قليالً فعقدت حاجبها عندما رأت لوحةً كبيره مكسورةٌ في‬
‫منتصف ساحة منزلهم الصغيره‪..‬‬
‫ماذا حدث ‪..‬؟! ال أحد موجود سوى اللوحة المكسوره ‪..‬؟!‬
‫تنهدت بعدها تركت الجدار لتنزل ولكن رجلها لم تأتي سوى على طرف الجرة فإختل توازنها‬
‫وسقطت أرضا ً‪..‬‬
‫جلست بسرعه فتنهدت براحه عندما لم تنقلب الجرة معها‪..‬‬
‫بعدما إطمئنت للتو شعرت ببعض اآلالم‪..‬‬
‫وقفت ونظرت الى مالبسها‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬يا إلهي لقد تمزق من عند الصدر نتيجة اإلحتكاك بالجدار ‪ !..‬إنه جديد‪..‬‬
‫شعرت بأنها قد تبكي وهي تُكمل‪ :‬وثمنه كان باهضا ً ‪ !!!..‬أُراهن بإنه أثمن من حياتي حتى!‪..‬‬

‫***‬

‫‪7:30 pm‬‬

‫إسترخى على أريكة صالته المتوسطة الحجم بعد أن أحضر لنفسه علبة مشروب غازي‬
‫والقليل من المأكوالت الخفيفه‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وفتح دفتره الكبير الخاص بتلخيص ُمحاضراته‪..‬‬
‫اليوم كانت ال ُمحاضرة تدريبيه وكُل مجموعه قامت بشرح ما أعطاهم إياه األسبوع الماضي‪..‬‬
‫واآلن هو يملك ملفاتهم ‪ ..‬قيّم أدائهم اليوم في الصف وبقي اآلن يُقيم تحضيرهم ليُعطيهم‬
‫الدرجة النهائيه‪..‬‬
‫قلّب في الملف األول لبعض الوقت بعدها كتب في دفتره األخطاء التي إرتكبوها والتي أيضا ً لم‬
‫يكتبوا عنها‪..‬‬
‫أخذ الثاني ثُم الثالث وبعده الرابع‪..‬‬
‫أخذ بعدها نفسا ً عميقا ً يُريح نفسه فلقد أنهى أربع مجموعات في نصف ساعه‪..‬‬
‫وهذا كثير ‪ ..‬لقد تعب حقا ً‪..‬‬
‫نظر عن يمينه حيث بقي ُهناك سبع ملفات أُخرى‪..‬‬
‫أمال شفتيه بعدها عاود اإلسترخاء وأخذ جهاز التحكم وبدأ يُقلّب بين القنوات‪..‬‬
‫أمال شفتيه للحضه بعدها رمى برأسه الى الخلف وأغمض عينيه‪..‬‬
‫هو ‪ .....‬يرغب بالنوم‪..‬‬
‫رن الجرس فمط شفتيه وبدى اإلنزعاج على وجهه وهو يهمس‪ :‬لم تمر ثانية على قول‬
‫رغبتي!‪..‬‬
‫تجاهل الرن فهو إما عجوز العماره يطالبه بدفع إيجار الشقة ُمقدما ً فلقد إعتاد ذلك العجوز‬
‫على أن يأخذ اإليجار قبل موعده بثالث أو أربعه وبعض األحيان عشرة أيام‪..‬‬
‫وهذا ُمزعج‪..‬‬
‫وربما الطارق هو أحد الجيران فلقد إعتادوا اإلطمئنان عليه بين فتره وفتره‪..‬‬
‫سيتجاهلهم ‪ ..‬ال رغبة لديه بإستقبال أي أحد‪..‬‬
‫طالبه التي ال تنتهي!‪..‬‬ ‫فهو مشغول كفاية بمشاريع ُ‬
‫لو األمر بيده لما أعطاهم مثل هذه الواجبات ولكن ال يمكنه ذلك‪..‬‬
‫عقد حاجبه فلقد إنتبه لتوه أن رن الجرس قد توقف‪..‬‬
‫يبدو بأنه مل‪..‬‬
‫أغمض عينيه مرةً أُخرى ليأخذ غفوةً قصيره ولكن قبل حتى أن يُتم غمض عينيه رن هاتفه‪..‬‬
‫لقد ضاق به األمر ذرعا ً بحق!!!‪..‬‬
‫إنها ُمجرد غفوه فلما يبخلون بها عليه ‪..‬؟!‬
‫سحب هاتفه ونظر الى اإلسم الذي كان ‪" /‬الغبي جدا ً‪" ..‬‬
‫نظر الى اإلسم لفتره بعدها ضحك ضحكة تدل على تورطه وهو يهمس‪ :‬ال تقولوا لي بأنه هو‬
‫من كان يرن الجرس ‪..‬؟!‬
‫ت بعدها وقف وذهب بإتجاه الباب‪..‬‬ ‫أخذ نفسا ً عميقا ً وكأنه يستعد لما هو آ ٍ‬
‫فتحه ومثلما توقع ‪ ..‬إنه هو أمامه ُمباشرةً‪..‬‬
‫إبتسم في وجهه يقول‪ :‬مرحبا ً ريكس ‪ ..‬مرة فترة لم تطرق فيها جرس منزلي ‪ ..‬متى كان آخر‬
‫مره ‪..‬؟! قبل ثالثة أشهر ‪..‬؟!‬
‫أبعده ريكس من أمامه ودخل‪..‬‬
‫ومر بهذا الممر القصير قبل أن يصل الى الصالة حيث كان يجلس آندرو‬ ‫ترك حذائه عند الباب ّ‬
‫قبل قليل‪..‬‬
‫نظر الى كُل تلك الملفات والدفاتر على الطاوله بعدها إلتفت وجلس على أريكة منفصله‪..‬‬
‫دخل آندرو الذي أغلق الباب خلفه وتقدم يقول‪ :‬تُريد شرب شيء ما ‪..‬؟!‬
‫هز ريكس رأسه نفيا ً وهو يقول بهدوء‪ :‬لما لم ترد على الباب ‪..‬؟!‬
‫إبتسم آندرو وجلس على األريكة ال ُمجاوره يقول‪ :‬ضننته أحد الجيران وأنا بحق منشغل بما‬
‫فيه الكفايه‪..‬‬
‫طالب لفتره قبل أن يقول‪ :‬أما زلت ُمصرا ً على ُمزاولة التدريس ‪..‬؟!‬ ‫نظر ريكس الى ملفات ال ُ‬
‫آندرو وهو يُرتب الملفات جانباً‪ :‬مهنة ُممتعه ‪ ..‬ولقد إعتدتُ عليها بالفعل‪..‬‬
‫نظر الى ريكس وغمز ُمكمالً‪ :‬وراتبها جيد باإلضافة لوجود الكثير من الحسناوات ُهناك‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬وهل يعلم أخاك ‪..‬؟!‬
‫إنقلب وجه آندرو للحضه بعدها عاود النظر الى الملفات وهو يضعها جانبا ً وأجاب‪ :‬ليس‬
‫وكأنه سيهتم ‪ ..‬دعنا ال نتحدث عنه‪..‬‬
‫أنهى ترتيبها فإسترخى بعدها يقول‪ :‬على أية حال ما سبب هذه الزيارة ال ُمفاجئه ‪..‬؟!‬
‫سخرية يقول‪ :‬وهل حدث وأن أعطيتُك موعدا ً ‪..‬؟!‬ ‫إبتسم ريكس بشيء من ال ُ‬
‫ضحك آندرو يقول‪ :‬نعم نعم ُمحق‪..‬‬
‫وقف بعدها يقول‪ :‬ال يُعجبني الوضع ‪ ..‬أخبرني ماذا تُريد أن تشرب‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أي شيء ساخن‪..‬‬
‫هز آندرو رأسه وإتجه الى المطبخ‪..‬‬
‫خالل دقائق كان قد أنهى تحضير بعض الشاي األسود وقدم لريكس كوبا ً قبل أن يأخذ هو كوبا ً‬
‫آخرا ً ويعود للجلوس في مكانه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬لقد تمت سرقتي‪..‬‬
‫شرق آندرو في رشفته بعدها نظر الى ريكس يقول‪ :‬ماذا تقول ‪..‬؟!‬
‫رشف ريكس الشاي وهو يقول ببرود‪ :‬لقد تمت سرقتي‪..‬‬
‫لم يستطع آندرو أن يستوعب األمر ‪ ..‬ربما ألنه قالها بشكل ُمفاجئ وعرضي‪..‬‬
‫هز رأسه وسأل‪ :‬ماذا تقصد ‪..‬؟!‬
‫ريكس بنفس البرود‪ :‬لقد تمت سرقتي ‪ ..‬أال يُمكنك أن تفهم جملة بسيطه كهذه ‪..‬؟! األطفال‬
‫يستطيعون‪..‬‬
‫إنزعج آندرو لكنه تجاهل سخريته وهو يقول‪ :‬حسنا ً فهمت فهمت ‪ ..‬لكن أي سرقه وماذا‬
‫سرق ‪..‬؟! إشرح لي!‪..‬‬ ‫ُ‬
‫ريكس‪ :‬قبل ساعه وأنا ُمتجه الى السياره ‪ ..‬إصطدم بي فتى صغير ُمتعمدا ً فسقطت األغراض‬
‫التي كُنتُ أحملها‪..‬‬
‫سرق ‪..‬؟! ال تقل لي أنه ملفا ً لصفقة ما أو محفضتك أو‪....‬‬ ‫آندرو بدهشه‪ :‬وما الذي ُ‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬بل قلمي‪..‬‬
‫بقي ينظر إليه آندرو للحضات‪..‬‬
‫سحقا ً لك!!!‪..‬‬ ‫مط شفتيه وشعر باإلنزعاج وهو يقول‪ُ :‬‬
‫نظر إليه ريكس ببرود فأكمل آندرو‪ :‬ال تتحدث بمثل هذه الطريقة قط ‪ !!..‬جعلتني أقلق على ال‬
‫شيء ‪ !!..‬كُف عن هذه التصرفات ال ُمزعجه!!‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وهل أصبحت غلطتي اآلن ‪..‬؟! أنت من ضن األمر كبيرا ً‪..‬‬
‫صمت للحضه بعدها أكمل‪ :‬قلمي هذا كان غالي الثمن إن كُنت ال تدري‪..‬‬
‫بدأ آندرو بشرب الشاي وهو بحق ُمنزعج‪..‬‬
‫فهمس‪ :‬ليته سرق محفضتك أو أوراقا ً ُمهمه‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬وهذا ما حيرني‪..‬‬
‫عقد آندرو حاجبه ونظر إليه يقول‪ :‬ماذا تقصد ‪..‬؟!‬
‫ريكس‪ :‬لقد سقطت محفضتي بالفعل ‪ ..‬ولكنه أخذ القلم فقط وهرب‪..‬‬
‫آندرو بتعجب‪ :‬لكن لماذا ‪..‬؟! اللصوص بالعاده يسرقون األشياء التي تُفيدهم ‪ !!..‬هم يسرقون‬
‫بحثا ً عن المال فبماذا قد يفيدهم القلم!!‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أخبرتُك ‪ ..‬إنه غا ٍل‪..‬‬
‫آندرو بإنزعاج‪ :‬ال يهم إن كان غاليا ً أو ال ‪ ..‬الفتى لن يعرف ثمنه ‪ ..‬ال ُمشكلة‪....‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬القلم أغلى من محتويات المحفضه‪..‬‬
‫لم يفهم آندرو وعندما أراد التحدث عقد حاجبه بعدها قال بدهشه‪ :‬أنت ال تعني‪.....‬‬
‫ريكس‪ :‬الفتى لم يسرق القلم إال وهو يعرف هذا‪..‬‬
‫آندرو بعدم تصديق‪ُ :‬مستحيل ‪ !!..‬إذا هو ليس ُمجرما ً عاديا ً ‪ !!..‬ماذا فعلتَ بعدها ريكس ‪..‬؟!‬
‫ريكس ببرود‪ :‬ال شيء‪..‬‬
‫إنفعل آندرو يقول‪ :‬هل تركت األمر يمضي فحسب ‪ !!!..‬الفتى يعرف الكثير عنك ‪ ..‬إنه يعرف‬
‫حتى محتويات محفضتك ‪ !!!..‬أال يعني هذا أن األمر خطير ‪..‬؟! لما تركته يهرب هكذا ‪..‬؟!!‬
‫ياله من تصرف أحمق‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وهل أُطارده ألجل قلم ‪..‬؟!‬
‫آندرو‪ :‬بل ألجل نفسك ‪ !!..‬حتى لو كان ُمجرد فتى فبالتأكيد خلفه‪.....‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬من الواضح أنه تهديد غير ُمباشر ‪ ..‬تهديد بأننا نعرف الكثير عنك حتى أننا‬
‫نعرف ثمن أشيائك الخاصه‪..‬‬
‫ُ‬
‫إبتسم بخبث وأكمل‪ :‬لذا هل تُريد مني التصرف ب ُجبن وخوف وأالحق الفتى وكأن تهديدهم أثّر‬
‫بي ‪..‬؟! دعهم يتخبطوا بتخيالتهم ‪ ..‬دعني أشغل تفكيرهم بتوقعات كـ"هل فهم وتجاهلنا" أو‬
‫"هل ضنها ُمحاولة سرقة عاديه" أو "هل سرقتنا هذه فشلت بتحقيق ُمرادها" أو العديد من‬
‫التوقعات‪..‬‬
‫ي بتفكيرك‬ ‫نظر إليه آندرو لفتره بعدها إبتسم وإسترخى في جلسته وهو يقول‪ :‬دائما ً تتفوق عل ّ‬
‫‪..‬‬
‫ي‪..‬‬‫رشف ريكس آخر قطرة من الكوب وهو يقول‪ :‬هذا دليل أنك سطح ّ‬
‫إنزعج آندرو ُمجددا ً فصديقه هذا ال يستطيع أن يُنهي أي حوار دون أن يتخلله العديد من‬
‫سخريات‪..‬‬ ‫ال ُ‬
‫تجاهل األمر ُمجددا ً وهو يقول‪ :‬ومن تعتقد خلف هذا ‪..‬؟!‬
‫ريكس ببرود‪ :‬ال أهتم ‪ ..‬ولن أُحاول معرفة من‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ال أرى من الجيد أن تجعل األمر ينتهي هكذا ‪ ..‬من األفضل أن تكون ُمل ّما ً بكُل شيء‬
‫حتى تستطيع أن ترد لهم أي هجوم قد يحدث من أي نوع كان‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وأ ُضيّع وقتي عليهم ‪..‬؟! أنت لستَ جادا ً‪..‬‬
‫تنهد آندرو يقول‪ :‬أُحب ثقتك العالية بنفسك ‪ ..‬وفي نفس الوقت أخافها كثيرا ً‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه يقول بهدوء‪ :‬هيه آندرو‪..‬‬
‫عقد آندور حاجبه وبدأ بالقلق من نبرة صوته فقال‪ :‬ماذا ‪..‬؟!‬
‫ريكس‪ :‬حضّر لي كوبا ً آخر‪..‬‬

‫***‬
‫‪10:30 pm‬‬

‫أنهت لتوها تناول طعام العشاء‪..‬‬


‫وكالعاده تناولته وحدها دون وجود أي أحد من أهل المنزل‪..‬‬
‫ال األم جينيفر ‪ ..‬وال أوالدها إدريان وريكس وأليان‪..‬‬
‫بإستثناء اإلسمين األخيرين الذين ال تُريد ُمقابلتهما فلقد تمنت أن تُقابل جينيفر أو إدريان‪..‬‬
‫لقد بدأت تشعر بالملل‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬بل شعرت بالملل حتى كادت أن تنفجر عروقها من شدته‪..‬‬
‫صعدت الى غرفتها كالعاده لتُكمل روتين حياتها ُمجددا ً‪..‬‬
‫جلست على السرير وبدأت تُأرجح رجليها وهي تهمس‪ :‬إن إستمر الوضوع على هذا الحال‬
‫فسأموت بال ريب ‪ !..‬أفضل أن أكون ُمشردة في الشوارع على البقاء في المنزل كأميرة‬
‫محبوسه‪..‬‬
‫صمتت لفتره بعدها إبتسمت وهمست‪ :‬كاألميرة رابونزل‪..‬‬
‫وقفت ومشيت في الغرفة وهي تسرح بخيالها‪ :‬أبقى كُل يوم لمدة ستة عشر عاما ً حبيسة هذه‬
‫القلعة التي ال أبواب لها ‪ ..‬تأتيني المرأة العجوز كُل يوم و‪.....‬‬
‫ضحكت وهي تتخيل جينيفر تلك المرأة العجوز وأكملت‪ :‬تمر األيام ويزداد شغفي للخروج‪..‬‬
‫وقفت أمام النافذه ونظرت منها تقول‪ :‬حتى يأتي اليوم الذي يأتي فيه األمير الوسيم على‪....‬‬
‫توقفت عن تخيالتها وإختفت اإلبتسامة عن وجهها وعبست عندما وقعت عينيها على فتى‬
‫المنزل ال ُمجاور وهو يقف بهدوء في مكانه ال ُمعتاد‪..‬‬
‫س ُحقا ً ‪ ..‬لقد أفسد عليها تخيلها‪..‬‬
‫ت األُخرى ‪..‬‬ ‫إلتفتت وعاودت الجلوس على السرير وأرجحت قدميها ُمجددا ً تقول‪ :‬إستيقضي أن ِ‬
‫الملل فعل بك الكثير لذا توقفي‪..‬‬
‫بدأت تنخفض سرعة أرجحتها لقدمها حتى توقفت تماما ً وهي تنظر إليهما بهدوء تام‪..‬‬
‫نعم ‪ ...‬لقد نسيت هذا‪..‬‬
‫األمر الذي أشغل تفكيرها كثيرا ً وهي في المشفى‪..‬‬
‫وضعت يدها على ُركبتها وهمست‪ :‬لقد صدمتني السياره عندما كُنتُ على كُرسي ُمتحرك ‪..‬‬
‫هذا ما قالوه لي ‪ ..‬والعجيب أن الطبيب أخبرني بأن قدمي لم تتعرض للكسر خالل السنة‬
‫األخيرة على األقل ‪ ..‬إن كان سبب جلوسي على الكُرسي هو الكسر فهذا ُمستحيل فالطبيب‬
‫أخبرني بأن قدمي لم تُكسر ‪ ..‬وإن كان سبب جلوسي على الكُرسي هو الشلل فإذا من‬
‫ال ُمفترض أن أكون مشلولة حتى اآلن ‪ ..‬فإذا ً ‪ ....‬لما كُنت على كُرسي متحرك في حين أني ال‬
‫أحتاج إليه ُمطلقا ً ‪ !!..‬ال يُمكنني أن أفهم‪..‬‬
‫وقفت وإتجهت الى المرآه‪..‬‬
‫نظرت الى إنعكاس وجهها وهي تهمس‪ :‬ما الذي كان يحدث لي قبل أن أفقد ذاكرتي ‪..‬؟!‬
‫بقيت تتأمل نفسها لفتره بعينين حزينتين قبل أن تتسع هذه العينين من الدهشه‪..‬‬
‫تقدمت أكثر من المرآه وهي ال تُصدق ما تراه‪..‬‬
‫مدت يدها وأعادت شعرها كُله الى الخلف‪..‬‬
‫نعم ‪ ..‬لم تُالحظ هذا فآخر مره وقفت لتتأمل وجهها كان قبل إسبوع تقريبا ً‪..‬‬
‫شعرها ‪ ..‬باألحرى منابت شعرها‪..‬‬
‫إن لونه أشقر!!‪..‬‬
‫شعرها لونه بُني محروق ‪ ..‬ولكن ‪ ...‬منابت شعرها اآلن‪..‬‬
‫باللون األشقر!!‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً وهي تهمس‪ :‬ما معنى هذا ‪..‬؟!‬
‫األمر ال يحتاج لتفكير أبدا ً‪..‬‬
‫فهو واضح ‪ ..‬تماما ً‪..‬‬
‫شعرها في الحقيقة هو أشقر اللون‪..‬‬
‫ولكنها قبل أن تُصدم قامت بصبغه باللون البُني‪..‬‬
‫لكن لما ‪..‬؟!‬
‫اللون األشقر يبدو جميالً فلما قامت بتغييره الى لون ُممل كاللون البُني ‪..‬؟!‬
‫هي ال تفهم ‪ُ ..‬مطلقا ً!‪..‬‬

‫‪- PART END-‬‬

‫ـ ‪ PART 3‬ـ‬

‫‪Desamber 22‬‬
‫‪3:50 pm‬‬

‫أوقف السائق السياره أمام محل حلويات ُمغلق فنزلت منها هي وصديقتها وهي تقول لسائقها‬
‫الخاص‪ :‬أُركن السيارة في مكان قريب فأنا سأتأخر لوقت‪..‬‬
‫هز رأسه قائالً‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫إلتفتت الى صديقتها وبعدها دخال المحل‪..‬‬
‫رفعت صديقتها صوتها تقول‪ :‬مرحبا ً أُمي ‪ ..‬لقد أتت معي صديقتي إليان‪..‬‬
‫جائها صوت أُمها من الداخل تقول‪ :‬أهالً أهالً جيسي ‪ ..‬إذا ً هل تناولتما الغداء ‪..‬؟!‬
‫جلست جيسي على كُرسي ُمريح وهي تقول‪ :‬نعم ال تقلقي بهذا الشأن‪..‬‬
‫جلست إليان بالكُرسي الوحيد اآلخر ووضعت حقيبتها على الطاولة الصغيره التي بينهما وهي‬
‫تقول‪ :‬ألم يفتحوا بعد ‪..‬؟!‬
‫جيسيكا‪ :‬كال ‪ ..‬لقد غيرنا الوقت فأصبحنا نفتح من الساعة الرابعه حتى العاشره‪..‬‬
‫نظرت الى ساعتها وأكملت‪ :‬بقي أقل من عشر دقائق على فتحه‪..‬‬
‫إبتسمت بعدها قامت بشيء من الشقاوه وإقتربت من إحدى األغطية الزجاجيه وفتحته‪..‬‬
‫ظهر اإلنبهار على وجهها وهي تنظر الى قطع الكعك الصغير وتقول‪ :‬إنها بكريمة الجوز‬
‫ال ُمفضلة لدي‪..‬‬
‫نظرت الى إليان وقالت‪ :‬أتُريدين واحده ‪..‬؟!‬
‫إليان بتعجب‪ :‬ألن تغضب والدتُك ‪..‬؟!‬
‫غمزت جيسيكا تقول‪ :‬وكيف ستعرف ‪..‬؟!‬
‫رمتها والدتها بمجموعة أكواب من ورق فأصابتها ب ُمنتصف رأسها‪..‬‬
‫صدمت‬ ‫صرخت جيسيكا من هذه الضربة ال ُمفاجئه وإلتفتت الى الخلف لتصرخ بغضب لكنها ُ‬
‫برؤية والدتها تقترب منها‪..‬‬
‫الزجاجي على الكعك وهي تقول‪ :‬كُنت أُريد فقط أن أختبر إيلي ‪..‬‬ ‫إبتسمت وأعادت الغطاء ُ‬
‫تسائلت إن كانت من النوع الذي قد يفعلها حقا ً أو ال ‪ ..‬صدقيني‪..‬‬
‫وبعدها هربت الى كُرسيها‪..‬‬
‫إنحنت والدتها وأخذت مجموعة أكواب الورق من األرض وهي تقول‪ :‬محل والدتك صحيح‬
‫ولكن هذا ال يعني أن تأكلي ما تشائين وقتما تُريدين!!‪..‬‬
‫نظرت الى إبنتها وأكملت بصرامه‪ :‬مفهوم ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت جيسيكا تقول‪ :‬حسنا ً مفهوم ‪ ..‬أعتذر عن ذلك‪..‬‬
‫تنهدت والدتها بعدها نظرت الى إليان وقالت‪ :‬كيف حالُك عزيزتي ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت إليان تقول‪ :‬بخير يا خاله ‪ ..‬ماذا عنك ‪..‬؟!‬
‫األُم‪ :‬بخير‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت تُكمل توضيب المكان وتجهيزه للزبائن‪..‬‬
‫وضعت جيسيكا رجالً على رجل وهي تقول‪ :‬حسنا ً إيلي ‪ ..‬ماذا تُريدين ‪..‬؟!‬
‫تعجبت األُخرى وقالت‪ :‬أُريد ماذا ‪..‬؟!‬
‫غمزت جيسيكا تقول‪ :‬يوم ميالدك بعد عشرة أيام ‪ ..‬تدللي وأخبريني عن الهدية التي تُريدينها‬
‫‪..‬‬
‫تنهدت وقالت بشيء من الملل‪ :‬أي شيء سيفي بالغرض‪..‬‬
‫مطت جيسيكا شفتيها بعدم رضى وقالت‪ :‬إنه عيد ميالدك ‪ ..‬أوليس عليك أن تكوني مهتمه‬
‫ت!‪..‬‬‫ولو قليالً ‪..‬؟! الوحيدة التي ال تفرح بقدوم عيد ميالدها هي أن ِ‬
‫إليان بشيء من الملل‪ :‬وما ال ُمميز فيه ‪..‬؟! اجتماع مع األصدقاء وحفلة كبيره ‪ ..‬العديد من‬
‫الهدايا والمرح وفقط ‪ ..‬تكرر هذا الروتين كُل سنه حتى أصبحتُ أملّه‪..‬‬
‫كشرت جيسيكا في وجهها تقول‪ :‬خسارة حماسي لعيد تمل صاحبته منه!‪..‬‬
‫إلتفتت تنظر الى أُمها التي كانت تفتح باب المحل فبدأت تهمس لنفسها‪ :‬كان عليها ُمجاراتي‬
‫على األقل ‪ ..‬يالها من بغيضه‪..‬‬
‫ضحكت إليان وقالت‪ :‬جيسي حسنا ً حسنا ً إسمعي ‪ ..‬أنا أُحب حلوى الماكرون بنكهة الفُستق ‪..‬‬
‫ت بنفسك‪..‬‬ ‫سأُسعد كثيرا ً لو صنعتيها لي أن ِ‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬وال تكوني بخيله ‪ ..‬إشتري لي معها شيئا ً جميالً ‪ ..‬كعقد صغير أو زينة‬
‫هاتف من النوع الذي أُحبه‪..‬‬
‫صنع حلوى الماكرون ‪ ..‬لكن ألجلك سأجعل أُمي‬ ‫فكرت جيسيكا قليالً بعدها قالت‪ :‬لستُ بارعه ب ُ‬
‫تُعلمني‪..‬‬
‫ضاقت عينيها وأكملت‪ :‬لذا بال ُمقابل كوني ُمتحمسة لعيد ميالدك فأنا قطعا ً لن أحضر إليه إن‬
‫شعرتُ بشيء من البرود أو الملل من ناحيتك حسنا ً ‪..‬؟!‬
‫إليان‪ :‬هههههههههه حسنا ً حسنا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪Desamber 25‬‬
‫‪4:30 pm‬‬

‫مرت عليها األيام من دون أي جديد‪..‬‬


‫تململت كثيرا ً من روتينها ال ُمتكرر حتى وصلت الى حد اإلنفجار‪..‬‬
‫ال تُنكر بأن تلك السيدة جينيفر اللطيفه تهتم كثيرا ً لها وتمدها بالمال وال ُمساعدات ال ُمختلفه‪..‬‬
‫إال أن هذا لم يعُد يطاق‪..‬‬
‫هي ليست بحاجة المال ‪ ..‬أو بحاجة شراء ال ُمستلزمات األُخرى‪..‬‬
‫هي بحاجة التحدث الى أحد‪..‬‬
‫الى الخروج‪..‬‬
‫الى التلخص من كُل هذا الرتم ال ُممل ال ُمتعب!‪..‬‬
‫جينيفر ال تأتي سوى مرة في اليومان وتكون زيارتها سريعة جدا ً‪..‬‬
‫إبنها إدريان ال يأتي هو اآلخر ّإال نادرا ً ‪ ..‬على األقل ال بأس به فهو يتحدث معها بين فنية‬
‫واألخرى ولكن زياراته هو أيضا ً قصيره وقليله للغايه‪..‬‬
‫وأما إبنتها الغريبه تلك لم ترها منذ ذلك الموقف‪..‬‬
‫حتى إبنها اآلخر لم تره أيضا ً‪..‬‬
‫واآلن ال أحد في المنزل غير الخدم سوى تلك ال ُمدبره ال ُمتعجرفه‪..‬‬
‫مهما حاولت التحدث معها ترد عليها بردود قصيره بأسلوب ُمزعج‪..‬‬
‫إنها حتى عندما تتحدث الى أحد الخدم تتدخل تلك ال ُمدبره وتطلب من الخادمه أال تتوانى عن‬
‫عملها‪..‬‬
‫أال يحق لها بعد كُل هذا أن تشعر بالملل القاتل ‪..‬؟!!!‬

‫تنهدت بعُمق وقامت بخفض صوت التلفاز بعد أن جاء الفاصل اإلعالني الذي قطع عليها‬
‫ُمشاهدة هذا الفيلم الدرامي‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وإنتبهت بأنها بآخر دث بهذا الفلم لم تكن معهم وشردت بتفكيرها‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬كان من الواضح بأنه حدث ُمهم يوضّح بعض العالقات بالفيلم‪..‬‬
‫كيف لها أن تسرح هكذا!‪..‬‬
‫عقدت حاجبها للحضه وهي ترى إحدى اإلعالنات التي تخص أحد شركات المطاعم الشهيره‪..‬‬
‫بقيت تتأمل اإلعالن حتى إنتهى بعدها همست‪ :‬ال أفهم‪..‬‬
‫إسترخت بجلستها أكثر ناظرةً الى السقف وأكملت‪ :‬فقدتُ ذاكرتي ‪ ..‬ال أتذكر شيئا ً عن عائلتي‬
‫أو ِعالقاتي أو نفسي حتى ‪ ..‬لذا كيف لي أن أتذكر األمور هذه ‪..‬؟! أسماء المطاعم ‪..‬‬
‫الماركات ‪ ..‬ال ُمدن والدول ‪..‬؟! كيف لي أن أتذكر كُل شيء ما عدا حياتي اإلجتماعيه ‪..‬؟! ما‬
‫عدا أهلي ونفسي وحياتي ‪..‬؟!‬
‫شردت قليالً قبل أن تهمس‪ :‬إنه أمر غامض‪..‬‬
‫رن جرس المنزل فإعتدلت في جلستها وإلتفتت الى جهة مدخل الصالة التي تجلس فيها حيث‬
‫شاهدت إحدى الخدم تذهب الى جهة الباب لتفتحه‪..‬‬
‫سكّان هذا المنزل وينوي البقاء ُهنا‬ ‫بقيت تنظر الى جهة المدخل على أمل أن الحاضر هو أحد ُ‬
‫‪..‬‬
‫فهي بحق قد ملّت!‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما شاهدت الخادمه تمر من أمام المدخل ويمشي خلفها شاب تراه ألول مره‬
‫‪..‬‬
‫من يكون ‪..‬؟!‬
‫هو ليس أحد إبنا جينيفر!‪..‬‬
‫وقفت وخرجت من المكان ولحقت بهما‪..‬‬
‫ما دام أنه دخل الى الداخل ‪ ..‬إذا له ِعالقه بأصحاب المنزل‪..‬‬
‫أي بإختصار ‪ ....‬وجدت شخص قريب من العائله يُمكنها أن تتحدث معه‪..‬‬
‫وقفت حالما وصلت الى باب غرفة الزوار بعدما دخل الشاب إليها وأغلقت الخادمه الباب خلفه‬
‫‪..‬‬
‫سألتها قبل أن تذهب‪ :‬من هو ‪..‬؟!‬
‫نظرت إليها الخادمه وأجابتها‪ :‬السيد فرانسوا‪....‬‬
‫قبل أن تُكمل حديثها قاطعها صوت الشاب الذي فتح الباب لتوه يقول بإبتسامه‪ :‬فرانس ‪..‬‬
‫صديق إدريان‪..‬‬
‫هزت رأسها وغادرت‪..‬‬ ‫نظرت الخادمه إليه فأشار لها بالرحيل ‪ّ ..‬‬
‫فتح الباب كُله وعاد الى الداخل فتنهدت آليس ودخلت خلفه‪..‬‬
‫جلست على األريكة ال ُمقابله تنظر إليه فإبتسم لها‪..‬‬
‫ت ‪..‬؟!‬ ‫بادر هو بالكالم قائالً‪ :‬إنها المرة األولى التي أراك فيها ‪ ..‬من أن ِ‬
‫أشاحت بوجهها تهمس بداخلها‪" :‬هذا ما كان ينقصني ‪ !..‬كيف لي أن أُجيبه اآلن ‪..‬؟"!‬
‫عاودت النظر إليه تقول بإبتسامه‪ :‬ألم يُخبرك صديقُك عني ‪..‬؟!‬
‫هز رأسه بالنفي‪..‬‬
‫شدّت على شفتيها للحضه وكذبت بعدها قائله‪ :‬إبنة صديقة جينيفر‪..‬‬
‫إبتسم قليالً بعدها قال‪ :‬تشرفنا ‪ ..‬إس ُمك ‪..‬؟!‬
‫أجابته‪ :‬آليس‪..‬‬
‫دُهش للحضه وإختفت إبتسامته بعدها ضحك يقول‪ :‬آه ‪ ..‬تشرفنا ُمجددا ً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وعندما ه ّمت بسؤاله قاطعها يقول‪ :‬أتُحبين األغاني ‪..‬؟!‬
‫أمالت شفتيها فمن الواضح أنه يُريد إخفاء ردة فعله الغريبه تجاه سماعه إلسمها فتماشت معه‬
‫وأجابته‪ :‬ال‪..‬‬
‫تعجب وقال‪ :‬حقا ً ‪..‬؟!‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬ال شيء ُمميز فيها‪..‬‬
‫بعدها سألته‪ :‬لما أتيت ‪..‬؟! تبحث عن إدريان ‪..‬؟!‬
‫وضع رجالً على رجل وأخرج سيجارته يقول‪ :‬أجل‪..‬‬
‫رأشعلها وبعدها أخذ نفسا ً خفيفا ً قبل أن يُكمل‪ :‬ال يرد على الهاتف وليس موجود في منزل‬
‫العائله لذا توقعته ُهنا ‪ ..‬أو على األقل أتوقع بأنه سيأتي الى ُهنا فهو عندما يختفي هكذا أجده‬
‫ُهنا‪..‬‬
‫عقدت حاجبها بعد سماعها ل ُجملة "منزل العائله‪" ..‬‬
‫األمر مثلما توقعت ‪ ..‬هذا ليس المنزل الرئيسي لعائلتهم‪..‬‬
‫شعرت ببعض اإلنزعاج‪..‬‬
‫منزل العائله ‪..‬؟! البد بأنها رائع وحي بوجود العديد من األفراد فيه‪..‬‬
‫تُريد الذهاب الى ُهناك‪..‬‬
‫رفع حاجبها عندما الحظ إنزعاجها فإبتسم يقول‪ :‬ما الذي يُزعجك ‪..‬؟!‬
‫نظرت إليه قليالً بعدها سألت‪ :‬أنت ُمغني مثله ‪..‬؟!‬
‫رفع حاجبه عندما تجاهلت سؤاله فأجابها‪ :‬ال ‪ُ ..‬مجرد صديق طفوله ‪ ..‬لستُ صديق عمل‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ماذا تعمل ‪..‬؟!‬
‫ضحك وقال‪ :‬هل بدأتُ أُعجبك لتسألي هكذا أسئله ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬أجل كثيرا ً‪..‬‬
‫إنفجر ضاحكا ً فلقد صدمه جوابها الساخر هذا‪..‬‬
‫إختفت إبتسامتها عندما وقعت عيناها على ِعقده الحديدي الذي يلف عُنقه‪..‬‬
‫توقفت ضحكته تدريجيا ً عندما الحظ نظراتها‪..‬‬
‫رفع يده بتوتر وبدأ بإغالق أزرار قميصه المفتوح من األعلى وهو ينظر حوله بحثا ً عن أي‬
‫موضوع يصنعه ويفتحه‪..‬‬
‫ضحك يقول‪ :‬أووه أال تزال هذه اللوحة ُهنا ُمعلقه ‪..‬؟! أذكرها منذ خمس سنوات ههههههه‪..‬‬
‫رفعت حاجبها بعدها إبتسمت‪..‬‬
‫ال تعلم ِلما إبتسمت ولكن تصرفه الخجول منذ قليل لم تتوقعه منه‪..‬‬
‫ضنته شخصا ً جريئا ً بالنسبة الى كالمه المعسول معها‪..‬‬
‫نظرت الى اللوحة التي كان يقصدها فقالت‪ :‬تبدو جميله وأنيقه‪..‬‬
‫إلتفتت الى جهته لتُكمل حديثها لكنه وقف فتعجبت قائله‪ :‬الى أين ‪..‬؟!‬
‫نظر الى ساعة معصمه ثُم إبتسم وقال‪ :‬يبدو بأن إدريان سيتأخر كثيرا ً ‪ ..‬تذكرتُ موعدا ً مهما‬
‫لذا ال يُمكنني إنتظاره أكثر‪..‬‬
‫سعدتُ ب ُمقابلتك ُحلوتي‪..‬‬ ‫إبتسم لها وقال‪ُ :‬‬
‫بعدها غادر وهي تنظر إليه بإحباط‪..‬‬
‫لما غادر بسرعه ‪..‬؟! كان عليه البقاء أكثر قليالً ف ُمنذ وقت طويل لم تتحدث هكذا مع أحد!‪..‬‬
‫ي وأغمضت عينيها‪..‬‬ ‫تنهدت ثُم إستلقت على األريكه بشكل طول ّ‬
‫هي اآلن ‪ ....‬في قمة إحباطها من زيارته السريعة هذه‪..‬‬
‫في حين خرج فرانسوا من البيت ووقف أمام سيارته قليالً‪..‬‬
‫مد يده وقبض على قميصه حيث القالدة تحته وهمس‪ :‬لقد ‪ ....‬كُنتُ ُمهمالً!‪..‬‬

‫***‬

‫‪7:40 pm‬‬

‫شارع فرعي يمتد ويقطع حي يُقال بأنه هادئ‪..‬‬


‫الرقي ‪ ..‬والغرور!‪..‬‬
‫الوصف األمثل لهذا الحي هو ‪ُ ..‬‬
‫سكانه تستطيع أن ترى ُرقيهم في كُل شيء حتى في أسلوب إرتداء المالبس‪..‬‬
‫الرقي ال ُمبالغ جعل صفة الغرور تسود عليهم‪..‬‬
‫ولكن هذا ُ‬
‫وبوسط هذا الحي ‪ ..‬وعلى رصيف هذا الشارع الفرعي ‪ ..‬يوجد مقهى‪..‬‬
‫مقهى أنيق بطابع يجعلك تشعر وكأنك في عصر التسعينات بلندن!‪..‬‬
‫األلوان الداكنه وصور أشهر مشاهير لندن ُمعلقه على الجدران‪..‬‬
‫إسطورة دراكوال ‪ ..‬شارلوك هولمز ‪ ..‬وغيرهم من مشاهر القصص الخياليه التي تداولها‬
‫العالم منذ عصور‪..‬‬

‫ي بمعنى أدق ‪..‬‬ ‫طوله كان يتجاوز المائة وسبعون سانتي مترا ً ‪ ..‬جسم عريض أو رياض ّ‬
‫وبشرة سمراء تكسو وجهه القاسي‪..‬‬
‫كُل شيء فيه رجولي بشكل تام ‪ !..‬العينين الحادتين ذات اللون األسود ‪ ..‬الشعر ذا اللون البُني‬
‫صفف بشكل عشوائي جعله هذا أكثر إثارة وجاذبيه‪..‬‬ ‫المحروق والذي ُ‬
‫كُل من في المقهى ُمستعد على أن يُراهن باآلالف بأن سبب نجاح هذا المقهى ‪ ..‬هو وجوده‬
‫!‪..‬‬

‫قدّم كوب القهوة الساخنه الى الفتاة الصبهاء التي تجلس بجوار النافذه ثُم سأل بعدها بنبرته‬
‫ب آخر ‪..‬؟!‬‫الهادئه الجهوره‪ :‬أي طل ٍ‬
‫إبتسمت إبتسامة هائم وهي تقول‪ :‬هل هذا المقهى يُقدم خدمات أُخرى ‪..‬؟!‬
‫سألها‪ :‬مثل ماذا ‪..‬؟!‬
‫أمالت رأسها قليالً قائله‪ :‬طلب شاب من العاملين ل ُمشاركة الزبائن بشرب القهوه ‪..‬؟!‬
‫تحولت نظرته الى برود تام لثواني قبل أن يُجيبها‪ :‬لألسف ال‪..‬‬
‫ضحكت بخفه وقالت‪ :‬نعم أنت ُمحق بقولك لألسف!‪..‬‬
‫إنحنى وغادر فورا ً‪..‬‬
‫نظرت إليه إحدى الفتيات العامالت بخدمة الزبائن وهو يمر‪..‬‬
‫أمالت شفتيها الصغيرتان ومن ثُم نظرت الى تلك الفتاة الصبهاء وشتمتها بداخلها قبل أن‬
‫تبتسم ألحد الزبائن وتسأله رأيه‪..‬‬
‫بشعر قصير ‪ ..‬قصير للغايه يجعلها تبدو كصبي أكثر من كونها فتاة وخصوصا ً رفضها‬ ‫ٍ‬ ‫إمتازت‬
‫التام لوضع أي من ُمستحضرات التجميل التي من رأيها أنها ت ُفسد البشرة ال أكثر‪..‬‬
‫قصيره ‪ ..‬بل قزمه ال يتجاوز طولها المائة وخمس وخمسون سانتي مترا ً‪..‬‬
‫نشيطه مرحه ومندفعة في كثير من األحيان‪..‬‬
‫إنحنت بإبتسامه بعدما أخذت الطلب وعندما إلتفتت وقعت أنظارها على النافذه‪..‬‬
‫تنهدت وهي ترى في الشارع ال ُمقابل فتاة ثريه تقف بهدوء تام تنظر الى المقهى‪..‬‬
‫أمالت شفتيها بعدها دخلت الى الداخل‪..‬‬
‫نظرت الى الشاب والذي يُعد األكثر جاذبيه في المقهى وقالت له‪ :‬ريو ‪ ..‬الفتيات حقا ً ال يُبعدن‬
‫أغينهن عنك‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬حتى الثريات منهن‪..‬‬
‫تجاهلها وهو يأخذ القهوه من يد العامله ومن ثُم إلتفت خارجا ً ليُسلم الطلب فضحكت تقول‪ :‬ال‬
‫تقل لي بأنك مغرور لهذا السبب ‪..‬؟! األمر ُمضحك‪..‬‬
‫تنهدت وذهبت الى العامله تُخبرها بالطلب فإبتسمت لها تقول‪ :‬أال تكفين عن ُمضايقته تيلدا‬
‫‪..‬؟!‬
‫أمالت تيلدا شفتيها تقول‪ :‬وياليت هذا يُجدي‪..‬‬
‫حملت الطلب وأكملت بإبتسامه‪ :‬ولكن هذا أفضل فلو إستجاب ل ُمضايقاتي لمللتُ منه وتوجهت‬
‫لشخص آخر كي أُضايقه هههههههههه‪..‬‬
‫وغادرت ضاحكه‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:50 pm‬‬

‫إرتدت معطفا ً سماوي اللون وطويل يُغطي قميصها األبيض ونصف بنطالها ومن ثُم وضعت‬
‫قٌبعة الصوف البيضاء على شعرها‪..‬‬
‫إنسدل القليل منه على كتفيها ونظرت بعدها الى وجهها قليالً في المرآة القريبة من المدخل ثُم‬
‫إلتفتت لتُغادر‪..‬‬
‫أوقفتها الخادمه قائله‪ :‬سيخرج العشاء بعد قليل‪..‬‬
‫فتحت الباب وهي تقول‪ :‬أخريه لساعه‪..‬‬
‫وبعدها خرجت دون أن تسمع كلمه واحده‪..‬‬
‫ض ّمت المعطف أكثر على جسدها بسبب برودة الجو وإتجهت الى بوابة الخروج من المنزل‬
‫بأكمله‪..‬‬
‫إتكأت بعدها على السور الخارجي تنظر الى الطريق بهدوء‪..‬‬
‫أو باألحرى الى الجهه ال ُمقابله حيث حديقة صغيره أنيقه بجوار فيلة ضخمه‪..‬‬
‫والحديقة هذه لم تكن فارغه على الرغم من أنه الليل والمكان عباره عن حي سكني وليس‬
‫ُمنتزه لذا من الغريب تواجد أح ٍد فيه‪..‬‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬سأنفجر حتما ً ‪ !..‬سأنفجر لو بقيت يوما ً واحدا ً بالمنزل أكثر من هذا ‪ !..‬أين‬
‫جينيفر هذه كي تُخرجني من هذا الوضع ‪..‬؟! غابت هذه المرة كثيرا ً عن المنزل!‪..‬‬
‫أنزلت قُبعتها قليالً لتُغطي أُذنيها فالجو بارد بحق‪..‬‬
‫هي تعرف هذا ‪ ..‬ومع هذا أرادت الخروج لعل وعسى يختفي هذا الكبت والضيق من صدرها‬
‫ولو قليالً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وإلتفتت الى اليسار عندما سمعت صوتا ً فشاهدت شاب يمشي على الرصيف‬
‫ووقف بعدها أمام باب المنزل المجاور‪..‬‬
‫ضاقت عيناها قليالً بعدها عرفت بأنه نفسه الفتى الذي دائما ً ما تراه يقف على باب المنزل‪..‬‬
‫دخل من الباب القصير الخاص بساحة منزله األماميه بعدها وقف أمام باب المنزل الداخلي‬
‫لفتره قبل أن يتجه يمينا ً قليالً ويجلس وهو يسند ظهره على جدار المنزل‪..‬‬
‫تنهدت وهي تراه فمنزلهم محاط بسور قصير للغايه لذا يُمكنها بسهوله ُمشاهدة كُل ما بداخل‬
‫ساحتهم‪..‬‬
‫أمالت شفتيها قليالً بعدها مشت وإتجهت إليه‪..‬‬
‫أسندت ذراعيها على سور المنزل وإبتسمت قائله‪ :‬لما ال تدخل ‪..‬؟!‬
‫رفع رأسه فورا ً ُمتفاجئا ً بعدها تجهم وجهه بالغضب حين شاهدها‪..‬‬
‫شد على أسنانه قائالً‪ :‬ال شأن لك فغادري‪..‬‬
‫نظرت إليه قليالً بعدها إبتسمت قائله‪ :‬ال‪..‬‬
‫حصى من األرض‪..‬‬ ‫ً‬ ‫غضب جراء ردها فوقف وتقدم قليالً بعدها إنحنى ليلتقط‬
‫دُهشت وجلست من فورها كي ال يصل لها أي شيء‪..‬‬
‫مالبثت إال وسمعت صوته قريب جدا ً وهو يقول‪ :‬فتاة حمقاء‪..‬‬
‫ثُم أسقط الحصى على رأسها‪..‬‬
‫لم يؤلمها كثيرا ً فلقد أسقطه فقط ‪ ..‬فرفعت رأسها وشاهدته يعود الى مكانه وهو يقول‪:‬‬
‫غادري قبل أن أُصبح جادا ً‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬يالك من طفل‪..‬‬
‫إلتفت إليها غاضبا ً فدُهشت للحضه قبل أن تقول‪ :‬يا إلهي إنك تملك عينان خضراوتان بريئتان‬
‫حقا ً ‪ !..‬الغضب يبدو ُمضحكا ً فيها‪..‬‬
‫إصطبغ وجهه باللون األحمر جراء الغضب الممزوج ببعض اإلحراج‪..‬‬
‫صرخ بوجهها‪ :‬غادري!!‪..‬‬
‫شعرت بأنها أزعجته أكثر مما يجب فإبتسمت تقول‪ :‬حسنا ً لكني آمل ُمستقبالً أن نتحدث ‪..‬‬
‫أرغب بحق بالتعرف إليك‪..‬‬
‫لوحت بيدها ُمكملةً‪ :‬طاب مساؤك‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت لتغادر فجائها صوته يقول‪ :‬أما أنا فال أُريد لذا أتمنى بأال أراك مرة أُخرى‪..‬‬
‫ضحكت وأكملت طريقها وهي تقول بصوت مسموع‪ :‬هذا ُمستحيل‪..‬‬
‫دخلت من بوابة الفيال وهي تُراهن بأن وجهه ُمحتقن من الغضب جراء كالمها األخير‪..‬‬

‫***‬

‫‪Desamber 26‬‬
‫‪6:30 am‬‬

‫أنهت تجهيز نفسها بشكل تام ونظرت بعدها الى ساعة الحائط فرأت بأنه بقي ساعة تقريبا ً‬
‫على موعد أول ُمحاضر ٍة لها‪..‬‬
‫إرتدت حقيبتها التي تحمل ثالثة على األقل من كُتبها وبعدها حملت معطفها األبيض على يدها‬
‫اليُمنى قبل أن تُغادر غرفتها‪..‬‬
‫نزلت من الدرج وأخذ هذا بعض الوقت بما أن غرفتها تقع في الدور الثالث‪..‬‬
‫إتجهت الى غرفة تناول الطعام فرأت بعض أفراد األُسره –أو باألصح ساكني هذا المنزل‪-‬‬
‫يجلسون على كراسيهم لتناول اإلفطار‪..‬‬
‫وضعت حقيبتها ومعطفها فوق أحد الكراسي وجلست بلكُرسي ال ُمجاور وهي تقول بنبرة‬
‫جامده خاليه من أي شيء‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫رفع أخاها األكبر رأسه عن طبقه ناظرا ً إليها حيث أنها تجلس ب ُمقابله تماما ً فإبتسم يقول‪ :‬ما‬
‫غضب حبيبتي إيلي مع هذا الصباح ‪..‬؟!‬ ‫ُ‬ ‫الذي يُ‬
‫رفعت رأسها وإبتسمت تقول‪ :‬أنت‪..‬‬
‫وضع يده على صدره يقول بدراما‪ :‬لقد كان هذا قاسيا ً‪..‬‬
‫سخريه‪ :‬كان عليك أن تحترف‬ ‫تحدثت فتاة تبدو أصغر منهما وقالت بنبرة فيها شيء من ال ُ‬
‫التمثيل بدل الغناء يا إدريان‪..‬‬
‫إبتسم ونظر إليها يقول‪ُ :‬مستحيل ‪ !..‬كيف لي أن أحترف التمثيل بوجود ال ُمبدعه فلور فيه‬
‫‪..‬؟!‬
‫سخريه من على شفتيها الصغيرتين وظهرت على مالمحها بعض عالمات‬ ‫إختفت إبتسامة ال ُ‬
‫الغضب‪..‬‬
‫لقد نال منها!!‪..‬‬
‫نظرت إليان الى جهتها ُمتعجبة من سكوتها ‪ ..‬يبدو بأن أخاها األكبر أصابها في نُقطة ما ال‬
‫يعرفها أحد‪..‬‬
‫تجاهلت األمر وأكملت تناول فطورها في حين تحدثت جينيفر أخيرا ً تقول‪ :‬إد إحترم وجودي‬
‫على األقل وكُف عن ُمضايقة اآلخرين‪..‬‬
‫ضحك إدريان وهو يهمس‪ :‬حسنا ً حسنا ً‪..‬‬
‫في حين وقفت فلور ذات التسعة عشر عاما ً تقول لجينيفر‪ :‬ياااه علي أن أشكر طيبتك فلقد‬
‫ت مالك حقا ً‪..‬‬ ‫أوقفتي إبنك عند حده ‪ ..‬يالك من امرأة غاية في الطيبه ‪ ..‬أن ِ‬
‫إدريان‪ :‬هههههههههههههه غضبت ‪ !..‬لقد إنفجرت غضبا ً ‪ !..‬أُحبك فلور‪..‬‬
‫نظرت إليه فلور بطرف عينيها العسليتين بعدها إلتفتت وغادرت‪..‬‬
‫وقفت أمام المرآة التي تقع في نهاية الممر قريبة من المدخل الذي يؤدي الى قلب المنزل‪..‬‬
‫نظرت الى إنعكاس وجهها هامسه‪ :‬ذلك البغض إدريان!‪..‬‬
‫تالشى إنزعاجها قليالً وبدأت بتصفيف شعرها األسود ‪ ..‬لم تتعب كثيرا ً فهو قصير على أية‬
‫حال ‪ ..‬يصل طوله من جانبها األيمن الى حد أذنها بينما جانبها األيسر يصل طوله الى‬
‫ُمنتصف عُنقها‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما الحظت من طرف المرآة إنعكاس صورة إبن عمها ريكس وهو ينزل من‬
‫الدرج‪..‬‬
‫المرآه فعادت بجسدها الى الخلف ناظرةً الى‬ ‫بقيت تنظر إليه لفتره حتى إختفى إنعكاسه من ِ‬
‫يمينها فشاهدته يتجه الى بوابة المنزل‪..‬‬
‫أمالت شفتيها قليالً بعدها إبتسمت وعادت الى غرفة الطعام‪..‬‬
‫إتكأت على الباب حينما فتحته وقالت بإبتسامه ساخره وهي توجه كالمها الى جينيفر‪ :‬إبنك‬
‫الغالي والعزيز للغايه ريكس فضّل تناول طعام فطوره في العمل بدل الجلوس معك على نفس‬
‫المائده ‪ ..‬إنها القصه الدراميه الخاصه بهذا اليوم‪..‬‬
‫إنفجر إدريان ضاحكا ً في حين وقفت إليان بعد إنتهائها من طعامها وأخذت حقيبتها ومعطفها‬
‫وإتجهت خارج الغرفه‪..‬‬
‫وحينما مرت من جانب فلور تحدثت ببرود قائله‪ :‬أخاك الذي يصغُرك بخمسة أعوام يفوق‬
‫ذكائك وعقليتك بماليين المرات‪..‬‬
‫وخرجت بعدها‪..‬‬
‫عضت على شفتيها بغيض بعدها خرجت وصفقت الباب خلفها وإتجهت الى الدرج وهي تسمع‬
‫ضحكت إدريان البغيضة تصلها بكُل وضوح‪..‬‬
‫سحقا ً حتى لو كان كذلك ال يحق‬ ‫صعدت الدرج وهي تهمس‪ :‬أعلم أعلم كان تصرفي طفوليا ً ‪ُ !..‬‬
‫لهم التعليق أو الضحك ‪ !..‬ال يحق لهم بتاتا ً!!‪..‬‬
‫غرفتها وأغلقت الباب خلفها بإحكام‪..‬‬ ‫دخلت الى ُ‬

‫***‬

‫‪8:50 am‬‬

‫مكتب فاخر ُمترف وواسع للغايه‪..‬‬


‫كان يجلس فيه لوحده ينظر الى إحدى الملفات بتركيز شديد قبل أن يطرق أحدهم الباب عليه‬
‫ويدخل بعدها‪..‬‬
‫تقدم شاب قصير يرتدي النظارات حتى بجانبه يقول‪ :‬أيها الرئيس ريكس‪..‬‬
‫ريكس دون أن يرفع عينيه عن الملف قال‪ :‬ماذا ‪..‬؟!‬
‫وضع الشاب المظروف البُني بالقرب منه يقول‪ :‬قام بإرسالها إلينا ‪ ..‬فابريان نفسه‪..‬‬
‫رفع ريكس عينيه ونظر الى المظروف بعدها أخذه وقام بفتحه في حين أكمل الشاب‪ :‬أُرسلت‬
‫على البريد مساء األمس ولم نفتحه سوى اليوم‪..‬‬
‫صمت قليالً وأكمل‪ :‬وبصباح هذا اليوم وصلنا خبر وفاته‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه فأكمل الشاب‪ :‬وجدته الشُرطه ميتا ً في إحدى األزقه قبل يومان وحققت بسبب‬
‫وفاته واليوم أُعلن على وفاته‪..‬‬
‫صمت ريكس لفتره بعدها قال‪ :‬وماذا قالوا سبب وفاته ‪..‬؟!‬
‫حرك الشاب نظارته قليالً وهو يقول‪ :‬لم يحددوا هوية القاتل ولكن رجحوا وبقوه بأنه دخل‬
‫ب ُمشاجرة مع بعض المخمورين أدى ذلك الى طعن أحدهم له بسكين عاديه فقد كان ُهناك بعض‬
‫الشهود الذين شاهدوه قبل عدة أيام و‪...‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬يكفى فال يهمني أمره‪..‬‬
‫أخرج من المظروف قرص ‪ DVD‬ونظر إليه قليالً فدُهش الشاب وقال‪ :‬أليس هذا‪...‬‬
‫ولم يُكمل جملته بعدها علق قائالً‪ :‬لكن لما يُعطينا إياه ‪ !!..‬لقد أرسل جاسوسا ً منذ ستة أشهر‬
‫من أجل فقط أن يسرق هذه المعلومات فكيف يُعيدها بهذه البساطه ‪ !!..‬األمر ُمريب ‪ُ ..‬هناك‬
‫سبب لذلك بكُل تأكيد فنحن نعرف فابريان جيدا ً ‪ ..‬إنه أكبر ُمخادع عرفناه ‪ ..‬هو يراك كعدو‬
‫يسعى الى تدميره بكُل الطرق فكيف يُعيد إليك ما سرقه منك ‪..‬؟!!‬
‫نظر الى ريكس وأكمل‪ :‬أُراهن بأنه فخ ‪ ..‬من األفضل إخبار الشرطه ‪ ..‬قد يعود األمر علينا‬
‫بالضرر ففابريان كالثُعبان ال يُمكنك أن تأمن له أبدا ً‪..‬‬
‫وضع ريكس القرص بهدوء على المكتب بعدها نظر الى الشاب يقول‪ :‬تُخبر الشُرطه ‪..‬؟! أنت‬
‫تعلم بأني ال أُحب خوض مشاكل مع الحكومة أيا ً كان نوعها ‪ ..‬أنا الرئيس ُهنا ‪ ..‬لذا أنا من‬
‫يُصدر األوامر‪..‬‬
‫الشاب‪ :‬اإلحتياط واجب‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وأنا أقول األمر إنتهى ‪ !..‬أياك أن تُحاول تفتح فمك بأي كلمه ع ّما شاهدته بالمظروف‬
‫‪ ..‬غادر اآلن‪..‬‬
‫نظر إليه الشاب بعدم رضى ولكنه في النهايه إنصاع ألمره وقال‪ :‬كما تشاء ‪ ..‬المعذره‪..‬‬
‫وغادر بعدها‪..‬‬

‫تأمل ريكس القُرص لفتره بعدها أخرجه من عُلبته وأدخله في الحاسوب لتفقد مافيه‪..‬‬
‫إرتسمت على شفتيه إبتسامه عندما رأى بأنه هو القُرص المسروق نفسه‪..‬‬
‫ثوان حتى إختفت وإسترخى بعدها في مقعده يُفكر بأمر فابريان هذا‪..‬‬
‫ٍ‬

‫بجهة أُخرى بعيدة بعض الشيء‪..‬‬


‫أطفأ التلفاز الموجود في مكتبه وشد شفتيه وهو يهمس‪ :‬كيف مات ذلك ال ُجرذ البغيض!!‪..‬‬
‫أجابه شاب يجلس بالقرب منه يقول‪ :‬كارلوس ‪ ..‬هل حقا ً تضن بأن ُهناك أحد آخر غيره ‪..‬؟!‬
‫نظر إليه كارلوس يقول‪ :‬من تقصد ‪..‬؟!‬
‫تنهد هذا الشاب الذي يبدو من مالمحه بأنه شديد الهدوء وشديد الدهاء‪..‬‬
‫شعر أسود وعينين سوداوتين أيضا ً‪..‬‬‫في بداية الثالثين من عمره صاحب ٍ‬
‫إبتسم يقول‪ :‬ريكس من غيره‪..‬‬
‫إبتسم كارلوس يقول‪ُ :‬مستحيل تروي ‪ ..‬هذا الشخص يخشى على نفسه كثيرا ً لذا لن يُتعب‬
‫نفسه ويعرضها الى الشبهه بقتل رجل وضيع مثل فابريان!‪..‬‬
‫تروي‪ :‬ال تنسى بأن هذا الرجل الوضيع سرق منه قرص يحوي أسرارا ً ستُدمره لو وقع في يد‬
‫شركة ُمنافسه كشركتنا ‪ ..‬لذا سيفعل ال ُمستحيل من أجل أن يستعيده ‪ ..‬وأيضا ً البد من أنه‬
‫وصل إليه خبر بأننا وعدنا فابريان بم ّد شركته التي شارفت على اإلفالس بالمال كي تنهض‬
‫من جديد ُمقابل هذا القُرص ولهذا تحرك بسرعه وقام بقتله قبل أن تتم صفقتنا معه‪..‬‬
‫نظر إليه كارلوس لفتره بعدها هز رأسه يقول‪ :‬ال ال أضن ‪ ..‬حدسي يُخبرني بأن ال شأن له‪..‬‬
‫تروي‪ :‬نحن في عمل وليس في عالقة عاطفيه كي نتحدث باإلحساس بدل العقل!‪..‬‬
‫تنهد بعدها عندما رأى عدم اإلقتناع مرسوم على وجهه وأكمل‪ :‬كارلوس صدقني ‪ ..‬هذا ما‬
‫حدث ‪ ..‬أعلم بأن ما يمنعك عن التصديق هو ألنك تريد أمالً في الحصول على القرص ‪ ..‬لقد‬
‫إستعاده ريكس لذا ال أمل حاليا ً‪..‬‬
‫بقي كارلوس صامتا ً لفتره بعدها همس‪ :‬أكرهك تروي‪..‬‬
‫ضحك تروي يقول‪ :‬إنه الواقع وعليك تقبله‪..‬‬
‫وقف كارلوس وإتجه الى النافذه الزجاجيه‪..‬‬
‫صت بإتقان‪..‬‬‫بقي ينظر الى األبنية التي تبدو من هذا الطابق وكأنها مجموعة ألعاب ُر ّ‬
‫بعد فترة من التفكير قال‪ :‬تروي ‪ ..‬جد طريقة لتوريط إسم ريكس في قضية قتل فابريان‪..‬‬
‫إبتسم تروي يقول‪ :‬ألول مرة ‪ ..‬تطلب أمرا ً في غاية البساطة الى هذه الدرجه!‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:40 pm‬‬

‫في إحدى مراكز الشُرطه‪..‬‬


‫دخل شاب يبدو في العشرينيات من عمره وهو يحمل في يده ورقة صغيره‪..‬‬
‫جلس في اإلنتظار حتى ينتهى الشرطي من من هم أمامه‪..‬‬
‫كان مظهره عاديا ً ويرتدي مالبس عاديه جدا ً ويبدو بأنه من الطبقه العاديه من الناس‪..‬‬
‫شعر بُني عادي وعينان زرقاوتين وطول ال بأس به‪..‬‬ ‫ٌ‬
‫ال شيء بتاتا ً ُمميز فيه سوى تلك الشامه ال ُمميزه بالقرب من عُنقه‪..‬‬
‫غراب لذا من يراه ‪ ...‬ال‬ ‫إنها تجذب أنظار كُل من تقع نظره عليه ‪ ..‬يبدو شكلها أقرب الى قدم ُ‬
‫ينساه بسهوله على الرغم من مظهره العادي‪..‬‬
‫بدأ يلعب بعلبة المناديل التي بالقُرب منه وهو يُلقى نظرة الى الشرطي والعميل الذي يتحدث‬
‫معه‪..‬‬
‫أمال شفتيه بشيء من التأفف وهو يهمس‪ :‬أكره اإلنتظار‪..‬‬
‫إقتربت منه طفله في الرابعه من عُمرها تنظر الى يده التي كانت تُحرك علبة المنديل بطريقه‬
‫ُمحترفه‪..‬‬
‫نظر إليها قليالً بعدها إبتسم وبدأ يُريها العديد من الحركات وهي تنظر إليه بإنبهار كبير‪..‬‬
‫أنهى هذا بوضع المنديل فوق رأسها وإبتسم لها قبل أن يُغادر ويتجه الى الشُرطى الذي أخيرا ً‬
‫أصبح ُمتاحا ً‪..‬‬
‫نظر إليه الشُرطي يقول‪ :‬أي خدمه ‪..‬؟!‬
‫قدم الشاب الورقه الى الشُرطي وهو يقول‪ :‬هذا اإلعالن كان قبل فتره ُمنتشر في شبكات‬
‫اإلنترنت ‪ ..‬عندما ذهبت الى المكان ال ُمحدد باإلعالن قالوا بأننا لم نصدر شيئا ً كهذا‪..‬‬
‫نظر الشُرطي الى صورة الفتاة التي في اإلعالن في حين أكمل الشاب‪ :‬لقد قطعت أكثر من‬
‫خمس مائة كيلو مترا ً من أجله فأنا أعرف هوية الفتاة الموجودة ُهنا ولكن ال أعرف أين‬
‫أذهب!‪..‬‬
‫ي الورقة جانبا ً وبدأ يبحث باإلنترنت عن رقم البالغ هذا وهو يقول‪ :‬سأبحث من‬ ‫وضع الشُرط ّ‬
‫أجلك‪..‬‬
‫هز الشاب رأسه يقول‪ :‬شُكرا ً لك‪..‬‬
‫ي رأسه يقول‪ :‬أعتذر ‪ ..‬لم أجد بالغا ً قد أُصدر تحت رقم هذا البالغ‬ ‫دقيقتين حتى رفع الشُرط ّ‬
‫‪ ..‬يُحتمل بأن يكون هذا بالغ ُمزيف وهذه األُمور تنتشر كثيرا ً هذه األيام‪..‬‬
‫دُهش الشاب يقول‪ :‬هل أنت ُمتأكد ‪..‬؟!! لكن الفتاة التي بالصوره والتي يبحثون عن هويتها‬
‫أنا أعرفها جيدا ً ‪ ..‬حينما ذهبتُ الى منزلها لم أجدها فيه وهذا يعني بأن البالغ هذا حقيقي!!‪..‬‬
‫ي‪ :‬لو أصدر هذا البالغ من جهة رسميه لظهر لي في البحث لكنه لم يظهر لذا ال أضنه‬ ‫الشُرط ّ‬
‫بالغا ً صحيحا ً ‪ ..‬هل أنت ُمتأكد بأن الفتاة في الصوره مختفيه حقا ً ‪..‬؟! ما صلتك بها ‪..‬؟!‬
‫الشاب‪ :‬أنا ‪ ...‬كُنت أحد جيرانها سابقا ً‪..‬‬
‫تنهد الشُرطي وقال‪ :‬إذا ربما أخطأت وكانت قد غادرت المنزل مثالً وليست ُمختفيه كما تضن‬
‫‪ ..‬أعتذر منك‪..‬‬
‫نظر الشاب إليه بشيء من الدهشه بعدها تنهد وقال‪ :‬قد تكون ُمحقا ً ‪ ..‬أعتذر عن هذا‬
‫اإلزعاج‪..‬‬
‫أخذ الورقه وغادر المكان مكسور الخاطر‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:20 pm‬‬

‫سترة صوفيه زهرية اللون‪..‬‬ ‫كانت ترتدي بنطاالً أسود مع ُ‬


‫وكعادتها إرتدت قبعة صوف تُغطي فيه منابت شعرها الذي بدى يُصبح غريبا ً ويُزعجها‪..‬‬
‫كانت تمشي في الممر القريب من الباب جيةً وذهابا ً تنتظر قدومه‪..‬‬
‫لقد أخبرتها إحدى الخدم بإن إدريان سيأتي الليله ُهنا وقد طلب منهم تجهيز طعام العشاء له‪..‬‬
‫وأخيرا ً سيأتي ‪ ..‬لن تجعل مجيئته تذهب هباءا ً‪..‬‬
‫ستُحادثه وتطلب منه أن يجد لها حالً فهي لن تبقى لوحدها في هذا المكان أكثر من هذا‪..‬‬
‫هي ُمتأكده بأن لهذه العائله منزالً آخرا ً غير هذا!‪..‬‬
‫نعم البد من هذا فهذا المكان يكاد يكون مهجورا ً من قِبلهم!!‪..‬‬

‫طرق وبقيت تنظر إليه بإبتسامه والخادمه تتقدم وتفتحه‬ ‫إلتفتت الى جهة الباب حالما سمعته يُ َ‬
‫‪..‬‬
‫دخل إدريان الى المنزل وتعجب حالما رآها واقفه تستقبله بإبتسامه!!‪..‬‬
‫أنك‪....‬‬
‫إبتسم نصف إبتسامه يقول‪ :‬هل من ال ُممكن ِ‬
‫قاطعته تقول‪ :‬مرحبا ً ‪ ..‬اممم هل لنا أن نتحدث قليالً قبل أن يخرج العشاء ‪..‬؟!‬
‫عقد حاجبه بعدها تقدم وإتجه الى الدرج يقول‪ :‬دعينا نؤجله الى وقت العشاء فأنا أُريد أن آخذ‬
‫حماما ً ساخنا ً‪..‬‬
‫تبعته تقول‪ :‬هيّا األمر لن يأخذ عشر دقائق!‪..‬‬
‫إبتسم وهو يصعد الدرج يقول‪ :‬ال تكوني فتاةً ملتصقه هكذا فنحن ال نُحب هذه األنواع‪..‬‬
‫أسرعت في ال ُخطى حتى إعترضت طريقه وقالت بكُل وضوح‪ :‬خذني معك هذه الليله!‪..‬‬
‫توقف ُمندهشا ً من ُجرأتها فهو لم يتوقعها من هذا النوع!‪..‬‬
‫ت جادّه صحيح ‪..‬؟!‬ ‫ت لس ِ‬‫ضحك يقول‪ :‬أن ِ‬
‫آليس‪ :‬أنا كذلك ‪ ..‬لن أنام الليلة ُهنا ‪ُ ..‬خذني معك‪..‬‬
‫تكتف وإستند على درابزن الدرج وهو يقول‪ :‬صغيرتي مهما كان فما تقولينه خطير ‪ ..‬ال تبيعي‬
‫نفسك بهذه الطريقه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها قليالً بعدها تنهدت عندما الحظت بأنه فهم الكالم بشكل ُمختلف تماما ً‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬لم أضنك شاب شهم‪..‬‬
‫عقد حاجبه فأكملت‪ :‬ما أقصده هو أن تأخذني الى منزل العائله الرئيسي ‪ ..‬أعلم بأنكم تملكون‬
‫واحدا ً!!‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها قليالً بعدها إبتسم يقول‪ :‬ال أعلم إن كان هذا ذكاء أو تالعب منك أم أنه عن‬
‫صدفه‪..‬‬‫طريق ال ُ‬
‫لم تفهم فأكمل كالمه يقول‪ :‬على أية حال ماذا تقصدين بمنزل العائله ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬أنت تفهم ما أقصده ‪ !!..‬بات من الواضح أن هذا المنزل هو منزل ثانوي وأنكم تملكون‬
‫منزالً أساسيا ً تترددون عليه ‪ !..‬لقد كدتُ أنفجر من البقاء وحدي ُهنا ‪ ..‬صدقني!!‪..‬‬
‫ت في نعمه فال تقودي نفسك الى‬ ‫بقي ينظر إليها لفترة ليست بالقصيره قبل أن يقول بهدوء‪ :‬أن ِ‬
‫الهالك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها فقال‪ :‬ذلك المنزل من الجيد بأنك بعيدة عنه ‪ ..‬فهو أشبه بغابه شرسه لن تتحمل‬
‫أرنبة مثلك البقاء فيه‪..‬‬
‫بعدها تجاوزها وأكمل الصعود الى األعلى وهي تقف في مكانها تُفكر في كالمه‪..‬‬
‫غرفته‪..‬‬ ‫إلتفتت ولحقت به حتى ُ‬
‫دخلت من الباب الذي لم يكن ُمقفالً ووجدته أمام خزانته يختار له بعض المالبس‪..‬‬
‫نظرت إليه قبل أن تقول‪ :‬أنت تُبالغ‪..‬‬
‫ق به‪..‬‬ ‫إلتفت إليها ُمتفاجأ ً فلم يكن يعتقد بأنها ستلح ُ‬
‫آليس‪ُ :‬مصطلحات كهذه أراها ُمبالغه ليس ّإال ‪ !..‬غابه وحيوانات شرسه وأرنب ‪ !..‬كُن واقعيا ً‬
‫فكلمات كتلك ال توجد سوى باألفالم‪..‬‬
‫ضحك ُرغما ً عنه يقول‪ :‬أُقدر شجاعتك هذه حقا ً‪..‬‬
‫إنزعجت منه في الحقيقه فقالت‪ :‬على أية حال إنه منزل العائله وأنا بالفعل قابلتُ كُل عائلتكم‬
‫ي‬ ‫بإستثناء والدك ‪ ..‬إليان تبدو غير طبيعيه ولكن يُمكنني التعامل معها ‪ ..‬ريكس مجنون لذا عل ّ‬
‫تجنبه فحسب ‪ ..‬أنت وجينيفر طبيعيين جدا ً وأُحب الحديث معكم ‪ ..‬لم يبقى سوى والدك‬
‫وسأعرف كيف أتعامل معه بناءا ً على نوعه ‪ ..‬األمر ليس صعبا ً‪..‬‬
‫أخرج له بعض المالبس وهو يقول‪ :‬عمي األصغر توفي قبل زمن لذا والدي يرعى أبناءه في‬
‫ت ال تعلمين ‪ ..‬إثنان حمقى تستطيعين اللهو معهم كاأللعاب ولكن‬ ‫منزلنا ‪ ..‬إنهم خمسه إن كُن ِ‬
‫الثالثة اآلخرين هم أخطر مما تضنين‪..‬‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬وهل تضن بأنك تُخيفني هكذا ‪..‬؟! بالعكس لقد سعدتُ كثيرا ً فهذا يعني‬
‫بأن منزلكم ُهناك مليء بالحياة ‪ ..‬إزددتُ رغبة بالذهاب إليه‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬للمرة الثانيه لم أضنك قط تملكين جرأة كهذه ‪ ..‬خسارة أن تذهب حالما تري‬
‫طبيعية العيش ُهناك ‪ ..‬آليس تبدين فتاة شغوفه حالمه ‪ ..‬أ ُحبك هكذا لذا إنسي أمر الذهاب الى‬
‫ُهناك‪..‬‬
‫إنزعجت من رده وحالما فتحت فمها لتتحدث قاطعها يقول‪ :‬والدتي لن تسمح لك ُمطلقا ً لذا‬
‫إنسي‪..‬‬
‫ي إقناعُها صحيح ‪..‬؟!‬ ‫صمتت قليالً بعدها قالت‪ :‬إذا ً والدتك هي من عل ّ‬
‫ت ال تعلمين‪..‬‬
‫تنهد بقلة حيله وقال‪ :‬العناد ُمزعج على الفتيات إن كُن ِ‬
‫إلتفتت وغادرت الغرفه فبقي ينظر الى مكانها لفتره قبل أن تضيق عينيه ويهمس‪ :‬لن يمر‬
‫األمر كما توقعت‪..‬‬
‫سخريه بعدها إلتفت وإتجه الى غرفة اإلستحمام‪..‬‬ ‫إبتسم بشيء من ال ُ‬

‫‪- PART end -‬‬

‫ـ ‪ PART 4‬ـ‬

‫‪Desamber 27‬‬
‫‪10:20 am‬‬

‫ألقت كتابها الكبير بشكل فوضوي على مقعدها وهي تعض على شفتيها بكُل ألم‪..‬‬
‫دخل صديقتها جيسيكا خلفها داخل هذه القاعة ال ُمظلمه نوعا ً ما وأقفلت الباب قبل أن تتقدم‬
‫ت جاده صحيح ‪..‬؟!‬ ‫ت لس ِ‬
‫منها تقول‪ :‬إيلي أن ِ‬
‫إليان‪ :‬أُتركيني لوحدي‪..‬‬
‫وبعدها جلست على المقعد ال ُمجاور ووضعت رأسها على الطاوله‪..‬‬
‫أمالت جيسيكا شفتيها بعدم رضى وجلست على المقعد األمامي موجهةً وجهها الى إليان وهي‬
‫تقول‪ :‬الفارق تافه للغايه ‪ !..‬إنها ثالث درجات فقط ‪ !..‬ال تكوني حساسةً الى هذه الدرجه ‪..‬؟!‬
‫جائها صوت إليان المكتوم يقول‪ :‬جيسي قُلتُ أُتركيني لوحدي!‪..‬‬
‫تنهدت جيسيكا بعدها مدت يدها وبدأت بالمسح على شعر إليان األشقر وهي تقول‪ :‬حسنا ً إيلي‬
‫ت ذكيه وهذا ليس باألمر الصعب عليك ‪ ..‬فقط إجتهدي أكثر‪..‬‬ ‫‪ ..‬يُمكنك أن تتداركي ذلك ‪ ..‬أن ِ‬
‫سحقا ً له ‪ ..‬هو السبب‪..‬‬
‫همست إليان دون أن ترفع رأسها‪ُ :‬‬
‫عقدت جيسيكا حاجبها وسألت‪ :‬من تقصدين ‪..‬؟!!‬
‫شدت على أسنانها قبل أن تُجيب‪ :‬ومن غيره ‪ !!..‬ذلك المغرور ال ُمتعجرف األحمق‪..‬‬
‫ت ُممتعه حقا ً ‪ ..‬حسنا ً وما شأنه ‪..‬؟! ال‬ ‫فهمت جيسيكا المقصود فضحكت قبل أن تقول‪ :‬إيلي إن ِ‬
‫أعتقد بأنه قال لك يا عزيزتي أرجو منك أال تُذاكري هذه الليله هههههههههههههه‪..‬‬
‫رفعت إليان رأسها وأسندت بظهرها على الكُرسي تنظر الى جيسيكا وهي تقول‪ :‬عندما أكون‬
‫في هذه الحاله رجاءا ً ال تستخدمي نكاتك السخيفة التي ال تُضحك حتى!‪..‬‬
‫كتمت جيسيكا ضحكتها وهي تقول‪ :‬حسنا ً نعتذر آنستي الجميله‪..‬‬
‫بعدها كملت‪ :‬على أية حال إيلي ال بأس ‪ ..‬أعني أُقدّر جيدا ً إهتمامك بدرجاتك لكن ليس من‬
‫الجيد أن تتضايقي بهذا الشكل كُل ما نقصت درجاتك‪..‬‬
‫إليان‪ :‬إنها ثالث درجات دُفعةً واحده ‪ !!..‬األمر ليس بالبسيط ‪ ..‬ال أعلم كيف يُمكنني تدارك‬
‫هذا األمر‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ستكونين على ما يُرام لو إستمررتي بأخذ درجة كامله في اإلختبارات القادمه‪..‬‬
‫إليان بسخريه‪ :‬آه أجل حتى في النهايه أكون في المركز الثاني مثلما حصل العام الماضي‪..‬‬
‫تنهدت جيسيكا ولم تعرف ماذا تقول أكثر‪..‬‬
‫فُتح الباب ودخل طالبان الى هذه القاعة الفارغه وهم يتضاحكان‪..‬‬
‫توقفا عندما شاهدا جيسيكا وإليان‪..‬‬
‫لحضه قبل أن يبتسم أحدهم وينحني قائالً‪ :‬نعتذر على ُمقاطعتكما‪..‬‬
‫دفعه اآلخر وخرجا وهما يتهامسان بضحك‪..‬‬
‫رفعت إليان حاجبها تقول‪ :‬المجانين في هذه األيام كُثر‪..‬‬
‫نظرت جيسيكا الى الباب بعدها نظرت الى إليان وقالت‪ :‬اممم إيلي ‪ ..‬أضنك لم تفهمي ما كانا‬
‫يقصدانه صحيح ‪..‬؟!‬
‫نظرت إليها إليان تقول‪ :‬وماذا يُمكن أن يكون مثالً ‪..‬؟!‬
‫هزت جيسيكا كتفيها تقول‪ :‬لوحدنا فقط ‪ ..‬بقاعة ُمظلمه ‪ ..‬ماذا تضنين ‪..‬؟!‬
‫نظرت إليها إليان ببرود قبل أن تتسع عينيها بصدمه عندما فهمت‪..‬‬
‫سحقا ً ألمثالهما‪..‬‬‫شدت على أسنانها هامسه‪ُ :‬‬
‫ووقفت بعدها خارجةً الى الخارج‪..‬‬
‫صدمت جيسيكا وحملت معها أغراض إليان وهي تقول‪ :‬هيه إيلي لحضه!!‪..‬‬ ‫ُ‬

‫بدأت إليان تبحث في هذا الممر يُمنةً ويُسره حتى وجدتهما واقفان يتحدثان بالقرب من آلة بيع‬
‫القهوه‪..‬‬
‫وقفت أمامهما تقول‪ :‬عُذرا ً أيُها السيدان‪..‬‬
‫توقفا عن الحديث ونظرا إليها فإبتسمت تقول‪ :‬لم يُعجبني ما قُلتماه قبل قليل لكن سوف‬
‫أُعطيكم نصيحه ‪ ..‬ليس من الجيد العبث معي بتاتا ً ‪ ..‬فكلمة مني قد تجعل حياتكما جحيما ً في‬
‫هذه الكُليه‪..‬‬
‫وضعت خصالت شعرها خلف أُذنيها وإبتسمت بلطف ُمكمله‪ :‬لذا إحذرا‪..‬‬
‫إلتفتت بعدها وغادرت فقال أحدهم لآلخر‪ :‬تعرفها ‪..‬؟!‬
‫هز اآلخر رأسه يقول‪ :‬أجل ‪ ..‬إنها إليان إليكسندر ‪ ..‬فتاة تغار منها كُل الفتيات‪..‬‬
‫عقد حاجبه وسأل‪ :‬وكيف ‪..‬؟! ألنها جميله ‪..‬؟!‬
‫بسط صديقه يده وبدأ بالعد وهو يقول‪ :‬جميله بشكل كبيـــر ‪ ..‬غنيه ‪ ..‬أخاها ُمغني صاعد ‪..‬‬
‫ذكيه و ُمتفوقه فلقد حصلت المركز الثاني على ُمستوى الكُليه في السنة الماضيه‪..‬‬
‫إبتسم وأكمل‪ :‬وتعرف أمثالها مغرورون لذا ترفض جميع الشُبان الذين يرغبون بالتقرب منها‬
‫‪..‬‬
‫دُهش وهو يقول‪ :‬وااه فتاة مثلها أتعجب كيف لم أعرف عنها من قبل‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬ما دُمت تعرف بأنها فتاة مشهورة هكذا فلما ضايقتها بكالمك قبل قليل في‬
‫القاعه ‪..‬؟!‬
‫ضحك وأجابه‪ :‬لم أكن أعرف بأنها هي ههههههههههه فكما تعرف كانت القاعه ُمظلمه‪..‬‬
‫جائهم صوت فتاة تقول بشيء من اإلستحقار‪ :‬أنتم تعطونها مكانة أكبر مما تستحق‪..‬‬
‫إلتفتوا الى جهة فتاة في وسط صديقاتها تبدو عدائية نوعا ً ما ذات شعر أسود بخصل شقراء‬
‫‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬أمثالها هم األضعف في الحياة الجامعيه ‪ ..‬فإشاعة واحده فقط تُسقطها من‬
‫القمة الى القاع‪..‬‬
‫تنهد الشاب وإلتفت الى صاحبه يقول‪ :‬لفد أخبرتك ‪ ..‬الفتيات يغرن منها‪..‬‬
‫إختفت إبتسامتها وتقدمت منه‪..‬‬
‫دفعته بإصبعها من كتفه تقول‪ :‬ضُعف منك أن تُفسر األمور هكذا ‪ ..‬ال شيء ينقصني ألغار‪..‬‬
‫سمعه المدعو بآندرو ‪..‬؟!‬ ‫أمالت شفتيها بإبتسامه ساخره تقول‪ :‬تعرفون ذلك ال ُمعلم سيء ال ُ‬
‫طالب وفي ال ُمقابل يستحقروه البقيه‬ ‫عقد حاجبه بعدها أجابها‪ :‬آه أجل ‪ ..‬الذي يُحبه أغلب ال ُ‬
‫باإلضافة الى الدكاتره والعاملين ‪ ..‬واااه أستغرب منه إستمراره بالعمل هنا بعد كُل ما حدث‪..‬‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ُ :‬هناك إشاعه غير ُمنتشره تقول بأنه الصديق الحميم وال ُمقرب ألخ إليان‬
‫األكبر‪..‬‬
‫إتسعت عيناهما من الصدمه فهزت كتفها وأكملت‪ :‬أن أقول الحقيقه ال يعني هذا بأني أغار‪..‬‬
‫وبعدها إلتفتت وغادرت مع صديقاتها‪..‬‬
‫بقي األمر هادئ بينهما لفتره حتى قال أحدهم بشيء من اإلستحقار‪ :‬وتقول لنا لم يُعجبني ما‬
‫قُلتماه لي ‪ !!..‬كالمنا ال شيء ُمقارنةً بما فعله صديق أخاها ال ُمقرب!‪..‬‬
‫سحبه اآلخر يقول‪ :‬تجاهل أمرها وتعال‪..‬‬
‫وغادرا بعدها‪..‬‬

‫***‬

‫‪3:50 pm‬‬

‫غرفتها الخاصه‪..‬‬‫في ُ‬
‫وضعت كوب الشاي األخضر على مكتب الحاسوب الخاص بها ووضعت بجانبه صحن ُمعجنات‬
‫ُحلوه‪..‬‬
‫كانت ترتدي بيجامة جمعت ما بين اللون األسود والوردي برسمة جرو في منتصف صدرها‪..‬‬
‫صوت صدى ُمغنيتها ال ُمفضله يصدح في المكان حيث كانت تنقل أغراضها ُهنا وهناك وهي‬
‫تُدندن عليها‪..‬‬
‫وقفت أمام المرآة تنظر الى شعرها القصير األسود ذات القصه المائله من اليسار الى اليمين‪..‬‬
‫إبتسمت راضيةً عن مظهرها بعدها جلست أخيرا ً على الكُرسي أمام حاسبها المكتبي‪..‬‬
‫عضت على شفتيها الصغيرتين بكُل حماس بعدها فتحت موقعها الخاص‪..‬‬
‫نظرت الى الفيديو الذي صنعته ُمسبقا ً والذي في قائمة التحميالت بعدها ضغطت على "نشر "‬
‫‪..‬‬
‫أخذت إحدى الدونات ال ُمحالة بسائل الشوكوالته وبدأت بتناولها وهي ترى الردود اللتي تتوالى‬
‫على صفحتها الشخصيه مؤكدين حماسهم للفيديو الجديد ومنهم من يمدحه قائالً بـ"أنه جيد‬
‫حتى قبل أن أراه‪" ..‬‬
‫ما إن أنهت قطعة الدونات التي أخذتها حتى بدأت الردود تتكاثر في صفحتها وبدأت تسجيالت‬
‫اإلعجاب تتزاحم‪..‬‬
‫ضاقت عيناها وهي تقول‪ :‬هيّا هيّا لم يحدث ما أُريده بعد ‪ ..‬هيّا ل َم التأخير ‪..‬؟!‬
‫إنتفض جسدها ال إراديا ً عندما سمعت صوت إيطارات سيارة أُختها ويبدو بأنها للتو قد وصلت‬
‫للتو وهي تلف بسيارتها بطريقه ُمزعجه للغايه كعادتها‪..‬‬
‫وقفت بسرعه ووضعت الحاسب على وضع السكون ثُم أطفأت ال ُمسجل واألضواء وإتجهت‬
‫للسرير من فورها تتظاهر بالنوم‪..‬‬
‫خمس دقايق قبل أن يُفتح الباب وتدخل أختها الكُبرى‪..‬‬
‫سمعت صوتها تقول‪ :‬فلور ‪..‬؟! سمعتُ بأنك تغيبت هذا اليوم لذا ال سبب يدعوك للنوم اآلن‬
‫‪..‬؟!‬
‫دقيقه قبل أن تسمعها تهمس قائله‪ :‬ال بأس سأُمرر هذا األمر اآلن‪..‬‬
‫وبعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها‪..‬‬
‫أطلقت فلور نفسها بقوه دليل راحتها التامه‪..‬‬
‫جلست وهي تهمس‪ :‬ما الذي يجعلها تعود من السفر ‪ !!..‬وما أدراها أيضا ً بأني تغيبتُ عن‬
‫المدرسه ‪..‬؟!‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وأكملت همسها‪ :‬هي الوحيدة التي ال أُريدها أن تعود بتاتا ً‪..‬‬
‫ظهر اإلرتباك على وجهها تقول‪ :‬ستعود المشاكل ُمجددا ً‪..‬‬

‫***‬
‫‪9:20 pm‬‬

‫واقفه أمام المرآه تتأمل شعرها وتُراقب تطور اللون األشقر الذي يخرج من منابت الشعر ويبدأ‬
‫شيئا ً فشيئا ً يطغى على اللون البُني‪..‬‬
‫أمالت شفتيها تقول‪ :‬أستغرب من شخصيتي السابقه ‪ ..‬أعني ما الذي يجعلني أُغيّر لون‬
‫شعري ‪..‬؟! األشقر يبدو لطيفا ً ‪ ..‬هل كُنتُ أُفضل البُني ‪..‬؟!‬
‫فكرت قليالً قبل أن تقول‪ :‬إني في عُمر صغير ‪ ..‬هل كُنتُ من ال ُمراهقات الالتي يُحببن تجربة‬
‫كُل شيء ولهذا صبغتُ شعري ‪..‬؟!‬
‫ُ‬
‫أمسكت أطراف شعرها القصير وأكملت‪ :‬إنه متساوي من األسفل ‪ ..‬لقد قص قبل فتر ٍة ليست‬
‫بالطويله ‪ ..‬أتسائل كيف كان طوله سابقا ً ‪..‬؟!‬
‫عقدت حاجبها عندما سمعت صوت ما‪..‬‬
‫سرعه فشاهدت ذلك الصبي نفسه قد دخل لتوه من باب حديقة‬ ‫إبتسمت وذهبت الى النافذه ب ُ‬
‫منزله ووقف أمام الباب الداخلي للمنزل‪..‬‬
‫إتكأت على النافذه وهي تهمس لنفسها‪ :‬كالعاده سنراه يسند ظهره على الجدار ويسرح‬
‫بتفكيره‪..‬‬
‫ما إن أنهت ال ُجمله حتى فتح الباب ودخل الى الداخل‪..‬‬
‫دُهشت وبعدها صفرت تقول‪ :‬واااو ُهناك تجديد‪..‬‬
‫تنهدت وأكملت‪ :‬على فِكره ‪ ..‬ماهي حكايته بالضبط ‪..‬؟!‬
‫دُهشت عندما شاهدت النافذه ال ُمقابله لنافذتها تشتعل األضواء داخلها‪..‬‬
‫آليس‪ :‬إذا نافذة الصبي تُقابل نافذتي!‪..‬‬
‫نظرت الى النافذه ال ُمغلقه لفتره بعدها إلتفتت تنظر الى الشجرة العمالقه القريبه من نافذته‪..‬‬
‫ضحكت تقول‪ :‬أتسائل هل يُمكنني من ُهنا القفز الى تلك الشجره ‪..‬؟! أووه وتحدث كما في‬
‫القصص الرومانسيه أطرق على نافذته ويخرج لي‪..‬‬
‫ضحكت وأكملت‪ :‬ال ليس على الفتيات أن يفعلنها بل الصبيان ههههههههههههه‪..‬‬
‫الحده‪ :‬يا آنسه‬ ‫فُتح باب الغرفة في هذا الوقت وعندما شاهدتها ال ُمدبره ماري قالت بشيء من ِ‬
‫!!‪..‬‬
‫تعجبت آليس وإلتفتت الى جهتها تقول‪ :‬ماذا ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت ماري تقول‪ :‬تلك النافذه ليس من الجيد فتحها ‪ ..‬الجو بارد‪..‬‬
‫رفعت آليس حاجبها بعدها قالت‪ :‬ال أضن أن األمر يعنيك‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليها ماري لفترة طويله بوجه خا ٍل من التعابير بعدها قالت ببرود‪ :‬السيده جينيفر‬
‫باألسفل تتناول طعام العشاء‪..‬‬
‫بعدها خرجت من الغرفه وأغلقت الباب خلفها‪..‬‬
‫خطب ما بال ريب‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫بقيت آليس تنظر الى الباب لفتره بعدها أغلقت النافذه وهي تهمس‪ :‬هناك‬
‫خرجت من الغُرفه وأكملت‪ :‬وأنا ال أشعر بالندم لردي عليها فهي دائما ً ما تستحقرني بطريقة‬
‫ُمهذبه لذا تستحق!‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬واألهم اآلنسه جينيفر ُهنا ‪ !..‬وأخيرا ً‪..‬‬
‫دقيقتين حتى دخلت الى غرفة الطعام ‪ ..‬إبتسمت عندما رأتها وألقت السالم قبل أن تجلس على‬
‫مقعدها‪..‬‬
‫بادرت جينيفر بالحديث قائله‪ :‬كيف حالك ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬بخير ‪ ..‬وللغايه أيضا ً‪..‬‬
‫إبتسمت جينيفر تقول‪ :‬هذا جيد ‪ ..‬إن إحتجتي الى أي شيء ال تترددي في طلبه‪..‬‬
‫هزت آليس رأسها تقول‪ :‬حسنا ً‪..‬‬ ‫ّ‬
‫دقيقتين مرت وهم في حالة صمت قطعته آليس تقول بتردد‪ :‬اممم ‪ ..‬هل لي أن أطلب طلبا ً ‪..‬؟!‬
‫تعجبت جينيفر من ترددها وقالت‪ :‬بالتأكيد ‪ ..‬ماذا تُريدين ‪..‬؟!‬
‫ترددت آليس قليالً قبل أن تقول‪ :‬أُريد الذهاب حتى أنا الى ُهناك‪..‬‬
‫جينيفر بإبتسامه‪ :‬وأين هو ُهناك الذي تُريدينه ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬بيت العائله ‪ ..‬البيت األساسي لعائلتكم‪..‬‬
‫إختفت إبتسامة جينيفر وظهرت الدهشة على وجهها قبل أن تقول‪ :‬إيدريان أخبرك صحيح ‪..‬؟!‬
‫آليس بسرعه‪ :‬ال عالقة له باألمر ‪ ..‬أنا شككتُ منذ البدايه وواجهته بقوه لذا لم يكن لديه مجال‬
‫لإلنكار‪..‬‬
‫أكملت بعدها‪ :‬األمر كان واضحا ً ‪ ..‬أعني ‪ .....‬من السهل مع مرور كُل هذه األيام أن أعرف‬
‫بأن هذا ليس المنزل الرئيسي للعائله‪..‬‬
‫أكملت بصوت خافت ُمتردد‪ :‬هل أغضبتُك ‪..‬؟!‬
‫بقيت تنظر إليها جينيفر لفتره بعدها تنهدت وقالت‪ :‬ولما أغضب ‪ ..‬على أية حال ال داعي‬
‫لذهابك الى ُهناك‪..‬‬
‫آليس‪ :‬و ِلما ‪..‬؟!‬
‫جينيفر‪ :‬العيش ُهناك ال يُناسبك‪..‬‬
‫آليس‪ :‬لكني أُريد الذهاب‪..‬‬
‫توقفت جينيفر عن تناول الطعام ونظرت الى آليس تقول‪ :‬ال يُمكنك ‪ ..‬البيئة ُهناك أصعب مما‬
‫ي أن أرده لك فكيف‬ ‫ي اإلعتناء بها حتى تجدي عائلتك ‪ ..‬إنه دين عل ّ‬ ‫ت أمانة وعل ّ‬
‫تضنين ‪ ..‬أن ِ‬
‫أُعرضك للمشاكل بدل االهتمام بك ‪..‬؟! يستحيل أن أفعلها‪..‬‬
‫إبتسمت آليس إبتسامه خافته باهته‪..‬‬
‫كلمات هذه المرأه تُشعرها بالدفء حقا ً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما إستوعبت ُجمله في كالمها‪..‬‬
‫ت أن تردي هذا الدين ‪ !!..‬إنه‬ ‫نظرت الى عيني جينيفر قائله بشيء من اإلستياء‪ :‬ولما عليك أن ِ‬
‫ت!!!‪..‬‬‫خطأ إبنك لذا عليه هو أن يتحمل خطأه وليس أن ِ‬
‫بأنك تتنازلين ‪..‬؟! ال بأس لقد إعتدنا‬ ‫ت ِ‬ ‫ت من قُل ِ‬ ‫ضحكت جينيفر تقول‪ :‬هههههههههههه أولس ِ‬
‫نحن ال ِكبار أن نتحمل أخطاء أبنائنا الصغار ‪ ..‬إنه أحد قوانين الحياة المعروفه‪..‬‬
‫أمالت آليس شفتيها غير راضيه عن هذا الكالم‪..‬‬
‫أي إبن هذا يجعل أُمه اللطيفه تُصحح له أخطائه وهو ال يُبالي!!‪..‬‬
‫إنها وقاحه!‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬على أية حال ال تشغلي بالك به ‪ ..‬إننا نعذره فهو خليفة والده في إدارة هذه العائله لذا‬
‫لديه أمور أكثر صعوبه وأهميه من اإلعتناء بطفلة لطيفه مثلك‪..‬‬
‫آليس بشيء من اإلستياء‪ :‬الرجل الناجح يُصحح أخطائه ال أن يتركها لوالدته تُصحهها له!‪..‬‬
‫ت حقا ً لطيفه عندما تتذمرين هكذا‪..‬‬ ‫ضحكت جينيفر تقول‪ :‬إن ِ‬
‫إبتسمت آليس بشيء من الخجل تقول‪ :‬هههههه أخجلتني‪..‬‬
‫غيّرت بعدها الموضوع قائله بشيء من الرجاء‪ :‬ماذا عن أمر ذهابي الى ذلك المنزل ‪..‬؟! ال‬
‫ترفضي‪..‬‬
‫تنهدت جينيفر تقول‪ :‬أود حقا ً أن أُلبي رغبتك ‪ ..‬لكن ال أستطيع ‪ ..‬ثقي بي فأنا أُريد مصلحتك‬
‫ت قويةً كفايه للصمود ُهناك‪..‬‬ ‫ت لس ِ‬
‫‪ ..‬أن ِ‬
‫آليس ك ُمحاوله أخيره لإلقناع‪ :‬جربيني ‪ ..‬صدقيني يُمكنني‪..‬‬
‫هزت جينيفر رأسها تقول‪ :‬أنا واثقه يا عزيزتي‪..‬‬
‫نفخت وجنتيها بتذمر وأكملت تناول طعامها‪..‬‬
‫دقائق حتى قالت‪ :‬إذا ً ‪ ....‬أخبريهم أن يأتوا بين فترة وأُخرى الى ُهنا ‪ ..‬مللتُ البقاء ب ُمفردي‪..‬‬
‫تركت جينيفر الملعقه ونظرت الى آليس قائله‪ :‬عزيزتي إسمعيني جيدا ً ‪ُ ..‬هنا يوجد سائق ‪..‬‬
‫في أي وقت تُريدين الخروج فيه أخبريه وأ ُخرجي ‪ ..‬ال داعي حتى ألخذ اإلذن ‪ ..‬هذا المنزل‬
‫ليس بسجن يا عزيزتي ‪ !..‬صنفي نفسك كفرد ُمهم من العائله وإفعلي ما تُريدين‪..‬‬
‫إبتسمت آليس تقول‪ :‬أشكرك على لطافتك ولكن ال يُوجد مكان كي أذهب إليه لذا ال سبب‬
‫يدعوني ل ُمغادرة المنزل‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬ال يلتزم األمر أن يكون لديك أصدقاء ‪ ..‬إذهبي الى األسواق ‪ ..‬المتاحف ‪ ..‬المقاهي أو‬
‫حتى المالهي ‪ !..‬إستمتعي‪..‬‬
‫أمالت شفتيها وهمست بداخلها‪" :‬أذهب لوحدي"!‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬حسنا ً سأفعل‪..‬‬
‫إبتسمت جينيفر وأكملت تناول طعامها‪..‬‬
‫طرأت في رأس آليس فِكره فنظرت الى جينيفر وقالت‪ :‬أُريد أن أدرس‪..‬‬
‫عقدت جينيفر حاجبها تقول‪ :‬ماذا ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬ال أعرف عمري ولكن يُمكنني التخمين بأني في مرحلة الدراسه ‪ ..‬ال أعلم إن كانت‬
‫دراسه ثانويه أو جامعيه لكن ال يُمكن أن أكون أكبر من ذلك ‪ ..‬أُريد أن أدرس ‪ ..‬ليس ُحبا ً في‬
‫الدراسه ولكن كنوع من تغيير البيئه‪..‬‬
‫بقيت جينيفر تنظر إليها لفتره تُفكر باألمر بعدها قالت‪ :‬األمر ليس بالبساطة التي تضنينها‪..‬‬
‫آليس‪ :‬أعلم هذا ‪ ..‬ال أوراق لدي وال إثباتات هويه وال سجل دراسي وال شيء‪..‬‬
‫بعدها أكملت بيأس‪ :‬لذا هل كُنتُ أطلب ال ُمستحيل ‪..‬؟!‬
‫تنهدت جينيفر وقالت‪ :‬ال خبرة لي بهذه األمور ‪ ..‬سأسأل ُمدير العائله وأرى ما إن كان يُمكننا‬
‫فعلها أم ال‪..‬‬
‫ت موافقه ‪..‬؟!!!‬ ‫آليس بدهشه‪ :‬إذا ً أن ِ‬
‫هزت جينيفر كتفيها تقول‪ :‬ال سبب يدعوني للرفض ‪ ..‬لكن كما قُلت قد يكون األمر صعبا ً وال‬
‫يتم‪..‬‬
‫إبتسمت آليس ُرغما ً عنها ونظرت الى طبقها بسعاده عارمه‪..‬‬
‫أخيرا ً وجدت شيئا ً لت ُغير فيه روتينها هذا‪..‬‬

‫***‬

‫‪2:10 am‬‬

‫بساعه ُمتأخره من الليل ‪ ..‬وبهذه الشقة ال ُمظلمه للغايه‪..‬‬


‫فتح الباب ودخل إليها وهو يحمل في يديه عشاء من أحد المطاعم التي يُحبها للغايه‪..‬‬
‫أضاء نور الصالة ووضع الكيس على الطاوله الصغيره وقام بعدها برمي معطفه وقبعته‬
‫وشاله الذين كان يحمي بهم جسده من البرد القارص في الخارج‪..‬‬
‫غرفته ورفع صوته قائالً‪:‬‬ ‫نفخ بعض الهواء على يديه ال ُمتجمدتين بعدها إلتفت الى جهة ُ‬
‫ريكس ‪ ..‬هيّا إنه الطعام‪..‬‬
‫جلس وبدأ بإخراج وجبته من الكيس وأخرج أيضا ً مشروبه الغازي‪..‬‬
‫تنهد عندما لم يخرج ريكس بعد‪..‬‬
‫وقف وذهب الى الغرفة ودخل إليها‪..‬‬
‫مرت خمس ساعات بالفعل!‪..‬‬ ‫أضاء النور وهو يقول‪ :‬لقد ّ‬
‫عقد ريكس حاجبيه دليل إنزعاجه من الضوء وقلب وجهه الى جهة الحائط ال ُمالصق للسرير‬
‫من الجهه اليُمنى‪..‬‬
‫مطت آندرو شفتيه بعدها تقدم وسحب اللحاف من فوق جسده وهو يقول‪ :‬هذا ليس منزلك إنت‬
‫كُنتَ ال تعلم!‪..‬‬
‫جاءه صوت ريكس النائم والبارد أيضا ً يقول‪ :‬أعد الغطاء‪..‬‬
‫رمى آندرو اللحاف على األرض بعناد وهو يقول‪ :‬لن أفعل ‪ ..‬هيّا أكمل نومك في منزلك ‪ ..‬أنت‬
‫تملك ثالثه بالفعل فإختر أحدها‪..‬‬
‫جلس ريكس بهدوء تام بعدها قال بنبره هادئه بارده‪ :‬أنا أملك منز ٌل واحد ‪ !!..‬ذلكما ال‬
‫أُسميهما منزالً‪..‬‬
‫نظر الى آندرو بعينيه الحادتين ُمكمالً ببرود‪ :‬لذا ال أُريد سماع هذا ُمجددا ً!‪..‬‬
‫أخذ آندرو اللحاف من األرض ورماه في وجه ريكس يقول‪ :‬إستعمل أُسلوبك هذا مع شخص‬
‫آخر وليس معي ‪ ..‬تعال سيبرد الطعام‪..‬‬
‫وخرج من الغرفه‪..‬‬
‫أنزل ريكس اللحاف عن وجهه حيث تمت بعثرة شعره بنجاح بسبب ذلك وبعدها همس‪ :‬سأقتُل‬
‫ذلك ال ُمزعج يوما ً ما بالتأكيد!‪..‬‬

‫بدأ آندرو بتناول طعامه وهو ينظر الى التلفاز حيث للتو بدأ عرض فيلم عائلي‪..‬‬
‫دقيقة حتى جلس ريكس وسحب الكيس ليأخذ وجبته‪..‬‬
‫توقف قليالً ينظر الى التلفاز بعدها أطلق نصف ضحكه ساخره فقال آندور‪ :‬أُفضّل األفالم‬
‫العائليه على أفالم األكشن والحركه ‪ ..‬هل من ُمشكلة بخصوص ذلك ‪..‬؟!‬
‫ريكس وهو يُزيل الكيس الورقي عن شطيرته‪ :‬ال أبدا ً‪..‬‬
‫بدأ بتناول طعامه فنظر آندرو إليه يقول‪ :‬على أية حال لم تُجبني ‪ ..‬عندما أتيت قبل عدة‬
‫الحكايه ‪..‬؟!‬
‫ساعات لم تبدو حالتك جيده وغطيت في النوم قبل أن تتحدث بشيء ‪ ..‬ما ِ‬
‫أشار ريكس بنظره الى التلفاز وكأنه يقول "أكمل ُمشاهدة فيلمك ال ُمفضل! "‬
‫رفع آندرو حاجبه وقال بعدها‪ :‬لما ترفض الرد ‪..‬؟!‬
‫تجاهله ريكس وهو يُكمل تناول طعامه‪..‬‬
‫أمال آندرو شفتيه وأكمل ُمشاهدة الفيلم‪..‬‬
‫لم يأتي الفاصل األول إال وكانا قد أنهيا طعامهما بالفعل‪..‬‬
‫أخذ آندرو جهاز التحكم وأغلق الصوت بعدها نظر الى ريكس الذي كان يشرب مشروبه‬
‫الغازي‪..‬‬
‫الحكايه ‪..‬؟!‬
‫إبتسم وسأله‪ :‬ما ِ‬
‫ريكس ببرود‪ :‬أية ِحكايه ‪..‬؟!‬
‫آندرو‪ :‬أنت تعرف‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أنا ال أعرف‪..‬‬
‫تنهد آندرو بعدها قال‪ :‬ما السبب الذي جعلك تأتي الى شقتي من أجل النوم فقط ‪ ..‬حتى إنك‬
‫ي بكلمة واحده ‪ُ ..‬هناك سبب ‪ ..‬ماهو ‪..‬؟!‬ ‫عندما أتيت كان يبدو عليك الغضب ولم ترد عل ّ‬
‫نظر ريكس الى األعالنات بالتلفاز وهو يشرب مشروبه الغازي ببرود‪..‬‬
‫رفع آندرو حاجبه دليل فقدان الصبر‪..‬‬
‫أخذ جهاز التحكم وأطفأ التلفاز كُله‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬أنت ال ُمتضرر‪..‬‬
‫آندور‪ :‬لم يعد يهمني الفيلم ‪ ..‬هيّا أُريد التحدث معك‪..‬‬
‫وضع ريكس علبة المشروب الغازي فوق الطاوله بعدها نظر الى آندرو يقول‪ :‬آندرو أُريد‬
‫ُمساعدتك في أمر ما‪..‬‬
‫عقد آندرو حاجبه يقول‪ :‬في ماذا ‪..‬؟!‬
‫أشار ريكس الى الخلف يقول‪ :‬سأستعير معطفك ‪ ..‬أعجبني‪..‬‬
‫لم يعد يعرف آندرو ماذا يقول!‪..‬‬
‫هو حقا ً لقد طفش من حركاته هذه!!‪..‬‬
‫وقف ريكس وإتجه الى األريكة الموجود فوقها المعطف وأخذه فقال آندرو‪ :‬هيه أأنت جاد ‪..‬؟!‬
‫إرتداه ريكس وهو يقول‪ :‬لقد إقترب موعد رأس السنه والبرودة في هذه األوقات ال تُطاق ‪..‬‬
‫معطفي ليس ثقيل كهذا‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ليس هذا ما أسأل عنه ‪ !!..‬أأنت جاد بذهابك هكذا دون أن تقول لي شيئا ً ‪..‬؟!‬
‫جلس ريكس على األريكه وأخذ من جانبها حذائه "البوت" وبدأ بإرتداه فتنهد آندرو وهو‬
‫يهمس‪ :‬لن أستضيفك ُمستقبالً ‪ ..‬أُقسم بذلك‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها سأل‪ :‬صحيح لم أسألك عنها ‪ ..‬ماذا حدث بخصوص الفتاة تلك ‪ ..‬التي‬
‫صدمتها في ذلك اليوم ‪..‬؟!‬
‫توقف ريكس للحضه بعدها أكمل إرتداء الفردة األُخرى وهو يقول‪ :‬ال شيء‪..‬‬
‫آندرو بتفكير‪ :‬أعتقد مر على صدمتك لها شهر صحيح ‪..‬؟! قبل عشر أيام تقريبا ً أو أكثر‬
‫قررت جينيفر اإلعتناء بها‪..‬‬
‫راض ‪..‬؟!‬‫ٍ‬ ‫إبتسم وأكمل‪ :‬أأنت‬
‫وقف ريكس ونظر الى آندور يقول بهدوء‪ :‬إن لم تتوقف عن ذكر األمور التي تُزعجني‬
‫فسأقتُلك‪..‬‬
‫آندرو بإبتسامه‪ :‬إني أستمتع بفعل هذا كما تفعل أنت‪..‬‬
‫نظر إليه ريكس ُمطوالً بعدها رفع قلنسوة المعطف وغطى بها رأسه قبل أن يلتفت ويخرج من‬
‫الشقه‪..‬‬
‫جاءه صوت آندرو المرتفع يقول‪ :‬حافظ عليه فهو ثمين‪..‬‬
‫نزل ريكس من الدرج وهو يُتمتم‪ :‬سأرميه حتما ً‪..‬‬

‫***‬

‫ل ُهنا ينتهي البارت‪..‬‬


‫وستبدأ األحداث من البارت القادم بأخذ ُمنحنى آخر وستتغير معها طول البارت فسيُصبح‬
‫بالتأكيد أطول من هذا‪..‬‬
‫رايكم وكلمة شُكرا ً تصنع فرق*)‬
‫– ‪- PART end‬‬
‫ـ ‪ PART 5‬ـ‬

‫‪3:20 am‬‬

‫بداخل هذا المنزل ال ُمظلم‪..‬‬


‫خطت خطواتها بكُل هدوء وحذر بين كُل تلك الفوضى التي تمأل المكان‪..‬‬
‫خشب متوزع ُهنا و ُهناك ‪ ..‬بقايا طوب وأكياس إسمنت ُمنتشر ‪ ..‬أثاث متحطم وألواح صور‬
‫متناثر!‪..‬‬
‫دخلت ‪ ..‬وتقدمت ‪ ..‬وتوغلت الى الداخل أكثر ُرغم ظلمة المكان‪..‬‬
‫ال شيء تراه ‪ ..‬كُل ما تشعر فيه هو وطئ أقدامها على تلك الفوضى التي خلفها قِدَم المكان‪..‬‬
‫إلتفتت الى جهة يسارها عندما وصل الى مسامعها صوت بُكاء طفله‪..‬‬
‫صوت مكتوم ‪ ..‬ضعيف ‪ .....‬ويُشعرك بالحنين‪..‬‬
‫تقدمت وبدأت تتسارع خطواتها وهي تتجه الى مصدر الصوت الذي يزداد في اإلرتفاع شيئا ً‬
‫فشيئا ً‪..‬‬
‫دخلت الى إحدى الغُرف ووقعت عيناها ُمباشرةً على شيء أسود ُمتكور في زاويتها‪..‬‬
‫والصوت ‪ ...‬نابع من تلك البقعة السوداء‪..‬‬
‫ت ‪..‬؟!‬ ‫ترددت للحضات قبل أن تتقدم وهي تقول‪ :‬من ‪ ...‬أن ِ‬
‫إنقطع الصوت فجأه فتسلل الخوف الى قلبها ولم تستطع أن تتحرك من مكانها‪..‬‬
‫إرتجف جسدها للحضه عندما شاهدت تلك البُقعة السوداء تتحرك‪..‬‬
‫بلعت ريقها وتحدثت بتردد تقول‪ :‬أ أعتذر ‪ ...‬عن اإلزعاج‪..‬‬
‫جفُلت بخوف عندما وقف هذا الشيء األسود وتقدم منها شيئا ً فشيئا‪..‬‬
‫حتى توقف أمامها وخرج صوت الطفلة المكتوم يقول بكُل هدوء‪ :‬لماذا ‪ ....‬تخليتي عنّا ‪..‬؟!‬
‫رفعت رأسها وقد كان أقبح ما رأته عيناها‪..‬‬

‫صرخت فزعه ُمستيقظةً من هذا الكابوس الذي داهمها هذه الليله‪..‬‬


‫إحتضنت جسدها بخوف وعيناها جاحضتين من الرعب‪..‬‬
‫غرفتها‪..‬‬ ‫صرخت ُمجددا ً عندما ُخ ّيل لها بأنها شاهدت ظالً في زاوية ُ‬
‫أغمضت عينيها بقوه تُحاول التخلص من أثار هذا الكابوس وتستعيد وعيها كامالً‪..‬‬
‫دقيقتين حتى عاودت فتح عينيها ونظرت الى الغرفة ال ُمظلمة إال من أضواء الشارع التي تدخل‬
‫من النافذه ُ‬
‫الزجاجيه‪..‬‬
‫بقيت تنظر الى الفراغ لفتره بعدها رفعت يدها بهدوء وتحسست ضربات صدرها‪..‬‬
‫ضرباته قويه جدا ً ‪ ..‬تكاد تخرج من مكانها وتتراقص أمامها‪..‬‬
‫روع!‪..‬‬ ‫ألول مره ُمنذ أن إستيقضت قبل شهر في ال ُمستشفى تحلم بمثل هذا ال ُحلم ال ُم ّ‬
‫بقيت على حالها جالسة وتضم جسدها النحيل بلحافها وهي تنظر الى الفراغ بعينين كسيرتين‬
‫‪..‬‬
‫هل ‪ ..‬هذا الكابوس له عالقة بماضيها ‪..‬؟!‬
‫من تلك الطفلة التي كانت تبكي ‪..‬؟!‬
‫لما عندما سمعت صوت بُكائها شعرت بتلك المشاعر ‪..‬؟!‬
‫مشاعر الحنين ‪ ....‬واإلنتماء‪..‬‬
‫لما ‪..‬؟!‬
‫كفاك تفكيرا ً‬
‫ِ‬ ‫عاودت اإلستلقاء على ظهرها ونظرت الى السقف ال ُمظلم لفتره بعدها همست‪:‬‬
‫كفاك يا آليس‪..‬‬
‫ِ‬ ‫فيها ‪ ..‬وجهها كان ُمرعبا ً ‪ ..‬إنه كابوس وبالتأكيد ال عالقة له بماضيك ‪..‬‬
‫أغمضت عيناها وتبادر الى ذهنها كلمات تلك الطفله‪..‬‬
‫"لماذا ‪ ....‬تخليتي عنّا ‪..‬؟"!‬
‫عقدت حاجبها بضيق بعدها عاودت فتح عينيها وهمست‪ :‬ماذا تقصد بسؤالها ‪..‬؟! لما تسأل‬
‫مثل ذلك السؤال ‪..‬؟! هل حقا ً ‪ .....‬أعرفها ‪..‬؟!‬
‫بدأ الضيق يتسلل الى عينيها وأكملت‪ :‬نبرة صوتها ‪ ..‬كانت حزينه ‪ ..‬كسيره ‪ ..‬ومؤلمه ‪!..‬‬
‫إني حتى أشعر بالذنب ُرغم أني ال أعرف أي شيء ولستُ متأكدة من ما إن كان هذا حقيقة أو‬
‫ُمجرد كابوس ال عالقة له بحياتي‪..‬‬
‫إبتسمت وهمست‪ :‬أُريده أن يكون ‪ُ .....‬مجرد كابوس‪..‬‬

‫***‬

‫‪Desamber 29‬‬
‫‪10:20 am‬‬

‫على شُرفة غرفتها الخاصه‪..‬‬


‫وضعت رجالً على رجل تنظر الى المساحات الخضراء التي تُطل عليها وبجانبها طاولة‬
‫صغيره‪..‬‬
‫تقدمت الخادمه ووضعت لها كوبا ً من القهوة السوداء وصحنا ً من حلوى الكريب المحشو‬
‫بال ُمربى‪..‬‬
‫بعدها إنسحبت بُكل هدوء وإحترام‪..‬‬
‫تناولت كوب القهوه بيدها اليُمنى وبدأت بإرتشاف القليل منه وهي منغمسة بتفكير عميق يكاد‬
‫ي!‪..‬‬‫يجزم كُل من يعرفها بأنه تفكير شيطان ّ‬
‫أعادت القهوة الى مكانها عندما سمعت صوت دخول أحدهم الى غرفتها وتقدمه شيئا ً فشيئا ً‬
‫من باب الشُرفه‪..‬‬
‫قالت بهدوء‪ :‬تقدمي فلور‪..‬‬
‫بلعت فلور ريقها وخرجت الى الشُرفة وهي تقول بإبتسامه ُمصطنعه‪ :‬أهالً إستيال ‪ ..‬سعيدة‬
‫جدا ً بعودتك‪..‬‬
‫إبتسمت أُختها الكُبرى إستيال تقول‪ :‬أجل إني أرى سعادتك جيدا ً‪..‬‬
‫أشارت الى الخلف وأكملت‪ُ :‬خذي الكُرسي وتعالي فلدينا حديث طويل‪..‬‬
‫عادت الى الخلف وأخذت الكُرسي اآلخر ووجهها تعلوه العديد من المالمح التي تدل على‬
‫تورطها التام وعدم رغبتها بالتحدث‪..‬‬
‫وضعت الكُرسي وجلست فوقه تقول‪ :‬حدثيني عن سفرتك إستيال ‪ ..‬هل كانت ُممتعه ‪..‬؟!‬
‫بالحدة والغموض فيهما وأجابتها بهدوء‪ :‬أكره هذه‬ ‫نظرت إستيال بعينيها التي إمتازتا ِ‬
‫الحركات‪..‬‬
‫فلور‪ :‬حسنا ً آسفه‪..‬‬
‫عاودت إستيال النظر الى األمام حيث تُطل شُرفتها على الحديقة األمامية للمنزل المليئة‬
‫باألشجار الكبيرة ال ُمتنوعه والتي ُزرعت بعنايه تامه وبأماكن جيده للغايه‪..‬‬
‫الرغم من أنها تُعد اإلبنة‬ ‫بقيت فلور تنظر الى أُختها التي تكبُرها بخمسة أعوام والتي على ُ‬
‫سلطتها في هذه العائله ُمخيفه للغايه‪..‬‬ ‫الثالثه إال أن ُ‬
‫تمتاز أُختها ببشرة بلون البرونز والتي إكتسبتها من جلسات التشمس ال ُمحببة الى قلبها‪..‬‬
‫ذات جسد نحيل وقوام يُشعرك بالهيبه بطول يصل الى الـ‪cm ..165‬‬
‫شعر طويل أسود أدخلت عليه خصالت حمراء أعطتها مظهرا ً قويا ً ال يُنسى‪..‬‬ ‫ٌ‬
‫الرغم من قوة شخصيتها وخوفها الكبير منها ‪ ....‬إال أنها تفخر فيها كثيرا ً‪..‬‬ ‫على ُ‬
‫تخرج من أي نقاش بخساره!‪..‬‬ ‫أُختها الكُبرى هي تلك الفتاة التي يستحيل أن ُ‬
‫تحدثت إستيال قائله‪ :‬ماذا حدث في غيابي ‪..‬؟!‬
‫فكرت فلور قليالً قبل أن تقول‪ :‬ال شيء ُمهم ‪ُ ..‬مجرد بعض اإلصطدامات بيني وبين ذلك‬
‫ال ُمزعج إدريان‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬واثقه ‪..‬؟!‬
‫فلور‪ :‬ال أعلم ‪ ..‬أعني هذا ما طرأ في بالي‪..‬‬
‫إستيال بإبتسامه‪ :‬حسنا ً فضفضي لي عن إصطداماتك الطفُوليه مع إدريان‪..‬‬
‫فلور بشيء من اإلنزعاج‪ :‬هو فقط يُضايقني كُلما تحدثت حتى لو لم أكن أُوجه حديثي إليه ‪!..‬‬
‫يُقاطعني ويُزعجني ويسخر مني ويستصغرني كما يفعل دائما ً وبعدها يرحل ضاحكا ً ‪!!..‬‬
‫وكعادته عيّن نفسه مالكا ً حارسا ً ألُخته المغروره ‪ ..‬كُلما ضايقها أحد دافع عنها بإسلوبه‬
‫ال ُمستفز الحقير ذاك ‪ !..‬لم أعد أُطيق وجوده في هذا المنزل ُمطلقا ً ‪ !!..‬متى يُصبح ذلك ال ُمغنى‬
‫المشهور للغايه كي ينشغل في سفراته لحفالت توقيعه أو حفالت غنائيه في أنحاء العالم ‪..‬؟!‬
‫تناولت إستيال بعضا ً من حلوى الكريب وهي تقول‪ :‬ولما تصطدمين معه ‪..‬؟! ألم أُخبرك بأن‬
‫تتجاهليه وال تُعطيه ما يُريده ‪..‬؟!‬
‫فلور‪ :‬أخبرتك بأنه يتدخل حتى لو لم أكن أُوجه الحديث إليه ‪ !!..‬يُريد بأي طريقة أن يُثبت بأنه‬
‫ت وأخي األكبر‬ ‫هو وأخته األقوى في هذا البيت ونحن أبناء عمه ُمجرد ال شيء ‪ ..‬غيابك أن ِ‬
‫جعلني وحيده بجانب األحمق ذاك ال ُمتخاذل ‪ !..‬إني أصغره بعدة أعوام فكيف يُمكنني الفوز‬
‫عليه!!‪..‬‬
‫إبتسمت إستيال وقالت‪ :‬ولكن ذاك الشيطان الصغير موجود‪..‬‬
‫فلور بإنزعاج‪ :‬بالكاد أراه ‪ ..‬يذهب الى المدرسه ثم الى أصدقائه ثُم يحبس نفسه في غرفته أو‬
‫يبقى أمام التلفاز لساعات طويله ‪ !..‬وجوده وعدمه واحد‪..‬‬
‫ضحكت إستيال ضحكةً قصيره قبل أن تقول‪ :‬ال تنسي ‪ ..‬هو ُمختلف‪..‬‬
‫أمالت فلور شفتيها تقول‪ :‬نعم نعم أعرف‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما تذكرت أمر ما وقالت‪ :‬هيه أتعرفين ‪..‬؟! سمعتُ تلك العفريتة جينيفر‬
‫تتحدث مع أخي ال ُمتخاذل ‪ ..‬أتعرفين بأن ذلك ال ُمدلل ريكس قد صدم فتاةً قبل عدة أسابيع!‪..‬‬
‫عقدت إستيال حاجبيها تقول‪ :‬صدمها ‪..‬؟! وهل ماتت ‪..‬؟! الموضوع إنتشر أم قام عمي‬
‫بالتستر عليه ‪..‬؟!‬
‫صدفه عن طريق التجسس وهذا يعني بأنه لم‬ ‫فلور‪ :‬لم تمت ‪ ..‬بال ُمقابل أنا سمعت الموضوع ُ‬
‫ينتشر وأضنه مئة بالمائه أن العفريتة هي من تسترت عليه وليس عمي‪..‬‬
‫إستيال بال ُمبااله‪ :‬هذا يعني بأن األمر إنتهى بعدة رضوض صغيره وتنازل من عائلة الفتاة‪..‬‬
‫إبتسمت فلور بإستمتاع تقول‪ :‬ليست الحكاية هكذا ‪ ..‬الفتاة قد تأذت ‪ ..‬لقد وصل األمر الى أنها‬
‫فقدت ذاكرتها تماما ً‪..‬‬
‫ضاقت عينا إستيال فأكملت فلور‪ :‬وأضن بأن العفريتة هي من أجبرتها أو ضحكت عليها‬
‫لتجعلها ال تشتكي على ذاك ال ُمدلل ‪ ..‬وبشكل غير طبيعي البته لم يأتي أي أحد من عائلة الفتاة‬
‫ليبحث عنها ‪ ..‬وبطيبة عارمه من العفريتة الطيبه قررت اإلعتناء بها لحين عثورها على‬
‫األمر ُمريب صحيح ‪..‬؟!‬ ‫ُ‬ ‫عائلتها ‪ ..‬ما رأيُك ‪..‬؟!‬
‫ي إستيال بإبتسامة ُمختلفه وهي تقول‪ :‬ال فلور ‪ ..‬تفكيرك سطحي ‪ ..‬األمر ليس‬ ‫إلتوت شفت ّ‬
‫هكذا بتاتا ً‪..‬‬
‫تعجبت فلور وقالت‪ :‬ماذا إذا ً ‪..‬؟!‬
‫أخذت إستيال كوب القهوه وإرتشفت منه القليل وهي تنظر الى الجو بإبتسامة غريبه تعلو‬
‫شفتيها‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:40 pm‬‬

‫ألقى إدريان بجسده على األريكة المخمليه في غرفة اإلستيديو الخاصه بال ُمهندس الصوتي‬
‫الذي دائما ً ما يهتم بإخراج وهندسة أغانيه‪..‬‬
‫أطلق زفرة طويله قبل أن يقول‪ :‬ذوقك سيء!‪..‬‬
‫شخص ُمتطلب‬
‫ٌ‬ ‫ضحك ُمهندس الصوت والذي يُدعى فيليب وقال‪ :‬ماذا ‪..‬؟! كُل مافي األمر أنك‬
‫لذا هذا ليس خطأي‪..‬‬
‫إدريان بإنزعاج‪ :‬إخرس‪..‬‬
‫زاد ضحك فيليب أكثر وقال بعدها‪ :‬ما الذي لم يُعجبك فيهم ‪..‬؟! لقد رتبتُ لك موعدا ً مع ثالث‬
‫وليس واحد ‪ ..‬فما الذي لم يُعجبك ‪..‬؟!‬
‫ظهر اإلزدراء على وجه إدريان يقول‪ :‬األول فتاة ما إن رأتني حتى قالت بدون ُمقدمات أن‬
‫كتاباتها يستحيل أن تُعطيها ل ُمغني صاعد بل تُعطيها لل ُمحترفين فقط!‪..‬‬
‫مط شفتيه وأكمل‪ :‬والثاني وجهه كان قبيحا ً ‪ ..‬لقد رفضتُه قبل أن أسمع نوع كتاباته ‪..‬‬
‫يستحيل علي أن أُغني كلمات شخص ال أتقبل رؤية وجهه!‪..‬‬
‫هز فيليب رأسه بيأس وقال‪ :‬والثالث ‪..‬؟!‬
‫صمت إدريان لفتره بعدها قال‪ :‬مغرور ‪ ..‬لم يرق لي ‪ ..‬كانت طريقة حديثه ُمتسلطه للغايه ‪..‬‬
‫أكره أنواعه ولو إستمررتُ بالعمل معه سينتهى األمر بشجار ال محاله‪..‬‬
‫تنهد وأكمل‪ :‬فيليب جد لي أشخاصا ً يستحقون وليس ُمجرد ُمهرجين ‪ !!..‬أُريد أن أُنهي األلبوم‬
‫فالرك ال ُمزعج يُطاردني في كُل مكان وال أُريد أن يصل األمر الى أن يُجبرني هو على كلمات‬
‫وألحان ال أُريدها!‪..‬‬
‫فيليب‪ :‬ماذا تُريد مني أن أفعل إدريان ‪..‬؟! أنت من ترفض وأنت من تجد عيوب ال يلتفت إليها‬
‫اإلنسان الطبيعي الـ‪...‬‬
‫قاطعه إدريان‪ :‬اإلنسان الطبيعي وليس ال ُمغني ‪ُ !..‬هناك فرق‪..‬‬
‫تنهد فيليب وقال‪ :‬حسنا ً حسنا ً سأُحاول أن أجد لك شخصا ً آخر خالل هذين اليومين‪..‬‬
‫وقف إدريان يستعد للخروج وهو يقول‪ :‬حاول أن تستعجل فلقد تعبتُ من ُمماطلة الرك‬
‫والتهرب من لقائه‪..‬‬
‫غرفة اإلستيديو‪..‬‬ ‫أشار فيليب بعالمة الـ ‪ok‬بيده فإبتسم إدريان وغادر ُ‬
‫غرفة تدريب وتوقف حالما سمع إسمه يصدر من داخل الغُرفة المفتوح بابها بشكل‬ ‫مر بجوار ُ‬
‫موازي‪..‬‬
‫إلتفت ونظر بهدوء بإتجاه الغرفه وهو يسمع أحدهم يقول‪ :‬وهل تضن بأن ال ُمدير سيُفرط‬
‫بإدريان هذا ‪..‬؟! حتى لو كان فاشالً و ُمتطلبا ً ال تنسى بأنه أداة قويه وأنت تعرف ماذا أقصد!‪..‬‬
‫رد عليه اآلخر‪ :‬ال يهمني أيا ً ما تقوله ‪ ..‬أنا ال أُريد سوى العدل ُهنا ‪ !..‬أفشل مني في الرقص‬
‫وتم إختياره ببطوله رئيسيه في كليب الفرقة القادم ‪ !!..‬أتُصدق ذلك!‪..‬‬
‫ضحك شخص ثالث يقول‪ :‬تُريد العدل ‪..‬؟! هههههههههههههههههههههههه أنت ُمسلي‪..‬‬
‫عاود الشاب األول الحديث يقول بسخريه‪ :‬إنسى أن تجد العدل بوجود أشخاص كإدريان وغيره‬
‫‪ ..‬ف ُهنا المصلحه تحكُم وليس القدرة والمهاره‪..‬‬
‫فتح إدريان عليهم الباب فجفل ثالثتهم ونظروا الى الباب ودُهشوا عندما رأوا إدريان ينظر‬
‫إليهم بكُل برود‪..‬‬
‫إنزعج أحدهم بينما اآلخران ينظران إليه بهدوء‪..‬‬
‫كانوا يجلسون بشك ٍل ُمتفرق أمام كُل واحد منهم آلته ال ُموسيقيه الخاصة به ومن ال ُمفترض‬
‫أنهم يتدربون عليها‪..‬‬
‫أمال إدريان شفتيه بإبتسامه ساخره يقول‪ :‬العجائز فقط هم من يجتمعن ويتحدثن بالسوء عن‬
‫ُ‬
‫العجائز فقط‪..‬‬ ‫اآلخرين ‪ ..‬هل سمعتم ‪..‬؟! إنهن‬
‫إنزعج األول يقول‪ :‬وهل التجسس في رأيك يُناسب إعالميا ً دخل مجال الغناء في أضخم‬
‫المؤسسات الترفيهيه ‪..‬؟!‬
‫ظهرت إبتسامة السخريه على وجهه لفتره قبل أن يقول ب ُمنتهى اإلستفزاز‪ :‬أجل ‪ ..‬يُناسبني ‪..‬‬
‫فأنا إدريان الذي يحق لي ماال يحق ألي فرد منكم ‪ ..‬لذا جدوا لكم طريقة إلظهار نجوميتكم‬
‫دون إستعمال إسمي‪..‬‬
‫بعدها خرج عندما لم يستطع أحدهم التجادل معه‪..‬‬
‫سحقا ً له!!‪..‬‬‫سحقا ً له ُ‬‫حالما أغلق الباب خلفه وقف أحدهم وخرج من الغرفة وهو يتمتم‪ُ :‬‬
‫بينما إنزعج الثاني وهمس‪ :‬أكره أمثاله ‪ !..‬من يضن نفسه كي يحسبنا نستخدم إسمه في‬
‫حديثنا من أجل أن نشتهر ‪..‬؟! مغرور تافه‪..‬‬
‫شد على أسنانه وأكمل‪ :‬ال يعرف بأن حقيقة األمر أنه ال شيء وإنما ُمجرد أداة يستخدمها‬
‫ال ُمدير من أجل أن يُحقق ما يطمح إليه‪..‬‬
‫تنهد الثالث وقال‪ :‬تجاهله ‪ ..‬سيُدرك يوما ً ما بأن ما كان يعيشه وهم ‪ ..‬وحينها نحن من‬
‫سيضحك ال هو‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وقال‪ :‬سأنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر‪..‬‬
‫***‬

‫‪3:20 pm‬‬

‫ُمسترخيةً على األريكة تنظر الى السقف وهي تُدندن ببعض كلمات األغاني التي حفضتها في‬
‫األيام الماضيه‪..‬‬
‫لقد أخذ منها الملل ما أخذ وأصبحت تُكافح ل ُمحاولة تغيير روتينها هذا‪..‬‬
‫إعتدلت في جلستها ونظرت الى األمام قليالً قبل أن تقف وتمشى في أرجاء المنزل‪..‬‬
‫وضعت يديها في جيب بنطالها األبيض الذي يصل الى ُمنتصف الساق وصعدت الدرج هامسه‪:‬‬
‫سفلي ‪ ..‬سأتمشى هذه المرة بالطابق العلوي‪..‬‬ ‫المرة الماضيه تمشيت في الطابق ال ُ‬
‫تنهدت وأكملت‪ :‬ألول مره ال أتمنى رؤية جينيفر ‪ ..‬أخشى أنني عندما أُقابلها تبتسم في وجهي‬
‫بلطف قائله ال يُمكنك في حالتك هذه أن تدرسي ‪ ..‬سأُجن حتما ً فهذا يعني بأن أيامي هذه لن‬
‫يكون لها نهايه‪..‬‬
‫فكرت قليالً قبل أن تُكمل‪ :‬لحضه ‪ ..‬لدي ح ٌل آخر ‪ ..‬لو قالتها فسأطلب منها على األقل أن تجد‬
‫لي عمالً ‪ ..‬نعم نعم حتى لو كُنتُ أعيش في رفاهيه فأساس طلبي ليس حاجتي للمال بل‬
‫لل ُحريه‪..‬‬
‫غرفتها‪..‬‬ ‫إلتفتت يسارا ً ناظرةً الى دهليز طويل لم تدخله من قبل فهو بعيد للغايه عن موقع ُ‬
‫أمالت شفتيها قليالً بعدها قررت الدخول إليه فرؤية أماكن جديده هو السبيل الوحيد إلبعاد‬
‫مللها‪..‬‬
‫بدأت تمشي فيه ناظرةً الى الصور الرماديه ال ُمشبعة باأللوان الحيويه ُمننتشره على جدران‬
‫هذا الممر‪..‬‬
‫وصلت الى صالة صغيره أنيقه ذات طابع كالسيكي بتلفاز يتوسط أرفف الحائط‪..‬‬
‫إبتسمت وهمست‪ :‬مكان لطيف‪..‬‬
‫نظرت الى أحد األبواب وقامت بفتحه فإذ هو عباره عن دوالب بجانب ثالجة صغيره وهناك‬
‫صنع الرغوة وغيرها‪..‬‬ ‫صنع القهوة و ُ‬ ‫العديد من آالت ُ‬
‫يبدو كمطبخ ُمصغّر‪..‬‬
‫خرجت وذهبت الى الباب التالي وفتحته ولكن كان ُمحكم اإلغالق من الداخل‪..‬‬
‫تنهدت وأمالت شفتيها هامسه‪ :‬إنه بالتأكيد يعود ألحد أفراد األُسره بإستثناء إدريان فأنا أعرف‬
‫موقع غرفة نومه ‪ ..‬هو للفتاة المغرورة أو الشاب الوقح‪..‬‬
‫إلتفتت ولكن ُخيّل لها بأنها سمعت صوتٌ بالداخل‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وعادت الى الباب ‪ ..‬وضعت إذنها عليه وطرقته عدة مرات‪..‬‬
‫ولكن لم تسمع أي شيء‪..‬‬
‫رفعت حاجبها بعدها ضحكت تقول‪ :‬ال تقولوا لي بأن المنزل مسكون ‪..‬؟! أرجوكم أرحموني‪..‬‬
‫وبعدها إلتفتت وقررت أن تُغادر فالبقاء ُهنا بدأ يُخيفها وخصوصا ً أن اإلضاءه كانت ُمخفضة‬
‫تماما ً وال وجود ألي نافذه‪..‬‬
‫ً‬
‫خرجت من هذا الدهليز الطويل فوجدت أمامها ال ُمربيه كانت للتو خارجة من غرفتها الخاصه‬
‫والتي كانت قريبة منها‪..‬‬
‫حالما رأتها ال ُمربيه إتسعت عيناها من الصدمه وقالت بسرعه‪ :‬لما دخلتي الى ُهناك ‪..‬؟!!!‬
‫رفعت آليس حاجبها للحضه بعدها إبتسمت وقالت‪ :‬لما ‪..‬؟! أال يحق لي الدخول ‪..‬؟!‬
‫تمالكت ال ُمربية أعصابها وقالت‪ :‬األمر ليس كذلك ولكن هذا ال ِقسم ينتمي ألحدهم وهو بالتأكيد‬
‫ال يُريد ألحد الدخول حتى الخادمات ‪ ..‬األمر لن يمر على خير لو عرف عن أمر دخولك‪..‬‬
‫تجاهلتها آليس وتقدمت وعندما إقتربت من الدرج تفاجأت باإلبن األكبر لهذه العائله صعد‬
‫الدرج وإتجه ُمباشرةً الى غرفته التي تقع في الجهة ال ُمقابله‪..‬‬
‫كان يبدو ُمستعجالً فهو لم ينتبه لوجودها حتى‪..‬‬
‫ضاقت عيناها وبعدها تقدمت وذهبت الى حيث إتجه‪..‬‬
‫إقتربت من باب غرفته فوجدته أمام أحد الدواليب يُفتش فيه عن شيء ما‪..‬‬
‫رفعت حاجبها وهمست‪ :‬عن ماذا يبحث ‪..‬؟!‬
‫إختبأت للحضه عندما عبر من أمام الباب ُمتجها ً الى مكان آخر‪..‬‬
‫نظرت ُمجددا ً ووجدته هذه المرة أمام دوالب آخر مليء باألدراج ويبحث فيه أيضا ً‪..‬‬
‫إختبأت بسرعه عندما شعرت بإلتفاتته وهمست لنفسها‪ :‬أتمنى بأنه لم يراني‪..‬‬
‫ثواني مرت حتى قررت أن تسترق النظر ُمجددا ً لكنها تفاجأت به متكأ على الباب ينظر إليها‬
‫بهدوء بالغ‪..‬‬
‫تورطت كثيرا ً ولم تجد مخرجا ً سوى أن تبتسم قائله‪ :‬مرحبا‪..‬‬
‫لم يرد وبقي ينظر إليها بهدوء تام فعرفت بأنه ينتظر تفسيرا ً‪..‬‬
‫لم تدري ما تقول ‪ ..‬ألن حتى ِكذبة مررت بالصدفه لن تُفيد فهي اآلن بداخل جناحه أصالً‪..‬‬
‫قررت أن ت ُلطف الوضع قائله‪ :‬ذوقك جميل ‪ ...‬في إختيار األثاث أقصد‪..‬‬
‫لم تجد تعليقا ً فإبتسمت وأكملت‪ :‬وفي مالبسك أيضا ً‪..‬‬
‫ت ستستمرين بالتدخل في شؤون غيرك فأُتركي المنزل‪..‬‬ ‫تحدث بهدوء يقول‪ :‬إن كُن ِ‬
‫تفاجأت من كالمه وفورا ً قالت‪ :‬أعتذر ‪ ..‬أعني أنا حقا ً لم أقصد ‪ ..‬الملل جعلني أتصرف‬
‫تصرفات غير طبيعيه ‪ ..‬لن أتجسس ُمجددا ً‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬أُغربي عن وجهي‪..‬‬
‫مطت شفتيها غير راضيه عن أُسلوبه ولكن في ال ُمقابل ال تلومه فتصرفها حقا ً ُمزعج‪..‬‬
‫هزت رأسها وقالت‪ :‬حسنا ً كما ترغب ولكن ‪ ...‬عليك أن تعرف بأن األُسلوب ال ُمحترم يترك‬
‫تأثيرا ً في نفس ال ُمتلقي ‪ ..‬لو قُلتها لي بإحترام لخجلتُ من نفسي ولكن أنا اآلن أصبحتُ غير‬
‫آسفةً على تصرفي‪..‬‬
‫أشار بنظره الى خارج المكان وكأنه يقول حسنا ً فهمت لذا أُخرجي‪..‬‬
‫زاد إنزعاجها وفي هذه اللحضه رن هاتفه النقال الذي كان على الطاولة في ُمنتصف جناحه‪..‬‬
‫نظر إليها قليالً بعدها تجاوزها خارجا ً من غرفته ‪ ..‬أخذ الهاتف ونظر الى الشاشه التي كانت‬
‫تُشير الى رقم مجهول‪..‬‬
‫نظر الى الرقم ُمطوالً بعدها رد ووضع الهاتف على أُذنه قائالً‪ :‬نعم‪..‬‬
‫ثواني من الصمت بعدها أُغلق الخط في وجهه‪..‬‬
‫نظر الى شاشة هاتفه للحضه بعدها دخل الى الرقم وقام بحظره‪..‬‬
‫دائما ً ما تأتيه ُمضايقات من هذا النوع لذا حتى يتخلص منها يقوم بحظر كُل رقم مجهول‬
‫يتصرف بمثل هذه التصرفات‪..‬‬
‫أغلق هاتفه وعندما كاد أن يضعه على الطاوله أتت ُمكالمه أُخرى من رقم مجهول آخر‪..‬‬
‫نظر للشاشه قليالً بعدها رد دون أن يقول شيئا ً‪..‬‬
‫و ُمجددا ً فترة صمت وبعدها أُغلق الخط‪..‬‬
‫عض على طرف شفته بعدها قام بحظر هذا الرقم‪..‬‬
‫ما إن ضغط على كلمة حظر حتى جائه إتصال ثالث من رقم مجهول آخر‪..‬‬
‫وضعه على الصمت ورمى به على الطاولة بقوه لدرجة أنه سقط على األرض‪..‬‬
‫إلتفت عائدا ً الى الغرفه لكنه توقف عندما رأى آليس ال تزال واقفه في مكانها‪..‬‬
‫جفُلت عندما رأت الغضب واإلنزعاج واضحا ً في عينيه فإبتسمت وتسحبت الى الخارج‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وإتجهت الى الدرج وهي تقول‪ :‬وااه تلك العينين الباردتان تحولت فجأه الى‬
‫عينين تشع غضبا ً ‪ ..‬ما أمر تلك ال ُمكالمات حتى تجعله هكذا ‪..‬؟!‬
‫نزلت من الدرج وأكملت‪ :‬أضنها من شخص ُمزعج فعلى ما يبدو أنه يُغلق الخط حالما ً يرد‬
‫عليه ‪..‬أو ربما قال بعض كلمات اإلستفزاز قبل أن يُغلق الخط ‪ ..‬آآآآه ال أعلم ‪ ..‬وما شأني أنا‬
‫‪..‬‬
‫ما إن إنتهت من نزول الدرج حتى إلتفتت الى الخلف عندما سمعت خطواته وهو ينزل من‬
‫الدرج‪..‬‬
‫راقبته بعينيها وهي تتسائل في نفسها ما إن كان قد عثر على ما يبحث عنه‪..‬‬
‫أو ربما تلك ال ُمكالمه قيل فيها شيء جعلته يُغادر!‪..‬‬

‫خرج ريكس من المنزل وإتجه الى سيارته بهدوء وهو يهمس لنفسه‪ :‬إن لم تكن ُهنا فأين‬
‫‪..‬؟!‬
‫عقد حاجبه وتوقف حالما وصل الى سيارته‪..‬‬
‫سخريه وهو يرى أثنان من عجالت سيارته قد تم العبث بها‪..‬‬ ‫أمال شفتيه ب ُ‬
‫رفع رأسه ونظر حوله قليالً قبل أن يتجاوز سيارته ويذهب الى السائق الوحيد لهذا المنزل‪..‬‬
‫رمى له مفاتيح سيارته يقول‪ :‬قُم بإصالحها وأعطني مفاتيح سيارتك‪..‬‬
‫هز السائق رأسه وسلمه مفاتيح سيارته الخاصه باألُسره‪..‬‬
‫خرج ريكس من بوابة المنزل حيث أن السياره تقف بالخارج‪..‬‬
‫مر من جانب حارس الباب العجوز وقال له ببرود‪ :‬تفقد كاميرات ال ُمراقبه وأرسل الفيديوهات‬
‫على البريد اإللكتروني الخاص بي‪..‬‬
‫هز البواب رأسه يقول‪ :‬كما تُريد‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:40 pm‬‬

‫دخلت الى المنزل وقامت بنزع معطف الروز حالما أتتها الخادمه وسألتها‪ :‬هل من أخبار ‪..‬؟!‬
‫أخذت الخادمه معطفها وحقيبة يدها تقول‪ :‬لم يحدث شيء لهذا اليوم سوى أن اآلنسه إستيال‬
‫لم تُغادر المنزل قط‪..‬‬
‫ما إن أنهنت جملتها حتى أتتها إستيال تمشي بهدوء وهي تقول بإبتسامه غريبه‪ :‬مرحبا ً عمتي‬
‫جينيفر ‪ ..‬لم أجدك باألمس عندما أتيت لذا لم يتسنى لي ُمقابلتك‪..‬‬
‫ت تنتظرين كُل هذه‬‫إنحنت الخادمه وإنسحبت في حين إبتسمت جينيفر بال ُمقابل وقالت‪ :‬أكُن ِ‬
‫الفتره في المنزل من أجل لقائي ‪..‬؟! أشكُر لك لُطفك‪..‬‬
‫ت شخص عزيز جـــدا ً بالنسبة لي‪..‬‬ ‫وصلت لها إستيال وح ّيتها تقول‪ :‬أوه بالتأكيد ‪ ..‬أن ِ‬
‫ت ‪..‬؟!‬‫سألت بعدها‪ :‬لكن لما لم تنامي باألمس في المنزل ‪..‬؟! أين كُن ِ‬
‫تقدمت جينيفر من أحدى األرائك وجلست عليها تقول‪ :‬في منزل إحدى الصديقات ‪ ..‬سهرنا‬
‫أصرت على أن أبات عندها‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫الليل في موضوع ما وعندما تأخر الوقت‬
‫ت ‪..‬؟!‬ ‫جلست إستيال على األريكة ال ُمقابله ووضعت رجالً على رجل تقول بإبتسامه‪ :‬وأن ِ‬
‫ت قبل ِ‬
‫أحسد صداقتكما‪..‬‬
‫جينيفر بإبتسامه غريبه‪ :‬ال إنها ال شيء أمام رابط عالقتك بأخوتك‪..‬‬
‫ضحكت إستيال بعدها قالت‪ :‬إذا ً ‪ ...‬أُريد أن أصنع أمر ما ‪ ..‬لن تُمانعي صحيح ‪..‬؟!‬
‫جينيفر‪ :‬ومن يستطيع أن يرفض طلبات الجميلة إستيال ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت إستيال لفتره ولم تتحدث‪..‬‬
‫دقايق قبل أن تقول‪ :‬فقط كُل مافي األمر أن رأس السنة الميالديه قادم ‪ ..‬أُريد أن يُقام حفلة‬
‫كبيره في المنزل ‪ ..‬ضخمه وشامله ال تُنسى‪..‬‬
‫جينيفر بتفكير‪ :‬لم نفعلها منذ خمس سنوات ‪ ..‬بالنسبة لي ال أرى مانعا ً ولكن الكلمة األخيره‬
‫لعمك‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬ال تقلقي ‪ ..‬عمي ال يرفض طلباتي‪..‬‬
‫نظرت إليها جينيفر لفتره قبل أن تبتسم قائله‪ :‬ولكن لم يتبقى سوى يومان ‪ ..‬من الصعب‬
‫تجهيز كُل هذا في حدود يومان فقط!‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬ال صعب على إستيال‪..‬‬
‫لم تُعلق جينيفر وإكتفت باإلبتسامه ال ُمصطنعه‪..‬‬
‫ضحكت إستيال وقالت‪ :‬عمتي العزيزه ‪ ..‬لم أُخبرك طلبي بعد ‪ ..‬فطلبي لم يكن الحفله فهي‬
‫ستُقام في ِكال الحالتين ما دُمت أُريد ذلك‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬أُريد أن تحظر ‪ ..‬تلك الفتاة التي أطلقتي عليها إسم آليس‪..‬‬
‫إختفت إبتسامة جينيفر ونظرت الى إستيال لفترة ليست بالقصيره قبل أن تقول‪ :‬سأسألها ولكن‬
‫لو رفضت فلن أُجبرها‪..‬‬
‫إستيال بهدوء‪ :‬ال ‪ ..‬هي لن ترفض ‪ ..‬أنا واثقه‪..‬‬
‫إبتسمت جينيفر تقول‪ :‬أتمنى أن تكون ثقتك في مكانها‪..‬‬
‫ت ُمرهقه ولن أُزعجك أكثر‪..‬‬ ‫إكتفت إستيال أن ترد بإبتسامه بعدها وقفت وقالت‪ :‬أن ِ‬
‫إلتفتت لتُغادر لكنها توقفت‪..‬‬
‫نظرت الى جينيفر وسألت بإبتسامه تحمل العديد من المعاني‪ :‬أتسائل ‪ ....‬لما من بين جميع‬
‫األسماء إخترتي إسم آليس ‪..‬؟! عمتي ‪ ....‬ال تكوني شيطانة الى هذه الدرجه‪..‬‬
‫نظرت إليها جينيفر بهدوء تام ولم ترد فإلتفتت إستيال وغادرت هامسه‪ :‬أتطلع للقادم بكُل‬
‫شوق‪..‬‬

‫***‬
‫‪Desamber 30‬‬
‫‪1:40 pm‬‬

‫على الرغم من أنها الظهيره إال أن الشمس كانت بارده وشعاعها ال يكاد يُرى بفعل الغيوم‪..‬‬
‫الناس يأتون ويذهبون على األرصفه ويقطعون الشارع وأغلبهم يرتدي تلك المعاطف الثقيله‬
‫بينما البعض تلك البروده ال ُمنتشره ال تؤثر على أجسادهم البته‪..‬‬
‫إتكأ على الجدار وهو يرتدي قُبعة تُغطي شعره األشقر ونظارةً شمسيه هو متأكد بأن وقتها‬
‫غير ُمناسب اآلن‪..‬‬
‫أشعل سيجارته وهو ينظر الى الحياة الموجوده أمامه ‪ ..‬فهذا الشارع للمشي أكثر من أن‬
‫يكون طريقا ً لمرور السيارات‪..‬‬
‫أدخل يديه في جيب جاكيته البُني الطويل ويبدو بأنه ينتظر شخصا ً ما‪..‬‬
‫نعم هذا ما يبدو ولكنه في الحقيقة ال ينتظر أحدا ً‪..‬‬
‫طرقات هذه المدينة وبين الكثير من‬ ‫بل إن وقوفه متكئا ً على الجدار فوق أحد األرصفه في ُ‬
‫البشر هي ليست سوى ُمحاولة منه للتهرب من حياته الخاصه المليئة بالمشاكل التي ال يعرفها‬
‫أي أحد سواه هو‪..‬‬
‫نفث الدُخان ببطئ شديد من شفتيه بعدها إلتفت عن يمينه عندما شعر بفتاة إتكأت بالقُرب منه‬
‫وهي منشغلة بهاتفها النقّال‪..‬‬
‫تنهد وعاود النظر الى األمام لدقيقتين بعدها شعر بالفتاة تُلقي عليه نظره بين فنية وأُخرى‪..‬‬
‫نظر إليها بطرف عينه عندما جلست على األرض تُقلب بحقيبتها الكبيره التي كانت تلبسها من‬
‫كتفها األيمن الى جانبها األيسر‪..‬‬
‫مع تلك الحقيبه ‪ !..‬تبدو وكأنها قرويه قديمة الطراز‪..‬‬
‫وقفت ُمجددا ً هامسه‪ :‬خساره ‪ ..‬لم أحظرها معي‪..‬‬
‫إلتفتت إليه ونكزته بيدها‪..‬‬
‫حيث كانت أقصر فإبتسمت وقالت‪ :‬هل لك أن تُعطيني نظارتك‬ ‫ُ‬ ‫رفع حاجبه وأنزل نظره إليها‬
‫‪..‬؟!‬
‫رفع حاجبه بعدها إلتفت وأكمل يدخن سيجارته ولم يعرها أي إهتمام‪..‬‬
‫تنهدت عندما تجاهلها بعدها قالت‪ :‬لم أكن أعرف أن ال ُمغني إدريان وقحا ً تجاه ُمعجباته‪..‬‬
‫يموه مالمحه قدر ال ُمستطاع بجانب أنه‬ ‫دُهش فهو لم يتوقع بأنها عرفت هويته ‪ ..‬لقد حاول أن ّ‬
‫ليس شهيرا ً الى هذه الدرجه‪..‬‬
‫هذا مالم يحسب حسابه فليس من الجيد أن يترك إنطباعا ً سيئا ً عن نفسه تجاه ال ُمعجبين‪..‬‬
‫تدارك الوضع ملتفةً إليه وقال‪ :‬أعتذر لكني بحق ضننتُك تحاولين سرقتي فالسرقات من هذا‬
‫النوع ُمنتشره‪..‬‬
‫إبتسمت بغباء فأعطاها نظارته الشمسيه بإبتسامة ُمصطنعه‪..‬‬
‫أخذتها وبدأت بالعبث فيها عن طريق إخراج زجاجها من اإليطار‪..‬‬
‫دُهش وكاد أن يصرخ عليها فثمن هذه النظارة باهض جدا ً!!‪..‬‬
‫أعادت له النظارة وهي تقول‪ :‬ستكون ُملفتا ً للنظر عندما ترتدي نظارة شمسيه في مثل هذا‬
‫الجو ‪ ..‬هكذا ستكون كأنها نظارة عاديه ولن يدقق الكثير في وجهك ولن يعرفوا هويتك‪..‬‬
‫حاول قدر ال ُمستطاع كبح غضبه وهو يقول بإبتسامه‪ :‬آه أشكرك‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ !..‬هذا ما كان ينقصني في مثل هذا‬ ‫إلتفتت وغادرت فإرتدى النظارة وهو يهمس‪ُ :‬‬
‫اليوم‪..‬‬
‫ضاقت عيناه لوهله وإلتفت بسرعه عن يساره ولكنه لم يجد أحدا ً‪..‬‬
‫هل ُخيّل إليه أنه سمع صوت آلة تصوير ‪..‬؟!‬
‫عض على طرف شفته قبل أن يهمس لنفسه‪ :‬ال بأس ‪ ..‬حتى لو كان كذلك فمن الجيد أنني لم‬
‫أتصرف بلؤم ‪ ..‬ال يوجد ما أخاف منه‪..‬‬
‫إعتدل في وقفته وغادر فليس من ال ُمريح البقاء ُهنا بعد اآلن‪..‬‬

‫***‬

‫‪5:30 pm‬‬

‫إرتدت بنطال جينز أسود طويل وقميص أبيض قصير األكمام وإرتدت من فوقه معطفا ً قرمزي‬
‫اللون‪..‬‬
‫جهزت نفسها بالكامل فلقد قررت أن تأخذ بنصيحة جينيفر والخروج للتمشي أو حتى لتناول‬
‫كوب من القهوه مع بعض الكعك‪..‬‬
‫لم تنسى أن ترتدي قبعة من الصوف فلقد بدأ الشعر األشقر يُصبح واضحا ً و ُملفتا ً للنظر‬
‫وتسائلت في نفسها عن المدة التي قد يتطلبها عودة شعرها الى لونه الطبيعي ‪..‬؟!‬
‫لم تأخذ أي حقيبة وإكتفت بحمل هاتفها مع بعض المال في جيبها‪..‬‬
‫خرجت الى ساحة المنزل وبحثت بنظرها عن السائق وإبتسمت عندما وجدته‪..‬‬
‫تقدمت منه تقول‪ :‬مرحبا ً ‪ ..‬هل يُمكنك أن تأخذني في جوله ‪..‬؟!‬
‫إبتسم السائق يقول‪ :‬يُسعدني ذلك ولكن ‪ ..‬السيد ريكس لم يُعد السيارة بعد‪..‬‬
‫إختفت إبتسامتها فورا ً وتحولت مالمحها الى الصدمة العارمه‪..‬‬
‫أي حظ هذا الذي تملكه ‪..‬؟!!!‬
‫قالت بإندفاع‪ :‬ولما ‪..‬؟! لقد أخذها باألمس ومن األدب واألخالق وحسن التعامل أن يُعيدها في‬
‫اليوم نفسه فلماذا ‪..‬؟!!!! ما ذنبني أنا أتشوق للخروج وأتجهز من أجل هذا ثُم أُصدم بالواقع‬
‫‪ !!!..‬ما ذنبي ‪..‬؟!!‬
‫لم يجد السائق ما يقوله سوى‪ :‬أعتذر‪..‬‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬ليس أنت من عليه اإلعتذار‪..‬‬
‫ظهر ال ُحزن على مالمحها وأكملت لنفسها‪ :‬إذا ً ال خروج ها ‪..‬؟!‬
‫إلتفتت عائده الى المنزل وهي ُمحطمة القلب فلقد كان حماسها للخروج كبيرا ً بحق!‪..‬‬
‫توقفت ونظرت الى جهة البوابه عندما سمعتها تُفتح ‪ ..‬ضاقت عيناها وهي ترى شابا ً أسود‬
‫الشعر وطويل القامه يدخل من البوابه‪..‬‬
‫لقد عرفته ‪ ..‬إنه فرانسوا صديق إدريان‪..‬‬
‫ت عائدة من مكان ما ‪..‬؟!‬ ‫إبتسم عندما رآها واقفه فتقدم وهو يقول‪ :‬مرحبا ً آليس ‪ ..‬هل كُن ِ‬
‫ضحكت تقول‪ :‬من ال ُمفترض ‪ ..‬لكن أحد ال ُمزعجين أخذ سيارة السائق ولم يعدها لذا قد فشلت‬
‫خططي بالخروج‪..‬‬
‫فرانسوا‪ :‬ههههههههههههههههه ياله من حظ ‪ ..‬على أية حال هل إد موجود بالداخل ‪..‬؟!‬
‫هزت رأسها بالنفي تقول‪ :‬ال ‪ ..‬منذ يومان لم أره‪..‬‬
‫ظهر التعجب على وجهه وهمس لنفسه‪ :‬إين يُمكن أن يكون ‪..‬؟!‬
‫نظرت الى وجهه وهمست له‪ :‬هل ستذهب للبحث عنه ‪..‬؟!‬
‫نظر إليها وأجاب‪ :‬ال ‪ ..‬سأكتفي بإرسال رساله‪..‬‬
‫آليس بنفس الهمس‪ :‬إذا ً هل ُهناك مكان ُمحدد تنوي الذهاب إليه ‪..‬؟!‬
‫هز رأسه بالنفي فإبتسمت وقالت بفرح‪ :‬إذا ً هل يُمكنك أخذي في جوله ‪..‬؟!‬
‫دُهش للحضه بعدها إبتسم يقول‪ :‬لم أكن أضنك واقعه في غرامي‪..‬‬
‫قالت ب ُمجاراه واضحه‪ :‬نعم إني ال أُطيق فِراقك لذا هل أنت ُموافق ‪..‬؟!‬
‫ت ُممتعه ‪ ..‬حسنا ً كما تُريدين‪..‬‬
‫ضحك على ردها يقول‪ :‬ههههههههههههههههههه أن ِ‬
‫شدت على قبضة يدها بفرح تقول‪ :‬جيد!‪..‬‬
‫وبعدها تقدمته الى الخارج فدُهش للحضه قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬فتاة ُمسليه‪..‬‬

‫مرت آليس من جانب حارس البوابه ‪ ..‬إبتسمت له قائله‪ :‬مرحبا ً يا عم‪..‬‬


‫إبتسم لها العجوز قائالً‪ :‬أهالً صغيرتي‪..‬‬
‫وبعدها وقفت أمام سيارة فرانسوا البيضاء‪..‬‬
‫ثواني حتى جاء هو وضغط زر إلغاء األمان فركبت هي بال ُمقدمه وركب هو بدوره في مكان‬
‫السائق‪..‬‬
‫شغّل السياره وهو يقول‪ :‬هل لديك مكان ُمحدد تُريدين الذهاب إليه ‪..‬؟!‬
‫هزت رأسها بالنفي وهي تُجيب‪ :‬أي مكان ُممتع سيكون كافيا ً‪..‬‬
‫حرك السياره وهو يضحك قائالً‪ :‬ال تلوميني إن لم يرق لك إختياري‪..‬‬‫ّ‬
‫آليس‪ :‬هههههههههههههه في حالتي هذه صدقني لن ألوم أحدا ً‪..‬‬

‫دقائق حتى أوقف السياره أمام أحد المقاهي الشهيره وقال‪ :‬ما رأيُك بالقليل من القهوه قبل أن‬
‫نتجول في أنحاء المدينه ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬حسنا ً يبدو هذا جيدا ً‪..‬‬
‫نزلت من السياره وأغلقت الباب خلفها وهي تنظر الى المقهى الفخم الذي أمامها‪..‬‬
‫إلتفتت الى جهته وهو يتقدم منها وسألت‪ :‬أال يبدو باهضا ً ‪..‬؟!‬
‫ضحك ومد يده فأمسكت بذراعه ودخل بها الى المقهى يقول‪ :‬باهض لمن ال يملكون المال‪..‬‬
‫همست بضحك‪ :‬ياال التباهي‪..‬‬
‫سحب لها كُرسيا ً فجلست عليه بعدها جلس في الكُرسي ال ُمقابل‪..‬‬
‫أخذت قائمة الطلبات ونظرت إليها لفتره فأتاهما النادل وقال بإبتسامه‪ :‬طلباتكما ‪..‬؟!‬
‫نظرت إليه وأشارت الى طلب ما تقول‪ :‬اسبريسو فقط بجوار كوكيز البُندق هذا‪..‬‬
‫س ّجل طلبها بعدها إلتفت الى فرانسوا الذي قال بإبتسامه‪ :‬الطلب نفسه‪..‬‬
‫إبتسم النادل وقال‪ :‬دقائق فقط من فضلكما‪..‬‬
‫وبعدها غادر فنظرت إليه وقالت‪ :‬هل ال بأس بذلك ‪..‬؟! أعني‪....‬‬
‫ت متواجده في منزل جينيفر‬ ‫قاطعها‪ :‬أجل ال بأس ‪ ..‬على أية حال حدثيني عن نفسك ‪ ..‬لما أن ِ‬
‫‪..‬؟! هل ُهناك ُمشكلة ما مع والدتك ‪..‬؟!‬
‫ي أن أقول ‪..‬؟! أُخبره بأنها كانت ِكذبه أم أستمر‬ ‫إبتسمت وهي تهمس في نفسها‪" :‬ماذا عل ّ‬
‫بالكذب حتى يكتشف األمر ُمصادفه من إدريان ‪..‬؟"!‬
‫حسنا ً اإلستمرار بالكذب أمام صديق إدريان سيضعها بمواقف ُمحرجه ُمستقبالً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬في الحقيقة لستُ إبنة صديقة جينيفر كما أخبرتُك سابقا ً‪..‬‬
‫عقد حاجبه فأكملت‪ :‬لم أكن أعلم بأن إدريان لم يُخبرك وأيضا ً أتفهم سبب عدم إخباره فلستُ‬
‫شيئا ً هاما ً ‪ ..‬فكُل مافي األمر أن أخاه األكبر سبب لي حادثا ً جعلني أفقد ذاكرتي ‪ ..‬جينيفر‬
‫قررت اإلعتناء بي حتى تجدني عائلتي‪..‬‬
‫صفّر بتفاجؤ يقول‪ :‬أستغرب من إد بأنه لم يُخبرني عن مثل هذه الحادثه الهامه‪..‬‬
‫ضحك وأكمل‪ :‬آه باآلونه األخيره إنشغلنا كثيرا ً لذا هذا ُمتوقع‪..‬‬
‫جاء النادل وقدم لهما طلباتهما بعدها إنحنى وغادر‪..‬‬
‫سألها وقال‪ :‬إذا ً هل من جديد ‪..‬؟!‬
‫رشفت آليس القليل من الكوب قبل أن تهز رأسها بالنفي‪..‬‬
‫تعجب بعدها قال‪ :‬هل جربتي البحث عنهم بنفسك ‪..‬؟!‬
‫دُهشت من سؤاله وأجابته‪ :‬ال ‪ ..‬لم أُفكر بهذا‪..‬‬
‫فرانسوا‪ :‬غريب ‪ ..‬من ال ُمفترض أن تُجربي‪..‬‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬ما الفائده ‪ ..‬أعني أنا ال أتذكر شيئا ً فكيف سأبحث ‪..‬؟!‬
‫فرانسوا‪ :‬ولم تُحاولي على األقل أن تُقابلي طبيبا ً نفسيا ً وتُحاولي إستعادة ذاكرتك ‪..‬؟!‬
‫تفاجأت لوهله فهي بحق لم تُفكر بمثل هذا األمر ُمطلقا ً على الرغم من أنه طبيعي بل ال ُمفترض‬
‫أن يفعله كُل من هم بمثل حالتها‪..‬‬
‫عندما شاهد تفاجؤها تعجب وقال‪ :‬ال تُخبريني بأنك لم تُفكري بذلك أيضا ً ‪..‬؟!‬
‫ت جاده ‪..‬؟!! لما لم تُفكري بفعل هذا ‪!..‬‬ ‫ضحكت بغباء وهزت رأسها فدُهش وهو يقول‪ :‬أأن ِ‬
‫ت غريبه‪..‬‬ ‫أن ِ‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ..‬أعني ‪ .....‬ال أدري حقا ً‪..‬‬
‫تنهد بيأس وأخذ الكوب وعندما رشف منه القليل أحس بمرارة كبيره‪..‬‬
‫ي أن أطلب نفس‬ ‫تغيرت مالمحه لوهله لكنه سيطر على نفسه وهو يقول بداخله‪" :‬ما كان عل ّ‬
‫سحقا ً وتبا ً لل ُمجامالت هذه‪" ..‬‬
‫طلبها ‪ُ ..‬‬
‫أخفت آليس إبتسامتها ببراعه عندما الحظت مالمحه وهمست بداخلها‪" :‬إنه أحمق وظريف‬
‫في الوقت نفسه‪" ..‬‬
‫تجاهلت األمر وسألته‪ :‬إذا ً ‪ ....‬هل يُمكنك أن تجد لي شخصا ً أتحدث معه في هذا الخصوص‬
‫‪..‬؟! طبيب أو ُمختص فأنا ال أعرف ماذا أفعل‪..‬‬
‫فكر قليالً بعدها قال‪ :‬إذا ً تطلبين ِخدمه ‪..‬؟!‬
‫غمز وأكمل‪ :‬وما ال ُمقابل ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬سأعفيك من التظاهر بشرب القهوة أمامي‪..‬‬
‫تفاجئ للحضه فضحكت ُرغما ً عنها بينما أشاح بنظره بشيء من اإلحراج فهو لم يتوقع بأنها‬
‫قد الحظت ذلك‪..‬‬

‫***‬
‫‪9:30 pm‬‬

‫دخل آندرو الى أحد المطاعم الغير مشهوره وجلس على المائدة التي حجزها ُمسبقا ً‪..‬‬
‫أتته النادله فإبتسم لها قائالً‪ :‬أنتظر شخص آخر لذا أجلي أخذ الطلب‪..‬‬
‫هزت رأسها وغادرت بلطف‪..‬‬
‫أخذ قائمة الطلبات وأشغل نفسه في تصفح الطعام‪..‬‬
‫عندما أتى أول مره كانت نيته بالطعام اإليطالي والكثير من ال ُجبن على الباستا‪..‬‬
‫ولكن بعد رؤية القائمه أصبح يشتهي الدجاج المقلي والبطاطا‪..‬‬
‫رفع رأسه جهة الباب عندما سمعه يُفتح لكنه أمال شفته عندما لم يكن ريكس‪..‬‬
‫عليه ّأال يتفاجئ فهي ليست المرة األولى التي يتأخر فيها‪..‬‬
‫نظر الى المطعم لفتره وهمس بداخل نفسه‪" :‬إنها المرة األُولى التي يستدعيني لتناول العشاء‬
‫منذ عدة سنوات ‪ ..‬واألهم إنه مطعم أقل من عادي ‪ ..‬ال أشعر باإلرتياح من طلبه الغريب هذا‬
‫فأنا أعرفه جيدا ً‪" ..‬‬
‫نظر الى ساعته وإطمئن أنها ال تزال التاسعه والنصف ‪ ..‬فغدا ً لديه يوم مهم في الكُليه‪..‬‬
‫إنه يوم إختباره ل ُ‬
‫طالبه‪..‬‬
‫أخرج هاتفه النقال ووضع السماعات في أُذنه وشغّل إحدى أغانيه ال ُمفضله‪..‬‬

‫مرت نصف ساعه دون أن يشعر وعندما رأى بأنها قد أصبحت العاشره شعر بإنزعاج كبير‪..‬‬
‫دخل الى قائمة اإلتصال وضغط على إسمه‪..‬‬
‫مرت ثواني الدق دون أن يجد أي رد‪..‬‬
‫هل هو ‪ ....‬يسخر منه ‪..‬؟!‬
‫ُ‬
‫عاود النظر الى ساعته وهمس‪ :‬سأكون لطيفا ً وأنتظر لنصف ساعه أخرى ‪ ..‬إن لم يحظر‬
‫سأُغادر دون أن أُعطيه خبرا ً حتى‪..‬‬
‫تنهد بعُمق وبدأ ينتظر‪..‬‬
‫عشر دقائق وإلتفت الى الباب للمرة العشرون ووجده شخص آخر دخل وليس ريكس‪..‬‬
‫أمال شفته وعاود التأمل في إحدى اللوحات ال ُمعلقة على الجدار‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما وص َل الى مسامعه إسم فابريان‪..‬‬
‫أوليس هذا الشاب الذي أُعلن موته قبل ثالثة أيام ‪..‬؟!‬
‫لم يلتفت بل ركّز مسامعه على الطاولة التي تقع خلفه حيث سمع شخصا ً يقول‪ :‬كُل شيء على‬
‫ما يُرام ‪ ..‬كُل ما أُريده منك هو أن تقول بأن الرجل الذي شاهدته هو ريكس ‪ ..‬فقط أدلي بهذه‬
‫الشهاده وكُل شيء سيكون على ما يُرام ‪ ..‬سندفع لك ثمن ديونك كما وعدناك‪..‬‬
‫رد عليه رجل يبدو في األربعين من عمره يقول بشيء من الخوف‪ :‬لكن ‪ ...‬ماذا لو كُشفت‬
‫‪..‬؟! سيعرفون بأني كاذب ‪ ..‬سأُعاقب لو إكتشفوا بأني أدليت بشهادة كاذبه!!‪..‬‬
‫مط الرجل شفتيه بعدها قال‪ :‬ال تقلق ‪ ..‬لن يحدث هذا ‪ ..‬حتى لو حدث األسوأ وإستطاع تبرئة‬
‫نفسه فأنت لن تُعاقب ألنك لم تقل رأيته يقتل فابريان ‪ !!..‬بل كُل ما ستقوله بأنك رأيته يخرج‬
‫من ذلك المكان لذا هذا يُحتمل بأن يكون القاتل ويُحتمل أال يكون ‪ ..‬هذا كُل شيء!‪..‬‬
‫بدأ اإلقتناع يُسيطر على الرجل األربعيني حتى قال في النهايه‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬كما تُريدون‪..‬‬
‫شد آندرو على أسنانه وأخرج هاتفه‪..‬‬
‫إتصل على ريكس ولكن الهاتف أُغلق في وجهه‪..‬‬
‫أغلق هاتفه بإنزعاج بعدها إلتفت الى الخلف فرأى الرجل األربعيني يقوم من على كرسيه‬
‫ويُغادر المطعم بهدوء بينما ذلك اآلخر الذي قام برشوته ما زال يجلس في مكانه ويُعطيه‬
‫ظهره‪..‬‬
‫ضاقت عيناه بشيء من الغضب‪..‬‬
‫وقف الرجل بدوره وغادر المطعم‪..‬‬
‫بقي آندرو في مكانه للحضات بعدها لم يستطع كبح نفسه وخرج خلفه فورا ً‪..‬‬
‫حالما عبر الرجل من الطريق الضيق بجانب المطعم كان آندرو قد وصل إليه‪..‬‬
‫لفّه ُممسكا ً بياقة قميصه قائالً بحده‪ :‬من أين أنت ‪..‬؟!‬
‫تفاجئ الرجل ونظر الى وجه آندرو لكنه لم يُميزه جيدا ً مع هذا الظالم ال ُمنتشر في هذا الممر‬
‫الضيق‪..‬‬
‫ولكن كُل ما فهمه هو أنه بالتأكيد سمع حواره قبل قليل في المطعم‪..‬‬
‫تظاهر بالغباء وهو يقول‪ :‬لم أفهم!‪..‬‬
‫لكمه آندرو في وجهه بعدها ضاقت عيناه وهو يقول‪ :‬فابريان قُتل وإنتهى األمر ‪ ..‬لما تُريدون‬
‫أن تُلطخوا إسم ريكس!!‪..‬‬
‫سخريه وهو يقول‪ :‬آها ‪ ..‬أحد كالب ريكس صحيح ‪..‬؟!‬ ‫إبتسم الرجل بشيء من ال ُ‬
‫سخريته وهو يقول‪ :‬ريكس ال عالقة له بقتل فابريان ‪ ..‬أتركوه وشأنه!‪..‬‬ ‫تجاهل آندرو ُ‬
‫ضحك الرجل ضحكةً قصيره وهو يقول‪ :‬تقول لي ال عالقة له بقتل فابريان ‪..‬؟!! ال أعلم ولكن‬
‫‪ ....‬أضنها نُكتة هذا اليوم صحيح!!‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬حسنا ً كالمك يعني بأنك ُمتأكد بأنه هو ‪ ..‬إذا ً ال داعي ألن تُلفقوا له أي شيء ‪ ..‬دعوه‬
‫وستقبض الشُرطة عليه لو كُنتَ ُمحقا ً!‪..‬‬
‫سخريه وأكمل‪ :‬ولكن تصرفكم يعني العكس!‪..‬‬ ‫أمال شفتيه ب ُ‬
‫أطلق الرجل ضحكةً عاليه وقال‪ :‬آه أجل أجل ‪ ..‬هو بريء‪..‬‬
‫إقترب من آندرو وهمس‪ :‬قتَله ُمباشره أو أرسل أحدا ً لقتله ‪ ..‬األمر سيان يا عزيزي ال ُمدافع‬
‫بقوه‪..‬‬
‫ربتَ على كتفه وأكمل‪ :‬أرني جهدك وأخبر ما ِلكُك ريكس بأنا نود توريطه لذا عليه أن يأخذ‬
‫حذره ‪ ..‬نحن لن نتراجع ل ُمجرد أن أحد ِكالبه قد إستمع لجزء من ُخطتنا حسنا ً ‪..‬؟!‬
‫وبعدها غادر وآندرو يُراقبه بعينيه الحادتين‪..‬‬
‫همس لنفسه‪ :‬لقد أخبرته بأن ال عالقة لريكس ‪ !..‬لما ال يُصدقني ‪..‬؟!‬

‫***‬

‫‪- PART end -‬‬

‫ـ ‪ PART 6‬ـ‬
‫*الناس قُساه ‪ ,‬فإذا إحتاجوا تلطفوا*‬

‫‪11:24 pm‬‬

‫أوقف سيارته في الساحة األماميه لقصر العائله هذا وأخذ هاتفه المحمول‪..‬‬
‫أسند ظهره وفتح سجل ال ُمكالمات التي كانت أغلبها من صديقه المزعج آندرو‪..‬‬
‫أعاد اإلتصال ووضع الهاتف على أُذنه‪..‬‬
‫ثوان قليله رد آندرو يقول بشيء من اإلنزعاج‪ :‬كيف تجرؤ ‪..‬؟!!‬ ‫ٍ‬ ‫خالل‬
‫إبتسم ريكس وقال‪ :‬هل أزعجك تجاهلي إلتصاالتك ‪..‬؟! هذا يروق لي‪..‬‬
‫تنهد آندرو بعدها قال‪ :‬لن تأتي الى المطعم الذي دعوتني إليه صحيح ‪..‬؟!‬
‫ريكس‪ :‬ولما أفعل وأنت بالتأكيد قد غادرته ‪..‬؟!‬
‫إنزعج آندرو لكنه سيطر على غضبه ُمجددا ً وقال‪ :‬ما ُدمتَ تعرف هذا فلما تأخرت ولم تحظر‬
‫‪..‬؟!‬
‫إبتسم ريكس يقول‪ :‬وهل حقا ً صدقت بأني قد أدعوك الى مطعم لتناول العشاء ‪..‬؟! أنا أفعلها‬
‫‪..‬؟!‬
‫إتسعت عينا آندرو من الدهشه وبالكاد سيطر على غضبه وهو يهمس‪ :‬سأقتُلك‪..‬‬
‫ريكس بإبتسامة إستفزاز‪ :‬يُسعدني أراك وأنت تُحاول‪..‬‬
‫آخذ آندرو نفسا ً عميقا ً بعدها قال‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ..‬أنت لم تفعل هذا سوى لسبب بكُل تأكيد ‪..‬‬
‫ماهو هدفك ‪..‬؟!‬
‫صمت ريكس لفتره بعدها قال‪ :‬وصلني خبر بأن تابع تروي سيُقابل شخصا ً ما ليُساعده في‬
‫مهم ٍة خاصه ‪ ..‬أردتُك أن تذهب لتسمع حوارهم بال ُمصادفه وتُخبرني ما إن كان لألمر عالقةً‬
‫بي أو ال‪..‬‬
‫رفع آندرو حاجبه للحضه بعدها قال‪ :‬كنتُ أعلم بأنه من الغريب أن أسمع مثل هذا التخطيط‬
‫سحقا ً لك ‪ ..‬كان عليك أن تُخبرني على األقل‪..‬‬‫ُمصادفةً ‪ُ ..‬‬
‫ريكس وهو ينظر الى سيارة بضائع تدخل من بوابة المنزل الكبيره‪ :‬أعرفك فاشل في المهام‬
‫التي من هذا النوع ‪ ..‬لو أخبرتُك فستكشف نفسك بتلفتك الواضح وترصدك لكُل من يدخل الى‬
‫المطعم ‪ ..‬وبهذا سيأخذون حذرهم منك‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ولم تجد سوى صديقك كي ترسله الى مهمة غبيه كهذه ‪..‬؟!‬
‫ريكس‪ :‬أنتَ أغبى شخص أعرفه والمهمة تناسبك تماما ً ‪ ..‬وأيضا ً أنتَ ال تعمل بشركتي لذا ال‬
‫يعرف الكثير وجهك ‪ ..‬هل ُهناك برأيك سببا ً أقوى ‪..‬؟!‬
‫سخريه وقال‪ :‬إن ُكنّا سنتحدث عن الغباء فأنت تعلم من هو ملك‬ ‫إبتسم آندرو بشيء من ال ُ‬
‫األغبياء ُهنا صحيح ‪..‬؟! ال أضنك لم تفهم قصدي‪..‬‬
‫رفع ريكس حاجبه وقد نجح آندرو بإستفزازه‪..‬‬
‫تجاهل الموضوع وسأله‪ :‬إذا ماذا سمعت ‪..‬؟! ما دامت تكررت إتصاالتك فهذا يعني بأن‬
‫الموضوع يخصني فعالً‪..‬‬
‫أخبرك بأنك ُمهم الى درجة أن يُهلوس ِبك الجميع ‪..‬؟! ال ال يخصك‬ ‫َ‬ ‫آندور‪ :‬ومن هذا الذي‬
‫بتاتا ً‪..‬‬
‫أمال ريكس شفتيه بعدها ضاقت عينيه وهو ينظر الى الرجال ينزلون من السياره ويُخرجون‬
‫العديد من الصناديق ويُدخلونها الى المنزل‪..‬‬
‫همس‪ :‬ماذا يفعلون ‪..‬؟!‬
‫عقد آندرو حاجبه يقول‪ :‬ماذا تقصد ‪..‬؟!‬
‫ريكس‪ :‬فقط ُهناك العديد من البضائع تدخل الى المنزل وأنا ُمستغرب ‪ ..‬ماذا عساه يكون‬
‫السبب ‪..‬؟!‬
‫آندرو‪ :‬غدا ً ليلة رأس السنه لذا ُربما تُريد عائلتك أن تصنع حفالً أو شيئا ً من هذا القبيل‪..‬‬
‫رفع ريكس حاجبه دليل عدم الرضى فأكمل آندرو‪ :‬هل ستحظر لو بالفعل قرروا أن يفعلوا ذلك‬
‫‪..‬؟!‬
‫ريكس‪ :‬ال أضن إال لو حدثني والدي بنفسه‪..‬‬
‫ضحك آندرو يقول‪ :‬أشكر هللا على وجود والدك في حياتك فهو الوحيد الذي يستطيع ترويضك‬
‫‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬تعليقُك الساخر لم يُعجبني‪..‬‬
‫إنفجر آندرو ضحكا ً يقول‪ :‬وهذا هو ما أُريده‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً ال بأس ‪ ..‬هل من شيء تُريد قوله ‪..‬؟!‬
‫صمت آندرو قليالً بعدها قال‪ :‬أتعلم ‪ ..‬نعم لقد تحدثوا عنك‪..‬‬
‫عقد ريكس حاجبه فتنهد آندرو وأكمل‪ :‬ومن الغباء أنك لم تخبرني باألمر فأنا أضنني أفسدت‬
‫الموضوع فلقد تدخلت وتشاجرت مع الذي تُسميه بتابع تروي‪..‬‬
‫صمت ريكس لفتره بعدها قال‪ :‬ماذا حدث ‪..‬؟!‬
‫آندرو‪ :‬هم بالتأكيد جهزوا خطةً لتوريطك في قضية مقتل فابريان ‪ ..‬والرجل الذي قابله تابع‬
‫حيث سيشهد بأنه رآك خارجا ً من مكان ما لم أعرف ماهو‬ ‫ُ‬ ‫تروي سيكون جزءا ً من الخطه‬
‫بالضبط ‪ ..‬لقد تمت رشوة الرجل بالفعل لذا سيشهد بكُل تأكيد‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬حمقى ‪ ..‬يضنون بأنهم يستطيعون اإلطاحة بي عن طريق ُخطه تقليديه كهذه‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ريكس عليك الحذر ‪ ..‬حتى عندما واجهتُ الرجل أكّد لي بأنهم ماضون في خطتهم ال‬
‫محاله وواثقون تمام الثقه من نجاحها‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬يُسعدني أن أراهم وهم يُحاولون‪..‬‬
‫آندرو بشيء من الحده‪ :‬أتمنى أن تأخذ األمر ببعض الجديه وتحذر ‪ !..‬أنت تعرف من يكون‬
‫تروي هذا ‪ !!..‬ال تستخف به‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أهذا كُل ما لديك ‪..‬؟!‬
‫سحقا ً ‪ ..‬فلتفعل ما يحلو لك‪..‬‬ ‫آندرو بإنزعاج‪ :‬تشه ‪ُ !..‬‬
‫وبعدها أغلق الخط‪..‬‬
‫إبتسم ريكس إبتسامه غريبه بعدها فتح باب السياره ونزل منها‪..‬‬
‫دخل الى داخل القصر من البوابه الرئيسيه متجاهالً الخدم المتجمعين عند البوابة الجانبيه‬
‫الذين كانوا ينقلون البضائع الى الداخل‪..‬‬
‫إعترضت طريقه إستيال التي كانت للتو قادمه من قسم الخدم وقالت بإبتسامه‪ :‬أهالً ريكس ‪..‬‬
‫أنت لم تُبارك لي عودتي بالسالمه‪..‬‬
‫نظر إليها ببرود بعدها تحرك يمينا ً ليتفادها لكنها إعترضته ُمجددا ً تقول بإبتسامه‪ :‬نعم ‪ ..‬أُحب‬
‫هذا الطبع فيك ‪ ..‬وأسعى جاهده لتحطيم غرورك هذا‪..‬‬
‫تكتفت وقالت‪ :‬صنعتُ حفلة عيد رأس السنه وسأدعو الكثير لها ‪ ..‬وأنا بكُل تأكيد لم أفعلها إال‬
‫ألني أنوي أن أجعلها حفلةً ال تُنسى أقوم فيها بصنع األمور التي أُحبها ‪ ..‬ريكس عليك أن‬
‫فوت عليك فرصة لإلستمتاع‪..‬‬ ‫تحظرها وال ت ُ ّ‬
‫تفادها من الجهة األُخرى وصعد الى األعلى فإلتفتت الى جهته وإبتسمت تقول‪ :‬إن لم تحضرها‬
‫س ّر يخص وال َدتُك التي‬ ‫سر لم تسمع به من قبل ‪ِ ..‬‬ ‫فوت على نفسك فُرصة اإلستماع الى ِ‬ ‫فست ُ ّ‬
‫تُحبــــــها كثيرا ً‪..‬‬
‫سخريه جعلت ريكس يقف للحضه قبل أن يُكمل صعود الدرج‬ ‫نطقت آخر كلمتين بشيء من ال ُ‬
‫وهو يكتم غضبه‪..‬‬
‫إمالت شفتيها بإبتسامه وهي تعرف تماما ً بأن أكثر ما يُغيض هذا الرجل هو المساس بالسوء‬
‫لوالدته‪..‬‬
‫وهذا ما تريد فعله غدا ً فمنذ زمن طويل لم تره هائجا ً وغاضبا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪Desamber 31‬‬
‫‪2:10 pm‬‬

‫جلست آليس على طاولة طعام الغداء واإلبتسامة ال تُفارق شفتيها‪..‬‬


‫لقد حضرت جينيفر ‪ ..‬هذا يعني ربما وجدت لها طريقةً للذهاب الى الدراسه‪..‬‬
‫أو ُربما العكس!‪..‬‬
‫بادرت بالحديث تقول‪ :‬ماذا حدث في موضوع الدراسه ‪..‬؟!‬
‫عقدت جينيفر حاجبها للحضه بعدها قالت‪ :‬آه تذكرت‪..‬‬
‫ضحكت قليالً وأكملت‪ :‬أعتذر يبدو بأني لم أُخبرك من وقتها‪..‬‬
‫تنهدت وأكملت‪ :‬األمر كما ضننت لم يكن بهذه السهولة بتاتا ً ‪ ..‬فهويتك ليست ال ُمشكله الوحيده‬
‫بل بجانبها عدة مشاكل أهمها أنه حتى عُمرك الحقيقي ال أحد يعرفه ‪ ..‬لقد حاول أن يجد حالً‬
‫ولم يستطع‪..‬‬
‫تنهدت آليس وقد علمت بالفعل أن األمر لن ينتهي كما تمنت‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬إذا ً ال بأس ‪ ..‬ماذا عن العمل ‪..‬؟! أُريد أن أعمل‪..‬‬
‫تعجبت جينيفر وسألت‪ :‬هل ينقصك شيء ‪..‬؟! أعني هل أنا‪...‬‬
‫ت حقا ً لم تُقصري معي بأي شيء ‪..‬‬ ‫قاطعتها آليس بسرعه‪ :‬كال كال ليس األمر هكذا ‪ !!..‬أن ِ‬
‫لكن كُل مافي األمر أُريد أن أنشغل بأي شيء ‪ ..‬مللت البقاء كالبلهاء وحدي دون أي شيء‬
‫يُشغلني‪..‬‬
‫نظرت إليها جينيفر لفتره بعدها تنهدت تقول‪ :‬لستُ راضيه عن األمر ولكن أنا أتفهمك لذا‬
‫مكان راقي‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫سأجعله يبحث لك عن عمل بسيط في‬
‫ت لطيفه للغايه‪..‬‬ ‫إبتسمت آليس بسعاده وهي تقول‪ :‬شُكرا ً لك ‪ ..‬أن ِ‬
‫ضحكت جينيفر تقول‪ :‬ال تُبالغي‪..‬‬
‫أكملت آليس تناول طعامها وهي تشعر بسعاده عارمه ألنها فقط أخذت وعدا ً بأنها ستعمل فماذا‬
‫قد يحدث لها لو بدأت بالعمل فعالً ‪..‬؟!‬
‫ستموت من فرط السعادة حينها!‪..‬‬
‫تذكرت آليس شيئا ً فنظرت الى جينيفر تقول‪ :‬هل صحيح منزل عائلتكم سيُقام فيه حفلةً ‪..‬؟!‬
‫دُهشت جينيفر للحضه وسألت‪ :‬ومن قال ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬فرانس ‪ ..‬صديق إدريان ‪ ..‬لقد أخبرني هذا باألمس وسألني ما إن كُنتُ سأحضر أو ال‬
‫‪..‬‬
‫إنزعجت جينفير وهمست بداخلها‪" :‬ذلك األحمق ‪ !..‬وما شأنه ليخبرها بأمور ال تعنيه" ‪..‬؟!‬
‫تنهدت وهي بحق لم تنوي أن تجعل آليس تعرف باألمر‪..‬‬
‫هي بكُل تأكيد ال تُريد منها الذهاب الى الحفل فإستيال تلك تنوي السوء وتدبر أمرا ً لن يكون‬
‫جيدا ً البته‪..‬‬
‫لكن ‪ ....‬ذلك المدعو بفرانس أفسد األمر‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬أجل ُهناك حفله‪..‬‬
‫ترددت آليس وسألت‪ :‬هل ‪ ...‬أنا مدعوه ‪..‬؟!‬
‫نظرت جينيفر إليها لفتره بعدها قالت‪ :‬الحفلة ليست بذلك الشيء ال ُمبهر لتتطلعي إليه‪..‬‬
‫آليس‪ :‬لكنه عيد رأس السنه‪..‬‬
‫أكلمت بصوت أقل إنخفاضاً‪ :‬وأنا ال أ ُريد اإلحتفال فيه لوحدي أو أن أجعله يمر وكأنه يو ٌم‬
‫عادي‪..‬‬
‫بعدها أكملت بسرعه‪ :‬ولكن إن كان األمر يُزعجك فال داعي لذلك صدقيني‪..‬‬
‫ت ُمصره ‪..‬؟!‬ ‫لم تجد جينيفر ما تقوله لذا تنهدت وقالت‪ :‬هل أن ِ‬
‫إبتسمت آليس ُرغما ً عنها وهي تقول‪ :‬إن لم يكن لديك مانع‪..‬‬
‫صمتت جينيفر لفتره بعدها قالت‪ :‬ال بأس ولكن عديني بشيء أوالً‪..‬‬
‫تعجبت آليس وسألت‪ :‬بماذا ‪..‬؟!‬
‫جينيفر‪ :‬إستيال وكين ‪ ..‬أيا ً كان ما يقوالنه ال تستمعي لهما ُمطلقا ً‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها تقول‪ :‬ومن يكونان ‪..‬؟!‬
‫جينيفر‪ :‬إبنا أخ زوجي ‪ ..‬إستيال في الثالثه أو الرابعة والعشرون من عمرها ‪ ..‬يُمكنك تميزها‬
‫بالخصل الحمراء الموجودة بشعرها األسود ‪ ..‬كين طفل في الرابعة عشر من عمره ‪ ..‬بين‬
‫ت‬‫أبنائي وبينهم العديد من المشاكل لذا هما يُحبان الترصد لنا بكُل شيء ‪ ..‬لذا بالتأكيد حتى أن ِ‬
‫لن يتركاك وشأنك‪..‬‬
‫أمالت آليس شفتيها تقول‪ :‬حتى أنا لن يتركاني وشأني ‪..‬؟! أُراهن بأنهما ُمزعجان‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬على أية حال سأحرص على إبقائك بجانبي ‪ ..‬فعلى النقيض من فلور هما ال يسببان‬
‫مشاكل طفوليه بل مشاكل نفسيه تجعلك تشكين بأمور ال أساس لها من الصحه‪..‬‬
‫هزت آليس رأسها بتفهم تقول‪ :‬حاضر‪..‬‬
‫بعدها أكملت بحماس‪ :‬ومتى هي الحفله ‪..‬؟!‬
‫جينيفر‪ :‬الليله‪..‬‬
‫صدمت آليس وقالت بعدم تصديق‪ :‬الليله!!!‪..‬‬ ‫ُ‬
‫تعجبت جينيفر تقول‪ :‬مابك ‪..‬؟! اليوم هو الواحد والثالثون من ديسمبر ‪ ..‬أي أن الليلة هي‬
‫عشية رأس السنة الميالديه ومن الطبيعي أن تكون الحفلة في هذه الليله ‪ ..‬نعم ُهناك البعض‬
‫من يحتفل في اليوم التالي لكن األغلب يحتفل في الليلة ذاتها‪..‬‬
‫آليس‪ :‬يا إلهي أنا ال أعرف ‪ ..‬أقصد بأني ال أملك مالبسا ً أو حتى أني ال أملك وقتا ً لإلستحمام‬
‫والتزين و‪....‬‬
‫ظهرا ً ‪ !..‬أمامك الكثير من الوقت ال‬ ‫ضحكت جينيفر وقاطعتها‪ :‬مابك إنها ال تزال الثانية ُ‬
‫ترتبكي ‪ ..‬وأيضا ً أنا ُمتأكده بأني إشتريتُ لك مالبس تُناسب مثل هذه الحفالت ال تقلقي‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ماذا عن األحذيه واإلكتسوارات والعديد من ال ُمكمالت‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬هههههههههه كُل شيء موجود أنا واثقه وإن نقص عليك شيء فغرفة إليان موجوده‬
‫‪ُ ..‬خذي منها ما تشائين‪..‬‬
‫تنهدت آليس بشيء من الراحه وفي الحقيقة راق لها أمر أنها تستطيع أخذ ما تُريد من غرفة‬
‫إليان‪..‬‬
‫تشعر وكأنه إنتقام لكالمها في تلك الليله‪..‬‬

‫***‬

‫‪5:40 pm‬‬

‫في محل الحلويات الخاص بوالدتها‪..‬‬


‫ت تنوين تجاهل الحفله‬ ‫تناولت قضمة من الفطيرة ال ُحلوه وهي تقول‪ :‬إيلي صدمتني ‪ !..‬أحقا ً كُن ِ‬
‫‪..‬؟!‬
‫إليان وهي تشرب القهوة ببرود‪ :‬أصبحت ال تستهويني الحفالت فكيف لو كانت العقرب هي‬
‫من نظمتها ‪..‬؟!‬
‫ضحكت جيسيكا وهي تقول‪ :‬أُحبك عندما تُلقبين من تكرهينهم ألقابا ً كهذه‪..‬‬
‫سم تلك الفتاة ال يُقارن بسمي ‪ ..‬إنها أشد‬ ‫تنهدت إليان تقول‪ :‬حتى إن العقرب يشتكي قائالً بأن ُ‬
‫فتكا ً منه!‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬أوووه إذا ً ستحدث الكثير من األمور ال ُمثيرة في الحفل ‪ ..‬أنا حقا ً ال أُريد تفويتها‪..‬‬
‫جائها صوت أمها وهي تعمل قائله‪ :‬سأكسر قدميك إن عصيتني وذهبتي‪..‬‬
‫ظهر ال ُحزن على وجه جيسيكا ووضعت رأسها على الطاولة تقول‪ :‬لكني ال أستطيع كما ترين‬
‫‪..‬‬
‫إليان‪ :‬والدتك ُمحقه ‪ ..‬كيف لك أن تتركي إحتفال العائله لتذهبي الى إحتفال صديقتك ‪..‬؟!‬
‫جيسيكا بتذمر‪ :‬إحتفاالتنا ُممله روتينيه خاليه من اإلثاره وال شيئ جديد فيها‪..‬‬
‫همست بعدها‪ :‬ولن يحضرها شخص وسيم كأخاك إدريان‪..‬‬
‫أمالت إليان شفتيها تقول‪ :‬ال أعلم ما الشيء ال ُمميز الذي ترينه فيه‪..‬‬
‫ت حقا ً تجحدين مثل هذه النعمه ‪ ..‬ليت أمثالي من حضي بها‪..‬‬ ‫جيسيكا‪ :‬أن ِ‬
‫ضحكة إليان ضحكةً قصيره بعدها قالت‪ :‬على أية حال ماذا حدث في أمر العرض الذي‬
‫ستُقدمينه ‪..‬؟!‬
‫أغمضت جيسيكا عينيها وهي ال تزال تضع رأسها على الطاوله وقالت‪ :‬تعبتُ منه لذا قررتُ‬
‫عرضه ناقصا ً ‪ ..‬ال بأس لي بدرجة الـ‪C ..‬‬
‫تنهدت إليان تقول‪ :‬ليتني أملك قناعتك هذه‪..‬‬
‫جلست جيسيكا ضاحكه وهي تقول‪ :‬ههههههههههههه الحمد هلل لستُ من المجانين ناقصي‬
‫العقل الذين عندما يرون عالمة الـ ‪A‬يبكون ألن فقط البلس ليست موجوده!‪..‬‬
‫رفعت إليان حاجبها تقول‪ :‬أهي نُكته ‪..‬؟! أعلي أن أضحك ‪..‬؟!‬
‫إنفجرت جيسيكا ضحكا ً تقول‪ :‬أُحبك عندما تغضبين‪..‬‬
‫أمالت إليان شفتيها وتجاهلتها هامسه‪ :‬ال أحد مجنون ُهنا غيرك‪..‬‬
‫ت ال تزالين لم تفعلي شيئا ً‬ ‫إبتسمت جيسيكا وسألتها‪ :‬متى ستبدأ الحفله ؟! غربت الشمس وأن ِ‬
‫!‪..‬‬
‫إليان‪ :‬لن أحضرها ُمبكره فال سبب يدعوني ألُسبب اإلزعاج لنفسي‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬إذا ً متى تبدأ ومتى تنوين الذهاب ‪..‬؟!‬
‫إليان‪ :‬ال أعلم متى تبدأ ‪ ..‬لكني يستحيل أن أذهب قبل ُمنتصف الليل‪..‬‬
‫صفرت جيسيكا تقول‪ :‬إنه ُمتأخر بالنسبة لفتاة من أهل المنزل ‪ !..‬سينتقدونك على هذا‪..‬‬
‫إليان‪ :‬إنقادهم لن يُقلل من شأني لذا سأسمح لهم بإستعمال إسمي إلضافة اإلثاره الى أحاديثهم‬
‫ال ُممله‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬ههههههههههه غرورك ُمختلف حقا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:40 pm‬‬

‫إبتسمت فلور برضى تام وهي تنظر الى فستانها القرمزي الذي يصل الى ما فوق ركبتيها‬
‫بقليل من دون أكمام على الكتف‪..‬‬
‫دارت قليالً حول نفسها بعدها حركت شعرها الذي قامت بلفه وبدا أقصر مما هو عليه‪..‬‬
‫زادت أحمر الشفاه على شفتيها الصغيرتين وهي بحق هذه الليله ُمغرمةً في نفسها‪..‬‬
‫رمشت بعينيها قليالً ‪ ..‬لقد إنتهت من تزيين نفسها ولكن قدماها ال تريدان التحرك من أمام‬
‫المرآة‪..‬‬
‫طرق الباب في هذه اللحضه فمطت شفتيها وقالت بشيء من اإلنزعاج‪ :‬من ‪..‬؟!!!‬ ‫ُ‬
‫فتحت الخادمة الباب تقول‪ :‬اآلنسه إستيال تطلب منك النزول اآلن‪..‬‬
‫زاد إنزعاج فلور وقالت‪ :‬حسنا ً فهمت أُغربي عن وجهي‪..‬‬
‫هزت الخادمه رأسها وغادرت فتأففت فلور وهي تقول بشيء من التذمر‪ :‬إنها ُمتسلطه ‪ ..‬أُريد‬
‫تأمل نفسي قليالً فماذا في ذلك ‪..‬؟!‬
‫خرجت من الغرفة ونزلت بعدها الى األسفل‪..‬‬
‫قابلت أُختها إستيال في وجهها وهي واقفة تتحدث مع أحد الخدم فتنهدت وذهبت إليها‪..‬‬
‫أنهت إستيال حديثها بعدها إلتفتت تنظر الى فلور وتقول‪ :‬لما كُل هذا التأخير ‪..‬؟! أهو نوع من‬
‫العناد ألوامري ‪..‬؟!‬
‫فلور بسرعه‪ :‬قطعا ً ال ‪ !..‬أنا فقط تأخرت في التزيين‪..‬‬
‫وإياك أن أراك‬
‫ِ‬ ‫أشارت إستيال بعينيها الى الخارج وقالت‪ :‬أُخرجي الى الناس وإحتفلي ‪..‬‬
‫تصعدين الى األعلى قبل إنتهاء وقت اإلحتفال‪..‬‬
‫فلور بملل‪ :‬حاضر‪..‬‬
‫وغادرت الى الخارج حيث كان اإلحتفال في الساحة الجانبيه الواسعه للقصر‪..‬‬
‫وقفت بجانب شجرة الميالد الضخمة التي قاموا بتجهيزها ليلة األمس بعدها أخرجت هاتفها‬
‫النقّال وأخذت لنفسها صوره‪..‬‬
‫أكملت مشيها وهي تقوم بإضافة بعض التأثيرات على الصوره قبل أن تقوم بإنزالها في‬
‫حسابها الرسمي على أحد مواقع التواصل‪..‬‬
‫إبتسمت بعدها رفعت رأسها تنظر الى هؤالء الحشود‪..‬‬
‫الناس يمألون المكان وطاوالت الطعام ُمنتشره في األرجاء وكاسات الشراب تتناقل بين‬
‫الجميع‪..‬‬
‫البعض من كبار رجال األعمال الذين على صلة ُمباشرة بوالدها في مجال العمل ‪ ..‬والبعض‬
‫ومن َمن‬
‫اآلخر من أصدقائها في المدرسه وأصدقاء أخويها الكبيران ‪ ..‬والبعض من الجيران ِ‬
‫تربطهم عالقة بجينيفر‪..‬‬
‫أضواء الميالد منتشرة في األجواء والجو الحيوي ال ُمضيء ُمسيطر على الوضع‪..‬‬
‫إبتسمت حالما رأت صديقاتها في المدرسة عند أحد الطاوالت يتضاحكون فأتت إليهم تقول‪:‬‬
‫هاااي لقد حضر الجميع بالفعل‪..‬‬
‫ضحكن وكُل واحده ألقت السالم على طريقتها وبدأن بأخذ الصور قبل أن يبدأن بالحديث‬
‫و ُمداعبة بعضهن البعض‪..‬‬
‫تحدثت إحدى صديقاتها تقول بصدمه‪ :‬أوليست تلك هي كاتالين ‪..‬؟!‬
‫حيث تُشير فدُهشت فلور عندما رأت إدريان قد حظر الى الحفل بصحبة‬ ‫ُ‬ ‫نظرن البقيه الى‬
‫كاتالين ال ُمغنية األشهر على اإلطالق!‪..‬‬
‫لما أحضرها ‪..‬؟! ما الذي ينوي عليه من هذه ال ِفعله!!!‪..‬‬
‫تسللت من بين صديقاتها وذهبت بسرعه الى الداخل كي تُخبر أُختها‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً حالما وصلت إليها فرفعت إستيال حاجبها تقول‪ :‬مابك ‪..‬؟! أأزعجك شخص‬
‫ت لتتشكي ‪..‬؟!‬ ‫ما ُمجددا ً وأتي ِ‬
‫رفعت فلور رأسها تقول بنفس متقطع‪ :‬إنه ال ُمزعج ‪ ...‬إدريان ‪ ....‬لقد أحضرها الى الحفل معه‬
‫‪ ...‬أقصد ال ُمغنية كاتالين‪..‬‬
‫إتسعت عينا إستيال للحضه بعدها همست‪ :‬ما هدفه من ذلك ‪..‬؟!‬
‫بعدها تجاوزت أُختها وخرجت الى الخارج‪..‬‬
‫وقفت تنظر إليه وهو يبتسم ُمقدما ً إياها الى معارف والده ووالدته وتلك ال ُمغنيه بعجرفتها‬
‫وغرورها الغامض تُلقي التحية عليهم‪..‬‬
‫ضاقت عينا إستيال وهمست‪ :‬وجودها ُهنا يعني تطفل الصحافه أيضا ً ‪ ..‬إد ما المقصد من ذلك‬
‫‪..‬؟!‬
‫الحظها إدريان فإبتسم إبتسامة غريبه بعدها أخذ بيد كاتالين وتوجها إليها‪..‬‬
‫رفعت إستيال حاجبها وهي تهمس بداخلها‪" :‬ذلك الثعلب ‪ ..‬البد من أنه يُخطط لشيء ما‪" ..‬‬
‫توقفا أمامها فإبتسم إدريان يقول لكاتالين‪ :‬إبنة عمي إستيال‪..‬‬
‫نظر إليها وأكمل‪ :‬وبالطبع ال داعي لتُتعبي نفسك وتُصافحيها‪..‬‬
‫ضاقت عينا إستيال لوهله في حين إبتسمت كاتالين وقالت بصوتها الناعم والرقيق‪ :‬آه ‪..‬‬
‫أتقصد أنها ال تستحق ‪..‬؟!‬
‫إدريان‪ :‬بتاتا ً‪..‬‬
‫نظرت كاتالين الى إستيال وهي تقول‪ :‬إذا ً لماذا أمثالها ُمستمرين بالعيش ‪..‬؟!‬
‫تنهد إدريان يقول بملل‪ :‬وهذا ما عجزت عن إجابته صدقيني‪..‬‬
‫إبتسمت إستيال وقالت‪ :‬نحن نعيش حتى نرى أمثالك وهم يسقطون الى القاع‪..‬‬
‫ت تفهمين ما أقصد صحيح‬ ‫ضاقت عينيها بنظر ٍة غريبه وهي تُشير الى إدريان وأكملت‪ :‬وأن ِ‬
‫‪..‬؟!‬
‫إختفت اإلبتسامه من على شفتيها الورديتين بعدها همست‪ :‬القاع ُو ِج َد ألمثالك‪..‬‬
‫إستيال بإبتسامه‪ :‬رد طفولي ُمبتذل ‪ ..‬لم أتوقع هذا منك‪..‬‬
‫سحقا ً لك إدريان ‪ ..‬وجودها سيمنعني عن القيام‬ ‫بعدها إلتفت وغادرت وهي تهمس بداخلها‪ُ " :‬‬
‫بما أُريد ب ُحريه ‪ ..‬هل هذا هو هدفك!‪" ..‬‬

‫راقبها إدريان وهي تبتعد بعدها إلتفت الى كاتالين وقال‪ :‬إنزعجتي ‪..‬؟!‬
‫تنهدت كاتالين وقالت‪ :‬ليس كثيرا ً ‪ ..‬فلو كان كذلك سأستطيع محيها بسهوله وأنت تعرف من‬
‫أكون‪..‬‬
‫ضحك إدريان وقال‪ :‬البد من أنه يوم حظها صحيح ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت كاتالين عندما تقدم منها أحد الشباب الرائدين في مجال التجاره وقام بتحيتها‪..‬‬

‫دخلت سيارة جينيفر من البوابة األماميه للمنزل وتوقفت في المكان ال ُمخصص لها‪..‬‬
‫إبتسمت آليس وهي تنظر الى ضخامة المنزل وضخامة حديقته‪..‬‬
‫المنزل الذي كانت تقطن فيه هو ال شيء أمام هذا الشيء الضخم والعريق الذي يتوسط هذه‬
‫الحديقة التي ال نهاية لها حقا ً‪..‬‬
‫لم تستطع منع نفسها من إطالق صوت إنبهار من شفتيها التي طلتهما باللون الوردي‪..‬‬
‫إلتفتت الى جينيفر تقول‪ :‬إنه ضخم‪..‬‬
‫ضحكت جينيفر ونزلت من السياره تقول‪ :‬تُبالغين‪..‬‬
‫ت تعرفين ‪ ..‬واااه ثرائهم فاحش‪..‬‬ ‫عقدت آليس حاجبيها هامسه لنفسها‪ :‬ال أُبالغ وأن ِ‬
‫ي بحذاء كعب‬ ‫نزلت من السياره وهي ترتدي فستان قصير باللون األزرق القاتم األقرب للكُحل ّ‬
‫أبيض وحقيبة باللون ذاته‪..‬‬
‫وقفت بجانب جينيفر التي كانت ترتدي فستان يصل الى ما تحت ركبتيها بقليل أسود اللون‬
‫وشعرها األشقر رفعته بطريق ٍة أنيقه لألعلى‪..‬‬
‫بقيت تتأمل المكان ريثما تنتهي جينيفر من ُمحادثة أحد ُحراس هذه الحديقه‪..‬‬
‫حالما إنتهت تبعتها الى الجهه الجانبيه من القصر فبُهرت مما رأت‪..‬‬
‫كُل شيء فخم ضخم و ُمبهر للغايه‪..‬‬
‫طاوالت ُهنا و ُهناك والعديد العديد من األشخاص األنيقين منتشرون ‪ ..‬األضواء ُمعلقه على‬
‫األشجار التي تح ّد الحديقه وبجانب كُل هذا مسبح كبير للغايه‪..‬‬
‫ال تُصدق أن كُل هذا فقط في جانب واحد من المنزل‪..‬‬
‫هل ُهناك ثراء يصل الى هذا الحد ‪..‬؟! هي حقا ً ال تعلم‪..‬‬
‫إبتسمت وحيّت المرأة التي قامت جينيفر بالتعريف بها‪..‬‬
‫وبدأت بعدها بتحية الناس الذين تُقابله جينيفر وقد أخذ هذا أكثر من ثلث ساعه بجانب‬
‫األحاديث الجانبيه القصيره مع كُل شخص منهم!‪..‬‬
‫ي شاهدته وهي تهمس‪ :‬تعبت‬ ‫حالما إنتهت لم تستطع منع نفسها من الجلوس على أول كُرس ّ‬
‫من المشي ‪ ..‬لم أكن أضن بأني لستُ ُمعتادة على الكعب العالي!‪..‬‬
‫خاطبها بمرح قائالً‪ :‬أهال آليس‪..‬‬
‫رفعت رأسها فإبتسمت ُرغما ً عنها عندما رأت إدريان فوقفت تقول‪ :‬أهال إد ‪ ..‬كيف حالُك ‪..‬؟!‬
‫صفر إدريان وهو ينظر إليها من األعلى الى األسفل وقال‪ :‬أصبحتي جميله في غضون يومين‬
‫‪ !..‬هل من عجوز ساحره خلف األمر ‪..‬؟!‬
‫ضحكت ُرغما ً عنها وهي تقول‪ :‬والدتُك‪..‬‬
‫صدم وضحك بعدها هامساً‪ :‬أوبس أتمنى بأنها لم تسمعني‪..‬‬ ‫ُ‬
‫نظرت خلفه حيث كانت تقف جينيفر تتحدث مع أحد رجال األعمال وقالت‪ :‬ال أضن ذلك‪..‬‬
‫قاطع حديثهما صوت رقيق يقول‪ :‬إيدي من هذه ‪..‬؟!‬
‫إلتفت عن يمينه حيث تقدمت كاتالين لتوها وقال‪ :‬آه إنها‪....‬‬
‫صمت قليالً قبل أن يقول بإبتسامه‪ :‬إبنة صديقة والدتي‪..‬‬
‫لم تستطع آليس منع نفسها من اإلبتسام فهذه الكذبة ذاتها التي قالتها لفرانس عند أول لقاء‪..‬‬
‫نظرت كاتالين الى آليس قبل أن تبتسم تقول‪ :‬أهالً‪..‬‬
‫نظرت إليها آليس وهي تتسع عينيها تدريجيا ً من اإلنبهار‪..‬‬
‫كلمة جميله كانت ال شيء أمام هذه الفتاه‪..‬‬
‫إنها فاتنه ‪ ..‬باذخةً في األنوثه!‪..‬‬
‫يستحيل ألي فتاة أن تكون أجمل من هذه‪..‬‬
‫ردت بإرتباك‪ :‬أ أهالً‪..‬‬
‫ضحكت كاتالين وهي تهمس‪ :‬إنها لطيفه‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬للغايه ‪ ..‬أُحب التحدث إليها‪..‬‬
‫صفّر بعدها وقال‪ :‬حظر الوالد أخيرا ً‪..‬‬
‫طاغ ‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫نظرت آليس الى حيث ينظر فشاهدت رجالً طويل القامه عريض المنكبين ذا حضور‬
‫حليق الوجه وعلى الرغم من أنه في األربعينات إالً أنه كان يملك مالمح جذابه تؤكد بأنه كان‬
‫مشهورا ً بين الفتيات أيام شبابه‪..‬‬
‫وهي تظن بأنه ال يزال كذلك اآلن!‪..‬‬
‫همست إلدريان‪ :‬األُم فاتنه واألب جذاب ‪ !..‬علمت لما أنتم وسيمي المظهر‪..‬‬
‫ضحك يقول‪ :‬هههههههههههههههه إذا ً هل تنصحيني بالزواج من فتاة فاتنه من أجل أبناء‬
‫ال ُمستقبل ‪..‬؟!‬
‫ضحكت وردت‪ :‬الفتاة موجوده ومن المؤكد بأنهم سيُصبحون األجمل‪..‬‬
‫تقدم األب الى جهتهم حيث تقدمت منه جينيفر وعدّلت له ياقة قميصه األسود وهي تهمس‪:‬‬
‫اللعنه ‪ ..‬ما كان عليك أن تكون بهذه الوسامة فلديك امرأة تغار‪..‬‬
‫إكتفى بأن يبتسم بهدوء ثُم بدأ بتحية كبار التُجار والمعارف الذين حضروا للحفلة التي رتّبت‬
‫لها إبنة أخيه المتوفي‪..‬‬
‫بقيت آليس تنظر إليه وهو يتحدث الى هذا وذاك وتلك ‪ ..‬إنه يملك كاريزما طاغيه تنجذب إليها‬
‫النساء من ُمختلف األعمار ‪ ..‬واألمر ال يختلف كثيرا ً بالنسبة للرجال أيضا ً!‪..‬‬
‫نظرت خلفه فرأت ريكس يقف بهدوء لوحده يشرب دون أن يختلط مع أحد ويبدو وكأن‬
‫الوضع بأكمله ال يُعجبه‪..‬‬
‫همست لنفسها‪ :‬لماذا أتى إذا ً ‪..‬؟!‬
‫سمعت همس فتى يقول‪ :‬آليس صحيح ‪..‬؟!‬
‫تلفتت حولها حتى إلتفتت الى الخلف فإذ ترى صبي في الرابعة عشر من عُمره صاحب مظهر‬
‫متهور وعينين خبيثتين عنيدتين‪..‬‬
‫لحضه ‪..‬؟! هل هو الصبي ال ُمسمى بكين والذي حذرتها جينيفر من التخاطب معه ‪..‬؟!‬
‫ثوان كان ُهنا‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫إلتفتت فلم ترى إدريان البته على الرغم من أنه منذ‬
‫نظرت الى جهة جينيفر فرأتها تبعُد قليالً تتحادث مع مجموعة من األشخاص بجانب زوجها‪..‬‬
‫عاودت النظر الى هذا الصبي صاحب الشعر األسود ال ُمبعثر واإلبتسامه العابثه على شفتيه‪..‬‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬أجل‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره بعدها قال‪ُ :‬مختلفه عما تخيلت‪..‬‬
‫لمعت عينيه بنظرة مختلفه وهو يقول‪ :‬ال تقتربي كثيرا ً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها من جملته فإقترب منها أكثر وأكمل‪ :‬فما بالداخل ُمظلم‪..‬‬
‫لم تفهم فقالت بشيء من الحذر‪ :‬ماذا تقصد ‪..‬؟!‬
‫إبتسم وأكمل‪ُ :‬هناك وحش بالداخل‪..‬‬
‫ال تعلم لما لكنها شعرت بشيء من الضغط بسبب كلماته هذه فحاولت اإلبتسام وهي تقول‪ :‬قُل‬
‫كالما ً مفهوما ً‪..‬‬
‫تقدم أكثر فتراجعت بشكل ال إرادي فقال‪ :‬كُل شيء ُهنا ألجلك‪..‬‬
‫بلعت ريقها وسألت‪ :‬ماذا تقصد ‪..‬؟!‬
‫أجابها ُمكمال‪ :‬ال أُريد إخفاء الحقيقه‪..‬‬
‫إبتسم بغرابه وأكمل‪ :‬فنحن سنظل مخلوقات بشعه ‪ ..‬شنيعه‪..‬‬
‫الحدّه‪ :‬كين!!‪..‬‬ ‫تدخلت جينيفر تقول بشيء من ِ‬
‫ضحك بهدوء قبل أن يلتفت الى جينيفر وهو يرسم إبتسامة مرحه على شفتيه يقول‪ :‬أهالً‬
‫عمتي الفاتنه ‪ ..‬لقد كُنت أتعرف على ضيفتنا‪..‬‬
‫نظر الى آليس وأكمل‪ :‬وقد كُنتُ أُغني لها أُغنية مشهوره ‪ ..‬لكن يبدو بأنها للمرة األُولى‬
‫تسمع كلماتها‪..‬‬
‫عاود النظر الى جينيفر وقال‪ :‬أُغنيةً غنيتُها لك قبل يومين ‪ ..‬تتذكرينها صحيح ‪..‬؟!‬
‫دُهشت جينيفر للحضه عندما تذكرت كلماتها فإبتسم كين عندما رأى دهشتها بعدها إلتفت الى‬
‫ولوح لها قبل أن يُغادر‪..‬‬ ‫آليس ّ‬
‫راقبته آليس بعينيها حتى إختفى عن ناظريها ثُم إلتفتت الى جينيفر التي قالت لها بهدوء‪:‬‬
‫تجاهليه ‪ ..‬إنه مجنون ‪ ..‬يُحب إثارة المخاوف في قلوب من يُقابلهم لهذا أخبرتك بأال تحتكي‬
‫معه ‪ ..‬ال أدري كيف إستغفلني وجاء ل ُمحادثتك‪..‬‬
‫إبتسمت آليس تقول‪ :‬ال بأس ‪ ..‬كان من الواضح أنه طفل عابث ولم أأخذ كالمه على محمل‬
‫الجد‪..‬‬
‫تقدمت جينيفر تقول‪ :‬إتبعيني سأُعرفك الى زوجي إلكسندر‪..‬‬
‫تبعتها آليس حتى توقفا أمام إلكسندر الذي كان يُحادث إستيال إبنة أخيه‪..‬‬
‫إبتسمت جينيفر وقالت‪ :‬عزيزي ‪ ..‬هذه الفتاة التي صدمها ريكس وقررتُ اإلعتناء بها كرد‬
‫دين ‪ ..‬إنها آليس‪..‬‬
‫نظر إلكسندر الى آليس لفترة ليست بالطويله وبنظرات غريبه قبل أن يلتفت ويُغادر دون‬
‫التفوه بأي شيء‪..‬‬
‫إختفت إبتسامة آليس مصدومةً من ردة فعله في حين نظرت إليها جينيفر تقول‪ :‬ال عليك ‪..‬‬
‫البد من أنه يملك سببا ً وسأسأله عن ذلك الحقا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ال ‪ ..‬ال بأس‪..‬‬
‫ت تعرفينه ‪..‬؟!‬ ‫إبتسمت إستيال تقول‪ :‬عمتي كيف ستسألينه عن سبب أن ِ‬
‫نظرت آليس الى جهتها فعرفت بأنها إستيال بفضل ال ُخصالت الحمراء في شعرها األسود‪..‬‬
‫نظرت جينيفر الى إستيال تقول بإبتسامه‪ :‬ال أعرفه ‪ ..‬ال تتظاهري بمعرفة كُل شيء عزيزتي‬
‫فهو زوجي ليس زوجك ‪ ..‬شاكره لك ُمداخلتك‪..‬‬
‫ي ‪..‬؟!‬‫إستيال بإبتسامه‪ :‬على الرحب والسعد ‪ ..‬ولكن ألن تُعرفيها عل ّ‬
‫شعرت بآليس بأن عالقتهما ليست جيده البته لذا حتى تُنقذ جينيفر من مواصلة الحديث معها‬
‫أجابت‪ :‬نعم أعرفك ‪ ..‬إستيال إبنة عم ُكالً من إدريان وأخوته ‪ ..‬أخبرتني اآلنسه جينيفر ُمسبقا ً‬
‫بذلك لذا ال داعي ألن تُكرر هذا‪..‬‬
‫إستيال بإبتسامه‪ :‬لم أكن أضنك جريئه عزيزتي ‪ ..‬ما دُمتي تملكين هذه ال ُجرأه فأتسائل لما لم‬
‫تأخذي حقك من ريكس الذي قام بصدمك ‪..‬؟! لما تنازلتي ‪..‬؟! تصرفك هذا ُمناقض لشخصيتك‬
‫‪..‬‬
‫فكرت إستيال لحضه تقول‪ :‬آه ‪ ..‬سمعتُ بأن فاقدي الذاكره ال تتغير فيهم تصرفاتهم التلقائيه ‪..‬‬
‫ت‬‫ت ال تُحبين إفتعال المشاكل بل وكُن ِ‬ ‫النقيض هذا كان سببه هو ربما ألنك في الماضي كُن ِ‬
‫تبتعدين عن التورط بالقضايا وكُل شيء يخص الحكومة بأي شكل من األشكال‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها تفكر بكالمها فإبتسمت إستيال وأكملت‪ :‬أتسائل ما السبب ‪..‬؟! البد من أنه‬
‫سبب ليس بعادي‪..‬‬
‫دُهشت آليس للحضه قبل أن تقول‪ :‬ال أضن ذلك ‪ ..‬أعني أنها ُمجرد توقعات منك‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬أجل إنها توقعات قد تحتمل الصواب أو الخطأ‪..‬‬
‫ضاقت عينيها تقول‪ :‬لكن ال تستبعدي فكرة أن تكون فعالً صائبه‪..‬‬
‫تقدم إدريان يقول بمرح وهو يضع يده على كتف آليس‪ :‬ماذا لدينا ُهنا ‪..‬؟! إبنة عمي تتنمر‬
‫على فتاتي اللطيفه ‪ ..‬هذا ليس باألمر الجيد‪..‬‬
‫وإبتسم بعدها بشيء من التحدي فنظرت إليه إستيال ببرود وهي تقول‪ :‬ال تقل لي بأن‬
‫إبتسامتك هذه تعني بأنك تضن نفسك ربحت ‪..‬؟!‬
‫إدريان‪ :‬ربحتُ في ماذا ‪..‬؟! أنا فقط أغار عليها منك‪..‬‬
‫نظر الى والدته يقول‪ :‬يُمكنك الذهاب الى والدي فهو يبحث عنك وأنا سأبقى بجوار آليس‬
‫طوال الحفله‪..‬‬
‫نظرت والدته إليه قليالً قبل أن تلتفت وتُغادر فقالت إستيال‪ :‬أين هي ‪..‬؟! عشيقتُك الفاتنه ‪..‬؟!‬
‫هز كتفه يقول‪ :‬إضطرت ألن تأخذ لقاءا ً صغيرا ً مع شخص ما‪..‬‬
‫إستيال بإبتسامه‪ :‬وعالقتكما الى متى ستستمر ‪..‬؟!‬
‫تحولت نظرته الى برود وهو يقول‪ :‬ال أضن األمر يعنيك‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬أوه أعتذر ‪ ..‬لم أكن أضنك ستغضب‪..‬‬
‫إبتسم بمرح يقول‪ :‬ال تقلقي أنا ال أغضب من إبتزازاتك السخيفة هذه ‪ ..‬أنا فقط سئمت من‬
‫تكرارها لذا أتمنى المرة القادمه يكون لديك ماهو أقوى‪..‬‬
‫إستيال بنفس اإلبتسامه‪ :‬إذا ً هل موضوع جوليتا ُمناسب وقوي برأيك ألبدأ به ‪..‬؟!‬
‫إتسعت عيناه بصدمه غير ُمصدق لما نطقت به!‪..‬‬
‫تحولت إبتسامتها الى إستفزاز وهمست‪ :‬لذا حاذر من ُمحادثتي المرة القادمه‪..‬‬
‫ألقت نظره أخيره الى آليس قبل أن تُغادر‪..‬‬
‫أنزل يده من على كتف آليس ووضعها في جيب بنطاله األسود وهو يهمس بغضب‪ :‬تشه ‪!!..‬‬
‫تلك الساحره!‪..‬‬
‫خطب ما ‪..‬؟!‬
‫ٌ‬ ‫نظرت إليه آليس وترددت قبل أن تسأل‪ :‬هل هناك‬
‫رفع رأسه إليها قليالً قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬ال عليك ‪ُ ..‬مشكلةً تافهه‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره قبل أن تهمس بداخلها‪" :‬تلك المدعوة بإستيال ‪ ..‬فتاه ذكيه للغايه ولكن من‬
‫الواضح بأن الجميع يكرهها ‪ ..‬في الحقيقه ‪ ....‬هي تُخيفُني‪" ..‬‬
‫عقدت حاجبها للحضه بعدها سألت‪ :‬إد ‪ ..‬قُلتَ لي سابقا ً بأن عدد أبناء عمك خمسه ‪ ..‬أنا لم‬
‫أُقابل سوى إستيال وكين فأين البقيه ‪..‬؟!‬
‫سألها بدهشه‪ :‬قابلتي كين ‪..‬؟!!!!‬
‫صدمت من دهشته فضحكت وأجابته‪ :‬قليالً فلقد أتت اآلنسه جينيفر وهذا ما جعله يُغادر‪..‬‬ ‫ُ‬
‫تنهد بشيء من الراحه قبل أن يقول‪ :‬ال بأس ‪ ..‬حسنا ً ‪ ..‬بين إستيال وكين ُهناك فتاة في‬
‫الثامنة عشر من عمرها ‪ ..‬حمقاء ومن ال ُممتع إستفزازها تُدعى فلور ‪ ..‬أما اآلخران فأحدهما‬
‫في الخارج منذ عامان واآلخر لن يحضر الحفله بسبب إنشغاله بأمر ما‪..‬‬
‫ت‬‫إبتسم وقال‪ :‬ومن مصلحتك أال تطلبي لقاء فلور فهي فتاة متهوره بعقل طفل ‪ ..‬إال إن كُن ِ‬
‫تُريدين اإلستمتاع بإستفزازها فسأُعرفُك عليه على الفور‪..‬‬
‫تقدمت امرأة شقراء ذات بشرة بيضاء صافيه وهي تقول بإبتسامه‪ :‬عزيزي إدريان!‪..‬‬
‫نظر إليها فإبتسم ُرغما ً عنه وهو يقول‪ :‬أُوه خالتي كايري ‪ ..‬مرحبا ً‪..‬‬
‫وبدأ بتحيتها في حين نظرت آليس الى ألرض حالما شعرت بشيء يُداعب ساقها فدُهشت‬
‫عندما شاهدت قطة بفرو ناصع البياض و ُمعلق حول رقبتها طوق تُمسك المرأة بآخره‪..‬‬
‫إبتسمت وجلست على ُركبتيها وبدأت ب ُمداعبة القطه قبل أن يلتفت إدريان إليها يقول لخالته‪:‬‬
‫آليس ‪ ..‬بالتأكيد أخبرتك والدتي عنها‪..‬‬
‫وقفت آليس من فورها تقول بإبتسامه‪ :‬أهال‪..‬‬
‫إبتسمت كايري بلطف تقول‪ :‬أهال آليس ‪ ..‬تبدين فتاة لطيفه‪..‬‬
‫آليس بإبتسامه‪ :‬شُكرا ً لك يا خاله ‪ ..‬هذا من لُطفك‪..‬‬
‫أكملت بعدها‪ :‬قطتك لطيفه‪..‬‬
‫كايري‪ :‬أحقا ً ‪..‬؟! تُدعى لوسي‪..‬‬
‫آليس بحالميه‪ :‬يُناسبها جدا ً‪..‬‬
‫كايري‪ :‬من لُطفك عزيزتي‪..‬‬
‫نظرت الى إدريان وسألته‪ :‬أين جينيفر ‪..‬؟!‬
‫إدريان وهو يُشير عن يمينه‪ُ :‬هناك مع عائلة إيميليا بجوار والدي‪..‬‬
‫كايري‪ :‬سأذهب لتحيتها فأنا لم أرها ُمنذ شهر‪..‬‬
‫وبعدها غادرت فقالت آليس‪ :‬خالتك لطيييييفه للغايه ‪ ..‬إن اللطافة تقطر منها حقا ً‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬ههههههههههه ُمحقه ‪ ..‬كُلنا نُحبها ‪ ..‬أذكر عندما كُنا أطفاالً كُنا نشتكي لها من‬
‫والدتنا‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ههههههههه لقد توقعتُ هذ‪...‬‬
‫سعالها‪..‬‬ ‫وقطعت كالمها ب ُ‬
‫ت على ما يُرام‪..‬‬ ‫إدريان‪ :‬هل أن ِ‬
‫الزكـ‪...‬‬ ‫آليس‪ :‬نعم ‪ُ ..‬ربما كان ُ‬
‫سعالها هذه المرة أقوى قليالً‪..‬‬ ‫لم تُنهي جملتها حتى سعُلت ُمجددا ً وكان ُ‬
‫إدريان‪ :‬البد من أنك إلتقطتي البرد فالجو حقا ً بار ٌد ُرغم التهوئة الدافئة التي حرصت إستيال‬
‫على إنتشارها ‪ ..‬ما رأيُك أن تدخلي وتستريحي بالداخل قليالً‪..‬‬
‫سعال وسينـ‪....‬‬ ‫آليس بدهشه‪ :‬ال ليس األمر بهذه الخطوره ‪ُ ..‬مجرد القليل من ال ُ‬
‫و ُهنا سعلت بشكل أقوى جذب أنظار الكُل‪..‬‬
‫كان هذه المرة أقوى لدرجة أنها لم تستطع البقاء واقفه وجلست على ُركبتيها وهي تسعل‬
‫نفس على األقل‪..‬‬ ‫بشكل متواصل منعها حتى من أخذ ٍ‬
‫دُهش وأنزل جاكيته فورا ً ووضعها على كتفها وهو يقول‪ :‬آليس قومي ‪ ..‬سآخذك حتما ً الى‬
‫الداخل فحالتك تزداد سوءا ً‪..‬‬
‫سعال الذي رفض أن‬ ‫بدأ وجهها باإلحمرار وجسدها بدأ يرتجف وتكاد حقا ً أن تختنق بسبب ال ُ‬
‫يُعطيها فرصة ألن تأخذ نفسا ً‪..‬‬
‫شعر إدريان بأن األمر يزداد ُخطوره وخصوصا ً أن اإلحمرار بدأ ينتشر على أنفها وفي عينيها‬
‫أيضا ً فرفع رأسه فورا ً الى الجميع الذين تجمعوا حوله وصرخ فيهم‪ :‬فليبتعد الجميع فالمكان‬
‫أصبح خانقا ً‪..‬‬
‫إبتعدوا في حين تقدمت جينيفر لتوها تقول‪ :‬إد ما الحكايه ‪..‬؟!‬
‫إدريان وهو يُحاول أن يُساعد آليس على الوقوف‪ :‬ال أعرف ‪ ..‬بدأ ُكل هذا فجأه وال أضنه‬
‫بسبب البرد بتاتا ً‪..‬‬
‫تقدم رجل ما يقول‪ :‬إدريان دعني أرها قليالً‪..‬‬
‫إبتعد إدريان عندما تعرف عليه فهو جان صديق للعائله وأيضا ً طبيب‪..‬‬
‫نظر إليها قليالً ثُم نظر الى إدريان يقول‪ :‬إنها أعراض الحساسيه ‪ ..‬البد من أنها تناولت شيئا ً‬
‫تُعاني من حساسية تجاهه‪..‬‬
‫إدريان بدهشه‪ :‬حساسيه ‪..‬؟!! لكن ‪ ...‬لكن هي لم تأكل أو تشرب شيئا ً بعد!‪..‬‬
‫جان‪ :‬إذا ً قد تكون لمست حيوانا ً ما ‪ ..‬كالقطط أو الكالب الموجودة عند البعض من الضيوف‪..‬‬
‫إدريان بصدمه‪ :‬قطة خالتي!!!‪..‬‬
‫حملها جان وهو يقول‪ :‬علينا إسعافها بسرعه فالحساسية ليست شيئا ً يُستهان به‪..‬‬
‫وبعدها ذهب الى المنزل مع إدريان وجينيفر بينما البقيه بدأوا يتهامسون في األمر‪..‬‬
‫ضحك الرجل الذي كان يقف مع إلكسندر يقول‪ :‬يبدو بأن قريبتكم لم تكن حذره ‪ ..‬أتمنى لها‬
‫الشفاء العاجل‪..‬‬
‫صمت إلكسندر لفتره قبل أن يقول‪ :‬شُكرا ً للطفك‪..‬‬
‫وضعها جان على أحد األرائك وهو يقول‪ :‬فلتحضروا حقيبتي الطبية من سيارتي الزرقاء‪..‬‬
‫نظر إدريان الى إحدى الخادمات وقال‪ :‬سمعتي ما قاله ‪..‬؟! ُخذي ال ُمفتاح وأسرعي‪..‬‬
‫هزت رأسها وأخذت ال ُمفتاح من يديه وغادرت ُمسرعه في الوقت ذاته الذي دخلت فيه فلور‬
‫وتوجهت إليهم‪..‬‬
‫سعال ال ُمتكرر فأمالت شفتيها‬‫نظرت الى آليس التي ال تزال تُعاني من صعوبة في التنفس وال ُ‬
‫تقول‪ :‬هي الفتاة التي صدمها ريكس صحيح ‪..‬؟! من أول زياره إفتعلت المشاكل‪..‬‬
‫نظر إدريان إليها وقال‪ :‬أهذا كُل ما أستطعتي قوله ‪..‬؟!‬
‫هال غادرت فاألطفال ينتظرونك في‬ ‫نظرت إليه بإنزعاج فإبتسم بسخريه وقال‪ :‬بابا نويل ّ‬
‫الخارج‪..‬‬
‫سخريته على فستانها األحمر ومعطف الريش األبيض الذي على كتفيها‬ ‫غضبت بشده من ُ‬
‫وقالت‪ :‬أفضل من تسريحة شعرك الخرقاء‪..‬‬
‫وبعدها غادرت بكُل إنزعاج‪..‬‬
‫وحالما خرجت وجدت في وجهها كاتالين التي سألتها بهدوء‪ :‬أين إيدي ‪..‬؟!‬
‫نظرت فلور إليها قليالً بعدها إبتسمت بخبث وهمست‪ :‬برفقة فتاة أُخرى ‪ ..‬لن يخرج قبل‬
‫ساعتين على األقل لذا من األفضل لك أن تُغادري فهو مشغول عنك‪..‬‬
‫بعدها غادرت وهي راضيه عن فعلتها‪..‬‬
‫بقيت كاتالين واقفةً في مكانها تنظر الى المنزل بهدوء تام بعدها إلتفتت وأخذت إحدى كؤوس‬
‫الشراب وبدأت تشرب منه وهي تنوي إنتظاره حتى يخرج‪..‬‬

‫والحفلة ال تزال في بدايتها فحسب!‪..‬‬

‫ـ ‪ PART end‬ـ‬

‫ـ ‪ Part 7‬ـ‬

‫‪pm11:30‬‬

‫على الرغم من عدم وجود جينيفر وإبنها إدريان اللذان يُعتبران من أصحاب الحفل إال أن‬
‫الحفل إستمر كما كان واستمر المرح عند البعض وتجاذب أطراف الحديث عند البعض اآلخر‬
‫بينما البقيه إلتقطوا الصور وتناولوا الحلويات واألطعمة ال ُحلوه ال ُمنتشره‪..‬‬

‫وفي تلك البقعه الشبه ُمنعزله‪..‬‬


‫كان ريكس يتكئ على عامود طويل ‪-‬من بين خمس أعمده أُخرى‪ -‬نُقلت مؤقتا ً من أجل زيادة‬
‫اإلضاءة على المكان ليُصبح وكأن الحفله تُقام في وضح النهار‪..‬‬
‫يده اليُسرى في جيب بنطاله األسود واليُمنى يُمسك بها أحد كؤوس الشراب وهو ينظر الى‬
‫الضيوف بهدوء بالغ‪..‬‬
‫تقدم منه أحد الشباب الرائدين في مجال التجاره لهذه الفتره وإبتسم يقول وهو يمد يده له‪:‬‬
‫سعدتُ بلقائك أيها ال ُمدير ريكس ‪ ..‬لم أتوقع أن ألتقيك فأنت عادةً ال تحضر اإلحتفاالت التي ال‬
‫تخص العمل‪..‬‬
‫إبتسم ريكس إبتسامه دبلوماسيه وهو يرفع يده التي يُمسك بها الكأس وكأنه يقول إعذرني لن‬
‫أُصافحك فيدي مشغوله‪..‬‬
‫ج الشاب وأعاد يده وهو يكتم غيضه في حين أجابه ريكس يقول ببرود‪ :‬إنه إحتفال العائله‬ ‫أُحر َ‬
‫لذا ليس من الصادم رؤيتي فيه‪..‬‬
‫حاول الشاب اإلبتسام يقول‪ :‬ههههه ضننتُ حتى إحتفاالت العائله ال تحضُرها‪..‬‬
‫بعدها تعذر قائالً‪ :‬خطيبتي ِ‬
‫تنتظ ُرني‪..‬‬
‫عاد الى خطيبته والغيض واضح على وجهه فسألته بتعجب‪ :‬مابك ‪..‬؟!‬
‫همس لها‪ :‬ذلك المغرور ‪ !..‬لم يُتعب نفسه بإخراج يده اللعينه من جيبه ليُمسك بها كأسه‬
‫ويُصافحني ‪ ..‬لم أكن أُمانع لو صافحني بيده اليسرى ولكن تعاليه هذا ُمقرف ‪ !..‬إنه حتى ال‬
‫يعرف لل ُمجاراه في األحاديث الدبلوماسيه بل يرد بكُل ُجرأة وكأني ال شيء!‪..‬‬
‫رفعت خطيبته حاجبها وهي تنظر الى ريكس وسألت‪ :‬هل هو شخص مهم حتى يتعالى بهذا‬
‫الشكل ‪..‬؟! نعم أعرف أنه إبن التاجر األعظم إليكسندر ولكن هل من أهمية أُخرى له غير‬
‫مركز أبيه في عالم التجاره ‪..‬؟!‬
‫أمال شفتيه وقال بعدم ِرضى‪ :‬نعم ‪ ..‬يمتلك شرك ٍة ُمستقله تعود ملكيتها سابقا ً لوالدته وهي له‬
‫اآلن ‪ ..‬نجحت نجاحا ً ال يُصدق في خمس سنوات فقط ُرغم اإلنتكاسه الكبيره التي حدثت‬
‫بالسنوات السابقه للخمس هذه فلقد وصلت حالتها آنذاك الى حافة اإلفالس ‪ ..‬ولكنه صعد بِها‬
‫الى القمة مع الشركات الكبيره في خمس سنوات فقط!‪..‬‬
‫وأكمل بهمس ومن دون ِرضى‪ :‬إنه نابغه في علم التجاره‪..‬‬
‫ضحكت بخفه تقول‪ :‬إذا ً من حقه أن يتعالى‪..‬‬
‫إنزعج من كالمها وقال‪ :‬من المفترض أن يعرف آداب اللباقه التي يتحالها التاجر ‪ !..‬فلينظر‬
‫الى لباقة والده ويتعلم قليالً!‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬على أية حال كم يبلغ من العمر ‪..‬؟! يبدو صغيرا ً!‪..‬‬
‫أمال شفتيه يقول‪ :‬وما أدراني ‪ !!..‬كُل ما أعرفه أنه أمسك بأمور الشركه وهو ال يزال يدرس‬
‫‪..‬‬
‫صفّرت بدهشه ثُم نظرت الى ريكس لفتره وسألت بعدها‪ :‬لكن ‪ ...‬لما يقف منعزالً هكذا ‪..‬؟!‬
‫رد عليها بسخريه‪ :‬هه ! هذا بسبب أخالقه العالية ولباقته الرفيعة مع الجميع!‪..‬‬
‫بعدها أكمل‪ :‬من الطبيعي مع وقاحته هذه أال يكون لديه زمالء عمل وال ُزمالء حقيقيون ‪..‬‬
‫سيُدرك يوما ً ما أن تعاليه كان من أكبر أخطاء حياته‪..‬‬
‫شبك يده بيد خطيبته يقول‪ :‬دعينا منه اآلن ولنذهب بعيدا ً فالمكان ُهنا بدأ يُخنقني‪..‬‬
‫إبتسمت وذهبت معه‪..‬‬
‫تقدمت إستيال من الجهاز وقامت بتغيير قُرص الموسيقى الى آخر ُمخصص ألعياد رأس السنه‬
‫‪ ..‬قديم قام بغنائه فرقة من جيل الثمانينات ولكنها ذات أثر كبير وإنتشرت الى هذا اليوم ُرغم‬
‫العديد من األغاني الجديده الخاصه بهذه ال ُمناسبه السنويه‪..‬‬
‫شغلته وإرتفع صوته من ُمكبرات الصوت بعدها إلتفتت تنظر الى الحضور بهدوء تام وهي‬
‫تقول في نفسها‪" :‬إليان اللعينه !! لم تحضر حتى اآلن ‪ ..‬إنها تفعل ما تُريد وال تأبه لقوانين‬
‫الحياة اإلجتماعيه المعروفه"!‪..‬‬
‫أخذت كأس شامبانيا وبدأت تشرب منه بهدوء وهي تراقب الحضور بعينيها الهادئتين‪..‬‬
‫هناك ممن دعتهم لم يحضروا!‬
‫من ال ُمفترض أن يعج المكان بالكثير ‪-‬صحيح أنهم كثيرون‪ -‬ولكن العدد ليس كما خططت!‬
‫جائتها فلور تقول بشيء من اإلنزعاج‪ :‬إستيال لما هذه الموسيقى ‪..‬؟!!! كوني عصريه ولو‬
‫قليالً!‪..‬‬
‫إستيال ببرود وهي ال تزال تراقب الحضور‪ :‬الضيوف ليسوا ُمراهقين فقط ‪ُ !..‬هناك العديد من‬
‫كبار رجال األعمال وكبار السن أيضا ً لذا من ال ُمفترض أن نُرضي جميع األذواق‪..‬‬
‫إبتسمت بعدها إستيال ُرغما ً عنها عندما لمحت صديق والدها يتجه إليهما‪..‬‬
‫تقدمت منه وإحتضنته وهي تقول‪ :‬أهالً باألُستاذ ميشيل ‪ ..‬سعدتُ للغايه بحضورك‪..‬‬
‫إبتسم وربت على شعرها يقول‪ :‬تدعوني إبنة صديقي العزيز وال آتي ‪ !..‬ستكون هذه أعظم‬
‫خطيئ ٍة أرتكبها‪..‬‬
‫إبتعدت عنه وضحكت بخفه تقول‪ :‬أحب صياغتك للكلمات‪..‬‬
‫رفع عينيه الخضراوتين الى جهة فلور فإبتسمت األُخرى وتقدمت لتُلقي السالم‪..‬‬
‫هو بالنسبة لهم ‪ ...‬كاألب‪..‬‬
‫كان صديق والدهم الوحيد الذي حتى بعد وفاته لم يتركهم للحضه‪..‬‬
‫يهتم بهم ‪ ..‬يسأل عنهم ‪ ..‬وكأنهم أبناء له‪..‬‬
‫على الرغم من أنه في أواخر األربعين من عمره إال إنه إمتاز بمظهر حسن ولبق و ُمريح‬
‫للعين‪..‬‬
‫شعر أشقر مائل الى البُني يصل الى أكتافه تقريبا ً قد قام هذا اليوم بربطه الى الخلف ‪ ..‬وعينان‬
‫خضراوتين بلون عشبي مائل للسواد‪..‬‬
‫بادرها بالسؤال‪ :‬أين البقيه ‪..‬؟!‬
‫إستيال‪ :‬ال يوجد سوى كين فاآلخران أحدهم مشغول واآلخر كثير السفر كما تعلم‪..‬‬
‫تنهدت وأكملت‪ :‬نكاد نجزم أن منزلنا هذا ال يراه سوى كمنزل فرعي صيفي بينما موطنه في‬
‫لندن التي ال أعلم لما هو مهووس بها‪..‬‬
‫ضحك ميشيل يقول‪ :‬ربما وقع في غرام أحد الحسناوات ُهناك‪..‬‬
‫ضحكت بمجرد أن تخيلت أن ذاك األخ األكبر واقع في حب فتاه!‪..‬‬
‫األمر ال يُناسبه بتاتا ً‪..‬‬
‫إلتفتت تبحث بنظرها عن أخاها الصغير كي يُلقي السالم‪..‬‬
‫توقفت نظراتها عندما تالقت بعيني ريكس الهادئتين‪..‬‬
‫إختفت إبتسامتها وبقيا يتبادالن النظرات الغامضه لفتره قبل أن تشيح هي أول بناظريها عنه‬
‫وتشرد بذهنها للحضات‪..‬‬
‫عندما تغير وجهها تعجب ميشيل وسألها‪ :‬إستيال عزيزتي هل من خطب ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت له قائله‪ :‬ال شيء ‪ ..‬تأذت عيني قليالً من منظر حشرةً ما‪..‬‬
‫ضحكت فلور فلقد أدركت بأن أُختها بدون شك تقصد أحد األشخاص‪..‬‬

‫ترجلت من السيارة التي أقلتها الى المنزل‪..‬‬


‫أخرجت بعض المال من محفضتها وسلمتها للراكب في مقعد السائق وهي تقول‪ :‬كما أخبرتُك‬
‫‪ ..‬تعال لي بعد ثالث ساعات من اآلن‪..‬‬
‫حرك سيارته وخرج الى الخارج‪..‬‬ ‫إستلم منها المال الضخم وهز رأسه بدون تردد بعدها ّ‬
‫تقدمت بهدوء من المكان الذي يُقام فيه الحفل‪..‬‬
‫كانت قد أسدلت شعرها األشقر على كتفيها وإكتفت بزين ٍة خفيفه بالقرب من أُذنها اليُسرى‪..‬‬
‫ترتدي فستانا ً قصيرا ً أسود اللون عاري األكتاف مع معطف فرو يُغطيهما‪..‬‬
‫كانت وال زالت تُعاني من البرد الشديد وال تُحب الخروج الى الخارج في حين حدوثه‪..‬‬
‫ولكنها ‪-‬على الرغم من أنها تكره إستيال‪ -‬تعترف أنها فتاة ذكيه وال يفوتها شيء لذا من‬
‫الطبيعي أنها نشرت بعض الدفايات ُهنا و ُهناك‪..‬‬
‫تعرف عليها فإبتسمت وبادلته التحيه‪..‬‬ ‫إستقبلها أحد الرجال الذي ّ‬
‫تعرفه ‪ ..‬لقد زار والدها أكثر من مره‪..‬‬
‫حيّت شخصا ً آخر وثالث ورابع‪..‬‬
‫رغم أنها فتاة ونادرا ً ما تتواجد بالقرب من والدها ولكن رجال األعمال يعرفونها أكثر من‬
‫معرفتهم بأخيها إدريان‪..‬‬
‫لقد إمتازت بجمال آخاذ يعلق باألذهان‪..‬‬
‫إبتسمت حين الحظت خالتها كايري‪..‬‬
‫تقدمت منها وإحتضنتها تقول‪ :‬ياااه كيف يمكن أن يكون ُمشاهدة شخص ما تجلب كُل هذه‬
‫السعاده‪..‬‬
‫ضحكت خالتها تقول‪ :‬حبيبتي إيلي ‪ ..‬إشتقتُ إليك حقا ً‪..‬‬
‫إبتعدت عنها إليان وقالت‪ :‬إذا ً ماذا عني ‪..‬؟!‬
‫ضحكت كايري تقول‪ :‬كاذبه ‪ ..‬لو إشتقتي لي ألتيتي الى الحفلة التي أُقيمت قبل أسبوعين‪..‬‬
‫تنهدت إليان وض ّمت كفيها ببعضهما تقول ببراءه‪ :‬آه خالتي إعذريني ‪ ..‬كُنتُ أعاني ذلك اليوم‬
‫من ضغط رهيييب في اإلستذكار‪..‬‬
‫كايري‪ :‬ههههههههه ال عليك لقد كُنتُ أمزح معك‪..‬‬
‫إبتسمت إليان بعدها ثنت ُركبتيها وجلست بهدوء‪..‬‬
‫مدت يدها وبدأت تُالطف القطه وهي تقول‪ :‬لوسي عزيزتي ‪ ..‬كيف لك أن تكوني لطيفةً الى‬
‫هذه الدرجه ‪..‬؟!‬
‫إختفت إبتسامة كايري وسألت‪ :‬إيلي حبيبتي ‪ ..‬ماذا حدث لتلك الفتاه ‪..‬؟! هل هي على ما يُرام‬
‫‪..‬؟!‬
‫حملت إليان القطه التي كانت تتودد إليها وكأنها مالكتها ‪ ..‬نظرت الى خالتها بتعجب تقول‪ :‬أي‬
‫فتاة تقصدين ‪..‬؟!‬
‫كايري‪ :‬ال أعرفها ‪ ..‬كانت برفقة إدي ‪ ..‬صادف أنها تملك حساسية تجاه القطط لذا تعبت‬
‫عندما لعبت مع لوسي‪..‬‬
‫عقدت إليان حاجبها ‪ ..‬برفقة إدريان ‪..‬؟!‬
‫من تكون ‪..‬؟!‬
‫خطر في بالها كاتالين ولكن هذا ُمستحيل!‪..‬‬
‫فتاة مثلها لن تأتي الى هذه الحفله وفي ال ُمقابل ال سبب إلدريان كي يستدعيها‪..‬‬
‫إبتسمت لخالتها وقالت‪ :‬للتو قد أتيت لذا ال أعلم ‪ ..‬ال بأس بالتأكيد هو قد تصرف وقام بنقلها‬
‫الى المشفى‪..‬‬
‫ونظرت حولها ُمكمله في نفسها‪" :‬لهذا لم أره في األرجاء ‪ ..‬لكن ماذا عن والدي ووالدتي‬
‫‪..‬؟" !‬
‫ما إن أكملت تساؤلها حتى الحظت والدها يقف مع تاجرة معروفه برفقة زوجها‪..‬‬
‫وضعت لوسي أرضا ً ونظرت الى خالتها وإعتذرت قائله‪ :‬أستئذنُك‪..‬‬
‫إكتفت خالتها باإلبتسام فذهبت إليان الى والدها‪..‬‬

‫إبتسمت وهي تتقدم منهم فبادرتها المرأة التحيه وهي تقول‪ :‬إليان اللطيفه ‪ ..‬من الجميل‬
‫رؤيتك لهذا اليوم‪..‬‬
‫إليان‪ :‬هذا لُطف منك ‪ ..‬األمر ذاته معي‪..‬‬
‫وقفت بجانب والدها عندما حيّتهم فتحدث الزوج قائالً لزوجته‪ :‬لهذا كُنت أُخبرك بأني أُريدك أن‬
‫تُنجبي فتاة بدل صبي ‪ ..‬أُريدها أن تغدو كإليان جميلة وذكيه‪..‬‬
‫ضحكت إليان وقالت‪ :‬هل أصبح لديكما صبي ‪..‬؟! ُمبارك لكما‪..‬‬
‫الزوجه‪ :‬ههههههه نعم ُمنذ ما يُقارب العامان‪..‬‬
‫إبتسمت إليان تقول وهي تغمز‪ :‬كان عليكما إحضاره كي يتسنى لي خطفه‪..‬‬
‫عال صوت الزوج ضحكا ً في حين قالت الزوجه وهي تضحك‪ :‬إذا ً كان خيارا ً صائبا ً تركه في‬
‫المنزل مع ال ُمربيه‪..‬‬
‫قاس بحقي هههههههه‪..‬‬ ‫إليان‪ :‬أووه هذا ٍ‬
‫إكتفى والدها بإبتسامه وهو يضع يده على كتفي إبنته الوحيده والصغيره‪..‬‬
‫لهذا هو يُحبها جدا ً ‪ ..‬فعلى الرغم بأنها ال تفقه شيئا ً في عالم التجاره إال أنها بذكائها تعرف‬
‫كيف تتودد الى الشركات ال ُمنافسه من أجل أن يصب ذلك في مصلحة والدها‪..‬‬

‫تقدم إدريان من كاتالين التي كانت تقف بكُل هدوء تُراقب رقص إحدى الفتيات بين صديقاتها‬
‫والتي إحداهن هي فلور‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬هل ضجرتي ‪..‬؟!‬
‫نظرت إليه بعدها سألت‪ :‬أين كُنت ‪..‬؟!‬
‫تنهد وأخذ أحد قطع الشوكوال ورماها في فمه وهو يقول‪ :‬مع آليس ‪ ..‬لقد تعبت كثيرا ً واآلن‬
‫أخبرنا الطبيب أنها بحاجه الى الراحه لذا إنسحبت‪..‬‬
‫كاتالين‪ :‬إذا ً هل هي بخير اآلن ‪..‬؟!‬
‫إدريان‪ :‬أجل كما قال لنا الطبيب‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها عنه وعاودت النظر الى الفتاه وهي تقول‪ :‬لم أضنك تعرفها الى درجة القلق‬
‫عليها هكذا‪..‬‬
‫أطلق إدريان ضحكة عاليه لم يستطع كتمها بعدها إبتسم وأقترب هامسا ً في أُذنها‪ :‬لم أضنك‬
‫تغارين هكذا‪..‬‬
‫كاتالين ببرود‪ :‬أنت ُمخطئ‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬أحببتُ ذلك‪..‬‬
‫ت الوحيده‬‫بعدها أمسك بفكها ولف وجهها الى جهته وقال بهدوء‪ :‬هي ُمجرد صديقه ‪ ..‬أن ِ‬
‫ي‪..‬‬
‫ال ُمختلفه في عين ّ‬
‫أراك غير واثقه من هذا األمر‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫إبتسم وأكمل‪ :‬ال أُحب أن‬
‫إرتسمت إبتسامه شقيه على شفتيه ورفع صوته يقول‪ :‬إبن عمي إدريان‪..‬‬
‫ظهر اإلنزعاج على وجه إدريان للحضات بعدها نظر عن يساره فرأى كين المزعج الذي‬
‫بالتأكيد ال يريد منه شيئا ً سوى إفساد مزاجه‪..‬‬
‫رفع إدريان حاجبه وأجابه‪ :‬ماذا تُريد ‪..‬؟!‬
‫كين بإبتسامه‪ :‬ال بأس ‪ ..‬إنسى فيبدو أنك مشغول‪..‬‬
‫لوح له كين ببراءه وغادر‪..‬‬ ‫ضاقت عينا إدريان بشيء من اإلنزعاج في حين ّ‬
‫إبتسمت كاتالين تقول‪ :‬إبن عمك هذا لطيف ‪ ..‬و ُمهذب أيضا ً‪..‬‬
‫سخريه ولم يُعلق‪..‬‬ ‫إبتسم إدريان بشيء من ال ُ‬
‫لو تعرفه حق المعرفه لركضت هربا ً من هذا المكان!‪..‬‬

‫دقت ساعة ُمنتصف الليل ُمعلنةً دخول السنة الميالديه الجديده‪..‬‬


‫هدأ المكان للحضات ثُم عاودوا التحدث مع بعض بشيء من المرح وتبادل التبريكات في حين‬
‫قام البعض اآلخر بشرب نخبهم‪..‬‬
‫ريكس كعادته يقف بهدوء وهو يراقب األجواء التي بدأت تتغير لتُصبح أكثر حياةً ومرحا ً‪..‬‬
‫األضواء حول شجرة الميالد الضخمه بدأت تتلون وتنشر ضوئها في المكان ‪ ..‬األطفال القالئل‬
‫الذين حضروا بدأوا يلتفّون حول الشجرة ليأخذ كُل واحد منهم أحد الهدايا ال ُمغلفة حولها‪..‬‬
‫كان ينظر بهدوء تاام وكأنه غارق بأحالم يقضته حتى تسلل الى أُذنيه صوت موسيقى قديمه‬
‫قاموا للتو بتشغيلها‪..‬‬
‫ثواني حتى إستوعب ماهية هذه ال ُموسيقى وإتسعت بعدها عيناه تدريجيا ً من الصدمه!‪..‬‬
‫صدمة جعلته ال إراديا ً يسقط كأسه على األرض ُملفتا ً فيها إنتباه كُل القريبين منه‪..‬‬
‫تقدم الخادم بسرعه ليتدارك األمر فعلى الرغم من أنه فِراش عشبي إال أن هذا لم يمنع الكأس‬
‫من أن يتحطم ويُسكب الشراب حوله‪..‬‬
‫في حين تنهدت إحدى الفتيات الالتي يعرفنه معرفه شخصيه وتقدمت منه وهي تحمل منديلها‬
‫الخاص‪..‬‬
‫صدم‬ ‫صدمت كما ُ‬ ‫مدت يدها لتمسح بعض قطرات الشراب التي لطخت طرف قميصه ولكنها ُ‬
‫الجميع عندما صفع يدها بعيدا ً عنه‪..‬‬
‫ظهرت بعض عالمات اإلستنكار على وجوه الحاضرين من ردة فعله الوقحه وخصوصا ً أن هذه‬
‫الفتاة هي إبنة أحد ِكبار التُجار والذي في ال ُمقابل يكون شريكا ً لوالده في بعض الصفقات!‪..‬‬
‫إستوعب فعلته بعد فوات األوان ورفع رأسه ينظر إليها ولكنه لم يتحدث أو يعتذر‪..‬‬
‫تقدمت والدتها بسرعه ‪-‬والتي منذ البدايه وهي ال تُحب هذه العائله‪ -‬وأمسكت بكف إبنتها الذي‬
‫إحمر من صفعته‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫قد‬
‫ت حاد عا ٍل وصارم‪ :‬أين‬ ‫رفعت هذه المرأة الخمسينيه رأسها ناظرةً الى ريكس وقالت بصو ٍ‬
‫إعتذارك ‪..‬؟!!‬
‫هدأ المكان تماما ً وتوجهت جميع األنظار الى هذا الحدث الشاذ الغير متوقع‪..‬‬
‫أليكسندر والد ريكس كان يقف بمكانه بهدوء تام ينظر الى إبنه الذي لطالما عرف عن أنه‬
‫وقح ولكن لم يتصور أن تمتد وقاحته الى العالقات العامه والتي من المفترض أن يحافظ على‬
‫صورته فيها!‪..‬‬
‫هو لم يفعلها من قبل إال نادرا ً!‪..‬‬
‫بال ُمقابل والد الفتاة لم يتدخل ‪ ..‬هو ال يريد إفساد عالقة المصالح ال ُمشتركه مع والد ريكس‬
‫ولكنه أيضا ً لن يسكت على إهانة إبنته هكذا في وسط مجتمع راقي مليء بالحضور!‪..‬‬
‫تحدثت الفتاة هامسه‪ :‬أمي يكفي ‪ ..‬لنُغادر‪..‬‬
‫األم وهي ُمصره على موقفها‪ :‬إني أسألُك عن إعتذارك!‪..‬‬
‫غادر الخادم من بينهما والذي كان يلم قطع الزجاج المكسور في حين كان ريكس ينظر الى‬
‫األم بهدوء بالغ‪..‬‬
‫داخليا ً ‪ ..‬هو ُمعترف بغلطه‪..‬‬
‫ولكن أيضا ً يراها قد أخطأت حينما إقتربت منه وهو من الواضح بأنه في حالة غضب بعد‬
‫سقوط الكأس منه!‪..‬‬
‫كان عليها أال تتدخل‪..‬‬
‫هي ال ُمخطئه‪..‬‬
‫وبنسبة ‪% !90‬‬
‫بدأ الحضور ينصدمون من ردة فعله الصامته والتي تعني بأنه لن يقوم باإلعتذار‪..‬‬
‫تهامسوا فيما بينهم معبرين عن إستيائهم لما حصل فما كان من أليكسندر إال أن يترك إبنته‬
‫ويتقدم قليالً‪..‬‬
‫قال بصوته الحاد البارد‪ :‬ريكس!‪..‬‬
‫جفل ريكس وإلتفت الى جهة والده‪..‬‬
‫شد على أسنانه عندما فهم بأنه يطلب منه أن يعتذر‪..‬‬
‫بدأ الصراع بداخله يزداد ‪ ..‬ال يستطيع التوفيق بين الحدث الحاضر الذي يحدث اآلن وما بين‬
‫خليط الذكريات والمشاعر السوداء التي أتت من خلف هذه ال ُموسيقى اللعينه التي ال تزال تعمل‬
‫حتى اآلن!!‪..‬‬
‫إنها إستيال بال ريب‪ !..‬هي من شغلتها عمدا ً لتحرك مشاعره وتجعله غاضب الى هذه الدرجه‬
‫!‪..‬‬
‫لن يرحمها بتاتا ً!!‪..‬‬
‫إتسعت عيناه من الدهشه عندما تقدم والده من الفتاة ووالدتها الغاضبه‪..‬‬
‫أمسك بيد الفتاة وقبلها قائالً‪ :‬تقبلي إعتذاراتي نيابةً عن إبني‪..‬‬
‫دُهشت الفتاة وأُحرجت قائله بسرعه‪ :‬ال داعي لهذا ‪ ..‬لم يكن هذا باألمر الجلل!‪..‬‬
‫أمالت والدتها شفتيها غير راضيه ولكنها تعلم بأنها لو عاندت وأصرت على رأيها لن يُعجب‬
‫هذا زوجها‪..‬‬
‫كاف بالفعل‪..‬‬
‫أليكسندر العظيم بنفسه يعتذر ‪ !..‬هذا ٍ‬
‫قالت وهي ترمق ريكس بنظر ٍة ساخطه‪ :‬لو لم يكن منك لما قبلناه ‪ ..‬ونتمنى أن يكون إبنك‬
‫أكثر تهذيبا ً بال ُمستقبل‪..‬‬
‫بعدها غادرتا وعاود الحضور بالتهامس بين بعضهم واألغلب يُشيد بفعل األب النبيل وال ُمهذب‬
‫‪..‬‬
‫إلتفت األب وغادر وهو يهمس لريكس‪ :‬إياك أن تُغادر المنزل هذا اليوم‪..‬‬
‫إبتعد في اللحضة التي كانت الموسيقى قد إنتهت بالفعل‪..‬‬
‫بقي ريكس يقف في مكانه وهو يشعر بالعديد من النظرات ترمقه بكُل سلبيه!‪..‬‬
‫سمعته اإلجتماعيه‪..‬‬‫ما حدث قبل قليل ‪ ...‬سقطةً في حق نفسه و ُ‬
‫سحقا ً‪..‬‬‫ُ‬
‫إلتفت وقرر ُمغادرة هذا الحفل الذي لم يُسبب له سوى المشاكل فحسب!‪..‬‬

‫تابعته إستيال بنظراتها وهو يتجه الى المنزل‪..‬‬


‫لوت شفتيها بإبتسامه غريبه وهي تهمس‪ :‬تمنيت عرضا ً أكثر إثاره ‪ ..‬ولكن ما حدث أرضاني‬
‫في نهاية المطاف‪..‬‬
‫ت تقصدينه من كالمك ‪..‬؟!‬ ‫وشربت بعدها من كأسها فتحدثت جينيفر قائله‪ :‬أهذا ما كن ِ‬
‫إلتفتت إستيال وإبتسمت قائله‪ :‬أوه أهالً بزوجة عمي‪..‬‬
‫ت تتطلعين له منذ أيام ‪..‬؟!‬ ‫جينيفر بهدوء‪ :‬العرض السخيف الذي حدث أهو ما كُن ِ‬
‫إستيال بإبتسامه‪ :‬ماذا ‪..‬؟! أتريدين المزيد ‪..‬؟!‬
‫ت ال تعلمين‬‫جينيفر ببرود‪ :‬أتفهم كُرهك لريكس ولكن ما حدث آذى سمعة عمك أيضا ً إن كُن ِ‬
‫‪..‬؟!‬
‫صمتت إستيال قليالً قبل أن تقول‪ :‬لم يكن من المفترض أن يتدخل‪..‬‬
‫ت ستلومين أحدا ً فلومي إبنك إدريان‪..‬‬ ‫نظرت خلف جينيفر وأكملت‪ :‬وإن كُن ِ‬
‫ضاقت عينا جينيفر فعاودت إستيال النظر إليها وأكملت‪ :‬فوجودها هنا في هذه الحفله يعني‬
‫بأنها ستُسأل عنها غدا ً في المجالت وبالتأكيد ستُجيب بكُل صراحه ‪ ..‬فإن تفاقم حدث الليله‬
‫ووصل الى الصحافه فإبنُك ال ُمالم ال أنا‪..‬‬
‫إبتسمت بشكل بريء وأكملت‪ :‬فكُل ما فعلته كان شقاوة من فتاة إلبن عمها‪..‬‬
‫سألتها جينيفر بهدوء تام‪ :‬لماذا تسعين الى تدمير األُسره ‪..‬؟!‬
‫ت تُبالغين ‪ ..‬فعمي في النهاية هو رئيس هذه األُسره‬ ‫إستيال بدهشه ُمصطنعه‪ :‬أوه ال أن ِ‬
‫وبالتأكيد ال أُريد تدميره!‪..‬‬
‫تقدمت خطوتان حتى أصبحت أمام جينيفر تماما ً وهمست‪ :‬أنا أسعى فقط خلف من دمرني‪..‬‬
‫بعدها تجاوزتها ورحلت‪..‬‬

‫إبتسم إدريان بشكل غريب وهو ينظر الى إستيال ووالدته‪..‬‬


‫خطرت في باله فكرة شبه شيطانيه فإلتفت الى كاتالين وقال‪ :‬كاتي‪..‬‬
‫نظرت إليه فإبتسم وقال‪ :‬هل ستُمانعين لو طلبت منك الغناء أمام الحضور ‪..‬؟!‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬سأُمانع‪..‬‬
‫إختفت إبتسامته مصدوما ً فلم يتوقع بأنها سترفض‪..‬‬
‫ضحكت وقالت‪ :‬نعم علمتُ هذا ‪ ..‬ال تريد مني الغناء إال لهدف آخر تسعى إليه‪..‬‬
‫إبتسمت وهمست‪ :‬لو أخبرتني فسأُغني‪..‬‬
‫ظهر الضجر على وجهه فإبتسمت وكأنها تقول هذا شرطي‪..‬‬
‫تنهد بيأس وقال‪ :‬ألن تغضبي من السبب ‪..‬؟!‬
‫كاتالين‪ :‬لم يسبق أن أغضبتني‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬حسنا ً في الحقيقه ‪ ...‬أُريد إستغاللك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها فضحك وأكمل‪ :‬أعرف ما سيحدث ‪ ..‬غدا ً الشركه لن تجعل حدث الليله يمر‬
‫وكأنه لم يحدث فلقد إنتشر خبر حضورك لحفل عائلتي والجمهور بكُل تأكيد تضغط على‬
‫الشركه بتعليقاتها كي يخبرونا عن السبب ‪ ..‬تعرفين بأن إشاعة أننا نتواعد منتشره للغايه‬
‫والشركه تُحاول تغطيتها قدر ال ُمستطاع ‪ ..‬لذا بالتأكيد سيستدعون إحدى الصحف الخاصه‬
‫لعمل لقاء كتابي معك ليُعرض في إحدى صفحات مجلة الشركه الخاصه تشرحين فيها عن‬
‫سببك وعن إنطباعك أيضا ً عما حدث‪..‬‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬نعم أعلم بأن هذا سيحدث ‪ ..‬لذا ماذا تقصد بإستغاللي ‪..‬؟!‬
‫إبتسم وقال‪ :‬أُريدك أن تُغني وهذا بالتأكيد سيُسعد الجميع وبال ُمقابل عندما ينتهي الحفل‬
‫فسيكون الحدث األبرز فيه والذي سيتذكره الحضور هو غناء ال ُمغنية الشهيرة كاتالين وليس‬
‫التصرف الوقح إلبن إلكسندر العظيم!‪..‬‬
‫غمز وأكمل‪ :‬وأيضا ً بعد أن تُغني أُريد غناء دويتو معك ‪ ..‬هذا لصالحي كما تعلمين فأنا في‬
‫مرحلة الشُهره‪..‬‬
‫رفعت حاجبها فضحك وقال‪ :‬ال تصدميني ُمجددا ً وتقولي بأن السبب لم يُعجبك ولن تُغني ‪..‬؟!‬
‫كاتالين‪ :‬ضننتُ في البداية أن سبب إحضارك لي ُهنا هو لردع إبنة عمك إستيال!‪..‬‬
‫هز رأسه وقال‪ :‬أجل أجل فهي قد هددت والدتي بشكل غير ُمباشر بأنها لن تجعلنا ننسى هذه‬
‫الحفله ‪ ..‬فقلتُ لنفسي إن أحضرتُ كاتالين الجميله فهذا سيجعلها تتردد فما ستفعله سينتشر‬
‫في الوسط الفني بالتأكيد عندما تتحدثين عنه غدا ً في ُمقابلتك وهذا ليس لمصلحتها هي ‪ ..‬ففي‬
‫النهاية كما تعلمين هي كاتبة فذّه وهذا سيضرها فمجال مهنتها هو المجال الفني أيضا ً‪..‬‬
‫إبتسم وغمز‪ :‬وبالفعل لم تمس أُمي بأي ضرر‪..‬‬
‫ظهر الملل على وجهه وأكمل‪ :‬ولكن تلك العقرب كانت تضع خطط أُخرى إلزعاج ريكس وقد‬
‫حصلت على ُمرادها وقد تورط والدي في األمر ‪ ..‬إني ال أفعل هذا ألجل ريكس فال يهمني أمره‬
‫ولكني أفعلها ألجل والدي‪..‬‬
‫ولهدف نبيل‪..‬‬‫ٍ‬ ‫سأل بهمس وكأنه خائف من ردها‪ :‬لذا ما رأيُك ‪..‬؟! إنه إستغالل نظيف‬
‫إبتسمت وهمست‪ :‬وهل غناء دويتو معي ليلمع نجمك يندرج تحت قائمة اإلستغالل النبيل ‪..‬؟!‬
‫عقد حواجبه يقول بإستنكار‪ :‬بل إنه إستغالل دنيء للغايه‪..‬‬
‫ضحكت ُرغما ً عنها من رده فقالت بين ضحكاتها‪ :‬كيف يُمكنني الرفض بعد هذا ‪..‬؟!‬
‫إبتسم وقال‪ :‬ال ألوم قلبي حين يتعلق بك‪..‬‬
‫بعدها وقف وغادر‪..‬‬
‫طلب من أحد الخدم إحضار ميكرفون من الداخل فبالتأكيد هم يملكون واحدا ً‪..‬‬
‫إبتسم حين رأى فلور تنظر إليه بريبه وهو يقف بالقرب من مكان التسجيالت فغمز لها وضحك‬
‫بعدها عندما رأى ردة فعلها الغاضبه‪..‬‬
‫خالل دقائق كان الميكرفون في يده يُجرب ما إن كان ما زال يعمل أم أن الزمن تسبب بعطله‪..‬‬
‫إبتسم بعدها أوقف الموسيقى ‪ ..‬وضع الميرفون بالقرب من فمه وألقى تحية عامه ُمهذبه‬
‫للجميع مما جعلهم ينظرون الى جهته‪..‬‬
‫تنهدت إليان تقول‪ :‬ماذا ينوي هذا األحمق أن يفعل أيضا ً ‪..‬؟! أتمنى أال يسبب المشاكل لوالدي‬
‫هو اآلخر!‪..‬‬
‫ألقى إدريان بعض عبارات التحيه وتمنى لهم أن تكون الحفلة تُناسبهم وأن يستمتعوا بها‪..‬‬
‫تحدث وكأنه هو المسؤول عن الحفله مما جعل إستيال تنظر إليه بهدوء تام ُمحاولة أن تعرف‬
‫ماذا ينوي من خلف كُل هذا!‪..‬‬
‫بال ُمقابل أزعجها طريقة حديثه التي جعلت منها ال شيء وال كأن كُل هذه التجهيزات كانت من‬
‫فِعلها هي فقط!‪..‬‬
‫حالما إنتهى إبتسم وقال‪ :‬لهذا من أجلكم فقط وألجعل هذا اإلحتفال ال يُنسى طلبتُ من ال ُمغنية‬
‫الشهيره أن تُطربكم بصوتها الفاتن ‪ُ ..‬مغنيتنا المحبوبه كاتالين‪..‬‬
‫وأشار بيده الى جهتها فصفق البعض لها فوقفت وتقدمت منه متجاهلة كُل تلك النظرات‬
‫ال ُمعجبه والتي إعتادت على أن تراها في عيون جميع البشر‪..‬‬
‫سلّم لها الميكرفون فأخذته وبعد فترة صمت غنت بهدوء أغنية عيد الميالد الشهيره‪..‬‬
‫تراجع الى الخلف فورا ً وشغّل الموسيقى الخاصه بأغنيتها والتي حدث وإن أشغلوها أكثر من‬
‫مره لهذه الليله‪..‬‬
‫لف بنظره الى الجميع وإبتسم عندما رآهم مندمجين والبعض يُصور بعض اللقطات لها‪..‬‬
‫وقعت عينيه على إستيال التي كانت ترمقه بنظره غريبه فتجاهلها وكأنه يقول لم تري شيئا ً‬
‫بعد‪..‬‬
‫ولكم تمنى لو أنها تُثار وترتكب ولو حماقةً واحده ولكنه يعرفها ويعرف بأنها أكثر من يضبط‬
‫سمعه تُدمر‬ ‫نفسه ويضبط أعصابه في مثل هذه التجمعات الرفيعه ‪ ..‬فأي خطأ يدمر السمعه وال ُ‬
‫ال ُمستقبل!‪..‬‬
‫ضحك بخفه عندما شاهد أُخته منشغلة بهاتفها وال كأن كاتالين الشهيره تُغني أمامها‪..‬‬
‫ال يعلم لما هي تكرهها الى هذا الحد‪..‬‬

‫فتحت عينيها عندما تسلل الى أُذنيها صوت ناعم يُغني أُغنيه ليست غريبة عليها البته‪..‬‬
‫الظالم كان أول ما رأته قبل أن تتضح الرؤيه وأصبحت ترى بعض األضواء التي تلعب‬
‫باألرجاء والتي كانت قادمه من النافذه‪..‬‬
‫جلست بهدوء وهي تشعر ببعض التوعك فرأت نفسها تجلس على سرير وثير وناعم‪..‬‬
‫نظرت حولها حيث كان من الواضح أنها غرفة نوم ُمرتبه للغايه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها قليالً فتذكرت ما حدث ‪ ..‬غريب ‪ ..‬ما كان سبب تعبها ال ُمفاجئ ذاك‪..‬‬
‫إلتفتت الى النافذه عندما سمعت هذه المرة صوت مألوف مع الصوت السابق‪..‬‬
‫نزلت من فوق السرير وتقدمت من النافذه‪..‬‬
‫فتحتها ونظرت الى األسفل فإتسعت عينيها من اإلنبهار عندما وقعت على شجرة الميالد‬
‫الضخمه والمزينة باألضواء التي لم تكن تُضيء في المرة السابقه ‪ ..‬المنظر جذاب للغايه‪..‬‬
‫إلتفتت الى حيث كان الضيوف ينظرون فدُهشت عندما شاهدت إدريان يُغني برفقة تلك ال ُمغنية‬
‫المشهوره‪..‬‬
‫هذه المرة األولى التي تسمع فيها صوته ‪ ..‬إنه جميل حقا ً‪..‬‬
‫شعرت بشيء من الغثيان واإلرهاق الجسدي‪..‬‬
‫أغلقت النافذه وعادت الى السرير‪..‬‬
‫إستلقت وقررت العوده الى النوم فهي حتى ال تعلم ما سبب تعبها ولكن ما تعرفه هو أنه عليها‬
‫أن ترتاح‪..‬‬

‫***‬

‫‪2:10 am‬‬

‫تقدم الضيوف الى الساحه الخلفيه للمنزل حيث كانت ُهناك طاولةً طويله موضوع فوقها‬
‫أصناف وأنواع من األطعمه الساخنه واللذيذه‪..‬‬
‫حان موعد العشاء وبدأوا بأخذ أطباقهم البيضاء ال ُمستديره واضعين فيها قطع الطعام التي‬
‫يُفضلونها على العشاء‪..‬‬
‫العشاء وفلور كعادتها مع صديقاتها ‪ ..‬إدريان رافق أُخته إليان فقد غادرت كاتالين قبل ساعه‬
‫من اآلن‪..‬‬
‫إستأذن الطبيب جان من جينيفر من أجل اإلطمئنان بشكل أخير على آليس فذهب إليها ورافقه‬
‫كين‪..‬‬
‫تقدم أليكسندر بعد أن إختفى لنصف ساعه األخيره حيث خ ّمن البعض أن السبب هو ذهابه‬
‫لتوبيخ إبنه عما حدث هذه الليله‪..‬‬

‫جلست هذه الفتاة الحسناء على الكُرسي بجوار والديها‪..‬‬


‫كانت تبدو في الثانية والعشرين من عمرها ‪ ..‬ذات شعر أشقر زهري وعينان زرقاوتان‬
‫صافيتان‪..‬‬
‫نعومتها وصفاء بشرتها أعطتها ذلك المظهر اللطيف والجميل‪..‬‬
‫كانت ترتدي فستانا ً ضيق أبيض اللون مع كعب بساق قصيره‪..‬‬
‫بدأت تأكل وهي تسمع والدتها تقول لزوجها‪ :‬إبنتي جوليتا هي إبنتي الوحيده ‪ !..‬هي ُمدللتي‬
‫كما تعرف‪..‬‬
‫تنهد األب يقول‪ :‬ومدللتي كذلك‪..‬‬
‫األم بشيء من اإلنزعاج‪ :‬إن كانت كذلك فلما لم تتدخل لوقف ذلك ال ُمتعجرف عند حده ‪ !..‬ألم‬
‫ترى تصرفه الوقح ذاك!!‪..‬‬
‫لم يرد فأكملت‪ :‬كنتُ في الحقيقة أنوي أن أرفض إعتذار أليكسندر ولكن بما أنك لم تتدخل‬
‫علمتُ بأنك تُريد أن ينتهي األمر فما كان مني سوى قبوله‪..‬‬
‫األب بهدوء‪ :‬دعينا نتحدث في هذا األمر في المنزل‪..‬‬
‫األم بشيء من اإلنزعاج‪ :‬بارد كعادتك وتفكيرك أرعن ‪ !..‬منذ البدايه وأنا ال أُحب هذه العائله‬
‫وال أ ُحب ريكس هذا ولكني لم أتحدث فلم أجد منهم أي موقف أستطيع إستعماله كشاهد على‬
‫كالمي ‪ ..‬ولكن ما حدث اليوم كان أكبر دليل ‪ ..‬تلك العائله أهانة إبنتك الوحيده ‪ ..‬ستكون‬
‫كال ُمغفل لو إستمررت بالشراكة معه!‪..‬‬
‫نظر الى زوجته وقال‪ :‬ال تتدخلي في العمل ‪ !..‬حدث الليله ومجال عملي مع أليكسندر حدثان‬
‫ُمختلفان ال عالقة بهما باآلخر‪..‬‬
‫سخريه وبدأت بتناول طعامها‪..‬‬ ‫إبتسمت بشيء من ال ُ‬
‫همست بعد ثواني‪ :‬ويقول لي بأن ريكس هو الزوج ال ُمناسب لجيني!‪..‬‬
‫أكملت بسخريه‪ :‬نعم الزوج ال ُمناسب يصفعها هكذا وكأنها شيء قذر‪..‬‬
‫األب‪ :‬ال تُفسري األمور كما تشائين!‪..‬‬
‫دُهشت وتركت طعامها تنظر إليه وتقول‪ :‬ماذا مع هذا الرد ‪..‬؟! أنت ال تُدافع عنه صحيح ‪..‬؟!‬
‫تجاهلها فغضبت وقالت‪ :‬صمتُّ ولم أُناقشك أكثر في موضوع عملك مع أليكسندر بحكم أنه‬
‫موضوع ُمختلف ‪ !..‬لكن أن تُدافع عن الوقح الذي آذي إبنتك وأحرجها فهذا ال يُمكنني‬
‫السكوت عنه بتاتا ً!!‪..‬‬
‫نظرت إليهما جيني وقالت بشيء من الضيق‪ :‬أمي أبي ‪ !..‬إنها ليلة رأس السنه لذا ال تجعلوها‬
‫ذِكرى سيئه‪..‬‬
‫األم بإبتسامه‪ :‬عزيزتي نقاشنا كُله لمصلحتك‪..‬‬
‫جيني بهدوء‪ :‬أيا ً كان ‪ ..‬أنا ال أُريد بدء سنتي الجديده بحدث سخيف ‪ ..‬غيرا الموضوع ألجلي‬
‫‪..‬‬
‫ت ُمحقه‪..‬‬‫تنهدت األم وقالت‪ :‬أن ِ‬
‫رمقها األب بشيء من اإلنزعاج وكأنه يقول كُل هذا بسبب نقاشك العقيم الذي لم يكن في‬
‫مكانه‪..‬‬
‫تجاهلته األم وهي بحق غاضبة منه ولكن ستؤجل النقاش عندما يُصبحان ب ُمفردهما‪..‬‬
‫أكملت جيني تناول طعامها وحدث الليلة لم يُفارق مخيلتها‪..‬‬
‫تعرفه جيدا ً ‪ ..‬شاب فظ بالفعل ولكن ‪ ....‬لم تتصور أن تصل فضاضته الى هذا الحد‪..‬‬
‫الى حد رفض اإلعتذار عن خطأ هو سببه بنسبة مائه بالمائه‪..‬‬
‫هي بالتأكيد ‪ ...‬لن تُسامحه‪..‬‬
‫هزت رأسها تطرد ذِكرى طفوله قديمه غزت ُمخيلتها‪....‬‬
‫هذه الطفوله ‪ ..‬كانت تجمعها به‪..‬‬

‫***‬

‫‪1 January‬‬
‫‪9:40 am‬‬

‫أشرقت شمس صباح السنة الميالديه الجديده‪..‬‬


‫شمس بيضاء بارده وجو صحو ُمناسب للخروج‪..‬‬
‫إستيقضت وهذه المرة لم تأخذ وقتا ً كي تستوعب وضعها ‪ ..‬إنها الغرفة ذاتها التي كانت فيها‬
‫باألمس‪..‬‬
‫نظرت حولها وإستوعبت بأنهم أشغلوا التكييف وأغلقوا الستائر على النافذه‪..‬‬
‫تتذكر بأنها عندما إستيقضت باألمس كان ُمغلقا ً‪..‬‬
‫إبتسمت وهمست‪ :‬كما توقعت ‪ ..‬لقد أُصبتُ بالرشاح لهذا لم يُشغلوه إال عندما شُفيت منه‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً بعدها نزلت من فوق السرير وبدأت تبحث عن جهاز التحكم بالتكييف‪..‬‬
‫أغلقته حينما وجدته وإتجهت الى النافذه وفتحتها‪..‬‬
‫إستنشقت الهواء بكُل قوه وزفرته ببطئ شديد‪..‬‬
‫شعرت بالحياة تعود الى جسدها ُمجددا ً‪..‬‬
‫إتكأت على النافذه وبدأت تتأمل المكان حولها‪..‬‬
‫الجهة هذه التي كانت باألمس تعج بالناس أصبحت فارغه ونظيفةً تماما ً وكأن ما حدث باألمس‬
‫كان ُحلما ً ال غير‪..‬‬
‫تنهدت بشيء من الضيق وهمست‪ :‬كُنتُ ُمتحمسه للغايه ‪ ..‬فاتني الكثير بال ريب‪..‬‬
‫إلتفت وإتجهت الى الباب فمعدتها بدأت تُصدر صوتا ً دليل الجوع الشديد‪..‬‬
‫توقفت عند الباب ونظرت الى نفسها وللتو إستوعبت أنها ترتدي بيجامةً رمادية اللون‪..‬‬
‫كيف أردتها ‪..‬؟! هي ال تتذكر‪..‬‬
‫ترددت ‪ ..‬هل من األدب النزول الى األسفل وهي بالبيجامه أم عليها أن تُغير مالبسها ‪..‬؟!‬
‫غرفة‬ ‫نظرت حولها ووقع نظرها على طرف دوالب يقع على الجانب ‪ ..‬بالتأكيد هذا مدخل ُ‬
‫المالبس‪..‬‬
‫هل من األدب الدخول وإختيار لبس ما ‪..‬؟!‬
‫تسألت في نفسها عن صاحب هذه الغُرفه!‪..‬‬
‫هل هي جينيفر ‪ ..‬أم إبنتها ‪..‬؟! أم إحدى الفتاتين الذين يقربان لهما ‪..‬؟!‬
‫لم يدم ترددها كثيرا ً حالما وقعت عيناها على قطع مالبس موضوعةً على كُرسي ُمستقل‬
‫بالقرب من دوالب التسريحه‪..‬‬
‫بأكمام طويله‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫تقدمت فرأت بنطاالً جلديا ً رمادي اللون وكنزة صوف بيضاء‬
‫هو لم يوضع ُهنا إال لكي ترتدين بدون شك‪..‬‬

‫خالل عشر دقائق كانت قد نزلت الى األسفل وبدأت تمشي في المنزل الشبه ميت بسبب الهدوء‬
‫التام الذي يُسيطر عليه‪..‬‬
‫الكُل ُمرهق ويغط في نوم عميق من دون شك‪..‬‬
‫حالما رأتها إحدى الخادمات تقدمت منها وإبتسامت قائله‪ :‬جائعه ‪..‬؟!‬
‫نظرت آليس إليها وهزت رأسها تقول‪ :‬كثيرا ً‪..‬‬
‫الخادمه بإبتسامه‪ :‬سأُجهز لك طعام اإلفطار سريعا ً ‪ ..‬يُمكنك اإلنتظار على تلك األريكه‬
‫وسأستدعيك حالما أنتهي ‪ ..‬لن أتأخر‪..‬‬
‫آليس‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬شُكرا ً لك‪..‬‬
‫تقدمت آليس وجلست على األريكة البيضاء وبدأت تتأمل المكان من حولها‪..‬‬
‫لم تتصور أن تلك القصور والمنازل الفخمه الموجوده في األفالم تكون موجوده على الواقع‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬ليس الموضوع هكذا ‪ ..‬بل لم تتصور بأنها قد تدخل الى أحداها‪..‬‬
‫هذا شيء ُمذهل وحدث لن تنساه طيلة حياتها‪..‬‬
‫توقفت عن التفكير وهي تتأمل آخر جملة فكرت فيها‪..‬‬
‫"لن تنساه طيلة حياتها! "‬
‫تسائلت ما إن عاشت بالماضي أحداثا ً كانت ال تُنسى‪..‬‬
‫همست لنفسها‪ :‬ال يوجد لشيء إسمه لن أنساه طيلة حياتي ‪ ..‬إنها ِكذبه‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬ولكنها ُمنتشره‪..‬‬
‫فزعت وإلتفتت عن يمينها فوجدت كين يجلس بكُل براءة على األريكة ال ُمجاوره‪..‬‬
‫كيف لم تشعر به ‪..‬؟! إنه ساحر‪..‬‬
‫إبتسم قائالً‪ :‬صباح الخير‪..‬‬
‫نظرت إليه بشيء من الريبه فكالمه باألمس ال يصدر من طفل بمثل عمره‪..‬‬
‫األمر ال يتعلق بعمره ‪ ..‬فعلى الرغم من أنه في الرابعة عشر إال أنه كان يملك جسدا ً صغيرا ً‬
‫يجعل الجميع يضنه في الثانيه أو الحادية عشر‪..‬‬
‫ي هكذا ‪..‬؟! هل فعلتُ لك شيئا ً خاطئا ً ‪..‬؟!‬ ‫إختفت إبتسامته وسأل‪ :‬لما تنظرين إل ّ‬
‫نظرت الى عينيه البريئتين وشعرت بأنها قاسيه عندما رمقته بنظرات الريبة تلك‪..‬‬
‫إبتسمت له وقالت‪ :‬ال لم تفعل ‪ ..‬اممم إذا ً أنت إبن عم إدريان ‪ ..‬ال تشبهه كثيرا ً‪..‬‬
‫كين‪ :‬هههههههههه هذا أفضل ‪ ..‬فلو حدث هذا لكرهني إدريان كثيرا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ههههههههههههه ال ال أضنه هكذا‪..‬‬
‫تقدم بجسده الى األمام بشيء من الحماس وسأل‪ :‬آليس ‪ ..‬هل تعرفين دراكوال ‪..‬؟!‬
‫تعجبت وسألت‪ :‬أتقصد مصاص الدماء ‪..‬؟! ذلك الرجل األسطورة في أفالم مصاصي الدماء‬
‫‪..‬؟!‬
‫هز رأسه يقول‪ :‬تعرفينه إذا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬بالتأكيد ‪ ..‬شهرته تُعادل شُهرة أسطورة تنانين الصين وشهرة وجود الحوريات‬
‫وغيرها من الخرفات التي يؤمن بوجودها الكثيرون‪..‬‬
‫كين‪ :‬أمممم ‪ ..‬وماذا تعرفين عنه ‪..‬؟! أقصد دراكوال‪..‬‬
‫آليس بتفكير‪ :‬مصاص دماء ال يظهر سوى بالليل ويمتص دم اإلنسان حتى يصبح جسده فارغا ً‬
‫ويموت‪..‬‬
‫أمال كين شفتيه يقول‪ :‬ال تعرفين عنه سوى األشياء السطحيه التي يعرفها الكثير‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬أتعلمين بأنه ال يستطيع إمتصاص دماء البشر بدون وجود شرط محدد ‪..‬؟!‬
‫عقدت آليس حاجبها وقالت‪ :‬أعرف بأنه يتجول في الليل يمتص دماء أي بشري تقع نظره‬
‫عليه‪..‬‬
‫هز كين رأسه يقول‪ :‬هذا الكالم خاطئ ‪ ..‬ال يُمكنه إمتصاص دماء أي بشري دون حدوث أمر‬
‫ُمحدد‪..‬‬
‫شعرت آليس بالفضول وسألته‪ :‬أحقا ً ‪..‬؟! هذا األمر جديد علي فأنا لم أقرأ له أية روايه ولم‬
‫أُشاهد أفالمه ولكن كُنت أعرفه ما يعرفه العامه ‪ ..‬ماهو هذا األمر ‪..‬؟!‬
‫إبتسم كين وقال‪ :‬ال يمكنه دخول منزل أي أحد إلمتصاص دمه مالم يسمح له هذا الشخص‬
‫بالدخول‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬يتودد إليه ويتظاهر باللطافه وحين يسمح له البشري بدخول المنزل‬
‫يُصبح هذا البشري هو غذائه الدائم وال يُمكنه مطلقا ً منعه من المجيء حتى لو أوصد األبواب‬
‫والنوافذ فمصاص الدماء بإمكانه حتى أن يُصبح رمادا ً ويتسلل بكُل سهوله ‪ ..‬يأتي إليه كُل‬
‫ليله ويتغذى من دمائه حتى يبدأ يضعف هذا البشري تدريجيا ً ويموت‪..‬‬
‫دُهشت من هذه ال ُمعلومه وقبل أن تفتح فمها أتتها الخادمه وقالت بإبتسامه‪ :‬لقد تم تجهيز‬
‫طعام اإلفطار‪..‬‬
‫نظرت إليها آليس وقالت‪ :‬أنا قادمه‪..‬‬
‫وقف كين وقبل أن يُغادر قال بهدوء‪ :‬لذا آليس ‪ ....‬إحذري من مصاصي الدماء وال تسمحي‬
‫لهم أبدا ً بالدخول لحياتك ‪ ..‬فحين تسمحين ال يُمكنك التراجع حتى تنتهين‪..‬‬
‫تغيرت نبرة صوته وإبتسم بلطف يقول‪ :‬أتمنى لك إفطارا ً شهيا ً‪..‬‬
‫بعدها غادر وآليس تنظر إليه دون أن تتمكن بأن تتفوه بكلمه واحده‪..‬‬
‫هذا الطفل ‪ .....‬هو بحق يُخيفها‪..‬‬
‫لفترات يبدو ولدا ً عاديا ً ولكنه فجأه يبدو ‪ُ ...‬مخيفا ً ويتفوه بكلمات ليست عاديه‪..‬‬
‫أهو يمزح معها ‪..‬؟! ال يمكنها أن تتوقع أن يكون مزحا ً بعد تحذير جينيفر لها من التحدث إليه‬
‫‪..‬‬
‫ربما يكون مريضا ً نفسيا ً‪..‬‬
‫هذا هو الشيء الوحيد الذي فكرت فيه‪..‬‬

‫***‬

‫‪5:22 pm‬‬

‫دخل الى منزله الصغير بعد مرحلة عمل أتعبته كثيرا ً‪..‬‬
‫رمى بجسده على األريكة الباليه وأغمض عينيه ليسترخي ولكن إزعاج جيران المنزل‬
‫ال ُمجاور ال ينتهي‪..‬‬
‫ال مجال سوى أن يرفع شكوى ضدهم فاألمر لم يعد يُطاق البته!‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً وهمس لنفسه‪ :‬لماذا لم يكتب لي القدر أن أُصاحب جيرانا ً لُطفاء كمنزلي السابق‪..‬‬
‫تذكر أمرا ً فجلس من فوره وضاقت عيناه بتفكير‪..‬‬
‫أدخل يديه بين منحنيات األريكاه حتى عثر على الورقة المطبوعه‪..‬‬
‫نظر الى وجه الفتاة لفتره قبل أن يهمس‪ :‬ما ِزلتُ ُمرتابا ً من الوضع ‪ ..‬كيف أن ينتشر‬
‫موضوع البحث عن عائلتها في كُل مكان وفجأه يختفي كُل شيء وعندما أسأل مراكز الشُرطة‬
‫يقولون بأنه لم يصلهم مثل هذا البالغ!‪..‬‬
‫عض على طرف شفتيه لفتره قبل أن يهمس‪ :‬الرقم الموجود في البالغ عندما بحثتُ بدليل‬
‫الهاتف وجدته يعود الى شخص له مكانة ليست عاديه في عالم التجاره ‪ ..‬ولكن كُل ما إتصلتُ‬
‫عليه أجد رقمه ُمغلقا ً ‪ ..‬لما رقمه كان يوجد في البالغ ‪..‬؟! لما ال أستطيع أن أُصدق بأن بالغ‬
‫فقدانها للذاكره وبحثهم عن عائلتها ليس سوى كذبا ً أو بالغا ً غير رسمي كما قال لي الشُرطي‬
‫‪..‬؟! صاحب الرقم شخص غير عادي لذا من السهولة أن يصدر بالغا ً رسميا ً ولن يُعرض‬
‫نفسه للمشاكل بوضع بالغ غير رسمي‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وهمس‪ :‬ومن السهولة أيضا ً أن يخفي أمر البالغ وكأنه لم يكن موجودا ً‪..‬‬
‫بقي يُفكر باألمر قبل أن يهز رأسه يقول‪ :‬ال يُمكنني تجاهل هذا األمر ‪ ..‬سأبحث عن صاحب‬
‫الرقم وأسأله بنفسي!‪..‬‬
‫وقف وقرر أن يُغادر متجها ً الى المدينة الذي كان البالغ ُمصدرا ً منها‪..‬‬
‫لن يجعل هذا األمر أن يمر ‪ ..‬عليه أن يعرف الحقيقه‪..‬‬

‫***‬

‫‪pm8:30‬‬

‫غرفتها وقامت برفع شعرها على شكل ذيل حصان‪..‬‬ ‫وقفت إستيال أمام مرآة ُ‬
‫نوم عميق فهي أكثر من تعب بحق في‬ ‫منذ الساعة الرابعة فجرا ً وحتى اآلن وهي تغط في ٍ‬
‫حفلة البارحه‪..‬‬
‫دُق باب غرفتها فقالت‪ :‬أُدخل‪..‬‬
‫دخلت الخادمه وقدّمت لها طرد بداخل مظروف بحجم كتاب وقالت‪ :‬لقد وصل بإسمك‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬ضعيه ُهنا‪..‬‬
‫وضعته على الطاولة القريبه منها بعدها غادرت الغرفه‪..‬‬
‫وضعت إستيال لنفسها مكياجا ً خفيفا ً وحالما إنتهت إلتفت الى جهة الطرد وأخذته‪..‬‬
‫جلست على الكُرسي ورأت إسم ال ُمرسل فأمالت شفتيها وهي تقرأ إسم إدريان‪..‬‬
‫إنها دُعابة ُمزعجة منه من دون ريب‪..‬‬
‫فتحته وأخرجت الورقه التي كتب فيها بخط يده‪:‬‬
‫*ألنك إبنة عمتي الغاليه وألنك ُمميزة عندي ‪ ....‬أردتُ أن أُرسل لك خصيصا ً نُسخة من مجلة‬
‫الشركه التي ستُصدر غدا ً ‪ ..‬تمعني جيدا ً بقرائتها وفي الصفحة السابعة بالتحديد‪..‬‬
‫إبن عمك ال ُمحب‪ /‬إيدي*‬
‫مطت شفتيها وهي تعلم ما محتوى المجله‪..‬‬
‫بالتأكيد ُمقابلة الشركه مع تلك الكاتالين بخصوص حفلة األمس‪..‬‬
‫هو لم يُرسلها هكذا إال ألن مافيها لن يُعجبها بتاتا ً‪..‬‬
‫هو صديق كاتالين لذا بالتأكيد ستُجاوب باألجوبة التي هو يُريدها‪..‬‬
‫سحقا ً له!‪..‬‬
‫ُ‬
‫أخرجت المجله والتي كانت صورة كاتالين مطبوعة على غالفها بعنوان كبير *كاتالين بحفلة‬
‫عائلة إدريان ؟*!!!‬
‫وتحتها عنوان مصغر مكتوب فيه *آيقونة جمال شركة ‪ WRPG‬تكشف لنا عن سر ذهابها‬
‫وتروي أحداث إحتفالها الخاص بليلة رأس السنه‪* ..‬‬
‫فتحت على الصفحة السابعه كما قال وأمالت شفتيها عندما وقعت عيناها على صورة ُمصغره‬
‫له في وسط المقال‪..‬‬
‫قرأته بكُل هدوء وفي كُل مره تنزعج من جواب ُهنا وتصريح ُهناك‪..‬‬
‫ذلك الوغد ‪ ..‬يعرف كيف يستغلها جيدا ً‪..‬‬
‫لقد ن ّجمته في مقالتها كثيرا ً ‪ ..‬بال ُمقابل أخذ هو كُل المدح تجاه كُل الترتيب الخاص بليلة‬
‫البارحه‪..‬‬
‫كانت تعلم عندما تحدث باألمس عن اإلحتفال بأن نيته أن يأخذ هو تعبها كُله ‪ ..‬كم ودّت أن‬
‫تتدخل وتُحرجه ولكنها تعلم بأن هذا ما يُريده إدريان وأنها بتدخلها سيقلب الموضوع ضدها‬
‫ويجد سببا ً لتشويه سمعتها في المقاله‪..‬‬
‫يُزعجها أخذه للثناء كُله ولكن يفرحها عدم مقدرته ألن يذهب الى أبعد من هذا‪..‬‬
‫طار لحادثة أخاه ريكس ووالده‪..‬‬ ‫ضاقت عيناه وأكملت القراءه ولم تجد أي ٍ‬
‫يعرف أيضا ً كيف يبعد عائلته عن المشاكل!‪..‬‬
‫ال تهمها محاوالته ال ُمضحكه هذه ‪ ..‬فإنتشار مثل هذا األمر في الوسط الفني لن يضر ريكس‬
‫كثيرا ً‪..‬‬
‫يكفيها أن الحادثه حدثت على مرآى من العشرات من تُجار األعمال بالسوق‪..‬‬
‫سمعته وإنتهى األمر‪..‬‬ ‫شوهت ُ‬
‫ولن تقف بتاتا ً عند هذا الحد‪..‬‬
‫فهذا الشخص من بين الجميع ‪ ...‬عليه أن يدفع ثمن ما فعله غاليا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪pm11:40‬‬

‫دخل ريكس عبر بوابة المنزل المظلم ودخل خلفه آندرو وهو يُغلقها خلفه‪..‬‬
‫تنهد ونقل نظره في المنزل الذي ال تشتغل فيه سوى عدد قليل من األنوار فاألغلب قد تعطل‬
‫ولم يُكلّف ريكس نفسه حتى بإصالحها‪..‬‬
‫الرخام الذي كان يتدرج باللون األسود واألبيض وكأنه لوحة شطرنج كبيره‪..‬‬ ‫مشيا على بالط ُ‬
‫منزل من أوله آلخره ُمصمم على الطريقة الروسيه‪..‬‬
‫منزل قديم ‪ ..‬بُني قبل مائة سنه تقريبا ً‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ريكس ‪ ..‬أال تنوي أن تشفق على هذا المنزل المسكين وتُصلح الكهرباء فيه على األقل‬
‫‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ال أضن األمر يخصك‪..‬‬
‫جلس على أريكة مخملية باللون العنابي فجلس آندرو أمامه يقول‪ :‬حسنا ً بعدما ذهبنا الى أبعد‬
‫مكان وأكثر األماكن أمانا ً كما تقول فما هو الشيء الذي تُريد إخباري به‪..‬‬
‫شرد ريكس ينظر الى الطاولة الصغيره التي بجانب أريكته فتنهد آندرو وقال‪ :‬ريكس أنا ال‬
‫أُحدث الحائط كما تعلم ‪..‬؟! ال تفعل فعلتك تلك التي تفعلها دائما ً وتقول لي إنسى فال رغبة لي‬
‫بالحديث اآلن ‪ !..‬حينها سأقتُلك دون ريب‪..‬‬
‫مد ريكس يده وعدّل ذلك المجسم الصغير لطائر العنقاء الموضوع على الطاوله وهو يهمس‬
‫بداخله‪" :‬كان مكانُها ُهنا‪" ..‬‬
‫أمسك آندرو بإحدى المخدات ذات اللون الؤلؤي ورماها على ريكس‪..‬‬
‫تألم ريكس وإستيقظ من شروده فلقد كانت الرمية قويه بحق‪..‬‬
‫رماها بإهمال بجانبه وهو يقول‪ :‬أال يُمكنك أن تمنحني إستراحة بسيطه مع نفسي!‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬لم ألتقيك أو أُحدثك منذ فتره ‪ ..‬ألم يكفيك بقائك طوال ذلك الوقت مع نفسك ‪..‬؟!‬
‫أخذ ريكس نفسا ً عميقا ً وقال‪ُ :‬هناك أمر يُحيرني كثيرا ً‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬إنتظر لحضه‪..‬‬
‫عقد ريكس حاجبه فسأله آندرو‪ :‬المطبخ ُهنا يعمل صحيح ‪..‬؟َ هو ليس مهجورا ً منذ سنوات‬
‫‪..‬؟!‬
‫إنزعج ريكس من السخريه الخفيه في سؤاله وأجابه على مضض‪ :‬نعم‪..‬‬
‫وقف آندرو وقال‪ :‬إذا ً إنتظرني ‪ ..‬ال أُحب الحديث دون أن أحتسي القهوه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ال داعي وإجلس‪..‬‬
‫ي في فتح مواضيعك وتجعلني أنتظر ‪ ..‬جرب أن‬ ‫غادر آندرو يقول‪ :‬دائما ً ما كُنتَ تتأخر عل ّ‬
‫تنتظر أنت هذه المره‪..‬‬
‫أمال ريكس شفتيه بشيء من اإلستياء وبقي جالسا ً في مكانه لفتره قبل أن يقف ويتجه الى‬
‫المكان األثري ال ُمبهر القريب من مكان جلوسه‪..‬‬
‫كان عبارة عن مكتبه ُحفرت بشك ٍل ُمتقن على الجدار‪..‬‬
‫إحتوى الرف األول منها على أنواع من الكُتب األدبيه وكُتب الفنون‪..‬‬
‫والرف الثاني إصطفت فيه الدُمى الحجريه الصغيره ‪ ..‬دمى لعرائي ودُمى ل ُمجسمات راقصه‬
‫ودُمى لعناكب وجماجم وهياكم عظمية ولحيوانات ُمشوهه‪..‬‬
‫والرف الثالث واألخير كان مليئا ً بالصناديق ذات الصناعة الروسيه ‪ ..‬صناديق موسيقى‬
‫وصناديق مجوهرات وصناديق الباتريوشكا والعديد‪..‬‬
‫مد يده بهدوء وتحسس الغبار المتراكم عليها‪..‬‬
‫آخر مره قام بتنظيفها كان قبل ثالثة أشهر‪..‬‬
‫بدأ بكتابة إسم ‪ Alice‬على أحد الصناديق التي يُغطيها الغُبار‪..‬‬
‫توقفت يده للحضه ونظر الى الصندوق ال ُمجاور حيث كان غطاء الصندوق نظيفا ً ‪ ....‬أو ربما‬
‫كان أقلهم بتواجد الغبار على سطحه‪..‬‬
‫سحب الصندوق وأخرجه من مكانه ‪ ..‬فتحه فتفاجئ بوجود أشياء هو ُمتأكد بإنه لم يضعها‬
‫بالداخل أبدا ً‪..‬‬
‫محفضه وأوراق وقالده و‪.....‬‬
‫قاطعه صوت آندرو يقول‪ :‬ريكس‪..‬‬
‫أغلق ريكس الصندوق وإلتفت الى جهته فنظر آندرو إليه لفتره بعدها قال‪ :‬وردني إتصال من‬
‫والدك‪..‬‬
‫علم ريكس بأن الموضوع ال يُبشر بخير نظرا ً الى ردة فعل آندرو‪..‬‬
‫أعاد الصندوق مكانه وقال‪ :‬ماذا قال ‪..‬؟!‬
‫آندرو‪ :‬قال بأن هاتفك ُمغلق ويُريد منك العودة الى المنزل اآلن‪..‬‬
‫أشاح ريكس بنظره يقول‪ :‬لن أفعل‪..‬‬
‫مط آندرو شفتيه يقول‪ :‬نعم ‪ ..‬هذا العناد هو من أوصلك الى هذا الحال‪..‬‬
‫بعدها قال بشيء من اإلستياء‪ :‬والدك يا ريكس ال يُريد منك العودة إلحتساء كوب القهوة معك‬
‫‪ ..‬يُريد منك العوده هذا ألن الشُرطة عند المنزل تُريد إلقاء القبض عليك!!‪..‬‬
‫إتسعت عينا ريكس للحضه بعدها عاود الى وضعه الهادئ وهو يقول‪ :‬ال تقل لي بتهمة قتل‬
‫فابريان ذاك ‪..‬؟!‬
‫آندرو‪ :‬أجل هو نفسه الذي حذرتك من أنهم سيجدون وسيُلفقون عليك ت ُهمة قتله ‪ ..‬الحظ جيدا ً‬
‫‪ ..‬هم يملكون ُمذكرة توقيف بحقك أنت يامن تملك مركزا ً عاليا ً في عالم التجاره وال ُمذكرة بحق‬
‫أمثالك ال تُصدر دون وجود أدله ملموسه وحقيقيه!‪..‬‬
‫حاول آندرو السيطرة على أعصابه وهو يُشاهد ريكس يتلقى الخبر بكُل برود وكأن المسألة‬
‫بسيطة للغايه‪..‬‬
‫هو غاضب ألجله وهذا ال يهتم‪..‬‬
‫إلتفت وغادر وهو يقول‪ :‬ال فائدة من التحدث مع حجر مثلك‪..‬‬
‫راقبه ريكس بعينيه حتى غادر المكان تماما ً‪..‬‬
‫أخرج الهاتف من جيب معطفه ورأى بأنه قد وضعه في وضعية عدم اإلتصال بالشبكه‪..‬‬
‫فهو بحق لم يكن يُريد ألحد أن يُزعجه‪..‬‬
‫عليه أن يطلب في المرة القادمه من آندرو أن يُغلق هاتفه أيضا ً أو يُغير رقمه‪..‬‬
‫فهذا أفضل لراحة باله‪..‬‬

‫ـ ‪ part end‬ـ‬

‫ـ ‪ part 8‬ـ‬

‫‪2 January‬‬
‫‪9:40 am‬‬

‫الجو كان دافئا ً لهذا الصباح بعكس األمس‪..‬‬


‫ألقى الدكتور كلمته األخيره قبل أن يُغادر القاعة بعد إنتهاء ُمحاضرته التي إستمرت لساعه‬
‫والربع‪..‬‬
‫طالب والطالبات بشكل متتالي بينما كانت إليان تُرتب حاجياتها في حقيبتها بكُل هدوء‬ ‫خرج ال ُ‬
‫‪..‬‬
‫بشعر يكاد يكون كاألوالد وهي تقول‪ :‬إليان أين جيسيكا ‪..‬؟! هل تعلمين لما‬ ‫ٍ‬ ‫جلست فتاة بيضاء‬
‫تغيبت ‪..‬؟!‬
‫إليان‪ :‬ال أعلم ‪ ..‬لم تُخبرني كعادتها‪..‬‬
‫أمالت الفتاة شفتيها ثُم قالت بحماس‪ :‬إذا ً هل تأتين معنا الى الكافتيريا لتناول بعض الطعام ‪..‬؟!‬
‫الفتاة تُدعى سولي وهي تُعتبر إحدى صديقات إليان ولكنها ليست ُمقربه مثل جيسيكا التي‬
‫تُرافقها في كُل مكان‪..‬‬
‫نظرت إليان الى الساعه وقالت‪ :‬تبقى نصف ساعه عن ال ُمحاضرة التاليه‪..‬‬
‫أكملت بشيء من التعب‪ :‬آسفه سولي ال أضن بأنه يُمكنني فالوقت قصير وأنا بحق أُريد‬
‫الذهاب الى المكتبه بحثا ً عن المرجع الذي طلبه منا الدكتور فيليب‪..‬‬
‫تململت سولي قليالً بعدها قالت‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬لكن إسمعي ‪ ..‬إن إنتهيتي ُمبكرا ً فتعالي إلينا ‪..‬‬
‫إتصلي وسأخبرك أين أنا بالضبط‪..‬‬
‫تململت سولي قليالً بعدها قالت‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬لكن إسمعي ‪ ..‬إن إنتهيتي ُمبكرا ً فتعالي إلينا ‪..‬‬
‫إتصلي وسأخبرك أين أنا بالضبط‪..‬‬
‫هزت إليان رأسها تقول‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫ولوحت لها وغادرت الى خارج القاعه‪..‬‬ ‫إبتسمت سولي ّ‬
‫وقفت إليان وحملت حقيبتها على كتفها األيمن وأمسكت بيدها اليُسرى كتاب المادة التي‬
‫يُدرسها إياها الدكتور فيليب‪..‬‬
‫خرجت وإتجهت ُمباشرةً الى مكتبة الكُليه الكبيره والتي ال يدخلها ويهتم ألمرها سوى‬
‫ال ُمتفوقون وال ُمهتمون من أمثالها‪..‬‬
‫دخلت الى المكتبه التي تتسم بالهدوء التام وبدأت تمشي بين أرفف الكتب حتى وصلت الى‬
‫زاوية المكتبه حيث القسم الذي تُريده‪..‬‬
‫فتحت الكتاب وقرأت ُمجددا ً إسم المرجع الذي تُريده وإسم المؤلف‪..‬‬
‫بدأت تبحث بهدوء حتى عثرت أخيرا ً عليه‪..‬‬
‫جلست على كُرسي القراءه بهدوء وبدأت تبحث عن المطلوب منها تلخيصه‪..‬‬
‫دقائق مرت وهي تُلخص ما بحثت عنه في صفحة الكتاب المطلوب‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وهمست قائله‪ :‬كُنتُ ُمخطئه عندما لم آخذ معي كوبا ً من القهوه ‪ ..‬رأسي بدأ‬
‫يؤلمني كالعادة من شدة التركيز‪..‬‬
‫نظرت الى ساعتها فرأت بأنه لم يتبقى على موعد ال ُمحاضرة التاليه سوى عشر دقايق‪..‬‬
‫لم تنهي عملها بعد وفي ال ُمقابل لم يتبقى لها سوى القليل ‪ ..‬إذا ً لن يُمكنها تناول شيء مع‬
‫سولي والبقيات‪..‬‬
‫ال بأس ستتحمل حتى تنتهي ال ُمحاضرة التاليه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما سمعت صرخ ٍة مكتومه جدا ً‪..‬‬
‫جهة الصوت فما كان إال أن شاهدت أرفف كتب عمالقه‪..‬‬ ‫إلتفتت الى ِ‬
‫هل ‪ ...‬كانت تتهيأ ‪..‬؟!‬
‫ت أرفف الكتب التي تمأل المكان‪..‬‬ ‫كثر ِ‬
‫من الصعب أن ترى أي شيء من َ‬
‫عاودت النظر الى كتابها وأكملت ما بدأت به‪..‬‬
‫ما إن أنتهت حتى وقفت وهي تهمس‪ :‬أخيرا ً‪..‬‬
‫أعادت ال ُمعجم الى مكانه بعدها وضعت أقالمها وكتابها بالحقيبه‪..‬‬
‫مشت قليالً ُمتجهةً الى الخارج ولكنها إصطدمت بفتاةً كانت تركض وكادت أن تقع لوال أنها‬
‫أمسكت برف الكتب الذي بجانبها‪..‬‬
‫نظرت الى الفتاة وكادت أن تشتمها لركضها في مكان هادئ كالمكتبه لكنها فوجئت بمظهرها‬
‫حيث كان أحمر شفاهها ملطخ بالقرب من شفتيها وتُمسك أزارير قميصها العلويه بقوه‪..‬‬
‫دُهشت الفتاه بعدها دفعتها بعيدا ً عنها وذهبت بإتجاه دورة المياه الموجوده بقسم المكتبه‪..‬‬
‫تألمت إليان عندما وقعت على األرض بسبب دفعتها الشرسه تلك ولكن حيرتها بمظهرها الفتاه‬
‫غطى على هذا‪..‬‬
‫هل ‪ُ ....‬خيّل لها أن الدموع كانت تمأل عيني الفتاة أو ال ‪..‬؟!‬
‫وقفت وعدّلت من هندامها ورفعت رأسها حالما سمعت صوتا ً قادما ً من القسم الذي كانت‬
‫تركض الفتاة خارجةً منها‪..‬‬
‫دُهشت للحضه عندما وقعت عيناها على دكتورها آرثر والصدمة التي كست مالمحه عندما‬
‫شاهدها‪..‬‬
‫تنهدت وإلتفتت ُمغادره ‪ ..‬لقد فهمت األمر اآلن‪..‬‬
‫ال شيء جديد فمثل هذه األمور ُمنتشره كثيرا ً في الكليات لذا ال داعي ألن تُصدم‪..‬‬
‫وآرثر هذا لطالما كان يحمل مظهرا ً عابثا ً يجعل من يراه يتوقع بأنه من هذا النوع‪..‬‬
‫ت تريدين النجاح فقط‬‫خرجت من المكتبه وهمست‪ :‬تجاهلي ما حدث ‪ ..‬ال يهمك األمر بتاتا ً فأن ِ‬
‫‪..‬‬
‫وبالفعل تجاهلته تماما ً وكأن التجاهل بالفعل هو الحل األمثل لهذه المواقف!‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:30 am‬‬

‫كان يجلس بهدوء تام على مكتبه وأمامه ورقة ما يقرأها‪..‬‬


‫حالما إنتهى رفع عينيه الى الشاب القصير الذي يقف أمامه وقال‪ :‬ال بأس ‪ ..‬إذهب اآلن ورتب‬
‫تلك األمور التي أخبرتُك عنها‪..‬‬
‫هز الشاب رأسه يقول‪ :‬سينتهي كُل شيء سريعا ً‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وخرج من المكتب‪..‬‬
‫إسترخى هذا الشاب صاحب الشعر األسود والذي لم يكن سوى ريكس نفسه‪..‬‬
‫سخريه وهو يتذكر كالم والده ليلة‬ ‫بقي ينظر في الفراغ لفتره بعدها إلتوت شفتيه بشيء من ال ُ‬
‫األمس‪..‬‬
‫"مشاكلك بدأت تزداد ‪ ..‬إنسى أمر أن أتدخل وأُخرجك من هذه القضيه"‬
‫همس بينه وبين نفسه‪ :‬ليس وكأنني كُنتُ بحاجة ُمساعدتك أصالً!‪..‬‬
‫لديه بدل الطريقة ألف طريقة إلخراج نفسه من مثل هذه القضية ال ُملفقه‪..‬‬
‫هذه ليست المرة األولى ‪ ..‬لقد لُفقت سابقا ً ضده العديد من القضايا كالرشوة والغش التجاري‬
‫وحتى غسيل األموال وإستطاع أن يخرج منها جميعها‪..‬‬
‫أصحبت التُهم ال ُملفقه هذه روتينا ً طبيعيا ً من حياته العمليه‪..‬‬
‫سلطته التجاريه‪..‬‬ ‫وكعادته اآلن إستطاع أن يؤجل أمر القبض عليه عن طريق ُ‬
‫سيُخرج نفسه من التهم هذه قبل أن يحين موعد إنتهاء ال ُمهلة التي إستطاع ُمحاميه الخاص‬
‫أن يوفرها له‪..‬‬
‫شخصيا ً ‪ ....‬بدأ ينزعج من تدخالت كارلوس ال ُمستمره لتشويه سمعته وتوريطه بالقضايا‪..‬‬
‫شخص ضعيف يملك شركة تحاول أن تصعد في السوق عن طريق توريط ُمنافسيها‪..‬‬
‫لو لم يكن ذلك المدعو بتروي حوله ألفلست شركته منذ زمن‪..‬‬
‫هو ‪ ..‬منذ سنتان يتجاهل محاوالتهما الفاشله بتدميره ولكن عليه أن يضع حدا ً‪..‬‬
‫لديه هدف يسعى إليه وال يريد من أمثالهما أن يؤخرانه بلعبها الفاشل هذا‪..‬‬

‫***‬
‫‪4:30 pm‬‬

‫إبتسمت وهي تنظر الى شاشة هاتفها‪..‬‬


‫أصبحت تملك اآلن رقم جينيفر وإبنها إدريان ‪ ..‬لقد طلبت منهما أن يُعطيانها رقمهما‪..‬‬
‫على األقل لو إحتاجتهما فسيمكنها اإلتصال بدل إنتظار أن يأتيان الى المنزل‪..‬‬
‫أجل ‪ ..‬اإلنتظار‪..‬‬
‫رفعت رأسها بملل وأكملت هامسه‪ :‬فلقد عُدتُ بالفعل الى المنزل الكئيب لوحدي ُمجددا ً‪..‬‬
‫تنهدت ‪ ..‬البارحه وفي العصر أيضا ً أرسلتها جينيفر الى المنزل مع السائق ‪ ..‬ال تزال ترفض‬
‫أن تبقى معهم في ذلك المنزل‪..‬‬
‫لم تستطع أن تُعارض ‪ ..‬ففي النهايه هي فتاة غريبه لذا ليس عليها أن تفرض نفسها عليهم‬
‫الى هذا الحد!‪..‬‬
‫يكفي بأنهم يهتمون بها وكأنها فردا ً من العائله‪..‬‬
‫صراخ‪..‬‬ ‫رفعت رأسها فور ما إن وصل الى مسامعها صوت تحطيم و ُ‬
‫غرفتها المفتوحه بعدها وقفت وذهبت فورا ً إليها‪..‬‬ ‫نظرت الى نافذة ُ‬
‫سفلي مفتوحه‬ ‫نظرت الى المنزل الذي يُقابل نافذتها فضاقت عيناها وهي ترى نافذة الطابق ال ُ‬
‫غير عن العاده وإستطاعت أن ترى بأنه مطبخ‪..‬‬
‫تحطم آخر والصوت بالفعل قادم من هذا المنزل‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫سمعت ُمجددا ً صوت‬
‫ماذا يحدث ‪..‬؟!‬
‫شجارا ً يحدث بالداخل‪..‬‬ ‫لقد بدأت تشعر بالقلق ‪ ..‬يبدو بأن ِ‬
‫لقد كانت تعلم بأن ذلك المنزل غير طبيعي وتصرفات ذلك الصبي غير مفهومه‪..‬‬
‫دُهشت عندما فُتح باب المنزل األمامي وخرج الصبي وهو يصرخ في وجه امرأة في الخمسين‬
‫من عُمرها قائالً‪ :‬لن أفعل ولن تُجبريني على اإلنصات ‪ !!..‬سأفعل ما أُريده حتى لو أُضطررتُ‬
‫الى تحطيم كُل شيء فوق رؤوسهم!!‪..‬‬
‫تحدثت المرأة من داخل المنزل تقول بحده‪ :‬مارك أُدخل بسرعه لنبدأ بالتفاهم!!‪..‬‬
‫شد على أسنانه بغيض وقال‪ :‬لن أفعل ‪ ..‬سأُغادر ولن أعود إال في الليل ‪ ..‬ولو فتحتي‬
‫الموضوع ُمجددا ً فلن أعود ُمطلقا ً!!!‪..‬‬
‫بعدها غادر والمرأة تصرخ ُمناديةً على إسمه ولكن ال ُمجيب‪..‬‬
‫بقيت آليس تُراقب هذه األحداث بهدوء تام بعدها همست‪ :‬بالفعل هذا المنزل مليء بالمشاكل‪..‬‬
‫ما إن أنهت جملتها حتى سمعت باب المنزل يُغلق بقوه فأكملت‪ :‬أُمه غاضبه جدا ً‪..‬‬
‫نظرت بإتجاه الشارع وبالكاد تستطيع رؤية بعض فنافذة منزلها ال تفتح على ُمقدمة المنزل‪..‬‬
‫تنهدت وتسائلت في نفسها قائله‪ :‬من ال ُمخطئ ‪..‬؟! األُم أو الولد ‪..‬؟! أَضن بالعاده سيكون‬
‫الولد فاألطفال في عمره عنيدون ‪ ..‬إنهم في مرحلة ال ُمراهقه وفي ال ُمقابل يقع الخطأ على أمه‬
‫فهي لم تتصرف معه التصرف الصحيح ‪ ..‬عليها أن تعي وتعرف األساليب ال ُمناسبه للتحدث‬
‫معهم‪..‬‬
‫إبتسمت قليالً وأكملت‪ :‬أصلح ألن أكون ُمصلحه إجتماعيه أو طبيبه نفسيه‪..‬‬
‫"سأفعل ما أُريده حتى لو أُضطررتُ الى تحطيم كُل شيء فوق رؤوسهم" !!‪..‬‬
‫تنهدت ُمجددا ً وهي تتذكر جملته هذه‪..‬‬
‫من عساه يقصد ‪..‬؟!‬
‫مكان قريب‬
‫ٍ‬ ‫همست‪ :‬على أية حال هل غادر المنزل بالفعل ‪..‬؟! أم أنه فقط ذهب ليجلس في‬
‫‪..‬؟!‬
‫تذكرت بأنه كُل ليله كان يقف لفترة طويله أمام باب منزله‪..‬‬
‫هل األمر له عالقة بمشاكله مع والدته ‪..‬؟!‬
‫على أية حال ليس له أصدقاء في الجوار ‪ ..‬فلو كان كذلك لبقي عندهم حتى وقت متأخر بدالً‬
‫من الوقوف أمام باب المنزل‪..‬‬
‫مكان ما ‪ ..‬على‬ ‫ٍ‬ ‫إبتسمت وأكملت‪ :‬وهذا يعني بأنه أيضا ً اآلن لم يبتعد ‪ ..‬بالتأكيد هو يجلس في‬
‫األقل لو حدث وكان يريد الذهاب الى أصدقائه فسيحتاج ألن يتصل عليهم أوالً‪..‬‬
‫سماوي اللون وإرتدته وهي تخرج من الغرفه‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫إبتعدت عن النافذه وأخذت جاكيتيا ً طويالً‬
‫نزلت الى األسفل وإرتدت حذائها الذي كان بصندوق األحذيه بعدها خرجت من المنزل‪..‬‬
‫قطعت الساحه األماميه وهي تقول‪ :‬ال مكان ُمناسب أكثر للجلوس فيه سوى الحديقة التي تقع‬
‫في الجهه ال ُمقابله‪..‬‬
‫خرجت من المنزل ونظرة يُمنة ويُسرى قبل أن تقطع هذا الشارع الهادئ وتذهب الى الحديقه‬
‫‪..‬‬
‫ال تعلم إن كان يُسمى هذا لُطفا ً وإهتماما ً أم تدخالً في شؤون الغير‪..‬‬
‫ولكنها تُريد ُمقابلته والتحدث معه‪..‬‬
‫لن تخسر شيئا ً فهي متفرغة بشكل دائم على أية حال‪..‬‬
‫ضحكت ُرغما ً عنها هامسه‪ :‬أصبت ‪ ..‬إنه ُهناك بالفعل‪..‬‬
‫إتجهت حيث كان يجلس على كُرسي خشبي تحت أحد األشجار ومشغول بتفكيك سماعات جهاز‬
‫التسجيل الذي يحمله‪..‬‬
‫وقفت أمامه وإبتسمت تقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫رفع رأسه ونظر إليها ‪ ..‬لم يعرفها في الوهلة األولى فقال‪ :‬ماذا تُريدين ‪..‬؟!‬
‫وقبل أن تفتح فمها عرفها فقال بشيء من اإلنزعاج‪ :‬أُغربي عن وجهي قبل أن أتسبب‬
‫ب ُمشكل ٍة كبيره معك!!‪..‬‬
‫جلست بجواره وهي تقول‪ :‬سأُغادر إن أردت ولكن على األقل أخبرني السبب ‪ ..‬لو فعلت‬
‫فسأُقسم لك أال أُظهر وجهي أمامك‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬أال تضن بأنه من حقي أن أعرف‪..‬‬
‫إنزعج منها وال يُريد بحق أن يتسبب ب ُمشكله لذا قرر تجاهلها وهو يضع السماعات على أذنه‬
‫وبدأ بإختيار أحد األغاني لتشغيلها‪..‬‬
‫آليس‪ :‬أمممم هل أستطيع أن أسمع أيضا ً ‪..‬؟!‬
‫أجاب وهو يختار األُغنيه‪ :‬ال‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره ليست بالقليله بعدها قالت‪ :‬ال أعلم إن كُنت تسمع صوتي اآلن أو ال ولكن‬
‫‪ .....‬أستطيع ُمساعدتك لو أردت‪..‬‬
‫تظاهر مارك بأنه لم يسمعها وحاول قدر ال ُمستطاع السيطرة على أعصابه فكالمها هذا يعني‬
‫بأنها قد سمعت شجاره قبل قليل‪..‬‬
‫تحدثت آليس ُمجددا ً وهي ُمتأكده بأنه يستمع وقالت‪ :‬من الواضح بأنك تُريد الهروب من‬
‫المنزل وأُخمن بأنك لم تفعلها من قبل ‪ ..‬ال أدري إن كان السبب هو خوفك من أُمك أو ألنك ال‬
‫تملك أصدقائا ً لتطلب منهم المكوث في منزلهم لفتره ‪ ..‬ولكني واثقه بأنك بحق تريد الهروب ‪..‬‬
‫ال أعلم لما أنا واثقه ولكن تصرفاتك هي من جعلتني أتوقع هذا‪..‬‬
‫سخريه وقال‪ :‬لما هل حدث ونويتي الهروب من المنزل كي تتظاهري بأنك‬ ‫إبتسم بشيء من ال ُ‬
‫تفهمين معنى تصرفاتي ‪..‬؟!‬
‫دُهشت للحضه وبقيت تنظر إليه‪..‬‬
‫تعجب ونظر إليها فأشاحت بنظرها عنه ببطىء وهي تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ..‬ولكن هل من ال ُممكن‬
‫بأن هذا صحيح ‪..‬؟! إن لم يكن كذلك فكيف لي أن أتوقع هذا وأُجزم عليه!‪..‬‬
‫رفع حاجبه ‪ ..‬هل تسخر منه أم ماذا ‪..‬؟!‬
‫همست ُمجددا ً لنفسها‪ :‬هل لهذا السبب تعاطفتُ معه ‪..‬؟! هل لهذا السبب أوقعتُ اللوم ُمباشرةً‬
‫على األم ألنها ال تُحاول أن تفهم إبنها ‪..‬؟!‬
‫رفعت يدها وأمسكت برأسها قليالً‪..‬‬
‫عقد مارك حاجبه وبدا له أنها لم تكن تسخر فهي تُحدث نفسها وبشكل غريب‪..‬‬
‫ضاقت عينها وهمست‪ :‬أم أني كالعاده أتخيل وأن كالمي ال عالقة له بماضيي أبدا ً ‪ ..‬يبدو بأن‬
‫رغبتي في تذكر حياتي تجعلني أشك في كُل تصرفاتي وأربطها بالماضي ‪ ..‬علي أن أفصل بين‬
‫األمرين قدر ال ُمستطاع‪..‬‬
‫ت مجنونه فمارسي جنونك بعيدا ً عني‪..‬‬ ‫مارك ببرود‪ :‬إن كُن ِ‬
‫إلتفتت تنظر إليه بعدها إبتسمت تقول‪ :‬ههههه أعتذر ‪ ..‬أعلم بأني بالتأكيد بدوتُ بلهاء ولكن‬
‫كان عليك أن تتغاضى قليالً‪..‬‬
‫أكملت بعدها‪ :‬فأنا إن كُنتَ ال تعلم فتاة فقدت ذاكرتها‪..‬‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه وقال بسرعه‪ :‬حقا ً ‪..‬؟!!!‬
‫ت‬‫هزت رأسها باإليجاب فبدت الدهشة على مالمحه قليالً بعدها أمال شفتيه وقال‪ :‬لهذا كُن ِ‬ ‫ّ‬
‫تتصرفين ببالهه وتتحدثين معي وكأنك ال تعلمين ما حدث‪..‬‬
‫عقدت حاجبها فكالمه غريب بعض الشيء‪..‬‬
‫فتحت فمها لتسأله لكنه قاطعها قائالً‪ :‬وكيف فقدتها ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬بحادث سياره‪..‬‬
‫مارك‪ :‬منذ متى ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬قبل شهر تقريبا ً‪..‬‬
‫ت تلك المغروره وال يوجد ألصحاب المنزل فتاة أُخرى فما عالقتك بهم ‪..‬؟!‬ ‫ت لس ِ‬
‫مارك‪ :‬أن ِ‬
‫ضحكت وقالت‪ :‬إبنهم قام بصدمي لذا هم يعوضوني باإلعتناء بي لحين عثور عائلتي علي‪..‬‬
‫ت غريبة عنهم ‪..‬؟!‬ ‫دُهش للحضه بعدها قال‪ :‬يعني أن ِ‬
‫هزت رأسها باإليجاب فسأل‪ :‬منذ شهر ولم يجدوك عائلتك ‪..‬؟! من المفترض بأنهم بحثوا عنك‬
‫في كُل مكان ‪ ..‬في المستشفيات وأقسام الشُرطه فكيف لم يجدوك ‪..‬؟!‬
‫هذا السؤال ‪ ....‬لم تستطع الرد عليه ُمطلقا ً‪..‬‬
‫عندما لم يجد جوابا ً قال‪ :‬ألم تكوني تحملي معك أوراقا ً تُثبت هويتك ‪..‬؟!‬
‫سألته‪ :‬أنت تحمل اآلن ‪..‬؟!‬
‫تعجب وأجابها‪ :‬ال‪..‬‬
‫آليس‪ :‬إذا ً األمر كان ذاته معي ‪ ..‬لم يجدوا شيئا ً لذا قد أكون خرجت ألمر بسيط وحدث الحادث‬
‫وقتها‪..‬‬
‫مارك‪ :‬إذا ً من ال ُمفترض أن يكون الحادث حدث بالقرب من منزلك في هذه الحاله‪..‬‬
‫دُهشت من كالمه فأكمل‪ :‬بالعاده الذين يخرجون ألمور بسيطه وغير بعيده عن المنزل ال‬
‫صدمتي بالقرب من‬ ‫يحتاجون ألخذ هواتفهم أو محافضهم معهم ‪ ..‬إذا ً من ال ُمفترض بأنك ُ‬
‫منزلك فكيف لم يعرفوا عن أمرك ‪..‬؟! هذا عجيب‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه بشيء من الدهشه ولم تعرف بماذا تُعلق فنظر مارك إليها قليالً بعدها قال‪:‬‬
‫حسنا ً ال أضنهم مثالً يكرهوك أو شيء من هذا القبيل ‪ ..‬لذا ما دامهم لم يجدوك بعد لذا أضن‬
‫صدمتي بمكان بعيد جدا ً جدا ً عن منزلك ‪ ..‬هل سألتي الطبيب أو الشُرطه ما إن كانوا قد‬ ‫بأنك ُ‬
‫وجدوا معك شيئا ً ‪..‬؟! ربما وجدوا ولكنك لم تسأليهم وفي ال ُمقابل هم نسوا األمر ‪ !..‬ال تُفكري‬
‫سلبيا ً‪..‬‬
‫تفكيرا ً ِ‬
‫هزت رأسها بهدوء ولم تُعلق ولكن رأسها مليئا ً باألمور التشاؤميه‪..‬‬
‫شيئا ً كـ أنها يتيمه‪..‬‬
‫أو أنها كانت عالة عليهم‪..‬‬
‫أو ‪ .....‬ال تعلم ماذا‪..‬‬
‫حاولت قدر ال ُمستطاع تجاهل التفكير بهذا الموضوع السلبي وقالت لتُغير الموضوع‪ :‬في أي‬
‫صف تدرس ‪..‬؟!‬
‫رفع حاجبه قليالً بعدها قال‪ :‬في سنتي األولى بالثانويه‪..‬‬
‫آليس‪ :‬أووه قريبا ً مما توقعت ‪ ..‬ضننتُك ألول مرة في الصف الثاني‪..‬‬
‫ت بأن إبنهم من صدمك ‪ ..‬هل قصدتي األكبر أم ال ُمغني ‪..‬؟!‬ ‫مارك متجاهالً كالمها‪ :‬عندما قُل ِ‬
‫آليس‪ :‬األكبر‪..‬‬
‫مارك‪ :‬إعتذر إليك ‪..‬؟!‬
‫تنهدت تقول‪ :‬لألسف ال‪..‬‬
‫أمال شفتيه بسخريه يقول‪ :‬هذا متوقع‪..‬‬
‫وقف وأكمل‪ :‬أنا ُمغادر‪..‬‬
‫تعجبت وسألته‪ :‬الى أين ‪..‬؟!‬
‫مارك‪ :‬وما عالقتك لتسأليني ‪..‬؟!‬
‫أمالت شفتيها تقول‪ :‬حسنا ً مع السالمه ‪ ..‬وكما أخبرتُك سابقا ً ‪ ..‬إن كُنتَ تحتاج الى ُمساعدتي‬
‫فال تتردد‪..‬‬
‫إلتفت وغادر متجاهالً كالمها فتنهدت وهمست‪ :‬بدل من التحدث عنه تحول الموضوع‬
‫وأصبحنا نتحدث عني أنا‪..‬‬
‫ُ‬
‫صمتت قليالً بعدها قالت‪ :‬بالتفكير باألمر ‪ ..‬فذلك الشاب الذي صدمني لم أقابله سوى مرتين‬
‫في شهر كامل ‪ ..‬حتى أُخته أضنها ال تزال تضنني أحدى الخدم‪..‬‬
‫وقفت وقررت التمشي قليالً في الحديقة قبل العودة الى المنزل‪..‬‬

‫***‬

‫‪7:11 pm‬‬

‫إسمه الرمزي كان دارسي‪..‬‬


‫والذي يعني بالفرنسيه ال ُمظلم‪..‬‬
‫ال يعرف إسمه الحقيقي سوى القلة فقط‪..‬‬
‫يمتاز بطول فارع وشعر كلون الفحم بعينين سوداوتين والعديد من األقراط الفضيه التي تمأل‬
‫أُذنه اليُسرى‪..‬‬
‫من يرى هذه الصفات يعرف بأنه فورا ً القاتل المأجور دارسي‪..‬‬

‫جلس بهدوء على كُرسي شبه ُمريح بداخل هذه الغرفة ذات األثاث البسيط للغايه‪..‬‬
‫قال بهدوء للرجل الذي رافقه الى هنا‪ :‬إستدعي لي جيرمي‪..‬‬
‫هز رأسه وغادر الغرفه‪..‬‬
‫خالل دقائق طرق جيرمي الباب ودخل بعدها يقول‪ :‬إستدعيتني يا زعيم ‪..‬؟!‬
‫دارسي‪ :‬أُدخل وأغلق الباب خلفك‪..‬‬
‫دخل وأغلق الباب خلفه بعدها تقدم ووقف أمامه فقال له‪ :‬إجلس‪..‬‬
‫جلس بالكُرسي ال ُمقابل فتنهد دارسي وعدّل من جلسته ونظر الى جيرمي‪..‬‬
‫كان في الثامنة والعشرين من عُمره ‪ ..‬قصير بعض الشيء ويمتلك بعض العضالت ‪ ..‬صاحب‬
‫وجه أبله بعض الشيء وشعر كثيف بُني اللون‪..‬‬
‫إبتسم له يقول‪ :‬جيرمي أتتذكر ماذا حدث في آخر عمليه ‪..‬؟!‬
‫دُهش جيرمي وطأطأ رأسه بخجل يقول‪ :‬أعتذر أشد اإلعتذار‪..‬‬
‫دراسي ببرود‪ :‬وبماذا سيُفيدني إعتذارك ‪..‬؟!‬
‫بدأت الصدمه تح ُّل على جيرمي وقال بسرعه‪ :‬أرجوك ال تطردني وال تقم بقتلي ‪ ..‬أعلم بأن‬
‫خطأي كبير وال يُغتفر ولكن إصفح عني ‪ ..‬سأرضى بأي ِعقاب تختاره ولكن أرجوك ال تُنهي‬
‫حياتي‪..‬‬
‫ي أنا شخصيا ً ‪ ..‬أصبحت كالنقطة السوداء في‬ ‫دارسي ببرود‪ :‬خطأك هذا عاد بالضرر عل ّ‬
‫تاريخي‪..‬‬
‫جثى جيرمي على ركبتيه أمامه ودموعه حقا ً بدأت تتجمع في عينيه وهو يقول بكُل رجاء‪:‬‬
‫أرجوك ال تُنهي حياتي ‪ ..‬سأفعل أي شيء ‪ ..‬سأفعل أي شيء تُريده ولكن ال تقتُلني بتاتا ً ‪ ..‬ال‬
‫تُنهي حياتي ‪ ..‬أرجوك صدقني سأوافق على أي طلب تطلبه ولكن أرجووك ال تفعل‪..‬‬
‫بقي ينظر إليه دارسي ببرود تام لفترة ليست بالقليله جعلت جيرمي يرتجف أكثر ويتأكد بأن‬
‫زعيمه لن يرحمه ُمطلقا ً‪..‬‬
‫دقيقتين مرت قبل أن يتحدث دارسي قائالً‪ :‬أي شيء ‪..‬؟!‬
‫فَ ِرح جيرمي ُرغما ً عنه وأجابه بسرعه‪ :‬نعم نعم سأفعل أيا ً ما تطلبه أيا ً كان صدقني‪..‬‬
‫شخص مشهور قد قُتل ‪ ..‬إذهب وإعترف على‬ ‫ٌ‬ ‫إبتسم إبتسامة ليست بطيب ٍة إبدا ً وهو يقول‪:‬‬
‫فعلتك هذه‪..‬‬
‫صدم جيرمي من طلبه وتوقف لسانه في حلقه وهو ال يعلم ماذا يقول أو ماذا يفعل‪..‬‬ ‫ُ‬
‫تحدث دارسي بهدوء قائالً‪ :‬ذلك الشخص فاسد إجتماعيا ً ‪ ..‬إن كُنتَ تُريد مني أن أصفح عنك‬
‫فإعترف بقتله ‪ ..‬سأُعين لك ُمحاميا ً ُممتازا ً وكما أخبرتُك فذلك الشخص فاسد إجتماعيا ً ‪..‬‬
‫سيُحاول ال ُمحامي أن يقف في صفك وينتهي بك األمر بالسجن لخمس سنوات فحسب ‪ ..‬ما‬
‫رأيُك ‪..‬؟!‬
‫خمس سنوات فقط ‪..‬؟!!‬
‫إنها لثمن بسيط جدا ً ُمقابل الموت‪..‬‬
‫تحدث فورا ً يقول‪ :‬أنا موافق ‪ ..‬سأفعلُها ‪ ..‬سأفعلها صدقني ‪ ..‬فقط أخبرني من يكون وماذا‬
‫ي أن أفعل وسأُنفّذ كُل شيء‪..‬‬
‫عل ّ‬
‫إلتوت شفتي دارسي بإبتسامه ُمظلمه وهو يقول‪ :‬سأُرسلك الى ال ُمحامي وهو سيشرح لك كُل‬
‫شيء‪..‬‬
‫ضحك جيرمي ُرغما ً عنه يقول‪ :‬شُكرا ً لك ‪ ..‬سأُنفذ كُل هذا وسأثبت لك بأني شخص ُمخلص ال‬
‫يستحق الموت ‪ ..‬شُكرا ً لك‪..‬‬
‫أشار له برأسه ففهم جيرمي وغادر الغرفه وهو يُكرر شُكره مرارا ً وتكرارا ً‪..‬‬
‫إسترخى في مقعده وهمس بهدوء‪ :‬مسألة إخراجك يا ريكس من هذه القضيه أسهل من قضمة‬
‫لوح الشُوكوال‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:30 pm‬‬

‫جيسيكا وسولي وثالثةً أُخريات من صديقات إليان‪..‬‬


‫أحدهن شقراء بشعر ُمجعّد طويل تُدعى جوانا ‪ ..‬واألُخرى سمراء تلف شعرها األسود دائما ً‬
‫شعر قصير صبغته باألحمر تُدعى رين‪..‬‬ ‫الى األعلى تُدعى إيفا ‪ ..‬واألخيره ذات ٍ‬
‫قد تجمعن جميعا ً في إحدى المقاهي الغير شهيره منعا ً لإلزدحام الذي قد يحدث‪..‬‬
‫حجزت جيسيكا ُمسبقا ً طاولة وطلبت العديد من الطلبات من المقهى بعد دفع مبلغ ضخم لهم‪..‬‬
‫الليله ‪ ..‬هي ليلة يوم ميالد صديقتهن إليان‪..‬‬
‫جيسيكا كانت من أقنعت إليان بأن توافق على حضور إحتفال بسيط وبالكاد إقتنعت‪..‬‬
‫فتلك الفتاة ال ُمدهلل تعودت على اإلحتفاالت منذ صغرها حتى سأمتها تماما ً‪..‬‬
‫نظرت سولي الى جيسيكا وقالت‪ :‬ألم تتأخر ‪..‬؟!‬
‫جيسيكا‪ :‬ستأتي ال تقلقي ‪ ..‬تعرفين األميرات أمثالها ‪ ..‬ال يحبون الحضور ُمبكرا ً‬
‫هههههههههه‪..‬‬
‫ت ُمحقة بهذا الشأن هههههههههههههههه‪..‬‬ ‫سولي‪ :‬أن ِ‬
‫تململت رين تقول‪ :‬بدأتُ أشعر بالجوع‪..‬‬
‫إيفا‪ :‬رين ال تشبع أبدا ً‪..‬‬
‫رين‪ :‬ال لستُ جشعه الى هذا الحد!‪..‬‬
‫ضحكت إيفا بقوه في الوقت ذاته التي دخلت فيه إليان الى المقهى‪..‬‬
‫إبتسمت جوانا عندما رأتها ووقفت تقول‪ :‬حضرت أميرتنا‪..‬‬
‫رفعت إليان حاجبها وتقدمت منهن تقول‪ :‬تحبون السخافة كثيرا ً‪..‬‬
‫رين‪ :‬السخافة هي أجمل مافي الحياة‪..‬‬
‫بدأن بإحتضانها فتنهدت تهمس لهن‪ :‬لقد رأينا وجه بعضنا هذا الصباح ‪ ..‬لم تمر سوى ثمان‬
‫ساعات فحسب‪..‬‬
‫جلست سولي تقول‪ :‬إليان كالعاده تُفسد اللحضات بتعليقاتها الغير ُمفيده‪..‬‬
‫سكري الذي كشف عن فُستان هادئ قصير بلون الروز وهي تقول‪ :‬إن ِ‬
‫ت‬ ‫أنزلت إليان معطفها ال ُ‬
‫هي الغير ُمفيده ُهنا‪..‬‬
‫وضعت المعطف بالكُرسي ال ُمجاور وجلست على كُرسيها بجانب رين من الجهه الثانيه‬
‫وأمامها جيسيكا ثُم سولي ثُم جوانا وأخيرا ً إيفا‪..‬‬
‫ت صديقتُنا لذا ال داعي للرسميات ‪ ..‬ماذا تُريدين أوالً ‪ ..‬تناول بعض القهوه أو‬ ‫جيسيكا‪ :‬هيّا أن ِ‬
‫نُحضر لك كعكة عيد الميالد ونُعطيك الهدايا ‪..‬؟!‬
‫فكرت إليان قليالً بعدها قالت‪ :‬حسنا ً الكعكة أوالً‪..‬‬
‫إبتسمت جيسيكا وغادرت مقعدها هي وسولي‪..‬‬
‫إياك أن تقولي لي بأنها سخيفة مثل‬ ‫تحدثت رين تقول‪ :‬إسمعي ‪ ..‬لقد أحضرتُ لك هديه ‪ِ ..‬‬
‫المرة الماضيه‪..‬‬
‫ت من طلبتي رأيي بكُل صراحه‪..‬‬ ‫إبتسمت إليان تقول‪ :‬أولس ِ‬
‫رين بشيء من ال ُحزن‪ :‬لم أضن حينها أن قسوتك ستصل الى هذا الحد‪..‬‬
‫ضحكت إليان ُرغما ً عنها فهذه الفتاة هي حقا ً ألطف فتاة في المجموعه بتعبيراتها الغريبه التي‬
‫ترسمها على وجهها‪..‬‬
‫شيئا ً فشيئا ً إجتمع خمسة من الموضفين في المقهى حول الطاوله‪..‬‬
‫بدأوا يرددون أُغنية عيد الميالد "‪ "HAPPY BIRTHDAY‬بإسمها‪..‬‬
‫تقدمت ُكالً من سولي وجيسيكا وخلفهما شابا ً يحمل الكعكه المليئة بال ُمكسرات كما تُحبها‬
‫وفوقها العديد من الشموع‪..‬‬
‫وقفت صديقاتُها وبدأن بالغناء لها بينما رين إكتفت بالتصوير‪..‬‬
‫إبتسمت إليان لهم وإنتظرتهم حتى أنهوا غنائهم بعدها نظرت الى الكعكه‪..‬‬
‫أغمضت عيناها وبدأت تتمنى أُمنيتها التي ال تُريد سواها في هذه الفترة من حياتها على األقل‬
‫‪..‬‬
‫فتحت عيناها ُمجددا ً وبعدها بدأت بالنفخ على الشموع وإطفائها‪..‬‬
‫حالما أنهت إطفاء آخر شمعه صفقوا لهم جميعها فإبتسمت لهم‪..‬‬
‫بدأوا الموضفين بالمغادره بعد أن أنهوا ما عليهم في حين جلست سولي وجيسيكا على‬
‫مقاعدهما‪..‬‬
‫غمزت جيسيكا تقول‪ :‬ما رأيُك في الكعكه ‪..‬؟! أعرف بأنك تهوين كُل الحلويات التي تحوي‬
‫على ال ُمكسرات‪..‬‬
‫سولي‪ :‬هههههههه دائما ً ما تزورك في محل والدتك لذا أستطعتي إستنتاج هذا‪..‬‬
‫إليان بإبتسامه‪ :‬أنا حقا ً أشكركن على هذا‪..‬‬
‫رين بحماس‪ :‬هيه هيه إليان ماذا تمنيتي ‪..‬؟!‬
‫إيفا‪ :‬أجل أخبرينا ماذا تمنيتي!‪..‬‬
‫صمتت إليان قليالً بعدها ظهر البرود على وجهها تقول‪ :‬إنه سر يا عزيزاتي‪..‬‬
‫نفخت رين وجنتيها بعدم رضى في حين أخرجت جوانا كيس صغير بعض الشيء وقدمته الى‬
‫إليان تقول‪ :‬عيد ميالد سعيد حبيبتي إيلي‪..‬‬
‫إبتسمت إليان وأخذتها فبدأن بتسليم الهدايا لها‪..‬‬

‫كانت هذه الفتاة القصيره والتي تعمل في هذا المقهى تقف عند الباب تنظر الى الحفلة وبيدها‬
‫شوكوالتة التويكس ال ُمفضلة إليها‪..‬‬
‫دخل الشاب بعد أن أنهى أخذ طلبات إحدى الطاوالت وعندما مر بجانبها قال‪ :‬تيلدا ‪ ..‬لما واقفةً‬
‫بالطريق هكذا‪..‬‬
‫إبتعدت تيلدا عن طريقه تقول‪ :‬أُراقب الفتاة الثرية تلك‪..‬‬
‫نظر الشاب الى حيث تنظر وقال‪ :‬آه ‪ ..‬الفتيات الالتي يحتفلن بعيد ميالد زميلتهن‪..‬‬
‫ت عنها ثريه ‪..‬؟! ليس كُل من يشتري المالبس الباهضه يُدعى‬ ‫نظر الى تيلدا وأكمل‪ :‬ولما قُل ِ‬
‫عادي كهذا من أجل حفلة ميالدها‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫بالثري ‪ ..‬فلو كانت هكذا فلن تأتي لمقهى‬
‫إبتسمت تيلدا وغمزت له تقول‪ :‬لقد أتت لسبب واضح ال يعرفه سواي‪..‬‬
‫سخريات أو األلغاز‪..‬‬ ‫تنهد وقرر تجاهلها فهذه الفتاة القصيرة دائما ً ما تُحب إلقاء ال ُ‬
‫ضحكت تيلدا قليالً بعدها رفعت صوتها عندما الحظت بأنهن ينوين أن يطلبن وقالت‪ :‬ريو ُهناك‬
‫طاولة ال أحد عندها‪..‬‬
‫ت ‪..‬؟!‬‫خرج ريو من جانبها وهو يهمس‪ :‬ولما ال تذهبين أن ِ‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬الفتيات يُفضلن الشاب الوسيم بدل أن تأتيهم فتاه‪..‬‬
‫تقدم ريو بهدوء تام من طاولة إليان والبقيه‪..‬‬
‫إبتسمت له جيسيكا تقول‪ :‬نُريد بعض القهوه ‪ ..‬أنا أُريد القهوة الفرنسيه‪..‬‬
‫دون طلبها ونظر بعدها الى سولي التي قالت‪ :‬نفس ما طلبت‪..‬‬ ‫ّ‬
‫سكر‪..‬‬‫هز رأسه ونظر الى إيفا التي قالت‪ :‬قهوة سوداء بدون ُ‬
‫دون طلبها فهزت رأسها تقول‪ :‬ال شيء سوى الماء‪..‬‬ ‫نظر الى جوانا عندما ّ‬
‫إلتفت الى جهة إليان فنظرت إليه لفتره بشكل بارد فتنهد وقال‪ :‬طلبُك ‪..‬؟!‬
‫أجابته بهدوء‪ :‬موكا بالشوكوال البيضاء‪..‬‬
‫دون طلبها فقالت رين‪ :‬أنا مثلها ولكن بالشوكوال السوداء‪..‬‬ ‫ّ‬
‫ُ‬
‫تحدثت إليان ُمجددا ً تقول‪ :‬أريد شيئا ً آخرا ً‪..‬‬
‫نظر إليها وكأنه يقول ماهو‪..‬‬
‫هال قطعت لنا الكعكه ‪..‬؟!‬ ‫إبتسمت وقالت‪ّ :‬‬
‫رفع حاجبه للحضه بعدها قال بهدوء‪ :‬عملي هو أخذ طلبات الطاوالت فقط ال غير‪..‬‬
‫إليان بإبتسامه‪ :‬وهذا طلبي‪..‬‬
‫هزت كتفها ونظرت الى صديقاتها تقول‪ :‬أتتذكرن عندما ذهبنا الى أحد المقاهي الشهيره‬ ‫ّ‬
‫بباريس وطلبنا من النادل أن يُقطع لنا كعكة خروج رين من المشفى ‪..‬؟!‬
‫سولي‪ :‬لم يرفضوا الطلب بتاتا ً‪..‬‬
‫مقهى شهير ‪ ..‬ال أضن بأن سياسة هذا المقهى‬ ‫ً‬ ‫إبتسمت إليان ونظرت الى ريو تقول‪ :‬مع أنه‬
‫ُمختلفه ‪ ..‬ال ُمدير لن يُرحب بفكرة رفضك لهذا‪..‬‬
‫أشاحت جيسيكا برأسها وهي ال تُصدق ما تفعله إليان‪..‬‬
‫إنها تُحاول إهانته قدر ال ُمستطاع وتهديده إيضا ً بأن تشتكي عليه لو لم يفعل‪..‬‬
‫ال تفهم لما تفعل هذا!‪..‬‬
‫وضع ريو قائمة الطلبات جانبا ً وأخذ قطاعة الكعك وبدأ بتقطيعها بهدوء تام‪..‬‬
‫إبتسمت إليان في حين قالت رين بعد أن قرأت إسمه بالبطاقه الصغيرة على صدره‪ :‬إس ُمك ريو‬
‫صحيح ‪..‬؟! هيه ريو هل أنت ُمرتبط ‪..‬؟!‬
‫نظروا إليها بدهشه في حين ضحكت جوانا تقول‪ :‬رين كُفي عن ذلك‪..‬‬
‫رين‪ :‬إنه وسيم بحق ‪ ..‬أنوي أن أواعده‪..‬‬
‫أنهى ريو تقطيع الكعك بعدها أخذ قائمة الطلبات وغادر فرفعت رين صوتها تقول‪ :‬سأضعك‬
‫هدفا ً لي حتى تؤكد لي بأنك ُمرتبط حسنا ً‪..‬‬
‫نظرت إليان الى الكعكه بهدوء تام وهي ال تفهم لما فعلت ذلك‪..‬‬
‫لكن ‪ .....‬لقد أزعجها!‪..‬‬
‫مر بنظره عليها بشكل عادي تماما ً ‪ ..‬وكأنها زبونة عاديه غير ُمختلفه عن البقيه‪..‬‬
‫هذا ‪ ..‬أزعجها‪..‬‬
‫سحقا ً‪..‬‬
‫ُ‬
‫هذا غير عادل‪..‬‬
‫من غير العدل أن تجد ذلك القلب المريض ينجذب الى شخص ال يراها ُمختلفة أبدا ً‪..‬‬
‫إنها جميله ‪ ..‬إنها باذخة بالجمال وال يُمكن حتى ألقسى الرجال أال ينبهر من جمالها‪..‬‬
‫هذا غير عادل بتاتا ً‪..‬‬
‫سحقا ً لقلبها األرعن الذي لم ينبض سوى لتافه حقير مثله!!!!‪..‬‬ ‫سحقا ً له ‪ ..‬و ُ‬
‫ُ‬

‫***‬

‫‪9:50 pm‬‬

‫دخل إدريان من باب المنزل وتوجه فورا ً الى الدرج وحين الحظ الخادمه تتقدم رفع صوته‬
‫يقول‪ :‬لقد تناولت طعام العشاء في الخارج‪..‬‬
‫حالما كاد أن يصعد توقف فجأه في الوقت ذاته التي كانت آليس قد نزلت من الدرج‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬أوبس ‪ ..‬كدتُ أن أصطدم بِك‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬يالها من ُمصادفه جميله ‪ ..‬هل ستتناول معي العشاء ‪..‬؟!‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬ال أضن ذلك‪..‬‬
‫تعجبت وقالت‪ :‬ال تقل لي بأنك أتيت لتأخذ شيئا ً ما وترحل ‪..‬؟!‬
‫أكملت بضجر‪ :‬هيّا إبقى لهذه الليله ‪ ..‬دعنا مثالً نُشاهد فيلما ً ما أو شيء من هذا القبيل ‪ ..‬أي‬
‫شيء‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬أعتذر بشده ولكني بالفعل أُريد تبديل مالبسي والخروج مع أصدقائي‪..‬‬
‫تنهدت بيأس وقالت‪ :‬عوضني!‪..‬‬
‫عادي البته‪..‬‬
‫ّ‬ ‫ضحك وقال‪ :‬كما تأمرين ‪ ..‬ستجدين تعويضا ً غير‬
‫إبتسمت برضى في اللحضة التي فُتح فيها باب المنزل ودخل ريكس إلى الداخل‪..‬‬
‫نظرا الى جهة الباب وماهي إال لحضات حتى إستطاعا رؤية ريكس الذي كان قادما ً من تلك‬
‫الجهه ولكنه توقف عندما شاهدهما‪..‬‬
‫إبتسم إدريان بسخريه يقول‪ :‬إنها أول مر ٍة ُمنذ شهران نُصادف بعضنا ُهنا‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه ببرود بعدها قال‪ :‬أتُحاول فتح حديث معي ‪..‬؟!‬
‫إدريان بنفس اإلبتسامه‪ُ :‬متعجرف كعادتك‪..‬‬
‫دُهشت آليس فطريقة حديثهما اآلن ليست ودّية البته!‪..‬‬
‫ما الحكايه ‪..‬؟!‬
‫بالمرة األولى أقفلت إليان على نفسها الباب عندما شاهدت ريكس واآلن هو وإدريان يستفزان‬
‫بعضهما البعض‪..‬‬
‫أشار إدريان الى آليس يقول‪ :‬الفتاة التي صدمتها ‪ ..‬أخبرتني سابقا ً بأنك لم تعتذر ‪ ..‬إذا ً أال‬
‫ترى بأنك تُدين لها بإعتذار ‪..‬؟!‬
‫ريكس دون أن ينظر الى آليس أجابه‪ :‬األمر ال يعنيك‪..‬‬
‫إبتسم إدريان وقال‪ :‬خساره ‪ ..‬أردتُك أن تكون جيدا ً معها بما أنها تحمل نفس إسم تلك التي‬
‫أنت مهووس بها أكثر من أي شيء آخر‪..‬‬
‫عقد ريكس حاجبه فأكمل إدريان‪ :‬ألنه كما تعلم قد أسميناها آليس بما أنها ال تتذكر إسمها‪..‬‬
‫إتسعت عينا ريكس من الصدمه ونظر الى آليس فورا ً بدون تصديق‪..‬‬
‫شد على أسنانه بعدها تقدم وأمسك إدريان من ياقة قميصه األنيق وهو يقول بهدوء تام يُحاول‬
‫فيه أن يُسيطر على أعصابه‪ :‬إن كانت هذه مزحه فسأفصل رأسك عن عُنقك‪..‬‬
‫إبتسم إدريان بإستفزاز يقول‪ :‬يالال الخساره فلقد كنتُ أتمنى أن أراك وأنت تُحاول فصلهما‬
‫ولكنها ليست مزحه ‪ ..‬إسألها لو كُنتَ ال تُصدقني‪..‬‬
‫لف بنظره الى جهة آليس فخافت من نظراته التي تشع غضبا ً وبحق لم تعرف ماذا تُجيب‪..‬‬
‫رن هاتفه النقال في هذه اللحضه فال إيراديا ً أنزلت نظرها الى جيب بنطاله فقال بحده‪ :‬أجيبي‬
‫!‪..‬‬
‫جفلت من الخوف ونظرت الى عينيه بعدها تلعثمت وهي تقول‪ :‬سأُغيره إن أردت‪..‬‬
‫إختفى الغضب من عينيه وحلّت الدهشه فيهما‪..‬‬
‫بالفعل إسمها آليس!‪..‬‬
‫إدريان ببرود‪ :‬واآلن ألن تترك قميصي ‪..‬؟! إنه باهض الثمن إن كُنتَ ال تعلم‪..‬‬
‫ترك قميص إدريان وتقدم من آليس التي خافت وعادت الى الخلف ليصطدم ظهرها بدرابزين‬
‫الدرج‪..‬‬
‫نظر الى عينيها وسألها بهدوء‪ :‬من أعطاك هذا اإلسم ‪..‬؟!‬
‫لم تعرف ماذا تقول ‪ ..‬هو غاضب للغايه ‪ ..‬الغضب واضح جدا ً في عينيه‪..‬‬
‫لو قالت بأنها والدته فستُسبب بذلك ُمشكلة بين األم وولدها‪..‬‬
‫ماذا تفعل ‪..‬؟! ومن تلك الفتاة التي تُشبه أسمها كي يغضب ألجلها الى هذه الدرجه ‪..‬؟!‬
‫إنه ُمجرد تشابه باإلسم وهذا شيء ال يدعو للغضب بتاتا ً!‪..‬‬
‫هل تعلم والدته بأمرها ‪..‬؟!‬
‫هل تعمدت أن تختار هذا اإلسم من أجل أن مثالً يتغير ولدها أو ‪ ...‬أو ربما ال تعرف حتى!‪..‬‬
‫صحت من أفكارها على سؤاله لها ُمجددا ً ولكن بطريق ٍة أكثر حده‪..‬‬
‫ستُجيبه ‪ ..‬ولكن ‪ ....‬ال تُريد بالفعل أن تُسبب المشاكل للمرأة التي تهتم بها‪..‬‬
‫ستكذب ‪ ..‬أجل ستكذب فهذا األحمق يغضب ألسباب تافهه لذا ستكذب كي تُسكته‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬أنا‪..‬‬
‫رفع حاجبه فأكملت‪ :‬أنا ُمغرمه بالقصص الخياليه ‪ ..‬وقصة آليس ببالد العجائب هي إحداها ‪..‬‬
‫ال عالقة لي بالمرآة التي تُحبها وغضبت ألجلها‪..‬‬
‫ضاقت عيناه فكالمها األخير لم يُعجبه بتاتا ً‪..‬‬
‫ال تعلم لما وكيف بدأت بإسترداد شجاعتها فأكملت‪ :‬لذا على األقل إن كُنتَ ال تُريد اإلعتذار‬
‫على صدمك لي فال تصرخ بوجهي بهذه الطريقه وكأني خادمه ‪ ..‬أنا ضيفةٌ ُهنا وعليك‬
‫إحترامي‪..‬‬
‫سخريه وقال‪ :‬خساره ‪ ..‬لو كان هذا منزلي لطردتُك اآلن فورا ً‪..‬‬ ‫إبتسم بشيء من ال ُ‬
‫صدمت من وقاحته في حين قال إدريان‪ :‬إذا ً ما رأيُك لو تذهب الى منزلك وال تعود الى ُهنا‬ ‫ُ‬
‫‪..‬؟!‬
‫بأنك ستُغيرينه إن أدرتُ ذلك ‪..‬؟! حسنا ً قومي بتغييره‪..‬‬ ‫تجاهله ريكس قائالً آلليس‪ :‬ألم تقولي ِ‬
‫فتحت فمها لترد ولكن ‪ ......‬لقد إستفزها كالمه ولكنها بالفعل قد قالت بأنها ستُغيره‪..‬‬
‫رفع يده ُمشيرا ً للرقم ثالثه يقول‪ :‬خالل ثالثة أيام إختاري إسما ً آخر مختلف عن آليس‪..‬‬
‫سخريه وهو يتجاوزها صاعدا ً الى األعلى‪ :‬كسندريال أو سنووايت مثالً‪..‬‬ ‫وأكمل بشيء من ال ُ‬
‫إصطبغ وجهها باللون األحمر من شدة الغضب ولم تجد ردا ً ُمناسبا ً له‪..‬‬
‫سخريته إستفزتها بالفعل!!!‪..‬‬ ‫لقد سخر منها ‪ُ ..‬‬
‫حادث إدريان آليس قائالً وهو يرفع صوته كي يسمع ريكس‪ :‬أنصحك أيضا ً بتغيير إسمك ‪..‬‬
‫أخشى أن تكون نهايتك أن تُقتلي بشكل بشع كما حدث آلليس التي قبلك‪..‬‬
‫توقف ريكس في مكانه وبشكل ُمفاجئ توالت في ذهن صورتها وهي مضجعة بدمائها وكأنها‬
‫في برك ٍة حمراء‪..‬‬
‫شد على أسنانه وإلتفت على إدريان‪..‬‬
‫لكمه بكُل غضب في وجهه فشهقت آليس بصدمه مما فعل!!‪..‬‬
‫أمسك بالدرابزين فورا ً كي ال يقع‪..‬‬
‫شد على فمه فلقد آلمه فكه كثيرا ً ‪ ..‬نظر الى ريكس بعينيه حادتين وهو يقول‪ :‬وجه لكمتك‬
‫للشخص الذي قتلها ولستُ أنا‪..‬‬
‫أمسكه ريكس من ياقة قميصه يقول‪ :‬تحدّث عنها ُمجددا ً وسأحرص على تشويه وجهك الجميل‬
‫الذي تحتاجه بشده في عملك‪..‬‬
‫سخريه يقول‪ :‬أُضرب وجهي الجميل هذا كي أقلب الصحافة ضدك فهذا الشيء‬ ‫إبتسم إدريان ب ُ‬
‫سيزيد من شُهرتي إن كُنتَ ال تعلم‪..‬‬
‫أكمل بعدها بسخرية أكبر‪ :‬لكن إنتبه وال تقتلني كما قتلت المدعو بفابريان فأنا أخشى على‬
‫سمعة والدي التي بالتـ‪...‬‬ ‫ُ‬
‫أسكته ريكس بلكم ٍة أُخرى جعلته يبصق دما ً من شفتيه‪..‬‬
‫تقدمت آليس فورا ً وأبعدت إدريان عن يديه وهي تصرخ‪ :‬كفـــــــــــى!!‪..‬‬
‫نظرت الى ريكس بعينين حادتين ومصدومتين بالوقت ذاته‪..‬‬
‫قاتل ‪ !!..‬قاتــــــل!‪..‬‬
‫باتت تشعر بأن حتى الحادث الذي سببه لها كان بنية القتل!‪..‬‬
‫كيف لوحش كهذا أن يعيش ويكون فردا ً من هذه العائله ‪..‬؟!!‬
‫نظر بهدوء الى نظراتها التي تصرخ كُرها وإشمئزازا ً وكأنه وحش سافك للدماء‪..‬‬
‫نظر بعدها الى إدريان الذي كان يسمح الدم من فمه وهو ينظر إليهما بهدوء‪..‬‬
‫إلتفت وبعدها تجاوزهما وخرج خارج المنزل‪..‬‬
‫بقي إدريان في مكانه لفتره وعينيه يملؤهما الضيق بعدها صعد الدرج وإختفى‪..‬‬
‫جلست آليس على األرض حيث كانت تقف وهي في أوج صدمتها‪..‬‬
‫ما حدث كان كثيرا ً‪..‬‬
‫لم تتوقع أن تجد أخوان يتقاتالن بالشكل هذا أبدا ً‪..‬‬
‫لم تتخيل بأن يكون أحدهما قاتالً حتى!!‪..‬‬
‫شعرت بقشعريره سرت في جسدها وهي تهمس‪ :‬قام بدهسي بالسياره ‪ ..‬حتى أني كُنتُ على‬
‫كُرسي ُمتحرك كما قالت جينيفر ‪ .....‬يستحيل أن أكون إعترضتُ الشارع فجأه ولم يرني‬
‫فالمشي بالكُرسي ال ُمتحرك صعب‪..‬‬
‫بدأت دموعها تتجمع بعينيها وهي تُكمل بنفس الهمس‪ :‬لقد شاهدني بدون أدنى شك ‪ ....‬ولم‬
‫يوقف السياره‪..‬‬
‫غزا الخوف قلبها بشكل ال يُصدق وشعرت بجسدها يرتعش‪..‬‬
‫تلك الحادثه كانت ُمتعمده بالفعل!!‪..‬‬
‫إذا ً ‪ ....‬هل حتى عدم معرفة عائلتي عني ُمتعمد أيضا ً ‪..‬؟!‬
‫ورعب وهي تُكمل‪ :‬هل ‪ .....‬قُتلوا إذا ً ‪..‬؟!‬ ‫بدأت تتسع عينيها بصدمه ُ‬

‫ـ ‪ PART END‬ـ‬

‫ـ ‪ part 8‬ـ‬

‫‪2 January‬‬
‫‪9:40 am‬‬

‫الجو كان دافئا ً لهذا الصباح بعكس األمس‪..‬‬


‫ألقى الدكتور كلمته األخيره قبل أن يُغادر القاعة بعد إنتهاء ُمحاضرته التي إستمرت لساعه‬
‫والربع‪..‬‬
‫طالب والطالبات بشكل متتالي بينما كانت إليان تُرتب حاجياتها في حقيبتها بكُل هدوء‬ ‫خرج ال ُ‬
‫‪..‬‬
‫بشعر يكاد يكون كاألوالد وهي تقول‪ :‬إليان أين جيسيكا ‪..‬؟! هل تعلمين لما‬ ‫ٍ‬ ‫جلست فتاة بيضاء‬
‫تغيبت ‪..‬؟!‬
‫إليان‪ :‬ال أعلم ‪ ..‬لم تُخبرني كعادتها‪..‬‬
‫أمالت الفتاة شفتيها ثُم قالت بحماس‪ :‬إذا ً هل تأتين معنا الى الكافتيريا لتناول بعض الطعام ‪..‬؟!‬
‫الفتاة تُدعى سولي وهي تُعتبر إحدى صديقات إليان ولكنها ليست ُمقربه مثل جيسيكا التي‬
‫ت ُرافقها في كُل مكان‪..‬‬
‫نظرت إليان الى الساعه وقالت‪ :‬تبقى نصف ساعه عن ال ُمحاضرة التاليه‪..‬‬
‫أكملت بشيء من التعب‪ :‬آسفه سولي ال أضن بأنه يُمكنني فالوقت قصير وأنا بحق أُريد‬
‫الذهاب الى المكتبه بحثا ً عن المرجع الذي طلبه منا الدكتور فيليب‪..‬‬
‫تململت سولي قليالً بعدها قالت‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬لكن إسمعي ‪ ..‬إن إنتهيتي ُمبكرا ً فتعالي إلينا ‪..‬‬
‫إتصلي وسأخبرك أين أنا بالضبط‪..‬‬
‫تململت سولي قليالً بعدها قالت‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬لكن إسمعي ‪ ..‬إن إنتهيتي ُمبكرا ً فتعالي إلينا ‪..‬‬
‫إتصلي وسأخبرك أين أنا بالضبط‪..‬‬
‫هزت إليان رأسها تقول‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫ولوحت لها وغادرت الى خارج القاعه‪..‬‬ ‫إبتسمت سولي ّ‬
‫وقفت إليان وحملت حقيبتها على كتفها األيمن وأمسكت بيدها اليُسرى كتاب المادة التي‬
‫يُدرسها إياها الدكتور فيليب‪..‬‬
‫خرجت وإتجهت ُمباشرةً الى مكتبة الكُليه الكبيره والتي ال يدخلها ويهتم ألمرها سوى‬
‫ال ُمتفوقون وال ُمهتمون من أمثالها‪..‬‬
‫دخلت الى المكتبه التي تتسم بالهدوء التام وبدأت تمشي بين أرفف الكتب حتى وصلت الى‬
‫زاوية المكتبه حيث القسم الذي تُريده‪..‬‬
‫فتحت الكتاب وقرأت ُمجددا ً إسم المرجع الذي تُريده وإسم المؤلف‪..‬‬
‫بدأت تبحث بهدوء حتى عثرت أخيرا ً عليه‪..‬‬
‫جلست على كُرسي القراءه بهدوء وبدأت تبحث عن المطلوب منها تلخيصه‪..‬‬
‫دقائق مرت وهي تُلخص ما بحثت عنه في صفحة الكتاب المطلوب‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وهمست قائله‪ :‬كُنتُ ُمخطئه عندما لم آخذ معي كوبا ً من القهوه ‪ ..‬رأسي بدأ‬
‫يؤلمني كالعادة من شدة التركيز‪..‬‬
‫نظرت الى ساعتها فرأت بأنه لم يتبقى على موعد ال ُمحاضرة التاليه سوى عشر دقايق‪..‬‬
‫لم تنهي عملها بعد وفي ال ُمقابل لم يتبقى لها سوى القليل ‪ ..‬إذا ً لن يُمكنها تناول شيء مع‬
‫سولي والبقيات‪..‬‬
‫ال بأس ستتحمل حتى تنتهي ال ُمحاضرة التاليه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما سمعت صرخ ٍة مكتومه جدا ً‪..‬‬
‫جهة الصوت فما كان إال أن شاهدت أرفف كتب عمالقه‪..‬‬ ‫إلتفتت الى ِ‬
‫هل ‪ ...‬كانت تتهيأ ‪..‬؟!‬
‫ت أرفف الكتب التي تمأل المكان‪..‬‬ ‫كثر ِ‬
‫من الصعب أن ترى أي شيء من َ‬
‫عاودت النظر الى كتابها وأكملت ما بدأت به‪..‬‬
‫ما إن أنتهت حتى وقفت وهي تهمس‪ :‬أخيرا ً‪..‬‬
‫أعادت ال ُمعجم الى مكانه بعدها وضعت أقالمها وكتابها بالحقيبه‪..‬‬
‫مشت قليالً ُمتجهةً الى الخارج ولكنها إصطدمت بفتاةً كانت تركض وكادت أن تقع لوال أنها‬
‫أمسكت برف الكتب الذي بجانبها‪..‬‬
‫نظرت الى الفتاة وكادت أن تشتمها لركضها في مكان هادئ كالمكتبه لكنها فوجئت بمظهرها‬
‫حيث كان أحمر شفاهها ملطخ بالقرب من شفتيها وتُمسك أزارير قميصها العلويه بقوه‪..‬‬
‫دُهشت الفتاه بعدها دفعتها بعيدا ً عنها وذهبت بإتجاه دورة المياه الموجوده بقسم المكتبه‪..‬‬
‫تألمت إليان عندما وقعت على األرض بسبب دفعتها الشرسه تلك ولكن حيرتها بمظهرها الفتاه‬
‫غطى على هذا‪..‬‬
‫هل ‪ُ ....‬خيّل لها أن الدموع كانت تمأل عيني الفتاة أو ال ‪..‬؟!‬
‫وقفت وعدّلت من هندامها ورفعت رأسها حالما سمعت صوتا ً قادما ً من القسم الذي كانت‬
‫تركض الفتاة خارجةً منها‪..‬‬
‫دُهشت للحضه عندما وقعت عيناها على دكتورها آرثر والصدمة التي كست مالمحه عندما‬
‫شاهدها‪..‬‬
‫تنهدت وإلتفتت ُمغادره ‪ ..‬لقد فهمت األمر اآلن‪..‬‬
‫ال شيء جديد فمثل هذه األمور ُمنتشره كثيرا ً في الكليات لذا ال داعي ألن تُصدم‪..‬‬
‫وآرثر هذا لطالما كان يحمل مظهرا ً عابثا ً يجعل من يراه يتوقع بأنه من هذا النوع‪..‬‬
‫ت تريدين النجاح فقط‬‫خرجت من المكتبه وهمست‪ :‬تجاهلي ما حدث ‪ ..‬ال يهمك األمر بتاتا ً فأن ِ‬
‫‪..‬‬
‫وبالفعل تجاهلته تماما ً وكأن التجاهل بالفعل هو الحل األمثل لهذه المواقف!‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:30 am‬‬

‫كان يجلس بهدوء تام على مكتبه وأمامه ورقة ما يقرأها‪..‬‬


‫حالما إنتهى رفع عينيه الى الشاب القصير الذي يقف أمامه وقال‪ :‬ال بأس ‪ ..‬إذهب اآلن ورتب‬
‫تلك األمور التي أخبرتُك عنها‪..‬‬
‫هز الشاب رأسه يقول‪ :‬سينتهي كُل شيء سريعا ً‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وخرج من المكتب‪..‬‬
‫إسترخى هذا الشاب صاحب الشعر األسود والذي لم يكن سوى ريكس نفسه‪..‬‬
‫سخريه وهو يتذكر كالم والده ليلة‬ ‫بقي ينظر في الفراغ لفتره بعدها إلتوت شفتيه بشيء من ال ُ‬
‫األمس‪..‬‬
‫"مشاكلك بدأت تزداد ‪ ..‬إنسى أمر أن أتدخل وأُخرجك من هذه القضيه"‬
‫همس بينه وبين نفسه‪ :‬ليس وكأنني كُنتُ بحاجة ُمساعدتك أصالً!‪..‬‬
‫لديه بدل الطريقة ألف طريقة إلخراج نفسه من مثل هذه القضية ال ُملفقه‪..‬‬
‫هذه ليست المرة األولى ‪ ..‬لقد لُفقت سابقا ً ضده العديد من القضايا كالرشوة والغش التجاري‬
‫وحتى غسيل األموال وإستطاع أن يخرج منها جميعها‪..‬‬
‫أصحبت التُهم ال ُملفقه هذه روتينا ً طبيعيا ً من حياته العمليه‪..‬‬
‫سلطته التجاريه‪..‬‬ ‫وكعادته اآلن إستطاع أن يؤجل أمر القبض عليه عن طريق ُ‬
‫سيُخرج نفسه من التهم هذه قبل أن يحين موعد إنتهاء ال ُمهلة التي إستطاع ُمحاميه الخاص‬
‫أن يوفرها له‪..‬‬
‫شخصيا ً ‪ ....‬بدأ ينزعج من تدخالت كارلوس ال ُمستمره لتشويه سمعته وتوريطه بالقضايا‪..‬‬
‫شخص ضعيف يملك شركة تحاول أن تصعد في السوق عن طريق توريط ُمنافسيها‪..‬‬
‫لو لم يكن ذلك المدعو بتروي حوله ألفلست شركته منذ زمن‪..‬‬
‫هو ‪ ..‬منذ سنتان يتجاهل محاوالتهما الفاشله بتدميره ولكن عليه أن يضع حدا ً‪..‬‬
‫لديه هدف يسعى إليه وال يريد من أمثالهما أن يؤخرانه بلعبها الفاشل هذا‪..‬‬

‫***‬
‫‪4:30 pm‬‬

‫إبتسمت وهي تنظر الى شاشة هاتفها‪..‬‬


‫أصبحت تملك اآلن رقم جينيفر وإبنها إدريان ‪ ..‬لقد طلبت منهما أن يُعطيانها رقمهما‪..‬‬
‫على األقل لو إحتاجتهما فسيمكنها اإلتصال بدل إنتظار أن يأتيان الى المنزل‪..‬‬
‫أجل ‪ ..‬اإلنتظار‪..‬‬
‫رفعت رأسها بملل وأكملت هامسه‪ :‬فلقد عُدتُ بالفعل الى المنزل الكئيب لوحدي ُمجددا ً‪..‬‬
‫تنهدت ‪ ..‬البارحه وفي العصر أيضا ً أرسلتها جينيفر الى المنزل مع السائق ‪ ..‬ال تزال ترفض‬
‫أن تبقى معهم في ذلك المنزل‪..‬‬
‫لم تستطع أن تُعارض ‪ ..‬ففي النهايه هي فتاة غريبه لذا ليس عليها أن تفرض نفسها عليهم‬
‫الى هذا الحد!‪..‬‬
‫يكفي بأنهم يهتمون بها وكأنها فردا ً من العائله‪..‬‬
‫صراخ‪..‬‬ ‫رفعت رأسها فور ما إن وصل الى مسامعها صوت تحطيم و ُ‬
‫غرفتها المفتوحه بعدها وقفت وذهبت فورا ً إليها‪..‬‬ ‫نظرت الى نافذة ُ‬
‫سفلي مفتوحه‬ ‫نظرت الى المنزل الذي يُقابل نافذتها فضاقت عيناها وهي ترى نافذة الطابق ال ُ‬
‫غير عن العاده وإستطاعت أن ترى بأنه مطبخ‪..‬‬
‫تحطم آخر والصوت بالفعل قادم من هذا المنزل‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫سمعت ُمجددا ً صوت‬
‫ماذا يحدث ‪..‬؟!‬
‫شجارا ً يحدث بالداخل‪..‬‬ ‫لقد بدأت تشعر بالقلق ‪ ..‬يبدو بأن ِ‬
‫لقد كانت تعلم بأن ذلك المنزل غير طبيعي وتصرفات ذلك الصبي غير مفهومه‪..‬‬
‫دُهشت عندما فُتح باب المنزل األمامي وخرج الصبي وهو يصرخ في وجه امرأة في الخمسين‬
‫من عُمرها قائالً‪ :‬لن أفعل ولن تُجبريني على اإلنصات ‪ !!..‬سأفعل ما أُريده حتى لو أُضطررتُ‬
‫الى تحطيم كُل شيء فوق رؤوسهم!!‪..‬‬
‫تحدثت المرأة من داخل المنزل تقول بحده‪ :‬مارك أُدخل بسرعه لنبدأ بالتفاهم!!‪..‬‬
‫شد على أسنانه بغيض وقال‪ :‬لن أفعل ‪ ..‬سأُغادر ولن أعود إال في الليل ‪ ..‬ولو فتحتي‬
‫الموضوع ُمجددا ً فلن أعود ُمطلقا ً!!!‪..‬‬
‫بعدها غادر والمرأة تصرخ ُمناديةً على إسمه ولكن ال ُمجيب‪..‬‬
‫بقيت آليس تُراقب هذه األحداث بهدوء تام بعدها همست‪ :‬بالفعل هذا المنزل مليء بالمشاكل‪..‬‬
‫ما إن أنهت جملتها حتى سمعت باب المنزل يُغلق بقوه فأكملت‪ :‬أ ُمه غاضبه جدا ً‪..‬‬
‫نظرت بإتجاه الشارع وبالكاد تستطيع رؤية بعض فنافذة منزلها ال تفتح على ُمقدمة المنزل‪..‬‬
‫تنهدت وتسائلت في نفسها قائله‪ :‬من ال ُمخطئ ‪..‬؟! األُم أو الولد ‪..‬؟! أَضن بالعاده سيكون‬
‫الولد فاألطفال في عمره عنيدون ‪ ..‬إنهم في مرحلة ال ُمراهقه وفي ال ُمقابل يقع الخطأ على أمه‬
‫فهي لم تتصرف معه التصرف الصحيح ‪ ..‬عليها أن تعي وتعرف األساليب ال ُمناسبه للتحدث‬
‫معهم‪..‬‬
‫إبتسمت قليالً وأكملت‪ :‬أصلح ألن أكون ُمصلحه إجتماعيه أو طبيبه نفسيه‪..‬‬
‫"سأفعل ما أُريده حتى لو أُضطررتُ الى تحطيم كُل شيء فوق رؤوسهم" !!‪..‬‬
‫تنهدت ُمجددا ً وهي تتذكر جملته هذه‪..‬‬
‫من عساه يقصد ‪..‬؟!‬
‫مكان قريب‬
‫ٍ‬ ‫همست‪ :‬على أية حال هل غادر المنزل بالفعل ‪..‬؟! أم أنه فقط ذهب ليجلس في‬
‫‪..‬؟!‬
‫تذكرت بأنه كُل ليله كان يقف لفترة طويله أمام باب منزله‪..‬‬
‫هل األمر له عالقة بمشاكله مع والدته ‪..‬؟!‬
‫على أية حال ليس له أصدقاء في الجوار ‪ ..‬فلو كان كذلك لبقي عندهم حتى وقت متأخر بدالً‬
‫من الوقوف أمام باب المنزل‪..‬‬
‫مكان ما ‪ ..‬على‬‫ٍ‬ ‫إبتسمت وأكملت‪ :‬وهذا يعني بأنه أيضا ً اآلن لم يبتعد ‪ ..‬بالتأكيد هو يجلس في‬
‫األقل لو حدث وكان يريد الذهاب الى أصدقائه فسيحتاج ألن يتصل عليهم أوالً‪..‬‬
‫سماوي اللون وإرتدته وهي تخرج من الغرفه‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫إبتعدت عن النافذه وأخذت جاكيتيا ً طويالً‬
‫نزلت الى األسفل وإرتدت حذائها الذي كان بصندوق األحذيه بعدها خرجت من المنزل‪..‬‬
‫قطعت الساحه األماميه وهي تقول‪ :‬ال مكان ُمناسب أكثر للجلوس فيه سوى الحديقة التي تقع‬
‫في الجهه ال ُمقابله‪..‬‬
‫خرجت من المنزل ونظرة يُمنة ويُسرى قبل أن تقطع هذا الشارع الهادئ وتذهب الى الحديقه‬
‫‪..‬‬
‫ال تعلم إن كان يُسمى هذا لُطفا ً وإهتماما ً أم تدخالً في شؤون الغير‪..‬‬
‫ولكنها تُريد ُمقابلته والتحدث معه‪..‬‬
‫لن تخسر شيئا ً فهي متفرغة بشكل دائم على أية حال‪..‬‬
‫ضحكت ُرغما ً عنها هامسه‪ :‬أصبت ‪ ..‬إنه ُهناك بالفعل‪..‬‬
‫إتجهت حيث كان يجلس على كُرسي خشبي تحت أحد األشجار ومشغول بتفكيك سماعات جهاز‬
‫التسجيل الذي يحمله‪..‬‬
‫وقفت أمامه وإبتسمت تقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫رفع رأسه ونظر إليها ‪ ..‬لم يعرفها في الوهلة األولى فقال‪ :‬ماذا تُريدين ‪..‬؟!‬
‫وقبل أن تفتح فمها عرفها فقال بشيء من اإلنزعاج‪ :‬أُغربي عن وجهي قبل أن أتسبب‬
‫ب ُمشكل ٍة كبيره معك!!‪..‬‬
‫جلست بجواره وهي تقول‪ :‬سأُغادر إن أردت ولكن على األقل أخبرني السبب ‪ ..‬لو فعلت‬
‫فسأُقسم لك أال أُظهر وجهي أمامك‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬أال تضن بأنه من حقي أن أعرف‪..‬‬
‫إنزعج منها وال يُريد بحق أن يتسبب ب ُمشكله لذا قرر تجاهلها وهو يضع السماعات على أذنه‬
‫وبدأ بإختيار أحد األغاني لتشغيلها‪..‬‬
‫آليس‪ :‬أمممم هل أستطيع أن أسمع أيضا ً ‪..‬؟!‬
‫أجاب وهو يختار األُغنيه‪ :‬ال‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره ليست بالقليله بعدها قالت‪ :‬ال أعلم إن كُنت تسمع صوتي اآلن أو ال ولكن‬
‫‪ .....‬أستطيع ُمساعدتك لو أردت‪..‬‬
‫تظاهر مارك بأنه لم يسمعها وحاول قدر ال ُمستطاع السيطرة على أعصابه فكالمها هذا يعني‬
‫بأنها قد سمعت شجاره قبل قليل‪..‬‬
‫تحدثت آليس ُمجددا ً وهي ُمتأكده بأنه يستمع وقالت‪ :‬من الواضح بأنك تُريد الهروب من‬
‫المنزل وأ ُخمن بأنك لم تفعلها من قبل ‪ ..‬ال أدري إن كان السبب هو خوفك من أُمك أو ألنك ال‬
‫تملك أصدقائا ً لتطلب منهم المكوث في منزلهم لفتره ‪ ..‬ولكني واثقه بأنك بحق تريد الهروب ‪..‬‬
‫ال أعلم لما أنا واثقه ولكن تصرفاتك هي من جعلتني أتوقع هذا‪..‬‬
‫سخريه وقال‪ :‬لما هل حدث ونويتي الهروب من المنزل كي تتظاهري بأنك‬ ‫إبتسم بشيء من ال ُ‬
‫تفهمين معنى تصرفاتي ‪..‬؟!‬
‫دُهشت للحضه وبقيت تنظر إليه‪..‬‬
‫تعجب ونظر إليها فأشاحت بنظرها عنه ببطىء وهي تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ..‬ولكن هل من ال ُممكن‬
‫بأن هذا صحيح ‪..‬؟! إن لم يكن كذلك فكيف لي أن أتوقع هذا وأُجزم عليه!‪..‬‬
‫رفع حاجبه ‪ ..‬هل تسخر منه أم ماذا ‪..‬؟!‬
‫همست ُمجددا ً لنفسها‪ :‬هل لهذا السبب تعاطفتُ معه ‪..‬؟! هل لهذا السبب أوقعتُ اللوم ُمباشرةً‬
‫على األم ألنها ال تُحاول أن تفهم إبنها ‪..‬؟!‬
‫رفعت يدها وأمسكت برأسها قليالً‪..‬‬
‫عقد مارك حاجبه وبدا له أنها لم تكن تسخر فهي تُحدث نفسها وبشكل غريب‪..‬‬
‫ضاقت عينها وهمست‪ :‬أم أني كالعاده أتخيل وأن كالمي ال عالقة له بماضيي أبدا ً ‪ ..‬يبدو بأن‬
‫رغبتي في تذكر حياتي تجعلني أشك في كُل تصرفاتي وأربطها بالماضي ‪ ..‬علي أن أفصل بين‬
‫األمرين قدر ال ُمستطاع‪..‬‬
‫ت مجنونه فمارسي جنونك بعيدا ً عني‪..‬‬ ‫مارك ببرود‪ :‬إن كُن ِ‬
‫إلتفتت تنظر إليه بعدها إبتسمت تقول‪ :‬ههههه أعتذر ‪ ..‬أعلم بأني بالتأكيد بدوتُ بلهاء ولكن‬
‫كان عليك أن تتغاضى قليالً‪..‬‬
‫أكملت بعدها‪ :‬فأنا إن كُنتَ ال تعلم فتاة فقدت ذاكرتها‪..‬‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه وقال بسرعه‪ :‬حقا ً ‪..‬؟!!!‬
‫هزت رأسها باإليجاب فبدت الدهشة على مالمحه قليالً بعدها أمال شفتيه وقال‪ :‬لهذا كُن ِ‬
‫ت‬ ‫ّ‬
‫تتصرفين ببالهه وتتحدثين معي وكأنك ال تعلمين ما حدث‪..‬‬
‫عقدت حاجبها فكالمه غريب بعض الشيء‪..‬‬
‫فتحت فمها لتسأله لكنه قاطعها قائالً‪ :‬وكيف فقدتها ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬بحادث سياره‪..‬‬
‫مارك‪ :‬منذ متى ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬قبل شهر تقريبا ً‪..‬‬
‫ت تلك المغروره وال يوجد ألصحاب المنزل فتاة أُخرى فما عالقتك بهم ‪..‬؟!‬ ‫ت لس ِ‬
‫مارك‪ :‬أن ِ‬
‫ضحكت وقالت‪ :‬إبنهم قام بصدمي لذا هم يعوضوني باإلعتناء بي لحين عثور عائلتي علي‪..‬‬
‫ت غريبة عنهم ‪..‬؟!‬ ‫دُهش للحضه بعدها قال‪ :‬يعني أن ِ‬
‫هزت رأسها باإليجاب فسأل‪ :‬منذ شهر ولم يجدوك عائلتك ‪..‬؟! من المفترض بأنهم بحثوا عنك‬
‫في كُل مكان ‪ ..‬في المستشفيات وأقسام الشُرطه فكيف لم يجدوك ‪..‬؟!‬
‫هذا السؤال ‪ ....‬لم تستطع الرد عليه ُمطلقا ً‪..‬‬
‫عندما لم يجد جوابا ً قال‪ :‬ألم تكوني تحملي معك أوراقا ً تُثبت هويتك ‪..‬؟!‬
‫سألته‪ :‬أنت تحمل اآلن ‪..‬؟!‬
‫تعجب وأجابها‪ :‬ال‪..‬‬
‫آليس‪ :‬إذا ً األمر كان ذاته معي ‪ ..‬لم يجدوا شيئا ً لذا قد أكون خرجت ألمر بسيط وحدث الحادث‬
‫وقتها‪..‬‬
‫مارك‪ :‬إذا ً من ال ُمفترض أن يكون الحادث حدث بالقرب من منزلك في هذه الحاله‪..‬‬
‫دُهشت من كالمه فأكمل‪ :‬بالعاده الذين يخرجون ألمور بسيطه وغير بعيده عن المنزل ال‬
‫صدمتي بالقرب من‬ ‫يحتاجون ألخذ هواتفهم أو محافضهم معهم ‪ ..‬إذا ً من ال ُمفترض بأنك ُ‬
‫منزلك فكيف لم يعرفوا عن أمرك ‪..‬؟! هذا عجيب‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه بشيء من الدهشه ولم تعرف بماذا تُعلق فنظر مارك إليها قليالً بعدها قال‪:‬‬
‫حسنا ً ال أضنهم مثالً يكرهوك أو شيء من هذا القبيل ‪ ..‬لذا ما دامهم لم يجدوك بعد لذا أضن‬
‫صدمتي بمكان بعيد جدا ً جدا ً عن منزلك ‪ ..‬هل سألتي الطبيب أو الشُرطه ما إن كانوا قد‬ ‫بأنك ُ‬
‫وجدوا معك شيئا ً ‪..‬؟! ربما وجدوا ولكنك لم تسأليهم وفي ال ُمقابل هم نسوا األمر ‪ !..‬ال تُفكري‬
‫سلبيا ً‪..‬‬
‫تفكيرا ً ِ‬
‫هزت رأسها بهدوء ولم تُعلق ولكن رأسها مليئا ً باألمور التشاؤميه‪..‬‬
‫شيئا ً كـ أنها يتيمه‪..‬‬
‫أو أنها كانت عالة عليهم‪..‬‬
‫أو ‪ .....‬ال تعلم ماذا‪..‬‬
‫حاولت قدر ال ُمستطاع تجاهل التفكير بهذا الموضوع السلبي وقالت لتُغير الموضوع‪ :‬في أي‬
‫صف تدرس ‪..‬؟!‬
‫رفع حاجبه قليالً بعدها قال‪ :‬في سنتي األولى بالثانويه‪..‬‬
‫آليس‪ :‬أووه قريبا ً مما توقعت ‪ ..‬ضننتُك ألول مرة في الصف الثاني‪..‬‬
‫ت بأن إبنهم من صدمك ‪ ..‬هل قصدتي األكبر أم ال ُمغني ‪..‬؟!‬ ‫مارك متجاهالً كالمها‪ :‬عندما قُل ِ‬
‫آليس‪ :‬األكبر‪..‬‬
‫مارك‪ :‬إعتذر إليك ‪..‬؟!‬
‫تنهدت تقول‪ :‬لألسف ال‪..‬‬
‫أمال شفتيه بسخريه يقول‪ :‬هذا متوقع‪..‬‬
‫وقف وأكمل‪ :‬أنا ُمغادر‪..‬‬
‫تعجبت وسألته‪ :‬الى أين ‪..‬؟!‬
‫مارك‪ :‬وما عالقتك لتسأليني ‪..‬؟!‬
‫أمالت شفتيها تقول‪ :‬حسنا ً مع السالمه ‪ ..‬وكما أخبرتُك سابقا ً ‪ ..‬إن كُنتَ تحتاج الى ُمساعدتي‬
‫فال تتردد‪..‬‬
‫إلتفت وغادر متجاهالً كالمها فتنهدت وهمست‪ :‬بدل من التحدث عنه تحول الموضوع‬
‫وأصبحنا نتحدث عني أنا‪..‬‬
‫صمتت قليالً بعدها قالت‪ :‬بالتفكير باألمر ‪ ..‬فذلك الشاب الذي صدمني لم أُقابله سوى مرتين‬
‫في شهر كامل ‪ ..‬حتى أُخته أضنها ال تزال تضنني أحدى الخدم‪..‬‬
‫وقفت وقررت التمشي قليالً في الحديقة قبل العودة الى المنزل‪..‬‬

‫***‬

‫‪7:11 pm‬‬
‫إسمه الرمزي كان دارسي‪..‬‬
‫والذي يعني بالفرنسيه ال ُمظلم‪..‬‬
‫ال يعرف إسمه الحقيقي سوى القلة فقط‪..‬‬
‫يمتاز بطول فارع وشعر كلون الفحم بعينين سوداوتين والعديد من األقراط الفضيه التي تمأل‬
‫أُذنه اليُسرى‪..‬‬
‫من يرى هذه الصفات يعرف بأنه فورا ً القاتل المأجور دارسي‪..‬‬

‫جلس بهدوء على كُرسي شبه ُمريح بداخل هذه الغرفة ذات األثاث البسيط للغايه‪..‬‬
‫قال بهدوء للرجل الذي رافقه الى هنا‪ :‬إستدعي لي جيرمي‪..‬‬
‫هز رأسه وغادر الغرفه‪..‬‬
‫خالل دقائق طرق جيرمي الباب ودخل بعدها يقول‪ :‬إستدعيتني يا زعيم ‪..‬؟!‬
‫دارسي‪ :‬أُدخل وأغلق الباب خلفك‪..‬‬
‫دخل وأغلق الباب خلفه بعدها تقدم ووقف أمامه فقال له‪ :‬إجلس‪..‬‬
‫جلس بالكُرسي ال ُمقابل فتنهد دارسي وعدّل من جلسته ونظر الى جيرمي‪..‬‬
‫كان في الثامنة والعشرين من عُمره ‪ ..‬قصير بعض الشيء ويمتلك بعض العضالت ‪ ..‬صاحب‬
‫وجه أبله بعض الشيء وشعر كثيف بُني اللون‪..‬‬
‫إبتسم له يقول‪ :‬جيرمي أتتذكر ماذا حدث في آخر عمليه ‪..‬؟!‬
‫دُهش جيرمي وطأطأ رأسه بخجل يقول‪ :‬أعتذر أشد اإلعتذار‪..‬‬
‫دراسي ببرود‪ :‬وبماذا سيُفيدني إعتذارك ‪..‬؟!‬
‫بدأت الصدمه تح ُّل على جيرمي وقال بسرعه‪ :‬أرجوك ال تطردني وال تقم بقتلي ‪ ..‬أعلم بأن‬
‫خطأي كبير وال يُغتفر ولكن إصفح عني ‪ ..‬سأرضى بأي ِعقاب تختاره ولكن أرجوك ال تُنهي‬
‫حياتي‪..‬‬
‫ي أنا شخصيا ً ‪ ..‬أصبحت كالنقطة السوداء في‬ ‫دارسي ببرود‪ :‬خطأك هذا عاد بالضرر عل ّ‬
‫تاريخي‪..‬‬
‫جثى جيرمي على ركبتيه أمامه ودموعه حقا ً بدأت تتجمع في عينيه وهو يقول بكُل رجاء‪:‬‬
‫أرجوك ال تُنهي حياتي ‪ ..‬سأفعل أي شيء ‪ ..‬سأفعل أي شيء تُريده ولكن ال تقتُلني بتاتا ً ‪ ..‬ال‬
‫تُنهي حياتي ‪ ..‬أرجوك صدقني سأوافق على أي طلب تطلبه ولكن أرجووك ال تفعل‪..‬‬
‫بقي ينظر إليه دارسي ببرود تام لفترة ليست بالقليله جعلت جيرمي يرتجف أكثر ويتأكد بأن‬
‫زعيمه لن يرحمه ُمطلقا ً‪..‬‬
‫دقيقتين مرت قبل أن يتحدث دارسي قائالً‪ :‬أي شيء ‪..‬؟!‬
‫فَ ِرح جيرمي ُرغما ً عنه وأجابه بسرعه‪ :‬نعم نعم سأفعل أيا ً ما تطلبه أيا ً كان صدقني‪..‬‬
‫شخص مشهور قد قُتل ‪ ..‬إذهب وإعترف على‬ ‫ٌ‬ ‫إبتسم إبتسامة ليست بطيب ٍة إبدا ً وهو يقول‪:‬‬
‫فعلتك هذه‪..‬‬
‫صدم جيرمي من طلبه وتوقف لسانه في حلقه وهو ال يعلم ماذا يقول أو ماذا يفعل‪..‬‬ ‫ُ‬
‫تحدث دارسي بهدوء قائالً‪ :‬ذلك الشخص فاسد إجتماعيا ً ‪ ..‬إن كُنتَ تُريد مني أن أصفح عنك‬
‫فإعترف بقتله ‪ ..‬سأُعين لك ُمحاميا ً ُممتازا ً وكما أخبرتُك فذلك الشخص فاسد إجتماعيا ً ‪..‬‬
‫سيُحاول ال ُمحامي أن يقف في صفك وينتهي بك األمر بالسجن لخمس سنوات فحسب ‪ ..‬ما‬
‫رأيُك ‪..‬؟!‬
‫خمس سنوات فقط ‪..‬؟!!‬
‫إنها لثمن بسيط جدا ً ُمقابل الموت‪..‬‬
‫تحدث فورا ً يقول‪ :‬أنا موافق ‪ ..‬سأفعلُها ‪ ..‬سأفعلها صدقني ‪ ..‬فقط أخبرني من يكون وماذا‬
‫ي أن أفعل وسأُنفّذ كُل شيء‪..‬‬
‫عل ّ‬
‫إلتوت شفتي دارسي بإبتسامه ُمظلمه وهو يقول‪ :‬سأُرسلك الى ال ُمحامي وهو سيشرح لك كُل‬
‫شيء‪..‬‬
‫ضحك جيرمي ُرغما ً عنه يقول‪ :‬شُكرا ً لك ‪ ..‬سأُنفذ كُل هذا وسأثبت لك بأني شخص ُمخلص ال‬
‫يستحق الموت ‪ ..‬شُكرا ً لك‪..‬‬
‫أشار له برأسه ففهم جيرمي وغادر الغرفه وهو يُكرر شُكره مرارا ً وتكرارا ً‪..‬‬
‫إسترخى في مقعده وهمس بهدوء‪ :‬مسألة إخراجك يا ريكس من هذه القضيه أسهل من قضمة‬
‫لوح الشُوكوال‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:30 pm‬‬

‫جيسيكا وسولي وثالثةً أُخريات من صديقات إليان‪..‬‬


‫أحدهن شقراء بشعر ُمجعّد طويل تُدعى جوانا ‪ ..‬واألُخرى سمراء تلف شعرها األسود دائما ً‬
‫شعر قصير صبغته باألحمر تُدعى رين‪..‬‬ ‫الى األعلى تُدعى إيفا ‪ ..‬واألخيره ذات ٍ‬
‫قد تجمعن جميعا ً في إحدى المقاهي الغير شهيره منعا ً لإلزدحام الذي قد يحدث‪..‬‬
‫حجزت جيسيكا ُمسبقا ً طاولة وطلبت العديد من الطلبات من المقهى بعد دفع مبلغ ضخم لهم‪..‬‬
‫الليله ‪ ..‬هي ليلة يوم ميالد صديقتهن إليان‪..‬‬
‫جيسيكا كانت من أقنعت إليان بأن توافق على حضور إحتفال بسيط وبالكاد إقتنعت‪..‬‬
‫فتلك الفتاة ال ُمدهلل تعودت على اإلحتفاالت منذ صغرها حتى سأمتها تماما ً‪..‬‬
‫نظرت سولي الى جيسيكا وقالت‪ :‬ألم تتأخر ‪..‬؟!‬
‫جيسيكا‪ :‬ستأتي ال تقلقي ‪ ..‬تعرفين األميرات أمثالها ‪ ..‬ال يحبون الحضور ُمبكرا ً‬
‫هههههههههه‪..‬‬
‫ت ُمحقة بهذا الشأن هههههههههههههههه‪..‬‬ ‫سولي‪ :‬أن ِ‬
‫تململت رين تقول‪ :‬بدأتُ أشعر بالجوع‪..‬‬
‫إيفا‪ :‬رين ال تشبع أبدا ً‪..‬‬
‫رين‪ :‬ال لستُ جشعه الى هذا الحد!‪..‬‬
‫ضحكت إيفا بقوه في الوقت ذاته التي دخلت فيه إليان الى المقهى‪..‬‬
‫إبتسمت جوانا عندما رأتها ووقفت تقول‪ :‬حضرت أميرتنا‪..‬‬
‫رفعت إليان حاجبها وتقدمت منهن تقول‪ :‬تحبون السخافة كثيرا ً‪..‬‬
‫رين‪ :‬السخافة هي أجمل مافي الحياة‪..‬‬
‫بدأن بإحتضانها فتنهدت تهمس لهن‪ :‬لقد رأينا وجه بعضنا هذا الصباح ‪ ..‬لم تمر سوى ثمان‬
‫ساعات فحسب‪..‬‬
‫جلست سولي تقول‪ :‬إليان كالعاده تُفسد اللحضات بتعليقاتها الغير ُمفيده‪..‬‬
‫سكري الذي كشف عن فُستان هادئ قصير بلون الروز وهي تقول‪ :‬إن ِ‬
‫ت‬ ‫أنزلت إليان معطفها ال ُ‬
‫هي الغير ُمفيده ُهنا‪..‬‬
‫وضعت المعطف بالكُرسي ال ُمجاور وجلست على كُرسيها بجانب رين من الجهه الثانيه‬
‫وأمامها جيسيكا ثُم سولي ثُم جوانا وأخيرا ً إيفا‪..‬‬
‫ت صديقتُنا لذا ال داعي للرسميات ‪ ..‬ماذا تُريدين أوالً ‪ ..‬تناول بعض القهوه أو‬ ‫جيسيكا‪ :‬هيّا أن ِ‬
‫نُحضر لك كعكة عيد الميالد ونُعطيك الهدايا ‪..‬؟!‬
‫فكرت إليان قليالً بعدها قالت‪ :‬حسنا ً الكعكة أوالً‪..‬‬
‫إبتسمت جيسيكا وغادرت مقعدها هي وسولي‪..‬‬
‫إياك أن تقولي لي بأنها سخيفة مثل‬ ‫تحدثت رين تقول‪ :‬إسمعي ‪ ..‬لقد أحضرتُ لك هديه ‪ِ ..‬‬
‫المرة الماضيه‪..‬‬
‫ت من طلبتي رأيي بكُل صراحه‪..‬‬ ‫إبتسمت إليان تقول‪ :‬أولس ِ‬
‫رين بشيء من ال ُحزن‪ :‬لم أضن حينها أن قسوتك ستصل الى هذا الحد‪..‬‬
‫ضحكت إليان ُرغما ً عنها فهذه الفتاة هي حقا ً ألطف فتاة في المجموعه بتعبيراتها الغريبه التي‬
‫ترسمها على وجهها‪..‬‬
‫شيئا ً فشيئا ً إجتمع خمسة من الموضفين في المقهى حول الطاوله‪..‬‬
‫بدأوا يرددون أُغنية عيد الميالد "‪ "HAPPY BIRTHDAY‬بإسمها‪..‬‬
‫تقدمت ُكالً من سولي وجيسيكا وخلفهما شابا ً يحمل الكعكه المليئة بال ُمكسرات كما تُحبها‬
‫وفوقها العديد من الشموع‪..‬‬
‫وقفت صديقاتُها وبدأن بالغناء لها بينما رين إكتفت بالتصوير‪..‬‬
‫إبتسمت إليان لهم وإنتظرتهم حتى أنهوا غنائهم بعدها نظرت الى الكعكه‪..‬‬
‫أغمضت عيناها وبدأت تتمنى أُمنيتها التي ال تُريد سواها في هذه الفترة من حياتها على األقل‬
‫‪..‬‬
‫فتحت عيناها ُمجددا ً وبعدها بدأت بالنفخ على الشموع وإطفائها‪..‬‬
‫حالما أنهت إطفاء آخر شمعه صفقوا لهم جميعها فإبتسمت لهم‪..‬‬
‫بدأوا الموضفين بالمغادره بعد أن أنهوا ما عليهم في حين جلست سولي وجيسيكا على‬
‫مقاعدهما‪..‬‬
‫غمزت جيسيكا تقول‪ :‬ما رأيُك في الكعكه ‪..‬؟! أعرف بأنك تهوين كُل الحلويات التي تحوي‬
‫على ال ُمكسرات‪..‬‬
‫سولي‪ :‬هههههههه دائما ً ما تزورك في محل والدتك لذا أستطعتي إستنتاج هذا‪..‬‬
‫إليان بإبتسامه‪ :‬أنا حقا ً أشكركن على هذا‪..‬‬
‫رين بحماس‪ :‬هيه هيه إليان ماذا تمنيتي ‪..‬؟!‬
‫إيفا‪ :‬أجل أخبرينا ماذا تمنيتي!‪..‬‬
‫صمتت إليان قليالً بعدها ظهر البرود على وجهها تقول‪ :‬إنه سر يا عزيزاتي‪..‬‬
‫نفخت رين وجنتيها بعدم رضى في حين أخرجت جوانا كيس صغير بعض الشيء وقدمته الى‬
‫إليان تقول‪ :‬عيد ميالد سعيد حبيبتي إيلي‪..‬‬
‫إبتسمت إليان وأخذتها فبدأن بتسليم الهدايا لها‪..‬‬
‫كانت هذه الفتاة القصيره والتي تعمل في هذا المقهى تقف عند الباب تنظر الى الحفلة وبيدها‬
‫شوكوالتة التويكس ال ُمفضلة إليها‪..‬‬
‫دخل الشاب بعد أن أنهى أخذ طلبات إحدى الطاوالت وعندما مر بجانبها قال‪ :‬تيلدا ‪ ..‬لما واقفةً‬
‫بالطريق هكذا‪..‬‬
‫إبتعدت تيلدا عن طريقه تقول‪ :‬أُراقب الفتاة الثرية تلك‪..‬‬
‫نظر الشاب الى حيث تنظر وقال‪ :‬آه ‪ ..‬الفتيات الالتي يحتفلن بعيد ميالد زميلتهن‪..‬‬
‫ت عنها ثريه ‪..‬؟! ليس كُل من يشتري المالبس الباهضه يُدعى‬ ‫نظر الى تيلدا وأكمل‪ :‬ولما قُل ِ‬
‫عادي كهذا من أجل حفلة ميالدها‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫بالثري ‪ ..‬فلو كانت هكذا فلن تأتي لمقهى‬
‫إبتسمت تيلدا وغمزت له تقول‪ :‬لقد أتت لسبب واضح ال يعرفه سواي‪..‬‬
‫سخريات أو األلغاز‪..‬‬ ‫تنهد وقرر تجاهلها فهذه الفتاة القصيرة دائما ً ما تُحب إلقاء ال ُ‬
‫ضحكت تيلدا قليالً بعدها رفعت صوتها عندما الحظت بأنهن ينوين أن يطلبن وقالت‪ :‬ريو ُهناك‬
‫طاولة ال أحد عندها‪..‬‬
‫ت ‪..‬؟!‬‫خرج ريو من جانبها وهو يهمس‪ :‬ولما ال تذهبين أن ِ‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬الفتيات يُفضلن الشاب الوسيم بدل أن تأتيهم فتاه‪..‬‬
‫تقدم ريو بهدوء تام من طاولة إليان والبقيه‪..‬‬
‫إبتسمت له جيسيكا تقول‪ :‬نُريد بعض القهوه ‪ ..‬أنا أُريد القهوة الفرنسيه‪..‬‬
‫دون طلبها ونظر بعدها الى سولي التي قالت‪ :‬نفس ما طلبت‪..‬‬ ‫ّ‬
‫سكر‪..‬‬‫هز رأسه ونظر الى إيفا التي قالت‪ :‬قهوة سوداء بدون ُ‬
‫دون طلبها فهزت رأسها تقول‪ :‬ال شيء سوى الماء‪..‬‬ ‫نظر الى جوانا عندما ّ‬
‫إلتفت الى جهة إليان فنظرت إليه لفتره بشكل بارد فتنهد وقال‪ :‬طلبُك ‪..‬؟!‬
‫أجابته بهدوء‪ :‬موكا بالشوكوال البيضاء‪..‬‬
‫دون طلبها فقالت رين‪ :‬أنا مثلها ولكن بالشوكوال السوداء‪..‬‬ ‫ّ‬
‫تحدثت إليان ُمجددا ً تقول‪ :‬أُريد شيئا ً آخرا ً‪..‬‬
‫نظر إليها وكأنه يقول ماهو‪..‬‬
‫هال قطعت لنا الكعكه ‪..‬؟!‬ ‫إبتسمت وقالت‪ّ :‬‬
‫رفع حاجبه للحضه بعدها قال بهدوء‪ :‬عملي هو أخذ طلبات الطاوالت فقط ال غير‪..‬‬
‫إليان بإبتسامه‪ :‬وهذا طلبي‪..‬‬
‫هزت كتفها ونظرت الى صديقاتها تقول‪ :‬أتتذكرن عندما ذهبنا الى أحد المقاهي الشهيره‬ ‫ّ‬
‫بباريس وطلبنا من النادل أن يُقطع لنا كعكة خروج رين من المشفى ‪..‬؟!‬
‫سولي‪ :‬لم يرفضوا الطلب بتاتا ً‪..‬‬
‫مقهى شهير ‪ ..‬ال أضن بأن سياسة هذا المقهى‬ ‫ً‬ ‫إبتسمت إليان ونظرت الى ريو تقول‪ :‬مع أنه‬
‫ُمختلفه ‪ ..‬ال ُمدير لن يُرحب بفكرة رفضك لهذا‪..‬‬
‫أشاحت جيسيكا برأسها وهي ال تُصدق ما تفعله إليان‪..‬‬
‫إنها تُحاول إهانته قدر ال ُمستطاع وتهديده إيضا ً بأن تشتكي عليه لو لم يفعل‪..‬‬
‫ال تفهم لما تفعل هذا!‪..‬‬
‫وضع ريو قائمة الطلبات جانبا ً وأخذ قطاعة الكعك وبدأ بتقطيعها بهدوء تام‪..‬‬
‫إبتسمت إليان في حين قالت رين بعد أن قرأت إسمه بالبطاقه الصغيرة على صدره‪ :‬إس ُمك ريو‬
‫صحيح ‪..‬؟! هيه ريو هل أنت ُمرتبط ‪..‬؟!‬
‫نظروا إليها بدهشه في حين ضحكت جوانا تقول‪ :‬رين كُفي عن ذلك‪..‬‬
‫رين‪ :‬إنه وسيم بحق ‪ ..‬أنوي أن أواعده‪..‬‬
‫أنهى ريو تقطيع الكعك بعدها أخذ قائمة الطلبات وغادر فرفعت رين صوتها تقول‪ :‬سأضعك‬
‫هدفا ً لي حتى تؤكد لي بأنك ُمرتبط حسنا ً‪..‬‬
‫نظرت إليان الى الكعكه بهدوء تام وهي ال تفهم لما فعلت ذلك‪..‬‬
‫لكن ‪ .....‬لقد أزعجها!‪..‬‬
‫مر بنظره عليها بشكل عادي تماما ً ‪ ..‬وكأنها زبونة عاديه غير ُمختلفه عن البقيه‪..‬‬
‫هذا ‪ ..‬أزعجها‪..‬‬
‫سحقا ً‪..‬‬
‫ُ‬
‫هذا غير عادل‪..‬‬
‫من غير العدل أن تجد ذلك القلب المريض ينجذب الى شخص ال يراها ُمختلفة أبدا ً‪..‬‬
‫إنها جميله ‪ ..‬إنها باذخة بالجمال وال يُمكن حتى ألقسى الرجال أال ينبهر من جمالها‪..‬‬
‫هذا غير عادل بتاتا ً‪..‬‬
‫سحقا ً لقلبها األرعن الذي لم ينبض سوى لتافه حقير مثله!!!!‪..‬‬ ‫سحقا ً له ‪ ..‬و ُ‬
‫ُ‬

‫***‬

‫‪9:50 pm‬‬

‫دخل إدريان من باب المنزل وتوجه فورا ً الى الدرج وحين الحظ الخادمه تتقدم رفع صوته‬
‫يقول‪ :‬لقد تناولت طعام العشاء في الخارج‪..‬‬
‫حالما كاد أن يصعد توقف فجأه في الوقت ذاته التي كانت آليس قد نزلت من الدرج‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬أوبس ‪ ..‬كدتُ أن أصطدم ِبك‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬يالها من ُمصادفه جميله ‪ ..‬هل ستتناول معي العشاء ‪..‬؟!‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬ال أضن ذلك‪..‬‬
‫تعجبت وقالت‪ :‬ال تقل لي بأنك أتيت لتأخذ شيئا ً ما وترحل ‪..‬؟!‬
‫أكملت بضجر‪ :‬هيّا إبقى لهذه الليله ‪ ..‬دعنا مثالً نُشاهد فيلما ً ما أو شيء من هذا القبيل ‪ ..‬أي‬
‫شيء‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬أعتذر بشده ولكني بالفعل أُريد تبديل مالبسي والخروج مع أصدقائي‪..‬‬
‫تنهدت بيأس وقالت‪ :‬عوضني!‪..‬‬
‫عادي البته‪..‬‬
‫ّ‬ ‫ضحك وقال‪ :‬كما تأمرين ‪ ..‬ستجدين تعويضا ً غير‬
‫إبتسمت برضى في اللحضة التي فُتح فيها باب المنزل ودخل ريكس إلى الداخل‪..‬‬
‫نظرا الى جهة الباب وماهي إال لحضات حتى إستطاعا رؤية ريكس الذي كان قادما ً من تلك‬
‫الجهه ولكنه توقف عندما شاهدهما‪..‬‬
‫إبتسم إدريان بسخريه يقول‪ :‬إنها أول مر ٍة ُمنذ شهران نُصادف بعضنا ُهنا‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه ببرود بعدها قال‪ :‬أتُحاول فتح حديث معي ‪..‬؟!‬
‫إدريان بنفس اإلبتسامه‪ُ :‬متعجرف كعادتك‪..‬‬
‫دُهشت آليس فطريقة حديثهما اآلن ليست ودّية البته!‪..‬‬
‫ما الحكايه ‪..‬؟!‬
‫بالمرة األولى أقفلت إليان على نفسها الباب عندما شاهدت ريكس واآلن هو وإدريان يستفزان‬
‫بعضهما البعض‪..‬‬
‫أشار إدريان الى آليس يقول‪ :‬الفتاة التي صدمتها ‪ ..‬أخبرتني سابقا ً بأنك لم تعتذر ‪ ..‬إذا ً أال‬
‫ترى بأنك تُدين لها بإعتذار ‪..‬؟!‬
‫ريكس دون أن ينظر الى آليس أجابه‪ :‬األمر ال يعنيك‪..‬‬
‫إبتسم إدريان وقال‪ :‬خساره ‪ ..‬أردتُك أن تكون جيدا ً معها بما أنها تحمل نفس إسم تلك التي‬
‫أنت مهووس بها أكثر من أي شيء آخر‪..‬‬
‫عقد ريكس حاجبه فأكمل إدريان‪ :‬ألنه كما تعلم قد أسميناها آليس بما أنها ال تتذكر إسمها‪..‬‬
‫إتسعت عينا ريكس من الصدمه ونظر الى آليس فورا ً بدون تصديق‪..‬‬
‫شد على أسنانه بعدها تقدم وأمسك إدريان من ياقة قميصه األنيق وهو يقول بهدوء تام يُحاول‬
‫فيه أن يُسيطر على أعصابه‪ :‬إن كانت هذه مزحه فسأفصل رأسك عن عُنقك‪..‬‬
‫إبتسم إدريان بإستفزاز يقول‪ :‬يالال الخساره فلقد كنتُ أتمنى أن أراك وأنت تُحاول فصلهما‬
‫ولكنها ليست مزحه ‪ ..‬إسألها لو كُنتَ ال تُصدقني‪..‬‬
‫لف بنظره الى جهة آليس فخافت من نظراته التي تشع غضبا ً وبحق لم تعرف ماذا تُجيب‪..‬‬
‫رن هاتفه النقال في هذه اللحضه فال إيراديا ً أنزلت نظرها الى جيب بنطاله فقال بحده‪ :‬أجيبي‬
‫!‪..‬‬
‫جفلت من الخوف ونظرت الى عينيه بعدها تلعثمت وهي تقول‪ :‬سأُغيره إن أردت‪..‬‬
‫إختفى الغضب من عينيه وحلّت الدهشه فيهما‪..‬‬
‫بالفعل إسمها آليس!‪..‬‬
‫إدريان ببرود‪ :‬واآلن ألن تترك قميصي ‪..‬؟! إنه باهض الثمن إن كُنتَ ال تعلم‪..‬‬
‫ترك قميص إدريان وتقدم من آليس التي خافت وعادت الى الخلف ليصطدم ظهرها بدرابزين‬
‫الدرج‪..‬‬
‫نظر الى عينيها وسألها بهدوء‪ :‬من أعطاك هذا اإلسم ‪..‬؟!‬
‫لم تعرف ماذا تقول ‪ ..‬هو غاضب للغايه ‪ ..‬الغضب واضح جدا ً في عينيه‪..‬‬
‫لو قالت بأنها والدته فستُسبب بذلك ُمشكلة بين األم وولدها‪..‬‬
‫ماذا تفعل ‪..‬؟! ومن تلك الفتاة التي تُشبه أسمها كي يغضب ألجلها الى هذه الدرجه ‪..‬؟!‬
‫إنه ُمجرد تشابه باإلسم وهذا شيء ال يدعو للغضب بتاتا ً!‪..‬‬
‫هل تعلم والدته بأمرها ‪..‬؟!‬
‫هل تعمدت أن تختار هذا اإلسم من أجل أن مثالً يتغير ولدها أو ‪ ...‬أو ربما ال تعرف حتى!‪..‬‬
‫صحت من أفكارها على سؤاله لها ُمجددا ً ولكن بطريق ٍة أكثر حده‪..‬‬
‫ستُجيبه ‪ ..‬ولكن ‪ ....‬ال تُريد بالفعل أن تُسبب المشاكل للمرأة التي تهتم بها‪..‬‬
‫ستكذب ‪ ..‬أجل ستكذب فهذا األحمق يغضب ألسباب تافهه لذا ستكذب كي تُسكته‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬أنا‪..‬‬
‫رفع حاجبه فأكملت‪ :‬أنا ُمغرمه بالقصص الخياليه ‪ ..‬وقصة آليس ببالد العجائب هي إحداها ‪..‬‬
‫ال عالقة لي بالمرآة التي تُحبها وغضبت ألجلها‪..‬‬
‫ضاقت عيناه فكالمها األخير لم يُعجبه بتاتا ً‪..‬‬
‫ال تعلم لما وكيف بدأت بإسترداد شجاعتها فأكملت‪ :‬لذا على األقل إن كُنتَ ال تُريد اإلعتذار‬
‫على صدمك لي فال تصرخ بوجهي بهذه الطريقه وكأني خادمه ‪ ..‬أنا ضيفةٌ ُهنا وعليك‬
‫إحترامي‪..‬‬
‫سخريه وقال‪ :‬خساره ‪ ..‬لو كان هذا منزلي لطردتُك اآلن فورا ً‪..‬‬ ‫إبتسم بشيء من ال ُ‬
‫صدمت من وقاحته في حين قال إدريان‪ :‬إذا ً ما رأيُك لو تذهب الى منزلك وال تعود الى ُهنا‬ ‫ُ‬
‫‪..‬؟!‬
‫بأنك ستُغيرينه إن أدرتُ ذلك ‪..‬؟! حسنا ً قومي بتغييره‪..‬‬ ‫تجاهله ريكس قائالً آلليس‪ :‬ألم تقولي ِ‬
‫فتحت فمها لترد ولكن ‪ ......‬لقد إستفزها كالمه ولكنها بالفعل قد قالت بأنها ستُغيره‪..‬‬
‫رفع يده ُمشيرا ً للرقم ثالثه يقول‪ :‬خالل ثالثة أيام إختاري إسما ً آخر مختلف عن آليس‪..‬‬
‫سخريه وهو يتجاوزها صاعدا ً الى األعلى‪ :‬كسندريال أو سنووايت مثالً‪..‬‬ ‫وأكمل بشيء من ال ُ‬
‫إصطبغ وجهها باللون األحمر من شدة الغضب ولم تجد ردا ً ُمناسبا ً له‪..‬‬
‫سخريته إستفزتها بالفعل!!!‪..‬‬ ‫لقد سخر منها ‪ُ ..‬‬
‫حادث إدريان آليس قائالً وهو يرفع صوته كي يسمع ريكس‪ :‬أنصحك أيضا ً بتغيير إسمك ‪..‬‬
‫أخشى أن تكون نهايتك أن تُقتلي بشكل بشع كما حدث آلليس التي قبلك‪..‬‬
‫توقف ريكس في مكانه وبشكل ُمفاجئ توالت في ذهن صورتها وهي مضجعة بدمائها وكأنها‬
‫في برك ٍة حمراء‪..‬‬
‫شد على أسنانه وإلتفت على إدريان‪..‬‬
‫لكمه بكُل غضب في وجهه فشهقت آليس بصدمه مما فعل!!‪..‬‬
‫أمسك بالدرابزين فورا ً كي ال يقع‪..‬‬
‫شد على فمه فلقد آلمه فكه كثيرا ً ‪ ..‬نظر الى ريكس بعينيه حادتين وهو يقول‪ :‬وجه لكمتك‬
‫للشخص الذي قتلها ولستُ أنا‪..‬‬
‫أمسكه ريكس من ياقة قميصه يقول‪ :‬تحدّث عنها ُمجددا ً وسأحرص على تشويه وجهك الجميل‬
‫الذي تحتاجه بشده في عملك‪..‬‬
‫سخريه يقول‪ :‬أُضرب وجهي الجميل هذا كي أقلب الصحافة ضدك فهذا الشيء‬ ‫إبتسم إدريان ب ُ‬
‫سيزيد من شُهرتي إن كُنتَ ال تعلم‪..‬‬
‫أكمل بعدها بسخرية أكبر‪ :‬لكن إنتبه وال تقتلني كما قتلت المدعو بفابريان فأنا أخشى على‬
‫سمعة والدي التي بالتـ‪...‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫أسكته ريكس بلكم ٍة أخرى جعلته يبصق دما ً من شفتيه‪..‬‬
‫تقدمت آليس فورا ً وأبعدت إدريان عن يديه وهي تصرخ‪ :‬كفـــــــــــى!!‪..‬‬
‫نظرت الى ريكس بعينين حادتين ومصدومتين بالوقت ذاته‪..‬‬
‫قاتل ‪ !!..‬قاتــــــل!‪..‬‬
‫باتت تشعر بأن حتى الحادث الذي سببه لها كان بنية القتل!‪..‬‬
‫كيف لوحش كهذا أن يعيش ويكون فردا ً من هذه العائله ‪..‬؟!!‬
‫نظر بهدوء الى نظراتها التي تصرخ كُرها وإشمئزازا ً وكأنه وحش سافك للدماء‪..‬‬
‫نظر بعدها الى إدريان الذي كان يسمح الدم من فمه وهو ينظر إليهما بهدوء‪..‬‬
‫إلتفت وبعدها تجاوزهما وخرج خارج المنزل‪..‬‬
‫بقي إدريان في مكانه لفتره وعينيه يملؤهما الضيق بعدها صعد الدرج وإختفى‪..‬‬
‫جلست آليس على األرض حيث كانت تقف وهي في أوج صدمتها‪..‬‬
‫ما حدث كان كثيرا ً‪..‬‬
‫لم تتوقع أن تجد أخوان يتقاتالن بالشكل هذا أبدا ً‪..‬‬
‫لم تتخيل بأن يكون أحدهما قاتالً حتى!!‪..‬‬
‫شعرت بقشعريره سرت في جسدها وهي تهمس‪ :‬قام بدهسي بالسياره ‪ ..‬حتى أني كُنتُ على‬
‫كُرسي ُمتحرك كما قالت جينيفر ‪ .....‬يستحيل أن أكون إعترضتُ الشارع فجأه ولم يرني‬
‫فالمشي بالكُرسي ال ُمتحرك صعب‪..‬‬
‫بدأت دموعها تتجمع بعينيها وهي تُكمل بنفس الهمس‪ :‬لقد شاهدني بدون أدنى شك ‪ ....‬ولم‬
‫يوقف السياره‪..‬‬
‫غزا الخوف قلبها بشكل ال يُصدق وشعرت بجسدها يرتعش‪..‬‬
‫تلك الحادثه كانت ُمتعمده بالفعل!!‪..‬‬
‫إذا ً ‪ ....‬هل حتى عدم معرفة عائلتي عني ُمتعمد أيضا ً ‪..‬؟!‬
‫ورعب وهي تُكمل‪ :‬هل ‪ .....‬قُتلوا إذا ً ‪..‬؟!‬ ‫بدأت تتسع عينيها بصدمه ُ‬

‫ـ ‪ PART END‬ـ‬

‫ـ ‪ part 9‬ـ‬

‫‪2:10 am‬‬

‫في وقت متأخر من الليل‪..‬‬


‫سألتها ماري لمرة إن كانت ستصعد لتنام في الغرفه وعندما لم تجد ردا ً أمرت إحدى الخادمات‬
‫بإحضار لها غطا ًء وغطت جسدها المكتور على األريكه‪..‬‬
‫ومن بعدها أُطفئت جميع األضواء ما عدا ضوء خافت بالقرب منها ‪ ..‬وعم الهدوء على المنزل‬
‫منذ ساعة على األقل‪..‬‬
‫ريكس من وقتها رحل وأما إدريان فلقد صعد الى األعلى وتأخر لنصف ساعه بعدها غادر دون‬
‫قول أي شيء‪..‬‬
‫بقيت عيناها ُمغمضتان لفتره وهي قد تشوشت وإنهمرت دموعها بما فيه الكفايه لدرجة أن‬
‫صداع غزا رأسها ولم يختفي بعد‪..‬‬‫ال ُ‬
‫كُل ما تُريده اآلن هو تصفية عقلها والنوم بهدوء تام فقط ال غير‪..‬‬
‫هذا ما تُريده‪..‬‬
‫ولكنه لم يحدث‪..‬‬
‫ض ّمت بذراعيها على معدتها عندما وصل الى مسامعها صوت جوعها ‪ ..‬آخر ما أكلته كان‬
‫طعام الغداء‪..‬‬
‫تشعر بالجوع ولكنها ال ترغب بتناول أي شيء‪..‬‬
‫فتحت عينيها بهدوء وقبضت بيدها على صدرها وهي تهمس‪ :‬أُمي‪..‬‬
‫تقوست شفتيها للحضه بعدها ز ّمت بقوها عليهما تمنع نفسها من البُكاء وهي تهمس‪ :‬إنه‬
‫نفسه ‪ ..‬إنه نفسه‪..‬‬
‫بقيت صامته لفتره ليست بالقصيره بعدها أخرجت هاتفها النقال من جيبها وفتحت على قسم‬
‫الدردشات‪..‬‬
‫ترددت قليالً بعدها أرسلت رسالةً الى إدريان‪..‬‬
‫‪ am- "2:27-‬أعطني رقم فرانس"‬
‫أغمضت بعدها عينيها تنتظر منه الرد‪..‬‬
‫خالل ربع ساعه سمعت صوت الدردشه ففتحت هاتفها ونظرت الى الذي أرسله‪..‬‬
‫‪ am- "2:43-‬أتقصدين فرانسوا ريكسوفر"!!‬
‫إبتسمت لوهله فبالتأكيد لم يخطر بباله أن تطلب رقم صديقه ‪ ..‬بالتأكيد لم يتصور أن تتطور‬
‫العالقه الى هذه الدرجه‪..‬‬
‫أرسلت له عالمة اإليجاب وخالل دقيقتان أرسل لها الرقم‪..‬‬
‫حفظت رقمه وبعدها إتصلت عليه وهي تتمنى أال يكون قد نام‪..‬‬
‫لحضه ‪ ..‬إدريان يسهر مع أصدقائه لذا هو مستيقظ اآلن بدون شك ولعلّه أيضا ً ينتظر إتصالها‬
‫بعدما طلبت من صديقه رقمه‪..‬‬
‫بالفعل لم يمضي سوى رنتان بعدها رد يقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬أهالً فرانس‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬آليس ‪ ..‬هههههههه من ال ُمفاجئ أن تتصلي بمثل هذا الوقت ال ُمتأخر‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ال أضنه متأخرا ً بالنسبة لمحبي السهر أمثالك‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬ههههههههه أجل أجل ‪ ..‬دعيني أُخمن ‪ ..‬لديك طلب ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬ذكي‪..‬‬
‫صمتت قليالً بعدها قالت‪ :‬هل أنت ُمتفرغ غدا ً ‪..‬؟!‬
‫بقي هادئا ً لفتره بعدها قال‪ :‬متى بالضبط ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬الصباح أو حتى فترة الظهيره‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬اممم حسنا ً ‪ ....‬أضنني منشغل في هذان الوقتان ‪ ..‬هل األمر هام ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬ماذا عن بعد الساعة الرابعه ‪..‬؟!‬
‫فرانس‪ :‬نعم أضنني متفرغا ً‪..‬‬
‫ترددت آليس قليالً بعدها قالت‪ :‬أتستطيع أن تجعلني أُقابل طبيبا ً ليُعاين حالتي ‪..‬؟!‬
‫دُهش من طلبها بعدها قال‪ :‬أيعني هذا بأنك تُريدين أن تسترجعي ذاكرتك ‪..‬؟!‬
‫لم تُجبه ُمباشرةً بل بقيت صامته لفتره جعلته يسأل‪ :‬آليس ‪..‬؟! مابك ‪..‬؟!‬
‫أجابته بهدوء‪ :‬ال أُريد إسترجاعها‪..‬‬
‫تعجب من هذه الفتاه ‪ ..‬بالعاده فاقدوا ذاكرتهم يريدون إسترجاعها أكثر من أي شيء فلما هي‬
‫مختلفه ‪..‬؟!‬
‫أكملت كالمها‪ :‬كُل مافي األمر أن لدي تساؤالت ولن يستطيع اإلجابة عنها سواه ‪ ..‬لذا هل‬
‫يُمكنك أن تُسدي لي هذا المعروف ‪..‬؟!‬
‫تردد فرانس لفتره ويبدو كأنه غادر المكان الذي كان فيه ليكون في مكانا ً أقل صخبا ً وقال‪:‬‬
‫بالطبع ال مانع لدي ولكن لدي سؤال ‪ ..‬سؤالي بالتأكيد ال يعني بأني أرفض ولكن يحيرني‬
‫األمر‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ماهو ‪..‬؟!‬
‫فرانس‪ :‬حسنا ً ‪ .....‬لما لم تطلبي هذا المعروف من إيدي ‪..‬؟! أعني هو األقرب إليك مني ‪ ..‬أو‬
‫مثالً من العمة جينيفر ‪..‬؟!‬
‫ضغطت على الهاتف قليالً وهي تتذكر إستفزاز إدريان لريكس قبل ساعات‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬حسنا ً حسنا ً أعتذر ما كان‪....‬‬
‫قاطعته بهدوء تقول‪ :‬ال أُريد أن أُزعجها بمشاكلي فهي قد إهتمت بي أكثر مما ينبغي ‪ ..‬أما‬
‫بالنسبة الى إدريان ‪ ......‬ال أعلم ‪ ..‬في هذه الفترة على األقل ال أُريد‪..‬‬
‫سأل فرانس‪ :‬إذا ً ‪ ...‬ماذا عن ريكس فبالتأكيد سيوافق كرد دين‪....‬‬
‫إرتجف جسدها للحضه وردت بإنفعال‪ :‬ال!!!!‪..‬‬
‫تفاجئ من ردها بينما هي شعرت بأنها بالغت في ردة فعلها فصمتت ولم تقل شيئا ً‪..‬‬
‫إبتسم فرانس وقال ليُلطف الجو‪ :‬حسنا ً غدا ً سيُرافق فرانس إحدى الجميالت ‪ ..‬ياله من يوم‬
‫جميل ألتطلع إليه‪..‬‬
‫إبتسمت تقول بهمس‪ :‬شُكرا ً‪..‬‬
‫فرانسوا‪ :‬كال كال ال داعي للشكر ‪ ..‬أنا من عليه شُكرك لطلبك مني ُمصاحبتك‬
‫هههههههههههه ‪ ..‬حسنا ً سأنتظرك غدا ً عند الساعه الرابعه‪..‬‬
‫آليس‪ :‬سأكون جاهزةً في الموعد تماما ً ‪ ..‬الى اللقاء‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬وداعا ً يا ُحلوه‪..‬‬
‫أغلقت بعدها الهاتف وسرحت لفترة قبل أن تهمس‪ :‬أتمنى أن تكون إجابات الطبيب ُمختلفةً‬
‫تماما ً ع ّما أضن‪..‬‬
‫أغمضت بعدها عينيها ُمحاولةً النوم‪..‬‬

‫***‬

‫‪3 January‬‬
‫‪8:50 am‬‬

‫بداخل كافتيريا الجامعه‪..‬‬


‫جيسيكا‪ :‬امممم هل ستغضبين ‪..‬؟!‬
‫إليان وهي تنتظر الفتاة التي أمامها ليحين دورها‪ :‬أغضب على ماذا ‪..‬؟!‬
‫جيسيكا‪ :‬إن عرفتُ شيئا ً خاصا ً لم تريدي أن يعرفه عنك أحد ‪..‬؟!‬
‫حان دور إليان فقدمت مالها الى الموضفه وهي تقول‪ :‬قطعة من كعك اللوز وكوبا ً من‬
‫الكابتشينو‪..‬‬
‫بعدها نظرت الى جيسيكا تقول‪ :‬وماهو هذا الشيء ‪..‬؟!‬
‫جيسيكا‪ :‬هههههههه ُمستحيل ‪ ..‬عديني في البداية بأنك لن تغضبي‪..‬‬
‫عبست إليان للحضه فهي ال تريد أن تعدها مخافة أن يكون إكتشاف جيسيكا يدعو الى الغضب‬
‫فعالً!‪..‬‬
‫أخذت طلبها بعدها إتجهت الى إحدى الطاوالت الفارغه وجلست جيسيكا أمامها تقول‪:‬‬
‫هههههههههه أراك قد تجاهلتي األمر بعد معرفتك بوجود وعد‪..‬‬
‫تجاهلت إليان اإلجابه وقالت‪ :‬متى موعد ال ُمحاضرة التاليه ‪..‬؟!‬
‫ت بعد ربع ساعه‪..‬‬ ‫جيسيكا‪ :‬أنا بعد ساعه ولكن أن ِ‬
‫تنهدت إليان وقالت‪ :‬ليتني إذا ً لم أشتري طعاما ً ‪ ..‬أخشى أال يُمكنني إنهاؤه قبل بدء ال ُمحاضره‬
‫‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬ألنك بلهاء بالفعل ههههههههههههههه‪..‬‬
‫رفعت إليان حاجبها بعدها بدأت بأخذ أول قضمه قبل أن تهمس بعدم رضى‪ :‬أعدُك‪..‬‬
‫تعجبت جيسيكا لوهله قبل أن تستوعب وتضحك قائله‪ :‬إنها ُمهتمه بالفعل!‪..‬‬
‫إبتسمت وإقتربت بجسدها الى األمام هامسه‪ :‬لقد وعدتني لذا إن غضبتي من الموضوع فسـ‪...‬‬
‫اممم ال أعلم ههههههههههه‪..‬‬
‫أكملت بعدها تقول‪ :‬إذا ً لذلك السبب ها ‪..‬؟!‬
‫لم تفهم إليان وقالت‪ :‬ماذا تقصدين ‪..‬؟!‬
‫جيسيكا‪ :‬ترشيحك لي لذلك المقهى لإلحتفال بيوم ميالدك كان ألجل ذلك الموظف المدعو بريو‬
‫‪..‬‬
‫ت تفترضين أمورا ً غير صحيحه ‪!..‬‬ ‫تفاجأت إليان للحضه بعدها تجهم وجهها وهي تقول‪ :‬أن ِ‬
‫ت أكثر من يعرفه جيسي‪..‬‬ ‫إن كان ألجل تصرفي البارحه فهذا هو إسلوبي وأن ِ‬
‫جيسيكا‪ :‬بالفعل ال أحد يعرفك أكثر مني لذا ال يُمكنك الكذب علي ‪ ..‬إنه ألجله‪..‬‬
‫ت بكامل عقلك لتضنينني قد أفعل كُل هذا ألجل ُمجرد نادل ‪..‬؟!!! أنا لم‬ ‫إليان بإستنكار‪ :‬أأن ِ‬
‫أرفض جميع األكفاء الذين طلبوا مواعدتي ألنجذب الى نادل يا جيسي ‪ ..‬كوني عقالنيه!!‪..‬‬
‫إبتسمت جيسي تقول‪ :‬ولكن أنا لم أقل أبدا ً ِ‬
‫بأنك إنجذبتي إليه!‪..‬‬
‫صدمت إليان ‪ ..‬لقد وقعت بالفخ!‪..‬‬ ‫ُ‬
‫شدت على أسنانها للحضه بعدها أخذت حقيبتها وغادرت وهي تقول بهدوء‪ :‬موعد محاضرتي‬
‫سيبدأ‪..‬‬
‫وبعدها غادرت فتنهدت جيسيكا تقول‪ :‬كنتُ أعلم بأنها ستغضب‪..‬‬
‫إبتسمت وأخذت كوب القهوه الذي لم تشرب منه إليان وال رشفه وأكملت‪ :‬لذا لم أطلب شيئا ً‬
‫فإيلي ستترك طعامها كما توقعت‪..‬‬
‫بعدها تنهدت وأكملت بهمس‪ :‬لكن لما هو من بين الجميع ‪..‬؟! هل كان الوحيد الذي يملك‬
‫المواصفات التي ترغب بها ‪..‬؟! ألهذا تبدو في حالة تناقض مع نفسها بسبب حالته اإلجتماعيه‬
‫‪..‬؟!‬
‫رفعت حاجبها وأكملت وهي ترشف بعض القهوه‪ :‬ولهذا كي تقنع نفسها بأنه ال يُناسبها بدأت‬
‫بإذالله كما حدث باألمس ‪..‬؟!‬
‫تنهدت وأكملت‪ :‬إيلي من السهل توقعها وقراءتها!‪..‬‬
‫جلست إليان على كُرسيها واضعةً حقيبتها بالكُرسي المجاور‪..‬‬
‫همست لنفسها بإستنكار‪ :‬أنجذب إليه ‪..‬؟! بالتأكيد هي ُمجرد تخيالت ‪ !..‬كُل مافي األمر أني لم‬
‫أنجذب له حبا ً بل رغبةً تامه بكسر غروره‪..‬‬
‫شدت على أسنانها وهي تتذكر أول لقاء لها به‪..‬‬
‫مقهى يراه بسبب رغبتها‬ ‫ً‬ ‫في تلك الليلة البارده عندما طلبت من سائقها أن يوقفها عند أول‬
‫بشرب شيء يُدفئ جسدها من الداخل‪..‬‬
‫لم تنسى نظرات الرجال وحتى الفتيات الالتي إستقرت عليها عندما دخلت ‪ ..‬الكُل بال إستثناء‬
‫إنجذب لجمالها الطاغي‪..‬‬
‫كعادتها تشعر بالغرور تجاه مثل هذه النظرات التي أصبحت شيء روتيني ‪ ..‬شيء دائم ال‬
‫ينقطع‪..‬‬
‫ب واحدةً أبدا ً‪..‬‬ ‫حتى أتى هو ليأخذ طلبها ‪ ..‬لم تكن في نظراته نزعة إعجا ٍ‬
‫ضنّت أن السبب يعود ألنه موضف وعليه أن يبدو حازما ً ويُسيطر على نفسه‪..‬‬
‫إنحنت على قائمة الطلبات وكعادتها التي تأتي تلقائيا ً رفعت أناملها المطلية باألحمر لتُبعد‬
‫ُخصالت شعرها األشقر عن وجهها وتضعه خلف أُذنيها‪..‬‬
‫تبدو للبعض أنها تصرفات عاديه بينما األغلب يراها ك ُمحاولة إغراء‪..‬‬
‫إستحقار خافته‪..‬‬‫ٍ‬ ‫لم تنسى صدمتها حينها عندما لمعت في عينيه نظرة‬
‫نظرةً جعلتها تبدو كرخيصة ال فرق بينها وبين تلك الفاجرات الرخيصات الموجودات في‬
‫النوادي الليله‪..‬‬
‫أغضبها هذا ولكنها لم تفتح فمها فهي ستبدو كبلهاء عندما تبرر له تصرفها وهذا بالتأكيد‬
‫سيجعل األمر مؤكدا ً بالنسبة له‪..‬‬
‫تصرفت التصرف الذكي ولكن تلك النظرة جرحتها كثيرا ً‪..‬‬
‫جعلتها تود اإلنتقام منه لدرجة أنها وجدت نفسها في مد ٍة وجيزه مهووسة بالتفكير به‪..‬‬
‫همست لنفسها‪" :‬وهذا الهوس ال ُمقيت سيختفي بالتأكيد عندما أُرضي نفسي وأجعله يُجرح كما‬
‫جرحني‪" ..‬‬
‫توقفت عن التفكير عندما دخل الدكتور آرثر‪..‬‬
‫ألقى التحية فبدأت بإخراج كتابه وإخراج دفتر التلخيص بينما هو قد توقفت عيناه عليها وبدأ‬
‫بعدها ب ُمراقبتها بشكل هادئ تماما ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪2:36 pm‬‬

‫دخل إدريان وهو يُدندن على كلمات إحدى أغانيه التي لم تُنشر بعد‪..‬‬
‫س ِم َع صوت ُمدير أعمال والده قادما ً من إحدى األبواب المفتوحه فتقدم منه ودخل‬‫توقف حالما َ‬
‫ُ‬
‫الى المدخل الذي يؤدي الى غرفة أشبه بالمكتب لها مدخل آخر من الجهه األخرى وهنا عادةً‬
‫يُقابل والده بعض ممن يعملوا لديه‪..‬‬
‫وقف بالقرب من الباب المفتوح وسمع ال ُمدير يقول‪ :‬لذا إتصل بي ال ُمحامي هذا الصباح‬
‫ليُبلغني بأن القضية ال تحتاج الى تدخ ٍل منه بعدما حصل‪..‬‬
‫ضاقت عينا إليكسندر الذي كان يجلس بهدوء على أريكة منفرده وقال بعدها‪ :‬إذا ً أحدهم أراد‬
‫تلفيق التهمة له ‪..‬؟!‬
‫ال ُمدير‪ :‬بالتأكيد ‪ ..‬فلو كان الفاعل لما سلّم ال ُمجرم الحقيقي نفسه ‪ ..‬أُراهن بأن إبنُك خالل‬
‫الوقت الذي صنعه له ُمحاميه الخاص إستطاع بذكائه تدبر نفسه وإيجاد ال ُمجرم الحقيقي ‪..‬‬
‫ولهذا إختار ال ُمجرم أن يُسلّم نفسه كي تقل مدة سجنه بدالً من أن يتم القبض عليه وهذا يُفسر‬
‫سرعه‪..‬‬
‫تسليمه لنفسه بهذه ال ُ‬
‫سخريه‪ :‬قبل يوم األمس‬ ‫غادر إدريان دون أن يسمع البقيه وهو يهمس لنفسه بشيء من ال ُ‬
‫يقول لريكس لن أتدخل في مشاكلك حتى لو وصل األمر بك الى السجن ‪ ..‬وفي الحقيقة أراد‬
‫خفيةً أن يُساعده ‪ !..‬متى يكون والدي منصفا ً ولو قليالً ‪..‬؟!‬
‫قال آخر جمل ٍة بشيء من الحقد قبل أن يختفي حالما صادف في وجهه فلور تنزل من الدرج‪..‬‬
‫إبتسمت بسخريه وهي تقول‪ :‬قرأتُ مجلة شركتكم الخاصه ‪ ..‬أُهنئك فلقد جعلت األمر برمته‬
‫لصالحك ولمع نج ُمك كثيرا ً ‪ ..‬ال أُصدق أن عدد ُمتابعيك على تويتر قد تجاوز الخمسة ماليين‬
‫بالفعل!‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬وهذا الذي لم تستطيعي فعله في سن ٍة كامله‪..‬‬
‫إتسعت عيناها وإحمرت وجنتاها من شدة الغضب فضحك بخفه وهو يتجاوزها صاعدا ً الى‬
‫األعلى‪..‬‬
‫إلتفت تنظر إليه وهي تقول في نفسها‪" :‬ذلك الوغد لم يكتفي فقط بكشفي بل بحث خلف‬
‫الموضوع ‪ ..‬الوغد‪ .‬ال ُمزعج!! "‬
‫رفعت صوتها تقول بسخريه‪ :‬ألهذه الدرجة مهتم ألمري لدرجة التنبيش خلفي ‪..‬؟!‬
‫ت أيضا ً‪..‬‬
‫إلتفت ُمتجها ً الى غرفته ورفع صوته ُمجيباً‪ :‬نعم كما فعلتي أن ِ‬
‫صدمت ورفعت صوتها تكذب قائله‪ :‬لم أفعل ُمطلقا ً ‪ !!!..‬لقد رأيتُ المجلة بالصدفه عند إحدى‬ ‫ُ‬
‫الفتيات هذا الصباح بالمدرسه ‪ ..‬وأيضا ً هي من تحدثت معي عنك فلألسف الكثير يعلم بأنك‬
‫قريبي ‪ ..‬وأيضا ً هي كذلك من أخبرني عن عدد ُمتابعيك ‪ ..‬أنا لم أبحث خلف األمر ُمطلقا ً‪..‬‬
‫نصف كالمها بالفعل لم يسمعه حالما دخل الى غرفته ليأخذ قسطا ً من الراحه‪..‬‬
‫فهو منذ األمس لم ينم سوى لساعتان فقط!‪..‬‬

‫***‬

‫‪4:35 pm‬‬

‫في عيادة خاصه ُمستقله لل ُمستشار النفسي چارلين‪..‬‬


‫جلست بهدوء على أحد األرائك ال ُمستقله بغرفة اإلنتظار بينما غادر فرانس ليُحظر لها شرابا ً‬
‫بعد أن أصر على ذلك‪..‬‬
‫نظرت الى ساعة الحائط األنيقه وهمست‪ :‬أتمنى أال يطول لقائه مع الرجل الذي قبلنا‪..‬‬
‫تنهدت وأكملت‪ :‬إنه إستشاري لذا من الطبيعي فترة اإلستشاره تكون طويله‪..‬‬
‫نظرت حولها حيث المكان فارغ تماما ً وهذا ما أراحها ‪ ..‬من الجيد أنه ُمستشار ُمستقل ال يتبع‬
‫ي أو خاص وهذا يعني بأن عدد زواره قليل‪..‬‬ ‫أي مشفى حكوم ّ‬
‫دخل فرانس وهو يحمل كوبين من أحد العصائر الطازجه‪..‬‬
‫كتمت ضحكتها وهي تأخذ كوبها ‪ ..‬أخبرته بأن يحضر أي شيء ولكن لم تتوقع أن يحضر‬
‫عصيرا ً طازجا ً‪..‬‬
‫أوليس بالعاده يحضرون أي نوع من القهوه ‪..‬؟!‬
‫ت ال‬‫نظر إليها وهي ترتشف بعض القطرات عبر المصاص بعدها سألها‪ :‬أعجبك ‪..‬؟! إن كُن ِ‬
‫تُفضلين التفاح فـ‪...‬‬
‫قاطعته تقول‪ :‬ال ال بالعكس ‪ ..‬ال داعي للقلق فهو جيد للغايه‪..‬‬
‫إبتسم براحه وبدأ بشرب عصيره‪..‬‬
‫نظرت إليه آليس لفتره ‪ ..‬على الرغم من أنه يُحاول أن يبدو رائعا ً عن طريق تصرفاته أو‬
‫طريقة حديثه أو إستايالت مالبسه إال أنه في الحقيقه يتمتع ببعض البالهه‪..‬‬
‫ليست البالهه المذمومه ‪ ..‬بل ال ُمرادفه للبراءه ال ُمفرطه‪..‬‬
‫إبتسمت وهمست‪ :‬إنه لطيف‪..‬‬
‫نظر إليها وقال‪ :‬من ‪..‬؟!‬
‫رفعت حاجبها وأجابت‪ :‬العصير‪..‬‬
‫فُتح الباب في هذا الوقت وخرج الرجل من غرفة اإلستشاري‪..‬‬
‫وقف فرانس يقول‪ :‬هيّا إنه دورك‪..‬‬
‫وتقدمها الى الداخل‪..‬‬
‫حالما دخلت تحدث اإلستشاري فورا ً الى فرانس يقول‪ :‬هي آليس صحيح ‪..‬؟!‬
‫هز فرانس رأسه يقول‪ :‬أجل‪..‬‬
‫إبتسم اإلستشاري يقول‪ :‬عذرا ً إنها إستشارة نفسيه لذا من المفترض أال يدخل أي أحد آخر‪..‬‬
‫دُهش فرانس للحضه بعدها شعر بالحرج وهو يقول‪ :‬آه نعم كُنتُ أعلم ‪ ..‬فقط أردتُ أن‬
‫أوصلها الى الداخل‪..‬‬
‫نظر الى آليس قائالً‪ :‬فالتأخذي راحتك‪..‬‬
‫وبعدها خرج وهي تنظر إليه محاولة كتم ضحكها‪..‬‬
‫خرج وأغلق الباب خلفه بعدها أسند ب ُمقدمة رأسه الى الجدار هامساً‪ :‬بدتُ كاألحمق مرةً‬
‫أُخرى‪..‬‬
‫وصل الى مسامعه صوت اإلستشاري يطلب منها الجلوس‪..‬‬
‫نظر الى الباب الذي كان قريبا ً منه لفتره بعدها هز رأسه وإبتعد يقول‪ :‬لن أتنصت ‪ ..‬فهي في‬
‫النهاية وثقت بي من بين الجميع فكيف أن أُقابل هذا بالتدخل في خصوصياتها ‪..‬؟!‬
‫بعدها تقدم وجلس على األريكه آخذا ً إحدى المجالت وبدأ بالتقليب فيها‪..‬‬
‫دون اإلستشاري چارلين إسمها وبعد ما إنتهى تقدم بجسده إليها ليُعطيها إنطباعا ً بأنه مهتم‬ ‫ّ‬
‫لما تقوله وسأل بعدها‪ :‬حسنا ً آليس ‪ ..‬ماهي ُمشكلتك ‪..‬؟!‬
‫أخذت آليس نفسا ً بعدها قالت‪ :‬أنا فقدتُ ذاكرتي كما تعلم‪..‬‬
‫جارلين‪ :‬أجل ‪ ..‬إذا ً ترغبين بإستعادتها ‪..‬؟!‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬ال ولهذا أتيت إليك‪..‬‬
‫عقد حاجبه فأكملت تقول‪ :‬في الحقيقة تبادر الى ذهني قبل فتره قصيره أمر رغبتي بإستعادتي‬
‫لها من عدمه ‪ ..‬ولكن ال ُمحير باألمر أني كُلما أردتُ إستعادتها نما بداخلي خوف كبير ‪..‬‬
‫ضننتُه في البداية خوف طبيعي فمن الطبيعي أن يقلق أمثالي من أن يُصدموا بحققيقة حياتهم‬
‫السابقه أو بحال أُسرتهم الذين ال يعرفون عنها شيئا ً ‪ ..‬لكن الخوف مختلف‪..‬‬
‫صمتت وكأنها تُحاول أن تجد التعبير ال ُمناسب فبقي جارلين صامتا ً تاركا ً لها فُرصة التعبير‬
‫عما تُريد دون تدخل‪..‬‬
‫تحدثت ُمكمله‪ :‬المعنى من كلمة ُمختلف أنه مصحوب بضيق في الصدر ‪ ..‬ليست ضيقة عاديه‬
‫‪ ..‬أعني هذا الضيق ال ينتج عن الخوف ‪ ....‬بل عن الرفض ‪ ..‬أشعر برفض شديد كبير تجاه‬
‫فكرة محاولة إستعادة ذاكرتي‪..‬‬
‫صمتت لفتره بعدها أكملت‪ :‬يُفكر الكثير ممن فقدوا ذاكرتهم بأمر عائلتهم حياتهم وماضيهم ‪..‬‬
‫لكني ال أُفكر سوى بسبب عدم ظهور أحدهم اآلن للبحث عني ! أفكر بحالهم اآلن ‪ ..‬تفكيري‬
‫نادرا ً ما يكون عن حياتي السابقه‪..‬‬
‫بعدها توقفت عن الكالم‪..‬‬
‫إنتظرها قليالً ولما عرف بأنها أنهت هذا الموضوع تنهد وقال‪ :‬حسنا ً آليس ‪ ..‬دعينا أوالً نُحدد‬
‫نوع فقدان ذاكرتك ‪ ..‬متى فقدتها أوالً ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬ال اعلم متى بالضبط ولكن لم يمر أكثر من شهر‪..‬‬
‫جارلين‪ :‬هل خالل هذا الشهر قُدتي السيارة أو الدراجه أو مثالً صنعتي الطعام أو أي أمر‬
‫ُمشابه ‪..‬؟!‬
‫هزت رأسها نفيا ً فسألها‪ :‬تملكين هاتفا ً نقاالً ‪..‬؟!‬
‫هزت رأسها باإليجاب فقال‪ :‬إذا ً عندما أخذته وجدتي صعوبةً في تعلمه ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬ال أبدا ً‪..‬‬
‫بعدها أكملت بدهشه‪ :‬فهمت ‪ ..‬نعم إني فقدت ذاكرتي لذا كيف لي ال أزال أعلم طريقة إستعماله‬
‫‪..‬؟!‬
‫ضحكت وأكملت‪ :‬لقد سألتُ مرةً نفسي سؤاالً ُمشابها ً‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬نعم ‪ ..‬هذا يعني بأنك فقدتي النوع الثاني من ذاكرتك ‪ ..‬معرفتك مثالً بطريقة عمل‬
‫الهاتف والتلفاز وطريقة مثالً قيادة السياره أو السباحه تكون ُمرتبطة بالنوع األول وهو‬
‫الذاكره التنفيذيه ‪ ..‬وهي متعلقة بمهاراتك التي تعلمتِها في حياتك وهذا الشيء لم تفقديه‬
‫وبالتأكيد هذا شيء جيد وهو أيضا ً نادر الحدوث‪..‬‬
‫رفع أصبعيه وأكمل‪ :‬النوع الثاني هو الذاكره التقريريه وهو الذي يمس فقدان الذاكره بشكل‬
‫أساسي ‪ ..‬أي كيف عشتي وأين ومع من والقصص التي حدثت في المكان والزمان ‪ ..‬أي‬
‫بإختصار الذكريات‪..‬‬
‫نظرت إليه بدهشه فقد أجاب على الكثير من التساؤالت التي قد حدثت نفسها به‪..‬‬
‫سألها‪ :‬على أية حال بما أنك ال تتذكرين أي شيء هذا يعني بأنك فقدتي جميع ذكرياتك وال‬
‫يوجد أي إنتقائيه في األمر‪..‬‬
‫تنهد وصمت لفتره ينظر إليها بعدها قال‪ :‬قد تعود رغبتي بعدم تذكر شيء ألمرين ‪ ..‬أحدهما‬
‫هو ألن حياتك السابقه وماضيك بمعنى أصح كان سيئ لدرج ٍة كبيره مما جعل باطن عقلك‬
‫يرفض تماما ً تذكره وتذكر مساوئه ‪ !..‬أما األمر اآلخر أن يكون األمر مرتبط بال ُمستقبل‬
‫وبشيء لم تستطيعين فعله أبدا ً ولهذا تخافين من العودة الى الشعور ذاته‪..‬‬
‫إبتسمت بغباء تقول‪ :‬لم أفهم النوع اآلخر‪..‬‬
‫صمت قليالً يُفكر بمثال بعدها قال‪ :‬مثالً كان والدك مريضا ً بمرض خطير وسيموت خالل أشهر‬
‫ت ال تملكين المال ‪ ..‬في هذه الحاله حدث وفقدتي ذاكرتك ‪ُ ..‬هنا عقلك الباطني‬ ‫إن لم يُعالج وأن ِ‬
‫سيرفض فكرة عودة ذكرياتك حتى ال تُقابلين المصير الذي تخافينه بشده وهو موت والدك‬
‫ورحيله عن العالم ‪ ..‬هل وضح األمر اآلن ‪..‬؟!‬
‫نظرت إليه لفتره بعدها همست‪ :‬أُمي‪..‬‬
‫عقد حاجبه فبقيت صامته لفتره قبل أن تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ..‬ولكن ال أُريد داخليا ً التفكير بأمي‬
‫ُمطلقا ً ‪ ..‬أشعر بقلبي يُقبض بقوه ويعتصر ألما ً كُلما فكرتُ فيها لهذا أخاف وأتجاهل التفكير‬
‫بها‪..‬‬
‫إرتجفت هامسه‪ :‬هل هذا يعني بأن والدتي متوفيه لذا تتألم مشاعري عند تذكرها ‪..‬؟! هل من‬
‫ال ُممكن أن يكون هذا هو السبب الذي يجعلني أرفض داخليا ً فكرة إستعادة ذاكرتي ‪..‬؟!‬
‫تنهد ناظرا ً إليها بعدها قال‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬هذا ُمحتمل ‪ ..‬لكنه ليس مؤكدا ً ‪ ..‬أعني ربما تكون‪....‬‬
‫قاطعته بهدوء وهي تتخيل حوار البارحه‪ :‬مقتوله‪..‬‬
‫دُهش من كالمها وكاد أن يتحدث لكنه صمت قليالً بعدها أخذ نفسا ً عميقا ً يقول‪ :‬ال تكوني‬
‫ت تُحبينها للغايه أكثر من أي شيء ولكن إضطرت لإلبتعاد عنك كإنفصال‬ ‫سلبيه ‪ ..‬ربما مثالً كُن ِ‬
‫أو غيره لذا تشعرين بالضيق الناتج عن اإلشتياق العميق!‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬آليس حبيبتي عليك فقط أن تكوني إيجابيه حتى في توقعاتك ‪ ..‬فحالما تتوقعي‬
‫أمرا ٌ سلبيا ً فعقلك يتبرمج تماما ً على السلبيه وستصبحين كثيرة التفكير وكئيبه وحزينه وقد‬
‫يصل األمر الى إساءة الضن وحصول العديد من المشاكل ‪ ....‬آليس كُن إيجابيا ً أو سلبيا ً هي‬
‫ُمجرد قرار في البدايه ولكن تبعات هذا القرار كبيره وت ُحدد حياة الشخص‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ماذا لو كُنتُ إيجابيه تجاه أمر وإتضح بأنه سلبي في النهايه ‪..‬؟! ماذا لو مثالً منّيتُ‬
‫نفسي على أن والداي على قيد الحياة وبعدها أتفاجئ بكونهما ميتان ‪..‬؟! في ماذا ستنفعني‬
‫اإليجابيه وقتها ‪..‬؟! إنها فقط ستجعلني أتلقى الخبر كصفعه قويه ال يُمكن الشفاء منها‪..‬‬
‫هز رأسه بال يقول‪ :‬كال ‪ ..‬نعم صحيح سيكون من المؤسف أن مثالً تكوني إيجابيه تجاه أمر‬
‫سيء باألصل ولكن ماذا عن العكس ‪..‬؟! تخيلي بقيتي قلقه خائفه ومتوتره تُفكيرين بهم‬
‫ت غارقه في الحزن‬ ‫وباألمور السيئه التي قد تحدث وتضيعي وقتك وسعادتك وحياتك وأن ِ‬
‫لتكتشفي فيما بعد أن كُل ما فكرتي به لم يحدث وأن الواقع مختلف تماما ً ‪..‬؟! أيهما ستخسرين‬
‫أكثر ‪..‬؟!‬
‫نظرت إليه لفتره بعدها تنهدت وقالت‪ :‬أقنعتني‪..‬‬
‫إبتسم فمن الجيد أن تكون متجاوبه‪..‬‬
‫سألها‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬ماذا عن اآلن ‪..‬؟! هل ما زال لديك المزيد لتقوليه أم أنك قررتي مثالً أن‬
‫تُحاولي إستعادة ذاكرتك ‪..‬؟!‬
‫لم تُجبه ُمباشرة بل إستمرت في صمتها لفتره قبل أن تقول‪ :‬بالنسبة لذاكرتي ما ِزلتُ داخليا ً‬
‫أشعر بالرفض ‪ ..‬أما عني ‪ ....‬ال أدري ‪ ..‬أشعر بأن لدي الكثير ألقوله ولكن ال أعرف ماذا‬
‫أقول اآلن‪..‬‬
‫نظر إليها لفتره بعدها بدأ بكتابة بعض ال ُمالحضات قائالً‪ :‬آليس إنها أول زياره لذا من الطبيعي‬
‫أن تشعري بالتشتت وال تعرفي بماذا تبدأي ‪ ..‬سأكتب لك موعدا ً آخرا ً ‪ ..‬حاولي تصفية ذهنك‬
‫في هذا الوقت‪.....‬‬
‫وبدأ بإعطائها النصائح وهي تنظر إليه بهدوء وتهز رأسها باإليجاب بين فترة وأُخرى‪..‬‬
‫أخذت بعدها الموعد ووجدت بأنه بعد ثالثة أيام تقريبا ً‪..‬‬
‫إبتسمت وشكرته وبعدها غادرت الغرفه‪..‬‬

‫***‬
‫‪7:45 pm‬‬

‫كان يجلس بكُل برود على الكرسي بجانب ُمحاميه الخاص داخل إحدى أقسام الشرطه‪..‬‬
‫ي الحضور ما دام هناك من إعترف بالجريمه ‪..‬؟!‬ ‫تحدث قائالً له بهدوء‪ :‬لما عل ّ‬
‫ال ُمحامي‪ :‬إس ُمك حاضر لذا ال بد من أن تأتي بنفسك ليُنهوا األمر معك‪..‬‬
‫لم يُعلق ريكس‪..‬‬
‫قال بعد فتره‪ :‬طالبهم بإعتذار رسمي‪..‬‬
‫ال ُمحامي‪ :‬ال تقلق من هذه الناحيه ‪ ..‬سأجعلهم يفعلون ‪ ..‬فاألمر لم يقتصر على إتهامك بل‬
‫التشهير بالتهمة أيضا ً‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬إحرص على أن تُسجل هذه الحادثه في سجالتي الخاصه‪..‬‬
‫تعجب ال ُمحامي ونظر إليه يقول‪ :‬ولكن ال أضن األمر في مصلحتك ‪ ..‬أعني حتى لو كان ُمجرد‬
‫إتهام خاطئ فكما تعلم سيؤخذ األمر ُمستقبالً على أنه ال توجد أدخنه دون نيران!‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬لن أُترك وشأني على أية حال ‪ ..‬بال ُمقابل هذه الحادثه ستُفيدنا ‪ ..‬فلو ُمستقبالً‬
‫تعرضتُ إلتهام آخر أستطيع إستخدام هذه الحادثه بما فيها اإلعتذار لصالحي ‪ ..‬أنت تفهم‬
‫قصدي‪..‬‬
‫هز ال ُمحامي رأسه يقول‪ :‬نعم أفهمه جيدا ً ‪ ..‬ولكن أيضا ً أرى بأن األفضل هو خلو سجلك‬
‫القضائي من أي مشاكل ‪ ..‬إنه من أجل مسيرتك المهنيه ُمستقبالً!‪..‬‬
‫إبتسم ريكس بسخريه وهمس‪ :‬وكأن هذه المسيرة ستبقى لألبد‪..‬‬
‫ضاقت عينا ال ُمحامي ونظر الى ريكس قليالً‪..‬‬
‫إنها ليست المرة األُولى ‪ ..‬فهو دائما ً ما يختار الحلول التي تفيده في الفترات القصيره القادمه‬
‫غير آبه بعواقبها على المدى البعيد‪..‬‬
‫إنه شاب ذكي لذا البد من أنه يعي هذه المخاطر ولكن‪.....‬‬
‫بدا يبدو له وكأنه ال يأبه للمستقبل البعيد ألنه لن يكون موجودا ً‪..‬‬
‫هل ينوي ترك عمله بعد سنوات قليله ؟!‬
‫أم أن األمر ُمختلف ‪..‬؟!‬
‫هو بحق ‪ ...‬ال يفهمه!‪..‬‬

‫**‬

‫وقف كارلوس حالما دخل تروي الى مكتبه وبادره بالحديث قائالً بهجم‪ :‬جميع توقعاتك كانت‬
‫خاطئه!!‪..‬‬
‫ضحك تروي وجلس على األريكه يقول‪ :‬إهدأ كارلوس‪..‬‬
‫كارلوس بصدمه وهو يتقدم منه‪ :‬أتقول لي إهدأ بعد ما حصل ‪ !!..‬لقد أقنعتني وجعلتني أتيقن‬
‫بأن ريكس هو السبب األول واألخير بمقتل فابريان واليوم أتفاجأ بأن ال ُمتهم سلّم نفسه‬
‫وريكس ال عالقة له باألمر أبدا ً!!‪..‬‬
‫إبتسم تروي ولم يتحدث منتظرا ً أن يجلس كارلوس أمامه وحينما فعل قال‪ :‬ال ِزلتُ عند كالمي‬
‫‪..‬‬
‫كارلوس بدهشه‪ :‬أقول لك بأن ال ُمجرم إعترف ‪ !..‬أي أن محاولتك في توريط إسم ريكس‬
‫بالقضيه ذهبت هباءا ً منثورا ً ‪ !!..‬خرج منها ريكس وبدونا نحن ُمضحكين في نظره ألننا‬
‫الوحيدون من يهمهم أمر فابريان لذا بالتأكيد سيعرف بأننا من حاولنا توريطه في قضية قتله‬
‫!‪..‬‬
‫تنهد تروي وهمس‪ :‬لن يُمكنني التحدث مع شاب منفعل‪..‬‬
‫إنزعج كارلوس كثيرا ً ولكنه حاول أن يُهدئ من نفسه وبعد دقيقتان قال‪ :‬هات ما عندك‪..‬‬
‫تنهد تروي يقول‪ :‬ال شيء عندي ‪ ..‬كُل مافي األمر أننا حاولنا توريطه ولكنه كالعادة إستطاع‬
‫التملص من األمر ‪ ..‬ال أعرف حقا ً كيف إستطاع أن يجد شخصا ً يعترف بجريمة قتل!!‪..‬‬
‫كارلوس بدهشه‪ :‬هيه تروي ‪ !..‬أتعني بأن بالفعل ريكس من قتله ومع هذا أخرج نفسه من‬
‫القضيه ‪..‬؟!!‬
‫ً‬
‫تروي‪ :‬أولم أُقنعك سابقا ً بأن ال أحد له مصلحة بقتل فابريان سواه ‪..‬؟!‬
‫كارلوس‪ :‬لكن ‪ .....‬آخخخ ال أعلم‪..‬‬
‫تروي‪ :‬إهدأ اآلن وال تُزعج تفكيرك ‪ ..‬يبدو بأن توريط ريكس بدون دليل قوي ودامغ ال يكون‬
‫ذو فائده ‪ !..‬ولكن هذا ال يعني بأنك لم تستفد‪..‬‬
‫عقد كارلوس حاجبه فأكمل تروي‪ :‬السمعة شيء هام ‪ ..‬وريكس إستطعنا أن نجعل الشُرطة‬
‫تُشهر بأمر القبض عليه بجريمة قتل فابريان ‪ ..‬حتى لو خرج منها فلن يُصدق أحد أنه بريء‬
‫سوى عامة الشعب‪..‬‬
‫إبتسم وإقترب بجسده الى األمام وهمس‪ :‬ولكن كارلوس ‪ ..‬التُجار هم وحدهم من يعرفون مثل‬
‫هذه األمور فهي ُمنتشرةٌ للغايه ‪ ..‬يُتهم أحدهم فيجد له مخرجا ً ليظهر أمام الشعب بأنه بريء‬
‫‪ ..‬كُلنا في نفس المهنه لذا كُلنا نعرف خبث بعض ‪ ..‬سمعته بيننا ستكون في إنحدار تام!‪..‬‬
‫نظر إليه كارلوس لفتره بعدها إبتسم ُرغما ً عنه يقول‪ :‬أنت ُمحق ‪ ..‬نعم نعم ُمحق‪..‬‬
‫تروي بال ُمبااله‪ :‬لذا ال تُزعج نفسك ‪ ..‬دعه يخرج منها بريئا ً ففي النهاية سيبدو ك ُمجرم وغد‬
‫في نظر جميع ُمنافسيه وستقل مرتبته كثيرا ً صدقني‪..‬‬
‫إسترخى كارلوس على مقعده وهو يشعر براحة غير طبيعيه ‪ ..‬لما لم يُفكر بهذا األمر من قبل‬
‫‪..‬؟!‬
‫حقا ً إن وجود تروي بجانبه لشيء ُمهم‪..‬‬
‫ال يعلم ماذا كان سيح ّل به وبشركته وأعماله مالم يكن تروي معه ُخطوه بخطوه!‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:10 pm‬‬

‫حيث طلب فأعطاه ثمن التوصيل بعدها نزل من السياره‪..‬‬‫ُ‬ ‫توقفت سيارة األُجره‬
‫غادرت من خلفه وهو ينظر الى المنزل السبيط المتكون من طابقين بباح ٍة صغيره أمام الباب‬
‫‪..‬‬
‫هل هذا هو منزله ‪..‬؟!‬
‫تقدم وفتح الباب الذي ال مفتاح فيه ودخل عبر الباحة حتى وصل الى باب المنزل‪..‬‬
‫رفع يده ورن الجرس بعدها تكتف ينتظر الجواب‪..‬‬
‫عاود الرن مرة أُخرى وثالثه وعاشره ولكن ال ُمجيب‪..‬‬
‫تقدم من النافذة القريبة من الباب وحاول النظر عبرها الى الداخل ولكن ال شيء‪..‬‬
‫ب كراتبه من ال ُمفترض أنه يملك بيتا ً‬ ‫تنهد وهمس‪ :‬هل هو منزله حقا ً ‪..‬؟! أعني شخص برات ٍ‬
‫أكبر من هذا ‪..‬؟!‬
‫خرج وقرر الذهاب الى المنزل المجاور وطرق الباب‪..‬‬
‫جاءه صوت من ال ُمكبر الموجود بجوار الباب يقول‪ :‬من ‪..‬؟!‬
‫إبتسم وأجابها‪ :‬أُريد السؤال عن جاركم الذييقع بالجهة اليُسرى تماما ً ‪ ..‬هل لديكم خبر عن‬
‫موعد عودته ‪..‬؟!‬
‫جائه صوتها يقول‪ :‬إنه لم يأتي لمنزله منذ أسابيع‪..‬‬
‫تعجب وقال‪ :‬لما ‪..‬؟! هل يملك منزالً آخرا ً ‪..‬؟! أم أنه ُمسافر ‪..‬؟!‬
‫أجابته‪ :‬ال ِعلم لدي فعالقتنا به ليست قويه وال حتى سطحيه‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬حسنا ً شُكرا ً‪..‬‬
‫ي ‪..‬؟!‬‫غادر من أمام منزلهم ووقف أمام المنزل ينظر إليه لفتره بعدها همس‪ :‬هل كذبوا عل ّ‬
‫حيث كتب العنوان فيه‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫رفع يده ينظر الى الورقه‬
‫إنه المكان ذاته ‪ ..‬هل حقا ً األمر طبيعي أم أنهم حاولوا تصريفه بهذه الطريقه ‪..‬؟!‬
‫شخص مثله من ال ُمستحيل أن يترك عمله ألسابيع ‪ ..‬إذا ً هو غير ُمسافر‪..‬‬ ‫ٌ‬
‫عدم وجوده في المنزل يعني شيئا ً واحدا ً وهو أنه يملك منزالً آخرا ً لم يقم بتسجيله في أوراق‬
‫عمله!‪..‬‬
‫لما ‪..‬؟! لما يخفي مكان سكنه الحقيقي ‪..‬؟!‬
‫أمره ُمريب للغايه‪..‬‬
‫كُل ما تعمق في أمر الفتاة وجد أُمورا ً ُمريبه تجعله بدل من أن يترك األمر يبحث عنه بشك ٍل‬
‫أعمق وأكبر‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ..‬لم يعد له خيار سوى إنتظاره في مكان عمله حتى يظهر في وجهه ويسأله ُمباشرةً‬
‫‪..‬‬
‫هذا هو الخيار الوحيد‪..‬‬
‫شق ٍة أمكث الليلة فيها‪..‬‬ ‫ي أن أجد ِ‬ ‫نظر الى ساعته وهمس‪ :‬واآلن عل ّ‬
‫تقدم من الشارع وبدأ بإنتظار سيارة أُجره تقلّه‪..‬‬

‫***‬

‫‪4 January‬‬
‫‪6:30 am‬‬

‫أنهى إرتداء مالبسه وتهذيب مظهره قبل أن يأخذ معطفه وملفاته بيده اليُسرى ويُغلق باب‬
‫شقته باليد األُخرى‪..‬‬
‫قبل أن يتجه الى الخارج رن هاتفه النقال وحينما رأى إسمها يُضي في الشاشه ظهر‬
‫اإلمتعاض على وجهه وهمس لنفسه‪" :‬كيف أتخلص منها" ‪..‬؟!‬
‫قرر تجاهل اإلتصال وإتجه الى الخارج‪..‬‬
‫تفاجأ بريكس يقف بهدوء متكئا ً على سيارته الخاصه‪..‬‬
‫هل هو بإنتظاره ‪..‬؟!‬
‫حالما الحظه ريكس أشار بعينيه وكأنه يقول‪ :‬إركب‪..‬‬
‫بعدها تح الباب وركب فمط آندرو شفتيه بعدها تقدم وركب بجانبه يقول‪ :‬هل األمر هام فلقد‬
‫طالب ربع ساعه فحسب!‪..‬‬ ‫بقي على ُمحاضرتي األولى لل ُ‬
‫شغّل ريكس السياره وهو يقول ببرود‪ :‬لن تذهب للكلية اليوم‪..‬‬
‫دُهش آندرو بعدها قال‪ :‬ريكس لن يسير كُل شيء كما تُريد ‪ !..‬أوصلني الى الكُلية أو أوقف‬
‫السياره وسأذهب وحدي!‪..‬‬
‫حرك ريكس السياره وأسرع بها في الجهة ال ُمعاكسه تماما ً لكُليته‪..‬‬
‫إنزعج آندرو وعندما هم بالحديث رن هاتفه ُمجددا ً من الرقم ذاته‪..‬‬
‫ألقى ريكس نظرة بطرف عينيه الى الشاشه بعدها قال‪ :‬أُختك تتصل‪..‬‬
‫آندرو بإنزعاج‪ :‬ال شأن لك‪..‬‬
‫وأطفأ الصوت بعدها‪..‬‬
‫رمى هاتفه بجانبه يقول‪ :‬ريكس متى ستكف عن هذه التصرفات الطفوليه ‪..‬؟!‬
‫ريكس ببرود‪ :‬الكلية ليست كُل حياتك‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬أجل ولكن بالتأكيد لستَ أنت أهم منها كي أتركها من أجل الذهاب معك ‪ !!..‬تصرفك‬
‫مزعج وطفولي للغايه!‪..‬‬
‫رفع ريكس نظره الى مرآة السياره حيث إناس وجه آندرو وسأله بهدوء فيه بعض اإلستفزاز‪:‬‬
‫أحقا ً هي أفضل مني ‪..‬؟!‬
‫رفع آندرو حاجبه بعدها مط شفتيه ورمى بملفاته وأقالمه الى الخلف ومن ثُم إرتدي معطفه‬
‫وهو يقول ببرود‪ :‬حسنا ً ماهو موضوعك ال ُمهم هذا ‪..‬؟!‬
‫لدي موضوعا ً ُمهما ً ‪..‬؟!‬ ‫ريكس‪ :‬ومن قال بأن ّ‬
‫إبتسم آندرو بسخريه هامسا ً لنفسه‪ :‬إنك كاللعنة في حياتي‪..‬‬
‫بعدها أخذ هاتفه وفتح صفحته الشخصية على موقع الكُليه وبدأ بكتابة ملحوظة تغيبه لهذا‬
‫اليوم‪..‬‬
‫حالما إنتهى أغلق هاتفه يقول‪ :‬لم أتناول طعام اإلفطار‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ولن أشتري لك‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ستفعل‪..‬‬
‫رفع ريكس حاجبه بعدها خالل دقائق أوقف سيارته بالقرب من نافذة إحدى المطاعم فإبتسم‬
‫آندرو يقول‪ :‬أخبرتُك بأنك ستفعل‪..‬‬

‫خالل ثلث ساعه أوقف ريكس السيارة في هذا الحي الفخم والقديم في الوقت ذاته‪..‬‬
‫نزل وإتجه الى الفيال الكبيره األشبه بالقصر ونزل آندرو خلفه ورمى بقايا طعامه في السلة‬
‫القريبه‪..‬‬
‫تبعه الى الداخل وهو يقول‪ :‬آه عرفت ‪ ..‬ستفتح معي ذاك الموضوع الذي كان من ال ُمفترض‬
‫أن تُحدثني عنه قبل يومان لوال إتصال والردك وخبر توريطك بالقضيه‪..‬‬
‫إبتسم وأكمل‪ :‬على أية حال ُمبارك لك خروجك منها ‪ ..‬شاهدت هذا على التلفاز هذا الصباح‪..‬‬
‫أشار ريكس الى األريكة وقال‪ :‬إجلس‪..‬‬
‫وبعدها إتجه الى الجدار المنحوت فتنهد آندرو وجلس هامسا ً لنفسه‪" :‬ما باله" ‪..‬؟!‬
‫أخذ ريكس الصندوق الواقع في آخر رف وبعدها جلس على األريكة ال ُمجاوره واضعا ً إياه على‬
‫الطاولة الصغيرة التي أمامهما‪..‬‬
‫عقد آندرو حاجبه فسأله ريكس‪ :‬أنت من إستعمل هذا الصندوق صحيح ‪..‬؟!‬
‫آندرو‪ :‬لم أفهم‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه قليالً بعدها فتح الصندوق ُمظهرا ً وجود بعض الحاجيات بداخله‪..‬‬
‫دُهش آندرو للحضه يقول‪ :‬هههههههه لم أضنك تُخبئ أغراضك في هذه الصناديق التي تعزها‬
‫أكثر مني حتى‪..‬‬
‫رفع ريكس حاجبه يقول‪ :‬أنت من فعل وليس أنا‪..‬‬
‫أبعد آندرو نظره عن الصندوق ونظر الى ريكس بتعجب يقول‪ :‬أنا ‪..‬؟! ما الذي تقوله ‪..‬؟!‬
‫ريكس‪ :‬لم أُفتش المحتويات بعد ‪ ..‬ولكن قبل يومان رأيتها ُمصادفه ‪ ..‬أنا لم أضعها ُهنا ‪..‬‬
‫بال ُمقابل يا آندرو ال أحد في العالم يستطيع دخول هذا المنزل سواك أنت ‪ ..‬لذا أنت من وضعها‬
‫صحيح ‪..‬؟!‬
‫تنهد آندرو حالما فهم األمر بعدها هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬لم أفعل ‪ ..‬أعني ال سبب يدعوني‬
‫لدخول المنزل مالم تكن أنت فيه و‪...‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬لقد فعلتها مره‪..‬‬
‫آندرو بإنزعاج‪ :‬يا رجل أال يُمكنك نسيان ذلك الموقف!!‪..‬‬
‫تنهد بعدها أكمل‪ :‬أقصد ما عدا تلك الحادثه لم أدخل المنزل فال سبب يدعوني لفعلها ‪ !..‬أال‬
‫تُصدقني‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه بهدوء ولم يُجبه فرفع آندرو حاجبه يقول‪ :‬ريكس إن كُنتُ أنا بالفعل فهل‬
‫ستضنني سأكذب خوفا ً منك مثالً ‪..‬؟!‬
‫أبعد ريكس نظره عنه ناظرا ً الى الصندوق قائالً‪ :‬حسنا ً أقنعتني‪..‬‬
‫بعدها ضاقت عيناه وهمس‪ :‬ولكن من عساه يكون ‪..‬؟!‬
‫آندرو‪ :‬ريكس صحيح أنك تملك المفتاح ولكن ال يعني أن التسلل الى المنزل ُمستحيل ‪ ..‬أيضا ً‬
‫ُهناك عدة أشخاص يعرفون عنه ‪ ..‬وربما أيضا ً كان أحد اللصوص‪...‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬اللصوص لن يُخبؤا حاجات عاديه في صندوق بل سيقومون بسرقته فهو‬
‫باهض الثمن كما تعلم‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬أقنعتني ‪ ..‬إذا ً فتّش ُمحتوياته فربما نعرف وقتها الفاعل‪..‬‬
‫إبتسم بعدها هامساً‪ :‬أحببتُ كلمة الفاعل‪..‬‬
‫نظر إليه ريكس بنصف عين بعدها سحب المحفظة وفتحها‪..‬‬
‫أخرج صورة صبي يبلغ من العمر عشر سنوات تقريبا ً ونظر إليه بعدها مررها الى آندرو الذي‬
‫نظر الى الصورة قليالً قبل أن يقول‪ :‬ال يُشبه أحدا ً نعرفه ‪ ..‬وأيضا ً هههههههه يبدو لطيفا ً‬
‫فوجهه كالفتيات ‪ ..‬أُراهن بأنه يملك العديد من الصديقات في مدرسته‪..‬‬
‫مشفى حكومي ورماه بإهمال في الصندوق بعدها أخرج‬ ‫ً‬ ‫أخرج ريكس كرتا ً ُمدونا ً فيه عنوان‬
‫مدون فيها بعض األسماء وعندما لم يتعرف على أي إسم رماها أيضا ً فأخرج‬ ‫ورقةً صغيره ّ‬
‫بعدها بطاقة هويه‪..‬‬
‫سحب آندرو البطاقة منه فورا ً يقول‪ :‬أوووه سنتعرف اآلن على هوية ال ُمتسلل‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬ال تتحمس فالبطاقة ُمزوره‪..‬‬
‫دُهش آندرو ونظر الى ريكس الذي يقلب في المحفظه وسأله‪ :‬كيف عرفت وأنت لم تنظر إليها‬
‫حتى ‪..‬؟!‬
‫رمى ريكس المحفضة التي باتت فارغه وهو يقول‪ :‬من ملمسها‪..‬‬
‫وضع آندرو البطاقة جانبا ً بإهمال وهو يهمس‪ :‬تملك عقل ُمجرم‪..‬‬
‫أخرج ورقة مطويه وقام بفتحها فإذ هي تقرير شلل من إحدى ال ُمستشفيات وقد ُحرر قبل عام‬
‫‪..‬‬
‫نظر الى اإلسم الذي كان "باتريكا سايمون" ‪ ..‬العُمر "‪ 19‬عاما ً‪" ..‬‬
‫هو ال يعرف أحدا ً بهذا اإلسم!‪..‬‬
‫ترك الورقه وعقد حاجبه بعدها وهو يأخذ قالدة صغيره وبدأ بالنظر إليها لفترة ليست‬
‫بالقصيره‪..‬‬
‫عندما الحظه آندرو ترك ورقة تقرير المشفى ونظر الى القالدة يقول‪ :‬تصميمها قديم‪..‬‬
‫هز ريكس رأسه بهدوء بعدها تركها جانبا ً وهو يقول‪ُ :‬محتويات هذا الصندوق يخص فتاه‪..‬‬
‫أخرج ورقةً أُخرى فكان مكتوب فيها عدة عناوين وأسماء لم يسمع بها من قبل‪..‬‬
‫تركها جانبا ً حتى وصل أخيرا ً الى صورةً فوتوغرافيه‪..‬‬
‫حملها فكانت الصورة لبعض األصدقاء ويبدون في سنتهم األولى بالثانويه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه بتساؤل فطرف الصورة مقطوع بشك ٍل ُمتعمد‪..‬‬
‫نظر الى آندرو قائالً‪ :‬هل تعرفهم ‪..‬؟!‬
‫أبعد آندرو بسرعة النظرة ال ُمريبة التي كانت على عينيه وهو يقرأ الورقة التي كانت مع‬
‫ريكس قبل لحضات ونظر إليه يقول‪ :‬ماذا ‪..‬؟!‬
‫قدّم ريكس له الصوره يقول‪ :‬أتعرف أحدا ً منهم ‪..‬؟!‬
‫نظر آندرو الى الصوره لفتره بتأمل بعدها هز رأسه يقول‪ :‬ال ‪ ..‬لكن هذه الفتاة الشقراء تُشبه‬
‫الفتاة التي ببطاقة الهويه لوال أنهما تملكان لون شع ٍر ُمختلف‪..‬‬
‫أخذ ريكس بطاقة الهويه ونظر الى الفتاة التي فيه والتي كان إسمها "باتريكا سايمون‪" ..‬‬
‫عقد حاجبه للحضات بعدها دُهش عندما رأى بأنها تُشبه الى ح ٍد كبير الفتاة التي تعيش في‬
‫منزلهم‪..‬‬
‫تلك الحقيرة التي س ّمت نفسها بآليس!‪..‬‬
‫آندرو بتعجب‪ :‬عرفتها ‪..‬؟!‬
‫نظر ريكس بعدها الى بقية ال ُمحتويات والمحفظه‪..‬‬
‫اآلن عرف ‪ ..‬هذه األغراض تخصها بالتأكيد!!‪..‬‬
‫لكن لما هي ُهنا ‪..‬؟!‬
‫إنها أوراقا ً تُثبت هويتها وقد يقودها هذا الى عائلتها!‪..‬‬
‫لذا لما هي ُهنا بدالً من أن تكون معها أو تكون بأيدي الشُرطه ‪..‬؟!‬
‫من خبأها ولماذا فعل ذلك وما هدفه من هذا التصرف ‪..‬؟!‬
‫آندرو‪ :‬هيه ريكس أنا أسأل ‪ ..‬هل تعرف الفتاة ‪..‬؟!‬
‫صدمت بسيارتي!!‪..‬‬ ‫ظهر اإلنزعاج في عيني ريكس وهو يهمس‪ :‬إنها الحقيرة التي ُ‬
‫دُهش آندرو للحضه بعدها رفع حاجبه يقول‪ :‬تصدمها وتتسبب بفقدانها لذاكرتها وتقول في‬
‫النهايه حقيره ‪..‬؟! ال أعلم من الحقير في الموضوع‪..‬‬
‫بعدها أكمل بتعجب‪ :‬ولكن ‪ ....‬إن كانت هذه صورتها فإذا ً هذه المحتويات البد من أنها كانت‬
‫صدمت ‪ ..‬لما هي ُهنا ‪..‬؟! أعني‪....‬‬ ‫معها عندما ُ‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬ال أعلم ‪ ..‬أنا بالفعل ال أعلم!‪..‬‬
‫ضاقت عيناه هامساً‪ :‬أهي ُخطةٌ أُخرى ل ُمحاولة توريطي بأمر ما ‪..‬؟!‬
‫آندرو‪ :‬إهدأ وفكّر برويه ‪ ..‬ليس كُل أمر ُمريب يعني بأن أحدهم يُفكر بتلفيق جريمة ما ضدك‬
‫!‪..‬‬
‫شد ريكس على أسنانه وقال بإنفعال‪ :‬بل هو كذلك ‪ !!..‬الفتاة بأكبرها خطة لتوريطي بأمر ما‬
‫‪ !!!..‬أوالً ورطوني في قضية دهسها واآلن هويتها مخبأه في منزلي!!‪..‬‬
‫دُهش آندرو وسأله ُمباشرةً‪ :‬ماذا تقصد بكالمك ‪..‬؟!!! أولستَ أنت من صدمها ‪..‬؟!‬
‫أشاح ريكس بعينيه هامساً‪ :‬إنسى األمر‪..‬‬
‫آندرو بإصرار‪ :‬ال لن أنسى ‪ !..‬ريكس ماذا تقصد ‪..‬؟!! لما لم تُخبرني بهذا األمر ‪ !..‬ماذا تعني‬
‫‪..‬؟! إن لم تكن أنت من صدمها فمن يكون ‪..‬؟! إنها سيارتُك الخاصه التي ال يقودها سواك ‪!..‬‬
‫إشرح لي ودعني أفهم!‪..‬‬
‫بدأ ريكس بإعادة األغراض الى الصندوق وهو يقول‪ :‬آندرو لقد أخطأتُ في كالمي ‪ ..‬ليس هذا‬
‫ما كُنتُ أُريد قوله‪..‬‬
‫شد آندرو على أسنانه وهو يعلم بأن ريكس لم يُخطئ‪..‬‬
‫ضغط ريكس بقوة على ورقة تقرير الشلل وهو يتذكر محادثته مع إدريان قبل يوم البارحه!‪..‬‬
‫صدم بأن الفتاة تحمل إسم آليس‪..‬‬ ‫عندما ُ‬
‫همس بشيء من الحقد‪ :‬حتى أن إسمها الحالي أصبح آليس ‪ ..‬من بين جميع األسماء إختاروا‬
‫إسم آليس!!!‪..‬‬
‫نظر الى آندرو يقول‪ :‬أرأيت ‪..‬؟! وتقول لي ال تشك في كُل شيء!!‪..‬‬
‫ضرب ريكس الطاولة بقدمه بكُل غيض وكاد الصندوق أن يسقط لو لم يُمسكه آندرو‪..‬‬
‫أسند ريكس بظهره على األريكه وغطى عينيه بيده هامسا ً آلندرو‪ :‬تُفقد ذاكرتُها وتُسمى باسم‬
‫آليس وتُخبأ أوراق هويتها في هذا المنزل ‪ !..‬الى ماذا يُريدون أن يصلوا ‪..‬؟!! ألن يتركوني‬
‫وشأني ولو قليالً!‪..‬‬
‫شد على أسنانه وأكمل‪ :‬إال إسم آليس ‪ ..‬لن أغفر لهم ‪ !..‬هي ليست من س ّمت نفسها بل‬
‫أحدهم وأُراهن بأنه إد اللعين!‪..‬‬
‫آندرو ك ُمحاولة تهدئة الوضع‪ :‬آليس إس ٌم دارج ‪ ..‬البد من أنه كان ُمصادفه‪..‬‬
‫ي‪..‬‬
‫طالبك ليس عل ّ‬ ‫ريكس ‪ُ :‬محاوالتك البائسه هذه إستعملها على ُ‬
‫إبتسم آندرو يقول‪ :‬حسنا ً أعتذر‪..‬‬
‫أبعد ريكس يده عن عينيه ونظر الى الصندوق لفتره‪..‬‬
‫همس‪ :‬لقد كانت فتاةً شقراء في أيام دراستها ‪ ..‬لما قامت بصبغه ‪..‬؟! لما تملك تقريرا ً بشلل‬
‫قدمها ‪..‬؟!‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬ولما تملك بطاقة هويه ُمزوره ‪..‬؟!‬
‫تقدم بجسده الى األمام وبدأ بلم كُل األغراض خارج الصندوق فقال آندرو‪ :‬ماذا ستفعل ‪..‬؟!‬
‫ريكس‪ :‬سأُخبئها بمكان آخر وسأضع كاميرات ُمراقبه ‪ ..‬الذي وضعها حتما ً سيأتي ألخذها‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬واألوراق الثبوتيه التي مزوره في الوقت ذاته ‪ ..‬ألن تُعطيها آلليــ أقصد للفتاة التي في‬
‫منزلكم ‪..‬؟!‬
‫ريكس‪ :‬ال‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ولكن قد يُفيدها هذا بالعثور على عائلتها و‪....‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬وكأني أهتم بأمرها ‪ !..‬ال يُهمني سوى معرفة من خلف كُل هذا!‪..‬‬
‫بعدها قام ليُعيد الصندوق وآندرو ينظر إليه بهدوء تام‪..‬‬
‫خاطب نفسه قائالً‪" :‬كُل مافي الصندوق ُمريب ‪ ..‬بدئا ً ببطاق ٍة ُمزوره حتى ‪ ......‬وجود إسم‬
‫ذلك الوغد بين عدة أسماء غريبه في ورقة ال ُمالحظات خاصتها!‪" ..‬‬
‫شد على أسنانه هامساً‪ :‬لما إسمه مكتوب ُهناك!‪..‬‬

‫ـ ‪ part end‬ـ‬

‫ـ ‪ part 10‬ـ‬

‫‪8:40 am‬‬

‫إفطارها البسيط الذي طلبته‪..‬‬‫ُ‬ ‫كوب حليب دافئ وصحن من رقائق الذُره ‪ ..‬هذا هو كان‬
‫جلست أمام التلفاز رافضةً الذهاب لتناول طعامها في غرفة الطعام ال ُمخصص‪..‬‬
‫ترتدي ِكنزة صوفيه بيضاء بأكمام طويله تُغطي كفيها‪..‬‬
‫رشفت القليل من الحليب الساخن وهي تنظر الى برنامج صباحي يبدو ُممتعا ً بعض الشيء‬
‫حتى قطع عليها هذا الهدوء صوت أقدام تقترب منها‪..‬‬
‫إلتفتت يمينا ً فإذ هو بإيدريان الذي كان ينظر إليها للحضه قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬صباح الخير‪..‬‬
‫وضعت الكوب على الطاولة بجانب صحن طعامها وهي تقول‪ :‬أهالً‪..‬‬
‫أشار بإصبعه اإلبهام الى الخلف حيث جهة باب المنزل وهو يقول‪ :‬أتُرافقيني ‪..‬؟!‬
‫تعجبت وسألت‪ :‬الى أين ‪..‬؟!‬
‫غمز يقول‪ :‬قد وعدتُك بأخذك في جوله عوضا ً عن المرة الفائته ‪ ..‬سآخذك معي الى مؤسستي‬
‫الترفيهيه أُعرفك عليها ‪ ..‬ما رأيُك ؟!‬
‫ال تعلم لما لم تُحب ال ِفكره ولكن ‪ ....‬قد حدث في أول لقاء أنه وعدها وفي المره التاليه‬
‫تظاهرت بالمرض كي ال تذهب‪..‬‬
‫تشعر بأنه ليس من الجيد أن ترفض طلبه للمرة الثانيه‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬حسنا ً ال بأس ولكن متى ؟!‬
‫إدريان‪ :‬ههههههههه بالتأكيد اآلن‪..‬‬
‫خالل نصف ساعه كانت قد ركبت بجواره في السيارة فحركها يقول‪ :‬سأجعلُ ِك تستمتعين الى‬
‫الحد الذي يجعلك المرة القادمه تطلبين بنفسك أن آخذك ُمجددا ً‪..‬‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬ثقتك عاليه‪..‬‬
‫ضحك قائالً‪ :‬للتو عرفتي ‪..‬؟!‬
‫وخرج بعدها من سور المنزل ُمتوجها ً الى مؤسسته الترفيهيه‪..‬‬
‫أخذ منه الوصول أكثر من ال ُمعتاد فإنشغاله معها بالحديث جعله ال يُسرع‪..‬‬
‫أوقف سيارته أمام مدخل آخر غير رئيسي ونزل منها ُمجيبا ً على سؤالها‪ :‬المدخل هذا‬
‫ُمخصص لل ُمغنين الذين يأتون بسيارتهم الخاصه أمثالي ‪ ..‬فالمدخل الرئيسي يكون في بعض‬
‫األحيان مزدحما ً بال ُمعجبين‪..‬‬
‫غمز وأكمل‪ :‬فأشهر ال ُمغنين في بالدنا ترعاهم هذه المؤسسه‪..‬‬
‫هزت رأسها وهي تمشي بجواره الى الداخل‪..‬‬
‫سألته‪ :‬منذ متى بدأت تدخل هذا المجال ‪..‬؟!‬
‫صمت قليالً قبل أن يقول‪ :‬سنتان تقريبا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬وتلك الفتاه ‪..‬؟!‬
‫لم يفهم من المرة األولى حتى قال لها‪ :‬ههههههههه كم تتوقعين ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬شُهرتها ليست عاديه ‪ ..‬ربما منذ خمس سنوات ‪..‬؟!‬
‫هز رأسه يقول‪ :‬كاتالين منذ طفولتها وهي مشهوره‪..‬‬
‫دُهشت وقالت‪ :‬حقا ً ‪..‬؟!! واااو‪..‬‬
‫إبتسم وتحدث مع أحد الرجال الذين صادفهم وإعتذر منه ليؤجل عملهما لساعتان بعد‪..‬‬
‫إلتفت إليها وقال‪ :‬فرغتُ لك نفسي كي آخذك بجوله حول المكان ‪ ..‬تعالي فلنصعد الى األعلى‬
‫‪..‬‬
‫إبتسمت ومشيت بجواره وهي تُلقي نظرها ُهنا و ُهناك‪..‬‬
‫سقطت أنظارها على العديد من األوجه الشابه ل ُمغنين و ُممثلين وعارضات أزياء وعارضات‬
‫مجالت فهمست بدون وعي‪ :‬يالها من أوجه جذابه‪..‬‬
‫نظر إدريان إليها وهي تنظر في من حولها بعدها ضحك ُرغما ً عنه‪..‬‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬مابك ‪..‬؟!‬
‫إدريان‪ :‬ال شيء ‪ ..‬ال شيء ُمطلقا ً‪..‬‬
‫عاودت النظر حولها قبل أن تهمس في نفسها‪" :‬إذا ً إدريان يعيش بعالم كهذا ‪ !..‬ال عجب في‬
‫أنه يمتلك صديقة فاتنه‪" ..‬‬
‫فتح أحد األبواب وأدخلها الى غرفته الخاصه بالمؤسسه حيث كانت واسعه وكبيره و ُمريحه‬
‫للغايه‪..‬‬
‫أمامها مكتب كبير بجانبه دوالب فيه العديد من الكُتب واألقراص وفي الجهة الثانيه بيانو كبير‬
‫أسود بخطوطٍ ذهبيه‪..‬‬
‫تقدمت تمشي حتى دخلت الى القسم الداخلي حيث كان ُهناك سرير كبير أبيض اللون بجانبه‬
‫األيسر زجاج كبير يُطل على الخارج قد أُبعدت الستائر ليدخل الضوء الى الغرفه ‪ ..‬وأمام‬
‫السرير يتوسط الجدار شاشة بالزما‪..‬‬
‫هذا غير عن صوره الكبيره ال ُمنتشرة على الجدران‪..‬‬
‫تقدمت ببطئ ُمنبهره حتى توقفت أمام إحدى الصور تقول‪ :‬إنك وسيم أكثر مما ينبغى‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬أعرف هذا ‪ ..‬ال شيء جديد‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬كال ‪ ..‬أعني ‪ ...‬أنت حقا ً وسيم ‪ ..‬صورتك هذه أظهرت جاذبيتك بشكل‬
‫لم أكن أُالحظه من قبل‪..‬‬
‫ت تُغازلينني‬ ‫جلس على كُرسي أسود بالقرب من الشاشه وإسترخى فيه يقول‪ :‬إذا ً ‪ ...‬هل أن ِ‬
‫اآلن ‪..‬؟!‬
‫تجاهلت سؤاله وهي تتقدم من صورة ثانيه وثالثه‪....‬‬
‫غرفه كامله ‪ ...‬هل تنام هنا‬ ‫عاودت بعدها النظر الى الغُرفه والى زواياها قبل أن تسأل‪ :‬إنها ُ‬
‫‪..‬؟!‬
‫هز كتفه يقول‪ :‬عندما يكون العمل مكثفا ً أجد نفسي أُضطر للنوم ُهنا كي أستيقظ ُمبكرا ً وأُنهي‬
‫البقيه ‪ ..‬لهذا حتى األعضاء وال ُمغنون ُهنا يمتلكون اُرفا ً ُمشابهه‪..‬‬
‫إبتسم ُمكمالً‪ :‬ولكن ليس الجميع بنفس فخامة هذه الغُرفه‪..‬‬
‫وقفت أمام دوالب صغير كان فوقه ملف ُمهمل أطراف أوراقه خارجةً عنه قليالً‪..‬‬
‫أخذته وفتحته فإذا هي بنوتات موسيقيه‪..‬‬
‫قبل أن تسأله أجابها قائالً‪ُ :‬مديري أعطاني إياها ‪ ..‬في الفترة األخيره بدأتُ أُعاني من ُمستوى‬
‫ألحان ُملحني المؤسسه لذا أحضر لي بعض ال ُمسودات من ُملحنين خارجيين ‪ ..‬لم أنظر إليها‬
‫بعد فلدي إحساس بأنها لن تُعجبني‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما الحظها تتفحص األوراق جيدا ً فسألها بدهشه‪ :‬تستطيعين قراءة النوتات‬
‫‪..‬؟!‬
‫هزت رأسها تقول وعيناها ال زالت على الورق‪ :‬قطعا ً‪..‬‬
‫رفع حاجبه وهمس‪ :‬إذا ً ال تكوني جاده كثيرا ً‪..‬‬
‫إستوقفتها إحدى األوراق وتقدمت منه وأعطته إياها تقول‪ :‬خذ هذا اللحن‪..‬‬
‫سحب منها الورقه بملل وما إن قرأ أول سطرين فقط لم يستطع تمالك نفسه وإنفجر ضاحكا ً‪..‬‬
‫تعجبت وسألته‪ :‬مابك ‪..‬؟!‬
‫إستمر إدريان بالضحك قبل أن تتحول مالمح وجهه الى الغضب ورمى الورقة أرضا ً وهو‬
‫يهمس‪ :‬أيسخرون مني!!‪..‬‬
‫نظر الى آليس وأكمل‪ :‬حتى ال ُمبتدئين ال يكتبون ألحانا ً بهذه الركاكة أبدا ً ‪ !!..‬مالذي يعنيه ذلك‬
‫ال ُمدير الوغد من حركته ال ُمستفزة هذه ‪..‬؟!!‬
‫تعجبت آليس بعدها جلست وأخذت الورقه ‪ ..‬نظرت إليها قليالً بعدها قالت‪ :‬جذبتني ألني‬
‫شعرت بأنها أكثر ترتيبا ً وأناقةً من البقيه‪..‬‬
‫قدمت له الملف وأكملت‪ :‬إقرأ البقيه ربما كانت هذه الورقة الوحيده السيئه‪..‬‬
‫تجاهل الملف وهو يقول‪ :‬لم أعد أُريد ‪ !..‬وجود لحنا ً بهذا السوء بينها كفيل بإزعاجي ‪..‬‬
‫سأتحدث الى ُمديري الفني وأجعله ال يتدخل بأمري ‪ ..‬فلقد طلبتُ سابقا ً من صديقي في‬
‫اإلستديو إحضار ُملحنين ولكن ذلك ال ُمدير عجول للغايه وبشكل يُسبب لي اإلزعاج‪..‬‬
‫آليس‪ :‬إذا ً لما حتى اآلن لم تجد لحنا ً ُمناسبا ً ‪..‬؟!‬
‫مط شفته قبل أن يقول‪ :‬ال أعلم ‪ ..‬ال شيء أعجبني‪..‬‬
‫إلتفتت تُعيد الملف الى مكانه وهي تقول‪ُ :‬مدلل‪..‬‬
‫ي ‪ ..‬لهذا أُريد كُل شيء كامالً و ُمبهرا ً‬ ‫إدريان بإنزعاج‪ :‬لستُ كذلك ‪ !..‬إني أهتم لمحتوى أغان ّ‬
‫‪..‬‬
‫نظرت إليه بعدما أعادت الملف وقالت‪ :‬حسنا ً ألن تُريني بقية المكان ‪..‬؟!‬
‫أمال شفتيه ووقف يهمس‪ :‬تصرفك البارد يُزعجني‪..‬‬
‫إكتفت بإبتسامه وهي تُجاوره للخروج الى الخارج‪..‬‬
‫حالما أقفل الباب خلفه بعد ُخروجه إبتسم ُرغما ً عنه عندما رأى كاتالين خارجةً للتو من أحد‬
‫ت يتخللها بعض الدهشه‪..‬‬ ‫األبواب القريبه وتنظر إليهما بنظرا ٍ‬
‫نظرت آليس الى حيث ينظر إدريان فتفاجئت عندما رأت كاتالين وقد تحولت نظراتها الى‬
‫البرود التام‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ..‬البد من أنها فكرت بأمر خاطئ عندما رأتهما لوحدهما يخرجان من غرفة نومه‬ ‫ُ‬
‫الخاصه‪..‬‬
‫أراك قد حضرتي‬ ‫ِ‬ ‫إبتسم إدريان وتقدم من كاتالين وهو يقول‪ :‬صباح الفُل يا ُحلوتي كاتي ‪..‬‬
‫ُمبكرا ً لهذا اليوم‪..‬‬
‫تنتظر‬
‫ُ‬ ‫أعادت بجسمها الى الخلف قليالً عندما كاد أن يلمس وجهها ففهم من نظراتها أنها‬
‫تفسيرا ً‪..‬‬
‫إبتسم إبتسامةً غريبه قبل أن يقول لها بكُل ود‪ :‬بما أني ُمتفرغ أحضرتُ إبنة صديقة والدتي‬
‫الى المؤسسه فهي متحمسةً للغايه لرؤية المكان ‪ ..‬للتو حضرنا وربما سنستغرق ساعة أو‬
‫ساعتان حتى أنتهي من جولتي معها‪..‬‬
‫تقدم منها أكثر هامسا ً في أُذنها‪ :‬كاتي حبيبتي ‪ ..‬صدمتني بتصرفك ‪ ..‬ال يُعقل بأن المقصد‬
‫منها هو شكك بي ‪..‬؟!‬
‫بعدها تراجع وأكمل بإبتسامه‪ :‬أتمنى لك عمالً موفقا ً‪..‬‬
‫وإتجه الى آليس ‪ ..‬حالما وصل إليها جاءه صوت كاتالين تقول‪ :‬إيدي‪..‬‬
‫توقف وإلتفت إليها ‪ ..‬إبتسمت وتقدمت منه‪..‬‬
‫إحتضنته وهمست بإذنه قائله‪ :‬ال تنسى أن تدعوني على الغداء‪..‬‬
‫جفُلت آليس عندما رأتها تر ُمقها بنظر ٍة ساخطه قبل أن تبتعد عن إدريان وهي تقول بإبتسامه‪:‬‬
‫ال تنسى‪..‬‬
‫إبتسم لها وهو يم ُد يده اليُمنى ُممسكا ً بكف آليس التي كانت تقف وراءه وقال‪ :‬إعذريني يا‬
‫ت الحق‪..‬‬ ‫ُحلوتي فلقد وعدتُ آليس سابقا ً ‪ ..‬لنؤجلها في وق ٍ‬
‫بعدها تجاوزها وهو يأخذ آليس معه قائالً بمرح‪ :‬وداعا ً كاتي ولنلتقي الحقا ً‪..‬‬
‫وغادرا تاركاها خلفهما تنظر الى مكانهما السابق بهدوء بالغ‪..‬‬
‫جائها ُمديرها الفني يقول‪ :‬هيّا كاتالين فلديك جلسة تصوير لصالح‪....‬‬
‫قاطعته تقول بحدة وسخط‪ :‬ألغي جدولي!!‪..‬‬
‫وغادرت فدُهش ولحق بها يقول‪ :‬كاتالين أرجوك كفي عن ذلك ‪ ..‬ال بأس بإلغاء بعض‬
‫المواعيد ولكن لقائك الخاص مع ُمذيع قناة ‪ tvn‬البد منه ‪ !..‬عليك‪.....‬‬
‫وبدأ يلحق بها وهو يُقنعها وهي تتجاهله وكأنه ليس موجودا ً‪..‬‬

‫دخال الى المصعد وضغط إدريان زر الدور العاشر وآليس تنظر إليه بعينين حذرتين‪..‬‬
‫تنهد ونظر إليها يقول‪ :‬لديك ما تقولينه صحيح ‪..‬؟!‬
‫هزت رأسها وقالت‪ :‬كاتالين صديقتُك صحيح ‪..‬؟!‬
‫إدريان بإبتسامه ‪:‬الكُل يعلم هذا‪..‬‬
‫آليس‪ :‬إذا ً لما كذبتَ ِبشأن موعدك معي على الغداء ‪..‬؟!‬
‫إدريان‪ :‬امممم من يدري‪..‬‬
‫تلعب بها‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ضاقت عيناها تقول‪ :‬أنت‬
‫نظر إليها بهدوء فأكملت‪ :‬تلعب بمشاعرها وقد إستخدمتني ألجل ذلك ‪ ..‬أوليست تلك قسوه‬
‫‪..‬؟!‬
‫ي ‪ ..‬ال خطأ في ذلك‪..‬‬ ‫إدريان ببرود‪ :‬أنا فقط أختبرها وأُحب ُمشاهدتها تغار عل ّ‬
‫إلختبارك هذا‪..‬‬
‫ِ‬ ‫آليس‪ :‬من الواضح بأنها تُحبك ‪ ..‬ال داعي‬
‫فُتح باب المصعد فأكملت بهدوء يصحبه بعض الحده‪ :‬ال تلعب بقلب الفتاة هكذا ‪ !..‬ال تكن‬
‫إستغالليا ً‪..‬‬
‫بعدها غادرت المصعد ‪ ..‬بقي إدريان واقفا ً في مكانه لفتره بوج ٍه يملؤه الهدوء ثُم مد يده مانعا ً‬
‫المصعد من أن يُقفل وخرج خلف آليس‪..‬‬
‫إبتسم وهو يمشي خلفها يقول‪ :‬آليس أعتذر ‪ ..‬أعني تصرفي لم أكن أضنه ُمزعجا ً الى هذا‬
‫الحد ‪ ..‬نحنُ فتيان ال نعلم شيئا ً عن قلب الفتاة وحساسيتها‪..‬‬
‫تجهم وجهه قائالً بأسى‪ :‬إن أخطأتُ فعليك بتعليمي ال ُمهاجمتي هكذا ‪ ..‬كُل البشر يُخطئون‪..‬‬
‫تنهدت وتوقفت عن المشي فإبتسم قبل أن تلتفت إليه وقالت‪ :‬حسنا ً فهمتك ‪ ..‬أعتذر ‪ ..‬بال ُمقابل‬
‫ما دُمتَ عرفتَ خطاؤك فإذهب وأُدعها على الغداء‪..‬‬
‫إختفت اإلبتسامة من وجهه وقال‪ :‬هيه آليس ‪ ..‬أنا أيضا ً أم ِلكُ كبريائا ً إن لم تعرفي ‪ ..‬لن أُغير‬
‫كلمتي التي قُلتها أمامها وأبدو ك ُمغفل!‪..‬‬
‫ُ‬
‫التنازالت‪..‬‬ ‫آليس‪ :‬في ال ُحب البد من‬
‫مط شفتيه وقال‪ :‬لن أفعل ‪ ..‬لن أكون أنا من يتنازل‪..‬‬
‫تجاوزها وهو يُكمل‪ :‬فلقد تنازلتُ بما فيه الكفايه‪..‬‬
‫تطلب مني تعلمك ما دُمتَ لن تُصغي ‪..‬؟!‬ ‫ُ‬ ‫لحقت به تقول‪ :‬إذا ً ل َم‬
‫إدريان‪ :‬لن آخذ رأي فتاة بعد اآلن‪..‬‬
‫آليس‪ :‬هذا إستنقاص‪..‬‬
‫ت‪..‬‬
‫إدريان بال ُمبااله‪ :‬سميّه ما شئ ِ‬
‫ب ساخر يقول‪ :‬ماذا ‪ ..‬شجار أحباء‬ ‫إحمر وجهها غضباًفتوقفا عندما وصل إليها صوت شا ٍ‬
‫‪..‬؟!‬
‫إلتفتا إليه فكان شاب في أواخر العشرين يبدو من مظهره بأنه ُمغني روك مع تلك الخصل‬
‫سفلى‬‫البنفسجيه في شعره األسود وتلك األقراط التي تمأل أُذنيه مع واحد ٍة على طرف شفته ال ُ‬
‫‪..‬‬
‫أكمل الشاب وهو ينظر الى إدريان‪ :‬ال تقل لي بأنك تواعد فتاتان في الوقت نفسه ‪..‬؟! هههه‬
‫لكن ذوقك في إنحدار فبعد كاتالين سقطت على فتاة تافهه ُممله!‪..‬‬
‫شتان بينها وبين كاتالين‪..‬‬ ‫إنزعجت آليس من وصفه لها ولكن لم تستطع قول شيء ف ِ‬
‫إبتسم إدريان يقول‪ :‬يالها من كلمات ُمضحكه تخرج من شفتي شاب لم يستطع أن يحضى‬
‫بصديقة واحده حتى!‪..‬‬
‫لف ذراعه اليُمنى على كتفي آليس وجذبها نحوه وهو يقول بتحدي له‪ :‬أجل أواعد فتاتان‬
‫فماذا في ذلك ‪..‬؟! أستطيع حتى مواعدة ثالث وعشره لذا هل من إعتراض ‪..‬؟!‬
‫ي إدريان‬ ‫شد الشاب على أسنانه بإنزعاج بينما إبتسامة اإلستهتار ال ُمستفزه ال تزال على شفت ّ‬
‫‪..‬‬
‫جاء صوت من الخلف يقول‪ :‬ال فائدة من ُمجادلة خروف يختبئ خلف جلباب نمر ‪ ..‬تجاهله‪..‬‬
‫إختفت إبتسامة إدريان ولم يلتفت في حين أجابه الشاب بفرح وكأنه أخيرا ً وجد ردا ً يلجم‬
‫إدريان‪ :‬نعم أنت ُمحق ‪ ..‬إنه ُمجرد خروف ‪ !..‬فهو ال شيء بتاتا ً من دون‪....‬‬
‫قاطعه إدريان ساحبا ً آليس معه يقول‪ :‬ال ُجبناء من يتقاتلون بالكلمات ال األفعال‪..‬‬
‫ورمى نظر ٍة حاده غاضبه الى الشاب اآلخر صاحب الشعر األسود والوجه الهادئ‪..‬‬
‫وبعدها دخل مع آليس الى أحد األقسام‪..‬‬
‫حالما أغلق الباب تنهدت آليس تقول‪ :‬الحظتُ شيئا ً‪..‬‬
‫نظر إليها فقالت‪ :‬أنت مكروه ُهنا‪..‬‬
‫ستفز حقا ً‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫تقدمت الى داخل القسم ُمكمله‪ :‬وال ألومهم فإسلوبك ُم‬
‫نظر إليها لفتره قبل أن يلحق بها قائالً‪ :‬هذا ليس خطأي ‪ ..‬فقط ألني أنجح منهم يكرهونني لذا‬
‫ماذا تنتظرين مني أن أفعل ‪..‬؟!‬
‫آليس‪ :‬كُن لطيفا ً بالتعامل معهم‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬تقصدين كُن ضعيفا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬القوة ال تكون بالسخرية واإلستفزاز‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬إذا ً أين تكون ‪..‬؟!‬
‫فتحت فمها ولكن لم تجد إجابه لترد عليه فإبتسم وتقدمها هامساً‪ :‬أرأيتي ‪..‬؟!‬
‫فتح الثالجة الصغيره ُمخرجا ً منها علبة كوال وقدمها لها بعد أن فتح ال ِغطاء‪..‬‬
‫أخذته من يده تقول‪ :‬على أية حال ال تستعمل اإلستفزاز في كُل شيء ‪ ..‬بهذه الطريقة لن‬
‫تكسب األصدقاء‪..‬‬
‫إدريان بال ُمبااله‪ :‬ال أحتاج صديقا ً يكرهني عندما أتفوق عليه‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ليس الجميع هكذا‪..‬‬
‫إدريان بإبتسامه‪ :‬بل هم هكذا ‪ ..‬نحن في عالم تتفوق فيه المصلحة على كُل شيء‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وهمس لها‪ :‬عالم من الزجاج ‪ ..‬هش وشفاف ‪ ..‬عالم تسعى فيه ل ُمحاربة‬
‫ُمنافسيك مهما كان نوعهم ‪ ..‬عالم تُقدم مصلحتك الشخصيه على كُل شيء ‪ ..‬حتى على‬
‫عائلتك‪..‬‬
‫صمتت قليالً بعدها قالت له‪ :‬عالم كهذا يُكسر بسهوله ولن يُمكن ترميمه‪..‬‬
‫إبتسم ساخرا ً يقول‪ :‬ال عليك ‪ ..‬نحن نُجاهد للحفاظ عليه‪..‬‬
‫آليس‪ :‬أُخرج منه‪..‬‬
‫أشاح بنظره ناظرا ً الى لوحة ُمقلدةً لدافنشي قبل أن يقول‪ :‬ال يُمكن ‪ ....‬فلقد ُولدتُ بداخله‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وهمس‪ :‬وسأموت بداخله‪..‬‬

‫***‬

‫‪2:30 pm‬‬
‫جلس على األريكة بتوتر وهو يضع هاتف على أُذنه ينتظر منه ردا ً‪..‬‬
‫شد على أسنانه هامساً‪ :‬لن يرد ‪ ..‬بالتأكيد عندما يقرأ إسمي سيعلم بأني ال أتصل سوى‬
‫للمشاكل لذا سيتجنب الرد‪..‬‬
‫عاود اإلتصال للمرة الخامسه على التوالي وإنتظره كثيرا ً ولكن ال ُمجيب‪..‬‬
‫ال يستطيع أن يكتفي بإرسال رسالة له ‪ ..‬هو يُريد ُمحادثته ُمباشرةً!‪..‬‬
‫هو يُريد أن يسأله ُمباشرةً!‪..‬‬
‫ترك هاتفه على الطاولة التي تتوسط صالة شقته ال ُمتواضعه وسرح بتفكيره كثيرا ً‪..‬‬
‫أغمض عينيه وهو يهمس‪ :‬لما ذلك اإلسم كان في ورقة ُمالحظات الفتاه ‪..‬؟! ما عالقتها به‬
‫وميف تعرفه ‪..‬؟! هل األمر ُمصادفه ‪..‬؟!‬
‫فتح عينيه وهمس‪ :‬تعرف ذلك الشخص ثُم تُصدم من قِبل سيارة ريكس من بين كُل السيارات‬
‫وتعيش في منزله ‪ !..‬كيف لكُل هذا أن يكون صدفه!‪..‬‬
‫ط له ‪ ..‬ال أدري إن كانت الفتاة أحد أطراف التخطيط أم‬ ‫ضاقتا حدقتا عينيه وأكمل‪ :‬هذا ُمخط ٌ‬
‫ط له‪..‬‬‫أنها ُمجرد ضحيه ولكني واثق بأن األمر كُله ُمخط ٌ‬
‫شد على أسنانه ُمكمالً‪ :‬ومن طرفه هو ‪ ..‬ذلك الوغد!‪..‬‬
‫نظر عن يمين هاتفه حيث تلك الصورة‪..‬‬
‫الصورة التي تجمع الفتاة المصدومه مع أصدقائها أيام الدراسه‪..‬‬
‫بالكاد إستطاع إقناع ريكس بأن يأخذها معه‪..‬‬
‫ال يُمكنه أن يُبعد هذا التفكير عن رأسه ‪ ..‬عن أن المكان الذي صوروا فيه قد رآه يوما ً ما‪..‬‬
‫ضاقت عيناه يتأمل الخلفية خلفهم‪..‬‬
‫كان أشبه ببيت قديم تُراثي خشبي ُمعلق على جداره الخارجي لوحةً زرقاء ال يظهر سوى‬
‫طرفها‪..‬‬
‫ال يبدو مكانا ً أثريا ً مشهورا ولكن مع هذا هو ُمتأكد بأنه شاهد هذا المكان ولكن ال يتذكر‪..‬‬
‫ليس هذا فقط ما يشغل فكره في هذه الصوره‪..‬‬
‫نظر الى طرف الصوره بهدوء هامساً‪ :‬لما طرفها مقطوع ‪..‬؟! حتى الطفل يستطيع أن يعرف‬
‫بأن ُهناك صديقا ً آخرا ً للمجموعة قد تم قطعه بشك ٍل ُمتعمد ‪ ..‬ما السبب ‪..‬؟!‬
‫إسترخى في جلسته وأشعل سيجارته وعينيه ترقبان الصورة بهدوء تام‪..‬‬
‫غطى عينه اليُمنى بيده وهو يقول‪ :‬آخخ ولكن أكثر ما يُثير جنوني هو جملة ريكس تلك ‪!!..‬‬
‫ماذا يقصد بأن تُهمة دهسها لُفقت له ‪..‬؟!! لقد كان بالسياره وقد قام بصدمها فكيف لُفقت‬
‫‪..‬؟!! هذا الرجل سيُسبب لي الجنون بغموضه وصمته هذا!!‪..‬‬
‫وقف وقرر أن يأخذ قسطا ً من الراحة فمنذ صباح هذا اليوم وهو مهووس بالتفكير بما وجداه‬
‫في ذلك الصندوق‪..‬‬
‫لقد أُرهق حقا ً من شدة التفكير‪..‬‬

‫***‬

‫‪3:50 pm‬‬

‫أوقف إدريان سيارته أمام باب الفيال بعدما عادا للتو من أحد المطاعم‪..‬‬
‫كذبته تلك ألزمت عليه أن يوفي بها ويدعوها لتناول طعام الغداء في المطعم‪..‬‬
‫نظرت إليه عندما أوقف السياره ولم يُدخلها فسألت‪ :‬ألن تنزل ‪..‬؟!‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬سأعود للمؤسسه ألتحدث مع رئيسي الوغد بخصوص األلحان‪..‬‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬كُن ُمهذبا ً‪..‬‬
‫ضحك ُرغما ً عنه يقول‪ :‬آه حسنا ً حسنا ً ‪ ..‬وداعا ً‪..‬‬
‫وبعدها إبتعد وهي تنظر إليه هامسه‪ :‬لن يستمع لنصيحتي‪..‬‬
‫تنهدت وإلتفتت لتدخل مع بوابة الباحة األماميه ولكن جاءها صوت من الخلف يقول بتساؤل‪:‬‬
‫ليندا ‪..‬؟!‬
‫إلتفتت ال إيراديا ً مع أنها تعرف بأن هذا ليس إسمها ‪ ..‬ربما فقط من باب الفضول إلتفتت لترى‬
‫من يتحدث لمن لكنها تفاجأت عندما رأت شاب يبعد عنها بثالثة أمتار وينظر إليها فقط‪..‬‬
‫نظرت حولها فلم تجد أحد غيرها هنا‪..‬‬
‫عندما نظرت إليه وجدته يتقدم منها وعينيه تتسع تدريجيا ً من الدهشه‪..‬‬
‫ت ليندا فعالً‪..‬‬ ‫قال بعدم تصديق‪ :‬أن ِ‬
‫خافت منه ‪ ..‬من هذا ‪.‬؟!‬
‫أجابته‪ :‬أنت ُمخطئ‪..‬‬
‫ت هي فعالً!‪..‬‬ ‫هز رأسه نفيا ً وهو ينظر الى وجهها قائالً‪ :‬يستحيل ذلك ‪ ..‬أن ِ‬
‫فتحت فمها لتُنكر ولكن الحروف توقفت فجأه في حلقها وبدأت الدهشة تتزايد في عينيها‪..‬‬
‫هل ‪ ....‬من ال ُممكن ‪......‬؟!‬
‫وضع يده على صدره يقول‪ :‬أنا دانييل ‪ ..‬تعرفينني صحيح ‪..‬؟!‬
‫هزت رأسها نفيا ً دون أن تنطق بحرف واحد‪..‬‬
‫ت حقا ً فاقدةً لذاكرتك كما قرأت‪..‬‬ ‫أشاح بعينيه عنها هامساً‪ :‬إذا ً أن ِ‬
‫وأكمل بهمس بالكاد يُسمع‪ :‬ياله من إحباط أال يُمكنك التعرف إلي!‪..‬‬
‫تقدمت منه بشكل ُمفاجئ تسأل بصوت منفعل‪ :‬من أنت ‪..‬؟! من تكون ‪..‬؟! ومن ليندا ‪..‬؟!‬
‫تفاجأ منها للحضه قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬أُدعى دانييل ‪ ..‬في السابعة والعشرون من عُمري ‪..‬‬
‫هههههه عاطل ولكني أعمل بأكثر من عمل جزئي ‪ ..‬وليندا هي ‪ .....‬إبنة جاري التي لطالما‬
‫خرجنا معا ً في بعض األحيان قبل أن ننتقل من منزلنا‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها أكمل‪ :‬والتي ‪ ...‬هي تُشبهك كثيرا ً‪..‬‬
‫هزت رأسها تطلب منه أن يُكمل فهو لم يقل بعد الجملة التي تُريد سماعها‪..‬‬ ‫ّ‬
‫فهم ما تريده لذا أجاب على تساؤالتها قائالً‪ :‬ذهبتُ الى منزلها القديم ولكن ‪ ....‬لم تكن فيه‬
‫وقيل لي بأنها مفقودةً منذ أكثر من شهر!‪..‬‬
‫أخرج بعدها ورقةً من جيبه والتي كانت ورقة البالغ وقال‪ :‬هذه هي المعلومات الخاصه بليندا‬
‫إبنة جاري ‪ ..‬عندما قرأتُ البالغ بدأتُ بالبحث خلفها حتى‪.....‬‬
‫أكمل في حين كانت هي تقرأ الورقة بدهشه‪ :‬حتى وجدتُها‪..‬‬
‫بقيت عيناها ُمعلقةً على الورقة بعدما سمعت كلمته األخيره‪..‬‬
‫ما هذا ‪..‬؟! ما هذا الشعور المتخبط الذي تشعر به!‪..‬‬
‫هل هو فرح ‪..‬؟! أم خوف ‪..‬؟!‬
‫ال تعلم ‪ ..‬فقط مصدومه‪..‬‬
‫فكالمه كُله يعني شيء واحد‪....‬‬
‫يعني بأن هذا الشاب ‪ ...‬يعرفها‪..‬‬
‫بإختصار!‪..‬‬
‫يعني بأنها أخيرا ً وجدت شخص يربطها بماضيها‪..‬‬
‫شخص يعرف هويتها ‪ ..‬شخص يعرف من تكون فعالً!‪..‬‬
‫عضت على شفتيها عندما شعرت ب ُحرق ٍة في عينيها‪..‬‬
‫ستبكي ‪ ..‬أجل هي تعلم بأنها ستبكي!‪..‬‬
‫أرك فيه ليندا ‪ ..‬لقد كبُرتي حقا ً‬ ‫إبتسم عندما رأها تُقاوم البُكاء وهمس لها‪ :‬مر زمن طويل لم ِ‬
‫!‪..‬‬
‫رفعت يدها تمسح دموعها التي عصتها ونزلت على خديها فمد يده ليمسحها عنها ولكنه‬
‫توقف وأعاد يده الى مكانها وهو ينظر الى األرض بهدوء تام‪..‬‬
‫همست‪ :‬دانييل‪..‬‬
‫رفع رأسه وإبتسم قائالً‪ :‬نعم‪..‬‬
‫رفعت رأسها له تقول بإبتسامه‪ :‬ال أعلم ‪ ..‬الموضوع صادم لدرجة ال أعلم كيف أُعبر أو ماذا‬
‫أفعل ‪ ..‬أنا فقط ‪ ....‬أعني أنا سعيده حقا ً ‪ ..‬ال تتخيل كم كُنتُ كئيبة لفتره طويله بسبب عدم‬
‫سؤال أي أحد من أهلي عني ‪ ..‬شعرتُ بُغرب ٍة كبيره ال تُطاق ‪ ..‬لكن ‪ ....‬شُكرا ً لك ‪ ..‬شُكرا ً ألنك‬
‫جار سابق ال أكثر ‪ ..‬أشكُرك حقا ً‪..‬‬ ‫أتيت ُرغم أني ُمجرد إبنة ٍ‬
‫نظر إليها لفتره بعدها ضحك يقول‪ :‬ال بأس ‪ ..‬والدك كان شخصا ً لطيفا ً وكُنتُ أراه كأب لي لذا‬
‫تذكرتُك فورا ً عندما رأيتُ صورتك على شبكة المعلومات‪..‬‬
‫إختفت إبتسامتها بعدها سألت فوراً‪ :‬أين والدي ووالدتي ‪..‬؟!‬
‫جفُل للحضه وتغيرت مالمحه فإتسعت عيناها بدهشه عندما الحظت ذلك‪..‬‬
‫أشاح بنظره قليالً فدق قلبُها خوفا ً وحالما إلتفت ليُجيبها وجدت نفسها تُقاطعه ال إيراديا ً تقول‬
‫ي أوالً أن أدعوك الى الداخل ‪ ..‬ما رأيُك ‪..‬؟!‬ ‫بإبتسامه‪ :‬ياله من إهمال ‪ ..‬أعتذر كان عل ّ‬
‫عرف بسهوله بأنها تُحاول تغيير الموضوع‪..‬‬
‫لماذا ‪..‬؟! هل شعرت بأن ما سيقوله لن يُسعدها بتاتا ً ‪..‬؟!‬
‫إبتسم يقول‪ :‬يُشرفُني قبول دعوتك‪..‬‬
‫جاءهم صوت من الال مكان يقول بهدوء‪ :‬غادر!‪..‬‬
‫دُهشا وإلتفتا الى الجهة اليُسرى من المنزل فشدت آليس على أسنانها عندما رأته‪..‬‬
‫إنه ريكس ال أحد آخر!‪..‬‬
‫تعجب دانييل وسأل‪ :‬هل أعرفُك ‪..‬؟!‬
‫ريكس ببرود تام‪ :‬غادر قبل أن أطلُب لك الشُرطه‪..‬‬
‫إنزعج دانييل وكاد أن يتحدث ولكن خطر بباله بأن هذا الشخص لن يتحدث بهذه الطريقة مالم‬
‫يكن من أصحاب المنزل‪..‬‬
‫لذا تردد قليالً ث ُم قال‪ :‬حسنا ً لن أدخل المنزل ما دُمتَ ال تُريد ‪ ..‬ولكن سأتحدث مع ليندا قليالً‬
‫ُهنا‪..‬‬
‫ريكس بنفس البرود‪ :‬لن تفعل لذا غادر‪..‬‬
‫صدمت آليس وقالت بغضب‪ :‬األمر ال يعنيك ‪ !..‬هو لن يدخل منزلكم لذا ال شأن لك في أمره‪..‬‬ ‫ُ‬
‫عندما لما تجد جوابا ً شدت على أسنانها وقالت‪ :‬إن غادر فسأُغادر معه‪..‬‬
‫لف بنظره إليها يقول بهدوء‪ :‬ستبقين وهو سيُغادر‪..‬‬
‫نظر الى دانييل وأكمل بنفس الهدوء‪ :‬وسأزج به في السجن لو ظهر ُمجددا ً‪..‬‬
‫دُهش دانييل في حين إتسعت عينا آليس من الصدمه!‪..‬‬
‫هل هو جاد ‪..‬؟!!‬
‫هذا ليس من حقه!‪..‬‬
‫ليس من حقه بتاتا ً!‪..‬‬
‫شعر دانييل بأن األمر قد يتفاقم بين آليس وأحد أبناء المنزل الذي رعاها لذا حتى ال يُسبب‬
‫سأراك الحقا ً‪..‬‬
‫ِ‬ ‫المشاكل نظر الى آليس وقال‪ :‬ال بأس ليندا‬
‫ريكس ببرود‪ :‬أمرتُك باإلختفاء وعدم العودة مالم تكن ال تُريد السجن‪..‬‬
‫لم تستطع ُهنا آليس أن تصمت أكثر فنظرت الى ريكس وقالت‪ :‬أوالً المنزل يعود الى السيدة‬
‫جينيفر وهي وحدها من يحق لها طرد ضيوفها ليس أنت ‪ ..‬ثانيا ً نحن خارج أسوار المنزل‬
‫حتى لذا ال يُمكن حتى ألي أحد أن يُحاسبه ‪ ..‬ثالثا ً كُن ُمحترما ً‪..‬‬
‫نظر ريكس إليها ببرود بعدها إلتفت الى دانييل وتقدم منه‪..‬‬
‫وقف أمامه على بُعد نصف متر فحسب وسأله‪ :‬وجدتَ إعالنا ً على اإلنترنت صحيح ‪..‬؟!‬
‫هز دانييل رأسه يقول‪ :‬أجل‪..‬‬
‫سخريه يقول‪ :‬هذه سهله ‪ ..‬أنا أيضا ً يُمكنني اإلدعاء ِمثلك‪..‬‬ ‫إبتسم ريكس ب ُ‬
‫إتسعت عينا دانييل من الدهشه ولم يستطع كبح غضبه عندنا تقدم وأمسك بياقة قميصه يقول‪:‬‬
‫ال تتهمني بالكذب!!!‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬من أنزل البالغ أحد أفراد أُسر ٍة ثريه للغايه وهو بالغ عن فتاة فاقدة لذاكرتها ‪ ..‬من‬
‫السهل جدا ً إذا ً اإلدعاء بأنك تعرفها من أجل السعي خلف أموال من يرعوها و‪...‬‬
‫قاطعه بغضب يقول‪ :‬أُصمت!!!!‪..‬‬
‫سم الذي تنطقه ولكن إحتراما ً‬ ‫شد دانييل على أسنانه وأكمل‪ :‬كم وددتُ ضربك جزاء هذا ال ُ‬
‫لليندا لن أفعل ‪ !..‬أموالكم حتى ولو كُنتُ ُمتشردا ً فلن أقبل منها قرشا ً واحدا ً ‪ ..‬أمثالكم هم فقط‬
‫من يهمهم المال في العالم لذا تحدث بهذه األمور مع أمثالك فحسب!‪..‬‬
‫إبتسم ريكس هامساً‪ :‬أتسائل إن كان ما تقوله الحقيقه‪..‬‬
‫بدأ جنون الغضب يُسيطر على دانييل وبالكاد يمنع نفسه من أن يتهور‪..‬‬
‫فتح فمه ليتحدث ولكن توقف عندما توقف بالشارع الذي يُجاورهم تماما ً سيارةً سوداء‪..‬‬
‫حيث نزل منها رجل في األربعين من عمره ذا وجه جامد حاد‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ال إراديا ً نظروا الى السياره‬
‫سر لي ما أراه‪..‬‬ ‫نظر الى المنظر الذي أمامه ثُم أوقف عينيه على ريكس يقول بكُل هدوء‪ :‬ف ّ‬
‫يدي الشاب بقوه من على قميصه‪..‬‬ ‫أبعد ريكس عينيه ثُم نزع ّ‬
‫آخر من كان يتمنى تدخله هو والده‪..‬‬
‫ماذا سيفعل ‪..‬؟!‬

‫ـ ‪ part end‬ـ‬
‫ـ ‪ part 11‬ـ‬

‫إبتسم ريكس هامساً‪ :‬أتسائل إن كان ما تقوله الحقيقه‪..‬‬


‫بدأ جنون الغضب يُسيطر على دانييل وبالكاد منع نفسه من أن يتهور‪..‬‬
‫فتح فمه ليتحدث ولكنه توقف حالما توقفت سيارةً سوداء في الشارع الذي يُجاورهم تماما ً‪..‬‬
‫حيث نزل منها رجل في أواخر األربعين من عمره ذا وجه جامد‬ ‫ُ‬ ‫ال إيراديا ً نظروا الى السياره‬
‫حاد‪..‬‬
‫سر لي ما أراه‪..‬‬ ‫نظر الى المنظر الذي أمامه ثُم أوقف عينيه على ريكس يقول بكُل هدوء‪ :‬ف ّ‬
‫يدي الشاب بقوه من على قميصه‪..‬‬ ‫أبعد ريكس عينيه ثُم نزع ّ‬
‫آخر من كان يتمنى تدخله هو والده‪..‬‬
‫نظرت آليس الى ألكسندر والد ُكالً من ريكس وإدريان بهدوء ولم تجروء على التحدث وإخباره‬
‫هي بنفسها عن تصرف ريكس الوقح‪..‬‬
‫ب تجهله يكرهها بكُل تأكيد‪..‬‬ ‫فهذا الرجل ‪ ....‬لسب ٍ‬
‫سر لي ما يحدث‬ ‫سأل إلكسندر ُمجددا ً بنبر ٍة هادئه بالكاد يمكن مالحظة التهديد فيها‪ :‬ريكس ف ّ‬
‫‪..‬؟!‬
‫نظر ريكس إليه بهدوء بعدها قال‪ُ :‬متحرش ُمزعج أردتُ إيقافه‪..‬‬
‫إتسعت عينا آليس مصدومة من هذه ال ِكذبة الواضحه!!‪..‬‬
‫إنها مندهشه ‪ !..‬كيف له أن يكذب بكُل ثقه أمامهما وكأنهما لن يفتحا فمهما إلنكار هذا ‪..‬؟!!‬
‫يالها من بجاحه!‪..‬‬
‫فتحت فمها لتتحدث ولكن سبقها دانييل الذي شد على أسنانه قائالً‪ :‬ال أعلم سبب كُرهك لي‬
‫ي وتوريطي بأكاذيبك‪..‬‬ ‫ولكني كُنتُ أُفضّل أن تقولها لي ُمباشرةً بدل من اإلفتراء عل ّ‬
‫نظر إلكسندر بهدوء الى دانييل ثُم قال بعدها‪ :‬ال تُظهر نفسك أمام المنزل ُمجددا ً ‪ ،‬فحينها لن‬
‫أصفح عنك كما اآلن‪..‬‬
‫صدمت آليس وقالت بسرعه‪ :‬إبنُك يكذب فدانييل لم يكن يتحرش بي أبدا ً ‪ !!..‬إنه صديق قديم‬ ‫ُ‬
‫و‪....‬‬
‫توقفت الكلمات في حلقها عندما رمقها األب بنظر ٍة حاده ينبع الكُره منها‪..‬‬
‫لما ‪..‬؟! لما يكرهها الى هذه الدرجه ‪..‬؟!‬
‫هي لم تفعل أي شيء إلغضابه أو إزعاجه!‪..‬‬
‫إتسعت عيناها للحضه هامسةً في داخلها‪" :‬هل من ال ُممكن أني كُنتُ أعرفه قبل أن أفقد‬
‫ذاكرتي ‪..‬؟"!‬
‫قطع تفكيرها صوت دانييل وهو يقول بهدوء‪ :‬حسنا ً فهمت‪..‬‬
‫ثُم إلتفت ُمغادرا ً تحت أنظارها ال ُمندهشه‪..‬‬
‫لما ‪..‬؟! لما يستمع إليهم دون إعتراض ‪..‬؟!‬
‫لما على األقل لم يُنكر كذبة ريكس الواضحه ‪..‬؟!‬
‫هي ال تفهم‪..‬‬
‫مر إلكسندر من أمامها ودخل عبر البوابة الى الداخل‪..‬‬
‫شدت على أسنانها ثُم نظرت الى ريكس بحقد قائله‪ :‬وغد!‪..‬‬
‫بعدها ذهبت ُمباشرةً خلف دانييل‪..‬‬
‫الحقها ريكس بعينيه في هدوء تام بعدها إلتفت ودخل خلف والده الذي بالتأكيد لم يأتي الى هذا‬
‫المنزل إال لسبب ما‪..‬‬

‫إستطاعت آليس اللحاق به قبل أن يركب سيارة األُجره التي أوقفها وقالت بشيء من الغضب‬
‫واليأس‪ :‬لماذا هربت ‪..‬؟! لما لم تدافع عن نفسك ‪..‬؟!‬
‫تفاجئ من لحاقها به بعدها إبتسم وقال‪ :‬لم يكن األمر يستحق‪..‬‬
‫نظرت إليه بصدمه‪..‬‬
‫لم يكن األمر يستحق ‪ !!!..‬هل هو جاد ‪..‬؟!!‬
‫تنهد بعدها قال‪ :‬ال بأس آليس ‪ ،‬في الحقيقة الشجار معهم لن يؤذيني ألن الحق معي ولكن‬
‫بأنك تقفين في صفي جعلتني‬ ‫ت ‪ ،‬فهم في النهاية من يتكفلون برعايتك ‪ُ ،‬مالحظتي ِ‬ ‫سيؤذيك أن ِ‬
‫أخشى أن يتطور األمر وتُغضبينهم بكالمك لدرجة أن يُعاقبوك بالطرد من المنزل مثالً‪..‬‬
‫ضحك وأكمل‪ :‬لذا أخترت اإلنسحاب‪..‬‬
‫لم تستطع قول شيء ولكن ‪ ...‬هذا الكالم ال يُعجبها!‪..‬‬
‫همست‪ :‬سترحل فحسب إذا ً ‪..‬؟!‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬في الحقيقة أنا ُمجرد جار لك في النهايه لذا ال أستطيع أن أُقدم لك أي‬
‫فائده‪..‬‬
‫عضت على شفتها ولم تنطق بحرف‪..‬‬
‫هذا األحمق ال يفهم ‪ ،‬ال يفهم مدى سعادتها بوجود شخص يعرفها في الماضي‪..‬‬
‫حتى لو كان ُمجرد جار!‪..‬‬
‫أشار خلفها وقال‪ :‬عودي فأخشى أن يتسبب بقائك معي أكثر بإزعاجهم‪..‬‬
‫هزت رأسها وقالت‪ :‬حسنا ً ولكن ‪ُ ....‬زرني ‪ ،‬فأنا لدي أطنان من األسئلة التي أُريد سؤالك‬
‫عنها‪..‬‬
‫لدي أطنان من الذكريات ال ُمشتركه أُريد ُمشاركتها‬ ‫إبتسم ُرغما ً عنه وقال‪ :‬حسنا ً فأنا أيضا ً ّ‬
‫معك‪..‬‬
‫نظرت إليه قليالً بعدها قالت‪ :‬يُمكنك زيارتي قريبا ً فعلى أية حال ذلكما اإلثنان ال يأتيا الى‬
‫المنزل إال نادرا ً ‪ ،‬إستغل مرةً عدم وجودهما وتعال حسنا ً ‪..‬؟!‬
‫هز رأسه موافقا ً بعدها دخل الى سيارة األُجره‪..‬‬
‫لوحت له حتى غادر بعيدا ً‪..‬‬
‫أنزلت يدها بهدوء وهمست بداخلها‪ :‬ما حدث ال يُعجبني البته‪..‬‬
‫إلتفتت تنظر الى المنزل بشيء من الغضب ‪ ،‬يالها من قلوب قاسية تلك التي يملكونها!‪..‬‬
‫تقدمت وذهبت إليه ‪ ،‬لن تتحدث الى األب فهي نوعا ً ما تخشاه وتخشى من سبب كرهه لها‪..‬‬
‫ولكن ذلك المتعالي لن تجعل تصرفه يمر وكأنه ال شيء!!‪..‬‬
‫دخلت الى المنزل بعدها إلتفتت الى اليسار عندما سمعت صوتا ً قادما ً من إحدى ال ُحجرات‪..‬‬
‫ماذا ؟! هل هما يتشاجران لدرجة أن صوتهما الحاد خرج من الغرفه ؟!‬
‫لوت شفتيها قليالً بعدها تقدمت بهدوء ودخلت الى القسم وإقتربت من ال ُحجرة التي يخرج منها‬
‫صوت شجارهما الواضح وإتكأت على الجدار ال ُمجاور للباب المفتوح جزء منه وهي تستمع‬
‫بهدوء إليهما‪..‬‬
‫لقد سمعت سابقا ً بموضوع إتهامه بقتل شخص ما وإنه إستطاع الخروج من القضية ببراءه‬
‫لذا هل من ال ُممكن أن والده أتى لكي يُوبخه عن هذا ؟‬
‫ت يملؤه البرود‪ :‬قدم للفتاة إعتذارا ً لبقا ً‬ ‫إتسعت عيناها دهشةً عندما سمعت والده يقول بصو ٍ‬
‫على الحادث وأعطها بعض المال ثمن عالجها النفسي وسكنها حتى ال تكون مدينا ً ألحدهم ثُم‬
‫أُطلب منها ُمغادرة المنزل بلباقه ‪ ،‬لم أعد أُريد رؤيتها أمامي مرةً أُخرى‪..‬‬
‫عضّت على شفتيها وهي تهمس‪ :‬كُنتُ ُمحقه ‪ ،‬هو يكرهني جدا ً‪..‬‬
‫أجابه ريكس بعد فترة قصيره من الصمت‪ :‬لستُ أنا من أحضرها ووعدها باإلهتمام بها ‪ ،‬لن‬
‫أفعل شيئا ً ال عالقة لي به‪.‬‬
‫الوالد‪ :‬أنت من تسبب بكُل هذا من البدايه!‬
‫ريكس‪ :‬ولكن لستُ أنا من جعلك تكنّ كُل هذه الكراهية تجاهها ! توقف عن لومي‪.‬‬
‫نظرت الى األرض بهدوء وجسدها بدأ باإلرتعاش ‪ ،‬هذا المكان تخافه حقا ً ‪ ،‬ال تُريد اإلستمرار‬
‫بالبقاء فيه‪..‬‬
‫تحدث إلكسندر بعد فترة صمت تلت جملة إبنه األخيره قائالً بهدوء‪ :‬أضن بأنك ال تملك الحق‬
‫في تحديد األشخاص الذين أُريد لومهم ‪ ،‬ريكس ‪ ...‬أنت من بين كُل الناس ال يمكنك أن تملك‬
‫هذا الحق أبدا ً‪..‬‬
‫عقدت حاجباها للحضه بعدها دُهشت عندما سمعت خطواته تقترب من الباب‪..‬‬
‫حالما خرج أغمضت عينيها بسرعه خشية أن يراها ويوبخها ولكن يبدو بأن اإلضاءة الخافته‬
‫جعلته يمر دون أن يُالحظها‪..‬‬
‫تنهدت براحه فهي لم تتوقع أن تنتهي ُمحادثتهما بهذه السرعه لذا لم تملك فرصةً للهرب أو‬
‫اإلختباء‪..‬‬
‫إلتفتت الى جهة الباب عندما سمعت ريكس يهمس بشيء من الغضب الممزوج "أمي هذه‬
‫المره ‪ ،‬إختيارك كان فاشالً! "‬
‫لم تفهم معنى كالمه ‪ ،‬لكنها تشعر بأنه عنها بالتأكيد‪..‬‬
‫إصطدمت نظراتها به بشكل ُمفاجئ ‪ ،‬لم تلحظ أو تسمع خطوات أقدامه بتاتا ً وفوق كُل هذا‬
‫الحظها بسهوله‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها بشيء من التوتر فمهما كانت تكرهه إال أن تصرفها هذا خاطئ لذا لو غضب‬
‫وصرخ عليها ستغضب وتلومه ليس من باب أنه ُمخطئ بل من باب أنها تكرهه ال غير‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره بعدها مد ذراعه ووضع راحة يده على الجدار بجانب رأسها ‪ ،‬أغمضت‬
‫عينيها للحضه بعدها نظرت الى وجهه‪..‬‬
‫ضاقت حدقتا عينه هامساً‪ :‬بما أنك إستمعتي الى كُل حديثنا فإذا ً أتمنى بأن ال أراك ُهنا بالغد!‬
‫عاد بجسده الى الوراء بعدها إلتفت ليُغادر فعضت على شفتيها بحنق جراء أسلوب التهديد هذا‬
‫إعتذارك اللبق ؟ وماذا عن تعويض‬ ‫ُ‬ ‫ورفعت صوتها قائلةً بشيء من اإلنزعاج‪ :‬أين هو‬
‫مصاريف العالج والسكن أيضا ً ؟‬
‫توقف في مكانه للحضات بعدها إلتفت إليها ناظرا ً الى عينيها التي تش ُع كُرها ً‪.‬‬
‫إبتسم بشيء من السخريه هامساً‪ :‬آه صحيح لما لم أُالحظ ‪ ،‬المال ‪ ،‬هذا هو ما تُريدينه صحيح‬
‫؟‬
‫إتسعت عيناها تدريجيا ً من الصدمه فأخرج محفضته ورمى عليها ما يُقارب المائتا دوالر وهو‬
‫يقول‪ :‬عذرا ً هذا ما أملكه حاليا ً ‪ ،‬سأحرص على أن يصلك ما يسد حنجرتك لألبد‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادر وهي ال تزال مصدومه مما حدث ‪ ،‬رفعت يدها بطريقة حاده وأمسكت‬
‫رأسها بكُل قوه وهي تهمس‪ :‬لما ؟‬
‫بقيت عيناها ُمعلقتان على المال ال ُملقى باألرض وهي تُكمل‪ :‬لما أشعر وكأن هذا الموقف قد‬
‫تكرر سابقا ً!!‬
‫كلمح ٍة سريعه ظهر ظل رجل في رأسها ‪ ،‬تشوش المشهد مرارا ً وتكرارا ً حتى سمعت صوته‬
‫يقول "كم من المال تُريدين ؟ خمسون ألفا ً ! أم أن طمعك أكبر من هذا" !‬
‫جثت على ُركبتيها حالما إختفى كُل شيء من دما ِغها وبقيت تنظر الى المال بعينين جاحضتين‬
‫مصدومتين‪..‬‬
‫ما كان هذا قبل قليل ؟ أهو موقف من ذِكرياتها المفقوده!‬
‫إن كان أجل فـ‪....‬‬
‫إرتجفت شفتيها وهي تتذكر ريكس عندما رمى المال وهمست بشيء من عدم التصديق‪ :‬هل‬
‫كُنت هكذا بالفعل ؟! فتاة تذل نفسها من أجل المال ! فتاة جشعه طماعه ؟!!‬
‫إنهمرت الدموع من عينيها وهي تكاد ال تُصدق‪..‬‬
‫همست‪ُ :‬مستحيل ! ُهناك خطأ ما بالتأكيد!‬

‫*وماذا عن تعويض مصاريف العالج والسكن أيضا ً ؟*‬

‫لكنها اآلن بالفعل نطقت بها وطالبته بالمال!!‬


‫ال ُمستحيل ‪ ،‬لقد كان من باب إغاضته فقط!‬
‫لكن ‪ ...‬لو كان هذا صحيح فـ‪...‬‬
‫تشوش عقلها ُمجددا ً بمشاهد غير واضحة أبدا ً ‪ ،‬مشاهد ُمبهمه رمادية سوداء!‬
‫لم تستطع أن تلمح شيئا ً ‪ ،‬كُل ما تشعر به هو عقلها الذي يبدو وكأنه يسقط بهاوية عميقه‬
‫مظلمه ال نهاية لها!!‬
‫أغمضت عينيها وكأنها تُحاول التركيز بتلك المشاهد ولكن الهاويه بالفعل ُمظلمه ‪ ،‬عل الرغم‬
‫من معرفتها بوجود الكثير من المشاهد إال أنها مهما حاولت فال تستطيع رؤيتها بتاتا ً!‬
‫كُل ما تشعر به هو برودة غريبه تتخلخل في عظامها تجعلها ترتعش دون مقدرتها على لمح‬
‫أي شيء!‬
‫وال أي لمحه!!‬
‫شدت على أسنانها عندما شعرت للتو بذلك الصداع الذي غزا رأسها بقوه‪.‬‬
‫رغم البروده التي سرت بعظامها إال أنها تشعر بالحر الشديد!‬
‫تحركت عيناها لتنظر مجددا ً الى المال ‪ ،‬شدت على أسنانها بشيء من الحقد بعدها وقفت‬
‫ت سريعه آملةً بأن تلحق به قبل أن يُغادر!‪.‬‬ ‫وإلتقطت المال وهي تخرج من المكان بخطوا ٍ‬
‫خرجت الى الخارج فلم تجد له أثرا ً فعرفت بأنه ال يزال بالداخل ‪ ،‬إلتفتت وصعدت الدرج‬
‫متجهةً الى حجرته وهي تُقاوم ذلك الصداع الشديد الذي بدأ يخف بطريق ٍة غريبه‪.‬‬
‫أمسكت مقبض الباب وأدارته ولكنه كان ُمقفالً بال ُمفتاح ‪ ،‬غضبت وطرقت باب غرفته ومشهده‬
‫هو وذلك الظل الغريب وهم يلقون المال عليها ال يُغادر رأسها‪.‬‬
‫إزداد غضبها لسبب تجهله وبدأت بطرق الباب بطريق ٍة أقوى فأقوى ولكن ال ُمجيب!‬
‫ي وال تختبئ كال ِفراخ!!‪..‬‬ ‫لم يعد لها مجال سوى الصراخ قائِلةً‪ :‬إن كُنت شُجاعا ً فأخرج إل ّ‬
‫ركلت الباب بقدمها وهي تُكرر‪ :‬إفتح الباب ‪ ،‬إفتحه هيّا وكف عن تجاهلي وكأني ال شيء!!‬
‫ي ‪ ،‬ال‬‫بدأت عيناها تغوران بالدموع ألسباب مبهمه وهي تُكرر‪ :‬أال تسمعني ؟!! إفتح وأخرج إل ّ‬
‫تتجاهلني !! كف عن ذلك يا أيها اللعين!‪..‬‬
‫توقفت عن الركل ونظرت الى الباب لفتره بعدها رفعت كفيها وبدأت تمسح دموعها وهي‬
‫تهمس‪ :‬لكن لما البُكاء ‪..‬؟! توقفي!‬
‫إلتفتت لتُغادر ففوجئت به يتكأ على الجدار ال ُمقابل ناظرا ً إليها ببرود‪..‬‬
‫منذ متى وهو واقف ُهنا ؟!!‬
‫شعرت بغضب عارم تجاهه ‪ ،‬ال تدري أهو غضب موجه إليه شخصيا ً أو الى فعلته الدنيئة‬
‫باألسفل!‬
‫كُل ما تعرفه هو أن غضبها تجاهه كبير لدرجة غير متوقعه‪.‬‬
‫رمت المال في وجهه وهي تقول‪ :‬خذ مالك القذر فأنا لستُ بمتسوله!‬
‫ت من طلبه‪..‬‬ ‫إلتفتت لتُغادر فتحدث ببرود‪ :‬لكن أن ِ‬
‫توقفت للحضه ولكن ‪ ...‬لم تجد حقا ً أي رد فكالمه صحيح‪..‬‬
‫شدت على أسنانها وغادرت الى غرفتها دون نطق شيء!‪.‬‬
‫دخلت وأغلقت الباب خلفها ثُم جلست وهي تتكئ عليه‪..‬‬
‫تصرفه كان وقحا ً للغايه ‪ ،‬ولكن كانت هذه ردة فعل طبيعيه تجاه جملتها تلك!‬
‫هي ال ُمخطئه ‪ ،‬رغبتها ال ُملحه في إستفزازه جعلتها تطلب المال بتلك الطريقة ال ُمخجله‪..‬‬
‫لذا حتى غضبها وصراخها ذاك جعلها تبدو غبيه وحمقاء للغايه‪..‬‬
‫دفنت وجهها بركبتيها وهمست‪ :‬أُريد اإلختفاء‪..‬‬

‫***‬

‫‪7:23 pm‬‬

‫في غرفة صغيره بالطابق الثاني من المنزل‪..‬‬


‫إمتألت الغرفه بالدُمى المنفوشه والكثير من المخدات ُهنا و ُهناك بينما الجدران كُلها تمت‬
‫تغطيتها بالعديد من صور أشهر ال ُمغنين العالميين والمحليين‪..‬‬
‫جلست إليان على السرير بينما صديقتُها جلست على كُرسي مكتبها بشك ٍل مقلوب وهي تقول‬
‫إلليان‪ :‬حسنا ً واآلن عندما أصبحنا ب ُمفردنا قولي لي السبب!‪..‬‬
‫نظرت إليان حولها وهي تقول‪ :‬إني مندهشه من قدرتك على النوم بغرف ٍة ُمكتظةً هكذا!‬
‫جيسيكا‪ :‬هههههههههه ال أرتاح عندما أرى بقعةً فارغه في المكان ‪ ،‬البد من وضع شيء‬
‫فيها‪..‬‬
‫أشارت إليان الى أحد صور المغنين وقالت‪ :‬أال تزال صورة هذا األحمق موجوده ؟!‬
‫سحقا ً لو كان أخي لصليتُ إللهي آالف المرات‬ ‫جيسيكا بإمتعاض‪ :‬عزيزي إيدي ليس أحمقا ً ‪ُ ،‬‬
‫ت تقولين عنه أحمق!‬ ‫على هذه النعمه وأن ِ‬
‫غيرت الموضوع ُمكمله‪ :‬على أية حال أجيبيني ‪ ،‬لما تريدين النوم في منزلنا هذه الليله ؟!‬
‫وقفت إليان وتقدمت من دوالب مالبس جيسيكا وفتحت األدراج وهي تقول‪ :‬وهل وجودي‬
‫يزعجك ؟!‬
‫ت تعرفين بأنه ليس كذلك ‪ ،‬لكن البد من وجود سبب وأُريد معرفته!‬ ‫جيسكيا‪ :‬أن ِ‬
‫بدأت إليان بالتقليب بين البجامات وهي تقول‪ :‬ال يوجد سبب ‪ ،‬فقط فجأه شعرتُ بالرغبه في‬
‫تمضية الليله معك‪..‬‬
‫أخرجت بيجامةً خضراء اللون وأكملت‪ :‬سأرتدي هذه‪..‬‬
‫جيسيكا بتعجب‪ :‬من اآلن !! أال ترين أن الوقت ُمبكرا ً ؟!‬
‫إليان‪ :‬أعرف ما تهدفين إليه ولكن ال أنا ال أنوي الخروج الى أي مكان فلدي اختبار بالغد‬
‫وعلي اإلستذكار‪..‬‬
‫مكان ما لساعتين‬ ‫ٍ‬ ‫جيسيكا بترجي‪ :‬هيه إيلي عزيزتي ال يزال الوقتُ ُمبكرا ً ‪ ،‬دعينا نتسكع في‬
‫أو ثالث!‬
‫بدأت إليان بتبديل مالبسها فتأففت جيسكيا عندما علمت بأنه ال مناص من البقاء في المنزل‬
‫هذه الليله‪..‬‬
‫خالل خمس دقائق كانت إليان جالسةً على األرض بجانب طاولة قصيرة واضعة كتابها‬
‫ً‬
‫واألوراق ودفتر المراجعات عليه وبدأت باإلستذكار‪..‬‬
‫تنهدت جيسيكا وقالت‪ :‬حسنا ً إيلي ألن تُخبريني على األقل بالسبب الحقيقي الذي جعلك تبيتين‬
‫عندي الليله ‪ ،‬ه ّيا البد من وجود سبب ‪ ،‬أخبريني‪..‬‬
‫إليان‪ :‬تعالي وإستذكري بدالً من الثرثره‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬لستُ مجنونةً ألبدأ اإلستذكار من اآلن ! تكفيني ساعتين بعد منتصف الليل‪..‬‬
‫إليان‪ :‬حالما يأتي منتصف الليل سأقوم بإطفاء ضوء الغرفه وسأخلد الى النوم‪..‬‬
‫جيسيكا بسخريه‪ :‬نحن في القرن الواحد والعشرون ‪ ،‬من ينام قبل منتصف الليل!!‬
‫إليان‪ :‬أنا ‪ ،‬لدي إختبار في الغد لذا أُريد تصفية ذهني وإراحة جسدي من أجله ‪ ،‬واآلن كُفي‬
‫عن الثرثره‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬سأفعل إن أخبرتني بالسبب الذي جعلك تتجنبين النوم في المنزل هذا اليوم‪..‬‬
‫إنزعجت وقالت‪ :‬حسنا ً عندما يكون هناك إختبار بالغد ال أذهب الى منزل العائله ألن عقلي لن‬
‫يستوعب شيء وسط مشاكلهم هناك فال خيار آخر سوى الذهاب الى فيلة والدتي ولكني‬
‫إكتشفت بأن ذلك ال ُمزعج سيبقى فيها الى وقت متأخر لهذا تجنبته ‪ ،‬هل إرتحتي ؟!!‬
‫إبتسمت جيسيكا وقالت‪ :‬حسنا ً حسنا ً آسفه إلثارة غضبك‪..‬‬
‫هدأ الوضع لخمس دقائق تقريبا ً بعدها تنهدت جيسيكا وسألت‪ :‬الى متى ستتجنبين ريكس ؟!‬
‫ألم تفكري بوضع حد لألمر ؟! من الصعب العيش بهذا الوضع ال ُمربك‪..‬‬
‫لم تُجبها وإستمرت باإلستذكار ‪ ،‬نظرت إليها جيسيكا لفتره بعدها قالت‪ :‬أال يُزعجك أمر أنه هو‬
‫الوحيد في العالم الذي يُخيفك ويجعلك غير قادره على مواجهته أبدا ً ؟!‬
‫لم تجد ردا ً فأكملت‪ :‬تحدثي مع أخاك إدريان ‪ ،‬هو يحبك جدا ً وسيقف في وجه ريكس من أجلك‬
‫‪ ،‬ال تبقي صامتةً هكذا!‬
‫مجددا ً لم تجد ردا ً فبقيت تنظر إلى صديقتُها لفتره بعدها قالت‪ :‬ال أُحب رؤيتك هكذا‪..‬‬
‫تحدثت إليان قائله‪ :‬أنا ال يهمني اآلن سوى التركيز على دراستي والتخرج بمعدل كامل ‪ ،‬ال‬
‫أريد أن يشتتني أي شيء لذا رجاءا ً جيسي توقفي عن فتح هذا الموضوع الذي مللتُه‪..‬‬
‫تنهدت جيسيكا وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬كما تُريدين‪..‬‬
‫نزلت من على الكُرسي وإتجهت الى الخارج وهي تُكمل‪ :‬سأحظر بعض الحلوى‪..‬‬
‫وأغلقت الباب خلفها‪..‬‬
‫سفلى قبل أن تهمس‪ :‬لما ال يفهم الجميع أن‬
‫توقفت إليان عن الكتابه وعضت على شفتها ال ُ‬
‫المشكلة تكون أكبر وأصعب لمن يمر بها ! يتحدثون وكأن األمر بسيط وهم لم يجربوه حتى!!‬

‫بعد عدة دقائق دخلت جيسيكا وهي تحمل صحنا ً فيه بعض الدونات ال ُمحالة وكوبا من القهوة‬
‫السريعه‪..‬‬
‫وضعتها على الطاوله وجلست بال ُمقابل وهي تقول‪ :‬عليك أن تشكري حياتك التي أعطتك‬
‫صديقةً رائعه مثلي تملك عائلتها متجر للحلوى‪..‬‬
‫مدت إليان يدها وأخذت قطعةً ُمحالة بالشوكواله وبعض الفُستق وهي تقول بملل‪ :‬حسنا ً شُكرا ً‬
‫لها جزيل الشُكر‪..‬‬
‫أخذت جيسيكا حقيبتها من تحت مكتبها القريب وبدأت بإخراج كتبها فقالت إليان‪ :‬استستذكرين‬
‫اآلن ؟!‬
‫جيسيكا‪ :‬ال خيار آخر لدي‪..‬‬
‫إبتسمت إليان بعدها إنحنت بجسدها وإلتقطت لُعبة خرجت مع الحقيبة من تحت المكتب‪..‬‬
‫قلبتها إليان بين يديها تقول‪ :‬لم أكن أضنك تحبين ألواح التركيب هذه‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬أوووه أعشقها ‪ ،‬على األقل تُسليني قليالً عندما أمل من اإلستذكار‪..‬‬
‫ضحكت إليان تقول‪ :‬نفس النوع بالضبط الذي يُحبه إيدن‪..‬‬
‫عقدت جيسيكا حاجبها تقول‪ :‬من إيدن هذا ؟!‬
‫إتسعت عينا إليان من الصدمه عندما إستوعبت بأنها نطقت بذلك اإلسم المحظور!!‬
‫لم يكن عليها نطقه أبدا ً!‬
‫فذلك شيء عهدت على عدم الحديث عنه منذ أكثر من عشر سنوات!‬
‫وضعت اللعبه جانبا ً تقول‪ :‬كنت أقصد إيدي ‪ ،‬أخي إدريان‪..‬‬
‫على الرغم من أنها لم تتلعثم في إجابتها إال أن صدمتها قبل لحضات كانت كافيه بأن تعلم‬
‫جيسيكا بأنها تكذب‪..‬‬
‫أخذت جيسيكا اللعبه تقول‪ :‬واه إذا ً أنا وإدريان نتشارك في هذا األمر معا ً هههه‪..‬‬
‫لم تُعلق إليان فقد كان عقلها كُله مشغول به‪..‬‬
‫بإيدن‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:45 pm‬‬

‫في منزل العائلة الكبير‪..‬‬


‫ر ّحب إلكسندر بحراره ضيفه رئيس مجموعة متاجر كالودي لألثاث السيد روبرت وزوجته‬
‫التي تصغره بعدة أعوام السيده مادلين تصحبهما إبنتهما الوحيده ذات الخمسة وعشرون عاما ً‬
‫جوليتا‪..‬‬
‫في حين تقدمت جينيفر وبدأت بتحيتهما بكُل لطف وإتزان بعدها دعتهما للدخول الى الحجرة‬
‫التي حرصت على تجهيزها إلستقبالهما‪..‬‬
‫كان من الواضح أنها زيارة وديه تكررت بعد عامان تقريبا ً إعتادا إلكسندر وروبرت فيه على‬
‫ال ُمقابالت العمليه التي تخص أعمالهما ال ُمشتركه‪..‬‬
‫سحبت جوليتا نفسها بهدوء وأدب فمن المعتاد على مثل هذه الزيارات هو ترك الكبار لوحدهم‬
‫والخروج للحديث مع من في عمرها‪..‬‬
‫مشت في الردهه فما تعرفه هو أن إلكسندر يرعى أبناء أخيه المتوفي ‪ ،‬هم خمسه مع أبناءه‬
‫الثالثه لذا بالتأكيد البد من تواجد واحد منهم على األقل والدليل هو ترك جينيفر لها حرية‬
‫الخروج‪..‬‬
‫زهري اللون مع تنور ٍة قصيره سوداء ذات أطراف واسعه‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫كانت ترتدي قميصا ً فضفاضا ً‬
‫تركت شعرها األشقر اللؤلؤي منسدالً على كتفها األيمن ولم تُكثر من مساحيق التجميل فهي‬
‫مؤمنه ببشرتها الصافيه التي ال تحتاج ألي تعديل‪..‬‬
‫تقدمت من حوض سمك زجاجي كبير في أحد أركان المكان ونظرت الى مجموعة األسماك‬
‫التي بداخلها‪..‬‬
‫إبتسمت وأخرجت هاتفها من الحقيبه وإلتقطت لها صورة لطيفه‪..‬‬
‫إعتدلت في وقفتها وبدأت بتنزيل الصورة في صفحتها الشخصيه وتكتب تعليقا ً تحتها‪..‬‬
‫إبتسم هامسا ً لها من الخلف‪ :‬هل من الممكن أن تُعطيني عنوان صفحتك ألطلب ُمتابعتك ؟!‬
‫إلتفتت الى الخلف فإذ هو بإدريان الولد الثاني إللكسندر وقد كان بأبهى ُحلّه دليل ذهابه لمكان‬
‫ما أو عودته من مكان ما‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫إبتسمت وأجابته‪ :‬أهالً‪..‬‬
‫أشار بعينيه الى حوض األسماك وسأل‪ :‬أعجبتك ؟! هل من الجيد في هذه المواقف التباهي‬
‫وقول بأني من قام بإختيارها شخصيا ً ؟!‬
‫جوليتا‪ :‬التباهي الكاذب بالتأكيد لن يكون جيدا ً‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬اووه !! كيف عرفتي بأنه ليس أنا ؟!‬
‫نظرت الى الحوض وأجابت‪ :‬شكله يوحي لي بأن من إختاره شخص عاطفي ذا قلب رقيق‪..‬‬
‫تنهد إدريان قائالً‪ :‬لقد غنيتُ الكثير من األغاني العاطفيه‪..‬‬
‫جوليتا بإبتسامه‪ :‬الغناء العاطفي ليس إنعكاسا ً لشخصية ال ُمغني‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬حسنا ً لقد ربحتي ‪ ،‬لقد إختارها إبن عمي‪..‬‬
‫نظرت ُمجددا ً الى الحوض قائله‪ :‬هكذا إذا ً ‪ ،‬هل هو هنا ؟!‬
‫هزت كتفه مجيباً‪ :‬هو ال يبقى في المنزل كثيرا ً‪..‬‬
‫ثُم تمتم لنفسه بتعجب‪ :‬هل من الممكن أن يملك ذلك األحمق قلب رقيق وعاطفي !! هو مجرد‬
‫أحمق جاهل‪..‬‬
‫إبتسم بعدها وقال‪ :‬لم تعرفيني عـ‪ ...‬أوه نعم من األدب أن أُعرفك أوالً على إسمي‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬إدريان ‪ ،‬أنت تعلم بأني أعلم‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬ههههه أجل ولكن البد من الشكليات كما تعلمين‪..‬‬
‫جوليتا‪ :‬ال بأس معي فكثرة الشكليات تُتعبني ‪ ،‬حسنا ً أنا جوليتا إبنة روبرت كالودي‪..‬‬
‫ت هي إذا ً!‬ ‫إدريان‪ :‬أووه أن ِ‬
‫تنهد بعدها إبتسم ُمغازالً‪ :‬لمن الخسارة أن يعيش الجمال هذا كُله مع شخص فظ كـ ريكس‪..‬‬
‫جوليتا‪ :‬إنها ُمجرد بعض اإلتفاقات الصغيره لذا ال داعي ألن تتحدث وكأنها نهائيه‪..‬‬
‫صفر إدريان وقال‪ :‬إذا ً ُهناك فرصةً لي!‬
‫رفعت حاجبها وسألت‪ :‬ماذا عن صديقتك ؟! أليس من الخيانة قول مثل هذه الكلمات لي بدالً‬
‫عنها ؟!‬
‫ضحك وقال‪ :‬حسنا ً أعتذر إن أزعجك هذا‪..‬‬
‫لمكان ما ؟!‬
‫ٍ‬ ‫تقدمت ومشت قائله‪ :‬ألم تكن ذاهبا ً‬
‫مكان ما‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫مشى بجوارها قائالً‪ :‬بل قولي عائدا ً من‬
‫جوليتا‪ :‬ألستَ تعبا ً ؟!‬
‫إدريان‪ :‬حتى وإن كان ‪ ...‬ليس من اللطيف ترك آنسةً لوحدها دون رفيق‪..‬‬
‫هال حدثتني عن أبناء عمك فأنا ال أعرف سواكم أنت وأخوتك‪..‬‬ ‫نظرت إليه وسألت‪ :‬إذا ً ّ‬
‫فكر قليالً بعدها قال‪ :‬مع أنه ليس من ال ُمفيد معرفة أمثالهم ولكن ليس من الجيد رفض طلب‬
‫آنسه لطيفه مثلك‪..‬‬
‫أكمل بعدها‪ :‬هم خمسه ‪ ،‬األكبر نادرا ً ما يتواجد في المنزل فهو كثير السفر ‪ ،‬تقريبا ً العالقة‬
‫بينه وبين والدي ليست جيده بخصوص إدارة أموال عمي المتوفي فوالدي يصفه بقلة الخبره‬
‫واآلخر يريد إدارة جميع أموال والده بنفسه‪..‬‬
‫جوليتا‪ :‬وماذا حصل ؟!‬
‫إدريان‪ :‬سمح له والدي بإدارة البعض كإختبار قبل عدة سنوات لكنه فشل وبعناد رفض أن‬
‫يساعده والدي لل ّم شتات بقية فشله وأصر بأن يهتم هو باألمر ‪ ،‬حسنا ً اآلن هو قد إستطاع‬
‫بنجاح أن يسوي فشله السابق وأن يطوره ‪ ،‬أُراهن بأن هذا رد ممتاز إلختبار والدي ولكن ال‬
‫أعلم ما سيحصل‪..‬‬
‫نظر إليها قائالً‪ :‬نصيحةً مني ال تحتكي به فهو خطير بعض الشيء‪..‬‬
‫نظر الى األمام وعاود حديثه قائالً‪ :‬الثانيه هي استيال ‪ ،‬المرأة ذات المالمح المتسلطه التي‬
‫باألمس تذكرينها صحيح ؟! رغم أني ال أحب اإلعتراف بذلك إال أنها ذكيه للغايه وتمتلك نزعة‬
‫خبث ال تُصور‪..‬‬
‫أمال شفته وقال‪ :‬واألوسط شاب أحمق لن تستفيدي أي شيء من معرفة أمثاله فوجوده‬
‫وعدمه واحد ‪ ،‬والتاليه مراهقةً غبيه من السهل استفزازها ونصيحةً مني ال تحتكي بها فهي‬
‫عدائيه للغايه‪..‬‬
‫هزت رأسها بهدوء دون تعليق فأكمل‪ :‬أما األخير فصبي لم يتجاوز عمر الرابعة عشره ‪ ،‬إنه‬
‫طفل لذا إبتعدي عنه قدر اإلمكان‪..‬‬
‫نظرت إليه وقالت‪ :‬وهل أنت ُمعتاد على الهروب من األطفال ؟!‬
‫إدريان‪ :‬صحيح أني ال أُحبهم ولكن ليس هذا ما كُنت أعنيه ‪ ،‬ذاك ليس طفالً عاديا ً‪..‬‬
‫توقفت وعقدت حاجبها فإنحنى لطولها وحرك إصبعه بجانب عقله وهو يهمس لها‪ :‬إنه‬
‫مجنون‪..‬‬
‫إبتسم وإعتدل في وقفته بعدها تقدم وجلس على األريكه وهي تنظر إليه بهدوء‪..‬‬
‫تقدمت بعدها وجلست على أريكه أُخرى وهي تقول‪ :‬إنه بعمر ال ُمراهقه لذا من السيء دعوته‬
‫بالمجنون أو ما شابه فمن في عمرهم من السهل أن تجعلهم مثل هذه الكلمات مجانين يمقتون‬
‫قائليها الى حد اإلنتقام‪..‬‬
‫أمال إدريان شفتيه وغير الموضوع قائالً‪ :‬حسنا ً تعرفين ريكس وتعرفينني بما أني ُم ٍ‬
‫غن‬
‫مشهور ‪ ،‬إذا ً كيف تعرفين أُختي إليان أيضا ً ؟!‬
‫جوليتا‪ :‬في الحفالت ال ُمختلطه كان دائما ً ما يتواجد برفقة والدك السيد إلكسندر شابةً جميله‬
‫ترافقه دائما حتى أكثر من زوجته لذا كان من السهل تخمين بأنها إبنته‪..‬‬
‫ضحك إدريان قائالً‪ :‬آه نعم نعم فأختي هي ال ُمدهلل ووالدي يفضلها على الجميع ‪ ،‬بالنسبة لها‬
‫فقد إعتادت منذ صغرها على الذهاب مع والدي بدالً من والدتي ‪ ،‬ال أعلم ما السر الذي يجعل‬
‫معظم الفتيات يفضلن آبائهن على أمهاتهن‪..‬‬
‫جوليتا‪ :‬إذا ً أنتَ تُفضل والدتك ؟!‬
‫إدريان‪ :‬ههههههه هذا واضح‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬امم كأخاك ريكس تماما ً‪..‬‬
‫ت ؟!‬ ‫توقف عن اإلبتسام وقد أزعجه حقا ً هذا التشبيه فغير الموضوع قائالً‪ :‬ماذا عنك أن ِ‬
‫نظرت إليه لفتره بعدها قالت‪ :‬كالهما ال فرق عندي‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬نحن نتحدث بوديه فلماذا األجوبة الدوبلوماسية هذه ؟!‬
‫جوليتا‪ :‬ومنذ متى الحقيقه تصنف كإجابه دوبلوماسيه ؟!‬
‫رفع حاجبه قائالً بإبتسامه‪ :‬حقا ً تبدين كاألطفال الذين يخشون إغضاب أحد والديهم‪..‬‬
‫جوليتا بإبتسامه‪ :‬من غير الطبيعي نعت من هم يكبرونك سنا ً باألطفال‪..‬‬
‫ت ال تقولين الحقيقه ؟!‬ ‫صفر إدريان بدهشه يقول‪ :‬أن ِ‬
‫جوليتا‪ :‬ولماذا قد أكذب ؟! على أية حال الفرق ليس كبيرا ً فهو محظ خمس أشهر فحسب‪..‬‬
‫ت تاريخ ميالدي ؟!‬ ‫رفع إدريان حاجبه قائالً‪ :‬اووه وكيف عرف ِ‬
‫جوليتا‪ :‬ال تتظاهر بالبالهه وأنت تعلم بأن لك صفحةً خاصه في الويكيبيديا‪..‬‬
‫غمز وسأل‪ :‬وبحثتي عنها بنفسك ؟!‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬مجددا ً ال تتظاهر بالبالهه وأنت تعلم بأن هناك ترتيبات زواج قد تحدث بيني‬
‫وبين أخيك األكبر لذا من الطبيعي أن أود معرفة الكثير عن العائله عن طريق البحث‪..‬‬
‫صمت لفتره قبل أن يُفاجئها بسؤاله‪ :‬هل تُحبين ريكس ؟!‬
‫جفلت للحضه مندهشة من هذا السؤال ال ُمفاجئ بعدها قالت‪ :‬وهل تهمك معرفة اإلجابه ؟!‬
‫إدريان بوجه جاد‪ :‬حسنا ً ماذا لو أخبرك بأنه لم يكنّ مشاعرا ً ألي فتاة أبدا ً وال حتى لك وإن‬
‫وافق على الزواج فهي موافق ٍة إجباريه ‪ ،‬هل حينها ستوافقين على زواج المصلحة هذا ؟!‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره قبل أن تقول بهدوء‪ :‬أرى بأنه لمن الوقاحة أن تتدخل في حياة أخيك‬
‫وتُحاول إفسادها‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه على جوابها ولم يعلق في حين وقفت وأكملت‪ :‬على أية حال هو أمر يخصني‬
‫لذا كن لبقا ً وال تسأل اآلنسات مثل هذه األسئله‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت بلباقه‪ :‬أستمي ُحك عذرا ً‪..‬‬
‫وغادرت في حين بقي على نفس إبتسامته لفتره قبل أن يهمس‪ :‬فتاة حمقاء ‪ ،‬من رأيي‬
‫الخاص أرى بأن ثامن عجائب الدنيا هو أن جميع فتيات العالم حمقاوات ساذجات على نحو‬
‫صادم‪..‬‬
‫أكمل بسخريه‪ :‬لو أريد إفساد حياته إلستطعت بسهوله أن أجد طريقة أفضل بمئات المرات من‬
‫هذه الطريقة الساذجه‪..‬‬
‫***‬

‫‪7:00 am‬‬

‫الطرق ال ُمتكرر على باب غرفتها أيقظها من نومها العميق‪..‬‬


‫تململت وهي تعرف بأن الطارق ال يمكن سوى أن تكون الخادمه تسألها عن الفطور!‬
‫لقد حدث وأخبرتهم بأال يوقظها أحد قبل التاسعه ولكن ال أحد يفهم‪..‬‬
‫وقفت وفتحت باب الغرفه قائله بأعين مغمضه‪ :‬ال أريد أي إفطار ‪ ،‬سأتدبر األمر بنفسي عندما‬
‫أستيقظ‪..‬‬
‫إبتسمت لها الخادمه قائله‪ :‬أعتذر ولكن السيدة جينيفر تريد منك تناول طعام اإلفطار معها‪..‬‬
‫فتحت عيناها قائله بدهشه‪ :‬أحقا ً ؟!!‬
‫الخادمه‪ :‬نعم ‪ ،‬إنها تنتظرك ‪ ،‬هل أخبرها بأنك ال تُريدين تناول اإلفطار اآلن ؟!!‬
‫هزت آليس رأسها قائله‪ :‬كال كال سأنزل اآلن ‪ ،‬سأبدل مالبسي وأنزل فورا ً‪..‬‬
‫إبتسمت الخادمه بعدها إلتفتت وغادرت‪..‬‬
‫فتحت آليس باب دوالبها تختار أي لبس وهي تقول‪ :‬أخيرا ً ‪ ،‬أنا بالفعل لدي العديد من األمور‬
‫أريد التكلم فيه معها‪..‬‬

‫خالل دقائق كانت تدخل من باب غرفة الطعام مبتسمه وهي تقول‪ :‬صباح الخير‪..‬‬
‫نظرت جينيفر إليها تقول‪ :‬أهالً عزيزتي ‪ ،‬هل أزعجتُك في هذا الصباح الباكر ؟!‬
‫جلست آليس على أحد الكراسي تقول‪ :‬اوه كال مطلقا ً‪..‬‬
‫دخلت خادمه في هذا الوقت وإنحنت معتذره تقول‪ :‬إعذريني فلقد فشلت في جعل السيد ريكس‬
‫ينزل لتناول طعام اإلفطار‪..‬‬
‫جينيفر بهدوء‪ :‬حسنا ً ال بأس‪..‬‬
‫بعدها همست‪ :‬يتخلف عن حضور عشاء األمس مع خطيبته ال ُمستقبليه واآلن يتهرب ‪ ،‬هل‬
‫يُحاول إستفزاز والده هكذا ؟!‬
‫نظرت آليس إليها فإبتسمت لها جينيفر تقول‪ :‬حسنا ً يبدو بأننا فقط من سيتناول الطعام ‪،‬‬
‫يمكنك البدء‪..‬‬
‫إبتسمت آليس بعدها بدأت بتناول الطعام‪..‬‬
‫ترددت قليالً قبل أن تسألها السؤال الذي من أجله كانت تنتظرها لتعود الى المنزل وتقابلها‪:‬‬
‫لماذا أسميتيني آليس ؟!‬
‫عقدت جينيفر حاجبها بعدها نظرت الى آليس لفتره قبل أن تبتسم وتسألها‪ :‬البد إذا ً أنك قابلتي‬
‫ريكس ما دُمتي تسألين هذا السؤال‪..‬‬
‫دُهشت آليس من جوابها ‪ ،‬إذا ً غضب ريكس عندما أخبره إدريان بإسمها كان لسبب بالفعل ‪،‬‬
‫ووالدته تعرف هذا السبب!!‬
‫تنهدت جينيفر تقول‪ :‬أخبرك بتغييره صحيح ؟!‬
‫هزت آليس رأسها وبعدها أكملت بشيء من التحلطم‪ :‬سألني عن السبب الذي دعاني أختار‬
‫هذا اإلسم ‪ ،‬خفت أن أقول إسمك فأورطك بشجار مع إبنك فقلت له أني مغرمة بقصة آليس‬
‫ببالد العجائب ولهذا إخترته‪...‬‬
‫أكملت بهمس‪ :‬وحينها سخر مني قائالً إذا ً غيريه الى سنووايت أو ساندريال ‪ ،‬لقد أغاضني‬
‫رده حينها‪..‬‬
‫ضحكت جينيفر ضحكةً طويله قبل أن تقول‪ :‬يالك من لطيفه ههههههه‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬أعتذر لقد تعمدت إختيار هذا اإلسم ألخرجه من القوقعة التي ال يزال يعيش‬
‫ت أن تغيري اإلسم لتبتعدي عن إزعاجه فسأغيره لك‪..‬‬ ‫فيها ‪ ،‬إن أرد ِ‬
‫صمتت آليس لفتره بعدها قالت‪ :‬ال فلقد إعتدتُ عليه لكن ‪ ...‬كيف إلسم أن يزعجه هكذا ؟! هل‬
‫كان يكره قصص ديزني في طفولته مثالً ؟!‬
‫جينيفر‪ :‬ههههههههه ال ليس األمر هكذا ‪ ،‬اإلسم فقط يعود إلمرأة يعرفها لذا ذكر هذا اإلسم‬
‫أمامه من الممكن أن يجعله يفقد رباطة جأشه‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها وتسائلت في نفسها‪" :‬هل كانت صديقه له ؟! لو كان كذلك فما سبب‬
‫كرهه لذكر إسمها ؟! ال تقولوا لي بأنه يغار أن يُسمى أي أحد بإسم حبيبته فهذا سيبدو سخيفا ً‬
‫للغايه ‪ ،‬أشعر بالفضول ولكن رد السيدة جينيفر كان مختصرا ً دليل أن األمر خاص لذا‬
‫سأُحرجها بالتأكيد لو سألتها ُمباشره‪" ..‬‬
‫صدم بشيء ما ‪ ،‬هل من‬ ‫صمتت قليالً ثم أكملت في نفسها‪" :‬غضبه علي مختلف ‪ ،‬يبدو كأنه ُ‬
‫الممكن أنها قد توفت لهذا ما زال عالقا ً في تلك القوقعة كما قالت جينيفر ؟! أو ربما األمر‬
‫مختلف ‪ ،‬أعني هل من ال ُممكن‪...‬‬
‫صمتت قليالً تفكر قبل أن تهمس قائله‪ :‬خانته ؟!‬
‫نظرت جينيفر إليها حالما وصلها همسها فعرفت ُمباشرةً ما يدور في رأس آليس‪..‬‬
‫أجابتها بهدوء‪ :‬بل هو‪..‬‬
‫دُهشت آليس ونظرت إليها‪..‬‬
‫بعيدا ً عن دهشتها من سماع ما قالته فهل فعالً هو من قام بخيانتها ؟!!‬
‫ت تُريدين‬‫ت لي سابقا ً بأنك تريدين إيجاد عم ٍل ما ‪ ،‬هل ما زل ِ‬ ‫غيرت جينيفر الموضوع قائله‪ :‬قل ِ‬
‫ذلك أم غيرتي رأيك ؟!‬
‫دُهشت آليس وقالت بسرعه‪ :‬بلى بلى أريد ‪ ،‬لقد سئمت الجلوس هنا!‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬فكرتُ بأن أجد لك عمالً ُمناسبا ً في شركتي‪..‬‬
‫آليس بدهشه‪ :‬أتمتلكين شركه ؟!‬
‫جينيفر‪ :‬هههه نعم واحده أضع جهدي كُله فيها ‪ ،‬ال أحب أن أكون تلك المرأة التي تعتمد على‬
‫زوجها وتتفاخر بإنجازته ‪ ،‬أنا أكره هذا النوع من النساء‪..‬‬
‫آليس في نفسها‪" :‬إنها رائعه ‪ُ ،‬مستقله وتمتلك شخصيةً واثقه قويه تجعلها تشق طريقها‬
‫الخاص بنفسها دون اإلتكال على أحد ‪ ،‬أتمنى أن أُصبح مثلها في ال ُمستقبل‪" ..‬‬
‫تذكرت بأن هذه الفيال تعود لها أيضا ً وتذكرت على الفور حديث ريكس ووالده باألمس‬
‫فترددت‪..‬‬
‫هل تخبرها بأن هذان اإلثنان يُريدان طردها من المنزل على الرغم من أن المنزل ال يعود لهما‬
‫؟!‬
‫لكن ‪ ،‬هي تخاف بأن تُسبب بعض المشاكل العائليه بين الزوج وزوجته‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وهمست‪" :‬السيده جينيفر ليس إمرأه غبيه ‪ ،‬هي ذكيه والبد من عالقتها مع‬
‫زوجها مبنية على حدود على أحدهم أال يتخطاها ‪ ،‬لذا لو تحدثت معه عن أمر الفتاة التي تولت‬
‫رعايتها بنفسها فيستحيل أن يعارض فهذه أمور تخصها ‪ ،‬أعني هو لن يمكنه لذا سيصمت‬
‫بدالً من أن يحدث شجارا ً بينهما‪" ..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬لقد قررت إخبارها‪..‬‬
‫بلعت ريقها وقالت‪ :‬امم السيده جينيفر‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬ماذا ؟!‬
‫صمتت قليالً بعدها قالت‪ :‬هل يمكنني العيش في مكان آخر ؟!‬
‫تعجبت جينيفر وسألتها‪ :‬لما ؟! هل المكان ُهنا غير ُمريح ؟! لقد سمعت بأن إدريان يسليك‬
‫بعض األحيان ويخرجك الى الخارج أيضا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬هذا ليس األمر ‪ ،‬يبدو بأن السيد والد ريكس طلب منه أن يخرجني من هنا ‪ ،‬أعني ربما‬
‫وجودي هنا يُضايقه وأنا بحق ال أُريد أن أُسبب له اإلزعاج‪..‬‬
‫دُهشت جينيفر للحضه قبل أن يُسيطر الهدوء على مالمحها قليالً ثُم إبتسمت قائله‪ :‬ال ال عليك‬
‫‪ ،‬هو لم يعرف بعد بأني أنوي إبقائك حتى نجد عائلتك أو تستردي ذاكرتك ‪ ،‬نوعا ً ما هو‬
‫متشدد بعض الشيء وبشكل عام ال يعجبه تدخل أي أحد وسط عائلته ‪ ،‬هههههه حتى إنه‬
‫ينزعج من صديق إدريان الذي دائما ً ما يزوره في المنزل ‪ ،‬ال تقلقي سأُحدثه‪..‬‬
‫تذكرت آليس موضوع صديق إدريان فسألتها‪ :‬نسيت أن أقول لك ‪ ،‬لقد حدث وأن خرجت مع‬
‫صديق إدريان لمرتين تقريبا ً ‪ ،‬هل ال بأس بدلك ؟!‬
‫جينيفر‪ :‬ههههههه آليس ألم أخبرك بأن تتصرفي وكأن المنزل منزلك ‪ ،‬يمكنك الخروج مع أي‬
‫أحد لذا ال داعي للقلق من شيء‪..‬‬
‫أي أحد ؟!!!‬
‫سألتها ُمباشره‪ :‬باألمس قابلت شاب ما عند الباب ولقد أردتُ الحديث معه ولكن ريكس قام‬
‫بإهانته وطرده مع إنه فقط يقف بالقرب من باب المنزل ‪ ،‬لقد ضايقني هذا األمر ‪ ،‬هل يمكنك‬
‫أن تُخبريه أال يفعل هذا ُمجددا ً ؟!‬
‫همست ُمكمله‪ :‬فلقد أحرجني أمامه كثيرا ً‪..‬‬
‫تنهدت جينيفر وقالت‪ :‬ال عليك ‪ ،‬لطالما كان وقحا ً بتصرفاته ‪ ،‬سأتحدث معه ولن يتدخل بأمرك‬
‫بعدها لذا ال تقلقي‪..‬‬
‫إبتسمت آليس براحه فلقد شعرت بأنها إنتقمت ولو قليالً منه‪..‬‬
‫اآلن كُل ما عليها هو إنتظار ذلك الجار أن يعود للقائها ُمجددا ً فهي بالفعل تريد سؤاله عن‬
‫الكثير من األمور‪..‬‬
‫لقد مر شهر تقريبا ً ولم يسأل عنها أحد ‪ ،‬تريد أن تعرف لماذا!‬

‫أنهت جينيفر كوبها بعدها وقفت قائله‪ :‬حسنا ً عزيزتي حاولي لهذا اليوم أن تكتشفي مواهبك‬
‫ت بارعةٌ فيه حتى أختار لك عمالً يُناسبك ‪ ،‬إن لم تجدي حتى يوم غد فال بأس‬ ‫أو تكتشفي ما أن ِ‬
‫سأضعك بمكان بسيط من السهل تعلم كيفية العمل فيه ‪ ،‬وداعا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬رافقتك السالمه‪..‬‬
‫خرجت من غرفة األكل فتنهدت آليس وشتمت نفسها قائله‪ :‬فتاة ُمزعجه ‪ ،‬منذ أيام لم تُقابليها‬
‫وعندما فعلتي بدأتي بالشكوى من كُل شيء كاألطفال تماما ً ‪ ،‬أتعجب حقا ً من مقدرتها على‬
‫تحمل فتاة مزعجه مثلي!!‬
‫وضعت رأسها على الطاوله مكملة بتحلطم‪ :‬أنا حمقاء ‪ ،‬غبيه ال أنفع ألي شيء‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:00 am‬‬

‫حيث موعد محاظرتهما األولى بعد عشر‬ ‫ُ‬ ‫دخلت إليان الى مبنى قسمها مع صديقتُها جيسيكا‬
‫دقائق فحسب‪..‬‬
‫إبتسم أحد الشُبان المارين قائالً لها‪ :‬جميلة و ُمشرقةٌ كال ُمعتاد عزيزتي ‪ ،‬لقد جعلتي صباحي‬
‫جميالً‪..‬‬
‫إبتسمت وهي تتجاوزه قائله‪ :‬ياله من غزل قديم ! أال تزال عالقا ً في ‪ 2008‬؟‬
‫إلتفتت الى الممر المؤدي الى قاعتها وهي تسمع صوت ضحك زمالئه وهم يرمون بتعليقاتهم‬
‫الضاحكه على صديقهم‪..‬‬
‫تنهدت جيسيكا وهي تقول‪ :‬أال تشعرين بالملل ؟‬
‫إليان‪ :‬من ماذا ؟‬
‫ب واحد!!!‬ ‫ت قد وصلتي الى سن العشرين بالفعل وحتى اآلن لم تواعدي وال شا ٍ‬ ‫جيسيكا‪ :‬أن ِ‬
‫أمالت إليان شفتيها ولم تُعلق فأكملت جيسيكا‪ :‬تقدم الكثير بطلب مواعدتك وقام الكثير بالتلميح‬
‫والكثير أيضا ً حاولوا التودد إليك ولكن كُل ما تفعلينه هو إغالق الباب في وجههم بطرق قاسي ٍة‬
‫أحيانا ً‪..‬‬
‫تنهدت وأكملت‪ :‬هيّا إيلي ال تكوني هكذا ! إنها ُمجرد مواعده وليس زواجا ً حتى تأخذيه بجديه‬
‫‪ ،‬إمرحي فأيام الجامعة هذه ستندمين عليها ُمستقبالً صدقيني!‪..‬‬
‫طالب السافلين الذين ال يُساوون‬ ‫إليان‪ :‬بل سأتقطع ندما ً عندما أتذكر بأني واعدتُ حفنةً من ال ُ‬
‫شيئا ً ‪ ،‬لن أواعد شخصا ً أقل مني أبدا ً‪..‬‬
‫أمالت جيسيكا شفتيها وقالت‪ :‬الندم على شيء فعلتيه ال يُساوي شيئا ً أمام الندم على شيء لم‬
‫تفعليه ‪ ،‬صدقيني‪..‬‬
‫دخلت إليان الى قاعتها وجلست على إحدى الكراسي فاتحةً كتابها وهي تقول‪ :‬على أية حال‬
‫سنتلقى درجات إختبارنا األخير في هذه ال ُمحاضره ‪ ،‬أتمنى بأن غلطي ذاك اللعين ال يكون ذا‬
‫تأثير كبير ‪ ،‬سأُجن لو وجدتُ نفسي قد أخذت "‪ "A‬فقط!‬
‫سحقا ً للعباقره‪..‬‬
‫جلست جيسيكا وتنهدت بعمق هامسه‪ :‬وتقول فقط ! ُ‬
‫إبتسمت إليان في الوقت الذي دخل فيه الدكتور الى الصف وألقى السالم‪..‬‬
‫خالل دقائق كان يُعطي أوراق إمتحانه األخير للصفوف األولى وهي توزعها للخلف ليأخذ كُل‬
‫طالب ورقة إختباره‪..‬‬
‫ت عالي قائله بتذمر‬ ‫بدأ في كتابة عنوان درسه القادم على السبوره قبل أن تتحدث فتاة بصو ٍ‬
‫يخالطه بعض الغنج‪ :‬أُستاااذ انت لستَ جادا ً ! لما "‪ "F‬؟ ال تقل لي بأنك ِغرتَ عندما قُمتُ‬
‫ب ُمغازلة ال ُمعلم راندي قائلةً بأنه أوسم من يُدرسنا هذا العام ؟‬
‫طالب الفصل في حين إستمر ال ُمعلم بالكتابه وهو يقول بتنهد‪ :‬آآه ذلك أثر بي‬ ‫ضحك بعض ُ‬
‫أكثر مما تضنين‪..‬‬
‫إرتفع صوت الضحكات ُمجددا ً في حين أخذت إليان ورقتها عندما مررها لها الطالب الذي‬
‫يجلس أمامها ونظرت فورا ً الى الدرجه‪..‬‬
‫شهقت ُرغما ً عنها عندما وقعت عيناها على حرف "‪ "B‬في مربع الدرجات‪..‬‬
‫ت مسموع‪ :‬دكتور البد من‬ ‫وقفت من فورها وهي تضرب بورقتها على طاولتها تقول بصو ٍ‬
‫وجود خطب في توزيعك للدرجات!!‬
‫إلتفت معظم من في القاعة إليها في حين قال الدكتور وهو يُنهي كتابة مقدمة درسه الجديد‪:‬‬
‫ربما فلقد كُنتُ ثمالً عندما رصدتُ الدرجات‪..‬‬
‫حاولت إليان الحفاظ على أعصابها وهي تقول‪ :‬دكتور!!!‪.‬‬
‫تنهد ونظر إليها قائالً‪ :‬نحن نتطور ونتقدم في كُل شيء ما عدا تذمركم الدائم تجاه الدرجات‬
‫‪ !..‬متى ستكفون عن ذلك ؟!‬
‫إليان‪ :‬األمر اآلن ُمختلف!‬
‫طالب قائالً بسخريه‪ :‬أجل عليه أن يكون مختلف ألن إليان إلكسندر هي من تقوله‬ ‫إبتسم أحد ال ُ‬
‫‪..‬‬
‫ضحك أصدقائه في حين فتح الدكتور كتابه قائالً‪ :‬دعونا ال نُضيع مزيدا ً من الوقت ولنبدأ‬
‫الدرس‪..‬‬
‫إليان بحده وعناد‪ :‬دكتور!!!‬
‫تنهد الدكتور بعدها نظر الى إليان وقال‪ :‬ورقة اإلمتحان بين يديك لذا كُل ما عليك هو فقط‬
‫التأكد من إجاباتك قبل أن تقومي بالتذمر ‪ ،‬واآلن رجاءا ً دعي الدرس يمر!!‬
‫أزعجها هذا للغايه ولكن إستسلمت وجلست وهي تهمس بسخط ثم بدأت بفتح الدروس القديمه‬
‫و ُمراجعة أجوبتها راميةً بدرس اليوم في عرض الحائط‪..‬‬
‫بدأت جيسيكا بنكزها بين لحض ٍة وأُخرى وهي تهمس لها‪ :‬إليان الدكتور بالفعل قد الحظك‬
‫ويبدو بأنه يحاول أن يعطيك فرصةً للكف عن هذا لذا إنتبهي للدرس وأتركي المراجعة فيما‬
‫بعد‪..‬‬
‫لم تُجبها إليان وأكملت ما تفعله بعناد واضح‪..‬‬
‫تنهدت جيسيكا بيأس وهي تدعو بأن تمر هذه الساعة والربع على خير‪..‬‬
‫ثلث ساعه فحسب حتى توقف الدكتور عن شرحه ونظر ُمباشرةً الى إليان قائالً‪ :‬ما رأيُك لو‬
‫نحول محاضرة اليوم الى دراس ٍة ذاتيه من أجلك ؟!‬‫ّ‬
‫إلتفت من في القاعه ونظر إليها فشدت إليان على شفتيها قبل أن ترفع عينيها الساخطتين الى‬
‫الدكتور وتقول بنبر ٍة خالي ٍة من اإلحترام‪ :‬من أجل خطأ واحد صريح وخطأين كانا قريبين جدا ً‬
‫من اإلجابه الصحيحه أحصل على معدل ”‪ “B‬؟ دكتور هل بدأت مهارتك بالنقصان مع تقدمك‬
‫بالعمر ؟!‬
‫ضربتها جيسيكا في قدمها بدهش ٍة من كالمها في حين صفّر بعض الطالب قائالً أحدهم‪:‬‬
‫إنفجرت العبقرية الحسناء‪..‬‬
‫تحدثت أخرى بضحك‪ :‬دكتور هل من الممكن بأنك كنتَ تكذب علينا عندما أخبرتنا بأنك ال تزال‬
‫في بداية الثالثين من عُمرك ؟!‬
‫صديقتها بضحك‪ :‬توقفي سيغضب الدكتور عليك أيضا ً هههههههههه‪..‬‬
‫أمر ُمثير ُهنا!‬‫تقدم الدكتور من مكان جلوس إليان فقال أحد الطالب بحماس‪ :‬واااه سيحدث ٌ‬
‫أخرجت إحدى الفتيات هاتفها لتصور وهي تهمس‪ :‬آمل أال يكون سخيفا ً‪..‬‬
‫أتى من خلفها وإنحنى ينظر الى ورقة اإلختبار حيث وضعت عالمات بالقلم الرصاص على‬
‫أخطائها‪..‬‬
‫ت ال تستطيعين تمييز طريقتي في توزيع الدرجات فأصمتي‪..‬‬ ‫همس بهدوء‪ :‬إن كن ِ‬
‫ت فتاةً ذكيه ‪ ،‬خيبتي ضني كثيرا ً‪..‬‬ ‫دُهشت من آخر كلمه فإعتدل واقفا ً وقال‪ :‬لطالما كُن ِ‬
‫تجاوزها عائدا ً الى األمام وهو يُكمل‪ :‬يؤسفني بأني سأقوم بالخصم من درجاتك بسبب إفتقارك‬
‫لإلحترام وإحداثك للشغب في وسط ال ُمحاضره‪..‬‬
‫وقفت تقول بإعتراض‪ :‬ما فعلتُه لم يكن شغبا ً بل إعتراض!!‬
‫ت ال تُريدين للخصم أن يتدبل صحيح ؟!‬ ‫نظر إليها ببرود قائالً‪ :‬أن ِ‬
‫أجلستها جيسيكا بالقوه وهي تقول‪ :‬إيلي هذا يكفي!!‬
‫بقيت إليان تنظر الى ورقتها بدهشة وهي تقول‪ :‬لقد قال لي أُصمتي !! ال يحق له أن يتحدث‬
‫عن اإلحترام وينقص من درجاتي ألجله إن لم يكن هو كذلك!!‬
‫نظرت الى جيسيكا وأكملت‪ :‬لقد سمعتيه صحيح ؟!!!‬
‫تنهدت جيسيكا وأجابت‪ :‬أجل ‪ ،‬لم أكن أتوقع هذا منه فهو لطالما كان محبوبا ً وكثير المزاح مع‬
‫الطالب ‪ ،‬يبدو بأنك أغضبتيه حقا ً‪..‬‬
‫شدت إليان على أسنانها وهي غير راضية عما حدث!!‬
‫لما اآلن أصبحت ال ُمخطئة مع أنها مظلومه ؟!!‬
‫لما تنقص الكثير من درجاتها مع أن كُل ما تريده هو إسترجاع نقاطها الضائعه ؟!‬
‫لما توصف بعدم اإلحترام بينما هو ال يملك شيئا ً منه ؟!!‬
‫لكم تريد اآلن الخروج من الصف كُله حتى تتخلص مما هي فيه ولكن ال تريد بعد كُل ما حدث‬
‫أن يُكتب بأنها تغيبت عن ال ُمحاضره وتفقد المزيد من نقاطها!‬
‫سحقا ً!!‬‫سحقا ً ُ‬
‫ُ‬

‫إنتهى وقت ال ُمحاضره وخرج الدكتور حامالً ملفه وأوراق األسئله فوقفت إليان لكي تلحق به‬
‫لكنها توقفت مرغمةً عندما أتين ثالث فتيات في وجهها معروفات بالمشاكل‪..‬‬
‫توقف بعض الطالب ينظرون بحماس في حين قالت رئيستهم الشقراء‪ :‬ألم تملي من لعب دور‬
‫األميرة التي على الجميع اإلستماع الى طلباتها األنانيه ؟! أنا مللت من رؤيتك في هذا الدور‪..‬‬
‫تحدثت صديقتها تقول‪ :‬هل ألنك جميلة بعض شيء وتملكين والدا ً ثريا ً يعني هذا بأن كُل شيء‬
‫يجب عليه أن يسير كما تُريدين ؟!‬
‫لوحت الثالثة بيدها في سخريه قائله‪ :‬مرحبا ً ! نحن في الكلية وليس في قصر البابا‬ ‫ّ‬
‫ههههههههههههههههه‪..‬‬
‫نظرت إليهم إليان للحضه قبل أن تبتسم وتقول‪ :‬يا إلهي ! كيف لكن أن تكنّ قبيحات الى هذه‬
‫الدرجه ؟! هذا صادم حقا ً‪..‬‬
‫تنجر إلستفزاز إليان الواضح وقالت‬ ‫ّ‬ ‫عضت الشقراء على شفتيها تحاول منع نفسها من أن‬
‫بسخريه‪ :‬روحك أكثر قباحة يا عزيزتي ‪ ،‬إنها سوداء لدرجة ال يُمكن أبدا ً تنظيفها‪..‬‬
‫الثالثة بمرح ُمستفز‪ :‬قولي لخدمك في القصر أن ينظفوها لك جيدا ً فالبد من أنهم ماهرون‬
‫للغايه‪..‬‬
‫وقفت جيسيكا وتدخلت قائله‪ :‬أال ترينَ بأنك تصرفاتكن هذه أشبه بتصرفات طالب اإلبتدائيه‬
‫الباحثات عن المشاكل ؟!‬
‫إبتسمت إليان قائله‪ :‬بل الباحثات عن الشهره وتسليط الضوء‪..‬‬
‫أشارت إليان الى القاعه حيث ثلث الطالب واقفون ينظرون الى شجارهم وأكملت‪ :‬مبارك لقد‬
‫حصلتي على اإلنتباه عن طريقي ‪ ..‬أصبحتي مشهورة اآلن‪..‬‬
‫بعدها أخذت حقيبتها ومرت من جوارهن مسرعة الى الخارج حتى تستطيع اللحاق بالدكتور‪..‬‬
‫إتجهت الى مكتبه لعلها تصل إليه قبل أن يدخل فهي بحق ال تريد محادثته أمام بقية الدكاترة‬
‫اآلخرين‪..‬‬
‫إرتاحت حالما وجدته كما توقعت متجه الى مكتبه ‪ ،‬أسرعت في خطواتها وإعترضت طريقه‪..‬‬
‫توقف عن المشي ونظر إليها قبل أن يتنهد قائالً‪ :‬لن تتغير درجتك‪..‬‬
‫إليان بإصرار‪ :‬بل عليك أن تُغيرها‪..‬‬
‫نظر إليها ببرود يقول‪ :‬أجبريني‪..‬‬
‫صرت على أسنانها بحقد ثم ردت بشيء من فقدان الصبر‪ :‬توزيعك للدرجات غير ُمنصف !!‬ ‫ّ‬
‫األسئله كانت عشرون سؤاالً فقط وأخطأتُ في سؤال واحد بينما كان هناك بعض األخطاء‬
‫الطفيفه في سؤالين فلما أحصل على معدل !! ‪ B‬هذه األخطاء تنقص مني تقريبا ً درجتان‬
‫فحسب ‪ ،‬كيف لدرجتان أن تنزلني ثالث معدالت الى هذه الدرجه !! من المفترض أن تكون ‪A‬‬
‫‪ ،‬هناك خطأ صريح للغايه!!‬
‫تكتف وأجابها‪ :‬لقد تم خصم ‪ 5‬درجات منك وليس ‪ ، 2‬الخطأ الصريح كما تقولين هو بدرجة‬
‫واحده ‪ ،‬أم الخطأين الطفيفين قد تسببا بإلغاء درجة السؤال كلها ولألسف كل واحد منهما‬
‫بدرجتين ‪ ،‬هل ال زلتي ترين هذا ظلما ً ؟‬
‫إتسعت عيناها من الدهشه وقالت‪ :‬لما على خطأ بسيط في شرح النظريه أن يتسبب بإلغاء‬
‫درجة السؤال كلها ؟!! لقد أجبتُ عليها بشكل مفصل وفقط أخطأت في كتابة منشأها فلما ؟؟‬
‫أنت بالتأكيد لستَ جادا ً!!‬
‫هزت رأسها وأكملت‪ :‬والتعداد أخطأت في واحده من أصل أربع فلما كُلها تُلغى !! من العدل أن‬
‫تُلغى نصف درجة فحسب فهكذا يسير األمر في كُل المواد!!!‬
‫إنحنى قليالً وهمس لها‪ :‬نعم في كُل المواد ولكن ليس في مادتي ‪ ..‬تُهمني الدقة والكمال قبل‬
‫كُل شيء‪..‬‬
‫بعدها تجاوزها فعضت على شفتيها وإعترضت طريقه مجددا ً تقول‪ :‬هذا ليس عادالً !! أنت لم‬
‫تخبرنا بهذا من قبل!!‬
‫أجاب ببرود‪ :‬هل سألتني ؟ كال لذا ال تعترضي‪..‬‬
‫هزت رأسها بشيء من الرفض فقالت‪ :‬ماذا عن الموقف الذي حدث في المحاضره ؟ لما علي‬
‫أن أخسر نقاطي فقط ألني أبديتُ إعتراضا ً ؟ كيف يمكن لهذا أن يحدث ؟!!‬
‫وضع يده على كتفها ونظر الى ممر بجانبهما وأشار إليه قائالً‪ :‬أنظري ‪ ،‬من ذلك الطريق‬
‫تصلين الى مبنى شؤون الطلبه ‪ ،‬إذهبي وقدمي إعتراضك ُهناك‪..‬‬
‫بعدها تجاوزها ورحل وهي ال تزال واقفةً في مكانها تشعر وكأنها على وشك البكاء في أي‬
‫لحضه‪..‬‬
‫لما ؟ لما يحدث لها كُل هذا ؟!‬
‫هذا ليس عادالً ‪ ،‬ليس عادالً البته!‬
‫***‬

‫‪12:00 pm‬‬

‫نزلت آليس من الدرج وهي تنظر حولها بحثا ً عن ُمربية المنزل وفي يدها أحد كُتب الرياضيات‬
‫الجامعيه والتي وجدتها في المخزن‪..‬‬
‫تقدمت منها عندما وجدتها في ذات الغرفه التي دخلتها أول مرة عندما حظرت الى المنزل ‪،‬‬
‫طرقت الباب ودخلت بإبتسامه لطيفه على شفتيها‪..‬‬
‫إلتفتت المربيه تنظر إليها بعدها عاودت تركيب الساعه بعدما قامت بتغيير بطاريتها‪..‬‬
‫آليس‪ :‬اممم لو سمحتي ؟‬
‫لم تُجبها فرفعت آليس صوتها قليالً تقول‪ :‬أحتاج الى ُمساعدتك ؟‬
‫المربيه ببرود دون أن تلتف إليها‪ :‬في ماذا ؟‬
‫مدت آليس الكتاب تقول‪ :‬إنه خاص بالحساب والرياضيات ‪ ،‬أكتبي لي بعض األسئلة منه ‪،‬‬
‫أُريد إختبار نفسي من أجل معرفة ما أنا بارعة فيه‪..‬‬
‫توقفت المربيه قليالً ثُم إلتفتت ونظرة الى آليس نظرةً حاده مليئه بالشرار فإختفت إبتسامة‬
‫آليس وحل محلها التوتر وهي تتسائل في نفسها عن سبب هذا الغضب ال ُمفاجئ‪..‬‬
‫جائتها اإلجابه عندما تحدث المربيه تقول بهدوء‪ :‬أتسخرين مني ألني ال أُجيد القراءة أو‬
‫الكتابه‪..‬‬
‫دُهشت آليس وعندما فتحت فمها لتعتذر تجاهلتها المربيه وخرجت خارج الغرفه فلحقت بها‬
‫آليس تقول‪ :‬لحضه أنا أعتذر ‪ ،‬أنا حقا ً لم أقصد ذلك ولم يخطر في بالي األمر أبدا ً ‪ ،‬إعذريني‬
‫فـ‪...‬‬
‫قاطع كالمها إقفال المربية للباب عند دخولها الى حجرة الخدم‪..‬‬
‫أمالت آليس شفتيها تقول‪ :‬لقد إعتذرت لما هذا الجفاء ؟ الجميع يُخطئ!‬
‫إلتفتت ُمتجهه الى مدخل المنزل فلقد سمعت قبل لحضات وهي تلحق بالمربيه صوت رن‬
‫الجرس‪..‬‬
‫إبتسمت عندما شاهدت فرانس صديق إدريان‪..‬‬
‫تقدمت منه تقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫إبتسم عندما رآها وقال‪ :‬المودموزيل آليس ‪ ،‬تبدين ُمشرقه‪..‬‬
‫إبتسمت إلطرائه وسألت‪ :‬ما الذي أحظرك الى ُهنا ؟ إدريان ؟‬
‫حك فرانسوا رقبته وهو يقول‪ :‬امم في الحقيقه ‪ ...‬ال‪..‬‬
‫آليس‪ :‬إذا ً ؟‬
‫صمت لفتره بعدها قال‪ :‬حسنا ً آليس سيبدو سؤال غبيا ً ومتسرعا ً لكن ‪ ....‬هل تثقين بي ؟‬
‫تعجبت من سؤاله فعندما رأى تعجبها قال بسرعه‪ :‬حسنا ً ال بأس كُنتُ أعلم ‪ ،‬ياله من سؤال ‪،‬‬
‫لم نتقابل سوى لثالث مرات وأجرؤ على طلب الثقه ! إغفري لي وقاحتي وأخبريني فحسب‬
‫عن أحوالك ؟‬
‫إبتسمت ُرغما ً عنها ‪ ،‬مظهره الجيد ال يوحي بأنه يمتلك عقل بريء‪..‬‬
‫ردة فعله حتما ً لطيفه ‪ ،‬لن تمل من مقابلة أمثاله طوال اليوم‪..‬‬
‫أشارت الى الداخل تقول‪ :‬أدخل إن لم تكن على عجله‪..‬‬
‫إبتسم ودخل وهو يقول‪ :‬شكرا ً للطفك‪..‬‬
‫آليس‪ :‬على الرحب‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت الى الخادمة التي فتحت الباب له وقالت‪ :‬أحظري لنا كوبان من القهوه‪..‬‬
‫الخادمه‪ :‬كما تأمرين‪..‬‬
‫إلتفتت آليس وذهبت الى حيث ذهب فرانسوا‪..‬‬
‫جلست على أريكة قريبه وقالت‪ :‬يبدو وجهك تعبا ً ‪ ،‬هل أنت مريض ؟‬
‫أجابها‪ :‬كال ‪ ،‬على أية حال أال يوجد أحد في المنزل ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً فتنهد قائالً‪ :‬يالك من طفلة مسكينه ‪ ،‬أال تملين ؟‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬ال يبدو الفرق بيننا كبيرا ً حتى تنعتني بالطفله ‪ ،‬وأيضا ً قريبا ً سأعمل لذا‬
‫لن أشعر بالملل‪..‬‬
‫دُهش قائالً‪ :‬حقا ً ! مدهش ! وأين ستعملين ؟‬
‫آليس‪ :‬السيدة جينيفر ستجد لي عمالً‪...‬‬
‫حركت الكتاب ُمكمله‪ :‬وها أنا ذا أُحاول إيجاد ما أنا بارعةً فيه‪..‬‬
‫أخذ الكتاب وبدأ بالتقليب فيه فتنهدت تقول بشيء من اإلنزعاج‪ :‬أردتُ من ال ُمربية أن‬
‫تُساعدني ولكنها ال تُبدي تعاونا ً ‪ ،‬لقد غضبت قائله بأنها ال تُجيد القراءه والكتابه وأتهمتني‬
‫بتعمد السخريه ولم تعطني فرصة لشرح سوء الفهم!‬
‫نظر فرانسوا إليها قليالً بعدها عاود النظر الى الكتاب قائالً بهدوء‪ :‬ال أُحب تلك ال ُمربيه‪..‬‬
‫تعجبت وسألته‪ :‬لماذا ؟‬
‫أمال شفتيه قليالً قبل أن يُجيبها بهدوء‪ :‬إنها تكره إدريان كثيرا ً ‪ ،‬لقد حدث وأن صفعته في‬
‫وجهه قبل أربع سنوات ‪ ،‬السيدة جينيفر لم تعلم باألمر بعد ألنها لو علمت لما بقيت هذه‬
‫المربية في المنزل قط!‬
‫دُهشت آليس وقالت بهجوم‪ :‬ال يحق لها هذا !!! يالها من وقاحه !! نعم هي مربيه ولكن قبل‬
‫أربع سنوات ؟!! أال يعني هذا بأن إدريان كان كبيرا ً بما فيه الكفايه فلما تعامله وكأنه طفل‬
‫حتى وإن كان قد أخطأ فهو كبير لذا ال يحق لها ُمعاملتخ وكأنه طفـ‪..‬‬
‫قاطعها فرانسوا بشيء من اإلنزعاج‪ :‬لم يُخطئ !! أُقسم لك بأنه لم يُخطئ حتى نفكر إن كان‬
‫يحق لها أو ال!!‬
‫زادت دهشتها ولم تجد ما تقوله سوى أن تسأل‪ :‬إذا ً لماذا ؟ لماذا لم يُخبر والدته بما حدث ؟‬
‫لما أنت لم تتحدث ؟ أمثالُها عليهم أال يبقوا في المنزل!‬
‫صمت فرانسوا لفتره قبل أن يقول‪ :‬إدريان ليس طفالً حتى يذهب ويتشكى لوالدته ‪ ،‬وأنا ما‬
‫شأني حتى أتدخل ؟‬
‫هدأ الجو لفتره أكمل فيها فرانسوا التقليب في الكتاب فسألته آليس‪ :‬ولما صفعته إذا ً ؟‬
‫إبتسم فرانسوا يقول‪ :‬إنسي األمر‪..‬‬
‫آليس‪ :‬أخبرني !! ال تُعطني بداية الموضوع ثُم تتكتم على الباقي ! هذا ليس تصرفا ً الئقا ً!‬
‫تنهد وبعد صمت قصير قال‪ :‬تشاجر هو وأخاه ريكس ‪ ،‬كان شجارا ً عنيفا ً بواسطة الكلمات‬
‫فقال له ريكس جملةً تُعتبر نقطة ضعف إليدي فغضب إيدي وجن جنونه فكاد أن يمد يده على‬
‫أخاه ولكن أخاه منعه ففي هذه اللحضه تدخلت المربيه وصفعت إدريان وهي تتهمه بالوقاحة‬
‫وعدم إحترام الكبير ‪ ،‬ال ُمخطئ كان ريكس وبشكل واضح للغايه‪..‬‬
‫شد على أسنانه وهمس‪ :‬أكره هذا ال ُمدلل ‪ ،‬هو ال ُمفضل وال ُمدلل لدى الجميع حتى ال ُمربيه لذا‬
‫أصبح وقح سليط ال رادع له!‬
‫أشاحت آليس بنظرها وهي لم تتعجب كثيرا ً من كالمه‪..‬‬
‫لقد الحظت هذا ‪ ،‬الحظت تسلط ريكس الواضح على أخوته وحتى والداه‪..‬‬
‫ال تزال تتذكر إختباء أخته خلف الباب حالما رأت وجهه في تلك الليله‪..‬‬
‫ال زالت تتذكر كالم والدته في الصباح عن تخلف ريكس عن إجتماع والداه مع والدا خطيبته‬
‫مسببا ً لهما اإلحراج معهم‪..‬‬
‫ال زالت تتذكر مشاجرته مع إدريان بالقرب من الدرج‪..‬‬
‫إنه متسلط حتى على الغرباء أمثالها ورمي المال في وجهها كان خير دليل‪..‬‬
‫وقح!‬
‫إبتسم فرانسوا وغير الحديث قائالً‪ :‬ما رأيُك أن أُساعدك أنا ‪ ،‬فقط أخبريني ما تُريدين وسأفعل‬
‫‪..‬‬
‫سألته‪ :‬ألستَ مشغوالً ؟ أنتَ لم تأتي ُهنا إال لسبب صحيح ؟‬
‫فرانسوا‪ :‬أجل إنه ألجل إليان ‪ ،‬أخبرني إدريان بأنها هذا اليوم يبدو من مكالمتها بأن مشكلةً ما‬
‫حدثت في الكليه جعلتها تشعر بالضيق وألنه مشغول طلب مني أن أُبهجها قليالً لذا أتيتُ هنا‬
‫أنتظرها‪..‬‬
‫ضحك وأكمل‪ :‬سيكون إنتظاري بدون فائده إن ذهبت الى منزل العائله ولم تأتي هنا‪..‬‬
‫آليس بحماس‪ :‬هذا يعني بأنك ستتناول طعام الغداء معي ؟‬
‫نظر الى ساعة يده ثم قال‪ :‬أضن ذلك‪..‬‬
‫وقفت آليس تقول‪ :‬رائع ‪ ،‬سأخبر الطاهيه كي تُكثر الطعام‪..‬‬
‫وذهبت بإتجاه المطبخ هامسةً لنفسها‪ :‬جيد ‪ ،‬فاألكل لوحدي يسبب لي الضيق ليس إال‪..‬‬
‫حالما دخلت المطبخ وجدت ال ُمربيه تجلس على كرسي وبيدها كوب من الشاي تحتسي منه‪..‬‬
‫إختفى فرحها وظهر اإلنزعاج على وجهها فإلتفتت الى الطاهيه تقول‪ :‬هذا اليوم سيأكل معي‬
‫صديق إدريان لذا ال تنسي أن تحسبي حسابا ً له ‪ ،‬وربما إبنة السيده جينيفر أيضا ً حسنا ً ؟‬
‫بعدها إلتفتت ونظرت ُمجددا ً الى المربيه ولكن لم تستطع أن تخرج دون أن تقول أي شيء‪..‬‬
‫تقدمت منها قائله‪ :‬ما دُمتي ُمربيه فعليك معاملة الثالثه بنفس ال ُمعامله ‪ ،‬تفضيل الكبير على‬
‫أخوته ليس تصرفا ً الئقا ً بل تصرف حقير !! ال تظلمي البقيه ! ال تظلمي إدريان فقط من أجل‬
‫محبوبك ريكس!‬
‫رفعت المربيه عينيها الغاضبتين بإتجاه آليس فإلتفتت األخرى خارجا ً غير آبهةً بنظراتها تلك‬
‫‪..‬‬
‫توقفت في منتصف الطريق قبل أن تصل الى فرانس وهي متعجبه للغايه‪..‬‬
‫همست بداخلها‪ :‬أصغر فرد هنا هو تلك الفتاة وهي بالفعل تدرس بالكليه ! إذا ً ما الذي يجعل‬
‫المربيه تستمر معهم حتى اآلن ؟ هم لم يعودوا بحاجة لها فإذا ً لماذا ؟!!!‬

‫***‬

‫‪5:05 pm‬‬

‫أشعل سيجارته وسأل آندرو بهدوء‪ :‬أعطني طريقه‪..‬‬


‫أجابه آندرو الذي كان منشغالً بأوراق تخص التدريس‪ :‬طريقة لماذا ؟‬
‫قال ببرود‪ :‬للتخلص من تلك المتطفله‪..‬‬
‫عقد آندرو حاجبه ورفع رأسه ينظر الى ريكس الذي كان يسترخي على أريكة شقته بكُل برود‬
‫وعندما هم بسؤاله عن مقصده تذكر أمرها‪..‬‬
‫عاود النظر الى أوراقه مجيبا ً بال ُمبااله‪ :‬بسيطه ‪ ،‬جد لها أهلها وحينها ستُغادر بنفسها‪..‬‬
‫ظهر اإلنزعاج على وجه ريكس ونظر الى آندرو قائالً‪ :‬إني ال أمزح!‬
‫آندرو‪ :‬وال أنا‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنه بإنزعاج ناظرا ً الى النافذه التي ال تُطل على أي منظر يجلب اإلهتمام‪..‬‬
‫فقط على المنازل والشوارع ال ُممله‪..‬‬
‫سأله آندرو‪ :‬هل هذا بسبب طلب والدك السابق باألمس ؟‬
‫ريكس‪ :‬كال ‪ ،‬لن آخذ طلبه بجديه ما دام أنه ال يعنيني‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬إذا ً لماذا ؟‬
‫ضاقت عينا ريكس ُمجيباً‪ :‬فقط وجودها بدأ يزعجني‪..‬‬
‫تنهد آندرو وعاود العمل على أوراقه قائالً‪ :‬ال تتعامل معها ُمعاملة اإلنسان للذباب‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وهي كذلك ‪ ،‬كان بإمكانها أن تتصرف وكأنها جماد في المنزل ولكنها ال تزال تتدخل‬
‫في كُل شيء ‪ ،‬تتصنت على محادثاتي مع والدي ‪ ،‬تتدخل في شؤوني لدرجة أنها قد دخلت‬
‫ُحجرتي وكادت أن تتدخل حتى في هاتفي الذي يرن ! من تضن نفسها ؟ يكفيني المزعج‬
‫إدريان‪..‬‬
‫شد على أسنانه هامساً‪ :‬وتجرؤ على أن تُسمي نفسها آليس أيضا ً!‪..‬‬
‫تنهد آندرو يقول‪ :‬ريكس ‪ ،‬ذلك اإلسم ُملك للجميع ‪ ،‬كُف عن ُمعاملة كُل حاملوا اإلسم وكأنهم‬
‫أعداء لك!‬
‫ريكس‪ :‬ال شأن لك!‬
‫آندرو ببرود‪ :‬ضعيف ال يجرؤ على مواجهة مشاكله‪..‬‬
‫غضب ريكس ونظر الى آندرو بعينيه الحاقدتين فتنهد آندرو يقول‪ :‬أليس من ال ُمفترض أن‬
‫تُهدئ السيجارة من غضبك ؟ أرى أنها تفعل العكس‪..‬‬
‫وقف ريكس وإتجه الى باب الشقه فرفع آندرو صوته يقول‪ :‬حاول إخفاء وجهك الغاضب فأنا‬
‫ال أُريد من الجيران أن يخافوا من وجهك ويهرعوا بعيدا ً عني وخاصةً أن هناك فتاة جميله قد‬
‫إنتقلت قبل فترةً قصيره ولم نتعرف بعد لذا ال تعطيها إنطباعا ً خاطئا ً عني و‪...‬‬
‫قاطعه إغالق ريكس الباب بقوه وكأنه يرمي كُل كالمه في عرض الحائط‪..‬‬
‫همس آندرو‪ :‬أتمنى بأن تكون نائمه أو في مكان آخر بعيد‪..‬‬
‫بقي صامتا ً قليالً بعدها قال بهدوء‪ :‬هل السبب ألنها فعالً مزعجه بالنسبة له ؟ أم هناك سبب‬
‫آخر ؟‬
‫ضاقت عيناه يتذكر تلك ال ُمحادثة التي حدثت بينهما بداخل ذاك القصر المهجور‪..‬‬
‫عن حادثة صدمه لهذه الفتاه‪..‬‬
‫همس بهدوء‪ :‬هناك شيء غريب في ذلك الحادث ويُحاول إخفائه عني ! ماهو ؟‬
‫مد يده وأخرج صورة من تحت وسائد األريكه ونظر إليها لفتره‪..‬‬
‫إنها ذات الصوره التي أخذها ُمسبقا ً من الصندوق حيث تجمع صورة تلك الفتاة مع بعض من‬
‫هم بعمرها‪..‬‬
‫ربما كانوا أصدقائها‪..‬‬
‫رن الجرس قاطعا ً حبل أفكاره فوضع الصورة بجانب أوراقه وذهب ليفتح الباب‪..‬‬
‫إبتسم ُرغما ً عنه عندما رأى ريكس وقال‪ :‬هل هدأت الشياطين التي في رأسك ؟‬
‫تجاهله ريكس ودخل متجها ً الى األريكه فلقد نسي معطفه عليها‪..‬‬
‫كالعادة طبعا ً‪..‬‬
‫إتكأ آندرو على الجدار قائالً‪ :‬بدأتُ أشعر بأنك تتعمد نسيانه في كُل مره ‪ ،‬هيّا صارحني لن‬
‫أضحك صدقني‪..‬‬
‫إرتدى ريكس معطفا ً متجاهالً سخافته هذه وعندما هم بالذهاب نظر الى الصورة لفتره‪..‬‬
‫الحظه آندرو وقال‪ :‬إعذرني ال أزال أحتاجها ‪ ،‬سأُعيدها حالما أتأكد من أمر بها‪..‬‬
‫نظر ريكس الى الصورة لفتره بعدها نظر الى آندرو يقول‪ :‬يوم األمس ذهبتُ الى القصر ألمر‬
‫ما‪..‬‬
‫عاود النظر الى الصوره مكمالً‪ :‬حينها تذكرتُ أمر الصندوق فقُمت بتفقدته ولكني لم أجد فيه‬
‫أي شيء ‪ ،‬لقد كان فارغا ً‪..‬‬
‫دُهش آندرو وقال‪ :‬هل أنت جاد ؟!!!‬
‫ضاقت عينا ريكس يقول‪ :‬ال يجرؤ أحد على دخول ذلك المكان سواي ومع هذا دخله أحدهم‬
‫مسبقا ً وخبأ أغراض تلك الفتاة واآلن إستعادها‪..‬‬
‫إلتفت الى الخارج وهو يكمل‪ :‬األمر يُزعجني ‪ ،‬يُزعجني جدا ً!‬
‫ومن ثُم أغلق الباب وآندرو يقف في مكانه مدهوشا ً‪..‬‬
‫همس لنفسه‪ :‬إنه محق ‪ ،‬ال يجرؤ أحد على دخوله فمن فعل ؟‬

‫***‬

‫‪8:22 pm‬‬

‫نزل شاب ذا شعر أسود منحوت تماما ً بوشم خلف رقبته من على السياره وعدل جاكيته‬
‫الرسمي األسود ناظرا ً في أنحاء هذا الحي البسيط‪..‬‬
‫بكُل تأكيد جلب أنظار بعض المارين في هذا الحي فمظهره يبدو وكأنه رجل عصابات‪..‬‬
‫وهو فعالً كذلك!‬

‫أشعل سيجارته وهو يمشي بهدوء من بين المنازل والمحالت حتى توقف أمام مكتبة تبدو‬
‫قديمة وكأن لها مائة سنة مبنيه‪..‬‬
‫دخل الى الداخل وتقدم من البائع والذي بدا عليه وكأنه قد تجاوز الخمسون عاما ً فإبتسم له‬
‫وأخرج صورة من جيب جاكيته الداخلي‪..‬‬
‫وضع الصورة أمام البائع وسأله‪ :‬يبدو وكأنك تعرف معظم من في هذا الحي لذا ‪ ...‬هل تعرف‬
‫هذه الفتاه ؟‬
‫أخذ البائع الصوره ونظر إليها قليالً ثم نظر الى الرجل الطويل هذا وقال‪ :‬ولما تسأل ؟‬
‫إبتسم الرجل وهمس والسيجارة ال تزال بين شفتيه‪ :‬ولما ال تُجيب فأنا أُريد أن يتم كُل شيء‬
‫بشكل سلمي‪..‬‬
‫ضاقت عينا البائع من هذا التهديد الصريح فأعاد له الصورة قائالً‪ :‬إعذرني فأنا ال أذكر بأني‬
‫رأيتها من قبل‪..‬‬
‫إختفت إبتسامة الرجل وهمس‪ :‬إن كُنت فعالً ال تعلم فإذا ً لم كلفت نفسك عناء سؤالي عن سبب‬
‫استفساري عنها ؟‬
‫ضاقت عيناه مكمالً‪ :‬كاذب!‬
‫وبسرعه خاطفه مد يده وأمسك قميص البائع شاده إليه وبيده الثانيه أخرج خنجرا ً ذا نصل‬
‫حاد ووضعه على عنقه فخاف البائع في حين صرخ بعض المتواجدين وفروا ً خارجا ً‪..‬‬
‫الرجل بهدوء تام‪ :‬رقبتك أو اإلجابه ‪ ،‬أيهما ستختار ؟‬
‫بلع البائع ريقه بخوف وتعرق جبينه قبل أن يجيبه‪ :‬ال أعلم الكثير ‪ ،‬لقد كانت تعيش هنا في‬
‫الماضي ولكنها إختفت بعد موت صديقتها ولم أرها منذ ذلك الوقت ‪ ،‬صدقني هذا كُل ما أعرفه‬
‫!‬
‫ضاقت عينا الرجل بتهديد فصرخ البائع بخوف‪ :‬صدقني ال أعرف أكثر من هذا صدقني!!‬
‫إبتسم الرجل وتركه فهوى البائع على الكرسي الذي خلفه بكل خوف فأدخل الرجل خنجره في‬
‫جيبه وأخرج بعض سنتات ورماها على الطاولة يقول بسخريه‪ :‬ثمن سنوات عمرك الباقيه‬
‫التي فقدتها بسبب الخوف‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وهو يدخل الصورة في جيب جاكيته الداخلي وإتجه الى السياره‪..‬‬
‫ما إن دخلها حتى همس‪ :‬يبدو بأن الوصول إليك ما زال صعبا ً أيتها القطة الهاربه‪..‬‬

‫‪- part end -‬‬

‫ـ‪Part 12‬‬
‫ـ‬

‫‪8:09 pm‬‬

‫إبتسمت تيلدا وهي تضع أطباق الحلوى أمام مجموعة الفتيات والالتي يبدين كطالبات‬
‫باإلعداديه‪..‬‬
‫حالما إستدارت لتعود الى عملها سمعت أحداهن تهمس قائله‪ :‬مازالت شابه ومع هذا حتى‬
‫مرطب شفاه ال تضع ! أهي فتاة حقا ً ؟‬
‫األخرى بضحك‪ :‬أنظري الى شعرها وشكلها ! أُراهن أنها ال تمتلك المال فلو إمتلكته فلن تتردد‬
‫في أن تُجري عملية تحويل جنس صدقوني ههههههه‪..‬‬
‫تنهدت تيلدا ودخلت الى الداخل قائله‪ :‬يا إلهي ‪ ،‬للتو أصبحن فتيات وهاهن يقيمن مظهر‬
‫غيرهن ويطلقن األحكام ! أرثى لحالهن‪..‬‬
‫نظرت من الباب الى باحة المقهى حيث طاولتهن وهمست‪ :‬سيكبرن ويخجلن من أنفسهن‪..‬‬
‫لفت بنظرها عندما جذبها دخول فتاة الى المقهى‪..‬‬
‫ذات شعر أشقر منساب على كتفها األيمن يلفه شريطة صغيره سوداء اللون كمالبسها ماعدا‬
‫المعطف ذا اللون السكري‪..‬‬
‫نوعية مالبسها ومظهرها العام وطريقة تقدمها من إحدى الطاوالت تجعل من السهل معرفة‬
‫أنها فتاة ثريه‪..‬‬
‫إبتسمت تيلدا ثم إلتفتت الى الداخل تبحث بنظرها عن ريو وحالما الحظته يجلس بهدوء يلعب‬
‫بهاتفه حتى إقتربت منه وهمست‪ :‬لديك زبون‪..‬‬
‫رفع رأسه إليها فقالت‪ :‬تلك الفتاة الثريه ‪ ،‬إنها ُهنا ‪ ،‬إذهب لخدمتها فهي أتت ألجلك‪..‬‬
‫نظر إليها بنظرة بالغة البرود ثم عاود النظر الى هاتفه فإبتسمت وتراجعت الى الوراء عدة‬
‫خطوات ثم همست في إذن رئيس عملهم فعقد حاجبه ثم نظر الى ريو قائالً‪ :‬ريو إذهب لخدمة‬
‫الطاولة رقم سبعه ‪ ،‬الجميع مشغول‪..‬‬
‫ترك هاتفه وخرج الى الخارج متجها ً الى الطاوله فعقد حاجبه عندما رأى بأنها الفتاة نفسها‬
‫التى أتت آخر مرة مع صديقاتها من أجل حفلة عيد ميالدها‪..‬‬
‫للتو إستوعب بأن تيلدا من دبرت هذا ‪ ،‬يستحيل للرئيس أن يتعاون معها لذا البد من أنها‬
‫إستخدمت إحدى خدعها المستفزه!‬
‫سألها برسمية تامه‪ :‬أي خدمة آنستي ؟‬
‫رفعت إليان نظرها إليه وبقيت محدقة في وجهه لفتره قبل أن تسأل‪ :‬كم عُمرك ؟‬
‫لم يتوقع السؤال ومع هذا لم تظهر عليه أي ردة فعل وإكتفى بالصمت فأكملت‪ :‬تبدو أكبر مني‬
‫عمرا ً ‪ ،‬ال تبدو صغيرا ً فلما تتظاهر بالحماقه‪..‬‬
‫لوت شفتيها قبل أن تهمس وهي تحافظ على أعصابها‪ :‬لما برأيك أتيتُ الى ُهنا ؟‬
‫أجابها بمنتهى البرود‪ :‬بما أنه مقهى فربما لطلب القهوة أو للتحليه‪..‬‬
‫بقيت صامته لفتره قبل أن تبتسم قائله‪ :‬واه ذكي‪..‬‬
‫األمر‪..‬‬
‫ّ‬ ‫أشاحت بنظرها وهمست‪ :‬أريد قهوةً ُمره ‪ ،‬إختر لي‬
‫هز رأسه ثُم غادر دون أن يقول أي شيء‪..‬‬
‫شدت على أسنانها تهمس لنفسها‪ :‬وقح!‬
‫فتحت محفظة نقودها وأخرجت قدرا ً من المال ووضعته على الطاوله ثُم خرجت من المقهى‪..‬‬

‫علّت على وجه ريو نظرة باردة منزعجه حالما وصل حامالً كوب القهوه ولم يجد سوى مالها‬
‫‪..‬‬
‫أخذه بهدوء وعاد الى الداخل ووضعه على الطاوله فتعجب رئيسه وسأل‪ :‬لما أعدت الكوب ؟‬
‫ريو بهدوء‪ :‬رحلت الزبونه‪..‬‬
‫إنزعج الرئيس وقال‪ :‬ال تقل لي بأنك أزعجتها ُمجددا ً ؟!‬
‫تدخلت تيلدا تقول وهي تُقلب المال لتعدّه‪ :‬ال مستحيل ‪ ،‬ربما إلتقت مكالمة عاجله جعلتها تُغادر‬
‫‪ ،‬أنظر لو أنها إنزعجت لما أعطت كُل هذا البخشيش للنادل‪..‬‬
‫نظرت الى ريو وأكملت‪ :‬لقد دفعت لك مائتا دوالر يا ريو ‪ ،‬يالك من محظوظ‪..‬‬
‫نظرت الى المال وأكملت‪ :‬أتمنى لو أملك زبونا ً عاشقا ً كهذه‪..‬‬
‫إلتفت ودخل الى غرفة إسترحة الموظفين وهو يقول‪ :‬إذا ً خذيها فأنا ال أُريدها‪..‬‬
‫ثُم أغلق الباب خلفه فإبتسمت وهمست‪ :‬إنه منزعج للغايه‪..‬‬

‫ركبت إليان السياره فسألها السائق‪ :‬الى أين تُريدين الذهاب ؟‬


‫لم تُجبه فلزم الصمت لدقيقتين قبل أن تجيبه أخيراً‪ :‬الى منزل والدتي‪..‬‬
‫هز رأسه وأدار ُمحرك السياره وإتجه الى الفيال في حين نظرت هي عبر النافذه الى الطريق‬
‫ال ُمثلج وهمست‪ :‬ذلك الوغد ‪ ،‬حتى عندما ل ّمحت له ال زال يتصرف بغطرسه ! أشعر بالخزي‬
‫من فعلتي ! أكره لحضات التهور هذه وخاصةً عندما ال تُثمر نتائجها جيدا ً‪..‬‬
‫شدت على أسنانها ُمكمله‪ :‬اآلن سيراني ُمجرد فتاة ُمت ّيمة ورخيصه !! سحقا ً له ولشخصيته‬
‫البغيضه!‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:15 pm‬‬

‫فقط نور صغير مضيء في غرفتها وهي تجلس الى جانبه تقرأ كتابا ً خاصا ً بمبادئ اإلداره‬
‫والحساب‪..‬‬
‫نصحها فرانس بأن تقرأ مبادئ أعمال المكاتب فالسيدة جينيفر بالتأكيد ستُعطيها عمالً بسيطا ً‬
‫على مكتب ما‪..‬‬
‫بالنسبة للحساب فلقد إكتشفت من إختبار فرانس لها أنها جيده فيه لذا ال خوف من هذه‬
‫الناحيه‪..‬‬
‫إبتسمت تهمس لنفسها‪ :‬ما هذا ؟ إني جيده في أغلب األمور ‪ ،‬لن أتفاجئ لو إكتشفت أني ُكنتُ‬
‫عبقريه في حياتي الحقيقيه قبل فقدان ذاكرتي!‬
‫رفعت عيناها بإتجاه النافذه عندما الحظت تساقط الثلج فوقفت وإتجهت إليه بسعاده‪..‬‬
‫فتحته وبقيت تنظر الى الجو هامسه‪ :‬أنا حقا ً أُحب الثلج!‬
‫سرت قشعرية البروده في جسدها المغطى بكنزة ثقيله رمادية اللون على بنطال طويل أسود‪..‬‬
‫عندما قررت إغالق النافذه تعجبت عندما الحظت مارك يجلس في الباحة الصغيره خلف المنزل‬
‫وهو مكور حول نفسه واضعا ً سماعات في أُذنيه وهو يُمسك بجهاز التسجيل الخاص بأغانيه‬
‫الذي شاهدته معه آخر مره في الحديقه‪..‬‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬ماذا ؟ هل تشاجر مع والدته مجددا ً ؟‬
‫نظرت الى الجو ثم عاودت النظر إليه قائله‪ :‬الجو بارد ! لما ال يترك عناده قليالً ؟ سيمرض!‬
‫إتكأت على الشرفه ورفعت صوتها قائله‪ :‬واااه سانتا كلوز أمامي!‬
‫رفع رأسه قليالً ثُم إلتفت عن يساره ورفع رأسه بإتجاه نافذتها التي تقع في الدور الثاني‪..‬‬
‫لوحت له وقالت‪ :‬الجو بارد ‪ ،‬الدببه وسانتا كلوز هم فقط من يحتملون مثل هذا الجو‪..‬‬
‫أشارت برأسها تجاه مالبسه ُمكمله‪ :‬وخاصةً بدون جوارب ثقيله أو حتى مالبس مناسبه!‬
‫أشاح بوجهه عنها متجاهالً فأمالت شفتيها وقالت‪ :‬أترك عنادك ‪ ،‬ال أعلم ما سبب شجارك‬
‫المستمر مع والدتك ولكن ليس الليلة على األقل ! مارس غضبك في غرفتك فالجو سيؤذيك‬
‫وخاصةً أنك ال تلبس أي قبعة أو غطاء لألذن وال أي معطف ثقيل!‬
‫ي فأرسلي لي معطفا ً جيدا ً بدل‬ ‫ت تشفقين عل ّ‬ ‫رفع نظره إليها وإبتسم بسخريه يقول‪ :‬إن كُن ِ‬
‫الثرثره‪..‬‬
‫نظرت إليه قليالً ثُم إلتفتت وغابت عن ناظريه وهي تقول‪ :‬نعم كيف لم يخطر هذا على بالي‪..‬‬
‫دُهش من تصرفها وقال بسرعه‪ :‬هييه لحضه !! أيتها الفتاه!‬
‫رمش بعينيه وهو يهمس‪ :‬كُنتُ أسخر فحسب ! الهدف هو إستفزازها وليس أن تقوم بفعلها‬
‫حقا ً!‬
‫دقائق حتى طلّت عليه من النافذه ورمت إليه كيسا ً بالستيكي فيه بعض المالبس‪..‬‬
‫وقف وإلتقطها من األرض وهو يقول لها‪ :‬وهل صدقتي ؟ كُنتُ أستفزك فقط!‬
‫إتكأت ُمجددا ً على الشُرفه وإبتسمت قائله‪ :‬ال بأس ‪ ،‬إستطعتُ تدبير معطفا ً وجاربان ثقيالن‬
‫وقفازا ً وأيضا ً قبعةً تُغطي حتى األُذنان‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنها دون أن يقول شيئا ً فقالت‪ :‬وأيضا ً ‪ ،‬حاول أال تتشاجر كثيرا ً مع والدتك ‪،‬‬
‫وإن حصل وفعلت فال تذهب الى الحديقة أو تختبئ خلف المنزل وخاصةً هذه األيام فالجو بارد‬
‫‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬تعال إلي أنا وسأُبقيك في المنزل لفتره حتى تنتهي ساعات غضبك وتعود‬
‫مجددا ً الى منزلها‪..‬‬
‫ت جاده ؟!!! لن أدخل ذلك المنزل القذر أبدا ً!‬ ‫نظر إليها بشيء من اإلستنكار وقال‪ :‬هل أن ِ‬
‫إختفت إبتسامتها تعجبا ً من نعته للمنزل بـ"القذر! "‬
‫ت من أهل البيت بل‬ ‫ت حتى تدعين الغرباء للدخول ؟!! لس ِ‬ ‫أكمل بذات اإلستنكار‪ :‬وأيضا ً من أن ِ‬
‫ُمجرد ضيفه!‬
‫ضحكت تقول‪ :‬على أية حال أنا أبقى فيه أكثر من أهله هههههههه ‪ ،‬وأيضا ً لطالما أخبرتني‬
‫السيدة جينيفر بأن أفعل ما أشاء وأستضيف من أشاء لذا لن تُمانع‪..‬‬
‫صمتت قليالً تنظر الى وجهه المتجهم بعدها قالت‪ :‬ال أعلم سبب كرهك للمنزل لكن إذا لم تكن‬
‫تريد منهم أن يعلموا فلن أُدخلك عالنيه ‪ ،‬يُمكنك تسلق هذه الشجرة ال ُمطل جذعها على نافذتي‬
‫وإبقى بحجرتي فأنت على أية حال ال تغيب عن منزلك سوى بضع ساعات لذا األمر لن يكون‬
‫إزعاجا ً بالنسبة لي‪..‬‬
‫عاود النظر إليها بذات الوجه المتجهم فإبتسمت تقول‪ :‬إبتسم يا رجل ‪ ،‬حسنا ً تأكد بأني جاده‬
‫في كالمي لذا ال تتردد ‪ ،‬وداعا ً‪..‬‬
‫بعدها أغلقت النافذه‪..‬‬
‫بقيت واقفةً في مكانها لفتره بعدها همست‪ :‬لما يكره المنزل ؟ أتذكر ذلك اليوم فالحديقه قام‬
‫ي كسب‬ ‫بإلقاء الشتائم تجاه قاطنيه أيضا ً ؟ لم أرد أن أسأله ُمباشرةً فيبدو بأنه لن يُجيب ‪ ،‬عل ّ‬
‫ثقته أوالً‪..‬‬
‫تقدمت قليالً من النافذه فشاهدته قد فتح الكيس وأخرج المعطف وبدأ بلبسه فهمست‪ :‬وأيضا ً ‪،‬‬
‫ال أعلم لما ولكني متعاطفةً معه للغايه‪..‬‬
‫إلتفتت وخرجت من الغرفه التي اصبحت بادره بعد فتحها للنافذه كُل هذه المده‪..‬‬
‫نزلت الى األسفل لتطلب شرابا ً ساخنا ً وعند مرورها من المدخل رأت الخادمه تفتح الباب‬
‫وطلت من خلفه فتاة شقراء جميله‪..‬‬
‫صغرى لهذه العائله‪..‬‬ ‫عرفتها على الفور فهي إليان اإلبنة ال ُ‬
‫هل للتو عادت الى المنزل ؟ لقد إنتظرها فرانس هذا الصباح كثيرا ً!‬
‫تصادمت نظراتهما فظهر اإلنزعاج على وجه إليان وقالت‪ :‬ألم أقل لك ال أريد وجودك بالمنزل‬
‫! خادمة وقحه مثلك عليها الرحيل!‬
‫رفعت آليس حاجبها فتجاوزتها إليان قائله‪ :‬ما دُمتي لم تستمعي ألمري فسأحرص على أن‬
‫تطردك والدتي دون أي راتب أو ُمكافأة نهاية الخدمه!‬
‫إلتفتت آليس تتابعها بنظراتها حتى غابت عن أنظارها ثُم قالت بإستنكار‪ :‬إنها بالفعل ال تزال‬
‫تضنني خادمه !! ألم تراني بالحفل ؟! كيف للخدم أن يحضرن الى الحفل بكامل زينتهن!!‬
‫عقدت حاجبها للحضه بعدها تذكرت بأنهما لم تتقابال بالحفل فلقد أتت هذه المدهلل بعد أن‬
‫مرضت بالحساسيه من القطه ورحلت من ليلتها لذا لم تُقابلها الصباح في منزل العائله‪..‬‬
‫تنهدت ثُم إتجهت الى حيث ذهبت تلك اإلليان وهي تهمس‪ :‬حساسيةٌ من القطط ‪ ،‬يالها من‬
‫حساسية ُمزعجه فأنا بحق أُحب القطط ‪ ،‬مظهرها لطيف لذا البد من أني إنزعجت كثيرا ً من‬
‫هذه الحساسيه طول فترة حياتي قبل أن أفقد الذاكره‪..‬‬
‫فتحت الباب فإذ بإليان كانت قد رمت حقيبتها ومعطفها الباهض على األريكه وحذائها الكعب‬
‫موجود بجانبهما على األرض بإهمال وهاهي اآلن أمام صفوف أقراص الـ ‪DVD‬تبحث عن فلم‬
‫لتغير مزاجها عن طريقه‪..‬‬
‫غرفة السينما هذه فيبدو بأنك تحبينها كثيرا ً‪..‬‬ ‫إبتسمت آليس قائله‪ :‬لقد توقعت بأن تكوني في ُ‬
‫نظرت إليها إليان بإستنكار جراء وقاحتها هذه فإتكأت آليس على الباب قائله‪ :‬ألن تطلبي مني‬
‫شخص ما أكثر ُمتع ٍة من ُمشاهدته لوحدك!‬ ‫ٍ‬ ‫مشاركتك في مشاهدة الفيلم ف ُمشاهدته مع‬
‫وقفت إليان وإتجهت الى حقيبتها وهي تقول‪ :‬وقاحة هذه الخادمه ال تُطاق ‪ ،‬لن أنتظر الى‬
‫الصباح وسأطلب من أمي أن تطردك من اآلن‪..‬‬
‫إبتسمت آليس ولم تتحدث ‪ ،‬ال تدري لما ولكنها فجأه أحبت أن تتصرف بطريق ٍة شيطانيه‬
‫وتجعلها ت ُحرج أمام والدتها وأمامها هي أيضا ً‪..‬‬
‫تُريد رؤية هذا بالتأكيد‪..‬‬
‫ثوان تحدث الى والدتها تقول‪ :‬أُمي أريد منك أن‬ ‫ٍ‬ ‫وضعت إليان الهاتف على أُذنها وخالل‬
‫تقومي بطرد تلك الخادمة الجديده!‬
‫تعجبت والدتها من هذا الهجوم ال ُمباشر وقالت‪ :‬لم أفهم عزيزتي‪..‬‬
‫إليان‪ :‬الخادمه يا أُمي ‪ ،‬الخادمة الجديده تخلصي منها دون دفع وال فلس واحد!‬
‫زاد تعجب والدتها وسألت‪ :‬أي خادمه ؟ آخر خادمة متواجدة منذ سنتين فعن أي خادمة جديده‬
‫تتحدثين ؟‬
‫عقدت إليان حاجبها ونظرت الى آليس لفتره ثُم قالت‪ :‬هناك فتاة غريبة بالمنزل أمي ‪ ،‬أليست‬
‫خادمه جديده ؟‬
‫لم يأتها صوت أمها لفتره حتى سمعتها بعدها تضحك وتقول‪ :‬تقصدين آليس ؟!!!‬
‫إليان بإستنكار‪ :‬آليس!!!‬
‫إبتسمت جينيفر وقالت‪ :‬لم أُحدثك عنها وصدمتك تؤكد بأنك لم تسمعي عنها من أي أحد آخر ‪،‬‬
‫ريكس تسبب بحادث لهذه الفتاة أودى بخسران ذكرياتها ‪ ،‬لم نجد معها أي أوراق ثبوتيه لذا‬
‫لم نعرف عائلتها ‪ ،‬وبما أن ريكس هو المخطئ لذا على العائله تحمل الخطأ ولهذا قررتُ أن‬
‫أعتني بها في منزلي لحين ظهور أحد أقاربها فلقد قُمنا بالفعل بنشر معلوماتها في كُل مكان‪..‬‬
‫بقيت إليان مندهشةً لفتره من الزمن قبل أن تضيق عيناها هامسةً بكره‪ :‬ولما عليك تحمل‬
‫ت أخطاء هذا ال ُمجرم القاتل ؟!‬ ‫أخطاء ريكس ؟!!! لما يا أُمي تتحملين أن ِ‬
‫لم تُجبها جينيفر لفتره فأصرت إليان على الصمت وكأنها تطلب من والدتها أن تُجيبها على‬
‫سؤالها‪..‬‬
‫لكن باألخير كُل ما سمعته هو صوت والدتها تقول بهدوء‪ :‬عزيزتي لدي عمل أراك الحقا ً‪..‬‬
‫ثُم أغلقت الهاتف فرمت إليان هاتفها ُمباشرةً ليستقر فوق معطفها وجلست بجوارهما واضعةً‬
‫رأسها بين كفيها وآليس تنظر إليها بهدوء ناسيةً تماما ً أمر رغبتها برؤيتها ُمحرجه وكُل‬
‫تفكيرها منصب على جملة "المجرم القاتل" التي وصفت بها أخاها األكبر ريكس‪..‬‬
‫نعم لقد أُتهم بقتل أحدهم كما سمعت ولكن تمت تبرئته في وقت وجيز ‪ ،‬يستحيل أن تكون إليان‬
‫تقصد هذه الحادثه‪..‬‬
‫إذا ً هل تقصد حادثةً قديمه ؟ ألهذا السبب تجنبت ريكس في تلك الليله مغلقةً الباب على نفسها‬
‫؟‬
‫هي تخافه كثيرا ً هذا واضح وهذا يعني‪.....‬‬
‫همست‪ :‬ربما شاهدته بعينيها يقتل أحدهم فال أحد يخاف من رجل أُتهم بالقتل ‪ ،‬بل يخاف من‬
‫رجل شاهده يقتل أحدهم أمام عينيه!‬
‫تقدمت منها قليالً وقالت‪ :‬إليان ؟‬
‫جفُلت إليان ثم رفعت رأسها وللتو تذكرت أمر هذه الخادـ بل هذه الفتاه‪..‬‬
‫وقفت وقالت‪ :‬تع ّمدتي عدم تصحيح سوء فهمي ألظهر بمظهر البلهاء أمامك ! وقحةً ساقطه‬
‫!!! أبعدي وجهك من أمامي!‬
‫ثم صرخت بشكل ُمفاجئ‪ :‬أغربي عن وجهي!!!‬
‫إنتفضت آليس لوهله من صرختها ال ُمفاجئه وعلمت بأن الفتاة اآلن ليست بكامل وعيها‬
‫بالتأكيد لذا لم تقل شيئا ً وإكتفت بالخروج من الغرفه وإغالق الباب خلفها‪..‬‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬فجأه شعرتُ بأني حقا ً كُنتُ حقيره!‬
‫نظرت الى الباب وأكملت‪ :‬سأُحاول اإلعتذار لها عندما تهدأ‪..‬‬
‫أغمضت عينيها متفاجئةً من إزعاج ُمفاجئ صادر من داخل الغرفه كان من الواضح بأنه‬
‫صوت دحرجة أقراص الـ ‪DVD‬واحدا ً تلو اآلخر‪..‬‬
‫إلتفتت وقررت مغادرة المكان كي ال تخرج وحينها ال تعرف ما قد يحدث!‬

‫***‬

‫‪9:26 pm‬‬
‫جلس ريكس على كُرسي األريكة في ذلك المنزل المظلم العتيق والذي من ال ُمفترض أال يدخل‬
‫إليه أحدا ً سواه هو فقط!‬
‫فتح حاسبه المحمول الشخصي لينعكس ضوءه على وجهه الهادئ تماما ً‪..‬‬
‫المكان حوله كان يكسوه الظالم وأصوات الرياح الناتجة عن سقوط الثلج كانت تتخلل من بين‬
‫النوافذ واألبواب ُمصدرةً حفيف يبث الرعب في قلب أي بشري طبيعي‪..‬‬
‫وريكس ليس بالبشري الطبيعي‪..‬‬
‫شعر أسود كالفحم وعينان بلون‬ ‫أدخل كلمة المرور الخاصة به ليظهر بعدها صورة إمرأ ٍة ذات ٍ‬
‫الرصاص تبتسم إبتسامة تنفجر منها الطيبه والدهاء في آن واحد‪..‬‬
‫ضاقت عيناه ثُم أبعدهما عن وجهها ناظرا ً بجانب حاسوبه وبدأ بإدخل الـ ‪USB‬بالحاسب‪..‬‬
‫عاود النظر الى زاوية الشاشه ليفتح أيقونة الملفات ومن ثم ذهب الى قسم الذاكره وقام‬
‫بفتحها‪..‬‬
‫عُرض لها ملفات برمجه بجانب ملف فيديو فقام بفتحه‪..‬‬
‫لقد نفذ ما قاله سابقا ً وبالفعل قام بوضع كاميرا وغيّر مكان األغراض حتى يستطيع أن يُمسك‬
‫بال ُمتسلل‪..‬‬
‫الرغم من أنه غيّر مكان األغراض إال أنه لم يجدها أيضا ً لذا هذا الصباح‬ ‫ومع هذا ‪ ،‬على ُ‬
‫أرسل الكاميرا الى إحدى المحالت وطلب منهم إخراج المقطع المصور الى الـ ‪USB‬حتى يتسنى‬
‫له رؤيتها في حاسوبه وللتو إستلمها‪..‬‬
‫واآلن حان الوقت ليكتشف من هو هذا الشخص ال ُمتسلل والذي دخل الى منزل غيره دون وجه‬
‫حق!‬
‫فتح الفيديو وقام بتسريعه الى ‪ x2‬وبقي على وضعه لعشر دقائق حتى الحظ شيئا ً فعدّل من‬
‫سرعته وضاقت عيناه ليُراقب هذا الظل الذي بدأ يقترب شيئا ً فشيئا ً‪..‬‬ ‫ُ‬
‫وقف أمام الصندوق الموضوع على األرفف بداخل الجدار المنحوت وفتحها ليتصلب قليالً‬
‫عندما يراها فارغه‪..‬‬
‫همس ريكس لنفسه‪ :‬إنه قصير ‪ ،‬يستحيل أن يكون آندرو!‬
‫سخريه هامسا‪ :‬آسف على الشك بك‪..‬‬ ‫إبتسم بشيء من ال ُ‬
‫ضاقت عيناه محاوالً أن يلتقط شيئا ً من مالمح وجه هذا ال ُمتسلل ولكن األمر كان صعبا ً بعض‬
‫الشيء فهذا الشخص يرتدي مالبس ثقيله وغطاء رأس ووشاح يلفه حول عنقه‪..‬‬
‫من سوء حظه أنهم في فترة شتاء لذا الجو قاتل حقا ً‪..‬‬
‫على األقل إستطاع أن يتأكد من أنه رجل وطوله حوالي ‪ 165‬سانتي مترا ً‪..‬‬
‫أغلق الرجل الصندوق وأعاده الى مكانه بعدها نظر حوله لفتره قبل أن يتقدم من األريكة‬
‫القريبه ‪-‬والتي هي ذاتها التي يجلس فوقها ريكس اآلن‪ -‬وقام بإدخال يده بين طياتها وأخرج‬
‫منها كيس بالستيكي فيه كُل األغراض‪..‬‬
‫شد ريكس على شفتيه هامساً‪ :‬اللعنه ! إنه يعرفني ! بالتأكيد يعرفني جيدا ً أكثر من أي شخص‬
‫آخر!!‬
‫شعر بغضب عارم وهو يراقبه يعود أدراجه ويختفي من أمام عدسة الكاميرا‪..‬‬
‫أطبق شاشة الحاسب على لوحة المفاتيح دون حتى أن يُغلق أي شيء وإختفى النور الوحيد‬
‫الذي كان يُنير هذا السواد الحالك‪..‬‬
‫فرك يديه ببعضهما حتى أصبحتا شديدتا اإلحمرار وهو يهمس‪ :‬عرف بأني من غيرها وإتجه‬
‫ُمباشرةً الى أريكتي المفضله ليبحث فيها ‪ ،‬هو شخص قريب مني بما فيه الكفايه ليعرف‬
‫إهتماماتي وتفضيالتي الشخصيه‪..‬‬
‫وضع رأسه بين كفيه وهو يكمل بإستنكار وغضب‪ :‬ولكن ال أحد في العالم يعرف هذه‬
‫المعلومة حتى آندرو نفسه !! ال أحد فمن يكون هذا ؟!!!‬

‫***‬

‫‪8 yanayr‬‬
‫‪6:30 am‬‬

‫في منزل العائله الكبير‪..‬‬


‫تجميع الجميع –تقريبا ً‪ -‬على طاولة الطعام‪..‬‬
‫توسط الطاوله األب والرئيس لهذا المنزل إلكسندر وعلى يمينه زوجته الحسناء جينيفر ثُم‬
‫إبنها إدريان‪..‬‬
‫ويُقابلهما إستيال وبجوارها فلور ثم الصغير كين‪..‬‬
‫كان الجو هادئا ً حتى قطعه سؤال إلكسندر لزوجته‪ :‬أين ريكس وإليان ؟‬
‫أجابته وهي تتناول طعامها بهدوء‪ :‬ريكس لم ينام الليله ال هنا وال في منزلي وإليان لم تُبلي‬
‫جيدا ً في اإلمتحان لذا أرادت أن تبقى لوحدها في منزلي‪..‬‬
‫تنهد إدريان بأسى يقول‪ :‬صغيرتي إيلي ‪ ,‬أضن بأني سأتخلف عن الذهاب الى المؤسسه‬
‫وأذهب لكي أُرفه عنها‪..‬‬
‫رفعت فلور حاجبها وقالت كإستفزاز‪ :‬أنا أيضا ً لم أُبلي جيدا ً في اإلمتحان ‪ ,‬خذني معكما‪..‬‬
‫إكتفى إدريان بإشاحت وجهه وهو يكتم ضحكه فالكُل بالفعل يعرف كم هي مهمله غير مهتمه‬
‫بدراستها‪..‬‬
‫شعرت بالغضب العارم وقبل أن تتحدث تحدث إلكسندر موجها ً كالمه الى إستيال قائالً‪ :‬أين‬
‫أخاك ؟ أصبح يتخلف هذه األيام كثيرا ً عن تناول الطعام‪..‬‬
‫رفعت إستيال عينيها الهادئتين الى جينيفر وهي تُجيب‪ :‬ال أعلم فهو لم يعد أخي كما تعلم‬
‫فعمتي الموقره جينيفر تملكته بالكامل لدرجة إني بالكاد أتذكر وجهه‪..‬‬
‫عقد إلكسندر حاجبه ونظر الى زوجته ينتظر تفسيرا ً لكالم إستيال الغريب فأجابته جينيفر‬
‫ببرود‪ :‬يُساعدني كثيرا ً في عملي لذا هو منشغل ‪ ,‬يُمكنك أن تتصل عليه وتتأكد بأنه يفعل هذا‬
‫بكامل رغبته وليس ُمجبرا ً كما يوحي إليك كالم إبنة أخيك‪..‬‬
‫رفعت عينيها إلستيال وأكملت‪ :‬لقد وصل الى منتصف العشرينات ومازال عشوائيا ً في حياته‬
‫بدون أي عمل ‪ ,‬عندما رأيت بأن أخته الناجحه ال تُوليه إهتماما ً قررتُ أن أهتم أنا به‪..‬‬
‫إبتسم كين وتدخل قائالً بمرح‪ :‬عمتي كالمالك ‪ ,‬أخي كاد أن يضيع بدونها‪..‬‬
‫نظر الى عمه ُمكمالً بالنبرة ذاتها‪ :‬إنها تُعلمه الكثيييير ‪ ,‬لقد أصبح قويا ً وذكيا ً لدرجة أنه لو‬
‫عمل كعميل أسود لدى الشرطه لنجح نجاحا ً باهرا ً‪..‬‬
‫دُهشت جينيفر عندما فهمت المغزى من كالمه فلم يفت إلستيال دهشتها هذه بينما هز إلكسندر‬
‫رأسه قائالً‪ :‬هذا جيد ‪ ,‬لطالما كنتُ أُريد رؤيته ناجحا ً بدل حياته المثيرة للشفقه التي كان‬
‫يحياها‪..‬‬
‫هدأ الجو ُمجددا ً فتحدث إستيال قائله‪ :‬سأذهب الى ندوة ُمهمه هذا األسبوع وأنا بحاجة لمرافقة‬
‫أحدهم لي ‪ ,‬فلور وكين طالب لذا ال يمكن لذا هال جعلتني أستعيد أخي لثالثة أيام ؟‬
‫إبتسمت جينيفر تقول‪ :‬أُطلبيه ولكن ال أتوقع بأنه سيوافق فثالثة أيام هي ُمدة طويله ‪ ,‬لقد‬
‫أخبرتك بأنه بالفعل مشغول‪..‬‬
‫ضاقت عينا إستيال هامسه في نفسها‪" :‬هذه الحرباء! بالتأكيد لن تسمح ألخي بالتواجد معي‬
‫لوحدنا وقتا ً طويالً كي ال أغسل دماغه ‪ ,‬ذلك األحمق السهل الخداع"!!‬
‫ظهرت على شفتيها إبتسامه خبيثه عندما طرأت عليها هذه الفكره فنظرت الى إدريان تقول‪:‬‬
‫هل يُمكنك أن تُرافقني ؟‬
‫إبتسم إدريان يقول‪ :‬أووه تريدين أن تنجحي بوجودي ؟ إستغالل جيد‪..‬‬
‫رفع إلكسندر عينيه له قائالً‪ :‬إدريان!‬
‫أمال شفتيه فقالت إستيال‪ :‬عذرا ً منذ فترة لم أرى لك أي ألبوم منتشر لذا نسيت بأنك مغني‬
‫مشهور أصالً لذا إعذرني‪..‬‬
‫ضاقت عينيه بإنزعاج من إستفزازها وقبل أن تسمح ألحدهم بالتدخل غيرت الموضوع قائله‪:‬‬
‫إليان أيضا ً مشغوله بكليتها وريكس يستحيل أن يوافق وأخي األكبر لم يعد بعد من سفره‪..‬‬
‫تنهدت تقول‪ :‬ال يبدو بأن األمر سينجح‪..‬‬
‫تدخلت فلور تقول‪ :‬حسنا ً ال بأس لي بالتغيب لثالثة أيام فأنا‪....‬‬
‫شعرت بقدم إستيال تدهس على قدمها فتداركت الوضع بسرعه قائله‪ :‬أووه ال تذكرت إمتحان‬
‫قاس ولن يوافق على إعادته لي لو تغيبت ‪ ,‬يبدو بأنه ال‬ ‫الرياضيات لهذا األسبوع ‪ُ ,‬معلمنا ٍ‬
‫ُ‬
‫يُمكنني ُمساعدتك أختي‪..‬‬
‫بعدها أكملت أكلها تهمس في نفسها‪" :‬آخخخ قدمي تؤلمني ! يالها من دهسة قاسيه‪" ..‬‬
‫بعدها نظرت بطرف عينيها ألختها تتسائل عن سببها ‪ ,‬هل تملك فكرة ما ؟‬
‫إبتسمت وتحمست لها فأختها دائما ً ما تكون أفكارها مصدر إزعاج لتلك العفريته وأبنائها‪..‬‬
‫ت أن أُدبر لك متحدث جيد فسأفعل‪..‬‬ ‫ألكسندر‪ :‬إن أرد ِ‬
‫هزت رأسها قائالً‪ :‬ال يهم إن كان ُمتحدثا ً جيدا ً أو ال فأنا من سيكون تحت األضواء ووحدي من‬
‫سيتحدث ‪ ,‬أحتاج لشخص يُساعدني وفي نفس الوقت تربطني به عالقه معرفه أو قرابه ‪,‬‬
‫السبب ُمعقد ويطول شرحه عمي‪..‬‬
‫إلتفت ألكسندر بإتجاه جينيفر فعرفت إستيال بأنه سيُقنعها بأن تجعل أخاها يُرافقها فتدخلت‬
‫فورا ً تقول‪ :‬ال بأس عمي ‪ ,‬ما دام عمل أخي مع عمتي سيجعله ناجحا ً فال أُريد إعتراضه‬
‫وتأخيره أو التسبب له بمشاكل‪..‬‬
‫عقدت جينيفر حاجبها ُمتعجبه فلقد ضنت بأن سبب كُل هذه األعذار هو أن تجبرها على ترك‬
‫أخاها‪..‬‬
‫إذا ً ماذا ؟‬
‫تنهدت إستيال قائله بتفكير‪ :‬صديقتي روزا هي الوحيده ال ُمتاحه لكنها تكره الندوات األدبيه لذا‬
‫يستحيل أن توافق!‬
‫إبتسمت بعدها وكأنها للتو قد طرأت هذه الفكرة في رأسها فإلتفتت الى جينيفر وقالت‪ :‬تلك‬
‫الفتاة من الحفلة السابقه ُمناسبه للغايه فهي غير مشغوله كما أعرف!!‬
‫عقدت جينيفر حاجبها فأكملت إستيال‪ :‬تلك التي رافقتك الى الحفله ! أضن أن إسمها كان آليس‬
‫‪ ,‬لقد تحدثتُ معها وكانت لطيفه للغايه ‪ ,‬أحببتُها!‬
‫دُهشت جينيفر فقالت بسرعه‪ :‬لقد دبرتُ لها عمالً لذا‪...‬‬
‫قاطعتها إستيال‪ :‬وهل بدأت به ؟‬
‫توقفت جينيفر عن الكالم فإلتوت شفتي إستيال بإبتسامة نصر وقالت قبل أن تجد جينيفر رداً‪:‬‬
‫حسنا ً ما دامت لم تبدأ به فقلد إتفقنا ‪ ,‬ستُباشر بالعمل بعد رجوعها من الندوة األدبيه!‬
‫جينيفر بهدوء‪ :‬ال أضن بأنها ستوافق‪..‬‬
‫تركت إستيال ملعقتها ووقفت قائله‪ :‬ما دُمتُ قد شبعت وال عمل لدي هذا الصباح فسأذهب‬
‫للتحدث معها بنفسي وشرح كُل شيء لها وأرى إن كانت ستوافق أو ال‪..‬‬
‫وغادرت قبل أن تعترض جينيفر بأي شيء‪..‬‬
‫ضاقت عينا جينيفر هامسةً في نفسها‪" :‬تلك الثعلبه ! ما الذي تنوي أن تفعله ؟"‬
‫تحدثت بهدوء الى ألكسندر قائله‪ :‬لستُ ُمرتاحةً لما تنوي أن تفعل!‬
‫ألكسندر ببرود‪ :‬وماذا قد تفعل أصالً ؟‬
‫جينيفر‪ :‬ال تنسى بأن تلك الفتاة إبنُك ريكس هو من قام بصدمها والتسبب بفقدانها للذاكره ‪,‬‬
‫أخشى بأنها تنوي أن تُشيع هذا الخبر للصحافه!‬
‫ألكسندر‪ :‬إستيال لن تجرؤ بالتتسبب بمشاكل تضرني‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬إنها تضر ريكس‪..‬‬
‫نظر إليها قائالً‪ :‬وما يضر ريكس يضرني!‬
‫بعدها قام وغادر الطاوله‪..‬‬
‫عندما إبتعد إبتسمت فلور تقول‪ :‬كالعاده أُختي تتغلب عليك مجددا ً وتُجبرك على ماال تُريدينه‪..‬‬
‫نظرت إليها جينيفر ببرود وتجاهلتها في حين رفع إدريان نظره عن شاشة هاتفه الى فلور‬
‫يقول‪ :‬من الطبيعي أن تتفاخري بأفعال غيرك بما أن أفعالك تُسبب اإلحراج‪..‬‬
‫تصاعدت ال ُحمرة الى وجنتيها من شدة اإلحراج والغضب فوقفت وعندما ه ّمت بالصراخ تحدث‬
‫كين يقول بمنتهى الهدوء‪ :‬هي مشهوره حتى لو كان مجالها ُمحرجا ً ‪ ,‬على عكس من هو‬
‫بموقف ُمحرج واطٍ في مجال مشهور!‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه فإبتسم كين بلطف يقول‪ :‬أتطلع أللبومك القادم يا إبن عمتي الفاتنه‬
‫‪..‬‬
‫ثُم وقف وغادر الطاوله ‪ ,‬لم تفهم فلور أي شيء من كالمه ولكن الصدمة والغضب‬
‫المرسومان على وجه إدريان جعلها تشعر بإنتصار فضحكت تقول‪ :‬نقطتان لصالحنا هذا‬
‫الصباح‪..‬‬
‫وغادرت ضاحكه‪..‬‬
‫إلتفتت جينيفر بهدوء تجاه إبنها تقول‪ :‬ماذا كان يقصد ؟‬
‫أشاح إدريان بوجهه وغادر قائالً‪ :‬ال شيء ‪ ,‬فقط يُثرثر‪..‬‬
‫راقبته بعينيها وهو يغادر وتأكدت من وجود شيء ولكن ال تملك أي فكرة عما يمكن أن يكون‬
‫!‬
‫بعدها أخرجت هاتفها وقامت بإرسال رسالة نصيه الى آليس تُحذرها من اإلنصياع لطلب‬
‫إستيال‪..‬‬
‫فتلك الثعلبه تخطط لشيء بكُل تأكيد وتُريد إستعمال آليس فيه!‬
‫***‬

‫‪9:10 am‬‬

‫أوقف ريكس سيارته ونزل منها متجها ً الى المنزل –فيال جينيفر‪- ..‬‬
‫حيث غرفته ومر من أمام آليس التي رفعت حاجبها تنظر إليه‬ ‫ُ‬ ‫دخل وإتجه ُمباشرةً الى األعلى‬
‫بشيء من اإلزدراء‪..‬‬
‫حالما غادر عن عينيها همست‪ :‬أصبح وجهه ُمزعجا ً ‪ُ ,‬مزعجا ً للغايه‪..‬‬
‫ثُم أكملت تناول شراب الشوكوال وهي تنظر الى التلفاز وبعد عدة دقائق رأته ينزل من الدرج‬
‫بهدوء بما أنه كان ينظر الى هاتفه المحمول‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره بعدها تركت كوبها ووقفت أسفل الدرج وأجبرته على التوقف حالما‬
‫إقترب منها‪..‬‬
‫رفع حاجبه فقالت‪ :‬متى ستكُف عن التسبب بالمشاكل للسيده جينيفر ؟‬
‫لم يُعلق بما أن سؤالها لم يكن واضحا ً فقالت‪ :‬قبل يوم األمس ‪ ,‬أليس كان من ال ُمفترض أن‬
‫تحضر طعام العشاء مع والديك اللذان سيستقبالن عائلة خطيبتك ال ُمستقبليه ؟ لك أن تتخيل‬
‫الموقف ال ُمحرج الذي شعرا به عندما حضرت العائله ولكن الخطيب تخلف ! لما ال تُراقب‬
‫تصرفاتك وتتحلى ببعض اللباقه ؟‬
‫سألها ببرود‪ :‬أال يزال إسمك آليس ؟‬
‫دُهشت من تجاهله التام لسؤالها فأجابته بإنزعاج وعناد‪ :‬أجل ولن أقوم بتغييره حتى لو‬
‫إستعدتُ ذاكرتي!‬
‫ريكس‪ :‬غيريه‪..‬‬
‫آليس بعناد‪ :‬لن أفعل فإسم آليــــس يُعجبني كثيرا ً‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ال تجعليني أُجبرك!‬
‫آليس بإستفزاز‪ :‬وكيف ستفعل ؟ هل ستقوم بقتلي ؟‬
‫ريكس‪ :‬بل بتسليمك للشُرطه‪..‬‬
‫إختفت نظرات اإلستفزاز من عينيها تقول‪ :‬ماذا ؟ هل ستقول لهم هناك فتاة تستخدم إسما ً ال‬
‫أُريد لها إستخدامه ؟‬
‫صمتت قليالً ثُم إنفجرت ضاحكه فقال بهدوء‪ :‬بل سأقول ُهناك فتاة تملك وثائق ُمزوه تعيش‬
‫في منزلنا‪..‬‬
‫توقفت عن الضحك وعقدت حاجبها غير مستوعبة لما يقصد في حين تجاوزها يقول‪ :‬لذا‬
‫غيريه قبل أن أُجبرك‪..‬‬
‫إلتفتت ولحقت به تقول‪ :‬هيه لحضه ! ماذا تقصد بكالمك ؟ عن أي وثائق تقصد ؟ أنا ال أفهم!‬
‫فتح الباب فصرخت به‪ :‬هيــــــــه أنا أتحدث إليك!‬
‫توقف عندما رأى إستيال تقف في وجهه أمام باب المنزل فضاقت عيناه بينما إبتسمت تقول‪:‬‬
‫مرحبا ً ريكس ‪ ,‬تبدو بحا ٍل جيده عكس آخر مرة في الحفل!‬
‫نظر إليها بهدوء بالغ بينما عقدت آليس حاجبها فالفتاة ال تبدو غريبةً عنها‪..‬‬
‫تقدم ريكس وتجاوزها هامساً‪ :‬سأقتُلك!‬
‫إبتسمت إستيال تقول‪ :‬يُسعدني رؤيتك تُحاول‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت تنظر إليه وهو يفتح باب سيارته ويغادر باحة المنزل‪..‬‬
‫في حين نظرت آليس إليها وهي تتذكر رسالة جينيفر التي وصلتها قبل ثالث ساعات تقريبا ً‪..‬‬
‫"ستأتي إليك فتاة في العشرينات من عمرها ذات شعر أسود تتوسطه بعض الخصالت الحمراء‬
‫‪ ,‬أيا ً كان ما تطلبه منك فأُرفضيه ‪ ,‬تلك الفتاه سيئه"‬
‫مواصفاتها نفس ما ذُكر‪..‬‬
‫عاودت إستيال النظر إليها ثُم قالت‪ :‬مرحبا ً ‪ ,‬إلتقينا من قبل صحيح ؟‬
‫إبتسمت آليس تقول‪ :‬ال أتذكر‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬هذا طبيعي فلقد إلتقيتي بالكثير في تلك الحفلة ‪ ,‬أنا إستيال ‪ ,‬إبنة عم ريكس والبقيه‪..‬‬
‫دُهشت آليس وسألتها‪ :‬أُخت كين ؟‬
‫تعجبت إستيال من معرفتها بأخيها فتذكرت بأنها بقيت في المنزل بعد الحفله لنصف يوم تقريبا ً‬
‫لذا إبتسمت تقول‪ :‬أجل ‪ ,‬لندخل ونتحدث‪..‬‬
‫بعدها دخلت فأغلقت آليس الباب ولحقت بها‪..‬‬
‫جلست على األريكه ال ُمقابله في الوقت الذي أتت خادمه كانت قد إستدعتها إستيال عند دُخولها‬
‫وقالت‪ :‬ماذا تُريدي أن تشربي ؟‬
‫إستيال‪ :‬أحضري لكلينا كوبا قهوه فحسب‪..‬‬
‫أمالت آليس شفتيها هامسه لنفسها‪" :‬لم تسألني عن رغبتي! "‬
‫ت على ما‬ ‫إبتسمت فورا ً عندما إلتفتت إستيال إليها في حين بدأت األُخرى الحديث قائله‪ :‬هل أن ِ‬
‫يُرام ؟ أعني أال تشعرين بالملل في بقائك ُهنا وحدك ؟‬
‫هزت آليس رأسها تقول‪ :‬ليس كثيرا ً ‪ ,‬إدريان وصديقه والسيده جينيفر لطالما أتوا ُهنا‬
‫وأخرجوني لعدة مرات الى الخارج من أسواق ومطاعم وغيرها‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬ماذا عن إليان وريكس ؟‬
‫أمالت آليس شفتيها تقول‪ :‬عالقتي معهما ليست جيده ‪ ,‬وإليان لم ألتقيها سوى مرتان حدث‬
‫فيهما سوء فهم ولّدت بعض المشكالت بيننا‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬وريكس ؟ لما عالقتك به ليست جيده ؟ لقد تنازلتي بنفسك عن الحادث الذي سببه لك ‪,‬‬
‫لما إذا ً ؟‬
‫تعجبت آليس فلم تكن تضن بأن عائلة أخ ألكسندر تعرف عما حدث معها فجينفير في تلك‬
‫الليله قالت بأنها أخت صديقتها‪..‬‬
‫سألتها إستيال عندما لم تُجبها فوراً‪ :‬هل كان تنازلك دون رضاك ؟‬
‫آليس بسرعه‪ :‬ال لستُ ُمرغمه ! لقد تنازلتُ بطيب خاطر مني فهو حادث غير ُمتعمد وأنا لم‬
‫أُصب بضرر جسدي لذا ال بأس‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬إذا تنازلتي بطيب خاطر منك فيجب على عالقتك به أن تكون جيده فلما هي عكس ذلك‬
‫؟‬
‫آليس في نفسها‪ُ " :‬محقه السيده جينيفر فهذه الفتاة تبدو وكأنها تُريد إيجاد ما يضر جينيفر أو‬
‫إبنها‪" ..‬‬
‫أجابتها‪ :‬السبب ال عالقة به بموضوع الحادث ‪ ,‬بل ُمشكلة أُخرى عاديه وهذا طبيعي لكُل‬
‫الناس!‬
‫إستيال‪ :‬وماذا عساها تكون ؟‬
‫ت تسألين أسئله خاصه‪..‬‬ ‫صمتت آليس لفتره بعدها قالت‪ :‬أن ِ‬
‫إبتسمت إستيال ولم تقل شيئا ً بعدها إعتدلت في جلستها عندما أحضرت الخادمه كوبا القهوه‪..‬‬
‫أمسكت بكوبها قليالً بعدها قالت‪ :‬أتُحبين باريس ؟‬
‫عقدت آليس حاجبها وأجابتها‪ :‬تبدو مدينةً رائعه‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬هل ُزرتيها من قبل ؟‬
‫هزت آليس رأسها تقول‪ :‬ال أتذكر فأنا قد فقدتُ ذاكرتي كما ترين‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬أتُريدين إذا ً رؤيتها ؟‬
‫آليس‪ :‬أي شخص لم يزرها من قبل من الطبيعي أن يتمنى زيارتها لكن لما تسألين ؟‬
‫إستيال‪ :‬سأحضر ندوة أدبيه في ُمتحف اللوفر الشهير بباريس وأحتاج الى ُمرافق ‪ ,‬هل‬
‫تُرافقينني ؟‬
‫إتسعت عينا آليس دهشةً تقول‪ :‬متحف اللوفر ؟!!‬
‫إستيال‪ :‬أجل ‪ ,‬إخوتي أحدهم مشغوالً واآلخر خارج البالد بينما اآلخران طالبا مدرسه لذا ال‬
‫أحد منهما ُمتفرغا ً ‪ ,‬إليان يستحيل أن تتخلى عن يوم واحد من دراستها وإدريان شخص‬
‫مشهور ال وقت له لذا لم أجد أحد آخر أطلب منه ُمرافقتي لثالث أيام سواك ‪ ,‬هل تقبلين ؟‬
‫لم تُعطيها جوابا ً ُمباشرا ً ‪ ,‬عرضُها ُمغري جدا ً فهي بحق تُريد الذهاب الى باريس فكيف لو كان‬
‫الى ُمتحف اللوفر أيضا ً ؟!‬
‫وفوق كُل هذا ستُغير روتينها الدائم الى شيء أكثر إثاره ولثالثة أيام أيضا ً ولكن‪...‬‬
‫السيده جينيفر حذرتها والفتاة بحق ال تبدو كفتاة جيده فماذا تفعل ؟‬
‫لكن لما ؟‬
‫لما السيده جينيفر حذرتها من الذهاب ؟‬
‫هل الفتاة تنوي أن تفعل بها أمرا ً سيئا ً ؟‬
‫هل حقا ً ستجرؤ ؟‬
‫نظرت الى إستيال هامسه في نفسها‪" :‬ال أضن أنها تجرؤ ‪ ,‬أعني السيده جينيفر حقا لن‬
‫تُسامحها وتضن بأن إدريان أيضا ً سيغضب لذا هي لن تجرؤ على التسبب بمشكالت كبيره ‪..‬‬
‫وأيضا ً ال عالقة بيني وبينها لتنوي لي األذى! "‬
‫أخرجت إستيال دعوةً من حقيبتها تقول‪ :‬هذه الدعوة التي ُوجهت لي‪..‬‬
‫أخذت آليس الدعوه وقرأتها‪..‬‬
‫إنها دعوه رسميه موثقه فعالً‪..‬‬
‫نظرت إليها هامسه في نفسها‪" :‬ما دام قد ُوجهت إليها دعوه رسميه لمكان كهذا فهي‬
‫شخصية شهيره ‪ ,‬ال توجد شخصيه شهيره تُضيع ُمستقبلها من أجل أن تتسبب بأذى ألحدهم ‪,‬‬
‫هي ال تبدو مجنونه ! إذا ً لما حذرتني جينيفر ؟"‬
‫تذكرت بأن عالقة العائلتين ببعضها ليست جيده لدرجة أن جينيفر رفضت أن تسكن معهم في‬
‫منزل العائلة الكبير عندما طلبت منها ذلك‪..‬‬
‫هل سبب رفضها هو نوع العالقة التي بينهم ؟‬
‫نعم يبدو هذا منطقيا ً‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬ما رأيُك ؟ أتمنى بأن تُوافقي فعمتي جينيفر قالت بأنه من الصعب أن تُوافقي بما أنها‬
‫قد وجدت لك عمالً ولكن أال يُمكنك تأجيل البدء بعملك لثالثة أيام فقط ؟ أنا حقا ً بحاج ٍة لرفيق‬
‫وال أحد من العائلة ُمتفرغ ‪ ,‬لم آتي لك سوى لهذا السبب وفي نفس الوقت التعرف على‬
‫أشخاص جدد يوسع العالقات ويبنيها جيدا ً وهذ حقا ً ُممتع‪..‬‬
‫لم تعلم آليس ماذا تفعل ‪ ,‬هي بحق تُريد الذهاب ولكن ال تعلم هل توافق أو ترضخ لرغبة‬
‫جينيفر وترفض ؟‬
‫في نهاية المطاف قررت الرضوخ لرغبة جينيفر وقالت‪ :‬أعتذر ‪ ,‬ال يُمكنني‪..‬‬
‫تنهدت إستيال وأخذت الدعوه التي مدتها آليس وقالت‪ :‬لن أُرغمك ولكن حقا ً وددتُ لو توافقي‬
‫‪..‬‬
‫آليس‪ :‬آسفه على تخييب أملك‪..‬‬
‫أعادت الدعوه الى الحقيبة قائله‪ :‬أُراهن بأن عمتي جينيفر حذرتك لذا لن ألومك مع أني‬
‫ضننتُك ُمستقله بنفسك تُحددي قراراتك دون التأثر بالمشاكل الشخصيه ألي إثنين‪..‬‬
‫لم تجد آليس ما تقوله ‪ ,‬بالعكس شعرت ببعض اإلحراج فلقد ظهرت بمظهر الطفلة التي ال‬
‫يُمكنها فعل أي شيء دون موافقة والدتها‪..‬‬
‫واألكثر إحراجا ً هو أن جينيفر ليست والدتها حتى‪..‬‬
‫أخرجت إستيال بطاقتها وسلمتها آلليس قائله‪ :‬الندوة ستبدأ من ‪ 10‬يناير وحتى ‪ 12‬أي من‬
‫بعد يوم غد وطائرتي ستُقلع غدا ً الساعه السادسه مساءا ً لذا لو حدث وأن غيرتي رأيك إتصلي‬
‫بي وأعطيني كالمك النهائي حسنا ً ؟‬
‫أخذت آليس البطاقه قائله‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫وقفت إستيال وقالت‪ :‬واآلن إعذريني فعلي الذهاب من أجل الترتيبات الشخصيه ‪ ,‬أراك الحقا ً‪..‬‬
‫قامت آليس وودعتها الى الخارج بعدها رفعت البطاقة ناظرةً إليها‪..‬‬
‫تبدو إستيال هذه فتاة غير عاديه في مجال األدب‪..‬‬
‫هي كاتبه ولكن أي أنواع الكتابات تكتب ؟‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬أرغب حقاًبأن أغير رأيي ‪ ,‬أعني لما ال أزال أُطيع السيده جينيفر في كُل‬
‫شيء حتى لو عارض هذا رغبتي ؟ ال بأس في اإلستماع لرغباتي قليالً والسيده لن تنزعج‬
‫بالتأكيد فهي لطيفه ولطالما أخبرتني بأن أفعل ما أُريد!‪..‬‬

‫في حين ركبت إستيال سيارتها وهي واثقه بأن آليس هذه‪...‬‬
‫ستُغير رأيها حتما ً!‬

‫***‬

‫‪12:30 PM‬‬

‫أبعد إدريان السماعات من على أُذنيه وهو يقول‪ :‬ال ‪ ,‬ال تُعجبني‪..‬‬
‫دُهش ديريك المسؤول عن اإلخراج الصوتي وقال‪ :‬ولما ؟ إنها جيده وعدلناها كما تُريد فلما ؟‬
‫إدريان‪ :‬ضعيفه ‪ ,‬الموسيقى ضعيفه جدا ً وال تُعجبني!‬
‫ديريك‪ :‬لقد غنيت وسجلت عليها وعندما قُمنا بالتركيب واإلخراج النهائي تقول ال تُعجبك !!‬
‫أتُمازحني ؟!‬
‫إدريان‪ :‬لقد أُعجبتُ باللحن نفسه ولكن الموسيقى نفسها ضعيفه ولقد أعطيتُ هذه المالحظات‬
‫للمسؤول في غرفة التسجيل لذا ليس ذنبي إن لم يُخبركم بهذا ‪ ,‬الموسيقى هذه ال أُريدها‪..‬‬
‫تدخل الرجل الثالث معهم في المكتب والمدعو بـ ليون قائالً‪ :‬موعد إصدار ألبومك إقترب وأنت‬
‫حتى اآلن تتشكى من كُل شيء ‪ ,‬أوالً الكلمات ثم األلحان واآلن الموسيقى ! لم نعد نملك وقتا ً‬
‫لتعديل شيء!‬
‫رفع إدريان عينيه إليه قائالً‪ :‬هذا األلبوم لن يخرج الى النور ما دُمتُ لستُ راضيا ً عنه!‬
‫ديريك‪ :‬هذا ليس من صالحك ‪ ,‬التأخير أو إلغاء األلبوم سيتسبب بهجوم ال ُمعجبين لك !‬
‫ستخسرهم !! وال ننسى الكارهين الذين سيستغلون مثل هذه األمور ليقلبوا كُل شيء ضدك‬
‫وفي األخير جرائد ومجالت الفضائح ستنشر أنواع الشائعات ‪ ,‬أنت ُمغني ٍ صاعد لذا عليك‬
‫العمل والجهد بدل العناد والتذمر‪..‬‬
‫إدريان بكُل عناد‪ :‬وأنا قُلت لن يخرج هذا األلبوم مادُمتُ لستُ راضيا ً ! هذه الموسيقى ال‬
‫أُريدها فتصرفوا أو أُلغوا األلبوم بأكمله‪..‬‬
‫ظهر التوتر والضيق على وجه ديريك في حين قال ليون بكُل صرامه‪ :‬سترضى به وسيخرج‬
‫في موعده ‪ ,‬أنت تتبع لهذه المؤسسه ونحن لسنا ُمستعدين لمزيد من المشاكل بسبب عناد‬
‫أطفال لذا إرضى به‪..‬‬
‫غضب إدريان ووقف قائالً‪ :‬وأنا مصر على أال يخرج وإال سأخرج بنفسي الى العامه وأُصرح‬
‫في اللقاء الخاص لهذا األلبوم بأني لم أكن راضيا ً وأنّ مؤسستي تجاهلت رغبتي في جعل كُل‬
‫شيء جيدا ً ومثاليا ً من أجل ُمعجبيني وأخرجته ُرغما ً عني!‬
‫ثم إلتفت وخرج خارجا ً وهو يصفع الباب خلفه بكُل قوه‪..‬‬
‫إحتدت عينا ليون بكُل غضب في حين إنزعج ديريك ونظر الى ليون قائالً‪ :‬ما كان عليك‬
‫إستفزازه ! ألم ترى بأن مزاجه هذا اليوم متعكرا ً ! التحدث معه بلين هو األفضل في مثل هذه‬
‫الحاالت!‪..‬‬
‫بعدها خرج ولحق به ليُهدئ من غضبه‪..‬‬

‫دخل إدريان المصعد وضغط زر الدور الرابع‪..‬‬


‫سحقا ً لك يا كين!‬ ‫ضرب بمقبضه جدار المصعد وهو يهمس‪ُ :‬‬
‫خرج حالما فُتح الباب وإستفزاز كين له هذا الصباح لم يغب عن باله وال للحضه‪..‬‬
‫دخل الى مكتب أحد مهندسي الصوت والذي يُعتبر من أفضل المهندسين في هذه المؤسسه‪..‬‬
‫وقف أمام مكتبه قائالً‪ :‬أراك ُمتفرغا ً فلما عندما طلبتُ أن تكون أنت المسؤول عن اإلخراج‬
‫ي رفضت ؟!‬ ‫الموسيقي ألغان ّ‬
‫سأرفض سواءا ً كُنتُ ُمتفرغا ً أو ال‬
‫ُ‬ ‫نظر إليه ُمهندس الصوت "نوريس" وقال بهدوء‪ :‬بالتأكيد‬
‫‪ ,‬أنا أهتم بإخراج شيء واحد فحسب وهو إخراج أغاني اآلنسة كاتالين فقط ‪ ,‬لن أرضى بمن‬
‫هم أقل‪..‬‬
‫شد إدريان على أسنانه وقد فار دمه أكثر فضرب بيده كُل ما أمامه على المكتب لتتساقط أرضا ً‬
‫ُمسببا ً بذلك إزعاجا ً كبيرا ً‪..‬‬
‫نظر الى عيني نوريس وقال بحده‪ :‬إسحب كالمك!‬
‫نظر نوريس ببرود لما سقط على األرض ثُم نظر الى عيني إدريان وقال‪ :‬لما ؟ أال تُعجبك‬
‫حقيقة أنك أقل من كاتالين ؟ أو وجودك الدائم معها جعلك تغتر وتضن بأنك في مستواها ؟‬
‫إستيقظ أيُها الطفل‪..‬‬
‫شد على أسنانه غضبا ً فدخل ديريك في هذه اللحضه مصدوما ً مما يراه وذهب بسرعه الى‬
‫إدريان يقول‪ :‬ماذا تفعل !! تعال معي الى الخارج‪..‬‬
‫سحب إدريان يده منه يقول‪ :‬ال تتدخل وأغرب عن وجهي!‪.‬‬
‫تجاهله ديريك وأمسك به ُمجددا ً يقول‪ :‬تعال وال تتسبب بالمشاكل ‪ ,‬لن يُفيدك لفت اإلنتباه‬
‫لشيء ُمخجل كهذا!!‪..‬‬
‫جائهم صوت هادئ من عند الباب يقول‪ :‬هل من المعقول أننا قبلنا بأطفال لتمثيل مؤسستنا ؟‬
‫إلتفت إدريان الى الخلف فوقعت عينيه على رجل في األربعين ويُعتبر نائب ال ُمدير العام لهذه‬
‫ال ُمؤسسه‪..‬‬
‫نظر إليه بشيء من الحقد بعدها سحب يده مجددا ً من ديريك وخرج خارجا ً وهو يتجاوزه دون‬
‫قول أي شيء‪..‬‬
‫نظر هذا الرجل الى ديريك وقال‪ :‬لما كُل هذه الضجه ؟‬
‫تنهد ديريك وقال‪ :‬هو فقط غير راضي ٍ عن إخراجنا لموسيقاه ويُريد من نوريس أن يتولى هذا‬
‫وإال لن يسمح أللبومه أن يخرج في موعده نهاية هذا األسبوع ! لقد عملتُ ألجله بجد‬
‫وأخرجتُ موسيقى رائعه لكنه ال يزال غير راضيا ً البته!‪..‬‬
‫إلتفت الرجل قائالً‪ :‬ما دامت الموسيقى جيده فتجاهلوه وأخرجوها في موعدها‪..‬‬
‫ديريك بسرعه‪ :‬ولكنه هددنا إن فعلنا ذلك فسيُصرح بأن األلبوم خرج دون رضاه وسيتسبب‬
‫بالمشاكل للـ‪....‬‬
‫قاطعه قبل أن يختفي من أمام ناظريه‪ :‬لن يجرؤ على فعلها لذا تجاهلوه‪..‬‬
‫تنهد ديريك ونظر الى موضف التنظيف وهو يدخل ليُلم ما كُسر على األرض‪..‬‬
‫همس‪ :‬أتمنى بأن ال يفعلها حقا ً ولكني لستُ على ثقه ‪ ..‬إنه يُصبح مجنونا ً عندما يُغضبه‬
‫أحدهم ويجبره على ماال يُريده‪..‬‬

‫***‬

‫‪4:39 pm‬‬

‫نزلت إستيال من سيارتها التي أوقفتها في باحة منزل العائلة الكبير وهي تنزع نظارتها‬
‫الشمسيه فالجو أصبح خاليا ً من أي ضوء بسيط للشمس‪..‬‬
‫تقدمت من الباب فرن هاتفها النقال في هذا الوقت‪..‬‬
‫أخرجته لترد على الرقم المجهول قائله‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫جائها صوت آليس‪ :‬مرحبا ً ‪ ,‬أنا آليس‪..‬‬
‫إلتوت إبتسامتها فلقد حصلت على ُمرادها في سبع ساعات فحسب‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬أوه آليس أهالً بك ‪ ..‬ماذا هل غيرتي رأيك ؟‬
‫آليس‪ :‬هل لي بسؤال ؟‬
‫توقفت إستيال أمام الباب وقررت عدم دخول المنزل حتى تنهي ُمكالمتها فتقدمت من الباحه‬
‫الجانبيه للمنزل تقول‪ :‬إسألي‪..‬‬
‫صمتت آليس لفتره ثُم قالت‪ :‬ال زلت ُمشككه في طلبك لي أنا بالذات للخروج معك ‪ ,‬أقصد نحن‬
‫ال نعرف بعضنا!‬
‫إستيال‪ :‬وما الضير من التعرف اآلن ؟ كُل العالقات مرت بمرحلة البدايه كما هي معنا اآلن!‬
‫ت تكرهين السيده جينيفر ؟‬ ‫آليس‪ :‬أولس ِ‬
‫تنهدت إستيال وقالت‪ :‬نعم ‪ ,‬قليالً ‪ ,‬أعني هذا طبيعي ‪ ,‬والدي توفي وتولي عمي اإلعتناء بنا‬
‫وكأشخاص بالغين اآلن نريد أن نعتمد على أنفسنا وعمي يرفض لذا من الطبيعي أن تنشب‬
‫الخالفات بين األُسرتين ولكن هذا ال يعني بأن أحدنا سيء كُل مافي األمر أننا نختلف في‬
‫وجهات النظر‪..‬‬
‫بعدها أكملت‪ :‬أنا واثقه بأن السيده جينيفر أخبرتك بعدم الذهاب معي وهذا طبيعي بسبب‬
‫ت لو قلتي لها فقط بأنك حقا ً ترغبين بالذهاب معي صدقيني لن ترفض طلبك‬ ‫الخالفات بيننا ‪ ,‬أن ِ‬
‫ألنها لن تُبدي رغبتك على كرهها الشخصي لي ‪ ...‬يمكنك سؤالها لو أردتي وأبلغيني حينها‬
‫برأيك‪..‬‬
‫صمتت آليس لفتره وبالفعل ما كانت تضنه قد حدث فهاته الفتاة والسيده جينيفر فقط يكرهان‬
‫بعضهما لذا هي ليست سيئه‪..‬‬
‫لو كانت سيئه لما قالتها بكُل ثقه أن السيده جينيفر ستوافق ألنها حينها بالتأكيد لن توافق‪..‬‬
‫أجابتها‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬أنا موافقه لكن ماذا عن آلية سفري ؟ أقصد أنا فتاة فاقدة لذاكرتي و‪.....‬‬
‫قاطعتها إستيال‪ :‬ال تقلقي ‪ ,‬عمتي جينيفر دبرت لك كُل وثائقك والدليل إيجادها لعمالً لك لذا‬
‫السفر سيكون طبيعيا ً للغايه ‪ ,‬سأطلب منها كل ما يلزم فال تقلقي‪..‬‬
‫آليس‪ :‬جيد ‪ ,‬لقد كُنت قلقه من أن يكون ذهابي سبب إلنزعاج جينيفر ‪ ,‬أعني هي من إعتنت‬
‫بي وما زالت تُكفر عن خطأ إبنها ريكس الذي سبب لي كُل هذا ‪ ,‬ال أزال مدينةً لها لذا ال أُريد‬
‫إزعاجها وليس األمر أني ال أتبع رغباتي‪..‬‬
‫بقيت إستيال صامته لفتره بعدها إبتسمت وقالت‪ :‬هل ضحكوا عليك بهذا ؟‬
‫عقدت آليس حاجبها تقول‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫بقيت إستيال مبتسمه لفتره تقول‪ :‬هي تُكفر عن خطأ إبنها ريكس لهذا تعتني بك ؟‬
‫لم تُجبها آليس فهي لم تفهم المغزى خلف هذا السؤال فسألتها ُمجدداُ‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫نظرت إستيال الى سيارة السيده جينيفر وهي تدخل باحة المنزل وأجابت بإبتسامه غريبه على‬
‫شفتيها‪ :‬تُكفر عن خطأ إبنها ! عزيزتي ‪ ,‬من هذا الذي إستغفلك وقال لك بأن ريكس هو إبن‬
‫جينيفر ؟‬

‫ـ ‪ End Part‬ـ‬

‫ـ ‪ Part 13‬ـ‬

‫بقيت إستيال مبتسمه لفتره تقول‪ :‬هي تُكفر عن خطأ إبنها ريكس لهذا تعتني بك ؟‬
‫لم تُجبها آليس فهي لم تفهم المغزى خلف هذا السؤال فسألتها ُمجدداُ‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫نظرت إستيال الى سيارة السيده جينيفر وهي تدخل باحة المنزل وأجابت بإبتسامه غريبه على‬
‫شفتيها‪ :‬تُكفر عن خطأ إبنها ! عزيزتي ‪ ,‬من هذا الذي إستغفلك وقال لك بأن ريكس هو إبنها‬
‫أصالً ؟‬
‫لم تفهم آليس فقالت‪ :‬كيف يعني بإستغفال ؟ ريكس وإدريان وإليان جميعهم أبناء جينيفر ! لقد‬
‫رأيتُ صورةً تجمعهم بها وهم ال يزالون أطفاالً فكيف هي ليست أمه ؟ أتقصدين بأن والدتهم‬
‫ميته وهي زوجة ألبيهم ؟‬
‫صمتت قليالً وهمست بداخلها‪" :‬هل يمكن ؟؟ ألهذا تبدو صغيرةً بالعمر ؟ نعم هذا منطقي"!!‬
‫في حين بقيت إستيال مبتسمه تنظر الى جينيفر وهي تنزل من السياره وهمست‪ :‬سأشرح لك‬
‫كُل شيء في الغد عزيزتي ‪ ،‬أراك الحقا ً‪..‬‬
‫نهارك سعيد‪..‬‬
‫ُ‬ ‫بعدها أغلقت الهاتف وقطعت طريق جينيفر المؤدي الى الباب قائله‪ :‬مرحبا ً‬
‫جينيفر وهي تتجاوزها‪ :‬لقد دخل المساء عزيزتي‪..‬‬
‫إبتسمت إستيال وقالت دون أن تلتفت‪ :‬لقد وافقت آليس على الذهاب معي ‪ ،‬كانت تخشى حقا ً‬
‫بأن تغضبين لكني أخبرتُها بأنك طيــــــــبه للغايه ولن تغضبي بسبب إختيارها ما ترغب به‪..‬‬
‫إلتفتت ونظرت إليها ُمكمله‪ :‬لذا إحذري أن تبدي غير ذلك‪..‬‬
‫تجاهلتها جينيفر ودخلت المنزل ُمغلقةً الباب خلفها فإلتوت شفتي إستيال بإبتسامه هامسه‪ :‬هذا‬
‫‪ ...‬حقا ً ُمثير‪..‬‬

‫أغلقت آليس الهاتف هامسه‪ :‬ليست والدتهم!‬


‫بقيت تُفكر قليالً بعدها قالت‪ :‬ريكس يبدو في نهاية العشرينات من عمره وإدريان في منتصفها‬
‫‪ ،‬إذا كانت والدتهم فربما أنجبتهم وهي في العشرين ‪ ،‬عمرها اآلن البد أن يكون في نهاية‬
‫األربعين أو بداية الخمسين!‬
‫صمتت لفتره بعدها وقفت وذهبت للبحث عن ال ُمربيه حتى وجدتها تجلس بهدوء في إحدى‬
‫الصاالت الداخليه تحتسي كوبا ً من الشاي األسود‪..‬‬
‫نظرت إليها قليالً وهي غير متأكده من إن كانت ستُجيبها أو ال فالمرأة هذه تكرهها أيضا ً‪..‬‬
‫ولكن كمربيه هي بالتأكيد أكثر من يعلم عن جينيفر وعن عمرها لذا ال أحد غيرها ُهنا يُمكنها‬
‫سؤاله‪..‬‬
‫تحدثت قائله‪ :‬هل لي أن أسأل سؤاالً ؟‬
‫رفعت المربيه عينيها إليها دون أن تُجيب فسألتها آليس‪ :‬كم هو عُمر السيده جينيفر ؟‬
‫بقيت المربيه تنظر إليها بهدوء فهمست آليس بداخلها‪" :‬واااه يالي من وقحه ‪ ،‬قبل فترة‬
‫هاجمتُها وهددتُها واآلن أطلب منها ببرود إجابةً على سؤالي"!‬
‫تفاجأت بالمربيه قد أجابتها بالفعل قائله‪ :‬ال أعلم كم بالضبط ‪ ،‬لكنها بالتأكيد ما بين األربعين‬
‫والثانية واألربعين‪..‬‬
‫إتسعت عينا آليس بصدمه قائله‪ :‬يستحيييل ذلك !! أكبر أبنائها في نهاية العشرين !! هل من‬
‫المعقول أنها تزوجت وأنجبته وهي في الثانية أو الثالثة عشر من العُمر ؟ هذا ُمستحيل!‬
‫صمتت قليالً ثُم سألتها مجدداً‪ :‬وريكس ؟ كم يبلغ من العمر ؟‬
‫وأكملت في نفسها‪" :‬ربما ُخيل لي بأنه في نهاية العشرين ‪ ،‬ربما هو في الحقيقة ال يزال في‬
‫الثانيه والعشرون مثالً! "‬
‫صدمتها ال ُمربيه قائله‪ :‬دخل السابعة والعشرون قبل أسبوع‪..‬‬
‫آليس ال إيراديا ً صرخت‪ :‬إذا ً هذا ُمستحيل!!!‬
‫هال خفضتي صوتك ؟‬ ‫المربيه ببرود‪ّ :‬‬
‫أدركت آليس وضعها وقالت‪ :‬أوه لم أستطع السيطرة على نفسي‪..‬‬
‫دخلت خادمه في هذا الوقت وأشارت لل ُمربيه ببعض الحركات فهزت المربيه رأسها قائله‪ :‬ال‬
‫بأس ‪ ،‬أنا قادمه‪..‬‬
‫بعدها وقفت وغادرت المكان وآليس تنظر إليها بتعجب هامسه‪ :‬لما هذه السريه ؟ لما لم تقل‬
‫ت واضح ؟‬ ‫الخادمه ما لديها بصو ٍ‬
‫تجاهلت األمر وجلست بهدوء على االريكه هامسه‪ :‬تلك الفتاة المدعوة بأريستا على ما أضن ‪،‬‬
‫يبدو بأن لديها جميع اإلجابات!‬
‫إهتز الهاتف في جيب بنطالها فأخرجته وفورا ً إعتدلت في جلستها عندما رأت إسم جينيفر‪..‬‬
‫ردت عليها تقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬أهالً عزيزتي ‪ ،‬أتتك إستيال اليوم صحيح ؟‬
‫هزت آليس رأسها تقول‪ :‬أجل ‪ .....‬اممم‪...‬‬
‫لم تُقاطعها جينيفر تاركةً لها حرية قول ما لديها فترددت آليس قبل أن تُكمل‪ :‬لقد طلبت مني‬
‫ُمرافقتها الى باريس ‪ ،‬لقد كان عرضا ً ُمغريا ً وقد أرتني الدعوه ال ُمرسله إليها لذا األمر حقيقي‬
‫فأعتذر ‪ ..‬لقد وافقت‪..‬‬
‫ثُم أكملت بسرعه‪ :‬تبدو فتاةً شهيرة لحصولها على دعوة كتلك لذا ال شيء قد يدعوها ألذيتي‬
‫وأنا‪...‬‬
‫قاطعتها جينيفر‪ :‬ال لن تؤذيك أنا أعلم ‪ ،‬هي لن تصل الى هذا الحد‪..‬‬
‫صمتت قليالً ثُم قالت‪ :‬لكن لو إستمعتي الى نصيحتي لكان هذا أفضل‪..‬‬
‫آليس بسرعه‪ :‬حسنا ً ال بأس ‪ ،‬يمكنني اإلتصال بها والرفض فـ‪..‬‬
‫قاطعتها جينيفر‪ :‬كال كال ‪ ،‬أنا لستُ إمرأة حقود ! إنها رغبتُك لذا يُمكنك اإلستمتاع كما تشائين‬
‫‪ ،‬فقط كوني حذره وعند وجود ما يزعجك أو يجلب الشك والقلق يُمكنك اإلتصال بي ‪،‬‬
‫إستمتعي عزيزتي‪..‬‬
‫وبعدها أغلقت الهاتف فتنهدت آليس ونظرت الى هاتفها قليالً هامسه‪ :‬ال شك أنها منزعجه من‬
‫إختياري ولكن حاولت التغاضي ‪ ،‬إنها بحق إمرأه لطيفه‪..‬‬
‫تنهدت ونظرت الى اللوحه ال ُمعلقه في وسط الجدار والتي تجمع أفراد العائله ُمكمله‪ :‬لطيفة‬
‫الى درجة تحملها ألخطاء أبناء ليسوا بأبنائها الحقيقيين‪..‬‬

‫***‬

‫‪6:40 pm‬‬

‫فتح إدريان الباب وبالفعل وجدها تجلس بهدوء على الكُرسي أمام المسبح وبيدها إحدى كُتبها‬
‫الجامعيه‪..‬‬
‫دخل وأغلق الباب خلفه وهو يقول‪ :‬كالعاده ‪ ،‬أجدك في أماكن واسعه فارغه‪..‬‬
‫إبتسمت عندما رأته وقالت‪ :‬أوه إد ‪ ،‬مرحبا ً بك‪..‬‬
‫وصل إليها ولعب بشعرها وهو ينظر الى المسبح قائالً‪ :‬لما هو فارغ ؟‬
‫أبعدت يده وصففت شعرها قائله‪ :‬أنا قُمتُ بتفريغه ‪ ،‬آخر مرة سقط كتابي وتزحلق الى داخل‬
‫المسبح ‪ ،‬ال أُريد أن يتكرر هذا الحادث‪..‬‬
‫نظر إليها ُمتعجبا ً ثُم ضحك قائالً‪ :‬بسيطه ‪ ،‬إجلسي في مكان أبعد قليالً ‪ ،‬ال أُصدق أنك قد‬
‫تفرغين مسبحا ً كامالً لسبب سخيف كهذا!!‬
‫إنحنى وهمس بإذنها‪ :‬أو ‪ ..‬هل ال تزالين تخشين الماء ؟‬
‫دفعته قائله بإنزعاج‪ُ :‬مستحيل !! أنا لم أعد طفله!‪..‬‬
‫ت حقققا ً ال تزالين طفله‪..‬‬ ‫أطلق ضحكةً عاليه وهو يقول‪ :‬إيلي أن ِ‬
‫تجاهلته وأكملت قراءة كتابها فجلس بجانبها أرضا ً وهو يمد رجليه في حوض المسبح الفارغ‬
‫متكأ بيديه الى الخلف وهدأ الوضع لفتر ٍة طويله‪..‬‬
‫إلتفتت تنظر إليه وهو شارد الذهن فقالت‪ :‬ماذا بك ؟ يوجد ما يُضايقك صحيح ؟‬
‫بقي إدريان صامتا ً لفتره بعدها قال‪ :‬كال‪..‬‬
‫إليان‪ :‬مشاكل في ال ُمؤسسه ؟‬
‫إدريان‪ :‬أخبرتُك بأنه ال يوجد شيء‪..‬‬
‫إليان‪ :‬أنت ال تبحث عني لتجلس معي إال عندما يُضايقك أمر ما وتريد نسيانه‪..‬‬
‫قاس ! أتعنين بأني ال أهتم ألختي الصغيره إال عندما‬ ‫رفع رأسه وإبتسم ناظرا ً إليها وقال‪ :‬هذا ٍ‬
‫أريد الهرب من مشاكلي ؟‬
‫إليان‪ :‬ال أقصد هذا ‪ ،‬وجهك يتحدث اآلن لذا ال يُمكنك خداعي‪..‬‬
‫عدّل من وضعية رأسه ونظر الى األمام بهدوء دون أن يُعلق‪..‬‬
‫سألته بإمتعاض‪ :‬هل تشاجرت مع تلك الطويلة البغيضه ؟‬
‫ت ال تقصدين كاتي صحيح‬ ‫إنفجر ضحكا ً ُرغما ً عنه قائله‪ :‬الطويلة البغيضه ؟!!! أن ِ‬
‫ههههههههههههههههههههههههههههه!!‬
‫أمالت شفتيها وعاودت النظر الى كتابها تقول‪ :‬ال أعلم لما من بين جميع الفتيات في العالم‬
‫إخترتها هي ‪ ،‬إنها بغيضه الى حد ال يُمكن تحمله‪..‬‬
‫إبتسم إدريان قائالً‪ :‬إنها تُحبني كثيرا ً‪..‬‬
‫إليان‪ :‬وأنا ال أُحبها بتاتا ً‪..‬‬
‫نظرت إليه وأكملت‪ :‬وليكن في علمك أني أدعو دائما ً بأن تنفصال عاجالً غير آجل‪..‬‬
‫عبس إدريان يقول‪ :‬أال تتمنين السعادة ألخيك ؟‬
‫إليان‪ :‬أتمنى بالطبع ولكن بعيدا ً عنها ‪ ،‬إنها نزقه وأنا لن أُحبها‪..‬‬
‫إبتسم ولم يُعلق فرن هاتفه في هذا الوقت فقالت إليان بإنزعاج‪ :‬إن كانت هي فال ترد رجاءا ً‪..‬‬
‫ضحك وأخرج هاتفه وهنا إنفجر ضحكا ً فلقد كانت هي بالفعل‪..‬‬
‫إليان‪ :‬هيّا أرجوك تجاهلها‪..‬‬
‫إبتسم ووضع هاتفه في وضع الصمت وهو يقول‪ :‬ههههه حسنا ً من أجلك فقط‪..‬‬
‫مطت شفتيها قليالً بعدها مدت يدها تقول‪ :‬أعطني هاتفك‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬لن أرد عليها‪..‬‬
‫إليان‪ :‬حتى ولو أنا أُريد هاتفك‪..‬‬
‫ناولها هاتفه فدخلت الى رقمها وقامت بحظره ثُم أعادت له الهاتف تقول‪ :‬أرجوك ‪ ،‬تجاهلها‬
‫لمدة ‪ 24‬ساعه على األقل‪..‬‬
‫أخذ الهاتف وضحك عندما رأى ما فعلته وقال‪ :‬إيلي ال تقولي لي بأنك تُعانين من عقدة األخ ؟‬
‫إليان‪ :‬أجل ‪ ،‬لن أسمح لك بأن تقع في حب أي فتاة إال إن كانت تستحق أن تأخذك مني ‪،‬‬
‫والطويلة هذه بالتأكيد ال تستحق‪..‬‬
‫ثم عاودت النظر الى كتابها ُمكمله‪ :‬واآلن ال تُزعجني!‬
‫نظر إدريان الى هاتفه لفتره بعدها إبتسم بهدوء يقول‪ :‬إيلي ‪ ..‬شُكرا ً لك‪..‬‬
‫رفعت حاجبها ونظرت إليه تقول‪ :‬على ماذا ؟‬
‫ضحك وقال‪ :‬ال شيء ‪ ،‬أخشى أن أمتدحك فتحبسيني لك بعيدا ً عن العالم ‪ ،‬أن ِ‬
‫ت تُخيفيني‪..‬‬
‫إنزعجت تقول‪ :‬ليس الى هذا الحد!!‬
‫ضحك ولم يُعلق فأشاحت وجهها عنه وأكملت قراءة كتابها‪..‬‬

‫***‬

‫‪9 January‬‬
‫‪2:55 pm‬‬

‫أوقف ريكس سيارته أمام الفيال الخاصه بجينيفر وهو يقول آلندرو الذي يجلس بجانبه‪ :‬حتى‬
‫ولو كانت محاضرةً واحده فقط ‪ ,‬ال تتغيب عنها‪..‬‬
‫آندرو بملل‪ :‬إنه آخر يوم باإلسبوع وأنا بالفعل أُريد الذهاب الى باريس من أجل أختي التي ال‬
‫زالت تُصر على حظوري لذا ال مجال لي سوى بأن أتغيب يوم الغد فأنا لن أقطع المسافة من‬
‫هنا الى باريس ألربع ساعات ونصف ذهابا ً وإيابا ً في يوم واحد !! سأغادر غدا ً ُمبكرا ً وأرجع‬
‫في يوم الجمعه‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬يمكنك إستقالل الحافله بدل السياره‪..‬‬
‫آندرو بإنزعاج‪ :‬المسافة ستكون نفسها فما الفرق!‬
‫نزل ريكس من السياره قائالً‪ :‬الفرق أنك لن تتعب من السياقه‪..‬‬
‫بعدها غادر الى داخل المنزل فتنهد آندرو هامساً‪ :‬وماذا بعد ؟ أيريدني أن أكون تحت رحمة‬
‫أُختي هناك ؟ بالتأكيد لن أُغادر من دون سيارتي‪..‬‬
‫بعدها نظر الى المنزل بهدوء تام فتذكر أمر الفتاة التي صدمها ريكس ‪ ..‬نعم قال ريكس بأنها‬
‫في فيال جينيفر ‪ ،‬أي ُهنا‪..‬‬
‫شعر برغب ٍة في رؤيتها والتحدث معها ‪ ،‬منذ سمع عن الحادث وهو بحق يريد رؤيتها‪..‬‬
‫أو ربما ما قرأه في تلك الورقه هو ما زاد بداخله الرغبة في ُمقابلتها!‪..‬‬

‫فتح ريكس دوالب ملفاته وبدأ بالتقليب فيها حتى أخرج منها ملفا ً يخص إحدى صفقاته‬
‫القديمه بعدها أغلق الدوالب وخرج من الغُرفه‪..‬‬
‫توقف في مكانه عندما رأى آليس تنتظره عند الباب فبادرت بالسؤال قبل أن يُغادر‪ :‬ماذا كُنتَ‬
‫تقصد بجملتك آخر مره ؟ عن أي وثائق كُنتَ تتحدث ؟!‬
‫تجاهلها وعندما كاد أن يتجاوزها وقفت في وجهه ُمجددا ً مادتا ً ذراعيها تقول‪ :‬لن أسمح لك‬
‫بال ُمغادره قبل أن تُجيبني!!‬
‫أكملت بإصرار‪ :‬أنا لم أكن أملك أي شيء عندما وجدتموني ! ال أملك وال وثيقةً واحده فما‬
‫الذي جعلك تقول بأن وثائقي مزوره ؟!! هل من الممكن أنك سرقت مني وثائقي قبل أن أُنقل‬
‫الى المستشفى !!! هل فعلتَ ذلك ؟!!!‬
‫ريكس ببرود‪ :‬إبتعدي فأنا على عجلة من أمري‪..‬‬
‫آليس بعناد يتخلله شيء من اليأس‪ :‬كال ! أجبني أوالً !! أحقا ً تملك شيئا ً منها ؟ بالتأكيد تملك‬
‫لهذا قُلتَ عنها مزوره ‪ ،‬أين هي ؟ لما خبأتها !! إنها تُثبت هويتي فلما سرقتها وتركتني بال‬
‫أصل أو فصل !!! أال تعلم كم أن هذا مؤلم ؟!!! أال تملك ذرة إنسانيه!‪..‬‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬أعدهــــا لــي!!‬
‫إنزعج منها فأمسك بذراعها وأبعدها من أمامه وإتجه الى الدرج فشدت على أسنانها وتناولت‬
‫أول تحفة صغيره وجدتها بالقرب منها ثُم لحقت به وقبل أن يصل الى آخر الدرج رمت التحفة‬
‫بإتجاه رأسه تماما ً‪..‬‬
‫لو لم تكن صغيرة الحجم ألفقدته وعيه بكُل تأكيد‪..‬‬
‫توقف عن النزول وزاد الغضب في رأسه قبل أن يلتفت إليها ليجدها في أعلى الدرج تنظر إليه‬
‫بعينين دامعتين حاقدتين‪..‬‬
‫لم تسمح له بقول أي شيء فقد صرخت في وجهه تقول‪ :‬أعدها ‪ ،‬أعد وثائقي لي حتى لو‬
‫كانت مزوره كما تدعي ‪ ،‬أعطني أياها!!‬
‫ت عالي كي يسمعها‪ :‬وقح‬ ‫نظر إليها قبل أن يلتفت دون أن ينطق بكلمه فصرخت بصو ٍ‬
‫حقييييير !! أُقسم بأني لن أصمت عن هذا !! أنا بالفعل سأذهب مع أريستا لندوة شهيره‬
‫بباريس وفي مكان شهير تملؤه الصحافه ‪ ،‬سأُلطخ إسمك ‪ ،‬أُقسم بأني سأفعلها وأدمرك كما‬
‫تفعل أنت بي اآلن ‪ ،‬أقسم بأني سأفعلها أيُها الوغد!‬
‫بعدها جلست في مكانها على الدرج وبدأت تمسح الدموع التي إنسابت على وجنتيها هامسه‪:‬‬
‫حقير ! إني فتاة وحيده بدون أي أصول بسببه هو ! أال يكفي بأنه أفقدني ذاكرتي ؟! أال يكفي‬
‫الحادث الذي أذاني كثيرا ً حتى يقوم بقطع أجنحتي هكذا ألبدو كفتاة جريحه بدون موطن ؟‬
‫أكرهه حقا ً!‬

‫في حين ركب ريكس السياره وغرق في تفكيره لدرجة أنه لم يسمع الى أي كلم ٍة مما قالها له‬
‫صديقه‪..‬‬
‫همس بعدها لنفسه‪ :‬ومن أريستا هذه التي ستذهب معها ؟‬
‫رفع آندرو حاجبه عندما أدرك بأن ريكس في عالمه الخاص ولم يستمع الى أي شيء‪..‬‬
‫توقف ريكس أمام إشارة مرور وهو يتذكر باألمس على العشاء عندما بدأت فلور بالتباهي ألن‬
‫أُختها الكُبرى حصلت على دعوة قيمه لباريس‪..‬‬
‫أدرك حينها بأن آليس كانت تقصد إستيال ولكن ما الذي يجعلهما يذهبان معا ً!!!‬
‫هما ال يعرفان بعضهما ! بل بالمقام األول كيف إلستيال أن تدعو فتاةً عاديه ال تعرفها‬
‫ل ُمرافقتها ؟!!‬
‫هل تهدف لشيء ما ؟!‬
‫رفع حاجبه قليالً يهمس‪ :‬ولما تُسميها أريستا أصالً ؟‬
‫إستيقظ على صوت آندرو يسأله عما يشغل باله فأجابه بهدوء‪ :‬ال شيء‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬كيف ال شيء وأنت خرجت من المنزل غاضب ومنزعج ‪ ،‬ماذا هناك ؟‬
‫حرك السياره يقول‪ :‬ال أعلم ولكن ‪ ....‬ال أضنها تجرؤ ‪ ،‬إنها فقط تُهدد‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬تقصد الفتاة الفاقده لذاكرتها ؟ لما ماذا حدث ؟‬
‫حاول ريكس أن ينهي الموضوع ولكن إصرار آندرو الغريب إضّطره الى أن يحكي له كُل‬
‫شيء‪..‬‬
‫***‬

‫‪7:50 pm‬‬

‫أخرج هاتفه النقال من جيب معطفه فرأى إسم "جيمس" يُضيء الشاشه‪..‬‬
‫نظر الى الشاشة لفتره مترددا ً حتى إلتفتت إليه أُخته التي تقف أمام كُشك للقهوه وهي تقول‪:‬‬
‫إد مابالك ؟ هل تُريد قهوتك ساخنه أم ُمثلجه ؟‬
‫أغلق إدريان الهاتف في وجهه وإبتسم ألخته يقول‪ :‬ومن المجنون الذي سيطلب قهوةً بارده‬
‫في جو ُمثلج كهذا ؟‬
‫رفعت حاجبها تنظر إليه بإستياء فإختفت إبتسامته ينظر إليها بعدم فهم فإلتفتت وطلبت كوبا‬
‫قهوه‪..‬‬

‫إنفجر إدريان ضاحكا ً وهو يمشي مع أخته بجوار نهر إيل الشهير الذي يمر من المدينة التي‬
‫يسكنونها ‪ ،‬مدينة ستراسبورغ‪..‬‬
‫ت هي المجنونة التي تختار‬ ‫ت في وجهي ‪ ،‬هذا ألنك أن ِ‬ ‫تجاهلته فقال‪ :‬اآلن فقط علمتُ لما عبس ِ‬
‫قهوةً بارده في جو مثلج هههههههههههه‪..‬‬
‫هال صمتَّ قليالً ! ال أُريد من ُمعجبيك أن يكتشفوك وبهذا ستذهب نزهتنا هباءا ً منثورا ً‬ ‫إليان‪ّ :‬‬
‫‪..‬‬
‫غن مشهور ولكن ليس الى درجة أن الجميع يعرفني!‬ ‫إدريان بال ُمبااله‪ :‬آه أجل أنا ُم ٍ‬
‫كاف لكي يحجبني عنهم وال‬ ‫أشار الى قُبعة معطفه الذي وضعه على رأسه وقال‪ :‬لذا هذا فقط ٍ‬
‫يتعرفوا علي‪..‬‬
‫رن هاتفه ُمجددا ً فعبس وجهه وتنهد فسألته‪ :‬من ؟‬
‫إدريان‪ :‬جيمس ‪ ،‬مرافق كاتي الدائم ‪ ،‬بالتأكيد طلبت منه أن يتصل بي‪..‬‬
‫نظرت إليان الى ساعتها وقالت‪ :‬حسنا ً لقد إنتهت األربع وعشرون ساعه منذ ثالث ساعات‬
‫تقريبا ً ‪ ،‬يُمكنك الرد على إتصاالتها‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬ال ‪ ،‬يُعجبني هذا الوضع‪..‬‬
‫إليان‪ :‬إسمع ‪ ،‬أنا بالفعل ال أُحبها لكن ال أريد أن يحدث بينكما شجارا ً كبيرا ً بسببي ‪ ،‬ه ّيا كُنتُ‬
‫فقط غيوره لذا ال تستمع ُمجددا ً الى طلباتي األنانيه ورد على إتصالها‪..‬‬
‫هز رأسه وقال‪ :‬أنا بالكاد أقنعتُ صغيرتي الجميله إيلي للخروج واإلبتعاد قليالً عن كتبها لذا ال‬
‫أريد أن تتحول هذه النزهه الى التحدث عن كاتي!‬
‫إبتسم وأطفأ هاتفه بالكامل ُمكمالً‪ :‬لذا دعينا ننساها قليالً‪..‬‬
‫إبتسمت ونظرت الى األمام قائله‪ :‬أحمق ‪ ..‬إن شب شجار بينكما فهي ليست ُمشكلتي‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬ههههههههههه حسنا ً حسنا ً أعلم‪..‬‬
‫عقد حاجبه لوهله بعدها إلتفت الى الخلف فلم يرى أحدا ً‪..‬‬
‫أمال شفتيه فتوقفت إليان وسألته‪ :‬ماذا ُهناك ؟‬
‫إدريان‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬فقط ُخيّل لي بأني سمعتُ صوت كاميرا‪..‬‬
‫تنهدت إليان بملل تقول‪ :‬ماذا ؟ أهو أحد أنواع المرض النفسي الذي يُصيب المشاهير ؟‬
‫نظر إليها بعدم فهم فحركت يديها تقول بأسلوب ساخر وهي تُضخم صوتها‪ :‬أوووه أنا مشهور‬
‫معتاد على أصوات الكاميرا الى درجة أنه أصبح يُخيل لي أنها تالحقني في كُل مكان لذا‬
‫أنجدني يا دكتور‪..‬‬
‫إنزعج قائالً‪ :‬إليان!!‬
‫أكملت مشيها وهي تضحك فمط شفتيه ولحق بها وهو يقول‪ :‬كفي عن ذلك‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ههههههههههههه لكنها ستُصبح حقيقةً يوما ً ما صدقني‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬أنا لم أتخيل بل بالفعل سمعت صوت كاميرا ‪ ،‬كان بإمكانك أن تقولي ربما فتاةً كانت‬
‫تلتقط صورةً شخصيه لنفسها أو رجل ما يصور أطفاله!‬
‫إليان وهي تغمز‪ :‬ال عزيزي ‪ ،‬لقد قُلتَ " ُخيّل لي" ‪ ،‬ال تُكذّب سمعي‪..‬‬
‫إدريان بإستياء‪ :‬حسنا ً فلنُغير الموضوع‪..‬‬
‫وبهدوء نظر الى الخلف نظرةً سريعه دون أن تشعر إليان بذلك فلم يجد أحدا ً‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ،‬للمرة الثانيه سمع صوت كاميرا ‪ ،‬هل بالفعل يُخيّل له ؟‬ ‫ُ‬
‫ال مشكلة لديه في أن يتم تصويره ولكن ال يريد ألخته أن تظهر في اإلعالم والصحف!‬
‫هي فتاة تحاول قدر اإلمكان اإلبتعاد عن عالم الشهره الخاص به ‪ ،‬تريد فقط التركيز على‬
‫دراستها والتخرج بأعلى العالمات‪..‬‬
‫ت له فسيتم مضايقتها من قِبل ُمعجباته في كُل مكان وخاصةً في‬ ‫لو كُشفت هويتها كأخ ٍ‬
‫جامعتها!‬
‫ستتم ُمالحقتها ليعرفن مكان سكنه ‪ ،‬ومنهن من ستُحاول التقرب منها ومنهن من ستطلب‬
‫رقمه بإستمرار وإلحاح والبعض يغرن ويسببن لها المشاكل‪..‬‬
‫مد يده وغطى رأسها جيدا ً بقبعة الصوف البيضاء فعقدت حاجبها تقول‪ :‬ماذا تفعل ؟‬
‫إدريان‪ :‬الجو بارد جدا ً ‪ ،‬غطي أُذنيك جيدا ً‪..‬‬
‫عدلت القبعه وهي تقول‪ :‬كدتَ تُغطي حتى عيني ! ال عليك لو شعرتُ بالبرد فسأطلب الدخول‬
‫الى مكان دافئ فال تقلق‪..‬‬
‫رمى كوبه بعدما إنتهى منه بسلة مهمالت صغيره مرا بجانبها وسحب كوب أخته النصف‬
‫صدمت وتوقفت عن المشي قائله‪ :‬ماذا فعلت ؟!!‬ ‫ممتلئ ورماه أيضا ً ف ُ‬
‫ت لستي معقوله !!‬ ‫وضع يده حول كتفيها وأجبرها على المشي معه وهو يقول‪ :‬ههههه هيا أن ِ‬
‫إنه بارد لذا يكفيك ما شربتي ‪ ،‬لن أحتمل إن أُصيبت صغيرتي بال ُحمى‪..‬‬
‫حاولت إبعاد يده وهي تقول‪ :‬حسنا ً فهمت ولكن أبعد يدك فأنت تخنقني‪..‬‬
‫قربها أكثر الى صدره فإنزعجت أكثر وهي تقول‪ :‬ال يمكنني المشي جيدا ً‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬ههههههههههههههه ماذا أفعل فأنا ال ِزلتُ أخشى عليك من البرد‪..‬‬
‫سحقا ً لهذا المصور فلقد سمعتُ‬ ‫بعدها أكمل في نفسه‪" :‬على وجهها أال يكون واضحا ً ‪ ،‬وأيضا ً ُ‬
‫صوت كاميرته اللعينه سبع مرات حتى اآلن!!! "‬
‫همس بإنزعاج‪ :‬متى يتوقف ؟!!!‬
‫مقهى مجاور صادفه في طريقه‪..‬‬ ‫ً‬ ‫بعدها أمسك بمعصم يدها ودخل الى‬
‫جلس على الطاوله وإبتسم لها يقول‪ :‬إجلسي عزيزتي‪..‬‬
‫بينما عيناه كانت ترقبان الباب كي يعرف هويته‪..‬‬
‫أمالت شفتيها وجلست بالمقعد حيث الباب يقع خلفها تماما ً وهي تهمس‪ :‬أنت حقا ً تتصرف‬
‫بغرابه‪..‬‬
‫إكتفى باإلبتسامه وهو يترقب دخول هذا المصور البغيض!‬
‫عقد حاجبه عندما دخل شخص ضئيل الجسم يرتدي معطفا ً طويالً ويبدو أكبر منه ووجهه غير‬
‫واضح بسبب قبعة المعطف التي تُغطي رأسه والوشاح البني الذي يلفه على رقبته بكثره‪..‬‬
‫ولكن ‪ ،‬كاميرا التصوير الخاصة به والتي يحملها بين يديه تؤكد بأنه هو المصور الذي كان‬
‫يُالحقه من فتره‪..‬‬
‫مظهره يؤكد بأنه يتبع إلحدى صحف الفضائح أو الشائعات فالصحف الشهيره بالعادة ال‬
‫تتجسس هكذا!‬
‫وقف هامسا ً إلليان‪ :‬عزيزتي ّ‬
‫هال إنتظرتني قليالً‪..‬‬
‫تعجبت وسألته‪ :‬الى أين ستذهب ؟‬
‫إدريان‪ :‬مكالمه مهمه فحسب وسأعود ‪ ،‬أُطلبي لنا بعض المعجنات الساخنه لحين عودتي‬
‫حسنا ً ؟‬
‫بعدها حالما ترك كُرسيه إستشعر ذلك المصور الخطر وأنه كُشف فإلتفت وغادر فورا ً المقهى‬
‫‪..‬‬
‫دُهش إدريان بعدها خرج وإستطاع مالحظته قد ذهب الى الجهة اليمنى فبدأ ب ُمالحقته‪..‬‬
‫لم يستمر الوضع لدقيقه حتى إقترب منه إدريان كثيرا ً وحالما مد يده وأمسك بطرف المعطف‬
‫ت مرتفع‪ :‬ساعدوني !! متحرش!‬ ‫حتى صرخ هذا المصور وهو يقول بصو ٍ‬
‫صدم إدريان حالما سمع صرخة فتاة تصدر منه فعلم بأن جنس المصور لم يكن رجالً كما كان‬ ‫ُ‬
‫يتوقع‪..‬‬
‫ما إن إكتشف هذا حتى أمسكت بمعصمه يد قويه وضغطت عليه بقوه جعلت إدريان يُهمل‬
‫مسكته للمعطف والذت بعدها الفتاة بالفرار قبل حتى أن يستكشف شيئا ً من مالمحها‪..‬‬
‫إنزعج فجائه صوت غليظ يقول‪ :‬كيف تجرؤ على التحرش بفتا ٍة مراهقه ؟!!‬
‫إدريان في نفسه‪" :‬فتاةً مراهقه ! هه على ُجثتي ! إنها مصوره لعينه تنتمي الى أحد صحائف‬
‫اإلشاعات الوضيعه"!!‬
‫حاول إدريان سحب يده وهو يقول‪ :‬أنت ُمخطئ ‪ ،‬أردتُ فقط أن أمسح صوري التي إلتقطتها‬
‫إذن مني!‬ ‫بدون ٍ‬
‫تحدثت إمرأة عجوز واقفةً بالجوار وقالت‪ :‬شباب هذه األيام أصبحوا يكذبون بوقاحه !‬
‫الكازينوهات تمأل البالد وفتيات الليل منتشرات في كُل مكان فلما مع هذا تتحرشون بالصغيرات‬
‫والمحتشمات !!! ال قلب لكم كالحيوانات تماما ً!‬
‫نظر إدريان إليها وهو يقول في نفسه‪" :‬هذا ما كان ينقصني !! هذه العجوز الشمطاء كان‬
‫عليها الجلوس في منزلها وإنتظار موتها بدالً من إزعاجي"!‬
‫إستطاع التملص من قبضة هذا الرجل الذي يبدو أضخم منه جسديا ً وقال‪ :‬أخشى بأن عقلك‬
‫تحول الى كتلة عضالت لهذا أصبحت ترى المواضيع من منظور ضيق‪..‬‬
‫أشار خلفه وأكمل‪ :‬فتلك الفتاة الهاربه هي صحفيه مزعجه وهي من بدأت بإزعاجي وكُل ما‬
‫أردته هو مسح صور أختي التي تمأل كاميرتها وأنتم كُل ما فعلتموه هو مساعدة المخطئ فقط‬
‫ألنها صرخت وإتهمتني أوالً ! تم خداعكم ِمن قبل َمن تُسميها بـ"الفتاة المراهقه! "‬
‫إنزعج الرجل ومد يده الكما ً إدريان في وجهه وهو يقول‪ :‬سأُفسد هذا الوجه الجميل حتى‬
‫تعرف مرةً أخرى كيف تُخاطب من هم أكبر منك بإحترام!‪..‬‬
‫شد إدريان على أسنانه حقدا ً وهو يشعر بألم كبير في خده بعدها دُهش عندما أحس بطعم الدم‬
‫في فمه‪..‬‬
‫سحقا ً له ! لقد تأذت إحدى أسناني بفعل لكمته"!!‬ ‫همس في نفسه‪ُ " :‬‬
‫غضب ولكن ال مجال له أمام هذا الضخم وال يمكنه الهروب منه فحوله بعض المتفرجين‬
‫األغبياء الذين يُعيقون الطريق فحسب!‬
‫شعر بالدم يسيل من بين شفتيه فعندما رفع كفه ليمسحها صدم بفالش الكاميرا قد أعمى‬
‫عينيه‪..‬‬
‫تلك اللعينه صورته بأسوأ وضعيه ولو إنتشرت هذه الصوره التي تدل على شجاره مع أحدهم‬
‫بالشارع فسيسبب له فضيحةً كبيره ال يمكن له الخروج منها من دون خسائر ضخمه!‬
‫حالما إستعاد رؤيته كُل ما الحظه هو طرف المعطف قد إختفى خلف الجدار فه َّم باللحاق بها‬
‫لكن ذلك الرجل ضخم البنيه قال بإنزعاج‪ :‬سحقا ً أهي صحفية حقا ً!!‬
‫نظر الى إثنان كانا بالقرب منه وقال‪ :‬أمسكاها فللتو خرجت من الحجز وال أريد العودة إليه!!‬
‫هزا رأسيهما وهرعا باللحاق بها‪..‬‬
‫رفع إدريان حاجبه وخاطب الرجل بإستفزاز قائالً‪ :‬كان من األفضل لو إستخدمتَ عقلك بدالً من‬
‫عضالتك من البدايه أليس كذلك ؟‬
‫غضب منه وعندما ه ّم بضربه إستفزه إدريان مجددا ً يقول‪ :‬إن كُنتَ ال تعلم فأنا مشهور في‬
‫إحدى المجاالت الفنيه لذا يمكنني مقاضاتك بسهوله على تشويه وجهي‪..‬‬
‫دُهش الرجل فأكمل إدريان‪ :‬ال أحتاج لدليل ألخبرك به فلحاق تلك الصحفية لي هو خير دليل‬
‫على أني مشهور لذا سأصفح عنك بشرط أنه عندما تمسكون بها قوموا بمسح كُل صور ٍة أنا‬
‫متواجد فيها أو فتاة شقراء تُشبهني حسنا ً ؟ إنها صفقةً سهله‪..‬‬
‫صمت الرجل لفتره بعدها قال‪ :‬لك ذلك ‪ ،‬وإن أخلفت بكالمك فـ‪...‬‬
‫قاطعه إدريان‪ :‬لن أفعل فال مصلحة لدي بإيذائك ‪ ،‬كُل ما يهمني هو عدم إنتشار تلك الصور‬
‫فحسب‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادر وهو عاقد حاجبيه ويهمس‪ :‬ذلكما اإلثنان رشيقان ‪ ،‬بالتأكيد سيُمسكان بها‬
‫‪ ،‬ال بأس فلترتاح قليالً فكُل شيء إنتهى اآلن‪..‬‬
‫تأكد بأن فمه لم يعد يسيل بعدها إشترى قارورة ماء لينظف بها فمه من بقايا الدم وبعدها إتجه‬
‫الى المقهى حيث أخته تنتظره‪..‬‬
‫أما بالنسبة لتلك الصحفيه‪.....‬‬
‫فقد هربت‪..‬‬

‫***‬

‫‪10 january‬‬
‫‪3:50 pm‬‬

‫إبتسمت إستيال التي كانت تقف على شرفة الجناح الذي إستأجرته في هذا الفندق وقالت بينما‬
‫عينيها مصوبتان الى ساحة الكاروسيل بالقرب من متحف اللوفر الذي ال يبعد عنها كثيراً‪ :‬إنه‬
‫يوم الخميس ‪ ،‬عليك أن تكون متفرغا ً ‪ ،‬إنها ندوة ُمهمةً لي وعليك أن تكون متواجدا ً فيها‬
‫ل ُمساندتي‪..‬‬
‫إبتسم األُستاذ ميشيل الذي يقع على الخط الثاني وقال‪ :‬سأُحاول ‪ ،‬بالتأكيد سأحاول ولكن ال‬
‫يمكنني الليله ‪ ،‬لكن تأكدي بأن غدا ً سأكون متواجدا ً من أجل ُمساندة إبنة صديقي العزيز‬
‫ريكسوفر ‪ ،‬ال تقلقي من هذا الشأن‪..‬‬
‫تنهدت إستيال قائله‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأنتظرك غدا ً ‪ ،‬ال تتأخر‪..‬‬
‫ميشيل‪ :‬بكُل تأكيد‪..‬‬
‫إبتسمت‪ :‬آراك الحقا ً‪..‬‬
‫بعدها أغلقت الهاتف ‪ ..‬إلتفتت عندما سمعت صوت الباب يُفتح فإذ هي بآليس تقول‪ :‬لقد‬
‫أحظروا الطعام‪..‬‬
‫إبتسمت إستيال قائله‪ :‬حسنا ً آتيه‪..‬‬
‫خرجت آليس وجلست على الطاوله ‪ ،‬باألمس وصلوا في الليل وغطت في نوم عميق وللتو‬
‫إستيقضت‪..‬‬
‫خرجت إستيال وتقدمت من كرسيها قائله‪ :‬سنُغادر الفندق في تمام الساعه الرابعة والنصف ‪،‬‬
‫كوني ُمستعده‪..‬‬
‫آليس‪ :‬وهل الندوة ستبدأ ُمبكرا ً ؟‬
‫إستيال‪ :‬كال فهي لن تبدأ سوى السابعة مساءا ً لكن ال بأس بالتجول في المتحف لساعتين‬
‫صحيح ؟‬
‫إبتسمت آليس والحماس كان قد بلغ منها مبلغه في حين قالت إستيال‪ :‬سيبدأ في السابعه‬
‫وينتهي في العاشره ولمدة ثالثة أيام ‪ ،‬صحيح أن عرضي سيكون في يوم واحد فقط ولكن‬
‫علي حظور هذه األيام الثالث كُلها لذا إن مللتي اليوم فأخبريني وسأعفيك من ُمرافقتي غدا ً‬
‫واليوم الذي يليه ‪ ،‬ال تخجلي فعلى أية حال سيأتي صديق والدي لحظور اليومين األخيرين لذا‬
‫لن أكون وحيده‪..‬‬
‫هزت آليس رأسها باإليجاب بعدها سألت‪ :‬هل من مالبس ُمحدده كي ألبسها ؟‬
‫إستيال‪ :‬كال ‪ ،‬يكفي فقط أن تكوني أنيقه غير ُمبالغه ‪ ،‬الجو بارد فنحن في الشتاء بالفعل لذا‬
‫يمكنك إرتداء المالبس الثقيله‪..‬‬
‫صمتت آليس قليالً بعدها قالت‪ :‬سيكون هناك الكثير من الصحافه صحيح ؟‬
‫تعجبت إستيال وقالت‪ :‬هل تخشين الظهور اإلعالمي ؟‬
‫آليس بسرعه‪ :‬كال كال ليس هذا ما كُنتُ أقصده ‪ ،‬أنا فقط أسأل‪..‬‬
‫إبتسمت إستيال وقالت‪" :‬فقط أسأل" ؟ إن قالت الفتاة جملة كهذه فتأكد بأنها كاذبه فهي تخطط‬
‫لشيء بكُل تأكيد ‪ ...‬ه ّيا كالنا فتيات لذا ما الذي تُخططين له ؟‬
‫آليس‪ :‬هههههه حسنا ً هو أمر خاص ولستُ متأكده من اني قد أفعلها لذا ال أريد اإلفصاح عنه‬
‫اآلن‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬حسنا ً كما تُريدين فأنا ال أُجبرك‪..‬‬
‫غمزت لها وأكملت‪ :‬ولكن إن أردتي ال ُمساعده فأنا لن أتردد ‪ ،‬الحياة ُمغامره من ال ُممتع‬
‫الخوض في غمارها‪..‬‬
‫إبتسمت آليس لها بعدها تناولت غدائها بهدوء وهي تقول في نفسها‪" :‬ذاك الحقير ! بالفعل‬
‫تجاهلني وتجاهل تهديدي له وكأنه متأكد بأني لن أفعلها ! األمر يُثير غيضي فعالً‪" ..‬‬
‫رفعت عينيها الى إستيال عندما تذكرت أمر ما فسألت‪ :‬اممم بخصوص ما قُلته قبل يوم األمس‬
‫‪ ،‬عن كون السيدة جينيفر ليست والدة ريكس‪..‬‬
‫نظرت إليها إستيال فأكملت آليس‪ :‬حسنا ً لقد عرفت عن عمرها وبدت أصغر من أنها تكون‬
‫والدةً لريكس وإدريان وربما إليان ‪ ،‬هي زوجة والدهم الثانيه صحيح ؟ ماذا عن والدتهم ؟‬
‫إبتسمت إستيال وقالت‪ :‬هي في الحادية واألربعون من عمرها ‪ ،‬ولكن هذا ال يعني بأنها ليست‬
‫والدتهم‪..‬‬
‫آليس بدهشه‪ :‬ريكس قد دخل السابعة والعشرون من عمره فلو أنقصنا عمره من عمر والدته‬
‫فسيصبح األمر وكأنها أنجبته وهي في الرابعة عشر ! وهذا غير معقول!!‬
‫إستيال‪ :‬أجل هذا غير معقول ‪ ،‬هي بالتأكيد ليست والدته ‪ ،‬إني أقصد بأنها والدة إدريان وإليان‬
‫فقط‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها للحضه بعدها قالت‪ :‬ولكن إدريان‪...‬‬
‫قاطعتها إستيال‪ :‬أجل أجل ‪ ،‬لقد تخرج من جامعة الفنون منذ عامان ‪ ،‬هو تقريبا ً في الرابعة‬
‫والعشرون من عمره‪..‬‬
‫إلتوت شفتيها بإبتسامه وهي تُكمل‪ :‬ولكن سيكون معقوالً لو أنها تزوجت عمي إلكسندر في‬
‫عمر السابعة عشر‪..‬‬
‫آليس بإستنكار‪ :‬ولما السابعة عشره ؟!! هذا صغير للغايه!‬
‫ضحكت إستيال وشربت من الكوب قبل أن تقول‪ :‬ال أنصحك أن تعلمي كيف حدث هذا ‪ ،‬أخشى‬
‫أن تهتز صورة جينيفر الرائعه التي رسمتها في خيالك‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها تقول‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫ت ُمتأكده من رغبتك فمعرفة هذا ؟ لقد نصحتك بالعكس!‬ ‫إستيال بإبتسامه‪ :‬هل أن ِ‬
‫بقيت آليس تنظر إليها لفتره بعدها قالت‪ :‬حسنا ً إذا ريكس وإدريان ال يملكان نفس األم ‪ ،‬أهذا‬
‫سبب شجارهما الدائم ؟‬
‫هزت إستيال كتفيها فسألت آليس‪ :‬إذا ً أين هي ؟ والدة ريكس‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬من البديهي أن تعرفي أنها توفيت‪..‬‬
‫شعرت آليس ببعض األسى في حين شردت إستيال بنظرها تقول‪ :‬لقد كانت إمرأه رائعه ‪ ،‬رائعة‬
‫للغايه‪..‬‬
‫صمتت قليالً بعدها نظرت الى آليس وإبتسمت تقول‪ :‬لكن ليست رائعه بالمعنى الدارج المنتشر‬
‫كأن تكون لطيفه أو حنونه أو تمتلك قدر كبير من المسؤوليه ‪ ،‬كال ‪ ...‬بل رائعه بشكل خارق ‪،‬‬
‫إنها ذكيه قويه لم أرى مثيل لها من بين الجميع!!‬
‫تقدمت بجسدها الى األمام هامسه‪ :‬أتريدين أن أُخبرك بسر ؟‬
‫عقدت آليس حاجبها وظهر الفضول على وجهها فإبتسمت إستيال وهمست‪ :‬سبب كره عمي‬
‫وريكس لك هو ألنك تملكين نفس إسمها ‪ ،‬إسم والدة ريكس كان آليس‪..‬‬
‫إتسعت عينا آليس بدهشه تقول‪ :‬حقا ً!!!‬
‫إعتدلت إستيال بجلستها تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬ولقد تعمدت جينيفر إعطائك هذا اإلسم من بين جميع‬
‫االسماء‪..‬‬
‫وقفت وغادرت تقول بإبتسامه غريبه‪ :‬أتسائل ما السبب يا تُرى‪..‬‬
‫في حين بقيت آليس جالسةً مكانها مدهوشةً مما سمعته للتو‪..‬‬

‫خالل ساعتان كانتا بالفعل داخل متحف اللوفر الشهير بباريس‪..‬‬


‫تجولتا فيه وإلتقطت آليس الكثير من الصور كتذكار بينما عقلها ال يزال مشغوالً بشده بكالم‬
‫إستيال‪..‬‬
‫هناك الكثييير والكثير من األسئلة التي تود السؤال عنها لذا ‪ .....‬هل ستكون نزقه لو سألت‬
‫إستيال ؟‬
‫ألن يبدو األمر وكأنها تتدخل أكثر مما يجب في حياتهم ؟‬
‫إلتفتت تنظر الى إستيال التي كانت تقف بهدوء أمام لوحة "حداد جميل" لدافينشي‪..‬‬
‫عندما كادت أن تفتح فمها علقت إستيال‪ :‬وااه كم هي بغيضه ‪ ,‬تُشبه إمرأةً أعرفُها‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها ونظرت الى الصورة لفتره قبل أن تسمع صوت رجل ينادي على إستيال‪..‬‬
‫إلتفتت فرأت إستيال تبتسم وتذهب إليه لتُحادثه‪..‬‬
‫من هو ؟ يبدو مثقفا ً نظرا ً الى تلك النظارات ال ُمستديرة على عينيه والشيب الذي غزا شعره‬
‫من األسفل‪..‬‬
‫همست‪ :‬آه نعم ‪ ,‬ندوه أدبيه ‪ ,‬هذا يعني بأن الجميع ُهنا كُتابا ً أو نُقاد ‪ ..‬أتسائل ما نوع عمل‬
‫آريستا ؟ هل هي كاتبه أم ناقده ؟ وإن كانت كاتبه فأي نوع من الكُتب تكتب ؟‬
‫عاودت النظر حولها ُمكمله‪ :‬بدأ المكان يكتظ بحاضري هذه الندوه‪..‬‬
‫سلمت إليها لتُعلقها على صدرها وأكملت‪ :‬ال يُسمح بالدخول لهذا اليوم‬ ‫نظرت الى البطاقة التي ُ‬
‫سوى لمن يمتلكون دعوة رسميه‪..‬‬
‫قررت االنسحاب قليالً عن إستيال التي بدأت تختلط بالعديد من األشخاص‪..‬‬
‫هي ال تُحب التجمعات الكبيرة هذه لذا ستدعها قليالً وستقف بمكان قريب‪..‬‬
‫تقدمت من إحدى اللوحات الغير شهيره وبقيت تنظر إليها لفتره قبل أن تهمس‪ :‬لما يبدو لي‬
‫بأن كُل ما قالته لي آريستا هو ال شيء من أسرارهم الحقيقيه ؟ لما أشعر بأن الذي أعرفه هو‬
‫أقل سوءا ً من الذي لم أعرفه ؟‬
‫عقدت حاجبها للحضه عندما تذكرت أمرا ً ‪ ,‬همست إستيال لها‪ :‬لما غادرتي ؟‬
‫إلتفتت آليس للخلف فإذ بإستيال تقف بهدوء يتناسب مع الفستان القصير الهادئ ذا درجة لون‬
‫تُناسب خصالت شعرها الحمراء مع معطف فرو أبيض‪..‬‬
‫أجابتها على سؤالها‪ :‬آه اممم فقط ضننتُ بأنها أحاديث خاصةً بين األُدباء وشعرتُ بأني‬
‫ُمتطفله لذا إبتعدت‪..‬‬
‫إبتسمت إستيال تقول‪ :‬هل تخشين اإلجتماعات الكبيره ؟‬
‫تنهدت آليس تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬في الحقيقه أضن بأن هذا هو السبب ‪ ,‬أعني ال إيراديا ً شعرتُ بعدم‬
‫ت تأملين ب ُمرافقة متحدثة إجتماعيه وما‬ ‫الراحه لذا قررتُ اإلبتعاد لوحدي ‪ ,‬أعتذر فالبد بأنك ُكن ِ‬
‫حدث هو العكس‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬هههههههههه ال عليك عزيزتي ال بأس ‪ ,‬لم أقصد بالمرافق أن يكون معي دائما ً ‪ ,‬كُل‬
‫مافي األمر ال أحب السفر لوحدي فهذا يُشعرني بالوحشه وبما أنهم سمحوا بوجود ُمرافق‬
‫طلبتُ من أحدهم المجيء معي ‪ ,‬ال عالقة لألمر بالندوة بتاتا ً فال تقلقي‪..‬‬
‫تنهدت آليس براحه فهذا بحق كان يُشعرها بعدم اإلرتياح‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬اآلن في هذا التجمع لدي العديد من العالقات لذا ال بأس لو أردتي الذهاب هنا وهناك‬
‫أو حتى أردتي العودة الى الفندق ‪ ,‬لكن عليك أن تخبريني فحسب كي ال أشعر بالقلق حسنا ً ؟‬
‫آليس‪ :‬جيد ‪ ,‬إذا ً فقط سأتمشى بالمتحف‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬حسنا ً كما تُريدين ‪ .‬إن أحتجتي لشيء فكلمي الموظفين أو إتصلي بي‪..‬‬
‫بعدها أخرجت هاتفها تقول‪ :‬عذرا ً أعطني هاتفك ألعطيك رقم هاتفي هذا‪..‬‬
‫سلمت لها آليس هاتفها وبقيت تنظر إليها وهي تُسجل الرقم ‪ ..‬ترددت قليالً بعدها سألت‪ :‬قُلتي‬
‫لي بأن آليس هو إسم والدة ريكس صحيح ؟‬
‫إستيال وهي منهمكه بتسجيل الرقم‪ :‬أجل‪..‬‬
‫آليس‪ :‬إذا ً ما إسم حبيبته السابقه ؟‬
‫عقدت إستيال حاجبها بإستنكار ورفعت رأسها تنظر الى آليس تقول‪ :‬عفوا ً ؟ و ُمنذ متى‬
‫وريكس يملك حبيبةً أصالً ؟‬
‫تعجبت آليس وقالت‪ :‬لكن ‪ .....‬أعني ما فهمته سابقا ً بأنه يملك حبيبةً إسمها آليس ‪ ,‬هذا ما‬
‫فهمته من ردة فعله إلسمي وقد أخبرتني جينيفر مرة أن ريكس قام بخيانة فتاة ما لذا بالتأكيد‬
‫هذه الفتاة هي حبيبته ‪ ,‬إن كان إسم والدته هو آليس فربما كان توقعي خاطئا ً فإذا ً من تكون‬
‫الفتاة التي خانها ؟ البد من أنها حبيبة سابقه صحيح ؟‬
‫ضحكت إستيال ُرغما ً عنها وسلمت الهاتف آلليس قبل أن تقول‪ :‬ماذا ؟ هل يقتصر معنى‬
‫الخيانة على العالقات العاطفيه ؟‬
‫رفعت حاجبها ُمكمله‪ُ :‬هناك خيانة األصدقاء لبعضهم ‪ ,‬وهناك خيانة األبناء آلبائهم وريكس‬
‫ينتمي للنوع الثاني‪..‬‬
‫ربتت على كتفها وأكملت بهمس‪ :‬ولهذا قُتلت والدته بسببه عزيزتي ‪ ,‬إنه أسوأ ما قد تراه‬
‫عينيك‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت وغادرت تاركةً آليس في أوج صدمتها مما سمعت!‬
‫ال إيراديا ً سرت قشعريرة في جسدها من الخوف‪..‬‬
‫هل الرجل الذي صدمها مرعب الى هذه الدرجه!!!‬
‫هل حقا ً أخطأت عندما قررت التنازل عن مجرم كهذا!‬
‫ماذا تفعل ؟ لقد بدأت تشعر بالندم ؟‬
‫حتى لو كانت جينيفر لطيفةً معها ما كان عليها أن تخجل وتطلب التنازل!‬
‫هذا غباء!‬
‫فجأه شعرت بأن وضعها غير آمن‪..‬‬
‫كالم إستيال الغريب عن العائله ‪ .....‬وريكس الذي كُل يوم تكتشف أشياء فضيعةً بشأنه‪..‬‬
‫ووضع جينيفر الغريب الذي دعاها لتسميتها باسم زوجة زوجها السابقه‪..‬‬
‫كُل شيء معهم غريب ‪ ,‬بدأت تشعر بشيء من عدم األمان‪..‬‬
‫وال تنسى كلمات كين ذاك الطفل أخو إستيال األصغر‪..‬‬
‫كالمه وقتها كان مليئا ً بالغموض‪..‬‬
‫ماذا كان ؟‬
‫"مصاص الدماء ال يمكنه دخول منزل أي أحد إلمتصاص دمه مالم يسمح له هذا الشخص‬
‫بالدخول ‪ .....‬لذا آليس ‪ ,‬إحذري من مصاصي الدماء وال تسمحي لهم أبدا ً بالدخول في حياتك‬
‫‪ ..‬فحين تسمحين ال يُمكنك التراجع حتى تنتهين"‬
‫رفعت عينيها بهدوء وشردت في الحضور وهي تتذكر كلمات ذلك الصبي والتي كانت ُمريبه‬
‫للغايه‪..‬‬
‫همست‪ :‬ماذا كان يقصد ؟‬
‫إتسعت عيناها تدريجيا وهي مصوبتان الى رجل يبدو في األربعين من عُمره يقف بهدوء تام‬
‫وسط بعض الرجال اآلخرين ويتحدثون الى بعضهم‪..‬‬
‫تقدمت بشكل ال إيراديا ً لتقترب منه وتلك الذكرى التي راودتها سابقا ً أمام أموال ريكس تتكرر‬
‫في رأسها مرارا ً وتكرارا ً‪..‬‬
‫يشبهه!‬
‫نعم‪....‬‬
‫ال لحضه ‪ ...‬هي ال يُمكنها الرؤية جيدا ً‪.‬‬
‫المكان ُمظلم ‪ ,‬وجهه غير واضح ‪ ,‬ال يُمكنها رؤيته وهي تجلس أمامه بهذا الشكل!‪.‬‬
‫يجب أن تقف حتى تتأكد من مالمحه‪..‬‬
‫نعم يجب ذلك!!‬
‫إستيقضت من عالم ذكرياتها عندما إصطدمت بأحدهم حيث رمقها بنظرة إنزعاج فقالت‬
‫بسرعه وهي مابين وعيها والالوعي‪ :‬أعتذر ‪ ,‬أعتذر‪..‬‬
‫إلتفت وغادر فإلتفتت هي بدورها تعاود النظر الى الرجل‪..‬‬
‫رجعت لوعيها ُمجددا ً حالما إكتملت الصوره التخيليه برأسها‪..‬‬
‫وقد كان يشبهه بالفعل‪..‬‬
‫ذلك الرجل الذي ظهر بذكرياتها قبل أيام عندما إستفزها ريكس برمي المال في وجهها‪..‬‬
‫ذلك الرجل الغريب المجهول المالمح والذي ظهر لثواني من بين ذكرياتها المدفونة وهو أيضا ً‬
‫يُلقي عليها الكثير من المال قائالً‪" :‬كم من المال تُريدين ؟ خمسون ألفا ً ! أم أن طمعك أكبر من‬
‫هذا ؟"‬
‫في ذلك الوقت لم تلحظ مالمحه بتاتا ً‪..‬‬
‫كانت مشوشةً في رأسها ‪ ,‬كُل ما تذكره هو وقفه أمامها هي التي كانت تجلس أرضا ً راميا ً‬
‫عليها الكثير من األوراق النقديه‪..‬‬
‫واآلن ‪ ....‬تبينت مالمحه أكثر فأكثر حالما وقعت عينيها الشاردتين على هذا الرجل الموجود‬
‫من بين الحضور‪..‬‬
‫ال شك في ذلك ‪ .....‬هذا الرجل هو نفسه‪..‬‬
‫هي بالتأكيد تعرفه سابقا ً وهو يعرفها أيضا ً!!‬
‫أخيرا ً قابلت شخص يكون حلقة وصل ألصلها الحقيقي!!‬
‫تقدمت أكثر وعينيها لم تتزحزح وال لثانيه عن وجهه ‪ ..‬وهذا الشيء جعله يالحظها ويلتفت‬
‫إليها بهدوءه الذي يتصف به‪..‬‬
‫تالقت عيناهما لثواني جعلته بعدها يعقد حاجبيه فتوقفت بشكل غير إرادي وهي تتذكر جملته‬
‫تلك التي ظهرت سابقا ً من بين ذكرياتها الدفينه‪..‬‬
‫لحضه!!‬
‫للتو إستوعبت ‪ ,‬تلك الذكرى لم تكن أبدا ً بذكرى سعيده‪..‬‬
‫وعالقتهم بتلك الذكرى غريبه غير مفهومه ولكنها بالتأكيد ليست عالقه جيده!‬
‫أال يعني هذا بأنه من الخطأ اإلقتراب منه والتحدث إليه ؟‬
‫ماذا لو كان‪.....‬‬
‫شعرت بخطر في أعماق قلبها لم تعرف سببه‪..‬‬
‫شعور قوي جعلها تلتفت وتبتعد عن ناظريه بشكل ال إيرادي‪..‬‬
‫تقدمت بخطاها السريعه ولم تتوقف حتى دخلت الى قسم دورات المياه ووقفت أمام المغسله‬
‫تلتقط أنفاسها‪..‬‬
‫رفعت رأسها تنظر الى إنعكاس وجهها بالمرآه وبدأت بتذكر تلك الذكرى ُمجددا ً‪..‬‬
‫صداع رأسها وتشوشت الذكرى تلك مرارا ً وتكرارا ً ليتبعه مشاهد‬ ‫أغمضت عينيها عندما غزا ال ُ‬
‫أخرى غير واضحه لها وهي ترمقه بحقد وكره عميق تبعها إمساكها للمال ورميه في وجهه‬
‫وهي تشتم بكلمات غريبه ال يمكننها تبين ماهيتها‪..‬‬
‫صداع وظهر وجه شاب بشعر طويل أسود وإختفى ُمجددا ً وعاد يتكرر مشهد رمي المال‬ ‫زاد ال ُ‬
‫مجددا ً‪..‬‬
‫شعرت بأنفاسها تضيق ففتحت صنبور المال وغسلت وجهها بسرعه ليختفي بعدها كُل شيء‬
‫‪..‬‬
‫إنهارت تجلس أرضا ً وهي تلتقط أنفاسها ال ُمتعبه‪..‬‬
‫دقيقتين حتى عاودت الوقوف والنظر الى وجهها المبلل في المرآة‪..‬‬
‫همست بهدوء‪ :‬من الجيد بأني لم أقترب أكثر وأُحادثه ‪ ,‬ذلك الرجل ال يبدو بأنه جيد أبدا ً‪..‬‬
‫مدت يدها وقبضت على صدرها هامسه‪ :‬أرغب بالفعل بمعرفة عالقتي به ولكن ‪ ,‬قلبي كان‬
‫يرجف بقوه ‪ ,‬يرجف خوفا ً ! هل هو كان مرعبا ً في حياتي قبل أن أفقد ذاكرتي ؟‬
‫أغمضت عينيها وهمست‪ :‬أتمنى بأنه لم يتعرف علي ‪ ,‬أتمنى ذلك رغم أنه فقد هدوءه للحضه‬
‫وعقد حاجبه لذا أتمنى بأني غادرتُ قبل أن يتذكرني ‪ ,‬ال يمكنني تجاهل شعور الخوف هذا‬
‫حتى لو كانت رغبتي بمعرفة حياتي قويه‪..‬‬
‫رفعت كفها تنظر الى يدها التي ترجف لفترة ليست بالقصيره وقالت بعدها‪ :‬كُلما زادت رغبتي‬
‫بمعرفة أي شيء عني زاد خوفي وأصبحت شيئا ً فشيئا ً أُفضل العيش هكذا بدالً من تذكر أي‬
‫شيء‪..‬‬
‫نظرت الى معصمها حيث الساعه وقالت‪ :‬خالل دقائق ستبدأ ندوتهم ‪ ,‬عليه أن ينشغل بها وال‬
‫ي ‪ ..‬عليه أن ينسى أنه رآني حتى لو لم يتذكرني‪..‬‬ ‫يُفكر ف ّ‬
‫ُ‬
‫إرتدت حقيبتها وهي تهمس لنفسها‪ :‬أجل أنا جبانه ‪ ,‬لكني بتُ أفضل أن أسترجع ذاكرتي‬
‫ي معرفة أعدائي من أصدقائي بنفسي‪..‬‬ ‫لوحدي دون أن يسترجعها أحد لي ‪ ,‬عل ّ‬
‫بعدها إلتفتت وخرجت خارج الحمامات‪..‬‬
‫إلتفتت يمينا ً وشماالً فإنزعجت عندما الحظت أنه ال مخرج سوى العودة الى صالة العرض‬
‫الكُبرى حيث يجتمع الحاضرون‪..‬‬
‫هي ال تُريد أن تمر من نفس الصالة التي هو فيها ‪ ,‬تريد تحاشيه قدر ال ُمستطاع!‬
‫بقيت واقفه متكأة على الجدار الفاصل بين الحمامات والصاله وقررت البقاء حتى تأتي الساعة‬
‫السابعه وتتأكد من أن يكون مشغوالً تماما ً بندوتهم هذه‪..‬‬
‫رفعت حاجبها للحضه وهمست‪ :‬هل هو كاتب ؟ أم ناقد ؟ هو من األدباء بدون شك ما دام أنه‬
‫في هذه الندوه‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وأخرجت هاتفها ‪ ,‬تشعر بضيق شديد وتريد اإلتصال بأي أحد لتغيير‬
‫نفسيتها‪..‬‬
‫إدريان ؟‬
‫صمتت قليالً بعدها تجاهلت وقررت اإلتصال بفرانس صديق إدريان‪..‬‬
‫فجأه شعرت برغبةً باإلبتعاد عن هذه العائله لهذه الفترة على األقل‪..‬‬
‫رفعت نظرها الى أعلى الشاشه فإذ هي السابعه وثالث دقائق‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ,‬ستخرج من هذا ال ُمتحف وتتجول بالقرب من القبه وهي تتحدث إليه فالمكان ُهنا‬
‫أصبح خانقا ً‪..‬‬
‫خرجت وتلفتت يمنةً ويُسرى بعدها عقدت حاجبها عندما رأت بمكان ال يبعد عنها مائة متر‬
‫مخرجا ً للطوارئ‪..‬‬
‫أتذهب إليه أم تعبر من وسط كُل هذا الحضور من أجل الوصول الى المدخل الذي يبعد عنها‬
‫كثيرا ً ؟‬
‫مشت قليالً حتى إصدمت بالخطأ بشاب آخر فإبتسمت هامسه‪ :‬أعتذر‪..‬‬
‫وضع يديه في جيب بنطاله قائالً‪ :‬ال بأس ‪ ,‬فأنا من إصطدم بك عمدا ً‪..‬‬
‫توقفت عندما كانت ستتجاوزه ورفعت رأسها له متعجبه من إجابته الغريبه‪..‬‬
‫إبتسم لها فلم تشعر باإلرتياح بتاتا ً‪..‬‬
‫إنه أسود بالكامل ‪ ,‬شعره الطويل الذي يلمه بإهمال وعينيه السوداوتان ومالبسه الرسميه‬
‫كلون الفحم!‬
‫آليس بحذر‪ :‬عفوا ً ؟‬
‫إنحنى لطولها القصير جدا ً بالنسبة له وقال‪ :‬فقط بدأتي مألوفةً بالنسبة لي وأحببتُ أن أتأكد‬
‫من ذلك‪..‬‬
‫شدت بيدها على حقيبتها وهي تنظر إليه بتوتر عارم عاجزةً تماما ً عن التحرك من أمامه‪..‬‬
‫هالته السوداويه مخيفه وقويه جدا ً‪..‬‬
‫همست بداخلها‪" :‬لما ؟ هل هو تابع لذلك الرجل ؟ ألهذا ظهر في وجهي ُمباشرةً وكأنه كان‬
‫يبحث عني ؟ أم أن خوفي وتلك التخيالت التي غزت رأسي جعلتني أخاف كُل شخص غريب !‬
‫أرجوك يا إلهي دع هذا األمر يمر على خير ‪ ,‬لقد كرهت باريس بالفعل"!!!‬
‫ت حذره وخائفه ؟ إن‬ ‫إرتسمت على شفتيه إبتسامه غريبه زادتها توترا ً ليهمس بعدها‪ :‬لما أن ِ‬
‫لم تصنعي خطئا ً فال داعي للحذر صحيح ؟‬
‫تحدثت أخيرا ً تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬سأُغادر‪..‬‬
‫وعندما قررت المرور بجانبه مد رجله فتوقفت وقد زاد رعبها فهمس بهدوء تام‪ :‬حتى لو‬
‫تنكرتي فلقد تم حفظ وجهك جيدا ً طول تلك األشهر ‪ ,‬لن يمكنك الهرب بتاتا ً‪..‬‬
‫ال تعلم كيف ‪ ,‬ولكن رجليها تراجعت خطوتين للخلف بذكاء ثم إنسابت بسالسه وسرعه من‬
‫بين الحضور هاربةً منه تماما ً‪..‬‬
‫ضاقت عينه وهمس‪ :‬كعادتها ‪ ,‬جيده في الهرب ‪ ,‬إنها هي بكُل تأكيد‪..‬‬

‫تسارعت نبضات قلبها وهي تتجه ُمباشرةً الى مخرج الطوارئ وهي حتى اآلن لم تستوعب‬
‫أي شيء‪..‬‬
‫لم تستوعب كالمه ‪ ,‬ولم تستوعب كيف هربت منه ولما!‬
‫فقط إستمرت بالجري لتبتعد قدر اإلمكان من هذا المكان الذي يزيد إختناقا ً في كُل مره‪..‬‬
‫فتحت باب الطوارئ فوجدت سلم ضيق ومتعرج يوصل الى الطابق األرضي‪..‬‬
‫ُخيّل لها بأنها سمعت صوت أحد الموضفين المستنكرين لفتحها لهذا الباب فتجاهلته ونزلت‬
‫بسرعه الى األسفل حتى وصلت أخيرا ً الى باب معدني‪..‬‬
‫فتحته للتفاجئ بأنها لم تصل الى الخارج بعد ‪ ,‬نظرت حولها في هذا المكان ال ُمظلم بعدها‬
‫عقدت حاجبها عندما رأت سهما ً ُمضيء يشير الى ممر طويل فتبعته ألن المخرج من ُهناك‬
‫بدون أي شك!‬
‫ت هادئه تنزل عبر الدرج‪..‬‬ ‫ما إن تقدمت بضع خطوات حتى سمعت صوت خطوا ٍ‬
‫صدمت عندما‬ ‫إلتفتت وجرت بسرعه حتى وصلت الى نهاية الممر وعندما حاولت فتح الباب ُ‬
‫رأته ُمحكم اإلغالق‪..‬‬
‫أي موقف صعب قد يكون أسوأ من هذا ؟!!!‬

‫ـ ‪ part end‬ـ‬
‫ـ ‪ Part 14‬ـ‬

‫وضعت ظهرها على الباب الحديدي ال ُمغلق وهي تدعو بداخلها أن تأتي معجزه من الال مكان‬
‫وتُنقذها من ُهنا!‬
‫لما حدث هذا ؟ ولما يُطاردها ؟‬
‫وجهه ليس بوجه شاب طبيعي بل وجه قاتل!‬
‫شدت على أسنانها هامسه‪ :‬لقد رآني ‪ ،‬ذلك الرجل الذي ظهر سابقا ً في ذكرياتي البد من أنه‬
‫تذكرني عندما تالقت أعيُننا ولهذا أرسل ُمرافقه أو حارسه الشخصي أو أيا ً يكن لمالحقتي !‬
‫لكن لمــا ؟؟؟‬
‫لم تعد تفهم أي شيء ‪ ،‬كُل ما تريده اآلن هو الخروج من هذا المأزق الذي ال تعرف الى أين‬
‫سيؤدي بها‪..‬‬
‫تجمدت خالياها رعبا ً وهي ترى ظل شاب يتقدم الممر وصوالً إليها‪..‬‬
‫جلست القرفصاء وهي تُخبئ وجهها ك ُمحاوله يائسه ألن ال يالحظها بسبب ظلمة المكان‪..‬‬
‫بدأ جسمها باإلرتجاف حالما سمعت خطواته تتوقف أمامها تماما ً‪..‬‬
‫وقفت بسرعه ودفعته لتتجاىزه لكنه أمسك بمعصمها يقول‪ :‬هيه لحضه يا آنستي!!‬
‫عقدت حاجبها وإلتفتت فدُهشت عندما رأت بأنه يرتدي زي العاملين ُهنا‪..‬‬
‫تنفست براحه في حين سألها‪ :‬ما الذي جعلك تخرجين من ممر الطوارئ ؟ هو يُستخدم فقط‬
‫في الحاالت الطارئه لذا ما كان عليك دخوله‪..‬‬
‫إبتسمت تُجيبه‪ :‬إعذريني لم أنتبه لهذا األمر‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬حسنا ً رافقيني الى األعلى وسأوصلك بنفسي الى المخرج‪..‬‬
‫آليس بسرعه‪ :‬آه كال!‬
‫تعجبت فتداركت األمر قائله‪ :‬أنا حقا ً ُمتعبه و ُمرهقه واكاد أسقط أرضا ً لذا ال طاقة لدي في قطع‬
‫كُل هذه المسافة الى الخارج‪..‬‬
‫أشارت الى الباب وأكملت‪ :‬لذا ما دُمتُ وصلت الى هنا فإفتح لي الباب ودعني أرحل فأنا بحق‬
‫ُمتعبه‪..‬‬
‫تنهد وعندما فتح فمه ليعترض قاطعته‪ :‬ستُسبب لي ُمشكلةً أكبر عندما نصعد الى األعلى‬
‫ويُصادفني أشخاص يعرفونني ويبدأون بتجاذب أطراف الحديث ‪ ،‬عالقتي معهم عمليه لذا إن‬
‫أخبرتهم بأني ُمرهقه سيضنون بأنه عذر ألتخلص منهم ! ستتدمر مكانتي وتقل ِصالتي وهذا‬
‫ليس بصالحي ‪ ،‬لذا رجاءا ً ِكل ما عليك هو فتح هذا الباب وينتهي األمر‪..‬‬
‫ت ستُسببين لي المشاكل‪..‬‬ ‫بقي ينتظر إليها لفتره ث ُم قال‪ :‬يا آنسه أن ِ‬
‫هزت رأسها قائله‪ :‬كال فال أحد رآنا ألنه لو حدث لتبعونا الى هنا لذا إن أنت صمتّ وأنا صمتّ‬
‫فلن يدري أحد!‬
‫بقي مترددا ً لفتره بعدها بقلة حيله أخذ المفتاح حيث كان ُمخبئا ً في مكان ما من الجدار وبدأ‬
‫بفتح الباب فقالت متعجبه‪ :‬غريبه أن يوضع المفتاح ُهنا‪..‬‬
‫أجاب على تساؤلها قائالً‪ :‬إنه مخرجا ً للطوارئ ‪ ،‬لن يكون جيدا ً لو الحارس الذي يملكه لم يكن‬
‫موجودا ً في الوقت ال ُمناسب لفتحه‪..‬‬
‫فتحه وهو يكمل‪ :‬أتمنى أال يتكرر هذا األمر ُمجددا ً يا آنسه‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬لن يحدث ال تقلق ‪ ،‬شكرا ً لك‪..‬‬
‫بعدها خرجت وتنفست براحه أخيرا ً قبل أن تأخذ هاتفها وتُرسل رسالةً نصيه الى إستيال‬
‫تُخبرها بأنها ستعود الى الفندق فقد شعرت بالتعب فجأه‪..‬‬
‫بعدها مشيت لفتره وهي تُفكر بما حدث بالداخل خالل الدقائق األخيره‪..‬‬
‫همست بهدوء‪ :‬ذلكما الرجالن يعرفانني شخصيا ً‪..‬‬
‫حيث المدينه وأكملت‪ :‬هل هذا يعني بأني سابقا ً كُنتُ أسكن هنا ؟ بباريس ؟ أو‬ ‫ُ‬ ‫نظرت أمامها‬
‫في مدينة أخرى وهذان اإلثنان أتيا منها ألجل الندوه مثل أريستا ؟‬
‫بقيت صامته لفتره وهي تمشي مبتعدةً عن المتحف وساحته كثيرا ً حتى جلست بعدها على أحد‬
‫الكراسي الطويله المخصصه إلنتظار الحافالت‪..‬‬
‫تحدثت بعد فتره قائله لنفسها‪ :‬أود معرفة ذلك ‪ ،‬معرفة الى أين ينتميان ‪ ،‬فالمكان الذين‬
‫ينتميان إليه هو بال شك موطني‪..‬‬
‫نظرت الى قدمها حيث حبة ثلج قد إستقرت فهمست‪ :‬لقد هطل ُمجددا ً‪..‬‬
‫تذكرت مارك ‪ ،‬ماذا يفعل ؟‬
‫هل إستمع الى نصيحتها وبقي في المنزل أو كالعاده هرب منه ؟‬
‫ضحكت وأكملت‪ :‬هيّا ! إن هطل ثلج هنا ال يعني بأنه هطل في ستراسبورغ‪..‬‬
‫بعدها دخلت الى إحدى مواقع الدردشه وأرسلت الى فرانسوا‪..‬‬
‫آليس ‪ pm : 7:24‬فرانس مرحبا ً ‪ ،‬كيف هي األجواء عندك ؟‬
‫بقيت على الصفحة تنتظره فإبتسمت عندما رأته متصالً‪..‬‬
‫فرانس ‪ pm : 7:26‬أوه مرحبا ً آليس ‪ ،‬جيده وبارده ‪ ،‬أضن بأنه قد يهطل الثلج قريبا ً‬
‫ههههههه لكن لما تسألين أولسنا في المدينة ذاتها ؟‬
‫آليس ‪ pm : 7:26‬حتى لو كنا في المكان نفسه فالمناطق مختلفه لذا البد من وجود تفاوت‬
‫في الجو ‪ ،‬على أية حال أنا في باريس‪..‬‬
‫فرانس ‪ pm : 7:27‬أووه مدينة العُشاق ‪ ،‬ماذا تفعلين هناك ؟‬
‫آليس ‪ pm : 7:27‬مع إبنة عم إدريان ‪ ،‬هي في الندوة اآلن لذا أردتُ الدردشة مع أحدهم‪..‬‬
‫فرانس ‪ pm : 7:27‬إذا ً لما لم تتصلي ؟‬
‫آليس ‪ pm : 7:27‬ألستَ مشغوالً ؟‬
‫فرانس ‪ pm : 7:28‬إطالقا ً!‬
‫ترددت في اإلتصال به بعدها قامت بالدخول الى قائمة جهات اإلتصال وضغطت على إسمه‬
‫ألنها بالفعل بحاجة لشيء يُنسيها ما حدث اليوم‪..‬‬
‫في اللحضة التي رنة فيه الرنة األولى سحب هاتفها شخص ما وقف للتو بجوارها وأقفل الخط‬
‫وهو يبتسم قائالً‪ :‬فرانسوا ؟ أنا حقا ً ال أُحب هذا الشاب األحمق‪..‬‬
‫إتسعت عيناها ُرعبا ً وترددت كثيرا ً قبل أن تلتفت يمينا ً رافعةً رأسها لألعلى لتُلقي نظرةً على‬
‫الرجل هذا والذي كان شخصا ً غريبا ً لم تره في حياتها قط‪..‬‬
‫تصلب جسدها وتملكها الخوف فهذا بالتأكيد يتبع ألولئك األشخاص الذي حتى ال تعرف عنهم‬
‫سوى أنهم أعدائها‪..‬‬
‫يجب أن تهرب ‪ ،‬عليها أن تفعل!‬
‫على رجالها أن تتحرك ‪ ،‬عليها أن تركض بعيدا ً عنه!!‬

‫نظر الى نظرة الخوف التي تمأل عينيها البنيتان فإبتسم وحالما فتح فمه ليبدأ الحديث معها‬
‫إنطلقت فجأه كالريح وقطعت الشارع هاربةً بعيدا ً عنه‪..‬‬
‫دُهش ‪ ،‬فنظرا ً الى وضعها وتلك النظرات لم يكن يبدو عليها بأنها ستهرب ‪ ،‬ليس قبل أن‬
‫يالحظ على األقل تغييرا ً ولو كان بسيطا ً‪..‬‬
‫همس وهو يراها تختفي عن ناضريه‪ُ :‬مذهله!‬
‫عقد حاجبه للحضه بعدها نظر الى يده فإبتسم يقول‪ :‬هل حقا ً توجد فتاةً بالعالم تتخلى عن‬
‫هاتفها بهذه البساطه ؟‬
‫رفع حاجبه عندما رن الهاتف ونظر الى إسم فرانسوا لفتره قبل أن يُغلق الخط في وجهه‬
‫بعدها قطع الشبكة عن الهاتف كي ال يتصل أحدا ً آخر‪..‬‬

‫***‬

‫‪11:46 pm‬‬

‫فتحت إستيال الباب ودخلت وهي تخلع معطفها ورمته على أقرب أريكة منها هامسه‪ :‬كان يوما ً‬
‫طويالً‪..‬‬
‫تقدمت من باب إحدى الغرف وفتحته بهدوء فوجدت آليس تنام بكل إسترخاء‪..‬‬
‫عقدت حاحبها هامسه‪ :‬هل تناولت العشاء ؟ أضن ذلك فالوقت أصبح متأخرا ً اآلن!‬
‫أغلقت الباب وبعدها جلست على األريكة ووضعت سماعة الهاتف على أذنها لتطلب لها شرابا ً‬
‫‪..‬‬
‫إسترخت بعدها مغمضةً عينيها قبل أن تهمس‪ :‬ما الذي تهدف له جينيفر ؟ يستحيل أن تعتني‬
‫بهذه الفتاة من باب الطيبة فحسب ‪ ،‬هي تهدف لشيء آخر ولكن مهما حاولت أن أعرف‬
‫أسبابها ال أجد شيء يفيدني!‬
‫فتحت عينيها بهدوء تنظر الى السقف لفتره قبل أن تُعاود الهمس قائله‪ :‬هل من الممكن أنها‬
‫فقط تريد جرها الى صفها تحسبا ً ألي شيء قد يحدث ؟ ‪ ....‬لحضه مستحيل ‪ ،‬لن تضحي‬
‫بوقتها ومالها ألجل سبب قد ال يحدث!‬
‫غاصت بالتفكير كثيرا ً قبل أن تقول‪ :‬هل من الممكن أنها‪.....‬‬
‫بقيت صامته لفتره تفكر بهذا اإلحتكال بعدها إبتسمت وأكملت‪ :‬هذا ُممكن ‪ ،‬وممكن للغايه ‪...‬‬
‫إنه أقوى سبب ُمحتمل‪..‬‬
‫بعدها وقفت لتفتح الباب فقد وصل شرابها الذي طلبته‪..‬‬

‫***‬

‫في مكان ليس ببعيد‪..‬‬


‫بداخل سيارة سوداء فارهه‪..‬‬
‫كان يجلس بالخلف بهدوء تام ينظر الى الزجاج بتفكير بعد أن خرج لتوه من هذه الندوه التي‬
‫لطالما إعتاد الذهاب إليها كُل سنه‪..‬‬
‫تحدث بعد فترة صمت طويله يقول بهدوء‪ :‬هل تأكدتَ من هويتها ؟‬
‫إبتسم الرجل الذي يجلس باألمام بجانب مقعد السائق وقال‪ :‬لقد كُنتَ ُمحقا ً ‪ ،‬إنها الفتاة نفسها‬
‫‪..‬‬
‫فرت مني هاربه حالما رأتني وإتجهت الى‬ ‫عندما لم يعلق هذا السيد بشيء أكمل كالمه قائالً‪ّ :‬‬
‫سلم الطوارئ ‪ ،‬بعيدا ً عن لون شعرها المزيف إال أن وجهها وعينيها نفسها تماما ً وهربها‬
‫حالما رأتني خير دليل ‪ ،‬وهذا يعني بأن خبر سفرها الى روسيا كان كذبا ً‪..‬‬
‫سأل سيده بهدوء‪ :‬لماذا أظهرت نفسها بمكان هي تعرف بأني سأتواجد فيه ؟‬
‫صمت حارسه الشخصي لفتره قبل أن يقول‪ :‬تلك الفتاه لطالما إتبعت طرقا ً غريبه لذا ال يمكنني‬
‫فهم تفكيرها‪..‬‬
‫رفع سيده عينيه الى المرآه ناظرا ً الى إنعكاس وجهه وهو يقول‪ :‬أقوى وأدهى رجل في‬
‫السوق السوداء ال يفهم طريقة تفكير طفلة ال تزال في العشرين ؟ أهي نكتة جديده أم ماذا ؟‬
‫إبتسم حارسه الشخصي والذي أُشتهر بلقب "دارسي" ويعد القاتل المأجور رقم واحد في‬
‫فرنسا كلها بعدها ضاقت عينيه ذات اللون األسود الحالك وهو يهمس‪ :‬أجل ‪ ،‬إنها فقط نُكته‪..‬‬
‫تحدث السيد ببرود منهيا ً الحوار قائالً‪ :‬إذا ً تولى أمرها‪..‬‬
‫بعدها ساد الصمت من جديد على الجميع‪..‬‬

‫***‬
‫‪10 Juonyour‬‬
‫‪am1:11‬‬
‫بعد منتصف الليل‪..‬‬
‫كان إدريان مسترخيا ً على األريكة في الصالة الرئيسيه لمنزل العائله ينظر بهدوء تام الى‬
‫الفراغ وباله مشغول بأمر تلك الصحفيه‪..‬‬
‫هل تمكن رجل عصابات الشوارع ذاك من اإلهتمام بأمر الصور ؟‬
‫هل إستطاع تهديدها على األقل ومنعها من نشر أي شيء ؟‬
‫ماذا سيفعل إذا إستيقظ صباحا ً ليجد صور أخته تمأل الصحف ومواقع اإلنترنت ؟‬
‫كيف سيمكنه من السيطرة على األمر ؟‬
‫ً‬
‫أغمض عينيه بإنزعاج وهو يهمس‪ :‬سحقا ً للصحافة وخاصة المتلصصين منهم!!‬
‫يستطيع بسهوله تخيل ما سيؤول إليه األمر بعد إنتشار صورها في كُل مكان!‬
‫لو كذب بقول أنها صديقه أو حبيبه فلن يتركوها المعجبين أبدا ً‪..‬‬
‫وإذا قال الصدق وقال أنها أخته فسيحتشدون حولها آملين بالحصول على بعض الحصريات أو‬
‫مراقبتها للوصول الى مكان سكنه وهكذا لن تكون مرتاحه ولن تقضي حياتها الجامعيه على‬
‫خير!‬
‫إنها ذات لسان سليط لذا يمكنه تخيل ما سيؤول إليه األمر لو أسمعتهم بعض من كالمها السام‬
‫‪..‬‬
‫تحدث بتذمر قائالً‪ :‬كُنتُ ُمهمالً ! كُنتُ ُمهمالً للغايه!!‬
‫إبتسمت تقول بسخريه‪ :‬ليس اإلهمال فحسب بل تتصف بالعديد من الصفات المزعجه اآلخرى‬
‫‪..‬‬
‫تنهد فهاقد أتت تلك الطفلة الحمقاء‪..‬‬
‫فتح عينيه ينظر الى فلور التي كانت ترتدي بيجامةً زرقاء وتحمل بين ذراعيها كيس من‬
‫البطاطا وعلبتا مشروب غازي‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬ال تقولي بأنك أحظرتها لي ؟‬
‫ظهر اإلستنكار الشديد على وجهها تقول‪ :‬هل أنت جاااد ؟؟ أي ثقة ُمقيتة هذه!‬
‫تجاوزته متجهة الى غرفة التلفاز فيبدو بأنها على موعد بفيلم موسيقي درامي فهي تعشق‬
‫هذا النوع كثيرا ً‪..‬‬
‫راقبها بعينيه بملل حتى رآها تتوقف وتتجه للهاتف الذي رن في وقت مريب فال وجود من‬
‫يتصل بهاتف منزل بعد منتصف الليل!‪..‬‬
‫وضعت السماعة على أذنها في حين تجاهل وجودها وعاود النظر الى الفراغ بتفكير شديد‪..‬‬
‫يشعر بالتعب ويرغب بالنوم ولكن ال يمكنه فالقلق حقا ً يُسيطر عليه‪..‬‬
‫جائه صوت فلور المنزعج تقول‪ :‬إنه أحد الذين يعملون معك بالمؤسسه يريد أن يكلمك!‬
‫تعجب إدريان فرقم المنزل ليس منتشرا حتى يتصلوا به!‬
‫هل األمر مهم لدرجة لم يستطيعوا اإلنتظار الى الغد وقرروا البحث في ملفه عن أرقامه من‬
‫أجل اإلتصال ؟‬
‫وقف وإتجه الى الهاتف وهو يخشى أن يكون صور أخته قد إنتشرت بالفعل بهذه السرعه‪..‬‬
‫أخذ السماعة من يدها فكشرت في وجهه تقول‪ :‬ال تنسى أن تُخبرهم آداب محادثة عائل ٍة‬
‫كعائلتنا ففي المرة القادمه سـ‪...‬‬
‫توقفت عن الكالم فرفع حاجبه وإبتسم يقول بإستفزاز‪ :‬سـ ماذا ؟ ستقتليهم ؟ ستُقاضيهم ؟‬
‫ستُشهري بهم ؟‬
‫إستقامت بظهرها تقول بكبرياء‪ :‬بل سنتجاهل إتصالهم‪..‬‬
‫وبعدها غادرت فإنفجر ضحكا ً رغما ً عنه وهو يقول‪ :‬هذه العائله دائما ً ما تُفاجئني بمستوى‬
‫حماقتهم‪..‬‬
‫أخذ بعدها نفسا ً ووضع الهاتف على أذنه يقول دون حتى أن يتأكد من هوية المتصل‪ :‬أال تملك‬
‫ساعةً لتُعاين الوقت ؟ أي شخص محترم هذا الذي يتصل على منازل اآلخرين بعد منتصف‬
‫الليل ؟‬
‫أجابه الطرف الثاني بتوتر يقول‪ :‬إدريان إعذرني لكن األمر حقا ً حقا ً عاجل ! لقد إتصلتُ مرارا ً‬
‫وتكرارا ً على هاتفك ولكنه كان ُمغلقا ً ولم ترد على رسائلي في صفحاتك على اإلنترنت لذا لم‬
‫أجد سوى هذه الوسيلة إعذرني‪..‬‬
‫تعرف على الصوت فهذا جوديف المسؤول عن تنسيق المالبس‬ ‫عقد إدريان حاجبه عندما ّ‬
‫الخاصة بناتالين‪..‬‬
‫أو باألحرى هو يبدو كخادم يالحقها في كُل مكان أكثر من كونه خبير في األزياء‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ،‬واآلن ماهو هذا األمر العاجل جدا ً ؟‬
‫بدأ جوديف يسترسل بالكالم بكل قُلق وإدريان يستمع إليه بوجه يملؤه اإلستياء‪..‬‬
‫قاطعه يقول‪ :‬ال شأن لي ! تصرف أنت أو أي أحد آخر فأنا ال عالقة لي بها بتاتا ً!!‬
‫دُهش جوديف وتحدث إليه بكل توسل وقلق وخوف مترجيه أن يوافق ويأتي ليوقف األمر قبل‬
‫أن ينتشر الى الصحافه‪..‬‬
‫نكز إدريان على أسنانه قبل أن يقول له بهدوء‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ،‬سأتواجد ُهناك خالل دقائق‪..‬‬
‫جوديف بفرح‪ :‬سأكون بإنتظارك ‪ ،‬ال تتأخر وإتصل بي قبل أن تنزل من سيارتك حتى أخذك‬
‫خلسه حسنا ً ! ال تنسى أن تتصل!!‬
‫إدريان‪ :‬أخبرتُك بأني فهمت!‬
‫جوديف بخوف‪ :‬حسنا ً سـ سأنتظرك‪..‬‬
‫وبعدها أغلق إدريان الهاتف وهو يصر على أسنانه بإنزعاج تام واضح على مالمحه‪..‬‬
‫همس‪ :‬الى متى ؟‬
‫إلتفت متجها ً الى األريكه ليأخذ حاجياته ويغادر‪..‬‬

‫خالل ثلث ساعه أوقف سيارته بالقرب من إحدى النوادي الليليه الشهيره ونزل منها وهو‬
‫يرسل الى جوديف يخبره عن أنه قد وصل‪..‬‬
‫تقدم من الباب الخلفي للنادي وإستقبله جوديف الذي كان يبدو في بداية األربعين من عمره‬
‫قصير المظهر ذا شعر أسود قصير وحريري‪..‬‬
‫جوديف بفرح‪ :‬شكرا ً ألنك حظرت ‪ ،‬تعال من ُهنا‪..‬‬
‫بعدها دخل يرشد إدريان الى أحد غرف النادي الداخليه الخاصه‪..‬‬
‫حالما إقترب وقف إدريان وسأله‪ :‬ما الذي حدث معها بالضبط ؟‬
‫صمت جوديف قليالً بعدها قال‪ :‬ال أعلم بالضبط ‪ ،‬لقد كانت تُعاني من بعض الضغوطات وبعدها‬
‫حاولت اإلتصال بك ولكنك تجاهلت إتصاالتها منذ األمس وهذا جعلها تُجن فلجأت الى الشراب‬
‫وهددنا بأنها ستسبب المشاكل للمؤسسه إن لم تحظر لها حاالً ! إنها بالداخل منذ ما يُقارب‬
‫األربع ساعات وطوال ذلك الوقت حاولنا الوصول إليك وبالكاد إستطعنا ‪ ،‬باهلل عليك أين كُنت‬
‫؟!!!‬
‫تجاوزه إدريان الى الباب فقال جوديف بسرعه‪ :‬أرجوك حاول أال تُسبب المشاكل ! بطريق ٍة ما‬
‫إنتشر أمر أنها هنا لذا في الخارج بعض الصحفيين الذين يريدون التأكد من هذه اإلشاعه ‪،‬‬
‫حاول أن تكون هادئا ً فهي بحق غاضبه لذا ال تجعلها تفعل أي شيء مجنون أرجوك!‬
‫دخل إدريان الى الداخل وأغلق الباب خلفه‪..‬‬
‫نظر بهدوء الى الغرفة الصغيره حيث هناك طاولة كبيره بالمنتصف مليئة بالعديد من الكؤوس‬
‫والطعام المتناثر وحولها أريكات حمراء تحاوط الطاوله من ثالث جهات وهي في منتصفها‬
‫تجلس بقميصها األسود وبنطالها األبيض مطأطأة رأسها الى األسفل‪..‬‬
‫المكان حقا ً في فوضى‪..‬‬
‫جاؤه صوتها تقول‪ :‬إنه أنت ‪ ،‬أعرف رائحة عطرك جيدا ً‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬مابك ؟ لما كُل هذه المسرحيه ؟‬
‫سألت دون أن ترفع رأسها‪ :‬لما لم ترد على إتصاالتي ؟ لما أغلقت هاتفك في نهاية المطاف ؟‬
‫إدريان بهدوء‪ :‬كنت مع عائلتي لذا إحتجتُ أن أفصل عملي قليالً عن حياتي العائليه‪..‬‬
‫أمسكت بالكأس ورمته بقوه بإتجاهه تقريبا ً فإصطدم بالجدار الذي يجاوره وسقط على األرض‬
‫مكسورا ً‪..‬‬
‫نظر بهدوء الى عينيها التي تشعان غضبا ً وعندما فتح فمه ليتحدث قاطعته تقول بحده‬
‫وغضب‪ :‬أيها الكاذب!!‬
‫لم يُعلق فشدت على أسنانها وسحبت ملفا ً بجاورها وتقدمت منه‪..‬‬
‫صفعته على وجهه تقول‪ :‬إن كُنتَ رجالً فصارحني وكف عن الكذب!!‬
‫لف بوجهه ونظر إليها مجددا ً فكان من الواضح بأنها منهارةً للغايه وتحاول أن تتظاهر بالقوة‬
‫والصالبه‪..‬‬
‫زاد غضبها عندما لم يقل شيئا ً فأخرجت صورتان من الملف ورمتهما في وجهه تقول بحده‪:‬‬
‫هل عائلتك عبارة عن فتاة تخرج معها في موعد !! أجبني يا إدريان!‬
‫إنزل نظره الى األسفل ينظر الى الصور فعقد حاجبه وإنحنى ليلتقطها فوجدها صور له مع‬
‫أخته أحدها وهو يجلس معها في المطعم والثانيه وهو يحاوط كتفيها يمشيان بالقرب من‬
‫النهر‪..‬‬
‫الصورة الثانيه كانت من الخلف لذا وجهها لم يظهر ولكن الصورة األولى تم التعديل عليها‬
‫وحجب وجه الفتاة‪..‬‬
‫اآلن فهم سبب غضبها وإفتعالها لكُل هذه الضجه!‬
‫نظر الى عينيها الحمراوتان الغاضبتان وعندما فتح فمه ليخبرها أنها أخطأت وأن هذه هي‬
‫صور أخته إليان تراجع وفضّل الصمت‪..‬‬
‫دفعته من صدره بيدها الى الخلف تقول بهجوم‪ :‬أجبني ! لما أغلقت فمك اآلن ؟ أتخونني !!‬
‫أتخونني أنا التي أعطيتُك كُل شيء ؟!! أجبني!!!‬
‫سألها ببرود‪ :‬كيف وصلت إليك هذه الصور ؟‬
‫ُجن جنونها وبدأت تضربه وهي تصرخ عليه بكل إنهيار وهو ينظر إليها بهدوء دون أن يفتح‬
‫فمه بكلمه‪..‬‬
‫دخل في هذا الوقت جوديف ومدير أعمالها ودُهشا مما يجري فقاما بسرعه بمحاولة إيقافها‬
‫بينما هي ال تزال تصرخ وتسب بكل جنون وكأنها فاقده لعقلها تماما ً‪..‬‬
‫نظر ببرود إليهما وهما يحاوالن تهدئتها وقال في نفسه‪" :‬يبدو بأنه ال فائده من ذلك الشخص‬
‫فهو لم يستطع التخلص من تلك الصور ! حسنا ً ال بأس ‪ ،‬مادام وجه أختي لن يظهر فال بأس ‪،‬‬
‫سأُحاول التصرف حتى لو كان صعبا ً لكن ماهو هدفها من إرسال الصور الى كاتالين ؟‬
‫تصرفات كتلك ال تظهر من صحفي بل من معجبه مهووسه تكره أن ترى محبوبها يقع بحب‬
‫فتاة أخرى ! إن كانت كذلك حقا ً فما الذي تنوي عليه تاليا ً ؟ هل ستقوم بأذية إليان ؟ هل من‬
‫الممكن أن تكون مجنونة لدرجة أن تؤذيها دون أن تتأكد من طبيعة عالقتي بها ؟ وإن كانت‬
‫مجرد صحفيه فحسب فما الهدف من فعلتها ؟ هل تبحث عن قصة مثيره لتقوم بنشرها ؟ إذا ً‬
‫هل من الممكن‪...‬‬
‫وقبل أن يُكمل تساؤله تسلل الى أُذنه صوت إلتقاط صورة فإلتفت بسرعه الى الباب الذي لم‬
‫يكن مؤصدا ً ففتحه ولكن لم يجد أي أحد‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ،‬هي بالفعل تنتمي إلحدى مجالت الفضائح وتعمدت فعل كُل هذا لتستطيع نشر قصة‬ ‫ُ‬
‫مثيره ويلمع أسمها كثيرا ً!!‬
‫عض على شفتيه وهمس‪ :‬سحقا ً لكم ولطرقكم الرخيصه!!‬
‫تقدم بعدها من كاتالين المنهاره وإحتضنها بالقوه حتى تهدأ وكلها ثواني حتى هدأت ُمقاومتها‬
‫‪..‬‬
‫همس لها‪ :‬ال بأس ‪ ،‬سأشرح لك الحقا ً‪..‬‬
‫همست له بصوت مرتجف‪ :‬أنت خائن‪..‬‬
‫إكتفى بالمسح على ظهرها حتى بدأت تفقد وعيها تدريجيا ً من شدة ما شربت هذه الليله‪..‬‬
‫نظر الى ُمدير أعمالها وقال‪ :‬إسمع ‪ ،‬هناك صحفي ينتمي بالتأكيد إلحدى مجالت الفضائح وقد‬
‫علم ما حدث هنا ‪ ،‬لقد إستطاع إلتقاط صورة لكن ال أضنه إستطاع إلتقاط صورة مناسبه فلقد‬
‫الحظته مما دفعه الى الهرب لذا حاول أن تُدبر لكاتالين عذر غياب كي ال تنجح قصة هذا‬
‫الصحفي‪..‬‬
‫دُهش مدير أعمالها مما سمع بعدها قال‪ :‬حسنا ً سأفعل لكن لو أتى عذر الغياب بعد نشر األمر‬
‫فسيبدو األمر وكأن المؤوسسه تحاول أن تغطي األمر بكذبه‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬إبحث في هاتفها بالتأكيد تملك صورةً شخصيه مع أي من موظفي الشركه ‪ ،‬أنشرها‬
‫اآلن ليبدو األمر وكأنها في هذا الوقت برفقة هذا الشخص من أجل تسجيل أو أي شيء آخر ‪،‬‬
‫إصنع العذر قبل أن ينشر ذلك الصحفي قصته!‬
‫هز مدير أعمالها رأسه وجلس وهو يفتح هاتفها وبدأ بالبحث عن الصوره ال ُمناسبه‪..‬‬
‫أنزل إدريان معطفه وألبسه إياها ونظر الى جوديف يقول‪ :‬دبر لي طريقا ً آمنا ً كي آخذها بعيدا ً‬
‫عن هنا وبعدها تصرف بأمر سيارتها إن كانت بالجوار‪..‬‬
‫جوديف‪ :‬سيارتها ليست هنا ال تقلق فلقد تصرفت بأمرها ُمبكرا ً‪..‬‬
‫حملها إدريان وهو يقول‪ :‬حسنا ً هذا جيد ‪ ،‬واآلن تقدم وإصنع لي طريقا ً آمنا ً‪..‬‬
‫هز جوديف رأسه وخرج خارجا ً وبدأ بتأمين الطريق له في حين كانت الصحفيه تراقبه من‬
‫منطق ٍة عمياء وهو يحمل كاتالين بعيدا ً‪..‬‬
‫ضاقت عيناها بشيء من البرود والحقد هامسه‪ :‬أُراهن بأنه سيفعل أي شيء من أجل إخراجها‬
‫من األمر ‪ ،‬سيبقى ساذجا ً الى األبد!‬

‫***‬
‫‪8:37 am‬‬
‫تناولت إستيال قطعة من التفاح بعد أن أنهت فطورها وهي تقول‪ :‬إذا ً ‪ ،‬ما رأيُك بجولة في‬
‫ضواحي باريس ؟‬
‫نظرت إليها آليس بشيء من التوتر فهي ال تزال تخشى الرجالن الذان قابلتهما في المتحف ‪،‬‬
‫هذا غير عن الرجل الثالث المريب الذي قابلته في الشارع‪..‬‬
‫ماذا لو شاهدوها ؟ ماذا سيحدث حينها ؟‬
‫هل ستموت!‬
‫عقدت حاجبها متعجبه ‪ ،‬لما الموت هو أول ما خطر على بالها ؟‬
‫ال أحد منهم هددها بذلك ! على الرغم من نيتهما الشريرة الواضحه إال أن ال أحد قال بأنه‬
‫سيقتلها!‬
‫إستيقضت على سؤال إستيال لها مجددا ً فترددت قبل أن تقول‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬ولما ؟ لن تزوري باريس دائما ً لذا ال بأس بالتجوال قليالً ! ماذا عن برج إيفل ؟ هل‬
‫زرتيه من قبل ؟ جميع من يأتي الى باريس أول مره يذهبون الى رؤيته وكأن هذا واجبا ً ال‬
‫مناص منه‪..‬‬
‫آليس في نفسها‪" :‬هيّا توقفي عن القلق ‪ ،‬كم تبلغ مساحة باريس في رأيك ؟ نسبة أن‬
‫تُصادفيهم هو ‪ %0,001‬لذا كفي عن ذلك ‪ ،‬ال تجعلي أشخاص غرب كهؤالء يرغمونك على‬
‫اإلختباء وكأنك فعلتي ذنبا ً ال يُمكن غفرانه"!‬
‫إبتسمت بعدها تقول‪ :‬حسنا ً لنذهب‪..‬‬
‫تناولت إستيال قطعة أخرى وهي تقول‪ :‬إذا ً علينا أوالً الذهاب الى السوق ألجل شراء هاتف‬
‫جديد لك بدل الذي فقدتيه باألمس ‪ ،‬وهذه المرة عليك أن تحذري جيدا ً فالنشالون يتكاثرون في‬
‫المناطق الشهيره من أجل إستهداف السيّاح الغافلون!‬
‫آليس‪ :‬حسنا ً سأحذر هذه المره‪..‬‬
‫وأكملت تناول أفطارها وهي تفكر بذلك الغريب باألمس‪..‬‬
‫هل ينتمي إليهم ؟ بالتأكيد أجل فمن غير المعقول أن تُقابل عدوان مختلفان مصادفة في نفس‬
‫الليله!‬
‫هي ليست بطلة في قصة هنديه ليحدث هذا لذا بالتأكيد كان أحد الذين أرسلهم ذلك الرجل من‬
‫أجل مالحقتها‪..‬‬
‫ذلك الرجل ؟‬
‫تخيلت مالمحه مجددا ً قبل أن تسأل‪ :‬باألمس كان هناك أحد المدعوين ‪ ،‬كان طويالً وأنيقا ً‬
‫وهادئا ً ويبدو باألربعين من عمره ‪ ،‬هل تعرفين من هو ؟‬
‫إبتسمت إستيال تقول‪ :‬كم رجالً برأيك يتصف بمثل هذه المواصفات باألمس ؟ كوني أكثر دقه‪..‬‬
‫تنهدت آليس فهي على حق ولكن ال شيء فيه مميز كي تقوم بوصفه ‪ ،‬إذا ً هل تصف لها تابعه‬
‫الذي إصطدم بها عمدا ً ؟ مواصفاته مميزه!‬
‫لكن فتاة مثل إستيال بالتأكيد هي تعرف عن المشاهير المدعوين فهم مثلها ولكن ما الذي قد‬
‫يجعلها تعرف أتباعهم!‬
‫تجاهلت التفكير باألمر وأكملت تناول طعام إفطارها وحالما إنتهت ذهبت كي تُجهز نفسها من‬
‫أجل الخروج مع إستيال‪..‬‬

‫خالل نصف ساعه كانتا أمام برج باريس بالفعل‪..‬‬


‫تمشيا وتحدثا كثيرا ً معلقتان على هذا وهذه وعلى المكان‪..‬‬
‫دردشتا بالكثير من المواضيع نسيت فيها آليس كُل شيء متعلق بذلك الرجل وبالشابان اللذان‬
‫قابلتهما باألمس‪..‬‬
‫إنها حتى نسيت جينيفر وريكس وتلك الحقائق الصادمه التي قالتها إستيال لها يوم البارحه‪..‬‬
‫لقد إستمتعت حرفيا ً‪..‬‬

‫جلست بعدها على إحدى الكراسي الخشبيه بإحدى الحدائق المبهره القريبه من البرج في حين‬
‫ي بدا مهما ً بعض الشيء‪..‬‬ ‫إبتعدت عنها إستيال لتجيب على إتصال هاتف ّ‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً تستنشق فيه عبير هذا الجو الخالب الذي يبعث على اإلسترخاء والراحه‪..‬‬
‫أخرجت هاتفها الجديد وبدأت بالتقليب في الصور التي إلتقطتها خالل تجوالها في الساعة‬
‫الماضيه وحذفت منها الصور التي لم تُلتقط بشك ٍل جيد‪..‬‬
‫نظرت بعدها الى الساعه فإذ هي بعد العاشره بقليل‪..‬‬
‫لقد مضى الوقت دون أن تشعر!‬
‫بدأت تُراقب الناس من حولها بإبتسام ٍة على شفتيها لتهمس بعدها قائله‪ :‬يا ترى ‪ ...‬هل كُنتُ‬
‫أعيش حياةً جيده في الماضي ؟‬
‫صمتت لفتره لتتسائل بعدها قائله‪ :‬أنا حائره ‪ ،‬أي نمط الحياتين هو األفضل ؟ هل علي أن‬
‫أستعيد ذاكرتي ؟ ماذا لو ندمت بعدها ؟‬
‫بدأ تدريجيا ً يعود القلق يسكن صدرها وتعود التساؤالت هذه لتزعج راحة تفكيرها وعادت‬
‫مجددا ً تتذكر أولئك الغرباء الذين يعرفونها خالل حياتها السابقه!‬
‫لما كُلهم يبدون سيئين!‬
‫عقدت حاجبها لفتره قبل أن تهمس‪ :‬ال ‪ ،‬هناك دانييل ! هو الوحيد الذي سيجيبني بالتأكيد عن‬
‫كُل تساؤالتي ! أريد مقابلته ولكن كيف ؟ لما لم يعد من بعد ما قام ريكس ووالده بطرده فلقد‬
‫طلبتُ منه العوده!‬
‫عاد اإلنزعاج يسكنها وهي تهمس‪ :‬ذلك الوغد ! أال يكفي أنه تسبب بإفقادي لذكرياتي ! لما ال‬
‫يُظهر بعض الندم ؟ لما هو وقح الى هذه الدرجة!‬
‫إبتسمت بسخريه وأكملت‪ :‬ماذا عساي أتمنى من شخص خان والدته وتسبب بمقتلها ! وجوده‬
‫في الحياة لوحدها عبارة عن ذنب‪..‬‬
‫شعرت بعدها بالحزن وأكملت‪ :‬لقد بدا من كالم آريستا أن والدة ريكس كانت إمرأه جيده وهذا‬
‫يعني بأنها كانت جيدة مع ولدها أيضا ً ‪ ،‬هل الشر الذي يسكنه يصل به الى درجة إيذاء والدته‬
‫؟ ما حجم هذه القسوه ؟ هذا كثير!‬
‫تنهدت وسحبت نفسا ً وقررت عدم التفكير به‪..‬‬
‫لن تفكر به ‪ ،‬لن تحتك به أيضا ً‪..‬‬
‫ستضع الكثير من الحواجز بينهما ‪ ،‬الذي جعله يؤذي والدته هكذا يجعله غير آمن بتاتا ً!‬
‫مرت به ليلة األمس!‬ ‫هي لن تتحمل مزيدا ً من الخوف فيكفيها ما ّ‬
‫أتت إستيال في هذا الوقت قائله‪ :‬أعذريني آليس ولكن علي مقابلة صديق مهم ويبدو بأني‬
‫سأقضي معه اليوم كله حتى موعد الندوة التاليه ‪ ،‬هل تريدين إكمال التجوال بمفردك أو العودة‬
‫الى الفندق ؟ يمكنني إستئجار مرشدا ً سياحيا ً من أجلك لو أردتي!‬
‫هزت آليس رأسها قائله‪ :‬ال ال بأس ‪ ،‬سأعود فلقد تعبت بحق ‪ ،‬قد أذهب في العصر وأتجول‬
‫ت لذا ال تقلقي ويمكنك اإلستمتاع بوقتك‪..‬‬ ‫قليالً حول الفندق لو أرد ِ‬
‫إبتسمت إستيال قائله‪ :‬حسنا ً كما تريدين ‪ ،‬لنذهب إذا ً‪..‬‬
‫وقفت آليس وغادرت معها بعيدا ً تاركةً خلفها المقعد الخشبي فارغا ً‪....‬‬
‫أو هذا ما يبدو!‪..‬‬
‫شاب في منتصف العشرينات كان يجلس بهدوء على المقعد الخشبي في الجهة األخرى من‬
‫هذا المقعد حيث ظهرا الكرسيان كانا متالصقان لذا يستطيع كل واحد منهما سماع اآلخر بكل‬
‫وضوح‪..‬‬
‫ولهذا ‪ ،‬كُل حديثها الهامس مع نفسها وصل الى مسامعه بدون أي صعوبه‪..‬‬
‫إلتفت بعدها بهدوء تام ينظر الى مدخل الحديقة حيث تغادر برفقة إستيال بعيدا ً‪..‬‬
‫ضاقت عيناه لفتره ثم همس بهدوء‪ :‬إذا ً طوال هذا اليوم ستكون وحدها ؟‬
‫إبتسم إبتسامةً ‪ .....‬لم تكن سعيدةً على اإلطالق!‬

‫***‬

‫‪am11:33‬‬

‫بداخل مؤسسة ‪ WRPG‬الترفيهيه‪..‬‬


‫دخل إدريان الى مكتب الرئيس العام الذي كان في العقد الثالث من عمره حيث كان يرتدي‬
‫نظارةً طبيه ويُسرح شعره األسود الى الخلف‪..‬‬
‫جلس بكل إستهتار على األريكة يقول‪ :‬ماذا ؟ هل من شكاوي فأنت ال تستدعيني إال من أجلها‬
‫حتى بِتُ أتشائم من رؤيتك!‬
‫نظر إليه ببرود يقول‪ :‬أنتَ تعلم ماذا حدث في يوم األمس يا إدريان‪..‬‬
‫أجابه إدريان بشيء من الال ُمبااله‪ :‬وماذا عساه قد حدث يوم األمس ؟ أضن بأنه كان يوما ً‬
‫طبيعيا ً هادئا ً!‬
‫تحدث الرئيس المدعو بـ كاميل وقال بشيء من الحده‪ :‬كف عن التحامق فلقد أخبرني جوديف‬
‫بكُل شيء!‬
‫أشاح إدريان بوجهه وهو يطلق شتيمة من بين شفتيه‪..‬‬
‫وقف كاميل أمام إدريان تماما ً قائالً له بهدوء‪ :‬إعرف مكانك وكف عن التسبب لنا بالمشاكل‬
‫فأنا منذ اآلن لن أغطي على مشاكلك هذه‪..‬‬
‫رفع إدريان نظره إليه وقال بشيء من السخريه‪ :‬آه أجل لقد كان غلطتي أن محبوبتكم كاتي‬
‫ذهبت الى النادي وتسببت بفوضى عارمه ُهناك ‪ ،‬أعتذر‪..‬‬
‫كاميل‪ :‬للمرة الثانيه أقول لك كف عن التحامق ! هي لم تصل الى هذه المرحله إال بسبب‬
‫تصرفاتك الدنيئه ! تذهب في موعد مع فتاة مجهوله وتسمح لكاميرات التصوير أن تصورك‬
‫وتتعمد تجاهل إتصاالت كاتالين لتجعلها في هذه المرحلة المجنونه ومن ثم تأتي أمامي بكُل‬
‫وقاحه لتتصرف وكأنك لست ال ُمخطئ!‬
‫تجاهله إدريان ولم يعلق فبقي كاميل صامتا ً لفتره ينظر إليه بعدها قال بشيء من البرود‪ :‬إقطع‬
‫عالقتك بها‪..‬‬
‫نظر إليه إدريان لفتره قبل أن يبتسم بسخريه ليقول‪ :‬وإن رفضتُ ؟‬
‫كاميل‪ :‬ستفعل ُرغما ً عنك فلقد إستفدتَ بما فيه الكفايه من البقاء بجانبها ‪ ..‬حافظ على كرامتك‬
‫ولو قليالً!‬
‫إختفت إبتسامة إدريان لوهله بعدها وقف ليصبح مقابالً لكاميل وجها ً لوجهه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وقال له بشيء من التهديد‪ :‬سأستمر باإلستفادة منها حتى أم ّل وأتحداك أن‬
‫تُرغمني على تركها!‬
‫إبتسم بسخريه وأكمل‪ :‬أوليس ِكل واحد منا يستفيد من اآلخر ؟ أم أن أمر اإلستفادة مني‬
‫أصبح مزعجا ً لهذا تريد التخلص مني ؟‬
‫إلتفت وغادر وهو يكمل بغير ُمبااله‪ :‬إقنعها بقطع عالقتها بي وإن وافقت تعال حينها وحاول‬
‫معي‪..‬‬
‫وأغلق الباب خلفه تاركا ً كاميل يقف بهدوء تام تملؤ رأسه أفكارا ً ليست من صالح إدريان‬
‫بتاتا ً‪..‬‬

‫ركب إدريان سيارته وهو يتفقد هاتفه‪..‬‬


‫ضاقت عيناه وهمس‪ :‬لم ينشر أي شيء حتى اآلن عما حدث يوم األمس ! ماذا ينتظرون ؟ هل‬
‫الصورة التي أنزلها مدير أعمال كاتالين في حسابها كحجة غياب ردعتهم ؟ حسنا ً ماذا عني ؟‬
‫هي تملك العديد من الصور لي وتستطيع من خاللها صناعة الكثير من القصص المثيره‬
‫كـ"حبيبة إدريان المجهوله" أو "شجار إدريان مع فتاة غامضه في إحدى غرف النوادي الليله‬
‫بوقت متأخر" أو تستعمل تلك الصورة حيث كنت في مرحلة مثيرة للشفقه بعد إن لكمني ذاك‬
‫الرجل باألمس ليظهر األمر وكأني أميل للعنف والقتال ! لديها الكثير فلما لم يُنشر أي شيء‬
‫بعد ؟‬
‫نظر الى الساعه فوحد بأن األمر ال زال ُمبكرا ً‪..‬‬
‫البد من أنها تُحظر لقصة قويه ولهذا األخبار لم تُنشر بعد!‬
‫أطفأ هاتفه وقرر العودة الى المنزل‪..‬‬

‫***‬
‫‪4:26 pm‬‬

‫نزلت آليس الى المقهى المجاور للفندق لتكتفي بتناول بعض الكعك والقهوه فال رغبة لها‬
‫بالتجوال في كُل مكان لوحدها‪..‬‬
‫تسائلت في نفسها عما إن كان ميشيل هذا صديق والد إستيال مهم الى هذه الدرجة فلقد كانت‬
‫إستيال بغاية السعاده وهي تتحظر للذهاب الى ُمقابلته‪..‬‬
‫همست لنفسها‪ :‬لقد كان صديق والدها المتوفى ‪ ،‬أُراهن بأنها تراه كمثابة والدها تماما ً‪..‬‬
‫رشفت القليل من القهوه قبل أن تتسع عينيها تدريجيا ً عندما تسلل الى أنفها رائحة عطر‬
‫ي جعلها فجأه تشعر بالصداع‪..‬‬ ‫رجال ّ‬
‫بالكاده وضعت كوب القهوة على الصحن قبل أن يُسكب من يدها بينما كان عقلها غير مستقر‬
‫بتاتا ً‪..‬‬
‫هذه الرائحه ‪ ...‬هذه الرائحه تذكرها جيدا ً‪..‬‬
‫في منز ٍل ما قديم ويبدو فقيرا ً أيضا ً ‪ ،‬لقد كان لون األثاث كحلي و‪....‬‬
‫خلخلت يدها بين خصالت شعرها بينما كانت تُحملق في الفراغ حيث تظهر هذه التفاصيل في‬
‫ذاكرتها دون أن تفهم السبب‪..‬‬
‫إنها ترى نفسها تقف في هذا المنزل ‪ ،‬إنها ترى أيضا ً رجالً يقف أمامها يلبس خاتما ً فضيا ً‬
‫مميزا ً ويبدو وكأنه خاتم خطوبه‪..‬‬
‫دخلت الرائحة الى أنفها بشكل أقوى فإتسعت عيناها بدهشه وهي تتذكر بعضا ً من كلمات هذا‬
‫الرجل‪..‬‬
‫ماذا ؟ لما يقول هذا ؟‬
‫قطع كُل هذا التشتيت صوت شيء يوضع أمامها على الطاوله فرمشت بعينها لتقع بعدها على‬
‫هاتف جوال أمامها ُمباشرةً‪..‬‬
‫هذا الهاتف!!‬
‫هو نفسهالهاتف الذي أخذه ذلك الشخص الغريب باألمس‪..‬‬
‫دُهشت ورفعت رأسها فورا ً لتجده يقف أمام الطاولة ينظر إليها بكل هدوء‪..‬‬
‫بقيت عيناها معلقتان به وعلى عكس األمس فهي لم تشعر بالخوف ولم تحاول الهرب‪..‬‬
‫هل يمكن أن يكون السبب هو أنه ‪ .....‬صاحب رائحة العطر التي أثارت ذكرياتها ؟‬
‫أيعني هذا بأنه نفس الرجل الذي ظهر في ذكرياتها أو أنه يتشارك معه فقط بنوع العطر ؟‬
‫ولكنه باألمس لم يكن يضع هذا العطر!‬
‫تحدث ليقطع تفكيرها قائالً‪ :‬لما لم تهربي كما فعلتي باألمس ؟‬
‫لم تدري بما تُجيب ‪ ،‬ولكنها أصبحت متأكده بأنه ال يمكن أن يكون نفس الرجل الذي ظهر‬
‫للحضه في ذكرياتها‪..‬‬
‫فلو كان هو لتذكرته كما حدث مع الرجل الذي رمى عليها األموال فلقد ظهر أول مره في‬
‫ذاكرتها بدون مالمح واضحه وحينما صادفته بعد مدة على أرض الواقع بدأت مالمحه تظهر‬
‫واضحةً في تلك الذكرى‪..‬‬
‫إذا ً ‪ ...‬فقط يتشاركان بنفس رائحة العطر!‬
‫إستوعبت للتو أنه واقفا ً أمامها ويعيد لها هاتفها الذي باألمس‪..‬‬
‫لم تدري ماذا تقول ‪ ،‬لكن الذكرى التي ظهرت بعد شمها لرائحة عطره لم تجلب الى قلبها‬
‫الخوف لذا بشكل ال إيرادي أصبحت ال تشعر بالخوف تجاه هذا الشخص‪..‬‬
‫تشجعت وسألته‪ :‬ماذا تريد مني ؟‬
‫نظر إليها لفتره بعدها قال‪ :‬أعدتُ لك هاتفك الذي هربتي مني باألمس قبل أن تأخذيه‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ولما أخذته مني أصالً ؟‬
‫أجابها‪ :‬أردتُ التحدث إليك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وسألت‪ :‬عن ماذا ؟ أنا ال أعرفك!‬
‫إبتسم وقال‪ :‬وال أنا‪..‬‬
‫ماذا !! هل هو يسخر منها أم ماذا ؟!!!‬
‫فتحت فمها لتتحدث لكنه قاطعها‪ :‬تلك الفتاة التي رافقتك من ستراسبورغ الى باريس‪..‬‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬أتقصد آريستا ؟‬
‫بعدها دهشت وقالت‪ :‬كيف تعرف هذا عني مع أنك ال تعرفني!‬
‫في حين تجاهل سؤالها الثاني وسألها‪ :‬آريستا ؟ أوليس إسمها استيال ؟‬
‫دُهشت للحضه وبقيت متعجبه من نفسها‪..‬‬
‫أجل ‪ ...‬للتو الحظت هذا‪..‬‬
‫لما كانت تدعوها بهذا اإلسم مرارا ً وتكرارا ً ؟‬
‫ما العالقه ؟‬
‫هل هو خطأ غير مقصود ؟‬
‫في حين قطع تساؤالتها ليسألها بهدوء تام‪ :‬كيف لك أن تعرفي إسم آريستا ؟‬
‫نظرت إليه متعجبه وعندما همت بالرد تراجعت وهي ترى تلك النظرات الحاده التي تسكن‬
‫عينيه‪..‬‬
‫ماذا ؟ ماذا يحدث ؟‬
‫هل فعلت أمرا ً خاطئا ً دون قصد ؟‬
‫ما عساه يكون!‬

‫– ‪- part end‬‬
‫ـ ‪ Part 15‬ـ‬

‫هناك صنفان من األكاذيب‪ :‬األول يتعلق بحقيق ٍة ُمنجزه‬


‫واألخر بواجب مستقبلي!‬
‫"جان جاكسن روسو"‬

‫سألها‪ :‬آريستا ؟ أوليس إسمها إستيال ؟‬


‫دُهشت للحضه وبقيت ُمتعجبه من نفسها‪..‬‬
‫أجل ‪ ..‬للتو الحظت هذا‪..‬‬
‫وتكرار ؟‬
‫ً‬ ‫لما كانت تدعوها بهذا اإلسم مرارا ً‬
‫ما السبب ؟‬
‫قطع تساؤالتها ليسألها بهدوء‪ :‬كيف لك أن تعرفي إسم آريستا ؟‬
‫نظرت إليه بتعجب لتجيبه لكنها تراجعت حالما وقعت عيناها على نظراته الحاده التي تسكن‬
‫عيناه‪..‬‬
‫ماذا ؟ ماذا به ؟‬
‫هل فعلت أمرا ً خاطئا ً ليرمقها بهذه النظره ؟!!‬
‫إذا كان أجل فماذا عساه يكون ؟‬
‫ال تملك أي فكرة عما يُمكن أن يكون لهذا لم تعرف بماذا تُجيبه‪..‬‬
‫أو باألحرى خشيت أن تعطيه إجابتها الغير ُمفيده فيزيد هذا من حدة عيناه تلك‪..‬‬
‫أما بالنسبة له فقد أشاح بنظره عندما الحظ إرتباكها جراء نظراته ونظر الى الفراغ قليالً قبل‬
‫أن يُعاود النظر إليها بهدوء يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬هذا ليس الموضوع الذي يجب أن نتحدث بشأنه ‪,‬‬
‫أنا فقط أردتُ أن أتحدث بخصوص إستيال‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ماذا بها ؟‬
‫نظر إليها مطوالً فشعرت بعدم الراحه وأشغلت نفسها بإحتساء كوب القهوه قبل أن يتحدث‬
‫قائالً‪ :‬أال تملكين شيئا ً من العقل ولو القليل فقط ؟‬
‫وضعت الكوب بطريق ٍة حاده وهي تقول بإنزعاج تام‪ :‬هذه وقاحه!!‬
‫لثوان قليله بعدها قال‪ :‬أعتذر ‪ ,‬دعيني أُعيد صياغة السؤال بطريق ٍة ُمحترمه‬ ‫ٍ‬ ‫إبتسم ُرغما ً عنه‬
‫بعض الشيء‪..‬‬
‫صمت لوهله قبل أن يُكمل‪ :‬أال تملكين آراءا ً ُمستقله ؟ أال يمكنك تحديد من تحبيه ومن تكرهيه‬
‫بنفسك دون التأثر بآراء اآلخرين ؟ هل عندما أقول لك بأن ذلك الفلم سيء تقتنعين بهذا دون‬
‫حتى أن تجربي مشاهدته أو على األقل ترفضين إطالق اآلراء عليه حتى تعرفيه بنفسك ! ال‬
‫تكوني حمقاء!‬
‫ضغطت بأصابعها على مقبض الكوب تنظر إليه بشيء من الغضب قبل أن تقول‪ :‬هذا كان في‬
‫قمة الوقاحه أكثر من جملتك السابقه ! تعلّم أوالً كيف تتحدث الى النساء بعدها تعال إن كُنت‬
‫هال غادرت من أمامي ؟‬ ‫بحاجة الى سؤالي وإعذرني لكني لن أقبل أي إعتذرا منك بعد هذا لذا ّ‬
‫تنهد ونظر الى وجهها الغاضب بهدوء قبل أن يقول‪ :‬أي شيء تقوله لك جينيفر تصدقيه ‪,‬‬
‫وأي شيء تقوله لك إستيال تصدقيه ‪ ,‬أال يجعلك هذا تبدين كفتاة حمقاء ال تملك أي آراء‬
‫ت أشبه بدميه يتم التالعب بها بسهوله!‬ ‫ُمستقله ؟ بإختصار أن ِ‬
‫دُهشت ولم تعرف بماذا تجيب فلقد غضبت بحق من أسلوبه الوقح وفي الوقت ذاته صدمت من‬
‫هذه الحقيقة التي إستوعبتها للتو لذا لم تعرف بماذا تنطق‪..‬‬
‫وقف ونظر إليها بهدوء وهو يقول‪ :‬بخصوص إسم آريستا فهذا الوقت لم يكن مناسبا ً ألسألك‬
‫أمر ما لذا كوني حذره فربما المرة‬ ‫عنه ولكن لن أدع األمر يمر وكأنه ال شيء وسأتأكد من ٍ‬
‫القادمه التي أقابلك فيها أكون فيها عدو كبير لك!‬
‫بعدها إلتفت وغادر وهي تنظر إليه بدهش ٍة عارمه‪..‬‬
‫ماذا ؟ ماهذا الذي يقوله!‬
‫لما هو يهدد ؟‬
‫من يكون أصالً ليأتي إليها من الالمكان ويقوم بتهديدها هكذا!‬
‫وقفت بشكل ال إيرادي ولحقت به وحالما إقتربت منه وهو متجه الى الباب توقف بشك ٍل ُمفاجئ‬
‫وأدار بوجهه جانبا ً ممسكا ً بهاتفه بشك ٍل عشوائي وقبل حتى أن تستغرب من الوضع دخلت‬
‫إستيال في هذا الوقت مع رجل ما فعقدت حاجبها عندما الحظته يرمي نظرةً سريعه الى إستيال‬
‫قبل أن يخرج بشك ٍل خاطف‪..‬‬
‫ماذا ؟ لقد تجنبها للتو!‬
‫هل هذا يعني بأنهما يعرفان بعضهما البعض!!‬
‫ت ُهنا!‬
‫جائها صوت إستيال تقول‪ :‬أوه آليس أن ِ‬
‫نظرت إليها آليس بعدها إبتسمت وهي تراها تتقدم منها قائله‪ :‬ضننتُك خرجتي خارجا ً كما قُلتي‬
‫في الصباح!‬
‫آليس‪ :‬اممم شعرت ببعض الكسل لذا إكتفيتُ بشرب بعض القهوه‪..‬‬
‫أشارت إستيال الى الرجل قائله‪ :‬حسنا ً أُعرفك بميشيل صديق والدي المقرب وأيضا ً صديق‬
‫عزيز لعائلتنا‪..‬‬
‫نظرت الى ميشيل وأكملت‪ :‬أُعرفك بآليس ‪ ,‬إحدى قريبات عائلة عمي‪..‬‬
‫إبتسم ميشيل قائالً‪ :‬مرحبا ً آليس ‪ ,‬تشرفتُ بلقائك‪..‬‬
‫آليس‪ :‬أهال وشكرا ً لك‪..‬‬
‫ت من رافق عزيزتي إستيال ؟ تبدين ألطف مما تخيلت‪..‬‬ ‫ميشيل‪ :‬وااه إذا ً أن ِ‬
‫شعرت بالخجل وكررت قائله‪ :‬شُكرا ً لك‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬حسنا ً عزيزتي آليس أنا سأصعد معه الى األعلى فأنا سأُشارك اليوم في الندوه لذا‬
‫ت‪..‬‬‫أحتاج الى إستشارته لذا يمكنك الذهاب الى أي مكان تريدين ويُمكنك مرافقتنا إذا أرد ِ‬
‫هزت آليس رأسها قائله‪ :‬كال كال بل سأبقى هنا وربما أخرج الى الحديقة قليالً ‪ ,‬خذا راحتكما‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬حسنا ً كما تُريدين ‪ ,‬أراك الحقا ً وكوني حذره‪..‬‬
‫بعدها غادرت فإبتسم ميشيل وقال قبل أن يُغادر خلفها‪ :‬إنك حقا ً لطيفه‪..‬‬
‫هزت رأسها بشكر دون أن تقول شيئا ً بعدها تنهدت وهي هامسه‪ :‬سحقا ً لذلك الشاب فلقد‬
‫جعلني مشوشة وبالكاد تظاهرت بالهدوء أمام إستيال‪..‬‬
‫نظرت بإتجاه الباب وهي ال تزال تفكر بأمره‪..‬‬
‫من يكون ؟ يبدو أحد معارف إستيال بما أنه تجنبها للتو لكن لما ؟‬
‫هل هو عدو لها ؟ قد يكون كذلك فهو قبل قليل إستنكر منها تصرفها قائالً بأنها تصدق كل ما‬
‫تقوله لها إستيال!‬
‫لكن لما قال هذا ؟ وهل هو يعرف شيئا ً ليقول مثل هذا الكالم ؟‬
‫هل هي حقا ً كاذبه فيما قالته ؟‬
‫ولكنها قالت الكثير فعن أي شيء يقصد!‬
‫ولما أيضا ً يتحدث وكأن جينيفر كاذبه!‬
‫لما ينعتهما بالكذب مع أن كُل واحده منهما تقول كالما ً مختلفا ً عن األخرى!‬
‫جينفر تقول بأنها تعتني بها لتكفر عن خطايا إبنها وإستيال تقول بأنه ليس إبنها لذا كيف يكون‬
‫هذا عذرا ً إلعتنائها بك ؟‬
‫إن كانت كلتاهما كاذبتان فماذا عساها تكون الحقيقه!!‬
‫أو هل يقصد أمر آخر ؟ مثالً أمر إجمعتا على قوله وهو في الحقيقة كذبا ً ؟‬
‫ماذا يكون ؟‬
‫إستيال قالت الكثير بينما جينيفر لم تقل شيئا ً عدا أمر إعتنائها بها فقط ال غير فإذا ماذا ؟‬
‫عادت بهدوء الى مقعدها وهي تفكر في إحتمالية أن يكون هو بنفسه كاذبا ً!‬
‫أجل هذا ممكن فال سبب يدعوها لتصديق كالم غريب تشاهده ألول مره‪..‬‬
‫ربما هو عدو للعائله ويريد أن يسبب المشاكل لهم‪..‬‬
‫نعم هو بالتأكيد عدو والدليل إخفاء وجهه حالما ظهرت إستيال أمامه بشكل ُمفاجئ‪..‬‬
‫جلست على الكُرسي وشردت بتفكيرها قليالً قبل أن تهمس‪ :‬هل من ال ُممكن أن إدريان هو‬
‫الشاب الوحيد ذا الوجه الوسيم وال يملك لسانا ً وقحا ً ؟ باألول ريكس واآلن هذا الغريب ‪,‬‬
‫أصحاب الشكل الجذاب دائما ً ما يكون لسانهم قذرا ً وغير ُمهذب!‬
‫نظرت الى هاتفها وتسائلت مجددا ً عما يكون هذا الشاب وما هدفه مما قاله لها ؟‬
‫همست بعدها بهدوء‪ :‬أنا لستُ دميه ‪ ,‬من الطبيعي ألي أحد أن يصدق كالما ً قيل في أشخاص‬
‫ال يعرفهم حق المعرفه!‬
‫أمسكت بهاتفها وقامت بتشغيله وهي تكمل‪ :‬من اآلن لن أهتم بهم ‪ ,‬ال بمشاكلهم وال بإسرارهم‬
‫وال بتصديق أو تكذيب أي واحد فيهم ‪ ,‬هي محض فترة قصيره وبعدها بالتأكيد ستجدني‬
‫عائلتي وسأغادر لذا ال جدوى من معرفة أي شيء عنهم‪..‬‬
‫تنهدت وبدأت بالتأكد من أن هاتفها رجع إليها دون أن يتم العبث به بأي شكل من األشكال‪..‬‬

‫***‬

‫‪11 juonyour‬‬
‫‪9:56 am‬‬

‫جلست إليان بهدوء على كرسي داخل مبنى كليتها وأخرجت دفترها لتقوم بتدوين أهم النقاط‬
‫التي يجب عليها مراجعتها بخصوص المحاضرة التي خرجت منها للتو‪..‬‬
‫صديقاتها في محاضر ٍة لمادة رفضت أخذها معهم بما أن لديها ترتيب معين لدراستها لذا‬
‫تقضي الوقت بعض األحيان وحيده‪..‬‬
‫وبالنسبة لفتاة مثل إليان فهي ترى مثل هذه األوقات فرصه لمراجعة وتدوين ما أخذت كي‬
‫تعطي لنفسها فترة إستراحة في منزلها لمشاهدة فيلم ما أو الخروج خارجا ً‪..‬‬
‫تنهدت وأخذت لنفسها دقيقتين إستراحة تشرب فيه عصيرها المثلج وهي تنظر حولها فالمكان‬
‫هادئ فيه بعض التجمعات الصغيره من الطالب والطالبات يتم من خاللها اإلستذكار أو حل‬
‫الواجبات وإكمال البحوث‪..‬‬
‫دائما ً ما كانت المناطق الداخليه للكليه خاصةً لهذه األمور بينما الخارجيه فهي للهو واألكل‬
‫وتجاذب أطراف الحديث‪..‬‬
‫لفت إنتباهها أحد دكاترتها يتجه نحوها فنظرت إليه بهدوء حتى إقترب وحدثها قائالً بهدوء‪:‬‬
‫إتبعيني‪..‬‬
‫وبعدها غادر وهي تنظر إليه بشيء من اإلستنكار‪..‬‬
‫ماذا مع كلمة "إتبعيني" هذه ؟‬
‫أال يمكنه قوله ما يريده هنا أو إنتظار موعد محاضرته القادم ؟‬
‫أمالت شفتيها وأدخلت دفترها الى حقيبتها بعدها ذهبت خلفه‪..‬‬
‫توقفت للحضه متعجبه عندما دخل الى أحد غرف الطباعه وهمست‪ :‬إن كان لديه مالحظات‬
‫آلدائي أو طلبات كان عليه أخذي الى مكتبه على األقل!‬
‫ت جاده في تصرفك هذا ؟‬ ‫دخلت بعدها خلفه فنظر إليها قليالً بعدها قال‪ :‬هل أن ِ‬
‫فهمت ما كان يقصده فقالت‪ :‬لقد إتبعتُ نصيحتك لي فأنت من قال لي أن أذهب الى مكتب‬
‫شؤون الطلبه إن كان توزيعك للدرجات لم يعجبني!‬
‫الدكتور بهدوء‪ :‬وهل أفادتك هذه الفعلة الوقحه ؟‬
‫إليان‪ :‬لم يكن تصرفي وقحا ً‪..‬‬
‫الدكتور‪ :‬إتهامي بالظلم والتحيز ضدك ال يُعتبر وقاحه ؟!‬
‫إليان‪ :‬ال أكن ضدك أي عدائيه ألتهمك بهذا ‪ ,‬كنتُ سأشتكي بأمر درجاتي مهما كان الدكتور‬
‫الذي يدرس الماده فالكل يعلم بأني أهتم لدرجاتي أكثر من حياتي حتى‪..‬‬
‫الدكتور‪ :‬لما تتصرفين بغباء ؟‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬ال أرى أي غباء في تصرفي ! إنه تصرف طبيعي يصدر من أي طالب‬
‫مجتهد ! ال تقل لي بأنه طوال فترة تدريسك لم ترى أمورا كهذه ؟‬
‫ت تعلمين ما أقصد فتوقفي عن التظاهر بالغباء مجددا ً!!‬ ‫الدكتور بهدوء‪ :‬أن ِ‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت‪ :‬إن لم ترد أن تخبرني عن سبب إتهامك لي بهذا فهذه‬
‫مشكلتك ولكن ال أرى بأنه من األدب أن تستدعيني بهذه الطريقة من أجل فقط أن تبين لي كم‬
‫أنت غاضب من طلبي إلعادة تصحيح ورقتي ! كُنتَ تستطيع إرسال أحدهم لطلب رؤيتي في‬
‫المكتب أو التحدث معي بعد إنتهاء محاضرتك وليس بهذه الطريقة اللصوصيه وكأننا نفعل‬
‫شيئا ً خطئا ً ‪ ,‬واآلن إعذرني‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادرت تاركةً إياه ينظر إليها بهدوء بالغ‪..‬‬

‫جلست على كُرسيها وهمست بإستياء‪ :‬ياله من تصرف أخرق يا إليان ! جعل من دكتور عدو‬
‫هو أسوأ كابوس قد تواجهينه هذه السنه !! ما كان علي أن أتمادى هكذا فلو إكتفيتُ بإعتذار‬
‫وأنهيت الموضوع لكان هذا أسلم لي ! سحقا ً لي ولطبيعتي اإلنتقامية هذه!!‬
‫أغمضت عيناها وهي بحق نادمه أكثر الندم وتمنت لو يرجع الزمن الى الوراء لثالث دقائق‬
‫فحسب‪..‬‬
‫عقدت حاجبها قليالً بعدها نظرت أمامها عندما أحست بأحدهم يقف فشاهدت فتاة غريبه ال‬
‫تعرفها ولكنها تبدو طالبةً مثلها‪..‬‬
‫نظرت إليها الطالبه ببعض اإلرتباك بعدها قالت‪ :‬هل يُمكنني أن أتحدث إليك ؟‬
‫تعجبت إليان فقالت‪ :‬ال أعلم إن أمكنك ولكن لدي محاضرةً بعد عشر دقائق ‪ ,‬هل تكفي هذه‬
‫المده ؟‬
‫أبعدت الفتاة عينيها قليالً بعدها عاودت النظر إليها وقالت‪ :‬ال أضن ‪ ,‬إذا ً هل يمكننا أن نتقابل‬
‫بعد نهاية اليوم الدراسي ؟‬
‫ت مشغوله فأنا‬ ‫ت متفرغه فال بأس أما إن كن ِ‬ ‫إليان‪ :‬أخرج اليوم في تمام الساعة الثانيه ‪ ,‬إن كن ِ‬
‫ال يمكنني اإلنتظار طويالً‪..‬‬
‫الفتاة بسرعه‪ :‬ال ال البأس ‪ ,‬الساعه الثانيه حسنا ً ؟ سأنتظرك أمام المدخل الجانبي لكلية‬
‫التنميه حسنا ً ؟‬
‫إليان‪ :‬حسنا ً ال بأس لدي‪..‬‬
‫إبتسمت الفتاة بعدها غادرت وإليان تتسائل في نفسها عن ما ترغب فيه فتاة غريبةً منها!‬

‫***‬

‫‪2:20 pm‬‬

‫إنهالت العديد والعديد من التعليقات اإليجابيه على هذا الحساب المرئي الخاص بها فبقيت‬
‫تقرأها بإبتسامه عارمه على شفتيها‪..‬‬
‫أرسلت بعدها دردشة عامه مكتوب فيها "إذا ً ما نوع األغنية التي تريدون عرضا ً عليها ؟"‬
‫تتالت الخيارات وكل شخص يختار أغنيته ال ُمفضله فبدأت تبحث عن أكثر إسم متكرر وبعدها‬
‫حيث هناك العديد والعديد من أقراص األغاني المتنوعه‬ ‫ُ‬ ‫ذهبت الى إحدى أرفف مكتبتها‬
‫وأخرجت تلك األغنية التي طالبوا بها‪..‬‬
‫وضعتها في جهاز الدي جي الخاص بها بعدها تقدمت من المرآه وتأكدت من مظهرها قبل أن‬
‫تضع عصبةً تنكريه على عينيها غطت حتى أنفها وبات التعرف عليها صعبا ً‪..‬‬
‫عادت الى حاسبها وأبعدت الالصق عن عدسة الكاميرا بعدها شغلت الدي جي لتبدأ بأداء‬
‫الرقصة المناسبة على هذه األغنيه بينما اآلالف من اإلعجابات تنهالت على صفحتها وبلغ عدد‬
‫مشاهدي هذا البث ‪ُ 34,488‬مشاهدا ً!‪..‬‬

‫خالل ثالث دقائق ونصف إنتهت من الرقص وجلست أمام الحاسب واضعةً الالصق من جديد‬
‫على عدسة الكاميرا وبدأت تقرأ التعليقات بإبتسامة كبيره على شفتيها‪..‬‬
‫لفت نظرها هاتفها يُضيء بجانب الحاسب ‪ ,‬ألقت نظرة سريعه فدُهشت عندما رأت أخاها‬
‫األكبر يتصل بها‪..‬‬
‫كتبت تعليقا ً عاما ً تقول فيه "حسنا ً شكرا ً للطفكم وإعذروني فلقد طرأ علي أمر ما ‪ ,‬سأفتح‬
‫فقرة األسئلة ليالً حسنا ً ؟"‬
‫بعدها أطفأت البث ال ُمباشر وردت بسرعه قبل أن ينتهي الرنين‪..‬‬
‫بادرت هي بقولها‪ :‬أهالً أخي ألبرت العزيز‪..‬‬
‫تحدث أخاها األكبر ذا الـ‪ 28‬عاما ً قائالً بهدوء المعتاد‪ :‬أهالً فلور ‪ ,‬كيف حالك ؟‬
‫فلور‪ :‬على أحسن ما يُرام ‪ ,‬ماذا عنك ؟ لقد إشتقتُ إليك كثيرا ً!‬
‫رفع حاجبه وأجابها‪ :‬كُفي عن الكذب فأنا أعلم بأنك ترقصين فرحا ً لغيابي‪..‬‬
‫فلور بسرعه وبكذب عارم‪ :‬ال هذا مستحيل فأنا بحق أحبك ‪ ,‬أنت أخي األكبر واألب األفضل‬
‫بالنسبة لي!‬
‫تجاهلها وسأل‪ :‬ماذا عن عائلة عمي ؟ هل ما زالوا يسببون المضايقات ؟‬
‫أمالت فلور شفتيها تقول‪ :‬نعم ‪ ,‬إدريان هذا ‪ ,‬هو أكبر مزعج عرفته البشريه!!‬
‫ت ال تتجاهلينه عندما يُضايقك صحيح ؟‬ ‫ألبرت‪ :‬أن ِ‬
‫فلور‪ :‬ال أستطيع ‪ ,‬مهما حاولت ال أستطيع يا أخي‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬تجاهليه إن لم يكن كين أو إستيال حولك لينتقموا لك ‪ ,‬يمكنك مثالً وضع سماعات‬
‫واإلستماع الى أي شيء وتجاهله تماما ً فهذا أقل ما يمكن لفتاة حمقاء مثلك أن تفعله‪..‬‬
‫تنهد وهمس‪ :‬حمقاوان في العائله ! هذا كثير علي‪..‬‬
‫نفخت وجنتيها بإستياء ولم تُعلق في حين سألها‪ :‬ماذا عن إستيال ؟ من أخذت معها الى‬
‫باريس ؟ أهو السيد ميشيل ؟‬
‫فلور‪ :‬كال بل الفتاة الغبيه التي نسيت أسمها وهذا دليل أنها ال تُشكل أي أهمية بالنسبة لي‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬ال أهتم بمن تعرفين أسمائهم أو ال تعرفين ‪ ,‬من هذه الفتاة ؟ ال تقولي لي‬
‫إليان ؟‬
‫فلور‪ :‬هههههههه ال تكن أحمقا ً فإستيال يستحيل أن تأخذها ودودة الكتب تلك يستحيل أن تغيب‬
‫يوما ً عن جامعتها!‬
‫رفع حاجبه وسألها بهدوء‪ :‬من األحمق ؟‬
‫فلور بسرعه وأدب‪ :‬أنا آسفه‪..‬‬
‫تجاهل هذا وسأل‪ :‬إذا ً من هي ؟‬
‫إبتسمت فلور للحضه بعدها قالت‪ :‬لحضه ‪ ...‬هل يمكن أنك لم تسمع عن األمر بعد ؟‬
‫تحمست وأكملت‪ :‬عن أمر الحادث الذي فعله ريكس وتسبب باألذى لفتاة ما!!‬
‫صمت لفتره بعدها قال‪ :‬أخبرتني إستيال بشأنه ‪ ...‬هذا لم يكن سؤالي فلور!‬
‫فلور‪ :‬لكن له عالقة باألمر فالفتاة التي تضررت هي من رافقت إستيال الى باريس‪..‬‬
‫تعجب للحضه بعدها همس‪ :‬لن تأخذ فتاةً غريبه من دون سبب‪..‬‬
‫فلور‪ :‬أضن بأن السبب هو إغاضة جينيفر ألنها هي من تعتني بالفتاة وترفض تماما ً أن تبقيها‬
‫معنا في منزل العائله لذا إستفزت جينفير عن طريق أخذ هذه الفتاة معها دون موافقتها‪..‬‬
‫ألبرت بهدوء‪ :‬هذا السبب فحسب ؟ إستيال لديها هدف آخر بالتأكيد‪..‬‬
‫بعد لحضات من الصمت تحدثت فلور قائله‪ :‬أممم أخي ‪ ,‬لما إتصلت ؟‬
‫تنهد وقال‪ :‬فقط أطمئن على وضعك في غياب إستيال وأسألك عمن رافقها ‪ ,‬على أية حال‬
‫إجتهدي في دروسك وأتركي اللعب أو مشاهدة األفالم حسنا ً ؟‬
‫فلور‪ :‬حسنا ً كما تريد‪..‬‬
‫إلبرت‪ :‬قد أقوم قريبا ً بزيار ٍة إليكم لكن لستُ متأكدا ً من الوقت بعد‪..‬‬
‫دُهشت فلور وقالت بسرعه‪ :‬ستُسعدنا زيارتك بدون أدنى شك ولكن إن كُنتَ مشغوالً فال تراكم‬
‫شغلك فهذا سيعطي عمي فرصةًكي يثبت لك كم أنت فاشل‪..‬‬
‫رفع حاجبه وقال‪ :‬ال تقلقي ‪ ,‬يمكنني تدبر أمري وستتمكنين من رؤيتي قريبا ً فمن طريقة‬
‫ت ُمشتاقةً لرؤيتي ‪ ..‬وداعا ً‪..‬‬
‫كالمك يمكنني إستنتاج كم أن ِ‬
‫فلور بدون رضى‪ :‬وداعا ً‪.‬‬
‫أغلقت الهاتف قائله‪ :‬يا إلهي ستعود الليالي الصارمة قريبا ً !! وداعا ً لحياتي المترفه!‬
‫أغلقت حاسبها بعدها قامت بتبديل مالبسها المكشوفة هذه ببنطال طويل وقميص أخضر بأكمام‬
‫قصيره وأخفت القناع في درجها قبل أن تخرج من غرفتها متجهةً الى األسفل‪..‬‬
‫مرت على غرفة الطعام فهم بالعادة عندما تتأخر إليان في محاضراتها يخرجونه في تمام‬ ‫ّ‬
‫الساعة الثانيه والنصف‪..‬‬
‫فتحته بهدوء لتتفقد الموجودين فلم ترى ال عمها وال عمتها وال أخاها األكبر وال حتى إليان‪..‬‬
‫فقط أخاها كين وإدريان وريكس‪..‬‬
‫أمالت شفتيها وقررت تناول الطعام معهم ما دام أخاها كين موجود فهو أشبه بحارس ينتقم لها‬
‫عندما يضايقها أبناء عمها وخاصة إدريان‪..‬‬
‫جلست على كرسيها بجانب كين ويقابلها إدريان بينما ريكس جلس على كرسي والده في‬
‫المقدمه‪..‬‬
‫لم تقل شيئا ً عندما الحظت الجو الهادئ الذي يُخيم على الجميع فريكس وكين مشغوالن بتناول‬
‫الطعام بينما إدريان يراسل أحدهم عبر الهاتف‪..‬‬
‫أمالت شفتيها بعدها نظرت الى ريكس لفتره قبل أن تقول‪ :‬من الغريب أن تتنازل وتتناول‬
‫الطعام معنا دون حظور عمي إلكسندر ! هل أصبحتَ ُمتواضعا ً فجأه ؟‬
‫إبتسمت ‪ ,‬تحب أن تضايقه فهو دائما ً ما يختار التجاهل على الرد‪..‬‬
‫واألجمل أن إدريان المزعج لن يتدخل فبينه وبين ريكس عداوة ال أحد يعرف تاريخها لذا‬
‫يكتفي بالتفرج‪..‬‬
‫والعم ليس موجودا ً ليطلب منها السكوت وتناول الطعام بهدوء‪..‬‬
‫إذا ً يالها من فرصه ذهبيه!‬
‫إبتسمت بسخريه تقول‪ :‬لما ال ترد ؟ هل أكل القط لسانك أم أنك خائف من فتاة تصغرك بتسع‬
‫سنوات ؟ واااه هذا صادم للغايه!‬
‫رفع إدريان نظره الى فلور وهو يتنهد قائالً في نفسه‪" :‬لما هي بهذه الدرجة من السخافه ؟‬
‫إنها تصدمني يوما ً بعد يوم‪!" ..‬‬
‫عاود بعدها النظر الى هاتفه حالما جاءه إشعار بالرد وبدأ بإكمال الدردشه وهو يقول في‬
‫نفسه‪" :‬لم يتم نشر أي شيء بخصوصي بعد ‪ ,‬ماذا تنتظر تلك الصحفيه ؟ هل في جعبتها‬
‫شيء صادم أكثر مما أتوقع ؟"‬
‫في حين أكملت فلور تقول لريكس‪ :‬أستطيع وبسهولة رؤية كم تكافح وتناظل في عملك لكن‬
‫أتسائل لما ال يوليك عمي إدارة شؤون بقية أعماله ؟ هل يعقل بأنك لست جديرا ً بالثقه ؟ واااه‬
‫هذا أيضا ً صادم فأخي يتولى لوحده جميييع أعمال والدنا منذ العديد والعديد من السنوات‬
‫ونجاحاته ال تُخفى على األعمى بينما أنت أمسكك عمي شركة صغيره فحسب ‪ ..‬ياله من فرق‬
‫كبير!‬
‫رفع ريكس نظراته البارده الى جهتها فجفلت رغما ً عنها وحالما إستوعبت األمر تظاهرت‬
‫بالقوه وهي تقول بتهديد‪ :‬مـ ماذا ؟ نظراتك ال تُخيفني لذا ال تُتعب نفسك!‬
‫أبعد نظره بهدوء عنها ونظر الى إدريان قليالً بعدها عاود إكمال طعامه وهو يقول في نفسه‪:‬‬
‫"فتاة جبانه كفلور ال يمكن لها أن تفعل ذلك ! وأستبعد إدريان فهو حتى أن سنحت له الفرصه‬
‫لن يوافق على دخول ذلك المنزل ‪ ,‬بالتأكيد من دخله شخص على معرفة به ولكن من يكون‬
‫ولما يملك أوراقا ً تخص تلك الفتاة ولما خبأها عنها ؟‪" ..‬‬
‫ما زال هذا األمر يؤرقه جدا ً!‬
‫ذلك المنزل يعود لوالدته التي بدورها كانت قد كتبته باسم ولدها قبل أن تتوفى‪..‬‬
‫هذا المنزل لم يدخله أحد منذ العديد والعديد من السنوات سواه هو وصديقه آندرو فقط!‬
‫يستحيل أن يكون ذلك الشخص الذي تسلل إليه هو آندرو‪..‬‬
‫وأيضا ً يستحيل أن تكون إليان‪..‬‬
‫فمن إذا ً ؟‬
‫والده ؟ زوجة والده ؟ أو أحد أبناء عمه!‬
‫هل من المعقول أنها إستيال ؟‬
‫ولكن بدا المتسلل أقرب أن يكون رجالً لذا ربما كان إدريان أو إبن عمه اآلخر‪..‬‬
‫ال يبدو بأن إدريان قد يفعلها واآلخر أجبن من أن يتسلل وحتى لو كان هو إلستطاع مالحظة‬
‫إرتباكه وهو يسرق تلك األوراق‪..‬‬
‫لكن المتسلل كان واثقا ً جدا ً في حركاته‪..‬‬
‫من عساه يكون ؟!!‬
‫حالما إنتهى من التفكير إستوعب بأن فلور عادت الى إستفزازه مجددا ً حتى بعد خوفها قبل‬
‫قليل من نظرته‪..‬‬
‫تنهد بعدها وقف وغادر صالة الطعام وهو يسمعها خلفه تتباهي بقدرتها على جعله يهرب من‬
‫مواجهتها‪..‬‬
‫حالما إتجه الى الصالة الخارجيه ليصعد الدرج الى غرفته صادف في وجهه إليان قد نزلت‬
‫للتو‪..‬‬
‫توقفت في مكانها ونظرت إليه بشيء من ال ِعدائيه والحذر قبل أن تتسارع خطواتها وتمر من‬
‫أمامه بشكل سريع وتختفي خلف أحد األبواب‪..‬‬
‫نظر الى جهة المطبخ حيث ذهبت لفتر ٍة قصيره بعدها إلتفت وصعد الدرج دون أن يُعلق بأي‬
‫كلمه‪..‬‬
‫توقف في منتصفه وأخرج هاتفه ورد على المكالمه التي أتته للتو قائالً‪ :‬ماذ‪...‬‬
‫قاطعه الطرف الثاني بشيء من التوتر‪ :‬يا رئيس ‪ ,‬بضائع الصفقة التي إستوردناها منذ يومان‬
‫! لقد ُحرق المخزن الذي يحميها!!‬
‫إتسعت عينا ريكس من الصدمه فأكمل اآلخر‪ :‬حاولنا إخماد النيران قدر المستطاع وإنقاذ‬
‫الكثير من البضائع ولكنها كانت منتشره في كُل مكان ولم نستطع أن ننقذ سوى أشياء بسيطه‬
‫ال تُذكر!‬
‫ريكس‪ :‬كيف حدث هذا ؟‬
‫تحدث قائالً بنفس نبرته المتوتره‪ :‬ال أعلم ‪ ,‬للتو إنتهينا من إخمادها وبدأنا بتنظيف الرماد ولم‬
‫نبدأ بعد بالتحقيق حول األمر ‪ ,‬ربما عُطل بالكهرباء وربما أحد الحراس لم يُطفئ سيجارته‬
‫جيدا ً ‪ ,‬قد يكون السبب شيء آخر لم نفكر به أو‪...‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬إهدأ إهدأ ‪ ,‬أنا قادم اآلن‪..‬‬
‫وبعدها إلتفت وعاود أدراجه ليخرج من باب المنزل متجها ً الى المخزن الذي يبعد كثيرا ً جدا ً‬
‫عن المدينه‪..‬‬

‫***‬
‫‪6:30 pm‬‬

‫تنهدت آليس حالما غادرت إستيال برفقة ميشيل الى الندوه‪..‬‬


‫إنه اليوم الثالث واألخير ‪ ,‬بالكاد إستطاعت إيجاد األعذار لعدم رغبتها بالذهاب معها‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ,‬هذا الضغط سينتهي حالما تعود مجددا ً الى ستراسبورغ!‬
‫ستغادر هذه المدينه وتترك أولئك األغراب فيها دون عوده‪..‬‬
‫ال تريد مواجهتهم بتاتا ً‪..‬‬
‫سحبت معطفها الرمادي الثقيل وإرتدته ولفت حول عنقها وشاحا ً أسودا ً يالئم لون البنطال‬
‫الذي ترتديه ثم خرجت من الشقه متجهةً الى األسفل‪..‬‬
‫تود الخروج الى الحديقة القريبه من الفندق لساعه أو ساعتين فهي لم تذهب إليها منذ أن أتو‬
‫الى هنا‪..‬‬
‫توقفت قليالً حالما خرجت من المصعد وأخرجت هاتفها النقال من جيبها حالما شعرت به يهتز‬
‫‪..‬‬
‫وجدت رسالة من إستيال مكتوب فيها‪:‬‬
‫"نسيت أن أُخبرك ‪ ,‬أتمنى أال أجدك نائمة عندما آتي فأنا أنوي قضاء الليل بالتحدث في أمر‬
‫ما معك ‪ ,‬إن شعرتي بأنك قد ال تتحكمين في نومك يمكنك اآلن أخذ قسط من الراحه حسنا ً"‬
‫تعجبت آليس وتسائلت في نفسها عما تريد منها إستيال‪..‬‬
‫تنهدت وردت عليها بـ ‪" :‬حسنا ً‪" ..‬‬
‫ترددت هل تصعد الى األعلى وتنام قليالً أم أنه ال داعي لذلك ؟‬
‫حسنا ً هي ال تشعر بالنعاس اآلن وأيضا ً هي ليست طفله لذا يمكنها أن تسهر حتى الى شروق‬
‫الشمس‪..‬‬
‫وضعت الهاتف في جيبها ناظرةً عن يسارها بشكل ال إيرادي فإتسعت عيناها بصدمه عندما‬
‫لمحت ذلك الشاب صاحب الشعر األسود الطويل‪..‬‬
‫أشاحت بوجهها بسرعه واضعةً يدها على صدرها الذي يدق بشكل متسارع وقوي‪..‬‬
‫ماذا !! لما هو هنا ؟!!‬
‫أوليس من المفترض أنه يرافق رئيسه للندوه ؟!‬
‫إذا ً ما الذي أتى به الى ُهنا ولماذا ؟‬
‫إتسعت عيناها بصدمه هامسه‪:‬هل من ال ُممكن أنه أتى بحثا ً عني!!!‬
‫ال ال مستحيل ‪ ,‬ربما صادف األمر أنهم كانوا منذ البدايه يسكنون في الفندق ذاته ولم يتصادفوا‬
‫سوى اآلن‪..‬‬
‫إلتفتت بهدوء الى جهته حيث كان يقف أمام موظفة اإلستقبال وبيده صورةً ما‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وهي تراها تهز رأسها بشيء من الصرامه فإبتسم الشاب وأخرج من جيبه‬
‫بطاق ٍة ما مع بعض المال وقدمها إليها‪..‬‬
‫آليس في نفسها‪" :‬ماذا يفعل ؟"‬
‫نظرت الموظفه الى البطاقه وبدا عليها أنها دُهشت مما قرأت بعدها أخذت المال وإبتسمت‬
‫تطلبه الصوره‪..‬‬
‫أعطاها إياها فبدأت تتأمل فيها بعدها إستأذنت منه قليالً وذهبت الى الخلف وبدأت تُريها‬
‫لزمالئها الموظفين‪..‬‬
‫شعرت آليس ببعض اإلرتباك وخيل لها بأن هذه الصوره هي صورتها وأنهم اآلن يبحثون‬
‫عنها في كل مكان ويسألون الجميع أيضا ً!‬
‫هزت رأسها هامسه‪" :‬كُفي عن التشاؤم ‪ ,‬كُفي عن التشاؤم فهذا ليس من صالحك"!‬
‫تحركت قدمها بشكل غير إيرادي وتقدمت منه فخوفها أجبرها أن تُحاول التأكد على األقل من‬
‫الصوره وأنها ليست لها كي ترتاح فهي إن غادرت اآلن قد ال تعود مجددا ً الى الفندق من شدة‬
‫الخوف!‬
‫وقفت أمام موظف قريب من هذا الشاب فسألها الموظف عما تريد‪..‬‬
‫لم تعرف ماذا تقول لفتره قبل أن تخترع كذبة وتشتكي قائله‪ُ :‬خيّل لي بأني رأيتُ فأرا ً في‬
‫غرفتي ‪ ,‬أتمنى أن تتأكدوا من األمر!‬
‫دُهش الموظف وبدأ يأخذ منها بيانات الغرفه وهو يكررعليها بأن الفندق نظيف وأنه بالتأكيد ال‬
‫توجد فئرآن وأنهم سيتأكدون من األمر ألجلها‪..‬‬
‫بعدها غادر ليطلب من بعض العاملين تفقد الغرفه‪..‬‬
‫لفت بنظرها بهدوء تجاه هذا الشاب الذي مجددا ً كان السواد يغطيه‪..‬‬
‫معطف أسود طويل وبنطال حالك السواد مع حذاء أنيق أسود‪..‬‬
‫ثواني حتى أتت الموظفه وسلمت له الصورة قائله‪ :‬األغلب ال يبدو بأنهم شاهدوها بينما‬
‫أحدهم بدت مألوفةً لديه لذا قد تكون من قاطني هذا الفندق وقد يكون إلتبس عليه األمر وشاهد‬
‫فتاةً تُشبهها‪..‬‬
‫أخذ الصورة منها وإبتسم يقول‪ :‬إذا ً سأُعطيك رقم هاتفي لذا راسليني حالما تُشاهدين فتاةً‬
‫ت ُشبهها حسنا ً ؟‬
‫بعدها أخرج بطاق ٍة عليها رقمه مصحوبة ببعض المال وسلمها لها ثم إلتفت وغادر‪..‬‬
‫أما آليس فقد كانت الصدمه تُغطيها بالكامل فتلك الصورة‪...‬‬
‫كانت صورتها!‬

‫خرج هذا الشاب والذي لم يكن سوى دارسي نفسه القاتل المأجور المشهور في عالم الجريمه‬
‫وأخرج ُمفكرةً من جيبه واضعا ً دائرة حول إسم الفندق هامساً‪ :‬إذا ً هذا ثالث فندق يشتبه برؤية‬
‫فتاة تشبهها‪..‬‬
‫أعاد المفكره الى جيبه مكمالً‪ :‬ما دامت حظرت الى الندوه فهي أتت مرافقةً لشخص ما ‪ ,‬إيجاد‬
‫أماكن سكن األشخاص المدعوون الى الندوه ليس باألمر الصعب ‪ ,‬أيا ً كان من حظرت معه‬
‫فهي ال يمكننها الهرب بعيدا ً حتى يُنهي هذا الشخص آخر يوم من الندوه وهذا يعني أن الليله‬
‫هي فرصتي األخيره‪..‬‬
‫نظر الى الفندق قليالً فقد أنهى لتوه تفتيش آخر مكان يسكن فيه أحد المدعوون ولم يبقى‬
‫سوى أن يرسل رجاله الى الفنادق الثالث ال ُمشتبهه‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وأرسل رسالة الى ثالث أشخاص يطالب كُل واحد منهم بأخذ بعض الرجال‬
‫ومراقبة كل هذه الفنادق الثالثه‪..‬‬
‫إبتسم بعدها وهمس‪ :‬لقد أخبرتُك من قبل بأن الهرب منا ال جدوى منه فنحن نستطيع إيجادك‬
‫في كل مره‪..‬‬
‫أغلقت آليس الباب خلفها بعدما أخرجت جميع العاملين من الشقه وبقيت خلفه لفتره وهي‬
‫خائفةٌ الى الحد الذي ال يُمكنها بتاتا ً تحمله‪..‬‬
‫هذا يكفي!!‬
‫تريد مغادرة باريس في أسرع وقت‪..‬‬
‫ال يمكنها اإلحتمال أكثر!‬
‫جلست خلف الباب وهي تقلب في هاتفها ال تعلم بمن تتصل‪..‬‬
‫وقفت على إسم فرانسوا وضغطت زر اإلتصال فهو الوحيد الذي تثق بأنه لن يتردد في تقديم‬
‫المساعده لها‪..‬‬
‫ستطلب منه أن يأتي ويأخذها بعيدا ً ‪ ,‬تريد الهروب من هذا المكان الى األبد!!‬
‫شدت على أسنانها بتوتر كبير وهي تسمع صوت الرن البطيء يرن دون إستجابه‪..‬‬
‫هيا رد!!‬
‫عليك أن ترد!!‬
‫همست‪ :‬أمسك هاتفك وأجبني هيا!‬
‫شعرت بأنها ستبكي عندما إنتهى الرنين فعاودت اإلتصال مجددا ً بكُل إصرار ولكنه لم يرد‬
‫أيضا ً‪..‬‬
‫أين ذهب في مثل هذا الوقت!!‬
‫إنها للمرة األولى تحتاجه كُل هذا اإلحتياج فلما ال يرد ؟!!‬
‫نظرت الى قائمة أسمائها القليله ال تعرف بمن تتصل‪..‬‬
‫بقيت تنظر الى إسم إدريان وترددت قليالً‪..‬‬
‫ال ‪ ,‬ال تريد اإلتصال بأي شخص من العائله فهي على إطالع بوضع العائلتين وأن ال أحد منهما‬
‫يحب اآلخر لذا إن أتى إدريان فالبد من أن تحصل مشكلة ما بينه وبين إستيال‪..‬‬
‫أو ربما تجد بعد فترة أمامها األب إلكسندر يهددها بعدم التواصل مع أي ٍ من أبنائه وطلب مثل‬
‫هذه الطلبات الغريبة منهم‪..‬‬
‫ماذا تفعل ؟ هل تُغامر وتتصل به أم ماذا ؟‬
‫ال يمكنها اإلنتظار الى أن تأتي إستيال فهي تخشى أن تُقتحم شقتها في أي لحضه‪..‬‬
‫تشعر بالخطر الشديد ‪ ,‬ال يمكنها إيقاف هذا الخوف!‬
‫ال يمكنها بتاتا ً!!‬

‫***‬

‫‪8:30 pm‬‬

‫جلس ريكس على كرسي المكتب الخاص بهذا المخزن وجلس أمامه الموظف الذي إتصل عليه‬
‫ظهر اليوم‪..‬‬
‫بلع الموظف ريقه قائالً‪ :‬يبدو بأنك كُنتَ ُمحقا ً ‪ ,‬الحريق حقا ً ُمفتعل‪..‬‬
‫بعدها أكمل ببعض الجديه‪ :‬ولكن البد من أن الفاعل ترك ثغرةً ما ‪ ,‬أنت تعلم تلك المقولة التي‬
‫تقول ال توجد جريمة كامله صحيح ؟ نعم لقد عُطلت جميع الكاميرات ولكن بما أن المخزن في‬
‫منطقه نائيه فالبد أن نجد آثار حذاء بالقرب من هنا ‪ ,‬لقد إتصلتُ قبل ساعتين بمكتب مختص‬
‫وسيأتون مع شروق الشمس كي يبحثون عن آثار هنا أو هناك أو في األنحاء والبد من أن‬
‫نصل الى الفاعل في األخير فلـ‪....‬‬
‫قاطعه ريكس بهدوء‪ :‬ال داعي فأنا أعرف هويته‪..‬‬
‫دُهش الموظف وقال بشيء من اإلستنكار‪ :‬تعرفه ؟!! وبقيتَ صامتا ً طوال النهار ؟!!! لما يا‬
‫رئيس ؟ دعنا نبلغ الشرطة ليرغمونهم على دفع التعويض قبل موعد تسليم البضاعه فالموعد‬
‫قريب للغايه!!‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ال فائده من ذلك ‪ ,‬لن يعترفوا وسيطول التحقيق وسيأتي موعد التسليم ونحن لم‬
‫ننتهي بعد وهذا بالضبط ما يريده هذا الشخص ‪ ,‬فأنا إن لم أُسلم البضائع في الوقت ال ُمناسب‬
‫سيُلغي الطرف اآلخر الصفقه لذا هو من سيفوز بها‪..‬‬
‫دُهش الموظف ُمجددا ً وقال‪ :‬أنت تقصد كارلوس صحيح ؟ نعم هو كان منافسنا في الصفقه قبل‬
‫أن نفوز عليه ‪ ,‬البد من أن هذا أغضبه وقرر تدمير بضاعتك حتى يستطيع سرقة الصفقة منك‬
‫صحيح ؟!! واااه ذلك الخبيث القذر!‬
‫هال تركتني بمفردي اآلن‪..‬‬ ‫ريكس بهدوء‪ :‬حسنا ً ّ‬
‫هز رأسه وقال‪ :‬كما تريد ‪ ..‬سأذهب ألُلغي موعدي مع اللجنة التي كانت ستُحقق بأمر‬
‫آثاراألقدام‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وخرج خارجا ً‪..‬‬
‫أخرج ريكس هاتفه ونزل الى إحدى األرقام‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها مطوالً قبل أن يضغط زر اإلتصال‪..‬‬
‫رد عليه الطرف اآلخر قائالً بشيء من السخريه‪ :‬لم أسمع صوتك منذ زمن ريكس لدرجة أني‬
‫ضنتُك ُمت وحيدا ً في إحدى الزوايا المظلمه‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬البضاعة التي ستضمن لنا تعاون التاجر الروسي قد تم إحراقها من قبل أحد‬
‫ال ُمنافسين لي ‪ ,‬خبّر البروفيسور بأني بحاج ٍة الى إستيرادها مجددا ً ولكن خالل يومان فحسب‬
‫فإن أتى يوم التسليم ولم توجد البضاعه فسنفقد التاجر الروسي لألبد‪..‬‬
‫صمت الطرف اآلخر لفتره بعدها قال‪ :‬أال يمكنك تدبر أمر منافس واحد ؟ كان عليك الحفاظ‬
‫على البضاعة جيدا ً ريكس‪..‬‬
‫لم يُعلق ريكس فإبتسم الطرف اآلخر وقال‪ :‬سأُوصل إليه هذا األمر وسأرسل أحد الرجال إليك‬
‫من أجل أن يأخذ منك ملف تفاصيل الطلب‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً سأكون بإنتظاره‪..‬‬
‫بعدها أغلق الخط‪..‬‬

‫أبعد الطرف اآلخر الهاتف عن أُذنه وهمس بهدوء قائالً‪ :‬ستقتله تصرفاته هذه يوما ً ما‪..‬‬
‫بعدها ضغط على رقم الـ "بروفيسور" هذا ووضع الهاتف على أُذنه‪..‬‬
‫رد حارسه الشخصي قائالً‪ :‬نعم ؟‬
‫إبتسم الشاب وقال‪ :‬أُريد محادثة البروفيسور ُمباشرةً ‪ ..‬قُل له أن القاتل المأجور دارسي يريد‬
‫ُمحادثتك شخصيا ً من أجل أمر يتعلق بذلك الفتى المدلل ريكس‪..‬‬
‫– ‪- part end‬‬

‫‪- Part 16 -‬‬

‫على أح ٍد ما أن يلعب دور السيء في هذا العالم!‬

‫‪8:41 pm‬‬

‫من يراها ال يُصدق بأنها حقا ً في الثالثين من عمرها!‬


‫قصيرةٌ بطول ال يتجاوز المائة والستين ‪ ,‬ذات شعر بني طويل ورثته عن أمها الراحلة منذ‬
‫سنوات وعينان بلون البحر وهذا ما ورثته عن والدها الذي مات ميتةً شريفه في إحدى مهامه‬
‫خارج البالد‪..‬‬
‫كانت ترتدي بنطال فضفاض طويل أسود اللون مع قميص فضي براق بدون أكمام بجاكيت‬
‫رسمي أسود وترفع شعرها كُله الى األعلى لتزينه بدبوس صيني أنيق‪..‬‬
‫تجلس بهدوء على الكرسي تنظر الى الرجل األربعيني الذي يُلقي الندوة بأسلوب جعلها تشعر‬
‫بنعاس شديد‪..‬‬
‫نظرت الى معصمها لتجد بأنه لم يمر سوى أكثر من نصف ساعه بعد الثامنه ‪ ..‬أمامها وقت‬
‫طويل‪..‬‬
‫من الجيد بأن هذا هو اليوم األخير ‪ ,‬لوال طلب صديقها لها بأن تُرافقه لما حظرت مثل هذه‬
‫الندوات األدبيه‪..‬‬
‫إنها تكره األدب بكُل أنواعه ‪ ,‬الشعر والقصص والنثر!‬
‫ت؟‬‫شعرت به يخلخل أصابعه بأصابعها ويشد على كفها هامساً‪ :‬هل ممل ِ‬
‫إبتسمت وهمست هي األخرى دون أن تلتفت إليه‪ :‬أُسلوبه ُمميت‪..‬‬
‫ضحك ضحكةً قصيره يقول‪ :‬لكنه يعجبني فهو متمكن ودقيق في إختيار ُمصطلحاته‪..‬‬
‫ردت‪ :‬لكن هذا ال فائدة منه إن كان يُلقيها بطريق ٍة تجعلك تشعر بالنعاس وتعد الدقائق عدا ً حتى‬
‫ينتهي!‬
‫ت‪..‬‬‫ضغط على كفها هامساً‪ :‬ال بأس روني ‪ ,‬يُمكنك ال ُمغادره إن أرد ِ‬
‫تنهدت روانا وأجابت‪ :‬تحملتُ من هم أسوأ منه ‪ ,‬هذا ال شيء‪..‬‬
‫إبتسم ولم يُعلق بعدها‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وسحبت يدها بهدوء لتلتقط هاتفها من حقيبتها فتنهدت عندما رأت المتصل‪..‬‬
‫ألقى نظرةً لها وسأل‪ :‬من ؟‬
‫أجابت ببعض اإلستياء‪ :‬أخي الصغير ومن غيره يتصل بهذه األوقات المزعجه!‬
‫ت من جررته معك لباريس وأجبرته على التخلي عن عمله ليومين فلما‬ ‫ضحك وهمس‪ :‬أن ِ‬
‫ت هذا إن كان مصدر إزعاج لك ؟‬ ‫فعل ِ‬
‫أغلقت الخط وهي تُجيب‪ :‬أكره فيه رغبته باإلنحياز عن عائلته والعيش مستقالً وكأنه ال يملك‬
‫أخوة أو أقارب ! عليه أن يعي بأنه في منتصف العشرين وليس طفالً ُمراهقا ً يفعل ما يحلو له‬
‫بدون أي مسؤوليه ! يكفي بأنه جلب الى نفسه إشاعةً أخالقيه في السنة الماضيه والى هذه‬
‫اللحضه يرفض أن يخبرنا التفاصيل لنرى إن كانت هذه اإلشاعة صحيحة أم خاطئه!‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬ما دام بأنه رفض إخباركم فهذا يعني بأنها صحيحه وال يُريد أن تتيقنوا‬
‫من ذلك ‪ ,‬البريء لن يرى أصابع اإلتهام تتجه نحوه وال ينكر لمرة واحده على األقل‪..‬‬
‫روانا‪ :‬هذا بالضبط ما قاله أخي األكبر ! تعبتُ وأنا أُحاول تصحيح حياته هذه!‬
‫ضاقت عيناها وأكملت وكأنها تُكلم نفسها‪ :‬يكفي أنه ال يزال يصر أن يكون بجوار ذاك الوغد‬
‫!!‬
‫ت؟‬ ‫عقد صديقها حاجبه يقول‪ :‬ماذا قُل ِ‬
‫تنهدت وأجابت‪ :‬ال شيء يا زوي ‪ ,‬بعض الهمهات فحسب‪..‬‬
‫هز رأسه بعدها عاود النظر الى األمام في حين نظرت روانا ُمجددا ً الى هاتفها عندما وصلت‬
‫إليها رسالة من أخيها األصغر‪..‬‬
‫"تجريني معك لشيءال أُريده وفي النهايه تتجاهلين إتصالي ! على أية حال لن أعود الى‬
‫الفندق هذه الليله وسأرجع الى ستراسبورغ غدا ً لذا ال تنتظريني"‬
‫رفعت حاجبها بعدها أرسلت له‪:‬‬
‫"ال تتظاهر وكأن هذه غلطتي ‪ ,‬إن لم تكن تريد الحظور معي إلستطعت التصدي لكالمي‬
‫والبقاء ولكنك حظرت لرغب ٍة في نفسك فال تضنني غبيه ! وال تغادر الى ستراسبورغ دون أن‬
‫أُقابلك وإال سألحقُك الى ُهناك"‬
‫بعدها أغلقت هاتفها وهي تتذمر بداخلها‪..‬‬

‫في جهة أُخرى‪..‬‬


‫نظر برود الى رسالتها بعدها أغلق الهاتف ولم يرد عليها وهو يعتزم بداخله أال يمرها ُمطلقا ً‬
‫فهي على أية حال مرتبطة بعملها لذا ال يمكنها الغياب أكثر كي تلحق به الى ستراسبورغ‪..‬‬
‫همس بشيء من التذمر‪ :‬من قال بأن األخ األكبر يحق له التدخل بقرارات إخوته الصغار ؟ أنا‬
‫لستُ ُمراهقا ً!‬
‫أغمض عينيه وأخذ نفسا ً عميقا ً كي يبعد الغضب عنه فهو ال يحب أن يبقى عبوس الوجه‬
‫غاضبا ً لفتر ٍة طويله‪..‬‬
‫هذه ليست طبيعته ُمطلقا ً!‪.‬‬
‫إبتسم وتقدم عندما إنتهت المرأة الحامل أخيرا ً من محاسبة بضائعها ووضع علبة المشروب‬
‫الغازي مع نوعه ال ُمفضل من الشوكوال على مكتب ال ُمحاسبه مع بعض الدوالرات‪..‬‬
‫أخذت ال ُمحاسبه الحساب ووضعت مشترياته القليله في كيس ولم تستطع منع نفسها من‬
‫اإلبتسام عندما مدت يدها ليأخذ الكيس فأخذه وهو يبادلها اإلبتسامة ذاتها قبل أن يلتفت‬
‫ويخرج خارج المتجر‪..‬‬
‫رمى الكيس في أقرب صندوق للنفايات ومشى بهدوء وهو يفتح علبة مشروبه الغازي ينظر‬
‫الى شاب ما يتصرف بطريقة غير طبيعيه‪..‬‬
‫إتكأ على عامود إناره وعيناه معلقتان على الشاب الذي يجلس بهدوء على إحدى الكراسي‬
‫الخشبيه المنتشرة على الطريق وبيده جريدة يتظاهر بقرائتها بينما يلقى نظراته الى اليمين‬
‫بين فنية وأُخرى‪..‬‬
‫رشف القليل من مشروبه الغازي وهو يهمس‪ :‬هذا واضح للغايه ‪ ,‬أال يعرف كيف يراقب دون‬
‫أن يجلب الشك ؟‬
‫نظر الى حيث ينظر هذا ال ُمراقب وأكمل‪ :‬حسنا ً آليس ‪ ,‬دعينا نراقب ما قد يحدث‪..‬‬
‫"آليس" ؟‬
‫إبتسم قائالً لنفسه‪ :‬أشعر بالغرابة عند نطق إسمها‪..‬‬
‫بعدها أكمل الشرب بهدوء تام‪..‬‬

‫**‬

‫‪9:01 PM‬‬

‫نظرت الى ساعتها لتجد أنها ال تزال التاسعه‪..‬‬


‫بقي الكثير حتى عودة إستيال وهي لم تعد قادره على التظاهر أكثر‪..‬‬
‫جاكيت برد بلون الكستناء مع قبعة وشال على الرقبه يماثالنه باللون‪..‬‬
‫هذا ما كانت ترتديه وهي تجلس على األريكة في إحدى صاالت اإلنتظار لهذا الفندق‪..‬‬
‫أصبحت حقا ً تخشى البقاء في غرفتها فال تعلم متى سيُطرق الباب ويدخل هذا الغريب إليها‬
‫وهو يصوب مسدسه لترتد قتيلةً أمامه!‬
‫إرتجف جسدها فزعا ً عندما رن هاتفها بشك ٍل ُمفاجئ فأخذت نفسا ً عميقا ً تُهدئ من فزعها قبل‬
‫أن تأخذ الهاتف لترى بأن ال ُمتصل هو فرانس أخيرا ً!‪..‬‬
‫ردت عليه ليأتي صوته قائالً‪ :‬أعتذر آليس للتو رأيتُ ال ُمكالمه و‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬ال تهتم ‪ ,‬أين أنت اآلن ؟‬
‫تعجب قليالً ثُم قال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬مع بعض األصدقاء ‪ ,‬هل هناك خطب ما ؟‬
‫ال بأس ‪ ,‬ما دام بأنه لم يبقى سوى القليل فستنتظر إستيال حتى تنتهي من تلك الندوه‪..‬‬
‫األمر ال يستحق أن يقطع فرانس كُل هذه المسافه ألجلها‪..‬‬
‫ي قبل يوم األمس‬ ‫سألها ُمجدداً‪ :‬آليس مابك ؟ بالتأكيد هناك خطب ما ! لما أيضا ً لم تتصلي عل ّ‬
‫ت بأنك تريدين التحدث معي ! توقعتُ بأن بطارية هاتفك قد نفذت فلقد كان هاتفك مغلقا ً‬ ‫؟ لقد قُل ِ‬
‫عندما إتصلتُ أنا ولكني اآلن بدأتُ أشعر بأن األمر ليس كذلك صحيح ؟‬
‫ترددت قليالً بعدها قالت‪ :‬هيه فرانس‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬ماذا ؟‬
‫آليس‪ :‬عندما ترى أحدهم يبحث عنك عن طريق صورةً لك ماذا ستفعل وخاصةً إن كانت‬
‫ذكرياتك مفقوده ؟‬
‫إبتسم فرانس قليالً قبل أن يقول‪ :‬أيتها الحمقاء أال يعني هذا بأن عائلتك تبحث عنك !! هذا أمر‬
‫يدعو الى البهجه!‬
‫آليس بهدوء‪ :‬ولكن ‪ ..‬إن كُنتَ ولسبب ال تفهمه تشعر بالخوف من هذ الذي يبحث عنك فماذا‬
‫ستفعل ؟‬
‫عقد حاجبه قليالً بعدها قال‪ :‬حسنا ً ‪ ...‬ال أدري ‪ ,‬أعني ‪ ..‬قد تكون هذه محض تهيؤات ولكن‬
‫ت فقدتي ذاكرتك ولكن هذا ال يعني بأنك‬ ‫ربما أيضا ً قلبك شعر تجاهه كما يشعر عادةً ‪ ..‬أعني أن ِ‬
‫ت مشاعرك ‪ ,‬أقصد ‪ ....‬ال أعلم كيف أشرحها لكن‪...‬‬ ‫فقد ِ‬
‫قاطعته‪ :‬فهمتك‪..‬‬
‫ت تشعرين بالخوف فال تقتربي منه ‪ ..‬لم يمر على فقدانك لذاكرتك‬ ‫فرانس‪ :‬على أية حال ما دُم ِ‬
‫سوى شهرا ً تقريبا ً لذا ما زال األمر مبكرا ً كي تفقدي األمل ‪ ,‬ستجدين عائلتك وسيجدونك هم ‪,‬‬
‫أي شيء آخر إبتعدي عنه فحسب حسنا ً ؟‬
‫هزت رأسها قائله‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫إبتسم وسأل‪ :‬هل من شيء آخر ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً هامسه‪ :‬شكرا ً لك‪..‬‬
‫بعدها أغلقت الهاتف مكمله‪ :‬لم أستفد شيئا ً فأنا بحق لم أكن أنوي أن أقترب من هذا الغريب‬
‫أصالً ‪ ,‬لكن من الجيد مشاركة ما يضايقك مع صديق فهذا يشعرك بالراحة قليالً‪..‬‬
‫"ستجدين عائلتك وسيجدونك هم"‬
‫تنهدت وهي تفكر في جملته هذه‪..‬‬
‫عائلتها ؟ ماذا يفعلون اآلن يا ترى ؟‬
‫هل يبحثون عنها كالمجانين ؟‬
‫أم فقدوا األمل ؟‬
‫ال ‪ ,‬لم يمر سوى القليل منذ الحادث لذا مازال األمر مبكرا ً‪..‬‬
‫سيجدوها ‪ ,‬البد من ذلك‪..‬‬
‫تذكرت دانييل ‪ ,‬ذاك الجار الذي قابلها وقام ذلك البغيض هو ووالده بطرده من عند الباب‪..‬‬
‫هو بالتأكيد يعرف الكثير ‪ ,‬لقد أخبرتُه بأن يعاود القدوم إليها ‪ ,‬تخشى بأنه في هذه األيام‬
‫الثالثه حظر الى المنزل ولم يجدها‪..‬‬
‫في هذه الحاله هل هذا يعني بأنه ضنها غادرت ولهذا لن يأتي مجددا ً!!‪..‬‬
‫شعرت بالرعب من هذه الفكره‪..‬‬
‫ال ‪ ,‬البد له من أن يأتي!‬
‫هو الوحيد الذي على صلة بعائلتها ولم تشعر بالنفور أو الخوف منه‪..‬‬
‫هو الخيط المهم‪..‬‬
‫عضت على شفتيها وهمست‪ :‬ما كان علي أن أجعله يغادر تلك المره ولكن ليس األمر بيدي‬
‫طرد أمام فتاة يعرفها لذا البد من أن األمر كان محرجا ً له لذا قرر‬ ‫فلقد كانت رغبته ‪ ,‬للتو ُ‬
‫الذهاب والعودة في وقت آخر‪..‬‬
‫وهذا الوقت اآلخر تدعو من كُل قلبها أال يكون قد جاء موعده في هذه األيام الثالثه‪..‬‬
‫‪:‬عُذرا ً آنستي‪..‬‬
‫إلتفتت عن يمينها لترى أحد العاملين الذي نظر الى وجهها لفتره قبل أن ينظر الى صورةً في‬
‫يده فإتسعت عيناها دهشةً عندما إستوعبت بأن صورتها أصبحت بإيدي العاملين كي يبحثوا‬
‫عنها في كل مكان‪..‬‬
‫حركت رجلها قبل حتى أن تتأكد من شكوكها وغادرت وهي تسمعه خلفها يناديها قبل أن‬
‫يختفي صوته حالما خرجت خارجا ً‪..‬‬
‫أسندت ظهرها على عامود ديكور المدخل الخاص بالفندق وهي تلتقط أنفاسها مرتعبه‪..‬‬
‫هي ال تتذكر بأنها رأت ذلك الغريب يسلم صورتها للموظفين ! لقد قام بسؤالهم فقط!‬
‫هل زادت شكوكه بوجودها هنا ونشر صورتها على العاملين بمقابل مبلغ من المال!‬
‫هل فعل ؟!!!‬
‫في هذه الحاله ماذا عليها أن تفعل ؟!!‬
‫لما هو يبحث عنها بهذا اإلصرار لماذا!!!‬
‫نظرت الى الخلف حيث باب الفندق الزجاجي بعدها عاودت النظر الى األمام وهي تمشي‬
‫بخطوات سريعه‪..‬‬
‫يستحيل أن تعود الى الداخل اآلن!‬
‫ستنتظر إستيال في أي بقع ٍة آمنه‪..‬‬
‫هي قطعا ً لن تدخل حتى لو أجبرتها إستيال على الدخول‪..‬‬
‫توقفت لتلتقط أنفاسها بعدما قطعت شارعين ونظرت مجددا ً الى الفندق هامسه‪ :‬وقطعا ً لن‬
‫أُخبرها بالسبب الحقيقي‪..‬‬
‫أغمضت عينها للحضه بعدها جلست أرضا ً واضعةً ظهرها على عامود إناره تنظر الى األرض‬
‫بشيء من اإلنكسار‪..‬‬
‫لما يحدث هذا لها ؟‬
‫هل حياتها السابقه بهذا السوء ؟‬
‫لما أشخاص مخيفين لديهم شهرة بمجال األدب يسعون خلفها هكذا ؟‬
‫ما الذي فعلته ليطاردوها هكذا ؟‬
‫ال يمكنها أن تجد السبب‪..‬‬
‫وال يمكنها أيضا ً أن تجعل جينيفر وإستيال وأي أحد من العائله أن يعرف بأمرهم فهي ال تريد‬
‫أن يرتابوا بأمرها ويقرروا تسليمها الى الشرطه‪..‬‬
‫فال يمكن أن تكون ُمطارده بدون سبب!‬
‫عضت أظفرها اإلبهام هامسه‪ :‬ما الذي فعلته لهم ليطاردوني هكذا ؟ ما حجم الضرر الذي‬
‫حدث حتى يكونوا بهذا اإلصرار ؟‬
‫أن تُنشر صورها لجميع العاملين هذا كثير‪..‬‬
‫هذا يدل بأنهم يريدونها بأي ثمن!‬
‫لكن لماذا ؟!!!‬
‫شعرت بإرتجاف يسري بجسدها وهي تهمس‪ :‬هل أنا فتاةً سيئةٌ الى هذا الحد ؟‬
‫إبتسم هامساً‪ :‬بل أكثر‪..‬‬
‫إتسعت عيناها من الصدمه ورفعت رأسها فورا ً لتجد ذلك الغريب ذا الشعر األسود الطويل يقف‬
‫أمامها ُمباشرةً‪..‬‬
‫توقف الدم في جسدها من شدة الخوف من هذا الموقف ولم تدري كيف تحرك نفسها لتهرب‬
‫فبوضعها هذا ال مجال لها‪..‬‬
‫جلس القرفصاء أمامها مخرجا ً سيجارته من بين شفتيه وبدأ ينثر رمادها بهدوء على األرض‬
‫وعيناه معلقتان على عينا آليس المرتعبتان‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬عندما نحسب ما حدث داخل المتحف فهذا يعني بأن هذا لقاؤنا الثالث صحيح ؟‬
‫من الغريب لي أن أُقابل أهدافي ألكثر من مرة واحده‪..‬‬
‫بلعت ريقها ولم تجد شيئا ً لتقوله وكلها خوف مما هو قادم‪..‬‬
‫ت مختبأه طوال المدة الماضيه ؟‬ ‫بقي ينظر إليها لفتره وهمس بعدها‪ :‬أين كُن ِ‬
‫أشاحت عيناها ال إيراديا ً عن نظراته السوداء الخطيره وبدأ قلبها بالخفقان وهي بحق ال تدري‬
‫بماذا تُجيبه‪..‬‬
‫"فليتدخل أي أحد ‪ ,‬أرجوكم أي أحد"!‬
‫هذه فقط كانت أمنياتها في هذه اللحضه‪..‬‬
‫رفع سيجارته ودخن بهدوء وهو ينظر إليها والتي تبدو بأنها لن تُجيب عن سؤاله‪..‬‬
‫زفر الدخان وحالما أحست به إرتجف جسدها لوهله بشكل ال إيرادي فرفع حاجبه بعدها قال‪:‬‬
‫ت بهذا الخوف فلما ال تجعلينا ننهي األمر ؟ لما تهربين في كُل مره ؟ الهرب ال يسبب لك‬ ‫إن كُن ِ‬
‫سوى الخوف وفقد األحبة يا عزيزتي‪..‬‬
‫ضاقت عيناه قليالً بعدها سأل بهدوء وبنبرة مخيفه‪ :‬هل سبب إختفائك طوال تلك المده هو‬
‫إلتجائك للشرطه ؟‬
‫قبل حتى أن تستوعب سؤاله مد يده اليسرى وأحكم قبضته على عنقها يقول‪ :‬هل إلتجأتي لهم‬
‫؟!!!!‬
‫صدمت من فعلته وعيناها ال إيراديا ً تدور حولها لعل أحده يالحظ هذا التصرف الشاذ الذي ينم‬ ‫ُ‬
‫على العنف ويتدخل ولكن القليلين الذي حولها كانوا ال يعيرون ما حدث أي إهتمام وكأنه أمر‬
‫معتاد كما هو الحال عادةً في مثل هذه المدن‪..‬‬
‫عضت على شفتيها وأجابته بسرعه وخوف‪ :‬ال لم أفعل ‪ ,‬لم أذهب إليهم قط!!‬
‫نظر إليها بهدوء تام لفتره قبل أن يُبعد يده يسأل‪ :‬ولما ؟ تعرفين بأنهم سيوفرون لك الحمايه‬
‫صحيح ؟ لما لم تذهبي ؟‬
‫لم تعد تفهم ! هل هو يريدها أن تذهب أو ال ؟‬
‫ال ليس هذا السؤال بل ماذا يقصد وعن ماذا يتحدث بالضبط!‬
‫هي ال تفهم وال تجرؤ على إخباره بأنها فاقده لذاكرتها فهي ال تعرف ما قد يفعل حينها‪..‬‬
‫هذا إن صدقها أصالً!‬
‫نظر حوله قليالً بعدها نظر إليها وقال‪ :‬لنذهب الى مكان آخر فيبدو بأن حديثنا سيطول ‪ ,‬أوه‬
‫ت تعرفين ما المكان اآلخر الذي أُريده لذا هال دللتني عليه ؟‬ ‫بالتأكيد أن ِ‬
‫لم تفهم ‪ ,‬كُل ما فهمته أن هناك فرصةً للهروب‪..‬‬
‫وقفت فوقف بدوره وهو يرمى سيجارته أرضا ً ويدوسها برجله قائالً بهدوء تام‪ :‬رجالي‬
‫منتشرون ‪ ,‬محاولة الهرب لن تسبب لك سوى المزيد من البؤس‪..‬‬
‫نظرت إليها بصدمه عندما إستوعبت بأن هذا يعني ال فائده وأنها مرغمةً على أخذه الى المكان‬
‫الذي يريده والذي ال تعرف حتى ماذا يكون!!‬
‫ماذا تفعل ؟!!‬
‫ماذا عليها أن تفعل اآلن ؟!!‬
‫إستيقضت على صوته يقول‪ :‬ألن تتحركي ؟‬
‫تعلقت عيناها المرتجفتان بعيناه الهادئتان دون أن تنطق بشيء‪..‬‬
‫تريد قول شيء ‪ ,‬تريد فعل أي شيء للخروج من المأزق‪..‬‬
‫لكن ال تعرف ماذا تقول أو تفعل ‪ ,‬ال تعرف مطلقا ً!!!‬
‫ت تؤخرين الوقت فحسب‪..‬‬ ‫بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يقول‪ :‬أن ِ‬
‫صمت بعدها للحضه بعدها إلتوت شفتيه بإبتسامة وإنحنى لطولها هامساً‪ :‬إسمعي عزيزتي ‪,‬‬
‫إن تجاوبتي معي اآلن دون أي مماطله أو رفض أو محاولة هرب فسأعدك بأني لن أقتلك‬
‫ت ُمتردده‬‫وسأُبقي على حياتك ما رأيُك ؟ أوليس هذا المستقبل الذي تخافين مواجهته ولهذا أن ِ‬
‫اآلن ؟‬
‫ال ‪ ,‬ليس هذا السبب!‬
‫لو قالت له السبب الحقيقي فربما قتلها أصالً‪..‬‬
‫لحضه ؟‬
‫أقال قتل!!‬
‫إذا ً هو بالفعل مجرم قاتل!!!!‬
‫إرتجفت وتراجعت خطوه الى الخلف وال تزال عيناها المليئتان بالرعب معلقةً بعينيه الهادئتين‬
‫المتسمتان بالخطوره‪..‬‬
‫إبتسم وعلق قائالً‪ :‬مرحبا ً دارسي ‪ ,‬مرت فترة منذ آخر لقاء لنا!‬
‫ضاقت عينا دارسي فهاقد أتى أحد المزعجين الذين ال يُحبذ تواجدهم‪..‬‬
‫نظرت آليس عن يمينها فدُهشت بذات الشاب الذي أرجع لها هاتفها باألمس مع بعض عبارات‬
‫التهديد الغريبه!‬
‫نظر دارسي إليه ببرود قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬مرحبا ً راندو أو ‪ ...‬ماذا كان إس ُمك ؟‬
‫إبتسم الشاب بلطف يقول‪ :‬آندرو ‪ ,‬لقد كان آندرو ‪ ,‬يبدو بأنك تتمتع بذاكر ٍة ضعيفه‪..‬‬
‫تنهد دارسي يقول‪ :‬أجل ُمحق ‪ ,‬إنها نُقطة ضعفي‪..‬‬
‫نظر آندرو الى آليس وقال‪ :‬ماذا ؟ ال تقل لي بأنك تُجبر فتاةً جميله على الخروج معك ؟ هذا‬
‫قاس!‬
‫ٍ‬
‫إبتسم دارسي وقال‪ :‬ال أُجبرها بل أُقنعها ‪ ,‬إنها نوعي ال ُمفضل‪..‬‬
‫إقترب آندرو وإتكأ بيده على عامود اإلناره الذي خلفها ناظرا ً الى وجهها وهو يقول بإبتسامه‪:‬‬
‫لكن ربما أكون أنا نوعها ال ُمفضل ‪ ,‬ما رأيُك لو نسألها هي عمن ترغب بالخروج معه ؟‬
‫تجهم وجه دارسي وبقي صامتا ً دون تعليق في حين أكمل آندرو موجها ً كالمه الى آليس‪:‬‬
‫حسنا ً ما رأيُك ؟ البد بأنك تفضلين الشبان المرحين على الخطيرين صحيح ؟‬
‫هي ال تفهم‪..‬‬
‫ماذا يحدث ؟ هل هو يُساعدها ؟‬
‫لكن لما ؟ وماذا عساه يكون هدفه هو اآلخر!‬
‫هي لم تنسى بعد جملته األخيرة التي باألمس‪..‬‬
‫"لذا كوني حذره فربما المرة القادمه التي أقابلك بها أكون فيها عدو كبير لك"‬
‫هذا يعني بأنه عدو اآلن!‬
‫"فربما" ؟‬
‫قاطع أفكارها سائالً بشيء من ال ُحزن‪ :‬هل شخص مثلي تأخذ الفتيات فترةً من أجل أن‬
‫يخترنه؟ هذا صادم!‬
‫فتح دارسي فمه ليتحدث ولكن قاطعته آليس التي تشبثت بيد آندرو تقول‪ :‬سـ سأذهب معك!‬
‫إبتسم آندرو إبتسامه غريبه قبل أن يلتفت الى دارسي يقول بأسى‪ :‬فتاتك إختارتني ‪ ,‬قُضي‬
‫األمر!‪..‬‬
‫وضع دارسي يديه في جيب معطفه يقول بهدوء‪ :‬تصرفاتك الطائشة ستقتُلك يوما ً ما‪..‬‬
‫آندرو بإبتسامه‪ :‬سعدتُ بلقائك دارسي‪..‬‬
‫بعدها غادر برفقة آليس التي كانت تنظر الى دارسي بطرف عينيها وهي ال تزال مندهشة مما‬
‫يحدث‪..‬‬
‫كيف ؟ كيف سمح لها بالذهاب هكذا!‬
‫هل من ال ُممكن أن آندرو هذا شريك له أو منافس أم ماذا !؟‬
‫أوقف آندرو سيارة أُجره وفتح الباب آلليس قائالً‪ :‬تفضلي‪..‬‬
‫ال تُنكر أنها إرتابت ومع هذا ركبت فهو على األقل يبدو لها أقل خطورة من القاتل ذلك‪..‬‬
‫ثوان إنطلقت السياره بسرع ٍة قُصوى جعلتها تتشبث‬ ‫ٍ‬ ‫ركب بجوارها وهمس للسائق وخالل‬
‫بمقعدها مدهوشةً من سرعته فإبتسم آندرو يقول‪ :‬إعذريني فال بد من أن أتأكد بأنهم لن يتقفوا‬
‫أثرنا‪..‬‬

‫خالل نصف ساعه قدم لها مشروب غازي فسألته‪ :‬ماذا عنك ؟‬
‫جلس بجوارها على أحد مقاعد هذه الحديقة الهادئه وهو يقول‪ :‬لقد شربتُ بالفعل قبل ساع ٍة‬
‫تقريبا ً‪..‬‬
‫صمتت قليالً بعدها قالت‪ :‬لقد كان يُهددك!‬
‫سخرياتك ستقتلك كان يُهددك بالقتل!‬ ‫عقد حاجبه فأكملت‪ :‬عندما قال بأن ُ‬
‫إبتسم آندرو ونظر الى األمام قائالً‪ :‬لن يمكنه ‪ ,‬لن يجرؤ حتى‪..‬‬
‫آليس‪ :‬هو قاتل!‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬أعلم ولقد قتل المئات ولكن ال يمكنه المساس بي‪..‬‬
‫آليس بشيء من التردد‪ :‬هل ألنك قاتل أيضا ً ؟‬
‫سبب له هذا السؤال شيء من اإلنزعاج وقال‪ :‬لم أقتل أي أحد في حياتي!!‬
‫قررت الصمت عندما شعرت بأن سؤالها سبب له التحسس والغضب فهو على ما يبدو من ردة‬
‫فعله أنه يستحقر القتله ويرفض أن يُدعى بأنه منهم‪..‬‬
‫سألته لتُغير الموضوع‪ :‬لما ساعدتني ؟‬
‫سخريه قبل أن يقول‪ :‬لم أفعل‪..‬‬ ‫إبتسم بشيء من ال ُ‬
‫نظرت إليه فإلتفت ينظر الى عينيها وقال بهدوء تام‪ :‬ما هي الخطة التي تتبعينها ؟‬
‫عقدت حاجبها وقالت‪ :‬خطه ؟‬
‫آندرو‪ :‬أجل ‪ ,‬أنا قطعا ً لن أُصدق ِكذبة فقدانك للذاكره‪..‬‬
‫آليس بإستنكار‪ :‬إذا ً هذه ليست ُمشكلتي إن لم تُصدقني!‬
‫صدفة ‪ ,‬بل ُمعجزه ال‬ ‫صدمتي بسيارة ريكس ال غير ! يالها من ُ‬ ‫آندرو‪ :‬من بين جميع األماكن ُ‬
‫يمكن لها أن تتكرر!‬
‫ريكس !! وما عالقته هو أيضا ً بريكس ؟!‬
‫شدت على أسنانها وقالت‪ :‬ماذا معك اآلن ؟!! الحوادث تحدث في كُل مكان ! أنا لم أُجبر‬
‫ريكس هذا على أن يصطدم بي ويفقدني ذاكرتي ألعيش حياتي الجديده بدون هوية أو عائله‬
‫!!! إنها ليست غلطتي لتتحدث وكأني الفاعله وليس الوغد المدعو بريكس‪..‬‬
‫إنزعج آندرو وقال‪ :‬ال سبب يدعوك لتنعتيه بالوغد!‬
‫إبتسمت آليس بسخريه تقول‪ :‬أووه نسيت أن علي أن أقول له شُكرا ً ألنك جعلتني أفقد ذاتي‬
‫وحياتي وأتعرض للخطر من قِبل أعداء ال أتذكر وجوههم حتى!‬
‫آندرو‪ :‬أنا ال أُصدقك!‬
‫آليس‪ :‬وأنا أخبرتُك بأن هذه ليست ُمشكلتي!!‬
‫نظر إليها لفتره قبل أن يقول‪ :‬على أية حال سأجد هدفك مما تفعليه وحتى ذلك اللحين لو‬
‫أصاب ريكس أي مكروه فستدفعين الثمن ُمضاعفا ً!‬
‫بعدها وقف وإلتفت ليُغادر فوقفت تقول‪ :‬هيه أنت!!!‬
‫توقف وقال دون أن يلتفت إليها‪ :‬إن لم يكن كالمك ذا أهميه فال سبب يدعوني لمواصل الحديث‬
‫مع ُمخادعه مثلك!‬
‫عضت على شفتيها وهي بحق قد سئمت من إتهاماته هذه التي ال تعرف ما أصلها وال سببها!‬
‫ولكن ‪ ...‬هذا ليس ما يُهمها اآلن‪..‬‬
‫سألته مرغمةً وهي تُشيح بوجهها عنه‪ :‬ما إسم عطرك هذا ؟‬
‫إلتفت الى جهتها من شدة دهشته بالسؤال الغير متوقع وسأل ليتأكد‪ :‬ماذا قُلتي ؟‬
‫أعادت سؤالها بصوت أكثر وضوحا ً وهي ال تزال تشيح بوجهها فرفع حاجبه يقول‪ :‬هل‬
‫تسخرين ؟‬
‫نظرت إليه وقالت بشيء من اإلستياء‪ :‬حسنا ً فليكن ! أنا لم أعد أُريد معرفة إسمه ‪ ,‬وداعا ً!‬
‫ومن ثُم غادرت من أمامه وهو في حيرة من أمره هل كانت تسخر منه أم بالفعل تريد سؤاله!‬
‫ثوان ؟‬
‫ٍ‬ ‫البد من أنها تسخر فمن يسأل مثل هذا السؤال بعد حوار حاد كالذي حدث قبل‬

‫مشيت بهدوء تام على طول الرصيف ال ُمجاور للحديقه بعدما أرسلت الى إستيال أنها ذهبت‬
‫للتنزه وأضاعت الطريق وستنتظرها ُهنا‪..‬‬
‫تبدو ككذبة غبيه فالمكان بعيد جدا ً عن الفندق لذا من ال ُمستحيل أنها أضاعت الطريق ولكن‬
‫ستُفسر لها تفسيرا ً من رأسها إن سألت إستيال عن السبب الحقيقي‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وهي تهمس‪ :‬لم يكن سيحدث له أي شيء لو أجابني عن سؤالي‪..‬‬
‫تريد معرفة إسمه ‪ ,‬ما إن تشمه حتى تشعر بأنها ستتذكر شخصا ً ما من ماضيها ولكن ينقطع‬
‫حبل الذاكره في آخر لحضه‪..‬‬
‫هذا العطر البد من أن هذا الشخص الخفي من ذاكرتها كان يستعمله‪..‬‬
‫لقد أخبرها طبيبها بأن للعطور عالقة وطيده بالذكريات وأن بإمكان رائحه فقط أن تُعيد إليها‬
‫أحداثا ً كامله أو ذكرى كامله عن شخص ما‪..‬‬
‫تريد معرفة إسم ذلك العطر فربما قد تتذكر أحد أقربائها لو قامت بشمه أكثر من تلك اللفحة‬
‫البسيطه قبل يوم أمس‪..‬‬
‫اليوم أيضا ً كان يضع القليل جدا ً منه ولم تحس به سوى عندما إتكأ على عامود اإلناره وكان‬
‫قريبا ً منها‪..‬‬
‫ربما تلك الرائحه جلبت لها القليل من الراحه وهي التي جعلتها بشكل ال إيرادي تختار الذهاب‬
‫معه رغم أن أهدافه كانت ُمظلله وغير واضحه!‬
‫إتكأت على السور الذي يفصل الحديقه وهمست‪ :‬ذلك القاتل ‪ ,‬البد من أن هدفه هو قتلي بعد‬
‫أن يجد ذلك المكان أو أيا ً كان ‪ ,‬لكن ماهو ولما ؟‬
‫إبتسمت وهي تتذكر سؤاله عن ما إن كانت قد ذهبت الى الشرطه‪..‬‬
‫هذا السؤال الغريب والغير مفهوم بعث الى قلبها الراحه فهذا إن كان يعني شيئا ً فهو بالتأكيد‬
‫يعني بأنها ليست الشخص السيء في القصه‪..‬‬
‫فال وجود لشخص سيء يلتجئ الى الشرطه!‬

‫***‬

‫‪11:40 pm‬‬

‫كان دارسي يجلس بهدوء في السيارة بجوار السائق الذي نزل ينتظر سيده أمام باب ال ُمتحف‬
‫‪..‬‬
‫كان شارد الذهن متعجب من هذا السؤال الذي طرى على باله بعد ُمقابلته لها قبل ساعتين‪..‬‬
‫من وجهها وردة فعلها فهي بالتأكيد لم تُخبر الشرطه‪..‬‬
‫ولو فعلت أصالً لشعروا بذلك لكن لما ؟!!!‬
‫لما لم تفعل ذلك حتى اآلن ؟!!‬
‫ُمطاردتم لها إمتدت لفترة طويله ‪ ,‬طويله جدا ً‪..‬‬
‫لو إلتجأت الى الشرطه لتخلصت منهم في غضون أيام فلما لم تلتجئ إليهم!‬
‫لما لم تفعل ذلك حتى اآلن ؟‬
‫هو ال يستطيع ُمطلقا ً فهم هذا النقطه!‬
‫هل من ال ُممكن أنها تُخطط لشيء آخر ؟‬
‫لكن ماذا عساه يكون ؟‬
‫أم ‪ ...‬هل هي متعاونة مع طرف ُمعادي لهم ؟‬
‫لحضه ! هذا يبدو كتحليل معقول‪..‬‬
‫ربما دفعوا لها الكثير من أجل التعاون لذا يستحيل أن تلتجئ الى الشرطه فتعاونها مع طرف‬
‫معادي هو جريمة بحد ذاتها‪..‬‬
‫لكن من ؟‬
‫هل لهم عالقة بمن أتت معهم الى باريس ؟‬
‫قطع أفكاره فتح السائق للباب ليدخل رئيسه ومن ثُم إغالق الباب خلفه قبل أن يدور حول‬
‫السياره ويجلس خلف عجلة القياده‪..‬‬
‫سأل السائق سيده قائالً‪ :‬الى أين تُريد الذهاب سيدي ؟‬
‫أجابه بهدوء‪ :‬الفندق‪..‬‬
‫السائق‪ :‬كما تُريد‪..‬‬
‫وحرك السيارة بعدها ‪ ..‬خالل دقيقتين من الصمت سأل السيد بهدوء‪ :‬لما أنت ُهنا دارسي ؟‬
‫دارسي ببرود‪ :‬ألني لم أتمكن من اإلمساك بها‪..‬‬
‫دُهش السائق ونظر الى دارسي بصدمه فهذه هي المرة األولى التي يسمع فيها بأنه لم يستطع‬
‫اإلمساك بأهدافه‪..‬‬
‫بقي السيد صامتً لفتره غير متقبالً لهذه اإلجابة قبل أن يقول‪ :‬بعد سنوات من الجداره فشلت‬
‫بإمساك طفله ؟‬
‫دارسي‪ :‬كان األمر ليكون ُمنتهيا ً لوال أوامركم تلك بعدم التعرض لإلبن األصغر لعائلة‬
‫نورماندي‪..‬‬
‫ضاقت عيناه قليالً وسأل‪ :‬هل إعترضك ؟‬
‫دارسي‪ :‬أجل ‪ ,‬أخذها من أمام عيني دون مقدرتي على فعل شيء رغم إني كُنتُ أستطيع‬
‫وبسهوله التخلص منه وإرساله الى العالم اآلخر‪..‬‬
‫وأكمل بهمس‪ :‬لو لم يغادر لفعلتُها حقا ً‪..‬‬
‫السيد بحده‪ :‬إياك والتفكير بذلك!!‬
‫إنزعج دارسي وقال بشيء من الحده‪ :‬وبسبب تحذيراتكم هذه أنا فشلت ‪ ,‬شكرا ً ألنكم جلبتم‬
‫الفشل إلنجازاتي بسبب خوفكم من تلك العائله!‬
‫دُهش السائق وتصبب العرق من جبينه وهو يخشى أن تقوم حربا ً هنا في السياره‪..‬‬
‫دارسي إنها المرة األولى التي يغضب فيها هكذا وعلى الزعيم رقم إثنين الذي البد أن يكن له‬
‫كُل اإلحترام والطاعه!!‬
‫يتمنى بحق أن يمضي األمر على خير!!‬

‫يبدو بأن هذا ما حدث فعالً‪..‬‬


‫فالسيد والذي يُعتبر "الزعيم رقم ‪ "2‬تجاهل وقاحة دارسي ولم يُعلق ‪ ,‬لقد تفهم مقدار األذى‬
‫الداخلي الذي تعرض له قاتلهم المأجور بسبب أوامرهم هذه وقرر أن يُسامحه لهذه المرة‬
‫فحسب‪..‬‬
‫أما دارسي فقد كان ينظر من النافذه الى الطريق وهو يفكر بشيء واحد فسحب‪..‬‬
‫إن حدث وإعترض آندرو طريقه ُمستقبالً ‪ ...‬فسيقتله!‬
‫ولتذهب أوامرهم الى الجحيم‪..‬‬

‫***‬

‫‪12 juonyour‬‬
‫‪10:30 am‬‬

‫في منزل عائلة أليكسندر الرئيسي‪..‬‬


‫فتح على أُخته إستيال الباب وقال بإبتسامه‪ :‬أين هي اآلن ؟‬
‫نظرت أخته الى إنعكاس وجهه على المرآة حيث كانت تُسرح شعرها وأجابته‪ :‬كين لقد عُدتُ‬
‫من سفر وهذا هو أول شيء تسأل عنه ؟‬
‫كين بإبتسامه‪ :‬أختي إستيال دائما ً على ما يُرام لذا ال داعي ألن أسأل عن صحتها ‪ ,‬حسنا ً ماذا‬
‫عنها ؟ في أي غرفه ؟‬
‫هزت رأسها بقلة حيله وأجابته‪ :‬في غرفتي القديمه‪..‬‬
‫أغلق الباب وغادر متجها ً الى غرفة أخته القديمه وهو يُدندن إلحدى أغاني األطفال القديمه‬
‫المفضلة لديه قبل أن يطرق الباب ومن ثُم يفتحه دون أن ينتظر جوابا ً‪..‬‬
‫أشعل اإلناره ليرى آليس تغط في نوم عميق وهي تتلحف جيدا ً بالبطانيه‪..‬‬
‫أطفأ التكييف وتقدم من السرير ونظر إليها مطوالً قبل أن يتنهد ويجلس على الكرسي القريب‬
‫من السرير آخذا ً هاتفها ال ُمغلق برمز مرور وبدأ يلعب بالحاسبة الشيء الوحيد الممتع الذي‬
‫يستطيع الوصول إليه‪..‬‬
‫خالل عشر دقائق رفع عينيه ينظر إليها عندما تحركت وإنقلبت الى جهته‪..‬‬
‫نظر الى وجهها قليالً ثُم سأل‪ :‬ألن تستيقظي ؟‬
‫ثوان حتى عقدت حاجبيها وبدأت تفتح عينيها فإبتسم وترك هاتفها ينتظرها تستيقظ‪..‬‬ ‫ٍ‬
‫جلست وتثاوبت وهي تنظر في األرجاء قبل أن تلتفت إليه لتراه يبتسم فإبتسمت بدورها قائله‪:‬‬
‫ياله من وجه لطيف‪..‬‬
‫ضحك وقال‪ :‬أما وجهك فهو ُمضحك للغايه يا أُختي‪..‬‬
‫فركت عيناها ونظرت إليه قليالً حتى إستوعبت بأن هذا هو نفسه ذلك الطفل من الحفلة‬
‫السابقه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وبدأت بتهدئت شعرها وهي تقول‪ :‬أهذا أول شيء تقوله لضيفتك ؟‬
‫إستوعبت أمرا ً فنظرت إليه تقول‪" :‬أُختي" ؟‬
‫ظهر التعجب على وجهه وقال‪ :‬لما ؟ أال أستطيع أن أدعوك بأُختي ؟‬
‫نظرت إليه لفتره بعدها إبتسمت وقالت‪ :‬سيُسعدني ذلك‪..‬‬
‫إبتسم وسألها‪ :‬كم ستبقين ُهنا ؟‬
‫آليس‪ :‬ربما لهذا اليوم فحسب بما أن السيدة جينيفر غادرت الى مدينة ليون لزيارة قبر‬
‫والدتها في ذكرى موتها كما قالت لي آريستا‪..‬‬
‫كين‪ :‬آريستا ؟‬
‫آليس في نفسها‪" :‬ماذا ؟ إني أغلط بإسمها ُمجددا ً"!‬
‫ضحكت وقالت‪ :‬عذرا ً فإسمها صعب الحفظ بالنسبة لي ‪ ,‬كان إستيال صحيح ؟‬
‫كين‪ :‬أجل إستيال ولكن ال يبدو لي بأن إسم أختي وإسم آريستا ُمتشابهان للغايه كي تُلخبطي‬
‫فيهما‪..‬‬
‫أبعدت البطانية عنها وبدأت بترتيب السرير وهي تقول‪ :‬إنها أُختك وسمعتَ بإسمها منذ‬
‫طفولتك لذا من الطبيعي أن ترى مثل هذا التشابه ال شيء على عكسي‪..‬‬
‫بعدها سألته لتغير الموضوع‪ :‬هل تناولتم اإلفطار ؟‬
‫كين‪ :‬كال فنحن ننتظر عمي‪..‬‬
‫نظرت إليه وسألت‪ :‬ألم يذهب مع السيده جينيفر لزيارة قبر والدتها ؟‬
‫كين‪ :‬ال فهو مرتبط بغداء عمل ظهر اليوم ‪ ,‬لم يذهب سواها هي وإبناها‪..‬‬
‫"إبناها" ؟‬
‫آليس‪ :‬أتقصد إليان وإدريان فقط ؟‬
‫هز رأسه موافقا ً فعرفت من إجابته بأن كالم إستيال كان صحيحا ً وأن ريكس ليس بإبنها حقا ً‪..‬‬
‫هذا يعني بأن ما أخبرتها إستيال عنه كان صحيحا ً فلما ذلك الشاب يقول لها ال تُصدقي ما‬
‫تسمعيه ؟!!!‬
‫هزت رأسها تطرد هذه التساؤالت فلقد عزمت على أال تتدخل فيهم بتاتا ً‪..‬‬
‫كين بهدوء‪ :‬هيه آليس‪..‬‬
‫آليس وهي ترتب المخدات جيداً‪ :‬ماذا ؟‬
‫كين‪ :‬كُفي عن الثقة به‪..‬‬
‫عقدت حاجبها ونظرت إليه تقول‪ :‬لم أفهم ‪ ,‬عن ماذا تتحدث ؟‬
‫كين‪ :‬أكثر شخص تثقين به اآلن هو أكثر من يخدعك لذا كُفي عن الثقة به‪..‬‬
‫شعرت بالجو حولها يتغير بعد أن كان الوضع بسيطا ً ومرحا ً ليتحول الى جو مريب غريب ال‬
‫تفهمه‪..‬‬
‫ما الذي يقوله هذا الصبي ؟‬
‫بفتى طبيعي فلقد ظهرت منه سابقا ً بعض التصرفات الغريبه‬ ‫ً‬ ‫نعم ‪ ,‬هي تعرف سابقا ً بأنه ليس‬
‫لذا هذا غير ُمفاجئ ولكن ‪ ....‬ماذا يقصد وكيف يعرف ؟‬
‫هل يقصد جينيفر ؟ أم إستيال ؟‬
‫أيا ً كان ما يقصد منهما فكيف له أن يعرف ما قد دار بينهما من حديث كي يطلب منها التوقف‬
‫عن الثقة ؟‬
‫لما فجأه بدأت األمور في حياتها تتجه الى التعقيد أكثر فأكثر ؟‬
‫إبتسم لها وقال‪ :‬وجهك أيضا ً ُمضحك وهو متفاجئ هكذا هههههههه‪..‬‬
‫نزل من على الكُرسي وقال‪ :‬سأسبقك الى األسفل يا أُختي لذا ال تتأخري‪..‬‬
‫وبعدها غادر بعدما شتتها أكثر‪..‬‬
‫بعد ضحكه على وجهها ال ُمفاجئ بدى األمر وكأن كالمه عن الثقه محض مقلب من أجل أن‬
‫يسخر من ردة فعلها!‬
‫لكن هل هو مقلب ؟‬
‫لم تعد تفهم!‬
‫تنهدت وفتحت حقيبتها لتبدل مالبسها ولكن فاجئها عودة كين ُمجددا ً وجلس على السرير‬
‫بجانب الحقيبة قائالً‪ :‬هل تذهبين معي ؟‬
‫تعجبت وقالت‪ :‬الى أين ؟‬
‫كين‪ :‬التسوق‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وعندما فتحت فما لتسأل أكثر قاطعها‪ :‬أتت إلستيال ُمكالمة ُمفاجئه وعليها أن‬
‫تُغادر اآلن ‪ ,‬عمي أيضا ً سمعتُ من فلور بأنه لن يحظر حتى العصر وأنا كان لدي بعض‬
‫األمور التي أُريد شراؤها لذا هذه فُرصه ُمناسبه ‪ ,‬هل ستأتين معي ؟ ربما تأتي فلور أيضا ً‪..‬‬
‫ال تعلم ‪ ,‬أصبحت تخاف األماكن المختلطه‪..‬‬
‫تخشى أن يظهر لها من العدم أعداء آخرون ال تعرف عنهم شيئا ً‪..‬‬
‫إبتسمت له وأجابت‪ :‬إعذرني فال زلتُ ُمرهقه فلقد أتينا عن طريق الحافله وأُضطررنا الى‬
‫ركوب ثالث طوال الطريق وقد أخذ هذا منا ما يُقارب الثالث ساعات ووصلنا بوقت متأخر من‬
‫الليل لذا ال أزال أشعر باإلرهاق عزيزي‪..‬‬
‫ت على إستيال أن ترحلوا ُمبكرا ً ؟ كان بإمكانكم النوم هناك والعودة صباح‬ ‫كين‪ :‬إذا ً لماذا أصرر ِ‬
‫اليوم ؟‬
‫أجابته بإبتسامه‪ :‬لقد تعبتُ من جو باريس ال ُمثلج لذا‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬إن كانت درجة الحراره في باريس ‪ %3‬ففي ستراسبورغ ستكون درجة الحرارة هي‬
‫صفرا ً ‪ ..‬الكُل يعلم بأنها أبرد من باريس‪..‬‬
‫دُهشت من كالمه وقبل حتى أن تُفكر بالرد قال‪ :‬إستيال ذكيه لذا ال تضني بأن كذبتك هذه قد‬
‫إنطلت عليها ‪ ,‬هي فقط تسمح بمثل هذه التجاوزات كي ال تفسد العالقه لذا إنتبهي ! فكثرة‬
‫التجاوزات تجعل منها شيطانا ً‪..‬‬
‫بعدها نزل من فوق السرير وغادر الغرفه فجلست بمكانه واضعةً رأسها بين يديها هامسه‪:‬‬
‫يالال هذه الورطه!‬
‫طرق الباب فرفعت رأسها لتجد إستيال التي إبتسم وتقدمت قائله‪ :‬هل لي بنصف ساعة من‬ ‫ُ‬
‫وقتك ؟‬
‫تذكرت آليس بأنها تريدها في موضوع وكان من ال ُمفترض أن يتحدثوا عنه ليلة األمس لوال‬
‫طلبها بأن يُغادروا باريس في الحال‪..‬‬
‫أن تأتي لها إستيال اآلن قبل ذهابها الى موعدها ال ُمفاجئ الذي تحدث عنه كين يدل بأن‬
‫الحديث هذا حقا ً ُمهم‪..‬‬
‫ماذا عساه يكون ؟‬

‫– ‪-PART END‬‬
‫‪- part 17 -‬‬

‫طرقت الخادمه باب الغرفة قبل أن تسمح لها إستيال بالدخول‪..‬‬


‫تقدمت واضعةً كوبا قهوة على الطاولة الصغيرة أمام األريكة التي تجلس عليها إستيال ثم‬
‫غادرت ُمغلقة الباب خلفها‪..‬‬
‫دقيقتين قبل أن تخرج آليس من غرفة تبديل المالبس لتتقدم من إستيال وتجلس على األريكة‬
‫المجاوره‪..‬‬
‫هاقد بدلت مالبس النوم وهي اآلن مستعده لتسمع ما لدى إستيال وبداخلها ينمو التوتر ألسباب‬
‫ال تعرفها‪..‬‬
‫لما تريدها ؟ ذهابها معها أصالً لباريس يبدو غير منطقي!‪.‬‬
‫هل األمر له عالقة بجينيفر ؟ أو بها شخصيا ً!‬
‫البد من وجود شيء فقلبها من الداخل متوتر وخائف‪..‬‬
‫لما ؟‬
‫ربما هي ردة فعل طبيعيه تتحدث ألي شخص يُطلب لموضوع سري ‪ ,‬هذا طبيعي بين الناس‪..‬‬
‫أجل هذا صحيح ! عليها أن تُفرق بين الخوف والتوتر الطبيعي وبين المشاعر الحقيقه‬
‫المتعلقه بذاكرتها القديمه‪..‬‬
‫أخرجها من صراعها النفسي صوت إستيال تقول‪ :‬أتريدين بعض القهوه ؟ طلبتُ كوبا ً من‬
‫أجلك‪..‬‬
‫إبتسمت آليس قائله‪ :‬شُكرا ً لك‪..‬‬
‫وأخذت الكوب ترتشف منه قليالً قبل أن تبدأ إستيال بالحديث قائله‪ :‬حسنا ً آليس ‪ ,‬سؤالي فيه‬
‫بعض الخصوصيه ‪ ,‬أال بأس بذلك ؟‬
‫تعجبت آليس وزاد توترها وهي تقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫إبتسمت لها إستيال تقول‪ :‬األمر ال يبدو منطقيا ً في قرارة نفسي ! أعني مما فعلته جينيفر‬
‫ألجلك من إيوائك في منزلها الخاص حـ‪...‬‬
‫قاطعتها آليس‪ :‬لقد شرحتُ األمر ُمسبقا ً وقُلت بأن سببها يكمن في‪...‬‬
‫قاطعتها إستيال‪ :‬أعلم ! هي تفعل هذا لتُكفر عن خطأ إبـنـــهــا ‪ ,‬يالها من مثاليه ! جينيفر‬
‫ليست من هذا النوع عزيزتي حتى لو كان من صدمك هو إدريان نفسه فماذا لو كان ريكس !‬
‫ما قالته لك ال يحتاج لذكاء كي تكتشفي أنها محض كذبه!‬
‫لم ترد آليس عليها ‪ ,‬بل لم تجد ما تقوله أصالً‪..‬‬
‫هي ال تعلم إن كانت إستيال ُمحقه وأن جينيفر بالفعل كذبت عليها ‪ ,‬لكن حتى لو كان ما قالته‬
‫جينيفر هو كذبه فالبد من وجود سبب آخر وهذا السبب يستحيل أن يكون سيئا ً فال عالقة‬
‫تربطهما كي تنوي لها سوءا ً!‬
‫وحتى لو كانت تنوي سوءا ً فال يوجد سبب مقنع لذلك!‬
‫لذا األمر ال يبدو ُمقلقا ً بالنسبة لها‪..‬‬
‫عقدت حاجبها حالما تذكرت جملة كين قبل قليل‪..‬‬
‫"كُفي عن الثقة به"‬
‫هل قصد بذلك جينيفر ؟ أألنها كانت تكذب عليها كما قالت إستيال ؟‬
‫إذا ً ‪ ....‬هل هي فعالً تضمر لها سوءا ً ؟‬
‫تذكرت جينيفر ولطافتها معها‪..‬‬
‫ال ‪ ,‬تلك السيده هي حقا ً لطيفه ‪ ....‬لطيفة للغايه‪..‬‬
‫ال يمكن أن تكون سيئه أو تنوي لها سوءا ً‪..‬‬
‫ألنه ال وجود لسبب لذا هذا ُمستحيل‪..‬‬
‫كذبها بموضوع إيوائها ليس بالضرورة يعني أنها ُمخادعه‪..‬‬
‫أجل!‪..‬‬
‫تنهدت إستيال وقالت‪ :‬عزيزتي ال أعلم ولكن أشعر بأن كالمي لم يُعجبك ‪ ...‬دعيني أتحدث معك‬
‫من جهة أُخرى ‪ ,‬أال تتذكرين أي حوار قد دار بين جينيفر وريكس خالل تواجدك في منزلها ؟‬
‫ماذا برأيك كان نوع هذا الحوار؟‬
‫عقدت آليس حاجبها تُحاول التذكر قبل أن تقول بشيء من الدهشه‪ :‬ال يحدث ‪ ,‬أعني لم يحدث‬
‫وأن رأيتهما يتحدثان أو حتى يُقابالن بعضهما ‪ ..‬وال لمرة واحده!‬
‫ت طريقة‬ ‫ت تشُكين بكالمي ! ال ألومك فلو شاهد ِ‬ ‫إستيال‪ :‬أووه هذا منطقي ‪ ,‬عرفتُ اآلن لما أن ِ‬
‫ت بأن كُل واحد منهما يكره اآلخر كُرها ً ال يُمكن وصفه‪..‬‬ ‫حوار ريكس وجينيفر لبعضهما لعرف ِ‬
‫دُهشت آليس من كالمها في حين أكملت إستيال‪ :‬يستحيل لجينيفر أن تُساعد ولدا ً ليس بولدها ‪,‬‬
‫بل هو ليس أكثر من عدو لها ‪ ,‬لذا هل ترين من المنطقي أن تعتني بك من أجل تكفير أخطاء‬
‫هذا العدو ؟ هل هذا منطقي بالنسبة لك ؟!‬
‫ردت آليس بدفاع‪ :‬ليس ألنه إبن زوجة زوجها السابقه يعني بأنها تكرهه ! ليس كل النساء‬
‫تكن مثل هذا النوع من الضغينة ألبناء أزواجهن!!‬
‫إستيال بهدوء تام‪ :‬أنا إبنة عمه ولستُ مجرد إمرأ ٍة غريب ٍة ثرثاره ‪ ,‬أنا ال أفرض الفرضيات هنا‬
‫بل أقول الحقائق‪..‬‬
‫صمتت آليس ولم تقل شيئا ً‪..‬‬
‫نعم ‪ ,‬هي قريبتهم لذا يستحيل أن تكون ُمخطئة في نوع عالقتهم وخاصةً أنهم يعيشون في‬
‫المنزل نفسه‪..‬‬
‫إذا ً ‪ .....‬عالقةُ ُك ٍل من ريكس وجينيفر ليست جيده‪..‬‬
‫تنهدت هامسه في داخلها‪" :‬أيا ً يكن فهذا ليس من شأني ‪ ,‬نعم لقد قررتُ أال أتدخل في أمرهم‬
‫بتاتا ً‪" ..‬‬
‫أخذت كوب قهوتها وشربت منه قليالً قبل أن تقول‪ :‬حسنا ً األمر ال يعنيني‪..‬‬
‫إبتسمت إستيال تقول‪ :‬كيف ال يعنيك واألمر كُله بدأ منهما ؟ فكري قليالً ! صدمك ريكس الذي‬
‫ت بال ُمستشفى كانت جينيفر‬ ‫يكن الكره لجينيفر وهي بال ُمقابل تكن له الكره فلما عندما إستيقض ِ‬
‫هي من تقف بجوارك وليس هو ؟ هل من الممكن أنه أخبرها عنك لتأتي هي ؟ هل سيُخبر‬
‫جينيفر من بين كُل الناس ! أال يبدو األمر غير منطقي بتاتا ً!!‬
‫إتسعت عينا آليس من الصدمة تدريجيا ً وهي تستمع لكالم إستيال هذا‪.‬‬
‫حسنا ً ‪ ,‬هذا بالفعل غريب!‪..‬‬
‫إن كان ريكس من صدمها فلماذا جينيفر هي من كانت هناك ؟‬
‫لم يكن األمر غريبا ً في السابق فلقد ضنت بأنها والدته ولكن بعد أن أصبحت تعرف بأنهما‬
‫أعداء أصبح األمر مريبا ً بالكامل‪..‬‬
‫لما جينيفر من كانت هناك!!‬
‫ريكس بناءا ً على شخصيته كان سيتجاهل موضوعها أو على األقل سيرسل أحدا ً مما يعملون‬
‫لديه كي تتم التسويه وينتهي األمر‪..‬‬
‫إذا ً لماذا ؟!!!‬
‫هذا ُمريب حقا ً‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬هذا هو السؤال الذي كان يُحيرني منذ البدايه وبسبب عالقتي السيئه مع ُكالً من‬
‫ت ال تملكين تفسيرا ً‪..‬‬ ‫ريكس وجينيفر لم أقم بسؤالهما ولكن يبدو بأنك حتى أن ِ‬
‫لم ترد آليس فهي ال تزال مدهوشةً من هذا األمر فبقيت تنظر إليها إستيال لفترة ليست بالقليله‬
‫وبداخلها تجول عدة أفكار قبل أن تبتسم وتقف قائله‪ :‬حسنا ً لدي موعد مع أحدهم اآلن لذا‬
‫آليس ‪ ,‬أتمنى لو تُصبحي أكثر جديه وتأخذي موقفا ً حازما ً مما يحصل ‪ ,‬ال تكوني كالخرقاء‬
‫التي يتم التالعب بها دون أن تُحرك ساكنا ً‪..‬‬
‫بعدها غادرت الغرفة بهدوء وآليس ال تزال على وضعها تفكر فيما سمعته قبل قليل‪..‬‬

‫***‬

‫‪2:25 pm‬‬

‫طرق آندرو باب المكتب قبل أن يدخل وهو يقول‪ :‬يكاد ينتهي الظهر وأنت ال تزال في العمل !‬
‫أال ترى بأن هذا كثير!‬
‫ريكس ببرود وعينيه على أحد األوراق‪ :‬ال ِزلنا في بدايته‪..‬‬
‫تقدم آندرو قائالً‪ :‬بل في الحقيقة نحن في منتصف الظهيره ‪ ,‬على أية حال أنت ال تتأخر في‬
‫عملك إال ألسباب قويه ‪ ,‬ماذا عساها تكون هذه المره ؟‬
‫جلس على الكرسي المقابل لمكتب ريكس الذي لم يرد عليه بل أكمل مطالعة الملف الذي بين‬
‫يديه‪..‬‬
‫وضع آندرو رجالً على رجل ومد يده يلعب في اللوحة الخاصة باسم ريكس وهو يقول‪ :‬لقد‬
‫عُدتُ من سفري ولم أحصل على مكالمة واحده منك ‪ ,‬أال تعرف كيف تتحمد ألصدقائك‬
‫بالسالمة على رجوعهم من أسفارهم ؟ لقد تعلمنا هذا في اإلبتدائيه‪..‬‬
‫أكمل بعدها‪ :‬على أية حال أسرع وأنهي عملك ‪ ,‬لدي الكثير من القصص التي حدثت وأُريد أن‬
‫أقولها لك‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬قصص مشاجراتك مع أُختك ال تهمني بتاتا ً‪..‬‬
‫آندرو بإنزعاج‪ :‬ال تُذكرني بها ‪ ,‬بالكاد إستطعت التملص والهروب من أن تُعطيني قائمة‬
‫أوامرها المزعجة تلك التي تُكررها لي كُلما تقابلنا!‬
‫ريكس‪ :‬إنها نصائح‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ليست كذلك ‪ ,‬إنها فقط تُمارس سلطتها كأُخت كبيرة لتُملي علي ما تريده هي‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً هذا يكفي فلقد أخبرتُك بأن قصصك معها ليست من إهتماماتي‪..‬‬
‫سحب آندرو الملف ووضعه جانبا ً وهو يقول‪ :‬لقد أصبحت الساعة الثانية والنصف ‪ ,‬هذا يكفي‬
‫بأمر مهم ‪ ..‬أنا جاد‪..‬‬ ‫! هيّا لنتناول الغداء في مكان ما فأن أُريد أن أُحدثك ٍ‬
‫نظر إليه ريكس والى عينيه الجادتين قبل أن يتنهد ويقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬إسبقني الى األسفل‪..‬‬
‫وقف آندرو يقول‪ :‬سأنتظرك في سيارتي‪..‬‬
‫بعدها غادر في حين بدأ ريكس ينهي أموره قبل أن ينزل الى األسفل‪..‬‬

‫خالل ثلث ساعه كانا يجلسان في منزل آندرو بعد أن أخذا بعض الغداء من إحدى المطاعم‬
‫القريبه‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬هذا هو مطعمك ؟‬
‫آندرو وهو يجهز الطاولة‪ :‬لستُ بهذا الغناء الفاحش يا عزيزي‪..‬‬
‫تنهد ريكس وبدأ بتناول الطعام في حين بادر آندرو بالقول‪ :‬هل عادت إبنة عمك من باريس ؟‬
‫ريكس‪ :‬ولما تسأل ؟‬
‫آندرو‪ :‬هل من الخطأ أن أسأل ؟‬
‫ريكس بال مبااله‪ :‬ال أعلم لكن بما أنكَ عُدت فهي بالتأكيد عادت‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬إذا ً أنت لم تُقابلها بعد ؟‬
‫ريكس‪ :‬ما الذي تريد الوصول إليه ؟‬
‫آندرو‪ :‬ماذا عن تلك الفتاة التي قُمتَ بصدمها ؟ هل هي في منزل والدك اآلن أم أوصلتها‬
‫إستيال الى منزل جينيفر ؟‬
‫ريكس ببرود‪ :‬ال يهمني وال تسألني‪..‬‬
‫تنهد آندرو ونظر إليه لفتره بعدها قال‪ :‬ما دامت جينيفر سافرت من أجل ذكرى وفاة والدتها‬
‫فهذا يعني بأنها أغلقت منزلها لذا هي بالتأكيد في منزل العائلة الرئيسي‪..‬‬
‫ي آندرو بهدوء يقول‪ :‬ألم أقل بأن هذا الموضوع ال‬ ‫توقف ريكس عن الطعام ونظر الى عين ّ‬
‫يُهمني وال أُريد التحدث فيه ؟‬
‫آندرو‪ :‬كف عن التصرف كاألطفال ‪ ,‬ألنها في نظرك قامت بسرقة إسم والدتك هذا ال يعني بأن‬
‫ترفض سماع أي شيء عنها !! أنا أُيـ‪...‬‬
‫ريكس بحده‪ :‬هذا يكفي!!!‬
‫رفع آندرو حاجبه يقول‪ :‬هل من ال ُمفترض أن أخاف وأصمت ؟‬
‫نظر ريكس إليه مطوالً قبل أن يُكمل تناول طعامه بهدوء تام‪..‬‬
‫تنهد آندرو وأكمل تناول طعامه وهو يقول بهدوء‪ :‬ألم تُالحظ بأنك لم تعد تستطيع التحكم في‬
‫سميت باسم والدتك بشكل ُمتعمد ! إن كانت تُسبب لك كُل هذا‬ ‫إعصابك منذ أن عرفتَ بأنها ُ‬
‫اإلزعاج فتخلص منها‪..‬‬
‫لم يرد عليه ريكس فأكمل آندرو‪ :‬أعطها بعض المال ودعها تُغادر ‪ ,‬تنازلها عن الشكوى ضدك‬
‫ليس كرما ً ُمبالغ منها كي تُجازى بالعيش معكم ‪ ,‬هناك الكثير من الجهات الحكوميه التي‬
‫يمكنها اإلعتناء بها‪..‬‬
‫إبتسم ريكس بسخريه يقول‪ :‬ألم تكن فضوليا ً بشأنها قبل عدة أيام ؟ ما الذي حدث لتقول مثل‬
‫هذا الكالم اآلن ؟‬
‫بأشخاص سيئين ‪ ,‬من الخطر أن تبقى حولكم أكثر‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫آندرو‪ :‬فقط إكتشفتُ بأنها على عالقة‬
‫ريكس‪ :‬مثل من ؟‬
‫أشخاص أنت ال تعرفهم ‪ ,‬يكفي أن تعرف بأنهم سيئين‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫آندرو‪:‬‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬وجود فتا ٍة مثلها بالقرب منك وهي على عالقة بأولئك األشخاص ال يبدو‬
‫صدفه ‪ ..‬لم أفهم األمر بعد ولكن أرى بأن التخلص منها هو أفضل خيار اآلن‪..‬‬ ‫لي بتاتا ً بأنها ُ‬
‫تجاهله ريكس قائالً‪ :‬متى وصلت من باريس ؟‬
‫آندرو بشيء من اإلنزعاج‪ :‬أنا اآلن أتحدث عن تلك الفتاة ال ُمريبه!!‬
‫ريكس‪ :‬وأنا لدي أمر أكثر أهمية من التحدث عن فتاة!‬
‫آندرو بشيء من السخريه‪ :‬مثل ماذا ؟ العمل ؟ العمل لن ينتهي أبدا ً لذا‪....‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬دبر لي عذرا ً‪..‬‬
‫عقد آندرو حاجبه يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫ريكس‪ :‬أُريد أن تُدبّر لي عُذرا ً‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬عذرا ً من ماذا ؟‬
‫ريكس‪ :‬يوم ميالدي السابع والعشرون قد إقترب ووالدي يريد أن يصنع إحتفاالً كبيرا ً من‬
‫أجله‪..‬‬
‫سخريه‪..‬‬ ‫أشاح آندرو وجهه يكتم ضحكته في حين رفع ريكس حاجبه يقول‪ :‬كُف عن ال ُ‬
‫آندرو‪ :‬أُحب عندما يُعاملك والدك وكأنك ال تزال طفالً في الروضه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أنا طلبتُ أن تُدبّر لي عذرا ً قويا ً‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬أال تعلم فقط كيف تواجهه وتقول ال أُريد!‬
‫ريكس‪ :‬ال تكمن ال ُمشكلة هنا فأنا بالفعل لم أحتفل بيوم مولدي منذ سنوات ‪ ,‬لكن والدي هذه‬
‫المره يُريد أن يستغل هذا اليوم لإلعالن رسميا ً عن خطبتي بإبنة عائلة كالودي‪..‬‬
‫دُهش آندرو للحضه قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬هذا رائع ‪ ,‬إنها فتاة جميلة وذكيه وذات نسب رفيع ‪,‬‬
‫ُمبارك لك!‬
‫إنزعج ريكس قائالً‪ :‬أال يمكنك أن تفهم ولو قليالً !! إني أطلب منك أن تجد لي عذرا ً ألني ال‬
‫أُريد أن تتم هذه الخطبه فلما تُهنئني بدالً من إيجاد هذا العذر ؟!!!!‬
‫آندرو بدهشه‪ :‬أأنت جاد ؟!! لما ال تُريد ؟! ما العيب فيها كي ترفض ! إنها جميله وذكيه‬
‫ولطيفه وذات مكانة رفيعة وخلفية ُمشرفه ! من عساه يرفض فتاةً مثلها ؟‬
‫ريكس‪ :‬أنا‪..‬‬
‫ضرب آندرو الطاولة بيده قائالً‪ :‬أتُمازحني ؟!! منذ أن كُنتما صغيرين وأنتما ُمقدران لبعضكما‬
‫ولم نسمع منك كلمة إعتراض واحده واآلن تقول ال أُريد هذه الخطبه!!!‬
‫ريكس‪ :‬كف عن التحدث كوالدي ‪ ,‬أنا طلبتُ ُمساعده ولم أطلب ُمحاضره!‬
‫آندرو‪ :‬ريكس يالها من مزح ٍة سخيفه!‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ,‬أنت أحمق وال يُمكنك إيجاد عذر لي ‪ ,‬سأفكر باألمر بنفسي لذا أرحني‬
‫من صوتك‪..‬‬
‫وأكمل تناول طعامه ببرود وآندرو ينظر إليه بعدم تصديق‪..‬‬
‫أخذ بعدها نفسا ً عميقا ً وهدأ الوضع لدقائق قبل أن يسأل آندرو‪ :‬لما ال تريد أن تتم هذه الخطبه‬
‫؟ ما الذي غير رأيك!‬
‫ريكس‪ :‬هذا رأيي منذ البدايه‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ولما لم تقله إذا ً!!‬
‫ريكس بعد فترة صمت‪ :‬أنا فقط ال أرغب بالزواج اآلن ‪ ,‬ما زال لدي ما أفعله‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬الخطبة ال تعني أن تتزوج اآلن!‬
‫ريكس‪ :‬لكنها تعني أن أرتبط بشخص آخر وأتحمل المسؤوليه لذا ال فرق بينهما‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬حسنا ً قُلها ُمباشرةً لوالدك ! أُطلب منه تأجيل أمر الخطوبة لسنتين أو ثالث كما تُريد‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬سيطلب تفسيرا ً وأنا ال أُريد أن أُخبره بسببي الحقيقي‪..‬‬
‫عقد آندرو حاجبه يقول‪ :‬وماذا يكون سببك الحقيقي ؟‬
‫إنتهى ريكس من تناول طعامه ووقف قائالً‪ :‬سأستعمل غرفتك للراحة قليالً فأنا لم أنم طيلة‬
‫ليلة البارحه‪..‬‬
‫بعدها غادر وآندرو يراقبه بهدوء تام قبل أن يهمس‪ :‬ماذا هناك أيضا ً ؟ ال أستطيع تخيل أن‬
‫ُهناك سبب مريب كي يتجنب ألجله اإلجابه!‬
‫فكر قليالً قبل أن يقول‪ :‬هل ُهناك فتاة أُخرى في حياته ؟ كال أنا متأكد بأنه ال يوجد إذا ماذا!‬
‫دُهش وأكمل‪ :‬لحضه ! ذلك الحقير !! لقد إستطاع أن يُغير موضوعي عن تلك الفتاة دون أن‬
‫أُالحظ!!‬

‫***‬

‫‪3:04 pm‬‬

‫أوقف كارلوس سيارته وفتح النافذه ينظر بهدوء الى ذلك المبنى الذي ال يبعد عنه كثيرا ً‪..‬‬
‫كان ُهناك الكثير من العاملين الذين كانوا يُنظفونه من بقايا حريق البارحه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه هامساً‪ :‬فقط هكذا ؟ ألن يقوم بإبالغ الشرطه ؟ لما يقوم بالتنضيف بينما كان‬
‫بإستطاعته إبالغ الشرطه وهي ستستطيع إخراج العديد من األدلة وربما ينتهون بمعرفة‬
‫الجاني ! لما لم يقم بذلك ؟‬
‫هل يعقل أنه بهذا الغباء ؟‬
‫أال يعرف كيف يتصرف!‬
‫أم أنه إستبق األحداث قائالً بأنه ال فائدة من إخبار الشرطه ضانا ً بأنه يستحيل أن توجد أي‬
‫أدله!!‬
‫إن كان هكذا فهو أحمق‪..‬‬
‫ضاقت عيناه للحضه وهمس‪ :‬هل من ال ُممكن أن المخزن كان يحوي على بعض البضائع‬
‫الممنوعه لهذا خشي أن تكتشفها الشرطة إن قام باإلبالغ ؟‬
‫إبتسم وأكمل‪ :‬نعم ‪ ,‬هذا يبدو منطقيا ً‪..‬‬
‫أغلق النافذه وحرك السيارة ُمكمالً‪ :‬على أية حال هذا يعني بأن تلك الصفقة ستُحول لنا‬
‫بالتأكيد ‪ ,‬إنه نصر ساحق‪..‬‬
‫وبعدها إنطلق ُمبتعدا ً عن المكان‪..‬‬

‫***‬

‫‪6:17 pm‬‬

‫نزلت فلور من الدرج وحالما شاهدت أُختها الكُبرى إستيال تجلس على األريكه تقدمت منها‬
‫وجلست بجوارها تقول‪ :‬إستيال أسمعتي بذلك ؟‬
‫إستيال وهي مشغولة بالجهاز اللوحي‪ :‬ماذا ؟‬
‫فلور‪ :‬أخي األكبر ألبرت ‪ ,‬يقول بأنه قادم الى هنا قريبا ً‪..‬‬
‫رفعت إستيال حاجبها وقالت‪ :‬غريب ‪ ,‬البد من وجود ُمناسبة حتى يقرر الحضور‪..‬‬
‫فلور‪ :‬لقد إشتاق إلينا ‪ ,‬أوليس هذا سببا ً كافيا ً ؟‬
‫إستيال‪ :‬كال ‪ ,‬هو ال يأتي إال إن كان لديه عمل هنا في ستراسبورغ ‪ ,‬إنه مجنون بأعمال والدي‬
‫ويُريد أن يصعد بها الى القمة في وقت وجيز لذا ال وقت لديه كي يؤجل أعماله من أجل سبب‬
‫سخيف كاإلشتياق‪..‬‬
‫أمالت فلور شفتيها هامسه‪ :‬لكنه قال غير هذا‪..‬‬
‫تجاهلتها إستيال وأكملت عملها على جهازها قبل أن تسأل فلور‪ :‬حسنا ً ماذا عساه يكون السبب‬
‫؟‬
‫إستيال‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫فلور‪ :‬هل سيبقى كثيرا ً ؟‬
‫إستيال‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫فلور‪ :‬إذا ً ما الذي تعلمينه ؟‬
‫إستيال‪ :‬أنك تزعجينني‪..‬‬
‫تنهدت فلور قائله‪ :‬آسفه‪..‬‬
‫بعد فترة صمت قالت‪ :‬أشعر بالملل ‪ ,‬أُريد أن أُزعج شخصا ً ما‪..‬‬
‫لم تُعلق إستيال وبعد دقيقة قالت فلور‪ :‬نعم ماذا عن تلك اآلليس ؟ هل ال بأس لو ذهبتُ‬
‫إلزعاجها ؟‬
‫عقدت إستيال حاجبها وقالت‪ :‬هل نزلت آليس خالل هذا النهار ؟‬
‫هزت فلور كتفها تقول‪ :‬لم أرها بتاتا ً ‪ ..‬هل أطلب منها النزول ؟‬
‫إستيال‪ :‬كال ‪ ,‬أُتركيها وشأنها‪..‬‬
‫فلور‪ :‬أُريد أن أُشاجر أحدهم!‬
‫إستيال‪ :‬أال تملين ؟‬
‫تقدمت آليس في هذا الوقت قائله‪ :‬مرحبا‪..‬‬
‫ت حبيسة الغرفة طوال النهار ؟‬ ‫نظرت فلور إليها في حين قالت إستيال‪ :‬أهالً ‪ ,‬هل حقا ً بقي ِ‬
‫جلست آليس على أريكة منفصله تقول‪ :‬كُنتُ أفكر وبعدها شعرتُ باإلرهاق وخلدتُ الى النوم‬
‫حتى اآلن‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬والغداء ؟‬
‫آليس‪ :‬هههههه ال بأس فموعد العشاء قريب لذا سأنتظره‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬يُمكنك طلب ما تُريدين من الخادمه وستُعده لك ‪ ..‬ال تُجبري نفسك على اإلنتظار‪..‬‬
‫آليس‪ :‬شُكرا ً على قلقك ولكن ال بأس بالنسبة لي صدقيني‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬حسنا ً كما تريدين‪..‬‬
‫بعدها أكملت عملها في حين بقيت فلور ترمق آليس بهدوء تام قبل أن تقول‪ :‬هيه ‪ ,‬هل حقا ً ال‬
‫تتذكرين أي شيء ؟‬
‫نظرت آليس إليها قليالً قبل أن تقول‪ :‬أجل‪..‬‬
‫ت على الذهاب مع أُختي بسبب‬ ‫رفعت فلور حاجبها وقالت‪ :‬إذا ً كيف تتذكرين باريس ؟ لقد وافق ِ‬
‫ت تتذكرين باريس‬ ‫رغبتك في رؤيتها ‪ ,‬يجب على فاقدي الذاكره أال تذكروا أي شيء فلما أن ِ‬
‫والمتحف و‪.....‬‬
‫ت فضوليه فإقرأي عنه‬ ‫تنهدت إستيال وقاطعتها قائله‪ :‬فلور فقدان الذاكره أمر معقد لذا إن كُن ِ‬
‫في اإلنترنت ودعيك من هذه األسئله‪..‬‬
‫مطت فلور شفتيها بإستياء قبل أن تلتفت الى الخلف عندما سمعت صوت أحدهم قادم من‬
‫الخارج‪..‬‬
‫إبتسمت رغما ً عنها عندما رأت بأنه ريكس الشخص الذي تحب أن تتنمر عليه بسبب طبيعيته‬
‫الصامته‪..‬‬
‫وقفت وتقدمت منه قائله‪ :‬هيه لما لم تحظر سوى اآلن ؟!! أين كُنتَ طوال النهار ؟‬
‫نظرت آليس الى فلور متعجبه من إسلوبها الطفولي هذا‪..‬‬
‫كم عمرها هذه بالضبط!‬
‫تجاهلها ريكس كعادته وعندما مر من جوارها إبتسمت بسخريه تقول‪ :‬هل تعلم بأن أخي‬
‫ألبرت قادم خالل هذه األيام ؟ يبدو بأننا قريبا ً سنعرف من هو الشخص الذي يستحق أن يحمل‬
‫إسم عائلتنا ُمستقبالً ‪ُ ,‬هناك شتان ما بين أخي األكبر الرائع والناجح وما بين إبن قاتلة‬
‫روسيه‪..‬‬
‫إتسعت عيناه للحضه وإلتفت شادا ً إياها بقوة من ياقة قميصها فصرخت بخوف واضعةً يديها‬
‫أمام وجهها‪..‬‬
‫نظر بحدة إليها هامساً‪ :‬قوليها مجددا ً كي أقطع ُحنجرتك!‬
‫تركت إستيال جهازها بهدوء ووقفت متقدمةً منهما تقول‪ :‬هذا ُمخيب حقا ً ‪ ,‬تهديدك لطفلة‬
‫تصغرك بتسع سنوات ليس سوى دليل ضعف!‬
‫إرتجفت فلور خوفا ً وهي تقول‪ :‬أُختي ساعديني‪..‬‬
‫توقفت إستيال أمامهما تماما ً تقول بهدوء لريكس‪ :‬أتركها وتحلى ببعض الرجولية لو سمحت‪..‬‬
‫تركها ريكس وهو يقول بهدوء‪ :‬كرريها وستندمين حينها‪..‬‬
‫ذهبت فلور بسرعه خلف أختها بعدها نظرت إليه تقول بتحدي وبصوت مليء باإلرتجاف‪:‬‬
‫وكأنني أخاف منك !! لن يمكنك أن تفعل أي شيء سوى الصراخ ُهنا و ُهناك‪..‬‬
‫ست وجهها خلف أختها التي قالت لريكس ببرود‪ :‬يبدو بأن‬ ‫رمقها بنظرة حاده فجفُلت خوفا ً ود ّ‬
‫ت سليمه فأنا بحق ال‬ ‫عمي العزيز أليكسندر قد كبُر بالعمر وأصبح ال يستطيع إتخاذ قرارا ٍ‬
‫يمكنني أن أستوعب حقيقة بأنه يعمل جاهدا ً من أجل أن يجعل شابا ً مثلك هو من يحمل إسم‬
‫عائلتنا في ال ُمستقبل ! هذا ُمثير للشفقه‪..‬‬
‫نظر ريكس إليها بهدوء قبل أن يقول بسخريه‪ :‬فتاة ال يمكنها حتى أن تختار شريك حياتها‬
‫بعقالنيه كيف يمكنها الحكم على اآلخرين ؟ إحرصي على تصحيح معيشتك المثيره للشفقه‬
‫وتعالي بعدها لتطلقي األحكام على اآلخرين‪..‬‬
‫إحتدت عيناها بغضب وقالت‪ :‬ال يحق لك الحكم على إختياراتي الخاصه فأنا ال أضر أحدا ً فيها‬
‫أسمعت ؟!!! كف عن التدخل بهذا األمر ألنه يخصني وحدي!‬
‫ريكس‪ :‬أكف عن التدخل ؟ أتعنين أن أُخبر والدي وهو يتدخل بنفسه ؟‬
‫إستيال بحده‪ :‬ريكس!!!‬
‫ريكس ببرود‪ :‬أتمنى أن تُركزي على دورك كأخت كبيره وتربي أخوتك على اإلحترام وحفظ‬
‫ت ندا ً لها حسنا ً ؟‬ ‫ت لس ِ‬ ‫اللسان وأتركي أمور الوراثه للكبار فأن ِ‬
‫إرتجف جسدها غضبا ً من كالمه ال ُمهين هذا وقالت‪ :‬ريكس ال تجعلني أسعى لتدميرك !! أنت‬
‫تعرف بأني أستطيع أن أُنهيك تماما ً فأخطائك كثيرة ويمكنني إصطياد أي واحده منها لذا تجنب‬
‫محادثتي وركز على الدور الذي رسمه والدك لك وإال ستندم طيلة عُمرك!‬
‫إبتسم بسخريه يقول‪ :‬أقصى ما تقدرين عليه هو تشغيل موسيقى تزعجني ‪ ,‬هل يمكنك‬
‫الوصول لما هو أكبر ؟ أريني إذا ً‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادر وهي تنظر إليه بغضب شديد هامسةً لنفسها‪ :‬أستطيع أيها الوغد ‪ ,‬صدقني‬
‫أستطيع!‬
‫بعدها إلتفتت الى فلور قائله‪ :‬إياك وأن أسمعك ُمستقبالً تتحدثين عن والدة ريكس بسوء‪..‬‬
‫وبعدها ذهبت لتأخذ جهازها وفلور تنظر إليها بدهشه وهي تقول‪ :‬هيه إستيال هل إستسلمتي‬
‫ت من النوع الذي يخاف أمثاله فلما ؟‬ ‫ت لس ِ‬‫له ؟!!! أن ِ‬
‫سحقا ً لك!!!‬‫تجاهلتها إستيال وهي تخرج خارجا ً فعضت فلور على شفتيها بغضب وهي تقول‪ُ :‬‬
‫بعدها خرجت خلف إستيال تستفسر منها عن أمرها الغريب ذاك فهي ال يُمكنها أن تُصدق بأن‬
‫أختها الكبيرة والرائعه تخاف ريكس!!‬
‫في حين كانت آليس في مكانها تجلس بهدوء دون التفوه بأي شيء‪..‬‬
‫هذه العائله تكتشف كُل يوم شيء سيء بخصوصهم‪..‬‬
‫إنها عائلة غير طبيعيه البته!‬

‫***‬

‫‪9:33 pm‬‬

‫تعالت أصوات صيحات الجماهير وهي تنزل من على المسرح بعد أن أدت إحدى أغانيها‬
‫المشهوره التي أصبحت تتردد على كُل لسان‪..‬‬
‫دخلت الى الغرفة وجلست على الكُرسي وهي تقول لمرافقها‪ :‬أحضر لي عصير ليمون‪..‬‬
‫هز رأسه وغادر في حين تقدم منها جوديف قائالً‪ :‬هل تريدين ال ُمغادرة اآلن ؟‬
‫كاتالين بهدوء‪ :‬خالل عشر دقائق‪..‬‬
‫جوديف‪ :‬ماذا عن الصحافه ؟‬
‫كاتالين‪ :‬أخبرتُك بأني ال أُريد‪..‬‬
‫راض بتاتا ً عن هذا األمر‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫تنهد ولم يعلق رغم أنه غير‬
‫رن هاتفها النقال فأحظرته إحدى العامالت من حقيبتها وقدمته لها‪..‬‬
‫نظرت كاتالين الى المتصل وإمتعض وجهها عندما رأت بأنه كاميل‪..‬‬
‫أشاحت بوجهها تقول لجوديف‪:‬رد وأخبره بأني ال أزال على المسرح‪..‬‬
‫أخذه ورد عليه وأخبره بما أمرته به كاتالين قبل أن يُبعد الهاتف عن أُذنه ويقول‪ :‬يقول أن‬
‫العرض إنتهى ‪ ,‬هو يُريد ُمحادثتك اآلن‪..‬‬
‫مطت شفتيها بعدم رضى قبل أن تأخذ الهاتف وتُجيبه قائله‪ :‬ماذا ؟‬
‫تخرجين صحيح ؟‬ ‫كاميل‪ :‬أُراهن أنك تتجهزين من أجل الرد على أسئلة الصحافة عندما ُ‬
‫كاتالين‪ :‬أخشى بأن رهانك ليس في محله‪..‬‬
‫كاميل بهدوء‪ :‬على ماذا إتفقنا ؟‬
‫كاتالين ببرود‪ :‬أنت من أمرت وأنا لم أُوافق‪..‬‬
‫كاميل‪ :‬ال تكوني حمقاء‪..‬‬
‫كاتالين‪ :‬سأكون كذلك إن أستمررت باإلستماع الى أوامركم ‪ ,‬أنا لستُ دميه‪..‬‬
‫كاميل‪ :‬أعلم هذا وكالنا يعلم من هي الدمية في الموضوع لذا كاتالين دعي األمر ينتهي بهدوء‬
‫‪..‬‬
‫صمتت كاتالين لفتره قبل أن تقول‪ :‬ليس اآلن‪..‬‬
‫كاميل‪ :‬بل اآلن‪..‬‬
‫كاتالين‪ :‬إذا ً أرفض‪..‬‬
‫كاميل‪ :‬عنادك لم يضمن ُمستقبلك ! لم أعهدك غبيه‪..‬‬
‫كاتالين بإنزعاج‪ :‬إذا ً ليس اآلن وإنتهى األمر!!‬
‫كاميل بهدوء‪ :‬حسنا ً سآخذ برغبتك هذه المره لذا فكري جيدا ً ‪ ,‬بعقلك وليس بقلبك‪..‬‬
‫أغلقت بعدها الهاتف ورفعت عينيها تنظر الى إنعكاس وجهها في المرآة‪..‬‬
‫كُل ما شاهدته هو وجه شابه جميله تكسو الكئآبة مالمحها بالكامل‪..‬‬
‫شدت على أسنانها ورمت هاتفها بقوه في المرآة مما شكل تصادما ً قويا ً كُسر على إثره ُكالً من‬
‫الزجاج والهاتف‪..‬‬
‫هدأ المكان فورا ً بعد صوت اإلرتطام العنيف هذا وتوجهت جميع العيون إليها قبل أن تقف‬
‫وتقول بحده لجوديف‪ :‬سأُغادر اآلن‪..‬‬
‫أخذت معطف الفرو وخرجت تاركةً عصير الليمون الذي كانت تتوق إليه‪..‬‬

‫ركبت سيارة المؤسسة الخاصه وركب معها ُكالً من وصيفتها ومصمم األزياء الذي يُرافقها‬
‫دائما ً ومدير أعمالها أخيرا ً وبعدها حرك السائق السياره‪..‬‬
‫بقيت تنظر عبر النافذه قبل أن تسل ُمدير أعمالها قائله‪ :‬كم سيغيب إدريان ؟‬
‫تنهد وأجابها‪ :‬لستُ ُمدير أعماله كما تعلمين ؟‬
‫ظهر الغضب على وجهها فتحدث جوديف فورا ً يقول‪ :‬بالغد على ما أضن فلقد سمعت بأنه أخذ‬
‫إجازة لهذا اليوم فحسب‪..‬‬
‫تنهد براحه عندما هدأت مالمحها الغاضبه وبعد فترة صمت طويله قالت للسائق‪ :‬أوصلني الى‬
‫منزله‪..‬‬
‫صعق الجميع فقال ُمدير أعمالها بسرعه‪ :‬أجننتي ؟!! يستحيل أن نوصلك الى منزله وبسيارة‬ ‫ُ‬
‫المؤسسة أيضا ً !! نحنُ نُحاول إيقاف الشائعات بخصوص تواعدكما وأن ِ‬
‫ت تريدينها أن تتأكد‬
‫؟!!!‬
‫كاتالين‪ :‬وما الخطأ في ذلك ؟‬
‫ت جديدة في عالم الفن كي تسألي مثل هذا السؤال ! على أية حال إنسي األمر‬ ‫رد عليها‪ :‬لس ِ‬
‫ت في اآلونة األخيرة حساسة للغايه وال‬ ‫فلن نوصلك وكفي عن التصرف هكذا ! لما أصبح ِ‬
‫تُحكمين عقلك بتاتا ً ؟‬
‫لم تُجبه ونظرت عبر النافذة ُمجددا ً الى الطريق‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ,‬ستذهب إليه هي بنفسها‪..‬‬

‫***‬

‫‪11:10 pm‬‬

‫لم تذهب الى تناول طعام العشاء مع أحد وإكتفت بأن تطلبه الى غرفتها‪..‬‬
‫الشجار الذي رأته هذا المغرب سبب الكثير من التوتر في المنزل لذا ال تريد رؤية المزيد منه‬
‫‪..‬‬
‫على أية حال هي ال تدري حتى ما إن كانوا جميعهم تناولوا طعام العشاء مع بعضهم أم ال ‪..‬‬
‫هي فقط تجنبت األمر قدر ال ُمستطاع‪..‬‬
‫تنهدت وهي تتذكر سابقا ً عندما تمنت بأن تبقى في هذا المنزل عوضا ً عن فيال جينيفر الخاصه‬
‫لكي تجد من تتحدث معه‪..‬‬
‫اآلن ‪ ,‬هي بالفعل إشتاقت لألجواء الهادئة هناك البعيدة عن المشاكل‪..‬‬
‫لقد إشتاقت لمارك حتى ‪ ,‬ترى ماذا يحدث معه اآلن ؟‬
‫تشاجر مع والدته كالعاده ؟‬
‫إشتاقت للحديقة ال ُمقابله للمنزل ‪ ..‬إشتاقت حتى الى المربية المزعجة تلك والتي تكرهها لسبب‬
‫ما‪..‬‬
‫إستلقت على السرير ونظرت الى السقف بهدوء تام وكالم إستيال هذا الصباح ال يُغادر دماغها‬
‫أبدا ً‪..‬‬
‫ل يمكنها أن تجد سببا ً مقنعا ً لما حدث‪..‬‬
‫ال شيء قد يجعل ريكس هذا المزعج البغض أن يذهب بنفسه الى جينيفر ويخبرها بصدمه‬
‫لفتاة ما‪..‬‬
‫لن يفعلها ‪ ,‬إن كان يكرهها كما تقول إستيال فال وجود لسبب مقنع ليذهب إليها‪..‬‬
‫وال يمكن أيضا ً أن تكون سمعت عن األمر ُمصادفه‪..‬‬
‫الذي صدمها هو ريكس فقط ‪ ,‬إن لم يخبرها ريكس فمن عساه قد أخبرها ؟‬
‫لحضه ‪ ,‬هل من ال ُممكن بأن مع ريكس شخصا ً ما كان بذات السياره وهو من أخبرها ؟‬
‫إدريان مثالً أو إليان ؟‬
‫ولكنه على عالقة سيئة مع كالهما لذا يستحيل أن يغادروا بسيارة واحده‪..‬‬
‫إذا ً من!‬
‫والده ؟‬
‫مستحيل فهو سيختار دفع المال على أن يُخبر زوجته باألمر‪..‬‬
‫إذا من ؟‬
‫أو لحضه!‪.....‬‬
‫هل يمكن أصالً أن يكون ما قالته إستيال كذبا ً ؟!‬
‫همست‪ :‬هل يمكن بأن ريكس وجينيفر ليسا على خالف كما قالت لي ؟ ربما فلو كان هذا‬
‫السبب ألصبح كُل شيء واقعيا ً!‬
‫درات في رأسها جملة كين عندما قال "كفي عن الثقة به! "‬
‫هل قصد بهذا إستيال ؟‬
‫هذا ُمحتمل ‪ ,‬وبشكل كبير ولكنها أخته‪..‬‬
‫ال تضن بأنه قد يقول مثل هذا الكالم ألخته الكبيره وخاصةً أن عالقتهما بدت طبيعيه ول كره‬
‫فيها‪..‬‬
‫إذا ً ماذا ؟‬
‫هل هي صادقه ؟‬
‫إذا كان أجل فكيف عرفت جينيفر بوجوده بالمشفى إذا ً!!‬
‫أغمضت عيناها وهاهي قد عادت الى نقطة البدايه‪..‬‬
‫سحقا ً له ‪ ,‬لما عالقته سيئه مع الجميع ‪ ,‬جينيفر وإدريان وإليان واليوم أكتشف بأنه‬ ‫همست‪ُ :‬‬
‫أيضا ً على عالقة سيئه مع فلور وإستيال!‬
‫هل هو طبيعي حقا ؟!! كيف له أن يكون مكروها الى هذا الحد من قِبل جميع أفراد العائله ؟!!‬
‫ماذا قد فعل حتى يصل األمر الى هذا الحد ؟‬
‫فتحت عيناها بهدوء عندما تذكرت إستفزاز فلور له‪..‬‬
‫همست‪" :‬إبن قاتله روسيه" ‪ ,‬لقد غضب منها وأمرها بعدم تكرار هذا الكالم ‪ ,‬هو لم ينكره بل‬
‫أمر بعدم تكراره ‪ ,‬أال يعني هذا بأنها حقيقه ؟‬
‫تذكرت كالم إستيال عن خيانة ريكس لوالدته‪..‬‬
‫إعتدلت جالسةً على السرير وهمست‪ :‬هل من ال ُممكن أنها قتلت شخصا ً ما وريكس شهد‬
‫الجريمة وبلغ عنها ؟ نعم هذا منطقي ولهذا يقولون بأنه خان والدته وتسبب بموتها!‬
‫عقدت حاجبها ُمجددا ً عندما تذكرت كالم إليان سابقا ً عندما نعتته بالمجرم القاتل!‬
‫لحضه ! األمر أصبح معقدا ً ومشوشا ً‪..‬‬
‫من القاتل اآلن ‪ ,‬أمه أم هو ؟‬
‫همست‪ :‬أم كالهما ؟‬
‫اآلن بدأ األمر يصبح واضحا ً‪..‬‬
‫لهذا هو مكروه من بين الجيمع‪..‬‬
‫قاتل إبن قاتله ‪ ..‬من قد يحب أمثاله ؟‬
‫هذا طبيعي‪..‬‬
‫وقفت من على السرير وإتجهت خارجا ً كي تشرب لها بعض الماء‪..‬‬
‫أو في الحقيقة خرجت لعلها تُصادف إستيال كي تسألها هذا السؤال ال ُمباشر‪..‬‬
‫توقفت عند الباب وهمست لنفسها‪ :‬أيتها الفضوليه !! ألم تُقرري أن تكفي عن التدخل في‬
‫شؤونهم ؟!!!‬
‫خرجت وأغلقت الباب خلفها متجهة الى األسفل وهي بالفعل قررت التوقف عن التدخل‪..‬‬
‫لكن كيف لها أن تتمسك بهذا القرار عندما تحدث مشاكلهم أمام ناظريها!!‬
‫هم من يجبروها على هذا‪..‬‬
‫تجمد الدم في عروقها صدمةً عندما ظهر في وجهها ألكسندر رب األسرة كان لتوه أنهى‬
‫صعود الدرج الذي كانت تعتزم النزول منه‪..‬‬
‫شعرت بالرهبة منه فآخر مرة قابلته سمعته يطلب من ريكس التخلص منها‪..‬‬
‫همست في نفسها‪" :‬أرجوك يا إلهي دع هذا الموقف يمر على خير‪" ..‬‬
‫نظر إليها ببرود وتجاوزها ‪ ,‬لم يمكنها حتى أن تتنفس براحة فقد صدمها وهو يقول بهدوء‪:‬‬
‫إتبعيني‪..‬‬
‫سحقا ً!‬
‫لما لم يمر الموقف على خير كما كانت تتمنى ؟‬
‫زاد الخوف بداخلها ولحقت به وهي بحق ال تملك فكر ٍة عما يمكن أن يريده منها‪..‬‬
‫لكن كل ما تعرفه بأنه لن يكون أمرا ً جيدا ً بالتأكيد‪..‬‬

‫دخلت الى المكتب حيث دخل وأغلقت الباب خلفها بعدما أمرها بذلك‪..‬‬
‫تقدمت بهدوء من مكتبه الذي كان يجلس خلفه وهو يفتح أحد أدراجه‪..‬‬
‫ي ونظر الى عينيها يقول‪ :‬كم تريدين كتعويض عما فعله إبني ريكس ؟‬ ‫أخرج بعدها دفترا ً مال ّ‬
‫إختفى الخوف تدريجيا ً من صدرها وحل محله اإلستياء التام‪..‬‬
‫هي ال تريد مالهم!!‬
‫لقد عرضت عليها جينيفر ذلك في أول يوم ‪ ,‬وعرض ريكس األمر سابقا ً واآلن األب!!‬
‫ال تريد مالهم ‪ ,‬هي لم تتنازل ليدفعوا لها تعويضا ً‪..‬‬
‫هي تريد فقط أن تجد عائلتها‪..‬‬
‫تكره هذا ‪ ,‬تكره الشعور الذي زرعه ألكسندر بداخلها للتو‪..‬‬
‫تشعر وكأنها متسوله‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬ال أريد مالكم!‬
‫أليكسندر‪ :‬بل ستأخذيه ‪ ,‬كم تريدين ؟ سأدفع من األلف الى المائة ألف لذا تكلمي‪..‬‬
‫آليس بضيق شديد‪ :‬أخبرتُك بأني ال أُريد مالكم فأنا لستُ متسوله!!!‬
‫ت ترين نفسك هكذا ! كُل ما أُريده هو دفع ُمقابل فأنا ال أُريد‬ ‫أليكسندر ببرود‪ :‬ال شأن لي إن كُن ِ‬
‫أن يكون إبني مدينا ً ألحد ‪ ,‬كم تريدين ؟‬
‫آليس بإصرار‪ :‬ال أريد!!‬
‫أقفل أليكسندر الدفتر وقال بهدوء‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬إذا ً أتمنى أن تُغادري خالل اليومين القادمين ‪ ,‬ما‬
‫فعلته زوجتي كان طيبة ساذجة منها لذا هذا يكفي ‪ ,‬سأحرص على أن يوصلك أحدهم الى‬
‫الجهة الحكومية التي تعتني بمن هم مثلك وينتهي األمر الى هذا الحد فوجودك غير مريح بتاتا ً‬
‫‪ ,‬إنه أشبه بسكين على عنق إبني قد تقتله في أي لحضه وأنا ال أُريد حدوث ذلك ‪ ..‬واآلن‬
‫غادري مكتبي وسأرسل لك أحدهم خالل يومين لذا متى ما شعرتي بأنك بحاجة ألن تأخذي‬
‫ي قبل أن تُغادي‪..‬‬‫مقابالً تعالي إل ّ‬
‫شعرت بضيق ٍة كبيرة غزت صدرها من كالمه هذا‪..‬‬
‫إنه يطردها‪..‬‬
‫إرتجفت شفتها رغما ً عنها وقالت‪ :‬أنا لم آتي هنا بإرادتي ولم أُقحم نفسي بينكم حتى تطردني‬
‫بهذه الطريقه!‬
‫رفع حاجبه فأكملت‪ :‬أنا إنسانه وعليك إحترام كوني بشرا ً مثلك ! ال تُعاملني بدونيه وتطردني‬
‫بهذه الطريقة ال ُمهينه ‪ ,‬السيده جينيفر هي من أرغمتني على الحظور معها ‪ ,‬السيده جينيفر‬
‫هي من أرغمتني على البقاء بجوارها ‪ ,‬السيده جينيفر هي من أرغمتني على إنتظار عائلتي‬
‫في منزلها !! أنا لم آتي عنوةً لتطردني وأنا لم أتنازل ألطلب تعويضا ً وأنا لستُ فتاةً بدون‬
‫أصل أو عائله ألني فقط فقدتُ ذاكرتي!‬
‫ثارت دمائها بالداخل وأكملت بحده‪ :‬لذا ال يحق لك بتاتا ً طردي ‪ ,‬وأنا لن أخرج من هذا المنزل‬
‫إال بكُل إحترام وتقدير ! أجل إن كُنتَ ستطردني فأنا سأبقى عنوةً ورغما ً عنك ولن أخرج منه‬
‫بتاتا ً مالم تطلب مني هذا السيدة جينيفر نفسها وبكل تقدير أيضا ً ‪ ..‬وبالنسبة إلبنط وموضوع‬
‫السكين فأنا لم أفهم منه أي شيء ولكن ال يهمني ما إن كان سيتأذى كما تقول أو ال ‪ ,‬هو منذ‬
‫البداية لم يكن محترما ً ولم أسمع منه كلمة إعتذار واحده على تلك الحادثه التي لخبطت حياتي‬
‫لذا لما أهتم ؟!‬
‫أكملت بعدما تذكرت أمراً‪ :‬ال تنسى أيضا ً أنه بسببكم أنتم غادر الشخص الوحيد الذي عرفني‬
‫من المنشور الذي نشرته السيده جينيفر والذي طردتماه من على باب المنزل دون حتى أن‬
‫تستمعوا لي أو له !! لقد دمرتَ فرصة ثمينة في حياتي وفي األخير تطردني بالشكل هذا ؟ لن‬
‫أقبل ولن أُغادر ولتفعل ما تُريد ؟‬
‫أليكسندر ببرود‪ :‬إذا ً ‪ ...‬هل تُفضلين أن يتم جرك من قِبل الشرطه ؟‬
‫ثارت أعصابها وتملكها غضب شديد من ردة فعله ومن كمية حقارته‪..‬‬
‫إنها تكرهه!‬
‫تكرهه للغايه!!‬

‫– ‪- part end‬‬

‫‪- part 18 -‬‬

‫"عليك أن تُخفي هذا ال ُحب بعناية قصوى‪...‬‬


‫كمن يُخفي خيانةً ما"‬
‫دخلت آليس الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها ووجهها مليء بالغيض الشديد‪..‬‬
‫ذلك األليكسندر ‪ ,‬حقير للغايه!‬
‫إنها تكرهه ‪ ,‬تكرهه بشكل ال يُمكن توقعه!‬
‫بحثت حولها حتى أخذت هاتفها النقال وجلست على السرير وهي تتصل على فرانس‪..‬‬
‫أهانها هذا األليكسندر بشكل جارح للغايه ‪ ,‬صدرها يؤلمها من فعلته هذه‪..‬‬
‫لما ؟‬
‫أوليس عليه أن يكون ُممتنا ً للطفها ألنها لم تُدخل ولده العزيز الى السجن ؟‬
‫لما يتصرف بغطرسة ودونيه ؟‬
‫لما يتصرف وكأنه هو من تفضل عليها وليس العكس!‬
‫عليه أن يكون شاكرا ً ومدينا ً لها أيضا ً‪..‬‬
‫سحقا ً للمتغطرسين أمثاله الذين عمتهم لغة المال لدرجة أنهم يُهينون كُل شخص ال يتكلم بهذه‬ ‫ُ‬
‫اللغة‪..‬‬
‫قطعا ً لن تبقى بهذا المنزل لدقيق ٍة واحده‪..‬‬
‫ستُغادر الى منزل جينيفر ‪ ,‬نعم هي تعلم أنه ليس من اللباقة أن تدخل بينما أهله مسافرون‪..‬‬
‫لكنها تعلم بأن جينيفر لن تغضب ‪ ..‬حتى أن المربية والخدم بالتأكيد هم داخله اآلن‪..‬‬
‫تحدثت حالما أجاب فرانس على الهاتف‪ :‬لما تأخرت بالرد ؟!!‬
‫دُهش فرانس من هجومها ال ُمباشر هذا بعدها قال‪ :‬حسنا ً لقد كُنتُ بمكان بعيد عن الهاتف ‪ ,‬هل‬
‫ُهناك أمر ما ؟‬
‫صمتت قليالً قبل أن تقول‪ :‬هل ‪ ...‬أنت ُمتفرغ ؟‬
‫عقد حاجبه وسأل‪ :‬لما ؟‬
‫مكان ما‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫آليس‪ :‬أُريدك أن تقلني الى‬
‫فرانس‪ :‬في هذا الوقت ؟‬
‫شعرت باإلحراج وهي تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ...‬ال أضن بأن الوقت ُمتأخرا ً الى هذا الحد ‪ ....‬إن كُنتَ ال‬
‫تستطيع فال بأس‪..‬‬
‫إبتسم بعدها قال‪ :‬حسنا ً هذا يعتمد على المكان الذي تُريدين الذهاب إليه ‪ ,‬أخشى أن تطلبي‬
‫الذهاب الى باريس وهذا حقا ً بعيد‪..‬‬
‫آليس بدهشه‪ :‬ولما عساي أرجع الى ذلك المكان !!! ُمستحيل ‪ ,‬على العموم أنا أُريد الذهاب‬
‫الى منزل السيده جينيفر‪..‬‬
‫فراس بتعجب‪ :‬لكن ما أعرفه هو أن إدريان وعائلته خارج البالد لذا المنزل فارغ!‪.‬‬
‫آليس‪ :‬ال ُمربية ال تزال بالمنزل مع بعض الخدم لذا ال بأس ‪ ..‬حسنا ً ؟‬
‫صمت لفتره ُمفكرا ً بعدها تنهد وقال‪ :‬حسنا ً كما تُريدين‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬شُكرا ً لك ‪ ..‬سأكون في إنتظارك‪..‬‬
‫بعدها أغلقت الهاتف ثُم وقفت لتوضب حاجياتها بالحقيبة الصغيرة التي أخذتها ُمسبقا ً معها‬
‫الى باريس‪..‬‬
‫كادت أن تقع أرضا ً متفاجئة عندما وقعت عيناها على كين الذي كان يتكئ بهدوء بجانب باب‬
‫حجرتها‪..‬‬
‫قبل حتى أن تستوعب تحدث قائالً بهدوء‪ :‬لم أسمعك تقولينها ؟‬
‫تعجبت وإستعادت توازنها وهي تقول‪ :‬ماذا تقصد ؟ أعني كيف دخلتَ فجأه دون أن أشعر ولما‬
‫ال تقوم باإلستئذان قبل فعل ذلك!!‬
‫شعرت فجأه بالغيض فتصرفه هذا وقح ‪ ,‬كعمه تماما ً!‪..‬‬
‫أكملت بشيء من اإلنزعاج‪ :‬ال أضن بأنك ستخترق خصوصية أحدهم بوقاحه مالم يكن شخصا ً‬
‫عاديا ً مثلي صحيح ؟ هذه حقاره‪..‬‬
‫كين‪ :‬هل هكذا ترين األمر ؟‬
‫آليس‪ :‬أُخرج من الغرفه!‬
‫نظر إليها بهدوء قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬لكنه منزل عائلتي‪..‬‬
‫ضاقت عيناها لفتره قبل أن تلتفت وتبدأ بلم حاجياتها وإنتهت في أقل من خمس دقائق‪..‬‬
‫حملت الحقيبه وتجاوزته الى الخارج فإبتسم وهمس‪ :‬هذا ُمثير‪..‬‬
‫لحق بها وهي تنزل الدرج قائالً‪ :‬سيوصلك فرانس ‪ ,‬كيف تعرفتي عليه ؟‬
‫لم تُجبه فسأل‪ :‬هل تعرفين من يكون ؟‬
‫أجابته ببرود‪ :‬أعرف‪..‬‬
‫ت ال تعرفين‪..‬‬
‫كين‪ :‬كال أن ِ‬
‫علقت بالبرود ذاته‪ :‬حسنا ً أنا ال أعرف‪..‬‬
‫إتجهت بعدها الى جهة الباب وكين يمشي خلفها قبل أن يقول بهدوء‪ :‬ألم أُخبرك أن تكفي عن‬
‫الثقة به ؟‬
‫توقفت أمام الباب ُمباشرةً وإلتفتت تنظر إليه وهي عاقدةً حاجبها قبل أن تقول‪ :‬أكُنتَ تقصد‬
‫بذلك فرانس ؟‬
‫هز رأسه مجيبا ً بإبتسامه‪ :‬أجل‪..‬‬
‫ظهرت الغيض على وجهها وقالت‪ :‬كف عن هذا!!‬
‫بعدها خرجت الى الخارج فبقي في مكانه لفتره قبل أن يقول‪ :‬لم أسمعها تقولها ‪ ,‬هي لم تخبره‬
‫في المكالمة عن أنها موجودة في هذا المنزل فكيف له أن يأتي إلى مكانها بدون أن يسأل ؟‬
‫لما لم تُالحظ مثل هذه الثغرة الكبيره ؟‬
‫تنهد وظهر الهدوء على وجهه هامساً‪ :‬األغبياء أمثالها ‪ ...‬يُثيرون إشمئزازي‪..‬‬

‫ت ُمتأكده‬
‫خالل فترة من الوقت أوقف فرانس سيارته أمام فيال جينيفر ونظر إليها يقول‪ :‬هل أن ِ‬
‫؟ أعني أخشى أن تغضب منك السيدة جينيفر فهي على الرغم من لطفها إال أنها ال تُحب‬
‫التطفل و‪...‬‬
‫قاطعته آليس‪ :‬شُكرا ً إلهتمامك ولكن ال تقلق ‪ ,‬لقد أخبرتني كثيرا ً أن أتصرف وكأنه منزلي‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬للمرة الثانيه شُكرا ً على التوصيله ‪ ,‬لقد أتعبتُك‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬ال بأس ‪ ,‬لقد كُنتُ قريبا ً على أية حال ‪ ,‬إن إحتجتي الى شيء آخر فأخبريني‪..‬‬
‫إبتسمت له قبل أن تفتح الباب وتنزل ففتح فمه وقال‪ :‬آليس‪..‬‬
‫إلتفتت إليه تقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫نظر إليها لفتره قبل أن يبتسم بتوتر قائالً‪ :‬ال شيء ‪ ,‬أراك الحقا ً‪..‬‬
‫حملت حقيبتها وقالت‪ :‬شكرا ً لك ‪ ,‬رافقتك السالمه‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت وراقبها حتى تأكد من أن الباب قد فُتح لها ودخلت الى الداخل‪..‬‬
‫رفع يده وقبض على قالدته المخفية تحت قميصه قبل أن يشد على أسنانه بعدها حرك سيارته‬
‫وغادر المكان‪..‬‬

‫صعدت آليس الدرج بعد أن سمعت توبيخا ً من ال ُمدبرة التي وصفتها بقلة ذوق أن تأتي الى‬
‫منزل أهله خارج البالد وبوقت متأخر من الليل‪..‬‬
‫تقدمت من حجرتها وحالما مدت يدها لتفتح الباب عقدت حاجبها وإلتفتت الى يمينها عندما‬
‫الرواق ال ُمظلم ‪..‬تركت حقيبتها أرضا ً وتقدمت‬ ‫وصل الى مسامعها صوت ما من آخر هذا ِ‬
‫هامسةً‪ :‬السيده جينيفر وإبناها خارجا ً والخدم توجد غرفهم باألسفل فإذا ً من ؟‬
‫تقدمت وهي تتذكر المرة األولى التي دخلت فيها هذا المكان‪..‬‬
‫وقتها حصلت على توبيخ شديد ال يُمكنها نسيانه ألنها تجولت في مناطق ال دخل لها فيها‪..‬‬
‫وصلت الى الباب الذي كان غير ُمحكم اإلغالق وعقدت حاجبها تنظر الى النور االخفيف الذي‬
‫يخرج من الغرفه‪..‬‬
‫هل ‪ ...‬أحدهم هنا ؟‬
‫إنه موقت النوم لذا أضواء المنزل ال تكون ُمضائه‪..‬‬
‫مدت يدها ودفعت الباب قليالً فتبادر الى سمعها صوت شهقت ما قبل أن يُغلق الباب بقوة في‬
‫وجهها‪..‬‬
‫صدمت مما حدث وحاولت فتح الباب ُمجددا ً ولكنه كان ُمحكم الغلق‪..‬‬ ‫ُ‬
‫نظرت الى أقدامها لتى بأن الضوء الذي يخرج من تحت الباب قد أُطفئ في هذه اللحضه‪..‬‬
‫ماذا ؟!!!‬
‫من بالداخل!!‬
‫يستحيل أن يكون أحد الخدم ‪ ,‬أو حتى إدريان أو أُخته!‬
‫حتى ريكس يستحيل أن يكون هو‪..‬‬
‫فصوت الشهقة تلك ‪ ....‬بالتأكيد كانت صادرة من طفل!‬

‫***‬

‫‪13 juonyour‬‬
‫‪9:30 am‬‬

‫دخل إدريان الى المؤسسه واضعا ً يديه في جيب معطفه وهو ينظر يُمنةً ويُسره‪..‬‬
‫إبتسم ورد على كُل من مر وألقى التحية عليه قبل أن يوقف أحد العاملين وأخذه جانبا ً وهو‬
‫يقول‪ :‬هيه ليم‪..‬‬
‫ليم‪ :‬ماذا ؟‬
‫صحف أو المواقع‬ ‫إدريان‪ :‬كيف هي أوضاع المؤسسه ؟ هل من شائعات جديده إنتشرت في ال ُ‬
‫اإلجتماعيه ؟‬
‫تنهد ليم وقال‪ :‬آه أجل يوجد ‪ ،‬األحمقان شارون وبريك لقد تم إصطيادهما عن طريق إحدى‬
‫الصحفيين وإنتشر أمر مواعدتهما علنا ً والى اآلن لم تُخرج المؤسسه أي خطاب رسمي بهذا‬
‫الشأن فهي تريد أوالً أن تُقيّم ردة فعل ال ُمعجبين وعلى هذا األساس ستختار القرار ال ُمناسب‪..‬‬
‫إدريان بتعجب‪ :‬بريك يواعد شارون !! لم أتخيل هذا األمر بتاتا ً!!‬
‫ليم‪ :‬ألم ترى ال ُمعجبين أمام باب المؤسسه ؟ جميعهم غير راضيين بأن يُحب محبوبهم بريك‬
‫أي فتاة وهم غير متقبلين لألمر بتاتا ً‪..‬‬
‫تنهد إدريان براحه وقال‪ :‬إذا ً تلك اإلعتراضات كانت تخص بريك ‪ ،‬جيد‪..‬‬
‫عقد ليم حاجبه بتعجب فأكمل إدريان‪ :‬إذا ً لم تكن ُهناك أي شائعات ُمنتشره بخصوصي ؟‬
‫هز ليم رأسه قائالً‪ :‬لم أسمع شيئا ً‪...‬‬
‫بعدها أكمل بصدمه‪ :‬لما تسأل ؟!!! أي ُمصيب ٍة قُمتَ بفعلها ؟!!!‬
‫ضحك إدريان وغادر قائالً‪ :‬ما دامت لم تنتشر فال بأس هههههه‪..‬‬
‫ليم بعدم تصديق‪ :‬ذلك المستهتر!!‬
‫دخل إدريان المصعد وإختفت اإلبتسامة من على شفتيه هامساً‪ :‬لم ينتشر أي شيء ! تلك‬
‫الصحفية لم تنشر أي شيء مما قامت بتصويره ! لم تنشر أمر خروجي مع فتاة غريبه ‪ ،‬وال‬
‫عن أمر قتالي مع بعض شباب الشوارع وال أي شيء !! ما الذي تنوي عليه ؟ إنها تُقلقني‪..‬‬
‫فُتح باب المصعد وعندما أراد الخروج وجد أمامه شارون تريد الدخول‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬ماذا ؟ ألم تجدي من بين الجميع سوى بريك ؟ صدمتيني بذوقك!‬
‫إبتسمت له بلطف قائله‪ :‬قُل شيئا ً سيئا ً عنه مجددا ً وستموت على يدي عزيزي إدريان‪..‬‬
‫إنفجر ضاحكا ً وهو يقول‪ :‬أُحبك عندما تهددين بهذه الطريقه ‪ ،‬واااه من الخسارة أن تكوني‬
‫ثُنائيا ً مع ذلك ال ُمستفز‪..‬‬
‫تجاهلته ودخلت الى المصعد وضغطت على زر الدور الخامس فتنهد وقال لها‪ :‬إذا ً هذا صحيح‬
‫ت فعالً تُحبيه‪..‬‬
‫‪ ،‬أن ِ‬
‫نظر الى األمام ُمكمالً‪ :‬لمن الخسارة أن تُحبي شخصا ً في نفس مجالك فالعالم كُله حينها‬
‫سيُحاربك وسيكون اإلنفصال هو حلكم األخير‪..‬‬
‫شارون‪ :‬لن يحدث‪..‬‬
‫إدريان بسخريه‪ :‬سيحدث ‪ ،‬سيُجبركم المعجبون ‪ ،‬ستُجبركم المؤسسه ‪ ،‬العالقات داخل إثنين‬
‫من ذات المؤسسه ممنوعه فهي ستُخل بها وبمكانتها بين الجمهور وقد يصل بها األمر الى‬
‫طرد أحدكم يا عزيزتي‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬سترى ماذا سأفعل‪..‬‬
‫تعجب ونظر إليها قبل أن يُفتح المصعد وتخرج منه ‪ ،‬تنهد ومد يده الى األزرار كي يعود الى‬
‫الطابق السابق ولكن أوقفه صوت أح ٍد يُناديه‪..‬‬
‫نظر الى خارج المصعد ليرى كاتالين تتقدم ُمتجهة إليه فإبتسم قائالً‪ :‬أال ينطفئ جمالك هذا ؟‬
‫وقفت أمام المصعد تقول‪ :‬أريد أن نتحدث‪..‬‬
‫إدريان بتعجب‪ :‬حسنا ً يُمكنك أن تتحدثي‪..‬‬
‫كاتالين‪ :‬ليس ُهنا ‪ ،‬سأزورك الليله في فيال والدتك‪..‬‬
‫إلتفتت لتُغادر فدُهش إدريان وقال‪ :‬هييه ال يمكنك الحظور الى منزلي !! أنا‪....‬‬
‫لكنها تجاهلته وغادرت فتنهد وهمس‪ :‬أهي مجنونه ؟ ماذا لو شاهدها أحدهم‪..‬‬
‫ضغط زر الدور الرابع وهو متأكد بأنه مهما حاول إقناعها فهي ستأتي في نهاية المطاف ‪،‬‬
‫إنها عنيده‪..‬‬
‫تذكر أمرا ً فقال‪ :‬يا إلهي ! عزيزتي إيلي في المنزل ‪ ،‬بالتأكيد لن تُرحب بحظور كاتالين إليه !‬
‫ي إيجاد طريقة لكي تذهب الى منزل العائله الرئيسي قبل المساء‪..‬‬ ‫عل ّ‬
‫فُتح باب المصعد لكنه بقي واقفا ً في مكانه لفتره قبل أن يهمس‪ :‬لكن لما هذه الجديه ؟ ماذا‬
‫تريد أن تُخبرني به ؟‬

‫***‬
‫‪2:00 pm‬‬

‫أخذت آليس نفسا ً عميقا ً قبل أن تُقرر الدخول الى غرفة الطعام‪..‬‬
‫بالداخل ‪ُ ,‬هناك جينيفر وإبنتها إليان‪..‬‬
‫ستكون هذه المرة األولى التي تُقابل فيها إليان بعد ما حدث في تلك الليله‪..‬‬
‫ال تضن بأن اإلبنه ستُرحب بها وخاصةً بعدما ضحكت عليها وقتها‪..‬‬
‫تشعر بالتوتر ‪ ,‬تتمنى أن يمر الغداء على خير دون أي شجار‪..‬‬
‫ولكنها تضن بأن هذا ُمستحيل‪..‬‬
‫تمنت لو أصرت على رأيها وتظاهرت بالمرض ولكن هذا لم يفلح‪..‬‬
‫مدت يدها وأدارت مقبض الباب قبل أن تدخل واإلبتسامة على وجهها قائله‪ :‬مساء الخير‪..‬‬
‫إبتسمت جينيفر قائله‪ :‬أهال آليس ‪ ,‬تفضلي‪..‬‬
‫في حين كانت إليان ترمقها بنظرات حاده قبل أن تلتفت على والدتها تقول‪ :‬لما هذه الخادمه‬
‫هنا ؟‬
‫جينيفر‪ :‬أخبرتُك بأنها ليست كذلك لذا‪...‬‬
‫قاطعتها إليان‪ :‬بل هي كذلك ‪ ,‬ما دامت لم تُنكر وقتها وإستمرت صامته لتجعلني أظهر بمظهر‬
‫أحمق فهي ستظل خادمة في نظري ولن أُغير هذه النظرة بتاتا ً حتى لو طلبتي مني هذا يا أُمي‬
‫!‪..‬‬
‫تنهدت جينيفر وقررت البقاء صامته في حين تقدمت آليس وجلست على كُرسيها تقول إلليان‪:‬‬
‫حسنا ً لقد كانت غلطتي لذا أعتذر‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ال يبدو عليك الشعور باألسف ُمطلقا ً!!‬
‫بعدها وقفت لتُغادر فقالت لها جينيفر‪ :‬الى أين ؟!!‬
‫إليان‪ :‬لن أبقى معها في ذات الطاوله ! سأُكمل طعامي في حجرتي‪..‬‬
‫آليس في نفسها‪" :‬هل هي طفلة حساسه أم ما فعلتُه لها كان قاسيا ً بحق"!‬
‫وقفت هي األُخرى بعد ُمغادرة إليان فقالت جينيفر‪ :‬ماذا أيضا ً ؟‬
‫آليس بإبتسامه‪ :‬سأتحدث إليها‪..‬‬
‫بعدها غادرت خلفها لتجدها أمام إحدى الخدم تطلب منها إحضار بعض الطعام الى حجرتها‪..‬‬
‫حالما إلتفتت إمتعض وجهها وهي ترى آليس أمامها لتقول‪ :‬ماذا ؟ لما تلحقين بي!!‬
‫تنهدت آليس وقالت‪ :‬حسنا ً إليان أنا أعترف ‪ ,‬لقد كان هذا وقاحةً مني ‪ ,‬إعذريني‪..‬‬
‫نظرت إليان إليها لفتره قبل أن تقول‪ :‬أتريدين مني أن أصفح عنك ؟ إذا ً فقط إختفي من وجهي‬
‫‪ ,‬ال أُحب رؤية من تالعب بي أمامي حسنا ً!‬
‫بعدها تجاوزتها لتصعد الى األعلى فأخذت آليس نفسا ً عميقا ً قائله‪ :‬حسنا ً فعلتُ ما علي ‪ ,‬لم‬
‫أكن أُحبذ أن تنشئ عداوةً بيننا ولكني حقا ً أستحق ‪ ,‬إني في بعض األحيان أتصرف بحقارة‬
‫تصدمني شخصيا ً!!‬
‫رن جرس المنزل في هذا الوقت فإلتفتت تنظر الى الخادمه التي تقدمت من الباب لتفتحه‪..‬‬
‫صدمت عندما رأت بأن من حضر هو إليكسندر نفسه وليس إدريان كما كانت تتوقع‪..‬‬ ‫ُ‬
‫ال إيراديا ً إختبأت خلف إحدى ديكورات الفيال وراقبته وهو يسأل الخادمه عن جينيفر‪..‬‬
‫سحقا ً!‬
‫ُ‬
‫لقد حضر قبل أن تتحدث هي مع جينيفر ‪ ,‬كانت تتمنى لو فتحت معها موضوع ما حدث الليلة‬
‫ت أبكر مما توقعت‪..‬‬ ‫الماضيه ولكن لقد حضر أليكسندر في وق ٍ‬
‫ياله من حظ!!‬
‫شاهدته يذهب الى الغرفة التي جلست فيها آليس في أول يوم لها هنا بينما إتجهت الخادمه الى‬
‫غرفة الطعام لتخرج منها بعد دقائق جينيفر وتذهب الى حيث يتواجد زوجها‪..‬‬
‫عضت آليس على شفتيها ولم تستطع أن تمنع نفسها من اإلقتراب والتنصت‪..‬‬
‫هذه المرة ليس فضوالً بل هي بحاجة الى أن تعرف حقا ً ما موقعها في هذه العائله‪..‬‬
‫في حين جلست جينيفر على األريكة ال ُمقابلة لزوجها قائله‪ :‬ما األمر المهم الذي جعلك تأتي‬
‫ُمباشرةً الى ُهنا بدل أخذ قسطا ً من الراحه‪..‬‬
‫أليكسندر بهدوء‪ :‬سمعتُ بأن تلك الفتاة المتطفله ُهنا اآلن‪..‬‬
‫رفعت جينيفر حاجبها تقول‪ :‬إن لم تكن ُهنا فأين يُمكن أن تكون ؟‬
‫أليكسندر‪ :‬لقد قُمتُ بطردها باألمس لذا أتمنى أال تتعارضي مع أوامري وتحميها في فيلتك‪..‬‬
‫دُهشت جينيفر للحضه قبل أن تتحدث بهدوء ثائله‪ :‬ألم نتفق عل أال يتدخل أحدنا في عمل‬
‫اآلخر ؟ أنا من تكفل في رعاية الفتاة لذا ال يحق ألحدهم أن يطردها أو يُسيء إليها‪..‬‬
‫ت من عليها أال تتدخل‬ ‫أليكسندر ببرود‪ :‬لقد صدمها إبني ‪ ,‬األمر يعنيني منذ البدايه لذا أن ِ‬
‫وسأتكفل أنا بتنظيف فوضي ريكس هذه‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬برأيك كم تاريخ هذ اليوم ؟ إنه الثالث عشر من يناير وإبنك قام بصدمها في األول من‬
‫ديسمبر ! بعد مرور شهر ونصف تريد أن تتكفل أنت بالموضوع ؟ ال تُضحكني!‬
‫وضعت رجالً على رجل وأكملت‪ :‬أصبحت مسؤوليتي أنا لذا كما أخبرتُك سابقا ً ال تتدخل في‬
‫أمرها وعلى أية حال هي لم تضرك في شيء!‬
‫أليكسندر‪ :‬وجودها في حد ذاته هو الضرر ! علينا دفع تعويض لها ثم إبعادها عن ُمحيطنا قدر‬
‫اإلمكان ‪ ,‬ال أُريد من اآلخرين أن يروها ثُم يتساؤلون عن هويتها وعن سبب وجودها بيننا‬
‫ليصلوا في األخير الى الحقيقه في حينها إبني سيتضرر أكثر مما تعتقدين ! سيبدو األمر وكأنه‬
‫تسبب لها بحادث وبعدها ألنها فقدت ذاكرتها قرر إستغاللها وإغرائها بالمال حتى ال يُعاقب‬
‫على جريمته ‪ ,‬ال وجود لتبرير آخر قد يخطر في رؤوسهم ! هذا مالم تعرض الصحافة األمر‬
‫بشكل ُمبالغ للغايه وتزيد من الضرر عليه ! إنه اآلن في موقف حرج بعد أن أُتهم زورا ً بقتل‬
‫ذلك المدعو بفبريان ‪ ,‬إن كُشف أمر تلك المتطفله فمن عساه يُصدق بأنه بالفعل لم يكن من‬
‫قتل فابريان ؟ سيقولون إنه تاجر غني قام برشوة الشرطة كي يخرج من األمر وحينها لن‬
‫يتردد أعداؤه الكُثر في إلصاق التهم به والناس سيقومون بالتصديق فمن أجرم مرة فسيُجرم‬
‫عشرا ً وحينها سيسقط الى الهاويه!‬
‫جينيفر‪ :‬أنت تُبالغ‪..‬‬
‫ت التي ال تفكري باألمر من منظور آخر ‪ ,‬لو كان إدريان من قام بصدمها لم‬ ‫أليكسندر‪ :‬بل أن ِ‬
‫ت بالبرود هذا!!‬‫كُن ِ‬
‫إحتدت عيناها بشيء من الغضب قبل أن تقول ببرود‪ :‬لو كان فعالً إدريان لما رأيتُك تهتم‬
‫بأمره الى هذا الحد‪..‬‬
‫بقي الجو هادئا ُ لفتره قبل أن يقول‪ :‬ال أُريد أن أُناقش أكثر ‪ ,‬تلك ال ُمتطفله أُريد أن تختفي قبل‬
‫يوم ميالد ريكس القادم ‪ ,‬أتمنى بأن تكون أوامري واضحه‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬بإسلوبك هذا أنت تستفزني ‪ ,‬وأنا أزداد عنادا ً في مثل هذه الحالة يا عزيزي‪..‬‬
‫ت‬
‫ت بجلبها الى المنزل ؟ لما قرر ِ‬ ‫نظر إليها بهدوء قبل أن يقول‪ :‬لما إذا ً في المقام األول قُم ِ‬
‫اإلعتناء بها والبحث عن عائلتها ؟ مهما فكرت ال أجد سببا ً ُمقنعا ً‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬أنا ال أتصرف ألجل إقناع أحد ‪ ,‬أفعل ما أُريد حتى لو لم يقتنع أحد بذلك‪..‬‬
‫ت لم تُبعديها‬‫لم يُعلق على كالمها لفتره حتى قال‪ :‬جينيفر ‪ ,‬ال تجعلي يوم ميالد ريكس يأتي وأن ِ‬
‫‪ ,‬أنا ال أُريد أن أفعل أي شيء ُرغما ً عنك لذا ال تُجبريني‪..‬‬
‫بعدها وقف فتراجعت آليس عندما أحست به وإتجهت الى الصالة الداخليه وجلست على‬
‫األريكة تُفكر فيما سمعته‪..‬‬
‫مطت على شفتيها هامسه‪ :‬أيا ً كان هدفك ‪ ,‬كان يُمكنك أن تكون لطيفا ً معي وتُخبرني به‬
‫وحينها كُنتُ أنا بنفسي غادرتُ المكان كي أُبعدكم عن المشاكل ‪ ,‬أنا لستُ سيئه لذا ال تتصرف‬
‫بحقاره حتى ال أضطر ألن أكون كذلك!‬
‫سمعته يُغادر باب المنزل وبعدها سمعت جينيفر تطلب من الخادمه أن تُحظر لها معطفها‬
‫وحقيبتها من األعلى‪..‬‬
‫تنهدت لفتره قبل أن تقول‪ :‬على أية حال متى هو يوم ميالده حتى أعرف كم بقي لي من الوقت‬
‫؟‬
‫عقدت حاجبها للحضه عندما تذكرت كالم ال ُمربيه‪..‬‬
‫ألم تقل لها حينها بأنه دخل السابعة والعشرون منذ أسبوع ؟‬
‫أجل لقد قالت لها هذا هي ُمتأكده‪..‬‬
‫هل من ال ُممكن أن األب كان يقصد يوم ميالده الثامن والعشرون القادم ؟‬
‫بعد سنه ؟‬
‫هذا ُمستحيل!‬
‫إذا ً ال ُمربية كانت تكذب!‬
‫ولكن ما مصلحتُها ؟‬
‫إنتظرت حتى عرفت بخروج جينيفر خارج المنزل بعدها ذهبت تبحث عن ال ُمربيه حتى وجدتها‬
‫تجلس على الكُرسي في أحدى الغرف القريبة من قسم المطبخ وتتناول طعامها‪..‬‬
‫تقدمت منها وقالت‪ :‬متى يوم ميالد ريكس ؟‬
‫رفعت ال ُمربية رأسها ناظرةً إليها قبل أن تقول ببرود‪ :‬وما شأنُك ؟‬
‫ت تكرهين جينيفر ؟‬ ‫صمتت آليس لفتره قبل أن تقول‪ :‬أجيبيني بصراحه ‪ ...‬هل أن ِ‬
‫دُهشت المربية للحضه قبل أن تقول‪ :‬ما نوع ال ُهراء الذي تنطقين به ؟‬
‫آليس‪ :‬هذا واضح ! عندما أتيتُك سابقا ً ُمشككة في أمر إعتنائها بي ألجل ريكس وسألتك عن‬
‫عمرها للتأكد إن كان إبنها حقا ً أجبتيني بصراحه عنها وعن عمر ُك ٍل من ريكس وإدريان‬
‫وإليان حتى تتأكد شكوكي هذه واآلن عندما أسألك عن أمور أُخرى ال عالقة لها بجينيفر ولن‬
‫تضرها تمتنعين عن اإلجابه !! ما السبب ؟!‬
‫ت لذا عندما أُجيبك في بعض المرات فهذا ألني أضغط على‬ ‫ال ُمربيه‪ :‬في الحقيقة أنا ال أُحبك أن ِ‬
‫سكان المنزل ‪ ,‬لذا الحقيقة هي أني أكرهك لذا كُفي‬ ‫نفسي حتى ال أَظهر مشاعري تجاه أحد من ُ‬
‫عن التحدث إلي حسنا ً!!‬
‫بعدها أكملت بإزدراء‪ :‬ثم ماذا مع إستنتاجك هذا ؟ لقد أتيتني تسألي عن عمر ريكس فما‬
‫أدراني بأن األمر له عالقة بشكوكك نحو جينيفر أو نيتها أو شيء من هذا القبيل ؟!!! أجل‬
‫كذبتُ عليك في يوم ميالده ألني ضننتُك تنوين التملق إليه وإحضار هدية له في يوم ميالده لذا‬
‫قُلتُ بأنه دخل السابعة والعشرين منذ أيام حتى تُخرجي هذه الفكرة من رأسك فوجودك ُهنا ال‬
‫أُحبه وال يُريحني بتاتا ً!!‬
‫رفعت آليس حاجبها تقول‪ :‬أخيرا ً إعترفتي بأنك تكرهينني ؟! ثم ماذا مع أمر شكك بأني أنوي‬
‫التملق الى ريكس ؟!! هو من قام بأذيتي فلما أتملقه ؟!! هل تخشين بأن أنوي اللعب بمشاعره‬
‫وأخذ أمواله ؟ أضننتني من هذا النوع من الفتيات ؟! ياله من عقل صغير !! فلو أردتُ حقا ً‬
‫فعلها لكان إدريان أسهل بكثير ‪ ,‬ال أعلم حقا ً كيف تُفكرين لذا لن أسألك حتى عن سبب كُرهك‬
‫لي ألنه سيكون غبيا ً بكُل تأكيد وأُراهن بأن السبب ألني أحمل نفس إسم والدة ريكس الذي‬
‫تُحبينه كثيرا ً كما قيل لي!!‬
‫بعدها إلتفتت وأغلقت الباب خلفها بقوه وهي حقا ً منزعجةٌ تماما ً مما حدث قبل قليل!!‬
‫سحقا ً لها ! أنا أتملقه ؟!! لما الكُل يراني جشعة متسوله !‬ ‫مشت في الرواق وهي تهمس‪ُ :‬‬
‫ليس األمر فقط في هذه العائلة الغنيه بل حتى خدمهم !! هذا ُمزعج و ُمستفز!!!‬
‫وقفت أمام الدرج وهي منزعجة أكثر لعدم مقدرتها على معرفة حتى متى يكون يوم ميالده‪..‬‬
‫هل تُحاول سؤال إليان ؟ هل ستُجيبها ؟‬
‫حسنا ً ستُجرب ربما تكون هذه خطوة إلصالح ما بينهما‪..‬‬
‫ماذا ؟!!‬
‫لكنها ال تزال أُختا ً لذلك ال ُمزعج الوقح ريكس وإبنةً لذلك الوالد الحقير إليكسندر!!‬
‫هي بالتأكيد ال تقل حقارةً عنهما لذا ما فائدة أن تذهب إليها كي تُسمعها هي األخرى بعضا ً من‬
‫عبارات اإلستحقار وتتهمها بالجشع والطمع!!‬
‫لن تذهب!‬
‫هي ال تُريد أن تبني أي عالق ٍة مع هذه العائل ِة بتاتا ً!!‬
‫ستعرف فقط متى يوم ميالده حتى ترى إن كان يُمكنها أن تتصرف في هذا الوقت وتُغادر‬
‫بهدوء أو ال‪..‬‬
‫فهي بالفعل قررت أن تختار أن تُغادر بكبريائها قبل أن يتم طردها لذا عليها أن ترى كم بقي‬
‫لها لتعرف ماذا يُمكنها أن تفعل في تلك الفتره‪..‬‬
‫شاهدت إحدى الخدم تمر بجانبها صاعدةً الدرج فأوقفتها تقول‪ :‬دقيقة من فضلك‪..‬‬
‫نظرت إليها الخادمه التي شعرت ببعض اإلحراج ألنها قالت "من فضلك‪" ..‬‬
‫الخادمه‪ :‬ماذا ؟‬
‫آليس‪ :‬هل تعرفين متى يكون يوم ميالد اإلبن األكبر ريكس ؟‬
‫ُ‬
‫الخادمه بتفكير‪ :‬ليس تماما ً ‪ ,‬لكنه ليس في األسبوع القادم بكُل تأكيد ألني سمعت بأن فستان‬
‫السيدة التي ستحضر فيه الى الحفل سينتهي بعد أُسبوع‪..‬‬
‫ترددت آليس فهي ال تعلم إن كانت هذه الخادمه ستساعدها أم ال ولكن ال ضرر من المحاوله‪..‬‬
‫آليس‪ :‬حسنا ً امممم هل يُمكنك سؤال إليان عن الموعد بالضبط ؟‬
‫إبتسمت الخادمه تقول‪ :‬كما تريدين‪..‬‬
‫فرحت آليس وقالت‪ :‬شُكرا ً لك‪..‬‬
‫سكان‬ ‫صعدت الخادمه الى األعلى وآليس تقول لنفسها‪ :‬إنها طيبه ‪ ,‬ضننتُها وقحة كحال بقيت ال ُ‬
‫والخدم‪..‬‬
‫صمتت قليالً تُفكر بما حدث يوم األمس وأكملت هامسه‪ :‬هل إن سألتها عن ذلك الحدث الغريب‬
‫باألمس ستُجيبني ؟‬
‫ال تعلم ‪ ,‬هي حقا ً تمتلك فضوالً لتعلم وفي الوقت ذاته لقد سئمت من معرفة الوجوه الحقيقية‬
‫لهذه العائلة‪..‬‬
‫هي حقا ً ال تعلم‪..‬‬
‫أيقضها من أفكارها صوت الخادمه تقول‪ :‬آنسه آليس‪..‬‬
‫نظرت آليس إليها وقالت‪ :‬هل علمتي ؟‬
‫الخادمة التي كانت تحمل صحن طعام كانت قد أخذته من غرفة إليان‪ :‬حسنا ً كان صعبا ً فلقد‬
‫غضبت علي ولكن عرفت في النهايه‪..‬‬
‫آليس أعتذر إن سببتُ لك ال ُمشكالت‪..‬‬
‫الخادمه‪ :‬هههه ال تقلقي نحن معتادين على تصرفها بهذه الطريقة عندما نذكر آخاها أمامها ‪,‬‬
‫على أية حال هو في يوم ‪ 22‬من هذا الشهر ‪ ,‬أي بعد تسعة أيام‪..‬‬
‫إبتسمت آليس هامسه‪ :‬جيد ‪ ,‬هذا وقت طويل‪..‬‬
‫بعدها قالت للخادمه‪ :‬شُكرا ً لك‪..‬‬
‫الخادمه‪ :‬العفو على الرحب والسعد‪..‬‬
‫بعدها تجاوزتها لتذهب الى المطبخ بينما خرجت آليس خارج المنزل لتتجه الى منزل الجيران‬
‫‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً قبل أن تمد يديها وتطرق الباب هامسه‪ :‬هو بالتأكد في الداخل والبد من أن‬
‫ي كي يأخذ قيلوله‪..‬‬ ‫يكون ُمستيقضا ً فاليوم ليس يوما ً دراس ّ‬
‫ت طبيه ومالبس‬ ‫فُتح الباب وظهر من خلفه امرأة في بداية األربعين من عُمرها ترتدي نظارا ٍ‬
‫بسيطة المظهر تماما ً‪..‬‬
‫إبتسمت آليس تقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫تأملتها المرأة لفترة ليست بالقليله جعلت آليس تشعر باإلرتباك وتتمنى لو أنها لم تطرق الباب‬
‫في مثل هذا الوقت‪..‬‬
‫ت غير ُمالئم‪..‬‬ ‫تحدثت مجددا ً عندما لم تجد ردا ً وقالت‪ :‬أعتذر لو طرقتُ الباب في وق ٍ‬
‫ت؟‬ ‫بدا وكأن المرأة إستيقضت من شرودها وسألتها‪ :‬من أن ِ‬
‫آليس‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬صديقةٌ لمارك ‪ ,‬هل يُمكنني التحدث إليه لدقيقتين ؟‬
‫المرأة‪ :‬تبدين أكبر منه بكثير فكيف تكوني صديقةً له ؟‬
‫توترت آليس وحاولت التفكير بكذبه فهي حتما ً لن تُخبرها بأنها تسكن في المنزل المجاور فإذا‬
‫سكّان ذلك المنزل فبالتأكيد أمه مثله‪..‬‬ ‫كان اإلبن يكره ُ‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬أنا أعمل في مدرسته ذاتها كمسؤلة في الكومبيوتر ‪ ..‬هل يُمكنني ُمحادثته ؟‬
‫األم‪ :‬ولما إحدى إداريات المدرسة تعرف إبني وتُريد التحدث إليه أيضا ً خارج المدرسه ؟‬
‫اآلن حقا ً ندمت آليس ألنها طرقت الباب وبدأت تفهم لما يتشاجران هذان دائما ً فاألم شكاكة‬
‫صارمه والولد عصبي وعنيد!‬
‫آليس‪ :‬حسنا ً أعتذر لو أزعجتك فلقد كانت وقاحةً مني أن أتحدث إليه خارج المدرسه ‪,‬‬
‫سأُخبره بما لدي غدا ً بصفة رسميه وبوقت الدراسه ‪ ,‬وداعا ً‪..‬‬
‫تقدم مارك في هذه اللحضه قائالً‪ :‬هييه آليس لحضه!!‬
‫إلتفتت لتجده قد تقدم ونظر الى والدته بإنزعاج قائالً‪ :‬إنهم أصدقائي فلما تمنعينهم عن رؤيتي‬
‫!! ال تتدخلي بعالقاتي معهم!!‬
‫نظرت إليه أمه ببرود بعدها إلتفتت ودخلت الى الداخل دون أن تقول شيئا ً‪..‬‬
‫ت من سفرك ؟‬ ‫نظر مارك الى آليس وقال‪ :‬متى عُد ِ‬
‫صمتت آليس قليالً قبل أن تقول‪ :‬ما فعلتُه أُمك طبيعي فهي حذرة ألجلك ‪ ,‬ما كان عليك أن‬
‫تكون وقحا ً‪..‬‬
‫ت ال تعرفينها وال تعرفين ما تهدف إليه فأُصمتي‬ ‫مارك بإنزعاج‪ :‬كال ليس هذا السبب !! إن كُن ِ‬
‫وال تتدخلي!!!‬
‫تنهدت آليس قائله‪ :‬حسنا ً حسنا ً لقد فهمت‪..‬‬
‫بعدها أكملت‪ :‬على أية حال في األيام األربعة الماضيه هل شاهدتَ شابا ً يسأل عني في الجوار‬
‫؟‬
‫ُ‬
‫شاب ما ؟ لم أشاهد شيئا ً من هذا القبيل‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫رفع حاجبه يقول‪ :‬ولما قد يسأل عنك‬
‫أمالت شفتيها هامسه‪ :‬لما لم يحضر حتى اآلن ؟ هل كالم ريكس ووالده الجارح جعله مترددا ً ؟‬
‫نظرت الى مارك وأكملت‪ :‬سأطلب منك خدمه ‪ ,‬إن رأيتَ شابا ً غريبا ً يحوم حول المنزل هل‬
‫يُمكنك أن تطلب منه رقما ً أو عنوانا ً أو تُخبرني بأمره قبل أن يُغادر؟‬
‫تعجب وسأل‪ :‬ولما ؟‬
‫آليس‪ :‬هو شاب يعرف من أكون ولوال ذلك الحظ السيء لربما كُنتُ اآلن بين عائلتي ‪ ,‬وعدني‬
‫بالعوده لذا قد يعود في أي وقت ‪ ,‬هل يُمكنك أن تفعل ما طلبتُه منك ؟‬
‫بقي ينظر إليها لفتره ثم قال‪ :‬ولما أفعل هذا من أجلك ؟‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬هذا ألنك صبي لطيف‪..‬‬
‫ظهر الغضب على وجهه يقول‪ :‬لستُ كذلك !! ال تنسي بأني أكره عائلة إليكسندر كُلها!!‬
‫آليس‪ :‬وأنا لستُ من عائلتهم لذا أنت ال تكرهني‪..‬‬
‫شعر بالغيض فإبتسمت وأكملت‪ :‬إذا ً أعتمد عليك‪..‬‬
‫وبعدها غادرت فصاح مارك فيها‪ :‬لن أفعل !!! لن أفعل ذلك ُمطلقا ً أسمعتني ؟!‬
‫إبتسمت وأكملت طريقها الى الداخل فهي متأكده بأنه سيُساعدها‪..‬‬

‫***‬

‫‪pm8:50‬‬

‫وضع النادل أمامهما كأسا عصير مع بعض الكعك قبل أن يُغادر‪..‬‬


‫تنهدت جيسيكا وقالت‪ :‬في النهاية لن يُمكنك ُمعارضة والدك!‬
‫إليان‪ :‬أنا لم أُخبرك لكي تُحبطينني ‪ ,‬أنا أخبرتُك لتجدي لي عذرا ً يجعلني ال أذهب الى تلك‬
‫الحفلة ُمطلقا ً!‬
‫جيسيكا‪ :‬وأنا أُخبرك الحقيقه ‪ ,‬والدك الذي يُحبك جدا ً والذي لم يغضب عليك من قبل سيغضب‬
‫حقا ً لو رفضتي الذهاب أو تعذرتي ببعض األعذار‪..‬‬
‫إليان‪ :‬جيسيكا!!‬
‫جيسيكا‪ :‬ال يوجد لديك خيار آخر ‪ ,‬لو مرضتي في ذات يوم الحفله فسيبدو هذا واضحا ً بأنه‬
‫كذبا ً وحجة واهيه من ِقبلك ‪ ,‬لو مرضتي في الليلة التي تسبقها فسيُحضر لك طبيبا ً ليتأكد من‬
‫أن تكوني بخير قبل ليلة اإلحتفال ‪ ,‬لو تعذرتي ببحث أو رحل ٍة جامعيه فسيغضب ألنك قدمتي‬
‫الجامعة على اإلحتفال حتى لو كان يعلم بأنك تُحبين دروسك أكثر من أي شيء ‪ ,‬لذا ال يوجد‬
‫عذر ُمناسب ‪ ,‬عليك ُحضور اإلحتفال فهي ُمناسبة مهمه إلعالن خطوبة أخيك ‪ ,‬يستحيل أن ال‬
‫تحضريها‪..‬‬
‫نظرت إليان إليها لفتره قبل أن تقول‪ :‬شُكرا ً ألنك حقيره‪..‬‬
‫ت تكرهين‬ ‫جيسيكا‪ :‬هههههههههه هذا الواقع لذا تقبليه ‪ ,‬وعلى أية حال هي حفله ‪ ,‬إن كُن ِ‬
‫رؤيته فإطئني ‪ ,‬الحضور سيكونون أكثر من ال ُمتوقع لذا لن تحتكي به ُمطلقا ً ‪ ,‬طبعا ً يُمكنك‬
‫دعوتي ألُشغلك عنه وأُنسيك األمر برمته‪..‬‬
‫إليان‪ :‬لن أدعوك‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬هههههه هيّا ال تكوني وقحه‪..‬‬
‫بعدها أكملت‪ :‬على أية حال تقبلي األمر بدالً من محاولة إيجاد األعذار وإبدأي بتجهيز الفُستان‬
‫ال ُمناسب ‪ ,‬إن أقترب الموعد فسيصعب عليك إنهاءه في الوقت ال ُمحدد وستضطرين الى شراء‬
‫أحد الفساتين المنتشره ُهنا وهناك وهذا لن يكون جيدا ً لك أمام الحضور الذين سيكونون‬
‫جميعهم من الطبقة اإلستقراطيه‪..‬‬
‫شعرت إليان باإلنزعاج وبدأت بتناول الكعك وهي تهمس‪ :‬دعينا نُغير الموضوع‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬لماذا ؟ إنه موضوع ُمهم ‪ ,‬ألم تطلبي مقابلتي ألجل أن نتحدث فيه ؟‬
‫موضوع مهم ؟ طلب ُمقابله ؟‬
‫كادت إليان أن تغص في لقمتها قبل أن تقول‪ :‬كيف نسيت ؟!!‬
‫جيسيكا‪ :‬ماذا ؟‬
‫أمالت إليان شفتيها بعدها شرب القليل من عصيرها وهي تقول‪ :‬في يوم الخميس الماضي‬
‫طلبت مني إحدى الطالبات الالتي ال أعرفهن ُمقابلتي بعد إنتهاء ُمحاضراتي ‪ ,‬لقد نسيتُ أمرها‬
‫‪..‬‬
‫ت تهتمين بتذكر أمور ال تهمك ههههههههه‪..‬‬ ‫جيسيكا‪ :‬ههههه هذا غير ُمدهش فمنذ متى وأن ِ‬
‫سخريه‪..‬‬ ‫إليان‪ :‬كُفي عن ال ُ‬
‫جيسيكا‪ :‬ههههه حسنا ً حسنا ً ‪ ,‬واآلن ‪ ,‬ماذا ستفعلين ؟‬
‫أمالت إليان شفتيها تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ,‬إن كانت تُريدني بهذه الشده فستأتي مجددا ً للبحث عني ‪..‬‬
‫أنا لستُ مهتمةً في البحث عنها وأنا ال أعرف حتى مدى أهمية هذا الموضوع فربما كان سبب‬
‫سخيفا ً كـ"ساعديني بالتعرف على الشاب الفُالني" ‪ ,‬لقد واجهتُ موقفا ً مشابها ً‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬اهممم ‪ ,‬وهل بدى لك بأنها حقا ً تُريد ذلك ؟‬
‫فكرت إليان في شكل مالمحها قليالً قبل أن تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ,‬كان الخوف يكسوها ‪ ,‬والتوتر‬
‫والقلق‪..‬‬
‫جيسيكا بدهشه‪ :‬إذا ً البد من أنه موضوع حياة أو موت !!! لما لم ت ُقابليها ؟!!‬
‫إليان بإنزعاج‪ :‬كٌفي عن تكبير المواضيع !! أنا ال أعرفها فكيف لها أن تتحدث عن موضوع‬
‫خاص مع طالبة ال تعرفها حتى!!!‬
‫ت ُمحقه‪..‬‬ ‫جيسيكا بتفكير‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬أن ِ‬
‫تنهدت إليان هامسه بإنزعاج‪ :‬فتاةً حمقاء‪..‬‬
‫ضحكت جيسيكا ولم تُعلق في حين أمسكت إليان بطرف المصاص وبدأت بشرب عصيرها‬
‫ال ُمثلج وهي تنظر الى خلف جيسيكا التي الحظت ذلك وإلتفتت الى الخلف لترى ذلك النادل‬
‫المدعو بريو أمام إحدى الطاوالت‪..‬‬
‫تنهدت وعادوت النظر الى إليان قبل أن تقول‪ :‬لما كان علينا أن نلتقي في هذا المقهى ؟‬
‫نظرت إليان إليها وقالت‪ :‬ولما ؟ أال يُعجبك ؟‬
‫جيسيكا‪ :‬إنه بعيد عن منزلي ‪ ,‬وأيضا ً ال أُحبه وال أُحب العاملين فيه‪..‬‬
‫نظرت إليها إليان عندما عرفت بأنها تتحدث عن ريو بعدها أشاحت بوجهها لتنظر عبر النافذه‬
‫الى الخارج‪..‬‬
‫ُ‬
‫ت لستي من النوع الذي يُطارد شبانا ً مثله ؟!! ال أحب رؤيتك‬ ‫جيسيكا‪ :‬ال أُحب ذلك ‪ ,‬أن ِ‬
‫ك ُمطارده‪..‬‬
‫نظرت إليها إليان بحده تقول‪ :‬ألم أطلب منك عدم التحدث عن الموضوع ُمجددا ً ؟!!!‬
‫جيسيكا‪ :‬هناك الكثير مما يتمنونك فلما تختاري أن تُذلي نفسك ‪..‬؟!‬
‫إليان بحده‪ :‬فلتصمتي جيسيكا!!!‬
‫صوتها األخير هذا كان عاليا ً بعض الشيء مما جلب أنظار من هم قريبين منهما‪..‬‬
‫أشاحت إليان بوجهها لتنظر مجددا ً عبر النافذه في حين كان ريو ينظر إليها ببرود تام قبل أن‬
‫تبتسم الفتاة قائله‪ :‬أمممم هل سمعتَ ما طلبته آخر مره ؟‬
‫نظر إليها وقال‪ :‬إعتذر ‪ ,‬ماذا كان ؟‬
‫أخذ طلب زبونته بعدها إلتفت ودخل الى الداخل‪..‬‬
‫وضع الطلب على الطاولة وبقي ينظر الى الفراغ بهدوء تام قبل أن تقطع شروده تيلدا التي‬
‫قالت‪ :‬ماذا ؟ أتُفكر بتلك الغنية ال ُمطارده ؟‬
‫إنزعج ونظر إليها قائالً‪ :‬كفي عن ُمضايقتي!‬
‫بعدها إلتفت وغادر من أمامها فإبتسمت هامسه‪ :‬ال أضنه هذه المرة سيتكفي بالتجاهل ‪ ,‬هذا‬
‫ُممتع ‪ ,‬أُريد ُمشاهدة ذلك‪..‬‬

‫أنهت جيسيكا عصيرها قبل أن تقول‪ :‬حسنا ً كُفي عن الغضب ‪ ,‬أعدُك بأال أتحدث عن األمر‬
‫ت عنه أوالً ‪ ,‬هل يُرضيك هذا ؟‬ ‫ُمجددا ً مالم تتحدثي أن ِ‬
‫لم تُجبها فتنهدت جيسيكا وقالت‪ :‬ألم تطلبي تغير الموضوع ؟ حسنا ً هيّا غيريه ودعينا نتحدث‬
‫في أمر آخر ‪ ,‬اممم ماذا عن التحدث عن عزيزي إدريان ؟ هل تعلمين متى سيُصدر ألبومه‬
‫القادم فلقد تم تأجيله ولم يُذكر السبب وال الموعد ‪ ,‬ما السبب ؟‬
‫إنزعجت إليان تقول‪ :‬ال أُحب التحدث عن أعماله!‬
‫جيسيكا بأسف‪ :‬لمن الخسارة أن تكوني أُخته ‪ ,‬أعطيني إياه أرجوك‪..‬‬
‫رن هاتف جيسيكا في هذا الوقت ُمعلنا وصول رسالة ففتحها قبل أن تتنهد قائله‪ :‬سحقا ً ‪ ,‬أُمي‬
‫تطلب مني العودة‪..‬‬
‫إليان بدهشه‪ :‬ولما ؟‬
‫جيسيكا‪ :‬ستُغادر الى مكان ما وتريدني أن أبقى في المحل حتى موعد اإلغالق‪..‬‬
‫أمالت إليان شفتيها تقول‪ :‬ياله من توقيت‪..‬‬
‫حملت جيسيكا حقيبتها وقالت‪ :‬حسنا ً إذا ً ‪ ,‬أراك غدا ً في المدرسه‪..‬‬
‫إليان‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫وبعدها غادرت الى الخارج فتنهدت إليان هامسه‪ :‬حقا ً توقيت سيء‪..‬‬
‫إنتظرت قليالً بعدها قررت الرحيل فهي بحق متضايقة بما فيه الكفاية وال حل سوى الهروب‬
‫لمشاهدة األفالم أو النوم‪..‬‬
‫دفعت الحساب بعدها غادرت المقهى‪..‬‬
‫شخص آخر‪..‬‬‫ٍ‬ ‫حالما فتحت الباب لتصعد السياره تم إغالقه بقوه من طرف‬
‫نظرت إليه ودُهشت عندما شاهدت بأنه ريو ال غير‪..‬‬
‫نزل السائق في هذا الوقت بدهشه وهو يقول‪ :‬هيه أنت كيف تجـ‪...‬‬
‫قاطعته إليان‪ :‬ال بأس ‪ ,‬إنه شخص أعرفه‪..‬‬
‫نظر السائق إليها بعدها تنهد وعاد الى السياره‪..‬‬
‫نظرت الى ريو قليالً قبل أن تقول‪ :‬ماذا تُريد ؟‬
‫ت ماذا تُريدين ؟‬ ‫ريو ببرود‪ :‬بل أن ِ‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬لستُ أنا من إعترض طريق فتا ٍة بوقاحه‪..‬‬
‫ريو‪ :‬كفي عن التصرف بغباء‪..‬‬
‫إليان ببرود‪ :‬قُل ما عندك فليس من مصلحتك أن أتهمك بالتحرش‪..‬‬
‫شد على أسنانه وهمس لها بتهديد‪ :‬سأفعل هذا حقا ً لو أتيتي الى هذا المقهى ُمجددا ً‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ال أذكر بأنك مالك المقهى كي تمنعني من القدوم‪..‬‬
‫ريو‪ :‬وأنا ال أذكر بأني قد صادفت مرةً ُمطاردةٌ رخيصة مثلك‪..‬‬
‫تصاعد اإلحمرار الى وجهها من شدة الغضب ومدت يدها وصفعته على وجهه قائلةً بحده‪:‬‬
‫إخرس!!!‬
‫نظر إليها ببرود وقال بشيء من اإلستحقار‪ :‬أكره أمثالك ‪ ,‬رخيصات يتظاهرن بالشرف عندما‬
‫ينعتهن أحد بذلك!!‬
‫بعدها غادر من أمامها عائدا ً الى المقهى من الباب الخلفي الخاص بالعاملين‪..‬‬
‫إرتجفت يداها وشعرت بألم كبير مما حدث‪..‬‬
‫هي حتى ال تفهم نفسها‪..‬‬
‫ال تفهم لما تستمر بالقدوم ألجله‪..‬‬
‫ال تفهم لما ال تستطيع أن تُبعد عيناها عنه فلما يستبق األمور ويتهمها بذلك ؟!!‬
‫لما يجرحها وتدافع عن نفسها يقوم بجرحا بشك ٍل ُمضاعف!!‬
‫هي ليست ُمطارده رخيصه!‬
‫هي ال تفهم نفسها وال تفهم ما تفعله فلما تُسمى بذلك ؟!!‬
‫أيراها كفتاة مغرمة واقعه بحبه لدرجة مطاردته من مكان الى مكان!!‬
‫هي ليست كذلك ‪ ,‬أو ربما‪.....‬‬
‫ال تعلم ‪ ,‬هي تُحاول بقرارة نفسها إخفاء شيء ما لكن ليست متأكده مما يكون هذا الشيء‪..‬‬
‫يستحيل أن يكون حبا ً ‪ ,‬ال ‪ ....‬ال تُريد اإلعتراف بأنها قد تقع في ُحب شاب أهانها بهذه‬
‫الطريقه‪..‬‬
‫إنه حقير ‪ ...‬حقير جدا ً‪..‬‬
‫رفعت يدها مدهوشة وهي تمسح الدمعة التي سقطت على خدها‪..‬‬
‫لما !! لما تبكي!!‬
‫هذا حقا ً ُمزعج‪..‬‬
‫إلتفتت بعدها وذهبت بعيدا ً عن السيارة مما جعل السائق يُدهش وينزل من سيارته ليلحق بها!‬

‫***‬
‫‪pm9:11‬‬

‫بإحدى األحياء القديمة الباليه‪..‬‬


‫كان الجو بارد أكثر من المتوقع وقد أثر هذا على بعض الفُقراء الذين ال يملكون ما يُدفئون به‬
‫أجسادهم‪..‬‬
‫ُهنا عجوز متشرد مستلقي يُغطي نفسه ببعض الجرائد و ُهناك امرأة مريضه تبحث بين القمائم‬
‫عن بعض المالبس وتلك قطط تزعج سكون المكان بموائها المتألم من شدة الجوع‪..‬‬
‫هذا الحي أحد أقذر األحياء وأفقرها في المدينة‪..‬‬
‫ولكن الجميل فيه ‪ ...‬أنه حي منسي‪..‬‬

‫في إحدى أزقته الكثيرة الضيقه ‪ ,‬كان هذا الطفل الذي يبدو في العاشرة من عمره‪...‬‬
‫أو ربما أكبر ‪ ,‬وربما أصغر ؟‬
‫بمعطف دافيء‬
‫ٍ‬ ‫المهم أنه كان صغيرا ً ‪ ,‬كان يجلس بهدوء أمام أحد أبواب المنازل يُغطي جسده‬
‫نظيف ينظر الى الرسم الموجود على األرض بهدوء تام‪..‬‬
‫عكّر شروده سحب أحدهم له فدُهش ورفع رأسه لينظر الى هذا الرجل الخمسيني الهزيل الذي‬
‫كان يشد معطفه منه وهو يقول‪ :‬أعطني هذا !! أعطني إياه!‬
‫صرخ الصبي فيه وحاول التملص منه وهو يقول‪ :‬دعني أيها العم أرجوك فأنا ال أملك غيره‪..‬‬
‫صرخ الرجل قائالً‪ :‬أعطني إياه فأنا كبير بالسن وأنا من يستحقه !! ألم تتعلم كيف تحترم ِكبار‬
‫السن!!‬
‫كاد أن يبكي الصبي وهو يحاول حماية معطفه ولكن ما القوة التي يملكها طفل صغير أمام‬
‫رجل جشع تحركه قسوته ؟‬
‫إستطاع الرجل أخذ المعطف وقام بإرتدائه فهو لم يكن صغيرا ً بما يكفي كيف ال يُمكنه إرتداءه‬
‫‪..‬‬
‫بدأ الرجل يُدفئ جسده به وهو يقول‪ :‬إعذرني يا أيها الصغير ‪ ,‬أنا أحتاجه بينما أنت ال تبدو‬
‫شخصا ً فقيرا ً لذا إذهب وأحصل على غيره ‪ ..‬ال تغضب مني‪..‬‬
‫بعدها غادر فلحق به الصبي وأمسكه من يده فسحب الرجل يده بقسوة قائالً‪ :‬دعني فأنا لن‬
‫أُعيده لك مهما حاولت!!!‬
‫الصبي‪ :‬أرجوك يا عم ‪ ,‬أعد لي على األقل الصورة الموجوده في الجيب ‪ ,‬إنها صورة ثمينه ‪,‬‬
‫أرجوك عمي!!‬
‫قطب الرجل جبينه بإنزعاج بعدها بحث في الجيب ورمى عليه الصورة التي وجدها عليه ففرح‬
‫الصبي وأخذها وهو يقول‪ :‬شُكرا ً لك يا عم‪..‬‬
‫غادر الرجل وهو يهمس‪ :‬طفل غبي ! يشكرنني وأنا الذي سرقتُ معطفه!!‬
‫جلس الصبي ُمجددا ً بمكانه أمام الرسم المنحوت على البالط ونظر الى الصورة التي بين يديه‬
‫وشعر أشقر اللون‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫والتي كانت لفتاة شابه ذات عينان عسليتان‬
‫إرتجف جسده عندما هبت عليه نسمةٌ بارده فعض على شفتيه ونزلت دمعةٌ من عينيه وهو‬
‫ت وتركتيني ؟ ال تكوني قاسيه‬‫ت ؟ هل حقا ً ُم ِ‬
‫يُخبيء وجهه في الصورة هامساً‪ :‬أين أن ِ‬
‫وأُخرجي فأنا أحتا ُجك ‪ ,‬أحتا ُجك يا أُختي!‬

‫– ‪- Part end‬‬

‫– ‪-Part 19‬‬

‫"ال تثق أبدا في الفنان‪ ،‬بل ثق في القصة"‬


‫‪-‬ديفيد هربرت‪-‬‬

‫‪10:22 pm‬‬

‫تنهد إدريان بعدما غادرت الخادمة الغرفة ونظر الى كاتالين التي تجلس أمامه على األريكة‬
‫ي في المنزل ؟‬ ‫قائالً‪ :‬واآلن ماذا ؟ ماهذا األمر المهم الذي جعلك تتمسكين بعنادك وتأتين إل ّ‬
‫كاتالين وهي تنقل نظرها بين أثاث غرفة الضيوف‪ :‬أين عائلتك ؟ لم أشعر بوجود أحد عندما‬
‫أتيت!‬
‫جاراها إدريان قائالً‪ :‬أمي ال تنام هنا إال نادرا ً ‪ ,‬أختي مع صديقتها ووالدي ال يحب هذا المنزل‬
‫‪ ,‬أو باألحرى مسؤليته تجاه أبناء أخيه تجعله ال يريد ترك ذلك المنزل وأبناء أخيه للمبيت في‬
‫منزل زوجته ‪ ..‬واآلن دعينا نركز في موضوعك ال ُمهم‪..‬‬
‫نظرت إليه وإبتسمت بعدها قائله‪ :‬ومن قال لك بأن لدي موضوعا ً ُمهما ً ؟‬
‫دُهش إدريان فأكملت‪ :‬ال شيء غريب في زيارة فتاة لمنزل حبيبها صحيح ؟‬
‫ت تعلمين بأنه ال يمكنك التصرف بإستهتار الى هذه الدرجه !!‬ ‫إدريان بإنزعاج‪ :‬كاتي !! أن ِ‬
‫كُفي عن ذلك!‬
‫نظرت إليه لفتره بعدها أخذت كأس العصير الذي أحظرته الخادمه سابقا ً ونظرت الى إنعكاس‬
‫وجهها على سطحه الصافي قبل أن تهمس‪ :‬إذا ً خروجك مع فتا ٍة ما ليالً ال يُعتبر تصرفا ً غير‬
‫مسؤول ؟‬
‫ت طفله حتى أُخبرك عن الفرق بين األمرين !! ماذا لو قام صحفي‬ ‫ت لس ِ‬
‫إدريان‪ :‬كاتي أن ِ‬
‫ي لعين بتصويرك ؟ ماذا برأيك ستكون عواقب هذا األمر ؟! تذكري هذا ‪ ,‬نحن لسنا‬ ‫فضول ّ‬
‫حبيبين وال ُمعجبون بالكاد يُحاربون تلك اإلشاعة التي بدأت باإلنتشار بعد أخذ أحدهم صورة لنا‬
‫لمرة من المرات لذا توقفي عن ذلك فأنا ال أُريد أن يسوء األمر أكثر!‬
‫أكمل بعدها بحده‪ :‬كاتي ‪ ,‬أنا لم أُعارض والدي ودخلتُ مجال الفن ُرغما ً عنه كي أخسر مكانتي‬
‫بسبب تصرفاتك الطفوليه !! حاربتُ جاهدا ً كي أصل الى ما أنا عليه‪..‬‬
‫ي وأنت بنفسك خرجت قبل أيام مع فتاة ما لدرجة أن أحدهم‬ ‫كاتالين ببرود‪ :‬ال تضع الخطأ عل ّ‬
‫قد قام بتصويرك ! ال تتدعي المثالية أمـ‪...‬‬
‫قاطعها بإنزعاج‪ :‬تلك كانت أُختي إليان!!!!‬
‫ضاقت عيناها لوهله قبل أن تقول‪ :‬كاذب ‪ ,‬لو كانت هي فعالً لقُلتَ لي من وقتها‪..‬‬
‫إدريان بإنزعاج ُمضاعف‪ :‬في ذلك الوقت كان أكبر همي هو أمر صور أُختي التي أُلتقطت من‬
‫قِبل ذلك الصحفي المزعج فلقد أخبرتُك عن رغبتها بالبقاء خارج أضواء شهرتي !! كُنتُ قلقا ً‬
‫حيال األمر ولم أملك الوقت ألصحح سوء الفهم إلمرأة مجنونة ترمي التُهم دون أن تدع أي‬
‫مجال للطرف اآلخر!!!!‪..‬‬
‫أشاحت بناظريها عنه بإحراج وهي ترشف القليل من كأسها‪..‬‬
‫ت أيقونة شُهرة‬ ‫تنهد وأخذ نفسا ً عميقا ً بعدها قال بهدوء‪ :‬لذا كاتي تفهميني رجاءا ً ‪ ,‬أن ِ‬
‫ت من يملك أكبر قاعدة جماهيرية في البالد ‪ ,‬أي شائعات ستخرج قد ال تؤثر‬ ‫المؤسسه ‪ ,‬أن ِ‬
‫عليك كثيرا ً ولكنها بال ُمقابل ستُدمرني أنا وتُحطم ُمستقبلي الفني بالكامل !! رجاءا ً ال تتصرفي‬
‫هكذا‪..‬‬
‫لم تُجبه لبضع لحضات قبل أن تقول‪ :‬لنجعل عالقتنا رسميةً إذا ً‪..‬‬
‫سخريه وبدأ بشرب عصيره دون أن يُعلق‪..‬‬ ‫إبتسم إدريان بشيء من ال ُ‬
‫ضاقت عيناها تقول‪ :‬لما تسخر ؟‬
‫لم يُجبها فإنزعجت تقول‪ :‬أنا أسألُك!‬
‫تنهد ونظر إليها يقول‪ :‬ألن هذا ُمستحيل ‪ ,‬عندما إنتشرت تلك الصورة لنا معا ً هاج ال ُمعجبون‬
‫وغضب الكثير لذا دعينا نقف عند هذا الحد بدالً من أن يزداد األمر سوءا ً فال فائدة من خسارة‬
‫الكثير من أجل فقط أن تستمر العالقة عالنيه !! فاألمر ليس بيدي أو بيدك بل بيد ال ُمعجبين‬
‫والمؤسسة نفسها‪..‬‬
‫شد على أسنانه وأكمل‪ :‬فإن أصريتي على رأيك فكُل ما ستفعله تلك المؤسسه اللعينه هو‬
‫ت في إنجاحهم!!‬ ‫التخلص مني أنا كي تستمري أن ِ‬
‫ي األمر!‬ ‫كاتالين ببرود‪ :‬ال أهتم ألمرهم ‪ ..‬سأُعارضهم لو تحتم عل ّ‬
‫ت قد تعبتي‬ ‫ت تحت أضواء الشُهرة منذ طفولتك ‪ ,‬إن كُن ِ‬ ‫إنزعج من برودها وقال‪ :‬أنا أهتم !! أن ِ‬
‫منها فأنا ال ِزلتُ أُريدها‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت‪ :‬لكني ال أُحب ذلك ! أن نكون واقعين بالحب ليس باألمر‬
‫السيء كي نُخبئه عن الناس ! لن أكون تحت رحمتهم كالدُميه‪..‬‬
‫ت طفله فلما ال تفهمينني!!‬ ‫ت لس ِ‬‫إدريان بهمس‪ :‬أن ِ‬
‫وقف بعدها فسألته‪ :‬الى أين ؟‬
‫إدريان‪ :‬سأطلب من الخدم أن يُعدوا طعام العشاء‪..‬‬
‫إبتسمت‪ :‬أرى بأنه أصبح ال مانع لديك ألن أبقى ُهنا أكثر!‬
‫خرج دون أن يُعلق على كالمها‪..‬‬
‫إستوقف إحدى الخدم وطلب منها أن تُجهز طعام العشاء سريعا ً‪..‬‬
‫أومأت له برأسها وغادرت من أمامه ‪ ,‬توقف في مكانه قيالً قبل أن يعود الى كاتالين ونظر‬
‫عن يمينه حيث باب غرفة الطعام مفتوح قليالً‪..‬‬
‫رأى بداخله آليس تتناول طعامها بهدوء وتبدو شاردة الذهن‪..‬‬
‫نظر إليها قليالً بعدها إبتسم ودخل الى الداخل‪..‬‬
‫ي ؟ أجل ال ألومك فنحن لم‬ ‫جلس على الطاولة بجانب طعامها قائالً بإبتسامه‪ :‬هل تُفكرين ف ّ‬
‫نتحدث لبعضنا لفترة غير قصيره‪..‬‬
‫نظرت إليه قليالً بعدها سألت‪ :‬هل غادرت ضيفتك ؟‬
‫إدريان‪ :‬ولما تسألين عنها ؟ أتُريدينني أن أُعرفك عليها ؟‬
‫هزت رأسها بسرعه قائله‪ :‬أتمزح !! أنا أتعرف على كاتالين الشهيرة !!! هذا كثير علي!‪..‬‬
‫إنفجر ضاحكا ً وهو يقول‪ :‬ماذا ؟ إنها في النهاية ُمجرد فتاة مثلك تماما ً!‪..‬‬
‫هزت رأسها ُمجددا ً تقول‪ :‬وإن يكن ! نحنُ ال ننتمي الى الطبقة ذاتها‪..‬‬
‫صمتت قليالً بعدها همست‪ :‬في آخر مرة كانت تر ُمقني ببعض نظرات اإلستعالء واإلحتقار لذا‬
‫أنا حقا ً ال أُحب التواجد حولها‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬ألهذا السبب ؟ حسنا ً ربما السبب لم يكن ألنكما من طبقتان مختلفتان ‪ ,‬اممم ربما‬
‫تكون قد غارت منك بشك ٍل ما ؟!‬
‫آليس بإستنكار‪ :‬كـاتـالـيـن تغار مني أنـا ‪ !!!.‬وما الشيء الذي قد يوجد لدي وال يوجد لديها !!‬
‫قل شيئا ً معقوالً وكُف عن ُمضايقتي!‬
‫إبتسم ولم يُعلق في حين أكملت هي طعامها بوجه يملؤه اإلستنكار‪..‬‬
‫سألها‪ :‬كيف كانت رحلتُك الى باريس ؟ أُراهن بأنها سيئة برفقة إبنة عمي المزعجة استيال‬
‫صحيح ؟‬
‫ُ‬
‫بدأ الضيق يتسلل الى مالمحها وهي تقول‪ :‬ال أحب أن أتحدث عن تلك الرحله‪..‬‬
‫عقد حاجبه ُمتعجبا ً في الوقت الذي فُتح الباب ودخل ريكس الى الغرفه‪..‬‬
‫حالما رأهما ريكس إلتفت وغادر في حين أمال إدريان شفتيه‪..‬‬
‫بقيت آليس تنظر الى الباب لفتره ثُم سألت بغير وعي‪ :‬هل ‪ ...‬والدة ريكس قاتله فعالً ؟‬
‫عقد حاجبه ونظر إليها متعجبا ً من سؤالها فقال‪ :‬ومن أخبرك ؟‬
‫عاودت إكمال طعامها قائله‪ :‬أعتذر ‪ ,‬إنسى أني سألت‪..‬‬
‫نظر إليها لفترة ثم قال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬هي كذلك وفي الوقت ذاته ليست كذلك ‪ ,‬كيف أقولها بالضبط ؟‬
‫‪ .....‬يعتمد األمر على رؤية الشخص نفسه أي أن من أخبرك بأنها قاتله هو بال شك يكرهها‬
‫للغايه‪..‬‬
‫سأل بعدها‪ :‬من أخبرك ؟‬
‫قامت قائله‪ :‬حسنا ً قُلتُ لك إنسى أمر سؤالي ‪ ,‬لقد شبعت‪..‬‬
‫وغادرت الغرفة وإدريان ينظر إليها ُمتعجبا ً‪..‬‬
‫عضت على شفتيها وهي تمشي متجهةً الى الدرج وهمست لنفسها‪" :‬ماذا ؟ لما أهتم وأسأل‬
‫هذا السؤال ؟!! هل حقا ً شعرتُ بالشفقة عليه ؟ أم أني شعرتُ ببعض التناقض فرؤية إستيال‬
‫لوالدة ريكس مختلفة عن رؤية أختها ؟ حتى وإن شعرتُ بالتناقض فلما أسأل ؟ ألم أقل بأني‬
‫قطعا ً لن أهتم بأمر هذه العائلة أبدا ً"!!!‬
‫توقفت في مكانها وتراجعت فورا ً عندما رأته يجلس على األريكة التي تقع بالقرب من الدرج‪..‬‬
‫سحقا ً ! ضنته قد غادر الى غرفته!‬ ‫ُ‬
‫لما هو جالس ُهنا اآلن ؟ لما يظهر في وجهها ُمجددا ً ويُشعل الفضول بداخلها أكثر‪..‬‬
‫لما من بين جميع األماكن لم يجد سوى هذا المكان ليجلس فيه!!‬
‫أمالت شفتيها هامسه لنفسها‪" :‬حسنا ً إنه منزله لذا هو حر بإختيار أي مكان ‪ ,‬أتركي التذمر‬
‫عنك‪" ..‬‬
‫منزله ؟‬
‫عقدت حاجبها متعجبه وهمست في داخلها‪" :‬إنه منزل والدة إدريان وإليان ‪ ,‬إنه منزل جينيفر‬
‫!! إذا كان بين ريكس وجينيفر عداوة كما قالت آريستا فلما ريكس يتردد كثيرا ً على هذا‬
‫المنزل ؟!!! إنه ينام فيه في بعض الليالي حتى ! يستحيل لعدوان أن ‪ ...‬أعني إن كان يكرهها‬
‫فكبريائه سيمنعه من البقاء في منزلها والعكس صحيح فهي لو كانت تكرهه ستستغل األمر في‬
‫إهانته وطرده من المنزل ولكن ‪ ....‬لما ؟"‬
‫بقيت عيناها ُمعلقتان به وعقلها يدور في دوامة ُمعقده ال تعرف كيف توقفها!‬
‫مهما حاولت تجاهلهم وتجاهل حياتهم تجد العديد من التساؤالت الغريبه التي ال يمكن تجاهلها‬
‫!!‪..‬‬
‫من الكاذب فيهم ومن الصادق !! أصبحت ال تعرف أين هي الحقيقه!‬
‫ما تسمعه شيء وما تراه شيء آخر!‬
‫التناقض ال يُصدّق حقا ً!‬
‫دخل في رأسها جملة كين تلك "توقفي عن الثقة به" والتي كان يقصد فيها بالنهاية فرانس‬
‫والذي من المفترض أن يكون أكثرهم طبيعية في المكان!‬
‫على الرغم من أن فرانس هذا لم يفعل أي شيء متناقض ولم يقل أي شيء مريب إال أنها اآلن‬
‫فجأه أصبحت ال تثق فيه حتى!‬
‫بمن تثق ؟ وبمن تُصدق اآلن ؟‬

‫ت لن تبقي كثيرا ً هنا لذا ال تزعجي‬‫هزت رأسها تُبعد كُل تلك األفكار هامسه‪ :‬توقفي !! أن ِ‬
‫نفسك بهم ‪ ,‬فليذهبوا جميعا ً الى الجحيم فهذا ال يهمني !! عائلتي هي األهم اآلن وسأجدها‬
‫بنفسي!‬
‫عاودت النظر الى ريكس هامسه‪ :‬ال سبب يدعوني للبقاء ُهنا أكثر لذا ال سبب يدعوني لفهمهم‬
‫أو التفكير بهم حتى!‬
‫ضاقت عيناها وأكملت بهمس‪ :‬لذا قبل أن أُغادر سأحرص على أن أنتقم ممن أهانوني ! أنت‬
‫يامن رميت علي المال بتلك الطريقة ال ُمثيرة للشفقه ووالدك الذي يلقي بوابل من السم في‬
‫كلماته ‪ ..‬ال أُريد أن أندم ُمستقبالً على أي شيء‪..‬‬
‫بخطى حازمه وجلست على إحدى األرائك في اللحضة التي تقدمت فيه إحدى الخدم‬ ‫ً‬ ‫تقدمت‬
‫حاملة صحنا ً فيه القليل من طعام العشاء ووضعته أمامه على الطاولة الصغيره‪..‬‬ ‫ً‬
‫إعتدل في جلسته ورمى نظرةً سريعة الى آليس قبل أن يتناول طعامه بهدوء‪..‬‬
‫إلتفتت الخادمه وغادرت المكان وآليس تتبعها بنظرها حتى إختفت‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وهي تفكر بطريقة تفتح فيها حوارا ً يجعلها تنتصر فيه‪..‬‬
‫ماذا يمكن أن تقول ؟‬
‫أتُذكره بحادثة صدمه لها وعدم اإلعتذار ؟‬
‫نعم تبدو هذه أفضل وسيله!‬
‫أو ربما قد تستغل أمر إن إسمها يُشابه إسم والدته وتستفزه باألمر ؟‬
‫نعم حتى هذه تبدو فكر ٍة رائعه!‬
‫تحدث ريكس يقول بهدوء دون أن ينظر إليها‪ :‬لما لم تُنفذي تهديدك ؟‬
‫عقدت حاجبها ونظرت إليه فأكمل‪ :‬تلك كانت فرصة رائعه‪..‬‬
‫تذكرت أمر تهديدها له بنشر أمر صدمها الى الصحافة في الندوه ‪ ,‬حسنا ً لقد كان مجرد تهديد‬
‫‪ ,‬لم تكن ستفعلها حقا ً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها ونظرت إليه وهو يتناول طعامه ‪ ,‬سؤاله هذا أيعني بأنه حقا ً كان قلقا ً من أنها‬
‫ستُنفذ تهديدها ذاك ؟‬
‫هل حقا ً كان كذلك طوال مكوثها في باريس ؟‬
‫أشاحت بوجهها تكتم ضحكها وهي تشعر بسعاده كبيره‪..‬‬
‫جيد ‪ ,‬لقد سببت له القلق دون حتى أن تشعر بذلك!!‬
‫يبدو هذا كإنتقام جيد!‬
‫ت تُريدينه بشده صحيح ؟‬ ‫ريكس بهدوء‪ :‬أن ِ‬
‫عقدت حاجبها ونظرت إليه وهي ال تفهم ما يقصد‪..‬‬
‫نظر إليها وقال‪ :‬أقصد اإلعتذار‪..‬‬
‫دُهشت من كالمه ‪ ,‬نعم لقد وضّحت له أكثر من مره عن وقاحته في عدم اإلعتذار إليها بعد‬
‫حادثة صدمها‪..‬‬
‫وهي بحق في داخلها تُريد اإلعتذار بشده ‪ ,‬ال تُحب أن يُسبب لها األذى وتتنازل عن األمر‬
‫وبال ُمقابل هو ال يعتذر على األقل!!‬
‫هزت رأسها باإليجاب وهي ال تعرف لما سأل هذا السؤال ‪ ,‬هل سيعتذر حقا ً ؟!!‬
‫حقا ً هل سيفعلها ؟!‬
‫ريكس بنفس الهدوء وهو ال يزال ينظر الى عينيها‪ :‬سأعتذر ‪ ,‬بال ُمقابل غيري إسمك‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفترة طويله دون أن تُزيح ناظريها عنه بعدها تنهد وقالت بشيء من األسى‪:‬‬
‫يالك من طفل مدلل‪..‬‬
‫ع ِق َد حاجبيه بشي من اإلستنكار فأكملت بذات األسى وهي تهز رأسها‪ :‬تُقرر التنازل عن شيء‬ ‫ُ‬
‫ال تُريده فقط من أجل أال يستعمل أي أحد إسم أُمك ‪ ...‬هذا تصرف طفولي يا عزيزي ‪ ,‬كم‬
‫عمرك ؟‬
‫ُ‬
‫صك على أسنانه بشيء من اإلنزعاج وهي تُكمل‪ :‬كم آليس في البالد ؟ ال تقل لي بأنك قلتَ‬
‫لهن أن يُغيرنَ أسمائهن أيضا ً ؟ مولدك السابع والعشرون قريب ‪ ,‬ال بأس لديك الفرصة ألن‬
‫تكبر في هذه األيام العشر القليله لذا أبذل جهدك‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنها وأكمل طعامه ومن الواضح للغايه من مالمحه أنه منزعج ونادم على فتح‬
‫موضوع مع فتاة مثلها‪..‬‬
‫بقيت تنظر الى مالمحه لفتره وهمست بعدها في داخلها‪" :‬ال يبدو من النوع الذي قد يفتح‬
‫حديثا ً مع أي ٍ كان ‪ ,‬لكنه فتح حديثا ً معي فقط من أجل إسم والدته ‪ ,‬هل هذا السبب التافه‬
‫والطفولي في رأيي هو مهم الى هذه الدرجة بالنسبة له ؟ أيعقل هذا"!‬
‫بقيت هادئة لفتره قبل أن تقول له‪ :‬سأفعل ذلك ‪ ,‬سأقوم بتغيير إسمي إن أردت‪..‬‬
‫رفع نظره بهدوء إليها فأكملت‪ :‬بال ُمقابل إعتذر مني من أجل إفقادك لذاكرتي بسبب قيادتك‬
‫المتهوره وأيضا ً إعتذر من ذلك الشاب الذي أهنته أمام باب المنزل قبل أسبوعان تقريبا ً‬
‫وأحظره لي وأعدك حينها بأني لن أُغير إسمي فقط بل سأختفي من حياتكم نهائيا ً‪..‬‬
‫بقيت عيناه الباردتان ُمعلقتان بها لفترة وعندما ه ّم بالكالم قاطعه صوت يقول ببرود‪ :‬أين‬
‫إدريان ؟‬
‫إلتفتا الى جهة الصوت فإذ بكاتالين تقف بهدوء تنظر إليهما‪..‬‬
‫سخريه وأشاح بنظره هامساً‪ :‬ذلك القذر أحظرها الى هنا!‬ ‫إبتسم ريكس بشيء من ال ُ‬
‫في حين أجابتها آليس‪ :‬هو في غرفة الطعام على ما أضن‪..‬‬
‫وأكملت في نفسها‪" :‬ما بالها تتجول وتُقاطع حديث اآلخرين وكأنه منزلها ؟"‬
‫وقف ريكس وغادر من أمامهما فدُهشت آليس ووقفت لتوقفه فهما لم ينهيا حديثهما بعد ولكن‬
‫مالمح وجهه الحادة جعلتها تتراجع عن ذلك‪..‬‬
‫ت ُهنا ؟‬‫مطت شفتيها فسألتها كاتالين بهدوء‪ :‬لما أن ِ‬
‫ت هنا وحدك بدون عائلتك‬ ‫ت ُمجرد قريبة من بعيد فلما أن ِ‬ ‫نظرت إليها فأكملت كاتالين‪ :‬أن ِ‬
‫والوقت قارب أن يصبح ُمتأخرا ً ؟‬
‫نظرت آليس إليها وهمست بداخلها‪" :‬هل سؤالها ناتج عن الفضول أو الغيره ؟ كيف من‬
‫ال ُمفترض أن أُجيبها ؟"‬
‫قررت أن ال تُعطيها إجابه واضحه وفي الوقت ذاته تبعد إدريان عن المشاكل فقالت‪ :‬أنا فقط‬
‫هنا من أجل ريكس ألسأله عن الهدية التي يحبها من أجل يوم ميالده القريب‪..‬‬
‫نظرت إليها كاتالين لفترة وبنظرات غير مفهومه لتسألها بعدها‪ :‬لما ؟ هل أنتما ُمقربان ؟‬
‫آليس في نفسها‪" :‬سحقا ً ! هي بالفعل تشعر بالغيره ‪ ,‬إن أجبتُها بال فستضن بأن لي عالقة مع‬
‫إدريان وإن أجبتُها بأجل فسأُدخل نفسي بمشاكل إن إنتشرت إجابتي هذه! "‬
‫تذكرت شيئا ً فإبتسمت بلطف وقالت‪ُ :‬مستحيل ‪ ,‬لدي حبيب بالفعل‪..‬‬
‫كاتالين‪ :‬من هو ؟‬
‫آليس في نفسها‪" :‬مابها !! ألم تطمئن بعد ؟!! وجهها ال يوحي لك بأنها كثيرة أسئله"!‬
‫فكرت قليالً ‪ ,‬لو قالت بأنه شخصا ً ال تعرفه فستشُك بها فورا ً ‪ ,‬عليها أن تختار شخصا ً ما ‪ ,‬هيّا‬
‫أي واحد!!!‬
‫تذكرت أمرا ً فإبتسمت وأجابتها‪ :‬فرانس ‪ ,‬فرانس صديق إدريان‪..‬‬
‫أجل ‪ ,‬إجابه مثاليه ‪ ,‬ففرانس هذا تستطيع أن تطلب منه أن يُجاريها في لُعبتها هذه وهو‬
‫بالتأكيد لن يرفض‪..‬‬
‫كاتالين ببرود‪ :‬من فرانس ؟ إدريان ال يملك صديقا ً بهذا اإلسم‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها قليالً بعدها قالت‪ :‬أوه أعتذر إعتدتُ أن أُناديه هكذا ‪ ,‬إسمه هو فرانسوا‪..‬‬
‫كاتالين بذات البرود‪ :‬أعرف جميع عالقات إدريان ‪ ,‬هو ال يملك صديقا ً بهذا اإلسم ‪ ,‬كان عليك‬
‫أن تقولي على األقل صديق ريكس حتى أُصدق كذبتك المكشوفة هذه!‬
‫إتسعت عينا آليس بدهشه وهي لم تستوعب كالمها!‬
‫ماذا تقصد بأنه ال يملك صديقا ً بهذا اإلسم ؟!‬
‫هو يملك ‪ ,‬بالتأكيد هذا صديقه!‬
‫لكن بال ُمقابل هذه صديقته الحميميه لذا البد من أنها تعرف الكثير فلما تقول بأنه ال يملك‬
‫صديقا ً بهذا اإلسم!‬
‫أكملت كاتالين وهي تنظر إلى مالبس آليس‪ :‬وال توجد فتاة تزور منزل أحدهم بمثل هذه‬
‫المالبس ‪ ,‬إنها مالبس منزليه!‬
‫ظهرت الحدة في صوتها وهي تُكمل‪ :‬كوني أكثر ُجرأه وإعترفي بعالقتك معه!!‬
‫تقدمت آليس ُخطوة منها تقول بسرعه‪ :‬في تلك الليله !! في تلك الليله طلبتُ من إدريان رقم‬
‫سحقا ً لك جعلتني‬ ‫صديقه فرانس فأعطاني إياه !! نعم هو من أعطاني رقمه لذا هو صديقه !!! ُ‬
‫مشوشة لفترة بسبب كالمك!‬
‫كاتالين‪ :‬ال تُغيري الموضوع!‬
‫أكملت آليس‪ :‬عندما طلبته قُلتُ "أعطني رقم صديقك" هو لم يقل بأنه ليس صديقي بل وافق‬
‫ت ال ُمخطئه!‬‫وأعطاني رقمه حاالً ‪ُ ,‬كالً من فرانس وإدريان يقوالن بأنهما أصدقاء لذا أن ِ‬
‫ت ُمصرة على أن تتحدثي عن هذا الموضوع فليكن ‪ ...‬أنا‬ ‫إنزعجت كاتالين وقالت‪ :‬ما دُم ِ‬
‫أعرفه منذ وقت طويل ‪ ,‬إدريان ال يملك أصدقاء ! هو قطعا ً ال يملك صديق واحد ! حتى‬
‫عالقاته بالعمل مع زمالئه سيئه ‪ ,‬يستحيل أن يكون فرانس هذا صديقه ! إكذبي كذبةً معقوله‬
‫وتعالي ناقشيني فيها حسنا ً!‬
‫آليس بشيء من الغضب‪":‬أعرفه منذ زمن طويل" ليس سببا ً لتُصري على رأيك !! أن تكوني‬
‫صديقته الحميميه ال يعني بأن تعرفي كُل صغير ٍة وكبيره في حياته !! ال تكون بهذه الثقة فهذا‬
‫يخرجك بشكل سيء!!‬
‫وأكملت تجادلها بإنزعاج وهي تقول في نفسها‪" :‬ماذا ؟ لما أنا منفعلةٌ هكذا ؟ عن ماذا أُدافع‬
‫بالضبط ؟ عن رأيي ؟ أو عن فرانس ؟ لما أنا واثقه من كالمي ! لما ال آخذ كالمها في عين‬
‫اإلعتبار فهي ليست األولى ! هناك كين قبلها قال شيئا ً ُمريبا ً بشأنه ! لما أنا ال أُنكر ! لما‬
‫أُدافع"!!‬
‫صرخ إدريان فيهما‪ :‬هذا يكفي!!‬
‫توقفت آليس عن ُمجادلتها وهي حتى ال تتذكر ماذا كانت تقول‪..‬‬
‫لقد كانت ترمي الكالم بدون أي وعي أو مسؤوليه‪..‬‬
‫في حين نظرت كاتالين إليه ببرود وقالت‪ :‬أتمنى أن تُفسر لي‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬ال يوجد لدي أي تفسير!‪.‬‬
‫نظر الى آليس وقال‪ :‬أعتذر عن اإلزعاج ‪ ,‬أتمنى أن تدعينا وحدنا‪..‬‬
‫هزت آليس رأسها وغادرت ف ُجل إهتمامها اآلن منوط بأمر فرانس هذا‪..‬‬
‫راقبها حتى غادرت بعدها نظر الى كاتالين وقال بهدوء‪ :‬لستُ طفالً ليتم الشجار من أجلي بهذا‬
‫الشكل ! لستُ طفالً لتتحدثي بهذه الطريقة عني ‪ ,‬أعتذر ولكن أتمنى بأن تعودي الى منزلك‪..‬‬
‫إلتفت وغادر ُمكمالً‪ :‬يُمكنك تناول طعام العشاء أوالً إذا أرد ِ‬
‫ت‪..‬‬
‫بعدها خرج خارج المنزل وكاتالين تراقبه ببرود قبل أن تهمس‪ :‬كيف يجرؤ ؟‬
‫بعدها عاودت النظر الى الدرج حيث صعدت آليس لتلتفت بعدها من أجل أخذ حقيبتها و ُمغادرة‬
‫المنزل‪..‬‬

‫***‬

‫‪11:55 pm‬‬

‫أوقف ريكس سيارته أمام النهر ونزل منها وهو ينظر حوله إذ المكان فارغ من البشر تقريبا ً‬
‫‪..‬‬
‫نظر الى ساعته ليجد بأنه لم يبقى على موعد اللقاء ال ُمتفق عليه سوى خمس دقائق‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما وصلته رساله على هاتفه ‪ ,‬فتحها فإذ هي من آندرو‪:‬‬
‫"حسنا ً ‪ ,‬ال تُريد أن يتم إعالن خطوبتك من تلك الحسناء في الحفله صحيح ؟ أعرف بأنك‬
‫عنيد ولن تتراجع عن قرارك لذا ال بأس دع هذا األمر لي فأنا ال يُمكنني أن أدعك تتصرف‬
‫لوحدك ألنك بالتأكيد ستُسبب اإلزعاج وربما تُصبح وقحا ً بعض الشيء ويترتب على وقاحتك‬
‫إلغاء شراكة والدك مع شركات كالودي ‪ ,‬تجهز وبشكل طبيعي وإذهب الى الحفل فأنت نج ُمها‬
‫وثق بي ‪ ,‬حتما ً لن أدع إعالن الخطوبة يتم"‬
‫عقد ريكس حاجبه وهمس‪ :‬ماذا سيفعل ؟‬
‫بقي صامتا ً لفترة مترددا ً ‪ ,‬هل يثق به ؟‬
‫هو في موطن ثقه ولكن ‪ ...‬ماذا إن كانت هذه خطة منه كي يُجبره على الذهاب وبعدها ال يفعل‬
‫شيئا ً وبهذا إعالن الخطوبة يتم ؟‬
‫نعم ‪ ,‬قد يفعلها فهو غير مقتنع بقرار اإللغاء المتهور هذا!‬
‫همس لنفسه‪ :‬هو ببعض األحيان يتصرف من تلقاء نفسه عندما ال تُعجبه تصرفاتي!‬
‫توقف عن التفكير عندما قدمت سيارة من الجهة ال ُمقابله ووقفت بالقرب من سيارته‪..‬‬
‫أدخل الهاتف في جيبه ونظر الى صاحب السيارة وهو ينزل منها متقدما ً إليه وتلك اإلبتسامة‬
‫العابثه على شفتيه‪..‬‬
‫إبتسم الشاب الذي يبدو في بداية الثالثين من عمره وقال‪ :‬مرحبا ً ريكس ‪ ,‬لم أضنك من النوع‬
‫الذي يأتي ُمبكرا ً في مواعيد اللقاء‪..‬‬
‫وأكمل ببعض السخرية‪ :‬فأبناء األغنياء ال ُمدللين عابثون غير آبهين بالوقت والوعد‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬من أنت ؟‬
‫إبتسم الشاب وقال‪ :‬ماذا ؟ هل شعرت بخيبة أمل ألن ليست كارمن من أتت بل أنا ؟‬
‫لم يُجبه ريكس وأكتفى بتلك النظرة البارده وهو ال يزال ينتظر إجابته‪..‬‬
‫أمال الشاب شفتيه هامساً‪ :‬يالك من ُمتغطرس‪..‬‬
‫تقدم منه أكثر وإبتسم ُمجددا ً قائالً‪ :‬كُف عن التصرف وكأنك شخص ُمهم ! كارمن ليست في‬
‫المنزلة التي تدعها تأتي شخصيا ً لتُقابل ِغرا ً مثلك ! إعرف مكانتك‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه لفتره قبل أن ترتسم على شفتيه إبتسامة إستصغار وهو يهمس‪ :‬إني أعرف‬
‫مكانتي جيدا ً لهذا أنا أطلب ُمقابلة كارمن وليس ُحثالةً ِمثلك‪..‬‬
‫إتسعت حدقتا عيني الشاب بغضب وهو يرفع لكمته ويصوبها الى وجه ريكس الذي تفاداها‬
‫بسهوله وهو يقول‪ :‬من يترك الغضب يُسيطر عليه ال يستحق التواجد في هذه المنظمه ‪ ,‬علي‬
‫أن أتأكد من أن أرفع شكوى ُمالئمة بخصوصك ليتم تصفيتك‪..‬‬
‫زاد غضب الشاب وصرخ في وجهه‪ :‬أيها الوقح!!‪..‬‬
‫صراخ هو كُل ما تقدر عليه‪..‬‬ ‫ريكس‪ :‬ال ُ‬
‫جن جنونه وأمسكه من ياقة قميصه ليقول ريكس بذات البرود ال ُمستفز‪ :‬والعنف أيضا ً‪..‬‬
‫رفع لكمته بغضب شديد وضربها بقوه بجانب رأسه على زجاج السيارة التي تصدعت قليالً من‬
‫لكمته‪..‬‬
‫بقيت عيناه التي تشعالن غضبا ً تنظر الى وجه ريكس البارد المزعج فشد على أسنانه وقال‪:‬‬
‫إذا ً ؟!!!‬
‫ريكس‪ :‬لن أُسلم معلومات قيمه لمجرد شخص ال أعرف إسمه ‪ ,‬فلتحضر كارمن أو أي شخص‬
‫يُساويها بالمرتبه‪..‬‬
‫بقي يشد على أسنانه بغضب شديد قبل أن يهمس بتهديد‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬فليكن ‪ ,‬سأوصل كالمك‬
‫الوقح هذا بنفسي ‪ ,‬ال تبكي فيما بعد عندما يتم تجاهلك أو تصفيتك حسنا ً ؟ فالتبجح في‬
‫منظمتنا مرفوض‪..‬‬
‫بعدها غادر متجها الى سيارته وهو يشتعل غضبا ً من الداخل‪..‬‬
‫دخل الى سيارته وضرب بيده عجلة القياده وهو يهمس‪ :‬إنه متبجح ال تظهر في عينيه ذرة‬
‫خوف !! هو ال يزال عضوا ً عاديا ً في المنظمة فلما يتصرف وكأنه في مكانة تُعادل مكانة‬
‫كارمن ؟!! لما الزعيم عندما يسمع بتصرفاته المزعجة هذه ال يعلق على الموضوع بتاتا ً بينما‬
‫لو فعلتُ أنا ما يفعل لتم قتلي فورا ً !!! لما القاتل المأجور رقم واحد في منظمتنا دارسي يتعامل‬
‫معه وكأنه شخص مهم وليس مجرد حثالة بمكانة متوسطه !!! أكره أمثاله أكرههم!!‬
‫أدار ال ُمفتاح وضغط على دواسة البنزين محدثا ً صخبا ً شديدا ً متعمدا ً أن يتطاير بعض الغبار‬
‫على جهة ريكس قبل أن يُغادر بسرعة مجنونه‪..‬‬
‫بقي ريكس في مكانه يراقبه ببرود قبل أن يلتفت ويركب السيارة ُمجددا ً‪..‬‬
‫نظر الى المقعد الذي بجواره حيث ملف ورقي بداخله بعض األوراق‪..‬‬
‫همس بهدوء بعدها‪ :‬لن أستمر بمكانتي العادية هذه ‪ ,‬علي أن أصعد أكثر ‪ ,‬على أن أتخطى‬
‫ذوات المستوى الثالث ‪ ,‬وأتخطى بعدهم دارسي وكارمن والبقيه ثم أصل الى النائب وأتخطاه ‪,‬‬
‫سأصل بعيدا ً وعاليا ً للغايه لتتوافر في يدي العديد من الصالحيات‪..‬‬
‫ضاقت عيناه لتظهر تلك النظرة العميقة فيهما وهو يهمس‪ :‬مالم أستطع بلوغه بالقانون ‪,‬‬
‫سأبلغه بالقوه!‬

‫***‬

‫‪14 juonyour‬‬
‫‪7:30 am‬‬

‫جلست إليان على إحدى الكراسي في إحدى أروقة الكليه وهي تُمسك هاتفها تُعاين رسالة‬
‫دكتورها الذي يعتذر عن حظور محاضرته لهذا اليوم‪..‬‬
‫لقد أرسلها منذ العاشرة مساء األمس واليوم للتو عندما تعنت وأتت ُمبكرا ً رأت رسالته هذه‪..‬‬
‫أقفلت الهاتف بشيء من اإلنزعاج ‪ ,‬أتت ُمبكرا ً وال أحد من زميالتها قد حظر‪..‬‬
‫من قد يحظر عندما يعتذر الدكتور ؟‬
‫أخرجت سماعاتها ووضعتها في أُذنيها وبدأت تبحث في قائمة الموسيقى عن شيء جيد‬
‫لتسمعه‪..‬‬
‫عليها أن تقضي ثالث ساعات حتى موعد ُمحاضرتها القادم‪..‬‬
‫إنها حتى ال رغبة لديها في أن ترجع الى المنزل بعد مشاجرتها مع سائقها العنيد بعد حادثة‬
‫ليلة البارحه عندما تركته أمام المقهى وذهبت بعيدا ً لوحدها‪..‬‬
‫بقي يلحق بها بالسيارة يريد منها أن تركب ‪ ,‬لقد صرخت في وجهه وقالت له كالما ً قاسيا ً ومع‬
‫هذا لم يتراجع عن قراره حتى إستسلمت أخيرا ً وركبت منه لتهدده وقتها بالطرد حالما ترى‬
‫أمها‪..‬‬
‫همست‪ :‬لقد كان يقوم بعمله ‪ ,‬كُنتُ ُمهتاجة ليلة أمس لذا قُلتُ كالما ً ال أعنيه ‪ ,‬وأيضا ً أنا ال‬
‫أُحب التراجع عن قراراتي حتى لو كانت خطئا ً ‪ ,‬إذا ً ماذا علي أن أفعل بأمره ؟‬
‫تذكرت ريو فشدت على أسنانها وضغطت بسرعة على موسيقى صاخبه لتُبعد وجهه هذا عن‬
‫رأسها‪..‬‬
‫رفعت عينها تتأمل المكان وهي ُمنغمسة في كلمات األغنيه لتبعد أي تفكير عقيم عن رأسها‪..‬‬
‫ظهر بعض اإلنزعاج على وجهها وهي ترى من بعد ذلك الدكتور الوسيم المزعج وحوله‬
‫العديد والعديد من الطالبات‪..‬‬
‫ضاقت عيناها بإحتقار حالما تالقت أعينهما فتوقفت اإلبتسامه التي كانت على شفتيه وأشاح‬
‫بنظره بعيدا ً وهو يهمس بشيء من السخرية على نفسه‪ :‬يالها من نظره ‪ ,‬أنها تُشبه أخاها‬
‫ريكس بهذه النظرات ‪ ,‬نظرات التعالي واإلستحقار‪..‬‬
‫إحدى الطالبات‪ :‬بماذا تُتمتم دكتور آندي ؟‬
‫إحدى الفتيات أشاحت بوجهها بسخريه قائله‪ :‬آندي ؟ يالها من دلع بغيض هههههههههه‪..‬‬
‫نظرت إليها الفتة بإنزعاج في حين إبتسم الدكتور آندرو قائالً‪ :‬حسنا ً هذا يكفي لقد أجبتُ على‬
‫إستفساراتكم الطفوليه ‪ ,‬هل يمكنكن أن تدعنني أذهب الى مكتبي و ُمزاولة عملي ؟‬
‫إحدى الطالبات بغنج‪ :‬دكتور موعد ُمحاضرتك التالي بعد نصف ساعه فلما أنت ُمستعجل ؟ أال‬
‫يُمكنك أن تقرأ الموقف قليالً وتفهم بأن أسئلتنا الطفوليه هذه فقط ألننا نُريد أن نحظى بمحادثة‬
‫طويلة معك ؟‬
‫ضحك وقال‪ :‬أهذا هو السبب ؟ حسنا ً حسنا ً أعلم بأنه تبقى نصف ساعه ولكن أنا أحتاج ألن‬
‫أُحضّر لها ‪ ,‬دعونا نتحدث في وقت الحق‪..‬‬
‫تركهن وهن يتذمرن من رحيله ودخل الى مكتبه وهو يأخذ نفسا ً عميقا ً‪..‬‬
‫حالما دخل ألقى السالم على الدكاترة الثالث الذي يُشاركونه المكتب نفسه‪..‬‬
‫جينا ذات الخامسه والخمسين من عمرها وجون الذي كان في األربعين وأخيرا ً الحسناء‬
‫الصبهاء ميرا التي كانت تُقاربه في العمر‪..‬‬
‫ألقى السالم فردت جينا قائله‪ :‬في كُل مرة تزداد وقاحة الفتيات لدرجة أنهم أصبحوا يُالحقونك‬
‫حتى تدخل مكتبك ‪ ,‬لو كُنّ طالباتي لحرصتُ على أن أُعطيهن درسا ً في الحشمه‪..‬‬
‫ضحك آندرو دون أن يُعلق فقال جون‪ :‬هههه فتيات اليوم لسنا كاألمس ‪ ,‬عليك أن تعتادي على‬
‫ذلك‪..‬‬
‫جلس آندرو على كُرسي واضعا ً أغراضه على مكتبه‪..‬‬
‫ألقى نظرة على هاتفه وهمس لنفسه‪ :‬لم يُجب على رسالتي باألمس ! هذا غريب‪..‬‬
‫علقت ميرا التي تجاوره في المكتب قائله‪ :‬تنتظر رساله ؟ ممن ؟‬
‫نظر إليها قليالً بعدها إبتسم‪ :‬ههههه صديق‪..‬‬
‫إلتوت شفتيها العنابيتين بإبتسامه قائله‪ :‬صديق أو صديقه ؟ حدد‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬هههههههههه بل صديق صديـــق‪..‬‬
‫تنهدت جينا قائله‪ :‬عندما كُنتُ بعمرك كان لدي طفالن بالفعل وأنت ال تملك حتى صديقه فمتى‬
‫تنوي الزواج ؟!‬
‫ضحك آندرو وهو ال يدري بماذا يُعلق فهي دائما ً ما تتذمر بهذا الخصوص‪..‬‬
‫ماذا عساها قد تفعل عندما تعرف بأن صديق له ُرتب له زواج يحلم به الماليين ورفضه بدون‬
‫أي سبب حتى ؟‬
‫علق جون قائالً‪ :‬شباب هذه األيام ليسوا كاألمس ‪ ,‬من الطبيعي أن تري شاب في أواخر‬
‫العشرينيات لم يتزوج ‪ ,‬النضج في هذا الجيل بطيء للغايه‪..‬‬
‫ميرا بتذمر وغنج‪ :‬أووه ال عمي ‪ ,‬هل تعني بأني لستُ ناضجه ؟‬
‫جون‪ :‬هههه لستُ كبيرا ً الى هذا الحد لتقولي عـ‪...‬‬
‫قاطعته جينا تقول لميرا‪ :‬من تتحدث بهذه الطريقة بالتأكيد لم تنضج بعد!!!‬
‫ميرا بإنزعاج‪ :‬لم يُحدثك أحد أيتُها العجوز الشمطاء!‬
‫تنهد آندرو فهاقد بدأتا هاتان اإلثنتان بالشجار كالعاده‪..‬‬
‫نظر الى هاتفه ُمجددا ً عندما سمع صوتا ً فإبتسم وهو يرى اإلشعاد قادما ً تحت إسمه "الغبي‬
‫جدا ً‪" ..‬‬
‫أوه لقد رد عليه ريكس إذا ً ؟‬
‫يبدو بأنه كان نائما ً باألمس ولم يرى اإلشعار سوى اليوم‪..‬‬
‫فتح رسالته التي كان مفادُها‪:‬‬
‫"سأترك لك األمر كما تريد ولكن ‪ ...‬إن كان مقلبا ً سخيفا ً منك تحت عذر *أُريد لك األفضل*‬
‫فسأجعلك تندم كثيرا ً"‬
‫إبتسم آندرو هامسا ً لنفسه‪ :‬كم أتمنى أن أفعلها حقيقةً ولكن أنا ال أُريد رؤيتك تنتقم مني‬
‫فإنتقامك قاسي للغايه هههههههه‪..‬‬
‫رد على رسالته بإيموجي مبتسم دون تعليق بعدها أغلق الهاتف وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬بقي أسبوع‬
‫ونصف ‪ ,‬علي أن أُحضّر من اآلن خطتان على األقل حتى أستعمل األُخرى لو تم إعتراض‬
‫األولى بشكل من األشكال‪..‬‬
‫قطع عليه تفكيره صوت جينا تقول‪ :‬كالعاده تحتاج لمن يقوم بتذكيرك‪..‬‬
‫نظر إليها بتعجب فقالت‪ :‬ألم يحن موعد ُمحاضرتك ؟‬
‫فز ُمتفاجئا ً وقام بسرعه بأخذ الكتاب المعني ودفتر التحضير وبقية األوراق المهمه وهو يكاد‬
‫ال يصدق كيف مرت نصف ساعة بهذه السرعه‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:30 pm‬‬

‫"كفي عن الثقة به ‪ ,‬أقصد المدعو بفرانس"‬


‫"من فرانس ؟ إدريان ال يملك صديقا ً بهذا اإلسم"‬

‫تنهدت بعمق هامسه‪ :‬لما ال ينفك تفكيري بهذه الجملتين ؟ بمن علي أن أُصدق ؟ بهما أم‬
‫بتصرفات فرانس الطيبة نحوي ؟ إدريان لم ينكر ‪ ,‬هو لم ينكر وأعطاني رقمه ! هو صديقه‬
‫من دون شك ‪ ,‬لو كانت فقط كاتالين من قالت جملة مريبه كاألمس لقُلتُ لنفسي بأنها ُمخطئه‬
‫فربما إلدريان صديق ال تعرف هي عنه شيئا ً ‪ ,‬ولكن أن يكون كالمها تأكيدا ً لكلمات ذلك الطفل‬
‫! هذا ُمريب‪..‬‬
‫كُفي عن الثقة به ؟‬
‫ماذا يقصد بهذا!‬
‫ليست غبيه حتى ال تستطيع التفريق بين من يستغلونها وبين العكس!‬
‫هو لم يستغلها قط بل هي من كانت تستغله دائما ً‪..‬‬
‫تتصل عليه كُلما شعرت بضيق ‪ ,‬تطلب منه الخروج كُلما أرادت الخروج ‪ ,‬تذهب الى الدكتور‬
‫برفقته‪..‬‬
‫أيا ً كان ما تقوله فهو لم يحاول معارضة آرائها لمره وتوجيهها لرأي آخر حتى تحذر منه‪..‬‬
‫إنه قطعا ً أطيب شخص قابلته بعد فقدانها لذاكرتها!!‬
‫هو حتى ال مصلحة له ليكذب مثل هذه الكذبة !! كذبة أنه صديق فرانس فال شيء يضمنه‬
‫بأنها لن تقول ألحد عنه!!‬
‫آليس بهمس‪ :‬هو بالتأكيد صديق إلدريان وكاتالين هذه ُمخطئه ‪ ,‬ولكن اآلن ما يُزعجني هو‬
‫كالم كين ! هل سمع عن فرانس شيئا ً حتى يطلب مني الحذر ؟ أو ربما ألنه صديق إلدريان قال‬
‫هذا بما أن بين العائلتين عالقات عداوة كما سمعت ؟‬
‫نعم ‪ ,‬التوقع األخير يبدو منطقيا ً أكثر!‬
‫وقفت من على األريكة عندما سمعت صوت جينيفر قادمه فإبتسمت حالما رأتها قائله‪ :‬مساء‬
‫الخير‪..‬‬
‫بادلتها جينيفر اإلبتسامة قائله‪ :‬من الجيد أنك ُمستيقضه فأنا أُريد التحدث إليك ‪ ,‬هل تناولتي‬
‫الغداء ؟‬
‫هزت آليس رأسها تقول‪ :‬ليس بعد‪..‬‬
‫دخل في هذا الوقت ريكس وبدا مستعجالً وهو يتجه الى الدرج فنظرت إليه جينيفر تقول‪ :‬مهالً‬
‫ريكس ‪ ,‬سنتناول طعام الغداء بعد قليل لذا إحرص على النزول ‪ ,‬ال تنم قبل ذلك‪..‬‬
‫توقف ريكس في منتصف الدرج ونظر إليها قائالً‪ :‬ال يُمكنني فلدي موعد ُمهم‪..‬‬
‫بعدها غادر فتنهدت جينيفر بعدها نظرت الى آليس وقالت‪ :‬سأُبدل ثيابي ولنتحدث على طاولة‬
‫الطعام حسنا ً ؟‬
‫بعدها نادت على الخادمه تطلب منها تجهيز الطعام بينما آليس تنظر إليها بدهشه عارمه‪..‬‬
‫ماذا ؟ ما هذا الذي حدث قبل لحضات ؟‬
‫تذكرت كالم إستيال قبل يومين‪..‬‬
‫ت بأن كُل واحد منهما يكره اآلخر"‬ ‫ت طريقة حوار ريكس وجينيفر لبعضهما لعرف ِ‬
‫"لو شاهد ِ‬
‫هذا ما قالته!‬
‫هذا ما قالته بالحرف الواحد!!‬
‫وعلى هذا األساس هي توقعت الكثير من التوقعات!!‬
‫ولكن ما حدث أمامها ُمختلف للغايه‪..‬‬
‫كانا يتحدثان بشكل طبيعي!!‬
‫ال يوجد حتى رسمية بنبرة كالمهما فلما تحدثت إستيال بكالم ُمعاكس!!‬
‫همست‪ :‬لما كذبت علي ؟ ولما أنا صدقتُها ؟‬
‫سحقا ً لها!‬ ‫شدت على أسنانها مكملة‪ُ :‬‬
‫شعرت بغضب عارم‪..‬‬
‫ليس كذبها عليها هو السبب فحسب ‪ ,‬بل هي غاضبة من نفسها التي صدقت هذه الكذبه!!‬
‫شعرت وكأنها تكره نفسها الحمقاء هذه التي تُصدق كُل شيء!‬
‫تذكرت كالم ذلك الشاب من باريس عندما نعتها بالدمية التي تُصدق أي شيء حتى لو لم تره‬
‫بعينيها!‬
‫للتو علمت كم هو ُمحق في كالمه!!‬
‫سحقــــا ً!!!!‬ ‫سحقا ً ُ‬
‫سحقا ً ُ‬
‫ُ‬
‫خالل دقائق كانتا تجلسان على طاولة الطعام فبادرت جينيفر الحديث قائله‪ :‬كيف هو الوضع‬
‫في المنزل ؟ أعتذر فطبيعة عملي تجعلني أُهمل االهتمام بك‪..‬‬
‫ت لم تُقصري في شيء وأنا حقا ً سعيده و ُمرتاحه‪..‬‬ ‫آليس بسرعه‪ :‬كال كال أن ِ‬
‫جينيفر‪ :‬حسنا ً لنتحدث بخصوص العمل ‪ ,‬كان من ال ُمفترض أن تستلمين قبل أيام لوال سفرة‬
‫باريس ال ُمفاجئه ‪ ,‬هل تُريدين أن تبدأي به من الغد ؟‬
‫دُهشت آليس من الموضوع الذي فتحته!‬
‫لقد ضنت بأنها ستتحدث عن خروجها من المنزل كما طلب زوجها منها!‬
‫صدمت حقا ً‪..‬‬ ‫لقد ُ‬
‫نظرت إليها لفتره بعدها ظهر اإلنكسار في عينيها وهي تهمس‪ :‬أعتذر إلزعاجي لك بهذا‬
‫الخصوص لكن ‪ ....‬أعتذر لم أعد أُريده‪..‬‬
‫ت ُمتلهفةً للعمل!‬ ‫تعجبت جينيفر وسألتها‪ :‬لماذا ؟ لقد كُن ِ‬
‫آليس‪ :‬أنا ‪ ....‬أُفكر بالخروج والبحث بنفسي عن عائلتي‪..‬‬
‫جينيفر بدهشه‪ :‬ماذا ؟!‬
‫ت أحد ! لم يعد بإمكاني‬ ‫آليس‪ :‬أعلم قرارا ً غبيا ً ولكن لقد تعبت ! إنتظرتهم كثيرا ً ولم يأ ِ‬
‫التصرف وكأن اإلنتظار ال يهم ‪ ,‬أنا أشتاق إليهم حتى لو لم أكن أعرفهم!‬
‫أكملت بهمس‪ :‬أشتاق ألُمي وألبي ‪ ...‬أُريد رؤيتهما ‪ ,‬لو كان لدي أخ أو أخت أرغب برؤيتهما‬
‫ت لم تُقصري‬ ‫أيضا ً ‪ ,‬أحتاج عائلتي ‪ ,‬بمحنة فقداني لذاكرتي أنا ال أحتاج سوى عائلتي ‪ ...‬أن ِ‬
‫بشيء ولكن ‪ ...‬العائله أمر ُمختلف‪..‬‬
‫ت بالتأكيد ال تعي‬ ‫جينيفر بهدوء‪ :‬هذا خطير ‪ ,‬كيف لفتاة شابه الخروج الى العالم وحدها ؟ أن ِ‬
‫خطر ما تقولينه ؟ فتاة بعمرك كُل ما ستحصل عليه هو اإلحتيال واإلستغالل والسرقه ! لن‬
‫يمكنك التصرف جيدا ً ‪ ,‬لن يمكنك اإلستمرار ‪ ,‬أنا ال يُمكنني دعم قرارك األناني هذا!!!‬
‫آليس بسرعه‪ :‬كال أنا يُمكنني التصرف و‪...‬‬
‫ت بالتأكيد تعلمين بأنه ال يُمكنك الصمود ولكن ال تُريدين‬ ‫قاطعتها جينيفر‪ :‬لن يُمكنك ! آليس إن ِ‬
‫اإلعتراف بهذا األمر!‬
‫لم تجد آليس ما تقوله فتنهدت جينيفر وقالت‪ :‬إصبري قليالً فلم يمر سوى أقل من شهر‬
‫ت ال يُمكنك أن تجوبي المدينة‬ ‫ونصف ! سيجدون معلوماتك بيوم ما وسيأتون الى المنزل ‪ ,‬أن ِ‬
‫كلها بحثا ً عن أشخاص ال تعرفين أي شيء عنهم ! ماذا لو كانوا خارج البالد ؟ أعتذر عن هذا‬
‫ت يتيمه ؟ فكري بعقالنية يا عزيزتي!‬ ‫ولكن ماذا لو كُن ِ‬
‫صمتت قليالً بعدها أكملت‪ :‬إسمعي ‪ ,‬إن كان السبب هو عدم راحتك في هذا المنزل فسأُدبر لك‬
‫شقة في مكان ما لو أردتي لكن مسألة الخروج والبحث هذه ال تفعليها رجاءا ً‪..‬‬
‫أشاحت آليس بنظرها بعيدا ً دون أن تقول شيئا ً‪..‬‬
‫لقد تعبت حقا ً من البقاء هنا والتعرض لألكاذيب والخداع عن طريق إستيال وغيرها‪..‬‬
‫تعبت حقا ً‪..‬‬
‫ق الى هنا بعد نشر‬ ‫تذكرت أمرا ً فنظرت الى جينيفر وقالت‪ :‬أعرف شخصا ً ما ‪ ,‬شاب أتى شابا ً‬
‫معلوماتي وأخبرني أنه جار سابق لي ‪ ,‬كُنتُ سأعرف الكثير لوال تدخل ريكس ووالده‬
‫وطردهما له من أمام المنزل ‪ ,‬طلبتُ منه الرجوع مجددا ً لذا أن رجع هل يُمكنني حينها ترك‬
‫المنزل والذهاب معه ؟‬
‫تنهدت جينيفر وقالت‪ :‬مادام أحد معارفك فال يُمكنني منعك ‪ ,‬يمكنك بالتأكيد‪..‬‬
‫إبتسمت آليس بعدها أكملت تناول طعامها بينما جينيفر بقيت صامته لفتره قبل أن تسأل‪ :‬هل‬
‫بال ُمصادفه كان إسم الشاب دانييل ؟‬
‫رفعت آليس لها رأسها بدهشه وقالت‪ :‬نعم !! كيف عرفتي ؟‬
‫دُهشت جينيفر للحضه بعدها أكملت تناول طعامها دون تعليق فزاد قلق آليس وسألتها‪ :‬ماذا‬
‫ُهناك ؟!! ماذا حدث ؟‬
‫أكملت بعدها بسرعه‪ :‬هل أتى الى ُهنا دون أن أعلم ؟!! هل أتى في فترة وجودي بباريس !!‬
‫هذا ما حصل صحيح ؟!!‬
‫تنهدت جينيفر قبل أن تقول‪ :‬لألسف ‪ ,‬يبدو بأن ريكس لم يقل الحقيقه فلقد قال بأنه شحاذ ‪,‬‬
‫سمعتُ من الحارس بأنه هدده بالشرطة إن عاود الظهور ُمجددا ً‪..‬‬
‫أكملت بعدها‪ :‬إنه ُمتسرع كالعاده ال يُحب الغرباء ‪ ,‬ربما دانييل هذا لم يشرح ما يُريده بوضوح‬
‫لذا حدث سوء الفهم هذا‪..‬‬
‫آليس بمنتهى الهدوء‪ :‬هو يعلم ‪ ,‬هو لم يفهم خطئا ً بل يعلم حقا ً ماذا يريد دانييل ! هو يعلم بأنه‬
‫الوحيد الذي يربطني بعائلتي‪..‬‬
‫نظرت إليها جينيفر بدهشه وهي غير ُمصدقه‪..‬‬
‫هل يعلم حقا ً!!‬
‫تعرف بأنه وقح للغايه ولكن لم تضنه قد يصل الى هذا الحد!‬
‫لما فعل ذلك!‬
‫توقفت عن التساؤل عندما شاهدت عينا آليس مغورتان بالدموع فهمست لها‪ :‬آليس ؟‬
‫عضت آليس على شفتيها ال ُمرتجفه هامسه‪ :‬الوقح ‪ ,‬أنا أكرهه!!‬
‫بعدها غادرت غرفة الطعام تاركة الباب خلفها مفتوحا ً وجينيفر تنظر إليها بدهشه‪..‬‬
‫عاودت النظر الى الطعام قائله‪ :‬إن كان يعرف فلما فعل ذلك ! لم أقل هذا لها ولكن هو لم‬
‫يهدده بالشرطة بل إستدعاها حقا ً لتأخذه بعيدا ُ عن المنزل ‪ ,‬لما قد يفعل شيئا ً وقحا ً الى هذا‬
‫الحد بها ! أنا مصدومه‪..‬‬

‫***‬

‫‪6:45 pm‬‬

‫نظر إدريان ببرود الى المقطع الذي إنتشر في وسائل التواصل االجتماعي بشك ٍل جنوني خالل‬
‫الساعات القليله الماضيه‪..‬‬
‫مقطعا ً من لقاء كاتالين مع إحدى المحطات اإلذاعيه الشهيره هذا الصباح حيث كانت إحدى‬
‫األسئله الموجهه إليها خاصة بإشاعات مواعدتها لل ُمغني الصاعد إدريان‪..‬‬
‫لم تظهر على وجهه أية ردود فعل وهو يسمع إجابتها النافيه وال ُمتعجبه من أمر هذه‬
‫اإلشاعات التي ال تبدو منطقية بتاتا ً‪..‬‬
‫همس بهدوء‪ :‬اإلشاعات لم تكن منتشرة الى الحد الذي يجعلك تنشرين تصريحا ً ! هل هذا‬
‫إنتقام لتركي لك باألمس ؟‬
‫رمى هاتفه على المقعد ال ُمجاور له بالسياره وأغمض عينيه ُمكمالً‪ :‬أُراهن أن هذا السؤال كان‬
‫من تدبير المؤسسة نفسها وهي أجابت بتلك الطريقة التي تجعلني أنا في وضع سيء‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما سمع صوت طرق على ُزجاج النافذه ففتح عينيه ونظر عن يساره فوجد‬
‫رسالة ُمثبتة ما بين الباب والزجاج‪..‬‬
‫من مظهرها عرف بإنها رسالة من إحدى ال ُمعجبين‪..‬‬
‫يا ترى ما ردود أفعالهم ؟ من بعد اللقاء هذا هو لم يدخل الى المواقع ليرى ردودهم‪..‬‬
‫أغلبهم سيبحثون عن إسمه ليعرفون من هذا الذي إنتشرت إشاعات بخصوصه‪..‬‬
‫أخذ هاتفه وفتح على إحدى الحسابات الرسميه الشهيره التي تنشر أخبار الفنانين ونزل تحت‬
‫مقطع لقاء كاتالين وبدأ ب ُمعاينة الردود‪..‬‬
‫"من يكون هذا اللقيط ؟"‬
‫"وجهه جديد ‪ ,‬أُراهن بأنه هو نشر اإلشاعات كي يشتهر على حساب محبوبتنا"‬
‫"من وجهه تستطيع أن تعرف بأنه محتال لعوب"‬
‫غن عادي جدا ً ال مميز فيه سوى وجهه"‬ ‫"أوه إدريان سمعت به ‪ُ ,‬م ٍ‬
‫"كياااه يبدو وسيما ً ‪ ,‬علي البحث عنه فربما أُصبح إحدى مشجعيه"‬
‫"حتى لو كانت اإلشاعه صحيحه فمن الواضح بأنه ال يحبها بل يحب مكانتها ويريد الوصول‬
‫لألعلى عن طريقها"‬
‫"لما ال تنزلوا لنا أخبارا ً عن عزيزنا بريك ؟؟؟؟؟"‬
‫تنهد وأغلق الهاتف هامساً‪ :‬كُنت أعرف ‪ ,‬لن أحصد من وراء هذا التصريح سوى المزيد من‬
‫الكره ‪ ..‬تعليق أو تعليقان في صفي ُمقابل آالف التعليقات ال ُمسيئه‪..‬‬
‫تذكر أمر الرساله ففتح الباب وأخذ الرساله وبدأ بفتحها ليجد بأنه بخط فتاة تقول فيها‪..‬‬
‫"هي ال تستحقك ‪ ,‬يُمكنك المضيء قِدما ً وسأُواصل تشجيعك حتى النهايه"‬
‫نظر الى الكلمات بهدوء بعدها همس‪ :‬أنا حقا ً أستحق ذلك‪..‬‬
‫رمى الرسالة في درج السياره بعدها حركها وإبتعد من أمام المؤسسه‪..‬‬

‫***‬

‫دخلت إليان الى المنزل الهادئ وتقدمت من الدرج‪..‬‬


‫توقفت بعدها إلتفتت وقررت الذهاب الى غرفة السينما الخاصة بها لتُشغل نفسها بأي شيء‪..‬‬
‫توقفت ُمجددا ً عندما إعترضت طريقها آليس‪..‬‬
‫لم تقل لها شيئا ً ‪ ,‬تشعر بضيق يجعلها ال تملك طاقةً للتشاجر مع أي أحد‪..‬‬
‫إلتفتت لتتفاداها فسألتها آليس‪ :‬هل ‪ ...‬تعلمين متى يكون ريكس متواجدا ً في المنزل ؟‬
‫شدت إليان على أسنانها وتفادتها وهي تهمس‪ :‬ال تسأليني عنه‪..‬‬
‫نظرت آليس إليها وقالت‪ :‬إذا ً هل تستطيعين أن تُعطيني رقم هاتفه ؟‬
‫تجاهلتها إليان ودخلت الى الغرفه فتبعتها آليس الى الداخل تقول‪ :‬لدي الكثير من الكالم الذي‬
‫أُريد قوله له ‪ ,‬رجاءا ً‪..‬‬
‫جلست إليان أمام األقراص المرتبة تحت التلفاز وبدأت بالبحث عن شيء مناسب للتفرج‬
‫ت تكرهيه صحيح ؟ إذا ً هل يمكنك أن تُخبريني ما أكثر‬ ‫فتقدمت منها آليس وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬أن ِ‬
‫شيء يكرهه ويُزعجه ؟‬
‫شدت على أسنانها وأكملت‪ :‬فال شيء قد يُهدئ غضبي سوى اإلنتقام منه‪..‬‬
‫توقفت إليان عن البحث وإلتفتت تنظر الى األعلى حيث تقف آليس خلفها ُمباشرةً‪..‬‬
‫نظرت إليها لفتره قبل أن تقول‪ :‬ولما تُريدين اإلنتقام منه ؟ ألجل حادثة صدمك ؟‬
‫هزت آليس رأسها تقول‪ :‬كال بل ألنه قطع الرابط الوحيد الذي يوصلني بعائلتي‪..‬‬
‫ي‪..‬‬
‫إبتسمت إليان بسخريه تقول‪ :‬تستحقين ‪ ,‬هذا ألنك كذبتي عل ّ‬
‫آليس بإنزعاج‪ :‬هذا ليس وقت الشماته!!‬
‫عاودت إليان تنظر الى األقراص وهي تقول‪ :‬إنسي األمر ‪ ,‬إنه من النوع الذي يرد الصاع‬
‫صاعين ‪ ,‬توقفي عند هذا الحد قبل أن تندمي بال ُمستقبل‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ال أُريد‪..‬‬
‫إليان وهي تُخرج قرص أحد األفالم‪ :‬مارسي عنادك الطفولي بعيد عني‪..‬‬
‫جلست آليس بجوارها تقول‪ :‬ه ّيا إليان أرجوك ‪ ,‬أخبريني بأي شيء ‪ ,‬نقطة ضعف ‪ ,‬معلومة‬
‫سريه ‪ ,‬حقيقة تُزعجه ‪ ,‬أي شيء‪..‬‬
‫ت‬
‫توقفت إليان عن قراءة ال ُملخص خلف القرص ونظرت الى آليس تقول‪ :‬منذ متى وأن ِ‬
‫تتصرفين وكأننا على ِوفاق ؟‬
‫ً‬
‫إبتسمت آليس بغباء تقول‪ :‬هيّا دعينا ننسى الماضي ولنبدأ صفحة جديده‪..‬‬
‫إليان بإستياء‪ :‬يالها من إبتسامة ُمقززه!‬
‫آليس‪ :‬إليان نحن فتيات لذا نفهم بعضنا البعض ‪ ,‬عندما يُهينك رجل ويستفزك ُرغما ً عنك‬
‫ستستشيط هرموناتك األنثويه وستسعي الى اإلنتقام ‪ ,‬البد من أنك قد مررتي بموقف ُمشابه ‪,‬‬
‫ت من سيتفهمني أكثر من الرجال الذين سينظرون لألمر وكأنه تصرفات أطفال وأننا نُعطي‬ ‫أن ِ‬
‫األمر أكبر من حجمه‪..‬‬
‫ظهر وجه ريو المستفز في رأسها وهي تسمع لكلمات آليس هذه‪..‬‬
‫شدت بعدها على أسنانها هامسه‪ :‬الرجال مخلوقات قذره!‬
‫آليس‪ :‬أُوافقك الرأي تماما ً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها للحضه عندما إستوعبت ونظرت الى إليان وهي تقول في نفسها‪" :‬الحدة في‬
‫نبرتها ‪ ...‬يبدو بأنها واجهت موقفا ً ُمشابها ً وهذا الموقف قريب فهي لن تتحدث بهذا الحقد‬
‫على موقف قديم من الماضي" !‬
‫ت لم تنتقمي صحيح ؟‬ ‫تنهدت وقالت‪ :‬أن ِ‬
‫نظرت إليها إليان وهي ال تفهم ما تقصد فوضّحت آليس مقصدها قائله‪ :‬وغد ما قد أهانك أو‬
‫ت لم تنتقمي منه صحيح ؟ فلو إنتقمتي لما بقيتي تحملين هذا الحقد بداخلك ‪,‬‬ ‫أزعجك وأن ِ‬
‫وصدقيني لو لم تنتقمي ستبقين تحملينه الى األبد!‬
‫بقيت إليان تنظر إليها لفتره قبل أن تعقد حاجبها قائله‪ :‬لم يجرؤ أحد على مضايقتي حتى أنتقم‬
‫!‬
‫آليس‪ :‬بل حدث‪..‬‬
‫إنزعجت إليان فمدت آليس أصبعها ونكزتها في صدرها ُمكمله‪ :‬ولو حاولتي ال ُمكابره فستبقين‬
‫تتألمين ُهنا في الداخل‪..‬‬
‫صفعت إليان يدها بعيدا ً عنها تقول‪ :‬كفي عن التحاذق !! لقد قُلتُ لم يحدث شيء!‬
‫تنهدت آليس وقالت‪ :‬كما تشائين ‪ ,‬ماذا بشأن ريكس ؟‬
‫إليان بإنزعاج مضاعف‪ :‬إذهبا الى الجحيم معا ً!!‬
‫ت غاضبه‪..‬‬‫آليس‪ :‬هههههههههه أن ِ‬
‫زاد إنزعاج إليان وطردتها خارجا ً ُمغلقةً الباب خلفها بقوه‪..‬‬
‫تنهدت آليس بأسف قائله‪ :‬لم أستفد منها شيئا ً ‪ ,‬لقد كان األمر يمشي بسالسه لكني أفسدتُ كُل‬
‫شيء في النهايه‪..‬‬
‫نظرت الى الباب قليالً بعدها رفعت صوتها قائله‪ :‬إليان نحنُ صديقتان حسنا ً ؟ لو أردتي أي‬
‫شيء فسأكون ُمستعده ‪ ,‬أقصد لو أردتي اإلنتقام من ذلك الرجل أيا ً كان ‪..‬بال ُمقابل ساعديني‬
‫باإلنتقام من ريكس وبهذا نكون متعادلتان‪..‬‬
‫تنهدت ُمجددا ً وبعدها غادرت تفكر بطريقة أُخرى فيبدو بأن إليان لن تُساعدها‪..‬‬
‫ليس اآلن على األقل‪..‬‬

‫***‬

‫‪15 juonyour‬‬
‫‪6:50 am‬‬

‫في وقت ُمبكر من الصباح‪..‬‬


‫كانت فلور وأخاها كين وحدهما من يتناوالن طعام اإلفطار برفقة عمهما الذي هو أيضا ً يذهب‬
‫عمله لهذا اليوم ُمبكرا ً‪..‬‬
‫تذمرت فلور هامسه‪ :‬أُريد التغيب ‪ ,‬أكره الرياضيات ‪ ,‬أُريد الموت قبل رؤية ورقة اإلمتحان‪..‬‬
‫أليكسندر‪ :‬فلور‪..‬‬
‫جفُلت وقالت بسرعه‪ :‬ال أُريد التغيب!!‪..‬‬
‫عقد حاجبه بعدها تجاهل ردها الغريب هذا وقال‪ :‬هل صحيح حادثك روبرت ؟‬
‫تنهدت براحه بعدها قالت‪ :‬أجل‪..‬‬
‫أليكسندر‪ :‬هل حدد موعدا ً لحظوره ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬كال ‪ ,‬قال بأنه سيأتي قريبا ً لكن لم يُحدد موعدا ً‪..‬‬
‫ظهرت بعض الحدة في عيني أليكسندر فخافت ولم تدري ما تفعل فهي متأكده بأنها لم تقل‬
‫شيئا ً خاطئا ً‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها تنشغل بتناول الطعام فسألها‪ :‬سمعتُ بأنك لم تذهبي إلختيار فُستان ُمناسب‬
‫للحفلة التي ستُقام بعد أُسبوع ؟‬
‫سحقا ً كيف سمع هذا ؟"!!!‬ ‫إرتجفت خوفا ً تقول في نفسها‪ُ " :‬‬
‫نظرت إليه بتوتر تقول‪ :‬ههه أنا لدي فُستان ُمناسب بالفعل لذا‪...‬‬
‫ت ستأخذين فُستانا ً قديما ً‬ ‫قاطعها بحده‪ :‬لو كان المعني بهذه الحفلة هو أخاك روبرت فهل كُن ِ‬
‫ألجل مثل هذه ال ُمناسبه المهمه ؟‬
‫فلور بسرعه وبدفاع‪ :‬هو ليس قديما ً بل باهض الثمن وجديد و‪.....‬‬
‫قاطعها‪ :‬ال أُريد أعذارا ً!‬
‫هزت رأسها هامسه‪ :‬حاضر ‪ ,‬سأشتري واحدا ً جديدا ً ‪ ..‬أعتذر يا عمي‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنها وتناول طعامه بهدوء فز ّمت على شفتيها هامسه بداخلها‪" :‬إنه ريكس‬
‫ي أن أفعل الكثير ألجله ؟ هو ال يستحق"!‬ ‫الحقير فلما عل ّ‬
‫وقف أليكسندر وغادر غرفة الطعام فتنفست فلور براحه بعدها إلتفتت الى أخاها قائله‪ :‬هيه‬
‫كين ‪ ,‬أُريدك أن تُساعدني‪..‬‬
‫كين بملل‪ :‬ماذا ؟‬
‫فلور‪ :‬البد من أنك رأيت مقطع اللقاء الذي إنتشر يخص إدريان مع تلك ال ُمغنيه ‪ ,‬أنا أُريد‬
‫سخرية منه ولكنه دائما ً ما يتفوق علي ‪ ,‬رافقني وقف بصفي أرجوك‪..‬‬ ‫ال ُ‬
‫كين‪ :‬إن لم تكوني ندا ً له فأتركيه‪..‬‬
‫فلور‪ :‬ال تكن لئيما ً!‬
‫وقف كين وأخذ حقيبته التي علقها على الكُرسي قائالً‪ :‬أُطلبي من إستيال‪..‬‬
‫أمالت فلور شفتيها تقول‪ :‬ال يُمكنني ‪ ,‬هي في الفترة األخيره أصبحت تغضب مني كثيرا ً لذا ال‬
‫يُمكنني إفتعال شجارا ً أمامها‪..‬‬
‫صدمت عندما شاهدته يمر من جانبها متجها ً الى الباب فقالت‪ :‬هيييه أنا أتحدث إليك!!!!‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫لوح بيده مودعا ً وغادر فنفخت وجنتيها بغضب قائله لنفسها‪ :‬إني أختك الكبيرة إن كُنتَ ال‬
‫تعلم!!‬
‫تنهدت بملل بعدها جلست تُكمل تناول طعامها في حين إتجه كين الى باب الخروج لوال أن‬
‫دخول زوجة عمه أوقفه‪..‬‬
‫إبتسم وهو يراها تتحدث عبر هاتفها تُخبرهم بأنها ستأتي في الوقت ال ُمحدد قريبا ً‪..‬‬
‫أقفلت هاتفها بعدها توقفت عندما رأته يقف أمامها فتنهدت وقالت‪ :‬ألم تذهب الى المدرسة بعد‬
‫؟‬
‫إبتسم يقول‪ :‬عمتي الفاتنه لدي خبر حصري أُريد إخبارك به‪..‬‬
‫عقدت حاجبها بشيء من الفضول الممزوج بالريبه فهذا الطفل دائما ً ال يُبشر بالخير‪..‬‬
‫إبتسم يقول بهدوء‪ :‬عمي يُفكر بترك العمل خالل عام‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بدهشه قبل أن تتمالك صدمتها تقول‪ :‬غريب ‪ ,‬لما يفعل هذا ؟ هو ليس كبيرا ً‬
‫بالسن كي‪....‬‬
‫قاطعها‪ :‬ههههه عمتي العزيزه ‪ ,‬ال داعي ألن تُظهري ردة الفعل هذه ‪ ,‬أنا بالفعل أعلم‪..‬‬
‫بعدها تجاوزها وخرج خارجا ً وهي تقف بمكانها بهدوء تام‪..‬‬
‫إلتفتت تنظر الى الباب حيث خرج وقالت بهمس‪ :‬هذا الطفل ‪ ....‬حد المعلومات الذي وصل‬
‫إليه أصبح خطيرا ً‪..‬‬
‫ضقت عيناها بنظر ٍة غريبه تقول بمنتهى الهدوء‪ :‬يجب أن يتوقف‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:44 am‬‬

‫الكُل ذهب‪..‬‬
‫إليان غادرت قبل نصف ساعه الى كليتها بينما إدريان غادر ُمبكرا ً هو ووالدته‪..‬‬
‫ريكس لم ينم بالمنزل ‪ ,‬واآلن كالعاده المكان هادئ‪..‬‬
‫سرحت شعرها جيدا ً تقول‪ :‬على أية حال وضع إدريان هذه األيام ال يُعجبني ‪ ,‬أصبح جامدا ً‬‫ّ‬
‫قليل المزاح والكالم ‪ ,‬ما السبب ؟‬
‫إبتسمت تنظر الى وجهها هامسه‪ :‬أنا حقا ً جميله‪..‬‬
‫نظرت الى منابت شعرها األشقر ‪ ,‬لقد تجاوز طوله اآلن العشر سانتي لذا شكله لم يعد ُمزعجا ً‬
‫للنظر ولم تعد تضطر أن تضع الصبغة المؤقته‪..‬‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬لكن لما صبغته بينما اللون القديم كان رائعا ً ؟‬
‫شدت على أسنانها وأكملت‪ :‬كُنت سأجد اإلجابة عند دانييل لكن ذلك الوغد!!!!!‪....‬‬
‫خرجت من الغرفه بعدها إتجهت الى تلك المنطقة المحظوره‪..‬‬
‫المنطقة التي ُوبخت قبل فترة إلقترابها منها‪..‬‬
‫المنطقة التي قبل يومين سمعت صوتا ً منها‪..‬‬
‫لقد إنتظرت مثل هذه الفرصة السانحه حيث ال أحد أبدا ً في المنزل حتى ال ُمربية المزعجه‪..‬‬
‫ال يوجد سوى خادمتين فحسب وهما بالفعل مشغولتان باألسفل‪..‬‬
‫تقدمت من الباب وأمسكت مقبضه بهدوء وتردد ثم أدارته‪..‬‬
‫إبتسمت عندما فُتح الباب وهمست‪ :‬جيد هو ليس ُمحكم اإلغالق‪..‬‬
‫دخلت الى هذه الصالة الصغيره وهي تُغلق الباب خلفها بهدوء دون أن تُصدر أي صوت‪..‬‬
‫نقلت نظرها في المكان ثم توقفت عينيها على باب الغرفه‪..‬‬
‫هناك شخص ما ‪ ,‬البد من أن تلك الشهقة صدرت من بشري وليس شبحا ً‪..‬‬
‫البد من أن أحدهم موجود هنا وعليها أن تعرف لما!!‬
‫أجل ‪ ....‬هي كسرت كُل وعودها لنفسها بعدم التدخل‪..‬‬
‫لم تعد تحتمل أن تتعرض للكذب والخداع أو اإلهانه ‪ ,‬مرة من إستيال ومرة من الوغد ووالده‬
‫المزعجان ومرة من‪......‬‬
‫شعرت بالضيق وهي تتذكر أمر فرانس الذي ال يزال يؤرقها‪..‬‬
‫حتى لو لوجدت له األعذار ما زال قلبها يؤلمها‪..‬‬
‫ال خيار سوى أن تواجه فرانس نفسه ولكنها تخشى اإلجابه‪..‬‬
‫تخشى أن يكون كالم كين صحيح وأنه شخص سيء!‬
‫هو لطيف ‪ ,‬هو الشخص الذي ساعدها كثيرا ً دون أي ُمقابل!‪..‬‬
‫هزت رأسها وتجاهلت التفكير بهذا األمر فهذا ليس بوقته‪..‬‬
‫تقدمت بهدوء من الغرفه وهي تريد إكتشاف ما الذي يقبع فيها‪..‬‬
‫تُريد أن تعرف سرا ً واحدا ً على األقل لهذه العائله ‪ ,‬تُريد أن تشعر بشيء من القوه فالمعرفة‬
‫دائما ً تكون أقوى سالح‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بصدمة عارمه وهي تسمع خطوات شخص من الخارج قادم!!‬
‫ماذا ؟!! من ؟!!!‬
‫لقد ذهب الجميع حتى المربيةوالخدم مشغولون فمن أتى بمثل هذا الوقت المحرج ؟!!!!‬
‫نظرت حولها بسرعه بحثا ً عن مكان ُمناسب حتى إختبأت خلف إحدى األرائك فال مكان آخر‬
‫يُمكنها اإلختباء فيه!‬
‫فُتح الباب فتقدمت قليالً زاحفه تُحاول أن تعرف من دخل فدُهشت عندما شاهدت بأنه ريكس!‬
‫ضاقت عيناها بكره شديد وودت لو تقوم اآلن وتُشاجره فهي تنتظر ُمقابلته منذ األمس ولكن‬
‫الوقت اآلن ليس ُمناسبا ً بالمره!‬
‫راقبته وهو يتقدم من تلك الغرفه ويفتحها بهدوء وبعدها يرمي الباب خلفه بُغية إقفاله ولكنه‬
‫لم يُقفل جيدا ً وبقيت ُهناك فُتحة فيه‪..‬‬
‫وقفت وتقدمت بهدوء شديد من الباب ثُم حشرت نظرها في هذه الفتحه ُمحاولة التلصص على‬
‫ما بالداخل‪..‬‬
‫المكان كان ُمظلما ً بعض الشيء ‪ ,‬تستطيع أن تلمح سريرا ً كبيرا ً وبجانبه نافذة ُمغلقةً بالستائر‬
‫الثقيله‪..‬‬
‫شاهدت ريكس يجلس على طرف السرير ويُحادث أحدهم‪..‬‬
‫إبتسمت تهمس بداخلها‪" :‬لقد كان بشريا ً بالفعل‪!!" ..‬‬
‫إختفت إبتسامتها تدريجيا ً تقول بهدوء‪" :‬لكن لما وكيف هذا ؟ إن كان بشريا ً فلما لم أُشاهده‬
‫من قبل ؟ لما هو هنا وكأنه محبوس ؟ هل من ال ُممكن أنه جد األُسره وهو مريض وطريح‬
‫الفراش ؟‪" ..‬‬
‫تذكرت تلك الشهقه التي حتما ً لن تنتمي لكبير في السن بل لطفل صغير‪..‬‬
‫قررت التوقف عن التفكير و ُمحاولة سماع ما يقوله ريكس ولكن صوته كان ُمخفضا ً للغايه فلم‬
‫تستطع أن تلتقط أي شيء ُمفيد‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما وقف ريكس وإتجه الى زاوية الغرفه يأخذ منها شيئا ً ما‪..‬‬
‫توقفت خاليا جسدها دُفعةً واحده عندما إلتفت ريكس بشكل ُمفاجئ ينظر الى الباب‪..‬‬
‫إبتعدت فورا ً وعاودت اإلختباء خلف األريكة وهي تدعي بأن ال يكون قد الحظها!‬
‫خابت أمانيها عندما فتح الباب ونظر في أنحاء هذه الصالة الصغيره‪..‬‬
‫تحدث بهدوء تام يقول‪ :‬ما الذي تُريدين الوصول إليه بالضبط ؟‬
‫عضت على شفتيها ولم تعد تدري ماذا تفعل ‪ ,‬هل تستمر باإلختباء لعله يضن بأنه كان يتخيل‬
‫؟‬
‫لكن ماذا لو كشفها هو بنفسه في هذه الوضعيه ال ُمثيره للشفقه ؟!!‬
‫واااه هذا ُمحرج!‬
‫تنهدت ووقفت فنظر إليها بعينين حادتين واضح الغضب فيهما‪..‬‬
‫سحقا ً ! هي تعلم بأنها ُمخطئة تماما ً‪..‬‬
‫ُ‬
‫هذه ليست المرة األولى التي يكشفها فيها تتلصص عليه!!‬
‫هذا ُمحرج ‪ُ ,‬محرج الى حد كبيير!‬
‫تحدثت ك ُمحاولة لتغيير الموقف وقالت‪ :‬ماذا ؟ أخيرا ً ظهرت ! لقد إنتظرتُ طوال يوم أمس‬
‫ولكنك لم تعد الى المنزل‪..‬‬
‫تقدم منها فشعرت بخوف ولكنها حاولت أن تظهر بمظهر الحازمه حتى أمسكها من ذراعها‬
‫ت تتصرفين تصرفات تجعلني أرغب بالتخلص منك ! ألم تعلمي بأن‬ ‫بقوه قائالً بتهديد‪ :‬أن ِ‬
‫الفضول يقتل القط!!‬
‫نظرت إليه للحضه بعدها إبتسمت تقول‪ :‬أووه أعلم كما أعلم بأن للقط سبعة أرواح لذا ال يُمكن‬
‫التخلص منه بسهوله‪..‬‬
‫ضاقت عيناه قائالً‪ :‬اليوم هو يومك األخير ‪ ,‬إن لم تُغادري المنزل بإرادتك فسأحرص على أن‬
‫تُغادريه جرا ً كالكلب‪..‬‬
‫صب‬‫أغضبها كالمه فردت تقول‪ :‬حاول وحينها وجهتي ستكون لإلعالم وسأقول كالما ً لن ي ُ‬
‫بصالحك ألجعل العالم كُله يُعاملك أنت كالكالب!‬
‫بعدها أكملت بإنفعال‪ :‬أجل تلصصت عليك وماذا في ذلك !! الفضول لم يكن يوما ً جريمة كقطع‬
‫حياة إنسان !!! كيف تجرؤ على طرد دانييل الوحيد في العالم الذي يعرف كُل شيء عني ؟!!‬
‫كيف تجرؤ على قطع الخيط الوحيد الذي يقودني الى حقيقتي !! هذه حقاره ! بل دنائه ! لم‬
‫أُشاهد في حياتي تصرفا ً خسيسا ً الى هذا الحد!!‬
‫شدت على أسنانها وسحبت يدها بقوه ودفعته عنها تقول‪ :‬لن أغفر لك !! تأكد بأني سأحرص‬
‫على اإلنتقام !! سأحرص على ذلك لذا إنتظرني فحسب‪..‬‬
‫أشارت الى األسفل وأكملت‪ :‬وبالنسبة لهذا المنزل ‪ ....‬عندما يكون لك تفضل وأُطردني حسنا‬
‫؟‬
‫صوت غريب رد عليها بحده يقول‪ :‬ستخرجين ُرغما ً عنك!!‬
‫عقدت حاجبها ونظرت خلف ريكس حيث باب الغرفه فإتسعت عيناها تدريجيا ً وهي تنظر الى‬
‫طفل أشقر تجاوز العاشرة من عُمره ويجلس على ‪ ....‬كُرسي ُمتحرك!‬
‫ال ‪ ...‬قد يكون هذا صادما ً ولكن ‪ .....‬وجهه ال ُمشوه كان أكثرها صدمةً!‬
‫حروق طويله منتشرة بكامل نصف وجهه األيسر ويضع ضمادة على عينه اليسرى بينما‬
‫ير ُمقها بعينه اليمنى بنظرات غاضبة وشرسه‪..‬‬
‫مشاعرها في هذه اللحضة تغيرت من الغضب الى الذهول و ‪ ....‬الشفقه على حاله‪..‬‬
‫رمقه ريكس بنظر ٍة حاده يقول‪ :‬أُدخل!‪..‬‬
‫تحولت فورا ً نظرته الغاضبة الى تفاجؤ صحبها حزن وهو يلتفت بكرسيه ويُعاود الدخول ُمغلقا ً‬
‫الباب خلفه‪..‬‬
‫شد ريكس على أسنانه والموقف كُله لم يعجبه فلم يتوقع أن‪....‬‬
‫دُهش عندما أحس بقبضتها ال ُمرتجفه تتشبث بقميصه فإلتفت ينظر إليها ليجد عيناها‬
‫جاحضتان تنظران الى الفراغ برعب شديد‪..‬‬
‫عقد حاجبه فبدأت تدريجيا ً تسقط أرضا ً جالسةً وال تزال عيناها تنظر الى مكان ُمحدد في‬
‫الفراغ وجسدها يزداد إرتجافا ً‪..‬‬
‫ت متقطع‪ :‬آريســ ـتا ‪ ....‬لسـ ـتُ أنا ‪ ....‬جاكي صدقني‪..‬‬ ‫همست من بين شفتيها بصو ٍ‬
‫تراجع ريكس خطوة الى الخلف يُراقبها بهدوء حتى صرخت فجأه تُغطي أُذنيها قائله بصراخ‬
‫وعينيها تمتلئان بالدموع‪ :‬ال شأن لي ‪ ....‬لما فعلت هذا بي !! لما يا والدي ‪ ...‬أنا ال أعرف‬
‫شيئا ً ‪ ....‬لستُ أنا!!!‬
‫بعدها سقطت على جانبها األيمن فاقدة للوعي فالمنظر الذي شاهدته ب ُمخيلتها كان أبشع من‬
‫مقدرتها على تحمله!‬

‫‪-Part End-‬‬

‫‪Part 20‬‬

‫"األموات هم الوحيدون الذين ال يؤذون أحدا ً ُمطلقا ً"‬


‫صداع يُمزق رأسها‪..‬‬ ‫فتحت عينيها وهي تشعر بألم ال ُ‬
‫وضعت يديها تضغط عليه بقوه لعله يخف قبل أن تدور عينيها في المكان ثُم تجلس ُمتفاجئه‬
‫وهي ترى نفسها تنام في وسط الممر ال ُمظلم‪..‬‬
‫تذكرت ما حدث من دخولها الى تلك الغرفة وإمساك ريكس لها ثُم غيابها عن الوعي‪..‬‬
‫نظرت خلفها حيث الغرفة توجد بعيدا ً في نهاية الممر فشدت على أسنانها قائله‪ :‬ذلك الغير لبق‬
‫!!! أقام برمي فتاةً بالممر !! أهو رجل حقا ً ؟!‬
‫عقدت حاجبها قليالً ثُم همست‪ :‬لحضه ‪ ,‬أغبتُ عن الوعي حقا ً ؟ لكن كيف ؟‬
‫حاولت تذكر ما حدث‪..‬‬
‫تذكرت خروج ذلك الطفل من الغرفة ومهاجمته إياها بالكالم ثُم‪...‬‬
‫ثُم ماذا ؟‬
‫ال تتذكر!‬
‫لكنها بالتأكيد تشعر بفقدان الوقت وهذا يعني بأنها فقدت وعيها لكن ما الذي جعلها تفقد‬
‫وعيها‪..‬‬
‫دُهشت وهي تقول‪ :‬هل قام بضربي خلف رأسي ليتخلص مني ؟!!! هذا أكيد !! البد من أن هذا‬
‫ما حدث ولهذا أنا ال أتذكر شيئا ً‪..‬‬
‫شدت على أسنانها قائله‪ :‬ذلك الوغد!‬
‫نظرت الى جهة الغرفة لفتره ‪ ,‬ودت لو تذهب اآلن وتنتقم ولكن مظهرها سيبدو غبيا ً للغايه‪..‬‬
‫يكفي بأنها منذ البدايه ضُبطت في وضع ال يُسمح لها أن تكون فيه‪..‬‬
‫"تنتقم منه" ؟‬
‫إبتسمت بسخريه قائله‪ :‬أنتقم أنتقم ! كُفي عن التفوه بكلمة لم تُنفذيها حتى اآلن !!! حتى‬
‫عندما جلست عنده قبل األمس لكي أنتقم إنتهى بي المطاف بالحديث وكأنه صديق وبعدها‬
‫حاولتُ بشكل ُمثير للشفقه عقد إتفاق لن يتم ‪ ..‬أجل لن يتم بما أنه منذ البدايه قام بطرده‬
‫سحقا ً له!‬‫عندما أتى للمنزل من أجلي وأنا بباريس ‪ُ ,‬‬
‫إختفى الحقد من ناظريها وهي تنظر الى الغرفه وهمست‪ :‬ولكن ‪ ...‬من يكون ذلك الطفل ؟‬
‫مكان ما!‬
‫ٍ‬ ‫أشعر بأني قد رأيتُه في‬
‫شعرت بالحزن وهي تتذكر التشوه في وجهه وهو جالس على ذلك الكُرسي ال ُمتحرك‪..‬‬
‫تشوشت الصورة في رأسها ما بين وجهه ووجه فتاة مشوه ُمغطى بالدماء‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بدهشه قبل أن تختفي تلك الصورة من دماغها تماما ً‪..‬‬
‫خلخلت أصابعها بين خصالت شعرها تُمسك برأسها هامسه بصدمه‪ :‬ماذا ؟ ماذا كان هذا ؟ ما‬
‫ذلك المنظر وما نوعه ؟‬
‫حاولت جاهده ُمعاودة تذكر تلك الصورة التي ظهرت في رأسها قبل لحضات ولكن ال فائده‪..‬‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬أحتاج لرؤية الطبيب‪..‬‬
‫تذكرت أمر فرانس فهو وحده من يأخذها للطبيب دائما ً‪..‬‬
‫بقيت تنظر الى الفراغ لفتره قبل أن تقف وتتجه الى غرفتها آخذةً هاتفها النقال‪..‬‬
‫جلست على السرير وهي تتصل بفرانس‪..‬‬
‫لن تدع ُهناك مجال للشكوك أو التساؤالت‪..‬‬
‫ستسأله بنفسها‪..‬‬
‫رد عليها فإبتسمت تقول‪ :‬مرحبا ً فرانس ‪ ,‬أخبارك ؟‬
‫أجابها‪ :‬بخير ‪ ,‬ماذا عنك ؟‬
‫آليس‪ :‬على أحسن ما يُرام ‪ ,‬حسنا ً هل أنت ُمتفرغ هذا اليوم ؟‬
‫فرانس‪ :‬تقريبا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬إذا ً أُريدك أن تأخذني الى الطبيب ‪ ..‬لدي بعض األسئلة له‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬حسنا ً ال بأس‪..‬‬
‫تحدثت بشيء من الجديه‪ :‬وأسئلة لك أيضا ً‪..‬‬
‫عقد حاجبه لوهله قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬سأنظر الى وضعي وسأتي لك في الوقت الذي أكون‬
‫ُمتفرغا ً فيه‪..‬‬
‫ظر‬‫آليس‪ :‬ال بأس ‪ ,‬أنا ُمتفرغة طوال الوقت فمتى ما قررت الموعد أرسل لي رسالة كي أُح ّ‬
‫نفسي‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬ال بأس‪..‬‬
‫أغلقت الهاتف فأغلق الهاتف بدوره وهو ينظر الى الشاشة لفتره قبل أن يهمس‪ :‬نبرة صوتها‬
‫تلك ‪ .....‬غير ُمبشره‪..‬‬
‫ضاقت عيناه ُمكمالً‪ :‬هل أعتذر عن الحظور إذا ً ؟‬

‫***‬

‫‪3:25 pm‬‬

‫بإحدى المنازل الضخمه التي تمتاز بمساحاتها الواسعه بعدة أقسام في وسط حديقة خضراء‬
‫مليئه برجال يرتدون المالبس الرسميه وكأنه مقر لمنظمة ضخمه‪..‬‬
‫وهو كذلك‪..‬‬
‫كارمن هو إسم مالكة هذا المكان‪..‬‬
‫امرأة في الثامن والثالثين من عُمرها ‪ ,‬إحدى الركائز الثالث األساسيه بهذه المنظمة وهي‬
‫المسؤولة عن األعمال في مدينة ستراسبورغ‪..‬‬
‫طرق الباب هذا الشاب الذي ما زال في بداية الثالثين من عمره وعندما سمع صوت يسمح له‬
‫بالدخول فتح الباب ودخل على سيدته كارمن التي للتو عادت من الخارج وكُل ما تُريده هو‬
‫كأسا ً من الشراب لتهدئة ُ‬
‫صداعها‪..‬‬
‫كانت ذات شعر قصير يُالمس كتفيها أسود اللون كعينيها تماما ً وتمتاز بشامة صغيره على‬
‫الجانب األيسر من شفتيها الملونتان باللون األحمر قاني‪..‬‬
‫نظرت إليه قبل أن تقول‪ :‬ماذا ُهناك يا ماثيو ؟‬
‫ماثيو‪ :‬سيدتي عُذرا ً على اإلزعاج ‪ ,‬منذ البارحه كُنتُ أنتظر حضورك ألُحدثك بشأن خطوط‬
‫التوزيع التي وعدنا ريكس باإلهتمام ألمرها‪..‬‬
‫مدت يديها تقول‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ,‬هاتها‪..‬‬
‫توتر وقال‪ :‬لـ ليست معي ‪ ,‬رفض أن يُسلمني إياها‪..‬‬
‫عقدت حاجبها بشيء من اإلستنكار وأنزلت يديها تقول‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫ت له شخصيا ً يا‬‫ماثيو‪ :‬ذلك الوقح تجاوز حدوده بالفعل ‪ ,‬يقول لن أُسلمها إال عندما تأتين أن ِ‬
‫سيدتي ‪ ,‬رفض أي قرار آخر ‪ ,‬حاولتُ إخباره بمدى وقاحته ولكن ال فائده‪..‬‬
‫ضاقت عيناها بشيء من الحدة والغضب فقال بسرعه‪ :‬ذلك الشخص إما وقح أو ُمريب بالكامل‬
‫‪ ,‬في ِكال الحالتين ليس علينا اإلحتفاظ بأمثاله ‪ ,‬من يجرؤ على أن يطلب منك سيدتي الحظور‬
‫إليه ! إنه ُمجرد عضو تافه عادي ال أهمية له بتاتا ً فكيف يجرؤ على هذا الطلب الوقح !! لقد‬
‫صدمني ولم أكن أُريد إزعاجك بأمره وأتكفل بالتخلص منه ولكن إحترمتُ أوامرك التي تنص‬
‫على عدم التصرف بشكل شخصي دون الرجوع إليك ولهذا أنا أتيت وأخبرتُك ‪ ,‬أرجوك سيدتي‬
‫إسمحي لي بالتخلص منه‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفترة ليست بالقصيره قبل أن تقول بهدوء‪ :‬أحظره لي هذه الليله‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬أوامرك سيدتي‪..‬‬
‫ثُم غادر وهو يشعر بسعادة عارمه‪..‬‬
‫وقف أمام أحد أفراد المنظمة والذي ال عمل له سوى إتباع األوامر‪..‬‬
‫نظر إليه قائالً‪ :‬هذه الليله إجمع لي عشرة من الرجال وإنتظروني أمام سيارتي في تمام‬
‫الساعه التاسعه حسنا ً ؟‬
‫هز رأسه قائالً‪ُ :‬‬
‫أمرك‪..‬‬
‫سخرية منك كثيرا ً يا‬ ‫وغادر من أمامه فإبتسم ماثيو يقول‪ :‬أيامك إنتهت ‪ ,‬سأحرص على ال ُ‬
‫عزيزي‪..‬‬

‫***‬

‫‪6:33 pm‬‬

‫بغرفة كين الصغير‪..‬‬


‫كان ُمنهمكا ً في كتابه إستذكارا ً إلمتحان الغد في اللغه‪..‬‬
‫طرق الباب في هذه اللحضة فنظر إليه قائالً‪ :‬أُدخل‪..‬‬ ‫ُ‬
‫تفاجئ عندما رأى بأن الطارق لم يكن سوى عمته جينيفر ال غير‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬أوه عمتي الجميله ‪ ,‬كم مر من الوقت لم أُشاهدك فيه بغرفتي ؟‬
‫إبتسمت وتقدمت قائله‪ :‬أُراهن عند مرضك قبل أربع سنوات ‪ ,‬كُنتُ حينها أسهر الليل بجانبك‬
‫‪..‬‬
‫ت في أداء دور العمة جيدا ً لدرجة أن عمي الحظ‬ ‫ضحك يقول‪ :‬شُكرا ً لك أن ِ‬
‫ت طيبه فلقد أحسن ِ‬
‫ذلك وإمتدحك كثيرا ً‪..‬‬
‫إختفت اإلبتسامة من على شفتيها فهذا الصبي كالعاده يتحدث بكالم خطير بنبرة لطيفه‬
‫وإبتسامة بريئه‪..‬‬
‫جلست على طرف السرير بالقرب منه حيث كان ينتصفه وقالت‪ :‬كالعادة تفهم األشياء خطئا ً ‪,‬‬
‫لقد ِخفتُ عليك كثيرا ً وقتها ‪ ,‬لم أُرزق باألطفال بعد إليان ولكن كُنتَ بمثابة إبني األصغر‬
‫وصدقني ال ِزلتَ كذلك بالنسبة لي لذا ال تتحدث وكأني فعلتُ ذلك ألنال المديح من عمك‪..‬‬
‫دُهش كين من كالمها وقال‪ :‬ماذا عمتي هذا حقا ً صادم!!‬
‫ضاقت عيناها بقلق فدهشته ال ُمصطنعه هذه البد من أنها تُخفي شيئا ً آخر خلفها‪..‬‬
‫أكمل‪ :‬لطالما عرفتُ بأنك امرأة تُحب أبنائها أكثر من أي شيء في العالم فلما تقولين هذا الكالم‬
‫اآلن وتصدميني بالحقيقه ؟‬
‫لم تفهم جيدا ً ُمراده لكنها على أية حال أجابته قائله‪ :‬حسنا ً كُل أم تحب أبنائها لذا عندما تُخبر‬
‫طفالً آخر بأنها تُحبه كأبنائها ال يعني بأنها ال تُحب أطفالها!‬
‫ت امرأة شديدة الدهاء فكيف‬ ‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬كال كال ليس هذا ما عنيته ‪ ,‬رباه لطالما كُن ِ‬
‫فهمتني خطئا ً ؟‬
‫ضاقت عيناها وهي بحق شعرت بتوتر ُمضاعف‪..‬‬
‫تكره هذا ‪ ,‬تكره عندما يُقدم هذا الطفل الذي يصغرها بأربعة وعشرين عاما ً على إرباكها بهذا‬
‫الشكل!‬
‫تقدم بجسده إليها قليالً وهو يُكمل بشيء من الدهشة ال ُمصطنعه‪ :‬عمتي لما تفعلين هذا ؟ لما‬
‫ت وجود إيدن ؟!‬ ‫أنكر ِ‬
‫إتسعت عيناها بصدمه من جملته األخيره وبات الذهول التام يُغطيها بالكامل فإرتسمت على‬
‫شفتيه إبتسامة ال يُمكن لصبي بعمره أن يبتسم مثلها‪..‬‬
‫ي ؟ البد من أن األمر هام للغايه ‪,‬‬ ‫ت إل ّ‬‫بعدها قال بمرح‪ :‬على أية حال دعينا من هذا ‪ ,‬لما جئ ِ‬
‫ماذا عساه يكون ؟‬
‫حل الهدوء التام على مالمحها وبقيت تنظر إليه لفتره قبل أن تقول بذات الهدوء‪ :‬جئتُ‬
‫أستفسر عن كالمك الصباح ‪ ,‬ماذا تقصد به ؟ ماذا تقصد بأنك تعرف كُل شيءبالفعل ‪ ,‬أجبني‬
‫‪..‬‬
‫ت تُخيفني فاألمر ال يبدو لي بأنه حديث عادي بل إستجواب وهذا‬ ‫كين بقلق‪ :‬عمتي ماذا ! أن ِ‬
‫ي ‪ ,‬أنا أخاف اإلستجواب بقدر خوفي من اإلبر‪..‬‬ ‫كثير عل ّ‬
‫شُل عقلُها تماما ً بعد كلمته األخيره!‬
‫هو ‪ ...‬ال يخاف اإلبر ُمطلقا ً‪..‬‬
‫هو قالها وكأنه يقول أنا أعرف أبعد مما تضنين‪..‬‬
‫ذكر اإلبر معناته معرفته بشيء أخفته بعناية لوقت طويل‪..‬‬
‫فكلمة إبره لها عالقة كبيره بهذا الشيء‪..‬‬
‫هذا الشيطان الصغير!!!!!‬
‫هو ليس بشرا ً!‬
‫ليس بشرا ً بكُل تأكيد!!!!!‬
‫أيقنت حقا ً بعد كلمته األخيرة هذه أن وجوده هو الخطر بعينه‪..‬‬
‫أمر تعبت ألجله سنوات عديده ‪ ,‬لن تسمح بأن يُهدم على يد طفل!‬

‫***‬

‫‪7:39 pm‬‬

‫إرتدت آليس مالبسها مستعدة لقدوم فرانس الذي إتصل قبل دقائق وبدى وكأنه سيعتذر عن‬
‫القدوم لكنها أصرت عليه فرضخ إلصرارها‪..‬‬
‫قامت بلم شعرها القصير كذيل حصان ونظرت الى وجهها في المرآة هامسه‪ :‬شاب يُمكنني‬
‫إجباره على ما ال يُريده كيف له أن يكون سيئا ً ؟ مهما نظرتُ الى األمر فهو ليس ُمريبا ً بأي‬
‫شكل من األشكال!‬
‫إرتدت معطفها وأخذت هاتفها وخرجت من غرفتها‪..‬‬
‫توقفت قبل أن تنزل الدرج ونظرت الى جهة الممر الذي يقبع في آخره غرفة ذلك الفتى‪..‬‬
‫همست لنفسها‪ :‬من يكون ؟ هو ليس إبنا ً لجينيفر فهي لم تُخبرني عنه عندما عرفتني على‬
‫عائلتها ‪ ..‬من يكون إذا ً ؟‬
‫تنهدت ونزلت الى األسفل وهو بحق يشغل بالها مهما حاولت تجاهل أمره‪..‬‬
‫كاف على كرهه لها لذا هي لن تُنزل من مقدار‬ ‫فنظرته تلك لها وطرده إياها من المنزل دليل ٍ‬
‫شخص ال يُحبها بتاتا ً‪..‬‬‫ٍ‬ ‫كرامتها لتتعرف على‬
‫خرجت الى باحة المنزل وإبتسمت وهي تشعر ببرودة الجو‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وإسترخت على جلسة خشبيه تحت مظلة ُوضعت بالجهة اليُمنى من المنزل‬
‫‪..‬‬
‫قررت أن تنتظره في الخارج فالجو رائع ال يُمكن تفويته‪..‬‬
‫نظرت الى جهة منزل مارك وتذكرت طلبها منه ألن يخبرها إن حظر ذلك الشاب المدعو‬
‫بدانييل‪..‬‬
‫نسيت أن تذهب إليه وتُخبره بعدم حاجته لفعل ذلك فدانييل بالتأكيد يستحيل أن يعود بعدما‬
‫طرده ذلك البغيض!‬
‫شدت على أسنانها بحقد وهمست‪ :‬إنه وغد ! عليه تصحيح خطئه هذا!!‬
‫إختفى حقدها تدريجيا ً عندما خطرت ببالها فكره فإبتسمت وهمست‪ :‬نعم ‪ ,‬أنا ال أعرف من‬
‫يكون ذلك الصبي ال ُمقعد ولكن أعرف بأن ذلك البغيض غضب للغايه عندما تسللتُ وكشفتُ‬
‫وجوده لذا البد من وجود سبب يجعله ال يرغب بأن يعرف أحد بوجود الصبي ‪ ,‬ال أعلم إن كان‬
‫بقية أفراد المنزل يعرفون أو ال لكن ما يهمني هو أن أمر ذلك الصبي سر بالتأكيد ‪ ,‬لذا لو‬
‫إستخدمته لل ُمقايضه فقد أنجح كأن أطلب منه أن يجلب لي دانييل بأي طريقة أو أُخبر الصحافة‬
‫عن وجود طفل ُمقعد ُمشوه ُمختبيء بالمنزل ! ريكس ذاك يبدو بأنه يكره الصحافة حقا ً‪..‬‬
‫إبتسمت بفرح لفكرتها تلك قبل أن تختفي إبتسامتها تدريجيا ً تقول‪ :‬لكن ‪ ...‬ماذا لو أن األمر‬
‫سيضر البقية أيضا ً وليس ريكس وحده ؟‬
‫تنهدت بيأس قائله‪ :‬إذا ً ال مجال سوى بتهديده بأمر صدمه لي فقط مع أني أشك بأنه سيُصدق‬
‫بما أني هددته باألمر سابقا ً وتراجعت‪..‬‬
‫أخذت نفس عميق وقررت المحاوله ‪ ,‬ستفعل أي شيء في سبيل أن يُعاد إليها دانييل بأي‬
‫طريقه!‬
‫فهي لن يُمكنها ُمغادرة هذا المكان من دون أن تعرف أحدا ً في الخارج يُساعدها‪..‬‬
‫وقفت وقررت الذهاب الى مارك وإخباره عن أن ال حاجة له في الترصد لدانييل فهو حتما ً لن‬
‫يأتي‪..‬‬
‫توقفت حالما دخلت سيارة المنزل وإذ هي جينيفر مع رجل غريب يجلس بجانب السائق‪..‬‬
‫تذكرت من هو فلقد رأته في ال ُمستشفى ‪ ,‬إنه ُمدير أعمالها أو شيء من هذا القبيل‪..‬‬
‫نزلت جينيفر من السيارة ومررت بعض األوامر إليه قبل أن تلتف السياره وتخرج خارجا ً‪..‬‬
‫ستخرجين لمكان ما ؟‬ ‫ُ‬ ‫تصادفتا فإبتسمت جينيفر تقول‪ :‬هل‬
‫آليس‪ :‬آه أجل ‪ ,‬مع أحد أصدقاء إدريان‪..‬‬
‫عقدت جينيفر حاجبها للحضه قبل أن تُكمل آليس‪ :‬ولكن قبل هذا فكرتُ بزيارة أحد الجيران‬
‫الذين تعرفتُ إليهم الفترة الماضيه‪..‬‬
‫جينيفر بتعجب‪ :‬جيران ؟ أي نوع من الجيران ؟‬
‫أشارت آليس الى جهة منزل مارك قائله‪ :‬صبي في المرحلة الثانويه تعرفتُ عليه ذات مرة في‬
‫الحديقة‪....‬‬
‫حيث أشارت آليس لتتسع حينها عينيها من الصدمه ثُم تُعاود‬ ‫ُ‬ ‫وأكملت كالمها وجينيفر تلتفت‬
‫النظر الى آليس قائله بحده‪ :‬إقطعي عالقتك بهم!!!‬
‫توقفت آليس عن الحديث مدهوشة من إنفعال جينيفر ال ُمفاجئ وسألتها‪ :‬لما ؟‬
‫أغمضت جينيفر عينيها قليالً تُهدئ من نفسها ثُم قالت لها بهدوء‪ :‬عذرا ً على إنفعالي يبدو‬
‫بأني أخفتُك ‪ ,‬على أية حال هم عائلة غير جيده ‪ ,‬ال أُريد أن أُدخلك بكثير من تفاصيل مشكالتنا‬
‫العائليه لذا فقط إبتعدي عنهم حسنا ً ؟‬
‫أومأت آليس رأسها باإليجاب وهي ال تزال متعجبه من هذا الطلب الغريب بعدها تبعت جينيفر‬
‫بعينيها حتى دخلت الى المنزل‪..‬‬
‫نظرت الى جهة منزل مارك هامسه‪ :‬ضننتُ بأن مارك يكره هذه العائله بسبب الفرق بين‬
‫الطبقتين كأن يراهم مغرورين أو ُمتعجرفين أو شيئا ً من هذه األسباب السطحيه ولكن يبدو أن‬
‫األمر شخصي جدا ً!‪..‬‬
‫قطع تفكيرها صوت دخول سيارة الى باحة المنزل فإبتسمت عندما رأت بأنه فرانس‪..‬‬
‫ذهبت ُمباشرة قبل حتى أن يوقف السياره وبعدها ركبت بالمقعد ال ُمجاور قائله‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫إبتسم والتوتر با ٍد على وجهه‪ :‬أهال آليس ‪ ,‬مرحبا ً بك ‪ ,‬كيف هي أحوالك ؟‬
‫آليس‪ :‬جيده ‪ ,‬ماذا عنك ؟ لقد كُنتُ أنانية بعض الشيء وأرغمتك على الحظور ‪ ,‬أتمنى أال‬
‫أكون قد عطلتُك عن أمر هام‪..‬‬
‫حرك السيارة الى خارج المنزل وهو يقول‪ :‬ال إطالقا ً ‪ ,‬ال بأس‪..‬‬
‫سألته ُمباشره‪ :‬هل أنت تعمل في نفس مجال صديقك إدريان ؟‬
‫هز رأسه وقال‪ :‬كال كال ‪ ,‬أنا ال أعمل أصالً‪..‬‬
‫رفعت حاجبها قليالً بعدها قالت‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬ما رأيُك لو نتناول طعام العشاء في الخارج وندعو‬
‫إدريان معنا ؟ تبدو كفكر ٍة سديده‪..‬‬
‫ضحك يقول‪ :‬هذا ُمستحيل ‪ ,‬إدريان هذه األيام خاصةً ال مزاج له لمثل هذه األمور‪..‬‬
‫تعجبت وسألت‪ :‬لما ؟‬
‫فرانس‪ :‬ألم تسمعي عن اللقاء الذي ذُكر فيه ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً فتنهد وقال‪ :‬حسنا ً إسمعي‪..‬‬
‫إتسعت عيناها دهشةً عندما قص عليها فرانس القصة بإختصار فقالت بإستنكار‪ :‬كيف تجرؤ‬
‫على قول ذلك ؟ أن تقول "هذه األشاعة غير منطقية بتاتاً" يبدو وكأنها تستصغر إدريان كثيرا ً‬
‫وأنه من غير المنطقي أن شخصا ً مثله قد يواعدها !! سحقا ً لم أضنها حقيرةٌ الى هذه الدرجه!‬
‫ت األمر من منحنى لم أُفكر به‪..‬‬ ‫تعجب فرانس وقال‪ :‬لقد رأي ِ‬
‫آليس‪ :‬هذا ألنك سطحي ‪ ,‬مهما نظرتُ لألمر فهو يبدو كإستصغار ليس إال!‪..‬‬
‫أشاح فرانس بعينيه يقول بتحطم‪ :‬شُكرا ً على اإلهانه‪..‬‬
‫تنهدت آليس وقالت‪ :‬إنها تُغيضني ‪ ..‬لو تحبه حقا ً ما كانت لتُلقي بتصريح قد يؤذيه ! تستطيع‬
‫إنكار األمر بشكل ألطف من هذا‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬ربما تشاجرا لذا هي تنتقم بهذه الطريقه‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ال أُحب هذا ‪ ,‬حتى لو تشاجرا عليها أن تنتقم منه تحت إيطار يخصهما وال تدخل العالم‬
‫كُله في األمر وتجعله عرضة إلنتقاد محض ُمعجبين ُمزعجين ‪ ,‬أنا لم أكن ألفعل شيئا ً كهذا أبدا ً‬
‫للشخص الذي أُحبه حقا ً‪..‬‬
‫نظر إليها قليالً بعدها إبتسم وقال‪ :‬أُحب تفكيرك‪..‬‬
‫تنهدت آليس ُمجددا ً وقالت‪ :‬أُراهن بأن إدريان اآلن يشعر بالضيق الشديد‪..‬‬
‫تذكرت جملة كاتالين في تلك الليله‪..‬‬
‫"إدريان ال يملك أصدقاء ! هو قطعا ً ال يملك صديق واحد"!‬
‫شعرت بالحزن ألجله ‪ ,‬إن كانت كاتالين ُمحقه فلمن قد يشكي إدريان ضيقته ؟‬
‫نظرت الى فرانس لفتره ثُم سألته‪ :‬فرانس ‪ ,‬هل أنت حقا ً صديق إدريان ؟‬
‫ظهرت الدهشة على وجهه للحضات قبل أن يضحك بغباء يقول لها‪ :‬ما هذا السؤال الغريب ؟‬
‫آليس بهدوء‪ :‬أرجوك ‪ ,‬أجبني بصراحه‪..‬‬
‫نظر الى عينيها المصممتين لفتره قبل أن ينظر الى الطريق بتوتر وبقي لفترة على وضعه‬
‫متردد في اإلجابه وآليس لم تُزح عينيها عنه وال لثانية واحده‪..‬‬
‫بلع ريقه قبل أن يُجيب‪ :‬حسنا ً ‪ ....‬لسنا أصدقاء بالمعنى الحرفي فهو ال يُحبني ‪ ,‬لكني أعتبره‬
‫صديق ‪ ,‬ونحن نعرف بعضنا منذ وقت طويل لذا ‪ .....‬أنا أراه كصديق بينما هو ال يراني سوى‬
‫كشخص يعرفه فحسب‪..‬‬
‫آليس‪ :‬وكيف عرفتما بعضكما ؟‬
‫سحقا ! لم يُرد منها أن تتعمق بالتفاصيل‪..‬‬ ‫ُ‬
‫ضحك وهو يُجيب‪ :‬وهل سيفرق معك األمر شيئا ً ؟ نحن نعرف بعضنا فحسب ههههه‪..‬‬
‫كررت آليس سؤالها‪ :‬كيف عرفتما بعضكما البعض ؟‬
‫أوقف سيارته أمام العياده وقال وهو يُحاول إخفاء توتره‪ :‬أوه لقد وصلنا آليس‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره ثُم قالت‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬سأنزل وحدي في ال ُمقابل إستغل وقت إنتظاري في اإلتصال‬
‫بإدريان وأدعه الى تناول العشاء معنا ‪ ,‬ال تقلق سأتكفل أنا بالمصاريف لذا ال تنسى وال تُلقي‬
‫األعذار حسنا ً ؟‬
‫ونزلت قبل أن تسمح له بأن يتفوه بأي إعتراض‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:13 pm‬‬

‫في منزل والدته القديم المهجور‪..‬‬


‫كان يسترخي في الظالم على األريكة الطويله ويضع ساعده األيمن على عينيه غارقا ً في‬
‫التفكير بجملة آليس التي قالتها صباح اليوم‪..‬‬
‫همس‪ :‬للمرة الثانيه ذكرت إسم آريستا ‪ ,‬كان يبدو في بادئ األمر أنها تُخطئه باسم أستيال‬
‫فاإلسمان ُمتشابهان ولكن‪.....‬‬
‫صمت لفتره بعدها قال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬ال وجود لمثل هذا النوع من ال ُمصادفات ‪ ,‬إسم آريستا ُمنتشر‬
‫فليس بالضرورة أن تقصد نفس تلك الفتاة ‪ ..‬توقف عن القلق من أجل ال شيء‪..‬‬
‫قطع عليه صوت رنين هاتفه فأخرجه ونظر الى الشاشة قليالً قبل أن يرد قائالً‪ :‬ماذا ؟‬
‫شخص ُمهم يريد محادثتك‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫جاءه صوت ماثيو يقول‪ :‬تعال الى المكان ذاته يوم األمس ‪ ,‬هناك‬
‫وبعدها أغلق الهاتف في وجهه فأنزل ريكس الهاتف من عند أُذنه ونظر الى الشاشة قليالً قبل‬
‫أن يهمس‪ :‬هل إستطعتُ بالفعل جذب من هم أعلى مكانه ؟‬
‫جلس وأكمل‪ :‬لن أعرف مالم أذهب‪..‬‬
‫أخذ محفضته ومفاتيح سيارته من فوق الطاولة الصغيره وغادر المنزل بعدها‪..‬‬
‫خالل ثلث ساعه كان يقف أمام النهر نفسه الذي وقف فيه ليلة األمس فرأى سيارتان‬
‫سوداوتان إحداهما لماثيو الذي كان يقف برفقة رجالن ينتظره‪..‬‬
‫إبتسم ماثيو بخبث وتقدم وحده من ريكس الذي نزل لتوه من سيارته وقال له‪ :‬هل كُنتَ جادا ً‬
‫بتبجحك ليلة األمس ؟ لقد أخبرتُك بأنك ستندم على هذا جيدا ً‪..‬‬
‫رفع ريكس حاجبه قبل أن يقول‪ :‬فهمت ‪ ,‬إستدعيتني لإلنتقام‪..‬‬
‫إبتسم ماثيو قليالً بعدها إنفجر ضحكا ً قبل أن يقول‪ :‬لو هذا ما حدث فلن يكون األمر بسوء‬
‫السبب الحقيقي‪..‬‬
‫إبتسم بعدها ُمكمالً‪ :‬وقاحتُك لستُ أنا من يُريد تأديبك عليها ‪ ....‬بل السيده كارمن بنفسها‪..‬‬
‫جروه بقوه الى منزل السيده‪..‬‬ ‫ضاقت عينا ريكس قبل أن يؤشر ماثيو بيده إليه قائالً‪ّ :‬‬
‫تقدم الرجالن ونزل ثالثة آخرون من السياره وتقدموا جميعا ً منه‪..‬‬
‫أطلق ريكس شتيمة من بين شفتيه منزعجا ً من تحول األمر الى هذا ال ُمنحنى‪..‬‬
‫إنحنى وأخرج من تحت مقعد سيارته قضيبا ً حديديا ً وهوى به فورا ً على اإلثنان اللذان وصال‬
‫أوالً إليه‪..‬‬
‫إلتفت وهاجم الثالثة اآلخرين الذين كانوا أيضا ً بدون أسلحه وبدأ بتفادي ضرباتهم وضربهم‬
‫في نقاطهم الحيويه ‪ ,‬خلف الرقبه ‪ ,‬أعلى العمود الفقري ‪ ,‬خلف الركبه ‪ ,‬ومابين الصدر‬
‫والمعده‪..‬‬
‫أصابها جميعا ً قبل أن يهووا جميعهم أمامه يتلوون من األلم بينما أحدهم فاقد الوعي‪..‬‬
‫هو ‪ ....‬ليس ُمجرد ها ٍو ‪ ,‬يتحرك تحركات محترف مارس هذا األمر مرارا ً وتكرارا ً‪..‬‬
‫نظر الى ماثيو وضاقت عيناه عندما الحظه يبتسم وال كأنه تعرض لهزيم ٍة ساحقة للتو‪..‬‬
‫إستوعب األمر وإلتفت الى الخلف وبالكاد تصدى إلثنان كادا أن يهجمان عليه غدرا ً‪..‬‬
‫ماذا ؟ كم عددهم ؟!!‬
‫لم يُطل بالتفكير فلقد توقف عقله للحضه وإتسعت عيناه عندما أصابته ضربة قوية خلف رأسه‬
‫من طرف رجل آخر جعلت الدُنيا من أمامه تدور قبل أن تختفي الرؤيه ويسقط أرضا ً فاقدا ً‬
‫لوعيه‪..‬‬
‫تقدم منه ماثيو بإبتسامه وقال‪ :‬أعرف بشأن مهاراتك فيستحيل أن ينظم شخص ضعيف الى‬
‫المنظمه ولهذا أحظرتُ عشرا ً من أجل إخضاعك‪..‬‬
‫راض!‬‫ٍ‬ ‫إختفت إبتسامته فهو على الرغم من إنتصاره إال أنه غير‬
‫لقد أراد أن يُضرب أمامه كثيرا ً حتى تسيل الدماء منه ولكنه فاجأه بتلك الحديده فما كان منهم‬
‫إال أن يُنهوا األمر بسرعه‪..‬‬
‫تخطاه وذهب الى السيارة المفتوح بابها وإبتسم عندما شاهد الملف على المقعد الجانبي‪..‬‬
‫أخذ الملف وال ُمفتاح وأغلق السيارة وهو يقول‪ :‬لنذهب اآلن الى السيده فكُل شيء تم كما‬
‫ُخطط له‪..‬‬

‫***‬
‫‪9:22 pm‬‬
‫في إحدى المطاعم القريبه من عيادة الطبيب الذي تزوره غالبا ً‪..‬‬
‫جلست على الكُرسي وهي تقول لفرانس‪ :‬إذا ً وافق ؟‬
‫جلس فرانس قائالً دون أن يضع عينيه في عينيها‪ :‬بالقوة بعدما كذبت عليه في بعض األمور‬
‫‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وسألت‪ :‬ماهي الكذبه ؟‬
‫إبتسم لها بلطف قائالً‪ :‬أتُريدين أن نأكل شيئا ً في فترة إنتظارنا له ؟‬
‫أمالت شفتيها من تجاهله وأجابت‪ :‬كوب شوكوال حار فالبرد نخر عظامي نخرا ً‪..‬‬
‫إلتفت وإستدعى النادلة وطلب منها كوبان من الشوكوال الساخنه وحالما غادرت سأل آليس‪:‬‬
‫ماذا حدث مع الطبيب ؟‬
‫تنهدت آليس وقالت‪ :‬فقط أجابني على أسئلة كانت تؤرقني وأعطاني بعض النصائح‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬اها‪..‬‬
‫وبعدها إنتشر الصمت التام بينهما حيث كانت آليس تتأمل الناس وهي تُفكر بلقائها مع الطبيب‬
‫والكالم الذي دار بينهما بينما فرانس يُحاول جاهدا ً إيجاد موضوع ليتحدثوا به‪..‬‬
‫وقفت عينيها على عائلة دخلت للتو ‪ ,‬أم وأب وطفل في العاشره وبقيت تنظر إليهم لفتره‪..‬‬
‫في حين إبتسم فرانس عندما وجد موضوعا ً جيدا ً وقال‪ :‬آليس ألديك إهتماما ً بالفرق الغنائيه‬
‫األجنبيه ؟‬
‫نظرت آليس إليه بهدوء وسألت‪ :‬هي فرانس ‪ ,‬السيدة جينيفر كم إبنا ً تملك ؟‬
‫تعجب من فتحها لموضوع آخر وفي الوقت ذاته أصابه إحباط من تجاهلها لحماسه بالموضوع‬
‫الجديد الذي فتحه‪..‬‬
‫تنهد وأجابها‪ :‬سؤالك غريب ‪ ,‬إدريان وإليان‪..‬‬
‫آليس‪ :‬فقط ؟‬
‫توتر فطريقتها بالسؤال حقا ً ُمريبه‪..‬‬
‫هز رأسه وقال‪ :‬أجل ‪ ...‬آليس هل ُهناك خطب ما ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً قبل أن تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬هل تعرف طفالً شقرا ً بالعاشرة من عمره تقريبا ً ؟‬
‫تعجب أكثر وقال‪ :‬ليس بلتحديد ‪ ,‬آليس ماذا ُهناك ؟‬
‫همست‪ :‬ال شيء‪..‬‬
‫رفع حاجبه ُمتعجبا ً فجائهما صوت إدريان يقول بشيء من التهكم‪ :‬مرحبا ً بصديقي فرانسوا ‪,‬‬
‫لم أرك ُمنذ ُمده‪..‬‬
‫إبتسم فرانس وأجاب‪ :‬أهالً إدريان‪..‬‬
‫نظرت آليس الى إدريان قائله‪ :‬إذا ً هو حقا ً صديقُك!‬
‫إبتسم إدريان وجلس على الكُرسي قائالً‪ :‬مرحبا ً آليس ‪ ,‬منذ تلك الليله لم نتحدث ‪ ,‬أعتذر عن‬
‫صراخي ذاك فلقد كان الموقف ُمستفزا ً بعض الشيء بالنسبة لي‪..‬‬
‫آليس‪ :‬آه ال ال بأس فأنا لم آخذ األمر بحساسيه‪..‬‬
‫تقدمت النادله ووضعت كوبا الشوكوال فإبتسم إدريان وأخذ كوب فرانس وهو يقول‪ :‬واااه‬
‫كوب شوكوال ساخنه بعد الدخول من الجو القارص ‪ !!..‬ال شيء أجمل من هذا الشعور‪..‬‬
‫إلتفتت آليس الى النادله وكادت أن تطلب منها أن تُحظر كوبا ً آخرا ً فقاطعها فرانس قائالً‪ :‬ال‬
‫بأس فأنا لم أكن أُريد على أية حال فلقد طلبته ألنه ليس من الالئق أن أمتنع عن الشرب معك‬
‫وخاصةً أننا كُنا شخصان فحسب‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬ماذا طلبتما للعشاء ؟‬
‫آليس‪ :‬ليس بعد‪..‬‬
‫رن هاتف فرانس في هذه اللحضه فنظر الى الشاشه بعدها إعتذر منهما ولف بجسده بعيد‬
‫عنهما وأجاب عن اإلتصال لثواني قبل أن يُغلقه وينظر الى آليس ُمعتذرا ً يقول‪ :‬آليس إعذريني‬
‫‪ ,‬لقد طرأ أمر عاجل ال يُمكنني تجاهله لذا‪....‬‬
‫قاطعه إدريان يحدث نفسه‪ :‬واااه خدعة رخيصه ‪ ,‬لقد إستعملتُها مرارا ً في ُمراهقتي‪..‬‬
‫توقف فرانس ونظر الى إدريان الذي إبتسم ونظر الى فرانس ُمكمالً‪ُ :‬خدعة ال ُمنبه‪..‬‬
‫دُهش فرانس في حين قالت آليس‪ :‬ماذا ُهناك ؟ عن ماذا تتحدث إدريان ؟‬
‫إبتسم إدريان ونظر الى آليس قائالً‪ :‬فقط أُعاتبه على تركه إياك بعدما وعدك بتناول طعام‬
‫العشاء ‪ ,‬هذا ليس رجوليا ً منه‪..‬‬
‫آليس بسرعه‪ :‬ال ال إن كان األمر بحق عاجل فال بأس ‪ ,‬يستطيع الذهاب‪..‬‬
‫ثم نظرت الى فرانس وأكملت‪ :‬أعتذر فهذا خطأي ‪ ,‬أعني عندما طلبتُ منك تناول الطعام دون‬
‫اإلستماع إليك فعندما بقيتُ مع نفسي قليالً أدركتُ بأن هذا كان أنانيةً مني‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬ال ُمشكله فالعذر الطارئ هذا أتى للتو لذا كُنتُ سأقبل دعوتك مهما كان األمر ‪ ..‬أوه‬
‫تذكرت‪..‬‬
‫أخرج محفضته وأخرج منها بعض المال قائالً‪ :‬أنا من سيدفع الحساب فمن غير اللباقة أن أدع‬
‫فتاة تدفع هذا‪..‬‬
‫فتحت فمها لتعترض لكن قاطعها إدريان الذي أخذ المال قائالً‪ :‬أوه هذا لُطف كبير منك ‪ ,‬ال‬
‫يُمكننا رفضه‪..‬‬
‫إبتسم فرانس بتوتر وهو يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬أراكم الحقا ً‪..‬‬
‫وبعدها غادر المكان حتى خرج خارجا ً ‪ ..‬أخذ نفسا ً عميقا ً وهو يهمس‪ :‬يا إلهي ‪ ,‬البقاء حقا ً‬
‫يُسبب لي ضغطا ً رهيبا ً ‪ ,‬لم أضن بأن ُخدعة اإلتصال الوهمي لن تنطلي على إدريان‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وأكمل بهدوء‪ :‬يبدو بأن آليس فقدت ثقتها فيني‪..‬‬
‫إلتفت بعدها وذهب الى سيارته وغادر المكان‪..‬‬

‫فتح إدريان قامة الطعام وبدأ باإلختيار وآليس تنظر إليه بهدوء تام‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬ماذا ؟‬
‫إستوعبت وضعها فأمالت شفتيها وقالت‪ :‬طريقة تعا ُملك مع فرانس غريبه ‪ ,‬أعني هي طبيعيه‬
‫ولكن أنا أشعر بالغرابه‪..‬‬
‫إدريان بال ُمبااله‪ :‬ما الغريب فيها ؟‬
‫صمتت آليس لفتره قبل أن تسأل‪ :‬هل كين بشكل من األشكال يعرف فرانس ؟‬
‫رفع عينيه عن قائمة الطعام ونظر إليها مطوالً قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬ربما ‪ ,‬أعني فرانس‬
‫دائما ً ما يتردد على المنزل الرئيسي لذا من الطبيعي أن يعرفه ولكن لما هذا السؤال ‪ ,‬هل قال‬
‫كين شيئا ً ؟‬
‫هزت رأسها قائله‪ :‬ليس باألمر ال ُمهم‪..‬‬
‫إستدعى النادله وطلب من القائمه وعندما غادرت نظر الى آليس قائالً‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬ما السبب‬
‫الحقيقي خلف إستدعائك لي فلقد إكتشفتُ بأن سبب فرانس كان كذبة عندما أتيت‪..‬‬
‫آليس‪ :‬وماذا قال ؟‬
‫إدريان‪ :‬ليس باألمر المهم ‪ ,‬ماذا عنك ؟ ما سببك ؟‬
‫مطت شفتيها فهاهو اآلخر يرفض إجابتها على هذا السؤال‪..‬‬
‫تنهدت بعدها وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬شكوك راودتني وأردتُ التأكد لذا ال بأس ‪ ,‬على أية حال لقد‬
‫سمعتُ من فرانس عن أمر التصريح الذي قالته كاتالين في لقائها عنك ‪ ..‬هل األمر على ما‬
‫يُرام معك ؟‬
‫أشاح بعينيه ونظر الى الفراغ وهو يشرب من كوبه قائالً‪ :‬غريب ‪ ,‬ما الذي يجعلك تهتمين‬
‫لمثل هذه األمور ؟‬
‫آليس‪ :‬ال وجود لسبب ُمحدد ‪ ,‬أنا فقط قلقه‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬وهل أنا طفل ؟ أما أن حديث كاتالين عني بشأن األصدقاء جعلك تشعرين بالشفقه ؟‬
‫آليس بسرعه‪ :‬ال ال لعالقة لكالمها بشيء فـ‪...‬‬
‫قاطعها بهدوء‪ :‬إنكارك السريع دليل الكذب‪..‬‬
‫دُهشت من كالمه فنظر إليها وقال‪ :‬فلو لم تكوني تشعري بذلك حقا ً ألخذتي بضع اللحضات كي‬
‫تفهمي ما كُنت أقصد‪..‬‬
‫صدمت ولم تجد ما تقوله في حين ترك الكوب بعدما أنهاه ثُم وقف وغادر قائالً‪ :‬لقد طلبتُ‬‫ُ‬
‫طعاما ً يكفي شخصا ً واحدا ً ‪ ,‬إستعملي مال فرانس لتدفعي الحساب‪..‬‬
‫وإختفى بعدها من أمام ناظريها‪..‬‬
‫شعرت بضيق شديد في صدرها جراء ما حدث‪..‬‬
‫هل قامت بجرحه دون أن تقصد ؟‬
‫سحقا ً لقد كرهت حقا ً تصرفها الغير مسؤول هذا!‬‫ُ‬
‫دفنت وجهها بين ذراعيها على الطاوله وهي تهمس‪ :‬يالي من حمقاء‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:59 pm‬‬

‫وضعت كارمن رجالً على رجل تنظر الى ريكس الذي ألقوه أمامها فاقدا ً لوعيه بعدها نظرت‬
‫الى ماثيو تقول بهدوء‪ :‬أخبرتُك أن تُحظره لي ال أن تجره جرا ً ! كان يُمكنك أن تطلب منه‬
‫الحظور دون اللجوء الى العُنف‪..‬‬
‫تورط ماثيو فحاول تحسين وضعه قائالً‪ :‬لقد طلبتُ منه ذلك يا سيدتي لكنه أصر على أن‬
‫ت إليه فما كان منّا سوى إستعمال هذه الطريقه‪..‬‬‫تحظري أن ِ‬
‫كارمن ببرود‪ :‬ولهذا أخذتَ معك عشر رجال في بادئ األمر ؟‬
‫جفُل دهشةً فلقد كشفت كذبته بسهوله‪..‬‬
‫مجددا ً حاول تبرير موقفه قائالً‪ :‬أنا أعرفه سيدتي ‪ ,‬هو عنيف وعنيد ووقح ‪ ,‬أنا كُنتُ أُريد أن‬
‫تتم المهمه التي طلبتي مني إنجازها بسرعه وبدون أغالط لذا أخذتُ كُل إحتياطاتي سيدتي‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬حسنا ً هذا يكفي ‪ ,‬توقف عن الثرثره‪..‬‬
‫ماثيو‪ :‬إعذري وقاحتي سيدتي‪..‬‬
‫نظرت كارمن الى أحد الرجلين اللذان دخال مع ماثيو وقالت‪ :‬أيقضه‪..‬‬
‫هز رأسه قائالً‪ُ :‬‬
‫أمرك‪..‬‬
‫وبعدها إنحنى وهزه بقوه صافقا ً خده حتى تحركت عيناه وبدأ يستعيد وعيه‪..‬‬
‫أشارت لعينيها بالجميع للخروج خارجا ً فشعر ماثيو بالضيق فلقد أراد ُمراقبة ما يحدث‪..‬‬
‫إلتفت وغادر مع الرجالن ولم يعد في الغرفة سواها هي وحارسا ً شخصيا ً يقف بالقرب منها‬
‫وريكس الذي بدأ يقف على رجليه‪..‬‬
‫رفع نظريه الى كارمن بهدوء تام دون أن يقول شيئا ً‪..‬‬
‫طلب منك فلما لم‬ ‫أشارت بعينيها الى الملف الذي أصبح بيد حارسها وقالت‪ :‬إن كُنتَ نفذتَ ما ُ‬
‫تُسلمه بطريق ٍة سلميه ؟‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬أردتُ أن أُسلمه لك أن ِ‬
‫ت‪..‬‬
‫كارمن ببرود‪ :‬أنتَ حقا ً جرئ ‪ ,‬هل من ال ُممكن بأنك كرهت حياتك وأصبحتَ تتمنى الموت ؟‬
‫ريكس‪ :‬لدي أسبابي‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬ستموت ُهنا في الحال لو لم تُرضني‪..‬‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫نظر إليها ريكس لفتره وهي تنتظر منه تبريرا ً ُمقنعا ً ثم قال‪ :‬الهجوم على المخزن‬
‫البضاعة التي ستُسلم للتاجر الروسي لم تكن ُمصادفه ‪ ,‬أنا حرصتُ على أن أكتب في األوراق‬
‫الرسمية أسم مخزن مختلف عن الذي سنضع فيه البضائع ولكن الهجوم إستقصد مخزن‬
‫لدي يعرف ما األهمية‬ ‫البضائع وليس المخزن المذكور في األوراق ‪ ,‬ال أحد من العاملين ّ‬
‫سرب من داخل ال ُمنظمه‪..‬‬ ‫الحقيقيه لهذه الصفقة وهذا يعني بأن موقع المخزن ُ‬
‫إتسعت عيناها للحضه فأكمل ريكس‪ :‬لهذا خطوط التوزيع التي سنعتمدها في أمور تهريب‬
‫ت تفاديا ً ألي تسريب قد يحدث ‪ ,‬في المرة‬ ‫البضائع حرصتُ على أن أُسلمها شخصيا ً لك أن ِ‬
‫السابقه كُشف خط التوزيع الذي إعتمدناه لسنوات واألمر أصبح من الواضح أنه لم يكن سوء‬
‫حظ بل تسريب لذا لم أكن أُريد لهذا الخط الذي تعبتُ لشهور من أجل تأمينه أن يُكشف أيضا ً‬
‫فليس من السهل تأمين طريقا ً ثالثا ً لعملياتنا الغير مشروعه‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفترة بعدما أنهى حديثه قبل أن تقول‪ :‬وهل ُهناك شخصا ً ُمحددا ً تشك به ؟‬
‫هز رأسه قائالً‪ :‬لألسف ال‪..‬‬
‫نظرت الى حارسها وقالت‪ :‬تفقد المعلومات‪..‬‬
‫طرق تفادي‬ ‫هز رأسه وفتح الملف حيث كان مليء بخوارط خطوط السير وتفاصيل المواقع و ُ‬
‫نقاط التفتيش ال ُجمركيه والكثير من التفاصيل األُخرى‪..‬‬
‫سبع دقائق حتى أغلق الملف وقال‪ :‬بشكل أولى يبدو الطريق جيدا ً وآمنا ً للغايه ‪ ,‬نحتاج فقط‬
‫لتجريب هذا على الواقع‪..‬‬
‫إبتسم ريكس بداخله في حين بقيت كارمن تنظر الى الحارس لفتره قبل أن تلتفت الى ريكس‬
‫ت ُمناسبة بدالً من إظهار‬ ‫وتقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬لقد إقتنعتُ بأسبابك ولكن كان يُمكنك أن تختار كلما ٍ‬
‫وقاحتك لألعضاء فليس من الجيد أن يأخذ الجميع فكرة أنك إستصغرتني وعندما يرونني لم‬
‫أُعاقبك يضنون بأني أخافك‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬سأحرص على إستخدام كلماتي جيدا ً المرة القادمه‪..‬‬
‫كارمن بمنتهى البرود‪ :‬المرة القادمه لن يمر األمر دون عقاب ‪ ,‬تذكر هذا جيدا ً‪..‬‬
‫هز رأسه وهو يقول في نفسه‪" :‬جيد ‪ ,‬خطوتُ أول خطوة ناجحه في كسب ثقتها‪" ..‬‬

‫في الخارج‪..‬‬
‫كان ماثيو يجلس واضعا ً رجالً على رجل وهو يُقلب في هاتف ريكس المحمول‪..‬‬
‫أمال شفتيه قائالً‪ :‬ياله من وغد غير إجتماعي‪..‬‬
‫نظر الى الرجل الذي بقربه ُمكمالً‪ :‬أتُصدق بأن قائمة األسماء بهاتفه ال تحوي سوى لسبعة‬
‫أسماء ؟ هل مهاراته اإلجتماعيه سيئه الى هذا الحد ؟‬
‫الرجل‪ :‬حسنا ً من قد يرغب بإقامة عالقات مع شخص مثله ؟‬
‫ضحك ماثيو يقول‪ :‬آآه فهمت ‪ ,‬لهذا هو غير إجتماعي ههههههههههههههههههههه‪..‬‬
‫خرج ريكس في هذا الوقت فدُهش ماثيو من خروجه حيا ً ‪ ...‬وسليما ً أيضا ً!!‪..‬‬
‫وقف يقول‪ :‬هيــــــه كيف ذلك ؟!!!!‬
‫تقدم منه ريكس وأخذ الهاتف من بين يديه وقال ببرود‪ :‬مفاتيحي ؟‬
‫غرفة كارمن ولم يرى أحدا ً يخرج فنظر الى ريكس وقال بغضب‪ :‬أيُها‬ ‫نظر ماثيو خلفه حيث ُ‬
‫الوغد أي خدعة إستخدمتَ لتعفو عنك سيدتي ؟!!!!‬
‫ريكس ببرود‪ :‬المفاتيح‪..‬‬
‫شد على أسنانه بغيض بعدها نظر الى الرجل الذي كان بجانبه يقول‪ :‬أعط هذا الوغد مفاتيحه‬
‫!‬
‫سلم له المفاتيح فأخذها ريكس بينما قال ماثيو بتهديد‪ :‬إنتظرني ‪ ,‬سأحرص على أن تنتهي‬
‫أيامك في هذه ال ُمنظمه!!‬
‫غادر ريكس دون أن يُلقي باالً لتهديداته هذه‪..‬‬

‫***‬

‫‪18 juonyour‬‬
‫‪1:22 pm‬‬

‫مرت أربعة أيام منذ تركه لها في المطعم ومنذ ذلك الحين لم تُصادفه سوى لمرة وكان‬
‫ستعجالً فلم يُمكنها الحديث معه‪..‬‬
‫ِ‬ ‫ُم‬
‫هي تُريد أن تُعطيه إعتذارا ً الئقا ً ‪ ,‬إنها حتى تدربت كثيرا ً من أجل قول كلمات مدروسة ال‬
‫تُسبب األذى له أو لمشاعره‪..‬‬
‫ولكن لم تحن الفرصة ال ُمناسبة بعد‪..‬‬
‫تنهدت وإسترخت على السرير تنظر الى السقف وأخذت نفسا ً عميقا ً وقالت‪ :‬حتى ريكس لم‬
‫أره سوى لمرتين وفي كال المرتين كانت السيدة جينيفر موجوده لذا لم أملك الفرصة ال ُمناسبة‬
‫لتهديده كي يُحظر دانييل لي ‪ ,‬يبدو بأن يوم ميالده سيأتي وأنا لم أعثر على دانييل ‪ ,‬إنه بعد‬
‫خمسة أيام ‪ ,‬لقد أصبح قريبا ً للغايه‪..‬‬
‫أغمضت عيناها وقالت‪ :‬في هذه الحالة سأضطر للرحيل كاألعمى بدون هدف ‪ ,‬علي الذهاب‬
‫بنفسي قبل حلول يوم ميالده حتى ال يتسنى لذلك الوالد البغيض طردي بنفسه ‪ ,‬لن أسمح له‬
‫بإهانتي‪..‬‬
‫تقلبت على جانبها ونظرت الى النافذه لفتره قبل أن تقول‪ :‬سأطلب من جينيفر أن تؤمن لي‬
‫شقة في مكان ُمناسب ما دام أنها عرضت علي هذه ال ُمساعده وسأبدأ عملية البحث من تلك‬
‫النُقطه‪..‬‬
‫تذكرت ذلك الشاب ال ُمخيف الذي قابلها في باريس فهمست‪ :‬لكن ‪ ...‬ماذا لو كان موطني أصالً‬
‫في باريس وليس ُهنا في ستراسبورغ ؟‬
‫سحقا ً لك يا ريكس !! دانييل وحده من كان بإستطاعته أن يُعطيني‬ ‫شدت على أسنانها قائله‪ُ :‬‬
‫جوابا ً ولكن تصرفك الدنيء هذا قطع حبل أملي‪..‬‬
‫أغمضت عينيها وحاولت أن تنسى األمر فتذكرت بعدها موضوع مارك‪..‬‬
‫نعم ‪ ,‬منذ تحذير جينيفر لم تقترب منه‪..‬‬
‫ستحرص على أن تودعه جيدا ً عندما تُقرر ُمغادرة المنزل‪..‬‬
‫فتحت عينيها ونظرت الى النافذه ُمجددا ً وهي تهمس‪ :‬أتسائل مانوع العداوة التي بينهم ؟‬
‫عقدت حاجبها عندما الحظت الكومدينه التي بجانب السرير فجلست بسرعه تقول‪ :‬تذكرتُ أين‬
‫رأيت ُه!‬
‫ُ‬
‫حيث كان‬ ‫فتحت الدرج العلوي وأخرجت برواز الصورة الذي وجدته أول مره عندما أتت هنا‬
‫لطفل في السادسه من عمره يجلس على كُرسي ضخم‪..‬‬
‫لقد كانت تضنه في بادئ األمر صورة إدريان فهما يتشابهان كثيرا ً ولكن اآلن عندما نظرت‬
‫الى الصورة ُمجددا ً إكتشفت بأنها تُشبه ذلك الطفل ال ُمشوه في الغرفة ال ُمغلقه!!‬
‫إنها صورته بالتأكيد!‬
‫نظرت الى غرفتها تقول‪ :‬إذا ً هذه كانت غرفته وليست غرفة إدريان كما كُنتُ أضن أول مره‪..‬‬
‫إتسعت عيناها دهشة وعاودت النظر الى الصورة هامسه‪ :‬يشبه إدريان كثيرا ً ‪ !.‬هذا يعني‬
‫بأنهما إخوه ! ُهما حقا ً إخوة دون ريب فالتشابه بينهما ال يُصدق!‬
‫رمشت بعينيها أكثر من مرة قبل أن تهمس‪ :‬لذا لماذا ؟ لماذا ال أحد في هذا المنزل يعترف‬
‫بوجوده ! لما ال أحد ذكره وال لمرة وال كأنه جزئا ً من العائله!‬
‫تأملت الصورة لفتره بشيء من الحزن والشفقه تجاه هذا الطفل الذي ال تعرف حتى ما حكايته‬
‫‪..‬‬
‫في الصورة هذه كان وجهه سليما ً ‪ ,‬هذا يعني بأنه حصل على التشوه بعد عمر السادسه‪..‬‬
‫تركت برواز الصوره وأخذ دفتر الرسومات الذي قلبت فيه أول مره وعاودت تنظر الى‬
‫الرسومات من جديد‪..‬‬
‫الرسومات التي كانت لطيفة بالبدايه قبل أن تبدو مخيفةً شيئا ً فشيئا ً مع مرور الصفحات‪..‬‬
‫هذا النوع من الرسومات هو بال شك يُعبر عن حالة الطفل النفسيه‪..‬‬
‫إنها حقا ً تشعر بالشفقة الكبيرة تجاهه على الرغم من أنه في ذلك اليوم طردها بوقاحه‪..‬‬
‫ال يُمكنها لومه ‪ ,‬لقد كانت حادة الحديث مع أخيه األكبر لذا من الطبيعي أن يغضب ألجل أخيه‬
‫‪..‬‬
‫همست‪ :‬يا ترى كم من األلم يخفي في صدره ؟ ُمقعد ومشوه ومحجوز في غرفة بعيد عن‬
‫عائلته ؟ هذه قسوة لمجرد طفل!‬
‫مر في خيالها لثواني طيف طفل من ذكرياتها المفقوده‪..‬‬
‫إتسعت عيناها من الدهشه وأمسكت برأسها ال إيراديا ً وحاولت التركيز لعلها تتذكر تلك‬
‫الصورة ُمجددا ً‪..‬‬
‫من ذلك الذي رأته ولما ؟‬
‫هو شخص من حياتها السابقه هي متأكده‪..‬‬
‫لقد كان صغيرا ً‪..‬‬
‫هل من ال ُممكن أن يكون‪.....‬‬
‫همست بإرتجاف‪ :‬أحد أفراد عائلتي ؟‬

‫***‬
‫‪5:13 pm‬‬

‫نزلت هذه الفتاة القصيرة من سيارتها لترفع عينيها الزرقاوتان المختبئتان خلف نظارتها‬
‫الشمسيه وتنظر الى هذا المبنى السكني أمامها‪..‬‬
‫نظرت الى العنوان في هاتفها ونظرت الى المبنى فوجدت بأنهما ُمتطابقان‪..‬‬
‫إبتسمت هامسه‪ :‬وجدتُك يا عزيزي‪..‬‬
‫أغلقت باب سيارتها جيدا ً ثُم دخلت الى المبنى وإتجهت الى الطابق الموجود في العنوان‪..‬‬
‫وقفت أمام الباب وضغطت على الجرس‪..‬‬
‫بقيت منتظرة وهي تسمع صوت أقدامه تقترب من الباب‪..‬‬
‫فتحه فوجد أمامه فتاة تقصره بإثنان وعشرون سانتي ذات شعر بني طويل وحيوي‪..‬‬
‫أغلق الباب فورا ً في وجهها فإنزعجت وأبعدت النظارة عن عينيها ودقت الباب قائله‪ :‬أيُها‬
‫الوقح ! كيف تجرؤ على أن تُغلق الباب في وجه أُختك الكُبرى!‬
‫ثوان حتى فتحه يقول بإنزعاج‪ :‬ما الذي أحظرك الى ُهنا ؟!! أوليس عليك أن تكوني منغمسة‬ ‫ٍ‬
‫بأعمالك التي ال تنتهي ‪..‬؟‬
‫إبتسمت بتهديد تقول‪ :‬ماذا ؟ كالعادة أنا غير ُمرحب به ‪ ,‬لما ؟ ماذا تُخفي حتى تكره مجيئي‬
‫الى هذا الحد ؟‬
‫إنزعج وقال‪ :‬ال أُخفي شيئا ً ‪ ,‬كُل ما أُريده هو أن تتركيني وشأني فقط!‬
‫دفعته ودخلت ُرغما ً عنه تقول ببرود‪ :‬إن كان أخي األصغر يمشي في طريق الخطأ ال يُمكنني‬
‫بتاتا ً الجلوس دون عمل شيء‪..‬‬
‫أكملت بعدها‪ :‬واااه يالها من فوضى ! هل تعيش في هذا النوع من الفوضى دائما ً يا آندرو ؟‬
‫لم يُجبها وأغلق الباب ونظر الى الصالة وإنزعج أكثر عندما الحظ بأنها عندما قالت فوضى‬
‫كانت تقصد أوراق طالبه في الكليه ومعطفه ال ُملقى على األريكة وهاتفه ومفاتيحه ال ُملقيان‬
‫بإهمال في أريكة أُخرى‪..‬‬
‫هل من المعقول أن كُل الفتيات يرين مثل هذا الشكل فوضى!‬
‫هذه ُمبالغه!‬
‫جلست على أريكة ُمستقله ووضعت رجالً على رجل تقول‪ :‬على أية حال إتصل بشركة تنظيف‬
‫لتشطيب الشقه فأنا غير واثقة من مدة نظافة المفارش ُهنا‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬ألم تفهم ؟ أنوي البقاء ُهنا لعدة أيام‪..‬‬
‫شد على أسنانه غضبا ً وقال‪ :‬روانا لديك بعض المال صحيح !!! إذهبي وإستأجري في أي‬
‫مكان بعيد عني !! أنا لن أحتمل وجودك لساعة فكيف لعدة أيام ؟!!‬
‫روانا‪ :‬ماذا ؟ هل أصرف المال بينما أخي موجود ؟‬
‫آندرو‪ :‬أخاك ال يُريدك‪..‬‬
‫تحدثت ببرود‪ :‬ستتقبل وجودي رغما ً عنك وإال‪....‬‬
‫إبتسم بسخريه يقول‪ :‬وإال ماذا ؟‬
‫روانا‪ :‬سأُخبر أخاك األكبر عن أنك بادرتَ باإلشتباك مع ذلك القاتل المأجور‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه يقول‪ :‬كيف عرفتي ؟!!!!‬
‫صدمت ووقفت تتقدم منه قائالً‪ :‬إذا ً لقد حدث هذا فعالً !!!!! كُنتُ آ ُمل بأن األمر غير صحيح !‬
‫ُ‬
‫سحقا ً لك أنت ال تتعلم ُمطلقا ً!‬
‫ُ‬
‫أمسكته من ياقة قميصه تقول بغضب‪ :‬ألم نُحذرك من األمر مرارا ً !!!! هل تُريد أن ينتهي بك‬
‫المطاف كما حدث مع والدنا !!! ألن ترتاح إال عندما تُعذبنا بفقدك أيُها الطائش!‬
‫أشاح بنظره عنها وهو يشد على أسنانه دون أن ينطق بشيء‪..‬‬
‫روانا بحده‪ :‬أجبني يا آندور!!!‬
‫صمت لفترة قبل أن يهمس‪ :‬المنظر ُمضحك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬إرفع صوتك حتى يُمكنني سماعُك‪..‬‬
‫نظر إليها وقال‪ :‬أقصد المشهد ُمضحك عندما تُقدم فتاة قصيرة على جر شاب طويل من ياقة‬
‫عنقه‪..‬‬
‫إنزعجت من سخريته التي ال تُناسب الموقف وسحبت يدها بقوه عنه فقال بهدوء‪ :‬إعتذر ‪ ,‬لن‬
‫أحتك به ُمجددا ً‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره ثم قالت‪ :‬ولما إصطدمت به أصالً!‬
‫كذب قائالً‪ :‬أزعجني تحرشه بفتا ٍة ما لذا لم أستطع أن أتصرف وكأني لم أرى شيئا ً ‪ ,‬لم أُهدده‬
‫بشيء فقد غادرتُ بهدوء عنه فحسب فال تقلقي‪..‬‬
‫ضاقت عيناها وهي غير واثقة من أنه يقول الحقيقه‪..‬‬
‫لكن ‪ ...‬ما دام بأنه تنازل وإعتذر فلن تتحدث عن الموضوع أكثر‪..‬‬
‫عاودت الجلوس على األريكة قائله‪ :‬ال بأس ما دُمتَ تعدني بأن ال تصطدم به ُمجددا ً ‪ ...‬واآلن‬
‫أحظر لي ماءا ً باردا ً ألشربه فأنا عطشه‪..‬‬
‫رفع حاجبه وقال‪ :‬تملكين قدمين على ما أضن‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه وأكمل‪ :‬أوه نسيتُ بأنهما قصيرتان لذا السفر حتى المطبخ سيزيد من مشقتك‬
‫وقد تموتين عطشا ً‪..‬‬
‫إهتز حاجبها غضبا ً قبل أن تحمل حقيبتها وترميها بقوة بإتجاهه فتفادها يقول‪ :‬لهذه المرة فقط‬
‫شفقةً على حالك ولكن خالل أيامك القادمه إخدمي نفسك بنفسك‪..‬‬
‫بعدها ذهب الى المطبخ فتبعته بعينيها بعدها قالت لنفسها‪ :‬خالل أيامي القليلة هذه سأحرص‬
‫على تصحيح حياتك وأولها إبعادك عن ذلك المشبوه المدعو بريكس‪..‬‬

‫***‬

‫‪19 juonyour‬‬
‫‪10:02 am‬‬

‫أقفلت فلور هاتفها النقال قائله‪ :‬جيد ‪ ,‬سيصل الفستان بعد يوم غد ‪ ,‬أي قبل يوم ميالد ذلك‬
‫المزعج بيوم تماما ً‪..‬‬
‫تنهدت هامسه‪ :‬بالكاد إستطعت تقديمه ‪ ,‬كان عمي سيقتُلني بكُل تأكيد لو لم يصل في الوقت‬
‫ال ُمناسب‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وتمشت بعدها في المنزل هامسه‪ :‬أكره أيام اإلجازة اإلسبوعيه ‪ ,‬فالمنزل‬
‫حينها في فترة الصباح يُصبح ُممالً بشك ٍل ال يُطاق!‪..‬‬
‫تنهدت وأكملت‪ :‬وعمي اآلن مشغول ألجل حفلة ريكس وزوجته المزعجة تلك مشغولةٌ كالعاده‬
‫وإستيال تُحاول جاهده تعويض األيام الثالث التي ذهبت فيهن الى الندوة وتُحاول أخذ إجاز ٍة‬
‫يوما اإلثنين والثُالثاء من أجل أيضا ً حفلة ذلك الريكس ‪ ..‬واألخوة الباقين ُمملين‪..‬‬
‫الخناق ‪ ,‬أتمنى بأنه لن يأتي إال لفتر ٍة قصيره‬ ‫همست‪ :‬وسيأتي آلبرت قريبا ً ليُضيق علي ِ‬
‫ويُغادر بعدها‪..‬‬
‫توقفت ونظرت الى اليسار ورأت بعيدا ً إليان تتجه الى الباب وبيدها كتابا ً ودفترا ً مع بعض‬
‫األقالم‪..‬‬
‫همست‪ :‬دودة الكُتب تلك‪..‬‬
‫إبتسمت بعدها‪ :‬يُمكنني إستغالل طفشي في إغاضتها ففارسها إدريان غير موجود‪..‬‬
‫وتبعتها بعدها الى الخارج لتجدها قد جلست على كرسي طويل هزاز تحت مظلة كبيره بيضاء‬
‫اللون ووضعت الكتاب والدفتر واألقالم بجانبه لتبدأ اإلستذكار‪..‬‬
‫تقدمت منها ووقفت أمامها تقول‪ :‬ألن تملين من ُمطالعة كُتبك المدرسية هذه ؟ أنا ال يُمكنني‬
‫فهم كيف تُفكر غبيةٌ مثلك ففوالدك غني وستملكين الكثير عندما تتخرجين ‪ ,‬المال والمنصب‬
‫فلما تستمرين باإلجتهاد ألجل ال شيء ؟‬
‫ت بأن أخي األكبر هو من يستحق أن‬ ‫وضعت يدها على فمها وأكملت‪ :‬ال تقولي لي بأنك أيقن ِ‬
‫ت بإنقاذ ُمستقبلك منذ اآلن ؟ ههههههههه أعلم بأن أخي رائع ولكن‬ ‫يرث أعمال عمي لذا بدأ ِ‬
‫لم أضن بأنكم مقتنعين بهذه الحقيقه ههههههه‪..‬‬
‫توقفت عن الضحك بإنزعاج عندما تجاهلت إليان وجودها وعندما ه ّمت بالحديث ُمجددا ً توقفت‬
‫حالما سمعت البوابة الكبيرة تُفتح وتدخل سيارة صغيره فارهة المنظر‪..‬‬
‫همست فلور‪ :‬من ؟ ال أحد من العائله يملك هذا النوع من السياره ‪ ,‬أهو زائر ؟‬
‫إتسعت عيناها تدريجا ً وهي ترى الشاب الطويل الهادئ المنظر الذي نزل من السيارة فصرخت‬
‫بفرح‪ :‬آلبرت!!!‬
‫وبعدها ركضت بسرعه إليه فرفعت إليان عينيها بهدوء إليه قبل أن تقف وتلم أغراضها وتتجه‬
‫الى الداخل‪..‬‬
‫ٌ‬
‫إستقبل آلبرت أُخته التي قفزت تحتضنه وهو يقول‪ :‬أهي فرحة حقيقه أم ُمزيفه ؟‬
‫فلور‪ :‬أيها اللئيم حتى لو كُنتَ ُمزعجا ً فأنت قد غبتَ كثيرا ً لذا عندما رأيتُك أيقنتُ بأني كُنتُ‬
‫ُمشتاقة لك‪..‬‬
‫إبتسم لها وهو يرفع عينيه يُراقب إليان التي دخلت الى المنزل فسألها‪ :‬هل يوجد أحد في‬
‫المنزل ؟‬
‫إبتعدت عن حضنه وقالت‪ :‬فقط من بين عائلتنا الكبيره ال يوجد سوى كين وإليان ‪ ,‬األول نائم‬
‫واالُخرى دودة كتب كالعاده‪..‬‬
‫ت وكين ؟‬ ‫آلبرت‪ :‬كيف حالُك أن ِ‬
‫إصرارك ال ُمقيت أنت وإستيال‬ ‫ُ‬ ‫فلور‪ :‬بخير ومستمران بالدراسة التي ال أعلم متى تنتهي ‪ ,‬لوال‬
‫لتركتُها منذ زمن‪..‬‬
‫ت ال ُمستقبل عليك أن تُسلحي نفسك كي ال تدعي ألحد فرصةً‬ ‫رفع حاجبه وقال‪ :‬حتى لو ضمن ِ‬
‫للسخريه‪..‬‬
‫أمالت شفتيها ولم ترد فقال‪ :‬وإستيال ؟‬
‫فلور‪ :‬منغمسةٌ في أعمالها وهي جيده كعادتها‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬ماذا عن األخ الفاشل ذاك ؟‬
‫أمالت فلور شفتيها تقول‪ :‬كعادته بارع في الفشل‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وقال بهدوء مصطحبا ً بعبارات تهديد‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬في أيامي القليلة التي سأبقى فيها‬
‫ُهنا سأُحاول تصحيحه حتى لو أُضطررتُ إلستعمال القوه ‪ ,‬لن أسمح لتلك العجوز المزعجه‬
‫اإلستمرار باإلستحواذ عليه فهو جزء من عائلتنا نحن ‪ ,‬فرانسوا األحمق هذا أخي وليس إبنا ً‬
‫لها!‬

‫"تنويه ‪:‬حصل خطأ بالبارت السابق وذُكر أخاهم األكبر تحت إسم روبرت وهو في الحقيقة‬
‫آلبرت ‪ ,‬كان خطئا ً مطبعيا ً مني فالمعذره "‬

‫‪Part End‬‬

‫‪Part 21‬‬

‫جلست إليان على الكُرسي الذي دائما ً ما تجلس عليه كُلما أتت الى صالة السباحة هذه‪..‬‬
‫وضعت رجالً على رجل وهي تفتح كتابها إستعدادا ً إلستكمال اإلستذكار‪..‬‬
‫ما إن بدأت حتى قطع عليها ُخلوتها فتح الباب ودخول آلبرت الى المكان‪..‬‬
‫تجاهلت وجوده وهو يتقدم منها حتى وقف ووقفت بجانبه فلور وهي تتشبث بذراعه وكأنها‬
‫تشعر بالقوة والسيطرة بوجوده جانبها‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬مرحبا ً بإبنة عمي إليان ‪ ,‬لقد آلمني رحيلُك دون أن تُرحبي بي حتى‪..‬‬
‫رفعت عينيها عن الكتاب ونظرت الى عينيه الزرقاوتين الهادئتان والتي تتصف بكثير من‬
‫الدهاء كالعاده قبل أن تُجيبه بهدوء‪ :‬أهالً‪..‬‬
‫ت أيتُها الوقحه كيف تجرؤي على‬ ‫ثُم عاودت النظر الى كتابها فإنزعجت فلور وقالت بغضب‪ :‬أن ِ‬
‫تجاهل أخي و‪.....‬‬
‫مد يده إشارة لرغبته بأن تتوقف فأمالت فلور شفتيها وتوقفت عن إكمال كالمها وهي ُمكرهةٌ‬
‫على ذلك‪..‬‬
‫نظر الى إليان لفتره قبل أن يقول‪ُ :‬منافستي مع والدتك أو أخاك ليس عليها أن تؤثر على‬
‫صغرى لذا ال أُحب أن أراك تتصرفين‬ ‫عالقتنا نحن ‪ ,‬فنحن عائله وأنا لطالما إعتبرتُك أُختي ال ُ‬
‫بهذه الطريقه ‪ ,‬أنا ال أكرهك وال سبب لدي كي أكر ُهك يا إليان‪..‬‬
‫تشبثت فلور بذراع أخاها أكثر من الغيرة فهي وحدها من عليها أن تحصل على الدالل وليس‬
‫إليان أيضا ً‪..‬‬
‫رفعت إليان عينيها إليه لفتره قبل أن تقول بهدوء‪ :‬أتفهم سبب عالقتك السيئه مع والدي ومع‬
‫ريكس ولكن لما والدتي وإدريان أيضا ً ؟ إدريان ال يُحب أعمال العائله لذا ال سبب يدعوك‬
‫لكُرهه ووالدتي كانت كاألُم لكم ولطالما أحبتكم فلما تكرهها ؟‬
‫ضاقت عيناه قائالً‪ :‬ليست كأُمي‪..‬‬
‫لم تُزل عيناها عنه للحضات قبل أن تبتسم بسخريه وتُعاود النظر الى كتابها‪..‬‬
‫في حين قال لها آلبرت بهدوء‪ :‬على أية حال تذكري دائما ً بأني ال أكرهك لذا ال تُدمري هذه‬
‫العالقة يا إليان‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادر فهمست إليان لنفسها‪ :‬تكره عائلتي وتُحاربهم وبعدها تقول ال تُدمري‬
‫العالقه ! أنت من بدأتَ بتدميرها!‬

‫***‬

‫‪1:22 Pm‬‬

‫خرجت من الغرفه الى الصالة بعدما إستيقضت من النوم فلم تجد أخاها في أي مكان‪..‬‬
‫إنه يوم ال ُجمعه لذا ال يوجد دوام في كليّته فأين يُمكن أن يكون قد ذهب ؟‬
‫جلست على األريكة ووضعت رجالً على رجل هامسه‪ :‬خرج مع أصدقاءه ؟ إذا ً البد أن يتضمن‬
‫هذا األمر وجود ريكس أيضا ً!‬
‫ضاقت عيناها بتفكير لفتره قبل أن تنتبه الى التلفاز الذي كان يُعرض ُمسلسالً دراميا ً كانت‬
‫تُشاهده قبل ثالثة أعوام‪..‬‬
‫بحثت بعينيها حولها عن جهاز التحكم قبل أن تقف وتبدأ بالبحث بين األرائك ووسائدها حتى‬
‫وجدته‪..‬‬
‫عقدت حاجبها للحضه وأخرجت صورةً وجدتها أيضا ً خالل البحث بعدها جلست تتأملها‪..‬‬
‫كانت لعدة أطفال ُمراهقين يقفون معا ً والطرف اآلخر من الصورة مقطوع‪..‬‬
‫نظرت الى الصورة لفتره قبل أن تهمس‪ :‬أين رأيتُ هذه الصوره ؟ إنها ليست غريبةً عني‬
‫إطالقا ً!‬
‫بقيت تتأملها لفتره وهي واثقه من رؤيتها لها في مكان ما لكن ال يُمكنها تذكره بتاتا ً‪..‬‬
‫سمعت صوت الباب يُفتح فنظرت الى جهته حتى رأت آندرو يدخل وعندما رآها فوجئ للحضه‬
‫قبل أن يهمس‪ :‬نسيتُ أنها ُهنا‪..‬‬
‫جلس على األريكة وبدأ بإحالل ربطة عُنقه وهو يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ..‬الى متى تنوين البقاء‬
‫بستراسبورغ ؟‬
‫روانا ببرود‪ :‬الى ما بعد حفلة ذلك الريكس بيومين‪..‬‬
‫رفع حجبه ونظر إليها فإبتسمت تقول‪ :‬نعم ‪ ,‬أعلم عن أمر الحفله ‪ ,‬وستأخذني معك إليها‪..‬‬
‫آندرو بصدمه‪ :‬ال !! يستحيل هذا!‬
‫روانا ببرود‪ :‬ولما ؟‬
‫آندور‪ :‬ال سبب يدعوني آلخذك إليها ‪ ,‬وأيضا ً أنا لستُ بذلك الغباء كي أفتح لك مجاالً إلفسادها‬
‫!‬
‫روانا‪ :‬أُفسدها ؟!!! آندرو هذا كان قاسيا ً ! لما تقل هذا عني ؟!‬
‫ت لن‬‫ت أمر عالقتي بريكس واآلن تُريدين حظور حفلته ! هذا واضح ‪ ,‬أن ِ‬ ‫آندرو‪ :‬لطالما كره ِ‬
‫تحضريها لتُقدمي له التحايا والتبريكات بل إلفساد مزاجه أو إفساد الحفلة بأكملها!‬
‫روانا ببرود‪ :‬أال يحق لي ؟‬
‫آندرو بإنزعاج‪ :‬روانا كُفي عن التدخل بحياتي!!‬
‫روانا‪ :‬إذا ً توقف عن ُمرافقته وسأعدك بعدم التدخل ُمجددا ً!‬
‫شد على أسنانه وهو حقا ً قد ضاق ذرعا ً من التحدث معها عن هذا األمر‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬إسمعي ‪ ,‬الحفلة لن تحظريها ‪ ,‬وعالقتي معه ال عالقة لك فيها ‪ ,‬األخوة ال ِكبار لم‬
‫يُخلقوا ليفرضوا سيطرة على حياة أخوتهم الصغار بل ُخلقوا ليُقدموا لهم العون فقط!‬
‫روانا‪ُ :‬مخطئ ‪ ,‬هم موجودون لتصحيح مساراتهم الخاطئه ‪ ,‬إن لم يتواجد األم واألب فاألخ‬
‫واألُخت هم من يقوموا بدورهم وعليك أن تعي هذه الحقيقة وأنك ُمخطئ!‬
‫صرخ عليها غضباً‪ُ :‬مخطئ في ماذا ؟!!! بسبب ترهات ال صلة لها بالواقع تُريدين إفساد‬
‫عالقاتي ! بسبب طبيعة عمله وشخصيته الغريبه وبعض المواقف التي لم تُعجبك إفترضتي‬
‫سلفا ً بأنه غير جيد وأنه مشبوه بالكامل ! توقفي عن لعب دور ال ُمحققه!!‬
‫صراخ ‪ ,‬أنت لستَ طفالً كي تُحاول إثبات صحة موقفك بالصوت‬ ‫روانا ببرود‪ :‬توقف عن ال ُ‬
‫العالي‪..‬‬
‫شد على أسنانه غضبا ً من كالمها فوضعت رجالً على رجل وقالت‪ :‬إنه صديقك لذا أنت أعمى‬
‫بالكامل على عكس من يرى األمور بعقله فقط ‪ ,‬عليك أن تثق بحكم أختك الكبرى وأن تستمع‬
‫إليها‪..‬‬
‫ليرد لكنه الحظ الصورة التي بيدها فدُهش وتقدم منها آخذا ً إياها يقول‪ :‬هل من‬ ‫فتح فمه ُ‬
‫واجبات األخوة الكبار التفتيش في حاجيات أخوتهم أيضا ً!!‬
‫صدفه ‪ ,‬على أية حال ماهي ؟‬ ‫روانا‪ :‬رأيتُها ُ‬
‫آندرو وهو يُخبئها في جيب بنطاله‪ :‬ال شأن لك‪..‬‬
‫ضاقت عيناها تقول‪ :‬إذا ً لما تبدو مألوفةً لدي ؟‬
‫آندرو‪ :‬هذه ُمشكلتك فإسألي نفسك!‬
‫روانا‪ :‬أرى بأنك أصبحتَ بارعا ً بالكذب‪..‬‬
‫نظر الى عينيها وقال‪ :‬وهذا يعني بأنه إن لم تتوقفي عن التدخل فستُصبحين غير قادره على‬
‫التفريق بين الحقيقي والكذب في كالمي وتصرفاتي‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وذهب الى غرفته يُبدل مالبسه فرفعت حاجبها هامسه‪ :‬ما بال شخصيته تُصبح‬
‫ُمزعجه يوما ً عن يوم ؟‬
‫أمالت شفتيها ُمكمله‪ :‬لم يسع لي الوقت إللتقاط صورة لتلك الصوره‪..‬‬

‫***‬

‫‪4:09 pm‬‬

‫وقفت آليس بوسط هذه الصالة المتوسطه الحجم ذات األثاث البسيط واللطيف المظهر‪..‬‬
‫كانت درجات اللون الرمادي واألبيض هي السائده على المكان ‪ ..‬أشكال الستائر وألوان‬
‫األغطيه واألثاث والكماليات كُلها كانت جميله تتسم بالبساطة واألناقه‪..‬‬
‫غرفة نوم منفرده ومطبخ وغرفة إستقبال وحمامان وصاله ‪ ,‬هذه هي صفات الشقة التي‬
‫إستأجرتها لها جينيفر بناءا ً على رغبتها‪..‬‬
‫واآلن ‪ ....‬آليس إنتقلت إليها تاركةً ذلك المنزل بمن فيه‪..‬‬
‫إسترخت على األريكة هامسه‪ :‬من اآلن وصاعدا ً يا آليس ستبقين وحيده ‪ ,‬عليك اإلعتماد على‬
‫أكرمتك السيدة جينيفر كثيرا ً لذا ال تكوني إتكالية أكثر من هذا‪..‬‬
‫ِ‬ ‫نفسك في كُل شيء ‪ ,‬لقد‬
‫نظرت الى الحقيبة التي أحظرتها معها وأكملت‪ :‬عليك أن تبدأي البحث بنفسك هذه المره ‪,‬‬
‫عليك أن تجدي عائلتك وأن تستعيدي حياتك السابقة‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً بعدها وقفت ُمكمله‪ :‬أعترف أني سأفتقد ذلك المنزل ‪ ,‬والحديقه ‪,‬‬
‫والمشاحنات مع تلك ال ُمربيه وتناول الطعام مع جينيفر والحديث مع إدريان واإلستماع الى‬
‫غضب إليان‪..‬‬
‫صمتت قليالً قبل أن تُكمل‪ :‬لكن مع هذا البد لي من العودة فأنا لم أُودع مارك بعد ‪ ,‬ولم أُعطي‬
‫إدريان إعتذارا ً الئقا ً أيضا ً‪..‬‬
‫أخذت حقيبتها وذهبت الى غرفة النوم وبدأت بتوضيب أغراضها‪..‬‬

‫خالل ساعه كانت قد إنتهت من كُل شيء ولبست لها معطفا ً ثقيالً وخرجت من الغرفة متجهةً‬
‫الى األسفل لتشتري بعض الحاجيات ‪ ,‬فعلى الرغم من أن المطبخ قد قامت بجينيفر بتكفل‬
‫تجهيز األطعمه فيه إال أن آليس بحاج ٍة الى أطعم ٍة أُخرى‪..‬‬
‫دخلت الى السوبر ماركت وهي تُفكر ‪ ,‬لقد أعطتها جينيفر ألف يورو وقالت إن إحتاجت أكثر‬
‫عليها أن تطلب دون أي خجل‪..‬‬
‫ال ‪ ,‬لن تطلب أكثر ‪ ,‬لن تكون تلك الطفلة اإلتكالية أكثر من ذلك ‪ ,‬ستقتصد هذه األموال وستجد‬
‫عائلتها قبل أن تنتهي‪..‬‬
‫لم تتجاوز ُمشترياتها أكثر من ‪ 15‬يورو خرجت بعدها من السوبرماركت وهي تحمل‬
‫األغراض وتتجه الى شقتها باألعلى حيث أن هذا المحل يقع في المبنى المجاور تماما ً‪..‬‬
‫ال شيء أفضل من هذا‪..‬‬
‫توقفت حالما وصلت الى باب الشقه وشعرت ببعض الريبه وهي ترى نصفه مفتوح‪..‬‬
‫تراجعت خطوتان الى الخلف بحذر وهي تتسائل عمن يمكنه إقتحام شقتها في هذا الوقت‬
‫القصير!‬
‫هي حتى لم تتوقع أن قصص حوادث إقتحام شقق الفتيات قد تحصل لها فعالً وبهذه السرعه!!‬
‫هي لم تستلمها سوى قبل ساعتين فقط!‬
‫شدت على أسنانها بحقد وإستياء عندما تذكرت بأنها أصالً لم تُقفل الباب خلفها بال ُمفتاح عندما‬
‫نزلت!‬
‫ياله من إهمال ! هي لم تعتاد األمر بعد ولكن هذا ليس بمصلحتها فـ‪....‬‬
‫توقفت عن التفكير فورا ً عندما تسلل الى أنفها رائحة عطر زكيه نابعةً من داخل الشقه‪..‬‬
‫إنها نفس رائحة العطر التي ش ّمتها في باريس!‪..‬‬
‫و ُمجددا ً ُخيل لها جسد شخص ما يقف وتُغطي الظلمة وجهه ‪ ,‬ال يُمكنها بتاتا ً رؤية مالمحه!‬
‫كُلما ش ّمت هذه الرائحه تذكرته‪..‬‬
‫لقد قالت هذا األمر للطبيب عندما زارته المرة الماضيه وأخبرها بهذه الكلمات‪..‬‬
‫"رائحة العطر هذه حتما ً أيقظت أحد خاليا ذكرياتك النائمه وستستمرين بتخيل الشخص المعني‬
‫حتى تُقابليه ُمباشرةً وقد تُصبحين محظوظة وتتذكرين مالمحه جيدا ً حتى من دون رؤيته‪" ..‬‬
‫ضاقت عيناها وهمست‪ :‬هل هو ؟ هل صاحب رائحة العطر هذه هو من أتخيله دوما ً في‬
‫ذكرياته أم هو ذلك الشاب الغريب الذي يمتلك نفس الرائحه والذي قابلتُه ُمسبقا ً في باريس ؟‬
‫على أية حال ‪ ,‬أيا ً كان منهما فكيف وصل إليها ؟‬
‫هل تدخل الى الشقة أم تطلب مساعدة الحارس الذي يقف باألسفل ؟‬
‫لم تستطع أن تُفكر كثيرا ً بهذه الخيارات فهاهو صاحب رائحة العطر هذه قد خرج مبتسما ً‬
‫حالما رآها‪..‬‬
‫وكما توقعت ‪ ,‬إنه الشاب الغريب نفسه الذي قابلته في باريس المرة الماضيه‪..‬‬
‫لم تستطع سوى أن تشعر ببعض الحذر وهي تسأله‪ :‬لما لحقت بي من باريس الى ُهنا ؟‬
‫نظر إليها الشاب ُمبتسما ً والذي لم يكن سوى آندرو وقال‪ :‬مرحبا ً ‪ ,‬إس ُمك اآلن هو آليس‬
‫صحيح ؟ ألم تقومي بتغييره بعد ؟‬
‫ضاقت عيناها تسأل بحده‪ :‬ماذا تُريد ؟‬
‫ت غريبه ‪ ,‬تشعرين بالراحة مع من يجب أن تحذري منهم وتحذرين ِمن من هم‬ ‫تنهد وقال‪ :‬أن ِ‬
‫أهل للثقه!‬
‫من بعد ما أنقذها من ذلك المجرم الغريب الذي طاردها شعرت بالراحة ناحيته ولكن ال يمكنها‬
‫اإلستمرار بهذا الشعور بعد أن يظهر لها فجأه في شقتها بينما من المفترض أن يكون في‬
‫باريس اآلن!‬
‫ال يُمكنها الشعور بالراحة تجاهه ُمطلقا ً!‬
‫تنهد وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬لم نتعرف سابقا ً بشكل لبق وصريح ‪ ,‬دعينا نتحدث في الداخل عن كُل‬
‫شيء‪..‬‬
‫ما زالت ترمقه بنفس نظراتها الحاده الحذره فتنهد ُمجددا ً يقول‪ :‬لقد أتيتُ الى منزل السيدة‬
‫ت لذا أخذتُ عنوانك الجديد منهم ‪..‬‬ ‫جينيفر ل ُمقابلتك ولكن عندما لم أجدك قيل لي بأنك إنتقل ِ‬
‫حسنا ً تجاوزنا النقطة األولى ‪ ,‬دعينا نتحدث عن التفاصيل في الداخل وكُفي عن رمقي بأعين‬
‫القطط الشرسة هذه‪..‬‬
‫بعدها إلتفت ودخل فبقيت في مكانها واقفه لفتره قبل أن تهمس‪ :‬ذلك الوغد ! لماذا على الرغم‬
‫من أن الموقف كُله ُمريب إال أني بشكل غريب أشعر بالراحه ؟! هل لرائحة العطر هذه تأثير ما‬
‫؟‬
‫ضاقت عيناها قليالً بعدها تقدمت ووضعت كيس حاجياتها في المطبخ قبل أن تذهب الى الصالة‬
‫وتجده يجلس بإسترخاء وكأن المنزل منزله‪..‬‬
‫ي!‬
‫بقيت واقفه ترمقه بنظراتها الحاده قبل أن تقول‪ :‬أنت إستغالل ّ‬
‫عقد حاجبه فأكملت‪ :‬تعلم بأمر فقداني لذاكرتي ‪ ,‬وتعلم بأمر رغبتي الشديده في معرفة إسم‬
‫هذا العطر ‪ ,‬هل إستخدمته هذا اليوم لكي تُرخي من دفاعي ؟ لقد فعلت ذلك صحيح ؟‬
‫نظر إليها لفتره بعدها إبتسم وقال‪ :‬لم أضنك ذكيه‪..‬‬
‫شدت على أسنانها بحقد فضحك وأكمل‪ :‬هيّا هيّا نحنُ ال نعرف بعضنا لذا كُنتُ أعرف بأنك لن‬
‫ي ُمطلقا ً مالم أقم بخدعة صغيره ‪ ,‬ما دامت هذه الرائحه تُذكرك بشيء في الماضي‬ ‫تستمعي إل ّ‬
‫ت ستستفيدين صحيح ؟ من يدري قد تنشط‬ ‫أردتُ أن أستغل األمر للتقرب إليك ولكن بال ُمقابل أن ِ‬
‫ذاكرتك في هذه الدقائق القليلة القادمه بسبب الرائحه‪..‬‬
‫إبتسم وأكمل‪ :‬وأيضا ً ‪ ,‬لو أنهينا حديثنا هذا كامالً أعدُك بأني سأُعطيك إسمه!‬
‫ضاقت عيناها للحضه قبل أن تجلس بهدوء تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬قُل ما عندك‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ههههههه كان هذا سريعا ً ‪ ,‬توقعت رؤية القليل من العناد!‬
‫آليس‪ :‬ال تُحاول تضييع الوقت بمواضيع خارجيه‪..‬‬
‫تنهد آندرو قائالً‪ :‬هيّا ال تكوني جاده هكذا ! هذا ُممل‪..‬‬
‫شدت على أسنانها بغضب قبل أن تنفجر قائله‪ :‬ماذا تُريد بحق هللا ؟!!! أولستَ أنت الشاب‬
‫نفسه من قال لي آخر مره أني ُمخادعه وأدعي فقداني للذاكره وأنك حتما ً ستجد هدفي من ذلك‬
‫؟!!! أولستَ أنت الشاب نفسه الذي هددني قائالً بأنك ستجعلني أدفع الثمن ُمضاعفا ً لو سببتُ‬
‫األذى لذلك الوغد المدعو بريكس ؟!! أولستَ الشاب نفسه ‪.‬؟!!!‬
‫نظر إليها لفتره قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬أجل أنا نفسه ‪ ,‬وال ِزلتُ متمسكا ً بتهديداتي تلك‪..‬‬
‫ت فقدتي ذاكرتك حقا ً أم‬ ‫شعرت بالغضب العارم تجاهه فأكمل قائالً‪ :‬لهذا أتيتُ ألتأكد ما إن كُن ِ‬
‫أنك تدعين ذلك‪..‬‬
‫أدخل يده في جيب معطفه وأخرج تلك الصورة نفسها ذات الطرف المقطوع‪..‬‬
‫رماها على الطاولة التي تتوسطهما وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬ألقي نظرة على هذه الصورة وأخبريني‬
‫عنها‪..‬‬
‫نظرت إليه بعينيها الشرستين قليالً قبل أن تنظر الى الصورة‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وإنحنت تلتقط الصورة وبدأت تتأملها بمشاعر غريبه تجتا ُحها‪..‬‬
‫كانت صورةٌ تجمع فتاة بشابين يبدوان في المرحلة الثانويه و ‪ .....‬شخص رابع بالصورة‬
‫ولكن قد تم قطعُه!‬
‫بقيت تنظر الى الفتاة لفترة من الوقت ‪ ..‬مهما كان الفرق ‪ ,‬ثالث أو أربع سنوات هي بالتأكيد‬
‫ال يُمكن لها أن تُخطئ‪..‬‬
‫صورة هذه الفتاة ‪ ...‬هي صورتها في مرحلة الدراسه!‬
‫لم تُزل عينيها عن وجه الفتاة لفتره قبل أن ترفعها الى آندرو تقول‪ :‬أنت ‪ ....‬تعرف هويتي ؟‬
‫لم يُجبها وما زال يُراقب تصرفاتها بهدوء تام‪..‬‬
‫عاودت النظر الى الصورة عندما لم تسمع ردا ً منه ونظرت الى الشابين حتى توقفت ُمقلة‬
‫إيرادي على أحدهما وبقيت ُمعلقتان به لفتره‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫عينيها بشكل ال‬
‫همست بدون وعي‪ :‬جاكي ؟‬
‫تذبذبت الصورة في عينيها وبدأت تتخيل وجهه الغاضب وهو يصرخ فيها‪..‬‬
‫هي ال تسمع ما يقول ‪ ,‬لكن يُمكنها رؤيته يصرخ في وجهها بغضب عارم ويائس!‬
‫وهي‪....‬‬
‫رفعت يدها الى رأسها وأمسكت به بهدوء وهي تُحاول جاهدةً التعمق وبدأت برؤية نفسها‬
‫أمامه تبكي وتصرخ هي األُخرى في وجهه‪..‬‬
‫ومع هذا ‪ ...‬ال يُمكنها سماع شيء‪..‬‬
‫فقط صور ! إنها صور فحسب بدون أي صوت‪..‬‬
‫تشوشت الذكرى في رأسها وتذكرت فورا ً رؤيتها لذلك الصبي مع ريكس في تلك الغرفة‬
‫ال ُمغلقه وبعدها إنهيارها على األرض وهي تُردد تلك الكلمات الغريبه‪..‬‬
‫تحركت شفتيها تهمس لنفسها بصوت بالكاد يُسمع‪ :‬والدي ‪ ......‬جاكي!‪..‬‬
‫لقد تذكرت ‪ ,‬تذكرت مالذي جعلها تفقد وعيها في ذلك اليوم في الغرفه‪..‬‬
‫تذكرت حتى تلك الصور الغريبة التي ظهرت في ذاكرتها وتلك الكلمات التي صرخت فيها‪..‬‬
‫لقد ذكرت إسم جاكي ؟ وإسم آريستا و ‪ .....‬والدها ؟‬
‫والدها ؟‬
‫ماذا ‪ !.‬إنها المرة األولى التي تتذكر فيها شيئا ً عن عائلتها!‬
‫لكن لما ؟!!! لما في ذاكرتها قالت تلك الكلمات ؟‬
‫"لما فعلت ذلك بي ‪....‬لما يا والدي"‬
‫لما تتذكر جمالً تبدو فيها وكأنها تُهاجم والدها ؟ أو تتهمه بشيء ما ؟!!‬
‫لما الذكرى ليست سعيده ؟‬
‫إنها ‪ ...‬تُشعرها بشؤم ال يُطاق!‬
‫شدت على أسنانها قليالً وتركت التفكير في أمر والدها وعاودت النظر الى الصورة والى ذلك‬
‫الشاب بالتحديد ‪ ..‬من دون شك هو المدعو بجاكي في ذاكرتها‪..‬‬
‫مما يبدو فهما كانا صديقا دراسه‪..‬‬
‫رفعت عينيها الى آندرو الذي كان يُراقبها بهدوء تام وقالت‪ :‬ألن تُجيبني ؟ هل أنت تعرفني ؟‬
‫هل تعرف هويتي ؟‬
‫سألها بهدوء‪ :‬ماذا يعني لك إسم باتريكا سايمون ؟‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬ماذا يكون هذا ؟‬
‫إبتسم بسخريه ولم يُجب فشدت على أسنانها بحقد وقالت‪ :‬ما عالقتك بريكس ؟!! لقد هددتني‬
‫من أجله سابقا ً ! لقد حدث وأن قال لي جملة أغضبتني جدا ً قبل سفري لباريس وهو عن أمر‬
‫أن وثائقي مزوره ومن وقتها رفض تماما ً أن يُخبرني عما كان يقصد ‪ ,‬واآلن أنت تمتلك‬
‫صورةً قديمة لي مع زمالئي بالمدرسه وتسألني عن إسم غريب ؟ هل من ال ُممكن أن يكون‬
‫هذا اإلسم هو إسمي الحقيقي ؟!!! هل تعرفان أنتما اإلثنان هويتي وتُخبئانها عني ؟!!‬
‫تذكرت شيئا ً وأكملت بصدمه‪ :‬ألهذا السبب قام ذلك الوغد بطرد دانييل من أمام المنزل وتهديده‬
‫بالشرطه !! أألنه عرف عن عالقته بي لذلك أبعده عني قدر ال ُمستطاع!!‬
‫بقي على نفس إبتسامته الهادئته فزاد غضبها وصرخت فيه‪ :‬أجبني!!‬
‫تحدث قائالً‪ :‬أجيبيني أوالً ‪ ,‬لماذا تتحدثين دائما ً وكأن العالم كُله يتآمر ضدك ؟ إنها ليست المرة‬
‫األولى فلقد حدث هذا في باريس أيضا ً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها ُمتفاجئة من سؤاله فأكمل‪ :‬لما تُفكرين دائما ً بنفس اإلتجاه ؟ لما كُل أمر غريب‬
‫ت ُمختلفه‬ ‫تسمعين به تفكرين بأنه يستقصدك أو يُريد أذيتك أو تدميرك ؟ لما ال تفكرين بإتجاها ٍ‬
‫؟‬
‫شدت على أسنانها قائله‪ :‬كُل شيء إرتبط وأصبح واضحا ً منذ حادثة دهسه لي ! ال تُحاول‬
‫التذاكي علي!!!‬
‫آندرو بال ُمبااله‪ :‬لما ال يكون ال ُمستشفى مثالً إحتفظ بهويتك سرا ً وأرسلها الى الشرطة عندما‬
‫شك بكونها مزوره ثُم مثالً ذهب ريكس ليُنهي هذه األمور بما أنه المسؤول األول عن حادثة‬
‫صدمك ولهذا يمتلك أوراقك الثبوتيه ؟ ربما لم يُخبرك ألنه لم يُرد أن تتمسكي بأمل ال جدوى‬
‫منه بما أنها في األخير مزوره وال فائده منها ؟ ربما هو بصفك ‪ ...‬مثالً أعطاني أنا هذه‬
‫الصورة الوحيده الغير مزوره كي أبحث عن عائلتك ولهذا أنا أبحث بالجوار لدرجة أني أنقذتُك‬
‫من القاتل الذي واجهك في باريس ؟ ربما حتى تطورت تنائج بحثي الى درجة أننا إكتشفنا مثالً‬
‫بجار لك لهذا قرر إبعاده عنك ؟ ما رأيُك بهذا ؟‬ ‫ٍ‬ ‫بأن ذلك المدعو بدانييل ُمخادع وأنه لم يكن‬
‫إتسعت عيناها بدهشة من سير األمور المنطقية هذا فإبتسم وأكمل‪ :‬ولكن بالطبع ال شيء من‬
‫طرق األُخرى التي‬ ‫كالمي صحيح فهو ُمجرد مثال غير صحيح وعبارة عن طريقة من آالف ال ُ‬
‫من ال ُمفترض أن تُفكرين بها‪..‬‬
‫إنزعجت من أسلوبه هذا ‪ ..‬يُخادعها لتُصدقه ثُم يُظهر خداعه!!‬
‫طرق األُخرى كما أعطيتك مثاالً‬ ‫إبتسم وقال بهدوء تام‪ :‬قلتُ لك بأنه يُمكنك التفكير بآالف ال ُ‬
‫ت ُمصره على أنه يُخفي أمرا ً ما وأنه عدوك وأننا نحن‬ ‫ُمرتجالً دون أي تفكير ‪ ,‬ولكن ‪ ....‬أن ِ‬
‫ُ‬
‫نتآمر ضدك ونستقصد أذيتك ‪ .....‬أأخبرك بأمر ما ؟‬
‫ضاقت عيناها تنتظر تتمت حديثه فقال لها بهدوء‪ :‬ال ُمجرمون وحدهم من يُفكرون بهذه‬
‫الطريقه‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بصدمه فإبتسم وأخذ الصورة من يدها قائالً‪ :‬نعم تأكدتُ بأنك فاقده لذاكرتك‬
‫ولكن فاقدوا الذاكره دائما ً ما يتمسكون عادةً بخصالهم الي إعتادوا عليها ‪ ,‬كونك فاقدة‬
‫لذاكرتك ال يمحو حقيقة أنك ُمجرمه!‬
‫بعدها وقف وغادر الشقه ُمغلقا ً الباب خلفه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه قليالً بتفكير ونظر الى الباب لفترة ليست بالقصيره قبل أن يلتفت ويُغادر المكان‬
‫‪..‬‬

‫شدّت آليس على أسنانها وعيناها ُمعلقتان على الطاولة حيث كانت الصورة سابقا ً‪..‬‬
‫هذا ُمستحيل!!‬
‫يستحيل أن يكون ُمحقا ً في كالمه‪..‬‬
‫عضت على شفتيها وهي تتذكر تلك الجملة من لقائها السابق مع ذلك القاتل‪..‬‬
‫"هل أنا فتاةً سيئةٌ الى هذا الحد ؟‬
‫إبتسم هامسا ً لها‪ :‬بل أكثر"‬
‫عالقتها بقاتل ُمخيف كذلك الرجل يؤكد بأن حياتها السابقه كانت غير ُمسالمه بتاتا ً‪..‬‬
‫تذكرها لتلك الذكريات المخيفه كجدالها الحاد مع صديق دراستها وإتهامها ال ُمباشر لوالدها‬
‫ورمي رجل غريب المال في وجهها ‪ ,‬كُلها ذكريات تؤكد بأنها بالفعل لم تكن تعش حياةً‬
‫ُمسالمة مطلقا ً‪..‬‬
‫إذا ً ‪ .....‬هل هي بالفعل ُمجرمه ؟‬
‫هي ال تعلم!!‬
‫لم تعد تفهم شيئا ً!‬
‫تموج المنظر في عينيها عندما إمتلئتا بالدموع وبدأت تسيل على وجنتيها‪..‬‬
‫لم تعد تُريد ذلك‪..‬‬
‫ال تُريد تذكر أي شيء من ذكرياتها السابقه‪..‬‬
‫لقد أصبحت تخافها ‪ ,‬تخاف حياتها القديمه كثيرا ً‪..‬‬

‫***‬
‫‪8:01 pm‬‬

‫أوقف آلبرت سيارته في باحة المنزل في الجهة المخصصه للسيارات ونزل منها يُغلق بابها‬
‫خلفه ُمبتسما ً وهو يرى العديد من السيارات وهذا يعني بأن أغلب أفراد العائله أو ُربما‬
‫جميعهم موجودون‪..‬‬
‫لم يُقابل سوى فلور وإليان في الصباح ومن ثُم كين قبل أن يُغادر قبل الغداء ليطمئن ويُشرف‬
‫على أعماله الموجوده ُهنا في ستراسبورغ‪..‬‬
‫يشعر باإلثاره وهو ُمتأكد بأن لقاء الليله سيكون ُممتعا ً بحق‪..‬‬
‫تقدم ودخل من الباب فوجد فلور مرت لتوها خارجةً من جهة المطبخ‪..‬‬
‫إبتسمت حالما رأته وإحتضنت ذراعه وهي تقول‪ :‬لقد فعلتُها يا أخي ‪ ,‬إستطعت خداعه‬
‫وإستدراجه‪..‬‬
‫إبتسم وربت على شعرها يقول‪ :‬هذا يعني بأن فرانس ُهنا اآلن ؟‬
‫فلور‪ :‬أجل ‪ ,‬لقد كذبتُ عليه وإدعيتُ وجود خلل في حاسوبي وأُريد منه إصالحه لي بما أنه‬
‫خريج برمجيات لذا هو في األعلى ُمنهمكا ً على حاسوبي القديم جدا ً الذي عفى عنه الزمن‬
‫هههههههههههههههههههههههههه‪..‬‬
‫تنهد آلبرت هامساً‪ :‬هو ُمتفرغ إذا ً ‪ ,‬جبان ‪ ,‬ما إن سمع بمجيئي حتى تعذر بعشاء مع األصدقاء‬
‫القُدامى‪..‬‬
‫فلور‪ :‬ههههههههههه أتعلم ؟ حالما هاتفتُه قائله بأني أُريد ُمساعدته بدا عليه التردد لذا فورا ً‬
‫قُلت بأني كُنتُ سأُفضل ُمساعدة أخي آلبرت ولكنه لن يأتي حتى صباح الغد وفورا ً بعد سماعه‬
‫لهذا وافق وأتى هههههههههههههه يس ُهل خداعه فعالً‪..‬‬
‫نظر إليها قائالً‪ :‬هذه كانت خدمة طلبتُها أنا منك ‪ ,‬إياك أن تجرؤي على خداعه ُمجددا ً‬
‫سخرية منه من تلقاء نفسك فهو أخاك األكبر في النهايه!‬ ‫وال ُ‬
‫نفخت وجنتيها قائله‪ :‬حاضر ‪ ,‬لقد فهمت‪..‬‬
‫إبتسم وتوقف عن المشي عندما رأى إستيال تنزل من الدرج وهي ترتدي لباسا ً صوفيا ً وبيدها‬
‫كوب ساخن من القهوة السريعه‪..‬‬ ‫ٌ‬
‫إبتسمت إستيال بدورها وتقدمت منه ‪ ,‬عانقته قائله‪ :‬مرحبا ً بعودتك آلبرت‪..‬‬
‫ت بخير ؟ تبدين أضعف من آخر مرة رأيتُك بها ؟‬ ‫سألها‪ :‬هل أن ِ‬
‫إبتعدت عنه وقالت‪ :‬ماذا ؟ هل إن خسرت المرأة وزنا ً هو داللة على مرورها بمشكلةما ؟ إني‬
‫أُحافظ على جسدي حتى لو كُنتُ امرأة عامله‪..‬‬
‫ضحك آلبرت قائالً‪ :‬هههههه حسنا ً هذا جيد ‪ ,‬ماذا بشأن عملك ؟ أخبرتني فلور بأنك تمرين‬
‫بمرحلة ضغط!‬
‫إستيال‪ :‬وإنتهيت منها اليوم لذا أردتُ اإلسترخاء بتناول مشروب ساخن في الحديقة الخلفيه ‪..‬‬
‫ماذا عنك ؟ هل ستعود قريبا ً الى لندن ؟‬
‫آلبرت‪ :‬بالتأكيد ‪ ,‬أنا أتيتُ تلبية لطلب عمي ‪ ,‬على أية حال حفلة ريكس هذه ال تبدو حفلة‬
‫عاديه كي يطلبني شخصيا ً إليها‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬نعم ‪ ,‬لقد قال لنا بأنه يُريد اإلعالن عن خطبة ريكس بإبنة عائلة التاجر روبرت‬
‫كالودي ‪ ,‬تلك الفتاة المدعوة بجوليتا‪..‬‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬كال ‪ ,‬لقدأخبرتُه بأني مشغول في هذه األيام ولكنه أصر على حضوري ‪,‬‬
‫هو لن يأمرني بالعودة من أجل إعالن حفلة خطوبه!‬
‫عقدت إستيال حاجبها تقول‪ :‬حسنا ً بما أنك ذكرت ذلك ففعالً األمر غريب ‪ ,‬لقد حدثت عدة‬
‫ُمناسبات سابقه مهمه لم يُصر على حضورك أو حتى حضوري عندما أكون مشغولة في‬
‫أعمالي!‪.‬‬
‫ت من‬ ‫إبتسم آلبرت وربت على كتفها قائالً‪ :‬ال تشغلي بالك في األمر وإسترخي قليالً فللتو إنتهي ِ‬
‫ضغوطات العمل فال تُرهقي نفسك في التفكير ‪ ,‬أنا صاعد ألُلقي التحية على عمي وبعدها لدي‬
‫طول مع ذلك األخرق‪..‬‬ ‫حديث ُم ّ‬
‫بعدها تجاوزها وصعد الدرج وتلك اإلبتسامة اللطيفة غادرت شفتيه ليحل محلها نظرات حقد‬
‫وهو يهمس‪ :‬أتمنى أال يكون ما أُفكر فيه هو ما تنوى فعله يا عمي!‬
‫صعدت خلفه فلور وتقدمت لجواره تقول‪ :‬هيه أخي ‪ ...‬امممم بما أنك تتسائل عن السبب‬
‫األساسي لحفلة البغيض ريكس فلما ال تسأل كين ‪ ,‬هو ذكي ويعرف العديد من األسرار في‬
‫المنزل كالشيطان تماما ً!‬
‫رفع حاجبه يقول ببرود‪ :‬ال تنعتيني بالشيطان‪..‬‬
‫صرخت مفجوعة عندما رأته في وجهها تماما ً فتوقف آلبرت بدوره عندما إنتهيا من صعود‬
‫الدرج حيث كان يبدو بأن أخاه الصغير كان ينوي النزول‪..‬‬
‫غضبت بعدها فلور تقول‪ :‬ال تقم بإخافة الناس هكذا!‬
‫ت هي من يمشي دون أن ينظر أمامه ‪ ,‬على أية حال ال تنعتيني بالشيطان ‪,‬‬ ‫كين بال ُمبااله‪ :‬أن ِ‬
‫ت ال أضنُك تريدين أن تكون في نفس الكفة معها صحيح ؟‬ ‫عمتي الفاتنه تنعتني بهذا اللقب ‪ ,‬أن ِ‬
‫ُ‬
‫فلور بسرعه وإستنكار‪ :‬طبعا ً ال أريد!!‬
‫نظر كين الى أخاه وقال‪ :‬مرحبا ً أخي األكبر‪..‬‬
‫آلبرت بتعجب‪ :‬ما بال وجهك هكذا ؟ تبدو كمن عانى لكي يحصل على النوم ‪ ,‬نحن ال نزال في‬
‫بداية الليل‪..‬‬
‫كين بإنزعاج‪ :‬ال ‪ ,‬كُنتُ أستذكر لمادتي وطلبتُ عصيرا ً من الخادمه ‪ ,‬تذوقة رشفة منه وكان‬
‫طعمه فضيعا ً بشك ٍل ال يُطاق !!! لم أضنها فاشلةً للغاية في صنع العصير‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬وأي نوع من العصير طلبت ؟‬
‫كين‪ :‬أخبرتُها أن تصنع أي شيء جيد فصنعت عصير فواكه ُمريع!‬
‫قاطعت فلور حديثهما قائله‪ :‬على أية حال كين ! هل تملك فكرة عن ما إن كان عمي يملك‬
‫أسباب أُخرى إلقامة الحفلة غير سبب إعالن الخطوبه ؟‬
‫بدأ التجهم على وجهه يقول‪ :‬أن اعرف بعض األمور ال يعني هذا بأني أعرف كُل شيء ‪ ,‬وال‬
‫يعني أيضا ً أني لستُ بولد عادي ألُنعت بشيطان!‬
‫ضحك آلبرت ُرغما ً عنه يقول‪ :‬كين ال يزال طفالً حقا ً فحتى مثل هذه األُمور تُغضبه‪..‬‬
‫كين‪ :‬كُف عن إستفزازي‪..‬‬
‫ربت آلبرت على رأسه يقول‪ :‬على أية حال تأكد من تناول الكثير من الماء حسنا ً ؟ ربما إحدى‬
‫الفواكه التي صنعت الخادمه منها العصير كان مهترئا ً ‪ ,‬ال تُهمل صحتك‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬وإن كُنتَ ال تزال تشعر بتوعك أُطلب الطبيب أو أخبرني آلخذك إليه‪..‬‬
‫بعدها تجاوزه ورحل فرفعت فلور حاجبها تقول لكين‪ :‬هل أنتَ ُمتأكد بأنك ال تكذب بأمر عدم‬
‫معرفتك بأسباب عمي األُخرى ؟ لم أسمعك مرة تقول ال أعرف فلما اآلن ال تعرف!!‬
‫كين‪ :‬لما تتهمينني بالكذب في أمر حتى أخي آلبرت ال يملك فكرة عنه ؟‬
‫فلور‪ :‬هناك فرق ‪ ,‬آلبرت ذكي يحتاج فقط الى أطراف خيوط كي يُحللها ويعرف كُل شيء‬
‫بشكل منطقي ‪ ,‬أما أنت شيطــ أقصد ساحر ‪ ,‬يُمكنك معرفة أي شيء بشكل ُمثير للريبه ‪,‬‬
‫ت خفيه في أنحاء المنزل ؟‬ ‫لحضه ‪ ....‬هل أنت ُمتأكد بأنك ال توزع كاميرا ٍ‬
‫إبتسم وغمز لها‪ :‬إن أكتشفتي إحداها فأبقي األمر سرا ً‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بدهشه ثُم إلتفتت وإتجهت الى غرفتها برعب لتبحث عن الكاميرات المزروعه‬
‫فيها‪..‬‬
‫ضحك كين وهو يهمس‪ :‬إنها خرقاء‪..‬‬
‫إختفت إبتسامته تدريجيا ً ونظر الى بقعة ما من المنزل بهدوء تام قبل أن يلتفت وينزل من‬
‫الدرج‪..‬‬

‫في هذه األثناء‪..‬‬


‫كان فرانس منهمكا ً على حاسوب فلور القديم يُحاول إصالحه‪..‬‬
‫كان مليئا ً بالعيوب والمشاكل ‪ ,‬حل بعضها ولكن بعدما تعمق أكثر إكتشف بأنه ال مجال سوى‬
‫أن يُعيد برمجة الحاسوب من جديد‪..‬‬
‫سمع باب الغرفة يُفتح فتحدث دون أن يلتفت قائالً‪ :‬فلور ‪ ,‬سأقوم اآلن بإعادة برمجته‬
‫وسأحفظ ملفاتك في قرص خارجي ولكن عليك أن تقومي بتغيير الهارد الداخلي فهو معطوب‬
‫وفي حال ٍة يُرثى لها ‪ ,‬وأيضا ً جددي المروحة الداخليه فهذه ال تعمل ولهذا هي تُسبب الثقل‬
‫والحرارة في الحاسب ‪ ..‬ولكن أقترح عليك أن تقومي بتغيير الحاسب بأكمل فتكلُفة هذه‬
‫األشياء ثمينة لذا ستكون فكرة شراء حاسب جديد أفضل!‬
‫عقد حاجبه عندما لم يسمع ردها وإلتفت الى الخلف فجفُل فزعا ً عندما رأى آلبرت يتكئ بهدوء‬
‫على مدخل الباب‪..‬‬
‫تلعثم وهو يقول‪ :‬أوه أخي آلبرت ‪ ...‬مرحبا ً ‪ ...‬لم أرك منذ مده ‪ ,,‬أنت ُهنا ؟ يالها من ُمصادفه‬
‫‪ ,‬آه من الجيد أني إستطعتُ ُمقابلتك قـ قبل الذهاب الى عشاء األصدقاء القُدامى ‪ ...‬هذا جيد‬
‫ههههههههه‪..‬‬
‫وأكمل بداخل نفسه‪" :‬فلور اللعينه لقد خدعتني"!!!‬
‫سخريه!‪.‬‬‫آلبرت بهدوء‪ :‬كُف عن ال ُ‬
‫نظر إليه فرانس لفتره قبل أن تتسم مالمحه بالهدوء يقول‪ :‬إن كُنتَ تُريد تكرار نصائحك‬
‫وأوامرك البغيضة نفسها علي فوفر على نفسك عناء قولها فأنا بحق مللتُها ومللت من‬
‫سماعها ! لذا بحق هللا توقف عن ُمعاملتي وكأني ُمراهق!‬
‫آلبرت بشيء من الحده‪ :‬ال ُمراهقين الذين تستحقرهم أفضل منك بمراحل فهم يملكون منطقا ً‬
‫خاصا ً بهم على األقل!‬
‫أشاح فرانس وجهه دون أن يُعلق فكالعاده هاهو أخاه الكبير سيبدأ اآلن سلسلة نصائحه‬
‫وإهاناته الجارحه ال ُمستمره وكأن من يقف أمامه طفل صغير وليس رجل تجاوز الخامسة‬
‫والعشرين منذ زمن!‬
‫آلبرت بشيء من اإلستحقار مصحوب بغضب كامن‪ :‬كُف عن التسبب بالخزي إلسم والدنا!‬
‫عض فرانس على شفتيه قبل أن يهمس‪ :‬إن كانت تصرفاتي تُخزيك وتُحرجك فيُمكنك إستغالل‬
‫حفل ريكس القادم واإلعالن رسميا ً بأنك لم تعد تعترف بي كفرد من العائله ‪ ,‬أضنه خيارا ً‬
‫سيُرضي كبريائك و ُخيالئك وسيُحافظ على مكانة وعظمة العائلة التي تسعى لرفع شأنها عاليا ً‬
‫‪..‬‬
‫بعدها تجاوزه وخرج فأوقفه صوت آلبرت الحاد‪ :‬توقف مكانك فأنا لم أُنهي حديثي!‬
‫إلتفت فرانس إليه يقول‪ :‬ماذا ؟ لم تُنهي بعد جميع عبارات اإلهانه التي حفضتَها جيدا ً خالل‬
‫سفرك األخير هذا ؟!!‬
‫آلبرت‪ :‬كُف عن التصرف بجبن وإختيار أبسط الوسائل للتهرب من المواجهه‪..‬‬
‫فرانس بغضب‪ :‬إستخدام عبارات التحقير واإلستصغار ليست قوه لذا إنتقادها ليس ُجبنا ً!‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬إذا ً أخبرني كيف يتصرف الجبان برأيك ؟‬
‫فرانس‪ :‬الجبان من يخنع لغيره كما تُريد مني أن أفعل!‬
‫آلبرت‪ :‬عجبا ً ‪ ,‬وكأني أرى إسمك أنت وجينيفر بين السطور‪..‬‬
‫إتسعت عينا فرانس بإستياء شديد قبل أن يُصر على أسنانه قائالً‪ :‬كُف عن التدخل بحياتي !‬
‫سلطتك على فلور وكين وليس علي‪..‬‬ ‫مارس ُ‬
‫أكمل بعدها بحده‪ :‬في حفل ريكس ‪ ,‬إن لم تُقدم على التبرأ مني فتحمل إذا ً كمية العار الذي‬
‫سأجلبه ألسم هذه العائلة ال ُمقيت!!!‬
‫بعدها غادر من أمامه وآلبرت ينظر إليه بحده قبل أن يهمس‪ :‬لم أتوقع بأنه سيخرج عن‬
‫السيطرة لهذه الدرجه ! أي خيار علي اآلن أن أتخذه بشأنه ‪..‬؟‬
‫ضاقت عيناه وهو يفكر بجملة فرانس األخيره!‪.‬‬
‫هذا األحمق على ماذا ينوي ؟!!!‬

‫دخل فرانس الى غرفته وأغلق الباب وإتكأ عليه‪..‬‬


‫خفت تجاعيد الغضب من جبينه قبل أن ترتخي عضالته ويستسلم للجلوس‪..‬‬
‫سحقا ً ! ماهذا ال ُهراء الذي‬
‫ضرب برأسه الباب الذي خلفه ناظرا ً الى السقف وهو يهمس‪ُ :‬‬
‫تفوهتُ به!‬
‫أغمض عينيه ُمكمالً‪ :‬لقد عاد من سفر بعد مدة غياب طويله ‪ ,‬لم أُلقي التحية عليه بشكل الئق‬
‫حتى!‬
‫عض على شفتيه وبقي هادئا ً لفترة قبل أن يفتح عينيه هامساً‪ :‬لهذا أنا أكره هذه العائله وأكره‬
‫العداوة المستمرة التي فيها ‪ ,‬أُريد كسرها ‪ ,‬أُريد الهرب منها‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:41 pm‬‬
‫‪-‬باريس–‬

‫كان يجلس بملل تام على كُرسي دوار يُالعب بين أصابعه غصن زهرة أخذها من المزهرية‬
‫التي صادفها في طريقه لدخول هذه الغرفة الكئيبه ال ُممله‪..‬‬
‫كان األسود هو ما يُغطيه بالكامل ما عدى تلك الرأس الحليقة التي إمتاز بخلوها من الشعر‬
‫تماما ً‪..‬‬
‫رجل على المكتب والرجل األخرى على األرض يهز بالكُرسي قليالً الى اليمين وقليالً الى‬
‫اليسار‪..‬‬
‫تنهد بصوت مسموع وهو يقول‪ :‬أنا أموت ‪ ...‬حرفيا ً!‬
‫طرق الباب فلم يُجب وبعد ثواني دخل أحدهم يقول‪ :‬سيدي ؟‬ ‫ُ‬
‫نظر إليه بحده وصوب الغصن راميا ً إياها بقوه لتضرب جبينه ‪ ,‬لو كانت رصاصه لقتلته‪..‬‬
‫حدثه بحده يقول‪ :‬عدم ردي ماذا يعني ؟!! هل علي أن أ ُعلمكم في كُل مره!!‬
‫إنحنى ُمعتذرا ً يقول‪ :‬ولكنه خبر ال يحتمل التأجيل‪..‬‬
‫إبتسم هذا الرجل األصلع والذي يبدو بالكامل رجل عصابه وهو يقول‪ :‬هذا جيد ‪ ,‬لدي لُعبة‬
‫اآلن‪..‬‬
‫أشار إليه بأصبعه فتقدم منه الرجل بخوف حتى وقف أمام مكتبه تماما ً ليبدأ األصلع الحديث‬
‫قائالً‪ :‬إسمع عزيزي ‪ ,‬أنا حقا ً وصلتُ الى طريق مسدود بسبب تلك الطفلة الهاربه وأصبحت‬
‫حاد المزاج وغريب الطبع لذا ما رأيُك بهذا ؟ إن كان خبرك ال ُمهم هذا لم يُرضيني ولم يكن‬
‫بالمستوى المطلوب فسأحلق كُل شعرة في رأسك!!‬
‫جفُل الرجل بخوف فإبتسم األصلع يُكمل برعب‪ :‬كُل شعره ‪ ..‬يشمل هذا حاجباك الغبيان وحتى‬
‫تلك الرموش الـ‪.....‬‬
‫سحقا ً لما هي طويلة هكذا !!!! كيف لوجه كوجهك أن يمتلك رموش رائعه ! أال‬ ‫أكمل بصدمه‪ُ :‬‬
‫تخجل من نفسك ؟!!‬
‫قدم الرجل الورق ليُنهي هذا الموقف الغريب وال ُمخيف قائالً‪ :‬وجدنا دليل عن مكان أحد أفراد‬
‫عائلة تلك الفتاة‪..‬‬
‫كاد أن يسقط األصلع أرضا ً عندما وقف بتفاجؤ يقول‪ :‬أأنت واثق مما تقول ؟‬
‫الرجل‪ :‬أجل و‪ ....‬ولكنه طفل ‪ ...‬هل سيُفيدنا ذلك ؟‬
‫سحب األصلع الورق وهو يقول‪ :‬ال يهمني حتى لو كانت قطتهم األليفه!!‬
‫نقل نظره بين تلك السطور القليله قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬جهز لي سيارتي فأنا أخيرا ً سأحظى‬
‫بليلة ُمثيره!‬

‫‪Part end‬‬

‫‪Part 22‬‬

‫تم إقتحام المنزل الصغير بعنف من ِقبل ثالث رجال ُمسلحين باألسلحة البيضاء يرتدون‬
‫المالبس السوداء الرسميه وتملؤ وجوههم ندوب أُصيبوا بها منذ سنوات جراء أعمالهم‬
‫الخطيره هذه في عالم الجريمه‪..‬‬
‫تلفتوا يُمنةً ويُسره والظالم والفراغ الحالك يمأل المكان!‬
‫إلتفت أحدهم الى الخلف يقول‪ :‬سيدي المنزل فارغ!‪..‬‬
‫عقد الرجل األصلع حاجبيه قبل أن يدخل وينظر حوله ثُم نظر الى أحد الرجال الثالثه يقول‪ :‬ألم‬
‫تقل بأنه ُهنا!!!‬
‫توتر الرجل قائالً‪ :‬نعم ‪ ,‬هذا ما تقوله مصادرنا ‪ ,‬إنتظر قليالً ‪ُ ,‬ربما هم في الخارج اآلن‪..‬‬
‫شد على أسنانه قائالً‪ :‬في الخارج في مثل هذا الوقت !!! من المفترض أنهم يتناولون العشاء‬
‫ويناموا ُمبكرا ً فأحدهما عجوز واآلخر طفل عليه أن ينام ُمبكرا ً إستعدادا ً للذهاب الى المدرسة‬
‫غدا ً فكيف تقول بأنهم خارج المنزل!‬
‫توقف قليالً قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬المدرسة ؟ لما لم أُفكر بذلك من قبل‪..‬‬
‫نظر الى الرجل الثاني يقول‪ :‬تولى أمر مدارس اإلبتدائيه الموجودة بقرب هذه المنطقه وإبحث‬
‫لي جيدا ً عن تلك الطفله ‪ ,‬هي طفله ‪ ,‬عائلتها ليست بالقسوة هذه كي يحرموها الدراسة من‬
‫أجل فقط أال نصل الى أختها الهاربه‪..‬‬
‫نظر الى الرجل الثالث وقال‪ :‬أما أنت فإبقى في هذا المنزل ُمختبئا ً حتى يوم الغد فربما يعودون‬
‫الليله ‪ ,‬إن لم يعودوا فهذا يعني بأنهم حقا ً غادروا خوفا ً من تسرب مكان تواجدهم إلينا‪..‬‬
‫بعدها عاود النظر الى األول وقال‪ :‬أما أنت أيها الفاشل في إيجاد المعلومات إلحق بي ‪ ,‬سنسأل‬
‫الجيران‪..‬‬
‫وبعدها تفرقوا ‪ ,‬أحدهم غادر والثالث بقي في المنزل بينما هذا األصلع وقف أمام المنزل‬
‫المجاور تاركا ً تابعه المدعو بروماريو يتقدمه ويرن الجرس‪..‬‬
‫دقائق حتى فتح رجل أربعيني يرتدي مالبس النوم يقول بإنزعاج‪ :‬لما تطرق بهذا اإلزعاج في‬
‫وقت متأخر من الليل ؟‬
‫رفع األصلع حاجبه وهو يسمع جملة "وقت متأخر من الليل! "‬
‫أي نوع من البشر هؤالء الذين يرون مثل هذا التوقيت تأخرا ً ؟‬
‫تحدث روماريو يقول‪ :‬أتيتُ ألسألك بخصوص جيرانك ‪ ,‬كان يسكن ُهنا عجوز مع طفلة في‬
‫العاشرة من عمرها ‪ ,‬أين ُهما اآلن ؟ طرقنا بابهم ولم يفتح أحد‪..‬‬
‫الرجل بغضب‪ :‬وما شأني أنا لتطرقوا بابي بهذه القوه ؟!!‬
‫بعدها أمال شفتيه قليالً قبل أن يقول‪ :‬المرأة العجوز توفيت منذ أسبوعين ‪ ,‬هذا هو وحده ما‬
‫أعرفه‪..‬‬
‫عقد الرجل األصلع حاجبه في حين قال روماريو بدهشه‪ :‬توفيت ؟!! إذا ً ماذا عن الطفله ؟ هل‬
‫أتى أحد من أقاربها ألجلها ؟ أم هل هي تعيش وحدها اآلن!‬
‫الرجل بإنزعاج‪ :‬هذا يكفي !! ما شأني بهذا فأنا لستُ على عالقة جيدة بهم وأيضا ً لما تستمر‬
‫بقول طفله !!! لقد كان يسكن مع المرأة العجوز صبي وليس فتاة!‬
‫ضاقت عينا األصلع ونظر الى تابعه الذي توتر وقال بسرعه‪ :‬أُقسم بأن معلوماتي صحيحه‬
‫وأننا حقا ً وجدنا مكان جدة الفتاة مع أختها ‪ ,‬ال أعلم لما هذا الرجل يقول صبي ربما هو فقط‬
‫يُعاني من ضعف في النظر ‪ ,‬أنا حقا ً وجدتُ المكان الصحيح‪..‬‬
‫الرجل بغضب‪ :‬رأسك هو من يُعاني الضعف فال تقم بشتمي يا أيها المعتوه!!!!‬
‫نظر روماريو إليه يقول‪ :‬تذكر جيدا ً ! لقد كانت فتاة صغيره بعمر العاشره أو التاسعه صحيح ؟‬
‫أشار بيده وأكمل‪ :‬لقد كانت بمثل هذا الطول وتملك شعرا ً أشقر اللون طويل الى منتصف‬
‫ظهرها ‪ ..‬لها وجه صغير بريء ‪ ,‬تذكر جيدا ً‪..‬‬
‫الرجل بإنزعاج‪ :‬أنا حقا ً لستُ متفرغا ً لكي أتناقش بمواضيعك هذه ! أنا‪....‬‬
‫قاطعه دفع األصلع لتابعه ليتقدم هو من الرجل ويُمسك بياقة قميصه شادا ً إياه إليه يقول‬
‫بهدوء‪ :‬عندما نكون لبقين معك تصرف بلباقه فليس من مصلحتك أن تُعكر مزاجي‪..‬‬
‫جفل الرجل قليالً فهذا الشاب يبدو خطيرا ً ‪ ,‬عيناه الحادتين وصوته الهاديء محمالً بنبرة مليئة‬
‫بالتهديد‪..‬‬
‫يحمل هالة قاتل فعالً‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬لقد قُلتُ ما عندي ‪ ,‬عالقتي بهم ليست جيده فأنا لم أراهما سوى لمرتان آخرها عند‬
‫موت العجوز ‪ ,‬وأيضا ً قد أكون ُمخطئا ً بجنسية الطفل ولكنه كان يرتدي كالصبيان وشعره‬
‫قصير لذا قُلتُ عنه صبي ‪ ,‬لم يكن يملك شعرا ً طويل كما قال الرجل الذي خلفك ‪ ,‬ولكن أجل لقد‬
‫كان أشقر الشعر ‪ ,‬وبالنسبة لسؤالكم عن العجوز فأنا ال أعلم ‪ ,‬أعني لم أر أحدا ً من أقاربهم‬
‫يأتي ‪ ,‬كُل ما أعرفه أنه بعد موت العجوز لم أعد أرى الصبي في أي مكان ‪ ,‬ولكن قبل خمسة‬
‫أيام وأنا خارج من المنزل ليالً ألشتري بعض الضروريات لمحت ضوء صادر من المنزل ‪..‬‬
‫هذا هو كُل ما أعرفه‪..‬‬
‫ضاقت عينا األصلع قليالً بعدها دفعه بعيدا ً عنه قبل أن يلتفت قائالً لتابعه‪ :‬روماريو إتبعني‪..‬‬
‫وغادرا ليقف بعدها األصلع عند سيارته يقول بهدوء‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬تلك العجوز على أية حال عندما‬
‫قابلتُها قبل ُمدة كانت مريضةٌ حقا ً لذا ربما تكون هي فعالً من كان يسكن المنزل ولكن يُحيرني‬
‫أمر أن مواصفات الطفل مختلفه ! عندما قابلت تلك الصغيره قبل مدة كانت لطيفه حقا ً في‬
‫مظهرها فكيف له أن يُخطئها قائالً أنها صبي ؟ حتى لو حدث وأن قصت شعرها فمظهرها‬
‫العام حقا ً لطيف لذا هذا غير منطقي ! هل أصحاب المنزل المجاور هم حقا ً أقارب الفتاة أم‬
‫أشخاص آخرون ؟‬
‫روماريو بسرعه‪ :‬بل هم فعالً صدقني !! معلوماتي ال تُخطئ‪..‬‬
‫نظر إليه ببرود قائالً‪ :‬ما دام أن ذلك الرجل رأى نور صادر من المنزل قبل أيام فهذا يعني بأن‬
‫الصبي ما زال يتردد على المنزل ‪ ,‬عندما يكتشفه تابعي ونجد بأنه صبي ال نعرفه وال عالقة‬
‫له بتلك العائله فسأُنفذ تهديدي ذاك وأحلق كُل شعرة في رأسك ! سمعتني ؟‬
‫بعدها ركب السيارة وغادر من أمام روماريو‪..‬‬

‫***‬

‫‪20 juonyour‬‬
‫‪11:12 am‬‬

‫طرق باب المكتب وأيقظه هذا من الغفوة القصيرة التي إجتاحت عيناه دون أن يشعر بذلك‪..‬‬ ‫ُ‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً ودار بالكرسي قليالً قبل أن يقول‪ :‬أُدخل‪..‬‬
‫صدمه بأن الطارق كان آندرو ال غير ‪ ,‬هل سمع الكالم أخيرا ً وأصبح يطرق الباب عند دخوله‬
‫؟‬
‫جلس آندرو على الكُرسي ال ُمقابل للمكتب يقول‪ :‬كُنتَ نائما ً صحيح ؟ وجهك متورم‪..‬‬
‫تجاهله ريكس يقول‪ :‬ماذا أيضا ً ؟ أولستَ هذه األيام مشغول بأختك التي حظرت لمنزلك ؟‬
‫إبتسم آندرو يقول‪ :‬لهذا أنا ُهنا اآلن‪..‬‬
‫تنهد وأكمل‪ :‬ما دُمتَ قد وجهت لي دعوة للحفل بعد يوم غد فهذا يعني بأن أي أحد من عائلتي‬
‫يُمكنه الدخول أيضا ً ‪ ,‬أُختي تُريد الحظور ‪ ,‬هل يُمكنك أن تتصرف وتجعلهم ال يُدخلونها ؟‬
‫ريكس بتعجب‪ :‬ألهذه الدرجة تكره أُختك ؟‬
‫آندرو‪ :‬بل الحقيقة هي أنها إلى هذه الدرجة هي تكرهك ‪ ,‬متأكد بأنها ستزعجك فهي منذ زمن‬
‫ترغب بلقائك لهذا ال أُريد حضورها‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ولما تكرهني ؟‬
‫آندرو‪ :‬هي ال تزال تعتقد بأنك شخص سيء ‪ ,‬ولعل آخر قضية إنتشرت عن إتهامك بقتل‬
‫فابريان جعلتها تتأكد من ذلك ‪ ,‬ال يمكنها أن تقتنع بأن األمر ُمجرد خطأ ‪ ,‬تقول ال وجود للخطأ‬
‫والبد من أنه فعالً من قتله وأخرج نفسه من الموضوع بذكاء ‪ ..‬واااه هي فقط تُثرثر وحس‬
‫العدالة ُمرتفع لديها كثيرا ً لذا ال تقلق ‪ ,‬أنا أُحاول السيطرة عليها لذا فقط هل يُمكنك أال تسمح‬
‫لها بالدخول ؟‬
‫بقي ريكس ينظر إليها لفتره بعدها قال‪ :‬كم عُمرك ؟‬
‫تعجب آندرو فإبتسم ريكس بسخريه ُمكمالً‪ :‬فكُره أختك لي دليل على أنها ال تراني صديق جيد‬
‫ألخاها الصغير ‪ ,‬وااه تبدو كطفل في اإلبتدائيه يعتني فيه أخوته الكبار‪..‬‬
‫إنزعج آندرو وقال‪ :‬دعني وشأني رجاءا ً‪..‬‬
‫ضحك ريكس ُرغما ً عنه ُمكمالً‪ :‬ماذا عن الزواج ؟ هل هما من سيتكفالن بإختيار زوجة‬
‫مناسبة لك ؟‬
‫ضرب آندرو بيده على الطاولة قائالً ُمغيرا ً الموضوع‪ :‬على أية حال لدي طلبات أُخرى‪..‬‬
‫تنهد بعدها أكمل‪ :‬بخصوص الحفل ‪ ,‬ما ِزلت تُريد مني إفساد أمر الخطوبه صحيح ؟‬
‫ريكس‪ :‬أجل‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬حسنا ً ‪ُ ,‬هناك بعض األمور أُريد منك أن توفرها لي‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ماهي ؟‬
‫نظر آندرو حوله ثم قال‪ :‬لقد إقتربت الظهيره ‪ ,‬فلتترك العمل ودعنا نتحدث في الخارج‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬كال ال أستطيع اآلن‪..‬‬
‫آندرو بتعجب‪ :‬لما ؟‬
‫ريكس‪ :‬إحدى صفقاتي ال ُمهمه ‪ ,‬من ال ُمفترض أن أتلقى اليوم ردا ً ممن تعاملتُ معه ليُخبرني‬
‫فيها عما إن كانت البضائع جيده بما فيه الكفايه ليعقد شراكةً دائمه أو أنها لم تكن بالمستوى‬
‫المطلوب‪..‬‬
‫آندور‪ :‬الصفقه ؟ أتقصد تلك التي حاول كارلوس إفسادها عن طريق حرق المخزن ؟‬
‫ريكس‪ :‬أجل هي‪..‬‬
‫صمت آندرو لفتره ثم قال‪ :‬ذلك الكارلوس يُرافقه شخص داهيه يُدعى تروي ‪ ,‬عليك الحذر‬
‫منهم ‪ ,‬أعمالهم وطريقة تصرفاتهم تجعلك تعرف ببساطه بأن لهم عالقات في عالم الجريمه ‪,‬‬
‫إحذرهم‪..‬‬
‫نظر إليه ريكس لفترة قبل أن يقول‪ :‬آه حسنا ً ‪ ,‬سأكون حذرا ً‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬حتى لو ُمستقبالً كانت ُهناك صفقة كبيره تستلزم منك العمل معهم فال تفعل ‪ ,‬ستجد‬
‫نفسك بعدها في ذلك العالم المظلم‪..‬‬
‫إبتسم ريكس بسخريه قبل أن يُغير الموضوع قائالً‪ :‬على أية حال تستطيع ال ُمغادره فأنا لن‬
‫أترك الشركة حتى أتلقى الرد‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ومتى سيأتي ؟‬
‫هز ريكس كتفه فقال آندرو‪ :‬ال بأس ‪ ,‬إذا ً سأُقابلك الحقا ً ونتحدث‪..‬‬
‫وقف ليُغادر لكنه تراجع ونظر الى ريكس قائالً‪ :‬أنت ‪ ....‬هل‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬ال ال تشغل بالك‪..‬‬
‫تعجب ريكس وراقبه وهو يغادر المكتب فهمس‪ :‬ماذا كان يُريد أن يقول ؟‬

‫***‬
‫‪6:55 pm‬‬
‫‪- Paris -‬‬

‫لقد تمت سرقته للمرة الثانيه خالل إسبوعين فحسب‪..‬‬


‫الجو هذه األيام بارد لذا ال يمكنه بتاتا ً البقاء دون مالبس دافئه على األقل‪..‬‬
‫وألنه ُمجرد طفل ال يملك القوة للدفاع عن ممتلكاته لذا دائما ً ما تُسرق معاطفه منه‪..‬‬
‫تنهد وهمس‪ :‬علي أن أجد حالً ولكن كيف ؟‬
‫إرتجفت شفتيه هامساً‪ :‬جدتي هذا صعب ‪ ،‬ال يُمكنني اإلحتمال أكثر‪..‬‬
‫دخل الى الزقاق المظلم ومشى فيه حتى وصل الى إحدى األحياء السكنيه الهادئه‪..‬‬
‫بقي ُمختبئا ً لفتره خلف إحدى األشجار يُراقب إحدى المنازل الصغيره المظلمه‪..‬‬
‫عندما أحس بأن ال أحد بالجوار تقدم متسلالً حتى إقترب من الجهة الجانبيه للمنزل وفتح‬
‫إحدى النوافذ وقفز الى الداخل‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً ينظر الى غرفة النوم هذه بعدها فتح الخزانة التي فيها حيث كانت ممتلئه‬
‫ببعض المالبس ‪ ،‬مالبس أطفال بعمر العاشره ومالبس إمرأه ُمسنه‪..‬‬
‫أخذ معطفا ً منها وهو يهمس‪ :‬لم يعد هناك سوى معطفان غير هذا ‪ ،‬على الحرص على‬
‫مالبسي أكثر‪..‬‬
‫إرتداها وشعر بالدفء يتسلل الى جسده ُمجددا ً بعدها نظر الى السرير بعينين متألمتين يُحاول‬
‫فيها أن يتحكم في نفسه وأال يستسلم للبكاء‪..‬‬
‫خالل لحضه طوقه رجل من الخلف ورفعه قليالً عن األرض وهو يقول‪ :‬أُنظروا من وجدنا هنا‬
‫؟! هل إمتهنتي مهنة أختك في الهرب ؟‬
‫صرخ الطفل خوفا ً في حين أخذه الرجل معه حتى الباب وأشعل ضوء الغرفه وهو يقول‪ :‬واآلن‬
‫عليك أن تحكي لي عن‪.....‬‬
‫ثم توقف عندما لمح الشعر القصير ووضع الصبي أرضا ً لينظر الى وجهه يقول‪ :‬أنت صبي!!‬
‫تراجع الصبي الى الخلف بخوف وهو يقول‪ :‬من أنت ؟ أنا ال أعرفك ! أنا لم أفعل شيئا ً خاطئا ً‬
‫!‪..‬‬
‫بقي الرجل متعجبا ً وهو يقول‪ :‬من المفترض أن أرى طفلةً لطيفة ذات شعر طويل وليس‬
‫صبي!‬
‫إتسعت عينا الصبي بصدمه عندما فهم األمر وبدأ جسده يرتجف خوفا ً وهو يقول بلعثمه‪ :‬أ أنا‬
‫ال شأن لـ ـي ‪ ...‬أعترف بأني مجرد لـ لص متشرد يحاول فقط سرقة المالبس ‪ .....‬ال عالقة‬
‫لي بأحد ‪ ...‬سأُعيد ما سرقته لو أردت ولكن ال تُبلغ علي الشرطه‪..‬‬
‫لقد كانت نبرة تحمل الكثييير من الخوف ‪ ،‬ولكن الخوف الذي فسره الرجل مختلف عن الخوف‬
‫الحقيقي الذي يشعر به الصبي في داخله‪..‬‬
‫تنهد الرجل يهمس بإحباط‪ :‬مجرد متشرد ! وأنا الذي ضننتُ بأني سأنتهي من ُمهمة ال ُمراقبه‬
‫هذه‪..‬‬
‫بعدها أكمل لنفسه‪ :‬لكن ‪ ...‬ما دام وصل األمر الى أن المشردين يقتحمون المنزل فهذا يعني‬
‫بأن أصحابه غادروه منذ مده ومن دون عوده ‪ ،‬المشردين ال يجرؤن على إقتحام منازل دون‬
‫أن يتأكدوا من خلوها فهم ال يريدون أن ينتهي بهم األمر بالمركز!‬
‫تردد الصبي قبل أن يقول‪ :‬أيها السيد ‪ ....‬هل تسمح لي بالذهاب ؟‬
‫رفع الرجل رأسه ونظر الى الصبي الذي كان يقف منكوس الرأس قابضا ً بيديه بقوه على‬
‫نهاية جاكيته ‪ ،‬إنه دليل واضح على الخوف التام‪..‬‬
‫حادثه قائالً‪ :‬إقترب مني قليالً‪..‬‬
‫أنزل الصبي رأسه أكثر يقول بتوتر‪ :‬لـ لما ؟‬
‫الرجل‪ :‬لن أقوم بأذيتك ‪ ،‬إقترب‪..‬‬
‫بدأ إرتجاف الصبي يُصبح واضحا ً للغايه وهو ال يزال واقفا ً في مكانه ولم يقترب وال لخطوه‪..‬‬
‫أمال الرجل شفتيه وهو يقول‪ :‬لما كُل هذا الخوف ؟ أخبرتُك بأني لن أؤذيك ‪ ،‬ال تجعلني‬
‫أغضب!‬
‫جفل الصبي خوفا ً من جملته األخيره فتحركت قدماه وتقدم منه‪..‬‬
‫أمسك الرجل بفك الصبي ورفع وجهه ليستطيع رؤيته جيدا ً وهو يقول‪ :‬هل حقا ً ال تعرف‬
‫أصحاب المنزل ؟‬
‫بالكاد هز رأسه نفيا ً وعيناه بدأت تغوران بالدموع‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬إن كُنتَ تكذب فستموت على يدي ! الرجل من المنزل المجاور قال بأنه كان ُهناك‬
‫صبي يسكن هذا المنزل يملك شعرا ً أشقر اللون قصير كشعرك تماما ً ! هل أنت متأكد بأنك لم‬
‫تكون تأوي الى هذا المنزل بين حينة وأخرى ؟ أال تعرف العجوز التي كانت تسكن هنا والطفلة‬
‫التي كانت معها ؟ جاوبني بصدق فأنا لستُ برجل صبور البته‪..‬‬
‫لم يعد الصبي يستطيع رؤية وجه الرجل بسبب الدموع التي مألت ُمقلتيه وبدأت تسيالن على‬
‫خده فصرخ الرجل فيه بغضب‪ :‬لم أؤذيك بعد فلما تبكي كالفتيات !! نحن نتحدث رجالً لرجل لذا‬
‫فقط‪....‬‬
‫توقف فجأه عن الكالم وبدأت عيناه تدريجيا ً تتسع من الدهشه قبل أن يُقرب الصبي أكثر من‬
‫وجهه يقول‪ :‬لحضه ! هل من ال ُممكن‪.....‬‬
‫إرتجف جسد الصبي أكثر ولم يكن في مقدوره سوى أن يبصق في وجه الرجل بشكل ُمفاجئ‬
‫ليسحب الرجل يده ال إيراديا ً ويمسح وجهه فإلتفت الفتى وفر هاربا ً من النافذه‪..‬‬
‫سحقا ً‬‫وقف الرجل مصدوما ً ثُم صرخ بغضب وهو يلحق به‪ :‬هذا يعني بأن األمر صحيح !!! ُ‬
‫لك!‬
‫قفز من النافذه خلف الصبي وبدأ ب ُمالحقته بين أزقة هذا الحي‪..‬‬
‫الرغم من أنه سريع إال أن حجم الطفل الصغير جعل له األفضليه وخاصةً عندما يتعمد‬ ‫على ُ‬
‫الهروب عبر األماكن الضيقه‪..‬‬
‫ولكن بالكاد وأخيرا ً إستطاع الرجل اإلمساك به ليصرخ الطفل بعدها‪ :‬النجده !!! هناك‬
‫ُمختطــــــــــف!!‬
‫حاول الرجل أن يُطبق على فمه ولكن تدخل أحد الماره مع زوجته منعه حيث قال له‪ :‬ماذا‬
‫يحدث هنا ؟‬
‫قبل حتى أن يفتح الرجل فمه صرخ الطفل‪ :‬ساعدني سيدي ‪ ,‬الرجل هذا يُحاول إختطافي!‬
‫الرجل‪ :‬إنه طفل كاذب ‪ ,‬تعرف أطفال هذه األيام يستخدمون هذه الخدع للتخلص من سلطة‬
‫والديهم‪..‬‬
‫تحدثت المرأة قائله‪ :‬وكيف لطفل أن يكذب هكذا ؟ يبدو صادقا ً!‬
‫سحبها زوجها يقول‪ :‬هيّا مشاكل عائليه ‪ ,‬ال تقومي بمساعدة الطفل على عصيان والده‪..‬‬
‫إلتفتا ُمغادرين فحاول الصبي ُمناداتهما ُمجددا ً لكن الرجل أطبق على فمه يقول‪ :‬كفي عن ذلك‬
‫!!‬
‫ت هي أخت تلك الهاربه ‪ ,‬إرتداء مالبس صبيان‬ ‫ُ‬ ‫إتسعت عينا الصبي بصدمه ليُكمل الرجل‪ :‬أن ِ‬
‫وقص شعرك ال يعني بأنك أصبحتي بمأمن !! لم نكن لنؤذيك لو تعاونتي معنا فزعيمنا ليس‬
‫من ُمحبي إيذاء األطفال!‬
‫بدأ الصبي ‪ ...‬أو باألحرى بدأت الفتاة بذرف الدموع وهي تُحاول التخلص منه بينما أبعد يده‬
‫عن فمها يقول‪ :‬كوني هادئه ومتعاونه ولن يُصيبك أذى ‪ ..‬تعالي‪..‬‬
‫وبدأ بجرها من يدها خلفه وبيده الثانيه كان قد أخرج هاتفه وبدأ باإلتصال بزعيمه‪..‬‬
‫لم يكن أمامها خيار سوى اإلستسالم لسحبه إياها بينما بيدها الثانيه كانت تمسح دموعها وهي‬
‫تشهق قائله‪ :‬أنا ال أعرف شيئا ً ‪ ....‬أتركني ‪ ...‬أرجوك سيدي‪..‬‬
‫لم يرد على توسلها هذا وحالما سمع صوت زعيمه عبر الهاتف قال‪ :‬لقد إنتهى األمر ‪ ,‬وجدتُ‬
‫الفتاة ‪ ,‬هل أحظرها إليك أو أنتظرك في المنزل ؟ ‪ ..........‬حسنا ً فهمت‪..‬‬
‫بعدها أغلق الهاتف ليسمعها ُمجددا ً تقول‪ :‬دعني أذهب يا سيدي ‪ ..‬أرجوك ‪ ......‬أنا خائفه‪..‬‬
‫إنزعج منها وقال‪ :‬أخبرتك بأننا لن نقوم بأذيتك!!‬
‫فتح باب المنزل ودفعها أمامه قبل أن يدخل ويُغلق الباب خلفه‪..‬‬
‫جلس على األريكة وبدأ بإشعال سيجارته وهو يقول‪ :‬كوني ُمهذبه مع الزعيم وحينها ستذهبين‬
‫بسالم‪..‬‬
‫نفث الدخان وضاقت عيناه يكمل بتهديد‪ :‬لكن إن إستمريتي بالكذب فال تتوقعي أن تنجين بذلك‬
‫!‬
‫تقدمت منه بخطوات كسيره حتى وقفت أمامه وشهقت قبل أن تقول‪ :‬لكن ال أعرف شيئا ً ‪ ,‬أنا‬
‫ال أعرف أي شيء‪..‬‬
‫ً‬
‫الرجل بحده‪ :‬ال تكذبي !!! البد من أن أختك تتواصل معك خاصة بعد موت جدتك وبقائك‬
‫وحيده فال تُخادعينا!‬
‫رفعت يدها تعاود مسح دموعها وهي تقول‪ :‬صدقني سيدي هي لم تفعل ‪ .....‬أخشى أنها‬
‫ماتت‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬مغادرتك للمنزل وتخفيك بمظهر صبي يستحيل أن تكون تلك خطط طفلة بمثل عمرك ‪,‬‬
‫هي من تُملي عليك هذه األوامر ‪ ,‬كُل شيء واضح فلما الكذب!‪.‬‬
‫شهقت وبدأت تحاول منع نفسها من البكاء فتجاهلها وبدأ يلعب في هاتفه الخليوي‪..‬‬
‫بقيت الفتاة تنظر إليه لفتره ونظرت حولها لتقع عيناها على باب الغرفه التي دخلت من نافذتها‬
‫وطرى على بالها أن تجرب الهرب ُمجددا ً‪..‬‬
‫عاودت النظر الى الرجل لفتره ثُم بشك ٍل خاطف هربت الى الغرفة فشد على أسنانه إنزعاجا ً‬
‫ولحق بها وإستطاع مد يده وإمساكها حالما خرجت من النافذه‪..‬‬
‫صراخ طلبا ً للنجده فصرخ‬ ‫طوقها من خصرها وحاول إرجاعها الى الداخل فبدأت بالركل وال ُ‬
‫ّ‬
‫ُ‬
‫فيها بحده‪ :‬توقفي عن الصراخ وإال ستكون نهاية أختك هي الموت!!‬
‫إتسعت عيناها من الدهشه فجذبها الى الداخل وبدأ يُحكم إغالق النافذه وهي خلفه تقول بعدم‬
‫تصديق‪ :‬ال ‪ ...‬أنتم لن تفعلوها !! ذلك الرجل الذي حظر لجدتي قبل فتره قال بأنكم لن تقتلوها‬
‫‪ ,‬قال أنكم فقط تُريدون محادثتها في أمر ما فحسب ولن تقوموا بقتلها ُمطلقا ً!!‬
‫إلتفت إليها وقال‪ :‬إتبعيني‪..‬‬
‫صرخت فيه‪ :‬ال تنقضوا وعدكم معنا!!‬
‫شد على أسنانه بغضب وسحبها من يدها معه الى الصاله‪..‬‬
‫أجلسها على أريكة منفصله يقول بتهديد‪ :‬حاولي الهرب ُمجددا ً وحينها سأتعامل معك بعنف‬
‫وأُقيدك جيدا ً فهمتي!!‬
‫أمسكت بيديه بتوسل تقول‪ :‬ال تقتلوها ‪ ...‬لم يعد لي أحد في العالم سواها ‪ ...‬هي عائلتي فال‬
‫تقتلوها أرجوك سيدي‪..‬‬
‫طرق باب المنزل في هذا الوقت فعقد الرجل حاجبه بتعجب فمن ال ُمفترض أن يدخل الزعيم‬ ‫ُ‬
‫بدون أن يطرق الباب‪..‬‬
‫وضع أصبعه أمام شفتيه يهمس للفتاة‪ :‬إن تصرفتي بتهور فأُختك وحدها من ستتضرر‪..‬‬
‫بعدها تقدم بهدوء وفتح الباب‪..‬‬
‫تفاجئ بذلك الرجل مع زوجته التي بادرته بالحديث تقول‪ :‬أنا لستُ ُمطمئنه بعد !! أثبت لي بأن‬
‫ذلك الصبي هو قريبك وسأتركك وشأنك ‪ ,‬إن لم تثبت فسأتصل بالشرطه‪..‬‬
‫تحدث زوجها قائالً‪ :‬عزيزتي كفي عن التدخل في المشاكل‪..‬‬
‫الزوجه‪ :‬شش ودعني أتولى األمر‪..‬‬
‫نظر الرجل إليه لفتره قبل أن يقول‪ :‬كيف وصلتما الى المنزل ؟‬
‫الزوجه‪ :‬راقبتُك من بعيد وطريقتك بالتعامل مع الصبي ليست لطيفة إطالقا ً وتجلب المزيد من‬
‫الشك‪..‬‬
‫ضاقت عيناها وأكملت‪ :‬دعني أُحدث الصبي بنفسي ‪ ,‬صحيح أن أطفال هذه األيام قد يكذبون‬
‫مثل هذه الكذبات ولكن أنا أُم لذا يُمكنني التأكد ما إن كانت كذبه أو ال ‪ ,‬إستدعي لي الصبي‬
‫وإال إستدعيتُ الشرطه‪..‬‬
‫الرجل ببرود‪ :‬إن لم تكفوا عن إزعاجي فسأتصل أنا بالشرطه ألُبلغ عن ُمضايقتكما‪..‬‬
‫دُهش الزوج وقال‪ :‬ال ال نحن نعتذر ‪ ,‬عزيزتي هيّا‪..‬‬
‫سحبت يدها منه بقوه بعدها تكتفت تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬تفضل وإستدعي الشرطه ‪ ..‬سنكون في‬
‫إنتظارها‪..‬‬
‫شد الرجل على أسنانه ثُم نظر خلفه بأعين حادة الى الفتاة فجفُلت خوفا ً قبل أن تقف وتتقدم‬
‫منه‪..‬‬
‫ت تتصرفين بعصيان فقط ألنك تُفضلين العيش مع‬ ‫فتح فمه وقال‪ :‬أخبريهم بأني قريبك وأنك كن ِ‬
‫أُختك!!‬
‫شعرت برجفة تسري بجسدها عندما ذكر كلمة "أختك " ولم تدري ماذا تقول‪..‬‬
‫إنها فرصتها لكن أُختها قد تموت إن فعلت ذلك!‬
‫لكن‪.....‬‬
‫تذكرت بعض الكلمات التي علمتها جدتها ففتحت فمها وقررت إخبارهم الحقيقه والهروب من‬
‫هذا الوضع وستقبض الشرطة على المجرمين وحينها ستُنقذ أختها!‬
‫أجل إنه حل مثالي!‪..‬‬
‫ولكن قاطعها صوت من خلف الزوجين يقول‪ :‬ما هذا ال ُهراء الذي يحدث أمام المنزل ؟‬
‫إتسعت عينا الفتاة برعب وهي ترى رجل أصلع برفقة شخص آخر‪..‬‬
‫هذا الرجل األصلع !! صحيح أنه المرة الماضي لم يكن أصلعا ً وكأن يستخدم نحوت غريبه‬
‫على شعر رأسه ولكنها تعرفه جيدا ً‪..‬‬
‫هو من حظر إليهم أكثر من مرة وقام بتهديدهم‪..‬‬
‫هو مجرم ُمخيف حقا ً‪..‬‬
‫ضاقت عينا الزوجة تنظر إليه قبل أن تلتفت الى الطفلة وتنتحني لها قائله بلطف‪ :‬عزيزي ال‬
‫تخف ‪ ,‬إن كانوا أشخاصا ً سيئين فأخبرني ‪ ,‬سأُخرجك من األمر لذا ال تأبه لتهديداتهم‪..‬‬
‫ال ‪ ,‬يستحيل أن تقول لها الحقيقه‪..‬‬
‫هؤالء قتله ‪ ..‬هي تعرف بأنهم قتله لذا لو قالت الحقيقه فسيقتلون الزوجين وبهذه الطريقة لن‬
‫تستفد شيئا ً‪..‬‬
‫بلعت ريقها ونظرت الى الرجل الصلع حيث كان ينظر إليها ببرود تام فإرتجفت شفتيها تقول‪:‬‬
‫إنـ ‪ ....‬إنـه ‪ ...‬عـ ـمي‪..‬‬
‫إبتسم الرجل األصلع فلقد كانت الطفلة ُمطيعه حقا ً‪..‬‬
‫نظر الى الزوجين وقال‪ :‬إن لم تغادروا من أمام منزلي خالل دقيقه فسأحرص على أن تناما‬
‫الليلة في الحجز‪..‬‬
‫بدت الزوجة غير راضية باإلجابه ولكن زوجها جذبها معه وهو ينحني إعتذارا ً وغادرا المكان‬
‫‪..‬‬
‫ضاقت عينا الزعيم ونظر الى تابعه هامساً‪ :‬لما هما هنا ؟ لقد كُنتَ ُمهمالً بشدة في عملك‪..‬‬
‫إنحنى معتذراً‪ :‬أسف سيدي‪..‬‬
‫تجاوزه الى الداخل يقول‪ :‬سأحرص على عقابك‪..‬‬
‫بعدها جلس على األريكة ووضع رجالً على رجل ينظر الى الفتاة وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬رغم أن الشعر‬
‫قصير ولكنه نفس وجه الطفلة الخائفة التي قابلتُها المرة الماضيه ‪ ..‬إقتربي‪..‬‬
‫إرتجفت خوفا ً وهي تقترب منه حتى وقفت أمامه فقال‪ :‬من طلب منك إرتداء هذا الزي وقص‬
‫شعرك ؟ الذي فعل هذا كان حريصا ً على أن تكوني بمأمن منا‪..‬‬
‫لم تُجبه فالخوف التام كان يُسيطر عليها‪..‬‬
‫نظر إليها لفترة ثم قال‪ :‬إنها هزيلة للغايه ‪ ,‬ال يبدو بأنها كانت تتغذى جيدا ً‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها وقف وقال‪ :‬على أية حال البقاء هنا أصبح خطرا ً فذلكما الزوجين قد يسببا‬
‫المتاعب ‪ ,‬روماريو إهتم بالطفلة وأطعمها جيدا ً لهذه الليله ‪ ,‬غدا ً سأُفرغ نفسي من أجلها‪..‬‬
‫بعدها تجاوزها وغادر الى الخارج‪..‬‬

‫***‬

‫‪21 juonyour‬‬
‫‪4:30 pm‬‬

‫منذ ما يُقارب الساعه كانت تجلس ُهنا في إنتظار حضور إليان الى المنزل‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً هامسه‪ :‬هل من الممكن أنها لن تأتي ؟ ولكنها من بين الجميع كثيرا ً ما‬
‫تتواجد في هذا المنزل ! البد أن تحضر‪..‬‬
‫نظرت حولها وقالت‪ :‬أم هل إنشغالها في حفلة أخاها غدا ً يمنعها من المجيء الى هذا المنزل !‬
‫لكني أُريد رؤيتها هذا اليوم ! ال أملك رقم هاتفها وعالقتي بإدريان أصبحت متزعزعه لذا ال‬
‫يُمكنني طلب رقمها منه والسيدة جينيفر هاتفها ُمغلق منذ ثالث ساعات‪..‬‬
‫يالها من ُمعضله‪..‬‬
‫جائها صوت من الخلف يقول‪ :‬آليس ؟‬
‫إلتفتت وتفاجأت برؤية إدريان ‪ ,‬وقفت فورا ً تقول بتوتر‪ :‬مـ مرحبا ً إدريان‪..‬‬
‫نعم ‪ ,‬إنها الفرصة المناسبه ‪ ,‬عليها أن تُقدم إعتذرا ً ع ّما حدث في آخر لقاء بالمطعم‪..‬‬
‫ت ُهنا‬ ‫تحدث إدريان وهو يقترب منها قائالً‪ :‬غريب ‪ ,‬أخبرتني أمي بأنك غادرتي المنزل ‪ ,‬لما أن ِ‬
‫؟‬
‫آليس‪ :‬أمم أُريد التحدث الى إليان وألني ال أملك رقمها ما كان علي سوى الحضور بنفسي‪..‬‬
‫نظر إليها إدريان لفتره فتوترت آليس وهي تدعي بداخلها أال يُصيبه الفضول ويسألها عن‬
‫السبب‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬آليس ‪ ,‬أعتذر عن فضاضتي آخر مرة في المطعم‪..‬‬
‫دُهشت وقالت بسرعه‪ :‬ال كال أنا من عليها أن تعتذر ‪ ,‬لقد‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬لم تُخطئي بشيء بل أنا من بدأ الهجوم ‪ ,‬لذا هل ستُلبي دعوتي تعويض عن تصرفي‬
‫األخرق ذاك ؟‬
‫تعجبت وسألته‪ :‬دعوه ؟ الى العشاء ؟‬
‫ضاقت عيناه وقال‪ :‬كال ‪ ,‬بل الى الحفلة غدا ً‪..‬‬
‫شهقت ُرغما ً عنها من هول الصدمة قبل أن تتقدم بجسدها إليه تقول بسرعه‪ :‬ال ال يُمكنني‬
‫بتاتا ً !! سيقتُلني والدك حتما ً‪..‬‬
‫عقد حاجبه بعدها قال‪ :‬وما شأن والدي ؟ سأدعوك ل ُمرافقتي‪..‬‬
‫هزت رأسها وقالت‪ :‬أعتذر ولكني ُمضطره الى رفض دعوتك ‪ ,‬والدك ال يُحبني وسيقتلني حتما ً‬
‫لو رآني ُهناك فلقد هددني سابقا ً بعدم اإلقتراب من عائلتكم ‪ ,‬يبدو بأني أُسبب بعض الخطر لو‬
‫علم أحدهم بأمر الحادث الذي سببه أخاك لي لذا‪....‬‬
‫قاطعها‪ :‬ال شيء مما تقوليه يهمني ‪ ,‬أسدي لي معروفا ً ورافقيني ‪ ,‬سأرد لك هذا الدين في ٍ‬
‫يوم‬
‫ما‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره من بعد جملته األخيره ‪ ,‬تصرفه هذا دليل وجود سبب وراء هذا الطلب‪..‬‬
‫أشاحت بعينيها قليالً بشيء من الحزن ‪ ,‬هذا يعني بأن إعتذاره قبل قليل كان ألجل سبب يُريد‬
‫الوصول إليه‪..‬‬
‫قاس في حقها‪..‬‬ ‫هذا تصرف ٍ‬
‫شدت على أسنانها هامسه في نفسها‪" :‬توقفي عن ذلك ‪ ,‬هو ليس ال ُمخطئ من األساس لذا لم‬
‫يكن هناك وجود لإلعتذار منذ البدايه‪" ..‬‬
‫إدريان‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬ما دُمتي تخافين من أمر والدي الى هذا الحد فتزيني بزين ٍة تجعلها تُغير‬
‫مدى سيء‬ ‫ً‬ ‫مظهرك ‪ ,‬سآخذك بنفسي الى مصفف شعر بارع أعرفه جيدا ً ‪ ,‬وإذا وصل األمر الى‬
‫وكشف والدي وجودك فسأتحدث إليه ال تقلقي وسأتحمل كُل شيء ‪ ,‬موافقه ؟‬
‫إصراره الغريب هذا يجعلها حرج ٍة من رفضه أكثر لذا قالت‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬ال بأس‪..‬‬
‫إبتسم وإحتضن كفيها بين يديه وهو يقول‪ :‬وااه لن أنسى هذا لك ُمطلقا ً‪..‬‬
‫شعرت بالحرج فإبتسم وأكمل‪ :‬بخصوص إليان فهي لن تأتي الى ُهنا هذا اليوم ‪ ,‬غدا ً سآخذها‬
‫هي أيضا ً الى مصفف الشعر نفسه لذا ستتقابالن ُهناك حسنا ً ؟ أما إن كان األمر ُملح الى هذه‬
‫الدرجه فعليك اإلستسالم فهي ستبقى في منزل العائله طوال هذا اليوم ‪ ,‬لحضه ‪ ,‬سأُعطيك‬
‫رقمها حسنا ً ؟‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬ال بأس سأُحدثها غدا ً ولكن هذا ال يعني بأني ال أحتاج رقمها ‪ ,‬سأكون شاكره‪..‬‬
‫إبتسم وأخرج هاتفه وأرسل لها رقم إليان بعدها قال‪ :‬واآلن إعذريني فلدي أمر هام‪..‬‬
‫لوحت له مودعه في حين صعد هو الى األعلى ووقف في نهاية الدرج ثم إلتفت الى الخلف‬
‫وبقي صامت ًا لفتره قبل أن يهمس‪ :‬إعذريني آليس‪..‬‬
‫بعدها إتجه الى غرفته‪..‬‬

‫***‬
‫‪7:22 pm‬‬

‫في منزل العائله الرئيسي‪..‬‬


‫كان آلبرت يجلس بهدوء تام لوحده في الصالة الرئيسيه للمنزل وشارد الذهن في أمر السبب‬
‫اآلخر الذي ُربما يكون سبب عمه الحقيقي‪..‬‬
‫منذ أن حظر الى ستراسبورغ وهذا هو أكثر أمر يشغل باله ولم تتح له أي فرصة مناسبة‬
‫ليحادثه بمفرده‪..‬‬
‫يجب أن يفعل قبل قدوم حفلة الغد ولكن كيف وتلك العجوز تُرافقه دائما ً‪..‬‬
‫ال يُريد الحديث معه في حضورها‪..‬‬
‫توقف عن التفكير ُمندهشا ً وهو يرى جينيفر تتجه الى الخارج بمالبس براقه وكأنها ذاهبه الى‬
‫حفلة ما‪..‬‬
‫هل حضرت له الفرصة أخيرا ً ! لم يتوقع أنها ستُريحه من وجهها بهذه السرعه‪..‬‬
‫ما إن وقف ليتجه الى عمه حتى رآه هو اآلخر يرتدي بدلة رسميه ويتجه خارجا ً‪..‬‬
‫تقدم وأوقفه قائالً‪ :‬ذاهب الى مكان ما ؟‬
‫نظر إليه عمه ثم قال‪ :‬نعم ‪ ,‬الى منزل السيد روبرت كالودي من أجل التحدث ‪ ..‬أتُريد ُمرافقتي‬
‫؟‬
‫صمت آلبرت قليالً ثُم قال‪ :‬أُريد ُمحادثتك على إنفراد‪..‬‬
‫أليكسندر‪ :‬ليس اآلن فلدي موعد كما ترى‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ومتى تكون ُمتفرغا ً ؟‬
‫أليكسندر‪ :‬لنتحدث بعد حفلة الغد فال فراغ لدي طوال اليوم‪..‬‬
‫إنزعج آلبرت ثُم قال‪ :‬ولكني أُريد ُمحادثتك قبل ليلة الغد!‬
‫أليكسندر بحده‪ :‬ال تتذمر كاألطفال ! أخبرتُك بأني سأكون مشغوالً‪..‬‬
‫لم يعد آللبرت مجال سوى ُمفاتحته اآلن فقال‪ :‬إذا ً ماهو ؟ السبب الحقيقي لدعوتك لي ؟ أنت‬
‫بالتأكيد لم تدعني ألُبارك ألبني عمي خطبته صحيح!‬
‫رفع أليكسندر حاجبه يقول‪ :‬أخبرتُك بأني مشغول‪..‬‬
‫وعندما هم بتجاوزه قاطعه آلبرت يقول ببرود‪ :‬إنه ألجل أن تُعلن ريكس كوريث ليحمل إسم‬
‫عائلتنا صحيح ؟‬
‫توقف أليكسندر ونظر الى آلبرت بهدوء قبل أن يقول‪ :‬أتمنى حينها أن تتصرف كبالغ وال تُبدي‬
‫أي إعتراض‪..‬‬
‫ضاقت عينا آلبرت وقال‪ :‬ال تقرر دون الرجوع إلي يا عمي ! أنا رسميا ً من يحمل إسم والدي‬
‫لذا نتقاسم أنا وأنت القرار ‪ ,‬وأنا أرفضه بالكامل!‬
‫أليكسندر‪ :‬ال تزال فرخا ً لم يفقس من بيضته بعد لذا كُف عن التصرف كبالغ!‬
‫آلبرت‪ :‬إذا ً أقنعني ! ريكس في ماذا هو ُمميز عني كي تختاره هو ؟ أتمنى أال يكون سببك ألنه‬
‫يحمل دمك فهذه أسباب سطحيه ال أضن بأنك قد تُفكر بها يا عمي‪..‬‬
‫أليسندر‪ :‬ال وقت لدي ل ُمناقشة هذا معك‪..‬‬
‫وقبل أن يهم بالرحيل قاطعه آلبرت ُمجددا ً يقول‪ :‬ال شيء هو متميز فيه ! ال يملك حسن ولباقة‬
‫الحديث مع طبقات ال ُمجتمع ‪ ,‬طوال فترات عمله الحقته العديد من اإلشاعات وإتهامات آخرها‬
‫إتهام القتل قبل عدة أسابيع ‪ ,‬يستخدم اإلستنزاف في حلوله وتصرفاته وهذه الطريقة تُفيد‬
‫بال ُمستقبل القريب فحسب ! لو إستمر بهذه الطريقة لعدة سنوات قادمه فسينفذ كُل شيء ‪,‬‬
‫السلطه ‪ ,‬والمال ‪ ,‬والمكانه ! شخص مثله ال يُفكر سوى بالحلول اللحضيه وليست الدائمه‬
‫وكأنه طفل متهور ال يأبه بال ُمستقبل وما سيحدث حينها ‪ ,‬ريكس هو أسوأ من قد يحمل إسم‬
‫العائله ! إدريان الذي ال فائدة منه يستحق حملها أكثر من ريكس‪..‬‬
‫نظر الى عيني عمه وأكمل‪ :‬لذا تفضل وأقنعني يا عمي!‬
‫أليكسندر ببرود‪ :‬من يحمل إسم العائلة اآلن ؟‬
‫آلبرت‪ :‬أنت‪..‬‬
‫أليكسندر‪ :‬إذا ً ال تُناقشني‪..‬‬
‫وبعدها تجاوزه وخرج الى الخارج فبقي آلبرت واقفا ً في مكانه قبل أن تضيق عيناه وهمس‪:‬‬
‫هل ُجن عمي أخيرا ً!!‬
‫سأحرص على أال يُعلن!‬
‫ُ‬ ‫إلتفت ونظر الى الباب حيث خرج عمه وقال بهدوء‪ :‬ذلك اإلعالن ‪,‬‬

‫‪Part End‬‬

‫‪Part 23‬‬

‫أخرجت آليس ُمفتاح شقتها من جيب معطفها وعندما رفعت رأسها لتُدخله في فُتحة الباب‬
‫عقدت حاجبها تنظر الى ظرف موجود في صندوق الرسائل الصغير‪..‬‬
‫أخذته ونظرت إليه لفتره قبل أن تفتح الباب وتدخل الى الداخل‪..‬‬
‫جلست على األريكة وفتحت الظرف لتتفاجأ بأنه دعوة لحظور حفل ميالد ريكس القادم في يوم‬
‫الغد‪..‬‬
‫نظرت الى عنوان المرسل قليالً قبل أن تُغلق الظرف وتتنهد هامسه‪ :‬لم أكن أضنني خفيفة الى‬
‫هذه الدرجه ‪ ,‬عندما طلب مني خدمه لم أستطع ردها ُرغم أني لم أكن أُريد الحظور إطالقا ً ‪,‬‬
‫وعندما شكرني بتلك الطريقة عزمت على الذهاب حتما ً كي ال أُخيب آماله ‪ ,‬لما لم أستطع قول‬
‫ال عندما حقا ً لم أكن أُريد ؟ هل شعوري بالذنب تجاهه جعلني ضعيفه هكذا ؟‬
‫نظرت الى الظرف قليالً قبل أن تُكمل‪ :‬بعد ما حدث ال يُمكنني اإلعتذار إطالقا ً‪..‬‬
‫تذكرت ريكس وما فعله معها وخاصةً عندما عرفت بأنه طرد دانييل عمدا ً‪..‬‬
‫شخص بحقارته ‪ .....‬ال تُريد رؤيته إطالقا ً‪..‬‬
‫حتى فكرة اإلنتقام منه لم تعد تُريدها ‪ ,‬كُل ما تُريده هو أال تراه أبدا ً‪..‬‬
‫وال تُريد رؤية ذلك الحقير الذي يعرفه بطريقة ما‪..‬‬
‫ربما صديقه أو أحد أبناء عمه‪..‬‬
‫همست بإنزعاج‪ :‬إنه حتى أخلف وعده ولم يُعطني إسم العطر!‬
‫تنهدت ورفعت رجليها تضمهما الى صدرها وتُخفي وجهها فيها وهي تتذكر حديثه معها‪..‬‬
‫كُل ما قاله واقعي تماما ً لم تتمكن من إنكاره أبدا ً‪..‬‬
‫هي حقا ً البد من أن تكون تنتمي الى عصابة ما‪..‬‬
‫معرفة قاتل بها ‪ ,‬وجودها على كُرسي متحرك بينما لم تكن تُعاني من أي خطب في قدميها‪..‬‬
‫أوراقها ال ُمزيفه الذي زل لسان ريكس وتحدث عنها‪..‬‬
‫صبغة شعرها الغريبه‪..‬‬
‫عدم وجود أحدا ً يسأل عنها من أقاربها بتاتا ً‪..‬‬
‫ذكرياتها المتعلقه على المال وأشخاص مشوهين وميتين‪..‬‬
‫حلمها بتلك الطفلة التي تتهمها بالتخلي عنها‪..‬‬
‫خوفها الذي يُالزمها من الماضي وما به من أحداث‪..‬‬
‫كُلها ُمؤشرات تدل على أنها لم تعش حياة طبيعيه بل عاشت حياة تعتمد على الخداع‬
‫والتزييف‪..‬‬
‫حياة ُمجرمين بإختصار!‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وبعدها قررت أن تأخذ لها كوبا ً من القهوه وتُطالع التلفاز‪..‬‬
‫لم تعد تُريد أن تُفكر أكثر ‪ ,‬التفكير يُتعبها للغايه ويجعلها تيأس من الحياة أكثر وأكثر‪..‬‬
‫تنهدت بهدوء تنظر الى الماء الذي وضعته على الغاز وهمست‪ :‬هل من سبب يدعوني حقا ً‬
‫لإلستمرار ؟ عدم سؤال أحد عني طوال تلك المدة دليل كافي على أني قد ال أملك عائله ‪ ..‬لم‬
‫يعرفني ويتذكرني سوى ال ُمجرمون والجيران ! عائلتي من المفترض أن تكون هي من يعرفني‬
‫أوالً وليس اآلخرون‪..‬‬
‫ضاقت عيناها بألم ُمكمله‪ :‬هذا إن كُنتُ أملك عائله ‪ ..‬كيف لعقلي أن يتذكر أشخاص كُثر‬
‫وعائلتي ليست منهم ؟! من المفترض أن أتذكر أهلي أوالً‪..‬‬
‫إبتسمت تُكمل‪ :‬بلى ‪ ,‬تذكرتُ شيئا ً عنهم ‪ ,‬تذكرت نفسي وأنا أتهم والدي بشيء ما ‪ ,‬إنها حتى‬
‫ال تُعد ذكرى جميله ‪ ,‬ذكرى تعني التعاسة فقط‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:20 pm‬‬

‫دخل الى مكتبه ورمى نفسه بإسترخاء على األريكة الطويلة القريبة من طاولة المكتب وأخذ‬
‫نفسا ً عميقا ً قبل أن يقول‪ :‬روماريو ‪ ,‬أحضر لي الطفله ‪ ,‬إنني ُمتفرغ لها اآلن بالكامل‪..‬‬
‫هز روماريو رأسه وخرج من الغرفة فبقي هذا الشخص والذي يُعد أحد األعضاء ال ُمهمين في‬
‫هذا القسم من المنظمه ‪ ,‬وهو الشخص الذي كُلف رسميا ً بالبحث خلف الفتاة الهاربه المعروفة‬
‫اآلن باسم آليس‪..‬‬
‫بقي شارد الذهن في الفراغ لفترة يُفكر بأمر ما حتى قطع عليه خلوته دخول روماريو ومعه‬
‫الطفله‪..‬‬
‫إبتسم الرجل والذي عُرف بأذواقه الغريبة بشعره‪..‬‬
‫فسابقا ً كان يُطيله ويربطه الى الخلف بربطة سوداء وبعدها قصه قليالً وبدأ بتضفيره بالكامل‬
‫بالعديد من الضفائر ومن بعدها قصه وقام بنحته بشكل غريب لينتهي به األمر اآلن بحلقه‬
‫بالكامل ليُعرف باسم األصلع‪..‬‬
‫لقد إعتاد على قص القليل من شعره كُلما فشل في تنفيذ مهمة ما لذا ال أحد يعلم ماذا قد يفعل‬
‫برأسه الفارغ من الشعر في فشله القادم!‬
‫إبتسم وإعتدل في جلسته متكئا ً بيديه على ركبتيه وهو يقول‪ :‬إقتربي‪..‬‬
‫تقدمت منه بخوف وهي تنظر الى األسفل ليعقد حاجبه قليالً وينظر الى روماريو يقول‪ :‬ألم أٌل‬
‫إهتموا بها ؟‬
‫روماريو بدهشه‪ :‬لقد أطعمناها جيدا ً ولم نبخل عليها بشيء!!‬
‫شد على أسنانه يقول‪ :‬ماذا عن مالبسها ؟!! لما ال تزال ترتدي هذا اللبس ؟! أين ذهبت‬
‫الفساتين اللطيفة التي طلبتُ منك شراءها من ذلك المحل ؟!!‬
‫روماريو‪ :‬لقد إشتريتها ولكنها رفضت أن تلبسها ‪ ,‬لقد أصرت على البقاء على مالبسها‬
‫الصبيانيه هذه ‪ ,‬أردتُ إستعمال القوة ولكنك منعتنا منها لذا لم أستطع فعل شيء‪..‬‬
‫ضاقت عيناه بعدها نظر الى الفتاة وقال‪ :‬ولما لم تُبدلي مالبسك ؟ أم أنك تُفضلين اإلبقاء على‬
‫المالبس التي إشترتها لك أُختك ؟‬
‫رفعت رأسها إليه تقول بسرعه‪ :‬ليست أُختي بل جدتي ‪ ,‬أختي ال أعلم عنها شيء صدقني‪..‬‬
‫رفع حاجبه بعدها قال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬دعينا نبدأ من جديد ‪ ...‬أنا أُدعى موريس ‪ ,‬وألنك طفله سأسمح‬
‫ت‬‫لك أن تُناديني موري ‪ ,‬أن تُناديني بإسمي ال ُمختصر لشرف لك لذا تذكري ذلك ‪ ...‬حسنا ً وأن ِ‬
‫؟‬
‫بلعت ريقها وأجابته بعد فتره‪ :‬لوسي‪..‬‬
‫رفع حاجبه في حين دُهش روماريو وكاد أن يتدخل ولكن تحدث موريس قائالً‪ :‬إنك حقا ً طفله ‪,‬‬
‫ال مجال للكذب عزيزتي فأنا أعرف إسمك بالفعل‪..‬‬
‫دُهشت وبعدها أنزلت رأسها تنظر الى األسفل بتوتر وخوف فتنهد وقال‪ :‬دعينا نُعيد ذلك مرة‬
‫أُخرى ‪ ,‬أنا أُدعى موريس ‪ ,‬وألنك طفله سأسمح لك أن تُناديني موري ‪ ,‬ماذا عنك ؟‬
‫أجابت بصوت خافت بالكاد إستطاع سماعه‪ :‬نينا‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬إسمك لطيف ‪ ,‬من أسماك إياه ؟‬
‫هزت كتفها داللة على عدم علمها بذلك‪..‬‬
‫موريس‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬أتُحبين أُختك ؟‬
‫زمت شفتيها وكأنها تمنع نفسها من البُكاء وقالت‪ :‬أُختي لم تفعل شيئا ً خاطئا ً ‪ ,‬لما ال تدعوها‬
‫وشأنها ؟‬
‫ظهرت البرودة التامة على وجهه فشعرت بالخوف منه في حين قال لها بهدوء‪ :‬بل فعلت‬
‫ماهو األسوأ ! ولتعلمي شيئا ً‪....‬‬
‫ت وجدتك عندما قابلتُكما‬ ‫تقدم بجسده الى األمام قليالً ُمكمالً‪ :‬إسمعي ‪ ,‬لقد كُنتُ أكذب عليكما أن ِ‬
‫ُ‬
‫أول مره ‪ ,‬نحن لم نكن فقط نريد أن نُحادثها في أمر ما ثُم نتركها وشأنها ‪ ,‬قلتُ هذا حتى‬
‫تُعطوني معلومات عنها ‪ ,‬تلك الفتاة يستحيل أن تُترك حيه ‪ ,‬تلك الفتاة هي عقب أخيل للمنظمة‬
‫بأكملها ‪ ,‬وجودها حيه يعني الدمار الكامل لنا!‬
‫إتسعت عيناها برعب من كلماته األخيره وبدأت عينيها تغوران بالدموع فعاد بجسده ُمجددا ً‬
‫الى الوراء وقال‪ :‬لذا األمر عائد لك ‪ ,‬إستمري بالكذب والتستر عليها وستُواجهين نفس‬
‫مصيرها ‪ ..‬بال ُمقابل لو تعاونتي فسأضمن لك شخصيا ً بأن أؤمن لك حياة مرفهه حتى لو‬
‫أَضطررتُ للتخلي عن منصبي من أجل ذلك‪..‬‬
‫رفعت يديها المرتجفتان وبدأت تمسح دموعها التي لم تتوقف عن الهطول فتنهد ونظر إليها‬
‫لفتره وهي تستمر عبثا ً في إيقاف بُكائها الصامت‪..‬‬
‫بعد دقائق سألها‪ :‬أين أُختك اآلن ؟‬
‫إرتجفت شفتيها ُمجيبه‪ :‬ال أعـ ـلم‪..‬‬
‫موريس‪ :‬متى آخر مره قابلتيها ؟‬
‫أجابت ُمجدداً‪ :‬لم أقابلها‪..‬‬
‫موريس‪ :‬متى آخر مره تواصلتي معها عبر الهاتف أو غيره ؟‬
‫نينا‪ :‬لم أفعل‪..‬‬
‫شد على أسنانه هامساً‪ :‬ال أعلم ولم أفعل ! توقفي عن هذه اإلجابات أيتُها الكاذبه‪..‬‬
‫ت طفله ‪ ,‬أخبريني من أين كُنتما‬ ‫إنتفض جسدها خوفا ً فقال بهدوء تام‪ :‬جدتك مريضه وأن ِ‬
‫تؤمنان المال وأُجرة المنزل ؟ ال أحد سوى أختك من قد يفعل ذلك لذا ال تكذبي!!‬
‫وبخوف تام بالكاد هزت نينا رأسها تقول‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬إذا ً ما رأيُك بهذا ؟ لقد كُنا قبل أن نمسك بك نبحث خلف معلوماتك عن‬
‫طريق المدرسه وإكتشفتُ حينها شيئا ً ُمثيرا ً ‪ ,‬لقد تقدم شخص ما بعد وفاة جدتك بسحب ملفك‬
‫المدرسي بطريقة رسميه ‪ ,‬أي أنه كان يملك أوراقك الرسميه ‪ ,‬وهذا األمر حدث قبل عشر أيام‬
‫بالضبط ! من عساه يكون غير أُختك ؟!!‬
‫إتسعت عينا نينا بدهشه‪..‬‬
‫جدتها هي قريبتها الوحيده ‪ ,‬إن كان حدث هذا بعد وفاة جدتها فبالفعل هي أختها من فعلت‬
‫ذلك‪..‬‬
‫ُ‬
‫شعرت بالفرح في داخلها فهذا دليل على أن أختها اآلن بخير بكُل تأكيد!!‬
‫إنهمرت دموعها ُمجددا ً ولكن من السعادة هذه المرة فرفع موريس حاجبه يقول‪ :‬توقفي عن‬
‫ت بطفل في الخامسه ! أخبريني اآلن أين هي أُختك ؟‬ ‫البكاء فلس ِ‬
‫هزت رأسها نفيا ً وهي تمسح دموعها ُمجددا ً فصمت لفتره قبل أن يقول‪ :‬نينا ‪ ...‬ال تجعليني‬
‫أخترق مبادئي وأقوم بإذائك كي أُجبرك على قول الحقيقه!‪..‬‬
‫رجعت بجسدها الى الوراء بخوف فأكمل‪ :‬أنا حقا ً ال أُريد إيذائك ‪ ,‬فما دُمتُ لطيفا ً معك فكوني‬
‫لطيفه معي حسنا ً ؟‬
‫زاد خوفها منه ومن أسلوبه الغريب هذا وبدأ جسدها يرتجف بشده فما كان منه سوى أن‬
‫يتنهد ويقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬سأمنحك بعض الوقت ففكري جيدا ً ‪ ,‬إن تحدثتي فسأحرص على تأمين‬
‫الراحه لك طوال حياتك وأيضا ً سأحرص على أن تقضي مع أُختك فترة لتودعيها جيدا ً قبل أن‬
‫يتم تصفيتها لذا فكري ُمجددا ً ‪ ,‬أختك سنجدها في النهايه وهذا أمر ال مفر منه لذا ال أضنُك‬
‫تُريدين أن تموت دون أن تتحدثي معها وتعيشي طوال حياتك ُمشردة صحيح ؟‬
‫نظر الى روماريو وأكمل‪ :‬خذها بعيدا ً وال تقوموا بأذيتها ‪ ,‬وأيضا ً كما أخبرتُك سابقا ً إحرصوا‬
‫على تغذيتها جيدا ً‪..‬‬
‫بعدها وقف وغادر الغرفه‪..‬‬

‫***‬

‫‪11:12 pm‬‬

‫وعلى طاولة طعام عائلة أليكسندر‬


‫الجميع هذه الليله بإستثناء فرانسوا كانوا يتناول الطعام ولقد تأخر موعد العشاء هذه المرة‬
‫عن ال ُمعتاد بسبب إنتظارهم لعودة أليكسندر وزوجته من زيارتهم لعائلة روبرت كالودي‪..‬‬
‫كان الجو بشكل عام هاديء للغايه‪..‬‬
‫آلبرت بعد حديثه األخير مع أليكسندر لم يتحدث معه عن الموضوع مرة أُخرى وقرر أن يُفكر‬
‫أوالً ويرى إن كان الكالم معه قد يؤدي بنتيجه أو يتجه الى طريقة أُخرى!‪..‬‬
‫رفع آلبرت عيناه عن طعامه ونظر بهدوء الى ريكس الذي كان يبدو عليه وكأنه يُفكر بأمر‬
‫مهم يشغل باله بشده‪..‬‬
‫هل من المعقول أنه عرف عن ما يريد والده أن يفعله ؟ البد من أنه يعرف فأليكسندر لن‬
‫يُفاجئه بهذا اإلعالن ‪ ,‬هو ال يريد أن تشله الدهشه وتجعله ال يعرف كيف يتعامل مع األمر‪..‬‬
‫آلبرت في نفسه‪" :‬نظرا ً للهدوء الذي يتسم به فهذا يعني بأنه ال مانع لديه في أن يحمل إسم‬
‫العائله ! أعرف أنك ال تتخذ القرارات الصحيحه يا ريكس ولكن هل أنت أيضا ً تتمتع بضيق‬
‫األفق الى هذا الحد‪!" ..‬‬
‫في حين كان كُل تفكير ريكس منصب في آندرو ويتسائل في داخله عن ماهية خطة صديقه في‬
‫إفساد هذه الخطوبه‪..‬‬
‫تحدث أليكسندر يقول‪ :‬لما فرانس يتخلف كثيرا ً عن وجبات الطعام ؟ هو ال يملك عمالً لينشغل‬
‫فيه حتى!‬
‫سخريه‪ :‬هو مشغول بتجميع أصدقاء ُمزيفين‪..‬‬ ‫إبتسم إدريان ُمجيبا ً ب ُ‬
‫نظرت إليه فلور بإنزعاج ودافعت عن أخاها قائله‪ :‬ال تتهكم على شيء ال تعرفه وكف عن‬
‫السخريه منه!‬
‫نظرت الى عمها وأكملت‪ :‬سيعود بعد منتصف الليل فهو مشغول مع أصدقائه‪..‬‬
‫أليكسندر ببرود‪ :‬من العار أن يكون فردا ً من العائله وهو فاشل وعاطل في مثل هذا السن‪..‬‬
‫رفعت إستيال عينيها وإبتسمت قائله‪ :‬صحيح بأن فرانس مثال للفرد الفاشل في العائله ولكنه‬
‫على األقل لم يشوه سمعتها بأي فضائح يا عمي كما فعال آخران‪..‬‬
‫ضحكت فلور بسخريه تنظر الى إدريان وريكس فاألول قد جلب أكثر من فضيحة فنيه حتى‬
‫وإن كانت صغيره واآلخر أُتهم بعدة شائعات آخرها قتله لفابريان‪..‬‬
‫نظر إدريان الى إستيال بهدوء تام منزعج من أسلوبها هذا في حين أن ريكس لم يسمعهم حتى‬
‫فهو في خضم التفكير في أمر ثقته بآندرو ‪ ,‬هل يثق به ويترك له األمر كُله أو يتصرف هو‬
‫بنفسه!‬
‫ت بطفله‪..‬‬‫ت لس ِ‬‫في حين نظر أليكسندر الى إستيال وقال‪ :‬ال أُحب مثل هذه األساليب فأن ِ‬
‫لم تُجب إستيال وفضلت الصمت فهي ال تُريد إفتعال شجار مع عمها بتاتا ً فبقيت عينا كين‬
‫ُمعلقتان بها لفتره قبل أن يلتفت الى عمه قائالً‪ :‬معك حق يا عمي ففرانس لألسف مثال لإلبن‬
‫الفاشل في عائلتنا ‪ ,‬ال يستحق أن يرتبط إسمه بإسمها‪..‬‬
‫صدمت فلور من أخاها في حين نظر آلبرت وجينيفر إليه بهدوء بينما تعجب إدريان قائالً في‬ ‫ُ‬
‫نفسه‪" :‬هذا الشيطان على ماذا يهدف ! إنها المرة األولى التي يسب فيها عائلته ‪ ,‬بالعادة لو‬
‫تدخل يتدخل مدافعا ً حتى لو كانوا على خطأ! "‬
‫فلور بغضب‪ :‬كين مالذي تهذي به !!!! هل أصابك الخرف بمثل هذا السن ؟!!!‬
‫نظر أليكسندر الى آلبرت بعد كالم كين يقول‪ :‬تحدث معه فأنا تعبتُ في التحدث إليه ليعمل في‬
‫شركتي ويرفض في كُل مره متحججا ً بالكثير من الحجج الغريبة الغير منطقيه‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬سأفعل ذلك‪..‬‬
‫تنهد كين وأكمل طعامه يقول‪ :‬ال فائده ‪ ,‬لن يقبل بذلك وسيتهرب كعادته ‪ ,‬هو ال يُحب العائله‬
‫وال يُحب العمل معها ‪ ,‬فر ٌد مثله ال يسبب سوى المشاكل ويتهرب من المسؤليه ليس أهالً ألن‬
‫يكون فردا ً منها‪..‬‬
‫لم تُصدق فلور ما يتفوه به أخاها فنظرت فورا ً الى آلبرت تستنجده قائله‪ :‬أخييي!!!‬
‫نظر إليها آلبرت بنظرات حاده وكأنه يقول فيها دعيه يقول ما يشائه‪..‬‬
‫صدمت فلور من ردة فعله البارده ونظرت الى أختها ولكنها تعرف بأن إستيال يستحيل أن‬ ‫ُ‬
‫تتدخل مالم يفعل أخاها الكبير‪..‬‬
‫ضاقت عينا آلبرت وهمس بداخله‪" :‬هناك أمر يُريد أن يصل إليه ‪ ,‬ماهو ؟"‬
‫إبتسم كين يقول‪ :‬عمي لم تُخبرني عن رأيك في إقتراحي ؟‬
‫أليكسندر‪ :‬توقف عن ذلك يا كين ‪ ,‬حتى لو لم يكن أهالً للبقاء في العائله فأنا ال يُمكنني التخلي‬
‫عنه ببساطه‪..‬‬
‫كين بدهشه‪ :‬ماذا تقصد بأنك ال تستطيع التخلي عنه ؟ عمي ال تقل لي بأنك تُفكر فيه كأحد‬
‫المرشحين ألن يكون خليفتك في حمل أسم العائله!‬
‫تنهد أليكسندر يقول‪ :‬لم أقل هذا قط ‪ ..‬هو حتى لو بذل جهده فال يمكنه أن يرثها فلألسف‬
‫طباعه العنيده وشخصيته الغريبه والضعيفة ليست أهالً لذلك ‪ ,‬ال يملك المقومات المناسبه‬
‫للخالفه‪..‬‬
‫ً‬
‫تنهد كين براحه وقال‪ :‬هذا جيد ‪ ,‬أنا ال أُريد إلسم العائله أن يهتز ‪ ,‬أريدها أن تبقى قوية كما‬
‫ُ‬
‫في عهدك أنت ‪ ..‬لذا عمي ال تتركها بسرعه ‪ ,‬إبنة عمي إليان ُمميزه للغايه ‪ ,‬إنها حتما ً‬
‫ستكون أذكى فرد في العائله فال أحد حصد درجات وإمتيازات خالل دراسته مثلما حصدت هي‬
‫‪ ,‬ذكيه وتُجيد الحوار مع اآلخرين من سياسيين وديموقراطيين ‪ ,‬إنها ال ُمنافس األمثل ألخي‬
‫آلبرت فوحدهما من يستحقان حمل العائله فال شائبه تشوب مسيرتهما منذ الطفولة وحتى‬
‫الشباب‪..‬‬
‫إبتسم بعدها وأكمل‪ :‬فكما قُلتَ يا عمي هي حتما ً ستسقط إن وقعت في أيدي أشخاص ُمهملين‬
‫كفرانس أو أشخاص تلطخت أسمائهم ببعض الشائعات‪..‬‬
‫دُهش إليكسندر من كالمه في حين إبتسمت إستيال هامسه في نفسها‪" :‬ياله من رائع !‬
‫بإسلوبه الطفولي البريء إستطاع جر عمي بالحديث ليصل الى هذا الموضوع ‪ ,‬عمي لن‬
‫يستطيع الرد ‪ ,‬ليس اآلن على األقل حتى ال يظهر تناقضه‪" ..‬‬
‫أما فلور بالكاد كتمت ضحكها وتود لو تنفجر بالسخريه ولكن ليس هذا هو الوقت ال ُمناسب‪..‬‬
‫نظرت الى أخاها آلبرت بفخر فالبد من أنه أوقفها ألنه يعلم ما ينوي عليه كين وبالتأكيد هو‬
‫اآلن‪....‬‬
‫توقفت عن اإلبتسام عندما رأت وجه آلبرت الغير سعيد إطالقا ً وهو يرمق كين بنظرات إنزعاج‬
‫تام‪..‬‬
‫همست لنفسها‪" :‬لماذا يُظهر هذا التعبير لكين" ؟‬
‫في حين كانت جينيفر تنظر الى كين بهدوء تام حتى ضاقت عيناها عندما رمقها بنظر ٍة خاطفه‬
‫وكأنه يؤكد أن ما تُفكر به صحيح تماما ً‪..‬‬
‫رفعت إليان نظرها تنظر الى كين بتعجب هامسه بداخلها‪" :‬هذا غريب ‪ ,‬الى ماذا يهدف ؟ إن‬
‫كان يُريد أن يحمل إسم العائله أحد إخوته فلم يكن ُمضطر الى أن يتحدث عني وعن كوني‬
‫ُمرشحه جيده ؟ كان عليه أن يكتفي بإبعاد ريكس وإدريان وأن يختار إستيال كمثال بدالً مني !‬
‫أنا ال أفهمه‪" ..‬‬
‫تسائلت بعدها عن سبب فتح موضوع الوراثه حتى!‬
‫هل من الممكن أنه أحس بأن والدها سيستقيل قريبا ً من رئاسة العائله ؟‬
‫نظرت الى والدها وتسائلت عن السبب إن كان األمر صحيحا ً‪..‬‬
‫هو ال يزال رجالً قويا ً بكامل صحته فلما يستقيل مبكرا ً ؟‬

‫بعد دقائق أنهوا تناول الطعام وبدأوا بالذهاب الى غرفهم أو الى أعمال أخرى‪..‬‬
‫تجاوز آلبرت كين متجها ً الى األعلى وهو يقول‪ :‬إتبعني‪..‬‬
‫تنظر إليه كين قليالً بعدها تنهد ولحق به حتى صعدا الى األعلى‪..‬‬
‫إتكأ آلبرت على جدار إحدى الصاالت الداخليه بالدور العلوي وأشار لكين أن يقف أمامه‪..‬‬
‫تنهد كين ووقف أمامه فسأله آلبرت بهدوء‪ :‬كذبت علي عندما أخبرتني بأنك ال تعلم ماذا‬
‫يهدف عمي من هذه الحفله ؟‬
‫صمت كين لفتره قبل أن يُجيبه‪ :‬أجل‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ولما ؟‬
‫كين‪ :‬لدي أسبابي الخاصه‪..‬‬
‫شد آلبرت على أسنانه وقال‪ :‬أنت حقا ً طفل وعليك أن تعي هذه الحقيقه تماما ً‪..‬‬
‫إنزعج كين وقال‪ :‬أنا في الرابعة عشر من عمري ‪ ,‬عمليا ً أُدعى ب ُمراهق وليس طفل ! توقف‬
‫عن نعتي بهذا‪..‬‬
‫آلبرت بحده‪ :‬أنا ال أُقيم الناس بأعمارهم بل بتفكيرهم وتصرفك قبل قليل على طاولة العشاء‬
‫هو تصرف أطفال ال أكثر!!‬
‫ظهر اإلستياء على وجه كين من كالم أخيه وقال‪ :‬وأي تصرف مني جعلك تصفني بالطفل!‬
‫آلبرت‪ :‬كُل شيء‪..‬‬
‫كين‪ :‬إن كان هناك ما يُغضبك فأخبرني إياه بدالً من هذه المقدمات الكاذبه ‪ ..‬إن كان األمر‬
‫بخصوص كذبي عليك فأنا أعتذر لهذا وقد أخبرتُك بأني أملك عذرا ً!‪..‬‬
‫ضاقت عينا آلبرت وبقي ينظر الى أخاه لفتره قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً يُخفف من غضبه ليُقول‬
‫بعدها‪ :‬لم أطلب منك أن تتحدث مع عمي بموضوع وراثة ريكس إلسم العائله!‬
‫كين‪ :‬أهذا ما أغضبك ؟‬
‫آلبرت‪ :‬بل طريقتك في قولها ! أنت تعلم بأني ال أُحب من يتدخل في أموري ومع هذا تدخلت‬
‫لذا البد من وجود هدف آخر خلف تدخلك ! هل لك أن تشرحه لي ؟‬
‫نظر إليه كين لفتره بعدها قال‪ :‬ال يوجد ‪ ,‬فقط أردتُ إستفزاز ريكس ولكن يبدو بأنه طوال‬
‫العشاء كان يُفكر في أمر آخر‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ال أُحب الكذب وأنت تعرف هذا جيدا ً‪..‬‬
‫كين‪ :‬لم أكذب‪..‬‬
‫آلبرت بحده‪ :‬بل فعلت!‬
‫أشاح كين بنظره ولم يُجبه فنظر إليه آلبرت لفتره ثُم قال‪ :‬توقف عن هذا‪..‬‬
‫عقد كين حاجبه ونظر الى أخيه الذي أكمل‪ :‬أنت في نظري ال تزال صغيرا ً على هذه التصرفات‬
‫‪ ,‬ال خوف على إستيال عندما تقوم بهذه التصرفات فهي تعرف كيف تُدبر أمورها ولكنك‬
‫ُمختلف يا كين‪..‬‬
‫كين‪ :‬لم أفهم‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬بل تفهم جيدا ً ‪ ,‬أنا أعلم بأنك ذكي جدا ً وأنا حقا ً فخور بك حقا ً وسعيد ألنك أخي ولكن‬
‫توقف عن إظهار ذكائك هكذا وإستفزاز اآلخرين كجينيفر ! تدخلك قبل قليل أنا واثق بأنك‬
‫تهدف فيه الى إستفزاز جينيفر بطريقة ال أفهمها ‪ ,‬كف عن إستفزازها ! كُف عن تهديدها !‬
‫كُف عن تصيد أخطائها أو كشفها ! جينيفر امرأة ال يُمكن ل ُمراهق مثلك أن يتعامل معها!‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬ال أُريد أن ينتهي األمر الى أن تُلحق بك األذى‪..‬‬
‫أشاح كين بوجهه لفترة ثُم عاود النظر الى أخيه يقول‪ :‬ال يُمكنها فعل شيء‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ولهذا أنت ال تزال طفالً ! األطفال وحدهم من يثقون بنفسهم ثقةً عمياء وال يُحسنون‬
‫تقدير الوضع‪..‬‬
‫وضع يده على كتف كين وضغط عليه يقول‪ :‬أرجوك ‪ ,‬تصرف ك ُمراهق عادي تماما ً وال تُحاول‬
‫التذاكي عليها أو التصادم معها‪..‬‬
‫راض فأكمل آلبرت‪ :‬أخاك األكبر يرجوك يا كين‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫أشاح كين بنظره ُمجددا ً وهو غير‬
‫زم كين على شفتيه لفتره قبل أن يهمس‪ :‬كما تُريد‪..‬‬
‫إبتسم آلبرت وعبث بشعر أخاه هامساً‪ :‬شُكرا ً لك‪..‬‬
‫راض تماما ً عن هذا ولكن ‪ ....‬من أجل أخاه سيتوقف‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫بعدها تجاوزه وغادر وكين غير‬

‫***‬

‫‪22 juonyour‬‬
‫‪8:00 pm‬‬

‫ال أعلم لما فجأه بدأتُ أشعر بأني ُمرتبطه بهذه العائله كثيرا ً‪..‬‬
‫إنها ليست سوى عائله صادف وأن سياقة إبنهم األكبر كانت متهوره وتسببت بحادث لي‪..‬‬
‫ليست سوى عائله أرادت أن تتحمل المسؤليه وأن يعتنوا بي لحين إسترجاع ذاكرتي أو لحين‬
‫ظهور أحد أقاربي‪..‬‬
‫ليست سوى عائله غريبه وكأنها صندوق باندورا يجب عدم فتحه أو اإلقتراب منه‪..‬‬
‫عائله ظاهريا ً عاديه وغنيه كالكثير من العوائل ولكنها من الداخل تكثر فيها قصص القتل‬
‫والخيانه والكُره والطمع والجشع وال زال هناك المزيد لم يُكشف بعد!‬
‫عائله تُخيفها وتُثير فضولها في ٍ‬
‫آن واحد‪..‬‬
‫إنها بحق صندوق باندورا‪..‬‬

‫قطع عليها تفكيرها صوت إدريان يقول‪ :‬آليس لقد وصلنا!‬


‫رفعت آليس رأسها لتراه هو وأخته كانا قد نزال من السيارة ُمسبقا ً فتعجبت لعدم شعورها‬
‫بالوقت‪..‬‬
‫ترددت ونزلت من السيارة فتقدم منها إدريان تاركا ً أخته وهمس لها‪ :‬آليس ‪ ,‬لما لم تقولي‬
‫شيئا ً ؟‬
‫ت تُريدين إليان في أمر ما ‪ ,‬لقد أوصلتكما الى‬ ‫نظرت إليه ُمتعجبه فوضح مقصده قائالً‪ :‬لقد كُن ِ‬
‫مصفف الشعر معا ً وإنتهينا وأتينا اآلن الى مكان اإلحتفال ولم أرك تُكلميها أبدا ً‪..‬‬
‫ضحكت آليس تقول مغيرةً الموضوع‪ :‬ههه حسنا ً ‪ ,‬لم يبدو لي الوقت ُمناسبا ً‪..‬‬
‫وأكملت في نفسها‪" :‬لقد كانت ترمقني بنظرات شرسة ينبع منها الكُره ‪ ,‬أي أحمق قد يقترب‬
‫منها في هذه الحاله‪" ..‬‬
‫رفعت رأسها ونظرت الى القصر والذي لم يكن سوى منزل العائله الرئيسي وهذه المرة‬
‫اإلحتفال ُمقام في ساحاتها الداخليه الواسعه‪..‬‬
‫إنها المرة الثالثه التي تأتي فيها الى هذا المكان‪..‬‬
‫كان بإمكانها إيجاد طريقة ترفض فيها الدعوة لو لم تُرد أن تذهب ولكن لم تعد ترغب بذلك‪..‬‬
‫لقد عزمت على أن تتوقف عن التهرب‪..‬‬
‫لقد تأكدت من أمر واحد فقط ‪ ....‬دانييل الشاب الذي قابلته سابقا ً قائالً أنه كان أحد جيرانها‬
‫هو ليس الخيط الوحيد الذي يقودها الى حقيقتها‪..‬‬
‫هذه العائلة إيضا ً تمتلك خيطا ً يقودها الى الحقيقه‪..‬‬
‫زل لسان ريكس ذلك اليوم قائالً بأن أوراقها ُمزيفه!‬
‫ذلك الشاب الغريب الذي يبدو من معارفه والذي أراها صورةً قديمه لها‪..‬‬
‫هذه العائله أ]ضا ً تعرف شيئا ً‪..‬‬
‫على قدر ما يُخيفها معرفة الحقيقه إال أنها لن تسمح أن تكون الحقيقة في مكان قريب ويعرف‬
‫عنها بضع أشخاص أوغاد وال تحاول معرفتها‪..‬‬
‫يجب أن تعرفها وأن تعرف عن السبب الذي يجعل ريكس وذلك الشاب يعرفونها أيضا ً‪..‬‬
‫فعند التفكير باألمر لم تعد تُقنعها حقيقة أنها لم تكن تملك أي شيء معها خالل الحادث‪..‬‬
‫ال أحد يخرج من المنزل بدون شيء ‪ ,‬على األقل محفضة أموال!‬
‫هناك كذب كبير يحدث معها ولن تجعله يستمر أكثر‪..‬‬
‫فهي حقا ً أدركت أن مصيرها ُمرتبط بهذه العائله‪..‬‬
‫إستيقضت ُمجددا ً على صوت إدريان فنظرت إليه وتقدمت تمشي بجواره من الجهة اليسرى‬
‫بما أن إليان بالجهة اليُمنى‪..‬‬
‫دخلوا الى الداخل فتوقفت آليس تنظر الى إنعكاس شكلها على تلك المرآة الكبيره‪..‬‬
‫لون شعرها لم تقم بصبغه بأحد اللونين كعادتها فتركته كما هو من األعلى أشقر ومن األسفل‬
‫بني ومع تلك التسريحة التي رفعت معظم شعرها تاركةً جزء منساب على كتفها األيمن أعطاها‬
‫مظهرا ً أنيقا ً ومبهر وكأنها تعمدت أن تصبغ بهذا الشكل ليظهر شعرها بهذا التموج الجميل ‪,‬‬
‫هي بنفسها بقيت تقف أمام مرآة مركز التجميل لدقائق طويله تتأمل نفسها‪..‬‬
‫لم تكن تضن أنها قد تكون بهذا الجمال حقا ً‪..‬‬
‫أما مكياجها فقد كان من النوع الذي يعمل على تغيير بعض مالمح الوجه ‪ ,‬بات من الصعب‬
‫نوعا ً ما أن يتعرف عليها أحد مالم يكن يعرفها جيدا ً‪..‬‬
‫ت قليله لذا لن يتعرف عليها بسهوله‪..‬‬ ‫هي لم تُقابل والد إدريان سوى مرا ٍ‬
‫صحيح أنها حظرت عازمة األمر ولكنها مع هذا ال تُريد اإلحتكاك به ُمطلقا ً‪..‬‬
‫تود لو ينتهي هذا اإلحتفال بالكامل دون أن يعرف أصالً أنها أتت‪..‬‬
‫وللمرة الثالثه إستيقضت على صوت إدريان يقول‪ :‬ماذا بك اليوم يا آليس ؟‬
‫نظرت إليه قائله‪ :‬أعتذر‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وسألت‪ :‬أين إليان ؟‬
‫إدريان‪ :‬تقول بأنها ال تُريد مقاطعتي لذا ذهبت ب ُمفردها‪..‬‬
‫دُهشت آليس لفتره قبل أن تسأل‪ :‬أُختك إعتادت أن تُرافقك صحيح ؟‬
‫إدريان‪ :‬هههههه كيف إستنتجتي هذا ؟ حسنا ً أجل ولكن ليس دائما ً ‪ ,‬بما أني أملك رفيقة هذا‬
‫اليوم تركتني كما أُريد‪..‬‬
‫شعرت آليس ببعض الذنب وقالت‪ :‬هل ستبقى وحدها ؟‬
‫إدريان‪ :‬يستحيل هذا ‪ ,‬هي إما تُرافقني أو تُرافق والدي‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬أتمنى أن ينشغل عنها والدي أيضا ً ‪ ,‬ال مشكلة في أن تُرافق‬
‫شخص آخر ‪ ,‬أُريدها أن تُصبح إجتماعية أكثر ‪ ,‬لطالما منذ طفولتها كُنتُ أميرها وكانت تتشبث‬
‫بي في كُل مناسبة وهذا ما جعل الشبان اآلخرون يترددون في طلب ُمرافقتها ‪ ,‬إنها شابه ‪,‬‬
‫عليها أن تخرج من إنطوائها وعالمها الصغير الذي يتمحور حول عائلتها وتُجرب أن تُعطي‬
‫البقية فرصه‪..‬‬
‫مد كفه يقول‪ :‬هاتي يدك‪..‬‬
‫ترددت بعدها مدت يدها فشبك أصابعه بين أصابعها ورافقها الى الداخل ُمكمالً‪ :‬لهذا أصبحتُ‬
‫أتعمد إحضار رفقة لي في كُل مرة ‪ ,‬أو أتحجج بعدم الذهاب أو أطلب من والدتي أن تأخذها‬
‫معها في ذات السياره لتتسنى لي فرصة التعرف على إحدى الفتيات واإلنشغال بها ‪ ,‬ال أعلم‬
‫إن كانت الحظت هذا أو ال ولكنها لم تتحدث عن األمر أبدا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬إذا ً هذا هو سبب إحضارك لي ؟‬
‫إدريان‪ :‬ههههههههه ربما ‪ ,‬هل يزعجك هذا ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬إطالقا ً‪..‬‬
‫إبتسمت بعدها فتعجب وقال‪ :‬مابك ؟‬
‫آليس‪ :‬ال شيء ‪ ,‬لكن من اللطيف أن تملك إليان أخا ً أكبر يهتم بها مثلك ‪ ,‬أتسائل إن كُنتُ أملك‬
‫كذلك ‪ ,‬سيكون هذا رائعا ً‪..‬‬
‫إبتسمت بسخريه وتدخلت قائله‪ :‬يالها من عائلة ُمضحكه!‬
‫تعجبا ونظرا أمامها ليجدا فلور التي أكملت‪ :‬أتعلم كم الساعه ؟ إنها حفلة أخيك األكبر ومع هذا‬
‫أخوته األعزاء لم يحضروا إال بعد حضور أخاهم وتحية الحضور له ‪ ,‬من ال ُمفترض لنجم‬
‫لحفلة أن يكون آخر من يدخل ومن المفترض لعائلته أن تكون أولى المتواجدين ‪,‬‬
‫ههههههههههههه لو كان أخي آلبرت لرأيتنا ُهنا منذ العصر وألثبتنا وجودنا للحضور ‪ ,‬إنكم‬
‫حقا ً عائله ُمضحكه ُمتفككه هههههههههههههههههههههه‪..‬‬
‫تنهد إدريان وقال‪ :‬هل شعرتي اآلن بالرضا ؟ حسنا ً جيد أراك الحقا ً‪..‬‬
‫وتجاوزوها فشعرت بالغيض الشديد فلقد تجاوزتها إليان سابقا ً واآلن أحرجها إدريان أمام‬
‫صديقته‪..‬‬
‫صديقته ؟ لحضه ‪ ...‬تبدو مألوفه!‪..‬‬
‫دخل إدريان أخيرا ً الى الصالة الرئيسيه حيث كانت مليئة بالحضور وبدأ بإلقاء التحية على من‬
‫يُصادفهم بينما آليس كانت تنقل نظرها في المكان وهي تشعر ببعض التوتر‪..‬‬
‫لطالما الزمها التوتر في أي تجمع تحضره ‪ ,‬تُراهن أنها سابقا ً لم تكن فتاة إجتماعيه أبدا ً‪..‬‬
‫شدت على أسنانها عندما الحظت ذلك الشاب الذي حظر الى شقتها سابقا ً يقف بجوار فتاة ما‬
‫يتهامسان‪..‬‬
‫نعم ‪ ,‬كانت واثقه بأنه من معارف ريكس وأقربائه فهو لن يهددها بعدم التعرض إليها من‬
‫فراغ!‬
‫ربما يكون إبن عمه فهناك إثنان من أبناء عمهم لم تتعرفهم بعد لذا هو أحدهما بكُل تأكيد‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ...‬وجدت األول وبقي اآلخر ريكس‪..‬‬
‫أين هو اآلن ؟‬
‫دارت بنظرها في المكان لتجده أخيرا ً يقف بهدوء تام يستمع الى رجل يحادثه فظهرت في‬
‫وجهها فجأه فلور وحجبت عنها الرؤيه‪..‬‬
‫إقتربت فلور من وجهها قائله‪ :‬أنا أعرفك ‪ ,‬هل أحضرك إدريان معه قبل هذه المرة ؟ فوجهك‬
‫‪.....‬‬
‫ت آليس صحيح!!!‬ ‫تفاجأت وأكملت‪ :‬أن ِ‬
‫سحب إدريان آليس معه وتركاها فأمالت فلور شفتيها تقول‪ :‬إنها هي فعالً ‪ ,‬لكن لما إدريان‬
‫يُرافقها ؟‬

‫بال ُمقابل أنهى الرجل حديثه بإبتسامه وغادر بعدها من أمام ريكس الذي بحق مل من كثرة‬
‫المجامالت هذه‪..‬‬
‫ال يُحبها وود لو يواجههم بوجهه الحقيقي ولكنه لم يعد يُريد أن يسمع توبيخا ً آخر من والده‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫نظر عن يمينه ليجد أنها جوليتا التي من ال ُمفترض أن تكون رسميا ً خطيبته لهذه الليله‪..‬‬
‫إبتسمت مجددا ً تقول‪ :‬ألن ترد التحية على األقل ؟‬
‫إتكأت بجواره وبدأت تشرب رشفة من كأسها ناظرةً الى الحضور وقالت‪ :‬في مثل هذا النوع‬
‫من الحفالت إلتقينا أتتذكر ؟‬
‫نعم ‪ ,‬بالتأكيد يتذكر ‪ ,‬إنه يوم أسود فكيف ال يتذكره!‬
‫أكملت‪ :‬كان عيد ميالدي الثامن ‪ ,‬في ذلك الوقت بدأ والدانا بالتلميح ألن نكون ثنائي في‬
‫المستقبل ‪ ,‬ال أعلم كيف كانت ردت فعلك ولكن بالنسبة لي شعرتُ بالخجل وبشكل غير إيرادي‬
‫أصبحت ال أرى رجالً سواك‪..‬‬
‫لم يُعلق على كالمها و ُجل تفكيره في آندرو الذي لم يتخذ أي خطوة حتى اآلن!‬
‫هل كان على خطأ عندما ترك له األمر بالكامل ؟!‬
‫تنهدت جوليتا وهمست له‪ :‬كان عليك ُمجاراتي على األقل‪..‬‬
‫عقد حاجبه ونظر إليها في حين هي بقيت تنظر الى الحضور لفتره قبل أن تسأل‪ :‬من هي ؟‬
‫لم يُجبها فهو لم يفهم م تقصد فإلتفتت إليه تقول‪ :‬الفتاة التي ذكرتها لي برسالة البارحه‪..‬‬
‫عقد حاجبه لوهله قبل أن يُشيح بوجهه وهو يشعر بإنزعاج تام‪..‬‬
‫رسالة البارحه ؟!!!! هذا من صنع آندرو بال شك!‬
‫لما لم يُخبره بأنه أرسل رسالة لها بإسمه ؟ بماذا عليه أن يُجيبها اآلن ؟!‬
‫ذلك األهوج!‬
‫عقد حاجبه عندما تذكر سؤالها قبل لحضات ‪" ..‬من هي" ؟‬
‫يبدو وكأنه فهم محتوى الرساله ‪ ,‬البد من أنه أخبرها فيها بأنه ال يُريد هذه الخطبه ألنه‬
‫ُمعجب بفتاة أُخرى‪..‬‬
‫حسنا ً هذا واضح ‪ ,‬عليه اآلن أن يُجاريها فحسب‪..‬‬
‫همس بداخله‪" :‬ستندم حتما ً على هذه الخطة السخيفة يا آندرو! "‬
‫أجابها‪ :‬فتاة تعمل لدي‪..‬‬
‫بعدها عقد حاجبه وتذكر ما طلبه منه آندرو باألمس‪..‬‬
‫إن كانت فكرته تقتصر على رسالة فحسب فلما طلب تلك األمور ؟‬
‫نظرت جوليتا إليه وسألت‪ :‬ومتى قد ينتهي هذا ؟‬
‫"ينتهي هذا" ؟ ماذا ينتهي بالضبط ؟!!!‬
‫كيف عليه أن يُجيب على هذا السؤال ! عن أي إنتهاء تقصد ؟!‬
‫هو حقا ً سيقتل آندرو قريبا ً‪..‬‬
‫تنهدت عندما لم يُجب عليها فعاودت النظر الى األمام قائله‪ :‬يُمكنني تقديم ال ُمساعده لو أردت‬
‫‪..‬‬
‫نظر إليها بتعجب وهو اآلن بحق يُريد رؤية تلك الرسالة التي أصبح ال يفهم ماذا قد تحتوي!‬
‫بعدها تقدمت وذهبت عندما لمحت أحدى األشخاص الذين تعرفهم وبدأت بإلقاء التحية عليه‪..‬‬
‫إعتدل في وقفته وبدأ بالبحث عن آندرو ليستفسر عنه عما فعل من مصائب ‪ ..‬ولكن الحظ‬
‫العاثر وقف في طريقه عندما بدأ الحضور واحدا ً تلو اآلخر يفتحون أحاديث معه‪..‬‬

‫من جهة أُخرى تقدمت فلور من أخيها آلبرت تقول‪ :‬هيه آلبرت لدي خبر لك‪..‬‬
‫نظر إليها فتقدمت أكثر وهمست‪ :‬إستمعتُ للتو الى محادثة بين عمي وزوجته‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬ألن تكفي عن التنصت هذا ؟ ستضعين نفسك في موقف ُمحرج إن أمسكك‬
‫أحد‪..‬‬
‫فلور بفخر‪ :‬ال تقلق أنا جيده في هذا‪..‬‬
‫تنهد وهمس‪ :‬هذا ال يدعو الى التفاخر‪..‬‬
‫فلور‪ :‬المهم إسمع ‪ ,‬عمي ينوي أن يُعلن الخطوبة قبل العشاء بقليل ‪ ,‬لقد قال هذا لعمتي ‪,‬لكن‬
‫أتعرف ما الصادم في األمر ؟ عمتي سألته عن أمر الوراثه وهل ستُعلنه أو يتراجع وخاصةً‬
‫أنك هنا وقد تبدي إعتراضا ً ويتحول األمر الى األسوأ‪..‬‬
‫ضاقت عينا آلبرت وقال‪ :‬وما كان رد عمي ؟‬
‫فلور‪ :‬لم يقل شيئا ً فقالت له عليك أن تكون حازما ً وال أحد في العائله أكثر من ريكس ينفع ألن‬
‫صدمت من كالمها ‪ ,‬ضننتُ بأنها ستتمنى أن يرث إبنها رئاسة العائله وليس‬ ‫يحمل إسمك ‪ ,‬لقد ُ‬
‫ريكس ! أتعلم ما السبب ؟‬
‫إلتفت آلبرت ونظر الى حيث تقف جينفير وهي تتحدث مع إحدى السيدات وهمس في نفسه‪:‬‬
‫"ماذا يحدث ؟ أوليست تكره ريكس وتكره وجوده في العائله ؟ ألم يحدث وأن تتشاجرت كثيرا ً‬
‫مع عمي بخصوص أمر تفضيله لريكس على إدريان ؟ إمرأة مثلها من ال ُمفترض أن تسعى ألن‬
‫يحمل إبنها أو إبنتها إسم العائله ‪ ,‬إن كان إبنها ال يحب األمور التجاريه فإبنتها جيده في ذلك‬
‫وكُل ما عليها هو أن تُقنع عمي بالتأجيل حتى تتخرج إبنتها وتُصبح في سن ُمناسب لحمل إسم‬
‫العائله ‪ ,‬لكن لما ؟ لما تريد من ريكس أن يفعل ذلك ؟"‬
‫ضاقت عيناه وهو يتذكر حديث كين يوم األمس وهمس لنفسه‪" :‬لقد قال بأنه لم يكن يدافع‬
‫عني بل يملك هدفا ً آخر ‪ ,‬هل من ال ُممكن أنه يعرف السبب لهذا كان يُحاول تغيير رأي عمي‬
‫بخصوص وراثة ريكس له ؟ لكن ماذا قد تستفيد هذه العجوز من هذا األمر ؟ ال يُمكنني أن‬
‫أفهم‪"..‬‬
‫نظر الى فلور يقول‪ :‬أين كين ؟‬
‫تعجبت من ردة فعله فلقد توقعت أن يُعلق عن الموضوع ال أن يسأل عن كين‪..‬‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ,‬ربما يتناول بعض الشوكوال هنا أو ُهناك‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬إن رأيته أخبريه بأن يأتي إلي‪..‬‬
‫وبعدها غادر من أمامها فتعجبت وهمست‪ :‬ماذا يُريد منه ؟‬
‫ومن خلفها كان ريكس يقف أمام أحد األقارب الذي بدأ بالتحية وإلقاء بعض عبارات التباريك‬
‫وريكس بالكامل كان عقله مع ألبرت وفلور وحديثهما الذي جرى قبل قليل على مسامعه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه بشيء من اإلستياء هامساً‪" :‬وراثة وإسم عائله ؟ ماهذا ؟ لما ال أعرف عن‬
‫األمر شيئا ً!! "‬
‫تردد هذا القريب وهو يرى مالمح ريكس ال ُمستاءه بعدها إبتسم وإعتذر قائالً‪ :‬أوه إعذريني‬
‫سأذهب وأُلقي التحية عى والدك شخصيا ً‪..‬‬
‫بعدها غادر من أمامه وريكس ال يزال منزعج مما يحدث‪..‬‬
‫إلتفت بحثا ً عن والده ولكن هاهو الحظ العاثر يقف بوجهه ُمجددا ً عندما حيته إحدى سيدات‬
‫األعمال المعروفات بعالم التجاره وبدأت بتبادل الحديث معه‪..‬‬
‫راقبه آندرو بإبتسامة على شفتيه وهو يهمس‪ :‬المسكين ‪ ..‬ال أعلم حقا ً لما يدخل الى عالم‬
‫التجاره إن كان ال يُجيد التملق وال يُحب الحفالت التي يحظرها التُجار ورواد األعمال ؟ يبدو‬
‫بأن الحياة تكون صعبه عندما تولد كإبن لتاجر‪..‬‬
‫ظهر اإلستياء على وجهها تقول‪ :‬أال يبقى وحده لثانيه على األقل ؟‬
‫تنهد آندرو بيأس ونظر الى يمينه حيث أُخته التي حاربت كُل شيء وحظرت معه بالقوه‪..‬‬
‫لقد تعب منها حقا ً ‪ ,‬الصباح أعطاها كوبا ً فيه بعض الحبوب المنومه كي تنام ولكنه تفاجأ بأنها‬
‫ُمعتادة على المسكنات وحبوب النوم لذا لم تنم سوى ألقل من ساعتين‪..‬‬
‫حاول خداعها بإعطاها عنوانا ً ُمزيفا ً ولكنها أصرت على الذهاب معه في نفس السياره‪..‬‬
‫راوغها عندما وصلوا ليدخل وحده وتتورط هي عندما ال يروا الحرس بطاقة الدعوه ولكنه‬
‫تفاجأ بها قد دخلت بعدما أرتهم هويتها وتأكدوا بأنها أُخت ألحد المدعويين‪..‬‬
‫ال فائدة منها حقا ً!‬
‫آندرو‪ :‬وماذا تريدين منه ؟ روانا إنه صديقي فال تُحرجيني معه!‬
‫إبتسمت بلطف تقول‪ :‬وألنه صديقك علي تقديم التبريكات له يا عزيزي‪..‬‬
‫آندرو بإنزعاج‪ :‬ال تقولي كالما ُملغما ً بإبتسامة بريئه!‬
‫جاءه صوت آليس من خلفه تقول بحده‪ :‬لم تعطني بعد إسم العطر!‪..‬‬
‫تفاجأ عندما سمع صوتها ‪ ,‬كيف لها أن تكون ُهنا ؟!!!!‬
‫كادت أن تلف روانا الى الخلف لترى صاحب هذا الصوت ولكن آندرو حاوط يده بكتفيها‬
‫وسحبها معه يقول‪ :‬ههههه أنظري روانا ‪ ,‬تلك الفتاة حسناء صحيح ؟ أتعرفينها ؟‬
‫سحقا ً ! روانا من بين الجميع عليها أال تراها"!‬ ‫تعجبت روانا في حين قال آندرو في نفسه‪ُ " :‬‬
‫في حين نظرت إليه آليس بإنزعاج تام وعندما همت باللحاق به سألها إدريان‪ :‬الى أين ؟‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬رأيتُ شاب أعرفه ‪ ,‬خدعني في أمر وعلي أن أواجهه ‪ ,‬أيُمكنك أن تعذرني‬
‫لدقيقه ؟‬
‫إدريان‪ :‬إن كان شابا ً فدعيني أتولى أمره‪..‬‬
‫إبتسمت آليس وضمت كتفيها برجاء تقول‪ :‬أرجوك فقط أتركني أنا أتصرف باألمر‪..‬‬
‫تعجب وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬كما تُريدين‪..‬‬
‫إلتفتت آليس ولحقت به وإستطاعت إعتراض طريقه قائله‪ :‬ال تتهرب أيها ال ُمخادع!!‬
‫دُهش ومرة أُخرى إلتفت مجبرا ً روانا معه وغادر فتعجبت روانا وقالت‪ :‬ماذا يحدث معك ولما‬
‫تتهرب من تلك الفتاة ؟!!‬
‫آندرو‪ :‬ههههه حسنا ً إنها فتاة قُمتُ بمواعدتها لفتره وعندما أخبرتُها أنها ليست من نوعي‬
‫بدأت تُضايقني ‪ ,‬إنسي أمرها!‬
‫روانا‪ :‬وهل كُنتَ فضا ً معها لتُالحقك هكذا ؟‬
‫آندرو‪ :‬ال عليك إنسي أمرها‪..‬‬
‫شدت آليس على أسنانها منزعجةً من تجاهله لها هكذا‪..‬‬
‫تقدمت منه حتى أمسكت بيده تقول‪ :‬توقف ! كُن رجالً وواجهني!‬
‫إلتفتت روانا الى جهتها فأسرع آندرو وأمسك بآليس وسحبها معه يقول ألخته‪ :‬إعذريني ‪,‬‬
‫سأتحدث معها‪..‬‬
‫وغادر من أمامها فضاقت عينا روانا هامسه‪ :‬هو متوتر بالكامل ! هو يخشى أن أعرف أمر ما‬
‫‪ ,‬إما أن الفتاة أعرفها أو أن السبب الحقيقي لمالحقتها له شيء يزعجني!‬

‫دخل آندرو الى إحدى الممرات وترك يد آليس التي جرها معه بالقوه وقال بشيء من الحده‪:‬‬
‫ت ؟!! ألم يكن كالمي لك سابقا ً واضحا ً بما فيه الكفايه ؟!!‬
‫لما ظهر ِ‬
‫ضاقت عينا آليس تقول‪ :‬هيه أجبني ‪ ,‬لما كُنتَ تتجاهلني ؟ أخشيت أن تعلم صديقتُك بأنك‬
‫عبارة عن ُمخادع!‬
‫آندرو‪ :‬ال شأن لك!‬
‫آليس‪ :‬أخبرني قبل أن أذهب إليها بنفسي وسأحرص على أن تكرهك وتتركك‪..‬‬
‫صدم وقال‪ :‬ال شأن لها بشيء!‬ ‫ُ‬
‫إبتسمت آليس تقول‪ :‬أنت خائف حقا ً ‪ ,‬هذا ُمثير‪..‬‬
‫حافظ على أعصابه وسألها‪ :‬ماذا تُريدين بالضبط لتُالحقيني بكُل هذا اإلصرار ؟‬
‫آليس‪ :‬لقد خدعتني ‪ ,‬أخبرتني بأني لو سمحت لك بالدخول والتحدث فستُخبرني باسم العطر‬
‫ولكنك لم تفعل!‬
‫صدم منها حقا ً!!‬
‫ُ‬
‫كيف إلسم عطر أن يكون مهما الى هذه الدرجه !! أهي مهووسة بالعطور أو ماذا!!‬
‫آندرو‪ :‬أتسخرين مني ؟ هل الحقتني لهذا السبب حقا ً ؟‬
‫آليس‪ :‬أجل وإال لما أُريد ُمقابلة وغد مثلك ؟‬
‫هز رأسه وهو غير ُمصدق بتاتا ً!‬
‫البد من أنها تُخادعه!‬
‫في حين عقدت آليس حاجبها للحضه وقالت‪ :‬لحضه ‪ ,‬لقد الحظتُ للتو ! لما أنتَ مصدوم من‬
‫رؤيتي ؟ أولم تكن أنت من أرسل لي بطاقة الدعوه ؟‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬أي دعوه ؟‬
‫صدمت من ردة فعله وقالت‪ :‬ولكن كان مكتوب خلف الظرف أن‪...‬‬ ‫ُ‬
‫قاطعهما صوت يقول آلندرو‪ :‬إن كُنتَ تُريد أن تمارس ال ُحب فإفعل ما تشاء ولكن ليس في‬
‫أروقة منزلنا‪..‬‬
‫إلتفت آندرو ينظر الى هذا الشاب المنزعج في حين عقدت آليس حاجبها وقالت‪ :‬فرانس ؟‬
‫تعرف عليها‪..‬‬ ‫نظر فرانس إليها لتتسع عيناه بصدمه عندما ّ‬
‫آليس ؟ لما هي ُهنا !! لم يُخبره أحد بأنها ستأتي‪..‬‬
‫وفورا ً هرب من أمامها فدُهشت تقول‪ :‬لما يهرب!!!‬
‫ت له ليتصرف هكذا ؟ أعلم بأنه جبان ولكن‬ ‫رفع آندرو حاجبه ونظر إليها يقول‪ :‬ماذا فعل ِ‬
‫مالذي يجعله يخافك ؟‬
‫نظرت آليس إليه بتعجب تقول‪ :‬أتعرف صديق إدريان ؟‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬صديق إدريان ؟ كيف لهما أن يكونان صديقان بينما العداوة بين عائلتهما‬
‫مستمرة منذ أزل ؟‬
‫دُهشت من كالمه فإبتسم بسخريه يقول‪ :‬وااه يبدو بأنه قد تم الكذب عليك ‪ ,‬هذا ُمثير للشفقه‪..‬‬
‫لم ترد على سخريته وبقيت مصدومة من كالمه فهذا الكالم يُشابه كالم تلك ال ُمغنية أيضا ً‪..‬‬
‫تقدمت خطوة منه تقول‪ :‬إن لم يكن صديقه فما العالقة التي تربطهما ؟‬
‫هز آندرو كتفه يقول‪ :‬ال سبب يجعلني أُجيب على سؤالك‪..‬‬
‫آليس‪ :‬سأتخلى عن إسم العطر إن أجبتني‪..‬‬
‫زاد تعجبه منها ‪ ,‬يبدو بأن العطر مهم لدرجة أنها تساومه به!‬
‫إبتسم وقال‪ :‬تساومين بأمور ُمضحكه ‪ ,‬حسنا ً قد أُخبرك ما تريدينه إن توقفتي عن القدوم ألي‬
‫مناسبات تخص ريكس‪..‬‬
‫آليس‪ :‬حسنا ً سأفعل‪..‬‬
‫تعجب من إجابتها الفوريه فأمال شفتيه قليالً قبل أن يُجيب‪ :‬إنهما أبناء عُمومه‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بدهشه من إجابته‪..‬‬
‫أبناء عمومه ؟ مستحيل!‬
‫إن كان كذلك فلما كذب عليها!‬
‫فرانس من بين الجميع لما يكذب عليها ؟!!‬

‫‪PART END‬‬

‫‪Part 24‬‬

‫ماهو الشر ؟‬
‫هو كُل م ينبع من الضعف‪.‬‬

‫‪-‬فريدريك نيتشه‪-‬‬

‫كانت تقف بهدوء تام لوحدها بعد أن ألقت التحية على كُل من تعرفهم وبادلت تحياتها مع‬
‫أولئك الذين ال تعرفهم‪..‬‬
‫تعجبت عندما وقعت عيناها على أخاها إدريان وهو يضحك مع أحد الحضور لوحده بدون‬
‫آليس ‪ ,‬أليس من ال ُمفترض أن تكون برفقته ؟‬
‫تحدث صوت بقربها يقول‪ :‬لوحدك ؟‬
‫إلتفتت عن يمينها لترى آلبرت يبتسم وهو يقدم لها كوبا ً من الشراب‪..‬‬
‫أشاحت بوجهها تقول‪ :‬ال أُريد‪..‬‬
‫أشار إلحدى الخدم وأعطاها الكوب ثُم جلس على الكُرسي المجاور لها يقول‪ :‬في مثل هذه‬
‫اإلحتفاالت دائما ً ما تتواجدين مع إدريان ‪ ,‬لما تركك ؟‬
‫إليان ببرود وهي تنقل نظرها بين الحاضرين‪ :‬ال أضن األمر يُهمك‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬لقد الحظته عندما دخل مع فتاة حسناء ‪ ,‬يستحيل أن تكون ُمجرد فتاة عاديه فهو لن‬
‫يترك أُخته الغاليه ألجلها دون أن يضمن على األقل أن يرافقك أحد ما‪..‬‬
‫ت كما أعرف عنك لن تدعي أي فتاة عاديه‬ ‫إبتسم وأكمل‪ :‬والبد من أنك تعرفينها أيضا ً فأن ِ‬
‫تقترب منه‪..‬‬
‫أزعجها هذا فقالت‪ :‬أنا لم أعد طفله ! فليذهب مع من يشاء ويُرافق من يشاء ‪ ,‬ال تنظر إلي‬
‫كما كُنت تنظر قبل خمس سنوات!‬
‫ضحك وشرب القليل من كأسه وهو ينظر الى ريكس والذي لم يبدو طبيعيا ً بعض الشيء‪..‬‬
‫كان كمن يُجاهد في إخفاء ألمه ‪ ,‬هل يشعر بالصداع أو ألم البطن ؟‬
‫إليان‪ :‬هل من سبب وجيه لجلوسك معي ؟‬
‫إبتسم آلبرت وعيناه ال تزال على ريكس‪ :‬لم أُحب رؤيتك تجلسين وحدك ‪ ,‬من اللباقة أن‬
‫أُرافقك‪..‬‬
‫إليان‪ :‬اللباقة أو الشفقه ؟‬
‫نظر إليها وقال‪ :‬ولما ال ترينها كمنح الحب مثالً ؟‬
‫إليان‪ :‬إمنح حبك هذا ألختيك إستيال وفلور‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬أنا أراك كإستيال وفلور‪..‬‬
‫إليان‪ :‬كف عن التملق‪..‬‬
‫ت تعلمين بأني لن أستفيد شيئا ً من تملقك ‪ ,‬ال أًصدق بأنك أصبحت أقل‬ ‫إبتسم آلبرت وقال‪ :‬أن ِ‬
‫ً‬
‫عقالنية من قبل!‬
‫ت ذكيه لذا حاولي أن تستخدمي عقلك أكثر‬ ‫عاود النظر الى حيث كان يقف ريكس وأكمل‪ :‬أن ِ‬
‫من عواطفك‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما تقدمت من ريكس إحدى الخدم لتأخذ منه الكأس الفارغ فصفع يدها بعيدا ً‬
‫عنه في حين ردت عليه إليان‪ :‬أعلي أن أُحبك وأقدرك وأُلبي تطلعاتك حتى أكون عقالنيه ؟‬
‫ياله من تفكير متغطرس!‬
‫إبتسم بعدها غير الموضوع وقال‪ :‬أال تزال عالقتك بأخيك ريكس سيئه ؟‬
‫ضاقت عيناها ولم تُجبه فنظر إليها وأكمل‪ :‬أُراهن أنها كذلك‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ال أضن أن األمر يعنيك‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬مشاكلكم الداخليه كثيرة حقا ً‪..‬‬
‫إبتسمت ونظرت إليه تقول‪ :‬إعتني بأمر أخاك فرانس قبل أن تسخر‪..‬‬
‫دُهش للحضه بعدها إبتسم يقول‪ :‬حسنا ً لقد هزمتني لذا أعتذر على السخريه‪..‬‬
‫أشاحت بوجهها هامسه‪ :‬كُف عن التصرف بهذه الطريقة معي ‪ ,‬لن يُثنيني هذا عن رأيي‪..‬‬
‫ت قاسيه‪..‬‬‫عاود النظر الى حيث كان يوجد ريكس قائالً‪ :‬أن ِ‬
‫ردت عليه ولكن لم يسمع ردها فقد إتسعت عيناه بدهشه عندما وجده يتجه الى الداخل بعد أن‬
‫صادفه أحد التجار المشاهيرالذي إبتسم ليُلقي التحية ولكن واجهها ريكس بالتجاهل ودفعه عن‬
‫طريقه!!‬
‫ذلك الوقح!!‬
‫لقد تعامل بوقاحه واضحه تجاه أحد الشخصيات الهامه التي قد تُفيدهم ُمستقبالً في‬
‫مشروعاتهم وصفقاتهم!!‬
‫ال يملك ذرة عقل واحده!‬
‫كيف لشخص وقح مثله أن يحمل إسم العائله ؟‬
‫إنه يدمرها وهو لم يأخذ قيادتها بعد!‬
‫شد على أسنانه وهو لم يعد يُطيق أمر أن يأخذ ريكس قيادة العائله‪..‬‬
‫لم يعد أمامه أي ذرة تردد واحده في أن يترك الخيار لعمه!‬
‫سيفعل ال ُمستحيل ليأخذ هو القياده أو يستمر عمه فيها المهم أال تقع في أيدي شخص مجنون‬
‫كريكس هذا!‬

‫في حين دخل ريكس الى إحدى ممرات المنزل الخاليه من الحظور ومشى بمحاذاة الجدار قليالً‬
‫قبل أن تخونه قدماه وينزلق جالسا ً على األرض‪..‬‬
‫شد على أسنانه وبدأ العرق يتصبب من وجنتيه دليل األلم الشديد الذي يشعر به‪..‬‬
‫بدأ نظره يضعف وأصبح يرى كُل شيء بشكل متكرر وباهت‪..‬‬
‫أغمض عينيه وهو يُحاول بشده ُمقاومة هذا األلم الذي يمزقه من الداخل ويُفقده قدرته على‬
‫الوعي شيئا ً فشيئا‪..‬‬
‫هذا ليس وقته!‬
‫إنه في إحتفال ُمهم وعليه أن يبقى واعيا ً وبصحته حتى آخر ساع ٍة فيه!‬
‫عليه أن يُقاوم!‬
‫عليه أن يفعل ذلك!!‪..‬‬
‫في حين كانت هي تدور بين الممرات حيث هرب من أمامها فرانس قبل لحضات‪..‬‬
‫عليها أن تسأله وتستفسر منه عن سبب كذبه عليها بتلك الطريقه!!‬
‫توقفت في مكانها ُمتفاجئه وهي ترى ريكس منهارا ً على األرض وظهره على الجدار ويُعاني‬
‫من ألم شديد ال تعرف مصدره حتى!‬
‫صدمت بالفعل فهي المرة األولى التي ترى فيها هذا المتكبر الشرير بمثل هذا المنظر!‬
‫لقد ُ‬
‫ال تعلم لما توقفت للحضات تنظر إليه!‬
‫هل من الممكن أنها محتارة في أمر أن تتجاهله أو تهرع ل ُمساعدته ؟‬
‫شخص مثله عليها أال تحتار ! لم يفعل أي شيء حسن لها أبدا ً!‬
‫شرير قاسي وقح أفقدها ذاكرتها وأهانها برمي المال عليها وأبعد خيط األمل الوحيد عنها‬
‫وأخفى الكثير من األمور ولسانه لم يكن لمرة واحده جيد معها!‬
‫إنه يستحق ! يستحق م يحصل له وتتمنى لو كان بإمكانها حتى أن تتشمت ولكنها ليست‬
‫بالقسوة هذه‪..‬‬
‫إلتفتت لتعاود أدراجها قبل أن يُالحظ وجودها لكنها توقفت عندما سمعت صوتا ً فإلتفتت إليه‬
‫مجددا ً لتجده قد فقد وعيه ُمرتميا ً على جانبه األيمن‪..‬‬
‫دُهشت بحق ‪ ،‬هل كان يُعاني بهذه الشدة بالفعل!‬
‫لكن من ماذا بالضبط!!‬
‫تقدمت منه مسرعه ورفعت رأسه عن األرض وهي تُنادي عليه لعله يستيقظ‪..‬‬
‫فتح عينيه بإعياء شديد فسألته فوراً‪ :‬ماذا هناك ؟ أتُريد أن أتصل بالمشفى ؟‬
‫ت ُمجهد‪ :‬ال ! المشفى ال‪..‬‬ ‫عاود إغماض عينيه وهو يُحاول الجلوس قائالً بصو ٍ‬
‫ساعدته على النهوض مجددا ً وهو بالكاد متمسك بوعيه وصوت تنفسه ال ُمتعب مسموع بشكل‬
‫واضح‪..‬‬
‫وضعت يده على كتفها تساعده على المشي دون أن تقول شيئا ً ولكنها كانت خطوتين فحسب‬
‫قبل أن يفقد وعيه مجددا ً‪..‬‬
‫بالكاد تماسكت ولم تسقط معه أرضا ً حيث جلست وهي ال تزال ُممسكه به‪..‬‬
‫إنه ثقيل ‪ ،‬لن يمكنها فعل هذا لوحدها!‬
‫ماذا عليها أن تفعل اآلن ؟‬
‫أخرجت هاتفها المحمول وقررت اإلتصال بجينيفر فهي الوحيدة التي قد تُساعده فإدريان‬
‫وإليان من الواضح أن عالقتهما مع أخيهما سيئه‪..‬‬
‫خالل دقائق كانت جينيفر قد حظرت برفقة حارسان كانا يقفان مسبقا ً بالقرب من بوابة‬
‫الدخول‪..‬‬
‫بدءا بحمله في حين قالت جينيفر آلليس‪ :‬شكرا ً عزيزتي على اإلهتمام به ‪ ،‬سأتصل بطبيب‬
‫العائله وسنرى إن كان يستدعي األمر الذهاب الى المشفى أو أنه ُمجرد إرهاق بسيط‪..‬‬
‫إبتسمت آليس ولم تعلق حتى رحلت جينيفر برفقة الحارسان‪..‬‬
‫تنهدت بعدها وهمست‪ :‬إنه بالتأكيد لم يكن إرهاقا ً ! لكن لم أستطع قول الحقيقه فهي بالتأكيد‬
‫كانت ستأخذه الى المشفى ‪ ،‬هو ال يريد الذهاب الى هناك وسيغضب إن إستيقظ ووجد نفسه‬
‫هناك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها قليالً قبل أن يظهر اإلستنكار فيهما هامسه‪ :‬ولما أهتم لطلباته!!!‬
‫مطت شفتيها بعدها إلتفتت لتعود الى الحفل وهي تقول لنفسها‪" :‬عليه أن يشكرني عندما‬
‫يصحو‪" ..‬‬
‫تفاجأت عندما رأت كين كان يقف عند باب الممر ينظر الى حيث ذهبت جينيفر بهدوء تام‪..‬‬
‫تقدمت منه تقول‪ :‬أوه كين كيف الحال ؟‬
‫ضاقت عينا كين وهو ال يزال شاردا ً ينظر الى حيث ذهبت جينيفر وهمس بداخله‪" :‬اآلن فهمت‬
‫لماذا"!‬
‫عاودت آليس مخاطبته من جديد فإستيقظ من شروده ونظر إليها قائالً‪ :‬أهالً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬مر وقت طويل منذ قابلتُك آخر مره‪..‬‬
‫ترددت فهي اليوم فحسب إكتشفت أنها كانت ُمخطئه عندما غضبت على كين آخر مره‪..‬‬
‫لقد كان محقا ً حينها بأمر كالمه عن فرانس الذي للتو إكتشفت أنه كاذب‪..‬‬
‫ومع هذا لن تعتذر حتى تسمع من فرانس القصة كامله‪..‬‬
‫إبتسم كين يقول‪ :‬لما ساعدتي ريكس ؟ ضننتك تكرهيه‪..‬‬
‫مطت شفتيها تقول‪ :‬وهو كذلك ‪ ....‬لكن ال بأس ‪ ،‬هو اآلن مدينا ً لي بشكر لذا عليه أن يفعل‬
‫حالما يستيقظ‪..‬‬
‫كين‪ :‬ومن قال بأنه سيشكرك ؟‬
‫ت من بين الجميع إستدعيتي عدوته ل ُمساعدته‪..‬‬ ‫رفعت آليس حاجبها فإبتسم كين وقال‪ :‬فأن ِ‬
‫شدت على أسنانها بإستياء فهاهو اآلخر كإستيال يكذبون في أمر أن بينهما عداوه!‬
‫لقد رأت هذا بأم عينيها!‬
‫رأت حديث ريكس وجينيفر الطبيعي للغايه والذي ال يمت للعداوة بأي صله!‬
‫إلتفت كين وغادر الى الداخل وهي تُراقبه بعينيها وهمست‪ :‬هذه العائله مجنونه ‪ ،‬إستيال وكين‬
‫األمر ال يُطاق ! إني حتى ال‬ ‫ُ‬ ‫وأخيرا ً فرانس ! لما هم يحترفون الكذب الى هذا الحد ؟ أصبح‬
‫أستطيع أن أجد سببا ً منطقيا ً لهذا بتاتا ً!!‬
‫تقدمت وخرجت الى الحفل إلكمال البحث عن فرانس فهو بحق أكثر من صدمها من بين‬
‫الجميع‪..‬‬
‫وضع الطبيب القطنة الطبيه على مكان الحقنه التي حقنها قبل لحضات وأنهاها بشريط الصق‬
‫طبي وهو يقول‪ :‬ستتحسن حالته ويستيقظ قريبا ً‪..‬‬
‫تنهدت جينيفر تقول‪ :‬وهل سيطول األمر ؟ إن الحفلة هذه مهمه وعليه أال يتأخر عليها أكثر‪..‬‬
‫نظرت الى ساعتها وأكملت‪ :‬هل سيصحو قبل ثلث ساعة على األقل ؟‬
‫بدأ الطبيب يلم أدواته الطبيه وهو يقول‪ :‬ال أستطيع أن أُعطيك جوابا ً مؤكدا ً ولكن ربما إن‬
‫أيقضه أحدا ً بنفسه سيستيقظ‪..‬‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬أشكرك ومن الجيد وجودك في الحفل هذا اليوم ‪ ،‬لقد أنقذتنا‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬ال بأس أنا في الخدمة دائما ً‪..‬‬
‫نظر الى ريكس قليالً بعدها قال‪ :‬عليكم اإلهتمام به جيدا ً حتى ال يتكرر ما حدث ُمجددا ً‪..‬‬
‫بعدها حمل حقيبته وخرج الى الخارج مارا ً من أمام كين الذي إختبأ جيدا ً خلف قطعة أثاث‬
‫كانت بجانب الباب‪..‬‬
‫حالما إبتعد تقدم كين بهدوء وألقى نظرةً خاطفة الى عمته التي كانت تمشي في الغرفة جيئة‬
‫وذهابا ً والقلق با ٍد على وجهها وهي ترمي نظرة الى ريكس النائم بين فينة واألُخرى‪..‬‬
‫ضاقت عينا كين للحضات قبل أن يشهق تفاجئا ً عندما وضع أحدهم يده على كتفه‪..‬‬
‫رفعت جينيفر رأسها ونظرت الى الباب عندما سمعت صوتا ً فضاقت عيناها وبعدها تقدمت من‬
‫الباب بهدوء ومن ثُم ألقت نظرةً الى الخارج‪..‬‬
‫رفعت حاجبها عندما لم تلحظ أحدا ً وتسائلت في نفسها عما إن كانت تتخيل أنها سمعت صوتا ً‬
‫‪..‬‬
‫مط كين شفتيه بعدها سحب يده من يد أخاه الذي كان يجره معه الى الخارج وقال‪ :‬ما كان‬
‫عليك أن تتدخل!‪..‬‬
‫شد على أسنانه وإلتفت الى كين يقول‪ :‬هل أنت مجنون ؟!! لما كُنتَ تتجسس على جينيفر !‬
‫هل تعشق المشاكل الى هذا الحد ؟!!‬
‫كين ببرود‪ :‬ومنذ متى وأنت تهتم ألمري يا فرانس ؟‬
‫إبتسم بسخريه وأكمل‪ :‬ألم يكن من االفضل لو صرختَ ُمناديا ً على جينيفر كي تُمسك بي‬
‫متلبسا ً ؟ ألن يرفع هذا من شأنك كثيرا ً عندها ! أوليس هذا هو عملك الطبيعي بما أنك كلب‬
‫وفي لها ؟‬
‫غضب فرانس كثيرا ً وأمسك بياقة قميصه وكأنه سيصرخ في وجهه ولكن قاطعه كين ببرود‪:‬‬
‫ماذا ؟! أعلى أخيك األصغر تُكشر عن أنيابك ؟‬
‫شد فرانس على أسنانه بغضب وهو يرمق عينا أخيه البارده بشيء من الحده قبل أن يدفعه‬
‫بعيدا ً عنه وهو يقول‪ :‬فلتفعل ما تُريد ! لن أهتم حتى لو ُمت‪..‬‬
‫بعدها إلتفت ليُغادر فقال كين له‪ :‬بما أنك كلبها الوفي فهل يُمكنكَ إخباري على ماذا تُخطط‬
‫جينيفر بالضبط ؟ أو على األقل ما هدفها القادم ؟‬
‫توقف فرانس للحضات بعدها أكمل طريقه متجاهالً سؤاله وكين ينظر إليه ببرود تام قبل أن‬
‫يهمس‪ :‬جبان!‬

‫***‬

‫شد آليكسندر على أسنانه منزعجا ً وهو يقرأ رسالة جينيفر عن حالة ريكس الصحيه‪..‬‬
‫هو حتما ً لن يُسامحه لو كان هذا التصرف خطته لإلفالت من إعالن الخطوبه!‬
‫نظر الى ساعته ورأى بأن الوقت كافيا ً لكي يذهب هو بنفسه إليه ويوقف خطته هذه عند هذا‬
‫الحد‪..‬‬
‫إبتسم وإعتذر لروبرت والد جوليتا وإلتفت ليغادر ولكن أوقفه آلبرت إبن أخيه قائالً‪ :‬عمي أُريد‬
‫ُمحادثتك‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬هذا ليس الوقت ال ُمناسب‪..‬‬
‫وقبل أن يتجاوزه قال آلبرت‪ :‬أعلم بأنك ذاهب لريكس فلقد أخبرني كين أنه مرض فجأه ‪ ،‬ال‬
‫ب أجهله جينيفر تُريد أن يأخذ هو خالفة العائله لذا ستحرص هي على أن يستيقظ‬ ‫تقلق فلسب ٍ‬
‫قبل الوقت ال ُمحدد ‪ ،‬دعنا نتحدث فذهابك على أية حال لن يُشكل فارقا ً‪..‬‬
‫نظر آليكسندر إليه بعدها تنهد وقال‪ :‬بشأن موضوع رئاسة العائله ؟ أنت تعلم بأني لو قررتُ‬
‫شيئا ً فسيحدث ولن يُغير أي أحد رأيي ! آلبرت أنت إبن أخي العزيز لذا ال أُحب أن أصرخ في‬
‫وجهك أو أُهينك ‪ ،‬ال تجعلني أفعل ذلك ‪ ،‬أنا لم أختره ألنه إبني ! لدي أسباب إستندتُ عليها‬
‫وال أحب أن يسألني أحد عن تفاصيلها فسؤاله هو إستنقاص وأنا ال أُسامح من يستنقصني‪..‬‬
‫صك يا عمي ولكن أُريد منك أن تقنعني‬ ‫آلبرت وهو يفتح جهازه اللوحي الذي معه‪ :‬أنا ال أستنق ُ‬
‫‪..‬‬
‫لف بالجهاز على عمه بعد فتحه إلحدى ملفات الـ ‪pdf‬وأكمل‪ :‬شركة ريكس الخاصه ‪ ،‬نعم أنا‬
‫أُهنئه ألنه كسب جميع الصفقات وتعاون مع شركات كبيره وهذا لوحده إنجاز يُشهد لصالحه‬
‫ولكن أنظر الى المستوى المالي العام للشركه ؟ أنظر كيف تتصاعد نسبة صرف األموال بشك ٍل‬
‫رهيب ! لو إستمر على هذا التصاعد لسنتين فسيسقط في ُحفرة إفالس رهيبه ال يُمكن لك حتى‬
‫أنت أن تُخرجه منها بسهوله!‬
‫أخذ آليكسندر الجهاز اللوحي وبدأ يُطالع الجداول البيانيه في حين أكمل آلبرت‪ :‬صرفه لألموال‬
‫يُشابه الفقراء حديثي الغناء ! أحقا ً ال يعرف حتى كيف يُديرها جيدا ً ؟ الصفقات يفوز فيها حتى‬
‫لو بدفع الماليين ! بضائعه تتعرض للتلف من قِبل ال ُمنافسين وبدالً من رفع الشكوى وإستالم‬
‫تعويض يتجاهل األمر ويدفع ماليين أُخرى من أجل بضائع جديده ! أهذا معقول ؟‬
‫ضاقت عينا آليكسندر وهو يقرأ تفاصيل صرف األموال في الثالث األشهر األخيره‪..‬‬
‫تنهد آلبرت ووضع يديه في جيب بنطاله يُكمل‪ :‬هذا غير عن التحويالت الماليه الضخمه‬
‫لجهات مجهوله ‪ ،‬حسنا ً ربما يملك أسبابا ً ولكنها بحق أموال ضخمه بشكل غير طبيعي لدرجة‬
‫أنه ال يُمكنك سوى أن تشك في األمر‪..‬‬
‫صمت آلبرت بعدها قال‪ :‬ظاهريا ً هو مذهل ‪ ،‬لقد نهض بهذه الشركة بعد أن كانت على حافة‬
‫اإلفالس وجعلها شركة ضخمه ذات عالقات وطيدة مع الشركات العالميه ‪ ،‬أنا منبهر من هذه‬
‫الناحيه ولكن المشكلة تكمن في إسلوبه ‪ ،‬هو يستطيع الوصول الى القمه ولكن ال يُمكنه أن‬
‫يستمر فيها ‪ ،‬أعلم بأنه ذكي لذا ال يُمكنني الفهم لماذا هو يسلك مثل هذا الطريق ؟ طريق‬
‫الشهرة ذا النهايه القريبه ؟ هل هو واثق بأنه سيملك شركاتك يا عمي لذا كان يسعى نحو‬
‫نجاح قصير المدى ؟ أو أنه غبي ال يسعه سوى التفكير بال ُمستقبل القريب ؟ شخصيا ً يستحيل‬
‫أن أراه غبيا ً ! أعلم مدى ذكائه ولهذا أنا درستُ في الخارج وإشتغلتُ هناك ألني بحق كُنتُ‬
‫أراه ُمنافسا ً يجدر بي بذل قُصارى جهدي للفوز عليه ‪ ،‬هو يملك سببا ً خاصا ً بكل تأكيد يجعله‬
‫يتصرف هكذا ولكن مهما كان هذا السبب فهو اآلن ليس جديرا ً بحمل إسم العائله على عاتقه ‪،‬‬
‫هو يفكر بنفسه يا عمي ال بالعائله!‬
‫بقي آليكسندر ينظر الى الشاشة لفتره قبل أن يُسلمها الى آلبرت بعدها غادر بهدوء دون أن‬
‫يُعلق على األمر‪..‬‬
‫أطفأ آلبرت الشاشه وأشار بعينيه على فلور التي كانت قريبه وعندما أتت سلمها الجهاز‬
‫اللوحي وقال‪ :‬ضعيه في غرفتي‪..‬‬
‫مطت شفتها تقول‪ :‬اآلن ؟!!‬
‫لم يُجبها وهو مشغول في النظر الى عمه الذي إتجه الى الداخل حيث جهة الغرفة التي يرقد‬
‫فيها ريكس فتنهدت فلور وأخذت الجهاز اللوحي وغادرت من أمامه‪..‬‬
‫في حين كانت آليس تمشي بهدوء تام وهاهي اآلن قد تركت العناد وبدأت تُفكر بشك ٍل جدّي في‬
‫كالم كين‪..‬‬
‫هل حقا ً كان يكذب كما تعتقد ؟‬
‫األمر يتكرر ُمجددا ً فعندما أخبرها أن تتوقف عن الثقة بفرانس ضنته يكذب وباألخير إكتشفت‬
‫أنه ُمحق وأن فرانس هذا كذب عليها لسبب تجهله‪..‬‬
‫واألمر ذاته اآلن عندما أخبرها بأن جينيفر هي عدوة ريكس كذبته فورا ً ‪ ،‬هل من ال ُممكن أنه‬
‫ُمحق في كالمه كما في المرة السابقه ؟‬
‫لكن األمر صعب التصديق وهي بعينيها رأت عالقتهم الطبيعيه!‬
‫لقد رأت الخوف أيضا ً في عيني جينيفر وهي تهتم بريكس وتطلب الطبيب من أجله!‬
‫هل كان يكذب أم ربما هو ُمخطئ في األمر ؟ نعم ربما هو ُمخطئ في أمر عالقتهما وضن بأن‬
‫ريكس ربما يكرهها بما أنها زوجة والده الثانيه‪..‬‬
‫من الطبيعي أن يضن اآلخرون بأن أطفال الزوجة األولى يكنون الحقد للزوجة الثانيه ‪ ،‬هذا‬
‫الطبيعي والكُل يُخطئ حتى يتبين له الحقيقه‪..‬‬
‫شه َد جدال بينهما مرة من المرات ولكن هذا ال يعني‬ ‫أجل كين بالتأكيد هو أيضا ً ُمخطئ ‪ ،‬ربما ِ‬
‫بأن كل من يتجادل مع أحدهم يكرهه!‬
‫إنه ُمراهق صغير واألوالد في عمره يجرهم الشغف إلكتشاف خبايا اآلخرين الى درجة تضخيم‬
‫األمور‪..‬‬
‫تنهدت ورفعت عينيها تنظر الى الحظور تقول بداخل نفسها‪" :‬على أية حال ليس أمر كالم كين‬
‫عن ذلك المزعج وجينيفر هو ما يُهمني اآلن ‪ ،‬إنه فرانس الذي هرب حالما رآني ‪ ،‬لقد بحثتُ‬
‫شخص واثق من نفسه وهذا يؤكد بأنه بحق كان‬ ‫ٌ‬ ‫في كُل مكان ولكن ال أثر له ! لن يهرب‬
‫يكذب‪" ..‬‬
‫تسائلت هامسه بصوت منخفض‪ :‬أبناء عمومه ‪ ،‬هذا يعني بأنه أخ كين ‪ ،‬كيف ألخ أن يفسد‬
‫أستغرب من إخبار كين لي ُمسبقا ً بأال أثق في أخاه ‪ ،‬هل هناك مشاكل‬ ‫ُ‬ ‫مخططات أخيه هكذا ؟‬
‫بينهما ؟‬
‫ت آليس صحيح ؟‬ ‫إبتسمت إحدى الفتيات تقول‪ :‬مرحبا ً ‪ ،‬أن ِ‬
‫إلتفتت آليس الى هذه الفتاة التي تبدو في مثل عمرها ذات شعر أسود قصير الى ح ٍد ما‬
‫وعينان خضراوتان تحتهما بعض النمش الخفيف‪..‬‬
‫من هذه ؟ هي ال تعرفها!‬
‫إبتسمت وأجابت‪ :‬أجل أنا آليس‪..‬‬
‫مدت الفتاة بيدها تقول‪ :‬أهالً بك ‪ ،‬أنا كارا‪..‬‬
‫بادلتها آليس المصافحه فقالت كارا‪ :‬أنا أحد معارف إدريان وهو يعتذر بشده فهو مشغول اآلن‬
‫وطلب مني ُمرافقتك لبضع دقائق حتى ينتهي ‪ ،‬ألديك أي مانع بذلك فعلى أية حال لقد حدثني‬
‫إدريان عنك ورغبتُ بالتعرف عليك وبشده!‬
‫مالمحها اللطيفه وطريقة طلبها أحرجت آليس ولم تجد سببا ً للرفض ومادام أنها دقائق قليله‬
‫فال بأس فالحفلة ال تزال في أوجها لذا لن تنتهي قريبا ً‪..‬‬
‫رافقتها وكارا بدأت تتحدث بحماس عن أمور شتى وآليس مندمجه معها حتى خرجتا خارج‬
‫القاعة الرئيسيه دون أن تشعر آليس بذلك‪..‬‬
‫عقدت حينها آليس حاجبيها عندما بدأت تستوعب األمر‪..‬‬
‫لقد طلبها إدريان للحفله شخصيا ً لدرجة تركه ألخته من أجل أن يرافقها لذا يستحيل أن يطلب‬
‫من شخص آخر مرافقتها!!‬
‫لقد أصبح من الواضح أنه تم إرسال كارا من قِبل أحدهم ألجل أن تُبعدها بشكل تدريجي عن‬
‫القاعه!!‬
‫أيهما ؟!‬
‫آندرو ال يريد منها حظور الحفل أو التعرض لقريبه أو صديقه أو أيا ً كانت عالقتهما‪..‬‬
‫وفرانس فر حالما رآها!‬
‫أحدهما دون شك فعل ذلك فكالهما ال يريدان تواجدها اآلن!‬
‫تذكرت كالم كارا بخصوص أن إدريان من طلب منها ذلك‪..‬‬
‫لقد عرفت من هو ‪ ،‬إنه فرانس من دون شك فهو الوحيد من يستخدم إسم إدريان في كذباته‬
‫!!‬
‫لهذه الدرجه ال يريد منها اإلمساك به ؟!!‬
‫إبتسمت فتصرفه هذا يعني بأنه ال يزال في الحفل ‪ ،‬لقد كادت أن تفقد األمل وتضنه ترك‬
‫المنزل‪..‬‬
‫ما دام إنه لم يتركه اآلن فهذا يعني بأنه ال يستطيع تركه ‪ ،‬ربما هو ملزوم بحظور حفل إبن‬
‫عمه‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ،‬لن تُغادر الحفل دون رؤيته ومواجهته‪..‬‬
‫إبتسم فرانس وهو يُراقب كارا التي أخذت آليس بعيدا ً فهمس‪ :‬يُعتمد عليها حقا ً!‬
‫إختفت إبتسامته تدريجيا ً وهو يتذكر وجه آليس المصدوم عندما رأته‪..‬‬
‫رفع يده وأمسك بمالبسه عند صدره ضاغطا ً على تلك القالده ال ُمختبئه تحت قميصه الرسمي‬
‫الباهض‪..‬‬
‫شد على أسنانه قبل أن تلمع عينيه بنظرة حق ٍد دفين ليتقدم بعدها ليُنفذ تلك الفكرة المجنونه قد‬
‫إستوطنت دماغه تماما ً منذ فتر ٍة طويله‪..‬‬
‫وقف حيث كان يقف عمه سابقا ً فتلك المنطقة هي الرئيسيه هنا وجميع األنظار حتما ً ستتجه‬
‫إليك حالما ترفع صوتك بالحديث‪..‬‬
‫هنا بالضبط كان ينوي عمه إعالن خطوبة ريكس من جوليتا وإعالنه رسميا ً خليفته في حمل‬
‫أعماله وحمل إسم العائله‪..‬‬
‫إبتسم ورفع صوته قائالً‪ :‬عمي يُرسل لكم سالمه ويشكركم ُمجددا ً على لبقاتكم وقبولكم دعوته‬
‫البسيطه لحفل ميالد نجله األكبر ريكس‪..‬‬
‫إلتفتت األنظار إليه في حين عقد إدريان حاجبه وإلتفت إليه بعدما كان لتوه يبحث عن آليس‬
‫التي فقدها دون أن يشعر بذلك‪..‬‬
‫ماذا ؟ هل أخبره والده أن يقول شيئا ً ؟‬
‫ولما والده يطلب من أفشل شخص في العائله أن يتحدث عنه ؟!!‬
‫أولم يكن عليه أن يستمر بعدم جذب إنتباه الناس حتى ال يصيبهم الفضول بخصوصه لتنتشر‬
‫بعدها فضائح مشاكله التي ال تُعد وال تُحصى!‬
‫هو ال يفهم لما حدث ذلك!!‬
‫تزايد همس الحضور بخصوصه ‪ ،‬هو ليس آلبرت الكبير فهم يعرفونه على الرغم من قلة‬
‫تواجده في الحفالت لذا البد من أنه اإلبن الثاني لعائلة أخ آليكسندر‪..‬‬
‫سمعوا عنه ولكن ال يعرفون أي شيء بخصوصه سوى أنه ال يهتم بعالم التجارة والمال وأنه‬
‫يعيش حياة طبيعيه بعيده عن األنظار‪..‬‬
‫في حين رفعت إستيال حاجبها هامسه‪ :‬عمي طلب منه ذلك ؟ هل أصبحتُ غبيه الى درجة أنه‬
‫لم يعد بإمكاني فهم طريقة تفكير عمي هذه األيام!!‬
‫أكمل فرانس حديثه قائالً‪ :‬وهو أيضا ً يبلغكم ببالغ أسفه وإعتذاره عن تخلفه عن إكمال الحفل‬
‫معكم الى األخير بسبب مرض صاحب الشأن المعني بالحفل‪..‬‬
‫دُهش آلبرت من كالمه!‬
‫هل حقا ً عمه الغى الحفل ؟‬
‫نعم توقع بأنه يستحيل أال يتخذ موقفا ً بعد رؤيته لتلك البيانات ولكن لم يتوقع أن يُلغي الحفل‬
‫هكذا!‬
‫والصادم أكثر أنه طلب من فرانس فعل ذلك من بين الجميع!!‬
‫فرانس ؟ إنه يكره فرانس بسبب طريقة عيشه المتهوره التي ال تليق بمكانة العائله فكيف‬
‫يطلب منه ذلك!‬
‫هناك خطب ما في األمر!‬
‫ضاقت عيناه هامسا ً بداخله‪" :‬هل لجينيفر يد في ذلك" ؟‬
‫أكمل فرانس حديثه يقول‪ :‬وبصراحه لقد كان ينوي إعالن أخبار ُمهمه في هذا الحفل وصادمه‬
‫ولكن بعد حدوث بعض األمور ال ُمستجده هو لم يعد يمكنه فعل ذلك ال اآلن وال حتى الحقا ً بعد‬
‫أن إكتشف أن طريقة إبنه األكبر في إدارة أعماله هي طريقة متهوره للغايه ستؤدي به الى‬
‫الفالس خالل أعوام قليله لذا لن يستحق أن يكون هو خليفته القادم في حمل إدارة أعمال‬
‫العائله لذا يعتذر مجددا ً منكم ويعدكم بأنه سيُصلح إبنه جيدا ً ليكون محل ثقتكم وثقة جميع‬
‫الرائدين في محال التجاره‪..‬‬
‫حلت الصدمه الكبيره على الجميع أولهم كانوا عائلته هو!!‬
‫إستيال بالكاد تمالكت نفسها وهي تنظر إليه بعينين مصدومتان ال تعلم هل زاد هذا الكالم من‬
‫عنده أم أن عمه بالفعل قال ذلك أما آلبرت فقد تأكد اآلن بأن فرانس لم يأخذ أوامره من عمه‬
‫إطالقا ً فشد على أسنانه وهو اآلن في أوج غضبه مما حدث‪..‬‬
‫وتحت صدمة الجميع تقدمت إليان من فرانس بخطوات ثابته لتمد يدها وتصفعه على خده أمام‬
‫جراء ما حدث‪..‬‬ ‫أنظار الحضور الذين توقفت همساتهم ّ‬
‫ت مسموع تحاول فيه إخفاء غضبها‪ :‬لمن الدنائة أن تستعمل‬ ‫شدت على أسنانها لتقول بصو ٍ‬
‫إسم والدي وأخي لتشوه سمعة العائله!!‬
‫ت‬
‫إلتفت بوجهه بهدوء ونظر إلى عينيها ببرود تام قبل أن يبتسم نصف إبتسامه ويهمس بصو ٍ‬
‫ت مصدومه ؟ جميعكم بالفعل تعرفون عن مدى نذالتي وحقارتي‪..‬‬ ‫ال يسمعه سواها‪ :‬ولما أن ِ‬
‫إتسعت عيناها بغضب عارم!‬
‫تقدمت بجسدها إليه لخطوه وكان من الواضح أنها أرادت الهجوم عليه قبل أن تُكافح وتُسيطر‬
‫على نفسها كما تعودت منذ صغرها‪..‬‬
‫عيناها وحدها من كانت تُطلق شرر الحقد والكره وجسدها داخليا ً يكاد ينفجر من شدة كتمه‬
‫لنيران الغضب التي بالكاد تُحاول السيطرة عليها‪..‬‬
‫هال شرحت لنا عن سبب نشرك‬ ‫تقدم روبرت والد جوليتا قائالً ببعض الحزم‪ :‬فرانس صحيح ؟ ّ‬
‫لمثل هذه اإلشاعات التي تضر بإسم عائلتك ؟‬
‫إبتسم فرانس قائالً‪ :‬هل ألني فرد من العائله ضننتَ بأنها إشاعه ؟‬
‫روبرت‪ :‬ال تدع بعض الشجارات الداخليه بينك وبين عمك تجعلك تتصرف بوضاع ٍة هكذا!‬
‫بقي فرانس مبتسما ً بإستهتار وعلى عينيه نظرة إستصغار لكالم هذا الرجل ولم ينطق بكلمه‬
‫وهذا جعل الجميع بحق يُصدق موقفه‪..‬‬
‫إختفت إبتسامته الساخره تدريجيا ً عندما تقدم أخاه آلبرت وإنحنى أمام الجميع قائالً‪ :‬بدالً عن‬
‫أخي األصغر الذي لم ينضج بعد أُقدم إعتذاري للجميع عما حدث من تصرف مخجل ال يليق بكم‬
‫وبقدركم وال يُشرفنا نحن أيضا ً‪..‬‬
‫شد فرانس على أسنانه وهو يهمس له‪ :‬ال تُهن نفسك ألجل ال شيء!!‬
‫أكمل آلبرت كالمه قائالً للجميع‪ :‬جميع العائالت الناجحه البد من أن تواجه بعض المشاكل‬
‫الداخليه من أفرادها اليافعين الذين تعودوا على البذخ والتهور مما قد يُخ ِلف هذا تمردا ً‬
‫وتصرفات غير مسؤوله وتكبير بعض المشكالت ألجل أن يحصلوا على المزيد من المناصب‬
‫من كبار العائله ‪ ،‬كالمي ليس ولن يكون ُمبررا ً لتصرف أخي ولكن أنا أطلب منكم التفهم‬
‫وحسب وسنكون شاكرين لكم وسنعدكم بعدم تكرار مثل هذه التصرفات الطفوليه‪..‬‬
‫فرانس بإنزعاج‪ :‬أخي!!‬
‫لف آلبرت بعينيه الحادتين تجاه أخيه فشد فرانس على أسنانه قبل أن يلتفت ويُغادر المنزل‬
‫بأكمله‪..‬‬
‫إعتدل آلبرت في وقفته ورمى نظرةً بإتجاه إستيال التي فهمته وخرجت خلف فرانس‪..‬‬

‫***‬
‫نظر أليكسندر ببرود الى إبنه الراقد على السرير وقال بهدوء‪ :‬إن كانت هذه إحدى أالعيبك‬
‫للتهرب من الخطبه العلنيه فستندم كثيرا ً على ذلك!‪..‬‬
‫تنهدت جينيفر قائله‪ :‬إنه مريض بالفعل فلقد عاينه الطبيب ‪ ،‬وعكه بسيطه وأعطاه الطبيب‬
‫بعض ال ُمسكنات لذا سيستيقظ خالل دقائق قليله‪..‬‬
‫نظر أليكسندر إليها وقال‪ :‬ولم تأتي الوعكة الصحية سوى اآلن !! إبني وأعرفه جيدا ً ‪ ،‬إن‬
‫رفض أمرا ً فسيفعل ال ُمستحيل لكي ال يتم حتى لو أُضطر إليذاء نفسه من أجل ذلك‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬دعه اآلن يارجل ! أخبرتك بأنه خالل دقائق سيصحو لذا لن يُفسد هذا الحفل أبدا ً ‪ ،‬ال‬
‫توقظه بصوتك‪..‬‬
‫رفع أليكسندر حاجبه قائالً‪ :‬لما الدفاع الزائد عنه ؟ ألم يكن هو من شتمتيه قبل أيام ألجل إبنك‬
‫إدريان ؟‬
‫شدت على أسنانها إنزعاجا ً منه وقالت‪ :‬ما بك يارجل ؟!! إن كان هناك ما يُغضبك فإذهب وجد‬
‫شخصا ً آخر لتُفرغ مشاعرك هذه فيه ! نعم أكره طريقة تمييزك بينه وبين إدريان ولكني ال‬
‫أكرهه شخصيا ً فال ذنب له بتصرفاتك الرعناء تلك!!‬
‫أليكسندر‪ :‬إذا ً كفي عن التدخل بيني وبينه ! لقد أتيت ألُحادث إبني لذا دعينا وشأننا!‬
‫فتح ريكس عينيه من هذه األصوات التي تزداد علوا ً مع كُل مره في حين قالت جينيفر‬
‫بإستنكار‪ :‬أولم يكن أنت من تشاجر معي مرارا ً وتكرارا ً طالبا ً مني أن أعتبره كإبن لي !!‬
‫واآلن عندما أهتم به وأرعاه تقول ال تتدخلي ! سأتدخل ولن أكف عن ذلك وأنت إذهب وجد‬
‫طبيبا ً نفسيا ً ليُعالج تناقضاتك هذه!‬
‫جلس ريكس ناظرا ً إليهما ببرود فإنتبه له أليكسندر لذا تجاهل زوجته ونظر إليه قائالً‪ :‬وعكه‬
‫صحيه قبل إعالن الخطوبة الذي ال تريده ! هل هذا منطقي بالنسبة لك ؟‬
‫ً‬
‫نظر إليه ريكس لفتره قبل أن يقول بهدوء‪ :‬لما لم تُخبرني بأنك تنوي أن تختارني خليفة لك ؟‬
‫لما تُريد اإلعالن عن أمر لم تأخذ رأيي به حتى!!‬
‫رفع أليكسندر حاجبه ونظر الى جينيفر فقال ريكس‪ :‬ليست هي من أخبرني ! أبي أنا ال أُريد‬
‫ذلك لذا تراجع عن قرارك اآلن رجاءا ً‪..‬‬
‫نظر إليه والده بحده فقال ريكس‪ :‬قد أغض النظر عن أمر الخطوبه ولكن أمر تولي األعمال‬
‫من بعدك فلن أتركه يحدث أبدا ً ‪ ،‬أرجوك أبي ال تجعلني أُضطر أن أرفض األمر أمام أنظار‬
‫الجميع!‬
‫جينيفر بتعجب‪ :‬ولما ترفض أمر يسعى له الجميع ؟‬
‫لم يُجبها ريكس وبقي ينظر الى والده ينتظر رده ففُتح الباب في هذا الوقت وظهرت فلور الذي‬
‫يبدو التوتر الشديد على وجهها‪..‬‬
‫نظرت إليها جينيفر تقول‪ :‬كان عليك اإلستئذان أوالً!‬
‫فلور بقلق وتردد‪ :‬آ آسفه‪..‬‬
‫تعجبت جينيفر من تأسفها فهي ليست من هذا النوع ُمطلقا ً في حين عقد أليكسندر حاجبه‬
‫عندما سمع صوتها المرتجف فإلتفت إليها قائالً‪ :‬ماذا هناك ؟‬
‫إرتجفت يد فلور التي كانت تضعها أمام شفتيها بتوتر وهي تقول بصوت مرتجف‪ :‬إ إنه أ أخي‬
‫فرانس‪..‬‬
‫أليكسندر‪ :‬ماذا به ؟‬
‫عضت على شفتيها وقالت‪ :‬تشاجر مع إليان أمام الجميع‪..‬‬
‫دُهش أليكسندر من كالمها فإليان ليست من النوع الذي يفقد رباطة جأشه أمام الكثير من‬
‫الناس فقال‪ :‬أواثقه أنها إليان ! ولماذا قد تتشاجر هي وفرانس أمام الحضور ؟!‬
‫بدى وكأنها ستبكي فغضب أليكسندر وسألها بحده‪ :‬سألتُك ماذا حدث ؟!!!‬
‫إرتعبت فصرخت قائله‪ :‬أنا آسفه‪..‬‬
‫شد على أسنانه عندما رأى بأنه ال فائده منها وتجاوزها خارجا ً الى الخارج ليرى بنفسه ماذا‬
‫حدث فلحقت به جينيفر‪..‬‬
‫إلتفتت فلور لتُغادر فقال ريكس‪ :‬إنتظري‪..‬‬
‫توقفت ونظرت إليه فسألها بهدوء‪ :‬لما تأسفتي ؟ ما الخطأ الذي فعلتيه حتى تصرخين بأسف ؟‬
‫دُهشت وبلعت ريقها ُمحاولةً إخفاء إرتجافها وهي تقول‪ :‬لم أفعل شيئا ً وال شأن لك‪..‬‬
‫إلتفتت لتتهرب فضاقت عيناه قائالً‪ :‬ما الذي إذا ً فعله أخاك الحقير ليجعل إليان تُشاجره!!‬
‫شدت على أسنانها بغضب ونظرت الى عينيه تقول‪ :‬ولما تتحدث وكأن أخي ال ُمخطئ و‪...‬‬
‫قاطعها بحده‪ :‬ألن إليان لن تتصرف بهذه الطريقه مالم يفعل ذلك األحمق أمرا ً كبيرا ً ُمخجالً!!‬
‫شعرت بالخوف من طريقته بالكالم فعادت خطوتين الى الخلف بعدها خرجت مسرعه من أمامه‬
‫فشد على أسنانه قبل أن ينظر الى يده حيث أثر الحقنه‪..‬‬
‫أزال اللصق الطبي عنها وأعاد إنزال كم قميصه وهو يحاول أن يتذكر الشخص الذي حادثه‬
‫قبل فقدانه الوعي‪..‬‬
‫ضاقت عيناه بإستياء عندما تذكر بأنها آليس ال غير!‬
‫أتاه صوت يقول‪ :‬لم أتوقع أنك قد تستخدم خطه بديله لتتهرب بنفسك من الخطوبه‪..‬‬
‫رفع رأسه ونظر الى آندرو الذي كان يتكئ على الباب فتجاهله ريكس يقول‪ :‬ماذا بشأن‬
‫الرسالة التي بقيت جوليتا تتحدث عنها ؟ عندما تفعل شيئا ً فأخبرني!‬
‫آندرو‪ :‬لكنك لم تثق بي للحضه وتدبرت أمرك بنفسك لذا ما الذي قد يدفعني إلخبارك عن‬
‫الرسالة أو عما كُنتُ أنوي فعله!‬
‫تجاهل ريكس الموضوع وقال‪ :‬ماذا حدث لتتشاجر إليان مع فرانس ؟‬
‫تنهد آندرو يقول‪ :‬لم أضن بأن فرانس قد يصل الى هذا الحد من الجنون!‬
‫عقد ريكس حاجبه فجاء من الخلف صوت جينيفر تقول‪ :‬آندرو ؟‬
‫دُهش آندرو للحضه بعدها إلتفت بهدوء الى الخلف ليرى جينيفر تنظر إليه ببرود تام‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنها فتحدثت قائله‪ :‬ألم أُخبرك ُمسبقا ً بأنه غير ُمرحب بك بتاتا ً في إجتماعات أو‬
‫إحتفاالت العائله ؟‬
‫لم يقل شيئا ً فتدخل ريكس قائالً‪ :‬أنا من دعوته ‪ ،‬لقد كانت حفلتي لذا من الطبيعي دعوة‬
‫األصدقاء‪..‬‬
‫نظرت جينيفر الى ريكس الذي نزل من سريره فقالت‪ :‬ريكس أخبرتُك بأنه يُمكنك دعوة أي‬
‫أحد عداه هو صحيح ؟!‬
‫إرتدى ريكس جاكيته الرسمي وهو يقول‪ :‬ال أملك سوى صديق واحد ‪ ،‬ال تُخبريني بأنك‬
‫تُريدين أن أقطع عالقتي به ألجل إليان فحسب!‬
‫جينيفر‪ :‬لم أقل هذا بتاتا ً ولكن ال أريد منه أن يتواجد في نفس المكان الذي تتواجد فيه إبنتي!‬
‫إبتسم ريكس وقال‪ :‬هما في الكلية ذاتها لذا ما الفرق ؟‬
‫قاطعهما آندرو قائالً‪ :‬عذرا ً عن اإلزعاج‪..‬‬
‫وتجاوزها ليرحل فرفع ريكس صوته قائالً‪ :‬إنتظرني سأذهب معك‪..‬‬
‫تكتفت جينيفر وهي تنظر إليه قبل أن تقول‪ :‬ريكس!‪..‬‬
‫إبتسم لها بعدها خرج هو أيضا ً فتنهدت وإلتفتت تنظر إليه وهو يغادر‪..‬‬
‫ت أيضا ً سأسعى‬‫ما إن غادر حتى إختفت إبتسامته وضاقت عينيه بحقد وهو يهمس بداخله‪ :‬أن ِ‬
‫ألن تتدمري في نهاية المطاف ‪ ،‬لن أُغادر العالم قبل أن أتأكد من إنهائك!‬

‫***‬

‫بقيت آليس تتأمل حوض السمك وكارا بجانبها تُحدثها عن أنواع السمك الموجوده فيها بكُل‬
‫شغف وحماس لتُنهي حديثها قائله‪ :‬أوليس كُل ماهو هنا قد أُختير بعنايه ؟‬
‫هزت آليس رأسها قائله‪ :‬من بناه البد وأن يكون ُمحبا ً بالسمك وعالم ال ِبحار‪..‬‬
‫كارا‪ :‬أجل هو شغوف بهذا كثيرا ً على عكس ما يظهر عليه!‪..‬‬
‫آليس‪ :‬من ؟‬
‫كارا بنفس الحماس‪ :‬فرانـ‪...‬‬
‫إستوعبت وعدلت خطئها بسرعه قائله‪ :‬إدريان بالتأكيد‪..‬‬
‫تنهدت آليس وقالت‪ :‬أعلم منذ البدايه بأن من أرسلك هو فرانس وليس إدريان‪..‬‬
‫دُهشت كارا فلما إلتفتت آليس إليها أشاحت كارا بوجهها تنظر الى حوض السمك الكبير‬
‫فأكملت لها آليس‪ :‬لذا ال أرى داعيا ً ألن تكذبي بمثل هذه األمور الصغيره ‪ ،‬أعني ال بأس لو‬
‫ت بأن فرانس هو من بنى هذا الحوض‪..‬‬ ‫قل ِ‬
‫صمتت كارا لفتره قبل أن تتأمل السمك قائله‪ :‬خشيتُ لو قُلتُ فرانس تشكين باألمر فلقد تحدثتُ‬
‫كثيرا ً عن هواياته وأصناف األسماك التي يُحبها لذا سيبدو من الغريب معرفتي بأمور خاصه‬
‫عن فرانس بعد أن أخبرتُك بأني صديقه وقريبه إلدريان‪..‬‬
‫نظرت آليس إليها لفتره وسألت‪ :‬أتُحبينه ؟‬
‫دُهشت كارا ونظرت الى آليس تقول بسرعه‪ :‬هذا مستحيل !! نحن فقط نعرف بعضنا ال أكثر!‬
‫ت‬‫رفعت آليس حاجبها ونظرت الى الحوض قائله‪ :‬أجل تعرفان بعضكما ال أكثر ولهذا أن ِ‬
‫تعرفين الكثير عن هواياته الخاصه وتشتعلين حماسا ً عندما تُحدثين أحدا ً عنها‪..‬‬
‫زادت الصدمة على وجهها تدريجيا ً قبل أن تشيح بعينيها المتألمتين قائله‪ :‬أخبرتُك لستُ كذلك‬
‫‪..‬‬
‫نظرت آليس إليها بدهشه بعدها قالت‪ :‬أعتذر إن كُنتُ ضايقتُك بكالمي‪..‬‬
‫بقيت كارا صامته لفتره ثم إبتسمت تقول‪ :‬ال عليك‪..‬‬
‫نظرت الى آليس وأكملت بمرح‪ :‬إني ُمجرد إبنة خادمه سابقه لهذا القصر ‪ ،‬من العار على‬
‫أمثالي أن يقعن في حب شخص من عائله عريقه مثل فرانسوا‪..‬‬
‫تحركت مكمله‪ :‬تعالي سأُريك شيئا ً آخر جميالً ستفتحين فاهك من شدة روعته‪..‬‬
‫ت‬
‫ت كذلك فلما أن ِ‬ ‫نظرت إليها آليس لفتره ثم تقدمت ومشيت بجوارها تقول‪ :‬حسنا ً إن كُن ِ‬
‫موجودة في حفلة ال يدخلها سوى من يملك دعوه ؟‬
‫كارا‪ :‬أُرسلت دعوه تكريما ً لوالدتي فلقد خدمت العائله لعشرين سنه ‪ ،‬ريكس من هذا النوع‬
‫الذي يُكرم الخدم القدماء ويُرسل لهم دعوات إن كانت الحفلة تخصه‪..‬‬
‫رفعت آليس حاجبها تقول‪ :‬ياله من تواضع ُمستغرب‪..‬‬
‫كارا‪ :‬ههههههه قد ال يبدو هذا عليه لكنه بحق لطيف أكثر مما يجب ‪ ،‬أعني بالكاد يتذكر‬
‫األغنياء أسماء الخدم فكيف بتذكرهم شخصيا ً وإرسال الدعوات لهم ؟ لقد أرسل دعوتين‬
‫أخريتين لعجوز كان حارسا ً للقصر ثالثين عاما ً وأُخرى كانت مربية فرانس وأخوته لثمانية‬
‫عشر عاما ً‪..‬‬
‫أمالت آليس شفتيها هامسه لنفسها‪ :‬حسنا ً من الطبيعي أن يملك األشرار جوانب طيبه في‬
‫بعض األحيان‪..‬‬
‫توقفت كارا عن المشي وهي عاقدةً حاجبها فتوقفت آليس معها تقول‪ :‬مابك ؟‬
‫كارا‪ :‬بالتفكير باألمر ‪ ،‬هناك رجل غريب حظر الحفل ‪ ،‬هو ليس بالمدعويين ال ُمعتادين وليس‬
‫صديقا ً ألحد أفراد العائله الذين أعرفهم ‪ ،‬هو بالتأكيد قد أُرسلت له دعوه ‪ ،‬من عساه يكون ؟‬
‫ت تعرفين الكثير‪..‬‬ ‫آليس‪ :‬أن ِ‬
‫كارا ‪:‬ههههههههههه في فترة عمل أمي كان هذا القصر بمثابة منزلي الثاني لذا أعرف الكثير‬
‫حقا ً ‪ ،‬فرانس كان عندما يغضب من عائلته ويهرب من القصر يأتي لمنزل والدتي ليقضي الليل‬
‫لذا كان يحدثني كثيرا ً عن حياتهم ووضعها والعالقات وغيرها من األمور وكُل هذا جعلني‬
‫أعرف كُل شيء عنهم وكأني فر ٌد من العائله ههههههههههههههه‪..‬‬
‫فتحت آليس فمها لتُعلق ولكن قاطعها صوت نداء إدريان‪ :‬آليس!!‬
‫ت ؟ لما تذهبين دون إخباري على األقل ؟‬ ‫توقفت وإلتفتت الى الخلف فتقدم منها قائالً‪ :‬أين كُن ِ‬
‫آليس‪ :‬آه أعتذر فلـ‪...‬‬
‫إنحنت كارا تقول‪ :‬إعذريني سأذهب ‪ ،‬وبالنسبة لكذبي عليك سابقا ً فسامحيني عليه رجاءا ً‪..‬‬
‫بعدها غادرت وآليس تنظر إليها لفتره قبل أن تُعاود النظر الى إدريان تقول‪ :‬حسنا ً لقد أردتُ‬
‫اللحاق بأحدهم وبعدها نسيت أمرك ‪ ،‬آسفه‪..‬‬
‫تنهد إدريان قائالً‪ :‬ال بأس فهمت ‪ ..‬حسنا ً أتُريدين ُمرافقتي الى الداخل أو الذهاب للعشاء ؟‬
‫آليس بتعجب‪ :‬وااه أنتم تتناولون طعام عشائكم ُمبكرا ً‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬كال ولكن بعد ما فعله ذلك األحمق لم يجد والدي مفرا ً سوى اإلعتذار ودعوة الجميع‬
‫الى مأدبة العشاء اآلن‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها تقول‪" :‬ما فعله ذلك األحمق" ؟ عن ماذا تتحدث ؟‬
‫لثوان بدهشه قبل أن يهمس‪ :‬يبدو بأنك لم تري‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫نظر إليها إدريان‬
‫أكمل بعدها لها‪ :‬حسنا ً إذهبي لتناول طعام العشاء ‪ ،‬هل تُريدين مني ُمرافقتك أم ال بأس بذهابك‬
‫لوحدك ؟‬
‫آليس‪ :‬كال ‪ ،‬سأذهب معك الى حيث تذهب أنت‪..‬‬
‫قالتها بشيء من اإلصرار بعدما علمت من ردة فعله أن هناك أمر ما حدث وعندما إستنتج من‬
‫سؤالها بأنها لم تعلم قرر إبعادها‪..‬‬
‫تريد معرفة ما يكون هذا األمر فربما جزء منه متعلق بها!‬
‫إدريان‪ :‬حسنا ً لنذهب لتناول الطعام‪..‬‬
‫أوقفته آليس عندما أراد التحرك وقالت‪ :‬كال ‪ ،‬قصدتُ الذهاب معك الى الداخل كما قُلتَ أول‬
‫مره وليس الى العشاء ‪ ،‬سأُرافقك الى حيث أردتَ الذهاب في بادئ األمر‪..‬‬
‫دعيك منها ولنذهب الى‪....‬‬ ‫ِ‬ ‫نظر إليها لفتره بعدها قال‪ :‬مشاكل عائليه آليس ‪،‬‬
‫قاطعته‪ :‬ولما أردتَ أخذي أول مره وعندما علمتَ بأني لم أعلم بـ "ما فعله ذلك األحمق"‬
‫غيرتَ رأيك ؟ سأذهب!‬
‫صمت إدريان لفتره بعدها إبتسم وإقترب من وجهها كثيرا ً هامساً‪ :‬لم أضنك تحبين التعلق بي‬
‫هكذا!‬
‫دفعت بوجهه بعيدا ً عنها تقول بإنزعاج‪ :‬لستُ ممن يحببن مزاحك الغبي هذا ! سأذهب ‪ ،‬فلقد‬
‫طلبتَ مني ُمرافقتك الى الحفل وسأُرافقك حتى النهايه‪..‬‬
‫مط شفتيه فهو لم يضن بأنها عنيده الى هذه الدرجه!‬
‫أشاح بنظره وهو ال يعلم ماذا يفعل‪..‬‬
‫لقد كان يضن بأنها رأت ذلك الجلل السخيف الذي إفتعله فرانسوا قبل دقائق فأراد أن يُصحح‬
‫طلب منها ُمرافقته ولكنها لم تكن تعلم‪..‬‬ ‫َ‬ ‫لها األمر ولهذا‬
‫ال يريدها حتى أن تعلم فما حدث ليس باألمر الجيد ليتم إخبار المزيد عنه!!‬
‫جائهما صوت إليان تقول‪ :‬إيدي خذني الى المنزل‪..‬‬
‫إلتفتا إليها فقال إدريان‪ :‬لكن‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬ال أُريد ُمقابلة أحد أو التحدث إليه ‪ ،‬ال والدي وال أي أحد آخر‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬سيكره والدي هذا‪..‬‬
‫إليان‪ :‬سأعتذر الحقا ً لكن اآلن ال أستطيع‪..‬‬
‫ت سمعتي ما قاله قبل أن يُرافق الضيوف الى مادبة العشاء‬ ‫صمت لفتره بعدها قال‪ :‬لكن ‪ ....‬أن ِ‬
‫! أخبرنا‪...‬‬
‫قاطعته بإستياء‪ :‬حسنا ً فهمت ال أريد منك أي شيء !! شكرا ً على ال شيء!!!‬
‫ثم غادرت وإدريان مصدوم من إنفعالها فقال آلليس‪ :‬إعذريني آليس‪..‬‬
‫بعدها لحق بأخته وآليس تنظر إليه بهدوء قبل أن تهمس‪ :‬يبدو بأن هناك أمر ما كبير قد‬
‫حدث‪..‬‬
‫جائها صوت من الخلف يقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫ت الفتاة التي حرص أخي على أال أُقابلها‬ ‫إلتفتت آليس إليها فضاقت عينا الفتاه وأكملت‪ :‬إذا ً أن ِ‬
‫‪ ،‬بالنظر إليك عن قرب فوجهك مألوف ‪ ،‬أين رأيتُك يا تُرى ؟‬
‫عقدت آليس حاجبها وهي تنظر الى هذه الفتاة الغريبه التي تقول كالما ً مريبا ً لم تفهمه!‬

‫من جه ٍة أُخرى إتجه إدريان الى السيارة عندما رأى أخته قد ركبت في المقعد الخلفي لها‪..‬‬
‫ما إن وصل حتى دُهش عندما رآها تضم ركبتيها الى صدرها وتبكي‪..‬‬
‫فتح باب السياره وأمسك بيديها يحاول إبعادهما عن وجهها وهو يقول بعدم تصديق‪ :‬إليان هل‬
‫ت تبكين ؟!!‬ ‫أن ِ‬
‫حاولت التخلص من يديه وهي تقول‪ :‬دعني وشأني!‪.‬‬
‫شد على أسنانه بعدها تركها وأغلق باب السيارة عليها ثم دار حول السيارة وجائها من الجهة‬
‫األُخرى‪..‬‬
‫ركب بجانبها وأغلق باب السيارة قائالً‪ :‬كفى ! أخبريني ماذا حدث ؟!!‬
‫ت ال تبكين بهذه الطريقة إال عند حدوث أمر ما !‬ ‫حاول رفع وجهها بين كفيه وهو يقول‪ :‬أن ِ‬
‫ماذا حدث ؟!!‬
‫شهقت وحاولت إبعاد يده دون أن تنطق بشيء فصرخ بوجهها‪ :‬أخبريني!!!‬
‫ردت عليه بصراخ‪ :‬لم يحدث شيء!!!‬
‫وأكملت بعدها بهمس‪ :‬لم يحدث شيء ‪ ،‬لم يحدث شيء‪..‬‬
‫شد على أسنانه متألما ً وضمها الى صدره ماسحا ً على شعرها يقول‪ :‬حسنا ً ال بأس ‪ ،‬ال بأس‪..‬‬
‫شهقت ُمجددا ً وتشبثت به وهي تقول‪ :‬أكرهه ‪ ،‬أكره فرانس ‪ ،‬لم أضن بأنه قد يصل الى هذا‬
‫الحد !! لقد أهاننا ‪ ،‬لقد أهان والدي وأخي ‪ ،‬حتى عندما حاول آلبرت التغطية على األمر فهناك‬
‫ممن ال يزال يصدق كالم فرانس ‪ ....‬لم يتعب ويسهر والدي لسنوات لكي يأتي هذا في لحض ٍة‬
‫ويُدمر كُل شيء!‬
‫شدت على أسنانها قليالً قبل أن تُكمل‪ :‬ريكس فاشل في إدارة أعماله ؟!!!!! أال يعني كالمه هذا‬
‫بأن والدي عندما إمتدحه أمام الكثيير كان يُخادعهم بإبنه الفاشل !! أال يعني أيضا ً بأن والدي‬
‫فاشل في تعليم أبنائه أصول التجارة واألعمال!!!‬
‫إرتجفت شفتيها وشهقت قبل أن تُكمل‪ :‬أكره ريكس كثيرا ً ‪ ،‬أكثر مما تضن ولكنه في األخير‬
‫أخي ! هو وحده القادر على أن يحمل إسم والدي ‪ ،‬هو من سيرأس عائلتنا نحن بعد والدي ‪،‬‬
‫لما يفعل فرانس هذا ؟ لما يُدمره أمام جميع من هم في ذات المجال ؟!! لما يفعل هذا ؟!! أسقط‬
‫ت قليله ! بكذبه هذا سيخسر ريكس ثقة العديد من الشركات‬ ‫ريكس من القمة الى الحفرة بكلما ٍ‬
‫وسيرفض الكثير مشاركته حتى تسقط شركته في وحل الفالس وحينها سيصدق البقية القالئل‬
‫أن كالم فرانس كان حقيقي بالفعل !! من بعده من عساه قد يثق بنا مجددا ً ؟ بوالدي الذي‬
‫سيبدو لهم وكأنه كان يربي الفشله ؟ أم آلبرت الذي سيبدو وكأن إعتذاره ذاك ماهو إال كذب‬
‫ليُغطي على ثغرات العائله ؟ إيدي سننتهي ! عائلتنا ستتحطم بالكامل!‬
‫شد إدريان عليها بقوه عندما بدأت شهقاتها تزيد مع جملها األخيره وهمس لها‪ :‬هذا يكفي !‬
‫إهدأي‪..‬‬
‫بكت وهي تهمس‪ :‬لقد دمرنا‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬لم يفعل ! والدي و‪....‬‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬وريكس يمكنهم التعامل مع هذا األمر ‪ ،‬لن يتركوا األمر يمضي كما‬
‫تتوقعين ! سيجدون حالً ‪ ،‬ثقي بهم‪..‬‬
‫إرتجف جسدها وهي تحاول إيقاف بكائها وإدريان يُهدئ منها وتفكيره كله في فرانس‪..‬‬
‫هو ‪ ...‬سيجعله يدفع الثمن حتما ً!‬

‫***‬

‫"الفتاة التي حرص أخي على أال أُقابلها! "‬


‫عن ماذا تتحدث هذه ومن تكون ؟‬
‫تقدمت منها الفتاة التي لم تكون سوى لورنا أخت آندرو الكُبرى وقالت‪ :‬حقا ً وجهك مألوف !‬
‫أين رأيتُك من قبل ؟‬
‫تراجعت آليس خطوة الى الخلف بحذر بعد جملتها األخيره‪..‬‬
‫هل هي صديقة ألولئك الذين قابلتهم في باريس ؟‬
‫تعرف عليها في اآلونة األخيره لم يكونوا سوى أعداء!‬ ‫ربما فكُل من ّ‬
‫ت ُمجرمه تخشين أن يكشف أحدهم‬ ‫عقدت لورنا حاجبها تقول‪ :‬لما هذا الحذر الشديد ؟ هل أن ِ‬
‫هويتك أم ماذا ؟‬
‫بعد أن أنهت جملتها إتسعت عينيها بدهشه هامسه‪ :‬مجرمه ؟ لحضه هل يمكن‪....‬‬
‫ت إبنة فينسنت ؟!!!‬‫ونظرت الى آليس مطوالً حتى دُهشت أكثر قائله‪ :‬أن ِ‬
‫عقدت آليس حاجبها تردد‪ :‬فينسنت ؟‬
‫ت هي فلقد رأيتُ صورك في ملفات أخي كثيرا ً حتى أصبحت‬ ‫تقدمت لورنا أكثر قائله‪ :‬بلى أن ِ‬
‫ً‬
‫مالمحك مرسوخة في رأسي‪..‬‬
‫شعرت آليس بالكثير من التوتر من كلماتها ال ُمفاجئه ال ُمتتاليه!‬
‫إبنة فينسنت ؟‬
‫هل والدها الحقيقي إسمه فينسنت أم أن هذه الفتاة أخطأتها بشخص آخر ؟!!‬
‫ومن أخاها هذا الذي يملك صورها في ملفاته!!‬
‫ضاقت عينا لورنا هامسه‪ :‬ال أفهم لما قد يحاول آندرو األحمق حمايتك مني ! لما يُحاول إبعاد‬
‫فتاةً مطلوبةً للعدالة عن أنظاري ؟‬
‫إتسعت عينا آليس بدهشه تهمس‪ :‬مطلوبه ؟!‬
‫ت ُمخطئه ‪ .....‬أنا‪.....‬‬ ‫هزت رأسها بالنفي تقول‪ :‬ال ‪ ...‬لحضه ‪ .....‬أن ِ‬
‫لم تعرف بماذا تُكمل فهي فاقدة لذاكرتها لذا ال يمكنها إنكار شيء ‪ ،‬وهذه الفتاة ال تعرفها وال‬
‫تعرف بأمر فقدانها للذاكره كي تخدعها وتكذب!‬
‫يعني هي حقا ً محقه بكلماتها المخيفه تلك!‬
‫لورنا‪ :‬يستحيل أن أُخطئك‪..‬‬
‫ت نفسها إبنة‬ ‫ضاقت عيناها وأكملت‪ :‬أنا أعرفُك جيدا ً ُرغم أني لم اُقابلك شخصيا ً من قبل ‪ ،‬أن ِ‬
‫فينسنت الذي قُتل قبل عدة أشهر ! الفتاة التي إستمرت بالهرب بعد ذلك وإتعاب الشرطة معها‬
‫!!‬
‫صعقت آليس تماما ً بكلماتها األخيره تلك!!‬‫ُ‬
‫ُ‬
‫فينسنت الذي قتل!!!‬
‫هاربه من الشرطه!!‬
‫هذا ‪ ....‬ال يُمكن أن يكون صحيحا ً!‬
‫ال يُمكن!!‬

‫‪Part End‬‬

‫‪part 25‬‬

‫لورنا‪ :‬يستحيل أن أُخطئك‪..‬‬


‫ضاقت عيناها وأكملت‪ :‬أنا أعرفُك جيدا ً ُرغم أني لم اُقابلك شخصيا ً من قبل ‪ ،‬أن ِ‬
‫ت نفسها إبنة‬
‫فينسنت الذي قُتل قبل عدة أشهر ! الفتاة التي إستمرت بالهرب بعد ذلك وإتعاب الشرطة معها‬
‫!!‬
‫صعقت آليس تماما ً بكلماتها األخيره هذه!!‬ ‫ُ‬
‫فينسنت الذي قُتل!!!‬
‫هاربه من الشرطه!!‬
‫هذا ‪ ....‬ال يُمكن أن يكون صحيحا ً!‬
‫ال يُمكن!!‬
‫ت تمرحين ُهنا بين حفالت الطبقة الرفيعه ! ياله من أمر ُمدهش‬ ‫تكتفت لورنا ُمكمله‪ :‬واآلن أن ِ‬
‫لدرجة ال أجد ما يُمكنني قوله بتاتا ً!‬
‫ت واثقه ؟ إسمعي المكياج غير بعضا ً من مالمحي‬ ‫تقدمت آليس منها هذه المره تسأل‪ :‬هل أن ِ‬
‫ت بأنك لم‬ ‫ت واثقه بأني ذات الفتاة التي تتحدثين عنها ؟ ربما إلتبس عليك األمر فلقد قُل ِ‬ ‫فهل أن ِ‬
‫تُقابليها شخصيا ً وإنما‪.....‬‬
‫توقفت عن الكالم عندما أخرجت لورنا هاتفها النقال فراقبتها وهي ال تعلم ماذا تريد أن تفعل‪..‬‬
‫ت ذاتها من في‬ ‫ثواني حتى أدارت لورنا الهاتف الى جهتها وأرتها صورةً ما تقول‪ :‬أولس ِ‬
‫ت أن ِ‬
‫الصوره ؟ هيّا أُنكري هذا أيضا ً!!‬
‫قبضت آليس بقوه على يدها التي بدأت باإلرتجاف وعينيها ُمعلقتان بهذه الصوره والتي كانت‬
‫هي نفسها التي رأتها في يد ذاك القاتل في باريس!‬
‫رفعت عينيها الى لورنا التي أغلقت هاتفها تقول‪ :‬هل هناك أمر آخر تُريدين إستخدامه كمخرج‬
‫أيضا ً ؟ نعم قد ال أكون قابلتُك شخصيا ً ولكن أخي األكبر ثيو من كان ُمشرفا ً على قضيتك لذا‬
‫أتعرف عليك حال رؤيتك!‪..‬‬ ‫يستحيل أال ّ‬
‫شدت على أسنانها وأكملت‪ :‬هو ُهناك في باريس قد بلغ منه التعب مبلغه في ُمطاردتك وأن ِ‬
‫ت‬
‫هنا ترتدين المالبس الباهضه وتُماشين هذه الطبقة من الناس ! إيجادي لك بهذه الطريقة‬
‫ماهي إال صدفة مزعجه!‬
‫ُمطاردتك ؟ مسؤول عن قضيتك ؟‬
‫لقد فهمت ‪ ...‬وجودها مع هذه الفتاة خطر!‬
‫عليها أن تهرب اآلن من أمامها ‪ ،‬لن تتقبل مسألة أن يُقبض عليها من طرف هذا األخ الذي‬
‫يبدو شرطيا ً دون أن تفهم ما الحكاية أوالً!‬
‫بقيت صامته تنظر إليها وهي تحاول بهدوء التخلص من حذاء الكعب أوالً دون أن تُالحظها‬
‫هذه الفتاة التي أكملت كالمها قائله‪ :‬وما عالقتك أيضا ً بآندرو كي يحميك مني ؟‬
‫عقدت آليس حاجبها بشيء من اإلستنكار!‬
‫نعم آندرو هو ذاته الشخص الذي هددها لتُبعد عن ريكس ولكن ماذا مع جملة "يحميك مني "‬
‫!!‬
‫آندرو ؟!!‬
‫البد من أنها فهمت األمر خطئا ً بالتأكيد!‪..‬‬
‫دُهشت بعدها للحضات عندما تذكرت بأن األمر تكرر في باريس أيضا ً عندما تدخل وأبعدها عن‬
‫ذلك القاتل!‬
‫آندرو هذا من يكون بالضبط ؟!!‬
‫أكملت لورنا كالمها قائالً‪ :‬هل هي خطةً إستخدمتِها لتلوي ذراع ثيو عن طريق أخيه ؟ هل‬
‫خططتي لبناء عالقة مع آندرو كي يكون حائطك الذي تحتمين خلفه ؟! أوصلتي الى هذا الحد‬
‫؟!‬
‫وفرت هاربه الى داخل المنزل فدُهشت لورنا من‬ ‫ما إن تخلصت آليس من الكعب حتى إلتفتت ّ‬
‫تصرفها وتقدمت لتلحق بها ولكنها توقفت عندما أدركت بأنه ال فائده من ذلك‪..‬‬
‫ضاقت عيناها وهمست‪ :‬لقد رأيتُها مع إدريان قبل أن يذهب خلف أخته ‪ ،‬هي على عالقة مع‬
‫أصحاب المنزل لذا لم تهرب الى الداخل إال وهي متأكده بأنه الملجأ اآلمن مني!‬
‫عضت على طرف شفتيها قبل أن تقول‪ :‬آندرو األحمق بدأ يتمادى كثيرا ً بتصرفاته العوجاء!‬

‫دخلت آليس الى إحدى الغُرف الفارغه وأحكمت إغالق الباب خلفها‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً قبل أن تجلس بهدوء على األرض وظهرها على الباب ال ُمغلق‪..‬‬
‫ت نفسها إبنة فينسنت الذي قُتل قبل عدة أشهر"‬ ‫"أن ِ‬
‫شدت على أسنانها بألم هامسه‪ :‬لقد رأيتُ صورتي معها أي أني هي نفسها من تقصدها ! هذا‬
‫يعني بأن كُل كالمها صحيح‪..‬‬
‫إتكأت بيديها على ركبتيها المنثنيتان لتدفن رأسها فيهما مكمله بهمس‪ :‬والدي هو فينسنت ‪،‬‬
‫إسمه فينسنت ‪ .....‬لكنه قُتل ‪ ...‬والدي ميت اآلن‪..‬‬
‫شعرت باأللم يمزقها من الداخل وهي تُكمل‪ :‬ال أعرفه وال أعرف أي نوع من األباء هو واآلن‬
‫أسمع أنه ميت ! ال أعلم ماذا أفعل ! ال أعلم إن كان يجدر بي البُكاء أو ال !! مشاعري‬
‫متضاربه وهذا مؤلم بحق ‪ ،‬إنه مؤلم‪..‬‬
‫بدأت دموعها تتجمع في عينيها وهي تشعر بألم داخلي كبير‪..‬‬
‫هل هذا يعني الحزن ؟‬
‫هل هذا يعني بأنه كان والدا ً رائعا ً وخبر موته يجب أن يكون صاعقا ً لها ؟‬
‫ال تعلم‪..‬‬
‫كُل ما تعلمه هو أن صدرها يضيق الى درج ٍة خانقه ‪ ،‬وأن دموعها الحارقه تنهمر على‬
‫إرادي‪..‬‬
‫ّ‬ ‫وجنتيها وتستمر بالتهاطل بشك ٍل غير‬

‫***‬

‫أشاح بعينيه عنها بإنزعاج وهو يجلس بداخل هذه الغرفة ُرغما ً عنه‪..‬‬
‫لطالما كانت ُمتسلطه عليه منذ الصغر لدرجة أنها تبدو وكأنها هي أخته ال ُكبرى وليس العكس‬
‫‪..‬‬
‫أطلق شتيمة من بين شفتيه إنزعاجا ً من هذا الوضع فنظرت إليه تقول‪ :‬ماذا قُلت ؟‬
‫همس‪ :‬ال شأن لك‪..‬‬
‫رفعت حاجبها قائله‪ :‬إذا ً أتمنى لو تنشغل بالتفكير في الخطأ الذي فعلتَه بدالً من إطالق الشتائم‬
‫كالمرأة العجوز‪..‬‬
‫إنزعج ونظر إليها قائالً‪ :‬إستيال إن لم تتوقفي عن إستفزازي فستُجبريني على التصرف بشك ٍل‬
‫لن يُعجبك بتاتا ً‪..‬‬
‫إستيال بحده‪ :‬كُل تصرفاتك ال تُعجبني أصالً لذا توقف عن التهديد كاألطفال وفكّر بخطأك!‬
‫صرخ في وجهها‪ :‬كُفي عن تكبيري وتصغيري كما تشائين!!!‬
‫فتح آلبرت الباب في هذا الوقت فأشاح فرانس وجهه بعيدا ً والضيق با ٍد على مالمحه‪..‬‬
‫نظر آلبرت الى فرانس لفتره قبل أن يلتفت الى إستيال قائالً‪ :‬كُنتُ أعلم بأنك وحدك من يُمكنها‬
‫إيقافه عن هروبه المعتاد بعد كُل مصيبه يفتعلها‪..‬‬
‫تنهدت إستيال وقالت‪ :‬تجاهلتُ إتصاالت عمي حتى ال يسألني عنه ‪ ،‬أردتُ أن تُحادثه أنتَ أوالً‬
‫لذا من الجيد بأنك لم تتأخر‪..‬‬
‫تقدم آلبرت من فرانس وهو يقول‪ :‬حسنا ً فعل ِ‬
‫ت‪..‬‬
‫بعدها نظر الى فرانس لفتره فشد فرانس على أسنانه قبل أن يلتفت ناظرا ً في عيني أخاه وقال‪:‬‬
‫أنا لم أقم بفعل ما فعلتُه كي تتدخل أنت وتُحرج نفسك !! ما كان عليك اإلعتذار!‬
‫آلبرت ببرود‪ :‬لما فعلتَ ذلك ؟‬
‫فرانس بتحدي‪ :‬ال سبب لدي وحتى لو كان هناك سبب فلن يُجبرني أحد على قوله!!‬
‫إستيال بحده‪ :‬تعلّم كيف تتحدث بإحترام أمام أخاك األكبر!!‬
‫إنزعج منها فرانس وقال‪ :‬علمي نفسك أوالً فأنا أخاك األكبر كما تعلمين!‬
‫زاد إنزعاجه عندما لم ترد عليه بل إكتفت بنظرة إستحقار بارده وكأنها تقول "هل أنت جاد في‬
‫دعوة نفسك بالكبير! "‬
‫أشاح بوجهه عنها وصمت فسأل آلبرت ُمجددا ً بذات البرود‪ :‬لماذا فعلتَ ذلك ؟‬
‫بقي فرانس على حاله صامتا ً قبل أن يهمس‪ :‬آسف‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬لم أطلب أسفك بل طلبتُ التفسير!‬
‫عاود فرانس النظر الى عينيه وأجاب‪ :‬أخبرتُك بأني لن أقوله ألحد ولتعلم بأن ما حدث هو‬
‫خطئك أنت!!‬
‫دُهشت إستيال وقالت‪ :‬فهمنا سبب هروبك فأنتَ جبان تخاف مواجهة أخطائك لكن ماذا عن أمر‬
‫إتهام الغير بها أيضا ً ؟!! ياله من تصرف آخر أرعن ومحرج يصدر منك!!‬
‫ضاقت عينا فرانس قائالً آللبرت‪ :‬منحتُك فرصةً للتخلص مني ! لو أنك تبرأتَ مني لما‬
‫إستطعتُ حظور الحفل ولما فعلتُ ما فعلت ‪ ،‬جزء كبير من الخطأ يقع عليك أنت لذا لُ ْم نفسك‬
‫أوالً قبل أن تلومني!‬
‫عقدت إستيال حاجبها ونظرت الى آلبرت الذي كان يقف أمام األريكة التي يجلس عليها فرانس‬
‫والبرود التام على وجهه‪..‬‬
‫هل حقا ً طلب فرانس من آلبرت مثل هذا الطلب ؟!!‬
‫عاودت النظر الى فرانس وهي مندهشةٌ منه!‬
‫تعلم كم هو جبان فاشل أحمق ال فائدة تُرجى منه ولكن لم تتوقع أن يطلب أمرا ً كـ التبرؤ‬
‫وسحب إسم العائله منه!‬
‫لما يصل به الحد الى مثل هذا التصرف الغريب ؟‬
‫ال يمكنها فهمه بتاتا ً!‬
‫آلبرت‪ :‬هل هي جينيفر من أمرتك بفعل ذلك ؟‬
‫أعتبر صمتك إجابه ؟‬ ‫ُ‬ ‫تجاهله فرانس ولم يُجب فقال آلبرت‪ :‬هل‬
‫فرانس‪ :‬لن أُخبرك بشيء‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬بل ستُخبرني‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬لن تجبرني!!!‬
‫آلبرت ببرود‪ :‬بل سأجبرك‪..‬‬
‫إنزعج فرانس وأشاح بوجهه ُمجددا ً لفتره قبل أن يقول‪ :‬أب ِعد عنك أفكار كين !! كفّا عن‬
‫التوقع بأن كُل تصرفاتي ُمسيّره!‬
‫عاود النظر الى عيني أخاه وقال‪ :‬فمنذ أن علمتُ بأن عمي يسعى لتوريث ريكس قبل عامان‬
‫من اآلن وأنا أُخطط إلفساد األمر برمته وأجعله ُمستحيل الحصول في ال ُمستقبل!‬
‫إتسعت عينا آلبرت بصدمه من رده في حين سألت إستيال‪ :‬هل عمي يُخطط لألمر منذ عامان‬
‫!!‬
‫فرانس‪ :‬ال بل قرر كُل شيء منذ عامان‪..‬‬
‫إستيال بعدم تصديق‪ :‬هذا ُمستحيل ! لما يفعل عمي هذا بنا ؟!!‬
‫وكيف علمتَ باألمر ؟‬ ‫َ‬ ‫ضاقت عينا آلبرت وسأل‪:‬‬
‫لم يُجبه ُمجددا ً فسأل آلبرت‪ :‬مرض ريكس ال ُمفاجئ هل له عالقة بخططك إلفساد الحفل ؟‬
‫فرانس‪ :‬ال تضع كُل الحوادث على عاتقي!‬
‫آلبرت‪ :‬إذا ً أنت أم ال ؟‬
‫فرانس‪ :‬لن أتحدث‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬بل ستفعل!‬
‫شد فرانس على أسنانه ونظر الى آلبرت بإنزعاج قائالً‪ :‬إسأله هو ! لستُ أنا من يأخذ أدوية‬
‫ممنوعه بل هو لذا إسأله عن سبب هذا التوعك ال ُمفاجئ!‬
‫إتسعت عينا آلبرت بصدمه فعض فرانس على شفتيه وهو نادم عما نطقه في لحضة إنفعال‪..‬‬
‫سحقا ً لغبائه ! سيبقى أحمقا ً طوال عمره‪..‬‬‫ُ‬
‫آلبرت‪ :‬ماذا تقصد بكالمك ؟‬
‫فرانس‪ :‬ال شيء ‪ ،‬مجرد تُرهات‪..‬‬
‫آلبرت بحده‪ :‬ماذا تقصد باألدوية الممنوعه التي يأخذها ريكس ؟!!!‬
‫لم يجبه فرانس ولم يجرؤ على النظر الى وجهه الغاضب حتى‪..‬‬
‫ضاقت عينا آلبرت بعدها قال‪ :‬حسنا ً وما السبب الذي يجعلك تدمر حفلة الليله ؟‬
‫فرانس‪ :‬ألن ما يفعله عمي هو ُ‬
‫ظلم‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬أنتَ لستَ نبيالً الى هذا الحد لذا أخبرني بسببك الحقيقي‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬هذا هو سببي ‪ ،‬أولستُ بالنسبة لكم مجرد أحمق ! حسنا ً هاهو سببي األحمق لذا‬
‫تقبلوه‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬أنتَ ال تُساعدني لكي أُدافع عنك!‬
‫فرانس‪ :‬لم أفعل ما فعلت إال وأنا ُمستعد لكل العواقب‪..‬‬
‫فريت هاربا ً بعد فعلتك‪..‬‬ ‫إستيال‪ :‬أجل ُمستعد لذا ّ‬
‫نظر إليها بإنزعاج فقال آلبرت‪ :‬إن لم تقل لي أي شيء ُمفيد فال تتوقع من أي أحد منا أن‬
‫يُساندك عندما تُقابل عمي!‬
‫فرانس‪ :‬ال أُريد ُمساعدة أحد ‪ ،‬أنا لستُ طفالً‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬التصرفات الهوجاء الطفوليه التي تفعلُها تقول عكس ذلك‪..‬‬
‫إبتسم فرانس بإستهزاء ولم يرد فنظر إليه آلبرت قبل أن يلتفت ليخرج وهو يقول‪ :‬إذا ً لن أهتم‬
‫بما سيفعله والدي أو ريكس بك حتى لو قاموا بطردك الى الخارج أو إخراجك من العائله فلن‬
‫أتدخل‪..‬‬
‫فرانس بهمس‪ :‬وهذا هو ما أُريده‪..‬‬
‫خرج آلبرت بعد أن أشار إلستيال بأن تخرج خلفه‪..‬‬
‫أغلقت إستيال الباب بعد أن خرجت ونظرت الى أخاها الذي قال بهدوء‪ :‬هناك شيء ما في‬
‫داخله ال يُمكنني الوصول له ! يستحيل أن يكون كُل ما فعله هو محظ تهور وحماقه ! هو‬
‫يسعى ألمر ما ولكن ال يُمكنني معرفته!‬
‫إستيال‪ :‬أيا ً كان ما يسعى إليه فهو يسعى بكُل جنون ورعونه!!‬
‫آلبرت‪ :‬هل تعرفين أحد من أصدقائه أو صديقاته ؟ ربما يمكننا فهم شيء منهم أو قد‬
‫يُساعدوني على معرفة شيء عنه‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً فتدخل كين قائالً‪ :‬هناك شخص ما‪..‬‬
‫نظرا إليه فرفع آلبرت حاجبه يقول‪ :‬أولم آمرك أنت وفلور بالصعود الى غرفكم ؟ ومتى أيضا ً‬
‫تترك عادة التنصت هذه ؟‬
‫ُ‬
‫إبتسم كين يقول‪ :‬إذا ً أنت تُريد مني الذهاب الى النوم دون أن أخبرك بما لدي ؟‬
‫بدى اإلنزعاج واضحا ً على مالمح آلبرت فشقاوة أخيه الصغير ُمستفزه بحق‪..‬‬
‫غرفتك!‪..‬‬ ‫آلبرت‪ :‬حسنا ً قُل ما لديك وبعدها غادر ُمباشرةً الى ُ‬
‫كين‪ :‬هناك فتاة ‪ ،‬تلك التي صدمها ريكس وأفقدها ذاكرتها‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ماذا بها ؟‬
‫كين‪ :‬حسنا ً ‪ ....‬لسبب ما يبدو بأن فرانس يكون ضعيفا ً أمامها ‪ ،‬أعني حتى عندما قرر أن‬
‫حرص أال تراه بتلك الحاله المحرجه وأبعدها عن القاعه لذا‬ ‫يتصرف ذاك التصرف أمام الجميع ِ‬
‫أقول لك بأنها قد تُفيدك بشيء لذا سيكون من الجيد لو إستخدمتَها لتجعلها تسحب بعضا ً مما‬
‫في داخله‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬وما عالقة فرانس بها حتى تتكون بينهما عالقة فلقد سمعتُ بأنها دائما ً ما تكون في‬
‫منزل جينيفر‪..‬‬
‫إبتسم كين يقول‪ :‬أخي ! ال أُصدق أنك لم تستنتج السبب!‬
‫عقد آلبرت حاجبه فلوح كين بيده وقال‪ :‬طاب مساؤكم‪..‬‬
‫وبعدها غادر من أمامهما‪..‬‬

‫***‬

‫أغلق إدريان باب السياره وطل عليها من النافذه يقول‪ :‬حسنا ً كما أخبرتُك ‪ ،‬أطفئي هاتفك‬
‫وإذهبي الى المنزل وإرتاحي ‪ ،‬ال تُفكري بأي أمر آخر وبالنسبة لوالدي فسأتصرف أنا في‬
‫األمر ‪ ،‬ال تقلقي حيال ذلك‪..‬‬
‫هزت رأسها بهدوء دون أن تُعلق فعاد بجسده الى الوراء ونظر الى السائق يقول‪ :‬قُد بحذر‬
‫وتأكد من دخولها الى المنزل سالمه‪..‬‬
‫هز السائق رأسه يقول‪ :‬حسنا ً بالتأكيد‪..‬‬
‫بعدها أغلق زجاج السياره وغادر من باحة القصر وإدريان يُراقب ذلك بهدوء‪..‬‬
‫إلتفت بعدها وفتح هاتفه فلقد شعر ُمسبقا ً وهو مع أخته بإشعارا رسالتين‪..‬‬
‫فتح األولى التي قبل عشر دقائق إذ هي من أمه تطلبه يأتي الى غرفة معينه هو وإليان‬
‫فأبوهما خالل دقائق سيودع الضيوف ويأتي ليتحدث مع العائله عما حدث‪..‬‬
‫فتح الرسالة الثانيه التي كانت قبل ست دقائق إذ هي من آليس تُخبره أنها دخلت الى إحدى‬
‫الغرف لترتاح لذا عندما يقرر الذهاب فليأخذها معه‪..‬‬
‫رد على رسالة آليس وأخبرها أنه قد يتأخر عن الذهاب لساعه أو ساعتين لذا فلتأخذ قسطا ً‬
‫من النوم لو ارادت وسيتصل بعدها عليها ليعرف أين هي بالضبط ويُغادرا المنزل‪..‬‬
‫أغلق هاتفه وتنهد بعدها وتوجه الى الداخل وهو يدعو أن تمر هذه الليله الطويله والعصيبة‬
‫على خير‪..‬‬

‫***‬

‫في سيارة روبرت كالودي وعائلته‪..‬‬


‫تمتمت الزوجه بشيء من السخط‪ :‬هه ياله من صهر ُمشرف‪..‬‬
‫روبرت ببرود‪ :‬متى ستكفين عن التذمر ؟‬
‫الزوجة مادلين‪ :‬أوليس من حقي أن أتذمر وأنا أرى زوجي يصدق تلك اإلعتذارات والتبريرات‬
‫التافهه !! ال شيء يأتي من فراغ والصبي ذاك بالتأكيد لم يقل سوى الحقيقه!!‬
‫روبرت‪ :‬لم أقل أني أُصدقها!!‬
‫مادلين‪ :‬إذا ً لما ال تُصدق أن صهر ال ُمستقبل عبارة عن فاشل مهمل متهور ؟!!!‬
‫روبرت‪ :‬أنا ال أُصدق أي شيء مالم أره بعيني ‪ ،‬أن يتقدم فتى جاهل أمام الحظور ويتبلى‬
‫اآلخرين ليس سببا ً يدعوني لتصديق أن كالمه صحيح ‪ ،‬وأيضا ً تبريرات آلبرت وإليكسندر ال‬
‫تعنيني ! عندما أرى الخطأ بعيني أحكم حينها ‪ ،‬لم أصل الى ما أنا عليه إال بهذه الطريقه‬
‫وعالم التجاره مليئ باإلشاعات التي قد تؤدي بالبعض الى الفالس حال تصديقها!‬
‫مادلين‪ :‬كل هذا الكالم ال يهمني ‪ ،‬ما يهمني اآلن هو أن تُخرج من رأسك مسألة أن تتزوج‬
‫إبنتي من ذاك الشاب ‪ ،‬أنا لم أُحببه منذ البدايه واآلن إكتشفتُ بأني الوحيدة التي كانت على‬
‫صواب!‬
‫روبرت‪ :‬دعي موضوع جوليتا جانبا ً فهذا ليس الوقت ال ُمناسب للحديث عنه‪..‬‬
‫مادلين‪ :‬تتهرب ُمجددا ً !! ال تقل لي بأنك ستُزوجها إياه حتى بعد معرفتك أي نوع من الشبان‬
‫ُهو!!‬
‫روبرت بإنزعاج‪ :‬لم أقل ذلك ! فقط دعينا نؤجل الحديث عنه الى وقت الحق فالوقت ليس‬
‫ُمناسبا ً البته وكفي عن فتح مثل هذه المشاكل أمام إبنتك!!‬
‫مادلين‪ :‬أنت من بدأ بفتحها عندما تحيزت الى صف أليكسندر وإبنه!‬
‫روبرت‪ :‬لستُ في صف أحد مابك ال تعين كالمي ؟!!‬
‫وإستمر جدالهما وجوليتا تجلس بهدوء تُحدق عبر النافذه الى الطرق والمنازل حيث أنوارها‬
‫من وسط الظالم بدت جميلة وتبعث على الهدوء والسالم‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وهمست‪ :‬تلك العائله تُعاني الكثير من المشاكل بين أفرادها ‪ ،‬هل لو كانت‬
‫عائلتنا كبيره ُكنّا سنُعاني األمر نفسه ؟‬
‫صمتت لفتره قبل أن تضيق عينيها قائله‪ :‬لما أشعر بأنهم يملكون مشاعر حقد وكُره لبعض ؟‬
‫لم يكونوا هكذا بالماضي ‪ ....‬هذا ُمحزن‪..‬‬
‫فتحت هاتفها الجوال ونظرت الى الرسالة التي أُرسلت من رقم ريكس يوم األمس وعاودت‬
‫قرائتها ُمجددا ً‪..‬‬
‫"ليس من طبيعتي إرسال الرسائل ولكن ألن األمر هام لم أستطع سوى أن ألجأ الى هذه‬
‫الطريقه‪..‬‬
‫أمر الخطبة هذه ‪ ،‬أنا ال أقول بأني ال أُريدها ‪ ،‬كُل مافي األمر هو أريدك أن تُساعديني في‬
‫تأجيلها ! هذه األيام أواجه ُمشكلة وأنا متورط فيها حتى النخاع لذا ال أريد أي إرتباطات قد‬
‫تؤخرني أو تُشتتني عنه ‪ ،‬ساعديني جوليتا ‪ ،‬دعينا نتفق غدا ً على أن يتحدث ُكل واحد منا مع‬
‫والده في الوقت ذاته ونرى نتائج األمر ‪ ،‬واثق بأنهما لن يعارضا ما دامت رغبتنا كلينا ‪ ،‬لذا‬
‫أتمنى أوالً أال تتضايقي تجاه طلبي هذا وتضنين بأني أتهرب فأنا بحق واقع في مشكله وأريد‬
‫إنهائها وأنا لم أفعل هذا إال ألني ال أريد منك أن تتعذبي معي لذا إنتظريني قليالً فقط‪..‬‬
‫كوني بخير"‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬رسالته كانت لطيفه ‪ ،‬لم أضن أن مثل هذه الكلمات قد تخرج منه‪..‬‬
‫مشكله ؟‬
‫بدأت تضن بأن ال ُمشكلة التي يقصدها هي ذاتها التي أعلن عنها فرانس أمام الناس‪..‬‬
‫ال تعلم في هذه الحاله هل تراه زوجا ً مناسبا ً سيستطيع إدارة حياتهما بال ُمستقبل أم ال‪..‬‬
‫أغلقت الهاتف وعاودت تأمل المنظر من جديد‪..‬‬

‫***‬

‫فتح ريكس الباب ودخل الى هذه الغرفة الكبيره التي يملؤها األثاث والمكاتب والتُحف بنافذتين‬
‫عمالقتين حيث أن هذه الغرفة تقع في زاوية المنزل‪..‬‬
‫لم يكن يتواجد فيها سوى إدريان الذي كان يجلس على أريك ٍة ُمنفرده يضع السماعات على‬
‫أُذنه ويستمع الى موسيقاه ال ُمفضله وبجهة أُخرى كانت إستيال تجلس بالقرب من آلبرت‬
‫وتحدثه بأمر آليس هذه فلقد طلب تفاصيل عنها من بعد كالم كين الغريب ذاك‪..‬‬
‫ألقى ريكس نظرة عليهم قبل أن يجلس هو اآلخر على أريكة منفرده ويسرح بالفراغ في أمر‬
‫ما بدأ يشغل تفكيره مؤخرا ً‪..‬‬
‫دقائق من الصمت الطويل ال ُممل مرت قبل أن يدخل اخيرا ً آليكسندر برفقة جينيفر بعد أن رحل‬
‫آخر الضيوف‪..‬‬
‫من بعد كالم فرانس كان ُمجبرا ً على التحدث إليهم مطوالً واإلجابة عن أسئلة بعضهم ‪ ،‬بدى له‬
‫أن األغلب تفهم األمر ولكنه ال يعلم إن كانوا من الداخل متفهمين أم بعد‪..‬‬
‫ضاقت عينا آليكسندر يقول‪ :‬أين المعنيين باألمر فرانسوا وإليان ؟‬
‫وقفت إستيال تقول‪ :‬سأحظره خالل دقائق‪..‬‬
‫بعدها غادرت في حين قال إدريان‪ :‬إليان تُعاني من إرهاق كبير ولقد طلبتُ منها ال ُمغادره‬
‫والراحه ‪ ،‬مع ذلك اإلرهاق هي حتما ً لن تستطيع التجاوب مع أي شيء وسيزيد هذا من تعبها‬
‫لذا إعذرها يا والدي ‪ ..‬يُمكنك سؤالي أنا عن أي شيء بما أني كُنتُ حاظرا ً وتحدثتُ مع إليان‬
‫بعدها أيضا ً‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬هذا ال يبرر بتاتا ً عصيانها لطلبي عندما قلتُ على الجميع إنتظاري في هذه الغرفة‬
‫بإستثناء الصغار!‬
‫تدخل آلبرت يقول‪ :‬فرانسوا وحده ال ُمخطئ ‪ ،‬إليان فعلت ما كان يجب أن يحدث لذا هي ليست‬
‫ُمذنبه ولو تأخرتْ لثواني لكُنتُ أنا من تدخل وأوقفه ‪ ،‬يمكنك التحدث معها فيما بعد لو أردت يا‬
‫عمي‪..‬‬
‫راض في حين نظر إدريان الى آلبرت بهدوء تام‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫صمت آليكسندر وهو غير‬
‫دخلت إستيال ودخل وراءها فرانس سريعا ً ليجلس بعدها على األريكه وهو ينظر بعيدا ً عن‬
‫أوجه الجميع‪..‬‬
‫جلس آليكسندر أخيرا ً وجلست بقربه جينيفر فبدأ يقول‪ :‬إشرح لي ما فعلتَ يا فرانسوا‪..‬‬
‫صمت فرانس لفتره قبل أن يقول‪ :‬لم أفعل أي شيء خاطئ‪..‬‬
‫ضاقت عينا آليكسندر وبدأ الغضب فيهما وهو يقول‪ :‬إذا ً ال تُريد اإلعتراف بالخطأ حتى ؟‬
‫ي أحد‪ :‬كُلنا نعلم بأن كُل ما تفوهتُ به حقيقي ‪ ،‬ما‬ ‫فرانس وهو مستمر على عدم النظر في عين ّ‬
‫فعلتُه هو الصحيح إذ حذرت التُجار من التعامل معه ‪ ،‬لو كُنتم في مكانهم ألردتم بالطبع أن‬
‫تنكشف أمامكم حقيقة من تتعاملون معهم حتى ال تتعرضوا لإلفالس ويتلطـ‪....‬‬
‫صرخ آليكسندر بغضب‪ :‬أغلق فمك السام قبل أن أقتلع لسانك منه!!!‬
‫إرتجف فرانس للحضه فزعا ً وهو يشد على أسنانه بندم عما قاله‪..‬‬
‫لف آلبرت بعينيه تجاه ريكس ليجده يُحدق بفرانس بهدوء تام‪..‬‬
‫عقد حاجبه وهمس بداخله‪" :‬لما هو هادئ ؟! من ال ُمفترض أنه أكثر من يغضب هنا فهو من‬
‫نال النسبة األكبر من الضرر الذي تفوه فيه فرانس‪!" ..‬‬
‫تحدث أليكسندر ُمجددا ً يقول بحده‪ :‬لم أضن وال للحضه أن تتصرف مثل هذه التصرفات التي ال‬
‫يفعلها سوى المجانين فقط ! كيف لشخص أن يُدمر إسم عائلته وعالقاتها و ُمستقبلها المالي‬
‫بهذا الشكل ؟!!! لما تفعل مثل هذه التصرفات العوجاء الدنيئه !! في ماذا قصرتُ معك حتى‬
‫تُكافئني بهذه الطريقه ؟!! أجبنــي!‬
‫لم يستطع فرانس أن يرد عليه فأفكاره المجنونه يستحيل أن يفهمها أحد‪..‬‬
‫بقي أليكسندر ينتظر ردا ً منه وعندما لم يحصل قال بهدوء‪ :‬حسنا ً لو كُنتَ في مكاني كيف‬
‫ستتصرف إزاء ما حدث ؟‬
‫سمعه‪..‬‬ ‫أجابه فرانس بهدوء‪ :‬كُنت سأُقاضي إبن أخي في المحكمه في قضية تشويه ُ‬
‫دُهشوا من رده في حين حملق أليكسندر فيه لفتره قبل أن يقول‪ :‬إذا ً ال مانع لديك في أن‬
‫أُقاضيك عما حدث ؟‬
‫فرانس وهو ال يزال يتحاشى النظر في عيني أي أحد‪ :‬أجل‪..‬‬
‫أليكسندر ببرود‪ :‬ما الذي تسعى إليه ؟ ألم تقل بأنك ال ترى نفسك قد إقترفتَ أي خطأ ؟ لما‬
‫اآلن توافق على مثل هذه العقوبه ؟ أليس من ال ُمفترض أن ترفضها ؟!‬
‫تردد فرانس ولم يقل شيئا ً فظهر الغضب في نبرة أليكسندر الهادئه وهو يقول‪ :‬جبان حقير ! ال‬
‫أُصدق أن في عائلتنا شخص فاشل الى هذه الدرجه ! هذا حقا ً ُم ٍ‬
‫خز‪..‬‬
‫ي فرانس ولم يُعلق على شيء‪..‬‬ ‫ظهر األلم والحقد في عين ّ‬
‫نظرت إستيال الى آلبرت ورأته يُراقب بهدوء ‪ ..‬ال تُصدق بأنه تمسك بموقفه على أال يُدافع‬
‫عن فرانس ولو قليالً!‪..‬‬
‫هي تعلم بأن فرانس ُمخطئ تماما ً ولكن ال تستطيع أن تتحمل رؤية موقفه الضعيف هذا ‪ ،‬ودّت‬
‫لو تدخلت ولكن تعرف كم سيغضب آلبرت تجاه هذا التصرف فلقد كان كالمه واضحا ً قبل فتره‬
‫عندما قال بأن ال أحد سيتدخل ويُساعده ما دام أنه لم يتكلم ويتعاون‪..‬‬
‫تحدث آليكسندر بعد فترة صمت طويله يقول ببرود تام‪ :‬ال أجد عقوبةً ُمناسبه لفعلتك هذه‬
‫سوى حرمانك من حق البقاء تحت جناح هذه العائله‪..‬‬
‫دُهش الجميع من قراره فتحدثت جينيفر تقول‪ :‬ال تكن قاسيا ً الى هذه الدرجه ؟!! إنه‪...‬‬
‫قاطعها آليكسندر‪ :‬إنه ماذا ؟ ُمراهق ؟ صغير ؟!! لقد تجاوز الخامسه والعشرون ! هو كبير‬
‫بما فيه الكفايه ليكون مسؤالً عن عواقب تصرفاته!!‬
‫جينيفر‪ :‬لكن هذا ال يعني أن تُعاقبه على أول خطأ بهذه الطريقه!!‬
‫أليكسندر بحده‪ :‬أول خطأ ؟!! لقد ِضقتُ ذرعا ً من أخطائه التي ال تنتهي !! كان علي ُمعاقبته‬
‫منذ البدايه وال أُدخل العواطف في األمر ولكن كُنتُ ُمخطئا ً في ضني بأنه قد يُحس عندما‬
‫أتساهل معه ويتوقف عن إقتراف األخطاء بحقنا!!‬
‫ضاقت عينا آلبرت بإنزعاج فهو لم يُحب بتاتا ً دفاع جينيفر عن أخيه!‬
‫ال ُمشكلةَ لديه بتدخل أي أحد للدفاع عنه إال هي ال يُمكنه إحتمال تدخلها المسموم هذا الذي‬
‫تُغلفه ببراعه بغطاءٍ من التعاطف واللطف!!!‬
‫نظر أليكسندر الى البقيه يقول‪ :‬أتمنى من الجميع أن يتعلموا مما حدث وأال يُقدموا ُمستقبالً‬
‫على أعمال متعمده للضرر بالعائله الني حينها ببساطه سأُخرجه منها!‬
‫جينيفر بإنزعاج‪ :‬مثل هذه التصرفات الصارمه تكون مع موظفيك وليس مع عائلتك ! أال‬
‫تستطيع التفريق بينهما ؟!‬
‫تحدث فرانس يقول‪ :‬ال بأس عمتي فأنا سأتحمل خطأي الذي ال أراه خطئا ً على اإلطالق‪..‬‬
‫نظر الى عيني عمه ألول مره منذ دخوله وقال‪ :‬شكرا ً على رعايتك لي طوال السنوات‬
‫الماضيه‪..‬‬
‫أليكسندر ببرود‪ :‬ال تُغادر المنزل قبل أن تمر على غرفتي‪..‬‬
‫إلتفت وغادر فمطت جينيفر شفتيها ثُم نظرت الى فرانس تقول‪ :‬كان عليك التصرف بطريقة‬
‫أفضل ! القليل من اإلعتذار وطلب ال ُمسامحه لن يضرك بشيء‪..‬‬
‫فرانس بهمس‪ :‬آسف‪..‬‬
‫تقدم آلبرت الى الخارج وهو يقول‪ :‬فرانس إتبعني‪..‬‬
‫حالما وقف فرانس تحدث ريكس يقول بهدوء‪ :‬ليغادر الجميع إال فرانس ‪ ،‬أُريد التحدث معه‪..‬‬
‫توقف آلبرت ونظر إليه فوقف إدريان في هذه اللحضه وتقدم الى حيث يجلس ريكس بهدوء‬
‫وضرب رجل األريكه برجله وهو يقول‪ :‬قبل أن تُحادثه أجبني ! هل حقا ً كُل تلك التُرهات ‪-‬أو‬
‫ما نضنها ترهات‪ -‬كان حقا ً صحيحه ؟ هل فرانس لم يقل أمام الجميع سوى الحقيقه وأن‬
‫طريقتك بإدارة أعمالك متهوره وستؤدي بك الى الفالس ؟‬
‫رفع ريكس عينيه الى إدريان ونظر فيهما لفتره قبل أن يُجيب بهدوء‪ :‬كال‪..‬‬
‫صدم آلبرت من إنكاره الواضح هذا في حين بقي إدريان واقفا ً لفتره قبل أن يلتفت ويُغادر‬ ‫ُ‬
‫المكان بهدوء‪..‬‬
‫ضاقت عينا آلبرت فريكس هذا أصبح ال يُريحه هذه األيام‪..‬‬
‫ثوان لم يبقى سوى ريكس وفرانس فقط‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫إلتفت وغادر الغرفه وخالل‬
‫نظر فرانس الى ريكس وقال‪ :‬إن كُنتَ تنوي الشجار بخصوص ما فعلتُه فال فائده ألني لم أقل‬
‫هذا بدون ال أملك معلومات عن أعمالك و‪....‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬لم أوقفك ألُحادثك في أمر سخيف كهذا!‬
‫تعجب فرانس وسأل‪ :‬في ماذا إذا ً ؟‬
‫رفع ريكس عينيه ونظر الى عيني فرانس لفتره قبل أن يقول ببرود‪ :‬أنتَ من دبّر ذلك صحيح‬
‫؟‬
‫رفع فرانس حاجبه يقول‪ :‬دبّرتُ ماذا ؟‬
‫ضاقت عينا ريكس وقال‪ :‬أمر إصطدامي بتلك الفتاة التي فقدت ذاكرتها!‬
‫إتسعت عينا فرانس بصدمه من إتهامه الذي لم يتوقعه قط ! فبقي يُحدق في عيني ريكس‬
‫بصدمه من بعد كالمه األخير قبل أن يقول‪ :‬أنا ال أفهم عما تتحدث ؟‬
‫رفع ريكس حاجبه يقول‪ :‬كُف عن التغابي وأخبرني عن هدفك من ذلك!‬
‫فرانس بإنزعاج‪ :‬إن كُنتُ ال أفهم عما تتحدث فهل يعني هذا بأني أتغابى!!‬
‫ريكس ببرود‪ :‬أولستَ أنت من طلب مني التواجد في ذات المكان الذي حدث فيه الحادث ؟‬
‫توتر فرانس قليالً قبل أن يقول‪ :‬نعم فلقد تعطلت سيارتي وأردتُ أن يأخذني أحد وبما أن‬
‫ظهرا ً ومكان عملك قريب عرفتُ بأنك الشخص ال ُمناسب الذي يجدر بي اإلتصال به‬ ‫الوقت كان ُ‬
‫فلقد كان هذا موعد إنتهائك من العمل ‪ ،‬هل من أجل ذلك الظرف تتهمني بتهورك ؟‬
‫إبتسم بسخريه وأكمل‪ :‬نعم أعلم كم تُحب أن تُعلق أخطائك على ظهور اآلخرين ولكن لم أضن‬
‫بأن عادتك هذه ستستعملها حتى على عائلتك‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬ومنذ ُمتى وأنت تطلب مثل هذا النوع من ال ُمساعدات ؟ أنتَ لم يحدث بحياتك‬
‫وإن إتصلت بي إال عندما يطلب منك أحد ذلك كوالدي أو جينيفر أو أي شخص آخر ‪ ..‬لم تكن‬
‫لدينا تلك العالقة الجيده كي تطلب ُمساعدتي‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬حسنا ً حدث وطلبتُها فلقد كُنتُ ُمحتاجا ً هل في ذلك شيء !! كان بإمكانك الرفض وعدم‬
‫ت إلي فلما تفتعل ضجة حول األمر ؟‬ ‫القبول بهذا ! على أية حال في األخير لم تا ِ‬
‫صمت قليالً بعدها إبتسم وأكمل‪ :‬حسنا ً بالتفكير باألمر فطلبي للمساعده لم يكن غريبا ً فأنا‬
‫ُمحتاج لذا أليس قبولك لل ُمساعده هو الغريب في األمر ؟!‬
‫إرتسمت نصف إبتسامه ساخره على شفتي ريكس وهو يهمس‪ :‬محاولتك لتغير الموضوع‬
‫حمقاء وواضحه للغايه‪..‬‬
‫توتر فرانس للحضه قبل أن يقول‪ :‬بل أنتَ من يُحاول التهرب من سؤالي ‪ ،‬على أية حال مضى‬
‫على األمر شهران فلما اآلن‪....‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬ألني لم ألحظ من قبل بأنه تربطك عالقة كبيره بها ‪ ،‬فعندنا الحظت إكتشفتُ‬
‫أمورا ً كثيره لم ألحظها من قبل‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وأكمل سائالً‪ :‬فهل كان أنت ؟ أقصد من تسلل الى منزل والدتي قبل فتره ليست‬
‫بالطويله ؟!‬
‫فرانس‪ :‬يبدو بأنك لم تُشفى بعد من توعكك ! سأُغادر فال يبدو بأنك تملك شيئا ً واضحا ً لقوله‬
‫‪..‬‬
‫إلتفت وعندما مد يده ليفتح الباب قال ريكس بهدوء‪ :‬إذا ً من الذي إستدعى جينيفر للمشفى ؟‬
‫توقفت يده ومط شفتيه لفتره قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً وإلتفت الى ريكس يقول‪ :‬للتو الحظتُ‬
‫أمرا ً ‪ ،‬منذ متى وأنت مهتم بأمر هذه الفتاه ؟ أولستَ من كان يتصرف بلؤم معها في كُل مرة‬
‫تُقابلها ؟‬
‫تكف عن التملص من أسئلتي ؟ لما ال تُجاوبني بشكل ُمباشر!‪..‬‬ ‫ريكس‪ :‬لما ال ُ‬
‫فرانس‪ :‬عندما تسأل أسئله معقوله سأُجيبك حينها‪..‬‬
‫بعدها خرج فورا ً وأغلق الباب خلفه فهمس ريكس‪ :‬الجبان!‬
‫ضاقت عيناه بعدها لفتره قبل أن يهمس‪ :‬ليس فقط فرانس من كان يتصرف بغرابه في ذلك‬
‫اليوم ! لكن ما الهدف من كُل هذا ؟‬

‫***‬

‫طوال طريقهما الى الشقه كانا هادئَين تماما‪..‬‬


‫لورنا تنتظر لحضة وصولهما الى الشقه كي تحادثه عن تلك الفتاة وآندرو كُل ما يُفكر فيه هو‬
‫كالم فرانس الذي قاله أمام المأل‪..‬‬
‫وفي الوقت ذاته يتمنى بأن أخته لم تستمع لذلك فهو ال يريد منها أن تفتح معه موضوع أن‬
‫"ريكس ليس بصديق جيد وعليه تجنبه" فلقد م ّل من فتحها لهذا الموضوع في كُل مره‬
‫يتقابالن بها‪..‬‬
‫لك شيئا ً‬
‫أوقف سيارته أمام مبنى شقته وقال‪ :‬لم أرك تتناولين العشاء ‪ ،‬هل تُريدين أن أشتري ِ‬
‫؟‬
‫لورنا بهدوء‪ :‬ال‪..‬‬
‫مط شفتيه فنبرتها تدل على غضبها منه‪..‬‬
‫سحقا ً ستفتح موضوع ريكس بال ريب!‬ ‫ُ‬
‫هل يتهرب هذه الليله ؟‬
‫ولكن ال ُمشكلة هي أن يوم غد لديه عمل بالكليه وعليه أن ينام مبكرا ً فالوقت متأخر بما فيه‬
‫الكفايه‪..‬‬
‫صدم مما سمعه وأنه سيفكر باألمر كي تريحه من الشجار‪..‬‬ ‫حسنا ً سيُجاريها ويقول بأنه ُ‬
‫كُل هذه األفكار كانت تمأل رأسه وهما يصعدان الى الدور الذي توجد به شقته‪..‬‬
‫فتح الباب فدخلت أوالً ‪ ،‬دخل خلفها وأغلق الباب بإحكام قبل أن يتقدم الى الصاله فتنهد بعمق‬
‫عندما رآها تجلس واضعةً رجالً على رجل وتكتف يديها‪..‬‬
‫هذه الجلسه يعرفها جيدا ً!‬
‫إنها بداية جلسة مليئه بالجدال والشجار!‬
‫قال لها‪ :‬أرجوك ! أنا ُمرهق وأُريد الذهاب الى النوم فغدا ً يوم عمل كما تعلمين‪..‬‬
‫لورنا ببرود‪ :‬من تكون تلك الفتاة التي حاولتَ أال أراها ؟‬
‫دُهش من الموضوع الذي فتحته ! ألم تكن تُريد محادثته بخصوص ريكس وكالم إبن عمه‬
‫المجنون ؟‬
‫فك إزرار جاكيته الرسمي وهو يقول‪ :‬لقد اخبرتك باالمر هناك فلما تُعاودين السؤال ؟‬
‫لورنا ببرود‪ :‬ألني قابلتُها فيما بعد‪..‬‬
‫إصطبغ لون وجهه من الصدمه وبدأ يُنزل جاكيته وهو يُحاول إخفاء مالمحه عن نظرات أخته‬
‫عن طريق إدارت ظهره لها وهو يقول‪ :‬حسنا ً وماذا في ذلك ؟‬
‫شدت على أسنانها تهمس‪ :‬لم أتوقعك بهذه الحقاره!‬
‫يبحث عنها في‬ ‫ُ‬ ‫لم يجد ما يقوله فوقفت وتحدثت تقول بحده‪ :‬أنتَ تعلم منذ متى وأخاك األكبر‬
‫كُل مكان وكيف أنه إمتنع عن أخذ أي قضايا أخرى قبل أن يجدها ومع علمك بكُل هذا تصدمني‬
‫بمعرفتك عن مكانها منذ فتره وتُحاول جاهدا ً أال نكتشف األمر !! آندرو ال أجد أي سبب مقنع‬
‫لفعلتك هذه !! أعلم كم أنت عنيد ولكن لم أضنك قد تتصرف بحقاره في حق أخيك الذي يبذل‬
‫جهده وماله من أجلك أنت لدرجة أنه كان يُعارضني عندما أطلب منك أن تأتي وتسكن معنا‬
‫بباريس ويقول بأن لك الحق في إختيار مكان سكنك !! هو لم يُخطئ بحقك وال لمره ويسعى‬
‫جاهدا ً ألن تعيش إستقالليتك الخاصه بدون تدخل وأنتَ بعد كُل هذا تتصرف بهذا الشكل!!!‬
‫حيث يُعطيها ظهره وهو يشد على أسنانه ولم ينطق بشيء فزاد غضبها‬ ‫ُ‬ ‫بقي على نفس وقفته‬
‫منه وصرخت‪ :‬أجبني لما تفعل ذلك ؟!!!! أستطيع أن أتفهم األمر لو كان يخصني فأنا دائما ً ما‬
‫أُشاجرك وأمنعك من العديد من األمور ولكن لما تفعل هذا مع ثيو !!! أال يكفي بأنه ألجلك دخل‬
‫بإشتباك مع تلك المنظمة الحقيره ووضع نفسه بخطر ألجلك ومع هذا أنتَ تتصرف بكُل دنائة‬
‫في حقه!!‬
‫إلتفت إليها يقول بحده‪ :‬ال أتصرف بدنائة معه!!‬
‫لورنا بغضب‪ :‬بل ما تفعله هو تحت مستوى الدنائه بكثير!!‬
‫شد على أسنانه غضبا ً وأجابها‪ :‬كُنتُ سأخبره ولكن كان علي فعل أمر ما أوالً ولهذا لم أُرد‬
‫منك أن تريها هذه الليله !!! هذا هو كُل مافي األمر‪..‬‬
‫ضاقت عيناها بإستحقار تقول‪ :‬كان عليك اإلعتراف على األقل بدالً من هذا التبرير الضعيف!‬
‫رمى آندرو جاكيته على األريكة بقوه يقول‪ :‬ال يهمني إن صدقتني أو لم تفعلي !! وتذكري بأن‬
‫هذا األمر بيني وبين ثيو لذا كفي عن التدخل!!!‬
‫وبعدها دخل الى غرفته وصفع الباب خلفه بكُل قوه‪..‬‬
‫عضت على شفتيها وجلست واضعةً رأسها بين كفيها وهي تشعر باأللم الكبير‪..‬‬
‫آندرو يستمر في صدمها يوما ً بعد يوم!‬
‫لم تتوقع منه أن يصل الى هذه الحد!!‬
‫همست من بين شفتيها‪ :‬إنه خطأك يا ثيو ‪ ،‬ما كان عليك تدليله الى هذه الدرجه!‬

‫***‬

‫‪1:47 am‬‬

‫كان يسترخي على كُرسيه الدوار الجديد الذي إبتاعه قبل فتره قصيره من الزمن وبيده مرآة‬
‫يتأمل رأسه‪..‬‬
‫يشعر وكأنه ندم على حلق كُل شعره بهذه الطريقه ولكن ما من مجال أمامه فلقد تعهد بحلق‬
‫رأسه إن فشل وسمعه جميع أتباعه لذا لم يستطع التراجع‪..‬‬
‫إبتسم بعدها وقال‪ :‬ولكنه ليس سيئا ً الى هذا الحد‪..‬‬
‫ُ‬
‫طرق الباب فقال‪ :‬إن لم يكن أمرا ً طارئا ً فال تُزعج خلوتي‪..‬‬
‫فُتح الباب ودخل ُمساعده روماريو يقول‪ :‬سيدي ‪ ،‬لقد كُنتُ أتسامر مع بعض أفراد المنظمه‬
‫وحينها إكتشفتُ أمرا ً صادما ً!‬
‫سيده ببرود وهو ال يزال يتأمل نفسه في المرآة‪ :‬بخصوص من ؟‬
‫روماريو‪ :‬بخصوص نينا والشخص الذي سحب أوراقها من المدرسه‪..‬‬
‫السيد‪ :‬ومن نينا ؟‬
‫شعر روماريو ببعض الغضب ولكنه تمالك نفسه وقال‪ :‬سيدي أنا أتحدث عن الطفلة التي‬
‫نحتجزها ! ألم يذهب شخص الى المدرسه وقام بسحب أوراقها بعد وفاة جدتها ُمباشره ؟!!‬
‫السيد ببرود‪ :‬حسنا ً نحنُ نعلم بأنه أُختها ‪ ،‬ما الجديد حيال هذا األمر ؟‬
‫روماريو‪ :‬يستحيل أن تكون هي!!‬
‫رفع السيد عينيه عن المرآة ناظرا ً الى مساعده بإهتمام يقول‪ :‬ماذا تقصد ؟ وكيف تكون متأكدا ً‬
‫الى هذا الحد ؟‬
‫روماريو‪ :‬نحنُ عندما نجتمع لنتسامر نتشارك بعض المعلومات ‪ ،‬لقد قال أحدهم بأن دارسي‬
‫قد قابلها نهار إحدى األيام وكان يُطاردها ‪ ،‬لقد كان اليوم والوقت هو ذاته الذي تقدم أحدهم‬
‫من المدرسة وأخذ األوراق ‪ ،‬إن موقع المدرسه وموقع الفندق الذي قابل دارسي فيه الفتاة‬
‫بعيدين عن بعض بشكل كبير ‪ ،‬تلك الفتاة لن يمكنها التواجد في مكانين بآن واحد مالم تكن‬
‫ساحره وهذا ال يوجد سوى باألفالم كما تعلم!‬
‫ضاقت عينا السيد لفتره بتفكير قبل أن يحل عليه الغضب وهو يهمس‪ :‬دارسي ذاك !! ما شأنه‬
‫يُطارد الفتاة وأنا فقط المسؤول عن ذلك ؟!! أن تملك رتبةً أعلى ال يعني أنه يحق لك التدخل‬
‫في عمل غيرك!‬
‫بعدها وقف وإتجه الى الخارج فقال روماريو‪ :‬الى أين يا سيدي ؟‬
‫السيد‪ :‬للبحث عن دارسي فلدي الكثير من الحديث الذي أُريد ُمشاركته إياه!‬
‫روماريو بدهشه‪ :‬ال تُشاجره سيدي فأنت تعلم كم هو مهم جدا ً ! وأيضا ً الوقت اآلن ُمتأخر‬
‫وهذا سيزيد حدة األمر ال أكثر ‪ ،‬أرجوك تريث قليالً!‬
‫توقف السيد وضاقت عيناه للحضه بعدها قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأؤجل األمر الى الغد‪..‬‬
‫إلتفت الى ُمساعده وقال‪ :‬لكن هل قُلتَ لي بأن لقاء دارسي بها جاء في ذات الوقت الذي أُخذت‬
‫فيه ملفات الطفله ؟‬
‫روماريو‪ :‬ليس في الوقت ذاته ولكن الوقتين ُمتقاربان جدا ً‪..‬‬
‫ضاقت عينا سيده وقال‪ :‬لما فجأه أصبح ُهناك طرفا ً ثالثا ً ؟ لم يتبقى للفتاتان أي أحد بعد موت‬
‫الوغد فينسنت وجدتهما ! من عساه يكون ؟‬
‫هز مساعده كتفه وقال‪ :‬تلك المدرسة صارمه للغايه لذا لم نستطع أن نعرف منها حتى ما نوع‬
‫جنس الذي أخذ األوراق فكيف بمواصفاته أو إسمه!‬
‫هدأ الوضع لثواني قبل أن يبتسم السيد ويهمس‪ :‬لدي فخ ُمناسب سيجعلنا نكشف مكان أحدهما‬
‫إما الفتاة أو الطرف الثالث!‬
‫نظر الى ُمساعده وأكمل‪ :‬لذا فلنشرع بالخطة من هذه الليله!‪..‬‬

‫‪part end‬‬
‫‪Part 26‬‬

‫"ليس ُهناك أحقر من احترام مبني على الخوف"‬


‫‪-‬آلبير كامو‪-‬‬

‫إستيقظت آليس فزعة عندما راودها هذا الحلم السيء‪..‬‬


‫الشرطه ‪ ،‬بل الكثير منهم يطوقونها ويضعون األصفاد على معصميها ليقودوها الى السجن‪..‬‬
‫وهناك تلك العجوز التي تضع نظارات كبيره وتتلو على مسامعها الحكم باإلعدام شنقا ً حتى‬
‫الموت!‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً لترتاح فيه من هذا الكابوس المرعب‪..‬‬
‫يبدو أن كلمات تلك الفتاة قبل عدة ساعات أخافتها لدرجة أن تحلم بها‪..‬‬
‫نظرت الى حيث هي وتذكرت بأنها عندما إستلمت رسالة إدريان قررت النوم على هذه األريكه‬
‫فالغرفة تبدو كمكتب أو مكان صغير ُمريح لقراءة الكُتب فهناك العديد من األرفف هنا و ُهناك‪..‬‬
‫تذكرت إدريان فأخذت هاتفها متعجبه من عدم إتصاله بها حتى اآلن لتتفاجئ بأن بطارية‬
‫هاتفها فارغه!‬
‫سحقا ً ‪ ،‬هذا ليس بالوقت ال ُمناسب‪..‬‬
‫ُ‬
‫نظرت الى النافذه المؤصده ولكن كان من الواضح بأن الوقت ال يزال ليالً ‪ ،‬كم الساعة يا ترى‬
‫؟‬
‫هل نامت كثيرا ً أم غفت لدقائق قليله ؟‬
‫هل إنتهى إدريان من عمله أم بعد!‬
‫هل تخرج ؟ لكن ماذا لو كانت تلك الفتاة تنتظرها ؟‬
‫لكن مر بعض الوقت ‪ ،‬البد من أن الحظور غادروا الى منازلهم!!‬
‫ولكن من كالمها تبيّن لها بأنها شقيقة آندرو الوغد ذاك ‪ ،‬وآندرو على عالقة بريكس ‪ ،‬ربما‬
‫أصدقاء أو أقارب‪..‬‬
‫هذا يعني لو أن تلك الفتاة قررت إنتظارها فستنتظرها هنا!!‬
‫شعرت بالخوف وهمست‪ :‬أو ربما قد إستدعت الشرطة حقا ً وهم يطوقون المكان طالبين من‬
‫أليكسندر إذن التفتيش ؟‬
‫زاد الرعب بداخلها وشعرت بأن حلمها يتحقق أمام عينيها بالفعل!‬
‫إنتفضت فزعه عندما سمعت صوت خطوات تقترب من الباب ‪ ،‬لم تكن خطوات شخص بل‬
‫أكثر!‬
‫الشرطه!!!!‬
‫وبسرعه ذهبت الى المكتب وإختبأت تحته حيث يضع الجالس على الكُرسي رجليه‪..‬‬
‫مكان إختباء واضح ولكن لم يكن لديها أي خيار آخر!‬
‫فُتح الباب وسمعت صوت شخص يقول وهو يدخل‪ :‬خروج فرانس بذلك الوجه المتوتر من‬
‫عند ريكس يعني بأن الموضوع الذي حدثه فيه ريكس لم يكن يخص حدث الليله ! فرانس لن‬
‫يتوتر من أجل أمر كُشف ُمسبقا ً للجميع‪..‬‬
‫سمعت بعدها صوت فتاة تقول‪ :‬أيعني هذا بأن ريكس إكتشف أمر ما عنه لذا تهرب فرانس ؟‬
‫فعلى أية حال دُهشتُ عندما خرج فرانس بسرعه وهذا دليل على تهربه وهو ال يتهرب إال لو‬
‫فعل خطئا ً وال يُريد اإلعتراف به!!‬
‫فزعت آليس عندما شعرت بالشاب يجلس على حافة المكتب ويقول‪ :‬أجل هذا واضح !!‬
‫فرانس ما الذي يُخبئه أكثر ؟ ال أُريد سؤال ريكس فهو لم يُحدّث فرانس أمام الجميع وهذا دليل‬
‫على أنه لن يخبر أحد باألمر حتى لو سأله‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها وهمست بداخلها‪" :‬الفتاة هي إستيال فأنا أعرف صوتها ولكن الشاب‬
‫صوته غريب بالكامل ! إنهما يتحدثان عن فرانس وريكس ! لما ؟ ما الذي حدث ؟"‬
‫سحقا ً ! لو أني لم أختبئ لقلتُ لهم حينها بأن‬ ‫شعرت بالتوتر والخجل بعدها وهي تُكمل‪ُ " :‬‬
‫إدريان طلب مني البقاء هنا ‪ ،‬ولكن بعد إختبائي المخجل هذا لن ينفع أي شيء أقوله فهو‬
‫سيُعد تبرير فاشل ليس إال ! أرجوك يا إلهي دعهما ال يكتشفاني فأنا ال أُريد مزيدا ً من المشاكل‬
‫معهم"‬
‫تفاجأت عندما سمعت الشاب يقول‪ :‬حسنا ً ماذا عن تلك الفتاة آليس ؟ هل يُمكنني مقابلتها دون‬
‫أن أذهب الى منزل جينيفر فأنا لم يسبق لي دخوله ولن أدخله أيضا ً!‬
‫هزت إستيال كتفها تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬إن كُنتَ تُريد ُمقابلتها فسأُدبر لك لقاءا ً معها ال تقلق من‬
‫هذه الناحيه ولكن ماذا تنوي أن تفعل ؟‬
‫صمت آلبرت لفتره قبل أن يقول‪ :‬أنا بحاجة إلنقاذ فرانس من أعماله المجنونه التي ينغمس‬
‫فيها أكثر وأكثر ! كان خطئا ً مني منذ البدايه عندما لم أعترض على قرار والدي في بقاء‬
‫فرانس مع جينيفر لتُعلمه عالم األعمال ‪ ،‬ركزتُ على هدفي وأعمالي وسفراتي ‪ ،‬لم أعتقد بأن‬
‫األمر مع مرور كل دقيقه يزيد سوءا ً أكثر من قبل!‪..‬‬
‫تنهدت إستيال تقول‪ :‬ال تلم نفسك ‪ ،‬كُلنا نعرف فرانس ! منذ طفولته وهو ُمختلف عنا جميعنا ‪،‬‬
‫وفاة والدتي التي كان يحبها أكثر من أي شيء جعلته ينغلق على نفسه شيئا ً فشيئا ً وال‬
‫يُصارحنا بأي شيء حتى لو كان تافها ً‪..‬‬
‫صمتت قليالً بعدها قالت‪ :‬أتتذكر عندما وجد ال ُمزارع قطةً مدفونة في الحديقه ؟ كان من‬
‫الواضح أنها ماتت من المرض ودفنه أحدهم ‪ ،‬رفض اإلعتراف ولم يكن سيعترف لو لم يُهدده‬
‫عمي بطرد ال ُمربية التي إعتنت بنا بعد والدتي ‪ ،‬كان فعله ذاك رحيما ً ‪ ،‬أن تدفن قطة ميته هو‬
‫تصرف رحيم ولكنه كان كتوم لدرجة حتى أعماله الجيده ال يعترف بها فكيف بأعماله السيئه ؟‬
‫فرانس منذ البدايه كان يتصرف من تلقاء نفسه ويكتم عن اآلخرين أهدافه لذا ال تلم نفسك‪..‬‬
‫هدأ الوضع لفتره سمعت فيه آليس جلوس إستيال على األريكة وآلبرت ال يزال يجلس على‬
‫طرف المكتب‪..‬‬
‫بعدها بلحضات تحدث آلبرت وقال‪ :‬حسنا ً على أية حال ‪ ،‬تحدثي مع الفتاة ودبري لي لقا ًء‬
‫معها ‪ ،‬ربما أستطيع عن طريقها معرفة شيئا ً عن ما يُخبئه فرانس أو قد أُضطر بالفعل الى‬
‫استغاللها فال يمكنني ترك فرانس وشأنه بعد اآلن‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها بإستنكار تهمس بداخلها‪" :‬يعرف عن فرانس عن طريقي أنا !!! أنا من‬
‫تُريد معرفة الكثير عنه وعن سبب كذبه علي طوال تلك الفتره! "‬
‫تحدث آلبرت مجددا ً قائالً‪ :‬صحيح لم تخبريني ‪ ،‬ما السبب الحقيقي الذي دعاك ألخذ الفتاة معك‬
‫الى الندوه ؟ ال تقولي بأنك لم تجدي أحدا ً غيرها فهناك ميشيل الذي كان يستطيع ترك عمله‬
‫ألجلك ‪ ،‬وقد حدث سابقا ً ذهبتي الى الكثير من اللقاءات والندوات لوحدك ‪ ،‬البد من وجود‬
‫سبب‪..‬‬
‫تنهدت إستيال قائله‪ :‬أجل ولكن لم أستفد شيئا ً ‪ ،‬كان يُحيرني سبب إعتناء جينيفر بها ‪ ،‬أعني‬
‫هذه ليست عادتها ‪ ،‬لو كان إبنها إدريان من صدمها فستُحاول جاهدا ً تسوية األمر معها‬
‫وإعطائها المال ولكن من فعلها هو ريكس من بين الجميع فلما قررت جينيفر اإلعتناء بها ؟!‬
‫ال يُمكنني تصديق كذبة أنها تُريد أن تُكفر عن أخطائه ! حتى القديسيون ال يصلون الى هذا‬
‫الحد من الطيبه ! البد من وجود سبب ولكن لم أجد شيئا ً!!‬
‫صمتت قليالً بعدها أكملت‪ :‬ولم أجد أي تصرف غريب فعلته جينيفر تجاه آليس ‪ ،‬آليس تبدو‬
‫ُمرتاحه للغايه معها وجينيفر توفر كُل شيء لها من دون أي ُمقابل ! لقد مر الكثير منذ حادثة‬
‫صدمها ولم يحدث أي تصرف غريب وهذا بحق مريب للغايه!‬
‫نظرت الى آلبرت وأكملت‪ :‬والغريب أكثر أن فرانس أصبح يذهب إليها بإستمرار ومنذ فتره‬
‫قصيره إكتشفتُ هذا ‪ ،‬الغريب أكثر أنه إدعى كونه صديق إدريان ولم يُخبرها عن أنه إبن عمه‬
‫! كذبه غريبه ال أجد تفسيرا ً لها ! هل يفعلها من تلقاء نفسه أم أنها أوامر جينيفر !! ال‬
‫يمكنني توقع أي شيء!‬
‫آلبرت بهدوء‪ :‬لما إدعى كونه صديق إدريان من بين الجميع ؟ إدريان شخصيته من النوع‬
‫الذي يجذب الناس ‪ ،‬أي أن تلك الفتاة بالتأكيد تتحادث معه كثيرا ً أكثر من إليان أو ريكس‬
‫فشخصياتهما منغلقه بعض الشيء ‪ ،‬إختياره إلدريان غريب فمن حديث واحد بالتأكيد‬
‫ستكتشف كذبته ! لو قال أنه صديق ريكس فهذا أضمن فهي على أية حال لن تتحدث مع‬
‫ريكس كثيرا ً لذا لن تحدثه عن صديقه!‬
‫إستيال‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫آلبرت‪ :‬أقصد أن األمر واضح ‪ ،‬هذه أوامر جينيفر‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وسألت‪ :‬لما أنت واثق هكذا ؟‬
‫آلبرت‪ :‬إستمرار كذبه عليها لفترة طويله يعني بأن إدريان هو أيضا ً لم يُفصح عن الحقيقه !‬
‫فرانس وإدريان عالقتهما ليست جيده كي يتعاون إدريان معه ‪ ،‬لكن لو كانت أوامر جينيفر‬
‫فسيتعاون حينها إدريان فهذه أوامر والدته وهو ال يعصيها أبدا ً!‬
‫دُهشت إستيال وقالت‪ :‬نعم هذا منطقي!‬
‫آلبرت بهدوء‪ :‬لكن لما قد تطلب جينيفر هذا من فرانس ؟ ما السبب ؟ ما الهدف ؟ هل من‬
‫ال ُممكن أنها تعرف شيئا ً عن الفتاه ؟‬
‫إستيال‪ :‬ال أضن بأن ُهناك معرفه سابقه ‪ ،‬أعني لقد كان حادثا ً ‪ ،‬ال أحد يفتعل مثل هذا النوع‬
‫من الحوادث ال ُمفاجئه!‬
‫آلبرت‪ :‬ربما‪..‬‬
‫أما آليس فقد كانت تنظر الى زاوية المكتب المظلمه بهدوء تام وهي تستمع الى مثل هذه‬
‫األمور الغريبه والصادمه والتي لم تعد تعرف هل تُكذبها أم تُصدقها!‬
‫لقد تعبت من التكذيب الذي أصبحت تكتشف في األخير أنها كان ُمخطئه‪..‬‬
‫وفي الوقت ذاته ال تحب أن تحكم على أحد من ُمجرد كالم وهي لم ترى منه إال كُل فعل طيب‪..‬‬
‫لم تعد تعرف هل تأبه للحديث الذي سمعت به أم تبدأ بالقلق والخوف من كالم الفتاة عن أنها‬
‫مطلوبة للشرطه أو تفكر في أمر والدها الذي للتو سمعت عنه وما سمعته لم يكن بشيء جيد‬
‫بتاتا ً‪..‬‬
‫تشعر بأنها فارغه رغم كُل هذه األمور التي تحدث لها‪..‬‬
‫لم تعد تعلم ماذا عليها أن تفعل‪..‬‬
‫للحضه ودت لو أنها فقط تهرب من كُل شيء ولكن الى أين وكيف ؟‬
‫ال سبيل أمامها ‪ ،‬ماضيها مجهول ومستقبلها مجهول!‬
‫الموت هو الراحة الحقيقيه لها‪..‬‬
‫همست لنفسها‪ :‬أجل ‪ ...‬الموت‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه فوقفت إستيال في هذه اللحضه وقالت‪ :‬حسنا ً لقد تعبتُ اليوم بما فيه الكفايه‬
‫‪ ،‬سأخلد للنوم ‪ِ ،‬عمتَ مساءا ً‪..‬‬
‫إبتسم لها وبعدها غادرت وأغلقت الباب خلفها‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً ثم نزل من فوق مكتبه ليتجه الى الكُرسي الكبير الدوار وال ُمريح‪..‬‬
‫صعق للحضه عندما وقعت عيناه ُمباشرةً على فتاة تجلس ضامةً رجليها الى‬ ‫حالما جلس ُ‬
‫صدرها وتنظر الى الفراغ بشرود‪..‬‬
‫إذا ً الهمس الذي سمعه قبل قليل لم يكن خياالً!‬
‫للحضه بدأ مرتبكا ً فليس من الطبيعي أن تظهر فتاة فجأه تحت مكتبه بعدها سيطر على نفسه‬
‫ت؟‬ ‫وأعاد بجسده هو والكُرسي الى الخلف وسأل‪ :‬من أن ِ‬
‫عقدت آليس حاجبها ورفعت رأسها الى حيث الصوت فعندما وقعت عيناها عليه وهو يجلس‬
‫بهدوء على الكرسي وينظر إليها أصابها الفزع وبسرعه رفعت يديها أمامها ك ُمحاوله غريبه‬
‫لتخبئة نفسها‪..‬‬
‫رفع حاجبه وهو يقول‪* :‬أوه لقد كُنتُ أتخيل وجود أحد* ‪ .....‬هل هذا ما يُفترض بي قوله اآلن‬
‫؟‬
‫ظهر التورط على وجهها وبدى وكأنها ستبكي من اإلحراج قبل أن تلتفت بشكل بطيء تنظر‬
‫إليه من بين يديها التي ال زالت ُمستمره في تغطية نفسها بهما‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها وبنائا ً على الفُستان الذي ترتديه تذكر بأنه شاهدها تدخل مع إدريان الى الحفله‬
‫‪ ،‬إذا ً ما الذي قد يأتي بصديقته أو حبيبته أو أيا ً يكن الى مكتبه الخاص ؟‬
‫ت على ِعالقه بأحد‬ ‫سأل‪ :‬لما تدخلين غرف اآلخرين بدون إذن ؟ ال يحق لك ذلك حتى لو كُن ِ‬
‫أفراد األُسره‪..‬‬
‫بدأ اإلنزعاج يظهر عليه وهو يراها ال تزال على نفس وضعيتها دون حراك أو كلمه وكأنها‬
‫ت ُحاول أن تُقنعه بعدم وجود أحد أمامه!‬
‫هو حقا ً ال يملك الوقت للهو معها فلقد عانى هذا اليوم من ضغوط بالكاد إستطاع في وجودها‬
‫الحفاظ على عقله سليما ً حتى اآلن!‬
‫صرخ فيها‪ :‬أنا أسألـك!!‬
‫إنتفضت فزعه قبل أن تنزعج وتنظر الى عينيه ُمباشرةً تقول‪ :‬ال تصرخ هكذا ! نعم أنا أخطأت‬
‫ولكن إسمع تبريراتي قبل الصراخ!!‬
‫آلبرت بحده‪ :‬لقد سألتُك ولم تُجيبي!‬
‫آليس‪ :‬إصبر علي قليالً فلقد كُنتُ أتدارك حرجي من موقفي الغبي وأحاول السيطرة عليه ! أال‬
‫يُمكنك التساهل مع الفتيات ولو قليالً ؟!!‬
‫دُهش من ردها الغريب الغير منطقي والذي في الوقت ذاته جعله يشعر وكأنه هو ال ُمخطئ!!‬
‫وضع يده على رأسه وقد بلغ منه الصداع مبلغه قبل أن يهمس‪ :‬أُخرجي أوالً من تحت المكتب‬
‫لنستطيع التحدث‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها بإحراج وهي تزحف خارجا ً قبل أن تقف وتعود خمس خطوات الى الخلف‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً بعدها قالت‪ :‬أعتذر ‪ ،‬أتيتُ مع إدريان وأخبرني عن وجود أمر هام جعله‬
‫يتأخر عن إيصالي الى المنزل لذا طلب مني الدخول والراحه ‪ ،‬ال أعرف المنزل لذا دخلت‬
‫بشك ٍل عشوائي ولم يكن هدفي التطفل ُمطلقا ً‪..‬‬
‫ت ُمختبئه ؟‬‫أبعد يده عن رأسه ونظر إليها لفتره قبل أن يقول‪ :‬إذا ً لما كُن ِ‬
‫صمتت آليس قليالً قبل أن تقول‪ :‬لقد سمعتُ العديد من الخطوات لذا عرفتُ بأنه لم يكن إدريان‬
‫وخشيت أن يوبخني أصحاب المكان إن وجدوني لذا قررتُ اإلختباء وأعتذر على هذا التصرف‬
‫الغير لبق بتاتا ً‪..‬‬
‫تكتف ونظر إليها مطوالً فتوترت وأشاحت بنظرها فقال آلبرت بهدوء‪ :‬تحدثي بصراحه ‪ ،‬ألم‬
‫يُرسلك إدريان للتجسس ؟‬
‫عاودت النظر إليه بإستنكار قائله‪ :‬التجسس ؟!!! أتعلم يا أيها السيد الثري ال ُمتأنق أني‬
‫أستطيع سلبك الكثير من أموالك إن قاضيتُك على هذا اإلتهام الظالم ؟!!‬
‫رفع حاجبه وإبتسم رغما ً عنه على ردها هذا فقال‪ :‬إذا ً لما لم تخرجي وتعتذري مبكرا ً بدل‬
‫الجلوس واإلستماع الى حديثنا ؟‬
‫آليس‪ :‬هذا طبيعي ! ال ُمخطئ يتمسك بخيط أمل النجاة من اإلعتراف بخطئه ! لقد كُنتُ أنتظر‬
‫على أمل أن تذهبوا وأُغادر دون أن تُالحظوا هذا ‪ ..‬ال يوجد أحد يُحرج نفسه ما دام في‬
‫مقدوره الفرار من موقفه!‬
‫آلبرت‪ :‬لقد عثر إدريان على فتاة ُمناسبه تستطيع أن تقلب أخطائها الى صالحها بالكامل‪..‬‬
‫آليس‪ :‬لستُ صديقته الحميميه كما تضن!‬
‫رفع حاجبه وقال‪ :‬إذا ً ماذا ؟‬
‫مطت على شفتيها ندما ً على غبائها ‪ ...‬هي ال تُريد إخباره أنها ذات الفتاة التي أراد ُمقابلتها‬
‫فهي لم تعرف نيته بعد ووجهه يبدو غير ُمريحا ً البته وخاصةً تلك العينان التي تشعر بأنهما‬
‫تستطيعان رؤية وقراءة كُل مافي داخلها‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬لما ال تُجيبين ؟‬
‫ي إخبارك عن نوع عالقتي به‪..‬‬ ‫صمتت قليالً قبل أن تقول‪ :‬ال أضن بأنه من الواجب عل ّ‬
‫ت الكثير عن طريق تنصتك على حديثي مع أُختي ‪ ،‬أال يحق لي أن تُعطيني‬ ‫آلبرت‪ :‬لقد عرف ِ‬
‫ُمقابالً ؟‬
‫ماذا تفعل ؟‬
‫تهرب ؟ أجل يبدو خيارا ً جيدا ً فما دام هذا الشاب هنا والذي للتو من تنصتها عرفت أنه األخ‬
‫األكبر لعائلة فرانس فهذا يعني بأن إجتماعهم العائلي قد إنتهى ‪ ،‬يستحيل أن يرحل إدريان‬
‫ويتركها لذا ستجده حالما تخرج‪..‬‬
‫إلتفتت وغادرت الى الخارج فإندهش من تصرفها وهو يقول‪ :‬وكأني أرى فرانس أمامي ؟!!‬
‫عقد حاجبه ثُم إتسعت عيناه بصدمه هامساً‪ :‬هل هي آليس ؟‬
‫وقف وخرج خلفها فورا ً وبدى له اآلن أن هروبها منطقيا ً فبعدت سماعها حديثه عن إستغاللها‬
‫يستحيل أن تُظهر نفسها!‬
‫خرجت آليس من الممر وركضت بين األروقه وهي ال تعرف أين المخرج لتصدم ُمباشرةً في‬
‫شاب دخل من إحدى األبواب‪..‬‬
‫إبتعدت عنه وهي تُمسك أنفها بألم وعندما رفعت رأسها كادت أن تُقتل من تلك النظرات‬
‫الزرقاء المليئه بالبروده‪..‬‬
‫سحقا ً ! لطالما كانت نظراته ُمخيفه!!‬
‫خافت عندما سمعت خطوات آلبرت قادم بإتجاهها فإختبأت خلفه قائله‪ :‬أرجوك إكذب عليه بأي‬
‫شيء ‪ ،‬دعه يدعني وشأني!!‬
‫رفع الشاب حاجبه والذي لم يكن سوى ريكس فقدِم في هذه اللحضه آلبرت الذي توقف وتنهد‬
‫عندما رآها تختبئ خلف ريكس‪..‬‬
‫أجل ‪ ،‬ما دامت إختبأت خلفه فهذا يعني بأنها تعرفه‪..‬‬
‫هي آليس من دون ريب‪..‬‬
‫نظر الى ريكس لفتره شعر فيها ببعض الغرابه فمنذ عودته من السفر هذه المرة األولى التي‬
‫يقفان فيها لوحدهما ويتحدثان لذا لم يعرف بما يفتح حديثه‪..‬‬
‫هل يعتذر له عن تصرف فرانس األحمق ؟‬
‫أو يُجادله على أخطائه الفادحه تجاه أعماله ؟‬
‫أو فقط يطلب منه التنحي ليتحدث مع الفتاه ؟!‬
‫فاجأه بدء ريكس بالحديث قائالً‪ :‬ماذا ؟ هل أنت شريك فرانس ؟ نعم يبدو منطقيا ً ففرانس‬
‫لوحده ال يُمكنه صنع خطط صعبه هكذا!‬
‫عقد آلبرت حاجبه يقول‪ :‬عن ماذا تتحدث ؟‬
‫ريكس‪ :‬من الطبيعي أن يتهرب فرانس عن طريق التغابي ولكن لم أتوقع هذا منك‪..‬‬
‫غضب آلبرت من كالمه لكنه سيطر على نفسه وهو يقول‪ :‬مادام أنك لم تتوقع هذا مني أال‬
‫يعني أني بالفعل ال أفهم عن ماذا تتحدث ؟‬
‫ضاقت عينا ريكس لوهله قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً فهمت‪..‬‬
‫بعدها إلتفت ليُغادر فتفاجأت آليس من تجاهله لطلبها له بالحمايه ولكن أوقفه حديث آلبرت‬
‫يقول‪ :‬أوليس من اللباقة أن تُقدم إعتذارا ً على إتهامك العشوائي الغير مبني على أية أُسس أو‬
‫فرضيات ؟‬
‫ريكس ببرود‪ :‬ما كان عليك التحدث عن اإلعتذار بينما أنتم مدينون لي بثالث إعتذارت‪..‬‬
‫رفع آلبرت حاجبه يقول‪ :‬ماذا غير فعلة فرانس ؟‬
‫ريكس بسخريه‪ :‬على من تدخل فيما ال يعنيه وبدأ بالتفتيش عن طريقة تسييري ألعمالي بينما‬
‫أنا لم أضر هذا الشخص في أي شيء ولم أتدخل في أعماله بتاتا ً‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬مادام عمي يتصرف بجنون وأنتَ توافقه على هذا الجنون كان علي فعل شيء‬
‫إليقافكما وال أرى نفسي ُمخطئا ً بهذ‪....‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬واإلعتذار الثالث عن من أوصل هذه المعلومات الى يدي فرانس على طبق من‬
‫ذهب لينشرها بهذه الطريقه‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه فإلتفت ريكس وغادر وآلبرت متعجبا ً من كالمه األخير‪..‬‬
‫بالتفكير باألمر كان يُحيره أمر معرفة فرانس بهذه األمور!‪..‬‬
‫إنتبه آلليس التي كانت تنظر إليه فرفع حاجبه وحالما ه ّم بالحديث إلتفتت وذهبت ُمسرعه الى‬
‫حيث ذهب ريكس‪..‬‬
‫تنهد ورأى بأنه ال فائده من ُمالحقتها اآلن‪..‬‬
‫ال بأس فلديه العديد من الفرص ُمستقبالً‪..‬‬

‫أما آليس فقد كانت تلحق ريكس من بعيد كي تخدع آلبرت ويضنها معه حتى ال يلحقها‪..‬‬
‫حالما شعرت بأنه لم يعد يُالحقها توقفت وتلفتت حولها تنظر الى أي جهة عليها أن تذهب كي‬
‫تبحث عن إدريان‪..‬‬
‫فزعت عندما جاءها صوت ريكس يقول ببرود‪ :‬ما عالقتك بفرانس ؟‬
‫نظرت إليه وهي لم تكن تضن أنه الحظها فقد كانت تمشي خلفه بهدوء وعلى بُعد مسافه‬
‫كافيه‪..‬‬
‫وماذا مع سؤال عن فرانس ؟‬
‫لما فجأه الكُل يتحدث عن فرانس بشكل مجنون ؟!!‬
‫لما كُل المحادثات التي حظرتها كانت تخص فرانس!‬
‫هل هذا يوم ميالد ريكس أو فرانس!‬
‫تجاهلت سؤاله وقالت‪ :‬طلبتُ منك قبل قليل خدمه ‪ ،‬أال تعرف كيف حتى أن تكون لبقا ً قليالً‬
‫وتُساعدني ؟ أال تفعل أي شيء إال بوجود ُمقابل ؟ عندما ساعدتُك قبل عدة ساعات لم أطلب‬
‫منك أي ُمقابل ‪ ،‬ما الذي يجعلنا بشرا ً ؟ هو ُمساعدتنا لبعضنا ‪ ،‬هكذا نكون بشرا ً ! نحنُ لسنا‬
‫في غابة لنتمتع باألنانيه وينهش أحدنا اآلخر!‬
‫تقدم منها ففزعت وعادت خطوه الى الخلف تقول بتهديد‪ :‬لم أقل أي شيء خاطئ فإن لم‬
‫يُعجبك حديثي فهذه ُمشكلتك لذا ال تقترب وإال إشتكيتُ عليك!‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬وهل طلبتُ ُمساعدتك وقتها ؟ هل أخبرتُك أن تتصلي على جينيفر من بين‬
‫الجميع ! أولستُ بالعمر الكافي كي أستطيع تدبر أمري!!‬
‫أشاحت بنظرها عنه وهي تهمس بداخلها‪" :‬كين كان ُمحقا ً ‪ ،‬لقد غضب بالفعل‪" ..‬‬
‫عاودت تنظر إليه وتقول‪ :‬أعتذر لكوني بشرا ً وأتمتع بالخصال اإلنسانيه‪..‬‬
‫رفع حاجبه قبل أن تنزل عينيه وينظر الى األسفل فشعرت بحرج شديد حيث كانت حافية‬
‫القدمين بعدما تركت كعبها خلفها‪..‬‬
‫تحدثت مجددا ً كي ال تجعل له الفرصة في السخريه وقالت‪ :‬أعدك بأني في المرة القادمه لن‬
‫أتصرف بإنسانية معك‪..‬‬
‫بعدها تجاوزته ورحلت‪..‬‬

‫***‬
‫‪23 juonyour‬‬
‫‪2:40 pm‬‬

‫حرك سيارته بعدها قائالً‪ :‬هل تناولت غدائك ؟‬ ‫فتح ريكس الباب وركب بجوار آندرو الذي ّ‬
‫ريكس وهو يُخرج هاتفه ليُعاين رسائله‪ :‬كال‪..‬‬
‫لف آندرو وإتجه الى إحدى مطاعم الوجبات السريعه وهو يقول‪ :‬سأطلب لك مثلي‪..‬‬
‫تنهد ريكس ولم يُعلق فعقد آندرو حاجبه يقول‪ :‬إن كُنتُ ال تحب سوى تناول األطعمه الفاخره‬
‫فإعزمني أنت!‬
‫أغلق ريكس هاتفه بعدها نظر الى آندرو يقول‪ :‬ما األمر الذي جعلك تأخذني من العمل ؟ البد‬
‫وأنه هام‪..‬‬
‫أوقف آندرو سيارته وتنهد بعمق حيث أن أمامه طابور طويل من السيارات أمام نافذة‬
‫الطلبات‪..‬‬
‫إنه وقت الظهيره لذا دائما ً ما يكون ُمزدحما ً‪..‬‬
‫بقي صامتا ً لفتره بعدها قال‪ :‬بخصوص تلك آليس‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬ال تنطق إسمها!‪.‬‬
‫إبتسم آندرو وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬بخصوص تلك الفتاة ‪ ،‬حسنا ً سألتُك عنها مرةً بدافع الفضول حتى‬
‫إلتقيتها في ذات الندوة التي ذهبتْ فيها مع إبنة عمك إستيال ‪ ،‬هناك بدى وجهها مألوفا ً لدي‬
‫للغايه‪..‬‬
‫تقدم بسيارته قليالً عندما رحلت إحدى السيارات وأكمل بعدها‪ :‬لم يُرحني األمر حتى أعرف لما‬
‫بدى مألوفا ً الى هذا الحد لذا بدأتُ ب ُمراقبتها حتى فاجأتني بهروبها من الندوه بشك ٍل ُمفاجئ‬
‫فرت هاربه‬ ‫ولحقتها وعلى الرصيف كان لقائي األول بها ‪ ،‬ال أعلم لما لكنها ما إن رأتني حتى ّ‬
‫مني لدرجة أنها تركت هاتفها معي ‪ ،‬في صباح اليوم التالي إنتظرتُ أمام الفندق فإيجاد الفندق‬
‫الذي تقطن فيه إستيال كان بغاية البساطه ‪ ،‬تبعتهما الى الحديقه وأعترف أني ُهناك كرهتُ‬
‫إستيال أكثر من ذي قبل بعدما سمعتُها تتحدث بالسوء عنك وكرهت آليـ‪ ...‬أقصد الفتاة ألنها‬
‫صدقتها بكُل غباء ورجعتُ في قراري عن ُمحادثتها وإعادت الهاتف لها‪..‬‬
‫إبتسم ريكس هامساً‪ :‬ضيق األُفق‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬لستُ كذلك !! لكن كالمها كان ُمستفز بحق ‪ ،‬أعني هي لم تكن تتحدث بالسوء ! كان‬
‫يبدو وكأنها تُحاول تشويه صورتك وهذا ُمزعج ‪ ،‬أكره هذه األنواع من البشر‪..‬‬
‫لم يُعلق ريكس فتنهد آندرو وتقدم بسيارته مجددا ً الى األمام قليالً قبل أن يُكمل‪ :‬في الليل‬
‫ذهبتُ الى الفندق بعدما تأكدتُ من أن إستيال غادرت برفقة المدعو ميشيل وقابلتُ الفتاة ُمجددا ً‬
‫‪ ،‬تحدثنا وأعدتُ إليها هاتفها وطلبتُ منها أال تبقى مع عائلتك أكثر‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه وقال‪ :‬ولما ؟‬
‫آندرو‪ :‬إنتظر سأخبرك بعدما أنتهي ‪ ،‬حسنا ً بعدها قابلتُها ُمجددا ً في شقتها الجديده وطلبتُ‬
‫لب منها ذلك ولكني تفاجأتُ‬ ‫ط َ‬‫منها ذات الطلب كي أتأكد من أنها لن تحظر حفلتك حتى لو ُ‬
‫بوجودها في الحفل واألدهى من ذلك تقابلت وجها ً لوجه مع أُختي‪..‬‬
‫صمت لفتره بعدها أكمل‪ :‬أتذكر تلك الصوره التي رأيناها بين أغراضها الشخصيه ؟ تلك‬
‫الصورة لم تبدو غريبة علي وإكتشفتُ مع الوقت ماهيتها ‪ ،‬هذه الفتاة يُحقق عنها أخي بإحدى‬
‫قضاياه وقد إكتشفتُ هذا في باريس وكُنتُ أنوي اإلبالغ عنها له ولكني لم أكن أستطيع في ظل‬
‫وجودها بينكم وفي منزلكم ‪ ،‬لقد تزايدت عليكَ التهم ال ُملفقه من الشركات ال ُمنافسه وغيرها‬
‫وبتبليغي عنها ستُفتح قضية صدمك لها للعلن وهذا ماال تريده بالتأكيد لذا كُنتُ أُحاول إبعادها‬
‫حتى ال تُصبح بينكم أي عالقه ولذا لن يدخل إسمك ُمطلقا ً في تحقيقات أخي‪..‬‬
‫تنهد وأكمل‪ :‬ولكن أختي شاهدتها باألمس وشاهدتني قبلها أُحاول إبعادها عن ناظريها لذا‬
‫غضبت وصرخت ليلة البارحه كثيرا ً‪..‬‬
‫سأل ريكس‪ :‬وما القضيه ؟‬
‫هز آندرو كتفه يقول‪ :‬ال أعلم بالضبط فأنا بالكاد أرى أخي ‪ ،‬ولكن ما أعرفه هو أن القضية‬
‫بدأت بعد مقتل شخص يُدعى فينسنت جيرالد والذي يكون والدها ولها عالقه بأمر مقتله ‪،‬‬
‫وأيضا ً قُتلت فتاة مراهقه وكانت لها عالقه بمقتلها وهناك عالقه تجمعها بقاتل مأجور ‪ ،‬األمر‬
‫ُمعقد ولم أكن أعيره أي إهتمام لذا ال أعرف أي تفاصيل عنه‪..‬‬
‫ظهرت الدهشه على وجه ريكس من هذا الكالم الجديد الغير متوقع فأكمل آندرو‪ :‬لهذا في‬
‫بادئ األمر ضننتُها تُلفق أمر فقدانها للذاكره كي تختبئ في منزلكم وتحصل على حمايتكم ولكن‬
‫مع الوقت بدأتُ أضن بأنها بالفعل فاقده لذاكرتها وخاصةً أنها لم تحاول اإلختباء مني أو‬
‫التحايل علي فأي شخص يحاول الهروب من الشرطه ومن المحقق الذي يالحقه البد من انه‬
‫يبحث عن عائلته كي يتحاشاهم لكنها لم تفعل بل إستمرت بمطاردتي طالبةً مني إسم العطر‬
‫الذي وضعتُه ذات مره ‪ ،‬أنا حتى ال أعرف إسمه فلقد كان هديةً من أخي في زجاجه مغايره‬
‫تُستخدم عادةً في الهدايا لذا‪.....‬‬
‫توقف عن الكالم وإتسعت عيناه بدهشه فتعجب ريكس وسأله‪ :‬ماذا بك ؟‬
‫آندرو‪ :‬ذلك العطر ؟!! إنه نوع أخي ال ُمفضل وهو يستخدمه في كثير من األحيان ! هل ألنها‬
‫شمته كثيرا ً أثناء تحقيقات أخي أصبح دماغها يألفه ولهذا كانت تُحاول وبجهد معرفة ما إسمه‬
‫لعلها تعرف أين شمته ؟!! ربما فلقد قرأتُ كثيرا ً عن أمر فقدان الذاكره بعد ُمقابلتي لها وأذكر‬
‫بأنه مر علي مثل هذا الموضوع!‬
‫بعدها صمت يُفكر باألمر فلم يجد أي سبب مقنع لطلبها إسم العطر سوى هذا السبب‪..‬‬
‫إستيقظ من تفكيره على صوت طرق السيارات خلفه فتقدم الى األمام قليالً وهو يقول‪ :‬أحتاج‬
‫أن أسألها عن هذا‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬متى ستُبلغ أخاك عنها ؟‬
‫آندرو‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬ربما اليوم أو غدا ً‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬إجعلها إسبوعا ً‪..‬‬
‫عقد آندرو حاجبه ونظر الى ريكس الذي قال‪ :‬هل تستطيع تأجيل اإلبالغ عنها إلسبوع ؟‬
‫آندرو‪ :‬لماذا ؟‬
‫ريكس‪ :‬أمر ما يشغل تفكيري منذ فتره قصيره وأُريد التحقق منه لذا أعطني فرصة أُسبوع‪..‬‬
‫نظر إليه آندرو قليالً بعدها قال‪ :‬حسنا ً ال بأس ‪ ،‬لكن ماهو هذا الشيء ؟‬
‫عاود ريكس النظر الى األمام يقول بهدوء‪ :‬عندما أكتشفه جيدا ً ساُخبرك حينها‪..‬‬
‫تعجب آندرو وزاد فضوله حول األمر لكن ال بأس ما دام سيخبره الحقا ً باألمر‪..‬‬
‫تنهد وتقدم بالسيارة مجددا ً وبدأ بطلب غداء لهما وهو يُفكر بكيفية تأجيل إخبار أخيه ألسبوع‬
‫‪..‬‬
‫عليه اآلن أن يتحدث الى أخته روانا أوالً ويحاول الكذب عليها بخصوص عدم وجود أي عالقة‬
‫قد تربط آليس بريكس‪..‬‬
‫فالسبب الثاني لعدم إخبار أخيه حتى اآلن هو أنه ال يريد أن يكتشف أخاه بأن هناك عالقة‬
‫بينهما ‪ ،‬ريكس منذ البدايه وأخوته يرونه سيئا ً فكيف ستكون نظرتهم بعد إكتشافهم بوجود‬
‫عالقة تربطه بفتاة على عالقة بمنظمة خطيره كتلك التي يطاردها أخاه ؟‬
‫ستكبُر المشاكل حينها أكثر وأكثر‪..‬‬
‫عقد حاجبه للحضه ونظر الى ريكس‪..‬‬
‫لقد قال بأن هناك أمر يُريد معرفته بخصوص آليس!‬
‫هل يحذره اآلن عن أمر أنها متورطة مع منظمة كبيره ؟‬
‫فتح فمه ليحدثه بهذا الخصوص ولكن صوت الموظف قاطعه وهو يمد له بكيس طلبهم فتنهد‬
‫وأخذ الطلب وبعدها قرر بأنه ال داعي لفتح مثل هذه األمور فهي قد ال تعني شيئا ً في نهاية‬
‫المطاف‪..‬‬

‫***‬

‫‪Paris‬‬
‫‪5:20 pm‬‬
‫دخل رجل العصابة هذا الى غرفة صغيره بسرير ودوالب مع باب يقود الى حمام‪..‬‬
‫وضع صحن الطعام على الدوالب فرفعت الطفلة رأسها عن المخده جالسه تنظر إليه بتعجب‬
‫وهي تقول‪ :‬هل حان العشاء ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬كال ‪ ،‬لكنها بعض الحلويات فالصغار يُحببنها ‪ ،‬إنها أوامر سيدي لذا كوني‬
‫متعاونة معه بقدر ماهو لطيف معك‪..‬‬
‫بعدها خرج ورمى الباب خلفه ولكنه لم يُقفل وبقي جزءا ً منه مفتوحا ً‪..‬‬
‫نظرت الى الصحن الذي حوى على كوب عصير مع صحن دونات ُمحاله‪..‬‬
‫بعدها نظرت الى باب الغرفه لفتره فهي المرة األولى الذي يبقى مفتوحا ً أمامها هكذا‪..‬‬
‫إنها غلطه ال تُفيدها بشيء ‪ ،‬لقد رأت كُل شيء خالل أخذهم لها الى هذه الغرفه ‪ ،‬إن كان باب‬
‫الغرفة مفتوحا ً فهذا ال يعني بأنه يمكنها الهرب‪..‬‬
‫أمامها العديد من األبواب والطوابق التي عليها تجاوزها واألمر بحق مستحيل مع إنتشار‬
‫رجال العصابة في كل مكان‪..‬‬
‫تقدمت من الصحن وبدأت تتناول طعامها بهدوء تام وتفكيرها كله في أختها كالعاده‪..‬‬

‫بعد نصف ساعه‪..‬‬


‫إنزعج ونظر الى ُمساعده روماريو يقول‪ :‬ألم تهرب بعد ؟!!!‬
‫هز روماريو رأسه يقول‪ :‬كال ‪ ،‬أكلت وعاودت اإلستلقاء على السرير‪..‬‬
‫غضب وأمسكه من ياقة قميصه يقول‪ :‬هل أنت متأكد من أنكم تركتم الباب مفتوح بشكل‬
‫واضح!!‬
‫روماريو‪ :‬نعم لقد تأكد كينتو من ترك الباب مفتوحا ً بشكل يُالحظه حتى األعمى ‪ ،‬هي بالتأكيد‬
‫شاهدته ولكن ال علم لي عن سبب بقائها حتى اآلن ‪ ..‬إنها حتى لم تُحاول أن تُلقي نظرةً الى‬
‫الخارج‪..‬‬
‫مط موريس شفتيه بعدم رضى وهو يقول‪ :‬ولما ؟! يجب أن تُحاول الهرب ! عليها أن تفعل‬
‫ذلك فلقد مهدتُ لها الطريق ‪ ،‬كيف لنا معرفة من يكون الطرف الثالث أو مكان أختها إن بقيت‬
‫هنا ؟‬
‫روماريو‪ :‬سيدي هناك طريقه ‪ ،‬ما رأيُك أن آخذها معي الى منزل جدتها بغية أن أُحاول سحب‬
‫شيء منها وفي لحضه سأغفل بنظري عنها ‪ ،‬ربما عندما ترى نفسها خارج مقر العصابة‬
‫ست ُفكر بالهرب واللجوء الى أحد ووقتها سنعرف طريق هذا الشخص أيا ً كانت هويته‪..‬‬
‫عقد الرئيس موريس حاجبيه بتفكير قبل أن يقول‪ :‬ال بأس ‪ ،‬فكره جيده ‪ ،‬إشرع بها اآلن‬
‫وتأكد من وجود الكثيرون للمراقبة من بعيد ‪ ،‬ال نُريد فقدان أثرها فهمت ؟‬
‫أمرك‪..‬‬
‫روماريو‪ُ :‬‬
‫وبعدها غادر فعاود موريس الجلوس وهو معقود الحاجبين ويتسائل في نفسه إن كانت محقه‬
‫في إدعائها بعدم معرفتها بمكان أختها أو ال‪..‬‬
‫أُختها ؟‬
‫ظهر اإلنزعاج على وجهه وهو يتذكر أن دارسي ذاك تدخل وحاول القبض عليها‪..‬‬
‫وقف وخرج من مكانه فالوقت اآلن عليه أن يكون ُمناسبا ً ألن يتشاجر معه‪..‬‬
‫ال يهمه في أي مرتبة هو ‪ ،‬ما دام تدخل في قضيته فسيقف في وجهه ويُحاسبه على هذا‪..‬‬
‫وبالفعل خالل دقائق كان يقف أمام باب مكتبه وبجواره كينتو الذي قال‪ :‬سيدي ما رأيُك أن‬
‫تتجاهل األمر ؟ دارسي هو أحد القادات الثالث ‪ ،‬ليس من الجيد أن تصنع عالقة سيئه معه‪..‬‬
‫تجاهله موريس وطرق الباب فبدأ القلق على وجه كينتو وهو يهمس‪ :‬أرجو أن يمر كُل شيء‬
‫على ما يُرام‪..‬‬
‫صدم كينتو يقول‪ :‬سيدي ال تقتحم مكتبه هكذا أرجوك‬ ‫فتح موريس الباب عندما لم يسمع ردا ً ف ُ‬
‫!!‬
‫فتح دارسي إحدى عينيه حيث كان يسترخي على كرسي مادا ً قدميه على المكتب وبين شفتيه‬
‫يُدخن ببطئ سجارته‪..‬‬
‫إبتسم موريس وتقدم منه يقول‪ :‬وااه أهالً دارسي ‪ ،‬أتسائل لما لم تُجبني عندما طرقتُ الباب ؟‬
‫دارسي بهدوء تام‪ :‬أتُدرك بأن ما فعلتَه يعني إقتحام ؟‬
‫توقف موريس أمام المكتب وأسند بيده اليسرى عليه يقول‪ :‬ليس أنت من عليه الغضب بل أنا‬
‫‪..‬‬
‫فتح دارسي عينه اآلخرى وبدأت فيهما لمعة الغضب فتجاهل موريس هذا وقال‪ :‬سمعتُ بأنك‬
‫تدخلت في قضيتي ‪ ،‬أال تضن بأن هذا النوع هو أسوأ أنواع اإلقتحام ؟‬
‫لم يُجبه دارسي فوضح موريس مقصده قائالً‪ :‬أعني إبنة فينسنت!‬
‫إبتسم دارسي بسخريه وأنزل قدميه من فوق المكتب ووضعهما رجالً فوق رجل وهو يقول‬
‫ببرود‪ :‬أوه أكان أنت المسؤول عنها ؟‬
‫تمالك موريس أعصابه يقول‪ :‬الكُل يعرف بأني المسؤول عنها حتى الزعيم بنفسه ‪ ،‬التغابي‬
‫ظه ال يفعلها سوى الهواة ‪ ..‬هذا ال يليق بشخص مثلك‪..‬‬ ‫صفة ف ّ‬
‫ناظري دون فعل شيء فقط‬ ‫ّ‬ ‫دارسي ببرود‪ :‬ماذا ؟ أتخبرني بأنه كان علي تركها تفر من أمام‬
‫ألني لستُ مسؤوالً عن قضيتها ؟‬
‫موريس‪ :‬لقد أخبرتُك قبل لحضه بأن التغابي صفة الهواة فحسب لذا أتمنى بأن تتحدث بشيء‬
‫من العقالنيه!‪..‬‬
‫إعتدل في وقفته وأكمل‪ :‬لقد رأيتَها أول مرة في الندوه لذا كان عليك إخباري بهذا بدالً من أن‬
‫تُحقق خلفها بنفسك والبحث عن مكانها وإرسال رجالك هنا وهناك وأمام كُل الفنادق ! فأنا‬
‫المسؤول وأنا فقط من عليه إيجادها‪..‬‬
‫دارسي ببرود ُمغلف بالسخريه‪ :‬أن أترك األمر لك يعني بأني أُقدم للفتاة بطاقة فرار ذهبيه‪..‬‬
‫إنزعج موريس من ذلك فأكمل دارسي‪ :‬كم برأيك مر منذ إختفائها ؟ هل إستطعتَ أن تتقدم ولو‬
‫قليالً ؟ من العار وجودك في منصبك نفسه حتى هذا اللحضه فال فرق بينك وبين تابعك الذي‬
‫بجوارك‪..‬‬
‫إنزعج تابعه وفتح فمه قائالً‪ :‬سيدي كفؤ ولقد تقدم كثيرا ً فمؤخرا ً‪....‬‬
‫قاطعه موريس‪ :‬أجل لم أتقدم بشيء لكن هذا ال يعني بأنه يحق لك التدخل‪..‬‬
‫دُهش تابعه ونظر إليه!‬
‫لماذا ال يتحدث بخصوص نينا أو بخصوص الطرف الثالث الذي سحب ملفاتها المدرسيه ؟‬
‫هذا تقدم ملحوظ سيسكت دارسي بالتأكيد!!‬
‫تكلم موريس ُمكمالً بشيء من السخريه‪ :‬وياليت بعد تدخلك وكالمك ال ُمتبجح هذا وصلتَ الى‬
‫نتيجه ‪ ،‬لقد هربت من بين يديك بسهوله بالغه‪..‬‬
‫إختفت مالمح السخرية من وجه دارسي وبدأت عيناه تُصدران شرارة الغضب فخاف كينتو‬
‫ونظر الى موريس الذي لم يرف له جفن وهو يكمل‪ :‬لذا ال بأس ‪ ،‬الدرس هذا الذي أخذتَه كان‬
‫كافيا ً لذا أتمنى أال تُكرر فعل هذا ُمجددا ً‪..‬‬
‫صعق كينتو من رئيسه الذي قال جملته وإلتفت مغادرا ً فغادر خلفه وهو يتمنى أال تنفجر فيهما‬‫ُ‬
‫األرض اآلن‪..‬‬
‫حالما خرجا صرخ كينتو في وجه رئيسه يقول‪ :‬هل أنتَ تُدرك ما فعلتَه ؟!!! مثل هذا الكالم ال‬
‫يُقال أمام دارسي ‪ ،‬يمكنه في لحضه أن يجعل منك خائنا ً لتسعى المنظمة بأكملها إلقصائك !‬
‫يمكنه اآلن قتلُك وال أحد سيُحاسبه على ذلك !! عالقته بالزعيم وطيده لذا يمكنه فعل أي شيء‬
‫!!‬
‫موريس بهدوء وهو يغادر المكان‪ :‬ال يهمني ‪ ،‬أعلم مقدار الغضب الذي في داخله ولكن لن‬
‫يجرؤ على فعل شيء اآلن فهذا سيُثبت كم هو فعالً ها ٍو جبان ‪ ،‬ما يهمني اآلن هو إيجادها‬
‫وجرها الى المنظمة كي أُثبت للجميع كم هو ال يستحق المركز الذي هو فيه‪..‬‬
‫ّ‬
‫نظر الى كينتو وقال‪ :‬وأنت إلحق بروماريو وراقب من بعيد وقل هذا الكالم للكل ‪ ،‬أمر إمساكي‬
‫بنينا عليه أن يتم طي الكتمان ! ال يجب على أحد أن يعرف بأمره أبدا ً حتى أنتهي من مهمتي‬
‫‪..‬‬
‫كينتو‪ :‬ولكن سكوتنا سيثبت للجميع بأن موريس لم يتقدم بشيء وليس جديرا ً بالمنصب الذي‬
‫هو فيه‪..‬‬
‫موريس‪ :‬وكأن كالمهم يهمني ! أنا فقط ال أريد أن يطمع دارسي أو غيره بتقدمي ويتدخل هو‬
‫ليأخذ الطفلة مني ويستجوبها ! أنا من وجدها وأنا من سيعرف منها كُل شيء ! هم ال سبيل‬
‫أمامهم سوى العنف حتى لو كانت الضحية طفله صغيره لذا عليهم أال يعرفوا بأمرها بتاتا ً‪..‬‬
‫شد على أسنانه وأكمل بتهديد‪ :‬لو عرفوا عنها فسأقطع رقابكم جميعا ً‪..‬‬
‫إنتفض كينتو بخوف وقال‪ :‬سنحرص على الصمت‪..‬‬
‫إلتفت موريس وغادر بعيدا ً فهمس كينتو‪ :‬ولكن عليك اآلن أن تحذر أكثر شيء من دارسي ‪,‬‬
‫هو يستحيل أن يبقى صامتا ً بعد ما حدث قبل قليل‪..‬‬
‫تنهد وغادر بدوره كي يشرع في المهمة التي أمره فيها‪..‬‬

‫***‬

‫‪7:30 pm‬‬

‫صوت الصفعه على وجهه كان مرتفعا ً أكثر مما يجب وخلّف ذلك إحمرارا ً واضحا ً على خده‪..‬‬
‫لم يقل شيئا ً وعاود اإللتفاف الى جهتها دون أن يضع عينيه في عينيها وهو يهمس لها‪:‬‬
‫أعتذر‪..‬‬
‫شدت على أسنانها وهي تقبض على يدها التي صفعته بها قبل قليل وتقول‪ :‬في ماذا قد يُفيدني‬
‫إعتذارك اآلن ؟!!‬
‫كرر بذات الهمس‪ :‬أعتذر‪..‬‬
‫زاد غضبها وصرخت في وجهه‪ :‬أنا لم أُخطط لسنوات وسنوات كي تأتي أنت وتُفسد كُل شيء‬
‫بمسرحيتك التي إفتعلتها أمام الجميع !!! لما تتصرف من تلقاء نفسك ؟!! لما تخرج عن مسار‬
‫أوامري ؟!! إفتح فمك الوقح هذا وأجبني يا فرانس!‪..‬‬
‫لم يقل شيئا ً وإستمر على صمته فكبتت غضبها قدر ال ُمستطاع وقالت‪ :‬أخبرني ‪ ...‬من كان‬
‫يدعمك طوال حياتك حتى اآلن ؟ من غطى على كُل مشاكلك ؟ أهكذا ترد لي المعروف بعد أن‬
‫جعلتُ منك رجالً!!‬
‫لم يرد عليها فأمسكته من ياقة قميصه وسحبته ليصبح في مستوى طولها وهي تصك على‬
‫أسنانها قائله‪ :‬بعد كُل ما فعلتُه ألجلك عليك أن تبقى كالكلب لي طوال حياتك ! عليك أن تبقى‬
‫وفيا ً فإياك أن تُصبح قذرا ً وتُحاول خيانتي فحينها أنتَ تعرف ما الذي سينتظرك عند حدوث هذا‬
‫! ال أضنك ترغب بأن تؤول األمور الى ذاك المنحنى صحيح ؟‬
‫ضاقت عيناه دون أن تظهر فيهما أية مشاعر قبل أن يهمس‪ :‬لن تتكرر هذه الغلطه ‪ ،‬كانت‬
‫لحضة تهور ‪ ،‬أعتذر عنها‪..‬‬
‫دفعتُه بعيدا ً عنها تقول‪ :‬إن كُنتَ نادما ً بالفعل فإفعلها بدالً من قولها ‪ ،‬إذهب اآلن الى عمك‬
‫واجثو على ُركبتيك طالبا ً الصفح فإن صفح عنك هذا يعني بأني ق ِبلتُ إعتذارك لذا إفعلها بشك ٍل‬
‫جيد‪..‬‬
‫فتح فمه يقول بهدوء مليء بالغضب‪ :‬توقفي عن تسييره كما تُريدين وكأنه لعبه بين يديك‪..‬‬
‫إتسعت عينا فرانس بصدمه بينما لم يرف لها أي جفن وهي تتجه بنظرها الى الباب حيث كان‬
‫يقف آلبرت وعيناه تنطقان بالغضب الشديد‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬كانت تعلم بأن مجيء آلبرت الى فرنسا لن ينتهي على خير وأنهما سيصالن في نهاية‬
‫المطاف الى هذه المواجهه الشرسه‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ،‬لقد جاء الوقت أخيرا ً‪..‬‬
‫ستعرف اآلن كيف تُخرسه الى األبد!‬

‫‪Part End‬‬

‫بعد م قرأتوا البارت حابه أعطيكم خبريه سيئه‪..‬‬


‫ترى البارت الرابع اللي بعد هذا لسى م إكتمل ومستحيل أقدر أكمله قبل ال يجي يوم نزله بكره‬
‫‪..‬‬
‫صحيح قلت لكم حأنزل ست بارتات وكان هذا الكالم أيام رمضان وذكرته باإلنستا لكن تفاجأت‬
‫بالعيد اللي حرفيا ً م خلص عندنا غير يوم أمس لذا م مداني أكتب أي شيء والبارتات الثالث‬
‫هذه اللي نزلت كنت مخلصتها برمضان لذا عطوني هاألسبوع فرصه ‪ ,‬أول م أخلص كتابة‬
‫بارت حأنزله ‪ ,‬يعني مثالً بكره حأرد على ردودكم بعدها حأعطيكم موعد البارت الجاي ‪ ,‬حاليا ً‬
‫بأجلس أكمله فيمكن ينزل لكم خالل يوم أو يومين فأصبروا علي ‪ ,‬أوعدكم الثالث بارتات‬
‫الباقيه حتنزل لكم كامله قبل ال يجي األربعاء الجاي بإذن هللا تعالى ألني فاضيه طوال هذه‬
‫األيام بإستثناء زواج حأحظره بعد يومين لذا إن شاء هللا يمديني‬

‫كونوا بخير~‬
‫‪Part 27‬‬

‫"المرأة فخ نصبته الطبيعه"‬


‫‪-‬فريدريك نيشيه‪-‬‬

‫دفعتُه بعيدا ً عنها تقول‪ :‬إن كُنتَ نادما ً بالفعل فإفعلها بدالً من قولها ‪ ،‬إذهب اآلن الى عمك‬
‫واجثو على ُركبتيك طالبا ً الصفح فإن صفح عنك هذا يعني بأني قبِلتُ إعتذارك لذا إفعلها بشك ٍل‬
‫جيد‪..‬‬
‫فتح فمه يقول بهدوء مليء بالغضب‪ :‬توقفي عن تسييره كما تُريدين وكأنه لعبه بين يديك‪..‬‬
‫إتسعت عينا فرانس بصدمه بينما لم يرف لها أي جفن وهي تتجه بنظرها الى الباب حيث كان‬
‫يقف آلبرت وعيناه تنطقان بالغضب الشديد‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬كانت تعلم بأن مجيء آلبرت الى فرنسا لن ينتهي على خير وأنهما سيصالن في نهاية‬
‫المطاف الى هذه المواجهه الشرسه‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ،‬لقد جاء الوقت أخيرا ً‪..‬‬
‫ستعرف اآلن كيف تُخرسه الى األبد!‬
‫تقدم آلبرت منها وأكمل قائالً‪ :‬لقد كُنا ُمجتمعين ليلة البارحه ‪ ،‬كان يُمكنك قول ما تُريدينه هناك‬
‫ال أن تنفردي به لوحده وتأمريه بهذه الطريقه!‬
‫جينيفر بتعجب‪ :‬لما أشعر وكأنك تُهاجمني بكالمك ؟ هل إقترفتُ أي خطأ ؟‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬أنا أُحافظ على هذه العائله قدر ال ُمستطاع وأُحاول إصالح كُل المشكالت كي‬
‫ال تتفاقم الى ماال يُحمد عُقباه‪..‬‬
‫توقف أمامها يقول بهدوء‪ :‬نصف هذه المشاكل جميعُنا نعرف من ُمفتعلها!‬
‫جينيفر‪ :‬أعلم ولهذا أنا أطلب من فرانس أال يستمر بعناده وأن يعتذر عن أغالطه فليس من‬
‫ُمصلحته أن يُعادي عمه فمستقبله هكذا سيتهاوى وسيصـ‪...‬‬
‫ت أكثر من يُسبب ال ُمشكالت بهذه‬ ‫ت ال فرانس !! أن ِ‬ ‫غضب آلبرت وقاطعها قائالً‪ :‬أقصدُك أن ِ‬
‫العائله!‪..‬‬
‫ظهر التعجب على وجهها تقول‪ :‬عن ماذا تتحدث ؟ عن أي ُمشكالت تقصد ؟‬
‫ت تعرفينها‪..‬‬‫آلبرت‪ :‬أن ِ‬
‫جينيفر‪ :‬كال ‪ ،‬أخبرني عنها من فضلك‪..‬‬
‫إنزعج من أسلوبها فإبتسمت على ردة فعله وقالت‪ :‬أرأيتَ كيف تستمر دائِما ً بإتهامي دون أي‬
‫أدله ؟ يبدو بأن القصص الدارجه عن الزوجه الثانيه وعن كونها شيطانيه شريره جعلتك‬
‫ي كعدو وحينها ستختفي جميع أوهامك وسترى‬ ‫تُعاديني منذ ِصغرك ‪ ،‬فقط كُف عن النظر إل ّ‬
‫األمور على حقيقتها‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ليست كُل الجرائم تُخلف أدله!‬
‫تقدمت منه خطوه تقول‪ :‬نعم ُمحق ولكن أنت لم تتهمني بواحده أو إثنتين ‪ ،‬أنت تتهمني‬
‫بإفتعال نص مشاكل هذه العائله ! أيُعقل أن وال وحده من هذه المشاكل ال تمتلك دليالً ؟‬
‫تكتفت وأكملت‪ :‬حسنا ً دعنا نتحدث عن أكبر مشكلةً حدثت حاليا ً وهو ما فعله فرانس في حفلة‬
‫ريكس‪..‬‬
‫نظرت الى فرانس وأكملت‪ :‬أجبني فرانس ‪ ،‬هل كان أنا من طلب منك أن تقول ذلك الكالم ؟‬
‫صمت فرانس للحضه وهو يُشيح بوجهه عنهما قبل أن يُجيب بهدوء‪ :‬كال‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬هل كان أنا من زودك بمعلومات عن أخطاء ريكس ؟‬
‫فرانس‪ :‬كال‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬هل أصالً تحدثتُ معك بخصوص الحفله باألمس أو باأليام السابقه ؟‬
‫فرانس بنفس الهدوء‪ :‬كال‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬ماذا كانت ردة فعلي تجاه ما فعلتَه ؟‬
‫لم يُجيب فعاودت النظر الى آلبرت تقول‪ :‬سأُجيبك أنا ‪ ،‬لقد صفعتُه ‪ ،‬لقد أخطأ وقد عاتبتُه على‬
‫أخطائه وطلبتُ منه اإلعتذار ‪ ،‬أجبني ‪ ،‬ما الخطأ الذي فعلتُه ؟‬
‫ضاقت عينا آلبرت وهو ال يزال منزعجا ً منها فقالت‪ :‬دعني أُخ ّمن ‪ ،‬أنت ال تزال غاضبا ً من‬
‫قرارات عمك ولهذا تتخبط بإتهاماتك ُهنا وهناك دون أي أدله صحيح ؟‬
‫آلبرت‪ :‬أعلم بأن لك يد في قراراته المجنونة هذه‪..‬‬
‫جينيفر بدهشه‪ :‬رجاءا ً إرحمني ! هل ألني وافقتُه على قراره أصبح لي يد في تحريضه ؟!! أنا‬
‫أرى قراره صحيح ! ريكس يستحق وفوق كُل هذا هو اإلبن الشرعي له ‪ ،‬نعم منذ زمن تمنيتُ‬
‫لو كان إدريان ولكن إدريان كبُر وهو يهوى مجاالً آخر بعيدا ً عن التجاره لذا هو ال يستحق‬
‫ولستُ من األمهات األنانيات الالتي يريدن ألبنائهم كُل شيء حتى لو لم يستحقوا ذلك لذا‬
‫أرجوك كف عن ذلك ! أولستم تُحبون والدة ريكس كثيرا ً على الرغم من كونها زوجه سيئه‬
‫ومجرمه ؟!!! أولستم تكرهونني حتى اآلن ألني أتيتُ زوجة لعمكم بدالً عنها ؟ لما إذا ً ال أرى‬
‫حبكم هذا ؟ لما ال تتمنون الخير لإلبن الوحيد لتلك الروسية التي يعشقها جميع العائله ؟!! لقد‬
‫كُنتُ أتوقع أن توافقوا عمكم في رأيه ولكن أنا حقا ً مصدومه!‬
‫إنزعج آلبرت وقال‪ :‬هذا ليس موضوعنا اآلن ‪ ،‬دعينا نتحدث بخصوص فرانس وحسب‬
‫وأتركي ريكس ووالدته جانبا ً فال دخل له في موضوعنا‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬كال بل له دخل فسبب مزاجك السيء هو ألن عمك إختاره بدالً منك‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬هذا ليس السبب‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬كف عن إنكار ماهو واضح‪..‬‬
‫إنفعل آلبرت وصرخ في وجهها‪ :‬قُلتُ بأنه ليس السبب!!!‬
‫إبتسمت ولم تُعلق فإنزعج وندم على إنفعاله ال ُمفاجئ والذي لن يدل إال على أن ما إنفعل ألجله‬
‫هو السبب بالفعل فال أحد سيصرخ على أمر ال يهمه‪..‬‬
‫تحدثت وقالت‪ :‬حسنا ً هو ليس السبب ‪ ،‬إذا ً ما الذي تُريد قوله ؟ لقد سألتُك سابقا ً عما إن كان‬
‫طلبي لفرانس باإلعتذار خاطئا ً أو ال ولم تُسمعني إجابتك إذا ً ماهو الشيء الذي تُريده بالضبط‬
‫؟‬
‫بقي آلبرت هادئا ً لفتره ورمى نظرةً سريعه لفرانس الذي ال يزال على نفس وقفته مشيحا ً‬
‫بوجهه بعيدا ً عنهما‪..‬‬
‫عاود النظر الى جينيفر وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ال تقتربي من فرانس مجددا ً‪..‬‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬لم أفهم معنى كالمك ‪ ،‬أوضحه لي‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ال تقتربي من فرانس مجددا ً ‪ ،‬جمله واضحه ال أضن بأنها تحتاج الى شرح‪..‬‬
‫صمتت للحضه بعدها سألت‪ :‬فرانس هو شقيقك ولهذا ال تُريد لزوجة عمك أن تقترب منه ؟‬
‫آلبرت‪ :‬نعم‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره ليست بالقصيره بعدها إلتوت شفتيها بإبتسامه مستفزه تقول‪ :‬حسنا ً ‪،‬‬
‫هال رحلتَ أنت وإخوتك ؟‬ ‫هذا منزل زوجي لذا ال أُريد ألبناء أخيه اإلقترب منه ‪ّ ،‬‬
‫ضاقت عيناه لوهله فقالت‪ :‬أوليس الطلبان متشابهان فلما تستنكره ؟‬
‫آلبرت‪ :‬ال أضن لك األحقيه بأن تُقرري بأمر ليس ملكك!‬
‫جينيفر‪ :‬لما ؟ هل فرانس ملكك ؟‬
‫شد على أسنانه فأكملت‪ :‬مثلما تتكلم أنت نيابةً عنه أنا أيضا ً أتكلم نيابة عن زوجي ‪ ،‬هذا‬
‫شقيقك وهذا زوجي ‪ ،‬كُل شيء متشابه فلما كالمك هو المنطقي وأنا ليس كذلك ؟‬
‫ت أفسدتي أخي كثيرا ً !! هذا هو‬ ‫تحدث وهو يشد على أسنانه‪ :‬أنا لم أفسد هذا المنزل بينما أن ِ‬
‫الفرق!‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬أنت غريب يا آلبرت ‪ ،‬نعم أنا من إعتنى به ‪ ،‬بعيدا ً عن رأيك فيما كان إعتنائي‬
‫جيدا ً أو سيئا ً أال ترى بأنه على األقل لم أتخلى عنه وأختار السفر ألجل مستقبلي فحسب ؟‬
‫إتسعت عيناه بدهشه فأكملت‪ :‬تهمله لتركض خلف مصالحك وبعدها تأتي في نهاية المطاف‬
‫وتنتقد بكل بجاحه تربيتي وتعليمي له!‬
‫تجاوزته تقول ببرود‪ :‬أخشى بأن الشخص الفاسد ُهنا هو أنت يا آلبرت‪..‬‬
‫إلتفت إليها يقول بحده‪ :‬كال فأنا‪...‬‬
‫قاطعته بحده‪ :‬أنت ماذا ؟ أنت الذي أهمل أخوته الصغار بعد وفاة والدهم وإهتم فقط بالسمعة‬
‫والشهره وركض بحثا ً عنها !! أنت الذي لم تُحرك ساكنا ً ولم تعترض ُمطلقا ً عندما طلب عمك‬
‫مني أن أكون أنا من يهتم بفرانسوا ويعلمه أصول التجاره والعمل !! أنت من تملي أوامرك‬
‫على هذا وذاك ولم تهتم مطلقا ً بما يُريدونه هم !! أنت من غضب على فرانس مرارا ً وتكرارا ً‬
‫على أخطائه ولم تهتم ولو لمره أن تعرف السبب خلف فعله لهذا بل أيضا ً كاألمس تسمع عمك‬
‫يوبخه ويُعاقبه وأنت تقف ُمتفرجا ً ال تُحرك أي ساكن !!! أبعد كُل هذا تأتي في األخير وتقول‬
‫توقفوا عن اإلعتناء بأخي ؟ تتخلى عنه وتُريد من اآلخرين أن يتخلوا عنه أيضا ً ؟ رجاءا ً‬
‫آلبرت إذهب لغرفتك وفكر قليالً بمساوئك وستعرف بأنك ال تستحق أن تمتلك أخوه كفرانس‬
‫والبقيه!‪..‬‬
‫بعدها غادرت وأغلقت الباب خلفها وآلبرت مصدوم بشده من كالمها!!‬
‫هي ال ُمخطئه تماما ً وهو يعي هذا ولكن‪...‬‬
‫كيف أصبح هو ال ُمخطئ ؟‬
‫كيف أصبح اللوم كُله يقع على عاتقه ؟‬
‫هل حقا ً كالمها صحيح أم ماذا ؟‬
‫نظر فرانس إليه قليالً بعدها قال‪ :‬أنتَ فقط تكرهها منذ البداية بدون سبب‪..‬‬
‫نظر آلبرت إليه فأكمل فرانس‪ :‬لكن صدقني ‪ ،‬هي الوحيدة التي تعرف ما أُريد ووعدتني بأن‬
‫تُحقق لي ذلك ‪ ،‬أنت لم تفعل قط‪..‬‬
‫شد على أسنانه وأكمل‪ :‬سئمتُ من مصطلحاتكم هنا !! كُلنا عائله ولكن الكُل يكره اآلخر‬
‫ويسعى ألن يكون أفضل منه ! حتى أنت سافرت ألجل ذلك ! استيال أيضا ً ‪ ،‬إدريان وإليان‬
‫والجميع هنا يكره من هم ليسوا أشقائه!!‬
‫تقدم من آلبرت وأكمل‪ :‬جينيفر على األقل عندما تفعل شيئا ً تفعله بوضوح ولمصلحتها هي ! لم‬
‫تتعذر مثلكم بإسم العائله لتصبحوا مثاليين ! لديها الكثير من العيوب ولكنها لم تغلفها كما تفعل‬
‫أنت‪..‬‬
‫آلبرت بحده‪ :‬ألهذه الدرجة غسلت دماغك ؟!!‬
‫فرانس بغضب‪ :‬أرأيت ؟!! حتى كالمي الخاص تعتبره غسيالً للدماغ ! لما ؟ ألستُ بشرا ً أملك‬
‫قراراتي وآرائي الخاصه ؟!! إني اآلن نادم ألنك يا أخي العزيز كُنتَ أحد أسبابي التي جعلتني‬
‫أُفسد هدف عمي ! ليتني لم أفعل شيئا ً ال ألجلك وال ألجل أحد!!‬
‫بعدها إلتفت وغادر هو اآلخر وآلبرت يراقبه بغضب شديد‪..‬‬
‫فجأه بدأ يشعر وكأنه أحمق مغفل ال يستطيع أن يفعل شيئا ً‪..‬‬
‫لقد كان على ثقة بأن زوجة عمه سيئه وبأنها تستغل فرانس لمصلحتها وأنه عليه أن يوقف‬
‫هذا‪..‬‬
‫واآلن بدأ يشعر بأنه هو السيء ألنه ال يفهم أي شيء بوضوح مطلقا ً‪..‬‬
‫من الذي جعل فرانس هكذا ؟‬
‫هل ألن هذه هي شخصية فرانس ؟‬
‫أو ألن جينيفر جعلت منه غريبا ً وفاسدا ً هكذا ؟‬
‫أم أنه بسبب تركه إياه خلفه تغير ؟‬
‫لحضه ‪...‬‬
‫هل تغير أصالً أو أن هذه هي شخصيته منذ البدايه ؟‬
‫بدأ يشعر بأن عقله فارغ وبأنه ال يعرف فرانس بتاتا ً وكأنه فرد غريب عن عائلته!‬
‫هل حقا ً ‪ ....‬يستحق بأن يكون هو األخ األكبر ؟‬
‫تقدم وجلس على كُرسي ووضع رأسه بين يديه ينظر الى األرض بهدوء هامساً‪ :‬جينيفر إمرأه‬
‫مخيفه ‪ ،‬تفعل األخطاء ولكن بمنطقيه تامه لذا عندما تواجهها ينقلب كُل شيء ضدك!‬
‫أغمض عينيه وأكمل بذات الهمس‪ :‬ولكن هل إنقلب كُل شيء ضدي أم أني بالفعل منذ البداية‬
‫كُنتُ ال ُمخطئ ؟ هل أنا أناني كما تقول ؟‬
‫شد على أسنانه وهو يتذكر ردة فعله على كالم عمه عندما قرر بأن يُخلف ريكس كُل شيء‪..‬‬
‫إنه حتى ذهب ليبحث عن أدله توضح ريكس على حقيقته!‬
‫لقد فعل المستحيل ألجل أن يخلف هو العائله‪..‬‬
‫لقد تخلى عن عائلته ألجل هذا!‪..‬‬
‫هو لم يهتم بأحد منهم إهتماما ً حقيقيا ً!!‬
‫حتى فرانس إنقلب الى شخص آخر بسبب إهماله له!‬
‫إبتسم وهمس بهدوء‪ :‬هي ُمحقه ‪ ،‬يبدو بأني أنا الشخص الفاسد في هذه العائله‪..‬‬

‫بينما دخل فرانس غرفته وإتكأ على الباب بعد إغالقه‪..‬‬


‫مر في رأسه وجه آلبرت المصدوم من كالمه‪..‬‬
‫شد على أسنانه وإنزلق جالسا ً القرفصاء وهو يضغط على رأسه قائالً بهمس‪ :‬يالي من سيء‬
‫! أنا أكره نفسي حقا ً!‬

‫***‬
‫‪Paris‬‬
‫‪10:24 pm‬‬

‫إشترت هذه المرأة ذات العشرون عاما ً بعضا ً من المقرمشات وخرجت من المتجر متكئه على‬
‫الجدار وتتناول أعواد البطاطا المقرمشه وعيناها مصوبتان الى بقعه بعيده بعض الشيء‪..‬‬
‫كانت تتميز بصبغة شعر ُملف ٍة للنظر حيث كانت تتراوح ما بين اللون األحمر والوردي وقصير‬
‫الى كتفيها‪..‬‬
‫سترة جلديه بنية اللون ال يتجاوز طول أكمامها عن الكتف وبنطال أسود ببوت بني طويل‪..‬‬
‫الحزام الحديدي والوشم على كتفها اليسرى وتلك األساور الحديده والسوداء على معصمها‬
‫جعلتها تبدو إما فرد من عصابات الشوارع أو مغنية في فرقة روك‪..‬‬
‫وفي الحقيقة كانت فرد من العصابه ولكن ليست من عصابات الشوارع بل تنتمي لذات الفرقة‬
‫التي تعمل تحت إمرة موريس‪..‬‬
‫تلك الطفله المحتجزه نينا قد سمحوا لها بالهرب وبالفعل قارب هروبها على إتمام خمس‬
‫ساعات وهي اآلن ُمكلفه ب ُمراقبتها من بعيد‪..‬‬
‫فتحت فمها تهمس بملل‪ :‬لما منذ هروبها وهي مختبئه ؟ لما ال تذهب ُمباشرةً الى أختها أو‬
‫الشخص الغامض الثالث وتُريحنا!!‬
‫وضعت السماعات في أذنيها وشغلت الموسيقى وعيناها ال تزاالن تراقبانها من بعيد‪..‬‬
‫مرت ساعة من الوقت قبل أن تتفاجئ الفتاة وبدأت تشيح بنظرها الى جهة السوبر ماركت‬
‫عندما وقفت نينا ووجهت آنظارها إليها‪..‬‬
‫ماذا ؟ هل كشفتها ؟!!‬
‫كال مستحيل فهي طفله!!‬
‫ولكن حتى األطفال ال يُمكن أن تفلت من مالحظاتهم السريعه!‬
‫سحقا ً !! لقد كانت هي من تطوعت وطلبت من موريس أن تتم المهمه وحدها!!‬
‫من العار أن تُكشف بهذه السرعه!!‬
‫بدأ العرق يتصبب من جبينها وهي تتظاهر بعدم المبااله وتلعب بالعلك في فمها بينما نينا كانت‬
‫تتجه نحوها ُمباشرةً‪..‬‬
‫زاد القلق وهي تقترب منها خطوة خطوه ولم تعد تدري هل تفر هاربه أو تُمسك بها اآلن‬
‫وتُعيدها الى المنظمه تحت أي عذر سخيف!‬
‫كادت أن تسقط أرضا ً عندما حدثتها نينا قائله‪ :‬يا آنسه‪..‬‬
‫إعتدلت في وقفتها ونظرت الى نينا تقول وهي تكتم توترها جيداً‪ :‬ماذا هناك ؟‬
‫ت تقفين هنا منذ ساعات كثيره ‪ ،‬لماذا ؟‬ ‫ترددت نينا قليالً بعدها قالت‪ :‬أن ِ‬
‫سحقا ً !! بالفعل الحظت!‬
‫ولكن لحضه!‬
‫لقد أتت وسألتها ‪ ،‬أال يعني هذا بأنها لم تشك بها كفرد من المنظمه ؟‬
‫نعم ‪ ،‬البد من أنه كذلك فلو كانت تشك لكانت فرت هاربه ولم تتقدم منها مطلقا ً‪..‬‬
‫جيد ‪ ،‬يمكنها السيطرة على األمور اآلن‪..‬‬
‫ولكن ماهي الكذبة التي عليها أن تقولها لها ؟‬
‫أجابتها‪ :‬تشاجرتُ مع عائلتي لذا تركت المنزل‪..‬‬
‫نينا‪ :‬إذا ً ال تعلمين ماذا تفعلين اآلن ؟‬
‫الفتاة‪ :‬كال ‪ ،‬فقط أدور في الشوراع بدون هدف وال أنوي حتى أن أعود ‪ ،‬ليس اليوم على‬
‫األقل‪..‬‬
‫ت مثلي!‬ ‫نينا بدهشه‪ :‬وااه ‪ ،‬أن ِ‬
‫الفتاة في نفسها‪" :‬ماذا ؟ هل ستستمر بالتحاور معي ؟ هي هاربه من منظمه لذا أوليس عليها‬
‫أن تذهب الى أقربائها بدالً من التحدث الى الغرباء في الشارع ! الى أي حد هي غريبه ؟"‬
‫نينا‪ :‬ما إس ُمك يا آنسه ؟‬
‫ترددت الفتاة قليالً فلم تعرف هل تقول إسمها الحقيقي أن تكذب عليها ؟‬
‫أجابتها‪ :‬ريتا‪..‬‬
‫نينا‪ :‬إس ُمك لطيف ‪ ،‬إسمي نينا‪..‬‬
‫إكتفت ريتا بإبتسامه سريعه لتقول بعدها في نفسها‪" :‬حسنا ً ‪ ،‬ماذا بعد ؟ لما تأتي إلي من‬
‫األساس ؟ متى ستذهب الى أحد معارفها وتُريحني ؟ وأيضا ً هل بالفعل توجد طفله تختار‬
‫التعارف على اآلخرين بينما تطاردها منظمه ؟ أتُعاني من خلل ما في وظائفها الدماغيه ؟"!!‬
‫ت ُمتفرغه‬ ‫ت من عائلتك كما تقولين فهل أن ِ‬ ‫ترددت نينا قليالً بعدها قالت‪ :‬آنسه ريتا ‪ ،‬لقد هرب ِ‬
‫إذا ً ؟‬
‫تعجبت ريتا وقالت‪ :‬نعم ‪ ،‬ربما‪..‬‬
‫صمتت نينا قليالً بعدها قالت‪ :‬إذا ً ‪ ....‬هل ال بأس لو رافقتك قليالً ريثما تنشغلين أو تعودين الى‬
‫منزلك ؟‬
‫دُهشت ريتا من طلبها ‪ ،‬ألهذا السبب أتت وتعرفت عليها ؟‬
‫بقيت صامته لفتره قبل أن تهمس في نفسها‪" :‬لحضه ‪ ،‬لقد طرأ على بالي خطة جيده ‪،‬‬
‫سأُرافقها وأجعلها تثق بي وتُحدثني عن أهلها ! نعم تبدو خطه جيده ستجلب نتائج ُمبهره من‬
‫دون ريب"!!‬
‫ت من عائلتك أم طردوك هم ؟‬ ‫رسمت ريتا وجها ً حزينا تقول‪ :‬لما ؟ هل هرب ِ‬
‫ترددت نينا قليالً بعدها قالت‪ :‬لقد هربت‪..‬‬
‫ت جائعه ؟ ما رأيُك لو تناولنا العشاء معا ً ؟‬ ‫إبتسمت ريتا تقول‪ :‬ال بأس ‪ ،‬هل أن ِ‬
‫دُهشت نينا وقالت بسرعه‪ :‬كال كال ال بأس ‪ ،‬أنا فقط أخاف المنطقه فلقد تعرضتُ للسرقه‬
‫مرارا ً لذا أردتُ البقاء مع شخص بالغ ‪ ،‬ال أشعر بالجوع وال يجب عليك أن تصرفي أموالك‬
‫علي فأنا‪...‬‬
‫أمسكتها ريتا من يدها وسحبتها معها تقول‪ :‬ههههه يالك من طفلة خجوله ‪ ،‬لنتناول العشاء‪..‬‬
‫وأكملت بعدها في داخلها بإشمئزاز‪" :‬سحقا ً ! عضوة عصابه تعمل كجليسة أطفال !! هذا ما‬
‫كان ينقُصني"‬
‫في حين إبتسمت نينا وهي تنظر الى ريتا وقالت في نفسها‪" :‬إنها لطيفه ‪ ،‬كأُختي تماما ً‪" ..‬‬

‫***‬

‫‪11:46 pm‬‬
‫رشفت آليس القليل من القهوة الساخنه وهي تجلس على األريكة واللحاف الثقيل يُغطيها‬
‫بالكامل فالجو هذه الليله بار ٌد للغايه والثلج يهطل في الخارج كما هو واضح من الباب‬
‫الزجاجي الذي يفتح على شرفةً صغيرة بالخارج‪..‬‬
‫تنهدت وعيناها ُمعلقتان على التلفاز بينما عقلها يسترجع كلمات تلك المرأة الغريبه التي من‬
‫دون سابق إنذار ظهرت في وجهها وأخبرتها عن كون والدها ميت‪..‬‬
‫الشرطة تُالحقها‪..‬‬
‫والمنظمة تُالحقها‪..‬‬
‫وفي األخير تكتشف أن والدها ميت‪..‬‬
‫لما األحداث السيئه تستمر بالظهور ؟‬
‫لما حياتها يوما ً عن يوم تُجبرها على إتخاذ قرار اإلنتحار!‬
‫بدأت تشك اآلن بأنها ربما هي من ألقت بنفسها أمام سيارة ريكس كي تموت!‪..‬‬
‫نعم هذا إحتمال وارد فمامن شخص طبيعي سيتحمل العيش بهذه الطريقه!‬
‫ُكالً من العدالة والشر يالحقانها وحتى رب عائلتها متوفي!!‬
‫حتى فضولها تجاه السبب لم يعد يهمها اآلن ألنها تعرف بأن هذا لن يزيدها إال تعاسه!‬
‫همست لنفسها‪ :‬هل أم ِلكُ دافعا ً للعيش اآلن ؟ ال أضنني كذلك‪..‬‬
‫أغمض عينيها بهدوء وبدأ عقلها يغوص بالظالم شيئا ً فشيئا ً حتى أفزعها صوت جرس‬
‫المنزل‪..‬‬
‫أمسكت بكوبها فورا ً فقد كاد أن يسقط من بين يديها بينما هي تهوي الى النوم‪..‬‬
‫وضعته على الطاوله وفركت عينيها قبل أن تقف تاركةً اللحاف في مكانه وتتقدم بهدوء من‬
‫الباب‪..‬‬
‫رفعت رجلها لترى من يطرق في مثل هذا الوقت المتأخر فلقد قاربت الساعه على الوصول الى‬
‫منتصف الليل‪..‬‬
‫دُهشت عندما رأت بأنه ريكس الذي يقف في الجهة األُخرى‪..‬‬
‫لماذا هو هنا ؟!!!‬
‫ما الذي أصالً قد يجعله يأتي إليها بنما لم يعرها أي إهتمام في السابق حتى في آخر مره‬
‫عندما طلبت حمايته من أخ فرانس ؟!!‬
‫هل تفتح الباب أم ماذا ؟‬
‫ال يوجد سبب يدفعها الى فعل ذلك ولكن التساؤل عن سبب وجوده هنا ال يكف عن التبادر الى‬
‫ذهنها‪..‬‬
‫شدت على أسنانها وقررت عدم الفتح ‪ ،‬لن تكون في موقف ضعيف وتقابله وهو الذي يستمر‬
‫بإزعاجها يوما ً بعد يوم‪..‬‬
‫عادت الى مكانها وجلست على األريكة ضامةً رجليها الى صدرها وغطت جسدها باللحاف‬
‫تنظر الى التلفاز متجاهله ما يحدث‪..‬‬
‫عاودت النظر الى الباب عندما لم تسمع رن الجرس منذ خمس دقائق ‪ ..‬يبدو بأنه فقد األمل‪..‬‬
‫همست‪ :‬هذا أفضل ‪ ،‬عد خائبا ً الى منزلك ونم وأنتَ تشعر بالغيض الشديد لدرجة أن يف ّجر ذلك‬
‫قلبك وتموت‪..‬‬
‫همس بهدوء‪ :‬هل تملكين كل هذا المقدار من الكُره تجاهي ؟‬
‫إتسعت عيناها من الصدمه وإلتفتت الى الجهة الثانيه لتراه قد دخل بكل وقاحة من الشرفة‬
‫الصغيرة‪..‬‬
‫هل هو جاد ؟!!‬
‫ال بل هل هو لص أو سارق حتى يتصرف مثلهم ؟!!!‬
‫فتحت فمها فورا ً للصراخ لكنه قاطعها قائالً ببرود‪ :‬سأُعطيك عنوان دانييل إن أطبقتي فمك‬
‫اآلن‪..‬‬
‫توقفت الكلمات في حلقها ال إيراديا ً حالما سمعت إسم دانييل ذلك الشاب الذي أتى قبل فتره‬
‫وكان جارا ً سابقا ً لها ويعرف كُل شيء عنها‪..‬‬
‫ثواني حتى شعرت بالغيض الشديد لكونها بشكل غير إيراديا ً إستمعت إليه وصمتت‪..‬‬
‫تقدم وجلس على إحدى األرائك قبل أن يبدأ الحديث قائالً‪ :‬ساسألك بضع أسئله وإن أجبتي‬
‫عنها سيكون ال ُمقابل هو عنوان ذلك الشاب األرعن‪..‬‬
‫شدت آليس على أسنانها قائله‪ :‬ال تشتمه فال أحد يتصف بهذا غيرك !!! أنت من أهانه في‬
‫تكتف بذلك بل طردته في المرة الثانيه ! لن أُسامحك على هذا طيلة حياتي‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫بادئ األمر ولم‬
‫ريكس‪ :‬ما نوع عالقتك مع فرانس ؟‬
‫غضبت من تجاهله لكالمها وبدئه في اإلستجواب فقالت‪ :‬ال شأن لك‪..‬‬
‫ت تعرفينه قبل فقدانك للذاكره ؟‬ ‫ريكس‪ :‬هل كُن ِ‬
‫آليس‪ :‬هل أنت مريض ؟ لما التناقض في سؤالك ؟ "تعرفينه قبل فقدانك الذاكره" ؟ فاقد‬
‫الذاكره يُسئل عن ما حدث بعد فقدانه لذاكرته ال عن قبلها !!!! رجاءا ً ُكن ذكيا ً ولو قليالً!‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬ال تضنني أحمقا ً فأنا أعرف بأنك إسترجعتي بعضا ً من ذكرياتك وهذا هو‬
‫سبب كرهك الال مبرر لي‪..‬‬
‫عقدت حاجبها بإستنكار فهي لم تفهم كالمه فقال‪ :‬البد من أني أُذكرك بشخص سيء في‬
‫ماضيك ولهذا كُلما رأيتني أظهرتي هذا الكره ‪ ،‬من السهل توقع هذا‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره وهي ال تدري هل هو أحمق أم يتظاهر بذلك ؟‬
‫همست له‪ :‬أبعد كُل ما فعلتَه بي تضن بأن سبب حقدي عليك يعود لكونك تشبه شخصا ً أنا‬
‫أكرهه ؟ لما ؟ وماذا مع كلمة "ال ُمبرر" ؟ هل أفعالك الدنيئة ال تراها مبررا ً للكره الى هذه‬
‫الدرجه ولهذا إستنتجت هذا اإلستنتاج ؟!‬
‫إبتسمت بسخريه تُكمل‪ :‬واااه ‪ ،‬هل يُمكن أن يوجد على هذه الكرة األرضية شخصا ً بهذا القدر‬
‫من الوقاحه ؟‬
‫ريكس‪ :‬واااه بالهتك تصدُمني ‪ ،‬أتمنى لو لمره تري األمور من منظورها الصحيح!‬
‫بعدها أكمل‪ :‬واآلن هال أخبرتني عن نوع عالقتك مع فرانس ؟‬
‫آليس بعناد‪ :‬لن أفعل لذا غادر منزلي قبل أن أصرخ وأُرسلك الى الحجز بتهمة اإلعتداء‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أال تُريدين عنوان منزل دانييل الذي شاجرتني من أجله ؟‬
‫إبتسمت بسخريه تقول‪ :‬أجل لم أعد أُريده وال أُريد أن أعرف المزيد عن نفسي لذا لم تعد تُفيد‬
‫رشوتك البالية هذه‪..‬‬
‫إبتسم فإختفت إبتسامتها متوتره فهو يبدو وكأنه يُخفي شيئا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬على أية حال غادر المنزل خالل ثالث ثواني ‪ ..‬واحد ‪ ،‬إثنين‪.....‬‬
‫ريكس‪ :‬إذا ً أيعني هذا أنك لم تعودي تُريدين عنوان منزلك الحقيقي أيضا ً ؟‬
‫توقفت عن العد تنظر إليه بريبه وهي ال تعلم هل ما يقوله هو إستدراج أم ماذا!‬
‫ريكس‪ :‬أال تشعرين بالفضول لكي تعرفي عن عائلتك وعن وضعها الراهن ؟‬
‫شعرت بشيء من الخوف يخرج من جوفها ولم تعد تدري هل يقول الحقيقه أم ال ولكن المؤكد‬
‫أنها خائفه للغايه من سماع كالمه‪..‬‬
‫تحدثت بنبر ٍة متردده‪ :‬أخبرتُـ ـك بأنه لم يـعد يُهمني شيء ‪ ،‬غادر!‬
‫لم يفتح فمه بكلمه وبقي ينظر إليها فزاد الخوف بداخلها وهذا ما جعلها تفقد أعصابها وتقول‪:‬‬
‫غــــادر!!‬
‫لم يُظهر أية ردة فعل وبقي على حاله تماما ً فعضت على شفتيها قبل أن تصرخ‪ :‬أعلم !!!‬
‫والدي ميت ‪ ،‬لقد قُتل !!! ما سمعتُه يكفيني ‪ ،‬ال أريد سماع أي شيء آخر !!!! إرحمني!‬
‫وبعدها بدأ جسدها باإلرتجاف لسبب تجهله في حين ريكس يراقبها بهدوء قبل أن تمر بضع‬
‫ُ‬
‫حيث‬ ‫دقائق لتهمس قائله‪ :‬ال عالقة غريبه تجمعني به ‪ ،‬فقط كان لطيفا ً معي وياخذني الى‬
‫أردت ‪ ،‬ال أعرف أكثر من هذا ‪ ..‬وأيضا ً لسبب ما كذب علي وأخبرني أنه صديق إدريان‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ومنذ متى ؟‬
‫آليس‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬منذ شهر ونصف تقريبا ً ولم أكتشف أنه كاذب سوى بحفلة ليلة أمس ولقد فر‬
‫مني حال إكتشافي لذلك ولم يعد يرد على ُمكالماتي ورسائلي ‪ ،‬هذا كُل شيء‪..‬‬
‫نظر إليها لفتره بعدها قال‪ :‬لم يصدر منه أي تصرف ُمريب ؟‬
‫آليس‪ :‬أبدا ً‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬لم أعد أملك أي أسئله ‪ ،‬بخصوص عائلتك‪....‬‬
‫قاطعته‪ :‬ال أريد معرفة شيء!‪..‬‬
‫رفع حاجبه من ردها ‪ ،‬لما إذا ً تجاوبت معه إن لم ترد معرفة شيء عنهم ؟‬
‫شدت على أسنانها وهي بنفسها ال تعلم ‪ ،‬الخوف بداخلها يزداد وجسدها ال يتوقف عن‬
‫اإلرتجاف‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ولكن هناك أمور هامه عليك معرفتها‪..‬‬
‫رفعت صوتها تقول‪ :‬أخبرتُك بأني لم أعد أُريد سماع شيء‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬عليك أن تسمعي‪..‬‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬ال أُريـــد!!‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً ال تأتي إلي ُمستقبالً تصرخين باكيه وتتهمينني بالقسوه‪..‬‬
‫أخرج من جيبه ورقه ورماها على الطاولة قائالً‪ :‬عنوان دانييل لو أردته ‪ ،‬قابليه وال تنسي أن‬
‫تُخبريه عن وضعك الراهن حسنا ً ؟ ال تنسي ذلك بتاتا ً!‬
‫بعدها إلتفت وخرج خارجا ً وهي تشعر بتردد كبير يسكنها لدرجة أن قدميها ترتجفان بشده‬
‫وتأبى اإلستماع لجسدها الذي يريد اآلن الخروج والركض خلفه ليسأله عن عائلتها‪..‬‬
‫تشعر بخوف ‪ ،‬قلبها يُخبرها بأن ما ستسمعه ليس جيدا ً على اإلطالق‪..‬‬
‫صراعات داخليه تجعلها ال تعرف ما الذي يتوجب عليها فعله اآلن!‬

‫أما ريكس فركب سيارته ونظر بعدها الى الورقة التي أخذها من آندرو قبل ساعتين وفيها‬
‫معلومات سريعة عن عائلة فينسنت‪..‬‬
‫رفعها ونظر الى العائله المكونه من أب وأم وإبنتان وجد وجده‪..‬‬
‫فقط ‪ ،‬ال أعمام وال أقارب لألم‪..‬‬
‫صغرى والكُبرى‪..‬‬ ‫والجميع كُتب أمام إسمه كلمة "ميت" بإستثناء الطفلتين البنت ال ُ‬
‫ست بأن ما ستسمعه غير سار بتاتا ً ولهذا‬ ‫رمى الورقه وشغل السياره قائالً‪ :‬إنها ُمخيفه ‪ ،‬أح ّ‬
‫بدأت برفضه وبشده‪..‬‬
‫***‬

‫‪24 juonyour‬‬
‫‪7:55 am‬‬

‫جلست على الكرسي واضعة حقيبتها بجانبها وهي تسأل صديقتها بهدوء‪ :‬أخبريني بكُل ما‬
‫أخذتموه بينما كُنتُ غائبةً باألمس‪..‬‬
‫تنهدت جيسيكا قائله‪ :‬ال شيء مهم حقا ً ‪ ،‬سأُعطيك المفكره لتنقلي المهم ‪ ،‬آه نعم الدكتور‬
‫جيمس طلب أن نختار إحدى النقاط السبع في محاضرة األمس وأن نعمل بحثا ً عنها ويُسلم يوم‬
‫الخميس ‪ ،‬أي غدا ً‪..‬‬
‫مطت إليان شفتيها بإنزعاج قبل أن تسأل‪ :‬أي أحداث ُمهمه خارج نطاق الدراسه ؟‬
‫هزت جيسيكا رأسها قائله‪ :‬كال‪..‬‬
‫إليان‪ :‬حسنا ً هاتي مفكرتك ىأخبرني عن الدروس‪..‬‬
‫فتحت جيسيكا حقيبتها وحالما أخرجت ال ُمفكره تذكرت شيئا ً فإلتفتت الى إليان قائله‪ :‬باألمس‬
‫أتت الى فتاة ما وسألتني عنك ‪ ،‬الفتاة بدت مرتبكه و ُمستعجله للغايه ‪ ،‬لم أُخبرها عن كونك لم‬
‫تحضري بل قُلتُ لها ال سبب يدفعني لإلجابة على إستفسارات الغُرباء ففاجئتني بقولها أنها‬
‫تعرفك وقد حددت موعدا ً معك ولكنك أخلفتِه وهي بحاج ٍة الى محادثتك قريبا ً ‪ ..‬أُضطررت‬
‫إلخبارها عن تغيبك فإسود لونها ثم إلتفتت وغادرت دون قول شيء ‪ .....‬هل حقا ً تعرفين فتاةً‬
‫كهذه ؟‬
‫سحبت إليان المفكره من يدها تقول‪ :‬معجبة أُخرى تُريد التودد إلي ‪ ،‬كُل من أعرفهم تعرفينهم‬
‫ت لذا ما كان عليك إجابتها عن شيء‪..‬‬ ‫أن ِ‬
‫هزت جيسيكا كتفها تقول‪ :‬بدت لي وكأنها حقا ً تمتلك شيئا ً لقوله وليست فتاة أخرى تُريد فقط‬
‫ُمصادقتك‪..‬‬
‫تجاهلت إليان كالمها وفتحت على الصفحات األخيره المكتوبه قبل أن تعقد حاجبها وتنظر إلى‬
‫جيسيكا‪..‬‬
‫جيسيكا بتعجب‪ :‬مابك ؟‬
‫إليان‪ :‬لقد تذكرت ‪ ،‬أجل هناك فتاة واعدتُها على ُمقابلتها نهاية الدوام ولكني أخلفتُ وعدي‬
‫عن غير قصد ‪ ،‬غريب ‪ ....‬هل األمر هام الى درجة بحثها عني حتى اآلن ؟‬
‫جيسيكا‪ :‬حسنا ً ‪ ....‬ال أحد يكون ملحا ً هكذا مالم يكن السبب جادا ً‪..‬‬
‫رفعت إليان حاجبها قليالً بعدها بدأت تكتب الملخص وهي تتسائل عما تريده فتاة غريبة منها‬
‫هي بالذات!‬
‫بعدها بدقائق الحظت بأن جيسيكا متردده وكأنها تُريد قول شيئ ما‪..‬‬
‫تنهد وقالت وهي ال تزال تنقل الملخص‪ :‬ماذا بك ؟ قولي ما عندك‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬ههههه هل أحسستي ؟‬
‫صمتت بعدها للحضه ثم قالت‪ :‬اممم من هي الفتاة ؟‬
‫إليان‪ :‬أخبرتُك بأني ال أعرفها‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬كال أنا ال أسأل عن هذه‪..‬‬
‫إليان‪ :‬إذا ً عن من ؟‬
‫جيسيكا‪ :‬عن التي بدأ إدريان بمواعدتها‪..‬‬
‫إليان بسخريه‪ :‬ومن غيرها ‪ ،‬تلك المغنية البغيضه ‪ ،‬يبدو بأنهما أعلنا مواعدتهما للعلن ‪ ..‬ال‬
‫تسألي أسئله غبيه رجاءا ً‪..‬‬
‫جيسيكا بإنزعاج‪ :‬بل أنت ال تسخري مني فأنا جاده بسؤالي !! لو كانت ال ُمغنيه لما سألتِك ‪،‬‬
‫هيّا أخبريني ! البد من أنها إحدى معارفك ما دامت حظرت حفلة أخيك‪..‬‬
‫تعجبت إليان ورفعت رأسها عن ال ُمفكره قائله‪ :‬هي ‪ ،‬عن ماذا تتحدثين ؟‬
‫جيسيكا‪ :‬هيّا كُفي عن التغابي وأخبريني من تكون!‬
‫إليان‪ :‬أنا جاده !! عن ماذا تتحدثين ؟‬
‫تعجبت جيسيكا من كالمها ‪ ،‬هل بالفعل لم تسمع عن األمر ؟‬
‫جيسيكا‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إنتظري‪..‬‬
‫أخرجت هاتفها النقال وفتحت على إحدى مواقع أخبار الفنانين تقول‪ :‬أنظري ‪ ،‬هناك العديد من‬
‫الصور وهو يخرج برفقتك أنت وهي من إحدى صالونات الشعر الشهيره ‪ ،‬وهنا يدخل القصر‬
‫ت متأخر لوحدهما ويغادران‬ ‫معها ‪ ،‬وهنا الطامه حيث صورهما وهما يخرجان من منزلكم بوق ٍ‬
‫بالسياره‪..‬‬
‫نزلت الى األسفل بالصفحه وأكملت‪ :‬وعلى حسب كالم الصحفي فلقد دخال الى منطقة مليئه‬
‫بالشقق ال ُمستأجره ولكنه لم يستطع أن يحدد أي مبنى قد دخاله‪..‬‬
‫نظرت الى إليان ُمكمله‪ :‬لهذا إنتشرت شائعات كونها حبيبته السريـ‪...‬‬
‫توقفت عن الكالم وهي ترى الدهشه العارمه على وجه إليان فقالت‪ :‬هيه ‪ ،‬إيلي ؟‬
‫مطت إليان شفتيها تقول‪ :‬أحمق !! كيف يوصلها الى شقتها بوقت متأخر من الليل ولوحده ؟!!‬
‫أال يكفي أن يجعل أحد السائقين يفعل ذلك ؟!!! هو يعلم بأن محبي الفضائح يالحقونه من مكان‬
‫الى آخر!!‬
‫جيسيكا‪ :‬إذا ً ‪ ...‬هل هي حقا ً حبيبته ؟‬
‫إليان بإنزعاج‪ :‬كال !! إنها ذات الفتاة التي أخبرتُك عنها ‪ ،‬المدعوة بآليس‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬آآه هذه هي أيضا ً‪..‬‬
‫صمتت قليالً بعدها قالت‪ :‬هل ذهب إدريان الى المؤسسة هذا اليوم ؟‬
‫إليان وهي ال تزال منزعجه من هذه األخبار‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬عليه أن يواجه الصحفيين بتبريرات ُمقتنعه وخاصةً أن معجبين كاتالين بدأوا بشتمه‬
‫في كافة مواقع التواصل!‬
‫رفعت إليان حاجبها تقول‪ :‬أولم يفعلوا سابقا ً عندما إستصغروه قائلين بأنه وقح ويريد ان‬
‫يتلصق بمحبوبتهم كاتالين وعليه أن يبتعد عنها وال يُحاول اإلقتراب منها ؟ ماذا اآلن ؟ ما‬
‫الذي يُريدونه أيضا ً!!‬
‫جيسيكا‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬يقولون أنه وقح حاول في البداية أن ينشر إشاعات كونه يواعد كاتالين‬
‫وعندما لم ينجح أراد إستفزاز المعجبين عن طريق مواعدته لفتاة أخرى‪..‬‬
‫إليان‪ :‬لهذا أكره عالم الفن !! معجبيه عبارة عن حفنة من السفلة الذي يبحثون في أتفه‬
‫األمور كي يطلقوا الشتائم ويثبتوا كون محبوبهم هو األفضل وأن من يضره هو وغد دنيء !‬
‫لقد بدأوا يصطنعون أسبابا ً سخفيه فقط ألنهم يكرهونه ! هذا كثييير!!!!‬
‫هزت جيسيكا كتفها وقالت‪ :‬على أية حال األدلة قويه وبدأ الصحفييون فضوليون اآلن‬
‫بخصوص هوية هذه الفتاه ويعتقدون بأنها إحدى معارفه ما دامت حظرت الى مناسبه خاصه‬
‫ال يحظرها سوى األقارب ومن يدعوهم رب األسرة فحسب!‬
‫أخرجت إليان هاتفها تقول‪ :‬سحقا ً ‪ ،‬عليه أن يوقفهم فليس من مصلحتنا أن يعرفوا هويتها‬
‫وسبب مكوثها عندنا ! يكفينا األحمق فرانس ‪ ،‬ال نريد المزيد من المشاكل!‬
‫ووضعت بعدها الهاتف على إذنها تنتظره يرد على إتصالها‪..‬‬

‫من جهة أُخرى‪..‬‬


‫كانت تجلس بهدوء تام أمام التلفاز وال زالت تفكر بالموقف الذي حدث باألمس‪..‬‬
‫والعجيب أنها ال زالت تشعر بالضياع وال تدري هل كان من الجيد ذهابه دون أن تدعه يخبرها‬
‫عن عائلتها أو كان هذا قرارا ً خاطئا ً ؟‬
‫بدأت بتناول الفطائر المحاله التي إشترتها قبل قليل من األسفل وعينيها على برنامج يعرض‬
‫في الثامنه عادةً عن أحدث أخبار المشاهير‪..‬‬
‫لقد أصبحت تشاهد التلفاز كثيرا ً من بعد حديث تلك الفتاة معها‪..‬‬
‫اليأس يتسلل الى داخلها شيئا ً فشيئا ً كلما تتذكر حديثها‪..‬‬
‫لقد كان من الصعب عليها أن تكون ُمطارده من العصابه ‪ ،‬واآلن إكتشفت أن الشرطة كذلك‬
‫تريدها ‪ ،‬وفوق كُل شيء سمعت خبر وفاة والدها‪..‬‬
‫هل تحزن ألجله ؟‬
‫أما تخاف من أولئك المجرمين الذي قد يجدوها ويقتلونها بأي لحضه ؟‬
‫او تقلق بشأن نوع الجريمة التي فعلتها وجعلت الشرطة تبحث عنها هكذا!‬
‫كُل شيء يتجه لألسوأ حقا ً‪....‬‬
‫عقدت حاجبها وبدأ عقلها يستوعب المشاهد التي كانت تُحدق بها منذ فتره‪..‬‬
‫أوليست هذه صورة إدريان بالتلفاز ؟‬
‫أولت الخبر سمعها لتتسع بعدها عينيها عندما بدأوا بعض الصور لها وإلدريان لليلة ما قبل‬
‫البارحه عندما أوصلها الى الشقة بعد الحفل بفترة طويله‪..‬‬
‫مطت بعدها شفتيها تقول‪ :‬هذا ما كان ينقصني أيضا ً !! من الجيد بأنها قناة رسميه فلقد حجبوا‬
‫وجهي لذا لن يتعرف علي أحد فال طاقة لي بالمزيد من المشاكل مع عالم الفن هذا ومع تلك‬
‫المغنية المغروره‪..‬‬
‫شربت كوب الحليب وهي تنظر الى التلفاز والى الخبر حتى إنتهى فهمست‪ :‬يبدو بأنه لم يذهب‬
‫يوم أمس الى المؤسسه لهذا لم يتمكنوا من سؤاله ‪ ،‬ما الذي سيفعله حيال األمر ؟‬
‫نظرت الى هاتفها قليالً بعدها أخذته وبحثت عن األخبار فيه هامسه‪ :‬أتسائل عما إن كان‬
‫يُهاجم من قِبل معجبيه أم ال فبالعاده ال يريدون لمحبوهم أن يواعد أحدا وكأنه سيظل أعزبا ً‬
‫طوال حياته ألجلهم‪..‬‬
‫فتحت على الخبر ونزلت الى التعليقات‪..‬‬
‫حسنا ً كان ُهناك بعض التعليقات اإليجابيه ولكن السلبية كانت أكثر وغطت على اإليجابي منها‬
‫‪..‬‬
‫همست‪ :‬واااه ! لو كُنتُ أنا لكرهتُ الفن ولم أصعد أمام الجمهور ُمجددا ً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما وقعت أنظارها على تعليق مكتوب فيه "ماذا !! ولما يختار فتاة بشعه‬
‫قصيره ! كان عليه أن يُحسن اإلختيار على األقل فهي تبدو بلهاء!! "‬
‫صعدت الى أول الصفحه لتتفاجئ بكون الصور هنا غير محجوبه ووجهها كان واضحا ً بشده‬
‫!!‬
‫كال !! هذا مزعج!‬
‫هي ال تُريد أن تنتشر صورها لسبب سخيف كهذا فال طاقة لها لـ‪...‬‬
‫تنتشر ؟!!!‬
‫إتسعت عيناها بصدمه هامسه‪ :‬صوري ستُصبح منتشره ! الشرطه ! تلك العصابه!!!‬
‫سرت قشعريرة الخوف بجسدها وبدأ يرتجف فإنتفضت فور ما طرق أحدهم باب الشقة عليها‬
‫!!!‬
‫نظرت الى الباب بخوف ليتصاعد الرعب بداخلها عندما زادت الطرقات بشده وقوه‪..‬‬
‫ماذا تفعل ؟!!‬
‫إنهم هم من دون ريب ! هم بالتأكيد!!!‬

‫‪Part End‬‬

‫‪Part 28‬‬

‫"من يبتغي اإلرتقاء بإستمرار ‪ ,‬عليه أن يستعد دوما ً لإلصابة بالدوار"‬


‫‪-‬ميالن كونديرا‪-‬‬

‫عيناها ُمعلقتان على الباب بكُل ُرعب وهي تسمعه يدق بشكل ُمتسارع ويزداد معه دقات قلبها‬
‫الخائفه‪..‬‬
‫بدأت تتقدم من الباب بقدمان ترتجفان وهي تنوي أن تتفحص من بالخارج فحسب فربما يكون‬
‫مجرد شخص عادي‪..‬‬
‫على الرغم من أنها متأكده بأن األشخاص العاديون لن يطرقوا الباب بهذه الطريقة إطالقا ً‪..‬‬
‫رفعت رجليها تنظر عبر العين الزجاجيه ليهدأ الخوف تدريجيا ً بداخلها ويحل محله التعجب‬
‫وهي ترى رجالً كبير في السن مالمحه ال تبدو غريبة عنها إطالقا ً‪..‬‬
‫لقد رأته من قبل هي متأكده من ذلك ولكن متى وأين ؟‬
‫نظرت الى مقبض الباب قليالً بعدها مدت يدها وقررت فتحه فمالمح وجهه ال تبدو كمن يضمر‬
‫لها شرا ً‪..‬‬
‫فتحته فنظر الى وجهها قليالً بنظرات متوتره ليبتسم قائالً‪ :‬كيف حالك ؟‬
‫أجابته‪ :‬بخير ولكن مـ‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬أنا في عجلة من أمري فهل يمكنني الدخول اآلن والتحدث ؟‬
‫ثانيه فقط من التردد بعدها تجاهلت هذا وقررت فتح الباب كله له فدخل وأغلقته خلفه‪..‬‬
‫بقي واقفا ً لفتره قبل أن يلتفت إليها قائالً‪ :‬عليك أن تتركي هذا المنزل‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬ولما علي ذلك ؟‬
‫العم‪ :‬أرجوك يا إبنتي ‪ ،‬غادريه فورا ً ‪ ،‬سأؤمن لك مكانا ً جيدا ً‪..‬‬
‫شعرت بالتوتر من طريقته بالكالم وسألته‪ :‬هل من الممكن ‪ ....‬أنك تعرفني ؟‬
‫العم‪ :‬إستأجرتُ سيارة أجره من أجلك ‪ ،‬لحين وصولها وضبي أغراضك‪..‬‬
‫آليس بإستنكار‪ :‬ولما ؟!!! أخبرني عن السبب فليس من المعقول أن أستمع الى كالم غريب‬
‫دخل الى منزلي بشكل ُمفاجئ!‬
‫إتسعت عيناها بدهشه وتقدمت منه تقول‪ :‬تذكرتُك ‪ ،‬أنت حارس البوابه ! الحارس الذي يعمل‬
‫في فيال جينيفر صحيح ؟‬
‫تقدم منها بدوره وأمسكها من كتفيها يقول بعينين حانيتين‪ :‬ليست سوى مسألة وقت ويجدونك‬
‫‪ ،‬غادري ‪ ،‬صورك أصبحت تمأل شبكة اإلنترنت ‪ ،‬يجب أن تبتعدي عن إدريان وهذه العائله‬
‫قدر ال ُمستطاع وال تكوني على إتصال بأي فرد فيهم!‬
‫يجدونك ؟‬
‫هو يعرف بأنها ُمطارده!‬
‫هذا يعني بأنه يعرف من تكون!!‬
‫بقيت عيناها متسعتان من الصدمه وهي تنظر الى وجهه الخائف وبشده‪..‬‬
‫من الصدمه تريد الصراخ في وجهه ولكنها ال تستطيع فنظراته لها تبدو كنظرات والد الى‬
‫إبنته‪..‬‬
‫فتحت شفتيها تهمس بإرتجاف‪ :‬ولما ؟ لما لم تخبرني من قبل عمن أكون إذا ً ؟‬
‫تذكرت ذلك الموقف الذي حدث في ساحة فيال جينيفر فأكملت بإرتجاف‪ :‬لما عندما شاهدتني‬
‫ذلك اليوم أعاني من ذاكرتي لم تخبرني عن أي شيء ؟ لما إكتفيت فقط بقول بعض الكالم‬
‫اللطيف ! ال تهمني الكلمات اللطيفه !! يهمني أن أعرف من أكون ! لما لم تتحدث عن هذا‬
‫األمر ُمسبقا ً حتى اآلن!!!!‬
‫ضغط على كتفها قليالً ليقول بهدوء‪ :‬آسف ‪ ،‬لم أكن أستطيع ‪ ،‬صدقيني كُل هذا من أجلك‪..‬‬
‫ت كسير‪ :‬أردتُ أن أحميك كما وصاني فينسنت ولكن يبدو أني فشلت‪..‬‬ ‫وأكمل بعدها بصو ٍ‬
‫دُهشت وهي تهمس‪ :‬أبي ؟‬
‫تفاجأ للحضه قبل أن يسأل‪ :‬هل تتذكرين ؟‬
‫شعرت بأنها ستبكي وهي تسأله‪ :‬أرجوك أجبني ‪ ...‬هل أنا حقا ً فتاة سيئه ؟ لما الجميع‬
‫يُطاردني ؟ لما ُكالً من الخير والشر ضدي !! هل فعلتُ أمرا ً خاطئا ً ؟ أرجوك يا عم أجبني!‪..‬‬
‫ت فتاةً سيئه ! ما فعلتِه هو الصواب‬ ‫ت لس ِ‬ ‫دُهش وهزها يقول بحده‪ :‬كال ال تُفكري هكذا !!! أن ِ‬
‫ت فتاة جيده وليذهب الجميع الى الجحيم !! أياك والتفكير‬ ‫حتى وإن كانت نتائجه عكسيه ‪ ،‬إن ِ‬
‫هكذا أرجوك!!‬
‫أكمل بعدها‪ :‬هذا ليس المكان ال ُمناسب ‪ ،‬أرجوك وضبي أغراضك ودعيني آخذك الى مكان آمن‬
‫وسنتحدث بعدها ‪ ،‬هيّا أسرعي سأنتظرك باألسفل‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادر وآليس واقفةً في مكانها لفترة ليست بالقصيره ال تعلم هل تثق بما يقوله‬
‫أو ال‪..‬‬
‫ولكن ‪ ،‬تصرفاته ال تبدو كمن يضمر سوءا ً وخاصةً أنه كبير في السن أيضا ً‪..‬‬
‫ت فتاة سيئه‪" ..‬‬ ‫ت لس ِ‬
‫"ان ِ‬
‫همست‪ :‬هذا غريب ‪ ،‬رغم أني متردده من ناحيته إال أن جملته هذه أراحتني كثيرا ً‪..‬‬
‫صمتت لفتره ال تعلم هل تستمع إليه أو ال‪..‬‬
‫بعدها بثواني همست‪ :‬سأذهب الى حيث يُريد ‪ ،‬إن كان هذا من أجل مصلحتي فقد كان قراري‬
‫حكيما ً في تصديقه وإن كان فخ فعلى األقل سأكتشف الكثير عن نفسي وقتها‪..‬‬
‫إلتفتت وسقطت عيناها على عنوان دانييل الذي ال يزال على الطاوله‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره قبل أن تقرر أخذ العنوان معها‪..‬‬
‫وصلت سيارة األُجره وتحدث العم معه لفتره قبل أن تنزل آليس وبيدها شنطة واحده فيها‬
‫جميع أغراضها‪..‬‬
‫ليس وكأن أغراضها كثيرةً أصالً‪..‬‬
‫فتح لها الباب الخلفي وحالما ركبت أغلق الباب وطل عليها من النافذه يقول‪ :‬إنتظريني هناك‬
‫وال تخرجي ُمطلقا ً ‪ ،‬هناك أمر علي اإلعتناء به أوالً ومن ثم سآتي إليك لن أتأخر صدقيني‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها أخرج ظرف من جيبه ووضعه بين يديها وهو يبتسم قائله‪ :‬كوني بأمان‬
‫بُنيتي وإن حلت الساعة السادسه ولم أعد فإفتحيه‪..‬‬
‫إبتعد فتحركت السياره وآليس تشعر بقلق من جملته اآلخيره‪..‬‬
‫نبرته فيها كأنها نبرة ُمودع!‬
‫إبتعدت السياره من ناظريه فأخرج هاتفه المحمول وأرسل رسالة الى شخص مجهول كتب‬
‫فيها‪..‬‬
‫"أصبحت بأمان"‬
‫ومن ثم أقفل الهاتف وتخلص منه فورا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:22 am‬‬

‫تنهد آندرو ودخل الى مكتبه وهو يتحدث بهاتفه قائالً‪ :‬أخبرتُك ثيو بأني لم أُحدد مكانها‬
‫بالضبط ‪ ،‬شاهدتها صدفةً وأنا اآلن أُحاول التحقيق خلف الموقف ألعرف عنوان مسكنها‬
‫وحينها سأُخبرك صدقني!‬
‫جائه صوت أخاه ثيو يقول‪ :‬لستَ حتى ب ُمحقق ‪ ،‬أخبرني أين رأيتها فحسب وسأتولى أنا األمر‬
‫‪..‬‬
‫جلس آندرو على كرسيه يقول‪ :‬ال تجعلني أندم على إخبارك ! فقط يومان وسأجلب لك العنوان‬
‫‪ ،‬ربما في األخير تكون الفتاة التي رأيتُها ُمختلفه!‬
‫ثيو بهدوء‪ :‬أمامك هذا اليوم فقط إن لم تخبرني فسآتي بنفسي‪..‬‬
‫آندرو بسرعه‪ :‬كال ال تفعل ما بك !! منذ متى وأنت غير صبور ؟!!! آخخخ إني اآلن نادم بحق‬
‫على إخبارك!‬
‫ثيو‪ :‬وستندم أكثر عندما ينتهي هذا اليوم دون إخباري‪..‬‬
‫وأغلق بعدها الهاتف في وجهه فمط آندرو شفتيه قبل أن يتنهد ويهمس‪ :‬يبدو بأن مهلة‬
‫األسبوع التي وعدتُ بها لريكس لن يمكنني اإليفاء بها‪..‬‬
‫بعد فتره همس لنفسه‪ :‬ولكن ماذا يريد ؟ ولما طلب مني أن آخذ من أخي معلومات عن‬
‫عائلتها ؟ أولم كان ينزعج من وجودها ويريد طردها ؟ اإلهتمام ال ُمفاجئ يُقلقني‪..‬‬
‫تجاهل هذا وفتح إحدى دفاتر التحضير فرن هاتفه ُمعلنا ً وصول رساله‪..‬‬
‫ألقى نظرة على اإلشعار فإذ هو من ريكس قائالً فيها "ال تأتي اليوم الى العمل فلقد غادرتُه ‪،‬‬
‫أنا ُمتعب لذا ال تُزعجني‪" ..‬‬
‫أمال شفتيه فكعادته أسلوبه وقح دائما ً‪..‬‬
‫همس‪ :‬جوليتا إن كانت سترتبط به في األخير فأنا أُشفق عليها حقا ً‪..‬‬

‫أما ريكس فأطفأ هاتفه بعد إرسال الرساله وهو متجه الى الدرج فأتته المربية ماري تقول‪:‬‬
‫أتُريد بعض الطعام ؟‬
‫هز رأسه وخطا على الدرجة األولى فقالت‪ :‬إذا ً شراب قهوه أو عصير ؟ أال تُريد شيئا ً ؟‬
‫توقف للحضات بعدها نظر إليها وقال‪ :‬أأطعمتم إيدن ؟‬
‫هزت رأسها قائله‪ :‬رفض وقال بأنه يريد النوم‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬حضري طعام اإلفطار وآتيني به الى غرفته‪..‬‬
‫إبتسمت وهزت رأسها قائله‪ :‬سيصل في أقل من عشر دقائق‪..‬‬
‫أكمل صعود الدرج وهو يفكك أزرار قميصه العلويه وإتجه ُمباشرةً الى القسم األخير من‬
‫الدور‪..‬‬
‫فتح الباب ودخل الصالة الصغيره وإسترخى على األريكة وهو يقول بصوت مرتفع‪ :‬إيدن تعال‬
‫‪ ..‬أعلم بأنك ُمستيقظ‪..‬‬
‫أغمض عيناه ليستريح قليالً فتسلل بعد دقيقه الى أذنيه صوت عجالت الكُرسي المتحرك تخرج‬
‫من غرفة النوم المظلمه‪..‬‬
‫فتح عينيه عندما توقف الكُرسي بالقرب منه ونظر الى وجه هذا الطفل الصغير قبل أن يقول‪:‬‬
‫لما ال تتناول طعامك ؟‬
‫إيدن بهدوء‪ :‬لستُ جائعا ً‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أنتَ لم تتناول عشاء البارحة أيضا ً!‬
‫إيدن بذات الهدوء‪ :‬ال مشكله فجسدي تعود على الطعام القليل لذا حقا ً لم أكن أشعر بالجوع‪..‬‬
‫ضاقت عينا ريكس يقول‪ :‬كف عن التصرف كاألطفال ! ألم أحذرك من تجاوز وجباتك ؟‬
‫لم يقل إيدن شيئا ً فقال ريكس‪ :‬ستأتي الخالة ماري بالطعام ‪ ،‬عليك تناوله أفهمت ؟‬
‫فسأكف عن زيارتك‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫نظر الى عيني ريكس فأكمل اآلخر‪ :‬إن لم تفعل‬
‫إيدن بسرعه‪ :‬حسنا ً سآكله‪..‬‬
‫إبتسم ريكس وتنهد بعدها وهو يغمض عينيه مجددا ً ليسترخي وسأل‪ :‬كيف حالك ؟‬
‫إيدن‪ :‬كالعاده ‪ ،‬ال جديد‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬إن إستمريت باإلجابة بمثل هذه الطريقة الكئيبه فلن أجلس معك بعد اليوم‪..‬‬
‫أنزل إيدن رأسه وهمس‪ :‬أنت قاس ‪ ،‬تهددني دائما ً بهذا‪..‬‬
‫ريكس دون أن يفتح عينيه‪ :‬أعلم ‪ ،‬ما دامت هذه الطريقة تُجدي معك فسأستعملُها دائما ً‪..‬‬
‫وعم بعدها الهدوء التام كاد فيها ريكس أن يغفو لوال صوت فتح الباب ففتح عينيه وإعتدل في‬
‫جلسته حينما دخلت المربية ماري وبيديها صحن طعام‪..‬‬
‫وضعته على الطاوله وبدأت بتركيب لوح الطعام على الكرسي الخاص بإيدن وبعدها وضعت‬
‫عليه صحن شطائر مع كوب حليب‪..‬‬
‫إبتسمت له تقول‪ :‬عليك أن تُنهيها جميها يا عزيزي حسنا ً ؟‬
‫هز رأسه فسألت‪ :‬أتريد شيئا ً آخر ؟‬
‫إيدن‪ :‬ال‪..‬‬
‫ربتت على رأسه قليالً بعدها غادرت مغلقة الباب خلفها‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أسمعت ؟ تناوله كله‪..‬‬
‫نظر إيدن الى الشطائر الكثيرة التي أمامه وقال‪ :‬لن يُمكنني إكمالها كُلها‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ستفعل!‬
‫نظر إيدن إليه بترجي يقول‪ :‬أخي صدقني ال يُمكنني ! إنها كثيره ‪ ..‬أنا صادق في هذا‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ستفعل‪..‬‬
‫إرتجفت شفتا إيدن وأنزل رأسه وهو يمد يده ليأخذ إحداها فنظر إليه ريكس مطوالً قبل أن‬
‫يقول‪ :‬إن أنهيتها فسأُخبرك بأمر سيُسعدك‪..‬‬
‫رفع إيدن رأسه يقول‪ :‬ال بأس معي ‪ ،‬ال أريد سماع شيء ولكن ال ترغمني على إنهائها ‪،‬‬
‫أرجوك‪..‬‬
‫رفع ريكس حاجبه يقول‪ :‬حسنا ً لن أقول لك شيئا ً ومع هذا ستُنهيها ! يُمكنك فكف عن‬
‫التصرف بصبيانيه فأنا بالفعل على علم بما تُريد فعله‪..‬‬
‫إيدن بدهشه‪ :‬ماذا تقول ؟!! عن ماذا تتحدث ؟ أنا ال أنوي على شيء ‪ ،‬أنا حقا ً ال يُمكنني‪....‬‬
‫مكان أسوأ فتوقف!!!‬ ‫ٍ‬ ‫قاطعه ريكس بحده‪ :‬إن لم تكن تُريد مغادرة هذا المنزل الى‬
‫إنتفض إيدن فزعا ً بعدها بدأ بأكل الشطيرة التي في يده بهدوء تام‪..‬‬
‫ظاهريا ً كان الهدوء يكسوه ولكنه من الداخل كان بحق يبكي‪..‬‬
‫عاود ريكس اإلسترخاء جالسا ً وهو مغمض العينين فبدأت شفتا إيدن باإلرتجاف وبدأت‬
‫الدموع تتجمع في عينيه وهو يشعر بأنه يغص في اللقمة عشرات المرات‪..‬‬
‫ما إن أنهى الشطيرة األولى وه ّم بأخذ الثانيه جاءه صوت ريكس الهادئ تماما ً يقول‪ :‬تحمل‬
‫قليالً ‪ ،‬سأُخرجك من هذه الحياة اللعينه قريبا ً ‪ ،‬عدني فقط أن تستمع الى كالمي دون إعتراض‬
‫فهذا ألجل مصلحتك‪..‬‬
‫رفع إيدن عيناه الدامعتين بدهشه الى ريكس ونظر إليه قليالً قبل أن تنهطل دموعه على‬
‫وجنتيه وبدأ بمسحها وجسده يرجف من البكاء فقال ريكس دون أن يفتح عينيه‪ :‬كف عن‬
‫البكاء كاألطفال‪..‬‬
‫ت مسموع وهو يشهق‬ ‫وكأن جملته هذه كانت مفتاح التشغيل فقد بدأ إيدن حقا ً بالبكاء بصو ٍ‬
‫قائالً بصوت متقطع‪ :‬أحبك ‪ .....‬أحبـ ـك‪..‬‬
‫تمدد ريكس على األريكة يقول بإنزعاج‪ :‬حسنا ً إن كُنت كذلك فتوقف بحق هللا عن إزعاجي!!‬
‫بلع إيدن ريقه وأطبق على فمه يُحاول إيقاف بكائه بينما وضع ريكس ساعده على عينيه‬
‫وكأنه ينوي النوم اآلن وفي هذا المكان‪..‬‬
‫مرت الدقائق والساعات عقد بعدها ريكس حاجبه عندما سمع صوت خفيف ففتح عينيه ناظرا ً‬
‫عن يساره ليعتذر إيدن قائالً‪ :‬آسف هل أزعجتُك ؟‬
‫وكان يحمل في يده كتابه الذي يبدو وكأنه سقط أمام قدمه‪..‬‬
‫تنهد ريكس وجلس فعقد حاجبه ونظر الى اللحاف الذي كان ُملحفا ً به‪..‬‬
‫أخرج هاتفه المحمول من جيبه ناظرا ً الى الساعه ليجد بأنها تجاوزت الثانية ظهرا ً بقليل‪..‬‬
‫سأل وهو يفتح الرسائل التي وصلته‪ :‬هل أنهيت طعامك كله ؟‬
‫إيدن‪ :‬أجل‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ال أُصدقك‪..‬‬
‫إيدن بسرعه‪ :‬كال لقد فعلت ‪ ،‬إسأل الخالة ماري ‪ ،‬لقد أنهيتِها جميعا ً‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬هذا ليس دليالً ‪ ،‬يُمكنك إلقاؤه ومن ثم التظاهر بأنك‪....‬‬
‫صرخ إيدن في وجهه‪ :‬كف عن إستفزازي!!!‬
‫إبتسم ريكس ولم يُعلق ففُتح الباب في هذه اللحضه‪..‬‬
‫نظرا الى الباب لتقع عيناهما على إليان التي دُهشت عندما رأت ريكس فأغلقت الباب فورا ً‬
‫فرفع صوته قائالً‪ :‬ال بأس سأخرج اآلن‪..‬‬
‫ولكن ما سمعه كان صوت خطواتها السريعه وهي تُغادر‪..‬‬
‫تنهد وعاود النظر الى هاتفه فقال إيدن بعد فتره بحذر‪ :‬أخي ‪ ....‬هل أنتما ُمتشاجران ؟‬
‫ريكس بال ُمبااله‪ :‬ال ‪ ..‬ربما تذكرت أمرا ً طارئا ً لهذا غادرت ُمسرعه‪..‬‬
‫إبتسم إيدن وهمس‪ :‬رائع ‪ ،‬إذا ً أيمكنك أن تدعوها لمرة كي نتناول الطعام مع بعضنا كما في‬
‫السابق ؟‬
‫وقف ريكس يقول‪ :‬إن كُنتُ متفرغا ً‪..‬‬
‫إتجه الى الباب ُمكمالً‪ :‬حسنا ً أنا ُمغادر ‪ ،‬ال تنسى أن تتناول طعام الغداء‪..‬‬
‫بعدها خرج فتنهد إيدن وهمس‪ :‬لم يذكر إدريان ‪ ....‬ال زاال ُمتشاجران بالتأكيد‪..‬‬
‫بعدها تقدم بكرسي من اللحاف الذي غطى فيه ريكس سابقا ً وبدأ بطيه وشبح إبتسامة السعاده‬
‫مرسومة على شفتيه وهو يتذكر جملة ريكس التي قالها قبل أن ينام‪..‬‬

‫***‬

‫‪3:44 pm‬‬

‫في الحديقة الجانبية للمنزل الكبير هذا‪..‬‬


‫الخيزران وأمامه كوب عصير البرتقال وقد كان شارد الذهن‬ ‫ُ‬ ‫يجلس بكل هدوء على كُرسي من‬
‫تماما ً‪..‬‬
‫إستيقظ من شروده على رن هاتفه المحمول فرد على اإلتصال فإذ بصوت إمرأه تقول‪ :‬طاب‬
‫مساؤك أيُها الرئيس آلبرت ‪ ،‬عذرا ً على اإلزعاج ولكن أردتُ أن أسألك عن موعد عودتك الى‬
‫لندن ؟ لقد كان من ال ُمفترض أن تصل طائرتك مساء األمس و‪...‬‬
‫قاطعها آلبرت بهدوء‪ :‬لم أُغادر بعد ‪ ،‬قد أتأخر لبضعة أيام‪..‬‬
‫دُهشت تقول‪ :‬ولكن هذا المساء لديك موعد مهم مع‪...‬‬
‫قاطعها ُمجدداً‪ :‬أجلي جميع المواعد وال بأس لو تم إلغاء بعضها ‪ ،‬أراك الحقا ً‪..‬‬
‫وأغلق الهاتف بعدها تنهد وأخذ كوبه وأنهى عصيره في نفس واحد قبل أن يصله صوت أخته‬
‫الصغرى تتقدم منه وهي تقول بكل حماس‪ :‬آلبرت أسمعت!!!‬
‫جلست بجواره وأدارت شاشة هاتفها المحمول الى جهته تقول‪ :‬أنظر ‪ ،‬إشاعات عن إدريان‬
‫تمأل المواقع‪..‬‬
‫نظر ببرود الى الشاشه قبل أن تنعقد حواجبه وهو يقول‪ :‬أليست هذه الفتاة‪....‬‬
‫قاطعته‪ :‬أجل إنها آليس تلك التي تعيش في منزل جينيفر!‪..‬‬
‫نظر إليها وسأل‪ :‬هل هما فعالً على عالقه ؟‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬في الحقيقة ال أعلم‪..‬‬
‫بعدها أكملت‪ :‬أتعلم بأن لو وصل هذا الى عمي سيغضب كثيرا ً فهو من األساس لم يكن يريد‬
‫حضورها الى الحفل فكيف بإنتشار إشاعة عن كونها في عالقة مع إبنه اآلخر ؟! أنتَ تعلم‬
‫بأنه يخشى أن ينتشر خبر صدم ريكس لها والتسبب لها بأضرار في دماغها لذا حقا ً حقا ً‬
‫سيغضب عندما يسمع به‪..‬‬
‫نظر آلبرت إليها لفتره فتوترت فلور وسألت‪ :‬مـ ماذا ؟‬
‫ت؟‬ ‫آلبرت‪ :‬هل كان أن ِ‬
‫فلور بتعجب‪ :‬أنا ماذا ؟‬
‫آلبرت‪ :‬كيف برأيك علم فرانس عن طريقة ريكس في إدارة أعماله ؟‬
‫تفاجأت فلور وأجابت بإرتباك‪ :‬انا ‪ ..‬أعني ال أعلـ‪...‬‬
‫آلبرت بحده‪ :‬كفي عن الكذب!‬
‫تراجعت بعيدا ً عنه قليالً وهي تقول بخوف‪ :‬صدقني لم يكن األمر بيدي ‪ ،‬حالما دخلت وجدته‬
‫في وجهي وطلب مني الجهاز اللوحي ‪ ،‬لم أستطع الرفض على الرغم من أني أخبرته بأنك‬
‫ستغضب لكنه لم يأبه بهذا وأخذه ‪ ..‬أنا آسفه ‪ ،‬صدقني لم أكن أعلم بأن األمر سيتطور الى هذا‬
‫الحد ! لو كُنتُ أعلم بأن مافي الجهاز أمر مهم كهذا لهربتُ حينها من أمامه ومعي الجهاز‬
‫وأتيتُ إليك ‪ ،‬أنا آسفه ‪ ...‬أنا حقا ً حقا ً آسفه‪..‬‬
‫بأنك من هذا النوع‬ ‫آلبرت‪ :‬إذا ً لم تُعطيه طواعيه من أجل أن تتسببي بالمشاكل لريكس ؟ أعلم ِ‬
‫‪..‬‬
‫فلور بسرعه‪ :‬أُقسم لك بأني لم أفعل ‪ ،‬أعني ‪ ...‬نعم أنا أكره ريكس وربما أفعل أمر كهذا لكني‬
‫من األساس لم أكن أعلم ما بداخل الجهاز اللوحي ‪ ،‬أقسم لك بهذا صدقني!!‬
‫ضاقت عيناه قليالً فقالت مجدداً‪ :‬أُقسم لك يا أخي ‪ ..‬صدقني لم أفعلها ُمتعمده‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬حسنا ً غادري ‪ ،‬وال شأن لك بأمر هذه اإلشاعة التي بين إدريان وتلك الفتاة ‪ ،‬إن لم‬
‫يكتشفها عمي بنفسه فال داعي ألن تُخبريه أن ِ‬
‫ت‪..‬‬
‫لم تكن راضيه عن كالمه فهي بحق تنزعج كثيرا ً من إدريان وودت لو سببت المشاكل له ولكن‬
‫لم تستطع اإلعتراض وخاصةً للتو علم عن أنها السبب الرئيسي لما فعله فرانس في تلك‬
‫الليله‪..‬‬
‫وقفت وغادرت من أمامه‪..‬‬
‫"أنت ماذا ؟ أنت الذي أهمل أخوته الصغار بعد وفاة والدهم وإهتم فقط بالسمعة والشهره‬
‫وركض بحثا ً عنها !! أنت الذي لم تُحرك ساكنا ً ولم تعترض ُمطلقا ً عندما طلب عمك مني أن‬
‫أكون أنا من يهتم بفرانسوا ويعلمه أصول التجاره والعمل !! أنت من تملي أوامرك على هذا‬
‫وذاك ولم تهتم مطلقا ً بما يُريدونه هم !! أنت من غضب على فرانس مرارا ً وتكرارا ً على‬
‫أخطائه ولم تهتم ولو لمره أن تعرف السبب خلف فعله لهذا بل أيضا ً كاألمس تسمع عمك‬
‫يوبخه ويُعاقبه وأنت تقف ُمتفرجا ً ال تُحرك أي ساكن !!! أبعد كُل هذا تأتي في األخير وتقول‬
‫توقفوا عن اإلعتناء بأخي ؟ تتخلى عنه وتُريد من اآلخرين أن يتخلوا عنه أيضا ً ؟"‬
‫شد على أسنانه وهو يهمس‪ :‬أُخرجي من رأسي!‬
‫نظرت إليه فلور التي لم تبتعد كثيرا ً وقالت بتعجب‪ :‬ماذا قُلت ؟‬
‫إلتفت إليها صارخاً‪ :‬أخبرتُك أن تخرجي من رأسي!!‬
‫إرتجفت رعبا ً من صراخه ال ُمفاجئ بينما بقيت عيناه معلقتان عليها بعدما إستوعب األمر‪..‬‬
‫أشاح بوجهه بهدوء ناظرا ً الى كوب عصيره الفارغ وهو يقول بهمس‪ :‬لما لم تغادري بعد ؟‬
‫بلعت ريقها تقول‪ :‬سـ سأُغادر اآلن‪..‬‬
‫وغادرت بعدها وهي تُلقي عليه نظرة خاطفه بين الحين واآلخر قبل أن تُقرر أن تذهب الى‬
‫هاتفها لتُحادث أُختها الكُبرى إستيال‪..‬‬
‫سحقا ً لك يا جينيفر!‬ ‫بينما وضع رأسه على راحة يده هامساً‪ُ :‬‬
‫أغمض عينيه لفتره يجاهد في تغيير تفكيره عن كالمها الذي ال يُغادر رأسه ُمطلقا ً فتذكر تلك‬
‫الفتاة آليس التي هربت خلف ريكس آخر مره‪..‬‬
‫تنهد ورفع رأسه ينظر الى الفراغ قليالً وهو يهمس‪ :‬صدمها ريكس وجينيفر تعتني بها ومن‬
‫ثم تُصبح عالقتها جيده مع فرانس وحتى أنها تتصرف مع ريكس بوديه وآخرها اإلشاعة مع‬
‫كون عالقات مع أشخاص صعب‬ ‫إدريان التي تُظهر كم أن عالقتهما جيده ‪ ,‬كيف لها أن ت ُ ّ ِ‬
‫التقرب منهم بهذه السرعه ؟ هل األمر ُمصادفه ؟‬
‫صمت لفتره قبل أن يهمس‪ :‬هل األمر ُمصادفه أم أن الجميع يحاول إستغاللها كما فعلت إستيال‬
‫عندما أخذتها الى باريس ؟‬
‫حسنا ً ‪ ,‬ال يُمكنه أن يتخيل بأن ريكس قد يستغلها ولكن ربما إدريان‪..‬‬
‫ماذا إذا عن فرانس ؟ ما نوع عالقته بها ؟‬
‫همس‪ :‬حتى أنه حرص على أال تراه يلقي بكل ذلك الهراء على الحضور ‪ ,‬لما يريد أن يُحافظ‬
‫على صورته الرائعه أمامها ‪ ,‬هل من الممكن أنه يُحبها ؟‬
‫ال سبيل سوى سؤال فرانس نفسه ولكنه ال يستطيع‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ,‬عالقته مع الفتاة ليست ماتهمه ‪ ,‬ما يهمه هو ما إن كانت هذه الفتاة تعرف شيئا عن‬
‫فرانس أو عن ما يفكر فيه‪..‬‬
‫همس‪ :‬ال أضن ذلك ‪ ,‬فرانس كتوم للغايه‪..‬‬
‫أسند يديه على ركبتيه ناظرا ً الى األرض وأكمل‪ :‬لدي خياران ‪ ,‬أما أن أصحح حاله هنا ‪ ,‬أو‬
‫آخذه معي الى إسبانيا‪..‬‬
‫تنفس بعمق بعدها غادر الى الداخل ليأخذ قسطا ً من الراحه‪..‬‬
‫ولكن الراحة ترفض أن تأتيه عندما وجد مغلفا ً بني اللون في إنتظاره على السرير‪..‬‬

‫***‬

‫‪pm5:33‬‬

‫نظرت آليس مطوالً الى الظرف الذي بيدها قبل أن ترفع عينيها الى ساعة الحائط هامسه‪ :‬بقي‬
‫أقل من نصف ساعه‪..‬‬
‫إحتضنت الظرف وهي تضم معه ركبتيها الى صدرها وبدأت عيناها تجوالن في هذا المنزل‬
‫المهترئ والقديم للغايه‪..‬‬
‫دور أرضي بغرفة ومطبخ ودورة مياه واحده فقط‪..‬‬
‫حتى الشاب األعزب ال يعيش في منزل صغير كهذا‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ,‬لن تبقى هنا كثيرا ً فكُل ما عليها هو أن تنتظر ذلك الرجل المسن حتى تحين الساعة‬
‫السادسه‪..‬‬
‫وبعدها كما قال لها بشكل واضح ستقوم بفتحه‪..‬‬
‫نظرت بهدوء عبر النافذه الى جدار المنزل المجاور المليء بكتابات أطفال الشوارع قبل أن‬
‫تهمس‪ :‬عليه أن يعود ‪ ,‬عليه أال يقول لي مثل ذلك النوع من الكالم وكأنه لن يعود ‪ ,‬سيعود ‪,‬‬
‫البد من ذلك فهو ثاني شخص يعلم عني الكثير كما يبدو‪..‬‬
‫إبتسمت بهدوء وهي تتذكر تقاسيم وجهه الحنونه قبل أن تغمض عينيها تدريجيا ً لتغفو بعد‬
‫طول إنتظار‪..‬‬
‫صراع قطط بين المنزلين جعلها تستيقظ فزعة وهي تتخذ وضعية دفاعيه قبل أن تستوعب‬
‫وضعها‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً ونظرت الى الساعه لتجدها قد قاربت الثامنه مساءا ً‪..‬‬
‫ال تُصدق بأنها قد نامت لساعتين تقريبا ً‪..‬‬
‫نظرت حولها ولكن خاب أملها عندما لم تجد أي أثر لذلك المسن‪..‬‬
‫هذا يعني بأنه قد ال يعود‪..‬‬
‫نظرت الى الظرف وهي تتذكر جملته "إن حلت الساعة السادسه ولم أعد فإفتحيه‪" ..‬‬
‫شعرت بقبضة في قلبها وحزن عارم‪..‬‬
‫لما أتاها مسرعا ً وكأن هناك ما يخافه ؟‬
‫هل ‪ ....‬حدث له سوء ؟‬
‫هزت رأسها وبدأت بفتح الظرف وهي تقول‪ :‬كفي عن إفتراض األمور المخيفه ‪ ,‬ربما لم‬
‫يستطع ترك عمله مبكرا ً ‪ ..‬األمر قد يكون بغاية البساطه فال تكوني متشائمه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وبعدها بشكل متردد أخرجت ثالث صور من الظرف‪..‬‬
‫تعلقت عيناها مطوالً في الصورة األولى حيث كانت لرجل مع إمراءه بيدها رضيع وتتوسطهما‬
‫فتاة صغيره‪..‬‬
‫بقيت عيناها الفارغتان تنظران الى هذه الصورة قبل أن تشعر بموجة دموع تعكر صفو‬
‫مالمحهما التي جعلتها تشعر بألم عميق في صدرها‪..‬‬
‫هل من الممكن أنها صورة والداها ؟‬
‫هل هذا هو والدها المدعو بفينسنت ؟‬
‫الذي قتل قبل فترة قصيره‪....‬‬
‫زمت على شفتيها سريعا ً عندما شعرت برغب ٍة في البُكاء‪..‬‬
‫ت ال تعرفينه ‪ ،‬قد يكون والدا ً سيئا ً لذا ال‬ ‫غطت عيناها بيديها وهي تهمس‪ :‬توقفي ‪ ,‬توقفي ‪ ,‬أن ِ‬
‫تبكي‪..‬‬
‫حاولت منع نفسها من البكاء عن طريق تخيالتها هذه فهي بحق ال يمكنها إحتمال فكرة أن‬
‫تفقد والدا ً جيدا ً‪..‬‬
‫توقفت تدريجيا ً عن البكاء ناظرةً الى المرأة وما تحمله في يدها فهمست‪ :‬هذا يعني بأن لدي‬
‫إخوه‪..‬‬
‫نظرت الى الرضيع ومن ثم الى الطفلة التي تبدو في العاشرة من عمرها أمامهم وأكملت‪ :‬لكن‬
‫أياهما هي أنا ؟ الكبيرة أم الصغيره ؟‬
‫تذكرت تلك الطفلة من حلمها قبل عدة أيام وهمست‪ :‬أيعني أن لي أخت صغرى ؟‬
‫ت حيه ؟‬ ‫بدأت تفكر باألمر وعيناها على المرأة التي من دون شك هي والدتها فهمست‪ :‬هل أن ِ‬
‫زمت على شفتيها مجددا ً عندما شعرت برغب ٍة في البكاء فقلبت الصورة فورا ً وهي تقول‪:‬‬
‫بالتأكيد هي كذلك وتعيش مع أختي في مكان ما من العالم ‪ ..‬كفي عن إفتراض األسوأ دائما ً‪..‬‬
‫توقفت عن التفكير وهي تنظر الى الصورة التاليه والتي كانت فيها مرتدية ثوب التخرج من‬
‫السنة اإلعداديه وخلفها يقف والدها نفسه من الصورة السابقه يجاوره إمرأة ُمسنه‪..‬‬
‫همست‪ :‬تلك المرأة والتي هي والدتي ليست في هذه الصوره ‪ ،‬حتى ذلك الرضيع ال أثر له‬
‫وبدالً من ذلك توجد إمرأه ُمسنه ‪ ،‬ما ِعالقتُها بي ؟‬
‫فتحت الصورة الثالثه واألخيره فإذ هي صورتها ذاتها التي شاهدتها مرتين مسبقا ً‪..‬‬
‫مرة مع ذلك المحرم األسود في باريس وهو يدور بها بين الفنادق ‪ ،‬والمرة التاليه قبل فترة‬
‫وجيزه عندما أرتها إياها تلك الفتاة من حفلة ريكس‪..‬‬
‫أصبحت هذه الصورة تبعث على الشؤم في نفسها‪..‬‬
‫عادت ُمجددا ً تنظر الى الصورتين األولى والثانيه قبل أن تهمس‪ :‬لدي أم وأب وأخت على ما‬
‫أعتقد و‪ ...‬ال أعلم هل هذه المرأة المسنه تكون قريبتي أو أنها إحدى مدرساتي فالصورة‬
‫مأخوذة من حفلة مدرسيه كما يبدو‪..‬‬
‫تأملت مالمح عائلتها بوجه متألم قبل أن تهمس‪ :‬توقعت أن أتذكر عائلتي فور رؤيتي لهم أو‬
‫لصورهم على األقل ولكن لم يحدث أي شيء ‪ ،‬لم أتذكرهم بعد ‪ ،‬لما فقدان الذاكرة مؤلم الى‬
‫هذا الحد ؟‬
‫سقط الظرف من على رجليها أرضا ً فعقدت حاجبها عندما الحظت طرف ورقة ما داخل‬
‫الظرف‪..‬‬
‫إنحنت وإلتقطت الظرف فوجدت بداخلها ورقة مطويه‪..‬‬
‫لقد ضنّت بأن الصور كانت كل مافي الظرف!‬
‫أعادت الصور بهدوء بداخله ووضعته جانبا ً ثُم فتحت الورقة لتجدها كرسالة مكتوبة باليد‪..‬‬
‫*صغيرتي ‪ ,‬أكتب لك رسالتي الصغيرة هذه وأنا على عجل لذا أُعذري أي تقصير فيها فأنا‬
‫بحق لم يُعجبني أمر إخفاء كُل شيء عنك وكأنك دُميه ‪ ,‬ولم يُعجبني إختيار عائلة إلكسندر من‬
‫أجل إخفائك ولكن ماذا عساي أن أفعل فأنا ضعيف ولم أقوى على المعارضه ‪ ,‬وصول رسالتي‬
‫هذه لك تعني شيئا ً واحدا ً وهو أننا لن نلتقي ُمجددا ً ‪ ,‬أيا ً ما كان ستسمعينه عني فتأكدي بأن‬
‫األمر لم يكن خطأك فأنا كان علي الموت منذ زمن طويل وبفضلك وحدك عشتُ الى هذا الحد‬
‫ت إبنتي ولكني لطالما رأيتُك كذلك‬ ‫لذا ال تُحملي نفسك ذنب موتي ‪ ....‬عزيزتي ‪ ,‬رغم أنك لس ِ‬
‫ت ال تزالين رضيعه لذا أرجو أن تعيشي حياة سعيده ُمسالمه بعيده تماما ً عن موطنك‬ ‫منذ أن كُن ِ‬
‫ومدينتك باريس ‪ ,‬ال تنبشي خلف ماضيك ‪ ,‬ال تحاولي البحث عن أي أقارب أو عالقات فالقدر‬
‫قد ساق لك حياة تعيسه لذا ال تُحاولي الرجوع إليها مطلقا ً ‪ ,‬أرجوك ‪ ,‬ال تدعي تضحية والدك‬
‫ت أيضا ً ‪ ,‬وإن خانك الحظ وقابلتي أشخاصا ً‬ ‫تذهب هباءا ً ‪ ,‬عيشي فال فائدة من موته إن ُمتي أن ِ‬
‫سيئين وأسمعوك كالما ً سيئا ً فال تستمعي لهم مطلقا ً ! عزيزتي ‪ ,‬حتى وإن كانت نتائج أفعالك‬
‫أسفرت عن المآسي فتأكدي بأنك لم تفعلي سوى الصواب ‪ ,‬وأنك لم ولن تكوني شخصا ً سيئا ً‬
‫في حياته ‪ ,‬لذا فقط عيشي بعيده قدر ال ُمستطاع عن باريس ‪ ,‬وإن أمكنك فعيشي بعيدا ً عن‬
‫ستراسبورغ أيضا ً وعن عائلة إلكسندر أيضا ً ‪ ،‬وأخيرا ً ‪ ،‬حادث صدمك لم يكن ريكس المخطئ‬
‫فيه لذا ال تُحمليه ذنب فقدانك للذاكره ‪ ،‬ففقدانك لذاكرتك هو خطأ جانبي لم نتوقع حدوثه مطلقا ً‬
‫‪ ,‬كُل ما أردناه إبعادك وإخفائك بطريقة طبيعيه لذا لوميني أنا على ذلك وليس أي أحد آخر ‪,‬‬
‫سترافقك دعواتي ‪ ,‬أُحبك صغيرتي*‬ ‫كوني بأمان دوما ً و ُ‬
‫عيناها البنيتان أصابتهما ال ُحرقة من شدة إتساعهما دهشةً مما قرأته‪..‬‬
‫"ال تدعي تضحية والدك تذهب هباءا ً"‬
‫هذا يعني بأن والدها كان شخصا ً جيدا ً فلن يُضحي الشخص السيء بنفسه!‬
‫"فالقدر قد ساق لك حياة تعيسه لذا ال تُحاولي الرجوع إليها مطلقا ً"‬
‫هي محقه ‪ ,‬ماضيها بالفعل سيء الى هذه الدرجه!‬
‫"حتى وإن كانت نتائج أفعالك أسفرت عن المآسي"‬
‫ال تُريد حتى أن تُفكر بما قد تكون هذه المآسي‪..‬‬
‫"فقدانك لذاكرتك هو خطأ جانبي لم نتوقع حدوثه مطلقا ً"‬
‫وفي النهايه ‪ ,‬كُل هذا كان ُمخططا ً له‪..‬‬
‫"لذا ال تُحملي نفسك ذنب موتي"‬
‫بعد كُل هذا ‪ ....‬يقول بأنه سيموت!‪..‬‬
‫وضعت رأسها بين يديها وهي تكاد تُجن من كُل هذا‪..‬‬
‫عواطفها لم تعد تحمل المزيد‪..‬‬
‫هذا جنوني ‪ ,‬جنوني الى درجة ال يُمكنها إحتمالها أبدا ً‪..‬‬
‫والدها الذي قُتل إتضح أنه قُتل ألجلها!!‬
‫المسن الذي يعتبرها كإبنته من الواضح بأنه هو أيضا ً مات ألجلها!‬
‫عذابها من فقدانها لذاكرتها كان ُمخططا ً له وحياتها التعيسة هذه مخطط لها وحياتها السابقه‬
‫كانت أتعس مليئه بإختياراتها التي البد من أنها إختيارات أنانيه ما دامت أنها أسفرت عن‬
‫المآسي كما قال!!!‬
‫كيف لها أن تحتمل هذا ؟‬
‫ً‬
‫سالت الدموع على خديها وفتحت فمها لتُطلق تلك الصرخة المرتفعه مخرجة فيها كُل ألم أو‬
‫كبت أتاها من بعد قراءة ما كُتب‪..‬‬
‫هذا حقا ً كثير‪..‬‬
‫كثير للغايه‪..‬‬

‫***‬
‫‪10:03 pm‬‬

‫على طاولة الطعام في منزل إلكسندر‪..‬‬


‫الجميع بإستثناء ريكس وفرانس كانوا على الطاولة يتناولون طعام العشاء بهدوء تام‪..‬‬
‫وكُل يفكر بما يهمه‪..‬‬
‫نظر فيها ألكسندر الى زوجته قائالً‪ :‬لما تخلّف ريكس عن موعد الطعام ؟‬
‫جينيفر‪ :‬يقول بأن لديه موعد هام‪..‬‬
‫ألكسندر‪ :‬سألته اليوم على الغداء وبدى لي وأن أعمال شركته تسير بهدوء هذه الفتره فعن‬
‫أي موعد هام يتحدث ؟!!‬
‫تنهدت تقول‪ :‬إسأله هو وليس أنا‪..‬‬
‫أشاح بوجهه بإنزعاج وحالته النفسية هذه األيام غير مستقره تماما ً فما زال ما فعله فرانس‬
‫أمر جنوني لم يستطع تخطيه حتى اآلن‪..‬‬
‫نظرت إستيال الى عمها قليالً قبل أن تقول‪ :‬عمي ‪ ,‬أال يمكنك أن تُخفف العقاب قليالً على‬
‫فرانس ؟ أعني ‪ ,‬أن تُغلق عليه باب غرفته منذ األمس وحتى اآلن ؟!! هذا كثير ‪ ,‬ماذا لو كان‬
‫مريضا ً ؟‬
‫ألكسندر بهدوء يُحاول فيه أال ينفعل‪ :‬هذا ال شيء فأنا حتى اآلن لم أفكر بعقاب ُمناسب بعد ‪,‬‬
‫حتى أمر طرده من إسم العائله ال يكفيني وخاصةً أنه يرفض اإلعتراف بذنبه !!! وال تفتحي‬
‫معي هذا الموضوع مجددا ً‪..‬‬
‫نظر الى البقية وأكمل بحده‪ :‬لن أسمح بأن أسمع شفقة أي أحد منكم تجاهه حتى ال يُعاقب هو‬
‫اآلخر‪..‬‬
‫بعدها ترك طعامه وغادر الغرفه فحل الهدوء التام على المكان‪..‬‬
‫إلتفتت إستيال تنظر الى أخاها آلبرت لتجده غارقا ً في تفكيره الخاص‪..‬‬
‫همست فلور ألختها‪ :‬أختي ‪ ,‬ماذا لو أنه مات من الجوع ‪ ,‬أعني ‪ ...‬لم يدخل أحدهم إليه منذ‬
‫أن أغلق عمي الباب وأخذ المفتاح معه ‪ ..‬أنا قلقه‪..‬‬
‫بقيت عينا إستيال الغاضبتين مركزتان على أخاها البارد الذي لم يتدخل حتى اآلن‪..‬‬
‫الى متى سيتجاهل األمر!!!‬
‫هذا كثير‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها عنه تجيب أختها‪ :‬ال تقلقي ‪ ,‬لديه في ثالجته الصغيرة العديد من األطعمه التي‬
‫ستكفيه لثالثة أيام على األقل ‪ ,‬وعمي بالتأكيد لن يدعه يموت جوعا ً‪..‬‬
‫فلور بتعجب‪ :‬وما أدراك ؟‬
‫إستيال‪ :‬إنها عادته منذ صغره ‪ ,‬يحب ملئ ثالجته دائما ً‪..‬‬
‫وقف آلبرت وغادر غرفة الطعام بهدوء فراقبته إستيال بعينيها لفترة قبل أن تقف وتغادر بعده‬
‫‪..‬‬

‫أغلق آلبرت الباب خلفه وجلس على األريكة ال ُمستقله الموجوده في غرفته وإسترخى فيها‬
‫وعينه مركزتان على المغلف البني الذي أمامه‪..‬‬
‫أبعد عينه عنه عندما طرق الباب فقال‪ :‬أُدخل‪..‬‬
‫دخلت إستيال وتقدمت منه ‪ ,‬إتكأت بكتفها على الجدار الذي بجانبها ناظرة إليه تقول‪ :‬الى متى‬
‫؟‬
‫آلبرت‪ :‬الى متى ماذا ؟‬
‫إستيال‪ :‬الى متى ستتجاهل حقيقة أن فرانس هو أخاك األصغر الذي يجب عليك حمايته‬
‫ومساعدته ؟‬
‫نظر إليها قليالً وهو يتذكر كالم فرانس األخير له‪..‬‬
‫"جينيفر على األقل عندما تفعل شيئا ً تفعله بوضوح ولمصلحتها هي ! لم تتعذر مثلكم بإسم‬
‫العائله لتصبحوا مثاليين !! لديها الكثير من العيوب ولكنها لم تُغلفها كما تفعل أنت"‬
‫"صدقني ‪ ,‬هي الوحيدة التي تعرف ما أُريد ووعدتني أن تُحققه لي ‪ ,‬أنت لم تفعل قط"‬
‫أجابها ببرود تام‪ :‬جينيفر أصبحت والدته ‪ ,‬دعيها هي من تتكفل بأمره فال شأن لي به بعد‬
‫اآلن‪..‬‬
‫إستيال بإستنكار‪ :‬أنتَ لستً جادا ً صحيح ؟!!!‬
‫ت ُهنا لتتحدثي فقط عن ذلك الفاشل فغادري‪..‬‬ ‫آلبرت‪ :‬إن كُن ِ‬
‫إستيال‪ :‬آلبرت!!!!!!‬
‫وضع رأسه بين يديه ناظرا ً الى األسفل وهو يهمس‪ :‬إستيال أتركيني وحدي!‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت‪ :‬ما الذي يحدث معك ؟ أنت لم تكن هكذا مطلقا ً ! أنت‬
‫تتصرف بطريقة ال يُمكن فهمها ! ماذا عن صراخك اليوم في وجه فلور وكأنك تقصد أحدا ً آخر‬
‫صدمت حقا ً‬ ‫؟ منذ متى وأنت تفقد رباطة جأشك وتُخرج صراعاتك الداخليه لآلخرين ؟ لقد ُ‬
‫عندما حدثتني فلور عن األمر!‪..‬‬
‫إنتظرت ردة فعله على كالمها ولكن ال فائده‪..‬‬
‫تقدمت وجلست على األريكة األخرى المستقله تقول‪ :‬أليس سفرك من المفترض أن يكون ليلة‬
‫البارحه ؟ لما ال تزال ُهنا ؟‬
‫لم يرفع رأسه لها ولم يُجبها بشيء‪..‬‬
‫تنهدت وبقيت تنظر إليه طويالً قبل أن تقول‪ :‬آلبرت ‪ ,‬مابك حقا ً ؟ هل حدث شيء ما ؟‬
‫رفع رأسه بهدوء ونظر إليها لفتره بعدها سأل‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬أحدهم أعطاني شيئا ً وأنا محتار في‬
‫معرفة من يكون ‪ ,‬هل هو فرانس أم من‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬من أعطاك ماذا ؟‬
‫فقط حرك عينيه تجاه المغلف فنظرت الى حيث ينظر بعدها أخذت المغلف ونظرت إليه من‬
‫الخارج تقول‪ :‬لقد أُرسل لك عبر البريد في يوم ‪ 23‬أي في صباح يوم األمس ‪ ,‬ال يوجد إسم‬
‫المرسل فقط إسم ال ُمستلم‪..‬‬
‫نظرت الى آلبرت وأكملت‪ :‬ما الذي جعلك تعتقد بأنه قد يكون فرانس ؟ أعني هو محبوس في‬
‫غرفته منذ يوم أمس لذا‪...‬‬
‫قاطعها آلبرت‪ :‬لم يبدأ حبسه سوى في الليل‪..‬‬
‫نظرت إليه قليالً بعدها أخرجت ما بداخل المغلف حيث كان عبارة عن كومة أوراق عمليه‬
‫كثيره‪..‬‬
‫بدأت بالتقليب فيها مبدئيا ً بشكل سريع قبل أن تندهش تدريجيا ً وتبدأ بقراءة محتوياتها بتركيز‬
‫تام‪..‬‬
‫بقيت على حالها تقرأ في األوراق قرابة ربع ساعه وهي تطلق من شفتيها بين فترة وفتره‬
‫بعض عبارات عدم التصديق‪..‬‬
‫رفعت أخيرا ً عينيها الى أخاها تقول بصدمه‪ :‬ال أجد ما أقوله بتاتا ً ‪ ,‬إني حتى ال أستطيع تكذيب‬
‫كُل هذا فكلها أوراق رسمية وليست مجرد نسخ ؟!!!! إنها أمور ال تُصدق!‬
‫هزت رأسها نفيا ً وهي تُكمل‪ :‬لطالما كرهتُ ريكس وحقدت عليه وتمنيت سقوطه لعديد من‬
‫المرات ولكن لم أكن قادرة في قرارة نفسي على التقليل من شأنه ففي نظري كان ناجحا ً ذكيا ً‬
‫حتى لو لم أعترف بذلك !! ولكن هذه األوراق‪........‬‬
‫لم تستطع حتى أن تُكمل فقال آلبرت بهدوء‪ :‬مخالفات قانوينه جنونيه ‪ ,‬تهريب مواد ممنوعه ‪,‬‬
‫رشوة جهات حكوميه وخاصه ‪ ,‬صفقات غير رسميه ‪ ,‬أموال مغسوله ‪ ,‬وسرقات غير قانونيه‬
‫‪ ,‬كُل شيء غير قانوني فعله ريكس بجداره وجميع هذه األرواق أدلة رسمية لها‪..‬‬
‫بقيت تهز رأسها نفيا ً غير مصدقه وهي تنقل نظرها بين األوراق حيث بعضها كانت صرفيات‬
‫الشيكات الرشويه ‪ ,‬وحواالت األموال المغسوله ‪ ,‬وتواقيع رسمية على الصفقات الممنوعه‬
‫والكثيير الكثير مما لم تعد بإستطاعتها قراءته‪..‬‬
‫تحدث آلبرت بهدوء يقول‪ :‬األمر يشغل بالي منذ الصباح ‪ ,‬صدمة لم أتخيلها قط ‪ ,‬هل علم‬
‫فرانس بكُل هذا لذا كان يتفوه بتلك الكلمات لي عندما قال أنه فعل هذا ألجلي وأن ريكس لم‬
‫يستحق ؟! إن كان أجل يعلم بكل هذا فلما لم يقله علنا ً أمام الحاضرين فهذه الضربة أقوى‬
‫بعشرات المرات ؟ لما حتى فكر بأخذ الجهاز اللوحي عنوة من فلور ليقرأ ويتحدث عن شيء‬
‫هو ال شيء أمام كُل هذا ؟!!!! أنا لم أعد أفهم‪..‬‬
‫أنزل رأسه ينظر الى األسفل وهو يتكئ بساعديه على ركبتيه وهمس‪ :‬ولما ريكس فعل كُل هذا‬
‫؟! ال يمكنني تجاوز هذه الصدمه‪..‬‬
‫همست إستيال‪ :‬في األخير لم يكن ريكس بتلك الروعة التي يضنها الجميع ‪ ,‬هو مجرد مرتشي‬
‫مهرب وجبان يلتجيء الى الممنوع ليرتقي ‪ ,‬أشمئز من كونه قريب لي‪..‬‬
‫نظرت الى آلبرت تقول‪ :‬ماذا ستفعل ؟‬
‫أجابها بهمس‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬كيف ال تعلم ‪ !!..‬على عمي رؤية هذا ! عليه أن يُصدق أن ريكس ال‬
‫يملك أدنى إستحقاق ليكون وريثه !! حتى فلور تستحق أكثر منه ‪ ,‬ألم تسمع كالمه على الغداء‬
‫اليوم ؟ كان يتحدث وكأن طريقة إدارة ريكس ألعماله مشكلة بسيطه سيحلها ريكس ببساطه ‪,‬‬
‫هو ال يزال يريده أن يكون الوريث ! عليك أن تفعل شيئا ً !! على هذه األوراق أن تخرج للعلن‬
‫قبل أن يكتشف األمر أي أحد من الخارج!!‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بصدمه عندما سمعته يقول‪ :‬ال يمكنني‪..‬‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬ماذا تقصد بال يُمكنني ؟!!! آلبرت أ ُجننت ؟!! إنه مجرم حتى النُخاع ويجب‬
‫أال يتم التستر على أمثاله ‪ ,‬إنه يدمر الجميع!!‬
‫شد على أسنانه ثم رفع رأسه إليها يقول‪ :‬ولكنه إبن عمي !!!! أنا لم أكرهه يوما ً ‪ ,‬كُنتُ فقط‬
‫أراه ُمنافسا ً أسعى للتغلب عليه ! نمتلك نفس الدم يا إستيال فال تتوقعي أن أتعامل معه كما‬
‫أتعامل مع أي غريب!!‬
‫بعدها وقف وغادر صافقا الباب خلفه وإستيال مصدومة مما سمعت‪..‬‬
‫همست بعدم تصديق‪ :‬أخي آلبرت ‪ُ ....‬جن حقا ً!‬

‫***‬

‫‪11:55 pm‬‬

‫توقفت السيارة السوداء في هذه البقعة الشبه مظلمه ونزل السائق مسرعا ً ليفتح لسيدته‬
‫الباب‪..‬‬
‫كان الجو باردا ً للغايه وينذر بيوم مثلج قريبا ً لذا كانت تردي معطفها الباهض وهي تنزل من‬
‫السيارة وبين شفتيها الحمراوتين تدفئ جسدها بسيجارة صغيره‪..‬‬
‫وقف جميع من في هذا المكان المكشوف إحتراما ً لمجيء قائدتهم فتقدمت لهم وجلست على‬
‫كُرسي أُعد لها ُمسبقا ً وهي تقول‪ :‬هل و َ‬
‫صلَت ؟‬
‫أجابها أحدهم حيث هو المسؤول وقال‪ :‬من المفترض أن تصل خالل خمس دقائق ‪ ,‬لننتظر‬
‫قليالً ونرى‪..‬‬
‫لفت بعينيها حول المكان تقول‪ :‬ذلك المدعو بريكس هنا ؟‬
‫إبتسم ريكس وأجابها‪ :‬أجل‪..‬‬
‫نظرت الى حيث الصوت وقالت بعدها‪ :‬أتعلم ‪ ,‬لو تمت الشحنة عن طريق الخط الذي أمنته لنا‬
‫‪ ...‬فسأُسعد بك كثيرا ً‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬وهذا ُمرادي‪..‬‬
‫كشر ماثيو هامسا‪ :‬وماذا يعني ؟ حتى أنا أستطيع تأمين خط أمن‪..‬‬
‫علق الذي بجواره‪ :‬توقفت أعمالنا ألشهر بسبب عدم إمتالكنا لواحد فلما لم تُرنا براعتك ؟ ال‬
‫أحد بالمنطمة إستطاع إيجاد طريق مناسب لتهريب الممنوعات دون أن تمر من أعين الشرطة‬
‫أو من أنوف كالبها المزعجين ‪ ,‬الجمارك في كل مكان يا صديقي فلو نجح ريكس فسيكبر‬
‫شأنه كثيرا ً‪..‬‬
‫إنزعج ماثيو وهو يهمس‪ :‬ليس سوى مجرد بربري ثري مدلل ال يصلح لهذا المكان‪..‬‬
‫ضحك صديقه وهمس‪ :‬بربري ومدلل ؟ ال أعلم كيف يمكن أن تجتمعا الصفتين في شخص‬
‫واحد‪..‬‬
‫في حين كان ريكس يقف بهدوء متكئ على صندوق خشبي ينظر الى الشمال حيث من‬
‫المفترض أن تصل السيارة التي تحمل القليل من البضاعه حيث إنطلقت منذ ما يُقارب الخمس‬
‫ساعات وعليها أن تنجح في التجربه وتتجاوز كُل شيء‪..‬‬
‫هو واثق من الخط الذي أمنه ولكنه ال يستطيع منع نفسه من القلق ‪ ,‬فإكتشاف السيارة هذه‬
‫التي أطلقتها العصابة من أجل التجربه سيضره هو فلقد حرصت زعيمتهم كارمن أن تنطلق‬
‫بإسمه تحسبا ً ألي خطأ‪..‬‬
‫ظهر على شفتيه شبح إبتسامه عندما الحظها من بعيد في حين إتسعت أعين أفراد العصابة‬
‫بصدمه وبدأوا ينظرون الى بعضهم البعض بفرح وسعاده‪..‬‬
‫وصلت السيارة فتقدم المسؤول هنا وبدأ بتفقد البضاعة قبل أن يلتف الى الزعيمة ويشير إليها‬
‫بأن كُل شيء في مكانه وأن التجربة نجحت تماما ً‪..‬‬
‫إبتسمت هامسه‪ :‬وأخيرا ً‪..‬‬
‫بدأ أفراد العصابة من حولها يهتفون فرحا ً فنظرت إليهم تقول ألحدهم‪ :‬كيفين ‪ ,‬أعد حفلة‬
‫شرب كبيرة في المقر على حسابي الخاص ‪ ,‬أعمالنا أخيرا ً ستُعاود اإلستمرار كالسابق‪..‬‬
‫إتسعت أعينهم وبدأوا بالصراخ وشكرها فإبتسمت وعندما إلتفتت لتعود الى سيارتها نظرت‬
‫الى ريكس الذي ال يزال على وضعه وقالت‪ :‬ريكس كن متأهبا ً في أي وقت ‪ ,‬سآخذك معي في‬
‫زيارتي القادمه للمقر الرئيسي في باريس‪..‬‬
‫دُهش للحضه قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬أنا جاهز دائما ً‪..‬‬
‫صفر شخص بجانبه يقول‪ :‬أووه لقد أصبحتَ شخصا ً ُمهما ً حقا ً ‪ ,‬مبارك ريكس‪..‬‬
‫فتقدم آخر منه يعبر عن دهشته في مقدرة ريكس على تأمين خط كهذا وتقدم ثالث ليبارك له‬
‫وهكذا بينما ماثيو ينظر إليه بإنزعاج قبل أن يقول‪ :‬ال يستحق أي من هذا !! أنا هنا منذ أربعة‬
‫أعوام فلما هو يسرق كل المجد قبلي لدرجة ذهابه الى إجتماعات الرؤساء والمهمين في‬
‫باريس ؟!!! ال أُحب ذلك‪..‬‬
‫إبتسم صديقه يقول‪ :‬إنها أوامر الزعيمة كارمن ‪ ,‬هل ستُعارضها ؟‬
‫شد على أسنانه غيضا ً ولم يُعلق‪..‬‬

‫في حين عبرت سيارة كارمن الخط السريع فسألت الشخص الذي يجلس بجانب السائق والذي‬
‫هو أكثر من تثق فيه بمجموعتها وقالت‪ :‬ماذا حدث بخصوص األمر الذي أتاك من المقر‬
‫الرئيسي ؟‬
‫أجابها‪ :‬لقد تتبعت الصور ووصلت للمنطقة التي أُلتقطت فيها ولكن كانت قد هربت قبل مجيئي‬
‫بساعتين على األقل‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬وماذا ؟ أهذا كُل ما فعلته ؟ كان عليك تتبع أثرها فهي تعتبر من أعدائنا وقد تأذى‬
‫المركز الرئيسي منها كثيرا ً‪..‬‬
‫علق قائالً‪ :‬ال يمكنني تتبعها فال كميرات توجد من حيث غادرت سيارتها ‪ ,‬ولكني تتبعت المسن‬
‫الذي أبعدها وحققت معه وعندما لم أجد أي فائدة قد ترجى منه قمت بقتله ‪ ...‬الفتاة البد من‬
‫أنها ستظهر مجددا ً حالما تسمع بموته‪..‬‬
‫تنهد وأكمل‪ :‬ولكن أعتذر لن يمكنني المضيء بتتبعها أكثر ‪ ,‬هاتفني أحدهم من مقر باريس‬
‫قائالً بأن المدعو بموريس المسؤول عن البحث عنها غضب وأمر أن يتوقف الفرع الموجود‬
‫في ستراسبورغ عن التدخل في عمله لذا إعذريني‪..‬‬
‫نظرت كارمن عبر النافذه تقول‪ :‬ال تعتذر ‪ ,‬لطالما عُرف المدعو بموريس هذا بعقليته المعقده‬
‫‪ ,‬أترك الفتاة لهم فنحن مشغولون بما هو أهم‪..‬‬
‫هز رأسه وقال‪ :‬عذرا ً ‪ ,‬لقد إكتشفتُ أمرا ً خالل تعقبي‪..‬‬
‫نظرت إليه فأكمل‪ :‬المسن الذي ساعدها على الهرب يعمل كبواب لدى إمرأه تُدعى جينيفر ‪,‬‬
‫هذه المرأه هي زوجة والد عضونا ريكس‪..‬‬
‫دُهشت للحضه فقال‪ :‬لذا قد يكون هناك صلة معرفة أو‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬كال ‪ ,‬ال أضن ‪ ,‬هي على عالقة ببواب يعمل لدى زوجة والده ‪ ,‬عالقة طويله ال يمكن‬
‫أن تتيقن بأنهما يعرفان بعضهما من خاللها وخاصة أن موطن الفتاة هو باريس أصالً وليس‬
‫ستراسبورغ ‪ ,‬إنسى هذا األمر وال تكشفه لموريس عندما يستجوبك عما توصلت إليه‬
‫بخصوص الفتاة ‪ ,‬فأنا ال أُريد منه أن يصل به الوضع أن يُحقق من أعضائي أيضا ً‪..‬‬
‫هز رأسه وقال‪ :‬كما تُريدين‪..‬‬
‫بعدها نظر الى األمام وضاقت عيناه بعدها بهدوء غريب‪..‬‬

‫***‬

‫‪25 juonyour‬‬
‫‪10:05 am‬‬

‫إرتدت الكثير من المالبس فالبرد في الخارج حقا ً ال يُطاق‪..‬‬


‫قميصين وفوقهما كنزة بيضاء على بنطال ثقيل أسود وإنهت هذا بمعطف رمادي مع قبعة‬
‫رأس‪..‬‬
‫أخذت هاتفها والورقة الصغيره وغادرت هذا المننزل القديم‪..‬‬
‫مشيت في هذا الحي البسيط وهي تنظر عن يمينها ويسارها وال تعلم الى أين تذهب‪..‬‬
‫هي فقط لم تحتمل فكرة البقاء لوحدها أكثر من ذلك فعيناها قد تُصابا بالعمى من شدة ما بكته‬
‫طوال يوم األمس‪..‬‬
‫إنها حتى اآلن تبدو كمدمنة ُمخدرات مع كُل هذا السواد تحت عينيها‪..‬‬
‫توقفت أمام كشك يصنع الخبز الساخن ويبيعه على أطفال الحي فبقيت واقفة في الطابور‬
‫تنتظر دورها فمنذ يوم األمس لم تأكل أي شيء‪..‬‬
‫نظرت بهدوء عن يسارها حيث طفلة تُمسك بيد والدها تطلبه أن يشتري لها بعض الخبز لها‬
‫وألخيها الصغير ومعهما أمهما التي كانت تُمسك هاتفها النقال لتوثق هذه اللحضة اللطيفة‬
‫لعائلتها‪..‬‬
‫أشاحت عينيها عنهم وهي تهمس‪ :‬توقفي عن التفكير ‪ ,‬عيشي بشكل فارغ فقط دون أن‬
‫تُفكري بعائلتك أو بما جرى لهم ‪ ,‬فقط توقفي عن التفكير بأي شيء‪..‬‬
‫إرتجفت شفتيها فأطبقتهما بقوه تمنع نفسها من البكاء ورفعت كفها تمسح الدمعة الحارقة‬
‫التي تجمعيت في عينها‪..‬‬
‫تقدمت ومدت بعض المال وهي تقول‪ :‬أُريد قطعتا خبز بالعسل‪..‬‬
‫أخذت المرأة المال وناولتها القطعتان بكيس ورقي مع الباقي‪..‬‬
‫غادرت واضعة الكيس بين يدها وصدرها بينما ممسكة بإحدى قطع الخبز وتأكله وهي تمشي‬
‫بدون أي هدف‪..‬‬
‫البياض يغطي المكان فقبل ساعة فحسب قد توقف هطل الثلج الذي بدأ مع ساعات الفجر‬
‫األولى‪..‬‬
‫الصغار يبنون في طرقاتهم المتواضعه أشكاالً ثلجيه ترافقهم عائلتهم والبعض يكتفي بفتح‬
‫نافذة منزله فحسب للنظر‪..‬‬
‫الجو بارد ولكنه دافيء في الوقت ذاته فالكل هنا أشخاص متواضعين محبين لبعضهم‪..‬‬
‫توقفت عندما رأت صغيرة تحدث والدتها تقول بأنها رسمتها هي ووالدها وأختهما الصغيره‪..‬‬
‫أشاحت بوجهها فورا ً وذهبت الى جهة أخرى وهي تأخذ قطعة الخبز الثانيه محاولة أن تنسى‬
‫‪..‬‬
‫فقط تنسى كُل شيء‪..‬‬
‫تريد الراحة ولو قليالً‪..‬‬
‫رن هاتفها لنصف رنه وتوقف فورا ً‪..‬‬
‫لم تكن على إستعداد ألن ترد على أي متصل وال حتى أن تعرف من يكون ولكن مسألة النصف‬
‫رنه هذه أثارت فضولها وأخرجت هاتفها من جيب معطفها لتتفاجئ بأنه كان فرانس‪..‬‬
‫أوليس كان يتجاهل إتصاالتها ورسائلها في األيام الماضيه ؟!!‬
‫إذا ً لما ؟‬
‫وبطريقة ال إيراديه عاودت اإلتصال به ولكن الهاتف رن في الجهة األخرى مرات عديده‬
‫فأغلقت هي الخط قبل أن ينقطع وهي تهمس‪ :‬ولما تحاولين اإلتصال به ؟ ما الذي تريدين‬
‫قوله له ؟‬
‫فزعت عندما رن هاتفها فنظرت الى الشاشة فورا ً ولكن إدريان كان المتصل وليس فرانس كما‬
‫توقعت‪..‬‬
‫بقيت تنظر الى الشاشة لفتره وهي متردده‪..‬‬
‫ال رغبة لديها بالتحدث مع أحد وفي نفس الوقت هي تعلم بأنه قد يكون إتصاالً مهما فهو‬
‫الطرف اآلخر الذي تضرر من تلك الصور التي إنتشرت لذا البد من أن األمر هام‪..‬‬
‫هل ترد أو تستمع الى نصيحة ذلك المسن الذي طلب منها أن تقطع عالقتها بهم ؟‬
‫هي موقنه بأن األشخاص السيئين أصبحوا يعرفون الكثير من المعلومات عنها منها عالقتها‬
‫بهذه العائله لذا قد يكونوا ُمراقبين بسببها وقد يتعرضون لألذى أيضا ً!‬
‫ترددت هامسه‪ :‬كان له عالقة بي ‪ ,‬فحالما قدم لي ُمساعده مات كما يبدو ‪ ,‬هل هذا يعني بأن‬
‫هذا سيكون مصير كُل من لهم عالقة بي ؟‬
‫عضت على شفتيها وزاد األلم بصدرها أكثر‪..‬‬
‫همست بإرتجاف‪ :‬ليتك يا أيها العم أخبرتني الحقيقه في رسالتك ‪ ,‬ليتك فعلت ذلك‪..‬‬
‫جلست القرفصاء تحت الشجره تضم ركبيتها لصدرها وتدفن وجهها فيهما وهي تكمل‪ :‬حتى‬
‫أنه لم يقل أي شيء بخصوص والدتي وذلك الرضيع ‪ ,‬هل هذا يعني بأنه بالفعل ال أملك عائله‬
‫؟ الجميع مات ؟ هل هذا أيضا ً بسببي ؟‬
‫إرتجف صوتها مكمله‪ :‬لما إذا ً تحاول حمايتي من تلك المجموعة السيئه ؟ لما لم تدعني أموت‬
‫معهم أيضا ً ؟ ما فائدة حياتي هكذا ؟ أعيش وأنا أسبب الموت لكل من هو قريب ‪ ,‬هذا جحيم ‪,‬‬
‫إنها ليست حياة بكل تأكيد ‪ ,‬هذا مؤلم‪..‬‬
‫وبدأت عينيها تذرفان الدموع وهي فاقدة أمل العيش في هذه الحياة‪..‬‬
‫ال سبب يدعوها لإلستمرار في العيش حقا ً‪..‬‬
‫لما تعيش في عالم يطاردها فيها أشخاص مجرمون ويقومون بقتل كُل من هو قريب منها‪..‬‬
‫الى متى يمكنها اإلحتمال ؟‬
‫ما الخطأ الذي إقترفته لتُجازى بكُل هذا ؟‬
‫وياليت الشرطة في صفها على األقل ولكن مما يبدو من حديث تلك المرأة فهم ضدها أيضا ً‪..‬‬
‫كرهت كُل شيء‪..‬‬
‫وقفت بهدوء وهي ُمطأطأة رأسها وبدأت تجر رجلها جرا ً من بين الثلج المنتشر‪..‬‬
‫وكل ما تفكر فيه هو شيء واحد فقط‪..‬‬
‫شيء واحد‪..‬‬
‫وهو إسقاط نفسها من أعلى شيء تقابله في طريقها‪..‬‬

‫***‬

‫‪2:24 pm‬‬

‫كان يجلس في وسط سريره كعادته منهمكا ً في كتاب علمي يذاكره من أجل إختباره‪..‬‬
‫قطع عليه ذلك طرق باب الغرفة بهدوء فنظر الى الباب يقول‪ :‬أُدخل‪..‬‬
‫تعجب عندما رأى بأن جينيفر هي من دخلت ال أحد آخر فإبتسم يقول‪ :‬أصبحتي تزورين‬
‫غرفتي كثيرا ً هذه األيام‪..‬‬
‫أغلقت الباب خلفها تقول‪ :‬ماذا عساي أن أفعل فأنت من تدعوني الى زيارتك‪..‬‬
‫عقد حاجبه فتقدمت وجلست على طرف السرير ومدت يدها لتُغلق الكتاب وهي تقول‪ :‬لذا دعنا‬
‫نتحدث قليالً‪..‬‬
‫نظر إليها دون تعليق فتنهدت قليالً قبل أن تبتسم وتقول‪ :‬عزيزي كين ‪ ,‬أصبحتَ تتمادى قليالً‬
‫‪ ,‬تغاضيتُ عن إستراقك للسمع ولكن ال تجعل األمر يصل الى السرقه!‬
‫ئ ثمين ؟‬ ‫سرق منك شي ٌ‬ ‫بقي صامتا ً لفتره قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬عن ماذا تتحدثين عمتي ؟ هل ُ‬
‫أبلغي الشرطة فالخدم الطامعون هذه األيام يتكاثرون‪..‬‬
‫إبتسمت له بدورها تقول‪ :‬عزيزي سألتُك سؤاالً ُمباشرا ً لذا أجبني إجابةً ُمباشره فكالنا يعلم‬
‫سرق ليس باهض الثمن بل أوراقا ً خطيره قد تُنهي حياة شخص ما‪..‬‬ ‫بأن ما ُ‬
‫كين‪ :‬ولما إذا تحتفظين بشيء خطير كهذا ؟ إنه خطر يا عمتي ‪ ,‬هذا ليس من صالحك‪..‬‬
‫زالت إبتسامتها وبدأ صبرها ينفذ وهي تقول‪ :‬كين ال يزال العمر أمامك ‪ ,‬ال تمشي للموت‬
‫بقدميك‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬إني جالس في مكاني يا عمتي‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه مطوالً قبل أن تُخرج هاتفها وتفتح على إحدى ملفات الـ ‪ pdf‬التي تحتفظ فيها‬
‫بمكتبة الهاتف‪..‬‬
‫رمت الهاتف أمامه تقول‪ :‬هل سمعت عن هذا األمر ؟‬
‫تعجب من تصرفها فسحب الهاتف ونظر الى الكالم والصور ال ُمرفقه وبالكاد منع نفسه من‬
‫الصدمه فسحبت هاتفها من بين يديه تقول‪ :‬إن تم نشر حرف واحد من تلك األوراق فسأنشر‬
‫بدوري هذا ‪ ,‬لذا دعنا نرى شخصين يتدمران في الوقت نفسه حسنا ً ؟‬
‫بعدها وقفت مكمله‪ :‬لذا حاول إرجاعها بأسرع وقت فال أعلم الى أي حد قد أصبر‪..‬‬
‫رفع نظره إليها يقول بهدوء‪ :‬ماذا لو لم أكن أنا السارق ؟‬
‫جينيفر ببرود‪ :‬فات األوان على أن تُنكر فلقد إعترفت بتصرفاتك قبل قليل‪..‬‬
‫إلتفتت لتُغادر وعندما إقتربت من الباب توقفت ونظرت إليه فإذ هو يرمقها بحقد تام‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬مادام األمر يغيضك ويُكبلك الى هذه الدرجه فسأحاول أن أستعمل هذه المعلومة‬
‫جرب وإشتكي ألخوتك عن األمر وأنظر ماذا قد أفعل‪..‬‬ ‫إلبتزازك ُمستقبالً ‪ ,‬أيضا ً ّ‬
‫بعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها هامسه‪ :‬األطفال أمثالهم علينا تهديدهم حتى يتصرفون‬
‫بإحترام‪..‬‬

‫عض كين على شفتيه قبل أن يهمس لنفسه‪ :‬ولكني بحق لم أسرق شيئا ً ‪ ,‬كيف يمكنني أن‬
‫أسرق بعد أن طلبني آلبرت بنفسه أن أتوقف عن إستفزازها ؟!‬

‫***‬

‫‪4:20 pm‬‬

‫يجلس على األريكة وأمامه كومة أوراق ي ُحظر ألسئلة طالبه فاألختبارات هذه األيام كثيفة‬
‫للغايه‪..‬‬
‫وبنفس المكان أخته الكُبرى تجلس ببرود تام تقلب في التلفاز‪..‬‬
‫منذ شجارهم آخر مره بخصوص آليس وإخفاءه ألمرها لم يُخاطبا بعضهما ُمطلقا ً‪..‬‬
‫وهي لم تقل شيئا ً بعدما علمت بأنه شعر بالذنب أخيرا ً وإتصل على أخاه ليُخبره عن مكانها‪..‬‬
‫لذا البرود التام يحل في هذه الشقه وكُل واحد منهم يتصرف وكأنه في المكان لوحده‪..‬‬
‫رن جرس المنزل فوقف آندرو وذهب ليفتح الباب‪..‬‬
‫دُهش وهو يرى أخاه األكبر ثيو يقف أمامه مرتديا ً ُحلة بنيه اللون ثقيله بسبب البرد القارص‬
‫في الخارج‪..‬‬
‫إحتضنه يقول‪ :‬أهالً بأخي إشتقتُ إليك‪..‬‬
‫أخاه ببرود‪ :‬ولهذا أخفيت عني أمر إبنة فينسنت ؟‬
‫إبتعد آندرو عنه يقول‪ :‬ال تُفسد فرحة اللقاء‪..‬‬
‫مر ثيو من أمامه ودخل الشقة قائالً‪ :‬أنت من أفسدها منذ البدايه‪..‬‬
‫دُهش آندرو ولحق به يقول‪ :‬ماذا ؟!!! ال تقل أنك أنت أيضا ً ستبقى ُهنا ؟!!!! هذا حقا ً كثير‪..‬‬
‫توقف ثيو في غرفة المعيشن ونظر الى أخته قائالً‪ :‬كال بل أتيت ألصطحب روانا معي فلقد‬
‫إستأجرتُ مسكنا ً بالفعل‪..‬‬
‫بقيت على نفس جلستها تقول بعينين عنيدتين‪ :‬لن أغادر المكان‪..‬‬
‫تنهد ثيو وهو ينزل القفازات عنه قائالً‪ :‬ستُغادرينه عزيزتي‪..‬‬
‫إنزعجت وقالت‪ :‬لن أفعل فهذا الطفل يحتاج الى المراقبة فتصرفاته تُصبح أغرب فأغرب!‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬ال بأس سأُحدثه لذا جهزي حقيبتك وتعالي معي‪..‬‬
‫روانا‪ :‬لن أفعل!‬
‫إبتسم ثيو يقول‪ :‬ال أُريد أن أغضب فأنا بحق مليء باألفكار السلبيه‪..‬‬
‫مطت شفتيها بعدم رضى بعدها وقفت وغادرت لتوضب حقيبتها فإبتسم آندرو ونظر الى أخاه‬
‫قائالً‪ :‬واااه شكرا ً لك ‪ ,‬لقد كانت‪....‬‬
‫قاطعه ثيو ببرود‪ :‬لم أفعلها ألجلك فأنت ال تستحق‪..‬‬
‫توقف آندرو عن الحديث وقد فهم اآلن ما يقصده أخاه باألفكار السلبيه‪..‬‬
‫هو بالتأكيد غاضب إلخفاءه األمر عنه‪..‬‬
‫إلتفت ثيو ناظرا ً إليه يقول‪ :‬باألمس إنتشرت صورا ً لها برفقة شاب يدعى إدريان ‪ ,‬إنه األخ‬
‫األصغر لصديقك ريكس‪..‬‬
‫تصنع آندرو الدهشه يقول‪ :‬أوه حقا ً ‪ ,‬ريكس يملك أخا ً مشهورا ً!!‬
‫ثيو بحده‪ :‬منذ متى تعرف بوجودها يا آندرو ؟‬
‫توتر آندرو يقول‪ :‬أخبرتك بأنه من فترة قصيره أي‪....‬‬
‫قاطعه ثيو‪ :‬توصيله لها من حفلة ريكس حتى البين تعني بأنه يعرفها معرفة شخصيه طويله !‬
‫ال تُقنعني بأنك لم تكون تعرف طوال ذلك الوقت ؟!!‬
‫آندرو بإنزعاج‪ :‬أنا صديق ريكس وليس صديق إدريان ‪ ,‬ما أدراني عن صديقاته!‬
‫ثيو‪ :‬ال تتغابى!‪..‬‬
‫خرجت روانا في هذا الوقت فأشاح ثيو بوجهه وغادر من أمام آندرو يقول‪ :‬لدي حديث طويل‬
‫معك يا آندرو‪..‬‬
‫بعدها غارد الشقة فتنهدت روانا هامسه‪ :‬تستحق ماهو أكثر‪..‬‬
‫سحقا ً ألمر هذه اإلشاعه ‪,‬‬ ‫وغادرت خلف أخاها فعض آندرو على شفتيه وجلس أرضا ً يقول‪ُ :‬‬
‫دى!‬‫س ً‬
‫جعلت كُل تأخيري ومحاوالتي إلبعادها عن العائله تذهب ُ‬

‫ركب ثيو بسيارة األجرة التي إنتظرته في األسفل وركبت بجواره روانا فأشار للسائق بالتحرك‬
‫الى الوجه المطلوب‪..‬‬
‫نظرت روانا إليه وهو ينظر الى النافذه بحاجبين معقودان دليل اإلستياء الذي يشعر به‪..‬‬
‫سعدتُ برؤيتك ولكن غضبي من آندرو‬ ‫مدت يدها وضغطت على يده تقول بإبتسامه‪ :‬أتعلم ‪ُ ,‬‬
‫منعني من الترحيب بك‪..‬‬
‫إلتفت إليها بعدها إبتسم وقال‪ :‬ال عليك ‪ ,‬كيف صحتك ؟‬
‫روانا‪ :‬بخير ‪ ,‬وعلى أية حال أردتُ إخبارك بأني حجزتُ سابقا ً رحلة الى باريس يوم غد ‪ ,‬لدي‬
‫الكثير من األعمال بالكاد أجلتها من أجل اإلهتمام باألخ األحمق هذا‪..‬‬
‫تنهد ونظر الى الخارج بعينيه الزرقاوتين قائالً‪ :‬نعم ‪ ,‬هو بالفعل أحمق‪..‬‬
‫إبتسمت وهي تنظر إليه‪..‬‬
‫إنها تراه كوالدها تماما ً ‪ ,‬لقد ورث عنه كُل شيء حتى شعره األسود وعينيه الزرقاوتين‪..‬‬
‫ورث عنه قوة المظهر وكاريزما الحظور ‪ ,‬بوجوده تشعر وكأن والدها ال يزال حيا ً بينهم‪..‬‬
‫همست‪ :‬ال تدلل آندرو كثيرا ً ‪ ..‬سيُفسده هذا‪..‬‬
‫ثيو بهدوء وهو ال يزال ينظر الى الخارج‪ :‬ال تقلقي ‪ ,‬أعرف كيف أتعامل معه‪..‬‬
‫نظر إليها وأكمل‪ :‬وأيضا ً كان عليك إخباري‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬إخبارك بماذا ؟‬
‫ثيو بهدوء‪ :‬بأمر إشتباكه مع أحد أفراد تلك المنظمه‪..‬‬
‫تنهدت تقول‪ :‬قال لي بأنه لم يحتك كثيرا ً لذا لم‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬بل فعل!‬
‫دُهشت وقالت‪ :‬وكيف عرفت ؟‬
‫توقفت السياره أمام المكان المقصود فقال لها‪ :‬إنزلي ‪ ,‬شقتي رقم ‪ , 111‬إرتاحي ُهناك‪..‬‬
‫روانا‪ :‬ماذا عنك ؟ للتو جئت من سفر‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬لم آتي الى ستراسبورغ ألرتاح ‪ ,‬أتيتُ من أجل الفتاة فحسب‪..‬‬
‫لم تُناقشه أكثر فلقد كان مزاجه ال يزال مثعكرا ً للغايه‪..‬‬
‫تمنت له التوفيق وغادرت فنظر الى سائق األجره يقول‪ :‬أوصلني الى أقرب شركة تأجير‬
‫سيارات‪..‬‬
‫تحرك السائق في حين ضاقت عينا ثيو وهمس‪ :‬جماعة ذلك المدعو بموريس قد وصلوا هنا‬
‫ي أن أسبقهم أنا إليها ‪ ,‬فبواسطتها هي فقط يمكنني تدميرهم تماما ً وإكمال مالم‬ ‫أيضا ً ‪ ,‬عل ّ‬
‫يستطع والدي إكماله‪..‬‬

‫‪part end‬‬

‫*البارت ‪ 29‬سيكون يوم األثنين من األسبوع القادم*‬

‫‪Part 29‬‬

‫"قانون الحياة الوحيد الذي يمكن اإلعتماد عليه‪:‬‬


‫كُل شيء يمكن أن يكون أسوأ مما كنت تعتقده"‬
‫‪-‬دوروثي باركر‪-‬‬
‫‪pm6:33‬‬
‫ـ ‪ Paris‬ـ‬

‫على إحدى طاوالت المقاهي الخارجيه‪..‬‬


‫تجلس بملل وهي تمضغ علكتها وعينيها على لعبة ممله تلعبها بهاتفها‪..‬‬
‫وأمامها على ذات الطاوله تجلس نينا تشرب عصيرها بين فترة وفتره وهي تتأمل المكان‬
‫حولها‪..‬‬
‫نفخت علكتها حتى إنفجرت لتقول بعدها بإستياء‪ :‬إنتهى الوقت قبل أن أجمع الخمس الجواهر‬
‫سحقا ً!‬ ‫األخيره !! ُ‬
‫نظرت نينا إليها والى عبوسها لفتره وهي تقول في نفسها‪" :‬هل ال بأس معها بأن تهرب من‬
‫منزلها طوال هذه المده ؟ لو كُنتُ أملك منزالً لبقيتُ فيه‪" ..‬‬
‫تنهدت وطأطأت رأسها تشرب عصيرها بهدوء عندما تذكرت أُختها‪..‬‬
‫تُريد أن تراها‪..‬‬
‫فجعت عندما صرخت ريتا قائله وهي تقف‪ :‬أتمزحون معي!!!!‬
‫رفعت رأسها لترى ريتا تنظر الى شاشة هاتفها بصدمه فسألتها‪ :‬مابك ؟‬
‫عاودت ريتا الجلوس وهي تحدث نفسها بإستياء قائله‪ :‬كيف يسافرون الى ستراسبورغ‬
‫ويتركوني ُهنا ؟!!! هذه خيانه!‬
‫دُهشت نينا وشعرت بالحزن ألجلها فعلى ما يبدو بأن أهلها ال يهتمون بها لدرجة سفرهم دون‬
‫اإلكتراث بأمرها‪..‬‬
‫مسكينة ريتا‪..‬‬
‫في حين شدت ريتا على أسنانها وهي تُكمل قراءة الرسالة التي تقول‪ ......" :‬لذا في فترة‬
‫سفرنا للبحث عن الفتاة إهتمي أنتي بأمر الطفله وإعتني بها جيدا ً ‪ ،‬إنها أوامر السيد موريس‬
‫أوصاني بأن أُمررها لك‪" ..‬‬
‫إختفى إنعقاد حاجبيها الغاضبين والنت مالمح وجهها لتبدأ عيناها بالتألأل وهي تقرأ الجملة‬
‫األخيره مجددا ً‪..‬‬
‫"إنها أوامر السيد موريس أوصاني بأن أُمررها لك"‬
‫إبتسمت هامسه بسعاده عارمه‪ :‬السيد موريس يثق بي ويوصيني باإلعتناء برهينته الثمينه ‪،‬‬
‫البد من أنه أخيرا ً الحظ وجودي وأصبح يعتمد علي‪..‬‬
‫تعجبت نينا من التغيير السريع لحالة ريتا النفسيه فسألتها‪ :‬مابك ؟‬
‫إحتضنت ريتا الهاتف لتقول بحالميه‪ :‬هل هذا يعني بأنه يُحبني ؟‬
‫في الجهة األخرى بشوارع ستراسبورغ السريعه‪..‬‬
‫أغلق روماريو هاتفه المحمول ثم إلتفت الى حيث يجلس سيده وقال‪ :‬لقد أرسلت الرساله‪..‬‬
‫نظر موريس إليه قائالً‪ :‬هل أخبرته أن حياته من حياة الطفله ؟!! هل هو جدير بالثقة أصالً ؟‬
‫روماريو بتردد‪ :‬سيدي ‪ ،‬إن الذي يؤدي المهمة فتاةً وليس شابا ً‪..‬‬
‫موريس بإستنكار‪ :‬فتاة !! وهل هي قوية كفايه لتحميها في حال تعرضت للخطر !! وأيضا ً لما‬
‫تكلف فتاة في مهمة هامه كهذه ؟!! أ ُجننت يا روماريو ؟!‬
‫روماريو‪ :‬الفتيات صبورات أكثر من الرجال وأيضا ً هن خارج مستوى الشبهات لذا الطفله لن‬
‫تشعر بأي خطر وربما تُفصح لها عن كُل ما نُريده‪..‬‬
‫أشاح موريس بوجهه ناظرا ً عبر النافذه وهو يكمل‪ :‬أيا ً يكن المهم أخبرها بأن أي شيء‬
‫يصيب الطفله سيُصيبها أضعافا ً وذلك أيضا ً يتضمن الموت‪..‬‬
‫روماريو‪ :‬ال تقلق سيدي ‪ ،‬أضنـ‪ ...‬أقصد هي جديرة بالثقه‪..‬‬
‫توقفت السياره عند المكان المنشود وتوقف الحديث عن األمر بعدها‪..‬‬
‫إستيقضت ريتا من عالمها الوردي عندما وضع النادل الفاتورة أمامها فنظرت إليه بإستياء‬
‫وقالت‪ :‬مابك هكذا على عجله ؟ لم أقرر المغادرة بعد‪..‬‬
‫إنحنى معتذرا ً وغادر من أمامها فبقيت تراقبه بإنزعاج فلقد أفسد مزاجها الجيد‪..‬‬
‫نظرت الى نينا قليالً بعدها إبتسمت وأبعدت خصلتها الورديه عن وجهها وإتكأت بيدها على‬
‫الطاوله تقول لنينا‪ :‬أتحبين باريس ؟‬
‫إبتسمت نينا تقول‪ :‬بالتأكيد ‪ ،‬لقد ُولدت هنا ‪ ،‬صحيح أني لم أعش هنا كثيرا ً ولكني ولدتُ هنا‬
‫وأختي تُحب باريس لذا أحبها أنا أيضا ً‪..‬‬
‫تنهدت ريتا بأسى ونظرت حولها تقول‪ :‬نعم ‪ ،‬باريس جميله ولكني أشتاق الى موطني‬
‫ستراسبورغ‪..‬‬
‫وبطرف عينها راقبت ردة فعل نينا فإبتسمت رغما ً عنها عندما رأت تفاجؤها وهذا يعني‬
‫معرفتها بوجود أختها هناك‪..‬‬
‫جيد ‪ ،‬يبدو بأنها إقتربت من سحب معلومة منها‪..‬‬
‫سترتقي أخيرا ً في عين السيد موريس كثيرا ً!!‬
‫في حين همست نينا بداخلها‪" :‬مسكينه ‪ ،‬عائلتها سافرت الى ستراسبورغ الموطن الخاص‬
‫بها دون أن يأخذوها معهم ويبدو أنهم أيضا ً أعلموها بذلك كي يستفزونها ‪ ،‬مسكينة ريتا‪" ..‬‬

‫***‬

‫‪8:40 pm‬‬

‫رائحة الشاي األسود تسللت الى أنفها وأيقظت خاليا مخها النائمه‪..‬‬
‫حركت جفنها قليالً وفتحته ناظرةً الى السقف الشبه مظلم‪..‬‬
‫إلتفتت الى اليسار فرأت باب الحجره شبه مفتوح مما سمح لبعض النور ولرائحة الشاي أن‬
‫تتسلل الى الداخل‪..‬‬
‫سحقا ً له‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وهي تشعر بصداع يلتهم رأسها فهمست‪ُ :‬‬
‫حركت جسدها وحاولت الجلوس فإتسعت عيناها بألم وعضت على شفتيها وبقيت جالسة دون‬
‫حراك لفتره وهي تهمس‪ :‬جسدي يكسوه األلم ‪ ،‬لما ؟‬
‫نظرت حولها قليالً وبدأت ذاكرتها تعود الى الوراء شيئا ً فشيئا ً لتتذكر عندما وقفت أمام منحدر‬
‫مرتفع بعدة أمتار ورمت نفسها من فوقه‪..‬‬
‫طأطأت رأسها بهدوء هامسه‪ :‬أجل ‪ ،‬نسيت أني حاولت قتل نفسي‪..‬‬
‫رفعت يدها لتنظر الى الشاش األبيض الذي يلف كامل معصمها وساعدها فأكملت‪ :‬من األحمق‬
‫الذي يرتدي أطنانا ً من المالبس ويرمي بنفسه على كومة ثلج ؟ سيُصاب بالرضوض ليس‬
‫أكثر ‪ ،‬لم أُحسن التحضير لألمر ‪ ,‬يالي من حمقاء‪..‬‬
‫نزلت من على السرير بهدوء وهي تشعر بوخزات األلم ُهنا و ُهناك وتقدمت من الباب ولكنها‬
‫توقفت عندما مرت من جانب مرآة طويله بالقرب منه‪..‬‬
‫نظرت الى نفسها حيث كانت ترتدي تيشيرت قصير األكمام مع بنطال طويل ويتضح من فتحة‬
‫صدرها أن رقبتها وكتفها األيسر ملفوفان بالشاش كامالً‪..‬‬
‫رفعت قميصها لتكشف عن معدتها فإذ بلصق جروح عريض بجانبها األيمن فهمست‪ :‬من‬
‫أعتنى بي بهذه الدرجة من اإلهتمام ؟ ليس وكأنهم يعرفونني فلما يُساعدوني ؟‬
‫نظرت الى الباب وخرجت خارجا ً وبدأت بإتباع الرائحه حتى وصلت الى غرفة المعيشه حيث‬
‫بشاب طويل يعطيها ظهره واقفا ً أمام غالية يطهو الشاي فوقها‪..‬‬
‫نظرت الى المكان حولها فكان بغاية البساطة‪..‬‬
‫أريكتان طويلتان بنيتا اللون وتلفاز بالزما صغير الحجم مع مكتبة كتب عن يسارها وأخيرا ً‬
‫دوالب يبدو كركن للقهوه يقف أمامه الشاب الغريب اآلن‪..‬‬
‫همست له بهدوء‪ :‬لما ساعدتني ؟‬
‫ت على ما يُرام ؟‬ ‫إلتفت ناظرا ً إليها قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬إستيقظتي أخيرا ً ‪ ،‬هل أن ِ‬
‫إتسعت عيناها دهشةً وهي تراه لتقول بعدم تصديق‪ :‬دانييل!!‬
‫ظهرت البهجة على وجهه يقول‪ :‬تتذكريني ؟!! جيد‪..‬‬
‫بعدها بدأ بصب الشاي في كوبين وهو يُكمل‪ :‬لم نتقابل سوى لمرة وكان هذا قبل فترة لذا‬
‫ضننتُك نسيتي وجهي‪..‬‬
‫جلست على األريكة وهي تقول بعدم تصديق‪ :‬لكن ‪ ..‬كيف ؟؟ أعني‪....‬‬
‫تقدم ووضع كوبا ً أمامها قائالً‪ :‬حسنا ً سقطتي مع على منحدر بإحدى األحياء والحظك الناس ‪،‬‬
‫ت غريبة عنهم وال يعرفون بمن يتصلون‬ ‫وبسبب عنواني الموجود في معطفك إتصلوا بي فأن ِ‬
‫لذا إستعانوا بالعنوان وقد ضنوا بأنه عنوان أحد أفراد عائلتك‪..‬‬
‫جلس على األريكة بدوره وإبتسم ضاحكاً‪ :‬حسنا ً عندما وصفوك لي عبر الهاتف قُلتُ لهم أني‬
‫أخاك هههههههههه‪..‬‬
‫دون فيها ريكس عنوان دانييل‪..‬‬ ‫تذكرت بأنها عند خروجها أخذت معها الورقة التي ّ‬
‫رغبت برؤيته ولكن لم تتوقع أن تقابله بهذه الطريقه‪..‬‬
‫شعرت بالخجل قائله‪ :‬شُكرا ً إلعتنائك بإصاباتي‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬ال عليك الطبيب الذي إعتنى بك طيب للغايه وال يأخذ المال مقابل العالج لذا‬
‫فاتورة أدويتك هي فقط ما قُمتُ بدفعه‪..‬‬
‫شعرت بقليل من الراحه فمن كشف جسدها وعالجها كان طبيبا ً وليس هو لذا زال الحرج من‬
‫على وجهها وهي تسأله‪ :‬هل تعيش قريبا ً من الحي الذي كُنتُ أنا فيه ؟‬
‫رشف قليالً من كوبه وهو يقول‪ :‬ليس كثيرا ً‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره فإنتبه لها ‪ ،‬ضحك يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫إبتسمت وهزت رأسها نفيا ً قبل أن تلتفت بالمكان حولها لتسأله بعدها‪ :‬أتعيش وحدك ؟‬
‫دانييل‪ :‬أجل ‪ ،‬هذا ال يعني بأن عائلتي متوفاه ولكن أنا أتنقل كثيرا ً بسبب بحثي عن عمل‪..‬‬
‫آليس‪ :‬وجدته ؟‬
‫إبتسم بغباء يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ليس تماما ً ههههه‪..‬‬
‫إبتسمت ولم تُعلق وبدأت بشرب الشاي الخاص بها وهي ال تعلم حتى ماذا تفعل‪..‬‬
‫إنها تتحدث وتسأل وتشرب أيضا ً ولكن شيئا ً ما بداخلها فارغ بحق‪..‬‬
‫دانييل الذي شاجرت ريكس ألجله أمامها اآلن ولكن لم يعد لديها ما تسأله عنه‪..‬‬
‫لم يعد يهمها الماضي ‪ ،‬وال الحاضر ‪ ،‬وال حتى ال ُمستقبل‪..‬‬
‫كُل ما قرأته في تلك الرسالة حطمها تماما ً ولم تعد تسعى ألي شيء سوى الموت بهدوء تام‪..‬‬
‫فهل ستجد الراحة بعد ذلك ؟‬
‫نعم البد من أن تجد راحتها بعد أن تموت فال شيء يربطها في هذا العالم كي تشعر بالندم‬
‫ألجله‪..‬‬
‫ربما فقط ستندم على شيء واحد وهو أنها لم تودع مارك جيدا ً ‪ ،‬لقد أحبته حقا ً كأخيها‬
‫األصغر وودت لو ساعدته قليالً في مشاكله مع والدته ولكن لم تستطع‪..‬‬
‫هي لم تستطع مساعدة نفسها فكيف ب ُمساعدة اآلخرين ؟‬
‫همست بهدوء‪ :‬إنه يملك أما ً فلما يشاجرها دائما ً ‪ ,‬أُراهن بأنه سيندم عندما ترحل من حياته‪..‬‬
‫بدأ وجهها يشحب تدريجيا ً وهي تنظر الى إنعكاس وجهها على سطح الشاي الصافي‪..‬‬
‫ذكرى قديمه بدأت تُراودها عن نفسها وهي صغيرة كما في الصورة العائليه تلك حيث تجلس‬
‫أرضا ً وتغطي وجهها باكية بمراره‪..‬‬
‫إرتجف كوب الشاي بيدها وسقط أرضا ً ففزع دانييل وذهب إليها مسرعا ً يقول‪ :‬مابك ؟!!‬
‫أتشعرين بألم في أي مكان ؟‬
‫جحضت عيناها وغاصت بذكراها حيث إقترب والدها وجلس يحضنها لتقول من بين شهقاتها‬
‫له "لما تركتنا والدتي ؟ لما أخذت أختي معها ؟ أرجوك أخبرها بأن تعود وسأعدها بأني‬
‫سأتوقف عن عصيان أوامرها ‪ ،‬سأكون فتاة جيده لذا أطلب منها العودة يا أبي"‬
‫تجمعت الدموع في عينيها بشكل ال إيرادي من هذه الذكرى وبدأت تشعر وكأن والدها يضمها‬
‫حقيقةً وليس فقط بالذكرى وهو يهمس لها "آسف صغيرتي ‪ ،‬إنها غلطتي ‪ ،‬سأعوضك عن‬
‫هذا طيلة حياتي لذا سامحيني"‬
‫إرتجف جسدها وتزايد تساقط دموعها من عينيها وهي تهمس‪ :‬عن أي غلطة تتحدث ؟‬
‫ما لبثت الى أن إستوعبت بأن من كان يضمها ليس إال دانييل يقول لها‪ :‬إهدأي توقفي عن‬
‫البكاء ‪ ،‬أخبريني فقط مابك وسأُساعدك!‬
‫توقف جسدها عن اإلرتجاف تدريجيا ً ورفعت كفها تمسح دموعها فإبتعد عنها قليالً يقول‪:‬‬
‫مابك ؟ أخبريني‪..‬‬
‫نظرت الى عينيه القلقتين لتهمس بعدها‪ :‬إعذرني ‪ ،‬لم أقصد أن أسبب الفوضى في المكان‪..‬‬
‫ت !! لما بدأتي بالبكاء فجأه وعن أي غلطة‬ ‫دانييل‪ :‬ال يهمني أمر الشاي المسكوب بل أن ِ‬
‫تقصدين ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً وهي تقول‪ :‬ال تهتم ‪ ،‬أعتذر ‪ ،‬لقد أقلقتُك من دون سبب‪..‬‬
‫ت بخير ؟ ال تُعانين من شيء ؟‬ ‫تنهد ونظر إليها لفتره بعدها قال‪ :‬على أية حال أن ِ‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬مجرد آالم الرضوض التي تلت حادثة سقوطي‪..‬‬
‫دانييل‪ :‬ال بأس ‪ ،‬ال تُجهدي نفسك فهي ستأخذ وقتا ً كي تلتئم ‪ ،‬إشتريتُ لك مرهم وبعض‬
‫المسكنات كما وصف الطبيب لذا داومي عليها وستختفي في أسبوع أو إثنين تقريبا ً‪..‬‬
‫هزت رأسها تهمس‪ :‬سأفعل‪..‬‬
‫وقف وذهب بعدها ليحضر منشفة مبلله وينظف األرضيه بينما بقيت تنظر الى الفراغ بصمت‬
‫تام وعقلها يسترجع تلك الذكرى مرارا ً وتكرارا‪..‬‬
‫***‬

‫‪9:30 pm‬‬

‫دخلت آلبرت بهدوء الى غرفة الطعام حيث حان موعد العشاء فوجد أمامه أغلب العائله‬
‫موجودون‪..‬‬
‫نظر لفتره الى ريكس الذي كان مشغوالً بهاتفه النقال‪..‬‬
‫تنهد وتقدم جالسا ً في مقعده ثُم عاود النظر إليه لفتر ٍة ليست بالقصيره‪..‬‬
‫رفع ريكس عينيه عن هاتفه عندما أحس بنظراته وحالما تالقت عيناهما أشاح آلبرت بنظره‬
‫وأخذ لقمة وبدأ بتناول الطعام فضاقت عينا ريكس قبل أن يقطع تفكيره وصول رسالة الى‬
‫هاتفه‪..‬‬
‫فتحها فإذ هي من رقم مجهول مكتوب فيه عن موعد إجتماع هام بالمنظمة غدا ً بخصوص‬
‫الشحنة التاليه‪..‬‬
‫عقد حاجبه وهو لم يتوقع أن يبدأو بالتهريب بهذه السرعه!‬
‫سرقت من عنده فلما‬ ‫في حين راقبه آلبرت لفتره وهو يهمس بداخله‪" :‬األوراق البد من أنها ُ‬
‫ال يُبدي أي ردة فعل ؟ هل لم يكتشف إختفائها بعد ؟"‬
‫أكمل تناول طعامه وهو حتى هذه اللحضه لم يتخذ أي خطوة بخصوص ما رأى‪..‬‬
‫يريد أن يعرف أوالً من أرسلها إليه وبعدها يواجه ريكس فيها‪..‬‬
‫البد من أن يُحادثه عنها ويفهم األمر جيدا ً‪..‬‬
‫ال يريد أن يشعر بأي ندم فيما بعد‪..‬‬
‫ألقى نظرة الى كين الذي يتناول طعامه بهدوء وهو يهمس بداخله‪" :‬كين هو الوحيد الذي‬
‫أتوقع هذا منه ولكنه وعدني بأال يتسبب بالمشاكل وأن يُركز على دراسته ‪ ,‬حتى لو أخلف‬
‫وعده فهو لن يرسل إلي األوراق حتى ال أُشاجره عليها بل كان سيرسلها الى إستيال على األقل‬
‫‪ ,‬وأيضا ً ‪ ,‬كين ال يكره ريكس الى درجة النبش خلفه هكذا‪" ..‬‬
‫وال يشك بإستيال فلقد تفاجأت بحق عندما رأت محتويات الملفات‪..‬‬
‫إدريان ربما سيسرق مثل هذه األوراق من ريكس لكنه قطعا ً لن يرسلها إليه‪..‬‬
‫وإليان بعيدة تمام البعد عن شجار السياسة هذا‪..‬‬
‫فلور ليست بالذكاء الذي يخولها أن تعرف حتى ما إن كانت هذه األوراق مهمة أو ال‪..‬‬
‫ال يجد غير فرانس يفعلها‪..‬‬
‫ولكنه في الوقت هذا ال يستطيع أن يقتنع بأن فرانس حقا ً فعلها!!‬
‫فلو كان يعلم عنها لنشرها هي في الحفله بدالً من أمر إدارة ريكس ألعماله‪..‬‬
‫وفوق كُل هذا تشاجرا صباحا ً في نفس وقت إرسال المغلف ‪ ,‬فرانس شخص تتحكم فيه أفكاره‬
‫وعواطفه أكثر من المنطق لذا بعد غضبه ذاك ما كان ليُرسل األوراق إليه‪..‬‬
‫إذا من بالضبط فعلها ؟!!!‬
‫هل فعلها شخص من الخارج ؟‬
‫منافس لريكس مثالً ؟‬
‫لو كان أجل فلما لم ينشرها بدالً من أن يُرسلها هكذا ؟‬
‫غزا الصداع رأسه وهو يحق سيُجن من التفكير باألمر‪..‬‬
‫ال خيار أمامه سوى سؤال مركز إرسال الطرود فربما قد يُعطونه إسم المرسل‪..‬‬
‫رغم أن األمر يُعتبر خصوصي لديهم ولن يفصحوا عن هكذا معلومات ولكن ال بأس بال ُمحاوله‬
‫‪..‬‬
‫صوت رسالة نصيه أيقضه من تفكيره ونظر الى شاشة هاتفه‪..‬‬
‫لم يستطع منع نفسه من اإلبتسام وأخذ بعدها الهاتف وبدأ بإرسال رد الى المرسل على كالمه‬
‫‪..‬‬
‫في حين كان يراقبه كين بطرف عينه قبل أن تضيق قليالً ويشيح بنظره بعيدا ً غامسا ً بأفكاره‬
‫التي لم تكن بعيدةً أبدا ً عن أفكار أخاه األكبر‪..‬‬
‫سرق حتى يعرف من سرقه!‬ ‫فهو ال يدري ما الذي ُ‬
‫وقف فنظر إليه عمه وهو يقول‪ :‬صحنُك ال يزال ُممتلئا ً!‬
‫حاول كين اإلبتسام وهو يقول‪ :‬لقد تناولت بعض الكعك ال ُمحلى قبل ساع ٍة تقريبا ً لذا ال أشعر‬
‫بالجوع يا عمي‪..‬‬
‫رفعت إليان حاجبها ونظرت الى كين الذي إلتفت وغادر الغرفه فهمست في داخلها‪" :‬كُنت‬
‫أجلس بالقرب من الدرج لساعتين ولم أره ينزل أو يصعد أحد باألكل إليه ! لما يكذب" ؟‬
‫هي بحق متعجبه فكين ليس من األشخاص الذين يكذبون بهذه األمور‪..‬‬
‫البد من وجود خطب!‬
‫تجاهلت األمر وأكملت تناول طعامها في حين كان كين قد أنهى صعود الدرج‪..‬‬
‫بقي واقفا ً في مكانه لفتره ونظر بعدها خلفه حيث الدرج والمساحة األماميه له فلم يكن هناك‬
‫أثر ألي شخص‪..‬‬
‫فالخدم في أماكنهم وأفراد العائله جميعهم في غرفة تناول الطعام‪..‬‬
‫تردد قليالً بعدها إتجه الى حيث تقع غرفة فرانس‪..‬‬
‫إقترب من الباب وطرقه بهدوء فلم يسمع ردا ً‪..‬‬
‫طرقه مجددا ً فسمع رد فرانس البعيد يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫لم يُجبه كين وطرق الباب مرةً ثالثه‪..‬‬
‫جلس فرانس الذي كان مستلقيا ً على فراشه ونظر الى الباب بتعجب‪..‬‬
‫الطرق بالكاد يُسمع وأيضا ً لم يرد عليه أحد عندما سأل‪..‬‬
‫عاود اإلستلقاء وتجاهل هذا الطرق ولكنه لم يستطع أن يدم على عناده لفترة طويله فعلى ما‬
‫يبدو بأن الطارق شخص يُريد تمرير رسالة إليه دون علم عمه فال أحد سيطرق بهذا الخفوت‬
‫مالم يكن متسلالً‪..‬‬
‫إقترب من الباب وقال‪ :‬من ؟‬
‫بقي كين صامتا ً لفتره وهو يتذكر تحذير جينيفر من أن يُخبر أحد أخوته عن األمر‪..‬‬
‫تردد لثواني قبل أن يقول‪ :‬ما الذي سرقتُه من جينيفر ؟‬
‫عقد فرانس حاجبه وبعد فترة صمت طويله قال‪ :‬أولست من قال بأني كلبها الوفي ؟ لما إذا ً‬
‫تتدخل باألمر ؟‬
‫شد كين على أسنانه ليقول بعدها بهدوء‪ :‬أجبني فحسب‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬لن أفعل فلستُ شخصا ً تقضي حاجتك منه كُلما أردت‪..‬‬
‫غضب كين وقال‪ :‬أال تدرك بأن أفعالك الهوجاء قد تُدمر عائلتك!!‬
‫فرانس بحده‪ :‬أنا أعرف ما أفعله وأعرف من أضر به لذا ال تتدخل بأمور ليست في عمرك‬
‫وركز على دراستك فحسب!‬
‫شد كين على أسنانه وهو يقول‪ :‬أنا حقا ً ‪ ...‬أكر ُهك‪..‬‬
‫نظر فرانس بهدوء الى الباب ولم يُعلق‪..‬‬
‫في حين إلتفت كين ُمغادرا ً لكنه وقف بتفاجؤ وهو يرى عمه أليكسندر ينظر إليه ببرود تام‪..‬‬
‫شعر بالكثير من التوتر فقبل قليل لم يكن ُهناك أحد ولم يتوقع أن ينتهي عمه من تناول طعامه‬
‫بهذه السرعه‪..‬‬
‫توتر وهو يهمس‪ :‬أعتذر‪..‬‬
‫بعدها مشي بخطوات سريعه وتجاوزه فقال العم بهدوء تام‪ :‬إياك وأن تُغادر غرفتك لثالثة أيام‬
‫يا كين‪..‬‬
‫توقف كين قليالً بعدها أكمل طريقه وغادر المكان‪..‬‬
‫بقي أليكسندر يقف في مكانه بهدوء وهو يتذكر جملة كين األخيرة التي سمعها حين وصوله‪..‬‬
‫كرهت فيه الجميع حتى أخوته !‬ ‫نظر الى الباب وهو يقول في نفسه‪" :‬أعماله الطائشة ّ‬
‫فرانسوا تُصبح شخصيته أسوأ فأسوأ‪" ..‬‬
‫إلتفت وغادر بعدما كان ينوي أن يتحدث مع فرانس ولكن لم يعد يملك الرغبة في رؤية وجهه‬
‫‪..‬‬
‫في حين كان فرانس يجلس بهدوء وهو يعطي الباب ظهره ويُفكر بكالم كين‪..‬‬
‫همس لنفسه‪ :‬لما ال يفهمني أحدهم ؟ لما أنا ال ُمخطئ في كُل األحوال ؟‬
‫سحقا ً للجميع!‬‫أغمض عينيه وهو يشد على أسنانه هامساً‪ُ :‬‬
‫وبعد فترة قليله فتح عينيه وقال بهدوء‪ :‬ولكن ‪ ....‬ماذا كان يقصد بسؤاله ؟ عن أي سرقة‬
‫يتحدث ؟‬

‫***‬

‫‪10:39 pm‬‬

‫في مقر الرئيسة كارمن‪..‬‬


‫قسم كامل منه وضع خصيصا ً لموريس وأتباعه‪..‬‬
‫إعتادت هذه المنظمة أن تستضيف األفراد من األقسام األُخرى في مقراتها عند زيارتهم‬
‫المؤقته للمدينة التي هم فيها‪..‬‬
‫لذا كارمن أعطته قسما ً كامالً له ُرغم إعتراض بعض من أتباعها فموريس وأتباعه معروف‬
‫عنهم الوحشية والوقاحه ولم يكونوا يريدوا وجودهم معهم في نفس المكان‪..‬‬

‫وضع موريس رجالً على رجل يقول لروماريو وبقيت أتباعه العشره الموجودين أمامه‪ :‬أيا ً‬
‫كان ال تحتكوا بهم أو تُشاجروهم فهذا لن يعود علينا بالنفع ‪ ,‬ال نُريد صراعات داخليه فأعدائنا‬
‫في الخارج ‪ ...‬بالمقابل لو بدأوا هم فال تسكتوا بتاتا ً وتجلبوا الخزي الى إسم موريس مفهوم‬
‫؟!!‬
‫تتالت أصواتهم الحماسيه وهم منتشرون في المكان منهم من يجلس على األرائك ومنهم من‬
‫يقف بمحاذاة الحائط‪..‬‬
‫تنهد روماريو يقول‪ :‬كان يُمكنك اإلكتفاء بالقسم األول من النصيحه‪..‬‬
‫نظر إليه موريس يقول‪ :‬هل من أخبار عن المجموعة التي تُراقب ذلك ال ُمغني ؟‬
‫هز روماريو رأسه يقول‪ :‬ال ‪ ,‬إنهم يُراقبونه مراقبة لصيقه ولكن لم يحدث وأن قابل الفتاة‬
‫حتى اآلن‪..‬‬
‫موريس‪ :‬ومنزله ؟‬
‫روماريو‪ :‬هناك عشرة من أتباعنا يحيطون المنزل من كُل مكان وينتظرون أن تأمرهم بالتسلل‬
‫والتأكد ما إن كانت الفتاة بالداخل‪..‬‬
‫موريس‪ :‬ال ‪ ,‬فقط دعهم يُراقبونه دون التعدي على القوانين ‪ ,‬إال المشاهير عليهم أن يكونوا‬
‫حذرين عند التحري عنهم فكلمة واحده لإلعالم من هذا المشهور قد تُدمر المنظمة تماما ً!!‬
‫تنهد رومايرو يقول‪ :‬ماذا لو أن الفتاة بالداخل ؟‬
‫موريس‪ :‬ال بأس ‪ ,‬أنا أثق بتابع كارمن ‪ ,‬لقد قال أنها هربت من شقتها ولم تظهر مجددا ً ال في‬
‫منزله وال في شقتها ‪ ,‬لذا فقط دعهم يراقبون تحسبا ً لعودتها أو شيء من هذا القبيل‪..‬‬
‫روماريو‪ :‬حسنا ً كما تُريد‪..‬‬
‫أحد أتباعه بإنزعاج‪ :‬ماذا لو كان يكذب عليك من أجل أن تنال رئيسته شرف اإلمساك بها ؟!!!‬
‫موريس‪ :‬كال ‪ ,‬كارمن إمرأه جيده وهي لم تتعدى قط على أعمال غيرها ‪ ,‬هي قطعا ً ليست‬
‫كالوغد دارسي لذا ال تقلقوا‪..‬‬
‫روماريو بصدمه‪ :‬سيدي أرجوك كف عن شتمه عالنية هكذا إنه‪...‬‬
‫موريس بإنزعاج‪ :‬فليذهب الى الجحيم ‪ ,‬على أية حال ماذا حدث مع ال ُمخترق ؟ هل إستطاع‬
‫الوصول الى الكاميرات الحكوميه التي بالشارع ؟ إن ركبت في سيارة عند هربها البد من أن‬
‫يتبع هذه السياره لنعرف على األقل الوجهة التي هي فيها!‪..‬‬
‫روماريو‪ :‬ال سيدي ‪ ,‬ال جديد‪..‬‬
‫إرتسم اإلنزعاج التام على وجهه وهو يهمس‪ :‬نعرف الكثير عنها ولكن ال جديد في أي شيء‬
‫!! لما الحظ يُحالفها الى هذه الدرجه ؟‬
‫صمت لفترة من الوقت وبقي أتباعه من حوله هادؤون للغايه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه لوهله بعدها إلتفت الى روماريو يقول‪ :‬ما تحركات المغني اآلن ؟‬
‫روماريو‪ :‬قبل نصف ساعه خرج من المنزل وذهب الى أحد النوادي‪..‬‬
‫إبتسم موريس يقول‪ :‬هو في مكان مزدحم ‪ ,‬هذا جيد‪..‬‬
‫نظر إليه وقال‪ :‬إفعلها أنت ‪ ,‬إذهب الى حيث هو اآلن وأسرق هاتفه المحمول وقم بتسجيل‬
‫جميع األرقام التي إتصل بها من وقت صدور اإلشاعه ‪ ,‬حتى لو كانت مجرد عشيقة مؤقته‬
‫بالنسبة له فالبد من أنه تواصل معها بعد اإلشاعه ‪ ,‬سنتحرى في أمر جميع هذه األرقام‬
‫وسنصل إليها بالنهايه‪..‬‬
‫دُهش روماريو لفتره بعدها إبتسم يقول‪ :‬رائع يا سيدي ‪ ,‬لم أتوقع بأنك قد تأتي بخطة جيده‬
‫هكذا!‬
‫موريس بإبتسامه‪ :‬إذا ً أسرع ونفذها‪..‬‬
‫هز روماريو رأسه وغادر فإسترخى موريس في مقعده هامساً‪ :‬نحن نقترب يا قطتي الجميله‬
‫‪..‬‬
‫عقد حاجبه لفتره بعدها إتسعت عيناه غضبا ً وإلتفت الى حيث خرج روماريو وهو يصرخ‪ :‬ذلك‬
‫الوغد ماذا يقصد بأنه لم يتوقع خطة جيده مني !!! أقسم بأنه سيُعاقب!‬
‫***‬

‫‪26 juonyour‬‬
‫‪9:20 am‬‬

‫ضاقت عينا ثيو وهو يُراقب الشاشة الصغيرة التي تعرض مشاهد متحركه لشوارع المدينة‪..‬‬
‫تحدث الشرطي الذي يجلس على الكُرسي أمام الشاشه يقول‪ُ :‬هنا توقف تتبع السياره فلقد‬
‫دخلت الى أحياء تخلو من كاميرات ال ُمراقبه ‪ ...‬والعجيب أننا لم نستطع أن نجدها بعد ذلك‬
‫وكأن السيارة إختفت بالداخل‪..‬‬
‫ثيو الذي كان يقف بجانبه مستندا ً بيده على المكتب قال بهدوء‪ :‬أو ربما تم نقلها الى سيارة‬
‫أُخرى وعبرت عن طريقها مكانا ً آخر ‪ ,‬وبالوقت نفسه ال أستبعد كونها بداخل المنطقة هذه‪..‬‬
‫نظر الشرطي الى ثيو الذي بدأ بإرتداء معطفه فقال له‪ :‬هل تُريد مني إرسال كتيبة ل ُمساعدتك‬
‫؟‬
‫هز ثيو رأسه يقول‪ :‬كال ‪ ,‬هي ذكيه ‪ ,‬ستُالحظنا وتفر مني ‪ ,‬سأذهب وحدي‪..‬‬
‫نظر الى الشرطي وأكمل‪ :‬ولكن دعهم يكونوا على إستعداد في حال إحتجتُ الى خدماتهم‪..‬‬
‫الشرطي‪ :‬حسنا ً لك ذلك ‪ ,‬إنتبه على نفسك فالعجوز الذي ساعدها على الهرب ُو ِجد مقتوالً لذا‬
‫لن يترددوا بقتلك لو إعترضتهم‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه مرتديا ً قفازه وهو يهمس‪ :‬أتحداهم أن يُحاولوا‪..‬‬
‫خرج بعدها من الغرفه ليجد في وجهه أحد أفراد الشرطه الذي مد له المفتاح يقول‪ :‬لقد‬
‫إستأجرتُ لك سيارة كال ُمواصفات التي أردتها‪..‬‬
‫أخذ المفتاح منه يقول‪ :‬أشكرك‪..‬‬

‫ركب السيارة وفتح المغلف الذي أخذه من القسم وبدأ بتمرير عينيه الزرقاوتين على األوراق‬
‫بشكل شامل قبل أن يضعها جانبا ً ويُحرك سيارته‪..‬‬
‫همس لنفسه‪ :‬ال أُصدق أن صديق والدها كان هو فقط من يدعمها ‪ ,‬البد من وجود طرف آخر‬
‫فذلك العم هو مجرد رجل كبير بالسن عاش حياة طبيعيه للغايه ‪ ,‬ال يملك الذكاء الكافي كي‬
‫يبعدها عن باريس ويطلب من مالكة المنزل الذي يعمل فيه أن تستأجر شقة للفتاة ‪ ,‬وال أعتقد‬
‫بأنها فكرته في إبعادها الى منطقة تخلوا من كاميرات المراقبه ‪ ,‬والفتاة رغم ذكائها إال أن‬
‫خبرتها قليله لذا ال يمكنها التصرف كالجواسيس هكذا ‪ ..‬من عساه إذا ً يكون الطرف الثالث ؟‬
‫ضاقت عيناه وهو يتذكر آخر لقاء له معها‪..‬‬

‫‪-‬قبل ثالثة أشهر‪-‬‬


‫تقدم وجلس على األريكة ذات اللون الكحلي واضعا ً رجالً على رجل يقول‪ :‬أعيدي ما قُلته فأنا‬
‫لم أسمعه جيدا ً‪..‬‬
‫نظرت إليه بعينيها الباردتين وهي تقف في وسط هذه الصالة المتواضعه وتكتفت تقول ببرود‪:‬‬
‫ما قُلته واضح ‪ ,‬كُف عن ُمطاردتي‪..‬‬
‫إبتسم بشيء من السخريه يقول‪ :‬أنا ‪ ...‬أُطاردك ؟‬
‫لم تُعلق وبقيت البرودة التامه تُسيطر عليها فنظر إليها لفتره قبل أن يقول‪ :‬من هو ؟ لن‬
‫تتحدثي بكل هذه الثقه إال بوجود شخص قوي يُساندك‪..‬‬
‫إبتسمت ساخره تقول‪ :‬أجل ‪ ,‬وهو أقوى منك بكثير ‪ ,‬أنت حقا ً ال شيء أمامه وعن طريقه هو‬
‫فقط سأحيا بشكل صحيح دون أن يستغلني ال أنت وال المنظمة اللعينه!‬
‫نطق من بين شفتيه‪ :‬إستغالل ؟‬
‫ظهرت الحدة في عينيه وهو ينظر إليها وأكمل‪ :‬ومتى إستغليتُك بالضبط ؟‬
‫تقدمت منه لتقف أمامه ُمباشرةً تقول‪ :‬أنت تستخدمني لتُحقق إنتقامك بينما هو يقف في صفي‬
‫دون أي هدف شخصي ‪ ,‬هناك شتان ما بينكما‪..‬‬
‫ضاقت عيناها تُكمل بحقد‪ :‬سأسعى ألن يصل الدمار لك أنت أيضا ً‪..‬‬

‫أغمض ثيو عينيه عندما وقف أمام إشارة المرور وهمس‪ :‬وهذا الشخص ذكي بما فيه الكفاية‬
‫للتالعب بها ‪ ,‬إنه حتى يعرف الكثير عني ‪ ,‬البد من وجود سبب جعلها تُصدقه هو‪..‬‬
‫ما إن فُتحت اإلشارة حتى سار بها قليالً قبل أن يقف أما مؤسسة ‪ WRPG‬الترفيهيه‪..‬‬
‫نزل من السيارة ودخل الداخل ولكُنه ُمنع من التوغل دون تصريح فأخرج بطاقته التي تدل عن‬
‫كونه ذا مركز كبير بالشرطه وطلب مقابلة إدريان‪..‬‬
‫أتاه مسؤول ليتم التشاور معه هو لذا ما كان من ثيو إال أن هددهم بإتهام مؤسستهم بعرقلتهم‬
‫لتحقيقه الخاص‪..‬‬
‫فخالل نصف ساعه من وصوله أتاه إدريان أخيرا ً الذي وقف أمامه بإستهتار يقول‪ :‬نعم ؟ لما‬
‫الشرطه ؟ سأحرص على مقاضاتكم إن كان السبب سخيفا ً‪..‬‬
‫وبجواره كان يقف مدير أعمال إدريان الفنيه حيث ُو ِج َد كي يسيطر على الوضع لو تطور‬
‫لألسوأ‪..‬‬
‫بقي ثيو ينظر إليه لفتره بعدها قال‪ :‬الفتاة التي إنتشرت صورك معها ‪ ,‬هل لك أن تُعطيني كُل‬
‫معلومة لديك عنها ؟‬
‫إبتسم إدريان بسخريه يقول‪ :‬ومن تكون ألُعطيك ؟ هل أنت ُمعجب مهووس ؟ ما الذي قد يدفع‬
‫الشرطة للتحقيق بأمر من أُصاحب ؟‬
‫تنهد ثيو وأخر ورقة أمام إدريان يقول‪ :‬هي مجرمة هاربه وبحيازتها ملفات مسروقه ‪ ,‬تعاون‬
‫معنا حتى ال تُتهم بالتستر والشراكه‪..‬‬
‫إتسعت عينا إدريان بصدمه ومد يده ليأخذ الورقة ولكن ثيو أبعدها عنه وأعادها الى الملف‬
‫قائالً‪ :‬حسنا ً دعني أسألك ُمجددا ً ‪ ,‬ما عالقتك بها وأين هي اآلن ؟‬
‫بقي إدريان ينظر إليه وهو غير مستوعب لما سمعه اآلن بتاتا ً‪..‬‬
‫آليس مجرمه!!!‬
‫هذا حقا ً صادم!‬
‫تحدث مديره يقول ‪ :‬إدريان ما دامت الفتاة لها سوابق فمن األفضل أن تعترف بكُل شيء‬
‫لتُخرج نفسك ‪ ,‬تحدث وأعطه ما يُريد‪..‬‬
‫نظر الى ثيو يقول‪ :‬بال ُمقابل تلك الفتاة مجرد إحدى الفتيات اللواتي يتعرف عليهن بين فترة‬
‫وفتره لذا ال عالقة له بها فأرجو عدم التشهير بإسمه وإال‪...‬‬
‫قاطعه ثيو ببرود‪ :‬أعرف مصلحة القضية أكثر منك لذا ال داعي للتهديد‪..‬‬
‫نظر إدريان الى ثيو لفتره بعدها قال‪ :‬ال أعرف عنها شيئا ً‪..‬‬
‫ثيو بسخريه‪ :‬وال رقم هاتف حتى ؟ إدريان اإلنكار لن يفيدك ‪ ,‬لقد حظرت الى حفلة أخاك‬
‫األكبر ‪ ,‬الحفلة التي ال يحظرها سوى المدعوين ‪ ,‬كيف حظرتها وكيف وصلتها الدعوة إن كُنتَ‬
‫ال تعرف عنها شيئا ً ؟ أنا أُريد أن أُنهي الموضوع بشكل ودي لذا دعنا ال نجعل األمر يكبر‬
‫ويتعقد ويُصبح رسميا ً‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬لم أُرسل إليها أي دعوه ‪ ,‬شاهدتُها في الحفل وتعرفتُ عليها ومن ثم أوصلتها الى‬
‫العنوان الذي أعطتني إياه ‪ ,‬ال أعرف أكثر من ذلك‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬حسنا ً يبدو بأنك تُحب أن تظهر بمظهر أحمق لذا دعني أسألك ‪ ,‬لما عنوانها كان بإسم‬
‫والدتك السيدة جينيفر ؟‬
‫إنزعج إدريان بعدها قال‪ :‬حسنا ً في هذه الحاله إسأل السيدة جينيفر وليس أنا‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬ال بأس ‪ ,‬ال أملك الوقت ألُضيعه بتهربك الجبان ‪ ,‬خالل يومان ستُصدر بحقك دعوى‬
‫قضائيه ووقتها ستعرف كيف تتجاوب بدون مشاكل‪..‬‬
‫إلتفت وغادر من أمامه وإدريان ينظر إليه بصدمه بعدها إلتفت الى مديره يقول‪ :‬هل يمكنه فعل‬
‫ذلك ؟‬
‫أجابه‪ :‬ال أعلم ‪ ,‬هذا يعتمد على قوة القضية التي يُحقق فيها ‪ ..‬لذا إن كُنتَ تملك أي معلومة‬
‫عنها حتى لو كانت تافهه فإذهب وأخبره بذلك ‪ ,‬أنت تملؤك المشاكل بالفعل فال تذهب‬
‫بمستقبلك الفني الى الهاويه!!‬
‫أشاح إدريان وجهه وغادر يقول‪ :‬أنا بالفعل ال أعرف أكثر مما قلته‪..‬‬
‫بعدها دخل الى إحدى الغرف وجلس يحاول إستيعاب الموقف بأكمله‪..‬‬
‫مجرمه ومطلوبه ودعوه قضائيه‪..‬‬
‫هل كُل هذا صحيح ؟ أم أنه يتخللها بعض األكاذيب ؟‬
‫هو حقا ً ال يعرف ماذا يفعل‪..‬‬
‫أخرج هاتفه النقال ليجرب اإلتصال بأليس ويستفسر منها عن حقيقة األمر لكنه تفاجأ بهاتفه‬
‫يرن وأخته تتصل به‪..‬‬
‫تعجب وهمس‪ :‬من المفترض أنها تدرس ‪ ,‬لما إتصلت ؟‬
‫ما إن كاد يرد حتى فُتح الباب وظهر مدير أعماله يقول‪ :‬إدريان تعال ‪ ,‬المدير يُريد أن يُحدثك‬
‫‪..‬‬
‫كشر إدريان بوجهه يقول‪ :‬أخبرته بما قال ذلك الشرطي صحيح ؟!!!!‬
‫تنهد وأجابه‪ :‬لم أفعل ولكن وصله خبر عن وجود شرطي يصر على مقابلتك لذا إستعد‬
‫إلستجوابه‪..‬‬
‫سحقا ً لكم جميعا ً!‪..‬‬
‫إنزعج إدريان ووضع هاتفه النقال في جيبه هامساً‪ُ :‬‬
‫وترك أخته التي لم تكن إطالقا ً ستتصل بهذا الوقت مالم تملك سببا ً قويا ً بحق‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:27 am‬‬

‫يجلس بكُل هدوء في غرفته الخاصه وبيده كتاب ممتع لقصص ميكي وبطوط‪..‬‬
‫أنهى إحدى القصص بعدها تنهد ونظر الى الباب وهو يهمس‪ :‬منذ يومان كامالن لم يأتي أحد‬
‫من أخوتي لرؤيتي ‪ ،‬أشعر بالوحده‪..‬‬
‫عاود النظر الى الكتاب لفتره ليهمس بعدها‪ :‬لماذا ؟ هل هناك أمر هام يشغلهم عني ؟‬
‫سكن الحزن وجهه وبدأت الظلمة تُعاود غزو قلبه الصغير لتتألأله بعدها عيناه بالدموع‪..‬‬
‫فُتح الباب فإنفرجت أساريره فورا ً ونظر الى الباب بسعاده ولكن جحضت عيناه وإرتعب ناظرا ً‬
‫الى الرجل البارد الذي دخل الغرفه‪..‬‬
‫حرك كرسيه المتحرك الى الخلف ببطئ وعيناه الخائفتين متعلقةً بهذا الرجل الذي يُشكل معنى‬
‫الرعب الحقيقي له‪..‬‬
‫ما إن يراه حتى يتمنى شيئا ً واحد فحسب‪..‬‬
‫أن يأتي من ينقذه من هذا الجحيم‪..‬‬
‫ولكن أمنيته هذه لم تتحقق من قبل‪..‬‬

‫بالمنزل المجاور‪..‬‬
‫كان مارك يقف أمام باب منزله متكتفا ً يراقب من بعيد منزل جينيفر حيث توجد سيارة شرطة‬
‫أمام الباب وضابطان يتحدثان مع المزارع الخاص بالعائله‪..‬‬
‫إنهم يحققون مع سكان المنزل بحادثة قتل البواب‪..‬‬
‫همس بحقد‪ :‬أتمنى أن تُتهم تلك السافله بقتله وتُجر الى السجن جرا ً حتى يعود ماهو ملكي‬
‫ي‪..‬‬‫إل ّ‬
‫نظر الى المنزل بعدها عاود النظر الى سيارة الشرطه فأصدر شتيمة من بين شفتيه ليلتفت‬
‫بعدها ويدخل الى المنزل مغلقا ً الباب خلفه‪..‬‬
‫دخل الى غرفته وجلس على الكُرسي ناظرا ً الى لمبة مكتبه لفتره وهو يسرح في خياله بعيدا ً‬
‫‪..‬‬
‫إرتسمت تلك اإلبتسامة على شفتيه بشكل غير إرادي ليهز رأسه بعدها وهو يقول‪ :‬كال كال هو‬
‫وغد ال يستحق ذلك!!‬
‫وقع نظره بعدها على صندوق صغير بجانب عامود اإلنارة ونظر إليه لفتره ليسحبه بعدها‬
‫ويفتحه‪..‬‬
‫أخذ القالدة التي فيه وتأملها لفترة ليست بالقصيره قبل أن يضغط عليها بقوه والحزن العميق‬
‫يغزو قلبه‪..‬‬
‫فالذكرى التي تُصاحب هذه القالدة النادره ‪ ،‬هي ذكرى موت عزيز‪..‬‬

‫***‬

‫‪11:19 am‬‬

‫تنهدت آليس ورفعت رأسها تنظر الى السقف بشرود تام في حين كان دانييل ينظر إليها‬
‫بهدوء‪..‬‬
‫بعد فتره سألها‪ :‬إعذريني على تدخلي ولكن ‪ ....‬لما لم تتصلي حتى اآلن بعائلة السيد‬
‫آليكسندر ؟ أوليسوا هم من يعتنوا بك ؟‬
‫آليس بهمس وهي ال تزال تنظر الى السقف‪ :‬ليس بعد اآلن‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫صمت لوهله بعدها أكمل بتفاجؤ‪ :‬هل وجدتي عائلتك ؟‬
‫شبح إبتسامه ساخره ظهر على شفتيها وهي تقول‪ :‬نعم ‪ ،‬ولكن أمواتا ً‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه بينما بدأت اإلبتسامه تختفي تدريجيا ً من على شفتيها وهي ال تزال تُفكر‬
‫بالذكرى التي راودتها باألمس‪..‬‬
‫أغمضت عيناها وهمست بداخلها‪" :‬إياك والتأمل بكونهما على قيد الحياة ‪ ،‬ال تُدمري نفسك‬
‫ُمجددا ً ‪ ،‬لقد ماتتا حتى هما ‪ ،‬بالتاكيد فذلك العم قطعا ً كان سيُخبري عن مكانهما لو أنهما على‬
‫قيد الحياة ‪ ،‬لذا إياك والتأمل يا آليس‪" ..‬‬
‫همس دانييل‪ :‬أعتذر لسؤالي‪..‬‬
‫فتحت عيناها بهدوء ثُم نظرت إليه تقول‪ :‬ليست غلطتك لذا ال تعتذر‪..‬‬
‫دانييل‪ :‬إذا ً ‪ ...‬ما الذي ستفعلينه اآلن ؟ أتعودين للعيش مع عائلة آليكسندر و‪....‬‬
‫قاطعته‪ :‬ال‪..‬‬
‫عقد حاجبه فتنهدت ونظرت الى كوب الحليب الساخن الذي كانت تحمله بين كفيها طوال‬
‫الوقت وقالت‪ :‬ال أملك الجرئة أن أعود ‪ ..‬هم في النهايه لم يكونوا مدينين لي إطالقا ً‪..‬‬
‫دانييل‪ :‬لم أفهم‪..‬‬
‫إبتسمت بهدوء وعينيها على حليبها الذي لم ترشف منه وال رشفه فقالت‪ :‬إتضح أنهم لم‬
‫يكونوا المتسببين بهذا بل ذلك العم ‪ ،‬هم لم يكونوا مدينين لي منذ البدايه ‪ ،‬لذا إن كُنتُ سآراهم‬
‫فسيكون هذا فقط ألجل شكرهم على رعايتهم لي واإلعتذار على إتهامي لريكس بقلة األدب‬
‫والوقاحه ‪ ..‬ال شيء آخر‪..‬‬
‫بقيت عيناه معلقتان بها بصدمه قبل أن يقول‪ :‬ولكن في هذه الحاله‪.....‬‬
‫قطع عليه صوت رن الجرس فنظر الى الدهليز الذي يوصل الى الباب بتعجب فقالت آليس‪ :‬هل‬
‫تنتظر أحدا ً ؟‬
‫دانييل‪ :‬إطالقا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ربما أصدقائك إذا ً‪..‬‬
‫وقف دانييل وذهب الى الدهليز ليفتح الباب فوجد رجل غريب يرتدي المالبس السوداء فقال‬
‫بتعجب‪ :‬عفوا ‪ ،‬أي خدمه ؟‬
‫سأله الرجل بهدوء‪ :‬هل أنت مالك هذا المنزل ؟‬
‫تعجب دانييل وقال‪ :‬أجل أنا هو‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هل يسكن معك أحد آخر اآلن ؟ فتاة شابه مثالً ؟‬
‫دُهش دانييل لوهله قبل أن يقول‪ :‬ولما تسأل عن األمر ؟‬
‫فتح فمه ليُجيبه ولكن أبعده رجل أصلع كان خلفه وتقدم هو من دانييل‪..‬‬
‫أنزل النظارة الشمسيه من على عينيه وإبتسم يقول‪ :‬أجبنا عزيزي دون أي سؤال فالفضول‬
‫يقتل القط كما تعلم‪..‬‬
‫شعر دانييل بالريبة وقال‪ :‬أنا ال أفهم عما تتحدثون‪..‬‬
‫إبتسم هذا األصلع الذي لم يكن سوى موريس نفسه وقال‪ :‬عجيب ‪ ،‬إشارة هاتفها توجد في‬
‫هذا المنزل ‪ ،‬فإما هي بالداخل وإما أنك سارق هواتف‪..‬‬
‫رفع دانييل عينيه قليالً ليرى خلفهم سيارة سوداء كبيره وإستطاع من مكانه رؤية العديد من‬
‫الرجال المسلحين بداخلها‪..‬‬
‫ماذا يحدث!‬
‫ما الذي عليه أن يفعل اآلن ؟!!‬
‫فتح فمه ليتحدث ولكن جاءه صوت آليس من الداخل تقول‪ :‬إن كانوا أصدقائك فإرحل وال تهتم‬
‫ألمري أنا سأكون بخير‪..‬‬
‫إتسعت عينا موريس بصدمه قبل أن تبتسم شفتيه بعدم تصديق وهو يقول بنبرة منتصر‪ :‬ذلك‬
‫الصوت الصغير ‪ ،‬لطالما تُقت لسماعه منذ مده!‬

‫‪- part end -‬‬

‫البارت ‪ 30‬سيكون يوم الثالثاء من األسبوع القادم‬

‫‪Part 30‬‬

‫ً‬
‫محاوال النجاة من كل ما فهمت"‬ ‫ً‬
‫محاوال فهم كل شيء ‪ ،‬وتنهيها‬ ‫"تبدأ حياتك‬
‫‪-‬فرانز كافكا‪-‬‬

‫‪11:20 am‬‬

‫أخذ آندرو نفسا ً عميقا ً بعدما أنهى أخيرا ً تحضير المحاضرة القادمه التي ستبدأ بعد عشر‬
‫دقائق من اآلن‪..‬‬
‫نظر الى المكان حوله فلم يجد سوى جينا في مكتبها والبقية في صفوفهم الدراسيه من دون‬
‫شك‪..‬‬
‫تنهد وهو يسند بجسده على كرسيه ويتصفح هاتفه المحمول‪..‬‬
‫توقف عن التصفح لفتره مفكرا ً في أخيه ثيو قبل أن يهمس بداخله‪" :‬ال أحب هذا ‪ ،‬ال أحب‬
‫رؤية كم يجاهد من أجل أن يُكمل عمل والدي ‪ ،‬إنه ال يهتم بنفسه وال بصحته ‪ ،‬لم يأخذ أي‬
‫إجازة قط منذ وفاة والدي ‪ ،‬أعلم كم هو يكرههم وأنا أيضا ً أكره هذه المنظمة ولن أسامح قط‬
‫أي فرد فيها ولكن ‪ .....‬عليه أن يلتفت لنفسه قليالً‪" ..‬‬
‫نظر الى الفراغ وهو يكمل‪" :‬كيف أقنعه بأخذ إجازه" ؟‬
‫إستيقظ من شروده على المنبه حيث لم يبقى سوى خمس دقائق عن محاضرته‪..‬‬
‫تنهد وأخذ كتابه ودفتر التحضير وخرج يمشي في الممر وباله مشغول تماما ً في أخيه‪..‬‬
‫توقف أمام آلة بيع القهوه وأدخل بعض القطع النقديه وطلب لنفسه كوبا ً من القهوة السوداء‬
‫فرأسه يكاد ينفجر حقا ً‪..‬‬
‫وصل الى مسامعه جملة طالبة مرت من خلفه مع صديقتها تقول‪ :‬كُنتُ أعلم هذا بأن من هم‬
‫بالمراتب العليا تملؤهم القذاره ! أعني ال أحد يحصل كُل هذه الدرجات باإلجتهاد فحسب ! هذا‬
‫ُمستحيل كما تعلمين‪..‬‬
‫أخذ كوبه وإتجه الى صفه حيث قد بدأ موعد محاضرته بالفعل‪..‬‬
‫ت مرتفع وبالكاد أجابه كم طالب‪..‬‬ ‫دخل الى الصف الذي تعمه الفوضى وهو يُلقي التحية بصو ٍ‬
‫عقد حاجبه وتقدم من مكتبه واضعا ً أغراضه عليها قبل أن يضرب سطح المكتب بقلمه كي‬
‫ينتبه الطالب إليه‪..‬‬
‫مرت من أمامه مجموعة فتيات يتحادثن وحالما رأته واحدةً منهن قالت بإبتسامه‪ :‬صباح‬
‫الخير دكتور‪..‬‬
‫إبتسم لها ُمشيرا ً ألن تجلس ولكن صديقتها قاطعته تقول لها‪ :‬أال تعرفين ما إسمها ؟‬
‫تقدمت الفتاة من مقعدها تقول‪ :‬كال أنا ال أحفظ أسماء آكلي الكتب أمثالها ولكن ما أعرفه أن‬
‫عائلتها غنيه للغايه‪..‬‬
‫ردت صديقةٌ ثالثه تقول‪ :‬أنا متأكده بأنها إليان إذا ً ! ال أحد غيرها‪..‬‬
‫تعجب وقال قبل أن يبتعدن عنه‪ :‬عن ماذا تتحدثن ؟‬
‫نظروا إليه لتبتسم إحداهن تقول‪ :‬فقط عن طالبة ما ‪ ،‬يُقال بأنها ضُبطت باإلختبار وبحوزتها‬
‫قصاصات ورق تلخيصات الماده ‪ ،‬أي ضُبطت وهي تغُش‪..‬‬
‫دُهش يقول‪ :‬وهل الفتاة تُدعى إليان حقا ً ؟!!‬
‫واحده أخرى اجابته‪ :‬أعتقد هذا وبقوه ‪ ،‬يقال بأن الفتاة متفوقة ومن أعلى المراكز بجامعتنا‬
‫وتنتمي الى صف الدكتور آرثر ‪ ،‬إنها هي بدون شك‪..‬‬
‫بقي مصدوما ً لفتره فضحكت إحداهن تقول‪ :‬دكتور ال تُصدم هكذا ‪ ،‬الكُل بالفعل يعلم بأنه من‬
‫المستحيل للمتفوقين البقاء بمراكزهم من دون واسطة ما كمعرفتهم بأحد في اإلدارة التعليميه‬
‫وغيره وهي تمتلك عائله ثريه ‪ ،‬ومع محاولة الغش هذا أصبح كل شيء واضحا ً‪..‬‬
‫ضحكت أخرى تقول‪ :‬ههههههههه أعلم بأنكم تحبون الطلبة المتفوقون ولكن تفوقهم الظاهر‬
‫هذا خدعه قد وقعتم فيها أنتم األساتذه‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً ليقول بعدها‪ :‬ليس من الجيد أن تتناقلوا الكالم وأنتم لم تتأكدوا بعد من هوية‬
‫الطالبه!‬
‫غادرن من أمامهم وإحداهن تقول‪ :‬ههههههههه لقد كُسر قلب دكتورنا‪..‬‬
‫بقي يراقبهم والصدمة حتما ً تأكله من الداخل‪..‬‬
‫هو يعلم كم هي طالبه متفوقه حقا ً ‪ ،‬ال يمكنه أن يصدق أبدا ً أنها قد تسلك طريق الغش!‬
‫أخرج هاتفه المحمول وكاد أن يتصل بريكس ولكنه توقف عندما تذكر بأنهما متشاجران‪..‬‬
‫ماذا يفعل ؟ هو قلق ويريد التأكد ولكنه ال يعرف كيف!‬

‫***‬

‫عقدت آليس حاجبها عندما سمعت صوت إرتطام شيء ما عند الباب‪..‬‬
‫إلتفتت تنظر الى تلك الجهه لفتره قبل أن تقول بتعجب‪ :‬دانييل هل هناك خطب ما ؟‬
‫جائها جسد دانييل وصوت شخص خلفه يقول بصوت فيه نبرة تقليد فاشله‪ :‬ال خطب يا‬
‫عزيزتي سوى أن موريس أفقدني الوعي‪..‬‬
‫وبعدها تداعى جسده أرضا ً بعد أن أفلته موريس واإلبتسامة تُسيطر تماما ً على شفته‪..‬‬
‫شهقت آليس ووقفت ال إيراديا ً وعيناها المرعوبتان مصوبتان على دانييل الواقع أرضا ً دون‬
‫ِحراك‪..‬‬
‫عاودت تنظر الى موريس الذي دخل من خلفه ثالثة رجال كل منهم وقف أمام أحد مداخل‬
‫المنزل كي يمنعوا أي محاولة هرب قد تحدث‪..‬‬
‫شعرت بضربات قلبها تزداد من هذا الموقف الذي يحدث أمامها بينما بقي هو يحملق فيها‬
‫ت حقا ً ‪ ،‬ياله من يوم جميل ‪ ،‬لقد إنتظرتُ هذه اللحضة منذ فترة‬ ‫بسعاده عارمه يقول‪ :‬إنها أن ِ‬
‫طويله يا عزيزتي‪..‬‬
‫شعرت برجفة تسري بجسدها وهي ترى هذه األشكال التي من المستحيل أن تكون أي شيء‬
‫سوى أنهم أفراد عصابه‪..‬‬
‫نظرت الى موريس الذي كان أصلع الرأس تماما ً بوشم ع رقبته مع خواتم فضيه بيده اليسرى‬
‫ومالبس جلد سوداء والبقيه كانوا ذو وجوه ال تفارقها الندوب القديمه ومالمح شرسه مخيفه‬
‫‪..‬‬
‫هل هؤالء يتبعون ذاك القاتل من باريس ؟؟‬
‫هل هم من كان يبعدها عنهم ذلك الرجل المسن ؟‬
‫هل هم من يطاردونها ألجل سبب ال يمكنها معرفته بتاتا ً!‬
‫كيف وجدوها إذا ً!!!!‬
‫لفت بنظرها حولها ليقول موريس‪ :‬إنسى ذلك فلقد أمنت المكان بالكامل فال يمكنك الهرب‬
‫كالعاده ‪ ،‬ال يمكنك معرفة كم عانيت ألجل هذه اللحضه ‪ ،‬يكفي بأنك السبب في خسراني لكل‬
‫شعري‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تنظر إليه وهي تتسائل بداخلها‪" :‬ماذا يقصد ؟ هل حدث وأن أحرقتُ شعره في‬
‫الماضي ؟"‬
‫نظر موريس الى أحدهم وقال‪ :‬أحظر لها معطفا ً أو أي شيء ثقيل فنحن ال نريد أن تموت بردا ً‬
‫قبل أن نحصل على ُمرادنا‪..‬‬
‫هز رأسه ودخل الى الداخل فبلعت ريقها وهي حتما ً ال تعرف ماذا عليها أن تفعل اآلن!‬
‫بالسابق ساعدها ذلك الشاب الذي يمتلك رائحة عطر مميزه أما اآلن الشخص الوحيد الذي قد‬
‫يتدخل من أجلها هو فاقد للوعي أمامها وبسببها ايضا ً‪..‬‬
‫بسببها ؟‬
‫ماذا ؟ لما الجميع يستمر بالتأذي بسببها هي ؟؟‬
‫إذا ً هذا صحيح ‪ ،‬أيا ً كان إختيارها بالماضي فهي تسبب المآسى لمن حولها وال زالت تُسببها!!‬
‫لما إذا ً مستمرة بالعيش حتى اآلن!!!!‬
‫عليها أن تموت حتى يتوقف الشؤم الذي يالحق كل من حولها!‪..‬‬
‫أحضر الرجل معطفا ً من الداخل مع حذائها ووضعه أمامها فقال موريس‪ :‬هيّا إردتي هذا‬
‫ورافقينا بهدوء فال أضن بأنك تريدين أن تُجري كالكالب ؟ إستغلي طيبتي قبل أن أغضب‪..‬‬
‫نظرت الى األسفل حيث معطفها وحذائها لفتره ورفعت بعدها عينها بإتجاه جنب موريس لترى‬
‫هناك حزام مخصص لحمل المسدس‪..‬‬
‫ماهو أفضل حل ؟‬
‫ُمرافقته أو تحاول الهروب ليضطر الى إنهاء حياتها التعيسة بطلقه واحده ؟‬
‫الخيار اآلخر هو األفضل لها فال تريد سماع المزيد من الحوادث السلبيه عن حياتها السابقه‪..‬‬
‫تحدث موريس يقول‪ :‬لما لم تتحدثي حتى اآلن ؟ لم أعهدك فتاة هادئه‪..‬‬
‫نظرت إليه ثُم بحرك ٍة سريعه ذهبت الى أحد الرجال الذين يقفون أمام الباب الذي يؤدي الى‬
‫الغرفه وهاجمته وبالكاد إستطاع إمساكها ولكن حركاتها المتوحشه جعلته يبدأ في فقدان‬
‫السيطرة على نفسه فتدخل اآلخران وأمسك كل واحد فيهما ذراعها وأجبروها على الجلوس‬
‫أرضا ً‪..‬‬
‫في حين تقدم موريس منها وهو يبدو معكر المزاج ووقف أمامها يقول‪ :‬ألن تتركي عادتك‬
‫المستحيله هذه ؟؟ المكان كله محاصر ‪ ،‬ال أمل لك لذا توقفي عن ذلك‪..‬‬
‫شدت على أسنانها قبل أن تهمس‪ :‬أقتلني‪..‬‬
‫ضاقت عيناه قليالً قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬سأفعل هذا ال تقلقي فلقد وعدتك بالسابق ولكن عليك أن‬
‫سرق يا عزيزتي‪..‬‬ ‫تُعيدي إلينا ما ُ‬
‫ظهرت الحدة في عينيها تقول‪ :‬لقد تخلصتُ منه تماما ً لذا ال فائده‪..‬‬
‫لم يكن أمامها سوى أن تكذب بأمر شيء ال تعرفه أساسا ً فلربما يتخلصون منها وترتاح‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره بعدها قال‪ :‬كاذبه ‪ ،‬هو الشيء الوحيد الذي يساعدك لإلنتقام من أجل‬
‫والدك لذا يستحيل أن تتخلصي منه‪..‬‬
‫دُهشت للحضه قبل أن تتمالك دهشتها وتقول بغضب‪ :‬سئمتُ منكم ومن األذى الذي تلحقونه‬
‫بكل من أعرفهم لذا أريد أن يتوقف كل هذا!!‬
‫ظهر بعض اإلنزعاج على وجهه يقول‪ :‬نحن نلحق األذى ؟؟‬
‫ت من قتلها بنفسك فال تتهمينا !!‬ ‫أكمل بغضب‪ :‬آريستا قطعا ً لم تكن لتموت لوال عنادك ‪ ،‬أن ِ‬
‫وسيحدث المثل ألختك الصغيره إن لم تعطيني ما سرق أفهمتي ؟!!! لذا بحق هللا كفي عن‬
‫المراوغه!!!!‬
‫إتسعت عيناها على وسعها من الصدمتين المتتاليتين التي حلت عليها!!!‬
‫آريستا ؟!!‬
‫إنه اإلسم الذي كانت تنطق به بشكل ال إرادي‪..‬‬
‫إنه إسم فتاة تسببت هي بقتلها ؟!!!‬
‫ماتت بفعلها هي ؟!!!!‬
‫و‪.....‬‬
‫لديها أخت صغرى ؟!!!‬
‫تذكرت تلك الذكرى القصيرة باألمس فبدأت الدموع تنهطل من عينيها وهي تهمس بداخلها‪:‬‬
‫"اختي ‪ ،‬حيه! "‬
‫ثم مالبثت إال أن تتسع عيناها بصدمه عندما إسترجعت ذاكرتها منظر فتاة مطروحة على‬
‫سرير في المشفى وشاب يقف بجوارها بعينين تملؤهما الدموع ليلتفت إليها هي التي كانت‬
‫تقف أمام الباب ويصرخ في وجهها‪..‬‬
‫استمرت دموعها بالهطول وهي تهمس‪ :‬جاكي ‪ ،‬أقسم بأن ال شأن لي‪..‬‬
‫عقد موريس حاجبه من همسها فصرخت بعدها بكل ألم‪ :‬أقسم بأن والدي وهم المسؤولون‬
‫وليس أنا!!!!‪..‬‬
‫ليسقط بعدها جسدها فاقدا ً للوعي أمام أنظار موريس المصدومه‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يلتفت الى رجاله ويقول ‪:‬دفئوها جيدا ً وأحضروها الى السياره‪..‬‬
‫وضع نظارته الشمسيه وغادر الى الخارج‪..‬‬

‫***‬

‫‪pm2:34‬‬

‫دخل إدريان الى الفيال وهو عبوس الوجه منزعج من كُل شيء‪..‬‬
‫من ذاك الشرطي الذي ال يزال تهديده يؤرقه ومن الشركه التي إنهالت عليه باألسئلة عن األمر‬
‫وبمحاوالتهم إلجباره على طرق لتفادي إنتشاره ‪ ،‬ومن البواب الذي قتل بشكل مريب ودعى‬
‫هذا الشرطة الى التردد على هذه الفيال مرارا ً وتكرارا ً‪..‬‬
‫أال يكفيهم بالبداية ما فعله إبن العم األحمق في حفلة ريكس قبل أيام ؟!! هو حقا ً بحاجة الى‬
‫فترة استراحه فهذه الحوادث المتتاليه تجعله مزاجه سيئا ً يوما ً بعد يوم‪..‬‬
‫أخرج هاتفه النقال وإتصل على آليس فعليه أن يعرف أوالً ما حكايتها حتى يعرف ما التصرف‬
‫الصحيح تجاه األمر‪..‬‬
‫شد على أسنانه بإنزعاج تام عندما إنتهى الرن دون رد‪..‬‬
‫لقد إتصل عليها ما يُقارب الخمس مرات وال يوجد أي رد!!‬
‫مابالها هي األخرى!!!‬
‫رمى الهاتف بكل إنزعاج بجانبه على األريكه فجائه صوت والده يقول‪ :‬مابك ؟‬
‫دُهش إدريان ووقف من فوره ينظر الى الخلف حيث والده ويبدو بأنه حضر للتو‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬أ أهالً والدي‪..‬‬
‫تقدم آليكسندر يقول‪ :‬مابالك تبدو معكر المزاج ؟ هل هناك مصيبة ال أعلم عنها!‬
‫إدريان بسرعه‪ :‬كال إطالقا ً يا والدي ‪ ،‬إنها فقط أمور فنيه روتينيه في عملي ‪ ،‬ال تشغل بالك‬
‫بها‪..‬‬
‫جلس آليكسندر يقول ببرود‪ :‬من الواضح بأنك تكذب ‪ ،‬لذا كف عن الكذب وأخبرني!!‬
‫إدريان بدهشه‪ :‬ال والدي صدقني إنه‪....‬‬
‫قاطعه والده‪ :‬هل أنت المتسبب بمقتل البواب ؟!!‬
‫صدم إدريان وقال بسرعه‪ :‬الاا والدي ماهذا الذي تقوله ؟!!! أُقسم بأنه ال عالقة لي باألمر‬ ‫ُ‬
‫بتاتا ً البته ! أُقسم بهذا!‬
‫نظر إليه آليكسندر مطوالً قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً صدقتُك ولكن هذا ال يعني بأنه ال يوجد خطب بك‬
‫لذا أخبرني‪..‬‬
‫تنهد إدريان قبل أن يقول‪ :‬أنا حقا ً جاد بكالمي ‪ ،‬إنها مشكالت العمل الطبيعيه ‪ ،‬ال تشغل بالك‬
‫بتاتا ً‪..‬‬
‫صمت آليكسندر لفتره قبل أن يسأله‪ :‬هل أنت تبلي بالءا ً حسنا ً فيه ؟ أال تحتاج الى ُمساعده ؟‬
‫إبتسم إدريان يقول‪ :‬ال تقلق كُل شيء على ما يُرام‪..‬‬
‫نظر آليكسندر الى المكان يقول‪ :‬أين والدتك ؟ وإليان ؟‬
‫دُهش إدريان عندما تذكر مكالة إليان التي لم يرد عليها‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ،‬ما دامت لم تتصل مجددا ً فالبد بأن كُل شيء على ما يُرام‪..‬‬
‫أجاب والده قائالً‪ :‬لقد سألتُ الخادمه عند دخولي عن ما إن كان هناك أحد من العائله ولكنها‬
‫أجابت بالنفي‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬هل من عادة إليان أن تتأخر ؟ لقد قاربت الساعة الثالثه!‬
‫إدريان‪ :‬ال أعلم عن جدولها الكثير ولكنها في بعض األحيان تذهب مع صديقتها الى محل‬
‫والدتها الخاص بالحلوى‪..‬‬
‫صمت آليكسندر لفترة يفكر قبل أن ينظر الى إدريان يقول‪ :‬هل هناك مشكلة بين إليان وريكس‬
‫؟ منذ فترة لم أراهما يتبادالن الحديث‪..‬‬
‫حاول إدريان إخفاء دهشته من هذا السؤال وهو يقول‪ :‬والدي ‪ ،‬إن كالً منهما مشغول بعمله‬
‫لذا نادرا ً ما يتحدثان وهذا طبيعي ‪ ،‬ثم ماذا قد يكون بينهما مثالً ؟‬
‫ضحك وأكمل‪ :‬ثم ال تنسى بأن شخصيتهما منغلقه بعض الشيء لذا الهدوء هو ما يُسيطر‬
‫عليهما دائما ً ‪ ،‬ال تقلق‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬لم يكونا هكذا عندما كانا صغارا ً‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬العباقرة هكذا عندما يكبرون ‪ ،‬يركزون على مجالهم واإلبداع فيه لدرجة أنهم يفقدون‬
‫مهاراتهم اإلجتماعيه شيئا ً فشيئا ً‪..‬‬
‫لم يُعلق آليكسندر وبقي صامتا ً قبل أن يقف ويقول‪ :‬إن رأيت أُمك أخبرها بأني توليت عنها‬
‫أمر التحقيق في مقتل البواب لذا لن يزعجوكم المحققين مجددا ً‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬حسنا ً سأُخبرها بذلك‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادر فتنفس إدريان الصعداء وهو يقول‪ :‬وااه بالكاد حافظتُ على رباطة جأشي‬
‫أمامه ‪ ،‬لقد كذبتُ عليه كثيرا ً فأرجو أال يكتشف ذلك في يوم من األيام‪..‬‬
‫نظر الى الهاتف حيث رقم آليس وجرب اإلتصال عليها مجددا ً ولكن الصمت كان هو الجواب‪..‬‬

‫***‬

‫‪pm5:55‬‬

‫طرق ثيو باب المنزل وبعد لحضات فتح له رجل الباب‪..‬‬


‫ألقى ثيو التحية وهو يقول‪ :‬هل يمكنني أخذ دقائق من وقتك ؟‬
‫هز الرجل رأسه باإليجاب وخرج من المنزل مغلقا ً الباب خلفه وهو يقول‪ :‬تفضل‪..‬‬
‫أخرج ثيو بطاقته التي تدل على مهنته حتى يسهل له الحصول على الجواب وسأله‪ :‬أخبرني‬
‫الموجودون هنا عن كونك من تكفل باإلتصال على الرقم الموجود بحوزة الفتاة الغريبه التي‬
‫شوهدت يوم أمس ملقية من فوق المنحدر صحيح ؟‬
‫هز الرجل رأسه يقول‪ :‬نعم صحيح ‪ ،‬إنها فتاة شابه ال يعرفها أحد من المتواجدين لذا‬
‫أُضطررنا الى تفتيشها كي نحصل على أي شيء قد يقودنا الى عائلتها ووجدنا حينئذ الرقم‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬جيد ‪ ،‬هل يُمكنك أن تُعطيني الرقم ‪ ،‬البد من أنه ال يزال في سجل مكالماتك‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬كما تريد ‪ ،‬لحضة من فضلك‪..‬‬
‫بعدها دخل مجددا ً الى الداخل فتنهد ثيو ونظر حوله‪..‬‬
‫لقد أُضطر الى السؤال في جميع األحياء التي تقع في المسار الذي ذهبت منه السياره ومن‬
‫حسن حظه أنه لم يستغرق الكثير من الوقت‪..‬‬
‫أراهم صورتها وقالوا بأنها تشبهها ‪ ،‬يتمنى لو تكون هي فعالً فهو ال يملك الوقت للبحث‬
‫ُمجددا ً‪..‬‬
‫خرج الرجل وهو يحمل هاتفه فأخرج ثيو مذكرته الصغيره يقول‪ :‬إمليه علي‪..‬‬
‫كتب الرقم كامالً وبعدما إنتهى قال‪ :‬هل جاء أحد قبلي وسألك نفس سؤالي ؟‬
‫الرجل‪ :‬ال لم يحدث‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬جيد ‪ ،‬هال ناولتني هاتفك ؟‬
‫مد الرجل له بالهاتف فمسح ثيو الرقم من قائمة اإلتصال وهو يقول‪ :‬إن سألك أحد بعدي‬
‫فأخبره عن محقق يُدعى ثيو قد أخذ الرقم سابقا ً‪..‬‬
‫أعاد إليه الهاتف وقال‪ :‬شكرا ً لتعاونك‪..‬‬
‫بعدها غادر وهو يخرج هاتفه ويسجل الرقم فيه وحالما إنتهى إتكأ على سيارته وهو يضغط‬
‫زر اإلتصال‪..‬‬
‫ثوان رد دانييل وهو يقول‪ :‬من ؟‬ ‫ٍ‬ ‫خالل‬
‫ثيو‪ :‬أنت المدعو بدانييل صحيح ؟‬
‫شعر دانييل بالريبة وهو يقول‪ :‬ومن أنت ؟‬
‫ثيو‪ :‬ال تقلق إني أتبع للشرطه ‪ ،‬هل لك أن تُعطيني عنوانك اآلن ؟‬
‫صمت دانييل لفتره قبل أن يقول‪ :‬ومن تكون أيضا ً ؟!! هل األمر له عالقة بها ؟!!‬
‫"أيضا ً ؟؟؟"‬
‫إعتدل ثيو في وقفته يقول‪ :‬هل سألك أحد عنها ؟‬
‫دانييل‪ :‬ال أعرف أي شيء عنها لذا‪....‬‬
‫قاطعه ثيو بحده‪ :‬أين هي اآلن ؟!!!! ماذا حدث ؟ أخبرني مباشرةً دون أن تتفوه بأي هراء‬
‫جانبي‪..‬‬
‫صمت دانييل قليالً قبل أن يقول‪ :‬رجل أصلع إقتحم المنزل عنوة وأفقدني وعيي واآلن ال أثر‬
‫لها وال لمتعلقاتها‪..‬‬
‫إتسعت عينا ثيو من الصدمه قبل أن يشد على أسنانه وهو يهمس بداخله‪" :‬موريس الوغد‬
‫لقد سبقني لها"!!!‬
‫سأله‪ :‬ومتى حدث هذا ؟‬
‫دانييل‪ :‬قرابة العاشره أو الحادية عشر صباحا ً‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬تعرف نوع السيارة ؟‬
‫دانييل‪ :‬أجل لقد‪....‬‬
‫قاطعه ثيو‪ :‬أرسل لي موقعك وسآتي لك فورا ً من أجل جمع هذه المعلومات‪..‬‬
‫وبعدها أغلق هاتفه دون أن يترك لدانييل فرصةً للرد‪..‬‬
‫ضرب بقبضة يده نافذة السياره وهو يقول‪ :‬سحقا ً!!!‬
‫لثوان قبل أن يركب السياره ويخرج من هذا الحي فورا ً‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫بقي على وضعه‬

‫***‬
‫‪8:40 pm‬‬
‫خرج موريس من الغرفة التي تُحتجز فيه آليس وهو معقود الحاجبين بإستياء كبير‪..‬‬
‫لحق به روماريو يقول‪ :‬سيدي ما العمل اآلن ؟‬
‫موريس بإنزعاج‪ :‬تبدو كجثة هامده بالنسبة لي !! ال وجود ألي ردة فعل وال حتى رمشه !‬
‫كنتُ حقا ً على وشك قتلها ولكن لألسف قتلها خارج صالحياتي!!!‬
‫روماريو‪ :‬كان عليك أن تستخدم إسم أختها لعلها تتحدث!‬
‫موريس وهو يمشي في الممر متجها ً الى غرفته‪ :‬ذكرتُه لها هذا الصباح وبدالً من أن تغضب‬
‫وتصرخ في وجهي إنجنت وفقدت وعيها ‪ ،‬هي بالفعل أصبحت تعرف بحوزتها معنا لذا إكتفت‬
‫بممارسة الصمت!‬
‫نظر الى روماريو وأكمل‪ :‬لديها قوة غير طبيعيه ! ألهذه الدرجة ال تُريد الكشف عن مكان ما‬
‫سرق !! أتتذكر حادثة الفتاه تلك !!! إنها حقا ً مجنونه‪..‬‬
‫ُ‬
‫تنهد روماريو يقول‪ :‬أجل ُمحق ‪ ،‬رغم تهديدنا إياها بصديقتها ال ُمقربه إال أنها لم تبح بأي‬
‫شيء‪..‬‬
‫دخل موريس غرفته يقول‪ :‬لهذا هي مجنونه تماما ً لذا ال أستبعد بكونها ستقبل بموت أختها في‬
‫سبيل أن تُحافظ على السر!!‪..‬‬
‫روماريو بتعجب‪ :‬الى هذه الدرجه ؟!! لكنها أختها الوحيده ؟ ال أُصدق!‬
‫موريس‪ :‬بل ستفعل فالفتاة مجنونة بحق ‪ ،‬صديقتها تلك رافقتها منذ الطفوله ومع هذا فرطت‬
‫فيها بكل برود فماذا عن أخت لم تعش معها طويالً ! الجواب واضح ‪ ،‬أنا حقا ً ِضقتُ ذرعا ً بها‬
‫‪..‬‬
‫جلس على كُرسيه وأكمل‪ :‬أعتقد بأني سأُسلم أمرها الى أحد المرؤسين وبما أننا هنا فربما‬
‫سأتركها لكارمن فربما تُريحنا وتأمر بقتلها ‪ ،‬هي تملك هذه الصالحيه‪..‬‬
‫بعدها أكمل بهمس‪ :‬ضاعت جهودنا سدى في محاولة اإلمساك بأختها‪..‬‬
‫هز روماريو رأسه يقول‪ :‬حسنا ً إذا ً ‪ ،‬سأُبلغ السيدة كارمن باألمر فعلى ما أضن قد عادت لتوها‬
‫من مهمة شحن بضاعتها‪..‬‬
‫نظر موريس إليه يقول‪ :‬عادت ؟ حسنا ً في هذه الحاله سأذهب بنفسي وأنت إجلب الفتاة بعد‬
‫بضع دقائق‪..‬‬
‫بعدها وقف وغادر وروماريو يقول‪ :‬أمرك‪..‬‬
‫في حين جلست كارمن في هذه الغرفة الكبيره بعدما عادت للتو من موقع نقل البضاعه والذي‬
‫تم على أحسن ما يُرام‪..‬‬
‫كانت الغرفة واسعه ذات ألوان تدرجات البني ومليئة باللوحات المعلقه وحولها ما يُقارب سبع‬
‫نوافذ مطله على حديقة خارجيه وبجانب كل نافذه يقف حارس تحسبا ً ألي محاولة هجوم‬
‫خارجيه قد تحدث‪..‬‬
‫نظرت الى مساعدها الذي تثق فيه أكثر من أي شيء وقالت‪ :‬كن على إطالع بأخبار البضاعة‬
‫أول بأول وعند حدوث أي أمر طارئ أخبرني به شخصيا ً ‪ ،‬أفهمت يا باتي ؟‬
‫هز باتريك رأسه يقول‪ :‬كما تأمرين سيدتي‪..‬‬
‫راض تماما ً عن البضاعه كما أخبرنا‬ ‫ٍ‬ ‫تنهدت ثُم قالت‪ :‬بخصوص التاجر الروسي يبدو بأنه‬
‫جاسوسنا هناك ‪ ،‬لذا توقع منه إتصال في وقت قريب يخبرك فيه برغبته بتوقيع عقد تجارة‬
‫معك ‪ ،‬كن متأهبا ً لهذا‪...‬‬
‫نظرت إليه وأكملت‪ :‬أفهمت ريكس ؟‬
‫هز ريكس رأسه دون أن يقول شيئا ً ثُم نظر الى ساعته حيث قاربت الساعه التاسعه‪..‬‬
‫رفع رأسه راغبا ً في اإلعتذار والمغادره ولكنه توقف عندما دخل موريس الى الغرفة‬
‫واإلبتسامة على شفتيه‪..‬‬
‫موريس‪ :‬مرحبا ً بكارمن ‪ ،‬رغم أني هنا منذ يومان إال إنها المرة األولى التي أُقابلك فيها وجها ً‬
‫ت جميلة كما عهدتُك‪..‬‬ ‫لوجه ‪ ،‬أن ِ‬
‫إبتسمت كارمن تقول‪ :‬وما سبب قدومك ؟ أولست مشغوالً باإلمساك بإبنة الخائن ؟‬
‫موريس بإبتسامه واثقه‪ :‬أمسكتُ بها بالفعل ‪ ،‬ال شيء صعب في وجه موريس‪..‬‬
‫دُهشت كارمن في حين عقد ريكس حاجبه من هذه المحادثه‪..‬‬
‫نعم لقد سمع سابقا ً عن وجود خائن خان المنظمة وتمت تصفيته على يد دارسي ليكتشفوا‬
‫بعدها بأن الموقع الذي أعطاهم إياه لمسروقاته كان موقعا ً خاطئا ً‪..‬‬
‫هل هذا ما يتحدثون عنه ؟‬
‫قرر البقاء واإلستماع الى ما يحدث فكلما زادت معرفته بأسرار المنظمة كلما إرتفعت مكانته ‪،‬‬
‫فالمكانة أيضا ً تُبنى بالمعلومات‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هذا تقدم جيد ‪ ،‬ماذا إذا ً بخصوص ما خبأه والدها ؟‬
‫أبدى موريس بعض اإلنزعاج وهو يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬كما في السابق ‪ ،‬إنها عنيدة للغايه ‪..‬‬
‫رفضت اإلفصاح عن أي شيء ‪ ،‬إنها حتى لم تتحدث وبقيت صامته طوال اليوم وأنا حقا ً ِضقتُ‬
‫ذرعـ‪..‬‬
‫توقف عن الكالم وهو ينظر الى ريكس وقال‪ :‬من هذا ؟ إنه وجه جديد!‬
‫نظرت كارمن الى ريكس تقول‪ :‬أحد أتباعي المفيدين‪..‬‬
‫موريس‪ :‬ههههه وأخيرا ً أصبح هناك شخص آخر تثقين به غير باتريك!!‬
‫كارمن‪ :‬إني حتى اآلن ال أثق سوى في باتي‪..‬‬
‫موريس‪ :‬وإذا ً ؟ لما هو هنا في حين أن المعلومات التي نتحدث عنها بالغة السريه ؟‬
‫إبتسمت كارمن تقول‪ :‬ال بأس ‪ ،‬هو ليس من األشخاص الذين يستطيعون خيانتنا ‪ ،‬وهو قطعا ً‬
‫يستحيل أن يكون جاسوسا ً ألي شيء خارجي‪..‬‬
‫تنهد موريس يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬على أية حال هي رفضت اإلفصاح عن أي شيء ‪ ،‬وبما أن ما‬
‫سرق جزءا ً منه يضرك شخصيا ً قلتُ لنفسي سأجعل أمرها لك ‪ ،‬رجاءا ً حققي لي أُمنيتي‬ ‫ُ‬
‫وأؤمري بقتلها‪..‬‬
‫طرق الباب فقال موريس‪ :‬إنها هي‪..‬‬ ‫إبتسمت كارمن دون تعليق في حين ُ‬
‫أشار باتريك برأسه للحارس الذي يقف أمام الباب ففتح الحارس الباب ليدخل روماريو وخلفه‬
‫كينتو وجوليان وهما يمسكان بيد آليس ويسحبانها معهما وهي تُطأطأ رأسها لألسفل‪..‬‬
‫توقف روماريو عن يسار موريس في حين تركا أعوان موريس يدي آليس التي إنهارت فورا ً‬
‫جالسه وهي ال تزال تُطأطأ رأسها الى األسفل وخصالت شعرها تتناثر حول عنقها بإنسيابيه‪..‬‬
‫في حين كانت عينا ريكس تتسع تدريجيا ً من الصدمة فالفتاة تبدو كآليس تماما ً رغم أن مالمح‬
‫وجهها غير واضحة له‪..‬‬
‫نظرت كارمن إليها ببرود وقالت‪ :‬لم أتوقع بأن من جنن المنظمة هي مجرد شابه صغيره ! هذا‬
‫حقا ً ُم ٍ‬
‫خز‪..‬‬
‫موريس‪ :‬صحيح بأن السرقه تمت على يدي والدها الوغد ولكن براعتها بإخفاء المسروقات‬
‫حقا ً شيء آخر ‪ ،‬ال يُمكنني سوى اإلعجاب بذلك‪..‬‬
‫شدت آليس على شفتيها وقلبها يتمزق من كالمهم وهي حتى اآلن ال تعرف ما العمل وماذا‬
‫تفعل ؟‬
‫كانت لتتمنى الموت وتسعى له ولكن جملته هذا الصباح بخصوص إمتالكها ألخت قيدها تماما ً‬
‫وأصبحت ال تعلم ماذا يجدر بها أن تفعل‪..‬‬
‫كارمن بشيء من الحقد‪ :‬لقد كان مجرد خادم لدينا ! لو سقط في يدي أنا لعذبته مرارا ً قبل‬
‫قتله‪..‬‬
‫نظر ريكس بهدوء الى كارمن بعد جملتها األخيره ثم نظر الى هذه الفتاة وهو يملؤه التوتر هل‬
‫يغادر أم أنها فقط مجرد شبيهه بها ؟‬
‫إتسعت بعدها عيناه بدهشه عندما رفعت الفتاة رأسها تنظر الى كارمن بكل حقد وكره‪..‬‬
‫كارمن ببرود‪ :‬لقد أخافتني نظرتك كثيرا ً‪..‬‬
‫إلتفت باتريك الى جهة كارمن قاصدا ً محادثتها ولكن عينه توقفت على نظرات ريكس‬
‫المصدومة آلليس‪..‬‬
‫ضاقت عيناه قليالً في حين شد ريكس على أسنانه وأشاح بنظره وهو يهمس بداخله‪" :‬إنها‬
‫هي !!! أنا ال يُمكنني إستيعاب األمر مطلقا ً ! لما هي موجودة في هذه المنظمه ؟!! أي صدفةً‬
‫هذه التي جعلتني أصطدم بفتاة على عالقة بمنظمة أعمل فيها ! هذا ال يُصدق‪" ..‬‬
‫في حين قررت آليس التحدث أخيرا ً تقول‪ :‬دعوني أذهب!‬
‫ت في وعيك ؟ أطلبي شيئا ً‬ ‫رفعت كارمن حاجبها في حين نظر موريس إليها يقول‪ :‬هل أن ِ‬
‫معقوالً كشرب ماء مثالً‪..‬‬
‫نظرت الى موريس وأكملت‪ :‬أنا ال أعرف أي شيء ‪ ،‬دعوني أرحل‪..‬‬
‫ت ؟ لقد كان سالحا ً فاشالً في الماضي‬ ‫موريس‪ :‬إذا ً اإلنكار هو سالحك اآلن ‪ ،‬أال تتعلمين أن ِ‬
‫فلما تستمرين بالتمسك به ؟‬
‫كارمن‪ :‬سلمي ما لديك بهدوء وربما حينها سألتمس لك العفو‪..‬‬
‫نظر موريس إليها بعدم تصدق في حين نظرت آليس إلى عينيها تقول‪ :‬أخبرتُك بأني ال أعرف‬
‫‪ ،‬هذه الحقيقه ‪ ،‬لقد فقدتُ ذاكرتي مؤخرا ً لذا ال أعلم عماذا تتحدثون ‪ ،‬أتركوني وأتركوا أختي‬
‫أيضا ً‪..‬‬
‫عقدت كارمن حاجبها تقول‪ :‬أُختك ؟‬
‫موريس‪ :‬هددتُها كذبا ً بأختها لعلها تتحدث لذا‪...‬‬
‫نظرت آليس إليه بصدمه تقول‪ :‬أتعني بأنها ليست موجوده ؟ هل هي ميته!!!‬
‫نظر موريس الى صدمتها لفتره قبل أن يقول‪ :‬أجل ‪ ،‬ميته‪..‬‬
‫عقدت كارمن حاجبها ونظرت الى موريس في حين كان ينظر الى آليس التي إتسعت عيناها‬
‫بصدمة عارمه وهي تهمس‪ :‬إذا ً ‪ ...‬هي أيضا ً ؟‬
‫في هذا الوقت إلتفت ريكس وقرر المغادرة بهدوء فليس من مصلحته أن تُبدي آليس أي‬
‫معرفةً به ولكن أوقفه صوت باتريك يقول‪ :‬الى أين ياريكس ؟‬
‫شد ريكس على أسنانه منزعجا ً في حين أن آليس المصدومة إتبعت الصوت الذي نطق بإسم‬
‫ريكس بشكل غير إرادي ليتحدث ريكس دون أن يلتفت‪ :‬لدي عمل و‪...‬‬
‫قاطعه باتريك‪ :‬إبقى حتى تصل إلينا أخبار عن وصول البضاعة بأمان ‪ ،‬لقد أخبرناك منذ‬
‫األمس كي تفرغ نفسك‪..‬‬
‫شتمه ريكس بداخله قبل أن يعود الى موقعه وهو يشعر بنظرات آليس المصدومة مصوبةً‬
‫نحوه‪..‬‬
‫ت كنُت على إستعداد لتبيعيها في سبيل‬ ‫في حين قال موريس لها‪ :‬ولما هذه الصدمه ؟ أولس ِ‬
‫ت مع صديقتك سابقا ً ؟‬ ‫عدم اإلفصاح عن سر والدك كما فعل ِ‬
‫نظرت آليس إليه فورا ً بعدم تصديق تقول‪ :‬ماذا ؟!!! عما تتحدث أنت ! ماذا تقصد ببيعها ؟!!‬
‫وأي صديقة تقصد ؟‬
‫ت الحديث بينما سابقا ً تمسكتي‬ ‫موريس بإنزعاج‪ :‬كفي عن التظاهر بالغباء وأيضا ً لما اآلن قرر ِ‬
‫ت إستفزازي بهذا التصرف ؟‬ ‫بصمتك ! هذا مزعج أتعرفين ؟ هل قصد ِ‬
‫بقيت عيناها معلقةً به وذكرى هذا الصباح تمر بعقلها حيث تلك الفتاة على السرير وبجانبها‬
‫شاب يصرخ في وجهها متهما ً إياها بإيصال الفتاة الى هذه الحاله‪..‬‬
‫تجمعت الدموع في عينيها بشكل ال إيرادي وهي تقول بداخلها‪" :‬أهذا صحيح ؟ أحقا ً إخترتُ‬
‫أن تموت صديقةً لي في سبيل حماية هذا الذي يستمرون بالتحدث عنه ؟ هل أنا فتاة سيئه الى‬
‫هذا الحد ؟"‬
‫تذكرت ذاك المجرم من باريس عندما أجابها على ذات السؤال قائالً "بل أكثر من ذلك! "‬
‫إنهطلت الدموع من عينيها وهي ال تزال تنظر الى موريس الذي قال‪ :‬هل هي الدموع هذه‬
‫ت أن تستخدمي حيلة الدموع لكسب قلوبنا ؟ هذا تفعلينه يا عزيزتي أمام‬ ‫المره ؟ هل قرر ِ‬
‫أصدقائك أو جيرانك كي يصدقوا مدى برائتك وليس أمام مجموعة مجرمين ال يتأثرون‬
‫بالدموع مطلقا ً!‬
‫أشارت له كارمن بالتوقف ونظرت هي إليها لفتره قبل أن تقول‪ :‬إليك هذه المعلومه ‪ ،‬إحتفاظك‬
‫بما سرقه والدك ليس تأمينا ً لمنعنا من قتلك ‪ ،‬سنختار أن نقتلك لو طال صمتك وطال إنكارك ‪،‬‬
‫فصمتك ليس دليالً إال على أنه حقا ً ال يوجد لديك تأمين غيره لذا لن نخاف من مسألة وجود‬
‫شريك حسنا ً ؟‬
‫نظرت آليس إليها لفتره ودار نظرها بعدها الى ريكس الذي بقي ينظر الى عينيها ببرود وكأنه‬
‫يهددها من التحدث إليه‪..‬‬
‫ظهر اإلشمئزاز في نظراتها المليئه بالدموع ودرات بعدها حول البقيه لتعود الى كارمن وتقول‬
‫بكل حقد‪ :‬سفله‪..‬‬
‫ت تجرؤين أقتليني فهذا هو ما أبحث‬ ‫ظهر البرود التام في عيني كارمن لتكمل آليس‪ :‬إن كُن ِ‬
‫عنه منذ مده‪..‬‬
‫ت تبحثين عن الموت الى هذه الدرجه فسأحققه لك‪..‬‬ ‫كارمن ببرود‪ :‬إن كُن ِ‬
‫موريس بدهشه‪ :‬لحضه ‪ ...‬أعني‪....‬‬
‫صمت قليالً وتقدم من كارمن هامسا ً لها‪ :‬أوليست ثقتها هذه مريبه ؟ ماذا لو حقا ً كان تملك‬
‫شريكا ً وهو بدوره سينشر كل شيء إن ماتت ؟‬
‫تدخل باتريك يقول‪ :‬وما أدراه إن ماتت ؟ ستموت هنا ولن يخرج الخبر خارج هذه الغرفه لذا‬
‫لن يصل إليه شيء وفي هذا الوقت سنتبع كل معارفها إبتدائا ً بذلك المغني الذي ظهرت معه‬
‫في الصور وإنتهائا ً بالشاب الذي كان يأويها قبل إيجادكم لها ‪ ،‬قد نضطر لقتلهم حتى ‪ ...‬ربما‬
‫سنقوم بقتل حتى معارفها القدامى المهم لن نضع حياة منظمتها بيدي سافلة صغيرة مثلها!‬
‫نظر إليه موريس يقول‪ :‬أتنوي أن تصنع مجزرة في سبيل بضع شكوك ؟!!‬
‫باتريك ببرود‪ :‬بل إباده جماعيه لكل من يعرف حتى إسمها‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار التام في عيني موريس فقالت كارمن‪ :‬هذا يكفي ‪ ،‬سنحتجزها ليومين على‬
‫األقل ‪ ،‬في هذا الوقت عليكما التحقيق خلف كل معارفها فإن تم الشك ولو بواحد بالميه في‬
‫أحدهم ‪ ...‬سيموت‪..‬‬
‫صمتت للحضه وأكملت‪ :‬بالنسبة لها سأقتلها مالم يكن هناك أي أمر جديد خالل هذا اليومين‪..‬‬
‫نظر ريكس إليهم بهدوء حيث أن همسهم يصل إليه بما أنه يقف قريبا ً من كارمن لينظر بعدها‬
‫الى آليس لفتره ليست بالقصيره‪..‬‬
‫إلتفت موريس الى أتباعه كينتو وجوليان قائالً‪ :‬أرجعاها حيث كانت وراقباها جيدا ً فهي تمتلك‬
‫شهادةً ُمعتمده عالميا ً في الهرب‪..‬‬
‫أخذاها كما أمر وخرجوا من الغرفه فنظرت كارمن الى باتريك تقول‪ :‬قبل أن تشرع بالبحث‬
‫أوصل رسالة الى المقر الرئيسي والى دارسي خاصةً أخبره فيها أنها بحوزتنا لذا إن كان يريد‬
‫محادثتها قبل أن نتخلص منها فعليه أن يأتي ألجلها خالل يومان‪..‬‬
‫نظر موريس الى كارمن يقول‪ :‬هل هذا ضروري ؟‬
‫كارمن‪ :‬بينهما أمر شخصي لذا ربما يريد أن يُصفيه قبل موتها‪..‬‬
‫عقد موريس حاجبه فأجابته تقول‪ :‬ال تسأل فحتى أنا ال أعرف ماهو‪..‬‬
‫تنهد ثم إلتفت وغادر فخرج خلفه روماريو يقول‪ :‬واآلن ماذا ستفعل ؟‬
‫موريس‪ :‬سأحقق خلف ذلك الرجل الذي كان يأويها عندما أخذناها فالبد من وجود عالقة‬
‫تربطهما‪..‬‬
‫روماريو‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماذا عن الطفله ؟‬
‫موريس‪ :‬أخبر الذي يرافقها أن يهتم بأمرها لحين عودتي وحينها سأرى ماذا أفعل ‪ ،‬ربما‬
‫أنقلها ألحد دور الرعايه كي يهتموا بها‪..‬‬
‫روماريو‪ :‬ألن تخبرهم عن إمساكك لها ؟‬
‫موريس‪ :‬وفي ماذا يهم األمر ؟ ضننتُ بانها قد تكون وسيلة ضغط جيدة ألختها ولكن لم يكن‬
‫ضني في محله لذا ال فائده من أخبارهم عنها فربما يقرروا قتلها ‪ ،‬أكره أن يموت أشخاص ال‬
‫عالقة لهم باألمر‪..‬‬
‫راض تماما ً عن قتل صديقتها‬‫ٍ‬ ‫نظر الى روماريو وأكمل‪ :‬ولعلمك ‪ ،‬حتى هذه اللحضه أنا غير‬
‫المدعوة بآريستا ‪ ،‬ربما هذا السبب الذي يجعلني أمقت دارسي من كل قلبي ! لن أسمح له هذه‬
‫المرة بمعرفة شيء عن الطفله حتى ال يتكرر األمر مجددا ً أمام عيني‪..‬‬
‫بعدها غادر فتنهد روماريو قبل أن يلحق به‪..‬‬

‫***‬

‫‪pm9:55‬‬

‫رن هاتفها النقال للمرة العاشره فلم تُكلف نفسها عناء معرفة من المتصل حتى‪..‬‬
‫دخلت زميلتها الى الحجره وتنهدت وهي تحمل صحن عشائهما وقالت‪ :‬هاتفك يا إيلي!‬
‫لم تُجبها إليان بل بقيت تجلس على وضعها منذ ساعات فوق السرير واللحاف يحيطها من كل‬
‫جانب‪..‬‬
‫وضعت جيسيكا صحن العشاء على الطاولة الصغيرة في منتصف غرفتها تقول‪ :‬حسنا ً ال بأس‬
‫ت لم تتناولي أي شيء منذ الصباح‪..‬‬‫‪ ،‬تعالي وكلي شيئا ً فأن ِ‬
‫أجابتها إليان بهدوء تام‪ :‬تناولي عشائك وعندما أشعر بالجوع سآكل‪..‬‬
‫جيسيكا‪ :‬كاذبه ‪ ،‬هذا كالمك عن طعام الغداء ومع هذا لم تتناوليه ‪ ،‬هيّا تعالي قبل أن أغضب‪..‬‬
‫رفعت إليان عينيها ونظرت الى جيسيكا تقول‪ :‬إن كان وجودي يضايقك فسأرحل‪..‬‬
‫جيسيكا بنفاذ صبر‪ :‬هذا ليس ما عنيته !! اخخخ‪..‬‬
‫ت هكذا تُصبحين حساسةً للغايه ‪،‬‬ ‫وجلست وحدها وبدأت بتناول الطعام وهي تقول‪ :‬أكرهك وأن ِ‬
‫ت تضنين تصرفي شيئا ً آخر‪..‬‬ ‫أنا أهتم بأمرك وأن ِ‬
‫عاود الهاتف الرن فتنهدت جيسيكا ونظرت الى إليان وقبل أن تفتح فمها همست إليان‪ :‬هل‬
‫إقترفتُ شيئا ً سيئا ً في حياتي ألُعاقب هكذا ؟ لما يحدث كُل هذا لي ؟‬
‫صمتت جيسيكا لفتره قبل أن تقول‪ :‬ال بأس هذا طبيعي ‪ ،‬أعني يحدث الكثير من سوء الفهم‬
‫مع أي طالب و‪...‬‬
‫قاطعتها إليان‪ :‬كال ليس بالطبيعي ! إني أتعب وأسهر الليل وأستذكر ومع هذا تنقص درجاتي ‪،‬‬
‫إني أُخلص وأجتهد وأمرض من شدة اإلستذكار وفي األخير أُتهم بالغش‪..‬‬
‫شدت على أسنانها ليتضح شيئا ً من الرجفة في صوتها وهي تكمل‪ :‬فلما الكُل يصدق أني حقا ً‬
‫غشيت ؟ لقد كان الجميع يتملقني فلما تحولوا فقط من أجل ورقة ال علم لي عنها !! ورقة لم‬
‫يتم اإلثبات حتى اآلن بكونها ملكي ! كيف لهم أن يكرهوني الى هذه الدرجة وأنا لم أؤذي أحدا ً‬
‫منهم!!‬
‫دفنت وجهها بركبتيها اللتان تضمهما بيدها وهي تهمس‪ :‬جيسي آسفه ولكن أرجوك أتركيني‬
‫‪..‬‬
‫نظرت جيسيكا إليها لفتره بعدها قالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأحضر لك عصير ليهدئك قليالً‪..‬‬
‫بعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها وإتكأت عليه قليالً وهي تهمس‪ :‬من قد يحقد عليها الى هذه‬
‫الدرجه ؟ حتى أن ورقة الغش كانت مطبوعة لذا ال يمكن معرفته من خط يده‪..‬‬
‫صمتت قليالً لتكمل بهدوء‪ :‬أراهن بأن البصمات الوحيده الموجودة فيه هي بصمات إليان ‪ ،‬لو‬
‫لم أكن أعرفها حق المعرفه لصدقتُ بأنها تغش‪..‬‬
‫في الجهة األخرى أغلق إدريان هاتفه لتسأل والدته‪ :‬ماذا ؟‬
‫مط شفته يقول‪ :‬ال ترد بتاتا ً ‪ ..‬إنه يستمر بالرن حتى يُغلق من نفسه!‬
‫تنهدت والدته التي تجلس في صالة منزل العائله وقالت‪ :‬البد من أن شيئا ً قد حدث معها ‪ ،‬هل‬
‫تملك رقم صديقتها تلك التي دائما ً ما تُرافقها ؟ ما دامت لم ترجع مع السائق فالبد من أنها‬
‫رجعت معها‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬لألسف ال أعرفه ‪ ،‬لقد إتصلت علي إليان مرة منه ولكن لم أسجله في قائمة األسماء‬
‫‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً ونظر الى والدته وأكمل‪ :‬ال خوف عليها فهي ليست طفله ‪ ،‬البد من أنها في‬
‫مكان ما تختلي مع نفسها فهذا ما تفعله كلما حدث أمر يُضايقها ‪ ،‬ولكني قلق من مدى سوء‬
‫هذا األمر!‬
‫صمت قليالً وأكمل بهدوء‪ :‬هي تقترب من موعد إمتحاناتها النهائيه ‪ ،‬أتفهم بأن درجة واحده‬
‫تنقصها قد تجعل مزاجها معكرا ً أكثر مما يجب ‪ ،‬لكن ماذا لو كان ما حدث هو األسوأ ؟ نقصت‬
‫الكثير مثالً ! ضاعت ورقتها أو أخطأت في التظليل وضاعت الكثير من الدرجات ‪ ،‬قد تفعل في‬
‫نفسها أمرا ً سيئا ً ‪ ،‬أكره هذا الجانب منها ‪ ،‬أكره كونها تخلص في دراستها الى هذا الحد ! ال‬
‫يمكنني منع نفسي من القلق ألجلها‪..‬‬
‫مر من أمامهما ريكس الذي دخل لتو فقالت جينيفر‪ :‬لحضه ريكس‪..‬‬
‫توقف ونظر إليها ثم تقدم منهما‪..‬‬
‫إنشغل إدريان بمطالعة هاتفه المحمول في حين قالت جينيفر‪ :‬عزيزي هل تواصلت معك إليان‬
‫لهذا اليوم ؟‬
‫عقد ريكس حاجبه في حين علق إدريان‪ :‬ولما قد تتواصل معه وأخاها الشقيق موجود ؟‬
‫رد ريكس على جينيفر بالنفي فقالت‪ :‬حسنا ً هل يُمكنك اإلتصال بها ؟ هي ال ترد على إتصاالتنا‬
‫لذا جرب أنت‪..‬‬
‫إبتسم إدريان بسخريه وهمس‪ :‬وكأنها سترد عليه‪..‬‬
‫أخرج ريكس هاتفه وإتصل عليها ‪ ،‬رن الهاتف حتى أُغلق ولم يرد عليه أحد فسألت جينيفر‪:‬‬
‫ماذا ؟‬
‫هز ريكس رأسه بالنفي فإبتسم إدريان هامساً‪ :‬أخبرتُكم‪..‬‬
‫سأل ريكس‪ :‬هل هناك أمر ما ؟‬
‫جينيفر‪ :‬لم تعد مع السائق وال ترد على إتصاالتنا لذا أشعر ببعض القلق ‪ ،‬هل تعرف رقم‬
‫إحدى زميالتها ؟‬
‫إدريان‪ :‬إسألي أسئلة معقوله يا أمي‪..‬‬
‫أجابها ريكس بهدوء‪ :‬كال‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬حسنا ً ال بأس ‪ ،‬ال تشغل بالك هي بالتأكيد بخير ولكن أنا أفرط بالقلق‪..‬‬
‫إلتفت ريكس مغادرا ً فعلق إدريان‪ :‬ال تشعر بالقلق ؟ وكأنه سيقلق أصالً ‪ ،‬هذا الحجر ال يملك‬
‫مشاعر نبيله ‪ ،‬مشاعره فقط تُثار ألجل محظ جاسوسه لعينه‪..‬‬
‫صدمت جينيفر وقالت بسرعه‪ :‬إدريان!!‬ ‫ُ‬
‫في حين إلتفت ريكس وأوقف إدريان عنوة وهو يمسك بياقة قميصه يقول بعينين تشتعالن‬
‫غضباً‪ :‬ألم أُحذرك من عدم المساس بها بأي كلمه !! ألم يكن تحذيري واضحا ً بالنسبة إليك‬
‫؟!!!!‬
‫شد إدريان على أسنانه يقول‪ :‬ألنك وغد لعين ! أُختك تواجه أمرا ً سيئا ً من دون شك ولكنك ال‬
‫ت ُعير األمر أي إهتمام!!‬
‫ضاقت عينا ريكس يقول‪ :‬أولم تكن أنت من أخبرني بعدم التدخل في شؤنها ؟!! لما تتناقض‬
‫كاألطفال ؟!!‬
‫إدريان بغضب‪ :‬ألني حقا ً أكرهك !!! منذ طفولتنا وهي تُفضلك علي ‪ ،‬وعلى الرغم من معرفتك‬
‫بقدر حبها لك إال أنك تستمر بجرحها وخذالنها !! هذا يغضبني ! كن على قدر تطلعاتها نحوك‬
‫! ال تكن وغدا ً هكذا!!!‬
‫دفعه ريكس بغضب الى الخلف يقول‪ :‬للمرة الثانيه أقول لك كف عن التناقض وال تتدخل بي‬
‫وبتصرفاتي !! مرات تأتي لتُخبرني باإلبتعاد عنها وعدم إيذائها نفسيا ً واآلن تطلب مني العكس‬
‫؟؟ ما حكايتك بالضبط ؟!!‬
‫زاد غضبه وهو يُكمل‪ :‬باألخير األمر كله ال عالقة له بوالدتي كي تستفزني بها !! إياك أن‬
‫تتحدث عنها بسوء ‪ ،‬إياك أن تأتي بذكرها حتى !! أقسم بأني حينها سأُفسد هذا الوجه يا‬
‫إدريان!‬
‫شد إدريان على أسنانه وتقدم من ريكس فقالت جينيفر‪ :‬إيد هذا يكفي !! توقف!‬
‫أمسك إدريان بقميص ريكس وإقترب من وجهه يقول وهو يضغط على كلماته‪ :‬بل سأفعل ‪،‬‬
‫فأنت تُثبت لي يوما ً بعد يوم بأنك فاسد حتى النخاع مثلها تماما ً !! هي مجرد جاسوسة روسيه‬
‫إقتحمت بالدنا وحياتنا وأفسدتها لذا علي أن أوقفك قبل أن تفعل أنت مثلها و‪...‬‬
‫أسكته ريكس بلكمة في وجهه صرخت على إثرها جينيفر وتقدمت فورا ً ممسكةً بريكس الذي‬
‫تقدم من إدريان بغضب عارم‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬ريكس يكفي أال ترى بأنك قد تماديت!!‬
‫حاول ريكس إبعادها وهو ينظر الى إدريان يقول‪ :‬لقد حذرتك أليس كذلك !! حذرتك يا إدريان!‬
‫شد إدريان على أسنانه يقول‪ :‬الحقيقة هذه من المفترض أن تخجل منها ال أن تغضب !! يالك‬
‫من ناكر حقا ً !! فبعد أن أنتشلتك والدتي وربتك كإبنها ال تزال تكن الحب ألم تخلت عنك ألجل‬
‫هدفها اللعين ‪ ،‬إنها وصمة عار في عائلة آليكسندر !! ال تفتخر بعار!!‬
‫جينيفر بغضب‪ :‬إدريان أخبرتك أن تتوقف!!‬
‫دفعها ريكس بقوه عنه ولكم إدريان مجددا ً بكل غضب ولكن إدريان تفادى لكمته ومد يده‬
‫ليلكمه فأمسكها ريكس قبل أن تصل إليه ودفعها بعيدا ً عنه وهو يقول‪ :‬سأحرص على أن تحذر‬
‫المرة القادمه من التحدث عنها بسوء‪..‬‬
‫وقفت جينيفر التي تأذت إثر دفعها على األريكة وشدت على أسنانها وهي تراهما متشابكان‬
‫ويتبادالن اللكمات فأبعدتهما عن بعضهما وهي تقول بغضب‪ :‬توقفا قبل أن يصل آليكسندر‬
‫وحينها ستندمان بحق!‬
‫ريكس وهو يشد على أسنانه‪ :‬إبتعدي!‬
‫ضاقت عيناها تنظر الى عينيه وتقول‪ :‬ريكس ‪ ،‬قُلت يكفي ‪ ،‬أال يمكنك أن تفهمها ؟‬
‫بقي ينظر الى عينيها بغضب شديد قبل أن يمسك بيدها ويبعدها بعنف عن صدره ويغادر فشد‬
‫إدريان على أسنانه من تصرفه وصرخ يقول له‪ :‬كن محترما ً وممتنا ً فلوال والدتي لما نجحت‬
‫في حياتك هذه بتاتا ً!!!‬
‫أبعدت جينيفر يدها األخرى عن إدريان وهي تقول‪ :‬توقف أنت اآلخر‪..‬‬
‫أشاح بوجهه يقول بهمس‪ :‬أكرهه ‪ ،‬إنه يغضبني في كل مرة أتحدث فيها معه ‪ ،‬حقير‪..‬‬
‫عادت جينيفر تجلس على مقعدها تقول‪ :‬أنت من تبدأ بإستفزازه‪..‬‬
‫نظر إدريان إليها يقول‪ :‬هو من يفعل بتصرفاته هذه !! أتعلمين امي ؟ أتعلمين عن أن إليان‬
‫بكت كثيرا ً في ليلة عيد ميالده وفضيحته تلك ‪ ،‬بكت وهي تقول بأنها ال تريد ال لوالدها وال‬
‫لريكس أن يهويان الى الحضيض بسبب إشاعات فرانس تلك ‪ ،‬رغم تصرفاته المزعجه إال أنها‬
‫تقدره كثيرا ً وهو ال يفعل بالمقابل !! ووالدي طوال فترة عمري يفضله علي ومع هذا هو‬
‫ت من قررتي في طفولته أن تتبنينه لكي يُمحى‬ ‫يستمر بأعماله التي تجلب السوء للعائله !! أن ِ‬
‫من سجالته عن كون والدته جاسوسة خائنه للبلد ويستطيع اإلستمرار بعيش حياته ومع هذا‬
‫هو ليس ممتنا ً أبدا ً !! كل هذا وتقولين لي أني أستفزه!!!!‬
‫تنهدت جينيفر وقالت‪ :‬حسنا ً هذا يكفي ‪ ،‬قد تكون كل ترهات فرانس محض إشاعات‪..‬‬
‫شد إدريان على أسنانه يقول‪ :‬أجل ‪ ،‬عندما سألت ريكس في ذات الليله عن صحتها أخبرني‬
‫أنها إشاعات ‪ ،‬وأعترف بأني صدقته وقتها ولكن تصرفاته الوقحه تجاه العائله تؤكد لي بأنها‬
‫صحيحه وبأن ما يُخبؤه هو األسوأ بكثييير!!‬
‫أشاح بوجهه ومن ثم غادر المكان وجينيفر تنظر إليه ببرود تام‪..‬‬

‫في حين دخل ريكس الى غرفته وصفق الباب خلفه بقوه وجلس على األريكة واضعا ً رأسه‬
‫بين يديه وهو ينفجر غضبا ً من الداخل‪..‬‬
‫شد على أسنانه هامساً‪ :‬ذلك الوضيع!‬
‫زاد غضبه وركل الطاولة الزجاجيه الصغيرة التي أمامه فإنقلبت وتحطم زجاجها بالكامل‪..‬‬
‫أسند بظهره على األريكة ناظرا ً لألعلى ونيران الغضب بداخله أبت أن تنطفئ‪..‬‬
‫عض على شفتيه وسرى بعقله كلمات إدريان بخصوص والدته فوقف بإنزعاج وركل بقايا‬
‫الزجاج مجددا ً وإلتفت ذاهبا ً الى النافذه المطله على الحديقة المظلمه‪..‬‬
‫بقي ينظر الى الظالم الذي يسيطر على الحديقة وبدأ إنعقاد حاجبيه الغاضبين يلينان شيئا ً‬
‫فشيئا ً‪..‬‬
‫مع تركيز نظراته بدأ يرى مالمح وجهه تتضح على الزجاج المعكوس فبقي صامتا ً لفتره قبل‬
‫أن يهمس‪ :‬بداخلي شيطان يا إدريان ‪ ،‬شيطان كان عليك أال تُحاول إيقاضه فهذا ليس الوقت‬
‫ال ُمناسب له‪..‬‬
‫وضرب بعدها زجاج النافذه بقبضة يده مغمضا ً عينيه يحاول تهدئة نفسه‪..‬‬
‫ظهر طيف وجه آليس المصدوم ففتحها قليالً وبقي ينظر الى النافذه لفترة ليست بالقصيره قبل‬
‫أن يهمس‪ :‬هذا ‪ ...‬ليس ممكنا ً‪..‬‬
‫صمت للحضات ثم أخرج هاتفه النقال ودخل الى آندرو وبدأ بكتابة رسالة له‪..‬‬
‫"آندرو ‪ ،‬هل يمكن لك أن تحصل لي على صورة للمدعو فينسنت الذي يحقق في مقتله أخاك‬
‫؟ أريد أي صوره وحبذا لو كانت قديمه لمـ‪....‬‬
‫توقف عن الكتابه بدهشه وهو يتذكر كالم آندرو عن آليس وعن كونها تنتمي بكل تأكيد الى‬
‫منظمة سيئه يحقق خلفها أخاه االكبر‪..‬‬
‫تذكر سابقا ً عندما تحدث آندرو عن كرهه الشديد لتلك المنظمة وعن كونه يريد اإلنتقام منها‬
‫مهما كان األمر وعن كونه قطعا ً لن يسامح أي فرد فيها‪..‬‬
‫إذا ً تلك المنظمة السيئة التي يقصدها ‪ ...‬هي نفسها التي هو يعمل فيها اآلن!‬
‫سرح قليالً قبل أن يتحرك أصبعه ويضغط على زر الحذف لتنحذف جميع الكلمات واألحرف‬
‫التي كتبها بعدها أغلق هاتفه ورماه على األريكه‪..‬‬
‫شيء كهذا ‪ ،‬لما لم يُالحظه مسبقا ً!‬
‫أخفى عن آندرو كونه مع مجموعة سيئه ‪ ،‬ولكن ‪ ...‬أن تكون هذه المجموعة السيئه هي‬
‫أعدائه!‬
‫هذا يعني أن المستقبل بال شك سيجعله يصطدم به في يوم من األيام لتنكشف هذه الحقيقة‬
‫لصديقه!‬
‫هو صديقه الوحيد ‪ ،‬يريد حقا ً تفادى مثل هذا الموقف‪..‬‬
‫ولكن ‪ ...‬كل شيء يتعقد ويتشابك أكثر فأكثر‪..‬‬
‫سحقا ً!!‬
‫لما كل شيء في حياته يسير على عكس ما يريده!!‬
‫لما تستمر العراقيل بالظهور في طريقه دائما ً!‬
‫شد على أسنانه ثم إلتفت وأخذ هاتفه وغادر الغرفه‪..‬‬

‫‪Part End‬‬

‫‪- Part 31 -‬‬

‫"خاصية األلم أنه ال يخجل من تكرار نفسه"‬


‫‪-‬إميل سيوران‪-‬‬
‫‪11:23 pm‬‬

‫فتحت آليس عيناها بهدوء تام ونظرت الى الفراغ لفتره قبل أن تعتدل جالسة على هذا السرير‬
‫الصغير‪..‬‬
‫رفعت عيناها تجاه النافذه الصغيره وهمست‪ :‬كم الوقت اآلن ؟‬
‫نظرت عن يمينها الى صحن طعام عبارة عن فطائر جبن مع كوب برتقال‪..‬‬
‫مدت يدها وتحسسته فهمست‪ :‬يبدو أنه هنا منذ فتره ‪ ،‬وضعوه دون أن يوقظوني‪..‬‬
‫نظرت الى الباب المغلق بإحكام ثم وقفت وتقدمت منه ‪ ،‬حاولت فتحته ولكن دون جدوى‪..‬‬
‫إتكأت برأسها عليه هامسه‪ :‬هذا ُمرهق ‪ ،‬الحياة تجرني الى المتاعب وكلما حاولت التخلص‬
‫منها تتفاقم وتزداد ‪ ،‬متى سيبتسم لي الفجر ؟‬
‫ظهر اإلنكسار في عينها وأكملت‪ :‬لي أخت ‪ ،‬يهددني بها ثم يقول أنها ماتت ! هل يتالعب بي‬
‫أو ماذا ؟ أنا أكره هذا حقا ً‪..‬‬
‫أغمضت عينيها ليراجع عقلها أحداث وقوفها أمام كارمن ليتوقف على وجه ريكس الذي يقف‬
‫بكل برود وكأن ال صلة له بها‪..‬‬
‫فتحت عينيها بهدوء وهمست‪ :‬لم يعد غريبا ً كونه مكروه من كل العائله ‪ ،‬من أخته وأخاه‬
‫وأبناء عمومته ‪ ،‬هو مجرم حقير ‪ ،‬كل شيء كان يدل على ذلك لذا رؤيته معهم لم يكن ُمفاجئا ً‬
‫حقا ً‪..‬‬
‫ضاقت عيناها قليالً وأكملت‪ :‬إذا ً ‪ ،‬هل المنظمة هي من أمرته بدهسي ؟ ولكن ذلك الرجل‬
‫العجوز قال أن األمر ليس غلطة ريكس ! ولكنه ينتمي الى المنظمة ذاتها ‪ ،‬البد من وجود‬
‫شيء ناقص ال أفهمه‪..‬‬
‫صمتت لفتره طويله لتسأل بهدوء‪ :‬إذا ً ‪ ،‬مادام منهم ‪ ،‬لما لم يبلغهم بوجودي معه بالمنزل ؟‬
‫لماذا لم يفعل ؟ كان سيتلقى الثناء بدون شك ! ومنها يمكنه اإلنتقام مني لكوني أزعجه دائما ‪،‬‬
‫هذا ُمحير‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫إنتفضت فزعه حيث الصوت كان قريبا ً منها جدا ً‪..‬‬
‫رفعت رأسها تنظر الى الباب المؤصد وعندما سمعت صوت المفتاح تراجعت قليالً ليُفتح الباب‬
‫ويظهر موريس‪..‬‬
‫أسند كتفه بجانب الباب ينظر إليها ويقول‪ :‬ما الذي يحيرك عزيزتي ؟‬
‫عرفت بأنه سمع آخر جملة نطقت بها فلم تُجبه ونظرت الى عينيه بقوه ودون خوف‪..‬‬
‫ت هادئه ‪ ،‬لما لم تُحاولي الفرار كعادتك ؟‬ ‫إبتسم وقال‪ :‬غريب ‪ ،‬أن ِ‬
‫شدت على أسنانها تقول‪ :‬أخبرتُكم بأني فاقده لذكرياتي فلما ال تُصدقونني ؟!!‬
‫نظر إليها لفتره وقال‪ :‬ولهذا أنا أتيت إليك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها فتقدم وتجاوزها ليجلس على الكُرسي ‪ ،‬ألقت نظرة الى الباب المفتوح لترى‬
‫في الخارج العديد من الحرس ‪..‬‬
‫إلتفتت تنظر الى حيث يجلس فبادر بالحديث قائالً‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬في البداية لم أُصدقك عندما أدعي ِ‬
‫ت‬
‫ت لم‬‫ت على طبيعتك ‪ ،‬أن ِ‬ ‫فقدانك لذاكرتك ‪ ،‬ولكن بعدما جلستُ لوحدي إكتشفت بأنك لس ِ‬
‫تُحاولي الهرب ‪ ،‬لم تتواقحي في أسلوب كالمك ‪ ،‬لم تُظهري التحدي والعجرفه في حديثك ‪،‬‬
‫ت منهارة بالكامل ‪ ،‬إنها ليست المرة األولى التي نقبض فيها عليك ومع هذا لما‬ ‫لقد كن ِ‬
‫تنهارين ؟ كل هذا كان داللة على أنك حقا ً فاقده لذاكرتك ‪ ،‬خاصةً عند ذكري ألختك كن ِ‬
‫ت‬
‫كالضائعه وكأن معلومة أنك لديك أخت هي معلومة جديده ‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها أكمل‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬كذبتُ أمام كارمن ‪ ،‬أختك ليست ميته ‪..‬‬
‫إتسعت عيناها من الدهشة قليالً قبل أن تضيق عيناها تقول‪ :‬كف عن التالعب بي ! أنا لن‬
‫أصدقك بعد اآلن ‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬ال تُصدقيني ؟‬
‫فتح بعدها هاتفه ودخل على غرفة الدردشة مع روماريو وأخذ الرقم ال ُمرسل منه إليه ثُم‬
‫إتصل على صاحبه مكالمة فيديو ‪..‬‬
‫ثواني حتى ظهر له وجه فتاة تقول بملل‪ :‬من الذ‪....‬‬
‫ثم قطعت كالمها بصدمه وهي ترى موريس لتقف بعدها وتصرخ دون وعي ‪..‬‬
‫إنزعج موريس يقول‪ :‬لما الصراااخ !!‬
‫تلعثمت ووجهها يكاد ينفجر إحمرارا ً وهي تقول‪ :‬أ أسفه ‪ ،،‬أنا فقط مصدومه ‪ ،‬أ أنا ‪ ...‬أعتذر‬
‫منك سيدي أعتذر شديد اإلعتذار ‪..‬‬
‫مط شفتيه قبل أن يقول‪ :‬هل الطفلة معك ؟‬
‫هزت رأسها بقوه تقول‪ :‬نعم ‪ ،‬إني أهتم بها أكثر من نفسي ‪ ،‬ال تقلق يا سيدي فأوامرك‬
‫ُمطلقه !!‬
‫موريس‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إفتحي الكاميرا الخلفيه ودعيني أراها دون أن تشعر هي بذلك ‪ ،‬تصرفي‬
‫وكأنك تصورين مقطعا ً لنفسك أو أيا ً يكن ‪..‬‬
‫ريتا‪ :‬أمرك سيدي ‪ ..‬في الحال ‪..‬‬
‫إبتسم عندما إنتقلت الصوره الى الكاميرا الخلفيه حيث كانت نينا تجلس في حديقة تالعب‬
‫إحدى القطط ‪..‬‬
‫لف بشاشة الجوال على آليس يقول‪ :‬حسنا ً أعلم بأنك فاقده لذاكرتك ولكن العائله شيء آخر ‪،‬‬
‫البد من أن تشعري بالحنين على األقل من رؤيتك لها ‪..‬‬
‫إقتربت آليس منه تنظر الى الطفلة لترى بأنها تشبهها عندما كانت صغيره كما في الصورة‬
‫التي أعطاها ذلك المسن ‪..‬‬
‫إذا ً هو محق دون شك ‪..‬‬
‫أختها ال تزال حيه !‬
‫إبتسم عندما رأى الدهشة في وجهها فأغلق الهاتف وقال‪ :‬واآلن ‪ ،‬هل تُصدقيني ؟‬
‫رفعت عينيها إليه ثم قالت‪ :‬إنها طفله ‪ ،‬ال تكونوا حقراء لتهددوني بطفله !‬
‫تنهد وقال‪ :‬إسمعي ‪ ،‬كارمن قررت قتلك بالفعل خالل يومين ‪ ،‬وهي قطعا ً لن تصدق أمر‬
‫فقدانك لذاكرتك ‪ ،‬ستموتين دون مقدرتك على فعل شيء وتعيش أختك وحدها دون أي قريب‬
‫‪ ،‬أليس هذا مؤسف حقا ً ؟‬
‫عندما لم يجد ردا ً إبتسم وقال‪ :‬ما رأيُك إذا ً بصفقه ؟‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬صفقة ألجل ماذا وأنا ال أملك شيئا ً بالفعل!‬
‫موريس‪ :‬بلى تملكين!‬
‫آليس‪ :‬أخبرتُك بأني فاقده لذاكرتي لذا ال أتذكر أي شيء وهذا يضعني بموقف الفتاة التي ال‬
‫تملك شيئا ً!‬
‫موريس‪ :‬بل تملكين‪.‬‬
‫إنزعجت وصرخت في وجهه‪ :‬أخبرتُك بأني ال أملك شيئا ً فلما ال تفهم!!!!!‬
‫وضع موريس رجالً على رجل يقول‪ :‬أخبرتُك بأنك تملكين فكفي عن اإلنكار‪..‬‬
‫عقدت حاجبيها بإستنكار قبل أن تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أخبرني مالذي أملكه ؟‬
‫إبتسم ليقول بعدها‪ :‬تملكين شخصا ً قويا ً بجانبك‪..‬‬
‫تعجبت تقول‪ :‬ومن يكون ؟‬
‫موريس‪ :‬هذه هي صفقتنا ‪ ،‬أخبريني من يكون بمقابل‪...‬‬
‫قاطعته تقول‪ :‬أأنت مجنون !!! أنت لم أسألك إال ألني بالفعل ال أعلم من يكون!‬
‫رفع حاجبه وقال‪ :‬ال تقاطعيني مجددا ً فأنا بالفعل بدأت أفقد أعصابي!‬
‫شدت على أسنانها ولم تُعلق فقال‪ :‬لم يحضرك الى ستراسبورغ سواه هو ‪ ،‬لم يهتم بإخفاء‬
‫ت تسكنين فيها لحضة‬ ‫أختك الصغيره سواه هو ‪ ،‬حتى أمر إخفائك بعيدا ً عن الشقة التي كن ِ‬
‫صدور صورك كان هو اآلمر ولكن لم نستطع أخذ أي معلومة بخصوصه من ذلك المسن ‪ ،‬ال‬
‫تقنعيني أنه يساعدك دون حتى أن تعرفي من يكون!‬
‫إرتجفت شفتيها قبل أن تهمس‪ :‬شياطين‪..‬‬
‫رفع إحدى حاجبيه فنظرت الى عينيه وأكملت‪ :‬إنه رجل مسن ‪ ،‬الشياطين وحدهم من يقتلوا‬
‫رجالً في هذا العمر!!‬
‫تكتف وقال‪ :‬إنه عدو منذ األزل واآلن أظهر نفسه ‪ ،‬كان صديقا ً ُمزعجا ً لوالدك وكان أحد الذين‬
‫وقفوا في صف تلك اإلمرأة الملعونه وأحد الذين سعوا إلخفائك عنا ‪ ،‬موته كان مسألة وقت‪..‬‬
‫شدت على أسنانها تقول‪ :‬أخرج!‬
‫ت مجرد سجينه ‪،‬‬ ‫وقف وتقدم منها قبل أن يمسكها من قميصها ويقول بشيء من الغضب‪ :‬أن ِ‬
‫عليك طلب المغفرة بدل التواقح أسمعتي!!‬
‫دفعها عن وجهه وأكمل‪ :‬الصفقة ُملغاة فال تأتيني باكيةً في ال ُمستقبل‪..‬‬
‫ثُم خرج وصفق الباب خلفه قبل أن تسمع بعدها صوت القفل‪..‬‬
‫عضت على شفتيها ثم تقدمت وجلست على السرير تداري دموعها وهي تهمس‪ :‬لما يحصل‬
‫لي كل هذا ! لقد تعبتُ حقا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪27 juonyour‬‬
‫‪7:20 am‬‬

‫أخذ نفسا ً عميقا ً وهو ينظر لساعته فهاقد مر حتى اآلن أربعون دقيقة منذ إنتظاره في سيارته‬
‫‪..‬‬
‫نظر أمامه حيث منزل بدورين األسفل منه كان عبارة عن مخبز حلوى‪..‬‬
‫هو متأكد بأنه لم يرى أحدا ً يخرج منه ‪ ,‬إذا هل يستمر باإلنتظار أو أن األمر ال طائل منه ؟‬
‫ربما غيروا منزلهم ؟ ربما لديهم باب خلفي!‬
‫طرد كُل هذه األفكار ال ُمتشائمه حالما شاهد شابة تخرج من الباب وهي تحمل حقيبتها‬
‫ومعطفها بيد واحده‪..‬‬
‫طرق بوق السياره فحالما إلتفتت إليه أشار لها بأن تقترب‪..‬‬
‫تعجبت وتقدمت نحوه وما إن أنزل النافذه حتى عرفته وقالت‪ :‬أوه ريكس صحيح ؟ مرحبا ً‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬مرحبا ً ‪ ,‬إليان في منزلك صحيح ؟‬
‫ظهر التوتر عليها من السؤال ال ُمباشر هذا ولم تدري بماذا تُجيب فقال‪ :‬ال تقلقي ‪ ,‬لن تعلم‬
‫بأنك أخبرتني‪..‬‬
‫تنهدت جيسيكا وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬أجل‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬هناك أمر يجري معها ‪ ,‬أريد أن أعرف هل هو يدعو الى القلق أم أنه شيء بسيط ؟‬
‫أبعدت عيناها عنه قليالً بشيء من التردد فقال لها ُمجدداً‪ :‬ال تقلقي ‪ ,‬لن تعلم‪..‬‬
‫تنهدت مرة أُخرى تقول‪ :‬أجل ‪ ,‬أعني ليس كبيرا ً ولكن تصرفاتها تجعله يتفاقم الى األسوأ‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ماذا حدث ؟‬
‫جيسيكا‪ :‬وجدوا ورقة غش معها ‪ ,‬لم يتم التحقيق بعد في إن كانت تخصها و ال ولكن مع‬
‫إنتشار هذا األمر في الكليه أصابها األمر بصدمة عارمه جعلتها اآلن ترفض الذهاب ‪ ,‬أعني‬
‫‪ ...‬كان بإمكانها أن تتخذ موقفا ً صارما ً تجاه األمر ولكن تغيبها هذا سيجعل الجميع يتأكد بأنها‬
‫بالفعل لم تأخذ مراتب الشرف السابقه إال عن طريق الغش ‪ ,‬لقد تعبتُ في إقناعها ‪ ,‬هي عنيده‬
‫للغايه‪..‬‬
‫نظر إليها ريكس قليالً قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬سأنظر في األمر‪..‬‬
‫إبتسمت رغما ً عنها وقالت‪ :‬أعتمد عليك‪..‬‬
‫رفع زجاج السياره وغادر وهو يُفكر في األمر‪..‬‬
‫أخذ بعدها هاتفه النقال ليجد فيه رسالة مرسلة منذ ثلث ساعه تقريبا ً‪..‬‬
‫فتحها فإذ هي من أحدهم كتب فيها "دارسي سيُسافر الى ستراسبورغ الساعة الثانية ظهرا ً"‬
‫نظر الى الرسالة لفتره قبل أن يخرج منها ويتصل على آندرو‪..‬‬
‫ثواني حتى رد عليه آندرو قائالً‪ :‬إن كُنتَ ستطلب مني التغيب عن الكلية مجددا ً فلن أستمع‬
‫إليك‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬كف عن قول هذه الجملة في كل مرة أتصل فيها باكرا ً!‬
‫تنهد آندرو وقال‪ :‬حسنا ً ماذا أفعل إن كان هذا هو ما تطلبه مني عادةً كُل صباح ؟‬
‫ريكس‪ :‬هل تعلم بخصوص ما حدث مع إليان ؟‬
‫دُهش آندرو وقال‪ :‬هل‪...‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬إذا ً كُنتَ تعلم ولم تخبرني ؟‬
‫صمت آندرو قليالً بعدها قال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬لم أضن بأن إتصالي بك سيجدي بأي نفع‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬على أية حال هل يُمكنك أن تُخرس الجميع عن هذه الشائعات ؟‬
‫آندرو‪ :‬بصراحه ال أضن‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ولكنك شعبي في تلك الكلية على ما أذكر!‬
‫آندرو‪ :‬هههه شعبيتي لحضيه ‪ ,‬بإمكانهم جميعا ً رمي بعيدا ً عندما أحاول التدخل في أمر فتاة‬
‫يغار منها الكثير فال تنسى بأن سمعتي ليست جيده من األساس‪..‬‬
‫مط ريكس شفتيه فعلق آندرو‪ :‬ولكن إن كانت مجرد إشاعات فسيظهر الحق أخيرا ً لذا ال أضن‬
‫بأن هناك داعي للقلق‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أُريدها أن تخرس اآلن فكلما طالت مدة إنتشارها زاد يقين الجميع بأنها حقيقه!‬
‫صمت آندرو لفتره بعدها قال‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬سأُحاول التحدث الى أستاذها المسؤول وبعض معارفي‬
‫‪ ,‬قد أستطيع فعل شيء ‪ ,‬ولكن هل هي متواجدة اآلن في الكليه ؟ سيكون األمر أسهل لو هي‬
‫من سعت الى إطفائها ؟‬
‫ريكس‪ :‬لألسف ال ‪ ..‬حسنا ً سأتصل بعد ساعتين وأرى تطور األمر‪..‬‬
‫أغلق بعدها الهاتف وحرك سيارته الى عمله وتفكيره كله بها‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:11 am‬‬

‫تنهد فرانس وجلس بعدها وهو بحق قد مل هذا العقاب الطويل‪..‬‬


‫يشعر بأنه قُطع عن العالم لفترة ليست بالقصيره!‬
‫متى سيحن قلب عمه ؟ أو على األقل متى يزداد غضبه ويقرر طرده من المنزل!‬
‫ال تهمه الطريقه المهم أنه يُريد الخروج!‬
‫وأيضا ً ما زال يُحيره سؤال كين قبل فتره عن سرقة أمر ما من جينيفر‪..‬‬
‫سرقت من جينيفر!‬ ‫سرق ولما قد يهتم كين أصالً بأمور ُ‬
‫ماذا ُ‬
‫يود حقا ً معرفة ما حدث‪..‬‬
‫نظر الى التقويم وهمس‪ :‬بسبب محادثته لي عاقبه عمي بالمكوث في غرفته لثالث أيام ‪ ,‬هذا‬
‫هو يومه الثالث ‪ ,‬هل يا ترى سيأتي لي مجددا ً في الغد ليسأل ؟‬
‫تذكر جملته األخيره عندما قال له "أنا أكرهك" فتنهد وأكمل بنفس الهمس‪ :‬ال أعتقد بأنه قد‬
‫يأتي‪..‬‬
‫عاود اإلستلقاء على سريره ونظر الى السقف يقول‪ :‬أنا قلق بخصوص آليس ‪ ,‬ماذا قد حدث‬
‫معها ؟ هل هي على ما يُرام أم تواجه مشكلة ما ! هل إستعادة ذاكرتها أم بعد ؟‬
‫بقاؤه هنا حقا ً قطعه عن الكثير من األمور‪..‬‬
‫لقد راودته فكرة الهرب كثيرا ً ولكنه قد مل تفاقم األمور وال يريد من جينيفر أيضا ً أن تُعاتبه‬
‫مجددا ً على عصيان عمه‪..‬‬
‫جلس بسرعه حالما سمع صوت ال ُمفتاح يدور في قفل الباب وشعر بتوتر كبير فعمه هو القادم‬
‫بدون أدنى شك‪..‬‬
‫دُهش عندما رأى آلبرت من دخل وليس عمه ولعن نفسه كثيرا ً فلو أنه تظاهر بالنوم لكان هذا‬
‫أفضل‪..‬‬
‫منذ كلماته الجارحة تلك ألخاه األكبر لم يره بعدها ‪ ,‬يشعر بالخجل حقا ً‪..‬‬
‫أشاح بنظره فور ما إلتفت آلبرت إليه فتقدم أخاه منه ورمى بعض األوراق بجانبه على السرير‬
‫وهو يقول بنبرة باردة للغايه‪ :‬ال تقلق فأنا لم آتي ألُظهر عطفي تجاهك فوالدتك اآلن جينيفر‬
‫لذا هي من ستتكفل بذلك ‪ ,‬أُريد منك فقط اإلستفسار عن أمر لذا هل يمكنني أو أن وغدا ً مثلي‬
‫ال يمكنه حتى السؤال ؟‬
‫شعر فرانس بألم شديد من نبرة أخيه والندم يمزقه مجددا ً من الداخل‪..‬‬
‫ال ‪ ,‬هو لم يكن يقصد ما قاله‪..‬‬
‫هو فقط كان غاضبا ً ‪ ,‬أو ربما كان حرجا ً من أمر ما لذا قال كُل ذلك الكالم القاسي دون وعي‬
‫منه‪..‬‬
‫لطالما كان لسانه هذا مزعج للغايه ‪ ,‬يود لو فقد قدرة النطق قبل أن يتفوه بكالمه المسموم‬
‫ذاك‪..‬‬
‫إلتفت الى جهة آلبرت دون أن يقدر أن يضع عينيه في عيني أخيه وهو يقول‪ :‬مـ ماذا تريد ؟‬
‫أشار آلبرت بعينيه على األوراق يقول‪ :‬هل يمكنك أن تُخبرني عن هذه األوراق ؟ هل لك يد في‬
‫األمر أو تعرف على األقل من قام بتجميعها هكذا ؟‬
‫نظر فرانس الى جهة األوراق قليالً قبل أن يعقد حاجبه ويبدأ بتفحصها‪..‬‬
‫اآلن فهم مالذي يقصده كين بسؤاله ذاك!!‬
‫نظر الى آلبرت دون وعي وهو يقول‪ :‬إذا ً أنت من قام بسرقتها ؟‬
‫آلبرت ببرود‪ :‬إذا تعرف مصدر هذه األوراق ؟‬
‫توتر فرانس وأشاح بنظره وهو يقول‪ :‬لـ ال ‪ ,‬أقصد‪...‬‬
‫وصمت بعدها فشد آلبرت على أسنانه وهو يهمس‪ :‬أجبني على األقل ‪ ,‬إفعل شيئا ً ألجلي ولو‬
‫لمره!‬
‫شعر فرانس بالضيق وتردد كثيرا ً قبل أن يقول‪ :‬كل ما أعرفه أن السيدة جينيفر إحتفظت بها‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه مستنكرا ً وهو يقول‪ :‬جينيفر ! ولما ؟‬
‫فرانس‪ :‬ربما كي تضمن أال يقوم ريكس بخيانتها‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬خيانتها في ماذا بالضبط ؟‬
‫صمت فرانس لفتره قبل أن يقول‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬بل تعلم!‬
‫تردد فرانس كثيرا ً قبل أن يستجمع شجاعته ويقول‪ :‬آسف ‪ ,‬ال يُمكنني إخبارك فأنت حتما ً لن‬
‫راض تماما ً عن هذا لذا ال دخل لنا فيه‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫تسكت عن األمر ‪ ,‬ريكس‬
‫راض عن ماذا ؟!!! في ماذا تستغله تلك الجينيفر‬ ‫ٍ‬ ‫شعر آلبرت بالغضب فصرخ في وجهه قائالً‪:‬‬
‫! ما الذي يحدث بالضبط ؟؟ تحدث!!‬
‫نظر فرانس الى عينيه يقول‪ :‬هو أيضا ً يستغلها أبشع إستغالل لذا دعهما وشأنهما ! ال تتدخل‬
‫وتتسبب باألذى لنفسك!!‬
‫شد آلبرت على أسنانه وقال‪ :‬إياك والتحدث وكأنك تهتم ألمري !! أخبرني ما الحكايه وحسب!‬
‫فُتح الباب في هذا الوقت فعض آلبرت على شفتيه عندما رأى بأنها جينيفر التي دخلت تقول‬
‫بشيء من اإلستنكار‪ :‬ما الذي يحدث هنا بالضبط ؟!!!‬
‫أخذ آلبرت األوراق وقام بطيها وهو يتجه خارجا ً فنادت عليه جينيفر تقول‪ :‬آلبرت توقف !!‬
‫هل يعلم عمك عن دخولك هنا دون إذن ؟‬
‫خرج من باب الغرفه وهو يقول‪ :‬إستغلي هذه الفرصة لتخبريه‪..‬‬
‫ومن ثم صفق الباب خلفه!‬
‫إنزعجت من تصرفه فإلتفتت الى فرانس تقول‪ :‬ما الذي كان يريده من قدومه الى هنا ؟‬
‫أشاح فرانس وجهه وهو يقول‪ :‬فقط يعيد ويكرر علي أمر ما فعلتُه بالحفل ‪ ,‬غاضب من‬
‫تصرفي ويريد تفسيرا ً له‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬فرانس ! إياك أن تكذب علي من أجله فحسب!‬
‫فرانس‪ :‬ولما قد أكذب بأمر تافه كهذا ؟ إنها الحقيقه!‬
‫جينيفر‪ :‬إذا ما تلك األوراق التي أخذها معه ؟‬
‫دُهش فرانس وتلعثم قليالً فشدت على أسنانها تقول‪ :‬أنت حقا ً ال تعرف كيف تخفي أمرا ً!‬
‫أجاب بسرعه‪ :‬كال ! األمر أنه فقط علم عن كوني أخذت الجهاز اللوحي من فلور وكان يضن‬
‫بأني عرفت تلك المعلومات عن طريق ذلك الجهاز وبدأ يشاجرني حول األمر ‪ ,‬األوراق هي ما‬
‫كانت موجوده بالجهاز ‪ ,‬قام بطباعتها على ما أضن‪..‬‬
‫ضاقت عيناها وهي غير راضيه عن جوابه فإلتفتت الى الخارج تقول‪ :‬سيُكشف قريبا ً ما إن‬
‫كان كالمك كذبا ً أم ال‪..‬‬
‫لم يُعلق في حين خرجت وأغلقت الباب خلفها فعض على شفتيه قبل أن يهوي مستلقيا ً على‬
‫سحقا ً!‪..‬‬
‫سريره واضعا ً ساعده على عينيه وهو يهمس‪ُ :‬‬

‫***‬

‫‪12:23 pm‬‬

‫توقفت سيارة الجيب السوداء أمام المنزل الصغير ونزل منها موريس مع عدد من أتباعه‪..‬‬
‫أدخل يديه في جيب معطفه فهاهو الثلج بدأ ُمجددا ً في الهطول‪..‬‬
‫تقدم من الباب وطرقه وخالل ثواني قال أحدهم من خلف الباب‪ :‬من ؟‬
‫موريس‪ :‬سانتا كلوز يا عزيزي‪..‬‬
‫تردد دانيال كثيرا ً قبل أن يفتحه فإبتسم موريس يقول له‪ :‬مرحبا ً ‪ ,‬ألن تدعونا الى تناول بعض‬
‫الشراب الساخن فالجو بارد كما ترى!‬
‫فتح لهم دانييل الباب كله فدخل موريس بصحبة ثالث من رجاله وبقي الباقون في الخارج‪..‬‬
‫تقدم وجلس على األريكة ذاتها التي كانت تجلس عليها آليس صباح األمس وقال‪ :‬أُريد شراب‬
‫الشوكوال الساخن وشكرا ً على السؤال‪..‬‬
‫ُوضع أمامه كوبا ً من القهوة الساخنه وقال بإبتسامه‪ :‬على الرحب والسعه‪..‬‬
‫تفاجئ موريس ونظر عن يمينه ليتفاجئ بثيو الذي إبتسم وقال‪ :‬مرحبا ً ‪ ,‬إلتقينا ُمجددا ً‪..‬‬
‫بعدها تقدم من األريكة المقابله وجلس عليها وهو يُمسك بكوب القهوة الخاص به‪..‬‬
‫إستل الثالثة أسلحتهم البيضاء فقال موريس بهدوء‪ :‬ال بأس ‪ ,‬توقفوا‪..‬‬
‫وأكمل في نفسه‪" :‬هذا الشرطي المزعج أال يمل من مطاردتنا‪!!!!" ..‬‬
‫نظر الى دانييل الذي تراجع بعيدا ً وقال‪ :‬كنت أشعر بوجود خطب غريب تجاه طاعة هذا الفتى‬
‫لنا ‪ ,‬ضننته يهابني ولهذا يتبع أوامري بكُل هدوء كيال أؤذيه ولكن األمر كان أكبر مما ضننت‬
‫‪ ..‬مرحبا ً ثيو ‪ ,‬مر وقت لم أرك فيه‪..‬‬
‫نظر إليه ثيو بعينيه الزرقاوتين الباردتين قليالً قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬مرحبا ً موريس ‪ ,‬لقائنا‬
‫األخير كان ُمريعا ً للغايه ‪ ,‬أليس كذلك ؟‬
‫إنزعج موريس ليكمل بعدها ثيو ببرود‪ :‬وسأحرص أن يكون هذا اللقاء ُمروعا ً أكثر من‬
‫السابق‪..‬‬
‫إبتسم موريس يقول‪ :‬وكيف سيحدث هذا ؟‬
‫ثيو‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫وشرب من كوبه ببرود تام فقال موريس‪ :‬أتعلم ‪ ,‬الكثيير يريد رؤية رأسك ‪ ,‬سأُحقق الكثير من‬
‫األمنيات إن تخلصتُ منك ُهنا واآلن‪..‬‬
‫وضع ثيو كوبه على الطاولة الصغيرة التي أمامه وهو يقول‪ :‬ولكنك لألسف لن تجرؤ‪..‬‬
‫إستاء موريس من هذه الحقيقة المزعجه ليقول بعدها بهدوء‪ :‬وإذا ً ؟ ُمحاصرتي وقتلي هو‬
‫هدفك من إنتظارك لي هنا ؟‬
‫ثيو‪ :‬أنتَ تعرف من أريد في المقام األول‪..‬‬
‫موريس‪ :‬التخلص من منضمتنا ‪ ,‬هذا هو ما تريده صحيح ؟‬
‫نظر إليه ثيو ببرود قبل أن يقول‪ :‬نعم ولكن لدي أولويات اآلن وهي أبنة فينسنت لذا ال تُضيع‬
‫الموضوع وأخبرني عن مكانها!‬
‫موريس ببالهه‪ :‬إبنة فينسنت ؟ ومن يكون فينسنت هذا ؟!!‬
‫ثيو‪ :‬التظاهر بالبالهه لن يفيدك ‪ ,‬حتى وإن كانت ستراسبورغ خارج منطقة عملي فسنوات‬
‫عملي السابقة بَنَت لي الكثير من العالقات ‪ ,‬أنت بالفعل ُمحاصر وأنا وحدي من يمكنه السماح‬
‫لك بال ُمغادره وأنت وحدك تعرف ما ُمقابل ذلك لذا دعنا ال نُماطل أكثر من ذلك‪..‬‬
‫نظر الى الثالثة الذي يقفون مستعدين للهجوم خلفه وقال‪ :‬وهؤالء فقط من معك فالبقية اآلن‬
‫تم حجزهم لحين إصدار أوامري بشأنهم‪..‬‬
‫إسترخى موريس في جلسته وقال بإبتسامه‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬لن تجني شيئا ً ‪ ,‬قم بحجزي وحينها سيتم‬
‫إخراجي فال أدلة لديك ضدي‪..‬‬
‫أشار الى دانييل وأكمل‪ :‬شكواه ضدي لضربي له ستكون تافهه وقليل من الواسطة سيخرجني‬
‫منها‪..‬‬
‫أخرج مسدسه من خاصرته وقال‪ :‬مسدسي ُمرخص ‪ ,‬وال أدلة لديك لخطفي للفتاة فحتى‬
‫الشاهد الذي يختبئ خلفك لم يرى لحضة خطفي لها لذا ما الدليل الذي ستقدمه لقاء إحتجازك‬
‫لي ؟‬
‫إبتسم ثيو يقول‪ :‬لما ؟ ألم تكن تعلم عن وجود كاميرات بالقرب من المدخل ؟‬
‫إختفت إبتسامة موريس ليُكمل ثيو‪ :‬جارهم شخص حريص ‪ ,‬لديه كاميرات تصور كل شيء‬
‫حول بيته ‪ ,‬بعد تفتيش الكاميرات وجدتُ صورة رائعة لك ‪ ,‬أتريد أن أضعها في إيطار ألجلك ؟‬
‫إبتسم موريس ُمجددا ً يقول‪ :‬أنت ُمزعج كعادتك‪..‬‬
‫أكمل بعدها‪ :‬ولكن ‪ ,‬بهذه الطريقة اإلتفاقية التي بيننا سيتم هدمها وعائلتك ستالقي مصيرا ً‬
‫بشعا ً‪..‬‬
‫إبتسم ثيو نصف إبتسامه وهو يقول‪ :‬أنت أتيت لهنا مجددا ً لتحقق مع الشاب شكا ً بأن يكون‬
‫شريكا ً لها صحيح ؟ ببساطه ‪ ,‬سأتخلص منك بدون أي أدله وسيتم وضع الشاب في قائمة‬
‫حماية الشهود ويختفي تماما ً لذا لن يكون أمام منظمتك العزيزة سوى اإلعتقاد بأنه بالفعل‬
‫شريكا ً إلبنة فينسنت وقد قام بالتخلص منك وسيبحثون عنه في كل مكان كالمجانين دون أن‬
‫يضعوني حتى في توقعاتهم ‪ ,‬أرأيت كيف أن األمر بسيط للغايه ؟‬
‫ضاقت عينا موريس بإنزعاج شديد فهذا المزعج كالعاده ال شيء يقف في وجهه!‬
‫لديه حلول لكل المواقف حتى أسوأها!!‬
‫بعد فترة صمت قال‪ :‬وهل ستجرؤ على فعل ذلك وأنت تحمل شارة العداله ؟‬
‫ثيو‪ :‬الدم ال يُغسل إال بالدم يا عزيزي‪..‬‬
‫موريس‪ :‬إذا أنت ال تستحقها‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬ال أحتاج أن تُخبرني بذلك‪..‬‬
‫وقف موريس وأخذ مسدسه وصوبه الى رأس ثيو يقول‪ :‬ماذا لو أنا من تخلص منك ؟ هل‬
‫كاف ليردعني ؟‬
‫فريقك الذي بالخارج ٍ‬
‫إبتسم ثيو ورفع عينيه ينظر الى موريس بثقة وهو يقول‪ :‬جرب‪..‬‬
‫موريس‪ :‬ربما ال تعرفني جيدا ً ولكن عندما ال تعجبني قرارات منظمتي أقوم بتجاوزها لذا‬
‫سأقتلك حتى لو منعوا ذلك في النهاية كُل ما سيحدث هو تخفيض رتبة ال أكثر فأنا ُمفيد لهم‬
‫للغايه‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬هل نصف عقلك ذهب مع شعرك ؟ أال تعرف ماقد يترتب عليه قتلي ؟ أتضن رئيسك منع‬
‫التشابك معي من دون سبب ؟‬
‫إبتسم بسخريه وأكمل‪ :‬هل أنت حقا ً جاد عندما قلت بأنك ُمفيد ! هذا صادم‪..‬‬
‫إنزعج موريس من سخريته هذه وحرك الزناد يقول‪ :‬ألم يخبروك بأني سريع الغضب وبالكاد‬
‫أُسيطر على أعصابي ؟!!!‬
‫ثيو‪ :‬ال ألومك فإقتالع شعرك قد هيّج خالياك العصبية دون شك‪..‬‬
‫إنطلقت رصاصة كادت أن تصم إذن ثيو من صوتها حيث مرت بجانب رأسه وإستقرت في‬
‫األريكة خلفه تماما ً‪..‬‬
‫رفع عينيه الزرقاوتين الباردتين ونظر الى موريس بهدوء قبل أن يقول‪ :‬إرتكبت جريمة في‬
‫حق نفسك‪..‬‬
‫وبعد أن أنهى جملته دخل حشودا ً من الشرطة وحاصروا المكان بعد سماعهم إلطالق النار‬
‫الذى دوى قبل لحضات‪..‬‬
‫أشهروا أسلحتهم في وجه موريس وأتباعه فإبتسم موريس ورفع يديه قائالً‪ :‬حسنا ً ال داعي‬
‫للعنف‪..‬‬
‫وقف ثيو وأخرج األصفاد وبدأ في تكبيل موريس وهو يقول‪ :‬أنت رهن اإلعتقال بتهمة إشهار‬
‫سالحك في وجه ضابط في الشرطة ومحاولة قتله ‪ ,‬سيتم إحتجازك ومصادرة سالحك ‪ ,‬يمكنك‬
‫ممارسة حقك بالصمت وتوكيل محامي للدفاع‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وهو يقول ألحدهم‪ :‬خذهم الى المركز‪..‬‬
‫ت له بأي فائده‪..‬‬‫وخرج خارجا ً وهو منزعج فحواره مع موريس لم يأ ِ‬
‫تبا ً!‬

‫***‬

‫‪3:44 pm‬‬

‫وعلى أحد الطرق الفرعية في شوارع ستراسبورغ‪..‬‬


‫كان يقود إدريان سيارته وهو لحتى هذه اللحضه مشغول الفكر في أخته إليان ‪ ,‬حتى أنه‬
‫إنتظرها أمام كليتها هذا اليوم أمالً في رؤيتها أو رؤية صديقتها تلك ولكن من دون فائده‪..‬‬
‫ال زالت تتجاهل إتصاالته ورسائله‪..‬‬
‫ما يطمئنه هو أن هاتفها يعمل حتى اآلن وهذا يعني بأنه معها وتقوم بشحنه لذا ليست في‬
‫موقف خطير ولكن مع هذا هو قلق للغايه‪..‬‬
‫شد على أسنانه منزعجا ً عندما أُضطر الى السير مباشرة ولم يستطع ان يأخذ المعطف األيمن‬
‫بسبب شاحنة بغيضةً عرقلته‪..‬‬
‫هو لم يعد يطيق حتى زحمة الشوارع أو سياقة المزعجين هؤالء!‬
‫ففكره كله حاليا ً مشغول بالكثير من األمور ‪ ,‬فجأه الجميع يتجاهل إتصاالته‪..‬‬
‫آليس واآلن إليان ‪ ,‬ما خطبهما بحق السماء!!‬
‫تفاجأ وضغط على المكابح بسرعه حيث هناك حادث سير أمامه لسيارتين يبدو بأن أحدهما‬
‫خدشت األخرى واآلن يتشاجران على األمر‪..‬‬
‫إضطر الى أن يسلك المنعطف ليدخل الى مخطط أحياء تتم فيها عمليات البناء ولم يستطع‬
‫العودة الى الخط الرئيسي فأغلب المنعطفات التي تقوده إليها مغلق إما عن طريق سيارة ما أو‬
‫أحجار وضعها البناؤون‪..‬‬
‫نظر الى جواله عندما وصلته رسالة نصيه ليجد أن المرسل كان والده فعقد حاجبه متعجبا ً‬
‫وأخذ الهاتف وبدأ ب ُمطالعته‪..‬‬
‫حتى والده الحظ غياب إليان!‬
‫رسالته هذه تعني بأن إليان لم ترد حتى على إتصاالته!‬
‫هذا حقا ً يزيد من قلقه عليها!!‬
‫رد على والده بأنه اآلن سيبحث عنها وحاول طمأنته ببضع كلمات مع أنه هو بنفسه غير‬
‫مطمئن‪..‬‬
‫وفي هذه األثناء كان يُبطئ سيارته تدريجيا ً حتى ال يصطدم بشيء أثناء إستخدامه للهاتف لذا‬
‫ما إن إنتهى من إرسال الرسالة رفع رأسه الى الطريق فُدهش عندما رآه مسدودا ً أمامه عن‬
‫طريق بضع سيارات سوداء‪..‬‬
‫عقد حاجبه وعندما حاول العودة الى الوراء تفاجئ بسيارة أخرى خلفه تسد عليه الطريق‪..‬‬
‫بدأ القلق ينساب الى قلبه عندما الحظ نفسه بمنطقة مقطوعة عن السكان وحوله ما يقارب‬
‫األربع سيارات سوداء تحاصره‪..‬‬
‫ماذا!‬
‫هل األمر صدفه أو تمت التخطيط لمحاصرته هكذا!‬
‫إنه ليس وقت األفالم لذا على ُمفتعل هذه المزحة أن يتوقف عن فعل هذا!!‬
‫نزل بضع رجال من السيارات ليتقدم أحدهم من سيارة إدريان الذي إكتسى الخوف صدره‬
‫بحق‪..‬‬
‫طرق الرجل زجاج النافذه فتردد قليالً قبل أن ينزلها إدريان قليالً ليبتسم الرجل قائالً‪ :‬المغنى‬
‫الشهير إدريان ! ياله من شرف مقابلتك وجها ً لوجه‪..‬‬
‫لتختفي إبتسامته فورا ً وهو يُكمل ببرود‪ :‬أتمنى منك أن تنزل من السيارة بهدوء فأنا ال أُحب‬
‫أن أتصرف تصرفا ً عنيفا ً مع شخص مثلك‪..‬‬
‫ظهر اإلنزعاج بصوت إدريان وهو يقول‪ :‬وما الذي تريده ؟‬
‫الرجل‪ :‬ستعرف عندما تنزل ‪ ,‬هيّا فالوقت من ذهب‪..‬‬
‫تنهد إدريان وأزال الخوف من قلبه فالبد من أنهم يتبعون الى إحدى دور النشر ويرغبون‬
‫بسحب بعض التصريحات منه عنوه ‪ ,‬لقد واجه موقفا ً مشابهً من قبل وتخلص منه عن طريق‬
‫إعطائهم معلومات كاذبه‪..‬‬
‫وهذا ما سيفعله اآلن‪..‬‬
‫نزل من السياره فتحرك الرجل قائالً‪ :‬رافقني‪..‬‬
‫رافقه إدريان حتى توقف أمام سيارة صغيرة سوداء ففُتح زجاج النافذه وظهر من خلفه باتريك‬
‫الذي نظر الى إدريان ببرود قبل أن يبدأ إدريان بالحديث قائالً‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ,‬ما الذي تريدون‬
‫معرفته بالضبط ؟‬
‫تحدث باتريك يقول ببرود‪ :‬عن نوع عالقتك بها ؟‬
‫وضع إدريان يده في جيبه بإستهتار يقول‪ :‬كاتالين ؟ لقد إتضح األمر للجميع وال أملك أي‬
‫شيء جديد لقوله‪..‬‬
‫باتريك بهدوء‪ :‬كف عن التغابي ؟‬
‫تعجب إدريان ليقول بعدها‪ :‬لحضه ! أتقصد الفتاة التي ظهرت معي في تلك الصور ؟‬
‫لم يُجبه باتريك فعرف إدريان أنه يقصدها فأجابه‪ :‬ال عالقة خاصه على وجه التحديد ‪ ,‬تعرفتُ‬
‫عليها في الحفل وبما أنها راقت لي قليالً عرضتُ عليها خدمة توصيلها الى منزلها ‪ ,‬لم نتحدث‬
‫ضرتها كثيرا ً وكُنت أُريد‬ ‫بعدها أبدا ً وأصبحت ال ترد على إتصاالتي فعلى ما يبدو أن اإلشاعة ّ‬
‫اإلعتذار عن هذا ولكنها إختارت أن تقطع العالقة نهائيا ً لذا توقفتُ عن محاولة التواصل معها‬
‫‪ ,‬هذا هو كُل شيء بيننا‪..‬‬
‫نظر باتريك الى عينيه لفترة محاوالً التأكد من كالمه ولكن نبرته كانت طبيعيه للغايه‪..‬‬
‫نظر الى الرجل الذي رافق إدريان الى هنا ففهم الرجل نظراته وإبتعد عنهما‪..‬‬
‫تعجب إدريان من إبتعاده فقاطع تعجبه سؤال باتريك يقول‪ :‬لديك أخ يُدعى ريكس صحيح ؟‬
‫إنزعج إدريان ‪ ,‬يبدو بأن تلك الترهات التي قالها فرانس في الحفل قد وصلت الى الصحافة‬
‫بالفعل وهاهي في طريقها الى تدمير سمعته هو شخصيا ً‪..‬‬
‫أشاح بنظره قليالً يقول‪ :‬نوعا ً ما ‪ ,‬ولكن هذا ال يعني بأن على أحدنا أن يُعاقب بسبب مشاكل‬
‫اآلخر ‪ ,‬نحن بالعمر الكافي كي نتصرف بمفردنا دون أي تأثير من أحد!‬
‫باتريك ببرود‪ :‬سؤالي كان واضحا ً ! أجب بنعم أو ال وتقم بشرح أمور جانبيه ال تهمني!‬
‫إنزعج إدريان من أسلوبه ولكنه فضّل الصمت فهو في موقف ضعيف أمام هذه الشركة‬
‫ورجالها الذين يبدون كرجال عصابةً بالفعل‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬هل تربطه عالقة مع الفتاة التي ظهرت معك بالصور ؟‬
‫تعجب إدريان كثيرا ً من سؤاله هذا ولم يعلم بماذا يجيب‪..‬‬
‫هل الصحيفة هذه تحقق خلف ريكس ؟ هل تحقق خلف فقدان آليس لذاكرتها!‬
‫هل يعني بأن مخاوف والده من أن تُكشف حادثة صدم ريكس لها ستُصبح حقيقه ؟‬
‫توتر كثيرا ً وأصبح ال يعرف كيف يختار إجابته في هذه اللحضه فقال باتريك بهدوء‪ :‬ردة فعلك‬
‫تعني نعم‪..‬‬
‫إنصدم إدريان وقال بسرعه‪ :‬كال !! ال تفترض اإلجابات قبل أن أنطق بها و‪...‬‬
‫توقف عن الكالم عندما رمقه باتريك بنظر ٍة حادة قاتله بالفعل‪..‬‬
‫ماذا ‪ ,‬إنه يبدو كرجل عصابة أكثر من كونه صحفيا ً‪..‬‬
‫سحقا ً ! سيحرص على محاسبة هذه الصحيفة ما إن يعرف من تكون بالضبط‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬ما عمق عالقتهما ؟‬
‫علم إدريان بأنه ال طائل من اإلستمرار في اإلنكار فقال‪ :‬عالقة سطحيه ‪ ,‬سطحية للغايه يكاد‬
‫فيها كُل واحد منهما نسيان إسم اآلخر‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬وماهو إسمها اآلن ؟ باتريكا ؟‬
‫تعجب إدريان وأجابه‪ :‬بل آليس‪..‬‬
‫إتسعت عينا باتريك صدمة وهو يردد‪ :‬آليس ؟‬

‫***‬
‫‪4:26 pm‬‬

‫بداخل منظمة كارمن‪..‬‬


‫بقي ريكس متكئا ً على الباب ينظر الى الساحة الخارجيه وهو يرشف من كأسه منتظرا ً حظور‬
‫دارسي‪..‬‬
‫لقد وصل ما يقارب النصف ساعه ‪ ,‬متى سيأتي ؟‬
‫ال يضنه من النوع الذي سيقرر الراحة من عناء السفر فباريس وستراسبورغ ليست بعيدتان‬
‫عن بعضهما الى هذا الحد!‬
‫فرحلة بالقطار لن تأخذ ساعتان حتى!‬
‫مرت الخمس الدقائق التالية ثقيلة حتى لمحه بعدها يدخل برفقة رجالن‪..‬‬
‫حيث تُحتجز آليس‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تراجع ريكس الى الخلف ووسبقه للنزول الى‬
‫جلس في مكان من الصعب ُمالحظته وفي الوقت ذاته قريب جدا ً من حجرة آليس‪..‬‬
‫واآلن ‪ ....‬سيرى ما إن كانت شكوكه صحيحة أم ال‪..‬‬
‫فحديث دارسي مع آليس سيكشف الستار عن كثيير من تساؤالته‪..‬‬
‫خالل سبع دقائق وصل دارسي الى أمام حجرة آليس وبدأ أحد الرجال بفتح الباب له‪..‬‬
‫إبتسم دارسي وهو يرى آليس ُمستلقيةً وتُعطي الباب ظهرها فقال للرجل‪ :‬فليغادر الجميع من‬
‫هنا ‪ ,‬أُريد أن أحظى بحديث خاص‪..‬‬
‫هز رأسه ومن ثم بدأوا بال ُمغادرة واحدا ً تلو اآلخر‪..‬‬
‫دخل دارسي الى الغرفة وجلس على الكرسي القريب من السرير قبل أن يبتسم ويقول‪:‬‬
‫أتتظاهرين بالنوم ؟‬
‫عقدت آليس حاجبها فالصوت هذا ليس غريبا ً عنها البته‪..‬‬
‫شعرت بالفزع ووجلست من فورها تنظر إليه لترى بأن توقعاتها صحيحة حقا ً‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬يالها من ردة فعل جميله‪..‬‬
‫عادت بجسدها قليالً الى الخلف ليلتصق ظهرها بالجدار وهي تقول‪ :‬ماذا اآلن ؟ ماذا تُريد!‬
‫دارسي‪ :‬أتكرهين حياتك الى هذا الحد ؟ كارمن جادة في مسألة قتلك ! لما تستمرين بكتم السر‬
‫ت بالفعل تُدهشينني!‬ ‫حتى بعد أن أصبحت حياتك في خطر ؟ أن ِ‬
‫شدت على أسنانها تقول‪ :‬أنا ال أكتم شيئا ً ‪ ,‬أنا فاقدة لذاكرتي لذا كفوا عن سؤالي السؤال ذاته‬
‫!!‬
‫ت التفكير فيه ؟ أعرف بأنك‬ ‫إبتسم دارسي يقول‪ :‬أحقا ً ؟ أهذا هو المخرج الوحيد الذي إستطع ِ‬
‫ت الى هذا المستوى ؟‬ ‫ذكيه فلما نزل ِ‬
‫لقد تعبت حقا ً!‬
‫إنهم يستمرون في تكذيبها والوحيد الذي صدقها أصبح يهددها بأختها التي للتو علمت عنها‪..‬‬
‫لن تجادلهم باألمر مجددا ً‪..‬‬
‫نظرت الى عينيه وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ,‬س ّمه مخرجا ً س ّمه كذبه س ّمه بما تُريد ‪ ,‬المهم أرجوكم ‪ ,‬إنها‬
‫طفله ‪ ,‬فقط أتركوها وشأنها ! ال تجعلني أتألم أكثر من هذا!‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬نترك من ؟‬
‫آليس‪ :‬أختي التي يحتجزها زميلكم األصلع ذاك ‪ ,‬سأتقبل موتي ولن أُحاول الهرب ولكن هذا‬
‫يكفي ‪ ,‬سئِمتُ من رؤية من حولي يموتون بسببي ‪ ,‬أرجوك‪..‬‬
‫بقيت عيناه متسعتين من الصدمة للحضات قبل أن يهمس بإبتسامه‪ :‬إذا ً هذا ما كُنتَ تُخبئه في‬
‫ُجعبتك يا موريس ؟‬
‫نظر الى آليس لفتره ثم قال‪ :‬حسنا ً لك ما تُريدين بال ُمقابل أجيبيني‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬أخبرتُك بأني حقا ً ال أعلم عن مكان ما تبحثون عنه صدقني!!‬
‫لدي سؤال آخر لك ‪ ,‬وبما أنك إبنة فينسنت يستحيل أال تعرفي عن‬ ‫دارسي‪ :‬أتركي هذا جانبا ً ‪ّ ,‬‬
‫األمر شيئا ً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫دارسي بهدوء تام‪ :‬تلك الجاسوسة الروسيه ‪ ,‬لمن كانت تودع جميع أسرارها ؟‬
‫تعجبت آليس من السؤال في حين إتسعت عينا ريكس من الصدمه!‬
‫إذا ما كان يُفكر به صحيحا ً!!‬
‫فينسنت هو إسم الرجل الذي كان يُساند والدته في الماضي!!‬
‫إذا ً هو من كان يملك مفتاح كل شيء!‬

‫‪part end‬‬

‫‪Part 32‬‬

‫"يبدو أن قلوبنا نحن البشر هي في حقيقة األمر ُمتناقضه و ُمثيرة للدهشه‬


‫يؤثر فيها الزمن والطبيعة ُرغما ً عنا"‬
‫‪-‬لويزا ماي‪-‬‬

‫لدي سؤال آخر لك ‪ ,‬وبما أنك إبنة فينسنت يستحيل أال تعرفي عن‬‫دارسي‪ :‬أتركي هذا جانبا ً ‪ّ ,‬‬
‫األمر شيئا ً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫دارسي بهدوء تام‪ :‬تلك الجاسوسة الروسيه ‪ ,‬لمن كانت تودع جميع أسرارها ؟‬
‫تعجبت آليس من السؤال في حين إتسعت عينا ريكس من الصدمه!‬
‫إذا ما كان يُفكر به صحيحا ً!!‬
‫فينسنت هو إسم الرجل الذي كان يُساند والدته في الماضي!!‬
‫إذا ً هو من كان يملك مفتاح كل شيء!‬
‫في حين أجابته آليس‪ :‬ال أعرفها ولم أسمع بها‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬كاذبه‪..‬‬
‫آليس‪ :‬أخبرتك بأني ال أعرفها !! أنا ال أكذب!‪.‬‬
‫ت بأنك ال تعرفين شيئا ً عن عالقاتها لصدقتُك لكن أن تُنكري معرفتك‬ ‫دارسي بإبتسامه‪ :‬لو قل ِ‬
‫بها بالكامل فهذه كذبة واضحه ! عزيزتي أنا بالفعل أعلم حتى لو كان هذا حدث منذ زمن بعيد‬
‫لذا كفي عن المراوغه بأكاذيب حمقاء وأجيبيني‪..‬‬
‫لم تعد تعرف كيف تتعامل معه ‪ ،‬أخبرته بأنها فاقده لذاكرتها ولم يصدقها ‪ ،‬أنكرت معرفتها‬
‫بهذه المرأة ولم يصدقها!‬
‫ماذا يمكنها أن تفعل أكثر ؟؟!‬
‫تحدثت بعد فترة صمت قائله‪ :‬هذا ما لدي‪..‬‬
‫رفع حاجبه ليقول بعدها‪ :‬ال تمانعين أن تموتي إذا ً ؟‬
‫آليس بهدوء‪ :‬أبدا ً‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬وتتركين أختك خلفك وحيده ؟‬
‫شعرت باأللم وهمست‪ :‬سيرعاها من هو أكفأ مني‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬ماذا لو لحق بها األذى بسببك ؟‬
‫عضت على شفتها وبدأ صوتها يرجف وهي تحاول أن تقول بحده‪ :‬كفوا عن التعرض لألطفال‬
‫األبرياء !! هذا شيء ال يفعله سوى المجرمين الجبناء فحسب!!!‬
‫دارسي ببرود تام‪ :‬عزيزتي ‪ ،‬لقد أخذتُ بالفعل حياة كل من هو قريب منك ‪ ،‬والدك ‪ ،‬صديقتك‬
‫‪ ،‬فال تضني أن بعض كلمات تقليدية كهذه ستمنعني من أخذ حياة أختك!‬
‫بقيت عيناها كالسابق معلقتان به ولكنها تنهمر دموعا ً هذه المرة وهي تردد كالمه بإستنكار‬
‫وألم‪ :‬أكان أنت من سفك دماء والدي ؟ أقتلت صديقتي البريئه ؟ هل حياة اآلخرين ملك لك‬
‫لتنهيها متى ما شئت ؟‬
‫إرتجفت شفتيها وهي تكمل‪ :‬وحش‪..‬‬
‫ت تعرفين كم أنا متوحش لما ال تعترفين بدالً من اإلنكار والكذب ؟‬ ‫دارسي ببرود‪ :‬ما دُم ِ‬
‫شدت على أسنانها وصرخت في وجهه‪ :‬أخرج !!!! أغرب عن وجهي وأخرج من هناا!!!‬
‫أمسكت بوسادتها ورمتها بإتجاهه وهي تصرخ عليه وصداع غريب مؤلم يجتاح رأسها بينما‬
‫هو تفادى الوساده ينظر إليها ببرود تام ليتقدم بعدها وينحني بإتجاهها موقفا ً حركتها عن‬
‫طريق لف قبضته على عنقها الصغير هامسا ً في وجهها‪ :‬ال تختبري صبري حتى ال أجعل‬
‫موتك بطيئا ً ومؤلما ً!‬
‫إزرق وجهها وإنقطع نفسها وهي تُحاول إبعاد قبضته القويه بينما نظر إليها لفترة ثم دفعها‬
‫يقول‪ :‬لديك من اآلن حتى غروب الشمس لتغيري رأيك وبعدها ستكون مسألة وقت قبل أن‬
‫تري جثة تلك الصغيرة أمام ناظريك‪..‬‬
‫وخرج تاركا ً إياها تسعل خلفه بقوة ليرفع هاتفه ويرسل رسالة الى أحدهم في فرع باريس‬
‫يطلب منه التحري خلف رجال موريس الموجودون هناك والبحث عن الطفله‪..‬‬
‫إرتجفت شفتا آليس بألم ودفنت وجهها في لحاف السرير تبكي من كل شيء يحدث لها‪..‬‬
‫تعبت ‪ ،‬لقد تعبت حقا ً!‬
‫بكت وأخرجت كل مافي جوفها وهي تكاد تموت ألما ً من الصداع الذي يمأل رأسها وتلك‬
‫المشاهد التي تتكرر أمام افكارها دون أن تركز فيها ‪ ،‬فما يحدث في حاضرها كان أقوى من‬
‫أن يستوعب عقلها ذكريات ماضيها التي إنهطلت عليها بشك ٍل ُمفاجئ‪..‬‬

‫***‬
‫‪5:14 pm‬‬

‫في جناح ريكس بالقصر العائلي الكبير‪..‬‬


‫كان يجلس آلبرت بهدوء تام في صالة هذا الجناح وأمامه جميع االوراق بالملف وشارد الذهن‬
‫بكالم فرانس‪..‬‬
‫ضاقت عينيه وهو يربط بعض األمور الغريبة التي سمعها ببعضها ليبدأ بعدها بالشك‬
‫بخصوص أمر ما‪..‬‬
‫جملة فرانس اليوم ‪ ،‬وجملته عندما أستجوبه في ليلة الحفل وتصرف ريكس في ذات الليله‪..‬‬
‫لو أن هذا ما يحدث فعليه أال يسكت عن األمر ُمطلقا ً‪..‬‬
‫عقد حاجبه وهو يرى الباب يُفتح بهدوء تام دون إصدار أي صوت‪..‬‬
‫تكتف حالما رأى كين وهو يتسلل الى الجناح ويُغلقه بهدوء أيضا ً‪..‬‬
‫تنفس كين الصعداء بعدما أنهى تسلله بنجاح وإلتفت ليُصعق بوجود أخيه األكبر في وجهه‪..‬‬
‫إلتفت فورا ً الى الباب يقول‪ :‬آسف أخطأت ضننتُها غرفتي‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬توقف عندك‪..‬‬
‫شد كين على أسنانه على خطأه هذا ‪ ،‬لم يتوقع وال لواحد بالمئه أن يكون أحدا ً هنا فكيف بأخاه‬
‫الذي ال تجمعه عالقة وطيده بريكس!!‬
‫ليته تأكد أكثر قبل قيامه بخطوة التسلل الفاشلة هذه‪..‬‬
‫تنهد وإلتفت بعدها ليبتسم قائالً‪ :‬أنا فقط أردت أن أتحدث مع ريكس بهدوء دون علم عمي ‪ ،‬لم‬
‫أقصد أن أتطفل وأعصي أوامرك بخصوص أال أتدخل بأي شيء ‪ ،‬فقط جئت ألتحدث‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬وهل كان يتطلب هذا الحديث الى التسلل هكذا ؟‬
‫سك بي‬ ‫كين‪ :‬ألني لم أرد أن يشعر عمي بي ‪ ،‬أعني لم أنهي أيام عقوبتي لذا ال أريده أن يُم ِ‬
‫وأنا خارج غرفتي‪..‬‬
‫إبتسم وأكمل‪ :‬لذا أعتذر لم أكن أعلم بوجودك ‪ ،‬سأرحل‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬توقف‪..‬‬
‫ضغط كين على مقبض الباب الذي كان سيفتحه للتو قبل أن يلتفت فأشار له أخاه بأن يقترب‪..‬‬
‫تقدم كين وجلس على األريكة ال ُمقابله كما أشار له آلبرت ليقول األخير بعدها‪ :‬في ماذا حادثت‬
‫فرانس قبل أن يُعاقبك عمي ؟‬
‫كين‪ :‬ال شيء ‪ ،‬كنتُ أسخر منه كعادتي‪..‬‬
‫إنزعج آلبرت وهو يهمس‪ :‬لما الجميع يستمر بالتفوه باألكاذيب!‬
‫نظر الى عيني كين وأكمل‪ :‬أنا أخاكم األكبر فلما ال توجد أي ثقة بي !! لما تخفون كُل شيء ؟!‬
‫سرقت‬ ‫توتر كين وأشاح بنظره بعيدا ً ليقول آلبرت بعد فتره‪ :‬لما كُنتَ تسأله عن األوراق التي ُ‬
‫من جينيفر ؟‬
‫إنزعج كين فيبدو بأن فرانس أخبره ‪ ،‬واآلن بماذا يُجيبه ؟؟‬
‫أشار آلبرت بعينيه الى الملف الذي على الطاولة أمامهما وقال‪ :‬هاهي هنا فماذا كُنتَ تُريد أن‬
‫تفعل بها ؟‬
‫إنصدم كين ونظر فورا ً الى حيث أشار أخاه وهو غير مصدق بتاتا ً!‬
‫إذا ً آلبرت هو من سرقها ؟!!!!‬
‫لم يتوقع هذا ! إنه تصرف ال يتطابق مع شخصيته بتاتا ً!‬
‫إنتظر آلبرت إجابة منه وعندما لم يتحدث عاود سؤاله قائالً‪ :‬ما الذي كُنتَ تُريد فعله بهذه‬
‫األوراق يا كين ؟‬
‫صمت كين لفتره يفكر في شيء ما ليقوله قبل أن يفتح فمه قائالً‪ :‬ال شيء ‪ ،‬شعرتُ بفضول ‪،‬‬
‫أعني سمعتُ عمتي وهي تبحث عنها بشك ٍل مجنون وتتوعد السارق بشكل غير طبيعي لذا‬
‫أنتابني الفضول حول محتوياتها وسألتُ فرانس فهو أول من خطر في بالي ‪ ،‬هذا كُل شيء‪..‬‬
‫نظر الى عيني آلبرت وأكمل‪ :‬لكن يبدو بأنها حقا ً غاضبه تجاه هذا األمر لذا أخي أرجوك‬
‫أعدها قبل أن تكتشف هي األمر ‪ ،‬إنها إمرأة ُمرعبه ‪ ،‬رجاءا ً أخي‪..‬‬
‫بقي آلبرت ينظر إليه لفتره فردة فعل كين تعني بأنه لم يكن السارق‪..‬‬
‫هل هي فلور ؟ كال ‪ ،‬ال يضن مطلقا ً‪..‬‬
‫إنه إحتمال بعيد للغايه‪..‬‬
‫وال يمكن أن تكون إليان أيضا ً فهي على قدر كرهها لريكس تكره عائلة عمها أيضا ً لذا يستحيل‬
‫أن تُعطيه هو األوراق‪..‬‬
‫من عساه إذا ً يضمر كُل هذا الشر لريكس ؟‬
‫البد من أنه من خارج العائله ولكن من ؟‬
‫ولما لم ينشرها بدالً من أن يُعطيه إياها ؟‬
‫أنه حقا ً عاجز عن التفكير في مقصده من كُل هذا‪..‬‬
‫عندما لم يجد كين أي ردة فعل من أخاه تحدث مجددا ً يقول‪ :‬أخي ‪ ،‬ألن تُعيدها ؟‬
‫نظر آلبرت إليه لفتره قبل أن يقول‪ :‬كال‪..‬‬
‫دُهش كين وقال‪ :‬ولكن هذا خطأ ‪ ،‬أعني أيا ً كان ما تحتويه الملفات فهي شيء ال يخصنا ‪،‬‬
‫عمتي لن تسكت في حال تدخلك في شؤونها ‪ ،‬ستُحطمك ‪ ،‬أرجوك أخي‪..‬‬
‫رفع آلبرت حاجبه يقول‪ :‬كين هل تُخفي شيئا ً ؟‬
‫صدم كين من سؤاله في حين أكمل آلبرت‪ :‬منذ متى وأنت تخشى جينيفر ؟ أولستَ كنت‬
‫تقتنص أي فرصة إلستفزازها وكشف أعمالها ؟ لما اآلن ترفض ذلك ؟‬
‫كين‪ :‬أنت من أخبرني أن أتوقف عن ذلك ألنها إمرأه خطيره ‪ ،‬لما تنصح غيرك بأمور ال‬
‫تفعلها أنت!‬
‫آلبرت‪ :‬أنا بالغ بما فيه الكفاية ألعرف عواقب تصرفاتي‪..‬‬
‫شد كين على أسنانه يهمس بداخله‪" :‬كال ‪ ،‬أنت ال تعرف ماذا سيترتب على هذا األمر !‬
‫ست ُحطمك صدقني‪" ..‬‬
‫أكمل بعدها آلبرت‪ :‬على أية حال كف عن فضولك هذا وغادر الى غرفتك قبل أن يدرك عمي‬
‫غيابك عنها‪..‬‬
‫نظر كين الى أخاه مطوالً ليسأله اآلخر‪ :‬هل من شيء تريد قوله ؟‬
‫هز كين رأسه نفيا ً وهو يعلم بأنه ال جدوى من إخبار أخيه عن تهديد عمته ذاك فهذا لن يولّد‬
‫إال مشاكل أكبر بكثير مما قد يحدث‪..‬‬
‫وقف وغادر الغرفة مغلقا ً الباب خلفه‪..‬‬
‫بقي ظهره مالصقا ً للباب وحائرا ً فيما يجدر به أن يفعل اآلن‪..‬‬
‫وأصبح ال يرى سوى خيارا ً واحدا ً وهو سرقة األوراق من أخاه وإعادتها الى جينيفر خلسة‬
‫ولكن‪.....‬‬
‫ال يحب هذا ‪ ،‬ال يحب أن يكون شخصا ً يؤذي أخاه هكذا ويُفسد عليه مخططاته‪..‬‬
‫بالمقابل هو ال يريد لجينيفر أن تؤذيه‪..‬‬
‫هو حقا ً حائر‪..‬‬
‫جائه صوتٌ بارد يقول‪ :‬ماذا تفعل ُهنا ؟‬
‫إتسعت عيناه بصدمه ورفع رأسه ينظر الى صاحب الصوت قبل أن يتنفس براحه عندما رأى‬
‫بأنه ريكس وليس عمه‪..‬‬
‫نظر إليه قليالً قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬ال شيء‪..‬‬
‫تجاوزه مغادرا ً لعدة خطوات قبل أن يلتفت ويقول لريكس الذي كاد أن يفتح باب الغرفه‪:‬‬
‫لحضه‪..‬‬
‫سرق من عمتي‬ ‫أدار ريكس رأسه قليالً الى جهته فقال كين‪ :‬هل تعلم بشأن ذلك ؟ بأمر ما ُ‬
‫جينيفر ؟‬
‫سرق ؟‬ ‫رفع ريكس حاجبه يقول‪ :‬وما الذي ُ‬
‫تردد كين قليالً قبل أن يقول‪ :‬أنه شيء ثمين بالنسبة لها وهي تتوعد السارق ‪ ،‬أنت لستَ‬
‫شخصا ً سيئا ً الى هذا الحد صحيح ريكس ؟‬
‫عقد ريكس حاجبه حيث أنه لم يفهم جملة كين األخيره فوضّح كين مقصده قائالً‪ :‬قد يكون‬
‫السارق من هذه العائله ‪ ،‬نحن عائله واحد ريكس صحيح ؟ إن حدث وعرفتَ السارق فأتمنى‬
‫بأن تنصحه أن يعيد ما سرقه أيا ً كان‪..‬‬
‫صمت مترددا ً قبل أن يُكمل بهدوء‪ :‬نحن أبناء عم ‪ ،‬نملك الدم ذاته ‪ ،‬قف بصفنا ولو لمرة‬
‫واحده ضدها‪..‬‬
‫قال جملته األخيره وصمت بعدها قليالً قبل أن يلتفت ويغادر وريكس يراقبه بهدوء تام‪..‬‬
‫فتح غرفته وحالما دخل تنهد وهو يرى آلبرت أمامه‪..‬‬
‫هذا اليوم كان عصيبا ً بما فيه الكفاية حقا ً‪..‬‬
‫بدأ آلبرت بالحديث قائالً‪ :‬مرحبا ً ريكس ‪ ،‬ستسمح لي بأخذ دقائق من وقتك صحيح ؟‬
‫تقدم ريكس وجلس على األريكة التي كان يجلس عليها كين سابقا ً وهو يقول‪ :‬القليل فحسب‬
‫فلدي عمل ما‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬لن يطول األمر‪..‬‬
‫نظر الى األوراق التي على الطاولة وقال‪ :‬فقط أردتُ أن أتأكد منك بخصوص صحة هذه‬
‫المستندات ‪ ،‬أو باألحرى أنا متأكد من صحتها ولكن أريد إعترافك بها حتى ال أشعر بأي ذرة‬
‫ندم مستقبالً‪..‬‬
‫نظر ريكس الى األوراق للحضات قبل أن يمد يده ويبدأ بتفحصها‪..‬‬
‫راقب آلبرت وجه ريكس جيدا ً حيث أنه لم يُصدم كثيرا ً من المحتويات وهذا يعني بأنه حقا ً‬
‫يفعل كل هذه المخالفات بنفسه ولم يورطه أحد في ذلك‪..‬‬
‫بداخله ‪ ،‬إنزعج كثيرا ً من هذا‪..‬‬
‫لم يتوقع أن يكون سيئا ً الى هذا الحد‪..‬‬
‫لم يتوقع مطلقا ً‪..‬‬
‫سأل ريكس بعدها بهدوء‪ :‬من أين حصلتَ عليها ؟‬
‫آلبرت‪ :‬ومن تتوقع أن يملك مثل هذه المستندات ؟‬
‫بقي ينظر الى األوراق لفتره واآلن فهم ما كان يقصده كين بطلبه‪..‬‬
‫إذا ً ‪ ،‬هل طلب كين منه ذلك وهو يعرف ما محتويات هذه األوراق ؟‬
‫أكمل في نفسه‪" :‬إن كان يعلم ُمسبقا ً بذلك فهذا يعني بأنه حقير! "‬
‫يتحدث عن رابط الدم بينهم وهو بالمقابل يريد إنقاذ أخيه في سبيل تحطيم إبن عمه‪..‬‬
‫وضع األوراق بهدوء ونظر الى آلبرت قائالً‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬وماذا اآلن ؟‬
‫بدأ اإلنزعاج واضحا ً في عيني آلبرت رغم أنه يقول بهدوء‪ :‬لما ال تخجل من نفسك ولو قليالً ؟‬
‫ألم تُعلمك الحياة أن تكذب لمصالحك ؟ ال أمانع هذا لذا كان عليك الكذب على األقل وقول بأنه‬
‫تم اإليقاع بك وجعلك توقع على أوراق ال تعرف محتوياتها‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬حسنا ً هذا ما حدث لقد كُنتُ غبيا ً وتم اإليقاع بي ووقعت على كــــــــل هذه‬
‫األوراق دون أن أقرأها‪..‬‬
‫كانت السخرية الالذعة واضحةً في كلماته وهذا ما إستفز آلبرت كثيرا ً‪..‬‬
‫ليقول بعدها وهو يضبط أعصابه‪ :‬أتعلم ما سيحدث إن خرجت الى العامه ؟‬
‫ريكس بالبرود ذاته‪ :‬ربما أُحاكم وأُسجن‪..‬‬
‫لماذا ؟!!!‬
‫لماذا يتحدث بكُل هذا البرود!‬
‫هل يريد إستفزازه أو أن األمر بالفعل ال يهمه ؟!!‬
‫يستحيل أن يكون األمر الثاني ‪ ،‬إذا ً لما يستفزه!!‬
‫ماذا سيستفيد من ذلك ؟!!!‬
‫إبتسم ريكس إبتسامة غريبه وهو يقول‪ :‬أُحب ال ُمراهنات الخطيره‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه في حين وقف ريكس وإتجه الى غرفة تغيير المالبس وهو يقول‪ :‬إعذرني‬
‫لدي موعد مهم‪..‬‬
‫بقي ينظر آلبرت الى حيث ذهب ريكس وهو يهمس‪ :‬عن ماذا يتحدث ؟ ماذا يقصد بكالمه !‬
‫هل له عالقةً أصالً بما ُكنّا نتحدث فيه أو ال!‬
‫عاود النظر الى األوراق لفتره قبل أن يهمس‪ :‬أملك الكثير من األسئلة بشأنه ‪ ،‬متى يُمكنني‬
‫الحصول على إجاباتها ؟‬
‫أخذ األوراق وغادر المكان بهدوء‪..‬‬
‫خالل دقائق كان متجها ً الى الخارج فرأى أمامه أخته الصغرى تحادث أحدهم وبيدها مغلف‬
‫بني اللون‪..‬‬
‫تقدم وحدثها قائالً‪ :‬ماذا ُهناك فلور ؟‬
‫فزعت فلور وإلتفتت إليه قبل أن تقول بتوتر‪ :‬أ أهالً آلبرت‪..‬‬
‫نظر الى المغلف الذي بيدها قائالً‪ :‬ما هذا ؟‬
‫بدت عالمات عدم الرضى واضحةً في وجهها وهي تقول‪ :‬إنه طرد ُمرسل بإسم إليان‪..‬‬
‫ت تنوين أخذه ؟‬ ‫عقد حاجبه متعجبا ً للحضات قبل أن ينظر الى وجهها ويرفع حاجبه قائالً‪ :‬وكُن ِ‬
‫مطت شفتيها قائله‪ :‬كال ولكن ‪ ...‬أملك فقط بعض الفضول‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬وهل سيُعجبك لو فتش غيرك رسائلك دون إذن ؟‬
‫أشاحت بعينيها دون تعليق فنظر آلبرت الى الرجل وأعطاه إكرامية على توصيله للطرد فشكره‬
‫الرجل وغادر المكان‪..‬‬
‫مد آلبرت يده إليها وقال‪ :‬هاته‪..‬‬
‫سلمته بدون أي رضى فنظر الى أسم المرسل ولكنه لم يجد إسما ً‪..‬‬
‫تسلل بعض القلق الى صدره فالمثل قد حدث معه عندما سلمه مرسل مجهول طرد بدون أي‬
‫إسم أو عنوان‪..‬‬
‫هل هذا الطرد أيضا ً يحوي فضائح عن ريكس ؟ أو ربما عن شخص آخر من العائله ؟‬
‫ولما أُرسل هذه المرة الى إليان!‬
‫تحسسه فشعر بوجود جهاز صغيره بداخله‪..‬‬
‫يبدو كـ! ‪USB‬‬
‫نظر الى فلور وسألها‪ :‬أين إليان ؟‬
‫فلور بال ُمبااله‪ :‬لم أرها منذ مده ‪ ،‬البد من أنها في منزل والدتها‪..‬‬
‫مرت خادمة بالقرب منه فأشار لها أن تقترب‪..‬‬
‫سلم لها المغلف وهو يقول‪ :‬ضعيه في غرفة اآلنسه إليان‪..‬‬
‫ثم أعطى أخته نظرة جانبيه وهو متجه الى الخارج قائالً‪ :‬إياك واإلقتراب منه‪..‬‬
‫راقبته بعينيها وهو يبتعد ثم إلتفتت تنظر الى الخادمه التي أختفت عن أنظارها‪..‬‬
‫تأففت وغادرت وهي تقول‪ :‬سحقا ً للجميع‪..‬‬

‫***‬

‫‪1 pm‬‬

‫تنهدت ريتا بملل وهي تتصفح إحدى مواقع التواصل المفضله لديها والتي لم يكن فيها حاليا ً‬
‫أي شيء يجذب إهتمامها‪..‬‬
‫أغلقت هاتفها وهي تمضغ علكتها هامسه‪ :‬ماهذا الملل ! لم يعد بإمكاني تحمل مجالسة األطفال‬
‫أكثر من هذا ! لما ال يُرسل سيدي موريس أي أوامر جديده بهذا الشأن ؟‬
‫نقلت نظرها الى نينا التي كانت ترقد على الكرسي الخشبي وهي تُغطي جسدها بمعطف ريتا‪..‬‬
‫تنهدت ُمجددا ً حيث كانت تجلس مقابلها أرضا ً تسند ظهرها على جدار أحد المنازل فرن هاتفها‬
‫النقال‪..‬‬
‫نظرت إليه بسرعه ولكنها أُحبطت وهي ترى رقما ً غريبا ً‪..‬‬
‫سحقا ً‪..‬‬
‫ُ‬
‫هو ليس بموريس وال أحد من شركائها الذي يعملون ألجله‪..‬‬
‫ردت بملل تقول‪ :‬نعم‪..‬‬
‫ت لعدة أيام عن المنظمه ‪ ،‬هل لي أن أعرف السبب ؟‬ ‫جائها صوت هادئ يقول‪ :‬تغيب ِ‬
‫نظرت الى رجل فقير يمر من أمامها في هذا الزقاق القذر وهي تُجيب‪ :‬إني في مهمة خارجيه‬
‫ألجل سيدي موريس‪..‬‬
‫الرجل بهدوء‪ :‬وماهي هذه المهمه ؟‬
‫كادت أن تُجيب بسخرية عن كونها مجالسة أطفال ولكنها تراجعت فالمتحدث أعلى منها رتبة‬
‫لذا قالت‪ :‬مراقبة أحد ما وتتبع أثره‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما صمت الطرف الثاني لفتره طويله ليقول بعدها‪ :‬مراقبة فتاة صغيره ؟‬
‫ريتا بدهشه‪ :‬كيف علمت بذلك ؟‬
‫شبح إبتسامة إرتسمت على شفتيه فلقد وجدوا ظالتهم أخيرا ً‪..‬‬
‫قال لها‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬عودي الى المنظمة برفقتها خالل أقل من ساعتين‪..‬‬
‫ترددت ريتا قليالً قبل أن تقول‪ :‬ولكن سيغضب مني السيد موريس إن عصيتُ أوامره ‪ ،‬لن‬
‫يُمكنني فعلها‪..‬‬
‫الرجل بهدوء‪ :‬لستُ أنا من يأمر بهذا بل دارسي ‪ ،‬هل ستعصين أوامره ؟‬
‫خافت من مجرد ذكر إسمه فدارسي من أهم األعضاء في المنظمه‪..‬‬
‫إنه أهم من سيدها موريس حتى ولكنها بالمقابل تخشى عصيان أوامر سيدها‪..‬‬
‫هو ربما لن يعاقبها بما أن األمر أتى ممن يعلوه رتبه ولكن سيخيب ضنه بها ولن يعتمد عليها‬
‫في المستقبل‪..‬‬
‫وهذا الشيء هي ال تُريده مطلقا ً‪..‬‬
‫إنها المرة األولى التي يطلب فيها موريس منها مهمة سريه لذا ال يمكنها خذالنه‪..‬‬
‫مهمة سريه ؟!!!‬
‫تعجبت وتسائلت في نفسها عن كيفية معرفة هذا الرجل بمهمتها رغم كونها سريه ؟‬
‫هل أخطأت عندما أجابته باإليجاب عن سؤاله ؟‬
‫ترددت قبل أن تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأستأذن من سيدي وآتي فورا ً‪..‬‬
‫فقد الرجل هدوءه للحضه وهو يقول بسرعه‪ :‬كال!!‬
‫عقدت حاجبها ليكمل بهدوء‪ :‬أقصد هو مشغول بأمر إبنة فينسنت ‪ ،‬ال تفسدي مهمته بأمور ال‬
‫داعي لها ‪ ،‬أسرعي قبل أن يغضب دارسي‪..‬‬
‫وأغلق بعدها الهاتف فأبعدته عن أُذنها بهدوء تنظر الى الشاشه قبل أن ترفع عينيها بإتجاه‬
‫نينا التي تغط في نوم عميق‪..‬‬
‫مطت شفتيها ثُم دخلت الى أحد برامج الدردشه وأرسلت الى روماريو‪...‬‬
‫‪ pm : 6:23‬مرحبا ً ‪ ،‬هل سيدي موريس متفرغ ؟ أُريد محادثته بخصوص الطفله‬
‫إنتظرت لعدة دقائق ولكن ال ُمجيب حتى أنه لم يظهر إشعار يؤكد بأن الطرف اآلخر قد إستلمها‬
‫فتنهدت وهمست‪ :‬إنهم حقا ً مشغولون كما قال الرجل‪..‬‬
‫وقفت وسحبت معطفها من فوق نينا وبدأت في إرتدائه في حين إستيقظت نينا ونظرت الى‬
‫ريتا بعينين ناعستين وهي تقول‪ :‬أختي ريتا هل ستذهبين الى مكان ما ؟‬
‫هزت ريتا رأسها تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬مكان دافئ يقينا برد الشتاء ‪ ،‬تعالي معي‪..‬‬
‫جلست نينا وهي تتثاوب ثم نزلت من على الكرسي ولحقت بها‪..‬‬
‫الزقاق ومشيا على الرصيف فسألتها نينا‪ :‬وهل هذا المكان هو منزلك ؟ هل‬ ‫خرجا من ُ‬
‫تصالحتي مع عائلتك ؟‬
‫ريتا بال ُمبااله‪ :‬كال ليس منزلي ولكنه منزلي في الوقت ذاته ‪ ،‬أما عائلتي فال لم أتصالح معهم‬
‫‪..‬‬
‫في حين أكملت في نفسها‪" :‬ما الذي قد يريده دارسي منها ؟ هل سيتخلص منها ؟ سيدي‬
‫موريس وجد الفتاة لذا هل أصبح ال داعي لبقاء الطفلة على قيد الحياة ؟ حسنا ً دارسي يكره‬
‫زيادة الشهود لذا أضن بأنه بالفعل سيتخلص منها‪" ..‬‬
‫تنهدت وأكملت بصوت مسموع‪ :‬على األقل سأرتاح من التجول في الشوارع البارده‪..‬‬
‫ت تتظاهرين بالقوه‪..‬‬ ‫نظرت نينا إليها ثُم إبتسمت تقول‪ :‬أن ِ‬
‫عقدت ريتا حاجبها ونظرت الى نينا قائله‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫نينا‪ :‬دائما ً ما تُغطيني بمعطفك قائله بأن البرد ال يؤثر فيك والحقيقة أنك تشعرين بالبرد ‪،‬‬
‫أختي ريتا لطيفه حتى لو حاولت إظهار العكس‪..‬‬
‫إنزعجت ريتا تقول‪ :‬لستُ كذلك وأيضا ً كُفي عن مناداتي بأختي‪..‬‬
‫نينا‪ :‬ولكنك تذكريني بها ‪ ،‬لم يعطف علي أحد في حياتي من بعدها سواك انتي وجدتي‪..‬‬
‫ضحكت وأكملت‪ :‬أم تريديني أن أناديك بجدتي ريتا هههههه‪..‬‬
‫أوقفت ريتا سيارة أجره تقول بإنزعاج‪ :‬كفي عن تشبيهي بمجـ‪....‬‬
‫صمتت قليالً قبل أن تفتح الباب وتركب فركبت نينا بعدها‪..‬‬
‫وصفت للسائق العنوان ثُم نظرت عبر النافذه وهي تهمس بداخلها‪" :‬لما أعصابي مشدودة‬
‫هكذا ؟ لما تزعجني كل تصرفاتها ؟"‬
‫تذكرت وجهها وهي تُشبهها بأختها وتذكر جدتها ثم أكمل بداخلها‪" :‬ال تبتسمي بوجهي ‪ ،‬لستُ‬
‫شخصا ً جيدا ً سحقا ً لك"!!!!‬
‫وضربت بعدها برجلها مقعد السائق وهي بحق منزعجه فقلقت نينا ونظرت إليها تقول‪ :‬مابك‬
‫؟ هل تؤلمك رجلك من المشي ؟‬
‫همست لها‪ :‬إخرسي‪..‬‬
‫تعجبت نينا وشعرت بالحزن وهي تهمس‪ :‬آسفه لم أقصد أن أكون مزعجه‪..‬‬
‫تجاهلتها ريتا وبقيت تُحدق في الطريق لدقائق عده قبل أن تمط شفتيها ثم تلتفت الى السائق‬
‫قائله‪ :‬توقف هنا!‬
‫السائق بتعجب‪ :‬لم يبقى سوى خمس دقائق عن الموقع‪..‬‬
‫ريتا‪ :‬ال شأن لك توقف ُهنا‪..‬‬
‫إنزعج السائق وقال وهو ينظر الى إنعكاس وجهها على المرآة األماميه‪ :‬كفي عن التحدث‬
‫بفضاضه فأنا لستُ خادما ً لديك كي تحدثيني بقلة إحترام ‪ ،‬يمكنك طلب ما تريدين بأدب و‪...‬‬
‫قاطعته بغضب‪ :‬أوقف هذه السيارة اللعينة أوالً ومن ثم ألقي محاضرتك كما تشاء ! أوقفها!!‬
‫أوقفها بطريقة ُمفاجئه إصطدم فيها وجه نينا بالمقعد األمامي في حين إلتفت حيث ريتا التي‬
‫كانت تفتح محفضتها وهو يقول بإنزعاج‪ :‬أخبرتُك بأني لستُ‬
‫خادما ً لديك كي تتواقحي معي و‪....‬‬
‫قاطعته تمد له المال وهي تقول‪ :‬خذ مالك‪..‬‬
‫ومن ثم نزلت فإستشاط غضبا ً وهو يصرخ‪ :‬ال تجبريني على الشكوى ضدك يا آنسه!!‬
‫فتحت الباب اآلخر وأمسكت بذراع نينا وسحبتها معها الى الخارج وصفقت الباب قائله‪ :‬إفعل‬
‫شئت‪..‬‬
‫ما ِ‬
‫غضب وضغط على البنزين ومن ثم مر من أمامهما مصدرا ً إزعاجا ً كبيرا ً‪..‬‬
‫نظرت ريتا في الشارع حولها بحثا ً عن سياره أُجره قبل أن تنظر الى جهة الشمال حيث ال يبعد‬
‫المقر سوى شارعا ً واحدا ً عن مكانها‪..‬‬
‫بقيت تنظر في تلك البقعه قبل أن تشعر بقطرة ماء على وجهها فدُهشت ورفعت رأسها الى‬
‫السماء قائله‪ :‬هل ستُمطر ؟!!!‬
‫نظرت حولها بسرعه وإتجهت الى مقعد إنتظار طويل تحت مظلة على قارعة الطريق‪..‬‬
‫إحتميتا تحته في حين شدت على أسنانها بإنزعاج تهمس‪ :‬سحقا ً ! لما تمطر اآلن ؟ ال أريد‬
‫البقاء في هذه المنطقة أكثر فهم يتجولون فيها كثيرا ً!‬
‫جلست على الكُرسي تنظر الى الطريق تنتظر سيارة أجره واألمطار حولها في تزايد‪..‬‬
‫وضعت رأسها بين يديها تهمس بداخلها‪" :‬ما الذي تفعلينه يا ريتا !! لما تعصين األوامر ؟ لما‬
‫تتصرفين هكذا ! ما الذي دهاك بحق هللا"!!!‬
‫عضت على طرف شفتها السفلى تنظر الى الشارع وهي تهمس بداخلها‪" :‬ولكن دارسي بدون‬
‫أدنى شك سيقتلها ‪ ،‬إنه يتوعد بذلك منذ زمن ولهذا سيدي موريس أخفى وجودها عن‬
‫المنظمه‪.....‬‬
‫ت‬
‫شدت على أسنانها وعاودت وضع رأسها بين يديها وهمست بصوت مسموع‪ :‬وما شأنك أن ِ‬
‫لتتدخلي ؟!!! ليفعل ما يشاء فال شأن لك بكل هذا ! أطيعي األوامر فحسب ‪ ،‬أطيعيها أيتها‬
‫الغبيه!!‬
‫ت بـ‪...‬‬ ‫نظرت نينا إليها لفتره قبل أن تتردد وتقول‪ :‬هل أن ِ‬
‫قاطعها صوت رجل يقول بتعجب‪ :‬ريتا ؟‬
‫ت الى ناحيتها وهو يمسك‬ ‫رفعت ريتا رأسها فورا ً ونظرت الى يمينها لتُدهش بوجود رجل أ ٍ‬
‫مظلته‪..‬‬
‫إنه!!‬
‫إنه أحد أعضاء المنظمه!‬
‫قامت له فورا ً وتصنعت اإلبتسامه تقول‪ :‬مرحبا ً بريف ‪ ،‬كيف حالك ؟‬
‫قالت جملتها وهي تتقدم منه ومن ثم تدخل معه تحت المظلة جاعلةً منه يستدير ويعطي ظهره‬
‫لنينا كي ال تقع عيناه عليها وهو يُحادثها‪..‬‬
‫بريف‪ :‬لم أرك منذ فترة طويله ‪ ،‬أين إختفيتي ؟‬
‫ريتا‪ :‬هههههه مهمة ما علقتُ بها‪..‬‬
‫ت هي تابعة موريس الذي يتحدث عنها الجميع ؟ التي ستجلب‬ ‫بريف‪ :‬آه هل بالمصادفه أن ِ‬
‫الطـ‪...‬‬
‫صدمت وقاطعته فورا ً تُغير الموضوع‪ :‬ما الذي أخرجك في هذا الجو الماطر ؟ لو كُنتُ أنا‬ ‫ُ‬
‫لجلستُ في كُرسي ُمريح وإحتسيتُ بعض الشراب الساخن‪..‬‬
‫بريف‪ :‬هههههههه كانت صدفه ‪ ،‬أعني لقد تنبأوا بسقوط األمطار بعد الثامنه ‪ ،‬لقد سقطت‬
‫قبلها بشكل ُمفاجئ قبل حتى أن أصل الى المقر‪..‬‬
‫ضحك وأكمل‪ :‬من الجيد أني كُنتُ بقرب محل لبيع المظالت ‪ ،‬ال يبدو بأنك تملكين واحده ؟‬
‫ريتا‪ :‬أنا أيضا ً ُخدعتُ باألنباء ولم آخذ إحتياطاتي‪..‬‬
‫إبتسم قبل أن يقول‪ :‬بالمناسبه‪...‬‬
‫أكمل وهو يستدير الى الخلف‪ :‬هل هذه الطفلة هي ذاتها التي يريدها السيد دارسي ؟‬
‫مألت الصدمة وجه ريتا لتقول دون وعي‪ :‬ال ‪ ،‬ليست هي‪..‬‬
‫إلتفت إليها مجددا ً يقول‪ :‬ههههه يالها من نكته ‪ ،‬لن أُخدع بها كما تفعلين بي دائما ً ‪ ،‬على أية‬
‫حال ما دام المقر قريبا ً فسأُرافقها إليه فالمطر ال يبدو وكأنه سيقف بعد فترة قصيره‪..‬‬
‫إلتفت مجددا ً الى نينا مبتعدا ً عن ريتا التي كان وجهها يخلو من أي تعابير‪..‬‬
‫وجه بارد أشد برودةً من جو هذه الليله‪..‬‬
‫أدخلت يدها في جيب معطفها وأخرجت سلكا ً رفيعا ً لفته حول يدها قبل أن تتقدم من بريف‬
‫الذي يُعطيها ظهره وبشكل ُمفاجئ لفت السلك على عنقه وشدته بقوه‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه وسقطت المظلة أرضا ً محاوالً اإلفالت من هذا السلك وهو بالكاد يقول‪:‬‬
‫ريتا ! ماذا تـ ـفعـ‪......‬‬
‫ولم يقدر على إخراج صوته بعدها وهي تشد بأقوى ما لديها في حين كانت نينا واقفةً واضعةً‬
‫يديها على فمها وعيناها متسعتان من الصدمه وغائرتان بالدموع‪..‬‬
‫زادت ريتا بالشد حتى جحضت عينا بريف وثقل جسده فأرخت يديها ليسقط أرضا ً فاقدا ً للوعي‬
‫‪..‬‬
‫أعادت السلك بسرعه الى جيبها وأخذت مظلته ثُم تقدمت من نينا وأمسكتها من يدها وسحبتها‬
‫معها الى داخل الحي الذي خلفهم‪..‬‬
‫بدأت تمشي بخطى سريعه بين المنازل والمحال مبتعدةً تماما ً عن موقعهما السابق‪..‬‬
‫ربع ساعة مرت قبل أن تبدأ بالتخفيف من سرعة مشيها حتى توقفت تدريجيا ً‪..‬‬
‫جسد نينا بالكامل كان يرجف وهذا ما أحست به ريتا من مسكتها ليدها‪..‬‬
‫ت خائفه مني ؟‬ ‫همست بهدوء دون أن تلتفت إليها‪ :‬هل أن ِ‬
‫رفعت عيناها الصغيرتان المليئتان بالدموع ونظرت الى ريتا قبل أن تهمس بتردد وخوف بالغ‪:‬‬
‫ل ال‪..‬‬
‫شدت ريتا على أسنانها وقالت بحده‪ :‬كفي عن الكذب!!‬
‫إنتفضت نينا برعب قبل أن ترتجف شفتيها وتعاودت عيناها البكاء وهي تهمس برجفه‪ :‬أ أجل‬
‫‪..‬‬
‫شدت ريتا على أسنانها ولم تلتفت إليها لتتقدم بعدها وهي ال تزال تسحبها خلفها‪..‬‬
‫توقفا بعد عدة دقائق في زقاق مظلل ومحمي من المطر‪..‬‬
‫تركت يدها وجلست بهدوء أرضا ً واضعةً المظلة بعيدا ً عنها وهي تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬خذيها‬
‫وغادري الى حيث تُريدين ولكن ليس الى مكاننا السابق‪..‬‬
‫رفعت نينا يدها ومسحت دموعها وهي تنظر الى ريتا قبل أن تنحني وتلتقط المظله‪..‬‬
‫تراجعت خطوات الى الخلف وبقيت تنظر الى ريتا لفتره قبل أن تقول بعد تردد‪ :‬أ أنا آسفه‪..‬‬
‫ريتا بهمس وهي تنظر الى الجدار الذي أمامها‪ :‬أنا من عليها أن تتأسف ‪ ،‬غادري‪..‬‬
‫قبضت نينا بيديها على المظلة بقوة وبدأ جسدها يرجف للحضات قبل أن تهمس‪ :‬آسفه‪..‬‬
‫إنزعجت ريتا وإلتفتت إليها تقول‪ :‬أخبرتُك‪....‬‬
‫توقفت عن الكالم وهي ترى نينا قد بدأت بالبكاء فتوترت وقالت‪ :‬لما تبكين ؟‬
‫ت فتاةً سيئه ‪ ،‬أنا‬ ‫ت لس ِ‬‫ت ُمرتجف‪ :‬أن ِ‬ ‫رفعت نينا إحدى يديها تمسح دموعها وهي تقول بصو ٍ‬
‫هي السيئه ألني خفت منك ‪ ،‬أرجوك ال تتركيني وحدي ‪ ..‬أنا خائفه‪..‬‬
‫عضت ريتا على شفتها قبل أن تُشيح بنظرها بعيدا ً تقول‪ :‬ألم نتفق على أن تبقي معي حتى‬
‫أعود الى عائلتي ؟ حسنا ً أنا عائده لذا هذا يكفي‪..‬‬
‫حاولت نينا جاهده أن تتوقف عن البكاء وبعد جهد توقفت ونظرت الى ريتا لفتره قبل أن تقول‬
‫لها‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬آسفه ‪ ،‬شكرا ً إلعتنائك بي‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت وغادرت بخطوات متثاقله مبتعدةً عن المكان‪..‬‬
‫بقيت ريتا تنظر الى الجدار الذي يُقابلها لفتره قبل أن تدفن رأسها في ركبتيها هامسه‪ :‬حتما ً‬
‫سيقتلوني حالما يرونني ‪ ،‬لقد دمرتي نفسك أيتها الحمقاء!!‬
‫صوت رنين هاتفها أفزعها وبدا وكأنه يدق أجراس ساعاتها األخيره في هذه الحياة‪..‬‬

‫***‬

‫‪pm7:02‬‬

‫منذ ما يُقارب ساعة مضت وصلته رسالة من أحد األشخاص يخبره بأنهم وجدوا الطفله‬
‫وسيعيدونها الى مقرهم خالل فترة قصيره‪..‬‬
‫إمتالكه لهذه المعلومة كان كافيا إلراحة تفكيره وإستمراره بتهديده ذاك آلليس‪..‬‬
‫مشي بهدوء عبر الممر الذي يوصل إليها وهو مشغول الفكر بقرارها‪..‬‬
‫لطالما كانت فتاة عنيده ‪ ،‬إنها لم تتنازل بتاتا ً عندما هددوها بقتل صديقتها‪..‬‬
‫هل سيختلف األمر عندما يصل األمر الى أختها الوحيده ؟‬
‫هل ستتحدث ؟‬
‫توقف في مكانه هو والرجل الذي كان يُرافقه وعقد حاجبه وهو يرى حجرتها مفتوحه فتقدم‬
‫منها ولم يجد أحد بالداخل‪..‬‬
‫أين هي ؟ هل إستدعتها كارمن لسبب ما ؟‬
‫ولكنه طلب من الجميع أن يتركوا أمرها له!‬
‫وكارمن ليست من النوع الذي يتصرف تصرفات طفوليه وتتحداه‪..‬‬
‫إلتفت الى رجل جالس على الكرسي وسأله بهدوء‪ :‬أين الفتاه ؟‬
‫أجابه الرجل فوراً‪ :‬السيدة كارمن طلبت رؤيتها منذ ساعة مضت‪..‬‬
‫تعجب فلم يكن يتوقع أن تتدخل كارمن في خصوصياته‪..‬‬
‫إنها حتى من طلبت إستدعائه من باريس فهي ليست مهتمة بها بتاتا ً‪..‬‬
‫ال عمل لها معها فلما تطلب رؤيتها!‬
‫تدخل ال ُمرافق قائالً‪ :‬هل هذا معقول ؟ لما تطلب مقابلتها وهي مشغولة بموضوع إختفاء‬
‫موريس ؟‬
‫نظر دارسي إليه وقال‪ :‬ماذا تقصد بمشغوله بموضوع موريس ؟‬
‫أجابه‪ :‬لم يعد منذ أن خرج إلستجواب الفتى الذي كان يأوي الفتاة وهاتفه ُمغلق وبعض رجاله‬
‫مختفون أيضا ً‪..‬‬
‫رفع دارسي حاجبه يقول‪ :‬هل أُمسك بذلك األحمق من ِقبل الشرطه ؟‬
‫هز كتفه مجيباً‪ :‬ال نعلم‪..‬‬
‫أشاح دارسي بوجهه قائالً‪ :‬ه ذا غريب‪..‬‬
‫نظر بعدها الى الرجل وسأله‪ :‬من الذي أخذ الفتاة من هنا ؟‬
‫الرجل‪ :‬أحد رجال السيدة كارمن ‪ ،‬وقد كان هذا منذ ساعة مضت‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬أسمه ؟‬
‫الرجل‪ :‬إنه ريوك‪..‬‬
‫نظر دارسي الى ُمرافقه يقول‪ :‬ربما كانت تُريدها بأمر خاص ‪ ،‬على أية حال إبحث عن هذا‬
‫الرجل ريوك وتأكد منه ثم أعلمني باألمر‪..‬‬
‫هز رأسه يقول‪ :‬كما تأمر سيدي‪..‬‬
‫غادر بعدها دارسي المكان بينما ريوك هذا كان اآلن متواجدا ً بداخل المطار منتظرا ً رحلته الى‬
‫لوس آنجلوس‪..‬‬
‫رحلة ذهاب دون عوده!‬

‫***‬

‫‪9:33 pm‬‬

‫يجلس بملل على األريكة وهو ينظر الى قائمة اإلتصاالت بهاتفه حيث كانت مليئه ب ُمكالماته‬
‫الصادره ل ُكالً من إليان وآليس‪..‬‬
‫وجميعها لم يتم الرد عليها‪..‬‬
‫تنهد وهمس‪ :‬ما خطبهما ؟ هذا ُمقلق‪..‬‬
‫شرد بخياله وهو يتذكر الصحفي الذي بدا وكأنه رجل عصابه والذي إعترض طريقه ظهر‬
‫اليوم‪..‬‬
‫لما كان يسأله عن آليس ؟ ولما ذكر ريكس!‬
‫إنه صحفي غريب!‬
‫يا تُرى هل كان ينتمي الى إحدى مجالت الفن ؟‬
‫إن كان كذلك فكان عليه أن يسأله عن عالقته بالفتاة من بعد إنتشار صورهما سويه فلما لم‬
‫يفعل ؟‬
‫لما إهتم بعالقتها بريكس بدالً عنه ؟‬
‫هل ينتمي إذا ً لمجالت األخبار التجاريه ويتقصى خلف ريكس ؟‬
‫في هذه الحاله لما يهتم بعالقاته العاطفيه بدالً من اإللتفات لإلشاعات التي أطلقها فرانس في‬
‫حفل ذكرى مولده ؟‬
‫مهما فكر فيستحيل أن يكون علم مثالً عن حادثة صدمه لها‪..‬‬
‫من قد يتحدث عن هذه الحادثه ؟‬
‫حتى فرانس الذي هاجم ريكس في الحفله لم يتطرق الى ذلك!‬
‫وأخوته لن يتجرؤا على إغضاب عمهم إليكسندر‪..‬‬
‫فمن إذا ً فعل ؟‬
‫هل هي آليس ؟‬
‫هل هذا يُمكن ؟‬
‫لكنها لطالما ذكرت أنها ُممتنه ألمه جينيفر على اإلعتناء بها لذا ال يضن بأنها قد تفعل هذا‪..‬‬
‫وربما فعلت‪..‬‬
‫نظر الى شاشة هاتفه وهمس‪ :‬لذا لما ال تُجيبين على إتصاالتي ؟‬
‫نظر الى رقم ثالث كان في قائمة المكالمات ليهمس بعدها‪ :‬حتى عندما وصفتُ ذلك الصحفي‬
‫ألحدهم من أجل أن يأتيني بمعلومات عنه هو ومجلته لم يجد أي شخص يُشابه وصفي ‪ ،‬هل‬
‫هو حقا ً ينتمي الى مجله ؟‬
‫ي أصالً‪..‬‬‫صمت لفتره من الوقت قبل أن يهمس‪ :‬أو ربما ليس بصحف ّ‬
‫ضاقت عيناه بتفكير ولم يصل الى أي شيء فتنهد وقال‪ :‬على أية حال أتمنى أال أُقابله مرة‬
‫أُخرى فطريقته لمحادثتي كانت مخيفه ‪ ،‬هو بال شك ينتمي الى منظمة إجراميه‪..‬‬
‫قاطعه تنحنح إحدى الخدم فرفع رأسه ونظر إليها وهي بقمة توترها فقال‪ :‬ماذا هناك ؟‬
‫ترددت قليالً قبل أن تقول‪ :‬ال أعلم إن كان يحق لي التطفل على هكذا أمور أو ال ولكن لم‬
‫أستطع أن أصمت فربما يكون أمرا ً سيئا ً‪..‬‬
‫عقد حاجبه وقال‪ :‬ماذا حدث ؟‬
‫الخادمه‪ :‬قبل نصف ساعة من اآلن ذهبتُ الى الحديقة الجانبيه من أجل أن أنضف المقاعد‬
‫فاآلنسه فلور كانت تستذكر دورسها هذا العصر فيه ‪ ،‬المهم لقد الحظتُ شيئا ً أسودا ً بارز‬
‫وعندما رفعتُ رأسي وجدتُ شخصا ً متخفيا ً ومتعلقا ً بنافذة السيد فرانس بالدور الثاني ويُحادثه‬
‫‪ ،‬تصرفتُ وكأن ال شأن لي وغادرت ولكن ال أعلم ‪ ،‬بدأتُ بعدها بالشك ‪ ،‬هل كان يحادثه حقا ً‬
‫أو كان ُمجرما ً يريد إيذاء السيد لذا أتيتُ وأخبرتُك‪..‬‬
‫إنحنت وأكمل‪ :‬آسفه إن كان هذا تدخالً مني في خصوصيات اآلخرين‪..‬‬
‫إدريان بهدوء‪ :‬ال بأس لم تفعلي خطئا ً ‪ ،‬يُمكنك الذهاب‪..‬‬
‫الخادمه‪ :‬شكرا ً سيدي ‪ ،‬باإلذن‪..‬‬
‫غادرت من أمامه وهو عاقد الحاجبين يُفكر بكالمها قبل أن يهمس‪ :‬على ماذا يُخطط هذا‬
‫ال ُمزعج ؟‬
‫تنهد وهو ال يعلم ‪ ،‬هل يتدخل في األمر أو يكتفي بإخبار والده عما حدث ؟‬
‫حسنا ً هو يُرجح الخيار الثاني‪..‬‬
‫في األعلى كان فرانس في حجرته يقلب في أدراجه ليتأكد من عدم إبقاء أي شيء مهم خلفه‪..‬‬
‫فهو يُخطط للهروب من هنا دون أي عوده‪..‬‬

‫***‬
‫‪10:00 pm‬‬

‫مشي بهدوء تام على طول الرصيف ينظر الى خطواته وهو سارح التفكير‪..‬‬
‫اليوم يحمل ذكرى مهمه لعائلته وهذه الذكرى جعلت والدته تتصرف بجنون مما نشب بينهما‬
‫جدال كبير وكعادته ترك لها البيت وذهب للتسكع مع رفاقه‪..‬‬
‫إنهم بحق رفاق سوء ولو إستمر على هذا الحال سيهرب من المنزل الى األبد ويعيش حياة‬
‫بائسه سيئه‪..‬‬
‫توقف ونظر الى الفيال التي مر بجانبها للتو وظهر بعض الحقد على وجهه‪..‬‬
‫صدم عندما رآها قادمة من‬ ‫عقد حاجبه عندما تسلل الى أنفه رائحة حريق ونظر بإتجاهها ف ُ‬
‫إتجاه منزله فأسرع ركضا ً إليه وفتح باب الحوش بكل خوف ليتالشى تدريجيا ً وهو يرى أمه‬
‫تجلس بكل شرود أمام صندوق معدني قد شبت بداخله النار وبدأت برمي بعض األوراق‬
‫والصور فيه‪..‬‬
‫نظر بجوارها حيث العديد من ألبومات الصور واألوراق كانت بالتأكيد قد جمعتها من مخزن‬
‫المنزل‪..‬‬
‫تقدم ووقف أمام الصندوق مادا ً ذراعيه يتدفى قليالً من برد الشتاء وهو ينظر الى األوراق‬
‫والصور التي تنهشها النار بالداخل‪..‬‬
‫عاود النظر الى أمه والتي ال تزال تبدو في عالم آخر وهي تلقي بالصور حبة تلو األخرى‪..‬‬
‫نظر الى الصندوق حيث صورة تجمعها مع رفيقاتها في إحدى فعاليات التزلج قبل عدة أعوام‬
‫‪..‬‬
‫ضاقت عيناه بشيء من األلم وهو يرى صورة أُخرى أُلقيت لتوها لوالده وهو يساعده على‬
‫ركوب الدراجة قبل ما يُقارب االثنى عشر عاما ً‪..‬‬
‫إنها ذكرى عزيزه وبالوقت ذاته ذكرى مؤلمه تذكره بشخص كان طيبا ً معهم قبل أن يقسو‬
‫ويُصبح أنانيا ً يركض خلف أحالمه الخاصه اللعينه!!‬
‫ال يدري ‪ ،‬هل هو بسبب شرارة النار ودخانها أم ماذا ولكن عيناه بالفعل تدمعان وهو يرى‬
‫الصورة تتالشى لتصبح كالرماد‪..‬‬
‫سقطت صورة أخرى جعلته يعقد حاجبه ويمسح عينيه ليرى جيدا ً حيث كانت لطفلة تبتسم‬
‫وهي تحمل قالدة تُلوح بها للكاميرا وخلفها تقف إمرأة غريبة كان قد ُحرق جزء من وجهها‬
‫فمد يده بسرعه وإلتقط الصورة وحاول إطفائها وبالكاد نجح عندما إختفت مالمح هذه المرأة‬
‫ولم يبقى سوى شعرها األسود‪..‬‬
‫ال‪..‬‬
‫لم تكن المرأة هي من تهمه بل القالدة التي كانت تُلوح بها الفتاة للكاميرا‪..‬‬
‫القالدة هذه ذات التصميم المييز والنادر ‪ ،‬إنها تُشابه خاصته تماما ً‪..‬‬
‫نظر الى أمه وسألها‪ :‬أمي من هاتان ؟‬
‫رفعت أمه نظراتها نحو ولدها الوحيد مارك ونظرت الى الصورة التي رفعها بالقرب من‬
‫وجهها لتتسع عيناها بعدها بصدمه وتصرخ بجنون‪ :‬فلتمت !! هذه اللعينة عليها أن تمت!‬
‫إبتعد عنها عندما حاولت خطف الصورة من يده وهو يقول بإنزعاج‪ :‬باهلل عليك أجيبيني ولو‬
‫لمرة دون التصرف كالمجانين !! لقد سألتُ سؤاالً واحدا ً فهل هذا صعب عليك ؟!‬
‫نظرت الى عينيه بغضب‪ :‬إنها من ألد أعدائنا ! إنها كاللعنة تسبب المصائب أينما حلت !!!‬
‫على ذكراها أن يُحرق دونما أثر ! إمرأة ملعونه!!‬
‫مارك‪ :‬لم أستفد أي شيء من كالمك ! من هذه المرأه ومن هذه الطفله ولما هي تمتلك ذات‬
‫القـ‪....‬‬
‫قاطعته بغضب‪ :‬أمرتُك أن تحرق صورتها !! ال أريد رؤية أي شيء يخص تلك الروسية‬
‫اللعينه ! أحرقها ! ألقها بالنار حاالً قبل أن أضربك على عصيانك هذا‪..‬‬
‫دُهش من كالمها عن المرأة قبل أن يشد على أسنانه يقول‪ :‬لن أفعل‪..‬‬
‫فصرخت أمه بغضب وقامت برمي جميع الكتب واأللبومات بشكل عشوائي فتطايرت أوراقها‬
‫في كل أرجاء المكان حتى أن بعضها خرج الى الشارع‪..‬‬
‫نظر إليها بعينين غاضبتين وقال‪ :‬مجنونه!‬
‫ومن ثم دخل المنزل وصعد الى غرفته مباشرةً‪..‬‬
‫أغلق الباب خلفه وإتكأ عليه وهو يهمس‪ :‬إنك أم مجنونه ! مجنونه بحق‪..‬‬
‫صمت لفتره بعدها تقدم وفتح درجه‪..‬‬
‫أخرج قالدته ووضع الصورة بجانبها‪..‬‬
‫إنهما متطابقان‪..‬‬
‫متطابقان للغايه‪..‬‬
‫ما عالقة هذه المرأة والطفله بعائلته ؟‬
‫يشعر بفضول غريب تجاه هذا األمر‪..‬‬
‫فالقالدة هذه بالذات والده فقط من يحملها وهي كالكنز بالنسبة لعائلته‪..‬‬
‫فمن تكون هذه الطفلة ليعطيها والده القالدة ذاتها ؟‬
‫هل هي بأهمية إبنه الوحيد ؟‬
‫شد على أسنانه هامساً‪ :‬سحقا ً لك ‪ ،‬هربت لتلحق بطموحك وتركتني خلفك دون أي إجابات‪..‬‬
‫سحقا ً‪..‬‬
‫هو بحق يكرهه للغايه‪..‬‬

‫‪Part end‬‬

‫‪33‬‬

‫صنع تحت الطلب‪..‬‬


‫قالدة مميزه ذات تصميم غريب ُ‬
‫قالدة رماديه بالكامل صغيرة الحجم دون أي ألوان بالكاد يصل حجمها الى غطاء قارورة ماء‬
‫صغير‪..‬‬
‫كان تصميمها أشبه بجناح واحد لُف بسالسل حاده‪..‬‬
‫صا ِنعُها أو من طلب هذا التصميم المميز إكتفى بطلب أربع منها‪..‬‬
‫واحد في يد مارك ‪ ،‬واألخرى في تلك الصورة التى وقعت بين يديه أما الثالثه‪......‬‬

‫‪28 juonyour‬‬
‫‪8:11 am‬‬

‫وقف وهو يحمل على كتفه شنطة سفر صغيره ونظر الى هذا المنزل ذا الدور الواحد في هذا‬
‫الحي الهادئ‪..‬‬
‫تقدم من الباب ورن الجرس وخالل ثوان فُتح وظهرت من خلفه فتاة ذات عينان خضراوتان‬
‫وشعر أسود قصير بنمش خفيف على خديها‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬كُنتُ في إنتظارك‪..‬‬
‫فتحت الباب كله وأكملت‪ :‬تفضل‪..‬‬
‫دخل وهو يقول‪ :‬ألم تذهبي الى مدرستك ؟‬
‫ضحكت وأغلقت الباب قائله‪ :‬تخرجتُ السنة الماضيه أنسيت!‬
‫إلتفت ينظر إليها وقال‪ :‬والجامعه ؟‬
‫توترت قليالً قبل أن تقول‪ :‬درجاتي لم تكن جيدة كفايه لتقبلني أحداهن ‪ ،‬وأيضا ً ال بأس من‬
‫الراحه بعد عناء ‪ 12‬سنه دراسه‪..‬‬
‫أنزل حذائه ووضعه في صندوق األحذية المحاذي للباب وهو يقول‪ :‬ولكنه ُمستقبلك كارا ‪ ،‬كان‬
‫عليك اإلهتمام ولو قليالً‪..‬‬
‫بعدها أكمل‪ :‬أين والدتك ؟‬
‫كارا‪ :‬ال تزال نائمه‪..‬‬
‫غرفةً لك و‪...‬‬ ‫أخذت الحقيبة منه تقول‪ :‬لقد جهزتُ ُ‬
‫قاطعها وهو يدخل الى غرفة المعيشه‪ :‬ال داعي لقد وجدتُ مكانا ً ُمناسبا ً ألستأجر فيه‪..‬‬
‫بقيت واقفةً في الردهه وهي تنظر الى األسفل بحزن من كالمه قبل أن تُحاول اإلبتسامه وتتبعه‬
‫الى الداخل‪..‬‬
‫وضعت حقيبته على األريكة وجلست بجانبها تقول له‪ :‬هل تناولت إفطارك ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً وهو يقول‪ :‬كال وال أريد اآلن ‪ ،‬دعينا ننتظر والدتك عندما تصحو‪..‬‬
‫ترددت قبل أن تسأله‪ :‬هل شاهدك أحد ؟‬
‫أجاب بهدوء‪ :‬كال ولكن لن يلبث األمر طويالً حتى يكتشف عمي األمر‪..‬‬
‫كارا‪ :‬إنها خطوة جريئه‪..‬‬
‫علق دون إهتمام‪ :‬لم يكن إسم العائله يوما ً ما مهما ً بالنسبة لي ‪ ..‬لدي أمور أهم من لعب لعبة‬
‫البقاء والرئاسة هذه‪..‬‬
‫تعجبت وسألته‪ :‬أمور أهم ؟‬
‫نظر الى الفراغ وهمس‪ :‬أجل ‪ ،‬أمور أهم‪..‬‬
‫من جملته عرفت بأنه ال ينوي اإلفصاح عنها لذا لم تقل شيئا ً رغم أنها متأكده بأن لتلك الفتاة‬
‫المدعوة بآليس يدا ً فيها‪..‬‬
‫فهو لطالما عاش حياته غير مكترثا ً بنظرة الناس له حتى أخوته ولكنه مع هذا طلبها في تلك‬
‫الليله كي تُبعد آليس هذه عن ساحة الضيوف حتى ال ترى أي شيء‪..‬‬
‫يا تُرى ما سبب ذلك ؟‬
‫وقفت تقول‪ :‬تريد شرب شيء ساخن ؟ شوكوال ؟‬
‫هز رأسه وقال‪ :‬أجل شكرا ً كارا‪..‬‬
‫ضحكت وقالت‪ :‬كف عن شكري فنحن لسنا أغرابا ً‪..‬‬
‫وغادرت فتنهد بعمق قبل أن يفتح إزرار قميصه ويُخرج القالدة ال ُمعلقة على رقبته والتي ال‬
‫ت نادره‪..‬‬ ‫تُفارقه إال في أوقا ٍ‬
‫تأمل تصميمها ذا الجناح المغلول بالسالسل قبل أن يهمس‪ :‬أجل هناك ما هو أهم من البقاء‬
‫بحجرة العقاب تلك‪..‬‬
‫فرانس‪..‬‬
‫فرانس كان هو مالك القالدة الثالثه!‪...‬‬

‫***‬

‫‪9:45 am‬‬

‫إنتهى وقت محاضرتها فبدأت بلم أغراضها وهي تقول للطلبه‪ :‬ال تنسوا إختبار األسبوع القادم‬
‫‪ ،‬إبدأوا باإلستذكار من هذه اللحضه فالمادة دسمه وال يُمكنكم إنهائها خالل يوم واحد‪..‬‬
‫تبادل الطلبة نظرات السخريه فالمعلمة هذه ال تعلم بأن قراءة الدروس لمرة واحده تعني‬
‫اإلستذكار بالنسبة لهم‪..‬‬
‫ضربت بالكتاب على الطاوله لتتوقف همهمات السخريه وهي تُكمل‪ :‬وعلى أية حال ما دُمنا قد‬
‫فتحنا موضوع اإلختبار واإلستذكار أتمنى من الجميع إيقاف الشائعات السخيفه بخصوص‬
‫زميلتكم إليان فقد تبين بأنه توجد بصمات أخرى غريبة على تلك الورقة لذا هذا تلفيق واضح‬
‫من أحد زمالئها‪..‬‬
‫ضحك البعض وتبادل البعض اآلخر النكات فضربت الكتاب ُمجددا ً على الطاولة تقول‪ :‬لذا‬
‫توقفوا عن ذكر األمر وأتمنى من الفاعل أن يعترف بنفسه فلو قدمت زميلتكم شكوى رسميه‬
‫فسيتم التحقق من بصمات جميع زمالئها وحين يُكشف سيكون حسابه عسيرا ً وأتمنى أن‬
‫تتوقفوا عن مثل هذه التصرفات التي تقتضي تشويه سمعة زميل ‪ ،‬جميعكم هنا في العمر ذاته‬
‫وفي خضم الدروس ذاتها لذا عليكم التعاون بدالً من إطاحة بعضكم البعض فهذا سيؤثر على‬
‫تصرفاتكم المستقبليه وتخرجوا بشخصيات فاسده تؤثر في المجتمع ‪ ،‬إبدأوا حياتكم العمليه‬
‫بالجد بدل الخداع وإيقاع الفخاخ باآلخرين ‪ ...‬أراكم في المرة القادمه‪..‬‬
‫خرجت من الصف فعاود الجميع الحديث بسخريه عن األمر وجيسيكا تنظر إليهم بشيء من‬
‫اإلنزعاج‪..‬‬
‫وقفت ُمحدثةً ضجه لينتبه لها الجميع وقالت‪ :‬سمعتم ما قالته لذا كفوا عن السخريه ‪ ،‬وللعلم‬
‫إليان لن ترضى بهذا الظلم لذا بالتأكيد ستطلب التحقق من بصمات الجميع فعلى الفاعل‬
‫اإلعتراف بدل إحراج نفسه فيما بعد‪..‬‬
‫ظهر التقزز على وجهها وأكملت‪ :‬وعليكم التوقف عن هذا بدل من أن تضعوا أنفسكم في‬
‫موقف محرج عندما يظهر الفاعل الحقيقي‪..‬‬
‫ضحك أحدهم وقال‪ :‬إذا ً هل هذا صحيح ؟ أهي حبيبتك لتُدافعي عنها بكل هذه البساله ؟‬
‫إنزعجت من تعليقه ليقول اآلخر‪ :‬واااه حب الفتيات نوعي المفضل ‪ ،‬سأحرص على ُمراقبتكما‬
‫من اآلن وصاعدا ً‪..‬‬
‫ت ؟ ألهذا تستمرين بقص شعرك‬ ‫ضحك البعض لتكمل إحداهن‪ :‬من يلعب دور الرجل ؟ أهو أن ِ‬
‫كلما طال هههههههههه‪..‬‬
‫وتتالت السخريات فأخذت أغراضها وغادرت القاعة وهي تتجاهل تعليقاتهم السخيفه‪..‬‬
‫الرد عليهم هو جنون بحق‪..‬‬
‫توقفت عندما سمعت صوت يناديها فلما إلتفتت فإذ هو بآندرو الذي تقدم منها قائالً‪ :‬مرحبا ً‬
‫جيسيكا‪..‬‬
‫تعجبت فهذه أول مرة يُحادثها منذ أن كانت طالبة عنده السنة الماضيه فردت عليه‪ :‬أهالً‬
‫دكتور‪..‬‬
‫إبتسم وسألها‪ :‬كيف هي دراستك ؟‬
‫أجابته‪ :‬ال بأس بها ولكنها بالتأكيد أصعب من السنة الماضيه‪..‬‬
‫ت سنه تزداد الصعوبه وعليك أن تبذلي جهدك أكثر‪..‬‬ ‫آندرو‪ :‬هذا متوقع فكلما صعد ِ‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬شكرا ً على نصيحتك‪..‬‬
‫صمت قليالً قبل أن يسألها‪ :‬كيف حال إليان ؟‬
‫ال تعلم بماذا تُجيبه لذا إكتفت بقول‪ :‬متغيبة لهذا اليوم‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬إذا ً ألم يخبركم أي دكتور عن تطورات موضوع ورقة الغش تلك ؟‬
‫شعرت باإلنزعاج وأجابت‪ :‬بلى أخبرتنا إحداهن للتو‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬هذا جيد ‪ ،‬وكيف كانت ردت فعل الطلبه ؟‬
‫بقيت صامته لفتره بعدها أجابت‪ :‬مجتمع طلبة الجامعه من أسوأ المجتمعات على اإلطالق ‪،‬‬
‫إنهم مجموعة بشر خرجوا لتوهم من سن ال ُمراهقه وبدأ كل واحد بإثبات كونه األقوى سواءا ً‬
‫كان هذا عن طريق التنمر أو اإلساءة ألي شخص كالميا ً أو جسديا ً ضنا ً منه بأنه تسلق القمه‬
‫وأصبح محط إعجاب اآلخرين ‪ ،‬مجتمع قذر يتصارعون فيه إلثبات مدى نجس أفكارهم‬
‫وكلماتهم‪..‬‬
‫إنحنت له وأكملت‪ :‬إعذرني دكتور‪..‬‬
‫بعدها غادرت وهو ينظر إليها لفتره قبل أن يهمس‪ :‬إنها ُمحقه وأُراهن حتى لو ظهر الفاعل‬
‫الحقيقي لن يكفوا عن التعرض إلليان بالكالم السيء‪..‬‬
‫تنهد وأكمل‪ :‬ماذا عساي أفعل أكثر من ذلك ؟‬
‫إلتفت ليُغادر ولكن وقعت أنظاره على فتاة كانت تنظر إليه‪..‬‬
‫ما إن تالقت أعينهم حتى دُهشت الفتاة ثُم أشاحت بوجهها وغادرت من المكان‪..‬‬
‫بقي ينظر الى حيث ذهبت لفترة طويله وهو يتذكر أول مرة أتت لمحادثته قبل سنة من اآلن‪..‬‬
‫كانت حينها طالبةً ُمجدّه في صفه‪..‬‬

‫★قبل عام★‬
‫رفع رأسه عن أوراقه ونظر الى الفتاة التي تقف أمام مكتبه‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬أهالً ماريا ‪ ،‬هل هناك خطب ؟‬
‫بدأ الخجل والتردد واضحا ً عليها وهي تُمسك مجموعة أوراقه دُبست ببعضها قبل أن تضعها‬
‫على مكتبه وهي تقول‪ :‬هل ‪ ...‬يُمكنني أن أطلب منك خدمه ؟‬
‫اجابها باإلبتسامة ذاتها‪ :‬إن كُنتُ أستطيع فلن أُقصر في ذلك‪..‬‬
‫نظرت الى عينيه ُمباشرةً وقالت‪ :‬إذا ً ‪ ،‬هل يُمكنني أن أستخدم إسمك ؟‬
‫عقد حاجبه وهو يسأل‪ :‬تستخدمينه ؟ في ماذا ؟‬
‫صدم منه وبشكل ال إيرادي رفضه تماما ً‬ ‫لم تُزح عينيها عن عينيه وهي تطلب طلبها الذي ُ‬
‫ليتفاجئ بعدها بإنكسارها وشرحها لظروفها التي تمنعها راجية منه أال يكون هو أيضا ً عقبةً‬
‫في طريق تحقيق أحالمها‪..‬‬
‫كالمها كان وقعه مؤثرا ً في نفسه وإستخدمت كلمات تجعل من الصعب ألحدهم أن يرفض‪..‬‬
‫لذا إستسلم ووافق على هذه الخدمه‪..‬‬
‫لقد كان طيبا ً ‪ ،‬متسامحا ً ‪ ،‬محبا ً لمساندة الغير‪..‬‬
‫لكنه لم يكن يدرك ما معنى أن يكون الشخص طيبا ً في هذا الزمن‪..‬‬
‫ولم يدرك أن الطيبون وحدهم فقط من يتم إستغاللهم‪....‬‬
‫وإطاحتهم للقاع!‬

‫***‬

‫‪1:12 pm‬‬

‫في المطار‪..‬‬
‫تنهدت وهي تقول‪ :‬حسنا ً إذا ً متى ستعود ؟‬
‫أجابها‪ :‬ال أعلم يا استيال ‪ ،‬ولكني سأُحاول العودة في أقرب فرصه فال تزال هناك العديد من‬
‫ي فعلها‪..‬‬
‫األمور التي يجب عل ّ‬
‫إستيال‪ :‬أال يُمكنك تأجيل سفرك ولو قليالً ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬ال ‪ ،‬لقد تركت العديد من األمور العالقة هناك في لندن ‪ ،‬علي إنهاؤها‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬وماذا عن موضوع تلك األوراق ؟ هل ستُبقيها معك دون فعل شيء ؟ ماذا عن فرانس‬
‫؟ هل سترحل هكذا دونما التدخل وتصحيح مساره ؟ ماذا عن عمي الذي ال ينفك عن رغبته‬
‫بجعل ريكس وريثا ً إلسم العائله ! األمور العالقة ُهنا أكثر أهمية مما في لندن !! آلبرت لديك‬
‫أولويات!‬
‫صمت آلبرت لفتره بعدها قال‪ :‬بخصوص فرانس فلم يعد لدي عمل معه ‪ ،‬دعي والدته تتكفل‬
‫به‪..‬‬
‫إستيال بدهشه‪ :‬مهما كان فهو أخانا يا آلبرت ! ال تتخلى عنه‪..‬‬
‫تجاهل آلبرت كالمها وأكمل‪ :‬وأما عمي لن يمكنه في الفترة القريبه أن يفعل شيئا ً حتى لو أراد‬
‫فال زال ُهراء فرانس بخصوص ريكس متداوالً‪..‬‬
‫صمت قليالً وأكمل‪ :‬وتلك األوراق ال يمكنني نشرها دون معرفة من أرسلها لي ‪ ،‬هذا سيكون‬
‫تصرفا ً سيئا ً بحق نفسي‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬إذا ً هل ستتجاهل ما كُتب ؟!!!‬
‫آلبرت‪ :‬بالتأكيد ال ‪ ،‬ولكن ليس اآلن‪..‬‬
‫نظر إليها وقال‪ :‬دعي فرانس وشأنه ‪ ،‬فلور أيضا ً ليست ممن يسببون مشاكل عويصه لذا‬
‫ركزي إهتمامك بكين حسنا ً ؟‬
‫تعجبت وسألته‪ :‬ولما كين ؟ هو أكثر أخوتي من يمكنه اإلهتمام بنفسه وال خوف عليه‪..‬‬
‫آلبرت بإنزعاج‪ :‬كفوا عن قول هذا ! إنه ال يزال ُمراهقا ً ومعرض للخطر ‪ ،‬فالذكاء والغرور‬
‫هما وجهان لعمل ٍة واحده لذا تأكدي بأن ال يسيطر الغرور عليه ويجعله يدخل نفسه بمخاطر‬
‫أكبر من عمره‪..‬‬
‫وقف وأمسك بحقيبته وهو يقول‪ :‬أنا ذاهب ‪ ،‬ال تنسي ما أخبرتُك به‪..‬‬
‫تنهدت ووقفت بدورها تنظر إليه وهو يرحل قائلةً‪ :‬رافقتك السالمه‪..‬‬
‫لبست نظارتها الشمسيه ثم إلتفتت وخرجت من المطار ُمتجهةً الى سيارتها‪..‬‬
‫ما إن ركبت حتى رن هاتفها النقال فردت وهي تقول‪ :‬ماذا ُهناك فلور ؟‬
‫فلور بسرعه‪ :‬مصيبةً يا إستيال!‪..‬‬
‫عقدت إستيال حاجبها تقول‪ :‬ماذا هناك ؟؟!‬
‫فلور‪ :‬إنه فرانس ‪ ،‬لقد هرب من المنزل آخذا ً حاجياته معه ‪ ،‬وعمي يشتعل غضبا ً والجو في‬
‫المنزل متوتر للغايه!!‬
‫شدت إستيال على أسنانها هامسه‪ :‬ذلك المعتوه األحمق!‬
‫أغلقت الهاتف وحركت سيارتها بإتجاه المنزل‪..‬‬

‫من جه ٍة أُخرى أغلقت فلور هاتفها وهي ال تزال بزيها المدرسي وذهبت بهدوء الى حيث‬
‫غرفة فرانس لتجد عمها ال يزال يجلس ُهناك غاضبا ً وجينيفر أمامه تمشي جيئةً وذهابا ً في‬
‫الغرفه‪..‬‬
‫وقفت بعدها تنظر الى آليكسندر وهي تقول‪ :‬أتعلم ‪ ،‬لقد كان هذا خطأك!‬
‫عقد آليكسندر حاجبه ورفع رأسه لها يقول بإستنكار‪ :‬خطأي ؟!!! خطأي أنا!!‬
‫جينيفر‪ :‬أجل خطأك أنت ! أال تعلم كم يبلغ من العمر ؟ إنه في الخامسة والعشرون ! قد تكون‬
‫شخص بالغ ! كيف يمكنك أن تتعامل مع شخص‬ ‫ٌ‬ ‫تصرفاته مزعجةً كاألطفال ولكنه في األخير‬
‫بالغ هكذا ؟ حبسه بغرفته الى أجل غير ُمسمى ؟ هذا بالتأكيد جعله يوما ً بعد يوم يشعر بالنقص‬
‫واإلنزعاج ولهذا قرر الهروب‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬ألنه أخطأ كثيرا ً !! لقد أخطأ بحقي وبحق ريكس وبحق كُل فرد ينتمي الى هذه‬
‫العائله ! أليس كان من المفترض عليه أن يركع معتذرا ً على تصرفاته الطائشه بدالً من‬
‫الهروب من أوامري وكأني ال شيء أمامه ؟!!!‬
‫جينيفر‪ :‬إذن برأيك من الصائب ُمعاقبته هكذا أمام أخوته الصغار ؟ إنك تهز رجولته يا‬
‫إليكسندر وأنظر اآلن الى طريقتك الخاطئة بالعقاب ماذا أسفرت من نتائج!‬
‫ت ستستمرين بإعادة كالمك مرارا ً وتكرارا ً فغادري من أمامي!‪..‬‬ ‫آليكسندر‪ :‬إن كُن ِ‬
‫رفعت حاجبها وقالت‪ :‬أنصحك أال تتجاهل األمر وأن تبحث عنه جيدا ً فمن يعلم ماذا قد يفعل‬
‫لينتقم‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت وخرجت فإختبأت فلور من فورها خلف الجدار وحالما إبتعدت جينيفر عادت الى‬
‫مكانها لترى عمها ينظر الى األرض بغضب كبير‪..‬‬
‫همست‪ :‬هل جينيفر محقه ؟ هل حقا ً قد يُفكر أخي فرانس باإلنتقام من عمي ؟‬
‫تراجعت خطوات الى الخلف قبل أن تلتفت وتمشي مفكرةً بما قد حدث‪..‬‬
‫توقفت وهي ترى أخاها كين يصعد الدرج وهو يحمل حقيبته المدرسيه ويبدو بأنه قد عاد‬
‫لتوه‪..‬‬
‫ما إن وصل الى األعلى حتى قالت له فلور‪ :‬هل سمعت ؟‬
‫نظر إليها قائالً‪ :‬ماذا ؟‬
‫فلور‪ :‬أخي فرانس هرب من المنزل آخذا ً معه حاجياته‪..‬‬
‫نظر كين إليها مطوالً قبل أن يتنهد ويلتفت الى جهة غرفته قائالً‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هذا كان متوقعا ً منه‬
‫‪..‬‬
‫فلور بدهشه‪ :‬أال تهتم لما قد يحدث ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً دون أن يلتفت إليها فقالت بعدم تصديق‪ :‬هيه كين نحن نعلم كم أن فرانس‬
‫مزعج ومن دون فائده ولكنه أخانا !! ال تكن قاسيا ً كآلبرت الذي فضّل السفر عن التحدث‬
‫لوالدي بشأنه!‬
‫توقف مكانه متفاجئا ً ونظر إليها يقول‪ :‬آلبرت سافر ؟!!!‬
‫هزت رأسها قائله‪ :‬قال ذلك على العشاء البارحه واليوم رافقته إستيال الى المطار‪..‬‬
‫بقيت عيناه المصدومتان ُمعلقتان بها قبل أن يلتفت ويذهب الى غرفته مسرعا ً‪..‬‬
‫عقدت حاجبها متعجبه وهي تهمس‪ :‬مابه ؟ هل سفر آلبرت أكثر أهمية من هروب فرانس!!!‬
‫دخل كين غرفته وجلس على السرير وهو يلتقط هاتفه النقال‪..‬‬
‫اتصل على أخاه ولكن لم تكن هناك إشارة فشد على أسنانه بإنزعاج وهو يهمس‪ :‬لما فجأه‬
‫قرر السفر ؟!! ألم يقل بأنه سيبقى ويُنهي جميع أمور العائله العالقه ؟! لما فجأه إذا ً ؟!!‬
‫رمى الهاتف بجانبه ونظر الى األرض بإنزعاج شديد وهو يقول‪ :‬واآلن كيف لي أن أُنهي أمر‬
‫تلك األوراق المسروقه ؟!! تلك العمة لن تتردد في تنفيذ تهديدها ذاك ! ماذا علي أن أفعل ؟‬
‫أسند رأسه على يديه وأكمل‪ :‬سحقا ً لي ‪ ،‬لماذا لم أُخبره يوم األمس ! لقد كانت تلك فرصتي‬
‫األخيره ‪ ،‬ماذا علي أن أفعل اآلن ؟؟ حتى أن الوغد فرانس هرب أيضا ً!‬
‫رفع رأسه بهدوء وضاقت عيناه هامساً‪ :‬هل من الممكن أن ريكس قد إستمع الى طلبي وحدث‬
‫آلبرت بخصوص األوراق ؟ أتمنى ذلك‪..‬‬
‫***‬

‫‪1:47 pm‬‬

‫خرج إدريان من مؤسسته ذاهبا ً الى سيارته وهو يشعر بصداع كبير فاليوم كان ُمتعبا ً بحق‪..‬‬
‫كان عليه أن يتحدث مع المسؤولين وأن يُفسر عالقته بتلك الفتاه التي ظهرت معه بالصور‬
‫ومن ثم مقابلة أحد الصحفيين ليُجروا معه لقائا ً نصيا ً ليُنشر في مجالت العدد القادم‪..‬‬
‫بالكاد خرج بعذر مقنع بعدما قال بأنها كانت صديقةً ألُخته الصغرى وأوصلها بنفسه الى‬
‫المنزل ألنها أُجهدت في تلك الليله ولم يحدث ماهو أكثر‪..‬‬
‫إلصاق العالقة بأخته كان أفضل حالً لكي ال يسألوه المزيد من التفاصيل فلقد أوضح مسبقا ً‬
‫وبشك ٍل قطعي بأنه لن يتحدث عن عائلته بتاتا ً لذا توقف األمر عند هذا الحد‪..‬‬
‫ركب السياره وقام بتشغيلها‪..‬‬
‫إتجه الى الخط السريع وماهو سوى كيلوا مترا ً واحد قطعه حتى تضررت إحدى إيطارات‬
‫السياره وبالكاد سيطر عليها وأوقفها على جانب الطريق‪..‬‬
‫عقد حاجبه بشيء من اإلنزعاج ونزل من السياره متجها ً الى اإلطار الخلفي ليزداد إنزعاجه‬
‫عندما تأكد من كونها تعطلت حقا ً‪..‬‬
‫هذا ليس بالوقت ال ُمالئم‪..‬‬
‫تقدمت منه فتاةً كانت قد أُضطرت هي أيضا ً للوقوف بما أنها كانت تسلك الطريق ذاته خلف‬
‫سيارته‪..‬‬
‫إنحنت الى اإلطار تقول‪ :‬لقد تضررت حقا ً ‪ ،‬لن يُمكنك السياقة وهي هكذا‪..‬‬
‫تفاجئ من حظورها ليلتفت الى باب مقعده وهو يقول‪ :‬ال مشكله حوادث مثل هذه تحدث دائما ً‬
‫‪..‬‬
‫نظرت إليه وقالت‪ :‬هل تُريد أن أوصلك الى المنزل إذا ً ؟‬
‫إلتقط هاتفه وهو يقول‪ :‬شكرا ً لعرضك ال ُمساعده لكني سأتصل بأحدهم‪..‬‬
‫تفاجئ من كون هاتفه فارغ الشحن ‪ ،‬ما هذا الحظ السيء الذي يُحالفه لهذا اليوم ؟!‬
‫بينما إبتسمت الفتاة بمرح تقول‪ :‬وهل ستقف هنا منتظرا ً ؟ ال عليك سأوصلك على طريقي فأنا‬
‫متفرغة تماما ً‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ،‬ماذا يفعل ؟‬
‫ُ‬
‫كيف لهاتفه أن تفرغ بطاريته وهو قد أخذه هذا الصباح ممتلئا ً!‬
‫نظر الى الفتاة وهو بحق ال يُحب ُمساعدة الغرباء وخاصةً أنه ال يعلم من هذه فقد تكون‬
‫معجبه متربصه تستغل هذا األمر للتقرب منه ومعرفة طريق منزله‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬ليس وكأن موقع منزله سرا ً ولكن مع هذا ال يريد أن يعرف المعجبون موقعه لكيال‬
‫يتجمهرون حوله‪..‬‬
‫ت تودين المساعده فدعيني أستعير هاتفك قليالً ألتصل بصديق‪..‬‬ ‫إبتسم لها يقول‪ :‬حسنا ً إن كُن ِ‬
‫الفتاة بإبتسامه‪ :‬آسفه ‪ ،‬صحيح عرضتُ عليك ال ُمساعده ولكن أنا ال أُحب إعطاء رقمي‬
‫للغرباء‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬إذا ً لما تُساعدين هؤالء الغرباء ؟‬
‫الفتاة‪ :‬أخبرتني جدتي مره بأنه كُلما ساعدتي غريبا ً واقعا ً في مشكله ستجدين من يرد لك‬
‫الدين عندما تقعين في مشكله لهذا أنا أتبع هذا األسلوب دائما ً‪..‬‬
‫نظر إليها لفتره وتأكد من كالمها بأنها ليست ُمعجبه متربصه فلو كانت ذلك إلستغلت األمر‬
‫وأعطته هاتفها كي تملك رقم صديقه المزعوم‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬هو بحق تعب من هذا اليوم كله وال قدرة لديه على التجادل أكثر أو البحث عن حلول‬
‫أخرى‪..‬‬
‫وهي ايضا ً لم تتحدث معه بصيغة إعجاب أو إحترام دليل بأنها ال تعرف عن كونه مغنيا ً لذا ال‬
‫ضير في الذهاب فكُل ما يُريده اآلن هو السرير فحسب‪..‬‬
‫إبتسمت وهي تنظر إليه بعدها إلتفتت وذهبت الى سيارتها مشيرةً الى الجهة األُخرى قائله‪ :‬إذا ً‬
‫هل إتفقنا ؟ يمكنك الركوب ُهنا‪..‬‬
‫وركبت بعدها في مقعدها فتنهد وإلتفت ليُغلق سيارته ويأخذ المفتاح ثم ركب بجوارها‪..‬‬
‫حركت السياره وسألته الى أي حي يريد الذهاب إليه فأخبرها‪..‬‬
‫خالل دقائق هادئه إبتسمت تقول‪ :‬لم نتعرف ‪ ،‬أنا أُدعى شيري ‪ ،‬وأنت ؟‬
‫صمت لفتره قبل أن يقول‪ :‬إد‪..‬‬
‫شيري‪ :‬حسنا ً إد هل تريد أن تتوقف لتناول الطعام في إحدى المطاعم ‪ ،‬أنت لم تتناول غدائك‬
‫صحيح ؟‬
‫إدريان وهو ينظر عبر النافذه‪ :‬ال داعي ‪ ،‬شكرا ً لعرضك‪..‬‬
‫شيري بإحباط‪ :‬ولماذا ؟ دعني أُثبت روعتي ولو قليالً!‬
‫إدريان‪ :‬شكرا ً لك لقد أثبتيها بعرضك‪..‬‬
‫توقفت أمام إشارة حمراء وقالت‪ :‬أتسائل من كان مخترع فكرة اإلشارات هذه ؟ لما إختار هذه‬
‫ي األخضر واألحمر لذا هذا سيسبب له‬ ‫األلوان بالضبط ؟ أعني ُهناك من يُعاني من عمى لون ّ‬
‫الكثير من التشويش وهذا ليس جيدا ً!‬
‫لم يُعلق إدريان على الموضوع فنظرت إليه وسألت‪ :‬ألم تسأل نفسك هذا السؤال يوما ً ؟‬
‫أجاب‪ :‬كال‪..‬‬
‫عاودت النظر الى األمام بتعجب قائله‪ :‬كُنتَ وحدك في السياره وهذا دليل أنك تعود يوميا ً من‬
‫عملك لوحدك ‪ ،‬إن لم تُفكر في مثل هذا األمر عندما توقفك إشارة المرور ففي ماذا تُفكر ؟‬
‫ضحكت وأكملت‪ :‬حسنا ً هل من الممكن أنك تفعل مثلي ؟ تقرأ الحروف الموجودة في السيارات‬
‫وتُحاول تكوين كلمة بها ههههههههههههه ؟‬
‫تنهد إدريان وهو ال يزال ينظر الى الشارع عبر النافذه وهمس بداخله‪" :‬هل أخطأتُ عندما‬
‫قبلتُ ُمساعدتها ؟ أجل يبدو ذلك‪" ..‬‬
‫حركت السياره ُمجددا ً عندما أُضيئت اإلشارة الخضراء وهي تقول‪ :‬أُحب الشتاء فهو يجعل‬
‫طرقات ُمبهجةً مكسوة بالبياض وهذا أمر يسبب اإلسترخاء لكل من يراه ‪ ،‬إد ما هو فصلك‬ ‫ال ُ‬
‫المفضل في السنه ؟‬
‫أجاب بملل‪ :‬الربيع‪..‬‬
‫أمالت شفتيها بعدم رضى تقول‪ :‬نحنُ مختلفان ‪ ،‬حسنا ً ‪ ،‬في الشهر القادم سيأتي الفالنتاين ‪،‬‬
‫هل لديك صديقة لتُهديها هديه ؟‬
‫أجاب‪ :‬ال‪..‬‬
‫شيري‪ :‬إذا ً هل يُمكنك ُمساعدتي ؟ أخبرني ماذا يُفضل شبان هذه األيام ‪ ،‬إني ال أعرف ماذا قد‬
‫أُهدي لمن أُحب ‪ُ ،‬محتاره جدا ً وأفضل حل هو سؤال شاب عن األمر ‪ ،‬أرجوك ساعدني‪..‬‬
‫تنهد وقد تعب حقا ً من ثرثرتها ‪ ،‬بقي صامتا ً لفتره بعدها أجاب‪ :‬أعطيه شيئا ً يُحبه المهم أال‬
‫يكون باهضا ً فالشبان ال يُحبذون الهدايا الباهضه فهي تجعلهم يشعرون بالنقص وبأن‬
‫صديقتهم تشفق على حالته الماديه مهما كانت وأيضا ً سيُسبب الكثير من الحرج إن كانت‬
‫هداياهم أقل قيمه وحينها قد تتوتر العالقه‪..‬‬
‫شيري بتعجب‪ :‬أحقا ً ؟ ولكن سمعت أن العديد من الشبان يُحبون الهدايا الباهضه!!‬
‫إدريان‪ :‬لن يطلب أحدهم هديةً باهضه إال إن كان يستغل صديقته فقط‪..‬‬
‫ليديا بإنبهار‪ :‬واااه لم أكن أعلم ذلك‪..‬‬
‫صمتت لفتره بعدها سألت‪ :‬حسنا ً ال يُمكنني تحديد شيء كهذا ‪ ،‬أعني ال خبرة لي ‪ ،‬أعطني‬
‫بعض األمثله رجاءا ً‪..‬‬
‫إدريان بال ُمبااله‪ :‬إن كان حبيبك رياضيا ً فأهديه لبس رياضي مميز ‪ ،‬إن كان ُمدخنا ً فإشتري‬
‫له والعة وإختاري تصميمها بنفسك ‪ ،‬إن كان ُمحبا ً لفرقة ُمعينة فتذكرة لحضور إحدى‬
‫حفالتهم ستكون هدية رائعه أو إن كان ُمحبا ً للموسيقى بشك ٍل عام فإشتري له مشغل موسيقى‬
‫وإدرجي أغانيه المفضلة فيها ‪ ،‬وإن كان هاويا ً للتصوير فكاميرا ديجيتال ستُعجبه بكُل تأكيد‬
‫وعلى هذا النحو يمكنك إختيار الهدايا ‪ ،‬حددي أوالً فقط ماهو ميوله وسيُصبح كُل شيء سهالً‬
‫بعدها‪..‬‬
‫ثوان قليالً أعطيتني قائمه لم أكن ألُفكر بها قط!‬ ‫ٍ‬ ‫عبقري حقا ً !! في‬
‫ٌ‬ ‫ليديا‪ :‬أنت‬
‫ضحكت وأكملت‪ :‬ههههههه ف ُجل ما يطري على بال المرأة هو عطر أو ساعه لذا تشعر بأنه ال‬
‫توجد خيارات كثيره لتختار منها وهذا عادةً ما يُصيبها بإحباط‪..‬‬
‫لم يُعلق على كالمها فكُل ما يريده هو الوصول الى المنزل والدخول في نوم عميق‪..‬‬
‫بعد فترة صمت تحدثت وقالت‪ :‬إد هل أُخبرك سرا ً وتعدني بأال تُخبر أحدا ً به ؟‬
‫إدريان بنفسه‪" :‬ولما تُخبرين شابا ً قابلتِه للتو بأسرارك" ؟‬
‫أجاب‪ :‬ال داعي ألن تفشي أسرارك هكذا للغرباء‪..‬‬
‫ضحكت تقول‪ :‬تبادلنا األسماء واألحاديث إذا ً نحنُ لسنا بغُرباء أليس كذلك ؟‬
‫نظرت إليه وأكملت‪ :‬هيّا عدني بأنك لن تُخبر أحد بسري ؟‬
‫تنهد يقول‪ :‬حسنا ً أ ِعدُك‪..‬‬
‫إبتسمت ونظرت الى األمام حيث إقتربت من موقع منزله وقالت‪ :‬يالك من لئيم ‪ ،‬تعدني وأنت‬
‫لست ُمهتما ً حتى بمعرفته‪..‬‬
‫عقد حاجبه بإستنكار وإلتفت ينظر إليها فضحكت وقالت‪ :‬جيد نظرتَ إلي فمنذ أن ركبت وأنت‬
‫تتأمل الشوارع ‪ ،‬شعرتُ بأني مجرد سائق أُجره وهذا أحزنني ههههههه‪..‬‬
‫لم يعلم بماذا يُعلق لذا فضل السكوت بينما هي بدأت تُبطئ من حركة سيارتها وهي تسأل‪ :‬أيهم‬
‫منزلك ؟‬
‫أشار بعينيه وهو يقول‪ :‬ذاك هو‪..‬‬
‫توقفت أمامه فنظر إليها وقال‪ :‬شكرا ً على التوصيله‪..‬‬
‫ليديا‪ :‬العفو‪..‬‬
‫نزل ودخل الى الداخل فتابعته بنظرها قبل أن تبتسم بهدوء وغرابه لفترة من الوقت ثُم إلتفت‬
‫وخرجت بسيارتها من هذه المنطقه‪..‬‬

‫***‬

‫‪4:21 pm‬‬

‫كان ُكالً من كارمن ودارسي وبعض األعوان المهمين بالمنظمة كباتريك وإثنان أخرون‬
‫متواجدون في نفس المكان‪..‬‬
‫أطفأ الرجل الذي يقف أمام كل من كارمن ودارسي جهازه المحمول ونظر إليهم قائالً‪ :‬هذا هو‬
‫كُل شيء بخصوص ريوك‪..‬‬
‫ضاقت عينا كارمن وبدا اإلنزعاج فيهما في حين قال دارسي‪ :‬وما الذي يدفعه فجأه لخيانة‬
‫المنظمة والهرب ؟ ولما قد يفكر في مساعدة تلك السجينه ؟‬
‫هز الرجل كتفه يقول‪ :‬ال علم لدي فريوك وحده من يملك اإلجابات‪..‬‬
‫علق أحد أتباع كارمن قائالً‪ :‬موريس سيُجن جنونه عندما يعلم بأنه قد تم تهريبها‪..‬‬
‫نظر دارسي إليه ثم الى كارمن قائالً‪ :‬سمعتُ بأنه ُمختفي ‪ ,‬هل هو هكذا حقا ً ؟‬
‫علقت كارمن بهدوء‪ُ :‬مكلف باإلستقصاء خلف الشاب الذي وجدنا الفتاة في منزله ولكن‬
‫اتصاالته بنا قُطعت منذ ذلك الوقت ‪ ،‬كان أمره يُحيرني ولكن موضوع هرب تلك الفتاة أشغلني‬
‫عنه‪..‬‬
‫هربها هو أحد رجالي المخلصين ! ال يُمكنني تصديق ذلك‬ ‫شدت على أسنانها وهمست‪ :‬ومن ّ‬
‫بتاتا ً!!‬
‫خطب ما فريوك لم يعر تلك الفتاة أي إهتمام فلما قد‬ ‫ٌ‬ ‫تحدث باتريك يقول بهدوء‪ :‬هناك بالتاكيد‬
‫يُفكر بتهريبها ؟‬
‫تحدث أحد رجال كارمن قائالً‪ :‬نعم هو لم يعلق في موضوعها بتاتا ً ولكن هربه خارج البالد ال‬
‫يدل سوى على أنه بالفعل فعلها رغم أننا ال نعرف السبب بعد!‬
‫دارسي‪ :‬هما كميرتان فحسب ‪ ،‬إحداهما على غرفتها حيث إصطحبها من هناك والثانية‬
‫بالشارع حيث أخذها معه بسياره ‪ ،‬التهمة ثابته ويبدو بأنه خائن منذ زمن وللتو تحرك ‪ ،‬هل‬
‫من الممكن أن يكون هو الشخص الذي كان يدعمها بالخفاء منذ زمن ؟‬
‫كارمن‪ :‬مستحيل ‪ ،‬لقد كانت تصرفاته موالية لنا دائما ً وأبدا ً وجميع أوامري يُطيعها دون تردد‬
‫‪ ،‬لقد قُتل العشرات على يده ‪ ،‬يستحيل أن يكون رجالً صالحا ً يقف في صفها ‪ ،‬ربما يكون‬
‫هناك خطب ما كما قال باتريك!‬
‫دارسي‪ :‬هل قبل برشوة من أحدهم ؟‬
‫نظرت إليه بحده تقول‪ :‬رجالي المخلصين ال تزعزهم الرشاوي!!‪.‬‬
‫إبتسم وهمس‪ :‬حسنا ً أعتذر إن كُنت أغضبتُ األمبراطوره الجميله‪..‬‬
‫تجاهلت تعليقه وقالت‪ :‬على أية حال علينا اآلن أن نهتم في أمر موريس أوالً فالبد من وجود‬
‫خطب حدث معه وبعدها ربما نجد لديه بعض التفسير‪..‬‬
‫وقف دارسي وقال‪ :‬بهذه الحاله سأعود الى باريس حتى تجدوا موريس وإن كانت هناك‬
‫معلومات بخصوص الفتاة أخبروني عنها‪..‬‬
‫نظرت كارمن إليه وقالت‪ :‬بالكاد أتيت لستراسبورغ فلما العودة سريعا ً ؟!‬
‫تجهم وجهه وإتجه خارجا ً وهو يقول بهدوء‪ :‬هناك قطة لعينة تجرأت على عصيان أوامري لذا‬
‫أنا بحاجة ألخذ روحها‪..‬‬
‫وغادر وتفكيره كله بمساعدة موريس التي وصل له خبر عن كونها تجاهلت أوامره وقامت‬
‫بإخفاء الطفلة بعيدا ً عن المنظمه‪..‬‬
‫تجاهل أوامره خطيئة ال تُغتفر‪..‬‬
‫نظر باتريك الى الرجل الذي بجانبه وسأله‪ :‬أين ريكس ؟‬
‫أجابه‪ :‬أنت تعلم بأنه ال يحضر إال عندما يُطلب يا عن طريق ُمهمه أو عن طريق الزعيمه‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬هل حضر يوم أمس ؟‬
‫هز رأسه‪ :‬نعم ‪ ،‬حضر عصرا ً ولكنه لم يأخذ وقتا ً طويالً وغادر بعدها‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وسأله‪ :‬وهل كان ُهناك مهمة يوم أمس ؟ أو الزعيمة طلبته ؟‬
‫فكر قليالً قبل أن يُجيب‪ :‬ال لم يكن هناك مهمه وبالنسبة للزعيه فال أعلم إن كانت طلبته أو ال‬
‫لكنني لم أره يذهب إليها‪..‬‬
‫نظر باتريك إليه لفتره قبل أن يشيح بنظره عنه وهو يتذكر كالم إدريان باألمس عندما أوقفه‬
‫عنوة‪..‬‬
‫صدفه بأن تُسمى بآليس من بين جميع األسماء ‪ ،‬أليس هذا‬ ‫همس بداخله‪" :‬بالتأكيد ليست ُ‬
‫صحيحا ً يا ريكس ؟"‬

‫***‬

‫‪8:55 pm‬‬

‫"هذه الفتره أمر بضغوطات بدراستي لذا أريد اإلختالء بنفسي لبعض الوقت ‪ ،‬ال تقلق علي يا‬
‫والدي فأنا بخير"‬
‫كتبت هذه الرسالة التي كذبت وبقوه في آخر كلمة فيها ثم أرسلتها الى والدها فهي متأكده‬
‫بأنهم قلقون ألجلها وال تريد منهم أن ينشغلوا بها‪..‬‬
‫توقف سائق التاكسي أمام العنوان المطلوب فنظرت عبر النافذه الى هذا المقهى قبل أن تُعطي‬
‫السائق حقه وتنزل من السياره‪..‬‬
‫نظرت الى الجو حولها وقد كان باردا ً وذا رائحة رطبه وكأنه يُنذر بهطول المطر كما الليلة‬
‫السابقه‪..‬‬
‫دخلت الى المقهى وجلست على أحد الكراسي فتقدمت منها تيلدا وهي تقول بإبتسامه‪ :‬ماهو‬
‫طلبك آنستي ؟‬
‫تعرفت على هذه الزبونة قبل أن تُعاود‬ ‫لثوان عندما ّ‬ ‫ٍ‬ ‫نظرت إليان إليها فإختفت إبتسامة تيلدا‬
‫اإلبتسامة ُمجددا ً‪..‬‬
‫ت تُريدين من ريو أن‬ ‫لم تُجبها إليان على الفور فإلتفتت تيلدا وغادرت قائله‪ :‬حسنا ً فهمت أن ِ‬
‫يقوم بخدمتك ‪ ،‬عذرا ً على اإلزعاج‪..‬‬
‫تحدثت إليان بهدوء بالغ تقول‪ :‬أُريد قهوة سوداء‪..‬‬
‫سكر ؟‬‫إبتسمت تيلدا قليالً قبل أن تلتفت وتعود أمام الطاوله وهي تقول‪ :‬ما نسبة ال ُ‬
‫سكر‪..‬‬‫إليان بهدوء‪ :‬من دون ُ‬
‫دونت تيلدا الطلب وهي تقول‪ :‬خالل خمس دقائق سيكون الطلب أمامك‪..‬‬ ‫ّ‬
‫بعدها غادرت من أمامها وإليان تُراقبها بنظراتها لتلتفت بعدها وتنظر الى الخارج عبر الزجاج‬
‫بهدوء بالغ‪..‬‬
‫دخلت تيلدا الى الداخل وأعطت الطلب الى صانع القهوه لتبتسم عندما ترى ريو قد دخل للتو‬
‫هو أيضا ً فقالت‪ :‬هل رأيت األميره ؟‬
‫عقد حاجبه غير مدركا ً لما تقصد وقدم ورقة طلبه الى مسؤول الحلوى وهو يقول‪ :‬ال مزاج لي‬
‫لهرائك‪..‬‬
‫تيلدا‪ :‬هههههههه ومنذ متى كُنتَ بمزاج جيد أصالً‪..‬‬
‫تجاهلها وهو يأخذ صحن الحلوى وإتجه خارجا ً ليُقدمه للزبون فإبتسمت وقالت له‪ :‬ال تنسى‬
‫أن تُلقى نظرة على الطاولة الثامنه‪..‬‬
‫تجاهلها وإتجه الى زبونه وقدم الحلوى له كما طلبها‪..‬‬
‫عندما إلتفت عائدا ً لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرةً خاطفة الى الطاولة الثامنه ليندهش من‬
‫وجود تلك المترصده تجلس فيه‪..‬‬
‫شعر بإنزعاج شديد لكنه تحكم في نفسه ودخل الى الداخل فهو ال يُريد أن يُسبب لنفسه‬
‫المشاكل داخل مجال عمله‪..‬‬
‫إبتسمت وهي ترى وجهه الغاضب وقالت‪ :‬ما با ُل األمير غاضب ؟‬
‫فتح لنفسه قارورة ماء وهو يقول‪ :‬تيلدا اخرسي‪..‬‬
‫ضحكت قليالً قبل أن تأخذ كوب القهوه وتخرج لتقدمه إلليان والتي كانت طوال ذلك الوقت‬
‫شاردةً بنظرها الى الخارج‪..‬‬
‫قدمت طلبها وسألتها‪ :‬هل من طلب آخر ؟‬
‫تجاهلتها إليان ولم تلتفت لها حتى فنظرت إليها تيلدا قبل أن تلتفت وتتجه الى زبونة شابه‬
‫دخلت لتوها‪..‬‬
‫سألتها بإبتسامه‪ :‬ما طلبك يا عزيزتي ؟‬
‫نظرت الشابه إليها قبل أن تقول‪ :‬امم هل ريو متفرغ ؟‬
‫ت‪..‬‬‫تيلدا‪ :‬أجل ‪ ،‬سأستدعيه إن أرد ِ‬
‫هزت الشابه رأسه باإليجاب فإلتفتت وغادرت تيلدا بينما إليان نظرت بهدوء الى تلك الشابه‬
‫وبعد ثوان ذهب إليها ريو وسألها عن طلبها‪..‬‬
‫دون الطلب عاد مارا ً بالقرب من إليان التي إبتسمت بسخريه تقول‪ :‬لما لم توبخها ؟‬ ‫حالما ّ‬
‫أكمل طريقه وهو يُجيبها بهدوء تام‪ :‬هي فقط ُمعجبه وليست ُمالحقة مترصده‪..‬‬
‫شدت على أسنانها بغيض شديد وإلتفتت فورا ً الى جهته لتجده قد دخل الى الداخل‪..‬‬
‫عاودت النظر أمامها عندما سمعت صوتا ً لتُفاجئ بفتاة جلست على الكرسي المقابل لها وهي‬
‫تقول بإبتسامة‪ :‬وقح صحيح ؟ أتريدين أن أُلقنه درسا ً ؟‬
‫بقيت إليان تنظر الى الفتاة لفتره قبل أن تقول‪ :‬ما الذي أتى بك الى ُهنا ؟‬
‫أجابتها ببرود‪ :‬منزلي يقع خلف المقهى تقريبا ً‪..‬‬
‫عقدت إليان حاجبها فهذا ليس المكان الذي أتت إليه مع إدريان ليصطحبانها الى الحفله فقالت‪:‬‬
‫ماذا عن منزلك السابق ؟‬
‫نظرت إليها لفتره قبل أن تنظر الى الشارع بهدوء تام عبر النافذه لتُجيب بعدها‪ :‬حسنا ً الفضل‬
‫يعود إلدريان فقد أزعجتني الصحافه لذا قررتُ تغير موقع منزلي‪..‬‬
‫إليان بهدوء‪ :‬سأقتُلك إن تحدثتي عني أمام إدريان أو أحد آخر من العائله‪..‬‬
‫نظرت الفتاة إليها والتي لم تكن سوى آليس ثُم إبتسمت بهدوء تام وهي تهمس‪ :‬إطمئني‬
‫فلستُ على تواصل مع أي أحد منهم‪..‬‬
‫إلتفتت بعدها عندما مر ريو من جانبهما عائدا ً الى الفتاة ليُعطيها طلبها فقالت بصوت مرتفع‬
‫قليالً‪ :‬لو سمحت‪..‬‬
‫سلم ريو الطلب وإلتفت الى صاحبة الصوت ليظهر الضيق على وجهه عندما رأى بأنها فتاة‬
‫تجلس مع إليان في نفس الطاوله‪..‬‬
‫تقدم منها يقول ببرود تام‪ :‬أي خدمه ؟‬
‫نظرت الى وجهه بإبتسامه وسألت‪ :‬أتبيعون العلك ُهنا ؟‬
‫ياله من سؤال !! بالتأكيد ال‪..‬‬
‫البد من أن هذه الفتاة تريد السخرية فحسب‪..‬‬
‫أجابها ببرود‪ :‬ال‪..‬‬
‫ُ‬
‫ظهر اإلحباط على وجهها وهي تقول‪ :‬خساره ‪ ،‬حسنا ً ال بأس ‪ ،‬أريد شراب شوكوال ساخن وال‬
‫سكر‪..‬‬‫تضعوا فيه ال ُ‬
‫هز رأسه وغادر فتبعته آليس بعينيها في حين أمالت إليان شفتيها بسخريه تقول‪ :‬أهذا هو كُل‬
‫ما تستطيعين فعله ؟‬
‫إبتسمت آليس ونظرت إليها تقول‪ :‬إنتظري فلم أنتهي بعد‪..‬‬
‫رفعت إليان إحدى حاجبيها بعدها أخذت كوبها لترتشف منه القليل وهي تهمس‪ :‬ليس وكأني‬
‫كُنتُ أريد منك فعل شيء لذا كفي عن التدخل‪..‬‬
‫لم تُجبها آليس وإكتفت بإبتسامه صغيره وهي تراه قادم بالكوب ومن الجيد بأن ما تمنته حدث‬
‫حقا ً‪..‬‬
‫وضع الكوب أمامها فرفعت حاجبها ونظرت إليه تقول‪ :‬أين السكر ؟‬
‫ت تريدينه من دون سكر!‬ ‫رفع حاجبه بدوره وأجاب‪ :‬قُل ِ‬
‫سكر وهذا ألني أنا من أُريد وضع وزنيتي الخاصة ‪ ،‬أليس من‬ ‫آليس‪ :‬ال بل قُلت ال تضعوا ال ُ‬
‫المفترض أن تُحضر بعض األظرف معه ؟‬
‫بقي ينظر إليها لفتره وقد بات من الواضح أنها ت ُحاول إستفزازه‪..‬‬
‫إلتفت وغادر ليعود بعد برهه بثالثة أظرف بجوار ملعقة صغيره‪..‬‬
‫وضعه أمامها وعندما إلتفت ليُغادر قالت‪ :‬ال تكفيني!‬
‫شد على أسنانه وحاول ضبط أعصابه وإلتفت إليها يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫آليس‪ :‬ثالثة أظرف ال تكفيني ‪ ،‬أُريد المزيد فأن أُحب أن يكون طعمه كالعسل‪..‬‬
‫إلتفت وغادر ليعود بعدها بسبع أظرف فكتمت ضحكتها وهي تقول‪ :‬ليس الى هذه الدرجه ! أو‬
‫أنك تخشى أن أطلبك المزيد هههههههه‪..‬‬
‫ريو ببرود‪ :‬هل من شيء آخر ؟‬
‫هزت رأسها باإليجاب تقول‪ :‬أريد الكريب بشوكوال الجالكسي فأنا ال أُحب أنواع الشوكوال‬
‫األُخرى‪..‬‬
‫غادر من أمامها لتُعلق إليان ببرود‪ :‬أهو مشروع تسمين أو ماذا ؟ كل ما طلبته مشبع‬
‫بالسكريات!‬
‫إبتسمت آليس تقول‪ :‬ليس وكأني سآكله أصالً‪..‬‬
‫رفعت إليان حاجبها فهل تنوي آليس هذه على المزيد!‬
‫شعرت باإلنزعاج وأشاحت بوجهها وهي تهمس بداخلها‪" :‬إنها فقط تلك المزعجة التي‬
‫أغاضتني في أول لقاء ‪ ،‬لما أنا أزعج نفسي بالتفكير فيما قد تفعله ! ليس وكأني حقا ً أنتظر‬
‫منها شيئا ً! "‬
‫بعد دقائق قليله عاد ووضع الصحن أمامها وعندما رفع صوص الشوكوال ليبدأ بسكبه قالت‬
‫بسرعه‪ :‬إنتظر!‬
‫نظر إليها فأخرجت هاتفها النقال وهي تقول‪ :‬أُريد تصوير هذا فإنتظر‪..‬‬
‫هو حقا ً قد تعب منها!!‬
‫إنها تغيضه بطريقة ذكيه فهي واثقه من أنه لن يستطيع الرفض أو الغضب فكُل ما تطلبه‬
‫طبيعي للغايه يطلبه كُل زبون عادي هنا!‬
‫تأخرت آليس وهي تفتح هاتفها لتنظر بعدها الى ريو بإبتسامه قبل أن تسأله‪ :‬ألديك مانع‬
‫بتصوير وجهك أيضا ً ؟‬
‫أجاب بهدوء‪ :‬نعم لدي‪..‬‬
‫فتحت كاميرا الهاتف وهي تقول‪ :‬بخيل‪..‬‬
‫بدأ بسكب الصوص على الكريب وهي تصور المقطع وحالما إنتهى إلتفت ليُغادر فقالت‪:‬‬
‫لحضه‪..‬‬
‫إلتفت إليها بطريقة حاده لم يستطع السيطرة فيها على إنزعاجه منها لتقول ببراءه‪ :‬مابك ؟‬
‫ي بهاتين العينين ؟ بدأتُ أخاف‪..‬‬ ‫لما تنظر إل ّ‬
‫تنهد وأخذ نفسا ً يُهدئ نفسه ‪ ،‬هو يعلم بأنها تكذب ولكن كُل شيء ُهنا يصور بالكاميرات ولو‬
‫إشتكت فهو من سيتضرر فقط‪..‬‬
‫ت تُريدين ؟‬‫ريو‪ :‬عذرا ً على هذا ‪ ،‬ماذا كُن ِ‬
‫إبتسمت‪ :‬لفه لي في علبة فأنا ال أُريد أكله‪..‬‬
‫نظر إليه لفتره ليقول بعدها‪ :‬ولما لم تقولي هذا منذ البدايه ؟‬
‫آليس بتعجب‪ :‬ضننتُك ستستنتج ذلك ‪ ،‬أعني ال توجد فتاة طبيعيه تتناول كُل هذا الشوكوال دفعة‬
‫كاف فكيف بكريب شوكوال أيضا ً ؟ ال أضن بأن أحدهم فعلها من قبل‬ ‫واحده ‪ ،‬شراب الشوكوال ٍ‬
‫‪..‬‬
‫وأكملت بإبتسامه‪ :‬إعذرني يبدو بأني أزعجتُك ‪ ،‬أنت شاب لطيف فلم أسمعك تتذمر ‪ ،‬سأتحدث‬
‫بشكل جيد عنك من دون شك‪..‬‬
‫أخذ الصحن فقالت‪ :‬وآتي لي بالحساب معك‪..‬‬
‫إلتفت وغادر وبعدها فتره عاد ووضع أمامها كرتون ورقي ثُم مد بقائمة الحساب لها‪..‬‬
‫أخذت قائمة الحساب وهي تقول‪ :‬الكريب أتمنى أن يقوم المقهى بإعطائه ألي فقير قد يمر من‬
‫هنا ‪ ،‬أضن بأن هذا المقهى يُقدم خدمة مثل هذه صحيح ؟‬
‫ريو ببرود‪ :‬ال‪..‬‬
‫نظرت إليه بتعجب تقول‪ :‬أحقا ً ؟ ولما ! هذا غريب ‪ ،‬أين المسؤول هنا ‪ ،‬يجب أن أتأكد!!‬
‫بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً عذرا ً ‪ ،‬سنتكفل بذلك‪..‬‬
‫إبتسمت‪ :‬شكرا ً أنت حقا ً شاب لطيف‪..‬‬
‫نظر إليها بعينين هادئتين وهي تُخرج المال من محفضتها وبعدها لف بنظره الى إليان التي‬
‫كانت هناك شبح إبتسامة على شفتيها‪..‬‬
‫تفاجأت لوهله عندما نظر إليها ليختفي التفاجئ ويحل محله إبتسامة أُخرى ولكن ُمستفزه‪..‬‬
‫أطلق شتيمة بينه وبين نفسه لتقدم بعدها آليس المال له وتقول‪ :‬حسنا ً شكرا ً لخدمتك كان‬
‫رائعه ‪ ،‬سأحرص على المجيء يوميا ً الى ُهنا ‪ ،‬ليس لديك مانع صحيح ؟‬
‫أخذ المال مع الكريب وإلتفت ليُغادر فقالت بتعجب‪ :‬ماذا ؟ غريب ! هل تجاهل سؤالي للتو ؟‬
‫أهذا أمر طبيعي لموضفي هذا المقهى ! أيعلم المالك بهذه التصرفات الوقحه ؟‬
‫توقف وضبط أعصابه قدر ال ُمستطاع قبل أن يقول دون أن يلتفت‪ :‬إعذريني ‪ ،‬نعم أجل يُمكنك‬
‫ت والمقهى مفتوح لك دائما ً‪..‬‬ ‫المجيء متى ما أرد ِ‬
‫بعدها غادر من فوره‪..‬‬
‫فتحت آليس ظرفا سكر فقط ووضعته في كوبها وهي تقول دون أن تنظر الى إليان‪ :‬ما رأيُك ؟‬
‫كاف أم تُريدين أن أفعل المزيد ؟‬‫أهذا ٍ‬
‫نظرت إليان إليها بهدوء لتقول بعدها بنبرة غير مهتمه‪ :‬لم أطلب منك فعل شيء ‪ ،‬والمرة‬
‫القادمه ال تتدخلي بخصوصياتي فأنا ال أزال أُكن لك الكُره‪..‬‬
‫نظرت إليها آليس تقول بإحباط‪ :‬أوه ألم تنسي بعد ؟ ه ّيا لقد إعتذرتُ لك كثيرا ً!‬
‫نظرت إليها إليان مطوالً لتسأل بعدها‪ :‬إيدي دائما ً ما كان يقول عنك بأنك فتاة لطيفة بريئه‬
‫وطيبه ‪ ،‬شخصيتك اآلن ال تتطابق مع أقواله ‪ ،‬لما ؟ أيهم هو وجهك المزيف ؟ الذي تُظهرينه‬
‫ألخي أو الذي تظهرينه أمامي ؟‬
‫إختفت نظرة اإلحباط التي كانت على وجهها وحل محلها الهدوء التام‪..‬‬
‫نظرت الى الشارع حيث بدأت قطرات المطر ترسم رسمتها على النافذة من الخارج فهمست‪:‬‬
‫حتى أنا ال أعلم ‪ ،‬شخصيتي ‪ ،‬حياتي ‪ ،‬وكل ما يدور حولي هو لغز بالنسبة لي‪..‬‬
‫لفت بنظرها إليها وأكملت‪ :‬حتى وجودي اآلن في مثل هذا المكان هو لغز لم أفهمه بعد‪..‬‬
‫ي فيه دون‪...‬‬ ‫همست بعدها‪ :‬وأضن بأني إكتفيت وتعبت من محاولة حله لذا قررت المض ّ‬
‫توقفت عندما تسلل الى أُذنيها أصوات ضحكة طفلة تختار إحدى الطاوالت برفقة والدتها‪..‬‬
‫نظرت إليها بهدوء وبقيت تتأملها في حين كانت إليان تنظر إليها وهي تهمس بداخلها‪" :‬فتاة‬
‫غريبه حقا ً"!‬
‫بعد فترة من الوقت نظرت آليس إليها وقالت‪ :‬أتعلمين ؟ لقد تذكرتُ إسمي ‪ ,‬إنه لطيف وسلس‬
‫النطق ‪ ,‬أجمل من إسم آليس حتى‪..‬‬
‫إليان ببرود‪ :‬ال تُحاولي فلن أسألك ماهو لذا ال تنتظري‪..‬‬
‫آليس بإحباط‪ :‬هيّا إنسي يا إليان ‪ ,‬لقد إعتذرتُ منك كثيرا ً!‪..‬‬
‫تجاهلتها إليان فتنهدت آليس ونظرت الى المطر لفتره قبل أن تبتسم بسخريه قائله‪ :‬لن يهتم‬
‫بذلك سوى ذلك الوغد ريكس فحتى اآلن لم أنسى ردة فعله الهجوميه حالما عرف إسمي‬
‫وكأني قتلتُ له عزيزا ً !! وغد مجنون‪..‬‬
‫تحدثت إليان ببرود دون أن تنظر إليها قائله‪ :‬هذا طبيعي ‪ ,‬إنه إسم والدته التي ال زال الكُل‬
‫يُعايره بها فقط لكونها جاسوسه روسيه لذا هو معتاد على العنف عندما يذكر أحدهم شيئا ً‬
‫عنها‪..‬‬
‫عقدت آليس حاجبها لفتره قبل أن تتسع عيناها من الدهشه وتلتفت ناظرةً الى إليان بعدم‬
‫تصديق‪..‬‬
‫هل هذا يعني!‪.....‬‬

‫***‬

‫‪10:34 pm‬‬
‫ـ ‪ Paris‬ـ‬

‫بداخل إحدى المكتبات المهتمه باألدوات المدرسيه‪..‬‬


‫شاب في مقتبل العمر جامعي يقف بهدوء تام أمام قسم األدوات الفنيه محتار بين كراستي‬
‫رسم ال يعرف أيهما ستُناسبه‪..‬‬
‫قسمه الجامعي هو الفنون ولكنها في الوقت ذاته هوايته الخاصه ويحب أن يرسم في كل مكان‬
‫وزمان‪..‬‬
‫للتو إمتألت كراسته وهو اآلن يُحاول شراء واحده جديده ومحتار في أن يشتري واحدة‬
‫كالسابق أو يُجرب هذا النوع الجديد فقد يكون أفضل ؟‬
‫لم يكن بالشاب الوسيم ولكنه كان حسن المظهر هادئ الوجه ويبعث الطمأنينه الى كُل من‬
‫يُفكر باإلقتراب منه ومحاولة ُمحادثته لهذا هو يملك الكثير من األصدقاء سواءا ً في أيام‬
‫دراسته المدرسية أو الجامعيه أو حتى في النوادي التي يقصدها بين فترة وأُخرى‪..‬‬
‫ذا شعر بني وعينان خضراوتان بلون العشب‪..‬‬
‫تنهد وقرر في األخير أخذ الجديده فال ضير من التعرف عليها فربما تكون أفضل ؟‬
‫تقدم من ال ُمحاسب ووضع الكراسة مع أغراض أُخرى كان قد إختارها من قبل‪..‬‬
‫ضربه أحدهم على كتفه يقول بدهشه‪ :‬أوه جاكي أنت ُهنا ؟!!‬
‫تفاجئ جاكي وإلتفت الى الخلف ليتنهد بعدها ويُعاود النظر الى ال ُمحاسب وهو يقول‪ :‬هذا أنت‬
‫‪..‬‬
‫ضحك زميل دراسته المدعو بكلود وهو يقول‪ :‬عجيب ما الذي جعلك ُمستيقظا ً حتى هذا الوقت‬
‫فما أعرفه أنك كاألطفال تنام ما إن تحل الساعة العاشره‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬حسنا ً غدا ً ستُسافر والدتي لذا سأضطر لإلهتمام بأخوتي ولن أجد وقتا ً لشراء ما‬
‫ينقصني لذا قررتُ شراءها اآلن‪..‬‬
‫نظر إليه وأكمل‪ :‬ماذا عنك ؟‬
‫صغرى‬ ‫رفع كلود الكيس وقال‪ :‬حسنا ً من األغراض يُمكنك أن تُخمن بأنها طلبات أُختنا ال ُ‬
‫ال ُمدهلل‪..‬‬
‫إبتسم جاكي يقول‪ :‬أُحب تلك الصغيره‪..‬‬
‫كلود بإنزعاج‪ :‬إنها مدللة مزعجه فال تغتر باللطف الذي تُظهره أمامك‪..‬‬
‫تحدث ال ُمحاسب قائالً‪ 35 :‬دوالرا ً‪..‬‬
‫أخرج جاكي محفضته وقدم المال بينما كان كلود ينظر إليه بهدوء تام‪..‬‬
‫أخذ أغراضه ونظر الى كلود قبل أن يخرج قائالً‪ :‬حسنا ً أراك الحقا ً‪..‬‬
‫إلتفت ليُغادر فقال كلود بسرعه‪ :‬جاكي لحضه!‬
‫نظر إليه جاكي فسأله كلود بهدوء‪ :‬ألم تسمع أي شيء عنها ؟‬
‫تنهد جاكي وقال‪ :‬كال وأتمنى أن تنسى األمر‪..‬‬
‫شد كلود على أسنانه يقول‪ :‬أنسى األمر ! أتمزح معي ؟!!! إنها السبب لما حدث آلريستا ‪ ،‬ال‬
‫يُمكنني أن أغفر لها!‬
‫جاكي‪ :‬يكفي كلود ! لقد تحدثنا عن هذا األمر كثيرا ‪ ،‬قالت بأن الخطأ ليس خطأها لذا األمر‬
‫إنتهى!‬
‫غضب كلود من كالمه وقال‪ :‬لماذا تُدافع عنها بكُل مره ؟!!! أالنك كُنتَ ُمعجبا ً بها في يوم من‬
‫األيام ؟!! ماذا عن آريستا ؟ إنها فتاة بريئه لم تستحق ما حدث لها بتاتا ً!!‬
‫جاكي‪ :‬كف عن إفتراض األمور كلود ! مثلما آريستا صديقتنا فهي أيضا ً صديقتنا ‪ ،‬إذا كُنا نحن‬
‫اصدقائها لم نُصدقها فمن عساه يفعل ! ال تُناقشني في األمر مرة أُخرى‪..‬‬
‫وخرج من فوره فشد كلود على أسنانه ورفع صوته قائالً‪ :‬صدقني يا جاكي بأني لن أغفر لها‬
‫بتاتا ً وسيأتي اليوم الذي تتوقف فيه عن الهرب وتُقابلنا وحينها‪....‬‬
‫بقي صامتا ً لفتره قبل أن يهمس‪ :‬سأجعلها تدفع الثمن‪..‬‬

‫في حين إتجه جاكي ُمباشرةً نحو غرفته حالما دخل المنزل‪..‬‬
‫وضع كيس مشترياته بجانب مكتبه قبل أن يستلقي على السرير ُمفكرا ً في حديثه مع كلود‪..‬‬
‫مد يده وأخذ برواز الصوره الموجود على سطح الدوالب المجاور ونظر الى مافيها بهدوء تام‬
‫‪..‬‬
‫مرر أصبعه اإلبهام على وجه تلك الفتاة التي كانت تتوسط الصوره وهمس‪ُ :‬هناك الكثير من‬
‫األسئلة التي لم تُعطيني إجاباتها بعد ‪ ،‬أين إختفيتي بدون ترك أي عنوان أو تفسير لما يحدث‬
‫معك ؟ عليك العوده ‪ ،‬عليك أن تُبرري لنا كُل شيء ‪ ،‬أن ِ‬
‫ت مدينة لنا بتفسير لذا ال تكوني جبانه‬
‫!‪..‬‬
‫وضع الصورة بإهمال بجانبه على السرير وأغمض عينيه هامساً‪ :‬سأنتظرك دائما ً ‪ ،‬سأنتظرك‬
‫دائما ً يا رين‪..‬‬

‫‪Part end‬‬

‫‪Part 34‬‬
‫‪29 juonyour‬‬
‫‪5:12 am‬‬

‫إستيقظت آليس صباحا ً في وقت أبكر مما تتخيل‪..‬‬


‫فتحت النافذه تنظر الى الجو المظلم والذي لم تُشرق فيه الشمس بعد‪..‬‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬لما إستيقظتُ اآلن ؟ ماذا علي أن أفعل في مثل هذا الوقت ؟‬
‫خرجت من غرفتها ودخلت المطبخ ‪ ،‬أعدت لها بعض رقائق الذره بالحليب وجلست تأكلها‬
‫وهي تُفكر بذلك الرجل المدعو بريوك‪..‬‬
‫بوجهه الجامد الذي دخل عليها في الغرفة التي ُحجزت فيها يقول ببرود "رافقيني دون‬
‫صوت‪" ..‬‬
‫لقد ضنت حينها بأنها نهايتها!‬
‫إستسلمت ورافقته وهي محتارة في األمر فذلك القاتل أخبرها بأنه سيستجوبها أوالً ثم يقتل‬
‫أختها فلما غير رأيه وقرر قتلها هي دون نقاش!!‬
‫توقف بعدها في غرفة فارغه ورمى لها بمعطف ذو قلنسوة قائالً بذاك البرود ذاته "غطي‬
‫نفسك بها جيدا ً دون إعتراض"‬
‫لم تعترض ولم تجرؤ حتى على السؤال ففي داخلها هي سعيده بهذا!!‬
‫أن يقرروا قتلها هي يعني بأن أختها لن يصيبها أذى‪..‬‬
‫نعم ال تتذكر اختها ولكن مسألة أن لها أخت صغرى بريئه يجعل قلبها يتمزق من الداخل‬
‫ويكون ُجل إهتمامها هو أال يصيبها أي أذى‪..‬‬
‫فتلك األخت ‪ ....‬هي ما تبقى لها من عائلتها‪..‬‬
‫أخذت نفس عميق عندما أنهت فطورها المبكر جدا ً ونظرت حولها حيث تجلس على طاولة في‬
‫وسط المطبخ‪..‬‬
‫همست بهدوء‪ :‬في األخير أجد نفسي في هذا المنزل دون أي تفسير ‪ُ ،‬جل ما قاله هو إبقي وال‬
‫ت فخبئي نفسك وعودي بسرعه دون تأخير ‪ ..‬ماذا عساي أفهم من هذا ؟‬ ‫تخرجي أبدا ً وإن فعل ِ‬
‫هل يعني بأنه شخص جيد وأخرجني من المكان ؟ لكني أتذكر وجهه ‪ ،‬لقد كان أحد الرجال‬
‫الذين يقفون مع تلك السيدة ‪ ،‬هو مجرم دون شك لذا هل من الممكن‪.....‬‬
‫شعرت بشيء من الخوف ‪ ،‬ربما ذاك القاتل هو من أمره بهذا لكي تكون هذه الشقة هي نقطة‬
‫اللقاء ويقتل أختها فيها!!‬
‫هل هذا ممكن ؟!!!‬
‫هل هو ممكن!!‬
‫غزا الفزع قلبها من جديد فوقفت بسرعه ودخلت الغرفه ترتدي بقية مالبسها ومن ثم ذاك‬
‫المعطف وبعدها إلتفتت وقررت الهرب من المكان‪..‬‬
‫حتى لو كان الهرب متعبا ً وقاسيا ً فال بأس فذلك القاتل الوغد يريد قتل أختها أمام عينيها لذا ما‬
‫دامت هي ليست موجوده فستكون أختها بأمان‪..‬‬
‫أو هذا ما ترجوه على األقل‪..‬‬
‫إرتدت حذائها ومن ثُم فتحت الباب لتشهق بفزع حالما صادفت رجالً كان لتوه سيدخل!‬
‫لقد إنتهى أمرها!!‬
‫إختفت نظرات الفزع من وجهها عندما تعرفت عليه‪..‬‬
‫إنه‪.....‬‬
‫ت ستذهبين بهذه السرعة وفي هذا الوقت الباكر ؟‬ ‫في حين نظر إليها وسأل بهدوء‪ :‬الى أين كُن ِ‬
‫عادت خطوتين الى الخلف وبعض الخوف ال زال يسكن قلبها ولكن الحقد والكره كان هو‬
‫ال ُمسيطر‪..‬‬
‫شدت على اسنانها تقول‪ :‬إبتعد ! ال تقف في وجهي فلن أرحمك!‬
‫نظر إليها بهدوء وهي تتراجع الى الخلف وجسمها ينطق بالخوف على عكس كالمها القوي‬
‫هذا‪..‬‬
‫ياله من تناقض ‪ ،‬هل من المفترض إذا ً أن يرتجف خوفا ً ؟‬
‫دخل وأغلق الباب خلفه فصرخت في وجهه‪ :‬أخبرتُك أن تبتعد!!!‬
‫إنزعج وإلتفت إليها يقول‪ :‬هل أُعطيك ميكرفونا ً كي تُسمعي الحي كُله صوتك!!‬
‫إرتجف صوتها ُرغما ً عنها وهي تقول بنبرة لم تستطع إخفاء الخوف منها‪ :‬ماذا تُريد أكثر ؟‬
‫دعني وشأني ‪ ،‬ال تأخذني الى أحد ‪ ،‬ال تقتلوها ‪ ،‬إفعل شيئا ً ألجلي ولو لمره وأعدك بأني‬
‫سأُسامحك على صدمك لي وتسببك بإفقادي لذاكرتي لذا دعني أذهب‪..‬‬
‫نظر إليها مطوالً قبل أن يتقدم ويتجاوزها جالسا ً على األريكة يقول‪ :‬سنتحدث أوالً بعدها‬
‫غادري الى حيث تُريدين‪..‬‬
‫ست بحرقة فيهما بعدها أخذت نفسا ً عميقا ً وإلتفتت تنظر إليه‪..‬‬ ‫أغمضت عينيها عندما أح ّ‬
‫هل هو جاد في عرضه ؟ أم أنه فقط يُحاول كسب الوقت حتى يأتي ذاك القاتل اللعين ؟!!‬
‫إذا ً هل تجلس وتستمع الى ما يريد قوله أو تهرب فهي بالقرب من الباب ؟‬
‫صمتت لفتره حتى أيقنت أن وجوده هنا هو فأل سيء عليها ‪ ،‬أي أنها حتى لو حاولت الهرب‬
‫فسيُمسكها بسهوله لذا فقط تأملت بأنه بالفعل أتى للحديث ليس إال‪..‬‬
‫تقدمت وجلست على األريكة ال ُمقابله بهدوء تنظر إليه لتسأل بعدها‪ :‬تُماطلني صحيح ؟ لحين‬
‫حضور ذلك اللعين ؟‬
‫رفع حاجبه مستنكرا ً على تفكيرها لتبتسم بسخريه وتُكمل‪ :‬لما ترمقني بهذه النظره ؟ بالتأكيد‬
‫أنت تُماطل وإال كيف عرفت عن مكاني ؟‬
‫ت بهذا الذكاء فلما لم تُحاولي الهرب ؟ كانت ستكون فرصتك أكبر‬ ‫تحدث بسخريه يقول‪ :‬إن كُن ِ‬
‫!‬
‫صمتت لفتره ثُم قالت‪ :‬أنت تكرهني ألنه تمت تسميتي بإسم والدتك الروسيه صحيح ؟‬
‫ضاقت عيناه لوهله فأكملت‪ :‬إذا ً لما لم تُبلغ عني منذ وقتها ؟ لما لم تُخبر المنظمة عن مكان‬
‫وجودي لتضرب عصفورين بحجر منها تتخلص مني وأيضا ً تحصل على التقدير والثناء‪...‬‬
‫وأكملت بسخريه‪ :‬فعلى ما يبدو بأني شخص مهم لدرجة بحثهم عني بكل جنون!‬
‫بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يقول‪ :‬وماذا تعرفين عنها ؟‬
‫إنزعجت وقالت‪ :‬أنت بالفعل تعلم عن كوني فاقده لذاكرتي لذا لما تسأل ؟!!! أو من أجل فقط‬
‫أن تحصل على إجابات ستُكذبني وتقول بأني أتظاهر!!‬
‫وأكملت بهمس‪ :‬سحقا ً لكم جميعا ً!‬
‫تحدث ببرود قائالً‪ :‬أعلم بأنك فاقده لذاكرتك كما أعلم بأنه ليس بفقدان دائم وأن ذكرياتك‬
‫ستعود إليك تدريجيا ً‪..‬‬
‫نظرت آليس إليه وقالت‪ :‬أجل ولكن لم يعد الى ذاكرتي أي شيء يخص تلك المرأه ‪ ،‬كف عن‬
‫سؤال عنها‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬لتعلمي فقط أنا من قُمتُ بوضع خطة تهريبك لذا كوني صادقه معي ‪ ،‬ألني‬
‫عندما ال أخرج منك بفائده واحد سأُعيدك واستفيد بعض التقدير والثناء على األقل‪..‬‬
‫دُهشت من كالمه فهي لم تتوقع منه أن يفعل ذلك قط‪..‬‬
‫لكن ما الهدف ؟ الحصول على المعلومات ؟!!!‬
‫كان يستطيع الحصول عليها عندما تُجبرها المنظمة تلك على اإلعتراف‪..‬‬
‫إذا ً لماذا ؟‬
‫تحدث مجددا ً سائالً‪ :‬من هو الشخص الثالث الذي يُساعدك غير المسن حارس البوابه ؟‬
‫ظهر بعض الضيق على وجهها وهي تهمس‪ :‬لما قتلتموه ؟‬
‫ريكس‪ :‬هذه ليست إجابةً على سؤالي‪..‬‬
‫شعرت بالغضب وقالت‪ :‬ال أعلم ال أعلم لما ال أحد يفهم ذلك!!!‬
‫ت بعضا ً من ماضيك فلما‬ ‫إنزعج وقال‪ :‬كفى !! أخبرتُك بأنه من المستحيل أال تكوني تذكر ِ‬
‫تستمرين باإلنكار ؟!‬
‫آليس بحده‪ :‬ألني بالفعل ال أتذكر !! كل ما أتذكره أمورا ً عاديه للغايه !! وجه والدي ‪،‬‬
‫صديقتي وهي على فراش الموت وصديقي الذي ينظر إلي وكأني السبب ‪ ،‬وجه ذلك القاتل‬
‫اللعين ‪ ،‬وظل شخص ال أتذكر عنه سوى إمتالكه لخاتم فضه ورائحة عطر مميزه !! هذا هو‬
‫كُل ما أتذكره ! ماذا ؟؟ هل يفيدك شيء منها ؟! إن كان أجل فأخبرني ألعرض لك تفاصيل‬
‫ذاكرتي عنهم وتخلصني بعدها من رؤية وجهك!!!‬
‫أشاحت بعدها بوجهها عنه عندما أحست بأنها ستنهار وتنزل دموعها في حين بقي ينظر إليها‬
‫لفتره قبل أن يأخذ نفسا ً ويقول‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ،‬لم أقصد أن أضغط عليك هكذا‪..‬‬
‫لفت بنظرها إليه فمن العجيب أن شخص مجرما ً مثله يعترف بكونه كان قاسيا ً بحديثه معها‪..‬‬
‫سألها‪ :‬واآلن ‪ ،‬ماذا ستفعلين ؟‬
‫بقيت صامته لفتره فهذا السؤال بحق ال تعرف كيف تُجيب عليه‪..‬‬
‫هي ضائعه ال ذكريات تُخبرها طريقها وال معارف يقفون لمساندتها‪..‬‬
‫ال تعلم ‪ ،‬العالم مخيف بالنسبة لها ‪ ،‬ال يوجد فيه أي بقعة آمنه‪..‬‬
‫همست‪ :‬أريد إستعادة ذاكرتي ‪ ،‬سأحرص على هذا حتى أعرف كيف أعيش‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وكيف ستستعيدينها ؟‬
‫ماذا ؟ إنه يستمر بطرح أسئلة يصعب عليها إجابتها!‬
‫بماذا ستُجيب ؟ ال تعلم!‬
‫أجابت‪ :‬أيا ً يكن ‪ ،‬سأستعيدها‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يقول‪ :‬ما رأيك في الذهاب الى موطنك باريس وتُحاولي ُمقابلة‬
‫اصدقائك هناك ؟ ربما يُساعدونك‪..‬‬
‫أصدقاء ؟‬
‫تذكرت ذكراها عن الفتاة والشاب ‪ ،‬تلك الذكرى لم تكن جيده إطالقا ً فكيف تذهب لمقابلتهم ؟!!‬
‫البد من أنهم يكنون لها كُل الكُره!‬
‫عقدت حاجبها ونظرت إليه قائله‪ :‬ماذا ؟ لما تتصرف بلطف فجأه وتُحاول ُمساعدتي ؟!!‬
‫ت ‪ ،‬أنا اُساعد نفسي ‪ ،‬ألنه عندما تستعيدين ذاكرتك سأجد‬ ‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬كال ليس أن ِ‬
‫إجابات عن بعض األسئله التي أُريدها‪..‬‬
‫أجل ‪ ،‬هي تعلم ‪ ..‬يستحيل على مجرم مثله أن يُفكر باآلخرين‪..‬‬
‫نظرت الى عينيه وقالت‪ :‬هناك طريقة أسرع ‪ ،‬لما ال تتفضل أنت وتُخبرني لما تلك المنظمة‬
‫تُطاردني وما عالقة والدي بها وما الشيء الذي أخذه منها لذا يُحاولون إسترجاعه بكل‬
‫إستماته!‬
‫أجابها بسخريه‪ :‬وهل ستُصدقينني إن قُلتُ ال أعلم ؟‬
‫آليس بحده‪ :‬بالطبع لن أُصدقك ‪ ،‬أنت أحد أفرادها لذا أنت وحدك من يعلم‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬إذا ً ال فائده من التحدث ما دُمتي موقنة بشيء وترفضين تصديقي إن قُلتُ‬
‫العكس‪..‬‬
‫ثارت دمائها ولم تعلم ماذا تفعل أكثر!‬
‫هي حتى ال تدري لما تتبادل الحديث مع مجرم لعين مثل ينتمي الى ذات المنظمة التي قتلت‬
‫والدها وصديقتها وهم ينوون قتل أختها أيضا ً!‬
‫هدأت تدريجيا ً وسألته‪ :‬وهل تعرف مكانها ؟ أُختي الصغرى‪..‬‬
‫تذكر حديث دارسي معها عندما أتى بذكر أختها فأجاب‪ :‬صدقي أو ال تُصدقي أن بالفعل ال أعلم‬
‫أي شيء عنك سوى بعض المعلومات العامه التي أخذتُها من صديق لي‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ولما طلبت معلومات عني ؟‬
‫ريكس‪ :‬شككتُ بأمر ما وحديث دارسي معك أكده لي‪..‬‬
‫وأكمل في نفسه بهدوء‪" :‬وزاد عليه بمعلومة صادمة ايضا ً"‬
‫آليس‪ :‬أعطني إياها ‪ ،‬معلوماتي هذه‪..‬‬
‫نظر إليها ثُم رد بسخريه‪ :‬ألم تذهبي الى دانييل ليخبرك عنها فقد سمعتُ بأنهم أحضروك من‬
‫منزله ؟‬
‫آليس بإنزعاج‪ :‬كف عن السخرية منه!‬
‫إختفى إنزعاجها لفتره تفكر بشيء ما قبل أن تهمس بداخلها‪" :‬بعد حديث ذاك المدعو‬
‫بدارسي معي عادت لي بعض الذكريات ومنها إسمي ‪ ،‬لما دانييل قال بأنه كان ليندا ؟ أيهما‬
‫هو اإلسم الصحيح ؟ أو هل من المعقول بأني غيرتُ إسمي في مرة من المرات"!‬
‫وقف ريكس وقال لها‪ :‬ال نية لك في الذهاب الى باريس فما فائدة أخذك لمعلوماتك ؟ فهي على‬
‫ت عن كونهم‬ ‫ت بالفعل قبل أيام في المنظمة علم ِ‬ ‫أية حال تصف حال أقاربك وأسمائهم وأن ِ‬
‫فارقوا الحياة‪..‬‬
‫ت ال تُساعدين نفسك‬ ‫نظر إليها لفتره ثم قال‪ :‬قد أُعطيك شيئا ً يُرشدك الى أصدقائك ولكن إن كُن ِ‬
‫فلما أُساعدك ؟ إنها مضيعه‪..‬‬
‫إلتفت وخرج بعدها من الشقة وآليس تراقبه بأعين هادئه‪..‬‬
‫صغرى التي أراني إياها‬ ‫إستلقت على األريكة ناظرةً الى الفراغ قبل أن تهمس‪ :‬إذا ً ‪ ،‬أختي ال ُ‬
‫ذاك األصلع في هاتفه هي حقا ً ما تبقى من أُسرتي ؟‬
‫أغمضت عيناها بألم قبل أن تهمس‪ :‬سحقا ً لحياتي‪..‬‬

‫***‬
‫‪11:23 am‬‬

‫وصله الصوت الهادئ عبر سماعة الهاتف وهو يقول‪ :‬لذا إعذرني ثيو ‪ ،‬ال يُمكنني إبقاؤه‬
‫تحت الحجز لفترة أطول ! حرفيا ً ال شيء يُدينه ‪ ،‬السالح الذي معه مرخصا ً ‪ ،‬إختطافه للفتاة‬
‫المصور ليس دليالً فلقد قال بأنها صديقته وقد كانت مريضه لذا أخذوها للمشفى والعجيب أنه‬
‫بالفعل هناك فتاة مريضه بالمشفى أكّدت على كالمه ‪ ،‬دانييل ال تؤخذ شهادته فهو لم يرى أي‬
‫شيء بعينيه ‪ ،‬وأنت ال يُمكنهم إعتبارك شرطيا ً ما دُمت لم تأتي الى هذه المدينة بتصريح‬
‫تحقيق لذا إشهار مسدسه في وجهك لم يُدينه ‪ ،‬حجته أقوى بمراحل يا ثيو ‪ ،‬إعذرني فلقد‬
‫حاولت ولكن محاميه ذكي للغايه لذا‪....‬‬
‫ولم يُكمل كالمه فبقي ثيو صامتا ً لفتره بعدها شد على أسنانه قبل أن يهمس‪ :‬فهمت ‪ ،‬شُكرا ً‬
‫على مساعدتك ‪ ،‬أُقدر لك هذا كثيرا ً‪..‬‬
‫سحقا ً له حقا ً!‬
‫أغلق الهاتف بعدها وهو يشعر بإنزعاج تام ‪ ،‬كان يعلم بأنه سيخرج منها ‪ُ ،‬‬
‫لف بسيارته الى اإلتجاه ال ُمعاكس حيث مركز الشرطة ال ُمحتجز فيه موريس وبعضا ً من رجاله‬
‫‪ ،‬على األقل سيبدأ ب ُمالحقته فقد يوصله هذا الى إبنة فينسنت‪..‬‬

‫بعد دقائق ‪ ،‬ركب موريس سيارته واإلبتسامه الساخره على شفتيه وهو يهمس‪ :‬لكم كُنتُ‬
‫أتمنى رؤية وجه ثيو قبل مغادرتي ‪ ،‬جبان‪..‬‬
‫ركب بجانبه روماريو وهو يفتح هاتفه يتصفح ما فاته وهو يقول‪ :‬لن يظهر ‪ ،‬ال يوجد رجل‬
‫يسبب اإلحراج لنفسه بنفسه‪..‬‬
‫عقد حاجبه وهو يقرأ رسالة ريتا ومن ثم قام بالرد عليها‪..‬‬
‫حرك أحد رجال موريس السيارة بعدما ركبها وهو يقول‪ :‬الى أين سيدي ؟ الى السيدة كارمن‬
‫أو نعود الى ذلك المنزل مجددا ؟‬
‫موريس‪ :‬كال بل الى كارمن ‪ ،‬أنا متعب من الجو الخانق في الحجز وأُريد تناول طعاما ً شهيا ً‬
‫والنوم على سرير مريح‪..‬‬
‫هز رأسه وحرك السيارة في حين وضع روماريو الهاتف على إذنه متصالً على ريتا عندما‬
‫رأى بأنها لم تستلم رسالته‪..‬‬
‫أنزل الهاتف عن أذنه عندما قيل له بأنه ُمغلق وإتصل الى أحد رجال موريس المتبقون هناك‬
‫ثوان رد عليه ليسأله روماريو مباشرةً‪ :‬هل عادت ريتا الى المقر ؟‬
‫ٍ‬ ‫وخالل‬
‫أجابه بهدوء‪ :‬نعم‪..‬‬
‫إنزعج روماريو وقال‪ :‬ومن أمرها بذلك ؟!!‬
‫صمت الرجل لفتره قبل أن يقول‪ :‬السيد دارسي‪..‬‬
‫دُهش روماريو ونظر فورا ً الى موريس ولكنه كان مسترخيا ً مغمض العينين فقال بهدوء‪:‬‬
‫وكيف لدارسي أن يأمرها بذلك ؟! هل حدث شيء ما ؟ هل أتت ومعها طفله ؟‬
‫الرجل‪ :‬ال ‪ ،‬أُمرت بالحضور هي والطفلة التي معها ولكنها هاجمت أحد أفراد المنظمة وخبأت‬
‫الطفله قبل أن تعود وهي اآلن ُمحتجزه تنتظر أوامر دارسي بشأنها‪..‬‬
‫صمت للحضه بعدها أكمل‪ :‬سيقتلونها ‪ ،‬هذا ما عرفته‪..‬‬
‫نظر روماريو الى موريس لفتره قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً فهمت‪..‬‬
‫وأغلق الهاتف بعدها ليقول بعد فترة صمت‪ :‬سيدي موريس‪..‬‬
‫موريس‪ :‬هممم‪..‬‬
‫روماريو‪ :‬هناك أمر قد حدث‪..‬‬
‫موريس‪ :‬أ ّجله فرأسي يؤلمني وال أريد الحديث عن أي شيء‪..‬‬
‫روماريو‪ :‬إنه يخص الطفله‪..‬‬
‫فتح موريس إحدى عينيه وقال‪ :‬مابها ؟‬
‫روماريو‪ :‬يبدو بأنه بطريقة ما عرف دارسي عنها‪..‬‬
‫إعتدل موريس بجلسته بشكل ُمفاجئ وهو يقول‪ :‬ماذا قلت !!!! وكيف ؟!! تلك التابعة الحمقاء‬
‫كُنتُ أعلم بأنها لن تحمي الطفلة ! ما كان علي الوثوق بها بتاتا ً!‬
‫روماريو بسرعه‪ :‬دعني أشرح لك‪..‬‬
‫موريس بغضب‪ :‬ال تُحاول التغطية عليها ! أُقسم بأني سأقتلها بيدي !!!! وماذا عن الطفله ؟‬
‫ماذا حدث معها ؟!‬
‫روماريو‪ :‬الطفلة بأمان ‪ ،‬لقد حرصت ريتا تابعتك على إخفائها حالما طلب منها دارسي العودة‬
‫برفقتها‪..‬‬
‫صعداء وهو يقول‪ :‬هذا جيد‪..‬‬ ‫إختفى الغضب تدريجيا ً من على وجه موريس وتنفس ال ُ‬
‫روماريو‪ :‬واآلن يبدو بأنهم يستجوبون ريتا عنها وأنت تعلم دارسي ‪ ،‬هو سيقتلها بالتأكيد‬
‫ألنها عصت أوامره‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها أكمل‪ :‬وأخشى أن يعذبوها ‪ ،‬ريتا شابه صغيره وقد ال تتحمل ‪ ،‬ربما ستضطر‬
‫في األخير الى اإلفصاح عن مكانها‪..‬‬
‫نظر موريس إليه لفتره بعدها قال‪ :‬ال عليك ‪ ،‬دارسي اآلن منشغل بأمر إبنة فينسنت ‪ ،‬أنت‬
‫إذهب الى باريس وتحرى من تلك الفتاة عن مكان الطفله وخبئها جيدا ً‪..‬‬
‫روماريو‪ :‬ماذا لو قُتلت ريتا قبل أن أصل إليها ؟‬
‫موريس‪ :‬أخبرتُك بأن دارسي هنا مشغول بإبنة فينسنت هذه األيام‪..‬‬
‫روماريو‪ :‬مكالمة واحده منه تعني النهايه ‪ ،‬دارسي الذي يعصي أوامره يقتله لذا لن يهتم بأمر‬
‫كونها الوحيدة التي تعرف مكان الطفلة من عدمه‪..‬‬
‫صمت موريس لفتره ُمفكرا ً بعدها قال‪ :‬سأتحدث مع دارسي عند وصولي المقر ‪ ،‬أنت ال داعي‬
‫ألن ترتاح ‪ ،‬غادر ُمباشرةً الى باريس‪..‬‬
‫هز روماريو رأسه بينما خلفهم وعلى مسافة غير بعيده كانت سيارة ثيو تلحق بهم بهدوء‪..‬‬

‫***‬
‫‪1:55 pm‬‬

‫مسترخيا ً بهدوء تام في شقته التي إستأجرها صباح األمس ومنتظرا ً وصول طلبية الغداء التي‬
‫طلبها عبر موقعهم اإللكتروني‪..‬‬
‫إستيقظ من غفوته القصيرة على صوت رن الجرس ففتح الباب ليبتسم في وجهه موصل‬
‫البيتزا قائالً‪ :‬طلبيتك أيها ال ُمحترم‪..‬‬
‫أخذ الكرتون ونظر الى ورقة السعر ليقول‪ :‬هل يمكنني الدفع عن طريق الشبكه ؟‬
‫هز الموصل رأسه يقول‪ :‬أجل يمكنك‪..‬‬
‫وأخرج آلة الدفع ومدها أمامه ليضع اآلخر هاتفه المحمول ولكن تم رفض البطاقه مرارا ً‬
‫وتكرارا ً‪..‬‬
‫عقد حاجبه وسأله‪ :‬هل جهازكم معطل ؟‬
‫أجابه الموصل من فوره‪ :‬كال لقد إستعملته قبل دقائق عند الزبون السابق ‪ ،‬ربما هناك مشكلة‬
‫في بطاقتك ‪ ،‬قد تكون معطله‪..‬‬
‫عقد حاجبه بإستنكار يقول‪ :‬مستحيل ‪ ،‬باألمس دفعت إيجار الشقة مقدما ً بواسطتها‪..‬‬
‫تأفف ثم قال‪ :‬حسنا ً انتظرني سأحضر لك المال‪..‬‬
‫ودخل بعدها وهو يتأفف ‪ ،‬فتح محفضته التي لم تكن تحوي الكثير من المال ولكن يوجد ثمن‬
‫البيتزا على األقل‪..‬‬
‫دفع الثمن وأغلق بعدها الباب وجلس على المقعد‪..‬‬
‫سحب بطاقته من محفضته ونظر إليها لفتره هامساً‪ :‬هل من الممكن ان يكون‪...‬‬
‫هز رأسه نفيا ً وهو يكمل‪ :‬كال فرانس أبعد هذا التفكير من رأسك ‪ ،‬البد من أن جهازهم معطل ‪،‬‬
‫ال سبب آخر‪..‬‬
‫وبدأ بتناول غداءه بنهم فهو بحق جائع للغايه‪..‬‬
‫نظر الى شاشة هاتفه عندما وصلته رسالة من كارا على رقمه الجديد فرقمه القديم أطفأه‬
‫مؤقتا ً حتى ال يزعجه أخوته وغيرهم باإلتصال به‪..‬‬
‫فتح الرسالة ليقرأ ما فيها‪:‬‬
‫"لقد كُنتَ ُمحقا ً فرانس ‪ ،‬قبل قليل دخل أحد األشخاص وإعتذر من والدتي قائالً أنه عليه‬
‫التفتيش بالمنزل بحثا ً عن فرانس فهذه أوامر آليكسندر ‪ ،‬إنهم يبحثون عنك ‪ ،‬من الجيد‬
‫إتخاذك لشقة مجهوله"‬
‫نظر فرانس الى الرسالة مطوالً قبل أن يهمس‪ :‬قُلتُ هذا من باب التوقع ال أكثر ولكن ‪ ....‬يبدو‬
‫بأن عمي جاد في مسألة البحث عني ! لما ؟ عليهم فقط تجاهلي كالعاده فأنا مجرد مزعج ال‬
‫فائدة منه ‪ ،‬لما يبحث عني لدرجة أنه وصل الى منزل والدة كارا ! ال أفهم هذا‪..‬‬
‫إلتفت ليُكمل تناول طعامه ولكن وقعت عيناه على بطاقته البنكيه ليظهر اإلنزعاج عليها وهو‬
‫يقول‪ :‬ال تقل لي!‪....‬‬
‫ترى قطعة البيتزا وأخذ بطاقته ونزل فورا ً الى األسفل‪..‬‬
‫قطع الشارع ووقف أمام الصرافة اآلليه وجرب سحب مبلغا ً من المال‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه عندما جاءه إشعار أن بطاقته مرفوضه!‬
‫إذا ً هذا صحيح !! عمه بالفعل قام بإلغاء بطاقته!‬
‫لما يفعل هذا ؟؟ إنها بطاقته هو بإسمه هو فما دخل عمه إذا ً وكيف فعلها ؟‬
‫شعر باإلنزعاج عندما تذكر بأن أحد شركاء والده هو مسؤول مهم في البنك هذا‪..‬‬
‫سحقا ً !! هل يُحاول عمه تضييق الخناق عليه ؟‬
‫لكن لما ؟ لما يحاول إعادته بكل هذه اإلستماته!‬
‫لم يكن يوما ً مهتما ً به قط فلما اآلن ؟!!‬

‫***‬

‫‪2:45 pm‬‬

‫إستيقظ من غفوته على صوت فتح باب غرفته‪..‬‬


‫فتح إحدى عينيه وهو يرفع رأسه عن المخدة ناظرا ً الى الذي نغص عليه غفوة الظهر لتتسع‬
‫عيناه بدهشه عندما رأى بأنها عمته جينيفر‪..‬‬
‫كانت بكامل زينتها وكأنها عائده للتو من عملها‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ،‬مجيئها ُمباشرةً الى ُهنا يعني شيئا ً واحدا ً وهو أن موضوع األوراق لم ينتهي بعد‪..‬‬
‫ُ‬
‫إبتسمت وتقدمت تجلس على طرف السرير قائله‪ :‬هل أيقظتُك عزيزي ؟‬
‫نظر إليها بوجه متجهم لتُقابله بإبتسامتها الهادئه وهي تقول‪ :‬أتعلم ‪ ،‬أصبحتُ أُحبك أكثر وأنت‬
‫تحت تأثير التهديد‪....‬‬
‫أكملت بنبرة غريبه‪ :‬أُحبك جدا ً لدرجة رغبتي في ضمك الى صغاري األعزاء‪..‬‬
‫لم يفهم كين معنى كالمها ولكنه بكُل تأكيد شعر بكُل خلية في جسده تنذره بأن ما تقوله هذه‬
‫المرأة خطر للغايه‪..‬‬
‫مدت يدها ومسحت على شعره الذي تبعثر جراء نومه وهي تقول بإبتسامه‪ :‬إذا ً عزيزي ماذا‬
‫حدث ؟ لم أُزعجك في فترة عقوبتك من عمك لذا عليك أن تكون ُممتنا ً لدرجة أن تُعطيني اآلن‬
‫اإلجابة التي أُريدها أنا‪..‬‬
‫تردد كثيرا ً ‪ ،‬كثيرا ً للغاية لدرجة أن إبتسامة جينيفر بدأت تختفي ويحل الغضب محلها‪..‬‬
‫قال بعدها بسرعه عندما كادت أن تفتح فمها‪ :‬حسنا ً أال يُمكنك تصديقي ؟ أنا بالفعل لم أسرقها‬
‫وأعتذر على استفزازي لك عندما سألتيني عنها ‪ ،‬لقد كُنتُ أكذب فقد بدا األمر لي ُممتعا ً لكنها‬
‫ليست الحقيقه فأنا بالفعل لم أسرق أي شيء‪..‬‬
‫جينيفر بهدوء‪ :‬كف عن اللجوء الى الكذب عندما تجد أن األمر أصبح خطيرا ً ‪ ،‬وأيضا ً لما بحق‬
‫هللا تكذب ألجل ريكس ؟ منذ متى وأنت تهتم ألمره أصالً ؟؟‬
‫عقد حاجبه وهو ال يفهم ما دخل ريكس في موضوع األوراق المسروقه ؟!!!‬
‫دُهش عندما تذكر جملتها عندما سألته أول مرك عن األوراق‬
‫سرق ليس باهض‬ ‫"عزيزي سألتُك سؤاالً ُمباشرا ً لذا أجبني إجابةً ُمباشره فكالنا يعلم بأن ما ُ‬
‫الثمن بل أوراقا ً خطيره قد تُنهي حياة شخص ما"‬
‫هل تقصد إذا ً‪....‬‬
‫تحدثت مجددا ً تقول‪ :‬لذا اآلن وأمامي إختار واحدا ً منهما ‪ ،‬ريكس أو آلبرت ؟!! من تُفضل‬
‫رؤيته ُمحطما ً يا عزيزي ؟‬
‫جملتها هذه تؤكد شكوكه ‪ ،‬األوراق حقا ً تحوي أمورا ً سيئه عن ريكس!‬
‫إن لم يُخبرها بشيء فسيعني هذا لها بأنه يختار حماية ريكس وبهذا ستنشر تلك األمور عن‬
‫أخيه آلبرت!‬
‫ُمستحيل!!‬
‫قال بسرعه‪ :‬أنا صادق عمتي ‪ ،‬ماذا تُريدين أن أفعل كي تُصدقيني ؟؟‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهها وهي بحق مصدومة من إنكاره الشديد هذا!!‬
‫هل هو حقا ً يريد حماية ريكس !! هي بحق ال يُمكنها إستيعاب ذلك مطلقا ً!‬
‫وقفت وقالت ببرود‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ،‬تختار ريكس إذا ً‪..‬‬
‫إلتفتت لتغادر فقال لها بسرعه‪ :‬لحضه إنتظري!‬
‫إلتفتت تنظر إليه بعينيها الباردتين فصمت لفتره قبل أن يقول‪ :‬أعطيني فقط هذا اليوم‬
‫وسأُحضر لك األوراق حتما ً‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره قبل أن تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬فقط لحين تدق الساعة الثانية عشرة بمنتصف‬
‫الليل‪..‬‬
‫أكملت بسخريه‪ :‬أفهمتني يا ساندريال ؟ إحرصي على أال تتأخري عن منتصف الليل‪..‬‬
‫سحقا ً!!!‬
‫بعدها إلتفتت وخرجت خارجا ً فشد على أسنانه وهو يقول‪ُ :‬‬
‫عاود اإلستلقاء ناظرا ً الى السقف بإنزعاج كبير‪..‬‬
‫ماذا يفعل ؟!! ماذا عساه يفعل ؟‬
‫ولما ريكس هذا دائما ً يُسبب المشاكل ؟‬
‫أوالً موضوع فرانس واآلن‪.....‬‬
‫توقف عن التفكير لفتره ليقول بعدها بهدوء‪ :‬ولكن كيف لجينيفر أن تجمع أوراقا ً تُدين ريكس‬
‫وتُحطمه هكذا ؟ أيُمكن أن تكون هذه األوراق هي التي تجعل ريكس تحت سيطرتها ؟ ال ‪ ،‬ليس‬
‫هذا السبب أنا واثق فإذا ً لما تمتلكها ؟‬
‫بقي صامتا ً لفتره ُمفكرا ً باألمر قبل أن يهمس‪ :‬هل أتصل على آلبرت وأُخبره ؟ ماذا عن تهديد‬
‫جينيفر ! لقد حذرتني فإذا ً هل يمكن لها أن تعرف بأني تواصلتُ معه ألجل هذا األمر ؟ ال‬
‫يمكنني التأكد من هذا فهي إمرأة ُمرعبة بحق‪..‬‬
‫ماذا يفعل ؟ ال يعرف‪..‬‬
‫طلب منها هذه المهلة وهو حقا ً ال يعرف كيف يتصرف حيال األمر‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ،‬لديه ما يُقارب التسع ساعات‪..‬‬
‫البد من أنه سيجد حالً ما‬
‫البد من ذلك!‬
‫***‬

‫‪8:30 pm‬‬
‫ـ ‪ paris‬ـ‬

‫تثاوب وهو في غرفته يستذكر دروسه ورفع رأسه الى الساعة ليقول بعدها‪ :‬هيّا كفاك نُعاسا ً‬
‫فال زال الوقت ُمبكرا ً على النوم‪..‬‬
‫عاود النظر الى كتابه وبدأت الكتابات تتداخل في عينيه من شدة النُعاس‪..‬‬
‫هو ُمعتاد على النوم باكرا ً فما إن تأتي الساعة العاشره حتى يُصبح في سريره وفي طريقه الى‬
‫األحالم‪..‬‬
‫ولكن ألن هذا اليوم لم يأخذ قيلولة الظهر كعادته بدأ يشعر بالنُعاس ُمبكرا ً‪..‬‬
‫طرق الباب وفتحته أُخته تقول‪ :‬هل يُمكنني الدخول ؟‬‫ُ‬
‫أشار له بيده لتدخل وهو يتثاوب للمرة الثانيه فجلست أمامه وقالت‪ :‬أخي أُريد بعض األمور‬
‫من المكتبه‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬اآلن ؟!! الوقت متأخر لماذا لم تتحدثي باكرا ً و‪...‬‬
‫هال ساعدتني قليالً‬ ‫قاطعته وهي تضم كفيها ببعضهما تقول‪ :‬أعتذر لقد كان خطأي لذا ّ‬
‫وأحضرتها لي إنها ُمهمه وأُريد إنهاء واجبي المدرسي قبل الخلود للنوم‪..‬‬
‫نظر إليها قليالً قبل أن يتنهد ويقول‪ :‬حسنا ً ولكن أمي ستغضب لو علمت‪..‬‬
‫غمزت بإحدى عينيها تقول‪ :‬أمي ليست ُهنا لتعرف وأخي الكبير الرائع لن يُفشي هذا لها بكُل‬
‫تأكيد‪..‬‬
‫رفع حاجبه بعدها إبتسم وقال‪ :‬حسنا ً حسنا ً ‪ ،‬ماهي طلباتك ؟‬

‫خالل دقائق كان بالفعل مغادرا ً المنزل بعد أن أوصى أخوته أال يخرج أحدهم من المنزل وأال‬
‫يتسببوا بالمشاكل لحين عودته‪..‬‬
‫إتجه مشيا ً الى المكتبة الموجودة في حيهم هذا وهو ينظر الى ساعة هاتفه المحمول هامساً‪:‬‬
‫ال بأس يُمكنني العودة ُمبكرا ً وتنويمهم في اسرتهم ‪ ،‬أتمنى أال أواجه مشاكل في ذلك‪..‬‬
‫عقد حاجبه ورفع عينيه عن شاشة هاتفه ناظرا ً الى بقعة مظلمة بين منزلين فوجد هناك‬
‫شخصا ً يجلس متكورا ً على نفسه بالكاد يُرى‪..‬‬
‫تقدم منه فلقد ُزرع في شخصيته منذ طفولته حب سؤال الناس و ُمساعدته ولكنه تفاجئ عند‬
‫إقترابه بكونه فتاة صغيره وليس رجالً بالغا ً‪..‬‬
‫ت مع عائلتك ؟‬‫ت بالخارج ؟ هل تشاجر ِ‬ ‫نظر الى المظلة التي بجانبها ثُم نظر إليها يقول‪ :‬لما أن ِ‬
‫رفعت رأسها ونظرت الى عينيه الخضراوتين اللطيفتين التي جعلتها تشعر بالراحة حقا ً‬
‫وأجابته‪ :‬آسفه إن سببتُ اإلزعاج ‪ ،‬سأُغادر‪..‬‬
‫ووقفت آخذةً المظلة معها لتُغادر فأمسك بمعصمها يقول‪ :‬كال كال عزيزتي ليس هذا ما أقصده‬
‫‪ ،‬أنا فقط كُنتُ قلقالً ألجلك فالجو بارد ‪ ،‬يُمكنك البقاء كما تشائين ولكن أريد لك األفضل‬
‫والعودة الى منزلك ‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره وهي بدأت تشعر برغب ٍة في البكاء‪..‬‬
‫هي تريد منزالً ولكن ال يوجد لها أي منزل‪..‬‬
‫عقد حاجبه وهو يتأمل وجهها الذي بالكاد يُرى فحيهم هذا هادئ وقليل األضواء‪..‬‬
‫ت فوجهك يبدو مألوفا ً لدي ؟‬ ‫سألها‪ :‬إبنة من أن ِ‬
‫بدأت تشعر بالتوتر وحاولت سحب يدها من يده وهي تقول‪ :‬شكرا ً للطفك ‪ ،‬سأعود للمنزل‬
‫اآلن‪..‬‬
‫تعرف على وجهها كانوا من‬ ‫إنها تخاف هذا كثيرا ً ‪ ،‬تخاف أن يتعرف عليها أي أحد فكُل من ّ‬
‫تلك المنظمة السيئه‪..‬‬
‫راض بهذا ولكن لم يستطع إجبارها‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫فلتت من يده وغاصت في الظالم وهو واقف غير‬
‫وفقط لكي ال يشعر بالذنب تبعها بهدوء حتى يطمئن عندما تدخل منزلها ولكن تفاجئ عندما‬
‫رآها وجدت لنفسها بقعة مظلمة أُخرى وجلست فيها‪..‬‬
‫صرخت فزعه عندما جلس أمامها ليضع فورا ً يده على كتفها يقول‪ :‬أعتذر لم أقصد إخافتك‪..‬‬
‫شعرت بتوتر عارم وهو بقي يتأملها لفتره قبل أن يقول‪ :‬هل طردك أحدهم من المنزل ؟ أو‬
‫ت وغادرتي بنفسك ؟‬ ‫غضب ِ‬
‫أشاحت بنظرها عنه تقول‪ :‬أجل لقد غضبتُ قليالً‪..‬‬
‫تحدث في نفسه يقول‪" :‬تشيح بنظرها يسارا ً عند اإلجابه ‪ ،‬إنها تكذب‪" ..‬‬
‫فتح فمه ليسألها ولكن صورة صديقته رين هي ما أتت في رأسه فلقد إعتادت دوما ً على الكذب‬
‫وكان يكشفها بهذه الطريقة عندما تشيح بنظرها يسارا ً‪..‬‬
‫تنهد وهو ال يعلم لما تذكرها اآلن وفي هذا الموقف ؟‬
‫حاول طردها من رأسه ليتحدث مع الطفله لكنه دُهش وهو يتذكر صديقته وهي تُريهم صورة‬
‫لطفلة وهي تقول بسعاده "إنها أُختي الصغرى ‪ ،‬سأراها بعد فترة إنقطاع طويله ‪ ،‬أنا سعيدة‬
‫بهذا‪" ..‬‬
‫الطفلة هذه!‬
‫إنها تشبه تلك التي في الصوره!!‬
‫يستحيل أن ينسى فلقد أرتهم رين الصورة مرارا ً وتكرارا ً من شدة سعادتها بهذا‪..‬‬
‫لقد حفظها تماما ً وفوق كُل هذا تمتلك الفتاة عينان ولون شعر كرين تماما ً!!‬
‫سألها ليتأكد رغم أنه يضن بأنه من الجنون أن تكون هذه بالفعل أخت رين‪ :‬هل ‪ ....‬أُختك هي‬
‫رين فينسنت ؟‬
‫إتسعت عينا نينا على وسعهما فمخاوفها صحيحه بكل تأكيد!‬
‫هذا الرجل ينتمي الى المنظمه!‬
‫حتى وإن كانت عيناه لطيفتان هو حقا ً ينتمي إليها وقد كشفها اآلن!‬
‫ماذا تفعل ؟‬
‫هي خائفه ‪ ،‬خائفة للغايه!‬
‫‪Part end‬‬
‫‪Part 35‬‬

‫سألها ليتأكد رغم أنه يضن بأنه من الجنون أن تكون هذه بالفعل أخت رين‪ :‬هل ‪ ....‬أُختك هي‬
‫رين فينسنت ؟‬
‫إتسعت عينا نينا على وسعهما فمخاوفها صحيحه بكل تأكيد!‬
‫هذا الرجل ينتمي الى المنظمه!‬
‫حتى وإن كانت عيناه لطيفتان هو حقا ً ينتمي إليها وقد كشفها اآلن!‬
‫ماذا تفعل ؟‬
‫هي خائفه ‪ ،‬خائفة للغايه!‬
‫دُهش وهو يرى ردة فعلها الفزعة هذه ‪ ،‬لما تفزع ؟‬
‫هو فقط سألها سؤاالً!!‬
‫ربت على كتفها يقول‪ :‬إهدأي صغيرتي مابك ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً ‪ ،‬حتى لو كان لطيفا ً فهو مجرم في النهايه‪..‬‬
‫حتى ريتا كانت لطيفه ولكنها كانت مجرمه حتى أنها آذت رجالً وربما حتى قتلته‪..‬‬
‫تخاف الثقة بأحد آخر ‪ ،‬تخاف هذا كثيرا ً‪..‬‬
‫زادت دهشته وهو يرى عينيها تغوران بالدموع فلم يعد يعرف ماذا يفعل!‬
‫لما تبكي ؟ لما هي خائفه منه ؟! لم يتوقع أنه من الصعب فهم األطفال هكذا!‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً فربما كانت هذه الطفلة من النوع الذي يخشى الغرباء لهذا سيُحاول أن‬
‫يفهمها موقفه حتى ال تخافه‪..‬‬
‫إبتسم لها بلطف وقال‪ :‬حسنا ً أُدعى جاك ولكن إعتاد أصدقائي على تسميتي بجاكي ‪ ،‬أنا فقط‬
‫أُريد ُمساعدتك ال أكثر ‪ ،‬الوقت ليل والجو بارد وليس من الجيد أن تبقى طفلة مثلك وحدها‬
‫بالشارع هكذا ‪ ،‬هذا خطير‪..‬‬
‫نظرات الحذر من عينيها لم تختفي بعد ولكن دموعها توقفت فأسعده هذا وشعر بأنه طريقته‬
‫هذه تُجدي نفعا ً‪..‬‬
‫أخرج هاتفه المحمول وقلّب كثيرا ً في الصور حتى توقف على صورة ما وأراها إياها قائالً‪:‬‬
‫صغرى‬ ‫ت تُشبهينها بعض الشيء وهي لديها أُخت ُ‬ ‫هذه الفتاة صديقة لي منذ سنوات ‪ ،‬أن ِ‬
‫بعمرك تقريبا ً لهذا سألتُك عن معرفتك بها‪..‬‬
‫أبعد الهاتف عن وجهها ليتفاجئ بدموعها عادت للظهور فقال بسرعه‪ :‬إهدأي إهدأي أنا‪....‬‬
‫قاطعته برجفه‪ :‬أنت حقا ً صديق أُختي ؟‬
‫توقف عن الحديث مندهشا ً من سؤالها‪..‬‬
‫إذا ً ‪ ...‬هي بالفعل أخت رين!‬
‫هز رأسه باإليجاب وهو ال يزال مندهشا ً ‪ ،‬هل هذا يعني أن رين عادت أخيرا ً ؟!‬
‫لكنه األسبوع الماضي مر على منزلها وقد كان مهجورا ً كما هو!‬
‫تجاهل كُل هذا ومد يده يمسح على شعرها القصير وهو يقول بإبتسامه‪ :‬نعم ‪ ،‬أنا صديق أُختك‬
‫‪ ،‬أنتي هي لينا صحيح ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً وهي تمسح دموعها هامسه‪ :‬نينا هو إسمي‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬عذرا ً لخبطتُ قليالً ‪ ،‬نينا ‪ ،‬حسنا ً نينا إهدأي وال تخافي‪..‬‬
‫وأكمل في نفسه‪" :‬إن كان تخاف الغرباء الى هذا الحد فلما هي بالشارع ؟ أين رين عنها ! ما‬
‫الذي يحدث معك يارين ؟"‬
‫لم يستطع أن يسأل الطفلة كُل هذه األسئله فتنهد وإبتسم مجددا ً يقول‪ :‬جائعه ؟‬
‫رفعت رأسها إليه بعدما مسحت دموعها لتهزه بهدوء فقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬بجانب المكتبة التي أنا‬
‫ُمتجه إليها محل شطائر لذيذ ‪ ،‬أتأتين معي ؟‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره بعدها هزت رأسها باإليجاب‪..‬‬
‫لقد قال بأنه صديق ألختها ‪ ،‬وأراها صورة تجمعه معها مع رفقاء آخرون‪..‬‬
‫إذا ً هو بالفعل صديقها ‪ ،‬بالنسبة لها أي صديق ألختها يعني بأنه شخص جيد‪..‬‬
‫وقف وأمسك بيدها يساعدها على الوقوف بعدها ذهبا الى محل الشطائر أوالً‪..‬‬
‫إشترى لها شطيرتين ولم يأخذ لنفسه شيئا ً فمنذ ساعة أو أقل تناول مع إخوته طعام العشاء‬
‫ولهذا هو ال يشعر بالجوع‪..‬‬
‫أخذها معه الى المكتبه وجعلها تجلس على كرسي تأكل شطائرها لحين ينتهي من شراء طلبات‬
‫أخته الصغرى‪..‬‬
‫ذهب الى ال ُمحاسب ليُحاسب على ال ُمشتريات وهو يُفكر بأمر الطفله‪..‬‬
‫هل يسألها اآلن لما كانت بالشارع وحدها ؟‬
‫هو ال يمكنه تركها هكذا ! يريد إعادتها الى أختها التي حتى ال يعلم أين هي!‪..‬‬
‫تنهد ودفع لل ُمحاسب النقود بعدها إلتفت ناظرا ً الى نينا وقال‪ :‬هل نُغادر ؟‬
‫هزت رأسها وخرجت برفقته‪..‬‬
‫مشيا قليالً قبل أن يسألها‪ :‬حسنا ً نينا ‪ ،‬أين أختك ألوصلك إليها ؟ من الخطر أن تبقي وحدك‬
‫في الشارع‪..‬‬
‫شعرت نينا بغصة في حلقها بالكاد إستطاعت أن تنتبلع لقمتها فشعر بالحزن وتمنى بأنه لم‬
‫يسألها ولكن ال خيار آخر لديه‪..‬‬
‫لتُجيبه بعد فتره بهمس‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫تعجب من إجابتها ! أيُعقل أن حتى عائلتها ال تعرف عن مكانها اآلن ؟!!‬
‫لما يا رين ! ما الذي يحدث معك بالضبط لتختفي عن الجميع هكذا ؟!‬
‫تنهد وسأل‪ :‬ألديك أقارب ؟‬
‫إرتجف صوت نينا وهي تقول‪ :‬ماتت جدتي ‪ ،‬ال يوجد لي أحد غيرها‪..‬‬
‫شعر بالحزن ألجلها وقال‪ :‬ال بأس عزيزتي ‪ ،‬لديك أُختك ‪ ،‬حسنا ً وأين هو منزل جدتك ؟ لما‬
‫ت منه في هذا الوقت ال ُمتأخر من الليل ؟‬ ‫خرج ِ‬
‫بدأت دموعها بالهطول وهي تهمس‪ :‬ألنه لم يصبح بيتنا ‪ ،‬لقد إحتله األشرار ‪ ،‬ال أستطيع‬
‫العودة الى ُهناك‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بدهشه وتوقف عن المشي‪..‬‬
‫ت تتجولين‬ ‫جلس ليصبح قريبا ً منها وهو يقول بعدم تصديق‪ :‬هل هذا يعني بأنه منذ وقتها وأن ِ‬
‫بالشارع ؟‬
‫هزت رأسها باإليجاب فشعر ببعض الغضب ‪ ،‬يبدو بأنها كانت تعيش مع جدتها في بيت‬
‫ُمستأجر وقام صاحب البيت بطردها حالما ماتت جدتها ولهذا هي تقول عنهم أشرارا ً‪..‬‬
‫سحقا ً ! أي قلب يملك ليطرد طفله!‬ ‫ُ‬
‫كان بإمكانه على األقل أخذها الى أحد دور األيتام‪..‬‬
‫ت وحدك ! لديك أُخت رائعه‬ ‫ت لس ِ‬ ‫نظر إليها مطوالً قبل أن يبتسم ويقول‪ :‬هيّا لما البُكاء ؟ أن ِ‬
‫بالتأكيد تبحث عنك‪..‬‬
‫ضحك وأشار الى نفسه يقول‪ :‬ولديك صديق أختك الرائع الذي لن يجعلك تشعرين بالحزن‬
‫ت محظوظه ههههههه‪..‬‬ ‫مجددا ً ‪ ،‬أن ِ‬
‫إبتسم عندما رآها تُحاول مسح دموعها ‪ ،‬يبدو بأنه نجح في إبهاجها‪..‬‬
‫ضمها الى صدره وقال‪ :‬حسنا ً ال تقلقي عزيزتي ‪ ،‬ستذهبين معي اآلن الى منزلي لترتاحي‬
‫وغدا ً سنُفكر معا ً بطريق ٍة إليجاد أختك ما رأيك ؟‬
‫هزت رأسها وهي تهمس‪ :‬شكرا ً لك ‪ ،‬أنت لطيف جدا ً‪..‬‬
‫إبتسم وإبتعد ناظرا ً الى وجهها يقول‪ :‬من عساه ال يمكنه أن يكون لطيفا ً وهو يرى مالكا ً‬
‫صغيرا ً أمامه ؟‬
‫شعرت بالخجل وإبتسمت فأراحه هذا كثيرا ً لذا وقف وأخذها معه الى المنزل وهو بحق ال‬
‫يعرف ماذا عساه أن يفعل بعد ذلك‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:20 pm‬‬

‫جلس كين على السرير عاضا ً شفتيه وهو يهمس‪ :‬كما توقعت!‬
‫دار بنظره في كافة أرجاء غرفة أخاه األكبر وأكمل‪ :‬هو لم يترك األوراق خلفه ‪ ،‬لقد أخذها‬
‫معه الى لندن !! ما العمل اآلن ؟‬
‫بدأ يقضم أظفره وهو يفكر ثُم أخذ هاتفه المحمول وإتصل على أخاه‪..‬‬
‫ثوان حتى رد آلبرت يقول‪ :‬ماذا هناك كين ؟‬
‫صمت كين قليالً ثم قال‪ :‬لما سافرت دون إخباري ؟‬
‫تنهد آلبرت وقال‪ :‬عذرا ً على هذا فلقد نسيت ولم أتذكر سوى صباحا ً وحينها كُنتَ أنت في‬
‫المدرسه‪..‬‬
‫شد كين على أسنانه وقال‪ :‬هذا ليس بالتصرف الجيد‪..‬‬
‫صمت آلبرت لفتره ليقول بعدها‪ :‬إعذرني على هذا ‪ ،‬نعم لقد أخطأت‪..‬‬
‫هز كين رأسه يقول‪ :‬لن أعذرك حتى تعود اآلن‪..‬‬
‫نظر آلبرت الى األوراق التي أمامه يقول‪ :‬ال يُمكنني اآلن فلدي الكثير من األعمال التي تركتها‬
‫خلفي ‪ ،‬ربما أجد فرصةً بعد أسبوع ولكن من المستحيل اآلن‪..‬‬
‫كين بهمس‪ :‬لن أُسامحك!‬
‫عقد آلبرت حاجبه وسأل‪ :‬كين ‪ ،‬هل من خطب ما ؟ أنت ال تتصرف بشكل طبيعي!‬
‫بقي كين صامتا ً لفتره قبل أن يهمس‪ :‬أخبرني الحقيقه ‪ ،‬هل عُدت الى لندن من أجل أعمالك أو‬
‫من أجل أن تراها ؟ هل هذه الفتاة أهم من البقاء وإنهاء مشاكل أخوتك الصغار ؟ أجبني‬
‫آلبرت‪..‬‬
‫دُهش آلبرت من كالمه وقال‪ :‬كين أنت كيف‪....‬‬
‫ولم يُكمل سؤاله ‪ ،‬صمت لفتره وقال بعدها‪ :‬صدقني ‪ ،‬أعمالي في لندن هي السبب الرئيسي‬
‫لعودتي بهذه السرعه‪..‬‬
‫لم يجبه كين بسرعه بل استمر بصمته قبل أن يهمس‪ :‬جينيفر تعلم بعالقتك بها‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه ليُكمل كين‪ :‬تعرف عن عالقتك بإحدى موظفاتك ‪ ،‬ولديها ملفات عن‬
‫اإلمتيازات التي أعطيتها لها ‪ ..‬أنت تعلم ‪ ،‬من غير الجيد أن يرتبط الرئيس بعالقة عاطفيه مع‬
‫احد موظفيه فماذا إذا كان يُغرقهم باإلمتيازات والواسطه ؟ لما تفعل هذا ؟ لطالما كُنتَ مثاليا ً‬
‫في عملك فلما تُدمره هكذا ! لما تجعل لآلخرين فرصة لتدميرك يا آلبرت ؟‬
‫شد آلبرت على أسنانه وهو يهمس بداخله‪" :‬تلك اللعينه!!! "‬
‫لم يُجبه فهو ال يعلم ماذا يقول‪..‬‬
‫حرص على إخفائه جيدا ً‪..‬‬ ‫صدم أصالً من معرفة جينيفر بمثل هذا األمر فلقد ِ‬
‫لقد ُ‬
‫هو يعترف بكونه أخطأ عندما وقع بالحب مع موظفة لديه ‪ ،‬فشخص بمركزه اآلن سيُعاقب من‬
‫قبل الجميع على مثل هذه العالقه!‬
‫إنها عالقة محرمة في عالم التجاره والعديد من الرؤساء فُصلوا من أجل أسباب كهذه‪..‬‬
‫حاول في مرات عديده اإلبتعاد عنها ولكن لم يستطع لذا لم يجد حالً سوى إخفائه حتى يجد لها‬
‫عمالً ُمناسبا ً في مكان ُمغاير‪..‬‬
‫سحقا ً لتلك اللعينه!‬
‫ُ‬
‫جاءه صوت كين يقول‪ :‬لما ال تُجيبني ؟ لما تُخطئ بمثل هذا الخطأ وتجعل لها فرصةً لكسرك‬
‫أو تهديدك ؟ أنت أخونا األكبر ‪ ،‬أنتَ من عليه أن يكون األقوى بيننا وال تسمح ألحد أن يمسك‬
‫عليك أي زله!‬
‫صمت آلبرت لفتره وسأل بعدها‪ :‬وكيف عرفت بهذا ؟ أهي من أخبرتك أو ماذا ؟‬
‫لم يعلم بماذا يُجيبه كين‪..‬‬
‫ال يريد أن يقول له عن تهديدها فهذا سيجعله يشعر بالخسارة أمام جينيفر وهو ال يريد ألخيه‬
‫األكبر أن يشعر بالهزيمة بسببها!‬
‫تحدث وأجابه‪ :‬سمعتها صدفه‪..‬‬
‫أكمل كذبته‪ :‬كانت حينها تتحدث عن األوراق المسروقة منها ويبدو بأنها بالمقابل إن لم تعد‬
‫هذه األوراق ستُهددك فربما تضن أنك من سرقها ‪ ،‬لذا أخي ‪ ،‬أعد لها األوراق ‪ ،‬أرسله عن‬
‫طريق البريد دون أن تكتب عنوانا ً ‪ ،‬ال تجعلها تتأكد من كونك السارق ‪ ،‬هل يمكنك أن تفعل‬
‫هذا من أجلي ؟ سأُسامحك إن فعلتها‪..‬‬
‫بقي آلبرت صامتا ً لفترة ليست بالقصيره قبل أن يقول‪ :‬آسف كين ‪ ،‬لن أفعلها ‪ ،‬يزعجني‬
‫ريكس كثيرا ً ولكني ال أحب أن أراها تُكبل عنقه هكذا ! سأتخذ قريبا ً موقفا ً جادا ً تجاه محتويات‬
‫هذه األوراق وأما بالنسبة لما تمتلكه ضدي فال أضنها ستُقدم عليه ‪ ،‬هذه هي ورقتها الرابحه‬
‫الوحيدة ضدي ‪ ،‬لن تستعملها فقط لكونها تشك بكوني السارق ! ال تقلق‪..‬‬
‫شد كين على أسنانه وهو يهمس بداخله‪" :‬أنت ال تفهم !! ال تفهم األمر جيدا ً يا آلبرت!! "‬
‫أكمل آلبرت‪ :‬واآلن ال تُفكر باألمر كثيرا ً وإنسه تماما ً ‪ ،‬وأيضا ً كف عن التنصت ألم تعدني بذلك‬
‫؟‬
‫كين بسرعه‪ :‬ولكن آلبرت‪.....‬‬
‫قاطعه آلبرت‪ :‬أراك الحقا ً‪..‬‬
‫وأُقفل الخط بعدها فشد كين على أسنانه وأبعد الهاتف عن أذنه‪..‬‬
‫ضغط على الهاتف يهمس‪ :‬لم يعد لدي سوى خيار أخير‪..‬‬
‫لم يكن يُريد أن يقدم عليه فمسألة كشف جينيفر لهذا هو ثمانون بالمائه وقد يتضرر هو بذلك‬
‫‪..‬‬
‫ولكن ‪ ...‬هذا أفضل من أن يتضرر أخاه آلبرت‪..‬‬
‫وقف وغادر الغرفة بهدوء حتى ال يكتشف أحد كونه كان فيها‪..‬‬
‫نزل الى األسفل بحثا ً عن عمه حتى وجده بمكتبه يُراجع أحد األوراق منتظرا ً أن يحين موعد‬
‫العشاء‪..‬‬
‫طرق الباب يقول‪ :‬هل يُمكنني الدخول ؟‬
‫نظر عمه إليه ثُم قال‪ :‬أدخل‪..‬‬
‫دخل كين ووقف أمام مكتبه يقول‪ :‬أريد أن آخذ من وقتك خمس دقائق‪..‬‬
‫أغلق عمه الملف الذي كان بين يديه ونظر الى كين فجلس كين على الكُرسي وبقي صامتا ً‬
‫قليالً قبل أن يقول‪ :‬لقد ‪ ،‬عرفتُ أمرا ً ليس جيدا ً بخصوص أخي آلبرت‪..‬‬
‫عقد عمه حاجبه متعجبا ً وسأل‪ :‬ماذا ؟‬
‫كين بتردد‪ :‬آلبرت تربطه عالقة عاطفيه بإحدى موظفات الشركه التي يعمل مديرا ً فيها‪..‬‬
‫دُهش آليكسندر من األمر في حين أكمل كين‪ :‬إن أكتشف الموضفون ذلك فسيكرهون هذا‬
‫وسيشتكون الى صاحب الشركه وسيكبر األمر وسيُطرد أخي أخيرا ً بعد أن أصبح قريبا ً من‬
‫إمتالك أحد أفرعها الرئيسيه ‪ ،‬سيتحطم تماما ً‪..‬‬
‫صمت قليالً وأكمل‪ :‬وأيضا ً يبدو بأنه توسط ليُرقيها قليالً براتب أعلى‪..‬‬
‫شعر آليكسندر باإلنزعاج الشديد من هذا األمر فلم يتوقع أن يُقدم آلبرت من بين الجميع على‬
‫عمل أحمق كهذا!!!‬
‫كين‪ :‬لذا أرجوك عمي ‪ ،‬جد طريقة لتخليص آلبرت قبل أن يكتشفه أحد ‪ ،‬مثالً جد لتلك الفتاة‬
‫عمالً في مكان آخر فآلبرن يبدو بأنه قطعا ً لن يُوافق على فصلها ‪ ،‬لديك الكثير من الشركاء‪..‬‬
‫وصل للنقطة الحاسمه وهو يُكمل‪ :‬وأخبر عمتي جينيفر بذلك لعلها تملك حالً مناسبا ً ‪ ،‬إن كُنتُ‬
‫أنا علمت عن األمر فربما قد يعلم عنه أي أحد في القريب العاجل ‪ ،‬أرجوك تصرف باألمر‬
‫سريعا ً‪..‬‬
‫بقي آليكسندر صامتا ً وهو منزعج مما سمعه عن آلبرت‪..‬‬
‫أال يكفيه ريكس خيب ضنه حتى يأتي هذا اآلخر أيضا ً!!!‬
‫هذا كثييير ! لن يحدث أي خير لو تعرض آلبرت للطرد ‪ ،‬حينها سمعة العائله بأكملها ستُلطخ‬
‫تماما ً‬
‫هو اآلن يحاول التغطية عن تلك اإلشاعات عن ريكس وال يريد تأكيدا ً من فرد آخر من العائله‬
‫عن كون آليكسندر بالفعل فاشل بتربية عائلته وأن عائلته ال تستحق أبدا ً المكانة التي هي فيها‬
‫اآلن!‬
‫سحقا ً آللبرت ولريكس ولفرانس الذي بدأ كُل هذا!‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وقال‪ :‬حسنا ً فهمت كين ‪ ،‬يمكنك الذهاب‪..‬‬
‫إبتسم كين وغادر المكتب‪..‬‬
‫همس‪ :‬بعد كالمي عمي بالتأكيد سيُفاتح جينيفر بالموضوع الليله ‪ ،‬جينيفر هل ستكونين بهذا‬
‫ت فقط من سيعلم باألمر ولكن يكون من‬ ‫الغباء لتفضحيه اآلن ؟ ألنه في األخير أنا وعمي وأن ِ‬
‫الجيد أن تفضحيه ألن عمي لن يشك سوى بك وهذا سيوتر عالقتك به كثيرا ً وتتعطل معظم‬
‫مخططاتك مع ذلك اللعين!‬
‫مشي متجها ً الى غرفته وهو يعلم بأن طريقته هذه ستغيض جينيفر كثيرا ً وستنتقم منه أشد‬
‫إنتقام‪..‬‬
‫ال بأس‪..‬‬
‫المهم أن آلبرت سيكون على ما يرام ويبقى كما هو األقوى هنا‪..‬‬
‫هذا المهم والباقي ال‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:24 pm‬‬
‫ـ ‪ Paris‬ـ‬

‫تمشي طوال ال ُحجره الكئيبة جيئة وذهابا ً وهي تعض على شفتيها حتى ُجرحت إحداهما من‬
‫شدة توترها والندم الذي يسكنها‪..‬‬
‫شاتت برجلها شيئا ً ما كان على األرض وهي تخاطب نفسها قائله‪ :‬كم كُنتُ حمقاء !! أنا الفتاة‬
‫الحقيره التي ال تُساوي شيئا ً أجرؤ على الوقوف في وجه أشهر قاتل ! كيف فعلتُها !! كيف‬
‫عصيتُ أوامره وتركت الطفلة تهرب !! لقد حكمتُ على نفسي بالموت ‪ ،‬حكمتُ على نفسي‬
‫بالهالك والعذاب األبدي ! أنا أكبر حمقاء عرفتها البشريه‪..‬‬
‫جلست أرضا ً في وسط الحجره التي أُحتجزت فيها منذ األمس وضمت ركبتيها الى صدرها‬
‫هامسه‪ :‬ولكن ‪ ،‬ال أعلم ‪ ...‬إنها طفله صغيره ‪ ،‬ناهيك عن كون سيدي موريس ال يريد لها أن‬
‫تُقتل ‪ ،‬لستُ نادمه وفي الوقت ذاته نادمه‪..‬‬
‫دفنت وجهها بركبتها مكمله‪ :‬أنا حقا ً خائفه‪..‬‬
‫تعبت من العذاب النفسي الذي تعيشه ‪ ،‬متى يأتي دارسي هذا وينهي أمرها لترتاح‪..‬‬
‫إنها تفكر مرارا ً وتكرارا ً بالطرق التي سيستخدمها دارسي لقتلها أو تعذيبها أو أيا ً كان‪..‬‬
‫إنها تموت كُل ساعة ألف مره‪..‬‬
‫متى يأتي وترتاح ؟!!‬

‫في الخارج ‪،‬‬


‫دخل دارسي لتوه فعلى الرغم من عودته من ستراسبورغ منذ فتره إال أنه لتوه حضر ليرى‬
‫أمر تلك التي عصت أوامره‪..‬‬
‫أطلق شتيمة منزعجة من بين شفتيه عندما رن هاتفه وهو يعلم من المتصل فموريس هذا منذ‬
‫ساعات وهو يتصل مرارا ً وتكرارا ً دون ملل أو كلل‪..‬‬
‫ياله من مزعج حقا ً!‬
‫أال يكفيه تابعه روماريو هذا الذي حضر وفعل مشكلة من أجل مقابلتها ؟!!‬
‫تحدث إليه أحدهم يقول بتنهيده‪ :‬أخيرا ً حضرت يا سيد دارسي ‪ ،‬لقد تعبنا من محاولة منع أي‬
‫أحد من اإلقتراب منها‪..‬‬
‫دارسي ببرود‪ :‬جيد ‪ ،‬أين هي ؟‬
‫تقدمه في المشي وهو يقول‪ :‬من هنا‪..‬‬
‫تبعه دارسي بهدوء حتى أوصله الى باب مغلق بإحكام ليقول بعدها‪ :‬غادر وال تسمح ألحد‬
‫بالدخول‪..‬‬
‫هز رأسه وأجاب‪ :‬كما تأمر‪..‬‬
‫غادر في حين تقدم الحارس الوحيد الموجود وفتح له الباب لتتسع عينا ريتا بفزع وترفع‬
‫رأسها ناظرةً الى الباب‪..‬‬
‫إرتجف قلبها ُرعبا ً وهي ترى دارسي الذي قضت يومها تتمنى حضوره‪..‬‬
‫وقفت من فورها وعادت خطوات الى الخلف وكُل خلية في جسدها تنبض خوفا ً منه‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ،‬هي غبيه!!!‬
‫ما هذه األمنية الساذجه ؟!!!‬
‫من يتمنى رؤية هذا الشخص المظلم المخيف ؟!‬
‫نظر إليها دارسي ببرود واآلن فهم لما عصت أوامره فهي في النهاية شابه صغيره تحكمها‬
‫عواطفها البلهاء!‬
‫لهذا هو ال يحب أن يدخل الى المنظمة أطفال!!!‬
‫بلعت ريتا ريقها عشرات المرات وهي تنظر في أي شيء في الحجره إال عينيه القاتلة هذه‪..‬‬
‫وبشكل غريب إجتاحتها رغبة بكاء شديده فهي تعلم بأن حضوره أمامها يعني شيئا ً واحدا ً وهو‬
‫أنه لن يخرج حتى يرى دمائها مسكوبة على األرض‪..‬‬
‫سألها بهدوء‪ :‬وصلتك أوامري بخصوص الطفله صحيح ؟‬
‫إرتجفت شفتيها وهي تجيبه دون أن تنظر الى عينيه‪ :‬نـ نعم‪..‬‬
‫سألها مجدداً‪ :‬وماذا فعلتي ؟‬
‫تكره هذا األسلوب حيث يُجبرها بنفسها على اإلعتراف بغلطها‪..‬‬
‫تحدثت بصوت مخنوق من شدة اإلرتجاف‪ :‬آسفه ‪ ،‬كُنتُ حمقاء ‪ ،‬سامحني‪..‬‬
‫سألها ذات السؤال وببرود قاتل‪ :‬ماذا فعلتي ؟‬
‫أغمضت عيناها قليالً تُحاول تهدئة نفسها كي تستطيع مواجهة مصيرها المحتوم‪..‬‬
‫فتحتها وأجابته بصوت أكثر إتزان من السابق‪ :‬إنتابتني لحضة ضعف وتركتُها تهرب قبل أن‬
‫آتي الى ُهنا‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬وهذا يعني ؟‬
‫صمتت قليالً ثم أجابته باإلجابة التي يريد سماعها من دون شك‪ :‬عصيتُ أوامرك‪..‬‬
‫وببرود تام أخرج مسدسه وأطلق عليها النار‪..‬‬
‫ج ُحضت عيناها عندما إخترقت الرصاصة كتفها األيسر فوق قلبها بقليل‪..‬‬
‫جثت على ُركبتيها وهي تصرخ من األلم القاتل الذي أح ّل بها‪..‬‬
‫بقي موجها ً المسدس إليها وهو يقول ببرود‪ :‬قيل لي بأنك خبأ ِتها ‪ ،‬أين ؟‬
‫لم تستطع أن تُجيبه فاأللم شل لسانها عن الحديث ويكاد يشل عقلها عن التفكير وإستيعاب ما‬
‫حولها‪..‬‬
‫بقيت أمام عينيه الباردة تصرخ وتئن من األلم وهو ينظر إليها وبداخله تنامى بعض اإلنزعاج‬
‫‪ ،‬من الصعب حقا ً إستجواب أمثالها فالصغار عادةً ال يحتملون رصاصة واحده‪..‬‬
‫سقطت على جانبها األيسر وهي تضغط بكلتا يديها على مكان إختراق الرصاصه وتكور‬
‫جسدها على نفسها من شدة األلم‪..‬‬
‫إنسكبت دمائها أرضا ً وتلون شعرها ذا الخصل الورديه باللون األحمر القاتم حتى بدأ األلم يبلغ‬
‫منها مبلغه وبدأ وعيها يُغادر تدريجيا ً‪..‬‬
‫إلتفت وقرر ترك األمر ك ُمراهنه ‪ ،‬إن ماتت بهذه الرصاصه فال بأس فوجودها وعدمه واحد‪..‬‬
‫وإن كافحت وبقيت على قيد الحياة حتى الغد فسيُجبرها حينها على اإلعتراف على مكان‬
‫الطفله‪..‬‬

‫**‬

‫في الجهة األُخرى كان موريس يجلس على كرسي من الجلد ويهز رجله اليمنى بتوتر بالغ‬
‫وغضب شديد‪..‬‬
‫ضغط مجددا ً على زر اإلتصال ناظرا ً الى الشاشه ينتظر أن يرد ذلك الوغد على مكالمته‪..‬‬
‫إنه في أوج توتره وغضبه وال يعرف شيئا ً عما يحدث اآلن!‬
‫أخبره روماريو عن كونه ُمنع تماما ً من رؤيتها وال يعرف حتى عن مكانها!‬
‫سحقا ً لذلك اللعين المزعج الذي يتدخل في أعمال غيره!!‬
‫ُ‬
‫همس وهو يشد على أسنانه‪ :‬هل أجبرها على اإلعتراف ؟؟؟! هل الطفلة أصبحت بين يديه ؟!!‬
‫سحقا ً!‬
‫سحقا ً ُ‬
‫ُ‬
‫أال يكفيه أن تعب األشهر الماضيه ذهب سدى عندما هربت إبنة فينسنت تلك من قبضتهم!!‬
‫أال يكفي هذا!!‬
‫ال يُريد أن يعود الى نقطة البدايه مجددا ً!‬
‫ال يريد هذا!‬
‫سحقا ً يالهم من أغبياء !! بالمكان إثنان من كبار المنظمة ومع هذا هربت من تحت‬ ‫همس‪ُ :‬‬
‫أنظارهم بدون أي صعوبة تُذكر !! سحقا ً لهم!‬
‫وقف وقد قرر أخيرا ً العودة بنفسه الى باريس وسيُأجل البحث مجددا ً عن إبنة فينسنت الى‬
‫وقت آخر‪..‬‬
‫لن يُطارد عصفورا ً هاربا ً وبقفصه المكسور واحد آخر على وشك الطيران!‬
‫هناك أولويات عليه المحافظة عليها قبل أن يخسر كُل شيء‪..‬‬

‫***‬
‫‪29 juonyour‬‬
‫‪9:30 am‬‬

‫شارع عام‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫جلست إستيال بهدوء بالغ في أحدى المقاهي على المفتوحة على‬
‫طلبت لنفسها قهوتها التركيه المفضله وهي تنظر عبر الزجاج الذي يغطي كامل واجهة المحل‬
‫ويفتح على الشارع‪..‬‬
‫تنهدت ونظرت الى ساعة معصمها هامسه‪ :‬مرت نصف ساعه ولم يأتي بعد ! أيمزح معي أم‬
‫ماذا ؟‬
‫ما إن أنهت تساؤلها حتى جلس على المقعد الذي أمامها وهو يقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫نظرت ببرود الى عيني أخاها األكبر واألحمق وهي تقول‪ :‬هل سأجد تفسيرا ً على أفعالك ؟‬
‫إنزعج فرانس وهو يقول‪ :‬لم أتصل بك ألفسر أي شيء‪..‬‬
‫رفعت إستيال حاجبها وهي تقول‪ :‬أها إذا ً إتصلت لنتدردش وكأننا أخوة طبيعيون ال مشاكل‬
‫تجري معهم ؟‬
‫صمت قليالً ثم أجابها‪ :‬أجل‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهها بينما إلتفت فرانس وإستدعى المضيف ‪ ،‬حالما أتى أشار الى‬
‫إستيال يقول له‪ :‬أحضر لي مثل طلبها‪..‬‬
‫هز المضيف رأسه وغادر بينما إبتسم فرانس لها يقول‪ :‬كيف حالك إستيال ؟ مضت فترة‬
‫طويله على خروجنا معا ً هكذا‪..‬‬
‫إستيال ببرود‪ :‬أعرف بأنك لم تفعل كُل هذا إال ألتوسط لك بأمر ما ‪ ،‬حسنا ً أتمنى بأن يكون عن‬
‫رغبتك للعودة الى المنزل صحيح ؟ إذا كان أجل فسأعدك أن أُساندك‪..‬‬
‫ظهر اإلنزعاج على وجهه ولم يُعلق حيث قد تقدم المضيف وقدم له القهوة التركيه‪..‬‬
‫ت حقا ً جميله ‪ ،‬واثق‬ ‫بعدما غادر إبتسم فرانس مجددا ً إلستيال يقول‪ :‬أتعلمين ‪ ،‬ال أُبالغ ولكن أن ِ‬
‫بأنه قد غازلك وتقرب منك الكثير من الرجال صحيح ؟‬
‫أصبح األمر واضحا ً لديها ‪ ،‬هو ال يبدأ بالكالم اللطيف إال ألن طلبه سيرفض عادةً‪..‬‬
‫سألته‪ :‬على أية حال لما تأخرت لنصف ساعة ؟ ألم تؤكد علي أن أحضر في تمام التاسعه ؟‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬كُنتُ أراقبك وأتأكد بأنك لم توقعيني بفخ‪..‬‬
‫رفعت حاجبها بإستنكار ففسر كالمه بإنزعاج قائالً‪ :‬اإلتصاالت المتكرره على رقمي وتفتيش‬
‫كُل بُقع ٍة إعتدتُ الذهاب إليها وأخيرا ً تجميد حسابي بالبنك !! لم يتبقى سوى أن تستأجروا‬
‫حرسا ً شخصيين ليُمسكوا بي ويُعيدونني الى المنزل عنوه!‬
‫إستيال ببرود‪ :‬أتُخطئ وتتوقع أنه يمكنك الهرب من خطأك بسهوله ؟‬
‫فرانس بإنفعال‪ :‬لكنه منذ البدايه خيرني عمي بين أن أُطرد وأمنع من أحقية اإلنتماء الى هذه‬
‫العائله ! لماذا إذا ً عندما أختار هذا الخيار أُطارد هكذا ؟!! لما ال يدعني وشأني ها ؟!!!‬
‫إستيال بهدوء‪ :‬أخفض صوتك رجاءا ً‪..‬‬
‫إنتبه لنفسه وصمت لفتره قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً بعدها أخذ كوبه ورشف رشفةً منه‪..‬‬
‫كاد أن يبصق ما شربه عندما شعر بمرار ٍة ال تُطاق فرفع وجهه الى إستيال يقول‪ :‬باهلل عليك‬
‫ما هذا الشيء اللعين الذي تشربينه ؟!!!‬
‫لم تُجبه ورشفت من كوبها بكُل برود فإلتفت وإستدعى المضيف طالبا ً منه بعض الماء‪..‬‬
‫سألته‪ :‬حسنا ً دعنا من كُل هذه المقدمات وأخبرني بالسبب الرئيسي لطلبك ُمقابلتي‪..‬‬
‫إستمر بالصمت حتى أتاه كوبا ً من الماء فشربه كله دفعةً واحده قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً‬
‫وينظر إليها‪..‬‬
‫أجابها‪ :‬عودة الى ذلك المنزل قطعا ً لن تحدث مهما كانت محاوالتكم ومهما كان ما تفعلونه‬
‫ومهما كانت الطرق التي ستستخدمونها ‪ ،‬ال أمانع البقاء في األحياء القذره أشحذ المال أو‬
‫أسرقه ولكن أن أعود فهذا ُمستحيل يا إستيال وهذا كالم قاطع ال نقاش فيه‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره بهدوء تام ‪ ،‬إنه حقا ً ال يزال أخا ً عنيدا ً يسبب المشاكل بتصرفاته التي ال تملك‬
‫أي تفسير ُمقنع‪..‬‬
‫أكمل فرانس كالمه عندما لم تُعلق أخته على هذا وقال‪ :‬لذا أردتُ أن أطلب منك خدمه ‪،‬‬
‫أعيريني مبلغا ً جيدا ً من المال أو أعطيني حسابك البنكي اآلخر وأعدك بأني سأُعيده لك كُل‬
‫قرش أصرفه ‪ ،‬وإن كان يُمكنك أن تفكي التجميد عن حسابي المصرفي فسأكون مدينا ً لك‬ ‫ٍ‬
‫طوال حياتي‪..‬‬
‫بقيت صامته لفترة طويله قبل أن تقول‪ :‬فرانس ‪ ،‬لماذا تفعل كُل هذا ؟ لماذا أنت مختلف عن‬
‫البقيه ؟ ما سبب تصرفاتك ؟ لماذا في البداية فعلتَ هذا لريكس أمام الجميع ؟ لما تتصرف‬
‫بعناد بعدها وكأنك لم تُخطئ ؟ لماذا تتهرب من عالقاتك بنا وتُنكرها ! أنا ال أفهمك‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه وهو يهمس‪ :‬ولن يفهمني أحد‪..‬‬
‫أكمل بعدها‪ :‬إستيال هل ستُعطيني أم ال ؟ أريد جوابا ً نهائيا ً‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬سأفعل‪..‬‬
‫إبتسم ُرغما ً عنه وبان الفرح على ُمحياه لتُكمل كالمها قائله‪ :‬بشرط أن تُخبرني بسبب‬
‫تصرفاتك المتمرده والعنيدة هذه‪..‬‬
‫عاد اإلنزعاج الى وجهه وأشاح بوجهه بضيق وهو يهمس‪ :‬إذا ً لن تُعطيني صحيح ؟‬
‫إستيال‪ :‬كالمي واضح أخبرتُك بأني سأُعطيك‪..‬‬
‫ت ال‬ ‫نظر الى عينيها يقول‪ :‬تضعين شرطا ً تعجيزيا ً وتقولين سأُعطيك ؟!!! نيتك واضحه ‪ ،‬أن ِ‬
‫تُريدين!‬
‫إنفعلت إستيال ألول مره تقول‪ :‬مابك بحق هللا ؟!!! لما تُخفي كُل شيء وترفض اإلفصاح عنه‬
‫؟!! تتصرف تصرفات طائشه جنونيه وعندما نُعاتبك تقول "اووه أنتم ال تفهمونني" !!! حسنا ً‬
‫إذا ً ‪ ،‬إشرح لي حتى يُمكنني فهمك ؟!! أنا مستعده لإلصغاء إليك حتى النهايه ولكن إشرح‬
‫رجاءا ً!‬
‫أشاح بنظره بكُل ضيق يقول‪ :‬لن تفهمين ‪ ،‬ستقولين بأنها أسباب تافهه غبيه ‪ ،‬أُفضل أال‬
‫أقولها على أن تستهيني بها‪..‬‬
‫وقف وأخرج ما تبقى من مال في محفضته واضعا ً إياه بجانب كوبه وهو يُكمل‪ :‬لم أعد أرغب‬
‫بأي شيء منك ‪ ،‬هذا حساب قهوتي‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادر فشدت على أسنانها ثم قالت‪ :‬فرانس توقف!‬
‫سحقا ً ! لما هو‬
‫لم يسمع لها وغادر المقهى فوضعت فورا ً رأسها على يديها وهي تهمس‪ُ :‬‬
‫هكذا ؟ ولما أنا بالفعل ال يُمكنني فعل شيء لتغييره ؟‬
‫أغمضت عينيها وهي تُكمل بهمس‪ :‬لقد تعبتُ من كُل هذا‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:42 pm‬‬

‫دخل مارك لتوه من الباب بعدما عاد من مدرسته‪..‬‬


‫دخل الى الصالة فشاهد أمه تجلس على األريكة وتُقلب بين يديها عقدا ً يبدو باهض الثمن‪..‬‬
‫حالما أحست األم بدخوله إلتفتت إليه رافعةً العقد بيديها تقول‪ :‬أنظر ماذا وجدتُ في المخزن ؟‬
‫تقدم منها وقلّب العقد بين يديه لتُكمل‪ :‬إنه إحدى مجوهراتي الثمينه ‪ ،‬لقد فقدتُه عندما إنتقلنا‬
‫سرق من قِبل العامالت الالتي إستأجرناهن وقتها ولكن‬ ‫الى هذا المنزل وضننتُ وقتها أنه قد ُ‬
‫ُ‬
‫يبدو بأن سقط سهوا ً بين حاجياتنا القديمه ولم أعثر عليه إال هذا الصباح وأنا أقلب بحثا ً عن‬
‫أمر ما ‪ ،‬يالها من صدفة رائعه!!‬
‫مارك بتساؤل‪ :‬يبدو ثمينا ً جدا ً‪..‬‬
‫األم‪ :‬وهو كذلك ‪ ،‬أخيرا ً جاء الفرج ‪ ،‬بهذا أصبحتُ أملك المبلغ المطلوب‪..‬‬
‫عقد حاجبه ونظر إليها حيث أنه لم يفهم معنى كالمها‪..‬‬
‫أخذت العقد من يده ووضعته على الطاوله بعدها أمسكت بيديها كتفيه ناظرةً الى وجهه تقول‪:‬‬
‫مارك إسمع عزيزي ‪ ،‬ماهو تعريفك للوالدين ؟‬
‫تعجب من سؤالها وقال‪ :‬ما هذا السؤال أمي ؟ هل ُهناك خطب ما!‬
‫نظرت بعينيها الجادتين تقول‪ :‬األم واألب هما من تربطهما عالقة دم مع إبنهما ‪ ،‬األم واألب‬
‫هما من أنجبا الطفل ‪ ،‬هذا هو التعريف‪..‬‬
‫شدّت بيديها على كتفه وقالت‪ :‬ولكن هذا خطأ ‪ ،‬الوالدين ليسا من يُنجبان بل من يُربيان‬
‫صحيح ؟!! ال عالقة دم وال غيرها تجعل منك والدا ً بل التربية واإلهتمام وحدهما!!‬
‫ظهر الكره في عينيها وأكملت‪ :‬الذي يُسمى بوالدك أهملك تماما ً ولم يربك كبقية األطفال ! إذا ً‬
‫هو ليس والدا ً لك ‪ ،‬أنا فقط أمك ألني أنا من ربتك وإهتمت بك بينما هو ال صحيح ؟!!!‬
‫ت تُخيفينني‪..‬‬‫مارك‪ :‬أمي أن ِ‬
‫سألته مجددا ً بحده‪ :‬صحيح ؟!‬
‫أشاح بنظره بعيدا ً ‪ ،‬نعم هو يكره والده للغايه ولكن لما ال يستطيع تأييد والدته في كالمها ؟‬
‫رفعت يدها ولفت وجهه إليها تقول‪ :‬هذه الحقيقة التي يجب عليك إستيعابها لذا من اآلن لن‬
‫نبقى ُهنا‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بدهشه لتُكمل‪ :‬منذ وجودنا هنا وأنا أعمل لجني المال وتوفيره من أجل أن نرحل‬
‫لبقعة بعيدة ال يُمكن فيها لوالدك أن يصل إليها ‪ ،‬واآلن أخيرا ً جاء هذا العقد ك ُمنق ٍذ لنا!!!‬
‫إتسعت عيناها وتوقفت عن الحديث وهي ترى الصدمة على وجهه فقالت بسرعه وبنبر ٍة‬
‫أخافته‪ :‬لما أنت مصدوم ؟ ال تقل لي بأن كالمي لم يُعجبك ؟! ال تقل لي بأنك تريد البقاء هنا ؟‬
‫ال تقل لي بأنك تنتظر والدك يفتح الباب ويبتسم بوجهك وكأنك إبنٌ له ؟ ال تقل هذا!!‬
‫أشاح بنظره مترددا ً يقول‪ :‬كال ولكنني إعتدتُ البقاء هنا ‪ ،‬أريد مدرستي وأصدقائي ‪ ..‬هذا كُل‬
‫شيء‪..‬‬
‫لفّت وجهه مجددا ً لتجبره على النظره في عينيها تقول‪ :‬أنت إبني ولن تذهب ألي مكان إال‬
‫معي ‪ ،‬ستجد مدرسه جديده وأصدقاء جدد ‪ ،‬أتفهم ؟!! ال تعترض على هذا‪..‬‬
‫شعر بالكثير من التناقض في داخله ولم يستطع أن يعبر عنه أبدا ً‪..‬‬
‫يكره والده ولطالما تمنى الخروج من هذا المنزل وفي الوقت ذاته ال يعلم لما قلبه يقول‬
‫العكس!‪.‬‬
‫لما يشعر وكأنه من الخطأ ترك هذا المنزل ؟‬
‫لما ال يُمكنه مجاراة رغبة والدته هذه!!‬
‫هو ال يعلم!‬
‫سحب نفسه منها عنوة صاعدا ً الى غرفته فرفعت صوتها تقول‪ :‬ستذهب معي مارك ‪ ،‬ال أريد‬
‫سماع شيء آخر غير هذا أفهمت ؟!!‬
‫دخل مارك حجرته وإنزلقت حقيبته من على كتفه وهو يقف خلف الباب بهدوء تام‪..‬‬
‫جلس بمكانه ونظر الى الفراغ لفتره قبل أن يقول‪ :‬ال تكذب على نفسك ‪ ،‬حتى على الرغم من‬
‫انك تعرف مكان والدك إال أنك لم تفكر مطلقا ً بالذهاب إليه ! فقط تجلس وتنتظره ‪ ،‬أنت تكرهه‬
‫‪ ،‬تكرهه جدا ً لذا غادر من هنا يا مارك فربما قد يحرك هذا قلب والدك المتجمد‪..‬‬
‫شد على أسنانه وأكمل بهمس‪ :‬لما أفكر بتحريك قلبه ؟ هل حقا ً أنا أنتظر منه إهتماما ً ؟! ال‬
‫أفهم نفسي‪..‬‬
‫أغمض عينيه وأخذ نفسا ً عميقا ً بينما والدته اآلن بدأت بترتيب الحاجيات ألجل أن تستعد‬
‫لمغادرة المكان آخذةً مارك معها الى بقعة مجهولة عن الجميع حتى والده‪..‬‬
‫ستأخذه بعيدا ً عن هنا وهي تعلم بأنها بهذا ستسلبه حقه الشرعي الذي لم تخبره عنه بعد‬
‫ولكن هذا ال يهمها‪..‬‬
‫هو ولدها وستعيش معه طوال حياتها بعيدا ً عن والده المهمل‪..‬‬
‫هذا فقط ما تُفكر فيه‪..‬‬

‫***‬
‫‪2:55 pm‬‬

‫تجلس آليس بهدوء تام على سريرها وهي شاردة الذهن تنظر األرض بهدوء تام‪..‬‬
‫منذ األمس وما تُفكر فيه هو أسئلة ريكس لها‪..‬‬
‫ماذا ستفعل من اآلن ؟‬
‫نعم ماذا عليها أن تفعل ؟ ما الخطوة القادمة التي يجب أن تُقدم عليها ؟‬
‫ماهي مخططاتها ل ُمستقبلها المجهول هذا ؟!‬
‫عليها أن تُفكر في هذه األمور بجدية أكبر فهي ال تعيش حياة عاديه لتجعلها تسير وقفا ً للحظ‬
‫‪..‬‬
‫عليها أن تدرس خطواتها وأن تنتبه لنفسها أكثر فأكثر‪..‬‬
‫حسنا ً إكتشفت بعض األمور الفضيعه التي حدثت قبل فقدانها للذاكره لذا عليها تجاوزها وعدم‬
‫اإلستسالم لها‪..‬‬
‫لديها أمور مهمه ‪ ،‬لديها أخت صغيره يتيمه عليها أن تجدها وتأويها وتهتم بها‪..‬‬
‫هي مرتاحة نوعا ً ما فذلك األصلع صدق كونها فاقده لذاكرتها ولكنه لم يُبد أي رغبة في قتلها‬
‫‪..‬‬
‫بالمقابل ذلك ال ُمدعى بدارسي غير مصدق لكونها فقدت ذكرياتها ولديه رغبة عارمه بقتل‬
‫الصغيره ولكن يبدو بأنه لن يفعل حاليا ً فهو يستخدمها لتهدديها‪..‬‬
‫ومن كالمه يبدو بأنه يبحث عن أسئلة ال يملك إجاباتها سوى هي لذا لن يخاطر بقتل آخر فرد‬
‫تربطها عالقة به‪..‬‬
‫لذا األمور ُمستقره اآلن‪..‬‬
‫األهم لديها اآلن العثور عليها‪..‬‬
‫هي ليست مسجونة أو شيء من هذا القبيل ف ُمكالمة الفيديو تلك رأت فيها أختها بحديقة عامه‬
‫‪..‬‬
‫ولكن كيف تصل إليها ؟‬
‫هي بباريس دون أدنى شك ولكن هناك الكثير ممن يرغبون باإلمساك بها وتخاف المخاطرة‬
‫بالذهاب‪..‬‬
‫في هذه الحاله بقيت لديها خطة واحده‪..‬‬
‫إبتسمت بهدوء وهمست‪ :‬سأستغل ريكس أحسن إستغالل ‪ ،‬لقد إستطاع تهريبي ‪ ،‬لذا يمكنه‬
‫إحضار أختي إلي‪..‬‬
‫ضاقت عينيها وأكملت‪ :‬كُل ما علي فعله هو الكذب وإيهامه بأني إسترجعت بعضا ً من ذكرياتي‬
‫بخصوص والدته الروسية تلك‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وهي تقول‪ :‬ولكن أحكمي كذبتك جيدا ً ‪ ،‬فهو لن يصدقك فقط إن قُلتيها كالما ً‬
‫‪ ،‬حاولي جمع بعض المعلومات فإن أفصحتي عن معلومة ما من المفترض أال أتذكرها هذا‬
‫سيجعله يصدق كوني إسترجعتُها حقا ً ‪ ..‬إذا ً من يُمكنه تزويدي بمعلومات عن والدته ؟‬
‫صمتت لفترة تُفكر قبل أن تتنهد وتقف مغادرةً الغرفه الى المطبخ فقد شعرت ببعض الجوع‬
‫وستطبخ لها بعض الطعام‪..‬‬
‫فتحت األدرج فقد كان المطبخ مجهز بالكامل وهذا شيء جيد فعله ذاك المزعج‪..‬‬
‫ضاقت عيناها قليالً قبل أن تهمس‪ :‬أخوته وأبناء عمومته البد من أنهم يعرفون شيئا ً ! من‬
‫منهم المناسب لجر كُل المعلومات منه ؟‬
‫ي قائالً بأنه صديق‬
‫إبتسمت قليالً وقالت‪ :‬ومن غيره ! ذاك الكاذب المنافق الذي ضحك عل ّ‬
‫إدريان ‪ ،‬سأستغل كذبته هذا لجر عاطفته والتظاهر بضيقي تجاه هذا األمر ألجعل المعلومات‬
‫هي ثمن الذي عليه دفعه ل ُمراضاتي ! هذا سيُجدي نفعا ً‪..‬‬
‫جلست فورا ً مخرجةً هاتفها وهي تُكمل‪ :‬هو عاطفي للغايه لذا علي إرسال رسالة تستثير‬
‫ي ركضا ً دون تفكير‪..‬‬
‫عاطفته وتجعله يأتي إل ّ‬
‫فتحت الهاتف وكتبت هذه الجمل القصيره‪..‬‬
‫"على الرغم من كذبك علي إال أنك الوحيد الذي أثق به ‪ ،‬أرجوك ‪ ،‬أنا في مشكلة وأحتاج الى‬
‫ُمساعدتك ‪ ،‬ال تُعطيني ظهرك كما فعل البقية معي ‪ ،‬ال تتركني وحدي فرانس"‬
‫إبتسمت وضغطت زر اإلرسال‪..‬‬

‫***‬

‫‪4:19 pm‬‬

‫دخل ريكس الى مقر الرئيسة كارمن ليجدها أمامه في الباحة الكبيره تُحادث باتريك ورجالً آخر‬
‫معه‪..‬‬
‫حالما الحظت ريكس أشارت له بالقدم فتقدم ووقف أمامها لتقول‪ :‬لقد تأخرت‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬إعذريني ‪ ،‬كان هناك بعض الزحام في الطريق‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬ال بأس ‪ ،‬على أية حال لدي إجتماع ُمهم مع الرئيس في باريس لذا سأترك المكان‬
‫ألسبوع تقريبا ً ‪ ،‬باتريك سترأس المكان بغيابي وأُريد لكُل شيء أن يستمر دون إنقطاع وإذا‬
‫إحتجت لشيء ما عليك ُمكالمتي فحسب ‪ ،‬كُل شيء تحت سيطرتك فكُن حذرا ً‪..‬‬
‫هز رأسه بهدوء دون تعليق فنظرت الى ريكس وقالت‪ :‬أعلم عن كون عملك يُشغلك قليالً ولكن‬
‫ال أريد وضع أمر تهريب البضائع عبر المنفذ سوى عليك أنت ‪ ،‬ستهتم باألمر بأكمله وهذا‬
‫يعني حضورك بشكل شبه دائم ‪ ،‬فترة أسبوع واحده هل يُمكنك تحملها ؟‬
‫ريكس‪ :‬أجل يُمكنني‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬هذا جيد ‪ ،‬المنفذ تحت سيطرتك بالكامل ‪ ،‬ال ترجع إلي بأي شيء بخصوصه بل‬
‫إستعمل حدسه وقدراتك ‪ ،‬هل يمكنني الوثوق بك في األمر ؟‬
‫هز رأسه مجيبا ً بهدوء‪ :‬ال تقلقي حيال ذلك‪..‬‬
‫نظرت الى الثالث وتحدثت معه في حين ضاقت عينا باتريك وهو يُراقب شرود ريكس‪..‬‬
‫حالما إنتهت أعطتهم كلمتها األخيره ثُم إلتفتت وغادرت‪..‬‬
‫تنهد الثالث وبدأ بالتوجه الى الداخل وهو يقول‪ :‬واااه لدي مسؤولية كبيره ‪ ،‬علي التركيز فيها‬
‫وإال سيخيب ضنها بكُل تأكيد‪..‬‬
‫إلتفت ريكس ليُغادر بدوره فقال باتريك بهدوء‪ :‬توقف قليالً‪..‬‬
‫توقفا كالهما ‪ ،‬إلتفت الرجل الثالث وعندما رآه يقصد ريكس إلتفت وغادر بينما ريكس إلتفت‬
‫بهدوء ونظر إليه فقال باتريك‪ :‬الى أين ؟‬
‫ريكس ببرود‪ :‬عمل علي اإلنتهاء منه حتى أتفرغ هذه الليله ألمر البضائع‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬وماهو هذا العمل ؟‬
‫لم يرتح ريكس لهذا السؤال فأجاب بهدوء‪ :‬إنها أمور خاصة خارج نطاق عملي هنا لذا ال‬
‫داعي لمعرفة أحد بها‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬سمعتُ بأنك كُنت هنا في اليوم الذي هربت فيه السجينه ؟ صحيح ريكس!‬
‫ضاقت عينا ريكس قليالً ثم تقدم منه حتى وقف أمامه وتحدث ببرود وهو يقول‪ :‬إن كانت لديك‬
‫بعض الشكوك فإحتفظ بها ألنك لو أخرجتها للعلن وإتهمتني فسأثبت كون إتهامك زورا ً‬
‫وسأُطالب بحق إسترجاع لكرامتي ‪ ،‬وهذا لن يضر سواك أنت باتريك‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادر وهو عاقد الحاجبين منزعج!‬
‫منذ البدايه يعلم عن كون باتريك يكرهه وال يُحب وجوده ‪ ،‬هل وصل األمر به الى تقصي‬
‫تحركاته!‬
‫إن باتريك هو آخر من يريده أن يشك بشيء ‪ ،‬يتمنى أن يتوقف شكه عند هذا الحد فحسب‪..‬‬
‫في حين بقي باتريك في مكانه لفتره قبل أن يهمس‪ :‬وهل تضنني سأتهمك هكذا ؟ كُل ما علي‬
‫هو أن أخطط لألمر جيدا ً وأجعلك بنفسك تُقدم على خطوة حمقاء أمام الجميع‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬نعم ‪ ،‬هذا هو فقط ما علي فعله واألمر ال يتطلب سوى شيئا ً بسيطا ً للغاية‬
‫عزيزي‪..‬‬
‫ُ‬
‫إلتفت متجها ً الى الداخل وأكمل بهمس‪ :‬لذا دعني أرى إن كانت شكوكي صحيحه أو أني أبالغ‬
‫فقط‪..‬‬

‫***‬
‫‪5:33 pm‬‬
‫ـ ‪ paris‬ـ‬

‫وقف جاكي أمام منزل متوسط الحجم ونظر إليه لفتره‪..‬‬


‫لقد كان كما السابق ‪ ،‬هادئ للغايه ومؤصد األبواب والنوافذ‪..‬‬
‫تنهد ثُم نظر الى نينا قائالً‪ :‬هذا منزلكم صحيح ؟‬
‫نظرت نينا الى المنزل ثم هزت رأسها تقول‪ :‬أجل‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬هل نجرب الدخول إليه ؟ قد تكون رين هناك ؟‬
‫هزت نينا رأسها تقول‪ :‬كال ‪ ،‬خرجنا منه منذ زمن ‪ ،‬بقيتُ عند جدتي وتركتني خلفها قائله‬
‫بأنها ستُنهي بعض األمور ونعود للعيش معا ً ‪ ..‬يستحيل أن تعود هنا‪..‬‬
‫جاكي بإبتسامه‪ :‬ال تكوني ُمتشائمه ‪ ،‬ربما هي هنا أو على األقل قد نجد شيئا ً يدلنا على‬
‫مكانها!‬
‫نظرت إليه بتساؤل وكأنها تقول ماذا قد نجد أصالً!!‬
‫أجاب نظراتها يقول‪ :‬ربما مثالً بعثت برسالة صوتيه الى هاتف منزلها ! ربما تأتي الى هنا‬
‫بين حين وآخر وسنجد بعضا ً من أوراق أو عنواين توصل إليها ‪ ،‬ربما غرفتها تحوي على‬
‫مخططات لألماكن التي تتردد لزيارتها ‪ ،‬صحيح ؟‬
‫شعرت باألمل من كالمه وعندما فتحت فمها لتتحدث جائهما صوتٌ متفاجئ يقول‪ :‬جاكي ؟!!‬
‫إلتفت جاكي ليرى صديقه كلود قادما ً من الجهة األخرى فتنهد وهو يتمنى أن يمر األمر على‬
‫خير‪..‬‬
‫إبتسم حالما إقترب كلود يقول له‪ :‬مرحبا ً كلود ‪ ،‬أخبارك ؟‬
‫وقف كلود أمامه ثُم أعطى المنزل نظرة سريعه قبل أن ينظر إليه ويقول بسخريه‪ :‬لما أنت هنا‬
‫جاكي ؟ ال تقل لي لتسترجع ذكريات الثانوية السعيدة عندما كُنا معا ً!!‬
‫ليُكمل بعدها بضيق‪ :‬فبسببها أصبحت ذكريات مؤلمه‪..‬‬
‫تنهد جاكي وقال‪ :‬حسنا ً وأنت ؟ منزلك ليس في هذه الجهه ؟‬
‫دُهش كلود للحضه بعدها وضع يديه في جيب بنطاله وشات صخرة صغيرة أمامه وهو يقول‪:‬‬
‫إني بين فترة وأُخرى أمر من هنا آمالً في ُمقابلتها‪..‬‬
‫ظهر األلم والغضب في عينيه وهو يُكمل‪ :‬أريد رؤيتها والصراخ في وجهها ‪ ،‬أُريد أن أجعلها‬
‫تدفع ثمن ما فعلته ‪ ،‬أنا غاضب منها أكثر مما تتخيل جاكي!‬
‫صمت جاكي ولم يُعلق في حين الحظ كلود وجود نينا فقال بتعجب‪ :‬من ؟ أتذكر بأنك تملك‬
‫أختان صغيرتان فحسب ؟ أهي قريبتك ؟‬
‫تردد جاكي قليالً قبل أن يقول‪ :‬تُدعى نينا ‪ ،‬أُخت رين‪..‬‬
‫صدم كلود ونظر إليه يقول‪ :‬ماذا تقول ؟!!!‬‫ُ‬
‫بعدها نظر الى نينا لفتره وهو مصدوم لتتالشى الصدمة تدريجيا ً وهو يقترب منها‪..‬‬
‫إنحنى ليصل الى طولها ونظر الى وجهها قليالً وهو يقول‪ :‬بعد أن قُلتَ هذا يُمكنني رؤية بعض‬
‫الشبه بينهما ‪ ،‬ليس بالشبه الكبير ولكن هناك بعض الشبه‪..‬‬
‫إتعدل في وقفته وسأل‪ :‬وكيف أصبحت أختها معك ؟‬
‫صمت ُمفكرا ً وأكمل بعدها‪ :‬أتذكر بأنها أخبرتنا عن كون أُختها تعيش بمدينة بعيده للغايه مع‬
‫والدتها ‪ ،‬كيف فجأه اصبحت معك ؟‬
‫جاكي‪ :‬قصة غريبةً بعض الشيء‪..‬‬
‫كلود‪ :‬وأنا ُمتفرغ ‪ ،‬أخبرني عنها‪..‬‬
‫صمت جاكي لفتره بعدها نظر الى المنزل وقال‪ :‬ما رأيك أن ندخل ونتحدث بالداخل ؟‬
‫شعر كلود بالضيق وهو يقول‪ :‬ال أريد الدخول‪..‬‬
‫تقدم جاكي مع نينا الى باب المنزل وهو يقول‪ :‬لقد إعتدنا القدوم الى هنا كثيرا ً ‪ ،‬هي لن‬
‫تغضب إن دخلناه دون إذن‪..‬‬
‫إنزعج كلود وإلتفت حيث ذهب جاكي وهو يقول بغضب‪ :‬ليس غضبها هو ما يهمني !! بل‬
‫المنزل بأكمله أصبح كريها ً لدي وال أريد دخوله‪..‬‬
‫ضحك جاكي وهو يُحاول فتح الباب وقال‪ :‬وماذا فعل لك هذا المنزل المسكين لتنعته بالكريه ؟‬
‫زاد إنزعاج كلود من سخرية صديقه وعندما فتح فمه ليتحدث جائهما صوت حاد يقول‪ :‬ماذا‬
‫تفعالن هنا ؟‬
‫تعجب جاكي وإلتفت الى حيث الصوت ليجد رجالً يرتدي نظارةً شمسيه يقطع الشارع ويتقدم‬
‫منهما‪..‬‬
‫خافت نينا عندما شاهدته وتشبثت بذراع جاكي بكل خوف فنظر إليها متعجبا ً‪..‬‬
‫أما هي فلم تتعرف على الرجل ولكنها بسهوله إستطاعت تخمين كونه ينتمي الى تلك المنظمه‬
‫فلقد قالت لها أختها ذلك‪..‬‬
‫قالت أن منزلهم لم يعد آمنا ً ولن يمكنهم العودة إليه فهو تحت مراقبتهم الدائمه‪..‬‬
‫كال‪..‬‬
‫هي خائفه!‬
‫ال تُريد أن يُمسك بها مجددا ً!‬
‫ال تُريد ذلك‪..‬‬

‫***‬
‫‪pm5:39‬‬

‫مشّط شقته جيئةً وذهابا ً وهو يُفكر برسالة آليس التي وصلته قبل فتره‪..‬‬
‫قلبه بأكمله معها ويُريد الذهاب فورا ً لرؤية ما خطبها ولكنه ال يزال يشعر بالعار من كذبه‬
‫عليها‪..‬‬
‫هل يذهب أم ماذا ؟‬
‫هو جبان ‪ ،‬ال يمكنه مواجهتها وفي الوقت ذاته ال يمكنه تركها هكذا وهي بحاجة ماسه إليه‬
‫؟!!‬
‫ماذا يفعل ؟‬
‫هو محتار بالكامل‪..‬‬
‫نظر الى الرسالة مترددا ً ‪ ،‬أصبعه على زر الرد ولكنه ال يُريد أن يرد‪..‬‬
‫شد على أسنانه قبل أن يستيقظ من أفكاره على صوت رسالة أُخرى‪..‬‬
‫فتحتها فإذ هي من إستيال تقول فيها "كم المبلغ الذي تحتاجه ؟"‬
‫إبتسم رغما ً عنه يهمس‪ :‬نعم رغم صرامتها إال أنها ألطف من آلبرت كثيرا ً ‪ ،‬هل أرد اآلن ؟‬
‫فكر قليالً وقرر تأخير الرد حتى ال يظهر وكأنه كان ينتظر رسالتها هذه‪..‬‬
‫شعر براحة عارمه تسكن صدره فهاهو اآلن إستطاع أن يتدبر أمر المال‪..‬‬
‫مجددا ً جائه صوت رسالة أُخرى فتعجب وهو يهمس‪ :‬أهو اليوم العالمي للرسائل أو ماذا ؟‬
‫أتسعت عيناه بدهشه وهو يرى إسم المرسل‪..‬‬
‫هذا الشخص !!! آخر مرة تواصل معه هو في يوم حادثة صدم ريكس آلليس حيث أنه كان‬
‫العقل المدبر خلف هذا الحادث‪..‬‬
‫ماذا !! يُخيفه أمر أن يتواصل معه مجددا ً‪..‬‬
‫ماذا يفعل ؟‬
‫هو جبان لدرجة أنه خائف حتى من فتح الرسالة ومعرفة محتواها‪..‬‬
‫أغمض عينيه وأخذ نفسا ً عميقا ً وقرر فتحها ليجد أمامه عنوان فقط مع موعد‪..‬‬
‫أيريد منه الحضور الى هذا العنوان في هذه الساعه ؟‬
‫البد من ذلك‪..‬‬
‫رفع عينيه ليرى كم الساعه ليتفاجئ من أنه لم يتبقى سوى أقل من نصف ساعه!‬
‫سحقا ً كيف سيمكنه الوصول بهذه السرعه!!‬ ‫ُ‬
‫أخذ مفتاح سيارته فورا ً وغادر الشقه وهو يقول‪ :‬آخخخ حتى آليس سيتأخر أمر ردي عليها ‪،‬‬
‫أخشى بأن مشكلتها كبيره!‬
‫ركب السياره وإنطلق ُمسرعا ً الى الوجهة المطلوبه وهو يُفكر في ماذا قد يطلبه اآلن!‬
‫لم يطلب منه سوى القليل من األمور وكلها كانت متعلقة بشكل أو بآخر بذلك المزعج‪..‬‬
‫هل ‪ ....‬األمر مشابه ؟‬
‫ال يدري!‬
‫ولكنه سيُحاول إستغالل األمر وطلب منه خدمة بأن يجد له حالً في أمر مالحقة عمه له‪..‬‬
‫ال يعرف كيف سيجد له حالً بهذا األمر ولكنه سيطلب هذا على أية حال‪..‬‬
‫فهو بحق مل من البقاء بوسط هذه العائلة التي ال تنتهي مشاكلها بتاتا ً!‬
‫أوقف سيارته ونظر الى الفندق حيث سيُقابله في المقهى الموجود بالطابق الثالثون‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً ثم نزل من السياره‪..‬‬

‫‪Part end‬‬

‫‪Part 36‬‬

‫"إسمع ‪ ،‬بالنسبة إلَ ّ‬


‫ي ‪ ،‬الحرية هي انعدام الخوف"!‬
‫‪ -‬نينا سيمون‪-‬‬

‫فُتح باب المصعد فخرج فرانسوا منه متجها ً الى المقهى الموجود في هذا الطابق‪..‬‬
‫ما إن دخله حتى إلتفت يُمنةً ويُسره ليجده بعدها يجلس بكُل هدوء على طاولة لشخصين‬
‫وأمامه كوب قهوة مع القليل من البسكوت الذي يُقدم عادةً معه‪..‬‬
‫هندم مالبسه جيدا ً وأخذ نفسا ً عميقا ً قبل أن يتقدم ويقترب منه‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫رفع عينيه الهادئتين إليه ثُم أشار الى الكرسي الذي أمامه فجلس فرانس عليه فسأله الرجل‬
‫ُمباشرةً‪ :‬هل أنت على تواصل مع آليس ؟‬
‫تفاجئ فرانس من دخوله الى صلب الموضوع مباشرةً‪..‬‬
‫أجابه‪ :‬ليس تماما ً‪..‬‬
‫ضاقت عينا الرجل ففسر فرانس كالمه قائالً‪ :‬بعد حفل ريكس مررتُ ببعض المشاكل مع‬
‫عائلتي فلم نتواصل من وقتها‪..‬‬
‫الرجل ببرود‪ :‬ألم أطلب منك البقاء على تواصل دائم معها ؟‬
‫شتت فرانس نظره يقول‪ :‬أعتذر‪..‬‬
‫ثُم عاود النظر إليه وقال بسرعه‪ :‬ولكنها للتو أرسلت رسالة إلي تطلب فيها ُمقابلتي ‪ ،‬عالقتنا‬
‫ال تزال جيده ال تقلق‪..‬‬
‫بقي ينظر الرجل إليه لفتره بعدها قال‪ :‬حسنا ً عندما تُقابلها ال تنسى أن تسألها عما فعلته في‬
‫األيام السابقه بعد ليلة الحفلة تلك ‪ ،‬حاول معرفة ما حدث بالضبط وال تُخفق‪..‬‬
‫أجاب فرانس بهدوء‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫قال حسنا ً وهو يعلم بأنه قد ال يستطيع فعلها فعالقته مع آليس متوتره بعد كشفها لكذبته‪..‬‬
‫يخشى أن تسوء األمور أكثر فحينها ماذا يفعل ؟‬
‫سرقت من عمتك ؟‬ ‫سأل الرجل بعدها‪ :‬ما قصة األوراق التي ُ‬
‫ي يسألونني عنها لما‬ ‫هز فرانس كتفه يقول‪ :‬ال أعلم عنها شيئا ً ‪ ،‬لوال حضور كين وآلبرت إل ّ‬
‫علمت أصالً أي شيء عن األمر‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬إعرف لي بالضبط ما محتوياتها ومن سرقها وأين هي اآلن‪..‬‬
‫تردد فرانس قليالً بعدها قال‪ :‬ال يُمكنني‪..‬‬
‫ضاقت عينا الرجل بحده فتوتر فرانس وقال‪ :‬أعني ‪ ،‬أنا هربتُ من منزل عمي وال أنوي‬
‫العودة إليه ‪ ،‬هناك العديد من المشاكل والفجوات بيني وبين كُل فرد في تلك العائله لذا ال‬
‫يُمكنني‪..‬‬
‫رفع الرجل حاجبه وقال بعدها‪ :‬ما تصرف ال ُمراهقين هذا ؟ هل لديك دخل ثابت بعد هروبك ؟‬
‫أم أنك فقط فكرتَ في ال ُمستقبل القريب ولم تُفكر فيما سيحدث بعدها ؟‬
‫فرانس بهدوء‪ :‬سأتدبر األمر بطريق ٍة أو بأُخرى‪..‬‬
‫الرجل بحده‪ :‬كفاك سخرية على نفسك !!! المال الذي لديك سينفذ في فترة وجيزه وبعدها ماذا‬
‫ستفعل ! كيف ستعيش ؟!! هل العالم الخارجي بهذه البساطة في نظرك ؟ لما ال تُفكر كعاقل بدل‬
‫التصرف كجبان ُمراهق ؟!!‬
‫شعر فرانس بالغضب من كلماته هذه ولكنه لم يستطع الحديث فهو محق بهذا‪..‬‬
‫ماذا بيده أن يفعل إذا ً ؟!!!‬
‫نظر إليه ُمجددا ً وقال‪ :‬سأعمل وسأتدبر األمر ‪ ،‬األمر بسيط‪..‬‬
‫ظهر اإلنزعاج على وجه الرجل للحضات وقبل أن يتحدث وصلت رسالة نصية الى فرانس‪..‬‬
‫لف فرانس بنظره قليالً جهة الهاتف لتتسع عيناه بصدمه وهو يرى إسم ال ُمرسل‪..‬‬
‫سأله الرجل بهدوء بعد رؤية صدمته‪ :‬من ؟‬
‫نظر فرانس إليه يقول بتعجب‪ :‬إنه ريكس!‬
‫عقد الرجل حاجبه فال سبب قد يدعو ريكس الى مراسلته‪..‬‬
‫في حين أن فرانس كان متفاجئا ً للغايه فهو ال يتذكر بأنه قد تواصل مع ريكس مطلقا ً ولوال‬
‫خطة الحادث ذاك لما سجل رقمه في هاتفه أصالً‪..‬‬
‫إلتقط هاتفه وفتح الرسالة بفضول ليتعجب أكثر عندما وجد طلبا ً منه‪..‬‬
‫إنه يطلب رقم آليس!!‬
‫لماذا ؟! ومنذ متى هناك عالقة بينهما ليطلب رقمها ؟‬
‫وفي أي شيء قد يريد الرقم ؟!‬
‫هذا يسبب الدهشة ويُثير الكثير من التساؤل‪..‬‬
‫رفع رأسه الى الرجل وقال‪ :‬يطلب مني رقم آليس ؟‬
‫أخذ الرجل كوبه ورشف القليل منه وهو يقول‪ :‬حسنا ً ولماذا ال تُعطيه ؟‬
‫فرانس‪ :‬ولما قد عساه يطلبه ؟!!! األمر ُمحير!‬
‫وضع الرجل كوبه وهو يقول‪ :‬أعطه فحسب‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وهو ينظر الى سطح كوبه يُكمل بهدوء‪ :‬فربما في األخير هو من سيستطيع أن‬
‫يجعلها تُخبره بكُل شيء‪..‬‬
‫إبتسم بهدوء وفرانس ينظر إليه متعجبا ً فهو حتى اآلن لم يفهم نوع عالقته بآليس فكُل ما‬
‫يعرفه بعض األمور ولكن ما شأن آليس ؟! لما هو مهتم للغايه بأمرها ؟!‬
‫هل ربما يريد أن‪.....‬‬
‫معقول ؟!!‬
‫***‬

‫من جهة أُخرى‪..‬‬


‫عبر هذا الرجل الشارع حتى وصل الى الرصيف الذي تقع عليه باحة هذا المنزل حيث وجود‬
‫شابين أمامها‪..‬‬
‫إختبأت نينا بكُل خوف خلف ظهر جاكي المتعجب من تصرفها في حين كان صديقه كلود يبعد‬
‫عنه مسافةً حيث أنه لم يدخل ساحة المنزل بعد كما فعل‪..‬‬
‫تحدث كلود الى الرجل بإنزعاج من صراخه قبل قليل وقال‪ :‬وما شأنك أنت ؟!!‬
‫وقف الرجل أمامه ونزع نظارته يقول‪ :‬عندما أسأل عما تفعلونه هنا عليك اإلجابة بدل من‬
‫إلقاء سؤال آخر!‬
‫حرك كلود يده يقول‪ :‬إبتعد عنا فحسب وإهتم بشؤونك بدل التدخل في أمور اآلخرين ‪،‬‬
‫فالفضول قد يقتل قطا ً إن كُنتَ ال تعلم‪..‬‬
‫تقدم منه الرجل أكثر وأصبح أمام وجهه ُمباشرةً وهو يقول بتهديد‪ :‬قد تكونون أنتم القطط في‬
‫هذا الموقف يا عزيزي لذا أجبني بدل أن تموت ميتة سيئه في مثل هذا العمر الصغير‪..‬‬
‫زاد إنزعاج كلود فأكثر ما يكرهه هو التهديد فقال‪ :‬إني أرتجف خوفا ً من كالمك !! إبتعد عنا‬
‫قبل أن أستدعي الشرطة لتنتشلك وتُعلمك أال تتعرض لآلخرين هكذا‪..‬‬
‫بحرك ٍة حاده أمسك بعنقه وهو يقول‪ :‬سؤالي كان واضحا ً فأجب يا فتى‪..‬‬
‫صدم جاكي عندما رأى بأن األمر قد أصبح جديا ً فنزل فورا ً وأبعده عن صديقه وهو يقول‪:‬‬ ‫ُ‬
‫لحضه إهدأ إهدأ‪..‬‬
‫ي ِِشاجر قاطعه صوت جاكي يقول للرجل‪ :‬عذرا ً‬ ‫فرك كلود عنقه بإنزعاج وعندما فتح فمه ل ُ‬
‫ّ‬
‫على هذا ولكننا فقط نزور صديق هنا ‪ ،‬ألك عالقة بهذا المنزل لتسأل ؟‬
‫ضاقت عينا الرجل يقول‪ :‬ومن يكون هذا الصديق ؟‬
‫جاكي وهو يُكرر كالمه‪ :‬ألك عالقة بهذا المنزل لتسأل ؟‬
‫الرجل وهو يصك على كلماته وكأنه يهدده‪ :‬ومـن يـكـون هـذا الصـديـق ؟!‬
‫تنهد جاكي ولم يرى سببا ً إلخفاء األمر والتجادل مع الرجل أكثر فقال‪ :‬زميل لنا منذ الثانويه لم‬
‫نره منذ فتره فجئنا لإلطمئنان عليه‪..‬‬
‫ضاقت عينا الرجل ثُم إلتفت الى الباب فلم يجد أحدا ً ُهناك!!‬
‫هل يتخيل أم أنه بالفعل الحظ سابقا ً وجود فرد ثالث معهم ؟‬
‫عاود النظر إليهما وسأل‪ :‬وهل الصديق هو فتاة ؟‬
‫هز جاكي رأسه باإليجاب فبقي الرجل ينظر إليهما لفترة متفحصا ً بعدها قال‪ :‬لم تتواصلوا معها‬
‫منذ فتره صحيح ؟‬
‫كلود بإنزعاج‪ :‬وما شأنك لـ‪...‬‬
‫قاطعه جاكي‪ :‬أجل ‪ ..‬لذا هل لك معرفة بهم ؟ هل يُمكنك أن تدلنا على شيء ما له عالقة بها ؟‬
‫نحنُ قلقون‪..‬‬
‫كلود همس بإنزعاج‪ :‬أنا لستُ كذلك‪..‬‬
‫نظر الرجل إليهم مطوالً بعدها قال‪ :‬أنتما فقط من جاء للزياره ؟‬
‫نظر جاكي الى جهة الباب وهو يقول‪ :‬بل ُهـ‪...‬‬
‫توقف متعجبا ً عندما لم يُشاهد نينا فعاود النظر الى الرجل وقال‪ :‬نعم ‪ ،‬نحن فقط‪..‬‬
‫تعجب كلود ونظر الى جاكي فقال الرجل‪ :‬هل عالقتكما بها وطيدة للغايه ؟‬
‫فتح جاكي فمه ليُجيب فقاطعه كلود هذه المرة يقول‪ :‬كال ليست كذلك !! بل هي مزعجة للغايه‬
‫ولم يكن في نيتي أن أزورها أصالً‪..‬‬
‫تنهد جاكي ولم يُعلق على األمر فإبتسم الرجل وقال‪ :‬على أية حال يُمنع اإلقتراب أو الدخول‬
‫من المنزل‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬ولماذا ؟‬
‫الرجل‪ :‬صاحب المنزل قُتل قبل فتره لذا منزله ال يزال تحت أيدي الشرطة لذا يُمنع دخول أحد‬
‫‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬أنت شرطي ؟‬
‫صمت الرجل قليالً منزعجا ً من إصرار الفتى على طرح األسئلة الكثيره ليقول بعدها‪ :‬نعم وكف‬
‫عن طرح المزيد من األسئله وغادرا من ُهنا حاالً‪..‬‬
‫كلود بإنزعاج‪ :‬سنُغادر حتى لو لم تطلب منا ذلك‪..‬‬
‫بعدها سحب جاكي معه عنوة وجاكي ال تزال نظراته ُمعلقةً على الرجل حتى دخال مع أول لفة‬
‫وغادرا عن نظره‪..‬‬
‫توقف كلود وإلتفت الى جاكي يقول‪ :‬ما رأيُك بعد أن كُنتَ تستسبب بحجزنا عدة ساعات بسبب‬
‫التسلل الى منزل محجوز ؟! ها ! أجبني‪..‬‬
‫جاكي بهدوء‪ :‬هذا غريب‪..‬‬
‫كلود بإنزعاج‪ :‬وما الغريب في األمر فكُلنا يعلم أن والدها توفي مقتوالً لذا من الطبيعي أن‬
‫المنزل ال يزال تحت‪....‬‬
‫قاطعه جاكي‪ :‬إن كان شُرطيا ً حقا ً فلما هاجمك محاوالً خنقك ؟ الشرطة لن تفعل هذا‪..‬‬
‫إختفى اإلنزعاج من وجه كلود تدريجيا ً ليقول بعدها‪ :‬حسنا ً ربما ألني صرختُ في وجهه‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬ال يحق له مد يده بتاتا ً على مواطن إال لو بدأ المواطن بالهجوم ‪ ،‬هذا معروف!‬
‫عاود النظر الى الخلف هامسا ً‪ :‬األمر غير ُمطمئن بتاتا ً‪..‬‬
‫كلود‪ :‬على أية حال لما كذبت بخصوص نينا ؟‬
‫نظر جاكي إليه يقول‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬بدت لي خائفه من ذلك الرجل لسبب أجهله وأيضا ً هربت دون‬
‫أن نشعر لذا شعرتُ بأنه ليس من الجيد أن أذكر وجودها معنا‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬لقد خافت من وجوده ‪ ،‬إذا ً هو حقا ً ليس بشرطي‪..‬‬
‫رفع كلود حاجبه فضاقت عينا جاكي ُمكمالً‪ :‬ووالد رين قتل منذ فتره وبمكان بعيد عن منزله‬
‫فلما يُحجز منزله ؟ لقد كُنتُ ُمحقا ً ‪ُ ،‬هناك أمر مريب يحدث معها‪..‬‬
‫شد كلود أسنانه بإنزعاج وعندما فتح فمه ليتحدث إلتفت جاكي حوله يقول‪ :‬على أية حال دعنا‬
‫نبحث عن نينا ‪ ،‬هي مختبئة بالقرب من هنا دون شك‪..‬‬
‫كلود بهدوء‪ :‬ال أُحب هذا‪..‬‬
‫تعجب جاكي ونظر إليه يقول‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫ظهر األلم في عيني كلود وهو يهمس‪ :‬لما أنت ُمنحاز الى صفها هكذا وال كأنها السبب في ما‬
‫حدث لصديقتنا آريستا ؟ لما لستَ عادالً في هذا األمر ! هي فتاة حقيره‪..‬‬
‫صمت جاكي لفتره ينظر الى كلود وتنهد بعدها يقول‪ :‬ألني ال أُحب إطالق األحكام دون أن‬
‫أسمع للطرف الثاني كامالً ‪ ،‬ورين في ذلك اليوم بدى وكأنها تُخفي أمرا ً ‪ ،‬كلود ‪ ....‬أنا ال أُحب‬
‫أن يمزقني الندم فيما بعد لذا أنا ال أتسرع‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وبدأ يبحث عن نينا في الجوار وكلود يقف في مكانه ُمفكرا ً في كالم جاكي قبل أن‬
‫يهمس‪ :‬وهل سيكون هناك سببا ً ُمقنعا ً لتركها لهم يفعلون هذا بآريستا ؟ ال يوجد يا جاكي ‪ ،‬ال‬
‫يوجد فكف عن خداع نفسك‪..‬‬

‫**‬

‫في الجهة األُخرى‪..‬‬


‫توقف موريس عن المشي وأسند ظهره على جدار هذا الدهليز الطويل وهو يقول للطرف‬
‫الثاني على الهاتف‪ :‬شابين ؟‬
‫رد الطرف الثاني‪ :‬أجل ويبدوان في نفس عمرها‪..‬‬
‫ضاقت عينا موريس قليالً بعدها قال‪ :‬وماذا حدث ؟‬
‫الطرف الثاني‪ :‬لم يحدث الكثير ‪ ،‬إستجوبتهما وقاال أنهما صديقان لها وقد تعجبا من إختفائها‬
‫لذا أتوا الى المنزل لإلطمئنان عليها‪..‬‬
‫موريس‪ :‬وهل بدى وكأن عالقتهما بها قويه ؟‬
‫فكر الطرف اآلخر قليالً بعدها قال‪ :‬ليس كثيرا ً ‪ ،‬لقد كانا يبدوان وكأنهما زميال دراسة ال أكثر‬
‫فلقد إبتعدا حالما طلبتُ منهما اإلبتعاد‪..‬‬
‫أكمل موريس مشيه يقول‪ :‬على أية حال ليس من المدهش أنها تملك أصدقاء فهي في األخير‬
‫في سن دراسه لذا لديها العديد من الزمالء ‪ ،‬مادام أنهما ال يبدوان كصديقين مقربين منها فال‬
‫فائده منهما فقط إحرص على مراقبة المنزل وأنت تُخفي مالمحك جيدا ً في حال لو عادت تلك‬
‫الهاربة إليه ‪ ..‬راقبه جيدا ً سمعت ؟‬
‫بعدها أغلق الهاتف وهو يهمس‪ :‬صديقان ؟ حسنا ً ال يبدو األمر مهما ما دام‪...‬‬
‫قاطعه رن الهاتف ُمجددا ً فإذ هو من نفس الشخص‪..‬‬
‫رد عليه يقول‪ :‬ماذا هناك ؟‬
‫الطرف اآلخر‪ :‬سيدي نسيتُ أن أُخبرك بإني أُضطررتُ لقول أني شرطي فلقد أكثر أحدهم‬
‫األسئله حتى إنزعجت وأخبرتُه بهذه الكذبة ليطبق فمه‪..‬‬
‫عقد موريس حاجبه وقال‪ :‬وهل طلب إثبات على كونك شرطي ؟‬
‫الطرف اآلخر‪ :‬كال فلقد طردتهما بعد إعترافي بهذا فورا ً فرحال ‪ ،‬أو باألحرى سحبه صديقه‬
‫وإبتعدا رغم أنه بدى وكأنه يملك المزيد من األسئله‪..‬‬
‫بقي موريس صامتا ً لفتره بعدها ضاقت عيناه يسأل‪ :‬أنت لم تستعمل العنف تجاههما كعادتك‬
‫صحيح ؟‬
‫تردد الرجل قليالً بعدها قال‪ :‬أعتذر لقد فعلتُ في البدايه مع أحدهما فلقد كان سليط اللسان‬
‫و ُمزعجا ً للغايه!!‬
‫توقف موريس عندما وصل الى الباب وهو يقول بإنزعاج‪ :‬أيُها األحمق ؟!!! وهل رأيت في‬
‫حياتك شرطي يرفع يديه على طلبة الجامعه فقط ألنهم كانوا سليطوا اللسان ؟!! ذاك الفتى‬
‫كثير األسئله بالتأكيد اآلن شك بوجود خطب وبأنك لست شرطي ! لما أنت أحمق الى هذه‬
‫الدرجه ؟!!‬
‫خاف الرجل وقال بسرعه‪ :‬كال سيدي لن يصل األمر الى هذا الحد ‪ ،‬إنهم في النهاية أطفال لذا‬
‫لن يُفكروا بهذا العُمق و‪...‬‬
‫قاطعه موريس وهو يشد على أسنانه‪ :‬أطفال ؟!! أكثر ما يُخيف هذه األيام هم هؤالء األطفال‬
‫وإال لما هربت تلك المزعجة مرارا ً وتكرارا ً لدرجة أنها هربت من وكر إحدى قادات المنظمه !‬
‫األطفال مثلهم ُمرعبون أكثر مما تتوقع!‬
‫خاف الرجل ولم يُعلق فليس لديه ما يقوله في حين بقي موريس صامتا ً لفتره بعدها قال‬
‫بهدوء‪ :‬إسمع ‪ ،‬سيعودان ‪ ،‬إن شكا بوجود شيء فسيعودان بدون شك ‪ ،‬إن حدث ذلك إتصل‬
‫علي فورا ً أسمعت ؟‬
‫هز رأسه يقول‪ :‬كما تأمر‪..‬‬
‫أغلق موريس الهاتف وبقي صامتا ً لفتره يُفكر بعدها فتح الباب ودخل بهدوء‪..‬‬

‫***‬

‫‪6:44 pm‬‬

‫تقف بهدوء تام متكئه على الجدار المجاور للمقهى القريب من الشقه التي تسكنها‪..‬‬
‫ترتدي معطفا ً طويالً وتُغطي رأسها به وعيناها تدوران بالشارع بهدوء تام‪..‬‬
‫الجو بارد ولكن ال وجود ألي قطرة مطر وال حبة ثلج‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وهي تهمس‪ :‬هل تسرعتُ عندما أرسلتُ ذلك الكالم لفرانس ؟ منذ حينها لم‬
‫يُجيبني!‬
‫أغمضت عيناها قليالً تقول‪ :‬ال بأس ‪ ،‬سأنتظر فربما لم يُشاهد الرسالة بعد‪..‬‬
‫بقيت مسترخية على الرغم من كونها ال تزال واقفةً لتفتح عينها بعد فتره وتأخذ نفسا ً عميقا ً‬
‫آخر فهي بحق تحب الخروج بدالً من البقاء داخل تلك الشقه فهذه األجواء وروائحها النديه‬
‫شيء ال يُعوض البته‪..‬‬
‫رفعت رأسها حيث أن الشمس قد أغربت وبدأ اللون األسود يكسوا السماء بأكملها‪..‬‬
‫نظرت الى يسارها حيث يدخل الزبائن الى هذا المقهى‪..‬‬
‫نظرت عبر الزجاج الى داخل المقهى بشكل عام فلم تجد أثرا ً إلليان‪..‬‬
‫همست لنفسها وهي تعود لمراقبة الشارع‪ :‬لما قابلتُ إليان ُهنا في تلك المرة ؟ إنه ليس‬
‫بالشارع المشهور والمقهى عادي ال شهرة له فكيف تعرفه فهو أيضا ً بعيد عن مواقع الفلة‬
‫والقصر التي تعيش فيهما ؟‬
‫صمتت لفتره تتذكر محادثتهما القديمه للغايه في الفله حيث ذكرت إليان أمر شاب تريد اإلنتقام‬
‫منه‪..‬‬
‫هل إذا ً كانت تعرف الشاب سابقا ً ؟ زميل لها في الجامعة مثالً ولهذا بحثت عن مكان عمله‬
‫لتأتي إليه وتُغيضه ؟‬
‫همست‪ :‬ال يبدو ما تفعله إغاضه ! إنها حتى تعقبته الى مكان عمله ‪ ،‬إنه إهتمام ال تُريد‬
‫اإلعتراف به‪..‬‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬وما شأنُك بها ؟ دعيها يا عزيزتي وشأنها‪..‬‬
‫إبتسمت بعدها وهي تتذكر لقائهما في المقهى قبل يومين تقريبا ً‪..‬‬
‫لقد تقربت منها قليالً بعدما كان األمر يبدو ُمستحيالً بعد أول لقاء كارثي لهما‪..‬‬
‫إختفت إبتسامتها تدريجيا ً ونظرت الى األرض بهدوء وهي تهمس‪ :‬لماذا هي من بين إخوتها‬
‫وأبناء عمومتها أنا مهتمة بالتعرف عليها ؟ أألنها تبدو في مثل عمري ؟‬
‫بدأ األلم يسكن عيناها وهي تُكمل بذات الهمس‪ :‬أم أن أعماق ذاكرتي تشتاق لصديقتي ولهذا‬
‫أنا أبحث عن شخص يعوض مكانها ؟‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وإلتفتت تدخل الى المقهى فقد بدأت تبرد من الجو‪..‬‬
‫جلست بهدوء على الكُرسي شاردة الذهن لتستيقظ على صوت ال ُمضيف وهو يقول‪ :‬ماهو‬
‫طلبك ؟‬
‫رفعت رأسها ناحية الصوت لتتفاجئ من كونه ريو الذي هو بدوره تفاجئ عندما رأى مالمح‬
‫وجهها‪..‬‬
‫إختفى تفاجؤه وحل محله البرود ينتظر أن تطلب طلبها في حين إبتسمت وهي تقول‪ :‬إنك تلعن‬
‫حظك الذي أوقعك بي مجددا ً صحيح ؟‬
‫بقي ينظر الى مالمح وجهها بشيء من الشرود بينما قالت‪ :‬ما دُمتَ مهذبا ً فلن أُزعجك ‪ ،‬على‬
‫أية حال كوب ماء فحسب هو ما أُريده‪..‬‬
‫تعجبت عندما لم يُجبها فقالت بصوت أعلى‪ :‬أريد كوب ماء‪..‬‬
‫إستيقظ من شروده لتعود تلك النظرة الباردة على وجهه وهو يُسجل طلبها بعدها إلتفت وغادر‬
‫فهمست‪ :‬ما خطبه ؟‬
‫وصل الى مسامعها صوت رسال ٍة نصيه فإبتسمت هامسه‪ :‬إنه فرانس أخيرا ً‪..‬‬
‫أخرجت هاتفها ليُصيبها اإلحباط وهي ترى رقما ً غريبا ً‪..‬‬
‫فتحت الرسالة وبدأت بقراءة ُمحتواها‪..‬‬
‫"إياك و ُمغادرة المنزل تحت أي ضرف من الضروف ‪ ،‬وال تفتحي الباب ألي كائن ما كان"‬
‫رفعت حاجبها وهمست‪ :‬ريكس صحيح ؟ ليس وكأني سأقتل نفسي بتلك الشقه ! أيمزح ؟‬
‫أغلقت الرساله ونظرت حولها وهمست‪ :‬فما دُمتُ أُخفي نفسي وأذهب ألماكن قريبه غير‬
‫مشهوره فال بأس ‪ ،‬أكره البقاء ُمكبله هكذا‪..‬‬
‫تقدم ريو وقدم لها كوب الماء بعدها إلتفت وغادر فراقبته بنظرها قبل أن تهمس‪ :‬أكره أمثاله‬
‫‪ ،‬الذين فقط لمجرد كونهم يملكون بعض الجاذبيه يضنون بأنه من حقهم أن يكونوا باردين‬
‫وجافين ومغرورين‪..‬‬
‫تنهدت ونظرت الى هاتفها هامسه‪ :‬ماذا عن فرانس ؟ متى سيتصل ؟ أحقا ً سيتجاهل رسالتي ؟‬
‫لم أضنه هكذا‪..‬‬
‫الوقت لديها مهم للغايه فهي تخشى أن يُصيب أختها مكروه ‪ ،‬إذا ً هل ترسل له رسالة أُخرى ؟‬
‫حسنا ً ‪ ،‬لن تخسر شيئا ً‪..‬‬
‫فتحت هاتفها ودخلت على إسمه لتُرسل رساله ولكنها تفاجئت عندما جائها إشعار رسالة منه‬
‫‪..‬‬
‫فتحتها فإبتسمت عندما رأته يسأل عن مكانها كي يأتي إليها‪..‬‬
‫ترددت قليالً ‪ ،‬هل تُعطيه مكان المقهى أو مكان الشقة التي تسكُنها ؟‬
‫قررت في األخير أن تُرسل له موقع المقهى وتطلب منه أن يُسرع‪..‬‬
‫أغلقت الهاتف واإلبتسامة على شفتيها‪..‬‬

‫بينما في الجهة األُخرى من المقهى‪..‬‬


‫في غرفة إستراحة الموظفين‪..‬‬
‫جلس ريو بهدوء وهو يفتح محفضته ليُخرج منها صورة فتاة تبدو في الخامسة عشر من‬
‫عمرها‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وهو يتأمل شعرها األشقر وعيناها العسليتان وهو يتذكر جملة ذلك الرجل له قبل‬
‫فتره‪..‬‬
‫"إن شاهدتَ فتاة بمثل هذه المواصفات فإتصل علي ‪ ،‬إنها صورة قديمه لها فهي اآلن تبلغ‬
‫التاسعة عشر أو العشرون من عمرها ‪ ،‬إتصل علي فحسب"‬
‫لف الصورة ينظر الى الرقم المدون على ظهرها ليهمس بعدها‪ :‬رغم أني رأيتُها مرتان إال أني‬
‫لستُ ُمتأكدا ً بعد من كونها هي رغم الشبه الكبير الذي بينهما‪..‬‬
‫أعاد الصوره وقرر تأجيل أمر اإلتصال حتى يتأكد وخاصةً أن اإلسم الذي أعطاه الرجل قائالً‬
‫أنه إسمها مختلف تماما ً عن اإلسم الذي سمع إليان تُناديها به قبل يومان‪..‬‬
‫لذا ‪ ،‬لن يستعجل‪..‬‬

‫***‬

‫‪7:00 pm‬‬
‫ـ ‪ Paris‬ـ‬

‫جلست كارمن على الكُرسي المخملي ال ُمريح وأخذت كأسا ً من الشراب الذي قدمته لها فتاة‬
‫تعمل في ذات المنظمه‪..‬‬
‫فتاة ُمبتدأه عملها اآلن فقط خدمة ضيوف رئيسها وهو الركن الثالث من أركان المنظمه‪..‬‬
‫إلتفتت وإتجهت الى دارسي الذي يجلس هو أيضا ً على كُرسي ُمشابه وسألته عن نوع الشراب‬
‫الذي يُريده‪..‬‬
‫صبت له كأسا ً قبل أن تنحني وتقف في مكان ليس ببعيد‪..‬‬
‫كانت الغرفة هادئه واإلضائات فيها منخفضه ويغلب اللون العودي على المكان واألثاث‪..‬‬
‫نظر دارسي الى الفتاة وسألها‪ :‬أين فيكتور ؟‬
‫أجابته‪ :‬سيدي سيأتي بعد لحضات ‪ ،‬هو فقط إنشغل ب ُمكالمة من الزعيم‪..‬‬
‫دارسي بتعجب‪ :‬البروفيسور ؟ غريب‪..‬‬
‫نظرت كارمن إليه وقالت‪ :‬أتعلم بأنه طلب ُمقابلتي أيضا ً ! بما أنه في عمل بالخارج قررتُ أن‬
‫أبقى في باريس ألسبوع حتى يعود وحتى اآلن وأنا أتسائل في داخلي عن السبب‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬هل هناك تقصير في عملك ؟‬
‫كارمن‪ :‬بل أن العمل يجري أفضل من السابق بكثير‪..‬‬
‫قطع حوارهما دخول فيكتور الى الداخل ومر من جانب الفتاه وهو يقول‪ :‬صبي لي كأسا ً من‬
‫الباربون‪..‬‬
‫هزت رأسها وبدأت تُحضر له الكأس بينما تقدم وجلس على الكُرسي قائالً‪ :‬عذرا ً على التأخير‬
‫فلقد أتتني ُمكالمة ُمهمه‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬البروفيسور ؟‬
‫هز رأسه وقال‪ :‬نعم‪..‬‬
‫إبتسم للفتاة وهي تُقدم له الكأس وقال لها‪ :‬واآلن أغلقي الباب وال تسمحي ألحد بالدخول أيا ً‬
‫كان حسنا ً عزيزتي ؟‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬كما تأمر‪..‬‬
‫إلتفتت وغادرت الغرفه ُمغلقةً الباب خلفها‪..‬‬
‫نظر إليهما وقال‪ :‬منذ متى لم نجتمع كلنا الثالثه ؟‬
‫كارمن‪ :‬مر وقت طويل على هذا ‪ ،‬أتمنى أال يكون إجتماعنا اليوم لمشاكل أيضا ً ؟‬
‫ت حازمةً للغايه كارمن‪..‬‬ ‫ضحك فيكتور وقال‪ :‬أن ِ‬
‫إبتسم دارسي يقول‪ :‬من النادر أن يكون مزاجك جيدا ً ‪ ،‬يبدو بأن إجتماعنا فقط للدردشه‪..‬‬
‫توقف فيكتور عن الضحك وإبتسم يقول‪ :‬كال لن ندردش عن الماضي ‪ ،‬بل سنتحدث عن‬
‫ال ُمستقبل ف ُهناك تطورات ُممتعه تحدث اآلن‪..‬‬
‫عقدت كارمن حاجبها في حين سأله دارسي‪ :‬وماهي ؟‬
‫إسترخى فيكتور في جلسته ورشف القليل من كأسه وهو يقول‪ :‬أوالً دعونا نتحدث عن‬
‫المشاكل اآلن ‪ ،‬ما جديدكم ؟ أخبرني موريس عصر اليوم عن إبنة الخائن ذاك ‪ ،‬أحقا ً هربت‬
‫من تحت أنظاركما ؟‬
‫أشاحت كارمن عيناها بإنزعاج في حين قال دارسي‪ :‬أُراهن أن حظ العالم كُله يقف في صفها‬
‫هربها وسافر بعدها الى دولة بعيده‪..‬‬ ‫لدرجة أن أحد رجال كارمن ال ُمخلصين كان هو من ّ‬
‫رفع فيكتور حاجبه ونظر الى كارمن يقول‪ :‬من النادر وجود خونه في فرعك!‬
‫كارمن بهدوء‪ :‬هناك خطب ما فريوك ال يفعلها ‪ ،‬هناك خطب وسأعرفه بدون شك‪..‬‬
‫نظر فيكتور إليها لفتره بعدها نظر الى دارسي يقول‪ :‬وماذا عنك أنت ؟ يشتكي موريس منك‬
‫كثيرا ً‪..‬‬
‫تنهد دارسي بقلة حيله يقول‪ :‬دعه جانبا ً ‪ ،‬إنه عاطفي بعض الشيء وأمثاله يزعجونني كثيرا ً‬
‫لذا أُحاول القيام باألمور الوحشيه بدالً عنه‪..‬‬
‫طله وإحتجزه‬ ‫إبتسم فيكتور يقول‪ :‬لكنه مفيد على األقل ‪ ،‬على أية حال أخبرني عن كون ثيو ع ّ‬
‫لعدة أيام‪..‬‬
‫رفع دارسي حاجبه يقول‪ :‬ثيو ؟!! ذلك ال ُمزعج!‬
‫نظرت كارمن إليهما تقول‪ :‬ومن ثيو هذا ؟‬
‫دارسي‪ :‬محقق مزعج تربطه عالقة مزعجة مع البرفيسور ‪ ،‬لقد عقد إتفاقية في أن يدعه‬
‫زعمينا وشأنه هو وعائلته في سبيل أال يعترض هو خططنا ‪ ..‬ولكن لما إحتجز موريس ؟!‬
‫أوليس هذا ُمخالف إلتفاقيته مع البروفيسور ؟‬
‫فيكتور‪ :‬تعلم بأن ال شيء يردع ذاك ال ُمنتقم عن ُمالحقتنا ‪ ،‬كان من الممكن أال يُكشف األمر لو‬
‫أُتهم موريس بشيء قوي وبقي بالسجن دون أن نعلم السبب ولكنه خرج وبهذا أخبرنا عنه‪..‬‬
‫إبتسم دارسي بسخريه يقول‪ :‬لو كُنت أعلم لما تراجعت عن قتل أخاه المزعج عندما إصدمتُ‬
‫به أمام المتحف‪..‬‬
‫نظر فيكتور إليه يقول بهدوء‪ :‬حتى لو أن ثيو أخل باإلتفاقيه فعلينا أال نفعل حتى يأمرنا‬
‫البروفيسور بذلك ‪ ،‬تذكر هذا دارسي‪..‬‬
‫إكتفى دارسي بإبتسامة سخريه بداخله ولم يُعلق فلقد وعد نفسه سابقا ً بأنه لو وقف ذاك‬
‫المزعج في وجهه مجددا ً فلن يتردد بقتله أبدا ً‪..‬‬
‫نظر فيكتور الى كارمن يقول‪ :‬حسنا ً هل من مشاكل هناك في ستراسبورغ ؟‬
‫كارمن‪ :‬عدا هروب تلك الفتاة فال يوجد ‪ ،‬حتى أن إقتصادنا يرتفع‪..‬‬
‫فيكتور‪ :‬هذه أخبار جيده‪..‬‬
‫تنهد وأكمل‪ :‬مشاكل فرعي ال تنتهي ‪ ،‬يكفي أن أغلب الخونه كانوا من عندي ‪ ،‬ياله من أمر‬
‫ُمخجل‪..‬‬
‫صمت لفتره وبدأ الجد على وجهه يقول‪ :‬هناك أمر ُمريب يحدث معي‪..‬‬
‫نظرا إليه في حين سأل دارسي‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫فيكتور‪ :‬بشك ٍل إسبوعي يختفي أحد أعضائنا ونجده بعد فتره ميتا ً ‪ ،‬لم أُعر األمر إهتماما ً فلم‬
‫يكونوا ذا أهميه ولكن تكرار األمر جعلني أقلق ‪ُ ،‬هناك هجوم من الخارج ضدنا ال أعرف‬
‫مصدره ‪ ،‬وال ُمشكلة كُل أعدائنا بيننا وبينهم إتفاقية متبادله لذا ال يُمكن ألحدهم أن يُخل بها‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬هل من ال ُممكن أن يكون عدو جديد ؟‬
‫فيكتور‪ :‬كيف عدو ونحن ال نعرفه ؟ كيف له أن يعرف رجالنا هكذا ! األمر ُمزعج‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬ربما له عالقة بأحد الخونة سابقا ً‪..‬‬
‫فيكتور‪ :‬كُل الخونة السابقين وضعنا أقربائهم تحت المراقبة وحتى أن بعضهم قتلنا أقاربهم‬
‫الذين قد يشكلون خطرا ً ‪ ،‬هل ُهناك شخص غفلنا عنه ؟‬
‫دارسي‪ :‬ربما ‪ ..‬ماذا ستفعل ؟‬
‫تنهد فيكتور وقال‪ :‬ال عليك كلفتُ أحدهم باألمر ‪ ،‬فاألمر ليس خطيرا ً الى هذا الحد وقد يكون‬
‫في األخير األمر مصادفه ‪ ..‬فأنت تعلم بأن األعضاء منخفضوا الرتبه يصنعون المشاكل خارجا ً‬
‫إلثبات قوتهم فليس من الغريب أن يواجهوا من هم أقوى وينتهي األمر بقتلهم‪..‬‬
‫إبتسم بعدها وقال‪ :‬حسنا ً دعونا نتوقف عن الحديث بهذه األمور فأنا أريد أن تكون الليلة‬
‫سعيده‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬حسنا ً أخبرنا عن تلك التطورات ال ُممتعه التي تحدثت عنها في بداية حوارنا‪..‬‬
‫صمت لفتره بعدها قال‪ :‬تعرفونها صحيح ؟ أكبر خائنة في تاريخ المنظمة ‪ ،‬تلك الروسية‬
‫اللعينه‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬ومن ال يعرفها ؟‬
‫إبتسم فيكتور وقال‪ :‬البرفيسور قد وجد بعض األمور ال ُممتعه التي كانت تُخبئها جيدا ً‪..‬‬
‫ضاقت عينا دارسي وبدا اإلنزعاج فيهما في حين قالت كارمن بدهشه‪ :‬هذا رائع ! منذ سنين‬
‫وكل شيء عنها غامض وأماكن ما أخذته سري أيضا ً ‪ ،‬ما الذي وجده ؟‬
‫فيكتور‪ :‬لم يُخبرني ‪ ،‬قال بأنه سيتأكد من شيء ما وبعدها قد يدعونا الى إجتماع ويُخبرنا به‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬وهل ما وجده قيما ً ؟‬
‫فيكتور‪ :‬ال أعلم ولكن بدا سعيدا ً للغايه وهذا يعني أجل‪..‬‬
‫أشاح دارسي بنظره الى الفراغ بهدوء بينما قالت كارمن‪ :‬يبدو جيدا ً من جملة تطورات ممتعه‬
‫لل ُمستقبل‪..‬‬
‫فيكتور‪ :‬أجل هذا ما قاله لي يعني بأن ما وجده سواءا ً كان معلومات أو أوراق فهو في‬
‫صالحنا تماما ً وربما نعود كسابق عهدنا أقوى منظمات فرنسا‪..‬‬
‫إبتسمت كارمن ورشفت من كأسها تقول‪ :‬حسنا ً كُنتَ ُمحقا ً ‪ ،‬الليلة هذه حتما ً سعيده‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:12 pm‬‬

‫رفعت آليس حاجبها وهي ترى فرانس دخل لتوه الى المقهى وبدأ يتلفت بحثا ً عنها‪..‬‬
‫نظرت الى ساعتها وهمست بسخريه‪ :‬اووه لقد أتى أبكر من المفترض‪..‬‬
‫تقدم منها عندما رآها وجلس على الكُرسي ال ُمقابل محاوالً تجنب النظر الى عينيها فال يزال‬
‫يشعر بالحرج لدرجة أنه أخذ الكثيييير من الوقت حتى نزل من السيارة فقط‪..‬‬
‫تحدث يقول بتردد‪ :‬أعتذر عن التأخير ‪ ..‬لقد ‪ ،‬لقد كان هناك بعض الزحام و‪...‬‬
‫إبتسمت تقول بسخريه‪ :‬ال بأس لم تتأخر ‪ ،‬فقط ساعة والنصف تقريبا ً ال تقلق‪..‬‬
‫زاد حرجه منها بعد سخريتها هذه ‪ ،‬هل يمكن بأنها ال تزال منزعجة من كذبه ؟‬
‫إذا ً هل يعتذر عن ذلك األمر أم يبدأ بسؤالها عن مصيبتها التي ذكرتها بالرساله ؟‬
‫آليس بهدوء‪ :‬لما كذبت علي ؟ ما السبب ؟‬
‫توتر فلقد بدأت هي بسؤاله وهذا لم يكن بحسبانه مطلقا ً‪..‬‬
‫بماذا يُجيب ؟ ال يعلم‪..‬‬
‫آليس‪ :‬إنها كذبة ال معنى لها ‪ ،‬ال يُمكنني فهم سببها حتى!‬
‫صمتت قليالً بعدها قالت‪ :‬أنظر الى عيني وأجبني ‪ ،‬سأتفهم ذلك لذا أخبرني بسببك‪..‬‬
‫بقي صامتا ً لفتره قبل أن ينظر إليها ويقول‪ :‬إعذريني آليس‪..‬‬
‫آليس‪ :‬قبل اإلعتذار أُريد تفسيرا ً‪..‬‬
‫تردد قبل أن يقول‪ :‬إنه سبب تافه لن يُرضيك‪..‬‬
‫آليس‪ :‬أُريد سماعه‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وقال بعدها‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬العائله بشكل عام تُخفي الكثير من األسرار ‪ ،‬ضننتُ بأنه‬
‫لو عرفتي بأني فردا ً منها فلن تثقي بي وستتجنبينني أيضا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ولما كُنتَ تُريد أن أثق بك ؟‬
‫سحقا ً ‪ ،‬زل لسانه!!‬
‫ُ‬
‫واآلن ماذا يقول ؟‬
‫حاول أن يُفكر بكذبة ُمناسبه فهو ال يستطيع أن يُخبرها بأنها كانت أوامر من شخص آخر ألن‬
‫هذه اإلجابه ستفتح بابا ً واسعا ً من التساؤالت األُخرى‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وقال‪ :‬بصراحه ‪ ،‬أنا أيضا ً أكره هذه العائله ولم أكن أُريد أن يخدعوك أو‬
‫يستخدمونك لذا قررتُ أن أكذب كي أكون موجودا ً دائما ً حولك وأعاونك على كُل شيء‪..‬‬
‫آليس بهدوء‪ :‬بإختصار أشفقت علي ؟‬
‫فرانس بسرعه‪ :‬كال ليس هذا ما عنيته!‬
‫أشاحت بنظرها عنه تهمس‪ :‬على أية حال لم يكن هذا سبب إستدعائي لك‪..‬‬
‫صمتت قليالً بعدها أخذت نفسا ً عميقا ً وعاودت النظر إليه تقول‪ :‬ماذا تعرف عن آليس ؟ أقصد‬
‫والدة ريكس‪..‬‬
‫ت ُمهتمة بأمرها ؟‬ ‫تفاجئ من سؤالها عنها وقال‪ :‬و ولما أن ِ‬
‫آليس بهدوء أشبه بالبرود‪ :‬أنا لم أعد أثق بك فلما أُجيبك ؟‬
‫أشاح بنظره عنها بضيق شديد قبل أن يهمس‪ :‬ال أعرف شيئا ً‪..‬‬
‫آليس‪ :‬فلور وإستيال يعرفانها كثيرا ً فكيف أنت ال تعرفها ؟ لقد كانت زوجة عمك!‬
‫حاول فرانس اإلستمرار على كذبه يقول‪ :‬ولكنهما إنفصال وأنا بعمر صغير للغايه لذا‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬إستيال وفلور يصغرانك بالعمر وخاصةً فلور فكيف يعرفان وأنت ال تعرف ؟ فرانس‬
‫هل ستستمر بالكذب علي أكثر من هذا ؟‬
‫شعر بالذنب من كالمها وبقي صامتا ً لفتره قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً إسألي بشكل أدق حتى أعرف‬
‫كيف أُجيبك‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره بعدها قالت‪ :‬هي متوفاه صحيح ؟‬
‫فرانس‪ :‬أجل‪..‬‬
‫آليس‪ :‬منذ متى ؟‬
‫فرانس‪ :‬منذ عدة سنوات‪..‬‬
‫آليس‪ :‬كم سنه ؟‬
‫فرانس‪ :‬ال أذكر ولكن كان هذا منذ سنوات طويله ‪ ..‬ربما عشر أو خمسة عشره وال أدري فقد‬
‫يكون منذ عشرون سنه ‪ ،‬صدقيني ال أتذكر متى بالضبط‪..‬‬
‫بعدها صمت وهو يشعر بالذنب فلقد كذب للمرة الثانيه‪..‬‬
‫آليس‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬متى إنفصال هي وعمك ؟‬
‫فرانس‪ :‬منذ سنوات عده‪..‬‬
‫آليس‪ :‬متى بالضبط ؟ قبل والدة إدريان ؟‬
‫صمت قليالً بعدها هز رأسه باإليجاب‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ما سبب اإلنفصال ؟‬
‫فرانس‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫آليس‪ :‬فرانس هذا يكفي ‪ ،‬لما تستمر بالكذب ؟ ما مصلحتك من هذا ! إنك مجددا ً تكذب بأمور‬
‫ال أرى سببا ً مقنعا ً لكذبك فيها‪..‬‬
‫شد على أسنانه لفتره وبقي صامتا ً دون أي تعليق حتى نظر إليها يقول‪ :‬آليس ‪ ،‬ال تُخبري‬
‫أحدا ً بما سأقوله لك‪..‬‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬ال أخبر أحدا ً ؟ مثل من ؟‬
‫أكمل فرانس كالمه‪ :‬فقط كفي عن التعمق في حياة هذه المرأه ‪ ،‬إبتعدي عن هذه المدينه‬
‫ت تستحقين أن تعيشي بعيدا ً براحه ‪ ،‬أكملي دراستك وصادقي أصدقاء جدد‬ ‫وهؤالء الناس ‪ ،‬أن ِ‬
‫وأكملي عيش حياتك بعيدا ً عن كُل هذه المؤامرات التي أدخلوك فيها رغما ً عنك‪..‬‬
‫صمت قليالً وهو يشعر ببعض األلم قبل أن يُكمل‪ :‬حتى هو ‪ ،‬ال أحد حولك يساعدك ألجلك ‪،‬‬
‫كلهم يساعدونك لمصالحهم الشخصيه وأنا واثق بأنهم سيلقون بك جانبا ً عندما تنتهي فائدتك ‪،‬‬
‫أرجوك آليس‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره وهي بداخلها مصدومة من كالمه الذي يدل بأنه يعرف عنها الكثييير‪..‬‬
‫سألته‪ :‬إذا ً فقط أخبرني ‪ ،‬أخبرني من أكون بالضبط وألين أنتمي وماهي حياتي ؟ أخبرني حتى‬
‫أعرف من يستحق ثقتي ومن ال يستحقها‪..‬‬
‫ت عنيده ويستحيل أن تهربي من كُل هذا ‪ ،‬وأيضا ً ‪....‬‬ ‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬ال يُمكنني ‪ ،‬أن ِ‬
‫ت تثقين بهم قبل فقدانك للذاكره لذا سترين‬ ‫األشخاص الذين أطلب منك اإلبتعاد عنهم هم من كُن ِ‬
‫كالمي مجرد ُهراء وستُرددين جملة أنك تعرفين مصلحة نفسك وأنك كبيرة كفايه لتُقرري من‬
‫العدو ومن الصديق‪..‬‬
‫شد على أسنانه وهمس‪ :‬ال أحد في العالم أستطيع أن أخبرك بأنه يستحق ثقتك ‪ ،‬لذا الهروب‬
‫من كل هذا هو الحل األنسب ‪ ،‬أرجوك ‪ ،‬إستمعي إلي آلخر مره‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ال أريد‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنها بضيق شديد فأكملت‪ :‬لن أفعل ‪ ،‬لستُ ممن يهربون ‪ ،‬وهناك أمر أهم من‬
‫حياتي نفسها وأُريد أن أصل إليه ولن أستطيع إال عن طريق هذه المرأة التي ال تُريدني أن‬
‫أتعمق في أمرها ‪ ،‬لذا أخبرني ‪ ،‬إن كُنتَ حقا ً تهتم ألمري فأخبرني المزيد عنها ‪ ،‬أي شيء ‪،‬‬
‫فقط أخبرني‪..‬‬
‫بقي الجو هادئا ً لفترة طويله ولم تتحدث هي فيه بل تنتظر منه أن يبدأ هو حتى أخيرا ً فتح فمه‬
‫يقول بهدوء‪ :‬كانت جاسوسة روسيه تعمل مع إحدى المنضمات الشهيره الفرنسيه ‪ ،‬عمي علم‬
‫عن هذا وخيرها بين حياتها معه ومع إبنهما أو عملها ولكنها إختارت عملها فلم يكن لعمي‬
‫خيار سوى اإلنفصال رغم أنه كان يحبها للغايه وأُراهن بأنه ال يزال يكن لها الحب لهذا يُفضل‬
‫ريكس على الجميع ويشعر دائما ً بأنه السبب في أن يعيش ريكس بعيدا ً عن والدته ‪ ،‬بعد‬
‫سنوات قُتلت على يد أحد أفراد تلك المنظمة بعدما كشفوا أمرها‪..‬‬
‫صمت لفترة طويله قبل أن يقول بهدوء‪ :‬ال أعلم كيف ولكن كُل ما أعرفه أن عمل طائش من‬
‫ريكس هو ما جعل تلك المنظمة يكتشفون أمر خيانتها ولهذا هو يعيش حياته مثقالً بالذنب‪..‬‬
‫وأكمل بهمس أكبر بالكاد يُسمع‪ :‬وهذا ما جعله يرضخ لصفقة جينيفر تلك‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬موتها سبب صدمة كبيره للجميع وخاصةً لي وإلستيال وآلبرت فلقد كُنا‬
‫نعرفها من زياراتها بين فترة وأخرى من أجل إبنها ‪ ،‬جميعنا كُنا نكن لها اإلحترام ونُحبها‬
‫للغاية لدرجة أن آلبرت حتى هذه اللحضه يكن لريكس اإلحترام ألجل والدته ‪ ،‬كانت إمرأه‬
‫رائعه يستحيل أن ينساها أي أحد مرت هي في حياته‪..‬‬
‫نظر إليها يقول‪ :‬آسف ‪ ،‬هذا ما أستطيع أن أُخبرك به‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه وهي بحق مندهشة من الكالم الذي قاله وقد تأكدت من أنه يقول الصدق فهي‬
‫حتى هذه اللحضه تتذكر عندما فلور إستفزت ريكس بقولها عن والدته مجرمة ففي ذلك‬
‫الموقف وبختها إستيال وحذرتها من أن تقول أي كلمة سيئه عن تلك المرأه‪..‬‬
‫لقد كانت جاسوسه من خارج البالد ‪ ،‬هي حقا ً كانت مجرمه فحقا ً هي متعجبة من حب الجميع‬
‫لها‪..‬‬
‫ولكن ‪ ....‬إن كان هذا الكالم صحيحا ُ فلما ريكس يعمل في نفس المنظمه ؟‬
‫أال يعلم بأنهم من قتلوا والدته ؟‬
‫لحضه!!‬
‫هل من ال ُممكن أن دخوله الى المنظمة كان ألجل‪......‬‬
‫قاطع أفكارها صوت فرانس يقول‪ :‬هل هذا يكفي ؟ هل ستقبلين أسفي السابق ؟‬
‫نظرت إليه قليالً بعدها قالت‪ :‬هذا ليس عدالً ‪ ،‬ما قُلته لي الكُل بالتأكيد يعرفه فلقد أخبرتني‬
‫جينيفر سابقا ً عن كون ريكس خان المدعوة بآليس أي أمه ‪ ،‬وقد رأيتُ سابقا ً دفاع إستيال‬
‫عنها ‪ ،‬كُل ما أخبرتني به هو فقط أمور عائلتك تعرفها ‪ ،‬أريد شيئا ً جديدا ً ال يعرفه أحد‪..‬‬
‫أكملت كالمها بترجي‪ :‬أرجوك فرانس ‪ ،‬لو شيئا ً واحدا ً وأعدك بعدها بأني سأصفح لكذباتك‬
‫السابقه جميعها ‪ ،‬أرجوك ‪ ،‬فقط أمر واحد ال يعلمه أحد‪..‬‬
‫ظهر التردد التام في نظراته وبدأ يشتتها في أنحاء المقهى وهو بحق ال يعلم ماذا يقول‪..‬‬
‫هو أصالً ال يعرف لما هي مهتمة بمعرفة أمور عنها!‬
‫ماذا يقول ؟‬
‫ال يعرف‪..‬‬
‫بعد فترة صمت طويل كانت ترمقه فيها بنظراتها المترقبه ضعف أخيرا ً وقال‪ :‬فقط شيئا ً واحدا ً‬
‫‪..‬‬
‫إبتسمت بفرح تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬شيئا ً واحدا ً‪..‬‬
‫صمت لثوان يفكر في شيء يقوله حتى عاود النظر الى عينيها وقال بهدوء‪ :‬زعيم المنظمة‬
‫التي قتلتها يُلقب بالبرفيسور ‪ .....‬لقد كان يحبها للغايه لدرجة أنه‪....‬‬
‫صمت قليالً مترددا ً في النقطة القادمه ولكنها قرر أال يقولها فأكمل كالمه وقال‪ :‬على أية حال‬
‫هو ال يزال حتى هذه اللحضه يبحث بين أعضاء منظمته عمن قتلها كي يقتله بنفسه‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:45 pm‬‬
‫على طاولة عشاء العائله‪..‬‬
‫األغلب كان متواجدا ً ‪ ،‬إستيال وأخوتها الصغار وإدريان وريكس وبالطبع األب األكبر للعائله‬
‫وزوجته‪..‬‬
‫تحدث آليكسندر وهو يتناول طعامه قائالً‪ :‬إن تواصل فرانسوا مع أحد منكم فأخبروني ‪ ،‬ال‬
‫تُغطوا عليه مفهوم ؟‬
‫فلور‪ :‬مفهوم عمي‪..‬‬
‫رفع آليكسندر نظره ناحية إستيال يقول‪ :‬مفهوم إستيال ؟‬
‫نظرت إليه وقالت‪ :‬أعلم يا عمي ‪ ،‬سأُخبرك‪..‬‬
‫عاودوا بعدها تناول طعامهم بهدوء في حين قالت إستيال في نفسها‪" :‬حسنا ً أنا البالغة الوحيدة‬
‫هنا التي قد يفكر فرانس بالتواصل معها لذا عمي قلق من أمري‪" ..‬‬
‫نظرت الى هاتفها تتسائل في داخلها عن فرانس فمنذ أن أخبرته برغبتها في إعطائه المال لم‬
‫يتواصل معها‪..‬‬
‫هل إنشغل ؟ أو ربما لم يرى الرسالة فرقمه هذا يكون غالب األوقات مغلقا ً‪..‬‬
‫أما كين فرفع نظره ينظر الى عمته التي تأكل بشكل طبيعي للغايه‪..‬‬
‫يتسائل في نفسه عن كونها تُدبر ألمر ما أم إستسلمت ؟‬
‫على أية حال يكفيه أن أمر األوراق وأخاه آلبرت أصبحوا بعيدين عنه واألمور بخير حتى هذه‬
‫اللحضه‪..‬‬
‫ال يفهم فيما هي تفكر ولكن لم يعد األمر يُقلقه فعمه بالتأكيد تصرف كما كان يأمل‪..‬‬
‫أشاح بنظره فورا ً عندما رفعت عمته عينيها فقال بسرعه لعمه‪ :‬إليان ألن تفكر بالعوده ؟‬
‫آليكسندر ببرود‪ :‬وهل إشتقت إليها ؟‬
‫كين‪ :‬في الحقيقة أجل ‪ ،‬لم أعتد على غيابها الطويل عن طاولة الطعام‪..‬‬
‫فلور بسخريه‪ :‬لقد أخذت عالمة سيئه لهذا هي تعزل نفسها عن العالم ‪ ،‬وااااه إهتمامها‬
‫ال ُمبالغ في الدراسة يُشعرني بالغثيان‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬أمثالها وحدهم من ينجحون في المستقبل وليس ممن يلعب وتسعده القليل من‬
‫الدرجات!‬
‫أمالت شفتيها تقول دفاعا ً عن نفسها‪ :‬عمي هذا ليس مقياسا ً ‪ ،‬إدريان لم يكن مجدا ً في دراسته‬
‫ولكنه نجح في حياته المهنيه‪..‬‬
‫إبتسم إدريان يقول‪ :‬أشكرك على إعترافك الذي خرج من شفتيك بعد سنوات من اإلنكار‪..‬‬
‫إنزعجت تقول‪ :‬لم أقصد هذا بالضبط ! أعني‪...‬‬
‫قاطعها عمها يقول‪ :‬بال ُمقابل فرانسوا لم يكن مجدا ً في دراسته وهو اآلن فاشل ! من ال‬
‫يملكون موهبة محدده فعليهم اإلجتهاد حتى يجدوا اإلختصاص الذي يُناسبهم ويبدأون يبدعون‬
‫فيه ‪ ،‬أخوتك إستيال وآلبرت خير مثال لذا عليك اإلقتداء بهم ولو قليالً‪..‬‬
‫شعرت بالضيق من توبيخه فهمست‪ :‬حسنا ً فهمت‪..‬‬
‫إبتسم إدريان بسخريه فإنزعجت فلور ولكن لم تجد ما تقول فإبتسم كين ونظر الى أخته يقول‪:‬‬
‫عمي ُمحق في كالمه فعلى المرء بذل جهده في كل شيء وليس بدراسته أم أنك تُريدين أن‬
‫تُستخدمي مستقبالً من أجل إلماع نجم شخص آخر ؟ هذا ليس جيدا ً فلور‪..‬‬
‫نظر إدريان إليه وشعر باإلنزعاج الشديد في حين لم تفهم فلور ولكن ما دام أن إدريان إنزعج‬
‫فهذا يكفيها لذا إبتسمت تقول‪ :‬حاضر يا أخي‪..‬‬
‫جينيفر بهدوء‪ :‬لذا على الجميع في سن المراهقه اإلهتمام بكتبهم ودراستهم فليس من الجيد‬
‫أن يتحطم ُمستقبلهم بالكامل بسبب إنشغالهم بأمور ال تعنيهم ‪ ،‬هذا سيجعلهم يعضون أصابعهم‬
‫ندما ً في كُل يوم‪..‬‬
‫إختفت اإلبتسامة تدريجيا ً من على شفتي كين وإلتفت ينظر الى عمته بهدوء وهو يهمس‬
‫بداخله‪" :‬يتحطم ُمستقبلهم ! إنه تهديد ولكن ماذا تعني به ؟ ما الذي تُخطط عليه ؟"‬
‫وقف ريكس في هذه اللحضه وإلتفت مغادرا ً بعدما شبع فقالت جينيفر‪ :‬ريكس‪..‬‬
‫توقف ونظر إليها فقالت‪ :‬أُريدك الليله‪..‬‬
‫همس لها‪ :‬أعتذر ‪ ،‬مشغول بشيء ما‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬كما تشاء ‪ ،‬إذا ً غدا ً حسنا ً ؟‬
‫نظر إليها قليالً بعدها هز رأسه باإليجاب وغادر المكان فإلتفت آليكسندر إليها يقول‪ :‬فيماذا‬
‫تُريدينه ؟‬
‫جينيفر‪ :‬بعد شائعات فرانس بتلك الحفلة والتي هي حقيقة لألسف أحتاج الى أن أتدخل قليالً‬
‫وأُحاول تصحيح مساره ‪ ،‬هو ال يزال في العشرينيات لذا هو ال يزال بحاج ٍة الى من يسانده ‪،‬‬
‫أنت مشغول وأنا متفرغه لذا أخذتُ هذا الدور‪..‬‬
‫ت‪..‬‬‫تنهد وقال‪ :‬حسنا ً فعل ِ‬
‫إبتسمت وأكلت طعامها بهدوء وكين ينظر إليها وهو يشعر بلسانه يحكه للغايه‪..‬‬
‫يريد قولها ‪ ،‬ولكن المشاكل التي أدخل نفسه فيها تكفيه لذا إضطر الى منع نفسه من فتح فمه‬
‫وإحراج عمته بسؤاله‪..‬‬

‫**‬

‫وصل ريكس الى مقر المنظمة ودخلها‪..‬‬


‫وجد أمامه ماثيو فقال له‪ :‬أجمع بعض الرجال لتُرافقوني الى مخزن البضائع ‪ ،‬أُريد ترتيبها‬
‫وتهيئتها ألجل عملية النقل التي ستتم غدا ً حسنا ؟‬
‫بعدها إبتعد وماثيو يعض على شفتيه بإنزعاج شديد وهو يقول‪ :‬لماذا السيدة كارمن لم تجد‬
‫غيره ليكون مسؤوالً عن نقل البضائع !!! ال أُحب أن أعمل تحت إمرته ال أُحب ذلك بتاتا ً‪..‬‬
‫نظر الى رجل قريب منه وصرخ في وجهه‪ :‬إجمع عشرة رجال فورا ً!!‪..‬‬
‫بعدها جلس على الكُرسي يعض إظفر إبهامه بغيض شديد وهو يهمس‪ :‬أيعني هذا بأنه كلما‬
‫سافرت السيده سيكون هو المسؤول ؟ من يدري !! ربما يرتفع أكثر ويُصبح مسؤوالً حتى في‬
‫وجودها ! ال ‪ ،‬ال يُمكنني إحتمال هذه الفكرة بتاتا ً!‬
‫ضاقت عيناه بتفكير قبل أن يهمس‪ :‬إال إن فشل في القيام بواجباته في أول مرة تعطيه‬
‫المنصب ‪ ،‬حينها لن يصبح محل ثقتها إطالقا ً‪..‬‬

‫خالل دقائق خرج ريكس فوجد ماثيو مع عشرة رجال بإنتظاره‪..‬‬


‫إبتسم ماثيو يقول‪ :‬الكُل جاهز يا ريكس‪..‬‬
‫تعجب ريكس من كونه غير منزعج كعادته ولكن لم يُعط األمر أي إهتمام فإتجه الى سيارته‬
‫وهو يقول‪ :‬حسنا ً لنذهب‪..‬‬
‫ركبوا في سيارتين من نوع الجيمس ولحقوا به‪..‬‬
‫قطعوا الشارع الذي يوصل لمقرهم وإختفوا عن األنظار‪..‬‬
‫أما هو‪..‬‬
‫فقد كان يجلس في سيارة قديمه ركنها بجانب إحدى المنازل القريبه‪..‬‬
‫يجلس بهدوء تام ينظر الى الشارع حيث للتو مرت من أمامه السيارات الثالث‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وهو يهمس‪ :‬كانت روانا ُمحقه ‪ ،‬ذلك المدعو بريكس ليس بصديق عادي آلندرو‬
‫‪ ،‬هو مجرم ووجوده كصديق آلندرو ليس إال لهدف ما من دون شك‪..‬‬
‫شغل السياره ومن ثم لحق بتلك السيارات‪..‬‬

‫‪Part End‬‬

‫‪Part 37‬‬

‫"لدي كدمات زرقاء في روحي"‪.‬‬


‫‪-‬فرانسوا ساغان‪-‬‬

‫أوقف ريكس سيارته حالما وصل الى مخزن بضائع بالقرب من الطريق الذي بدأوا بإستخدامه‬
‫مؤخرا ً لنقل بضائهم‪..‬‬
‫توقفت السيارات الثالث خلفه بينما تلك السيارة التي تتبعهم توقفت في مكان بعيد أضطر‬
‫صاحبها الى النزول والتسلل بمفرده لرؤية ما يحدث‪..‬‬
‫تقدم ريكس من حارس للبوابة الحديدة وأشار له ففتح القفل ومن ثم البوابه‪..‬‬
‫دخل وبدأ المكان يُضيء بعدما فتح الحارس األنوار فلف ريكس بنظره حول المكان بعدها‬
‫إلتفت الى ماثيو والبقيه يقول‪ :‬أحصوا لي عددها وتأكدوا هل تم فتحها أو ال تزال ُمغلقه‬
‫بإحكام‪..‬‬
‫إنتشروا وكُل واحد منهم بدأ بمجموعة من الكراتين الكبيرة البيضاء وبدأ يتفحصها‪..‬‬
‫في حين تقدم ريكس من الغرفة الداخليه وجلس على الكرسي أمام شاشة كبيره وبدأ بتفقد‬
‫مشاهد الليلة الماضيه حيث ُوضعت البضاعه وحتى اآلن حتى يتأكد من أن ال أحد إقترب‪..‬‬

‫تقدم ماثيو بهدوء من إحدى الكراتين البيضاء والتي يلتف حولها كمية من ورق النايلون‬
‫وفوقهم شرائط خضراء ‪ ،‬إنها محكمة الغلق حقا ً‪..‬‬
‫لف بنظره حول البقيه الذين يتفقدون الصنادق فإبتسم عندما رأى إثنان منهما يدخنون‬
‫السجائر في هذا الوقت‪..‬‬
‫إتكأ على الجدار وإنتظر مرور عدة دقائق حتى رمى أحدهما سجارته أرضا ً وبدأ بإشعال واحدة‬
‫أُخرى وهو ُمستمر بالتفقد‪..‬‬
‫إنتظره حتى إبتعد تدريجيا ً عن مكان رمي سجارته السابقه ليتقدم هو بعدها من نفس المكان‪..‬‬
‫أعطى البقيه نظرة أخيره وعندما تأكد من كونهم شارفوا على اإلنتهاء أخرج والعته وخنجره‬
‫الصغير من جيبه وجلس أمام أقرب صندوق للسيجارة ال ُملقاه ومن ثم قطع القليل من النايلون‬
‫الملفوف بإحكام على الكرتون ومن ثم قطع الكرتون نفسه من الزاوية السفلى‪..‬‬
‫أخرج منديل قماشي من جيبه وأشعل في طرفه النار وحشره داخل الكرتون بين القوارير‬
‫الموجودة بداخله‪..‬‬
‫وقف بعدها وإبتعد عن مكانه قليالً وقال بعدها‪ :‬حسنا ً أضن بأن الجميع قد إنتهى ‪ ،‬دعونا‬
‫نخرج خارجا ً وننتظر ريكس هناك‪..‬‬
‫قال أحدهم‪ :‬ولكن أنا‪...‬‬
‫قاطعه ماثيو بإنزعاج‪ :‬أنت ماذا ؟ لقد تفقدنا جميع الكراتين ‪ ،‬هل تريد البقاء أكثر في مكان‬
‫مختنق برائحة البضائع!‬
‫بعدها إلتفت وخرج فخرج اآلخرين خلفه بقلة حيله وبقيوا حول سياراتهم يتجاذبون أطراف‬
‫الحديث‪..‬‬
‫بينما ماثيو كان يلقي نظرة نحو المخزن بين فترة وأخرى ‪ ،‬من مكان وقوف سياراتهم ال‬
‫يُمكنهم سوى رؤية نصف المخزن‪..‬‬
‫يشعر بالقلق فلم يخرج أي دخان حتى اآلن ‪ ،‬هل إنطفأت تلك النار الصغيره ؟‬
‫الكرتون نفسه يقع بالجهة اليسرى من المخزن وهو من مكانه ال يرى سوى الجهة اليمنى‬
‫منه لذا سيتفائل ويُخبر نفسه بأن كُل شيء يجري كما خطط‪..‬‬

‫أما ريكس فقد كانت عيناه ُمستقرتان على الشاشه يُراقب األحداث الماضيه ويبدو بأن كُل‬
‫شيء على ما يُرام‪..‬‬
‫إن كانت البضاعة محكمة الغلق ولم يقترب أحد من المخزن فسيكون هذا أمرا ً جيدا ً ُمبشرا ً‪..‬‬
‫شيئا ً فشيئا ً بدأت عيناه ال ُمستقرتان هذه تشرد وبدأ عقله يتذكر أمور قديمه جعلت من شفتيه‬
‫العبوستين دائما ً تتحركان وتُظهران تلك اإلبتسامة الصغيره عليهما‪..‬‬
‫هز رأسه ليعود الى أرض الوقع وبدأ يفرك عيناه قبل أن يُعاود النظر الى الشاشه ولكن تلك‬
‫الذكرى القديمه لم تغب عن باله‪..‬‬
‫أدخل يده في جيب بنطاله وأخرج محفضته الصغيرة والتي تحوي على بطائق فحسب‪..‬‬
‫أخرج صورةً من تحت بطاقة الهويه ونظره بهدوء الى تلك المرأة الفاتنه ذات الشعر األسود‪..‬‬
‫حرك بأصبعه اإلبهام على وجهها ال ُمبتسم متأمالً مالمحها وبدأ شيئا ً فشيئا ً تتسلل الى أنفه‬
‫رائحة دخان جعل هذا يحفز ذاكرته متذكرا ً ليلة الشواء حيث كانت والدته تستعرض قدرتها في‬
‫شوي قطع اللحم‪..‬‬
‫كانت ليلة سعيده ذهب فيها هو وآلبرت وإستيال وفرانس وإدريان الى منزلها ويجلسون في‬
‫ساحته منتظرين العشاء‪..‬‬
‫كانوا صغارا ً للغايه ‪ ،‬أتت لبيت العائله ألخذ إبنها فطلب البقية مرافقته عندما عرفوا بأنها‬
‫ستُحضر عشاءا ً مشويا ً‪..‬‬
‫ال يزال ظهرها ال ُمستقيم أمام آلة الشواء راسخا ً في رأسه‪..‬‬
‫كان يُحبها ‪ ،‬يُحبها أكثر من أي أحد آخر‪..‬‬
‫إستيقظ فزعا ً من بحر ذاكرته على دخول أحدهم من الباب المفتوح يقول بخوف‪ :‬ريكس هناك‬
‫حريق!‬
‫وقف فورا ً تاركا ً محفضته والصوره أمام الشاشة وخرج ليُصدم من زاوية المخزن الذي‬
‫تشتعل فيه النيران‪..‬‬
‫ال ! هذا خطير!!‬
‫البضائع لم تكن سوى بعض المشروبات الكحوليه لذا شعلة نار واحده ستأكل البقيه دون أي‬
‫رحمه!!‬
‫كيييف حدث هذا ؟!!!‬
‫صرخ بالجميع الذين كانوا بالمكان منصدومين وقال‪ :‬هيّا فلتُطفئوا هذه النار بسرعه!!!‬
‫بدأوا يتحركون بشكل غير متوازن ليقول ماثيو وهو رافعا ً حاجبه‪ :‬وكيف سنطفئها ؟ نأخذ‬
‫قوارير بالستك نملؤها من صنابير المغسله ونبدأ بعملية اإلطفاء ؟‬
‫إنزعج ريكس ليس من كالمه بل من الحقيقة هذه ليقول شخص آخر‪ :‬أاتصل باإلطفاء ؟‬
‫ريكس بسرعه‪ :‬إياك!!‬
‫ثم إلتفت الى البقيه وقال‪ :‬البد من وجود نظام طوارئ ‪ ،‬إن لم يعمل بسبب الدخان فأشغلوه‬
‫عنوه ‪ ،‬إبحثوا عنه!!‬
‫إنتشروا يبحثون عن أي شيء يدل عن كونه نظام طوارئ بينما كان ينظر الى النار التي‬
‫إلتهمت حتى اآلن ربع البضاعه!‬
‫ُمستحيل ‪ ،‬كيف يمكنه إيقافها ؟‬
‫ال يستطيع طلب اإلطفاء فهذا سيفتح باب التحقيق وسيعرفون إنها كحول غير مرخصه ولم‬
‫تُدفع ضرائبها حتى!‬
‫ال ُمشكلة أن غدا ً هو يوم نقلها وهو منذ اليوم مسؤول عنها ! لما يحدث معه هذا الحظ السيء‬
‫اآلن ؟!!‬
‫لم تحصل حادثةً كهذا من قبل فلما تحدث ألول مره وعندما يكون هو المسؤول!‬
‫إنه ليس الوقت ال ُمناسب بتاتا ً‪..‬‬
‫أخرج منديله القماشي من جيبه وغطى به أنفه وفمه عندما بدأ الدخان يخنق المكان‪..‬‬
‫شعر باإلرتياح عندما إشتغل نظام األمان ونزلت رشاشات الماء على النيران الضخمه هذه‪..‬‬
‫جيد ‪ ،‬لقد وجد أحدهم الزر المناسب‪..‬‬
‫لم يدم هذا اإلرتياح طويالً حتى قل الرشاش وإنتهى في األخير فلف على أحدهم يقول بصدمه‪:‬‬
‫لما أطفأتوها ؟!!‬
‫تحدث أحدهم يقول‪ :‬لم نفعل!‬
‫علق اآلخر‪ :‬البد أن خزان الماء مفرغ‪..‬‬
‫صدم مما سمع بينما إنفجارات النيران وأصوات إشتعالها كان يرعب قلوبهم‪..‬‬‫ُ‬
‫نظر الى النيران التي أكلت نصف البضاعه‪..‬‬
‫شد على أسنانه فلقد فات اآلوان ‪ ،‬دقيقتان على أكثر تقدير وسينتهي أمر البضاعة تماما ً‪..‬‬
‫عليه أن يستسلم للواقع المؤلم هذا‪..‬‬
‫خرج البعض من المخزن بينما قال أحدهم لريكس‪ :‬إنتهى األمر ‪ ،‬علينا أن نخرج‪..‬‬
‫هز ريكس رأسه بهدوء فغادر البقيه بينما لحقهم بهدوء وهو يُفكر بطريقة لتعويض كل هذا‪..‬‬
‫لقد دفعوا أمواالً طائله من أجل هذه البضاعه ‪ ،‬كيف يمكنهم أن يحلوا األمر اآلن ؟‬
‫ناهيك عن أن الطرف الثاني من ال ُمفترض أن يستلمها ليلة الغد ! هذه حقا ً ُمعضلة من دون‬
‫حل‪..‬‬
‫ال يُمكنه تخيل ماذا ستكون ردة فعل كارمن مما حدث!!‬
‫لقد حاول جاهدا ً الصعود وكسب الثقه وال يُريد ُخسارنها اآلن بسبب حادث أتى ُمصادفه!‬
‫شد على أسنانه ينظر الى النيران التي تلتهم كل شيء بالمخزن وهمس للبقية الذين يقفون‬
‫بالقرب منه‪ :‬إياكم أن يصل هذا األمر ال لكارمن وال حتى باتريك‪..‬‬
‫تبادلوا النظرات وهزوا بعدها رأسهم بالموافقه بينما إبتسم ماثيو بسخريه يهمس بداخله‪:‬‬
‫"أتمزح معي ؟ لم أفعل كُل هذا كي يتم التستر عليه ‪ ،‬لن أدع لك فرصة لتصحيح األمر أو حتى‬
‫إخبارهم بنفسك بطرقك التي قد تهون األمر"‬
‫أخرج هاتفه النقال وهو يعود الى الخلف قليالً كي ال يره أحد بعدها أخذ مقطع فيديو قصير‬
‫للمخزن الذي تبتلعه النار ومن ثم قام بإرساله‪..‬‬
‫ومن الخلف بمسافه‪..‬‬
‫كان ثيو يقف بهدوء ببقعة ال يستطيعون رؤيته فيها وهو ينظر الى ما يحدث هامسا ً بداخله‪:‬‬
‫"ال أعلم على ماذا كانوا يخططون ولكن يبدو بأن خطتهم بطريقة ما قد فشلت ‪ ،‬أهي بضاعة‬
‫عليهم تهريبها أو نقلها ؟ ال أعلم ولكن ما حدث جيد بنظري"‬
‫عقد حاجبه بتعجب وإندهاش وهو يرى ريكس يجفل فجأه ومن ثم ينطلق ركضا ً الى داخل‬
‫المخزن الذي بالكاد يُرى ما داخله بفعل النيران والدخان‪..‬‬
‫ماذا يفعل هذا الشخص ؟!!!‬
‫في حين صرخ أحدهم يقول‪ :‬ريكس هذا خطر ماذا تريد ؟!!‬
‫لم يجبه ريكس وذهب فورا ً الى الداخل وتفكيره في صورة أمه التي تركها بالغرفة الداخليه‪..‬‬
‫لم يفكر بالبطائق ووثائقه فالصورة هي األهم ‪ ،‬هي الصورة الوحيده لها التي كانت تنظر فيها‬
‫الى الكاميرا بإبتسامه‪..‬‬
‫يستحيل أن يسمح إلبتسامتها هذه أن تختفي من حياته‪..‬‬
‫إلتفت أحد الرجال الى ماثيو يقول‪ :‬ما الذي علينا فعله ؟!!‬
‫بقي ماثيو صامتا ً لفتره بعدها قال‪ :‬ماذا يمكننا نفعل ؟ نحن لسنا أبطاالً أخيار كي نتهور من‬
‫أجل متهور أحمق!!‬
‫رجل آخر‪ :‬ولكنه قائدنا و‪...‬‬
‫قاطعه ماثيو بحده‪ :‬بشكل مؤقت !! ومن تصرفه هذا تستطيع أن تعرف بأنه ال يستحق هذه‬
‫المكانة ُمطلقا ً ‪ ،‬سيدتنا كارمن بالتأكيد لن تُعطيه هذا المركز بتاتا ً بعد أن أثبت فشله بجداره!‪..‬‬
‫إلتفت الى السيارة وأكمل‪ :‬سأعود فال سبب يجعلني أبقى أكثر ‪ ،‬البد من أنه شعر بالخزي من‬
‫فشله لذا قرر رمي نفسه إما ليقتل نفسه أو ليتشوه ضنا ً منه أن هذا سيُقلل من غضب كارمن‬
‫منه‪..‬‬
‫ركب الى السيارة وهو يقول للسائق الذي أوصلهم‪ :‬ما الذي تنتظره ؟!!!‬
‫نظر السائق الى زميله قليالً قبل أن يتنهد وركب فتبعه رجالن وركبا بذات السياره‪..‬‬
‫تحركت السيارة ُمبتعده وبقي اآلخرون في مكانهم يتبادلون النظرات حتى قال أحدهم‪ :‬هو‬
‫محق ‪ ،‬ما الذي سنجنيه من بقائنا هنا ؟! أعني ال أحد سيدخل هناك من أجل ريكس ! وعندما‬
‫يخرج كُل ما سيفعله هو العودة صحيح ؟ هذا إن لم تحرقه تلك النيران!‬
‫صمت قليالً ثم قال‪ :‬سأعود‪..‬‬
‫تردد البقيه وشيئا ً فشيئا ً حتى غادر الجميع تاركين ريكس الذي خرج لتوه وجلس فورا ً مستندا ً‬
‫على الجدار الخارجي للمخزن الذي يستمر باإلحتراق‪..‬‬
‫تقدم منه الحارس بقلق وهو يرى مالبسه قد تمزقت بفعل الحريق وقال‪ :‬هل أنت بخير ؟‬
‫ريكس بهمس شديد‪ :‬يمكنك المغادره والعودة غدا ً‪..‬‬
‫هز الحارس رأسه ووضع قارورة ماء بجانبه قبل أن يذهب‪..‬‬
‫فتح ريكس عيناه الحمراوتين التي إحترقتا من الدخان المنتشر ونظر الى سيارته التي أصبحت‬
‫وحيدة هناك بدون وجود أي أحد‪..‬‬
‫همس من بين شفتيه‪ :‬أولئك األوغاد‪..‬‬
‫قرر البقاء قليالً ليأخذ قسطا ً من الراحه قبل أن يعود هو أيضا ً فالنار هذه ستتوقف عندما ال‬
‫تجد شيئا ً آخر ألكله‪..‬‬
‫المخزن موجود بمنطقة نائيه ومع ظالم الليل هذا يستحيل أن يرى أي أحد الدخان من بعيد‪..‬‬
‫ستُطفأ بنفسها دون أن يعلم أحد باألمر‪..‬‬
‫همس لنفسه‪ :‬أم علي البقاء حتى تخمد ؟ ال أدري‪..‬‬
‫ُمحبط للغايه لدرجة عدم رغبته بفعل أي شيء‪..‬‬
‫فمعضلته هذه دمرته بالفعل وال يدري ماذا يفعل حيالها‪..‬‬
‫شعر بعينيه تسترخيان وبدا وكأنه سيأخذ غفوة دون أن يشعر بذلك‪..‬‬
‫تقدم ثيو منه بهدوء ووقف أمامه مباشرةً ولكن لم يتحرك ريكس ولم يفتح عينيه حتى‪..‬‬
‫نظر ثيو الى ثيابه المتضرره والى بعض الحروق التي أصبحت واضحة في ذراعيه‪..‬‬
‫نظر بهدوء الى ما يُمسك طرفه بقوة في قبضته وجلس بهدوء أمامه‪..‬‬
‫لم تكن الصورة واضحه فالسواد يغطيها ولكنه علم بانها صوره‪..‬‬
‫هل عاد من أجلها ؟!‬
‫إذا ً هل تدمرت الصوره او ان السواد هذا مجرد رماد وسيزول ببعض التنظيف‪..‬‬
‫فتح ريكس عينيه عندما شعر بنفس قريب منه وسقط نظره على رجل أحدهم يجلس أمامه‪..‬‬
‫ماذا ؟ ألم يغادر الجميع ؟‬
‫رفع رأسه ونظر الى ثيو الذي كان وجهه غريب عنه بالكامل‪..‬‬
‫هو ليس أحد الرجال الذين أتو معه!‬
‫إذا ً هو أحد المارين ‪ ،‬هذا ليس الوقت المناسب لوجود متطفلين‪..‬‬
‫ثيو بهدوء‪ :‬ماهو هدفك ؟‬
‫رفع ريكس حاجبه متعجبا ً من سؤاله!‬
‫هذا ليس بسؤال يسأله متطفل !! إذا ً من يكون ؟!!‬
‫نظر خلفه فلم يجد أي سيارة قريبه فتحدث ثيو يقول مجدداً‪ :‬سؤالي واضح يا ريكس ‪ ،‬ماهو‬
‫هدفك ؟‬
‫ضاقت عينا ريكس وعاود النظر إليه بهدوء وحذر فهذا الشخص بحق ليس بالشخص العادي‬
‫‪..‬‬
‫من ؟!!‬
‫ال يمكنه أن يفكر بأحد قد يسأله بسؤال مثل هذا!‬
‫أو هل هو من جماعة باتريك ويضن بأنه السبب بإفتعال الحريق ويسأله عن الهدف ؟!!‬
‫باتريك هذا أال يمل من الشك!‬
‫تحدث ببرود يقول‪ :‬أيا ً ما كان تقصده بسؤالك فال سبب يجبرني على إجابتك‪..‬‬
‫بقي ثيو ينظر إليه لفتره وهو يهمس بداخله‪" :‬يبدو من ردة فعله العاديه ومن إجابته هذه بأنه‬
‫لم يعرف من أكون ! كيف إذا ً يحوم حول آندرو وهو ال يعرف شكل أخاه األكبر والذي يزعج‬
‫منظمتهم بإستمرار ؟ هل إستنتاجي كان خاطئا ً! "‬
‫ضاقت عيناه وأكمل بداخله‪" :‬كال ليس خاطئا ً ‪ ،‬فإن لم يكن هو من يتقرب من أخي ألسباب‬
‫خفيه فعلى األقل أحدهم أمره بذلك"‬
‫سأله بشكل أوضح يقول‪ :‬ما هدفك من البقاء مع آندرو وكسب ثقته هكذا ؟‬
‫ضاقت عينا ريكس لفتره وهو مصدوم من ذكر إسم آندرو في هذه المحادثه‪..‬‬
‫ما دخله ؟! ومن يكون هذا ليسأله عنه هكذا!‬
‫لحضه!‬
‫نظر الى عينيه الزرقاوتين الحادتين وشعر وكأنه ينظر الى آندرو‪..‬‬
‫قد ال يملكان نفس اللون ولكن عيناهما ذاتها ‪ ،‬هل هو إذا ً أخاه األكبر ذاك ؟!!‬
‫نعم ‪ ،‬ال يوجد توقع غير هذا فعلى حسب ما يقول له آندرو فأخاه يالحق منظمة ما والتي قريبا ً‬
‫إكتشف بأنها منظمته ذاتها لذا ليس من الغريب أن يُصادفه هكذا‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ،‬هذا ليس باللقاء الجيد بتاتا ً!‬
‫لما اآلن!‬
‫سأل ليتأكد من شكوكه‪ :‬ثيو ؟‬
‫ثيو ببرود‪ :‬بلحمه وشحمه‪..‬‬
‫شد ريكس على أسنانه ‪ ..‬سحقا ً لحظه السيء الذي يستمر بالتمسك به خالل هذا اليوم بالذات‬
‫!!‬
‫تكفيه مصيبة واحده هو ليس بحاج ٍة الى المزيد!‬
‫إبتسم بسخريه وقال‪ :‬هل كُنتَ تُراقب صديق أخاك ؟ هذه وقاحه‪..‬‬
‫نظر إليه ثيو لفتره قبل أن يقول‪ :‬بل أُراقب أشخاص أوغاد ألكتشف باألخير كونك أحدهم‪..‬‬
‫ريكس بذات النبرة الساخره‪ :‬إذا ً ال تنسى أن تحرص على إعالم الجميع بإكتشافك ال ُمبهر هذا‬
‫وأولهم أخاك حسنا ً ؟‬
‫سحقا ً أصبح عقلي يُفكر بطريق ٍة‬ ‫أكمل بعدها في نفسه‪" :‬ماذا تفعل يا ريكس ؟ لما تستفزه ! ُ‬
‫حمقاء !! لم أعد أعرف أين الصواب حتى"!‬
‫في حين بقي ثيو ينظر إليه بهدوء بالغ قبل أن يعاود سؤاله السابق‪ :‬ما هدفك ؟‬
‫لم يُجبه ريكس بل قرر منع نفسه من اإلستمرار بإستفزازه وتحامل على نفسه حتى إستقام‬
‫واقفا ً‪..‬‬
‫تقدم متجاوزا ً إياه فهمس له ثيو وهو ال يزال على وضعيته ذاتها‪ :‬إن أصاب أخي خدش واحد‬
‫فأنت أول من سأسعى لقتله‪..‬‬
‫إبتسم ريكس بسخريه وذهب الى سيارته فوقف ثيو بهدوء بعدها إلتفت ينظر الى السيارة التي‬
‫تحركت وبدأت ب ُمغادرة المكان‪..‬‬
‫إلتفت بعدها ونظر الى المخزن التي بدأت النار تختفي تدريجيا ً فلم يعد هناك ما يمكنها أكله‬
‫بينما الجدار والسقف كان بصحة جيده فلقد تميز المخزن بسقف مرتفع وبجدران قويه‪..‬‬
‫تنهد وبقي ينظر الى النار لفتره قبل أن يهمس‪ :‬إنه واحد منهم ولكنه في الوقت ذاته مكروه‬
‫بينهم فلقد تخلوا عنه ببساطه‪..‬‬
‫أخرج هاتفه النقال ومثّل كونه عابر سبيل وهو يُبلغ عن حادثة حريق‪..‬‬
‫على األقل سيُسبب لتلك المنظمة بعض المشاكل‪..‬‬
‫إلتفت وغادر المكان‪..‬‬

‫***‬

‫‪juonyour30‬‬
‫‪7:40 am‬‬

‫دخلت إليان عبر بوابة الكلية متجهه ُمباشرةً نحو غرفة محدده‪..‬‬
‫كان وجهها جادا ً وبالكاد سيطرت على مالمحها كي ال تُظهر أي ضيق أو غضب من الهمسات‬
‫التي تسمعها طوال مرورها من بين الطالب لدرجة أن أحدهم رفع صوته مخاطبا ً إياها بسؤال‬
‫مستفز ولكن لم تدع له فرصة إكمال سؤاله فقد جعلته يتوقف من تلقاء نفسه غاضبا ً عندما‬
‫غادرت وتجاهلته تماما ً أمام الجميع‪..‬‬
‫دخلت الى مكتب أحد المسؤولين الكبار ووقفت أمامه تقول ببرود‪ :‬أُريد تحقيق شامل‪..‬‬
‫رفع المسؤول رأسه وعندما وقعت عيناه عليها قال ببعض اإلنزعاج‪ :‬أال تعرفون كيف‬
‫تُطرقون الباب قبل أ‪....‬‬
‫قاطعها مد يدها بورقة أمامه تقول بنبرتها الباردة نفسها‪ :‬هذا ُمحامي رسمي وكلته بالتحقيق‬
‫وهذه ورقة رسمية لكي توقعوا على الموافقه ‪ ،‬عليه أن يتعاون معكم في مسألة التحقيق مع‬
‫ُكل شخص ينتمي الى القسم الذي أدرسه سواءا ً كان طالبا ً أو معلما ً ‪ ،‬إداريا ً كان أو حتى منظفا ً‬
‫! الجميع عليه التعاون ومن يرفض ستتوجه إليه أصابع اإلتهام‪..‬‬
‫أبعدت يدها عن الورقه وأكملت بهدوء‪ :‬فلقد قدمتُ شكوى الى وزارة التعليم الوطني بتهمة‬
‫سمعه ومحاولة إلصاق تهمة كاذبة بي‪..‬‬ ‫تشويه ُ‬
‫إتسعت عيناه بصدمه ووقف من فوره يقول بعدم تصديق‪ :‬أيا ً كان ما حدث فعليك إرسال‬
‫شكواك الى رئيس قسمك وسيتم حل األمر بدالً من أن تجعلي األمر يصل الى الوزارة و‪....‬‬
‫قاطعته ببرود‪ :‬سيأتي مبعوث منهم ويتحدث معك عن تفاصيل التحقيق الذي سيحدث ‪ ،‬كان‬
‫لطفا ً مني أن أُخبرك باألمر حتى تستعد وتعرف كيف تستقبل المبعوث بلطف‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت وغادرت الغرفه‪..‬‬
‫مشيت وهي تنظر الى الفراغ بعينين حادتين وتهمس بداخلها‪" :‬أُقسم بأني سأخرس جميع‬
‫األلسنه وسأُعاقب ال ُمتسبب بأعسر عقاب قد يخطر بباله"‬
‫إصدمت حقيبتها بيد أحدهم مما جعله يفقد تركيزه قليالً وتُرمى كتبه وأغراضه أرضا ً‪..‬‬
‫لم تصدر منها أي ردة فعل بل إستمرت بالمشي وكأن ال شيء قد حدث ‪ ،‬حتى نظرة واحده لم‬
‫ترمها على هذا الرجل‪..‬‬
‫بينما دُهش وإلتفت فورا ً الى الفتاة الوقحه التي مرت وأخطأت وغادرت دون حتى إعتذار‬
‫ولكن غضبه تالشى عندما وقعت عيناه عليها‪..‬‬
‫إنها إليان!!!!‬
‫هذا غير معقول ! كيف عادت ؟!!‬
‫لقد ُوضعت بموقف ُمحرج وأمثالها من الطلبة المتفوقون ينهارون تماما ً عند أول حادثة كبيره‬
‫تُشكك بجهدهم!‬
‫لم يتوقع عودتها بالمره!!‬
‫ضاقت عيناه وهمس‪ :‬ولكنها لن تستمر ‪ ،‬لن تحتمل مضايقات الطلبه ‪ ،‬مسألة وقت وستُعاود‬
‫اإلختفاء‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه ‪ ،‬فربما أصالً أتت لهذا اليوم كيف تنتقل الى مدرسة أُخرى‪..‬‬
‫لم أغراضه بإبتسامة عندما تقدمت طالبتين ل ُمساعدته بعدها إلتفت وغادر بهدوء‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:00 am‬‬

‫نظرت آليس الى أرجاء المنزل نظرة أخيره وهي تحمل بين يديها الظرف الذي يحوي الصور‬
‫ورسالة ذلك المسن الطيب‪..‬‬
‫لقد عادت الى هذا المنزل من أجل إستعادتهما فتلك هي صور عائلتها الغاليه وال تُريد‬
‫ُخسارنها‪..‬‬
‫فتحت دوالب المالبس لتجد تقريبا ً أربع قطع مالبس لشابة بمثل عمرها ‪ ،‬لقد تم اإلهتمام بها‬
‫حقا ً من طرف المسن ومن معه‪..‬‬
‫مر برأسها صوت فرانس وهو يحذرها من الثقة بأحد‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً بعدها سحبت قبعةً سوداء وحيده ووقفت أمام المرآة‪..‬‬
‫لمت شعرها كله الى األعلى جيدا ً وغطته بالقبعه‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬قبعة سوداء ومعطف عادي ال يبدو نسائيا ً على اإلطالق ‪ ،‬هذا أعطاها مظهرا ً رجوليا ً‬
‫كاف من أجل وجهتها القادمه‪..‬‬ ‫بعض الشيء ‪ ،‬هذا التنكر البسيط ٍ‬
‫خرجت من المنزل وذهبت الى أقرب شارع وبقيت واقفةً لدقائق قبل أن توقف سيارة أجره‪..‬‬
‫جلست خلفه وأعطته عنوانا ً حفظته عن ظهر قلب منذ أن أعطاها إياه ريكس‪..‬‬
‫خالل دقائق توقفت السياره ودفعت أجرته قبل أن تنظر الى جهة المنزل ببعض التردد‪..‬‬
‫في آخر مره تم أخذها منه عن طريق ذاك الرجل األصلع وجماعته ال ُمخيفه‪..‬‬
‫البد من أنهم ال يزالون يُراقبون المكان‪..‬‬
‫عليها أن تكون حذره وتتصرف وكأنها شاب أتى لزيارة صديقه‪..‬‬
‫رنت الجرس وخالل ثوان أتاها صوته يقول‪ :‬من ؟‬
‫إبتسمت نصف إبتسامه فيبدو بأنه من بعد حادثة إقتحام تلك العصابة لمنزله وهو حذر في‬
‫تصرفاته‪..‬‬
‫أجابته بهدوء‪ :‬إنها أنا‪..‬‬
‫لثوان قليله حتى فتح لها الباب فإبتسمت ودخلت تقول‪ :‬مرحبا ً دانييل‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫لم تسمع ردا ً منه‬
‫أجابها باإلبتسامة ذاتها‪ :‬أهالً بك‪..‬‬
‫ثم ألقى نظرةً خاطفه باألرجاء ولكنه لم يرى أي أحد بالجوار‪..‬‬
‫أقفل الباب جيدا ً ثم لحق بها الى الصالة الصغيره يقول بشيء من القلق‪ :‬ما الذي حدث معك ؟!‬
‫ألم يختطفك ذاك األرعن وجماعته!‬
‫جلست وإبتسمت له تقول‪ :‬وهربتُ منهم‪..‬‬
‫تردد قليالً فقالت‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬لن أبقى كثيرا ً‪..‬‬
‫دُهش وقال بسرعه‪ :‬هذا ليس ما عنيته البته!!‬
‫أنزلت القبعة وتركت شعرها ينسدل على كتفيها وهو أخيرا ً قد عاود لونه الطبيعي األشقر‬
‫وأصبحت الصبغة القديمة البنيه تزين أطرافه السفليه فحسب‪..‬‬
‫نظرت إليه قليالً بعدها قالت‪ :‬ماذا ؟ ألن تُقدم لي شيئا ً ‪..‬؟‬
‫إعتذر فورا ً يقول‪ :‬آسف ‪ ،‬ماذا تريدين أن تشربي ؟‬
‫آليس‪ :‬حليب ساخن فلقد تجولتُ اليوم كثيرا ً ودخل البرد الى عظامي‪..‬‬
‫لتُكمل بعدها بهمس وكأنها تُكلم نفسها‪ُ :‬رغم أنه حذرني من الخروج من المنزل‪..‬‬
‫ذهب دانييل ليُحظر لها الكوب وهي تنظر إليه لفترة ليست بالقصيره وسألته بعدها‪ :‬كيف حال‬
‫إصابتك ؟‬
‫إبتسم يقول‪ :‬ال تقلقي ‪ ،‬أنا بخير‪..‬‬
‫آليس‪ :‬هل عاودوا الرجوع الى هنا ؟‬
‫دانييل‪ :‬ومجددا ً أقول لك ال تقلقي ‪ ،‬نعم عادوا ولكن شرطيا ً يبدو بأنه ليس بشرطي عادي كان‬
‫بإنتظارهم وقبض عليهم ومنذ يومها لم أرى أي أحد‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬شرطي ؟ هل إتصلتَ إذا ً على‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬كال كال لم يحدث‪..‬‬
‫إلتفت وتقدم إليها واضعا ً كوب الحليب الساخن أمامها بينما جلس على أريكة قريبه وهو‬
‫يُمسك بكوب آخر وضع فيه بعض القهوه المفضله لديه‪..‬‬
‫أكمل كالمه يقول‪ :‬أال تعرفينه ؟ يملك عينان زرقاوتان وشعر حالك السواد ! لقد كان يبدو‬
‫وكأنه على معرفة بك!‬
‫عقدت حاجبها بتعجب تُفكر بموصفات كهذه‪..‬‬
‫حسنا ً ريكس يملك شعرا ً حالك السواد ولكنه ليس بشرطي بل مجرم وغد‪..‬‬
‫وهناك أيضا ً أبناء عمه فرانس وكين واآلخر الكبير وكلهم يمتازون بشعورهم السوداء ولكن ال‬
‫تضن بأن أحدهم شرطي‪..‬‬
‫رغم أنها ال تعرف ما نوع عمل ذاك األخ الكبير إال أنها ال تتذكر كونه يملك عينان زرقاوتان‪..‬‬
‫من إذا ً ؟‬
‫أجابته‪ :‬كال ‪ ،‬ال أعرف شخصا ً بهذه المواصفات‪..‬‬
‫ت فاقده لذاكرتك فلذا من المحتمل أال تتذكريه‪..‬‬ ‫تعجب للحضات قبل أن يقول‪ :‬أوه نسيت ‪ ،‬أن ِ‬
‫تنهدت بهدوء فهو ُمحق بذلك ‪ ،‬البد من أنه شخص مما كانت تعرفهم قبل فقدانها لذاكرتها‪..‬‬
‫سألته‪ :‬وكيف قابلته ؟‬
‫دانييل‪ :‬بدا لي وكأنه يتعقبك فلقد أتى وسألني عنك وعندما أخبرته عما حدث بدا عليه‬
‫اإلنزعاج منه وكأنه كان يعلم بأن هذا قد يحدث‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت‪ :‬إذا ً كيف أمسك بهم ؟‬
‫دانييل‪ :‬عادوا بعد فتره على حسب توقعاته وكان بإنتظارهم ‪ ،‬إستفز زعيمهم ليتصرف عكس‬
‫القوانين وقبض عليه بسببها‪..‬‬
‫هزت رأسها بهدوء دون أن تُجيبه‪..‬‬
‫علق وقال‪ :‬لقد أعطاني رقمه في حال سمعتُ شيئا ً عنك أو تواصلتي معي ‪ ،‬هل تريدين أن‬
‫أُخبره ؟‬
‫ال تعلم لما ولكنها منذ أن إستيقظت صباح اليوم وجملة فرانس ال تغب عن عقلها وال لمره‪..‬‬
‫لذا ‪ ،‬لن تثق بأشخاص ال تعرفهم ‪ ،‬وأيضا ً ال ترى داعيا ً من مقابلته فهدفها هو واحد ال غير‪..‬‬
‫إيجاد أختها الصغرى‪..‬‬
‫قالت‪ :‬كال ‪ ،‬على أية حال دانييل لقد عُدتُ لسبب واحد فحسب ‪ ،‬سؤال واحد أُريدك أن تُجيبني‬
‫عليه‪..‬‬
‫ظهر التعجب على وجهه وقال‪ :‬ماهو ؟‬
‫صمتت لفتره ثم سألته‪ :‬ما إسمي ؟‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬سؤالك غريب ‪ ،‬هل أتيتي من أجل هذا السؤال فحسب ؟‬
‫هزت رأسها باإليجاب فقال‪ :‬أخبرتُك سابقا ً به ‪ ،‬هل نسيته أم ماذا ؟‬
‫آليس‪ :‬آسفه ولكن أريد أن أسمعه مجددا ً‪..‬‬
‫صمت لفتره قبل أن يقول‪ :‬هل إستعدتي ذاكرتك ؟‬
‫هزت رأسها بالنفي فقال‪ :‬أمرك غريب‪..‬‬
‫آليس‪ :‬هل سؤالي صعب الى هذه الدرجه ؟ مابك!‬
‫تنهد وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬لقد كان ليندا‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره بعدها سألته‪ :‬أتتذكر إسم والدي أيضا ً ؟‬
‫دانييل‪ :‬ليس تماما ً ‪ ،‬ولكنه كان من األسماء ال ُمتداوله ‪ ،‬شيء يدخل فيه حرف السين أو ما‬
‫شابه‪..‬‬
‫آليس وببطئ‪ :‬أتقصد فـيـنـ‪...‬‬
‫وصمتت فقال بسرعه‪ :‬أجل تذكرت لقد كان فينسنت‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره وعقلها يكاد يُجن‪..‬‬
‫العالم من حولها يقول بأن إسم والدها هو فينسنت ‪ ،‬وقبل وقت قصير تذكرت ذكرى صغيره‬
‫لشخص ما يُناديها برين‪..‬‬
‫في البدايه من بعد هذه الذكرى أيقنت أن دانييل يكذب عليها لسبب ما وقد أتت لتعرفه ولكنها‬
‫فوجئت بكونه يعرف إسم والدها!‬
‫صحيح لم يتذكره ُمباشرةً ولكنه يعرفه!!‬
‫في هذه الحاله ماهو إسمها حقا ً ! ليندا أم رين ؟!‬
‫هل هذا على حق ؟ إذا ً ما سبب ذكراها تلك ؟‬
‫إنها حتى لم تستطع تذكر وجه من نادها بهذا اإلسم‪..‬‬
‫لقد كان رجالً ‪ ،‬إن لم يكن والدها فمن ؟‬
‫صديق لها ؟‬
‫هذا ليس ما يهم ‪ ،‬األهم هو أمر إسمها هذا‪..‬‬
‫سألته‪ :‬هل أنت واثق من أن إسمي هو ليندا ؟‬
‫تعجب وقال‪ :‬هل هناك خطب ؟ ال يمكنني فهم إصرارك في هذا السؤال!‬
‫أشاحت بنظرها تنظر الى كوبها لفتره قبل أن تهمس‪ :‬أملك أخت صغرى ‪ ،‬هل تعرف إسمها ؟‬
‫أجاب بعد فترة صمت‪ :‬أعتذر ‪ ،‬عالقتنا لم تكن قوية لذا ال يُمكنني تذكر أنك تملكين أُختا ً أصالً‬
‫‪..‬‬
‫تنهدت ونظرت الى عينيه لفتره قبل أن تقول بهدوء وهي تُراقب ردة فعله‪ :‬لقد تذكرتُ إسمي‬
‫وهو لم يكن ليندا‪..‬‬
‫إتسعت عيناه للحضه بعدها عاد الهدوء على وجهه وهو اآلن بات يعرف سبب إصرارها على‬
‫ذكر إسمها‪..‬‬
‫رشف القليل من كوبه ولم يُعلق على كالمها ُمطلقا ً‪..‬‬
‫قالت له بهدوء بعدما طال صمته‪ :‬أخبرني ريكس بهذا ‪ ،‬لم يقلها ُمباشرةً ولكنه كان يُلمح‬
‫لمسألة أنك كاذب‪..‬‬
‫عقد حاجبه ونظر إليها فأكملت‪ :‬قال لي جملة لم أفكر فيها مطلقا ً ولكن بعدما إستعدتُ ذكرى‬
‫إسمي راجعتُ جملته وفكرتُ فيها وتذكرت الموقف الذي حدث عندما ذكرت هذه الجملة لك‪..‬‬
‫دانييل‪ :‬فسري كالمك‪..‬‬
‫آليس‪ :‬غضبتُ عليه جدا ً عندما طردك من أمام المنزل وغضبتُ أكثر عند معرفتي بعودتك‬
‫وطردك مجددا ً ‪ ،‬في األخير أعطاني عنوانك وقال لي أخبريه عن حالك اآلن وعن كونك لم‬
‫تعودي تعيشي معنا‪..‬‬
‫نظر إليها بهدوء فأكملت‪ :‬عندما أتيتُ إليك أخبرتُك بهذا ‪ ،‬عن كوني لم أعد معهم فسألتني‬
‫متى سأعود للعيش معهم ‪ ،‬ولما أخبرتُك بأني قطعا ً لن أفعل بدت الصدمة الكبيرة على وجهك‬
‫ونطقت بجملة لم تستطع إكمالها بسبب رن الجرس وحظور المجرمين آنذاك‪..‬‬
‫صمتت للحضه ثم سألت‪ :‬هل ما أُفكر به صحيح ؟ أعني حتى عندما فتحت لي اآلن لم تُبدي‬
‫سعادة كبيره بوجودي كما كُنتَ تفعل سابقا ً ‪ ..‬أخبرني الصدق يا دانييل‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره ليست بالقصيره بتاتا ً‪..‬‬
‫لم تُعلق ولم تُكرر سؤالها وبقيت هادئه تنتظره يتحدث حتى قال أخيرا ً بهدوء‪ :‬عندما أتيتُ‬
‫للمنزل للمرة الثانيه شاهدني المدعو بريكس ‪ ،‬حاولتُ أن أكون لطيفا ً معه ولكنه قال لي بشكل‬
‫ُمباشر "أنا أعرف أشكالك ‪ ،‬تتظاهر بكونك تتذكر الفتاة فقط كي تحصد المال من العائله الثريه‬
‫صدمت من كالمه وحاولتُ الدفاع ولكن ردوده كانت ُملجمه وطلب لي األمن‬ ‫التي تهتم بها" ‪ُ ،‬‬
‫وقتها‪..‬‬
‫وسكت بعدها فقالت‪ :‬إذا ً ‪ ...‬كان ُمحقا ً ؟‬
‫إبتسم نصف إبتسامه وأجاب‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬تقريبا ً‪..‬‬
‫دُهشت للحضه فشرب رشفة من كوبه ثُم نظر الى عينيها وأكمل‪ :‬ولكن لدي أسباب أُخرى‬
‫ت ُمهتمة بسماعها ؟‬ ‫أيضا ً ‪ ..‬هل أن ِ‬
‫بقيت تنظر إليه بهدوء قبل أن تُشيح بوجهها تنظر الى الفراغ وهي تهمس‪ :‬ال‪..‬‬
‫لقد ‪ ،‬صدمها‪..‬‬
‫أكثر مما تعتقد‪..‬‬
‫وثقت به ورأته طوال الفترة الماضيه حبل نجاتها وخيط أملها ولكن كُل هذا كان سرابا ً وكذبا ً‪..‬‬
‫تحدث متجاهالً إجابتها قبل قليل وهو يقول‪ :‬أنا شاب عاطل أكثر مما تتخيلين ‪ ،‬أُريد المال ‪ ،‬أنا‬
‫حقا ً أُريده بأي طريقة وثمن وحينها وقعت صورة بالغ إختفائك بين يدي ‪ ،‬و ُهنا كان الفرج‪..‬‬
‫شدت على أسنانها لتقول دون أن تلتفت إليه‪ :‬أخبرتُك بأني لم أعد أُريد سماع شيء منك‪..‬‬
‫أكمل من دون ُمبااله‪ :‬العنوان الموضوع كان ينتمي لعائلة ثريه وهذا يعني المجد بالنسبة لي ‪،‬‬
‫لن أتظاهر بكوني من عائلتها ألنه حينها سيتحتم علي أخذها من عندهم ‪ ،‬لذا تظاهرتُ بكون‬
‫جار قديم ‪ ،‬مثل هذا التظاهر سيجعلني قريبا ً من هذه العائله وبكل شهامة سأتطوع للبحث‬
‫بنفسي عن عائلتها لكوني أعرفهم لذا حينها سيدفعون لي األموال ك ُمساعدة لي في بحثي ‪،‬‬
‫أردتُ إستنزاف أموالهم بهذه الطريقة شيئا ً فشيئا ً‪..‬‬
‫آليس بهمس‪ :‬يكفي ‪ ،‬أنت قذر في عيني لذا ال تُحاول أن تبدو أكثر قذارة مما أنت فيه‪..‬‬
‫دانييل بشيء من اإلحباط‪ :‬ولكن إبن العائله أبدى عدائية كبيرة تجاهي وهنا شعرتُ بأن خطتي‬
‫في طريقها للفشل وخاصةً بعدما قابلته للمرة الثانيه‪..‬‬
‫نظر إليها وهي ال تزال تُشيح بنظرها عنه وقال‪ :‬ولكن أخبرتُك فهذا ليس سببي الوحيد‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬صورتك لم تكن غريبةً عني ‪ ،‬تذكرت فتاة ما رأيتها قبل فتره كانت‬
‫ت بالفعل‪..‬‬ ‫ت وحينما قابلتُك تأكد لي هذا الضن فلقد كانت أن ِ‬ ‫تُشبهك للغايه لذا ضننتُ بأنها أن ِ‬
‫ضاقت عيناها للحضه فأكمل‪ :‬ال أعتقد بأنك ستتذكريني حتى لو لم تكوني فاقده لذاكرتك ‪ ،‬أنا‬
‫حتى لم أرك سوى لمرة واحده برفقته ‪ ،‬برفقة وغد سافل أكرهه حتى الموت ‪ ،‬شعرتُ بأنه‬
‫عندما أستغلك سأكون بهذا إنتقمتُ منه ‪ ،‬وهذا الذي جعلني ال أعرف إسمك مطلقا ً ولكني‬
‫بال ُمقابل أعرف إسم والدك‪..‬‬
‫إلتفتت ونظرت إليه فقال‪ :‬آسف لكوني وغدا ً ولكن ضعي اللوم عليه وليس علي‪..‬‬
‫وقف وأخذ كوبه الى ركن القهوة الخاص به كي يملئه من جديد وهو يُكمل‪ :‬لذا أنصحك من‬
‫اآلن وصاعدا ً اإلبتعاد عني فكرهي لذلك الوغد شديد لذا لن أتردد بإستغالل وأذية كُل من لهم‬
‫عالقة به‪..‬‬
‫إبتسم وأكمل‪ :‬وإعذريني ألني لن أُجيبك عندما تسأليني عن هويته ‪ ،‬فهذا أيضا ً نوعا ً من‬
‫اإلنتقام ألني أعرفه جيدا ً ‪ ،‬لو سمع فقط بكونك مختفيه فسيقلب العالم على رأسه بحثا ً عنك ‪،‬‬
‫هذا يُسعدني وال أريد منه أن يجدك ُمطلقا ً‪..‬‬
‫تنهد وهمس‪ :‬آسف ألني وغد الى هذه الدرجه ‪ ..‬لو عرفتي ما فعل بي لعذرتيني على هذا‪..‬‬
‫همست بنبرة حقد‪ :‬يستحيل أن أعذرك‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬سنرى حينها‪..‬‬
‫تركت كوبها وعاودت إرتداء قبعتها قبل أن تلتفت وتخرج الى الخارج‪..‬‬
‫إتكأت بظهرها على جدار المنزل الخارجي قبل أن تهمس‪ :‬إنه وغد حتى النُخاع‪..‬‬
‫***‬
‫‪1:34 pm‬‬

‫خرج آندرو من أحد مكاتب الدكاتره وعالمات الضيق واضحة للغايه على ُمحياه‪..‬‬
‫مشي بخطوات شبه سريعه وعيناه تدوران بالمكان على أمل أن يُصادفها فهذا المبنى يحوي‬
‫على فصولها الدراسيه التي تتردد إليها‪..‬‬
‫يريد رؤيتها وفي الوقت ذاته ال يريد فال زال يشعر ببعض الخجل منها بعد تلك الحادثة‬
‫المزعجه‪..‬‬
‫تباطئت خطواته تدريجيا ً وهو يراها تقف ببرود مع زميلتها أمام شابان على نهاية الممر‪..‬‬
‫تردد بعض الشيء ‪ ،‬هل يُحادثها أو ال ؟‬
‫ولكن ال يستطيع ‪ ،‬يُريد أن يوصل إليها وجهة نظره فما تفعله خطير وقد يضرها‪..‬‬
‫هو ال يريد لها الضرر ُمطلقا ً‪..‬‬
‫شاهدها ترحل من أمام الشابين الغاضبين برفقة زميلتها فعرف أنهما كانا يضايقانها وكعادتها‬
‫ردت لهم األمر بشكل مضاعف‪..‬‬
‫إبتسم وهمس‪ :‬إنها تُشابه ريكس في الردود ال ُملجمه‪..‬‬
‫تنهد وقرر أخيرا ً اللحاق بها والتحدث معها رغم أنه يخشى ردة فعلها‪..‬‬
‫خرجا الى الساحة الخارجيه وبعد أن مشيا فيها لخطوات جائهما صوت آندرو يقول‪ :‬لحضه يا‬
‫فتيات‪..‬‬
‫توقفتا وإلتفتتا الى الخلف لتتسع عينا إحداهما والتي لم تكن سوى إليان وعندما إلتفت مجددا ً‬
‫لتتجاهله كان قد جائها من األمام وإعترض طريقها‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬هل يُمكنني أخذ بضع دقائق من وقتك ؟‬
‫إحتدت نظراتها الحاقده وهمست‪ :‬ال أتحدث الى ُمجرمين‪..‬‬
‫وعندما مشت يسارا ً لتتجاوزه قطع طريقها ُمجددا ً يقول‪ :‬خمس دقائق فقط إيلي ‪ ،‬صدقيني‪..‬‬
‫شعرت بالغضب وقالت بحده‪ :‬ال تنادي بهذا اإلسم!‬
‫نظرت جيسيكا إليهما قليالً قبل أن تلتفت وترحل قائله‪ :‬سأسبقك الى الخارج‪..‬‬
‫إتسعت عينا إليان بدهشه وهي ترى صديقتها ترحل وتتركها!‬
‫أال تعلم هذه عن مقدار كرهها له فلما ترحل وتتركها معه ؟!!‬
‫ت بقوة غير متوقعه ولكن ما‬ ‫جائها صوت آندرو الهادئ يقول‪ :‬أنا سعيد لكونك لم تُكسري وعُد ِ‬
‫تفعلينه خطأ‪..‬‬
‫نظرت إليه بحده فأكمل كالمه‪ :‬أوافقك بأمر التحقيق هذا ولكن أُعارضك في إدخال حتى‬
‫دكاترتك ضمنه ! هذا ليس جيدا ً لك إليان ‪ ،‬سوف تزرعين الكراهية فحسب بينك وبينهم !‬
‫عالقات الثقه واإلعجاب التي بنيتِها طوال العام الماضي وهذا العام ستتهدم تماما ً وستحكمين‬
‫على نفسك بالتعاسة في بقية سنوات دراستك ‪ ،‬أنا أحدهم ومن بينهم لذا أعرفهم حق المعرفه‬
‫‪ ،‬لن يتوانون في الضغط وحتى اإلنتقام بكُل الطرق سواءا ً بالبحوثات أو اإلختبارات ‪ ،‬مهما‬
‫ت ذكيه ومجده فال أضمن أنك ستجدين درجات تُعادل جهدك ‪ ،‬صدقيني إليان‪..‬‬ ‫كُن ِ‬
‫ضاقت عيناها تقول‪ :‬رغم معرفتك بكوني أتعب وأنزعج من مجرد رؤيتك تأتي بكل وقاحه‬
‫وتُحادثني!‬
‫زادت الحدة في صوتها تقول‪ :‬كف عن التصرف وكأنك تهتم ألمري ! هذا يشعرني بالغثيان !‬
‫أخبرتُك أن تتظاهر وكأنك غريب تماما ً عني لذا إستمر بذلك ودعني أتصرف وفق هواي أنا‬
‫فأنا لستُ طفلة لتُشكك بقراراتي!!‬
‫بعدها إلتفتت وغادرت من أمامه وهو ينظر إليها بهدوء تام قبل أن يهمس‪ :‬لما ال يُمكنها أن‬
‫تُفكر بعقالنيه ولو قليالً ؟‬
‫"هذا يشعرني بالغثيان"!‬
‫ضاقت عيناه ببعض الضيق قبل أن يخرج ويذهب الى سيارته عائدا ً لمنزله‪..‬‬

‫دقائق قليله حتى وصل الى العمارة وصعد الى شقته‪..‬‬


‫توقف مندهشا ً عندما رأى أخاه األكبر ثيو يقف بهدوء مستند على باب الشقه وينظر الى‬
‫موطئ قدمه بشرود كبير بينما يخبئ يديه في جيب معطفه الطويل‪..‬‬
‫تقدم منه يقول‪ :‬ثيو ؟‬
‫رفع ثيو عينيه الزرقاوتين ونظر الى أخاه لفترة ليست بالقصيره فقال آندرو‪ :‬كان عليك‬
‫اإلتصال بي وسأطلب حينها من مديرة العمارة أن تُعطيك مفتاحا ً إحتياطيا ً ‪ ،‬لما تُتعب نفسك‬
‫باإلنتظار ؟‬
‫قالها وهو يُخرج مفتاح شقته ويدخل الى الداخل فدخل ثيو من بعده دون أن يُعلق وذهب الى‬
‫الصالة‪..‬‬
‫جلس على األريكة ينظر الى آندرو الذي ذهب الى غرفته يضع كتبه وملفاته قبل أن يخرج‬
‫ويقول له‪ :‬أتريد شرب شيء ما ؟‬
‫ثيو‪ :‬أُريد التحدث إليك فحسب‪..‬‬
‫تعجب آندرو فتقدم وجلس على أريكة أُخرى يقول‪ :‬أقلقتني ‪ ،‬هل ُهناك أمر ما ؟‬
‫أكمل بعدها بشيء من الخوف‪ :‬هل قرر حبيب روانا موعد زواجهما ؟‬
‫عقد ثيو حاجبه يقول‪ :‬ولما تسأل بهذا الخوف ؟‬
‫هز آندرو رأسه نفيا ً وهو يعلق‪ :‬ألنه من الرعب أن يرتبط بها ‪ ،‬لقد أحببته لذا من الطبيعي أال‬
‫أتمنى له حياةً تعيسه!‬
‫رفع ثيو إحدى حاجبيه يقول‪ :‬مغفل‪..‬‬
‫ضحك آندرو وقال‪ :‬حسنا ً حسنا ً في ماذا أردتني ؟‬
‫سأله ثيو بهدوء‪ :‬كيف تعرفت على ريكس ؟‬
‫تعجب آندرو من سؤاله وقال‪ :‬لما تسأل شيئا ً كهذا ؟‬
‫ثيو‪ :‬فقط متعجب من كون ُمعيد بالكليه يُصادق رجل أعمال ‪ ،‬لدي فضول ألعرف كيف تعرفتما‬
‫على بعض‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ليست بالقصة ال ُمثيره لتتحمس بشأنها ‪ ،‬أعني‪....‬‬
‫قاطعه ثيو‪ :‬من إقترب من الثاني أوالً ؟‬
‫إبتسم آندرو ُرغما ً عنه يقول‪ :‬لقد كان أنا‪..‬‬
‫عقد ثيو حاجبه وسأل بعدها‪ :‬ولما تضحك ؟‬
‫آندرو‪ :‬ههههه فقط تذكرتُ كم كُنتُ ُمزعجا ً حينها ‪ ،‬أعني لقد صدني مرات عده ولكنني‬
‫أصررتُ على عقد صداقة معه‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬وما الذي جعلك تُصر على ذلك بينما كان ال يُريد هو األمر ؟‬
‫إختفت إبتسامة آندرو قليالً وصمت لفتره قبل أن يقول‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬لقد أثار فضولي ‪ ...‬أو ُربما‬
‫شفقتي ‪ ،‬ال أعلم بالضبط‪..‬‬
‫صمت قليالً وأكمل بعدها‪ :‬بدا لي حينها كالذئب وال زلت أراه هكذا ‪ ،‬شرس وقح وال أحد يرغب‬
‫باإلقتراب منه ‪ ،‬لقد كان كالذئب الوحيد في نظري ‪ ،‬ال صديق وحتى عالقته بأسرته وأخوته‬
‫سيئه ‪ ،‬فقط ألن شخصيته صعبه تركه الكثير ‪ ،‬أردتُ حقا ً أن أكون صديقا ً لذلك الذئب الوحيد‪..‬‬
‫نظر إليه ثيو لفتره قبل أن يقول له بهدوء‪ :‬تصادق مع الذئاب على شرط أن تكون فأسك‬
‫مستعده يا آندرو‪..‬‬
‫نظر آندرو إليه بشيءمن اإلنزعاج فأكمل ثيو‪ :‬فالذئاب ليست فقط وحيده ‪ ،‬بل سيئه وخائنه ‪،‬‬
‫غادره و ُمخادعه‪..‬‬
‫زاد إنزعاج آندرو وقال‪ :‬ماذا ؟ هل شربت الشاي مع روانا وأقنعتك بترهاتها !! ثيو لم أضنك‬
‫يوما ً تحكم على اآلخرين دون أن تُقابلهم حتى!!!‬
‫ثيو‪ :‬وماذا لو قابلتهم ؟‬
‫آندرو بحده‪ :‬لم يحدث فلو حدث فلم تكن لتقول مثل هذا الكالم!‬
‫وقف ليُنهي هذا الحوار الذي أصبح ُمستفزا ً وقال‪ :‬سأطلب بعض الطعام‪..‬‬
‫ثُم إتجه الى الهاتف ورفع السماعه فجائه صوت ثيو وهو يقف قائالً‪ :‬ال تطلب لي شيئا ً‪..‬‬
‫إتجه الى باب الخروج وآندرو يراقبه بنظراته المنزعجه حتى خرج‪..‬‬
‫أغلق الهاتف وجلس واضعا ً رأسه بين يديه بضيق شديد من كالم أخاه هذا‪..‬‬
‫إنها روانا ال ُمزعجه من دون شك‪..‬‬
‫سحقا ً لها!‬
‫ُ‬

‫***‬

‫‪3:12 pm‬‬

‫نزل ريكس من سيارته ودخل بهدوء الى منزل كارمن الشاسع والذي يكفي لتواجد أعضاء‬
‫منضمتها بشكل دائم‪..‬‬
‫إتجه بهدوء الى حيث يكون باتريك حتى وصل الى غرفة أنيقه يجلس فيها باتريك على األريكة‬
‫وهو يتحدث مع بوفير الذي يجلس على أريكة أُخرى‪..‬‬
‫توقفا عن الحديث عندما دخال عليهما فتقدم جلس على أريكة أخرى في حين سأله باتريك‪:‬‬
‫أحقا ً ما سمعت ؟‬
‫لعنهم ريكس بداخله فهم لم يكتموا األمر كما طلب منهم ‪ ،‬على أية حال أمر كبير كهذا لم يكن‬
‫ليظل طي الكتمان لفترة طويله‪..‬‬
‫أجابه بهدوء‪ :‬أجل صحيح‪..‬‬
‫شعر باتريك بشيء من الغضب وهو يقول‪ :‬وتُجيبني ببرود أيضا ً ! إنها كارثه إن كُنت ال تعي‬
‫حجم األمر‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه وقال‪ :‬أعلم هذا ‪ ،‬أنا المسؤول لذا سأتصرف في األمر‪..‬‬
‫تحدث بوفير يقول‪ :‬أال تعلم بأن الشرطة صباح اليوم بدأت بالتحقيق حول المخزن ؟‬
‫عقد ريكس حاجبه وبشكل ُمباشر طرأ برأسه صورة ثيو ‪ ،‬يبدو بأنه من بلغ عن األمر‪..‬‬
‫أكمل بوفير حديثه‪ :‬المخزن تحت إسم مزيف وأوراق مزيفه ‪ ،‬األمر لن يمر مرور الكرام على‬
‫الشرطه وسيكثفون التحقيقات وقد تطول ‪ ،‬واألسوأ أن المخزن قريب من منطقة تهريب‬
‫بضائعنا لذا لن يمكننا طوال تلك الفترة أن نفعل أي شيء وستتوقف أعمالنا لفترة غير‬
‫محدوده ‪ ،‬هذا إذا ً لم تسوء األمور ويجدون خيطا ً قد يدلهم علينا أو على أحدنا على األقل ‪،‬‬
‫األمر مخيف بالكامل فهل حقا ً أنت تعي حجم هذا األمر ؟ ناهيك عن األشخاص الذين قد وقعوا‬
‫عقودهم معنا ! كيف سنسلمهم البضائع ؟ ال تنسى بأن أهمهم موعد تسليم بضاعته هو الليله‬
‫! وبضاعته هذه دُمرت بالكامل ! ماذا ستفعل ؟ كيف ستحل األمر ؟‬
‫لم يُجبه ريكس على تساؤالته الصعبة هذه‪..‬‬
‫هو يعلم حجم هذه الكارثه ولكنه لم يستطع التوصل الى أي طريقة لحلها وخاصةً لحل أمر‬
‫البضاعة التي دُمرت باألمس!‬
‫باتريك بهدوء‪ :‬كيف نشب الحريق في المخزن ؟‬
‫ريكس‪ :‬ال علم لدي‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬توجد كاميرات لداخل المخزن أيضا ً فلما لم تتفقدها ؟‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬كُنتُ منشغالً بتفقد الكاميرات الخارجيه وعندما نشب الحريق لم أملك وقتا ً‬
‫لتفقدها وخاصةً أنها البد وأن تكون تضررت أيضا ً‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬ماذا لو لم تتضرر غرفة الكاميرات يا ريكس ؟ أتعلم ما يعنيه هذا ؟‬
‫إتسعت عينا ريكس بدهشه فهو لم يُفكر في هذا األمر مطلقا ً‪..‬‬
‫التسجيالت ال ُمباشره البد من أنها إلتقطته هو ومن معه عند دخولهم للمخزن!‬
‫صورته بالتأكيد ستصبح بين يدي الشرطه!‬
‫باتريك‪ :‬نظرا ً الى صدمتك فهذا يعني بأنك لم تُدمرها !! لقد قالوا لي عن كونك هرعت الى‬
‫الداخل لذا ضننتُ بأن السبب هو تدمير األدله ‪ ،‬إن لم يكن هذا سببك فماهو ؟‬
‫لم يُجبه ريكس على سؤاله فقال باتريك بهدوء تام‪ :‬هل الحريق جاء ُمصادفه أم أنه ُمتعمد ؟‬
‫نظر ريكس إليه في حين عقد بوفير حاجبه يقول‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫تحدث باتريك يقول وعينيه على ريكس‪ :‬أجبني على سؤالي‪..‬‬
‫بقي ريكس ينظر إليه بهدوء تام قبل أن يقول‪ :‬كثرت الشكوك قد تدعو الطرف اآلخر الى‬
‫الخيانه‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬ماذا لو كان خائنا ً من األصل ؟‬
‫ريكس‪ :‬أثبتها باألدلة أو أغلق فمك فالشك لوحده ليس دليالً إال على كون روحك ضعيفه‪..‬‬
‫باتريك ببرود تام‪ :‬مقاطعة ******* شارع الـ***** شقه ثمانيه بالعمارة السادسه ‪ ،‬أتعرف‬
‫هذا العنوان ؟‬
‫إتسعت حدقتا عين ريكس فهذا هو عنوان الشقة التي إستأجرها ليُخبئ فيها آليس لفترة من‬
‫الزمن ‪ ،‬كيف عرف عنها ؟‬
‫هل ‪ ....‬قبضوا عليها ؟‬
‫ال ‪ ،‬لن يتسرع بالحديث‪..‬‬
‫ً‬
‫أجابه ببرود‪ :‬من الوقاحة أن تبحث خلف أمور خاصة بي ال عالقة لها بعملنا‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬أوليس من الغريب أن تُستأجر الشقة في ذات اليوم الذي هربت فيه تلك الفتاة ؟‬
‫ريكس‪ :‬الشكوك العقيمة ال أرد عليها‪..‬‬
‫ت بذكرها ‪ ،‬يبدو بأنها سمعت لكالمي ولم تفتح الباب ألي طارق ‪،‬‬ ‫وأكمل في نفسه‪" :‬لم يأ ِ‬
‫غريب منها هذه الطاعة ال ُمطلقه‪" ..‬‬
‫باتريك‪ :‬ماذا تُفسر إذا ً وجود متعلقات نسائيه في الشقه ؟‬
‫حافظ ريكس على مالمح وجه من الدهشة التي حلت عليه‪..‬‬
‫هذا يعني بأنه فتش فيها!!‬
‫لحضه ؟ متعلقات نسائيه ؟!!‬
‫إذا ً لم يجدوها بالداخل‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه هامسا ً لنفسه‪" :‬كُنتُ أعلم بأنها يستحيل أن تُطيعني‪" ..‬‬
‫باتريك‪ :‬لم تُجبني ؟‬
‫وقف ريكس وقال بسخريه‪ :‬ربما كُنتُ أُخبئ فيها خليلتي السريه ‪ ،‬وربما إستأجرتُها ألُختي‬
‫التي تركت المنزل منذ أيام ‪ ،‬الخيارات كثيره فكر بها ألني حتما ً لن أعطيك إجابة‪..‬‬
‫بعدها أكمل بهدوء‪ :‬وأتمنى بأن تكف عن التقصي خلفي ألني ضقتُ ذرعا ً بك وصدقني سأرفع‬
‫شكوى بخصوص أفعالك هذه‪..‬‬
‫بعدها إلتفت متجها ً الى الخارج فقال بوفير‪ :‬لحضه ريكس ماذا بخصوص حادثة المخزن ؟!!‬
‫نحنُ هنا كي نناقشها و‪...‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬مشكلتي وأنا من سيحلها‪..‬‬
‫بعدها خرج وأغلق الباب خلفه فنظر بوفير الى باتريك يقول‪ :‬وماذا عنك ؟ لما بدأت بخلق‬
‫شكوك خارج مجال حديثنا ؟ أتعجب ألمرك حقا ً!‬

‫خرج ريكس وفتح هاتفه وأرسل رسالة الى آليس يتمنى فيها أن تسمع كالمه لهذه المرة على‬
‫األقل‪..‬‬
‫في الجهة األُخرى‪..‬‬
‫كانت آليس تمشي بهدوء تام على الرصيف وشاردة الذهن تماما ً‪..‬‬
‫أخرجت هاتفها عندما وصلها صوت رسالة ما ففتحتها‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وهي تقرأ "الشقة ُمراقبه ‪ ،‬ال تعودي إليها وسأُدبر لك مكان آخر قبل أن ينتهي‬
‫هذا اليوم‪" ..‬‬
‫ً‬
‫نظرت الى الرسالة بهدوء لفتره بعدها نظرت الى العمارة التي أصبحت قريبة منها للغايه‪..‬‬
‫تنهدت وإلتفتت تتجه الى المقهى لتجلس فيه حتى يرسل لها ُمجددا ً‪..‬‬
‫إبتسمت هامسه بسخريه‪ :‬غريب ‪ ،‬لما أنا أستمع إليه ؟‬

‫***‬
‫‪4:33 pm‬‬

‫دخلت إليان الى فيال والدتها بعد فترة غياب عنها‪..‬‬


‫إبتسمت إحدى الخدم عندما رأتها وقالت‪ :‬سعيدة برؤيتك‪..‬‬
‫نظرت إليان إليه ثم إبتسمت بهدوء هامسه‪ :‬شكرا ً‪..‬‬
‫حالما إتجهت الى الدرج رأت ال ُمربية تحمل صحن طعام وتصعد به الدرج فنظرت إليان إليها‬
‫سرعت خطواتها حتى أوقفتها تقول‪ :‬أتركيه ‪ ،‬سآخذه أنا إليه‪..‬‬ ‫لفتره ثم ّ‬
‫بدأ التردد واضحا ً على وجهها فسحبت إليان منها الصحن وقالت‪ :‬أمرتُك أن تتركيه صحيح ؟‬
‫هزت المربية رأسها تقول‪ :‬كما تُريدين‪..‬‬
‫صعدت إليان درجة واحده قبل أن يصلها صوت بارد مرتفع يقول‪ :‬ماذا تفعلين إليان ؟‬
‫إتسعت عينا إليان بصدمه ونظرت الى الخلف لتجد والدتها قد عادت لتوها من الخارج‪..‬‬
‫نظرت والدتها إليها ثم الى المربية والطعام ‪ ،‬كان من الواضح أنه طعام أُعد لطفل‪..‬‬
‫عاودت النظر الى إليان تقول‪ :‬أجيبيني‪..‬‬
‫صمتت إليان قليالً قبل أن تقول‪ :‬لم أتناول طعام غدائي بعد ورأيتها تحمل الصحن ‪ ،‬ال يمكنني‬
‫اإلنتظار لذا قررتُ أكله فلدي الكثير من األمور علي إنجازها قبل أن تغرب الشمس‪..‬‬
‫ت كُل هذه الفترة عن‬ ‫لم تقتنع جينيفر بإجابتها تماما ً فقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬على اية حال لما ِغب ِ‬
‫المنزل ؟‬
‫إليان‪ :‬كالعادة درجة سيئه ‪ ،‬ال تذكريني باألمر يا أمي‪..‬‬
‫تنهدت جينيفر تقول‪ :‬حسنا ً ولكن حاولي السيطرة على مشاعرك المرة القادمه ‪ ،‬لقد قلقنا‬
‫عليك كثيرا ً‪..‬‬
‫إبتسمت إليان تقول‪ :‬سأُحاول‪..‬‬
‫بعدها صعدت الدرج وإتجهت الى غرفتها‪..‬‬
‫وضعت الصحن على السرير وجلست بجانبه وهي تأخذ نفسا ً عميقا ً‪..‬‬
‫نظرت الى الصحن بهدوء قبل أن تهمس‪ :‬لقد حذرت الجميع من اإلقتراب من الغرفه ‪ِ ،‬كدتُّ أن‬
‫أورط نفسي‪..‬‬
‫بقيت تنظر الى الصحن لفترة ليست بالقصيره قبل أن تهمس‪ :‬منذ متى لم أره ؟ في آخر مره‬
‫وجود ريكس منعني من الدخول ‪ ،‬هذا يعني بأنه قرابة ثالثة أشهر لم أجلس وأتحدث معه‪..‬‬
‫شدت على أسنانها بشيء من األلم وهي تهمس‪ :‬على قدر كرهي لريكس إال أنه الوحيد الذي‬
‫يعصي األوامر ويزوره بإستمرار ‪ ،‬ليتني أملك شجاعته هذه‪..‬‬
‫رفعت عيناها بهدوء الى باب الغرفه وهي تتذكر ذاك الحدث قبل أربع سنوات عندما فتح عليها‬
‫الباب‪..‬‬
‫كان وجهه هادئا ً كعادته وقال لها بكل هدوء "هل تأتين معي"‬
‫وعندما سألته عن السبب أجابها "إيدن مريض وسآخذه الى المشفى"‬
‫صدمها كالمه آنذاك ‪ ،‬كيف يجرؤ على عصيان األوامر بكل هذا الوضوح ؟!!!‬
‫إنه نوع العصيان الذي ترغب بفعله ولكنها ال تستطيع‪..‬‬
‫همست بهدوء‪ :‬ليتني أمتلكها ‪ ،‬شجاعتك وعدم إلتفاتتك لكالم اآلخرين‪..‬‬
‫قبضت على يدها لفتره ليس بالقصيره قبل أن تقف وتأخذ الصحن معها‪..‬‬
‫خرجت من غرفتها بهدوء وتلفتت حولها فلم ترى أي أحد‪..‬‬
‫إتجهت ُمباشرةً الى جناح إيدن الخاص‪..‬‬
‫ما إن وصلت الى الباب حتى تنفست الصعداء فلقد خشيت أن تراها والدتها‪..‬‬
‫فتحت الباب فإلتفت إيدن بسرعه وبخوف بإتجاه الباب‪..‬‬
‫شعرت بالدهشة من مالمحه المرتعبه التي إختفت تدريجيا ً وهو يقول بسعاده‪ :‬إليان!‬
‫إبتسمت له ودخلت حاملةً صحن غدائه تقول‪ :‬كيف حال صغيري ؟‬
‫إيدن‪ :‬سعيد للغايه‪..‬‬
‫نظرت الى وجهه قبل أن تُجهز له طاولة طعامه تقول‪ :‬ولكن التعب يبدو واضحا ً على وجهك‪..‬‬
‫إيدن‪ :‬رؤيتك تجعل الكل بخير‪..‬‬
‫شعرت بشيء من الحزن على كالمه فوضعت الصحن على طاولة طعامه وهي تقول‪ :‬غريب‬
‫لما تتناول طعامك متأخرا ً ؟‬
‫أجاب‪ :‬لم أستيقظ ُمبكرا ً ‪ ،‬المهم كيف حالك إليان ؟ لم أرك منذ زمن طويل‪..‬‬
‫جلست على أريكة بالقرب من كرسيه المتحرك وقالت‪ :‬أنا بخير ‪ ،‬إنشغلتُ ببعض إختبارات‬
‫الكليه إعذرني عزيزي‪..‬‬
‫إيدن‪ :‬ال عليك أنا ال أغضب منك ألني أُحبك‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬وإليان أيضا ً تُحبك‪..‬‬
‫شعر بالسعاده فأخذ ملعقته وبدأ بتناول طعامه وهي تنظر إليه بهدوء‪..‬‬
‫يده ‪ ...‬لقد كانت ترتجف ‪ ،‬يُمكنها رؤية ذلك من مسكته للملعقه‪..‬‬
‫نظرت الى وجهه ‪ ،‬من الواضح أنه متعب للغايه ولكنها ال تجرؤ على التأكد من األمر‪..‬‬
‫تخشى أن تكتشف حقيقة كونه محموما ً أو تعبا ً ألنها لو كشفت ذلك فليس لديها الجرأه على‬
‫أخذه الى المشفى‪..‬‬
‫سعال وإخراج كُل ما أكله من معدته‪..‬‬ ‫إتسعت عيناها بدهشه عندما فجأه بدأ بال ُ‬
‫ً‬
‫وقفت من فورها وإلتفتت حولها حتى وجدت فوطة صغيره ‪ ،‬أخذتها وبدأت تمسح على ظهره‬
‫واضعةً الفوطة أمام فمه وهي تشعر باأللم من حجرشة حلقه وإحمرار وجهه‪..‬‬
‫إنتهى من إستفراغه فبدأت تمسح فمه بالمناديل وأبعدت طاولة الطعام المتسخة عنه‪..‬‬
‫جلست أمامه ناظرةً الى وجهه ال ُمتعب تقول‪ :‬مابك عزيزي ؟ هل غصيت بالطعام أم ماذا ؟‬
‫حاول اإلبتسام وهو يقول‪ :‬ال أدري ربما ‪ ،‬آسف على التسبب لك بالمتاعب‪..‬‬
‫نظرت إليه بحزن وهي تشعر بحرارة جسده تخترق يدها التي تضعها على ظهره‪..‬‬
‫هو مريض هذا واضح للغايه‪..‬‬
‫سألته‪ :‬أنت مريض ؟ أتشعر بالتوعك ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬كال كال ال تقلقي‪..‬‬
‫شدت على أسنانها تهمس بداخلها‪" :‬تصرف كطفل طبيعي !! أرجوك إبدأ بالتشكي بدالً من أال‬
‫تُحملنا القلق! "‬
‫ال تعلم ماذا تفعل ‪ ،‬هي ُمحتارة للغايه‪..‬‬
‫لحضه!!‬
‫هناك حل بسيط!‬
‫طبيب العائله جان ‪ ،‬تستطيع أن تطلب منه هذه الخدمه سرا ً وسيِلبي لها الخدمة دون شك‪..‬‬
‫أخرجت هاتفها النقال بحثا ً عن إسمه فسألها بتعجب‪ :‬ماذا تفعلين ؟‬
‫أجابته‪ :‬طبيب عائلتنا ‪ ،‬ال تقلق سأطلب منه أن يُبقي األمر سرا ً ‪ ،‬سأستدعيه بحجة كوني أنا‬
‫ال ُمتعبـ‪...‬‬
‫قاطعها بسرعه مادا ً يده أمام شاشة هاتفها يقول بكل خوف ورعب‪ :‬ال أرجوك ال تفعلي!!!‬
‫تعجبت ونظرت الى وجهه الذي يكسوه الرعب وسألت‪ :‬لما ؟‬
‫توتر للغايه وقال بعدها‪ :‬أخبرتُك بأني بخير ال تقلقي ألجلي أختي ‪ ،‬أرجوك‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره وهي تشعر بأن سبب الرفض القاطع قبل قليل البد من أن يكون قويا ً‪..‬‬
‫المسألة ليست مسألة أنه ال يُريد أن يقلق عليه أحد!‪..‬‬
‫هل إذا ً هو خائف من أن تكتشف جينيفر األمر وتُعاقب ؟‬
‫صدمت عندما بدأ ُمجددا ً بالسعال الحاد فوضعت المناديل أمام فمه وألنه أخرج كل طعامه قبل‬ ‫ُ‬
‫قليل أصبح فقط يُخرج بعض أحماض معدته مع قطرات من الدم‪..‬‬
‫إتسعت عيناها على ِوسعها وهي ترى الدم وقالت بحده وبخوف عارم‪ :‬إيدن!!‬
‫سعال وحاول أن يبدو طبيعيا ً قدر ال ُمستطاع وهو يقول لها‪ :‬ال بأس أختي ‪ ،‬إنها‬ ‫توقف عن ال ُ‬
‫حرارة عاديه ‪ ،‬أعطني مخفضا ً لها وسأكون بخير‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً وهي ال تُصدق ذلك!‬
‫هو مريض بشده !! ربما إكثر بكثير مما تتوقع!‬
‫خروج دم من الجسد ليس باألمر الشائع ! إنه أمر خطير من دون شك!!‬
‫كال ‪ ،‬كال كال ال يُمكنها أن تتجاهل هذا األمر ُمطلقا ً!!‬
‫ال يُمكنها ذلك‪..‬‬
‫ضغطت على هاتفها وهي تشعر بكره تام لنفسها‪..‬‬
‫تُريد أن تفعل شيئا ً ولكنها ال تعرف ماذا تفعل!!‬
‫لم يسبق لها عصيان والدتها ‪ ،‬لطالما كانت والدتها رمزا ً للطاعه ولم يجرؤ أحد ال هي وال‬
‫أخاها إدريان أن يعصيانها بشيء‪..‬‬
‫ماذا تفعل ؟!!! تشعر بخوف شديد‪..‬‬
‫إنتفض جسدها عندما المست أصابعه الصغيرة وجهها فنظرت الى إبتسامته البريئه وهو‬
‫يقول‪ :‬أختي ال تُظهر هذا الوجه ‪ ،‬أنا بخير‪..‬‬
‫بدأت إبتسامته اللطيفة هذه تهتز بعينيها‪..‬‬
‫لما ؟! لما وجهه يصبح مشوشا ً هكذا ؟‬
‫رفعت أصبعها ومسحت تلك القطرات الحاره التي تجمعت في عينيها‪..‬‬
‫سحقا ً!!!‬
‫سحقا ً ُ‬‫ُ‬
‫فتحت هاتفها ‪ ،‬حتى لو كانت تكرهه وحتى لو كان آخر شخص في العالم تريد محادثته أو‬
‫طلب ُمساعدته!!‬
‫ال يُمكنها البقاء دون فعل شيء ‪ ،‬ال يُمكنها أن تتصرف وكأن ال شيء يحدث‪..‬‬
‫ظهر الخوف على وجهه وهو يقول‪ :‬ماذا تفعلين ؟ أرجوك ال أُريد الطبيب جان أرجوك أختي‬
‫!!!‬
‫وضعت الهاتف على أذنها وهي تنظر إليه بشيء من التعجب‪..‬‬
‫هو ‪ ...‬كيف يعرف إسمه ؟‬

‫***‬

‫‪4:56 pm‬‬

‫مشي بسيارته بهدوء في هذه المنطقه وهو يرمي بنظراته يُمنةً ويُسره‪..‬‬
‫لم يرى أي شيء غريب لذا لو كان ُهناك من يُراقب فهو بالتأكيد يُراقب العمارة فحسب لذا‬
‫الشارع الذي يفتح عليه باب المقهى هو بعيد عن األنظار وبزاوية حادة أيضا ً‪..‬‬
‫أوقف سيارته أمام المقهى ومن مكانه نظر الى األشخاص الذين بالداخل عبر الزجاج الكبير‬
‫على طول مقدمة المقهى‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما رأى شخصا ً يرتدي معطفا ً ويلبس قبعة تُغطي ُمعظم مالمحه ‪ ..‬هو الوحيد‬
‫الذي لم يلمح مالمحه كالبقيه إذا هذه هي من دون أدنى شك‪..‬‬
‫حسنا ً من الجيد أن تعي الخطر الذي هي فيه لذا تُخفي نفسها جيدا ً‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وأرسل رسالة لها وبعدها راقبها من مكانه‪..‬‬
‫شاهد هذا الشخص يُخرج هاتفه النقال وينظر إليه وبعدها يلتفت الى الزجاج لينظر الى‬
‫السيارة التي تنتظر في الخارج‪..‬‬
‫كما توقع لقد كانت هي‪..‬‬
‫خالل دقيقتين كانت قد خرجت من المقهى وجلست بجواره فحرك سيارته قائالً‪ :‬من الخطر أن‬
‫أستأجر لك شقة أُخرى فعلى ما يبدو بأنهم يراقبون مخرج مصروفاتي لذا يعرفون كُل شيء‬
‫أشتريه أو أستأجره عن طريق البطاقه‪..‬‬
‫أكمل بعدها‪ :‬وال يُمكنني سحب مبلغ مالي وأدفع المبلغ مباشرةً فهذا سيزيد شكوكهم ليس إال‬
‫‪..‬‬
‫بعدها صمت لفترة ليست بالقصيره فهمست له‪ :‬أُريد التحدث معك على إنفراد‪..‬‬
‫أجابها‪ :‬ليس اليوم فلدي عمل مهم علي انجازه‪..‬‬
‫نظرت إليه آليس لفتره بعدها قالت‪ :‬لن أُطيل حديثي ‪ ،‬نصف ساعة ستكون كافيه‪..‬‬
‫رد بعد فترة صمت قصيره‪ :‬حسنا ً ال بأس‪..‬‬
‫أكمل في نفسه‪" :‬ربما تكون هذه المرة الوحيدة التي أستطيع محادثتها فأنا على يقين بأن‬
‫باتريك سيتمادى ُمستقبالً ويُعين أشخاصا ً ليُراقبوا تحركاتي"‬
‫بعد فترة من الوقت توقف أمام منزل ‪ ..‬بل قصر كبير كئيب المظهر فلقد نمت األحشاش على‬
‫جدرانه الخارجيه وأصبح يبدو كمسكن لألشباح‪..‬‬
‫نظر إليها لفتره بعدها قال‪ :‬ستبقين ُهنا ‪ ،‬ال يغرك المظهر فهو آمن وخالي من األشباح إن‬
‫ت تخشينها ‪ ،‬فقط ال تُغادريه مطلقا ً ‪ ،‬ستجدين غرفة واحده مرتبه ونظيفه وصالحه للنوم‪..‬‬ ‫كُن ِ‬
‫أكمل بعدها‪ :‬ال بأس سأُريك أين هي‪..‬‬
‫أمسك مقبض بابه ولكن رن هاتفه جعله يتراجع ‪ ،‬أخذ الجوال كي يرى المتصل في حين نزلت‬
‫آليس وأغلقت الباب خلفها تنظر الى المظهر الخارجي للمكان‪..‬‬
‫بقيت عينا ريكس المدهوشتان ُمعلقتان على الهاتف وهو يرى إسم أخته إليان!‬
‫هي ‪ ...‬منذ فترة طوييله لم تتصل به ُمطلقا ً!!‬
‫لما اآلن ؟! ماذا حدث ؟!‬
‫أجاب عليها ليسمع صوتها تقول‪ :‬ألو ؟‬
‫رد‪ :‬أهالً إليان‪..‬‬
‫بقيت صامته لفتره قبل أن تقول‪ :‬يُقززني أن أتصل بمجرم ولكن لم أجد غيرك ليُساعده‪..‬‬
‫شعر بضيق من جملتها األولى قبل أن يسأل‪ :‬يساعده ؟ ماذا تعنين ؟!‬
‫بدأ التوتر والخوف في صوتها وهي تقول‪ :‬إيدن ‪ ،‬إنه مريض للغايه لدرجة أنه يسعل دما ً ‪،‬‬
‫يجب أن يرى الطبيب في الحال‪..‬‬
‫دُهش من كالمها وقال‪ :‬حسنا ً حسنا ً أنا قادم في الحال‪..‬‬
‫أغلق الهاتف بعدها تذكر أمر آليس والكالم الذي تريد قوله له‪..‬‬
‫تردد قليالً بعدها فتح نافذة بابها وعندما فتح فمه ليُنادي عليها شعرت بشيء من الضيق فهو‬
‫ال يُريد أن يُسميها بآليس!‪..‬‬
‫بعد فترة قصيره قرر أن يطرق بوري السياره فإلتفتت على ناحيته‪..‬‬
‫أشار لها بأن تقترب فإقتربت حتى إتكأت على نافذة بابها وقبل أن يفتح فمه قالت بهدوء‪:‬‬
‫رين‪..‬‬
‫عقد حاجبه بعدم فهم فقالت‪ :‬اُضطررت لطرق البوري ألنك لم ترغب ب ُمناداتي بآليس صحيح ؟‬
‫حسنا ً إسمي رين‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬إستعدتُ بعضا ً من ذكرياتي وإسمي من ضمنهم ‪ ،‬وأيضا ً هناك بعضا ً من‬
‫الذكريات التي تخص المرأة الروسيه‪..‬‬
‫دُهش من كالمها فقالت‪ :‬أعلم بأن اإلتصال يبدو عاجالً وناديتني لتعتذر ‪ ،‬ال بأس إذهب‬
‫وسأنتظرك‪..‬‬
‫نظر إليها قليالً بعدها رمى لها ال ُمفتاح يقول‪ :‬كوني حذره وال تُصدري أي شيء يُشكك‬
‫اآلخرين بوجودك‪..‬‬
‫إبتسمت بعدها إلتفتت متجهه الى الداخل تهمس لنفسها‪ :‬بعد الكالم الذي قُلته له أُراهن بأنه‬
‫سيأتيني في أقرب فرصة تسنح له‪..‬‬
‫مدت يدها وأدخلت المفتاح بالباب وعندما فُتح سمعت صوت سيارته تُغادر‪..‬‬
‫تنهدت ودخلت الى الداخل وهي ال تعلم عن وجود شخص آخر ينتظر هناك‪..‬‬
‫‪Part End‬‬

‫البارت القادم يوم األربعاء أي بعد ثالث أيام‬

‫‪Part 38‬‬

‫زهر وسامةً وقامةً و ُحسنًا"‬


‫أزهار تفوق ك ّل ٍ‬
‫ٌ‬ ‫"األطفال‬
‫‪ -‬أوسكار وايلد‪-‬‬

‫دخلت آليس بهدوء الى المنزل المظلم إال من بعض األضواء التي تتسلل من بعض النوافذ‬
‫الغير ُمغطاه جيدا ً‪..‬‬
‫مشيت بهدوء تنظر الى المكان حولها وهي تشعر ببعض التوتر يتسلل الى قلبها‪..‬‬
‫هل السبب كون المكان مظلم أو ماذا ؟ هي ال تدري‪..‬‬
‫تقدمت حتى دخلت الى صالة شاسعه للغايه حيث أمامها بعد مسافةً كبيره درج يوصل الى‬
‫األعلى‪..‬‬
‫المكان ضخم أكثر مما كانت تعتقد‪..‬‬
‫عقدت حاجبها قليالً وإلتفتت الى اليمين لتجد جلسة ُهناك وشخص ما يجلس على أحد آرائكها‬
‫بإسترخاء‪..‬‬
‫تراجعت خطوة الى الخلف بقلق هامسه‪ :‬لم يُخبرني بوجود أحد !! هل هي خادمه أم ماذا ؟‬
‫نظرت الى ال ُمفتاح الذي بيدها ‪ ،‬هي متأكده بأن الباب كان مؤصد قبل أن تفتحه ‪ ،‬هذا يعني‬
‫بأن هذا الشخص لم يدخل عنوة‪..‬‬
‫عقدت حاجبها ونظرت إليه مجددا ً هامسه‪ :‬أو ربما ُخيّل لي أنه شخص ! المكان مظلم لذا ربما‬
‫أخطأتُ النظر‪..‬‬
‫عاودت تنظر الى محيط المكان فتصميمه حقا ً غريب وجميل بحق‪..‬‬
‫همست‪ :‬هل من الممكن أنه منزل والدته ؟ ال توقع آخر لدي سوى هذا!‬
‫عاودت النظر الى تلك األريكة التي لم يتحرك الجسد المسترخي عليها وال لحركة واحده منذ‬
‫دخولها وهذا يؤكد أنه ليس ببشر فربما كان غرض ما موضوع هناك ويبدو بشكل بشري من‬
‫بعيد‪..‬‬
‫تقدمت منه تدريجيا ً لتزداد دهشتها فهو يبدو كجسد بشري كلما تقدمت!‬
‫وقفت أمامه تنظر إليه بصدمه‪..‬‬
‫لقد كان شابا ً جالسا ً بهدوء ويبدو وكأن النُعاس قد غلبه لذا نام على هذه الوضعيه‪..‬‬
‫هذا الشاب تعرفه جيدا ً!‬
‫لما هو ُهنا ؟!!‬
‫حسنا ً ‪ ،‬ما دام أنه حظر حفل ريكس فهذا يعني بأنه قريب له أو صديق رغم أنها متعجبه من‬
‫كون كتلة الوقاحة المتحجرة تلك يملك أصدقاءا ً‪..‬‬
‫ولكن البد من أنه كذلك بعدما إتهمها كثيرا ً بكونها كاذبه وأنها تحوم حول ريكس ألذيته‪..‬‬
‫بدأ الكره يظهر في وجهها هامسه‪ :‬إنه حتى لم يُعطني إسم العطر!‬
‫يبدو بأن همسها هذا جعله يستيقظ من غفوته الغير متعمده ويفتح عينيه ناظرا ً للجسد الذي‬
‫يقف أمامه ُمباشرةً‪..‬‬
‫بقي حاجباه معقودان قبل أن تتسع عيناه بدهشه ويعتدل بجلسته وهو يقول بعدم تصديق‪:‬‬
‫المخادعه!!‬
‫أجابته بإنزعاج‪ :‬ال يحق لخائن بوصفي هكذا!‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬خائن ؟‬
‫آليس‪ :‬نعم فرغم أنك وعدتني إال أنك لم تفي بوعدك ولم تُعطني إسم العطر ! هذه خيانه وغدر‬
‫!!‬
‫رد عليها بإنزعاج شديد يقول‪ :‬أنتي في النهاية من رفض قائله بأن األمر لم يعد يهمك!!‬
‫آليس‪ :‬هذا ال يُغير حقيقة كونك خائن غدار!‬
‫إنزعج أكثر من كالمها الذي يُذكره بكالم أخيه ثيو له هذا الظهر!!‬
‫وقف وأصبح مواجها ً لها يقول‪ :‬ما الذي أتى ب ُمخادعة مثلك الى هذا المكان ؟! أجيبيني ! لما‬
‫تسعين خلف ريكس بكُل هذه الضراوه ! ما هدفكم من ذلك!!‬
‫تكتفت وقالت‪ :‬لن أُجيبك بأي شيء حتى تُخبرني بإسم العطر‪..‬‬
‫إنزعج أكثر وقال‪ :‬ليس عطري بل عطر أخي فماسبب تعلقك به هكذا ؟!!!!‬
‫إختفى إنزعاجه تدريجيا ً ُمفكرا ً في حين قالت‪ :‬وهل أخاك فقط يملكه في العالم !! هل هو‬
‫بإسمه حتى ترفض إخباري إياه !! هااه ؟‬
‫إبتسم بسخريه ولم يُجبها فتعجبت وزاد إنزعاجها في الوقت ذاته وقالت‪ :‬مابك تتبسم وكأنك‬
‫ترى عرضا ً مسرحيا ً ؟‬
‫عاود الجلوس بكُل برود واضعا ً رجالً على رجل يقول‪ :‬ما رأيُك لو أخذتُك الى صاحب العطر‬
‫نفسه ؟‬
‫رفعت حاجبها وقالت‪ :‬ال ‪ ،‬أريد اإلسم فقط لذا أعطني إياه وكف عن المراوغة أيها الخائن‪..‬‬
‫بقيت اإلبتسامة تُالزمه وهو يقول‪ :‬أعلم لما تبحثين عنه ‪ ،‬ففاقد الذاكرة يتذكر الروائح قبل‬
‫األوجه عادةً ‪ ،‬وصدقيني أنا أعرف من صاحب العطر الذي يربطك بماضيك‪..‬‬
‫إبتسمت بسخريه تقول‪ :‬أخيرا ً إقتنعت بكوني فاقده لذاكرتي ؟‬
‫صرح بهذا اإلقتناع فمازال ال يفهم لما هي حول ريكس إن كانت فعالً فاقده‬ ‫إنزعج من كونه ّ‬
‫لذاكرتها لذا قال‪ :‬حسنا ً بعضها وليس كلها أنا واثق بأنك ال تزالين تتذكرين الكثير وتُخفين‬
‫األمر‪..‬‬
‫سألته‪ :‬إذا ً من هو ؟‬
‫عقد حاجبه فأوضحت سؤالها تقول‪ :‬من هو الرجل الذي أنت واثق من كونه صاحب العطر‬
‫الذي أنا أتذكره ؟ ولما تعرف هذا وما عالقتك بي ؟‬
‫حسنا ً ‪ ،‬فاجئه إهتمامها وسؤالها له بهدوء فلقد ضن بأنك ستُكمل المحادثة بالصراخ والعناد‪..‬‬
‫سألها‪ :‬ولما تريدين ذلك بشده ؟‬
‫لما ؟ هي حتى ال تعرف!‬
‫ما زال وجهه غير واضحا ً في ذاكرتها ‪ ..‬كُل ما تتذكره هو وجوده يستجوبها وهي ال ترد بتاتا ً‬
‫‪..‬‬
‫تتذكر غضبه عليها وعلى صمتها وهي ال تُجيبه‪..‬‬
‫تتذكر خاتم الفضه الذي كان يميز أصبعه والذي كانت تنظر إليه دائما ً لتتجنب نظراته‪..‬‬
‫لكن لما كانت تتجنبها ؟‬
‫شعورها آنذاك ال يُمكنها تذكره جيدا ً ولكن‪....‬‬
‫ولكنه لم يكن شعور الخوف مطلقا ً‪..‬‬
‫هي لم تكن تخافه بتاتا ً‪..‬‬
‫أال يعني هذا بأنه ليس بالرجل السيء ؟‬
‫ال يمكنها التيقن بهذا األمر بعد لذا ‪ ....‬هي حقا ً تُريد تذكر هذا الشخص‪..‬‬
‫نظرت الى آندرو مطوالً بعدها أجابته على سؤاله قائله‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫رفع إحدى حاجبيه يقول‪ :‬ال تعلمين ؟ تصرين كُل هذا اإلصرار على معرفته وتتشاجرين معي‬
‫ألجل ذلك ومع هذا ال تعلمين لما تفعلين كُل هذا ؟!!‬
‫سحقا ً !! لما ال يفهمها ؟!!‬
‫ُ‬
‫هي فاقده لذاكرتها لذا كُل ما تفعله هو إتباع مشاعرها وحدسها من دون أي أسباب منطقيه‪..‬‬
‫ال يوجد لديها سبب منطقي فكيف ستُجيبه‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها عنه وقررت الذهاب وهي تقول‪ :‬إنسى األمر‪..‬‬
‫ت هنا اآلن ؟‬ ‫وقف بسرعه وأمسك بمعصمها قبل أن تُغادر وهو يقول‪ :‬لم تُجيبيني ‪ ،‬لما أن ِ‬
‫قالت من دون أن تلتفت إليه‪ :‬لم تُخبرني بهوية صاحب العطر وبعالقتي به لذا لما أُجيبك ؟‬
‫بقي ينظر الى مؤخرة رأسها لفتره قبل أن يقول‪ :‬إن أجبتيني أوالً أعدك بأني سأُجيبك على كُل‬
‫شيء‪..‬‬
‫قالت بصوت ال يخلو من السخريه‪ :‬كاذب فلقد قلتها لي سابقا ً ولم تنفذ وعدك‪..‬‬
‫شعر باإلنزعاج ولكنه لم يُعلق لذا قال‪ :‬حسنا ً أُقسم بأني سأفعل هذه المرة‪..‬‬
‫بقيت في مكانها لفتره ثُم إلتفتت تنظر الى وجهه وتقول‪ :‬حقا ً ؟‬
‫آندرو‪ :‬نعم لقد أقسمتُ بذلك‪..‬‬
‫سحبت يدها بهدوء من يده وقالت‪ :‬ريكس أحضرني ‪ ،‬واآلن أجب على أسئلتي‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بدهشه يقول‪ :‬يستحيل لريكس أن يفعل ذلك!!‬
‫إنزعجت تقول‪ :‬ماذا ؟ تكذيبي اآلن هو عذر جديد لتتجنب إجابتي صحيح ؟!!‬
‫آندرو بذات اإلنزعاج‪ :‬كال ليس كذلك !! بل أنا جاد فريكس حتما ً لن يأخذ أي أحد الى هذا‬
‫ت التي يكره وجودها !! قولي كذبةً معقوله!‬ ‫المنزل فكيف بك أن ِ‬
‫آليس‪ :‬يكره وجودي !! من ال ُمفترض أن أكره أنا وجوده وليس العكس فهو من أوصلني الى‬
‫هذا الضياع والتخبط !! وال مصلحة لي بكذبة كهذه فلو كُنتُ حقا ً متسلله لما إقتربتُ منك‬
‫وأيقضتُك صحيح!!‬
‫دُهش من جملتها األخيره ال ُمقنعه فقال بعدم تصديق‪ :‬ولكن لما يفعل ريكس هذا ؟ ال أجد سببا ً‬
‫ُمقنعا ً!‬
‫آليس‪ :‬إسأله هو وليس أنا!‬
‫أشاح بوجهه بضيق ودهشه فال شيء يحدث منطقي بتاتا ً‪..‬‬
‫أولها حديث ثيو له هذا اليوم واآلن تصرف ريكس!‬
‫لما يفعل ريكس هذا معها ؟!!‬
‫هي مجرمة تنتمي الى منظمة وضيعة فلما يُقدم على ُمساعدتها ‪..‬؟‬
‫همس لنفسه‪" :‬ولكن ‪ ...‬هو ال يعلم عن كونها مجرمه فأنا لم أُخبره ! هل حدث ال ُمستحيل‬
‫ومال قلبه لها وأصبحا مقربين وأنا ال أعلم ؟ ومتى حدث كل هذا ؟!! ولكنه التفسير الوحيد‬
‫فربما أيضا ً شاهدهما أخي ولهذا بدأ بالتحدث عن ريكس بهذا الكالم السلبي ! سحقا ً !! علي‬
‫تحذير ريكس منها وإخباره عمن تكون بالضبط ! ربما ال أعرف الكثير عنها ولكن بما أن أخي‬
‫يُطاردها فهي عضوة حقيرة منهم لذا عليه أن يحذر منها ‪ ،‬قد تكون ُمسالمةً اآلن بسبب كونها‬
‫فاقده لذاكرتها ولكن األمر لن يطول الى األبد!! "‬
‫عاود النظر إليها قبل أن يهمس‪ :‬حقيره‪..‬‬
‫قطبت حاجبيها بإستنكار تقول‪ :‬إني أراك تبدأ اآلن بالهجوم كي ال تُجيبني !! ه ّيا ! أنت ُمرتبط‬
‫بقسمك لذا عليك اإليفاء به‪..‬‬
‫أشاح بنظره مجددا ً عنها بضيق شديد‪..‬‬
‫ال يُريد ‪ ،‬يكرهها وال يُريد أن يُخبرها عن أي شيء‪..‬‬
‫صمت لفتره ُمفكرا ً قبل أن يُقرر هذا القرار‪..‬‬
‫سيُخبر أخاه ثيو عنها وعن مكانها أيضا ً ‪ ،‬ما دامت عالقتها بريكس أصبحت معروفة لدى أخاه‬
‫فإذا ً ال خيار اآلن سوى إخبار ثيو عنها ليقبض عليها وتُغادر بعيدا ً‪..‬‬
‫نظر إليها لفتره وقال‪ :‬هل آخذك إليه ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬ال أثق بك ‪ ،‬أعطني إسمه ومعلومات عن عالقته بي وحسب ‪ ،‬طلبي‬
‫ليس صعبا ً‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬ستطلبين ُمقابلته إن أخبرتُك لذا دعينا نختصر األمر و‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬لدي ماهو أهم وأنا أعمل عليه اآلن لذا لن أُغادر ألي أحد ‪ ،‬أعطني المعلومات فقط‪..‬‬
‫إنزعج من عنادها وقال مهاجماً‪ :‬ماذا تقصدين بلديك ماهو أهم ؟ تخططين على شيء صحيح‬
‫؟!!‬
‫إنزعجت هي األخرى منه وقالت‪ :‬نعم أُخطط على شيء ولكن هذا الشيء يخصني أنا وأنا‬
‫وحدي فقط فإطمئن يا عزيزي فبالكاد أعرفك حتى تخشى على نفسك!‬
‫آندرو‪ :‬هذا ليس ما أقصده بـ‪...‬‬
‫قاطعته بسخريه‪ :‬ولن يضر هذا األمر صديقك العزيز ريكس لذا إطمئن‪..‬‬
‫صمت وهو يشتمها بداخله فلقد أخرسته حقا ً بردودها‪..‬‬
‫إنها ُمزعجه حتى النُخاع وال يتمنى أن يصطدم بها ُمجددا ً‪..‬‬
‫لذا أفضل طريقة هي إخبار أخيه ليأخذها معه الى باريس ويتخلص من وجهها‪..‬‬
‫باريس ؟‬
‫إختفت نظراته المنزعجه وهو يتذكر عندما قابلها دارسي وكان يهددها‪..‬‬
‫هو يعلم عن كونها متورطة مع تلك المنظمة ‪ ،‬من المفترض أن تكون فردا ً منها فلما كان‬
‫دارسي إذا ً يهددها ؟‬
‫هل نشب خالف داخلي ؟‬
‫هز رأسه يبعد هذا التفكير عنه فأمرها ال يُهمه كي يفكر فيه‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره وهو غير مقتنع بأمر إخبارها بمعلومات ‪ ،‬ولكنه وعدها وأقسم على‬
‫ذلك‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬لم يُخبرها بالتفاصيل بل ببعض األمور وهذا أفضل‪..‬‬
‫أخرج هاتفه النقال وقلب في الصور كثيرا ً حتى وأخيرا ً عثر على صورة واضحة لثيو‪..‬‬
‫أدار الشاشة إليها يقول‪ :‬هل تتذكرينه ؟ قابلته لمرات كثيره قبل فقدانك لذاكرتك!‬
‫نظرت الى الصورة ومدت يدها لتأخذ الهاتف ‪ ،‬لم يكن راضيا ً ولكنه تركها تأخذه‪..‬‬
‫بقيت تتأمل في وجهه لفتره ولكن ذاكرتها لم تتنشط وهذا ضايقها كثيرا ً‪..‬‬
‫نظرت الى آندرو تقول‪ :‬هل هو حقا ً ؟ لم أتذكره!‬
‫أجابها بإنزعاج‪ :‬ومن قال فاقد الذاكره يتذكر األوجه فور رؤيتها ؟ لو كان كذلك إلستعاد كُل‬
‫فاقدوا الذاكرة ذاكرتهم حالما يستيقضون وحولهم عائلتهم !! البعض حتى أمه ووالده ال‬
‫يتذكرهم فماذا بشخص غريب!‬
‫إنزعجت من هجومه !! أوليس هو من سألها في البداية إن كانت تتذكره فلما إذا ً يُعطي‬
‫ُمحاضرةً حول األمر!!!‬
‫ياله من بغيض!‬
‫عاودت النظر الى وجهه لفترة طويله بعدها نزلت بنظرها آلخر الصورة حيث يده اليمنى وذلك‬
‫الخاتم الفضي الذي تتذكره جيدا ً يزين أصبعه‪..‬‬
‫عاودت النظر الى وجهه وهي اآلن أصبحت واثقه من كونه الرجل نفسه‪..‬‬
‫بقيت تتأمل مالمح وجهه الحاده لفترة حتى سحب منها آندرو الهاتف قائالً‪ :‬كفي عن تفحصه‬
‫هكذا!!‬
‫سألته‪ :‬هل هو متزوج ؟‬
‫صدم من سؤالها الغير متوقع ليُجيب بسرعه‪ :‬كال لم يتزوج ولم يُنجب األبناء حتى ! ولما قد‬ ‫ُ‬
‫تسألين مثل هذا السؤال أصالً ؟؟‬
‫وأكمل بعدها بإنزعاج‪ :‬إياك أن تضعي عينيك عليه فهو ليس ممن يمكنك إيقاعهم بشباكك‬
‫القذره و‪...‬‬
‫سحقا ً لك وألفكارك التي تذهب ألبعد مما أتخيل !! لقد رأيتُ خاتمه ودار في‬ ‫قاطعته بإنزعاج‪ُ :‬‬
‫بالي هذا السؤال فقط ال أكثر‪..‬‬
‫تنهد براحه مما زاد هذا من إنزعاجها‪..‬‬
‫أغلق هاتفه يقول بال ُمبااله‪ :‬حسنا ً وفيت بوعدي وأريتك إياه لذا‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬كال لم تفعل فلقد سألتُك عن عالقته بي ولم تُجبني عليها بعد‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬سؤال بسؤال أنا ال أُعطي بدون ُمقابل‪..‬‬
‫إنزعجت لتعقد حاجبها تسترجع كالمه عندما تحدثوا عن العطور فإبتسمت بسخريه تقول‪ :‬إذا ً‬
‫هو أخاك ؟‬
‫دُهش من كالمها ! هل تعرف منذ زمن أو تذكرت أم أنها تُخمن هذا!!‬
‫دهشته كانت كافيه لتأكيد ذلك فضاقت عيناها قليالً تُفكر وهي تتذكر كالمها مع دانييل هذا‬
‫الصباح فسألته‪ :‬ويعمل في الشرطه ؟‬
‫ت تمثلين أمر فقدانك للذاكره ها ؟!!!!‬ ‫وقف ُرغما ً عنه يقول‪ :‬إذا ً كُن ِ‬
‫جوابه كان تأكيدا ً لشكوكها فنظرت إليه وهو ينتظر إجابتها على سؤاله فإبتسمت بسخريه‬
‫تقول‪ :‬أجل‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت وغادرت وهو مصدوم من كالمها بينما هي صعدت الدرج تفكر بإجابتها األخيره‬
‫‪..‬‬
‫ما دام أنه صديق لريكس فإذا ً البد أن يصل الى ريكس معلومة إسترجاعها لذاكرتها وهذا‬
‫سيُعزز موقفها معه عندما تحادثه سيكون مقتنعا ً بالكامل بصدقها‪..‬‬
‫إبتسمت ‪ ،‬هذا حقا ً لصالحها تماما ً!‬

‫***‬

‫‪5:30 pm‬‬

‫رفعت رأسها الى الباب مذعورةً عندما فُتح فجأه فآخر ما تتمناه اآلن هو حضور والدتها!‬
‫صعداء عندما كان ريكس هو القادم والذي أسرع الى الطفل الصغير وجلس أمامه‬ ‫تنفست ال ُ‬
‫يقول بقلق‪ :‬إيدن هل أنت على ما يُرام ؟‬
‫إتسعت عينا إيدن بدهشة عندما رأى بأن من إتصلت به إليان كان ريكس ال غير فلقد خشي أن‬
‫تتصل بذلك الطبيب‪..‬‬
‫إبتسم بسعاده يقول‪ :‬أخي ريكس كيف حالك ؟‬
‫ريكس بحده‪ :‬أجب عن سؤالي وال تتظاهر بالعكس!‬
‫جفل إيدن مرتعبا ً من نبرته وأشاح بنظره بعيدا ً وهو بحق اآلن لم يعد بإستطاعته إدعاء‬
‫العافيه‪..‬‬
‫إرتجفت شفتاه وهمس‪ :‬أنا أتألم ‪ ،‬معدتي تتمزق ‪ ،‬جسدي كُله يشتعل وشعور دائم بالغثيان‬
‫يُالزمني ‪ ...‬أنا ُمتعب للغايه يا ريكس‪..‬‬
‫إرتجفت شفتا إليان منصدمةً مما يشعر به أخاها الصغير‪..‬‬
‫في حين أن ريكس بعدما سمع ما سمعه لم يتردد وال للحضه في أن يفتح كرسيه ال ُمتحرك‬
‫ومن ثُم يحمله على ذراعه قائالً‪ :‬يجب أن تذهب الى الطبيب‪..‬‬
‫إتسعت عينا إيدن بصدمه وهو يقول‪ :‬ال أرجوك ال أريد‪..‬‬
‫وبدأ يُحاول إسقاط نفسه بعنوه فإلتفت ريكس الى إليان وقال‪ :‬هذا الطفل قطعا ً لن أُعيده الى‬
‫ُهنا ‪ ،‬إن سألت والدتك عنه فأنكري معرفتك بأي شيء ‪ ،‬سأتحمل هذا األمر بالكامل‪..‬‬
‫ومن ثُم خرج خارجا ً وإليان تتبعه بهدوء تام لتشد بعدها على أسنانها هامسه بألم‪ :‬كف عن‬
‫ذلك ‪ ،‬كف عن التصرف هكذا!‬

‫نزل ريكس من الدرج فإتسعت عينا ال ُمربية على وسعهما وهي التي كانت للتو حضّرت طعاما ً‬
‫آخر غير الذي أخذته إليان الى غرفتها‪..‬‬
‫وبسرعه وقفت أمامه تقول‪ :‬الى أين تأخذه ؟!! هل ُجننت أخيرا ً يا ريكس ! أعده ‪ ،‬أعده الى‬
‫مكانه حاالً‪..‬‬
‫ريكس بهدوء تام‪ :‬كانت أُمي تُحبك لذا ال أُريد إيذائك ‪ ،‬رجاءا ً غادري من أمامي‪..‬‬
‫نظرت المربيه إليه ولم تعد تدري ماذا تفعل‪..‬‬
‫لقد ربته بيدها وتعرفه أكثر من اآلخرين ‪ ،‬هو حتما ً لن يستمع إليها‪..‬‬
‫إبتعدت من أمامه بهدوء فأكمل نزول الدرج وهو يقول لها‪ :‬تصرفي وكأنك لم ترني‪..‬‬
‫وبعدها خرج من المنزل ووضعه في المقعد الخلفي من السيارة يقول‪ :‬كف عن البكاء‪..‬‬
‫إيدن وهو يستمر بالبكاء‪ :‬أرجوك ال تفعل ‪ ،‬سيُعاقبني جان ‪ ،‬سيُعاقبني كثيرا ً على هذا‪..‬‬
‫شد ريكس على أسنانه يقول بحده‪ :‬ال تذكر أسم ذلك الحقير !! سأُبعدك عن حياتك هذه ‪ ،‬لن‬
‫تخاف أحد بعد اآلن!‬
‫بعدها أغلق الباب بقوه وإلتفت ذاهبا ً الى المقعد األمامي وإنطلق بعدها خارج المنزل‪..‬‬

‫في حين خرجت جينيفر من إحدى الغرف وجذبها صوت سيارة ريكس التي إبتعدت وهي‬
‫تُصدر صوتا ً ُمزعجا ً للغايه‪..‬‬
‫نظرت عبر الباب المفتوح الى الخارج قليالً بعدها نظرت الى المربية التي ال تزال تقف في‬
‫منتصف الدرج متوتره للغايه‪..‬‬
‫سألتها‪ :‬ماذا حدث ولما يرحل ريكس مسرعا ً هكذا ! قبل نصف ساعه لم يكن موجودا ً حتى!‬
‫ترددت المربيه ولم تدري ما تقول فقالت جينيفر بشك‪ :‬هل تشاجر مع إليان ؟‬
‫هزت المربية رأسها وقررت أن تتحدث قائله‪ :‬كال لم يحدث وال أدري ما به ‪ ،‬حتى أنا لم أشعر‬
‫سوى بصوت سيارته العالي وهو يبتعد خارجا ً وال أدري ماذا حدث‪..‬‬
‫نظرت جينيفر الى الصحن الذي تحمله وقالت‪ :‬حسنا ً ال بأس ‪ ،‬أكملي ما كُنتي ستفعلينه‪..‬‬
‫هزت المربية رأسها وصعدت الى األعلى وهي اآلن على إستعداد للتظاهر بالصدمة من إختفاء‬
‫إيدن‪..‬‬
‫وكل ما تستطيع فعله هو الدعاء بداخلها أن يمر هذا األمر على خير‪..‬‬

‫دخلت إليان بهدوء الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها‪..‬‬


‫أخذت نفسا ً عميقا ً تُفكر بأمر إيدن حتى همست‪ :‬من المفترض أنه معزول تماما ً ‪ ،‬ال أحد يعلم‬
‫عنه سوانا نحن الثالثه فكيف هو يعلم بأمر جان ؟ إن أرادت أمي إخفاؤه عن الجميع فعليها أن‬
‫تجلب له طبيبا ً من الخارج حتى ال يتسرب أمر وجوده لآلخرين فلما تجلب جان ؟ معرفة إيدن‬
‫به دليل على أنها تجلبه إذا مرض ‪ ،‬لما جان ! هو ليس طبيبها هي ‪ ،‬هو طبيب العائله ووالدي‬
‫من تعرف عليه في المقام األول قبل سنوات كثيره ‪ ،‬إذا ً لما ؟ أال تخشى أن يُخبر والدي عنه ؟‬
‫لديها العديد والعديد من األسئله حيال األمر وهي حتى هذه اللحضه ال تفهم حتى لما والدتها‬
‫تُخبئه!‬
‫خمنت سابقا ً بأنه بسبب إعاقته وتشوهه ‪ ،‬ولكن لما قلبها يقول بأن األمر أكبر من هذا بكثير ؟‬
‫قطع أفكارها صوت رن الهاتف فنظرت الى الشاشه لترى إسم أخيها يضيئه‪..‬‬
‫تنهدت ثُم تقدمت من سريرها وجلست عليه‪..‬‬
‫ردت تقول‪ :‬مرحبا ً إيدي‪..‬‬
‫إبتسم إدريان ُرغما ً عنه يقول‪ :‬وأخيرا ً قررت األميرة التنازل والرد على ُمكالماتنا‪..‬‬
‫شعرت بالغيض وهمست‪ :‬كُف عن ذلك‪..‬‬
‫ضحك يقول‪ :‬حسنا ً حسنا ً ‪ ،‬كيف حالك إيلي ؟‬
‫إليان‪ :‬بخير وبأحسن حال‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬ودراستك ؟ هل كُل شيء على ما يُرام ؟‬
‫صمتت لفتره قبل أن تُجيبه‪ :‬ال بأس أنا أُسيطر على األمر‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬ماهو إذا ً ؟‬
‫إليان‪ :‬إعذرني ‪ ،‬مشكلة دراسيه ال أرغب أن يعرف عنها أحد ‪ ،‬يمكنني حلها ال عليك‪..‬‬
‫راض عن هذا ولكنه واثق بقدرتها على تخطي أزماتها لذا قال‪ :‬ال بأس يمكنك‬ ‫ٍ‬ ‫تنهد وهو غير‬
‫فعلها أنا واثق ‪ ..‬وإن أردتي ُمساعده فأخاك الرائع لن يتوانى عن تقديم ُكل جهده‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬شكرا ً إيدي‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬حسنا ً إليان ‪ ،‬ما رأيُك بنزهة صغيره ؟ اإلختبارات إقتربت وأُريد أن تفرفشي عن‬
‫نفسك قليالً قبل أن تنشغلي بها‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ال ‪ ،‬ال أشعر برغبة في ذلك‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬لن تأخذ منك سوى يوم واحد وأعدك بأنك ستستمتعين كثيرا ً ‪ ،‬هيّا إليان‪..‬‬
‫صمتت لفتره ثُم تنهدت وقالت‪ :‬حسنا ً وأين هذه النزهه ؟‬
‫سحقا ً لم يكن يريد منها أن تسأل هذا السؤال فهي لن توافق إن علمت أن المكان بعيد الى‬ ‫أوه ُ‬
‫هذه الدرجه‪..‬‬
‫أجابها محاوالً تحوير السؤال‪ :‬هناك مهرجان غنائي أُقيم منذ أيام وأنا ُمشارك في آخر يوم فيه‬
‫وهو يوم غد ‪ ،‬أريد منك ُمرافقتي فال أُحبذ السفر وحيدا ً‪..‬‬
‫سألت بسخريه‪ :‬تلك المغرورة ليست ُمشاركةً أيضا ً ؟‬
‫هز إدريان رأسه يقول‪ :‬كال ‪ ،‬إنه ليس بالمهرجان الشهير الى هذه الدرجه وهي ال توافق على‬
‫المهرجانات العاديه ‪ ،‬سأذهب أنا و ُمغنية أُخرى من نفس الوكاله‪..‬‬
‫إليان‪ :‬وأين يُقام المهرجان ؟‬
‫سحقا ً ‪ ،‬لقد كان سؤالها واضحا ً ال يُمكنه تحويره بتاتا ً!‬ ‫ُ‬
‫سألت مجدداً‪ :‬إدريان أين مكان المهرجان ؟‬
‫إدريان‪ :‬سنذهب إليه بالطائره فالرحلة لن تستغرق وقتا ً طويالً‪..‬‬
‫رفعت حاجبها وقالت‪ :‬أين يقام يا عزيزي ؟‬
‫تنهد بإستسالم وقال‪ :‬ل ٓيه اورس‪..‬‬
‫سخريه على شفتيها تقول‪ :‬قد أكون ُمخطئه لذا صحح لي األمر ‪ ،‬أوليس‬ ‫إرتسمت إبتسامة ُ‬
‫يبعد هذا المكان عنا بأكثر من سبعمائة كيلو مترا ً ؟ أوليس يقع على الحدود اإليطاليه بأقصى‬
‫الجنوب ؟؟‬
‫إدريان‪ :‬مسافة كهذه تُقطع بسهولة بالطائره و‪...‬‬
‫قاطعته إليان‪ :‬إنسى ‪ ،‬منذ البدايه ال رغبة لي بالذهاب فكيف اآلن أذهب والمكان بعيد الى هذه‬
‫الدرجه ؟ سأستغل اجازة نهاية األسبوع باإلستذكار أفضل لي‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬هيّا إليان ‪ ،‬منذ متى لم نُسافر سويا ً ؟‬
‫إليان‪ :‬أرجوك أنت ‪ ،‬ال رغبة لي وأيضا ً لدي أمور أهم‪..‬‬
‫ت تُحبين عروض رقصة الكان كان ؟ ستُقام ليلة غد ‪ ،‬ال‬ ‫حاول إغرائها قائالً بإبتسامه‪ :‬أولس ِ‬
‫أضنك تُريدين تفويتها‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ال بأس فبعد إنتهاء إختباراتي ُهناك عرض لها سيُقام في ليون ‪ ،‬أقرب وأفضل‪..‬‬
‫إدريان وهو ُمستمر بإغراءها‪ :‬ل ٓيه اورس تقع بالقرب من جبال األلب ‪ ،‬منذ متى لم نتزلج‬
‫سويا ً ؟ هذه فرصةٌ رائعه فبعد إنتهاء إختباراتك سينتهي الشتاء ولن‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬جبال األلب متجمده بشكل شبه دائم لذا يمكنني زيارتها متى ما أردت‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬ولكن متعتها اآلن فهناك العديد من العروض الممتعه ‪ ،‬إيلي عزيزتي األمر ال يُفوت‬
‫إطالقا ً‪..‬‬
‫فتحت فمها لترد ولكن فتح باب الغرفة ال ُمفاجئ من قِبل أمها أسكتها وجعلها تنظر الى وجه‬
‫أمها المرتبك بدهشه‪..‬‬
‫ضاقت عينا جينيفر وقالت‪ :‬من تُكلمين ؟‬
‫لفت إليان شاشة الهاتف الى جهتها تقول‪ :‬إنه إيدي‪..‬‬
‫دارت جينيفر بنظرها في أرجاء الغرفه قبل أن تستقر على وجه إبنتها لفتره ثُم تبتسم قائله‪:‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬أعتذر عن إزعاجك صغيرتي‪..‬‬
‫وبعدها خرجت وأغلقت الباب خلفها‪..‬‬
‫شدت على أسنانها هامسه‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أصبح األمر واضحا ً ‪ ،‬ريكس هو سبب إختفاء إيدن من‬
‫غرفته!‬
‫تقدمت وأخرجت هاتفها وإتصلت به‪..‬‬
‫وهنا زاد تأكدها من األمر عندما تجاهل ريكس إتصالها بالكامل‪..‬‬
‫ضاقت عيناها وظهر الغضب الشديد فيهما‪..‬‬

‫***‬

‫‪6:05 pm‬‬

‫مشت بقدميها الحافيتين على هذه الحشائش الخضراء التي تُغطي المكان‪..‬‬
‫المكان كُله من خلفها عبارة عن أرض شاسعه ال نهاية لها مليئة بالحشائش الصغيره‪..‬‬
‫نظرت أمامها وتقدمت تخرج من أرضها الخضراء الى رمال صفراء ناعمه وبارده وبدأت‬
‫قدماها تغوص فيهما وهي تتقدم من شاطئ البحر‪..‬‬
‫توقفت عندما بدأت مياه البحر تُداعب قدميها فإبتسمت تنظر الى األفق الشاسع القرمزي‬
‫والذي يُعلن عن موعد شروق شمس هذا الصباح‪..‬‬
‫إستنشقت رائحة البحر بعمق وشعرت به يتسلل الى رئتيها ويُعطيها بهجة وسعاده ال توصف‬
‫‪..‬‬
‫فتحت عيناها تدريجيا ً وبدأ قوس الشمس يلوح لها من األفق البعيد‪..‬‬
‫لقد كان ساطعا ً يشخص األبصار من ضوءه الكبير‪..‬‬
‫بدأت إبتسامتها تتسع وهي ترى نصفه قد ظهر لها من حدود البحر البعيد‪..‬‬
‫وضعت يديها أمام عينها فنوره قوي قوي أكثر مما تتخيل‪..‬‬
‫ال ‪ ،‬ليس الشمس‪..‬‬
‫فما الح لها باألفق وسطع عينيها بهذا الشكل لم يكن سوى رأس زعيمها يشرق بصلعته‬
‫الساطعه عليها‪..‬‬
‫نوره أقوى من نور الشمس بأضعاف فهمست بسعاده‪ :‬سيدي موريس‪..‬‬

‫عقد هذا الشاب حاجبه ونظر عن يمينه حيث ترقد فتاة شابه على سرير أبيض وفير ورأى‬
‫إبتسامة غريبه تعلو ُمحياها‪..‬‬
‫هل تحدثت أم أنه كان يتخيل ؟‬
‫عاود النظر الى المجلة الفنيه التي بين يديه ليصله صوتها مجددا ً تقول‪ :‬أنت ساطع للغايه‬
‫كعادتك‪..‬‬
‫إلتفت بسرعه إليها ولكنها كانت نائمه!‬
‫إذا ً ‪ ،‬هل تتحدث في نومها أو ماذا ؟!‬
‫هذا يعني بأنها أصبحت في صحة جيده ‪ ،‬هذا ُمطمئن‪..‬‬
‫أغلق المجلة وحاول ُمحادثتها وهو يقول‪ :‬ريتا ‪ ،‬هل تسمعينني ؟‬
‫عقدت حاجبها وبدأت إبتسامتها تختفي وهي تهمس‪ :‬ال تغب ‪ ،‬لم يحن موعد غروبك أرجوك‪..‬‬
‫هزها بخفه فزاد إنعقاد حاجبيها حتى بدأت تفتح عينيها تدريجيا ً‪..‬‬
‫ظهرت نظرت حزن على عينها وهي تنظر الى السقف الكئيب وهمست‪ :‬سيدي موريس‪..‬‬
‫تحدث الشاب يقول‪ :‬هل تشعرين بأي ألم ؟‬
‫نظرت عن يمينها إليه لفتره قبل أن تسأل‪ :‬أين أنا ؟ أين الشاطئ ؟ لما غاب سيدي بهذه‬
‫السرعه فهو لم يُكمل شروقه بعد!‬
‫عقد حاجبه وهو ال يفهم عما تتحدث ولكنه خمن أنها كانت تحلم لذا قال‪ :‬كان ُحلما ً ‪ ،‬كيف‬
‫تشعرين اآلن ؟ هل أنت على ما يُرام ؟‬
‫لم تفهم عن ماذا يسأل فأجابته‪ :‬كُنتُ كذلك ولكن كُل شيء تالشى‪..‬‬
‫ت‬‫مجددا ً تحدثت بأمور ال يفهمها فقال‪ :‬على أية حال من الرائع أنك ال تزالين بخير ‪ ،‬لقد كُن ِ‬
‫راقده ألربعة أيام دون حركه ‪ ،‬هل يؤلمك كتفك ؟‬
‫بقيت تنظر إليه محاول ٍة إستيعاب جملته حتى الح لها منظر دارسي وهو يُطلق عليها النار من‬
‫دون رحمه‪..‬‬
‫صرخت وجلست بسرعه تُمسك مكان الرصاصة ففزع هو اآلخر وقال‪ :‬ريتا مابك ؟‬
‫بقيت عيناها شاخصتان في الفراغ وهي تهمس‪ :‬قتلني ‪ ،‬لقد قتلني ولكني بحق لم أكن أعلم‬
‫فبماذا أُجيبه!!‬
‫وضع يده على ظهرها يقول‪ :‬ال تتحركي بطريقة حاده فالخياطة ستُفتح هكذا‪..‬‬
‫أبعدت يدها تدريجيا ً عن مكان إصابتها الذي للتو بدأت تشعر بألمه ثُم همست‪ :‬لم أمت ؟‬
‫هز رأسه وقال‪ :‬ال لم يحدث هذا‪..‬‬
‫نظرت إليه وقالت‪ :‬لما ؟‬
‫تنهد وأجابها‪ :‬سيدي موريس تدخل عنوة في األمر وأخذك ‪ ،‬حسنا ً لتعلمي فحتى اآلن ال يعرف‬
‫أحد بأنك بخير فحتى دارسي نفسه كان موقنا ً بأنك ستموتين حاالً ‪ ،‬لذا عليه أن يستمر في‬
‫ضنه هذا‪..‬‬
‫عقدت حاجبها دون فهم ولكنها في الوقت ذاته إبتسمت وهي تهمس‪ :‬هل تقول لي بأن سيدي‬
‫موريس ساعدتني ؟ هل هو حقا ً فعل ذلك ؟!‬
‫ت اآلن الوحيدة التي تعرفين عن مكان الطفله لذا لم يكن يُريد‬ ‫هز رأسه وقال‪ :‬نعم فأن ِ‬
‫خسارتك‪..‬‬
‫إختفت إبتسامة ريتا تدريجيا ً وأشاحت بنظرها فأكمل لها‪ :‬لدي رسالة من أجلك ‪ ،‬السيد‬
‫موريس سيُعطيك المال الكافي ويطلب منك مغادرة باريس الى األبد‪..‬‬
‫دُهشت ونظرت إليه فأكمل‪ :‬قال بأنك ال تزالين صغيرة وساذجه وال داعي ألن تدخلي الى عالم‬
‫أكبر منك ‪ ،‬بالكاد نجوتي اآلن من الموت وال يُريد أن تكرار ذلك ‪ ،‬لذا أخبريني عن مكانها‬
‫ت إذهبي وعيشي حياتك بعيدا ً عن هنا ‪ ،‬إنها رغبة‬ ‫وسأوصل الموقع الى سيدي موريس وأن ِ‬
‫السيد موريس‪..‬‬
‫ريتا بعدم تصديق‪ :‬كينتو ما الذي تقوله ؟ كيف أبتعد ؟!! كال ‪ ،‬لقد نذرتُ نفسي لخدمة السيد‬
‫موريس الى األبد ‪ ،‬ال تمنعوني من هذا أرجوكم!!‬
‫كينتو‪ :‬أخبرتُك ‪ ،‬إنها رغبة السيد موريس بنفسه ‪ ،‬هذا جيد لك ‪ ،‬ال تزالين في العشرين من‬
‫عمرك ‪ ،‬أكملي دراستك وجدي لك أصدقاءا ً‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬ال أريد ذلك ‪ ،‬أرجوك ال أريد ذلك ‪ ،‬أنا فقط من يعرف ما الجيد لي ‪،‬‬
‫بقائي بجوار السيد موريس هو السعادة الحقيقيه ‪ ،‬سأبقى أرجوك!‬
‫كينتو‪ :‬ال شأن لي فهي رغبة السيد موريس كما أخبرتك ‪ ،‬لذا عليك إطاعته يا ريتا حسنا ً ؟‬
‫هزت رأسها غير مصدقه لما يقوله ‪ ،‬لما ؟‬
‫هي ال تُريد الرحيل بعيدا ً ‪ ،‬تريد البقاء بجواره دائما ً‪..‬‬
‫كفاك بُكاءا ً ! صدقيني أن هذه‬ ‫ِ‬ ‫دُهش عندما شاهد الدموع في محجر أعينها فتنهد وقال‪ :‬ريتا‬
‫أفضل فرصة لك للبدء بحياة جديده ‪ ،‬ال تنظري لألمر بسلبيه‪..‬‬
‫شهقت ومسحت دموعها دون رد فسألها‪ :‬حسنا ً ماذا عن الطفله ؟ أين خبأ ِتها ؟‬
‫توقفت عن مسح دموعها وهي بحق ال تعرف بماذا تُجيب‪..‬‬
‫الكُل يضنها خبأتها ‪ ،‬كذبتها في البدايه انتشرت بشكل كبير‪..‬‬
‫ال ‪ ،‬ال تُريد تخييب ضن سيدها موريس لذا ال يُمكنها قول الحقيقه‪..‬‬
‫صمتت لفتره ثم نظرت إليه تقول‪ :‬حسنا ً على األقل دعوني أُكمل ُمهمتي ‪ ،‬سأرعاها بعيدا ً حتى‬
‫يطلب مني السيد موريس أن أحضرها إليه وحينها سأغادر باريس ‪ ،‬ال تقلقوا سأُخفي نفسي‬
‫جيدا ً ولن يعرف أحد أني ال أزال حيه ‪ ،‬أرجوك‪..‬‬
‫دُهش من كالمها وقال‪ :‬ولكن‪....‬‬
‫قاطعته‪ :‬سيدي موريس مشغول اآلن بأمر أختها ‪ ،‬ال أُريد إزعاجه باإلهتمام بالطفلة أيضا ً ‪،‬‬
‫دعوني أُكمل مهمتي ‪ ،‬إنها آخر مهمة لي معه لذا دعوني أُنجزها أرجوك‪..‬‬
‫سكت لفتره بعدها تنهد وقال‪ :‬حسنا ً سأخبره بهذا الكالم‪..‬‬
‫إبتسمت ُرغما ً عنه تقول‪ :‬شُكرا ً لك كينتو ‪ ،‬أنت شخص رائع‪..‬‬
‫إبتسم بعدها وقف وغادر الغرفه فتنهدت وعاودت اإلستلقاء على ظهرها هامسه‪ :‬سأخرج‬
‫وأبحث عنها ‪ ،‬ال أُريد لمهمتي األخيره أن تكون فاشله ‪ ،‬ساعدني سيدي موريس ضنا ً منه أني‬
‫كُنتُ قويه ولم أُفصح عن مكانها ‪ ،‬ال أريد أن تتغير نظرته هذه لي ‪ ،‬ال أريد ذلك‪..‬‬
‫أغمض عينيها بهدوء وتدريجيا ً عادت للنوم فجسدها ال يزال ُمرهقا ً حتى اآلن‪..‬‬

‫***‬
‫‪6:55 pm‬‬

‫غربت الشمس وثالثتهم ال يزالون يجلسون على طاولة خارجيه إلحدى محالت العصائر‬
‫الشهيره‪..‬‬
‫وهي بصغر جسدها ‪ ،‬بالكاد تتكئ بساعديها على الطاوله وهي تُمسك بكوب عصير طازج‬
‫طويل وقشته في فمها تشربه ببطئ وعيناها عليهما وهما يتجادالن تاره ويصمتان تارة‬
‫أُخرى‪..‬‬
‫شعرها ال يزال قصيرا ً وتُغطيه بقبعة صوف حمراء تلف رأسها بالكامل وشال آخر صوفي يلف‬
‫رقبتها وفوق كُل هذا معطف ثقيل وحذاء طويل لنصف ساقها وقفازان ثقيالن أيضا ً‪..‬‬
‫لقد ألبسوها جيدا ً وبالغوا في تدفئتها ضنا ً بأنها قد تتأثر من الجو البارد إن أهملوا منطقة دون‬
‫تدفئه‪..‬‬
‫نظر إليها أحدهما ذا العينان الخضراوتين اللتان تشعرانها باألمان وسألها بنبرته اللطيفه‪ :‬هل‬
‫تشعرين بالبرد ؟‬
‫إبتسمت وهزت رأسها نفيا ً فعاود النظر الى صديقه يقول‪ :‬حسنا ً بحثنا اليوم بما فيه الكفايه ‪،‬‬
‫دعنا نعود اآلن الى منازلنا‪..‬‬
‫إبتسم صديقه كلود بشيء من السخريه يقول‪ :‬أحقا ً ؟ وماذا ستقول ألمك ؟‬
‫لم يُجبه فال إجابة يملكها اآلن‪..‬‬
‫والدته منذ علمت بكون الطفلة أخت صديقته رين التي تسببت بمقتل صديقتهم الرابعه آريستا‬
‫وهي دائما ً تطلب منه أخذ الطفله الى الشرطة أو أي دار رعايه‪..‬‬
‫ومنذ وقتها وهو يُماطل في والدته‪..‬‬
‫نظر الى نينا لفتره وهو يتذكر عندما أخبرها بأنه سيأخذها الى الشرطة وهي ستبحث عن فرد‬
‫من عائلتها ‪ ،‬لقد كانت ردة فعلها ُمحزنه ‪ ،‬إرتجفت وبكت وأخبرته بأنها لن تزعجه وستذهب‬
‫بحال سبيلها ولكن عليه أال يُجبرها على الذهاب للشرطه‪..‬‬
‫هذه الطفلة تُخفي شيئا ً ولكنه ال يُحبذ بتاتا ً إستجواب األطفال‪..‬‬
‫أمثالهم من ال ُمفترض حمايتهم ومالطفتهم وليس إستجاوبهم في حال بقائهم صامتين عما‬
‫يحدث معهم‪..‬‬
‫تنهد وعاود النظر الى صديقه كلود يقول‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬سأُماطلها أكثر‪..‬‬
‫بقي كلود ينظر إليه لفترة قبل أن يقول‪ :‬أرأيت ‪ ،‬الكُل من حولك يفكر بنفس الشيء إال أنت‬
‫ُمصر على كونها‪...‬‬
‫قاطعه جاكي‪ :‬كلود ليس اآلن!‬
‫أمال كلود شفتيه ورمى نظرة الى نينا قبل أن يتنهد ويعاود النظر الى المكان من حولهم‪..‬‬
‫بعد فترة صمت قال‪ :‬إنسى األمر جاكي‪..‬‬
‫نظر إليه جاكي فأكمل كلود وهو ينظر في الفراغ‪ :‬لقد إعتذرت عن هذا الترم في الجامعه ‪،‬‬
‫سحب من مدرستها ‪ ،‬رين خططت لكُل شيء ‪ ،‬هي إختفت‬ ‫واليوم إكتشفنا عن كون ملف نينا ُ‬
‫وأخفت كُل شيء يخصها ‪ ،‬البحث عنها لن يُفيدنا بشيء ‪ ،‬تذكر تلك الحادثه صحيح ؟ أيام‬
‫الثانويه عندما غضبت وهربت من المنزل ‪ ،‬ألسبوع كامل بحث الجميع عنها بجنون ولم‬
‫يجدوها ‪ ،‬إن قررت الهروب فمن اإلستحاله إيجادها ‪ ،‬لقد كانت هذه الفتاة أذكانا وال تزال كذلك‬
‫لذا ال جدوى من خروجنا بشكل يومي والبحث بكُل مكان عنها‪..‬‬
‫بقي شاردا ً في الفراغ قبل أن يهمس‪ :‬فالشخص الوحيد الذي كان يعرف كُل شيء عنها وكانت‬
‫ال تُخفي عنها أي شيء قد رحلت ‪ ،‬ما دامت آريستا ليست ُهنا فال أحد بالعالم يعلم مكانها‪..‬‬
‫نظرت نينا الى كلود لفتره ثُم سألت‪ :‬من آريستا التي تذكرونها دائما ً ؟‬
‫دُهش جاكي ونظر فورا ً إليها يقول‪ :‬آه نينا هذه‪....‬‬
‫قاطعه كلود يقول‪ :‬فتاة ماتت‪..‬‬
‫جاكي بسرعه‪ :‬كلود!!‬
‫كلود بهدوء وهو ينظر الى نينا‪ :‬كانت صديقتُنا ولكنها ماتت قبل فترة قصيره للغايه ‪ ،‬لقد قُتلت‬
‫من دون أي ذنب ‪ ،‬تم إطالق الرصاص عليها بوحشيه وهي ال تزال في ُمقتبل العمر‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬حسنا ً كلود هذا يكفي‪..‬‬
‫كلود بهدوء‪ :‬لم تستحق أن تموت ‪ ،‬إن كان هناك من بيننا يستحق الموت فهو‪...‬‬
‫قاطعه جاكي‪ :‬كلوود!!‬
‫أكمل كلود بهدوء أكبر‪ :‬أنا‪..‬‬
‫دُهشت نينا في حين عقد جاكي حاجبه ونظر الى كلود مطوالً حتى قاطعه صوت نينا تقول‪:‬‬
‫ولكنك شخص جيد ‪ ،‬أنت ال تستحق الموت‪..‬‬
‫نظر كلود إليها لفتره قبل أن يبتسم بهدوء يقول‪ :‬شكرا ً لك‪..‬‬
‫بعدها وقف وقال‪ :‬سأشتري شيئا ً ألشربه‪..‬‬
‫وغادر تحت أنظار جاكي الهادئه قبل أن يتنهد بعمق‪..‬‬
‫نظر بعدها الى نينا وإبتسم يقول‪ :‬أتُريدين شيئا ً ما أشتريه ألجلك ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً وأشارت الى عصيرها تقول‪ :‬لم أُنهي هذا بعد‪..‬‬
‫ربتَ على رأسها بإبتسامه قبل أن يأتي كلود ويجلس ناظرا ً الى نينا وهو يقول‪ :‬نينا سأسألك‬
‫سؤاالً‪..‬‬
‫نظرت إليه فأخرج هاتفه وقلب في الصور حتى وصل الى صورة ما وقام بتكبير الصوره كثيرا ً‬
‫حتى يصل الى إيطار الصوره الموجود على الرف‪..‬‬
‫لف الصورة عليها وسألها‪ :‬هذا الشاب ‪ ،‬تعرفينه ؟‬
‫نظرت الى الصورة التي كانت تضم ثالث شبان وفتاتان‪..‬‬
‫إبتسمت وهي ترى أُختها برفقة جاكي وكلود وقالت‪ :‬هؤالء أنتم ‪ ،‬لقد رأيتُ الصورة في غرفة‬
‫جاكي أيضا ً‪..‬‬
‫كلود‪ :‬حسنا ً أعلم لكن ركزي بهذا الذي بالطرف ‪ ،‬أتعرفينه ؟‬
‫نظرت الى طرف الصورة حيث الشاب الثالث الهادئ المظهر وبقيت تنظر إليه لفتره قبل أن‬
‫تنظر الى كلود وتقول‪ :‬كال ‪ ،‬إنها المرة األُولى التي أراه فيها‪..‬‬
‫تنهد كلود بشيء من اإلحباط وأغلق هاتفه وهو يشرب من عصيره فقال جاكي‪ :‬لما تسألها‬
‫عنه ؟‬
‫كلود‪ :‬ال فائده من إجابتي ما دامت ال تعرفه‪..‬‬
‫وبعدها عاد الصمت مجددا ً عليهم‪..‬‬

‫***‬
‫‪7:45 pm‬‬

‫كان كالمالك النائم على سرير ناصع البياض‪..‬‬


‫الهدوء التام يسيطر على جو غرفة المشفى هذه واآلخر يجلس بهدوء أيضا ً على كرسي‬
‫مجاور ينظر إليه ُمفكرا ً‪..‬‬
‫قطع تفكيره هز هاتفه المحمول الموضوع ُمسبقا ً على وضعية اإلهتزاز‪..‬‬
‫ألقى نظرة سريعة الى اإلسم فتجاهل اإلتصال عندما رأى بأنها زوجة والده ال غير‪..‬‬
‫لو لم يكن ينتظر إتصاالً هاما ً ألغلق هاتفه تماما ً وإرتاح من إتصاالتها ال ُمتكرره‪..‬‬
‫عاود النظر الى الطفل النائم وهو يُفكر بالخطوة القادمه‪..‬‬
‫حالته سائت عن السابق تماما ً ‪ ،‬بالكاد كذب على الطبيب وأخبره بأمور ال صحة لها‪..‬‬
‫هو ‪ ،‬ليس ُمستعدا ً بعد لقول الحقيقه‪..‬‬
‫عاود إلقاء نظرة سريعه الى هاتفه الموضوع بجانبه على الدرج بعدما سمع صوت هزة‬
‫صغيره فوجد أنها رسالة نصيه‪..‬‬
‫تناول الهاتف عندما قرأ بأن ال ُمرسل كان إليان وفتح رسالتها فإذ هي تسأله "هل هو بخير ؟"‬
‫أجابها بكلمة واحده باإليجاب ثُم أغلق هاتفه وأعاده الى مكانه‪..‬‬
‫بقي شارد الذهن قليالً فيها ليمر بذاكرته كالمها قبل عام ونصف تقريبا ً‪..‬‬
‫عندما جلست أمامه وهو يتناول طعامه في غرفة الطعام‪..‬‬
‫"ماذا ستفعل ريكس ؟ أعني ذلك الوغد يلعب معك بقذاره شديده وواضحه ‪ ،‬إن لم تردعه‬
‫فستخسر الكثير ! لقد تعبتَ لتصل الى هذا المركز ‪ ،‬عليك فعل شيء حيال األمر"‬
‫أغمض عينيه يبعد ذكراها عن رأسه قبل أن يلتفت ويُعاود النظر الى وجه هذا الطفل النائم‪..‬‬
‫مجددا ً دار في رأسه وجهها الملطخ بالدموع وهي تصرخ في وجهه "أخبرتُك أن تردعه ولكن‬
‫ليس بالقتل يا ريكس !!! كان قذرا ً ولكن ليس مجرما ً كحالك أنت"!!‬
‫وقف وأخذ نفسا ً عميقا ً وتقدم بعدها الى النافذه‪..‬‬
‫أشغل نفسه برؤية المنظر الخارجي لفتره محاوالً تناسي تلك المسألة القديمه التي ال يُريد‬
‫تذكرها بتاتا ً‪..‬‬
‫شعر ببعض الدوار فأخذ نفسا ً عميقا ً وهو يتكأ على النافذه كي ال يسقط‪..‬‬
‫رن هاتفه فتثاقل وهو يذهب إليه ويتمنى أال تكون عمته مجددا ً‪..‬‬
‫إلتقط الهاتف فورا ً عندما رأى بأنه ال ُمتصل الذي ينتظر إتصاله منذ فتره‪..‬‬
‫أجابه يقول‪ :‬ماذا حدث ؟‬
‫جاءه رد الطرف اآلخر يقول‪ :‬أوصلتُ له رسالة إعتذارك بخصوص الشحنه ‪ ،‬لقد كان‬
‫اإلمتعاض الشديد واضحا ً على وجهه وبدا غير راضيا ً البته وقال لي باألخير بأنه قد يتناسى ما‬
‫حدث بشرط أن تصله كاملة خالل أسبوع واحد فقط‪..‬‬
‫تنفس ريكس الصعداء وقال‪ :‬جيد ‪ ،‬وبخصوص المخزن ؟‬
‫أجابه‪ :‬مررتُ به قبل لحظات ‪ ،‬ال يوجد ألي أثر للشرطه ولكن المكان بالكامل محاط بالفتاتهم‬
‫تمنع اإلقتراب ‪ ،‬لم أتجرأ على تجاوزها‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ال بأس ‪ ،‬سأتصل بك الحقا ً‪..‬‬
‫جلس على الكُرسي بعدما أغلق الهاتف ‪ ،‬لقد إستطاع تدبر أمر صاحب الشحنه بعدما إضطر‬
‫بأن يُرسل أحدهم برسالة اإلعتذار مع العديد من الوعود ومن الجيد أن األمر مر بخير‪..‬‬
‫ضاقت عيناه يفكر بأمر المخزن ‪ ،‬ما دام لم يصل إليه أحد فهذا يعني بأن توقعات باتريك‬
‫خاطئه والكاميرات بالتأكيد دُمرت بالكامل‪..‬‬
‫صورة والدته تضرر جزئا ً منها لذا من الطبيعي أن تتضرر األجهزه التي كانت بتلك الغرفه‪..‬‬
‫هذا ما يتمناه ‪ ،‬فهو يخشى بأن الضرر خارجي وبأنهم اآلن يُحاولون إصالحها وإخراج‬
‫تخزينات الذاكرة منها‪..‬‬
‫تذكر ثيو ‪ ،‬لوال تدخله لما قلق اآلن على هذا األمر!‬
‫تنهد عندما تذكر آندرو أيضا ً‪..‬‬
‫عاود النظر الى الطفل لفتره قبل أن يهمس‪ :‬كُل شيء يسير نحو األسوء بسرعة كبيره ‪ ،‬علي‬
‫مجاراة ذلك قبل أن أغرق‪..‬‬
‫وقف وأخذ هاتفه وغادر الغرفه والدوار الذي يشعر به بدأ يزيد‪..‬‬

‫خالل دقائق أوقف سيارته أمام منزل والدته ونزل منها‪..‬‬


‫دخل الى الداخل ودار بنظره في المكان فلم يجد أثرا ً ألي أحد‪..‬‬
‫ذهب الى الغرفة وفتحها فعقد حاجبه عندما لم يجدها‪..‬‬
‫نزل ُمجددا ً وبدأ يدور في المكان بحثا ً عنها ‪ ،‬دخل المطبخ وال أثر لها أيضا ً‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه وخرج مجددا ً الى الصالة الواسعه وتذكر كالمها عصر اليوم فرفع صوته‬
‫وناداها بذلك األسم ولكن ال ُمجيب‪..‬‬
‫كاد أن يُجن وهو يُخرج هاتفه ويتصل عليها ليلتفت بعدها الى جهة األريكة عندما سمع صوت‬
‫هاتفها يرن هناك‪..‬‬
‫ذهب ودُهش من وجود الهاتف لوحده وال أثر لها‪..‬‬
‫أين ذهبت ؟!!!‬
‫إلتفت فورا ً الى جهة الباب عندما سمع صوتا ً فرآها تدخل وهي تحمل في يدها كوبا قهوة‬
‫بارده‪..‬‬
‫إبتسمت عندما رأته وتقدمت منه تقول‪ :‬شعرتُ بأنه لن تأتي الساعة الثامنه إال وأنت هنا‪..‬‬
‫وقفت أمامه ومدت له بكوب وهي تُكمل‪ :‬عربون شكر على تهربيك لي ‪ ،‬لم أشكرك جيدا ً‬
‫وقتها‪..‬‬
‫شد على أسنانه وهو يقول‪ :‬لما خرجتي ؟‬
‫مطت شفتيها وهزت الكوب تطلب منه أخذه فزادت حدة صوته وهو يقول‪ :‬لما خرجتي وقد‬
‫طلبتُ منك البقاء بالداخل ها ؟!!‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬ألن تقبل هديتي على األقل ؟‬
‫مد يده وأخذ الكوب منها ليضعه جانبا ً بينما عقد حاجبها بتعجب عندما تالمست أصابعهما فلقد‬
‫كانت أصابعه حارة للغاية رغم الجو البارد هذا‪..‬‬
‫عاود النظر إليها وقال‪ :‬قبلته ‪ ،‬واآلن أجيبيني على سؤالي‪..‬‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬لستُ طيرا ً أليفا ً لتحبسني بقفص ! أكره أن أكون ُمقيده‪..‬‬
‫أكملت بعدها بإبتسامه‪ :‬وعلى أية حال لم يحدث أي شيء سيء ‪ ،‬إشتهيتُ القهوه وذهبت‬
‫إلبتياعها ‪ ،‬لقد رأيتُ المحل عبر النافذه لذا لم أُخاطر بشيء‪..‬‬
‫بقيت عيناه الغاضبتان شاخصتين بوجهها وهي ترد له ذلك بإبتسامه هامسه في نفسها‪" :‬ما‬
‫باله غاضب ؟ هذا وأنا التي بدأت تتصرف بود معه ‪ ،‬عليه إحترام لطفي ولو قليالً‪" ..‬‬
‫تنهد وأغمض عينيه ليجلس بعدها على األريكة فجلست على األريكة األُخرى تقول‪ :‬هل ُهناك‬
‫خطب ما ؟‬
‫تجاهل سؤالها وهو ينظر جهة هاتفها وقال‪ :‬ولما لم تأخذي هاتفك معك ؟‬
‫أجابته‪ :‬نسيته ‪ ..‬وعلى أية حال المكان قريب للغايه لذا األمر طبيعي‪..‬‬
‫أشارت بعينيها الى كوب القهوه تقول‪ :‬ألن تتذوقه ؟ لقد طلبته من دون إضافة الكراميل ‪،‬‬
‫أشعر بأن كُل الرجال ال يحبون القهوة ال ُمحالة الى هذا الحد‪..‬‬
‫نظر الى القهوة لفتره ليقول بعدها‪ :‬الجو بارد ‪ ،‬أال يُمكنك قراءة الوضع قليالً ؟ إنك مثلها في‬
‫ذلك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها لم تفهم جملته األخيره بينما أجابت على سؤاله األول‪ :‬وهل ألن الجو بارد نحكر‬
‫أنفسنا في المشربات الساخنه فقط ! حسنا ً ‪ ،‬مع طلبات الطعام تأخذون مشروبا ً غازيا ً فلما ال‬
‫تتجنبونه بحجة أن الجو بارد ؟‬
‫وضع رأسه على يده يهمس‪ :‬حسنا ً فهمت فهمت‪..‬‬
‫مطت شفتيها وهمست‪ :‬إذا ً تذوقه‪..‬‬
‫بقي الوضع هادئا ً لفتره هو يجلس بهدوء متكأ بمرفقيه على رجله ومغطيا ً عينيه بيده بينما‬
‫هي ترتشف القهوة وتراقبه‪..‬‬
‫سألها بعد فترة صمت طالت بينهما‪ :‬ماهو ؟ الشيء الذي تذكرتيه بخصوص المرأة المدعوة‬
‫بآليس ؟‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬يمكنك اإلشارة لها بأمي ال تقلق‪..‬‬
‫لم يُجبها فصمتت قليالً وقالت بعدها‪ :‬تبدو ُمرهقا ً‪..‬‬
‫همس‪ :‬أجيبيني فحسب‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬كال ‪ ،‬أنا أُريد حوارا ً بين طرفين عاقلين ينظران لبعضهما بكُل تركيز ‪،‬‬
‫أنت ال تنظر الي بل تبدو ُمرهقا ً لدرجة أنك ترفض طيبتي التي قدمتُها لك عن طريق كوب‬
‫قهوة ‪ ،‬ال يُمكنني ُمحاورتك بهذه الطريقه‪..‬‬
‫شد على أسنانه ولم يقوى على مجادلتها فهو يعرف مدى عنادها‪..‬‬
‫عاد الصمت من جديد على المكان ‪ ،‬طال لدرجة أنها أنهت كوبها وهو ال يزال على وضعيته‪..‬‬
‫حتى انها شكت هل ال يزال واعيا ً أم أنه غفى على نفس جلسته هذه‪..‬‬
‫همست‪ :‬ريكس ؟‬
‫أجابها بهمس بالكاد يُسمع‪ :‬ماذا ؟‬
‫نظرت إليه لفتره وقالت‪ :‬أنت تتعرق‪..‬‬
‫لم يُجبها فقامت وجلست بجواره ‪ ،‬وضعت يدها على ظهره لتُصدم من كونه رطبا ً وساخنا ً‬
‫للغايه‪..‬‬
‫سألته‪ :‬هل أنت على ما يُرام ؟ حرارتك ُمرتفعه مع أن الجو معتدل وجيد للغايه!‬
‫همس لها‪ :‬إبتعدي فحسب‪..‬‬
‫أمسكت بيده التي يضعها على عينيه وسحبتها تقول‪ :‬أنظر إلي أوالً‪..‬‬
‫صدمت من لون عينيه المحمرتان جدا ً في حين حاول سحب يده منها والغريب أنه لم يستطع‬
‫رغم أنه أقوى منها جسديا ً بأضعاف‪..‬‬
‫ضغطت على معصمه تهمس‪ :‬يدك ترجف ‪ ،‬مابك ؟ هل أستدعي الطبيب ؟‬
‫أشاح بوجهه للجهة الثانيه يقول‪ :‬غادري فحسب أال يُمكنك فعل مثل هذا الشيء التافه!‬
‫فتحت فمها ولكن قطع عليها صوت رن هاتفه فألقت نظرة إليه وعندما شاهدت إسم جينيفر‬
‫قالت‪ :‬إتصلت في وقتها ‪ ،‬سأطلب منها أن‪....‬‬
‫وقبل حتى أن ت ُمسك الهاتف أمسك بيدها وهو يقول بحده‪ :‬إياك!!!‬
‫نظرت بدهشه الى عينيه الحادتين وبشكل تلقائي تذكرت كالم كين لها في يوم الحفله‪..‬‬
‫همست تسأله‪ :‬لما تكره جينيفر ؟ إنها تُعاملك كإبنها تماما ً!‬
‫ترك يدها وهو يقول‪ :‬كفي عن التدخل فيما ال يعنيك وغادري من أمامي!!‬
‫شدت على أسنانها تقول‪ :‬مرحبا ً عزيزي !! أنا ُهنا قلقة من أجلك وكُل ما تفعله هو طردي‬
‫والصراخ في وجهي ! كف عن وقاحتك هذه فهي ستطرد اآلخرين بعيدا ً عنك وستبقى وحيدا ً‬
‫طوال عمرك!!‬
‫أشاح وجهه متجاهالً وعاد الى وضعيته السابقه وهذه المرة أصوات أنفاسه صارت مسموعة‬
‫لها‪..‬‬
‫مطت شفتيها وقالت‪ :‬سأذهب كما أردت مني ولكن ليكن في علمك بأنك لن تجدني وقتها ابدا ً‬
‫وحينها إبحث عن شخص يُخبرك بنوع عالقة والدتك مع المدعو بالبروفيسور‪..‬‬
‫ووقفت مغادره وبالكاد منعت نفسها من اإلبتسام عندما تحرك بطريقة حاده وأمسك بمعصمها‬
‫‪..‬‬
‫نظرت إليه لتجده ينظر إليها بصدمة عارمه‪..‬‬
‫جيد !! لقد أصابت الهدف!‬
‫بقي ينظر إليها بصدمه وهو يقول‪ :‬هل حقا ً تعرفين ما السر بينهما ؟‬
‫سر ؟ ال تفهم معنى سؤاله!‬
‫هل هو يعرف بنوع العالقة أو ال ؟‬
‫على أية حال عليها أن تستمر بتمثيليتها هذه وإدعاء معرفة كُل شيء‪..‬‬
‫أجابته ببرود‪ :‬ماذا في رأيك ؟ أعرف أمورا ً يستحيل لك معرفتها يا ريكس وها أنت ذا تُضيعني‬
‫من بين يديك بسبب غرورك ووقاحتك‪..‬‬
‫أغمض إحدى عينيه عندما إجتاحته فجأه وخزة ألم حاده‪..‬‬
‫ترك يدها وأمسك بكلتا يديه رأسه وبدأ يعصره‪..‬‬
‫إختفت مالمح البرود من وجهها وجلست بجواره مجددا ً تقول‪ :‬أنت متعب بالفعل ! إن كُنت ال‬
‫تريد مساعدة جينيفر فهل أتصل بإليان لتُعطيني رقم أي طبيب مناسب ؟ يجب أن يراك أحدهم‬
‫! ال تقلق لن أقول لها أنه من أجلك فأنا اعلم بأن عالقتكما ليست جيده لذا‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬ال أريد شيئا ً‪..‬‬
‫صمتت مفكره ‪ ،‬ليس بإجابته بل إجتاحتها تلك الذكرى‪..‬‬
‫جملة إليان لها عندما تحدثت عن عالقتها بريكس وعندما وصفته بالقاتل‪..‬‬
‫بقيت تنظر الى ريكس لفتره قبل أن تسأل بشكل غير إرادي‪ :‬هل أنت قاتل فعالً ؟‬
‫لم يُجبها فاأللم يزداد ولم يعد قادرا ً على التحمل‪..‬‬
‫هو ال يريد اإللتجاء الى هذا ولكن لم يعد يستطيع التحمل فاأللم حقا ً ال يُطاق لذا همس بالكاد‪:‬‬
‫في درج سيارتي علبة حبوب ‪ ،‬أحضريها من أجلي‪..‬‬
‫نظرت إليه قليالً بعدها أخذت مفتاح سيارته الذي كان بجانب هاتفه وخرجت خارجا ً وهي‬
‫تسمع صوت الهاتف يرن ثانيةً من نفس الشخص‪..‬‬
‫***‬

‫‪10:23 pm‬‬

‫قبل شهرين‪..‬‬

‫تقدمت بهدوء تخطو على طول غرفة المعيشة هذه المتواضعه وهي تقول‪ :‬كال ‪ ،‬خطتي هي ما‬
‫ستُنفذ ال شيء آخر‪..‬‬
‫إلتفتت الى الرجل الهادئ والذي يبدو في أواسط األربعينات من العمر بينما هو في الحقيقه‬
‫أكبر من ذلك بعقد من الزمان‪..‬‬
‫نظرت للحضه الى نظراته الهادئه الغير راضيه على كالمها فتجاهلت ذلك وأكمل كالمها تقول‪:‬‬
‫تعبتُ من إخفاء نفسي بطرقك القديمة هذه ‪ ،‬أنا أحتاج ألحد يحميني ‪ ،‬أنا بحاجة لشخص قوي‬
‫وذو سلطه ‪ ،‬بإختصار شخص ثري!‬
‫رفع حاجبه فتكتفت وأكملت تمشيط الغرفة ذهابا ً وإيابا ً ببطىء وهي تُكمل فكرتها قائله‪:‬‬
‫إشتريتُ كُرسي متحرك وشكلي غيرته منذ فتره من لون شعري وطوله ‪ ،‬كُل ما علي فعله اآلن‬
‫هو إيجاد أسره ثريه ساذجه ‪ ..‬يُفضل أن يملكوا أبنائا ً في بداية طموحهم العلمي ‪ ،‬نعم عليهم‬
‫أن يكونوا أسره ثريه لديها مركز بين العائالت وأبناءا ً طموحين يُخشى عليهم للغايه ‪ ،‬بهذه‬
‫المواصفات سيضطرون الى حمايتي من أجل سمعتهم وسمعة أبنائهم!‬
‫توقفت ونظرت إليه ُمكمله‪ :‬مثالً أصطدم بالخطأ بأحد أبنائهم وأتظاهر بسقوط أغراضي‬
‫الشخصيه من على كرسيي المتحرك ‪ ،‬يُفضل أن تحدث هذه الصدفة في يوم ماطر‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬في اليوم التالي أذهب الى أحد كبار هذه العائله ‪ ،‬يُفضل الى األم فهي‬
‫ستكون عاطفية من دون شك ‪ ،‬وبتمثيلية صغيره سأُجبرهم على اإلعتناء بي‪..‬‬
‫رفع حاجبه دليل عدم اإلقتناع وكأنه يطلب منها توضيحا ً أكبر فأكملت‪ :‬أُخبرها بأني فتاة يتيمه‬
‫في أحد دور الرعايه وقبل وفاة مربيتي وجدت لي قريب بعيد للغايه ‪ ،‬مثالً إبن عم والدي أو‬
‫شيئا ً من هذا القبيل وكتبت لي عنوانه في ورقه ‪ ،‬سأُخبرها بأن إبنها أُو إبنتها إصطدما بي‬
‫وبسبب ذلك سقطت الورقه على الماء وتبعثر الحبر وضاعت عائلتي الوحيده الى األبد وأصبح‬
‫ال مكان لي ألعود إليه ‪ ،‬ال بأس في أن أصنع بعض الرضوض في جسدي دليل الرعاية‬
‫القاسيه التي تلقيتُها في الدار‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬لن يُمكنها طردي ‪ ،‬تخشى أن أذهب الى الشرطه وعندما أعطيهم التفاصيل‬
‫يتورط إبنهم الطموح في ذلك وتتشوه سمعته وخاصةً بأني أبدو ُمثيرة للشفقه ‪ ،‬شابه صغيره‬
‫ُمقعده ال ملجأ لها ‪ ..‬الكُل في هذا األمر سيقف معي وهذا ليس جيدا ً لعائلتهم ‪ ،‬ال بأس لو‬
‫قررت أن تنشر معلوماتي باإلنترنت من أجل أن يجدني قريبي المزعوم ففي النهايه ستتكفل‬
‫أنت بمحوها‪..‬‬
‫أكملت بعد برهه‪ :‬لذا جد لي عائله بهذه الموصفات ويُفضل أن يكون إبنها الذي أُصطدم به‬
‫شخص فض وجاف ومغرور فهذا سيزيد من فرصتي‪..‬‬
‫تحدث أخيرا ً يقول بهدوء‪ :‬ليست مضمونة مائه بالمائه‪..‬‬
‫ردت عليه‪ُ :‬معظم الخطة تعتمد في حواري مع والدته ‪ ،‬وأنا ذكيه بما فيه الكفاية لتحويل كُل‬
‫شيء لي‪..‬‬
‫عاودت المشي وهي تُكمل‪ :‬فكُل ما أُريده هو إيجاد مكان قطعا ً لن تُفكر تلك المنظمة في‬
‫وجودي به ‪ ،‬نفذ مالي وأنا بحاجة الى المال ‪ ،‬ووقتها سأُفكر بهدوء وسأجد أفضل حل‬
‫لإلنتهاء من ظروفي السيئة هذه فأنا ال أُريد أن أبقى ُمطارده طوال حياتي من المجرمين‬
‫والشرطه!‬
‫نظر إليها لفتره بعدها قال‪ :‬حسنا ً وماذا عنيتي بجملة "يصطدم بي أحد أبنائهم" ؟ أتقصدين‬
‫حادث سيارة مثالً ؟‬
‫شهقت ووقفت تنظر إليه وتقول‪ :‬كال !!! أنا ال أُريد الموت ! قصدتُ إصطدام جسدي طبيعي‬
‫وعادي!‬
‫نظرت الى عينيه الغير ُمقتنعتين فتقدمت منه ووضعت يدايها على جانبي أيدي األريكة لتقترب‬
‫من وجهه وهي تقول‪ :‬لن أُسبب لجسدي أي أذى ‪ ،‬فالشيء الوحيد الذي جعلني أُقاوم في‬
‫حياتي البائسة هذه هو نينا ‪ ،‬يجب أن أكون أقوى من أجلها هي وتذكر شيئا ً مهما ! حماية نينا‬
‫من حمايتي أنا فإن كُنتَ تخشى علي الموت فعليك أن تخشاه على نينا أوالً لذا في فترة بقائي‬
‫بمنزل األسرة الثريه إعتني بها جيدا ً‪..‬‬
‫وقفت وأنهت حوارهما بجملة‪ :‬فأي مكروه يحدث لها يعني موتي ال محاله ‪ ..‬فنينا هي خطي‬
‫األحمر ‪ ،‬هي خط حياتي‪..‬‬

‫إرتسمت على شفتيه إبتسامة غريبه وهو يتذكر هذا الحدث الذي مضى عليه أكثر من شهران‬
‫‪..‬‬
‫إرتشف القليل من قهوته الساخنه وهو يجلس بهدوء على أريكة فرديه بوسط هذه الشقة‬
‫الواسعه المظلمة التي ال يسكنها سواه وحده‪..‬‬
‫فكر في أحوالها اآلن فبعد أن عدل خطتها بإرادته الخاصه ومن دون علمها ساءت األمور على‬
‫نحو غير متوقع وفقدت ذاكرتها ‪ ،‬يتساءل هل ستعود إليه مجددا ً بعد إسترجاعها لذاكرتها أو‬
‫ال ؟‬
‫حسنا ً ‪ ،‬ستعود ‪ ،‬فال تملك ُمعينا ً غيره‪..‬‬
‫صغرى من‬ ‫رفع نظره بهدوء الى الطاولة التي أمامه حيث سابقا ً سحب ملفات أختها ال ُ‬
‫المدرسة بعد موت جدتها‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬حتى اآلن لم يجد لها أثرا ً فالطفلة بشكل غير متوقع هربت من المنزل بعد موت جدتها‬
‫مباشرةً ‪ ،‬أين هي اآلن ؟!‬
‫بل أين أختها الكبرى في المقام األول ؟!!‬
‫يالها من عائلة تعشق الهروب واإلختفاء‪..‬‬
‫فكُل أفراد العائله من دون إستثناء قد هربوا وإختفوا في إحدى فترات حياتهم إبتدائا ً بوالدتها‬
‫التي أخذت طفلتها الصغرى معها وإنتهاءا ً بهذه الصغيره‪..‬‬
‫قطع عليه أفكاره وصول رسالة نصية الى هاتفه النقال‪..‬‬
‫أخذ هاتفه ونظر الى نص الرسالة لتتسع عيناه بصدمه وبالكاد منع يده المرتجفه من أن تسقط‬
‫كوب القهوة أرضا ً‪..‬‬
‫ُمستحيل!!‬
‫شد بعدها على أسنانه وهمس بعدها‪ :‬لقد فعلتها تلك المرأة المجنونه ! لقد أخذت مارك معها‬
‫وهربوا بعيدا ً!‬
‫وقف بطريقة حاده وأخذ هاتفه وذهب ليُبدل مالبسه ويتأكد من األمر‪..‬‬
‫عليهما أال يرحال بعيدا ً!!‬
‫ال بأس في أن يتحمل أمر إختفاء رين وأُختها نينا ولكنه قطعا ً لن يتحمل أمر إختفاء زوجته‬
‫ومارك!‬
‫كال ‪ ،‬األمر ليس عليه أن يتعقد الى هذا الحد!‬

‫‪Part end‬‬

‫‪Part 39‬‬

‫مكان ما ‪ ،‬حيث يعجز من أعرفهم الوصول إليه"‬


‫ٍ‬ ‫"أردتُ أن أكون في‬
‫‪-‬سيلفيا بالث‪-‬‬

‫‪11:13 pm‬‬

‫واقف بهدوء في الساحة الصغيره التابعه للمنزل وينظر الى الالفته المعروضة على الباب‬
‫والتي كُتبت بخط كبير "للبيع! "‬
‫شد على أسنانه وحاول فتح الباب ولكنه كان مؤصد‪..‬‬
‫سحقا ً!‬
‫لقد فعلتها حقا ً!‬
‫أخرج هاتفه النقال وإتصل عليها فزاد إنزعاجه عندما وصله صوت يقول بأنه خارج الخدمه‪..‬‬
‫تلك المجنونه ما دامت قد نوت الهروب فستفعل ذلك بكُل إستطاعتها‪..‬‬
‫كال ‪ ،‬عليه أن يجدها!‬
‫لقد حذرها مرارا ً وتكرارا ً حتى أنه حرص على أن المال الذي يُعطيهما تكفي فقط حاجتهما وال‬
‫تزيد حتى ال يكون لها مجاالً لإلدخار والهرب‪..‬‬
‫كيف فعلتها ؟!! من أين لها بالمال ؟‬
‫أو هل من ال ُممكن أنها هربت وهي لم تملك المأوى بعد ؟‬
‫إمرأة مجنونة مثلها هي وحدها من تفعلها!‬
‫سحقا ً!‬
‫ُ‬
‫دار حول المنزل وذهب الى ساحته الصغيرة الخلفيه وبالفعل كُل شيء مختفي ‪ ،‬لقد أخذت كُل‬
‫أغراضها‪..‬‬
‫ما دامت أنها أخذتها كُلها فهذا يعني أنها عرضتها للبيع لجمع المال‪..‬‬
‫هل جمعته هكذا حقا ً ؟‬
‫ولكن منازل هذه األيام ليست بهذا الرخص!‬
‫إال لو أمنت إستئجار شهر واحد على األقل‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وإتصل على أحدهم والذي كان هو ذاته من أرسل له الرسالة قبل نصف ساعه‬
‫تقريبا ً‪..‬‬
‫بعد مدة رن قصيره جاءه صوته فقال له‪ :‬إسمع ‪ ،‬حاول إيجادها عن طريق تعقب رقم هاتفها‬
‫حتى لو أُضطررت للتبليغ عن كونها خاطفة ل ُمراهق ! المهم تعقبوا هاتفها ‪ ،‬وإبحث بالجوار‬
‫عن أي معلومات أُخرى قد تُفيد‪..‬‬
‫أغلق بعدها الهاتف ودار مجددا ً حول المنزل ليصل الى البوابة األماميه القصيره‪..‬‬
‫فتحها وخرج منها وبقي واقفا ً في مكانه لفتره ُمفكرا ً قبل أن يصله صوت إمرأة ناعم يقول‬
‫بتساؤل‪ :‬ريكارد ؟‬
‫دُهش وإلتفت الى اليمين ليُفاجئ بجينيفر التي تتقدم منه وهي تُحيط جسدها بمعطف فرو‬
‫أبيض‪..‬‬
‫تقدم منها وإلتقيا في المنتصف يقول‪ :‬أهالً سيدة جينيفر‪..‬‬
‫جينيفر وهي تنظر خلفه حيث المنزل‪ :‬لما كُنتَ واقفا ً أمام منزل المرأة المجنونه ؟‬
‫إبتسم يقول‪ :‬الحظت الفتة بيع فتوقفتُ ألتأكد منها وقد بدا لي األمر غريبا ً فأصحاب المنزل‬
‫يسكنونه منذ أعوام عديده‪..‬‬
‫تعجبت جينيفر لتقول بعدها‪ :‬على أية حال إرتحتُ منها فلقد كانت ال تكف عن رمقي بكره في‬
‫كُل مرة تراني فيها‪..‬‬
‫هز رأسه دون تعليق ليقول بعدها‪ :‬على أية حال أستئذنُك للذهاب‪..‬‬
‫هزت رأسها له فإلتفت وغادر الى سيارته بينما بقيت واقفةً لفتره تنظر الى المنزل مطوالً قبل‬
‫أن تضيق عيناها ثُم تلتفت وتعود الى فيلتها‪..‬‬

‫دخلتها وإستدعت الخادمه لتحمل عنها معطفها وعندما أخذته سألتها عن ما إذا كان ريكس قد‬
‫عاد فأجابتها بالنفي‪..‬‬
‫تقدمت بعدها جينيفر عندما الحظت ضوء الممر الذي يقود الى غرفة السينما وفتحت باب‬
‫الغرفه فرفعت حاجبها عندما رأت أبنائها يجلسون ويشاهدون فيلما ً ما‪..‬‬
‫إبتسم إدريان عندما رآها وقال‪ :‬مرحبا ً بوالدتي العزيزيه!‬
‫جينيفر‪ :‬أوليست طائرتك غدا ً صباحا ً ؟ ضننتُك قد خلدت الى النوم ُمبكرا ً!‬
‫ضحك إدريان ووضع يده على كتف أخته الصغرى يقول‪ :‬بعدما بائت ُمحاوالتي في إقناعها‬
‫بالفشل قررتُ على األقل ُمشاهدة فيلم معها ‪ ،‬منذ زمن لم نبقى معا ً ‪ ،‬تعالي معنا الفيلم من‬
‫نوعك الذي تكرهينه للغايه ههههههههه‪..‬‬
‫رفعت حاجبها ونظرت الى الشاشة التي أوقفت إليان عرضه عندما دخلت والدته ونظرت بعدها‬
‫عزيزي‪..‬‬
‫ّ‬ ‫إليهما وقالت‪ :‬حسنا ً إستمتعا‬
‫غرفتي فأنا أُريد محادثتك بأمر قبل‬ ‫نظرت بعدها الى إدريان وقالت‪ :‬بعدما ينتهي مر على ُ‬
‫سفرك‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬كما تُريدين‪..‬‬
‫إليان‪ :‬طاب مساؤك أمي‪..‬‬
‫إبتسمت لها وقالت‪ :‬طاب مساؤك عزيزتي‪..‬‬
‫بعدها خرجت وأغلقت الباب‪..‬‬
‫إتجهت الى األعلى ودخلت الى غرفتها‪..‬‬
‫جلست بهدوء تام على كُرسي مكتبها وأخرجت ملفا ً خاصا ً بدرجها الذي دائما ً ما يكون مؤصد‬
‫اإلغالق‪..‬‬
‫وبهدوء تام بدأت بالتخطيط ألمر جديد‪..‬‬
‫فهي إن هددت بشيء فستفعله دون شك!‬

‫***‬

‫‪1 February‬‬
‫‪9:48 am‬‬

‫كان غارقا ً في نوم عميق وهي تجلس بهدوء تام على األريكة ال ُمقابله تتناول طعام إفطارها‬
‫الذي و ُمجددا ً لم تسمع كالمه وخرجت لتشتريه من الخارج‪..‬‬
‫رفعت عينيها إليه عندما أحست بحركته وأكملت تناول فطيرة الكروسون وهي تراقب‬
‫إستيقاظه‪..‬‬
‫جلس ُممسكا ً رأسه بألم ودار بعينيه على المكان الشبه ُمظلم قبل أن تقف على وجهها‬
‫ليستوعب بعدها أنه نام ُمباشرةً بعد تناول الحبة باألمس‪..‬‬
‫عقد حاجبه ونظر الى جهة إحدى النوافذ والتي على الرغم من كونها ُمغلقه إال أن نور‬
‫الشمس تسلل من فتحاتها‪..‬‬
‫إنصدم من هذا األمر ‪ ،‬هل نام كُل هذه ال ُمده ؟‬
‫نظر إليها والى الطعام الذي كان من الواضح أنها إشترته من الخارج فقطب حاجبيه بإنزعاج‬
‫وعندما فتح فمه ليُوبخها فاجأته بسؤالها تقول‪ :‬هل تتعاطى الممنوعات ؟‬
‫ت بعد كُل تحذيراتي ؟‬ ‫تعلقت عيناه المصدومتان فيها قبل أن يتجاهل سؤالها ويقول‪ :‬لما خرج ِ‬
‫أجابته‪ :‬لما ال ترد على سؤالي أوالً إن كُنتَ ت ُريد إجابتي ؟‬
‫شعر باإلنزعاج منها لينعقد حاجبيه عندما وقع نظره بالعلبة التي بجانبها‪..‬‬
‫إنها علبة حبوب ولكنها ُمختلفه تماما ً عن علبته التي في السياره‪..‬‬
‫عاود النظر إليها يقول‪ :‬أي حب ٍة أعطيتني باألمس ؟‬
‫أجابته ببرود وهي تقضم لقمتها‪ :‬إشتريتُ حبوب صداع قويه تُسبب النعاس‪..‬‬
‫إنصدم من إجابتها وقال بحده‪ :‬طلبي باألمس كان واضحا ً!!‬
‫نظرت الى عينيه وقالت‪ :‬أجل واضحا ً كوضوح كونك تتعاطى الممنوعات ‪ ،‬لن أدخل في جريمة‬
‫معاونة ُمتعاطي لذا أعطيتُك شيئا ً آخر قويا ً يُسكن ألمك ولو قليالً‪..‬‬
‫أكملت بعدها بال ُمبااله‪ :‬وقد أدى غرضه بشكل غير متوقع ‪ ،‬يبدو بأن من قال أن نصف الدواء‬
‫هو نفسية المريض كان ُمحقا ً فلقد تناولتَه ضنا ً منك أنها حبوبك لذا أدت نفس الغرض‪..‬‬
‫شد على أسنانه وهو يكاد يُجن من هذه الفتاه‪..‬‬
‫وقف وسحب ُمفتاح سيارته فإرتسمت على شفتيها إبتسامه تقول‪ :‬لن تجدها في سيارتك‪..‬‬
‫توقف عندما مر من أمامها وحاول ضبط أعصابه قبل أن يقول بهدوء تام دون أن يلتفت إليها‪:‬‬
‫أين هي ؟‬
‫أكلت آخر لقمة وهي تقول‪ :‬تخلصتُ منها‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه قبل أن يلتفت إليها وبشكل فاجئها أطبق قبضته على عنقها وهو يشد‬
‫على أسنانه قائالً‪ :‬كيف تتصرفين وكأن لك شأنا ً بي ؟!!!‬
‫حاولت إبعاد يده عنها وهي تكاد تختنق منه فقالت له‪ :‬بالفعل الممنوعات تجعل اإلنسان‬
‫يتصرف كشيطان!‬
‫زاد من قبضته على عنقها حتى ال يُمكنها الحديث ُمجددا ً وهو يقول بنبرة هادئه غاضبه‪ :‬كان‬
‫واضحا ً من البداية أني شيطان لذا ما كان عليك اإلقتراب مني وإستفزازي بهذا الشكل!‬
‫أغمض بعدها أحد عينيه لوهله عندما شعر بنغزة ألم وخفّت قبضته فنظرت إليه بهدوء والى‬
‫عينيه التي ولّدت بداخلها ذِكرى غريبه فقالت بهدوء‪ :‬أنتم من أدخلتموني عنوة الى حياتكم‬
‫المظلمه لذا ال يحق لكم ُمحاسبتي‪..‬‬
‫رفع أحد حاجبيه بإستنكار يقول‪ :‬هل أنا من طلبتُ منك المرور من أمام سيارتي ؟ أو قبول‬
‫دعوة جينيفر في البقاء بمنزلنا ؟ أو أن تُمسك بك تلك المنظمة وتظهرين مجددا ً في وجهي ؟!!‬
‫هل أنا من طلب منك كُل هذا!‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬بل هي من دخلت حياتنا ال ُمسالمه وقلبتها رأسا ً على عقب !! تلك الروسية‬
‫السافلة هي السبب بكُل هذا!!‬
‫هي ؟‬
‫توقفت عن الحديث منصدمه مما تفوهت به شفتاها وال تعلم حتى لما قالتها ؟‬
‫عن ماذا كانت تتحدث ؟ ما دخل تلك الروسيه ؟‬
‫ال تعلم ‪ ،‬هي بالفعل ال تعلم لما نطقت بتلك الكلمات الغريبه!!‬
‫في حين إختفى اإلستنكار من وجه ريكس وحل محله الدهشة وهو يقول‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫أشاحت بوجهها وهي تشعر بتوتر غريب قائله‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫لف وجهها عنوة إليه وسألها مجددا ً ولكن بنبرة حاده هذه المره‪ :‬سألتُك ماذا تقصدين ؟‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬ال أعلــم أنا بالفعل ال أعلــم!!!‬
‫ودفعته عنها لتقوم وتُغادر ُمبتعده فصرخ فيها‪ :‬ريــن توقفي!!!‬
‫ولكنها صعدت الى األعلى متجاهلةً ندائه فشد على أسنانه ولحق بها حتى دخلت الجناح‬
‫مؤصدةً الباب خلفها بقوه‪..‬‬
‫ضرب الباب يقول‪ :‬إفتحي الباب حاالً !! إفتحيه قبل أن‪...‬‬
‫قطع كالمه إغالقها للباب الداخلي أيضا ً وبهذا لن يصلها صوته أبدا ً‪..‬‬
‫شد على أسنانه قبل أن يرفس الباب بقدمه ويسند ظهره على الجدار‪..‬‬
‫أغمض عينيه وهو قد بدأ يشعر باأللم والدوار يُعاود جسده مجددا ً فشعر بغضب ُمضاعف‬
‫اتجاهها‪..‬‬

‫***‬
‫‪am10:46‬‬
‫‪- Colmar -‬‬

‫مدينة ريفيه تقع على بُعد ساعة تقريبا ً من ستراسبورغ‪..‬‬


‫مبهره و ُمميزه بمنازلها ذات األلوان الزاهيه والمشرقه ومحالتها ذات الواجهات اللطيفة‬
‫المزهره ‪ ،‬تمتلئ بالزهور ذات األلوان المتنوعه الحيويه وتمر عبر منازلها قنوات مائيه إعتاد‬
‫السيُاح على عبورها بزوارقهم الخشبيه‪..‬‬
‫المنزل الذي إستأجرته لستة أشهر قادمه لم يكن باهض الثمن ولم يكن كبير للغايه‪..‬‬
‫منزل صغير من دور واحد وعلّية واحده إختارها كغرفة خاصة له فلقد كانت تُطلع على أحد‬
‫القنوات المائيه القريبه جدا ً‪..‬‬
‫إستيقظ من نومه منذ دقائق قليله وبقي على نفس وضعيته يُراقب السقف الخشبي وهو يُحاول‬
‫اإلعتياد على هذا المنظر فبحسب كالم والدته يبدو بأنه سيقضي بقية حياته هنا‪..‬‬
‫تنهد وقطع عليه تفكيره فتح والدته للباب لتُطل برأسها وتقول بإبتسامة لطيفه‪ :‬إستيقظت‬
‫ماركي ؟ هيّا تعال فاإلفطار جاهز‪..‬‬
‫نظر الى جهتها وهز رأسه باإليجاب فعاودت إغالق الباب وتلك اإلبتسامة اللطيفة ال تزال على‬
‫شفتيها‪..‬‬
‫راض بتاتا ً على‬
‫ٍ‬ ‫بقي ينظر الى الباب ال ُمغلق لفترة ليست بالقصيره وهو يُفكر بكونه غير‬
‫إنتقالهم بعيدا ً عن ستراسبورغ‪..‬‬
‫لقد ترعرع ُهناك وذاك المنزل ‪ ....‬هو صلته الوحيدة بوالده‪..‬‬
‫على الرغم من أنه يكره إبتعاده عنهم إال أنه كان يُفضل البقاء فيه كي يأتي في يوم من األيام‬
‫ويعتذر‪..‬‬
‫ما دامهم قد إبتعدوا ففرصة رؤيته ُمجددا ً اصبحت شبه معدومه‪..‬‬
‫راض ولكنه ال يُريد اإلعتراف بهذا‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫هو بحق غير‬
‫ال يُريد اإلعتراف بكونه يفتقد والده وبأنه سينتظره دائما ً‪..‬‬
‫تنهد وجلس على السرير وهمس‪ :‬بال ُمقابل أمي تغيرت ‪ ،‬كُنتُ نادرا ً ما أرى إبتسامتها الصادقة‬
‫هذه ‪ ،‬منذ أتينا ُهنا وهي ُمشرقه وحيويه ودائمة اإلبتسام‪..‬‬
‫شتان بين حياتهم في المنزل الماضي وهذا المنزل فلقد كانوا سابقا ً ال يتوقفون عن الشجار‬
‫ألتفه األسباب‪..‬‬
‫كانت أمه دائما ً عصبيه متوتره وكأنها تُعاني مرضا ً نفسيا ً ولكن كُل هذا إختفى حالما إنتقلوا‬
‫الى هذا المنزل‪..‬‬
‫نظر الى األرض بهدوء وهمس‪ :‬سأقبل هذه الحياة ‪ ،‬لن أتشاجر مع أمي التي تحملتني‬
‫لسنوات من أجل وغد خائن تركنا ورحل خلف أهدافه‪..‬‬
‫تفاجئ بفتح والدته للباب ليجدها قد دخلت وبيدها صحن اإلفطار تقول‪ :‬كُنتُ أعرف أن إبني‬
‫الكسول ال يزال على السرير لذا قُلتُ لنفسي سأذهب بطعامنا إليه‪..‬‬
‫مارك بدهشه‪ :‬آسف أنا‪...‬‬
‫قاطعته وهي تضع الصحن على منضدته‪ :‬ههههه أنا ال أُعاتبك ال ُمشكلة من تغير مكان تناول‬
‫الطعام بين فترة وأُخرى‪..‬‬
‫إتجهت الى الكراتين الكبيرة المليئة بأغراضه والتي لم يُفرغها بعد وسحبت إحداهم ليُصبح‬
‫أمام ولدها بعدها أخذت صحن اإلفطار ووضعته عليه لتجلس أخيرا ً بجانبه على السرير‬
‫وعينيها على بقية الكراتين‪..‬‬
‫تنهدت تقول‪ :‬متى ستوضب أغراضك ؟ هل تريد مني أن أفعل هذا ؟‬
‫مارك بسرعه ومن دون وعي‪ :‬كال سأفعل ذلك بنفسي!!‬
‫ت في توضيب أغراض‬ ‫تعجبت من نبرته الهجوميه ونظرت إليه فتوتر وقال بإبتسامه‪ :‬لقد تعب ِ‬
‫المنزل لذا ال أُريد أن أ ُثقل عليك بأغراضي أنا أيضا ً ‪ ،‬سأُرتبها هذا اليوم ال تقلقي‪..‬‬
‫إبتسمت له تقول‪ :‬وااه ماذا فعلتُ ليكون إبني بارا ً بي هكذا ؟‬
‫بادلها اإلبتسامة وبدأ بتناول طعام إفطاره وعينيه على أحد الكراتين ال ُمغلقه وذكرى ذاك اليوم‬
‫قبل سنين عديده ال يزال يدور في رأسه رغم كونه كان صغيرا ً آنذاك‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:33 pm‬‬
‫‪-London-‬‬

‫أنهى عمله في الشركة وخرج أخيرا ً منها وكُل ما يدور في رأسه هو رسالة عمه له يوم‬
‫األمس‪..‬‬
‫لقد كان جادا ً صارما ً وهو يطلب منه ُمقابلته‪..‬‬
‫في ماذا قد يطلبه ؟‬
‫إنها المرة األولى التي يُرسل فيها مثل هذه الرسائل فبالعاده تكون رسائله طبيعيه ويشرح فيها‬
‫سبب طلب مقابلته كحفلة عائليه أو غيرها‪..‬‬
‫للتو كان في ستراسبورغ فماذا يريد منه اآلن ؟‬
‫هل األمر متعلق بهروب فرانس من المنزل ؟‬
‫ولكن هذا حدث منذ مده ولو كان سيستدعيه لهذا األمر لفعل ذلك وقتها‪..‬‬
‫تنهد وفتح باب سيارته وجلس فيها ينظر الى هاتفه التي لم تصله أي رسالة بعد‪..‬‬
‫لقد رد عليه باألمس قائالً بأنه مشغول فهل األمر بهذه األهميه ؟ ولكنه لم يتلقى أي رد من‬
‫عمه حتى اآلن‪..‬‬
‫لقد أ ّخر أعماله في لندن كثيرا ً لذا ال يُمكنه في هذا الوضع السفر وتركها تتراكم أكثر!‬
‫وما يُزعجه أن إستيال حتى هي ال تعرف سبب طلب عمه هذا!‬
‫إذا ً ماذا ؟‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً يُحاول التوقف عن التفكير فالعمل اليوم كان ُمجهدا ً بما فيه الكفاية وال يُريد‬
‫التسبب لنفسه بمزيدا ً من الصداع‪..‬‬
‫ما إن أخرج مفتاحه ليُشغل سيارته حتى أتته رسالة نصيه فإلتقط هاتفه ينظر الى ال ُمرسل‬
‫فرأى بأنها من عمه‪..‬‬
‫فتحهها وقرأ محتواها القصير الذي ينص على "تعال فورا ً‪" ..‬‬
‫بقي ينظر الى الكلمتين هذه وتأكد بأن ُهناك مصيبة كبيرة تنتظره ‪ ،‬ماذا عساها تكون ؟‬
‫إن لم يكن األمر يتعلق بفرانس فهل يتعلق بريكس ؟‬
‫ولكنه لم يناقشه قبالً بأموره!‬
‫أطال النظر الى الرسالة ولم يستطع بتاتا ً توقع سبب لذا كتب له "خالل أسبوع سأجد لي‬
‫فرصة وآتي‪" ..‬‬
‫رمى هاتفه منزعجا ً وشغّل سيارته ولكن سرعان ما وصله الرد من عمه ‪ ،‬ألقى نظرةً عليه‬
‫وزاد إنزعاجه عندما كان النص كالسابق تماما ً!‬
‫ماذا يقصد بتعال فورا ً ؟!!!‬
‫ً‬
‫هو مشغول وشخص تاجر كعمه عليه أن يعي معنى أن يرتبط الشخص بأعماله وخاصة إن‬
‫كانت بعد إنقطاع طويل!‬
‫داس على الفرامل وغادر المكان بطريقة ُملفتة لألنظار جعلت هذه الشقراء ذات العينين‬
‫العسليتين تنظر الى سيارته بتعجب كبير‪..‬‬
‫ركبت سيارتها وأخرجت هاتفها الفضي وبحثت عن رقمه بأصابعها النحيلتان المزينتان‬
‫بالطالء األحمر على أظافرها‪..‬‬
‫وضعت الهاتف على أذنها عندما رنت عليه وبقيت تنتظر رده وهي تنظر الى مكان سيارته‬
‫السابق بعينين قلقتين من خلف نظارتها الشمسية السوداء‪..‬‬
‫إنه معروف تماما ً بهدؤه وبقدرته على تمالك أعصابه حتى في أحلك األمور لذا هي قلقه‬
‫بخصوص السبب الذي جعله يفقدها اآلن!‬
‫لم تجد ردا ً فبقيت في مكانها ضيقتي العينين قبل أن تُحرك سيارتها وتعبر طريقا ً ُمخالفا ً لطريق‬
‫منزلها‪..‬‬

‫دخل الى شقته الفارهه ذات اإليجار السنوي وح ّل ربطة عنقه ورمى بجسده على أريكة صوف‬
‫ناعمه‪..‬‬
‫أغمض عينيه ُمسترخيا ً و ُمفكرا ً بالوقت ذاته في طريقة للذهاب الى ستراسبورغ فلم يعد لديه‬
‫خيار آخر ويتمنى أن يكون سبب دعوته كبير ويستحق هذه التضحيه وإال‪....‬‬
‫تنهد وتوقف عن صنع تهديدات ال طائل منها وبدأ يُفكر بمواعيد عمله يوم غد وكيف‬
‫سيؤجلها‪..‬‬
‫خالل دقائق رن جرس شقته فعقد حاجبه ووقف متجها ً الى الباب ومتعجبا ً فال أحد سيطرق في‬
‫مثل هذا الوقت من النهار‪..‬‬
‫ت آنجي‪..‬‬
‫فتحه فبانت على شفتيه إبتسامة صغيره وهو يقول‪ :‬هذه أن ِ‬
‫دخل فخلعت آنجيال نظارتها ودخلت خلفه تنظر الى الشقة ال ُمظلمه ثُم نظرت إليه يجلس على‬
‫األريكة وهو ال يزال بمالبس العمل‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهها وأغلقت الباب خلفها وأنارت إحدى األضواء وهي تقول‪ :‬آلبرت‬
‫ماذا ُهناك ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً فقالت‪ :‬بلى هناك خطب فيك دون شك!‬
‫تقدمت وجلست باألريكة ال ُمجاوره ومدت يدها تضعها على كتفه تقول‪ :‬عزيزي مابك ؟‬
‫تصرفاتك عندما خرجتَ من العمل لم تكن طبيعيه!‬
‫تنهد ونظر الى عينيها الصافيتين اللتان تُشعره دوما ً بالراحة واألمان فإبتسم لها وقال‪ :‬فقط‬
‫بعض مشاكل في ستراسبورغ تتطلب وجودي‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬حسنا ً ال بأس ‪ ،‬إذهب وحلها بهدوء فالتذمر والتفكير ال ُمبالغ لن يُفيدانك بشيء‬
‫‪..‬‬
‫عقد حاجبه بإستنكار يقول‪ :‬والشركه ؟‬
‫أجابته‪ :‬لن تضيع ما دُمتَ أنت ال ُمدير ‪ ،‬أعلم بأنه يُمكنك تدبر األمر ‪ ..‬أنت آلبرت ريكسوفر من‬
‫يصنع ال ُمستحيل فكيف بمعضلة صغيرة كهذه ؟‬
‫تنهد وعاود النظر الى الفراغ يقول بهمس‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬ستنتهي طاقتي في يوم ما ‪ ،‬تعبتُ من‬
‫لعب دور الشخص الناجح في كُل شيء ‪ ،‬الكُل يطلب مني المستحيل ‪ ،‬الكُل يتوقع مني الكمال‬
‫في كُل شيء ‪ ،‬أنا مثل الجميع ‪ ،‬بشر لدي طاقتي ‪ ،‬أُريد الراحة ولو قليالً‪..‬‬
‫صفقت يديها ببعض تقول‪ :‬فكره ! ما رأيُك لو ذهبنا وقضينا الليلة في فعالية ما ؟ تزلج أو‬
‫عروضا ً مسرحيه ‪ ...‬لندن مليئة بمثل هذه األشياء لذا‪...‬‬
‫قاطعها بإستنكار‪ :‬آنجي!!‬
‫هزت رأسها نفيا ً ومدت يدها تالطف خده وهي تقول بهدوء‪ :‬لن أسمح لك باإلعتراض ‪،‬‬
‫مشاغل اليوم يُمكن تأجيلها ‪ ،‬مشاغل غد يمكن تأجيلها ‪ ،‬نعم ستتراكم عليك األمور بعدها‬
‫ولكن ال بأس ‪ ،‬العمل حتى وإن كان ُمجهدا ً إن جاء بعد فترة راحة وإستمتاع سيكون ال شيء‬
‫أما ضغط النفس دائما ً باألعمال بحجة أنه ال يُمكن تأجيلها فستستنزف طاقتك شيئا ً فشيئا ً دون‬
‫أن تشعر وفجأه تستوعب بأن أدائك في تناقص وهذا سيضعك في ضغط أكبر وأصعب حتى‬
‫تنتهي طاقتك تماما ً وعواقب هذا وخيمة للغايه ‪ ،‬فهمتني آلبرت ؟‬
‫بقي ينظر الى عيناها لفترة قبل أن يتنهد ويُشيح بنظره هامساً‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫آنجيل‪ :‬بالتأكيد لن تعلم ‪ ،‬فقط من يُراقبك دائما ً هو وحده من يعلم ‪ ،‬أنت تحتاج لإلسترخاء‬
‫واإلستمتاع حتى وإن كان هذا خارج شخصيتك ‪ ،‬لن أترك لك خيار التفكير فأنت اآلن تحت‬
‫ضغط العمل لذا أنا من سيُفكر عنك ‪ ،‬ستتناول اآلن طعام غدائك وتأخذ قسطا ً من الراحه حتى‬
‫الخامسه ومن ثم أترك جدول الليلة علي ‪ ،‬ال تُفكر بالعمل ‪ ،‬سأتواصل بنفسي مع جدولك لهذا‬
‫المساء وسأرتب مواعيدك في أوقات أُخرى من األسبوع ‪ ،‬أنا من سيحجز لك تذكرة الذهاب‬
‫والعوده فال تقلق نفسك بالتفكير بهذا أيضا ً ‪ ،‬فقط تناول الطعام ونم ‪ ،‬ال شيء آخر حسنا ً ؟‬
‫بقي صامتا ً لفتره ورأسه مليء بمواعيد الليله وبطلب عمه وبسفره فوقفت وقالت‪ :‬حسنا ً‬
‫إتفقنا وال يحق لك الرفض ‪ ،‬بدل ثيابك وخذ حماما ً ساخنا ً وأنا من سيطلب لك الطعام ‪ ،‬إنتهى‬
‫األمر‪..‬‬
‫وذهبت الى التلفون وهو يُراقبها بعينيه الهادئتين قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً ويجد نفسه ال‬
‫إيراديا ً يتبع أوامرها متجها ً الى غرفته ليبدل ثيابه ويأخذ حماما ً ساخنا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪4:39 pm‬‬
‫‪- Paris -‬‬
‫قطع عليه نومه طرق الجرس المتكرر بطريقة يتعمد فيها الطارق اإلزعاج!‬
‫قام من على سريره وهو متأكد من كون والدته وأخوته الصغار ذهبوا الى منزل خالتهم فهذا‬
‫ما يفعلونه عادةً في كُل نهاية أسبوع وهذا يُفسر عدم فتح الباب من قِبل أي واحد منهم‪..‬‬
‫تقدم من الباب الذي هو متأكد بأن من يقبع خلفه ويُزعجه هكذا هو كلود ال غير‪..‬‬
‫فتحه بعينيه الناعستين يقول‪ :‬ماذا كلود ! أال تعلم‪....‬‬
‫توقف عن الكالم وعينيه متسعتين من الصدمه وهو يرى الفتاة ذات الشعر الثلجي وهي تُبعد‬
‫النظارة السوداء عن عينيها وتنتظر إليه بعينيها الزرقاوتين تقول‪ :‬ماذا ؟ هل رأيتَ شبحا ً‬
‫لتر ُمقني بهذه النظره جاكي ؟‬
‫رفعت يدها وعبثت بشعره العابث أصالً من نومه ودخلت تنظر الى المنزل وهي تقول‪ :‬أين‬
‫عبارة "مرحبا ً كلير لقد مر وقت لم أرك فيه" ؟ للتو عدت من سفر كما تعلم ! أال تتحمد لي‬
‫قاس‪..‬‬
‫بالسالمة على األقل ؟ هذا ٍ‬
‫أغمض عينيه وأخذ نفسا ً عميقا ً وأغلق الباب وهو يلتفت إليها قائالً‪ :‬فقط لم أتوقع عودتك ‪،‬‬
‫أخبرتنا بأنك ستُنهين دراستك الجامعيه كامالً في الخارج ‪ ،‬نحن ال نزال في السنة الثانيه لذا‬
‫عودتك لم تكن متوقعه كلير‪..‬‬
‫وضعت طرف نظارتها بين شفتيها وهي تدور في الصالة تقول‪ :‬إشتقت لرؤيتك ‪ ،‬أال يحق لي‬
‫زيارتك عندما أشتاق ؟‬
‫وضع يديه في جيب بنطاله يقول‪ :‬ليس هكذا ‪ ،‬كان عليك إخباري ُمسبقا ً لنتقابل في مكان ما‬
‫و‪....‬‬
‫قاطعته تنظر إليه وتقول‪ :‬وهل كُنتَ تظهر ردة الفعل الميتة هذه عندما تزورك رين فجأه‬
‫لمنزلك ؟ أُراهن بأن اإلجابة هي ال‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬كلير دعينا ال نخض في‪...‬‬
‫قاطعته تقف أمامه وتضع وجهه بين كفيها ناظرةً بجرأه الى عينيه تقول‪ :‬أنا أُحبك جاكي ‪،‬‬
‫وسأظل كذلك حتى لو عنى األمر أن أتخلص من عائلة رين كلها‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وقال‪ :‬كفي عن إفتراض أمور‪....‬‬
‫قاطعته‪ :‬ال أفترض ‪ ،‬أنت واقع بحبها بالكامل ‪ ،‬ولكني سأُكرر األمر مجددا ً ‪ ،‬أنا من سيفوز‪..‬‬
‫زم على شفتيه بضيق ونظر الى عينيها ليرد عليها ولكنه توقف عندما رآها تنظر خلفه‬
‫بتعجب‪..‬‬
‫إلتفت الى الخلف فدُهش عندما رأى نينا قد خرجت من الغرفة تنظر إليهما‪..‬‬
‫كال!!‬
‫سألته كلير‪ :‬إنها ليست من أخوتك ‪ ،‬من هذه ؟‬
‫نظر إليها يقول بإبتسامة توتر‪ :‬إنها إبنة خالتي ‪ ،‬أحظرتها والدتها كي أعتني فيها ألنها‬
‫مريضة وال تريد منها أن تختلط مع األطفال ‪ ..‬تعرفين أن إخوتي وأبناء خالتي يتجمعون في‬
‫مثل هذا اليوم لذا‪...‬‬
‫تركته وتقدمت من نينا وإنحنت تتأمل وجهها في حين خافت نينا من نظرات التفحص هذه‬
‫وأمسكت بحافة الباب بخوف وهي ترمي نظرات إستنجاد لجاكي‪..‬‬
‫كلير‪ :‬ياله من وجه يذكرني بفتاة بغيضة تُدعى رين‪..‬‬
‫سحقا ً ! يعرف كلير ويعرف مدى قوة مالحظتها‪..‬‬
‫ال يريد منها معرفة صلة القرابه بينهما!‪..‬‬
‫في حين دُهشت نينا عندما أتت هذه الفتاة الغريبه بذكر أختها ‪ ،‬وأيضا ً ظهر الضيق على‬
‫وجهها فلقد نعتتها بالبغضيه‪..‬‬
‫إنتبهت الى جاكي فنظرت إليه ووجدته يضع أصبعه أمام شفتيه وهو يبتسم لها وكأنه يطلب‬
‫منها إلتزام الصمت‪..‬‬
‫إبتسمت إلبتسامته وهزت رأسها باإليجاب فتعجبت كلير وإلتفتت الى الخلف حيث جاكي‬
‫وقالت‪ :‬ماذا قُلت لها حتى تهز رأسها هكذا ؟‬
‫إبتسم جاكي يقول‪ :‬أُطمئنها كيال تخاف منك‪..‬‬
‫ظهر اإلنزعاج على وجهها تقول‪ :‬ال تقل أمورا ً بغيضة بوجه مبتسم هكذا!‬
‫ي ضيافتك صحيح‬ ‫ضحك وقال‪ :‬حسنا ً إنتظريني هنا ‪ ،‬سأُبدل مالبسي لنخرج ونتناول شيئا ً ‪ ،‬عل ّ‬
‫؟‬
‫تعجبت وتكتفت تقول‪ :‬ما هذا الكرم ؟ وأيضا ً ماذا عن إبنة خالتك ؟ أستتركها وحدها في‬
‫المنزل!‬
‫جاكي وهو يدخل غرفته‪ :‬سنذهب الى المقهى المجاور لوقت قصير ‪ ،‬ال بأس في هذا فهي‬
‫ليست مما يخشون البقاء وحدهم ويمكنها الحضور إن شعرت بتوعك فالمكان ال يبعد سوى‬
‫امتار قليله‪..‬‬
‫عقدت حاجبها بتعجب فهو لم يكن يوما ً ُمهمالً باألطفال خاصةً فكيف بقريبته المريضه ؟‬
‫ولما فجأه قرر أخذها للمقهى وهو من استنكر في البدايه حضورها من دون موعد!‬
‫نظرت الى نينا لفتره قبل أن تهمس‪ :‬هل يخشى عليها مني ؟!! نعم أكره االطفال ولكني ال‬
‫أؤذيهم!!!‬
‫ل ّمت شعرها الثلجي لتضعه على كتفها األيمن وهي تجلس على األريكة تنتظره وعينيها على‬
‫نينا التي ال تزال تقف قرب الباب ُممسكةً به وهي تُراقبها‪..‬‬
‫همست‪ :‬جاكي يُشبه والدته فإذا ً لما ال يتشابهان هو وإبنة خالته في شيء ؟ هل الطفلة أخذت‬
‫جينات والدها مثالً ؟‬
‫مطت شفتيها وأخرجت هاتفها المزين بفصوص ألماس وبدأت تتصفح تطبيقاتها ال ُمفضله‬
‫وتُبعد تفكيرها فهي كانت وال زالت تدقق في كُل شيء حتى وإن كان طبيعيا ً!‬
‫خرج جاكي وإتجه الى الباب يقول‪ :‬ه ّيا‪..‬‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬هكذا ؟‬
‫فتح الباب ونظر إليها بتعجب يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫أشارت بهاتفها تجاه نينا تقول‪ :‬تذهب دون أن تُعطيها بعض التعليمات كإتصلي بي أو تعالي‬
‫إن مللتي أو ال تفتحي الباب لغريب !! أنت يا جاكي ؟!!!‬
‫عض على طرف شفتيه لوهله قبل أن يقول‪ :‬ههههه نعم نسيت ولكن ال بأس فخالتي صارمة‬
‫دائما ً وعلمتها على مثل هذه األمور منذ نعومة أظفارها لذا ال داعي للقلق ‪ ،‬هيّا كلير‪..‬‬
‫رفعت كلير حاجبها بعدها أمالت شفتيها بعدم إهتمام وخرجت قبله فإلتفت ونظر الى نينا يقول‪:‬‬
‫لن أتأخر فقط سأقوم بإبعادها حسنا ً عزيزتي ؟‬
‫هزت نينا رأسها تقول‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫إبتسم لها بعدها خرج وأغلق الباب خلفه‪..‬‬
‫نظر الى كلير التي تنظر الى السماء تقول‪ :‬أشعر بأنها ستُمطر‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬ربما‪..‬‬
‫أدخلت نظارتها السوداء الى حقيبتها فالجو غيم وال أثر ألشعة الشمس ثُم إتجهت برفقة جاكي‬
‫الى مقهى قريب‪..‬‬
‫جلسا بعدما طلب لهما كوبا ً من القهوة السادة مع الحليب المخفوق‪..‬‬
‫بادر بسؤالها‪ :‬هل ستُطيلين البقاء ُهنا ؟‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬هذا يعتمد‪..‬‬
‫عقد حاجبه وسأل‪ :‬يعتمد على ماذا ؟‬
‫نظرت إليه قليالً ثُم إبتسمت وبدأت ترشف القليل من القهوه قبل أن تقول‪ :‬صديقك ذاك ما‬
‫إسمه ؟ أجل أجل كلود ‪ ،‬ماهي أخباره ؟‬
‫بقي صامتا ً لفتره وهو ال يزال قلقا ً مما تفكر فيه ‪ ،‬أجابها بعد فتره يقول‪ :‬على أحسن ما يُرام‬
‫‪..‬‬
‫كلير‪ :‬وكيف أصبحت عالقته مع تلك الفتاة رين ؟ سمعتُ بأنه يلومها على مقتل آريستا‪..‬‬
‫إنزعج من الموضوع الذي فتحته وقال‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬إسأليه هو‪..‬‬
‫ثُم بدأ يشرب من كوبه وهو ينظر بعيدا ً عنها‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره ثُم قالت‪ :‬معه حق في لومها فلو لم تكن رين موجوده لما ماتت آريستا‪..‬‬
‫ت كُل هذه المسافة لتقولي هذا الكالم‬ ‫شد على أسنانه قبل أن ينظر إليها ويقول‪ :‬هل قطع ِ‬
‫وتفتعلي ال ُمشكالت!!‬
‫كلير ببرود تام‪ :‬لما تغضب إن تحدثنا عن األمر ؟‬
‫جاكي‪ :‬ألني أكره رمي التُهم جزافا ً هكذا على اآلخرين!!‬
‫كلير بذات البرود‪ :‬نحنُ دائما ً ما نُناقش أمورا ً كهذه بهدوء تام وأنت أكثرنا ضبطا ً لألعصاب‬
‫ولكن عندما يتعلق األمر برين تنزعج وتغضب ‪ ،‬ألم تسأل نفسك لماذا ؟‬
‫إبتسمت إبتسامة غريبه وأكملت‪ :‬ألنه بقرارة عقلك أنت مقتنع بكونها فتاة سيئه وأنها السبب‬
‫بذلك ولكن قلبك يرفض هذا اإلعتراف لهذا ترفع صوتك الخارجي لتُغطي صوت عقلك من‬
‫الداخل!‬
‫إتسعت عيناه بدهشه من كالمها وهو يقول بسرعه‪ :‬كال بل‪....‬‬
‫قاطعته‪ :‬التوتر في الحديث واإلندفاع دليل عدم الثقة يا جاكي‪..‬‬
‫أشاح بوجهه عنها وبقي صامتا ً لفتره قبل أن يُخرج ماالً من محفضته ويضعه على الطاولة‬
‫وهو يقول بهدوء‪ :‬آسف كلير ‪ ،‬سأمتنع عن رؤيتك حتى تتوقفي عن قول الهراء‪..‬‬
‫بعدها وقف ليُغادر فقالت بإبتسامه‪ :‬لم أقطع كُل هذه المسافة لقول الهراء فحسب ‪ ،‬بل ألنه‬
‫وقع بين يدي دليل على ذلك‪..‬‬
‫توقف في منتصف طريقه ولم يلتفت إليها ‪ ،‬ثواني حتى أكمل طريقه وغادر وهي تنظر إليه‬
‫بهدوء تام‪..‬‬
‫سحقا ً لك يارين!‪..‬‬ ‫همست من بين شفتيها‪ُ :‬‬

‫***‬

‫‪6:00 pm‬‬
‫‪- Les Orres -‬‬

‫كان منظر الشفق جذابا ً جعل الكثير يصطف في هذه المساحات الثلجيه الشاسعه من أجل إلتقاط‬
‫الصور له‪..‬‬
‫وهو ‪ ،‬يقف وعيناه تُطالع الشفق كاآلخرين بينما عقله مشغول بوالدته‪..‬‬
‫تحدثت الفتاة الجذابة بجانبه ولم يسمعها ‪ ،‬رفعت صوتها ولم يسمعها أيضا ً‪..‬‬
‫إبتسمت وداست على قدمه فشعر باأللم وإستيقظ من شروده يقول‪ :‬لماذا شارون ؟!!!‬
‫إبتسمت شارون له تقول‪ :‬في ماذا سارح البال يا إدريان لدرجة أن صوتي لم يصلك ؟‬
‫تنهد وقال‪ :‬ال شيء ‪ ،‬أمور منزليه فحسب‪..‬‬
‫شارون‪ :‬حسنا ً ما دُمت ال تستمتع بمنظر الشفق فدعنا ندخل حيث مقاعدنا بالداخل ‪ ،‬تعبتُ من‬
‫المشي والوقوف المطول‪..‬‬
‫نظر إليها بتعجب يقول‪ :‬أال تُريدين ُمطالعة الشفق ؟‬
‫إبتسمت وغطت فمها تقول‪ :‬ماذا ؟ هل أخذتني ووقفت بجانبي طول هذه المدة من أجلي ؟ أنت‬
‫راع أكثر مما إعتقدت‪..‬‬‫ُم ٍ‬
‫سخريتها ورد عليها‪ :‬حسنا ً أنا رجل لبق في األخير ‪ ،‬هيّا لندخل وكفي عن‬ ‫إنزعج من ُ‬
‫السخريه‪..‬‬
‫دخال الى الداخل حيث المهرجان الكبير كان يُقام ‪ ،‬ذهبا الى مقاعدهما ال ُمخصصة في الدرجة‬
‫األولى فكالهما لديه عرض بعد بضع ساعات‪..‬‬
‫إلتفتت إليه تقول‪ :‬لمن أعطيت التذكرة الثانيه ؟‬
‫تنهد وقال‪ :‬ال أحد ‪ ،‬أردتُها ألُختي ولكنها رفضت‪..‬‬
‫إبتسمت وسألت‪ :‬ماذا عن كاتي ؟ ضننتُك ستدعوها ! أنت تعرف بأنها ستُوافق لو كان أنت من‬
‫طلب حضورها‪..‬‬
‫ت شاهدتي آخر تصريح لها‪..‬‬ ‫صمت لوهله قبل أن يرد‪ :‬لن توافق ‪ ،‬عالقتنا أصبحت سيئه وأن ِ‬
‫شارون‪ :‬إدريان عزيزي الكُل في الوكالة يعرف بالفعل أنها فعلت ذلك من أجل أن تُحركك قليالً‬
‫فأنتَ بدأت تُصبح جافا ً معها ‪ ،‬إنها ال تزال تُحبك والكُل يعرف هذا ‪ ،‬حتى أنت تعرف هذا فال‬
‫تُنكر‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬إذا ً ‪ ...‬متى سينتهي شجار األحباء هذا ؟‬
‫صمت لفترة طويله بعدها قال‪ :‬تعرفين بأنك أحد القالئل الذين أثق بهم في الوكاله‪..‬‬
‫شارون‪ :‬ياااه ‪ ،‬ياله من شرف‪..‬‬
‫إنزعج فكعادتها هي تسخر ‪ ،‬تجاهل ردها وأكمل كالمه‪ :‬لذا سأُخبرك بأمر ما‪..‬‬
‫شارون‪ :‬ماهو سرك الصغير هذا ؟‬
‫صمت قليالً ليقول بعدها‪ :‬أنا لم أ ُحبها قط‪..‬‬
‫إبتسمت بهدوء ولم تُعلق فأكمل‪ :‬هي تعلقت بي بالبدايه ‪ ،‬هي أحبتني ‪ ،‬هي فتاة مشهوره ‪،‬‬
‫إنها الرقم واحد في وكالتنا وتكاد تكون الرقم واحد في فرنسا أيضا ً ‪ ..‬حاولتُ مالطفتها ولكني‬
‫تفاجئت بال ُمقابل بأنها تريد عالقة جاده ‪ ،‬وأيضا ً الوكالة كلها تطلب مني الموافقة على هذا‪..‬‬
‫بدأ اإلنزعاج يظهر على وجهه وأكمل‪ :‬حتى فجأه أصبح بقائي وشهرتي مرهونا ً بها ‪ ،‬إما أن‬
‫أدخل بعالق ٍة معها أو أتحمل كُل األذى الذي ستسببه الوكالة لي‪..‬‬
‫أشاح بوجهه منزعجا ً فلم يكن يُريد البوح بهذا فقالت شارون بهدوء‪ :‬حسنا ً كُنتُ أعرف هذا يا‬
‫إدريان‪..‬‬
‫نظر إليها بهدوء فأكملت‪ :‬إذا ً ؟ وافقتَ على طلباتهم ؟‬
‫صمت للحضه ثم قال‪ :‬نعم‪..‬‬
‫إبتسم بعدها بسخريه وأكمل‪ :‬وحينها وجدتُ اإلمتيازات التي لم أكن ألجدها لو عملت لسنوات‬
‫سمعتي بين أقراني في الوكالة سيئه فبالنسبة لهم لستُ سوى محتال‬ ‫طويله ‪ ،‬حتى أصبحت ُ‬
‫يخدع أفضل واحدة من أجل نيل الشهره ‪ ،‬بالنسبة لهم لستُ سوى ُمتسلق حقير أناني‪..‬‬
‫إختفت إبتسامته الساخره وهو يُكمل‪ :‬ال أحب هذا ‪ ،‬كرهتُ مجالي بسببها وبسبب الوكالة التي‬
‫أجبرتني أن أكون محركا ً لها كي ال تُصاب هي باإلكتئاب أو المرض النفسي فهذا لن يفيدهم‬
‫إطالقا ً‪..‬‬
‫شارون‪ :‬إذا ً ؟ متى ستنفجر ؟‬
‫إدريان‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬أريد أن أكون ُمستعدا ً للعواقب أوالً ولكني ال أعرف كيف أستع ُد لها‪..‬‬
‫شارون‪ :‬من الغريب أن الوكالة هذه األيام ال تضغط عليك ؟‬
‫إدريان بسخريه‪ :‬يضنونه شجار أحباء مؤقت ‪ ،‬مديري يطلب مني يوما ً بعد يوم ُمصالحتها‬
‫وأنا أُماطله كثيرا ً‪..‬‬
‫شارون‪ :‬والى متى ؟‬
‫تنهد يقول‪ :‬ال أعلم حقا ً ‪ ،‬كفي عن سؤالي فأنا بنفسي ال أعرف اإلجابه‪..‬‬
‫صمت لفترة ليست بالقصيره ليقول بعدها‪ :‬في كُل مرة تأتيني فكرة ولكن نهايتها هو الفشل ‪،‬‬
‫آخرها أخذي لفتاة ما الى حفلة أخي ‪ُ ،‬هناك صحفي مشهور و ُمحترم سيحضر لتلك الحفله ‪،‬‬
‫قلتُ لنفسي هذه فرصةً كي يكتب عني بالصحف وعن كوني إصطحبت فتاة جميله الى الحفلة‬
‫وبقيت معها طوال الوقت لوحدنا ولكن كُل شيء قد قُلب رأسا ً على عقب في تلك الليله وأولها‬
‫أن ذلك الصحفي لم يأتي وبدالً من ذلك صورتني صحيفة قذره وأنا معها بالخارج مما أدى الى‬
‫إنتشار صورها في كُل مكان ‪ ،‬ربما إستغللتُها لهدف خاص ولكن لم أقصد أذيتها وإنتشار‬
‫صورها لذا ما كان مني سوى إنكار كُل هذا‪..‬‬
‫تنهد وأكمل‪ :‬ومن بعدها إختفت ولم أسمع عنها شيئا ً لذا ال أزال أشعر بالذنب تجاهها وأتمنى‬
‫بأنها ال تُعاني من قِبل ُمعجباتي أو ُمعجبات كاتالين‪..‬‬
‫شارون‪ :‬وهل تُحبها ؟‬
‫ُ‬
‫إبتسم وهو ينظر الى فرقة رقص صعدت الى المسرح وقال‪ :‬أصدقك القول بأني متأكد تمام‬
‫التأكد بكوني لن أقع بالحب مع اي أحد ‪ ،‬وال تسألني عن السبب فأنا بنفسي ال أعرف ‪ ،‬أشعر‬
‫بأن الحب شيء كبير للغايه ‪ ،‬شيء صادق لن يأتي لشخص مثلي‪..‬‬
‫رفعت حاجبها تقول‪" :‬شخص مثلك" ؟ وما بك حتى تُقلل من تقدير نفسك الى هذا الحد ؟‬
‫أشاح بنظره عن الراقصات ناظرا ً الى شارون وأجابها‪ :‬نعم وضعتُ كُل اللوم على الوكالة في‬
‫أمر عالقتي مع كاتالين ولكن هذا ال يُنكر حقيقة أني وافقتُ وخدعتُها بحب مزيف حتى لو كُنتُ‬
‫مجبرا ً ‪ ،‬أؤمن بأن من يكسر قلب فتاة لن يجد الحب في حياته‪..‬‬
‫تنهدت شارون ونظرت الى المسرح هامسه‪ :‬مقولة غبيه واألغبى هو من يُؤمن بها‪..‬‬
‫ضحك ضحكة قصيره وهو يقول‪ :‬على أية حال دعينا نُغير هذا الموضوع فنحن ُهنا لنستمتع ال‬
‫ألن نتكدر‪..‬‬
‫إلتفتت إليه لتتحدث ولكن قاطعها أحد العاملين الذي أتى وهمس بإذنها يُخبرها بأن تذهب الى‬
‫الكواليس من أجل بعض األمور البسيطة من أجل فقرتها القادمة بعد ساعتين تقريبا ً‪..‬‬
‫حالما رحل إبتسمت وقالت‪ :‬سأُغادر لبضع دقائق ‪ ،‬ال تُغادر مكانك حسنا ً فأنا لستُ ممن يحببن‬
‫البقاء لوحدهن إطالقا ً‪..‬‬
‫بعدها غادرت خلف الموظف وإدريان يبتسم لها ليتنهد عندما إبتعدت ويُعاود النظر الى‬
‫المسرح‪، .‬‬
‫بعد فتره أخرج هاتفه النقال وحاول مجددا ً اإلتصال على آليس ولكن كالعادة ال ُمجيب‪..‬‬
‫أطفأ هاتفه وهو يتمنى أن تكون على ما يُرام على األقل‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما شعر بوجود شيء ما فإلتفت حيث مقعد شارون المجاور له فوجد باقة‬
‫ورود أرجوانية اللون وعليها بطاقه‪..‬‬
‫نظر حول متعجبا ً!‬
‫مقعدهما بين الصفوف األولى أي أن جميع من حولهم هم من الشخصيات الهامه لذا ال يمكن‬
‫للمعجبين اإلقتراب ووضع هداياهم‪..‬‬
‫سحب البطاقة ينظر إليها فتفاجئ كونها ُمهداة إليه هو‪..‬‬
‫لقد ضنها مهداة الى شارون بما أنه مقعدها‪..‬‬
‫عاود النظر حوله ولكن ال شيء ُمريب حوله بتاتا ً‪..‬‬
‫أخذ الباقه وتأملها قليالً قبل أن يهمس‪ :‬من وضعها وكيف وصل إلي ؟‬
‫قرب البطاقة ألنفه يشم رائحة العطر المنبعثة منه‪..‬‬ ‫عقد حاجبه لوهله ثُم ّ‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬لم أضنك تُقدر هدايا ال ُمعجبين الى هذا الحد ! هذا لطيف‪..‬‬
‫إنزعج وأبعد البطاقة عن أنفه وهو ينظر الى شارون التي جلست على مقعدها بعد أن أخذت‬
‫الباقه فرد عليها‪ :‬كال ليس األمر هكذا!‬
‫قلبت الباقة بين يديها قائله‪ :‬ورود أرجوانيه ‪ ،‬هذا يعني حب من أول نظره ‪ ،‬من هذه الفتاة ؟‬
‫من الغريب أن يرسلن ال ُمعجبات ورود ذات معاني فبالعادة يخترن اللون األحمر فتفكيرهن‬
‫هكذا‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه ووضع البطاقة مكانها بوسط الباقه يقول‪ :‬لو عرفن أنك ترينهن سطحيات‬
‫لشنوا حربا ً ضروس عليك‪..‬‬
‫شارون‪ :‬ههههههههههههه سيكون األمر ُممتعا ً‪..‬‬
‫وضعت الباقة في حجره وهي تُكمل‪ :‬على أية حال ربما كان إختيارها للون ُمصادفة أيضا ً من‬
‫يدري‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬ولكن كيف أحضرته ؟ أعني جميع من يجلس حولي إما مغنين مثلي أو أشخاص‬
‫عاملين بمجاالت فنيه أُخرى ‪ ،‬المنطقة هذه ال يُسمح لل ُمعجبين أو هداياهم بالدخول إليها ‪ ،‬أنا‬
‫ُمحتار‪..‬‬
‫غطت فمها بيدها تقول‪ :‬يا إلهى ‪ ،‬هل ُمحبتك هذه المرة شخصية هامه ؟ إدريان أنت محظوظ‬
‫كعادتك في النساء الالتي يقعن بحبك‪..‬‬
‫تجاهلها وعاود النظر الى الباقة لفترة ليست بالقصيره قبل أن تعمل موسيقى الكان كان‬
‫فتجاهل أمر الباقه ونظر الى المسرح وهو يرفع هاتفه مصورا ً مقطعا ً منه ليرسله الى أخته‬
‫كمحاولة منه إلستفزازها بعد رفضها القدوم معه‪..‬‬

‫***‬
‫‪6:04 pm‬‬

‫فتحت آليس باب غرفتها ‪-‬أو باألصح غرفة ريكس‪ -‬وألقت نظرة الى الخارج وإطمأنت عندما‬
‫لم تجد له أثرا ً‪..‬‬
‫ال تعلم لما ضنت بأنه ينتظرها حتى هذا الوقت!‬
‫تسللت لخارج الغرفه ومشيت بهدوء تنظر حولها هامسه‪ :‬والدته هذه تمتلك ذوقا ً رائعا ً في‬
‫التزيين‪..‬‬
‫وقفت أعلى الدرج وطلّت من أعاله فلم تجد له أثرا ً ‪ ،‬حسنا ً هذا واضح هو خارج المنزل من‬
‫دون شك‪..‬‬
‫نزلت وذهبت الى األريكة فوقع نظرها على علبة الدواء التي أعطته حبوبا ً منها ليلة األمس‪..‬‬
‫جلست وأخذت العلبه لتجد بأن أغلبها فارغ دليل أخذه للكثير من الحبات في الساعات القليله‬
‫الماضيه‪..‬‬
‫نظرت الى العلبة بهدوء قبل أن تهمس‪ :‬رغم أنه ُمسكن قوي إال أنه إستهلك الكثير منه ‪ ،‬يبدو‬
‫بأنه يُعاني كثيرا ً من تعبه ‪ ،‬هل فعلتُ الصواب عندما تخلصتُ من تلك العلبة المشبوهه ؟‬
‫لقد كانت علبة مشبوهه حقا ً ‪ ،‬علبة غير مخصصه للدواء وبورقة خارجيه مكتوب عليها بلغة‬
‫ال تعرفها ومليئه بالحبوب ‪ ،‬حتى الطفل يستطيع أن يخمن أنها ليست علبة دواء ُمرخصه‪..‬‬
‫وبالنسبه لألعراض التي عانى منها كانت أعراض مدمنين من دون شك‪..‬‬
‫هي واثقه من ذلك ‪ ،‬لقد رأت هذا كثيرا ً في األفالم‪..‬‬
‫إنه حتى لم يُنكر عندما إتهمته بذلك!‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وهمست‪ :‬حسنا ً وما شأني إن كان ُمدمنا ً أو ال ؟! هو ليس إبني كي أخشى‬
‫على صحته !! تصرفي كان مزعجا ً بحق وأتعجب من أنه لم يقتلني حينها!‬
‫بقيت عيناها ُمعلقتان على العلبة لفتره لتقرر أخيرا ً الصعود وإرتداء معطفها وحذائها والذهاب‬
‫الى الصيدلية حيث ألقت بالعلبة التي كانت في سيارته بإحدى حاويات القمامة القريبة منها‪..‬‬
‫همست‪ :‬أتمنى بأنهم لم يُغيروا الحاوية ولم تمتلئ بالقمامة أيضا ً‪..‬‬

‫بعد عدة دقائق من خروجها أوقف ريكس سيارته ونزل منها لينزل من الجهة الثانيه آندرو‬
‫وهو يقول‪ :‬نسيت أن أُخبرك بأني ُزرتك يوم األمس ُهنا ولم أجدك‪..‬‬
‫ريكس بال ُمبااله وهو يُغلق سيارته‪ :‬ألم أطلب منك أال تدخل منزلي مجددا ً دون إذن ؟‬
‫هز آندرو كتفه يقول‪ :‬إعطائك نُسخة من ال ُمفتاح لي يعني ماذا برأيك ؟‬
‫توقف ريكس عندما تذكر شيئا ً ونظر الى آندرو يقول‪ :‬هل قابلتها ؟‬
‫هز آندرو رأسه قائالً‪ :‬تلك الحقيره ؟ أجل‪..‬‬
‫تنهد ريكس وإتجه الى الداخل يقول‪ :‬طلبت مني جينيفر إيجاد مأوى مؤقت الى حين أن‬
‫تستأجر لها شقة أُخرى غير التي عرفها الصحافة بفضل إدريان‪..‬‬
‫فتح ريكس باب منزله وهو يشعر باإلنزعاج إزاء تبريره هذا في حين دخل آندرو خلفه ولم‬
‫يُعلق على الموضوع فبادر ريكس بتغييره قائالً‪ :‬على أية حال لما أنت ُمصر على ُمقابلتي هكذا‬
‫؟‬
‫نظر آندرو إليه قليالً قبل أن يبتسم ويقول‪ :‬فقط لم أجلس جلسةً ُمطولةً معك منذ مده ‪ ،‬إشتقتُ‬
‫للحديث معك‪..‬‬
‫دخال الى الداخل وأكمل آندرو حديثه يقول بإحباط‪ :‬إقتربت فترة اإلمتحانات وزادت علي‬
‫الضغوط ‪ ،‬بدأ الطلبة من اآلن يتهافتون علي يطلبون إختبارا ً أو بحثا ً من أجل أن يُحسنوا‬
‫درجاتهم ! أين كانوا بحق هللا طوال العام !! لم يشعروا بالذنب سوى اآلن!‬
‫تنهد وأكمل‪ :‬على أية حال ضغطتُ نفسي وأعطيتُ الجميع موعدا ً إلختبار تحسين األسبوع‬
‫القادم‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬آندرو ال تكن طيبا ً الى درجة السذاجة ! ال تفعل أمورا ً ال تُريدها من أجل اآلخرين ‪،‬‬
‫هذا ما جعلك تُخدع من ِقبل تلك الطالبة الحقيره ‪ ،‬إبق ُمتيقضا ً‪..‬‬
‫وجلس على األريكة بينما آندرو واقف في مكانه وجملته األخيره تدور في رأسه‪..‬‬
‫"إبق ُمتيقضا ً"‬
‫ضاقت عيناه بهدوء تام وهو يتذكر جملة أخاه ثيو أيضا ً‪..‬‬
‫"الذئاب ليست فقط وحيده ‪ ،‬بل سيئه وخائنه ‪ ،‬غادره و ُمخادعه"‬
‫همس له آندرو‪ :‬هل أنا حقا ً سهل ِ‬
‫الخداع ؟‬
‫عقد ريكس حاجبه من سؤاله الغريب ونظر إليه يقول‪ :‬مابك ؟ هل هناك خطب ؟‬
‫أغمض آندرو عينيه وأخذ نفسا ً عميقا ً قبل أن يتقدم ويجلس على األريكة ال ُمقابله يقول‪ :‬على‬
‫أية حال كيف هي أحوالك ؟ ألم تنتهوا من أمر تلك المزعجة التي صدمتها ! لقد عوضتموها‬
‫أكثر مما يجب ‪ ،‬دعوها ترحل‪..‬‬
‫إسترخى ريكس ينظر الى علبة الحبوب التي تغير مكانها وأجابه‪ :‬ال عليك ‪ ،‬مسألة وقت‬
‫وسترحل عن عائلتنا‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬إنها فتاة سيئه من دون شك ‪ ،‬دعها تُغادر من اآلن ! لقد أخبرتُك سابقا ً عن كونها‬
‫ُمطارده من قِبل أخي ‪ ،‬لما لم تتخذ موقفا ً جادا ً حيال األمر من وقتها ؟‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫رفع آندرو إحدى حاجبيه يقول‪ :‬ال تعلم ؟!! ريكس ال يعلم !! منذ متى وأنت تتردد في مثل هذه‬
‫األمور ؟‬
‫ثُم أكمل بسخريه يقول‪ :‬ال تقل لي بأنك أشفقت عليها !! صدقني هذا ألنها فاقده لذاكرتها ‪ ،‬لو‬
‫إستعادتها فسترى شيطانيا ً على هيئة بشر‪..‬‬
‫إبتسم ريكس بسخريه ولم يُعلق‪..‬‬
‫شيطان ؟!!‬
‫ليست هي ‪ ،‬بل هو الشيطان الحقيقي في هذا المكان‪..‬‬
‫قال بعدها‪ :‬على أية حال هل تريد ُمقابلتي من أجل الحديث عنها ؟ إن كان أجل فإتمنى أن‬
‫ترحل وتدعني آخذ قسطا ً من الراحه‪..‬‬
‫آندرو بإستنكار‪ :‬راحه ؟!! ريكس إنك حتى حظرت لعملك ُمتأخرا ً بسبب النوم ‪ ،‬هذا غريب‪..‬‬
‫تنهد ريكس يقول‪ :‬حسنا ً أصبح من الواضح بأنك تريد شخصا ً لتتسلى معه تهربا ً من الضغوط‬
‫طالبك بدالً من‪....‬‬ ‫التي جلبتها لنفسك ‪ ،‬ما رأيُك لو تُغادر وتكتب أسئلة اإلمتحان ل ُ‬
‫قاطعه آندرو بعدما تذكر شيئاً‪ :‬هل أنت على معرفة بما تريد إليان فعله ؟‬
‫عقد ريكس حاجبه فلما رأى آندرو تعجبه قال‪ :‬كنت أعرف هذا ‪ ،‬ريكس ‪ ،‬حسنا ً أعلم بأن‬
‫عالقتك بأختك ُمتوترة بعض الشيء ولكن يجب عليك أن تنصحها ! ما تفعله خطير ! هي‬
‫عرض كامل من يُدرسها الى التحقيق بأمر ورقة الغش التي ُو ِجدت بحوزتها !! إنها‬ ‫تنوي أن ت ُ ّ‬
‫تُريد التحقيق مع أساتذتها وحتى المسؤولين عن أنشطتها !! هذا خاطئ ! خاطئ بالكامل فهي‬
‫بهذا تُهينهم جميعا ً وكأنها تطلب منهم أن يحقدوا عليها ! حقدهم ليس بصالحها فبإمكانهم‬
‫جميعهم خسف درجاتها وبهذا ستُطيح بمعدلها الى األسفل وستندم الحقا ً أشد الندم!!‬
‫دُهش ريكس من كالمه هذا!‬
‫نعم يعلم كم هي قويه وإن أضعفها شيء فستُعاود بعده بقوه ولكن لم يتوقع هذا منها‪..‬‬
‫صعُبت‬‫صمت لفتره بعدها قال‪ :‬ال تُكبر الموضوع ‪ ،‬هي عبقريه وليست ذكيه فحسب ‪ ،‬حتى لو َ‬
‫األسئله فسيُمكنها حلها ‪ ،‬ال تقلق‪..‬‬
‫آندرو بإستنكار‪ :‬هل دخلت الجامعه من قبل ؟!! أحقا ً تضن أن الدرجات هي فقط ما تُعطى خالل‬
‫الورق ؟!! األنشطه ؟ البحوث ؟ ال ُمشاركات ! هذه درجات يُقررها األستاذ بحسب ما يراه وهنا‬
‫مهما عملت بجد فلن تحصل ثمرة ذلك إن كان األستاذ ال يُريد ! لهذا أغلب الطلبة يُحاولون‬
‫كسب الدكاترة الى صفهم!‬
‫صمت ريكس ولم يدري ماذا يقول ‪ ،‬فهو ال يعلم هل فكرت هي بهذه العواقب أم ال‪..‬‬
‫من عادتها أن تدرس الموضوع من كُل جوانبه ولكنها أيضا ً متهورة إن كان األمر يعني‬
‫اإلنتقام‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬جرب وحدثها ‪ ،‬جربتُ أنا وفشلت ‪ ،‬على أحد إيقافها ‪ ،‬على األقل حتى لو كان إدريان‬
‫فهي تُحبه لذا يُمكن أن يؤثر فيها‪..‬‬
‫تنهد ريكس وهمس‪ :‬حسنا ً سأنظر في األمر‪..‬‬
‫بدأ الصداع يجتاح رأسه تدريجيا ً فمفعول حبة ال ُمهدئ بدأ يختفي‪..‬‬
‫في حين بقي آندرو ينظر إليه مطوالً بعدها سأله‪ :‬هل ُهناك خطب ما ؟‬
‫عقد ريكس حاجبه بتعجب ونظر إليه يقول‪ :‬مثل ماذا ؟‬
‫آندرو‪ :‬أي شيء ‪ ،‬مثالً أمر يؤرقك ولم تُخبرني به ‪ ،‬أو شيء تُخفيه أو أي شيء من هذا‬
‫القبيل‪..‬‬
‫نظر إليه ريكس لفترة وأصبح شكه في كون ثيو قد حدثه يزداد‪..‬‬
‫أجابه بعد فترة صمت‪ :‬كال ال يُوجد ‪ ،‬لما ؟ هل هناك أمر ما ؟‬
‫سخرياتك‬ ‫إبتسم آندرو يقول‪ :‬كال كال ‪ ،‬تعرف ‪ ،‬أصبحتَ األيام األخيرة تغيب كثيرا ً وأصبحتْ ُ‬
‫الالذعة نادره لذا ضننتُ بأن ُهناك ما يشغل بالك‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ألهذه الدرجة إشتقتَ أن تُهان ؟‬
‫آندرو بإنزعاج‪ :‬ليس هذا ما أقصده !!! بالطبع سخرياتك تلك صفة سيئه ومن الجيد أنها‬
‫إختفت ‪ ،‬أنا فقط أتعجب من األمر ال أكثر‪..‬‬
‫أكمل بعدها بهمس وهو يُشيح بنظره‪ :‬ليتني لم أُذكره‪..‬‬
‫تنهد بعدها بداخله وهو يحدث نفسه قائالً‪" :‬اآلن تأكدتُ بأن روانا هي وراء تصرف أخي‬
‫سحقا ً لها ‪ ،‬سأتصرف في أمر تلك القزمة ذات اللسان الطويل"‬ ‫باألمس ! ُ‬
‫في حين نظر ريكس مجددا ً على علبة الدواء فمن شكله يعني بأنها خرجت من الغرفة‪..‬‬
‫هل عادت إليها أم أنها كالعادة خرجت خارجا ً من أجل شراء طعام لها ؟!‬
‫لحضه!‬
‫من أين لها بكل هذا المال أصالً ؟‬
‫عندما هربها كانت خاوية اليدين وال أحد غيره يعلم عن مكانها كي يمدها بالمال!‬
‫يتمنى أن ما يُفكر به ليس صحيحا ً‪..‬‬
‫وقف يقول‪ :‬إعذرني للحضه‪..‬‬
‫آندرو بتعجب‪ :‬الى أين ؟‬
‫لم يرد عليه ريكس وصعد الى األعلى‪..‬‬
‫الدواء ‪ ،‬وطعام اإلفطار وباألمس كوبا قهوة من محل مشهور‪..‬‬
‫يستطيع أن يخمن بأنها تتجاوز المائة!‬
‫دخل غرفته فلم يجدها فيها ‪ ،‬هذا يعني بأنها بالفعل غادرت ‪ ،‬ربما لشراءطعام الغداء هذه‬
‫المره‪..‬‬
‫فتح درجه وأخرج محفظةً قديمة فيها وفتحها‪..‬‬
‫رفع حاجبه وضغط على المحفظه هامساً‪ :‬كُنتُ أعرف هذا ‪ ،‬كرمها بشراءها لي معها كان من‬
‫مالي أنا ‪ ..‬إنها بحق تتصرف وكأنه منزلها!‬
‫وضع المحفظة بجيبه حيث تبقى فيه بعض المال وهو يتوعدها بداخله عندما تعود‪..‬‬
‫ولم يدري بأن ذهابها هذه المرة جعلها تقع بيد شخص لم يكن متوقعا ً بالمره لذا عودتها لن‬
‫تكون باألمر السهل بتاتا ً!‬

‫‪Part end‬‬

‫"ال تبخلوا علي بتوقعاتكم وتعليقاتكم"‬


‫‪Part 40‬‬

‫"إنها الذكريات ‪ ،‬ما يجعل كُل كائن حي خطرا ً وذا رغبات"‬


‫‪-‬خابيير ماريّاس‪-‬‬

‫‪7:00 pm‬‬
‫‪- Paris -‬‬

‫غربت الشمس وبدأ الظالم يسود هذه المدينة البارده فرفعت عينيها الزرقاوتين تنظر الى‬
‫السماء الصافيه وهي تضع يديها في جيب معطفها األبيض الذي يُشابه لون شعرها ال ُمميز‪..‬‬
‫تنفست بعمق وجعلت الهواء الصافي البارد يدخل الى رئتيها وأعطاها هذا إسترخاءا ً وراحةً‬
‫كبيره للغايه‪..‬‬
‫عاودت النظر الى الطريق الذي تحفظه جيدا ً لتتوقف أخيرا ً عندما أصبح المنزل على مرأى من‬
‫عينيها‪..‬‬
‫كان شاحبا ً على الرغم من أنه لم يكن بالمنزل القديم ولكن ربما فروغه من البشر جعله يُعطي‬
‫هذا اإلنطباع!‬
‫متر تقريبا ً وهمست‪ :‬إذا ً هل حقا ً ترك ِ‬
‫ت‬ ‫بقيت تنظر الى المنزل الذي يبعد عنها بمسافة مائة ٍ‬
‫باريس ؟ هل تلك الشائعات صحيحه ؟‬
‫ظهر بعض الحقد في عينيها قبل أن تعقد حاجبها عندما توقفت دراجةٌ ناريه أمام المنزل وأبعد‬
‫الشاب الذي يركبها الخوذة عن رأسه ناظرا ً الى المنزل دون أن ينزل من دراجته‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تنظر الى لون شعره الرمادي ومظهره من الخلف فهو ال يبدو غريبا ً عليها ً‬
‫وخاصةً أنها ال تنسى األشخاص الذين قابلتهم بتاتا ً!‬
‫قررت أن تتقدم لتتعرف عليه ولكنها تراجعت عندما رأت رجالً مشبوها ً يرتدي السواد يتقدم‬
‫منه وهو يقول بغضب "هيه أنت"!!‬

‫إلتفت الشاب بهدوء ونظر الى الرجل بعينين تشع برودا ً حتى توقف أمامه يقول‪ :‬لما تقف هنا‬
‫ها ؟‬
‫الشاب بهدوء تام‪ :‬وما شأنك ؟‬
‫غضب الرجل وكاد أن يُمسكه من ياقة قميصه لكنه تذكر تحذير رئيسه من البدء بالشجار لذا‬
‫ضبط أعصابه وهو يقول‪ :‬المنزل تحت ُمراقبة الشرطة لذا يُمنع ألي أحد اإلقتراب منه‪..‬‬
‫الشاب بذات البرود‪ :‬أرني شارتك‪..‬‬
‫إنزعج الرجل منه ومن أسلوبه البارد وكأنه ال شيء أمامه فقال‪ :‬إن كُنت تريد رؤيتها فجرب‬
‫وخالف القوانين كي نقبض عليك ‪ ،‬واآلن أجبني وقل لي ما صلتك بهذا المنزل كي تقف أمامه‬
‫؟!!‬
‫نظر إليه الشاب مطوالً وبسهولة عرف بأنه كاذب وبأنه ليس بشرطي فالشرطة ستراقب‬
‫المنزل وتُبعد المتطفلين وليس كهذا الذي يستجوبهم وكأنه يحاول قدر اإلمكان جمع المعلومات‬
‫عن كُل المقربين من أصحاب المنزل‪..‬‬
‫إذا ً ‪ ...‬هذا الرجل واحد منهم من دون أدنى شك!‬
‫شعر باإلنزعاج الشديد فلم يتوقع أن يصل بهم األمر ل ُمراقبة كُل شيء يخصها حتى منزلها‬
‫الذي تركته منذ أشهر‪..‬‬
‫ثبّت خوذته قبل أن ينزل من الدراجه ويقف أمام الرجل ُمباشرةً ناظرا ً الى عينيه‪..‬‬
‫سأله بهدوء تام‪ :‬كم تتقاضى ُمقابل عملك ؟‬
‫تعجب الرجل من السؤال الغير متوقع لكنه رد بغضب‪ :‬كف عن طرح األسئلة وأجبني قبل أن‬
‫‪...‬‬
‫قاطعه الشاب‪ :‬سأُعطيك الضعف ُمقابل أن تنقلب عليهم وتُعطيني كُل المعلومات التي أُريدها‬
‫عنهم ‪ ..‬طبعا ً أقصد جماعتك التي يرأسها المدعو بموريس‪..‬‬
‫إتسعت عينا الرجل بصدمه و ُهنا تأكد بأن هذا الشاب على معرفة لصيقة بالفتاة الهاربه ! بل‬
‫يبدو وكأنهم متعاونون لذا يجب القبض عليه بأي ثمن!‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وهو يفكر بطريقة للقبض عليه ‪ ،‬هل يتركه ويراقبه ويطلب المساعده أو من‬
‫اآلن يفقده وعيه ويأخذه ُمباشرةً الى رئيسه موريس ؟!‬
‫إبتسم الشاب ألول مره وهو يرى نظرات التفكير التي ير ُمقها له الرجل فقال‪ :‬لن يُمكنك لذا‬
‫أنصحك باإلنصياع لي‪..‬‬
‫غضب الرجل من أسلوبه وغروره الواضح هذا فقال له‪ :‬لسنا ممن ينصاع لفتى غر مثلك !‬
‫سأحرص على أن تتذوق األلم ونجبرك على البوح بمكان تلك المزعجة الهاربه ومن ثم نرمي‬
‫جثتك للكالب لتنهش بلحمك وعظامك‪..‬‬
‫قال جملته وهو يستعد ليفقد الشاب وعيه ولكنه تفاجئ من ردة فعل الشاب التي سبقته وجعلته‬
‫من الالمكان يُخرج خنجره الصغير وبحركة خاطفه قطع شريان عُنقه‪..‬‬
‫شخصت عيناه وبدأ يسقط أرضا ً والشاب ينظر إليه ببرود وهو يهمس‪ :‬إذا ً إلحق بمن سبقوك‬
‫‪..‬‬
‫وسقط بعدها الرجل جثةً هامدة على األرض‪..‬‬
‫أغلق الشاب خنجره وركب دراجته ُمجددا ً ليصله صوتها تقول‪ :‬لم أتفاجئ بقتلك إياه بكُل برود‬
‫فما دامت رين مجرمه فبالتأكيد كُل معارفها يُشابهونها باإلجرام‪..‬‬
‫إلتفت ونظر بهدوء إليها وعندما رأى شعرها الثلجي عرفها فورا ً‪..‬‬
‫فعلى الرغم من المرات القليله التي قابل رين فيها إال أنها حدثته عنها وعن كونهما كالنار‬
‫والزيت ال يجتمعا في مكان إال ويحدثان حريقا ً فيه‪..‬‬
‫بقي ينظر الى إبتسامتها اإلستفزازيه لفتره قبل أن يُخرج ورقةً من جيبه ويكتب فيها شيئا ً‬
‫ومن ثُم يُعطيها إياها‪..‬‬
‫دون رقم هاتفه النقال فإنزعجت ونظرت‬ ‫تعجبت من تصرفه وأخذت الورقه لتتفاجئ من كونه ّ‬
‫إليه تقول‪ :‬هذا ُمقرف !! هل ضننتني ممن‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬إن عرفتي أي شيء عن رين فإتصلي بي‪..‬‬
‫رمى نظرةً الى الرجل الميت أمامهما وأكمل‪ :‬وإن رأيتي أي شخص من جماعة هذا القذر‬
‫فأخبريني فورا ً‪..‬‬
‫لبس خوذته وشغل دراجته هامساً‪ :‬فأنا أُريد إبادتهم جميعهم‪..‬‬
‫ومن ثُم إنطلق ُمبتعدا ً عنها وهي في أوج دهشتها من تصرفاته‪..‬‬
‫عاودت النظر الى رقمه لفتره وهي تتذكره آخر مره عندما كان برفقة رين في حفلة التخرج‬
‫من الثانويه‪..‬‬
‫لقد كان حيويا ً وكثير اإلبتسام والضحك ‪ ،‬على الرغم من مرور عامان فقط على ذلك اليوم إال‬
‫أنه مختلف تماما ً اآلن‪..‬‬
‫تلك العينان الباردتان والهالة ال ُمظلمه التي تحيط به !! يستحيل أن يكون نفس الشخص‪..‬‬
‫نظرت الى حيث رحل وتسائلت في نفسها‪..‬‬
‫أي من الشخصيتين هي شخصيته الحقيقيه ؟‬

‫***‬

‫‪10:44 pm‬‬

‫الكئآبة الشديدة تملئه وهو يجلس في هذه الغرفة البيضاء‪..‬‬


‫كُل شيء ناصع البياض‪..‬‬
‫األرضية والستائر وحتى فرش السرير‪..‬‬
‫نظر عن يمينه حيث صحن شوكوال ُمغطى فتنهد وعاود النظر الى الساعة التي يُراقبها منذ‬
‫إستيقاظه وكأنه ينتظر موعدا ً ُمحددا ً‪..‬‬
‫ولكنه لألسف ال ينتظر أي موعد ‪ ،‬هو فقط يريد دخول أي احد فلقد تضاعفت لديه الكئابة منذ‬
‫إستيقظ وحتى اآلن‪..‬‬
‫فال ُمستشفيات هي أكثر ما يكرهه في حياته كُلها‪..‬‬
‫فكُل ذكرياته السوداء والمؤلمه ‪ ،‬كانت في غرفة كهذه الغرفة تماما ً‪..‬‬

‫شعر بحرقة تسيل على خده فرفع يده ومسح دموعه فورا ً وهو يهمس برجفه‪ :‬أين أنت يا‬
‫ريكس ؟‬
‫رفع شرشفه وغطى وجهه متهربا ً من منظر الغرفه وهو يُغمض عينيه بقوه ُمجاهدا ً نفسه بأال‬
‫يبدأ بالبُكاء‪..‬‬
‫دقائق حتى شعر بباب الغرفة يُفتح ببطئ فأبعد الشرشف عن وجهه ُمتلهفا ً واإلبتسامة الكبيرة‬
‫تمأل شفتيه الصغيرتين وهو يهم بذكر إسمه ولكن‪....‬‬
‫تحول كُل هذا الفرح الى رعب وشخصت عيناه وإرتجف جسده وهو يرى هذا الرجل الذي‬
‫يُرعبه أكثر من أي شيء في العالم!‬
‫إبتسم الرجل إبتسامة لطيفة وهو يقول‪ :‬كيف حالُك عزيزي إيدن ؟ سمعتُ من ريكس بأنك لم‬
‫تكن على ما يُرام‪..‬‬
‫إحتضن إيدن طرف شرشفه برعب وهو ينطق برجفه‪ :‬ريـ ـكس ؟‬
‫جلس الرجل على الكُرسي ومد يده يربت على شعره وهو يقول‪ :‬أجل ريكس ‪ ،‬لقد كان قلقا ً‬
‫للغاية وهو يُخبرني عن حالك ‪ ،‬إنه حقا ً يُحبك‪..‬‬
‫إرتجفت شفتا الطفل وهو يتمتم‪ :‬ريكس أخبـ ـرك ؟‬
‫تعجب الرجل يقول‪ :‬مابك ؟ ألم تُصدقني ؟‬
‫هز إيدن رأسه نفيا ً وهو بداخل نفسه غير مصدق لهذا!‬
‫لما ؟!!‬
‫لما يفعل به ريكس هذا ؟!!‬
‫هل حقا ً أخبره ؟ ولكن لما وهو يعرف بأن هذا الرجل هو سبب كُل شقائه ؟‬
‫عاود هز رأسه بالنفي يُنكر هذا األمر قدر اإلمكان بينما الرجل والذي كان يرتدي زي طبيب‬
‫إبتسم وأنزل يده لخده ُممسحا ً بقايا دموع تراكمت في عيناه وهو يقول‪ :‬ال تقلق ما دُمتُ هنا ‪،‬‬
‫ستكون على أحسن ما يُرام‪..‬‬
‫إنتفض جسده من الداخل وبدأت عيناه تغوران بالدموع ُمجددا ً وهو يهمس‪ :‬ال ‪ ...‬أنا بخيـ ـر ‪،‬‬
‫ال أُريد شيئا ً‪..‬‬
‫إبتسم الرجل وقال‪ :‬أنا الطبيب ُهنا لذا أنا من يعرف حالتك جيدا ً ‪ ،‬ال تقلق ‪ ،‬ستكون على‬
‫أحسن ما يُرام‪..‬‬
‫وعاود مجددا ً مسح دموعه فإرتجف شفتا إيدن وهو يقول‪ :‬أُريد رؤية ريكس‪..‬‬
‫إختفت إبتسامة الرجل للحضه قبل أن يقول‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬ستراه بعدما تُصبح على ما يُرام ‪ ،‬أنت‬
‫ال تُريد أن تنتقل إليه العدوى صحيح ؟‬
‫إتسعت عينا إيدن بصدمه من كالمه فتظاهر الرجل بالتعجب وهو يقول‪ :‬مابك ؟ ألم تكن تعلم‬
‫بأن مرضك ُمعدي ؟‬
‫هز إيدن رأسه بالنفي فتنهد الرجل وقال‪ :‬بلى يا عزيزي هو ُمعدي وإال فلما أنت معزول عنهم‬
‫قاس لدرجة إبعادك عن أخوتك الذين يحبونك ؟ أنا فقط أُريد السالمة لهم ‪ ،‬أنت‬ ‫؟ أتضن بأني ٍ‬
‫أيضا ً ال تُريد أن يُصيبهم ما أصابك صحيح ؟ إن بقي أحدهم برفقتك بضع المرات فال يُمكنني‬
‫أن أضمن لك بأنه سيكون على ما يُرام‪..‬‬
‫إرتعب إيدن ومد يده فورا ً يُمسك بيد الرجل بترجي وهو يقول‪ :‬ال أرجوك ‪ ،‬ال أُريد أن يمرضوا‬
‫‪ ،‬أرجوك تأكد من أن ريكس وإليان لم يصيبهم شيء ! أرجوك طمئني عليهم فأنا ال أُريد أن‬
‫أفقدهم بتاتا ً وأعدك بعدها بأني لن أراهم أبدا ً حتى أُصبح بخير ‪ ،‬أرجوك سيدي‪..‬‬
‫ضاقت عينا الرجل عندما أتى بذكر إليان‪..‬‬
‫لم يتوقع منها أن تعصي أوامر والدتها ُمطلقا ً!!‬
‫همس بداخله بمنتهى الهدوء‪" :‬على تلك الفتاة أن تأخذ درسا ً صغيرا ً في األدب‪" ..‬‬
‫إبتسم بعدها بلطف وهو يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأنظر باألمر وأتمنى بأنهم على ما يُرام ولكن بال ُمقابل‬
‫كُن ُمطيعا ً ‪ ،‬خروجك من المنزل وإختالطك باألخرين سيؤذيهم هم ‪ ،‬أنت ال تُريد منهم أن يُعانوا‬
‫ما عانيته صحيح ؟‬
‫هز إيدن رأسه باإليجاب فقال الرجل‪ :‬إذا ً ‪ ،‬ماذا ستقول لريكس عندما يأتي لزيارتك ؟‬
‫صمت إيدن لفتره بعدها سحب يده بهدوء من على يد الرجل وقال‪ :‬سأطلب منه أن يُعيدني وأن‬
‫ال يقترب مني ُمطلقا ً‪..‬‬
‫إبتسم الرجل برضى وقال‪ :‬وماذا لو لم يستمع لكالمك ؟‬
‫نظر إيدن إليه يقول‪ :‬سأُقنعه ‪ ،‬ريكس لطيف وسيُلبي رغبتي إن أصررتُ عليها‪..‬‬
‫راع ‪ ،‬إهتمامك باآلخرين يدل على‬ ‫مد الرجل يده ومسح على شعر إيدن يقول‪ :‬إنك حقا ً طفل ُم ٍ‬
‫نضجك عزيزي ‪ ،‬حسنا ً سأُغادر أنا اآلن لذا أتمنى بأن تكون غدا ً في المنزل ‪ ،‬وال داعي ألن‬
‫تُخبر ريكس عن كالمي معك ‪ ،‬أعني سيضن بأن طلبك بالرجوع ليس نابعا ً من قلبك بل بتأثير‬
‫مني لذا ربما لن يستمع إليك ‪ ،‬أنت تفهم ما أعني صحيح ؟‬
‫هز إيدن رأسه باإليجاب فقال الرجل‪ :‬طفل ذكي‪..‬‬
‫بعدها وقف وغادر الغرفة بهدوء كما دخلها تاركا ً إيدن خلفه قلقا ً وخائفا ً ومرعوبا ً للغايه‪..‬‬
‫ليس من أجل نفسه بل من أجل أخوته الذين قد يُعانوا ما يُعانيه‪..‬‬
‫من الصعب عليه أن يتحمل كُل هذا وحده ولكنه سيصبر كما طلب منه الطبيب حتى يستطيع‬
‫العيش معهم بال ُمستقبل براح ٍة كبيره والى األبد‪..‬‬
‫الى األبد ؟‬
‫إبتسم لهذه الجمله السعيده التي لم يكن يعلم بأنها لن تحدث بتاتا ً ما دام هذا الطبيب المدعو بـ‬
‫جان موجودا ً في حياتهم‪..‬‬

‫***‬

‫‪February2‬‬
‫‪am11:50‬‬
‫‪- Paris -‬‬

‫الصداع الشديد ينهش رأسه وهو يرى التقارير التي ُجمعت وقُدمت إليه من قِبل أحد أعضاء‬
‫منظمته‪..‬‬
‫تقارير ألعضاء تختلف ُرتبهم ما بين الرتب الضعيفة والمتوسطه وجميعهم تم قتلهم على‬
‫فترات إمتدت ألسبوعين تقريبا ً‪..‬‬
‫‪23‬فردا ً لم يكن هذا باألمر اليسير الذي يجعله يدير ظهره له!‬
‫والكُل تقريبا ً قُتل بنفس الطريقة ‪ ،‬بواسطة خنجر أو سكين على األقل!‪..‬‬
‫أي أن أعضائه الذين بالكاد تخلوا أحزمتهم من األسلحة الناريه قد تم قتلهم بسالح أبيض!‬
‫األمر أصبح يستفزه للغايه!‬
‫وال ُمشكلة ال دليل‪..‬‬
‫يُتركون كجثث بدون أي شاهد عيان في الجوار‪..‬‬
‫حتى أن مواقع قتلهم كانت بشوارع تخلوا تقريبا ً من الكاميرات أو أن يكونوا بنقطة عمياء‪..‬‬
‫القاتل شخص يستهدفهم من دون أدنى شك‪..‬‬
‫ولكن من هو ؟‬
‫أعدائهم كُثر لذا ال يُمكنه تخمين من يكون!‬
‫كُل ما يعرفه هو إن أستمر األمر على نفس هذه الوتيره فلن يبقى في المنظمة أحد خالل أشهر‬
‫قليله!!‬
‫يجب أن يضع حدا ً لألمر‪..‬‬
‫تحدث تابعه يقول‪ :‬سيدي ‪ ،‬أرى بأن أمرا ً كهذا عليه أن يصل الى البروفيسور‪..‬‬
‫إتسعت عينا فيكتور ونظر الى تابعه يقول‪ :‬كال!!‬
‫تدارك ردة فعله ال ُمبالغه وهو يُكمل‪ :‬ال تنسى بأنه مشغول بما فيه الكفايه بأمر الخونه‪..‬‬
‫شد على أسنانه بغيض وهو يُكمل بداخله‪" :‬الخونه الذين يُصادف كونهم جميعهم من مقر‬
‫إدارتي أنا ! ال أُريد مزيدا ً من الفشل"!!‬
‫رفع عينيه الى تابعه وقال‪ :‬إسمع ‪ ،‬إجمع أربعة من األعضاء ذو الرتب العُليا وأطلب منهم أن‬
‫طعما ً لهذا القاتل ‪ ،‬فعلى ما يبدو بأن هذا المزعج يقتل بشكل عشوائي وأي شيء‬ ‫يكونوا ُ‬
‫يشاهده تابعا ً لهذه المنظمه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وقال‪ :‬قل لهم أن يبقوا يقضين وإحتياطا ً عليهم أن يعينوا إثنان أو ثالثه‬
‫يراقبونهم من بعيد ! أُريد خالل يومان فحسب أن يقع ذلك الوغد بين يدي سمعت ؟!‬
‫هز تابعه رأسه يقول‪ :‬كما تأمر‪..‬‬
‫وسأله بعدها‪ :‬هل من شيء آخر ؟‬
‫أشار فيكتور بيده بأن يرحل فهز التابع رأسه وغادر الغرفة تاركا ً رئيسيه في دوامة عميقه‬
‫من التفكير‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:34 pm‬‬

‫يمشي في ممرات المشفى الخاص وهو سارح التفكير في أمرها‪..‬‬


‫حتى أن هاتفها المحمول متروك في المنزل‪..‬‬
‫ستُسبب له هذه الفتاة الجنون في يوم من األيام دون أدنى شك!‬
‫ومع هذا ‪ ...‬لقد بدأ يقلق بالفعل‪..‬‬
‫إنها ليست المرة األولى التي تخرج فيها دون إذنه ضاربةً بأوامره عرض الحائط‪..‬‬
‫ولكنها بالتأكيد المرة األولى التي تتأخر فيها الى هذا الحد‪..‬‬
‫لقد إفتقدها منذ األمس !! أي أنه بعد ساعات قليله سيمر يوما ً كامالً على خروجها من المنزل‬
‫‪..‬‬
‫أين ذهبت ؟‬
‫هل هي على ما يُرام أم أن مكروها ً أصابها ؟‬
‫لقد تأكد من كون منظمته لم تصل إليها بعد ‪ ،‬هي ليست بين يديهم‪..‬‬
‫حتى أنها ليست في الفيال وال المنزل الرئيسي للعائله وال حتى في الشقة التي إستأجرها لها‬
‫المرة الماضيه!‪..‬‬
‫إن لم تتواجد في أي من هذه األماكن فأين هي اآلن إذا ً ؟!!!‬
‫سيُجن حقا ً من فرط التفكير!‪..‬‬
‫تنهد عندما وصل الى باب الغرفه ودخل إليها فرآى ذلك الجسد الصغير جالسا ً بهدوء وأمامه‬
‫صحن غداء المشفى‪..‬‬
‫أغلق الباب خلفه يقول‪ :‬متى إستيقظت ؟‬
‫رفع الصغير رأسه وألول مرة في حياته ال يبتسم لرؤية وجه ريكس الذي يحبه أكثر من أي‬
‫شيء آخر‪..‬‬
‫تعجب ريكس من ردة فعله وتقدم حتى جلس على الكرسي وقال‪ :‬هل أنت على ما يُرام ؟‬
‫إرتجفت الملعقة في يده وهو يهمس بداخله‪" :‬إنه قريب مني ‪ ،‬سيمرض مثلي ‪ ،‬أنا ال أُريد‬
‫ذلك‪" ..‬‬
‫عندما لم يسمع ريكس أي إجابة مد يده وربت على رأسه يقول‪ :‬إيدن ؟‬
‫وبحركة ُمفاجئه أبعد إيدن رأسه بكُل ُرعب فسقطت يد ريكس الذي دُهش من تصرفه هذا‪..‬‬
‫بقيت عينا إيدن المرتعبتان شاخصتان في وجه ريكس قبل أن تنطق شفتيه الصغيرتين بـ‪ :‬أ‬
‫أعتذر‪..‬‬
‫ضاقت عينا ريكس وسأل بعدها‪ :‬إيدن ما الخطب ؟‬
‫شتت إيدن عيناه في األرجاء قبل أن يهمس‪ :‬ال شيء ‪ ،‬أنا بخير‪..‬‬
‫عاود النظر الى وجه ريكس وأكمل‪ :‬لذا أُريد الخروج من المشفى‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً هذا ما أنوي فعله فمن الخطر بقاؤك هنا ‪ ،‬صحيح أبعدتُك كثيرا ً ولكن ذلك الوغد‬
‫الصالت في المجال الطبي لذا المسألة مسألة وقت قبل أن يجدك‪..‬‬ ‫يملك الكثير من ِ‬
‫إيدن‪ :‬الوغد ؟‬
‫ريكس‪ :‬إنسى األمر ‪ ،‬هل أنت على ما يُرام فعالً ؟ أجبني بصدق فأنا ال أُريد إخراجك وأنت ما‬
‫تزال تُعاني‪..‬‬
‫إيدن‪ :‬أجل ‪ ...‬أنا بخير لذا أعدني الى منزل أمي‪..‬‬
‫شد ريكس على أسنانه هامساً‪ :‬ال تقل أُمي!‬
‫خاف إيدن وشعر بالتوتر فلقد أغضب أخاه من دون قصد فقال بسرعه‪ :‬آسف أنا آسف‪..‬‬
‫أخذ ريكس نفسا ً عميقا ً قبل أن يقول‪ :‬وعدتُك بأن أُخرجك من كُل هذا لذا ال تذكر ذلك المنزل‬
‫ُمجددا ً ‪ ،‬سآخذك الى منزل آخر حتى أنتهي من إجراءات سفرك الى الخارج من أجل وضعك‬
‫تحت العناية وعالجك‪..‬‬
‫هز إيدن رأسه نفيا ً يقول‪ :‬ال ‪ ...‬أُريد العودة الى المنزل‪..‬‬
‫تجاهل ريكس كالمه وقال‪ :‬ما ينقصني من أجل إجراءات سفرك هو أوراقك الرسميه ولكن‬
‫إيجادها لن يستغرق الكثير من الوقت ال تقلق‪..‬‬
‫إيدن بإصرار‪ :‬سأعود الى المنزل‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬إن قلتُ شيئا ً فسيُنفذ لذا كف عن العناد!‬
‫شعر إيدن بشيء من الخوف فتردد قليالً قبل أن يقول‪ :‬إن كُنتَ تُحبني فدعني أعود‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ومن قال بأني أُحبك ؟‬
‫إنصدم إيدن ونظر إليه بدهشة عارمه فتنهد ريكس من تصديقه لمثل هذا اإلستفزاز الواضح‪..‬‬
‫حقا ً يصعُب التعامل مع األطفال‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أكمل تناول طعامك ‪ ،‬سأذهب ألُنهي أوراق خروجك‪..‬‬
‫وحالما شرع في الوقوف مد إيدن يديه بسرعه وأمسك بمعصم ريكس يقول‪ :‬إنتظر!!‬
‫دُهش من نفسه وترك يد ريكس بسرعه خوفا ً من إنتقال العدوى وأكمل بعدها‪ :‬أرجوك إستمع‬
‫لي ‪ ،‬أُريد الذهاب الى المنزل ‪ ،‬ال تجعلني أفعل شيئا ً خارج عن رغباتي أرجوك!‬
‫عقد ريكس إحدى حاجبيه يقول‪ :‬مابك ؟!! ماذا حدث لعقلك ؟ أوليس ذلك المنزل هو الجحيم‬
‫بالنسبة لك !! أخبرتُك بأني سآخذك الى مكان لن يصل إليه أي أحد فلما ال تثق بي!‬
‫إيدن بسرعه‪ :‬كال أنا أثق بك أُقسم بذلك ولكن‪...‬‬
‫شتت عينيه بألم وهو يُكمل‪ :‬ال أُريدك أن تتأذى بسببي‪..‬‬
‫عقد ريكس حاجبه لفتره قبل أن يسأله بهدوء‪ :‬هل زارك أحد قبلي ؟‬
‫هز إيدن رأسه نفيا ً فقال ريكس‪ :‬بلى ‪ ،‬البد من أن هذا قد حدث ! حسنا ً صارحني ‪ ،‬بماذا هددك‬
‫حتى تنصاع الى كالمه ؟ أقصد الوغد جان!‬
‫دُهش إيدن مجددا ً وقال‪ :‬لما تقول عنه وغدا ً وأنت الذي‪....‬‬
‫صمت بعدها عندما تذكر طلب جان فقال ريكس‪ :‬وأنا الذي ماذا ؟‬
‫أشاح إيدن بنظره بتوتر وهو يقول‪ :‬ال شيء‪..‬‬
‫إنزعج ريكس كثيرا ً فقال‪ :‬إنتهى األمر ‪ ،‬ستُطيع أوامري ُرغما ً عنك ‪ ،‬جهز نفسك لل ُمغادره‪..‬‬
‫بعدها خرج متجاهالً ندائات إيدن له‪..‬‬
‫نظر إيدن الى الباب بألم شديد وبدأت دموعه تجتمع في عيناه وهو يهمس‪ :‬ال أريد له األذى ‪،‬‬
‫أنا ال أريد ذلك فماذا أفعل ؟‬
‫نظر الى يساره حيث هاتف المشفى ثم عقد عزمه وسحب السماعه‪..‬‬

‫***‬

‫‪5:33 pm‬‬

‫باب سيارته مفتوح ويجلس على المقعد بينما رجليه بالخارج‪..‬‬


‫أحدهما على رصيف الشارع والثانيه على طرف السياره وعينيه الزرقاوتين على البيت الذي‬
‫يقع بالشارع ال ُمقابل‪..‬‬
‫ضاقت وكالم أخيه األصغر يتردد في رأسه لهذا اليوم فلقد أخبره الكثير عن تلك الفتاه‪..‬‬
‫عن كونها فاقده لذاكرتها واآلن تتدعي أنها إستعادتها بالكامل‪..‬‬
‫عن كون ريكس صدمها بدايةً وإعتنت زوجة والده بها لكيال يكبر األمر ويصل الى الصحافه‪..‬‬
‫وعن أيضا ً كونها سافرت لباريس مع إبنة عم ريكس وصادفت ُهناك دارسي الذي حاول قتلها‬
‫‪..‬‬
‫عالقتها بإدريان وإنتشار صورها وطلب جينيفر من ريكس أن يخبئها في منزله‪..‬‬
‫لقد قال الكثير من التفاصيل التي كان يجهلها تماما ً‪..‬‬
‫وأخيرا ً عن كونها خرجت منذ األمس ولم تعد مطلقا ً حتى اآلن‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وهمس‪ :‬في شهر ونصف تقريبا ً تسببت الفتاة بالعديد من المشاكل كالعاده ‪،‬‬
‫ولكن هل حقا ً إستعادت ذاكرتها أم قالت هذا لتستفز آندرو فعلى حسب كالمه فعالقتهما سيئه‬
‫للغايه!‬
‫فقدان الذاكره ؟!‬
‫لقد كان أمرا ً غير متوقعا ً بالمره ‪ ،‬يتعجب كيف تدبرت أمر نفسها إن كانت فاقده لذاكرتها هكذا‬
‫!‬
‫كيف دارت األمور بهذا الشكل ليعتني بها أحد أفراد تلك المنظمه ؟!‬
‫ضاقت عيناه وهو يتذكر جملة قالتها قديما ً‪..‬‬
‫"لن يظفر بي أحد ! ال الشرطة وال المنظمه ! قد أبدو شابه صغيره في نظرك ولكني أملك‬
‫عقلي ومساعدا ً بجانبي وهذا ما يجعلني أعرف كيف أهرب من كالكما"‬
‫همس‪ :‬من هذا الذي قصدته بكالمها ؟ أكانت تقصد ريكس ؟ هل حادثة صدمه لها كانت مدبرة‬
‫من كالهما إلخفائها ! ولما يفعل هذا وهو عضو في المنظمة ؟ أوليس تسليمها سيرفع من‬
‫شأنه كثيرا ً ؟ أحتاج إجابات لكثير من األسئله‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬أم هل كانت تقصد شخصا ً آخر ؟ أيا ً كان هذا الشخص فالبد من أنه‬
‫تربطه عالقةً مع المنظمة وإال فكيف يعرف الكثير ويُساندها!‬
‫غاص بأفكاره كثيرا ً فاألحداث التي حدثت والمعلومات التي يملكها تؤكد أن هناك الكثير ال‬
‫يعرفه بعد‪..‬‬
‫هناك الكثير من األمور التي ال تبدو منطقية بالنسبة إليه‪..‬‬
‫والدها كان جاسوسا ً وسرق مستندات مهمه للغاية منهم فلما يطاردونها هي بعد قتله ؟‬
‫لما هم متأكدون من أنها تُخفي هذه المستندات ؟‬
‫تسائل قائالً‪ :‬إنها إبنته ‪ ،‬لو كُنتُ في مكانه لما كُنتُ سأورطها وأُخبئ المستندات لديها ‪ ،‬لذا لما‬
‫هم واثقون ؟ وإن كانوا واثقون الى هذه الدرجة فلما عندما يجدونها وترفض اإلفصاح عن‬
‫مكانها ال يقتلونها ! كُنتُ سأفعل هذا لو كُنتُ في مكانهم ولكن األمر وصل بهم الى تهديدها‬
‫بصديقتها ال ُمقربه ! بل وحتى قتلوها في سبيل أن تتحدث ! مهما كانت تحمل تلك ال ُمستندات‬
‫من أهمية كبيره فقتل رين هو الخيار الوحيد إن كانت عنيده فلما لم يفعلوا ؟ لما أشعر بأن‬
‫ُهناك سببا ً آخر ال أحد يعرفه!‬
‫شعر بالضيق والغضب في آن واحد عندما تذكر والده‪..‬‬
‫لقد كان ضابطا ً بمكانة عاليه للغايه وكان كالشوكة في حناجرهم وأمسك بالكثير من أعضائهم‬
‫وأحبط الكثير من عملياتهم لذا على الرغم من أن مركزه خطر إال أنهم قتلوه وهم لم يبحثوا‬
‫خلفه فربما كان يُخبئ الكثير!‬
‫فلما إذا ً يعجزون عن قتل هذه الفتاه التي حتى عالقتها مع الشرطة سيئه‪..‬‬
‫هل المستندات مهمه لدرجة أنهم يريدونها ؟‬
‫على أي درجة من األهميه فالمعلومات التي وصلته عنها كانت عاديه ‪ ،‬نعم تشكل أهميه ولكن‬
‫ليست بدرجة الرغبة في إستعادتها فلو ضاعت لألبد فهذا جيد بالنسبة لهم‪..‬‬
‫هل المعلومات كانت خاطئه ؟‬
‫توقف عن التفكير وهو يرى شابةً حسناء تخرج من باب المنزل والغضب الشديد واضحا ً على‬
‫ُمحياها‪..‬‬
‫بالنسبة الى شكلها وتلك الخصل الحمراء التي تُزين شعرها عرف بأنها التي تحدث عنها‬
‫آندرو كونها ذهبت الى باريس مع رين‪..‬‬
‫راقبها بنظره وهي تقف خارج بوابة القصر وكأنها تنتظر أحدهم واإلنزعاج واضح للغايه‪..‬‬
‫ت من داخل البيت من دون شك‪..‬‬ ‫تسائل في نفسه عن سبب غضبها هذا وخمن بأنه آ ٍ‬
‫ثوان حتى خرجت فتاة أُخرى تبدو ُمراهقه وبدأت بالتحدث معها بهدوء ولكن الشابة صرخت‬ ‫ٍ‬
‫في وجهها غاضبه‪..‬‬
‫لم يسمع مالذي قالته بالضبط ولكن من دون أدنى شك سمع إسم ريكس وعن كونها ستجعله‬
‫يدفع الثمن وعن أنها لن تعود الى المنزل‪..‬‬
‫ثوان حتى توقفت سيارة بيضاء‬ ‫ٍ‬ ‫عقد حاجبه وتسائل في نفسه عن سبب هذا الغضب الكبير ‪،‬‬
‫أمامها فركبت فيها وغادروا وهو يُراقبهم بنظره حتى إختفوا‪..‬‬
‫عاود النظر الى ال ُمراهقة التي تبدو في أوج توترها ويبدو بأنها تخشى العودة الى الداخل‪..‬‬
‫إلتقت عيناهما بينما كانت تنظر في األرجاء فبقيت تنظر إليه فلقد كان من الواضح أنه يراقب‬
‫المنزل تماما ً‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره وقطعت بعدها الشارع واقفةً أمامه تقول‪ :‬من أنت ؟!! مترصد لعين‬
‫صحيح ! لما تُراقب المكان ؟ إدريان ليس في المدينة أصالً فإن كُنتَ صحفيا ً وغدا ً فغادر‬
‫وراقبه بعيدا ً عنا ! كفى ترصدا ً للعائله ونشر اإلشاعات الدنيئة هذه فلقد تعبنا منكم جميعا ً!!!‬
‫نظر إليها للحضات ثُم إبتسم بلطف قائالً‪ :‬آسف إن كان وجودي ضايقكم فأنا لم أقصد هذا ‪،‬‬
‫فقط كُنتُ أتأمل الفيال الكبيرة هذه ‪ ،‬سأقوم ببناء واحده قريبا ً لذا أُراقب بعض الفلل الجميله من‬
‫أجل اإللهام‪..‬‬
‫شعرت فلور بالخجل من رده وقالت‪ :‬ال ال أنا هي اآلسفه ‪ ،‬ضننتُك أحد المترصدين بعمي أو‬
‫بإبن عمي فكالهما مشهوران بمجاالت مختلفه‪..‬‬
‫تبدو ساذجه ‪ ،‬هذا ما إكتشفه من طريقتها بالكالم‪..‬‬
‫ُ‬
‫إبتسم وقال‪ :‬ال بأس أقبل إعتذارك ‪ ،‬الصحفيين بشكل عام مزعجين بالنسبة للجميع ‪ ،‬أراهن‬
‫بأنكم عانيتم الكثير‪..‬‬
‫فلور‪ :‬آه أجل ‪ ،‬كثيرا ً ‪ ،‬لدرجة أن أحدهم إستطاع في مرة الوصول إلي وترصدني حتى خرجت‬
‫من مدرستي من أجل فقط أن يسألني عن عالقات إبن عمي العاطفيه!‬
‫مثّل الدهشة وهو يقول‪ :‬الى هذه الدرجه ! إنهم ال يفقهون معنى الخصوصيه!‬
‫فلور بإنزعاج‪ :‬إطالقا ً !! إن كان مشهورا ً فإذهب إليه في عمله ! ما شأن عائلته لتترصدهم‬
‫وتُزعجهم ! هذه وقاحه‪..‬‬
‫سألها‪ :‬سمعتُك تقولين إدريان ‪ ،‬هل بال ُمصادفه هو ذاك ال ُمغني الذي إنتشرت صوره برفقة فتاة‬
‫ما مؤخرا ً ؟‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬أجل ذاك لألسف هو قريبي ‪ ،‬األشاعات تُالحقه دائما ً وتُسبب لنا األذى في‬
‫بعض األحيان‪..‬‬
‫هز كتفه يقول‪ :‬لو أنه يكف عن أالعيبه فقط ! لما ال ينصحه والده ؟ أعني مواعدة عدة فتيات‬
‫هذا لن يجلب لعائلته سوى المشاكل!‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬كال كال تلك اإلشاعه خاطئه ‪ ،‬هو مغرم بكاتالين فقط وتلك الفتاة التي‬
‫أوصلها لمنزلها لم تكن سوى قريبه ولكن الصحافة اخخخ ال أدري ماذا أقول!‬
‫وصل الى النقطة التي أرادها لذا سألها‪ :‬إذا ً تلك الفتاة ليست حبيبته كما أُشيع!‬
‫فلور‪ :‬أبدا ً ‪ ،‬أُراهن بأنه يراها كأخته تماما ً ‪ ،‬إنها محض فتاة ترعاها عمتي كتعويض عن أمر‬
‫ما فقط ال غير‪..‬‬
‫سألها‪ :‬هذا يعني بأنها يتيمه ؟ ياال المسكينه‪..‬‬
‫هزت فلور رأسها ُمجددا ً تقول‪ :‬كال ‪ ،‬أو ربما ‪ ،‬ال أعرف ‪ ،‬صدمها إبن عمي وفقدت ذاكرتها‬
‫وعمتي تعتني بها حتى تجدها عائلتها ‪ ،‬لذا هي إختلطت بعائلتنا وعرفها إدريان وعمتي طلبت‬
‫منه في تلك الليلة أن يوصلها الى شقتها كما أضن ‪ ،‬ومن هنا خرجت اإلشاعة اللعينه‪..‬‬
‫علق قائالً‪ :‬بما أن إبن عمك كما تقولين يراها كأخته فهذا يعني بأن عالقتها بكم وطيده ‪،‬‬
‫تتزاورون كثيرا ً من دون شك‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬أُراهن أن عالقتها جيده مع إدريان فحسب فالجميع هنا يكرهها أو‬
‫باألحرى ال يهتم بوجودها ‪ ،‬أنا شخصيا ً أكرهها ‪ ،‬وطبعا ً ال نتواصل ‪ ،‬على أية حال منذ‬
‫اإلشاعة لم نسمع عنها شيئا ً ‪ ،‬ربما وجدتها عائلتها من يدري‪..‬‬
‫إكتشف بأنه ال فائده فهذه العائلة ال تعرف الكثير عنها ‪ ،‬حتى أن آخر معلومة عنها يعرفونها‬
‫هي عندما أوصلها إدريان‪..‬‬
‫ال فائده من الترصد لهم إذا ً‪..‬‬
‫إبتسم بلطف وقال‪ :‬أوه عذرا ً لكوني ثرثار فلقد أشغلتُك ‪ ،‬يُمكنك العودة الى منزلك وآسف على‬
‫اإلزعاج‪..‬‬
‫إبتسمت له تقول‪ :‬كال ال يوجد أية إزعاج فأنا منذ زمن لم أتحدث مع غريب براحة هكذا‪..‬‬
‫إكتفى بإبتسامة لطيفة لها وهو يعود داخل السياره ويُغلق الباب ُمغادرا ً وهي تُراقبه بإبتسامه‬
‫وداخليا ً ال تعلم لما سحرها وجعلها تتحدث معه بطالقة وشفافيه‪..‬‬
‫عاودت الرجوع الى داخل المنزل ووجهه لم يغب عن خيالها أبدا ً‪..‬‬
‫في حين إختفت إبتسامته المزيفه حالما إبتعد وضاقت عيناه يُفكر في كالمها‪..‬‬
‫إن كانت عالقتها سيئه من الجميع فال دخل لعائلة ريكس في أمر تهريبها‪..‬‬
‫لذا ‪ ،‬إما ريكس هو الشخص الذي كانت تثق فيه بالماضي وإما شخص من خارج هذه العائله‬
‫‪..‬‬
‫إدريان ؟ هل من الممكن أن يكون هو بما أن عالقته بها جيده ؟‬
‫ال يدري ‪ ،‬عليه أن يبحث خلف أمره اآلن ويتأكد فيما كانا يعرفان بعضهما قبل حادثة فقدانها‬
‫للذاكرة أو ال‪..‬‬
‫وسيُحاول أن يُنهي التحقيق في هذا األمر في حلول يوم واحد على األقل‪..‬‬
‫فأكثر ما يشغل باله هو أين من الممكن أن تكون اآلن ؟!!!‬
‫منزل ريكس كان األكثر أمانا ً فلما لم تعد إليه بعد خروجها!‬
‫أين ذهبت ؟!‬
‫ومن الشخص الذي هي معه اآلن!‬
‫***‬

‫‪pm8:20‬‬
‫‪- paris -‬‬

‫ظهرت الفرحة على وجهها وهي تقول‪ :‬هل أنت واثق ؟!! أمعن النظر في الصورة ‪ ،‬هل هي‬
‫ذاتها ؟!‬
‫هز رأسه يقول‪ :‬نعم واثق ‪ ،‬أنا أحفظ الزبائن كثيروا التردد على مقهاي‪..‬‬
‫إبتسمت ُرغما ً عنها وهي تُمسك بكفيه وتشكره كثيرا ً بينما هو متعجب من شكرها ال ُمبالغ له‬
‫وبالكاد تخلص منها ليعود الى عمله‪..‬‬
‫تلفتت حولها تنظر الى هذا المقهى المفتوح حيث أنه يقدم المشروبات في الهواء الطلق‪..‬‬
‫شدت المعطف األسود على جسدها وهي ال تزال ترتدي نظارتها الشمسيه وتغطي رأسها بقبعة‬
‫صوف من ماركتها ال ُمفضله‪..‬‬
‫جلست على أحد الكراسي ونظرت الى الصورة التي بين يديها هامسه بسعاده‪ :‬إقتربتُ كثيرا ً‬
‫من إيجادها ‪ ،‬سيسعد سيدي موريس كثيرا ً ‪ ،‬سيُغرقني باإلطراء ‪ ،‬أتشوق الى هذه اللحضه‪..‬‬
‫وبعدها بدأت تُراقب الناس فلقد أخبرها صاحب المقهى عن كونه شاهد هذه الطفلة تأتي الى‬
‫هنا مع شابين بشكل شبه متكرر‪..‬‬
‫ستنتظر هنا طوال هذا اليوم وغدا ً وبعد غد حتى تراها‪..‬‬
‫إلتفتت يمينا ً عندما الحظت فتاة بعمرها تمشي ولكن لم تكن هي‪..‬‬
‫بقيت تراقب جميع الفتيات الصغيرات الالتي يمشين ُهنا و ُهناك حتى شاهدت فتاة تشبهها تماما ً‬
‫تمر من جانب سور المقهى برفقة شاب آخر‪..‬‬
‫عقدت حاجبها ووقفت لتلحق بها وتتأكد إن كانت نفسها أو فقط تشبهها‪..‬‬
‫لم يأخذ هذا منها الكثير من الوقت فلقد عرفتها فورا ً!‬
‫إنها هي نينا من دون أدنى شك‪..‬‬
‫نظرت الى الشاب الذي يُرافقها حيث أنه ُممسكا ً بهاتفه النقال ويتحادث مع شخص آخر‬
‫وممسكا ً بيد نينا بيده األُخرى‪..‬‬
‫قررت مالحقتهم حتى يذهبوا الى مكان يخلوا من البشر وحينها تُهاجمه وتُمسك بنينا‪..‬‬
‫إبتسمت فالليالي البارده الماضيه التي قضتها تبحث عنها في كُل مكان أثمرت نتائجها أخيرا ً‪..‬‬

‫في حين ‪ ،‬تنهد جاكي وهو يقول‪ :‬كلود تعرف بأنه ال يُمكنني تركها!‬
‫كلود في الطرف اآلخر من الهاتف‪ :‬وهل سترعاها الى األبد ؟‬
‫جاكي‪ :‬كال ‪ ،‬أنا واثق بأنها ستظهر في األخير!‬
‫سجنت لعدة سنوات ؟ ماذا‬ ‫كلود‪ :‬وماذا لو كانت ميته ! ماذا لو تسببت ب ُمشكلة وقُبض عليها و ُ‬
‫لو هاجرت من فرنسا ؟ أنت تعرف كم هي مجنونه فال تُعلق نفسك بأمل ضئيل ‪ ،‬رين لن تعود‬
‫أنا واثق أو باألصح هذا ما أتمناه كي ال أقتلها بيدي‪..‬‬
‫إبتسم جاكي بهدوء وهو يقول‪ :‬كال ‪ ،‬ستكون لطيفا ً وتتحدث معها أوالً قبل إفتراض أي شيء ‪،‬‬
‫أعرف كم أنت لطيف‪..‬‬
‫كلود بإنزعاج‪ :‬أنا لستُ بشخص لطيف على اإلطالق !! توقف عن كونك ساذجا ً!‬
‫تجاهل جاكي هذا وقال‪ :‬ال بأس ‪ ،‬سأنتظرها ‪ ،‬أنت ال تتوقع مني رمي الطفلة بالشارع صحيح‬
‫؟‬
‫كلود‪ :‬لم أقل إرمها بالشارع بل أودعها عند أي دار للرعايه ‪ ،‬لن تقبل أمك بوجودها أكثر في‬
‫منزلك فتوقف عن صنع األعذار وضع حدا ً لهذا فنحن ُمقبلون على فترة إمتحانات لذا ال تُشتت‬
‫تركيزك بأمور ال طائل منها‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬إتصلتُ أطلب حالً يا كلود‪..‬‬
‫كلود‪ :‬وهذا هو الحل األنسب لذا إفعله رجاءا ً فاللطف ال ُمبالغ فيه كارثه‪..‬‬
‫تنهد جاكي وهو محتار للغايه‪..‬‬
‫همس له‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أراك غدا ً‪..‬‬
‫بعدها أغلق هاتفه فنظرت نينا إليه لفتره قبل أن تسأله‪ :‬أنا أُسبب لك المشاكل صحيح ؟‬
‫نظر إليها ُمتفاجئا ً ثم إبتسم وجلس أمامها يقول‪ :‬إطالقا ً ‪ ،‬أنا فقط قلق بشأن أُختك فلقد بحثنا‬
‫عنها في كُل مكان ولم نجدها ‪ ،‬ال تقلقي هي بخير فرين فتاة قويه أكثر مما تتوقعين‪..‬‬
‫إبتسمت نينا تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬أُختي قويه للغايه ‪ ،‬أُريد أن أُصبح مثلها‪..‬‬
‫هز رأسه ليقف بعدها ويواصالن المشي الى حيث ال يعلم‪..‬‬
‫لقد إعتاد على هذا ‪ ،‬على الخروج معها والبحث بشكل عشوائي في كل مكان هو وكلود لينتهي‬
‫بهم األمر لشرب شيء ساخن وبعدها يفترقون‪..‬‬
‫ولكن هذه المره خرج معها هو فقط فلقد مل كلود من األمر وقرر التوقف‪..‬‬
‫ال يُمكنه لومه إطالقا ً ‪ ،‬بداخله يعلم بأن كلود محق ولكن ال يمكنه التوقف إطالقا ً‪..‬‬
‫لطفه الزائد هذا حقا ً كاللعنة عليه كما يقول له كلود دائما ً‪..‬‬

‫توقف عن المشي عندما قطع عليه وقوف فتاة ال يمكنه رؤية مالمح وجهها بسبب النظارة‬
‫الكبيره والوشاح الملفوف على عُنقها‪..‬‬
‫كُل ما الحظه بعض الخصل الورديه من تحت قبعتها السوداء‪..‬‬
‫رفع حاجبه وسأل‪ :‬أي خدمه ؟‬
‫همست له بهدوء‪ :‬أعطني الفتاة فأنا من يُمكنها فقط لم شملها مع أختها‪..‬‬
‫ت؟‬‫دُهش من الجواب الذي لم يتوقعه إطالقا ً فقال‪ :‬من أن ِ‬
‫أجابته ريتا ببرود‪ :‬كف عن طرح األسئلة فأنا شخص مشغول‪..‬‬
‫عقدت نينا حواجبها وقالت بتساؤل‪ :‬أُختي ريتا ؟‬
‫دُهشت ريتا من معرفتها بها فلقد حاولت تغيير صوتها‪..‬‬
‫أشاحت بوجهها وهي تشعر بخجل شديد منها بعد آخر موقف حدث ‪ ،‬لقد كانت تنوي إنهاء‬
‫المهمة وتسليمها الى موريس دون أن تدعها تعرفها‪..‬‬
‫ت حاولت تغييره بشده‪ :‬لستُ كذلك‪..‬‬ ‫قالت بصو ٍ‬
‫نظر جاكي الى نينا التي ال تزال تنظر الى أطراف شعر ريتا وقالت‪ :‬حقا ً ؟‬
‫نظر جاكي الى ريتا التي أجابت‪ :‬نعم ‪ ،‬واآلن أيها الشاب سلمها بدل‪....‬‬
‫تجاهلها في منتصف حديثها وهو يجلس أمام نينا قائالً‪ :‬أتعرفينها ؟ أهي أحد أقربائك ؟‬
‫هزت نينا رأسها نفيا ً بينما قالت ريتا بإنزعاج‪ :‬ال تُعطي اآلخرين ظهرك وهم يُحادثونك ! هذه‬
‫قلة تهذيب!!‬
‫سألها جاكي مجدداً‪ :‬إذا ً ما صلتك بها فلقد دعوتها بأُختي‪..‬‬
‫نينا‪ :‬كانت لطيفة معي عندما لم يكن لدي منزل ألذهب إليه‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬فقط ؟‬
‫هزت نينا رأسها باإليجاب‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره بعدها وقف وإلتفت ناظرا ً الى ريتا وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬آسف لتجاهلك‪..‬‬
‫شعرت ريتا بالرضى في حين أكمل‪ :‬وشكرا ً على إعتنائك بها طوال المدة الماضيه لذا ال تقلقي‬
‫بشأنها اآلن فأنا قريب لها وسأتكفل باإلعتناء بها ‪ ،‬شكرا ً إلهتمامك‪..‬‬
‫سحقا ً!!‬ ‫سحقا ً ُ‬
‫سحقا ً ُ‬
‫ُ‬
‫أشاحت بوجهها وهي تشعر بخجل شديد!!‬
‫إنه لطيف معها للغايه ‪ ،‬إنه ال يعرفها ومع هذا يُحادثها بلطف!‬
‫كانت تنوي إلحاق األذى به وهاهو يُعاملها بلطف!‬
‫لقد آلم هذا قلبها!!‬
‫أغمضت عيناها محاولة إستجماع شجاعتها فأوامر موريس هي األهم‪..‬‬
‫نظرت إليه بحدة وبعزم كبير ولكن كُل هذا تالشى عندما إبتسم لها بإمتنان فشدة على أسنانها‬
‫سحقا ً لك‪..‬‬ ‫وصرخت في وجهه‪ُ :‬‬
‫ومن ثُم إختفت فجأه وهو مندهش من ردة فعلها‪..‬‬
‫تسائل في نفسه هامساً‪ :‬ما خطبها ؟‬

‫في حين توارت عن األنظار تُراقبهم من بعيد وهي تعض على وشاحها هامسه‪ :‬ال بأس ‪،‬‬
‫سأُراقبهم ‪ ،‬هو لن يبقى برفقتها دائما ً لذا ما إن يفترقا سأُمسك بها وأختفي معها تماما ً‪..‬‬
‫جائها صوت من الخلف يقول‪ :‬ولما تُريدين الفتاة الى هذا الحد ؟‬
‫إندهشت وإلتفتت فورا ً لتقع عيناها على فتاة في نفس عمرها ذات شعر ثلجي ُمميز‪..‬‬
‫لحضه ‪ ،‬تعرفها!!‬
‫لقد رأتها تمر من أمام المقهي فلقد جذبها لون شعرها هذا!‬
‫سحقا ً!‬
‫ُ‬
‫هل هذا يعني بأنها كانت برفقة الشاب والطفله وشاهدتها وهي تتبعهم!‬
‫في حين بقيت كلير تنظر الى هذه الفتاة الغريبه‪..‬‬
‫لقد ذهبت قبل ساعه الى منزل جاكي لتُحادثه ولكنها توقفت عندما رأته يخرج برفقة إبنة‬
‫خالته وألنها من الداخل تُراودها شكوك من ناحيتها قررت مراقبة ما سيفعله وبقيت تلحق‬
‫بهما من بعيد لتُفاجئ بعد فتره بهذه الفتاة تالحقهما أيضا ً‪..‬‬
‫سألت كلير مجدداً‪ :‬هل كان سؤالي صعبا ً ؟‬
‫عضت ريتا على شفتيها وقالت‪ :‬ال أضن األمر يعنيك‪..‬‬
‫تقدمت كلير منها حتى وقفت أمامها تماما ً وهمست‪ :‬أجيبيني وسأُحظر لك الفتاة بال ُمقابل‪..‬‬
‫دُهشت ريتا وبدأت تشعر بالريبه من هذه الفتاة ولكن لن تخسر شيئا ً إن وافقتها‪..‬‬
‫أجابت‪ :‬فقط فتاة هاربه يُريدها شخص ما‪..‬‬
‫كلير‪ :‬ولما هي هاربه ؟‬
‫ريتا‪ :‬سبب خاص وصدقيني لن تستفيدي شيئا ً إن عرفته‪..‬‬
‫صمتت كلير لفتره تُفكر ثُم قالت‪ :‬سؤال أخير ‪ ،‬هل لها عالقة برين ؟‬
‫دُهشت ريتا وقالت‪ :‬أتعرفين مكانها ؟!!‬
‫إبتسمت كلير إبتسامة غريبه فهي لم تكن باإلبتسامة السعيدة بتاتا ً‪..‬‬
‫همست بداخلها‪" :‬كذب جاكي مجددا ً"‬
‫إلتفتت لتُغادر فأمسكت بها ريتا تقول‪ :‬لحضه ! الى أين ؟‬
‫كلير ببرود‪ :‬لم أعدك بإحضارها ‪ ،‬لقد كذبت لذا لومي نفسك على كونك غبيه‪..‬‬
‫ضاقت عينا ريتا وقد تملكها الغضب فلفتها بقوه كي يصطدم ظهرها بالجدار المجاور لهذا‬
‫الزقاق الضيق‪..‬‬
‫شعرت كلير باأللم فإقتربت ريتا منها كثيرا ً وهي تهمس‪ :‬أجل قد أكون ساذجه في بعض‬
‫األحيان ولكني لستُ ضعيفة أبدا ً‪..‬‬
‫أمسكت بمعصمها ولفته ُمكمله‪ :‬لذا أجيبيني ‪ ،‬كيف تعرفين رين وإن لم تُعطني اإلجابة التي‬
‫تُرضيني ستخسرين ذراعك‪..‬‬
‫أصبح كُل شيء واضحا ً في عيني كلير اآلن فهذه الفتاة حتما ً تنتمي لتلك المنظمة التي بسببها‬
‫ماتت آريستا‪..‬‬
‫ت حمقاء ؟‬ ‫إبتسمت بهدوء هامسه‪ :‬ما فائدة قوتك إن كُن ِ‬
‫نظرت الى عينيها ُمكمله‪ :‬فلو كذبتُ اآلن ستُصدقينني وسأنجو!‬
‫مرض نفسي ؟ إن كان هذا ما‬ ‫ٍ‬ ‫ظهر اإلستنكار على وجه ريتا وهي تقول‪ :‬هل تُعانين من‬
‫ستفعلينه فلما تُخبريني به ؟! إني هكذا سأُقرر إيذائك بكال الحالتين!!!‬
‫إبتسمت كلير بدون أي تعليق فشدت ريتا على أسنانها ثُم دفعتها بعيدا ً عنها تقول‪ :‬ال أملك‬
‫الوقت ألُضيعه معك‪..‬‬
‫بعدها غادرت باحثةً عن نينا لتُكمل ُمراقبتها فهي لم تبتعد بعد بكُل تأكيد‪..‬‬

‫بقيت كلير واقفةً في مكانها لفتره بعدها أخرجت هاتفها ودخلت الى إحدى تطبيقات الدردشه‬
‫وأرسلت الى جاكي‪..‬‬
‫"أُخت رين إذا ً ؟ وتستمر بإخباري بأنك ال تهتم بأمرها ‪ ،‬أكرهك"‬
‫فتح الرسالة وأتاها إشعار كونه يكتب ولكن بعدها خرج دون إرسال أي شيء‪..‬‬
‫شعرت بغضب عارم وقررت الذهاب دون حتى أن تُخبره عن أن الطفلة ُمراقبه‪..‬‬
‫ولكنها توقفت عندما تذكرت كم هو أحمق وسيتمسك بالطفلة لدرجة أنه قد يتعرض لألذى من‬
‫تلك ال ُمجرمه‪..‬‬
‫فتحت الدردشه وكتبت مجددا ً‪..‬‬
‫"هناك متربصه بك تريد خطف الطفله ‪ ،‬إحذرها فهي ُمجرمه"‬
‫وبعدها أغلقت الهاتف وغادرت متجاهلة كُل اصوات اإلشعارات التي هي منه دون أي شك‬
‫وبداخلها تشعر بغضب جراء تصرفه‪..‬‬
‫فهو لم يهتم عندما عرفت بكذبه وغضبت منه ولكن بال ُمقابل أي شيء يخص رين سيحرق‬
‫هاتفها باإلشعارات من أجلها‪..‬‬
‫هي حقا ً تكره هذا!‬

‫***‬
‫‪10:00 pm‬‬
‫‪- Les Orres -‬‬

‫مسترخيا ً على السرير ال ُمريح في غرفته بالفندق وفي يده هاتفه النقال‪..‬‬
‫صغرى إليان حيث كانت تُحاول جاهده اإلدعاء بأن‬ ‫اإلبتسامة على شفتيه وهو يُراسل أُخته ال ُ‬
‫أمر الحفلة التي حظرها ليست بتلك األهميه‪..‬‬
‫همس بإبتسامه‪ :‬هي غاضبه ‪ ،‬بالتأكيد غاضبه‪..‬‬
‫صغرى غاضبه لذا أعدك بأن آخذك بنفسي الى‬ ‫أرسل لها مجددا ً ‪ ":‬حسنا ً يؤلمني رؤية أُختي ال ُ‬
‫إحتفال ُمشابه فور إنتهائك من فترة اإلمتحانات القادمه"‬
‫أرسلها لينفجر ضحكا ً عندما ردت عليه بغضب تُخبره بأنها ليست غاضبه واإلحتفال ال يهمها‬
‫‪..‬‬
‫إكتفى بأن يُرسل إليها تعبير ضاحك بعدما سمع صوت الجرس يرن حيث وصله طعام عشائه‬
‫من دون أدنى شك‪..‬‬
‫تقدم من الباب وفتحه لتدخل الموظفة بعزبية العشاء وتُرتبه بأناقة على الطاوله‪..‬‬
‫سألته إن كان يُريد شيئا ً آخر وخرجت بعدها عندما أجابها بالرفض‪..‬‬
‫جلس على الكرسي وسحب المنديل القُماشي ليتفاجأ بسقوط ضرف كان ُمخبئا ً بين طياته‪..‬‬
‫إنحنى وإلتقطه فلقد كان ضرفا ً خفيا ً للغايه فعرف بأنها رسالةٌ من ُمعجبه فلطالما مر بمثل هاته‬
‫المواقف‪..‬‬
‫فتح الظرف لتضيق عيناه وهو يُخرج مدخل ‪ USB‬اسود فقط‪..‬‬
‫نظر إليه قليالً ليقوم بعدها من فوق العشاء فقد إستولى هذا التخزين على إهتمامه‪..‬‬
‫جلس على سريره وهو يفتح جهازه المحمول كي يعرف ماهي محتوياته واإلبتسامة على‬
‫شفتيه وهو يهمس‪ :‬سأُجن حقا ً لو كانت رسالة من ُمعجبه ‪ ،‬إنهم يتطورون مرةً بعد مره‪..‬‬
‫لقد كان ممتلئا ً دليل وجود الكثير بداخله وليس محض رسالة إعجاب لذا إختفت اإلبتسامة من‬
‫على شفتيه وبدأت الجديه تطغى على مالمحه‪..‬‬
‫وجد ثالث مقاطع فيديو وملف نصوص واحد‪..‬‬
‫فتح الملف النصي أوالً وقرأه محتواه‪..‬‬
‫"تُريد التخلص منها ؟ أنا أيضا ً يزعجني كونك تُضحي كثيرا ً من أجلها ‪ ،‬إنها تستنزف طاقة‬
‫حياتك شيئا ً فشيئا ً ‪ ،‬ال تُضيع شبابك بعالق ٍة ُمتعبه كهذه ‪ ،‬لدي الكثير من المقاطع والصور التي‬
‫ستُدينها لو نشرتُها للعامه عن طريق مواقع الصحافه ‪ ،‬ستتطلخ تماما ً ويستحيل بعدها أن‬
‫تعود الى موقعها السابق وبهذا لن تكون هي الرقم واحد ولن تكون أنت ُمضطرا ً لإلستمرار‬
‫معها ‪ ،‬يُمكنني فعل ذلك ألجلك ولكن بال ُمقابل عليك أن تعدني بأنك ستُلبي أُمنيتي أيا ً كانت ‪،‬‬
‫فأنا بال ُمقابل سأُخاطر بمكاني في الصحافه عند نشري لتلك المقاطع فمثل هذا التشهير‬
‫سأُعاقب عليه بالطرد كأقل تقدير وقد يصل الى السجن ‪ ،‬لذا أُريد ُمقابالً ل ُمخاطرتي هذه ‪ ،‬إن‬
‫كُنتَ موافقا ً فأترك ولو كلمة واحده تدل على موافقتك أو رفضك على التقويم الموجود بالغرفه‬
‫‪ ،‬أعتذر فلن اُخبرك اآلن عن ال ُمقابل الذي أُريده ‪ ،‬ولكني أعدك بأنه لن يضرك ُمطلقا ً فأنا لن‬
‫اُخاطر ب ُمساعدتك بالتخلص منها كي أضرك بال ُمقابل ‪ ،‬أنتظر ردك"‬
‫إتسعت عيناه شيئا ً فشيئا ً وهو يقرأ هذا الكالم ليخرج بعدها من الصفحه ويفتح الفيديوهات‬
‫ال ُمرفقه‪..‬‬
‫صدم وهو يرى فيديوهات لكاتالين بغرف النادي ‪ ،‬بعضها تظهر بمظهر ُمثير للشفقه وهي‬ ‫ُ‬
‫تتعاطى الكثير من الكحول وبعضها يصل بها األمر لبناء عالقة مع رجل يُرافقها‪..‬‬
‫هي بالفعل ستتلطخ بالوحل في حال نشر هذه الفيديوهات‪..‬‬
‫ضاقت عيناه لفتره وهمس بهدوء‪ :‬ولكن من هذا الصحفي المجنون الذي يضحي بنفسه‬
‫وينشر هذه المقاطع ؟ لو أدانته المؤسسه بشده فسيُسجن لمدة قد تصل الى سبع سنوات ! لما‬
‫يفعل هذا ؟ هل يريدني أن أُحقق أُمنيته الى هذا الحد ؟!‬
‫صمت لفتره وأكمل بعدها‪ :‬أم أنه مجرد صحفي حقير يسعى إليقاعي بفخ دنيء ليُدينني أنا!‬
‫رفع نظره ودار بالغرفة ليجد التقوم بجانب شاشة التلفاز الكبيره‪..‬‬
‫ليس لديه الكثير من الوقت ليُجيب على طلبه هذا‪..‬‬
‫ماذا يفعل ؟‬
‫هو بحق يريد التخلص من كاتالين وبشده وفي المقابل ال يريد من مجهول أن يفعل هذا ألجله‬
‫‪..‬‬
‫وأيضا ً ‪ ....‬قد يكون كُل هذا فخ من ُمراسل خبيث أو شخص أرسلته كاتالين لتختبره أو‬
‫لتورطه‪..‬‬
‫ولكن السؤال الذي يتبادر الى رأسه هو كيف لهذا ال ُمراسل أن يعرف بنوع عالقته الحقيقيه‬
‫بكاتالين ؟ فال أحد أبدا ً يعرف عنها حتى أخته إليان‪..‬‬
‫اليوم فقط أخبر شارون وهو يثق بها جدا ً لذا ال يضن بأن لها يدا ً في هذا األمر‪..‬‬
‫أغلق جهازه المحمول وخرج وهو يُحاول جاهدا ً أال يُفكر بهذا األمر ُمطلقا ً فهذا سيُجهده ليس‬
‫إال‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:34 pm‬‬

‫سباتها وجعلها تُغادر السرير ُمرغمه‪..‬‬ ‫جوع منتصف الليل أيقضها من ُ‬


‫خرجت من باب حجرتها وهي تهمس‪ :‬استحق ذلك ! من قال لي أن أستمر بعنادي وأرفض‬
‫تناول العشاء مع والدي ؟‬
‫خطت رجالها الصغيرتان على أرض المنزل الخشبيه وهي تمد يدها تتحسس الجدران كي ال‬
‫تصطدم بشيء فالظالم دامس في المكان‪..‬‬
‫إتجهت الى المطبخ وأشعلت شمعدانا ً يضعونه على الطاولة للزينه‪..‬‬
‫ال تُريد أن تُشعل الضوء ويشعر بها والدها فهي تعرف بأنه عادةً ال ينام إال في وقت متأخر‬
‫من الليل‪..‬‬
‫تقدمت من أحد األرفف وحاولت الوقوف على أطراف أصابها حتى تصل الى برطمان التوت‬
‫فقطعة خبز مع مربى هو أسرع عشاء قد تفكر فيه‪..‬‬
‫وهو أيضا ً لن يحتاج الى إشعال النار أو الفرن‪..‬‬
‫أطلقت شتيمة من شفتيها عندما لم تستطع الوصول إليه‪..‬‬
‫أنها ال تزال في الثالثة عشر من عمرها لذا طولها ال يُساعدها ُمطلقا ً‪..‬‬
‫تلفتت تنظر في المطبخ بحثا ً عن شيء تقف فوقه حتى وقعت عيناها على صورة والدها‬
‫ووالدتها وهما يحمالنها في صغرها‪..‬‬
‫شدت على أسنانها بغيض شديد‪..‬‬
‫بعد إنفصال والداها قبل فترة طويله للتو فقط عرفت عن السبب‪..‬‬
‫سابقا ً كانت تضع اللوم على نفسها لكونها طفلة مشاغبة عنيده ومتمرده تصنع المشكالت في‬
‫المدرسة والحي ولكن هذا اليوم فحسب إكتشفت السبب الحقيقي‪..‬‬
‫عن كون األمر هو عالقة والدها بإمرأة أُخرى جميله أجنبيه‪..‬‬
‫هذا ما جعلها تُشاجر والدها وتُغلق على نفسها الباب دون عشاء‪..‬‬
‫توقفت عن البحث عاقدةً حاجباها عندما وصل الى أُذنها صوتٌ هامس بالخارج‪..‬‬
‫إقتربت من النافذه لتجد والدها يقف في باحة المنزل ويتحدث مع إمرأة ما‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بصدمة وغضب وغادرت مكانها متجهةً الى الخارج‪..‬‬
‫فتحت الباب بقوه وهي تصرخ في وجه والدها قائله‪ :‬تقول لي أني ُمخطئه وعالقتك بها هي‬
‫عالقة عمل !!! اآلن ظهر تناقضك السيء هذا !!! أكرهك أيها الخائن!‬
‫دُهش والدها ونظر إليها في حين نظرت المرأه إليها بهدوء تام‪..‬‬
‫كان وجهها أحمرا ً من شدة الغضب وعيناها حمراوتان تُنذران بتساقط الدموع ‪ ..‬تقدم والدها‬
‫منها يشرح لها لكنه توقف عندما أشارت له المرأة بذلك‪..‬‬
‫تقدمت المرأة بدورها وأزاحت غطاء الرأس عن شعرها األسود وإنحنت أمامها تقول‬
‫بإبتسامه‪ :‬كيف حالُك رين ؟ مرة فترة طويله صحيح ؟‬
‫إتسعت عينا رين بصدمه عندما تعرفت على وجهها وإختنقت الكلمات بحلقها لترتجف بعدها‬
‫ت هي التي أخذتي والدي من والدتي ؟!!!‬ ‫قائله‪ :‬أن ِ‬
‫تعجبت المرأة وفتحت فمها لتُصحح سوء الفهم هذا ولكن قاطعها صراخ ال ُمراهقة في وجهها‪:‬‬
‫ت إمرأة شريره !!! لقد خدعتني وسرقتي والدي ! أكرهك!!‬ ‫أن ِ‬
‫ثُم إنطلقت من بينهما الى الشارع تجري هاربةً من كُل هذا والذنب الكبير يأكلها قلبها الصغير‬
‫هذا‪..‬‬

‫**‬

‫فتحت عيناها بهدوء تنظر الى السقف وهذه الذكرى تتكرر في رأسها مجددا ً‪..‬‬
‫ال تعلم ‪ ،‬هل هو حلم أم أنها إستيقظت مسبقا ً وجائتها هذه الذكرى في مرحلة يقضتها‪..‬‬
‫كُل ماهي متأكده منه أن يبدو واقعيا ً وقديما ً للغايه‪..‬‬
‫وكأنه حقا ً ذكرى من عدة سنوات ماضيه‪..‬‬
‫بدأ عقلها يتجاهل التفكير في هذه الذكرى عندما تسللت رائحة العطر القوية الرجاليه الى‬
‫أنفها‪..‬‬
‫عقدت حاجبها قليالً وشيئا ً فشيئا ً بدأت تستوعب كون هذا السقف غريبا ً عنها بالكامل!‬
‫حاولت الجلوس ولكنها ال تزال تشعر بتخدر في جسدها فإلتفتت الى يمينها حيث الغرفة الشبه‬
‫مظلمه إال من بعض اإلضائات الخافته ُهنا و ُهناك‪..‬‬
‫وقعت عيناها على أثاث راقي مخملي وجدران فاخره ذات ألواح متعدده لرسومات غير‬
‫واضحة المعالم ودوالب كبيير مليء بزجاجات الشراب ذات األشكال واألحجام المختلفه‪..‬‬
‫وأمامها ‪ ،‬يقف جسد رجل يُعطيها ظهره ويبدو بأنه يضع بعض الشراب في كأسه الزجاجي‬
‫األنيق‪..‬‬
‫عاد القليل من النشاط الى جسدها وجلست بعدما كانت مستلقية على أريكة مخملية قرمزية‬
‫اللون‪..‬‬
‫شيئا ً فشيئا بدأت ذاكرتها تسترجع األحداث الماضيه عندما قررت الخروج من المنزل متجهة‬
‫الى الصيدلية من أجل صندوق النفايات القريب منها‪..‬‬
‫شعرت أنها في ورطة كبيره عندما تذكرت كُل شيء فبادرت بالسؤال‪ :‬من أنت ؟‬
‫إبتسم ولم يلتفت إليها وهو يقول‪ :‬أتُريدين كأسا ً ؟‬
‫ردت بحده‪ :‬كال ‪ ،‬واآلن من أنت وأين أنا ؟‬
‫ثوان قليله إلتفت وهو يحمل في يده كأسه وتقدم منها وهو يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ال أذكر بأننا‬ ‫ٍ‬ ‫بعد‬
‫ت بإسمي في مرة من المرات ‪ ،‬أنا رايان‪..‬‬ ‫إلتقينا من قِبل ولكن البد من أنك سمع ِ‬
‫عقدت حاجبها ولم تتذكر اإلسم ثم إبتسمت على نفسها بسخريه فهي لم تسترجع حتى نصف‬
‫ذكرياتها لذا ال تدري حتى إن كانت قد سمعت به أو ال‪..‬‬
‫قالت‪ :‬لم أسمع به وال أُريد أن أسمع به حتى ‪ ،‬أُريد أن أُغادر‪..‬‬
‫جلس بهدوء تام على األريكة ال ُمقابله وبقي ينظر إليها بإبتسامه جعلتها ترتبك‪..‬‬
‫ال تعلم كم يبلغ من العمر ولكنه تجاوز أواخر الثالثين وربما األربعين أيضا ً ‪ ،‬على الرغم من‬
‫أنه في منتصف العمر إال أن إبتسامته كانت ُمربكه للغايه‪..‬‬
‫لقد كان يتمتع بجاذبيه كبيره للغايه ‪ ،‬شعر أشقر مصفف بعنايه الى الخلف وعينان ناعستان‬
‫رمادية مائله للزرقه ‪ ،‬لونا ً مميزا ً لم ترى مثله من قبل!‬
‫هي واثقه بأنه قد حظي بالكثير من الصديقات في جميع مراحل عمره فجاذبيته كبيره على‬
‫الرغم من أنه تجاوز مرحلة الشباب‪..‬‬
‫ت تعيشين في األشهر األخيره ؟ أُراهن بأنك إستطعتي‬ ‫رشف القليل من كأسه وسألها‪ :‬كيف كُن ِ‬
‫تدبر أمر نفسك فلقد عرفتُ بأنها ليست المرة األولى التي تهربين فيها ‪ ،‬لقد فعلتي هذا مرارا ً‬
‫وتكرارا ً من طفولتك وحتى ُمراهقتك‪..‬‬
‫تذكرت فورا ً الذكرى التي راودتها قبل دقائق وهمست‪ :‬من يدري‪..‬‬
‫إنها ليست المرة األولى التي تسمع فيها من أعدائها عن كونها هاربة بارعه ولكنها حقا ً ال‬
‫تدري إن كانت كذلك أو ال!!‬
‫فمنذ أن فقدت ذاكرتها وهي لم تهرب وال لمره بنفسها بل كُل شيء كان بمساعدة أحدهم!‬
‫أولها في باريس عندما ساعدها المدعو بآندرو من أيدي ذاك المجرم!‬
‫وبعدها عندما هربها العجوز بعد إنتشار صورها في كُل مكان‪..‬‬
‫وأخيرا ً عندما أخرجها ريكس بعدما وقعت بين أيديهم ببساطه‪..‬‬
‫لقد كانت ساذجه وكانت تتلقى المساعده دوما ً فهل هي حقا ً هاربة بارعه أم أن حتى مغامرات‬
‫هروبها قبل فقدانها للذاكره كانت ب ُمساعدة أشخاص آخرين ؟!‬
‫هي بالفعل ال تدري‪..‬‬
‫ت وريكس‪..‬‬ ‫راقبها رايان بعينيه الهادئتين لفتره ليقول بعدها‪ :‬أرى بأن القدر جمعكما مجددا ً أن ِ‬
‫عقدت حاجبها ونظرت إليه فأكمل‪ :‬ويبدو بأنه قربكما للغاية لدرجة إدخاله لك لمنزله الذي ال‬
‫يدخله سوى القلة فقط ‪ ،‬كيف تطورت هذه العالقة ؟ أيُمكنك أن تُجيبيني ؟‬
‫نظرت إليه لفتره بعدها قالت‪ :‬ومن تكون ألُجيبك ؟ أوليس من األدب أن تُعرفني بنفسك أوالً‬
‫حتى أعرف مع من أنا أتحدث!‬
‫رفع حاجبه قبل أن يبتسم ويقول‪ :‬أخبرتُك أُدعى رايان والقلة يعرفوني بهذا اإلسم ‪ ،‬لكن يبدو‬
‫بأنك لم تكوني منهم كما كُنتُ أضن ‪ ،‬حسنا ً ماذا عن اإلسم اآلخر ؟ يستحيل أن ال تكوني قد‬
‫سمعتي به‪..‬‬
‫عقدت حاجبها ليُكمل ببطيء قائالً‪ :‬يُلقبونني في كُل مكان بالبروفيسور ‪ ،‬سمعتي به صحيح ؟‬
‫إتسعت عيناها بصدمه فهذا آخر شخص كانت تتوقع مقابلته بهذه السرعه!!‬

‫‪Part End‬‬

‫‪Part 41‬‬

‫أحب أن أقول الحقيقة‪ ،‬فلم يصدقني أحد‪ ،‬فأخذت أكذب"‪.‬‬


‫ّ‬ ‫" وكنتُ‬

‫‪-‬ليرمنتوف‪-‬‬

‫تردد كالم فرانسوا في رأسها كثيرا ً‪..‬‬


‫طلبت منه معلومات قد تُفيدها في نقاشها مع ريكس وهذه كانت إحدى المعلومات‪..‬‬
‫عن كون الزعيم يُلقب بالبروفيسور!‬
‫الرعب إجتاحها داخليا ً وهي تراه أمامها حقيقة فلم تتوقع ُمقابلته في يوم من األيام‪..‬‬
‫كُل ما تعرفه هو أن والدها سرق منهم شيئا ً ما لذا المنظمة تُطاردها ‪ ،‬إنه شيء بسيط تافه‬
‫فلما هي اآلن في حضرة الزعيم بنفسه!!‬
‫لما ؟!‬
‫ال يُمكنها التفسير!‬
‫هل األمر أكبر من كونه مجرد سرقة عاديه ؟‬
‫سرق يخص الزعيم نفسه!‬ ‫أو ربما ما ُ‬
‫ال تعتقد هذا فتلك المرأة ال ُمسماة بكارمن طلبت أن تقتلها إن لم تعترف لذا‪....‬‬
‫أما كان من األفضل أن يقتلوها بدالً من أن تجد نفسها أمامه ؟‬
‫هي لم تعد تفهمهم إطالقا ً!‬

‫أما هو‪..‬‬
‫فبقي يُراقب ردة فعلها بإبتسامة غريبه حتى بدأت هي الحديث قائله بحذر‪ :‬لما ؟‬
‫هذا هو السؤال الوحيد الذي تبادر الى ذهنها‪..‬‬
‫لما ؟‬
‫لما لم يقتلوها ؟‬
‫لما هي حية وأمامه هو ؟‬
‫وضع كأسه بهدوء تام على طاولة بجانب أريكته بينما كان مسترخيا ً في جلوسه يضع رجله‬
‫اليُمنى على اليُسرى‪..‬‬
‫ت‬‫شبك أصابعه ببعضها وهو ال يزال يبتسم إبتسامته تلك ويقول‪ :‬ال تتظاهري بالغباء ‪ ،‬أن ِ‬
‫تعرفين لما‪..‬‬
‫ال ‪ ..‬هي قطعا ً ال تعرف‪..‬‬
‫لقد تعبت من تكرار هذه اإلجابة على مسامع الجميع!!‬
‫وهذا لن يختلف عنهم ‪ ،‬هو أيضا ً لن يُصدق كونها فاقده لذاكرتها!‬
‫لم يصدقها أحد من قبل فكيف بالزعيم اآلن ؟‬
‫تذكرت ذاك األصلع ‪ ،‬نعم هو في نهاية األمر صدقها‪..‬‬
‫لو أنه موجود لساندها وأكّد كالمها‪..‬‬
‫نظرت حولها ك ُمحاولة يائسه للعثور عليه ولكن الغرفة كانت فارغه تماما ً من البشر عداهما‪..‬‬
‫عاودت تنظر إليه وقالت‪ :‬وهل ستُصدقني أيا ً كانت إجابتي ؟‬
‫ت كالحرباء مثلها تماما ً ‪ ،‬لذا يستحيل أن أُصدقك إال إن أخبرتني عن‬ ‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬أن ِ‬
‫مكانه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وهي تتسائل في نفسها عما يقصد ؟‬
‫سرق ؟‬ ‫هل يقصد ما ُ‬
‫إن كان أجل فماذا تفعل ! ذاكرتها عن هذا األمر لم تعد بعد!!‬
‫هل سيكون مصيرها الموت ؟‬
‫لن يكون لديها خيارا ً آخرا ً سوى تلفيق كذبة ُمقنعه تُخرجها مما هي فيه‪..‬‬
‫هذا أفضل من أن تقول الحق وتجد التكذيب فهذا لن يوقعها سوى في مزيد من المشاكل‪..‬‬
‫أجابته بهدوء‪ :‬آسفه ‪ ،‬ال أستطيع إخبارك عن مكان ما تبحث عنه‪..‬‬
‫سرق مهم للغايه ولن يقتلوها‬ ‫نعم ‪ ..‬ما دام وصل األمر أن يطلب منها الزعيم هذا فيعني أن ما ُ‬
‫حتى يحصلوا عليه‪..‬‬
‫رغم أنها ال تفهم لما تلك المرأة أمرت بقتلها فدارسي والزعيم يبدون مستميتين للحصول عليه‬
‫أكثر من أي شيء آخر‪..‬‬
‫صغرى ويهددها بها‪..‬‬ ‫ولكن ما تخشاه اآلن هو أن يأتي بذكر أُختها ال ُ‬
‫في هذه الحاله ‪ ،‬ستكون نقطة ضعف كبير لها‪..‬‬
‫لتتمنى فحسب أال يذكر األمر‪..‬‬

‫بقي ينظر إليها لفترة ليست بالقصيره بعدها قال‪ :‬ما الذي تقصدينه بالضبط في قولك لن‬
‫تُخبريني عن مكانه ؟‬
‫حاولت إخفاء توترها قدر ال ُمستطاع فهي حتى اآلن ال تعرف ما الذي سرقه والدها حتى‬
‫تُجيبه‪..‬‬
‫هل كانت ملفات ؟ أم جهاز تخزين ؟ أم ربما شيء آخر!‬
‫كيف ستُجيب على هذا السؤال دون أن تكشف كذبها ؟‬
‫أجابته بعد فترة صمت‪ :‬وما غيره ؟ الشيء الذي لن يُمكنك العيش من دونه طبعا ً‪..‬‬
‫بقيت تُراقب ردة فعله لتعرف إن كانت إجابتها قد أصابت الهدف أو ال لذا كُل ما الحظته هو‬
‫وجه هادئ للغايه دون أي ردة فعل‪..‬‬
‫سرق هو شيء ثمين للغايه بالنسبة له!‬ ‫تأكدت ُهنا بأنها ُوفقت في جملتها ‪ ،‬إذا ً ما ُ‬
‫مد يده بعد فترة الصمت هذه وأخذ كأسه ليرشف منه وهو ال يزال هادئ المالمح وذاكرته‬
‫تعود لسنين بعيده الى الوراء‪..‬‬
‫بعدما أنهى شرب كأسه دون أن يشعر سألها بهدوء وعينيه لم يُزيحهما عن الكأس الفارغ‪ :‬ما‬
‫الذي قد يجعلك تتحدثين ؟‬
‫أجابته‪ :‬ال شيء ‪ ،‬ال شيء سيُجبرني على إخبارك عن مكانه‪..‬‬
‫سألها بالنبرة الهادئة ذاتها دون أن يرفع عينيه إليها‪ :‬وما الذي ستستفيدنه من إخفائه ؟‬
‫فكرت لبرهة قبل أن تُجيبه‪ :‬اإلنتقام ‪ ،‬قتلتم والدي وصديقتي لذا في ال ُمقابل سأحرص على أن‬
‫ال تصلوا الى مرادكم‪..‬‬
‫ضاقت عيناه لوهله عندما نطقت بـ"صديقتي" ليقول بعدها‪ :‬حتى لو وصل األذى الى المقربون‬
‫منك ؟‬
‫أشاحت بنظرها عن وجهه هامسه‪ :‬لقد وصل إليهم وإنتهى فما الجدوى من الحفاظ على شيء‬
‫ليس بموجود ؟‬
‫ت بذكر أختها الصغرى فهي الوحيدة التي بقيت لها‪..‬‬ ‫قالت جملتها وهي تدعي مجددا ً أال يأ ِ‬
‫رفع عينيه أخيرا ً إليها وراقبها لفترة قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً أجيبيني ‪ ،‬ما نوع عالقتك بريكس ؟‬
‫عاودت النظر الى عينيه لفتره تفكر بنوع اإلجابة التي عليها أن تُجيبها‪..‬‬
‫هل قول الصدق سيُفيدها أم أن الكذب هنا هو المفيد أكثر ؟‬
‫أجابته بسؤال آخر تقول‪ :‬ولما أنت ُمهتم بنوع عالقتنا ؟ هل أنت والده لتقلق من إختياراته ؟‬
‫إبتسم إبتسامة غريبه يقول‪ :‬وماذا لو قُلتُ أجل ؟‬
‫لم تستطع إطالقا ً إخفاء صدمتها العارمه من إجابته ليضحك هو في ال ُمقابل رغما ً عنه فلم‬
‫يتوقع منها أن تُصدق سخريته الكاذبة هذه‪..‬‬
‫عندما رأته يضحك إستوعبت كونها ُخدعت من قِبله فأشاحت بنظرها عنه بإنزعاج هامسه‪:‬‬
‫إسأله هو عن نوع عالقتنا‪..‬‬
‫كانت سخريته هذه من صالحها لذا سيضن بأنها أجابته هذه اإلجابة بدافع الغضب وليس ألنها‬
‫بالفعل ال تعلم بماذا تُجيبه‪..‬‬
‫إبتسم لها لفتره وسأل بعدها‪ :‬وهل أخبرته ؟‬
‫عقدت حاجبها لوهله ثُم نظرت إليه تقول‪ :‬عن ماذا ؟‬
‫ت تعرفين عزيزتي أن ما يُهمني يهمه أيضا ً بنفس المقدار لذا هل أخبرته ؟‬ ‫رايان‪ :‬أن ِ‬
‫سرق يُدين ريكس بنفس المقدار ؟!!!‬ ‫ضاقت عيناها هامسه في داخلها‪" :‬هل يقصد بأن ما ُ‬
‫ولكن ريكس لم يسألني عن مكانه إطالقا ً بل بدى وكأنه مهتم بأمر آخر"!‬
‫تذكرت عندما أمسك ريكس بمعصمها سائالً إياها عما يخفيه الزعيم ووالدته!‬
‫لحضه!!‬
‫همست داخلها‪" :‬ال تقولوا لي بأن ما يسعى خلفه الرئيس مختلف تماما ً عما يسعى خلفه‬
‫شركائه !! أجل فهذا يُفسر كون تلك المرأة أمرت بقتلي إن لم أعترف بينما الزعيم يبدو وكأنه‬
‫سيموت ليعرف فقط مكان الشيء الذي يبحث عنه !! هل والدي سرق شيئان ؟ أم أنه سرق‬
‫ملفات ما وبالمقابل يعرف معلومات خاصة عن أمر آخر ؟ هذا منطقي أكثر ويفسر الكثير من‬
‫سرق والزعيم يسعى خلف المعلومات"!‬ ‫األمور فالمنظمة تسعى خلف ما ُ‬
‫فكرت بداخلها هل تجيبه على سؤاله بأجل أو ال ؟‬
‫إن قالت أجل فستورط ريكس ليُصبح مطاردا ً من قِبل زعيمه ألجل معلومات ال يعرفها ‪ ،‬هذا ال‬
‫يهمها ‪ ،‬يهمها كونها هل ستخرج من األمر بأمان ؟‬
‫هل سيغض الرئيس الطرف عنها ويتركها وشأنها ساعيا ً خلف ريكس بما أنه يعمل تحت‬
‫إمرته أم أن هذا سيجعله يفكر بقتلها فلم تعد هي الوحيدة التي تملك المعلومات ؟‬
‫ال ‪ ،‬لن تخاطر فلو كانت بمكانه فستأمر بالقتل فال فائدة من وجود شخصان يعرفان بالسر‬
‫ذاته‪..‬‬
‫سر أؤتمن لي لذا لن أبوح به ألي أحد‪..‬‬ ‫أجابته‪ :‬ولما علي إخباره ؟ إنه ُ‬
‫إبتسم بهدوء وأخيرا ً وضع كأسه الفارغ على الطاولة وهو يقول‪ :‬عنيدة مثلها تماما ً ‪ ،‬لقد‬
‫عرفت آليس لمن تودع سرها‪..‬‬
‫دُهشت وأخفت دهشتها فورا ً كي ال يُالحظ هذا البرفيسور شيئا ً‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها عنه تقول في نفسها‪" :‬هل يعني هذا بأن ما يبحث عنه أخبرتني تلك اآلليس‬
‫عنه وليس والدي ؟ ولما تُخبرني أنا ! أوليس من األفضل لو أخبرت إبنها!! "‬
‫تذكرت الذكرى التي راودتها قبل قليل وهمست بداخلها‪" :‬لقد بدت عالقتي بها سيئه للغايه‬
‫فكيف لهذا أن يحدث ؟؟؟! ال يُمكنني أن أفهم! "‬
‫سحقا ً لذاكرتي الضائعة هذه!‬ ‫شدت على أسنانها لتهمس‪ُ :‬‬
‫ت مضى‪..‬‬ ‫هي اآلن حقا ً تُريد إسترجاعها أكثر من أي وق ٍ‬
‫ت ُمصرة على كتم‬ ‫رفع عينيه إليها وقال‪ :‬حسنا ً عزيزتي لننهي حوارنا بهذا السؤال ‪ ،‬هل أن ِ‬
‫هذا األمر ؟‬
‫ترددت كثيرا ً فهي ال تعلم ما الذي سيفعله بعد إجابتها‪..‬‬
‫لقد كشف وجهه لها وأخبرها حتى بإسمه الحقيقي ‪ ،‬ال تضن بأنه سيتركها تعيش مهما كانت‬
‫إجابتها‪..‬‬
‫عاد الرعب الشديد يسكن داخلها وترددت كثيرا ً كثيرا ً للغايه قبل أن تُجيبه‪ :‬ال‪..‬‬
‫هذه اإلجابة الوحيدة التي تملكها فهي حقا ً ال تعرف ما يبحث عنه‪..‬‬
‫ال تملك غير هذه اإلجابه وال يمكنها حتى التراجع عند هذه النقطه وإخباره بأنها فاقده لذاكرتها‬
‫فستبدو بمظهر ضعيف وشخص ساذج يتعلق بكذبات غير معقوله للخروج من الموقف‪..‬‬
‫رفع ساعة معصمه التي تبدو باهضة الثمن وهو يقول‪ :‬إنها الحادية عشر مساءا ً ‪ ،‬وما دام‬
‫أني أُحب لعبة صيد الفئران فسألعبها معك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها ليقول‪ :‬لذا أريني قدرتك على الهرب ‪ ،‬سأمنحك ‪ 24‬ساعة لإلختباء وبعدها‬
‫سيخرج ثالثة من أفضل المغتالين بمنظمتي للحاق بك وقتلك ‪ ،‬أريني مهاراتك بالهرب‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بصدمة من كالمه ليقول بعد رؤيته لصدمتها‪ :‬عزيزتي ‪ ،‬من يثر عش الدبابير‬
‫عليه أن يجيد الركض أليس كذلك ؟‬
‫وقف وأخذ كأسه متجها ً ليصب لنفسه مزيدا ً من الشراب وهو يقول‪ :‬أركضي جيدا ً ‪ ،‬وإبتعدي‬
‫عن أحبائك فلن يكونوا على قيد الحياة إن رأوا مغتاليني األعزاء ‪ ،‬حظا ً موفقا ً‪..‬‬
‫وقفت فورا ً تقول‪ :‬لكن‪....‬‬
‫ولم تدري بماذا تُكمل حديثها!!‬
‫الخوف الشديد نهش قلبها بالكامل!‬
‫إنها الوحيدة اآلن التي تعرف عما يريده فلما يقتلها ؟!!‬
‫لقد كانت تضن بأنها تُسيطر على األمر جيدا ً فلما إنتهى بها الى هذا المصير المروع ؟!‬
‫ماذا تفعل ؟ ال يبدو بأن ما ستقوله أيا ً كان سيُغير من رأيه فهو زعيم منظمة كامله في نهاية‬
‫المطاف‪..‬‬
‫هي خائفه ‪ ،‬خائفه جدا ً فال تعلم لمن تلتجئ في عالمها هذا الذي قابلت فيه الكثير من الكاذبين‬
‫وال ُمجرمين!!‪..‬‬
‫بعدما صب لنفسه الشراب إلتفت ونظر إليها لفتره قبل أن يُشير الى الباب ويقول‪ :‬أهربي من‬
‫هنا ‪ ،‬الدقائق تمر والـ‪ 24‬ساعه ليست بالمدة الطويلة كما تعتقدين‪..‬‬
‫أشار بعدها الى عالقة خزفية مثبتةً بالحائط وقال‪ :‬خذي معطفك فقد تكون هذه أبرد ليلة تمر‬
‫بحياتك‪..‬‬
‫تقدمت خطوة تجاه المعطف لتكتشف أن رجلها ترتجف بالكامل وبالكاد هي تقف عليها‪..‬‬
‫هل الرعب الذي بداخلها كبير لهذه الدرجة!‬
‫بقيت إبتسامته على شفتيه وهو يرشف من كأسه وينظر إليها قبل أن يقول‪ :‬ما دُمتُ تُشبهينها‬
‫ت على قيد الحياة ‪ ،‬يكفيني أن أعرف بأنك تعرفين‬ ‫بعنادها فال داعي ألن تموت هي وتبقين أن ِ‬
‫عن ذلك السر ‪ ،‬فتاة فضولية مثلك يستحيل أال تكون قد زارت المكان لمرة على األقل في‬
‫حياتها ‪ ،‬البحث خلف جميع األماكن التي ذهبتي إليها ليس باألمر ال ُمستحيل‪..‬‬
‫ت تضني بأنك ستلوين ذراع البروفيسور فقط إلمتالكك لهذه‬ ‫زادت إبتسامته وأكمل‪ :‬لذا إن كُن ِ‬
‫ت ُمخطئه بالكامل‪..‬‬ ‫المعلومه فأن ِ‬
‫أشار الى الباب بعينيه وأكمل‪ :‬مرت خمس دقائق ‪ ،‬الوقت ليس بصالحك صغيرتي‪..‬‬
‫شدت على أسنانها فلقد كانت غبية بالكامل!!‬
‫إتجهت الى معطفها وخرجت من الباب وهو يُراقبها بإبتسامة غريبه‪..‬‬
‫خرجت وكُل تفكيرها هو أن تتجه الى أقرب مكان للشرطة وتخبرهم عن موقعه ‪ ،‬عليها أن‬
‫تبدأ هي الصيد قبل أن تُصطاد!!‬

‫***‬

‫‪February3‬‬
‫‪am3:23‬‬

‫نوم ‪-‬يكره أن يصفه بهذا‪ -‬ولكنه كان نوما ً عميقا ً و ُمريحا ً للغايه‪..‬‬
‫إستيقظ من ٍ‬
‫تلفت حوله ليجد نفسه في حجرته بداخل فيال جينيفر فشعر ببعض الضيق كما يحدث معه دائما ً‬
‫ووقف ُمغادرا ً السرير‪..‬‬
‫وقف أمام النافذه ينظر الى المحيط الهادئ حوله فأنوار المنازل ُمطفئة وصوت الهواء البارد‬
‫الداخل عبر فُتحات النافذه هو ما يزعج هذا السكون التام في مثل هذا الوقت المتأخر من الليل‬
‫‪..‬‬
‫رفع يده ليفتح النافذه فوقعت عيناه على الضمادة التي تدل على أخذه إلبرة قبل فترة ليست‬
‫بالقصيره‪..‬‬
‫نظر إليها لفتره فهذه اإلبرة أو باألصح هذه الجرعة أراحته من الصداع الذي نهش رأسه في‬
‫اليومين الماضيين‪..‬‬
‫أشاح وجهه بضيق وخرج من غرفته متجها ً الى الممر ال ُمحرم دخوله ولكنه الوحيد الذي‬
‫ينتهك هذه الحرمة مهما كانت العواقب موجعه‪..‬‬
‫فتح الباب الموجود في نهايته وإتجه الى الباب اآلخر وفتحه ليظهر من خلفه سرير وسيع في‬
‫غرفة بارده مظلمه‪..‬‬
‫تقدم من السرير ووقف بالقرب من حافته ناظرا ً الى الوجه الصغير النائم بسالم فقال بهدوء‬
‫راض عما فعلته ؟‬
‫ٍ‬ ‫تام‪ :‬هل أنتَ‬
‫صمت لفتره بعدها قال‪ :‬عاد كُل شيء كما السابق ‪ ،‬أيا ً كانت الوعود التي وعدك إياها فهو‬
‫يكذب ‪ ،‬أيا ً كان نوع التهديد الذي هددك إياه فهو أجبن من أن يوفي به ‪ ،‬كان عليك الثقة بي‬
‫أنا وليس به هو!‬
‫شد على أسنانه وهمس‪ :‬أحمق‪..‬‬
‫بعدها خرج من الغرفة بضيق وإنزعاج كبير بينما ذلك الخدين الصغيرين قد شقت الدموع‬
‫الحارقه طريقها فيهما وظهر الهمس الباكي في الظالم يقول‪ :‬آسف ‪ ،‬أنا آسف‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:12 am‬‬

‫صوت رنة هاتفه ال ُممله تردد صداها بداخله حتى أيقظته من نومه العميق‪..‬‬
‫جلس وهو يُغمض إحدى عينيه ونظر الى الهاتف منزعجا ً فهو بالكاد إستطاع أن ينام بعد أن‬
‫قضى ليلته كلها بالتفكير في أمر رين ومن حولها‪..‬‬
‫نظر الى المتصل فعقد حاجبه ورد فورا ً قبل أن ينطفئ وهو يقول‪ :‬أهالً‪..‬‬
‫إستمع الى الطرف الثاني بإهتمام شديد وبين شفتيه ترتسم إبتسامة صغيرة تن ّم عن سعادته‬
‫مما سمعه‪..‬‬
‫ما إن أنهى حديثه حتى قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إن كان هذا ال يُزعجك فأرسل لي المقطع ألتأكد أكثر‪..‬‬
‫بعدها أغلق الهاتف وقام من على السرير فورا ً ليأخذ حماما ً ساخنا ً ويهندم نفسه فلديه عمل ما‬
‫لهذا اليوم وقد ينتهي بنتيجة إيجابيه على عكس االيام الماضيه‪..‬‬

‫ما إن أنتهى حتى وصله طعام اإلفطار الذي طلبه مسبقا ً وجلس بعدها ملتقطا ً هاتفه ليفتح‬
‫المقطع الذي وصله قبل لحضات‪..‬‬
‫كان يُصور ردهة أحد مراكز الشرطه في وقت متأخر من الليل حيث المكان هادئ تقريبا ً حتى‬
‫دخلته فتاة بمعطف برد واتجهت الى أحد الشرطيين وبدأت بالتحدث إليه وهي تبدو في عجلة‬
‫من أمرها‪..‬‬
‫لم يكن حوارهما واضح بالكامل بسبب بُعد الكاميرا عنهم ولكنه إستطاع سماع كلمات كـ‬
‫"زعيم عصابه ‪ ،‬العنوان ‪ ،‬قبض ‪ ،‬مجرم"‬
‫لقد كانت الكلمات ُمطابقه لما قال له الضابط على الهاتف قبل قليل حيث أخبره عن فتاة تُشبه‬
‫المتهمة "رين فينسنت" اتت ليلة البارحه لتُبلغ عن منزل شخص ما قائله بأنه زعيم منظمة‬
‫سيئه ويُلقب بالبرفيسور وعليهم أن يتحركوا للقبض عليه‪..‬‬
‫بيد أن الشرطي الذي قابلها لم يأخذ كالمها على محمل الجد فهي لم تُعطه إسمها وال بطاقة‬
‫هويتها عندما طلب منها ذلك فما كان منها غير اإلبتعاد من أمامه حالما بدأ يضغط عليها‬
‫باألسئلة بخصوص هويتها‪..‬‬
‫لم تكن الصورة واضحه إال أن هيئتها الخارجيه تُشبه رين فعالً‪..‬‬
‫هذا يعني أنها ُهنا في ستراسبورغ‪..‬‬
‫سأل نفسه بهدوء‪ :‬لما كانت في عجلة من أمرها ومتوتره للغايه ؟ وهل هي جادة عندما قالت‬
‫بأنها تعرف عنوان منزل البروفيسور ؟ كيف تعرفه وهو هناك في باريس ؟ من أعطاها‬
‫العنوان ؟‬
‫ضاقت عيناه وهمس‪ :‬إال إن كان لديه عنوانا ً آخر هنا بستراسبورغ ؟‬
‫قام من على سفرة اإلفطار وإرتدى معطفه وخرج بعدما طلب من خدمة الغرف ترتيب المائده‬
‫من خلفه‪..‬‬
‫سيذهب الى مركز الشرطة هذا ويقابل الشرطي بنفسه فلعل هناك تفاصيل قالتها الفتاة أيضا ً‪..‬‬
‫ويحتاج أيضا ً ليرى الكاميرات الخارجيه للمركز حتى يعرف في اي إتجاه ذهبت‪..‬‬

‫خرج متجها ً الى سيارته وهو مرتاح على األقل من كونها ال تزال في ستراسبورغ وغير‬
‫متورطة مع أي أحد‪..‬‬
‫وجودها بتلك الحالة المتوتره تعني بأن ذلك الشخص الذي يساندها أيا ً كان ليس بجوارها في‬
‫الفترة الحالية على األقل فلو كان كذلك لما بدت متوترة ومستعجلة هكذا وكأنها لوحدها دون‬
‫حليف‪..‬‬
‫ركب سيارته متسائالً عن السبب الذي يجعل شريكها ليس بجوارها هذه األيام ؟‬
‫وأيضا ً ‪ ...‬معرفتها بإسم البرفيسور يعني بأنها ليست فاقده لذاكرتها أو على األقل إسترجعتها‬
‫في وقت قريب‪..‬‬
‫إذا ً لما لم تلتجئ الى هذا الشريك فلطالما قالت له بأنها لن تحتاج ألحد ولن تخسر ضد أحد ما‬
‫دام بجوارها‪..‬‬
‫أمرها غريب‪..‬‬

‫إستغرق بعض الوقت من أجل أن يعطوه تسجيالت الكاميرا الخارجيه للمركز ‪ ،‬لو لم يكن‬
‫المسؤول عن قضيتها ولم يكن يملك األوراق التي تُثبت ذلك لما أعطوه أبدا ً‪..‬‬
‫راقبها عبر شاشة الكومبيوتر وهي تدخل الى المركز حيث خرجت من إحدى األحياء تركض‬
‫كما لو كان ُهناك من يُالحقها‪..‬‬
‫راقب خروجها مسرعة لتقف بعدها تنظر حولها قبل أن تختار طريقا ً وتسلكه بخطوات سريعه‬
‫وهي تضع قلنسوة معطفها على شعرها األشقر‪..‬‬
‫بعدما شاهد الفيديوهات طلب ُمقابلة الشرطي ال ُمناوب الذي حادثها باألمس ولكن لم يكن لديه‬
‫أي معلومة ُمفيده‪..‬‬
‫خرج بعدها من المركز واضعا ً يده في جيب معطفه ينظر بعينيه الزرقاوتين الى حيث ذهبت‬
‫وهمس‪ :‬إنها ُمطارده ‪ ،‬ومن المنظمة دون أدنى شك ولكن الكاميرات لم تصور أي شخص‬
‫غريب يحوم بالجوار‪..‬‬
‫صمت قليالً يُفكر بخطوته القادمه بعدما تأكد من أنها بالفعل رين ومن أنها سلكت الطريق‬
‫الشرقي‪..‬‬
‫هذه ليست منطقته فال يمكنه نشر رجال الشرطة للبحث عنها ‪ ،‬عليه أن يأخذ تصريحا ً وهذا لن‬
‫يحدث قبل يوم على األقل وسيكون حينها األوان قد فات فبالتأكيد ستكون إبتعدت هذا إن لم‬
‫يقبض عليها ُمطاردها‪..‬‬
‫فتلك الفتاة على الرغم من قدرتها الكبيرة على الهرب إال أنه قد تم القبض عليها عدة مرات‬
‫لذا البد من أن يتحرك بسرعه ويسبقهم إليها هذه المرة‪..‬‬
‫ولكن األفكار كُلها تالشت من رأسه‪..‬‬
‫لقد أتعبته كثيرا ً ‪ ،‬تستحق لقب ملكة الهروب!‬

‫***‬

‫‪2:22 pm‬‬

‫نزلت فلور من الدرج وهي تُدندن ألحد األغاني التي نزلت حديثا ً لفنانها ال ُمفضل‪..‬‬
‫توقفت في منتصف الدرج وقطعت غنائها مندهشة وهي ترى أخاها األكبر آلبرت‪..‬‬
‫إبتسمت ُرغما ً عنها ونزلت الدرج بسرعه تقول‪ :‬أخي!‬
‫إلتفت إليها أخاها بعد أن أعطى حقيبته الصغيره للخادمه كي تأخذها لغرفته ثم قال‪ :‬ما هذا‬
‫الفرح ؟ أوال تكرهين رؤيتي وتتمنين عدم حظوري!‬
‫ت‬
‫توقفت عندما كادت أن تحتضنه وقالت بحاجبين عابسين‪ :‬كف عن قول هذا في كُل مرة تأ ِ‬
‫الى ُهنا‪..‬‬
‫تنهد وربت على شعرها يقول‪ :‬ال بأس ‪ ،‬أين عمي ؟‬
‫أجابته‪ :‬في الخارج اآلن‪..‬‬
‫نظر إليها قليالً ثُم قال‪ :‬هل تعرفين لما يُريد رؤيتي ؟‬
‫صمتت قليالً متردده ثُم قالت‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫رفع رأسها لتنظر الى عينيه وقال‪ :‬أنتي تعلمين‪..‬‬
‫ترددت كثيرا ً وقالت‪ :‬أرجوك ال تضعني بموقف صعب ‪ ،‬عمي أخبرنا أال نتحدث عن األمر ‪،‬‬
‫وإستيال قد تغضب إن تحدثتُ عن أمر يخصها‪..‬‬
‫عقد حاجبيه يقول‪ :‬إستيال ؟ ماذا تعنين ؟ هل األمر متعلق بإستيال!‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬أشعر بأن ُهناك سبب آخر فلقد بدى غاضبا ً منك أنت أيضا ً لذا ربما‬
‫هناك سببان وليس سببا ً واحدا ً‪..‬‬
‫شعرت بالضيق وأكملت‪ :‬فجأه بدأ يغضب منا واحدا ً تلو اآلخر ‪ ،‬أوالً فرانس واآلن أنت‬
‫وإستيال ‪ ،‬تلك البغيضة هي من تمأل رأسه أنا واثقه‪..‬‬
‫شدت على أسنانها وهمست‪ :‬ريكس تملؤه المشاكل ومع هذا لم أره يصرخ في وجهه !‬
‫تملكني غضب عارم عندما رأيته يصرخ على إستيال لسبب أتفه من مشاكل ريكس تلك ولكن ال‬
‫يمكنني فعل شيء ‪ ،‬هذا ظلم‪..‬‬
‫ربت على كتفها وقال‪ :‬ال بأس ‪ ،‬ال تشغلي نفسك بأمور الكبار ‪ ،‬ركزي على دراستك وكُل‬
‫شيء سيمر على ما يُرام ‪ ..‬على أية حال أين إستيال ؟‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬منذ شجارها مع عمي خرجت من المنزل ولم تعد إليه‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬وكين ؟ وهل من أخبار جديده عن فرانس ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬ال جديد ‪ ،‬وكين في غرفته‪..‬‬
‫ت وكين ؟‬ ‫آلبرت‪ :‬إذا ً ال أحد في المنزل سواك أن ِ‬
‫فلور‪ :‬نعم‪..‬‬
‫صمت قليالً ثُم قال‪ :‬وتلك الفتاة ما آخر أخبارها ؟ المدعوة بآليس‪..‬‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬ال علم لي ‪ ،‬لم أسمع عنها أي شيء بعد تلك الحفلة المشؤومه‪..‬‬
‫هز رأسه متفهما ً ليلتفت عندما وصل الى مسامعه صوت زوجة عمه وهي تُعطي حقيبة عمل‬
‫الى الخادمه كي تأخذها الى مكتبها الخاص‪..‬‬
‫تقدمت منه تقول بإبتسامه‪ :‬أهالً آلبرت ‪ ،‬سحقا ً للمشاكل التي تُجبرك على ترك عملك مرارا ً‬
‫وتكرارا ً ‪ ،‬عمك مهما حاولتُ في أن أمنعه عن إدخالك فيها ال يستمع إلي‪..‬‬
‫همست فلور مقلدةً صوتها بسخريه فظهرت إبتسامه خافته على شفتي آلبرت قبل أن تصل‬
‫جينيفر إليهم ناظرةً الى فلور وتقول‪ :‬هل قُلتي شيئا ً ؟‬
‫هزت فلور رأسها نفيا ً ثُم إبتسمت ألخاها قائله‪ :‬سأُخبرهم أن يصنعوا لك شراب البرتقال‬
‫البارد‪..‬‬
‫ثُم غادرت في حين عاود آلبرت النظر الى جينيفر وهو يتذكر مكالمته األخيره مع كين‪..‬‬

‫"همس كين له‪ :‬جينيفر تعلم بعالقتك بها‪..‬‬


‫عقد آلبرت حاجبه ليُكمل كين‪ :‬تعرف عن عالقتك بإحدى موظفاتك ‪ ،‬ولديها ملفات عن‬
‫اإلمتيازات التي أعطيتها لها ‪ ..‬أنت تعلم ‪ ،‬من غير الجيد أن يرتبط الرئيس بعالقة عاطفيه مع‬
‫احد موظفيه فماذا إذا كان يُغرقهم باإلمتيازات والواسطه ؟ لما تفعل هذا ؟ لطالما كُنتَ مثاليا ً‬
‫في عملك فلما تُدمره هكذا ! لما تجعل لآلخرين فرصة لتدميرك يا آلبرت ؟"‬

‫مع تصرف جينيفر الودود هذا أصبح شكه بكون والده إستدعاه لهذا األمر يزداد‪..‬‬
‫عمته من هذا النوع الذي يسعى لتدمير من يزعجوها‪..‬‬
‫على الرغم من أنه متعجب لكونها أخبرت عمه ولم تقم بفضحه ‪ ،‬البد من وجود سبب لذلك‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬وجهك مليء بالسعادة على عكس آخر مرة كُنتُ فيها ‪ ،‬هل تحدث معك بعض‬
‫األمور الجيده ؟‬
‫إبتسمت وردت‪ :‬أجل ‪ ،‬الجيده للغايه‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬حسنا ً هذا جيد ‪ ،‬أتمنى لك التوفيق‪..‬‬
‫إكتفت بإبتسامة غريبه لجملة "اتمنى لك التوفيق! "‬
‫فهذا األحمق على الرغم من أنه قالها غير قاصدا ً بها إال أنه سيندم كثيرا ً ويتملكه الجنون من‬
‫شدة الغضب عندما يعرف ما نوع هذه األمور الجيده بالضبط‪..‬‬

‫***‬
‫‪5:33 pm‬‬

‫"إلتوت شفتيها بإبتسام ٍة جذابه وهي تضع سبابتها على شفتيها برقه هامسه‪ :‬هذا سرنا‬
‫الصغير ‪ ،‬ال تُخبري أحدا ً به يا رين"‬

‫فتحت عينيها بهدوء ناظرةً الى السماء الصافيه الخالية من أشعة الشمس‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً قبل أن تجلس بعدما كانت مستلقيةً على هذا الكرسي الخشبي متخذةً معطفها‬
‫وسادة لها‪..‬‬
‫نظرت الى المعطف بهدوء تام ومن ثم همست‪ :‬هذه الذكرى تُراودني منذ األمس من بعد‬
‫أمر ما يُريد البروفيسور‬‫خروجي من منزل المدعو بالبرفيسور ‪ ،‬هذا يعني بأنه بالفعل ُهناك ٌ‬
‫معرفته يتعلق بهذه المرأه‪..‬‬
‫صمتت لفتره قبل أن تهمس‪ :‬لكن لما ؟ لما أخبرتني أنا به ؟ نحنُ بالكاد نملك عالقة ‪ ،‬حتى‬
‫أني كُنتُ أكرهها فلما ! أنا حقا ً ال أفهم‪..‬‬
‫أغمضت عينيها وسحبت نفسا ً عميقا ً فعقلها ُمتشابك وضائع بسبب مقتطفات متباعده متناقضه‬
‫في ذاكرتها‪..‬‬
‫لم تعد تعرف مانوع مشاعرها تجاه هؤالء األشخاص من ماضيها المجهول‪..‬‬
‫هل هم أعدائها أو ُحلفاء لها‪..‬‬
‫هل تكُن لهم الحب أو البغض ؟‬
‫لم تعد تعرف ذلك ُمطلقا ً‪..‬‬
‫عاودت فتح عينيها تنظر الى الحافله التي وقفت أمام كرسيها الموضوع بالقرب من مظلة‬
‫إنتظار الحافالت‪..‬‬
‫كم الساعة اآلن ؟‬
‫ال تملك هاتفها وال تملك ساعة في معصمها وال تملك القدرة في قراءة الوقت عن طريق الجو‬
‫‪..‬‬
‫لكن الضوء المنتشر حولها ليس دليالً إال على كون المهلة التي أعطاها إياها ذلك البروفيسور‬
‫لم تنتهي بعد‪..‬‬
‫نظرت بهدوء الى الناس وهم يقطعون التذاكر قُبيل دخولهم الى الحافله وهمست‪ :‬الى أين‬
‫أذهب ؟ يستحيل أن أحتمي لدى عائلة جينيفر فالبتأكيد هو ليس بالمكان اآلمن ‪ ،‬إذا ً أين ؟‬
‫شدت على أسنانها وأكملت بشيء من الضيق‪ :‬حتى عندما حاولت قلب الطاولة عليه واإلبالغ‬
‫ي أحدهم ولكن ما‬ ‫عن مكانه لم يصدقني أحد ‪ ،‬ربما لو ُزرت مراكز شرطة أكثر إلستمع إل ّ‬
‫الفائده ؟ هو بالتأكيد لن يبقى ُهناك طويالً!‪..‬‬
‫نظرت الى الفراغ لفترة ليست بالقصيره قبل أن تقول‪ :‬أُريد العودة الى باريس‪..‬‬
‫نعم ‪ ،‬تعرف بأنه مكان خطير وأن ذلك العم حذرها برسالته من الذهاب ُهناك ولكن ال يمكنها‬
‫إحتمال ذلك!‪..‬‬
‫قد توفي والداها هذا مؤكد ولكن البد من أن هناك من يعرفها ‪ ،‬صديق أو جار أو صلة قرابة‬
‫من بعيد‪..‬‬
‫أي شيء تشعر باإلنتماء إليه‪..‬‬
‫فشعور الوحدة في هذا العالم قاتل‪..‬‬
‫وقفت وإرتدت معطفها ‪ ،‬تكتفت تضم جسدها وهي تمشي وتدخل أكثر بين األحياء شاردة‬
‫التفكير في الذكريات القليلة التي عادت إليها والتي كانت ُمتناقضة للغايه‪..‬‬
‫فتارة تصرخ في وجه تلك الروسيه كرها ً وتتهمها بكونها السبب في إنفصال والدها ووالدتها‬
‫وتارةً أُخرى تكون معها وكأنهم أصدقاء وزيادة على ذلك تُخبرها بسر يبدو خاصا ً للغايه!‪..‬‬
‫أغمضت عينيها ُمحاولةً تذكر على األقل ذلك السر الصغير الذي أُخبرت به ‪ ،‬ربما هذا السر‬
‫سيفك الكثير من العقد الصعبه وقد تتضح بعدها معالم ماضيها المجهول‪..‬‬
‫أو على األقل سبب رغبة البرفيسور بمعرفته الى هذا الحد‪..‬‬
‫وبينما هي تمشي بهدوء مغمضة العينين إصطدمت بجسد شاب كان قد خرج للتو من أحد‬
‫المنازل‪..‬‬
‫أمسكت رأسها بألم وهي تنظر إليه بعين مفتوحه واحده بشيء من اإلنزعاج لكن الكلمات‬
‫توقفت في حلقها عندما رأت بأنه ذلك النادل ال غير‪..‬‬
‫بينما عقد ريو حاجبه ونظر إليها بهدوء غريب جعلها متعجبة من عدم صراخه عليها فهي‬
‫ال ُمخطئه وخاصةً أنه بكل تأكيد يكن لها الكره بعد إستفزازها له آخر مره بالمقهى‪..‬‬
‫إبتسمت عندما طال صمته وعلقت قائله‪ :‬تنتظر إعتذارا ً ؟‬
‫إستيقظ من شروده وقال بعد مدة صمت قصيره‪ :‬أجل‪..‬‬
‫صدمت ‪ ،‬لقد قالتها كسخريه فهو لم يبدو كمن ينتظر إعتذارا ً ‪ ،‬وال يبدو كمن يُجاري سخريتها‬ ‫ُ‬
‫ويُجيبها باإليجاب‪..‬‬
‫سرعان ما أغلقته عندما قفزت هذه الفكرة المجنونة الى رأسها‪..‬‬ ‫فتحت فمها ولكن ُ‬
‫ال تعلم لما ولكنها في األيام األخيره بدأت تتصرف بلؤم بعض الشيء وتستغل جميع من‬
‫حولها‪..‬‬
‫ال تدري إن كانت هذه شخصيتها القديمه أو أنها ردة فعل بعد تعرضها لكثير من الخداع في‬
‫الفترة التي تلت فقدانها للذاكره‪..‬‬
‫المهم أنها قررت أن تُحاول إستغالل هذا الشاب في تأمين مخبأ ُمناسب لها قبل إنقضاء المدة‬
‫التي حددها لها البروفيسور‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬إعتذار لماذا ؟ إلصطدامي بك أو إلستفزازي لك بالمقهى ؟‬
‫بدت عيناه أكثر برودا ً عندما تذكر فعلتها في المقهى لذا تجاهل ما كان يُفكر به وإلتفت ُمبتعدا ً‬
‫فلحقت به تقول‪ :‬ماذا ماذا !! أولم تكن تنتظر إعتذارا ً ؟! لما رحلت وأنت لم تسمعه ؟‬
‫لم يُجبها فوضعت يدها على شفتها تُحاول كتم سخريتها وهي تقول‪ :‬أو ربما ألني ذكرتُك‬
‫باليوم الذي تعرضتَ لإلذالل فيه ؟!‬
‫وبحركة حاده إلتفت وأمسك بمعصمها وكاد أن يصرخ في وجهها ولكنه توقف في حين‬
‫تفاجئت هي وظهر الخوف في عينيها وهي ترى نظراته التي تشتعل نارا ً‪..‬‬
‫قرر عدم التجادل معها فهي تبدو وكأنها ُمراهقة ال تعي حجم الكلمات التي تنطق بها‪..‬‬
‫رمى بيدها عنه وإلتفت ُمكمالً طريقه فأمسكت بمعصمها وبدأت بتدليكه وهي تهمس‪ :‬أرعبني‬
‫‪..‬‬
‫ومع هذا ستُحاول ُمجددا ً فربما لن يُمكنها إيجاد شخص آخر يساعدها غيره‪..‬‬
‫لحقت به تقول بمزح‪ :‬هيّا لقد كُنتُ أنتقم فقط لصديقتي فلما أنت غاضب ؟ دعنا نطوي تلك‬
‫الصفحة السيئه ولنبدأ من جديد‪..‬‬
‫تعجب من كونها لحقت به فلقد ضنها ستتوب بعد أن كاد يؤذيها ‪ ،‬لديها إصرار غريب‪..‬‬
‫هل هي متفرغه الى هذا الحد أو أن لديها هدف ما ؟‬
‫عاد البرود يكسو مالمحه عندما خطر بباله كونها تتملقه لتتقرب إليه‪..‬‬
‫نعم هذا هو سبب إصرارها من دون شك‪..‬‬
‫إنه حقا ً يكره هذا النوع من الفتيات!‪..‬‬
‫سألته‪ :‬ذاهب الى المقهى ؟‬
‫لم يجبها ‪ ،‬تذكرت أنها عندما إصطدمت به لم تسمعه يودع أحدا ً وهو خارج من منزله فسألت‪:‬‬
‫هل تعيش وحدك ؟‬
‫لم يُجبها فإبتسمت وقالت‪ :‬هل يُمكنني ال ُمكوث فيه لبعض ليا ٍل إذا ً ؟‬
‫إنزعج كثيرا ً‪..‬‬
‫فهي ليست من النوع المتملق فحسب‪..‬‬
‫بل النوع المتملق الجريء أيضا ً‪..‬‬
‫زادت إبتسامتها تقول‪ :‬لم تعترض وأفهم من هذا أنه ال مانع لديك!!‬
‫توقف عن المشي فتوقفت بدورها تنتظر ردة فعله‪..‬‬
‫بقي صامتا ً قليالً قبل أن يلتفت ويقول‪ :‬ال أستقبل فتيات ليل في منزلي‪..‬‬
‫ضنها ستُصدم أو على األقل ستصرخ منكرةً هذا ال ُمسمى ولكنها فاجئته بإبتسامتها تقول‪:‬‬
‫أعدك بأني سأبقى مؤدبة في أي حجرة تضعني فيها ‪ ،‬لن أُصدر صوتا ً أو أي إزعاج ‪ ،‬سأكون‬
‫كاللوحة تماما ً!‬
‫عض على شفته السفليه بانزعاج قبل أن يقترب منها ويقول‪ :‬ما الذي تريدينه بالضبط!!‬
‫ال تُنكر بأنها قد خافت من نظرة العداء التي في وجهه ولكنها لن تتراجع فأولى إهتماماتها هي‬
‫أن تبقى حيه لتجد أختها‪..‬‬
‫هذا هو كُل ما يهمها وستفعل ال ُمستحيل من أجل ذلك حتى لو إتهمها أحدهم بكونها فتاةً سيئه‬
‫أو غيره‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬ال أهدف لشيء ‪ ،‬فقط أُريد مكانا ً أبقى فيه لبضع ليا ٍل حتى أجد طريقة آمنه تأخذني الى‬
‫باريس‪..‬‬
‫كانت كلماتها واثقه للغايه ولكنه لم يستوعب هذا أبدا ً‪..‬‬
‫فتح فمه ليضع حدا ً لها ولكنه توقف قليالً قبل أن يسأل بهدوء‪ :‬هاربة من عائلتك ؟‬
‫أجابته ببساطه‪ :‬أجل هاربه ‪ ..‬ولكن ليس منهم بل إليهم‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وبقي ينظر إليها لفترة مطوله بعدها قال‪ :‬وممن هاربه ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬لن أُخبرك‪..‬‬
‫تقدمت خطوة حتى أصبح ال يفصل بينهم أي شيء وسألت بهدوء تام‪ :‬إذا ً هل ستُلبي طلبي أو‬
‫ال ؟ سأعطيك أي ُمقابل تُريده!‬
‫لو كانت أي فتاة أُخرى لقال ال بدون أي ذرة تردد ولكن!‪...‬‬
‫إنها الفتاة التي بقي يتأمل صورتها لفترة ليست بالقصيره‪..‬‬
‫لقد شغلت تفكيره منذ زيارة ذلك الرجل له وطلبه منه أن يتصل عليه إن شاهد الفتاة زبونة‬
‫لديه في يوم من األيام‪..‬‬
‫فهي كما وصف له تعشق المقاهي وتذهب إليها أكثر من ذهابها ألي مكان آخر‪..‬‬
‫تستفزه بتصرفاتها وفي ال ُمقابل يشعر برغبة دفينة لمعرفة ما حكايتها!‬
‫لذا يشعر بالتردد‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وقال بعدها‪ :‬أي ُمقابل ؟‬
‫أجابته بثقه‪ :‬نعم ‪ ،‬أي ُمقابل تطلبه‪..‬‬
‫وأكملت في نفسها‪" :‬وكأني سأفعل ! سأهرب حالما أرى أن ال ُمقابل صعب أو ُمستحيل‪" ..‬‬
‫إبتسم ووضع يديه في جيب بنطاله قائالً‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أخبريني قصتك وأعدك أن آخذك بنفسي الى‬
‫باريس بطريقة آمنه للغايه‪..‬‬
‫تراجعت خطوة الى الخلف وهي تمط شفتيها بعدم رضى لتقول بعدها‪ :‬ساعدني أوالً‪..‬‬
‫ريو‪ :‬بل ال ُمقابل أوالً‪..‬‬
‫إنزعجت وبشك ٍل سريع حاولت التفكير بكذبة متقنه فهي ال تربطها أي عالق ٍة بهذا الشاب كي‬
‫تحكي له قصة حياتها!‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬أنا حبيبة سابقه لمشهور وقد قُمتُ بفضحه عندما طلب مني أن ننفصل ‪ ،‬هو غاضب‬
‫اآلن ويبحث عني كالمجنون كي يُرغمني على حذف ما نشرته لذا أُريد الهروب الى عائلتي في‬
‫باريس‪..‬‬
‫لقد كانت كذب ٍة سريعه ُمتقنه لم يشك فيها بتاتا ً فسألها وهو يتذكر الشاب‪ :‬هل بينك وبين‬
‫عائلتك تواصل ؟‬
‫هزت رأسها قائله‪ :‬أجل ولكنه ليس بالتواصل الدائم فلقد كانوا يُعارضون عالقتي به لذا هناك‬
‫بعض المشاكل‪..‬‬
‫ريو‪ :‬الى درجة أنهم ال يعرفون مكانك ؟‬
‫أجابته مستنكره‪ :‬ما بال أسئلتك الغريبة هذه ؟‬
‫لم يُعلق فهو يُريد اآلن أن يعرف ما إن كان الشاب الذي أعطاه الصوره من عائلتها أو أنه من‬
‫طرف ذاك المشهور‪..‬‬
‫فجوابها يُحدد تصرفه القادم إما باإلتصال به أو تجاهل ذلك‪..‬‬
‫قالت بعد فترة صمت‪ :‬حسنا ً يبدو أن أسئلتك كثيره ‪ ،‬ما رأيُك أن تذهب الى عملك وسأنتظرك‬
‫أنا في المنزل لحين عودتك وحينها إسأل كما تشاء‪..‬‬
‫ت حقا ً جريئه ‪ ،‬أال تخافي على نفسك مني ؟‬ ‫بقي ينظر إليها بهدوء تام ليقول بعدها‪ :‬أن ِ‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬لن أشعر بالغضب أن تمت ُمغازلتي من شاب وسيم مثلك‪..‬‬
‫دُهش من إجابتها وتأكد من كونها حقا ً جريئه ‪ ،‬بل جريئة أكثر مما يجب‪..‬‬
‫إنه بالفعل يكره هذا النوع من الفتيات!‪..‬‬
‫قرر أال يُساعدها ُمطلقا ً‪..‬‬
‫إلتفت وغادر فدُهشت ولحقت به تقول‪ :‬ماذا هل غضبت ! لقد كُنتُ أمزح معك ‪ ،‬أنا فتاة تميل‬
‫الى االستفزاز لذا أحببتُ أن ألعب معك قليالً ‪ ،‬سامحني ‪ ،‬لن أُكررها‪..‬‬
‫لم يجبها فكررت كالمها تقول‪ :‬هيّا إنها مزحه ‪ ،‬سامحني وأعدك بأني لن أُكررها‪..‬‬
‫تنهد وتوقف يقول‪ :‬إذا ً أجيبيني ‪ ..‬لما تطلبين ُمساعدتي بثقه ومن دون خوف مني فنحن ال‬
‫نعرف بعضنا ُمطلقا ً‪..‬‬
‫تنهدت هي األُخرى تقول‪ :‬إنهم يُطاردونني اآلن لذا أحتاج ُمساعدة أي أحد حتى لو كان غريبا ً‬
‫عني ‪ ،‬وأما عن عدم الخوف فأنت ال تبدو من الرجال الذين قد يقتربون من الفتيات دون‬
‫رضاهن ‪ ،‬شخصيتك تبدو أرقى من هذا‪..‬‬
‫تجاهل إطرائها له وقال‪ :‬سؤال أخير ‪ ،‬أتعرفين شابا ً يملك عينان تشابه لون شعره تماما ً ‪،‬‬
‫اللون البني الرمادي ؟‬
‫عقدت حاجبها متعجبه من سؤاله لها عن شخص ال تعرفه‪..‬‬
‫لما يسألها ؟ هل الشاب هذا له عالقة بها ؟‬
‫ال مستحيل فلو كان كذلك فكيف لنادل أن يعرفه ؟‬
‫إذا ً ربما أحد معارفه ويبحث عنه ومن شدة يأسه يسأل الجميع‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬اللون البني الرمادي ؟ يبدو شكله مميز ‪ ،‬حسنا ً ‪ ،‬ال لم أرى أحدا ً بهذه المواصفات‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وعلم من إجابتها أن الشاب الذي أعطاه الصوره ال يقرب لها‪..‬‬
‫إذا ً ربما كان احد رجال ذاك المشهور ويبحث عنها في كل مكان‪..‬‬
‫في هذه الحاله سيتجاهل طلبه باإلتصال في حين رؤيتها‪..‬‬
‫فعلى الرغم من أن الفتاة هذه أزعجته سابقا ً إال أنه ليس سيئا ً لدرجة أن يرميها ألعدائها‪..‬‬
‫تنهد وأخرج المفتاح قائالً‪ :‬إبقي في الصالة مؤدبةً لحين عودتي ووقتها سنتحدث أكثر فال‬
‫ِزلتُ أملك بعض األسئله‪..‬‬
‫إبتسمت وأخذت المفتاح وهي ال تصدق كم هو لطيف على عكس مظهره‪..‬‬
‫قالت له‪ :‬شكرا ً لك ‪ ،‬أنت لطيف ‪ ،‬سأرد معروفك يوما ً ما صدقني‪..‬‬
‫ومن ثم غادرت وهو ينظر إليها لفترة قبل أن يلتفت ويغادر لعمله‪..‬‬

‫صداع رهيب‬
‫وقفت أمام الباب وحالما مدت المفتاح لتفتح الباب أمسكت برأسها حينما فاجأها ُ‬
‫جعل عيناها تغوصان بالظالم‪..‬‬
‫جلست على ركبتيها وصورةً من بعيد بدأت تظهر في ذاكرتها لشاب يبتسم لها بكُل لطف وهو‬
‫يقول "فاجئتُك صحيح ؟"‬
‫فتحت عيناها تدريجيا ً وبدأ الصداع يخف وهي تنظر الى الفراغ بصدمه لتلتفت بعدها بسرعه‬
‫تنظر الى حيث كانت هي وريو يتحدثان‪..‬‬
‫همست بعدم تصديق‪ :‬هل يعرفني ؟‬

‫***‬

‫‪6:23 pm‬‬

‫دخل الى حجرته بعد أن عاد لتوه من عمله الذي كان أطول من ال ُمعتاد وبدأ بأخذ بعض‬
‫ال ُمستلزمات وباله مشغول مع رسالة باتريك التي أرسلها قبل ساعتين يطلب فيها مقابلته‬
‫لوحده في مكان بعيد عن مقر المنظمه‪..‬‬
‫حدسه يُخبره أن خلف هذا الطلب ُمشكلة ما فباتريك لم يفعلها من قبل هذا غير عن كونه بدأ‬
‫يشك فيه من لحضة وقوفه أمام كارمن التي أعطته ثقتها‪..‬‬
‫عليه أن يكون حذرا ً في التعامل معه فللتو صعد الى مركز جيد في المنظمة وال يُريد خسرانه‬
‫بسبب ذاك المزعج الذي ال يكف عن التدقيق والشك في كُل شيء‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً عندما تذكر رين‪..‬‬
‫هل طلب باتريك له عالقة بأمرها ؟‬
‫هل امسك بها وهي أخبرته كُل شيء ؟‬
‫هو أقرب إحتمال يدور في رأسه اآلن‪..‬‬
‫إلتفت ليتجه الى باب حجرته ولكنه دُهش عندما فُتح بطريق ٍة حاده ليظهر من خلفه وجه إليان‬
‫الحانق المليء بالخذالن وبالغضب!‪..‬‬
‫عقد حاجبه لتُبادر هي بالحديث قائله بنبرة فيها بعض اإلرتجاف الذي حاولت إخفائه‪ :‬لما ؟!!!‬
‫لم يفهم ما بها وما معنى سؤالها هذا فقالت بصوت منفعل‪ :‬هل تستمتع برؤيتي أُصدم وأُخذل‬
‫من قِبلك الى هذه الدرجه!!‬
‫ريكس‪ :‬ما الذي‪...‬‬
‫قاطعته بذات اإلنفعال‪ :‬ال تقل كالما ً إن لم يكن بإستطاعك عمله ! ال تقطع وعودا ً غير ٍ‬
‫قادر‬
‫على اإليفاء بها !! ال تقل بانك ستُساعد إيدن ولن تُعيده ُمطلقا ً الى ُهنا إن كُنت ستكذب‬
‫وتتخاذل!‬
‫أشاح بنظره عنها عندما فهم سبب إنفعالها لتقول أخيرا ً بصوت هامس مرتجف مليء بالكره‪:‬‬
‫حقير جبان ! لم تكن لتتصرف هكذا لو كان أخاك حقا ً!!‬
‫ومن ثُم خرجت وهي ترجف الباب خلفها بكُل قوه فصرخ فيها وهو يلحق بها‪ :‬إليان!!‬
‫فتح الباب فوجدها واقفةً تُعطيه ظهرها فأمسك بكتفها ولفها عليه بهدوء يقول‪ :‬إياك أن‬
‫تُكرريها!!‬
‫أشاحت بنظرها عن وجهه فهي ال تُريده أن يُشاهد دموعها فأكمل كالمه وهو يصك على‬
‫الكلمات‪ :‬إنه أخي وأهتم به كما لو كانت تربطنا عالقة دم لذا ال تُكرري هذه الج ُملة ُمطلقا ً‪..‬‬
‫أبعدت يده عن كتفها تقول‪ :‬إن كان كذلك فلما عاد الى ُهنا ؟!!‬
‫أبعد نظره عن عينيها ولم يُجبها فشدت على أسنانها ومن ثُم غادرت من أمامه‪..‬‬
‫أغمض عينيه وسحب نفسا ً عميقا ً قبل أن يصك على أسنانه بحقد ومن ثُم يُغادر المكان‪..‬‬
‫نزل الى األسفل وحالما فتح باب المنزل وجد أمامه ُمباشرةً إستيال التي كانت ستد ُخل لتوها‪..‬‬
‫دُهشت لوهله قبل أن يظهر الغضب والكُره في عينيها ليرفع حاجبه من نظرتها ويتسائل في‬
‫نفسه عن سبب غضب هذه األُخرى‪..‬‬
‫ثوان قبل أن تتسع عيناه بصدمه عندما رفعت يُمناها وصفعته بقوة على وجهه!‬ ‫ٍ‬
‫إلتفت ينظر إليها بعينين باردتين حادتين فلم تهتم وقالت بنبر ٍة حاقده‪ :‬حقير!!‬
‫رفعت يدها ودفعته من كتفه وهي تُكمل‪ :‬وغد جبان!!‬
‫لم يتزحزح من مكانه لتستمر بدفعه من كتفه وهي تُكمل بنبر ٍة إنفعاليه‪ :‬حياتي الخاصه ال شأن‬
‫لك بها !! هي حياتي أنا وأنا لستُ بطفل ٍة كي تتدخل فيها وتُخبر عمي عنها !! على األقل ُكن‬
‫رجالً وواجهني وجها ً لوجه بدالً من الذهاب الى عمي فهذا لن يُظهر سوى مقدار ُجبنك‬
‫وحقارتك!‬
‫ضاقت عيناه لوهله قبل أن يُمسك بمعصم يدها التي تدفعه بها وشد بقوة عليها وهو يشد على‬
‫أسنانه قائالً‪ :‬من الوقاحة أن تتهجمي دون أن تفسري سبب ذلك!‬
‫إنزعجت وسحبت يدها بقوه وهي تقول‪ :‬كف عن التظاهر بالبراءه!!‬
‫ضحكت بسخريه وأكملت‪ :‬ال تقل لي بأنك أخبرت عمي بالكثير لذا ال تعرف عما أتحدث عنه‬
‫بالضبط ؟!! هذا متوقع من جبان ووغد مثلك!‬
‫عاد الغضب يكسو مالمحها وأكملت‪ :‬ما الذي ستسفيده من كُل هذا !! لما تريد أن تُسبب‬
‫المشاكل لنا!!‬
‫أكملت ببعض الحقد‪ :‬األمر واضح للجميع من بعد تلك الحفله ‪ ،‬الكُل بالفعل صار يعرف كم‬
‫يُفضلك عمي على الجميع لدرجة التغاضي عن الشائعات التي أطلقها فرانس فإذا ً ما الفائده‬
‫التي ستجنيها من التسبب بالمشاكل لنا!!‬
‫إنزعج منها فهذا بحق ما كان ينقصه!‬
‫تجاوزها ليُغادر دون قول شيء فغضبت وإلتفتت ُممسكةً بذراعه تقول‪ :‬ال تذهب وأنا لم أُنهي‬
‫حديثي بعد!‬
‫سحب يده منها بعنف وهو يقول بنبرة حاده‪ :‬عندما يختفي الشيطان الذي يُسيطر على عقلك‬
‫تعالي ألعرف كيف أتحدث معك‪..‬‬
‫ومن ثُم إتجه الى سيارته لتقول بحقد‪ :‬كف عن التظاهر بالغباء فال أحد بالعائله يعرف عن‬
‫نوع عالقتي بميشيل سواك أنت يا ريكس!‬
‫توقف عن المشي وإلتفت ناظرا ً إليها فتقدمت منه ووقفت أمامه تقول‪ :‬فمن غيرك سيُخبر‬
‫عمي بهذا ؟! إنها حياتي أنا ! أن أقع بالحب مع رجل يكبرني بعقدين من الزمان أمر يخصني‬
‫وال يحق ألح ٍد التدخل فيه!!‬
‫سمعة العائله بسببك أنت‬ ‫ضربته من كتفه ُمجددا ً ُمكمله‪ُ :‬مستقبلي أنا فلما يتم إتهامي بتشويه ُ‬
‫!! هل أصبحتُ اآلن من يشوه سمعتها!!!‬
‫هزت رأسها نفيا ً وأكملت‪ :‬لم أعد أعرف من صاحب هذا الرأي السخيف هل هو عمي أو أنت‬
‫من مألت رأسه بهذا ! حقارتك حقا ً تصدمني يوما ً بعد يوم‪..‬‬
‫ظهر اإلنزعاج في عينيه وقال‪ :‬هل قال والدي بأني من أخبرته ؟‬
‫إستيال‪ :‬ليس بحاجة لقولها فأنت وحدك من تعرف بهذا!!‬
‫ي ! اآلن تأكدتُ بأنك بكُل تأكيد ال تزالين‬ ‫كاف كي تتهجمي عل ّ‬‫ريكس بحده‪ :‬وهل هذا سبب ٍ‬
‫بعمر ال ُمراهقه‪..‬‬
‫غضبت من إنكاره وكذبه الواضح فظهر اإلستحقار في عينيها تقول‪ :‬تكذب ؟ من يُبدي‬
‫مصلحته على مصلحة والدته يجب أال نستغرب أي تصرف منه!!‬
‫إتسعت عيناه بغضب وتقدم خطوةً منها يقول‪ :‬كرري هذا ألدفنك اآلن!‬
‫إستيال‪ :‬بالتأكيد ستفعلها ‪ ،‬من يتسبب بمقتل أمه لن يفرق معه قتل أي أحد آخر!‬
‫صرخ بوجهها وهو يملك أعصابه قدر ال ُمستطاع‪ :‬إستيـــال!!‬
‫رمقته بنظرة إحتقار ومن ثم تجاوزته وهي تضرب كتفها بكتفه بشكل متعمد وذهبت الى‬
‫سيارتها‪..‬‬
‫صوت التفحيط الناتج عن إحتكاك الكفرات باألرض وصل الى مسامعه وهو يُغمض عينيه‬
‫ُمحاوالً ضبط أعصابه حتى سمعها تُغادر من البوابة الرئيسيه‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً ومن ثُم إلتفت ووقف أمام سيارته‪..‬‬
‫أخرج المفتاح وضغط زر فك القفل قبل أن يشد على أسنانه ويرمي بالمفتاح أرضا ً وال زالت‬
‫جملتها تتردد في رأسه وتجعله يزداد غضبا ً وذاكرته تتذكر مشاهدا ً لطالما حاول تناسيها‪..‬‬

‫***‬

‫‪7:30 pm‬‬
‫في اآلونه األخيره أصبح يُالزم غرفته كثيرا ً‪..‬‬
‫ال يعلم ما قد يكون السبب ‪ ،‬ربما ألنها فترة إمتحانات قصيره ‪ ،‬أو ربما مشاكل هذا المنزل‬
‫أصبحت ال تُطاق!‬

‫على أريكة ُمريحه طويله كان مستلقيا ً عليها وبيده هاتفه المحمول يلعب في إحدى ألعاب‬
‫األلغاز ومندمج في ذلك‪..‬‬
‫إنتهى عصرا ً من اإلستذكار ولكنه حقا ً لم يعد يملك الرغبة في الخروج ومواجهة المشاكل فما‬
‫حدث يوم أمس يكفي‪..‬‬
‫طرق الباب فتعجب ونظر إليه يقول‪ :‬من ؟‬ ‫ُ‬
‫ردت الخادمة فزاد تعجبه ألنه لم يطلب أي شيء!‬
‫تنهد وسمح لها بالدخول فدخلت وتقدمت منه وبيدها كأس عصير البرتقال الطازج قائله‪ :‬طلب‬
‫مني أخاك األكبر أن أُعطيك كوبا ً عندما علم بأنك لم تتناول شيئا ً منذ الغداء‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬أخي األكبر ؟‬
‫وضعت الكأس على الطاولة التي أمامه تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬أخاك آلبرت‪..‬‬
‫دُهش للحضه ثم قال‪ :‬إذا ً لقد حضر!‬
‫أشار لها بالخروج وهو يشعر ببعض الضيق‪..‬‬
‫عندما كان في ُمشكلة وطلب حضوره رفض ولكن عندما إتصل به عمه لم يرفض‪..‬‬
‫جلس وهو يُبعد هذا التفكير عن رأسه ونظر الى عصير أخاه ال ُمفضل‪..‬‬
‫لقد سئم العيش في هذا المنزل‪..‬‬
‫لطالما تمنى أن يكونا والداه ال يزاالن على قيد الحياة ويعيش هو وأخوته تحت ظاللهما بعيدا ً‬
‫عن عمه وعائلته‪..‬‬
‫بل باألحرى بعيدا ً عن زوجة عمته فهي ليست سوى حية خبيثه تُدير أفكار عمه بمكرها‪..‬‬

‫في األسفل ‪ ،‬نزلت الخادمه بعدما أعطت الكأس لكين فصادفت في وجهها رب هذه األسره‬
‫السيد إلكسندر يدخل لتوه فتقدمت منه قائله‪ :‬سيدي‪..‬‬
‫نظر إليها فقالت‪ :‬لقد عاد السيد آلبرت من سفره‪..‬‬
‫أشاح بوجهه متجها ً الى مكتبه وهو يقول‪ :‬إستدعيه لي‪..‬‬
‫هزت رأسها ومن ثُم ذهبت الى إحدى غرف المنزل حيث رأته يدخل سابقا ً ومعه أخته فلور‪..‬‬
‫وقفت في إحدى الممرات الفارغه قبل أن تصل الى الغرفه وتلفتت حولها قليالً قبل أن تُخرج‬
‫هاتفها المحمول وتفتح على رقم سيدة هذا المنزل‪..‬‬
‫وبأصابعها السريعه كتبت هذه الرساله‪..‬‬
‫"لقد أعطيتُه المشروب دون أن يشك بشيء"‬
‫ومن ثُم دخلت الغرفه‪..‬‬
‫* ‪End‬‬
‫‪Part 42‬‬

‫القطط والنساء سيفعلون دائ ًما ما يحلو لهن ‪ ،‬يجب على الكالب والرجال االسترخاء وتقبل هذه‬
‫الحقيقة‪.‬‬
‫‪ -‬روبرت أنسون هاينالين‪-‬‬

‫دخل آلبرت بهدوء تام الى مكتب عمه وألقى التحية قبل أن يجلس على الكرسي ال ُمقابل‬
‫للمكتب‪..‬‬
‫بينما عمه كان يسترخي بمقعده مشبكا ً يديه وعيناه مصوبتان على إبن أخيه منذ دخوله من‬
‫الباب وحتى جلوسه‪..‬‬
‫سأله بهدوء تام‪ :‬كيف أعمالك بلندن ؟‬
‫آلبرت‪ :‬لم أستطع إنهاء ما فاتني بعد‪..‬‬
‫وكأنه بجملته يُعاتب عمه ويطلب منه أال يستدعيه مجددا ً عندما ينهمك فيها‪..‬‬
‫لم يُبالي عمه بذلك وقال‪ :‬وكيف هي عالقاتك مع الموظفين ُهناك ؟‬
‫آلبرت بهدوء‪ :‬جيده‪..‬‬
‫عمه‪ :‬هل عالقاتك معهم عالقات عمل فقط ؟‬
‫صمت آلبرت لفتره عندما تأكد بأن زوجة عمته فعلتها حقا ً فقال‪ :‬نعم ‪ ،‬عالقات عمل فحسب‪..‬‬
‫بدى وكأن اإلجابة لم تُعجبه فسأل وهو يُصر على كلماته‪ :‬لم تتعدى عالقاتك أكثر من ذلك ؟‬
‫آلبرت‪ :‬إطالقا ً‪..‬‬
‫إجاباته كانت هادئه بارده ولو لم تكن ُهناك أدله لصدقه أليكسندر حقا ً‪..‬‬
‫ي يوما ً!‬‫قال بحده أخيراً‪ :‬لم أضنك قد تكذب عل ّ‬
‫آلبرت رد ببروده ذاته‪ :‬لم أفعل‪..‬‬
‫إتسعت عينا أليكسندر للحضه منصدما ً من وقاحته فهذا آخر شخص كان يتوقع منه مثل هذا‬
‫التصرف‪..‬‬
‫فسأل بحدة واضحه‪ :‬وآنجيال ؟‬
‫آلبرت‪ :‬ماذا بها ؟‬
‫إنه بالفعل يريد أن يزج بعمه الى مشفى األمراض العقليه ببروده وردوده ال ُمستفزه!‬
‫أخذ أليكسندر نفسه عندما كاد أن يصرخ بوجهه وحافظ على رباطة جأشه في آخر لحضه‬
‫ليسأل بعدها بهدوء‪ :‬سمعتُ بأنك على عالقة عاطفية معها ؟‬
‫آلبرت‪ :‬سمعت ؟ ومنذ متى نحنُ نصدق األقاويل دون ادله ؟‬
‫أليكسندر‪ :‬أال يكفي دليل ترقيتك لها دون سبب مقنع ؟‬
‫آلبرت بهدوء‪ :‬طلبتُ خدمةً ما من الموظفين خارج نطاق العمل ووعدتُ بعالوة جيده لمن‬
‫يُنجزه وقد كانت هي أول من أنجزه ‪ ،‬هل أخطأتُ عندما وفيت بوعدي ؟‬
‫عقد أليكسندر حاجبه وقال‪ :‬وماذا عن زيادة الراتب ؟‬
‫ألبرت‪ :‬الترقيه تتبعها زيادة في الراتب ‪ ،‬هذه أمور واضحةٌ يا عمي ‪ ،‬مابك ؟ ممن سمعت هذه‬
‫األقاويل لدرجة أنه أثر على تفكيرك المنطقي!‬
‫نظر إليه عمه لفتره طويلة ليقول بعدها بهدوء‪ :‬وماذا لو إكتشفتُ أنك تكذب ؟‬
‫آلبرت ببررد‪ :‬أكذب بخصوص ماذا بالضبط ؟‬
‫أشاح أليكسندر بوجهه وهو يفكر في السبب الذي قد يجعل كين يكذب عليه ‪ ،‬لطالما كان آلبرت‬
‫األخ الذي يحترمونه كثيرا ً فلما يقول مثل ذلك الكالم ؟‬
‫هل من الممكن أنه أخطأ في فهم تصرفات أخيه وضن ما ضنه ؟‬
‫ربما ‪ ،‬هذا التفسير منطقي‪..‬‬
‫في حين كان آلبرت راضي تمام الرضى عن كذبته هذه ‪ ،‬أو باألحرى عن مراوغته لألسئله‬
‫حيث أنه لم يعطه أي إجابه صريحه‪..‬‬
‫مع أنه حتى اآلن ال يعرف ما السبب الذي جعل من جينيفر تُحاربه هكذا ؟‬
‫هل من الممكن أن عمه قرر تسليم أمور العائله ولهذا قررت تشويه سمعته ؟‬
‫ربما رغم أنه ال يزال يضن بأن عمه ال يريد غير ريكس ليمسك بزمام األسرة وأموالها‪..‬‬

‫قطع أفكار عمه بسؤاله‪ :‬سمعتُ بأن إستيال غادرت المنزل بعد مشاجرة بينكما ؟ هل لألمر‬
‫عالقة بي ؟‬
‫عاد اإلنزعاج على وجه أليكسندر من ذكر هذا األمر وقال‪ :‬بل تصرفاتها الغير عقالنيه هي‬
‫السبب!‬
‫آلبرت‪ :‬إستيال ؟ ربما فهمتها خطئا ً فهي حكيمة وعاقلة في جميع خطواتها!‬
‫أليكسندر‪ :‬أجل حكيمه للغايه لدرجة أنها تخطط للزواج من رجل يكبرها بالعمر وذا خلفية‬
‫سيئه!‬
‫عقد آلبرت حاجبه فقال أليكسندر‪ :‬أقصد ميشيل صديق والدك ‪ ،‬لم يعجبني منذ البدايه ولكني‬
‫لم أمنعه من حظور مناسبات العائله إحتراما ً ألخي ولكم ولكن أن تجمعه عالقة عاطفيه مع‬
‫إستيال فهذا شيء لن ارضى به!‬
‫دُهش آلبرت وقال‪ :‬ميشيل ؟!!‬
‫أليكسندر‪ :‬لم أُصدق األمر وواجهتها ألتفاجئ بأنها بالفعل تخطط للزواج منه ! إنه بعمر والدها‬
‫وال يملك أي خلفية جيدة بل على العكس عُرف بطفولته بإبن متحرش ! ال شيء جيد فيه ! لم‬
‫صدمت للغايه من األمر وصُدمتُ أكثر من أنها تُصر‬ ‫أضنها قد تفكر مثل هذا التفكير مطلقا ً !! ُ‬
‫على أنها لم تُخطئ!‬
‫صمت آلبرت ولم يعرف بماذا يُعلق‪..‬‬
‫لقد الحظ بأن إستيال هي أكثرهم تعلقا ً بصديق والدهم ولكن توقع بأنها تراه كوالدها فلقد كانت‬
‫أكثر من بكى لوفاته‪..‬‬
‫لم يضن وال لوهله بأنها قد تفكر باإلرتباط به!‬
‫هل حبها الشديد لوالدها جعلها ترغب بأي شيء يربطها به ؟‬
‫هل هذا يعني بأنها تضن نفسها واقعة بحبه وهي في الحقيقة متعلقة بكونه صديق والدها‬
‫الوحيد ؟‬
‫لم يعد يعرف ما السبب ‪ ،‬عليه أن يتحدث إليها ليفهم األمر أكثر‪..‬‬
‫علق أخيرا ً وقال‪ :‬سأتحدث إليها‪..‬‬
‫أليكسندر‪ :‬إن كُنتَ ستُشجعها على قرارها فال تتدخل من البدايه‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ال تقلق فقط أُترك أمرها لي‪..‬‬
‫تنهد أليكسندر وقد كان صمته دليل موافقته لترك أمرها ألخاها األكبر‪..‬‬

‫***‬

‫‪7:44 pm‬‬

‫وصل ريكس الى إحدى المالهي الليليه المرخصه ودخل الى الداخل‪..‬‬
‫دار بعينه في المكان وتقدم من إحدى الطاوالت حيث كان ينتظره هناك باتريك مع أحد الرجال‬
‫‪..‬‬
‫جلس أمامهما ليتحدث الرجل قائالً‪ :‬أتُريد شرابا ً ؟‬
‫هز ريكس رأسه بالنفي ونظر الى باتريك ينتظر منه معرفة السبب الذي دعاه الى رؤيته في‬
‫مكان بعيد عن المنظمه‪..‬‬
‫رشف باتريك القليل من الشراب وهو ينظر الى وجه ريكس ليقول بعدها‪ :‬تبدو مشرقا ً أفضل‬
‫من األيام السابقه ‪ ،‬هل كان هناك ما يُقلقك سابقا ً ؟‬
‫ريكس‪ :‬ال‪..‬‬
‫إجابه سريعه مختصره وكأنه ينهي أي حوار ال عالقة له بسبب إستدعائه‪..‬‬
‫فهو يكره المقدمات كثيرا ً‪..‬‬
‫تفاجأ عندما بالفعل دخل باتريك في صلب الموضوع سائالً إياه‪ :‬ما عالقتك بآندرو ؟‬
‫صمت ريكس لفتره فقد توقع بأنهم عاجالً أم آجالً سيكتشفون عالقة الصداقة التي تربطه مع‬
‫أحد أبناء هذه العائله‪..‬‬
‫أجابه‪ :‬زميل‪..‬‬
‫باتريك بهدوء‪ :‬من الوقاحة ان تعترف بدون تبرير‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬عرفتُه قبل أن أعرف عن كون أخاه األكبر عدو قديم للمنظمة لذا لماذا تحتاج‬
‫الى تبرير ؟‬
‫باتريك‪ :‬إقطع عالقتك به‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ولما تُملي علي أوامر بخصوص حياتي الخاصه ؟ فأنت لستَ بوالدي وأنا لستُ طفالً‬
‫‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬أنت تتعمد إستفزازي ؟‬
‫ريكس‪ :‬ال يجدر بك حشر أنفك بخصوصياتي إن كُنت ستستنكر ردة فعلي‪..‬‬
‫حاول باتريك الحفاظ على أعصابه وهو يقول‪ :‬بل األمر ليس من خصوصياتك إن كان سيضر‬
‫المنظمه!‬
‫ريكس‪ :‬وهل أنا طفل ألنشر باألرجاء عن كوني فرد بعصابه ! مادام أنه ال يعرف عن عالقتي‬
‫بكم فمما أنت خائف ؟‬
‫إبتسم باتريك وأجاب‪ :‬منك أنت‪..‬‬
‫رفع ريكس حاجبه فقال باتريك‪ :‬لستُ قلقالً من أن تكشف نفسك له ‪ ،‬بل قلق من كونك في‬
‫صفهم منذ البدايه‪..‬‬
‫لم يُعلق ريكس وبقي صامتا ً لفتره قبل أن يقول‪ :‬هل هذا كُل ما لديك ؟ فأنا رجل مشغول‪..‬‬
‫باتريك ببرود‪ :‬أثبت والئك بقطع عالقتك به قبل أن أُعلنك كخائن رسمي للمنظمة ليؤمر‬
‫بتصفيتك‪..‬‬
‫مد ويكس يده وألول مره يطاول على باتريك عندما أمسكه من ياقة معطفه ساحبا ً إياه قليالً‬
‫وهو يهمس‪ :‬إنعتني بما تشاء ولكن عليك أن تقول هذا لمن أدخلني الى هذه المنظمه ‪ ،‬فأنت‬
‫تعلم بأن من أدخلني هو رجل أعلى منك بكثير لذا كن شجاعا ً وواجه قائالً له "آسف ياسيدي‬
‫ولكنك كُنتَ غبيا ً وعينت خائنا ً‪" ..‬‬
‫دفعه ووقف مغادرا ً فقال باتريك بهدوء‪ :‬سنرى ما سيحدث يا ريكس‪..‬‬
‫تجاهل ريكس تهديده الذي يعتقد في قرارة نفسه أنه ال فائدة منه فباتريك لن يستطيع فعل‬
‫شيء سوى التفوه بالتهديدات‪..‬‬
‫ولكنه كان مخطئا ً فباتريك ليسوا مما يرضون اإلهانه وسيرد الصاع صاعين‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:44 pm‬‬

‫كانت مهذبه للغايه‪..‬‬


‫منذ أن دخلت للمنزل وهي تجلس في الصالة ولم تُغادرها سوا للذهاب الى دورة المياه‪..‬‬
‫رغم أنها تشعر بالجوع إال أنها لم تدخل الى المطبخ ولم تخرج لتشتري الطعام‪..‬‬
‫لقد سمح لها بالبقاء بمنزله لذا لن تتصرف بوقاحه وتُعامله وكأنه منزلها‪..‬‬
‫تنهدت ونظرت الى الساعة الجداريه هامسه‪ :‬بقي الكثير حتى يُنهي عمله‪..‬‬
‫صمتت قليالً وأكملت‪ :‬وبقي ساعة تقريبا ً على إنتهاء المهلة التي أعطاني إياه ذاك‬
‫البروفيسور‪..‬‬
‫أغمضت عيناها ُمكمله‪ :‬هل ما أفعله صحيح ؟ اإلختباء فحسب ؟ والى متى!‬
‫وقفت ودارت بالصالة ذهابا ً وإيابا ً وهي منشلّة التفكير تماما ً‪..‬‬
‫همست بهدوء‪ :‬كان علي ترك المدينه والهروب بعيدا ً ‪ ،‬لكن كيف ؟‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وهي تقف أمام الساعة تنظر إليها‪..‬‬
‫ي يُزين أصبعه‪..‬‬ ‫توارى الى رأسها منظره والخاتم الفض ّ‬
‫لو أنها فحسب لم تتلقى الكثير من األكاذيب خالل الشهرين المنصرمين لجربت اإللتجاء إليه‪..‬‬
‫ولكنها اآلن تُعاني من عدم مقدرتها على الوثوق بأي أحد‪..‬‬
‫وال أي أحد‪..‬‬
‫أصبحت تتعامل مع الجميع من مبدأ الصفقات ال ُمتبادله‪..‬‬
‫حتى إيواء ريكس لها كان ب ُمقابل أن تُخبره عما تعرفه‪..‬‬
‫ال أحد سيفعل أي شيء من أجلها دون ُمقابل‪..‬‬
‫ياله من عالم قاس‪..‬‬
‫تفاجأت تنظر الى الباب عندما فُتح فجأه فتنهدت براحه عندما رأت بأنه ريو‪..‬‬
‫أغلق الباب خلفه فسألته‪ :‬لم ينتهي وقت عملك صحيح ؟‬
‫تقدم وجلس على األريكة يقول‪ :‬صحيح ولكني أستأذنتُ ُمبكرا ً‪..‬‬
‫رفعت حاجبها وعلقت‪ :‬ال تثق بي ؟‬
‫ريو‪ :‬أكون كاذبا ً إن قُلتُ بلى ‪ ،‬نعم لم أستطع أن أشعر بالراحة و ُهناك غريبا ً يجلس في منزلي‬
‫‪..‬‬
‫تقدمت نحو أريكة ُمقابله وهي تقول‪ :‬اممم أحببتُ صراحتك‪..‬‬
‫نظر إليها وقال‪ :‬صارحيني ‪ ،‬أنت هاربة ممن ؟‬
‫تعجبت وقالت‪ :‬لقد أخبرتُك‪..‬‬
‫ت تكذبين‪..‬‬ ‫ريو‪ :‬كُن ِ‬
‫رفعت حاجبها بإستنكار تقول‪ :‬ولما اآلن تُكذبني ؟‬
‫ريو‪ :‬ألني فكرتُ باألمر مليا ً‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬أعطيني إسم المشهور أو عنوان المقال الذي شهرتي به‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره بعدها قالت‪ :‬نعم لقد كذبت مثلما كذبت أنت علي‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهه يقول‪ :‬كذبتُ عليك ؟‬
‫أجابته‪ :‬أو باألحرى خدعتني وإستغفلتني‪..‬‬
‫ريو‪ :‬وااه يبدو بأني سيء للغايه‪..‬‬
‫بعدها أكمل بإنزعاج‪ :‬هذه المرة الثانيه التي أُقابلك فيها فمتى خدعتك وإستغفلتك!!‬
‫تكتفت وقالت‪ :‬ألنك تتدعي عدم معرفتك بي‪..‬‬
‫ت مريضه ؟‬ ‫ريو‪ :‬هل أن ِ‬
‫رين‪ :‬ال داعي لسؤالك فأنت تعرف عن مرضي‪..‬‬
‫سيُجن حقا ً منها!‬
‫إنها بالتأكيد تُعاني من خطب في عقلها‪..‬‬
‫أكملت‪ :‬توقف عن رمقي بهذه النظرات ‪ ،‬ال أعلم كيف تعرفني ولكن ما كان عليك أن تُخبئ هذا‬
‫عني!!‬
‫ريو‪ :‬حسنا ً لقد إكتفيتُ من ترهاتك ‪ ،‬إعتبري إتفاقنا ملغيا ً وال تُريني وجهك ُمجددا ً‪..‬‬
‫إنزعجت منه وقالت‪ :‬ال تُكمل تمثيليتك هذه!!‬
‫ريو بإستنكار‪ :‬هاااه!‬
‫رين‪ :‬أجل ! لقد إستعدتُ جزءا ً من ذاكرتي ورأيتُ فيها أني على معرف ٍة بالشاب الذي وصفته‬
‫لي ! لقد سألتني للتأكد إن كُنتُ ال أزال أفقد الكثير من ذكرياتي أو ال صحيح ؟!! لما لم تُخبرني‬
‫بأنك تعرفني ؟‬
‫إتسعت عيناه بدهشه وهو يقول‪ :‬فاقدة لذكرياتك ؟!!!‬
‫رين بإنزعاج‪ :‬توقف عن تمثيليتك ألم يكن طلبي واضحا ً!!‬
‫ت‬‫ت علي ‪ ،‬لو كُن ِ‬ ‫ت من البداية كذب ِ‬ ‫حاول كبت إنزعاجه من كالمها وقال‪ :‬ضني كما تشائين ‪ ،‬أن ِ‬
‫صريحه لما حصل سوء الفهم هذا!‬
‫ت ُمصرة على رأيك ‪ ،‬أتمنى أن تُغادري‬ ‫وقف متجها ً الى غرفته وقال‪ :‬نقاشنا عقيم ما دُم ِ‬
‫المنزل‪..‬‬
‫وقفت بعصبية تقول‪ :‬ال تتركني في منتصف نقاشي وكأنك تستحقرني!‬
‫ت تُلقين علي التُهم ُجزافا ً دون أن‬ ‫تنهد وإلتفت إليها قائالً‪ :‬وهل تُسمين هذا نقاشا ً ؟ لقد كُن ِ‬
‫ً‬
‫تشرحي أي شيء وتتركي لي فرصة للرد!‬
‫زمت على شفتيها وحاولت كبت غضبها هذا‪..‬‬
‫لقد كانت ُمسيطرة على نفسها ولكن كُل شيء إنفلت منها حالما راودتها ذكرى ذاك الشاب‪..‬‬
‫أشاحت بوجهها هامسه‪ :‬ال تلمني ! تلقيتُ الكثير من الخداع لذا ال يُمكنني سوا الغضب عندما‬
‫أواجه موقفا ً ُمشابها ً‪..‬‬
‫ريو‪ :‬أخبرتُك اني لم أِقابلك في حياتي سوا مرتين!‬
‫رين‪ :‬اسفه ‪ ،‬سأستمع إليك‪..‬‬
‫تنهد ثم تقدم وعاود الجلوس على مقعده فجلس بأدب تام تنتظر شرحهه لسوء الفهم‪..‬‬
‫تحدث قائالً‪ :‬الشاب الذي سألتُك عنه وزع صورتك طالبا ً بأن نتواصل به في حال إيجادنا لك‬
‫فلهذا سألتُك عنه ‪ ..‬األمر بغاية البساطه ولم يستدعي كُل هذا الغضب منك!‬
‫أشاحت بنظرها تُتمتم‪ :‬مابه لقد أعتذرت فلما ال يزال غاضبا ً ؟‬
‫رفع حاجبه قائالً‪ :‬ماذا قُلتي ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً لتسأل‪ :‬إذا أحدهم يبحث عني ؟ هل هو شخص جيد ؟‬
‫ريو‪ :‬أجل إنه محترم للغايه وال يملك أي سجل إجرامي وأيضا ً ناجح في عمله‪..‬‬
‫إنزعجت من سخريته وتمتمت‪ :‬لن تخسر شيئا ً لو أجبتني بـ"ال أعلم‪" ..‬‬
‫رفعت عينيها إليه وسألت كما لو أنها طفله‪ :‬ماذا بشأن وعدك لي بأنك ستجد لي وسيلةً آمنه‬
‫للذهاب الى باريس ؟ هل ستخلفه بسبب كذبي ؟‬
‫ت حقا ً فاقده لذاكرتك أوليس من األولى أن تسأليني المزيد عن‬ ‫ريو‪ :‬أهذا ما يُهمك ؟ إن كُن ِ‬
‫الشاب أو تطلبي رقم هاتفه الذي أعطاني إياه ‪..‬؟‬
‫رين‪ :‬لن أفعل ‪ ،‬هو ُمخادع كدانييل تماما ً أنا واثقه ‪ ...‬كُل ما سأطلبه منك هو أن تنسى أنك‬
‫رأيتني وال تتصل به ُمطلقا ً‪..‬‬
‫ريو‪ :‬ولما واثقه ؟‬
‫رين‪ :‬فقط هكذا بدون سبب‪..‬‬
‫ريو‪ :‬وماذا لو لم يكن كذلك ؟‬
‫أشاحت رين بعينيها وهي تتذكر تلك الذكرى ووجهه ال ُمبتسم وهو يقول لها "فاجأتُك صحيح"‬
‫همست‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬اإلبتعاد منذ البداية أفضل من الشعور بالخذالن ‪ ،‬لقد ُجرحت كثيرا ً بسبب‬
‫دانييل وال أُريد تعليق أملي بشخص آخر أبدا ً‪..‬‬
‫وهدأ الوضع بينهما لفتره بعدها سألها‪ :‬وماذا ستفعلين اآلن ؟‬
‫إبتسمت له وقالت‪ :‬أنتظر طريقتك اآلمنه في أخذي لباريس‪..‬‬
‫رفع حاجبه وقال‪ :‬بعد كذبك علي ؟‬
‫أظهرت وجه األطفال وهي تقول‪ :‬هيا أنت شاب ناضج ‪ ،‬ال تغضب بسبب حماقة فتاة حمقاء‬
‫مثلي‪..‬‬
‫ريو‪ :‬ولما تُريدين باريس ؟ وممن هاربه ؟‬
‫كذبت ُمجدداً‪ :‬يُطاردني جامعوا الديون بسبب ديون والدي المتكرره كما يقولون ‪ ،‬والدي‬
‫متوفى وال يوجد سواي ليدفع لهم ‪ ،‬وباريس فيها أُختي الصغرى الوحيده ‪ ،‬سأذهب إليها‬
‫خشية أن يزعجوها هؤالء ومن ثم سنجد لنا مأوى بعيد عنهم‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره بعدها قال‪ :‬إستقلي الحافلة وإذهبي ‪ ،‬األمر ليس صعبا ً فلما تريد ُمساعده‬
‫؟‬
‫فكرت للحضات قبل أن تقول‪ :‬أبي إستدان من رجل يملك عالقات بمحطات السفر لذا سيجدني‬
‫بسهوله‪..‬‬
‫ريو بإستنكار‪ :‬وكم يبلغ المال حتى يصلون الى هذا الحد ؟‬
‫رين بدون تفكير‪ :‬سبع ماليين‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بدهشه فهذا المبلغ كافي ليبني أربعة قصور تقريبا ً!‬
‫ريو‪ :‬ال أضنك جاده ؟!!! ولما قد يطلب والدك كُل هذا المبلغ ؟‬
‫رين‪ :‬والدي أحد الذين باعوا روحهم للقمار لذا خسر الكثير وطالب بالمال ليُعوض ولكن هذا‬
‫زاد عليه الخسارة لـ‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬هذا يكفي !! إنها كذبة واضحه!‬
‫أشاحت بوجهها دون تعليق وهي تهمس لنفسها‪" :‬كان علي أن أقول سبعون ألفا ً فلما قفزتُ‬
‫الى فئة الماليين" ؟‬
‫وقف وقال‪ :‬لن أُمانع بقائك لليلة هذه فحسب وال يمكنني فعل أكثر من هذا ألجلك فيبدو بأنك‬
‫نى عنها ‪ ،‬ونصيحة مني خذي رقم ذاك الشاب وتواصلي معه ‪،‬‬ ‫عالقةً في مشاكل أنا في ِغ ً‬
‫فربما يكون حبل نجاتك على عكس ما تتوقعين‪..‬‬
‫ومن ثُم غادر من أمامها وهي تنظر إليه ومجددا ً صورة ذاك الشاب تقفز الى خيالها‪..‬‬
‫همست‪ :‬لكني أخاف الخذالن ‪ ،‬أخافه كثيرا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪4 February‬‬
‫‪am3:23‬‬

‫الهدوء التام يعم الفيال وجمع األنوار ُمطفأه م عدا أنوار قليله ذات إضاءات ضئيله متوزعة‬
‫ُهنا و ُهناك‪..‬‬
‫خرجت من غرفتها وتقدمت تمشي في هذا الدهليز الطويل حتى وصلت الى الغرفة الوحيدة‬
‫الموجوده في آخره‪..‬‬
‫دخلت الى الداخل وكان كُل شيء ُمظل ٌم تماما ً ‪ ،‬إتجهت الى غرفة النوم وأضاءت النور فتحرك‬
‫الطفل النائم على السرير وهو يشد على عينيه دليل اإلنزعاج‪..‬‬
‫تقدمت وجلست على الكُرسي وراقبته هو ومالمحه التى عادت تدريجيا ً الى اإلسترخاء‪..‬‬
‫همست له‪ :‬إيدن ؟‬
‫قطب حاجبيه فتحدثت ُمجددا ً تقول‪ :‬إستيقظ ‪ ،‬أُريد ُمحادثتك‪..‬‬
‫فتح عينيه تدريجيا ً ونظر الى وجهها ليقول بعد فتره بصوت يملؤه النوم‪ :‬إليان ؟‬
‫إبتسمت له تقول‪ :‬أزعجتُك ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً وحاول الجلوس فساعدته على ذلك ليسألها‪ :‬هل طلعت الشمس ؟‬
‫إليان‪ :‬ليس بعد ‪ ،‬إنها الثالثة فجرا ً‪..‬‬
‫تعجب وقال‪ :‬هل هناك خطب ما ؟‬
‫إليان‪ :‬فقط أردتُ سؤالك عن أمر ما واإلطمئنان عليك‪..‬‬
‫أكملت عندما إنتظر سؤالها وقالت‪ :‬ماذا حدث ؟ لما عُدتَ الى ُهنا بعد أن أخذك ريكس ؟‬
‫إتسعت عيناه من الصدمة عندما إستوعب وحاول أن يزحف بجسده بعيدا ً عنها وهو يقول‬
‫بتوتر‪ :‬ال شيء ‪ ..‬إليان أرجوك أُريد النوم هال تركتني وحدي‪..‬‬
‫دُهشت من تصرفه وقالت‪ :‬ماذا بك ؟‬
‫إيدن‪ :‬ال شيء ‪ ،‬أشعر بنُعاس شديد ‪ ،‬أُريد النوم‪..‬‬
‫نظرت الى وجهه وهو يُحاول أن يُشيحه عنها وقالت‪ :‬هل تكرهني ؟‬
‫صدم ونظر إليها يقول‪ :‬كال أنا أُحبك!‬ ‫ُ‬
‫إليان‪ :‬إذا ً لما تتجنبني ؟‬
‫توتر وهو يقول‪ :‬ال ال شيء‪..‬‬
‫عرفت بأنه حدث أمر ما فقالت‪ :‬إذا ً أخبرني بماذا حدث بعدما أخذك ريكس من ُهنا ؟‬
‫إيدن‪ :‬ليس باألمر الهام ‪ ،‬فقط الى المشفى وأعطوني بعض ال ُمسكنات ثُم عُدت‪..‬‬
‫إليان‪ :‬وهل أعادك ريكس بنفسه ؟ ولما!‬
‫إيدن‪ :‬أرجوك أُختي غادري قبل أن تعلم والدتي ‪ ،‬أنا أيضا ً أشعر بالنوم‪..‬‬
‫مطت شفتيها تقول‪ :‬لن أفعل ‪ ،‬أخبرني ما حدث وحينها سأُغادر‪..‬‬
‫إيدن‪ :‬صدقيني لم يحدث شيء ‪ ،‬أصبحتُ على ما يُرام وعُدت ‪ ،‬فقط‪..‬‬
‫لم تُصدقه فتجاهلت السؤال عن هذا األمر وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ما خطبُك مع الدكتور جان ؟‬
‫إتسعت عيناه بدهشه ليقول بعدها بتردد‪ :‬ال شيء ‪ ،‬فقط هو طبيبي الخاص‪..‬‬
‫إليان‪ :‬إذا ً لما رفضتَ أن أستدعيه لك عندما مرضت ؟‬
‫زاد توتره وشتت نظره في المكان يقول‪ :‬ألني أكره الدواء‪..‬‬
‫إليان‪ :‬فقط ؟‬
‫إيدن‪ :‬أجل ‪ ،‬فقط‪..‬‬
‫إليان‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأسأله بنفسي‪..‬‬
‫إيدن بدهشه‪ :‬إليان ال تفعلي‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ولما ؟‬
‫إيدن‪ :‬ربما يُخبر والدتي عن كونك قد ُزرتني دون إذن منها‪..‬‬
‫إليان بإستنكار‪ :‬وما شأنه بي وبوالدتي ؟ ولما سيُخبرها أصالً وهو ال يعلم عن شيء ؟!!‬
‫صمت إيدن ولم يُعلق فعقدت حاجبها تقول‪ :‬هل أخبرته أنت عن ما قالته والدتنا بشأنك ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً فبقيت تنظر إليه لفتره ليس بالقصيره قبل أن تسأل وهي تخشى اإلجابه‪ :‬هل هو‬
‫والدك ؟‬
‫أشاح بنظره بتردد وكأنه يُريد اإلنكار ولكن دهشته من السؤال منعته‪..‬‬
‫تردده هذا صدم إليان فالطبيب كان آخر شخص قد تفكر بكونه هو والد أخاهم!!‬
‫إنها لم تفكر به أصالً!‬
‫لقد ضنت بأنه فقط مشرف على حالته الصحيه ولهذا يأتي الى المنزل كثيرا ً‪..‬‬
‫همست‪ :‬هذا ال يُصدق!‬
‫ت ُمخطئه ‪ ،‬هو فقط‪...‬‬ ‫إيدن‪ :‬أن ِ‬
‫قاطعته تقول بإبتسامه باهته‪ :‬آسفه ألني أيقضت ُك ‪ ،‬عاود النوم عزيزي‪..‬‬
‫قبلته على جبينه وغادرت الغرفه بصمت كبير‪..‬‬
‫***‬

‫‪6:44 am‬‬
‫‪Paris‬‬

‫"أحتاج ل ُمساعدتك من دون أن يعلم سيدي موريس بذلك ‪ ،‬الطفلة مع بعض من أصدقاء رين‬
‫بالدراسه وال يُمكنني مواجهتهم لوحدي ‪ ،‬أنتظرك كينتو"‬
‫ومن ثُم أرسلت العنوان‪..‬‬
‫هذا ما فعلته ريتا وهي تختبيء في مكان قريب من منزل جاكي‪..‬‬
‫فجاكي لم يترك جانب الطفلة طوال الفترة الماضيه وببعض األحيان يكون بجواره صاحبه ‪،‬‬
‫هذا غير عن تلك الفتاة فلقد لحقت بها سابقا ً وتخاف أن تظهر في وجهها ُمجددا ً‪..‬‬
‫هي قويه ولكن ال يُمكنها مواجهة ثالث أشخاص بمفردها‪..‬‬
‫لو أنها تضمن أن جاك لوحده معها لشجعت نفسها وحاولت الوقوف في وجهه ولكنها ال‬
‫يُمكنها التأكد من هذا‪..‬‬
‫فاألفضل إستدعاء بعض ال ُمساعده حتى ال تنتهي ُمهمتها بالفشل‪..‬‬

‫بالداخل‪..‬‬
‫ُمستلقي كلود على سرير جاكي بجانبه حقيبته فأولى محاضراته لن تبدأ إال بعد ساعتين من‬
‫اآلن لذا قرر زيارة صديقه ليبقى معه قليالً قبل ذهابهما معا ً‪..‬‬
‫كان يتحدث معه بخصوص موقف حدث يوم أمس في الجامعه بينما اآلخر يجلس على الكُرسي‬
‫بهدوء يُنهي واجبه الفني الذي من ال ُمفترض أن يُسلمه اليوم‪..‬‬
‫ونينا تقف بجانيه مبهورة بعمله على هذه اللوحة الخشبيه وتسأله بين فترة وفتره عن‬
‫تفاصيل ما يفعل‪..‬‬
‫أنهى كلود قصته قائالً‪ :‬وتدخل حينها مدير القسم وأخذهم جميعهم على مكتبه‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬هممم هذا غريب‪..‬‬
‫كلود‪ :‬بل ُمضحك ‪ ،‬منذ زمن لم أرى شجارا ً ألسباب سخيفه ‪ ،‬فقدتُ هذا النوع من الشجار منذ‬
‫التخرج من الثانويه‪..‬‬
‫إبتسم جاكي وعلق‪ :‬تقصد أنك إفتقد رين وكلير‪..‬‬
‫دُهش كلود عندنا إستوعب ما قاله وقال‪ :‬لم أشتق لوجودها بتاتا ً!!‬
‫رفعت نينا رأسها الى جاكي تقول‪ :‬كلير كانت تتشاجر مع أُختي دائما ً ؟‬
‫جاكي‪ :‬أووه ‪ ،‬في كُل مر ٍة يتقابالن فيها‪..‬‬
‫إبتسمت نينا ولم تُعلق فتحدث كلود يقول‪ :‬ماذا حدث بخصوص كلير ؟ ألم تظهر في وجهك‬
‫ُمجددا ً ؟‬
‫جاكي‪ :‬كال ‪ ،‬أتمنى بأنها عادت الى منزلها‪..‬‬
‫كلود‪ :‬تعلم بأنها تُحبك لذا ال تكن قاسيا ً عليها‪..‬‬
‫دُهش جاكي وتوقف عن عمله ناظرا ً الى كلود يقول‪ :‬لستُ قاسيا ً البته !! هي فقط من تتصرف‬
‫بطريقة ُمزعجه ! ال تتحدث وكأنك ال تعلم مدى إزعاجها!‬
‫هز كلود كتفه وعلق بال ُمبااله‪ :‬من يدري‪..‬‬
‫إنزعج جاكي منه فتجاهله وعاود إنهاء عمله‪..‬‬
‫سأل كلود‪ :‬ماذا بخصوص المجرمة التي تُالحقك ؟‬
‫جاكي‪ :‬لم أرى أي شيء ‪ ،‬بدأتُ أشك بأنها كذبت علي لتفرغ غضبها ال غير‪..‬‬
‫كلود‪ :‬كلير ُمزعجه لكنها ال تكذب في مثل هذه األمور‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬صدقني ستفعل من أجل أن ترى إن كُنتُ أهتم بأمر رين أكثر منها أو ماذا ‪ ،‬أنا أكثر من‬
‫يعرفها‪..‬‬
‫تحدثت نينا تقول‪ :‬لما هي تكره أختي ؟‬
‫ب تافه‪..‬‬‫تنهد جاكي وقال‪ :‬لسب ٍ‬
‫تحدثت تقول ببرود مليء بالحقد‪ :‬آسفه إن كان سببي تافها ً في نظرك!‪.‬‬
‫صدم لدرجة أنه أخطأ في عمله في حين جلس كلود من الدهشة وهو يرى كلير تقف على‬ ‫ُ‬
‫عتبة باب الغرفه‪..‬‬
‫تحركت نينا ووقفت بالجانب الثاني من جاكي كي تبتعد عنها في حين ظهر اإلنزعاج على وجه‬
‫جاكي يقول وهو يُحاول تعديل الخطأ‪ :‬كان عليك طرق الباب أوالً‪..‬‬
‫كلير‪ :‬لقد كان مفتوحا ً فلما أطرقه‪..‬‬
‫كلود‪ :‬مرحبا ً كلير ‪ ،‬لم أرك منذ مده‪..‬‬
‫نظرت إليه وإبتسمت قائله‪ :‬لقد أصبحت أكثر وسامةً بعد آخر مرة رأيتُك فيها‪..‬‬
‫كلود‪ :‬أووه أتقصدين بأنك تفوقتُ على جاكي ؟‬
‫كلير‪ :‬أنتَ تعلم بأنه ال أحد يتفوق عليه‪..‬‬
‫ضحك كلود ُمعلقاً‪ :‬هذا في نظرك فقط صدقيني‪..‬‬
‫كشرت في وجهه قائله‪ :‬مزعج كعادتك‪..‬‬
‫نظرت الى جاكي وقالت‪ :‬وماذا عنك أنت ؟ هل تضنني بهذا الغباء كي أخترع كذبة من أجل أن‬
‫أُؤكد لك بأنك تهتم لرين أكثر مني ؟ األمر واضح ويُمكنني معرفة ذلك دون أي ُخدع‪..‬‬
‫تنهد بقلة حيله ولم يُعلق فإنزعجت وقالت‪ :‬أنا جاده ‪ ،‬لقد كانت تتبعكما ‪ ،‬هي تُريد الطفلة وقد‬
‫تتعرض لألذى من أجل ذلك!‬
‫جاكي‪ :‬كان يُمكنها أذيتي عندما وقفت أمامي سابقا ً ‪ ،‬لستُ غبيا ً ألُصدقك يا كلير‪..‬‬
‫زاد إنزعاجها ولكنه إختفى تدريجيا ً عندما عرفت كيف تُغيضه‪..‬‬
‫قالت ببرود تام‪ :‬أتعلم بأني قابلتُه ؟‬
‫جاكي دون أن يرفع عينيه عن لوحته‪ :‬من ؟‬
‫كلير‪ :‬الشاب الذي أحظرتُه رين في حفل تخرج الثانويه‪..‬‬
‫ت واثقه ؟!!‬ ‫دُهش ورفع رأسه إليها يقول‪ :‬هل أن ِ‬
‫كلير‪ :‬ولما قد أكذب ؟ نعم وقد عرفني فورا ً ‪ ،‬أعطاني رقمه من أجل أن أتواصل معه في حال‬
‫معرفتي بأي أمر يخصها‪..‬‬
‫إتسعت عينا جاكي من الدهشه في حين قال كلود‪ :‬هذا رائع ! أين هو رقمه ؟‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬ومن قال بأني سأُعطيه لكما ؟ من قال بأني أُريد أن يتم إيجاد تلك الفتاة ؟ أنا‬
‫سعيدة بإختفائها صدقني!‬
‫جاكي بصدمه‪ :‬كلير!‬
‫نظرت كلير إليه تقول‪ :‬ماذا ؟ إن ضايقتك الطفلة فضعها في الدار ‪ ،‬صدقني كان يُمكن لذلك‬
‫الشاب أن يجدها لو لم تُخبئها في منزلك‪..‬‬
‫نظر جاكي الى نينا يقول‪ :‬لقد حان وقت برنامجك ال ُمفضل على التلفاز ‪ ،‬يُمكنك الذهاب‬
‫و ُمشاهدته‪..‬‬
‫ت تمزحين ؟!!! إنها‬ ‫هزت نينا رأسها وغادرت الغرفه فوقف جاكي وتقدم من كلير يقول‪ :‬أن ِ‬
‫ت تعرفين بأن ذلك الشاب هو الوحيد الذي سيؤمن لها مكانا ً‬ ‫طفله فكيف لم يحن قلبك لها وأن ِ‬
‫آمنا ً ! لما لم تُخبريه عنها ؟ لما لم تفعلي ! ال تكوني فتاةً سيئه الى هذا الحد!‬
‫أشاحت بنظرها عنه وهي تهمس‪ :‬أنا فتاةً سيئه منذ اليوم األول الذي خرجتُ فيه من رحم‬
‫والدتي!‬
‫تالشى غضب جاكي عندما تذكر ما تُعانيه فهي لطالما ح ّملت نفسها سبب موت والدتها فور‬
‫والدتها ونعتت نفسها بالسيئة منذ طفولتها‪..‬‬
‫وحتى هذه اللحضه لم تتجاوز هذا األمر‪..‬‬
‫ت تكرهينها فال بأس ‪ ،‬هذا أمر يخصكما ولكن في ال ُمقابل ال‬ ‫أخذ نفسا ً عميقا ً وقال‪ :‬إن كُن ِ‬
‫ت سيئة‬ ‫ت لس ِ‬ ‫تلومي طفلة على ذلك ألنها فقط أُختٌ لها ! هذا ليس باألمر الجيد يا كلير ‪ ..‬أن ِ‬
‫لتُعاقبيها بسبب مشاكلك مع رين‪..‬‬
‫نظرت كلير إليها تقول‪ :‬وماذا لو وجدها الشاب بسبب إخباري له عن مكان أُختها ؟!! ستعود‬
‫حينها رين الى حياتك ُمجددا ً وهذا شيء ال يُمكنني أن أتحمله‪..‬‬
‫نظر إليها لفترة قبل أن يقول‪ :‬هذا ألنك فتاةً أنانيه‪..‬‬
‫بعدها سحب معطفه وخرج خارج الغرفة فُدهشت وأرادت اللحاق به ولكنها توقفت ألنها ال‬
‫تُريد أن تعترف بخطئها ُمطلقا ً‪..‬‬
‫تنهد كلود وقال‪ :‬ال تقولي كالما ً ال يُمثل إعتقاداتك ‪ ،‬ال تجعلي غيرتك تُغيرك‪..‬‬
‫شدت على أسنانها وقالت دون أن تلتفت إليه‪ :‬لو لم يكن يكرهني سابقا ً فسيكرهني اآلن‬
‫صحيح ؟‬
‫نظر إليها كلود لفتره ليبتسم بعدها‪ :‬ال تقلقي ‪ ،‬جاكي مهما غضب فهو لطيف من الداخل ‪،‬‬
‫سيتفهك ولكن بال ُمقابل عليك أن تعتذري له‪..‬‬
‫كلير‪ :‬ال يُمكنني ذلك فهو سيطلب الرقم ُمقابل أن يُسامحني‪..‬‬
‫كلود‪ :‬إذا ً أعطيه ‪ ،‬األمر ليس صعبا ً‪..‬‬
‫هزت رإسها نفيا ً تقول‪ :‬ال يُمكنني فعلها ‪ ،‬األمر ليس بيدي ‪ ،‬ال يُمكنك أن تلومني‪..‬‬
‫تنهد كلود وهو بحق ال يعرف كيف يُقنع فتاة مثلها‪..‬‬

‫في حين كان جاكي بصحبة نينا بالخارج‪..‬‬


‫كان فقط يشعر بالغضب ويُريد الخروج قليالً لعل كلير تشعر بخطئها فوجد نفسه يأخذ نينا معه‬
‫عندما وجدها تقف في المطبخ متردده تُريد تناول بعض الطعام فلقد تذكر بأنه أخوته الصغار‬
‫بالتأكد تناولوا إفطارهم منذ ساعة تقريبا ً‪..‬‬
‫سيُفطرها قبل ذهابه اليوم ألنه لن يعود سوى في وقت متأخر وهي لن تخرج من غرفته طوال‬
‫هذا اليوم كعادتها‪..‬‬
‫ال يعلم لما تُحاول تجنب والدته ‪ ،‬البد من أنها سمعتها مرة وهي تتحدث عن بقائها ال ُمبالغ فيه‬
‫معهم‪..‬‬
‫نظر إليها وهي صامته تماما ً ‪ ،‬هو متأكد بأنها تفهم بعض المشاكل التي تحدث لكنها تُفضل‬
‫تمثيل دور الطفلة التي ال تفهم أي شيء‪..‬‬
‫توقف أمام مخبز وإشترى لها فطيرة ساخنه بالجبنه يقول‪ :‬ال ألذ من تناول الخبز السلخن مع‬
‫برودة الجو في الصباح‪..‬‬
‫إبتسمت وأخذت الفطيرة منه تقول‪ :‬شكرا ً لك‪..‬‬
‫إبتسم لها ولم يُعلق‪..‬‬
‫مشي وهو يحمل كوب الشوكوال الساخن الذي إشتراه لها وهي تمشي بجانبه تتناول طعامها‪..‬‬
‫بقي شارد البال في أمر كلير التي لطالما كانت تُسبب المشاكل بسبب أفكارها التي تجعلها‬
‫تظهر بمظهر الفتاة المغرورة المتعجرفة القاسيه‪..‬‬
‫يعلم كم هي لطيفة من الداخل ولكن ال يُمكنه إحتمال تقكيرها وخاصةً عندما تُسيطر هذه األفكار‬
‫ال ُمزعجة على أفعالها!‪..‬‬
‫تنهد ليبتسم بعدها وهو ينظر الى نينا قائالً‪ :‬ال تقلقي ‪ ،‬لقد وجدنا ذلك الشاب ‪ ،‬وهو وحده من‬
‫مكان آمن لك ‪ ..‬ستبتعدين عن الحياة ال ُمقلقه التي تعيشينها‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫يُمكنه تأمين‬
‫رفعت رأسها إليه ُمتعجبه تقول‪ :‬من تقصد ؟‬
‫جاكي‪ :‬ال أضنك تعرفينه فلقد حدثتني رين عن المشاكل القديمة التي حدثت ‪ ،‬ال عليك بأمر‬
‫المشاكل فهو حتما ً لن يتركك تُعانين بعد اآلن وسيُحارب الكثير من أجلكما‪..‬‬
‫إبتسمت نينا فكالمه ُمطمئن رغم أنها لم تفهم ما قاله‪..‬‬
‫حالما دخل من إحدى الممرات التي تُعيده الى منزله وقف بوجهه رجل غريب مانعا ً إياه من‬
‫المرور‪..‬‬
‫عقد جاكي حاجبه بتعجب وفتح فمه ليتحدث ولكن سقوط طعام نينا أرضا ً جعله يلتفت إليها‬
‫ليُصدم وهو يرى الخوف الشديد يمأل عينيها ويجعل جسدها يرتجف بقوه‪..‬‬
‫رمش قليالً قبل أن يسحبها خلفه ناظرا ً الى هذا الرجل الذي هو من دون ادنى شك ممن‬
‫يُالحقونها كما أشارت سابقا ً‪..‬‬
‫تراجع خطوتين الى الخلف ليلتفت فجأه هاربا ً ولكنه توقف عندما وجد خلفه رجل آخر يسد‬
‫صدم عندما إستوعب حينها بأن كلير لم تكن تكذب وبأن تلك الفتاة حقا ً‬ ‫عليه طريق الهروب ف ُ‬
‫كانت تنوي الشر‪..‬‬
‫إنها من تلك الجماعة التي تُطارد رين ألسباب ال يعرفها‪..‬‬
‫واآلن هو في مأزق بسبب قلة حذره فوحده لن يُمكنه ُمجابهة هؤالء‪..‬‬
‫ماذا يفعل ؟ كيف يُمكنه حماية نينا بعدما وعدتها لتوه بأنها ستجد الحماية األبديه ‪..‬؟‬
‫عليه أن يُفكر في األمر بسرعه!‬
‫تقدم احد الرجالن منه فتراجع جاكي خطوتين وهو يُخبئ نينا خلفه فتحدث الرجل وقال‪ :‬هاتها‬
‫إن كُنتَ ال تُريد أن تتعرض لألذى!‬
‫هز جاكي رأسه نفيا ً فتقدم الرجل وحالما أصبح قريبا ً للغايه رمى جاكي مشروب الشوكوال‬
‫الساخن في وجهه‪..‬‬
‫صرخ الرجل من األلم وإستغل جاكي هذا للتملص منه وجرى هاربا ً وهو يسحب نينا خلفه‪..‬‬
‫لم يدم هذا لخطوات كثيره فلقد كانت ريتا تقف أمامه مادةً ذراعيها تقول‪ :‬توقف ‪ ،‬يُمكنك تجنب‬
‫األذى عن طريق إستسالمك ‪ ،‬رجاءا ً‪..‬‬
‫دُهش من وجودها وقبل أن يُفكر بأي شيء آخر كان الرجالن قد أصبحا خلفه فإنزعج ونظر‬
‫إليها يقول‪ :‬لقد ساعدتيها سابقا ً فلما اآلن تفعلين هذا ؟!!!‬
‫شتت ريتا عينيها بتوتر لتتسع عينيها وتصرخ‪ :‬توقف!!‬
‫لكن الرجل الذي إحترق وجهه قبل قليل لم يستمع إليها حيث مد يده ورمى بجاكي بقوة على‬
‫الجدار المجاور‪..‬‬
‫صدمت نينا وتقدمت مسرعة له‬ ‫صرخ جاكي بألم ُممسكا ً كتفه وهو ينهار جالسا ً على ُركبتيه ف ُ‬
‫تقول‪ :‬أخي جاكي!!‬
‫نظرت ريتا الى الرجل تقول بحده‪ :‬ألم نتفق على أال نؤذي أحدا ً!‬
‫تجاهلها الرجل وتقدم منهما يقول‪ :‬لن يحدث ما دام يقف في طريقنا‪..‬‬
‫وقف أمامهما ومد يده ليُمسك بنينا ولكن جاكي صفع يده وهو يشد نينا الى صدره يقول‪ :‬إبتعد‬
‫وقُل لرئيسك بأن ُمشكلتكم مع رين وليس مع الطفله !! أخرجوها من هذا العالم فهي ال تزال‬
‫صغيره!‬
‫الرجل‪ :‬ال شأن لك ! كف عن التدخل فالمرة القادمه سأقتلك صدقني!‬
‫نظر إليه جاكي بحده يقول‪ :‬كيف يُمكنكم أن تؤذوا طفله !! أتركوها وشأنها!‬
‫تمسكت نينا به وهي تدفن وجهها بصدره تشهق بكُل خوف ورعب‪..‬‬
‫تقدمت ريتا تقول‪ :‬لن تتأذى ‪ ،‬سيدي لطيف ولن يقتل األطفال ال تقلق‪..‬‬
‫نظر جاكي إليها بحقد فدُهشت وشتت نظرها بكُل خجل مما تفعله‪..‬‬
‫لطالما هي تفعل هذه األعمال فلما اآلن تشعر بأنها حقيرة للغايه ‪.‬؟‬
‫أزاح جاكي بنظره عنها ناظرا ً الى الرجل اآلخر الذي لم يتدخل بعد وقال له‪ :‬إن كان هدفكم أن‬
‫تسحبوا منها أي معلومة فأُقسم لك بأنها ال تعرف أي شيء ! لطالما عاشت بعيدة عن أُختها‬
‫لذا ال تعرف أي شيء ‪ ،‬رين قطعا ً لن تُخبرها بأي معلومة خوفا ً عليها من أن تتعرض لهجوم‬
‫‪ ،‬لن تستفيدوا شيئا ً لذا دعوها وشأنها!‬
‫تقدم الرجل أخيرا ً والذي لم يكن سوى كينتو وقال‪ :‬ربما هي ال تعرف شيئا ً ولكن بال ُمقابل‬
‫ستظهر رين من مخبأها حالما تعرف ما حل بها ‪ ،‬هذا هو هدفنا ‪ ...‬إسمع ‪ ،‬سيدي ال يُحب قتل‬
‫األبرياء لذا أتمنى أن تُسلمها بهدوء حتى ال نضطر ألن نؤذيك!‬
‫جاكي بإستنكار‪ :‬ال تُحبون قتل األبرياء ؟!!!! وماذا بخصوص آريستا!‬
‫دُهش كينتو وشتت نظره يقول‪ :‬حسنا ً هذا‪...‬‬
‫قاطعه الرجل اآلخر يقول‪ :‬ال داعي ألن نشرح له شيء !! نُريد الطفلة ولو مات فهو من‬
‫تسبب بقتل نفسه بعناده هذا!‬
‫رفعت نينا رأسها لوجه جاكي تقول من وسط شهقاتها‪ :‬ستموت ؟!!‬
‫دُهش جاكي ورفع يده يدفن وجهها بصدره قائالً لها‪ :‬ال تستمعي لهم ‪ ،‬لن يحدث هذا ‪ ،‬ال‬
‫تقلقي‪..‬‬
‫تحدث الرجل يقول‪ :‬نعم سيموت ‪ ،‬أتركيه وتعالي إن لم تكوني تُريدي له األذى‪..‬‬
‫جاكي بحده‪ :‬أصمت!!‬
‫الرجل بغضب‪ :‬ال تصرخ في وجهي!!‬
‫كينتو بإنزعاج‪ :‬يكفي!!‬
‫وحل الهدوء بعدها ‪ ،‬تقدم كينتو حتى وقف أمام جاكي ‪ ،‬أخرج سالحه وصوبه بإتجاه وجهه‬
‫المنصدم‪..‬‬
‫كينتو بهدوء‪ :‬دقيقة واحده وسأضغط إن لم تستسلم‪..‬‬
‫ريتا بدهشه‪ :‬كينتو!‬
‫قال ببرود‪ :‬ال شأن لك‪..‬‬
‫شد جاكي على أسنانه وهو يشعر بشتات شديد‪..‬‬
‫ال يعلم ماذا يفعل ‪ ،‬هو في ورطة لم يتوقعها من قبل!‬
‫هل يسلمها لهم بما أنهم لن يقتلوها ويبحث بعدها عن طريقة إلخراجها ‪ ،‬أو يموت ُهنا‬
‫ببساطه ؟‬

‫بدأ يشعر بألم شديد وهو يرى بأن خيار تسليمها هو األفضل!‬
‫ال ‪ ،‬ال يُريد هذا!!‬
‫عليه أن يجد حالً آخر!‬
‫أي حل حتى لو عرضه هذا لبعض األذى‪..‬‬
‫بشك ٍل خاطف دار بعينيه بالمكان محاوالً إيجاد زاوية تُمكنه من الهرب أو عاألقل من الخروج‬
‫الى الشارع حيث يتواجد هناك بعض األشخاص الذي سيمنع وجودهم من تمادي هؤالء‬
‫ال ُمجرمين‪..‬‬
‫الحظ كينتو حركة عينيه فقال يعد تنازلياً‪ :‬عشره ‪ ،‬تسعه‪...‬‬
‫نظر إليه جاكي بصدمه فلم تمر الدقيقة بعد!!‬
‫وقف وهو يشد نينا إليه حتى ال ترى ال ُمسدس وتشعر بالخوف والضعف‪..‬‬
‫كينتو ببرود‪ :‬سته ‪ ،‬خمسه‪...‬‬
‫قاطعه جاكي‪ :‬صدقني لن تستفيد فرين ليست بالجوار حتى لذا لن تعرف شيئا ً عن أختها!‪..‬‬
‫كينتو‪ :‬ثالثه ‪ ،‬إثنان‪...‬‬
‫جاكي بسرعه‪ :‬حسنا ً حسنا ً توقف!‬
‫توقف كينتو وقال‪ :‬إذا ً ؟‬
‫توتر جاكي قليالً بعدها قال‪ :‬عدني بأنك لن تمس شعرة منها بتاتا ً ؟‬
‫ريتا بسرعه‪ :‬نعدك بهذا ال تقلق‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬أن تؤمنوا لها مكانا ً ُمريحا ً ؟‬
‫ريتا‪ :‬لديها غرفة كامله ُمريحه ونلبي جميع طلباتها‪..‬‬
‫أجابته بكُل سعاده فقد كاد عقلها يطير قبل لحضات عندما كاد ينتهى كينتو من العد‪..‬‬
‫أشاح جاكي بنظره وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬بشرط أن تصلني أخبارها من أجل اإلطمئنان‪..‬‬
‫إنزعج كينتو وكاد يتحدث ولكن قاطعته ريتا‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬سأُصورها يوميا ً من أجلك‪..‬‬
‫بعد فترة صمت طويله قال جاكي بهمس‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫إبتسمت بسعاده وتنهد كينتو بعدم رضى فما إن أرخى مسدسه حتى دفعه جاكي من أمامه‬
‫ليسقطه أرضا ً بينما أسرع يجري وهو يسحب نينا خلفه‪..‬‬
‫إتسعت عينا الرجل بصدمه يقول‪ :‬خدعنا!!‬
‫ولحق به بسرعه بينما وقف كينتو وأخذ سالحه صارخا ً بريتا‪ :‬لما واقفه ؟!!! إلحقي بهما!‬
‫جفُلت من صراخه وقالت فوراً‪ :‬آه ‪ ،‬حسنا ً‪..‬‬

‫رغم خداعه لهم من أجل أن يُرخوا دفاعهم قليالً إال أنه أكتشف بأن هذا لم يفده عندما تفاجئ‬
‫بطلقة رصاص إخترقت ساقه وجعلته يسقط أرضا ً‪..‬‬
‫صرخت نينا برعب بينما شد على رجله يتآوه من شدة األلم‪..‬‬
‫سحقا ً لك ‪ ،‬أنت جلبت هذا لنفسك!!‬‫تقدم الرجل منه يلهث وهو يقول‪ُ :‬‬
‫ورفع ال ُمسدس لوجهه ليُنهي عليه فإحتضنته نينا بسرعه تقول وهي تبكي‪ :‬سآتي سآتي‬
‫أرجوك أتركه أرجووك‪..‬‬
‫دفعها عنه يصرخ‪ :‬أخرسي!!‬
‫وحالما كاد أن يطلق وقفت ريتا في وجهه تقول‪ :‬يكفي !! الناس يُشاهدون!‬
‫دُهش ونظر حوله فرأى إمرأتين واقفتان برعب عند مدخل أحد األزقه‪..‬‬
‫سحقا ً‪..‬‬ ‫شد على أسنانه هامساً‪ُ :‬‬
‫بعدها أمسك بمعصم الطفله وسحبها معه مبتعدا ً بينما حاول جاكي الوقوف ومنعه ولكن األلم‬
‫الشديد أفقده القدرة على الصراخ عليه حتى!!‬
‫إنحنت ريتا إليه وضعت يدها بالقرب من قدمها هامسه‪ :‬آسفه‪..‬‬
‫بعدها غادرت وهو يغمض عينيه متألما ً ويكاد يفقد قدرته على البقاء واعيا ً‪..‬‬
‫ما إن إبتعدت حتى تقدمتا المرأتان بسرعه وإتصلت إحداهما على اإلسعاف وهو يشد على‬
‫أسنانه متألما على ضعفه في حماية نينا أكثر من ألمه من الرصاصة ال ُمفاجئه التي إخترقت‬
‫ساقه‪..‬‬
‫لم يكن يعلم ُمطلقا ً بأن حتى اآلخر يملك مسدسا ً‪..‬‬
‫سحقا ً!‬
‫ُ‬
‫لقد كره غبائه وضعفه كثيرا ً!‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:00 pm‬‬

‫إنتهى وقت ُمحاضرته وبدأ بلم حاجياته وهو يُجيب عن أسئلة عدة طالبات تجمعن حول‬
‫طاولته بينما البقية بدأ يُغادر الصف واحدا ً تلو اآلخر‪..‬‬
‫ت حقا ً ُمخيفه ! ُرغم ُجرأتي إال أنني ال أملك الشجاعة‬ ‫جيسيكا وهي تُعدل خصالت شعرها‪ :‬أن ِ‬
‫لفعل ما فعلتي ! ال أعلم كيف أمكنك هذا!‪..‬‬
‫سمعتي أهم عندي من أي شيء آخر‪..‬‬ ‫إليان ببرود‪ُ :‬‬
‫جيسيكا‪ :‬ربما تُبرأين من الغش ولكن ستتطلخ بكونك الوقحة التي قاضت أساتذتها جميعهم!‬
‫وقفت إليان من على مقعدها وهي تقول‪ :‬ال ُجبناء وحدهم من يرونها وقاحه ‪ ،‬لقد طلبتُ‬
‫إستجواب الجميع لتبرأة نفسي ‪ ،‬أين الخطأ في ذلك ؟‬
‫جيسيكا‪ :‬لكنهم أساتذتك ! أعني لهم مكانتهم في الكُلية لذا‪...‬‬
‫قاطعتها إليان بسخريه‪ :‬ولما علي أن أُراعي ذلك بينما ال أحد منهم حاول التدخل و ُمساعدتي ؟‬
‫إتجهت الى باب الصف وهي تُكمل‪ :‬دعينا ال نتحدث عن هذا األمر‪..‬‬
‫ناداها أُستاذها قائالً‪ :‬لحضة يا إليان‪..‬‬
‫توقفت ونظرت إليه وهو يبتسم للطالبات الالتي بدأن بالخروج في حين ترددت جيسيكا وقررت‬
‫الخروج لحين إنتهاء حديث األستاذ مع إليان‪..‬‬
‫ما إن خرج الجميع حتى تقدم األُستاذ وجلس على أحد مقاعد الطالب األماميه بالقرب من‬
‫مكان وقوف إليان وقال‪ :‬كيف تُبلين هذه األيام ؟‬
‫أجابته‪ :‬جيدا ً‪..‬‬
‫األُستاذ‪ :‬هذا ُمطمئن ‪ ،‬فتاة ُمتفوقة مثلك عليها أن تهتم لدرجاتها جيدا ً ‪ ،‬أن تكون بالقمة تعني‬
‫أن تُضحي بالكثير من أجل الوصول إليها‪..‬‬
‫لم تفهم إليان معنى كالمه ولكنها تشعر بأنه يقصد تصرفها إزاء ما حدث معها بشائعة غشها‬
‫‪..‬‬
‫ومن ُهنا إستنتجت بأنه سيُعاتبها على تصرفها تجاهه هو والبقية في أمر اإلستجواب‪..‬‬
‫تحدث قائالً‪ :‬ال أُصدق أن جيسيكا صديقةٌ لك فهي على عكسك تماما ً في كُل شيء ‪ ،‬كنصيحة‬
‫مني إبتعدي عن كُل من قد يُلهيك عن دروسك سواءا ً كانت هي أو غيرها‪..‬‬
‫تعجبت من نصيحته وتسائلت في نفسها عن ما إن كانت ُهناك ُمشكلة بينه وبين جيسيكا‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬صديقاتي ال أُحب أن ينعتهن أحد بالسوء ‪ ،‬ويُمكنني تدبر أمري شُكرا ً لقلقك‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬حسنا ً جيسيكا صديقتُك ولكن األُخرى ليست كذلك‪..‬‬
‫ت صغيره وال تعرفين عن الكيد الذي قد يفعلنه الطالبات من أجل‬ ‫عقدت حاجبها ليُكمل‪ :‬ال ِزل ِ‬
‫إسقاطك ‪ ،‬عليك أن تكوني حذره وال تُصدقي أي شيء ‪ ،‬بل ال تنظري في األمر من األساس‬
‫ف ُهناك ماهو أهم وهو ُمستقبلك‪..‬‬
‫لم تفهم قطعا ً من يقصد ‪ ،‬صديقتها هي جيسيكا‪..‬‬
‫إال إن كان يقصد األُخريات الالتي تخرج معهن بين فترة وأُخرى ؟‬
‫بدأت إبتسامته تختفي تدريجيا ً وتنامى بداخله إنزعاج تام وهو يرى عالمات عدم الفهم على‬
‫وجهها‪..‬‬
‫هو واثق بأنها تعلم كُل شيء فلما تتظاهر بعكس ذلك ؟‬
‫هذا ُمزعج!‬
‫تحدث بهدوء يقول‪ :‬تعرفين بأني أقصد ساندي صحيح ؟‬
‫زاد تعجبها من هذا اإلسم الذي تسمعه ألول مره فقال‪ :‬لديك دليل سابق بخصوص األُستاذ‬
‫آندرو ‪ ،‬صحيح أن الطالب صدقوا الطالبة في إتهامها لكننا نحن االستاذه نعرف بعضنا ونعرف‬
‫بأن آندرو يستحيل أن يفعلها ‪ ،‬دائما ً في أي فضيحة تحدث يأخذ الطلبة جانب من هو مثلهم ‪،‬‬
‫األمر ُمشابه مع ساندي تماما ً ‪ ،‬كوني ذكيه وحكمي عقلك فهي ليست سوى طائشه متمرده‬
‫تُريد التسبب بمشكله ألني فقط لم أستمع لها عندما طلبت زيادةً في الدرجات‪..‬‬
‫بقيت إليان تنظر إليه لفتره وهي حقا ً ال تعلم عما يتحدث بالضبط!!‬
‫تُريد إخباره عن أنه ُمخطئ وأنها ال تعرف هذه الفتاه وال عما يتحدث عنه ولكن الثقة التامه‬
‫التي يتحدث بها يجعلها تشك!‪..‬‬
‫هل حقا ً قابلت فتاة بهذا اإلسم ونست ذلك ؟‬
‫حتى لو حدث هذا فهي قطعا ً ال يُمكنها نسيان ما قد تقوله الفتاة لها لو كان يتعلق بهذا األُستاذ‬
‫!‬
‫فعلى ما يبدو بأنها سببت له مشكله ‪ ،‬لكن لما يأتي إليها هي ؟!!‬
‫ما الذي يجعله واثقا ً بأنها تعرف عن األمر!‬
‫هي ال تفهم!‬
‫بقيت صامته وهي ال تعرف بماذا تُجيبه‪..‬‬
‫بينما نظر إليها ينتظر منها أي شيء تقوله وعندما لم تتحدث تنهد وقال‪ :‬ال بأس ‪ ،‬فقط‬
‫أعطيني ما أعطته لك وحينها سننسى األمر تماما ً‪..‬‬
‫تحدثت أخيرا ً تقول‪ :‬أُعطيك ماذا ؟‬
‫ت تعرفين ماهو‪..‬‬ ‫حاول الحفاظ على إنفعاالته وهو يقول‪ :‬أن ِ‬
‫إنزعجت إليان من سوء الفهم الواضح هذا فقالت‪ :‬عذرا ً البد من أنك ُمخطئ ‪ ،‬اآلن إعذرني‪..‬‬
‫وإلتفتت ُمغادره فقال‪ :‬عبثا ً تُحاولين‪..‬‬
‫توقفت ونظرت إليه تقول‪ :‬عفوا ً ؟‬
‫وقف ومر من أمامها ُمغادرا ً وهو يقول‪ :‬فأنا من ورطك بالغش وحرصتُ على أال أترك أي‬
‫دليل ‪ ،‬وسأفعل ماهو أكثر إن لم تستسلمي‪..‬‬
‫وخرج بعدها تاركا ً إياها في صدمة لم تتوقعها إطالقا ً‪..‬‬
‫ما الذي يتحدث عنه ؟!!!‬
‫هل هو جاد أم أنه يستهزأ ال غير ؟‬
‫وإن كان جادا ً فلما!!!‬
‫ما الضرر الذي ألحقته به كي يحقد عليها بهذا الشكل ؟!!‬
‫هي قطعا ً ال تفهم!!‬
‫أيقضها من صدمتها صوت جيسيكا وهي تقول‪ :‬مابك إيلي ؟!‬
‫نظرت إليان إليها لفتره بعينيها المندهشنين لتسأل بعدها‪ :‬هل تتذكرين مرة آذيتُ فيها الدكتور‬
‫آرثر ؟ حتى لو كان ُمجرد تعليق ساخر بإحدى ال ُمحاضرات ؟!‬
‫ت ؟!! يستحيل أن تفعليها بأي أُستاذ!!‬ ‫عقدت جيسيكا حاجبيها بإستنكار تقول‪ :‬أن ِ‬
‫إليان بإنفعال‪ :‬إذا ً لما ؟!!‬
‫دُهشت جيسيكا وقالت‪ :‬إيلي مابك ؟!!‬
‫شدت إليان على شفتيها تقول‪ :‬في البداية يتم ظلمي في إختباراته ومن ثُم يُلفق لي تهمة الغش‬
‫واآلن يُهددني !! لما كُل هذا ؟!!‬
‫عقدت جيسيكا حاجبها تقول‪ :‬ماذا تقولين ؟‬
‫إلتفتت إليان وغادرت الصف بحثا ً عنه حتى وصلت الى مكتبه لتتفاجئ عندما سألت عنه‬
‫بكونه قد غادر فمحاضراته لهذا اليوم قد إنتهت!‬
‫مشت في ممر المبنى تعض طرف إظفرها وهي تكاد تُجن لدرجة أنها بدأت تشك فيما سمعت‪..‬‬
‫ربما قال جملة أُخرى وهي سمعتها خطئا ً!‬
‫أجل هذا هو التحليل المنطقي!!‬
‫واقف يُحادث بعض الطلبة فضاقت عيناها وإنتظرته حتى ينتهي‬ ‫ٌ‬ ‫توقفت عندما شاهدت آندرو‬
‫ومن ثُم تقدمت إليه‪..‬‬
‫تفاجئ عندما ظهرت أمامه وقبل أن يتحدث سألته ُمباشره‪ :‬كيف هي عالقتُك مع األُستاذ آرثر‬
‫؟‬
‫تعجب من سؤالها ومع هذا أجابها قائالً‪ :‬عالقة عمل‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ال أهتم بنوع العالقه ‪ ،‬اُريد معرفة ما إن كانت قوية أو سطحيه!‬
‫لم يفهم حقا ً ماسبب هذا السؤال فأجابها‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ال بأس بعالقتنا ‪ ..‬هي ليست سطحية‬
‫وبالمقابل ليست قويه‪..‬‬
‫إليان‪ :‬إذا ً هو لم يشتكي لك لمرة عن الطالب!‬
‫ت تواجهين ُمشكلة فأخبريني‪..‬‬ ‫آندرو‪ :‬مابك إليان ؟ إن كُن ِ‬
‫إليان بحده‪ :‬أجبني عن سؤالي فحسب!‬
‫بدأت شخصيتها تُزعجه‪..‬‬
‫لم تكن هكذا سابقا ً ‪ ،‬كانت قوية الشخصيه وبالمقابل ُمحترمه!‬
‫لقد أصبحت وقحة مع مرور الوقت وهو واثق بأنها لم تنتبه على هذا وتضنها مجرد زيادة في‬
‫الثقه وقوة الشخصيه!‬
‫ت تستخدمين هذا األسلوب ! أنا أُستاذك بالكلية ناهيك عن كوني أكبُرك‬ ‫أجابها‪ :‬لن أُجيبك ما دُم ِ‬
‫بالعمر‪..‬‬
‫ومن ثُم مر من جانبها ببرود فشدت على أسنانها وإلتفتت الى حيث يرحل وهي تقول برجفه‪:‬‬
‫ال تلمني!!‬
‫دُهش وإلتفت إليها ففتحت فمها لتتحدث ولكن ترددت كثيرا ً وشعرت باإلنزعاج من نفسها‬
‫ألنها ضعفت أمامه‪..‬‬
‫إلتفتت ُمغادره وهي تقول‪ :‬إنسى األمر‪..‬‬
‫لحق بها يقول‪ :‬إليان لحضه!!‬
‫سرعت من خطواتها وإختفت من أمامه بلمح البصر‪..‬‬ ‫ولكنها ّ‬
‫بقي واقفا ً في مكانه مندهشا ً قبل أن يهمس‪ :‬هناك خطب يحدث معها!!‬
‫تذكر نبرتها ال ُمرتجفه وود لو كان قريبا ُ منها كما كان سابقا ً ليعرف مابها ويُساعدها‪..‬‬
‫يؤلمه حقا ً كونها في مرحلة ضعف‪..‬‬
‫يؤلمه هذا كثيرا ً!‪.‬‬

‫ذهب الى مكتبه ولم أغراضه وهو شارد البال لدرجة أنه لم يشعر بجينا وهي تُحدثه‪..‬‬
‫خرج من الكلية فقد إنتهى عمله لهذا اليوم وذهب الى شقته وعيناه على هاتفه المحمول‬
‫مترددا ً للغايه‪..‬‬
‫الزال يحتفظ برقمها‪..‬‬
‫هل يتصل بها ويُجرب سؤالها فلربما تتحدث معه ؟‬
‫أو يستخدم الرسائل ؟‬
‫أو ينسى األمر وال يتدخل بأمورها!‬
‫ال‪..‬‬
‫ال يستطيع تجاهل األمر وبالوقت ذاته متردد للغايه في أمر التواصل معها‪..‬‬
‫فتح باب شقته ودخل إليها ليسند ظهره على الباب ويكتب بضع كلمات ويُرسلها‪..‬‬
‫إختار الرسالة فهي أهون من مكالمتها‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه وهو يسأل نفسه هل ستصلها رسالته او ال فالسنة الماضية كانت غاضبة منه‬
‫لدرجة أنها حظرت رقمه تماما ً‪..‬‬
‫تنهد ودخل الى الداخل ليتسلل من خلفه غريب بشكل ُمفاجئ ويضرب رأسه بعصا ً جعلت عيناه‬
‫تتسع بصدمه ليسقط بعدها على األرض دون ِحراك‪..‬‬

‫‪End‬‬

‫* ‪Part 43‬‬
‫"الكذب ال يُخفي الحقيقه ! إنما يؤجل إنكشافها"‬
‫‪-‬ألدوس هكسلي‪-‬‬

‫لم يدم فقدانه لوعيه سوى دقائق قليله فقد إستيقظ بعدها تدريجيا ً بسبب األلم الكبير الذي‬
‫يشعر به‪..‬‬
‫أمسك بمؤخرة رأسه جالسا ً وهو يُحاول إستيعاب ما حدث‪..‬‬
‫رفع رأسه ونظره شبه مشوش إال أنه الحظ رجل ضخم الجثه يقف أمامه ُمباشرةً‪..‬‬
‫أغمض عينيه وفتحها مرارا ً وتكرارا ً كي يستعيد الرؤيه وهو يسمع هذا الرجل يقول لشخص‬
‫ما‪ :‬لقد إستيقظ‪..‬‬
‫سمع صوتٌ هادئ يقول‪ :‬مرحبا ً آندرو‪..‬‬
‫وقف آندرو وهو يترنح قليالً ونظر بإتجاه الصوت ليجد رجالً يجلس بهدوء على أريكة منفرده‬
‫ويقف بجانبه رجل آخر‪..‬‬
‫نظر إليه والى الرجل بجانبه ثم نظر الى الضخم القريب منه وهو ال يفهم ماذا يفعل هؤالء في‬
‫منزله‪..‬‬
‫شد على أسنانه عندما زاد األلم في رأسه ونظر الى الرجل الجالس يقول‪ :‬ماذا تفعل ُهنا وكيف‬
‫دخلت ؟!‬
‫إبتسم الرجل والذي لم يكن سوى باتريك نفسه وقال‪ :‬ألقيتُ التحيه لذا من األدب ردُّها‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬بل من األدب عدم دخول بيوت الناس من دون إذنهم!‬
‫باتريك‪ :‬حسنا ً دخلنا وإنتهى األمر ‪ ،‬ال جدوى من البُكاء على الماء المسكوب ‪ ،‬دعنا نُدردش‪..‬‬
‫نظر آندرو إليه لفتره ومن هيئة من هم حوله أيقن بأنهم يتبعون لمنظمة ليس إال‪..‬‬
‫المنظمة الشريره الوحيدة التي تبادرت الى رأسه هي ُمنظمة قتلة والده ال غير‪..‬‬
‫ظهر بعض الحقد في عينيه يقول‪ :‬كيف لكم أن تكونوا وقحين حتى تظهروا أوجهكم أمامي بعد‬
‫مافعلتموه بوالدي ؟‬
‫إبتسم باتريك وقال‪ :‬أُهنئك على ذكائك ‪ ،‬ضننتُ بأن نصف دردشتنا ستضيع في إخبارك عمن‬
‫نكون‪..‬‬
‫حاول آندرو كبت أعصابه وهو ال يعلم حتى ما سبب زيارتهم له بهذه الطريقة ال ُمستفزه‪..‬‬
‫هل من ال ُممكن أنّ أخاه ثيو قد تمادى معهم وهم اآلن ينتقمون منه عن طريق أخاه األصغر!‬
‫أشار له باتريك بمقعد أمامه يقول‪ :‬إجلس‪..‬‬
‫أدخل آندرو يده في جيب معطفه يقول‪ :‬سأتصل بأمن المبنى لكي‪...‬‬
‫عقد حواجبه وتوقف عن الحديث وهو يبحث عن هاتفه فقال باتريك‪ :‬ال جدوى فلقد أخذناه‪..‬‬
‫إلتفت آندرو حتى يتجه الى الباب ويطلب األمن فسد عليه الرجل الضخم الطريق فقال آندرو‬
‫بهدوء يُحاول ضبط أعصابه فيه‪ :‬إبتعد‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬لم نأتي سوى للحديث ‪ ،‬من الوقاحة الذهاب‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬بل الوقاحة دخول المنزل بدون إذن!‬
‫باتريك‪ :‬يا إلهي يبدو بأن دخولنا بدون إذن أكثر ما أغضبك ُهنا‪..‬‬
‫شد آندرو على أسنانه وإلتفت إليه يقول‪ :‬بل وجودكم بحد ذاته هو ال ُمستفز!‬
‫إبتسم باتريك يقول‪ :‬لما تكرهنا إلى هذا الحد ! فلستُ أنا من انهى حياة والدك بتلك الوحشيه ؟‬
‫ُجنّ جنون آندرو وتقدم بهجوم كي يسكته ولكن الرجل الضخم أمسك به فتصنع باتريك الدهشه‬
‫يقول‪ :‬اوه آسف آسف لم أتوقع أن تغضب هكذا!‬
‫سحب آندرو نفسه من الضخم يقول‪ :‬أتركني!!‬
‫تركه ليتقدم آندرو خطوة من باتريك ُمكمالً‪ :‬حذاري أن تتمادى بالكالم مرة أُخرى!‬
‫باتريك‪ :‬وإن فعلت ؟‬
‫آندرو بحده‪ :‬لن آبه بإتفاق أخي معكم وسأدفنُك هنا!‬
‫باتريك‪ :‬وكأن هذا اإلتفاق ما زال جاريا ً بعدما فعلتموه ؟‬
‫ي‬
‫عقد آندرو حاجبه يقول‪ :‬لم يُخل أخي بشيء !! بل يبدو وكأنكم أنتم من تماديتم بمجيئكم إل ّ‬
‫هكذا!‬
‫باتريك‪ :‬عجبا ً أهذا صحيح ؟‬
‫إنزعج آندرو من سخريته هذه وعندما فتح فمه ليتحدث قال باتريك‪ :‬ال تصطنع الغباء يا آندرو‬
‫‪ ،‬فأنا أعلم عن خطتكم التي شارككم ريكس بها‪..‬‬
‫آندرو بإستنكار‪ :‬عن ماذا تتفوه أنت ؟!! وما شأن ريكس بأمرنا ؟‬
‫إبتسم باتريك بسخريه ولم يُعلق فعندما لم يجد آندرو إجابةً قال‪ :‬هل لي أن أعرف سبب‬
‫ب بها ؟!‬‫زيارتك الغير ُمر ّح ٌ‬
‫باتريك‪ :‬إذا تصنعت الغباء فال مجال أمامي سوى إنتظار ريكس‪..‬‬
‫آندرو بدهشه‪ :‬مجددا ً !! وما شأنه حتى تذكره في كل مره ؟!!!‬
‫إنزعج وتقدم خطوةً أُخرى يُكمل بتهديد‪ُ :‬مشكلتكم مع عائلتي فإياكم أن تُدخلوا ريكس فيها!‬
‫رفع باتريك إحدى حاجبيه ونظر الى الرجل الذي يقف بجانبه فإنحنى الرجل وهمس بإذنه‪:‬‬
‫ربما فهمنا األمر خطئا ً أال تضن ذلك ؟‬
‫باتريك ببرود‪ :‬أو ربما هو ُممثل بارع‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬ولكن فكر باألمر ‪ ،‬ثيو تنازل عن الكثير ُمقابل أال نلمس عائلته ‪ ،‬ال يُعقل أن يستخدم‬
‫أخاه بخططه صحيح ؟‬
‫باتريك‪ :‬من ال ُممكن أن آندرو خطط لهذا دون الرجوع إليه‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬معك حق هذا ُممكن‪..‬‬
‫عاود باتريك النظر الى آندرو بتفكير قبل أن يقول‪ :‬أتسائل ‪ ،‬من منكما يستعمل اآلخر في‬
‫خططه ؟‬
‫مجددا ً لم يفهم آندرو ما يرمي إليه بجمله الغامضة هذه فقال‪ :‬هل أتيت لتُدردش في أمور ال‬
‫تعنيني ؟ إن لم يكن لديك ما يُقال فغادر حاالً‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬أنت من يجعل دردشتنا دون فائدة بكذبك ال ُمستمر‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجه آندرو فوقف باتريك وإتجه الى مكتب ٍة أنيقة موجوده بالصاله وهو‬
‫يقول‪ :‬آندرو أنا أكره العنف لذا لما ال تجعلنا نُنهي حديثنا بسالم ؟‬
‫وأمسك بعدها برواية وهو يُكمل‪ :‬أتُحب قراءة الروايات ؟‬
‫آندرو‪ :‬ال تلمس شيئا ً ال ي ُخصك!‬
‫إلتفت باتريك الى جهته وهو يتصفح الكتاب قائالً‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأُعيد عليك السؤال بصيغة أُخرى‬
‫‪ ،‬أنت وريكس ‪ ،‬من منكما يستعمل اآلخر لإلطاحة بنا ؟‬
‫آندرو‪ :‬وما شأن ريكس لتتحدث عنه ؟‬
‫إبتسم باتريك يقول‪ :‬البد من أنه يسعى لإلنتقام هو أيضا ً فمؤخرا ً علمتُ عن ما حدث لوالدته ‪،‬‬
‫ربما تم ضمه بنية طيبه وريكس بال ُمقابل يُريد اإلنتقام ليس إال ‪ ..‬فإذا ً ما نوع عالقتكما ؟ هل‬
‫تقرب أحدكما لآلخر من أجل مصالحه ؟‬ ‫ّ‬
‫غطت مالمح اإلستنكار على وجهه تماما ً وهو يقول‪ :‬عن ماذا تتحدث ؟‬
‫نظر باتريك إليه لفتره و ُهنا تأكد بأن آندرو ال شأن له بشيء فردات فعله واقعيه للغايه‪..‬‬
‫إلتفت ُمعيدا ً الكتاب قبل أن تظهر على شفتيه إبتسامة خبيثه‪..‬‬
‫تقرب منك ألجل جمع المعلومات التي يملكها أخاك‬ ‫إلتفت على آندرو يقول‪ :‬أوه إذا ً ريكس ّ‬
‫بشأننا‪..‬‬
‫عقد آندرو حاجبه فقال باتريك‪ :‬لما أال تعلم ؟ ريكس عضو فعّال وجيد من منضمتنا التي‬
‫تكرهها أكثر من أي شيء آخر‪..‬‬
‫إتسعت عينا آندرو بصدمه يقول‪ :‬ماذا تقول أنت ؟‬
‫باتريك‪ :‬كالمي كان واضحا ً ألم تفهمه ؟ حسنا ً بصيغ ٍة أُخرى صديقك ريكس كلبا ً وفيا ً لقتلة‬
‫والدك‪..‬‬
‫تقدم منه وهو يُكمل بهدوء‪ :‬فهو يعمل بطاعة تامه تحت إمرة البروفيسور الذي أمر بإنهاء‬
‫حياة والدك واآلن بكُل برود يتقرب منك كي تُخبره بتحركات أخاك وخططه‪..‬‬
‫ُجنّ جنون آندرو وأمسكه من ياقة قميصه يقول بغضب‪ :‬كف عن التفوه بال ُهراء!!!‬
‫أمسكه الرجل الضخم وأبعده عن باتريك بِكُل عنف ليسقط جسده بين األريكة بعدما كسر‬
‫الطاولة الصغيره التي تنتصفها‪..‬‬
‫شد آندرو على أسنانه بألم فتقدم الرجل وإنحنى ليُمسكه من قميصه ويُعطيه لكمة قوية في‬
‫وجهه وهو يقول‪ :‬حتى تتعلم المرة القادمه أال تلمسه لمسةً واحده‪..‬‬
‫لم يهتم آندرو بهذا التهديد ولم يهتم باآلالم التي تنتشر بجسده بل دفع الرجل بعيدا ً عنه وهو‬
‫بالكاد يقف متقدما ً من باتريك يقول‪ :‬مالذي ستستفيده من هذا ؟!! لما تكذب في مثل هذه‬
‫األمور التي‪....‬‬
‫قاطعه باتريك ببرود‪ :‬ال تُحاول إنكار الواقع فأنت تعلم بأني لن أستفيد من الكذب شيئا ً‪..‬‬
‫صرخ في وجهه‪ :‬كاذب!!!‬
‫باتريك‪ :‬أعلم بأنه من الصعب تقبل حقيقة كون صديقك خائن ويستغلك طوال الوقت‪..‬‬
‫شده آندرو من ياقته بكُل عنف يقول‪ :‬توقف عن قول ال ُهراء فأنا يستحيل أن أُصدقك!!‬
‫باتريك ببرود‪ :‬ال أضُنك غبيا ً لدرجة أنك لم تُالحظ مطلقا ً أي تصرف غريب منه‪..‬‬
‫فتح آندرو فمه ليُسكته لكنه لم يستطع أن ينطق بشيء فإبتسم باتريك يقول‪ :‬كُل شيء غريب‬
‫حوله ‪ ،‬أتسائل لما لم تشك بهذا وال لمر ٍة واحده ؟ خصومه يتم تصفيتهم إما بالقتل أو بسقوط‬
‫أعمالهم الى وحل اإلفالس ‪ ،‬لم يُنافس ريكس أي أحد إال وتضرر آخرهم فابريان أال تتذكره ؟‬
‫كراج مهجور ‪ ،‬ماذا بشأن كارلوس ؟ هل سمعت عنه شيئا ً مؤخرا ً ؟ لقد‬ ‫ٍ‬ ‫الذي ُو ِجد مقتوالً في‬
‫أفلست شركته تماما ً ومن برايك فعل هذا ؟ ‪ ..‬كُل شيء واضح ولكنك كُنتَ أعمى ‪ ،‬لقد أعماك‬
‫جيدا ً يا آندرو ‪ ،‬أرثى لحال والدُك فهو أنجب طفل يُخدع بسهوله من قِبل أعداءه‪..‬‬
‫هز آندرو رأسه بعدم تصديق من كُل ما سمعه اآلن!‬

‫***‬
‫‪pm1:33‬‬

‫موقع جغرافي دون أي كلمة أُخرى‬


‫هذه كانت ُمحتوى الرسالة التي أتت على هاتف ريكس مرسلة من باتريك‪..‬‬
‫البد من أنه يطلب لقاؤه مرة أُخرى ‪ ،‬ألم يمل حتى اآلن ؟‬
‫تجاهل الرسالة وقرر عدم الذهاب إليه بسرعه كما حدث يوم أمس‪..‬‬
‫لن يضيره اإلنتظار قليالً فلديه اآلن ماهو أهم‪..‬‬

‫دخل الى قصر والده ناظرا ً في األرجاء ليجد آلبرت يجلس بهدوء على أحد الكراسي الخارجيه‬
‫بالحديقه وأمامه كوبا عصير برتقال‪..‬‬
‫رغم أنها الظهيره إال أن أشعة الشمس مختفيه ونسمات الهواء البارده هي ما تُداعب‬
‫أجسادهم وكأنهم ال يزالون في ساعات الفجر األولى‪..‬‬
‫تقدم منه وجلس في الكرسي ال ُمقابل يقول‪ :‬أتمنى أال يكون موضوع إستيال نفسه ؟‬
‫ب آخر‪..‬‬ ‫إبتسم آلبرت يقول‪ :‬كال ‪ ،‬طلبتُ رؤيتك لسب ٍ‬
‫أشار الى كوب العصير الذي أمامه يطلب منه رشف القليل منه فتنهد ريكس وهو ال يُفضل‬
‫البرتقال بتاتا ً‪..‬‬
‫إنه يعرف هذا منذ أن كانوا أطفاالً فلما يُقدمه له ؟‬
‫تجاهل هذا وأخذ الكأس يشرب قليالً منه فقال آلبرت‪ :‬ولكن سؤالك شدني ‪ ،‬ماذا تقصد‬
‫بموضوع إستيال ؟ أعني إن كان يخص إستيال فلما قد أستدعيك أنت ألُحدثك عنه ؟‬
‫ريكس‪ :‬إسألها هي ‪ ،‬على أية حال ماذا أردت مني ؟‬
‫آلبرت‪ :‬ولما أنت ُمستعجل ؟ نحن لم نجلس مع بعضنا هكذا منذ فترة طويله ‪ ،‬دعنا نُدردش‬
‫قليالً‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬في وقت آخر فأنا على موعد مع أحدهم‪..‬‬
‫نظر آلبرت إليه لفتره بعدها قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أُريد التحدث معك بخصوص تلكم األوراق التي‬
‫تُدينك‪..‬‬
‫رفع ريكس حاجبه يقول‪ :‬تحدثنا بخصوصها سابقا ً‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬أعلم ‪ ،‬ولكن اآلن أُحدثك بعدما عرفتُ من أرسلها إلي‪..‬‬
‫إسترخى ريكس في مقعده يقول‪ :‬أوه حقا ً ؟ ومن كان ؟‬
‫آلبرت‪ :‬ال يبدو عليك وكأنك ستتقطع شوقا ً من أجل معرفة من يكون‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ال بأس أخبرني ‪ ،‬فأنا أملك الفضول لمعرفة من يكون‪..‬‬
‫سخريه!‬ ‫ضاقت عينا آلبرت يقول‪ :‬كُف عن ال ُ‬
‫ريكس‪ :‬أنا ال أسخر فبالفعل أملك فضوالً لمعرفة من الذي تقصده‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬لما ؟ ألهذه الدرجة تُشكك في قدرتي على معرفته ؟‬
‫صمت ريكس ولم يُجيبه فأكمل آلبرت‪ :‬إنه أنت ‪ ،‬أنت من أرسلها لي‪..‬‬
‫شبح إبتسامة غريبه إرتسمت على شفتيه يقول‪ :‬ولما قد أُرسل ما يُدينني إليك ؟‬
‫آلبرت‪ :‬هذا السؤال الذي أُريدك أن تُجيبني عليه!‬
‫ريكس ببرود‪ :‬إن كان ال يُمكنك إيجاد سبب فهذا يدل على أن تخمينك خاطئ يا شيرلوك ‪ ،‬ال‬
‫تستدعيني ُمجددا ً لتطرح إستنتاجاتك علي‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه يقول بإستنكار‪ :‬ال أفهم سبب إنكارك هذا ! أتضنني قُلتها هكذا دون أن أملك‬
‫دليالً ؟ لما تكذب ؟ ولما تُرسلها لي ؟ لما كُل تصرفاتك غريبه وغير منطقيه ؟ ما الذي تهدف‬
‫إليه من كُل هذا!‬
‫ريكس‪ :‬ولما قد يُهمك األمر ؟‬
‫آلبرت‪ :‬ألنك أدخلتني بمخططاتك الغريبه لذا يجب عليك أن تشرحها لي‪..‬‬
‫وقف ريكس يقول‪ :‬إن كُنتَ ُمصرا ً على كوني من أرسلها لك فوالدي موجود ‪ ،‬إذهب وإعرض‬
‫عليه الملفات فهذه فرصتك كي يتوقف والدي عن جعلي وريث أعماله ‪ ..‬أو قم وأنشرها‬
‫للعامه كي يتوقف اآلخرين عن التعامل مع ُمخادع مثلي‪..‬‬
‫مشي قليالً ليبتعد فوقف آلبرت يقول‪ :‬لما تضع حياتك في يدي أنا ؟‬
‫تجاهله ريكس وغادر دون أن يقول كلمة واحده‪..‬‬
‫جلس آلبرت ينظر الى كأس ريكس الشبه مملؤ وهو بحق سيُجن منه!!‬
‫هو واثق تمام الثقة من أنه ال ُمرسل ولكن ال يُمكنه فهم سبب تصرفه هذا!!!‬
‫ماذا يريد ؟ ما الذي يهدف إليه ؟!!!‬
‫ولما يجمع كُل ما يُدينه ويُعطيني إياه!‬
‫ما سبب فعلته هذه ؟ وما الذي ينتظره في ال ُمقابل ؟!!!‬
‫ال يُمكنه إيجاد أي سبب لذلك‪..‬‬
‫وال حتى سبب واحد!!‬

‫***‬

‫بعد خمسة عشر دقيقة تقريبا ً أوقف ريكس سيارته أمام المبنى الذي يسكنه آندرو ونزل من‬
‫السياره عاقدا ً حاجبيه‪..‬‬
‫نظر ُمجددا ً الى الموقع ال ُجغرافي فوجد أنها بالفعل توصل الى ُهنا‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه وأسرع بعدها الى الداخل صاعدا ً الدرج بخطوات واسعه حتى وصل الى‬
‫الدور المقصود وحاول فتح الباب‪..‬‬
‫شد على أسنانه وطرقه مرارا ً وتكرارا ً حتى فتح له الرجل الضخم الباب وإبتسم بعدها‪..‬‬
‫صدم ريكس من رؤيته ودفعه عنه وهو يدخل الى الداخل ليتوقف فورا ً حالما وجد جسد آندرو‬ ‫ُ‬
‫ملقيا ً على األرض دون ِحراك ويبدو وكأنه ضُرب حتى فقد الوعي‪..‬‬
‫إرتجفت قدمه للحضه قبل أن يتقدم ويجلس محركا ً إياه وهو يُنادي عليه ولكن من دون أي‬
‫ُمجيب‪..‬‬
‫شد على أسنانه قبل أن يرفع نظره الى باتريك الذي كان يُراقبه بهدوء تام‪..‬‬
‫وقف وتقدم منه حتى وقف على بُعد مساف ٍة قصيرة منه‪..‬‬
‫ريكس وهو يضغط على كلماته‪ :‬ما الذي تهدف إليه ؟!!! ألم أُخبرك بأنك ُمخطئ بتوقعاتك‬
‫السخيفة هذه !! لما تُهاجمه !! ما شأنه هو ؟!!‬
‫باتريك بهدوء‪ :‬إعترف بهدفك من دخول المنظمه وحينها صدقني لن نفعل أي شيء مرةً‬
‫أُخرى‪..‬‬
‫إتسعت عينا ريكس بغضب يقول‪ :‬أخبرتُك بأن ال هدف لي وإذهب إسأل البروفيسور بنفسك إن‬
‫كُنتَ تشك بشيء فهو من أدخلني بنفسه الى ُهنا!!‬
‫ضاقت عينا باتريك فلقد كان يضن بأن دارسي من أدخله وليس البروفيسور بنفسه!!‬
‫لما قد يفعل البروفيسور هذا وهو أكثر من تضرر من تلك المرأة الروسيه ؟!!!‬
‫وجد نفسه صامتا ً تماما ً ال يقدر على قول أي شيء فلما طال صمته قال ريكس‪ :‬كان عليك أال‬
‫تظهر بمظهر الغبي أمامي وتتوقف عن النبش عن أمور ال ت ُخصك!‬
‫ضاقت عيناه وأكمل بعدها بتهديد‪ :‬خسرتُ الكثير بحياتي لذا قطعا ً لن أُسامح من يتسبب بإيذاء‬
‫أي قريب لي فهمتني يا باتريك!‬
‫إبتسم باتريك بهدوء بعدها وقف وتجاوز ريكس وهو يقول‪ :‬هذا إن بقي بجانبك بعد اآلن‪..‬‬
‫إتسعت عينا ريكس بصدمه وإلتفت ُممسكا ً بكتف باتريك يقول‪ :‬ماذا قُلتَ له ؟!!!!‬
‫أبعد باتريك يد ريكس عن كتفه وهو يقول‪ :‬الحقيقه‪..‬‬
‫وبعدها غادر تحت أنظار ريكس المصدومة للغايه!‬
‫ثوان بعد خروجهم حتى رمى بجسده على األريكة التي بجانبه ينظر الى األرض بعينين‬ ‫ٍ‬
‫جاحضتين تماما ً‪..‬‬
‫أغمضهما وتكأ برأسه على يديه وهو ال يُصدق ما حدث فآخر ما كان يتمنى حصوله هو هذا‪..‬‬
‫ماذا يفعل ؟ كيف سيشرح له األمر بعدما كذب عليه طوال هذه المده ؟‬
‫وهل سيستمع إليه أصالً ؟!‬
‫كم كان غبيا ً عندما كان يضن بأنه سيُخفي األمر حتى ينتهي كُل شيء ويموت بعدها بهدوء‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً بعدها رفع رأسه ونظر الى آندرو لفتره‪..‬‬
‫وقف وتقدم منه ورفعه قليالً وبالكاد إستطاع حمله حتى السرير بداخل غرفته‪..‬‬
‫جلس أرضا ً وهو ُمتعب ث ُم بدأ يُفكر بخطوته القادمه‪..‬‬
‫فعلى الرغم من أنه قلق بشأنه إال أنه ال يُريد منه أن يستيقظ وهو موجود‪..‬‬
‫ال يمكنه رؤية وجهه بعد اآلن‪..‬‬
‫سحقا ً لباتريك!!‬
‫ُ‬

‫***‬

‫‪2:46 pm‬‬
‫‪Paris‬‬

‫تنهد كلود ونظر خلفه حيث كانت تقف كلير فقال‪ :‬هل ستفقين خلفي طوال الوقت ؟‬
‫كلير ببرود‪ :‬ألن تدخل لتطمئن على صديقك ؟‬
‫هز كتفه بقلة حيله قبل أن يمد يده يوفتح الغرفة التي يرقد فيها صديقه بهذا المشفى الكبير‪..‬‬
‫دخل فتبعته كلير بهدوء وهي تنظر الى سرير جاكي بقلق كبير‪..‬‬
‫فتح جاكي عينيه عندما أحس بدخول أحدهم فإبتسم له كلود يقول‪ :‬مرحبا ً كيف حالُك اآلن ؟‬
‫جلس جاكي بالكاد وهو يقول بصوت ُمتعب‪ :‬أحسن بكثير‪..‬‬
‫إختفت إبتسامته حينما الحظ كلير فأبعد نظره عنها ناظرا ً الى ما يحمله كلود بيده وقال‪:‬‬
‫شوكوال !! إنه ال يُناسبك هههههههه‪..‬‬
‫كشر كلود في وجهه ووضع الشوكوال على الطاولة المجاوره يقول‪ :‬لقد إشتريتُها بثمن باهض‬
‫إن كُنتَ ال تدري‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬ههههههههه حسنا ً شُكرا ً شُكرا ً لكرمك‪..‬‬
‫تجاهل كلود ذلك ونظر الى رجل جاكي التي يلفها الضماد بكثره وقال‪ :‬متى سيُمكنك المشي‬
‫عليها ؟‬
‫جاكي‪ :‬قال لي الطبيب أن األمر بسيط ومن الجيد أن الرصاصه مرت دون أن تقطع األوتار أو‬
‫تؤذي العظام ‪ ،‬حسنا ً ربما بعد شهر تقريبا ً‪..‬‬
‫كلود‪ :‬هذا جيد ! وماذا بخصوص الكليه ؟‬
‫أشار جاكي الى الخلف يقول‪ :‬إمتحاناتُنا إقتربت لذا ال خيار أمامي سوى حظورها بالعكاز كما‬
‫ترى‪..‬‬
‫نظر كلود الى العكاز قبل أن يُعاود النظر الى جاكي يقول‪ :‬سيكون ُمتعبا ً‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬حسنا ً سأتحمل ‪ ،‬ال أملك خيارا ً آخر‪..‬‬
‫تنهد كلود وقال‪ :‬سحقا ً لهم ‪ ،‬ليتني لحقتُ بك عندما خرجت‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬كف عن لوم نفسك ‪ ،‬أخبرتُك هذا الصباح بأنه ال ذنب لك‪..‬‬
‫كلير بهمس‪ :‬آسفه‪..‬‬
‫تجاهلها قائالً لكلود‪ :‬هل إستجوبتك الشرطه ؟‬
‫كلود‪ :‬أجل ‪ ،‬بعد خروجي من عندك صباحا ً أمسكت بي وطرحت العديد من االسئله ‪ ،‬بالكاد‬
‫تملصتُ منهم للحاق بآخر ُمحاظراتي لهذا اليوم على األقل‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬ما كان عليك إنتظارهم حتى يُنهوا عالجي !! محاضراتك أهم‪..‬‬
‫كلود بإبتسامه‪ :‬هل أنت جاد ؟!! قطعا ً لن أذهب قبل اإلطمئنان عليك ‪ ،‬ال تقلق فقد إستطعتُ‬
‫حظور آخر واحده‪..‬‬
‫تنهد جاكي وهمس‪ :‬سحقا ً ‪ ..‬ليتني كُنتُ أقوى ولو قليالً‪..‬‬
‫قطب كلود حاجبه يقول‪ :‬يكفي جاكي !!! ال تلم نفسك في شيء كان أكبر منك ! كان هذا‬
‫سيحدُث سواءا ً كُنتَ قويا ً أو ال فهم كانوا ثالثة كما أخبرتني ! لم يكن بوسعك التصدي لهم‬
‫وأيضا ً توقف عن القلق فعلى الرغم من أنهم أشرارا ً إال أنهم لن يؤذونها كما وعدتك تلك الفتاة‬
‫! هم يُريدون رين لذا‪....‬‬
‫قاطعه جاكي بهدوء‪ :‬ماذا بخصوص آريستا ؟‬
‫دُهش كلود وظهر الضيق على وجهه هامساً‪ :‬األمر ُمختلف ‪ ،‬فرين القذره لن تتخلى عن أُختها‬
‫كما تخلت عن آريستا‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬توقف عن ذلك ‪ ،‬نحنُ لسنا متأكدون ‪ ،‬تلك عصابة حقيره ‪ ،‬إنها تُنهي حياة الناس دون‬
‫أن يأبهوا بشيء ‪ ،‬أنا واثق بأنها لم تكن لتتخلى عنها ‪ ،‬إنها آريستا يا كلود !! أقرب صديقات‬
‫رين الى قلبها‪..‬‬
‫كلود‪ :‬دعنا نُنهي هذا الحديث فأنا ال أُريد أن أُضايقك بكالمي‪..‬‬
‫صمتوا بعدها لدقائق قبل أن تتقدم كلير قليالً تقول‪ :‬هل تشعر بألم ؟‬
‫لم ينظر إليها فمطت على شفتيها تقول‪ :‬حسنا ً أنا آسفه ولكن هذا ليس خطأي !! أخبرتُك من‬
‫قبل أن تلك الفتاة تتربص بك فلما خرجت غاضبا ً مني حينها!‬
‫ي أنا ؟!!‬ ‫تقدمت منه وأكملت‪ :‬إعتذرتُ ِمرارا ً فلما ال يقسى قلبك سوى عل ّ‬
‫نظر إليها وقال‪ :‬ال تتصرفي كالمسكينه ! أخبرتُك صباحا ً بأن تُعطني رقم ذلك الشاب وماذا كان‬
‫ردك حينها ؟‬
‫ُ‬
‫إنزعجت وقال‪ :‬جاكي سافعل أي شيء تُريده لكني قطعا ً لن أعطيك رقمه ! إنسى أمر رين‬
‫وأُخت رين وعائلتها كُلها ‪ ،‬عش حياتك كما كُنتَ تعيشها قبل دخول تلك المشؤومة إليها!‪..‬‬
‫ت حياتي في الرقت ذاته ‪ ،‬فأرى بأن نسيانك‬ ‫نظر إليها جاكي ببرود يقول‪ :‬ال تنسي بأنك دخل ِ‬
‫ت أفضل بالنسبة لي‪..‬‬ ‫أن ِ‬
‫عضت على شفتيها وبدأت عيناها تغوران بالدموع فهمست له‪ :‬أكرهك‪..‬‬
‫بعدها رمت باقة الورود التي أحظرتها معها في وجهه وغادرت الغرفه!‪..‬‬
‫أبعد الباقة عن وجهه متألما ً فقال كلود‪ :‬لقد كُنتَ قاسيا ً معها ‪ ،‬إنها تُحبك كما تعلم لذا ألم يكن‬
‫من اللطيف إختيار كلمات أفضل من هذه ؟‬
‫وضع الباقه جانبا ً يقول‪ :‬أكره أنانيتها يا كلود ! لقد أتعبتني بها جدا ً ماذا عساي أن أفعل!!‬
‫كلود‪ :‬جاملها‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬جاملتُها كثيرا ً لكنها تُريد تملُكي بالكامل ‪ ،‬ممنوع علي اإلهتمام بأي فتاة غيرها ‪،‬‬
‫ممنوع علي القلق بشأن أي واحده أخرى حتى لو كانت طفله ! هذا ُمبالغ ‪ِ ،‬ضقتُ ذرعا ً منها‬
‫‪..‬‬
‫تنهد كلود ولم يجد تعليقا ً آخر سوى قول‪ :‬ال ألومك وبال ُمقابل لقد أحزنتني‪..‬‬
‫لم يتحدث جاكي وفضّل الصمت‪..‬‬

‫***‬

‫‪4:22 pm‬‬

‫دخل إدريان الى القصر الكبير وهو يسحب حقيبة سفر صغيرة وراءه‪..‬‬
‫هرعت إليه إحدى الخدم وأخذت منه الحقيبة وهو يقول لها‪ :‬جميع المالبس متسخه فإحرصي‬
‫على تنظيفها‪..‬‬
‫هزت رأسها وذهبت الى الداخل بالحقيبة وهو يمشي ناظرا ً حوله فلم يجد أثرا ً ألي أحد‪..‬‬
‫أين الجميع يا تُرى ؟‬
‫ما إن أنهى تساؤله حتى ظهرت فلور في وجهه فأشاح بنظره يقول‪ :‬أي أحد غيرها‪..‬‬
‫رفعت حاجبها حينما الحظته فتكتفت تقول‪ :‬هاقد حظر مشهورنا المشغول أخيرا ً‪..‬‬
‫نظر إليها ُمبتسما ً يقول‪ :‬ما الذي فعلتُه في حياتي ألُعاقب بك كأول وجه أراه بعد عودتي ؟‬
‫ظهر اإلنزعاج الشديد على وجهها تقول‪ :‬إدريااان!!‬
‫تقدم منها وضرب بإصبعه على جبينها يقول‪ :‬ال تقطبي جبينك غاضبةً فهذا سيتسبب بظهور‬
‫التجاعيد عليه ُمبكرا ً ليس إال‪..‬‬
‫وبعدها مر بجانبها وهي تُمسك جبينها بإنزعاج تنظر إليه‪..‬‬
‫ما إن إبتعد حتى فتحت هاتفها النقال وكتبت في ُمحرك البحث "ظهور التجاعيد ُمبكرا ً بسبب‬
‫الغضب‪" ..‬‬
‫وإنهمكت تقرأ المواضيع واحدا ً تلو اآلخر بدهش ٍة كبيره فلقد كانت تضنه يستفزها ولكن األمر‬
‫حقيقي بالفعل!!!‬
‫إرتجفت رعبا ً عندما علت ضحكته الكبيره من خلفها فإلتفتت تراه يضحك بشكل هيستيري‬
‫عليها فغضبت وبدأت بضربه تقول‪ :‬إيها الوقح ال يحق لك التجسس!!!‬
‫أمسك بيدها يقول بنبر ٍة جاده‪ :‬التجاعيد يا فلور التجاااعيد!‬
‫دُهشت وتوقفت عن قطب جبينها فإنفجر ضاحكا ً عليها فاستفزها هذا كثيرا ً فإلتفتت وذهبت‬
‫ُمبتعدةً عنه‪..‬‬
‫إبتسم بعدما أنهى ضحكه يقول‪ :‬إنها ُممتعة حقا ً‪..‬‬
‫دخلت والدته للتو وعندما شاهدته قالت‪ :‬أهالً إيدي ‪ ،‬عُدت من السفر أخيرا ً‪..‬‬
‫إبتسم وتقدم منها يقول‪ :‬أوه إشتقتُ الى جميلتي الشقراء‪..‬‬
‫ت والدتي ؟ اآلن من أين‬ ‫سحقا ً لما أن ِ‬ ‫بعدها أمسك بيدها وقبلها بطريقة كالسيكيه قبل أن يقول‪ُ :‬‬
‫لي أن أجد عشيقةً بجمالك آنستي ؟‬
‫إبتسمت له وعبثت بشعره تقول‪ :‬توقف عن المجامله فعشيقتك بالفعل أجمل بمراحل‪..‬‬
‫تجاوزته ُمكمله‪ :‬وكيف لي أن أكون آنسه وأنا قد أنجبتُ طفالن يتجاوزانني بالطول ؟‬
‫جاء صوتٌ من بعيد يقول‪ :‬تقصدين ثالثة أطفال‪..‬‬
‫إلتفتا الى حيث الصوت فكان كين يتقدم منهما وهو يُمسك كتابه بيده بينما من خلفه آلبرت‬
‫ويبدوان قادمان من الجناح الرياضي فظهر البرود على وجهها بسبب جملته ليبتسم كين‬
‫يقول‪ :‬أولم تقولي لعمي بأنك تعتبرين ريكس إبنك ! لما نسيته ؟‬
‫همس آلبرت وهو يتجاوزه‪ :‬ألم آمرك بالتوقف عن تصرفاتك هذه ؟‬
‫كين ببراءه‪ :‬في ماذا أخطأت ؟‬
‫لم يُعلق آلبرت فهو ال يرى أي خطأ في جملة كين ولكن ردة فعل جينيفر جعلته يشك بأن أخاه‬
‫الصغير يستفزها‪..‬‬
‫قطب إدريان حاجبه يقول‪ :‬آلبرت ؟ ما الذي جعلك تعود بهذه السرعه ؟‬
‫آلبرت‪ :‬مشاكل ال أعلم من تسبب بها ‪ ،‬أين كُنت أنت ؟‬
‫إدريان‪ :‬حياة المشاهير صعبه‪..‬‬
‫توقف آلبرت أمامه وحدثه قائالً‪ :‬حسنا ً يا أيها المشهور ‪ ،‬من الجيد أني قابلتُك فلدي طلب لك‬
‫‪..‬‬
‫عقد إدريان حاجبه يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫آلبرت‪ :‬أال يُمكنك وضع حد للصحافه ؟ لقد إستطاعوا الوصول الى مدرسة فلور وحاولوا‬
‫مضايقتها بأسئلتهم الكثيرة عنك وعن الفتاة المجهوله وعن عالقاتك‪..‬‬
‫دُهش إدريان قبل أن يميل بشفتيه قائالً‪ :‬إنهم كالحشرات فعالً ‪ ،‬لكني حقا ً ال أستطيع فعلها ‪،‬‬
‫إنهم صائدوا الفضائح لذا ال شيء يردعهم ‪ ،‬بالعكس إن صرحتُ بإنزعاجي لتدخلهم بأقربائي‬
‫فسيضنون بأني أُخفي شيئا ً وأخشى وصولهم إليه‪..‬‬
‫تقدم كين يقول‪ :‬بسيطه ‪ ،‬هددهم ب ُمقاضاتهم‪..‬‬
‫نظر إدريان إليه يقول‪ :‬ال فائده ‪ ،‬أنا مشهور بالمجال الفني ولستُ بتاجر أو سياسي ‪ ،‬أي أن‬
‫شُهرتي بيد ال ُمراهقين وال ُمتعصبين ‪ ،‬لو هددتُ ونفذتُ تهديدي فهذا لن يفيدني بل على العكس‬
‫سأظهر بمظهر الرجل السيء الذي يستفز ُمعجبيه ‪ ،‬على أمثالنا أن يكونوا مثاليين تماما ً‪..‬‬
‫كين‪ :‬هذا ُمقرف‪..‬‬
‫هز إدريان كتفيه يقول‪ :‬علي التحمل ما دُمتُ أُريد هذا المجال‪..‬‬
‫قطع حوارهم صوت فلور المرتجف تقول‪ :‬أخــي!!‬
‫إلتفت الجميع الى حيث الصوت لتتوقف فلور عندما رأتهم والدموع تملؤ عينيها‪..‬‬
‫من أعلى الدرج لم تُشاهد سوى آلبرت وضنته لوحده في حين عقد آلبرت حاجبه وهو يرى‬
‫دموعها فتقدم منها يقول‪ :‬مابك ؟‬
‫ضغطت على هاتفها برجف ٍة تامه واإلنهيار التام واضح عليها‪..‬‬
‫تعجب إدريان من مظهرها فللتو كانت على أحسن ما يُرام!‬
‫وقف آلبرت أمامها وسألها ُمجدداً‪ :‬مابك ؟ لما تبكين ؟‬
‫ت منخفض‪ :‬أرجوك ‪ ،‬أرجوك ال تغضب مني‪..‬‬ ‫أخفت الهاتف خلفها تقول برجفة وبصو ٍ‬
‫زاد تعجبه وقال‪ :‬لما ؟ ماذا حدث ؟‬
‫نزلت دموعها تقول‪ :‬عدني أوالً بأنك لن تغضب علي!‬
‫زاد توتر آلبرت وقال بحده‪ :‬فلور تحدثي!!‬
‫إرتجفت ُرعبا ً فعادت خطوتين الى الخلف ومن ثُم ركضت الى األعلى فصرخ بإسمها ولكن لم‬
‫تستمع إليه فصعد خلفها ُمباشرةً‪..‬‬
‫تقدم كين وذهب خلفهما في حين كانت الدهشة التامه تُغطي على إدريان فهمس‪ :‬ما بها ؟‬
‫إبتسمت جينيفر بهدوء وإتجهت الى الداخل فنظر إدريان إليها لفتره قبل أن يعقد حاجبه ومن‬
‫ثُم ينظر الى حيث كانت فلور تقف‪..‬‬
‫هل من ال ُممكن ‪...‬؟‬

‫دخل آلبرت خلف فلور التي إرتمت على سريرها تبكي فجلس على طرف السرير يقول‪ :‬فلور‬
‫!! ماذا ُهناك ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬ال شيء ال شيء أتركني‪..‬‬
‫إنزعج وكاد أن يصرخ عليها لكنه توقف وهدء نفسه قبل أن يسألها ُمجدداً‪ :‬فلور ماذا ُهناك ؟‬
‫ما خطبُك ؟ تحدثي وأعدك بأني سأتفهم األمر أيا ً كان‪..‬‬
‫وصل كين وبقي واقفا ً عند باب الغرفة للحضات ثُم دخل ُمغلقا ً الباب خلفه‪..‬‬
‫تقدم قائالً‪ :‬البد بأنه وصلتها رسالة ما ‪ ،‬لقد كانت تُخفي هاتفها عنك قبل لحضات‪..‬‬
‫نظر آلبرت الى يدها فوجدها تُخفيها تحت جسدها ال ُمرتمي على السرير‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬فلور ‪ ...‬حدثيني‪..‬‬
‫توقفت عن البُكاء ولكنها لم ترفع رأسها إليه ولم تنطق بأي كلمه‪..‬‬
‫كين بإنزعاج‪ :‬أن كنتي في مشكلة فأخبري البرت عنها قبل أن يعلم عمي بذلك ‪ ،‬لقد سئمتُ‬
‫من المشاكل التي ظهرت تباعا ً في مد ٍة وجيزه‪..‬‬
‫جفُلت حينها ذكر عمها فرفعت رأسها عن السرير ونظرت الى آلبرت بعينيها الحمراوتين‪..‬‬
‫حاول آلبرت أن يكون لطيفا ً وهو يسألها‪ :‬ما بك يا فلور ؟‬
‫شتت نظرها في األرجاء قليالً قبل أن تقول بتردد‪ :‬عدني بأنك لن تغضب ؟‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً قبل أن يقول‪ :‬حسنا أعدك‪..‬‬
‫موقع للبث ال ُمباشر‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫ترددت قليالً وقالت بتوتر تام وهي تكتم شهقتها‪ :‬أنا أملك حسابا ً في‬
‫عقد حاجبه فأكملت‪ :‬إنه موقع تصور فيه فيديوهات وعلى حسب عدد المشاهدات تستفيد فإن‬
‫تجاوزت مئات اآلالف تكسب المال من خاللها‪..‬‬
‫بلعت ريقها وحاولت إال تنظر الى عيني أخيها وهي تُكمل‪ :‬كُنتُ أُصور لهم بشك ٍل شبه يومي‪..‬‬
‫أكملت بسرعه وبتبرير‪ :‬ولكنها كانت فيديوهات عاديه صدقني ‪ ،‬أُشغل أغنيةً ما وأرقص عليها‬
‫وأنا أضع قناعا ً ‪ ،‬صدقني أخي كُنتُ أضع قناعا ً في كُل مرة ولم أُزله وال لثانية واحده وحتى‬
‫إسمي كان ُمزيفا ً ومعلومات وعمري كُل شيء كان ُمزيفا ً تماما ً ‪ ،‬يستحيل أن يعرفني أحد ! لم‬
‫أتحدث حتى ُمطلقا ً بالبث وإن حدث فقد عدلت على الصوت عبر برنامج لتعديل األصوات ‪،‬‬
‫صدقني حرصتُ على أال أُسبب أي ُمشكل ٍة للعائله!‬
‫تمالك آلبرت أعصابه قدر ال ُمستطاع فما فعلته أخته خاطئ ويُريد حقا ً توبيخها ولكنه أيضا ً‬
‫يُريد معرفة ماذا حدث وما الذي دفعها للبكاء لدرجة أنها أخبرته عن األمر‪..‬‬
‫بالطبع لم يأبه ألمر وعده لها ‪ ،‬فقط رغبته بمعرفة ما حدث هي ما جعلته يصمت وينتظرها‬
‫تُكمل حديثها‪..‬‬
‫شعرت فلور ببعض الراحة عندما لم تر أي عالمات لغضب أخاها فقالت بتردد‪ :‬أنا ‪ .....‬أنا‪....‬‬
‫ت ماذا ؟ أكملي ال تقلقي‪..‬‬ ‫ت حنون مصطنع للغايه‪ :‬أن ِ‬
‫آلبرت بصو ٍ‬
‫إبتسمت لنبرته الحنونه بينما رفع كين حاجبه ونظر الى أخاه هامسا ً في نفسه‪" :‬قُنبلة ستنفجر‬
‫في أي لحضه‪" ..‬‬
‫فلور‪ :‬آسفه يا أخي ‪ ،‬أُقسم لك بأني لم أفعلها ‪ ،‬أُقسم لك بهذا صدقني‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬حسنا ً أنا أُصدقك ولكن ما الذي حدث بالضبط ؟‬
‫فلور‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬أنا حقا ً ال أعلم ‪ ،‬عندما دخلتُ الى حسابي توا ً وجدتُ كُل شيء قد ُ‬
‫غ ّير ‪،‬‬
‫صورتي ذات القناع قد بُدلت بصور ٍة ت ُظهر وجهي كامالً ‪ ،‬معلوماتي ال ُمزيفه بُدلت بمعلوماتي‬
‫الحقيقيه ‪ ،‬إسمي كامالً وسكني وعمري وكُل شيء !!! لقد أصبح حسابي في قمة حسابات هذا‬
‫اليوم من حيث عدد التعليقات وال ُمشاهدات ‪ ،‬الكُل عرفني وربطني بإسم إدريان المغني‬
‫المشهور وآليكسندر الغني صاحب مجموعة كبيره من الشركات ‪ ،‬أُقسم بأني لم أفعلها وال‬
‫غيّرت جميع كلمات‬ ‫أعلم من فعلها ‪ ،‬إني حتى ال يُمكنني تسجيل الدخول وتغير كُل هذا فقد ُ‬
‫المرور التي إعتدتُ إستخدامها ‪ ،‬أنا آسفه ‪ ،‬اُقسم لك أن ال شأن لي ولم أقصد أن يصل األمر‬
‫الى هذا الحد!‪.‬‬
‫بقيت عينا آلبرت متسعتان من الصدمه لثواني قبل أن يشد على أسنانه ويمد يده قائالً‪:‬‬
‫أعطيني هاتفك!‬
‫أعطته الهاتف فنظر الى الملف الشخصي والى التعليقات ثُم قلّب في فيديوهاتها ذات األعلى‬
‫ُمشاهده وهو مصدوم بالكامل!!!‬
‫إنها كانت تقتنص أي فرصة مناسبة عالميه لترتدي مالبس تُناسب ذلك ‪ ،‬حتى أن بعضها كان‬
‫فاضحا ً للغايه‪..‬‬
‫هو مصدوم منها ‪ ،‬مصدوم الى درج ٍة كبيره!‬
‫بدأ القلق والخوف الشديد يتسلل الى قلبها وهي ترى وجهه‪..‬‬

‫في حين الحظ كين ذلك فلم يُرد أن يُسلط أخاه غضبه عليها لذا سألها فوراً‪ :‬أيعرف أحد بأمر‬
‫ذلك ؟ صديقة لك أو قريب أو أي أحد ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً فقال‪ :‬حاولي ‪ ،‬تذكري اي شيء‪..‬‬
‫شتت نظرها باألرجاء ُمفكره قبل أن تتسع عيناها بصدمه تقول‪ :‬بلى بلى ُهناك شخص ما‪..‬‬
‫رفع آلبرت عينيه إليها فأكملت‪ :‬إدريان ‪ ،‬ال أعلم كيف أكتشف ذلك لكنه يعلم بأمر الحساب فقد‬
‫إستفزني مرةً بخصوصه‪..‬‬
‫كين بدهشه‪ :‬إدريان ؟!!‬
‫دُهش بحق ‪ ،‬نعم هو ُمستفز للغايه ولكنه ال يفعل أمورا ً حقيره كهذه!!‬
‫في حين وقف آلبرت يقول‪ :‬متأكده بأن إدريان يعرف ؟‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬أجل واثقه للغايه!‬
‫نظر آلبرت في األرجاء قبل أن يُدخل هاتفها النقال في جيبه وهو ينظر الى كين قائالً‪ :‬قم بجمع‬
‫جميع أجهزتها الكهربائيه وضعها بغرفتي ‪ ،‬هي محرومة منه حتى إشعار آخر‪..‬‬
‫وغادر تحت صدمة فلور العارمه من كالمه‪..‬‬
‫ت ؟!!! ألم تري غضبه ؟!! حرمانك من‬ ‫وقفت وحاولت اللحاق به فأمسكها كين يقول‪ :‬هل ُجنن ِ‬
‫األجهزه نعمة كبيره لذا ال تُفكري أبدا ً بأن تُحادثيه اآلن فهو بالكاد يُسيطر على أعصابه‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهها تقول‪ :‬ال يُمكنني العيش بدونها!!‬
‫رفع كين حاجبه يقول‪ :‬تُخطىء ومع هذا ترفض أقل أنواع ال ِعقاب‪..‬‬
‫ت تعرفين ماذا قد تفعل فيك ! لذا كوني هادئه‬ ‫تقدم منها وأكمل‪ :‬فلو وصل األمر إلستيال فأن ِ‬
‫وفكري بخطأك جيدا ً وأدعي أال يصل الخبر ال الى عمي وال الى إستيال‪..‬‬
‫هز كتفه وأكمل‪ :‬مع أنني أشك بذلك فلقد إنتشر في الموقع إنتشارا ً مهوالً وخالل فترة قصيره‬
‫سنراه إما في مواقع أُخرى أو في مواقع إخباريه‪..‬‬
‫بعدها ذهب يجمع أجهزتها وهي تجلس على السرير بخوف شديد تهمس‪ :‬لما يحدث هذا معي‬
‫سحقا ً لك يا إدريان ‪ ،‬أكرهك ‪ !..‬أتمنى أن يقتُلك أخي تماما ً‪..‬‬‫!!! ُ‬
‫عقدت حاجبها وإلتفتت تنظر الى مين فوجدته يتكئ بيديه على مكتبها منزالً رأسه الى األسفل‬
‫فسألته‪ :‬مابك ؟ هل أنت على ما يُرام ؟‬
‫ثوان حتى رفع رأسه ُمجددا ً هامساً‪ :‬أجل ‪ ،‬مجرد تعب بسيط ناتج عن اإلرهاق‪..‬‬ ‫ٍ‬
‫فلور بتعجب‪ :‬إرهاق من ماذا وأنت الفترة األخيره دائم النوم والبقاء في غرفتك ؟‬
‫حمل الجهاز اللوحي مع حاسبها المحمول وهاتفها اآلخر وخرج وهو يقول‪ :‬ولما تسألينني ؟‬
‫أنا لستُ بطبيب‪..‬‬
‫نظرت الى حيث رحل قبل أن تهمس‪ :‬هذا غريب‪..‬‬

‫مشي آلبرت بهدوء متقدما ً من الغرفة وهو يُرتب األحداث في رأسه قبل أن يفتح الباب ويدخل‬
‫فورا ً من دون إستئذان‪..‬‬
‫رفعت رأسها الى المرآة حيث كانت تمسح زينتها فتعجبت عندما رأت إنعكاس صورته فإلتفتت‬
‫إليه وربما تكون هذه هي المرة األولى التي يدخل فيها الى غرفتها الخاصه‪..‬‬
‫ت من‬‫ت خلف كُل هذا صحيح ؟ لستُ واثقا ً بأمر إستيال ولكن أن ِ‬ ‫تقدم حتى وقف أمامها وقال‪ :‬أن ِ‬
‫أخبرتي عمي بشأني ومن أيضا ً قام بفعل هذا بحساب فلور!‬
‫ظهر التعجب على وجهها تقول‪ :‬عن ماذا تتحدث ؟‬
‫آلبرت‪ :‬أعرف إدريان جيدا ً ‪ ،‬قد يكون ُمستفزا ً و ُمزعجا ً بعض األحيان ولكنه قطعا ً لن يكون‬
‫لئيما ً ويفعل مثل هذه األمور إلبنة عمه حتى لو كانت تزعجه دائما ً فهي ُمجرد ُمراهقه ولن‬
‫يأخذ إزعاجها له بمحمل الجد ‪ ،‬ولكن ما دام إدريان وحده من يعلم بذلك فالبد من أنك سمعتي‬
‫بهذا منه ‪ ،‬قالها صدفةً أو أنك سمعتي إستفزازه لها بهذا األمر وسألته من باب الفضول‬
‫المحض ‪ ...‬ما الذي ستستفيدينه من كُل هذا ؟‬
‫تكتفت تقول‪ :‬عجبا ً ‪ ،‬أرى أنك تتهمني فجأه بشيء غير معروف‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ال بأس معي ومع إستيال ‪ ،‬فنحنُ بالغين وذو حروب دائمه معك ولكن لما تفعلين هذا‬
‫مع فلور ؟ إنها ُمراهقه بسيطه ال تمتلك ذاك الدهاء أو المكر كي تفعلي هذا بها ! ال يوجد أي‬
‫سبب‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬كُن واضحا ً كي أستطيع الرد‪..‬‬
‫ت كوني واضحه فال جدوى من إدعاء الغباء معي فأنا أكثر من يعرفك‪..‬‬ ‫آلبرت‪ :‬بل أن ِ‬
‫صمت قليالً بعدها تقدم خطوة منها يقول‪ :‬لمن الدور التالي ؟ كين ؟‬
‫شد على قبضة يده يقول بتهديد‪ :‬إياك واإلقتراب منه أو من أي أحد آخر ‪ ،‬وصدقيني بأني لن‬
‫أدع ما فعل ِته يمر مرور ال ِكرام ‪ ،‬صدقيني يا جينيفر‪..‬‬
‫إلتفت ُمبتعدا ً لكنه توقف قليالً قبل أن يلتفت إليها يقول‪ :‬كانت آليس أفضل منك بفرق سنين‬
‫ت من ُمتي وليست هي فحالنا جميعا ً ستكون أفضل وأروع بوجودها‪..‬‬ ‫ضوئيه ‪ ،‬ليتك أن ِ‬
‫ظهر الحقد التام في عينيها فإبتسم ساخراً‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سمعتي هذا ‪ ،‬أنا من إستفزك لذا إسعي‬
‫خلفي أنا وليس خلف أخوتي ‪ ،‬أنتظرك‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وأغلق الباب خلفه تاركا ً إياها في أوج غضبها‪..‬‬
‫إلتفتت ونظرت الى إنعكاس وجهها بالمرآة هامسه‪ :‬ماذا عساي أن أفعل أكثر حتى أقطع إسم‬
‫هذه المرأة من عقول الجميع ؟!!‬

‫***‬

‫‪5:10 pm‬‬
‫‪Paris‬‬

‫ريتا بدهشه‪ :‬ماذا تقول ؟!!‬


‫ت ُمنصدمه ؟ أخبرتُك سابقا ً بأن الرئيس موريس طلب منك الذهاب بعيدا ً من‬ ‫كينتو‪ :‬لما أن ِ‬
‫البدايه ولكنك طلبتي أن تُكملي ُمهمتك وسمحنا لك بذلك ‪ ،‬واآلن عليك الرحيل‪..‬‬
‫ي أن‪....‬‬‫شتت ريتا عينيها تقول‪ :‬لكن نحنُ لم نُمسك برين بعد ‪ ،‬عل ّ‬
‫ت بل من مهام‬ ‫قاطعها كينتو‪ :‬انتهى األمر ‪ ،‬اإلمساك بإبنة فينسينت ليست من مهامك أن ِ‬
‫الرئيس‪..‬‬
‫مد لها األوراق وقال‪ :‬أمر الزعيم بتجهيز كُل هذا ‪ ،‬جواز سفر وهوية جديده ‪ ،‬ستُسافرين الى‬
‫مارسيليا وتبدأين حياةً جديده ُهناك‪..‬‬
‫ريتا بإستنكار‪ :‬إنها بعيدة جدا ً عن باريس!!!!‬
‫كينتو‪ :‬وهذا هو المطلوب ‪ ،‬هيّا ُخذيها وغادري‪..‬‬
‫إبتسمت ريتا تقول‪ :‬لكن نينا تُحبني ‪ ،‬لن يُمكنكم التفاهم معها من دوني ‪ ..‬بقائي أمر ُمهم‪..‬‬
‫كينتو بإنزعاج‪ :‬ريتا األمر مفروغ منه!!‬
‫جفُلت برعب وهزت رأسها فمد يده مجددا ً لتأخذ األوراق بهدوء دون تعليق‪..‬‬
‫إلتفت وغادر فتنهدت ونظرت الى األوراق بعينين دامعتين وهي تهمس‪ :‬لكني ال أُريد الرحيل‬
‫‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً ثُم أخرجت هاتفها النقال لترى اإلشعارات ولكن ال يوجد أي شيء‪..‬‬
‫لما ؟‬
‫لقد إنحنت هذا الصباح لجاكي ليس فقط لتعتذر بل لكي تُخبئ في جيبه ورقة تحوي رقم‬
‫هاتفها‪..‬‬
‫أولم يكن سيموت من أجل حماية نينا ؟!!‬
‫لماذا إذا ً لم يهتم ولم يتواصل معها بعد اآلن ؟‬
‫همست بقلق‪ :‬هل من ال ُممكن أن تلك الرصاصة آلمته كثيرا ً ؟ هل هو بخير ؟ أنا قلقه‪..‬‬
‫تنهدت بعمق ثُم قررت المرور بنينا قبل رحيلها وهي تهمس‪ :‬سأبقى لسنة واعود ‪ ،‬عشت‬
‫بباريس وال اتخيل نفسي في مكان اخر‪..‬‬
‫إبتسمت واكملت‪ :‬لو اطلتُ شعري وصبغته بلون اخر لن يتعرف علي احد وهكذا سيسمح لي‬
‫السيد موريس بالعوده‪..‬‬
‫وقفت أمام الباب حيث نينا بالداخل وتلفتت حولها فعندما لم تجد أحدا ً أدارت ال ُمفتاح ودخلت‪..‬‬
‫رفعت نينا رأسها عن الوساده فما إن رأت ريتا حتى عاودت الدموع الرجوع الى عينيها‬
‫تقول‪ :‬هل مات أخي جاكي ؟‬
‫دُهشت ريتا وقالت‪ :‬من قال هذا ؟! كال لم يمت !! هو بخير‪..‬‬
‫ت واثقه ؟!! هل هو حقا ً حي ؟ هل هو على ما يُرام ؟!!‬ ‫دُهشت نينا وقالت‪ :‬حقا ً ؟ هل أن ِ‬
‫ريتا‪ :‬أجل أجل إنه حي وبأحسن ما يُرام ال تقلقي بتاتا ً فلقد كانت خدشة صغيره وضع عليها‬
‫الصقا ً ليس إال‪..‬‬
‫شعرت بأنها بالغت في كالمها وخشيت أال تُصدقها نينا لكنها تفاجئت بها تبتسم وتمسح‬
‫دموعها بسعاده‪..‬‬
‫واااه لقد صدقت كذبتها الواضحه بسهوله!‬
‫ت من هؤالء األشرار ؟‬ ‫ثوان مرت قبل أن تقول نينا بتردد‪ :‬أن ِ‬‫ٍ‬
‫أزاحت ريتا بعينيها بعيدا ً تقول‪ :‬نعم‪..‬‬
‫ثم أكملت بسرعه‪ :‬ولكن ال تخافي ‪ ،‬إنهم طيبون مع األطفال ‪ ،‬لن يؤذونك أبدا ً‪..‬‬
‫نينا بهمس‪ :‬اكرهك‪..‬‬
‫تفاجأت ريتا وبشكل غير متوقع شعرت بالحزن الشديد من كلمتها هذه‪..‬‬
‫بلعت ريقها وحاولت اإلبتسام وهي تُخرج هاتفها النقال تقول‪ :‬سآخذ لك صورة من أجل جاكي‬
‫‪ ،‬ابتسمي‪..‬‬
‫رفعت نينا عينيها إليها ولكن لم تبتسم فالتقطت ريتا الصورة بهدوء ثُم إلتفتت وغادرت الغرفه‬
‫دون التفوه بأي شيء‪..‬‬
‫مشت بهدوء تفكر بنينا حتى قاطعها صوت اشعار رسال ٍة نصيه‪..‬‬
‫أخرجت هاتفها ورأت بأنه من هاتف مجهول ففتحت الرسالك فورا ً فهي من جاكي من دون‬
‫ادنى شك‪..‬‬
‫ولكن محتوى الرسالة كان مختلفا ً‪..‬‬
‫كان يؤكد لها أن من أخذ الورقة لم يكن جاكي بل شخصا ً آخر‪..‬‬

‫**‬

‫من جهة أُخرى إتسعت عينا موريس بصدمه يقول‪ :‬ماذا قُلت ؟!!!‬
‫روماريو‪ :‬البروفيسور بنفسه طلب التوقف عن متابعة موضوع فينسينت وابنته ‪ ،‬االمر‬
‫مفروغ منه فقد ارسل ُمغتاليه ليُنهوا عليها‪..‬‬
‫سرق مهم !! لما يأمر بقتلها ؟!! كيف لنا أن نجد ما سرقه‬ ‫موريس بعدم تصديق‪ :‬ولكن ما ُ‬
‫والدها إذا ً ؟!!‬
‫هز روماريو كتفه يقول‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬إنها أوامر البروفيسور‪..‬‬
‫هز موريس رأسه محاوالً إستيعاب ذلك في حين قال روماريو‪ :‬أتعلم ؟ عندما علم دارسي بهذا‬
‫غضب كثيرا ً ‪ ،‬هل ألن البروفيسور لم يرسله هو بصفته أفضل ال ُمغتالين ؟‬
‫موريس بإنزعاج‪ :‬أنا منزعج من أمر القتل هذا وأنتَ تُحدثني عن دارسي ؟!!! فليذهب الى‬
‫الجحيم ال يهمني أمره!‬
‫وبعدها بدأ بتمشيط الغرفة ذهابا ً وإيابا ً وهو غير مصدق وغير مستوعب!‬
‫إلتفت بعدها الى روماريو يقول‪ :‬في هذه الحالة ماذا بشأن تلك الطفله ؟ ماذا بشأن ُخططي ؟‬
‫لقد إقتربتُ كثيرا ً فلما يُفسد علي كُل شيء!!!‬
‫دُهش روماريو وتلفت حوله فلم يجد أحدا ً ‪ ،‬تنهد براحه وهو يقول‪ :‬أرجوك كُف عن التحدث‬
‫بقلة إحترام عن البروفيسور ‪ ،‬إنه ُمخيف ‪ ،‬سيقتُلك حاالً‪..‬‬
‫دُهش لحضةً وأكمل‪ :‬لحضه نسيت‪...‬‬
‫موريس بإنزعاج‪ :‬ماذا أيضا ً ؟‬
‫روماريو بتعجب‪ :‬ال أعلم لما ولكنه غاضب بعض الشيء وأمر أن يأتيه من قتل صديقة الفتاة‬
‫‪ ،‬تلك المدعوة بآريستا‪..‬‬
‫رفع موريس حاجبه يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫هز روماريو كتفه يقول‪ :‬كما سمعت ‪ ،‬أتسائل لما يُريد ذلك ؟‬
‫ضاقت عينا موريس بتفكير في حين أكمل روماريو بهمس‪ :‬البروفيسور غريب للغايه‪..‬‬

‫***‬

‫‪6:12 pm‬‬

‫كان الثلج يهطل بشده في الخارج وإمتألت الشوارع بألوان المظالت الزاهيه والبرد شديد حتى‬
‫لمن هم يحتمون بمنازلهم‪..‬‬
‫أغلقت المرأة ال ُمسنه الستائر على النافذه وغطت الشاب جيدا ً بمعطف آخر لتحميه من البرد‪..‬‬
‫وقفت ودارت بالغرفة ذهابا ً وإيابا ً وهي تنتقده بداخلها لعدم توفيره لندفأة بغرفته‪..‬‬
‫إنهم في شتاء فرنسا ‪ ،‬البرد حينها يُصبح ال يُطاق‪..‬‬
‫ياله من ُمهمل!‬
‫سمعت بعض الهمهمات فإلتفتت بسرعه وتقدمت من سريره لتجده يعقد حاجبيه بألم قبل أن‬
‫يفتحهما‪..‬‬
‫مسحت على شعره تقول‪ :‬مرحبا ً آندرو ‪ ،‬هل أنت على ما يُرام ؟‬
‫نظر آندرو الى وجهها وعرفها فهي جارته العجوز التي يراها كُل صباح تقريبا ً‪..‬‬
‫نقل نظره في أرجاء غرفته المنخفضة اإلضاءه وعندما حاول الجلوس شعر ببعض اآلالم في‬
‫عظامه‪..‬‬
‫أمسكت به المرأة ال ُمسنه تقول‪ :‬أرح جسدك يا عزيزي وسأُحظر لك حساءا ً ساخنا ‪ ،‬إنه جاهز‬
‫فقط إنتظرني قليالً‪..‬‬
‫وخرجت فعقد حاجبه وشعر بثقل فيهما‪..‬‬
‫رفع يده يتحسس جبينه فلمس ضمادة جروح تلتصق فيها‪..‬‬
‫إتسعت عيناه من الدهشة تدريجيا ً عندما تذكر كُل شيء‪..‬‬
‫شد على أسنانه ناظرا ً الى باطن يده بألم كبير‪..‬‬
‫شد على قبضة يده وكالم باتريك كُله يدور في رأسه!‪..‬‬
‫تدريجيا ً تذكر تحذيرات أُخته من ريكس ‪ ،‬تذكر كالم أخيه ثيو األخير الغريب‪..‬‬
‫همس‪ :‬كُنتُ ُمغفالً!‬
‫عاود األلم إعتصار صدره من الداخل وهو يُجاهد نفسه أال يدمع وال دمعة واحده من أجل‬
‫شخص ال يستحق!!‬
‫سحقا ً!!!‬
‫سحقا ً ُ‬
‫ُ‬
‫مر وجه ريكس في ُمخيلته فأفمض عينيه بقوه هامساً‪ :‬ال أُصدق !!! ال يُمكنني تصديق ذلك!!‬
‫دخلت المرأة ال ُمسنه وبيدها صحن فيه بعض الحساء وخبز الثوم المحمر‪..‬‬
‫وضعته بالطاولة التي بجانب السرير تقول‪ :‬أنت راقد منذ الظهيرة وأُراهن بأنك لم تتناول طعام‬
‫الغداء ‪ ،‬تفضل غذي نفسك ودفء جسدك‪..‬‬
‫وظر آندرو إليها لفتره قبل أن يقول‪ :‬كيف دخلتي ؟‬
‫تنهدت تقول‪ :‬إستدعاني صديقُك من أجل أن أعتني بك ‪ ،‬لقد تعب معك كثيرا ً فقد ضمد جروحك‬
‫بنفسه ‪ ،‬ما نوع ال ُمشاجرة التي دخلت فيها حتى أصبحتَ هكذا ؟ لم تبدو لي بتاتا ً بأنك من هذا‬
‫النوع!‬
‫أشاح آندرو بنظره عنها هامساً‪ :‬شُكرا ً لك يا خالة على اإلهتمام ‪ ،‬يُمكنك العودة وإراحة‬
‫جسدك‪..‬‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إن إحتجت إلي فأنا سأكون متواجده في منزلي طوال اليوم‪..‬‬
‫هز رأسه فربتت على كتفه قليالً قبل أن تقف وتُغادر‪..‬‬
‫نظر الى صحن الطعام لفتره ثُم أخذ هاتفه الذي كان موضوعا ً على الطاوله وفتح قائمة‬
‫األسماء حتى وصل الى رقم ريكس‪..‬‬
‫إرتجف أصبعه الذي كاد أن يضغط على اإلتصال عندما وقعت عيناه على اإلسم الذي أعطاه‬
‫إياه "الغبي جدا ً‪" ..‬‬
‫بقي ينظر في اإلسم لفترة طويله ليهمس أخيراً‪ :‬أنا من كُنت الغبي للغايه‪..‬‬
‫وبعدها حظر الرقم وحذفه من هاتفه تماما ً‪..‬‬

‫**‬

‫في جهة أُخرى من المدينه‪..‬‬


‫كان ريكس يقود سيارته على الطريق ال ُمثلج وتفكيره كُل في آندرو‪..‬‬
‫هل إستيقظ أم بعد ؟‬
‫هل كل مافيه هي جروح خارجيه أو أن أحد أضالعه قد كُسرت ؟‬
‫هو قلق بشأنه كثيرا ً ولكن ال يجرؤ بتاتا ً على اإلتصال به‪..‬‬
‫ال يعلم كيف سينتهي األمر وال يُريد مواجهته أيضا ً‪..‬‬
‫ليس اآلن على األقل!‬
‫أوقف سيارته أمام قصر والدته المهجور وبقي فيها ُمغمض العينين يتكأ برأسه على المقود‬
‫وال يزال يُفكر بأمر آندرو‪..‬‬
‫حاول تجاهل األمر وهو يهمس‪ :‬ال بأس ‪ ،‬ربما هذا هو األفضل لل ُمستقبل كي ال‪.....‬‬
‫بعدها صمت ولم يُكمل كالمه‪..‬‬
‫دقائق عديدة مرت لم يشعر بها كاد فيها أن يغفو لوال أن البرد القارص منعه من ذلك‪..‬‬
‫نزل من سيارته وتقدم من باب المنزل لكنه توقف عندما الحظ أحدهم يجلس في الحديقة ساندا ً‬
‫ظهره على جدار المنزل‪..‬‬
‫ت طوال تلك ال ُمده ؟‬ ‫تقدم منه حتى وقف أمامه وعرفه فورا ً فقال بهدوء‪ :‬أين كُن ِ‬
‫رفعت رأسها عن ُركبتيها ونظرت الى وجهه لفتره قبل أن تُجيبه بهدوء‪ :‬أُريد أن أتحدث معك‬
‫‪ ،‬في مكان بعيد عن المنزل ‪ ،‬هل يُمكنني ذلك ؟‬
‫لثوان قبل أن يلتفت الى سيارته قائالً‪ :‬حسنا ً‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫بقيت عيناه ُمعلقتان بها‬
‫وقفت وقالت‪ :‬لحضه‪..‬‬
‫نظر إليها فقالت‪ :‬ال أريد الذهاب بسيارتك ‪ ،‬دعنا نوقف سيارة أُجره‪..‬‬
‫رفع حاجبه مستنكرا ً طلبها الغريب فقاال‪ :‬أرجوك ‪ ،‬سأُخبرك بأي شيء تُريده ‪ ،‬حسنا ً ؟‬
‫تنهد وقال‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫وعندما كاد أن يخرج الى الشارع قالت بسرعه‪ :‬لحضه!‪..‬‬
‫ظهر اإلنزعاج على وجهه ونظر إليها يقول‪ :‬ماذا بعد!!‬
‫إبتسمت إبتسامه صفراء وأشارت خلفها تقول‪ :‬لنأخذ من الشارع اآلخر ‪ ،‬آخر طلب صدقني‬
‫!‪..‬‬
‫سيُجن حقا ً منها ومن طلباتها الغير منطقيه بتاتا ً!!‪..‬‬
‫بقي ينظر الى نظرة الرجاء في عينيها فقرر التنازل آلخر مره وذهب حيث أشارت فلحقت به‬
‫بهدوء وهي تشد بيديها على جسدها فعلى الرغم من أنها ترتدي معطفا ً إال أن البرد تخلخل الى‬
‫عظامها‪..‬‬
‫برد قارس لم يعد بأمكانها تحمله ولم تعلم بأن هذه الليله ستكون أكثر برودة وستواجه ماهو‬
‫أصعب بكثير!‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 44‬‬
‫"مالحياة اال مجموعة من الخيارات السيئة‪ ،‬وخيار جيد له أعراض جانبية"‬

‫‪ -‬سورين كيركغارد‪-‬‬

‫فتح هاتفه النقال حالما وصلته رسالةً مكتوب فيها‪:‬‬


‫"قابل ريكس فتاة تُشبه رين فينسينت وذهب برفقتها على سيارة أُجره"‬
‫عقد حاجبه وأرسل له‪:‬‬
‫"الحقهم وأرسل لي الموقع بعدها"‬
‫ومن ثُم أغلق الهاتف وشغل سيارته هامساً‪ :‬كُنتُ أعرف أنها في النهايه ستلتجئ إليه‪..‬‬
‫وحركها قاصدا ً الحي الذي شوهدا فيه آخر مره حتى يصله العنوان بالتحديد‪..‬‬

‫***‬

‫في إحدى الحدائق القديمة في مدينة ستراسبورغ‪..‬‬


‫لم تكن مأهوله ومظهرها يبدو وكأن قدما ً لم تطئها منذ سنوات عديده‪..‬‬
‫جلست رين على إحدى الكراسي الخشبيه بينما بقي ريكس واقفا ً ينظر حوله وهو يقول‪ :‬ولما‬
‫في مكان مهجور هكذا ؟‬
‫رين‪ :‬ألنه آمن ولن يخطر على بال أحد‪..‬‬
‫عقد حاجبه ونظر إليها لفترة قبل أن يقول‪ :‬هل يُطاردك أحدهم ؟‬
‫صمتت ُمفكره قبل أن تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ...‬دعنا ال نخض حديثا ً ال طائل منه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬بل هو حديث ُمهم فأنا ال أُريد منهم أن يروني برفقتك!‬
‫أشارت رين حولها تقول‪ :‬ولهذا إخترتُ مكانا ً كهذا ! لن يرانا أحد حسنا ً ؟‬
‫ت طوال تلك الفتره ؟ حتى أنك لم تأخذي هاتفك معك‪..‬‬ ‫نظر إليها قليالً قبل أن يسأل‪ :‬أين كُن ِ‬
‫رين‪ :‬برفقة البروفيسور‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬كفي عن الكذب وأجيبيني‪..‬‬
‫رين‪ :‬ولما أكذب ؟ كُنتُ برفقته حقا ً‪..‬‬
‫إلتفت ُمغادرا ً وهو يقول‪ :‬كُنتُ ُمخطئا ً عندما إستمعتُ إليك‪..‬‬
‫وقفت بسرعه تقول بإنفعال‪ :‬لما ال تُصدقني!!!‬
‫ت في ِعداد األموات اآلن!‬ ‫إلتفت إليها منزعجا ً يقول‪ :‬ألنه لو حصل لكُن ِ‬
‫رين بحده‪ :‬وهذا ما سيحدث !! لقد أرسل رجاالً خلفي كي يقتلوني ! لهذا قررتُ أن ألتجئ‬
‫إليك‪..‬‬
‫شدت على أسنانها وهمست‪ :‬ولكن ُربما كُنتُ ُمخطئه‪..‬‬
‫إلتفتت وقررت هي ال ُمغادره تقول‪ :‬حسنا ً فلتنسى األمر ‪ ،‬ما كان علي أن أختارك من بين‬
‫الجميع ‪ ،‬كُنتُ حمقاء سامحني‪..‬‬
‫إنزعج وخطا بعض الخطوات ليُمسك بيدها يقول‪ :‬حسنا ً توقفي لقد صدقتُك!‬
‫إلتفتت ونظرت إليه فأشار بعينيه على الكرسي يقول‪ :‬إجلسي ‪ ،‬سأستمع الى ما لديك‪..‬‬
‫لثوان قليله بعدها تقدمت وجلست على الكُرسي بهدوء‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫بقيت واقفه في مكانها‬
‫إتكئ ريكس بظهره على جذع شجرة أمامها ووضع يديه في جيب بنطاله يقول‪ :‬تحدثي‪..‬‬
‫بقيت صامته لفتره قبل أن تقول‪ :‬لما لم تُخبرني بأننا كُنا نعرف بعضنا سابقا ً ؟‬
‫ت ومن ؟‬ ‫عقد حاجبه يقول‪ :‬أن ِ‬
‫رين‪ :‬أنا وأنت‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار بعينيه يقول‪ :‬عفوا ً ؟‬
‫رين‪ :‬ال تكذب فقد قالها لي البروفيسور ‪ ،‬قال بأن القدر قد جمعني بك مجددا ً ‪ ،‬ناهيك عن أني‬
‫أتذكر بعض الذكريات عن وجودي برفقة والدتك‪..‬‬
‫دُهش من كالمها فهو ال يتذكرها على اإلطالق!‬
‫هل كان يكذب البروفيسور معها ؟ ولكن ال سبب يدعوه الى فعل ذلك!‬
‫أجابها بهدوء‪ :‬ال أعرف لما قال لك هذا ولكني ال أتذكرك على اإلطالق‪..‬‬
‫أمالت شفتيها فهي واثقه بأنه ال يكذب‪..‬‬
‫لقد أتت إليه من بين الجميع ألنها تعلم مقدار صراحته وألنه الوحيد ممن عرفتهم سابقا ً لم‬
‫يتملقها أو يستغلها‪..‬‬
‫ال سبب يدعوه اآلن ألن يكذب!‬
‫تسائلت في نفسها عما إن كان البروفيسور من يكذب!‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأُخبرك بكُل شيء والحقيقة فحسب ولكن ال تغضب‪..‬‬
‫عقد حاجبه ليقول بعدها‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬تحدثي‪..‬‬
‫بدأت عالمات غير الرضى ترتسم على وجهها فرفع حاجبه يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫رين‪ :‬لما لم تسألني عن سبب إخباري لك الحقيقه ؟ لما لم تقل جمالً كـ"لما أنا من بين الجميع‬
‫؟" أو شيئا ً من هذا القبيل ؟‬
‫ريكس‪ :‬وفي ماذا قد ت ُهمني إجابتك ؟ ما يُهمني هو ما تملكينه من معلومات فحسب‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها جانبا ً تقول‪ :‬يالها من قسوه ‪ ،‬أرثى لحال جوليتا‪..‬‬
‫ريكس بإستنكار‪ :‬وما الداعي لذكرها اآلن ؟‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬ولما عالمات اإلستنكار هذه ؟!! ستكون زوجتك في ال ُمستقبل لذا من‬
‫ال ُمفترض أن تبتسم تلك اإلبتسامة ال ُمقرفه التي يبتسمها األحباء عند ذِكر أحبابهم!‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬ال تتدخلي فيما ال يعنيك!‪..‬‬
‫بادلته رين نبرته البارده تقول‪ :‬إذا ً إذهب ولن أُخبرك ما أعرفه عن والدتك وعن البروفيسور‬
‫فاألمر ال يعينك‪..‬‬
‫إلتفت يقول‪ :‬حسنا ً فلستُ أنا من طلب ُمقابلتك على أية حال‪..‬‬
‫صدمت ووقفت بسرعه تقول‪ :‬لحضه كانت مزحه كانت مزحه لما أنت ثقيل الدم هكذا!!!‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫إبتسم للحضه قبل أن يُعاود النظر إليها يقول‪ :‬ال أحب هذا ال ُمزاح ‪ ،‬سأرحل إن لم يكن لديك ما‬
‫تقولينه‪..‬‬
‫مطت شفتيها تهمس‪ُ :‬مستفز ‪ ،‬أكرهك‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أُبادلك المشاعر ذاتها‪..‬‬
‫نظرت إليه لفترة ليست بالقصيره لتسأل بعدها‪ :‬هل تُحب جوليتا ؟‬
‫إعتدل ريكس في وقفته بعد أن كان يتكئ على جذع الشجرة قائالً‪ :‬أرحل ؟‬
‫رين بإنزعاج‪ :‬الا ! يالك من شخص بغيض حقا ً!‬
‫عاود اإلتكاء فأخذت نفسا ً عميقا ً قبل أن تقول بهدوء‪ :‬آسفه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬على ماذا ؟‬
‫رين‪ :‬كذبتُ عليك سابقا ً‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬في ماذا ؟‬
‫رين بعد فترة صمت‪ :‬أنا ال أعرف ما نوع العالقة التي تربط والدتك بالبروفيسور‪..‬‬
‫دُهش للحضه قبل أن يكسو البرود ُمحياه فبالفعل أغضبته وجعلته يشعر بالخيبة الكبيره‪..‬‬
‫نظرت الى عيناه وإستشعرت الكُره فيهما فأشاحت بنظرها تقول‪ :‬لقد أردتُ إستغاللك ألجل‬
‫نفسي فقط ‪ ،‬لم آبه بمشاعرك ُمطلقا ً‪..‬‬
‫صمتت قليالً بعدها أكملت‪ :‬على أية حال هذا ال يعني أني ال أعرف ! أقصد ‪ ...‬أنا فقط ال أتذكر‬
‫‪ ،‬لو عادت لي ذكرياتي فحتما ً سأعرف كُل شيء ‪ ،‬كُل ما أتذكره أن والدتك أعطتني سرا ً‬
‫والبروفيسور يُريد معرفة هذا السر‪....‬‬
‫أكملت بعد فترة صمت‪ :‬وأنا عجزتُ عن تذكر هذا السر الذي يتقاتل عليه الجميع ‪ ،‬أنت‬
‫والبروفيسور وذاك القاتل المدعو بردسي على ما أضن‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬دارسي‪..‬‬
‫رين‪ :‬أجل دارسي إسمه‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬ولما يُريد معرفته ؟‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬وكيف لي أن أعلم ؟‬
‫ريكس‪ :‬كان عليك أن تسأليه‪..‬‬
‫سخريه‪ :‬األمر لم يكن يعنيني ‪ ،‬سأُجرب سؤاله المرة القادمه عندما‬ ‫تنهدت تقول بشيء من ال ُ‬
‫يأتي لقتلي‪..‬‬
‫رفع حاجبه فنظرت الى عينيه تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬سألني البروفيسور عن السر الذي تُخفيه والدتُك‬
‫وعندما لم أُجبه سمح لي بال ُمغادره كي ألعب معه لُعبة ال ُمطارده ‪ ،‬أنا أهرب وهو يُرسل قتلةً‬
‫خلفي ‪ ..‬ماذا ؟ هل أنت عضو في منظمة مجرمين أو ُمنظمي ألعاب حركه ؟‬
‫صمت لفتره بعدها قال‪ :‬هل هذا كُل ما لديك ؟‬
‫رين‪ :‬نعم ‪ ،‬ولكن ال تُفكر بتركي وحدي‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه يقول‪ :‬حقا ً ؟ ومالذي سأُجنيه من البقاء معك سوى المشاكل‪..‬‬
‫رين‪ :‬فكر في األمر ‪ ،‬ال أحد غيري يعرف بالسر سوى البروفيسور ‪ ،‬وأنا وحدي من يعرف‬
‫أين خبئته والدتُك ‪ ،‬لذا سيأتي اليوم الذي أتذكره فيه ‪ ،‬هل ستتخلى عنه ؟ عن شيء ثمين‬
‫خبئته والدتك عن الجميع ؟‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬في شهرين فحسب تذكرتُ كثيرا ً من ذكرياتي ‪ ،‬صدقني ‪ ،‬في غضون أشهر‬
‫أُخرى قليله سأتذكر كُل شيء وحينها يستحيل أن أُخبرك بعد تخليك عني ‪ ،‬أ ّمن لي الحمايه‬
‫وال ُمساعده وسأكون حينها من يُفسر لك كُل شيء غامض تُريد معرفته‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬من يدري ‪ُ ،‬ربما في ليلة واحده تعود جميع ذكرياتي فجأه ‪ ،‬األمر طبيعي‬
‫وقد يحدث كما أخبرني الطبيب چارلين ‪ ..‬ما رأيُك ؟‬
‫بقي ينظر إليها لفتره قبل ان يقول‪ :‬لماذا ال تعقدين هذه الصفقة مع فرانس ؟ فهو يعرف‬
‫الكثير عنك بعكسي وقد يساعدك كثيرا ً ناهيك عن كونه ُمعجب بك بكُل تأكيد‪..‬‬
‫رين بهدوء‪ :‬كذب علي مره ‪ ،‬ال يُمكنني الثقة به‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وتثقين بي أنا ؟!‬
‫ضحكت بسخريه تقول‪ :‬لن أثق بمجرم!‬
‫هزت كتفها وأكملت‪ :‬ولكن أُحب عقد الصفقات ال ُمتبادله مع األشخاص الصريحين مثلك فأنت‬
‫لو أردت طعني ستطعنني من األمام وهذا أهون بكثير من الطعن في الخفاء!‬
‫ريكس‪ :‬وتُريدين مني أن أُصدق بأن هذا هو سببك الوحيد ؟‬
‫صمتت لفتره تنظر إليه فقد فاجأها بسؤاله وهي التي تضنه لن يشك بتاتا ً بنيتها‪..‬‬
‫لم تعرف بماذا تُجيبه‪..‬‬
‫تملك العديد من األسباب‪..‬‬
‫تُريد أن تفهم مع الوقت ما قصده البروفيسور بكونهما كانا يعرفان بعضهما في السابق‪..‬‬
‫تُريد أن تعرف منه أكثر عن والدته آليس فلقد كانت تربطهما عالقة في ذكرياتها‪..‬‬
‫وأيضا ً ‪ ....‬لسبب غير معروف تشعر باألمان معه رغم كونه مجرم وقاتل!‬
‫أجابته بعد فترة من الصمت‪ :‬حسنا ً بما أنك تعمل مع حفنة من ال ُمجرمين فالبد من أنك تعرفهم‬
‫جيدا ً‪..‬‬
‫وقفت وتقدمت منه وهي تُخرج من معطفها صورة‪..‬‬
‫قدمت له الصوره مقلوبة حيث رقم هاتف محمول مدون خلفها وقالت‪ :‬شخص ما عرفتُ بأنه‬
‫يبحث عني في المقاهي فكما يقول أنا اُحبها وآتيها دائما ً ‪ ،‬هل لك أن تُهاتفه وتعرف من‬
‫أسلوبه إن كان ينوي لي الشر أو ال ؟ قدم لي هذه الخدمة الصغيره ‪ ..‬من يدري ربما يكون‬
‫صديقا ً لي وبهذا سأُريحك من عناء ُمساعدتي‪..‬‬
‫رفع ريكس حاجبه يقول‪ :‬ومن قال بأني وافقتُ على ُمساعدتك أصالً ؟‬
‫خبأت يديها الباردتين في جيب معطفها تقول‪ :‬آسفه ألني إستبقت األمور ‪ ،‬هل ستُهاتفه من‬
‫أجلي ولو لمره ؟‬
‫ال يعلم لما صارت لطيفة فجأه بعدما كانت ُمستفزه ووقحه طوال الفترة الماضيه فبقي ينظر‬
‫الى عينيها لفتره قبل أن يتنهد ويُخرج هاتفه النقال ويُدون الرقم فيه‪..‬‬
‫وضع الهاتف على أُذنه ليرد شاب ما بعد رنة واحده فحسب وهو يقول‪ :‬آلو‪..‬‬
‫ريكس وهو يقلب الصورة ناظرا ً الى وجهها‪ :‬سألتني سابقا ً عن فتاة تبدو كما في الصورة التي‬
‫أعطيتنـ‪....‬‬
‫قاطعه قبل أن يُكمل كالمه‪ :‬أجل أجل ‪ ،‬هل صادفتها ؟ هل رأيتها ؟ أتبدو مثلها وأين أنت‬
‫بالضبط ؟!!‬
‫نظر ريكس الى رين لفتره قبل أن يُجيبه‪ :‬كال ‪ ،‬أردتُ فقط أن أسألك عما أفعله إن رأيتُها ؟‬
‫بقي الطرف اآلخر صامتا ً لفتره قبل أن يقول بهدوء‪ :‬إتصل ُمجددا ً من أجل السخريه وحينها‬
‫ستكون في ِعداد األموات‪..‬‬
‫بعدها أغلق الخط في وجهه فأبعد ريكس الهاتف عن أذنه ونظر إليها فسألته‪ :‬أغلقه ؟ لماذا ؟‬
‫وماذا شعرت أنت تجاهه ؟‬
‫أعاد ريكس الهاتف لجيبه يقول‪ُ :‬متلهف لرؤيتك وفي نفس الوقت يبدو خطيرا ً ‪ ،‬ال يُمكنني‬
‫الجزم إن كان في صفك أو ضدك‪..‬‬
‫مطت شفتيها هامسه‪ :‬جميع من حولي خطيرون‪..‬‬
‫تذكرت ُمجددا ً وجهه ال ُمبتسم الذي ظهر في ذِكرياتها فتنهدت وقالت لنفسها‪ :‬ال يبدو خطيرا ً ‪،‬‬
‫حسنا ً انسي األمر ففرانس أيضا ً بدا طيبا ً ولكن عالقاته خطيره ‪ ،‬ودانييل أيضا ً إتضح أنه‬
‫محض مخادع كاذب ينتقم من شخص ما عن طريقي‪..‬‬
‫نظرت الى عيني ريكس وقالت‪ :‬إذا ً ‪ ...‬هل إتفقنا ؟‬
‫ريكس‪ :‬كال ‪ ،‬لن أُعلق نفسي بذكزياتك التي قد ال تعود يوما ً ‪ ،‬بقائي معك يعني أن أخون‬
‫المنظمه وأنا لدي الكثير علي أن أتعامل معه هناك‪..‬‬
‫إبتسمت بسخريه تقول‪ :‬أنت تخونها منذ اليوم األول هناك‪..‬‬
‫تعنيك!‬
‫ِ‬ ‫ريكس بهدوء‪ :‬هذه أمور ال‬
‫رين‪ :‬حسنا ً ‪ُ ،‬مساعده واحده ‪ ،‬خذني الى باريس فقط‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ال أُريد‪..‬‬
‫رين بإنزعاج‪ :‬ال تكن بخيالً!‬
‫صمتت للحضه بعدها إبتسمت تقول‪ :‬أتذكر المكان الذي كُنا فيه عندما أخبرتني والدتُك بسرها‬
‫فربما كان ُمخبئا ً في نفس المكان ؟‬ ‫‪ ،‬لما ال نذهب ُهناك ُ‬
‫ريكس‪ :‬أتمزحين معي ! ال تتذكرين السر ولكنك تتذكرين المكان ؟!!‬
‫رين‪ :‬ليس األمر هكذا !!! أنا أتذكرها وهي تقف أمامي وتطلب مني كتمان سر ما ‪ ،‬ال أتذكر‬
‫ما قالته بتاتا ً قبلها ولكني أتذكر المحيط حولي وهي تقول لي هذه الجمله ‪ ،‬أفهمت ؟ أنا أتذكر‬
‫األمر كما لو كان مقطع فيديو أمامي لذا من الطبيعي أن أتذكر مافي الفيديو فحسب!‬
‫نظر إليها بشك ليقول بعدها‪ :‬وأين هذا المكان ؟‬
‫رين‪ :‬باريس‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه يقول‪ :‬أتضنينني غبيا ً ؟‬
‫رين‪ :‬نعم أعرف أنه يبدو كعذر غبي لتأخذني الى ُهناك ولكني أُقسم بأن المكان هو حقا ً في‬
‫باريس ‪ ..‬لن تخسر شيئا ً ! ُخذني ُهناك ومن يدري قد نجد ما خبأته حقا ً وبهذا تنتهي عالقتك‬
‫بي لألبد وترتاح من مشاكلي وإزعاجي!‬
‫بدأ كالمها ُمقنعا ً فهو على أية حال يُريد اإلبتعاد هذه الفترة عن باتريك وعن آندرو وعن أي‬
‫شيء آخر كي يُصفي ذهنه ويُرتب أموره من جديد‪..‬‬
‫ولكن في ال ُمقابل ال يُريد التورط معها بأي شكل من األشكال فهي ليست سوى مغناطيس يجذب‬
‫المشاكل لها ولمن يُرافقها‪..‬‬
‫لم يدم تفكيره كثيرا ً فقد قاطعه صوت رجل يقول‪ :‬ريكس ُهنا ؟ يالها من ُمفاجئه‪..‬‬
‫إتسعت عيناه من الدهشه بينما رفعت رين قلنسوة معطفها تُغطي شعرها وهي تتسائل من هذا‬
‫بالضبط‪..‬‬
‫همس لها ريكس‪ :‬ال تلتفتي!‬
‫توقفت عندما كادت تلتفت الى الخلف لترى صاحب الصوت أما ريكس فقد عرفه فورا ً فهو‬
‫ال ُمغتال رقم إثنين في المنظمه!‬
‫إنه يرجو أال يكون قد تبع رين الى هنا فهو ال يريد أن يدخل في ُمشكلة لكونه شو ِهد معها‪..‬‬
‫صحبتك ! ياله‬ ‫تقدم الرجل الذي كان يحمل ُمسدسا ً في يده يلعب به وهو يقول‪ :‬إبنة فينسينت ب ُ‬
‫من منظر ُمدهش يحتاج الى تفسير‪..‬‬
‫شد ريكس على أسنانه!‬
‫إنها حقا ً مغناطيس مشاكل فأكثر ما كان يخشاه حدث بسرعة البرق!!‬
‫في حين إتسعت عينا رين بصدمه فما دام أنه عرفها فهو أحد القتله الذين أرسلهم البروفيسور‬
‫من دون أدنى شك!!‬
‫رفعت يدها بخوف وإرتجاف تقبض على طرف معطف ريكس فإنزعج وهمس بداخله‪" :‬هذا ما‬
‫كان ينقصني ! تستنجد بي وال كأنها من أدخلني بورطه أكبر"!!!‬
‫توقف الرجل حالما وصل إليهما وقال‪ :‬أرجوك أخبرني بأنك تُقابلها لتقبض عليها ليس إال ؟ ال‬
‫صدمت بالكثير من الخونة سابقا ً‪..‬‬ ‫تجعلني أُصدم فيك فقد ُ‬
‫ريكس ببرود‪ :‬ماذا تفعل ُهنا يا جوي ؟‬
‫جوي وهو يُشير الى رين‪ :‬أبحث عنها‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬لما ؟‬
‫جوي بكُل بساطه‪ :‬ألقتُلها‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ولما ؟‬
‫جوي‪ :‬حسنا ً من الواضح أننا نُطاردها منذ زمن فال تتدع الغباء‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ولكن إلستجوابها وليس قتلها‪..‬‬
‫جوي‪ :‬البروفيسور غير رأيه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وما سرقه والدها ؟‬
‫جوي‪ :‬لم يعد ُمهما ً ‪ ،‬لن نقضي حياتنا في مطاردتها وإستجوابها ‪ ،‬لدينا ماهو أهم للقلق بشأنه‬
‫‪ ..‬على أية حال تحتاج لتفسير الموقف أال ترى ذلك ؟‬
‫بقي ريكس صامتا ً لفتره بينما رين ترتجف بالكامل وعقلها مشوش تماما ً ال تعرف ما تفعل!‬
‫هل تهرب اآلن ؟ هل يمكنها إضاعته لو لحق بها ؟‬
‫هل هي أسرع منه ؟‬
‫سيُمسك بها بكُل تأكيد فهو قريب وقطعا ً لن تكون أسرع منه هي واثقه‪..‬‬
‫إذا ً ‪ ،‬هل تُراهن على ريكس ؟ هل ستفوز بالرهان ويُساعدها حقا ً!‬
‫قطعا ً ال فهو لن يهدم سنين من التخفي بينهم من أجل فقط سر قد ال تتذكره البته!‬
‫إذا ً مالعمل ؟!!!‬
‫الشيء الوحيد الذي فكرت فيه هو اإللتفات عليه فجأة لتُسقطه وتجري بعدها فالسقوط أرضا ً‬
‫سيُعطيها بعضا ً من الوقت!‬
‫قطع تفكيرها صوت ريكس الذي قال‪ :‬أتيت وحدك ؟‬
‫جوي‪ :‬ومنذ متى ال ُمغتال يحتاج الى رفيق ؟‬
‫ما إن أنهى جملته حتى سحب منه ريكس المسدس بطريقة سريعه ووجه الفوهة إليه قائالً‪:‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬دعنا نُنهي األمر ُهنا‪..‬‬
‫دُهش جوي وإبتسم رافعا ً يديه بإستسالم يقول‪ :‬هذا كان ُمفاجئا ً ‪ ،‬أعني أنت إبن آليس لذا‬
‫الخيانة متوقعه منك ولكن ليس ألجل فتاة ال فائده منها ‪ ،‬أنا مصدوم‪..‬‬
‫إنزعج ريكس من كالمه الذي يدل على معرفته بهوية والدته!‬
‫لم يكن يعلم هذه الحقيقة سوى البروفيسور ودارسي واآلن هناك عدة أشخاص أُخر!‬
‫إبتسم جوي وبطريقة خاطفه أخرج مسدسا ً آخر من حزامه الخلفي ووجهه إليه يقول‪ُ :‬مفاجئه‬
‫! أملك واحدا ً آخر‪..‬‬
‫كان يعلم ريكس بأن خطوته هذه خطيره وأن ال ُمغتال هذا خطير ولن يتخلص منه بسهوله‪..‬‬
‫ندم اآلن على المحاوله‪..‬‬
‫ولكن لم يعد يملك طريق آخر للرجوع‪..‬‬
‫عليه أن يتخلص منه وإال ستُطارده المنظمة برمتها وينهدم كُل ما بناه طيلة السنين القليلة‬
‫الماضيه!‬
‫إتسعت عيناه بصدمه بينما صرخت رين برعب عندما إخترق صوت الرصاصة إذنها‪..‬‬
‫إبتسم جوي يقول‪ :‬هل كُنتَ تتوقع أن أتوانى ؟ إنها غلطتُك عزيزي‪..‬‬
‫فتحت عينيها عندما شعرت بأنفاس ريكس السريعه فدُهشت وهي ترى وجهه ال ُمتألم ونظرت‬
‫الى كتفه حيث يُمسك به بكُل قوته والدماء بدأت تسيل من بين أصابعه‪..‬‬
‫دارت األرض بعينيها من شدة صدمتها مما تراه وبقيت واقفةً دون أي ردة فعل أو حراك!‬
‫إهتز المسدس بيده وسقط بعدها أرضا ً فهو لم يعد يقوى على اإلمساك به أكثر‪..‬‬
‫ايقضها هذا من هول صدمتها ونظرت الى األسفل حيث ال ُمسدس ُملقى عند قدمها وبقيت‬
‫عيناها جاحضتين فيه ومشاهد متتاليه غير مفهومه تمر برأسها حتى ثبتت على وجه إمرأة‬
‫شعر أسود ناعم كالحرير‪..‬‬ ‫جميله ذات ٍ‬
‫همست‪ :‬آليس‪..‬‬
‫إبتسم لها هذا الوجه وهو يُخبئ مسدسا ً ُمماثالً قائالً "كفي عن الفضول يا رين وال تُفتشي‬
‫بأدراجي"‬
‫ومن بعدها صوت فتاة صغيره ُمراهقه تقول "كُنتُ أُريد البحث عن صورة إبنك ‪ ،‬أُريد أن أرى‬
‫شكله"‬
‫إبتسمت آليس تقول "ال تغضبي ولكنه في الحقيقة أجمل منك بكثير"‬
‫ظهرت الغيرة في عينيها تقول "أُريد ُمقابلته ألتأكد ‪ ،‬وحينها اممم آسفه لهذا ولكني سأجعله‬
‫يُناديني بأُختي الكبيره"‬
‫وعال بعدها صوت ضحكات هذه المرأة ليختفي بعدها المشهد تدريجيا ً ويتردد صدى ضحكتها‬
‫بأذنيها حتى دوى بعدها صوت رصاصة جعلت جسدها يرجف للحضه وهي تلتفت برعب ناحية‬
‫جوي ولكنه لم يطلق أي رصاصة ال هو وال ريكس‪..‬‬
‫ال تدري ‪ ،‬هل الصوت من المشهد الذي تذكرته للتو أو أن صوت الرصاصة قبل قليل تردد‬
‫مجددا ً في أُذنها‪..‬‬
‫إبتسم جوي فور رؤيته لوجهها وقال‪ :‬لم يكن من الصعب العثور عليك‪..‬‬
‫بلعت ريقها بخوف شديد تنظر الى وجهه العابث الال ُمبالي والذي بالتأكيد لن يتردد للحضه في‬
‫قتلها!‬
‫إنه حتى لم يرف له جفن حال إصابته لعضو مهم في منظمة فكيف بقتل عدوه ؟‬
‫هل ستموت اآلن ؟!!!‬
‫اآلن و ُهنا دون أن تعرف ألجل ماذا ماتت وتترك خلفها أُختها الصغيرة الوحيده ؟!!‬
‫شعرت بيد ريكس تُمسك بها فإلتفتت إليه ليقول لها بهمس‪ :‬أُهربي‪..‬‬
‫دُهشت تقول‪ :‬وأنت!!!‬
‫رفع ريكس عينيه لجوي يقول بصوت بالكاد يُسمع من شدة األلم‪ :‬لن يقتلني ‪ ،‬البروفيسور لن‬
‫يُسامحه على هذا لذا لن يجرؤ‪..‬‬
‫لم تفهم ما عالقة البروفيسور به ولما هو واثق هكذا ولكنها بحق خائفه من الهروب‪..‬‬
‫تخشى أن تترك ريكس خلفها هكذا ‪ ،‬تخشى أن يُصاب أكثر أو ربما يموت بسببها كما مات من‬
‫سبقوها‪..‬‬
‫وأيضا ً ‪ ،‬تخشى من أنها ما إن تُدير بظهرها حتى تخترق الرصاصة جسدها وتُسقطها ميته!‪..‬‬
‫الخوف الكبير ثبت قدمها وجعلها ال تعرف ما تفعل حتى بدأت عيناها تغوران بالدموع!‪..‬‬
‫نزلت عينيها الى قدميها حيث ال ُمسدس وبقيت عيناها ُمعلقتان به وعقلها يسترجع بعض‬
‫حوارات كانت من نفس المشهد الذي تذكرته قبل قليل‪..‬‬
‫ت شُرطيه ؟"‬ ‫"اممم آليس ‪ ،‬لما تملكين ُمسدسا ً ؟ هل أن ِ‬
‫"حسنا ً علميني عليه ‪ ،‬أراه كثيرا ً في األفالم وودتُ لو أمتلك واحدا ً"‬
‫"أرجوك !! مرة واحده فحسب"‬
‫لم تفكر كثيرا ً بل إنحنت وإلتقطت ال ُمسدس وصوبته بإتجاه جوي بيدين ترتجفان بشده‪..‬‬
‫ال تعلم لما فعلت هذا وال تدري إن كانت فعالً تُجيد اإلطالق أو ال بل إنها واثقه بأن خوفها‬
‫سيمنعها عن ضغط الزناد‪..‬‬
‫لكنها على األقل تشعر بوجود أداة حمايه رغم أنها واثقه بأن جوي لو أراد قتلها لن يُخيفه‬
‫شيء فلقد أطلق ببرود على ريكس رغم كونه أفضل منها بكُل شيء‪..‬‬
‫إبتسم جوي بشيء من اإلستمتاع في حين شد ريكس على أسنانه من غبائها هذا!!‬
‫هل حقا ً تضن بأنها قادره على ردعه ؟!! إنها غبيه بشكل ال يُطاق!‬
‫رفع جوي يده بإستسالم وهو ال يزال يُمسك ب ُمسدسه يقول‪ :‬أووه إبنة فينسينت تُريد قتلي ‪،‬‬
‫هيّا إفعليها‪..‬‬
‫زاد خوفها من إستخفافه هذا وحاولت مرارا ً وتكرارا ً ضغط الزناد إال أن يدها أبت ذلك وبقيت‬
‫متصلبه تماما ً‪..‬‬
‫أنزل يديه يقول بسخريه‪ :‬كما فعل والدك تماما ً عندما لم يجرؤ على ضغط الزناد‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بصدمه وإنطلقت الرصاصة من مسدسها مارةً من جانب رأسه وهو مصدوم‬
‫من مقدرتها على ذلك‪..‬‬
‫إرتجف المسدس فورا ً وسقط أرضا ً وهي ال تعرف حتى كيف أطلقت ‪ ،‬جسدها بالكامل يرتعش‬
‫من فعلتها هذه‪..‬‬
‫بينما جوي إختفت نظرة اإلستخفاف من عينيه ورفع ُمسدسه فمد ريكس يده ساحبا ً إياها‬
‫ليكون هو في وجه جوي وهو يقول‪ :‬توقف ! أال تضن‪...‬‬
‫قاطعه جوي‪ :‬ريكس ال أُريد أن اقتلك لذا ال تُجبرني على أذيتك أكثر‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬أُهربي وإال سأتركه يقتُلك‪..‬‬
‫نظرت إليه بضياع فهي حقا ً ال يمكنها تحريك أي جزء في جسدها فكيف بالجري والهروب!!‬
‫هذا صعب للغايه!‪..‬‬
‫إنطلقت الرصاصه وإخترقت يده فصرخت رين برعب وهي تُغمض عيناها بينما دُهش ريكس‬
‫وهو يرى ال ُمسدس يسقط من يد جوي ال ُمصابه ليلتفتا بعدها الى جهة المكان الذي أُطلقت منه‬
‫الرصاصه‪..‬‬
‫فتحت رين عينيها تدريجيا ً ونظرت الى ريكس لتُدهش عندما لم ترى هناك أي إصابة غير‬
‫األولى‪..‬‬
‫نظرت الى جوي الذي إنحنى ليلتقط ال ُمسدس ولكن رصاصةً أُخرى بالقرب من ال ُمسدس‬
‫أوقفته عن اإلتيان بأي خطوة أُخرى فالرامي أيا ً كان البد من أنه ُمحترف ولن يتردد بقتله‪..‬‬
‫دُهشت رين وإختفى إرتعاش جسدها عندما غزت أنفها رائحة عطر ُمميزه جعلتها تشعر‬
‫باإلسترخاء لسبب تجهله‪..‬‬
‫ولكن هذه الرائحه ‪ ...‬هي حتما ً التي كان يملكها آندرو في مرة من المرات‪..‬‬
‫نظرت الى صاحب هذا العطر عندما إقترب منهم وعينيه مثبتتان على جوي كي ال يأتي بأي‬
‫حركة خاطفه‪..‬‬
‫ما إن إتضح وجهه حتى تذكرته فورا ً!!‬
‫تذكرت هذا الوجه ذو العينين الزرقاوتين والشعر حالك السواد!‬
‫بشك ٍل ال إيرادي نظرت الى يده لتجد الخاتم الفضي يُزين أصبعه كما تتذكر تماما ً‪..‬‬
‫من يكون بالضبط ؟!!‬
‫ال تعرف ‪ ،‬ولكنها تشعر بالراحة‪..‬‬
‫ال وجود ألي مشاعر خوف كما حدث معها عندما قابلت دارسي أول مرة في الندوه‪..‬‬
‫جعلها هذا تبتسم ُرغما ً عنها وهي حتى ال تعرف إن كان صديق أو عدو‪..‬‬
‫وقف أخيرا ً وأشار ب ُمسدسه لجوي كي يبتعد قليالً فتحرك جوي الى الخلف لخطوات فتقدم‬
‫ورمى برجله مسدسه بعيدا ً عنه‪..‬‬
‫تنهد بعدها ونظر الى ريكس ال ُمصاب والذي كان يُشيح بنظره بعيدا ً عنه وبعدها إلتفت ونظر‬
‫الى رين‪..‬‬
‫الى الوجه الذي لم يراه من فترة طويله!‬
‫أخيرا ً رآها!‬
‫إبتسم بسخريه وهو يتسائل في نفسه عن سبب النظرة السعيدة هذه في وجهها‪..‬‬
‫هل تذكرته ؟ يستحيل فلو فعلت لما أظهرت هذه النظره‪..‬‬
‫فلطالما كانت تكره وجوده وتعبس كُلما ظهر في وجهها‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ،‬من الجيد أنها تراه اآلن البطل ال ُمنقذ فهذا سيُساعده بعض الشيء‪..‬‬
‫نظر بعدها الى جوي وقال‪ :‬أعرفك ‪ ،‬أحد ال ُمغتالين البارزين بالمنظمه‪..‬‬
‫إبتسم جوي بسخريه يقول‪ :‬تُشبه داميان نورماندي كثيرا ً ‪ ،‬أنت إذا ً إبنه ال ُمزعج ثيو‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬من سوء حضك أنك قابلتَ هذا ال ُمزعج‪..‬‬
‫جوي‪ :‬بل من ُحسن حظي فلطالما أردتُ رؤية الوجه الجبان الذي لم يستطع حتى اآلن اإلنتقام‬
‫لمقتل والده‪..‬‬
‫أطلق ثيو رصاصةً مرت بجانب رأسه وهو يقول‪ :‬المرة القادمه ستكون في رأسك‪..‬‬
‫جوي بإبتسامة‪ :‬ستقتلني ؟ هكذا ؟ بدون أي سبب ؟ ال يُمكنك فعلها‪..‬‬
‫كان ُمستفزا ً للغايه وبالكاد يُحافظ ثيو على مبادئه في عدم قتله ألي أحد بدون سبب قوي‪..‬‬
‫فهو حقا ً ود لو أرداه قتيالً على األرض!‬
‫تعرق‬
‫في حين نظرت رين الى ريكس عندما سمعته يُطلق تأوه خفيف من شفتيه فوجدته قد ّ‬
‫بشده من شدة األلم ُرغم أن الجو شديد البروده‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره قبل أن تُمسك بيده السليمه تُساعده وهي تهمس له‪ :‬سآخذك الى المشفى‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬ال أ ُريد‪..‬‬
‫إنزعجت وأجبرته على المشي معها وهي تقول‪ :‬بل ستفعل‪..‬‬
‫صدم ثيو ونظر إليهما يقول‪ :‬الى أين ؟!!‬ ‫ُ‬
‫نظرت رين إليه تقول‪ :‬المشفى أليس هذا واضحا ً!!‬
‫أشار بعينيه خارج الحديقة يقول‪ :‬سيارتي ُهناك ‪ ،‬أركبت فيها وسآخذكما بنفسي‪..‬‬
‫ترددت بعض الشيء فوصلها همس ريكس يقول‪ :‬وافقي‪..‬‬
‫فورا ً هزت رأسها بالموافقه وبدأت تخرج من الحديقة وما إن غطتهما األشجار عن عيني ثيو‬
‫تركها ريكس وهو يقول‪ :‬إذهبي برفقته‪..‬‬
‫صدمت من كالمه تقول‪ :‬ال أُريد ! لقد إتفقنا أنا وأنت فال تُخل بهذا اإلتفاق‪..‬‬
‫ُ‬
‫أخرج ريكس هاتفه وهو يهمس بإنزعاج‪ :‬ومتى وافقتُ على إتفاقك هذا ؟!!‬
‫صمتت قليالً وإبتسمت تقول‪ :‬عندما دافعت عني أمام ذاك القاتل ‪ ،‬شُكرا ً لك ‪ ،‬لن أنسى هذا‬
‫أبدا ً‪..‬‬
‫رفع حاجبه ووضع السماعة على أُذنه يقول لها‪ :‬إذهبي مع هذا الشرطي وأتركيني وشأني إن‬
‫ت حقا ً ُممتنه‪..‬‬
‫كُن ِ‬
‫مطت شفتيها تقول‪ :‬كال ‪ ،‬أنا‪...‬‬
‫توقفت عن الحديث عندما الحظت عيناه تُغمضان ليسقط الجوال من يده فتقدمت بسرعه‬
‫ُممسكةً به قبل أن يهوي على األرض فاقدا ً لوعيه‪..‬‬
‫هزته بصدمه وهي تشعر بحرارة جسده تشتعل بينما صوت الطرف اآلخر من الهاتف أخذ‬
‫يُردد كلمة "ألو"‬

‫ما إن غادرا ريكس ورين حتى تقدم ثيو بحذر من جوي وهو يقول‪ :‬ال أملك وقتا ً للتفاوض‬
‫معك ‪ ،‬سأُسلمك للمركز وهم سيبتون بأمرك ‪ ..‬بوجود شخص ُمصاب وشاهدان بالتأكيد ستُزج‬
‫بالسجن لبعض الوقت‪..‬‬
‫إستسلم له جوي بهدوء دون أي محاولة هروب فأخرج ثيو األصفاد التي دائما ً ما تُرافقه وكبّل‬
‫إحدى يديه وعندما كاد أن يُكبّل األُخرى إنسل جوي من بين يديه وبحرك ٍة سريعه إلتف حوله‬
‫خانقا ً إياه باألصفاد بعدما ركل يديه ليطير ال ُمسدس بعيدا ً‪..‬‬
‫شد ثيو على أسنانه وحاول التملص منه وعندما كاد أن يُخنق إنزلق الى األسفل ليقلب جوي‬
‫الى األمام وضربه أرضا ً‪..‬‬
‫إنحنى ملتقطا ً ال ُمسدس بينما جوي سحب سكينا ً من حذائه ووقف بسرعه جارحا ً ثيو في‬
‫ساعده وعندما كاد جرحه في عنقه غرز ثيو ال ُمسدس في معدته وأطلق الرصاصه!‪..‬‬
‫إتسعت عينا جوي وجثا على ُركبتيه يُقاوم األلم حتى سقط أرضا ً دون ِحراك‪..‬‬
‫تقدم في هذا الوقت رجالً آخر وهو يركض قائالً‪ :‬ماذا حدث ؟!!!‬
‫إلتقط ثيو أنفاسه ناظرا ً الى جوي وهو يقول‪ :‬أطلب الشرطه‪..‬‬
‫دُهش الرجل حالما وصل ومظر الى ثيو يقول‪ :‬ولكـ‪ .....‬ماهذا الذي في يدك ؟!!!‬
‫حاول ثيو السيطرة على جرحه وهو يقول‪ :‬قُل لهم سمعت صوت الرصاص وعندما أتيت‬
‫وجدتُ هذا الشخص ُملقا ً على األرض‪..‬‬
‫إلتفت راحالً وهو يُكمل‪ :‬سألحق بك فيما بعد ألشرح لهم األمر فلدي ماهو أهم اآلن‪..‬‬
‫وغادر بينما ُمساعده واقفا ً بدهشه فكُل ما يعرفه ان ثيو سيُقابل إبنة فينسينت وريكس فال يعلم‬
‫مالذي جعل األمر يتطور الى هذا الحد‪..‬‬
‫في حين وقف ثيو في الشارع بالقرب من سيارته وهو ينظر في األرجاء بعينين غاضبتان‬
‫للغايه!‪..‬‬
‫ركل إطار سيارته وهو يهمس‪ :‬هربت ُمجددا ً!!!!‬

‫***‬

‫‪7:45 pm‬‬
‫‪- Les Orres -‬‬

‫وقفت ببرود تام أمام التقويم تنظر إليه‪..‬‬


‫لقد كان فارغا ً عكس ما كانت تتوقع‪..‬‬
‫شدت على أسنانها هامسه‪ :‬جبان ! سيبقى جبانا ً لألبد!‬
‫أشاحت بنظرها بغضب لتجد جهاز الـ ‪USB‬موجودا ً على الطاوله‪..‬‬
‫إنزعجت وأخذته تنظر إليه وهي تقول بعدم إستيعاب‪ :‬احمق جبان !! لما ؟ هل يُريد أن يكون‬
‫أسيرا ً لديها لألبد ؟! لما ال يقبل ال ُمساعده ؟ سيبقى ُمغفالً الى األبد!‬
‫جلست على أقرب كُرسي وهي تقضم أظافرها بإنزعاج شديد‪..‬‬
‫عرضت عليه كُل شيء ‪ ،‬وقفت بصفه لفترات كثيره فلما ال يُساعدها على تخليص نفسه ؟‬
‫لما يرفض هذا ؟!!‬
‫لقد إستغلوه بحقاره فلما ال يلعب بحقارة ُمماثله ؟!!!‬
‫تكره طيبة قلبه هذه!‬
‫من عاملك بقسوه عامله بقسوة أكبر!!!‬
‫شتت نظرها باألرجاء وهي ال تعلم ماذا تفعل أكثر!‬
‫رفض طلبها فكيف تستطيع أن تُساعده اآلن ؟‬
‫هل تتجاهل رغبته وتفعل ما تُريد ؟‬
‫ولكن ‪ ....‬هذا قد يُضايقه‪..‬‬
‫هي ال تُريد منه أن يكرهها‪..‬‬
‫دخل أحد الموظفين الى الغرفة قاطعا ً عليها تفكيرها وهو يقول‪ :‬هل أعجبتك الغُرفه ؟‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬ليس كثيرا ً ‪ ،‬أعتذر ال أضنني سأستأجرها‪..‬‬
‫دُهش الموظف وحاول إستعراض خدمات الفُندق بينما هي ال تزال تُفكر بإدريان وبطريق ٍة‬
‫أُخرى ل ُمساعدته‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:11 pm‬‬
‫‪Paris‬‬
‫مشى دارسي في هذا الدهليز الطويل وهو يتسائل في داخله عن سبب رغبة البروفيسور‬
‫ب ُمقابلة قاتل تلك الفتاة الشابه المدعوة بإريستا‪..‬‬
‫ما الذي يجعله يطلب مثل هذا الطلب ؟‬
‫وكيف عرف بأمرها أصالً ؟‬
‫هو ال يختلط باألعضاء حتى يستمع الى ثرثرتهم فمن قد أوصل إليه هذه المعلومة الغير ُمهمه‬
‫؟‬
‫األمر غريب حقا ً‪..‬‬
‫طرق الباب قبل أن يدخل فجائه صوت البروفيسور يقول بهدوء‪ :‬أُدخل‪..‬‬
‫دخل دارسي ووجده أمامه يجلس على مقعد من الجلد األسود وذو مظهر هادئ للغايه يبعث‬
‫على القلق‪..‬‬
‫تنهد وتقدم منه يقول‪ :‬مرحبا ً ‪ ،‬طلبتَ رؤيتي صحيح ؟‬
‫وجلس بعدها على مقعد آخر قريب منه فنظر البروفيسور إليه بهدوء قبل أن يقول‪ :‬ماهي آخر‬
‫أخبار ريكس ؟‬
‫دارسي‪ :‬ال جديد ‪ ،‬يعمل كالعاده وأنا كالعادة أُنظف فوضاه كما طلبتَ مني‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬هل من شيء مريب حوله في الفترة األخيره ؟‬
‫دارسي‪ :‬ال أضن ‪ ،‬أموره طبيعيه كال ُمعتاد‪..‬‬
‫البروفيسور بهدوء‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إستمر بهذا‪..‬‬
‫دارسي بإبتسامه‪ :‬هل تسمح لي بسؤال ؟‬
‫نظر إليه البروفيسور دون رد فأكمل دارسي‪ :‬الى متى ستستمر بالعناية به ؟ ولما كُل هذا‬
‫اإلهتمام به ؟‬
‫هز كتفه وأكمل‪ :‬ال أقصد التشكيك بقدراتك ولكن هل أنت حقا ً واثق منه ؟ والدته كانت خائنه ‪،‬‬
‫أال تعتقد بأنه قد يحذو حذوها ؟‬
‫نظر إليه البروفيسور ببرود شديد يقول‪ :‬ال تنعتها بالخائنه أمامي‪..‬‬
‫إبتسم دارسي وهز رأسه دون تعليق فأكمل البروفيسور‪ :‬وبخصوص اآلخر فنفذ األوامر من‬
‫دون تفكير‪..‬‬
‫حرك دارسي يديه يقول‪ :‬حسنا ً كما تُريد وإعذرني على فضولي‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬على أية حال ُهناك شخص أُريد منك أن تتحرك بشأنه‪..‬‬
‫نظر إليه دارسي بإهتمام فأكمل البروفيسور‪ :‬أحد أبناء عمومة ريكس ‪ ،‬اإلبن الثاني ‪ُ ،‬هناك‬
‫عالقة تربطه بآليس ‪ ،‬إكتشف لي ما نوع هذه العالقه‪..‬‬
‫تعجب دارسي يقول‪ :‬وكيف عرفت ؟‬
‫تجاهل البروفيسور سؤاله يقول‪ :‬حاول أن يتم األمر بسريه وبسرعه‪..‬‬
‫تنهد دارسي وهز رأسه باإليجاب قبل أن يقول‪ :‬هذا كُل شيء ؟‬
‫نظر إليه البروفيسور لفتره قبل أن يقول‪ :‬لما قتلت تلك الشابة المدعوة بآريستا ؟‬
‫تعجب دارسي وقال‪ :‬هذا طبيعي فلقد كُنا نُريد الضغط على رين‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬أمرتُ بقتل والدها فحسب ! أال تعلم بأني أكره قتل األبرياء الذين ال يحشرون‬
‫أنوفهم في شيء ؟!‬
‫دارسي‪ :‬البد من التضحيات اثناء تنفيذ األوامر‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬تعلم بأني أكره التبرير ؟‬
‫أعتذر لذلك‪..‬‬
‫ُ‬ ‫تنهد دارسي وقال‪ :‬حسنا ً لقد أخطأت ‪،‬‬
‫البروفيسور‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬غادر‪..‬‬
‫هز دارسي رأسه وخرج من الغرفه‪..‬‬
‫مشي في الممر وهو يهمس‪ :‬يبدو معكر المزاج تماما ً!‪..‬‬
‫أخرج هاتفه من جيبه عندما وصلته رساله فوجدها من الشخص الذي طلب منه تتبع أخبار‬
‫رين‪..‬‬
‫عقد حاجبه وهو يقرأ محتواها‪:‬‬
‫"جوي أرسل عصر اليوم عن كونه عرف موقعها ومن بعدها قُطعت اإلتصاالت به حتى اآلن ‪،‬‬
‫نشك في كونه قد قُتل"‬
‫رفع دارسي حاجبه ليبتسم بعدها هامساً‪ :‬هل هي عبقرية أو ُمجرد فتاة محظوظه ؟‬
‫أدخل الهاتف في جيبه ومقصده اآلن هو ستراسبورغ‪..‬‬
‫قطعا ً لن يسمح بقتلها حتى يعرف ما يُريده منها‪..‬‬
‫ومن الجيد وجود تلك المهمة الجديده لذا لن يشك أحد في سبب ذهابه الى ُهناك‪..‬‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 45‬‬

‫" إن الطفل الذي أساء له أبواه ال يتوقف عن حبهما ‪ ،‬بل يتوقف عن حب نفسه"‬
‫‪ -‬سوزان فوروارد‪-‬‬

‫‪pm10:00‬‬

‫في إحدى المطاعم اإليطاليه بمدينه ستراسبورغ‪..‬‬


‫كان المكان فاخرا ً وهادئ مليء برائحة لطيفه وذو أنوارا ً خافته‪..‬‬
‫سلطة سيزر مع بيتزا بروكلي ساخنه وصحنا فيوتشيني ‪ ،‬بجانب كوبا من المشروبات الغازيه‬
‫‪..‬‬
‫هذا هو طلبهما البسيط للعشاء‪..‬‬
‫ت بمشروعك ؟‬ ‫يأكالن بهدوء تام حتى بدأ هو الحديث قائالً‪ :‬هل بدأ ِ‬
‫رشفت القليل من الكأس وهي تُجيبه‪ :‬أجل ‪ ،‬أُريد أن أنتهي منه قبل معرض الكتاب القادم‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬معرض باريس الدولي ؟‬
‫هزت رأسها موافقه فدُهش وقال‪ :‬سيُقام في شهر مارس ! إستيال الوقت قصير لن يُمكنك‬
‫إنهاؤه!‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬يُمكنني‪..‬‬
‫هز رأسه منافيا ً وعلق‪ :‬إنها روايتك األولى ‪ ،‬كتابك الخاص األول ‪ ،‬عليك أن تبذلي الكثير من‬
‫الجهد ألجله !! لن يمكنك إنهاؤه في الوقت المحدد ! أعلم بأنك تُريدين إظهاره في مناسبة‬
‫مهمه كالمعرض الدولي القادم ولكن ال تجعلي هذه األمنيه تسبب لك الكثير من الضغوط !!‬
‫ت عده‪..‬‬ ‫فالكُّتاب بعد كتاباتهم يجلسون شهرا ً على األقل من أجل مراجعة الكتاب وتنقيحه مرا ٍ‬
‫إستيال‪ :‬ال تُحبطني!‬
‫إبتسم لها يقول‪ :‬أنا ال أحبطك ! أنا فقط ال أُريدك أن تشعري بالندم فيما بعد ‪ ،‬إنها مؤلفتك‬
‫األولى ‪ ،‬من هذه المؤلفه سيحكم عليك الكُّتاب والروائيين ومن هذا الكتاب ستكون إنطالقتك !‬
‫هل تُريدين أن تكوني أفضل مافي المعرض أو أسوأ مافيه ؟‬
‫ت متحمسة لهذا ولكن‬ ‫بدأت تلعب بالشوكة في صحنها بصمت تام دون تعليق فقال‪ :‬أعلم كم أن ِ‬
‫ت صغيره لذا ال شيء يُجبرك على إنهاء كُل شيء بسرعه‪..‬‬ ‫اإلستعجال ليس بصالحك ‪ ،‬ال ِزل ِ‬
‫إستيال‪ :‬ال تُشكك بمقدرتي‪..‬‬
‫ت فقط ال تعيين حجم األمر ‪ ،‬إنه صعب للغايه ‪ ،‬شهر واحد ليس‬ ‫تنهد يقول‪ :‬ال أ ُشكك بذلك ‪ ،‬أن ِ‬
‫بكافي‪..‬‬
‫نظرت الى عينيه تقول‪ :‬إنتظر وسترى‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها بهدوء قبل أن يقول‪ :‬هل تثقين بي ؟‬
‫أجابته بعد فترة صمت‪ :‬أجل‪..‬‬
‫ميشيل‪ :‬إذا ً أجلي األمر ‪ ،‬فمزاجك هذا األيام ليس جيدا ً وهذا حتما ً سيؤثر على كتاباتك‪..‬‬
‫إستائت من كالمه وقررت أال تتناقش معه أكثر فهي تكره هذا كثيرا ً‪..‬‬
‫تكره نظرته لها وكأنها ال تزال صغيره‪..‬‬
‫إنها في العشرينيات من عمرها ‪ ،‬بالغه وعاقله وتعي كُل شيء‪..‬‬
‫لما ال يزال يعاملها بتدليل وال يثق بإختياراتها ؟‬
‫لما ال يزال يضنها متهوره جاهله تحتاج الى من يُعلمها ؟‬
‫لقد صنعت لها إسما ً في المجال األدبي وأصبحت قادره اآلن على أن تخرج بكتاب مستقل‬
‫بإسمها هي وحدها‪..‬‬
‫بكتابتها وتنقيحها ونشرها وكل شيء!!‬
‫رأى مالمح عدم الرضى مرتسمة على وجهها فتنهد ليبتسم قائالً‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬لكن بشرط ‪ ،‬إن لم‬
‫ينتهي قبل المعرض بعشرة أيام على األقل فأتركيه للمعرض القادم‪..‬‬
‫دُهشت وإبتسمت ُرغما ً عنها تقول‪ :‬ستُصدم مني صدقني‪..‬‬
‫ميشيل‪ :‬إذا ً ‪ ،‬ألن تُخبريني بقصة الكتاب ؟‬
‫إبتسمت وهزت رأسها تقول‪ :‬دعها ُمفاجئه‪..‬‬
‫ضحك وقال‪ :‬كما تشائين ‪ ،‬أتطلع لذلك‪..‬‬
‫وأكمل تناول طعامه وحل الهدوء بينما لدقائق قبل أن تقول وهي تُمثل كونه كالما ً عابراً‪ :‬أتعلم‬
‫‪ ،‬عمي حدثني قبل أيام عن عالقتي بك ‪ ،‬بدأت تُراوده شكوك عن كونها عالقة عاطفيه‪..‬‬
‫ضحك ميشيل يقول‪ :‬لم أتوقع هذا من آليكسندر ! ألم يرى فارق السن ؟ عمك غريب لم أضنه‬
‫قد يبدو غبيا ً في بعض األحيان ههههههه‪..‬‬
‫إبتسمت بهدوء ثُم نظرت إليه تقول‪ :‬ال تقل عنه هكذا ‪ ،‬أعني الحب يحدث مهما كان فارق‬
‫العُمر وهذا معروف من وجهة نظر الجميع اولهم عمي‪..‬‬
‫ميشيل‪ :‬حسنا ً آسف لنعتي له بالغبي ‪ ،‬أقصد أنه من الغريب أن يضن ذلك وهو يعلم كم أنا‬
‫صديق قريب من أخاه ‪ ،‬إني كوالد آخر لكم وبالطبع لن أكون بمثابته بتاتا ً ولكنه مثال‪..‬‬
‫بدأت تلعب بالشوكة وهي تقول‪ :‬غريب ‪ ،‬ضننتُك ال تُفكر هكذا ‪ ،‬أنت ُمثقف للغايه وممن‬
‫يؤمنون بالحب مهما كان فارق السن‪..‬‬
‫ميشيل‪ :‬نحنُ ال نتحدث عن فارق السن ُهنا بل على نوع العالقه‪..‬‬
‫ضحك وأكمل‪ :‬وهذه في األخير مجرد تخيالت قالها عمك فلما نتحدث عنها على محمل الجد ؟‬
‫تناولت لُقمتها بهدوء تام دون أي تعليق‪..‬‬
‫غير ميشيل الموضوع وتحدثا بأمور شتى قبل أن يطلب الحساب‪..‬‬
‫بقيت شاردة الذهن تنظر عبر زجاج النافذه الى الثلج الذي يهطل بالخارج بغزاره‪..‬‬
‫إستيقظت من شرودها عندما وضع معطفها على كتفيها فنظرت إليه وإرتدت معطفها هامسه‪:‬‬
‫شُكرا ً لك‪..‬‬
‫رافقها حتى وصال الى الباب ‪ ،‬فتح مظلته فتجاوزته قائله‪ :‬سأذهب ب ُمفردي‪..‬‬
‫دُهش ونادها بإسمها ولكنها خرجت الى الشارع وغابت عن أنظاره‪..‬‬
‫عقد حاجبه وهو واثق من أنها غاضبه‪..‬‬
‫لكن من ماذا ؟‬

‫***‬

‫‪11:49 pm‬‬

‫كان يغط في نوم عميق قبل أن يُشعل أحدهم الضوء ويُعكر صفو نومه‪..‬‬
‫فتح عينيه بكس ٍل شديد وهو يرى ظل شخص ما يعبث بحقيبة جلد كبيره أحضرها معه‪..‬‬
‫أغلق عينيه معاودا ً النوم ولكن األصوات في الغرفه منعته من ذلك‪..‬‬
‫فتح عينيه ُمجددا ً وجلس وهو يُفركهما حتى يستطيع تمييز ما يحدث‪..‬‬
‫جائه صوته الهادى يقول‪ :‬إستيقظت ؟‬
‫نظر الى حيث الصوت وعندما ميزه ظهر الهدوء والضعف على وجهه وهو يهمس‪ :‬أجل‪..‬‬
‫لم يبتسم الرجل حتى وبدأ بوضع بعض األدوات على الطاولة الصغيره القريبة من السرير‬
‫فبقي الطفل ينظر إليه لفتره قبل أن يسأل‪ :‬ماذا سنفعل ؟‬
‫الرجل ببرود‪ :‬نُعالجك‪..‬‬
‫الطفل بهدوء‪ :‬وهل سأُصبح بخير بعدها ؟‬
‫رد عليه‪ :‬أال تمل من تكرار نفس السؤال ؟‬
‫صمت الطفل إيدن ولم ينطق بشيء فأخرج الطبيب إبرة وأمسك بذراع إيدن ليأخذ منه عينة‬
‫دم‪..‬‬
‫مد إيدن يده بكل طاعه والتي أصبحت ُممتلئه من آثار وخزات اإلبر‪..‬‬
‫حتى ألم اإلبرة لم يعد يشعر به‪..‬‬
‫رفع عينيه الى الساعة الجداريه ورآها وهي تقترب من منتصف الليل‪..‬‬
‫بقيت عيناه تُراقب الثواني والدقائق حتى تالقت جميعها عند الساعة الثانية عشر ُمعلنةً دخول‬
‫اليوم التالي‪..‬‬
‫أنزل نظره الى الطبيب وتردد قليالً قبل أن يبتسم إبتسامة صفراء وهو يقول‪ :‬يوم ميالد سعيد‬
‫يا أبي‪..‬‬
‫نظر الطبيب إليه ببرود ثُم أكمل ما كان يفعله وهو يقول‪ :‬كم مرةً أخبرتُك أال تُناديني بأبي ؟‬
‫شتت إيدن نظره يقول‪ :‬إنها ُمناسبةً ُمهمه ‪ ،‬ال بأس بقولها ولو لمره‪..‬‬
‫الطبيب ببرود‪ :‬وكيف عرفت عن موعدها ؟‬
‫إبتسم إيدن وبدأ يشرح بحماس كيف إكتشف يوم ميالده وكيف بدأ بعد األشهر واأليام بعدها‬
‫وبدأ يعتذر عن كونه لم يشتري له هديه فقاطعه جان ببرود‪ :‬هل تُل ّمح لكونك تُريد الخروج‬
‫والتبضع ؟‬
‫هز إيدن رأسه بالنفي فورا ً فأكمل جان‪ :‬هل تُلمح الى كونك تُريد اإلحتفال في يوم ميالدك‬
‫القادم ؟‬
‫إيدن بسرعه‪ :‬كال كال ال أُريد ‪ ،‬أنا فقط‪....‬‬
‫قاطعه جان‪ :‬أنت ُمختلف ومريض ألم أُخبرك بهذا مرارا ً ؟‬
‫إيدن بدهشه‪ :‬صدقني لم أقصد هذا بتاتا ً ‪ ،‬أنا أردتُ ‪...‬‬
‫توقف عن الكالم بصدمه وهو يرى ذاك السائل األزرق يمأل اإلبرة التي بيد والده‪..‬‬
‫إنها تلك الجرعة التي يكرهها‪..‬‬
‫الجرعة التي تُسبب له آالما ً ال تُطاق البته‪..‬‬
‫إقشعر جسده من الخوف وهز رأسه نفيا ً وهو يرى والده يطلب منه يده‪..‬‬
‫جان بحده‪ :‬مابك ؟!! أعطني يدك!‬
‫إيدن بإرتجاف‪ :‬أرجوك ‪ ،‬لم أعد أُريد أن أصبح بخير ‪ ،‬سأبقى ُهنا لألبد ‪ ،‬لم أعد أُريد العالج‬
‫أرجوك إعفني‪..‬‬
‫سحب جان يده بعنف فبكى الطفل وصرخ بعدها عندما غرزت اإلبره ذراعه وكأن ألمها الذي‬
‫لم يكن يشعر به سابقا ً قد زاد أضعافا ً ُمضاعفةً اآلن‪..‬‬
‫نظر جان الى وجهه وهو يقول‪ :‬إسترخي على الوساده‪..‬‬
‫إسترخى إيدن والدموع تمأل عينيه فسأله‪ :‬كيف تشعر ؟‬
‫ت ُمرتجف‪ :‬كأن شيئا ً يزحف على جسدي ‪ ،‬كأنها أغصان شجرة تنمو وتتمدد‬ ‫إيدن بصو ٍ‬
‫بداخلي ‪ ....‬هـ ـذا مؤلـ ـم‪..‬‬
‫قال آخر جملة بهمس شديد تصحبه شهقات مكتومه فدون جان هذا الكالم في دفتره بعدها‬
‫إنحنى على الطفل وفتح قميصه العلوي ينظر الى صدره الذي كان مخططا ً بسبب ألوان عروقه‬
‫الخضراء البارزه‪..‬‬
‫رفع عينيه الى عيني إيدن وقال‪ :‬اآلن ؟‬
‫كتم إيدن شهقته يقول‪ :‬ما زال يؤلمني‪..‬‬
‫تحسس جان العروق وبدأ يمسح عليها بيده وهو يقول‪ :‬هل يؤلمك عندما أضغط عليها ؟‬
‫هز إيدن رأسه نفيا ً فجلس جان ُمجددا ً وكتب بعض ال ُمالحظات بعدها أخذ اإلبره وأخذ عينية‬
‫أُخرى من دمه‪..‬‬
‫بعدما إنتهي قام بدم حقيبته الجلديه وخرج ُمطفئا ً الضوء خلفه دون أن ينطق بشيء فسالت‬
‫دموع إيدن على خديه واأللم ينهش بجسده كالعاده‪..‬‬
‫رفع جسمه وأنزل رجليه من فوق السرير ليسقط أرضا ً ويزحف حتى وصل الى النافذه‪..‬‬
‫بعض من حبات الثلج الى داخل غرفته‬ ‫ٍ‬ ‫رفع نفسه وفتح الشُباك فدخل الهواء البارد مع‬
‫ال ُمظلمه‪..‬‬
‫نظر الى الفضاء الفسيح حيث الظالم الذي تتخلله حبات متساقطه على األرض‪..‬‬
‫لم يستطع أن يلمح وال نجمة واحده فإرتجفت شفتاه يقول‪ :‬أُريد الذهاب الى السماء ‪ ،‬ولكنني‬
‫خائف فال أحد ُهناك ينتظرني‪..‬‬
‫جفت الدموع على وجنتيه بفعل الثلج البارد وأمسك بالحاجز الحديدي الذي بدى كالقفص‬
‫بالنسبة إليه وعلق عينيه على األرض البعيده‪..‬‬
‫لو لم يوجد هذا القفص ‪ ،‬لرمى نفسه على هذه األرض البيضاء ليذهب الى السماء بعدها‪..‬‬
‫ولكن الحديد يمنعه ‪ ،‬وعدم وجود أحد ُهناك يُخيفه‪..‬‬

‫***‬

‫‪5 February‬‬
‫‪7:34 am‬‬

‫أجابت عن سؤالها قائله‪ :‬لن يحضر األُستاذ آندرو لهذا اليوم فلقد أرسل رسالة إعتذار عن‬
‫محاضراته لهذا اليوم‪..‬‬
‫ظهر الضيق في وجه إليان وهي تسمع الى هذه اإلجابه فإلتفتت وغادرت دون أن تشكر‬
‫األُستاذة حتى‪..‬‬
‫ظهر األمس‪..‬‬ ‫بقيت تمشي في الممر تُمسك بحقيبتها وهي تتذكر رسالته التي أرسلها إليها ُ‬
‫عط األمر‬ ‫ت وقحة بعض الشيء فلم أ ُ ِ‬ ‫"آسف ألني لم أُعطك إجابةً واضحه لسؤالك ‪ ،‬لقد كُن ِ‬
‫ت تواجهين ُمشكلةً مع الدكتور آرثر فحدثيني عنها ‪ ،‬أعلم بعض‬ ‫أهميه ‪ ،‬أعتذر كثيرا ً لذا إن كُن ِ‬
‫األمور عنه وسأُساندك بكُل ما أستطيع حتى لو عنى ذلك وضع وضيفتي على المحك ‪ ،‬تأكدي‬
‫بأني سأفعل ذلك لذا ال تترددي في سؤالي"‬
‫شدت على أسنانها هامسه‪ :‬وفي األخير غاب دون أن يفي بوعده !! أنا البلهاء التي أردتُ‬
‫سحقا ً لي‬ ‫اإللتجاء الى وغد حقير مثلك ! من خدع طالبة ضعيفه هو بالتأكيد وغد فلما صدقتُه ! ُ‬
‫بدأت حقا ً في اآلونة األخيره أتخبط بأمور لم أكن ألفعلها قط!‬
‫توقفت وجلست على الكُرسي الذي أمامها وشردت بذهنها تُفكر بكالم الدكتور آرثر‪..‬‬
‫تعبت بحق ‪ ،‬من األمس وال يشغل بالها سواه هو وكالمه!!‬
‫ماذا به ؟ مالذي فعلته بالضبط حتى يحقد عليها هكذا ويسبب لها المشاكل!!‬
‫عن أي صديقة يتحدث ؟‬
‫حاولت باألمس جر كالم من جيسيكا ولكنها لم تكن المقصوده‪..‬‬
‫والبقيات صديقاتها فقط في الكليه ونادرا ً ما تخرج معهم سوى للمناسبات كأعياد الميالد مثالً‬
‫‪..‬‬
‫ال أحد قريب منها كفايةً ليُخبرها بأسراره سوى جيسيكا ولكنها ليست المقصوده‪..‬‬
‫من إذا ً ؟!‬
‫هل يعقل بأنه ضنني شخصا ً آخر ؟‬
‫كال ليس الى هذه الدرجه‪..‬‬
‫أغمضت عيناها ُمفكره وكُل ما تذكرته منذ األمس هو حادثه صغيره حصلت في المكتبه‪..‬‬
‫عندما رأت فتاة تبكي ومن خلفها الدكتور آرثر‪..‬‬
‫ال يُعقل بتاتا ً بأنه يقصد هذه الحادثه فلو كان يقصدها لتحدث بشكل أكثر وضوحا ً‪..‬‬
‫هو يتحدث وكأن فتاة أعطتها سرا ً‪..‬‬
‫يستحيل أن يكون يقصد تلك الفتاة فهي بالكاد لمحتها تبكي فكيف بمالمح وجهها ؟!!‬
‫ال تعرفها بتاتا ً‪..‬‬
‫هل كان يضن العكس ؟‬
‫ومالذي يجعله يضن هذا ؟!!‬
‫ستُجن حقا ً من كُل ما يحدث!!!!!‪..‬‬
‫أغمضت عينيها وهي تتكأ برأسها على يديها وعقلها مليء بالكثير من األمور التي لم يعد‬
‫بإمكانها فهمها جيدا ً‪..‬‬
‫كانت تضن بأن آندرو قد يُساعدها‪..‬‬
‫تعبها أوصلها الى أن وغدا ً كهذا تطلب منه ُمساعدتها!‬
‫سحقا ً لها ولضعفها ‪ ،‬عليها أال تستسلم‪..‬‬‫ُ‬
‫عليها أن تحل مشاكلها بمفردها فهي قادرة على هذا‪..‬‬
‫تذكرت عندما إرتجف صوتها أمامه باألمس‪..‬‬
‫سحقا ً لي‪..‬‬ ‫همست بضيق‪ُ :‬‬
‫وقفت وأخذت حقيبتها بعد أن قررت الغياب لهذا اليوم حتى تلم شتات نفسها وتفكر بشكل‬
‫أصح‪..‬‬
‫ما إن وقفت ُمغادره حتى وجدت أمامها آندرو الذي يبدو وكأنه توقف للتو‪..‬‬
‫دُهشت وهي تنظر الى شكله ال ُمبعثر فيبدو وكأنه إرتدى مالبسه بشكل عشوائي حتى أنه لم‬
‫يُهندمها جيدا ً‪..‬‬
‫ليس هذا فحسب ‪ ،‬بل وجهه!‪..‬‬
‫ُهناك لصق جروح في وجهه‪..‬‬
‫ماذا حدث له ؟!!‬
‫أخذ نفسه بهدوء فلقد كان يمشي بعجل وقال لها‪ :‬آسف ‪ ،‬نسيت أمر وعدي لك ‪ ،‬هل يُمكنك‬
‫التغيب عن أول محاضره حتى تنحدث في مكان بعيد من ُهنا ؟‬
‫ترددت كثيرا ً فإبتسم ومشي كي تلحق به وبالفعل هذا ما فعلته ُرغما ً عنها‪..‬‬
‫لقد تحركت قدماها ولحقت به وهي ال تعلم لما إستمعت له‪..‬‬
‫لما خافت من مظهر وجهه وكأنها تقلق ألجله كما في السابق ؟‬
‫إنه حقير ووغد فلما تتصرف معه بود اآلن وتُطيعه كما كانت تفعل قبل دخولها الكليه‪..‬‬
‫ال تفهم ذلك بتاتا ً‪..‬‬
‫فتح باب السيارة وركب فبقيت واقفه لفتره قبل أن تفتح الباب ال ُمجاور وتركب‪..‬‬
‫حرك السياره وهو يالحظ نظراتها في المكان فإبتسم يقول‪ :‬عذرا ً إنها سيارة جارتي فلقد‬
‫أخذتُها على عجل قبل بداية محاضرتك‪..‬‬
‫نظر الى الساعه وأكمل‪ :‬من الجيد أني لحقتُك قبل دخولك إليها‪..‬‬
‫نظرت الى الساعة التي كانت تُشير الى الثامنة إال عشر دقائق وقالت بهمس‪ :‬كيف تعرف‬
‫موعد محاضرتي ؟‬
‫لم تجد ردا ً فلفت بعينيها إليه لتتحدث ولكنها توقفت وهي ترى مالمح وجهه عن قرب‪..‬‬
‫هناك جرح صغير في شفته السفلى وإخضرار طفيف بالقرب منها‪..‬‬
‫من الواضح بأنه دخل في شجار جسدي‪..‬‬
‫إنتبه لنظراتها فضحك يقول‪ :‬صادفتُ شخصا ً مخمورا ً باألمس فشاجرني ضنا ً منه أني صديقه‬
‫الذي سرق حبيبته ههههه‪..‬‬
‫يالها من كذب ٍة غبيه‪..‬‬
‫هذا ما قالته لنفسها وهي تنظر الى الطريق المليء بالثلج المتراكم بعد عاصفة األمس‪..‬‬
‫توقف أمام مقهى وقبل أن يتحدث قالت‪ :‬ال أُريد هذا المقهى‪..‬‬
‫نظر إليها بدهشه فلقد كان يتوقع بأنها سترفض شرب أي شيء ‪ ،‬صدمه كونها كالسابق‬
‫تتشرط في األماكن التي تُعزم إليها‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أي واحد تُريدين ؟‬
‫أخرجت هاتفها النقال وبحثت قبل أن تُعطيه العنوان فعقد حواجبه فالمقهى بعيد بعض الشيء‬
‫ولكن لم يقل شيئا ً وحرك السيارة بإتجاهه‪..‬‬

‫بعد مدة أوقف سيارته وهو متعجب من كون مقهاها ال ُمفضل بحي أقل من عادي‪..‬‬
‫عادي جدا ً وال شيء ُمميز فيه‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫حتى أن المقهى‬
‫نزلت وهي ال تدري لما أتت‪..‬‬
‫فهي تعلم بأنه نادرا ً ما يأتي الفترة الصباحية إليه‪..‬‬
‫ولكنها تتمنى أن عاصفة ثلج البارحه جعلت دوامه يتغير ويأتي صباحا ً فقد حدث وأن أتى‪..‬‬
‫وأيضا ً ‪ ،‬ال تعلم لما تُريد رؤيته‪..‬‬
‫آخر مرة شاهدتُه فيها عندما ضايقته آليس في ذلك اليوم‪..‬‬
‫هل إشتاقت لرؤيته ؟‬
‫كال ‪ ،‬ال تُريد التفكير في األمر سواءا ً كان حقيقي أو ال‪..‬‬
‫دخال الى الداخل وجلسا على أحد الطاوالت‪..‬‬
‫قلب آندرو في المنيو قليالً قبل أن يسألها‪ :‬ماذا تُريدين ؟ قهوة بارده كعادتك ؟‬
‫لم تنظر إليه وهي تُجيبه‪ :‬ال تُحدثني وكأنك تعرفني‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬آسف ‪ ،‬ماهو طلبك ؟‬
‫بقيت تنظر الى المنيو لفتره وال تعلم لما ولكن عينيها كانت على األسعار قبل األنواع ‪ ،‬تُريد‬
‫أن تختار أغلى قهوه لت ُجيب أخيرا ً عن سؤاله قائله‪ :‬آيريش كوفي‪..‬‬
‫ظهرت الدهشة على وجهه فأكملت ببرود‪ :‬أُريدها ساخنه‪..‬‬
‫كذبت‪..‬‬
‫إنها تُفضل البارده ‪ ،‬ال تعلم لما كذبت‪..‬‬
‫هل تُريد أن تُعانده وتبين له بأنه ال يعرف شيئا ً عنها ؟‬
‫بينما هو ال يزال مندهشا ً قبل أن يقول‪ :‬متأكده ؟‬
‫تجاهلته تماما ً فتردد قليالً قبل أن يقول‪ :‬لقد طلبتي القهوة اإليرلنديه يا إليان‪..‬‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬وإذا ً ؟ هل ألني فرنسيه علي تناول القهوة الفرنسيه فحسب!‬
‫إبتسم يقول‪ :‬ليس هذا ما أقصده ‪ ،‬أقصد أن مكوناتها بعض الشيء ‪ ....‬ال أضنها تُناسبك‪..‬‬
‫إنزعجت منه وقالت بهدوء تام‪ :‬لستُ طفله وأعرف ما أطلبه لذا ال تتدخل!‪..‬‬
‫ال يعلم لما هو واثق بأنها ال تعرف ‪ ،‬ال يضنها من النوع الذي يُحب الشراب‪..‬‬
‫فقال ُمجدداً‪ :‬إليان القهوه‪....‬‬
‫قاطعته‪ :‬سأدفع ثمنها إن كُنتَ ال تستطيع‪..‬‬
‫آندرو بسرعه‪ :‬ليس هذا ما أقصده !! القهوة تحتوي على الويكسي ! أنا فقط ُمنصدم فلم أكن‬
‫أضنك تشربيه!‪..‬‬
‫دُهشت من كالمه وحاولت قدر اإلمكان أن تُخفي دهشتها فهي ال تُحب أن تظهر بمظهر الغبيه‬
‫أمام أي أحد‪..‬‬
‫نظرت إليه ببرود وتقول‪ :‬ولما ال أشربه ؟ أنا في العشرين إن كُنتَ ال تعلم ‪ ،‬لم أعد تلك‬
‫ال ُمراهقه التي تعرفها‪..‬‬
‫ومن ثُم أشغلت نفسها تُقلب في هاتفها وهي ال تعلم كيف ستُخرج نفسها من هذه الورطه‪..‬‬
‫لم يخطر ببالها أن تنظر الى إسم القهوة أو على ما تحتويه ‪ ،‬كان همها أن تختار أغلى قهوة‬
‫ألجل سبب ال تعرفه حتى‪..‬‬
‫تعجب كثيرا ً منها وتردد في نصحها ‪ ،‬هو ال يُريد منها أن تلتجئ الى الكحول ‪ ،‬هذا غير صحي‬
‫‪ ،‬ليس بهذا العمر على األقل!‬
‫لكنه قرر الصمت فال يُريد إزعاجها فهي المرة األولى التي توافق فيها على الجلوس معه منذ‬
‫أكثر من عام‪..‬‬
‫طلب طلباتهما وبقيا صامتين فنظرت إليه وتصنعت البرود وهي تقول‪ :‬أتمنى أال تُثرثر لريكس‬
‫عن كوني أطلب هذا النوع من القهوه‪..‬‬
‫سخريته فلم تبدو وكأنه يسخر منها بل من نفسه‪..‬‬ ‫سخريه ولم يُعلق فتعجبت ل ُ‬
‫إبتسم ب ُ‬
‫لم تُعطي األمر إهتماما ً وبقيت عيناها ُمعلقتان على هاتفها وهي تدخل جميع التطبيقات بدون‬
‫أي هدف يُذكر‪..‬‬
‫نظرت الى الشخص الذي قدم لهما طلبهما ومن ثُم نظرت في أرجاء المقهى فلم ترى أثرا ً له‪..‬‬
‫نظرت بعدها الى كوبها وهي تُفكر في طريق ٍة تجعلها إما تغضب وتترك له المكان مع القهوه‬
‫أو تُسكبها على األرض وكأنه خطأ غير مقصود‪..‬‬
‫بدأ آندرو بالحديث قائالً‪ :‬سألتني سابقا ً عن عالقتي بالدكتور آرثر ‪ ،‬حسنا ً أعرفه بعض الشيء‬
‫‪ ،‬ما الذي تُريدين معرفته بخصوصه أكثر ؟‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬هل آذى طالبةً من قبل ؟‬
‫تعجب من سؤالها وقال‪ :‬على حسب علمي فال‪..‬‬
‫إليان‪ :‬هل هناك عالقة ربطته بطالبه ؟ أيا ً كان نوع العالقه‪..‬‬
‫زاد تعجبه ليقول بعدها بشك‪ :‬هل تحرش بك ؟‬
‫إليان بسخريه‪ :‬ومن يجرؤ!‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ال أضن‪..‬‬
‫إليان‪ :‬هل تحدث عني بأي شكل من األشكال ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً فوقفت تقول‪ :‬ال سبب إذا ً يدفعني للبقاء ُهنا أكثر‪..‬‬
‫دُهش ووقف بسرعه يقول‪ :‬لحضه لحضه إنتظري‪..‬‬
‫نظرت إليه ببرود قائله‪ :‬ولما ؟‬
‫ألسباب كثيره لم يستطع قولها‪..‬‬
‫ألنه يُريد معرفة ما مشكلتها‪..‬‬
‫ألنه يُحب البقاء بصحبتها‪..‬‬
‫ألنه ال يُريد أن يبقى وحيدا ً ويتذكر ما حدث ظهر األمس‪..‬‬
‫أجابها بعكس كُل تلك اإلجابات قائالً‪ :‬أعرف شيئا ً آخر بخصوصه‪..‬‬
‫رفعت حاجبها وجلست بعدها تقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫صمت محاوالً التفكير بأي كذبه قبل أن يقول‪ :‬قبل ثالثة أعوام تقريبا ً سمعتُ بأنه تحرش‬
‫بإحدى الطالبات ‪ُ ،‬كنتُ وقتها‪...‬‬
‫درس في هذه الكُلية أصالً!‬ ‫قاطعته ببرود‪ :‬كُنتَ وقتها لم ت ُ ّ‬
‫أكملت بإستصغار‪ :‬لما تكذب ؟‬
‫ُ‬
‫دُهش من إكتشافها لكذبته بسرعه فأكمل بكذب ٍة أكبر‪ :‬وهذا ما كُنتُ أريد قوله ‪ ،‬كُنتُ وقتها لم‬
‫درس في الكُلية بعد ولكن جينا من أخبرتني بهذه القصه‪..‬‬ ‫أُ ّ‬
‫أمالت شفتيها تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬وماذا حدث بالضبط ؟‬
‫هز كتفه يقول‪ :‬ال شيء ‪ ،‬كذّبها وهي لم تكن تملك دليالً لذا أُغلق الموضوع وقتها‪..‬‬
‫بقيت صامته لفتره بعدها قالت‪ :‬وهل تُصدقها أو تُصدق الدكتور ؟‬
‫آندرو‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ال أعرفهما ولكن ال أضن أن ُهناك فتاةً قد تتبلى عليه دون سبب‪....‬‬
‫قطع كالمه ُمندهشا ً من نفسه بينما إبتسمت بسخريه تقول‪ :‬قُلتها بنفسك ‪ ،‬إذا ً ماريا لم تكن‬
‫تتبلى عليك كما كُنتَ تقول‪..‬‬
‫وقفت لتُغادر فوقف فورا ً وأمسك بمعصمها يقول‪ :‬لحضه إليان ‪ ،‬لم تدعيني وال لمره أشرح لك‬
‫األمر كامالً‪..‬‬
‫سحبت يدها بقوه تقول‪ :‬ال أُريد سماع أي تبرير!!!‬
‫آندرو بسرعه‪ :‬أنا ال أُبرر بل‪...‬‬
‫غادرت فتقدم ليلحق بها ولكن أوقفه أحد الموظفين يقول‪ :‬لحضه ‪ ،‬الحساب!‬
‫إنزعج آندرو وأخرج ورقات عشوائيه ووضعها في يد الموظف قبل أن يُغادر‪..‬‬
‫وكان هذا اليوم هو يوم سعد هذا الموظف فالبقشيش كان كافيا ً ليستأجر ليلة كامله في أفخم‬
‫فنادق ستراسبورغ‪..‬‬

‫ما إن خرج آندرو من باب المقهى حتى رن هاتفه النقال فأخرجه وهو يتلفت يُمنةً ويُسره بحثا ً‬
‫عن إليان‪..‬‬
‫جائه صوت ثيو يقول‪ :‬هل أزعجتُك في ال ُمحاضره ؟‬
‫آندرو‪ :‬كال ليس لدي اآلن‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬حسنا ً إسمع ‪ ،‬أتعلم أين ريكس ؟‬
‫توقف آندرو عن البحث حوله وبقي صامتا ً لفتره ليقول بعدها وهو يُحاول إخفاء نبرة الضيق‬
‫من صوته‪ :‬كال‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬هل يُمكنك أن تعرف لي عن مكانه بالضبط ؟‬
‫تردد قبل أن يكذب‪ :‬للتو إتصلت وكان هاتفه ُمقفالً‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬حسنا ً ال بأس ‪ ،‬أخبرني فورا ً إذا عرفت‪..‬‬
‫همس‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫أغلق الهاتف ونظر الى الشاشة بهدوء قبل أن يشد على أسنانه هامساً‪ :‬أُحاول تناسيه ولكن‬
‫كُل من حولي يُذكرني به‪..‬‬
‫أعاد الهاتف الى جيبه وتنهد عندما لم يجد أثرا ً إلليان‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:12 am‬‬
‫‪- Paris-‬‬

‫إستيقظ من نوم على صوت هاتفه الذي يرن بشك ٍل تواصل‪..‬‬


‫أغلقه مرارا ً وتكرارا ً ضنّا منه أنه ال ُمنبه ولكن ال ُمتصل كان شديد اإلصرار مما جعله يعقد‬
‫حاجبيه عند المرة الخامسه ويستوعب كونه لم يؤقت المنبه منذ أيام‪..‬‬
‫فتح إحدى عينيه في هذه الغرفة شديدة السواد ناظرا ً الى شاشة الهاتف ال ُمضيئه حيث رقم‬
‫غريب يتصل به‪..‬‬
‫ت يملؤه النوم‪ :‬ألو‪..‬‬‫وضع الهاتف على أُذنه يقول بصو ٍ‬
‫أتاه صوت شابة ناعم للغايه وهي تقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫ظهر اإلنزعاج على وجهه وأغلق الهاتف معاودا ً النوم فبسبب إصراره على إيجاد رين كان‬
‫يوزع رقمه على كُل شخص حتى الفتيات لذا لطالما أصبح بعضهن يتصلن ليتغزلن به كهذه‪..‬‬
‫عاود الهاتف الرن فرد ُمجددا ً يقول‪ :‬إن إتصلتي ُمجددا ً فسـ‪...‬‬
‫قاطعه صوتها ال ُمنزعج تقول‪ :‬لما تُغلق في وجهي ؟!!! أولست من أعطيتني رقمك بكُل ثقه‬
‫من أجل المعلومات واآلن تُغلقه بوقاحه ! ستندم على هذا‪..‬‬
‫وأغلقت الخط في وجهه‪..‬‬
‫النعاس الذي كان يشعر به طار فورا ً وهو يجلس محاوالً اإلستعاب وهو يتصل بها مرة أُخرى‬
‫‪..‬‬
‫إنزعج وعاود اإلتصال مرارا ً وتكرارا ً وهي تُقفل في كُل مره فهمس‪ :‬تلك ال ُمزعجه ‪ ،‬هي كلير‬
‫من دون أدنى شك!‬
‫أرسل إليها رسالة نصيه كاتبا ً فيها "آسف" وهو يتوعدها بداخله إن كانت تكذب وال تملك‬
‫شيئا ً ُمهما لتقوله‪..‬‬
‫إتصل بعدها فردت بعد عدة رنات ‪ ،‬سيطر على أعصابه وهو يقول بهدوء‪ :‬عذرا ً ‪ ،‬ضننتُك‬
‫شيئا ً آخر‪..‬‬
‫ردت ببرود‪ :‬قابلني خالل عشر دقائق في أقرب مقهى من منزل رين ‪ ،‬إن لم تحضر فسأُغادر‬
‫ولن أعود بتاتا ً!‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه وهو يقول‪ :‬أتمزحين ؟!!! إنه بعيد عـ‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬ال أهتم‪..‬‬
‫وأغلقت الخط بعدها فبقيت عيناه المصدومتان ُمعلقتان بالشاشه لفتره قبل أن يقوم بعدها فورا ً‬
‫ويُسابق الصوت وهو يتجهز ويركب دراجته الناريه متجها ً الى المكان المقصود‪..‬‬
‫بينما هي كانت تجلس على الكُرسي وعينيها على ساعة معصمها تُراقب عقرب الدقائق وهي‬
‫تنوي بالفعل أن ترحل ما إن تنتهي الدقائق العشر‪..‬‬
‫لقد داست على نفسها وعلى رغبتها وطلبت ُمقابلته ‪ ،‬حتما ً ستلتقط أدنى عُذر لترحل‪..‬‬
‫ما إن توقف عقرب الثواني على رقم ‪ 12‬حتى وقفت فقد إنتهت ُمدتها تماما ً‪..‬‬
‫أخذت حقيبتها وهاتفها ومحفضتها وإلتفتت ُمغادرةً المقهى‪..‬‬
‫مقهى مفتوح بجلسات خارجيه وكانت تجلس على إحداها ‪ ،‬ما إن خطت سور المقهى‬ ‫ً‬ ‫لقد كان‬
‫حتى فجعها صوت توقف دراج ٍة ناريه أمامها تماما ً‪..‬‬
‫نزع الخوذة عن رأسه ناظرا ً إليها بشيء من الغضب‪..‬‬
‫شعرت باإلنزعاج لحضوره بالفعل ‪ ،‬ليتها قالت خمس دقائق‪..‬‬
‫قال لها بهدوء‪ :‬أخذتُ الكثير من ال ُمخالفات ‪ ،‬أتمنى بأن مالديك يستحق ذلك وإال ستكوني أول‬
‫فتاة أؤذيها في حياتي‪..‬‬
‫نظرت الى عينيه الرماديتين لفتره قبل أن تقول بسخريه‪ :‬عجبا ً لتعلقكم الشديد بتلك الفتاة ‪،‬‬
‫لقد كانت وقحه مع الجميع‪..‬‬
‫أجابها ببرود‪ :‬األمر ال يعنيك ‪ ،‬هيّا ‪ ،‬أخبريني ما تملكينه‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬أتيتَ بعد إنقضاء العشر دقائق ‪ ،‬لن أتفوه بشيء‪..‬‬ ‫ّ‬
‫أمسكها من معصمها وشدّها إليه ناظرا ً الى عينيها يقول بتهديد‪ :‬سأقتُلك ‪ ،‬أُقسم بهذا يا كلير‬
‫لذا ال تستفزيني‪..‬‬
‫بدم بارد ‪ ،‬ومع هذا هي واثقه بأنه قطعا ً لن يُقدم على قتل بريء‪..‬‬ ‫لقد رأته سابقا ً يقتل رجالً ٍ‬
‫إبتسمت في وجهه بسخريه تهمس ببطئ شديد‪ :‬أتـحـداك‪..‬‬
‫إبتسم بدوره يقول‪ :‬أجل ‪ ،‬إستفزيني أكثر حتى أقطع أدنى شعور بالندم قد يُخالجني إزاء ما‬
‫سأفعله‪..‬‬
‫أنزلت نظرها الى يده التي تقبض على معصمها بقوه وهي تقول ببرود‪ :‬أتركني وإال أتهمتُك‬
‫بالتحرش‪..‬‬
‫تركها فبدأت تمسح على معصمها تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأُخبرك ولكني أطلب ُمقابالً‪..‬‬
‫قال ببرود‪ :‬إن كان ما ستُخبريني به يستحق سأُعطيك ما تُريدين‪..‬‬
‫كلير‪ :‬ما إن تجدها غادرا باريس‪..‬‬
‫رفع حاجبه فقالت‪ :‬هل طلبي صعبا ً ؟ ُخذها الى المدينة التي تعيش أنت فيها ‪ ،‬هذا أفضل‬
‫لكليكما وبعيدا ً عن أي خطر قد يُحدق بها ُمجددا ً‪..‬‬
‫هو يُريد هذا بالفعل لكنه يستحيل أن يفعلها إن لم تكن رين بنفسها راضيه‪..‬‬
‫أجابها‪ :‬يعتمد هذا على رغبتها‪..‬‬
‫كلير‪ :‬لن تستفيد برفضك لطلبي فالوقت يمر وقد تندم على هذا فيما بعد‪..‬‬
‫صمت لفتره قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأُحاول إقناعها ولن أفعل أكثر من هذا ‪ ،‬هيّا تحدثي‪..‬‬
‫كلير‪ :‬نينا‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬مابها ؟‬
‫كلير‪ :‬أعرف مكانها‪..‬‬
‫أجابها بسخريه‪ :‬حتى أنا أعرف بأنها عند جدتها ‪ ،‬أردتُ معلومات عن رين ال عن نينا‪..‬‬
‫إبتسمت بسخريه قائله‪ :‬أووه يبدو بأنك تهتم ألمر رين كثيرا ً لدرجة أنك ال تعلم عن كون الجدة‬
‫قد توفيت وتشردت الطفله وأ ُمسك بها من قِبل بعض ُمطاردي رين كي يستخدموها للضغط‬
‫عليها‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه وهو يقول‪ :‬ماتت !! متى حدث هذا ؟‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬إسأل الشخص الذي يهتم ألمر رين كثيرا ً‪..‬‬
‫بقيت عيناه متسعتان من الصدمه قبل أن يُشيح بنظره هامسا ً لنفسه‪ :‬لقد كانت طيبه‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً ونظر إليها يقول‪ :‬هل تعرفين مكانها اآلن ؟‬
‫كلير‪ :‬ربما‪..‬‬
‫رفع حاجبه فقالت‪ :‬أملك رقم أحد األشخاص ُهناك وتواصلتُ معه واآلن أُحاول إقناعه أن أرى‬
‫الطفلة ولو لمره ‪ ،‬هو على وشك اإلقتناع فالذنب لما حدث لجاكي يُمزقه‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬ماذا حدث معه ؟‬
‫كلير‪ :‬كان يحمي نينا لفترة ولكنه أُصيب في ُمحاولته للتصدي لهم‪..‬‬
‫مط شفتيه قائالً‪ :‬إنها أمور ال تُناسبكم ‪ ،‬عليكم اإلهتمام بالدراسة فقط ‪ ،‬حسنا ً أعطيني رقم هذا‬
‫الشخص‪..‬‬
‫صحبتي وتبقى هادئا ً وإما أكمل‬ ‫كلير‪ :‬لن أُعطيك ‪ ،‬سأتقابل معها هذه الليله ‪ ،‬إما أن تأتي ب ُ‬
‫بحثك اليائس عن خيوط أُخرى‪..‬‬
‫نظر إليها بهدوء تام وعرف اآلن لما تكرهها رين كثيرا ً‪..‬‬
‫أجابها بهدوء‪ :‬أرسلي لي العنوان والموعد‪..‬‬
‫ت تُضحكينني‪" ..‬‬ ‫بعدها أرتدى خوذته وهو يهمس بداخله‪" :‬أبقى هادئا ً ؟ أن ِ‬
‫وإنطلق ُمسرعا ً من أمامها فقالت بهدوء‪ :‬أعلم هذا ‪ ،‬هو لن يبقى هادئا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:34 am‬‬

‫تسلل الى أُذنيه صوت خشخشة بالجوار ففتح عينيه ينظر الى السقف ومن ثم دار برأسه يمينا ً‬
‫ووقع نظره عليها وهي تُقلب في محفظته وتُخرج بطاقاته وأمواله‪..‬‬
‫ت خافت‪ :‬تسرقين ُمجددا ً ؟‬ ‫همس بصو ٍ‬
‫ُ‬
‫إنتفض جسدُها بفزع قبل أن تلتفت إليه وتقول بإنزعاج‪ :‬أنا فقط أحصي المال ألتأكد ما إن كان‬
‫سيأ ُخذنا الى باريس أو ال!‬
‫حاول الجلوس وهو يشعر بألم كبير في كتفه ‪ ،‬نظره الى قميصه األبيض مفتوح األزرار ومن‬
‫تحت ضماده كبيره إلتفت على كتفه وصدره بالكامل‪..‬‬
‫نظر إليها وهي تُكمل عملها في الحساب وحاول أن يتذكر ما حدث ولكن خروجه من الحديقة‬
‫هو آخر ما يتذكره‪..‬‬
‫تحدث بهدوء يقول‪ :‬ماذا حدث ؟‬
‫لم تُجبه قبل أن تُنهي حسابها ومن ثم قالت‪ :‬سقطتَ مغشيا ً عليك ‪ ،‬مرت سيارة أُجره أخذتُها‬
‫وأتيتُ بك الى ُهنا ‪ ،‬طلبتُ طبيبا ً خاصةً ألجلك ‪ ،‬لقد صرفتُ الكثير من المال ولكن كُله ألجلك‬
‫لذا ال يحق أن تغضب‪..‬‬
‫وأكملت هامسه‪ :‬أنت ثري لذا من ال ُمفترض أال تحتج‪..‬‬
‫نظر حوله فتذكر هذه الشقه ‪ ،‬ليست نفسها ولكنها في ذات المبنى الذي إستأجر فيه شقة‬
‫هربها من المنظمة آخر مره‪..‬‬ ‫ألجلها عندما ّ‬
‫نظر إليها ومن ثُم قال‪ :‬ولما لم تذهبي برفقته ؟ هو أفضل من سيُساعدك وليس أنا‪..‬‬
‫رين ببرود‪ :‬لن أثق برجال الشرطه‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ُ :‬متأكده ؟‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬ولما تسألني بنبرة شك ؟‬
‫إبتسم بسخريه وعلق‪ :‬ال أدري ‪ ،‬ولكن يُخيل لي بأن عينيك نبضت بالكثير من القلوب حالما‬
‫رأيته‪..‬‬
‫سخريته بشده وقالت‪ :‬نعم هذا طبيعي !!! كُنتُ في موقف صعب لذا سأُسعد عند‬ ‫إنزعجت من ُ‬
‫حضور أي شخص لل ُمساعده!‬
‫ت أنه شرطي مع أنه لم يرتدي زيه الرسمي ؟‬ ‫ريكس بسخريه‪ :‬أي شخص ؟! وكيف إذا ً عرف ِ‬
‫ترددت قليالً قبل أن تقول‪ :‬أسلوبه كان واضحا ً ‪ ،‬إنه أسلوب رجال أمن‪..‬‬
‫قرر أال يتجادل معها أكثر وقال‪ :‬كم صرفتي ؟‬
‫رين‪ :‬ثمن التوصيل وثمن إيجار الشقه وأتعاب الطبيب ‪ ،‬كلفت ما يُقارب الـ‪ 456‬يورو‪..‬‬
‫عقد حاجبه وقال‪ :‬ولما كُل هذا!!‬
‫رين‪ :‬إخترتُ طبيبا ً عشوائيا ً عبر االنترنت وبال ُمصادفه كان باهضا ً وطلب ‪ 300‬يورو ُمقابل‬
‫عالجك‪..‬‬
‫ت إبحثي عن ذاك الشرطي وأطلبي‬ ‫إنزعج من األمر وقال‪ :‬ال بأس ‪ ،‬سأعود الى منزلي وأن ِ‬
‫ُمساعدته ‪ ،‬ال أحد يكره ال ُمنظمة ويقف في وجهها أكثر منه لذا ستشعرين باألمان معه‪..‬‬
‫إنزعجت وقالت‪ :‬كال ! بيننا إتفاق ! خذني الى باريس بنفسك ‪ ،‬أنت من أفقدني ذاكرتي لذا‬
‫عليك تحمل كُل شيء‪..‬‬
‫تحسس ريكس مكان إصابته وهو يقول‪ :‬لم أتفق معك بأي شيء ‪ ،‬وجودك معي ال يجلب لي‬
‫سوى المشاكل ‪ ،‬دعيني أُكمل أموري بهدوء تام‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتره قبل أن تقول‪ :‬البد من أنك ال تعرف‪..‬‬
‫عقد حواجبه ونظر إليها فقالت‪ :‬لقد إستطاع ذاك القاتل التملص من يدي الشرطي وهرب ‪،‬‬
‫بالتأكيد أخبر الجميع عن خيانتك ‪ ،‬مصيرك اآلن إرتبط بمصيري ُرغما ً عنك‪..‬‬
‫دُهش من كالمها فلم يكن يضن بأن ثيو سيُخفق في اإلمساك به!!‬
‫سحقا ً!‬
‫ُ‬
‫أي ُمصيب ٍة هذه التي حلت عليه ؟!‬
‫قالها في وجهها‪ :‬مغناطيس مشاكل حقا ً‪..‬‬
‫إنزعجت ولكن لم تتحدث فما يُهمها اآلن هو أن يقبل ُمساعدتها ال غير‪..‬‬
‫حاولت أن تُثير ذلك بقولها‪ :‬أتعلم ‪ ،‬األيام األخيره أصبحت أتذكر بعض المواقف بشكل شبه‬
‫يومي ‪ ،‬أضن بأني قريبا ً سأسترجع ذاكرتي دون أدنى شك‪..‬‬
‫نظرت الى عينيه وأكملت‪ :‬باألمس عندما رأيتُ ال ُمسدس تذكرتُ آليس والدتك ‪ ،‬كُنتُ في‬
‫منزلها على ما أضن أُقلب في درجها بحثا ً عن صوره وبال ُمصادفه وجدتُ ال ُمسدس ‪ ،‬أصبحتُ‬
‫أتذكر أمورا ً عنها بكثره ‪ ،‬أنا واثقه بأني قريبا ً للغايه سأتذكر ماهو السر الذي أخبرتني به‬
‫والذي يسعى البروفيسور جاهدا ً لمعرفة مكانه‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يقف ويُغادر‪..‬‬
‫وقف أمام المغسلة وغسل وجهه جيدا ً قبل أن ينظر الى المرآه يُفكر في خطوته القادمه‪..‬‬
‫هل يضع كُل آماله عليها وعلى ذاكرتها ؟‬
‫هل يتخلى عن المنظمة ويوقع نفسه بمشاكل معها ؟‬
‫ماذا لو لم تتذكر ؟ ماذا لو أصالً كان السر مختلفا ً تماما ً عن هدفه ؟‬
‫ماذا سيفعل حينها ؟‬
‫هو حقا ً يُريد معرفته وبال ُمقابل ال يُريد أن يتورط مع المنظمة في هذه الخطوه!‬
‫نعم ‪ ،‬لقد هيأ نفسه ُمسبقا ً على الوقوف في وجههم ولكن يشعر بأن الوقت ُمبكرا ً ومن الغباء‬
‫أن يقف في وجههم وهو حتى اآلن ال يعرف الكثير عن أسرار والدته وعن غموض مقتلها‪..‬‬
‫أغمض عينيه ُمفكرا ً وهو يضع في حسبانه كون جوي قد أخبر المنظمة عنه‪..‬‬
‫هل حقا ً ال يُمكنه التراجع اآلن ؟‬
‫األمر صعب للغايه‪..‬‬
‫من الصعب إتخاذ أي قرار!‬

‫***‬

‫‪10:30 am‬‬
‫‪- Colmar -‬‬

‫عيناها المصدومتان ُمعلقتان بالملف الذي بين يديها‪..‬‬


‫بينما كانت تجلس أمامها إمرأة ذات مظهر أنيق ُرغم تقدمها بالسن‪..‬‬
‫أنهت هذه المرأة حديثها قائله‪ :‬واآلن سأُغادر وسأتظاهر بأني لم أرى شيئا ً بال ُمقابل على‬
‫األوراق األصليه أن تحضر الى مكتبي خالل أسبوع على األكثر‪..‬‬
‫وقفت ُمكمله‪ :‬أستميحك عذرا ً‪..‬‬
‫أخذت حقيبتها وغادرت المنزل وتلك ال تزال عيناها مصدومتان وهي تهمس‪ :‬مزوره !‬
‫األوراق ُمزوره يا ريكارد !!! لما ؟!!‬
‫تقدم إبنها قائالً‪ :‬أمي ‪ ،‬من تلك المرأه وماذا كانت تُريد ؟‬
‫رفعت عيناها إليه وقالت‪ :‬مارك ‪ ،‬هل سمعت ُمحادثتنا ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً فعاودت النظر الى الملف وهي تهمس‪ :‬علي رؤيته ‪ ،‬علي رؤيته‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬من ؟‬
‫ظهر التوتر التام على وجهها ورفعت رأسها الى إبنها تقول‪ :‬مارك ‪ ،‬والدتك عليها أن تُسافر‬
‫ألمر طارئ!‬
‫مارك‪ :‬أين ؟ وماهو هذا األمر ؟‬
‫ُ‬
‫وقفت تاركتا ً الملف خلفها ووضعت كلتا يديها على كتفيه تقول‪ :‬إسمع ‪ ،‬علي السفر ‪ ،‬لن أطيل‬
‫الغياب ‪ ،‬هل يُمكنك البقاء لوحدك ؟ فقط ليوم واحد عزيزي‪..‬‬
‫زاد تعجبه يقول‪ :‬ولكن لما ؟‬
‫صمتت قليالً بعدها قالت‪ :‬سأُخبرك عندما أعود فأنا بنفسي ال أعرف ‪ ،‬حسنا ً ؟ هل يُمكنك‬
‫البقاء ب ُمفردك ؟ ألن تخاف ؟‬
‫هز رأسه يقول‪ :‬ال عليك ‪ ،‬ولكن إتصلي بي بعد كُل وقت‪..‬‬
‫ما إن قال جملته هذه حتى أخذت الملف ودخلت الى حجرتها تقول‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫وأكملت تُملي أوامرها‪ :‬ال تُغادر المنزل بتاتا ً تحت أي ظرف كان ‪ ،‬المطبخ مليء باألطعمه‬
‫والمشروبات ولديك التلفاز مليء بقنوات الترفيه ‪ ،‬أرجوك مارك ال تُغادر المنزل أبدا ً وإنتبه‬
‫من الغاز‪..‬‬
‫وتحت صدمته خرجت من المنزل وأغلقت الباب خلفها‪..‬‬
‫همس‪ :‬لم أرها في حياتي بمثل هذا التوتر واإلستعجال ! ما السبب يا تُرى ؟‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 46‬‬

‫"إن اإلنسان هو إنسان األشياء التي يحتفظ بها لنفسه أكثر من كونه إنسان األشياء التي‬
‫يقولها"‬

‫‪ -‬ألبير كامو‪-‬‬

‫كان طفالً وحيدا ً غريبا ً ال يفهمه أحد‪..‬‬


‫لم يكن حتى يلعب كما يلعب بقية األطفال‪..‬‬
‫يجتمع األطفال ليلعبوا بالمكعبات ويبنون بها بيوتا ً بينما هو ينظر إليها ُمفكرا ً بسبب وضع‬
‫أربع ألوان لها وليس سته أو عشره‪..‬‬
‫يرفض اللعب بالكرة ألنه كان يراها شبيهة برؤس البشر لذا يخافها‪..‬‬
‫يكره اللعب بالدمى المحشوه او السيارات فهو يضنها حقيقيه وستتحرك وتؤذيه‪..‬‬
‫إنه حتى يدفن الحيوانات األليفه إذا ماتت وكأنه يُغطي على جريمته التي لم يفعلها أصالً‪..‬‬
‫كان غريبا ً ولم يُحاول أحدا ً فهمه ‪ ،‬كانوا يصفونه بال ُمدلل البكاء ال غير‪..‬‬
‫وألن ال أحد يُعيره إهتماما ً كافيا ً أصبح شديد التكتم ‪ ،‬كُل شيء يفعله بصمت حتى لو كان شيئا ً‬
‫غبيا ً‪..‬‬
‫كبُر وكبرت معه عادته بينما ال يزال يضن من حوله أنه فقط طفل هادئ‪..‬‬
‫لم يعرفوا بكمية األفكار التي في رأسه ‪ ،‬لم يُصحح أحدهم أغالطه ألنه أصالً ال يُظهرها ألحد‪..‬‬
‫كبُر وكبرت معه أفكاره التي لم يوجهه أح ٌد فيها لذا حتى هو بنفسه ال يعرف هل هي صحيحه‬
‫أو خاطئه‪..‬‬
‫هي فقط‪..‬‬
‫هي وحدها من فهمته‪..‬‬
‫لطالما وهم صغارا ً كانوا يأتون برفقة ريكس الى منزلها كي يلعبوا‪..‬‬
‫كان اخواه يلعبان بشكل طبيعي مع ريكس وإدريان أما هو فكان نادرا ً ما يلعب‪..‬‬
‫يُحب الجلوس ‪ ،‬تأمل األشجار ‪ُ ،‬مراقبة أسراب النمل ومالحقة القطط‪..‬‬
‫عندما تراه هكذا ال تُعاتبه قائله "لما ال تلعب مع أقرانك! "‬
‫كانت تجلس بجانبه وتتحدث معه بسالسه كي يُخرج كُل ما في ُجعبته‪..‬‬
‫عندما يتحدث كان يشعر بالخوف من ردة فعلها ولكنه تفاجئ من كونها تُسايره وتوافقه على‬
‫أفكاره مما جعله يتحدث دائما ً بحماس‪..‬‬
‫لقد حدث وأن هرب مرة من المنزل فقط كي يأتي إليها‪..‬‬
‫أحبها كثيرا ً‪..‬‬
‫وهي أيضا ً أحبته وإحتوته‪..‬‬
‫ولكن فجأه قُطعت أخبارها وقال عمه للجميع لقد ماتت‪..‬‬
‫وهذا لوحده جعله يُعاود الى دائرة اإلنطوائيه بعدما كاد أن يتخلص منها‪..‬‬
‫ليكتشف بعدما كبُر قليالً أنها لم تمت كما قال عمه‪...‬‬
‫وانها في مشكلة عويصه ود لو يلقي بنفسه إليها لتخرج هي بسالم‪..‬‬
‫وهذا ما جعله يجد هدفا ً آخر في حياته ‪ ،‬يُكافح ألجله ‪ ....‬ألجلها‪..‬‬

‫صوت رن هاتفه أيقضه من شروده على طاولة الغداء‪..‬‬


‫أخذ نفسا ً ومن ثُم إلتقط الهاتف ناظرا ً الى الرقم الغريب‪..‬‬
‫من عساه يكون ؟‬
‫رد وهو يصب لنفسه كوب عصير‪ :‬من ؟‬
‫جاءه صوت أخاه األكبر يقول‪ :‬فرانس صحيح ؟‬
‫توتر فرانس وحاول تغيير صوته يقول‪ :‬لقد أخطأت العنوان‪..‬‬
‫كاد ان يُغلق الهاتف ولكن سبقه آلبرت يقول بهدوء‪ :‬عصر اليوم يجب أن أراك ‪ ،‬إن كُنتَ‬
‫خائفا ً من الحضور الى منزل عمي فأرسل لي عنوانا ً‪..‬‬
‫وأغلق الهاتف بعدها فإنزعج فرانس وقال‪ :‬ماهذه الورطه ؟ إني أعيش اآلن بسالم ففي ماذا‬
‫يُريدني ؟ ُمشكلة ما من دون شك أنا اعرف‪..‬‬
‫تنهد بعمق وعاود إكمال طعام غداءه وهو يُفكر بأمر أخاه آلبرت‪..‬‬
‫من بعد شجارهما ذاك لم يُحادثه ُمطلقا ً‪..‬‬
‫في ماذا يُريده اآلن ؟‬
‫هذا حقا ً غريب‪..‬‬
‫همس‪ :‬أتمنى أال يطلب مني العوده فأنا مرتاح هكذا‪..‬‬

‫في الجهة األُخرى أغلق ألبرت هاتفه ونظر الى الشاشة لفتره‪..‬‬
‫سيعود قريبا ً الى لندن ‪ ،‬يُريد إنهاء كُل شيء ُهنا حتى ال يضطر للمجيء ُمجددا ً‪..‬‬
‫أمر فلور اآلن يُتعبه كثيرا ً وحاول قدر ال ُمستطاع أن يُغطي عليه لذا يتمنى أال يحدث ماهو‬
‫أسوأ‪..‬‬
‫إستيال ُمغلقةً هاتفها وال يُمكنه التواصل معها‪..‬‬
‫واآلن فرانس منذ ذلك اليوم وهو خارج المنزل‪..‬‬
‫مهما كان ومهما قال فهو في األخير أخاه األصغر ولن يتركه هكذا‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما تذكر آخر فرد في عائلته ثُم أوقف أول خادمة رآها يقول‪ :‬أيقضي كين‬
‫وإسأليه عن سبب غيابه عن المدرسة هذا اليوم ‪ ،‬إن كان مريضا ً فأخبريني‪..‬‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬كما تأمر‪..‬‬
‫غرفة كين وطرقت الباب قبل أن تدخل‪..‬‬ ‫إتجهت الى األعلى حيث ُ‬
‫تقدمت من السرير وهمست‪ :‬كين ‪ ،‬مرحبا ً ‪ ،‬ألن تستيقظ ؟ أخاك قلق بشأنك‪..‬‬
‫فتح كين إحدى عينيه بعدها همس‪ :‬حسنا ً سأستيقظ حاالً ‪ ،‬أطفئي جهاز التكييف‪..‬‬
‫إبتسمت وأطفأت التكييف وتقدمت من النافذه تفتحها ليدخل الهواء الى الغُرفه بينما وقف كين‬
‫وذهب ُمترنحا ً الى دورة المياه كي يغسل وجهه وأسنانه‪..‬‬
‫خرج ونظر الى الخادمة التي تُرتب فراشه فجلس على الكرسي قائالً‪ :‬كم الساعه ؟‬
‫ظهرا ً‪..‬‬‫أجابته‪ :‬إنها الواحده والنصف ُ‬
‫كين‪ :‬لما لم توقضوني على الغداء ؟‬
‫أجابته‪ :‬لم تتغيب إال ألنك تعب لذا لم يشأ أحد أن يوقضك‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره فحالما أنهت ترتيب السرير قالت له بإبتسامه‪ :‬هل أُحضره لك ؟‬
‫هز رأسه باإليجاب وعندما إلتفتت لتُغادر أوقفها بسؤاله‪ :‬ألم تُالحظي أني بدأتُ هذه األيام‬
‫أطلب عصير البُرتقال بكثره ؟‬
‫إرتبكت للغايه وإلتفتت إليه تقول وهي تتحاشى النظر الى عينيه ُمباشرةً‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫نظر الى ردة فعلها قليالً قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬أعني هو أصبح ُمفضالً لدي ‪ ،‬لذا أتمنى أن‬
‫تُحضريه لي في ِكل مرة دون أن أطلب هذا‪..‬‬
‫عادت الراحة تكسو مالمحها لتبتسم بعدها قائله‪ :‬كما تأمر‪..‬‬
‫ومن ثُم غادرت ُمغلقةً الباب خلفها‪..‬‬
‫سحقا ً ! لقد فعلتها حقا ً‪..‬‬ ‫إختفت إبتسامته وشد على أسنانه هامساً‪ُ :‬‬
‫وقف وتقدم من النافذه ناظرا ً الى ساحة المنزل لفتره وهو يقول‪ :‬كيف أُخلص نفسي من هذا ؟‬
‫علي إيجاد حالً وبسرعه‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:55 pm‬‬

‫دخلت رين الى الشقة وبيدها كيس طعام من إحدى محالت الوجبات السريعه‪..‬‬
‫وضعته على الطاوله ومن ثُم دخلت الى الغرفه لتجد ريكس يغط في النوم‪..‬‬
‫تنهدت ونظرت الى كتفه ال ُمصاب وهي تشعر بالذنب الشديد لما أصابه‪..‬‬
‫أسندت كتفها على حدود الباب وهي تهمس بهدوء‪ :‬أضنه هكذا سدد الثمن صحيح ؟ أفقدني‬
‫لذاكرتي وبال ُمقابل أُصيب ألجلي‪..‬‬
‫مر برأسها مشهد إطالق ذاك القاتل وإصابة ريكس بالرصاصه‪..‬‬
‫لما تشعر بالذنب ناحيته بينما كانت ال تراه سوى كشرير قاسي وقح أفقدها ذاكرتها وأهانها‬
‫برمي المال عليها وأخفى الكثير من األمور ولسانه لم يكن لمرة واحده جيد معها!‬
‫لما تغير كُل هذا تدريجيا ً مع الوقت ؟‬
‫لما تالشى كرهها له هكذا ؟‬
‫إستغلته وإستغلت رغبته الشديده لمعرفة تفاصيل ما حدث مع والدته من أجل نفسها فقط بينما‬
‫هو لم يستغلها وال لمره!‬
‫حتى عندما أنقذها آخر مره بنية أن تُخبره عن ما تعرف لم يكن يتالعب بها بل واضحا ً‬
‫بسؤاله‪..‬‬
‫حتى عندما أخبرته عن كذبها عليه لم يتركها تواجه مصيرها بل ساعدها‪..‬‬
‫عرض نفسه للخطر فقط ألنه يُعلق نفسه على أمل بسيط قد ال يُفيده بشيء‪..‬‬
‫تشعر بأنها حقيره ووقحه للغايه‪..‬‬
‫ندمت كثيرا ً‪..‬‬
‫على كُرهه دون سبب ‪ ..‬عن إستغالله وعن عدم ُمصارحته منذ البدايه‪..‬‬
‫أغمضت عينيها وهمست‪ :‬لم أكف عن ذلك بل كذبتُ عليه بأمر هروب القاتل كي يبقى بجانبي‬
‫ويُساعدني ‪ ،‬يالي من حقيره‪..‬‬
‫تقدمت منه ومدت يدها تهزه قليالً فلما حرك عينيه همست له‪ :‬ألستَ جائعا ً ؟ أحضرتُ بعض‬
‫الطعام‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬ه ّيا ‪ ،‬إنه برجر ذلك العجوز ‪ ،‬أضُنك تُحبه‪..‬‬
‫فتح عينيه ونظر إليها يقول‪ :‬ذلك العجوز ؟‬
‫رين‪ :‬نعم ‪ ،‬ذو الشعر األبيض واللحية الغريبة البيضاء ‪ ،‬الذي يرتدي النظارات أال تعرفه ؟‬
‫تنهد عندما علم بأنها تقصد كنتاكي وجلس وهو يهمس‪ :‬ضننتُك تقصدين شخصا ً نعرفه‪..‬‬
‫رين بدهشه‪ :‬ومن ال يعرف العجوز كولونيل!‬
‫ليس هذا ما يقصده!!‬
‫لم يشرح لها وأخذ هاتفه ينظر الى الساعه ‪ ،‬لقد شعر بتعب هذا الصباح من شدت التفكير‬
‫وذهب الى النوم‪..‬‬
‫شعر بأنه غاص بنوم عميق ‪ ،‬ال يُصدق بأنه لم تمر سوى أربع ساعات فقط‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما الحظ رسالةً نصيه‪..‬‬
‫فتحها فإذ هي من والده كتب فيها‪:‬‬
‫"هناك عشاء مع عائلة كالودي لتفسير بعض األمور العالقه ‪ ،‬عليك أن تحضر"‬
‫همس بإنزعاج وهو يُغلق هاتفه‪ :‬هذا ما كان ينقصني‪..‬‬
‫وقف وخرج فإبتسمت وخرجت خلفه ‪ ،‬بدأت بإخراج حصته من الطعام ووضعتها أمامه وبينما‬
‫هي تُخرج حصتها قال‪ :‬سرقتي محفضتي ُمجددا ً ؟‬
‫شخص ال يُصدق ! ثري‬ ‫ٌ‬ ‫إنزعجت وقالت‪ :‬حالما أستعيد ذاكرتي سأُعيد لك كُل مالك ‪ ،‬أنتَ حقا ً‬
‫ويُحاسبني على المال‪..‬‬
‫إبتسم للحضه بعدها تنهد وأخذ هاتفه النقال فقالت‪ :‬ماذا ستفعل ؟‬
‫إتصل على أحدهم ووضع الهاتف على أُذنه دون أن يُجيبها‪..‬‬
‫تعجبت وهمست لنفسها‪ :‬هل سيتصل على ذاك المزعج آندرو ؟‬
‫هذا ما خطر ببالها ‪ ،‬البد من أنه ذات الشخص الذي أتصل عليه ُمسبقا ً ليلة األمس‪..‬‬
‫حينها أقفلت هاتفه دون أن ترد فآخر من تُريد رؤيته هو ذاك المزعج الذي وبدون أدنى شك‬
‫سيُحملها هي المسؤولية عما حدث‪..‬‬
‫بدأت بتناول طعامها فبدأ ريكس بالحديث عندما رد الطرف اآلخر قائالً‪ :‬إسمع ‪ ،‬هل من أخبار‬
‫ُمريبةً داخل المنظمه ؟ عني أو عن جوي ؟‬
‫غصت رين في لقمتها فنظر إليها ُمتعجبا ً وهي تُكافح إلبتالعها فإنزعج من غبائها ومد لها‬
‫علبة العصير فأخذتها وشربت ربعها تقريبا ً في نفس واحد بينما ريكس يستمع الى الطرف‬
‫اآلخر بهدوء‪..‬‬
‫ظهر التوتر على عيني رين وهي ترى هدوءه وتقول في نفسها‪" :‬لو كُنتُ أعلم بأنه يملك‬
‫أصدقاءا ً داخل المنظمه لكذبتُ كذبةً أفضل ! أتمنى أال تُكتشف كذبتي ‪ ،‬أتمنى هذا‪" ..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ،‬وافني بالجديد‪..‬‬
‫وأغلق بعدها الهاتف فبقيت تنظر إليه بحذر وهو يفتح علبة البرجر دون تعليق‪..‬‬
‫إرتاحت نسبيا ً فما دام أنه لم يقل شيئا ً فهذا يعني بأن األمور ال تزال في صالحها‪..‬‬
‫ت بخصوص هروب جوي ؟‬ ‫صدمها بسؤاله‪ :‬لما كذب ِ‬
‫رفع عينيه إليها وقال‪ :‬ألم تقولي لي بأنك لن تكذبي ُمجددا ً ؟‬
‫شتت نظرها في األرجاء وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أخبرتُك بما توقعتُه ‪ ،‬أعني هو قاتل وذاك الشاب‬
‫محض شرطي لذا لم أضنه سيقدر عليه‪..‬‬
‫ت ُمجددا ً فسأُسلمك بنفسي الى‪....‬‬ ‫ريكس ببرود‪ :‬إن كذب ِ‬
‫قاطعته بسرعه‪ :‬أعدك بأنها آخر كذبه‪..‬‬
‫رفع حاجبه بعدها أكمل تناول طعامه دون تعليق‪..‬‬
‫بقي الجو هادئا ً لفتره قبل أن يتحدث ُمجددا ً قائالً‪ :‬وأيضا ً ‪ ،‬ال تقولي عنه محض شرطي ‪ ،‬لقد‬
‫أدخل الكثير الى السجن ولكن كانوا يخرجون بسبب قلة األدله ‪ ،‬كاني وموريس واآلن جوي‪..‬‬
‫أمالت شفتيها تقول‪ :‬ذاك األصلع أيضا ً ؟ اممم ال بأس به‪..‬‬
‫نظر إليها وقال‪ :‬إنه شخص جيد ‪ ،‬إذهبي برفقته‪..‬‬
‫إنزعجت وقالت‪ :‬تحدثنا عن هذا في الصباح ! أنا ال أُريد‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬هو يملك الكثير من المعلومات عن المنظمه ‪ ،‬وهو عدو صريح لها ‪ ،‬ستكونين في‬
‫حمايته ‪ ،‬فكري باألمر مليا ً فأنا ال يُمكنني تقديم األمان لك‪..‬‬
‫رين‪ :‬أنا ال أُريد األمان ‪ ،‬أنا أُريد ال ُمساعده ‪ ،‬أُريد شخصا ً في نفس ضروفي ويفهمني ‪ ،‬أُريد‬
‫أن أتبادل معه المصالح ‪ ،‬أُساعده ويُساعدني دون سبب ‪ ،‬أُريد بإختصار شخص وقح مثلك ال‬
‫ي من أجل مصالحه ‪،‬‬ ‫يهتم بإستغاللي وصريح جدا ً معي !!! ذاك الشرطي حتما سيكذب عل ّ‬
‫فهمت اآلن لماذا ؟‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬من الوقاحة أن تصفيني بهذا‪..‬‬
‫رين بإبتسامه‪ :‬قول الحقيقة ال يُعتبر وقاحه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً إذا ً ‪ ،‬إبحثي عن شخص آخر ليُساعدك‪..‬‬
‫رين‪ :‬هذا ما أُريده بالضبط ‪ ،‬شخص مثلك يقول ما يشعر به ُمباشرةً فأنا أكره التملق والكذب‬
‫‪..‬‬
‫ت بارعةً به‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬عجبا ً ‪ ،‬تكرهين شيئا ً أن ِ‬
‫مطت شفتيها بإنزعاج وأكملت تناول طعامها دون تعليق‪..‬‬
‫بعد فترة من الوقت إبتسمت ونظرت إليه تقول‪ :‬رأيتُ وجهك‪..‬‬
‫عقد حاجبه ونظر إليها فقالت‪ :‬تذكرتُ باألمس ذِكرى لك ‪ ،‬كُنتُ أُقلب بصور ٍة ما ‪ ،‬ال أتذكرها‬
‫جيدا ً ولكن كانت صورتك بكُل تأكيد ‪ ،‬أخبرتني حينها والدتُك عن كوني أنا أجمل من إبنها‬
‫هههههههههه ‪ ..‬حتى والدتك فضلتني عليك‪..‬‬
‫ال تعلم لما كذبت في هذه الناحيه ولكن غرورها كأُنثى منعها من اإلعتراف بالحقيقة‪..‬‬
‫سخريتها وتقرر تجاهل هذا وهو يقول‪ :‬ما الذي قالته غير هذا ؟‬ ‫رفع حاجبه من ُ‬
‫هزت كتفها تقول‪ :‬فقط تخبرني بكوني أجمل منك ‪ ،‬أتذكر حينها نفسي وأنا أتطلع ل ُمقابلتك‬
‫وجعلك تُناديني بأُختي الكُبرى‪..‬‬
‫ضحكت وأكملت‪ :‬عندما قُلتُ هذا لم تعترض والدتُك عن األمر بل يبدو وكأنه أعجبها ‪ ،‬أرثى‬
‫لحالك حقا ً‪..‬‬
‫لم يُعلق بل إسترخى جالسا ً يشرب من العصير وهو يتذكر والدته‪..‬‬
‫نظر الى رين بهدوء وحتى هذه اللحضه لم يستوعب بعد كونها تربطها عالقةً وثيقه بوالدته‪..‬‬
‫األمر غريب بشده بالنسبة إليه‪..‬‬
‫واألغرب كونه يسمع عن ذكريات والدته عن طريق أشخاص آخرين وهو بنفسه ال يملك‬
‫سوى القليل من الذكريات معها‪..‬‬
‫األمر ‪ ....‬آلمه بعض الشيء‪..‬‬
‫نظرت رين الى عينيه الشاردتين بوجهها فترددت كثيرا ً في سؤاله‪..‬‬
‫فالفضول الكبير يتملكها ‪ ،‬تُريد معرفة كيف ماتت تلك المرأه‪..‬‬
‫ولما ريكس يُحمل نفسه ذنب ذلك ؟‬
‫ولما الجميع يُحبها رغم كونها جاسوسة روسيه!‬
‫هي أيضا ً تمتلك ذكريات جيده عنها!‬
‫ما السبب ؟‬
‫تنهدت وهي تتذكر ذكرى البارحه ‪ ،‬ذكرى وجه آليس وهي تُحدثها عن الصوره‪..‬‬
‫لقد كانت تبدو كإمرأة لطيفه تتحدث بشغف عن إبنها الوحيد‪..‬‬
‫عن إبنها الوحيد‪..‬‬
‫عن إبنها ‪ .....‬كال!‬
‫صداع رأسها فأمسك به بألم ‪ ،‬إستيقظ ريكس من شروده ونظر إليها يقول‪ :‬مابك ؟‬ ‫نهش ال ُ‬
‫هزت رأسها نفيا ً وشدت على أسنانها وذكرى البارحه تتكرر ُمجددا ً في عقلها‪..‬‬
‫آليس وال ُمسدس والحديث الذي دار بينهما والصوره‪..‬‬
‫والصوره‪..‬‬
‫إتسعت عيناها عندما إتضحت معالم هذه الصوره حيث ذاك الطفل اللطيف فيها‪..‬‬
‫والذي لم يكن يملك شعرا ً أسود اللون بتاتا ً‪..‬‬
‫شخصت عيناها بالفراغ قبل أن ترفع نظرها الى ريكس تقول بعدم تصديق‪ :‬الذي بالصوره ‪،‬‬
‫لم يكن أنت!‬

‫***‬

‫‪2:30 pm‬‬
‫ذكرى ذاك اليوم قبل إثنا عشر عاما ً ال تزال تدور برأسها‪..‬‬
‫كانت في ليلة بارده تجلس أمام المدفأه تقرأ أحد الكُتب الهزليه تنتظر عودة زوجها الذي‬
‫لطالما كان يغيب كثيرا ً عن المنزل‪..‬‬
‫عقم فيها‪..‬‬
‫تزوجته منذ ستة أعوام ولم يُنجبا األطفال بسبب ٍ‬
‫غيابه الكثير ال يزعجها ‪ ،‬يكفيها كونه متمسك بها رغم أنها ال تُنجب األطفال‪..‬‬
‫تُحبه وتُحب كُل شيء فيه‪..‬‬
‫حتى فاجئها في تلك الليله‪..‬‬
‫عندما دخل عليها المنزل وفي يده طف ٌل لم يتجاوز الرابعة من العمر‪..‬‬
‫إختفت إبتسامتها ونظرت الى الطفل قائله‪ :‬ريكارد ‪ ،‬من هذا ؟‬
‫أجابها بهدوء تام‪ :‬مارك ‪ .......‬إبني‪..‬‬
‫**‬

‫أغمضت عيناها ُمحاولةً نسيان هذا األمر ونسيان ما حدث بعدها‪..‬‬


‫توقفت سيارة األُجره فخرجت وإتجهت الى المبنى الكبير والى شق ٍة معينةً فيه‪..‬‬
‫لقد عرفت ُمسبقا ً قبل عامين تقريبا ً عن مكان سكنه هذا ولكنها تظاهرت بالجهل فلم ترد أن‬
‫تربطها عالقةٌ فيه‪..‬‬
‫لقد كرهته ‪ ،‬كرهته منذ اليوم الذي دخل فيه برفقة إبن من إمرأ ٍة أُخرى‪..‬‬
‫وكادت أن تكره الطفل ايضا ً ولكن حبها لألطفال ورغبتها بإمتالك إبن جعلها تكتفي بكره والده‬
‫فقط‪..‬‬
‫كرست حياتها ألجل هذا الطفل مع أنها تعلم بأنه نتيجة خيانة زوجها لذا لطالما أُصيبت بالكثير‬
‫من اإلنفصام أثناء تربيته‪..‬‬
‫فتارةً تحتضنه وكأنه قطعةٌ منها وتارة تُعاقبه ألتفه األمور تنفيسا ً عن غضبها تجاه والده‪..‬‬
‫فعلت الكثير وهربت ألجل أن تتوقف عن رؤية ريكارد وتقطع صلتها به وتربي مارك جيدا ً‬
‫وكأنه إبنها‪..‬‬
‫ولكن‪...‬‬
‫كُل شيء قد تلخبط اآلن!‬
‫دقت الجرس مرارا ً وتكرارا ً ولكن ال ُمجيب‪..‬‬
‫هل هو خارج المنزل ؟‬
‫هل هي مضطرةٌ الى إنتظاره حتى يعود ‪..‬؟‬
‫تكتفت وأسندت ظهرها على الباب هامسه‪ :‬سأنتظرك ‪ ..‬عليك أن تُفسر لي هذا أيها الكاذب‪..‬‬
‫أغمضت عينيها وغاصت ببئر من اإلحتماالت العديده‪..‬‬

‫***‬

‫‪4:12 pm‬‬
‫خرج فرانس من الشقة التي إستأجرها سابقا ً بالمال الذي أعطته أخته إستيال وتوجه الى‬
‫الشارع ليوقف سيارة أُجره‪..‬‬
‫أرسل ألخيه إسم مقهى ما ليتقابال فيه‪..‬‬
‫هو ال يُريد هذا اللقاء ولكنه بال ُمقابل لن يمكنه الهروب من غضب أخيه لو لم يُقابله‪..‬‬
‫سيرى مالديه أوالً‪..‬‬
‫فربما كان األمر أتفه مما يعتقد رغم أنه الى اآلن متعجب من عودة أخيه الى ستراسبورغ‬
‫بهذه السرعه‪..‬‬
‫ركب السياره وأعطاه العنوان وخالل دقائق قليله وصل‪..‬‬
‫تنهد وأعطاه أجرته وهو يتمنى لو أنه إختار مقهى أبعد فهو يُريد التأخر عن أخاه خوفا ً من‬
‫مقابلته‪..‬‬
‫سيُقابله عاجالً أو آجالً لكن ال يُمكنه التخلص من خوفه الذي ال مبرر له‪..‬‬
‫دخل الى المقهى وتفاجئ من كون أخاه يجلس على الطاولة المحجوزه بهدوء وأمامه كوب‬
‫قهوه ينظر عبر الزجاج الى الحي الهادئ‪..‬‬
‫سحقا ً بدأ التوتر يزداد‪..‬‬ ‫لقد أتى باكرا ً ‪ُ ،‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وتقدم ‪ ،‬ما إن إقترب حتى حس عليه آلبرت ونظر إليه ببرود‪..‬‬
‫جلس وهو يكره هذه النظرة التي يرمقه بها أخاه ولكن ال يمكنه قول هذا فآخر محادث ٍة دارت‬
‫بينهما كانت كارثيه بحق‪..‬‬
‫راض عما قاله‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫إنه لم يعتذر حتى اآلن رغم أنه غير‬
‫حقا ً هو جبان بمرتبة شرف‪..‬‬
‫أتى النادل قائالً‪ :‬ما طلبُك ؟‬
‫توتر فرانس يقول‪ :‬مثل طلبه‪..‬‬
‫كالعاده ‪ ،‬ال يترك عادته هذه‪..‬‬
‫لم يُخبره آلبرت بأنه طلب قهوة تركيه فهو يُحبها مثل إستيال على عكس فرانس الذي يميل‬
‫للقهوة ال ُمحاله‪..‬‬
‫ال يعلم متى سيتوقف عن هذه العادة الغبيه فهي بالتأكيد قد وضعته في مواقف محرجة سابقه‬
‫‪..‬‬
‫دقائق حتى أحضر النادل القهوه وغادر‪..‬‬
‫شعر فرانس بالتشاؤم وهو يرى اللون الداكن وهمس بداخله‪" :‬أتمنى أن يكون مشروب‬
‫الشوكواله وليس كمشروب استيال الفضيع ذاك‪" ..‬‬
‫بدأ آلبرت الحديث قائالً‪ :‬بالتأكيد تعيش بعيدا ً لوحدك وال تعرف عن المشاكل التي تحدث في‬
‫المنزل ؟‬
‫لم يجد فرانس ما يقوله لذا بقي صامتا ً‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ال تخف ‪ ،‬لم أستدعيك ألضغط عليك من أجل العودة ‪ ،‬فأنا ال يحق لي إعطائك األوامر‬
‫كما أخبرتني سابقا ً‪..‬‬
‫تألم فرانس من كالمه وود لو يملك بعض الجرأة ويعتذر ولكن ال فائده‪..‬‬
‫هو جبان بالكامل‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬كُل ما أُريده هو أن تفعل شيئا ً بسيطا ً ‪ ،‬ليس من أجلي بل من أجل إخوتك على األقل ‪،‬‬
‫فأنا ال أ ُريد أن يقوموا بلومك بال ُمستقبل كما قُمتَ أنت بلومي ‪ ..‬فالشعور حتما ً ليس جيدا ً‪..‬‬
‫صمت آلبرت قليالً ولكن ال فائده‪..‬‬
‫مهما ل ّمح له بالحديث ال يزال أخاه عنيدا ً‪..‬‬
‫إنه ال يُريد حتى اإلعتذار على األقل‪..‬‬
‫هل كلمة "آسف" صعبه الى هذا الحد ؟‬
‫هو فقط يريد هذه الكلمه ‪ ،‬ال يريد تبريرا ً أو تفسيرا ً أو إعتذار ُمبالغ‪..‬‬
‫فقط يُريد أن ينطق أخاه بهذه الكلمه ولكن ال فائده‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وقال بعدها‪ :‬على أية حال ‪ ،‬والدتُك جينيفر تؤذي إخوتك ‪ ،‬هل ستبقى صامتا ً ؟‬
‫عقد فرانس حاجبه ونظر الى أخيه بتعجب فأكمل آلبرت‪ :‬من أين لها بكُل هذه المعلومات عنهم‬
‫؟ عن عالقات إستيال العاطفيه ‪ ،‬وعن هواية فلور السريه ؟ ال تُخبرني بأنك أنت من تُمرر لها‬
‫هذا ؟‬
‫فرانس بدهشه‪ :‬كال لستُ أنا‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬واثق ؟‬
‫فرانس‪ :‬لستُ وغدا ً الى هذه الدرجه!!‬
‫سخريه‪ :‬على األقل إعترفتَ بكونك وغد‪..‬‬ ‫إبتسم آلبرت هامسا ً ب ُ‬
‫تنهد وأكمل‪ :‬وإذا ً ؟ هل ستبقى صامتا ً ؟ ألن تفعل شيئا ً ألجلهم ؟‬
‫شتت فرانس نظره في األرجاء قبل أن يقول‪ :‬وماذا أفعل ؟‬
‫رفع آلبرت حاجبه يقول‪ :‬أولم تقل لي بأنك أصبحت كبيرا ً وتملك حق إتخاذ القرار ؟ لما تسألني‬
‫؟‬
‫لم يجد فرانس أي جواب فصمت وأخذ كوبه يرشف منه قبل أن يمط شفتيه وبالكاد يُحاول‬
‫إخفاء تعبيرات وجهه فالقهوة ذات مرار ٍة ال تُطاق‪..‬‬
‫أشار آلبرت الى النادل وطلب كأس ماء ألجل فرانس‪..‬‬
‫شعر فرانس بالحرج وحاول تغير الموضوع قائالً‪ :‬وماذا إن عرفت جينيفر باألمر ‪ ،‬لما تتحدث‬
‫وكأنه ُمصيبه ؟‬
‫آلبرت‪ :‬ألنها بالفعل كذلك ! إستيال خارج البيت بعدما تشاجرت مع عمي وفلور إنتشرت‬
‫معلوماتها وبالكاد يُمكنني السيطرة على األمر وأنا آمل أال يصل األمر الى الصحافه ألنه حينها‬
‫ستتطلخ العائله ب ُمصيبةً غير مصيبة ما فعلتَه بالحفل السابق‪..‬‬
‫شتت فرانس عينيه وهو يهمس‪ :‬لدي أسبابي‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬أسبابا ً سخيفه !! تلويث إسم العائله شيء ال يفعله سوى األوغاد ! إن لم تُرد أن يتولى‬
‫ق أكثر سرية ! على مشاكلنا أن تكون بيننا ال أن نُظهرها على‬ ‫ريكس رئاسة العائله فهناك ُ‬
‫طر ٌ‬
‫العامه!!‬
‫سخريه وأكمل‪ :‬ومن يفضح العائله ؟ شخص منها ‪ ،‬ياله من أمر ُمشرف‪..‬‬ ‫إبتسم ب ُ‬
‫شعر فرانس بالكثير من الضغط النفسي ولكن لم يستطع أن يقول أي شيء‪..‬‬
‫بقي آلبرت ينظر إليه لفتره ثُم قال‪ :‬أنتَ تعرفها كثيرا ً ‪ ،‬أخبرنا لم هي تريد تدميرنا ؟ هل الكره‬
‫فحسب هو السبب ؟ لما أجبرتك على فضح ريكس أمام العامة ايضا ً ؟‬
‫دُهش فرانس وقال بحده‪ :‬أخبرتُك بأنه لم يُجبرني أحد !! أنا من فعلت ُها بنفسي!‬
‫يعلم آلبرت هذا ولكن يُريد إستفزازه فهو يعلم كم أن أخاه أحمق وسيفضح الكثير بلحضة‬
‫غضب لذا أكمل إستفزازه قائالً‪ :‬بل هي من فعلت وأنت توافقها على ذلك ‪ ،‬لما تُريدان تدمير‬
‫العائله ؟ ما الذي تستفيدانه عندما تشوهان سمعة ريكس!‬
‫زاد إنزعاج فرانس وقال‪ :‬أخبرتُك بأني من فعلتها !!! أنا ال أوافق تلك الجينيفر في شيء !!!‬
‫بالعكس أُحاول تدمير مخططاتها تماما ً ! ألم تسمعها بنفسك وهي تؤيد عمي بإختيار ريكس‬
‫؟!!! بل إنها تفعل ال ُمستحيل ليأخذها ريكس فهي تعلم بأنه لعبة في يدها وسيكون كُل شيء‬
‫تحت سيطرتها هي بعدما تتخلص منه !! أكره ريكس نعم ولكني بال ُمقابل ال أُحب رؤية األمور‬
‫تسير الى هذا المنحنى!!‬
‫بالكاد أخفى آلبرت دهشته من كالمه وقال محاوالً إستفزازه أكثر‪ :‬ريكس راضي وجينيفر‬
‫تسعى ألمر لن يضرك ال أنت وال نحن فلما تهتم ؟!!!‬
‫ُجن جنون فرانس يقول‪ :‬نعم راضي ولكن ُرغما ً عنه فال خيار آخر أمامه ‪ ،‬هوسه بأسرار‬
‫والدته دفعه الى ذلك وجينيفر تضغط عليه ألنها فقط تمتلك بعض المعلومات عنها !!! أنا ال‬
‫أُريد هذا !! هذه ليست الحياة التي تمنيناها ! تمنينا منافسه عادله بينك وبينه ‪ ،‬جينيفر تُفسد‬
‫كُل شيء ! تُريد السيطرة على كُل شيء ‪ ،‬بأمواله تمول لمشروعها السري وبعدها ستُلصق‬
‫بكُل شيء به وستُنشر بعدها حقيقة من تكون والدته ‪ ..‬ال أُحب هذا ! كرهها العميق آلليس‬
‫مقزز ! إنها أفضل منها بمئات المرات !!! إمرأه ُمقززه أكرهها كثيرا ً!‬
‫شعر بأن أخاه بدأ يتخبط بعض الشيء وهذا دليل على أمتالكه لكم هائل من المعلومات عنها‪..‬‬
‫بل أكثر مما يتوقع بكثير‪..‬‬
‫سأله‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫وقف فرانس وغادر بسرعه دون قول أي شيء وآلبرت ال يزال جالسا ً يُقلب كالم فرانس في‬
‫رأسه‪..‬‬
‫تلك الجينيفر ‪ .....‬ليست بالبساطة التي يضنها!‬

‫توقف فرانس أمام الشارع ليوقف سيارة أُجره وهو ال يزال يشعر باإلنفعال يُسيطر عليه تماما ً‬
‫‪..‬‬
‫ال يتذكر أي شيء مما قاله!‬
‫يكره عندما يُستفز بهذه الطريقه!‬
‫سحقا ً ‪ ،‬لقد كان يعيش بسالم في هذا األسبوع فلما يعاود الى مشاكل جينيفر هذه!!‬
‫ُ‬
‫بالكاد هرب منها وقطع تواصله معها فلما تعود إليه عن طريق إخوته!‬
‫توقفت سيارةٌ أمامه ومن شدة إنفعاله وتوتره ركبها دون أن يُالحظ بأنها لم تكن سيارة أجره‬
‫على اإلطالق‪..‬‬

‫***‬

‫‪4:55 pm‬‬

‫نزل إدريان من الدرج وهو يُدندن لحن أحد أغانيه القادمه والسعادة تعلو ُمحياه‪..‬‬
‫ُمنذ أن عاد من سفره وهو ُمبتهج ويرى الدُنيا بعيني متفائل‪..‬‬
‫ختف ؟ إليان في منزل والدتي منذ فتره وريكس لم‬ ‫تلفت حوله وهو يهمس‪ :‬ما بال الجميع ُم ٍ‬
‫أره منذ عودتي وكين أصبح نادرا ً ما ينزل ‪ ،‬حتى فلور التي لطالما كانت كرادار ُمراقبه لم‬
‫أرها منذ ذلك اليوم ؟‬
‫جلس على األريكة وبدأ يُدردش في هاتفه وهو متعجب‪..‬‬
‫حتى إستيال مختفيه!‬
‫والعجيب أن والده على طاولة الطعام لم يسأل عنها‪..‬‬
‫تسائل في نفسه عن السبب ‪ ،‬هل سافرت ؟‬
‫وماذا عن فلور ؟ ما الذي حدث معها بالضبط ؟‬
‫تنهد وهو يتذكر تلك الليلة التي سبقت سفره حيث كان يُطالع فيلما ً مع إليان‪..‬‬
‫طلبته والدته في غرفتها وفتحت معه موضوعا ً غريبا ً‪..‬‬
‫يوم ما على الطعام ول ّمح إدريان لها عن كونه يعرف ما تُخيفه‪..‬‬ ‫لقد تالسن هو وفلور في ٍ‬
‫تعجب كون والدته ال تزال تتذكر ذلك اليوم وسألته عن الذي تُخفيه‪..‬‬
‫أجابها بحسن نيه فلقد ضن بأنه فضول ال أكثر‪..‬‬
‫يتمنى بأنه كان مجرد فضول وأن سبب بكاء فلور وإستنجادها بأخيها ال عالقة له باألمر‪..‬‬
‫يتمنى هذا حقا ً‪..‬‬

‫إبتسم عندما رأى إليان تدخل بهدوء من الباب فوقف وتقدم منها يقول‪ :‬ماذا ؟ ألن تُحيي أخاك‬
‫العائد من سفره ؟‬
‫نظرت إليه بنصف عين وتجاهلته فضحك ولحق بها يقول‪ :‬هيّا ال تقولي بأنك غاضبه!‬
‫حاوط رأسها بين يديه بمرح وهو يُكمل‪ :‬كانت ِمزحه ياعزيزتي ‪ُ ،‬مجرد مزحه‪..‬‬
‫دفعت بيده عنها تقول بإنزعاج‪ :‬هذا مؤلم!‪..‬‬
‫ضحك وربت على شعرها يقول‪ :‬أسف أسف لقد أقصد‪..‬‬
‫مطت شفتيها وتركته قائله‪ :‬أتركني فال نية لي ألُجاري مزاجك المرح هذا‪..‬‬
‫إبتسم ومشى بجوارها يقول‪ :‬أُخبرك ؟‬
‫صغرى اللطيفة أن تكون أول‬ ‫عقدت حاجبها ولم ترد فقال‪ :‬لم أُخبر أي أحد ‪ ،‬أردتُ ألُختي ال ُ‬
‫من يعلم‪..‬‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫إدريان‪ :‬سأكون ضيف شرف في أحد األفالم‪..‬‬
‫ضهر التعجل على وجهها تقول‪ :‬عجبا ً ! أولستَ ُمغني ؟ كيف تُصبح ُممثالً فجأه‪..‬‬
‫ضحك وقال‪ :‬لقد صورتُ بعض اإلعالنات وأدائي كان جيدا ً ‪ ،‬قرروا إدخالي كضيف شرف بأحد‬
‫األفالم ‪ ،‬ولن يكون هذا بعيد عن مهنتي فدوري هو ُمغني مشهور تُقابله البطله ‪ ،‬إنه مشهدان‬
‫فحسب‪..‬‬
‫إليان‪ :‬امم هذا عجيب ‪ُ ،‬مبارك لك ‪ ،‬اهذا هو سبب إبتهاجك ؟‬
‫إدريان‪ :‬هههههه هل هذا واضح ؟‬
‫فتحت إليان باب غرفتها تقول‪ :‬أجل‪..‬‬
‫توقفت ونظرت إليه تقول‪ :‬الى أين ؟‬
‫تعجب وقال‪ :‬هيّا إيلي ! سأدخل وأُكمل الدردشة معك ‪ ،‬المنزل ُممل‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬أتيتُ ألنام فقط ال غير!‬
‫ت خائنه ! وجودك هنا بالعادة يكون لإلستذكار أو اإلستجمام ‪ ،‬ضننتُك‬ ‫كشر بوجهه يقول‪ :‬أن ِ‬
‫ستبقين معي‪..‬‬
‫سأل بعدها‪ :‬ولما لم تنامي بمنزل والدتي ؟ أمرك عجيب فالمكان ُهناك أهدا بكثير‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها تقول‪ :‬أصبح ال يُطاق‪..‬‬
‫تعجب وسألها‪ :‬لما ؟‬
‫خمن أن الموضوع له عالقة بريكس‪..‬‬
‫يبدو بأنهما تشاجرا‪..‬‬
‫بقيت إليان صامته لفتره قبل أن تهمس‪ :‬ال يُمكنني فعل شيء ألجله ‪ ،‬لذا أنا أهرب‪..‬‬
‫عقد حاجبه وقال‪ :‬من تقصدين ؟‬
‫أجابته بعد فتره بهمس‪ :‬إيدن‪..‬‬
‫ً‬
‫دُهش من حديثها عنه وبقي صامتا ً للحضات قبل أن يقول‪ :‬لقد كانت والدتي صارمة حياله ‪ ،‬ال‬
‫يُمكننا فعل شيء‪..‬‬
‫إبتسم وأكمل‪ :‬ال عليك ‪ ،‬ليس وكأنه سيبقى هكذا طول حياته ! سيُشفى وسيخرج بعدها ال‬
‫تقلقي‪..‬‬
‫شدت على أسنانها تقول‪ :‬األمر ليس بهذه البصاطة يا إدريان !!! أخشى بأنه سيموت قريبا ً !!‬
‫األمر ُمخيف للغايه ‪ ،‬أنت ال تعلم ماذا يحدث معه والدكتور جان هذا ليس سوى وحش يـ‪....‬‬
‫توقفت عن الكالم مصدومة وهي ترى من خلفه كين كان لتوه مارا ً من أمام غرفتها‪..‬‬
‫في حين لم يفهم إدريان سبب إنفعالها هذا وعندما فتح فمه يستفسر منها أكثر أغلقت الباب‬
‫في وجهه‪..‬‬
‫دُهش وطرق الباب مرارا ً يقول‪ :‬ايلي !! ماذا يحدث ؟ لما تُغلقين الباب هكذا!!‬
‫مط شفتيه وتنهد ومن ثُم إلتفت ُمغادرا ً‪..‬‬

‫بقيت إليان خلف الباب لفتره وسمعت خطوات إدريان وهي تبتعد‪..‬‬
‫لم يتوقف أو يتحدث وهذا يعني بأن كين أكمل طريقه‪..‬‬
‫هل سمعها ؟‬
‫من بين الجميع هو من المفترض أال يعرف‪..‬‬
‫سرب الى‬ ‫هي تعرف كم هو ُمستفز ولو إستفز والدتها بهذا األمر فستعرف أمها عن كونه ُ‬
‫الخارج‪..‬‬
‫ستغضب منها للغايه‪..‬‬
‫هي ال تُريد ذلك‪..‬‬
‫ال تُريده ُمطلقا ً!‪..‬‬
‫تقدمت ورمت نفسها على األريكة الطوليه وهي تتمنى أال تسوء األمور أكثر‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما الحظت ملفا ً على الطاولة التي أمامها سحبته وهي ال تزال ُمستلقيه‬
‫ونظرت الى إسم ال ُمرسل فلم تجد شيئا ً‪..‬‬
‫فتحته وأخرجت منه ورقة بجانب الـ‪USB ..‬‬
‫رفعت حاجبها وفتحت الورقه وبدأت بقرائتها‪..‬‬
‫ما إن قرأت بدايتها حتى جلست فورا ً مندهشه وأكملت قراءتها حتى آخر كلمة فيها‪..‬‬
‫أنزلت الورقه عن عينيها ونظرت الى الفراغ لفتره قبل أن تهمس‪ :‬اآلن فهمتُ لما ذلك الوغد‬
‫يترصد بي!‬
‫إلتفتت ونظرت الى الـ ‪USB‬وبعدها أخذته وإتجهت الى جهازها المحمول لتتفقد األدلة‬
‫الموجوده فيه كما كُتب في الورقه‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بصدمه عندما وجدت أنا كُل ما قيل صحيح مائة بالمائه!‬

‫***‬

‫‪6:11 pm‬‬

‫س ِكب الماء على وجهه وهو يأخذ نفسه بشك ٍل سريع و ُمتتالي‪..‬‬ ‫فزعا ً حالما ُ‬
‫إستيقظ ِ‬
‫أغمض عينيه قليالً ثُم فتحها وهو ينظر حوله يُحاول إستيعاب ما حدث‪..‬‬
‫صدم وهو يرى نفسه ُمقيدا ً على كُرسي ٍ من الخشب ويجلس في مكان يبدو كمصنع مهجور أو‬ ‫ُ‬
‫ما شابه‪..‬‬
‫ماذا حدث ؟!!!‬
‫كُل ما يتذكره هو التاكسي وبعدها‪.....‬‬
‫قاطع أفكاره صوتٌ هادئ يقول‪ :‬كيف حالُك فرانسوا ؟‬
‫حيث مصدر الصوت ولكنه لم يستطع‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫حاول فرانس اإللتفات الى الخلف‬
‫من هؤالء وما الذي يحدث معه بالضبط ؟!!!‬
‫الخوف الشديد نهش قلبه واألفكار ال ُمرعبه غزت عقله فتحدث اآلخر يقول‪ :‬أال تملك لسانا ً‬
‫لترد ؟‬
‫إرتجفت شفتا فرانس وهو يقول‪ :‬من أنت ؟‬
‫إبتسم الرجل والذي لم يكن سوى دارسي نفسه وقال‪ :‬هل تُريد أن تخرج من ُهنا بأمان ؟‬
‫إذا ً ُمبالغته في الخوف لم تكن من فراغ!!‬
‫هم بالفعل ُمجرمون!‬
‫ولكن من بالضبط ؟‬
‫هل خطفوه ألجل طلب فديه ؟‬
‫هل هذا ما يحدث عند طلب فدية من االثرياء ؟‬
‫لم يمر بمثل هذا الموقف سابقا ً ولم يرى هذه االمور سوى باألفالم!‬
‫وبالطبع قد حدث وقُتل المخطوفون‪..‬‬
‫هو خائف للغايه!‪..‬‬
‫حاول الحفاظ على رباطة جأشه وهو يُجيبه‪ :‬أجل‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬حسنا ً هذا سهل ‪ ،‬أجبني على أسئلتي بصراحة تامه وبدون أي ُمراوغه وحينها أعدك‬
‫أتركك وشأنك‪..‬‬ ‫بأن ُ‬
‫ال ‪ ،‬األمر ليس طلب فديه‪..‬‬
‫يبدو بأنه أحد أعداء آليكسندر ويُريد جمع معلومات عن خصمه‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬ما عالقتُك بآليس ؟‬
‫تحطمت كُل توقعاته حالما سمع السؤال الغريب هذا فقال‪ :‬عفوا ً ؟‬
‫دارسي‪ :‬ال أُكرر سؤالي مرتين‪..‬‬
‫حاول فرانس اإللتفات ُمجددا ً كي يرى وجه السائل ولكن لم يستطع فبقي صامتا ً لفتره وهو ال‬
‫يعرف من يكون هذا وعن أي آليس يقصد!‬
‫هل آليس زوجة عمه السابقه أو تلك الفتاة التي تعيش بينهم‪..‬‬
‫سأل‪ :‬أي آليس ؟‬
‫دارسي بهدوء تام‪ :‬بدأتَ تُراوغ ‪ ،‬أنت تُقلل من فرصة نجاتك هكذا إن كُنتَ ال تعلم‪..‬‬
‫من نبرة صوته بدأ يشعر فرانس بالخوف منها‪..‬‬
‫إنها نبرة شخص ُمخيف بال شك‪..‬‬
‫إذا ً ‪ .....‬هل من ال ُممكن أنهم من تلك ال ُمنظمه ؟‬
‫ُمستحيل ‪ ،‬ال شيء بتاتا ً يجعلهم يصلون إليه ‪ ،‬هو بعيد تمام البعد عنهم ‪ ،‬بالكاد تربطه صلة‬
‫بريكارد والذي هو أيضا ً بعيد عن أعينهم فكيف به هو!‬
‫ال ‪ ،‬هذا اإلحتمال غير وارد‪..‬‬
‫ولكن ‪ ..‬إن لم يكن من طرف المنظمه فمن قد يهتم بمعرفة معلومات عن آليس ؟‬
‫تشوش عقله ولم يعد يعرف كيف يُفكر‪..‬‬
‫أجابه‪ :‬زوجة عمي السابقه‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬ال تتذاكى فهذه معلومة تافهه ‪ !..‬أنا أسأل عن عالقتك الشخصيه بها ‪ ،‬ماذا تعرف‬
‫عنها بالضبط ؟‬
‫حاول فرانس أن تكون إجاباته ُمقنعه وهو يقول‪ُ :‬زرتُها في بعض المرات للعب بحديقتها ‪،‬‬
‫إبنها هو إبن عمي لذا عندما‪....‬‬
‫قاطعه دارسي بهدوء‪ :‬بدأتُ أغضب وغضبي ليس بصالحك‪..‬‬
‫بدأ الخوف يزداد بصدر فرانس ولم يعد يعرف كيف يتصرف‪..‬‬
‫هو فاشل في المواجهات ‪ ،‬فاشل في ال ُمراوغه ‪ ،‬فاشل في إيجاد الحلول‪..‬‬
‫يكاد يُقسم بأنه أفشل مخلوق على وجه األرض‪..‬‬
‫ال يعرف كيف يُجادله‪..‬‬
‫ال يعرف كيف يتخلص منه‪..‬‬
‫ال يعرف أصالً من يكون حتى!‬
‫بينما دارسي ينظر إليه بهدوء تام وهو يُفكر بكالم البروفيسور‪..‬‬
‫هو حتى اآلن ال يعرف كيف لهذا الشاب أن يملك عالقة بآليس!‬
‫إنه حتى ليس بالشاب الذكي وال ال ُمهم!‬
‫كُل من تربطهم عالقةً بها كانوا على مستوى عالي من الذكاء والقدره‪..‬‬
‫هل أخطأ البروفيسور ؟‬
‫مستحيل ‪ ،‬هو لم يُخطئ من قبل قط!‬
‫إذا ً ماذا ؟‬
‫تحدث ُمجددا ً يقول‪ :‬هل ستُطيل في صمتك ؟ بهذه الطريقة سأمل وأقتُلك‪..‬‬
‫نظر فرانس الى الرجل الواقف امامه والذي يبدو وكأنه تابع للشخص الذي يُحدثه‪..‬‬
‫هو لم يره من قبل ولكن مالمحه فرنسيه‪..‬‬
‫هذا يعني بأن ال دخل لمعارفها بروسيا باألمر‪..‬‬
‫ال يشك في أحد سوى تلك المنظمه‪..‬‬
‫إنه منهم!!‬
‫ولكن ما الذي قد يُريدونه منه ؟ ما الجواب الذي يبحثون عنه ؟‬
‫هو قطعا ً لن يُخبره بكل شيء ‪ ،‬ولكنه بال ُمقابل ال يعرف كيف يتظاهر بإمتالكه القليل من‬
‫المعلومات‪..‬‬
‫لطالما فشل بهذا حيث أن المعلومات التي يُعطيها يكتشف الطرف االخر كونها ناقصه‬
‫وبسهوله‪..‬‬
‫ال يعرف كيف يجعلها ُمقنعه‪..‬‬
‫بعد تردد كبير نطق قائالً‪ :‬إذا ً أخبرني ماذا تُريد بالضبط فأنا بحق لم أفهم مقصدك‪..‬‬
‫إبتسم دارسي وقال‪" :‬أخبرني ماذا تُريد بالضبط" ؟ أال يعني هذا كونك تمتلك الكثير من‬
‫المعلومات لذا ال تُريد المجازفه بسردها كُلها ؟‬
‫شد فرانس على أسنانه وهو يهمس بداخله‪" :‬كُنتُ أعلم هذا ! إني فاشل ! بجمل ٍة واحده‬
‫فضحتُ نفسي"‬
‫دارسي‪ :‬هيّا عزيزي قُلها ‪ ،‬قُل كُل ما تعرفه بخصوصها حتى يُمكنك أن تنام على سريرك هذا‬
‫اليوم‪..‬‬
‫أغمض فرانس عينيه محاوالً التفكير ‪ ،‬إن كان هذا رجل في المنظمة فهذا يعني بأنه ال بأس‬
‫بقول أنها كانت جاسوسه فهم يعلمون هذا‪..‬‬
‫سيتظاهر بكونه يعلم هذه الحقيقة فحسب‪..‬‬
‫همس لنفسه‪" :‬أتمنى بأن أنجح‪" ..‬‬
‫تحدث يقول‪ :‬كُل ما أعرفه هو كونها جاسوسة فحسب ‪ ،‬دخلت الى منظمة ما وتنكرت بكونها‬
‫فرنسيه وواحدة منهم وباالخير تم قتلها على يديهم ‪ ..‬هذا هو كُل ما أعرفه بشأنها‪..‬‬
‫إبتسم دارسي وقال‪ :‬قُتلت على يديهم ؟ حسنا ً لنقل أنها من أخبرتك عن كونها جاسوسه‬
‫وتنتمي الى منظمه ‪ ،‬هال أخبرتني من قد يُخبرك عمن قتلها ؟ كيف عرفت هذه المعلومة يا‬
‫عزيزي ؟‬
‫ُ‬
‫كاد فرانس أن يبكي من شدة غبائه ‪ ،‬ياليته إكتفى بكونها قتلت‪..‬‬
‫كيف سيخرج من هذا ؟!!‬
‫بينما دارسي كان ُمستمتعا ً بإستجوابه فمنذ زمن لم يُقابل شخصا ً ُمغفالً الى هذا الحد‪..‬‬
‫حاول فرانس الكذب قائالً‪ :‬هذا واضح ‪ ،‬أعني من قد يقتلها غيرهم ؟‬
‫دارسي‪ :‬ربما الشرطة الفرنسيه ؟ أوليس إبنها من فضح كونها جاسوسة أجنبيه ؟ لذا الشرطة‬
‫ستُطاردها بكُل تأكيد!‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬إنها الشرطه ‪ ،‬لن تقتلها بل ستعتقلها‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬يبدو أنك ال تعلم ما مقدار الكره الكبير الذي تكنه الحكومه الفرنسيه للروسيين بالذات‬
‫‪ ،‬لن يتوانو في قتل أي روسي إن سنحت لهم الفرصة لذلك‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬لم أكن أعلم بهذا ‪ ،‬لكني حقا ً ال أعرف أكثر مما قُلتُه ‪ ..‬صدقني‪..‬‬
‫شعر فرانس بأنه يُبلي جيدا ً في كذبته ويتمنى لو يصدقه هذا الرجل ويدعه وشأنه‪..‬‬
‫وفي الوقت نفسه يخشى بأنه قد يُقدم على قتله عندما يرى بأنه ال فائده منه‪..‬‬
‫حتى لو وعده بإطالق سراحه ‪ ،‬المجرمين ال يوفون بوعودهم‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماذا تعرف عنها أيضا ً ؟‬
‫فرانس‪ :‬ال شيء سوى ما قُلته‪..‬‬
‫إبتسم دارسي يقول‪ :‬ولكنك أخبرتني بأنك تذهب الى منزلها كثيرا ً للعب ‪ ،‬يستحيل أال تعرف‬
‫عنها أمور أُخرى ‪ ،‬هيّا أي شيء حتى لو كان تافها ً فهذا يزيد من فرصة خروجك بأمان من‬
‫ُهنا‪..‬‬
‫توتر فرانس ولم يعرف بماذا يُجيبه!‬
‫بدأ بالتفكير باألمور التافهه وهو يقول‪ :‬تُفضل األطعمة العضويه ‪ ،‬تُفضل الشاي على القهوه ‪،‬‬
‫تُحب الجراء الصغيره ‪ ،‬تُحب األطفال ‪ ،‬مثل هذه األمور التافهه فقط‪..‬‬
‫دارسي بهدوء‪ :‬أخبرني عن نوع عالقتها بالبروفيسور ؟‬
‫دُهش فرانس وحاول السيطرة على دهشة يقول‪ :‬ماذا تعني ؟‬
‫نظر دارسي الى ُمساعده فنظر ُمساعده إليه بهدوء وهو يهز رأسه هزةً صغيره تكا ُد ال تُرى‬
‫وكأنه يقول أجل لقد دُهش من سؤالك‪..‬‬
‫صمت دارسي بعدها لفترة طويله وهو يقول في نفسه‪" :‬كان البروفيسور ُمحقا ً ‪ ،‬هذا الشاب‬
‫األحمق يعرف شيئا ً"‬
‫وقف وقال‪ :‬حسنا ً فرانسوا ‪ ،‬لن تخرج من ُهنا حتى تُخبرني بكُل شيء يخصهما ‪ ،‬سأزورك‬
‫في كُل يوم مرة واحده ‪ ،‬ال أضن بأن ُهناك مجرم يُعطي مثل هذه الفرص بلطافه‪..‬‬
‫إلتفت ليُغادر ولكن توقف وقال‪ :‬أوه نسيت ‪ ،‬لن تأكل ولن تشرب أي شيء طوال فترة بقائك ‪،‬‬
‫إما أن تعترف وإما أن تموت من الجوع‪..‬‬
‫فرانس بسرعه‪ :‬أخبرتُك بأني ال أعرف شيئا ً صدقني!‪..‬‬
‫خرج دارسي من الباب الخلفي متجاهالً كالمه فلحق به ُمساعده وتركاه لوحده في الغُرفه‪..‬‬
‫سحقا ً !!! أي مصير أسود هذا الذي ُو ِضعتُ فيه!‬ ‫سحقا ً ُ‬
‫سحقا ً ُ‬
‫شد فرانس على أسنانه يقول‪ُ :‬‬

‫***‬

‫‪7:24 pm‬‬

‫خرج ثيو من مركز الشرطة واإلنزعاج التام واضح على وجهه‪..‬‬


‫بسبب غياب الضحايا ريكس ورين لم يعد هناك أي دليل على إعتداء جوي عليهم‪..‬‬
‫سيخرج دون ُمحاكمه‪..‬‬
‫األمر حقا ً يُزعجه!‪..‬‬
‫إلتفت عن يمينه وهو ينظر الى جوي الذي خرج لتوه‪..‬‬
‫إبتسم جوي وتقدم منه وهو يمشي ببطئ بسبب إصابة الرصاصة التي لم يُشفى ُجرحها بعد‬
‫وقال‪ :‬أتعلم ثيو ؟ كُنتُ أستطيع إدخالك السجن لقبضك علي وإيذائي من دون سبب ‪ ،‬لكن‬
‫أشفقتُ عليك ‪ ،‬أنت يائس بما فيه الكفاية بسبب هروب إبنة فينسنت منك ‪ ،‬أُحب أن أُقدم‬
‫الرحمة لليائسين أمثالك‪..‬‬
‫نظر إليه ثيو ببرود تام فبقيت اإلبتسامة على وجه جوي لفتره ثُم قال‪ :‬أتطلع لهروبك اليائس‬
‫منا ‪ ،‬فالبروفيسور لن يُسامحك إلعتدائك علي بهذا الشكل ‪ ،‬اإلتفاق بعدم التعرض لنا بشكل‬
‫غير قانوني تذكره صحيح ؟ أتطلع للقادم بكُل شوق‪..‬‬
‫وغادر تحت أنظار ثيو الهادئه التي تُخفي بُركانا ً غاضبا ً خلفها‪..‬‬
‫تقدم من سيارته وإتكأ بيده على سطحها وهو يضيق عينيه بتفكير‪..‬‬
‫في خطوة ما ‪ ،‬جمع الكثير والكثير عنهم‪..‬‬
‫أمورا ً ستسج بنصفهم الى السجن على األقل‪..‬‬
‫ولكنهم بال ُمقابل تجرؤا على تهديده بأخوته‪..‬‬
‫كان عليه الصمت ُمقابل أال ينتقموا بقتلهم‪..‬‬
‫مات والده وهو يتتبعهم في دولة اُخرى‪..‬‬
‫ال يُريد فقدان المزيد‪..‬‬
‫إضطر لإلنصياع لهم وتسليمهم األدلة التي جمعها ُمقابل أن يأخذ منهم وعدا ً بعدم المساس‬
‫بهم مهما كان‪..‬‬
‫وبالمقابل عليه هو أيضا ً أال يلتجئ الى الطرق الغير قانونيه في اإلمساك بهم‪..‬‬
‫لقد تعب حقا ً‪..‬‬
‫الطرق القانونيه جيده جدا ً ولكنها تأخذ وقتا ً طويالً للغايه على عكس األساليب الغير قانونيه‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ،‬مادام األمر قد إنتهى فسيلعب معهم جولته األخيره بكل الطرق التي يُمكنه سلكُها‪..‬‬
‫وسيفوز‪..‬‬
‫ُرغم أنهم أكثر وأقوى إال أنه سيفوز‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:20 pm‬‬
‫‪-Paris -‬‬

‫بالدور الثاني إلحدى المطاعم العاديه‪..‬‬


‫كانت تجلس كلير بهدوء تام بينما من بجانبها يجلس بتوتر وهو يُحرك رجله بشك ٍل متكرر‬
‫دليل على صفة قلة الصبر التي يمتلكها‪..‬‬
‫سألها‪ :‬تأخرت صديقتك هذه!‬
‫كلير ببرود‪ :‬ليست صديقتي‪..‬‬
‫إنزعج وقال‪ :‬أيا ً يكن المهم لقد تأخرت!‬
‫أمسكت كلير بحقيبتها تقول‪ :‬حسنا ً إذا ً لنُغادر‪..‬‬
‫أمسك بيدها عندما كادت أن تقف وقال‪ :‬كفي عن هذا األسلوب!!‬
‫رفعت حاجبها وقالت‪ :‬ألم تمل من تأخرها ؟ حسنا ً دعنا نُغادر في هذه الحاله‪..‬‬
‫سحب يدها لتجلس ولم يُعلق فهو ال يُريد إفتعال شجار معها هنا وفي هذا الوقت‪..‬‬
‫نظر الى ساعته فقد مرت عشرون دقيقه حتى اآلن على موعد اللقاء‪..‬‬
‫لما ؟ هل من ال ُممكن أنها تُخطط لكمين ؟‬
‫هو غير ُمرتاح لتأخرها بتاتا ً‪..‬‬
‫توقف عن التفكير حالما وقفت فتاة شابه أمام طاولتهم‪..‬‬
‫تبادلت هي وكلير النظرات فإبتسمت األُخرى تقول‪ :‬يُمكنك الجلوس‪..‬‬
‫جلست ريتا بهدوء وهي تشعر بنظرات حاده تتفحصها من قِبل الشاب الذي أتى مع كلير‪..‬‬
‫ال تعرف من يكون ‪ ،‬هو حتما ً ليس جاكي وال صديقهم اآلخر‪..‬‬
‫إنها المرة األولى التي تُشاهدهم فيها‪..‬‬
‫بدأت ريتا الحديث تقول لكلير‪ :‬لن أبقى طويالً ‪ ،‬أخبريني لما طلبتي رؤيتي بكُل هذا اإللحاح ؟‬
‫كلير بإبتسامه‪ :‬ماذا تُريدين أن تأكلي ؟‬
‫ريتا بحده‪ :‬أخبرتُك بأني لم آتي ألُدردش بل‪...‬‬
‫قاطعتها كلير بإبتسامه‪ :‬أحقا ً قُلتي هذا ؟ ال أتذكر البته‪..‬‬
‫إنزعجت ريتا وقالت‪ :‬حسنا ً ها أنا أقولها اآلن ‪ ،‬لم آتي للدردشه ولتناول الطعام معك ‪ ،‬أنهي‬
‫ما تُريدينه في عشر دقائق‪..‬‬
‫ت من يحكم كلمته على مجرى الحديث ! نحنُ من يُحدد متى‬ ‫إحتدت عيناه الرماديتين يقول‪ :‬لس ِ‬
‫سيبدأ ومتى سينتهي‪..‬‬
‫تنهدت كلير بيأس فمن الدقيقة األولى بدأ بالتهديد‪..‬‬
‫نظرت ريتا إليه ثُم الى كلير تقول‪ :‬من هذا األهوج الذي أحضرتيه !! لم نتفق على وجود‬
‫طرف ثالث ! أنا ُمغادره!‬
‫ووقفت فوقفت كلير بدورها تقول لها‪ :‬لن يأخذ حديثنا أصالً أكثر من عشر دقائق ‪ ،‬إجلسي!!‬
‫مطت ريتا شفتيها بعدم رضى وجلست قائله‪ :‬عشر دقائق فقط‪..‬‬
‫جلست كلير ووضعت رجالً على رجل تقول‪ :‬هذا الشاب سيُقدم لك أي ُمقابل تُريدينه بشرط أن‬
‫تُحضري الطفله‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجه ريتا وعندما كادت تتحدث قاطعها قائالً‪ :‬ال احتاج ألن تحضرها ‪ ،‬فقط‬
‫ي وسآخذها بنفسي‪..‬‬ ‫أخبريني أين ه َ‬
‫نقلت ريتا نظرها بينهما تقول‪ :‬هذا لن يحدث وال يوجد أي مقابل سيجعلني أخون سيدي‬
‫موريس‪..‬‬
‫رفع الشاب حاجبه يقول‪ :‬موريس ها ؟ حسنا ً ‪ ،‬أخبريني عن مكانه هو‪..‬‬
‫نظرت إليه كلير بإستنكار في حين عقدت ريتا حاجبها تقول‪ :‬وماذا تُريد من مكانه ؟‬
‫إبتسم بسخريه يقول‪ :‬هذا واضح ‪ ،‬ألقتله‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بغضب وصرخت في وجهه‪ :‬لن يجرؤ شخص مثلك على المساس به!!‬
‫رد ببرود‪" :‬لن يجرؤ" ؟؟ لما ؟ أوليس قتلي لمن سبقوه كافيا ً إلثبات جدارتي ؟‬
‫فتحت فمها لتصرخ بوجهه ولكن الكلمات علقت فجأه في حلقها وهي تنظر إليه بعدم تصديق‬
‫‪..‬‬
‫هل ‪ ...‬هل هذا هو الذي قتل عددا ً من أفراد المنظمه خاصةً المجموعه التي يترأسها رئيسها‬
‫موريس!‬
‫هل هذا معقول ؟!!‬
‫بينما نظرت كلير إليه بعدم تصديق!‬
‫هل هو بهذه الدرجة من الجنون ليكشف نفسه هكذا!!‬
‫هل يريد الموت ؟!!‬
‫إنه غير طبيعي ٍ البته!‬
‫هدأت ريتا ونظرت إليه لفتره قبل أن تقول‪ :‬أتُريدني أن آخذك الى مكانه ؟ حسنا ً ‪ ،‬أنا موافقه‬
‫‪..‬‬
‫ت موافقه فهيا نذهب اآلن ‪ ،‬ال سبب يجعلنا نتأخر أكثر‪..‬‬ ‫إبتسم وقال‪ :‬ما دُم ِ‬

‫***‬

‫‪8:23 pm‬‬

‫دخل الى المصعد بهدوء وهو ينظر الى هاتفه متعجبا ً من إختفاء أحدهم عن رسائله‪..‬‬
‫لطالما كان يرد فورا ً خالل ساعة على األكثر ‪ ،‬منذ الرابعة وحتى اآلن لم يرد على رسالته أبدا ً‬
‫‪..‬‬
‫هل حدث معه مكروه ؟‬
‫هذا ُمستحيل ‪ ،‬هل هو نائم إذا ً أو يُعاني من انفلونزا الشتاء ؟‬
‫تنهد وهمس‪ :‬اتعامل معه وكأنه طفل وليس رجل بالغ!‬
‫خرج من المصعد متجها ً لشقته ‪ ،‬عقد حاجبه وهو يرى إمرأة تجلس بالكرسي ال ُمجاور لبابه‬
‫تعرف عليها‪..‬‬‫فتقدم من بابه ُمخرجا ً مفتاحه وحالما إقترب دُهش عندما ّ‬
‫قال بعدم تصديق‪ :‬ميرفا ؟!!‬
‫إستيقظت من غفوتها ورفعت رأسها إليه وحالما رأته نظرت الى ساعة معصمها ودُهشت‬
‫لكونها إنتظرته كُل هذه ال ُمده‪..‬‬
‫ت ومارك ؟!!! لما‬ ‫وقفت وحالما فتحت فمها لتُحادثه سبقها وهو يقول بحده‪ :‬أين إختفيتي أن ِ‬
‫تفعلين هذا وأنا الذي‪....‬‬
‫قاطعته‪ :‬ال يحق لرجل كاذب ُمخادع أن يُعاتبني!!‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهه يقول‪ :‬عفوا ً ‪..‬؟‬
‫أخرجت الملف من معطفها السميك وضربت به على صدره تقول‪ :‬ماهذا ؟!!!‬
‫أمسك بالملف قبل أن يسقط وفتحهه فإذ هو بأوراق مارك الرسميه ‪ ،‬شهادة المتوسط وشهادة‬
‫الميالد وغيرها من األوراق المطلوبه للتسجيل في المدرسه‪..‬‬
‫عرف فورا ً ما تقصده ففتح باب المنزل يقول‪ :‬أدخلي فالمكان غير ُمناسب للنقاش‪..‬‬
‫شدت على أسنانها ودخلت بغضب‪..‬‬
‫دخل وأغلق الباب خلفه ثم تقدم يجلس على األريكة ما عداها هي فقد بقيت واقفه متكتفه وتهز‬
‫رجلها بتوتر تام‪..‬‬
‫نظر الى عينيها الغاضبتين اللتان تنتظران تفسيرا ً فقال‪ :‬أين تسكنان اآلن ؟‬
‫أجابته‪ :‬ال شأن لك ‪ ..‬فسر لي فيبدو بأنك تملك تفسيرا ً ما دُمتَ لم تسألني‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬أولم أطلب منك عدم المغادره بتاتا ً ؟‬
‫ميرفا‪ :‬أهملتنا لذا ال يحق لك بإحتجازي أنا وإبني أكثر‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬هو ليس إبنك وال يحق لك إجباره على‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬لم أجبره !! أخبرته بأن األم هي من تُربي وليس من تولد ! لقد وافق على الذهاب‬
‫كأم له وكعائلته الوحيده بدالً من والده الحقيقي الذي تركه‬ ‫معي بملئ إرادته !! إنه حقا ً يراني ٍ‬
‫هكذا دون زيارة!‪..‬‬
‫أكملت بحده‪ :‬لذا أنت من ال يحق له إجباره على ماال يُريده ألنك فقط والده!!‬
‫رمت نظرة الى الملف وقالت‪ :‬واآلن فسر لي ؟!! لما أوراق مارك مزيفه ؟!! ما ال ُمزيف فيه‬
‫بالضبط ؟ لما إكتشفت هذه المدرسة أمر التزييف ولم تكتشفه مدرسته القديمه ؟ إشرح لي كُل‬
‫شيء‪..‬‬
‫ريكارد بهدوء‪ :‬أين مارك ؟‬
‫ضغطت على كلماتها تقول‪ :‬قطعـا ً لـن تـراه ‪ ،‬أجبني على أسئلتي‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬ال تُغضبينني يا ميرفا!!‬
‫ردت عليه‪ :‬وكأن غضبك يهمني أو يُخيفني ! أخبرني أو على األقل أعطني أوراقه الرسميه !!‬
‫ال تكن أبا ً سيئا ً لدرجة أن توقفه عن الدراسه!‬
‫بقي صامتا ً ينظر إليها لفتره بعدها قال‪ :‬الى أي مدرسة ستنقلينه إليها ؟ أعطيني إسمها وأنا‬
‫سأُدبر أمر تسجيله‪..‬‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬كما كُنتَ تفعل مع المدارس السابقه ؟ اآلن فهمتُ لما لم تُريد منا اإلبتعاد‬
‫عن المنزل ‪ ،‬حتى ال يُكشف أمر التزوير!‬
‫ضحكت بإستهزاء وقالت‪ :‬لن أُخبرك حتى ال تجد لك أي طريق له ‪ ،‬وبالمقابل كُن على علم‬
‫بأن ال ُمديرة أعطتني مهلة أسبوع لجلب أوراقه الرسميه وإال ستُبلغ عن التزوير هذا‪..‬‬
‫لثوان قبل أن يشد على أسنانه قائالً‪ :‬أعطيني إسم هذه المدرسه‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫إتسعت عيناه بدهشه‬
‫هزت رأسها‪ :‬كال‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬األمر ال يحتمل العناد ‪ ،‬أعطيني إسمها!!‬
‫أجابته‪ :‬كال!‬
‫حاول السيطرة على أعصابه وهو يقول‪ :‬كفي عن التصرف بغباء!‬
‫ميرفا بسخريه‪ :‬لطالما كُنتُ الزوجة الغبية المجنونه ‪ ،‬ما الجديد ؟‬
‫ريكارد بهدوء‪ :‬حسنا ً لن أقترب منكما مجددا ً وعيشا في أي مكان تُريدانه المهم أعطيني إسم‬
‫هذه المدرسة فأمر مارك عليه أال يُكشف بتاتا ً!‪..‬‬
‫ميرفا بعناد‪ :‬لن أُعطيك إياه بتاتا ً حتى تُخبرني بالسبب !! لما أنت تُصر على تغطية األمر ؟‬
‫وما المزور بالضبط في أوراقه ولما زورتها !! هل تكره أبنك لدرجة أنك تبخل عليه بحياة‬
‫كريمة واضحه!!!‬
‫وقف بغضب وتقدم منها يقول وهو يصك على أسنانه‪ :‬هو ليس إبني!‬
‫إتسعت عيناها بدهشه ليُكمل‪ :‬والده الحقيقي رجل مجرم وضيع ! أمنتني والدته على إبقاءه‬
‫بعيدا ً عن أنظاره ليعيش حياةً طبيعيه بعيده عن عالم اإلجرام ! هل فهمتي اآلن ؟!!‬
‫هزت رأسها نفيا ً وهي مصدومةً تماما ً من هذه الحقيقة التي لم تتوقعها ُمطلقا ً!‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 47‬‬
‫"الحذر ليس بجبن ‪ ،‬كما ان التهور ليس بشجاعة"‬
‫‪-‬اندريه موروا‪-‬‬

‫ميرفا بعناد‪ :‬لن أُعطيك إياه بتاتا ً حتى تُخبرني بالسبب !! لما أنت تُصر على تغطية األمر ؟‬
‫وما المزور بالضبط في أوراقه ولما زورتها !! هل تكره أبنك لدرجة أنك تبخل عليه بحياة‬
‫كريمة واضحه!!!‬
‫وقف بغضب وتقدم منها يقول وهو يصك على أسنانه‪ :‬هو ليس إبني!‬
‫إتسعت عيناها بدهشه ليُكمل‪ :‬والده الحقيقي رجل مجرم وضيع ! أمنتني والدته على إبقاءه‬
‫بعيدا ً عن أنظاره ليعيش حياةً طبيعيه بعيده عن عالم اإلجرام ! هل فهمتي اآلن ؟!!‬
‫هزت رأسها نفيا ً وهي مصدومةً تماما ً من هذه الحقيقة التي لم تتوقعها ُمطلقا ً!‬
‫ليس إبنه!!‬
‫ليس إبنه ؟!!!‬
‫سألت بتردد‪ :‬ماهذا ال ُهراء الذي تنطق به ؟‬
‫أشاح بنظره عنها يقول‪ :‬ما سمعته‪..‬‬
‫جلس على الكُرسي ونظر الى عينيها يقول‪ :‬لهذا لم أُرد أن تُغادي معه بعيدا ً ! أمنتُ له ُهنا كُل‬
‫شيء ‪ ،‬وتدبرتُ أمر تجاوز األوراق المزوره كي يدرس بشك ٍل طبيعي ‪ ..‬أرعاه دائما ً وأبدا ً‬
‫ولكن عن بعد‪..‬‬
‫جلست بالكُرسي ال ُمجاور ناظرةً الى عينيه تقول‪ :‬هل أنتَ جاد ؟!! ريكارد هذه ستكون مزحةً‬
‫سخيفه صدقني!‬
‫إنزعج وقال‪ :‬ومنذ متى أنا أمزح معك ؟!!‬
‫رمشت بعينيها بعدم تصديق ثُم قالت‪ :‬ولما كذبتَ علي ؟‬
‫ريكارد‪ :‬وهل ستُغير الحقيقة من شيء ؟‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬هل كان من ال ُممتع رؤيتي أُجن من فكرة خيانتك !!! إن كُنتَ لم ت ُخني فلما‬
‫كذبت ؟!!! لما جعلتني أعيش بوسط هذا الشعور القاتل !! لما تفعل هذا بي ؟!!‬
‫الصمت كانت إجابته‪..‬‬
‫هزت رأسها بعدم تصديق والدموع تسيل من عينيها لتقول بعدها‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬فعالً لن تُغير‬
‫الحقيقة من شيء ‪ُ ،‬ربما لم تُنجب منها مارك كما كذبتَ علي ولكنك من دون أدنى شك وقعتَ‬
‫ب ُحبها وإال لما تفعل كُل هذا من أجل إبنها ؟!! إنك حتى دمرت حياتك معي من أجلها!‪..‬‬
‫همست له‪ :‬ستبق وضيعا ً حتى النهايه‪..‬‬
‫وقفت وقالت‪ :‬إنسى كُل شيء ‪ ،‬ربيتُه لذا أنا أمه ‪ ،‬إنسى أن أُخبرك عن مكانه‪..‬‬
‫وقف يقول بحده‪ :‬ميرفا كُفي عن التصرف بغباء!‪..‬‬
‫إبتسمت بسخريه تقول‪ :‬عاملتني بغباء طوال تلك ال ُمده ‪ ،‬ما الفرق ؟‬
‫حاول ضبط أعصابه وهو يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬لن آخذه منك ‪ ،‬صدقيني ولكن بال ُمقابل عليك أن‬
‫تخافي ألجله ! والده يبحث عنه في كُل مكان كالمجنون ! إن تسربت قضية األوراق المزوره‬
‫فسيصل إليه من دون أدنى شك ‪ ..‬أعطيني إسم المدرسه وسأتدبر أمره‪..‬‬
‫ميرفا ببرود‪ :‬لن أفعل‪..‬‬
‫ريكارد بحده‪ :‬ميرفا!!!‬
‫إلتفتت الى جهة الباب فتقدم ووقف أمام الباب يقول‪ :‬كوني عاقله ودعينا نتحدث بعقالنيه‪..‬‬
‫ميرفا بدهشه‪ :‬عجبا ً ! أال تعرغ الى اآلن بأني إمرأة مجنونه ؟!!‬
‫ت ال على مارك!‬ ‫ريكارد‪ :‬دعي جنانك ينقلب عليك أن ِ‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬عندما كان ينقلب جناني عليه سابقا ً وأطرده من المنزل في بعض األحيان‬
‫أين كُنت ؟ لم تهتم لذلك لذا ال تتظاهر بأنك تكترث ألمره اآلن‪..‬‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه يقول‪ :‬هل سبق لك وأن طردتيه من المنزل ؟؟‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬واااه أنظر لمدى الغضب في كلماتك !! لقد ضربتُه مرةً عندما كسر التلفاز ولم‬
‫تغضب واآلن غضبت لمجرد الطرد ! أنتَ تُضحكني‪..‬‬
‫ريكارد بحده‪ :‬أين مارك!!‬
‫تقدمت منه ووقفت أمامه مباشرةً تقول‪ :‬أجل أنا إمرأة مجنونه تُفرغ غضبها في مارك ببعض‬
‫األحيان ‪ ،‬لطالما كان بيننا شجارات كثيره ‪ ،‬إنه حتى يعلم بأني مجرد زوج ٍة لوالده ولكن إحزر‬
‫ماذا ؟ لقد إختارني عليك ‪ ،‬ألن األب واألم ليسا من يولدان بل من يُربيان ‪ ،‬وأنت لستَ والده ال‬
‫حقيقةً وال بالتربية حتى لذا ال يحق لك النطق بإسمه فما بالك بمعرفة مكانه ؟!‬
‫دفعته عن الباب وغادرت فضاقت عيناه قليالً ثُم إتصل على أحدهم‪..‬‬
‫حالما رد قال له‪ :‬غادرت ميرفا من شقتي للتو ‪ ،‬إتبعها حتى أتصل عليك ُمجددا ً‪..‬‬
‫وأغلق الخط بعدها‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:33 pm‬‬
‫‪-Paris-‬‬

‫ما إن خرجوا من المطعم وإتجه الشاب الى دراجته حتى قالت له كلير‪ :‬هل ُجننت!!‬
‫بدأ يرتدي خوذته وهو يقول‪ :‬كم مرةً سألتيني هذا السؤال ؟‬
‫كلير بعدم تصديق‪ :‬ستذهب الى الموت بقدميك!‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬وما أدراك ؟‬
‫كلير‪ :‬هذا واضح ! إنه وكر منظمه ! ما تفعله ليس شجاعةً بل تهور ‪ ،‬أن ترمي بنفسك الى‬
‫الموت!!‬
‫صمت لفتره ثُم نظر إليها يقول‪ :‬قتلوا فينسنت ويُريدون قتل رين أيضا ً ! لقد وصل بهم األمر‬
‫إلدخال نينا الى األمر ُرغم كونها مجرد طفله ! ال يُمكنني ُمسامحتهم ‪ ،‬الذهاب لوكرهم من‬
‫ي ‪ ،‬شكرا ً لك كلير‪..‬‬ ‫أكبر أمان ّ‬
‫كلير بعدم تصديق‪ :‬لوكا!!!!‬
‫ضحك وقال‪ :‬مابك ؟! أنا لم أطلب منك الذهاب معي ؟ ال تقلقي لن يُصيبك مكروه‪..‬‬
‫إنزعجت منه ‪ ،‬من الواضح بأنها قلقةً ألجله!‬
‫ليست من النوع الذي يقذف بالناس الى موتهم ! هي من أوصلته الى ريتا وهي من جعل األمر‬
‫يتطور الى هذا الحد!‬
‫ال تُريد أن تكون سببا ً في موت أحدهم حتى لو كان صديقا ً لعدوها!!‬
‫كلير‪ :‬هل لديك خطه ؟‬
‫لوكا وهو يُشغل دراجته‪ :‬ال عليك ‪ ،‬لم أُخطط في حياتي على أي شيء ‪ ،‬أنا ممن يتصرفون‬
‫بناءا ً على الموقف‪..‬‬
‫إبتسم ونظر إليها يقول‪ :‬هيّا كُفي عن القلق فقد يصل بي األمر إلخبار رين عن هذا ‪،‬‬
‫سخرية عليك حينها‪..‬‬ ‫وصدقيني هي لن تفوت فرصة ال ُ‬
‫مجنون ! هو حقا ً مجنون!!!‬
‫نظرت ريتا إليهم وقالت‪ :‬ما بال هذه ال ُمحادثه ؟‬
‫نظرا إليها فقالت‪ :‬من قال بأني سآخذك وحدك الى ُهناك ؟ لستُ غبيه ! تتواصل معها عبر‬
‫الهاتف وهي بدورها تتصل بالشرطه!‬
‫إبتسمت كلير وقالت‪ :‬جيد ‪ ،‬في هذه الحاله لن تأخذيه لوحده صحيح ؟‬
‫أخرج لوكا هاتفه النقال من جيبه وسلمه لريتا يقول‪ :‬ما رأيُك بهذا ؟ اآلن ال يُمكنني نصب أي‬
‫فخ صحيح ؟‬
‫كلير بصدمه‪ :‬أ ُجننت ؟!!!‬
‫أكمل كالمه لريتا قائالً‪ :‬ويُمكنك تفتيشي أيضا ً حتى تتأكدي من عدم وجود أي وسيلة تواصل‬
‫أُخرى‪..‬‬
‫كلير بحده‪ :‬لوكا!!!‬
‫صمتت ريتا لفتره ثُم قالت‪ :‬ماذا لو تبعتنا بسيارة أُجره ؟ ثُم أبلغت عن المكان ؟‬
‫نظرت كلير إليها تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬هذا ما سأفعله بالضبط!‬
‫ت ؟!! عودي لمنزلك ونامي فغدا ً لديك دراسه!‬ ‫إنزعج لوكا منها وقال‪ :‬وما شأنك أن ِ‬
‫نظرت إليه بحده تقول‪ :‬لن أذهب وسألحق بك وال يحق لك منعي فالشارع والمدينة وفرنسا‬
‫كُلها ليست ملك لك فهمت!!‬
‫إستشاط غضبا ً منها ومن عنادها ‪ ،‬كيف يتخلص منها ؟‬
‫نظر الى ريتا ‪ ،‬البد من أنها ستركب سيارة أُجره وهو يلحق بها‪..‬‬
‫في هذه الحاله‪....‬‬
‫تحدث إليها وقال‪ :‬ريتا إسمك صحيح ؟‬
‫طرق من ال ُمستحيل لها أن‬ ‫هزت رأسها باإليجاب فقال‪ :‬إركبي خلفي ‪ ،‬سأدخل بدراجتي عبر ُ‬
‫تلحق بنا عن طريقها ‪ ،‬ما رأيُك ؟‬
‫أمسكت كلير بكتفه ولفّته لها تقول‪ :‬عن ماذا تتحدث ؟!! لما أنت ُمصر على الموت هكذا!‬
‫لك بها‪..‬‬‫نظر الى عينيها الزرقاوتين ُمباشرةً يقول‪ :‬ألنها حياتي ‪ ،‬وال شأن ِ‬
‫خافت ‪ ،‬هي بحق خائفه!‬
‫هو ال يهمها على اإلطالق ‪ ،‬لكن مسألة أن تكون هي السبب بذهابه الى موته تُخيفها‪..‬‬
‫ُرغم شخصيتها الجافه الوقحه إال أنها ال تُريد أن تكون سببا ً لموت أي أحد!‬
‫ماذا تفعل ؟!!!‬
‫تحدثت ريتا تقول‪ :‬ال بأس في هذه الحاله‪..‬‬
‫وأدخلت هاتفه في جيبها فنزع خوذته عن رأسه وسلمها إياها يقول‪ :‬جيد ‪ ،‬إرتدي هذا‪..‬‬
‫كلير بإنزعاج‪ :‬سالمتك أهم!!‪..‬‬
‫قال ببرود دون أن ينظر إليها‪ :‬بل سالمتها فلو تضررت فال أحد آخر سيأخذني إليهم‪..‬‬
‫مجنون!!‬
‫لم ترى أحدا ً في حياتها أكثر جنونا ً منه!!‬
‫ركبت ريتا خلفه وتشبثت به فإنطلق بدراجته بسرعه من أمامها وهي لم تعد تعلم ماذا تفعل‪..‬‬
‫كُل شيء خارج سيطرتها تماما ً‪..‬‬

‫في جه ٍة أُخرى‪..‬‬
‫نظر كينتو الى هاتفه حيث رسال ٍة وصلته قبل دقائق من ريتا‪..‬‬
‫دُهش من محتواها ونظر الى روماريو يقول‪ :‬ريتا!!!‬
‫نظر روماريو إليه يقول‪ :‬ما بال هذا الحماس بصوتك ! ماذا بها ؟‬
‫كينتو‪ :‬تقول بأنها عرفت ذاك القاتل الذي يُنهي على حياة أتباعنا وستُحضره الى ُهنا‪..‬‬
‫إتسعت عينا روماريو بصدمه يقول‪ :‬هل أنت واثق ؟‬
‫كينتو‪ :‬هذا ما قالته بالضبط!‬
‫إلتفت روماريو وقرر إخبار موريس باألمر‪..‬‬
‫فإن كان هذا األمر صحيحا ً فعليهم إتخاذ التدابير الصارمه‪..‬‬
‫فشخص مثله عليهم أن يستعدوا ألجله أتم اإلستعداد حتى يتأكدوا بأن ال يخرج من ُهنا إال وهو‬
‫ُجثه‪..‬‬

‫***‬

‫‪8:45 pm‬‬

‫في منزل البروفيسور الذي لم يدخله سوى القلة من أتباعه‪..‬‬


‫كان يجلس بإرتياح تام على أريكة ُمريحه بيضاء اللون وعينيه ُمصوبتان تجاه من طلب‬
‫زيارته‪..‬‬
‫تجاه جوي الذي إنتشرت عنه أقاويل كونه فشل في ُمهمته‪..‬‬
‫تكتف جوي قائالً ُمنيهي كالمه‪ :‬وهذا كُل ما حدث‪..‬‬
‫بقي البروفيسور صامتا ً لفتر ٍة ليست بالقصيره قبل أن يتحدث أخيراً‪ :‬لم أتصور الفشل منك‪..‬‬
‫تنهد جوي وقال‪ :‬ال تلمني ‪ ،‬من ال ُمفترض أن أُطارد فتاةً ال أن أُقاتل ضد ريكس وثيو ! مهما‬
‫كان الشخص قويا ً فالكثرة تغلب أحيانا ً كما تعلم‪..‬‬
‫أكمل بال ُمبااله‪ :‬يُمكنني العودة ل ُمطاردتها ُمجددا ً بعد أن آخذ إحتياطاتي‪..‬‬
‫البروفيسور بهدوء‪ :‬كال ‪ ،‬أنت ُمصاب ‪ ،‬لن يُمكنك فعلها لو كان ُكالً من ريكس وثيو بجانبها‬
‫كما تقول‪..‬‬
‫صمت جوي ولم يقل شيئا ً‪..‬‬
‫بعد فترة صمت طالت تحدث ُمجددا ً يقول‪ :‬واآلن ‪ ،‬ماذا ستفعل بخصوص ريكس ؟ لقد كانت‬
‫خيانةً واضحة من قِبله‪..‬‬
‫لم يُجبه البروفيسور فورا ً ‪ ،‬بل بقي هادئا ً لفتره قبل أن يقول‪ :‬ال أحد يعلم غيرك ؟‬
‫جوي‪ :‬أجل‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬إذا ً أبقي هذا األمر في طي الكتمان‪..‬‬
‫دُهش جوي وقال‪ :‬لما ؟!! ما تفعله خاطئ ! علينا‪....‬‬
‫قاطعه البروفيسور بعينان غاضبتين‪ :‬هل أخبرتني للتو بأن ُحكمي خاطئ ؟‬
‫صدم جوي وشعر ببعض الخوف قبل أن يقول‪ :‬أعتذر عن وقاحتي‪..‬‬ ‫ُ‬
‫أشار البروفيسور بعينيه الى الباب ففهم جوي ذلك وإنحنى معتذرا ً قبل أن يُغادر المكان‪..‬‬
‫بقي البروفيسور في مكانه غارق بالتفكير بكُل شيء‪..‬‬
‫كالم جوي عن امر ثيو وريكس ازعجه‪..‬‬
‫فثيو ذاك ال زال مصرا ً على حشر أنفه في أمورهم‪..‬‬
‫يُريد حقا ً محيه من الوجود‪..‬‬
‫ولكن من الصعب التعرض لضابط في مثل مرتبته العاليه‪..‬‬
‫حتى والده إضطروا لقتله خارج البالد وبالكاد فلتوا من األمر‪..‬‬
‫ال يُريد تكرار الخطأ‪..‬‬
‫هذه المنظمة عليها أن تستمر‪..‬‬
‫أعمالهم واألموال التي يجنونها وصفقاتهم الممنوعه ‪ ،‬يكره حقا ً تدخل الشرطة في أمرها‪..‬‬
‫لو لم توجد الشرطة لكانت الحياة أفضل!‬
‫عليه اآلن إتخاذ موقف صارم تجاهه‪..‬‬
‫لقد آذى أحد أتباعه األقوياء وأدخله في قائمة التحقيق‪..‬‬
‫وقد فعل هذا ُمسبقا ً بخصوص موريس!‬
‫ُرغم أنهما خرجا ببراءه إال أن تكرار األمر هكذا يزعجه ويضع الكثير من األعين عليهم‪..‬‬
‫هل يُدبر لمكيدة إغتيال ؟‬
‫أو يجعل األمر وكأنه حادثه طبيعيه ؟‬
‫عليه أن يموت ‪ ،‬هذا األمر واثق منه ولكنه ما زال يفكر بطريق ٍة ُمناسبة لذلك‪..‬‬

‫وماذا عن ريكس أيضا ً ؟‬


‫لما بدأ ب ُمساعدة رين ؟‬
‫هل أخبرته عن كُل شيء ؟‬
‫لما أختار جانبها وهو الذي رعاه طوال السنوات الماضيه‪..‬‬
‫قدم له كُل ما يُريده ‪ ،‬فعل ألجله الكثير ألنه كان إبنا ً آلليس‪..‬‬
‫لمحبوبته آليس‪..‬‬
‫لما اآلن يجحد كُل هذا ويتصرف تصرفات مزعجه ‪..‬؟‬
‫إنه حتى وضع أفضل ُمغتاليه تحت إمرته‪..‬‬
‫جعل دارسي يُحقق له كُل طلباته‪..‬‬
‫جعله يبحث خلف أعداءه ويُنهيهم واحدا ً تلو اآلخر‪..‬‬
‫لم يجعله يواجه أي عقبات ‪ ،‬أ ّمن طريقه تماما ً وجعله ينجح في عمله بمدة وجيزه جعلت كُل‬
‫من حوله يحسدونه عليها!!‬
‫إذا ً لما ؟‬
‫هل حقا ً جحد كُل هذا أو أنه يُخطط ٍ‬
‫ألمر ما ؟‬
‫همس بهدوء‪ :‬أعلي التحدث معه أم أكتفي ب ُمراقبة تصرفاته القادمه ؟‬
‫أغمض عينيه وإسترخى بجسده وغاص بأعماق أفكاره‪..‬‬
‫بريكس ‪ ،‬وبآليس‪..‬‬
‫آليس تلك الخائنه!‬
‫تلك التي كانت من أفضل أعضاء المنظمه‪..‬‬
‫إنه حتى فضّلها على فيكتور الذي كان ساعده األيمن وبدآ معا ً بإنشاء المنظمه‪..‬‬
‫كانت نشيطه ذكيه جميله!!‬
‫لقد وقع بحبها بالكامل!‬
‫ُجنّ بها لدرجة أنه لم يُالحظ كم كانت تسأله أسئلةً خاصه‪..‬‬
‫كانت تستخدمه لجمع أكبر قدر من المعلومات الحساسه‪..‬‬
‫لم يشكّ بها وال للحضه!!‬
‫غدرت به‪..‬‬
‫وكسرته!‬
‫ومن ثُم أخفت بذرة حبهما ‪ ،‬أخفت ابنهما عنه‪..‬‬
‫ذلك اإلبن الذي لم يرد وال للحضه أن يُولد‪..‬‬
‫حتى هي لم تُرد ذلك‪..‬‬
‫ولكن القدر أبى رغبتهما وجاء الى الحياة‪..‬‬
‫وكأن مجيئه كان ليُغير الكثير من األمور‪..‬‬
‫فهو ومن دون سابق إنذار أصبح مولعا ً به‪..‬‬
‫أما هي فقد تقلبت حياتها بالكامل!‬
‫كُشف الستار عن خيانتها ومن ثُم هربت بالطفل ومن بعدها لم يره وال لمر ٍة واحده‪..‬‬
‫إبنه الوحيد لم يره منذ ذلك اليوم‪..‬‬
‫تعب كثيرا ً في تتبعها وتتبع كُل من كانت تربطه عالقة بها‪..‬‬
‫أصدقاء ‪ ،‬زمالء ‪ ،‬أقارب‪..‬‬
‫لم يترك أحدا ً‪..‬‬
‫وآخرهم رين التي شوهدت في منزلها لمرتين تقريبا ً‪..‬‬
‫هي تعرف شيئا ً‪..‬‬
‫قد تكون طفلةً آنذاك ولكنه واثق بأن آليس حدثتها عن مارك‪..‬‬
‫وربما حتى أخبرتها عن مكانه‪..‬‬
‫ولكن ال فائده منها فهي تأبى الحديث‪..‬‬
‫إن تخلص منها أيضا ً فمن بقي ؟‬
‫البد من وجود شخص هو غافل عنه‪..‬‬
‫البد من أن ُهناك من يهتم بالصبي ولكن من ؟‬
‫يتمنى أن تكون سفرة دارسي إلستجواب فرانسوا تكللت بالنجاح‪..‬‬
‫فلقد كان هو اآلخر تربطه عالقةً وثيقة بآليس‪..‬‬
‫إنه أحد من أعطتهم نسخة من قالدتها‪..‬‬
‫وهي لم تُعطي القالدة هذه إال لمن تحبهم فقط!‪..‬‬
‫رين وفرانسوا‪..‬‬
‫والثالثة هو واثق بأنها بيد إبنه‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:10 pm‬‬

‫فتحت عيناها وعاودت إغماضهما وهي تتثاوب‪..‬‬


‫جائها صوته يقول‪ :‬هذا يكفي‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وفتحت عيناها تنظر ناحية الصوت ففجعت من مظهره يجلس على األريكة‬
‫متكئا ً على ُركبتيه وعيناه مصوبتان إليها‪..‬‬
‫جلست بعدما كانت مستلقيه على األريكة ال ُمقابله وقالت‪ :‬أال يُمكن لمظهرك أن يكون أكثر لطفا ً‬
‫؟‬
‫لم يهتم لتعليقها وهو يقول‪ :‬ماذا تقصدين بأن الصوره لم تكن صورتي ؟‬
‫عقدت حاجبها تستوعب سؤاله ولكنها نسيت األمر عندما الحظته يرتدي مالبس جديده فقالت‪:‬‬
‫أوه لما هذا التأنق ؟ هل هو ألجلي أنا ؟ ومتى خرجت للتسوق أصالً ؟‬
‫لم يُجبها فما يُهمه اآلن معرفة ما يحدث!‬
‫فاليوم فجأه أتت على ذِكر موضوع لقائها بوالدته وبأنها أرتها صورةً له وفجأه تقول كال‬
‫الصورة ليست لك!‬
‫كيف لوالدته أن تريها صورة إبنها وفي نفس الوقت لم تكن صورته ؟!!!‬
‫لقد تعبت وشعرت بالصداع ونامت تاركةً إياه في معمع ٍة شديده من شدة التفكير‪..‬‬
‫إنتظرها تستيقظ ‪ ،‬إنه حتى لم يذهب حتى اآلن الى والده الذي ف ّجر هاتفه من الرسائل بسبب‬
‫تشتيته‪..‬‬
‫يُريد تفسيرا ً!‪..‬‬
‫سألها ُمجدداً‪ :‬أجيبيني ! ماذا قصدتي بأن الصورة لم تكن صورتي ؟ كيف تُريك والدتي صورةً‬
‫إلبنها ثُم تقولين بأنها ليست صورتي ! أنا ال أملك إخوة فكيف لها أال تكون صورتي أنا!‬
‫فهمت اآلن معنى سؤاله وتذكرت تلك الذكرى ُمجددا ً تقول‪ :‬أجل قالت إنه إبنها ‪ ،‬لقد كانت‬
‫الصوره لطفل في الخامسه ‪ ،‬ولكنه لم يكن أنت ! أعني ‪ ....‬لون شعره لم يكن أسودا ً كلون‬
‫شعرك و‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬هل فقط من أجل اللون ؟؟ الكثير من األطفال عندما يكبرون تغمق ألوان شعورهم‪..‬‬
‫رين‪ :‬حتى العينان ؟؟!!‬
‫عقد حواجبه فقالت‪ :‬إن كان الشعر يتغير لونه فهل حتى العينان تتغيران أيضا ً ؟ أنا واثقه بأنه‬
‫كان يملك عينان خضراوتان ‪ ،‬وعيناك ليستا كذلك‪..‬‬
‫صمت لفتره ثُم قال‪ :‬هل كانت والدتي هي من ظهرت بذكرياتك ؟‬
‫رين‪ :‬أجل انا واثقه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وهل قالت بأن الصورة صورة إبنها ؟‬
‫رين‪ :‬نعم‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬واثقه ؟‬
‫رين‪ :‬أجل ! صحيح لم أستعد ذاكرتي بالكامل ولكني واثقه ‪ ،‬لقد قالت بأنه إبنها‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وهو ال يشبهني بشيء ؟‬
‫هزت رأسها باإليجاب فقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ربما كانت صورة إدريان وهو صغير ؟ أذكر بأنه مرةً‬
‫طلب منها أن تُناديه بإبني كما تفعل معي‪..‬‬
‫رين‪ :‬عينا إدريان زرقاء‪..‬‬
‫أكملت بعدها‪ :‬وإن كان إدريان فلما تقول لي هذا ؟ لقد أخبرتني بأن األمر سرا ً وعليه أال يصل‬
‫ألحد ! لذا‪....‬‬
‫توقفت عن الحديث عندما إستوعبت هذا األمر‪..‬‬
‫إن لم تكن تلك صورة ريكس فهذا يعني بأن آلليس إبنا ً آخر‪..‬‬
‫قالت لها أن وجوده سرا ً!‬
‫هل هو ذات السر الذي يبحث خلفه البروفيسور ؟!!!‬
‫ال تعرف بماذا تُصدم!‬
‫هل تُصدم بكون آليس تملك إبنا ً آخر غير ريكس ‪..‬؟‬
‫أو تُصدم من كون البروفيسور مهتم بمعرفة هذا األمر ؟!!‬
‫ولما قد يهتم بمعرفة إن كانت تملك إبنا ً أو ال ؟‬
‫عقدت حاجبها وهي تتذكر كالمه سابقا ً‪...‬‬
‫**عاودت تنظر إليه وقالت‪ :‬وهل ستُصدقني أيا ً كانت إجابتي ؟‬
‫ت كالحرباء مثلها تماما ً ‪ ،‬لذا يستحيل أن أُصدقك إال إن أخبرتني عن‬ ‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬أن ِ‬
‫مكانه** ‪..‬‬

‫أخبرتني عن مكانه ؟‬
‫هل يعرف بمعلومة إمتالكها إلبن ؟‬
‫إن كان أجل فلما هو مهتم بمعرفة مكانه ؟!!‬
‫هي حقا ً ال تفهم!‬
‫ت!!‬
‫قاطع تفكيرها صوت ريكس يقول‪ :‬أن ِ‬
‫نظرت إليه فقال‪ :‬لما شاردة الذهن ؟ هل تذكرتي شيئا ً آخرا ً ! هل كالمك السابق فيه بعض‬
‫األخطاء ؟‬
‫بقيت تنظر إليه وهي تتذكر الجملة التاليه التي قالها البروفيسور في تلك الليله بخصوص‬
‫ريكس‪..‬‬
‫**إبتسم لها لفتره وسأل بعدها‪ :‬وهل أخبرته ؟‬
‫عقدت حاجبها لوهله ثُم نظرت إليه تقول‪ :‬عن ماذا ؟‬
‫ت تعرفين عزيزتي أن ما يُهمني يهمه أيضا ً بنفس المقدار لذا هل أخبرته ؟**‬ ‫رايان‪ :‬أن ِ‬
‫نعم ‪ ،‬هذا يؤكد أن أمر إمتالك آليس لطفل آخر هو السر‪..‬‬
‫ألنه من الطبيعي أن يهم ريكس!‬
‫فهذه والدته وهذا سيكون أخاه!!‬
‫ً‬
‫بقيت تنظر الى عينيه المشتتين اللتان تنتظران إجابة منها‪..‬‬
‫ماذا تفعل ؟‬
‫هل تُصارحه بما فهمت وتُخبره بأنه يمتلك أخا ً ؟‬
‫ولكنه ال يعرف بهذه المعلومة مسبقا ً!‬
‫وبحسب الصوره وكالمها آنذاك آلليس فيعني بأن هذا األخ أصغر منها‪..‬‬
‫أي جاء بعد طالق والدته من والده‪..‬‬
‫أي أنه ربما يكون طفالً من زوج آخر وربما من خارج إيطار الزواج‪..‬‬
‫هل هذه المعلومه ستُسعده أو ال ؟‬
‫تخشى بأن يُصدم من األمر فهي حتى اآلن ال تعرف نوع عالقته بوالدته بالضبط!‬
‫إنها ُمحتاره ‪ُ ،‬محتارة للغايه!!‪..‬‬
‫تحدث ريكس قائالً‪ :‬مابك ؟ لما ال تتحدثين ؟‬
‫أشاحت بنظرها تُفكر‪..‬‬
‫تخشى بأنه يحترم والدته للغايه وقد يُصدم من أنها تركت والده من أجل رجل آخر‪..‬‬
‫وبال ُمقابل ال يُمكنها الكذب بخصوص إمتالكه ألخ فربما هذا الطفل يحتاجه!‬
‫صحيح ‪ ...‬من عساه يكون ؟‬
‫طفل بشعر بني وعينان خضراوتان ؟‬
‫هل إلتقت به ؟ بحسب ما تتذكره هو رغبتها ب ُمقابلته‪..‬‬
‫إذا ً هل إلتقته أو ال ؟‬
‫وهل هو حي اآلن ؟ وأين يعيش ؟‬
‫هل تعرف هذه المعلومه ؟ البد من أنها تعرفها لهذا البروفيسور سألها عن مكانه‪..‬‬
‫من عساه يكون ؟‬
‫ريكس بإنزعاج‪ :‬رين!!!‬
‫إبتسمت بهدوء ونظرت إليه تقول‪ :‬أتعلم ‪ ،‬أ ُحب عندما تُناديني برين‪..‬‬
‫رفع حاجبه بإستنكار من الموضوع الغريب الذي فتحته فأكملت بذات اإلبتسامه‪ :‬ألني حينها‬
‫أشعر وكأن لي كيان بهذا العالم ‪ ،‬بعد فقداني لذاكرتي شعرتُ وكأني دخيله غريبه وكان هذا‬
‫يُخيفني كثيرا ً ‪ ،‬لم أعلم بأن إمتالك إسم هو نعمةٌ عظيمه‪..‬‬
‫صمتت قليالً ثُم أكملت‪ :‬أتسأل هل هذا هو سبب شعوري بالراحة معك ؟ ألنك تُناديني بإسمي‬
‫بإسم ُمزيف ؟‬ ‫ٍ‬ ‫بهويتي وليس‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وقال‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ،‬واآلن لنعود الى موضوعنا‪....‬‬
‫قاطعته‪ :‬آسفه ال أتذكر جيدا ً ‪ ،‬ال أعلم إن قالت إبني بالضبط أو ال ‪ ..‬أحتاج بعضا ً من الوقت‬
‫لتذكر تلك ال ُمحادثة جيدا ً‪..‬‬
‫نظر إليها بهدوء وهو يشعر بأنها تُخفي شيئا ً عنه‪..‬‬
‫ما الذي تُخفيه بالضبط ؟‬
‫فتح فمه ليتحدث فقاطعته‪ :‬هاتفك ! ألم تُزعجك الرسائل التي تُرسل طوال فترة محادثتنا ؟ أنظر‬
‫من ال ُمرسل‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ال يهم بالتأكيد والدي يطلبني لحضور العشاء مع عائلة كالودي‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬مع عائلة والدك بالقانون ُمستقبالً ؟‬
‫إنزعج منها وقال‪ :‬كفي عن ذلك!!‬
‫رين‪ :‬هههههه لما ؟ عندما تتزوج جوليتا سيُصبح أبواها هم أبواك بالقانون ‪ ،‬أشعر بالغيره‪..‬‬
‫زاد إنزعاجه ولم يُعلق فتنهدت وقالت‪ :‬ال تكسر قلبها‪..‬‬
‫رفع حاجبه ونظر إليها فأكملت‪ :‬إن لم تكن تُريد الزواج منها فكُن واضحا ً وصريحا ً ‪ ،‬ال تتركها‬
‫تتعلق بآمال كاذبه ‪ ،‬تجاهلك للحضور ال يعني لها بأنك ال ترغب بها ‪ ،‬هي ستبقى تصنع لك‬
‫األعذار يوما ً بعد يوم ‪ ،‬بهذا الشكل أنت تُضيع سنوات من عمرها ‪ ،‬كُن صريحا ً معها‬
‫وواجهها‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنها يقول‪ :‬ليس األمر أني ال أرغب بها!‬
‫دُهشت وسألته بهدوء‪ :‬تُحبها ؟‬
‫ريكس‪ :‬وال هذا أيضا ً‪..‬‬
‫تعجبت وقالت‪ :‬إذا ً ماذا ؟!‬
‫صمت قليالً ثُم قال‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫رين بإستنكار‪ :‬عفوا ً ؟ ال تعلم !! هذه إجابة الفتيات يا عزيزي ‪ ،‬الرجال عليهم أن يكونوا أكثر‬
‫وضوحا ً بعالقاتهم وال يُجيبون بـ ال أعلم!‬
‫إنزعج وقال‪ :‬ألني بحق ال أعلم ! ال أكرهها ‪ ،‬بالعكس ربطني معها ماضي جيد وأراها كزوج ٍة‬
‫جيده ولكني ال أفكر بالزواج ! أنا حتى ال أدري إن كُنتُ سأعيش طويالً أو ال!‬
‫ت أكثر من‬ ‫أشار الى كتفه حيث ُجرح الرصاصه مكمالً‪ :‬فكما ترين قد أموت بأي لحضه ! أن ِ‬
‫يعرف هذا لذا عليك أن تتفهمي ال أن تتذاكي‪..‬‬
‫صمتت رين لفتره ثُم قالت‪ :‬هذا يعني بأنك لم تُحب من قبل ؟ ستوافق لو سنحت لك الظروف‬
‫ألنها فقط زوجة جيده وتعرفها منذ الطفوله ! هذا النوع من الزواج ال أُحبه‪..‬‬
‫لم يُعلق على كالمها فقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إذا ً أرفضها ‪ ،‬ال تُبقها ُمعلقةً بك ‪ ،‬ستتأذى هي كثيرا ً لو‬
‫حدث األسوأ و ُمت ! فما أنت فيه اآلن سيطول كثيرا ً ‪ ،‬هذه نصيحتي‪..‬‬
‫هزت كتفها وقالت‪ :‬وإذا إعتدل حالُك وصرت بوضع أفضل في ال ُمستقبل فكر بأمرها ‪ ،‬إن‬
‫شعرتَ بأنك تُحبها فيُمكنك الوصول إليها بأي شكل فالحب ال عائق له ‪ ،‬وإن كُنت ال تزال تراها‬
‫كفتا ٍة جيده فأتركها ‪ ،‬جرب ال ُحب ‪ِ ،‬جد لك فتاة أحالمك وجرب ال ُحب معها‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬تتحدثين وكأنك قد جربته‪..‬‬
‫هزت كتفها قائلةً‪ :‬ربما فأنا ال ِزلتُ فاقدة للكثير من ذكرياتي‪..‬‬
‫أبعد نظره عنها هامساً‪ :‬لما أتحدث بمثل هذه األمور معها!‬
‫إبتسمت عندما سمعت همسه وقالت‪ :‬عجبا ً ‪ ،‬هل ألنك ترتاح لي أيضا ً ؟ أشكرك عزيزي‪..‬‬
‫إنزعج ووقف وهو يؤشر على كيس بالقرب من باب الغرفه‪ :‬إشتريت لك بعض المالبس ‪ ،‬ال‬
‫تُغادري المنزل إال لو شعرتي بخطر ‪ ،‬سأعود بسرعه فلدي أمور أُريد اإلستفسار عنها‬
‫ورجاءا ً‪....‬‬
‫صمت قليالً وأكمل‪ :‬كوني صريحة معي حينها‪..‬‬
‫ثُم إلتفت وخرج فهمست‪ :‬ماذا ؟ هل الحظ بأني كذبتُ حينها ؟‬
‫تنهدت وذهبت الى الكيس تتفقد محتوياته وهي تهمس‪ :‬ماذا أفعل ؟ هل من الجيد الكذب ؟ لما‬
‫أنا أُراعي مشاعره الى هذه الدرجه ؟!‬
‫إبتسمت وهي ترى قطع المالبس وقالت‪ :‬لم يُجرب الحب من قبل ويبدو بأنه لم يبني أي عالقه‬
‫حتى ومع هذا لديه ذوق رائع ‪ ،‬أحمق‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:11 pm‬‬

‫أوقف لوكا دراجته ناظرا ً الى المكان حوله حيث العنوان الذي أعطته ريتا‪..‬‬
‫بينما نزعت ريتا خوذتها وهي تتنفس بسرعه فقد وقف قلبها لمرات عديده بسبب سرعته‬
‫وإلتفافاته الخطره‪..‬‬
‫هي قطعا ً لن تركب دراجةً مرةً أُخرى!‪..‬‬
‫سألها‪ُ :‬هنا ؟‬
‫نظرت خلفها حتى تتأكد بأن ال أحد تبعها ‪ ،‬مع أن لوكا دخل من عدة أحياء وممرات يستحيل‬
‫للسيارات دخولها إال أنها تُريد أن تتأكد أكثر‪..‬‬
‫نظرت بعدها إليه وقالت‪ :‬إتبعني‪..‬‬
‫مشت وتبعها وهو ينظر حوله متفقدا ً المكان‪..‬‬
‫دقائق حتى وقفت أمام منزل عتيق وكبير بعض الشيء‪..‬‬
‫نظر حوله وهمس‪ :‬إذا ً مكانكم بوسط حي سكني ؟ أتسائل لما لم تخافوا من أن يلحظ أحد‬
‫أمر ُمريب ُهنا‪..‬‬ ‫السكان وجود ٍ‬
‫دخلت ريتا قائله‪ :‬له مدخل خلفي بعيدا ً عن أعينهم‪..‬‬
‫إبتسم وهمس لنفسه‪ :‬ساذجه‪..‬‬
‫دخال الى المنزل ولم يُقابال أحدا ً بطريقهم حتى فتحت بابا ً وقالت‪ :‬إبقى ُهنا ‪ ،‬سأستدعي لك‬
‫‪.....‬‬
‫قاطعها وهو يدخل مارا ً من جانبها‪ :‬أُريد موريس بنفسه‪..‬‬
‫إنزعجت وقالت‪ :‬ال تقلق ستموت على يده‪..‬‬
‫ومن ثُم أقفلت الباب خلفه بالمفتاح‪..‬‬
‫إبتسم وهو يتحسس ما بجيبه قائالً‪ :‬كان من السهل سرقته منها‪..‬‬
‫نظر حوله مستكشفا الغرفة وهو يُفكر بما سيفعله بعد هذا‪..‬‬
‫دقائق حتى فُتح الباب ودخل فجأه عدة أشخاص وأحاطوا بالغرفة مصوبين أسلحتهم بإتجاهه‬
‫‪..‬‬
‫كانوا سبعة تقريبا ً‪..‬‬
‫الحظ نظرة الغضب والكُره الشديد في وجوههم فإبتسم وقال‪ :‬آسف ‪ ،‬يبدو بأني قتلتُ‬
‫أصدقائكم‪..‬‬
‫ُجن ُجنون أحدهم وكاد أن يُطلق لنار فصرخ من بجانبه‪ :‬إياك ! ال تدعه يستفزك!‪..‬‬
‫ثوان حتى دخل روماريو وكينتو وأخيرا ً موريس‪..‬‬ ‫ٍ‬
‫تقدم موريس ناظرا ً الى لوكا لفترة قبل أن يقول‪ :‬هل ما قُلتَه لتابعتي صحيح ؟‬
‫لوكا‪ :‬بخصوص قتلي ألفراد منظمتكم خاصةً من كانوا يُراقبون منزل فينسنت ؟‬
‫غضب كُل من حوله فإبتسم لغضبهم وأكمل يقول‪ :‬نعم صحيح‪..‬‬
‫تفحصه موريس فلقد توقع أن يكون رجالً ذو قوة وخبره وليس شابا ً في أواخر العشرينيات!‬
‫تقدم موريس حتى جلس على الكُرسي وبقي يتفحص لوكا ثُم قال‪ :‬هل علي أن أُصدقك ؟‬
‫لوكا‪ :‬وما المانع ؟‬
‫ت برجلك إلينا ُمعترفا ً!‬‫موريس‪ :‬المانع هو المنطق ‪ ،‬لما قد تأ ِ‬
‫لوكا‪ :‬ببساطه ألني أضمن خروجي من ُهنا بعد أخذي لحياة البعض في طريقي‪..‬‬
‫جن جنون من حوله ويكادوا ان يُطلقوا النار على رأسه ويُسكتوه لألبد‪..‬‬
‫فهذا لم يكتفي بقتل أصدقائهم بل أتى الى ُهنا ُمتفاخرا ً بهذا و ُمتحديا ً لزعيمهم!!‬
‫حاول موريس أال يظهر إستفزازه من هذا الشاب ال ُمزعج فقال‪ :‬ولماذا تفعل هذا ؟‬
‫وضع لوكا يديه في جيب بنطاله بإستهتار يقول بهدوء‪ :‬إنتقام لموت فينسنت‪..‬‬
‫رفع موريس حاجبه يقول‪ :‬وما عالقتك لتنتقم له ؟‬
‫لم يُجبه لوكا فقال موريس‪ :‬أنت أصغر من أن تكون صديقا ً له ! وال أقارب لديه ‪ ،‬ولستَ من‬
‫جيرانه أيضا ً‪..‬‬
‫لوكا ببرود‪ :‬أين نينا ؟‬
‫عقد موريس حاجبيه بإنزعاج يقول‪ :‬أجبني على سؤالي!‬
‫لوكا‪ :‬أُريد رؤية نينا‪..‬‬
‫موريس‪ :‬وما عالقتك بها ؟!! لما أيت الى مكان خطير ألجلها ؟؟ لستَ من أقاربها بكُل تأكيد‬
‫فما عالقتك بها!‬
‫إبتسم لوكا يقول‪ :‬ولكني حقا ً من أقاربها‪..‬‬
‫على جملته هذه فُتح الباب ودخلت ريتا‪..‬‬
‫تقدمت من موريس وقالت له‪ :‬أريتُها صورته ولكنها لم تعرفه ُمطلقا ً‪..‬‬
‫رفع موريس حاجبه من اإلجابة هذه ‪ ،‬لقد طلب ُمسبقا ً منها أن تعرف من نينا عن هذا الرجل‬
‫أكثر ولكن يبدو بأنه ال تربطه عالقة بها!!‬
‫نظر الى لوكا يقول‪ :‬متى ستكف عن الكذب ؟ إنه تصرف الجبناء فحسب‪..‬‬
‫تقدم لوكا وجلس على كرسي آخر ببرود تحت أنظارهم المصدومه من تصرفه وال كأنه تحت‬
‫تهديد السالح‪..‬‬
‫تحدث لوكا قائالً بهدوء‪ :‬خالل نصف ساعه على نينا أن تخرج من هذا المكان الى هذا العنوان‬
‫‪ ،‬الشارع الخامس بفندق نييال رقم الغرفة إثنان وعشرون‪..‬‬
‫تحدث كينتو يقول بصدمه‪ :‬كيف تجرؤ ؟!!‬
‫لوكا بهدوء وعينيه على موريس‪ :‬أُريد صورة تأكد أيضا ً فأنا ال أثق بال ُمجرمين‪..‬‬
‫زاد غضبهم فتحدث روماريو يقول‪ :‬هل نقتُله ؟ ال فائده من اإلستمرار بالحوار مع مجنون‬
‫مثله‪..‬‬
‫إبتسم لوكا ونظر إليه يقول‪ :‬ال تتهور صغيري ‪ ،‬قد تكون هذه نهايتكم حينها‪..‬‬
‫عندما فتح روماريو فمه ليرد تجاهله لوكا قائالً لموريس‪ :‬النصف ساعة تمضي‪..‬‬
‫موريس بهدوء تام‪ :‬ما مقدار الخطأ الذي إرتكبته لتتمنى الموت الى هذه الدرجه ؟!‬
‫ت الجل التحاور معك أصالً بل كان هناك فضول يتملكني‬ ‫لم يُجبه فوقف موريس وقال‪ :‬لم آ ِ‬
‫صدمت من كونه مجرد إنتحاري مجنون‬ ‫لرؤية الشخص الذي شكل تهديدا ً على منظمتنا ولكني ُ‬
‫مثلك‪..‬‬
‫ومن ثُم إتجه الى الخارج فأوقفه صوت لوكا يقول‪ :‬الملف ‪..110‬‬
‫إتسعت عينا موريس بصدمه وإلتفت ناظرا ً إليه‪..‬‬
‫تعجب كينتو من صدمته فسأل روماريو‪ :‬ماهو الملف ‪ 100‬؟‬
‫سرق ‪ ،‬إنه الملف الذي‬ ‫أجابه روماريو وهو ينظر الى لوكا بعيني مندهشتين حذرتين‪ :‬انه ما ُ‬
‫سرقه فينسنت والذي من المفترض أن يكون بحزة إبنته وليس غريبا ً كهذا!‬
‫في حين رفع لوكا عينيه الى موريس المصدوم وقال له ببرود تام‪ :‬تخرج نينا من ُهنا بأمان‬
‫وبعدها يُمكنني النقاش معك بهدوء بشأنه‪..‬‬
‫إختفت الصدمة من عيني موريس وضاقت عيناه بتردد كبير!‬

‫***‬

‫‪10:00 pm‬‬

‫في إحدى المطاعم الراقيه‪..‬‬


‫وفي غرفة محجوزة فيها‪..‬‬
‫الوضع كان ُمتوترا ً بعض الشيء‪..‬‬
‫عائلة كالودي حاضره منذ الساعة التاسعه‪..‬‬
‫حاول آليكسندر قدر ال ُمستطاع أن يُلهيهم بالحديث ليُنسيهم تأخر ريكس ال ُمبالغ فيه‪..‬‬
‫ما زال على أمل أن يحضر ‪ ،‬ال يضنه سيكسر بكلمته ابدا ً‪..‬‬
‫البد أن يحضر!‬
‫في حين كانت مادلين تكاد أن تنفجر في أي لحضه ولكن نظرات إبنتها هي ما تجعلها صامته‬
‫طوال هذا الوقت‪..‬‬
‫لطالما كرهت ريكس وكرهته اليوم أكثر وأكثر‪..‬‬
‫كال ليس اليوم ‪ ،‬بل منذ يوم الحفلة وهي تكن له الكره العظيم وتحدثت بخصوص األمر مع‬
‫زوجها مرارا ً وتكرارا ً طوال الفترة الماضيه‪..‬‬
‫ولكن القرار في األخير كان لجوليتا‪..‬‬
‫وهي قررت أن تتحدث إليه في جلس ٍة عائليه كهذه‪..‬‬
‫ولكنه مع هذا ‪ ...‬لم يحضر بعد‪..‬‬
‫إنها حقا ً تريد أن تصرخ وتشتمه بقسوه‪..‬‬

‫في حين نظرت جينيفر الى الساعة ثُم نظرت الى زوجها‪..‬‬
‫لقد حان موعد طعام العشاء ال ُمقرر!‬
‫هل تتواصل مع إدارة المطعم وتطلب تأخير الطعام أكثر ؟‬
‫ولكن آليكسندر لم يُعطي لنظراتها أي جواب فحتى هو لم يعد يعرف ماذا يفعل‪..‬‬
‫طرق الباب ودخلت إحدى الموظفات ‪ ،‬إبتسمت فتنهدت جينيفر وهزت رأسها باإليجاب فإنحنت‬ ‫ُ‬
‫الموظفه وغادرت لتُحضر الطعام‪..‬‬
‫إنطلق لسان مادلين ُرغما ً عنها تقول‪ :‬لن يحضر ريكس ؟‬
‫سحقا ً ‪ ،‬لم تستطع أن تُمسك لسانها!!‬‫ُ‬
‫غيضها الشديد من الموقف جعلها تنطق دون وعي‪..‬‬
‫إبتسم آليكسندر وفتح فمه وهو ال يملك أي إجابه حتى‪..‬‬
‫فتحه وهو ال يعرف ماذا سيقول اآلن!‬
‫كانت لحضة ثقيله قبل أن يُقاطعها فتح الباب ودخول ريكس‪..‬‬
‫تنهد آليكسندر براحه ومن ثم رمى نظرةً قاتله إلبنه الذي تصرف وكأنه لم يرها‪..‬‬
‫دخل وجلس بجانب جينيفر حيث جوليتا تُقابله وهو يقول بهدوء‪ :‬عذرا ً على التأخير‪..‬‬
‫تحدث األب يقول‪ :‬أهالً ريكس ‪ ،‬خيرا ً هل من مشكل ٍة إستدعت تأخرك ؟‬
‫ريكس بوجهه هادئ وكأنه ال يكذب‪ :‬لقد سد الثلج إحدى الطرق مما عطل هذا حركة السير‪..‬‬
‫مادلين‪ :‬لم تُثلج هذا اليوم‪..‬‬
‫ريكس وهو ُمستمر بكذبته‪ :‬بلى أثلجت في الشمال حيث كُنت‪..‬‬
‫مادلين‪ :‬غريب وما الذي جعلك تذهب الى الشمال ؟‬
‫فُتح الباب ودخلت عربة الطعام فأشغل ريكس نفسه في النظر الى الموظفات وهن يوزعن‬
‫الطعام كي يجعل تلك المادلين تصمت وتتوقف عن طرح المزيد من األسئله‪..‬‬
‫هو واثق من أنها لم تُصدقه وتُحقق كي تجد سببا ً لشتمه‪..‬‬
‫إنها ال تعلم بأن شعوره تجاهها ُمماثل فهو يكره جديتها ورغبتها بأن يكون زوج إبنتها ِمثاليا ً‬
‫الى درجة اإلشمئزاز!‬
‫في حين كبتت مادلين غضبها لتجاهل ريكس لسؤالها‪..‬‬
‫إنها حقا ً ال تُحبه‪..‬‬
‫وقطعا ً لن تحبه حتى لو تغير وطابق مواصفاتها الصعبه!!‬
‫إبتسم والد جوليتا وعلق على إحدى اإلطباق فرد آليكسندر عليه وبدآ يتحدثان حتى وصل بهما‬
‫األمر للتحدث عن المدن الريفيه الغنيه بالموارد الطبيعيه‪..‬‬
‫رفعت جوليتا عينيها ونظرت الى ريكس الذي يتناول طعامه بهدوء ويبدو بأن عقله مشغول‬
‫بأمر آخر بعيد عما يتحدث به والدهما‪..‬‬
‫همست له جوليتا تقول‪ :‬هل ُهناك خطب ما ؟‬
‫عقد حاجبه ونظر إليها يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫شعرت مادلين بهمس إبنتها التي تجلس جانبها فتجاهلت أحاديث الرجالن الممله ووضعت‬
‫أذنها مع إبنتها لتعرف فيما يتحدثان هذان‪..‬‬
‫في حين قالت جوليتا له‪ :‬أقصد يدك ‪ ،‬أنت ال تُمسك السكين بطريقة جيده ‪ ،‬هل تؤلمك ؟‬
‫إنها اليد حيث أُصيب بأعالها‪..‬‬
‫كذب قائالً‪ :‬أردتُ رفع مقعد السيارة وإستخدمتُ بعض القوة في الوقت الخطأ‪..‬‬
‫جوليتا‪ :‬اوه ‪ ،‬لما لم تذهب الى الطبيب وتكشف عليها فربما‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬وأتأخر أكثر ؟ هل تُريدين أن تقتلني أمك ؟‬
‫ضحكت جوليتا بهدوء بينما إنزعجت مادلين ونظرت إليه فدُهشت عندما رأته ينظر إليها!‬
‫ذاك الوقح !!! هل قال جملته ألنه يعلم بأنها تسمعهم ؟!!‬
‫ما إن فتحت فمها لتبدأ أخيرا ً بشتمه تحدث آليكسندر يقول‪ :‬اووه ريكس ممن يحبونها ‪ ،‬إعتاد‬
‫دائما ً على شرائها في ِصغره ‪ ،‬صحيح ياريكس ؟‬
‫نظر ريكس الى والده وأجابه‪ :‬أجل ‪ ..‬كُنتُ أستمتع بذلك‪..‬‬
‫إجابه هادئه طبيعيه وال كأنه ال يعرف أصالً ماذا يقصد‪..‬‬
‫إبتسمت جوليتا التي إستمعت الى حوار والداهما السابق وقالت‪ :‬نعم صحيح ‪ ،‬كُنتُ كلما ُزرتكم‬
‫أتطلع الى رؤية الجديد ‪ ،‬هههههه كُنا نقضي أغلب وقتنا بتفكيكها وتركيبها‪..‬‬
‫تدخلت مادلين تقول‪ :‬وأنا أتذكر عندما صرخ ريكس وغضب ألنك بالخطأ كسرتي إحداها ‪،‬‬
‫تذكرين عندما قال لك "ال أريد رؤيتك في المنزل مرة أُخرى" ؟‬
‫أمها حقا ً تُريد إغاضته بأي طريقه!‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬هيّا كُنا ِصغارا ً حينها ‪ ،‬من الطبيعي أن نغضب من بعضنا‪..‬‬
‫ت لم تغضبي وال‬ ‫مادلين وهي تتصنع المزح‪ :‬هههههه أجل لقد كان دائما ً يغضب تجاهك وأن ِ‬
‫لمره ههههههه‪..‬‬
‫تدخل األب ليُغطي عن نوايا زوجته الواضحه يقول‪ :‬جوليتا كتومه ‪ ،‬منذ ِصغرها وهي تكتم كُل‬
‫شيء حتى لو كانت غاضبه ‪ ،‬هههههه أتذكر عندما‪.....‬‬
‫وبدأ بسرد إحدى مواقفها القديمه حتى يُغير الموضوع الذي بكُل تأكيد كان سيتحول الى ماهو‬
‫أسوأ!‪..‬‬
‫انهوا طعامهم وبدأن النادالت بلم الصحون من أجل التحلية القادمه‪..‬‬
‫ما إن خرجوا حتى نظر والد جوليتا الى ريكس وقال‪ :‬حسنا ً ريكس ‪ ،‬كيف هو عملك اآلن ؟‬
‫لقد دخل بصلب الموضوع حقا ً ‪ ،‬أجابه ريكس‪ :‬على ما يُرام‪..‬‬
‫سأله‪ :‬حقا ً ؟ إذا ً ماذا بخصوص ما قاله فرانسوا في تلك الليله ؟‬
‫صمت ريكس لفتر ٍة ليست بالقصيره‪..‬‬
‫فما يُريد قوله هو شيء وما يُريد منه والده قوله هو شيء آخر‪..‬‬
‫ال يعلم هل يكون صريحا ً أو يتبع رغبة والده‪..‬‬
‫بعد فترة من الصمت قرر قول ما يُريده والده‪ :‬ال عليك ‪ ،‬الكُل البد من أن يواجه مشاكل في‬
‫عمله ‪ ،‬وربما بالغ فرانس بكالمه فقد أعماه غضبه الشخصي مني ‪ ،‬كُل شيء تحت السيطرة‬
‫اآلن وال شيء سيء يحدث حتى‪..‬‬
‫ظهرت الدهشه في عينيه يقول‪ :‬اوه هذا جيد ! إني حقا ً ُمتفاجئ من قول فرانسوا لكُل هذا !‬
‫اعني انتم عائلته ‪ ،‬وال سبب يدفعه لقول ما قاله حتى لو كان صحيحا ً!‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬فرانسوا شاب طائش ال يُحكم عقله في بعض األحيان ‪ ،‬إنه على عكس الجميع ولقد‬
‫أتعب الكُل معه حقا ً‪..‬‬
‫وقفت جوليتا في هذه اللحضه وقالت بإبتسامه لريكس‪ :‬سأشرب بعض القهوة تحت السماء‬
‫البارده ‪ ،‬هل تُرافقني ؟‬
‫علق والدها قائالً‪ :‬جوليتا وحبها الدائم للنجوم شيء لن يتغير بتاتا ً ههههههههه‪..‬‬
‫وقف ريكس بدوره دون تعليق فعلقت مادلين قائله‪" :‬حسناً" ليست بالكلمة الصعبه‪..‬‬
‫إنها حقا ً لن ترتاح إن غادر دون أن تفرغ غضبها فيه‪..‬‬
‫إبتسم لها وقال‪ :‬آسف‪..‬‬
‫نظر الى جوليتا وقال‪ :‬حسنا ً كما تُريدين يا جوليتا‪..‬‬
‫ومن ثم سبقها الى الخارج تاركا ً المكان موترا ً من بعده جراء تصرفه الغير ُمهذب‪..‬‬
‫رمى والد جوليتا نظرة عتاب لزوجته لبدئها بإفتعال المشاكل بينما حاولت جوليتا تلطيف الجو‬
‫قائله‪ :‬لن تُزعجانا باإلتصاالت في حين تأخرنا حسنا ً ؟‬
‫ت في منتصف العشرين ‪ ،‬ال يحق لي إبقائك تحت سيطرتي بعد‬ ‫ضحك والدها يقول‪ :‬أصبح ِ‬
‫اآلن‪..‬‬
‫ضحكت له تقول‪ :‬نِلتُ حريتي أخيرا ً‪..‬‬
‫تعالت ضحكات والدها لتعتذر منهم بعدها وتُغادر الى الخارج‪..‬‬
‫تنهدت تنظر الى ريكس الذي كان يقف بهدوء فقالت‪ :‬هل نذهب ؟‬
‫هز رأسه فتقدم ومشت بجانبه حتى خرجا من المطعم‪..‬‬
‫تحدثت قائله‪ :‬شرب القهوة كان ذريعةً ألجل أن نرحل عنهم لذا ال تشتري لي شيئا ً فأنا ُممتلئة‬
‫بعد العشاء‪..‬‬
‫هز رأسه باإليجاب يقول‪ :‬نمشي أو نجلس ؟‬
‫جوليتا‪ :‬دعنا نمشي‪..‬‬
‫بقيا يمشيان والصمت التام يعم بينهما‪..‬‬
‫انتظرت كثيرا ً كي يبدأ هو الحديث ولكن يبدو بأنها تنتظر عبثا ً لذا بدأت هي بقولها‪ :‬هل أنهيت‬
‫أعمالك العالقه ؟‬
‫نظر إليها يقول‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫جوليتا‪ :‬التي ذكرتها برسالتك لي‪..‬‬
‫عقد حاجبه محاوالً فهم ما تقصد حتى تذكر أمر الرسالة التي أرسلها آندرو بدالً عنه‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ،‬نسي أن يسأله ماذا كتب فيها!‬
‫ال بل سأله مرارا ً وتكرارا ً ولكن األخير رفض إخباره‪..‬‬
‫ال يعلم اآلن كيف يُجاريها‪..‬‬
‫بقي صامتا ً لفتره لعلها تغير السؤال وعندما لم تتحدث قرر توجيه السؤال لها قائالً‪ :‬ما رأيُك‬
‫ت؟‬ ‫أن ِ‬
‫صمتت ُمفكره قبل أن تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬ولكن إن كان حقا ً ُهناك ما يشغلك عن فكرة الزواج لهذه‬
‫الفتره فيُمكنني اإلنتظار ‪ ،‬أنا فقط أُريد أن أعرف إن كانت هذه حقا ً رغبتك أو ال‪..‬‬
‫نظرت إليه وقالت‪ :‬أجبني ‪ ،‬هل حقا ً ُهناك ما يشغلك أو أنت تبحث عن ُحجج ؟‬
‫لم يُجبها ُمباشره بل فكر بسؤالها لفتره قبل أن يقول‪ :‬أجل ‪ُ ،‬هناك بالفعل ما يشغلني عن مثل‬
‫هذه األمور‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها عنه ناظرةً الى الطريق وهي تسأل‪ :‬وهل هذا الشيء سيطول ؟ كم من المدة‬
‫ستأخذ قبل أن تُفكر بعالقتنا ؟‬
‫"كُن صريحا ً"‬
‫جملة رين هذه تتردد في رأسه كثيرا ً‪..‬‬
‫قال‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫صمت للحضه ثُم أكمل‪ :‬هذا األمر تترتب عليه حياتي بأكملها ‪ ،‬قد أستطيع إنهائه وأنا بخير ‪،‬‬
‫قد يُغير من شخصيتي وأفكاري ‪ ،‬وقد أموت في منتصفه‪..‬‬
‫توقفت عن المشي مندهشه فإضطر ألن يتوقف وهو ينظر الى عينيها المصدومتان‪..‬‬
‫سألته‪ :‬أنت ‪ ...‬ما الذي تقوله ؟!‬
‫من الصعب أن يشرح لها قصته‪..‬‬
‫إنها أمور خاصه للغايه ‪ ،‬ال يُمكنه قولها ألي أحد‪..‬‬
‫إنه حتى لم يقلها آلندرو وهو من أكثر المقربين إليه‪..‬‬
‫لذا فكر في كذبة قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ....‬إنه أمر شخصي بعض الشيء ‪ ،‬ال يُمكنني إعطائك‬
‫التفاصيل ولكن بشك ٍل عام أنا في مرحلة عالج من مرض خطير ‪ ،‬قد أُشفى منه ‪ ،‬وقد أخرج‬
‫بأعراض جانبيه ‪ ،‬وقد أموت‪..‬‬
‫زادت صدمتها لدرجة أنها لم تجد ما تقوله حتى فقال‪ :‬لهذا ال أعلم ‪ ،‬ال أُريد أن تنتظري أمرا ً‬
‫قد ال يحدث‪...‬‬
‫صمت قليالً ثُم أكمل‪ :‬أُفضل أن ننفصل ‪ ،‬عيشي حياتك جيدا ً فقد تجدين ماهو أفضل ‪...‬‬
‫وبالنسبة لنا لو أن القدر كتب لنا الزواج فسيحدث هذا ُرغما عن الجميع ‪ ،‬حسنا ً ؟‬
‫توقفت الكلمات في حلقها وبقيت هادئة تماما ً ُرغم أنها لم تتوقع منه قول هذا‪..‬‬
‫الصغر‪..‬‬‫إرتبطا منذ ِ‬
‫لم يتحدث ولو لمره حين كان يُعلقان عائلتهما عن كونهمت ُمقدران لبعضهما‪..‬‬
‫لم يتحدث وكأنه موافق على كُل ما يُقال‪..‬‬
‫كالمه اآلن يدل على أنه لم يهتم بتاتا ً بكالمهم‪..‬‬
‫بأنه لم يُفكر أبدا ً بها بشكل جدي‪..‬‬
‫بل إنه يبدو وكأنه لم يُفكر بموضوع الزواج في حياته قط!!‬
‫تاركا ً الكل يُحدد ويُخطط وكأنه عمل كأي من أعماله‪..‬‬
‫هذا األمر ضايقها‪..‬‬
‫لو أنه أخبرها على األقل بكونه وقع في حب فتاة أُخرى لتفهمت األمر أكثر ‪.،‬‬
‫لقالت أنه وجد حبا ً آخر سرقه منها‪..‬‬
‫ولكن أن تستوعب حقيقة كونه لم يُفكر فيها وبعالقتهم أصالً!‬
‫بل إنه لم يفكر بالزواج أو الحب سواءا ً معها أو مع أي أحد آخر!‪....‬‬
‫إستيعاب هذا األمر ضايقها كثيرا ً‪..‬‬
‫تحدثت أخيرا ً وقالت‪ :‬ولما لم تقل هذا ؟‬
‫ريكس‪ :‬ماذا ؟‬
‫جوليتا‪ :‬لما لم تقلها بشك ٍل واضح ؟ لما لم تقل لي أو لوالدي أو لوالدك طوال تلك السنين بأنك‬
‫ال تهتم بأمور العالقات العاطفيه ؟‬
‫صمت لفترة قبل أن يقول‪ :‬وألني ال أهتم بهذه األمور لم أقلها ‪ ،‬أليس الجواب واضحا ً‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬هي إستوعبت هذا األمر مسبقا ً ‪ ،‬وإستوعبت أنه صمت ألنه لم يهتم لهذه األمور‬
‫لدرجة أنه لم يهتم بقول هذا لهم‪..‬‬
‫لكنها ودّت لو كذب عليها وأعطاها تبريرا ً لطيفا ً بدل الصراحة الجافة هذه‪..‬‬
‫كان جافا ً منذ الصغر‪..‬‬
‫لكنها توقعتها شخصيته ‪ ،‬أنها أفكاره‪..‬‬
‫لم تتوقع بأنه جاف حتى في مشاعره‪..‬‬
‫تنهدت وأكملت المشي تقول بهدوء‪ :‬لما لم تُصارحني بهذا ؟‬
‫لم يُجبها فقد بدا وكأن سؤالها هو شكل آخر لسؤالها السابق لذا اإلجابة هي نفسها‪..‬‬
‫تحدث وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬على األقل لم كتبت رسالةً لطيفه سابقا ً ؟ إن كُنتَ ال تهتم فلما تعنيت‬
‫وكتبت رسالة إلي ؟‬
‫كيف سيشرح لها أن آندرو من تدخل وكتب ؟‬
‫قرر الصمت أفضل فتنهدت ُمجددا ً عندما لم تجد إجابه وتوقفت عن طرح أسئلة ال طائل منها‪..‬‬
‫بقيا يمشيان لدقائق عديده حتى توقفت أخيرا ً ونظرت إليه تقول‪ :‬إسمع ريكس ‪ ،‬إن أنتهى‬
‫عالجك على خير فال تُريني وجهك بتاتا ً إال لو إمتلكت مشاعر حقيقة تجاهي ‪ ،‬عدا ذلك ال‬
‫تظهر أمامي ألن فقط والدانا يُريدان ذلك حسنا ً ؟‬
‫أكملت قبل أن يُعلق‪ :‬حتى لو قررت أن تتزوج زواجا ً تقليديا ً دون حب فال تخترني أنا ‪ ،‬إبحث‬
‫عن شخص غيري فأنا ال أُحب هذا النوع من الزواج حتى لو كان من شخص أُحبه‪..‬‬
‫ومن ثُم مشت عائده فبقي ريكس واقفا ً في مكانه لفتره ثُم لحق بها ومشى بجوارها قليالً قبل‬
‫أن يقول بهدوء‪ :‬أعتذر‪..‬‬
‫إبتسمت ولم تُعلق‪..‬‬
‫فلقد أراحها كونه إستوعب كم جرحها بتصرفه‪..‬‬
‫هذا وحده يكفيها اآلن‪..‬‬
‫**‬

‫في الوقت نفسه‪..‬‬


‫عند رين‪..‬‬
‫تجلس بهدوء على األريكة تُغطي جسدها بلحاف صوفي ناعم وهي تُقلب في التلفاز بحثا ً عن‬
‫شيء ُممتع فيه‪..‬‬
‫لقد تأخر ريكس ‪ ،‬وهي تشعر بالملل وحدها‪..‬‬
‫فكرت بالخروج والتجول ولكن بعد الرعب الذي أصابها من مقابلة ذاك القاتل يوم األمس‬
‫أصبحت تخشى الخروج بمفردها‪..‬‬
‫فقط مرةً واحده إضطرت للخروج حين شراء طعام الغداء‪..‬‬
‫إنها حتى تنكرت قدر ال ُمستطاع كي ال يعرفها أحد‪..‬‬
‫ت مسموع وهي تُفكر اآلن بأمر نينا‪..‬‬ ‫تنهدت بصو ٍ‬
‫هل هي بخير ؟‬
‫صغرى ولكن ال يُمكنها تذكر أي شيء عنها‪..‬‬ ‫تشعر ببعض األلم كونها تمتلك أُختا ً ُ‬
‫إنها أختها ‪ ،‬شخص مهم بحياتها!‬
‫أليس كان من األولى أن تتذكر الكثير عنها بدالً من تذكر ذكريات بخصوص إمرأة ميته!!‬
‫أغمضت عينها وهي تشد اللحاف على جسدها وغاصت تُفكر بحياتها وذكرياتها وعائلتها‬
‫ووالدها وأختها‪..‬‬
‫عق ٌل يُريد إسترجاع الذاكره وقلب يرفض خشية تذكر ألم من فقدتهم‪..‬‬
‫والدها وصديقتها‪..‬‬
‫أمر مخيف للغاية بالنسبة لها‪..‬‬ ‫تذكر تلك المشاعر ‪ ...‬لهو ٌ‬
‫إسترخت مشاعرها وغادر الخوف قلبها وإبتسمت هامسه‪ :‬يالها من رائحة جيده‪..‬‬
‫طرق الباب فنظرت إليه وللتو إستوعبت أنها شمت رائحة عطر رجاليه‪..‬‬ ‫فزعت عندما ُ‬
‫ال تقولوا بأنه ‪.......‬؟؟‬
‫ذهبت بإتجاه الباب بخطوات خافته ونظرت عبر العين السحريه لتُصدم من وجوده!!‬
‫إنه هو حقا ً!‬
‫كيف وجدها وهي التي هربت منه ليلة أمس ؟!‬
‫إنه رجل ُمخيف حقا ً!‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 48‬‬

‫"أن كُنت ستُحاول ‪ ،‬فاذهب حتى النهاية!‬


‫وإال فال تبدأ "‬
‫‪-‬بوكوفسكي ‪-‬‬

‫تنهد ثيو وتوقف عن طرق الباب ينتظرها تفتح‪..‬‬


‫لقد سمع خطواتها ‪ ،‬هي خلف الباب من دون أدنى شك‪..‬‬
‫عندما طال األمر قال‪ :‬هيّا ‪ ،‬لن آكلك لذا إفتحي‪..‬‬
‫ثوان حتى فُتح الباب بهدوء تااام وأطلت من خلفه تنظر إليه بتفحص‪..‬‬‫ٍ‬
‫لم يتحرك وإنتظرها تنتهي من تفحصها حيث قالت باألخير‪ :‬أي خدمه ؟‬
‫ثيو‪ :‬أال يُمكنني الدخول ؟‬
‫سألت‪ :‬كيف عرفت ؟‬
‫أجابها‪ :‬كان الشارع الذي ركبتما فيه سيارة األجرة شارعا ً عاما ً لذا من السهل تتبعكما عبره‪..‬‬
‫إنصدمت وفتحت فمها فقاطعها يقول‪ :‬ال تقلقي ‪ ،‬ال يُمكن سوى للشرطة تتبعكما هكذا بسرعه ‪،‬‬
‫المجرمون سيحتاجون مزيدا ً من الوقت ‪ ..‬واآلن هل يُمكنني الدخول ؟‬
‫ال تعلم‪..‬‬
‫ال زالت تشعر بالريبة تجاهه‪..‬‬
‫سألته‪ :‬إن كُنتَ أخ آندرو فهذا يعني بأن تلك الفتاة أُختك صحيح ؟‬
‫عقد حاجبه فأوضحت كالمها قائله‪ :‬الفتاة من الحفلة السابقه ؟ تلك ذات الشعر البُني الطويل‬
‫والعينان الزرقاوتان‪..‬‬
‫فهم من تقصد وتعجب من كونها تستطيع ربط األمور هكذا فسألها‪ :‬وكيف عرفتي ذلك ؟‬
‫صمتت لفتره قبل أن تعقد حاجبيها قائله‪ :‬فاقده لذاكرتي صحيح ولكن هذا ال يعني أني غبيه!‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬عذرا ً‪..‬‬
‫إختفى إنزعاجها وقالت‪ :‬أنت ُمرتبط ؟‬
‫تعجب من سؤالها فهزت رأسها نفيا ً تُبعد هذه األسئله الغبيه وقالت‪ :‬على اية حال أخبرتني‬
‫أُختك عن كون الشُرطة تُالحقني أيضا ً لذا لستُ غبيه ‪ ،‬لن أسمح لك بالدخول و‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬إن أردتُ القبض عليك فهل سأنتظر موافقتك ؟ أتيتُ للتحدث فقط‪..‬‬
‫صمتت قليالً وهي مصدومة من غبائها ‪ ،‬نعم صحيح هو سيقبض عليها ُمباشرةً‪..‬‬
‫لن ينتظرها حتى تسمح له بالدخول!‬
‫ولكن ‪ ....‬لما ال يقبض عليها ؟‬
‫هل هو يُريد إستغاللها ؟‬
‫لقد مرضت حقا ً من هذا!!‬
‫تحدثت وقالت‪ :‬إعذرني ‪ ،‬ال أُريد التحدث معك ُمطلقا ً‪..‬‬
‫وعندما ه ّمت بإقفال الباب مد رجله وأوقف الباب وهو يقول‪ :‬حسنا ً أجل ‪ ،‬أنا ُمرتبط ‪ ..‬أجبتُك‬
‫عن سؤالك الفضولي ‪ ،‬أال يُمكنني الدخول‪..‬‬
‫إنزعجت وهمست‪ :‬كان سؤاالً غبيا ً فلما تُعيره إهتمامك‪..‬‬
‫فتحت الباب وأكملت‪ :‬أشفقتُ عليك ‪ ،‬أدخل‪..‬‬
‫وأكملت في نفسها‪" :‬لن تجني شيئا ً لو كان هدفك هو إستغاللي‪" ..‬‬
‫دخل الى الشقة وجلس على أول أريكة رآها‪..‬‬
‫جلست على أريكة أُخرى تقول‪ :‬إعذرني ال أُجيد الضيافه‪..‬‬
‫إبتسم ولم يُعلق‪..‬‬
‫هل هي حقا ً فاقده لذاكرتها ؟ تصرفاتها تُشابه تصرفاتها القديمه‪..‬‬
‫سألها‪ :‬لما هربتي باألمس ؟‬
‫أجابت‪ :‬فقط هكذا ‪ ،‬من دون سبب‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬وكيف هو ريكس اآلن ؟‬
‫أجابت‪ :‬يتزلج اآلن في جبال آالسكا‪..‬‬
‫سخريتها ونظر بإتجاه إحدى الغرف ُمكمالً‪ :‬هل تلقى العناية بالمشفى أو‬ ‫رفع حاجبه من ُ‬
‫المنزل ؟‬
‫رين‪ :‬لقد تلقاها في الملعب ال ُمجاور‪..‬‬
‫تنهد ثُم نظر إليها يقول‪ :‬لما تكرهيني ؟‬
‫رين‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫بدت إجابتها وكأنها تسخر منه‪..‬‬
‫ولكنها بالحقيقة ال تعلم‪..‬‬
‫ما إن جلست معه وهي تشعر برغبة كبيره في إستفزازه!‪..‬‬
‫ال تعرف السبب‪..‬‬
‫هذا ُمناقض لشعورها الداخلي بالراحه!‬
‫سخرية منه ؟‬ ‫لما ترتاح له وبال ُمقابل تُريد إستفزازه وال ُ‬
‫هي حقا ً ال تعلم‪..‬‬
‫في حين نظر إليها ثيو وهو يكاد يشك بكونها فاقده لذاكرتها‪..‬‬
‫إنها تتصرف كالسابق فكيف تكون فاقده لذاكرتها ؟‬
‫ولكن أخاه أكد هذا‪..‬‬
‫همس بهدوء‪ :‬فاقدوا الذاكرة كاأللغاز‪..‬‬
‫عقدت حاجبها فقال ُمغيرا ً الموضوع‪ :‬لما تُرافقين ريكس هذه األيام ؟ قيل لي بأن عالقتكما‬
‫سابقا ً كانت من أسوأ ما يكون‪..‬‬
‫رين بسخريه‪ :‬آندرو هذا ُمخبر جيد صحيح ؟‬
‫إبتسم ولم يُعلق فقالت‪ :‬ال شأن لك ‪ ،‬أُشاجره ‪ ،‬أغضب منه ‪ ،‬أُرافقه وأساعده ‪ ،‬أمور شخصيه‬
‫ُ‬
‫لن أُخبرك عنها لذا ال تُـ‪...‬‬
‫قاطعها‪ :‬ال بأس ‪ ،‬كان عليك اإلكتفاء بجملة "لن أُجيب‪" ..‬‬
‫إنحرجت من أسلوبه وقالت بإنزعاج‪ :‬هل أنت ُهنا لتسألني أو لتسخر مني ؟!!‬
‫ثيو‪ :‬ال هذا وال ذاك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وقالت‪ :‬إذا ً لما أنت ُهنا تطرح األسئلة إن لم يكن هذا سبب مجيئك ؟‬
‫صمت لفتره حتى قال بعدها‪ :‬عرفتُ الكثير عنك وعن فقدانك للذاكره ‪ ،‬ال فائدةً من التحدث‬
‫ت لم تسترجعيها بعد لذا ‪ ...‬أتيت ألعقد عليك صفقه‪..‬‬ ‫معك وإستجوابك ما دُم ِ‬
‫بالكاد سيطرت على إبتسامتها من كالمه هذا‪..‬‬
‫ال تعلم لما ولكنها حقا ً شعرت باإلطراء ألن شخصا ً مثله يعقد معها صفقه‪..‬‬
‫سحقا ً له !! إنه ُمجرد شرطي طاردني‬ ‫هزت رأسها تُبعد هذا التفكير وهي تهمس بداخلها‪ُ " :‬‬
‫بالماضي فلما أشعر هكذا نحوه ؟‪" ..‬‬
‫ما زالت ال تعلم‪..‬‬
‫يملك حضورا ً قويا ً يجعلها تشعر بقوة مكانته وشخصيته‪..‬‬
‫وهذا حقا ً يجعلها ‪-‬حتى لو حاولت إنكار ذلك‪ -‬تشعر باإلطراء من رغبته بعقد صفقة وكأنها‬
‫تُساويه تماما ً‪..‬‬

‫من جهته ال زال ال يفهمها‪..‬‬


‫مالمح وجهها سعيده حتى لو أخفت ذلك بينما لسانها ما زال كالسابق يُطلق سما ً‪..‬‬
‫لما ؟‬
‫ت فاقده لذاكرتك فالبد من أنك تعلمين كم تتمنى تلك المنظمة‬ ‫تجاهل هذا األمر وقال‪ :‬حتى لو كُن ِ‬
‫قتلك ‪ ،‬لذا دعينا نتعاون لإلطاحة بهم وبهذا ستنجين بحياتك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وقالت‪ :‬وماذا ستستفيد أنت من هذا ؟‬
‫ثيو‪ :‬أنا ايضا ً أُريد دمارهم لذا سأُحقق ُمرادي‪..‬‬
‫رفعت حاجبها وقالت‪ :‬ولما تتعاون إذا ً مع فتاة مثلي ؟ ال أزال شابه صغيره فاقده لذاكرتها‬
‫وذات بنية ضعيفه وال أملك أي عالقات قويه ‪ ،‬لن أفيدك بشيء ال بمعلومات وال بعالقات وال‬
‫أي شيء!‬
‫إبتسم وقال بهدوء‪ :‬ولكنك الوحيدة التي تُطاردها المنظمه ‪ ،‬وهذا بالضبط ما أ ُريده‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وهي حتى اآلن لم تفهم ماذا سيستفيد من هذا األمر‪..‬‬

‫***‬
‫‪11:00 pm‬‬

‫طوال الطريق الى المنزل كان آليكسندر هادئا ً للغايه‪..‬‬


‫ويجلس بجانبه إبنه والذي حضر الى العشاء بسيارة أجره لذا أُضطر للعودة مع والده حيث‬
‫طلب منه ذلك‪..‬‬
‫أمامه شوط كبير من الشجار‪..‬‬
‫حاول عدم التفكير في الشجار الذي سيتلقاه قريبا ً وصب تركيز بكالم رين الغريب بخصوص‬
‫ذِكرى والدته ‪..‬‬
‫دقائق قليله حتى توقفت السياره ونزلوا منها وخالل دقائق قليلة أُخرى كانوا بداخل القصر‬
‫ثالثتهم‪..‬‬
‫آليكسندر ‪ ،‬جينيفر وأخيرا ً ريكس‪..‬‬
‫توقف آليكسندر في منتصف المدخل وإلتفت الى ولده قائالً وهو يُحاول كتم غضبه‪ :‬ما الذي‬
‫حدث ُهناك يا ريكس ؟‬
‫ريكس بهدوء تام‪ :‬إنفصلنا ‪ ،‬وكانت رغبتنا أيضا ً‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬لستُ غبيا ً ال أنا وال الجميع ‪ ،‬كان من الواضح أنه قرارك أنت وليس قرارا ً ُمشتركا ً‬
‫كما أقنعتها أن تقول!!‬
‫أشاح ريكس بنظره ببرود ولم يُعلق ‪ ،‬قرر تلقي الشتائم بدل الجدال الذي سيطول حتما ً فال‬
‫وقت لديه للبقاء ُهنا أكثر‪..‬‬
‫آليكسندر بحده‪ :‬لما تفعل هذا بي ؟!! أنت أكثر من إعتنيتُ به من بين الجميع فلما تستمر‬
‫بخذلي مرةً تلو األُخرى ؟؟!‬

‫عقدت إليان حاجبها وإلتفتت تنظر الى الباب عندما وصلها صوت والدها العالي‪..‬‬
‫وقفت وخرجت من الغرفة لتجد على بُعد مساف ٍة ليست قليله والدها ووالدتها واقفان وأمامها‬
‫ريكس يُشيح بنظره عنهما تماما ً‪..‬‬
‫تعجبت من هذا الموقف والذي يبدو فيه وكأن والدها يصرخ على ريكس وهذا األمر لم يحدث‬
‫سابقا ً سوى لمرات ال تُذكر!‬
‫يبدو بأنه أرتكب خطئا ً كبيرا ً من دون أدنى شك‪..‬‬

‫في حين بقي ريكس صامتا ً من دون جواب فزاد غضب آليكسندر وهو يقول‪ :‬فقط أجبني ! لما‬
‫تفعل كُل هذا بي ؟!! لما تقم بإحراجي في كُل مره !! أوالً عندما صفعت يدها في حفلة رأس‬
‫السنة ورفضتَ اإلعتذار ومن ثُم تجنبك للحضور عندما أتوا سابقا ً وبعدها كارثة ما قاله‬
‫فرانسوا في حفلتك وأخيرا ً اليوم عندما رفضتها بشكل صريح!!‬
‫لف ريكس بعينيه الهادئتين الى والده وقال‪ :‬ألني إبنٌ سيء ‪ ،‬هل يُمكنني الذهاب اآلن ؟‬
‫إتسعت عينا آليكسندر من الغضب في حين تدخلت جينيفر قائله‪ :‬هذه وقاحة يا ريكس ! أال‬
‫يُمكنك أن تكن أكثر تهذيبا ً ؟ أجبه على أسئلته وكف عن التصرف كاألشقياء‪..‬‬
‫نظر ريكس إليها قليالً وهو ال يزال يُفكر بكالم رين عن ذِكرى والدته لذا عاود النظر الى والده‬
‫وهو يقول‪ :‬هل يُمكننا التحدث على إنفراد ؟‬
‫رفعت جينيفر حاجبها تقول‪ :‬ها أنت تُصبح وقحا ً حتى على والدتك!‪..‬‬
‫ريكس وعينيه ال تزال على والده‪ :‬والدتي آليس‪..‬‬
‫ضاقت عينا جينيفر لوهله بعدها إبتسمت وأعادت ُخصالت شعرها الشقراء خلف أُذنها وهي‬
‫تقول‪ :‬عجبا ً ‪ ،‬تعترف بها أخيرا ً بعدما كُنتَ ‪...‬‬
‫قاطعها آليكسندر بهدوء‪ :‬جينيفر يكفي‪..‬‬
‫صمتت جينيفر ناظرةً إليه لفتره بعدها إلتفتت وغادرت بهدوء‪..‬‬
‫عاود آليكسندر نظره الى ريكس وقال‪ :‬ماذا ؟ تخشى اإلعتراف واإلعتذار عن وقاحتك أمام أحد‬
‫؟‬
‫ريكس بهدوء تام‪ :‬هل قابلتَ والدتي بعد إنفصالكما ؟‬
‫تفاجأ آليكسندر من سؤاله الغير متوقع وقال‪ :‬عن ماذا تتحدث ؟‬
‫ريكس بنفس النبره الهادئه‪ :‬هل قابلتَ والدتي لوحدها بعد إنفصالكما ؟‬
‫آليكسندر‪ :‬ما الذي تُحاول الوصول إليه عبر تهربك من موضوعنا‪....‬‬
‫قاطعه ريكس بالنبرة ذاتها‪ :‬هل قابلتها ؟‬
‫صمت آليكسندر لفتره وهو يرى جدية السؤال في عيني إبنه فأجابه‪ :‬كال‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وال لمرة واحده ؟‬
‫آليكسندر‪ :‬أخبرتني أال أبحث عنها بعد إنفصالنا ‪ ،‬لم نتقابل وأنت تذكر هذا‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وال لمرة واحده دون علم أحد ؟‬
‫عقد آليكسندر حاجبه يقول‪ :‬ما بال هذا السؤال الغريب ؟!!‬
‫صمت ريكس قليالً بعدها قال‪ :‬سأكون واضحا ً وأجبني بصراحه ‪ ،‬لم تجتمع بها لوحدكما ؟ لما‬
‫يصل األمر إلقامة عالق ٍة معها بسريه ؟!‬
‫صدم والده وقال بغضب‪ :‬ما الذي تتحدث عنه ؟!!!‬ ‫ُ‬
‫ريكس‪ :‬أرجوك أجبني‪..‬‬
‫تالشى غضبه وهو يرى نظرة الرجاء في عينيه وال يعرف حتى ما سبب هذا السؤال الغريب‬
‫والصادم للغايه‪..‬‬
‫ُرغم كونه غاضبا ً من هذا اإلتهام الوقح إال أنه أجابه‪ :‬لم يحدث‪..‬‬
‫ريكس بصوت هادئ ومنخفض بعض الشيء‪ :‬هذا يعني بأنه يستحيل أن تملك منها إبنا ً آخر‬
‫غيري ؟ صحيح ؟‬
‫زاد تعجب آليكسندر وهو يُجيب‪ :‬نعم مستحيل ‪ ،‬ما السبب خلف سؤالك هذا ؟ هل حدث شيء ؟‬
‫هل أخبرك أحدهم بكذب ٍة ما ؟‬
‫أشاح ريكس بنظره ينظر الى الفراغ وجملة رين ال تزال تتردد في رأسه‪..‬‬
‫رغم إنكارها لهذا في النهايه إال أنه ال يُمكنه نسيان هذا األمر‪..‬‬
‫أمر جملتها بخصوص إمتالك والدته لطفل‪..‬‬
‫لطفل غيره‪..‬‬
‫إن لم يكن هذا الطفل من والده‪..‬‬
‫فمن من ؟‬
‫وهل ُهناك حقا ً طفل أو ال ؟‬
‫بل‪...‬‬
‫هل حقا ً يمتلك أخا ً من والدته أو ال ؟‬
‫**‬

‫من جهة أُخرى‪..‬‬


‫دخلوا الى المنزل و ُهنا إنفجرت مادلين أخيرا ً وهي تلتف الى زوجها قائله‪ :‬هل سبق وأن رأيت‬
‫بحياتك رجالً وقحا ً كريكس ذاك ؟!‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وهو يقول‪ :‬هيّا ‪ ،‬توقفي من اآلن رجاءا ً‪..‬‬
‫مادلين بغضب‪ :‬أصدمني وقُل بأن األمر كان طبيعي ؟!! ه ّيا أُصدمني وقلها!!!‬
‫أشارت الى إبنتهما وأكملت‪ :‬من الواضح بأنها ليست رغبتها !! اإلنفصال حتما ً لم يكن رغبة‬
‫جولي بأي شكل من األشكال مهما قالت ! ذاك الحقير من دون أدنى شك أجبرها على قولها !!‬
‫وراض بالذل الذي حدث‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫لقد أُهينت إبنتك من قِبل إبن صديقك الغالي وأنت صامت تماما ً‬
‫تحدثت جوليتا بهدوء تقول‪ :‬أمي يكفي‪..‬‬
‫صرخت في وجهها‪ :‬كال ال يكفي !! أتعتقدينني ال أعرفك ؟ ما السبب برأيك في كوني صامته‬
‫طوال هذا الوقت عن قرار زواجكما ها ؟!!‬
‫همس روبرت‪ :‬كُل شجارك اليومي وتقولين صامته ؟‬
‫ت!‬‫إبتسمت جوليتا ُرغما ً عنها عندما وصلها همسه في حين أكملت مادلين‪ :‬كان بسببك أن ِ‬
‫ألنك ُمتعلقة به لذا لم يمكنني فتح فمي بشأنه إطالقا ً واآلن تقولين لي يكفي ؟!! ال تُحاولي‬
‫إقناعي بأنها رغبتكما ال ُمشتركه ! أعرفك واعرف مدى تعلقك به !! أعرف بأنه حتما كسر‬
‫قلبك وأنا ال يُمكنني أن أرضى بهذا!‪..‬‬
‫روبرت بهدوء‪ :‬حسنا ً مادلين ‪ ،‬األمر أنتهى لذا ال داعي من الحديث بشأنه إطالقا ً‪..‬‬
‫كادت مادلين أن تُجن وهي تقول‪ :‬لما تستمر بالدفاع عنه ؟!! لما أنت بارد حتى بعد إهانتهم‬
‫لنا ولوجلي خاصةً ! لما تُفضل عالقتك بآليكسندر على إبنتك هاا ؟!!!‬
‫إنزعج روبرت وقال‪ :‬هذا يكفي !! الوقت ليس وقت الشجار صحيح ؟ إهمتي ولو لمرة‬
‫بمشاعر إبنتك وتوقفي!‬
‫صرخت مادلين بغضب‪ :‬بل أنت من إهتم بشأنها ولو لمرة وإحفظ لها كرامتها!!‬
‫أشاحت جوليتا بوجهها وغادرت بهدوء فلقد تعبت من شجار والدها ال ُمستمر بشأنها‪..‬‬
‫ما إن غادرت حتى إنزعج روبرت وقال لزوجته‪ :‬شُكرا ً لتفاهاتك التي تسببت بالمشاكل!‪..‬‬
‫ت ُمصرة على كون قلبها قد كُسر ؟‬ ‫ظهر اإلستنكار على وجهها وقبل أن تفتح فمها قاطعها‪ :‬أن ِ‬
‫إذا ً أما كان يجب عليك الطبطبة عليها والجلوس معها بدالً من الشجار وزيادة الضغط النفسي‬
‫بداخلها ؟!!‬
‫بعدها إلتفت ولم تقل مادلين شيئا ً فلقد كان ُمحقا ً بعض الشيء‪..‬‬
‫ولكنها بال ُمقابل لم تغضب إال ألجلها‪..‬‬
‫هي إبنتها الوحيده ‪ ،‬ال تُريد لقلبها أن يُكسر وال لكرامتها أن تهتز بسبب وقح كذاك الشاب‬
‫الذي قطعا ً ال يستحقها!‪..‬‬

‫إتجه روبرت ُمباشرةً الى غرفة إبنته‪..‬‬


‫طرق الباب ودخل فوجدها تجلس بهدوء على الكُرسي أمام مرآتها وهي تُنزل إكتسواراتها‪..‬‬
‫إبتسمت حال دخوله تقول‪ :‬أهالً والدي‪..‬‬
‫إبتسم لها وتقدم يقول‪ :‬كيف حا ُل صغيرتي ؟‬
‫ضحكت تقول‪ :‬إن كُنت تقصد ما حدث في العشاء فال تقلق ‪ ،‬هي رغبتي لذا‪...‬‬
‫قاطعها عندما جلس على ركبته أمامها ُممسكا ً بكفيها بين يديه قائالً وعينيه على عينيها‬
‫ُمباشرةً‪ :‬عزيزتي ‪ ،‬أرجوك أجيبيني بصدق ‪ ،‬هل كانت رغبتك ؟ ال تهتمي بأمر عالقاتي‬
‫اإلجتماعيه والتجاريه مع آليكسندر ‪ ،‬أجيبيني بصدق وأعدك بأن أرمي كُل شيء جانبا ً ألجلك‬
‫وأرد لك إعتبارك‪..‬‬
‫إبتسمت ُرغما ً عنها لكلمات والدها اللطيفة هذه‪..‬‬
‫هذا حقا ً أسعدها وأزاح بعضا ً من الضيق بداخلها‪..‬‬
‫ت عديده في حيوات مختلفه فسأتمناك أبي في كُل مره‪..‬‬ ‫أجابته‪ :‬لو أُعيد إحيائي لمرا ٍ‬
‫إبتسم لها فرفعت يده وقبلتها تقول‪ :‬أشكرك ولكن ال تقلق ‪ ،‬إنها رغبتي‪..‬‬
‫ثوان من الصمت‪ :‬أعترف بأني تعلقتُ به من الصغر وقد كررتها على مسامعكم‬ ‫ٍ‬ ‫أكملت بعد‬
‫كثيرا ً بأني لن أتزوج سوى ريكس ‪ ،‬لقد كان رائعا ً بكُل شيء في نظري ‪ ،‬كامالً في المظهر‬
‫والشخصيه ‪ ،‬ناجح ومتفوق وال يلتفت لتوافه الحياة كما يفعل أغلبية الشباب ‪ ،‬كُنتُ أراه‬
‫كالزوج المثالي ‪ ،‬أعترف بأني في ِصغري حاولت قدر ال ُمستطاع ألن أُصبح زوجةً مثاليه‬
‫أيضا ً‪..‬‬
‫أكملت بضحكه‪ :‬حسنا ً بسببه أصبحتُ فتاةً جيده في كُل شيء ‪ ،‬لقد صنع شخصيتي دون علما ً‬
‫منه لذا يجب أن أشكره لهذا‪..‬‬
‫بدأت إبتسامة والدها تختفي فقالت بسرعه‪ :‬ال أبي ! ال تقلق ‪ ،‬نعم تعلقتُ به ولكني كُنتُ‬
‫ُمخطئة في تفسير األمر كحب!‬
‫صمتت قليالً ثُم أكملت بهدوء‪ :‬كُنتُ أرى نفسي مناسبة له في كُل شيء وأجبرت نفسي على‬
‫أن أكون زوجته منذ صغري ‪ ،‬ولكني كُنتُ ُمخطئه ‪ ،‬الحب ليس هكذا ‪ ،‬الحب شعور مختلف أنا‬
‫واثقه بأني لم أُجربه من قبل ‪ ..‬أن أُحب شخصا ً ال يعني بأن أكون كظله وأن أُحاول اإلرتقاء‬
‫الى مستواه ‪ ،‬ال ُحب هو أن أكون بكامل طبيعتي معه ‪ ،‬أن نُك ّمل بعضنا ال أن نكون كاملين‬
‫لنُناسب بعضنا ‪ ،‬ريكس كان اقرب كصديق أو قدوة لي أتطلع إليه دائما ً ‪ ،‬أما حب ؟ كال ‪ ،‬ال‬
‫أعتقد هذا‪..‬‬
‫ُ‬
‫إبتسمت بهدوء وأكملت‪ :‬أخطأتُ في تفسير مشاعري ‪ ،‬بل لم أحاول فهمها من قبل وأستمريت‬
‫على فكر ٍة زرعتها في نفسي منذ ِصغري ‪ ،‬اآلن يُمكنني رؤية كُل شيء بوضوح ‪ ،‬ويُمكنني‬
‫تفسير مشاعري بوضوح تام ‪ ،‬أحتاج فقط أن أتخلص من تعلقي به وتبديل أفكاري وبعدها‬
‫سيكون كُل شيء على ما يُرام ‪ ،‬فقط بعضا ً من الوقت يا أبي ‪ ،‬ال تقلق ألجلي ‪ ،‬أنا بخير‬
‫وسأكون بخير وكُل شيء على ما يُرام صدقني‪..‬‬
‫إبتسم لها ولم يقل سوى‪ :‬أنا فخور ألنك إبنتي‪..‬‬

‫***‬
‫‪11:21 pm‬‬
‫‪- Paris -‬‬

‫على إحدى كراسي األرصفه بالقرب من ُمنتزه مليء بمالهي األطفال ‪ ،‬كانت تجلس عليه‬
‫واضعةً رجالً على رجل تهزها وبعض الغضب ظاهرا ً على وجهها‪..‬‬
‫مر من أمامها طفل يُالحق صديقته فسقط بقوه وتطاير بعض الغبار على حذائها الرياضي‬
‫األبيض‪..‬‬
‫شدت على أسنانها وقالت‪ :‬هل ُجننت ! أال يُمكنك أن ترى ما أمامك أيها‪...‬‬
‫قاطعها وهو يقف فزعا ً ويصرخ‪ :‬عفرييييت!!!‬
‫وهرب ُمبتعدا ً بعدما رأى شعرها الثلجي‪..‬‬
‫مطت شفتيها هامسه‪ :‬كائناتٌ ُمزعجه ‪ُ ،‬مزعجةٌ للغايه‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ،‬علي أن أُغادر وأتجاهل كالم قريب رين !! نعم‬ ‫نظرت الى ساعة معصمها وهمست‪ُ :‬‬
‫أُريد تصحيح غلطي ألجل جاكي ولكن ليس الى درجة اإلستماع الى أوامره و ُمساعدته أيضا ً!‬
‫أخذت حقيبتها على كتفها وحالما إستعدت للوقوف وقف أمامها رجل يقول‪ :‬كلير ؟‬
‫رفعت عينيها إليه وقالت‪ :‬أجل‪..‬‬
‫أشار ألحدهم فتقدم ومعه نينا التي ما إن رأتها حتى شعرت بالحذر‪..‬‬
‫أمالت كلير شفيها من ردة فعلها في حين قال الرجل والذي كان كينتو‪ :‬هذه هي الطفله صحيح‬
‫؟‬
‫كلير بسخريه‪ :‬كال‪..‬‬
‫ظهر البرود بعينيه فتجاهلته وهي تقف متجهةً الى الفندق الذي أمامهم تماما ً فأمسك كينتو‬
‫بأعصابه وذهب معها هو ونينا والرجل اآلخر‪..‬‬
‫في حين فتحت كلير هاتفها وإتصلت على رقم ريتا وهي تستقل المصعد‪..‬‬

‫من الجهة األُخرى‪..‬‬


‫كان موريس يجلس بهدوء تام على كُرسي مكتبه ولوكا يجلس أمامه والصمت التام بينهما‬
‫حتى رن هاتف ريتا الموضوع على المكتب‪..‬‬
‫رمى موريس نظرة الى الشاشه ثُم قال‪ :‬صديقتُك تتصل‪..‬‬
‫أخذ لوكا الهاتف ورد عليها يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫أمالت كلير شفتيها تقول‪ :‬لقد أحضروا الطفله وخالل ثواني سنتواجد في الشقة المطلوبه‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬جيد ‪ ،‬واآلن إفعلي ما أقوله لك‪..‬‬
‫وقف ونظر الى موريس قائالً‪ :‬يُمكنني التحدث على إنفراد للتأكد من سالمتها صحيح ؟‬
‫تكتف موريس ناظرا ً إليه بهدوء دون تعليق فإلتفت لوكا وإبتعد عنه قليالً وهو يقول بهمس‪:‬‬
‫ستجدين مخرج طوارئ في الشقه يصل الى الدرج الخلفي ُمباشرةً ‪ ،‬أُخرجي منه وغادري‬
‫الفندق وستجدين بجاوره األيمن منزل بطابقين ذا طابع قديم خشبي غادري بإتجاهه مع نينا‬
‫وإلتفتي يسارا ً عند عبوره ‪ ،‬أسرعي حينها بخطواتك وتجاوزي خمس منازل حتى تصلين الى‬
‫منزل صغير من طابق واحد رصاصي اللون ‪ ،‬إفعلي هذا فقط للتأكد من أنه ال يتبعك أحد‬
‫وحينها مري من يساره عبر الممر الضيق و ستجدين نافذته مفتوحه ‪ ،‬ادخلي عبرها بسرعه‬
‫انتي ونينا وأغلقيها جيدا ً ‪ ،‬ما إن تفعلي هذا إتصلي علي بعد عشر دقائق وأخبريني ما حدث‪..‬‬
‫لم تكن راضيه ولكن ال بأس إن كان هذا من أجل جاكي‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫أغلقت الهاتف وفُتح باب المصعد وإتجهت الى الغرفة ‪..22‬‬
‫دخلتها ودخلت نينا خلفها ‪ ..‬تنهدت وفتشت الغرفه فوجدت حقا ً مخرج طوارئ فخرجت منه‬
‫ونينا تتبعها دون أي سؤال‪..‬‬
‫وخالل دقائق وصلت كلير الى المنزل الخشبي ونظرت الى الخلف فلم تجد أي أحد يتبعهم‪..‬‬
‫تنهدت ونظرت الى نينا وقالت‪ :‬يُمكنك الجري صحيح ؟‬
‫ت تخافين‬ ‫هزت نينا رأسها وهي ال تزال ترمقها بنظرات الحذر فإنزعجت كلير وقالت‪ :‬إن كُن ِ‬
‫مني فال تتبعينني إذا ً!!‬
‫ت صديقة أخي جاكي لذا سيكون كُل شيء على ما يُرام‪..‬‬ ‫تحدثت نينا تقول‪ :‬ال بأس ‪ ،‬أن ِ‬
‫سحقا ً ‪ ..‬هي حقا ً تكره األطفال‪..‬‬‫ُ‬
‫نظرت عن يسارها وقالت‪ :‬إذا ً إجري خلفي دون تأخر‪..‬‬
‫وأكملت في نفسها‪" :‬أُقسم يا لوكا بأني سأجعلك تدفع ثمن الحذاء إن تخدش‪" ..‬‬

‫جلس لوكا بهدوء واضعا ً الهاتف على المكتب فقال موريس‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أتمننا اإلتفاق من جهتنا‬
‫وسلمنا لك نينا ‪ ،‬هل يُمكنك إتمام اإلتفاق من جهتك ؟‬
‫لوكا‪ :‬إحتاج أوالً أن يصلني إتصال تُخبرني فيه أن كُل شيء على ما يُرام وحينها يُمكننا‬
‫التحدث‪..‬‬
‫موريس‪ :‬لما تُماطل ؟!‬
‫لوكا‪ :‬أنا ال أُماطل ! أنا بين يديكم لذا ال شيء سيضيع منكم ‪ ،‬فإما الملفات وإما رقبتي صحيح‬
‫؟‬
‫ضاقت عينا موريس وهو ال يزال يُجاري هذا الشاب‪..‬‬
‫يريد فقط معرفة مكان الملف وحينها سيقتله دون تردد‪..‬‬
‫فبسببه فقدوا الكثير من الرجال وهذا شيء ال يُغتفر!‪.‬‬
‫بال ُمقابل استشعر لوكا كمية الغضب في أعينهم‪..‬‬
‫يعلم بأنهم لن يدعوه وشأنه بتاتا ً‪..‬‬
‫لذا ‪ ....‬سيحرص على الخروج من دون إخبارهم عن مكانه‪..‬‬
‫عليهم أن يخسروا ! فما فعلوه بفيسنت شيء لن يُغتفر لذا لن يسلم لهم ما يُريدون حتى لو‬
‫عنى هذا أن يفقد حياته أيضا ً!‪..‬‬

‫طالت فترة صمتهم ليقطع صوت الهاتف هدوئهم أخيرا ً‪..‬‬


‫أخذه لوكا عندما رأى كلير المتصله ورد عليها‪..‬‬
‫جائه صوتها تقول‪ :‬حسنا ها نحن في المنزل بأمان ‪ ،‬ماذا بعد ؟‬
‫لوكا‪ :‬ال شيء ‪ ،‬إبقي مكانك حتى آتيك بنفسي‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار في صوتها تقول‪ :‬عفوا ً ؟؟ وكأن هذا سيحصل ! أنتم لستم من بقايا عائلتي‬
‫حتى أهتم بأمركم ‪ ،‬لدي عمة ستقلب باريس رأسا ً على عقب إن تأخرتُ ثانيةً واحده عن‬
‫منتصف الليل ! ال أُريد أن أفقد ثقة والداي ويمنعاني من السفر مجددا ً بسببكم ! سأتركها ‪،‬‬
‫قُلتَ لي بأن المنزل آمن لذا سأتركها وأُغادر خلسه ولن أسمع منك رأي آخر حسنا ً ؟‬
‫وأغلقت الخط قبل أن يقول كلمة واحده‪..‬‬
‫مط شفتيه بعدم رضى وهمس‪ :‬مزعجه‪..‬‬
‫ترك الهاتف فقال موريس‪ :‬أضنه حان الوقت لنتحدث صحيح ؟‬
‫إبتسم لوكا ولم يُعلق فتحدث موريس ُمكمالً‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إذا ً فينسنت أودع ما سرقه لديك أنت‬
‫صحيح ؟ هل لي أن أعرف مكانه ؟‬
‫لوكا‪ :‬مكان ماذا ؟‬
‫رفع موريس حاجبه فهو بحق يكره لعب األطفال هذا فقال‪ :‬ال داعي للجوء الى اإلستفزاز معي‬
‫فهذا ليس من صالحك‪..‬‬
‫هز لوكا كتفه يقول‪ :‬أنت فقط ال تسأل بشك ٍل واضح لذا ال أدري كيف أُجيبك‪..‬‬
‫حاول موريس ضبط أعصابه وهو يهمس بداخله‪" :‬لقد ضبطت أعصابي لهذا اليوم أكثر مما‬
‫يجب ‪ ،‬علي ان أتلقى جائزة تجاه ذلك! "‬
‫وقال بعدها‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬الملف ‪ ، 110‬من قسم المخزونات األول ‪ ،‬أين هو ؟‬
‫وأكمل بسخريه‪ :‬هل أصبح سؤالي واضحا ً كما تُريد ؟‬
‫إبتسم لوكا يقول‪ :‬أشكرك على عنائك ‪ ،‬اجل إنه واضح للغايه‪..‬‬
‫موريس ببرود‪ :‬أجبني إذا ً بوضوح تام‪..‬‬
‫نظر لوكا إليه قليالً وقال بعدها بإبتسامه‪ :‬لن أُخبرك‪..‬‬
‫إتسعت عينا موريس بدهشه وحاول ضبط أعصابه وهو يقول‪ :‬هذا ليس إتفاقنا!‬
‫لوكا‪ :‬عجبا ً ‪ ،‬ومتى قُلتُ أني عقدتُ إتفاقا ً ؟‬
‫موريس بغضب‪ :‬ال تتذاكى !! قُلتَ بالحرف الواحد أخرجوا نينا بأمان وسنتحدث بعدها‬
‫بخصوص الملف!!‬
‫إبتسم لوكا يقول‪ :‬ال أجد كلمة إتفاق أو صفقه ضمن كالمي هذا ‪ ،‬أتسائل كيف فهمتها على هذا‬
‫النحو ؟‬
‫ُجن جنون موريس من إستفزاز لوكا ‪ ،‬بل ُجنّ أكثر من مسألة ان هذا الشاب ضحك عليهم‬
‫بسهوله تامه!!‬
‫ثواني حتى هدأ وهو بحق بدأ يشعر بأن هذا الشاب ليس سوى مجرد شاب مجنون وإال من‬
‫سيرمي بنفسه بوسط منظمة خطيره هكذا ويقوم بإستفزازهم أيضا ً ؟‬
‫هو إما مجنون بالكامل ويُريد الموت او أنه د ّبر لخروجه ب ُمساعدة صديق من الخارج‪..‬‬
‫ولكن بكال الحالتين هو ميت ال محاله‪..‬‬
‫وقف ونظر ُمباشرةً الى لوكا يقول‪ :‬في هذه الحاله تلقى جزائك بصدر رحب حسنا ً ؟‬
‫وإتجه الى الخارج بعد أن أخذ هاتف ريتا وقال‪ :‬سأتركك لدقائق تودع حياتك وتتذكر ذنوبك‬
‫التي أوصلتك الى هذه المرحلة البائسه‪..‬‬
‫وأغلق الباب خلفه بإحكام‪..‬‬
‫إبتسم لوكا حال خروجه ونظر الى الغرفة الفارغة تقريبا ً إال من بعض األثاث‪..‬‬
‫ال وجود لباب آخر وال حتى نافذه‪..‬‬
‫أدخل يده في جيبه وأخرج هاتفه الذي سرقه ُمسبقا ً بخفه من ريتا وبدأ يضغط على األزرار‬
‫بهدوء‪..‬‬
‫مشى موريس في الممر متجها ً الى حيث مكتب فيكتور وهو يتمنى أنه لم يُغادر منزله بعد‪..‬‬
‫عليه أن يتناقش معه أوالً بخصوص ما حدث‪..‬‬
‫فالقتل ليست الخيار الذي يُمكنه أخذه هكذا وخصوصا ً تجاه ممن يحوزتهم أدلة قد ت ُنهيههم!!‬
‫صحيح أنه تم إصدار أمر بقتل رين سابقا ً حتى وهي تملك المعلومات ولكن السبب كان لعدم‬
‫إفصاحهها لها حتى مع محاوالتهم الكثيرة ضدها‪..‬‬
‫ولكن هذا الشخص لم يُحاولوا معه بعد!‬
‫ربما بالقليل من التعذيب قد يتحدث‪..‬‬
‫لو إتخذ قراره بنائا ً على عواطفه لطلب قتله بعدما فعله برجال هذا القسم والذين أغلبيتهم من‬
‫رجاله هو!‬
‫فتح الباب فوجد فيكتور موجود على مكتبه يُحدث أحدهم‪..‬‬
‫طرق الباب قبل دخوله فانهى فيكتور حديثه مع الرجل والذي انسحب حال دخول موريس‪..‬‬
‫تقدم موريس من فيكتور قائالً‪ :‬مرحبا ً ‪ ،‬هل لي دقائق من وقتك ؟‬
‫نظر فيكتور الى الساعه وقد كان يهم الرحيل ولكن يبدو وكأن موريس لديه ما يقوله فهو لن‬
‫يأتي بمثل هذت الوقت المتأخر من فراغ‪..‬‬
‫أشار له ليجلس فجلس موريس وبدأ ُمباشرةً بقول ما لديه بخصوص لوكا وما حدث معه‬
‫بالتفصيل‪..‬‬
‫الصدمه حلّت على فيكتور فعلى الرغم من أنه أرسل رجاالً من أجل تتبعه إال أنه لم يضن أن‬
‫سرعه!!‬‫يُمسك به بهذه ال ُ‬
‫سأله‪ :‬أنت واثق من أنه نفسه ذاك الوغد الذي يتتبع رجالنا ؟‬
‫موريس‪ :‬تأكدتُ من كُل شيء ‪ ،‬هو بنفسه أعطاني تفاصيل األمر ‪ ،‬إنه حتى أعطاني تلميحا ً‬
‫عما يوجد بداخل الملف ‪ ،‬هذا يعني بأنه من يملك الملف وليس إبنة فينسنت كما إعتقدنا ‪،‬‬
‫وهو أيضا ً من يسعى خلف رجالنا واحدا ً تلو اآلخر‪..‬‬
‫صمت فيكتور لفتره بعدها قال‪ :‬وما عالقته بفينسنت ؟‬
‫موريس‪ :‬ال علم لي ‪ ،‬يقول بأنه قريبه ‪ ،‬لقد حرص على سالمة نينا أشد الحرص ولكننا كما‬
‫أذكر لم نجد أقرباء لفينسنت سوا عائلته!‬
‫فيكتور بهدوء‪ :‬ربما كان يملك أُختا ً وتغير إيم عائلتها بسبب الزواج وهذا الشاب إبنا ً لها ؟‬
‫موريس‪ :‬هذا جائز ولكن على حسب تحرياتنا فهو لم يُغادر باريس قط ‪ ،‬بل لم يُغادر الحي‬
‫الذي يعيش ويعمل فيه بتاتا ً ! فإن كان له أقارب فلما لم يزرهم من قبل ؟‬
‫فيكتور‪ :‬وكأني أهتم لمعرفة هذا ! ال ُمهم إكتشفنا وجود قريب من العدم ‪ ،‬علينا إرغامه على‬
‫أن يبوح لنا بمكان الملف !! وإال فالموت مصيره ! فهمت ؟‬
‫هز موريس رأسه يقول‪ :‬ولكن ‪ ...‬مادام ُهناك قريب من العدم أخشى بأن لديه شخص آخر‬
‫يُساعده ‪ ،‬أعني ‪ ...‬من الغريب أن يرمي بنفسه ُهنا بدون أن يأخذ إحتياطاته ! ماذا لو أن هذا‬
‫اآلخر سينشر كُل شيء بمجرد موته ؟‬
‫فيكتور بهدوء‪ :‬قُلتَ لي بأنه جعلكم تأخذون نينا الى شقة صحيح ؟ راقب كُل شخص يقترب من‬
‫تلك الشقه ‪ ،‬لو كان ُهناك شخص آخر فسيهتم بها هو‪..‬‬
‫صمت قليالً قبل أن يُكمل‪ :‬إال لو كانت رين هي الشخص اآلخر‪..‬‬
‫رفع موريس حاجبه يقول‪ُ :‬مستحيل ‪ ،‬هي فاقده لذاكرتها فإذا ً‪...‬‬
‫قاطعه فيكتور‪ :‬فاقده لماذا ؟‬
‫تنهد موريس وقال‪ :‬أجل قد يبدو وكأنه كذبة منها لتتهرب ولكني أُصدقها ‪ ،‬ردات فعلها تُثبت‬
‫ذلك‪..‬‬
‫فيكتور‪ :‬ال تكن سهل اإلنخداع هكذا ! على أية حال ‪ ،‬إبحث خلف األمر أكثر حسنا ً ؟‬
‫هز موريس رأسه وغادر الغرفه‪..‬‬
‫إتجه حيث الغرفة التي يجلس فيها لوكا ونظر إليه فوجده يجلس بهدوء تام‪..‬‬
‫همس للرجل الذي يقف على باب الغرفه‪ :‬تناوبوا على ُمراقبته ‪ ،‬سأُفكر هذه الليل بجميع‬
‫اإلحتماالت وغدا ً سنُباشر‪..‬‬
‫بعدها غادر وهو ينظر الى ساعته ‪ ،‬هو حقا ً يُريد النوم ولكن ال نوم بعد حادثة الليله‪..‬‬

‫***‬

‫‪6 February‬‬
‫‪8:05 am‬‬

‫دخلت إليان الى كُليتها بهدوء تام وهي تتوجه الى جهة واحده ال غير‪..‬‬
‫ما إن دخلت قسم اللُغات حتى بدأت تمشي فيه بهدوء تام عابرةً الصفوف لتتوقف أخيرا ً أمام‬
‫الصف رقم ‪..422‬‬
‫كان يبدو وكأن ُمحاضرةً تجري فيه‪..‬‬
‫بقيت واقفةً مكانها تتكئ على الجدار المجاور للباب وهي تُراسل صديقتها آنجي تُخبرها عن‬
‫كونها مشغوله ولن تأتي اآلن‪..‬‬
‫تركت هاتفها فورا ً عندما كاد طالب يدخل فأوقفته قائله‪ :‬لحضه!‬
‫نظر إليها فسألته‪ُ :‬هناك طالبةٌ تُدعى ساندي في صفكم صحيح ؟‬
‫إبتسم يقول‪ :‬حقا ً ؟ ياله من إس ٍم ُمضحك‪..‬‬
‫رفعت حاجبها من رد هذا الطالب ال ُمستهتر فجائها صوت يقول‪ :‬تقصدين ساندي كالوس ؟‬
‫إلتفتت إليان فإذ هما بطالبتين كانتا في طريق دخول الصف أيضا ً‪..‬‬
‫سخريه ودخل الى الصف في حين تقدمت إليان منهما تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬هذا إس ُمها‬ ‫ضحك الطالب ب ُ‬
‫‪ ..‬هل هي معكم في الصف ؟‬
‫تحدثت إحداهما تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬تحضر معنا هذه المادة منذ بداية العام‪..‬‬
‫إليان‪ :‬جميل ‪ ،‬هل لك أن تُخبريني ما شكلها ؟ أو لحضه ‪ ،‬أخبريها أن إليان تبحث عنها‬
‫وستنتظرها‪....‬‬
‫قاطعتها الفتاة األُخرى‪ :‬هذا إن كانت موجوده‪..‬‬
‫عقدت إليان حاجبها تقول‪ :‬عفوا ً ‪..‬؟‬
‫تحدثت تقول‪ :‬منذ أسبوع ونصف أو أسبوعين وهي ُمتغيبه وقد الحظ الدكتور األمر ‪ ،‬ال نعرف‬
‫السبب ولكنها بالتأكيد لم تأخذ عذرا ً ألجل غيابها‪..‬‬
‫تحدثت األُخرى قائله‪ :‬هدد الدكتور بترسيبها إن غابت ألكثر من ثالث ُمحاضرات قادمه‪..‬‬
‫دُهشت إليان وهمست لنفسها‪ :‬هل له يد بذلك ؟‬
‫عقدت الفتاة حاجبها تقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫تجاهلت إليان ذلك وهي تقول‪ :‬حسنا ً هل لديكن أي وسيلة تواصل معها ؟ هاتفها أو حسابها أو‬
‫حتى عنوان منزلها ؟‬
‫أخرجت الفتاة هاتفها تقول‪ :‬هي معنا في المجموعة الدراسيه‪..‬‬
‫فتحت إليان هاتفها قائله‪ :‬جيد ‪ ،‬أعطيني رقمها‪..‬‬
‫أملتها الفتاة الرقم فشكرتهما إليان وغادرت بهدوء وهي تحفظ الرقم تحت إسم ساندي‪..‬‬
‫و ُهناك ‪ ،‬بقي الدكتور آرثر واقفا ً بهدوء يُراقبها وهي تبتعد حتى قطع عليه صوت إحدى‬
‫الفتيات تقول‪ :‬ماذا ؟ لما لم تدخل هل ستُعفينا من محاضرة اليوم ههههههه‪..‬‬
‫رسم إبتسامة زائفه ودخل الى الصف وهو يقول‪ :‬قطعا ً ال‪..‬‬

‫***‬
‫‪9:13 am‬‬

‫لم يُغادر لعمله اليوم أيضا ً‪..‬‬


‫إنه اليوم الثاني الذي يُسجل فيه غيابا ً دون أي عذر واضح‪..‬‬
‫أطفأ الغاليه وبدأ بصنع كوب حليب ساخن له فجسده حار ويخشى بأنه على مشارف اإلصابة‬
‫بال ُحمى‪..‬‬
‫خرج من المطبخ ووضع كوبه على أي مكان حتى يسحب األريكة المنفرده بالقرب من النافذه‬
‫‪..‬‬
‫عاود أخذ كوبه وجلس على األريكة ينظر عبر النافذة الى الشارع‪..‬‬
‫دقائق قليلة مرت قبل أن يهمس لنفسه‪ :‬مابك آندرو ؟ أنت تتصرف كما يتصرفن العجائز‪..‬‬
‫إبتسم ونظر الى كوبه قليالً وقال‪ :‬اآلن فهمت لما يحببن شرب الحليب الساخن بجوار النافذه ‪،‬‬
‫إنه ُمريح للجسد والعقل‪..‬‬
‫تنهد بعدها وشرد نظره في الشارع لفتره يُحاول التفكير بأي شيء آخر بعيدا ً عن ريكس‪..‬‬
‫ولكنه لم يستطع ‪ ،‬ففي أوقات فراغه كهذا الوقت كان دائما ً ما يذهب إلزعاجه لدرجة أنه‬
‫يزعجه في وسط عمله‪..‬‬
‫لطالما تذكر ريكس وهو كان يستمتع بهذا التذمر‪..‬‬
‫أغمض عينيه وحاول التفكير بأمور أُخرى‪..‬‬
‫اجل إليان ‪ ،‬ماذا حدث معها ؟‬
‫هل يذهب الى الكلية اآلن ويرى ماذا فعلت ؟‬
‫تنهد وهو يتذكر جملتها األخيره له‪..‬‬
‫سحقا ً‪..‬‬‫ُ‬
‫كُلما برد األمر وحاول إصالح سوء الفهم يقلبه رأسا ً على عقب ُمجددا ً!‬
‫هو فاشل بحق!!‬
‫على أية حال ليس هذا ما يهمه بل سبب سؤالها عن الدكتور آرثر‪..‬‬
‫هو واثق بأنها لم تسأله إال لسبب كبير‪..‬‬
‫بدأ األمر يُقلقه ‪ ،‬هل يتدخل ويبحث خلف األمر أو يتجاهله بعدما طلبت منه عدم التدخل ؟‬
‫ال يُمكنه تجاهل األمر فعلى ما يبدو بأنها ال تزال صغيرة على حل مثل هذه األمور بمفردها‬
‫والدليل على ذلك تصرفها المتهور تجاه الدكاتره‪..‬‬
‫إذا ً ‪ ،‬ماذا يفعل ؟‬
‫قطع عليه أفكاره صوت رن هاتفه النقال‪..‬‬
‫نظر الى المتصل فإذ هي أخته روانا‪..‬‬
‫رد عليها يقول بإبتسامه‪ :‬أهالً روني حبيبتي‪..‬‬
‫روانا ببرود‪ :‬كالم لطيف ؟ هيّا أخبرني ماذا تُريد‪..‬‬
‫ضحك ُرغما ً عنه وقال بعدها‪ :‬لن تتغيري ‪ ،‬ما هي احوالك ؟‬
‫روانا‪ :‬جيده ‪ ،‬إن كُنتَ حقا ً ُمهتما ً فلما ال تتصل ؟ من األكبر بيننا ؟‬
‫طالب‪..‬‬‫إبتسم آندرو يقول‪ :‬فترة إمتحانات ومشغول مع ال ُ‬
‫تحدثت قائله‪ :‬أنت حقا ً تحتاج ألن تُرفه عن نفسك قليالً ‪ ،‬إسمع ‪ ،‬أعرف فتاةً لطيفه للغايه ‪ ،‬ما‬
‫رأيُك أن أُعرفك عليها فربما تروق لك ونفرح بزواجك أخيرا ً!‬
‫زواج ؟‬
‫مرت بذاكرته ذكرى حديث دار مع ريكس قبل حفلته‪..‬‬
‫*بقي ريكس ينظر إليها لفتره بعدها قال‪ :‬كم عُمرك ؟‬
‫تعجب آندرو فإبتسم ريكس بسخريه ُمكمالً‪ :‬فكُره أختك لي دليل على أنها ال تراني صديق جيد‬
‫ألخاها الصغير ‪ ,‬وااه تبدو كطفل في اإلبتدائيه يعتني فيه أخوته الكبار‪..‬‬
‫إنزعج آندرو وقال‪ :‬دعني وشأني رجاءا ً‪..‬‬
‫ضحك ريكس ُرغما ً عنه ُمكمالً‪ :‬ماذا عن الزواج ؟ هل هما من سيتكفالن بإختيار زوجة‬
‫مناسبة لك ؟ *‬

‫سرعان ما إستوعب األمر وحل به ضيق شديد‬ ‫كانت اإلبتسامة على وجهه وهو يتذكر لكن ُ‬
‫وهو يهمس لذاكرته‪ :‬توقفي عن هذا ! إنه ُمزعج‪..‬‬
‫عقدت روانا حاجبيها تقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً ثُم قال بعدها‪ :‬األسبوع القادم لدي فراغ كبير قبل أسبوع اإلمتحانات ‪ ،‬هل‬
‫تسمحين لي بزيارتك ؟‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬عجبا ً ! لقد نضج أخي الصغير أخيرا ً ‪ ،‬في السابق كُنتُ إما آتي أنا‬
‫لزيارتك أو أُرغمك على زيارتي ‪ ،‬هيّا قُل الصدق ‪ ،‬أنت ال تفعل هذا من دون سبب لذا ماذا‬
‫ُهناك ؟ ماذا تُريد ؟‬
‫آندرو‪ :‬هههههههههه لما تُحدثيني هكذا ؟‬
‫صمت قليالً وقال وهو ينظر الى الشارع‪ :‬ال سبب صدقيني ‪ ،‬فقط أصبح جو ستراسبورغ خانقا ً‬
‫في اآلونة األخيره‪..‬‬
‫روانا‪ :‬جوه ال يختلف كثيرا ً عن باريس‪..‬‬
‫لم يرد عليها فهي بحق لم تفهمه‪..‬‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إذا ً أراك األسبوع القادم ‪ ،‬إحفظ راتبك جيدا ً فسأحرص على أن تأخذني‬
‫في جوله‪..‬‬
‫دُهش وقال‪ :‬من األكبر فينا ؟!!‬
‫روانا‪ :‬أولستَ تتباهى بطولك دائما ً ؟ تح ّمل‪..‬‬
‫آندرو بإستنكار‪ :‬ما الرابط بين األمرين!!!‬
‫روانا ببرود‪ :‬أراك الحقا ً‪..‬‬
‫وأغلقت الهاتف فنظر الى الشاشة بدهشه لثواني قبل أن يتنهد ويبتسم‪..‬‬
‫أكمل شرب حليبه الساخن وقرر القيام بتوظيب أغراضه من اآلن ليُشغل نفسه عن أي شيء‬
‫آخر‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:00 am‬‬

‫تجلس جينيفر بهدوء تام على مكتبها وبين يديها ملفات مليئة بالمعلومات الطبيه ُرغم أن‬
‫مجال عملها ليس طبيا ً على اإلطالق‪..‬‬
‫تقرأ التقارير بإندماج كبير وهي تعقد حاجبيها حتى قطع عليها إندماجها رن هاتفها النقال‪..‬‬
‫رمت نظرةً الى الهاتف وعندما رأت ال ُمتصل إبتسمت فتركت الملف جانبا ً وردت تقول‪ :‬مرحبا ً‬
‫صغرى كايري‪..‬‬ ‫بأُختي ال ُ‬
‫إبتسمت كايري التي كانت تجلس في حديقة فيلتها تُالعب قطتها الصغيره وهي تقول‪ :‬أهالً‬
‫جيني ‪ ،‬إشتقتُ إليك حقا ً‪..‬‬
‫جينيفر بإبتسامه‪ :‬إن إشتقتي إال فعالً فكان عليك زيارتي ‪ ،‬متى آخر مرة رأينا بعضنا ؟ حفلة‬
‫ت جاده ؟!!‬ ‫رأس السنه ! هل أن ِ‬
‫صغرى ‪ ،‬تعرفين كم هي مولعة بالسفر‪..‬‬ ‫ضحكت كايري وقالت‪ :‬هيّا سامحي أُختك ال ُ‬
‫ت!‬ ‫عداك أن ِ‬
‫ِ‬ ‫جينيفر‪ :‬لدرجة أنها لم تحضر ذكرى وفاة والدي ؟ قابلتُ الجميع في ليون يومها‬
‫كايري‪ُ :‬رغما ً عني ‪ ،‬لم أجد طائرة تقلني في الوقت ال ُمناسب ‪ ،‬هيّا لم أتصل ألجل العتاب‪..‬‬
‫إبتسمت جينيفر وقالت‪ :‬حسنا ً سأتغاضى عن هذا هذه المرة ‪ ،‬كيف هي أحوالك وأحوال‬
‫صغيرتك لوسي ؟‬
‫إبتسمت كايري تنظر الى قطتها لوسي قائله‪ :‬بخير ‪ ،‬ستُصدمين عند رؤيتها فلقد أصبحت‬
‫سمينة وكسوله‪..‬‬
‫ت تُدللينها هكذا‪..‬‬
‫ضحكت جينيفر تقول‪ :‬كيف لها أال تُصبح سمينة وأن ِ‬
‫ت ُمتفرغةً هذه األيام ؟‬ ‫ضحكت كاري دون أن تُعلق لتقول بعدها‪ :‬هل أن ِ‬
‫نظرت جينيفر الى الملف المفتوح قائله‪ :‬بعض الشيء‪..‬‬
‫إبتسمت كايري بفرح وقالت‪ :‬جيد ‪ ،‬تعالي لزيارتي في فيلتي وأحضري صغارك معك‪..‬‬
‫عقد جينيفر حاجبها وقبل أن تنطق شيئا ً قالت كايري‪ :‬عيّا ال أُريد أن اسمع رفضا ً ‪ ،‬لدي سفر‬
‫مهم بعد عدة أيام وسأغيب طويالً ‪ ،‬أُريد رؤيتكم والبقاء برفقتكم بعض الوقت ‪ ،‬يومان على‬
‫األقل ‪ ،‬تعالي أنتي وصغارك إيلي وآد ‪ ،‬وحتى ريكس أيضا ً ‪ ،‬ال تبخلي بهذا على أختك‬
‫صغرى الوحيده‪..‬‬ ‫ال ُ‬
‫ترددت جينيفر قائله‪ :‬ال أضنها فكرةً جيده ‪ ،‬لن يتبقى سوى هذان األسبوعان على إختبارات‬
‫إليان النهائيه ‪ ،‬وإدريان للتو عاد من سفره وريكس غائب أغلب الوقت لذا‪...‬‬
‫قاطعتها كايري‪ :‬هيّا ‪ ،‬فترة نقاهه ‪ ،‬ليصفو عقل إليان قبل إمتحاناتها ويبتعد ريكس قليالً عن‬
‫ضغط العمل وبالنسبة إلدريان فال تقلقي ‪ ،‬إنه لن يرفض البقاء معي‪..‬‬
‫ضحكت جينيفر تقول‪ :‬دللته كثيرا ً في صغره‪..‬‬
‫كايري‪ :‬ال أزال أراه طفلي الصغير ههههههههههه‪..‬‬
‫بعدها أكملت بجديه‪ :‬سأنتظركم يوم غد ‪ ،‬سأُجهز كُل شيء ألجل الجميع ‪ ،‬إحرصي على‬
‫وجودهم وإال سأغضب منهم‪..‬‬
‫وأكملت بمرح‪ :‬وداعا ً راكم غدا ً‪..‬‬
‫وأغلقت الهاتف دون أن تترك لجينيفر فُرصةً للحديث أيضا ً‪..‬‬
‫تنهدت جينيفر هامسه‪ :‬إنها غير مسؤولة كعادتها ‪ ،‬واآلن كيف لي أن أُقنع إليان وريكس‬
‫بالذات ؟‬
‫رفعت نظرها بإتجاه الملف حيث كانت أول ورقة بطرفها صورةً لريكس وهمست‪ :‬سيقتنع ‪،‬‬
‫ُرغما ً عنه ‪ ،‬لقد أصبح متمردا ً في اآلونة األخيره وعليه أن يلزم حدوده‪..‬‬
‫ومن ثُم أغلقت الملف وأخذت حقيبتها ُمغادرةً المكتب‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:08 am‬‬

‫فتحت رين النافذة على مصراعيها ونظرت الى الجو الصافي البارد بإبتسامه وأخذت لها نفسا ً‬
‫عميقا ً لتُجدد الهواء في صدرها‪..‬‬
‫تنهدت بعدها ونظرت في األرجاء هامسه‪ :‬قال سأعود فورا ً ‪ ،‬أين ذهب ؟ إنتظرته طيلة ليلة‬
‫البارحه ولم يعد!‬
‫تساءلت عما إن كانت نتائج المقابله سيئه للغايه‪..‬‬
‫إبتسمت بهدوء‪ :‬أخشى بأن نصيحتي صنعت مشكلة بين اإلبن ووالده‪..‬‬
‫إلتفتت وخرجت الى الصالة الصغيره وجلست كعادتها على األريكة وبدأت تُقلب التلفاز‪..‬‬
‫تشعر بجوع شديد وتود لو خرجت لشراء طعام اإلفطار ولكنها لم تفعل‪..‬‬
‫لديها إحساس داخلي يقول بأن ريكس قادم اآلن وسيُفاجئها بلطفه وهو يحضر لها اإلفطار‪..‬‬
‫إبتسمت وهمست‪ :‬سيفعل هذا ‪ ،‬أنا واثقه‪..‬‬

‫في حين كان ريكس أبعد ما يكون بتفكيره عنها‪..‬‬


‫يجلس بهدوء تام في غرف ٍة من غرف هذه المؤسسه ينتظر شخصا ً ما وتفكيره كله في والدته‬
‫وليس برين أو طعامها الذي تنتظره‪..‬‬
‫إستيقظ من شروده عندما لمحه قادم فوقف ليتفاجئ اآلخر من وجوده وهو يقول‪ :‬ريكس ؟‬
‫ريكس‪ :‬أُريد ُمحادثتك على إنفراد قبل بدئك لعملك‪..‬‬
‫صمت اآلخر قليالً ُمفكرا ً بالسبب الذي قد يجعل ريكس يأتيه ويُحادثه على إنفراد‪..‬‬
‫عندما طال صمته قال ريكس‪ :‬ال بأس من المكتب ‪ ،‬سأسبقك إليه‪..‬‬
‫ودخل الى المكتب فلم يجد اآلخر أي سبب للتعذر بعمل أو غيره‪..‬‬
‫دخل خلفه وتقدم من مكتبه وهو يضغط أزرار الهاتف طلبا ً للقهوه‪..‬‬
‫جلس بعدها على األريكة ال ُمقابلة لريكس وهو يقول‪ :‬زيارتك كانت آخر شيء قد أتوقعه ‪،‬‬
‫خيرا ً ماذا ُهناك ؟ هل من خطب يحدث معك ؟‬
‫أجابه ريكس بهدوء‪ :‬قبل أن تعمل لدى جينيفر كُنتَ تعمل لدى والدتي صحيح يا ريكارد ؟‬
‫صمت ريكارد قليالً قبل أن يُجيبه‪ :‬لفترة قصيره تكاد ال تُذكر‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أُراهن بأنك إستمريت للعمل بصالحها حتى بعد انفصالها عن والدي‪..‬‬
‫لم يُعلق ريكارد على األمر فهو ال يعلم هل قالها ريكس هكذا من باب التوقعات أو أنه وجد‬
‫دليالً‪..‬‬
‫أكمل ريكس كالمه يقول‪ :‬في هذه الحاله أعتقد بأنك أكثر من يعلم عن والدتي‪..‬‬
‫ريكارد بهدوء‪ :‬حسنا ً ريكس يبدو بأن ُهناك بعض المفاهيم‪....‬‬
‫قاطعه ريكس ببرود‪ :‬هل أنجبت والدتي طفالً غيري ؟‬
‫إتسعت عينا ريكارد من الصدمة فهو لم يتوقع هذا السؤال لدرجة أنه لم يستطع السيطرة على‬
‫ردة فعله الصادمه وهذا الشيء أدهش ريكس للغايه!!‬
‫فصدمته دليل على أن اإلجابة هي نعم‪..‬‬
‫شد على أسنانه وهو يقول بحده‪ :‬ولما لم تُخبرني ؟!!!‬
‫عاود ريكارد رسم المالمح الهادئة على وجهه يقول‪ :‬ريكس عن ماذا تتحدث ؟ تُفاجئني بسؤال‬
‫غريب ومن ثُم تتهمني دون ترك أي فرصة لي للرد!‬
‫ريكس‪ :‬كف عن ال ُمراوغه ! لقد سمعتُ عن األمر ‪ ،‬هي حقا ً تملك إبنا ً ! سؤالي لك هو لما لم‬
‫تُخبرني ؟!! إن كانت والدتي قد توفيت فاألحق برعايته هو أنا وليس والده أيا ً كان!!‬
‫قال ما قاله دون وعي ‪ ،‬هو فقط يُريد أن يتصرف وكأن مصدر معلوماته موثوق كي يحشر‬
‫ريكارد في الزاويه ويجعله يؤكد شكوكه‪..‬‬
‫هو أصبح واثقا ً بنسبة ‪ %80‬بأن لوالدته إبنا ً آخر‪..‬‬
‫هو فقط يُريد التأكيد‪..‬‬
‫يُريد نسبة مائة بالمائه!‬
‫في حين صمت ريكارد وكُل تفكيره في كيفية معرفة ريكس باألمر‪..‬‬
‫ال أحد يعرف من المنظمة سوى البروفيسور!‬
‫ومن خارجها ال يعرف سوى فرانس وال يعتقد بأنه سمعها من فرانس فعالقتهما من أسوأ ما‬
‫يكون‪..‬‬
‫هل هي رين ؟ ولكنها فاقده لذاكرتها!‬
‫لحضه!‬
‫هل هذا يعني بأنها إستعادتها!‬
‫ولكن متى وأين هي اآلن ؟!!‬
‫بل هل حقا ً هي من أخبرته ؟ لقد كانت عالقتهما آخر مرة سيئه للغايه‪..‬‬
‫هل ذهبت إليه حالما إستعادتها ؟‬
‫قطع عليه تساؤالته يقول‪ :‬الصمت جوابك ها ؟‬
‫نظر الى عيني ريكي الغاضبتين قليالً قبل أن يقول‪ :‬ال علم لي بمعلوماتها الشخصيه ‪ ،‬أتعجب‬
‫من سؤالك لي عن األمر‪..‬‬
‫إبتسم ريكس بسخريه قبل أن يقول‪ :‬تتعجب ؟ لما تتظاهر وكأنه بالفعل ال شأن لك باألمر ؟‬
‫صمت ريكارد بحذر فأسلوب ريكس الساخز دليل على أنه يعلم شيئا ً‪..‬‬
‫تحدث ريكس وقال‪ :‬أولستَ من خطط لهذا ؟ ألن أُصدم برين ؟‬
‫سيطر ريكارد على صدمته وبات واثقا ً اآلن بأن رين إستعادت ذاكرتها وأخبرته كُل شيء‪..‬‬
‫أكمل ريكس كالمه قائالً‪ :‬وأليس هو أنت ؟ من دخل قصر والدتي وخبأ مستلزمات رين فيها ؟‬
‫تظاهر بالتعجب يقول‪ :‬عن ماذا تتحدث ؟‬
‫ريكس‪ :‬تظاهرك بالغباء ليس سوى تأكيدا ً لألمر ‪ ،‬المنزل لم يدخله أحد عنوه وهذا يعني أنك‬
‫تمتلك المفتاح ‪ ،‬وقطعا ً لستُ ال أنا وال آندرو من أعطيناك إياه لذا من بقي ؟ والدتي نفسها ‪،‬‬
‫لما قد تُعطيك نسخة من المفتاح ؟ هذا لكونها تثق بك لذا إن أعطتك ال ُمفتاح فهذا يعني بأنك‬
‫قريب بما فيه الكفاية لتعلم عن كونها تملك طفالً آخر لذا كف عن التصرف بغباء فأنا لم يعد‬
‫بإمكاني السيطرة على أعصابي ولن يُسعدني أن أؤذي رجالً في مثل عمرك!!!‬
‫تصاعدت نبرة صوته تدريجيا ً في آخر جمله وهو بالكاد يُسيطر على غضبه وهذا جعل ريكارد‬
‫يصما قليالً وهو يُفكر بالفعل التحدث بشفافيه ووضوح معه‪..‬‬
‫طرق الباب ودخل أحدهم يُقدم كوبا القهوة ومن ثُم خرج بهدوء كما دخل‪..‬‬ ‫ُ‬
‫تحدث ريكارد أوالً يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬غلبتني ‪ ،‬ولكن كيف عرفت بكوني من دخل القصر ؟‬
‫صمت ريكس لفتره حيث هدء من غضبه ونظر إليه لفتره قبل أن يقول‪ :‬الصندوق األسود‬
‫التابع لسيارة جارنا صورت سيارتك ‪ ..‬إذا ً ؟ من هو والد طفل أمي ؟‬
‫دخل في السؤال األهم ُمباشرةً وهذا أربك ريكارد قليالً فهو ال يُريد لريكس أن يعلم‪..‬‬
‫فالبروفيسور ليس بالشخص الهين وهو أيضا ً ال يُمكنه توقع ما قد يفعله ريكس بعد معرفة‬
‫ذلك‪..‬‬
‫قرر إخفاء األمر ولكن يبدو وكأن قراره هذا جاء بالوقت ال ُمتأخر فحينما نطق ريكس بالسؤال‬
‫بدأت عيناه تتسعان وهو يتذكر إصرار البروفيسور على التعلق بوالدته حتى بعد موتها وبدأ‬
‫عقله يستوعب كُل شيء ويربطه ببعضه‪..‬‬
‫إذا ً البروفيسور هو‪....‬‬
‫سأل من دون وعي‪ :‬البروفيسور والده ؟‬
‫أدرك ريكارد بأنه قد تأخر وبأن ريكس ربط األمور ببعضها وإنتهى لذا لم يُجيبه‪..‬‬
‫فريكس سأل السؤال وهو يعلم بأن اإلجابة هي نعم فإذا ً ال داعي ألن يُجيبه‪..‬‬
‫وكُل ما يُفكر فيه اآلن هو ماذا قد تكون خطوة ريكس القادمه‪..‬‬

‫‪End‬‬

‫قبل بداية البارت حابه أوجه رساله لن تصل الى من راحت روحه يوم األمس الى باريها‬
‫د‪.‬نبيل فاروق‬
‫رحمك هللا يامن كُنتَ ُملهمي وقُدوتي وسببي األول لدخولي لعالم الروايات ال ُممتع ‪ ،‬رحمك هللا‬
‫يامن لن يُزال وجودك من ذاكرتي ولن يُزال إسمك من بين أدعيتي‬
‫‪Part 49‬‬

‫"وبماذا يمكن للحياة أن تسئمك ؟‬


‫هكذا ‪ ،‬بك ّل شيء ‪ ..‬ضباب يطوق العالم ‪ ،‬عدم اليقين ‪ ،‬غموض ‪ ...‬الجميع حولنا ينهشون‬
‫بعضهم بعضًا ‪ ،‬يسرقون ويغرقون بعضهم بعضًا ‪".‬‬

‫‪-‬أنطون تشيخوف ‪-‬‬

‫حل صمتٌ رهيب بعد سؤال ريكس األخير واستمر هذا الصمت لعشر دقائق كامله‪..‬‬
‫ريكس شارد في الفراغ وريكارد يتناول قهوته بهدوء‪..‬‬
‫بعد الدقائق العشر هذه رفع ريكس عيناه الى ريكارد وقال‪ :‬أين هو ؟‬
‫وضع ريكارد قهوته على الطاولة يقول‪ :‬من ؟‬
‫ريكس‪ :‬أخي‪..‬‬
‫كلمة غريبه نطقها ‪ ،‬منذ زمن طويل لم يقلها وخاصةً بعد اصطداماته االخيره بإدريان‪..‬‬
‫واآلن ينطقها مجددا ً ولكن ليس إلدريان بل لغريب ال يعرف عنه أي شيء‪..‬‬
‫تحدث ريكارد يقول‪ :‬وكيف لي أن أعلم ؟‬
‫إبتسم ريكس بسخريه يقول‪ :‬إن كُنتَ أنت ال تعلم فمن سيعلم ؟‬
‫ريكارد‪ :‬نعم كُنت أعمل لدى والدتك لسنوات ولكن هذا ال يعني بأني أعرف أدق أسرارها!‬
‫بدأ يشعر ريكس بالغضب وهو يقول‪ :‬تعلم عن أمر إمتالكها إلبن وعن هوية والد الطفل وال‬
‫تعلم عن مكانه ؟ تعلم عن عالقتها برين وعن تفاصيل حياة رين والتي هي فقط على معرفة‬
‫بوالدتي وال تعرف عن إبنها شيء ؟ هل تراني أحمقا ً!!!‬
‫يعلم ريكارد أن إصراره على إدعائه عدم المعرفه لن يُنجيه بل من الواضح بأنه يعرف كُل‬
‫شيء‪..‬‬
‫ولكن ‪ ...‬سيستمر بكذبته المكشوفه ‪ ،‬فريكس متهور بعض الشيء بخصوص المقربين منه‪..‬‬
‫بالتأكيد سيذهب لرؤيته وهذا سيكشف مكانه للبروفيسور‪..‬‬
‫ال سبيل سوى اإلستمرار بإدعائه الكذب‪..‬‬
‫أجابه ريكارد‪ :‬أخبرتُك بأني ال أعلم ‪ ،‬إن كان البروفيسور بنفسه ال يعلم فكيف لي أنا أن أعلم‬
‫؟‬
‫شد ريكس على أسنانه يقول‪ :‬ال تختبر صبري!‬
‫ريكارد‪ :‬بل أنت من عليه أال يُصر على معرفة إجابة هي ليست معي على اإلطالق‪..‬‬
‫ريكس بحده‪ :‬ريكارد!!!!‬
‫تنهد ريكارد وقال‪ :‬أنت تُعطل عملي يا ريكس‪..‬‬
‫ضاقت عينا ريكس ووقف يقول‪ :‬حسنا ً إذا ً ‪ ،‬يبدو بأني سأجد اإلجابة عند البروفيسور‪..‬‬
‫إتسعت عينا ريكارد وحاول السيطرة على هدوءه وهو يقول‪ :‬ال فائده فمن الواضح أنه ال يعلم‬
‫عن مكانه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬البد من انه يعرف عنه أي شيء ‪ ،‬عمره او حتى إسمه‪..‬‬
‫صمت لفتره قبل أن يقول بهدوء‪ :‬فحتى لو أخفت أمي عني أمره ‪ ،‬البد من أنها أرادتني أن‬
‫أراه ولو لمره ‪ ،‬البد من أنه ظهر في ماضيي ولو لمره‪..‬‬
‫وإلتفت ليُغادر فوقف ريكارد يقول بحده‪ :‬كف عن هذا يا ريكس!!!‬
‫توقف ريكس ونظر الى الخلف نحوه ببرود فقال ريكارد وهو يشد على أسنانه‪ :‬متى ستتوقف‬
‫عن هذا ؟!! هذه ليست الحياة التي أرادتك والدتك أن تعيشها!‬
‫ريكس بهدوء تاك‪ :‬كُنتَ ُمجرد تابع لوالدتي ‪ ،‬ال يحق لك ُمخاطبتي هكذا!‬
‫تجاهله ريكارد وهو يُكمل بحده‪ :‬لما برأيك إختارا والداك اإلنفصال ُرغم تعلقهما ببعضهما ؟؟‬
‫كان ألجلك أنت ! ألجل ُمستقبلك ‪ ،‬ألجل أن تعيش حياة طبيعيه بعيدا ً عن عالم والدتك ال ُمظلم‬
‫الذي أُجبرت عليه منذ ِوالدتها ! فتوقف عن هذا ألجلها !! ال تجعل تضحية والدك ألجلك بترك‬
‫حبه األول تذهب هباءا ً!!‬
‫شد ريكس على أسنانه وهو يهمس بغضب‪ :‬أخبرتُك أن تتوقف عن ُمخاطبتي هكذا‪..‬‬
‫ريكارد بهدوء‪ :‬توقف ‪ ،‬والدتك ليست غاضبة منك ‪ ،‬هي ال تُحملك المسؤوليه ‪ ،‬من الطبيعي‬
‫ألي طفل أن يفعل ما فعلتَه عندما يستجوبه الشرطه ‪ ،‬أنت لستَ ُمخطئا ً وهي ال تلومك لذا‬
‫توقف عن لوم نفسك‪..‬‬
‫تقدم ريكس منه وشده من ياقك قميصه يقول بتهديد‪ :‬إيااك والتدخل بحياتي ! إياك والتحدث‬
‫بأمور ال شأن لك بها!!‬
‫عض بعدها على شفتيها فقد آلمه كتفه من مسكته هذه فعقد ريكارد حاجبه يقول‪ :‬هل أنت‬
‫بخير ؟‬
‫دفعه ريكس بعيدا ً عنه يقول‪ :‬قُلتَ لك ال تتدخل بحياتي!‬
‫ثُم إلتفت ليُغادر فقال ريكارد‪ :‬توقف ياريكس!‬
‫تجاهله ريكس ومد يده ليفتح الباب فشد ريكارد على أسنانه وقال بعدها‪ :‬سأُخبرك‪..‬‬
‫توقف فأكمل‪ :‬سأُخبرك لذا كُف عن توريط نفسك مع البروفيسور أكثر من هذا‪..‬‬
‫إلتفت ريكس ونظر إليه بهدوء ينتظره يقول ما عنده فقال ريكارد‪ :‬ال يزال طفالً ُمراهقا ً ‪ ،‬إنه‬
‫فقط في السادسة عشر من عمره‪..‬‬
‫صمت قليالً وقال بعدها‪ :‬طلبت مني آليس إخفائه عن الجميع حتى يبلغ الثامنة عشر من عمره‬
‫‪ ..‬لم يبقى سوا عامان ‪ ،‬انتظرها فقط يا ريكس وسأُخبرك عن مكانه‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬ولما عامان ؟ ما السبب ؟‬
‫تنهد ريكارد وقال‪ :‬حتى يُصبح في سن الرشد وحينها سأوضح له الحقيقة التي أخفيتها عنه‬
‫ألتركه أمام قراره الخاص ‪ ،‬إما باإلستمرار بالعيش ُهنا في فرنسا ‪ ،‬أو يُغادر للعيش في‬
‫روسيا مع أقاربها‪..‬‬
‫شد ريكس على أسنانه يقول‪ :‬له اخ ُهنا كما تعلم!‬
‫ريكارد‪ :‬وله والد ايضا ً ولكنه سيكون راشدا ً قادرا ً على إتخاذ قراره الخاص بنفسه ! حتى لو‬
‫عائلته بأكملها ُهنا ُربما يختار العيش بعيدا ً عن عالم والده ‪ ،‬ربما يرغب بالعيش في أرض‬
‫والدته التي ضحت بحياتها من أجله‪..‬‬
‫عقد ريكس حاجبه بإستنكار يقول‪ :‬ضحت بماذا ؟!‬
‫بعدها صمت ولم يُكمل وهو بحق لم يعد يعرف كيف تُفكر والدته!‬
‫إنفصلت عن والده وتركته من دون أم ألجله‪..‬‬
‫واآلن عادت الكره وأنجبت طفالً منعته من والده ألجله!‬
‫ما تضحياتها بالضبط ؟‬
‫ً‬
‫ما هذه التضحيات التي تجعلها تُغادر العالم تاركة أبنائها خلفها ؟‬
‫تأمين حياة ُمسالمة ليس هو ما يُريده األبناء!‬
‫بل العائله هي ما يُريدونه فحسب‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وقال بهدوء تام‪ :‬أين هو ؟‬
‫ريكارد‪ :‬أخبرتُك أن تنتظر لعامان‪..‬‬
‫إبتسم ريكس بسخريه وقال‪ :‬وماذا بعد العامان ؟ هل ستُخبرني أو تترك الخيار له إن كان يُريد‬
‫رؤيتي أو ال ؟‬
‫صمت ريكارد ولم يُعلق فهو يشعر بأن مارك لن يقبل بهذه الحقيقه‪..‬‬
‫لطالما كره عائلة جينيفر ألنه كرس حياته في خدمتها‪..‬‬
‫لن يقبل قطعا ً بحقيقة أن لديه أخا ً من تلك العائله‪..‬‬
‫بعد عامان ؟ هو حقا ً يخشى هذا اليوم كثيرا ً‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأعرف بنفسي عن مكانه‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬كُف عن التورط بأمور قد تودي بحياتك‪..‬‬
‫إبتسم ريكس يقول بسخريه‪ :‬أنا ال أُعرض حياتي للخطر ‪ ،‬أنا فقط أُضحي ألجل أخي الصغير ‪،‬‬
‫أوليس هذا منطق أمي الذي لم تُعارضه عليها بتاتا ً ؟!‬
‫بعدها أشاح بوجهه بضيق وفتح الباب وقبل أن يخرج توقف عندما تذكر أمرا ً ما‪..‬‬
‫نظر اليه وقال‪ :‬ما عالقتك برين ؟‬
‫لم يُجب ريكارد فقال ريكس‪ :‬هل تكرهها الى هذه الدرجه ؟‬
‫ضاقت عيون ريكارد للحضه قبل أن يقول‪ :‬كيف إستنتجت هذا األمر ؟‬
‫صدمت فيه لم تكن فقط تصرفات فرانس غريبه ‪ ،‬حتى تصرفاتك‬ ‫ريكس‪ :‬في ذلك اليوم الذي ُ‬
‫أنت ‪ ،‬إستنتجتُ من فرانس عن وجود طرف ثالث بحادثة صدمي لرين وهذا الطرف بالتأكيد‬
‫هو أنت‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه وأكمل‪ :‬بعدها خبأتَ ُمستنداتها التي تُثبت هويتها ‪ ،‬البد من أنك ت ِكنُّ لها كُرها ً‬
‫شديدا ً‪..‬‬
‫إبتسم ريكارد يقول بهدوء‪ :‬ربما ‪ ،‬من يدري‪..‬‬
‫ضاقت عينا ريكس قليالً وبعدها إلتفت وغادر فهمس ريكارد‪ :‬يُناديها بـ "رين" ‪ ،‬هي بالفعل‬
‫إستعادت ذاكرتها أخيرا ً‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وإتصل على أحدهم وحالما رد قال له بهدوء‪ :‬سيخرج ريكس بعد قليل ‪ ،‬إتبعه‬
‫حتى تجده يقابل فتاةً شابه وحينها أرسل لي عنوانها‪..‬‬

‫***‬

‫‪12:30 pm‬‬

‫دخلت إليان الى قصر العائله بهدوء وال يزال أمر الملف من البارحة يؤرق تفكيرها‪..‬‬
‫حصلت على رقمها ولكن ُرغم إتصاالتها هي لم ترد بعد‪..‬‬
‫ال تدري هل حدث لها مكروه أو أنها فقط نائمه وبعيده عن هاتفها‪..‬‬
‫تنهدت وهمست لنفسها‪ :‬لدي إمتحانات وبدل ال أُركز فيها ها أنا أهتم لمشكلة فتاة أُخرى!‬
‫غرفتها فأوقفها صوت يقول‪ :‬لحضه‪..‬‬ ‫صعدت الدرج ُمتجهة الى ُ‬
‫توقفت إليان ونظرت الى الخلف فتعجبت عندما رأته كين الذي بدوره تقدم منها يقول‪ :‬هل لي‬
‫أن أُحادثك لبضع الوقت ؟‬
‫عقدت حاجبها وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬دعني أوالً أستحم وأبدل مالبسي ومن ثُم‪...‬‬
‫قاطعها صوت والدتها تقول‪ :‬إليان هل عُدتي ؟‬
‫أشاح كين بنظره هامساً‪ :‬إنسي األمر‪..‬‬
‫وغادر تحت أنظار إليان المتعجبه في حين تقدمت والدتها تقول‪ :‬غريب ‪ ،‬مالذي أوقف كين‬
‫معك ؟‬
‫إليان وهي تنظر الى حيث ذهب كين‪ :‬ال أدري‪..‬‬
‫نظرت إليها وأكملت‪ :‬مرحبا ً أُمي ‪ ،‬لم تُغادري الى عملك اليوم ؟‬
‫جينيفر‪ :‬ذهبت ولكن طرأ علي أمر ما ‪ ،‬هل لديك غدا ً دروسا ً ؟‬
‫إليان بتفكير‪ :‬كال ‪ُ ،‬ربما ُمحاضرةً واحده وأُفكر بتخطيها فلقد أنهينا الدروس والدكتوره‬
‫ستجلس لتُثرثر كعادتها‪..‬‬
‫إبتسمت جينيفر وقالت‪ :‬جيد‪..‬‬
‫عقدت إليان حاجبها فأكملت جينيفر‪ :‬ستأتين برفقتي غدا ً ولمدة يومين‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ولما يومين ؟ هل األمر ُمهم فأنا قسمتُ أيامي بين موادي ألجل اإلختبارات النهائيه‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬إبدأي باإلستذكار منذ االسبوع القادم ودعي إجازة نهاية هذا األسبوع كالراحة لك قبل‬
‫الضغوط‪..‬‬
‫كاف لإلستذكار‪..‬‬ ‫ت ٍ‬ ‫إليان‪ :‬صدقيني أمي راحتي هي في إيجادي لوق ٍ‬
‫جينيفر‪ :‬الكُل بحاجة الى الترفيه عن نفسه قبل اإلختبارات ‪ ،‬مراكمة الضغوط لن تجلب لك‬
‫سوى نتائج عكسيه‪..‬‬
‫إليان‪ :‬دائما ً ما أصنع لنفسي عدد أيام مناسب لإلستذكار واجلب بسببها درجات كامله‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬صدقيني إنها الصدفه ‪ ،‬كُلما تقدمتي بالمراحل الدراسيه كُلما إحتجتي لتصفية ذهنك‬
‫تماما ً قبل إمتحانات‪..‬‬
‫تنهدت إليان وقالت‪ :‬حسنا ً أُمي هاتِها من األخير ‪ ،‬الى أين تُريدين مني ُمرافقتك ؟‬
‫إبتسمت جينيفر وقالت‪ :‬الى خالتك كايري ‪ ،‬طلبت منا زيارتها والبقاء بمنزلها ليومين قبل‬
‫ت لن تكسري بخاطر خالتك صحيح ؟‬ ‫سفرها الطويل ‪ ،‬أن ِ‬
‫مطت إليان شفتيها قليالً تقول‪ :‬أُحبها ولكن اممم ‪ ....‬أال يُمكنها تأجل ذلك لثالث أسابيع ؟‬
‫جينيفر‪ :‬كال فسفرها قريب ‪ ،‬إليان فكري جيدا ً ‪ ،‬يومان لن تضرك وبال ُمقابل ستُسعدين خالتك‬
‫‪ ..‬سنذهب جميعا ً الى ُهناك فسيُحزنها تخلفك عن الحضور‪..‬‬
‫صمتت إليان لفتره قبل أن تتنهد أخيرا ً وتقول‪ :‬حسنا ً حسنا ً ‪ ،‬ليومين فقط‪..‬‬
‫ظهر الغد لذا جهزي حقيبتك‪..‬‬ ‫إبتسمت جينيفر وقالت‪ :‬جيد ‪ ،‬سنُغادر ُ‬
‫ومن ثُم إلتفتت وهي تقول لنفسها‪ :‬بقي علي إقناع ريكس‪..‬‬
‫دُهشت إليان وقالت‪ :‬هل سيحضر ريكس أيضا ً ؟‬
‫جينيفر‪ :‬أجل لقد طلبته خالتك‪..‬‬
‫مازإن قالت هذه الجملة حتى ظهر ريكس صاعدا ً الدرج على عجل متجها ً لغرفته فأوقفته‬
‫جينيفر قائله‪ :‬توقف ريكس‪..‬‬
‫إنزعج ونظر إليها يقول بحده‪ :‬لستُ متفرغا ً لـ‪...‬‬
‫وتوقف بعدها وهو ينظر الى إليان خلفها‪..‬‬
‫مط شفتيه ناظرا ً الى جينيفر يقول بهدوء‪ :‬حسنا ً ماذا ؟‬
‫جينيفر بإبتسامه‪ :‬فرغ نفسك يومي الخميس والجمعه ‪ ،‬سنُغادر الى خالتكم كايري ولن نعود‬
‫سوى يوم السبت‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهه يقول‪ :‬عفوا ً ؟ ال ‪ ،‬ال أُريد ‪ ،‬مشغول أنا هذه األيام‪..‬‬
‫جينيفر باإلبتسامة ذاتها‪ :‬مشغول في ماذا بالضبط ؟ ألم تلحظ انك هذه األيام ال تُكلف نفسك‬
‫عناء حضور الطعام حتى ؟‬
‫ريكس‪ :‬لدي أعمال تُشغلني ‪ ،‬إعتذري لي منها لن آتي‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬ريكس عزيزي ‪ ،‬سيذهب ُكالً من إيلي وآد لذا عليك الحضور ما دام أنها طلبتك ‪ ،‬أنت‬
‫ال تُريد مني أن أغضب صحيح ؟ تجاهلك لطلبها البسيط هذا يُغضبني قليالً‪..‬‬
‫بالكاد منع نظرات الكره من أال تظهر على ُمحياه وبقي صامتا ً لفتره قبل أن يقول‪ :‬ال بأس ‪،‬‬
‫أمر طارئ‪..‬‬‫بشرط أن أُغادر إن حل ٌ‬
‫جينيفر‪ :‬ال بأس ما دُمتَ ستعود بعد إنتهائك من األمر الطارئ‪..‬‬
‫غرفته دون ان‬ ‫رفع عينيه قليالً الى إليان قبل أن يُعاود النظر الى جينيفر ومن ثُم غادر الى ُ‬
‫ظهر الغد لذا كن ُمستعدا ً‪..‬‬ ‫ينطق بكلمه فرفعت جينيفر صوتها تقول‪ :‬سنُغادر ُ‬
‫إليان‪ :‬ما كان عليك إجباره‪..‬‬
‫إلتفتت تنظر الى إبنتها لتُكمل كالمها قائله‪ :‬من الواضح بانه مشغول ‪ ،‬يكفي أنا وإدريان فهي‬
‫خالتنا لذا من الواجب زيارتها على عكسه فهو ليس بملزوم لتُجبريه‪..‬‬
‫إبتسمت جينيفر تقول‪ :‬لم أُربيه ليتصرف بعناد ! أُختي خالته أيضا ً لذا عليه أن يزورها إن‬
‫طلبته هذا ‪ ..‬هيّا عزيزتي إذهبي لتبديل ثيابك قبل موعد الغداء‪..‬‬
‫ومن ثُم غادرت وإليان تُراقبها بضيق شديد وهي تهمس‪ :‬ال أُريد وجوده معنا‪..‬‬
‫صعدت فجأه إستيال من الدرج وتوقفت حالما إلتقت عيناهما‪..‬‬
‫تعجبت إليان من وجودها فكما عرفت أنها خرجت غاضبه من المنزل ولم تعد من يومها‪..‬‬
‫في حين أشاحت إستيال بنظرها عنها بضيق متجهة الى غرفة آلبرت فهي لم تكن تدري أنها‬
‫موجوده‪..‬‬
‫إنها الثانية عشر ظهرا ً ‪ ،‬ليس من عادتها أن تعود ُمبكرا ً من كُليتها ‪ ،‬بالتأكيد اآلن ستُخبر‬
‫والدها عن قدومها وهي التي أرادت أن تأتي بصمت وتُغادر بصمت‪..‬‬
‫فتحت الباب على آلبرت دون طرقه حتى لتجد ُمنغمسا ً بملف أخرج أوراقه حوله وهو يقرأ‬
‫تفاصيل مافيه‪..‬‬
‫رفع رأسه ناظرا ً الى هذا الرقح ليتفاجئ من كونها إستيال ال غير‪..‬‬
‫قال بدهشه‪ :‬ألم تقولي لي بأنك لن تعودي الى المنزل قبل شهر على األقل ؟‬
‫تقدمت وجلست على األريكة بجانبه تقول‪ :‬هذا ال يهم ‪ ،‬أنا قلقه‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬مابك ؟‬
‫ثُم أكمل‪ :‬لحضه لحضه‪..‬‬
‫وبدأ بلم األوراق حتى يمكنه اإلستماع إليها فعيناها حقا ً مليئتان بالقلق والخوف الشديد‪..‬‬
‫في حين نظرت الى األوراق لتقول بعدها‪ :‬أوليست التي تخص ريكس ؟ ماذا كُنتَ تفعل ؟‬
‫طرق لحل هذه ال ُمخالفات‪..‬‬ ‫آلبرت بهدوء‪ :‬ال شيء سوى التأكد من محتوياتها ومعرفة ُ‬
‫دُهشت وقالت‪ :‬هل أنت جاد ؟‬
‫وضعها بالملف وقال‪ :‬ليس تماما ً ‪ ،‬موضوع طويل لنتكلم عنه الحقا ً‪..‬‬
‫وضع الملف جانبا ً ونظر إليها يقول‪ :‬ماذا بك ؟‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬عندما هرب فرانس من المنزل طلب مني ُمساعدته وإعارته‬
‫المال‪..‬‬
‫رفع آلبرت حاجبه فقالت‪ :‬أجل لقد أخطأت وخالفت أوامر عمي الذي حتما ً لن يُسامحني إن‬
‫أكتشف هذا ولكن ليس هذا هو األمر‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ماذا إذا ً ؟‬
‫إستيال‪ :‬عندما صرخ عمي بوجهي قبل عدة أيام وخرجتُ غاضبه إتجهتُ ُمباشرةً الى فرانس‬
‫وبقيت معه في شقته مؤقتا ً حتى أعرف ماذا أفعل فيما بعد ‪ ،‬غادرتُ باألمس ُمبكرا ً في الصباح‬
‫وهو نائم وكانت آخر رسالة لنا ظهرا ً عندما أخبرتُه أن يتغدى بمفرده فلن أعود اليوم ‪ ،‬عُدتُ‬
‫بعدها بوقت متأخر من يوم أمس ولم أجده في المنزل ‪ ،‬راسلته ونمت بعدها وعندما إستيقظت‬
‫لم يكن موجودا ً أيضا ً ولم يقرأ رسالتي حتى ! حاولتُ اإلتصال به فأُغلق الهاتف في وجهي‬
‫ومن بعدها مهما إتصلت يُخبرونني ان الهاتف ُمغلق ‪ ،‬األمر ُمقلق بعض الشيء ‪ ،‬هو منذ‬
‫مجيئي إليه لم ينم وال لمرة خارج المنزل ‪ ،‬واآلن لم يعد طوال الليل وطوال الصباح ُمغلقا ً‬
‫هاتفه بعدما أغلقه في وجههي ‪ ،‬أشعر ببعض القلق‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه وقال‪ :‬لقد قابلتُه عصر األمس‪..‬‬
‫دُهشت وقالت‪ :‬حقا ً ؟ إذا ً هل أخبرك عنه أنه سيُغادر أو‪...‬‬
‫قاطعها آلبرت‪ :‬كال ‪ ،‬خرج غاضبا ً‪..‬‬
‫تنهد وأكمل‪ُ :‬ربما لهذا السبب لم يعد الى الشقة وقرر قضاء بعض الوقت ب ُمفرده ‪ ..‬ال تقلقي‬
‫األمر بخير‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬أقول لك بأنه أغلق الخط في وجهي هذا الصباح !! ومن ثُم أصبح هاتفه ُمغلقا ً بالكامل‬
‫‪ ،‬إن كان غاضبا ً منك فلما يُغلق الخط في وجهي أنا ؟ لما لم يرد على رسالتي يوم األمس أو‬
‫حتى يفتحها ؟‬
‫آلبرت‪ :‬البد من أنه إعتقد بأني أخبرتُك عن شيء بخصوصه وطلبتُ منك محادثته لهذا يتجنبك‬
‫‪ ،‬هذا طبيعي فلقد حدث عدة مرات من قبل‪..‬‬
‫إستيال بحده‪ :‬آلبرت !! إنه أخاك لذا أظهر بعض اإلهتمام‪..‬‬
‫لم يُجبها فأكملت‪ :‬أفهم بأنه عنيد ويتجاهلك وال يستمع إليك ولكن ال تتركه هكذا ؟ يكفي عقابك‬
‫له بأال تقف في صفه أثناء عقاب عمي له ‪ ،‬لكن ال تولي له ظهرك اآلن!‬
‫آلبرت‪ :‬ال تكوني عاطفيه ‪ ،‬أخبرتُك بأنك تُكبرين األمر ليس إال ‪ ،‬صدقيني هو اآلن‪...‬‬
‫وقفت مقاطعةً إياه تقول‪ :‬يكفي ‪ ،‬سأبحث عنه بنفسي إذا ً!‬
‫وإتجهت الى الباب فعقد حاجبه يقول بإنزعاج‪ :‬حسنا ً إنتظريني حتى أُبدل مالبسي‪..‬‬
‫إبتسمت ومن ثُم خرجت لتنتظره عند السياره‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:00 pm‬‬
‫‪- Paris -‬‬

‫كان وجهه ينطق بالسرور التام واإلنتصار العارم وهو يرى ما إستطاع تجميعه من معلومات‬
‫طوال ليلة البارحه‪..‬‬
‫أصبح اآلن يعرف الكثير عنه‪..‬‬
‫بل ولديه بعض الصور أيضا ً‪..‬‬
‫يالها من سعاده!‬
‫توجه موريس الى الغرفة التي ترك فيها لوكا باألمس وهو ينوي مواجهته بما جمعه من‬
‫معلومات عنه‪..‬‬
‫سيكسر أنف ذلك المغرور بكُل تأكيد وسيحشره في زاويةً ال يُمكنه التملص منها‪..‬‬
‫فتح الباب واإلبتسامة على وجهه لتختفي بعدها عندما وقعت عيناه على لوكا الذي كان‬
‫يسترخي على الكُرسي نائما ً ورجليله ممدودتان على المكتب بكُل أريحيه وكأنه ُمدير شرك ٍة‬
‫يأخذ قسطا ً من الراحة في مكتبه!‬
‫ضرب الباب بقوه وهو يشعر باإلستفزاز من هدوء هذا الشاب فقطب لوكا حاجبيه وبدأ يصحو‬
‫تدريجيا ً من هذا الصوت العالي ال ُمفاجئ‪..‬‬
‫نظر بعينيه الناعستين الى جهة الباب وعندما وقعت عيناه على الرأس األصلع تنهد وأنزل‬
‫رجله من على المكتب يقول‪ :‬جيد أنك أتيت ‪ ،‬أنظر لرجالك ! لم يُعاملوني بإحترام فقط رفضوا‬
‫إعطائي الفطور هذا الصباح عندما طلبتُه‪..‬‬
‫ي هذا الوقح‬‫أُستُفز موريس كثيرا ً من اسلوبه وود لو يُخرج ال ُمسدس ويُطلق رصاصةً بين عين ّ‬
‫الوغد!!!‬
‫لكنه تراجع فلقد قرر أن يُعامله بالمثل ويستفزه بنفسه‪..‬‬
‫إبتسم وتقدم ُمغلقا ً الباب خلفه وهو يقول‪ :‬لوكا چلير ‪ ،‬بالخامسة والعشرون من العمر ‪،‬‬
‫ضننتُك قد تكون أكبر بما أنك تتصرف بكُل هذه الثقه‪..‬‬
‫تصنع لوكا الدهشة وهو يقول‪ :‬عجبا ً ‪ ،‬كيف وصلتم الى معلوماتي السرية للغايه ؟؟!!‬
‫ُمجددا ً حاول موريس السيطرة على غضبه من هذا اإلستفزاز الواضح ورمى صورةً على‬
‫المكتب أمامه وهي يتكئ بكفه على المكتب قائالً‪ :‬الصورة األثرية القديمه والوحيده التي‬
‫تجمعك مع فينسنت أيام ُمراهقتك‪..‬‬
‫إبتسم لوكا وأخذ الصورة ينظر إليها وهو يقول بسعاده‪ :‬شُكرا ً لك ‪ ،‬لقد أضعتُ نُسختي‬
‫وتملكني حزن كبير لهذا ‪ ،‬أشكرك على إيجاد نُسخ ٍة أُخرى‪..‬‬
‫ي موريس الغاضبتين يُكمل‪ِ :‬يمكنني اإلحتفاظ بها صحيح ؟‬ ‫نظر الى عين ّ‬
‫وللمرة الثالثه تمالك موريس أعصابه وهو يقول‪ :‬أنت أخاه ‪ ،‬أخ فينسنت الغير شقيق ‪ ،‬إثر‬
‫ُمشكل ٍة كبيره قديمه بين العائلة إنفصلتُما وعاش كُل واحد في مدينة مختلفه عن اآلخر ‪ ،‬لم‬
‫تزره إال مرتين تقريبا ً قبل أن تُصبح شابا ً وقادرا ً على زيارته متى ما أردت‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬ماهي المشكله ؟‬
‫تجاهله موريس يقول‪ :‬تزره في ال ُمناسبات حتى أنك لم تفوت حفل تخرج رين وحضرته‬
‫وخرجت برفقتها مع أصدقائها لإلحتفال ُهنا و ُهناك وأتخذتم الكثير من الصور‪..‬‬
‫ورمى بعدها تلك الصورة التي جمعته برين وأصدقائها الثالث جاكي وكلود وآريستا‪..‬‬
‫إبتسم وأخذ الصورة ينظر إليهم ويقول‪ :‬هؤالء الصغار ‪ ،‬إشتقتُ لهم ‪ ،‬ماذا يفعلون اآلن يا‬
‫تُرى ؟‬
‫بعدها نظر الى موريس وقال‪ :‬لم تُجبني ‪ ،‬ماذا كانت ال ُمشكلة التي تسببت بإبعادنا عن بعضنا ؟‬
‫تجاهله موريس للمرة الثالثه وهو يقول‪ :‬ولكن بحسب سجل سفرياتك فآخر مرة أتيت فيها الى‬
‫باريس كان قبل عام واحد ‪ ،‬فكيف لك أن تملك الملف ؟ كُنتَ تكذب بشأن هذا صحيح ؟‬
‫لوكا‪ :‬وأمر ُمشكلة عائلتي ماذا حدث بها ؟‬
‫إنزعج موريس وصرخ بوجهه‪ :‬ال اعرف ما نوع ال ُمشكله ‪ ،‬هل إرتحت اآلن!!!‬
‫ضحك لوكا وقال‪ :‬إهدأ إهدأ لقد برز عرق رأسك‪..‬‬
‫ضربت يد موريس المكتب وهو ينظر الى عيني لوكا يقول‪ :‬أجبني ‪ ،‬هل كُنتَ تكذب ؟‬
‫إبتسم لوكا يقول‪ :‬لقد أخبرتُك بتفاصيل في الملف يستحيل أن يعرفها من ال يملكه فلما تسأل‬
‫سؤاالً أحمقا ً‪..‬‬
‫ظهر البرود التام على وجه موريس وهو يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬لقد كُنتُ ُمخطئا ً‪..‬‬
‫أخرج مسدسه وصوبه لوجهه يقول بإنزعاج‪ :‬قتلُك هي الوسيلة األفضل إلخراس لسانك‬
‫السام!!!‬
‫إبتسم لوكا وقال بهدوء بالغ‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أطلق‪..‬‬
‫عيناه الواثقتين توتره للغايه‪..‬‬
‫لما هو هادئ ؟!! كُل شيء ضده!‬
‫في وكرهم وبين يديهم وخالي من أي وسيلة دفاع فلما هو هادئ هكذا!‬
‫ال يُمكنه أن يفهمه‪..‬‬
‫أزاح المسدس قليالً وأطلق لتستقر بالكُرسي بجانب رأسه ولوكا ال يزال هادئ وال هز هذا‬
‫األمر منه شعرةً واحده‪..‬‬
‫ضاقت عينا موريس وبصراحه ‪ ...‬هو يكرهه للغايه‪..‬‬
‫بل أكثر مما يتصور ولكنه ال يستطيع أن يُخفي كونه أُعجب به‪..‬‬
‫بهدوءه ‪ ،‬وثقته ‪ ،‬حتى في أحلك المواقف!!‬
‫وضع موريس مسدسه على المكتب وقال له‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أين الملف ؟ اتوقع باننا فعلنا ماهو أكثر‬
‫وسلمنا لك الطفله ‪ ،‬ماذا تُريد أكثر ُمقابل أن تتحدث ؟‬
‫ُ‬
‫بقي لوكا هادئا ً لفتره بعدها قال‪ :‬قاتل فينسنت وصديقة رين هما ذات الشخص صحيح ؟ أريد‬
‫إسمه ‪ ،‬لو يأتي إلي بنفسه سيكون هذا أفضل‪..‬‬
‫موريس‪ :‬تُريد قتله ؟‬
‫لوكا‪ :‬تكون أحمقا ً لو ضننتَ بأنها ليست نيتي ‪ ،‬اجل ‪ ،‬لقد قتَ َل أخي ‪ ،‬ونفسا ً بريئه ‪ ،‬وح ّمل‬
‫رين الصغيرة كُل هذا الذنب على كتفيها ! كيف لي أال أجعله يأخذ جزاءه بعدما فعله ؟‬
‫موريس‪ :‬عجيب ‪ ،‬ال تُشبه فينسنت في شيء ‪ ،‬ضننتُك ستستعين بالشُرطه‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬إنهم ُمجرد حمقى ‪ ،‬يُقتل إثنان وحتى اآلن لم يجدوا أي دليل على الفاعل ! لما أُسلمهم‬
‫إياه على طبق من ذهب ليقوموا هم بجعله يدفع الثمن ؟ يُمكنني فعلها بنفسي‪..‬‬
‫موريس‪ :‬تفكيرك تفكير ُمجرمين‪..‬‬
‫لم يُعلق لوكا فبقي موريس ينظر إليه لفتره قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأنظر باألمر وستتحدث‬
‫بعدها صحيح ؟‬
‫لوكا‪ :‬إجلبه لي وسأنظر في األمر‪..‬‬
‫وتحت دهشة لوكا إلتفت موريس وغادر الغرفه فعقد حاجبه يقول‪ :‬هل صدقني ؟ هل هو أحمق‬
‫؟ ألم يتعلم درسه عندما ُخدع المرة الماضيه ؟‬

‫في حين خرج موريس وهو يعلم بأن لوكا قد ال يوفي بوعده‪..‬‬
‫ولكن هذه المره ال يهمه األمر‪..‬‬
‫إنها فُرصته وعليه إستغاللها‪..‬‬
‫يُريد دارسي ؟ حسنا ً ‪ ،‬سيُحاول أن يجعل فيكتور يُحادثه لكي يحضر‪..‬‬
‫ربما تتحقق أمنيته ويقوم هذا اللوكا بقتله‪..‬‬
‫لطالما كان دارسي شخصا ً ُمزعجا ً بالنسبة إليه ‪ ،‬سيُجرب التخلص منه هكذا وسيرى ماذا‬
‫سيحدث‪..‬‬
‫إبتسم يقول لنفسه‪ :‬أصعب شيء أن تكون عدوا ً لموريس‪..‬‬

‫***‬

‫‪3:55 pm‬‬
‫منذ األمس وجميع محاوالته بائت بالفشل!‬
‫القيد ُمحكم على يديه وال مجال له للهرب من ُهنا ‪ ،‬وذاك الصوت كان ُمحقا ً فمنذ األمس لم‬
‫يُقدموا له حتى الماء‪..‬‬
‫إنه جائع للغايه وبفمه مرارة كبيره منذ رشفة القهوة المرة التي شربها برفقة أخاه عصر‬
‫األمس‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وهمس لنفسه‪ :‬ليتني قُلتُ جملة لطيفة له قبل ذهابي‪..‬‬
‫رفع عينيه ودار بهما في المكان الشبه مظلم وهو يتسائل هل سيموت ُهنا ؟‬
‫نعم ‪ ،‬سيموت‬
‫سيموت ال محاله!‬
‫فذلك الصوت يستحيل أن يفي بوعده‪..‬‬
‫هم بالتأكيد لن يدعوه يرحل بعدما يقول لهم كُل ما يعرفه‪..‬‬
‫سيقتلوه فلقد أصبح ال فائده لهم وقد يُشكل خطرا ً ايضا ً!‬
‫سحقا ً‪..‬‬
‫ُ‬
‫إنه دائم الهروب من كُل شيء‪..‬‬
‫دائم اإلختباء من كُل المشاكل فلما تُالحقه ؟‬
‫لما أصبح مصيره الموت وهو الذي يُحاول العيش بسالم!‬
‫أغمض عينيه هامساً‪ :‬ال أُريد الموت هكذا ‪ُ ،‬هناك أشخاص علي اإلعتذار إليهم‪..‬‬
‫لحضات حتى سمع الباب خلفه يُفتح‪..‬‬
‫لقد أتى حقا ً كما قال باألمس‪..‬‬

‫تقدم دارسي حتى جلس على كُرسي يقول‪ :‬مرحبا ً فرانس ‪ ،‬كيف كان نومك على كُرسيك‬
‫الخشبي ؟‬
‫ُ‬
‫صمت فرانس قليالً قبل أن يقول‪ :‬لم يكن ُمريحا ً ‪ ،‬أضطررتُ لإلستيقاظ عشرات المرات‪..‬‬
‫إبتسم دارسي وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬يُمكنك ال ُخروج والنوم على سرير ُمريح كما تعلم‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬لكني ال أعلم أي شيء عما تُريدونه!‬
‫دارسي‪ :‬هل سنبدأ بكذب ٍة واضحه ؟ برأيك لما أُمسك بك ؟ هكذا ؟ من الفراغ دون سبب ؟ كال‬
‫فرانس ‪ ،‬لقد أُمسك بك ألنك تملك شيئا ً ‪ ،‬لذا دعنا ال نُضيع الوقت ‪ ،‬بالكاد يُمكنك تح ّمل جوعك‬
‫وعطشك لذا إن لم تتحدث ستتحمله ليوم آخر أيضا ً ‪ ،‬وربما حتى تموت قبل عصر يوم الغد‪..‬‬
‫فرانس‪ :‬ال أحد يموت من عطش يومين فقط!‬
‫دارسي‪ :‬إذا ً ؟ تنوي الصمت حتى يمر الوقت ال ُمحدد لتحملك العطش ؟ يُقال بأن اإلنسان‬
‫يستطيع تحمل الجوع لثالث أسابيع ولكنه ال يُمكنه تحمل العطش ألكثر من أسبوع واحد!‬
‫لم يجد فرانس ما يقوله فبقي صامتا ً ‪ ،‬أكمل دارسي قائالً‪ :‬هل تنوي الموت من العطش ؟‬
‫فرانس بهمس‪ :‬ال أحد يُريد الموت‪..‬‬
‫إبتسم دارسي يقول‪ :‬إذا ً ؟ لما تتأخر في قول ما لديك ؟ هل تُريد أن تصل الى أقصى مراحل‬
‫تح ّملك وبعدها تعترف ! يالها من مشقه‪..‬‬
‫ومجددا ً لم يجد فرانس ما يقوله وفضل الصمت وهو يتذكر كوب الماء الذي طلبه آلبرت ألجله‬
‫عصر األمس بعدما رأى مالمح وجهه من شرب القهوة ال ُمره‪..‬‬
‫لقد كان كوبا ً بارد والرشح واض ٌح على زجاجه بقطرات تسيل من جوانبه‪..‬‬
‫لقد كان ُمنعشا ً بكُل تأكيد ‪ ،‬يُريد شُربه‪..‬‬
‫لو أنه شربه باألمس بدل الغضب الذي ال فائده منه ؟‬
‫ال يضن بأنه في هذه اللحضه يشعر بندم أكبر من ندمه لترك ماء بارد منعش كذاك!!‬
‫دارسي‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬يبدو بأنك ستبقى صامتا ً هذا اليوم أيضا ً ‪ ..‬ال بأس‪..‬‬
‫ما إن سمع فرانس صوت الكُرسي دليل وقوف هذا الرجل حتى قال بسرعه‪ :‬أخبرتُك بأني ال‬
‫أعرف شيئا ً ‪ ،‬دعني أرحل‪..‬‬
‫تجاهله دارسي وإتجه الى الباب فقال فرانس‪ :‬حسنا ً لحضه!‬
‫توقف وإلتفت ناظرا ً الى حيث يجلس فرانس بينما اآلخر بقي صامتا ً لفتره قبل أن يقول‪ :‬هل‬
‫ستقتُلني إن عرفتَ كُل شيء ؟‬
‫بقي دارسي ينظر إليه لفتره قبل أن يبتسم‪ :‬أبعد تأثير السينما عن رأسك ‪ ،‬أخبرتُك بأني‬
‫سأدعك ترحل إن أعطيتني معلومات كافيه وشافيه ‪ ،‬أال ترى بأني ال أُظهر وجهي لك حتى!‬
‫تردد فرانس ‪ ،‬فليست حتى األفالم ‪ ،‬بل القصص من حوله تؤكد أن ال ُمجرمون ال يوفون‬
‫بوعودهم أبدا ً‪..‬‬
‫ال يعرف ماذا يفعل‪..‬‬
‫هو ال يُريد الموت ‪ ،‬يخاف الموت بشده!‪..‬‬
‫ترددت كثيرا ً ‪ ،‬بل كثيرا ً للغايه وشعر بأن ال مجال له سوى التحدث‪..‬‬
‫هو ليس قويا ً ‪ ،‬ال قوة جسديه وال قوةً عقليه‪..‬‬
‫ال يُمكنه تحمل الجوع والعطش والموت ألجل أسرار ال تخصه حتى!‬
‫ما ذنبه لتنتهي حياته هكذا بسببهم ؟!!!‬
‫توقف عن التفكير وهو يتذكر وجه آليس‪..‬‬
‫ظهرت اإلبتسامه ُرغما ً عنه على وجهه وهو يتذكرها عندما حادثته بلطف وقالت له تلك‬
‫الكلمات اللطيفه‪..‬‬
‫عندما إنحنت لتجلس متساوية لطوله وتُعطيه القالده التي تُحبها كثيرا ً‪..‬‬
‫عندما أخبرته بأن يحتفظ بهذا السر عن ريكس ألن سيغضب وسيُفجر فيهما إن علم بأنها‬
‫أعطته هديه وتركت إبنها‪..‬‬
‫كانت تقولها وهي تضحك‪..‬‬
‫وهي تبتسم‪..‬‬
‫ُرغم كونها جاسوسيه من روسيا‪..‬‬
‫ُرغم كونها تربت منذ نعومة أظفارها على عالم اإلجرام والجاسوسيه‪..‬‬
‫إال أنها كانت تملك جانبا ً عاطفيا ً لطيفا ً للغايه‪..‬‬
‫أغمض عينيه عندما تفاجئ بدموعه تتجمع فيهما‪..‬‬
‫ت حاول أال يُظهر أي رجف ٍة فيه وقال‪ :‬ال ‪ ....‬اعرف شيئا ً‪..‬‬ ‫همس بصو ٍ‬
‫ظهر البرود التام على دارسي ومن ثُم غادر الغرفه‪..‬‬

‫***‬
‫‪4:00 pm‬‬

‫أوقف آلبرت السياره أمام هذا المنزل الصغير ونزل برفقة إستيال التي قالت‪ :‬هذا منزلها ؟‬
‫هز آلبرت رأسه وهو يتقدم معها الى الباب‪..‬‬
‫رن الجرس منتظرا ً أن يرد أصحابه في حين نظرت إستيال إليه لفتره قبل أن تقول‪ :‬لما كُنتَ‬
‫تتصفح أوراق ريكس ؟‬
‫تنهد آلبرت وقال‪ :‬هل ستُصدقينني إن قُلتُ لك أني حقا ً ال أعلم ؟‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬أنتَ ال تعلم ؟!! ماذا حدث لك!‬
‫آلبرت بهدوء‪ :‬ال أدري ‪ُ ،‬مشتت ‪ ،‬األوراق مليئة بال ُمخالفات القانونيه ‪ ،‬إنها جرائم بحق‬
‫طرق لحل هذه ال ُمشكالت‪..‬‬ ‫التجاره ولكني ال أعلم ‪ ،‬ال أعلم لما اتصفحها باحثا ً عن ُ‬
‫إستيال بإستنكار‪ :‬هل أنت خائف على ريكس الذي هو بنفسه لم يأبه لألمر وتجاوز كُل هذه‬
‫القوانين!!!!!‬
‫آلبرت‪ :‬خائف عليه ؟ ال أضن ‪ ،‬أو ربما هذا صحيح‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬صدقيني اصبحتُ ضائعا ً بعد معرفتي بكونه من أرسلها‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬ماذا قُلت ؟‬
‫فُتح الباب وظهرت من خلفه شابه صغيره ذات شعر قصير اسود وعينان خضراوتان‪..‬‬
‫ما إن وقعت عيناها عليهما حتى شعرت بالرهبه فلكُل منهما حضورا ً ُمخيفا ً‪..‬‬
‫فقالت بتردد واضح‪ :‬اهالً‪..‬‬
‫تحدث آلبرت قائالً‪ :‬ماذا كان إس ُمك ؟ كالرا ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬كارا‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬أجل كارا ‪ ،‬كيف حالُك ؟‬
‫هزت رأسه إيجابا ً بمعنى أني بخير وهي ال تزال تشعر بالخوف منهم ومن سبب قدومهم!‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬فرانسوا بالداخل ؟‬
‫هزت رأسها بالنفي فسألها‪ :‬هل إتصل بك في هذه اليومين ؟‬
‫هزت رأسها بالنفي ُمجددا ً فقالت إستيال‪ :‬أال يُمكنك الحديث!‬
‫عقد آلبرت حاجبه ونظر الى إستيال هامسا ً‪ :‬مابك عليها ؟!‬
‫ت من ساعد فرانس على الهرب من‬ ‫ت صحيح ؟ أن ِ‬ ‫ضاقت عينا إستيال وقالت لكارا‪ :‬كانت أن ِ‬
‫منزل عمي!‪..‬‬
‫شعرت كارا بالخوف ولم تستطع اإلجابة فقالت إستيال بحده‪ :‬كان يُمكنك بدل ُمساعدته نُصحه‬
‫ت بعدما اصبح منبوذا ً ؟!!‬ ‫بأن يبقى فالعائلة أهم من أي شيء ! ماذا إستفد ِ‬
‫كارا بسرعه‪ :‬آسفه آسفه‪..‬‬
‫ت تعرفين مدى عناد فرانس ! هل‬ ‫إنزعج آلبرت بعض الشيء وهو يهمس إلستيال‪ :‬توقفي ‪ ،‬أن ِ‬
‫تضنينها كانت لتُغير شيئا ً من قراراته ؟!‬
‫إستيال‪ :‬لن ندري مالم تُحاول!‬
‫أعطاها نظرةً ُمنزعجه وكأنه يطلب منها أال تتدخل ليلتفت بعدها لكارا وهو يرى الخوف‬
‫بعينيها‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬ال بأس ‪ ،‬هذه ليست غلطتك‪..‬‬
‫وسأل بعدها‪ :‬سمعتُ مرةً أنك ُمقربةً من فرانس و‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬قطعا ً ال ‪ ،‬ال يحق لي أصالً أن‪...‬‬
‫إنزعج وقاطعها‪ :‬أنا لستُ ُهنا ألُغضب من أجل أمور تافهه!‬
‫جفلت من صراخه وسكتت فتنهد وسأل ُمجدداً‪ :‬بما أنك من ساعده على الهرب فال بُد بأنك‬
‫تعرفين الكثير عنه ‪ ،‬هل تستطيع تخمين مكانه ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬ال أعلم الكثير عنه ‪ ،‬هو فقط كان يأتي ُهنا هربا ً من المنزل ‪ ،‬ال أعرف‬
‫أين يُمكن أن يكون‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬هل حكى لك يوما ً عن شخص ما ؟ صديق أو صديقه بعيدا ً عننا نحن عائلته ؟‬
‫هزت رأسها بالنفي فقال‪ :‬حاولي التذكر ‪ ،‬أي أحد أيا ً كان ‪ ،‬الم يحدث هذا وال لمره ؟‬
‫عقدت حاجبها بتفكير لتقول بعدها‪ :‬بلى ‪ ،‬قد حدث هذا ‪ ،‬في مرة رن هاتفه وعندما رأى‬
‫سحقا ً من هذا العجوز‪!" ..‬‬ ‫ال ُمتصل ظهر اإلنزعاج على وجهه يقول " ُ‬
‫آلبرت‪ :‬ربما كان عمي ؟‬
‫كارا‪ :‬كال ‪ ،‬قُلتُ له حينها أن يرد حتى ال يغضب منه عمكما ولكنه أجابني قائالً "ليس عمي بل‬
‫عجوز ُمزعج يعمل لدى عمتي" وبعدها ذهب ُمضطرا ً إليه وهو يقول جملةً كـ "ال أستطيع‬
‫تجاهله إن طلب رؤيتي‪" ..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبيه ونظر الى إستيال التي قالت‪ :‬يعمل لدى جينيفر ؟ ربما كان من أجل عم ٍل ما‬
‫فأنت تعرف بأن فرانس يعنل لديها ليتعلم‪..‬‬
‫نظر آلبرت الى كارا وقال‪ :‬هل يُمكنك أن تتذكري متى حدث هذا ؟‬
‫كارا بتردد‪ :‬أ أعتذر ‪ ،‬ال أتذكر‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬في أي وقت من اليوم إذا ً ؟‬
‫كارا‪ :‬كان قرب غروب الشمس‪..‬‬
‫ظهرا ً ‪ ،‬لن‬‫رفع آلبرت حاجبه ونظر الى إستيال يقول‪ :‬قرب غروب الشمس ! العمل ينتهي ُ‬
‫يطلبه من اجل العمل خارج أوقاته الرسميه‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬حسنا ً أنت ُمحق ‪ ،‬ال أضنه من العمل إذا ً ولكن لما قد يطلبه أحد رجال جينيفر ؟‬
‫آلبرت‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫نظر الى كارا وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬شُكرا ً إلجابتك‪..‬‬
‫أخرج هاتفه ومده لها يقول‪ :‬إتصلي على هاتفك عبره حتى تُسجلي رقمي وتُخبرينني بأي‬
‫جديد تعرفينه عن فرانس‪..‬‬
‫دُهشت وترددت كثيرا ً فهي لم تتوقع لشخص مثل آلبرت أن يُعطيها رقمه‪..‬‬
‫أخذت هاتفه وفعلت كما طلب وعندما رن هاتفه بالداخل أخذ آلبرت هاتفه وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أعلم‬
‫بأن فرانس قد يقول لك ال تُخبري أحدا ً ولكن رجاءا ً ‪ ...‬إن رأيته أو إتصل بك أخبريني‪..‬‬
‫ترددت كارا قبل أن تسأل‪ :‬لما ؟ هل حدث مكروه لفرانس ؟‬
‫أجابتها إستيال‪ :‬ال أضن األمر يعنيك!‬
‫وبعدها غادرت الى السياره فتنهد آلبرت وقال لكارا‪ :‬ال عليك ‪ ،‬مزاجها ليس جيدا ً‪..‬‬
‫كارا بسرعه‪ :‬ال بأس أنا لم أغضب أصالً ‪ ،‬لقد كانت ُمحقه فال شأن لي‪..‬‬
‫ت قلقه فيحق لك إبداء قلقك فلما تُنكرين هذا ؟‬ ‫نظر إليها لفتره قبل أن يقول‪ :‬إن كُن ِ‬
‫دُهشت وأشاحت بنظرها تقول‪ :‬ألنها ُمحقه ‪ ،‬ال شأن لي‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬لما ؟ هل فرانس ملك لها ؟ ال أحد ملك ألحد لذا قولي ما تشائين ألي أحد ‪ ،‬كُلنا بشر يا‬
‫كارا ‪ ،‬خاطبي الناس بهوياتهم وليس بمكاناتهم اإلجتماعيه‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادر الى السياره‪..‬‬
‫ت لها هذا ؟ هل من سبب لتكرهيها!‬ ‫ركبها وشغلها وهو يقول‪ :‬لما قُل ِ‬
‫ب‬‫إستيال‪ :‬أجل فهي ال تُقدر مكانتها ‪ ،‬أتضنني بلهاء ؟ إني منذ زمن أعلم بأنها واقعةً ب ُح ِ‬
‫فرانس ‪ ،‬وقحه تجرؤ على النظر الى مرؤوسيها‪..‬‬
‫ت من‬ ‫تنهد آلبرت وحرك السياره يقول‪ :‬كالمك ليس صادما ً بقدر كونه يخرج من فمك ‪ ،‬أولس ِ‬
‫يقول الحب ال تحكمه األعمار ‪..‬؟‬
‫إحمر وجهها خجالً وغضبا ً بآن واحد وقالت بحده‪ :‬قُلتُ األعمار ! ولكن على الشخص أن‬
‫ينظر الى من هم بنفس مكانته ! تخيل أن يتزوج فرانس إبن خادمتنا ! هل يُمكنك أن توافق‬
‫على هذا ؟!!‬
‫آلبرت‪ :‬إستيال ‪ ،‬األمر سيان فال تُبرري لنفسك ‪ ،‬فعمي أيضا ً ال يُمكنه الموافقة على رجل‬
‫يكبرك بجيل كامل ! ال ُحب واحد ‪ ،‬ال تُبرري لفارق العمر وتشتمي فارق الطبقه!‬
‫إنزعجت للغايه ولم تُعلق على شيء فهي حقا ً ستخسر المجادله معه إن بدأت‪..‬‬

‫***‬
‫‪8:23 pm‬‬

‫رفعت رأسها أخيرا ً عندما سمعت صوت الباب يُفتح‪..‬‬


‫إبتسمت تقول‪ :‬وأخيرا ً ! بقد أخبرتني باألمس بأنك لم تتأخر ‪ ،‬لقد قلقتُ عليك!‬
‫نظر إليها ببرود بعدها ذهب الى الغرفة فعقد حاجبها ولحقت به لتجده يجلس بهدوء على‬
‫السرير وهو يوزع مجموعة أوراق ويتفحصها‪..‬‬
‫وقفت خلفه وسألته‪ :‬ماذا ُهناك ؟‬
‫لم يُجبها وإستمر بالنظر الى جميع ما إستطاع جمعه بخصوص ريكارد‪..‬‬
‫فذلك الرجل البد وأنه يعتني بالطفل في مكان ما‪..‬‬
‫البد من أنه يزوره عدة مرات ‪ ،‬عليه أن يعرف كُل عالقاته وإن لم يجد ما يُفيد لن يُصبح‬
‫أمامه طريقا ً سوى سؤال البروفيسور فربما هذا األخير يملك بعض المعلومات‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وهمس‪ :‬هل من ال ُممكن أن يكون هو من تسبب بقتل والدتي إنتقاما ً إلخفائها إبنه‬
‫؟‬
‫شد على أسنانه وشعر بغضب شديد بينما نظرت رين إليه وقالت‪ :‬من قابلتَ حتى أتيتَ وأنت‬
‫ُمثقل بكُل هذا الغضب ؟‬
‫نظر إليها وقال بحده‪ :‬فلتخرسي رجاءا ً!‬
‫دُهشت من كالمه في حين إلتفت يُكمل إنشغاله باألوراق فنظرت إليه لفتره ثُم مدت يدها‬
‫وسحبت األوراق من أمامه فشد على أسنانه وإلتفت إليها يقول وهو يضغط على الكلمات‪:‬‬
‫توقفـي عن التصـرف كاألطفـال‪..‬‬
‫نظرت الى عينيه بحده تقول‪ :‬توقف عن الصراخ في وجهي وكأني طفلة أوالً!‬
‫رمت األوراق خلفها فإتسعت عيناه بغضب لكنها سبقته تقول بحده‪ :‬تتركني طوال ذلك الوقت‬
‫دون حتى إتصال !! أال تعلم كم كُنتُ خائفه وقلقه ؟ تقول لي سأتي بسرعه ولكن ها أنت ذا‬
‫تأتي في نهاية اليوم التالي !! لما تكذب علي ها ؟!!‬
‫وقف وأصبح طوله ُمخيفا ً أمامها التي بالكاد حافظت على رجليها من الرجوع للخلف‪..‬‬
‫ت صريحة معي بتاتا ً!‬ ‫شد على أسنانه وقال‪ :‬ولما قد أهتم بك ؟ إنك حتى لس ِ‬
‫حرك يده بحد ٍة أفجعتها وهو يقول‪ :‬لطالما كُنتُ صريحا ً ولم أكذب بكلمه بل حتى أمنع الخطر‬
‫عنك كما حدث سابقا ً مع دانييل وأخيرا ً جوي ولكن ماذا جنيتُ بال ُمقابل ؟ الكذب وال شيء‬
‫سوى الكذب ! تصرخين ُهنا و ُهناك بقولك أن كُل من حولك يكذبون ويخونونك بينما أنتي أيضا ً‬
‫تكذبين وتُخفين كُل شيء ! لقد سئمتُ من هذا ! من أن تستخدمينني بإستغالل ! ال ُمستغلون‬
‫أمثالك هم أكثر ما أمقتهم بالحياة لدرجة أن لو كانت بيدي أُمنية واحده لطلبتُ فيها أن يُمحَون‬
‫من هذا العالم!!‬
‫ومر من جانبها بقوه لدرجة إصدامه بكتفها فأمسكت كتفها بألم وبقيت في نفس مكانها بينما‬
‫إنحنى يلم األوراق وبعدها خرج من الغرفة وهو يقول‪ :‬سأترك لك المنزل ‪ ،‬إبقي فيه ما‬
‫تشائين من الوقت وهذا آخر شيء أُقدمه لك‪..‬‬
‫تقدم وغادر متجها ً الى باب الخروج‪..‬‬
‫ما إن مد يده ُممسكا ً بمقبض الباب حتى ُرمي على ظهره جهاز تحكم التلفاز‪..‬‬
‫شد على أسنانه وإلتفت غاضبا ً ليصرخ لكنه توقف حالما شاهدها تقف بعينين مليئتين‬
‫بالدموع‪..‬‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬ألنني خائفه!!‬
‫شهقت وأكملت‪ :‬لو كُنتُ صريحة معك واخبرتُك بِكُل ما أعرفه فلن تجد سببا ً للبقاء معي بعد‬
‫االن وستتركني وحدي!‬
‫ز ّمت على شفتيها تُحاول منع نفسها من البُكاء قبل أن تُكمل‪ :‬أستمر بقولي لك أنّي أُح ّملُك ذنب‬
‫فقداني لذاكرتي ولكني في الحقيقة أعلم بأنه ُمجرد حادث وأنك إعتذرت ألجله وال سبب‬
‫يدعوك بعدها للتكفير عن هذا ولكني أردتُ فقط سببا ً يُجبرك على عدم تركي‪..‬‬
‫أتذكر كالم والدتُك بخصوص الصورة جيدا ً ‪ ،‬قالت بأنه إبنها ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫نظر إليها بهدوء فأكملت‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫أي أنها تملك إبنا ً غيرك ‪ ،‬هذا فقط ما أتذكره ‪ ،‬إحتفظتُ بهذه الحقيقة فقط كي أشعر بأنك‬
‫تحتا ُجني ‪ ،‬أنا أنانيه ‪ ،‬أنا فتاةٌ سيئه أعلم هذا!!‬
‫ت سيئه وال تُسببين الذى لمن‬ ‫فورا ً تذكرت رسالة الرجل العجوز عندما كتب لها بأنك لس ِ‬
‫حولك‪..‬‬
‫همست‪ :‬بلى أنا كذلك ‪ ،‬أنا أسوأ فتاة في الوجود ‪ ،‬حقوده أنانيه إستغالليه وربما شريرة أيضا ً‬
‫!!‬
‫ُ‬
‫نظرت الى ريكس وقالت‪ :‬آسفه ‪ ،‬أنا آسفه ‪ ،‬أعدُك بأني لن أخفي أي شيء عنك بعدها ‪ ،‬أ ِعدُك‬
‫بهذا ولكن أرجوك‪...‬‬
‫تتركني ‪ ،‬أنا خائفه ‪ ،‬أرجوك إبقى بجانبي حتى أستعيد ذاكرتي‬ ‫إرتجفت شفتيها تُكمل‪ :‬ال ُ‬
‫وحينها أعدُك بأنك لن ترى وجهي مرةً أُخرى ‪ ،‬أ ِعدُك بذلك‪..‬‬
‫وبعدها إلتفتت تُعطيه ظهرها تُحاول إيقاف دموعها التي عاودت اإلنهمار بينما كان ريكس‬
‫يقف بهدوء وينظر إليها لفتر ٍة ليست بالقصيره‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنها ينظر الى الفراغ للحضات وهو يتذكر جملة ريكارد هذا الصباح‪..‬‬
‫"ربما أكر ُهها ‪ ،‬من يدري"‬
‫أغمض عينيه قليالً قبل أن يتنهد ومن ثُم يذهب بإتجاهها وهي التي لم تتوقف كتفيها عن‬
‫اإلرتجاف‪..‬‬
‫مد يده الفارغه من األوراق وأمسك بكتفها الفا ً إياها ليضع رأسها على صدره هامساً‪ :‬حسنا ً‬
‫فهمت ‪ ،‬توقفي عن البُكاء‪..‬‬
‫وكأنه قال عكس هذا ‪ ،‬إنفجرت تبكي ُمجددا ً وهي تشد على قميصه متشبثة به وكأنه سيُغادر‬
‫في أي لحضه‪..‬‬
‫خائفه ‪ ،‬هي بالفعل خائفه للغايه‪..‬‬
‫بقدر ما كانت خائفه من إستعادة ذاكرتها أصبحت خائفةً ألنها ال تملك ذاكرةً واضحه بعد‪..‬‬
‫متى تستعيدها ؟ متى!‬

‫***‬

‫‪8:33 pm‬‬
‫‪- Colmar -‬‬

‫منسدح على سريره واضعا ً يد تحت رأسه واليد األُخرى يرفع بها صورةً على مستوى نظره‬
‫يتأملها‪..‬‬
‫صورة طفلةً شقراء حيويه تُمسك قالدة بيدها وبجانبها إمرأة ذات شعر أسود كان قد ُحرق‬
‫جزئا ً من الصوره وال يُمكنه رؤية شيء من مالمح وجهها‪..‬‬
‫نظر الى القالدة لفتر ٍة طويله ثُم الى الطفلة ليهمس بعدها‪ :‬ال تبدو غريبةً عني‪..‬‬
‫رفع عينيه الى المرأة والى شعرها األسود وأمعن النظر فيه لدقائق قبل أن يُنزل يده بجانبه‬
‫وينظر الى السقف هامساً‪ :‬هل هي ذاتها ؟‬
‫ُ‬
‫حيث الكثير من الكراتين التي كانت ُممتلئه سابقا ً بأغراضه قبل أن‬ ‫لف بنظره الى اليمين‬
‫يوزعها في الدواليب‪..‬‬
‫كُلها فارغه تقريبا ً و ُمرتبه في الزاويه ما عدا واحده منهم لم تكن فارغه‪..‬‬
‫عادت به الذكرى لذلك اليوم الثلجي عندما كان ُكالً من والديه خارج المنزل تاركين إبنهم‬
‫لوحده نائما ً‪..‬‬
‫كان صغيرا ً حينها‪..‬‬
‫عندما فكر في األمر فمن الغريب أن يتركوه بمفرده في مثل ذاك العُمر!‬
‫رن الجرس وذهب لفتح الباب ‪ ،‬كانت تلك هي المرة األولى والوحيده التي رأى فيها تلك‬
‫المرأه‪..‬‬
‫شعر اسود وترتدي معطفها الذي يُشابه لون الثلج من حولها‪..‬‬ ‫إمرأة جميله ذا ٍ‬
‫ال يُمكن أن ينسى نظراتها له ‪ ،‬كانت مليئة بالحنان‪..‬‬
‫هو بال ُمقابل إبتسم لنظراتها ُرغم كونه خائفا ً من وجود غريب يطرق الباب‪..‬‬

‫تنهد وهمس‪ :‬حتى اآلن ال أعلم ‪ ،‬هل كانت ذِكرى حقا ً أو ُمجرد حلم ؟ هل كالمها لي حقيقي أو‬
‫ُحلم ‪..‬؟‬
‫يتذكره وكأنه حقيقه ولكن والده عندما حدثه عن األمر أصر على كونه ُمجرد حلم فال وجود‬
‫إلمرأة بشعر أسود في الجوار‪..‬‬
‫وهو صدقه‪..‬‬
‫فهذا والده ‪ ،‬بالتأكيد سيُصدقه حتى لو قال أن الدببة تطير‪..‬‬
‫رفع الصورة ُمجددا ً ونظر إليها وهو يتذكر صراخ أمه بشأنها‪..‬‬
‫لقد شتمتها بشده‪..‬‬
‫وكأنها ساقطة دخلت الى حياتها ودمرتها‪..‬‬
‫ما سبب كُل هذا الكُره ؟‬
‫من تكون أصالً فهو لم يرها من قبل بعد تلك الذكرى التي تبدو كالحلم‪..‬‬
‫ومن هذه الطفلة التي معها وتملك قالده تُشابه القالدة التي معه والتي أعطاها له والده‪..‬‬
‫لحضه‪...‬‬
‫هل من ال ُممكن ‪....‬؟‬
‫جلس بسرعه ينظر الى الحائط بصدمه فدخلت والدته لتوها وإبتسمت لرؤيته قائله‪ :‬آسفه‬
‫عزيزي لتأخري عليك‪..‬‬
‫إلتفت لها وسألها‪ :‬هل والدي متزوج من إمرأة أُخرى ؟!!‬
‫دُهشت من الموضوع الغريب ال ُمفاجئ الذي فتحه وقالت‪ :‬ماذا تقول أنت ؟!‬
‫أراها الصورة يقول‪ :‬هل هذه هي زوجة والدي وهذه إبنتهما ؟ لهذا هو بعيد عني ! ليس عمله‬
‫السبب ؟!!!‬
‫عقدت حاجبها تنظر الى الصوره قبل أن تقول بحده‪ :‬أخذتها إذا ً ُرغم أني أردتُ حرقها!!!‬
‫مارك بترجي‪ :‬أمي أرجوك ‪ ،‬أجيبيني‪..‬‬
‫نظرت الى نظراته المتوسله ولم تدري ما تقول‪..‬‬
‫نظراته تحمل الكثير من الخوف ‪ ،‬الخوف من كون والده وجد لنفسه عائلة أخرى تاركا ً إياه‬
‫خلفه‪..‬‬
‫كُل هذا الخوف ! ماذا سيفعل إن عرف الحقيقه وأن هذا الذي يتطلع إليه دائما ً ليس بوالده‬
‫حتى!‬
‫ماذا سيفعل أن علم من يكون والده الحقيقي!‬
‫بالتأكيد لن يعود كمارك السابق‪..‬‬
‫هذا عليه أال يحدث‪..‬‬
‫جلست بجانبه على السرير تقول‪ :‬كال ‪ ،‬ليست كذلك‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬إذا ً لما تكرهيها وتحرفىقين صورها ؟‬
‫أخذت الصورة من يده ناظرةً إليها وهي تقول‪ :‬نعم كُنتُ أكرهها لسبب ما ولكنها ليس زوجة‬
‫ريكارد ال تقلق ‪ ،‬وهذه الطفلة ال أعرفها ‪ ،‬أعني قد تكون‪....‬‬
‫وقطعت كالمها وهي تنظر إليها بصدمه لتقول بعدها‪ :‬لحضه ‪ ،‬أليست هذه هي الفتاة نفسها‬
‫؟!!‬
‫مارك‪ :‬من ؟‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬تلك الفتاة التي كُنتَ تتواجد معها في بعض األحيان قبل شهر تقريبا ً ‪ ،‬أال‬
‫تتذكرها ؟‬
‫عقد حاجبه بتذكر بعدها قال بدهشه‪ :‬آليس ؟!!‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 50‬‬

‫" إذا كانَ ُهناك ما هو أش ُد خطورةً ِمن اإلسراف في ال ُمخدرات‪ ،‬فمن دون شَك هو اإلفراط في‬
‫الوعي وإدراك األشياء"‬
‫َ‬
‫‪ -‬كافكا‪-‬‬

‫‪-‬قبل ‪ 11‬عاما ً‪-‬‬


‫‪9:34 pm‬‬

‫كان طفالً في الخامسة من عمره ‪ ،‬وحيدا ً في منزله الصغير‪..‬‬


‫ذهبا والداه ألجل عشاء ُمهم وهو ألن بُنيته ضعيفه ومن السهل أن يُصاب بالبرد تُرك ُهنا‬
‫وستحضُر العمة ماريا لرعايته‪..‬‬
‫ستحضر في التاسعة مساءا ً ‪ ..‬والغريب أن والداه تركاه قبل أن يتأكدا من حضورها‬
‫ُ‬ ‫قالت أنها‬
‫أوالً!‬
‫فهي قد تأخرت قليالً بسبب أمر طارئ حدث معها‪..‬‬
‫وهو بقي جالسا ً في غرفة المعيشة حيث النار تلتهم الحطب في المدخنه وهو يقف على النافذه‬
‫ينظر عبر زجاجها الى تساقط الثلج‪..‬‬
‫تنهد وأخرج هواءا ً حارا ً من رئتيه ليبتسم عندما ظهر الرشح على الزجاجه‪..‬‬
‫مد يده وبدأ بكتابة حروف إسمه التي تعلمها في الروضه‪..‬‬
‫‪MARK‬‬
‫ظهرت السعادة في وجهه وهو يهمس‪ :‬أُجيد الكتابه ‪ ،‬أُجيدها ‪ ،‬يُمكنني دخول المدرسة بدون‬
‫أي عائق‪..‬‬
‫طرق الباب فإلتفت إليه وذهب ُمسرعا ً ليُري مربيته ما كتب ولكن سعادته إختفت عندما ظهرت‬ ‫ُ‬
‫إمرأة نحيلة جميله بدالً من ماريا ذات الشعر األشعث والجسم ال ُممتلئ‪..‬‬
‫ت؟‬ ‫أمسك بالباب وكأنه رمز األمان له وهو يسألها‪ :‬من أن ِ‬
‫تعلقت عيناها بعينيه لفتر ٍة طويله قبل أن تبتسم بهدوء تقول‪ :‬مارك ؟‬
‫هز رأسه باإليجاب فتألألة عيناها ومدت كفها الذي تُغطيه بقفاز برد أسود اللون وقبل حتى أن‬
‫ت؟‬ ‫تقترب منه إنكمش على نفسه بخوف يسأل‪ :‬من أن ِ‬
‫حيث كانت تقول بإبتسامه‪ :‬زميلة لريكارد ‪ ،‬هل هو بالداخل ؟ أُريد‬ ‫ُ‬ ‫ترددت وأعادت يدها الى‬
‫ُمحادثته‪..‬‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬لقد خرجا هو ووالدتي‪..‬‬
‫ظهرت الدهشة في عينيها ونظرت خلفه الى داخل المنزل تقول‪ :‬وتركوك وحدك ؟‬
‫هز رأسه باإليجاب يقول‪ :‬من ال ُمفترض أن تأتي العمة ماريا ولكنها لم تأت بعد‪..‬‬
‫إختفت الدهشة من نظراتها ليحل البرود مكانها فالغضب قد كساها بالكامل‪..‬‬
‫لقد إتفقت معه وسلمته إبنها وباألخير يتركه دون التأكد من كونه في أي ٍد أمينه ؟‬
‫أما هو فقد خاف من نظراتها البارده فتراجع الى الخلف وه ّم بغلق الباب لكنها مدت يدها‬
‫تقول‪ :‬لحضه‪..‬‬
‫نظر إليها دون أن يتحدث فبقيت تنظر إليه لفتر ٍة ليست بالقصير لتقول بعدها‪ :‬غريب ‪ ،‬لم تأخذ‬
‫ي ٍ منا ‪ ،‬ولكنك تحمل تقسيمةَ وج ٍه ِمثله تماما ً‪..‬‬ ‫صفات أ ّ‬
‫لم يفهم أي شيء مما قالته بل كان خائفا ً من نظراتها التفحصيه وبالوقت ذاته يشعر باإلنجذاب‬
‫لها‪..‬‬
‫لما ؟‬
‫ال يفهم‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬هل يُمكنني اللعب بشعرك ؟‬
‫هز رأسه باإليجاب فمدت يدها وعبثت بشعره البني قائله‪ :‬إنه ناعم ‪ ،‬أود اللعب به طوال‬
‫عمري‪..‬‬
‫تنهدت بعدها لتنحني وتجلس على ُركبتيها حتى أصبح وجهها يُقابل وجهه الصغير‪..‬‬
‫وضعت وجهه بين كفيها تقول بهمس‪ :‬هل ستُسامحني ؟‬
‫بقيت عيناه معلقة بعينيها دون تعليق فإبتسمت تقول بألم‪ :‬قُل أجل‪..‬‬
‫وبدون أن يفهم أطاعها قائالً‪ :‬أجل‪..‬‬
‫إرتجفت شفتيها وسحبته إليها ببطئ حتى إحتضنته بين ذراعيها ودفنت وجهها في رقبته‬
‫هامسه‪ :‬آسفه‪..‬‬
‫ما يحدث له غريب بالكامل ‪ ،‬ولكنه شعر بشعور جيد‪..‬‬
‫إنه ليس كشعور إحتضان والدته له‪..‬‬
‫إنها إمرأة لطيفه ‪ ،‬لقد أحبها‪..‬‬
‫سيطلب من والده أن يجعلها تزوره دائما ً‪..‬‬
‫إبتعدت عنه ونظرت الى عينيه تقول‪ :‬خططتُ ألمر ما ‪ ،‬ألن نعيش حياة ُمسالمة بال ُمستقبل ‪،‬‬
‫لن أطلب أي شيء من العالم ما دُمتما أنتما بحضني ‪ ،‬مدين ٍة ريفيه ‪ ،‬ومنزل بوسط األشجار‬
‫يُطل على شالل ‪ُ ،‬هناك بعيدا ً عن أعين الكُل ‪ ،‬ولكنه اآلن أصبح ُمستحيالً ‪ ،‬أنا ُمطارده ‪ ،‬كُل ما‬
‫أفعله ينقلب ضدي ‪ ،‬كُنتما وال زلتما نُقطة ضعفي ‪ ،‬فشلت ألني لم أُردالهروب من كُل هذا‬
‫وحدي‪..‬‬
‫تألألة عيناها بالدموع وإرتجفت شفتيها تقول‪ :‬ال يُمكنني رؤيتكما مرة أُخرى ‪ ،‬إني أشتم‬
‫رائحة الموت ‪ ،‬إنها قريبه‪..‬‬
‫تدريجيا ً تغيرت مالمح الطفل وبدأ ال ُحزن عليه وهو يقول‪ :‬ال تبكي يا سيدتي‪..‬‬
‫إبتسمت وهمست‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬لن أفعل‪..‬‬
‫وقفت تقول‪ :‬عزيزي ‪ ،‬ال تُخبر أحدا ً عن قدومي الى ُهنا حسنا ً ؟ وداعا ً‪..‬‬
‫إلتفتت قبل ان تضعف أكثر من هذا ولكن مارك تقدم خارجا ً من المنزل يقول‪ :‬لحضه!‬
‫توقفت في مكانها فقال‪ :‬لما ؟ الم تكوني تُريدين والدي ؟ إنه لطيف ولن يُمانع وجودك ‪ ،‬تعالي‬
‫لزيارتنا مرةً أُخرى ‪ ،‬أرجوك سيدتي‪..‬‬
‫بقيت واقفةً في مكانها لفتره قبل أن تلتفت وتتقدم منه‪..‬‬
‫إنحنت إليه ُمخرجةً من جيبها شيئا ً صغيرا ً وخبئته بين يديه الصغيرتين تقول‪ :‬اآلن ال يُمكنني‬
‫‪ ،‬ولكن في ال ُمستقبل ‪ ،‬قد آتي إن كُنتُ ال أزال في هذا العالم ‪ ،‬إحتفظ به ألجلي ‪ ،‬إنه شيء‬
‫ثمين للغايه ‪ ،‬عندما آتي في ال ُمستقبل ستُعطيني إياه حسنا ً ؟‬
‫إبتسم وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأحتفظ به ‪ ،‬لن يضيع أبدا ً صدقيني‪..‬‬
‫وقفت وإلتفتت ُمغادره فقال‪ :‬سأنتظرك يا سيدتي‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت قبل أن ترحل‪ :‬نادني بآليس‪..‬‬

‫**‬

‫ما إن نطق باإلسم حتى شعر بدهشة كبيره‪..‬‬


‫أجل ‪ ،‬إسمها كان آليس!‪..‬‬
‫تلك المرأة التي لم تفي بوعدها ولم تأتي ُمجددا ً كان إسمها آليس!‬
‫وتلك المتطفله من المنزل المجاور إسمها آليس أيضا ً‪..‬‬
‫نظر الى الصورة وهو يهمس‪ :‬وهما في الصورة نفسها‪..‬‬
‫في حين ظهر اإلستنكار على وجه والدته تقول‪ :‬آليس ؟!! من بين جميع األسماء كان إسمها‬
‫آليس ؟!‬
‫رفع عينيه ونظر الى جهة زاوية غرفته لفتره قبل أن يقول ألمه دون أن يُحرك عينيه عن‬
‫الزاويه‪ :‬أمي ؟‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬ماذا‪..‬‬
‫سأل بهدوء‪ :‬أتتذكرين ذلك اليوم ؟ عندما تركتماني في المنزل لوحدي معتقدين أن ال ُمربية‬
‫ستأتي ولكنها أخلفت وقتها بسبب ظروفها ؟‬
‫عقدت حاجبها تُفكر فنظر إليها وأكمل‪ :‬عندما أتت اليوم التالي تعتذر ووالدي صرخ في وجهها‬
‫وطردها ولم يُعطها باقي ُمستحقاتها‪..‬‬
‫األم‪ :‬اووه اجل اجل اتذكر هذا ‪ ،‬لقد غضب ريكارد تلك الليله ألنها لم تعتذر عن القدوم ُمبكرا ً ‪،‬‬
‫رحل ضانا ً أنها ستأتي في الوقت ال ُمحدد كعادتها ‪ ..‬كان إسمها ماري على ما أعتقد‪..‬‬
‫مارك‪ :‬ماريا‪..‬‬
‫األم‪ :‬أجل ماريا ‪ ،‬حسنا ً لما تسأل ؟‬
‫مارك‪ :‬كم مضى على ذلك اليوم ؟‬
‫عقد حاجبها بتفكير وبدأت بالحساب قبل أن تقول أخيراً‪ :‬تقريبا ً عشر سنوات أو أكثر من ذلك‬
‫بسنه‪..‬‬
‫مارك‪ :‬عشر سنوات هذه مدة طويله‪..‬‬
‫األم‪ :‬اجل ‪ ،‬إنها عقد كامل من الزمان‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬إن وعد أحدهم وعدا ً ولم يوفي به لمدة عشر سنوات ماذا يُقال عنه ؟‬
‫فكرت األم قائله‪ :‬ناكث بوعوده ‪ ،‬إنها صفة ليست جيده ‪ ،‬ولكن ربما كان ُهناك أسباب إلخالفه‬
‫لوعده‪..‬‬
‫مارك‪ :‬هل ‪ ....‬الموت قد يكون سببا ً ؟‬
‫تعجبت وقالت‪ :‬مارك أنت تسأل أسئة غريبه‪..‬‬
‫بأمر ما ولم يوفي به بعد ؟‬ ‫صمتت قليالً ثِم قالت‪ :‬هل وعدك والدك من ذاك اليوم ٍ‬
‫إبتسم وهز رأسه بالنفي يقول‪ :‬كال ‪ ،‬إنه فيلم شاهدته ليلة البارحه وبقيتُ أُفكر فيه طوال‬
‫اليوم‪..‬‬
‫ت ال تعرفين هاته الطفله وال المرأة التي بجانبها ؟‬ ‫نظر الى الصورة وقال‪ :‬إذا ً ‪ ...‬أن ِ‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬أخبرتُك ‪ ،‬المرأة أعرفها معرفةً سطحيه ‪ ،‬وهي ليست زوجة والدك ال تقلق ‪،‬‬
‫أما الطفله‪....‬‬
‫صمتت قليالً قبل أن تقول‪ :‬رأيتُها مرةً برفقة والدك ‪ ،‬كانت إبنة صديق له‪..‬‬
‫مارك‪ :‬ما صلة معرفتك بالمرأه ؟ ما إسمها ؟‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬لما أصبحتَ تسأ ُل كثيرا ً ؟‬
‫أشاح بنظره قليالً ولم يُعلق فوقفت وقالت‪ :‬على أية حال إغتسل ريثما أُحضر لك طعام العشاء‬
‫‪ ،‬حسنا ً عزيزي ؟‬
‫هز رأسه بصمت فغادرت خارج الغرفه وما إن أغلقت الباب حتى وقف وذهب يفتش بين‬
‫أغراضه حتى وجد تلك األمانة التي أعطته إياها تلك المرأة‪..‬‬
‫نظر إليها قليالً ثُم همس‪ :‬لما ال أزال ُمحتفضا ً بها وأنتظر زيارتها التي لن تحدث ؟ لم أرها‬
‫سوى لمرة واحده فقط!!‬
‫إلتفت ينظر الى السرير حيث تلك الصوره قبل أن يهمس‪ :‬تلك الطفله ‪ ،‬الفتاة من المنزل‬
‫المجاور ‪ ،‬البد من أنها تعرف شيئا ً ما دامت قد أخذت صورةً معها‪..‬‬
‫جاءه صوت أمه من األسفل تقول‪ :‬أين أنت لم تنزل لإلغتسال بعد!!!‬
‫خبأه ما بيده وهو يقول لها‪ :‬إني أختار مالبسي يا أمي‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:00 pm‬‬
‫* "موقع جغرافي* دخل الى هذه العمارة والى الشقة العاشره ولم يخرج حتى اآلن ‪ ،‬لم أرى‬
‫أحدا ً ولكني سمعتُ صوت فتا ٍة معه بالداخل"‬
‫كان هذا العنوان الذي أُرسل إليه من ذاك الذي راقب ريكس بعد خروجه من المكتب‪..‬‬
‫صوت فتاة ؟ إنها رين من دون أدنى شك‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وهو يجلس على أريكته ال ُمريحة في شقته ذات اإلضائة الخفيفه ويُفكر بكالم‬
‫ريكس معه هذا الصباح‪..‬‬
‫همس بينه وبين نفسه بهدوء‪ :‬إستعادة ذاكرتها ‪ ،‬ولكن حديثه يدل على أنها لم تُخبره ‪ ،‬لما ؟‬
‫أجل ‪ ،‬لما ؟‬
‫هل ألنها للتو إستعادة ذاكرتها لذا لم تجد وقتا ً لهذا ؟‬
‫لقد فعل الكثير وتحمل ألجل هذا ولكنها ال تزال صامته‪..‬‬
‫هذا ‪ُ .....‬مزعج!‬
‫تنهد وقرر أن يُعطيها بعض الوقت‪..‬‬
‫أتته رسالة على هاتفه قطعت عليه افكاره‪..‬‬
‫فتحهها فإذ هي من ذاك الشخص‪..‬‬
‫هذا واضح ‪ ،‬اإلجابة سلبيه من دون أدنى شك‪..‬‬
‫وبالفعل كانت كذلك‪..‬‬
‫لقد تعب ‪ ،‬كم مر على هذا ؟‬
‫الكثير من الوقت حقا ً‪..‬‬
‫كُل شيء يصير ضده في هذه األيام وأصعبها كون مارك يتقدم بالعمر ويقترب الى سن الرشد!‬
‫كيف يُخبره ؟‬
‫األمر صعب‪..‬‬
‫واألصعب كون تلك الميرفا زوجته!‬
‫إنها تعرفه جيدا ً ‪ ،‬لقد أرسل من يُطاردها فدخلت الى محل نسائي وخرجت منه بشك ٍل آخر جعل‬
‫من يُطاردها ال يعرفها‪..‬‬
‫إنها تعرفه ولجأت الى هذه الحيله كي تتخلص ممن يطاردوها‪..‬‬
‫وبالفعل تخلصت منهم!‬
‫وذهبت الى مارك الذي ال يعرف اين من الممكن أن يكون‪..‬‬
‫ستتسبب تلك المجنونة بمشكلة من دون أدنى شك!‬
‫رفع هاتفه وجرب اإلتصال بها وكان خارج الخدمة كالعاده‪..‬‬
‫يُراهن أنها قد قامت بحضر رقمه حتى ال يُزعجها!!‬
‫أغمض عينيه والمشاكل بدأت تزيد أمامه ولم يعد يملك الفرصة لتداركها‪..‬‬
‫موضوع رين وموضوع مارك‪..‬‬
‫عليه أن يُركز على إحداها‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما تذكر فرانس فأخرج هاتفه وأرسل له رساله‪..‬‬
‫هذا األحمق ‪ ،‬عليه أن يُكمل ما بدأه وال يتهرب فقط ألن كذبته كُشفت!‬

‫***‬
‫‪10:21 pm‬‬
‫‪-Paris-‬‬

‫تجلس على جانب دراجتها التي ركنتها بجانب عمود إنارة كبير بجانب الشارع وبيدها قطعة‬
‫دونات ُمحالة تتناولها وعيناها على مبنى ال يبعد كثيرا ً عن مرمى نظرها‪..‬‬
‫أنهت الدونات وكومت الكيس الورقي ومن ثُم رمته بإتجاه سلسلة ال ُمهمالت القريبة منها‪..‬‬
‫فدخلت داخلها‪..‬‬
‫ترتدي بنطال جلد وستر ٍة سوداء حمتها نوعا ً ما من برد الليلة الذي بدأ يزداد‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وأخرجت هاتفها النقال عندما أتاها إشعار من إحدى تطبيقات التواصل‬
‫اإلجتماعي التي تمأل هاتفها‪..‬‬
‫قد ال يبدو هذا عليها ولكنها مجنونة بمواقع التواصل ويكاد ال يوجد تطبيق لم تفتح حسابا ً فيه‬
‫‪..‬‬
‫رفعت حاجبها عندما كان اإلشعار عبارةً عن "إعجاب" بفيديو نشرته قبل سن ٍة تقريبا ً‪..‬‬
‫واإلعجاب من حساب تتشكل حروفه بإسم "دانييل" ؟‬
‫همست‪ :‬ال تقل لي ؟‬
‫حركت فكها تمضغ العلك وهي ترفع أُصبعيها على شاشة هاتفها تكتب رسالةً الى واضع‬
‫اإلعجاب كاتبةً فيها‪:‬‬
‫‪-‬دانييل ؟‬
‫‪-‬أرجوك أخبرني بأنه ليس أنت!‬
‫‪-‬فهذا حتما سيكون أمرا ً ُمقززا ً‪..‬‬
‫‪-‬ستُسمى هذه ُمطارده إن كُنتَ ال تعرف!‬
‫جاءها إشعار كونه يكتب ومن ثُم إختفى‪..‬‬
‫بقيت لدقيقتين تنتظره ولكن من دون إستجابه‪..‬‬
‫سخريه عندما رأته قد أزال اإلعجاب عن مقطعها‬ ‫خرجت الى قائمة اإلعجابات فمالت شفتيها ب ُ‬
‫‪..‬‬
‫خرجت من التطبيق هامسه‪ :‬أحمق‪..‬‬
‫ومن ثُم إتجهت الى الرسائل وأرسلت رسالة كتبت فيها‪:‬‬
‫"لوكا ! إن لم تخرج فسأُخرجك بالقوة"‬
‫وبعدها نظرت الى المبنى تنتظر رده‪..‬‬
‫إنها ُهنا تقريبا ً منذ األمس‪..‬‬
‫تأتي وتذهب وتُراقب وتأخذ قسطا ً من الراحة ثُم تعود‪..‬‬
‫لقد جننها بالفعل!‬
‫ال يُريد الخروج قبل أن يُقابل قاتل أخاه!‬
‫سيُقتل في هذه الحاله ‪ ،‬تكره فيه صفة عدم الخوف هذه‪..‬‬
‫أال يعرف الصبر ؟‬
‫أال يعرف كيف يستخدم عقله ويتدبر أموره بهدوء وصبر ؟‬
‫ال تنتهي مثل هذه األمور بسرعه حتى يستعجل هكذا!‬
‫تنهدت وقطع عليها أفكارها صوت رجل يقول‪ :‬إني أراك ُمنذ األمس ُهنا!‬
‫تنهدت ُمجددا ً من هذا الفضولي وإلتفتت إليه تقول‪ :‬هل هو شارعك ؟‬
‫رفع حاجبه من ردها!‬
‫كانت تبدو فتاةً شابه ‪ ،‬عينان زرقاوتين وشعر مصبوغ باألسود يصل الى أكتافها ‪ ،‬لقد قُصت‬
‫أطرافه بشك ٍل متسا ٍو وفردته ليُصبح ُمستقيما ً تماما ً‪..‬‬
‫وأخيرا ً نظارةً شمسيه رفعتها لرأسها‪..‬‬
‫بوجود النظارة الشمسيه فهذا يعني بأنها كانت ُهنا منذ الصباح!‬
‫أمرها ُمريب‪..‬‬
‫ُ‬
‫تقدم منها فبدأ الملل على وجهها وهي تهمس‪ :‬ياله من مزعج‪..‬‬
‫ت ُهنا ؟ من تُراقبين ؟‬ ‫توقف أمامها وهو يرفع حاجبه بعدما وصله همسها وقال‪ :‬لما أن ِ‬
‫نظرت إليه وهي تبتسم إبتسامة ُمجارا ٍة واضحه تقول‪ :‬أُراقب حبيبي ‪ ،‬سمعتُ بأنه يخونني لذا‬
‫أُريد التأكد‪..‬‬
‫فكر قليالً بكالمها ‪ ،‬يبدو عذرا ً ُمقنعا ً ولكن إبتسامتها هذه ُمزعجه‪..‬‬
‫سألته‪ :‬هل من سؤال آخر ؟ أنت تُعطلني‪..‬‬
‫نظر حوله يقول‪ :‬إنه حي مليء بالمنازل ‪ ،‬أين تُراقبينه بالضبط ؟‬
‫من أسئلته الكثيرة هذه عرفت بأنه واحدا ً من الرجال السيئين الذين يُطاردهم لوكا‪..‬‬
‫البد من أنهم يرتابون في أمر اي أحد يحوم حول مقرهم‪..‬‬
‫أشارت الى عمار ٍة ذات ثالث طوابق تقول‪ :‬قيل لي بأنه مع فتا ٍة في هذا المبنى لذا أنا أنتظره‬
‫ُهنا ‪ ،‬أُراهن بأنه الحظني لذا بقي ُهناك حتى أرحل ‪ ،‬وأنا لن أرحل ‪ ،‬سأنتظره ‪ ،‬هل من سؤال‬
‫آخر!‬
‫تفحصها قليالً قبل أن يقول‪ :‬كال‪..‬‬
‫حركت يدها تقول‪ :‬جيد ‪ ،‬حسنا ً إبتعد فأنت تُزعجني‪..‬‬
‫إبتعد وعينيه لم يُزيلهما عنها في حين رفعت هاتفها وأرسلت ُمجددا ً‪:‬‬
‫"الرجال السيئين الحظوني ‪ ،‬قد أقع في ُمشكل ٍة بسببك لذا أُخرج حاالً"‬

‫إنزعج وهو يقرأ رسالتها الثانيه وهمس‪ :‬لما هي دائما ً هكذا ؟! دعيني أتهور كما أشاء فلستُ‬
‫صغيرا ً كي تعتنين بي!‬
‫أرسل لها‪:‬‬
‫"أخبرتُك ان تضعي نينا بمكان آمن وتبقين برفقتها فقط ‪ ،‬هل كان طلبي صعبا ً ؟ غادري فأن ِ‬
‫ت‬
‫تُفسدين علي ُخطتي"‬
‫ما إن أرسلها حتى أتاه ردا ً ُمباشرا ً منها تقول‪:‬‬
‫ت قذره"‬ ‫"لن أفعل حتى تخرج ‪ ،‬على فكره ‪ ،‬ذلك الرجل ينظر إلي بنظرا ٍ‬
‫إعتدل في جلسته متكئا ً بيديه على رجله قاطبا ً حاجبيه بإنزعاج وهو يُرسل لها‪:‬‬
‫"صوريه لي"‬
‫ومن ثُم خبأ الهاتف في جيبه عندما سمع أقداما ً تقترب من غرفته‪..‬‬
‫دخل الى الغرفة رجالً يراه ألول مره ‪ ،‬لقد توقع أن يكون ذاك األصلع!‬
‫تحدث الرجل يقول ببرود‪ :‬إتبعني‪..‬‬
‫ومن ثُم خرج فوقف لوكا وهو يتسائل في نفسه عما إن كان موريس فعلها حقا ً وسيأخذونه‬
‫الى قاتل أخاه‪..‬‬
‫تبعه وهو يتفحص المكان من حوله حتى توقفوا أخيرا ً أمام إحدى األبواب‪..‬‬
‫فتح الرجل الباب وأشار للوكا بالدخول فرفع اآلخر حاجبه ودخل ليجد غرفةً واسعه يجلس‬
‫أحدهم على آريكة منفرده وبالقرب منه يجلس موريس على آريكة أُخرى‪..‬‬
‫تقدم لوكا بهدوء ينظر الى هذا الشخص الذي يبدو في االربعينات من عمره ويتسائل في نفسه‬
‫عما إن كان قاتل أخاه أو ال‪..‬‬
‫تقدم حتى وصل إليهم و ِبكُل ُجرأة جلس على األريكة ال ُمقابله ناظرا ً الى موريس يقول‪ :‬هل هذا‬
‫هو ؟‬
‫رفع موريس حاجبه وقال‪ :‬لما تجلس هكذا ؟‬
‫رفع لوكا بدوره حاجبه أيضا ً ثُم وضع رجالً على رجل يقول‪ :‬إذا ً أجلس هكذا ؟ ال بأس لدي‪..‬‬
‫إنزعج موريس وقال‪ :‬عليك أن تقف !! أنت تجلس مع أعدائك!‬
‫تجاهله لوكا ونظر الى الرجل الهادئ للغايه يقول‪ :‬مرحبا ً ‪ ،‬هل أنت من قام بقتل فينسنت ؟ أو‬
‫ربما من أمر بذلك ؟!‬
‫نظر إليه فيكتور بهدوء قبل أن يقول‪ :‬هل لديك فكرة عن كونك لن تخرج من هذا المبنى إال‬
‫وأنت ُجثه ؟‬
‫لوكا‪ :‬كال‪..‬‬
‫فيكتور‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬خذها كمعلومه‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬شُكرا ً لك ‪ ،‬سأحفضُها جيدا ً ‪ ،‬ولكن هل هذا يعني بأنك الوغد الذي قتل فينسنت ؟‬
‫إحتدت نظرات موريس وهو يقول‪ :‬إحترم ألفاضك!!‬
‫لم يُعلق لوكا في حين تجاهل فيكتور هذا فالشاب سيموت ال محاله لذا ال جدوى من الغضب‬
‫منه‪..‬‬
‫بدأ بالحديث ُمباشرةً يقول‪ :‬إذا ً ‪ ،‬أنت من يملك ما سرقه فينسنت ؟ كيف ؟ حالما سرق الملف‬
‫وهرب لم يُقابل سوى شخص واحد وهو إبنته رين ‪ ،‬بينما أنت كُنتَ في مدين ٍة أُخرى بعيدةً عن‬
‫باريس فكيف تملك الملف ؟ رين لم تُقابلك ‪ ،‬كُل من قابلته كانت صديقتها آريستا فكيف وصل‬
‫الملف إليك ؟‬
‫لوكا‪ :‬هل ي ُهمك كيف وصل الملف أو الملف نفسه ؟‬
‫فيكتور‪ِ :‬كال األمرين‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬إذا ً أجبني أوالً ‪ ،‬هل أنت الوغد الذي قتل فينسنت ؟‬
‫إنزعج موريس وود لو يلكم هذا الوقح على وجهه ولكنه لم يفعلها ما دام أن رئيسه يتعامل‬
‫مع هذه الوقاحة ببرود وتجاهل تام‪..‬‬
‫فيكتور‪ :‬وإن كُنتُ أنا ؟‬
‫ص على أن تموت ميتةً مؤلمه‪..‬‬ ‫سأحر ُ‬
‫ِ‬ ‫ضاقت عينا لوكا يقول‪:‬‬
‫إبتسم فيكتور قائالً‪ :‬تحدّث بما يمكنك فعله‪..‬‬
‫إبتسم لوكا بدوره يقول‪ :‬صدقني عزيزي ‪ ،‬يُمكنني فعل ما هو أسوأ من هذا‪..‬‬
‫فيكتور‪ :‬يا خساره ‪ ،‬لو لم تكن أنت الوقح الذي تطاول على رجالنا وقتلهم لسعِدتُ بضمك إلينا‬
‫‪..‬‬
‫ضحك لوكا ضحكة صغيره ساخره دون أن يُعلق على كالمه فقال فيكتور‪ :‬إنسى أمر كيف‬
‫وصل الملف إليك ‪ ،‬أعطني إياه‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬لن يحدث‪..‬‬
‫أعطنا إياه وستنتهى هذه القصة‬ ‫فيكتور‪ :‬لوكا ‪ ،‬هل تُريد أن يصل الموت الى بنات أخيك ؟ ِ‬
‫بقتلك فقط ‪ ،‬صدقني‪..‬‬
‫ي بمعرفة هوية قاتل أخي ؟‬ ‫لوكا‪ :‬ما دُمتَ واثقا ً باني سأموت على أيديكم فلما تبخل عل ّ‬
‫فيكتور‪ :‬وماذا ستستفيد من معرفته وأنت الذي سيموت بعدها ُمباشرةً ؟‬
‫لوكا‪ :‬ال تكن قاسيا ً ‪ ،‬أنا لم أقتل رجالك قبل أن أسألهم ماهي أمنيتهم األخيره ‪ ،‬إفعل المثل لي‬
‫‪..‬‬
‫نظر إليه فيكتور بهدوء تام على عكس الغضب الكبير الذي يجتاحه من الداخل‪..‬‬
‫فحقا ً هو يُريد قتل هذا الشاب الوقح بأبشع طريق ٍة ُممكنه!‬
‫بينما لوكا إنتشرت على وجهه مالمح اإلنزعاج التام بعدما شعر بهاتفه يرن في جيبه‪..‬‬
‫سحقا ً ! ألم يرن سوى اآلن ؟!!!‬ ‫ُ‬
‫بالتأكيد قد قُطع التسجيل الصوتي الذي بدأه قبل دخوله!‬
‫في حين رفع موريس حاجبه يقول‪ :‬مابك ؟ أتُعاني من آالم المعده ؟‬
‫رفع لوكا عينيه إليه هامسا ً لنفسه‪ :‬يالها من ظرافه‪..‬‬
‫تحدث فيكتور وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إن سلمتَ لي الملف اآلن سأطلب من الرجل الذي تبحث عنه هكذا‬
‫أن يقوم هو بقتلك ‪ ،‬ألستُ لطيفا ً معك ؟‬
‫إبتسم لوكا بسخريه وأدخل يديه في جيبه حتى يُغلق الخط في وجه المتصل وهو يقول‪ :‬وااه ‪،‬‬
‫برئيس مثلك‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫محظوظون رجالك‬
‫ما إن قالها حتى عقد حاجبه ‪ ،‬صديقته التي بالخارج أخبرها أال تتصل به بل تكتفي بالرسائل‬
‫‪..‬‬
‫فإن لم تكن هي ال ُمتصله فمن ؟‬
‫وزع عليهم رقمه ألجل معلومات عن رين ؟‬ ‫هل من ال ُممكن أنه أحد الذين ّ‬
‫لحضه !! ماذا لو كان المتصل أمام رين اآلن وبتأخره عن اإلجابة قد تختفي ُمجددا ً ؟‬
‫سحقا ً!!‬‫ُ‬
‫نظر الى فيكتور وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هل لي أن أبقى ب ُمفردي وأُفكر بكالمك ؟‬
‫فيكتور‪ :‬أنا لستُ ُمتفرغا ً ألجل أن أنتظرك لتُفكر ‪ ،‬المسألة بسيطه ‪ ،‬أعطني الملف وستُقابل‬
‫حينها القاتل‪..‬‬
‫إنزعج لوكا وبداخله إحساس كبير يقول بأن ال ُمتصل له عالقة برين‪..‬‬
‫كيف يُجيب على إتصاله ؟!!‬
‫الهاتف هو وسيلته الوحيدة في الخروج من ُهنا لذا ال يُمكنه إخراجه علنا ً هكذا!‬
‫موريس‪ :‬لما كُل هذا اإلنزعاج ؟ نحنُ طيبون معك أكثر مما يجب أال ترى هذا ؟ لقد لبينا أحد‬
‫مطالبك وسنُلبي اآلخر ‪ ،‬عليك أن تكون شاكرا ً‪..‬‬
‫صمت لوكا لفتر ٍة ثُم قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ال تنوون إخباري عن ذاك الوغد قبل أن أُسلمكم الملف إذا ً ؟‬
‫موريس‪ :‬إنسى هذا ‪ ،‬هيّا األمر بسيط ‪ ،‬تحدث إن كُنتَ تُريد منا التوقف عن ُمطاردة رين‪..‬‬
‫هز كتفه بال ُمبااله وهو يُكمل‪ :‬فإن كُنتَ ال تعلم ف ُهناك ُمغتاالن على األقل يبحثان عنها لقتلها‬
‫فقط ‪ ..‬الوقت من ذهب‪..‬‬
‫إتسعت عينا لوكا ووقف يقول بحده‪ :‬ما الذي تقوله!!!‬
‫موريس‪ :‬أرأيت ؟ األمر خطير ‪ ،‬يُمكنك إنقاذها بمعلومة واحده وهي مكان الملف‪..‬‬
‫قالها موريس ولم يُعلق فيكتور عليها فكالهما يعلمان بأن ليس بإيديهما فِع ُل أي شيء‬
‫بخصوص الذين يسعون خلف تصفية رين‪..‬‬
‫فتلك أوامر البروفيسور!‬
‫وال أوامر فوق أوامر البروفيسور‪..‬‬
‫في حين شد لوكا على أسنانه وهو يُحاول السيطرة على غضبه‪..‬‬
‫هل هم جادون ؟!!‬
‫بالنسبة له حياة رين أهم من الملف حتى لو كان أخاه خاطر ألجل ذلك‪..‬‬
‫فأخاه قد مات بسبب هذا الملف ولن يحتمل مسألة أن تموت رين أيضا ً بسببه!!‬
‫ولكنه ال يُمكنه أن يثق بأنهما سيتركانها وشأنها إن سلم الملف‪..‬‬
‫فإذا ً‪......‬‬
‫وبيده التي في جيبه ضغط الزر مطوالً حتى ظهر رقم الطوارئ وإتصل عليه‪..‬‬

‫بالجهة األُخرى‪..‬‬
‫تتكئ بساعديها على مقود الدراجة تُطقطق بالعلك وعينيها على الرجل الذي ال زال يحوم‬
‫بالجوار ُمراقبا ً إياها بشك‪..‬‬
‫همست‪ :‬ياله من ُمزعج‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما رن هاتفها فأخرجته من جيبها وما إن رأت أن ال ُمتصل هو لوكا حتى‬
‫المكالمه ورنت ُمباشرةً على الشُرطه‪..‬‬ ‫أطفأت ِ‬
‫ثوان حتى تصنعت الخوف وهي تقول بطريقة ُمناقض ٍة لشخصيتها‪ :‬أنقذوني !! صديقي قد تم‬
‫ٍ‬
‫خطفه!‬

‫ُربع ساعة حتى تجمعت سيارات الشرطة في المكان الذي وصفته بعدما أعطتهم كامل تفاصيل‬
‫الخطف الذي إتفقت به مع لوكا ليلة األمس‪..‬‬
‫إنصدم الرجل الذي كان يُراقبها منذ فتره وذهب ُمسرعا ً الى الداخل كي يُخبرهم عما حدث‬
‫حيث أن إحساسه بشكه في الفتاة كان في محله تماما ً!!‬

‫أما لوكا فقد ماطلهم قدر إستطاعته وتفكير كُله في ال ُمكالمه التي لم يرد عليها‪..‬‬
‫هل بالفعل كان أحدهم رأى رين ؟‬
‫هل ما زال في نفس المكان معها أم أنها غادرته‪..‬‬
‫هل سيُمكنه معاودة اإلتصال عليه وإيجادها قبل فوات األوان أو ماذا ؟!!‬
‫رغبته في إيجادها قد تضاعفت بعد الكالم الذي سمعه من موريس‪..‬‬
‫هي في خطر وهو وحده من يُمكنه ُمساعدتها‪..‬‬
‫موريس‪ :‬إذا ً ‪ ،‬أنت تقول بأن الملف في إحدى خزائن األمانات التابعه للمكتبة العامه ؟‬
‫لوكا‪ :‬أجل ‪ ،‬وضعتُه ُهناك تحسبا ً ‪ ،‬يُمكنكم إرسال أحدهم للتأكد من كوني ال أكذب‪..‬‬
‫موريس‪ :‬وهذا ما سيحدُث ‪ ،‬ولكن تذكر ‪ ،‬إنها فُرصتك األخيره ‪ ،‬إن كذبت فـ‪...‬‬
‫ت سريعه‪..‬‬ ‫قطع عليه طرق الباب ودُخول أحدهم متقدما ً من فيكتور بخطوا ٍ‬
‫إنحنى وهمس في إذنه ببضع كلمات فظهرت الصدمة على وجهه وهو يقول‪ :‬ولما حدث هذا‬
‫؟!!‬
‫هز الرجل كتفه دليل عدم المعرفه فعقد فيكتور حاجبه عندما الحظ أمرا ً وما إن ألتفت حتى‬
‫إتسعت عيناه بصدمه وهو يرى إبتسامة لوكا اإلستفزازيه ‪ ..‬هذه اإلبتسامه هي اإلجابة لكُل‬
‫أسئلته‪..‬‬
‫نظر فيكتور بحده الى موريس يقول‪ :‬ألم تقل بأن الوضع آمن ؟ أحضرتموه بسريه وجردتموه‬
‫من كُل أجهزة التواصل ؟‬
‫عقد موريس حاجبه يقول‪ :‬حسنا ‪ ،‬أجل ‪ ،‬لما تسأل ؟‬
‫وقف فيكتور يقول بحده‪ :‬الشرطة في الخارج ! ُهناك من أبلغ عن كوننا قُمنا بخطفه!‬
‫سخريه‪ :‬وااه الشرطة بالخارج ؟ كم أكرههم ولكن‬ ‫صدم موريس ونظر الى لوكا الذي قال ِب ُ‬‫ُ‬
‫وجودهم اآلن ُمفيد للغايه‪..‬‬
‫شد موريس على أسنانه وتقدم من لوكا ماسكا ً إياه من ياقة قميصه يقول بغضب‪ :‬هل ُجننت‬
‫؟!!!‬
‫لوكا‪ :‬إنتبه ! ُهم ُهنا ألجلي ‪ ،‬ليس من الجيد أن يجدوني جثة هامده صحيح ؟‬
‫موريس بغضب‪ :‬أال تخشى على إبنة أخيك ؟!!! ألم نعقد إتفاقنا للتو!!!‬
‫لوكا‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أجل ‪ ،‬أخشى عليها ‪ ،‬ولكني أيضا ً أخسى على نفسي‪..‬‬
‫سخريه ناظرا ً خلفه حيث فيكتور وأكمل‪ :‬ماهي المعلومة التي أعطيتني إياها ؟ آه كانت‬ ‫إبتسم ب ُ‬
‫أني سأخرج من ُهنا وأنا ُجثه صحيح ؟‬
‫لكمه موريس بقوة على وجهه في حين صرخ فيكتور‪ :‬توقف!!‬
‫سقط لوكا على األريكة بفعل اللكمه وضحك يقول‪ :‬شُكرا ً ‪ ،‬سيكون ُهناك دليل على كونكم‬
‫عنفتموني أيضا ً‪..‬‬
‫زاد غضب موريس من نفسه ومن الشاب الوغد الذي أمامه!!‬
‫إلتفت حيث فيكتور وقال‪ :‬إن تخلصنا منه ولم نترك أثرا ً فلن يُطالنا أي شيء من تحقيقات‬
‫الشرطه صحيح ؟!‬
‫فيكتور‪ :‬هل أنت أحمق ؟ كيف دخل الى ُهنا ؟ الم تقل بأنه عن طريق دراجته الناريه ؟ كم‬
‫كاميرا موجوده على طول طريقه حتى ُهنا ؟ اإلنكار لن يُسبب سوى المشاكل‪..‬‬
‫نظر ببرود الى لوكا وأكمل‪ :‬دعهم يدخلون‪..‬‬
‫موريس بصدمه‪ :‬سيدي!!‬
‫فيكتور بسخريه‪ :‬جاء الى ُهنا بقدمه هو ‪ ،‬دعوى اإلختطاف هذه لن تُسجل وسيبدو وكأنه‬
‫ليوم على األقل بسبب هذه الكذبه‪..‬‬ ‫تشاجر معنا وإتهمنا بإختطافه لإلنتقام منا ‪ ،‬سيُسجن ٍ‬
‫وأكمل ببرود‪ :‬صدقني ‪ ،‬عند خروجك من السجن ستجد قناصا ً ينتظرك‪..‬‬
‫وقف لوكا وعدل قميصه يقول بسخريه‪ :‬ماذا ؟ أهي معلومة كالمعلومة السابقه ؟‬
‫تجاهله فيكتور ونظر الى موريس يقول‪ :‬قده الى الخارج وتولى األمر‪..‬‬
‫نظر موريس الى لوكا بهدوء ثُم تقدمه يقول‪ :‬يضن بأن كذبة إختطاف تافهه كهذه ستُطيح بنا‬
‫‪ ،‬طفل‪..‬‬
‫لحقه لوكا يقول‪ :‬وكأن سببي بهذه الكذبة هي إطاحتكم ؟ هدفي فقط الخروج من هنا ‪ ،‬فال‬
‫تنسى بأن الملف هو من سيقلبكم رأسا ً على عقب‪..‬‬
‫ضحك موريس يقول‪ :‬هذا إن خطوتَ ُخطوةً أُخرى بعد خروجك من الحجز‪..‬‬
‫خرجا الى الخارج‪..‬‬
‫واجه موريس رجل الشرطة في حين تقدمت الفتاة من لوكا وتفحصته قبل أن تلمس جانب فمه‬
‫تقول‪ :‬ضربوك !!! ألم تقل لي بأن ال أحد يتجرأ على لمسي ؟!!‬
‫نظر لوكا الى جهة موريس يقول‪ :‬فعلها األصلع‪..‬‬
‫مط شفتيه وهمس‪ :‬ولكني لم أستطع الخروج سوى بتسجيل قصير ال أدري إن كان سيِفيد‬
‫لإلطاحة بهم أو ال‪..‬‬
‫عقدت حاجبها بإستنكار تقول‪ :‬أولم تُخبرني عبر الهاتف بأنك راهنت على ملف ألجل إنقاذ نينا‬
‫؟ ماداموا لبوا مطلبك فهذا يعني بأن الملف مهم لدرجة خشيتهم من أن يُسلم للشرطه ‪ !..‬هذا‬
‫كاف فلما قد تحتاج الى التسجيالت ؟‬‫ٍ‬
‫إبتسم بسخريه ولم يُعلق فضربته على رأسه تقول‪ :‬ال تسخر من أسئلتي!!‬
‫شد على أسنانه بإنزعاج قبل أن يتنهد ويقول‪ :‬هذا ألني كذبت‪..‬‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫لوكا‪ :‬الملف ‪ ،‬ليس موجودا ً‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بدهشه تقول‪ :‬كيف إذا ً فاوضتهم عليه إن كُنتَ ال تملكه ؟‬
‫نظر لوكا الى موريس يقول بهدوء‪ :‬فعلتُ وإنتهى األمر‪..‬‬
‫تحدثت بإنزعاج تقول‪ :‬كُف عن تشتيتي !! البد من أنهم طلبوا دليالً لكونك المالك فكيف‬
‫أعطيتهم دليالً قاطعا ً كي يُصدقوك ؟‬
‫أمر يطول‬ ‫الحظ لوكا رجل الشرطة يقترب منه بعدما أنهى حديثه مع موريس فهمس لها‪ٌ :‬‬
‫شرحه ‪ ،‬لدي ماهو أهم ‪ ،‬سيستخدمون قناصا ً لقتلي حال خروجي من مركز الشرطة لذا أُريد‬
‫منك‪...‬‬
‫قاطعته بصدمه‪ :‬عفوا ً ؟!!!‬
‫تقدم رجل الشرطة مانعا ً إياه من الحديث وهو يقول‪ :‬أخبرنا الرجل عن كون دعوى الخطف‬
‫هذه كاذبه وبأنك أتيتهم بقدميك وبدأتَ بإفتعال المشاكل صحيح ؟‬
‫نظر لوكا الى موريس الذي يقف خلف الشرطي وقال‪ :‬هذا ليس صحيحا ً‪..‬‬
‫صدم موريس من إستمراره بكذبته التي ستُكشف عاجالً أو آجالً في حين أكمل لوكا‪ :‬لقد‬ ‫ُ‬
‫ُخطفت وعُذبت تحت أيديهم ‪ ،‬إنهم مجرمون قتلوا أخي ويُريدون قتلي وقتل إبنة أخي أيضا ً‪..‬‬
‫إنزعج موريس فكالمه هذا سيفتح تحقيقا ً للتأكد من صحته‪..‬‬
‫هو واثق من كونهم سيخرجون منها بأمان ولكنهم ال يُريدون أي إزعاج خارجي يُعطلهم عن‬
‫أعمالهم‪..‬‬
‫في حين قطع لوكا حدثه حالما تذكر أمر الهاتف وال ُمتصل فأخرج هاتفه يقول‪ :‬هل لي أن‬
‫أُجري ُمكالمةً طارئه ؟‬
‫إتسعت عينا موريس وشك بكونه يملك رفاقا ً وسيطلب منهم الوصول الى الملف ونشره فقال‬
‫بسرعه‪ :‬كال !! إني قبل قليل إتهمتُك بتشويه سمعتي بكذبتك ! فكما أنا ُمتهم بإختطافك فأنت‬
‫أيضا ً متهم بتلفيق التهم الكاذبه ‪ ،‬وال يُسمح للمتهمين بالتواصل مع أحد‪..‬‬
‫نظر الشُرطي إليهما بعدها قال‪ :‬سنُكمل هذا الحوار في قسم الشرطه‪..‬‬
‫وأشار ل ُمساعديه بأن يقبض عليهما وأشار للفتاة قائالً‪ :‬وهذه أيضا ً‪..‬‬
‫لوكا بسرعه‪ :‬ال شأن لها ‪ ،‬أنا من قال لها أن تقول هذا!‬
‫الشرطي‪ :‬إذا ً تعترف بأنك كاذب ؟‬
‫صمت لوكا قليالً بعدها قال‪ :‬كال ‪ ،‬ولكنها في كال الحالتين ليست شريكة باألمر ‪ ،‬هي فقط‬
‫أوصلت كالمي وال علم لها إن كُنتُ أكذب أو ال‪..‬‬
‫الشرطي ببرود‪ :‬سنتأكد من األمر في مركز الشرطه‪..‬‬
‫شد لوكا على أسنانه هامساً‪ :‬أكره الشرطه!‬

‫من جه ٍة ثانيه كان ينظر بعينيه الزرقاوتين الى الشاشه وهو يهمس‪ :‬لما أغلق الهاتف عند‬
‫إتصالي ؟ هل رقمي ُمسجل بهاتفه ؟ إن كان أجل فكرهه لي سيكون كبيرا ً دون أدنى شك ‪،‬‬
‫فرين حتما ً لن تنقل عني كالما ً حسنا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪7 February‬‬
‫‪12:12 am‬‬

‫تقدم بقدمين ُمرتجفتين وعيناه شاخصتان بالمنظر ال ُمميت أمامه‪..‬‬


‫إرتجفت شفتاه وقدماه بالكاد تتقدمان وهو يهمس‪ :‬أُمي ؟‬
‫الدم في كُل مكان ‪ ،‬بركة دماء حمراء فُرشت تحت جسدها الذي ال يزال في منتصف العمر‪..‬‬
‫ال يزال عمرها في األربعين ‪ ،‬لم تدخل سن الشيخوخة ولم تقترب منه حتى!!‬
‫من ال ُمفترض أن يموت األشخاص عندما يمتأل الشيب رؤسهم!‬
‫هي ال تزال صغيره ‪ ،‬ال تزال لم تخرج من الثالثين سوى قبل فترة ليست بالطويله‪..‬‬
‫إنها أمه ‪ ،‬وهذه أفكاره التي يُفكر فيها وهو يراها كجثة عائمة على بركة دماء‪..‬‬
‫هي ليست ميته‪..‬‬
‫أجل ‪ ،‬األمهات ال يموتون!‬
‫ليس ُمبكرا ً هكذا‪..‬‬
‫جثى على ُركبتيه حالما وصل إليها‪..‬‬
‫ال زال صغيرا ً ‪ ،‬ال زال ُمراهقا ً يحتاج الى والدته بجانبه‪..‬‬
‫مد يديه ال ُمرتجفتين وهز جسدها هامساً‪ :‬أمي‪..‬‬
‫هزها مرةً ومرتين وثالث!‬
‫ولم تُجيبه‪..‬‬
‫صرخ وتجمعت الدموع في عينيه وهو يقول‪ :‬أكرهك !! ال تُمثلي الموت !! مثلي أي شيء إال‬
‫الموت!!‬
‫وال ُمجيب ‪ ..‬فهي ال تُمثل ذلك أبدا ً‪..‬‬
‫ت سريعة قدمت من خلفه وتوقفت ليقول صاحبها بصدمه‪ :‬آليس!!‬ ‫خطوا ٍ‬
‫إقترب ُمسرعا ً منها ورفع راسها ُمحاوالً التأكد من حالتها التي هي بل شك الموت وال‬
‫شيءغيره‪..‬‬
‫بينما عيناه كانت على أمه يقول‪ :‬ال تفعلي ‪ ،‬توقفي رجاءا ً‪..‬‬
‫وبعدها غطى أُذنيه وصرخ صرخةً كبيرة مؤلمه تردد صداها في أنحاء قصرها الصغير هذا‪..‬‬
‫والذي مات بعد رحيلها‪..‬‬
‫**‬

‫إستيقظ من ذِكرياته المؤلمة على صوتها وهي تتحرك‪..‬‬


‫نظر الى جسدها ال ُمستلقي على األريكة التي تُقابله‪..‬‬
‫وضع يديه على عينيه وأخذ نفسا ً عميقا ً ُمحاوالً إخراج نفسه من هذه الذكريات‪..‬‬
‫فعلى الرغم من كونها تتردد دائما ً الى رأسه إال أن ألمها لم يتالشى حتى اآلن‪..‬‬
‫ال زال يشعر بلزوجة دمها بين يديه ‪ ،‬ال يزال يشعر بجسدها الخالي من الروح‪..‬‬
‫إنه حتى لم يحضَ بكلمة واحده قبل أن تُفارق روحها جسدها‪..‬‬
‫كانت ُمختفية عنه لفترة طويله قبل أن يجدها ُمجددا ً‪..‬‬
‫ولكنها غادرت دون قول كلم ٍة واحده قد تُهدئ قلبه الموجوع‪..‬‬
‫غادرت بسببه دون أدنى شك‪..‬‬
‫بسبب كالمه وفضحه لسرها الذي قالته له‪..‬‬
‫مهما قال والده أنه ليس السبب!!‬
‫ومهما كررت مربيته ماري عن كونه ليس ال ُمخطئ‪...‬‬
‫ومهما تحدث من حوله ال زال يرى بأنه السبب‪..‬‬
‫فلوال حماقته لم عرف عنها أي أحد!‬
‫يكره نفسه‪..‬‬
‫يكرهها للغايه!!!‬
‫إستيقظ من بحر آالمه على صوتها تقول‪ :‬ماهذا ؟‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً قبل أن يُبعد يده عن عينيه ناظرا ً إليها بهدوء وهي تجلس ناظرةً الى الطاولة‬
‫التي تتوسطهما‪..‬‬
‫نظر الى حيث تنظر وقال بهدوء‪ :‬طعام ‪ ،‬لقد تأخرتُ ولم آتيك منذ األمس ولكن هذا ال يعني أن‬
‫تمتنعي عن تناول الطعام‪..‬‬
‫شعرت باإلحراج عندما تذكرت بأنها إنهارت ساقطةً بعد بُكائها ‪ ،‬لم تتناول شيئا ً لذا جسدها‬
‫كان ُمرهقا ً وصراخها باكيةً أرهقها أكثر وأسقطها مغشيا ً عليها‪..‬‬
‫إبتسمت ونظرت إليه تقول‪ :‬ياله من فرق‪..‬‬
‫عقد حاجبه فقالت‪ :‬أتتذكر آخر مرة سقطتُ فيها ماذا فعلت ؟ رميتني خارج الغرفه ‪ ،‬من الجيد‬
‫بأنك تعلمتَ أن تكون لبقا ً وتضعني برق ٍة على األريكه‪..‬‬
‫قطب حاجبيه بإنزعاج هامساً‪ :‬هل ستُذكريني باألمر في كُل مره ؟!‬
‫بدأت بفك األكياس وهي تُجيبه‪ :‬أجل‪..‬‬
‫أشاح بوجهه بإستياء لكون همسه قد وصل الى مسامعها في حين أكملت كالمها قائله‪ :‬لقد‬
‫آذيتَ مشاعري في تلك المره ‪ ،‬ال يُمكنني نسيان األمر بهذه البساطه‪..‬‬
‫ت ال تعلمين‪..‬‬ ‫همس‪ :‬إني أصرف عليك منذ أيام إن كُن ِ‬
‫سمعت همسه ُمجددا ً وقالت‪ :‬وهل تضن بأن هذا قد يُنسيني تلك اإلهانه !! أووه ال ننسى بأنك‬
‫أيضا ً من رمى علي المال في تلك المرة بإهان ٍة شديده ! لقد أغضبتني وآذيتني كثيرا ً ‪ ،‬ال‬
‫يُمكنني نسيان األمر‪..‬‬
‫قالتها ومن ثُم فتحت كيس البرجر ُمحاولةً إخفاء ألمها من تذكر تلك الحادثه‪..‬‬
‫فرميه للمال في وجهها كان ُمهينا ً ‪ ،‬بل ما أهانها هو تذكرها لمثل هذا التصرف سابقا ً!‬
‫في الماضي والحاضر ال زالت تتلقى المال وكأنها متسولة‪..‬‬
‫توقفت عن مضغ لقمتها وهي تنظر الى طعامها وبدون إدراك منها سقطت دمعةً من عينيها‪..‬‬
‫حتى اآلن‪....‬‬
‫حتى اآلن ال تزال تتصرف كمتسوله وتتلقى المال من الجميع وخاصةً هو!‪..‬‬
‫أنزلت رأسها كي تُغطي خصالت شعرها على عينيها حتى ال يُالحظ ضعفها مرةً أُخرى‪..‬‬
‫ت قليله‪..‬‬‫يكفي أنها بكت بكُل ضعف أمامه قبل ساعا ٍ‬
‫هي ال تُحب هذا ‪ ،‬ال تُحب ان تظهر بهذا الضعف أمام أحد‪..‬‬
‫جائها صوته يقول‪ :‬لما تضنين بأنه ال يجب عليك البُكاء أمامي ؟‬
‫ت مسموع‪..‬‬ ‫صدمت ولوهله كادت أن تضن أنها تحدثت بصو ٍ‬ ‫ُ‬
‫همست وهي تُكمل تناول طعامها‪ :‬كف عن إفتراض أمور لم تحدث‪..‬‬
‫مد يده ورفع شعرها وهذا صدمها للغايه وجعلها تُنزل رأسها بسرعه تمسح دموعها‪..‬‬
‫ت؟‬ ‫إبتسم بإنتصار وهو يعود الى حيث كان وقال‪ :‬أرأي ِ‬
‫شدت أسنانها بإنزعاج وحالما إنتهت من مسح عينيها رفعت رأسها له تقول‪ :‬هل أخبرك‬
‫أحدهم من قبل بأنك ُمزعج ؟!!‬
‫ريكس بال ُمبااله‪ :‬نعم ‪ ،‬كثيرا ً‪..‬‬
‫رين‪ :‬ولما إذا ً تستمر بالتصرف هكذا ؟‬
‫تنهد وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬كُفي عن ذلك‪..‬‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬عن ماذا ؟ أتقصد أن أكف عن توبيخك ؟‬
‫ريكس‪ :‬كال ‪ ،‬كفي عن البكاء ‪ ،‬لن أرحل ‪ ،‬حتى لو لم تستعيدي ذاكرتك فلن أُدير ظهري لك لذا‬
‫ال تبكي ألجل هذا‪..‬‬
‫إحمر وجهها تقول‪ :‬كال لم أكن أبكي لهذا السبب!‬
‫ريكس‪ :‬إذا ً لماذا ؟ ال يوجد سبب آخر‪..‬‬
‫أكملت تناول طعامها دون أي رد فالرد سيكون ُمخجالً أكثر من الذي يضنه لذا الصمت هو‬
‫أفضل وسيله‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬سأُغادر غدا ً ‪ ،‬ستبقين وحدك في المنزل ليومين ‪ ،‬أال باس معك بهذا ؟‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬الى أين ؟‬
‫مكان ما مع العائله‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫ريكس‪:‬‬
‫رين‪ :‬العائله ‪ ،‬حسنا ً ال بأس‪..‬‬
‫ت لي ‪ ،‬سآتي فالمسافة ليست بعيده‬ ‫ريكس‪ :‬سأترك لك رقما ً وهاتفا ً كي تُحدثيني إن إحتج ِ‬
‫للغايه‪..‬‬
‫إبتسمت على هذا اإلهتمام ولكنها أخفت إبتسامتها بسرعه حتى ال تبدو كبلهاء‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ال تخرجي خارج المنزل ‪ ،‬هذه المنطقه جيده من ناحية التوصيل لذا أطلبي طعامك‬
‫عبر التطبيق وهم يوصلونه لك‪..‬‬
‫ترددت رين وخاصةً عندما رأته هم بالوقوف وقالت‪ :‬حسنا ً ولكن‪...‬‬
‫ل ّم أوراقه وأخذ هاتفه ناظرا ً إليها يقول‪ :‬سآتي غدا ً الصباح ألُعطيك الهاتف وبعض المال و‪....‬‬
‫قاطعته‪ :‬ال أُريد المال‪..‬‬
‫إنزعج يقول‪ :‬إذا ً تُريدين سرقته ؟‬
‫صدمت تقول‪ :‬كال كال!!‬ ‫ُ‬
‫ما هذا ؟!!‬
‫فقط أرادت أن تتوقف عن الظهور وكأنها متسوله ولكنها جعلت األمر أسوأ‪..‬‬
‫يالها من حمقاء!‪..‬‬
‫إتجه الى الباب يقول‪ :‬في فترة بقائك هنا إنشغلي ب ُمحاولة التذكر و‪...‬‬
‫ما إن قال هذه الجمله حتى وقفت فورا ً فلقد تذكرت أمرا ً‪..‬‬
‫رين‪ :‬سابقا ً كُنتُ أزور طبيبا ً يُدعى چارلين ‪ ،‬ساعدني في بداياتي للسيطرة على مشاعري‬
‫التوتره بسبب فقداني لذاكرتي ‪ ،‬لم أُكمل زياراتي له ‪ ،‬هل أُكملها فقد أستعيدها!‬
‫ريكس‪ :‬چارلين إسمه ؟ حسنا ً سأتكفل أنا بأن يأتي اليك ُهنا ‪ ،‬ممنوع عليك الخروج‪..‬‬
‫وبعدها خرج من الشقه دون أن تقل ما لديها‪..‬‬
‫فما حدث مع ثيو أمر مهم‪..‬‬
‫هي بحق تحتاج أن تُحدثه عنه‪..‬‬
‫قال بأنه سيأتي غدا ً صباحا ً ‪ ،‬حسنا ً ال بأس ستنتظره‪..‬‬

‫توقف ريكس على الشارع ناظرا ً الى هاتفه بعدما طلب سائق تاكسي‪..‬‬
‫فسيارته ال تزال متوقفةً ُهناك امام الحديقه ولم يُحضرها بعد‪..‬‬
‫توقفت سيارةً أمامه وفُتح شباكها ليقول صاحبها‪ :‬مر وقتٌ طويل يا ريكس‪..‬‬
‫ضاقت عينا ريكس وظهر البرود التام فيهما فهذا آخر من كان يُريد رؤيته في مثل هذا الوقت‬
‫!‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 51‬‬

‫"خالل الكبرياء نحن نقع في خداع أنفسنا ‪ ،‬لكن بالتعمق تحت سطح الضمير ‪ ،‬فان صوت‬
‫صغير هادئ يقول لنا شيئا ما غير صحيح"‬
‫‪-‬كارل يونج‪-‬‬

‫كانت إبتسامة اإلستفزاز واضحة على شفتيه بينما ريكس يرمقه بنظر ٍة بارده هادئه‪..‬‬
‫تحدث مجددا ً يقول‪ :‬لم تزرنا منذ فتره ‪ ،‬هل تكبرتَ ألن السيدة كارمن أعطك بعض اإلهتمام ؟‬
‫ريكس ببرود‪ :‬ماذا تُريد ؟‬
‫تحدث يقول بإستفزاز‪ :‬ال شيء سوى أن السيدة كارمن بدأت تغضب ‪ ،‬إنك تتجاهل اإلتصاالت‬
‫ولم تعد بعد ال ُمصيبة التي فعلتَها في البضاعه‪..‬‬
‫صبح لطيفا ً من أجلك وأقترح عليك أن أوصلك‬ ‫أشار الى المقعد الخلفي ُمكمالً‪ :‬لذا أنا ماثيو سأ ُ‬
‫بنفسي إليها‪..‬‬
‫أشاح ريكس بوجهه عنه مغادرا ً يقول‪ :‬سآتي بنفسي عندما أتفرغ‪..‬‬
‫ساق ماثيو سيارته الى األمام قليالً يلحق بريكس وتوقف يقول‪ :‬آسف ولكن هذا طلبها ‪ ،‬أنا ال‬
‫أُريد منها أن تغضب مني ُرغم أني سعيد لكونك تتجاهل أوامرها فهذا ليس سوى مؤشرا ً على‬
‫إقتراب تصفيتك‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه بهدوء ‪ُ ،‬رغم كُل ما حدث لم يصل إليهم أي خبر من جوي‪..‬‬
‫هل مات إذا ً ؟‬
‫على أية حال هو ليس متفرغا ً ألمور كارمن وغيرها‪..‬‬
‫حتى موضوع البضاعة أجلها كثيرا ً حتى إكتشفت كارمن كُل شيء‪..‬‬
‫مابه ؟‬
‫لما اصبح مؤخرا ً يتخبط في أعماله ؟‬
‫لما كُل شيء بدأ يخرج عن سيطرته ؟‬
‫حسنا ً الجول بسيط‪..‬‬
‫كُله بسبب مغناطيس المشاكل تلك‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وقرر أن يُحاول أن يُسيطر على األمور ُمجددا ً وهو يتقدم من الشارع متجاهالً‬
‫سيارة ماثيو ليوقف سيارة أجره ويركب فيها‪..‬‬
‫مط ماثيو شفتيه يهمس‪ :‬مزعج !! حسنا ً سأُخبر السيدة كارمن عن كونك تعرضنا للخطر بجعل‬
‫سيارة أجره توصلك الى المقر!‬
‫إبتسم بسخريه وأكمل‪ :‬ستنتهي قريبا ً يا عزيزي وسيكون من دواعي سروري أن أتطوع‬
‫لقتلك‪..‬‬
‫وبعدها حرك سيارته بإتجاه المقر بينما ريكس طلب من سيارة األجره أخذه الى حيث أوقف‬
‫سيارته أول مره‪..‬‬

‫بعد نصف ساع ٍة تقريبا ً أوقف ريكس سيارته ودخل الى الداخل مارا ً بماثيو الذي كان يتكئ‬
‫على الجدار وبيده كوب شراب ويراقبه بإبتسام ٍة وهو يتقدم من الغرفة التي فيها كارمن‪..‬‬
‫همس‪ :‬سينتهي حتما ً ‪ ،‬أُحب رؤية لحضة دماره‪..‬‬
‫مد ريكس يده وطرق الباب قبل أن يفتحه ويدخل‪..‬‬
‫كانت كارمن تتحدث مع باتريك الواقف بالقرب منها لكنها توقفت حالما رأت ريكس وبدا‬
‫اإلنزعاج واضحا ً على وجهها‪..‬‬
‫تحدثت الى باتريك قائله‪ :‬على أية حال إفعل كما طلبتُ منك وإجمع لي كُل الخسائر في ملف‪..‬‬
‫باتريك‪ُ :‬رغم أنه ال طائل من األمر ولكن كما تُريدين‪..‬‬
‫ومن ثُم إتجه ُمغادرا ً ورمق ريكس نظرةً سريعة قبل خروجه ولكن اآلخر كان ينظر إليه بحدة‬
‫ب داخلي تجاهه‪..‬‬‫تنم عن غض ٍ‬
‫سيُحطمه حتما ً!‬
‫لقد تجرأ وآذى صديقه وسيجعله يدفع ثمن هذا قريبا ً‪..‬‬
‫تحدثت كارمن حال خروج باتريك تقول‪ :‬تقدم ياريكس‪..‬‬
‫تقدم ريكس منها يُحاول إبعاد باتريك عن رأسه وهو يقول‪ :‬طلبتني ؟‬
‫كارمن بهدوء‪ :‬لما ال ترد على إتصاالت باتريك ؟‬
‫ريكس‪ :‬تجاهلتُها عن عمد‪..‬‬
‫دُهشت من كونه صري ٌح هكذا فقالت‪ :‬ولما فعلت هذا ؟‬
‫ريكس‪ :‬تد ّخل بيني وبين زميل لي وأفسد عالقتنا لذا األمر أزعجني قليالً‪..‬‬
‫إنه صريح على عكس ما توقعت فقالت‪ :‬أجل ‪ ،‬إسمه آندرو ؟ لقد أخبرني عن هذا‪..‬‬
‫كما توقع ‪ ،‬لقد أخبرها باتريك كُل شيء ‪ ،‬من الجيد أنه لم يكذب‪..‬‬
‫داع لتجاهل اإلتصاالت ألسباب سخيف ٍة كهذه ‪ ،‬عائلة هذا المدعو‬ ‫صمتت قليالً بعدها قالت‪ :‬ال ٍ‬
‫بآندرو لطالما كانت عدوةً لنا لذا من الطبيعي أن يخطو باتريك مثل هذه الخطوة للتأكد من‬
‫وفائك‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬كان من الواضح بأنه بعيد تماما ً عن أعمال أخيه األكبر لذا ما كان من الداعي أن‬
‫يفعلها ‪ ،‬أو على األقل كان يُمكنه التأكد بهدوء دون إحداث هذه الفوضى‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬حسنا ً ُربما لم يُخبرك ولكن هذا المدعو بآندرو تمادى عدة مرات حال رؤيته لدارسي ‪،‬‬
‫هو خطر علينا لذا كان على باتريك أن يخطو خطوةً كهذه ‪ ،‬وأرجو أن تقطع عالقتك به إن‬
‫كُنتَ تُريد اإلستمرار معنا‪..‬‬
‫سخريه وهو يهمس‪ :‬لم يعد ُهناك مجال ألن تعود أصالً‪..‬‬ ‫إبتسم ريكس إبتسامة ُ‬
‫تجاهلت كارمن حديثه هذا وقالت‪ :‬ماذا بخصوص المخزن الذي ُحرق ؟ الى متى كُنتَ تُريد‬
‫إخفاء األمر ؟‬
‫ريكس‪ :‬سأتحمل المسؤوليه‪..‬‬
‫كارمن بإنزعاج‪ :‬ضننتُك أهالً للثقه ولكن يبدو بأني ُمخطئه ! ما فائدة كالمك هذا بعد أن قطع‬
‫التاجر عالقاته معنا ؟ أال تدرك كم هي كمية الخسائر التي خسرناها ؟!!‬
‫صدم ريكس من هذا!‬ ‫قطعها ؟! ُ‬
‫لقد حاول الحفاظ على العالقات ولكن يبدو بأن إنشغاله برين جعله يغيب عن ُمستجدات األمور‬
‫ُهنا‪..‬‬
‫فتحت كارمن فمها وبدأت تتحدث عن األمور السيئه التي ترتبت على هذه الحادثه بينما ريكس‬
‫ينظر إليها بهدوء وهو يُفكر في وضعه ُهنا في المنظمه‪..‬‬
‫هدف ما‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫دخلها وحاول الوصول ألعلى المراكز ألجل‬
‫ألجل معرفة ما السر بين والدته والبروفيسور وهاهو قد عرفه‪..‬‬
‫بقي فقط السبب الثاني لدخوله وهو معرفة هوية قاتل والدته‪..‬‬
‫إذا ً ‪ ....‬عليه تح ّمل أخطائه وال ُمحافظة على مركزه قدر اإلمكان فلو تم طرده فلن يستطيع أن‬
‫يصل الى أي معلومة‪..‬‬
‫هذا إن بقي على قيد الحياه فلم يخرج أحدهم من المنظمة إال وهو ميت‪..‬‬
‫عليه أن يتقرب من كارمن أكثر‪..‬‬
‫فقاتل والدته أحد ال ِكبار الثالثة هو واثق من هذا‪..‬‬
‫فيكتور ‪ ،‬كارمن ‪ ،‬دارسي‪..‬‬
‫لقد قتلها وغطى على هذا جيدا ً قدر ال ُمستطاع لدرجة أن البروفيسور نفسه ال يعلم من يكون‪..‬‬
‫ما إن يُصبح قريبا ً منها كفايه سيُحاول جعلها تُطلعه على أحلك أسرارها ‪ ،‬فقد تكون في األخير‬
‫هي من أرسلت قاتالً لقتلها!‪..‬‬
‫قطع حديثها يقول‪ :‬لدي ُخطةً بديله تعوضنا عن كُل هذه الخسائر‪..‬‬
‫سخريه‪ :‬حقا ً ؟ وماهي ؟‬ ‫رفعت حاجبها تقول بشيء من ال ُ‬
‫ريكس‪ :‬سأُعاود بناء عالق ٍة معه ‪ ،‬وهذه المرة بشركتي الخاصة‪..‬‬
‫سمعة‬‫سخرية من وجهها ونظرت إليه لفتره قبل أن تقول‪ :‬أتقصد أنك تضع ُ‬ ‫إختفت عالمات ال ُ‬
‫و ُمستقبل شركتك على المحك ؟‬
‫المحك أصالً منذ زمن‪..‬‬ ‫إنها على ِ‬
‫أجابها على عكس تفكيره‪ :‬أجل‪..‬‬
‫ضاقت عيناها بتفكير ‪ ،‬أجل قد قام بنقل البضائع عدة مرات عن طريق شركته ولكن بناء‬
‫عالقة واضحه رسميه أمام أعين الكُل ؟‬
‫سمعته من أجل تصحيح خطأه‪..‬‬ ‫إنه يُخاطر حقا ً بنفسه و ُ‬
‫لقد ‪ ...‬أُعجبت به‪..‬‬
‫ظهرت إبتسامةً على شفتيها تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أرني ماذا يُمكنك أن تفعل خالل ثالثة أيام‪..‬‬
‫إنها مدة قصيره جدا ً وخاصةً مع موضوع ذهابه مع أخوته الى أخت جينيفر ولكن لم يُرد‬
‫اإلعتراض وتدمير الثقة التي بدأت بالعوده‪..‬‬
‫هز رأسه يقول‪ :‬كما تُريدين‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادر فوجد ماثيو يبتسم في وجهه قائالً‪ :‬ماذا حدث ؟‬
‫تجاهله ريكس وغادر فعقد ماثيو حاجبه وذهب الى سيدته كارمن ليرى ماذا حدث في حين‬
‫ركب ريكس سيارته وهو يُفكر بأمر جوي‪..‬‬
‫مادامت كارمن لم تتحدث عن األمر فهذا يعني بأنه إما قد سجنه ثيو بأي شك ٍل من األشكال أو‬
‫‪...‬‬
‫أن البروفيسور طلب منه إلتزام الصمت!‬

‫***‬

‫‪am5:34‬‬

‫لم تشرق الشمس بعد ‪ ،‬كان الوقت ُمبكرا ً للغايه من أجل اإلستيقاظ للعمل‪..‬‬
‫ولكنه إستيقظ‪..‬‬
‫صنع لنفسه كوب شوكوال ساخن وجهز حقيبة عمله ومن ثُم جلس على األريكة القريبة من‬
‫النافذه المفتوحه‪..‬‬
‫نعم ‪ ،‬كالعجائز تماما ً‪..‬‬
‫تنهد بعُمق وقال‪ :‬لطالما كُنت أعيش بمفردي فلما هذه األيام بدأتُ أشعر بالوحده ؟‬
‫نظر الى الساعه ‪ ،‬لدية محاضرةً ُمهمه عليه تدريسها ومن بعدها سيُغادر باريس عند أخته‬
‫لبضعة أيام قليله فربما يتغير هذا المزاج ال ُمزعج‪..‬‬
‫َجفُل للحضه عندما وصله صوتٌ قوي من خارج الشقة وكأن عدة أشياء سقطت على األرض‬
‫‪..‬‬
‫وقف وإتجه الى الباب وحالما فتحهه وجد فتاةً ساقطةً على األرض وبجانبها كيس مشترياتها‬
‫الورقي قد تناثرت منه الكثير مما إشترته‪..‬‬
‫ت بخير ؟‬ ‫إنحنى مادا ً لها يده يقول‪ :‬هل أن ِ‬
‫رفعت رأسها له فإبتسمت ومدت يدها ُممسكةً به تقول‪ :‬آسفه على اإلزعاج‪..‬‬
‫إبتسم بلطفه ال ُمعتاد أمام الفتيات خاصةً وقال‪ :‬ال عليك ‪ ،‬كُنتُ ُمستيقضا ً على أية حال‪..‬‬
‫وبعد أن ساعدها على الوقوف جلس بدوره وبدأ يلم أغراضها وهو يُعلق‪ :‬ههههه من الغريب‬
‫أن يذهب أحدهم الى التسوق في مثل هذا الوقت ال ُمبكر‪..‬‬
‫ضحكت تقول‪ :‬جعتُ فجأه ولم يكن ُهناك ما يكفي من الطلبات‪..‬‬
‫ت الجارة الجديده صحيح ؟ إعذريني لم أستقبلك إستقباالً حسنا ً‪..‬‬ ‫سألها‪ :‬أن ِ‬
‫هزت رأسها وقالت‪ :‬كال كال ال داعي ‪ ،‬أنا من كان عليها محاولة التعرف على جيراني‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬إنها سنتي األخيرة في التخرج لذا كُنتُ مشغولة للغايه ببحث تخرجي ‪ ..‬إنه‬
‫يُتعبني للغايه وبدأتُ أشعر بأني قد أفشل فيه‪..‬‬
‫ُ‬
‫وقف بعدما أنهى لم كُل شيء ومد لها الكيس يقول بإبتسامه‪ :‬أنا ُمعيد في الكُليه ‪ ،‬سأسعد‬
‫ب ُمساعدتك لو أردتي‪..‬‬
‫ظهرت الدهشة على وجهها تقول‪ :‬حقا ً !! أنت ُمعلم ! ياله من شرف ‪ ،‬سأكون شاكره لك‬
‫لُطفك‪..‬‬
‫جائهما صوته الهادئ يقول آلندرو‪ :‬أنت تُكرر خطأك القديم ُمجددا ً‪..‬‬
‫تعرف على الصوت وإلتفت إليه ليتأكد فوجده بالفعل ريكس‬ ‫إتسعت عينا آندرو بصدمه عندما ّ‬
‫يقف بهدوئه ال ُمعتاد‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنه يقول للفتا ِة بإبتسام ٍة بالكاد خرجت‪ :‬شقتي بالجوار ‪ ،‬إن أحتجتي ُمساعده‬
‫فأُطرقي الباب دون تردد‪..‬‬
‫هزت رأسها تُبادله اإلبتسامة ذاتها فإلتفت ودخل الى شقته وأغلق الباب خلفه فنظرت الفتاة‬
‫الى الباب قليالً ونظرت الى ريكس لتجده ينظر إليها‪..‬‬
‫توترت وإبتسمت تقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫ت ‪ ،‬أكمليه وال تورطيه‬ ‫تقدم منها فزاد توترها ليقف أمامها أخيرا ً يقول‪ :‬مشروع تخرجك أن ِ‬
‫بأمور ال طائل منها‪..‬‬
‫عقدت حاجبها لتقل بعدها بإنزعاج‪ :‬عفوا ؟ عن ماذا تتحدث أنت!‬
‫يرك لذا من الطبيعي‬ ‫ريكس‪ :‬عدد ال ُمعلمين محصور على عكس عدد الطلبه الكبير فبالتأكيد لم ِ‬
‫ت من دون شك تعرفين عن كونه‬ ‫أن يضنك من كُلي ٍة أُخرى ولهذا عرض ال ُمساعده ‪ ،‬بينما أن ِ‬
‫معلم ُهناك ‪ ،‬ال تِحاولي توريطه ‪ُ ،‬مساعدة ُمعلم لطالب في ذات الكُليه لهُ عواقب سيئه تُهدد‬
‫ُمستقبله المهني‪..‬‬
‫إتسعت عيناها من الدهشه لتقول بعدها‪ :‬عن ماذا تتحدث أنت ؟!! سكنتُ منذ فتر ٍة ُهنا ولكنها‬
‫المرة األولى التي أراه فيها ‪ ،‬لم أكن أعلم أنه ُمعلم ‪ ،‬ولستُ أيضا ً أدرس في الكُلية القريبة من‬
‫ُهنا فلذا‪....‬‬
‫ت واضحه للغايه ‪ ،‬لم تترددي لحضةً عندما‬ ‫قاطعها وهو ينظر إليها بنظراته الحاده‪ :‬يكفي ‪ ،‬أن ِ‬
‫ت موضوع بحثك الشاق من الفراغ دون سبب ‪ ،‬إن‬ ‫ت فتح ِ‬
‫عرض عليك ال ُمساعده ‪ ،‬بال ُمقابل أن ِ‬
‫وربما تمنعك من‬ ‫ت ُمجددا ً إستغالله فسأحرص على التسبب بمشكل ٍة تُعيقك عن التخرج ُ‬ ‫حاول ِ‬
‫إكمال دراستك فهمتي!!‬
‫نظراته الحاده ونبرة صوته التهديده كانت كفيلة بأن تخاف وتتأكد من أنه سيفعلها حقا ً!‬
‫سحقا ً له‪..‬‬
‫ُ‬
‫إلتفتت تقول‪ :‬ال تفترض أمورا ً ليست صحيحه‪..‬‬
‫وغادرت فورا ً الى داخل شقتها فبقي ريكس واقفا ً في مكانه لفتره قبل أن يأخذ نفسا ً عميقا ً‬
‫ومن ثَم يتجه الى شقة آندرو‪..‬‬
‫مد يده ورن الجرس وبقي بعدها هادئا ً ينتظر خروجه‪..‬‬
‫ولكن خمس دقائق كامله مرت دون أي ردة فعل‪..‬‬
‫رفع هاتفه ودخل الى الرسائل يكتب فيها‪:‬‬
‫"هل لنا أن نحضى ب ُمحادث ٍة أخيره ؟ قد ال يُمكنني مقابلتك بعد هذا اليوم"‬
‫أرسلها وبقي واقفا ً ألكثر من خمسة عشر دقيقه دون أي إستجابه‪..‬‬
‫تنهد وهمس بهدوء‪ :‬ال بأس ‪ ،‬ربما هذا أفضل‪..‬‬
‫بعدها إلتفت وغادر بينما بالداخل كان يجلس آندرو بهدوء على األريكة وعينيه على هاتفه‬
‫بعدما قرأ الرساله‪..‬‬
‫همس لنفسه‪ :‬ماذا تُريد أن تقول ؟ تُبرر ؟ أو تُخبرني بأنهم كاذبون ويهدفون ٍ‬
‫ألمر ما ؟!‬
‫صمت لفترة ثُم همس‪ :‬من يكذب مره ‪ ...‬يكذب ألف مره لذا ما فائدة رؤيتي لك إن كُنتُ ال‬
‫أستطيع تصديقك بعد اآلن ‪..‬؟‬

‫***‬

‫عام تقريبا ً‪-‬‬


‫‪-‬قبل ٍ‬

‫ت في أُذنيها تستمع الى أُغنية أخاها الجديده والذي‬ ‫دخلت الى الكُلية وهي تضع سماعا ٍ‬
‫أزعجها بإرساله لها لتُعطيه رأيها قبل أن تنزل الى العامه!‪..‬‬
‫كانت اإلبتسامة على شفتيها ‪ ،‬هل ألن األُغنية جيده أو ألنها تستمع الى صو ِ‬
‫ت أخاها ؟‬
‫ربما اإلثنان معا ً‪..‬‬
‫كان الوقت ُمتأخرا ً بعض الشيء ‪ ،‬إنها العاشرة صباحا ً‪..‬‬
‫لم تُزعج نفسها بالحضور ُمبكرا ً بما أن ال ُمحاضرةَ األولى قد إعتذر عنها الدكتور المسؤل‬
‫باألمس‪..‬‬
‫طالب من شُعبتها‪..‬‬‫توقفت ُمرغمةً عندما حاصرها بعض ال ُ‬
‫ثالث طالب وطالبتان‪..‬‬
‫هاجمتها إحداهن بالحديث قائله بسرعه‪ :‬إليان !! األُستاذ آندرو هو صديقك صحيح ؟!!‬
‫عقدت إليان حاجبها لتقول األُخرى‪ :‬بلى هو كذلك ‪ ،‬لقد رأيتُه يُحادثك عدة مرات من قبل!‬
‫لم تفهم سبب هذا الهجوم الفُجائي لكنها أجابت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬بمعنى أدق هو صديق أخي األكبر‪..‬‬
‫طالب يقول‪ :‬إذا ً لما فعل هذا ؟!! البد من أنك تملكين فكرة عن األمر!‬‫سألها أحد ال ُ‬
‫نظرت إليه بعدم فهم فقالت إحدى الفتاتين‪ :‬كان لطيفا ً دوما ً ‪ ،‬لطالما قالت جدتي إحذري الشاب‬
‫بكالم معسول ولكني لم أكن أضن بأن األُستاذ آندرو من هذا النوع!‬ ‫ٍ‬ ‫الذي يتحدث‬
‫طالب بإنزعاج‪ :‬حبيبتي شاجرتني مرة ألني شتمتُه وهاهو اآلن يظهر على حقيقته !‬ ‫قال أحد ال ُ‬
‫األمر يُغضبني‪..‬‬
‫إليان بعدم فهم‪ :‬عما تتحدثون ؟ ماذا حدث مع آنـ‪ ...‬األستاذ آندرو بالضبط ؟‬
‫ت طوال اليوم ؟‬ ‫رفع الطالب الثالث حاجبه يقول‪ :‬أولم تسمعي عن هذا ؟!! اين كُن ِ‬
‫إليان‪ :‬للتو حظرتُ الى الكُليه‪..‬‬
‫ُ‬
‫إحدى الفتاتين بدهشه‪ :‬هل هذا يعني بأنك لم تسمعي بأمر الجريمة التي فعلها األستاذ آندرو‬
‫بحق ماريا ؟؟!‬
‫ُ‬
‫دُهشت إليان من كالمها وهي تقول‪ :‬جريمه ؟!! األستاذ آندرو !! ماذا حدث ؟‬
‫الفتاة األُخرى‪ :‬لقد إستغل موهبتها لصالحه هو ‪ ،‬لقد كانت هذه دنائه ‪ ،‬تطلب منه معروفا ً‬
‫فيسرق ُجهدها كُله ! لطفه تجاه الفتيات كان ألهدافه الشخصيه‪..‬‬
‫شعرت إليان ببعض اإلنزعاج وهي تقول‪ :‬إشرحي بشك ٍل واضح!‬
‫رفع أحد الطالب حاجبه يقول‪ :‬على مهلك لما الغضب ؟ هل ألنها شتمت صديق أخاك ؟‬
‫نظرت إليه بإستنكار تقول‪ :‬عفوا ً ؟!‬
‫بعدها خرجت من بينهم بحده تاركتهم خلفها يتحدثون عنها‪..‬‬
‫تكره هذا!‬
‫هي فقط تريد أن تفهم عما يتحدثون بالضبط فقاموا بتفسير تصرفها وكأنه دفاع!‬
‫تكره عندما تُترجم تصرفاتها على حسب أهوائهم‪..‬‬
‫على أية حال ال يوجد سوى آندرو وحده من سيشرح األمر‪..‬‬
‫البد من أنه سوء فهم‪..‬‬
‫توقفت عن المشي تدريجيا ً عندما كدت أن تصل الى مكتب آندرو وهي ترى تجمهر بعض‬
‫الطلبه وهمسهم‪..‬‬
‫من الواضح بأن ُهناك أمر ُمتداول بينهم ‪ ،‬وهو موضوع االستاذ آندرو من دون شك‪..‬‬
‫همست لنفسها‪" :‬لحضه ‪ ،‬ماذا لو كان حقا ً فعل أمرا ً سيئا ً ؟"‬
‫كرهت هذا ‪ ،‬كرهت كون الشك بدأ يدخل صدرها من جهته‪..‬‬
‫إنه لطيف للغايه معها‪..‬‬
‫ال يُمكن له أن يكون سيئا ً بالقدر الذي يجعل الكُل يتهامس هكذا بشأنه‪..‬‬
‫جاءها صوت من جانبها لفتاة تقول بدهشه‪ :‬سيُعرضونه للتحقيق ؟!! هذا يدل بأنه بالفعل‬
‫سارق!!!‬
‫نظرت إليان إليها لتقول صديقتها‪ :‬صدمني ! لم يكن يبدو كهذا النوع من األشخاص‪..‬‬
‫همست لهما من دون وعي تقول‪ُ :‬ربما كان ُهناك سوء فهم‪..‬‬
‫ت جاده ؟ سوء فهم يجعل األمر كبيرا ً‬ ‫نظرا الى حيث وصلهما صوتها لتقول إحداهما لها‪ :‬أن ِ‬
‫الى هذا الحد ؟ لقد إعترف بنفسه!‪..‬‬
‫إتسعت عينا إليان بصدمه تقول‪ :‬إعترف ؟!! ولكن بماذا ؟‬
‫ً‬
‫ال يعرفانها وال يعرفان صلتها بآندرو ولكنهما أجابها حيث قالت األخرى‪ :‬طالبة تُدعى ماريا ‪،‬‬
‫سمعتُ بأنها ذهبت إليه ليُساعدها بكتابة قصتها فقام بسرقة افكارها ونشرها بإسمه‪..‬‬
‫عقدت صديقتها حاجبها تقول‪ :‬كال لم يُساعدها ! لقد سمعتُ بأنها كتبتها كامله وكانت تُريد فقط‬
‫سماع رأيه‪..‬‬
‫تركتهما إليان تتجادالن وهي تتجه الى مكتب أحد مسؤولي الكُلية بعدما سألت إحدى الطلبة‬
‫عن مكان آندرو الحالي بما أنه ليس في مكتبه‪..‬‬
‫طالب ممنوعون من الدخول من‬ ‫وصلت الى القسم الخاص بمنسوبي الكُليه وتجاهلت كون ال ُ‬
‫دون سبب‪..‬‬
‫كان المكان شبه فارغ ‪ ،‬فالمسؤلون إما في مكاتبهم أو بأعمال خارج المكتب‪..‬‬
‫تقدمت بهدوء من الغرفة المقصوده والتي كانت شبه مفتوحه وخفضت خطواتها عندما إقتربت‬
‫واقف يُحادث آندرو قائالً‪ :‬هذا يعني بأن ما يُشاع صحيح ؟!!‬ ‫ٌ‬ ‫كثيرا ً لترى مسؤول شئون الطلبه‬
‫تحدث آندرو الذي كان يقف بالقرب من األريكة يقول‪ :‬ليس تماما ً ‪ ،‬أخبرتُك بأني أُريد رؤية‬
‫ماريا أوالً وحينها‪...‬‬
‫قاطعه المسؤول‪ :‬هذا مستحيل ! أنت فقط أجبني على سؤالي ‪ ،‬هل ما قالته صحيح ؟ إنها‬
‫جريمةٌ يا آندرو!‬
‫أخذ آندرو نفسا ً عميقا ً وبدأ يشعر بالتعرق ُرغم ان التكييف عالي في الداخل‪..‬‬
‫نظر الى عينيه يقول‪ :‬هذا ليس صحيحا ً تماما ً ‪ ،‬أعني‪....‬‬
‫قاطعه المسؤول‪ :‬ولكنه بالفعل بإسمك ؟!!! هل قام أحدهم بتزويرها ‪..‬؟‬
‫إنه في ورط ٍة تامه وبداخله توتر عارم لم يعرف كيف يُسيطر عليه وهو يُجيب‪ :‬كال ليست‬
‫مزوره ‪ ،‬هو بالفعل توقيعي‪..‬‬
‫المسؤول بصدمه‪ :‬هذا يعني بأن إدعائها صحيح ؟‬
‫بس ما!‬‫شد آندرو على أسنانه يقول‪ :‬أُريد رؤيتها ! ُهناك لَ ٌ‬
‫بس ما ؟!‬‫المسؤول بحده‪ :‬هل ُجننت ؟!! تسرقها وتقول ُهناك لَ ٌ‬
‫آندرو‪ :‬دعني آراها وصدقني‪....‬‬
‫قاطعه المسؤول‪ :‬لن يحدث ! من مهام الجهات التعليميه توفير الحماية لطالبها ! قالت‬
‫بالحرف الواحد أنها تخافك فكيف نسمح لك ب ُمحادثتها‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬فلتكن اللجنة كُلها ُهنا ال يهمني ! فقط دعني أُحادثها قبل أي شيء‪..‬‬
‫تقدم المسؤول وجلس على كُرسيه يقول‪ :‬دعنا نُنهي األمر يا آندرو ‪ ،‬هي لجأت الى‬
‫المسؤولين ُهنا وهذا أمر بسيط فلقد كانت تنوي اللجوء الى الشرطة إن كُنتَ ال تعلم وحينها‬
‫من يدري ماذا قد يحدث بك‪..‬‬
‫أشاح آندرو بنظره بعيدا ً بضيق شديد فقال المسؤول‪ :‬كُل شيء واضح ‪ ،‬كالمها وإدعائها كان‬
‫واضحا ً للغايه ‪ ،‬إعترف ودعنا نحل األمر بهدوء‪..‬‬
‫بقي آندرو صامتا ً لفتره قبل أن يقول‪ :‬يُمكنني الذهاب اآلن ؟‬
‫أجابه‪ :‬هذا ليس من صالحك ‪ ،‬األمر منتشر في الكلية كُلها لذا علينا إنهائه اآلن‪..‬‬
‫إلتفت آندرو وغادر دون حتى قول كلمة واحده بينما إنزعج المسؤول من تصرفه ولكنه قرر‬
‫تركه قليالً قبل ُمعاودة الحديث معه‪..‬‬
‫في حين تحركت رجال إليان وهي ال تزال تحت تأثير الصدمه ولحقت بآندرو الذي خرج دون‬
‫أن يلحظ وجودها‪..‬‬
‫عليها أن تسأله وتفهم منه كُل شيء‪..‬‬
‫وقبل أن تفتح فمها ُمناديةً عليها توقفت الكلمات في حلقها بصدمه عندما فتح الباب بشك ٍل حاد‬
‫ودخل على ماريا التي كانت تجلس وحدها في الغرفه‪..‬‬
‫دُهشت ماريا من وجوده ووقفت بسرعه خائفه تقول‪ :‬لما ؟!!‬
‫ت جاده ؟!!‬ ‫وقف ُمباشرةً أمامها بحده ضاربا ً بيده على الجدار خلفها يقول‪ :‬هل أن ِ‬
‫حاولت رفع صوتها تقول‪ :‬يا دكتور!‪..‬‬
‫صرخ في وجهها قائالً‪ :‬إخرسي وأجيبيني!!‬
‫خبأت وجهها بين كفيها بخوف تقول‪ :‬أتركني أتركني‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهه وقال‪ :‬لما تتصرفين هكذا ؟!‬
‫لم تقل شيئا ً فقال‪ :‬إذهبي اآلن الى المسؤولين وإسحبي كُل ما قُلته ومن ثم دعينا نتحدث‬
‫بهدوء‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً فغضب وقال‪ :‬ولما ؟!!! األمر شخصي بينك وبيني لذا عليك أال تلتجئي الى‬
‫المسؤولين‪..‬‬
‫شدت على أسنانها وأبعدت يدها عن وجهها تقول‪ :‬هل أنت جاد ؟!! تسرقني ومن ثَم تُريد مني‬
‫أن أصمت ؟!!‬
‫ت عندما قُل ِ‬
‫ت‪....‬‬ ‫آندرو بإستنكار‪ :‬ولكن هذا كان طلبك أن ِ‬
‫قاطعته‪ :‬كال لم يكن طلبي !!!من هذا المجنون الذي سيُضيع سنوات من عمره في كتابة قصة‬
‫جيده ومن ثُم يطلب من أحدهم أن ينشرها بإسمه!!‬
‫آندرو بحده‪ :‬كُفي عن إستغفالي!‬
‫ُف أنت عن الكذب واإلحتيال!‪..‬‬ ‫ماريا بحده ُمماثله‪ :‬بل ك ّ‬
‫ُجن جنونه ورفع يده فصرخت بخوف وجلست متكومةً على نفسها تصرخ‪ :‬ال تضربني‪..‬‬
‫صدم من ردة فعلها ! لقد كان ينوي إفراغ غضبه في الجدار ليس إال‪..‬‬ ‫ُ‬
‫عض على شفته وقال‪ :‬كُفي عن هذا!‬
‫هزت رأسها نفيا ً وهي ال تزال تُخبئ وجهها في ُركبتيها وبدأ جسدها يرجف وهي تقول‪ :‬إبتعد‬
‫‪ ،‬أتركني‪..‬‬
‫إنزعج للغايه منها ومن تصرفاتها ‪ ،‬مد يده وأمسك بساعدها ليرفعها عن األرض بقوه ويقول‬
‫بوجهها‪ :‬أخبرتُك أن تتوقفي!!!‬
‫بدأت عيناها تغوران بالدموع وهي تقول برجفه‪ :‬أقسم لي بأني طلبتُ منك أن تنشرها بإسمك‬
‫؟ أُقسم لي بهذا‪..‬‬
‫صدم من دموعها ومن جملتها أيضا ً فبدأ التوتر عليه يقول‪ :‬أنا ‪ ...‬أعني‪..‬‬ ‫ُ‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬أُقسم لي بهذا!!‬
‫شد على اسنانه ولم يستطع فعلها‪..‬‬
‫فجائه صوت إليان المرتجف تقول‪ :‬أقسم لها بهذا‪..‬‬
‫صدم وإلتفت بسرعه لتتسع عيناه بدهشة وهو يراها تنظر إليه بأعين مليئة بالخذالن‪..‬‬ ‫ُ‬
‫فتح فمه يقول بسرعه‪ :‬ال إليان إنها‪.....‬‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬إذا ً أقسم لها!‪..‬‬
‫شتت نظره في األنحاء قبل أن يُعاود النظر إليها يقول‪ :‬دعيني أشرح لك األمر‪..‬‬
‫عضت على طرف شفتها قبل أن تهمس‪ :‬حقير‪..‬‬
‫ومن ثُم غادرت ُمسرعه وقبل حتى أن يستوعب ويلحق بها دخل أحد المسؤولين من الباب‬
‫صدم من منظر الفتاة شبه منهاره وآندرو يمسك بساعدها بقوه‪..‬‬ ‫اآلخر و ُ‬
‫صرخ فيه بحده‪ :‬آندرو!!!‬
‫وكان هذا الصوت هو آخر ما سمعته إليان وهي ُمغادرة‪..‬‬
‫لينتشر بعدها أمر سرقته وتعنيفه لماريا وإحتياله عليها في أنحاء الكلية كُلها بسرع ٍة كبيره‬
‫كما نتشتر النار في الهشيم‪..‬‬
‫**‬

‫صدمت فيه‬ ‫دخلت إليان الى الكُلية بهدوء ولسبب غير معروف كانت تتذكر هذا اليوم الذي ُ‬
‫بآندرو صدمةً كبيره‪..‬‬
‫جعلها هذا تتذكر ريكس أيضا ً‪..‬‬
‫كانا قريبان منها على عكس اآلن ‪ ،‬لقد كانا يملكان وجها ً آخر غير الذي يُظهرانه للناس‪..‬‬
‫وهذا صدمها‪..‬‬
‫تكره اإلستغفال ‪ ،‬وتكره ال ُمجرمين أيضا ً‪..‬‬
‫تكرههم جدا ً‪..‬‬
‫توقفت بطابور الطلبه كي تطلب لها قهوةً بارده وعقلها مشغو ٌل بهما‪..‬‬
‫نعم ‪ ،‬تكره صفاتهما للغايه‪..‬‬
‫ولطالما قالتها في وجههم بأنها تكرههما جدا ً‪..‬‬
‫أجل‪..‬‬
‫ولكن‪.....‬‬
‫لما تشعر بألم بصدرها كُلما تذكرتهم ؟‬
‫إنه ليس ألم الخذالن ‪ ..‬بل ألم آخر‪..‬‬
‫ال تستطيع تفسيره‪..‬‬
‫وصلت عند البائعه وطلبت قهوتها وهي تهمس‪ :‬توقفي عن التفكير بهما‪..‬‬
‫ولكنها لم تستطع فما إن رأت الكوب حتى تذكر قهوتها األخيرة مع آندرو‪..‬‬
‫عندما جلست معه إسترجعت تلك اللحضات القديمة التي فقدتها كثيرا ً‪..‬‬
‫أخذت الكوب وهي تتسائل عن ما إن كان سبب ألم صدرها هو الحنين ؟‬
‫هل حقا ً بداخلها تُريد أن ترجع الى تلك األيام القديمه ؟‬
‫تقدمت من جيسيكا التي كانت تنتظرها وجلست لتقول قبل أن تتحدث جيسي‪ :‬هل من الغريب‬
‫لشخص أكرهه ؟‬ ‫ٍ‬ ‫أن أشتاق‬
‫عقدت جيسي حاجبها متعجبةً من هذا المزاج الغريب مع الصباح لتقول‪ :‬مابك إيلي ؟‬
‫إليان بهدوء‪ :‬هل يُمكنك أن تغفري ل ُمجرم ؟‬
‫ال فائدة لمعرفة ما بها لذا قررت ُمجاراتها في الحديث تقول‪ :‬مجرم من أية ناحيه ؟‬
‫لم تعرف إليان بأي واحد تُجيبها‪..‬‬
‫إختارت جانب آندرو تقول‪ :‬مجرم مستغل ‪ ،‬يستغل اآلخرين ويسرقهم‪..‬‬
‫جيسي بتفكير‪ :‬اممم وهل إستغلك انت ؟‬
‫إليان‪ :‬كال‪..‬‬
‫جيسي‪ :‬إذا ً ُهناك مجال للغفران‪..‬‬
‫بشخص خذلني الى هذا الحد ‪ ،‬أكره‬ ‫ٍ‬ ‫شخص سيء ‪ ،‬من الصعب أن أُعاود الثقة‬
‫ٌ‬ ‫إليان‪ :‬ولكنه‬
‫ال ُمجرمين‪..‬‬
‫جيسي‪ُ :‬ربما يملك سببا ً‪..‬‬
‫إليان بإستنكار‪ :‬هل ُهناك شيء يُبرر السرقة واإلحتيال ؟!! هذا بجانب تعنيف الفتيات أيضا ً ‪،‬‬
‫أكره هذا‪..‬‬
‫فهمت جيسي بأنها تقصد آندرو لذا أكملت حديثها وكأنها لم تكتشف هذا وقالت‪ :‬إجلسي معه‬
‫وإسمعيه بالكامل وحينها‪...‬‬
‫قاطعتها إليان‪ :‬ال يُمكن ! كُل شيء واضح ولم أسمع به بل رأيتُه بعين ّ‬
‫ي!‬
‫تنهدت جيسي وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إسمعي له فقط وحينها قرري ‪ ،‬لم تسألي عن إمكانية غفرانك له‬
‫إال ألنه ال يزال ُهناك شعور بداخلك ‪ ،‬عندما تستمعين إليه إما يكبر هذا الشعور أو يختفي كليا ً‬
‫‪ ،‬في كال الحالتين سترتاحين‪..‬‬
‫أشاحت إليان بنظرها ولم تُعلق فبقيتا صامتتين حتى علقت جيسي قائلةً ت ُغير الموضوع‪ :‬ماذا‬
‫ت ببحث الدكتورة ايليت بخصوص الرغبة ال ُمستقبليه ؟‬ ‫فعل ِ‬
‫ضحكت تُكمل‪ :‬مع أني أعرف إجابتك وهي كونك تُريدين أن تُصبحي تاجرةً كوالدك‪..‬‬
‫بقيت عينا إليان شاردتان في الفراغ قبل أن تقول‪ :‬هل ستُصدمين لو أخبرتُك بأني أُريد أن‬
‫أُصبح ناشطه ‪..‬؟‬
‫عقدت جيسي حاجبها بدهشة تقول‪ :‬وااه هذا غير متوقع ‪ ،‬ناشطه ؟!! عجيب ‪ ،‬أُراهن بأنه‬
‫ناشطةً في حقوق المرأة صحيح ؟‬
‫هزت إليان رأسها نفيا ً تقول‪ :‬حقوق الطفل‪..‬‬
‫زاد تعجب جيسي وقالت‪ :‬غريب ‪ ،‬لم أرك لمرة تتحدثين بخصوص األطفال بأي شكل من‬
‫األشكال ‪ ،‬صدمتني‪..‬‬
‫تنهدت إليان وأخذت كوبها لتشرب وهي تهمس‪ :‬مجرد رغب ٍة عابره ال أعلم هل سأفعلها أو ال‬
‫‪..‬‬

‫***‬

‫‪11:20 am‬‬

‫يجلس عاقدا ً حاجبيه يُطالع مجموعة أوراق بين يديه وهو يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ال بأس بالكلمات ‪،‬‬
‫تبدو عميقةً بعض الشيء‪..‬‬
‫لحن جيد ؟‬
‫تركها وأكمل ل ُممنتج أغانيه يقول‪ :‬على أية حال يُهمني اللحن ‪ ،‬هل من ُم ٍ‬
‫أجابه قائالً‪ :‬لم نبحث حتى اآلن ‪ ،‬دعنا ننظر في أمر الكلمات أوالً‪..‬‬
‫وضع إدريان األوراق على الطاولة الصغيرة التي تتوسط األرائك يقول‪ :‬نعم الكلمات جيده ‪،‬‬
‫ت أقوى ‪ ،‬إبحث لي عن كاتب جيد ألجلها‪..‬‬ ‫لكن األغنية الرئيسية لأللبوم تحتاج لكلما ٍ‬
‫صمت قليالً بعدها أكمل‪ :‬دعها تتحدث عن الفقد ‪ ،‬لم تكن هناك أي أغنية رئيسية لي تتحدث‬
‫عن الفقد‪..‬‬
‫ال ُمنتج ُمفكراً‪ :‬اممم تبدو فكرةً جيده ‪ ،‬سأنظر في األمر‪..‬‬
‫سفرةً في إنتظاري ‪،‬‬ ‫رفع إدريان عينيه الى الساعة ثُم قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأعود الى المنزل ف ُهناك َ‬
‫إن كان ُهناك ماهو ُمهم أجله حتى عودتي ‪ ،‬أُريد اإلستمتاع بعيدا ً عن العمل‪..‬‬
‫هز ال ُمنتج رأسه وهو يصنع عالمة الـ ‪OK‬بيده فإبتسم إدريان ثُم خرج من الغرفة ومشى في‬
‫الرواق ُمرسالً ألُخته واإلبتسامة على شفتيه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫جبرك على ما تكرهيه"‬ ‫حب أُمي عندما ت ُ ُ‬
‫"وأخيرا ً سنُسافر معا ً ‪ ،‬أ ُ ُ‬
‫جاءه صوت يقول‪ :‬إدريان آليكسندر‪..‬‬
‫تنهد إدريان بملل وإلتفت الى الخلف حيث ال ُمغني الذي يعرف صوته جيدا ً يقول‪ :‬ماذا ؟ لما‬
‫تستمر ب ُمحاولة إستفزازي في كُل مر ٍة تراني فيها ؟‬
‫إبتسم بسخريه وتقدم منه يقول‪ :‬فقط كُنتُ أُريد التأكد من أمر اإلشاع ِة التي نُشرت هل هي‬
‫صحيحه ؟‬
‫رفع إدريان حاجبه يقول‪ :‬إذهب وإجري خلف اإلشاعات بعيدا ً عني فهي ال تُهمني حتى لو‬
‫كانت عني‪..‬‬
‫إلتفت ليُغادر فأوقفه كالم ال ُمغني يقول‪ :‬لديك قريبةً تُدعى فلور ريكسوفر ؟‬
‫دُهش إدريان للحضه قبل أن يلتفت إليه بهدوء وهو يخشى بأن ما يُفكر به صحيحا ً!‬
‫بطرق ُمنحطه‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫إبتسم ال ُمغني وهمس قائالً‪ :‬عائلة تعشق الشهرة‬
‫ش ّد إدريان على أسنانه وأصبحت مثل هذه اإلهانات ال تُطاق بالنسبة إليه لذا ومن دون تردد‬
‫تقدم دافعا ً إياه الى الجدار يقول بحده‪ :‬كُف عن التدخل فيما ال يعنيك وإهتم بعملك!‬
‫إبتسم بإستفزاز يقول‪ :‬ألم تقل قبل قليل بأن اإلشاعات ال تهمك ؟ عجبا ً إني أراك تحترق من‬
‫الغضب و‪.....‬‬
‫قاطعه لكم إدريان له في وجهه فجعله هذا التصرف يُجن جنونه وهو يصرف فيه‪ :‬كيف تجرؤ‬
‫على لمس وجهي!!!‬
‫الوجه هو أهم شيء لل ُمغنين لذا لم يتردد إدريان في صنع كدم ٍة فيه وقال ُمجيبا ً عن سؤاله‪:‬‬
‫ُف عن التدخل بشؤني وإحرص على نجاحك‪..‬‬ ‫أُعلمك درسك ‪ ،‬لذا أقولها ُمجددا ً ‪ ،‬ك ّ‬
‫إبتسم وأكمل وهو يقترب من وجهه هامساً‪ :‬لقد إنفصلتُ عن كاتالين منذ فترة ومع هذا ال أزال‬
‫ناجحا ً ! ما ُحجتك اآلن ؟ أولستَ دائما ً ما تقول بأن سبب نجاحي هو دعم كاتالين و ُمعجبيها ؟‬
‫رفع يده وطبطب على خده ببرود يُكمل‪ :‬الفاشل يُعلق فشله في اآلخرين دائما ً ‪ ،‬ستنزل الى‬
‫القاع قريبا ً عزيزي‪..‬‬
‫وإلتفت بعدها ليُغادر ولكن ال ُمغني كان قد وصل حده في تحمل اإلهانات فتقدم منه وأمسك‬
‫بسترته ولفه على جهته ليلكمه في وجهه بعنف جاعالً منه يرجع الى الخلف بقوه ويصطدم‬
‫بالجدار‪..‬‬
‫إتسعت عينا إدريان بغضب ومن ثُم دخل في شجار معه وبالكاد تدخل بعض الموظفين في فض‬
‫شجارهم وإبعادهم عن بعضهم‪..‬‬
‫تحدث ديريك إلدريان يقول بصدمه‪ :‬هل أنت جاد !! منذ متى وال ُمغنون يدخلون في شجار !!‬
‫أنسيت أمر تصوير المشهد ؟!!!!‬
‫شد إدريان على أسنانه وزاد إنزعاجه عندما تذكر هذا وعينيه على اآلخر الذي يبدو كالمجنون‬
‫يُحاول التملص منهم كي يُكمل الشجار‪..‬‬
‫ديريك‪ :‬فلتذهب الى المستوصف ُمباشرةً ليفعلوا شيئا ً بوجهك قبل أن تظهر العالمات!‬
‫أشاح إدريان بوجهه وغادر وهو يسمعه يصرخ بإسمه يُناديه ويصفه بالجبان الهارب‪..‬‬
‫نزل حيث العيادة الصغيره بالمؤوسسه ودخل الى الطبيب الذي هرع فورا ً ليُحضر الكريمات‬
‫وال ُمعقمات‪..‬‬
‫لقد كانت ُهناك كدمة في خده بجانب ُجرح بالقُرب من عينه‪..‬‬
‫سحقا ً له ‪ ،‬سيجعله يدفع الثمن إن تم اإلستغناء عنه بسبب تشوه وجهه‪..‬‬ ‫ُ‬
‫فدوره في الفيلم دور ُمغني صاعد محبوب ووسيم ‪ ،‬قطعا ً لن يُحضروا ُممثالً مشوه الوجه!‬
‫وصلته رسالةً الى هاتفه فأخرجه ليرى ممن هي ‪ ،‬كانت من إليان تكتب فيها‪:‬‬
‫"أنا غاضبه ‪ ،‬أتمنى بأن تهلك"‬
‫ُرغما ً عنه تحول غضبه العارم الى ضحك هستيري جعل الطبيب يتعجب منه‪..‬‬
‫بالكاد سيطر على اصابعه وهو يكتب‪:‬‬
‫"لقد هلكتُ فعالً ‪ ،‬إليان أنا لن أ ُغضبك بعد اآلن"‬
‫**‬

‫من جهة أُخرى دخل الى المنزل وهزه تماما ً بصرخته الغاضبه ُمناديا ً على إسمها بكُل ِح ّد ٍة!!‬
‫الكُل شعر بالتوتر والخوف حتى وهم بعيدون عن أنظاره‪..‬‬
‫بالكاد تقدمت الخادمة منه تحمل معطفه عنه وهي تقول بتردد‪ :‬هل أُجهز الغداء ؟‬
‫نظر إليها بحده يقول ‪:‬هل عادت فلور من المدرسه ؟!!‬
‫هزت الخادمه رأسها نفيا ً تقول‪ :‬لم تذهب إليها أصالً!‬
‫شد على أسنانه وصرخ ُمجددا ً يُزلزل القصر قائالً‪ :‬فلــــــــور!!‬
‫إرتجفت الخادمه وقالت بسرعه‪ :‬سـ سأُناديها لك سيدي‪..‬‬
‫وغادرت ُمسرعه من أمامه فهي المرة األولى التي تُشاهده فيها بكُل هذا الغضب وكأنه بُركان‬
‫ثائر!‬
‫في حين أن صوته وصل الى مسامعها بشك ٍل واضح للغايه!!‬
‫للتو كانت تتناول بعض الفطائر بغرف ٍة قريبه وما إن سمعت صرخته حتى عرفت سببها فورا ً‬
‫لذا من دون أدنى تفكير إختبأت خلف األريكة التي بالقرب من الزاويه وهي ترتجف خوفا ً!‬
‫عمها غاضب للغايه وال أحد ُهنا ألجلها‪..‬‬
‫آلبرت بالخارج وإستيال لم تعد للمنزل وحتى كين في مدرسته!‬
‫هي هالكه ال محاله!‬
‫فتحت هاتفها بحثا ً عن رقم آلبرت وعيناها تغوران بالدموع ولكن قطع عليها هذا صوت فتح‬
‫الباب يتبعه صوت الخادمه تقول‪ :‬ماذا ؟ أنا واثقه بأنها كانت ُهنا قبل فتر ٍة قصيره‪..‬‬
‫سدت أُذنيها بيديها متكورةً على نفسها وهي تهمس بعينين ُمغمضتين‪ :‬أرجوكم دعوا هذا‬
‫اليوم يمر على ما يُرام‪..‬‬
‫وصلها صوت خطواته التي تحفضها جيدا ً وهو يدخل الى الغرفة ليقول بح ّد ٍة بعد أن شاهد‬
‫صحن الفطائر‪ :‬أُخرجي قبل أن أغضب!!‬
‫إرتجف جسدها بخوف وهي تهمس لنفسها‪ :‬أنت غاضب ‪ ،‬أنت بالفعل غاضب‪..‬‬
‫صرخ آليكسندر بحده‪ :‬فلــور!!‬
‫برعب فلف بنظره إليها عندما ظهرت أخيرا ً وقبل حتى أن يفتح فمه بكت تقول بكُل‬ ‫وقفت فورا ً ُ‬
‫رجاء‪ :‬سامحني لن أُكرهها مرةً أُخرى ‪ ،‬إنها المرة األولى واألخيره صدقني ! سامحني عمي‬
‫سامحني أرجوك‪..‬‬
‫أشار لها يقول بوج ٍه غاضب‪ :‬تعالي ُهنا‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً فالمكان اآلكثر أمانا ً بالنسبة لها اآلن هو خلف األريكة ‪ ،‬غضب عمها وقال‪:‬‬
‫أخبرتُك أن تتقدمي ُهنا!!‬
‫شعرت أن جسدها قد ينهار من شدة خوفها وزاد بُكائها وهي تقول بشهقات ُمتتاليه‪ :‬صدقني‬
‫ال ذنب لي ‪ ،‬لم أنشر شيئا ً ‪ ،‬أحدهم فعل بي هذا ‪ ،‬صدقني لم أفعل اسفه اسفه اسفه‪..‬‬
‫تصرف سيء يا فلور ‪ ،‬تعالي ُهنا دون كلمه واحده!!!‬ ‫ٌ‬ ‫آليكسندر بحده‪ :‬ال تجعلينني أُقدم على‬
‫لم تعد ترى طريقها من شدة الدموع المتجمعه في عينيها وتقدمت من خلف األريكة بقدميها‬
‫المرتجفتان حتى أصبحت قريبةً بعض الشيء وتوقفت‪..‬‬
‫حاول عمها السيطرة على أعصابه وهو يقول‪ :‬أخبرتُك أن تتقدمي ُهنا‪..‬‬
‫حاولت أن تستنجد به بنظراتها المكسوره ولكن هذا لم يُحرك فيه شعرةً واحده‪..‬‬
‫فتقدمت وشهقاتها في إزدياد حتى أصبحت أمامه‪..‬‬
‫ما إن فتح فمه حتى رفعت يدها أمام وجهها وكأنها تحمي نفسها منه وهو يقول‪ :‬كيف تجرأتي‬
‫وفعلتِها ؟!!!!‬
‫سمعة السيئه وتنشرين معلوماتك‬ ‫أكمل بغضب‪ :‬لما تدخلين في مثل هذه المواقع ال ُمخله ذات ال ُ‬
‫ُ‬
‫ت أيضا ً بفضيح ٍة أخرى!!‬ ‫الكاملة هكذا ؟!!! أال يكفيني فرانس حتى تأتيني أن ِ‬
‫إرتجف صوتها وهي تقول‪ :‬لم افعل لم افعل‪..‬‬
‫ت فمن فعلها إذا ً ؟!!!‬ ‫قاطعها بغضب‪ :‬إن لم تفعلي أن ِ‬
‫جاء صوتٌ من الخلف يُجيبه قائالً‪ :‬جينيفر فعلت‪..‬‬
‫رفعت فلور رأسها فورا ً ودُهشت وهي تراه وبشك ٍل غير إرادي ذهبت إليه فورا ً وإختبأت خلفه‬
‫ليحميها بينما سيطر آليكسندر على غضبه وإلتفت ينظر إليه يقول‪ :‬ما نوع ال ُهراء الذي تتفوه‬
‫به ؟‬
‫ضاقت عيناه ُمكمالً بحده‪ :‬أجبني يا ريكس!‬

‫‪End‬‬
‫‪Part 52‬‬

‫"أفراد العائلة دائما ً يقولون أشياء تسبب األلم"‬


‫‪-‬تشيماماندا‪-‬‬

‫ت فمن فعلها إذا ً ؟!!!‬‫قاطعها بغضب‪ :‬إن لم تفعلي أن ِ‬


‫جاء صوتٌ من الخلف يُجيبه قائالً‪ :‬جينيفر فعلت‪..‬‬
‫رفعت فلور رأسها فورا ً ودُهشت وهي تراه وبشك ٍل غير إرادي ذهبت إليه فورا ً وإختبأت خلفه‬
‫ليحميها بينما سيطر آليكسندر على غضبه وإلتفت ينظر إليه يقول‪ :‬ما نوع ال ُهراء الذي تتفوه‬
‫به ؟‬
‫ضاقت عيناه ُمكمالً بحده‪ :‬أجبني يا ريكس!‬
‫غرفتك‪..‬‬‫صمت ريكس قليالً قبل أن يقول بهدوء‪ :‬غادري الى ُ‬
‫رفعت فلور عينيها إليه ثُم نظرت الى عمها بتردد وعندما لم يُب ِد أي إعتراض إلتفتت وخرجت‬
‫من المكان بسرعه قبل أن يُغير رأيه‪..‬‬
‫نظر ريكس الى والده يقول‪ :‬إن صرخت بوجهها هكذا لن يُمكنها التبرير‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬لم يكن هذا سؤالي‪..‬‬
‫صمت ريكس قليالً بعدها قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إن كُنتَ ترى بأن إجابتي كانت ُهراءا ً فإبحث عن األمر‬
‫بنفسك ‪ ،‬أنا فقط أخبرتُك عن الفاعل‪..‬‬
‫تلعب معي أم ماذا ؟!‬ ‫ُ‬ ‫آليكسندر بإستنكار‪ :‬هل‬
‫ريكس‪ :‬و ُمنذ متى كُنتُ ألعب بمثل هذه األمور ؟‬
‫إبتسم بسخريه وأكمل‪ :‬بل متى لعبتُ أصالً من قبل ؟‬
‫ظهر الغضب على وجهه وكاد أن يصرخ عليه واصفا ً إياه بالجنون ولكنه لم يستطع‪..‬‬
‫ريكس ال يكذب هكذا ‪ ..‬هو يعرفه جيدا ً‪..‬‬
‫إذا ً ماذا ؟ هل لجينيفر يد بموضوع فلور ؟‬
‫ولكن فلور من سجلت بمثل هذه المواقع وهي من إستعرضت فيها بكُل جنون فكيف يكون‬
‫لجينيفر يد في هذا!‬
‫سأل سؤاله ُمباشرةً يقول‪ :‬كيف تقول جينيفر فعلت بينما فلور هي من تُسجل الفيديوهات ؟!‬
‫ريكس هذا ليس واقعيا ً البته!‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ربما فلور فعلت وسجلت وإشتهرت ولكنها ال تملك ال ُجرأة لتضع إسمها الكامل هكذا !‬
‫إنها حتى ال تُظهر وجهها وصوتها فكيف تضع هويتها ؟‬
‫آليكسندر‪ :‬وإذا ً ؟ هل هذا سببا ً كافيا ً لتقول بأن جينيفر الفاعله ؟‬
‫ريكس‪ :‬لن أُقنعك ‪ ،‬يُمكنك تصديقي أو تكذيبي كما تشاء ‪ ،‬لكن أبي ‪ ...‬فقط تأكد من األمر أوالً‬
‫‪..‬‬
‫تنهد آليكسندر ولم يُناقشه‪..‬‬
‫ً‬
‫هو بالتأكيد غير ُمقتنع بكالمه ولكن كلمة "أبي" ال زالت تؤثر عليه وخاصة أن إبنه البكر‬
‫والمحبوب له نادرا ً ما يقولها‪..‬‬
‫آليكسندر بهدوء‪ :‬أنت ال تكذب ؟‬
‫ريكس‪ :‬أجل ‪ ،‬ال أكذب بهذا‪..‬‬
‫صمت آليكسندر لفتره في حين خطت فلور خطواتها وغادرت بهدوء بعدما كان تستمع إليهم‬
‫لتطمئن على وضعها‪..‬‬
‫بعد فترة صمته قال‪ :‬على أية حال هل عُدتَ لتوك من عملك ؟‬
‫هز ريكس رأسه نفيا ً يقول‪ :‬كال ‪ ،‬كُنتُ نائما ً في األعلى بما أني لم أنم طوال الليل‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬ماذا بخصوص عملك ؟ اشعر بأنك تُهمله ‪ ،‬متى آخر مرة ذهبت إليه ؟‬
‫لم يعرف بماذا يُجيبه ريكس فهو ال يتذكر متى آخر مرة ذهب‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬رين هذه أبعدته عن أمور كثيره‪..‬‬
‫أجابه‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬سأُسوي أموره قريبا ً‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬من الجيد أنك تعرف اخطائك ‪ ،‬أتمنى أن تختفي كُل أخطائك بالعمل قريبا ً ‪ ،‬األعين‬
‫اصبحت منصبّةً عليك بعد حادثة فرانس األخيره‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬خططتُ للمدى الذي سأوصل عملي له‪..‬‬
‫ي والده يقول‪ :‬هل لي أن أطلب طلبا ً ؟‬ ‫صمت قليالً بعدها نظر الى عين ّ‬
‫عقد آليكسندر حاجبه ثُم قال‪ :‬حسنا ً دعنا نجلس و‪...‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬كال فأنا لدي عمل مهم علي إنجازه قبل الذهاب الى الخالة كايري‪..‬‬
‫آليكسندر بتعجب‪ :‬كايري ؟ ولما تُريد الذهاب اليها ؟‬
‫ريكس‪ :‬ألم تُخبرك عمتي ؟ لقد دعتها هي وأبنائها من ضمنهم أنا لذا سأذهب ُرغم إنشغالي‪..‬‬
‫مكان ما مع أبنائها ‪ ،‬ضننتُها ستُسافر‬ ‫ٍ‬ ‫آليكسندر‪ :‬نعم نعم صحيح ‪ ،‬أخبرتني أنها ستذهب الى‬
‫الى ليون من أجل زيارة قبر والديها كالعاده‪..‬‬
‫تجاهل هذا األمر وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماهو طلبك ؟‬
‫لم يُجبه ريكس ُمباشرةً بل بقي صامتا ً لفتره قبل أن يقول بهدوء‪ :‬أعد التفكير بأمر إمساكي‬
‫لزمام أمور العائله ‪ ،‬فأنا أشعر بأن آلبرت أكثر من يُناسبه هذا ناهيك عن كونه األكبر بين‬
‫الجميع‪..‬‬
‫صدم آليكسندر من كالمه فقاطعه ريكس قبل أن يتحدث وهو يقول‪ :‬إن كُنتَ تُريد وريثا ً فليس‬ ‫ُ‬
‫من الضرورة أن يكون إبنك ‪ ،‬أعرف بأنك تختارني لعدة أسباب منها خوفا ً علي من كالم‬
‫الناس عندما يرونك فضّلت إبن أخاك عن إبنك ‪ ،‬كالمهم هو آخر ما يهمني ‪ ،‬وبالنسبة‬
‫لموضوع والدتي فكف عن تحميل نفسك الذنب لعيشي ُمشتتا ً بينكما ‪ ،‬إن كانت هذه رغبتكما‬
‫راض تماما ً ‪ ،‬ال تدع العاطفه هي ما تقودك وتجعلك تُريد تعويضي قدر‬ ‫ٍ‬ ‫باإلنفصال فال بأس أنا‬
‫ال ُمستطاع ‪ ،‬أنا بخير ‪ ،‬والوراثة هي آخر ما أتمناه ‪ ،‬بل ليست من أمنياتي ‪ ،‬وال اصلح لها‬
‫أصالً فعالقاتي سيئه حتى مع إخوتي لذا من قد يقبل بي ؟‬
‫شد آليكسندر على أسنانه يقول‪ :‬سيقبل الجميع ُرغما ً عنه!‬
‫ريكس‪ :‬اإلكراه من أسوأ الخيارات ‪ ،‬آلبرت هو الشخص ال ُمناسب ‪ ،‬الكُل ُهنا يحترمه حتى أنا!‬
‫بقي ينظر إليه آليكسندر بعدم رضى ليقول بعدها‪ :‬لما فجأه تقول هذا الكالم ؟ هل من أح ٍد ضغط‬
‫عليك!‬
‫ريكس‪ :‬كال ‪ ،‬إنها رغبتي منذ البدايه ‪ ،‬أنا ال أُريد أن أُصبح مسؤالً عن أي شيء فهذا ليس‬
‫مكاني ‪ ،‬أملك ُمستقبالً آخر أسعى إليه بعيدا ً عن التجاره فال تمنعني منه‪..‬‬
‫عقد والده حاجبه يقول‪ :‬ألن تُكمل في التجاره ؟ أولست من تولى أموال والدتك وكبّرتها بهذا‬
‫الشكل وسعيتَ ألن تكبر أكثر وأكثر فلما تغير رأيُك اآلن ؟‬
‫صمت ريكس قليالً قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬كان لهدف‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬وماهو ؟ ماهذا ال ُمستقبل الذي تسعى إليه ؟‬
‫ريكس‪ :‬أال يُمكنني اإلحتفاظ به سرا ً ؟‬
‫ظهر التعجب واإلستنكار على وجه آليكسندر وهو يقول‪ :‬ولما تُخفيه ؟‬
‫ألنه لن يُعجبك‪..‬‬
‫هذا رده الذي لم يستطع قوله‪..‬‬
‫أجابه بهدوء‪ :‬أُحب أن أسعى ألهدافي بصمت حتى أُنجزها‪..‬‬
‫هذه اإلجابة لم تُقنع آليكسندر ‪ ،‬أو ربما ألنه يرغب بمعرفة ما يُفكر فيه إبنه‪..‬‬
‫لطالما كان هادئا ً للغايه وال يتحدث عن نفسه ورغباته ُمطلقا ً‪..‬‬
‫آليكسندر بهدوء‪ :‬ما الذي يحدث معك ؟ ما نوع هذا ال ُمستقبل الذي يجعلك تبتعد عن عملك‬
‫الذي سعيتَ إليه منذ سنوات ؟ مانوع هذا ال ُمستقبل الذي جعلك ترفض فتاةً ُمناسبةً لك ؟ ماهو‬
‫هذا ال ُمستقبل الذي يجعلك تسألني أسئلةً غريبةً عن والدتك ! ريكس ‪ ....‬ماذا يحدث معك ؟ لما‬
‫تتغيب عن المنزل كثيرا ً إن كُنتَ ال تذهب الى عملك ؟ في ماذا تقضي كُل وقتك!‬
‫ضاقت عينا آليكسندر لوهله عندما تذكر كالم آلبرت بالحفلة ليقول بهدوء‪ :‬لما كُنتَ تُعطي‬
‫لمشاكلك حلول لحضيه ؟ لما تبتعد عن الحلول ذات المدى البعيد ؟! هل تسعى لتدمير شركتك‬
‫بنفسك ؟!!‬
‫إنها ُمد ّمرةً حتى النُخاع وبالكاد هي صامدةً ظاهريا ً‪..‬‬
‫إجابةً لم ينطقها بل قال بهدوء‪ :‬لدي نظرةً أُخرى في إدارة أعمالي ‪ ،‬ال تُفكر باألمر كثيرا ً‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬إذا ً أجبني ‪ ،‬ما الذي تُفكر فيه حاليا ً ؟‬
‫علم ريكس بأن والده لن يتركه دون أن يُعطيه إجابةً واضحه فقرر إخباره عن بعض األمور‬
‫لعل لديه إجابه‪..‬‬
‫تحدث يقول‪ :‬إكتشفتُ أن أُمي تملك إبنا ً آخر‪..‬‬
‫ظهرت الدهشة على وجه آليكسندر وربط كالمه هذا بسؤاله في ليلة عودتهم من المطعم فقال‪:‬‬
‫هل أنت واثق ؟! وكيف عرفت ؟‬
‫ُ‬
‫ريكس‪ :‬أحد الذين عملوا مع والدتي سابقا ً أكّد األمر لذا أصبحتُ أفكر بأمره كثيرا ً وأبحث عنه‬
‫‪..‬‬
‫ُ‬
‫كالمه هذا أدهشه كثيرا ً ‪ ،‬نعم هو إنفصل عنها ولكن لم يفكر في كونها قد تتزوج مرةً أخرى‪..‬‬
‫الى هذا اليوم وهو يتذكر لحضة إنفصالهما ‪ ،‬كالمها لم يكن يدل على أنها قد تُعيد تكرار تجربة‬
‫الزواج‪..‬‬
‫ليس من رجل فرنسي على األقل‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬ومن تزوجته كان من ُهنا أو من روسيا ؟‬
‫زواج ؟‬
‫لم يُفكر ريكس بهذا كثيرا ً فهو حتى ال يعلم إن كانت أمه أنجبت هذا الطفل تحت إطار الزواج‬
‫أو ال‪..‬‬
‫أجابه‪ :‬أجل هو فرنسي‪..‬‬
‫أخذ آليكسندر نفسا ً عميقا ً يُحاول تجاهل التفكير بأمرها فهذا النوع من التفكير يُرهقه عاطفيا ً‬
‫للغايه‪..‬‬
‫سأله‪ :‬وكيف حال الطفل ؟ يعيش جيدا ً مع والده ؟‬
‫ريكس‪ :‬كال‪...‬‬
‫صمت قليالً وأكمل‪ :‬هجره والده والطفل يعيش بعيدا ً ال أعرف أين ‪ ،‬أرغب برؤيته والتأكد ما‬
‫إن كان يعيش حياة جيده أو ال‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬إن كانت والدتك ماتت وهي في األربعينيات من عمرها فهذا يعني بأن الطفل كبير‬
‫بعض الشيء‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أجل ‪ ،‬هو في السادسة عشره اآلن‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬تعرف كُل هذه المعلومات وال تعرف مكانه ؟‬
‫ريكس‪ :‬لهذا أنا مشغوله بعض الشيء هذه األيام ‪ ..‬هل تملك فكرة عن مكانه فربما تُساعدني‬
‫كثيرا ً ؟‬
‫هز آليكسندر رأسه يقول‪ :‬لم تملك آليس أي قريب ُهنا ‪ ،‬ال يُمكنني توقع أين قد يكون الطفل ‪،‬‬
‫ُربما في الملجأ أو يتربى مع أُسر ٍة ما ؟ إبحث عن في دور الرعاية عن طفل يحمل إسم والدتك‬
‫فبما أن والده قد هجره فسيُنسب الطفل الى أُمه‪..‬‬
‫لم يُعلق ريكس فريكارد بالتأكيد أبعده عن إسم والدته قدر اإلمكان حتى ال يصل البروفيسور‬
‫إليه‪..‬‬
‫لكنه مع هذا أجاب‪ :‬أجل لم أُفكر باألمر ‪ ،‬سأُحاول‪..‬‬
‫بعد قال‪ :‬إعذرني سأُغادر فعلي زيارة أحدهم قبل السفر‪..‬‬
‫هز آليكسندر رأسه دون تعليق فإلتفت ريكس وعندما خطا خارج الغرفه قال آليكسندر‪ :‬ريكس‬
‫‪..‬‬
‫توقف وإلتفت إليه فقال آليكسندر بهدوء‪ :‬ال تُح ّمل نفسك خطأ ذلك اليوم‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه بهدوء قبل أن يقول بإبتسامه كاذبه‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬تخطيتُ ذلك‪..‬‬
‫***‬

‫‪12:55 pm‬‬

‫تستلقي على األريكة ناظرةً الى السقف وهي تهمس‪ :‬فعلها معي مرةً أُخرى ‪ ،‬وعدني بالقدوم‬
‫صباحا ً وها قد أصبح الوقتُ ظهرا ً وال أثر له ‪ ،‬أرجو أن يكون على ما يُرام‪..‬‬
‫بأمر ما ُمهم‪..‬‬
‫تذكرت أوراقه التي كانت بين يديه باألمس وهمست‪ :‬البد من أنه مشغول ٍ‬
‫فتحت فمها وهمست ُمجدداً‪ :‬مللت ‪ ،‬ال هاتف وال رفيق وال خروج من المنزل ‪ ،‬إنه سجن‪..‬‬
‫تنهدت وهي تتذكر مقطع الفيديو ذاك الذي أراها إياه موريس سابقا ً ألُختها وهمست بهدوء‪:‬‬
‫أرجو أن تكون على أحسن ما يُرام في أفضل مكان ‪ ،‬أنا بحق قلقةً ألجلها‪..‬‬
‫جلست ونظرت الى الباب تقول‪ :‬تعال يا ريكس ‪ ،‬دعنا نُسافر الى باريس اآلن ما رأيُك ؟‬
‫فُتح الباب ودخل ريكس فصرخت فجعه وهي تحضن المخدة الصغيره فعقدت حاجبه ونظر‬
‫إليها قبل أن يتقدم واضعا ً األكياس على الطاولة الصغيره يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫رين‪ :‬شبح‪..‬‬
‫رفع حاجبه‪ :‬ال تقصدينني صحيح ؟‬
‫رين‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬بلى أقصدك!‪..‬‬
‫األمر‬
‫ُ‬ ‫أشارت الى الباب تُكمل‪ :‬للتو كُنتُ أتحدث إليه ناظرةً الى الباب وفجأه دخلت ‪ ،‬كان‬
‫ُمرعبا ً‪..‬‬
‫جلس يفتح أحد األكياس ُمعلقاً‪ :‬صديقيني ليس أكثر إرعابا ً من كونك تُحدثين الفراغ‪..‬‬
‫عقدت حاجبها بتفكير قبل أن تهمس لنفسها‪ :‬صحيح ‪ ،‬هو ُمحق‪..‬‬
‫إبتسمت بعدها وهي تراه يُخرج هاتف محمول من كرتونه ويبدأ بتركيب شريح ٍة فيه وقالت‪:‬‬
‫هو لي صحيح ؟ آخر إصدار ؟ ريكس أصبحتُ أُحبك‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ما الجديد ؟ دائما ً ما تُحبين أي شيء يخص مصالحك الشخصيه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها بإستياء وتمتمت بهمس‪ :‬أُحاول أن أكون لطيفه ولكن ال فائدة مع أمثاله‪..‬‬
‫رمى الهاتف بإتجاهها فإتسعت عيناها بصدمه وأمسكت به قبل أن يقع تقول بعدم تصديق‪ :‬هل‬
‫ُجننت ؟!!! إنه آخر إصدار!!‬
‫تجاهلها يقول‪ :‬سجلتُ رقمي بالهاتف ‪ ،‬إتصلي عند الحاجه‪..‬‬
‫إسم حتى!‬‫فتحت هاتفها تنظر الى قائمة األسماء لتجده مسجالً رقمه هكذا بدون ٍ‬
‫همست بدهشه‪ :‬بارد حتى مع نفسه !! إنه رقمك لذا أعره بعض اإلهتمام على األقل!!‬
‫تنهدت وبدأت تُسجل إسما ً لرقمه ومن ثُم جربت اإلتصال‪..‬‬
‫رن هاتفه بجواره فإبتسمت وسحبت هاتفه تقول‪ :‬دعني أُسجل إسما ً لرقمي‪..‬‬
‫دُهشت عندما رأته قد سجل إسمها بالفعل وتحولت الدهشة الى إنزعاج عندما رأته سماها بـ‬
‫"مغناطيس!‪" ..‬‬
‫سخريتك مني بهذا القلب ؟ أو عن كوني غير‬ ‫رفعت عينيها إليه تقول‪ :‬على ماذا أُعلق ؟ على ُ‬
‫ُمهمة لدرجة أنك لم تُتعب نفسك لكتابة الكلمة االُخرى "مشاكل" ؟ هذا ُمهين‪..‬‬
‫ظهرت إبتسامةً على شفتيه ولم يرد عليها وهو يلم اوراق الكرتون في الكيس فتنهدت رين‬
‫وضغطت زر الشاشة الرئيسيه لتُدهش من قلة التطبيقات في هاتفه!‬
‫بالكاد يملك موقعا ً من مواقع التواصل ‪ ،‬وفقط التطبيقات الرئيسيه او الهامه‪..‬‬
‫إنه حتى ال يملك لُعبةً واحده!!‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬عزيزي ريكس ‪ ،‬لقد مات آخر شخص يُعامل الهاتف لإلتصال ال غير ‪ ،‬لقد‬
‫مات حقا ً ! نحنُ في القرن الحادي والعشرون ‪ ،‬رجاءا ً تطور‪..‬‬
‫تجاهلها فقالت‪ :‬إذا ً مللت ماذا تفعل ؟ ال ألعاب وال مواقع التواصل الترفيهيه!!‬
‫تجاهلها ُمجددا ً فقالت‪ :‬سأُعيد الحيوية الى هاتفك‪..‬‬
‫نظر إليها يقول‪ :‬دعي الهاتف وال تتدخلي‪..‬‬
‫إبتسمت وهي تدخل المتجر وتختار عدة تطبيقات للتحميل فما إن مد يده ليأخذ الهاتف منها‬
‫حتى وضعت الشاشة أمام وجهه بشك ٍل ُمفاجئ كي يقبل بصمة الوجه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬هال أعطيتني الهاتف ؟ أُريد الرحيل‪..‬‬
‫سرعه!‬‫دُهشت ونظرت إليه تقول‪ :‬لما ؟ بهذه ال ُ‬
‫ريكس‪ :‬موعد الرحلة بعد نصف ساعه ‪ ،‬الكُل اآلن في المحطة عداي‪..‬‬
‫مدت له هاتفه تقول‪ :‬أال يُمكنك الرفض ؟‬
‫ت‬
‫أمر طارئ فرقمي معك ‪ ،‬وبالنسبة للدكتور چارلين فأن ِ‬ ‫ريكس‪ :‬إنتهى األمر ‪ ،‬إن حدث ٌ‬
‫تملكين موعدا ً معه عصر اليوم لذا كوني على إستعداد فهو سيأتي بنفسه‪..‬‬
‫أشار الى الكيس اآلخر وأكمل‪ :‬بعض الطعام ‪ ،‬أراك الحقا ً‪..‬‬
‫ومن ثُم خرج وهي مندهشةً من سرعة ما حدث‪..‬‬
‫إنها حتى لم تملك الفرصك لتُحدثه عما خططت لفعله!!‬
‫ال بأس ‪ ،‬رقمه لديها ‪ ،‬ستتصل به بعد بضع ساعات عندما تتأكد من كونه وصل الى وجهته‬
‫وإرتاح قليالً‪..‬‬
‫فاألهم اآلن هو الطعام فهي بحق جائعه‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:10 pm‬‬
‫‪-Paris-‬‬

‫بداخل أحد مراكز الشرطه‪..‬‬


‫قُبض عليهما باألمس بعد مشكل ٍة غير واضحة المعالم بسبب مشاجراتهما وإتهام كُل واحد‬
‫منهما لآلخر‪..‬‬
‫لوكا يُصر عن كونه بريء وقد ُخطف بينما موريس يُصر عن كونهما يعرفان بعضهما وكانا‬
‫في زياره عاديه ويتهم لوكا ب ُمحاولة اإليقاع به‪..‬‬
‫تركوهما محجوزين لحين حضور المحقق صباح اليوم‪..‬‬
‫بالنسبة للفتاة التي مع لوكا فقط تم إطالق سراحها بعض حضور قريبا ً ليُخرجها على كفالته‪..‬‬
‫كانت الزنزانه زنازنة حجز ‪ ،‬أي أنها ُمطلةً على مكاتب رجال الشرطه ‪ ،‬يضعون عادةً فيها‬
‫المتهمين بمشاكل بسيطة كالشجار وإزعاج اآلخرين حيث أن المحجوز ال يُطيل البقاء فيها‬
‫فهو يخرج حال إنتهاء بعض اإلجراءات البسيطه كتوقيع العهود بعدم التكرار أو الحجز‬
‫للتأديب‪..‬‬
‫لوكا يجلس ببرود تام يسند ظهره على الجدار وعينيه مصوبتان على موريس بإنزعاج تام‬
‫فحتى اآلن عقله مشغول بالمتصل الذي أفسد عليه تسجيله الصوتي‪..‬‬
‫بينما موريس تصرف كرجال عصابةً حقا ً!!‬
‫فهاهو قد أوقف المحجوزين وسبب لهم الخوف فقط كي يجد لنفسه مساحةً ُمريحه لإلستلقاء‬
‫والنوم ناهيك عن كونه أجبرهم أن يعطوه معاطفهم ليتوسدها ويفرشها تحته‪..‬‬
‫مر أحد رجال الشرطة من الزنزانه ونظر إليهم قبل أن يقول‪ :‬هيه أنت !! يامن تملك وشما ً!‬
‫لم يرد عليه موريس وبقي ُمغمض العينين فأسلوب الشرطي في النداء لم يُعجبه لذا‬
‫سيتجاهله‪..‬‬
‫نظر لوكا الى موريس يقول‪ :‬أيها األصلع ! يامن يملك رأسا ً تُشبه ‪ ####‬طفل!!‬
‫فتح موريس عيناه على ِوسعها بغضب وجلس بعدها ينظر الى لوكا يقول‪ :‬كررها!!!‬
‫إبتسم لوكا ُرغما ً عنه بإستمتاع وكررها بدون أدنى خوف فزحف إليه ُمباشرةً ُممسكا ً بشعره‬
‫ويشده قائالً‪ :‬ما رأيُك أن أقتلع شعرك الجميل هذا لنُصبح أنا وأنت في الكفة ذاتها ؟!!‬
‫إنزعج لوكا ومد يده يُشاجره فضرب الشرطي بعصاه حديدة الزنزانة يقول بحده‪ :‬توقفا!‬
‫ثبتا على حركتهما ‪ ،‬موريس يشد بشعره ولوكا يشد مالبسه‪..‬‬
‫أكمل الشرطي بحده‪ :‬تشاجرا ُمجددا ً وسأنزل بكما الى سجن منفرد مظلم باألسفل!!‬
‫سحب كُل واحدا ً منهما يده من اآلخر ليقول الشرطي ُمجددا ً لموريس‪ :‬المرة القادمه عندما‬
‫أُنادي عليك أجبني!‬
‫رفع موريس حاجبه يقول بسخريه‪ :‬عجبا ً ! وهل كُنت تقصدني ؟ الجميع ُهنا يملك وشما ً‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬أنا ال أملك‪..‬‬
‫إنزعج موريس وهمس‪ :‬أطبق فمك ال ُمستفز‪..‬‬
‫الشُرطي بحده‪ :‬كُف عن التغابي وإال سجنتُك باألسفل‪..‬‬
‫ضاقت عينا موريس هامساً‪ :‬سأقتُلك‪..‬‬
‫ضرب الشرطي بعصاه ُمجددا ً يقول‪ :‬إرفع صوتك عندما تُتمتم لنفسك!‬
‫لوكا‪ :‬يقول بأنه سيقوم بقتلك‪..‬‬
‫إنزعج موريس في حين زاد غضب الشرطي وصرخ فيه‪ :‬أنت تحتاج الى التأديب حقا ً !!!‬
‫الكلمة هذه جريمة البد أن تُعاقب عليها!‪.‬‬
‫موريس‪ :‬لم أقلها إنه كاذب‪...‬‬
‫نظر الى المحجوزين األربعة ُمكمالً‪ :‬صحيح ؟‬
‫هزوا رؤسهم يقولون‪ :‬نعم صحيح‪..‬‬
‫إبتسم موريس برضى وعاود النظر الى الشُرطي الذي تجاهل الموقف وقال‪ :‬على أية حال‬
‫مابال العنوان الخاطئ الذي أعطيتنا إياه لمكان سكنك ؟! هل تلعب معنا ؟‬
‫موريس‪ :‬أنا سيء في حفظ العناوين‪..‬‬
‫ضاقت عينا الشرطي يقول‪ :‬كذبة تافهه قالها الكثير قبلك‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬سايره قليالً فهو ال يزال ُمبتدأ ً في الكذب‪..‬‬
‫نظر موريس إليه حيث أنه قريب للغاية منه وقال بوج ٍه هادئ خلفه براكين من الغضب‪:‬‬
‫وأيضا ً أنا ُمبتدء في اإلجرام ‪ ،‬أتُريد أن أتعلم عليك ؟‬
‫لوكا بشفقه ُمصطنعه‪ :‬و ُمبتدء في اإلجرام أيضا ً ؟!! حالُك يُرثى لها‪..‬‬
‫الشرطي بحده قبل أن يتشاجرا‪ :‬كفا وإال عزلتكما!!‬
‫ثم قال موجها ً كالمه الى موريس‪ :‬سيكون إتهامك عندما يأتي ال ُمحقق ضعيف بسبب تكتمك‬
‫عن أمورك الخاصه‪..‬‬
‫تجاهله موريس في حين إلتفت الشرطي الى لوكا وأكمل‪ :‬وما بال رقم الهاتف الذي أعطيتنا‬
‫إياه ؟‬
‫لوكا ببرود‪ :‬طلبتم رقم شخص من عائلتي وأعطيتكم‪..‬‬
‫الشُرطي بدهشه‪ :‬حقا ً ؟ لم أكن أعلم‪..‬‬
‫ثُم أكمل بغضب‪ :‬كُف عن التغابي وقُل لي لما ردت علي خادمتُك !! طلبنا رقم شخص قريب في‬
‫حال إن وصل األمر لكفالة فلما الخادمه ؟!!‬
‫شخص سيكفلني فسأكون سعيدا ً إن فعلت تمارا اللطيفه‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫لوكا بإبتسامه‪ :‬إن كان‬
‫بقي الشُرطي ينظر إليه لفتره ثُم الى موريس قبل أن يقول‪ :‬يبدو أنكما أحببتما الحجز الى هذه‬
‫الدرجه‪..‬‬
‫وغادر وهو ُمنزعج من إستفزازهما ‪ ،‬هو حقا ً يكره ال ُمجرمين أمثالهما‪..‬‬
‫سخريه‪ :‬هه خادمه ! البد من أنك طف ٌل ُمدلل‪..‬‬ ‫إبتسم موريس ب ُ‬
‫لوكا‪ :‬اووه كثيرا ً‪..‬‬
‫موريس‪ :‬هنيئا ً لك‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬شكرا ً للطفك ‪ ،‬سأشتري لك شامبو شعر كهديه‪..‬‬
‫صدم موريس وشده من ياقة قميصه يقول بحده‪ :‬هل تتمنى الموت الى هذه الدرجه ؟‬ ‫ُ‬
‫لوكا بدهشه‪ :‬لما تغضب بينما أنا لطيف معك ؟‬
‫رفع موريس يده الثانيه ُمشيرا ً الى صلعته يقول‪ :‬هل تعلم لما ال توجد شعرةً واحده ؟ بسبب‬
‫إبنة أخيك‪..‬‬
‫عقد لوكا حاجبه ليُكمل موريس‪ :‬لذا ال تجعلني أنتقم عن طريق حلق شعر رأسك الجميل هذا!!‬
‫إبتسم لوكا يقول‪ :‬إنها المرة الثانية التي تمتدح فيها شعري ‪ ،‬هل يُعجبك ؟‬
‫شد موريس على أسنانه قبل أن يأتيهما صوت شُرطي آخر يقول‪ :‬موريس جافيير ولوكا چلير‬
‫‪..‬‬
‫نظرا إليه ففتح الزنزانة يقول‪ :‬إتبعاني‪..‬‬
‫خرجا خلفه وأوصلهما الى مكتب ُمحقق هذا المركز‪..‬‬
‫أدخلهما ثُم وقف بالقرب من ال ُمحقق الذي بدأ حديثه قائالً‪ :‬هذا الحي مليء بالمشاكل التافهه‬
‫ك ُمشكلتكما ‪ ،‬واآلن من ال ُمخطئ ؟‬
‫وبشكل غريب ودون إتفاق منهما ِكالمها صمت ولم يُجب فأسلوب ال ُمحقق بالسؤال لم‬
‫يُعجبهما‪..‬‬
‫رفع ال ُمحقق حاجبه ونظر الى ملفه قليالً قبل أن يُعاود النظر إليهما يقول‪ :‬من موريس بينكما‬
‫؟‬
‫لوكا‪ :‬هذا االصلع‪..‬‬
‫ظهر الغضب على وجه موريس يقول‪ :‬أُقسم بأني سأفعلها وأقتلع شعرك الرمادي هذا‪..‬‬
‫نظر ال ُمحقق الى لوكا يقول‪ :‬إذا ً أنت لوكا ‪ ..‬حسنا ً لنبدأ بك ‪ ،‬تقول بأنهم إختطفوك بينما كاميرا‬
‫الشارع صورتك وأنت تذهب إليه بملئ إرادتك‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬ذهبتُ تحت التهديد‪..‬‬
‫نظر ال ُمحقق الى موريس يقول‪ :‬ماهو ردك ؟‬
‫موريس‪ :‬يكذب ‪ ،‬لقد أتى بملئ إرادته كي يُشاجرني وبعدها يسجنني بتهمه ضعيفه كهذه‪..‬‬
‫نظر ال ُمحقق الى لوكا يقول‪ :‬هل هذا صحيح ؟‬
‫لوكا‪ :‬غير صحيح ‪ ،‬يُريد التملص من جريمته‪..‬‬
‫عاود ال ُمحقق النظر الى موريس يقول‪ :‬حقا ً ؟‬
‫حواري ؟‬
‫ّ‬ ‫موريس‪ :‬هل أنت ُمحقق أو ُمقدم ببرنامج‬
‫ضحك لوكا ُرغما ً عنه يقول‪ :‬أعجبتني ‪ ،‬تمتلك ِحسا ً فُكاهيا ً‪..‬‬
‫إنحنى بجسده بالقرب من موريس ُمكمالً‪ :‬بالقُرب من منرل عائلتي سيركا ً كبيرا ً لصديق والدي‬
‫‪ ،‬ما رأيُك أن اتوسط لك لتعمل فيه ؟‬
‫غمز وهو يرمي نظرةً الى رأسه ويُكمل‪ :‬ستكون ُمميزا ً ُهناك وتجذب األنظار بصلعتك الالمعه‬
‫‪..‬‬
‫موريس بهدوء وقد ضاق به ذرعا ً من هذا ال ُمستفز‪ :‬أترك صلعتي وشأنها قبل أن‪....‬‬
‫قاطعه لوكا يُكمل‪ :‬أقتلع شعرك الجميل هذا‪..‬‬
‫ضاقت عينا موريس يقول‪ :‬كال ‪ ،‬أردتُ أن أقول قبل أن أقتلع عيناك حتى ال يجذبك منظر‬
‫صلعتي ُمجددا ً‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬لما لم تقل تلك الكلمه ؟‬
‫موريس‪ :‬أية كلمه ؟‬
‫لوكا بإبتسامه‪ :‬عيناك الجميلتان ؟‬
‫رفع موريس حاجبه يُفكر بطريقة يُخرس فيها هذا ال ُمزعج فتدخل ال ُمحقق يقول‪ :‬يبدو لي‬
‫بأنكما تعرفان بعضكما وعالقتكما سيئه ‪ ،‬إن لم يعترف أيا ً منكما فسأضطر الى حجزكما ليومين‬
‫كعقاب وأوقعكما على تعه ٍد بعدم تكررها قبل خروجكما‪..‬‬
‫نظر لوكا إليه يقول‪ :‬حقا ً ؟ حسنا ً أعجبني األمر ‪ ،‬سأُصر على إتهامي‪..‬‬
‫ضاقت عينا موريس بتفكير فهو ال يدري ما سبب إصرار لوكا على أقواله الغير ُمفيده ‪ ..‬لو‬
‫إعترف فسيحدث له المثل وهو حجز وتعهد فقط فما الفرق ؟ هل يملك سببا ً ؟‬
‫للحظ لوكا نظرات موريس فإبتسم له يقول‪ :‬ال تتعمق بالتفكير ‪ ،‬ال أملك سببا ً لذا بدل أن أُحجز‬
‫لوحدي أُريد أن تُحجز معي‪..‬‬
‫يوم من األيام‪..‬‬ ‫ظهرت عالمة الغضب على رأسه هامساً‪ :‬سأقتلع لسانك الوقح هذا في ٍ‬
‫بينما تنهد ال ُمحقق ورأى بأنه ال فائدة من تضييع وقته على مثلهما لذا أمر بحجزهما ليومين‬
‫وتوقيعهما على تعهد بعدم التسبب بالمشاكل وإزعاج الشرطة بها‪..‬‬

‫***‬

‫قبل ‪ 11‬عاما ً تقريبا ً‬


‫كان حينها طفل في الخامسه‪..‬‬
‫وهي أُم في التاسعة والعشرون من عمرها‪..‬‬

‫يجلس بحماس ٍة كبيره وهو يُحرك رجليه الى األمام والخلف على الكُرسي األسود الخاصه‬
‫بالمطابخ المفتوحه ينظر الى والدته التي تصنع له قالب الحلوى الذي يُفضله للغايه‪..‬‬
‫تحدث يقول‪ :‬أُريدها محشوةً بالشوكوالته‪..‬‬
‫إبتسمت وردت عليه‪ :‬الشوكوالته ُمضرةً ألسنانك‪..‬‬
‫دُهش وفتح فمه يقول‪ :‬ماما أنا أُنظفها دائما ً ‪ ،‬إنها ناصعة البياض أُنظري يا ماما‪..‬‬
‫ضحكت ُرغما ً عنها تقول‪ :‬وكم مرةً في اليوم ؟‬
‫رفع أصابعه يقول‪ :‬ثالثة مرات ‪ ،‬هكذا تعلمنا في الروضه‪..‬‬
‫مدت يدها تعبث بشعره وهي تقول‪ :‬يالي من محظوظه إلمتالكي طفل رائع مثلك‪..‬‬
‫إبتسم بسعاده فسحبت يدها ُمكملةً وضع الخليط في القوالب تقول‪ :‬لم يتبقى سوى الخطوة‬
‫األخيره لماكرون ريكس المحبوب‪..‬‬
‫ريكس بحماس‪ :‬حشوة الشوكوال يا ماما‪..‬‬
‫ضحكت تقول‪ :‬سأفعلها سأفعلها‪..‬‬
‫رن جرس المنزل فنزل فورا ً من الكُرسي يقول‪ :‬ال تتوقفي يا ماما أنا من سيفتح‪..‬‬
‫وذهب راكضا ً الى الباب وفتحه بإبتسامه ليعقد حاجبه بعدها وهو يرى رجاالً يرتدون زي‬
‫الشُرطه لينحني أحدهم قائالً‪ :‬هل آليس باڤيل بالداخل يا صغيري ؟‬
‫ريكس‪ :‬ماما ؟‬
‫الشرطي‪ :‬ماما ؟ آه أجل ‪ ،‬والدتك‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً سأستدعيها‪..‬‬
‫ومن ثم دخل الى الداخل وإتجه الى حيث والدته يقول‪ :‬ماما ‪ ،‬الشُرطة تُريدك‪..‬‬
‫إتسعت عينا آليس ونزعت قفازاتها والمريلة ووجهها مخطوف للغايه فتعجب ريكس ولحق‬
‫بها عندما ذهبت الى الباب‪..‬‬
‫وقف بجانبها وهي تبتسم للشرطي قائله‪ :‬أهالً ‪ ،‬أي خدمه ؟‬
‫ضاقت عينا الشُرطي يقول‪ :‬مرحبا ً ‪ ،‬آليس باڤيل صحيح ؟‬
‫آليس‪ :‬أجل صحيح ‪ ،‬أي خدمه ؟‬
‫أخرج الشُرطي شارته بجوار أمر التفتيش يقول‪ :‬إعذريني ‪ُ ،‬هناك أمر تفتيش‪..‬‬
‫آليس بهدوء‪ :‬هل لي أن أعرف سببه ؟‬
‫الشُرطي‪ :‬بالغ قُدّم من شركة اإلتصاالت وعلينا التأكد من بعض األمور‪..‬‬
‫آليس‪ :‬أحتاج إجابةً أكثر وضوحا ً‪..‬‬
‫الشُرطي‪ :‬سنتأكد فحسب لذا تنحي بهدوء فليس من صالحك عرقلة عملنا‪..‬‬
‫صدر لوجود أدله ومن حقي معرفتها قبل الشروع بالدخول‬ ‫آليس‪ :‬ما دام ُهناك أمر تفتيش فقد ُ‬
‫‪..‬‬
‫نظر الشُرطي الى صديقه قليالً قبل أن يُعاود النظر إليها يقول‪ :‬نشك بكونك عميلةً روسيه‬
‫فإتصاالتك بروسيا تُصبح أكثر فأكثر‪..‬‬
‫ي أن احرم نفسي من عائلتي ألجلكم ؟ هذا ليس سببا ً كافيا ً‬ ‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬عجبا ً ‪ ،‬هل عل ّ‬
‫للتفتيش‪..‬‬
‫الشُرطي‪ :‬ولما رقم عائلتك غير رسمي ؟‬
‫آليس‪ :‬الكثير ال يشترون أرقاما ً رسميا ً ‪ ،‬أعطني سببا ً أكثر إقناعا ً‪..‬‬
‫الشُرطي‪ :‬حسنا ً ‪ُ ،‬هناك بالغ يقول بأنك تستقطبين زوارا ً ُمريبين في منزلك بين فنيةً وأُخرى‪..‬‬
‫آليس‪ :‬ألني روسيه أصبحتُ محط شكوك في مثل هذه األمور التافهه ؟ هل أنا الوحيدة التي‬
‫تستقبل ضيوفا ً في منزلها ؟!‬
‫ت حقا ً بريئةً من هذه التُهم فلما ترفضين التفتيش هكذا ؟‬ ‫الشرطي بهدوء‪ :‬إن كُن ِ‬
‫كائن من كان ليعبث فيه ! حتى لو كُنتم أنتم أيتُها‬ ‫ٍ‬ ‫آليس‪ :‬ألنه منزلي ! لن أسمح بدخول‬
‫الحكومة الفرنسيه‪..‬‬
‫الشرطي‪ :‬كُل هذا الكُره في نبرتك لنا وال تُريدين منا أن نشك في كونك عميله ؟‬
‫رفع ُمذكرة التفتيش وأكمل‪ :‬ال ُمذكره قد أُصدرت رسميا ً لذا ال شيء سيمنعنا من التفتيش ‪ ،‬هيّا‬
‫‪ ،‬ال نُريد أن نستخدم العنف أمام صغيرك‪..‬‬
‫ضاقت عينا آليس تقول‪ :‬سأرفع بشكوى وأُطالب برد إعتبار عندما ينتهي تفتيشكم بالفشل!‬
‫ومن ثُم إبتعدت تاركةً إياهم يدخلون‪..‬‬
‫تكتفت تُراقبهم وريكس بجانبها ينظر إليهم قبل أن يرفع رأسه الى جهة والدته يقول‪ :‬عن ماذا‬
‫يُفتشون ؟‬
‫آليس بهدوء‪ :‬ال عليك ‪ ،‬أضاعوا أوراقهم ُهنا وهاهم يبحثون عنها‪..‬‬
‫هز ريكس رأسه بفهم ثُم عاود النظر إليهم وبدأوا ينتهون من التفتيش واحدا ً تلو اآلخر حتى‬
‫جاء آخرهم يقول‪ :‬لم نحد أي شيء ُمريب‪..‬‬
‫ضاقت عينا قائدهم يقول‪ :‬هل بحثتم في كُل مكان ؟ أمتأكدون أنكم لم تنسوا بُقعةً ما ؟‬
‫هز الجميع رأسه فنظر القائد الى آليس ال ُمبتسمه بثقه ليقطع صوت ريكس هذه النظرات‬
‫ُمشيرا ً الى بُقع ٍة ما يقول لوالدته‪ :‬لكن ماما إنهم لم يبحثوا ُهناك‪..‬‬
‫إتسعت عينا آليس بصدمه وأمسكت بيد إبنها بسرعه لتُبعد أصبعه عن اإلشارة لمخبئها السري‬
‫في حين عقد القائد حاجبه ونظر الى حيث اشار ريكس سابقا ً ثُم تقدم يقول‪ :‬أبحثتم ُهنا ؟‬
‫تحدث أحدهم وهو ينظر الى الجدار المليء باألرفف يقول‪ :‬ال شيء ُمريب ‪ ،‬أرفف وبعض‬
‫التُحف‪..‬‬
‫أمرهم قائالً‪ :‬فتشوا هذه البُقعة جيدا ً حتى لو أُضطررتم لتحطيم الجدار‪..‬‬
‫آليس بحده‪ :‬إنك تتجاوز صالحياتك!!‬
‫نظر إليها ببرود يقول‪ :‬سأُعوضك ما تُريدينه إن لم نجد شيئا ً‪..‬‬
‫تقدم آليس من الهاتف تقول‪ :‬لقد بالغتم ويجب أن أُرسل أمثالكم الى مجلس التأديب بتهمة‬
‫تدمير ُممتلكات المواطن‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه وهو يراها تدق األزرار بيدين سريعتين ُمرتجفتين فقال‪ :‬مواطن ؟! أأنت جادة‬
‫في نُطق هذه الكلمه‪..‬‬
‫نظرت إليه ببرود فنظراته مليئة باإلستحقار والكُره‪..‬‬
‫تحدث أحدهم يقول بصدمه‪ :‬أنظر ماذا وجدت ؟!!‬
‫صدمت آليس وهي تراهم يقتلعون ديكور الجدار ليظهر خلفه فُتحةً صغيرة ال يتجاوز مقاسها‬ ‫ُ‬
‫أربعون سانتي مترا ً في عشرون ومليئه بالمالفات وأجهزت التخزين‪..‬‬
‫آن‬
‫تقدم الشُرطي وأخرج الملفات يقرأ مافيها وعيناه تتسع بصدمه وبإبتسامة إستمتاع في ٍ‬
‫واحد‪..‬‬
‫الحظريكس كُل هذا فتقدم من والدته وأمسك بيدها يقول بتردد‪ :‬هل ‪ ...‬فعلتُ شيئا ً خاطئا ً ؟‬
‫كان وجهها غير سعيد والصدمة العارمه تمأله وهذا جعله يشعر بأنه إرتكب خطئا ً ما كان عليه‬
‫أن يفعله‪..‬‬
‫تقدم الشُرطي من آليس بإبتسامة يقول‪ :‬لما أغلقتي الهاتف ؟ ألم تريدي الشكوى ؟‬
‫تحولت نظراتها الى البرود التام ليُكمل الشرطي‪ :‬تقولي بأنك بريئه ؟ وتتهمينا بالتميز‬
‫العنصري ضدك ؟‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬هكذا هم الروس ‪ ،‬مجرمون خونةً منذ نعومة أظفارهم ‪ ،‬تاريخهم‬
‫وحاضرهم و ُمستقبلهم مليء بالخيانة والغدر!!‬
‫بعدها رفع صوته بلهج ٍة آمره يقول‪ :‬خذوا هذه الجاسوسة اللعينة الى السياره!!‬
‫تقدموا بعنف وكأن إهانة وجرجرة الروسيين هي ُمتعتهم الخاصه ‪ ،‬لكنها أوقفتهم مادةً يدها‬
‫تقول‪ :‬لحضه!‬
‫رفع حاجبه لتقول‪ :‬سأُجري ُمكامله‪..‬‬
‫ضحك بإستهزاء يقول‪ :‬تطلبين ال ُمساعدة من حكومتك ؟ صدقيني لن نسمح لك!‬
‫آليس ببرود‪ :‬لن يحدث ‪ُ ،‬هنا طفل إن كُنت ال تعلم ‪ ،‬علي اإلتصال بوالده كي يأتي من أجله‪..‬‬
‫ق روسي ‪،‬‬ ‫نظر الشرطي الى ريكس الذي تشبث بقدم والدته خوفا ً منهم ليقول‪ :‬بدمه عر ٌ‬
‫سيكون ُمجرما ً‪..‬‬
‫آليس بحده‪ :‬ال تنطق بهذه الكلمات أمامه!!!‬
‫أعطنا كلماتك ونحن‬ ‫ضحك الشُرطي وقال‪ :‬اوووه لقد أخفتنا ‪ ،‬على أية حال ممنوع اإلتصال ‪ِ ،‬‬
‫من سيكتبها كرسال ٍة نصيه‪..‬‬
‫ت هاتفك‪..‬‬‫ضاقت عيناها بحقد تام ليتقدم أحدهم مادا ً يده قائالً‪ :‬ها ِ‬
‫نظرت إليه قليالً قبل أن تُخرج هاتفها من جيبها فسحبه بقوة وفتح قائمة الرسائل يقول‪ :‬ما‬
‫إسمه ؟‬
‫آليس‪ :‬آليكسندر‪..‬‬
‫ت رسالتك ودعيها ُمختصرةً ألني لن أُتعب أصابعي من أجل روسيه‬ ‫دخل على اإلسم وقال‪ :‬ها ِ‬
‫‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وصبرت على إستفزازتهم وإهاناتهم فقط من أجل إبنها ‪ ،‬تُريد التأكد من أنه‬
‫سيكون بخير ‪ ،‬هذا ما يهمها اآلن‪..‬‬
‫قالت بهدوء‪* :‬ريكس في منزلي ‪ ،‬تعال وخذه فقط تم اإلمساك بي من قِبل الشرطه‪* ..‬‬
‫دون كلماتها وبعد إنتهائه سلم الهاتف لقائده الذي قال ببرود‪ :‬إنتهى ‪ ،‬جروها الى السياره‪..‬‬ ‫ّ‬
‫أمسكاها إثنان منهما وسحبوها بقوه فبكى ريكس فجعا ً وهو يُمسك بقدم والدته يقول‪ :‬ماذا‬
‫يحدث ؟ لما تأخذون أمي!‬
‫آليس بحده‪ :‬لحضه !! لن أتركه قبل قدوم والده!‬
‫تجاهل القائد كالمها بينما تدخل رج ٌل ثالث وسحب ريكس بعنف راميا ً إياه بعيدا ً عن أمه يقول‪:‬‬
‫ال ينقصنا سوى ِصغار الروس‪..‬‬
‫إتسعت عينا آليس بصدمه وهي تراه يرتطم باألرض ويصرخ من األلم‪..‬‬
‫وبتدريباتها التي تدربتها منذ نعومة أظافرها تخلصت منهما بسهولة بعدما رمت كُل واحد‬
‫بركل ٍة قوية في معدته جعلته يسقط أرضا ً من األلم‪..‬‬
‫جلست فورا ً ترفع ريكس عن األرض تقول بخوف‪ :‬هل أنت بخير ؟ هل يؤلمك شيئ ما ؟‬
‫تحدث من وسط بُكائه يقول‪ :‬ال تتركيني ‪ ،‬ال تتركيني‪..‬‬
‫دمعت عيناها وإبتسمت وهي تضع وجهه بين كفيها تمسح دموعه قائله‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬سأخرج ‪،‬‬
‫سآتي ‪ ،‬قطعا ً لن أتركك وحدك!‪..‬‬
‫تقدم هذه المرة مجموعة أكثو وأخرجوها بالقوة تاركين ريكس وحده يصرخ من البكاء الشديد‬
‫على والدته‪..‬‬
‫بكى وبكى الى أن إستلقى على األرض في مكانه بعينيه الحمراوتين يشهق وبالكاد يشعر بمن‬
‫حوله‪..‬‬
‫مضى فترةً من الوقت ليفتح بعدها عيناه ينظر الى قدم إمرأ ٍة ترتدي كعبا ً أحمر اللون تتقدم منه‬
‫بهدوء‪..‬‬
‫توقفت أمامه فرفع عينيه ال ُمتعبتين إليها ليقول بعدها بصوته الهامس‪ :‬عمتي جينيفر ؟‬
‫إبتسمت وجلست ُمساعدةً إياه على الوقوف ليُصبح في ُمستوى نظرها‪..‬‬
‫جينيفر بإبتسامة لطيفه‪ :‬هل أنتَ بخير ؟‬
‫تقوست شفتيه يقول‪ :‬ماما ‪ ...‬ماما‪..‬‬
‫إبتسمت جينيفر والتي كانت ال تزال شابةً حينها في بداية العشرين من عمرها تقول‪ :‬أعلم ‪،‬‬
‫ماما ذهبت الى السجن ‪ ..‬أخبرني رجل الشرطة الذي يُراقب المنزل‪..‬‬
‫صدم الطفل يقول‪ :‬السجن لألشرار ‪ ،‬ماما ليست كذلك!!‬ ‫ُ‬
‫جينيفر‪ :‬أجل ‪ ،‬هي ليست كذلك ‪ ،‬كانت ستكون على ما يُرام وتعيش معك طويالً ‪ ،‬لما فعلتَ‬
‫هذا ؟‬
‫ظهر اإلنكسار في عينيها تُكمل‪ :‬لم جعلت أُمك شريره وجعلتهم يُمسكون بها ؟ ألم تكن تُحبها ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬ال ال‪..‬‬
‫هزت جينيفر رأسها بهدوء تقول‪ :‬لقد كانت تفعل أمرا ً سيئا ً وخبئته ‪ ،‬كان كُل شيء بخير فلما‬
‫تُخبر الشرطة عنها ؟ ستُصبح شريرة اآلن ‪ ،‬حتى لو تركوها فهي لن تبقى معك ُهنا ‪ ،‬فاما‬
‫مكان بعيد عنك تماما ً ولن تراها مرةً أُخرى‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫سيقتلوها أو تُسافر في‬
‫إتسعت عيناه بصدمه وبدأت تُعاود إخراج الدموع وهو يقول‪ :‬لم أعرف ‪ ،‬لم أكن أدري‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬لقد أخطأتَ وجعلتَ ماما سيئه ‪ ،‬ستموت ماما بسببك‪..‬‬
‫صرخ وأجهش بالبُكاء منهارا ً على األرض وهو يعتذر ويعتذر مرارا ً وتكرارا ً بينما نظرت‬
‫اإلنكسار إختفت من عيني جينيفر لتهمس بهدوء‪ :‬سأُدمره تماما ً ‪ ،‬سأحرص على أن يُصبح‬
‫شخصا ً ُمحطما ً من الداخل قبل الخارج ‪ ،‬سترين كم يمكنني فعلها يا آليس وسأُثبت لك مقدرتي‬
‫ت فيها!‬
‫التي إستهن ِ‬

‫**‬

‫‪:‬ريكس ‪ ،‬ريكس!‬
‫فتح ريكس عينيه بعدما كان ُمنغمسا ً بذكرياته القديمه ونظر الى وجه جينيفر لفتر ٍة قبل أن‬
‫يُجيبها‪ :‬ماذا ؟‬
‫أشارت الى النافذه تقول‪ :‬ال تفوت على نفسك هذه المناظر وتنام!‬
‫نظر ريكس إليها قليالً ثُم تنهد بِعُمق ‪،‬‬
‫إنهم في غرف ٍة بالقطار ‪ ،‬إليان بجوار النافذه وجينيفر بجانبها ويُقابلهما ريكس عند النافذه‬
‫وإدريان بجانبه‪..‬‬
‫والكُل حرفيا ً يشغل نفسه عن اآلخر‪..‬‬
‫إليان تضع السماعات في أُذنيها وتُمسك هاتفها بشك ٍل عرضي تُتابع حلقات ُمسلسلها الجديد‪..‬‬
‫وإدريان يضع السماعات يستمع الى الملفات الصوتيه التي أرسلها ممنتجه لعدة ألحان من‬
‫أجل ألبومه الذي لم يكتمل بعد‪..‬‬
‫أما ريكس فمنذ دخوله وهو غارق بالتفكير في الماضي‪..‬‬
‫جملة والده تلك أعادة له الذكريات التي لم ينسها قط من قبل‪..‬‬
‫نظر الى النافذه حيث الجبال الثلجيه وهو يُفكر بكلمته‪..‬‬
‫"ال تُح ّمل نفسك خطأ ذلك اليو"‬
‫ال يُمكنه ‪،‬‬
‫هو السبب ‪ ،‬لوال كالمه ذاك ألخذت والدته حذرها من بعد زيارة الشرطة ولوجدت مكانا ً أكثر‬
‫أمانا ً ألسرارها‪..‬‬
‫لوال كالمه لما دخلت السجن وتعذبت كثيرا ً قبل أن تتلقى ال ُمساعده وتخرج منه لتجد نفسها في‬
‫حيا ٍة أصعب من حياتها السابقه!‬
‫ُمراقبه و ُمحاصره وكُل خطواتها مدروسه وفشلت مهمتها بسبب ذلك وإكتشفت المنظمة‬
‫خيانتها وتتالت األمور السيئة في حياتها عاما ً بعد عام حتى سقطت أخيرا ً ُجثةً هامدة على‬
‫األرض وإنتهت تماما ً من هذه الحياة!!‬
‫بسبب هو ماتت بهذه وحكم عليها أال تُحقق أحالمها وأن تموت بهذا السن ُرغما ً عنها وهي‬
‫التي خططت ل ُمستقبلها ولكنه هدم كُل شيء وجعل الرصاص يخترق جسدها من قِبل حاقد لم‬
‫يكن ليكتشف خيانتها لوال إخباره لرجال الشرطة‪....‬‬
‫إستيقظ من إنغماسه النفسي فجأةً على حركة رجلي إليان التي أحدثت بعض الجلبه فنظر الى‬
‫وجهها المليء بالقلق والذي فورا ً أبعدت نظرها عنه تُكمل ًمشاهدة الحلقه‪..‬‬
‫أغمض عينيه لحضةً وللتو إستوعب أن تنفسه كان ُمتسارعا ً وعرقه يمأل جبينه رغم الجو‬
‫البارد‪..‬‬
‫أمر آخر بعيدا ً عن هذه األفكار التي تُتعبه للغايه ليرفع نظره‬ ‫بدأ يُهدئ من نفسه ُمفكرا ً في ٍ‬
‫ُمجددا ً الى إليان بعدما إستوعب أنها أحدثت الجلبة عمدا ً ليصحو من أفكاره‪..‬‬
‫نظر الى جينيفر فوجدها عاقدةً حاجبيها وتبدو مشغولةً في ُمراسل ِة أحد مهم‪..‬‬
‫نظر الى إدريان ويبدو في عالم آخر وهو يستمع الى الملفات الصوتية واحدا ً تلو اآلخر‪..‬‬
‫إذا ً ‪ ،‬لم يُالحظه سوى إليان‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وقرر إشغال نفسه فيه حتى يصلوا الى وجهتهم‪..‬‬
‫رفع حاجبه ينظر الى ثالثة ألعاب غبية للغايه موجودةً على هاتفه‪..‬‬
‫همس لنفسه‪ :‬رين تتصرف كما تشاء كالعاده!‬
‫بقي ينظر إليهم لفتر ٍة قبل أن يضغط على إحداها وتُفتح ليظهر له مجموعة أشخاص في زاويه‬
‫صنع حبل من عندهم الى الطرف اآلخر لينتقلوا بأمان‪..‬‬ ‫عليه ُ‬
‫إنهى المرحلة األولى بسهوله فإبتسم وكأنه فعل إنجازا ً كبيرا ً‪..‬‬
‫أتت المرحلة التاليه والتي بعدها وبعدها حتى جائته مرحلةً كالسابق لوال وجود دائر ٍة كالمنشار‬
‫عليه أن يجعلهم ينتقلوا الى النقطة التاليه دون أن تُصيبهم!‪..‬‬
‫صل الحبل وبدأ يضغط كي ينتقلوا الى الجهة األُخرى ولكن جاء المنشار وإصدم بهم فسالت‬ ‫و ّ‬
‫دمائهم وسقطوا‪..‬‬
‫ما إن شاهد الدم حتى تذكر منظر والدته فأقفل هاتفه تماما ً ونظر الى النافذه ُمحاوالً تجاهل‬
‫ذلك المنظر‪..‬‬
‫ولكن ال فائده‪..‬‬
‫قرر فتح هاتفه ودخل الى لُعب ٍة أُخرى ليجدها عبارةً عن مجسمات غير متساويه تنزل من‬
‫االعلى وعليه ترتيبها لتُكمل الصفوف‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬هذه يعرفها ‪ ،‬كان يلعبها في طفولته على أجهزة االطفال‪..‬‬
‫بدأ يلعبها مرحلةً تلو األُخرى وتلو الثانيه بوج ٍه بارد ولكن بإنسجام ٍ‬
‫تام جعل إدريان ينتبه عليه‬
‫وينظر الى هاتفه ليُصدم مما رآه!‪..‬‬
‫البد من أنه ُحلم‪..‬‬
‫كتم ضحكته بالكاد وأشاح بوجهه هامساً‪ :‬آخر تطورات شخصيته هي العودة الى الطفوله‪..‬‬
‫صفّر القطار ُمعلنا ً الوصول الى المحطة وتوقف لينزل ُ‬
‫الركاب قبل أن يُكمل طريقه الى المحطة‬
‫التي تليها‪..‬‬

‫ونُنهي البارت عند هذا الحد حيث سيكون البارت القادم أكثر إثارةً وتشويقا ً‪..‬‬
‫كونوا بالقرب يوم اإلثنين القادم وأبهروني الى حينها بتوقعاتك وآرائكم‪..‬‬

‫‪End‬‬

‫تنويه صغير‬
‫حصل خطأ بالبارت السابق عندما رجعت بذكرى ريكس الى ‪ 11‬عاما ً وهي بالحقيقه ‪ 21‬عاما ً‬
‫عدلته لي وردة الزيزفون ربي يسعدها فياليت اللي ينقلوا روايتي بمنتديات أُخرى يعدلوا‬
‫هالخطأ كمان ربي يسعدهم‬

‫‪Part 53‬‬

‫من ستراسبورغ الى سينت دي‪..‬‬


‫رحلة تأخذ ما يُقارب الساعة والنصف على القطار‪..‬‬
‫مرت نصف ساع ٍة حتى اآلن وبقي ساعةً كامله‪..‬‬
‫ت عديده وبعدها نظر الى البقيه‬ ‫تنهد إدريان بعدما أنهى سماع جميع الملفات الصوتيه لمرا ٍ‬
‫ليجد كُل واح ٍد فيهم مشغوله بهاتفه‪..‬‬
‫وقف يقول‪ :‬آلمتني رجلي وأُريد المشي قليالً ‪ ،‬تأتين معي إيلي ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً وعينيها على هاتفها فمط شفتيه يقول‪ :‬دقائق قليله ؟‬
‫هزته نفيا ً مرةً أُخرى فتنهد ونظر الى والدته يقول بإبتسامه‪ :‬إذا ً جميلتي جيني ستأتي برفقتي‬
‫‪..‬‬
‫رفعت جينيفر عينيها إلبنها تقول‪ :‬إجلس إيدي ‪ ،‬ال تُسبب ال ُمشكالت كما حدث آخر مر ٍة في‬
‫زيارتنا لليون‪..‬‬
‫إدريان ببراءه‪ :‬ما ذنبي إن كان ال ُمعجبون يتقاتلون ألجلي‪..‬‬
‫تذكر أمرا ً وجلس أمام والدته قريبا ً منها للغايه يقول‪ :‬هل ُهناك أثر على وجهي ؟‬
‫ضاقت عينا والدته تتأمل وجهه قبل أن تقول بدهشه‪ :‬تشاجرت مع أحدهم!!‬
‫تختف تماما ً!‬
‫ِ‬ ‫سحقا ً ‪ ،‬لم‬‫تنهد يقول‪ُ :‬‬
‫جينيفر‪ :‬لم تُجبني‪..‬‬
‫إبتسم لها وقبّل يدها يقول بنبر ٍة دراميه‪ :‬إعذريني سيدتي اللطيفه ‪ ،‬سأذهب تاركا ً إياك خلفي ‪،‬‬
‫إنه وداعنا األخير‪..‬‬
‫ومن ثُم غادر المقطورة فتنهدت جينيفر هامسه‪ :‬إنه ُمغني ! عليه تقدير وجهه جيدا ً‪..‬‬
‫إلتفتت الى إليان تقول‪ :‬رافقيه وإمنعيه لو أراد التهور‪..‬‬
‫مكان عام ‪ ،‬ال أُريد لوجهي أن ينتشر في‬ ‫ٍ‬ ‫إليان ببرود‪ :‬لن أفعل ‪ ،‬اخبرتُكم بأني لن أُرافقه في‬
‫أخبار الفنانين كما حدث مع آليس‪..‬‬
‫رفع ريكس رأسه عن هاتفه حالما نطقت بإسم آليس ليتنهد بعدها ويُعاود النظر الى هاتفه‬
‫عندما إستوعب أنها تقصد رين‪..‬‬
‫ال يزال إسم آليس يُسبب له التشتيت‪..‬‬
‫تذكر كالم رين عندما غضب في وجهها في أول لقاء له معها بسبب إسمها‪..‬‬
‫أخبرته بأنها هي من أختارته كإسم لها‪..‬‬
‫هل كانت صادقةً في ذلك ؟‬
‫من بين جميع األسماء إختارت آليس؟‬
‫ما نسبة أن تكون هذه ُمصادفه!‬
‫تجاهل التفكير في هذا األمر وأغلق هاتفه بعدما وصل الى المرحلة الثالثون في اللُعبه دون أن‬
‫يشعر‪..‬‬
‫إسترخى في جلسته وأغمض عينيه ليأخذ غفوةً قبل أن يصلوا فهو لم ينم منذ األمس إال‬
‫لساعتين تقريبا ً‪..‬‬
‫ت توقف القطار في المحطه‪..‬‬ ‫وبالفعل ‪ ،‬أخذ غفوةً لساع ٍة كامله قبل أن يستيقظ على صو ِ‬
‫وقف إدريان وبدأ بالتمدد ليُنشط جسده وهو يقول‪ :‬أكره الجلوس لفتر ٍة طويله ‪ ،‬أستغرب ممن‬
‫ب يجلسون فيها طوال الصباح!‬ ‫يتحملون العمل في مكات ٍ‬
‫حيث كان بالخارج سائق خالتهم ينتظرهم ليُقلهم الى منزلها‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫بدأ البقيه بالتجهز للنزول‬
‫خالل نصف ساعة وصلت السيارة الى الفيال الكبيرة المبنية وسط طبيعةً ُمبهره‪..‬‬
‫كانت مساحة فناء الفيال شاسع للغايه حتى كاد أن يكون ضعف مساحة الفيال نفسها‪..‬‬
‫حيث كانت كايري تقف‬ ‫ُ‬ ‫قطعت السيارة الفناء الكبير وتوقفت أخيرا ً بالقرب من باب دخول الفيال‬
‫ُهناك بإبتسام ٍة وبيدها قطتها ال ُمدهلل لوسي‪..‬‬
‫نزلوا من السياره فقالت لهم‪ :‬وأخيرا ً رأيتكم في منزلي ‪ ،‬متى حدثت هذا آخر مره ؟ ال تكونوا‬
‫قاسيين الى هذه الدرجه‪..‬‬
‫تقدم إدريان وإحتضنها يقول‪ :‬اووه عزيزتي اللطيفه كاي ‪ ،‬اه لو تعلمين بمدى إشتياقي الكبير‬
‫لوجهك الحسن وصوتك األنيق‪..‬‬
‫تقدمت إليان تقول ببرود‪ :‬ال أحد يُشبه الصوت باألناقه‪..‬‬
‫وضع إدريان يده على صدره هامساً‪ :‬إيلي ال تزال غاضبه حتى بعدما أرسلت لعنتها إل ّ‬
‫ي‪..‬‬
‫بعدها أخذ القطة من إيدي خالته كي تستطيع الترحيب بالبقيه وجلس على الدرج القصير امام‬
‫المدخل وهو يُحاول إلتقاط صورة سيلفي لطيفةً برفقتها‪..‬‬
‫إبتسم برضى على الصورة ومن ثُم أجرى بعض التعديالت قبل أن يُنزلها على حسابه الرسمي‬
‫باإلنستغرام هامساً‪ :‬ستجذب األنظار حقا ً ‪ ،‬الفتيات بشك ٍل عام يُحببن الصور برفقة الكالب‬
‫والقطط‪..‬‬
‫جاءه صوت كايري تقول من داخل الفيال‪ :‬إلحق بنا عزيزي‪..‬‬
‫إلتفت فوجد الجميع قد دخل بالفعل‪..‬‬
‫وقف ولحق بهم الى الداخل وهو يُمسك القطة بيد واليد األُخرى يُعاين التعليقات التي هلّت‬
‫عليه فجأه والتي كانت أغلبها تتغزل بالقطة وعن كونها لطيفه‪..‬‬
‫بدأ يُعطي بعض الاليكات على التعليقات حتى استوقفه تعليق لفتا ٍة تقول فيها‪" :‬إقترب‬
‫الفالنتاين فإنتظر هديتي‪" ..‬‬
‫سرعه‪..‬‬ ‫عقد حاجبه يُحاول تذكر اليوم حتى همس‪ :‬نعم ‪ ،‬إنه االسبوع القادم ‪ ،‬مرت األيام ب ُ‬
‫أغلق الهاتف يُفكر بأمر كاتالين والصمت ال ُمفرط التي هي فيه ‪ ،‬مع إقتراب الفاالنتاين هل‬
‫ستتخذ خطوةً ما ؟‬
‫دخل الى الغرفة المفتوحه على المدخل حيث يجلسون جميعهم على األرائك فوجد على األرض‬
‫فراش من الصوف فإنحنى ووضع القطة فيه قبل أن يقترب‬ ‫ٌ‬ ‫مثل الصندوق الخشبي الكبير فيه‬
‫ويسترخى على األريكة ُمغمضا ً العينين وهو يسمع كايري تقول‪ :‬عزيزتي أرجو أال أكون قد‬
‫أثقلتُ عليك بطلبي لحضورك قبل اإلمتحانات ؟‬
‫إبتسمت إليان تقول‪ :‬كال على اإلطالق ‪ ،‬ربما كان هذا أفضل لي فقد بدأتُ مؤخرا ً أشغل عقلي‬
‫بأمور أُخرى لذا أحتاج لإلسترخاء من أجل ترتيب أولوياتي‪..‬‬
‫كايري‪ :‬هذا ُمطمئن للغايه ‪ ،‬وماذا عنك ريكس ؟‬
‫نظرت إليه ُمكملةً‪ :‬هل حقا ً إنفصلتُما أنت وجوليتا ؟‬
‫إتسعت عينا إدريان بصدمه وجلس فورا ً يقول‪ :‬ماذا ؟!!!‬
‫نظر الجميع إليه م عدا ريكس الذي أجابها‪ :‬أجل هذا صحيح‪..‬‬
‫نظر إدريان الى ريكس بعدم تصديق وهو يقول‪ :‬هل أنت جاد ؟!!! لطالما ضننتُك أحمقا ً ولكني‬
‫اآلن تأكدت!‬
‫كايري‪ :‬الخبر ُمحزن بحق فلقد كانت جوليتا فتاةً ُمناسبه ولكن في األخير هذه حياته لذا ال‬
‫شأن لنا بقراراته‪..‬‬
‫ت جيده ُمطلقا ً !! جوليتا !! أهو جاد ؟!! إنها‬ ‫إدريان بإنزعاج‪ :‬لم أره في حياتي يتخذ قرارا ٍ‬
‫فتاة أحالم ماليين الشُبان وهو تركها بهذه البساطه ؟!! أنا مصدوم‪..‬‬
‫جراء قراره هذا ولكن ما باليد حيله إن كانا قد إتفقا معا ً‬ ‫علقت جينيفر قائله‪ :‬لقد غضب والده ّ‬
‫على اإلنفصال‪..‬‬
‫شعر إدريان بالضيق قائالً‪ :‬لقد كانت ُمغرمةً به ‪ ،‬ال تقولي قراراهما أنا واثق بأن القرار كان‬
‫قراره هو وحده‪..‬‬
‫بعدها رمقه بنظر ٍة حاده بادله فيها ريكس بنظر ٍة بارده‪..‬‬
‫ت لن يفهم معناها من بالغرفة سواهما فقط‪..‬‬ ‫نظرا ٍ‬
‫تدخلت كايري تقول بمرح لتُبعد التوتر عن األجواء‪ :‬لما الغضب وأنت تملك فتاة فائقة الجمال‬
‫ككاتالين ؟‬
‫علقت إليان‪ :‬ال تمت للجمال بصله‪..‬‬
‫ُهنا ضحك إدريان ُرغما ً عنه قبل أن ينظر الى خالته قائالً‪ :‬ال تمتدحيها أمام إيلي فهي تكرهها‬
‫للغايه‪..‬‬
‫ت أجمل منها بمراحل!‪..‬‬ ‫كايري بدهشه‪ :‬آسفه إيلي أن ِ‬
‫أشعر بالغيرة كي تمتدحينني هكذا ! هي فقط تبدو خاويةً‬ ‫ُ‬ ‫إنزعجت إليان تقول‪ :‬خالتي أنا ال‬
‫تماما ً ‪ ،‬ال هدف وال طموح وال تملك الذكاء ‪ ،‬ما فائدة الجمال الخارجي إن كانت فارغه كُليا ً من‬
‫الداخل!!‬
‫كايري بتفكير‪ :‬المرأة فائقة الجمال مثلها سيقع في حبها أي رجل حتى لو لم تمتلك الذكاء‬
‫فعلى ما يبدو بأنهم تجذبهم المرأة الجميلة البلهاء‪..‬‬
‫إليان بسخريه‪ :‬الغباء عند المرأة ليس من األنوثه ‪ ،‬لما قد ينجذبوا إليها إذا ً ؟!!!‬
‫نظرت كايري الى إدريان تقول‪ :‬أجب عن سؤال أُختك‪..‬‬
‫تنهد إدريان وقال‪ :‬دعونا نتوقف عن الحديث عنها‪..‬‬
‫إليان‪ :‬لما ؟ أال تُريد منا شتمها ؟‬
‫إبتسم ُرغما ً عنه يقول‪ :‬كُرهك واضح للغايه ‪ ،‬ال تقلقي أنا ال أُفكر باإلرتباط بها حقيقةً ‪ ،‬هيّا‬
‫إبتهجي‪..‬‬
‫تجاهلته وفتحت هاتفها في حين قالت كايري بتعجب‪ :‬حقا ً ؟ بدوتما رائعين في حفلة رأس‬
‫السنه‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬ماذا ؟ هل أحببتِها ؟‬
‫كايري‪ :‬بدت لطيفه معك ‪ ،‬وهي ايضا ً جميله وكالكما تعمالن في المجال ذاته لذا أرى أنكما‬
‫ُمناسبين للغايه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما تذكرت أمرا ً ونظرت الى جينيفر تاركةً إدريان الذي كاد يُعلق على كالمها‬
‫وقالت‪ :‬صحيح ‪ ،‬ماذا حدث لتلك الفتاة ؟ هل وجدتُم عائلتها ؟‬
‫تنهد إدريان هامساً‪ :‬تجاهلتني‪..‬‬
‫علقت جينيفر‪ :‬ال أعلم حقا ً ‪ ،‬منذ موضوع إشاعتها مع إدريان وهي ُمختفيه تماما ً‪..‬‬
‫ومن ثُم نظرت الى إدريان ب ِعتاب فقال بسرعه‪ :‬ال شأن لي ‪ ،‬أُقسم بأني لم أتوقع أن تترصدني‬
‫كاميرات الصحفيين حتى في الخارج ‪ ..‬حاولتُ بعدها التواصل معها ولكن من دون فائده‪..‬‬
‫كايري بحزن‪ :‬أردتُ اإلعتذار منها بعدما تأذت بسبب لوسي‪..‬‬
‫إليان‪ :‬لقد رأيتُها قبل فتر ٍة قصيره ‪ ،‬ال تقلقي هي بخير ويبدو أنها إستعادت ذاكرتها أيضا ً فلقد‬
‫أخبرتني بإسمها الحقيقي‪..‬‬
‫شعر إدريان بالحماسة يقول‪ :‬حقا ً ؟!! ماذا كان!‬
‫تجاهلته فضحك يقول‪ :‬هيّا هيّا أنا أعتذر عن إستفزازك لذا أخبريني ‪ ،‬أكاد أموت من الفضول‬
‫‪..‬‬
‫سخريه تقول‪ :‬إنها أُمنيتي‪..‬‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫إنفجر إدريان من الضحك في حين نظرت جينيفر الى إليان تقول‪ :‬حقا ً رأيتها ؟ أين ؟‬
‫إليان‪ :‬في مقهى ما‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬أين هو ؟‬
‫لم تُخبرهم إليان بموقعه فهو بحي قديم بالنسبة إليهم لذا قد يسألونها عن سبب ذهابها الى‬
‫مثل هذا المكان فقالت‪ :‬ال أذكر‪..‬‬
‫تنهدت جينيفر وقالت‪ :‬العائله تسببت بالكثير من ال ُمشكالت لها ‪ ،‬أوالً ريكس الذي أفقدها‬
‫ذاكرتها وأخيرا ً إدريان الذي جعل الصحافة تُهاجمها ‪ ،‬أُريد حقا ً أن أ ُعوضها عن ذلك‪..‬‬
‫كايري بإبتسامه‪ :‬مشاعرك اللطيفه البد من أنها قد وصلت إليها ‪ ،‬ال تقلقي هي بخير حتما ً‪..‬‬
‫ردت عليها جينيفر وتبادلتا الحديث فوقف إدريان وجلس بالقرب من إليان يقول‪ :‬هل حقا ً‬
‫قابل ِتها ؟ أين ؟ أُريد رؤيتها‪..‬‬
‫رفعت حاجبها ونظرت إليه تقول‪ :‬ولما ؟‬
‫إدريان بكذب‪ :‬تعرفين موضوع الصحافه ‪ ،‬أُريد اإلعتذار منها‪..‬‬
‫ضاقت عيناها وقالت‪ :‬حقا ً أو أنك تُريد إستعمالها ُمجددا ً لتُثير غيرةَ كاتالين ؟‬
‫قطب حاجبه يقول‪ :‬أُقسم بأنه ليس هذا السبب ‪ ،‬أخبريني إيلي ‪ ،‬سيكون هذا سرنا الصغير‪..‬‬
‫إليان‪ :‬للتو أخبرتُكم أني ال أذكر أين كان هذا المقهى!‬
‫ت صغيرتي ‪ ،‬أعرفُ ِك عندما تكذبين‪..‬‬ ‫إبتسم وغمز قائالً‪ :‬أن ِ‬
‫أمالت شفتيها قليالً ثُم قالت‪ :‬إن كُنتَ لبقا ً معي طوال هذان اليومان فقد أُخبرك‪..‬‬
‫دُهش وقال‪ :‬تُريدين إبتزازي ؟!‬
‫إبتسمت هامسه‪ :‬ذكي‪..‬‬
‫مط شفتيه لفتره قبل أن يبتسم هامساً‪ :‬سأجعلُ ِك تعيشين كاألمير ِة تماما ً‪..‬‬
‫إليان‪ :‬أبهرني إذا ً‪..‬‬
‫وقفت كايري في هذه اللحضه وقالت‪ :‬لقد جهز الغداء ‪ ،‬هيا تفضلوا حتى يتسنى لكم النوم قليالً‬
‫قبل أن تحل الخامسه فأنا قد جهزتُ لكم جدوالً رائعا ً للغايه‪..‬‬
‫وقف إدريان وتقدم من خالته قائالً‪ :‬كم أنا محظوظ إلمتالكي لخالةً بغاية الروعة ِمثلُك تماما ً‪..‬‬
‫ضحكت وقالت‪ :‬إدريان لقد قررت ‪ِ ،‬جد لي رجالً مثلك تماما ً‪..‬‬
‫إبتسم وهمس‪ :‬ال أنصحك ‪ ،‬فأنا اعرف نفسي جيدا ً وأُقسم اني أمتلك عيوبا ً فضيعه ال أُظهرها‬
‫لك‪..‬‬
‫إنفجرت ضاحكةً على دُعابته وهي تتقدمهم الى غرفة الطعام من أجل تناول الغداء والذهاب‬
‫بعدها ألخذ قسطا ً من الراحه بعد عناء السفر‪..‬‬

‫***‬
‫‪2:30 pm‬‬
‫‪- colmar -‬‬

‫"وضع القالدة بين يديه يقول‪ :‬لذا إعتبرها ذكرى ‪ ،‬ذكرى رحيل والدتك يا مارك ‪ ،‬إحفضها‬
‫وكأنها ال تزال على قيد الحياة ‪ ،‬ال تنسها ُمطلقا ً وال تنسى كون أنها عانت ألجلك ولكن الموت‬
‫أخذها "‬

‫إستيقظ من ذكرى والده ‪-‬أو كما يضن أنه والده‪ -‬على صوت ميرفا تقول‪ :‬مابك شارد الذهن ؟‬
‫سيبرد األكل‪..‬‬
‫هز رأسه وأكمل تناول طعام الغداء وهو يُفكر بهذا األمر الذي يؤلم قلبه‪..‬‬
‫كان كُلما شاهد القالدة يتذكر وفاة والدته ‪ ،‬وشكل والده المنهار الذي رآه فيها في تلك الليله‪..‬‬
‫واآلن أصبح يتذكر الموقف حتى لو لم ينظر الى القالده‪..‬‬
‫لما فجأه أصبح فضوليا ً من ناحيتها ؟‬
‫وحتى شكلها على األقل!‬
‫لقد أخبره والده بأنها لم تلتقط لنفسها أي صوره‪..‬‬
‫لما لم تفعل هذا ؟‬
‫ولما لم تلتقط صورةً معه على األقل ؟‬
‫كُل أم تلتقط صورةً مع إبنها حال والدته فلما هو ال يملك صورةً له معها ؟‬
‫همس بألم‪ :‬صورةٌ واحده كانت لتكون كافيه ‪ ،‬لستُ جشعا ً‪..‬‬
‫عقدت ميرفا حاجبها ونظرت إليه تقول‪ :‬مابك ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً وبعد فترة صمت سألها‪ :‬هل يُمكنني رؤية والدي ؟‬
‫صدمت من السؤال الذي لم تتوقعه قط ووقفت تقول بحده‪ :‬إنطق إسمه مجددا ً وسأُعاقبُك يا‬ ‫ُ‬
‫مارك !! لقد تخلى عنك ليعمل كالكلب عند تلك الجينيفر ! هو ال يستحق حتى أن تقول له‬
‫والدي ! الوالد من يُربي يا مارك أسمعت وهو تخلى عنك لذا ال يستحق هذا اإلسم على‬
‫اإلطالق‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنها وصمت كيال يتحول األمر الى شجار‪..‬‬
‫لقد عادت الى جنونها ُمجددا ً من محض سؤال!‬
‫ت لن تُشبعي فضولي بعدة أسئله فمن سيفعل ؟ هو وحده من يستطيع‬ ‫همس لنفسه‪" :‬إن كُن ِ‬
‫ُرغم كُرهي لكونه تركني هكذا‪" ..‬‬
‫خفت إنعقادت حاجبيه المنزعجه وفكر في فكر ٍة جنونيه‪..‬‬
‫هو لم يفعلها من قبل حتى وهو بالقرب منه لذا ‪ ...‬هل سيفعلها اآلن ؟‬
‫هل سيذهب إليه بنفسه ُرغم كرهه لكونه من يأخذ الخطوة األولى ؟‬
‫ال يدري‪..‬‬
‫هو فقط بدأت تملؤ عقله أفكارا ً غريبه وبداخله شعور قوي بأن والده هو فقط من يستطيع‬
‫اإلجابة عنها‪..‬‬
‫هو ال أحد غيره!‬

‫***‬

‫‪3:12 pm‬‬

‫أكملت كالمها بحماس ٍة تقول‪ :‬من بعدها لم يُكلمني عمي حتى اآلن عن األمر ُمطلقا ً ‪ ،‬ال أعلم‬
‫كيف أثر كالم ريكس عليه ‪ ،‬حقا ً أنا سعيده!‬
‫ضاقت عينا أخاها األكبر آلبرت يقول‪ :‬غريب ‪ ،‬كيف عرف أن لجينيفر يد في األمر ؟‬
‫األمر صحيحا ً أو ال ‪ ..‬ال ُمهم‬
‫ُ‬ ‫صدمت وال أعلم هل كان‬ ‫هزت كتفها تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬أنا بنفسي ُ‬
‫أن عمي ُرغم غضبه الشديد ذاك تغير تماما ً ولم يطلبني البته ولم يُحادثني في األمر إطالقا ً ‪،‬‬
‫واااه لقد أُزيح هم كبير عن صدري‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬واآلن ماذا عليك أن تفعلي ؟‬
‫عقدت حاجبها وهي ال تفهم ما يقصد فقال‪ :‬أال يجب عليك شُكر أحدهم ألنه ساعدك وأزاح الهم‬
‫عن صدرك ؟‬
‫دُهشت وظهر اإلستنكار على وجهها بشك ٍل غير إرادي تقول‪ :‬ريكس!!‬
‫ثُم توقفت وتالشى اإلستنكار تدريجيا ً قبل أن تقول‪ :‬بصراحه ‪ ...‬لقد أحببتُ تصرفه الغريب هذا‬
‫! لم أتخيل بأنه في يوم قد يقف في صفي ‪ ،‬بِتُّ أتسائل لما كُنتُ أكرهه ُمسبقا ً ؟‬
‫بعدها عقدت حاجبها تُحاول التفكير باألمر فقال آلبرت‪ :‬على أية حال ال ترتاحي كثيرا ً فأنا حتى‬
‫اآلن لم أُعاقبك على هذا‪..‬‬
‫عقاب كافي‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫فلور بدهشه‪ :‬لكنك سحبتَ مني كُل أجهزتي ! هذا‬
‫آلبرت بحده‪ :‬كال!‬
‫فُجعت وصمتت تماما ً دون نطق أي حرف‪..‬‬
‫تنهد بعدها وقال‪ :‬هل لك تواصل مع فرانس ؟‬
‫ق بحق!‬ ‫هزت رأسها نفيا ً فبدأ يُعاوده الضيق الشديد وإختفاء أخيه هذا ُمقل ٌ‬
‫ُرغم أنهم إعتادوا على إختفائه ولكنه هذه المرة إختفى بعد شجارهما وقُطعت كُل وسائل‬
‫التواصل معه ‪ ،‬مهما حاول تجاهل األمر فسيظل القلق يأكله من الداخل‪..‬‬
‫صداع وهمس‪ :‬أين أنت ؟‬ ‫فرك رأسه بأصابعه عندما داهمه ال ُ‬
‫ّ‬
‫بأمر ما‪..‬‬
‫تعجبت فلور وسألته‪ :‬فرانس ؟ ُربما كعادته يعمل مع جينيفر أو كلفته ٍ‬
‫وقف يقول‪ :‬إذهبي لإلستذكار فلقد إقتربت اإلمتحانات‪..‬‬
‫ومن ثُم خرج وهو يُحاول اإلتصال ُمجددا ً بفرانس ولكن كالعاده الهاتف ُمغلق‪..‬‬
‫أدخل الهاتف في جيبه وطلب من الخادمة كوب قهوة ليُهزئ رأسه بينما هو يُفكر بكالم فلور‪..‬‬
‫كيف علم ريكس بأن لجينيفر يد باألمر ؟‬
‫ُهناك أمر ُمريب يحدث معه ‪ ،‬كيف له أن يعرفه ؟‬
‫حاول ُمحادثته ولكن ال فائده‪..‬‬
‫يبدو بأنه يُخبئ أمرا ً خطيرا ً ‪ ،‬خطيرا ً حتى على نفسه‪..‬‬
‫شد على أسنانه هامساً‪ :‬أتيتُ فقط ألجل طلب عمي وها أنا ال يُمكنني الرجوع تاركا ً فرانس‬
‫ال ُمختفي خلفي وال ريكس الغريب أيضا ً ‪ ،‬ماذا يحدث معكما بالضبط ؟ كُفا عن فعل كُل شيء‬
‫ب ُمفردكما!‬
‫ضاقت عيناه وهو يتذكر كالم فرانس آخر مره‪..‬‬
‫*جينيفر تُفسد كُل شيء ! تُريد السيطرة على كُل شيء ‪ ،‬بأموال ريكس تمول لمشروعها‬
‫السري وبعدها ستُلصق بكُل شيء به وستُنشر بعدها حقيقة من تكون والدته ‪ ..‬ال أُحب هذا !‬
‫كرهها العميق آلليس مقزز ! إنها أفضل منها بمئات المرات !!! إمرأه ُمقززه أكرهها كثيرا ً !‬
‫*‬
‫راض هكذا ؟ ما الذي تُخفيه حتى تجعله تحت سيطرتها الى‬ ‫ٍ‬ ‫همس‪ :‬إنها تستغل ريكس فلما هو‬
‫هذا الحد ؟ لما ال تُخبرني يا فرانس ؟ لما األمر سري بالنسبة لك كي تُخفيه ؟ ولما ال تتحدث يا‬
‫ريكس ؟!‬
‫شد على أسنانه هامسا ً بضيق‪ :‬لما أنتما أحمقان هكذا ؟!!‬
‫حسنا ً‪..‬‬
‫إن كان بهذا ال ُحمق فلن يقف ُمتفرجا ً ينتظر منهما شيء‪..‬‬
‫سيتدخل‪..‬‬
‫وسيبحث عن كُل شيء بنفسه‪..‬‬
‫قالها وهو يأخذ كوب القهوة من الخادمه ويتجه بعدها الى الخارج‪..‬‬
‫إستيال مشغولة بالبحث عن فرانس لذا سيدع هذا األمر عليها وسيبحث هو عن جينيفر‪..‬‬
‫فتلك شيطانة بشكل غير طبيعي لدرجة أنها تُدمرهم هكذا‪..‬‬
‫يستحيل أن يبقى صامتا ً يُراقب العائله وهي تتهاوى بسببها‪..‬‬
‫عليه أن يتدخل‪..‬‬

‫من جه ٍة أُخرى‪..‬‬
‫وعند فيال جينيفر‪..‬‬
‫توقفت سيارة أُجره ونزل منها هذا ال ُمراهق الذي يبلغ الرابعة عشر من عمره‪..‬‬
‫أعطاه ماله قبل أن يُحرك السياره ويُغادر الشارع‪..‬‬
‫تنهد ورفع رأسه ينظر الى الفيال ثُم تقدم ورن جرس المنزل‪..‬‬
‫بقي واقفا ً في مكانه ينتظر أن يُفتح الباب ولكن ال ُمجيب‪..‬‬
‫همس‪ :‬هل ألن جينيفر ُمسافره يتم إغالق الفيال بالكامل ؟ هل حقا ً ال يُوجد أح ٌد بالداخل ؟‬
‫كال!‬
‫يعيش ُهنا فكالم إليان ذلك اليوم مع‬‫ُ‬ ‫فرغم أنه ال يعلم أين هو تحديدا ً لكنه واثق بأن الطفل إيدن‬
‫ُ‬
‫مكان يستطيعون فيه رؤيته بين الحين واآلخر‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫أخاها دليل على أنه في‬
‫وهذا هو سبب وجود المربيه حتى اآلن في منزل جينيفر‪..‬‬
‫لذا البد من أن ُهناك من بالداخل‪..‬‬
‫المربيه أو الخادمة على األقل فهم لن يتركوا طفالً لوحده‪..‬‬
‫رن الجرس ِمرارا ً وتكرارا ً حتى جاءه صوت إمرأة من الجهاز الصوتي تقول‪ :‬من بالباب ؟‬
‫أجابها‪ :‬كين ‪ ،‬كين ريكسوفر‪..‬‬
‫عرفته الخادمه فهذا إبن أخ زوج جينيفر فقالت‪ :‬أهالً كين ‪ ،‬ماذا أردت ؟‬
‫كين‪ :‬أال يُمكنني الدخول ؟ طلبت مني العمة أن أُحضر لها بعض األقراص من غرفة األفالم‪..‬‬
‫تعجبت الخادمه ولم تشك بتاتا ً بكونه يكذب ناهيك عن كون أخاه فرانس دائم التردد الى هذا‬
‫المنزل لذا من الطبيعي وجود كين وأن تطلب منه جينيفر بعض األمور‪..‬‬
‫ردت عليه‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬يُمكنك الدُخول‪..‬‬
‫وسمع بعدها صوت القفل اآللي للبوابة يُفتح فإبتسم ودخل قاطعا ً فناء المنزل حتى وصل الى‬
‫البوابة حيث خرجت الخادمه لتوها‪..‬‬
‫إبتسم لها كين يقول‪ :‬مرحبا ً ‪ ،‬أزعجتُك ؟‬
‫إبتسمت ألسلوبه المرح اللطيف وقالت‪ :‬على اإلطالق ‪ ،‬أتُريد أن أُحضّر لك شيئا ً ؟‬
‫كين وهو يُشير الى يمينه‪ :‬كوب قهو ٍة من فضلك وأتركيها ُهناك فسأجلس قليالً قبل ُمغادرتي‪..‬‬
‫هزت رأسها فإبتسم ودخل فلقد إستطاع بسهولة تامه إبقائها في الخارج فهي حتما ً لن تترك‬
‫كوب القهوة ُهناك قبل حضوره‪..‬‬
‫ما إن الحظها تدخل قسم المطبخ حتى غير طريقه من الدور األرضي الى األعلى وإتجه‬
‫غرفة جينيفر‪..‬‬ ‫ُمباشرةً الى ُ‬
‫فتح الجناح وتلفت حوله قبل أن يتجه الى غرفة مكتبها وعندما حاول فتح الباب وجده مؤصدا ً‬
‫بال ُمفتاح‪..‬‬
‫هيّا!!‬
‫هذا ليس الوقت ال ُمناسب للعب لُعبة فتح األقفال!‬
‫تنهد ووقف يتفحص المكان حتى وجد بالقرب من األريكة دبوس شعر فأخذه وهو يبحث عن‬
‫ي في‬ ‫شيء آخر حا ٍد مثله ليجد أخيرا ً ما يُناسبه وبعدها جلس أمام الباب وهو يفتح مقطعا ً تعلم ّ‬
‫اليوتيوب يشرح طريقة فتح أقفال األبواب‪..‬‬
‫وبالفعل خالل دقائق من الجهد فتحها أخيرا ً ومن ثُم دخل وإتجه الى مكتبها يُقلب في األوراق‬
‫فيه‪..‬‬
‫حيث تضع صورةً لها مع إبنيها إدريان وإليان وهم صغارا ً فإبتسم‬ ‫ُ‬ ‫رفع عينيه الى سطح مكتبها‬
‫سخريه وهمس‪ :‬إنها حقا ً ُمنكرةً وجود إيدن ‪ ،‬شيطانة بالفعل‪..‬‬ ‫ب ُ‬
‫عاود التقليب في أوراقها بشك ٍل سريع فكُلها تحوي أمورا ً ال تهمه إطالقا ً‪..‬‬
‫أخرج من الدرج ملفا ً وفتحه ليعقد حاجبه بدهشه وهو يرى بأنه نفسه ما أرته إياه قبل مده‪..‬‬
‫إنه عن أخاه آلبرت وعن اإلمتيازات التي أعطاها الى موظفةً لديه وبعض الصور التي تؤكد‬
‫كونه على عالق ٍة غرامية معها‪..‬‬
‫ُرغم أن هذا الملف لم يكن هدفه إال أنه لن يسمح بكون جينيفر تحتفظ فيه‪..‬‬
‫أخرج الصور واألوراق ال ُمهمه وقام بطيها وتخبئتها في جيب سترته ومن ثُم أكمل البحث‪..‬‬
‫أنهى تقريبا ً كُل أدراج المكتب ولم يجد ما يُريده فأخذ نفسا ً عميقا ً ورفع عينيه يدور في الغرفة‬
‫لتقف بصدمه عندما شاهد هذا الجسد الضخم على الباب ينظر إليه ببرود تام‪..‬‬
‫بلع ريقه لتتحدث قائله‪ :‬ماذا تفعل بالداخل ؟‬
‫ضاقت عيناه وشكلها ليس غريبا ً عنه ‪ ،‬أجل إنها ُمريبة ريكس والبقية عندما كانوا ِصغارا ً‪..‬‬
‫إنها معلومة ال يعرفها أحد وهي كون آليكسندر أحضر هذه المربية التي إختارتها آليس‬
‫بنفسها‪..‬‬
‫وهذا يعني بأنها بالتأكيد تُفضل آليس على جينيفر كثيرا ً‪..‬‬
‫عليه كسبها لصفه‪..‬‬
‫إبتسم وقال لها بمرح‪ :‬مرحبا ً سيدتي ‪ ،‬أعرفك ‪ ،‬حدثني عمي عنك وعن كون عمتي آليس‬
‫تُحبك كثيرا ً‪..‬‬
‫دُهشت ال ُمربية للحضه ثُم قالت‪ :‬ماذا قُلت ؟‬
‫كين‪ :‬عمتي آليس حقا ً تثق بك لهذا إختارتك هي بنفسها لتُربي إبنها ‪ ،‬ريكس أيضا ً ي ِكنُ لك‬
‫اإلحترام الكبير‪..‬‬
‫صمتت لفتره قبل أن تقول‪ :‬هذا ليس موضوعنا ‪ ،‬ماذا تفعل ُهنا ؟‬
‫صمت قليالً قبل أن يقول بشك ٍل ُمباشر‪ :‬أنا أكره العمة جينيفر‪..‬‬
‫دُهشت من قوله لهذا لها ُمباشرةً في حين أكمل‪ :‬هي تؤذي الجميع ‪ ،‬إمرأةً حقوده تُريد إمتالك‬
‫كُل شيء لنفسها ‪ ،‬كرهت آليس ألنها زوجةً سابقة لعمي ‪ ،‬كرهتها وسعت لتدمير إبنها ‪،‬‬
‫كرهتنا تاليا ً ألن بعد وفاة والدانا لم يتبقى لنا أحد لهذا عمي يرعانا ‪ ،‬إمرأه أنانيه تعشق التملك‬
‫وتُريد كُل شيء لها ‪ ،‬لديها زوج وأبناء تُريد منهم أن يكونوا ملكا ً لها وال يُشاركها أح ًدا فيهم!‬
‫سخريه‪ :‬الى درجة أنها حرمت إبنها إدريان من ُحبّه وكسرت قلبه فقط ألنه ال يُمكنها أن‬ ‫أكمل ب ُ‬
‫تتخيل كون فتاةً أُخرى قد تحصل على ُج ِ ّل إهتمامه!‬
‫ضاقت عينا ال ُمريبة قليالً في حين أن كين ال يعلم لما فجأه إسترسل في حديثه هكذا ؟‬
‫لم يتوقع أن يملك إتجاهها ُكل هذا الكُره لدرجة عدم سيطرته على إنفعاله‪..‬‬
‫هي بحق إمرأةً حقيره‪..‬‬
‫أحقر من أي شخص آخر رآه في حياته‪..‬‬
‫أعاد األوراق الى مكانها ثُم خرج من الغرفة قائالً‪ :‬عذرا ً على التدخل ‪ ،‬أتمنى بأن ال تُخبريها‬
‫بذلك‪..‬‬
‫ما إن تجاوزها حتى قالت بهدوء‪ :‬هي ال تحتفظ بأوراقها ال ُمهمة ُهنا وال في مكان عملها‪..‬‬
‫توقف قليالً ثُم أكمل طريقه الى الخارج ُمفكرا ً‪..‬‬
‫إن لم تكن ُهنا وال في عملها إذا ً إين بالضبط ؟‬
‫إبتسم للخادمة التي ال تزال تنتظره بالكوب فتقدم وأخذ الكوب منها وعقله مشغول بجينيفر‪..‬‬
‫هل من ال ُممكن أن تكون في ذلك المكان ؟‬
‫لما ال ؟ سيُجرب الذهاب إليه فلن يخسر شيئا ً من ال ُمحاوله‪..‬‬
‫عليه أن يستغل كون جينيفر بعيدةً من ُهنا‪..‬‬

‫***‬

‫‪4:16 pm‬‬

‫بدأ يشعر دارسي بالملل!‬


‫إنه اليوم الثالث وذاك الجبان ال يزال صامتا ً‪..‬‬
‫ال يعلم لما يستمر بالصمت فمن الواضح أنه يمتلك شخصيةً ضعيفه وحتى أنه ال يملك قوة‬
‫إراده‪..‬‬
‫فلما مستمر بالصموت ؟‬
‫أمثاله يخافون الموت للغايه فلما ال يفعل شيئا ً يُخرجه من هذا المصير ؟‬
‫لقد م ّل األمر تماما ً وهو الذي كان يضن بأنه سيُنهي كُل شيء في ٍ‬
‫يوم واحد‪..‬‬
‫ناهيك عن كونه لم يستطع الوصول الى موقع ريكس سوى هذا الصباح بعدما ذهب الى منزله‬
‫ومن بعدها غادر مع عائلته!‬
‫ورين ؟!!‬
‫أين هي إذا ً إن كان هو يُمارس حياته العائليه بشك ٍل طبيعي ؟‬
‫قال جوي أنه حماها فلما هما ليسا مع بعضهما ؟‬
‫ختف ليومين تقريبا ً وبعدها يتسكع مع أسرته!‬ ‫لما كان ُم ٍ‬
‫راقب كُل شيء له عالقةً بها ولكن من دون فائده‪..‬‬
‫فيال جينيفر ‪ ،‬قصر آليكسندر ‪ ،‬منزل آليس ‪ ،‬وحتى منزل دانييل ذاك الذي دخله موريس سابقا ً‬
‫‪ ،‬وال أثر لها حول أي مكان من هذه األماكن!‪.‬‬
‫حتى ريكس لم يظهر حول أي مكان آخر ُمريب ‪ ،‬هل هو حذر الى هذه الدرجه أم أنه بالفعل لم‬
‫يتواصل معها منذ يومها!‬
‫ضاقت عيناه هامساً‪ :‬هل كان جوي يكذب ليوقع بريكس ؟ هذا أفضل إحتمال فشخص كريس‬
‫عندما يخون المنظمة لن يتمشى ُهنا و ُهناك بكُل برود وكأنه لم يفعل خطئا ً!‬
‫حيث كان يجلس على إحدى الكراسي الخشبية خارج مقهى صغير على‬ ‫ُ‬ ‫رفع عينيه الى الشارع‬
‫قارعة الطريق‪..‬‬
‫ت أُخرى ؟‬‫هل يستمر ب ُمراقبته هو أو يُجرب البحث عن إتصاال ٍ‬
‫عليه رؤيتها!‬
‫يُريد رؤية رين قبل أن يقتُلها ذاك البروفيسور األحمق!‬
‫كيف له أن يأمر بقتلها وهي الوحيدة التي تعرف السر ؟‬
‫همس‪ :‬إال إن صابت توقعاته وكان فرانسوا أيضا ً يعرف شيئا ً ‪ ،‬نعم من الواضح أنه يُخبئ أمرا ً‬
‫ولكني أخشى أن يكون تافها ً وال يُهمني في شيء‪..‬‬
‫ضاقت عيناه ُمفكرا ً قبل أن يهمس‪ :‬هناك اشخاص آخرون على عالق ٍة بها ‪ ،‬لن يُمكنني نسيان‬
‫حماية آندرو لها في باريس ‪ ،‬علي ُمحاولة اإلستقصاء خلفه ‪ ،‬من يدري ‪ُ ،‬ربما أجد وقتها‬
‫سببا ً لقتله فكم أتوق لفعلها‪..‬‬
‫وضع المال بجانب كوب القهوة ثُم إتجه الى السيارة التي تنتظره منذ ساع ٍة تقريبا ً‪..‬‬
‫ركبها وهو يقول‪ :‬خذني الى آندرو‪..‬‬

‫في حين كان آندرو يمشي بهدوء في الحديقة يُفكر بكالم الموظف الذي قابله قبل دقائق حيث‬
‫قال‪:‬‬
‫"المدير ريكس ؟ حسنا ً ‪ ،‬هو لم يحضر للعمل منذ أكثر من اسبوع ‪ ،‬نتصل عليه وقلما يُجيب‬
‫إتصاالتنا ويأمرنا بأن نتصرف كما نشاء"!‬
‫ضاقت عيناه وهمس‪ :‬ما كُل هذا الغياب عن العمل ؟ هل حياة ال ُمجرمين ُممتعه لكي يترك‬
‫ُمستقبله من أجلها!‬
‫شد على أسنانه وهو يتذكر رسالته فجر اليوم‪..‬‬
‫"هل لنا أن نحضى ب ُمحادث ٍة أخيره ؟ قد ال يُمكنني مقابلتك بعد هذا اليوم "‬
‫ماذا يقصد ؟‬
‫لطالما سبب القلق لمن حوله‪..‬‬
‫ال يُمكنه أن يغفر له كذبته‪..‬‬
‫ال يُمكنه أن يغفر له كونه مواليا ً لقتلة والده‪..‬‬
‫لطالما أخبره عن هذه المنظمه ‪ ،‬وعن شرها ‪ ،‬وعن كونه يكن الحقد الكبير تجاهها ولكنه في‬
‫ال ُمقابل يعمل كالكلب معها!‬
‫لقد خدعه!‬
‫كان هو خلف كُل منافسيه الذين سقطوا إما قتلى أو بوحل الفساد ومع هذا كان يدعي البراءه‬
‫ويتصرف وكأن شيئا ً لم يكن‪..‬‬
‫ال يُمكنه أن يغفر له حقا ً!‬
‫ضحك بإستهزاء هامساً‪ :‬هذا يعني بأن كُل ال ُهراء الذي نطق به إبن عمه في الحفل كان حقيق ّ‬
‫ي‬
‫! مجرم فاسد حتى النُخاع!‬
‫ال يُمكنه تحديد مقدار الكُره الكبير الذي يشعر به تجاهه‪..‬‬
‫كرهٌ لم يتصور في يوم من األيام أن يصل إليه‪..‬‬
‫إنه حتى تجاوز كرهه لقتلة والده!‬
‫مع كُل كمية الكره هذه لما ؟‬
‫لما يشعر هكذا ؟‬
‫لما ال يُمكنه تجاوز تلك الرسالة ؟‬
‫لما هي تُقلقه الى هذه الدرجة ؟‬
‫لما وصل به األمر للذهاب الى عمله والسؤال عنه ؟‬
‫لما هو اآلن يتمشى في الحديقة التي تتواجد بالقرب من منزل والدته آليس ؟!!‬
‫لما كُل هذا!‬
‫هذا التناقض في مشاعره يؤلمه‪..‬‬
‫يؤلمه أكثر مما يتخيل!‪..‬‬

‫قطع عليه تفكيره اتصال أخته التي قالت حالما رد عليها‪ :‬مرحبا ً ‪ ،‬ألم تصل باريس بعد ؟‬
‫أجابها بهدوء‪ :‬كال ‪ ،‬طائرتي في المساء‪..‬‬
‫تعجبت وقالت‪ :‬طائره ؟ ولما ؟ كان يُمكنك ركوب القطار فهي ارخص ومواعيدها متقاربه‪..‬‬
‫ت طويل فهذا يجعل األفكار‬ ‫آندرو‪ :‬أردتُ وسيلة نقل سريعه حتى ال يُمكنني البقاء بمفردي لوق ٍ‬
‫التي ال أُريدها تُداهمني‪..‬‬
‫وأكمل هامساً‪ :‬كاآلن تماما ً‪..‬‬
‫روانا‪ :‬حسنا ً ال أعلم ماذا يحدث بالضبط ولكنك تبدو وكأن قلبك قد كُسر ‪ ،‬عندما تأتي سأُقدم‬
‫لك الفتاة التي تُجبره لألبد‪..‬‬
‫تنهد وقرر أال يُجادلها في األمر‪..‬‬
‫ُ‬
‫حيث أتى ُمحاوالً إشغال‬ ‫وبعد دقائق قليله من تبادل األحاديث أغلق الهاتف وإلتفت ليعود من‬
‫رأسه بإمتحانات الطلبه‪..‬‬
‫ولكنه توقف وهو يرى سيارةً سوداء تقف أمام منزل والدة ريكس‪..‬‬
‫إنها ليست سيارته!‬
‫دُهش عندما رأى أربعةً ينزلون من السيارة ‪ ،‬ثالثةً تقدموا يُحاولون فتح الباب والرابع يقف‬
‫خلفهم بهدوء‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وتقدم قليالً حتى دُهش عندما عرفه‪..‬‬
‫إنه ذاك الوغذ الذي قدم الى شقته قبل أيام‪..‬‬
‫المدعو بباتريك!‬
‫ولكن لماذا هو أمام المنزل ؟‬
‫إبتسم بسخريه وهمس‪ :‬حتى أنك كذبتَ بقولك ال يدخل الى المنزل سوانا‪..‬‬
‫سخريه وهو يراهم يقتحمونه ويدخلون!‬ ‫إختفت إبتسامة ال ُ‬
‫إذا ً ريكس ليس بالداخل وهم لم يأتوا ألجله كما كان يتوقع‪..‬‬
‫لقد إقتحموه!‬
‫إقتحموه وكأن ريكس هذا ليس بحليف‪..‬‬
‫عدو لهم!!‬
‫بل ٌ‬

‫***‬

‫‪4:45 pm‬‬

‫إستيقظ إدريان من نومه أو باألصح قيلولته وأخذ هاتفه ناظرا ً الى الساعه‪..‬‬
‫كان سيُعاود النوم ولكن لم يتبقى سوى ُربع ساعة وتطلبهم بعدها خالته لذا قرر أن يذهب الى‬
‫اإلستحمام ويتنشط‪..‬‬
‫الغرفة ُمظلمه تقريبا ً ‪ ،‬نظر الى يمينه ليجد سرير ريكس فارغا ً‪..‬‬
‫لم يستطع أن يقولها أمام خالته عن كونه ال يُريد ُمشاركة ريكس ذات الغُرفه‪..‬‬
‫الزجاجي المخفي بالستائر والذي يُطل على بلكون ٍة خارجيه‪..‬‬ ‫نظر الى الباب ُ‬
‫من حركة الستائر يمكنه تخمين أنها مفتوحه وريكس بالخارج‪..‬‬
‫وقف وأبعد الستائر فوجد ريكس يستند على السور بهدوء ينظر الى الفراغ والسيجارة بين‬
‫شفتيه‪..‬‬
‫كان الجو ُمظلما ً وباردا ً‪..‬‬
‫ال يعلم هل هو بفعل الغيوم الكثيفة أم أن الغروب قد حان‪..‬‬
‫ولكنه بحق ُمظلم وكأنهم في منتصف الليل‪..‬‬
‫عاود النظر الى ريكس ثُم الى سيجارته قبل أن يقول‪ :‬أنت تقت ُل نفسك ببطئ‪..‬‬
‫لف ريكس برأسه بهدوء حيث إدريان ليُكمل اآلخر‪ :‬هذا ما كانت ستقوله إليان لو كانت‬
‫عالقتكما جيده كالسابق فهي أكثر من قد يخاف على كلينا من األذى‪..‬‬
‫الرغم من كونها سوداء إال أنها لم تُمظر‬ ‫تجاهله ريكس وعاود النظر الى الغيوم التي على ُ‬
‫حتى اآلن‪..‬‬
‫وبعد فترة صمت تحدث إدريان يقول بهدوء‪ :‬ما الذي حدث بالضبط لتكرهك هكذا ؟ لقد رفضت‬
‫إيلي إخباري ‪ ،‬أجبني أنت!‬
‫ريكس ببرود تام‪ :‬شاهدتني أمام ُجثة عد ٍو لي مقتول‪..‬‬
‫لم يتوقع إدريان أنه سيُجيبه ببساطه فضاقت عيناه وسأل‪ :‬وهل قتلته ؟‬
‫ريكس بسخريه‪ :‬لوحدي وأمام شخص يُصارع الموت ‪ ،‬ماذا برأيك قد حدث ؟‬
‫شد إدريان على أسنانه وتقدم بعنف شادا ً ريكس من ياقته صارخا ً في وجهه‪ :‬لما تتدنى الى‬
‫الحقارةً يوما ً بعد يوم ؟!!!‬
‫إبتسم ريكس بإستهتار يقول‪ :‬ولما أنت مصدوم ؟ إنه خطأك ‪ ،‬لم يطلب منك أحد أن تبني نظرةً‬
‫جيدةً تجاهي‪..‬‬
‫إدريان بحد ٍة ممزوج ٍة بالضيق‪ :‬هذا يعني بأن كالم فرانس عنك ذاك اليوم كان حقيقي ؟!! هذا‬
‫يعني بأنك كذبتَ علي عندما أنكرته أمامي!‬
‫إختفت إبتسامة ريكس ال ُمستهترة تلك ولم يُجبه على سؤاله فدفعه إدريان بعيدا ً عنه يقول‪:‬‬
‫أكر ُهك عندما تصمت هكذا!!‬
‫إصطدم ظهر ريكس بالسور وسقطت السيجارة من شفتيه فإنحنى وإلتقطها وهو يقول بهدوء‪:‬‬
‫لم يطلب منك أحد أن تُحبني‪..‬‬
‫وضعها على شفتيه وأكمل بإبتسام ٍة ساخره‪ :‬فأنا أموت ببطئ كما ترى لذا إستمر بكرهي‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجه إدريان وهو بالفعل لم يعد يفهم أخاه أبدا ً!!‪..‬‬
‫أشاح بوجهه هامساً‪ :‬فلتمت إذا ً‪..‬‬
‫وعندما كاد أن يدخل توقف قليالً ثُم إلتفت ونظر الى ريكس ليقول بعد فترة صمت‪ :‬لما رفضتَ‬
‫جوليتا ؟‬
‫ريكس ببرود‪ :‬ألني أموت كما ترى‪..‬‬
‫إنزعج إدريان وقال بحده‪ :‬كُف عن إستفزازي !! تسرقها مني ثُم ترفضها !!! لما تفعل هذا بي‬
‫؟!!‬
‫سحقا ً لك!‪..‬‬ ‫دُهش ريكس في حين إلتفت إدريان الى الداخل يهمس بحده‪ُ :‬‬
‫تقدم ريكس من فوره دائسا ً على السيجارة التي سقطت منه وأمسك بيد إدريان يقول‪ :‬لحضه !‬
‫عن ماذا تتحدث أنت ؟!!‬
‫أفلت إدريان يده منه بقوه يقول‪ :‬أغرب عن وجهي!!‬
‫ومن ثُم غادر الغرفة وريكس ال يزال مندهشا ً بالكامل!‬
‫صوت الرعد أيقضه من دهشته ليتقدم بعدها ويُقرر اللحاق به حتى يفهم ما تلك الجملة‬
‫الغريبة التي قالها !! عن أي سرق ٍة يتحدث ؟‬
‫هو ال يملك أي فِكر ٍة عن هذا األمر إطالقا ً!‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 54‬‬
‫‪-‬القسم األول‪-‬‬

‫"تذكر أن المشاعر التي ال يتم التعبير عنها ال تموت أبدا ً ‪ ،‬إنها تدفن حية ثم تطفو فيما بعد‬
‫بطرق أكثر قبحا ً ‪ ،‬عليك أن تعبر عن مشاعرك وإال فإن تلك المشاعر سوف تأكل قلبك "‬
‫‪-‬شين كوفي ‪-‬‬
‫تقف إليان بهدوء أمام النافذة الكبيره ال ُمطله على الفناء الخارجي تنظر الى السماء التي بدأت‬
‫خيوط البرق تلمع فيها‪..‬‬
‫إلتفتت الى الخلف حيث أمها وخالتي يحتسون الشاي الساخن وقالت‪ :‬خالتي ‪ ،‬أشعر بقدوم‬
‫أمطار غزيره‪..‬‬
‫رفعت خالتها عيناها إليها تقول‪ :‬ال أعتقد هذا ‪ ،‬قبل يومين غيّم الجو همذا وتعالت أصوات‬
‫الرعد ولكن لم تنزل قطرةً واحده ‪ ،‬سننتظر قليالً للتأكد وبعدها نُغادر‪..‬‬
‫عاودت إليان النظر الى الخارج بشرو ٍد تام لتعقد بعدها حاجبها وهي ترى أخاها إدريان يمشي‬
‫في الفناء وهو يضع سماعات الهاتف في أُذنه ويبحث عن أغنيةً ما ليُشغلها‪..‬‬
‫لما في الخارج وحده هكذا ؟‬
‫هذه ليست طبيعته‪..‬‬
‫جاءها صوت خالتها تقول‪ :‬ريكس ! مرحبا ً تعال لتشرب الشاي معنا‪..‬‬
‫إلتفتت تنظر إليه وهو يدور بنظره في المكان يبحث عن أح ٍد ما قبل أن يعتذر بهدوء من‬
‫خالتها ويُغادر بعدها‪..‬‬
‫كايري بتعجب‪ :‬عن ماذا كان يبحث ؟‬
‫جينيفر‪ :‬وما أدراني ‪ُ ،‬ربما هاتفه أو شيء من هذا القبيل‪..‬‬
‫بقيت إليان تنظر الى الباب حيث خرج ريكس ومن ثُم عاودت النظر الى الخارج حيث خبأ‬
‫إدريان كفيه في جيوب معطفه الشتوي الثقيل ويتمشى شارد البال‪..‬‬
‫إنهما يتصرفان بطريق ٍة غريبه ‪ ،‬هل حدث بينهما شيء بما أنهما في الغرفة ذاتها ؟‬
‫ضاقت عيناها بضيق وهي تتذكر ذلك اليوم‪..‬‬
‫عندما رأت ريكس يقتل أحدا ً وكأنه سفاح!‬
‫لقد إنقلب حالُها تماما ً وشعر بها إدريان وسألها مرارا ً عن السبب ولكنها لم تستطع أن تُجبه‪..‬‬
‫كانت ُمنهاره وتحت تأثير الموقف الصادم!‬
‫إنه أخاها الرائع الذي تتطلع إليه دائما ً‪..‬‬
‫لم تستطع أن تقول ما رأته ألحد ‪ ،‬لقد كرهته للغايه ولكنها في الوقت ذاته ال تُريد ألح ٍد أن‬
‫يكرهه أيضا ً!‬
‫ي أي أحد آخر‪..‬‬ ‫ال تُريد لصورته الرائعه أن تهتز في عين ّ‬
‫تناقض كبير بداخلها أتعبها كثيرا ً‪..‬‬
‫ولكن صمتها أتى بنتيج ٍة عكسيه فإدريان لم يستطع أن يبقى صامتا ً وذهب ليُشاجر ريكس‪..‬‬
‫ال يُمكنها نسيان تلك الليلة التي رأتهما يتشاجران فيها‪..‬‬
‫لقد كانا حادَّين للغايه وكأن بينهما ثأر قديم تراكم مع مرور السنين‪..‬‬
‫وإدريان ‪ ....‬كان غاضبا ً أكثر مما كانت تتخيل!‬
‫كان كمن يكتم شيئا ً بصدره منذ فترة طويله وحان وقت إخراجه الى الخارج‪..‬‬
‫خرجت مشاعر سلبيه كبيره وشاجره بحدّة أخافتها كثيرا ً‪..‬‬
‫ومن حينها سائت عالقتهما كثيرا ً‪..‬‬
‫أصبحا بالكاد يتحدثان ‪ ،‬فإن قاال كالما ً عاديا ً لبعضهما فهما قد شاجرا بعضهما أكثر وأكثر‪..‬‬
‫آلمها هذا ‪ ،‬ح ّملت نفسها الذنب ولكن لم تستطع قول شيء‪..‬‬
‫ألن الحقيقة كانت لتزيد من ِحدّة الشجار ‪ ،‬وهذا ماال تُريده‪..‬‬
‫همست‪ :‬لما تغيرنا هكذا ؟‬
‫لما إنقلب حالهم تدريجيا ً مع األيام ؟‬
‫هي ال تفهم‪..‬‬
‫ولكن بداخلها رغبة دفينة وأُمينه قديمه ألن يعود كُل شيء لسابق عهده‪..‬‬
‫ويعودوا أخو ٍة كما كانوا‪..‬‬
‫إتسعت عيناها من الدهشة وهي ترى ريكس يتقدم بإتجاه إدريان ومن ثُم يُمسكه من كتفه‬
‫ويلفه تجاهه يُحادثه‪..‬‬
‫لقد ‪ ...‬حدث بينهما شيء كما كانت تتوقع‪..‬‬
‫تتمناه أال يكون بذلك السوء‪..‬‬
‫سخريه على إنعكاس أُمنيتها حال التفكير فيها فهاهو إدريان بدت الحدة على وجهه‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫ت ال يُمكنها سماعها‪..‬‬
‫ودفع ريكس من كتفه وهو يصرخ في وجهه بكلما ٍ‬
‫إلتفتت بهدوء تنظر الى خالتها وأُمها قبل أن تتقدم بهدوء قائله‪ :‬هل إنتهى الشاي ؟‬
‫إبتسمت خالتها فهاهي إليان إقتنعت وستشرب معهما الشاي األسود الساخن‪..‬‬
‫أجابتها‪ :‬بالطبع!‬

‫وفي الخارج‪..‬‬
‫أمر غريب ومن ثُم‬ ‫إنزعج ريكس من صراخ إدريان وقال له بحده‪ :‬ال يحق لك إخباري عن ٍ‬
‫تقول لي إنسى األمر ! أخبرني ماذا قصدت بكالمك ذاك!!‬
‫شد إدريان على أسنانه يقول‪ :‬أخبرتُك أن تغرب عن وجهي !! ال شأن لك بي وبكالمي‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬بلى لي شأن ما دُمتَ قُلتَه في وجهي ! إشرح لي‪..‬‬
‫أمسك إدريان بياقة قميص ريكس وهمس في وجهه‪ :‬إستمر بعيش حياتك فقط ولنفسك وكُف‬
‫عن التصرف وكأنها تهمك مشاكلي!‪..‬‬
‫تجاهل ريكس كالمه هذا وقال‪ :‬إن كُنتَ تُحبها فلما لم تُخبرني من قبل ؟‬
‫وكف عن التحدث فيه‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫إنزعج إدريان وقال‪ :‬أخبرتُك أن ال شأن لك باألمر !!‬
‫ريكس‪ :‬لن أفعل ‪ ،‬فكما يحق لك إتهامي بسرقتها منك فأنا ايضا ً يحق لي الدفاع عن األمر ‪ ،‬ال‬
‫تقل سرقه وأنت الذي لم تُظهر وال لمر ٍة تعلقك فيها ! فكيف سيعلم الجميع مشاعرك إن لم‬
‫تقلها ألحد!!‬
‫نزع قبضة إدريان من على قميصه وهو يُكمل‪ :‬وايضا ً هذا كان في الماضي ! منذ أن كُنا‬
‫صغارا ً ل ّمح والدانا األمر ‪ ،‬لم أخترها أنا حتى تتهمني بالسرقه‪..‬‬
‫ظهر الضيق على وجه إدريان ولم يتحدث‪..‬‬
‫ماذا يقول ؟‬
‫لقد أحبها منذ الطفولة ولكنها لم تنظر إليه وكانت فقط ُمغرمةً بريكس‪..‬‬
‫عندما تزرهم كانت تتلهف الى رؤية ريكس فقط‪..‬‬
‫كانت ال تتحدث سوى عنه‪..‬‬
‫مهما حاول إبهارها فهي لم تنبهر ‪ ،‬نظرةً واحده من ريكس كانت تُعادل ماليين ال ُمحاوالت في‬
‫لفته لنظرها‪..‬‬
‫حاول حتى حينها تقمص شخصية ريكس ولكن ال فائده‪..‬‬
‫لم يبهرها أو يلفت نظرها وال لمره‪..‬‬
‫كيف له إذا ً أن يُصرح بمشاعره إن لم تُبادله فيها ؟‬
‫إختار الصمت ليبكي وحده عندما تحدث والده عن كون ريكس وجوليتا سيكونان لبعضهما في‬
‫ال ُمستقبل‪..‬‬
‫ال يعلم لما قرر والده هذا القرار فجأه وكأن يتمنى لو يُعارضه ريكس ولكنه لم يفعل‪..‬‬
‫لذا كتم كُل شيء في صدره طوال السنوات الماضيه وحاول تجاوز حبه لها ألجل أخاه‪..‬‬
‫عانى كثيرا ً حتى إستطاع تخطي األمر وفي النهاية يُصدم بكون ريكس رفضها بعد كُل هذه‬
‫السنوات‪..‬‬
‫معناته في تخطي األمر لم تكن ذا فائدة منذ البدايه!!‬
‫همس له‪ :‬أكرهك وأكره شخصيتك البغيضة هذه‪..‬‬
‫عقد ريكس حاجبه فنظر إدريان الى عينيه يقول‪ :‬تختار الصمت وتُطيع والدي على حساب‬
‫مشاعرك ! فلتمت إن لم تكن مشاعرك تهمك ولكن فكر ولو قليالً في مشاعر غيرك ! صمتُك‬
‫ال ُمطبق هذا يؤذي اآلخرين ‪ ،‬منذ الطفولة عندما يُثني عليك والدي أكثر مني لم تتحدث ‪،‬‬
‫عندما نُخطئ على بعضنا بسبب شقاوتي تصمت ويضن والدي أن سبب صمتك هو رغبتك بأال‬
‫أُعاقب لذا كان يأخذني جانبا ً ويُوبخني ! يختار لك والدي فتاةً فتقبل بإختياره دون أن تُفكر ولو‬
‫قليالً ‪ ،‬لو فكرت فقط لالحظت بأن ُهناك شخص آخر كان حولكما دائما ً وكان يُحاول إبهارها‬
‫في أي فرصه ! عندما يتحدث والدي عن ال ُمستقبل ويرى فيك الشخص الذي يرفع رأسه عاليا ً‬
‫تصمت وال تُعلق حتى قائالً بأنك لن تُحقق تطلعاته أبدا ً وبأنه عليه على األقل النظر لبقية‬
‫أبناءه فلربما كلمةً واحده قد تجعلهم افضل من حالهم مئات المرات!‬
‫شد على أسنانه هامساً‪ :‬أكرهك بالفعل يا ريكس ‪ ،‬وأعشق كونك تُعاني بسبب موت والدتك ‪،‬‬
‫فهذا يجعلني أشعر بأنك تتلقى جزاء شخصيتك التي دمرت من حولك‪..‬‬
‫ضاقت عينا ريكس للحضه قبل أن يقول‪ :‬ال تلمني بشيء تفعله أنتَ أيضا ً ! لستُ وحدي من‬
‫بقي صامتا ً طوال الوقت يا إدريان ‪ ،‬لن أعلم بأن صمتي آذى من حولي إن بقيوا هم أيضا ً‬
‫صامتين ولم يُخبروني‪..‬‬
‫أشاح إدريان بنظره ولم يجد ما يقوله‪..‬‬
‫ال يعلم حتى كيف قال كُل هذا لريكس من بين الجميع!‬
‫هل ألنه إعتاد على كونه أخاه األكبر الذي يشكي له مشاكله في صغرهم ؟‬
‫ال يعلم‪..‬‬
‫لقد ضن بأن مشاعر األخوة بينهما طمثتها تراكمات المشاعر السلبية طوال السنين الماضيه‪..‬‬
‫هو ‪ ...‬ال يزال يكرهه ولكن‪..‬‬
‫ال يدري‪..‬‬
‫عاود النظر الى ريكس يقول‪ :‬فل أذهب الى الجحيم ‪ ،‬انسى أمري ولكن ماذا عن جوليتا ؟ إنها‬
‫معك في ذات األمر فلما لم تُفكر وال لمر ٍة في كونك ستجرحها بموافقتك على الزواج الذي‬
‫سيجعلها تتعلق بك ؟ قُلت عني بأني ُمخطئ ألني لم أتحدث عن مشاعري ‪ ،‬إذا ً ماذا عن جوليتا‬
‫التي أظهرت مشاعرها تجاهك مرارا ً وتكرارا ً ؟ ماهو تبريرك ؟‬
‫ريكس‪ :‬ال أملك أي تبرير ‪ ،‬أعترف حقا ً بكوني أخطأتُ بحقها‪..‬‬
‫دُهش إدريان وقال‪ :‬هل أنت جاد ؟!!! ولما إذا ً إستمريت بالصمت وكسرت قلبها هكذا!‬
‫لم يتحدث ريكس‪..‬‬
‫ليس من عادته اإلستمرار بالتحدث عن مشاعره هكذا لذا إختار الصمت‪..‬‬
‫عادته هذه تُغيض اآلخرين ولكنها شخصيته السيئة التي كبرت معه تدريجيا ً منذ طفولته‪..‬‬
‫ال يملك خيارا ً آخر‪..‬‬
‫إنزعج إدريان من صمته وعندما هم بالصراخ قاطعه صوت إليان الهادئ يقول‪ :‬الجو بارد‪..‬‬
‫إلتفتا إليها حيث كانت تقف بهدوء مادةً إليهما بكوبا من الشاي الساخن‪..‬‬
‫أدهشهما تصرفها فهمست‪ :‬الكوب ثقيل‪..‬‬
‫إستيقظ إدريان من دهشته وأخذ كوبه منها في حين أخذ ريكس كوب الشاي بهدوء فإلتفتت‬
‫وغادرت دون قول شيء‪..‬‬
‫فترة صمت قصيره ومن ثُم أشاح إدريان بوجهه واضعا ً السماعات في أ ُذنه وأكمل مشيه بعيدا ً‬
‫بصمت فهو لم يعد يُريد اإلستمرار بالشجار أكثر‪..‬‬
‫نظر ريكس الى الشاي لفترة وهو يُفكر متى آخر مرة شرب شايا ً ؟‬
‫رفع عينيه حيث ذهب إدريان وهو يُفكر بجمل ٍة قديمة سمعها في ِصغره‪..‬‬
‫حيث قالتها بكُل وضوح لوالده‪..‬‬
‫"ريكس وجوليتا من الواضح أنهما يكنان المشاعر لبعضهما ‪ ،‬ما رأيُك عزيزي أن تقترح‬
‫زواجا ً ُمستقبليا ً لهما ؟ تؤ ّمن إلبنك زوجةً جيده وتتوطد عالقتك بعائلة كالودي أكثر"‬
‫همس بهدوء‪ :‬إنه إبنها ‪ ،‬هل حقا ً لم تُالحظ مشاعره لتقترح مثل هذا اإلقتراح ؟‬
‫إبتسم بعدها بسخريه وغادر‪..‬‬
‫فتلك الجينيفر سيئةً لدرجة أنه يتوقع منها أي شيء‪..‬‬

‫***‬

‫‪5:12 pm‬‬

‫رن جرس المنزل أيقضها من غفوتها التي أخذتها دون أن تشعُر بذلك‪..‬‬
‫ت يملؤه النوم‪ :‬إنه الطبيب إذا ً فقد‬ ‫رفعت عينها الى الساعة ثُم نظرت الى الباب هامسةً بصو ٍ‬
‫قال ريكس بأنه سيأتي عصرا ً‪..‬‬
‫ذهبت الى المغسل ِة وغسلت وجهها جيدا ً تُبعد آثار النوم ثُم فتحت الباب لتتفاجئ بأن الطارق لم‬
‫يكن الطبيب بتاتا ً!‬
‫نظرت إليه لفتر ٍة وهي تشعر بأنها قد رأته من قبل ‪ ،‬لم تُفكر باألمر كثيرا ً فشعورها بأنها قد‬
‫قابلته يعني بأنه يعرفها!!‬
‫وال أحد يعرف عن هذا المكان من معارفها سوى ريكس والطبيب فكيف له أن يعرف ؟!!‬
‫أغلقت الباب فورا ً برعب وهي تهمس‪ :‬منظمة القتله دون أدنى شك ! لقد وصلوا إل ّ‬
‫ي‪..‬‬
‫ذهبت بسرعه الى هاتفها تفتحه بأي ٍد ُمرتجفه لتتصل به ولكن قاطعها صوت رن الجرس‬
‫ُمجددا ً‪..‬‬
‫توقفت قبل أن تضغط زر اإلتصال ونظرت الى الباب لفتره قبل أن تهمس‪ :‬لما أشعر وكأن‬
‫الطارق ليس منهم ؟ إنه لم يتصرف بهمجيه‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بدهش ٍة تقول‪ُ :‬مدير أعمال جينيفر!‬
‫حسنا ً ‪ ،‬البد من أن جينيفر كانت قلقةً ألجلها وأرسلته للبحث عنها‪..‬‬
‫ماذا تفعل ؟ كيف تُبرر سبب إغالقها للباب في وجهه ؟‬
‫قررت أن تدع األمر للقدر وهي تفتح الباب لتتالقى أعينهما قبل أن تقول‪ :‬يُمكنك الدخول إن‬
‫أردت‪..‬‬
‫دخل ريكارد وقد فسر كون السبب أن الصالة فوضويه لذا رتبتها قبل إستقباله‪..‬‬
‫ربما‪..‬‬
‫جلس على األريكة فجلست أمامه جامدةَ المالمح فهي ال تعرف كيف تتعامل معه‪..‬‬
‫َ‬
‫الحديث قائالً‪ :‬كيف أحوالك اآلن ؟‬ ‫بدأ‬
‫رين‪ :‬جيده ‪ ،‬بل أفضل من السابق‪..‬‬
‫تكذب ‪ ،‬ولكنها ال تُريد منهم القلق ألجلها والتدخل في حياتها فهذا سيُعرضهم للخطر ال أكثر‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬هذا جيد ‪ ،‬أتمنى دوامها‪..‬‬
‫إبتسمت دون تعليق فهي حقا ً ال تُريد أن تدوم أيام ُرعبها هذه أكثر‪..‬‬
‫واآلن هيا ! لقد كذبت بشأن كونها بخير لذا عليه الذهاب وإخبار جينيفر بأال تقلق‪..‬‬
‫ال تملك مزاجا ً جيدا ً للتتعامل معه ف ُج ّل تفكيرها في حديث ثيو السابق وبالطبيب الذي أصبح‬
‫على وصول‪..‬‬
‫تحدث ريكارد يقول‪ :‬من الغريب أنك لم تُحاولي التواصل معي ؟‬
‫رين بداخلها‪" :‬هيا !! عن ماذا يتحدث أيضا ً ؟!! إرحل فأنا ال أُحب تبادل الحديث مع العجائز"‬
‫أجابته‪ :‬أعلم بأن جينيفر طلبت منك إيجاد عائلتي عن طريق توزيع صوري ‪ ،‬ال تهتم ‪ ،‬ال أُريد‬
‫أي معلومات فلقد عرفتُ كُل شيء بنفسي‪..‬‬
‫عقد حاجبه وهو ال يعلم لما تستمر معه بالحديث بهذه الرسميه‪..‬‬
‫من الواضح أنها إستاعدت ذاكرتها ‪ ،‬وتمسك ريكس بها خير دليل ناهيك عن كونه يُناديها‬
‫بإسمها أيضا ً‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬إذا ً ‪ ،‬أال تُريدين ُمتعلقاتك ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬كال شُكرا ً لك‪..‬‬
‫توقفت بعدها عن الحديث وهي تُراجع معنى سؤاله‪..‬‬
‫ُمتعلقات ؟‬
‫ماذا يقصد!‬
‫دُهش ريكارد يقول‪ :‬حتى قالدتك ؟!! ماذا عن هويتك يا رين!‬
‫صدمت حال ذكره إلسمها وألمر الهويه أيضا ً!!‬ ‫ُ‬
‫رين ؟ هي لم تُخبر أحدا ً به سوى ريكس وإليان‪..‬‬
‫ال تضن بأنهما قد يُخبران هذا الرجل به!‬
‫والهويه ؟‬
‫تذكرت موقفا ً قديما ً لريكس عندما أخبرها بوضوع عن كونها تمتلك هويةً ُمزيفه!‬
‫سألت دون شعور‪ :‬الهوية ال ُمزيفه ؟‬
‫ت ألجل الحصول عليها فلما اآلن ترفضينها ؟ ما الذي حدث معك يا رين ؟‬ ‫ريكارد‪ :‬أجل ‪ ،‬تعب ِ‬
‫بدأ علقها يسترجع جميع المواقف القديمه بخصوص ريكس والهويه وعن إتهامها له بأنه‬
‫يعرف كُل شيء عنها!‬
‫لما هذا الرجل يعرف ايضا ً ؟‬
‫هل عالقته قويةً بريكس ؟‬
‫هل هذا هو الشخص الذي إتصل به ريكس في تلك الليلة عندما أُصيب ليطلب ُمساعدته ؟‬
‫ولكنه ‪ ....‬لم يُخبرها عنه!‬
‫لم يُخبرها عن كونه يملك شخصا ً يُسانده‪..‬‬
‫إنها تشعر ببعض الخيانة نوعا ً ما‪..‬‬
‫همست لنفسها‪" :‬حسنا ً كفي عن هذه اإلفتراضات ! إسأليه بنفسك عندما تُقابليه فربما كان‬
‫يملك سببا ً إلخفائه هذا األمر‪" ..‬‬
‫بقيت صامته لفتره قبل أن تقول‪ :‬كال ال أُريدها‪..‬‬
‫أجل ‪ ،‬حتى لو كانت تُريدها فستطلب ريكس ُمباشرةً ‪ ..‬ال تُريد الثقة بأح ٍد آخر حتى لو كان‬
‫شريكا ً لريكس‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬متى إستعدتي ذاكرتك ؟‬
‫صدمت ُمجددا ً من سؤاله هذا!‬ ‫ُ‬
‫صيغة السؤال تعني بأنه واثق من أنها إستعادت ذاكرتها ولذا يسألها عن متى حدث هذا!!‬
‫ما الذي يجعله واثقا ً هكذا ؟‬
‫هل كذب ريكس عليه ؟ إن كان أجل فما هدفه ؟‬
‫حسنا ً ‪ ،‬من الجيد أن تستمر بهذه الكذبه فبهذه الطريقة ستقطع عالقتها بجينيفر والبقية‬
‫تدريجيا ً فهم ساعدوها لحين عودة ذاكرتها لذا لن يُجبروا اآلن على اإلعتناء بها‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬قبل ُمد ٍة قصيره ‪ ،‬هل يهمك األمر ؟‬
‫ت غاضبه وهذه طريق ٍة ُمختلفه للتعبير‬ ‫إبتسم وقال‪ :‬عجبا ً ‪ ،‬ما بال طريقتك ب ُمحادثتي ؟ هل أن ِ‬
‫عن غضبك ؟‬
‫إبتسمت بسخريه على الوضع الذي يزداد غرابه‪..‬‬
‫لم تفهم من سؤاله سوى أنه كان يعرفها في الماضي‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬هل يُزعجك األمر ؟‬
‫وبعدها إبتسمت بسعاده لكونها بارعه في ُمجاراة األمر‪..‬‬
‫إنها تتصرف كما كانت تتصرف أمام البروفيسور سابقا ً‪..‬‬
‫وقفت قبل أن تتورط وأكملت‪ :‬واآلن هل يُمكنك ُمغادرة المنزل ؟‬
‫ضاقت عيناه لوهله ثُم قال‪ :‬لما الفضاضة معي ؟‬
‫رين بدهشه ُمصطنعه‪ :‬هل أنت والدي ألحترمك ؟ آسفه إذا ً لوقاحتي‪..‬‬
‫ي ‪ ،‬ال بأس ال اضنه‬ ‫سحقا ً سأقتُل نفسي إن كان شخصا ً جيدا ً من ماض ّ‬ ‫سحقا ً ُ‬‫وأكملت بنفسها‪ُ " :‬‬
‫ي جائني بعدما إستعدتُ‬ ‫كذلك ‪ ،‬فلو كان جيدا ً ألتاني منذ البداية وليس اآلن ! أجل هو وقح أنان ّ‬
‫ذاكرتي كما يضن‪" ..‬‬
‫ُ‬
‫ت غريبه ‪ ،‬أال تُريدين على األقل معرفة ما حدث مع أختك ؟‬ ‫نظر إليها يقول‪ :‬أن ِ‬
‫صدمت من سؤاله‪..‬‬ ‫ُ‬
‫جلست بإحترام قائله‪ :‬أخبرني من فضلك‪..‬‬
‫إبتسم ُرغما ً عنه من تصرفها وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬كما إتفقنا ‪ ،‬بقيت عند جدتكما ولكنها توفيت بشك ٍل‬
‫ُمفاجئ لذا سحبتُ أوراقها من المدرسه إلبعادها عن أعين موريس والبقيه‪..‬‬
‫وتوقف عن الحديث ‪ ،‬لم يُكمل عن كونه فقد أثرها بعد ذلك ولم يعد يعرف أين أختفت ‪ ،‬ال يُريد‬
‫أن تتدمر عالقتهما بسبب إهماله‪..‬‬
‫في حين بقيت رين تنتظر بقية حديثه فهي تعلم بأن هذا المدعو بموريس قد إختطفها فلقد‬
‫أراها مقطعا ً لها سابقا ً‪..‬‬
‫ولكن عندما رأت صمته شكت بأنه يُخفي أمرا ً لذا سألت‪ :‬أين هي اآلن ؟‬
‫مكان آمن‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ريكارد‪ :‬ال تقلقي ‪ ،‬في‬
‫كاذب!‬
‫شعرت بالحقد تجاهه‪..‬‬
‫ال تعلم ما نوع عالقتها به ولكنها حقا ً كرهته لكذبته هذه!‬
‫تحدثت تقول‪ :‬فهمت ‪ ،‬شُكرا ً إلهتمامك ‪ ،‬هل لك أن تُعطيني موقعها ؟‬
‫ت جاده ! األعين عليك فهل تُريدين لها أن تتورط ؟‬ ‫صمت ريكارد قليالً بعدها قال‪ :‬لس ِ‬
‫إبتسمت بسخريه ولم تُعلق‪..‬‬
‫سألها بعدها‪ :‬هل ريكس أهالً للثقه ؟‬
‫عقدت حاجبها متعجبه من سؤاله ال ُمفاجئ لتقول‪ :‬ماذا تقصد بالضبط ؟‬
‫ريكارد‪ :‬لم تُريدي أن تقتربي منه ‪ ،‬هل عندما عرفتِه جيدا ً وجدتِه أهالً للثقه ؟‬
‫مجددا ً يتحدث بأمور ال تعرفها‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬أجل ‪ ،‬أنا أثق به‪..‬‬
‫ظهرت شبح إبتسام ٍة على شفتيه ثُم قال‪ :‬إذا ً ال سبب يدعوك للغضب ألني غيرتُ قليالً في‬
‫خطتنا!‬
‫خطه ؟!!‬
‫اووه يبدو بانها تعرفه كثيــــــرا ً!‬
‫هذا حقا ً ُمقلق‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬ال أُريد التحدث في هذا األمر‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬حسنا ً كما تُريدين ‪ ،‬إنها ليست المرة األولى التي تتجنبين فيها أمورا ً ُمشابهه ‪...‬‬
‫واآلن ‪ ،‬بعد أن وثقتي به هل ستُخبرينه ؟‬
‫عن ماذا بحق هللا يتحدث ؟!!!!‬
‫أجابته ببرود‪ :‬لم أُقرر بعد ‪ ،‬ما رأيُك أنت ؟‬
‫أجل ‪ ،‬ستطلب رأيه فربما يُوضح لها األمر‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬وكأن رأيي سيهمك ‪ ،‬لقد أقسمتي بأنك لن تُخبري أحدا ً ‪ ،‬حتى أنك أجبتني بسخريه‬
‫بأنك ستتحدثين في حال ٍة واحده إن قابلتي شخصا ً تثقين فيه أكثر من نفسك ! فهل مستوى‬
‫ثقتك بريكس وصل الى هذا الحد ؟‬
‫ظهر اإلنزعاج على وجهها فهو لم يخبرها لذا قالت‪ :‬كال ‪ ،‬لما ‪ ،‬هل يُزعجك األمر ؟‬
‫ريكارد‪ :‬إطالقا ً ‪ ،‬إنه سرك الخاص الذي ال يعرفه غيرك ‪ ،‬لك األحقية في اإلحتفاظ به كما طلب‬
‫والدك‪..‬‬
‫دُهشت وقالت بسرعه‪ :‬والدي ؟!!!‬
‫عقد حاجبه فتداركت األمر تقول‪ :‬أعني ‪ ...‬لما برأيك طلب والدي أن أحتفظ به ؟‬
‫ت عديده وإجابتي هي نفسها ‪ ،‬ال فكرة لدي مع‬ ‫هز ريكارد كتفه يقول‪ :‬سألتني هذا السؤال مرا ٍ‬
‫أنه من وجهة نظري أن السر عادي للغايه ‪ ،‬ال بأس بإخبار من حولك عنه ‪ ،‬أقلها من تثقين‬
‫بهم‪..‬‬
‫صمتت لفتره ثُم قالت بهدوء‪ :‬إن كانت رغبة والدي فسأبقى صامته‪..‬‬
‫ضاقت عينا ريكارد بشيء من اإلنزعاج!‬
‫ماذا يفعل معها أكثر ؟‬
‫حاول التقرب إليها ولم تُخبره!‬
‫أخبر جينيفر ببعض األمور لتقتنع بأن تجعل فرانس يتقرب منها وأيضا ً لم تثق به ولم تُخبره‪..‬‬
‫واآلن ريكس قريبا ً منها وال تزال ُمصرةً على كتمانه!‬
‫ما الذي قد يكسر عنادها هذا ؟‬
‫لحضه ؟‬
‫ماذا عنه ؟!‬
‫هل قد تتحدث إن فعل هذا األمر ؟‬
‫ربما ‪ ،‬ال ضير من المحاوله‪..‬‬
‫إبتسم ووقف يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأُغادر اآلن فيبدو بأنك مشوشةً بعض الشيء‪..‬‬
‫وضع كرت عمله على الطاولة يقول‪ :‬رقمي ‪ ،‬تأكدي بأني سأكون بجوارك دائما ً كما كُنت ‪ ،‬ال‬
‫تترددي بطلب ال ُمساعده‪..‬‬
‫ومن ثُم خرج وهي تنظر الى كرته بهدوء تام قبل أن تهمس‪ * :‬سأكون بجوارك دائما ً كما‬
‫كُنت* ؟! ماذا يعني هذا ؟‬
‫حيث خرج وهمست‪ :‬هل كان هو الشخص الذي كان بجانبي دوما ً ؟ لقد‬ ‫ُ‬ ‫نظرت الى الباب‬
‫أمر ُمشابه فهل هو هذا الشخص ؟‬ ‫تحدث ثيو عن ٍ‬
‫عقدت حاجبها وهي تتذكر بأن ذلك العجوز الذي مات تاركا ً لها رساله قال شيئا ً غريبا ً‪..‬‬
‫ماذا كان ؟‬
‫وقفت وذهبت الى معطفها تُفتش عن رسالته التي إحتفظت بها ولكن قاطعها رن الجرس‪..‬‬
‫وضعت الرسالة في جيبها وإتجهت الى الباب فهذا هو الطبيب دون شك‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وهي تنظر من فُتحة الباب لتُصدم بأنه ليس كذلك‪..‬‬
‫تعرف شكله جيدا ً!‬
‫إنه أحد رجال المنظمه!‬
‫لقد عثروا عليها ُمجددا ً!‪..‬‬

‫‪End‬‬

‫‪#‬يُتبع بعد غد‬


‫‪Part 54‬‬
‫‪-‬القسم الثاني‪-‬‬

‫"خجلت من نفسي عندما أدركت أن الحياة حفلةٌ تنكرية‪ ،‬وأنا حضرتها بوجهي الحقيقي‪".‬‬
‫‪-‬كافكا‪-‬‬

‫‪5:30 pm‬‬

‫حيث شقته باألعلى وعقله منغمس بالتفكير فيما رآه عند منزل والدة ريكس‬ ‫ُ‬ ‫وصل الى المبنى‬
‫‪..‬‬
‫ت من التفكير ولكنه في الوقت ذاته قرر قطع كُل‬ ‫األمر حقا ً يُثير فضوله ويُدخله في متاها ٍ‬
‫أمر يخصه‪..‬‬ ‫الصالة وعدم التفكير بأي ٍ‬
‫تعيش بداخله‪..‬‬
‫ُ‬ ‫يالها من تناقضات كبيرة‬
‫هو حقا ً بحاج ٍة للسفر واإلنغماس مع أخته لعله يُصفي ذهنه ويتخلص من األقكار التي ال تعنيه‬
‫بتاتا ً‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما قطع أفكاره رن هاتفه فوقف عند المبنى وهو يُخرج هاتفه ليرى من‬
‫ال ُمتصل‪..‬‬
‫رد عليه ُمبتسما ً لتتالشى إبتسامته تدريجيا ً وهو يستمع لموضوعه الغريب قبل أن يظهر‬
‫اإلستنكار على وجهه يقول‪ :‬عفوا ً ؟ أنت تمزح ؟‬
‫أجابه ببرود‪ :‬منذ متى أمزح في هذه األمور ؟ نفذ ما طلبتُه منك ‪ ،‬وداعا ً‪..‬‬
‫وأغلق دون حتى أن يترك له أي مجا ٍل لإلعتراض‪..‬‬
‫قال ما قاله ككلم ٍة أخيره ال رجوع فيها!‬
‫وهو عليه التنفيذ ُمجبرا ً دون إعتراض‪..‬‬
‫ما إن دخل من باب المبنى حتى وجد في وجهه دارسي يقف بهدوء بالقرب من المصعد وبيده‬
‫سيجارته يُدخنها بهدوء‪..‬‬
‫ما الذي أتى بهذا ال ُمزعج هنا ؟‬
‫الحظه دارسي فإبتسم يقول‪ :‬مرحبا ً بشقيق ثيو الصغير ‪ ،‬مر وقتٌ لم أرك فيه‪..‬‬
‫فتح آندرو فمه وهو يقول لدارسي ببرود‪ :‬ماذا يُريد ُمجرم من انتظاري طوال النهار ؟‬
‫دارسي بإبتسامه‪ :‬عجبا ً لجرأتك في التحدث بوقاح ٍة مع ُمغتال لطخ يديه بدماء مئات‬
‫األشخاص‪..‬‬
‫آندرو بإشمئزاز‪ :‬إنه ليس بصف ٍة طيبه لتفخر بها!‬
‫دارسي بإبتسامه‪ :‬تمقت ال ُمجرمين كثيرا ً ؟ عجيب!‬
‫شعر آندرو بالدم يفور في عروقه ولم يتحدث‪..‬‬
‫لقد فهم ما يقصده!‬
‫لطالما قالوا له كالما ً ُمشابها ً واآلن فقط بعدما إكتشف كون صديقه مجرم أصبح يفهم‬
‫استهزائاتهم هذه!!‬
‫والخداع‪..‬‬
‫ِ‬ ‫األمر ُمستفز للغايه ‪ ..‬كان في وح ٍل مليء باألكاذيب‬
‫كان هو وحده بصدقه وطيبته وهم يُمارسون أالعيبهم القذرة عليه!‬
‫كال‪..‬‬
‫الحقيقة هي أنه وحده كان األحمق والساذج فيهم‪..‬‬
‫إنها ليست غلطتهم ‪ ،‬هم لم يخدعوه ‪ ،‬هو بسذاجته أجبرهم على إستغالل حماقته‪..‬‬
‫هو حقا ً يكره نفسه‪..‬‬
‫ويكره كونه يملك هذه الشخصية الضعيفه‪..‬‬
‫تحدث دارسي يقول‪ :‬ماذا ؟ صامتٌ هذه المرة على عكس العاده!‪..‬‬
‫آندرو ببرود‪ :‬ماذا تُريد ؟‬
‫نظر دارسي خلفه نظرةً خاطفه وهو يقول‪ :‬هل كُنتَ برفقة ريكس ؟‬
‫سخريه قبل أن يقول‪ :‬كال ‪ ،‬كُنتُ مع حبيبتي‪..‬‬ ‫ضحك آندرو نصف ضحكة ُ‬
‫إبتسم دارسي يقول‪ :‬أصدمني وقُل لي أنها ذاتها التي سرقتَها مني في باريس ؟‬
‫آندرو ببرود‪ :‬ذكرني فأنا ال أتذكر األمور التي ال تهمني‪..‬‬
‫دارسي بإبتسامه‪ :‬وقاحةً أرغب بإسكاتها‪..‬‬
‫إبتسم آندرو يقول‪ :‬يُسعدني رؤيتك تُحاول‪..‬‬
‫إعتدل دارسي في وقفته وتقدم منه تدريجيا ً حتى وقف أمامه ُمباشرةً يقول بهدوء‪ :‬هل علمتَ‬
‫بهذا ؟ بكون أخاك أصبح تحت أنظار البروفيسور ويرغب بقتله سريعا ً ؟‬
‫إتسعت عينا آندرو بصدمه ليبتسم دارسي وهو يرى صدمته ُمكمالً‪ :‬أجل ‪ ،‬هو فقط يُفكر‬
‫بطريق ٍة سريعه ُمالئمه ‪ ،‬وحالما يجد سيُخبرني بها ألتخلص من اإلبن كما تخلصنا من والده‪..‬‬
‫أخرس هذا اللسان قبل أن‬ ‫شد آندرو على أسنانه بغضب وشد على ياقة معطفه يقول بحده‪ِ :‬‬
‫أقتلعه!‬
‫ت مرتفع هي أفعال ال ُجبناء الذين ال يملكون سوى‬ ‫دارسي بسخريه‪ :‬لما الغضب ؟ التحدث بصو ٍ‬
‫صوتهم فحسب!‬
‫نظر إليه بتحدي وأكمل‪ :‬ه ّيا إذا ً ! إفعلها وأخرس لساني ‪ ،‬كُن قادرا ً على تنفيذ تهديدك ‪،‬‬
‫فالرجال وحدهم من يستطيعون ‪ ،‬أرني قوتك يا آندرو‪..‬‬
‫ب عارم وحرقة دمه تزداد بشك ٍل غير متوقع‪..‬‬ ‫إحتدت نظرات آندرو بغض ٍ‬
‫يُريد قتله!!‬
‫يُريد قتله اآلن حقا ً!‬
‫يُريد رؤيته يُصارع الموت أمام ناظريه‪..‬‬
‫ولكنه ال يجرؤ!‬
‫ال يعلم هل هي مبادئه التي تربى عليها أو أنه يكره كونه قاتالً كالذين كان يشمئز منهم طوال‬
‫حياته!‬
‫مشوش بين عقله وبين رغباته‪..‬‬
‫سخرية التامه على وجه دارسي وأبعد يد آندرو من على معطفه يقول‪ :‬ال تُثرثر إذا ً‬ ‫ظهرت ال ُ‬
‫كالنساء إن لم تكن قادرا ً على فعلها‪..‬‬
‫نفس من سيجارته قبل أن يقول‪ :‬إذا ً ‪ ،‬كُنتَ بالخارج مع ريكس أو إبنة فينسنت ؟‬ ‫عاود أخذ ٍ‬
‫نظر إليه آندرو بهدوء يُحاول فيه إخفاء الغضب العارم الذي يشعر به تجاهه وهو يقول‪ :‬لما‬
‫رئيسكم يستهدف أخي ؟! ماذا ح ّل‪....‬‬
‫قاطعه دارسي‪ :‬أعلن أخاك الحرب علينا ً مرارا ً وتكرارا ً ‪ ،‬متهور ال يُمكنه كبت غضبه والتحلي‬
‫باإلتفاق ! أمسك بموريس سابقا ً وتغاضينا عن ذلك كونه لم يؤذه ولم يُقدم ادلّة قويةً تجاهه‬
‫ولكنه أخيرا ً أطلق الرصاص على ُمغتال من افضل ال ُمغتالين وقام بسجنه وإتهمه بعدة أمور‬
‫سجن لمد ٍة طويله ‪ ،‬كُل هذا وال تُريد منا‬ ‫ولوال تخلّف ريكس وإبنة فينست لتأكدت إتهاماته و ُ‬
‫إستهدافه ؟‬
‫ضاقت عينا آندرو قبل أن يقول‪ :‬ولما تخلّف ريكس ؟‬
‫دارسي‪ :‬وكيف لي أن أعلم ‪ ،‬إسأله بنفسك لما وضع أخاك بهذا الموقف ال ُمحرج!‪..‬‬
‫جائه صوت إشعار فقطب آندرو حاجبيه بإنزعاج فهذا هو بالتاكيد مع طلبه الغريب ذاك!‬
‫نظر الى دارسي يقول‪ :‬لدي عمل أهم من الثرثرة معك‪..‬‬
‫وإلتفت ليُغادر ولكن دارسي أمسكه من كتفه ولفه يقول‪ :‬لحضةً آندرو ‪ ،‬لم أُنهي حديثي لذا ال‬
‫تجعلني أغضب منك‪..‬‬
‫رفع آندرو يده وأبعد يد دارسي عنه يقول‪ :‬وكأن غضبك يعنيني!‬
‫بعدها إلتفت وخرج من الباب ونظرات دارسي تحولت الى البرود التام وهو يهمس‪ :‬لوال‬
‫الكاميرات المنتشره لعرفتُ كيف أتعامل مع عجرفتك هذه‪..‬‬
‫وبعدها تسائل في نفسه عن السبب الذي يجعله يعود الى الخارج بعدما أتى للتو منه ؟‬
‫ما إن رآه يُحدق في هاتفه حتى شك بكونه يتواصل إما مع ريكس او ابنة فينسنت‪..‬‬
‫قرر اللحاق به بينما آندرو كان يمشي بهدوء متجها ً الى الشارع وعينيه على شاشة الهاتف‪..‬‬
‫همس‪ :‬ال أعرف ما المقص ُد من كُل هذا!‬
‫وبعدها أوقف سيارة تاكسي وأعطاه العنوان المقصود‪..‬‬

‫***‬

‫‪6:00 pm‬‬
‫‪-Paris -‬‬

‫يجلس بهدوء تام على سريره وبيده جهازه المحمول يستذكر فيه ليُعوض ما فاته من‬
‫ُمراجعات‪..‬‬
‫طرق الباب وجاءه صوت والدته تقول‪ :‬جاكي صديقتُك عند الباب‪..‬‬ ‫ُ‬
‫تنهد جاكي ورفع صوته يقول‪ :‬أخبريها أني نائم ‪ ،‬ألم أطلب منك أن تفعلي هذا ؟‬
‫ت ‪ ،‬مزاجه سيء وال يُريد ُمقابلة أحد‪..‬‬
‫تنهدت والدته لتنظر الى يمينها قائله‪ :‬كما سمع ِ‬
‫نظرت إليها صديقته كلير وقالت‪ :‬ال بأس ‪ ،‬سأُغادر قريبا ً لذا البد من أن أُحادثه ‪ ،‬سأتحمل‬
‫مزاجه هذا ال تقلقي‪..‬‬
‫رفعت األم يدها بإستسالم وغادرت فتقدمت كلير من باب الغُرفة ال ُمغلق بال ُمفتاح وطرقته‬
‫بهدوء‪..‬‬
‫لم يأتيها أي رد لذا طرقته ُمجددا ً مرةً وإثنين وثالثه وال وجود ألي ردة فعل‪..‬‬
‫ُمغلقا ً هاتفه و ُمغلقا ً باب غرفته عنها أيضا ً!‬
‫هي حقا ً ال تشعر بأنها كانت ُمخطئه الى هذه الدرجه!!‬
‫هذا كثير‪..‬‬
‫تحدثت قائله‪ :‬إفتح جاكي‪..‬‬
‫لم تجد ردا ً فقالت‪ :‬سأعود قريبا ً الى لندن ‪ ،‬أُريد ُمحادثتك قبل رحيلي‪..‬‬
‫وأيضا ً ال رد‪..‬‬
‫شعرت بالغضب وضربت الباب بقدمها تقول بإنفعال‪ :‬كف عن إبداء الطفلة علي ! حدث ما‬
‫حدث وإنتهى األمر فلما أنا ال ُمخطئة في هذا ؟!! هي ُمطارده فلما أكون أنا المسؤوله ؟! ال‬
‫تُح ّملني خطأ عدم قُدرتك على ُمساعدتها ! ليست غلطتي أنا يا جاكي‪..‬‬
‫وصمتت بعدها فقال بهدوء عندما لم تتحدث لفتره‪ :‬إنتهيتي ؟ حسنا ً غادري‪..‬‬
‫عضت على شفتيها وقالت‪ :‬لن أفعل ! أنت ُمرغم على اإلستيقاظ من أوهامك ‪ ،‬قد أكون‬
‫تصرفتُ تصرفا ً سيئا ً لكن هذا ال يعني أني ُمخطئه بالكامل ! شخصيتُك أصبحت بغيضه!!‬
‫لم يرد عليها فزادت من عضها على شفتيها عندما شعرت ببعض اإلرتجاف‪..‬‬
‫كال ‪ ،‬لن تبكي‪..‬‬
‫إنه وغد فلن تبكي بسببه!‬
‫مهما كانت تُحبه فلن تطلب العفو وهي التي لم تُخطئ‪..‬‬
‫همست له‪ :‬أكرهك‪..‬‬
‫بعدها إلتفتت وإبتعدت ‪ ،‬سمع صوت خطواتها تبتعد فأخذ عكازته ووقف متجها ً الى النافذه‪..‬‬
‫أبعد الستارة ينظر إليها بهدوء وهي تخرج من المنزل وتقف بعدها تفرك عينيها قبل أن‬
‫ترتدي نظارتها الشمسيه ُرغم أنه ال وجود للشمس في السماء‪..‬‬
‫ولكنها بالتأكيد فعلتها لتُخفي آثار شي ٍئ ال تُريد ألح ٍد رؤيته‪..‬‬
‫همس بهدوء‪ :‬هذا أفضل ‪ ،‬ركزي على دراستك كلير‪..‬‬
‫الزقاق وعينيه مصوبتان الى كلير وبعدها يرفع‬ ‫عقد بعدها حاجبه وهو يرى رجل يخرج من ُ‬
‫هاتفه الى أُذنه ويتحدث‪..‬‬
‫ماذا يحدث ؟‬
‫هل هو ُمطارد أم ماذا ؟‬
‫شعر بالقلق ُرغما ً عنه وإلتفت الى سريره ُمتلقطا ً هاتفه‪..‬‬
‫فتحه مترددا ً بعدها تجاهل غضبه منها وفتح على إسمها ُمرسالً لها بعض الكلمات البسيطه‪..‬‬
‫"كوني يقضه وال تبقي وحدك لحين سفرك"‬
‫وبعدها ترك الهاتف وقلبه ال يزال يشعر بالقلق‪..‬‬
‫**‬
‫من جه ٍة أُخرى وقفت كلير تفتح هاتفها تتفقد الرساله قبل أن تُطفئه هامسه‪ُ :‬مستفز‪..‬‬
‫تجاهلت كالمه ‪ ،‬طردها قبل قليل واآلن يُرسل مثل هذا الكالم ؟!‬
‫لن تُكلف نفسها حتى عناء فهم ما يقصده‪..‬‬
‫تكره أمثاله الوقحين الذين يُبدون لطفهم عن بُعد فقط لكي ال يجرحوا كبريائهم‪..‬‬
‫إن كان لديه ما يقوله فليأتي أمامها وإال فلن تنظر بأمر رسائل تافهه تدل على ُجبن ُمرسلها‪..‬‬
‫ما إن ه ّمت بالتحرك ُمجددا ً حتى وقف رج ٌل أمامها‪..‬‬
‫لفت الى اليمين قليالً لتتجاوزه ولكنه وقف في وجهها أيضا ً فرفعت حاجبها تقول‪ :‬عفوا ً ؟‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬هل لنا أن نتحدث على إنفراد ؟‬
‫نظرت حولها قبل أن تقول‪ :‬وهل أنت أحول لتراني عشرة أشخاص ؟ أنا وحدي لذا قُل ما لديك‬
‫وخلصني‪..‬‬
‫مكان عام‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫مكان هادئ وليس‬ ‫ٍ‬ ‫تحدث ُمجددا ً يقول بهدوء‪ :‬أقصد في‬
‫كلير‪ :‬ومن تكون ألوافق على طلبك ؟‬
‫الرجل بهدوء‪ :‬لن آخذ من وقتك الكثير ‪ ،‬من فضلك‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬لقد كان ُمحترما ً بعض الشيء وهذا جعلها تُفكر في الموافقه‪..‬‬
‫أو ُربما ألن جاكي أخبرها بأن تنتبه على نفسها جعلها هذا تملك رغبةً دفينةً ب ُمعاندته ؟‬
‫هزت رأسها موافقه تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬لعشر دقائق‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬صدقيني لن آخذ أكثر من ذلك ‪ ،‬تفضلي‪..‬‬
‫ومد يده لتمشي أمامه فمشت حتى دخال الى ُزقاق يؤدي لمساحةً شاسعه خلف إحدى المنازل‬
‫تحدها البيوت من كُل زاويه وال مخرج سوى من المدخل الذي دخال منه‪..‬‬
‫نظرت حولها وبدى لها األمر ُمريبا ً بعض الشيء ولكنها ال تُريد اإلعتراف بذلك‪..‬‬
‫إلتفتت إليه تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماذا كُنتَ تُريد ؟‬
‫ت برفقة الشاب بالمطعم صحيح ؟‬ ‫ت من كُن ِ‬
‫سألها بهدوء‪ :‬أن ِ‬
‫عقدت حاجبها وقالت‪ :‬أي شاب ؟‬
‫أجابها‪ :‬المدعو بلوكا‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬لقد كانت الريبة في محلها فهذا من دون شك صديق لتلك الفتاة المدعوة بريتا‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬لم أره بعد ذلك اليوم وال تربطني به عالقةً وثيقه لذا ال تُتعب نفسك في طرح أية‬
‫أسئله‪..‬‬
‫الرجل بهدوء‪ :‬وتتوقعين مني تصديقك ؟‬
‫سخريه فعلى ما يبدو أن عنادها سيوصلها الى ُمنحنى سيءٍ على عكس المتوقع‪..‬‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫فتحت حقيبتها وأخرجت تذكرة الطائره وأرته إياها تقول‪ :‬أنا أعيش بلندن ولم آتي سوى أليام‬
‫وسأُعاود السفر قريبا ً كما ترى ‪ ،‬أال يكفيك هذا الدليل لتُصدق بأن ال عالقة بي به ؟‬
‫نظر الى التذكره ثُم رفع عينيه إليها يقول‪ :‬ياال ال ُمصادفه ‪ ،‬هو أيضا ً من خارج باريس وقد‬
‫أتاها قبل فتر ٍة قصير ٍة مثلك ‪ ،‬كُفي عن التالعب‪..‬‬
‫مطت شفتيها وحركت التذكرة أمام وجهه تقول‪ :‬هل هو أيضا ً قادما ً من لندن ؟ ها ؟‬
‫ت إحداهما ‪ ،‬ناهيك عن كونك‬ ‫الرجل‪ :‬ال يهمني هذا ‪ ،‬منذ وصوله لم يتواصل إال مع فتاتين أن ِ‬
‫ت برفقة الطفلة أيضا ً ‪ ،‬عالقتك به وثيقه‪..‬‬ ‫هرب ِ‬
‫حسنا ً ال فائده‪..‬‬
‫ستُحاول إنهاء األمر بهدوء‪..‬‬
‫تحدثت قائله‪ :‬حسنا ً كما تُريد ‪ ،‬تربطني به عالقه ‪ ،‬ماذا تُريد إذا ً ؟‬
‫الرجل‪ :‬أودع لديك شي ٌء مهم ‪ ،‬نُريده‪..‬‬
‫كلير‪ :‬لم يفعل ‪ ،‬إذهبوا للفتاة األُخرى‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬وعدتُك بأني لن آخذ من وقتك أكثر من عشر دقائق ‪ ،‬دعينا ال نُماطل فالمكان كما ترين‬
‫ال يصلح ألن يكون مقبرةً لفتا ٍة جميله وصغيره مثلك!‬
‫جملته األخيره أصابتها ببعض الرعب بداخلها‪..‬‬
‫ندمت ولعنت نفسها وعنادها مرارا ً وتكرارا ً وهي تنتظرإليه بعينين تُحاول إظهار الثقة فيهما‬
‫حتى ال يظفر بكونه أرعبها‪..‬‬
‫تحدثت بعدها تقول‪ :‬وعلى اية أساس تضن بأني أُماطل ؟ ما الذي أفعله حتى تُصدق يا سيدي‬
‫الموقر بأني صادقه ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬لن أُصدقك في أية حاله لذا قولي ما أُريد سماعه‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهها تقول‪ :‬هل تمزح معي ؟!!‬
‫الرجل‪ :‬إليك هذا األمر ‪ ،‬لوكا سيتم قتله ال محاله قريبا ً ‪ ،‬واآلن نسعى خلف معارفه ‪ ،‬فإما نأخذ‬
‫منهم الملف وإما نقتلهم ليبقى الملف ضائعا ً ُمختفيا ً الى األبد ‪ ،‬لذا ال خيار أمامك سوى الموت‬
‫أو تسليم الملف ‪ ..‬تبقى ثالث دقائق فتحدثي رجاءا ً فأنا ال أُحب أن أنكث بوعدي وأُطيل‬
‫الحديث معك‪..‬‬
‫أخذت نظرةً خاطفةً في المكان ‪ ،‬جدران باليه ونافذ ٍة خلفيه للمنزل ُمغلقه من الداخل ومجموعةَ‬
‫كراتين في إحدى الزوايا‪..‬‬
‫رجعت خطوتين الى الخلف ثُم صرخت بأعلى صوتها‪ُ :‬مـجــرم سـاعـدونـــــــي!!‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه وهجم عليها ليُخرس فمها ولكنها هربت بسرعه لجهة الكراتين‬
‫صراخ‪ :‬النـجــــــده!!!‬ ‫ترميها عليه لتؤخره وهي تواصل ال ُ‬
‫أمسكها أخيرا ً من شعرها وجذبها وبفعل الكراتين سقطت بينها بطريق ٍة موجعه جعلت رجلها‬
‫تلتوي وتصرخ من األلم‪..‬‬
‫بهمس غاضب‪ :‬إخرسي!!!‬ ‫ٍ‬ ‫أطبق بسرع ٍة على فمها يقول‬
‫حاولت التملص منها وعيناها إمتلئتا من الدموع من شدة األلم في حين همس بإذنها وهو يشد‬
‫على فمها‪ :‬دقيقةً واحده ‪ ،‬تحدثي وإال موتي ُمختنقه‪..‬‬
‫هزت رأسها باإليجاب بسرعه فأبعد يده عن فمها فصرخت ُمجدداً‪ :‬النـجـــــده!!‬
‫صدم من وقاحتها وصفعها بوجهها لتصمت ثُم اطبق ُمجددا ً على فمها وأنفها ليمنعها من‬ ‫ُ‬
‫التنفس وهو يقول‪ :‬إخترتي هذا بنفسك ‪ ،‬ال تلوميني‪..‬‬
‫صلبةٌ كالحديد‪..‬‬ ‫حاولت تخميش يده بأظافرها الطويلة ولكن ال فائده فيده ُ‬
‫نفس واحد فهمس لها‪ :‬ال تخافي فستُالقين‬ ‫إزرق وجهها وبدأت تتخبط بيدها تُحاول إلتقاط ولو ٍ‬
‫صديقك قريبا ً‪..‬‬
‫سالت دموعها وأظلمت الدُنيا في عينيها ليأتي صوتٌ حاد يقول‪ :‬الشرطة!!!‬
‫شعرت بعدها بجسدها يُرمى جانبا ً والرجل يفر بسرعه ناطا ً من فوق الجدار وهي تسعل بقو ٍة‬
‫وتُخرج نفسا ً بسرع ٍة وهي تكاد ال تستوعب ما حدث‪..‬‬
‫لحق الشُرطيان به بينما تقدم الذي أبلغ عن األمر وجلس بسرعه جوارها يقول بخوف‪ :‬كلير !‬
‫ت بخير ؟!!‬ ‫هل أن ِ‬
‫سعُلت ُمجددا ً وبدأت الرؤيا تتضح ونفسها يعود كما كان إال أن الدوخة ال زالت برأسها وهي‬
‫تلتفت الى هذا الصوت الذي أحبته منذ زمن ووجدته هو بالفعل‪..‬‬
‫حبيبها جاكي‪..‬‬
‫أبعد شعرها عن وجهها ال ُمتعرق ُرغم البرودة في المكان ونظر الى عينيها الحمراوتين يسأل‬
‫ت بخير ؟ هل آذاك ؟!!‬ ‫بقلق‪ :‬هل أن ِ‬
‫ت ُمتحجرش‪ :‬لما ؟‬ ‫تألألت عيناه بالدموع ُمجددا ً وهي التي ال تُريد أن تبكي وقالت بصو ٍ‬
‫تنهد جاكي عندما سمع صوتها وبدأ يتفحص جسدها ليُدهش وهو يرى قدمها مجروحة فأمسك‬
‫بها يقول‪ :‬هل‪...‬‬
‫قاطع كالمه صوتها ال ُمتألم فترك رجلها فورا ً يقول‪ :‬تؤلمك ؟!!‬
‫هزت رأسها باإليجاب‪..‬‬
‫سألها‪ :‬هل يُمكنك المشي ؟‬
‫هزت رأسها بالنفي فنظر حوله قليالً وهو يقول‪ :‬عليك أن تذهبي الى المشفى!‪..‬‬
‫عاود النظر إليها قليالً ثُم أعطاها ظهره يقول‪ :‬إركبي ‪ ،‬سأحملك‪..‬‬
‫نظرت إلى رجله ثُم الى عكازته تقول‪ :‬لكن ‪...‬؟‬
‫ت ال تُريدين‬ ‫ت ثقيله لذا هيا قبل أن يتسمم ال ُجرح ‪ ،‬أن ِ‬ ‫ت لس ِ‬ ‫جاكي‪ :‬ال بأس ‪ ،‬األمر سهل ‪ ،‬أن ِ‬
‫إكمال حياتك برج ٍل واحده صحيح ؟‬
‫شعرت بالرعب من هذه الفكره فمدت يدها وتعلقت بعُنقه في حين سحب عكازه وبالكاد‬
‫أستطاع الوقوف‪..‬‬
‫بإحدى يديه يُمسك بالعكازة واألُخرى يُمسك برجلها وهو يمشي ببطئ الى الشارع العام على‬
‫األقل ليوقف سيارة أُجره تُنقلهم الى المشفى‪..‬‬
‫عضت على شفتيها والهدوء التام يُسيطر على الموقف لتشد بيدها على عُنقه هامسه‪ :‬آسفه‪..‬‬
‫جاكي‪ :‬لما حدث هذا ؟ ماذا يُريد هذا الرجل ليُحاول قتلك هكذا ؟ حبيب سابق أو ما شابه ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تهمس‪ :‬احد ال ُمجرمين الذين الحقوا الطفله‪..‬‬
‫عقد جاكي حاجبه يقول‪ :‬ولما يؤذيك ؟!‬
‫صمتت لفتره قبل أن تُجيب‪ :‬ألني ساعدتُ عمها في إخراجها من المنظمه‪..‬‬
‫بأمور خطير ٍة هكذا‬
‫ٍ‬ ‫ت جاده ؟!!! من طلب منك التدخل‬ ‫إتسعت عيناه بصدمه يقول بحده‪ :‬هل أن ِ‬
‫؟! إنها ُمنظمةً إجراميه !! أال تعين خطورة هذه الكلمه ؟!‬
‫بهمس تام‪ :‬كُنتَ غاضبا ً مني ‪ ،‬لم أحتمل هذا ‪ ،‬أنا أُحبك ‪.....‬‬ ‫ٍ‬ ‫دفنت وجهها في كتفه تقول‬
‫جاكي أنا ال يُمكنني إحتمال كونك تكرهني‪..‬‬
‫شد على أسنانه يقول بهدوء‪ :‬ال أكرهك ! أنا ال أكرهك لذا كُفي عن التهور هكذا‪..‬‬
‫همست بألم‪ :‬بلى ‪ ،‬أنت تكرهني ‪ ،‬لقد قُلتها في وجهي‪..‬‬
‫لم يُجبها فإرتفعت الغصة الى حلقها فلقد تأكدت من كونه لن يُضمر لها الحب مهما فعلت‪..‬‬
‫تستحق هذا‪..‬‬
‫منذ البداية ضنت بأنه من السهل لشاب طيب لطيف مثله أن يقع بحب فتاةً ُمثيره وجميله‬
‫مثلها‪..‬‬
‫كانت واثقه من كونه لن ينظر ألي فتاة أُخرى وأنه سيعشقها حتى الجنون لدرجة أنه ال يرى‬
‫أخطائها بتاتا ً‪..‬‬
‫تستحق هذا‪..‬‬
‫هي حقا ً تستحق‪..‬‬
‫خرجت الشهقة من شفتيها دون وعي لتُغلق بعدها فمها ُمحاولةً تدارك نفسها وعدم البُكاء‪..‬‬
‫وصلها همسه يقول‪ :‬أُحبك كلير‪..‬‬
‫فتحت عينيها ورفعت رأسها عن كتفه تنظر الى جانب وجهه وهو يُكمل بهدوء‪ :‬أردتُ فقط أن‬
‫تتغيري قليالً ‪ ،‬لو كُنتُ أعلم بأنك ستتهورين لما غضبتُ حينها ‪ ،‬إعذريني‪..‬‬
‫عضت على شفتيها وعاودت دفن وجهها في كتفه وإنفجرت تبكي كاألطفال تماما ً‪..‬‬
‫إبتسم بهدوء ولم يُعلق البته‪..‬‬
‫**‬

‫تلقى فيكتور التقرير بهدوء تام‪..‬‬


‫األول فشل بسحب أي معلوم ٍة منها بسبب تدخل الشرطه واآلخر لم يجد لها أثرا ً وكأنها لم تكن‬
‫موجوده من األساس‪..‬‬
‫كُل شيء يخص ذلك اللوكا ُمزع ٌج مثله تماما ً‪..‬‬
‫غ منه ولكن ماذا لو قام شريكه بنشر كُل شيء ؟‬ ‫أمر مفرو ٌ‬
‫سيقتله وهذا ٌ‬
‫تحرياتهم تُفيد بأنه لم يتواصل سوى مع فتاتين منذ قدومه الى باريس‪..‬‬
‫األولى أنكرت عالقتها به قبل وصول الشرطه‪..‬‬
‫واألُخرى مختفيه تماما ً وهي أكثر ما يُخيفه بشأنها‪..‬‬
‫حتى المعلومات التي قدمها قريبها عندما أخرجها من المركز لم تكن صحيحه‪..‬‬
‫ال يدري ‪ ،‬هل يقتله ُمباشرةً أو يُراقبونه حال خروجه فبالتأكيد أول مكان سيقصده هو مكان‬
‫الملف!‬
‫تنهد وهمس‪ :‬ياله من تشتيت ‪ ،‬في البداية قيل بأنه مع إبنة فينسنت واآلن يخرج أخاه للعلن‬
‫ويُخبرنا بأنه من يملكه!‬
‫رن هاتفه فرفع السماعة بعدما نظر الى إسم ال ُمتصل قائالً‪ :‬مرحبا ً كارمن‪..‬‬
‫كارمن بهدوء‪ :‬إبنة فينسنت تعترف بإمتالكها للملف ‪ ،‬هل أستمع لها أو نقتلها ُمباشرةً كما‬
‫أمر البروفيسور ؟‬
‫إتسعت عينا فيكتور ووقف يقول بحده‪ :‬عفوا ً ؟!!‬
‫عقدت حاجبها في حين قال‪ :‬متى حدث هذا الكالم ؟!!‬
‫كارمن بهدوء‪ :‬هي أمامي اآلن‪..‬‬
‫جلس وهمس‪ :‬هل يلعبان معنا أو ماذا بالضبط ؟!!!‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬ماذا حدث ؟‬
‫ضاقت عينا فيكتور قبل أن يقول بهدوءٍ تام‪ :‬فليذهب الملف الى الجحيم ‪ ،‬علينا قتلهما بأسرع‬
‫وقت ‪ ،‬ال أحد يلعب معنا وينجو!‬

‫‪End‬‬
‫‪Part 55‬‬

‫علينا إستيعاب هذا‪...‬‬


‫عن كون بإمكاننا أن نُصبح سيئين بالقدر الذي أصبحنا به جيدين‬
‫فداخلنا وحش ُمختبئ خلف إبتسامتنا وقُمصاننا و ُمعاملتنا اللطيفه!‬
‫إنه بداخل الجميع‬
‫‪...‬حتى لو أنكروا هذا!‬

‫بداخل زنزانات الحجز في إحدى مراكز الشرطة بباريس‬


‫كان يجلس بهدوء تام شارد البال بأخاه الوحيد فينسنت‪..‬‬
‫همس بهدوء تام‪ :‬ثيو‪..‬‬
‫عقد هذا األصلع حاجبيه وفتح عينيه ناظرا ً الى لوكا بعدما سمع هذا اإلسم‪..‬‬
‫ي أحد المساجين بعدما أخافه بأساليبه ال ُمعتاده لذا عدّل من نفسه‬ ‫لقد كان مستلقيا ً على رجل ّ‬
‫وجلس يقول‪ :‬ماذا قُلت ؟‬
‫نظر إليه لوكا وهمس بعدها‪ :‬ماذا تُريد بالضبط ؟ شجار ؟‬
‫موريس بإبتسامه‪ :‬ال تُحاول إفتعاله معي فستندم‪..‬‬
‫كشر لوكا في وجهه يقول‪ :‬حسنا ً إخرس‪..‬‬
‫إنزعج موريس ودفع الرجل الذي كان ينام على رجله يقول بحده‪ :‬إن كُنتَ رجالً فأخرسني‬
‫باألفعال ال بالكالم!‪..‬‬
‫رفع لوكا صوته يقول‪ :‬أيُها الشُرطي ُهناك سجين يُهددني‪..‬‬
‫دُهش موريس في حين تقدم الشُرطي من الباب يقول بحده‪ :‬سأُرسل أي شخص يُحدث الشغب‬
‫الى السجن اإلنفرادي!‬
‫سحقا ً‪..‬‬
‫إعتدل موريس في جلسته هامساً‪ُ :‬‬
‫في حين إبتسم له لوكا بإستفزاز قبل أن يتنهد ويُشيح بوجهه ُمفكرا ً بتلك ال ُمحادثة التي جرت‬
‫بينه وبين أخاه والتي لم يكن يعلم بأنها ال ُمحادثة األخيره!‬
‫ع ِلم لما إقترح عليه إقتراحا ً أحمقا ً كذاك اإلقتراح!‬
‫لو َ‬
‫سامحاني رين ونينا ‪ ،‬أخشى بأني السبب في موت والدكما‪..‬‬ ‫أغمض عينيه وهمس‪ِ :‬‬
‫وعادت فيه ذاكرته الى الوراء بأشهر قليله‪..‬‬
‫عندما فجأه شعر باإلشتياق وقرر ُمكالمته‪..‬‬

‫‪-‬قبل أشهر قليله ‪-‬‬

‫ي للغايه‪..‬‬
‫إستلقى على سريره وبيده هاتفه يُقلب بين األسماء الكثيرة بحكم كونه إجتماع ّ‬
‫إبتسم وضغط زر اإلتصال وهو ينظر الى سقف غرفته المليء بال ُملصقات ال ُمتنوعه‪..‬‬
‫ُرغم كونه في أواسط العشرين إال أنه ال يزال يُحب أفعال ال ُمراهقين من ناحية إلصاق صور‬
‫األشخاص المفضلين له على الجدران‪..‬‬
‫وخاصةً العبي كُرة السلة فهو يعشقهم للغايه!‬
‫فهاهي صورة ضخمه لمايكل جوردان بجوارها العديد من الصور ال ُمشابهه لنفس الشخصيه‬
‫بحجم أصغر‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ولكن‬
‫وبالجهة االُخرى العبه ال ُمفضل كوبي براينت وحوله بعض قُصاصات الجرائد عن خبر موته‬
‫الذي سبب له صدمةً كبيره‪..‬‬
‫سحقا ً للطائرات المروحيه‪..‬‬ ‫همس‪ُ :‬‬
‫رد عليه أخاه يقول‪ :‬ماذا فعلت لك ؟!‬
‫إبتسم لوكا يقول‪ :‬اووه فينسنت مرحبا ً ‪ ،‬أخبارك ؟‬
‫أمر طارئ ؟‬ ‫فينسنت‪ :‬على ما يُرام ‪ ،‬هل ُهناك ٌ‬
‫لوكا‪ :‬كال ‪ ،‬لما هل أنت مشغول ؟‬
‫فينسنت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬بعض الشيء‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬في ماذا ؟ هيّا أشعر بالملل وأُريد التحدث إليك!‬
‫أمر ما ‪ ...‬ولكن أوالً هذا سر ال تُخبره ألحد‬ ‫صمت فينسنت قليالً ثُم قال‪ :‬حسنا ً أنا ُمحتار في ٍ‬
‫حسنا ً ؟!‬
‫إبتسم لوكا وجلس ُمتربعا ً بحماس يقول‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬هيّا أخبرني من هي المراة التي تُريد أن‬
‫تتزوجها ؟‬
‫قطب فينسنت حاجبيه يقول‪ :‬هل ت ُريد لرين أن تقتُلني!‬
‫ضحك لوكا ِضحكةً عاليه يقول‪ :‬أخي المسكين يعيش منذ زمن من دون زوجه والسبب عناد‬
‫وأنانية إبنته‪..‬‬
‫إبتسم فينسنت يقول‪ :‬ال تقل عنها هكذا‪..‬‬
‫ي لعنةً‬‫لوكا‪ :‬اوووه اسف اسف تعديت الحدود ‪ ،‬علي التوقف عن شتمها وإال ستُرسل إل ّ‬
‫ُمؤذيه‪..‬‬
‫ضحك فينسنت دون تعليق فقال لوكا‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماهو موضوعك ؟ سيكون سرا ً‪..‬‬
‫صمت فينسنت لفتره ثُم قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬الشركة التي اعمل بها تُمارس نشاطات غير مشروعه‪..‬‬
‫دُهش لوكا وقاطعه يقول‪ :‬كيف إكتشفت هذا ؟! وما الذي يُمارسونه!‬
‫لم يُريد فينسنت أن يتحدث عن التفاصيل فقال‪ :‬عن طريق الصدفه ‪ ،‬إنها نشاطات كتهريب‬
‫الممنوعات او تهريب البضائع لتفادي التفتيش ال ُجمركي ومن هذه األمور ‪ ،‬حسنا ً األمر هو‬
‫ملف ُمهم يحوي أسماء وتواقيع المسؤلين عن هذه األفعال وخرائط عن‬ ‫ٍ‬ ‫أني عرفتُ عن مكان‬
‫ُ‬
‫ممرات تهريبهم والعديد من األمور ال ُمهمه ‪ ،‬أفكر في سرقته وتسليمه للشرطه‪..‬‬
‫صفر لوكا يقول‪ :‬اخي بطل عداله ! ياال شهامتك‪..‬‬
‫سخريه‪..‬‬ ‫قطب فينسنت حاجبيه يقول‪ :‬ال أُريد ال ُ‬
‫سخرية من وجهه يقول‪ :‬آسف‪..‬‬ ‫أبعد لوكا نظرت ال ُ‬
‫علق بعدها‪ :‬حسنا ً هذا فع ٌل جيد ‪ ،‬ولكن ُربما تخسر وضيفتك فالشركة ستُغلق إن ثَبُتت أدلتك‪..‬‬
‫فينسنت‪ :‬ال تهمني الوظيفه ‪ ،‬أُريد أن تتوقف هذه األعمال السيئة لألبد‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬حسنا ً إذا ً إفعلها ‪ ،‬لما أنتَ ُمحتار ؟‬
‫صمت فينسنت قليالً ثُم قال‪ :‬لديهم رجل شُرطة الى جانبهم ‪ ،‬سيُخفي األدلة حال تسليمي لها‬
‫وبهذا لن أستفيد ‪ُ ،‬هناك ُمحقق أُريد تسليم الملف إليه ولكني ُمحتار‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬واااه ال ِزلتُ عند قناعتي بأن رجال الشُرطة سيئين ‪ ،‬حسنا ً أوافقك بأال تُسلمها لهم‬
‫فسوف تتضرر ليس إال ولن تستفيد شيئا ً ‪ ،‬وماذا عن موضوع ال ُمحقق هذا ؟‬
‫شخص يُدعى ثيو ‪ ،‬عدو قديم للمنظمه لذا هو أأمن من أُعطيه الملف ولكنه بال ُمقابل‬ ‫ٌ‬ ‫فينسنت‪:‬‬
‫رجل ُمتردد عندما يصل األمر الى عائلته ‪ ،‬أخشى أن يصل إليهم األمر ويُهددونه بأخيه أو‬
‫أخته كي يسحب الملف ويُغلق القضيه ! لهذا أنا ُمحتار‪..‬‬
‫صمت لوكا لفتره ُمفكرا ً قبل أن يقول‪ُ :‬محقق ُمزعج ال يختلف بالسوء عن رجال الشرطه ‪،‬‬
‫جرب ُمحادثته عن األمر وأنظر الى‬ ‫حسنا ً ال ألومه فالعائلة شيء ُمهم ‪ ،‬قبل أن تسرق األوراق ّ‬
‫ماذا تصالن!‬
‫فينسنت‪ :‬هذا رأيُك ؟‬
‫المثالي‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬أرى بأنه الحل ِ‬
‫تنهد فينسنت وقال‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ،‬سأنظر في األمر‪..‬‬
‫لوكا بإبتسامه‪ :‬إذا ً أخبرني ‪ ،‬ماذا ستكون خطوتك القادمه ؟‬
‫**‬

‫فتح عينيه وهمس‪ :‬ليتني لم أُشجعه على قراره ‪ ،‬لم أتوقع أن يكونوا ُمنظمةً سيئةً الى هذا‬
‫الحد!‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫لف بنظره ناحية موريس وظهرالحقد فيها هامساً‪ :‬سأدمرهم ! سأكفر عن ذنبي بإنهائهم عن‬
‫بكرة أبيهم‪..‬‬
‫إبتسم بعدها بهدوء ُمفكرا ً بنفسه‪..‬‬
‫لم يتوقع أن حادثة قتل أخاه بسببه قد تُحوله الى هذه الدرجه!‬
‫من شاب إجتماعي مرح الى حاق ٍد شرير ُمنتقم‪..‬‬
‫قطع تفكيره صوت رجل شُرطة يقول بصوتِه ال ُمرتفع‪ :‬لوكا چيلر ‪ِ ،‬زياره‪..‬‬
‫عقد حاجبه ونظر الى الشرطي يُفكر بمن قد يزوره اآلن!‬
‫سجن!‬ ‫هي حتما ً ليست صديقته وال أحد آخر يعرف عن كونه قد ُ‬
‫وقف وذهب الى الخارج‪..‬‬

‫***‬

‫ت قليله‪..‬‬
‫بعد هذا الحدث بساعا ٍ‬
‫إستمعت كارمن الى جملة فيكتور بهدوء تام قبل أن تُبعد السماعة عن أُذنها وتنظر الى رين‬
‫التي كانت تقف بهدوءٍ تام‪..‬‬
‫نظرات كارمن لم تكن تُبشر بخير ‪ ،‬إنها تشعر بقلق كبير إزاء هذا األمر‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ،‬عليها أن تتفائل‪..‬‬
‫يجب أن تتفائل!‬
‫كارمن بهدوء‪ :‬تقولي لي بأنك تملكين الملف صحيح ؟‬
‫بلعت ريقها وحاولت إظهار الثقة وهي تُجيبها‪ :‬أجل‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬حقا ً ؟‬
‫رين‪ :‬أجل‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬أعطني دليالً‪..‬‬
‫صمتت رين لفتره في حين سمع فيكتور ُجملة كارمن عبر السماعه وقال‪ :‬أخبرتُك أن تقتليها ‪،‬‬
‫ال يملكون الملف أنا واثق ‪ ،‬لو إمتلكوه لسلموه للسلطات منذ البدايه ‪ ،‬هم فقط يُقايضونا‬
‫لسالمتهم‪..‬‬
‫كارمن بهدوء‪ :‬ال بأس ‪ ،‬ال تقلق ‪ ،‬أُكلمك الحقا ً‪..‬‬
‫ومن ثُم أغلقت الهاتف ونظرت الى رين تنتظر ردها‪..‬‬
‫عطيك إياه وهذا يُغني عن ألف دليل‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫أجابتها رين‪ :‬ولما تنتظرين الدليل ؟ سأ ُ‬
‫ت على شفا ُحفر ٍة من الموت ومع هذا أنكرتي ‪ ،‬كيف تُريدين مني‬ ‫كارمن‪ :‬حقا ً ؟ سابقا ً كُن ِ‬
‫تصديقك ؟‬
‫رين‪ :‬ببساطه ألني إستعدتُ ذاكرتي‪..‬‬
‫رفعت كارمن حاجبها فأكملت رين‪ :‬كُنتُ فاقده لذاكرتي ذاك الوقت ‪ ،‬إسألي موريس وهو‬
‫سيؤكد لك األمر‪..‬‬
‫موريس ؟‬
‫صمتت كارمن قبل أن تهمس لنفسها‪" :‬وكيف سأسأله وهو في بيته الثاني السجن كالعاده ‪،‬‬
‫لكنها تبدو واثقه من األمر"‬
‫كارمن‪ :‬ولما لم تتحدثي ؟‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫رين‪ :‬قُلتها مرارا ً وتكرارا ً بأني ال أتذكر ولكن لم يُصدقني أحد ‪ ،‬ضننتُم بأنها ِكذبة ألخلص‬
‫نفسي ‪ ،‬اآلن أنا أتذكر ‪ ،‬وسأُسلمكم الملف ُمقابل تركي وشأني ‪ ،‬ال ِزلتُ شابه وأُريد أن أعيش‬
‫حياتي بسالم‪..‬‬
‫ت ذاتها التي رفضت اإلفصاح عن‬ ‫كارمن بهدوء‪ :‬من ال ُمفترض أن أُصدقك صحيح ؟ أولس ِ‬
‫شيء وبأنك ستنتقمين لموت والدك ! اإلستسالم التام هذا مشكوكٌ فيه‪..‬‬
‫رين‪ :‬كُنتُ وقتها تحت تأثير فقدانه ‪ ،‬ال أنكر أني أكرهكم ولكني لستُ ندا ً لكم ‪ ،‬أيقنتُ هذه‬
‫الحقيقة اآلن‪..‬‬
‫نظرت كارمن إليها لفتر ٍة ليست بالقصيره قبل أن تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أين هو ؟‬
‫رين‪ِ :‬عديني أوالً بأن تتركوني وشأني ‪ُ ،‬هناك قتلةً يُطاردونني ‪ ،‬إضمني لي حياتي‪..‬‬
‫حيث قالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأضمن‬ ‫ُ‬ ‫كذبت كارمن وهي تعرف بأن البروفيسور ال أحد يُعارض كالمه‬
‫لك هذا‪..‬‬
‫رمقتها رين بنظر ٍة ُمطوله قبل أن تسأل بهدوء‪ :‬ستقتلوني ال محاله صحيح ؟‬
‫لم تُجبها كارمن وإكتفت بالصمت ورؤية كالمها القادم‪..‬‬
‫نظرت إليها رين لفتره ثُم نظرت الى الرجال الثالثه المتواجدين في ذات المكان قبل أن تُعاود‬
‫ي ‪ ،‬حققوا لي‬ ‫النظر الى كارمن قائله بهدوء‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأقب ُل هذا ‪ ،‬ولكن ال تكونوا قُساةً عل ّ‬
‫مطالبي قبل أن تُنهوا حياتي‪..‬‬
‫أنك تُفكرين بواقعيه‪..‬‬ ‫رفعت كارمن إحدى حاجبيها قبل أن تقول‪ :‬يُسعدني ِ‬
‫رين في نفسها‪" :‬وقحيين ال يوفون بوعودهم‪" ..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً ثُم قالت‪ :‬والدي عندما عُثر عليه مقتوالً كان فارغ الجيوب ‪ ،‬أعلم بأنكم‬
‫إحتفضتم ب ُمتعلقاته لعلّها تُفيدكم ‪ ،‬أُريدها ‪ ،‬إنها آخر ما تركه والدي بعد وفاته ‪ ،‬حتى لو كان‬
‫ُمجرد منديل ‪ ،‬قد تكون تافهه بالنسبة لكم ولكنها كالكنز لي وألُختي ‪ ،‬والشيء الثاني واألخير‬
‫لدي أُختٌ صغيره ‪ ،‬هي ما بقيت لي بعد وفاة والداي ‪ ،‬أتركوها وشأنها فهي طفله ‪ ،‬رجاءا ً‪..‬‬
‫ت يائسه ‪ ،‬على أية حال ُمتعلقاته قد تم التخلص منها بعد‬ ‫إبتسمت كارمن تقول‪ :‬يالها من طلبا ٍ‬
‫التأكد من عدم أهميتها وأُختك ستكون على ما يُرام مالم تفتعل هي المشاكل معنا‪..‬‬
‫رين بإستنكار‪ :‬طفلة بالعاشره فكيف ستفتعل المشاكل !! وماذا مع أمر تخلصكم من ُمتعلقات‬
‫أرجوك قولي كالما ً آخر ‪ ،‬انها بالنسبة لنا كهدية وداع!‬ ‫ِ‬ ‫والدي ؟!!!‬
‫ت لواقعك ولنهايتك فلما تُبالين بهذا األمر ؟‬ ‫كارمن ببرود‪ :‬إستسلم ِ‬
‫ُ‬
‫صمتت رين قليالً قبل أن تقول بهدوء‪ :‬ليس ألجلي بل ألجل أختي ‪ ،‬رحيلي ورحيل والدي معا ً‬
‫؟ هذا كثير لتتحمله ‪ ،‬أُريدها أن تحتفظ بآخر ما تبقى منا ‪ ،‬إنها أُمنيتي األخيره ‪ ،‬فقط حققيها‬
‫‪..‬‬
‫نظرت الى عيني كارمن وأكملت‪ :‬صدقيني أملك الملف ‪ ،‬الملف ‪ ، 110‬يحوي على عقود‬
‫ت إحدى هذه الشخصيات ‪ ،‬يحتوي على تفاصيل‬ ‫ت هام ٍة في ال ُمنظمه وأن ِ‬
‫وتواقيع شخصيا ٍ‬
‫طرق تهريب البضائع وممرات التهريبات ال ُجمركيه ‪ ،‬إنه يفشي الكثير من أعمالكم ويضع‬ ‫ل ُ‬
‫بعضكم في مواقف ُمحرجه أمام القانون ومن الصعب التخلص منها ‪ ،‬أنا أملكه حقا ً ‪ ،‬صدقيني‬
‫عطيك إياه إن أعطيتني ُمتعلقات والدي األخيره وجعلتِني أُرسلها ألُختي ‪ ،‬سأبقى ُهنا بين‬ ‫ِ‬ ‫سأ ُ‬
‫أرجوك‪..‬‬
‫ِ‬ ‫يديك ولن أطلب أن أذهب بنفسي ‪ ،‬لن أدع أي مجال ألن تعتقدي بأني أكذب ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫جملها األخيرة هذه كانت صادقه للغايه وال هدف منها‪..‬‬
‫هذا ما جعل كارمن تُفكر في األمر‪..‬‬
‫إنه طلب بسيط وتافه ‪ ،‬تبدو حقا ً كوصي ِة يكتُبها عجوز على مشارف الموت‪..‬‬
‫ستُلبي لها هذا ‪ ،‬لن تخسر شيئا ً من ال ُمجازفه‪..‬‬
‫فهي بحق تُريد إمتالك الملف بدالً من دفنه لألبد كما يُخطط فيكتور‪..‬‬
‫ألنها أحد األسماء ال ُمتورطة فيه‪..‬‬
‫ستوافق إذا ً على أُمنيتها هذه ما دامت بسيطه وتافهه‪..‬‬
‫ت أُخرى ؟‬ ‫همست لها بهدوء‪ :‬لن تُغادري الغرفه وتطلبي طلبا ٍ‬
‫إتسعت عينا رين بسعاده تقول‪ :‬نعم لن أفعل ‪ ،‬أعدك‪..‬‬
‫نظرت كارمن الى أحد الرجال الثالثة تقول‪ :‬إبقها تحت ناظريك حسنا ً ؟‬
‫هز رأسه باإليجاب وأخذ رين معه الى الخارج حيث ستُجري كارمن بعض اإلتصاالت لتُلبي‬
‫مطلبها األخير‪..‬‬
‫خرجت رين برفقة الرجل من الغُرفه وإبتسامه غريبه ترتسم على شفتيها‪..‬‬
‫إبتسامةً تقول ‪،‬‬
‫لقد فعلتُها!‬
‫***‬

‫‪6:30 pm‬‬

‫أوقف سيارته وهو يُحدث أُخته عبر هاتفه يقول‪ :‬بدأت الشُرطة بالتحرك منذ عدة ساعات بعد‬
‫أن مر أكثر من ‪ 24‬ساعة على بالغ إختفائه ‪ ،‬أعلم بأنه سينزعج من كوننا نُعامله كطفل‬
‫ولكن ال يهمني ‪ ،‬لذا اآلن ُخذي قسطا ً من الراحة يا استيال ويُمكنك بعدها إستكمال البحث عنه‬
‫ت لم تنامي جيدا ً ُمنذ األمس‪..‬‬‫فأن ِ‬
‫أجابته‪ :‬ماذا عنك ؟ ماذا حدث معك ؟‬
‫آلبرت‪ :‬ال شيء جديد ‪ ،‬أُحدثك الحقا ً‪..‬‬
‫إستيال بدهشه‪ :‬آلبرت لحضـ‪...‬‬
‫وأغلق الهاتف قبل أن ينزل من سيارته ويقف ناظرا ً الى هذا المنزل الذي لم يعد يعرف كم ٍ‬
‫عام‬
‫مر ُمنذُ أن دخلَه آخر مره‪..‬‬
‫أغلق باب سيارته وعبَ َر باحة المنزل قبل أن يمد يده يلف مقبض الباب وهو يعلم بأنه من‬
‫دون أدنى شك ُمحكم اإلغالق فصاحبه قد سافر ُمسبقا ً‪..‬‬
‫دُهش عندما فُتح الباب فدخل الى الداخل وهو يُعلق هامساً‪ :‬منذ متى كان ريكس بهذا اإلهمال‬
‫؟‬
‫لحضة صمت مرت على الجميع‪..‬‬
‫ي يُقلب ب ُمفكر ٍة بحجم الدفتر بين يديه‬ ‫على آلبرت الذي يرى أمامه رجالن أحدهما على كُرس ّ‬
‫واآلخر بجواره ُمنحني يقرأ معه‪..‬‬
‫وعلى باتريك الذي فوجئ بدخول غريب بعد أن أيقن أن ريكس في سفر ويستحيل أن يتواجد‬
‫أح ٌد داخل المنزل!‬
‫همس للرجل الذي بجانبه‪ :‬من هذا ؟ تعرفه ؟‬
‫رد عليه‪ :‬كال ‪ ،‬إنها المرة األُولى التي أراهُ فيها‪..‬‬
‫خرج آلبرت من حالة صمته وتقدم منهما يقول‪ :‬من أنتما ؟ رفيقان لريكس ؟‬
‫علم باتريك أنه أحد معارف ريكس بناءا ً على سؤاله‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬معضلةً جديده لم يحسب لها حسابا ً‪..‬‬
‫أجابه‪ :‬نعم ‪ ،‬من أنت ؟‬
‫ضاقت عينا آلبرت ونظر نظرةً خاطفةً خلفهما حيث قد تم نزع ديكور الحائط ليظهر خلفها‬
‫ُحفرةً تبدو كخزن ٍة فيها بعض األوراق‪..‬‬
‫عقد حاجبه وتبادر الى ذُهنه ذِكرى قديمه‪..‬‬
‫قبل سنوات في ليلة الشواء تلك التي صنعتها والدة ريكس والتي من بعدها إختفت لسنوات‬
‫ليتفاجؤا بعدها بخبر موتها‪..‬‬
‫حينها كانوا أطفاالً ‪ ،‬ريكس في الثامنه وهو في العاشره!‬

‫‪-‬قبل ‪ 19‬عاما ً ‪-‬‬


‫رج بورق اللعب ثُم إلتفت الى فرانسوا وإدريان يقول‪ :‬أرأيتما ؟ إنه سهل‪..‬‬ ‫أنهى آلبرت بناء بُ ٍ‬
‫إدريان بدهشه‪ :‬أنت عبقري!‬
‫فرانسوا‪ :‬واااو‪..‬‬
‫إبتسم آلبرت بإطراء وإلتفت باحثا ً عن ريكس ليتفاخر أمامه أيضا ً فهو يُحب أن يكون أفضل‬
‫منه في كُل شيء‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما لم يُشاهده فنظر الى زوجة عمه السابقه آليس وهي تُحدث أحدهم عبر‬
‫الهاتف بالقرب من آلة الشواء‪..‬‬
‫إنه ليس بالقرب من والدته أيضا ً!‬
‫وقف ومشى عبر الباحة حتى دخل الى داخل المنزل رافعا ً صوته يُنادي عليه ليجده يقف‬
‫بهدوء تام أمام لوح ٍة ُمعلقه على الحائط‪..‬‬
‫إقترب منه وعقد حاجبه عندما الحظه ال ينظر الى اللوحة بل الى الحائط نفسه‪..‬‬
‫وقف بجواره ينظر الى حيث ينظر وهو يقول‪ :‬الى ماذا تنتظر ؟‬
‫فزع ريكس وإلتفت إليه فدُهش آلبرت يقول‪ :‬لما تفزع ! لقد ناديتُ عليك عندما دخلت ألم‬
‫تسمعني ؟‬
‫بقيت عينا ريكس الفزعتان ُمعلقتان به قبل أن يتنهد يقول‪ :‬ال ‪ ،‬هيّا نخرج‪..‬‬
‫آلبرت بتعجب‪ :‬لكنك لم تُخبرني لما كُنتَ ُهنا وحدك ؟ والى ماذا كُنت تنظر ؟‬
‫نظر ريكس إليه ثُم نظر الى الحائط قليالً قبل أن يُعاود النظر إليه يقول بتردد‪ :‬هل تعدني بأنك‬
‫لن تُخبر أحدا ً ؟‬
‫إعتدل آلبرت في وقفته فقد جذبه الحديث للغايه وقال‪ :‬أعدك ‪ ،‬لن أُخبر اي أح ٍد على اإلطالق‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬الى األبد ؟‬
‫آلبرت‪ :‬الى األبد‪..‬‬
‫سر كبير تُخبئه عن الشُرطه ‪ ،‬ولكني أفشيتُ السر‬ ‫إقترب منه قليالً وهمس‪ :‬ماما لديها ٌ‬
‫وآذيتُها‪..‬‬
‫ظهرت إبتسامةً غير واثقه على شفتيه وهو يُكمل‪ :‬لكن ماما اآلن بخير ‪ ،‬هذا يعني بأني لم‬
‫أؤذها صحيح ؟‬
‫عقد آلبرت حاجبه يقول‪ :‬ماذا تعني ؟‬
‫رمى ريكس نظرةً ُمتوتره الى الحائط ثُم عاود النظر الى آلبرت يقول‪ :‬ال ال إنسى األمر ‪ ،‬إنه‬
‫سر‪..‬‬
‫ثُم غادر من أمام أعين آلبرت ال ُمنزعجتين فلقد كان يشعر بفضول كبير!‬
‫عاود النظر الى الحائط وهو يتسائل عن السبب الذي جعل ريكس يُطيل النظر إليه هكذا ؟‬
‫**‬

‫بقيت عينا آلبرت ُمعلقتان في البُقعة ذاتها التي إستمر ريكس في طفولته بالنظر إليها دائما ً‪..‬‬
‫عاود النظر الى ما يحمله الرجل الجالس بين يديه قبل أن يسأل‪ :‬أنتَ صديقه آندرو ؟‬
‫قرر باتريك اإلستمرار بالكذب حتى يتخلص من هذا الفضولي الذي ال يعرف من أين خرج‬
‫فجأه فقال‪ :‬أجل‪..‬‬
‫وأكمل في نفسه‪" :‬هو على عالق ٍة بريكس ولكنها ليست عالقةً قويه ما دام أنه ال يعرف حتى‬
‫شكل آندرو"‬
‫ضاقت عينا آلبرت وبسهوله عرف بأنهم ُمتطفلون!‬
‫ت في ال ُمناسبات العامه‪..‬‬ ‫فحتى لو لم يكن يعرف آندرو فلقد شاهده حول ريكس عدة مرا ٍ‬
‫هذا ُمخادع‪..‬‬
‫ُمخادع يعرف الكثير عن ريكس‪..‬‬
‫وهو بالتأكيد ليس بصديق فلو كان كذلك لما إضطر الى الكذب!‬
‫همس بداخله‪" :‬لديك الكثير من األعداء يا ريكس ‪ ،‬هل هم شركة ُمنافسه أم ماذا ؟"‬
‫عاود النظر الى مافي يد باتريك ثُم نظر إليه وتقدم منه يقول بإبتسامه‪ :‬آندرو ! أخيرا ً حانت‬
‫الفرصة للقاءك ‪ ،‬يتحدث عنك ريكس دائما ً‪..‬‬
‫بدأ اإلنزعاج يتزايد بداخل باتريك فهذا الفضولي ينوي اإلنخراط بالحديث معه!‬
‫كيف يتخلص منه ؟‬
‫إبتسم وقال‪ :‬لم تُخبرني من تكون ؟‬
‫وقف باتريك أمامه يقول‪ :‬أحد أقرباء ريكس ‪ ،‬ال تُشاهدني كثيرا ً بما أني كثير السفر‪..‬‬
‫أخذ ال ُمفكره من يد باتريك يتصنع الدهشه وهو يقول‪ :‬عجبا ً ! إنها ذاتها التي إهدتها له أُخته‬
‫في عيد ميالده العشرون ! أال زال يحتفظ بها ؟‬
‫حاول باتريك الحفاظ على أعصابه يقول‪ :‬أخشى بأني ال أملك الوقت لتبادل الحديث ‪ ،‬سأحرص‬
‫على أن أُلبي دعوة ريكس في أي ُمناسب ٍة قادمه ألتعرف عليك أكثر أما اآلن فـ‪...‬‬
‫قاطعه آلبرت وهو يتظاهر بتفحص ال ُمفكره من الخارج‪ :‬ريكس يملك جانبا ً لطيفا ً على عكس‬
‫المتوقع!‬
‫بينما عيناه كانت تعبث بالصفحات لعله يكتشف ماهو ُمدون داخلها!‬
‫فلقد أصبح اآلن يفهم أمرا ً ما‪..‬‬
‫سري وأنّ ريكس بكُل تأكيد لن يحتفظ بداخله سوى بأوراقه الخاصه‬ ‫أن ما بالحائط هو مخبأ ّ‬
‫للغايه!‬
‫وهذا ُمتطفل لعين يتجرأ على إستغالل غياب ريكس كي يُطيح به‪..‬‬
‫الكُل حوله يُحاولون اإلطاحة به‪..‬‬
‫حتى ريكس بنفسه يُحاول تدمير نفسه!!!‬
‫يالها من حياة مجنونة هذه التي يُعيشها!‬
‫ال يعرف لما لم يكتشف كُل هذه األمور الغريبه التي تدور حوله من قبل ؟‬
‫لقد كان معصوب العينين عن الكثير من األمور‪..‬‬
‫عن جينيفر وأخاه فرانس وأخيرا ً عن ريكس‪..‬‬
‫سحقا ً للعمل الذي أخذ منه إهتمامه بعائلته!‪..‬‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫توقف عن التفكير وفتح الصفحه عاقد الحاجبين ينظر الى خط ريكس وهو يرسم شبكة من‬
‫حيث كُتب تحت إحداها" عالقته وثيقه بدارسي ‪ ،‬قال ُجملةً ُمريبه‬ ‫ُ‬ ‫األسهم والكثير من األسماء‬
‫عن كون آليس إستحقت الموت ‪ ،‬من ال ُمحتمل أنه يعرف من قتلها"‬
‫ماهذا بالضبط ؟!!‬
‫"قتلها" ؟ أيقصد والدته!‬
‫بهدف أسود قاتم يُسمى‬ ‫ٍ‬ ‫ما هذه ال ُمالحظات التي ال تدل على شيء سوى عن كونه منغمس‬
‫اإلنتقام!‬
‫سحب باتريك ال ُمفكره منه بعد أن الحظ صدمة آلبرت وقال‪ :‬تشرفتُ بلقائك ‪ ،‬إعذرني فأنا‬
‫مشغول‪..‬‬
‫وأشار الى الرجل الذي بجانبه ليأخذ بقية األوراق التي بالخزانه ليُغادروا المكان‪..‬‬
‫لقد أتى ليحفر عن أدلة تُدين ريكس وهاقد وجد دليالً قاطعا ً سيوصل ريكس الى الموت‬
‫بسهوله‪..‬‬
‫ي أتى من الفراغ كي يتدخل اآلن ويُعرقل األمر!‪..‬‬ ‫لن يجعل فضول ّ‬
‫حيث لم يقرأوا محتوياتها بعد وتقدم الى الخارج وعندما تحرك‬ ‫ُ‬ ‫ل ّم الرجل كُل ما في الخزانه‬
‫باتريك خلفه مد آلبرت يده وأوقف باتريك ساحبا ً ال ُمفكرة منه يقول‪ :‬لحضه ! أحتاج الى تفسير‬
‫الموقف!‬
‫توقف الرجل وإستعد ليهجم حال يأمر باتريك بذلك بينما اآلخر نظر الى آلبرت بهدوء فهو لم‬
‫يكن يُريد أن يُسبب أي ضجه ولكن هذا الفضولي يُرغمه على التصرف ببعض القسوه‪..‬‬
‫صوت رن الهاتف قطع عليهم الموقف فعقد آلبرت حاجبه وأخرج هاتفه ليُصدم بأنه رقم‬
‫فرانس!‬
‫رد بسرعه يقول‪ :‬فرانس!!‬
‫جائه صوت رجل يقول‪ :‬مرحبا ً ‪ ،‬معك الشُرطه‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه ببعض القلق يقول‪ :‬أهالً ‪ ،‬وجدتم فرانس ؟‬
‫الشرطي‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬بناءا ً على اإلسم فأنت من قدم الى المركز لتقديم بالغ اإلختفاء صحيح ؟‬
‫عندما لم يجد ردا ً تنهد وأكمل الشُرطي كالمه يقول‪ :‬نعم وجدناه ولكن أخشى بأن هذا لن يكون‬
‫بالخبر السعيد على اإلطالق‪..‬‬
‫زاد القلق والخوف في قلب آلبرت وهو يسأل‪ :‬لما ؟‬
‫صمت الشُرطي لفتره قصيره قبل أن يقول بهدوء‪ :‬آسف‪..‬‬
‫ولم يقل أي كلم ٍة بعدها!‬
‫"آسف" فقط كانت كفيله بشرح الموقف‪..‬‬
‫كانت كفيلةً بأن توصل إليه هذا الخبر ال ُمفجع‪..‬‬
‫وهذه الحقيقة القاسيه‪..‬‬
‫حقيقة كون ُمحادثته تلك في المطعم‪....‬‬
‫قد تكون هي آخر ُمحادثه لهما معا ً‪..‬‬
‫وأن فرانس ربما لم يعد له وجود في هذا العالم!!‬
‫لم يستطع أن يستفسر اكثر‪..‬‬
‫لم يستطع أن يُجبره على شرح معنى هذه الكلمه‪..‬‬
‫فمعناها واضح وبداخله أم ٌل ضئيل ال يُريد أن يتالشى عندما يطلب هذا التوضيح‪..‬‬
‫لذا كُل ما قاله بهمسه الهادئ هو‪ :‬أين أنتم ؟‬

‫بعد دقائق قليله وصل فيها آلبرت بسرع ٍة جنونيه الى الموقع ال ُمرسل ليجد المكان ُمحاطا ً‬
‫إسعاف كانت تقف وأنوارها تُضيء المكان‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫بال ُمتفرجين بما أن سيارات الشرطة وسيارة‬
‫أبعدهم عن طريقه ليصل الى مركز التجمهر ليجد ال ُمسعفون قد خرجوا من المبنى وهم‬
‫بشرشف على حمال ٍة يتجهون بها الى السياره‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫يحملون شابا ً ُم ً‬
‫غطى‬
‫غطى بالكامل!‬
‫لقد كان ُم ً‬
‫لقد مات!!‬
‫رحل أخاه الصغير بالفعل!‬
‫حرك رجاله الثقيلتان عندما أغلق ال ُمسعفون باب السيارة الخلفي ومد يده موقفا ً أحدهم‬ ‫بالكاد ّ‬
‫قبل أن يركب بالمقعد األمامي ويُغادر‪..‬‬
‫نظر إليه ال ُمسعف ينتظر منه أن يتحدث ولكن آلبرت لم يستطع السؤال‪..‬‬
‫ُرغم انه يعرف اإلجابة إال أنه يخشى سماعها‪..‬‬
‫يُريد أن يبقى على هذا األمل الضئيل‪..‬‬
‫يُريد أن يبقى على هذه الكذبة التي تُناقض الحقيقة الموجعه فهو مهما بدا قويا ً ‪ ....‬قطعا ً لن‬
‫يحتمل الحقيقه‬
‫لن يحتملها على اإلطالق‪..‬‬
‫فهم ال ُمسعف كُل شيء من عيناه ال ُمتألمتين فتنهد وقال بهدوء‪ :‬أعتذر ‪ ،‬أعتذر بشده فلقد‬
‫وصلنا ُمتأخرا ً ‪ ،‬يبدو بأنه قد تم حبسه ومنعه عن السوائل أليام ‪ ،‬سبب هذا الشيء الجفاف‬
‫الشديد لجسده ونقص األكسجين بدمه وقل ضغط دمه ‪ ،‬وتدريجيا ً إختل أيونات البوتاسيوم‬
‫والصوديوم وأدى ذلك الى إختالل بالنبضات الكهربائيه بالعقل والحسد ‪ ،‬حالته زادت سؤا ً‬
‫تدريجيا ً حتى وصل الى مرحلة لم نعد نعرف فيها إن كان بإمكاننا إنقاذه أو ال‪..‬‬
‫إتسعت عينا آلبرت من الصدمة على آخر ُجمل ٍة قالها!!‬
‫قال "كان بإمكاننا إنقاذه! "‬
‫لم يقل "مات!! "‬
‫إنهار جسده يجلس على االرض وتنهيدة حاره مؤلمه خرجت من جوف صدره وهو يهمس‬
‫ت ُمرتجف‪ :‬لم يمت ‪ ،‬لم يمت‪..‬‬ ‫بصو ٍ‬
‫رفع يده بسرعه يُغطي عينيه عندما شعر بالدموع فيها‪..‬‬
‫الدقائق القالئل هذه أخذت من عمره سنين طويله‪..‬‬
‫لقد ُجن فيها بالكامل!!‬
‫ضن بأنه خسره‪..‬‬
‫بأن خسر أخاه الصغير قبل أن يُصلح ال ُمشكلة التي بينهما‪..‬‬
‫لم يكن ليحتمل هذه الحقيقة على اإلطالق‪..‬‬
‫لم يأبه بفكرة أنه ُحبس و ُمنع من الشراب‬
‫أو أنه بحال ٍة خطيره للغايه‬
‫أو أنه قد ال ينجو أصالً!‬
‫كُل ما يهمه أنه لم يُصبح في عداد األموات بعد‪..‬‬
‫هذا يكفي‬
‫في هذه اللحضة هذا الخبر يكفيه‪..‬‬
‫لن يطلب ماهو أكثر‪..‬‬

‫***‬
‫رفعت رين عينيها الى ثيو حيث كان ينظر الى الورقة والى هاتفه بإبتسامه طفيفه على شفتيه‬
‫‪..‬‬
‫ضاقت عيناها ُمفكره بحديثه ُمنذ دخوله وحتى اآلن‪..‬‬
‫كان لبقا ً ُمقنعا ً للغايه‪..‬‬
‫إما أنه محق في كُل كلم ٍة قالها أو أنه ُممثل بارع تخطى ببراعته دي كابريو‪..‬‬
‫سألته‪ :‬ماذا بخصوص الرقم ؟‬
‫رفع عينيه إليها ثُم أغلق هاتفه يقول‪ :‬نعم ‪ ،‬أعرف صاحبه‪..‬‬
‫رين‪ :‬عدو أو صديق ؟‬
‫ثيو‪ :‬شخص يُدعى لوكا ‪ ،‬أال يُمكنك تذكر اإلسم ؟‬
‫رين بإنزعاج‪ :‬ال تسخر مني ! أنت تعرف عن أمر فقداني لذاكرتي و‪...‬‬
‫سخريه ‪ ،‬لكني ضننتُك قد تتذكريه فور سماعه ‪ ..‬إعذريني فمعلوماتي عن‬ ‫قاطعها‪ :‬ال أقصد ال ُ‬
‫ألفالم شاهدتُها‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫فاقدي الذاكره ال تتعدى عن كونها قصص جانبيه‬
‫شعرت بالحرج من اسلوبه اللبق وقالت تُغير الموضوع‪ :‬حسنا ً ومن لوكا ؟‬
‫صمت قليالً قبل أن يقول‪ :‬بشك ٍل ُمختصر ‪ ،‬عمك‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بصدمه فلم تكن تتوقع أن تمتلك قريبا ً في هذه الحياة غير أُختها!‬
‫إنه حتى يبحث عنها في كُل مكان!!‬
‫هذا األمر ‪ ...‬صدمها وأفرحها في الوقت ذاته‪..‬‬
‫شعرت وكأنها ليست وحدها في هذا العالم!‬
‫لم تستطع أن تمنع نفسها من اإلبتسام بسعاده وكأنها تلقت للتو إعتراف بالحب!‬
‫تالشت اإلبتسامه تدريجيا ً وهي تتذكر تعليق ريكس على شخصيته وعن كونه شخص خطير‪..‬‬
‫توترت وتسائلت في نفسها هل عمها هذا ‪ ....‬يبحث عنها ألجلها أو ربما ألنه يضع اللوم‬
‫عليها في موت أخاه!‬
‫عقد ثيو حاجبه عندما الحظ نظرة التوتر التي لحقت إبتسامتها فقال‪ :‬ماذا ؟‬
‫نظرت إليه قليالً قبل أن تقول بعد فترة صمت‪ :‬بما أنك تعرف الكثير عني وعن والدي ‪ ،‬هل‬
‫تفقه نوع عالقتي به ؟‬
‫إبتسم إبتسامة منع فيها ضحكته من الخروج‪..‬‬
‫ي عندما كذب عليها ببراعه بكونه كان متعاونا ً مع والدها لإلطاحة‬ ‫يشعر حقا ً أنه إستغالل ّ‬
‫بالمنظمه‪..‬‬
‫لقد صدقته بكل براءه بما أنه دعم كذبته بالعديد من األدله‪..‬‬
‫يتسائل عن ماذا ستكون ردة فعلها عندما تستعيد ذاكرتها ؟‬
‫ال يُريد التخيل حتى‪..‬‬
‫أجابها‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬كان عالقته بكم جيده ُرغم المشاكل القديمه بين ِكبار العائله ‪ ،‬إنتظري‪..‬‬
‫فتح هاتفه وقلّب فيه وهي تهمس بداخلها‪" :‬مشاكل بين ِكبار العائله ؟ هذا يعني بأنه صادق‬
‫حقا ً ! إنه يعرف الكثير عني ‪ ،‬يستحيل أن يكون ُمجرد ُمحقق عادي ال تربطني به عالقه ‪،‬‬
‫ي سؤاله هو ُمباشرةً عن إسمه‪" ..‬‬ ‫ناهيك عن رائحة عطره التي أسرتني ‪ ،‬عل ّ‬
‫لف شاشة الهاتف الى جهتها يقول‪ :‬أنظري ‪ ،‬أُلتقطت هذه الصوره بعد تخرجك من الثانويه ‪،‬‬
‫هو الشاب الذي باألخير‪..‬‬
‫نظرت الى الصورة بدهشه‪..‬‬
‫لقد شاهدتها من قبل ولكن الشاب هذا لم يكن فيها‪..‬‬
‫همست‪ :‬لما لم يكن ُهناك ؟‬
‫ُرغم أنه تساؤل بينها وبين نفسها إال أنه فهمها وأغلق هاتفه يُجيبها‪ :‬إسألي الشخص الذي‬
‫دبّر لحادثة صدمك ‪ ،‬البد من أنه يملك سببا ً ُمقنعا ً لقطع صورة عمك عن البقيه‪..‬‬
‫دُهشت ونظرت إليه بعدم تصديق فقال قبل أن تسأل أي سؤال‪ :‬لدينا اآلن ماهو أهم ‪ ،‬بعد‬
‫اإلنتهاء من كُل شيء سنتحدث بخصوص األمور الجانبيه‪..‬‬
‫سألها بعدها بجديه‪ :‬ما رأيُك ؟ موافقه ؟‬
‫ترددت بعض الشيء ولكن وجدت بأنه ال يوجد سبب لرفضها‪..‬‬
‫إنها ُمطارده من قتلة ُمخيفون وسيصلون إليها في أي لحضه‪..‬‬
‫لطالما كان الحظ بجانبها ولكن ال يُمكنها اإلعتماد على هذا دائما ً‪..‬‬
‫لم تُفكر قط بمسألة أن تتخلص من المنظمة تماما ً ولكن إن حانت فرصةً ُمناسبه لذلك فال سبب‬
‫يدعوها الى الرفض‪..‬‬
‫فالتخلص منهم أأمن من الهروب بمائة مره‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬موافقه ‪ ،‬أثق بك‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إذا ً سآتِي بخط ٍة وأُخبرك فيها ‪ ،‬لكن اآلن أُريد ُمحادثة عمك لوكا ‪ ،‬كان‬
‫خارج دائرة المشاكل ولكن سعيه خلفك لدرجة بحثه عنك بهده الطريقه تعني بأنه من دون‬
‫وربما خرج ببعض المعلومات منهم ‪،‬‬ ‫أدنى شك إما يعرف شيئا ً أو أنه قد إصطدم بالمنظمه ُ‬
‫ساحتاج ألتفه معلومه‪..‬‬
‫دون فيها رقم هاتفه وهو يُكمل‪ :‬ما إن تشعري بالخطر إتصلي علي وسأُخبرك‬ ‫أخرج ورقةً ّ‬
‫حينها ما ستفعلينه بالضبط‪..‬‬
‫ت هذا فسأُخلصك منهم تماما ً‪..‬‬ ‫إبتسم قليالً بعدها أكمل‪ :‬فقط ثقي بي يا رين ‪ ،‬إن فعل ِ‬
‫نظرت إليه ُمطوالً ثُم هزت رأسها باإليجاب‪..‬‬
‫**‬

‫تنهدت وهي تتذكر هذا الموقف وتتذكر بعدها ُمكالمتها له عندما رأتهم يطرقون بابها‪..‬‬
‫لم تكن تملك الوقت لتستفسر منه كُل شيء‪..‬‬
‫كُل ما قاله لها هو" إذهبي معهم ‪ ،‬مثلي جيدا ً بأنك يائسه مستسلمه وتريدين منهم فقط عهدا ً‬
‫بأن يتركوا أختك وشأنها ‪ ،‬وأصري على أن يُعيدوا ُمتعلقات والدك إليك"‬
‫لم تعرف لما قالها ‪ ،‬ولكنه بدا واثقا ً وكأنه بالفعل حصل على معلوم ٍة جيده للغايه‪..‬‬
‫ستثق به ‪ ،‬ستُجرب أن تُعاود الثقة بمن حولها ُمجددا ً‪..‬‬
‫ريكس كان جيدا ً معها ‪ ،‬وربما ثيو يكون كذلك أيضا ً‪..‬‬
‫ستتوقف عن أن تشك بالجميع ‪ ،‬فالكُل ليسوا سواسيه‪..‬‬
‫أغمضت عينيها وهي تتأمل خيرا ً من هذا‪..‬‬

‫بالخارج‪..‬‬
‫نزل آندرو من سيارة األجره التي أقلّتهُ الى المكان ال ُمرسل بالرساله وحالما وصل نظر حوله‬
‫ثُم أرسل رسالةً يُخبره عن وصوله‪..‬‬
‫لم تمر ثواني من إرسال الرساله حتى أتاه رد طويل للغايه وكأنه كُتب منذ فتره و ُج ّهز ليُرسل‬
‫بعد وصوله‪..‬‬
‫تنهد هامساً‪ :‬ما الذي يُخطط عليه ثيو ؟‬
‫الرسالة قبل أن يتنهد وينظر حوله ُمجددا ً وهو يهمس بإنزعاج‪ :‬رين ُمجددا ً ‪ ،‬ال‬ ‫قرأ ُمحتوى ِ‬
‫أعلم متى ننتهي من أمرها!‬
‫إختفى إنزعاجه تدريجيا ً عندما إستوعب أنه كرهها ألجل ريكس‪..‬‬
‫كان خائفا ً عليه منها‪..‬‬
‫والحقيقة كانت العكس ‪ ،‬وهو كاألحمق لم يكن يعلم شيئا ً‪..‬‬
‫ُف عن التفكير بهذا !! األمر اآلن بالغ األهميه!‬ ‫قطب حاجبيه يهمس‪ :‬هيّا ك َ‬
‫ومن مكان ال يبعُد كثيرا ً عنه‪..‬‬
‫يستند دارسي على الحائط والسيجارة بين أُصبعيه يُراقب آندرو وهو يهمس‪ :‬ما الذي أتى به‬
‫الى مقر كارمن ؟ وكيف عرفه ؟‬
‫ضاقت عيناه وقرر ُمراقبته أكثر ليتبيّن نيته الحقيقيه من قدومه‪..‬‬
‫فإن كان يُشكل خطرا ً ‪ .....‬فقد وصل الى ُمبتغاه وسيقتُله ب ُك ِل سرور‪..‬‬

‫ع هادئ وبعده ُمباشرةً منزل واسع ذا مساح ٍة خارجيه‬ ‫ُ‬


‫حيث أمامه شار ٌ‬ ‫إتكأ آندرو على الحائط‬
‫بأسوار عاليه‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫كبيره للغايه و ُمحاطة‬
‫بدأت أصابعه تُطقطق على شاشة الهاتف بسرعه وهو يكتب بعض التساؤالت التوضيحيه‬
‫ثلج أو مطر‪..‬‬
‫يبرد وإزداد الهواء وكأنه يُنذر بهطول ٍ‬ ‫ويُرسلها ألخاه بينما الجو من حوله بدأ ُ‬
‫وهذا بالتأكيد ليس بالتوقيت الجيد‪..‬‬
‫أنهى رسالته الطويله وأرسلها ليتفاجئ بأخاه الذي رد عليه ب ُجمل ٍة واحده‪" :‬نفّذ بدون أسئله "‬
‫‪..‬‬
‫همس‪ :‬هذا ليس عادالً ثيو!‬
‫حيث خرج الى قائمة اإلتصاالت وإتصل‬ ‫ُ‬ ‫ولكن ال خيار أمامه ‪ ،‬بدأ بتنفيذ أوامره على مضض‬
‫على الرقم ‪ 112‬ووضع السماعات على أُذنيه وهو يرى الصور التي أرسلها أخاه‪..‬‬
‫رد عليه رج ٌل يقول‪ :‬مرحبا ً معك الطوارئ أي خدمه ؟‬
‫آندرو‪ :‬أُريد اإلبالغ عن حادثة خطف حدثت أمام عين ّ‬
‫ي‪..‬‬
‫الرجل‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأُحولك الى القسم ال ُمناسب من أجل شرح تفاصيل الحادثه‪..‬‬
‫صور أُلتقطت من كاميرا ال ُمراقبه تصور رين وهي‬ ‫ٌ‬ ‫إنتظر آندرو نقل ال ُمكالمه وعينيه على‬
‫واقف فيه اآلن‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫تنزل من سيارة جيمس سوداء في ذات الشارع الذي هو‬
‫صور لها ‪ ،‬هذا يعني بأنه كان يعرف بأنها ستُخطف فلما لم يمنع الحادثه‬ ‫ٌ‬ ‫همس بهدوء‪ :‬لديه‬
‫بدالً من اإلبالغ ؟ هو يعلم بأن إبالغ الشرطة لن يُفيد فهم سيُخرجون انفسهم من األمر بكُل‬
‫سهول ٍة كعادتهم‪..‬‬
‫سحب الهاتف بهدوءٍ تام فدُهش ونظر الى يمينه‬ ‫إختفت صورة رين من أمام عينيه عندما ُ‬
‫ليتفاجئ من وجود دارسي الذي تبعه دون أن يشعر بذلك!!‬
‫جاءه صوت إمرأة عبر الهاتف تستفسر منه عن سبب اإلتصال ولكنه لم يُجبها فعينيه ُمعلقتان‬
‫بدارسي الذي ينظر الى الهاتف بهدوء قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬ثيو يلعب بكُل ثِقله اآلن ها ؟‬
‫رفع عينيه الى آندرو ُمكمالً‪ :‬وأشرك أخاه الصغير في ِخططه ! ماهذا األخ ال ُمتهور ؟‬
‫تحدث آندرو بهدوء تام يقول عبر السماعه‪ :‬أُبلغ عن حادثة خطف فتا ٍة شابه ‪ ،‬إتّبعوا رقمي‬
‫لتعرفوا العنوان‪..‬‬
‫دُهش دارسي من إستمراره بالحديث ففصل سلك السماعات بسرعه من الهاتف ليوقفه عن‬
‫حيث كان الصوت يستفسر عن معلومات أكثر فرد‬ ‫ُ‬ ‫قول المزيد وبعدها وضع الهاتف على أذنه‬
‫عليها‪ :‬أعتذر لقد كان هذا‪....‬‬
‫ضرب آندرو يده ليطير الهاتف الى الشارع الذي خلفه وهو يقول‪ :‬لما الخوف ؟ ألم تُكرروا أن‬
‫ال فائده من اإلبالغ عنكم ؟ حسنا ً دعنا نفعل ما نشاء‪..‬‬
‫ضاقت عينا دارسي بغضب يقول‪ :‬ال تضنني أحمقا ً ! من الواضح بأن ُهناك خطه ُمحكمه وإال‬
‫لما أشركك ثيو فيها!‬
‫آندرو بإبتسامه‪ :‬إذا ً أنتَ خائف ؟‬
‫تقدم دارسي شادا ً بيديه على قميص آندرو يقول بهمس‪ :‬ماذا عنك ؟ أال تخاف أن تموت ُهنا ؟‬
‫آندرو‪ :‬رأيتَ الصور في هاتفي صحيح ؟ هذا يعني بأن ثيو وضع كاميرات ُمسبقا ً في هذا‬
‫الشارع الذي حرصتم أال يحوي على كاميرات ُمراقبه ‪ ،‬إذا ً ‪ ...‬أُقتلني إن كُنتَ تجرؤ‪..‬‬
‫بقيت عينا دارسي ُمعلقتان بعينا آندرو التي تُشعان بالتحدي‪..‬‬
‫إنه حقا ً يُريد رؤيتها تجحض وتُصارع الموت‪..‬‬
‫يُريد رؤيتها تستنجد بالحياه‪..‬‬
‫بل تستنجد به!‬
‫سخريه يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أُحب هذا التحدي‪..‬‬ ‫إبتسم بشيء من ال ُ‬
‫أخرج هاتفه النقال وكتب رسالةً سريعه الى كارمن وما إن أرسلها حتى أدار شاشة هاتفه أمام‬
‫آندرو ليقرأه محتواها‪..‬‬
‫"كارمن إحذري ‪ ،‬ثيو يُحيك ُخطةً ضدك ‪ ،‬اُراهن بأن إبنة فينسنت إحدى خيوط خطته ‪ ،‬دمري‬
‫األمر تماما ً"‬
‫حيث علق دارسي‪ :‬أعتقد بأن تدمير ُخطط أخاك بسببك هو أقسى‬ ‫ُ‬ ‫إتسعت عينا آندرو بدهشه‬
‫عليك من أن تموت اآلن صحيح ؟‬
‫شد آندرو على أسنانه وهو مصدوم من ِفعلة دارسي!‬
‫سحقا ً!‬‫ُ‬
‫ليته لم يستفزه!‬
‫ليته حاول الكذب باي شيء بخصوص وقوفه هنا وحصوله على صور من اخاه‪..‬‬
‫لقد كشف له عن كون ثيو يُخطط جيدا ً لدرجة أنه وضع ُمسبقا ً كاميرا ُمراقبة تدعم خطته‪..‬‬
‫حتى وإن لم يعرفوا تفاصيلها فحذرهم منه سيُدمر عليه األمر تماما ً!‬
‫ماذا عليه أن يفعل اآلن ؟!!!‬

‫***‬

‫‪6:34 pm‬‬
‫‪-Paris-‬‬

‫فتح الباب وإتكأ على حافته يقول‪ :‬ماذا تفعل يا آلوين ؟‬


‫آلوين وهو يعبث باألدراج في هذا المخزن القديم ال ُمهترئ‪ :‬أوامر تقتضي بالبحث عن بعض‬
‫القُمامه‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬قُمامه ؟‬
‫تنهد آلوين وإعتدل واقفا ً يقول‪ :‬تذكر ذاك الخائن الذي سرق الملف وقُت َل بعدها ؟‬
‫صديقه بتفكير‪ :‬الذي لديه إبنةً شابه ؟‬
‫سخريه‪ :‬اصبحتَ ذكيا ً يالورانز!‬‫آلوين ب ُ‬
‫سخرية من ذاكرتي في كُل مرة‪..‬‬ ‫قطب لورانز حاجبه بإستياء يقول‪ :‬كُف عن ال ُ‬
‫ضحك آلوين وأكمل البحث في األدرج يقول‪ :‬لم أرى أحدا ً ينسى بقدرك‪..‬‬
‫تقدم لورانز بإنزعاج ووقف بالقرب منه وهو يُحرك يده ليُبدد الغُبار الذي إنتشر في المكان‪:‬‬
‫على أية حال ماذا بشأنه ؟‬
‫لب مني البحث عن الحاجيات التي أخذوها منه عند قتله‪..‬‬ ‫آلوين‪ُ :‬‬
‫ط َ‬
‫لورانز بتعجب‪ :‬ولما ؟‬
‫آلوين‪ :‬هل على أعضاء ِصغار مثلنا أن يسألوا ؟ فقط نُنفذ دون إعتراض‪..‬‬
‫أمال لورانز شفتيه يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أنتَ ُمحق‪..‬‬
‫أكمل بعدها‪ :‬هل تحتاج ُمساعده ؟‬
‫إبتسم آلوين وهو ينظر إليه يقول‪ :‬يالك من شاب جيد ‪ ،‬ذكرني أال أسخر من ذاكرتك ُمجددا ً‪..‬‬
‫وضحك بعدها يُكمل‪ :‬هذا إن تذكرت‪..‬‬
‫قطب لورانز حاجبه بإنزعاج وهو يفتح بعض األرفف القريبة منه فعلق آلوين بعد أن أنهى‬
‫ضحكته‪ :‬ستجده في كيس بالستيك عليه ُملصقا ً بإسمه " فينسنت"‬
‫وبعدها ساد الصمت بينهما عدى أصوات األوراق واألكياس البالستيكيه التي تُعكر هدوء‬
‫المكان‪..‬‬
‫بعد ربع ساع ٍة لم يتحدثا فيها إال قليالً إلتفت فيها لورانز الى آلوين يقول‪ :‬هذا هو ؟‬
‫نظر آلوين لى ما يحمله في يده ليقول بعدها براحه‪ :‬وأخيرا ً!!‬
‫ي بعدما دُفنتُ لنصف ساع ٍة بين‬ ‫حمام ساخن ب ُمنتجع صح ّ‬
‫ٍ‬ ‫أخذها منه يقول‪ :‬سأحتاج الى‬
‫األتربه‪..‬‬
‫ضحك لورانز ورافقه الى الخارج يقول‪ :‬ال أُمانع في ُمرافقتك إليه‪..‬‬
‫أغلق آلوين الباب بمفتاحه يضحك ويُعلق‪ :‬إذا ً دعنا نتقاسم التكفله‪..‬‬
‫لورانز‪ :‬هل ُهناك مجال للتراجع ؟‬
‫غادر آلوين من أمامه يقول‪ :‬بخيل ! ستدفع ُرغما ً عنك ‪ ،‬إنتظرني هنا قليالً‪..‬‬
‫تنهد لورانز وإستند على الحائط ينتظره وحالما غاب عن ناظريه أخرج هاتفه النقال وفتح‬
‫على آخر صور ٍة إلتقطها كانت ل ُمحتويات ذلك الكيس‪..‬‬
‫رقم مجهول يحفضه قلبا ً عن ظهر كتب فيها "تمت ال ُمهمه دون ذرة‬ ‫وبسرع ٍة أرسلها الى ٍ‬
‫شك"‬
‫وأرسلها ليحذف بعدها رسالته من قائمة الرسائل‪..‬‬
‫ما إن أعاد الهاتف الى جيبه حتى حظر آلوين يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬تفرغتُ أخيرا ً ‪ ،‬ه ّيا لنختر أفضل‬
‫الحمامات الساخنه ‪ ،‬أُريد الغطس فيه حتى شُروق الشمس‪..‬‬
‫ضحك لورانز وعلق على كالمه وهما في طريقهما الى الخارج‪..‬‬

‫من جه ٍة أُخرى تلقى ثيو الرسالة ليبتسم هامساً‪ :‬وأخيرا ً بعد سن ٍة كامله من زرع ُم ٍ‬
‫خبر بينهم‬
‫إستطعتُ اإلستفادة منه بمعلوم ٍة قيمه ‪ ..‬أحسنتَ لورانز‪..‬‬
‫ت قليله حال وصوله‬
‫كبّر الصوره يتفقد المحتويات وهو يتذكر ُمحادثته التي حدثت قبل ساعا ٍ‬
‫الى باريس‪..‬‬

‫ت قليله ‪-‬‬
‫‪-‬قبل ساعا ٍ‬
‫غرفة الزيارات ليعقد حاجبه وهو يرى شابا ً أسود الشعر بعينين زرقاوتين تحمل‬ ‫دخل لوكا الى ُ‬
‫كاريزما هادئه وقويه‪..‬‬
‫تقدم وجلس في الكُرسي ال ُمقابل ينظر حوله حيث َخلَت الغُرفة من الشُرطة عداهما فقط‪..‬‬
‫نظر أخيرا ً إليه يقول‪ :‬من تكون ؟‬
‫إبتسم ثيو قائالً‪ :‬إتصلتُ ِبك مرارا ً وتكرارا ً ‪ ،‬لما لم تُجب على إتصالي ؟ هل عرفتَ ُمسبقا ً من‬
‫اكون ؟‬
‫عقد لوكا حاجبه بتعجب لينطق بعدها ببعض اإلنزعاج‪ :‬أنتَ ذاك ال ُمزعج الذي أفسد علي‬
‫تسجيلي الصوتي بإتصاله!‬
‫ت أفضل من هذا إلجراء إتصالك‬ ‫لم يفهم ثيو ما قاله ليُكمل لوكا‪ :‬ألم يكن بإمكانك إختيار وق ٍ‬
‫؟!! كيف ستُعوضني عن هذا ؟ كُنتُ سأضرب ضربتي الجيدة وأتخلص من بعض األفراد على‬
‫األقل!!‬
‫ثيو‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬دعنا نتحدث في أمور أكثر أهميه‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬أكثر أهمية من تسجيلي الصوتي ؟‬
‫ثيو‪ :‬دع تسجيلك الصوتي هذا جانبا ً و‪...‬‬
‫قاطعه لوكا‪ :‬كال ! لقد افسدته وال تستطيع أن تُقدم إعتذارا ً لبقا ً على األقل و‪...‬‬
‫قاطعه ثيو‪ :‬أعتذر عن هذا‪..‬‬
‫ج من لبقاته لذا قال‪ :‬ال بأس ‪ ،‬أتمنى بأن تملك سببا ً‬ ‫دُهش لوكا وتوقف عن الحديث فلقد أ ُ ِ‬
‫حر َ‬
‫قويا ً إلتصالك‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬ردة فعلك تؤكد بأنك لم تعرف هويتي ‪ ،‬ضننتُ بأن رين حدثتك عني لهذا تجاهلتَ إتصالي‬
‫‪..‬‬
‫لم يأبه لوكا ببقية كالمه فما إن سمع إسم رين حتى قال بدهشه‪ :‬هل وجدتها ؟!!!‬
‫ثيو‪ :‬هي من أعطتني رقمك‪..‬‬
‫إتسعت عينا لوكا بصدمه وشبح إبتسام ٍة سعيده ُرسمت على شفتيه‪..‬‬
‫أخيرا ً!‬
‫أخيرا ً وجدها بعد أسابيع من البحث كالمجنون عنها في كُل مكان‪..‬‬
‫أخيرا ً!!!‬
‫سأله ُمباشرةً‪ :‬أين هي ؟ كيف حالها ؟‬
‫حسنا ً ‪ ،‬كان من الواضح بأنه ال يعرف أي شيء عنه ورين بالتاكيد لم تُحدثه سابقا ً‪..‬‬
‫ال بأس من بعض الكذب عليه ‪ ،‬هو يُريد من كذبه المصلحة العامه‪..‬‬
‫فقول الحقيقة أمامه وأمام رين لن يسفيد منها شئيا ً فصفة العناد البد من انها متوارثة في‬
‫العائله‪..‬‬
‫أجابه‪ :‬أجل بخير ‪ ،‬هي متعاونة معي لإلطاحة بقتلة والدها‪..‬‬
‫دُهش لوكا قليالً ليسأل بعدها‪ :‬ومن تكون ؟‬
‫هل يقول بأنه شرطي ؟‬
‫هو يعرف كم تكره رين الشرطه ‪ ،‬فهل هو أيضا ً يكرهها ؟‬
‫ب لي‪..‬‬ ‫البد من ذلك ‪ ،‬إنهما يملكان الدم ذاته لذا قال‪ :‬نملك الهدف ذاته ‪ ،‬أنتقم لموت قري ٍ‬
‫نظر إليه لوكا مطوالً قبل أن يهمس في نفسه‪" :‬ما دامت قد وثقت رين به فهو جيد إذا ً ‪ ،‬رين‬
‫ال تختار سوى األصدقاء الجيدين أمثال آريستا وجاكي واآلخرين ‪ ،‬ناهيك عن كونهما يملكان‬
‫العدو ذاته والهدف ذاته ‪ ،‬أتسائل كيف إستطاعت إقناع رجل مثله الى ُمشاركتها" ؟‬
‫علق قائالً‪ :‬حسنا ً مرحبا ‪ ،‬أين رين ؟‬
‫شاب قليل الصبر فأجابه‪ :‬ربما كالمي لن يُعجبك ‪ ،‬دعنا نتحدث برويه‬ ‫ٌ‬ ‫تنهد ثيو وإستنبط بأنه‬
‫لنجد أفضل الحلول‪..‬‬
‫عقد لوكا حاجبه وشعر ببعض التوتر وهو يقول‪ :‬ماذا ؟!!‬
‫ثيو‪ :‬حقيقةً وضعها ليس بالجيد ‪ ،‬ال أعل ُم عن مدى معرفتك بمشكلتها ولكنها ُمطارده من أجل‬
‫ملف‪..‬‬
‫قاطعه لوكا‪ :‬سرقه فينسنت من المنظمه‪..‬‬
‫إبتسم ثيو فهذا يُسهل عليه األمر وقال‪ :‬أجل ‪ ،‬ولكن يبدو بأنهم قد ضاقوا ذرعا ً من إنكارها لذا‬
‫يُريدون قتلها كي يُدفن مكان الملف لألبد و‪....‬‬
‫قاطعه لوكا‪ :‬أخبرتهم باني أملكه‪..‬‬
‫صدم ثيو وضاقت عيناه يقول‪ :‬هل حقا ً تملكه ؟!‬ ‫ُ‬
‫لهدف في نفسي‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫نظر إليه لوكا قليالً بعدها قال‪ :‬كال ‪ ،‬كذبتُ‬
‫ثيو‪ :‬يعرفون بكذبتك ؟‬
‫لوكا‪ :‬ربما عرفوا بعدما سجنوني ‪ ،‬ال أعلم بالضبط‪..‬‬
‫بقي ثيو صامتا ً يُفكر بهذه المعلومة الجديده التي ناقضت فكرته السابقه ليقول بعدها‪ :‬حسنا ً ‪،‬‬
‫وكيف صدقوك ؟ هم أيقنوا أنها مع رين ألنها الوحيدة التي قابلها فينسنت قبل مماته!‬
‫لوكا‪ :‬لدي بعض المعلومات السطحية عن محتوياته ‪ ،‬صدقوني عند عرضي لها‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬وكيف تملك هذه المعلومات ؟‬
‫لوكا‪ :‬هل من سبب يُجبرني على إخبارك ؟‬
‫تنهد ثيو ‪ ،‬لقد كان جيدا ً حتى اآلن فلما ظهر عرق العناد فجأه ؟‬
‫كذب قائالً‪ :‬رين بين يديهم اآلن‪..‬‬
‫إتسعت عينا لوكا بصدمه وقبل أن ينطق قاطعه ثيو ُمكمالً‪ :‬لذا أحتاج ُمساعدتك للخروج بخط ٍة‬
‫ُمالئمه لتخليصها من األمر‪..‬‬
‫ي تصديقك ؟ ُربما تكون أحدهم وتُمثل علي‬ ‫صمت لوكا لفتر ٍة قصيره قبل أن يقول‪ :‬ولما عل ّ‬
‫هدف ما!‬
‫ٍ‬ ‫ألج ٍل‬
‫حسنا ً‪..‬‬
‫كان يتوقع ثيو بأنه قد يشك في مصداقيته ‪ ،‬يتسائل لما تحدث بصراحه وللتو بدأ يشعر بعدم‬
‫الثقه ؟‬
‫أجابه‪ :‬لما فجأه‪...‬‬
‫قاطعه لوكا‪ :‬إمتالكك لرقمي وذكرك إلسم رين ليس سببا ً ألُصدقك وأنت الذي حتى لم تُخبرني‬
‫حتى بإسمك أو تُحظر دليالً يُثبـ‪...‬‬
‫ت تُسبب الشك ‪ ،‬أُدعى ثيو ‪ ،‬لدي ما يُثبت‪...‬‬ ‫قاطعه ثيو‪ :‬آسف للتصرف بتصرفا ٍ‬
‫قاطعه وقوف لوكا ال ُمتفاجئ وعينيه مليئتان بالصدمه ليقول بعدها‪ :‬ثيو ؟ ُمحقق!!!‬
‫أشاح ثيو عينيه للحضه فاألمور يبدو بأنها ستتجه لألسوأ!‪..‬‬
‫عرف عمله ‪ ،‬هذا دليل عن أن رين قد حدثته عنه وهي بالتأكيد لم تقل كالما ً طيبا ً‪..‬‬
‫كذب بإسمه‪..‬‬ ‫ليته َ‬
‫حسنا ً قالها وإنتهى األمر لذا سيُحاول إقناعه‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬أجل‪..‬‬
‫بقيت عينا لوكا المصدومتان ُمعلقتان به قبل أن تضيقان بهدوء ويجلس قائالً‪ :‬لما كذبتَ‬
‫بخصوص كونك من الشرطه ؟‬
‫ثيو‪ :‬لم أكذب ‪ ،‬أنتَ لم تسألني‪..‬‬
‫عقد لوكا حاجبه وبالفعل تذكر بأنه لم يقلها صريحةً بأنه ليس من الشرطه‪..‬‬
‫كان كالمه عاديا ً جعله يضنه شخصا ً عاديا ً ُمنتقما ً ليس إال‪..‬‬
‫بقي ينظر إليه لفتره وهو يتذكر كالم فينسنت بخصوصه‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬هذا الرجل محل ثقه وال يكذب فهو يسعى لإلنتقام كما أخبره فينسنت سابقا ً‪..‬‬
‫لوكا بهدوء‪ :‬إذا ً الملف ليس معك ؟‬
‫عقد ثيو حاجبه يقول‪ :‬ما سبب سؤالك الغريب ؟‬
‫تجاهل لوكا إستفساره وسأله ُمباشرةً‪ :‬لو ُهددتَ بأح ٍد من عائلتك فهل ستتخلى عن رين ؟‬
‫ضاقت عينا ثيو من سؤاله هذا وإستنبط عن كونه يعرف أمورا ً أُخرى بشأنه ال يعرف كيف‬
‫وصل لها‪..‬‬
‫ت طويله‪ :‬أعترف بأن التهديد يجعلني أخضع في بعض األحيان ‪ ،‬ولكن‬ ‫أجابه بعد فترة صم ٍ‬
‫بأمور تضرني أنا وليس أحدا ً آخر ‪ ،‬ال يُمكنني خذالن شخص وثق بي‪..‬‬
‫نظر لوكا الى عينيه الصدقتين لفتر ٍة ليست بالقصيره قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً ‪ُ ،‬رغم كُرهي‬
‫للشرطة إال أن فينسنت إختارك من بين الجميع ‪ ،‬ورين إختارتك شريكا ً لها ‪ ،‬سأثق بك‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وأكمل بتهديد‪ :‬ولكن لو خدعتنا في األخير فستجدني كاألرملة السوداء أُالحقك‬
‫حتى في أحالمك الى أن أُنهيك تماما ً‪..‬‬
‫إبتسم ثيو وقال‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬لن تضطر الى لعب هذا الدور‪..‬‬
‫بقي لوكا ضيق العينين لفتره قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماذا ستفعل لتُخرج رين مما هي فيه ؟‬
‫ثيو‪ :‬أحتاج ألن أصل الى الملف ‪ ،‬إن كُنتَ تملكه فسيُمكنني الوصول الى خطة لقلب كُل شيء‬
‫على رؤوسهم‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬ال أملكه ‪ ،‬ولكن ما أعرفه هو أن أخي قُتل قبل أن يُسلمه لك‪..‬‬
‫مكان ما وأراد لقائك لتعده بأنك ستستعمل محتويات‬ ‫ٍ‬ ‫عقد ثيو حاجبه ليُكمل لوكا‪ :‬خبئه في‬
‫الملف بكُل أمانه وال تُسلمه لهم تحت أي ضرف ‪ ،‬أخبرني بالمكان الذي سيُخبئه فيه وأعرفه‬
‫جيدا ً ولكني ال أملك الرقم السري لذا لم أستطع فعل شيئا ً حيال األمر وتركته تماما ً‪..‬‬
‫إتسعت عينا ثيو بصدمه يقول‪ :‬أنتَ واثق من كالمك ؟!!‬
‫لوكا‪ :‬إن كُنتَ تشك فتفضل وتجاهلني‪..‬‬
‫تنهد ثيو من شخصيته ال ُمستفزه هذه وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هل لك أن تتحدث بتفصيل أكبر ؟ نحتاج‬
‫للوصول الى الملف بأسرع وقت‪..‬‬
‫صمت لوكا قليالً بعدها اخبره عن المكان الذي قال له أخاه بأنه سيُخبو الملف فيه والذي‬
‫بالتأكيد قُتل بعد ما خبئه ألنه لم لم يحدث لوجدوا الملف معه‪..‬‬
‫ثيو بهدوء‪ :‬إذا ً إما أنه يحفظ الرقم السري ظهرا ً عن قلب أو ربما دونه ك ُمالحظة في ورق ٍة ما‬
‫!‬
‫ضاقت عيناه بشيء من اإلنزعاج يُكمل‪ :‬ولكنه لم يكن يحمل شيئا ً ‪ ،‬هم أخذوا حاجياته تماما ً‪..‬‬
‫تنهد وبقي يُفكر قليالً قبل أن يقول‪ :‬ال يعرفوا بهذا األمر فلو عرفوا لفتشوا جميع الخزائن بدالً‬
‫كرقم تافه بدون معنى لذا لم‬ ‫ٍ‬ ‫من اللحاق بإبنته ‪ ،‬دعنا نأمل بأنه دون الرقم معه ولكنه كان يبدو‬
‫يعيروه إهتمامهم‪..‬‬
‫حسنا ً‪..‬‬
‫حدد خطوته القادمه التي سيضع كُل رهانه عليها‪..‬‬
‫على ُمتعلقات فينسنت‪..‬‬
‫سيصل إليها بأي طريقه‪..‬‬
‫فلو كان ُهناك ما يجعله يفتح تلك الخزينه فلقد وصل الى الضربة التي ستضرب المنظمة‬
‫بضرب ٍة قاسيه ستؤلمهم كثيرا ً‪..‬‬
‫رن هاتفه في هذا الوقت‪..‬‬
‫رد على رقم رين التي قالت له بكُل خوف‪ :‬ثيو ! إنهم هم عند الباب ! ماذا سأفعل ؟‬
‫إبتسم ووقف ُمبتعدا ً عن لوكا وهو يقول لها‪ :‬نفذي ما سأقوله لك‪..‬‬
‫عن طريقها هي سيصل الى مكان ال ُمتعلقات‪..‬‬
‫وفي الوقت ذاته سيحرص على أن يجد لها مخرجا ً مما أوقعها فيه‪..‬‬
‫**‬
‫ظهرت اإلبتسامة على شفتيه عندما وقع عينيه على قائمة طلبات المنزل وآخرها رقم من أربع‬
‫خانات يبدو وكأنه حساب للمبلغ الذي سينفقه في شراء الحاجيات‪..‬‬
‫أخيرا ً!‬
‫أخيرا ً وصل الى نقطة تجعله يقلب كُل شيء على رؤسهم!‬
‫أخرج هاتفه وراسل آندرو يسأله عما فعله‪..‬‬
‫وهل بلّغ الشرطة كما طلب منه ؟‬
‫فيُهمه اآلن خروج رين بأمان‪..‬‬
‫يعلم بأن إبالغ الشرطة لن يضرهم بشيء وسيخرجون بأمان كعادتهم ولكنه على األقل‬
‫سيستفيد بخروجها هي أيضا ً بخير‪..‬‬
‫وهذا األهم‪..‬‬
‫لم يكن يُريد إختيار آندرو ولكن إبالغ كهذا عليه أن يأتي من شخص عادي وليس من رجل‬
‫شرطه‪..‬‬
‫هو ال يعرف سوى القليل في ستراسبورغ وجميعهم رجال شرطه‪..‬‬
‫بالغ عادي كهذا‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ال يُريد أن يُعرض وظائفهم للخطر من أجل‬
‫ال بأس‪..‬‬
‫حرص على آندرو أن يكون حذرا ً ويُبلغ دون ذِكر إسمه لئال‬ ‫سينتهي كُل شيء بخير فلقد ّ‬
‫يكتشفوا المنظمة األمر‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما أطال آندرو بالرد‪..‬‬
‫هل هو بعي ٌد عن هاتفه ؟‬
‫ال ‪ ...‬لقد طلب منه أال يترك هاتفه ُمطلقا ً وال يجعله يقلق ألجله!‬
‫إعتدل في جلسته وإتصل على آندرو وبعد رنتين جائه صوته الهادئ يقول‪ :‬مرحبا ً ثيو‪..‬‬
‫تعرف على الصوت وشد فيها على أسنانه فأسوأ‬ ‫إتسعت عينا ثيو بصدمه عندما ّ‬
‫السيناريوهات قد حدث فعالً!!‬
‫قال بهدوء تام‪ :‬ماذا تفعل بالضبط ؟!!‬
‫إبتسم دارسي وقال بهدوء بعدها‪ :‬إني أُخفف العبء عن أخاك وأرد على إتصاالته بنفسي ‪،‬‬
‫ألستُ لطيفا ً ؟‬
‫ثيو‪ :‬إنك تسعى لهاللك منذ فترة ‪ ،‬سأُحققه لك قريبا ً ال تقلق‪..‬‬
‫إبتسم دارسي وقال‪ :‬إحزر ماذا ؟ كُل شيء تم ربطه ببعضه بعد إجراء محادث ٍة قصيره بيني‬
‫وبين كارمن وفيكتور للتو إنتهينا منها ‪ ،‬عرفنا سبب إصرار رين الكبير على الوصول الى‬
‫رقم فيها ‪ ،‬ربطه بكالم أخ‬ ‫ال ُمتعلقات ‪ ،‬فُتشت تلك ال ُمتعلقات جيدا ً من قِبل فيكتور ليُالحظ وجود ٍ‬
‫فينسنت عندما قال بأن الملف في خزان ٍة عامه ‪ ،‬لقد كان واثقا ً في كالمه ولم يكن يكذب ‪،‬‬
‫ولكنه لألسف لم يكن يملكه ‪ ....‬يملك الرقم السري الذي كان بحوزة فينسنت طوال هذه ال ُمده‬
‫دون أن ندري ‪ ،‬أتسائل ‪ ...‬هل وصلوا الى الخزنة أم بعد ؟‬
‫إتسعت عينا ثيو بصدم ٍة عارمه ليِغلق بعدها الخط في وجهه ويقف ُمسرعا ً ُملتقطا ً معطفه وهو‬
‫يُفكر باألمر قبل أن يهمس بإنزعاج‪ :‬لوكا األحمق ! هل حقا ً أخبرهم عن مكانها ُمسبقا ً ؟!!‬
‫يمض سوى ربع ساع ٍة منذ أن أرسل له ُمخبره الرقم‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫ال بأس ‪ ،‬لم‬
‫ودارسي قالها بنفسه بأنهم للتو قد أنهو حديثهم بخصوص األمر‪..‬‬
‫لم يتحركوا بعد‪..‬‬
‫مكان قريب من مكان الخزنه‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫بال ُمقابل هو في‬
‫عليه أن يسبقهم إليها‪..‬‬
‫لن يسمح بأن يتدمر كُل شيء بسبب غلط ٍة غير مقصوده‪..‬‬
‫خرج من المقهى الهادئ الخالي من الزبائن وهو من صدمته بكالم دارسي نسي بأن خطته‬
‫بإخراج رين بأمان قد فشلت‪..‬‬
‫بل وقد أصبح أخاه متورطا ً في األمر أيضا ً!‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 56‬‬

‫"فئران في المصيده "‬

‫أغلق دارسي الهاتف واإلبتسامة على شفتيه وهو يقول‪ :‬وقع ثيو بالفخ ! سيذهب برجليه الى‬
‫حيث موقع الملف‪..‬‬
‫وضعت كارمن رجالً على األُخرى وهي تُعلق‪ :‬قال فيكتور بأن ذاك المدعو بلوكا قد تحدث عن‬
‫موقع الملف ‪ ،‬أرى بأنه من األفضل الذهاب ُهناك بدل تتبع ثيو هذا‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬ربما قالها لكي يُشتتنا عن المكان األساسي ‪ ،‬أوليس تتبع ثيو هو القرار األمثل ؟‬
‫لدي هو الحصول على الملف بأي طريقه ‪ ،‬أنا أكثر من‬ ‫هزت كتفها تقول‪ :‬ال يهمني ‪ ،‬ال ُمهم ّ‬
‫سيتضرر لو وقع بيد الشُرطه‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬ال تقلقي ‪ ،‬فيكتور ُهناك وسيتولى األمور جيدا ً‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وبدأ بكتابة رسالة وهو يُكمل‪ :‬سأُخبره بأني جعلتُ ثيو يتحرك كاألحمق وليس‬
‫عليهم سوى إتباعه وأخذ الملف منه ‪ ،‬وحبذا لو قتلوه أيضا ً‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬ال أرى داعيا ً لقتله ‪ ،‬تدمير الملف هو الخيار األمثل وأجعلوه يُحطم نفسه من الغضب‬
‫واليأس‪..‬‬
‫ت فتاةٌ قاسيه‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬وااه كارمن أن ِ‬
‫تجاهلت تعليقه وسألت‪ :‬ماذا حدث ألخاه أو أيا ً كان الذي كان بالخارج ؟‬
‫دارسي‪ :‬أردتُ التخلص منه حقا ً ولكن ثيو وضع كاميرات في األنحاء لذا تراجعتُ ُمرغما ً‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬وأين هو اآلن ؟‬
‫دارسي‪ :‬تركته بعد أن أخذتُ هاتفه ‪ ،‬ال يُمكنني فعل شيء بوجود الكاميرات فثيو يبدو وكأنه‬
‫خرج عن السيطرة وسيفعل ال ُمستحيل ليزج بنا في السجن‪..‬‬
‫همس بعدها بتساؤل‪ :‬لما فجأه بدأ بالتصرف بتهور ؟ لم يكن هكذا سابقا ً بل كان أكثر حذرا ً في‬
‫كُل تصرفاته‪..‬‬
‫كارمن‪ُ :‬ربما نفذ صبره‪..‬‬
‫دارسي‪ُ :‬ربما‪..‬‬
‫وقف وأكمل‪ :‬أخبريني بال ُمستجدات عندما يتصل بك فيكتور ‪ ،‬أُريد ُمحادثة إبنة فينسنت قليالً‪..‬‬
‫حيث ُهناك رجالن يحرسان بابها ويُطالن عليها‬ ‫ُ‬ ‫حركت يدها بال ُمبااله فخرج وإتجه الى الغرفة‬
‫درس ُمهم للجميع‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫بين فتر ٍة وأ ُخرى فال زالت حادثة هربها السابقه‬
‫ترددا عندما وقف دارسي أمامهما ولكن لم يستطيعا قول أي شيء‪..‬‬
‫ظرف كان أن يدخل إليها حتى ال يتكرر األمر‬ ‫ٍ‬ ‫اخبرتهم كارمن أال يسمحوا باي أحد تحت أي‬
‫خائن في اآلخر‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫كما حدث سابقا ً مع ريوك ويصبح‬
‫ولكنه دارسي ‪ ،‬يستحيل أن يكون خائنا ً!‬
‫فتح أحدهم الباب فدخل دارسي ليجدها تجلس بهدوء على أريك ٍة ُمريحه تنظر الى الباب عندما‬
‫سمعته يُفتح‪..‬‬
‫كانت الغرفه ُمرتبه للغايه ‪ ،‬من شدة خوف كارمن أن تهرب كالعاده وضعتها في غرف ٍة قريبه‬
‫للغايه منها حيث ُهناك العديد من الحرس‪..‬‬
‫إبتسم وتقدم منها وهو يرى نظرات الحذر والخوف الشديد في عينيها‪..‬‬
‫جلس على االريكة ال ُمقابله ووضع رجالً على األُخرى يقول‪ :‬سمعتُ من كارمن أنك إستعدتي‬
‫ت صادقه عندما أخبرتني سابقا ً عن كونك فقدتِها!‬ ‫بأنك كُن ِ‬
‫ذاكرتك ‪ ،‬هذا يعني ِ‬
‫رين في نفسها‪" :‬لم يُخبرني احدهم أن هذا ال ُمجرم سيكون متواجدا ً ! أنا حقا ً أخافه ‪ ،‬ماذا‬
‫افعل ؟"‬
‫لم تُجبه وبدت وكأنه تتجاهله بينما هي ال تعرف بماذا تُجيبه أو ماذا تقول حتى‪..‬‬
‫ت إستعد ِتها فهذا يعني بأنك تعرفين ما أُريده اآلن!‬ ‫تحدث مرةً أُخرى يقول‪ :‬حسنا ً ما دُم ِ‬
‫رين في نفسها‪" :‬لقد مضى وقتٌ وأنا ُهنا ! هل كذب علي ثيو ؟ لما لم يُخرجني حتى اآلن ؟!!‬
‫ال يُمكنني الدخول في جدال مع هذا ‪ ،‬سيقتُلني حتما ً‪" ..‬‬
‫بدأ يشعر دارسي باإلنزعاج من صمتها ال ُمهيب وعندما فتح فمه ليتحدث توقف وأخرج هاتفه‬
‫ليرى ممن أتته الرسالة النصيه للتو‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقرأها قبل أن يهمس‪ :‬ذلك المحظوظ ‪ ،‬لقد نجى من حرب الجوع التي كان‬
‫يخوضها ‪ ،‬لم أتوقع أن تفتقده عائلته بسرعه ويبلغون الشرطه ‪ ،‬العائالت الكبيرة ال تفعلها‬
‫تجنُبا ً لتشويه السمعه‪..‬‬
‫رفع عينيه الى رين ونظر إليها لفتره قبل أن يقول‪ :‬هل قطعت كارمن لسانك ؟‬
‫حاولت التظاهر بال ُجرأه وهي تقول‪ :‬إبحث عن إجابات أسئلتك بنفسك‪..‬‬
‫ت‬‫سخريه يقول‪ :‬التظاهر بالشجاعه لن يُكسبك القوه ! أن ِ‬ ‫نظر إليها بهدوء تام قبل أن يبتسم ب ُ‬
‫ت بين يدينا!!‬ ‫تجرين نفسك الى التهلُكه فموقفك ضعيف وأن ِ‬
‫علق ُمكمالً وهو يضحك نصف ضحك ٍة ساخره‪ :‬الشابة كعمها حقا ً‪..‬‬
‫لم تقل شيئا ً‪..‬‬
‫ولم تُعلق‪..‬‬
‫ما عرفته هو أنه وعمها بالتأكيد إلتقيا أو على األقل يعرف عنه شيئا ً‪..‬‬
‫تتمنى أن يكون على ما يُرام‪..‬‬
‫ب آخر ‪ ،‬ال تُريد أن تفقده قبل أن تتعرف إليه أكثر‪..‬‬ ‫للتو سعُدت بوجود قري ٍ‬
‫دارسي‪ :‬عزيزتي ‪ ،‬دعينا نُنهي األمر سريعا ً ‪ ،‬والدُك كان شديد التكتم ‪ ،‬بالتأكيد لم يُخبر أي‬
‫أحد بهذا األمر ‪ ،‬ولكن عندما كُشف أنه السارق أتى إليك ‪ ،‬إن كان سابقا ً وضع الملف في‬
‫ب ُمختلف عن الملف ‪ ،‬ماذا عساه يكون ؟‬ ‫مكان آمن فإذا ً أتى إليك لسب ٍ‬
‫ٍ‬
‫لقد ملّت منهم حقا ً!!‬
‫فبعيدا ً عن غضبها عندما يتحدثون عنه ببرود وال كأنهم قتلوه بيدهم ‪ ...‬هي غاضبةً أيضا ً من‬
‫إصرارهم على أنه أخبرها بشيءٍ ما!!‬
‫ال زالوا يضعون سببا ً لقدومه إليها فقط قبل موته!!‬
‫لما يجب أن يكون هُناكَ سبب ؟!!‬
‫إنه أب ‪ ...‬وهي إبنته!‬
‫هو ُمطارد من منظم ٍة خطيره!‬
‫هذا واضح ‪ ،‬أتى ليُعطيها الوداع األخير‪..‬‬
‫أتى ليعتذر لها عن تهوره الذي سيسلب حياته منها‪..‬‬
‫ً‬
‫صلبة من بعده!‬
‫أتى ليحتضنها ‪ ...‬ليُخبرها أن تكون أقوى ‪ ...‬لي ُمدها بالشجاعة لتبقى ُ‬
‫أال يُمكنهم أن يفهموا مثل هذه األمور الطبيعيه ؟‬

‫حيث قال‪ :‬اإللتجاء الى التجاهل هو خيار سيء يا رين‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫إنزعاجه من صمتها بدأ يزداد‬
‫تكره هذا‪..‬‬
‫تكره ان يُنادوها بإسمها‪..‬‬
‫بـ رين!‪..‬‬
‫لدي ‪ ،‬ال تُتعب نفسك‪..‬‬‫تحدثت أخيرا ً تقول‪ :‬لن تجد ما تُريده ّ‬
‫إبتسم بهدوء قبل أن يقول‪ :‬لما تختارين الصمت بامور تهم غيرك وال تهمك ؟ ماذا ستستفيدين‬
‫لك وحدك ؟‬ ‫من إبقاء السر ِ‬
‫نظرت إليه بهدوء تُفكر بالموقف‪..‬‬
‫صر على كون والدها أطلعها على سر ما قبل وفاته‪..‬‬ ‫إنه يُ ّ‬
‫حسنا ً ‪ ،‬ما دام هو ُمصر فستلعب هذا الدور‪..‬‬
‫قالت بهدوء‪ :‬السر تُرك لي ‪ ،‬لي وحدي ‪ ،‬من ال ُمفترض أن تُحاول كسب تقديري كي أُفكر في‬
‫إطالعك عليه‪..‬‬
‫إبتسمت بعدها وهي ال تعلم كيف فعلتها وقالتها‪..‬‬
‫وكأن شخص آخر الذي يتحدث‪..‬‬
‫وكأن نفسها القديمه هي من تُحدثه بكُل هذه الثقة والقوه‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬وكأنك تطلبين بفعلك هذا أن أقتُلك اآلن‪..‬‬
‫رين‪ :‬جميل ‪ ،‬سيُدفن السر لألبد هكذا‪..‬‬
‫ضحك دارسي ضحكةً عاليه قبل أن تختفي ضحكته وهو يقول بهمس‪ :‬فتاةً وقحه!‬
‫وقف وتقدم منها فرجعت بجسدها الى الخلف دافنةً ظهرها في األريكة حتى وقف أمامها‬
‫وإنحنى يتكئ بيديه حولها ووجهه ُمقابل وجهها يقول بهدوء‪ :‬والدتُك تطلقت من والدك بسبب‬
‫آليس هذه ‪ ،‬لقد دمرت عائلتكم السعيده ‪ ،‬يُقرفني حقا ً كونك ُمخلصةً لها وتُخفين أسرارها عن‬
‫الجميع ‪ ،‬هذا ُمقزز‪..‬‬
‫كان قلبها يدق بقوه وبالكاد كانت تنظر الى عينيه ُمباشرةً ُمتظاهرةً بالشجاعه لتقول أخيراً‪:‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬إخالصي من عدمه هي أمور ت ُخصني‪..‬‬
‫مكان قريب‬
‫ٍ‬ ‫ظهر البرود في عينيه لفتر ٍة ليقول بعدها بهدوء‪ :‬لوكا قد قُمنا بسجنه ‪ ،‬وأُختك في‬
‫نعرفه ‪ ،‬أُقسم يارين إن إستمريتي بصمتك سأجعلك وحيدةً في هذا العالم‪..‬‬
‫زادت نبضات قلبها ولم تستطع إخفاء نظرة الخوف التي غزت عينيها من تهديده الصريح هذا‬
‫‪..‬‬
‫إنه يُهددها بعائلتها!‬
‫هي خائفه ‪ ،‬خائفةً منه هو بالذات فلقد فعلها سابقا ً وقتل صديقتها‪..‬‬
‫بالتأكيد لن يتوانى في قتلهما‪..‬‬
‫همست بحقد‪ :‬هذه حقاره ! ُمشكلتك معي أنا!‬
‫دارسي‪ُ :‬مشكلتي مع عائلتك كُلها ‪ ،‬الذنب ال يحمله الفرد بل تحمله العائله‪..‬‬
‫حاولت السيطرة على خوفها وعلى ِحقدها‪..‬‬
‫يجب أال تستفزه ‪ ،‬هو مهووس بالقتل لذا عليها أال تُحفزه‪..‬‬
‫ال تعلم ماهي المعلومة التي يُريدها ‪ ،‬ولكن ستقول أي شيء لتُسكته ولو قليالً‪..‬‬
‫والدها ‪ ،‬آليس ‪ ....‬سر آليس ‪ ،‬بدون أدنى شك والدها يعرف عنه‪..‬‬
‫هذا ما تعتقده‪..‬‬
‫ضاقت عيناها تُفكر باألحداث السابقه‪..‬‬
‫هل يا تُرى ‪ ....‬موضوع إمتالك البروفيسور إلبن هو ما يسعى إليه ؟‬
‫تذكرت كالم فرانس بخصوص عالقة آليس والبروفيسور‪..‬‬
‫تذكرت سؤال البروفيسور عن مكان ما تُخبئه وعن كون ريكس يعلم عنه‪..‬‬
‫تذكرت لمحة الماضي بخصوص إخبار آليس لها عن إبنها‪..‬‬
‫البد من أنه السر الكبير الذي يسعى له دارسي‪..‬‬
‫البد من ذلك‪..‬‬
‫رين‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬تُريد سر آليس يعني ؟‬
‫إبتسم دارسي يقول‪ :‬أجل‪..‬‬
‫رين‪ :‬السر الذي تُخفيه هي والبروفيسور ؟‬
‫إتسعت عيناه من السعاده!‬
‫نعم !! لقد كانت تعرفه حقا ً!!‬
‫كان يُطاردها ألنه يشك باألمر ولكنها بالفعل تعرفه!!‬
‫هي أفضل واسهل من ذلك األحمق المدعو بفرانسوا‪..‬‬
‫س ُر البروفيسور‪..‬‬ ‫إبتسم يقول‪ :‬أجل ‪ِ ،‬‬
‫رين‪ :‬وستتركني وشأني ؟‬
‫دارسي‪ :‬سأنكر أصالً معرفتي بك‪..‬‬
‫دُهشت للحضه وبقيت صامته لفتره قبل أن تقول‪ :‬لقد كان البروفيسور يُحبها جدا ً ‪.......‬‬
‫ولكنها رفضته ألن قلبها ُمعلق بزوجها السابق‪..‬‬
‫وصمتت بعدها ‪ ...‬إنتظرها لتُكمل كالمها ولكنها بالفعل صامته‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬فقط ؟‬
‫رين‪ :‬فقط‪..‬‬
‫صدم من ردها!‬ ‫ُ‬
‫فقط!!‬
‫حقا ً فقط ؟!‬
‫البروفيسور يبحث كالمجنون خلفها حتى بعد موتها ألنه فقط يُحبها!‬
‫إنها كاذبه!!!‬
‫هذه الصغيرة اللعينة كاذبه!‬
‫كاد أن يُجن جنونه في وجهها ولكن قُطع عليه فتح كارمن للباب تقول‪ :‬أين أنت دارسي ؟ لدينا‬
‫ماهو أهم وأنت تلهو مع هذه التافهه ؟‬
‫عض دارسي على شفتيه وعينيه ال تزاالن ُمصوبتان على رين وهو يقول بهدوء‪ :‬كذبت رين‬
‫بخصوص إمتالكها للملف بينما في الحقيقة ُمتعاونة مع ثيو صحيح ؟ مصيرها الموت أليس‬
‫كذلك ؟‬
‫صدمت رين من إكتشفاهم لهذا األمر بينما رفعت كارمن حاجبها تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هذا بديهي‪..‬‬ ‫ُ‬
‫دارسي‪ :‬سأفعلها أنا ‪ ،‬قتلتُ والدها لذا أنا من عليه قتلُها‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬دارسي ‪ُ ،‬هناك ماهو اهم ‪ ،‬سنعود إليها بعد تخلصنا من ثيو ‪ ،‬هيّا ‪ ..‬أنت ال تُريد‬
‫تكرار خطأ موت فينسنت قبل إيجاد الملف صحيح ؟‬
‫ضاقت عينا دارسي لفتره وهو يتذكر كم عانوا بعد موت فينسنت‪..‬‬
‫كانوا واثقين بان الملف مع إبنته وبأنها يتُعطيهم إياه بسهوله ولكن األمر اصبح أكثر صعوبه‬
‫‪..‬‬
‫لو هددوا فينسنت وقتلوه بعد إمتالك الملف لما تعبوا طوال هذه الشهور االخيرة مع رين‪..‬‬
‫تنهد بعدها إعتدل واقفا ً قبل أن يلتفت ويُغادر من أمام كارمن بهدوء‪..‬‬
‫إنهارت رين من الضغط النفسي الذي عاشته في هذه اللحضات القصيره وعقلها يسترجع‬
‫كالمهما بخصوص ثيو‪..‬‬
‫لقد كُشف!!‬
‫وثقت بالشخص الخطأ!‬
‫ماذا ستفعل ؟ مصيرها الموت ال محاله‪..‬‬
‫هي خائفه!‬
‫خائفةٌ للغايه! ‪..‬‬

‫***‬

‫‪-Paris-‬‬
‫غربت الشمس والتي لم يكن لها ظهور منذ ساعات بسبب تكاثف الغيوم وحجب ضوئها عن‬
‫أراضي باريس البارده‪..‬‬
‫كانت األجواء هادئه وال كأن ُهناك حربا ً ضروس بين الخير والشر إلستعادة ملف قد ظهر‬
‫أخيرا ً أمام الجميع‪..‬‬
‫قامت الحرب الحقيقه ُمنذ سرقته!‬
‫سرق فبداخله ما قد يُشتت‬ ‫فهم يبحثون ُهنا و ُهناك ويستجوبون جميع ال ُمقربين به إلستعادة ما ُ‬
‫منظمتهم الكبيره ويُضعفها‪..‬‬
‫وبال ُمقابل وجد ذاك ال ُمحقق الذي يسعى خلفهم خيطا ً جعله يفعل ال ُمستحيل ليحصل عليه‬
‫ويُدمرهم!‬
‫قد ال يُدمرهم هذا تماما ً ‪ ،‬ولكنها بالتأكيد ستكون ضربةً قاسيه‪..‬‬
‫وهو فعل أمورا ً لم يعتقد في يوم من األيام أن يفعلها ألجل فقط أن يُدمرهم‪..‬‬
‫فناهيك عن كونهم منظمةً إجراميه وهذا عمله ‪ ...‬فهم من قاموا بقتل والده!‬
‫آن واحد‪..‬‬
‫لذا يدفعه حس العدالة واإلنتقام في ٍ‬
‫أطفأ هاتفه بعدما وصلته رسالةً تُطمئنه عن كون آندرو لم يشتبك بهم كثيرا ً وقد غادر بعد أن‬
‫تم إكتشافه وهو اآلن في طريقه لطائرته التي ستُقلع بعد لحضات‪..‬‬
‫علت اإلبتسامة شفتيه يهمس‪ :‬من الجيد أنه لم يُحاول تصحيح خطأه وتعقيد األمور في وجهي‬
‫وقرر اإلنسحاب‪..‬‬
‫أوقف ثيو سيارته أمام إحدى المكاتب العامه حيث تحوي على قسم خزائن يُسمح فيه بالتخزين‬
‫ي كُل شهر‪..‬‬ ‫ب ُمقابل مال ّ‬
‫تسائل في نفسه هل تتخلص مثل هذه الخزائن من ُمحتوياتها فلقد مرت عدة شهور دون أن‬
‫يُدفع المبلغ!‬
‫نزل من سيارته وذهب إليها تحت أنظار أعين مترصده تُراقبه ُمنذ فتره‪..‬‬
‫فمثل هذه الخزائن تنقسم الى عدة أقسام‪..‬‬
‫خزائن يكتفون فقط بالرقم السري وال يُبالون بهوية من يفتحها‪..‬‬
‫وأُخرى ال يسمحون سوى بصاحب الخزينة أن يفتحها!‬
‫في كال حالتين يُمكن لضابط ُمكلف بالتحقيق بالقضيه أن يفتحها‪..‬‬
‫وما إن يستلم الملف حتى يأخذونه منه بالعنوه‪..‬‬
‫فهي ليست سيارةً واحده ‪ ....‬بل ثالث سيارات تترصد المكان ‪ ..‬وفوق كُل هذا بعض الرجال‬
‫بالداخل ليتأكدوا من أنه أخذ الملف ولم يُعطيه ألح ٍد آخر‪..‬‬
‫لقد دبروا كُل شيء ولم يجعلوا له فرصةً لخداعهم‪..‬‬
‫لقد‪...‬‬
‫جعلوه كالفأر في المصيده!‬

‫مرت دقائق قبل أن يخرج ثيو من المبنى وعينيه تدوران في المكان ليرى إن كان ُهناك من‬
‫يُراقبه‪..‬‬
‫يبدو بأن شكوكه قد خابت فهو لم يرى أحدا ً ‪ ،‬لم يتحركوا بسرع ٍة كما كان يضن‪..‬‬
‫ركب السياره ووضع الملف بجانبه ناظرا ً إليه لفتره قبل أن يهمس‪ :‬يبدو بأن ال ُمهمة ستكون‬
‫اسهل مما ضننت‪..‬‬
‫حرك السيارة وإتجه الى الطريق العام وأسرع بها ُمتجها ً الى المركز الذي يعمل فيه‪..‬‬
‫فهو ُمتشوق للغايه لمعرفة ما بداخله وعن المدى الذي يستطيع من خالله تدميرهم‪..‬‬
‫لقد مات رج ٌل من اجل الملف ! البد من أنه يحوي الكثير أكثر مما أخبره به ُمخبره‪..‬‬
‫عقد حاجبه ورفع عينيه الى المرآه عندما شعر بسيار ٍة تتبعه‪..‬‬
‫ت سوداء كما هي عادتهم!‬ ‫عجيب ‪ ،‬إنها ليست سيارا ٍ‬
‫لقد فعلوا الكثير ألجل أال يشعر بهم‪..‬‬
‫حاول البقاء في الخط السريع بين العديد من السيارات تجنبا ً ألن يُحاولوا بدء حرب سيارا ٍ‬
‫ت‬
‫معه‪..‬‬
‫لقد حدث هذا ُمسبقا ً ‪ ،‬يُجبروه على خوض مسلكٍ ُمحدد ليتفردوا به في األخير‪..‬‬
‫يجب أن يكون حذرا ً فربما هذه المرة يُنهون حياته‪..‬‬
‫ال يريد الموت في هذه النقطه!‬
‫هو ُمستعد للتخلي عن الملف إذا لزم األمر ‪ ،‬المهم أال يُخاطر بحياته فمن غيره يستطيع‬
‫مواجهتهم والتخلص منهم ؟‬
‫كان سيقبل األمر لو مات بعد أن فضحهم وسج بهم بالسجن!‬
‫ولكن أن يموت قبل هذا ؟ كما حدث مع والده ؟‬
‫ال يُريد هذه النهايه!‬
‫الحظ سيارةً أُخرى أكبر من سابقتها‪..‬‬
‫سيارتان إذا ً ؟‬
‫حاول البحث عن المزيد وهو ينظر عبر المرآه ليقطع عليه نظره دخول شاحنة نقل كبيره‬
‫وبدأت بالمشي بجواره األيسر تماما ً‪..‬‬
‫بطئ من سرعته حتى تتجاوزه هذه الشاحنه ألن طريقه الى المركز سيكون عبر أخذ المسلك‬
‫األيسر‪..‬‬
‫بأحجام‬
‫ٍ‬ ‫سرعتها و ُهنا إستوعب أنها ثالثة سيارات‬ ‫دُهش عندما بطئت الشاحنة أيضا ً من ُ‬
‫ُمختلفه ابتدائا ً من سيارة اكورد صغيره الى شاحنة نقل ضخمه‪..‬‬
‫سحقا ً!‬‫ُ‬
‫ال يريد أن يصل األمر الى أن يتفردوا به!‬
‫يبدو بأن ال ُمخطط هذه المرة لعمليتهم هو فيكتور أو دارسي‪..‬‬
‫أسرع بسيارته ليتجاوز الشاحنه فُصدم بسيارة االكورد التي إعترضت طريقه وأصبحت أمامه‬
‫سرعة ‪ 70‬كم بالساعه‪..‬‬ ‫بينما سيارة الجيمس خلفه لذا هو ُمجبر على ُ‬
‫مخرج من جهة اليمين فهي الجهة الوحيدة‬ ‫ٍ‬ ‫فتح الخريطة عبر هاتفه وقرر الخروج عبر اول‬
‫ال ُمفتوحه‪..‬‬
‫وقبل حتى أن يُنهي التفكير باألمر دخل الى هذا السباق سيارةً سوداء حدّته من جهة اليمين!‬
‫صدم عندما رأى بأن الطريق الذي يسلكونه اآلن سيمر بعد فترة من غابة‬ ‫نظر الى الخريطة و ُ‬
‫بولونيا!‬
‫مكان خالي من الكاميرات كي يقتلوه فيها!‬ ‫ٍ‬ ‫الب من أن هذا هو هدفهم فهو أفضل‬
‫عليه أال يجعل األمر يصل الى هذا الحد!‬
‫بطأ كثيرا ً من سيارته وربط حزام األمان حتى إصطدم بسيارة الجيمس خلفه وحاول إجبارها‬
‫على التوقف ولكن سيارته صغيره ولن توقف سيارةً كبيره كهذه بل على العكس اجبرته على‬
‫اإلستمرار بالقيادة!‬
‫إبتسم هامساً‪ :‬عرفوا كيف يوزعون سياراتهم!‬
‫ضغط على هاتفه وإتصل بأحدهم وعندما رد قال له‪ :‬أنا اآلن على طريق الدائره السادسة‬
‫عشر ُمتجها ً الى غابة بولونيا ‪ ،‬أحضر لي كتيبة شرطة ُهناك عند مدخل الغابه خالل خمس‬
‫أمر عاجل سجله بإسمي‪..‬‬ ‫دقائق ! إنه ٌ‬
‫دُهش الطرف اآلخر يقول‪ :‬لن يُمكننا الوصول بالوقت ال ُمناسب‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬إفعلها‪..‬‬
‫وأغلق الهاتف وهو يُحاول تبطئة السياره ليصنع المزيد من الوقت ولكن ال فائدة‬
‫فاإلصطدامات ال ُمتكرره من الخلف تؤذي سيارته ويخاف أن يصل األمر الى خلل يؤدي لحدوث‬
‫حريق في أسوأ الحاالت!‬
‫شد على أسنانه عندما أُجبر إلتخاذ الطريق األيمين وتأكد بأن توقعه كان صحيحا ً فهم يسلكون‬
‫طريق الغابه!‬

‫إستمرت هذه الحرب حتى وصل بالفعل الى الغابة وبطأوا من سرعتهم ليُجبروه على التوقف‬
‫تدريجيا ً بينما هو يتمنى أن تصل الشُرطة في أقرب فرصه‪..‬‬
‫فإتخاذهم لمثل هذا الطريق دليل على أنهم ال ينوون السرقه بل ينوون قتله أيضا ً!‬
‫توقفت السيارات في منتصف الطريق الخالي وال ُمضيء فقط ببعض أعمدة اإلناره‪..‬‬
‫حل الليل ‪ ،‬وإزدادت البروده وتصاعد توتر ثيو وهو يراهم يقتربون من سيارته التي توقفت‬
‫ُمرغمه‪..‬‬
‫تجمع ما يُقارب ‪ 13‬شخص حول سيارته وطرق أحدهم زجاج نافذته‪..‬‬
‫بنظر ٍة سريعه لم يرى أي سالح في أيديهم‪..‬‬
‫سخريه‪ :‬لم يحملوها تحسبا ً لحضور الشرطه ‪ ..‬أكرههم عندما يُفكرون‬ ‫همس بشيء من ال ُ‬
‫جيدا ً‪..‬‬
‫الزجاج يقول‪ُ :‬مهاجمة ُمحقق‬ ‫ُ‬
‫طرق الباب ُمجددا ً بشيء من القوة هذه المره فأنزل القليل من ُ‬
‫مركز رفيع ‪ ،‬يبدو بأنكم تتوقون الى السجن بدرجة كبيره‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ذو‬
‫إبتسم أحدهم بسخريه يقول‪ :‬وهل من دليل لتس ُجننا ؟‬
‫أكمل بعدها بجديه‪ :‬سلم الملف حاالً وكلمة إعتراض واحده ستُجبرنا على قتلك حاالً ‪ ،‬فالكُل ‪-‬‬
‫واقولها حرفيا ً‪ -‬يتوقون لرؤيتك ميتا ً!‬
‫سخريه في أعين الرجال‪..‬‬ ‫ضاقت عينا ثيو عندما الحظ بعض نظرات ال ُ‬
‫هذا الرجل يكذب ‪ ،‬سيقتلونه في ِكال الحالتين‪..‬‬
‫ربما ال يملكون سالحا ً ناريا ً ولكنهم يملكون بعض االسلحة البيضاء‪..‬‬
‫و‪ 13‬رجالً كثير ُمقابل رجل واحد!‬
‫عليه ُمماطلتهم لحتى أن تحضر الشرطه‪..‬‬
‫عليه أن يبقى حيا ً لتتم األمور‪..‬‬
‫أغمض عينيه عندما فاجئه أحدهم بضرب عصا ً قويه زجاج المقعد ال ُمجاور لتتناثر شظايا في‬
‫أرجاء السياره‪..‬‬
‫سحب الرجل الملف قبل حتى أن يستوعب ثيو ذلك وما إن رآه في يده حتى شد على أسنانه‬
‫فالشرطة تأخرت أكثر مما يجب!!!!‬
‫ت أبكر!‬
‫لو الحظ وجودهم حوله منذ البداية لطلبها في وق ٍ‬
‫هذه الغلطة الصغيره ال يُريد منها أن تُكلفه حياته!!!‬
‫تحدث أحد الرجال يقول‪ :‬انزل نُريد تفتيش السيارة والتأكد من عدم وجود ملف مزيف ‪،‬‬
‫شخص مثلك البد من أنه سيسعى للحفاظ على الملف بأية طريقه‪..‬‬
‫نزل بهدوء من السيارة وعينيه على الرجل الذي أخذ الملف والذي كان يتصفحه مع احد‬
‫الرجال ليتأكدوا من محتواه‪..‬‬
‫فتش اآلخرون السيارة ولم يجدوا شيئا ً في حين تحدث الرجل يقول‪ :‬ال بأس ‪ ،‬إنه الحقيقي‪..‬‬
‫و ُهنا تعالت أصوات أبراق سيارات الشُرطة فإتسعت أعينهم بصدمه فأمر احدهم اآلخرين‬
‫قائالً‪ :‬ليُحرك أحدكم الشاحنه كي تسد الطريق والبقية أهربوا‪..‬‬
‫ورحل بعد أن أعطى ثيو نظرةً حقد بينما هو هادئ للغايه يُراقبهم‪..‬‬
‫ت ُمتأخر فلقد هربوا بعد أن قام أحدهم بالفعل بسد الطريق عبر شاحنته‬ ‫وصلت السيارات بوق ٍ‬
‫والهروب بعدها معهم بالسياره‪..‬‬
‫سيارتان شرطة حاولت اللحاق بهم بعد إبعاد الشاحنه بينما السيارة الثالثه توقفت ونزل منهم‬
‫رجل وفتاة قالت فيها الفتاة بقلق‪ :‬هل أنت على ما يُرام ؟ ألم تتأذى ؟!‬
‫نظر الرجل الى سيارة ثيو حيث جميع األبواب مفتوحه وقال‪ :‬هل سرقوا منك شيئا ً ؟!‬
‫ثيو بهدوء‪ :‬أجل‪..‬‬
‫ت أبكر ولكن األمر كان ُمستحيالً‬ ‫صدم الرجل وقال ُمعتذراً‪ :‬آسف ‪ ،‬لقد حاولتُ الوصول في وق ٍ‬‫ُ‬
‫‪ ،‬سنُطاردهم ‪ ،‬سنستعيده بالتأكيد!‬
‫نظر إليه ثيو بهدوء يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أرني كيف ستفعل ذلك ؟!!‬
‫هز الرجل رأسه وإبتعد يعطي أوامره الصارمه لسيارتا الشرطة التي تُطارد السيارات الثالث‬
‫التي هربت ويأمر المركز بتطويق المخرج لكيال يدعوا لهم مجاالً للهرب بما لديهم!‬

‫***‬

‫ُربما لم ينالوا ُمرادهم بالتخلص من ثيو‪..‬‬


‫ولكن الملف كان له األولوية القُصوى‪..‬‬
‫إستمع دارسي الى هذا الخبر بإبتسامه‪..‬‬
‫طاردتهم الشُرطة وحاولت اإلمساك بهم ولكنهم خرجوا منها ووصلوا الى مركزهم وهاهم‬
‫سلموا الملف الى رئيسهم‪..‬‬
‫أغلق دارسي الهاتف ث ُم رفع عينيه الى كارمن التي كانت تحتسي شرابها بهدوء تام وقال‪:‬‬
‫إنتهى األمر ‪ ،‬الملف في يد فيكتور اآلن‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬واثق ؟‬
‫دارسي‪ :‬أجل ‪ ،‬لن تقلقي بشأنه بعد اآلن ‪ ،‬أُخذ من ثيو ببساط ٍة شديده ‪ ،‬راقبوه جيدا ً ‪ ،‬لقد أخذ‬
‫الملف ُمباشرةً ولم يقم حتى بتصوير محتوياته لذا ال شيء بحوزته وال حتى صور‪..‬‬
‫ضحك واكمل‪ :‬ليس وكأن الصور فقط ستضر ‪ ،‬من دون أوراق رسميه لن يمكنه فعل شيء‪..‬‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬هلى فيكتور التخلص منه حاالً‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬ههههههه اصبح يُشكل هاجسا ً لديك‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬من الغريب ان تتناولي الفودكا ؟ الم تكرهيه سابقا ً ؟‬
‫إبتسمت بهدوء تقول‪ :‬لقد كرهتُ كُل شيء سابقا ً ‪ ،‬أن تكون حياتي على المحك هو ُرعب ال‬
‫أُريد خوضه ُمجددا ً‪..‬‬
‫نظرت الى دارسي وأكملت‪ :‬أتعرف ما أُريد رؤيته اآلن ؟‬
‫دارسي‪ :‬ماذا ؟‬
‫كارمن‪ :‬وجهه ‪ ،‬وجه الرجل الخاسر‪..‬‬
‫إنفجر دارسي ضحكا ً يقول‪ :‬ليتني أملك صورةً له بذلك الوجه ! لطالما خسر منا ‪ ،‬لما ال‬
‫يستسلم ويذهب ل ُممارسة العداله مع من هم بمثل قُدراته ؟‬
‫إبتسمت كارمن دون تعليق وأكملت تناول شرابها ُمستمتعةً بذلك‪..‬‬
‫بعد فترة صمت قال دارسي‪ :‬واآلن رين ‪ ....‬لم يعد لها أهمية صحيح ؟‬
‫كارمن‪ :‬إطالقا ً ‪ ،‬يُمكنك التصرف بها كيفما تشاء‪..‬‬
‫إبتسم دارسي وقال‪ :‬جيد‪..‬‬
‫طرق الباب فأذنت له كارمن بالدخول‪..‬‬ ‫ُ‬
‫دخل رجل وإقترب منها هامسا ً بإذنها‪ :‬باتريك يُريد رؤيتك على إنفراد ‪ ،‬يقول بأن لديه ٌ‬
‫أمر‬
‫بالغ األهمية يُريد إخبارك به‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬أنا اآلن استرخي ‪ ،‬سأطلبه بعد ساعة على األقل‪..‬‬
‫هز رأسه وغادر فعلق دارسي يقول‪ :‬ماذا يفعل البروفيسور اآلن برأيك ؟‬
‫كارمن‪ :‬يحتفل ؟‬
‫إبتسم دارسي يقول‪ :‬من يدري ‪ ،‬فعلى ما يبدو بأن ُهناك ما يُهمه أكثر من الملف‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬ولكنه على أية حال البد من ان يحتفل ‪ ،‬إنه النجاح الثاني بعد موضوع خيانة آليس‪..‬‬
‫الرعب يُسيطر على المنظمة بأكملها فما لديها هو أقوى‬ ‫دارسي‪ :‬ال تُذكريني بتلك األيام ‪ ،‬كان ُ‬
‫بعشرات المرات مما سرقه فينسنت ‪ ..‬بالكاد سيطرنا على األمر‪..‬‬
‫كارمن بإبتسامه‪ :‬أُحب كوننا لم نخسر وال لمر ٍة واحده‪..‬‬
‫إبتسم ولم يُعلق‪..‬‬
‫طرق الباب ُمجددا ً فقطبت جبينها دليل اإلنزعاج‪..‬‬ ‫بعد فتر ٍة ُ‬
‫لقد كانت اوامرها واضحه بعدم قطع أي أحد لخلوتهما‪..‬‬
‫أذنت له بالدخول فدخل على عجل وبدأ التوتر عليه فعقدت حاجبها تقول‪ :‬مابك ؟‬
‫بلع ريقه وقال‪ :‬أ أعتذر‪..‬‬
‫ضاقت عينا دارسي فهذا الشاب نفسه الذي كان يحرس غرفة رين فقال‪ :‬ماذا حدث لرين ؟!!‬
‫نظر إليه بتوتر قبل أن يقول‪ :‬ال أعلم كيف حدث ذلك‪..‬‬
‫كارمن بحده‪ :‬كُف عن التبرير وتحدث ُمباشرةً‪..‬‬
‫برعب وقال‪ :‬ليست ‪ ....‬ليست بالغرفه ‪ ،‬ال أعلم كيف هربت‪..‬‬ ‫َجفُل ُ‬
‫إتسعت عينا دارسي بصدمه في حين وقفت كارمن تقول بغضب‪ :‬كيف لهذا أن يحدث ؟!!!!‬
‫عينتُ إثنان منكما فكيف تهرب هكذا بدون أثر ؟!! نحنُ لسنا في قص ٍة خيالية كما ترى!!‬
‫حيث كانت‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫بلع ريقه وكرر إعتذاره في حين تجاوزه دارسي وخرج متجها ً الى‬
‫بإنزعاج تام‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫وقف على الباب ينظر الى الغرفة‬
‫إنها ليست ُهنا بالفعل!‬
‫كيف لهذا أن يحدث ؟‬
‫أمسك بياقة قميص الرجل االخر والذي كان يحرس الغرفه وقال بنبر ٍة ُمرعبه‪ :‬كيف هربت‬
‫وانتما هنا ؟ أخبرني قبل أن أقتتُاك عقابا ً‪..‬‬
‫صدم وقال‪ :‬انا أخطأتُ ولكن‪....‬‬‫ُ‬
‫قاطعه دارسي‪ :‬خط ٌؤ يكلفك حياتك ‪ ،‬هذا إن كان بالفعل خطئا ً ولم تكن أحد رجال ثيو!!‬
‫فُجع الرجل وبدأ بالدفاع عن نفسه في حين وصلت كارمن تقول‪ :‬توقف دارسي ‪ ،‬إنه من بين‬
‫الجميع يستحيل أن يفعلها!!‬
‫سخريه‪ :‬مثل ريوك صحيح ؟‬ ‫دارسي ب ُ‬
‫ئ آخر!‬ ‫ظهر الضيق في عينيها تقول‪ :‬ذلك شي ٌ‬
‫دارسي‪ :‬بل الشيء نفسه !! لم تهرب من الباب وهذان كاالرقوز واقفان ! ُهناك خائن يا‬
‫كارمن ‪ ،‬إنه أحدهما هذا إن لم يكن كالهما!!‬
‫كارمن‪ :‬سنُحقق باألمر ولكن دعه اآلن وشأنه ‪ ،‬لن أقتل أحد رجالي من أجل بضعة شكوك‬
‫السيما بأن رين هذه لم تعد تهمنا فهي لم تعد تُشكل أي خطر ‪ ،‬الملف معنا ‪ ،‬فُزنا أخيرا ً ‪،‬‬
‫إنتهى األمر معها اآلن‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬ولكنه لم ينتهي معي أنا!‬
‫كارمن‪ :‬هذه ُمشكلةً أُخرى ‪ ،‬ال تُدخل رجالي فيها ‪ ،‬لن اقول بأن األمر ال يُهمني ولكن لن اقتُله‬
‫ُمباشره ‪ ،‬سأجعل باتريك يُحقق معهم ‪ ،‬حقق معهم انت ان اردت ‪ ،‬ولكن ال قتل دون دليل‪..‬‬
‫انزعج دارسي ولكن لم يستطع قول اي شيء‪..‬‬
‫هي ُمحقه ‪ ،‬انهم رجالها لذا من حقها ان تحميهم في حال كانوا بريئين‪..‬‬
‫انها على عكسه تماما ً ال تقتل اي شخص من رجالها دون ادله دامغه ‪ ..‬حتى انها ال تقتلهم في‬
‫غالبية االحيان كما حدث سابقا ً مع ريوك فهي لم تُكلف أحدا ً للحاق به وقتله‪..‬‬
‫يكره هذا التناقض بين شخصيتيهما‪..‬‬
‫هو حقا ً يُفضل فيكتور عليها‪..‬‬
‫ترك قميص الرجل الذي إبتعد فورا ً عنه وإلتفت الى كارمن يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأقبل بتحقيق‬
‫باتريك ‪ ،‬وبال ُمقابل أرسلي في هذه االثناء رجاالً للبحث عنها فهي لم تبتعد بكُل تأكيد‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬لك هذا‪..‬‬
‫إلتفت دارسي وهو ُمنزعج بالكامل‪..‬‬
‫هروبها افسد عليه نشوة النصر على ثيو‪..‬‬
‫سحقا ً لها!!‬
‫ُ‬

‫***‬
‫‪7:30 pm‬‬

‫جلست رين بإسترخاء وقلبها ينبض بعد حادثة التهريب هذه‪..‬‬


‫همست بعدم تصديق‪ :‬هل باألمكان أن أكون محظوظةً الى هذا الحد ؟ لم أدخل قط في ُمشكله‬
‫إال ويأتيني فارسا ً من الالمكان ويُنقذني!‬
‫صمتت ُمفكره ثُم قالت‪ :‬بهذا تكون المرة الثانيه التي يُنقذني فيها ثيو ‪ ،‬من الجيد أني قبلتُ‬
‫ب ُمساعدته!‬
‫إبتسمت تنظر الى كفيها اللتان ال تزاالن ترتجفان من هول الموقف‪..‬‬
‫أن يدخل عليها رجل ويُخبرها بأنه سيُهربها‪..‬‬
‫أن يفعلها حقا ً ويأتي بها الى شق ٍة مؤمنه ويُخبرها بأن هذه كانت ُخطة ثيو‪..‬‬
‫األمر جنوني ‪ ،‬سعيدة وخائفه ‪ ،‬شعوران ُمتناقضان جعال جسدها يرتجف طوال تلك ال ُمده‪..‬‬
‫سخريه‪ :‬تلك المرأة ماذا كان إسمها ؟ واااه كم عدد الخونة‬ ‫ظهر اإلستنكار على وجهها تقول ب ُ‬
‫بين رجالها ؟! في ِكال المرتين هربني أحدهم ناهيك عن كون ريكس أيضا ً خائن‪..‬‬
‫سخرية منها ‪ ،‬غبيه ! إنها حتى صدقت كذبتي‪..‬‬ ‫ضحكت وأكملت‪ :‬ثالثه !!!! واااه أرغب بال ُ‬
‫وضحكت بعدها‪..‬‬
‫ال تعلم لما ضحكت ‪ ،‬ولكن الشعور الذي تعيشه اآلن غريب و ُمتناقض‪..‬‬
‫ولكنه بالتأكيد شعور جيد‪..‬‬
‫وقفت وبدأت تدور في الصالة ذهابا ً وإيابا ً ومن شدة سعادتها تُريد أن تفعل شيئا ً!‬
‫أي شيء‪..‬‬
‫تُريد الصواخ تُريد الجري تُريد بالفعل فعل أي شيء جنوني!!!‬
‫جلست تقول بإبتسامه‪ :‬هيّا توقفي ال تُفسدي األمر على ثيو ‪ ،‬واااه أرغب بإحتضانه من شدة‬
‫اإلمتنان!‬
‫رن الهاتف فنظرت الى جهته بدهشه لتبتسم بعدها هامسه‪ :‬وهاتفي ُهنا أيضا ً‪..‬‬
‫ردت على الرقم تقول‪ :‬كيف تُريد مني ُمكافئتك ؟ طعام عشاء على حسابك ما رأيُك ؟‬
‫إبتسم ثيو بهدوء عندما سمع صوتها فهو لم يتصل اال ليتأكد من خروجها بأمان‪..‬‬
‫رد عليها‪ :‬تُكافئيني وعلى حسابي ؟ اشكر لك كرمك‪..‬‬
‫ضحكت وقالت‪ :‬إعترف متى آخر مرة دعتك فتاة الى طعام العشاء ؟ عليك أن تكون ُممتنا ً‪..‬‬
‫إبتسم ليقول بعدها‪ :‬إبقي في مكانك لبعض الوقت فرجال كارمن يجوبون األنحاء بحثا ً عنك‪..‬‬
‫رين‪ :‬كارمن اجل اجل هذا كان اسمها ههههههه‪..‬‬
‫ت هادئ‪ :‬انا حقا ً ُممتنه لك ‪ ،‬شُكرا ً‪..‬‬ ‫تنهدت لتقول بعدها بإبتسامه وبصو ٍ‬
‫أراك الحقا ً‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫إبتسم وقال‪ :‬عبري لي عن إمتنانك بالبقاء ُهناك لحين اتصالي القادم ‪،‬‬
‫وأغلق بعدها الهاتف‪..‬‬
‫تنهد وهو يجلس في مكتبه وهمس‪ :‬نفذتُ وعدي يالوكا ‪ ،‬رين بخير‪..‬‬
‫إبتسم وهو يتذكر صوتها الصادق وهي تشكره‪..‬‬
‫إنها حقا ً ُممتنه ‪ ،‬يتطلع للقائها بعد إستعادتها لذاكرتها‪..‬‬
‫طرق الباب ودخل أحدهم‪..‬‬ ‫ُ‬
‫جلس يقول‪ :‬أعتذر لقد هربوا‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬كُنتُ أعلم هذا ‪ ،‬لم أرجو شيئا ً عندما طلبتُ من كاني أن يتعقبهم‪..‬‬
‫إبتسم وأكمل‪ :‬ال بأس ‪ ،‬ليس وكأننا سنستفيد أكثر من أن يُسجنوا لبضعة أيام‪..‬‬
‫مد يده وأكمل‪ :‬واآلن ‪ ،‬أعطني الملف يا رومان‪..‬‬
‫إبتسم رومان وأخرج الملف الذي كُتب عليه بالخط العريض رقم ‪ 110‬وهو يقول‪ :‬ما كان‬
‫عليك ال ُمخاطرة وجعلهم يتعقبوك هكذا!‬
‫ي جعلهم يصدقون بأنهم أخذوا الحقيقي حتى ال يُفكروا بالتأكد من‬ ‫أخذ ثيو الملف يقول‪ :‬عل ّ‬
‫محتوياته ‪ ،‬سأجعلهم يقومون بحرقه ‪ ،‬أُريد أن يدفنوا األمر تماما ً!‪..‬‬
‫حرك الملف وقال‪ :‬هذه ضربةً موجعة لهم ‪ ،‬وال أرغب بإستخدامها اآلن بل بعد أن يتأكدوا‬
‫بأنهم في مأمن ‪ ،‬فجزء منها يحتوي على خطوط التوزيع التي قطعوا التجارة بها بعد سرقة‬
‫الملف ‪ ،‬أُريدهم أن يعودوا إليها ليُصبح التدمير أكثر قوةً حينها!‪..‬‬
‫رومان‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬وماذا ستفعل في هذه األثناء ؟‬
‫حرك ثيو يديه بإستسالم يقول بوج ٍه حزين‪ :‬سأتظاهر بالهزيمه‪..‬‬
‫ضحك رومان في حين إبتسم ثيو وبدأ بالتقليب في ُمحتويات الملف ليُقاطعه وصول رسال ٍة‬
‫نصيه الى هاتفه‪..‬‬
‫وقم غريب ففتحها ومن أول كلمة عرف بأنها ُمرسلةً من أخيه‬ ‫حيث كانت من ٍ‬ ‫ُ‬ ‫نظر إليها‬
‫آندرو‪..‬‬
‫قرأ بدايتها بإبتسام ٍة لتختفي تدريجيا ً وهو ينظر الى طلب أخاه الذي صدمه بعض الشيء‪..‬‬
‫عقد رومان حاجبه يقول‪ :‬ماذا ؟ ال تقل لي بأن شيئا ً سيئا ً قد حدث ؟‬
‫هز ثيو رأسه بالنفي يقول‪ :‬ال ‪ ،‬أمور عائليه‪..‬‬
‫وقف رومان وقال‪ :‬على أية حال لدي بعض األعمال ‪ ،‬إن أحتجتني فأُطلبني‪..‬‬
‫سخريه‪ :‬لو‬ ‫وغادر في حين أغلق ثيو هاتفه وبقي ُمفكرا ً بكالم آندرو لفتر ٍة قبل أن يهمس ب ُ‬
‫سمعتك روانا لقتلتك فورا ً‪..‬‬
‫راض عن طلب أخاه هذا‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ضحك قبل أن يتنهد بعُمق وهو غير‬
‫ولكن ‪ .....‬سيفعلها ألجله‪..‬‬
‫نزل الى آخر قائمة األرقام وإتصل وبعد عدة رنات إبتسم يقول‪ :‬آسف إلتصالي أرجو أال يكون‬
‫ت خاطئ‪..‬‬ ‫في وق ٍ‬
‫طلب أُريد طلبه وأتمنى أال أُثقل عليك بطلبه‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫بعدما إستمع الى الرد قال‪ :‬جيد ‪ ،‬لدي‬
‫بعد أن سمع الرد اإليجابي طلب طلبه الذي لم يعتقد بأنه قد يطلبه في يوم من األيام‪..‬‬
‫ولكنه ضعيف تجاه العائله‪..‬‬
‫ال يُريد أن يرفض آلندرو أي طلب‪..‬‬

‫***‬
‫‪8:00 pm‬‬

‫تجلس كارمن بهدوء شاردة البال بعد أن خرجوا أغلبية رجالها بحثا ً عن رين في كُل مكان‪..‬‬
‫حتى دارسي لم يستطع البقاء وخرج بنفسه قائالً بأنه قد يعرف الى أين ذهبت‪..‬‬
‫بال ُمقابل طلبت من باتريك أن يهتم بأمر الرجالن والتحقيق حتى من الكاميرات القالئل‬
‫الموجوده بالداخل‪..‬‬
‫واآلن تجلس ُمسترخيه تتسائل ماذا يفعل فيكتور اآلن بالملف ؟‬
‫طلبت أن يتم حرقه حتى يرتاح الجميع ‪ ،‬تتمنى أال يقرر اإلحتفاظ به‪..‬‬
‫طرق الباب ودخل باتريك يقول‪ :‬أزعجتُك ؟‬ ‫ُ‬
‫أبعدت يدها عن راسها تقول‪ :‬كال‪..‬‬
‫تقدم يقول‪ :‬مابك ؟ تبدين ُمرهقه!‬
‫كارمن‪ :‬اليوم لم يكن بسيطا ً يا باتريك ‪ ،‬ماذا عنك ؟ إختفتَ دون أثر ولم تتصل بي حتى!‬
‫جلس باتريك على األريكة ال ُمقابله يقول‪ :‬أعتذر ‪ ،‬لقد كان ُهناك ماهو اهم ‪ ،‬لو علمتُ بأن‬
‫اليوم سيكون عصيبا ً عليك ألجلتُ عملي الى الغد‪..‬‬
‫هزت رأسها وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماذا حدث مع الرجالن ؟‬
‫تنهد وقال‪ُ :‬مصران على اإلنكار ‪ ،‬كُل واح ٍد منهما غادر مرةً الى دورة المياه فلذا يتهمان‬
‫بعضهما‪..‬‬
‫صداعها يزداد شيئا ً فشيئا!‬ ‫سخريه ولم تُعلق ف ُ‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫ت ُمتفرغةً اآلن ؟ أرغب بإطالعك على ٍ‬
‫أمر هام‪..‬‬ ‫باتريك‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هل أن ِ‬
‫عقدت حاجبها ونظرت الى ال ُمفكرة التي بين يديه وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماذا لديك ؟‬
‫باتريك‪ :‬تتذكرين حديثي عن ريكس ؟‬
‫تنهدت بملل تقول‪ :‬ليس ُمجددا ً ! انت من جهه وماثيو من جهه ! االستفزاز طبيعته لذا توقفوا‬
‫عن صنُع مشاكل ألجل هذا!‬
‫إبتسم باتريك يقول‪ :‬كُل شيء حوله غريب يا سيدتي ‪ ،‬يكفي بأن ال ُمغني الذي ظهر مع رين‬
‫بالصوره هو أخاه ! كُنتُ أشعر بوجود ِصله‪..‬‬
‫وضعت كارمن يدها على رأسها تقول‪ :‬ال ُمحقق باتريك ‪ ،‬هذا ما كان ينقُصني‪..‬‬
‫ضحك باتريك وقال‪ :‬هيّا سيدتي دعيني أُنهي حديثي فهو ليس محظ توقعات بل مدعومةً‬
‫باألدله‪..‬‬
‫عقدت حاجبها ونظرت إليه بشيء من اإلهتمام فإبتسم عندما إسترعى إنتباهها وقال‪ :‬أخبرتُك‬
‫بأن كُل شيء حوله ُمريب ‪ ،‬خاصةً بعد فشله في حماية البضائع التي كانت ستُرسل الى التاجر‬
‫الروسي ‪ ،‬وحتى بعد أن وعد بتدبر األمر لم يوفي بوعده ‪ ،‬ناهيك عن كوني إكتشفتُ بأن أخ‬
‫ثيو صديق لريكس ! من ُهنا بدأتُ أشك بكونه جاسوس لثيو داخل ُمنظمتنا ‪ ،‬وتأكدتُ ألنه كان‬
‫متواجدا ً في اليوم الذي ساعد فيها ريوك رين على الهرب ! أتتذكرين عندما شعرتُ بموجود‬
‫أمور غريبه بالمنظمه ؟ البد من وجود جاسوس فيها ! انه ريكس ! وأُراهن بأنه السبب ايضا ُ‬
‫في هروب رين هذا اليوم فالرجالن يتحدثان بطريق ٍة تبدو وكأنه ُمخطط لها‪..‬‬
‫ضاقت عينا كارمن لفتره قبل أن تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إنها إفتراضات منطقيه ولكن أين الدليل ؟‬
‫إبتسم وحرك ال ُمفكره يقول‪ُ :‬هنا‪..‬‬
‫عقدت حاجبها فأكمل‪ :‬تتبعتُ أخباره وعرفتُ بأنه سيُسافر لذا إستغليتُ األمر وذهبتُ الى منزله‬
‫ت قبل أن أجد مكانا ً سريا ً بالجدار ! و ُهناك عثرتُ على هذه ال ُمفكره‬ ‫وفتشتُه أنا ورجالي لساعا ٍ‬
‫المليئه بخطط ريكس ال ُمستقبليه‪..‬‬
‫أكمل بهدوء بعدها‪ :‬والتي أهمها هي تدمير هذه المنظمةً رأسا ً على عقب!‬
‫إتسعت عيناها من الصدمه وإعتدلت في جلستها ففتح المذكره على إحدى الصفحات وأراها‬
‫إياها يقول‪ :‬إبدأي بقراءة هذه الصفحات القليله‪..‬‬
‫ت‬ ‫أخذت ال ُمفكره وبدأت بقراءه المعلومات الخاصه عن المنظمه وعن المنتسبين إليها ومعلوما ٍ‬
‫عن كُل واحد فيهم‪..‬‬
‫هذا رج ٌل أحمق‪..‬‬
‫وهذا عالقته سيئه بالبقيه ولكنها جيده مع باتريك ألنه ينقل المعلومات إليه‪..‬‬
‫هذا رجل يُثير شكوك من حوله بأفعاله الغريبه‪..‬‬
‫وهذا يُثرثر عن كون كارمن تثق به فهي ال تطلب من أح ٍد ينظف سيارتها سواه هو!!‬
‫والكثير من المعلومات العامه كـ‪....‬‬
‫لدى كارمن منزل آخر غير الرئيسي هذا وتقضي ُمعظم وقتها فيه!‬
‫وعن عدد المخازن والغرف وعدد الرجال في المنظمه وعن مخارج المنزل العامه والخاصه‬
‫والكثيييييير!!‬
‫شهر أو شهرين!!‬ ‫ٍ‬ ‫ت ال يتم تجميعها في‬ ‫انها معلوما ٍ‬
‫األمر صادم للغايه!!!‬
‫تحدث باتريك يقول‪ :‬ووجدتُ أدلة تصويريه ل ُمحادثات خاصه وتهريبات بضائع واالتفاقات !!‬
‫لديه كُل شيء ‪ ،‬المعلومات واألدله وبحرك ٍة واحد يُمكنه تدمير المنظمه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬اتسائل لما لم يفعل هذا حتى اآلن ؟‬
‫رمت كارمن ال ُمفكره على الطاولة أمامها وبقيت عيناها ُمعلقتان بها بتفكير وهي تهمس‪ :‬لم‬
‫أتوقع هذا قط!‬
‫باتريك‪ :‬لم تكن شكوكي تجاهه من فراغ!‬
‫صمت قليالً ثُم قال‪ :‬سيدتي ‪ ،‬علينا قتله حاالً‪..‬‬
‫صدم وقال‪ :‬لما ؟!!!‬ ‫هزت رأسها نفيا ً ف ُ‬
‫نظرت إليت تقول‪ :‬األدلة كُلها معك صحيح ؟‬
‫باتريك‪ :‬أجل ‪ ،‬لم أترك أي شيء‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬جيد ‪ ،‬إحتفظ بها ‪ ،‬أحتاج ألن أُفكر باألمر أكثر‪..‬‬
‫باتريك‪ :‬ماذا ستفعلين ؟‬
‫كارمن‪ :‬ما دام كُل شيء معنا فال سبب يدعونا الى الخوف منه ‪ ،‬وعدني بأنه سيضع شركته‬
‫بين أيدينا ألجل الصفقة القادمه ‪ ،‬سأستغله أكبر إستغالل قبل التخلص منه‪..‬‬
‫باتريك بدهشه‪ :‬ولكن ماذا لو كان ينوي شيئا ً سيئا ً بوعده هذا ؟ ماذا لو أنه بنى خطةً قويةً‬
‫تجاهنا !!! سيدتي نحنُ لسنا بحاج ٍة الى شركته فنحنُ لم نسقط بسبب الصفقة الماضيه التي‬
‫فشلت ! ال زلنا أقوياء ! لنُدمره قبل أن يُدمرنا‪..‬‬
‫نظرت إليه كارمن بحده تقول‪ :‬من يُعطي األوامر ُهنا ؟‬
‫إنزعج أيما إنزعاج ‪ ،‬سيدته ال تُفكر بعقالنيه!!‬
‫تحدث يقول‪ :‬حسنا ً ما رأيُك لو نُعطي البروفيسور نُسخةً مما وجدناه ؟ تحسبا ً لو‪....‬‬
‫طرف فيها حتى البروفيسور‬ ‫ٍ‬ ‫قاطعته‪ُ :‬مشكلتي انا ومشكلة أحد رجالي ! ال أُحب أن يتدخل أي‬
‫نفسه!!‬
‫ال ! هذا غباء!‬
‫لن يجعلها تذهب الى الموت برجليها بسبب مبادئها ال ُمزعجه هذه!!‬
‫ال يُريد أن يتم تدمير كُل شيء فهو واثق بأن ريكس لم يتأني ولم يُقرر أن يضع شركته بين‬
‫أيدهم إال ألنه يملك سببا ً قويا ً لهذا!‪..‬‬
‫ماذا لو كان السبب هو ضربةً قاضيه للكُل ؟؟؟‬
‫لن يسمح بحدوث هذا‪..‬‬
‫نعم ‪ ،،‬قد تغضب كارمن قليالً ولكنه رقم واحد بالنسبة لها‪..‬‬
‫لن تقتله لهذا األمر‪..‬‬
‫ناهيك عن كونه سيرتفع مكانةً عند البروفيسور بسبب ما كشفه‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬ال تقلقي سيدتي ‪ ،‬دعي األمر لي ‪ ،‬سأعرف كيف أتصرف به‪..‬‬
‫أخذ ال ُمفكره وأكمل‪ :‬سأطلب من أحدهم أن يُحضر حبوبا ً من أجل رأسك ‪ ،‬عليك أن تأخذي‬
‫قسطا ً من الراحه‪..‬‬
‫دُهشت كارمن وقالت‪ :‬باتريك !!! كلمتي ُمطلقه!‬
‫إعتدل باتريك واقفا ً يقول‪ :‬نعم ال تقلقي ‪ ،‬إسترخي اآلن‪..‬‬
‫وإلتفت ُمغادرا ً و ُهنا علمت كارمن بأن باتريك خرج عن السيطره وأصبح ُمتعجرفا ً يضن بأنه‬
‫أذكى من الجميع!‬
‫لدرجة أنه يعصي أوامرها ضانا ً بأن هذا في مصلحة الجميع‪..‬‬
‫همست‪ :‬من تضن نفسك ! أنا من جعل لك شأنا ً ُهنا‪..‬‬
‫وبطريق ٍة بارده لم يتوقعها باتريك حتى فتحت درجها وأخرجت ُمسدسها الذهبي وأطلقت‬
‫رصاصةً إخترقت ظهره‪..‬‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه وهوى على األرض وبالكاد إلتفت من شدة األلم ليجد كارمن تقترب‬
‫منه حتى وقفت عند رأسه تماما ً تقول ببرود‪ :‬صنعتُ منك رجالً وجعلتُ لك مكانةً ُهنا لتُصبع‬
‫خاتما ً في أصبعي وليس لتتعجرف وتضن وفسك أذكى مني‪..‬‬
‫باتريك بعينين ُمتسعتان من شدك الصدمه قال ونفسه يتسارع‪ :‬سيدتي اسف !!! لم أعنيها !‬
‫أنا‪....‬‬
‫الرعب وهو يراها تُصوب فوهة ال ُمسدس الى وجهه تقول‪:‬‬ ‫إبتلع الكلمة في حلقه من شدة ُ‬
‫تأخرت ‪ ،‬لن أجعل شخصيا ً وضيعا ً مثلك يُفسد علي ُخطتي ‪ُ ،‬مت وسأجد رجالً آخر يُصبح‬
‫ذراعي األيمن ‪ ،‬هذا سهل‪..‬‬
‫وأطلقت الرصاصة الى رأسه ُمباشرةً فاتسعت عيناه من الصدمه ومات فورا ً قبل حتى ان‬
‫تخرج الصرخة من شفتيه‪..‬‬
‫طرق الباب فورا ً ودخل ثالث رجال بقلق يقولون‪ :‬سيدتي كارمن!!!‬ ‫إنحنت وإلتقطت ال ُمفكره ف ُ‬
‫توقفوا بصدمه وهم يرون ُجثة باتريك على األرض ومن ثُم نظروا الى سيدتهم التي تحمل‬
‫ال ُمسدس بين يديها‪..‬‬
‫أجابت على تساؤالتهم التي نطقتها أعينهم قائله‪ :‬هذا هو الخائن في ال ُمنظمه ‪ ،‬أرموه فال‬
‫يستحق أن يُكرم ويُدفن‪..‬‬
‫وبعدها ذهبت الى مكتبها فبدأوا يحملون جثته بصمت بينما جلست ببرود وإلتقطت هاتفها‬
‫تكتب فيه‪:‬‬
‫"استغرب طلبك في حماية ريكس من أي أذى ‪ ،‬على أية حال اضطررت لتسكيت أحدهم في‬
‫سبيل ذلك ‪ ،‬أنتَ مدين لي"‬
‫وارسلتها ُمباشرةً إليه‪..‬‬
‫الى من طلب هذا الطلب تلبية لرغبة أخاه‪..‬‬
‫إليه هو الذي رسم كُل الخطط ببراعة في الخفاء وجعلهم ينعمون باإلنتصار ال ُمزيف‪..‬‬
‫الى ثيو‪..‬‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 57‬‬

‫يجلس على الكُرسي بهدوء تام يُمسك بيده قهوة سريعة التحضير كان قد إشتراها قبل قليل من‬
‫إحدى آالت القهوة المنتشره في هذا المشفى‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وهمس بعدها‪ :‬ال بأس ‪ ،‬سيكون كُل شيء على ما يُرام‪..‬‬
‫إلتفت الى اليسار عندما شعر بأحدهم يقترب ووقف حالما رأى بأنه عمه آليكسندر‪..‬‬
‫توقف آليكسندر أمامه يقول بهدوء عكس القلق الكبير الذي بداخله‪ :‬كيف حاله اآلن ؟‬
‫تنهد آلبرت يقول‪ :‬يقولون بأن حالته اآلن ُمستقره‪....‬‬
‫توقف عن الحديث لثواني قبل أن يُكمل‪ :‬ولكنهم غير واثقين من ما إن كان سيصحو أو‬
‫سيستمر بغيبوبته هذه لفتر ٍة قد تمتد الى مماته‪..‬‬
‫إتسعت عينا آليكسندر من الصدمه فأكمل آلبرت‪ :‬ال بأس ‪ ،‬الطبيب ال ُمشرف على حالته ُمتفائل‬
‫فلقد أخبرني بأن نسبةً كبيره ممن في حالته يصحون بعد عدة أيام ‪ ..‬سيستيقظ فرانس ‪ ،‬هذا‬
‫مؤكد‪..‬‬
‫سحقا ً!‬
‫شد آليكسندر على أسنانه يقول‪ :‬كُل األطباء ُمتفائلين !!! ُ‬
‫أشاح بنظره قليالً بينما لم يجد آلبرت شيئا ً ليقوله فهو أيضا ً بداخله قلق وغير ُمتفائل بالمره!‬
‫فكلمة غيبوبة لوحدها كلمةً كبيره تعني بأن دماغه قد تضرر وقد يستمر هذا الضرر لسنوا ٍ‬
‫ت‬
‫عده!‬
‫فتح فمه وقال ما قاله له الطبيب‪ :‬ال بأس ‪ ،‬أخبرني بأن نسبة شفائه كبيره ‪ ،‬فرانس ال يزال‬
‫شابا ً قويا ً والشباب يُقاومون الغيبوبة أفضل من غيرهم ‪ ،‬ال شيء يستدعي للقلق ما دامت لم‬
‫تستمر ألكثر من ثالث أسابيع‪..‬‬
‫قالها يُقنع عمه ويُقنع نفسه في الوقت ذاته‪..‬‬
‫نظر آليكسندر إليه قليالً ثُم قال‪ :‬أخشى أن يحدث معه ما حدث لتلك الفتاة التي إعتنت فيها‬
‫جينيفر‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه ليُكمل آليكسندر‪ :‬فقد تضرر دماغها وسقطت في غيبوب ٍة السبوع تقريبا ً‬
‫ومن ثُم إستيقظت فاقده لذاكرتها‪..‬‬
‫صمت آلبرت قليالً ثُم قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬قال لي الطبيب هذا ‪ ،‬قال بأن األغلبيه يستيقضون من‬
‫غيبوبتهم فاقدي لذاكرتهم ‪ ،‬إما ذكريات الماضي أو ذكريات الوقت ما قبل الحادثه ‪ ،‬ولكنه‬
‫ليس من النوع ال ُمقلق ففقدانهم للذاكره لن يطول ألشهر عديده ‪ ،‬فقدان الذاكره لشهرين او‬
‫ثالثه ال بأس ما دام هو بصح ٍة جيده‪..‬‬
‫جلس آليكسندر بهدوء على الكُرسي يقول‪ :‬هل سمحوا لك بزيارته ؟‬
‫إستند آلبرت على الجدار ال ُمقابل يقول‪ :‬أخبروني أن أنتظر قليالً‪..‬‬
‫مد يده بكوب القهوة التي لم يشرب منها شيئا ً فهز آليكسندر رأسه نفيا ً قبل أن يسأل‪ :‬كيف‬
‫حدث هذا ؟‬
‫تنهد آلبرت ورشف القليل من قهوته قبل أن يقول‪ :‬صدقني ال أعلم وال أملك أي فِكر ٍة عن‬
‫سبب تواجده في ذلك المكان ُمكبل اليدين ! إنها تصرفات رجال عصابه وفرانس لم يكن يوما ً‬
‫جريئا ً لدرجة التشابك مع أحدهم!!‬
‫لم يُعلق آليكسندر وصمتا لفتره قبل أن يقول آليكسندر بهدوء‪ :‬لقد أخطأتَ عندما طلبتَ البحث‬
‫عنه من قِبل الشُرطه‪..‬‬
‫سبب لنا سابقا ً بفضيحةً في حفل ريكس فال داعي لتسليط المزيد من‬ ‫َ‬ ‫أجابه آلبرت‪ :‬أعلم ‪ ،‬لقد‬
‫األضواء على عالقتنا به ‪ ،‬ولكن كُل هذا لم يهمني بقدر سالمته ‪ ،‬سيُمكننا التعامل مع الناس‬
‫بعدها ال ُمهم أن يكون على ما يُرام‪..‬‬
‫هز آليكسندر رأسه هامساً‪ :‬يُسعدني كونك تُقدر الموقف‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬أفهم هذه األمور ‪ ،‬ولهذا أخبرتُك عنه اآلن كي تأتي ألجله ‪ ،‬فلو شمت الصحافه بعض‬
‫األخبار من الشُرطه فبالتأكيد هي تحوم حول هذا المكان ‪ ،‬رؤيتهم لك تأتي ُمسرعا ً ألجله‬
‫سيُبعد من رؤسهم شك كون عائلته هي من خططت لتتخلص منه بعدما فضحهم‪..‬‬
‫دُهش آليكسندر من قدرته على التفكير هكذا بينما هو ُمتعب بما فيه الكفاية من حالة أخاه!‬
‫آلبرت حقا ً شخص ُمثير لإلعجاب!‬
‫سأل آلبرت‪ :‬هل أخبرت جينيفر ؟‬
‫ً‬
‫هز آليكسندر رأسه نفيا ً فقال آلبرت‪ :‬جيد ‪ ،‬دعوهم ‪ ،‬إنها رحلة عائليه ُمناسبة لكي تتنفس‬
‫إليان قليالً قبل اإلمتحانات ‪ ،‬كُلنا نعرف كيف تكون وقت اإلمتحانات لذا ال نُريد أن نضغط عليها‬
‫أكثر‪..‬‬
‫آليكسندر بهدوء‪ :‬أجل ‪ ،‬قالها كين لي قبل خروجي‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه قليالً ثُم هز رأسه مانعا ً نفسه من التفكير في سبب قول كين لهذا‪..‬‬
‫فلقد إعتاد على كون كين ال يقل شيئا ً بدون سبب بداخله‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬ما إن عرفا أن فرانس بالمشفى حتى اصرا على القدوم‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬حسنا ً فعلت في عدم إحضارهم ‪ ،‬لم ينتهي فرانس من العالج بعد ووضعه غير ُمناسب‬
‫للزيارات اآلن‪..‬‬
‫أمر ُمختلف لينطق أخيرا ً آليكسندر قائالً بهدوء‪:‬‬ ‫وصمتا بعدها لفتر ٍة طويله يُفكر ُكالً منهما في ٍ‬
‫ربما كان هذا بسببي ! طرده من البيت لم يكن خيارا ً جيدا ً!!‬
‫نظر آلبرت الى عمه قليالً قبل أن يقول‪ :‬ليس خطأك ‪ ،‬أنتَ فعلتَ الصحيح بعقابه ليعرف خطأه‬
‫‪ ،‬هو من هرب كاألطفال‪..‬‬
‫آليكسندر بالنبرة الهادئه ذاتها‪ :‬ربما لو لم أقسو عليه لما حدث كُل هذا‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬يكفي ياعمي ‪ ،‬فرانس لطالما كان شخصا ً يفعل ما يُريده مهما كان ‪ ،‬صدقني ليس‬
‫خطأك!‬
‫لم يجد آليكسندر ما يقوله وبقي صامتا ً وصدره مليء بالذنب الشديد على فع ٍل لم يفعله بل كان‬
‫تبعات اوامره القاسيه‪..‬‬
‫لو حاول التحدث معه بهدوء!‬
‫لو فعلها لمر ٍة واحده على األقل‪...‬‬
‫ربما لم يكن ليصل الى مثل هذه الحالة السيئه‪..‬‬

‫***‬

‫‪11:30 pm‬‬

‫تجلس على مكتبها بهدوء تام وبين يديها ال ُمفكرة التي أعطاها باتريك تُقلب فيها وهي تزداد‬
‫دهشةً في كُل مره‪..‬‬
‫همست‪ :‬ال أُصدق أن ريكس جمع كُل هذا ! هل هو جاسوس لدى ثيو ولهذا طلب مني حمايته‬
‫؟ لما لم يُخبرني بشأنه ُمنذ البداية إذا ً ؟!‬
‫تنهدت وحينها فُتح الباب ودخل دارسي ُمندهشا ً فتنهدت ُمجددا ً وهي تُغلق ال ُمفكره بهدوء‬
‫قائله‪ :‬إن أردتَ الحديث بخصوص باتريك فدعني وشأني‪..‬‬
‫ت بالتأكيد غير واعيةً بفعلتك صحيح ؟‬ ‫تقدم منها يقول‪ :‬كارمن أن ِ‬
‫ظهر البرود في عينيها تقول‪ :‬ولما ؟ أوليس تابعا ً لي ؟ أليس من حقي ُمعاقبته إن أخطأ!‬
‫وقف دارسي أمام مكتبها يقول بإستنكار‪ :‬بقتله !! هكذا ؟!!‬
‫اشاحت بنظرها عنه تقول‪ :‬لطالما تسربت أُمور من ُمنظمتي ‪ ،‬أخرها هروب رين ‪ ،‬وبعد كُل‬
‫هذا أكتشف بأن الفاعل هو يدي اليُمنى ‪ ،‬هل من الطبيعي أن أصفح عنه ؟‬
‫دارسي‪ :‬ولكن باتريك عمل لسنوات طويلة معنا ‪ ...‬إنه‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬كُلما زادت ُمدة عمل الشخص زادت قوة عقوبته ! كونه يدي اليمنى لفتر ٍة طويله‬
‫تعني بأن أتخلص منه حاالً قبل حتى أن أُفكر بإستجوابه‪..‬‬
‫دارسي بعدم إستيعاب‪ :‬ال يُمكنني تصديقك!‬
‫كارمن ببرود‪ :‬لستُ ُمجبرة على إقناعك ‪ ،‬نادرا ً أنا ما أقتل األشخاص ‪ ،‬ولكن إن فعلتُها‬
‫فسأفعلها ُمباشرةً دون رحمه‪..‬‬
‫نظرت الى عينيه وأكملت‪ :‬أم تُريدني أن أحبسه إلستجوابه وأكتشف في األخير كونه يملك‬
‫عُمالء ُهنا وقاموا بتهريبه ! ماذا سأستفيد حينها ؟ كُلما كان الشخص قريبا ً منك تخلص منه‬
‫بأسرع وقت ‪ ،‬يكفيني وجع الرأس من موضوع سرقة الملف ال أُريد وجعا ً آخر ‪ُ ،‬منذ أشهر لم‬
‫أنعم براح ٍة نفسيه وعندما حدث هذا وأمسكنا بالملف يظهر باتريك في وجهي ؟ أرجوك هذا‬
‫ت أنا ُمقتنعةٌ فيها‪..‬‬‫يكفي ! ال تلمني على تصرفا ٍ‬
‫نظر دارسي إليها لفتره قبل أن يجلس على الكُرسي يقول‪ :‬كان بإمكانك على األقل سؤاله عن‬
‫مكان رين ‪ ،‬او عن هوية من هو جاسوس له‪..‬‬
‫لب وعنيد وبالتأكيد أنت تعرف هذا ‪ ،‬يستحيل ان‬ ‫ص ٌ‬
‫سخريه‪ :‬وكأنه سيُجيبني ! باتريك ُ‬
‫كارمن ب ُ‬
‫يتجاوب معي ‪ ،‬دعنا نختصر الطريق بقتله ‪ ،‬وأيضا ً من الواضح بأنه جاسوس لدى ثيو ‪ ،‬من‬
‫غير هذا ال ُمزعج يُالحقنا بكُل إستماته ؟!‬
‫هز دارسي رأسه بهدوء يقول‪ :‬البروفيسور علم عن تجاوزات ثيو ومن الغريب أنه لم يُصدر‬
‫أي أمر بشأنه‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬ال فكرة لدي عما يُفكر فيه ‪ ،‬ولكن إن تأخر أكثر فقد نجد نفسنا بالسجن فجأه ! على‬
‫أحدهم أن يطلب من البروفيسور اإلسراع!‬
‫تنهد دارسي ولم يُعلق على األمر إطالقا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪8 February‬‬
‫‪8:30 am‬‬

‫إستيقضت رين ُمبكرا ً منذ ساعتين تقريبا ً وهاهي اآلن أمام المرآة تنظر الى شكلها‪..‬‬
‫ال عمل لديها ‪ ،‬منذ األمس وهي بالشقة ولم تخرج منها وهذا أشعرها بالملل الشديد لدرجة‬
‫التفكير بأمور جنونيه‪..‬‬
‫كقص الشعر مثالً ؟‬
‫نظرت الى شكلها والمقص في يديها هامسه‪ :‬مللتُ وجهي ‪ ،‬ال بأس من تغير المظهر بين فتر ٍة‬
‫وأُخرى‪..‬‬
‫إبتسمت وهي تتذكر كارمن وقالت‪ :‬أعجبتني قصتها ‪ ،‬أُريد أن أبدو مثلها‪..‬‬
‫شعر أسود ‪ ،‬أتسائل إن كان سيبدو‬ ‫تنهدت بعدها وأكملت‪ :‬ولكني فتاةً شقراء وهي ذات ٍ‬
‫مظهري جيدا ً إن فعلتُها ؟‬
‫رفعت يدها بالمقص الى أطراف شعرها المبلول وبدأت تقصه بتهور ألكتافها وهي تهمس‪:‬‬
‫أتمنى بأن أكون بارعةً بالقص ‪ ،‬ال أُريد أن أمشي والكُل يهمس من وراء ظهري على مظهري‬
‫ال ُمضحك ‪ ،‬هيّا يا رين ‪ ،‬إفعليها جيدا ً!‪..‬‬
‫تساقطت خصالت شعرها على المغسلة شيئا ً فشيئا ً حتى توقفت يديها ونظرت الى مظهرها‬
‫األخير‪..‬‬
‫حاولت التركيز لترى ما إن كان طرف شعرها األيسر مسا ٍو للطرف األيمن أو ال‪..‬‬
‫إبتسمت برضى وهمست‪ :‬جيد ‪ ،‬جي ٌد جدا ً!‬
‫بدأت بالدوران أمام المرأة ُمتمألةٌ شعرها وهي تقول‪ :‬جميله ُرغم أني أستنكر هذا المظهر‬
‫الجديد ولكني سأعتاد عليه ‪ ،‬واااه أرغب حقا ً بالتباهي به أمام أحد‪..‬‬
‫خطرت في بالها فِكره‪..‬‬
‫ل ّمت بقايا شعرها بشك ٍل سريع وتخلصت منه لتجلس بعدها على األريكة تُحاول إلتقاط صورةً‬
‫شخصية جميلةً لها‪..‬‬
‫أعجبها ما صورته ففتحت ال ُمحادثات وأرسلتها الى ريكس قائله‪" :‬ما رأيُك ؟ هل تنصحني‬
‫بفتح صالون تجميل ؟"‬
‫أرسلتها وبعدها نظرت الى إسم ثيو قليالً وقررت إرسال الصورة إليه كاتبه "أبدو ُمختلفه‬
‫صحيح ؟ ال بأس إذا ً بالخروج من المنزل والتجول قليالً ما رأيك ؟ لن يتعرف علي أحد"‬
‫عقدت حاجبها عندما سمعت إسم إدريان فرفعت رأسها تنظر الى الشاشه لتجده برنامجا ً فنيا ً‬
‫عن "أكثر عشرة فنانين تداوالً لهذا الشهر‪" ..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬وااه إنه إدريان حقا ً!‬
‫رفعت الصوت تستمع الى صوت ال ُمقدمه وهي تتحدث عن إدريان الذي حل بالمركز الثامن‬
‫قائله‪ :‬إدريان فنان صاعد إزدادت شهرته بشك ٍل كبير عندما إنتشر الشهر الماضي أمر‬
‫مواعدته للجميلة كاتالين ‪ ،‬حسن المظهر كانت بدايته عبر مقاطع ُمصغر ٍة نشرها في‬
‫اإلنستغرام قبل سنوات ليبدأ ال ُمتابعون على صفحته بإزدياد وليأتي اليوم التي إنتشرت فيه‬
‫إحدى مقاطعه في برنامج على التلفاز ليبدأ ترسيمه الرسمي لدى مؤسسة ‪ WRPG‬الترفيهيه‬
‫ومن هنا يبدأ مشواره الفني اللطيف وحضي بشعبية جميله قبل أن يلمع نجمه فجأه الشهر‬
‫الماضي بعد مواعدته بكاتالين أحد أيقونات فرنسا الغنائيه‪..‬‬
‫أمالت رين شفتيها تقول‪ :‬كانت غلطة عمره أن يُعجب بفتا ٍة قبيحة كهذه‪..‬‬
‫همست ُمكملةً لنفسها‪ :‬هي بالفعل قبيحه ‪ ،‬ال أقولها ألني أشعر بالغيرة أو ما شابه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وهي تستمع الى كالم ُممثلة الصوت وهي تتحدث عن إشاعات إنفصالهما التي‬
‫لم تؤكد بعد مما جعلهما أكثر ثُنائي ُمتداول لهذا الشهر وختمت حديثها قائله‪ :‬لنتمنى أن تكون‬
‫إشاعات وليحضيا هذان الثُنائي الجميل بعالق ٍة طويله سعيده‪..‬‬
‫تنهدت رين وهمست‪ :‬بعد كُل هذه ال ُمقدمه عن كونه إشتهر بفضل كاتالين تقولين أتمنى لهما‬
‫حياةً سعيده ؟ أُشفق على إدريان ‪ ،‬ظهر بمظهر الشاب الذي يستغل المشاهير ألجل نفسه‪..‬‬
‫فجأه شعرت بأنها إشتاقت إليه‪..‬‬
‫متى كانت آخر مرةً شاهدتُه فيها ؟ أجل في تلك الليله حيث إنتشرت بعدها الشائعات‬
‫بخصوصهما‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬من الجيد أنهم لم يُفصلوا ببرنامجهم هذا أمر الشائعه بل إكتفوا بذكرها بشك ٍل‬
‫عابر ‪ ..‬ال أُريد أن يتعرض للتحقيق من قِبل ال ُمنظمة بسببي‪..‬‬
‫إهتز هاتفها ونظرت إليه فإبتسمت عندما رأت ريكس قد رد عليها ففتحت رسالته بحماس‬
‫لتجده قد أرسل إليها كلمة واحده‪..‬‬
‫"قبيحه"‬
‫بحرف مثالً وجعلها تبدو‬
‫ٍ‬ ‫فربما أخطأت بقرائتها أو أنه أخطأ‬‫رفعت حاجبها وتأملت الكلمة جيدا ً ُ‬
‫كشتم!‬
‫ٍ‬
‫ولكن ‪ ...‬كانت صحيحه‪..‬‬
‫مطت شفتيها بإنزعاج بالغ وردت عليه‪" :‬القبيح هو من يرى الكُل قُبحاء"‬
‫وأرسلتها وهي تعلم كم أن ُجملتها طفولية ونابعةً من غيرة وإنزعاج منه‪..‬‬
‫فتحت رسالة ثيو عندما وجدته قد رد عليها ليختفي إنزعاجها وتظهر اإلبتسامة على وجهها‬
‫وهي تقرأ ما كتبه‪:‬‬
‫"تبدين أجمل ‪ ،‬ولكن ال تخرجي حتى أُخبرك ‪ ،‬حافظي على سالمتك"‬
‫تنهدت تقول‪ :‬ياله من رجل محترم ‪ ،‬إنه الرجل المثالي ألي فتاة ‪ ،‬ليته لم يكن ُمتزوجا ً لكي‬
‫يتسنى لي إيقاعه بشباكي‪..‬‬
‫قبيحه!‬
‫دخلت كلمته الى رأسها وافسدت عليها مزاجها هامسه‪ :‬لستُ قبيحه ‪ ،‬اي شاب كان ليقع في‬
‫شباكي‪..‬‬
‫قبيحه!!‬
‫زاد إنزعاجها وخاصةً انها تسمع الكلمة بنبرة صوته البارده فوقفت وقررت الذهاب لإلستحمام‬
‫كي تنسى األمر‪..‬‬

‫من جه ٍة أُخرى أغلق ثيو هاتفه بعدما رد على رين وتفكيره مشغول بآندرو‪..‬‬
‫عرف بأنه وصل باألمس الى باريس وذهب الى منزل روانا حتى أنها إتصلت به تدعوه للغداء‬
‫هذا اليوم ولكنه رفض بحجة العمل‪..‬‬
‫ولكن عقله ال يزال مشغوالً بطلب آندرو‪..‬‬
‫لقد صدمه باألمس ‪ ،‬نعم هو يعرف أن ريكس عضوا بتلك المنظمة ولكن متى علم آندرو بهذا‬
‫؟‬
‫وما مقدار ما يعرفه ؟‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫همس لنفسه بهدوء‪ :‬البد من أنه طلب هذا الطلب بعدما عرف أني أحيك خطة ضدهم ‪ ..‬ال‬
‫يُريد أن يُصيبه الضرر ‪ ،‬حسنا ً من ناحيتي لم أكن ألهتم ولكن بما أنه طلبه‪....‬‬
‫صمت قليالً قبل أن يهمس‪ :‬ألهذا قرر زيارة روانا ؟ البد من أنه إكتشف األمر قريبا ً وقرر‬
‫زيارة روانا ليكف عن التفكير‪..‬‬
‫وعقد بعدها حاجبه يُفكر بجملة كارمن البارحه‪..‬‬
‫تخلصت من أحدهم كي ال يتضرر ريكس‪..‬‬
‫مانوع الضرر الذي كان قد يحدث لو لم تتدخل ؟‬
‫هو فرد منهم ‪ ،‬فكيف سيضرونه ؟‬
‫عليه أن يسأل كارمن في أقرب فرصةً عن هذا األمر‪..‬‬
‫فموضوع كون ريكس أصالً فردا ً منهم كان غريبا ً بالنسبة إليه‪..‬‬
‫تنهد وقرر إنهاء عمله هذا الصباح حتى يقبل دعوة روانا ويذهب معهم للغداء‪..‬‬
‫عليه أن يطمئن على أخاه‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:11 am‬‬

‫أوقف آلبرت سيارته أمام فيال آليس والتي أصبحت لريكس ونزل منها‪..‬‬
‫منذ األمس وعقله مشغول بالرجالن اللذان كانا ُهنا‪..‬‬
‫يتسائل عن هدفهما وعن هويتهما‪..‬‬
‫موضوع فرانس باألمس جعل عقله يغيب للحضات لدرجة أنه لم يُقاوم وسلم ال ُمذكره لهم قبل‬
‫أن يخرج ُمسرعا ً‪..‬‬
‫لو فكر برويةً قليالً لما أعطاهما إياها فعلى الرغم بأنه ال يفهم األمر إال أنه واثق من كون تلك‬
‫ال ُمفكره تُدين ريكس بشك ٍل من األشكال وذلكما الرجالن عدوان له‪..‬‬
‫فتح الباب ووجدته مفتوحا ً بالفعل ‪ ..‬بعدما إقتحما أولئك الرجالن منزله البارحه لم يعد الباب‬
‫مؤصدا ً‪..‬‬
‫عليه أن يُخبر ريكس أو يحضر شخصا ً ليُصلح الباب قبل أن يكتشف أحدهم األمر ويستغل‬
‫الفرصة لسرقة محتويات المنزل‪..‬‬
‫دخل ونظر ُمباشرةً الى حيث كانوا باألمس فوجد كُل شيء كما كان‪..‬‬
‫تقدم من الحائط ومد يده يتحسس الفُتحة الفارغة من كُل شيء تماما ً‪..‬‬
‫همس‪ :‬هل ما فقده ريكس بتلك األهميه ؟ يبدو كذلك ما دام أنه كان يُخبئه جيدا ً‪..‬‬
‫وضع يديه في جيب معطفه ودار بنظره في أنحاء المكان هامساً‪ :‬ال فائده من قدومي ‪ ،‬عل ّ‬
‫ي‬
‫على األقل إيجاد أحدهم ليؤمن الباب قبل ذهابي‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وإتجه الى الخارج ولكنه توقف عندما شاهد رجالً في ُمنتصف العمر ُمتأنقا ً في‬
‫مظهره يقف في الحديقة يتفحص السيارة والمنزل‪..‬‬
‫تقدم منه وما إن الحظه حتى قال بإبتسامة ُمهذبه‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه وتوقف أمامه هامسا ً في نفسه‪" :‬يتحدث األلمانيه" ؟‬
‫نظر الى الملفات التي يحملها بين يديه ثُم نظر إليه يقول بألمانيه ُمكسره فهو ال يُجيدها جيداً‪:‬‬
‫أهالً‪..‬‬
‫بإحترام بالغ‪ :‬هل ريكس آليكسندر بالداخل ؟‬ ‫ٍ‬ ‫سأل الرجل‬
‫هز آلبرت رأسه نفيا ً فتعجب األلماني قليالً ثُم إبتسم وقدم له بطاقته يقول‪ :‬عذرا ً ‪ ،‬هل يُمكنك‬
‫أن تُخبره عن قدومي ؟ ال أملك سوى رقم عمله وعنوان هذا المنزل ‪ ،‬لم نستطع التواصل معه‬
‫ب يحدث معه ؟‬ ‫وهو لم يأتي لموعد اللقاء ال ُمتفق ‪ ،‬هل من خط ٍ‬
‫أخذ آلبرت البطاقة يقول‪ :‬ال هو فقط في إجازه ‪ ،‬سأُخبره عن زيارتك‪..‬‬
‫ي بود وغادر بعدها فتنهد آلبرت ونظر الى البطاقة هامسا‪ :‬البد من أنه عميل أو‬ ‫إبتسم األلمان ّ‬
‫ما شابه‪..‬‬
‫عقد حاجبه وهو يقرأ عن عمل الرجل الطبي!‬
‫منذ متى كان لريكس عالقةً بالمجال الطبي ؟‬
‫لم يفعلها من قبل‪..‬‬
‫وفجأه جاء في ذاكرته جملة فرانس تلك!‬
‫عن كون ريكس يتناول أدويةً ممنوعه!!!‪...‬‬
‫دخل القلق الى صدره وأخرج هاتفه وبحث عن اسم الرجل عبر اإلنترنت ليجد رجالً ألماني من‬
‫ُمنشأه طبيه بسويسرا‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقرأ عن نوع هذه ال ُمنشأه لتتسع بعدها عينيه بصدم ٍة عارمه!!‬
‫هذا األمر لم يخطر بباله وال واحد بالميه!‬
‫إنه مجنون!‬
‫ريكس هذا مجنون بالكامل!!!‬
‫صدمته هذه لم تدع له مجاالً للتفكير أصالً فقد خرج من تطبيق قوقل وذهب الى قائمة اإلتصال‬
‫وإتصل بريكس ُمباشرةً ومالمحه تعلوها الصدمة والغضب ٍ‬
‫بآن واحد!‬
‫رد عليه ريكس يقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫آلبرت بعدم تصديق‪ :‬قل أنك تمزح يا ريكس ؟!!‬
‫عقد ريكس حاجبه قليالً قبل أن يسأل‪ :‬ماذا ُهناك ؟‬
‫آلبرت‪ :‬متى ستعود ؟ أُريد رؤيتك حاالً!‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬غدا ً‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ال يُمكنني اإلنتظار الى الغد ! أُريد ُمقابلتك اآلن ‪ ،‬أين أنت بالضبط فسآتي إليك إن لم‬
‫تستطع أنت القدوم‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬آلبرت أيا ً كان ما تُريد قوله فأنا لستُ متفرغا ً له اآلن ‪ ،‬لنتقابل غدا ً‪..‬‬
‫آلبرت بغضب‪ :‬أتمزح معي ريكس !! ال يُمكنني اإلنتظار ! عليك تفسير كُل شيء لي ! وصل‬
‫بك األمر ألن تتعاقد مع تلك ال ُمنشأه اللعينه من سويسرا !! لما ؟!!‬
‫إتسعت عينا ريكس بصدمه في حين إستوعب آلبرت كُل شيء وفهم سبب تصرفاته السابقة‬
‫كُلها‪..‬‬
‫ي قابلتُه في حياتي‬ ‫ب كبير قبل أن يهمس‪ :‬ريكس ‪ ،‬أنتَ أكثر شخص أنان ّ‬ ‫شد على أسنانه بغض ٍ‬
‫‪..‬‬
‫وأغلق الهاتف بعدها‪..‬‬

‫***‬
‫‪12:55 pm‬‬
‫‪-Paris-‬‬

‫ج منها مساء اليوم‪..‬‬ ‫يجلس لوكا بهدوء تام في زنزانة الحجز والتي أخيرا ً سيخر ُ‬
‫ت إمساكهم له وليس من وقت التحقيق لذا عليه أن يخرج‬ ‫لقد قالوا يومين ‪ ،‬سيحسب من وق ٍ‬
‫هذا الليل‪..‬‬
‫رفع نظره الى موريس النائم على رجل أحدهم والذي قضى وقته إما بالنوم أو بالتسلط على‬
‫المساجين‪..‬‬
‫نظر إليه لفتره وهو يُفكر بتتمة حديثه يوم أمس مع ثيو‪..‬‬

‫أغلق ثيو الهاتف بعدما حادث رين وإلتفت الى لوكا يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأُغادر اآلن‪..‬‬
‫وقف لوكا يقول‪ :‬لحضه ‪ ،‬أعطني عنوان رين أو رقمها على األقل‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬كما تُريد ‪ ،‬سأضعه مع هاتفك النقال لتستلمه عند خروجك من الحجز‪..‬‬
‫تذكر لوكا وقال‪ :‬لحضه ‪ ،‬أُريد خدمه‪..‬‬
‫عقد ثيو حاجبه فأكمل لوكا‪ :‬المنظمة تتربص بي عند خروجي من المركز غدا ً ‪ ،‬بما أنك من‬
‫الشُرطه فدبر لي هذا ‪ ،‬دعهم يتظاهرون أمام موريس بكوني خرجت قبله بينما ياخذوني الى‬
‫زنزانة أُخرى ‪ ،‬ال أُبالي ببقائي ُهناك لليلة أخرى ‪ ،‬أريدهم أن يضنوا بأني خرجت ويراقبون‬
‫المكان حتى يسأموا ويضننوني فلت من أيديهم ‪ ..‬حسنا ً ؟‬
‫صمت ثيو قليالً ثُم قال‪ :‬لك هذا‪..‬‬
‫**‬

‫تنهد لوكا وهمس‪ :‬ندمت ‪ ،‬أُريد الخروج بسرعه ‪ ،‬أُريد رؤية رين ‪ ،‬البد من أنها تُعاني وقتا ً‬
‫عصيبا ً!‬
‫نظر الى موريس قليالً ثُم قال‪ :‬هيه أنت‪..‬‬
‫لم يُجبه موريس فلقد كان ُمستغرقا ً في النوم‪..‬‬
‫مد لوكا رجله ورفسه بقوه فإستيقظ موريس فزعا ً وأمسك بسرعه بقميص الرجل الذي نام‬
‫على ِرجله يقول بغضب‪ :‬أتجرؤ يا هذا ؟!!!!‬
‫ق وجه الرجل من الخوف يقول‪ :‬لستُ أنا لستُ أنا‪....‬‬ ‫إزر ّ‬
‫قاطعه لوكا‪ :‬كان أنا‪..‬‬
‫شد موريس على أسنانه وترك الرجل بهدوء ملتفتا ً الى لوكا الذي كان يرمقه ببرو ٍد تام‪..‬‬
‫موريس‪ :‬ما رأيُك لو قتلتُك ُهنا ؟ سأضمن بأن ال أحد من هؤالء سيشهد علي وسنقول بأنك‬
‫ُمت ُمنتحرا ً لتنتهي من حياتك البائس ٍة هذه‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬حسنا ً ال أُبالي بالموت ولكن ليس على يد ُمجرم حقير مثلك‪..‬‬
‫موريس‪ :‬لألسف ‪ ،‬ستموت على يد ُمجرمين ‪ ،‬يالها من حيا ٍة بائسه وموتٌ بائس‪..‬‬
‫نظر لوكا إليه لفتره ثُم سأله‪ :‬لم أنتم مستميتون لقتلي ؟‬
‫موريس‪ :‬ولما ال نكون كذلك ؟‬
‫لوكا‪ :‬حسنا ً إكتشفتم كذبتي وأني ال أملك شيئا ً ‪ ،‬أتركوني وشأني وإنتهى األمر‪..‬‬
‫موريس‪ :‬لما أنت إذا ً ُمصر على اإلطاحة بنا ؟‬
‫لم يُجبه لوكا عندما فهم قصده فقال موريس‪ :‬لإلنتقام ألخيك ‪ ،‬أجل ‪ ،‬األمر ذاته معنا ‪ ،‬قتلتَ‬
‫الكثيرين منا وتستحق الموت‪..‬‬
‫سخريه وهو يُكمل‪ :‬يقول ال أُريد الموت على يد ُمجرمين ‪ ،‬وكأن‬ ‫ضحك بعدها نصف ضحكة ُ‬
‫يده لم تُلطخ بالدماء قط‪..‬‬
‫لم يُعلق لوكا وبقي ينظر إليه لفتر ٍة طويله قبل أن يقول‪ :‬أُخبرك بشيء ؟‬
‫نظر إليه موريس فأكمل لوكا‪ :‬منذ اليوم الذي وصل إلي خبر أن أخي مات مقتوالً إخترتُ أسوأ‬
‫طرق ‪ ،‬اإلنتقام بأي طريقه ألجعله يهنأ في قبره وبعدها ‪ ....‬أُعاقب نفسي على أفعالي ‪،‬‬ ‫ال ُ‬
‫فالقتلة كُلهم يستحقون العقاب ولن أستثني نفسي منهم‪..‬‬
‫دُهش موريس من رده وبقي يُحدق فيه لفتر ٍة طويله قبل أن يقول‪ :‬غريب ‪ ..‬ال أفه ُمك‪..‬‬
‫إبتسم لوكا يقول‪ :‬هذا طبيعي ‪ ،‬لقد ذهب نصف عقلك مع شعرك‪..‬‬
‫إنزعج موريس كثيرا ً فهاهو يسمع الجملة ذاتها مرةً أُخرى أولها من ثيو واآلن من هذا‬
‫ال ُمزعج‪..‬‬
‫رفع عينيه الى شعره وكُل ما يرغب به اآلن هو تمزيقه تماما ً فإبتسم لوكا يقول‪ :‬أعجبك‬
‫شعري الجميل ؟ هل تُريد أن تقتلعه كما كُنتَ تُهددني دائما ً ؟‬
‫موريس بإبتسامه‪ :‬نعم سأفعل وإن كُنتَ رجالً ال تصرخ كالعاده ُمناديا ً رجال الشُرطه‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬ماذا أفعل ؟ أنا جبان وال يُمكنني تركك تتنمر علي دون طلب ال ُمساعده‪..‬‬
‫موريس‪ :‬إذا ً إبلع لسانك‪..‬‬
‫ضحك لوكا ولم يُعلق على األمر ُمطلقا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:13 pm‬‬

‫توقفت سيارة األُجره أمام المنزل ونزل منها هذا الشاب الصغير ذا السادسة عشر من العمر‬
‫وقلبه ينبض بقوه من شدة التوتر‪..‬‬
‫ق عليه الفتة "للبيع! "‬ ‫دفع للسائق أُجرته ونظر الى المنزل الذي ُمعل ٌ‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً خائفا ً من هذه الخطوة التي أقدم عليها‪..‬‬
‫نوم عميق‪..‬‬‫على السفر من دون علم والدته التي تغط في ٍ‬
‫لقد أُضطر الى هذا!‬
‫عقله مليء بالتساؤالت ووالده وحده من يُمكنه اإلجابة على كُل تساؤالته هذه‪..‬‬
‫سيسأله فقط‪..‬‬
‫لن يطلب منه العودة والعيش معهم‪..‬‬
‫ُرغم أنه يحبه ولكنه قطعا ً لن يُسامحه‪..‬‬
‫فقط سيسأله‪..‬‬
‫تقدم من منزلهم القديم وهمس‪ :‬بالتأكيد لم يدخل إليه‪..‬‬
‫نظر بعدها الى يساره حيث تلك الفيال الكبيره‪..‬‬
‫فيال جينيفر!‬
‫تردد كثيرا ً والخوف الكبير يمأل قلبه ولكن عزمه على تنفيذ ما أتى إليه كان كبيرا ً لذا تقدم من‬
‫الفيال حتى وصل الى البوابه‪..‬‬
‫نظر الى الحارس الجديد ال ُمختلف تماما ً عن حارس البوابة العجوز السابق‪..‬‬
‫تردد قليالً قبل أن يقول‪ :‬لو سمحت‪..‬‬
‫نظر إليه هذا الرجل الذي يبدو في منتصف العمر يملؤ الشعر وجهه ولكن بطريق ٍة ُمرتب ٍة بعض‬
‫الشيء وقال‪ :‬ماذا ؟‬
‫سأله‪ :‬هل ‪ ...‬هل ريكارد بالداخل ؟‬
‫عقد الرجل حاجبه وقال‪ :‬ريكارد ؟‬
‫أجابه‪ُ :‬مدير أعمال جينيفر‪..‬‬
‫هز الرجل رأسه عندما عرفه وقال‪ :‬آه اجل عرفته ‪ ،‬كال بالتأكيد لن يكون بالداخل‪..‬‬
‫تردد هذا الشاب الذي لم يكن سوى مارك وقال‪ :‬هل ‪ ،‬تعرف مكان عمله أو منزله ؟‬
‫هز الرجل رأسه نفيا ً فشعر مارك بإحباطٍ كبير وكأن قدومه الجريء هذا لم يأتي بأي هدف!!‬
‫تذكر رين ‪ ،‬او باألحرى آليس فهو لم يعرفها سوى بهذا اإلسم‪..‬‬
‫إكتشف أنها ذات الفتاة في الصوره ‪ ،‬البد من أنها تعرف شيئا ً‪..‬‬
‫سأله‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هل آليس بالداخل ؟‬
‫الرجل‪ :‬آليس ؟ من تكون هذه ؟‬
‫أخرج مارك الصورة التي كانت لرين في طفولتها مع آليس والتي ُحرق ُمعظم وجهها وقال‪ :‬ال‬
‫أملك صورةً حالية لها ‪ ،‬ولكنها ذات الطفله ‪ ،‬لم يتغير وجهها كثيرا ً ‪ ،‬هل شاهدتها ؟‬
‫نظر الرجل الى الصورة قليالً لتتسع عينيه بدهشه وهو يرى القالدة بين يديها ثُم رفع رأسه‬
‫الى مارك الذي فرح من صدمته وقال‪ :‬عرفتها ؟!‬
‫سكان المنزل ‪ ،‬وال‬ ‫تردد الرجل بعدها ليقول‪ :‬كال ‪ ،‬أنا حارس جديد ُهنا ولم أُقابل الكثير من ُ‬
‫أضنني قد رأيتُ فتاةً شقراء أصالً سوى السيدة وإبنتها إليان‪..‬‬
‫تنهد مارك بيأس وقال‪ :‬شُكرا ً لك يا عم‪..‬‬
‫وإلتفت ُمبتعدا ً بهدوء يُفكر فيماذا يُمكنه أن يفعل اآلن!‬
‫والده ليس ُهنا وآليس كذلك!‬
‫ال يُمكنه إنتظارهم فما إن تكتشف والدته إختفائه حتى تتبعه الى ُهنا وتُعيده بالقوه‪..‬‬
‫ماذا يفعل ؟‬

‫في حين بقي الرجل عاقد الحاجبين ُمفكرا ً في الصورة هذه وبصور ٍة سابقه رأها من قبل‪..‬‬
‫همس‪ :‬إنها ُمتطابقه ‪ ،‬أجل إنها ُمتطابقه تماما ً‪..‬‬
‫أخرج هاتفه عندما تأكد من هذا وكتب رسال ٍة صغيره‪..‬‬
‫ب ُمراهق وقد كان يسأل عن الفتاة الشقراء التي تحمل‬ ‫"رأيتُ ذات القالدة في صور ٍة برفقة شا ٍ‬
‫الصورة والتي قال بأن إسمها آليس ‪ ،‬ماذا أفعل سيدي ؟"‬
‫وبعدها أرسلها‪..‬‬
‫الى البروفيسور‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:34 pm‬‬

‫أنهى دوامه الرسمي منذ نصف ساع ٍة تقريبا ً‪..‬‬


‫ي‬
‫يجلس على المكتب يُراجع الملف األخير وهو يرتدي البالطو األبيض زيه الرسمي بعمله الطب ّ‬
‫هذا‪..‬‬
‫تنهد ووقف بعدها حاشرا ً الملف بين مجموعة ملفات بالدرج وأغلق عليها ال ُمفتاح جيدا ً قبل‬
‫أن ينزع البالطو ويُعلقه على الشماع ِة السوداء الكبيره‪..‬‬
‫أخذ معطفه وغادر المكتب ومن ثُم خرج من جناح عيادته بأكمله بعدما اطفأ األنوار وأغلق‬
‫الباب بال ُمفتاح جيدا ً‪..‬‬
‫مشى بعدها بهذا الممر الطويل الشبه ُمظلم قبل أن يصل الى باب الخروج الى مواقف‬
‫السيارات‪..‬‬
‫هذا هو مكان عمله ‪ ،‬عيادات خاصة ذات دوامين رسميين‪..‬‬
‫الصباح من التاسعه وحتى الواحده ظهرا ً وبعدها يُغلق كُل شيء ليُعاودون الفتح الساعه‬
‫الخامسه عصرا ً وحتى العاشره‪..‬‬
‫ركب سيارته وحركها خارجا ً من المواقف األرضيه ومتجها ً الى منزله لينال قسطا ً من الراحه‬
‫‪..‬‬
‫وهو‪..‬‬
‫هذا الشاب قصير القامه‪..‬‬
‫ال ُمراهق بتعبير أدق!‬
‫حيث كان بابه‬‫ُ‬ ‫خرج من خلف إحدى السيارات وإتجه ُمباشرةً الى مدخل مركز العيادات‬
‫أوتوماتيكيا ً يُفتح تلقائيا ً عند دخول أي أحد‪..‬‬
‫حاول اإلختباء من أعين حارس األمن الذي يجلس بالقرب من الباب والذي وقف فور ما إن‬
‫الحظ فتح الباب ليتنهد وهو يرى قطةً تحوم حول المكان‪..‬‬
‫طردها الى الخارج بعيدا ً وعاود الجلوس على مقعده يُتابع ُمبارا ٍة بين فريقي باريس سان‬
‫جيرمان النسائي واولمبيك ليون‪..‬‬
‫تنهد هذا ال ُمراهق براحه ودخل عابرا ً الممر شبه ال ُمظلم حتى وصل الى باب بجواره الفتة‬
‫مكتوب عليها‬
‫ٌ‬ ‫كبيره‬
‫"‪"D.JAN‬‬
‫أمسك بمقبض الباب وحاول فتحه‪..‬‬
‫طرق فتح األبواب ال ُمغلقه‪..‬‬ ‫تنهد وجلس على ُركبتيه يُحاول تنفيذ ما تعلمه من االنترنت عن ُ‬
‫إبتسم عندما إستطاع فعلها بعد دقائق ليست قليله‪..‬‬
‫دخل ُمغلقا ً الباب خلفه وأنار نورا ً صغيرا ً كيال يتضح ضوءه من الخارج‪..‬‬
‫حيث مكتب اإلستقبال وكراسي اإلنتظار ومداخل الى مكتب خاص‬ ‫ُ‬ ‫جال بنظره في أنحاء المكان‬
‫ب إستشاري وغرفة دورة مياه‪..‬‬ ‫ومكت ٍ‬
‫إتجه الى المكتب الخاص ودخله ُمضيئا ً المكان‪..‬‬
‫جدار كامل للغرفه والى البالطو‬ ‫ٍ‬ ‫ب كبير مليء بالملفات يمتد على‬ ‫نظر الى المكتب والى دوال ٍ‬
‫ال ُمعلق بالقرب منها‪..‬‬
‫بدأ يشعر بالتوتر والخوف من خطوة الجريئة هذه‪..‬‬
‫ولكنه ال يُمكنه البقاء صامتا ً أكثر!‬
‫عليه أن يجد دليالً يدعم كالمه عندما يتحدث‪..‬‬
‫إنها إمرأةٌ شريره‪..‬‬
‫أذت الكثير أولهم إبنها آيدن ومن ثُم ريكس‪..‬‬
‫لن يصمت بعدما بدأت تُهدد حياته هو أيضا ً!‬
‫إنها حتى ال تكف عن إيذاء أخوته الكبار‪..‬‬
‫حرباء مثلها البد من أن تنتهي‪..‬‬
‫وهو سيُنهيها بكُل تأكيد‪..‬‬
‫وبدأ يُفتش بالمكان وعلى المكتب هاتف الدكتور جان الذي كان قد نسيه‪..‬‬
‫والذي بالتأكيد سيحضر في أي لحض ٍة إلسترجاعه‪..‬‬
‫وسيحدث حينها ماال يُحمد عُقباه!‬

‫‪End‬‬
‫لسالمتكم اتمنى تجهزوا حبوب الضغط للبارت القادم ألنه حيستفزكم كثير‬
‫وشُكرا ً‬

‫‪Part 58‬‬

‫"كل الوسائل التي كانت ستجعل اإلنسانية أخالقية قد كانت حتى اآلن ال أخالقية للغاية"‬
‫‪-‬فريدريك نيتشه‪-‬‬

‫جلس كين على كُرسي الجلد ال ُمريح وهو يتصفح بهدوء إحدى الملفات ويقرأ ُمحتوياتها‪..‬‬
‫كان هادئا ً للغايه و ُمطمئن لكونه يملك على األقل ساعتين قبل أن يبدأ أي أحد بالقدوم‪..‬‬
‫سيبحث بهدوء حتى ال يُفوت أي أمر ُمهم بسبب اإلستعجال‪..‬‬
‫لفتَ نظره الهاتف المحمول على المكتب ‪ ،‬ولكنه لم يشك بكونه قد نسيه‪..‬‬
‫لثوان‬
‫ٍ‬ ‫ُربما كان هاتفا ً آخر ! فال أحد اآلن في هذا الزمان قد يترك الهاتف من يده حتى ولو‬
‫فكيف بنسيانه في مقر العمل ؟‬
‫وحتى ولو كان ُهناك نسبةً ضئيله بكونه قد نسيه فالبد من أنه يملك محموالً آخر فكُل الدكاترة‬
‫هكذا حتى جان نفسه لطالما رأى بيده هاتفا ً من نوع األندرويد ُمختلف عن هاتف االيفون هذا‬
‫!‬
‫ت قليله‪..‬‬‫لذا البد من أنه تُرك ُهنا لحين موعد عمله القادم بعد ساعا ٍ‬
‫هو حقا ً يأخذ كُل شيء بهدوء تام ‪ ،‬فالحذر الشديد لن يُسبب سوى التشتيت وعدم القدرة على‬
‫البحث جيدا ً‪..‬‬
‫يقرأ الملف بتركيز شديد بعدما خلع درج المكتب ال ُمؤصد بالقفل تاركا ً كُل الملفات الباقية على‬
‫أرفف الدوالب الكبير ‪ ،‬فهو على ثقة بأن ما ُخبئ في األدراج هي ُمراده‪..‬‬
‫وكانت ثقته في محلها‪..‬‬
‫عيناه تُمشطان السطور تمشيطا ً وهي تتسع بدهشة من كمية المعلومات الجديدة التي بعضها‬
‫تؤكد شكوكه السابقه وبعضها جدي ٌد عليه بالكامل‪..‬‬
‫ُمركزا ً للغايه لدرجة عدم إحساسه ال بالوقت وال بأي صوت‪..‬‬
‫حتى يكاد يفقد القدرة على اإلحساس بمن حوله فلقد فُتح الباب ودخل الدكتور بهدوء وهو لم‬
‫يشعر به حتى!‬
‫تعلقت عينا الدكتور جان به بدهشة!‬
‫لقد عرف عن كون أحدهم إقتحم عيادته عندما رأى قفل الباب الخارجي فُتح دون ُمفتاح ولكن‬
‫أن يكون كين من بين الجميع ؟‬
‫هذا الشقي الصغير ! لطالما تحدثت جينيفر عنه وعن فضوله!‬
‫ألم يعرف بأن الفضول قد قتل قطة ؟‬
‫غمرة‬ ‫أغلق باب المكتب بهدوء وإتكأ على الجدار كاتفا ً يديه الى صدره ينظر إليه وهو في ُ‬
‫تركيزه التام‪..‬‬
‫إرادي الى األعلى وكأن عقله الباطني قد تنبه‬ ‫ّ‬ ‫دقيقتين مرت قبل أن يرفع كين عينيه بشك ٍل ال‬
‫بوجود من يقف منذ فترة يُراقبه‪..‬‬
‫إتسعت عيناه من الدهشة عندما وقعت على الرجل صاحب هذه العياده‪..‬‬
‫على الدكتور جان بنفسه!‬
‫هذا مالم يحسب حسابه‪...‬‬
‫البد من أنه الهاتف اللعين!!‬
‫لم يُعره إهتماما ً ألنه من داخله يعلم بأن اليوم هو اليوم ال ُمناسب ليبحث خلفه ‪ ،‬لم يكن يُريد أن‬
‫يوم آخر‬
‫يشعر بالخطر ويرحل فهو إن لم يفعلها اليوم وجينيفر ُمسافره فلن يستطيع فعلها في ٍ‬
‫فهذان لطالما كانا يجتمعان في العيادة عندما تكون ُمغلقه‪..‬‬
‫لقد كان اليوم المثالي!‬
‫لما اصبح إذا ً كُل شيء ضده وظهر في وجهه فجأه ؟!!‬
‫سحقا ً لهذا الهاتف!‬‫ُ‬
‫ُ‬
‫إبتسم الدكتور جان يقول‪ :‬أهالً كين ‪ ،‬كان عليك إخباري بقدومك كي أضيّفك جيدا ً!‬
‫إبتسم كين يقول‪ :‬أهالً دُكتور ‪ ،‬أعتذر لقدومي ُمبكرا ً ‪ ،‬قررتُ قتل الوقت بالقراءة حتى يحين‬
‫الموعد المسائي لفتح العيادة‪..‬‬
‫بقيت اإلبتسامة على شفتي الدكتور لفترة ثُم قال‪ :‬هل تُحب الفن اإلنجليزي ؟‬
‫لم يُجبه كين فهو لم يعرف هدفه من السؤال حتى‪..‬‬
‫تقدم الدكتور يقول‪ :‬أمثلتهم رائعه ‪ ،‬كمثل يُقولون فيه "الفضول قتل القطة" ! أال يُشبه هذا‬
‫موقفك ؟‬
‫وقف أمامه تماما ً قبل أن يُمسك بشعره بشك ٍل ُمفاجئ ليضرب برأسه المكتب ويُثبته عليه حيث‬
‫وجهه يُقابله تماما ً‪..‬‬
‫شد كين على أسنانه في حين إنحنى الدكتور ليقترب منه أكثر وهو يهمس‪ :‬أنت تعرف الكثير‬
‫بالفعل فلما ال تتوقف عن فضولك هذا ؟ ألم تسمع بالمثل اإلنجليزي اآلخر الذي يقول "من‬
‫طمع بالفوز بكُل شيء خسر كُل شيء" ؟!‬
‫أمسك كين بيده التي ال زالت تشد شعره وتُثبته على سطح المكتب وإبتسم ُرغم ألمه يقول‪ :‬لما‬
‫درستَ الطب إن كُنتَ تعشق األدب اإلنجليزي الى هذا الحد ؟‬
‫إبتسم الدكتور جان يقول‪ :‬كم أعشق تدمير طويلوا اللسان أصحاب النظرات الجريئة أمثالك!‬
‫ضاقت عينا كين وهو يعي حجم ال ُمشكلة التي أدخل نفسه فيها‪..‬‬
‫ماذا يفعل ؟ التوسل بالتأكيد لن يُجدي نفعا ً ناهيك عن كونها ليست من مبادئه!‬
‫ال بأس ‪ُ ،‬رغم أنه قرأ عن بشاعة ما يفعله هو وجينيفر إال أنه لن يتمادى‪..‬‬
‫الدكتور ليس أحمقا ً ليُعرض نفسه لمشاكل مع العائله‪..‬‬
‫أجل ‪ ،‬بالتأكيد سيتركه يرحل بعد بضع كلمات تهديد‪..‬‬
‫األمر بسيط‪..‬‬
‫أو‪....‬‬
‫هذا ما يُحاول إقناع نفسه به‪..‬‬
‫فنظرات الدكتور جان كانت تقول عكس ذلك تماما ً‪..‬‬
‫تحدث كين يقول بهدوء‪ :‬ليس وكأني سأقبل أن أكون فأرا ً لك كما قبل ريكس بذلك‪..‬‬
‫بقيت اإلبتسامة على شفتي الدكتور لفتر ٍة قبل أن يقول‪ :‬وهل تضن بأن ريكس قبل بهذا‬
‫طواعيه ؟‬
‫إبتسم كين يقول‪ :‬ماذا ؟ دسستُم له سمومكم في طعامه!‬
‫إزدادت إبتسامة الدكتور جان يقول‪ :‬أوه هل إكتشفتَ أمر عصير البُرتقال ؟ وأمر قطع‬
‫الشوكوال أيضا ً ؟‬
‫أتسعت عينا كين بصدمه!‬
‫قطع الشوكوال ؟!!! هل دسوا سمومهم فيها أيضا ً ؟!‬
‫إنفجر الدكتور ضحكا ً وترك كين وهو يتجه الى إحدى األرفف يقول‪ :‬ماهذا ! لم تكتشف ؟! كان‬
‫ريكس أذكى منك فلقد إكتشف كُل شيء ُمبكرا ً ‪ ،‬لم تكن بقدر ذكائه لألسف‪..‬‬
‫كرتون صغير على‬ ‫ٍ‬ ‫ت طبية من‬ ‫إعتدل كين واقفا ً يشد على أسنانه وهو يرى الدكتور يأخذ قفازا ٍ‬
‫قدر كبير من الفطنه ‪،‬‬ ‫سطح أحد األرفف وهو يُكمل‪ :‬لم يكن فضوليا ً بقدرك ولكنه كان على ٍ‬
‫كان يفهم كُل ما يُقال وكُل ما يحدث ‪ ،‬كان مصدر قلق كبير لجينيفر ‪ ،‬من الجيد أنها حرصت‬
‫على إبقائه تحت يديها منذ طفولته ! دمرته نفسيا ً وهاهي اآلن تُدمره جسديا ً‪..‬‬
‫إرتدى القفازات في يديه ومن ثُم أخرج هاتفه اآلخر يُرسل رسالةً الى أحدهم في حين أدخل‬
‫كين يده في جيب بنطاله بهدوء حيث هاتفه فلقد أصبح يعلم قدر الخطر الذي هو فيه‪..‬‬
‫عقد حاجبه فوصله صوت الدكتور جان يقول‪ :‬هاتفك ؟ أخذتُه سابقا ً‪..‬‬
‫صدم كين من كالمه فأكمل الدكتور بعدما أرسل رسالته وأغلق هاتفه‪ :‬ال مجال للهرب ‪ ،‬دعنا‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نُدردش قليالً فأنا أحب أن أطلع ضحاياي على أفكاري وال ُمستقبل الذي أنشئه عبر التضحية‬‫ُ‬
‫بهم‪..‬‬
‫شد كين على أسنانه هامساً‪ُ :‬مستقبل ؟! ُهراء!‬
‫ت ُمباح في سبيل البشرية يا كين‪..‬‬ ‫إبتسم الدكتور ونظر الى وجهه الحاقد يقول‪ :‬كُل مو ٍ‬
‫زاد قلق كين من الداخل فكلمات الدكتور خطيرة للغايه وال تُنبئ بخير بتاتا ً!‬

‫***‬

‫‪2:01 pm‬‬
‫‪-‬سينت دي‪-‬‬

‫الجو بارد والسماء صافيه خاليه من الغيوم ومن الشمس أيضا ً‪..‬‬
‫كان ينظر اليها وهو يتسائل أين قد تختفي الشمس إن لم يكن ُهناك أي غيوم ؟‬
‫تنهد ونظر الى خالته ووالدته حيث كانتا أمام شاش ٍة كبيرة فيها أسماء ومواعيد األفالم لهذا‬
‫اليوم‪..‬‬
‫حقا ً ؟ فيلم مع العائله ؟‬
‫خالته هذه عجيبه!‬
‫حيث ريكس الذي كان‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث كان يقف على الباب سابقا ً لينظر الى يساره‬ ‫تقدم ودخل الى الداخل‬
‫يقف بهدوء ُمتكئ على إحدى أعمدة ديكور المكان وهاتفه النقال بين يديه ويبدو ُمركزا ً فيه‬
‫للغايه‪..‬‬
‫عيناه تكادان تخترقان الهاتف من شدة التركيز ‪ ،‬في ماذا هو مشغول ؟‬
‫تجاهله وتقدم من إليان التي تجلس على إحدى الكراسي وهاتفها بين يديها ‪ ،‬جلس بجانبها‬
‫يُعلق‪ :‬خالتي تضُننا ال نزال ِصغارا ً ‪ ،‬باألمس ذهبت بنا الى البُرج لنُلقي نظرةً الى معالم المدينة‬
‫ومن ثُم الى محل القطارات الصغيره ألجل أن نلتقط صورا ً لعوالم ال ُمدن ال ُمصغرة واليوم الى‬
‫دير قديم تحكي لنا عن تُراثه واآلن تُريحنا ب ُمشاهدة فيلم بالسينما!‬ ‫ٌ‬
‫نظر إليها ُمكمالً‪ :‬إنها حتى تتحدث عن رحل ٍة نقطع فيها الغابة مشيا ً من أجل أن نصل باألخير‬
‫حيث تتواجد ُهناك الكثير من المعالم التاريخيه ! وااه يا‬ ‫ُ‬ ‫الى منطق ٍة عالية نرى فيها الوادي‬
‫خالتي إنها تُعاملنا ُمعاملة السيُاح‪..‬‬
‫إليان ببرود‪ :‬قُل لها هذا الكالم‪..‬‬
‫تنهد إدريان يقول‪ :‬كُلما أردتُ إخبارها بهذا وجدتُ الحماسة الكبيرة في عينيها تجعلني أتراجع‬
‫‪..‬‬
‫صمت قليالً ثُم قال ُمتسائالً‪ :‬هل هي تقوم بتمشيتنا أو تمشية نفسها ؟‬
‫ضحك بعدها قليالً قبل أن ينظر الى هاتف إليان ليرى فيماذا هي مشغولة عنه‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه وسحب هاتفها يقول بإستنكار‪ :‬بجدية إيلي !! تدرسين ؟!!‬
‫قطبت حاجبيها بإنزعاج تقول‪ :‬هيّا إد ! أعد هاتفي ‪ ،‬إني فقط أفعلها في وقت اإلستراحات لذا‬
‫‪...‬‬
‫قاطعها ُمغلقا ً هاتفها يضعه في جيب معطفه يقول‪ :‬إنسي‪..‬‬
‫دُهشت وقالت‪ :‬إد ال تتصرف بلؤم!‬
‫إبتسم ووقف ُمبتعدا ً عنها الى خالته ووالدته ليُعطي رأيه في نوع الفيلم قبل أن يورطوهم بفيلم‬
‫من السبعينيات!‪..‬‬
‫سحقا ً‪..‬‬‫مطت إليان شفتيها بإنزعاج هامسه‪ُ :‬‬
‫أشاحت بنظره بعيدا ً عنهم ليقع على ريكس الذي كان يُعاين هاتفه بإهتمام شديد‪..‬‬
‫تذكرت صباح اليوم عندما أتته ُمكالمةً من آلبرت ‪ ،‬لقد أظهر حينها تعابير الصدمة وبقي‬
‫وجهه بعدها مخطوفا ً بالكامل لفتر ٍة طويلة‪..‬‬
‫تتسائل ما سبب ذلك يا تُرى ؟‬
‫"تتسائل" ؟‬
‫أشاحت بنظرها عنه بضيق‪..‬‬
‫في السابق لم تكن بحاجة ألن تتسائل ‪ ،‬كانت فقط تتقدم منه وتسأله عما به‪..‬‬
‫ولكن ‪ ،‬األمر أصبح صعبا ً اآلن‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما رأت إدريان يبتعد عن والدته وهو يتظاهر بالنظر الى هاتفه بينما يقترب‬
‫شيئا ً فشيئا ً من خلف ريكس وكأنه يُريد معرفة ما الذي يشغله بالهاتف طوال فترة خروجهم‬
‫من المنزل‪..‬‬
‫ي أحمق ! أتمنى أال يُالحظه ريكس حتى ال يكون األمر‬ ‫إبتسمت ُرغما ً عنها تهمس‪ :‬فضول ّ‬
‫ُمحرجا ً‪..‬‬
‫قالت أتمنى فهي تعرف ريكس جيدا ً ‪ ،‬حرك ٍة غبية كهذه سيُالحظها من دون أدنى شك!‬
‫راقبت ريكس لتتعجب من كونه لم يُالحظ إدريان بل كان قاطب الحاجبين بإنزعاج شديد وهو‬
‫يضغط األزرار في هاتفه وكأنه يتشاجر مع أحدهم!‬
‫حقا ً هي تُريد أن تعرف ما الذي يشغل باله!‬
‫البد من أن ُمكالمة آلبرت هي السبب‪..‬‬
‫ماذا قال له ليُصبح ريكس بهذه الحدة والعصبيه ؟‬
‫في حين تظاهر إدريان بالوقوف في طابور لشراء الفُشار بينما يقترب قليالً من خلف ريكس‬
‫حتى أصبح هاتفه في مرمى نظره‪..‬‬
‫فهو أيضا ً قد الحظ تغير ريكس من بعد ُمكالمة آلبرت‪..‬‬
‫هو أيضا ً يشعر بفضول كبير لمعرفة السبب‪..‬‬
‫سرع ٍة قبل أن يُالحظه ريكس وبدأ باإلبتعاد قليالً حتى‬ ‫إتسعت عيناه بصدمة وأشاح بنظره ب ُ‬
‫جلس على كُرسي بالقُرب من إليان التي الحظت صدمته‪..‬‬
‫وقفت لتتقدم وتجلس بجواره تسأل‪ :‬مابك ؟‬
‫نظر إليها قليالً قبل أن يهمس‪ :‬لن تُخبري أحدا ً ؟‬
‫زاد قلقها تقول‪ :‬كال‪..‬‬
‫رمى إدريان نظرةً سريع ٍة الى ريكس قبل أن يقول‪ُ :‬هناك خطب يحدث معه من دون أدنى شك‬
‫‪ ،‬هو لم يعد ريكس القديم بتاتا ً‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫أدار بجسده الى جهتها يقول‪ :‬في آخر سنة بالضبط أشعر وكأنه إنقلب تماما ً ‪ ،‬بدأتُ اآلن أشك‬
‫بصدق كالم فرانس في آخر حفل ٍة حدثت‪..‬‬
‫حيث قالت‪ :‬فرانس يكذب يا إيدي !! هو‬ ‫ُ‬ ‫عضت على شفتيها وبداخلها غضب ال تعرف سببه‬
‫‪...‬‬
‫ت ُمتسرعه ؟‬ ‫قاطعها‪ :‬وهل قُلتُ عكس ذلك ! ُمنذ متى وأن ِ‬
‫أشاحت بنظراتها قليالً قبل أن تنظر إليه وتقول‪ :‬ماذا قصدتَ إذا ً ؟‬
‫إدريان‪ :‬أصدقك القول ‪ ،‬سألتُ ريكس بنفسي في تلك الليلة عما إن كان ماقاله فرانس صحيح‬
‫فأنكر لي كالمه ‪ ،‬صدقته ‪ ..‬أو باألحرى تظاهرتُ بتصديقه بينما في قلبي بعض الشك ولكني‬
‫تجاهلته ‪ ،‬اآلن أنا موقن بأن فرانس حقا ً كان يكذب وريكس يستحيل أن يفعلها‪..‬‬
‫تعجبت وسألت‪ :‬وما الذي غير موقفك فجأه ؟‬
‫أشار الى ريكس يقول وهو قاطب الحاجبين‪ :‬من يغضب وتشتد أعصابه طوال اليوم من أجل‬
‫لُعب ٍة سخيفه يستحيل أن يملك عقلية ُمجرمين!!‬
‫عقدت حاجبها بينما إتكأ إدريان بيديه على ُركبتيه يقول‪ :‬واااه إني مصدو ٌم فيه بالكامل ! أثار‬
‫قلقي منذ األمس ألكتشف بأنه كان يلعب ! كان يُحاول الفوز بمرحل ٍة سخيفه ! إنها لُعبة كور‬
‫ملونة تمأل القنينات ‪ ،‬حتى أنا عندما كُنتُ طفالً لم ألعب بهكذا ألعاب!‬
‫إبتسمت إليان ُرغما ً عنها ليُكمل إدريان بتساؤل‪ :‬أتسائل ماذا دار بحواره مع آلبرت ؟ هل هو‬
‫اآلخر مثله ؟‬
‫نظر الى إليان يُكمل‪ :‬هل ُهما يتنافسان اآلن على من يُنهي الفوز باللُعبة أوالً ؟‬
‫ضحكت إليان ُرغما ً عنها في حين ظهرت الدهشة على وجه إدريان يقول‪ :‬أجل بالتأكيد !‬
‫آلبرت في مرحل ٍة ُمتقدمه وهذا أثار ُحنق ريكس ولهذا طوال اليوم غاضب يُحاول تجاوزه!‬
‫زاد ضحك إليان بطريق ٍة جذبت األنظار اليها وهي تقول‪ :‬إيدي توقف أرجوك!‬
‫قطب إدريان حاجبه يهمس‪ :‬ال تجذبي نظره بضحكك إيلي ‪ ،‬إن علم أننا نتحدث عنه ال يمكنني‬
‫تخيل ما قد يفعله بنا ! ُربما يصل به األمر لقذف كُرات اللعبة نحونا ‪ ،‬صدقيني ريكس يفعلها‪..‬‬
‫زاد ضحكها لدرجة أن ريكس فقد تركيزه باللعبة ورفع نظره إليها ُمتعجبا ً‪..‬‬
‫متى آخر مرة شاهد فيها إليان تضحك بهذه القوه ؟‬
‫مكان عام أيضا ً!‬
‫ٍ‬ ‫وفي‬
‫بقي ينظر إليها لفتر ٍة لتظهر بعدها شبح إبتسام ٍة على شفتيه قبل أن تتقدم جينيفر منهما تقول‪:‬‬
‫ماذا يحدث معكما ؟‬
‫ُ‬
‫حاولت إليان إيقاف ضحكها وهي تمسح دموعها قائله‪ :‬أمي أبعدي إدريان عني ‪ ،‬إنه يُسبب‬
‫لي اإلحراج‪..‬‬
‫ت قاسيه ‪ ،‬تحطم قلبي‪..‬‬‫إدريان بدهشه‪ :‬وأنا الذي حاولتُ زرع البهجة في يومك !! أن ِ‬
‫إبتسمت جينيفر لهما لتعقد حاجبها وتُخرج هاتفها عندما إهتز ُمعلنا ً وصول رسال ٍة نصيه‪..‬‬
‫قرأتها بوج ٍه خا ٍل من المشاعر قبل أن تهمس‪ :‬كين هذا ‪ ...‬لديه ُجرئةٌ يجب أن يتم كسرها!‬
‫لم ترد على الرسالة بل إبتعدت قليالً وهي تتصل على زوجها آليكسندر‪..‬‬

‫من جه ٍة أُخرى‪..‬‬
‫رد آليكسندر على الهاتف وهو للتو جلس على طاولة الطعام برفقة آلبرت وفلور فقط‪..‬‬
‫إبتسمت وبادرته الحديث قائله‪ :‬كيف حالك عزيزي ؟‬
‫آليكسندر‪ :‬بخير ‪ ،‬ما أحوال األوالد ؟‬
‫نظرت جينيفر بإتجاه إدريان الذي يُضحك إليان بحديثه فردت بإبتسامه‪ :‬بغاية السعاده‪..‬‬
‫هز رأسه بهدوء وتأكد بأنه كان على حق عندما قرر عدم إخبارهم بوضع فرانسوا السيء‬
‫للغايه‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬هذا جيد‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬ماذا تفعل في هذا الوقت ؟ هل تناولت طعام الغداء ؟‬
‫آليكسندر‪ :‬للتو عدت من الخارج‪..‬‬
‫الصغار ؟ فلور وكين ؟‬
‫جينيفر‪ :‬أوه جيد ‪ ،‬ما أخبار ِ‬
‫آليكسندر وهو متعجب من بدأها باإلسترسال باالحاديث فهي لم تفعلها عن طريق الهاتف من‬
‫قبل‪..‬‬
‫أجابها‪ :‬على ما يُرام ويبدو بأنهم أكثر إجتهادا ً ففلور لم تُفارق كُتبها منذ األمس وكين ذهب‬
‫الى أصدقائه فلقد كونوا مجموعة دراسيه لإلستعداد لإلمتحانات النهائيه‪..‬‬
‫إبتسمت لهذه اإلجابة وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هذا جيد ‪ ،‬إهتم بنفسك جيدا ً عزيزي ‪ ،‬أحبك‪..‬‬
‫ومن ثُم أغلقت هاتفها قبل أن تدخل الى الرسائل وترد على رسالة جان‪..‬‬

‫في حين أغلق آليكسندر هاتفه وهو يُفكر بكالم ريكس سابقا ً بخصوص جينيفر‪..‬‬
‫لم يملك وقتا ً ليُحادثها قبل سفرها‪..‬‬
‫األمر يشغله جدا ً‪..‬‬
‫ريكس لم يتحدث بال ُهراء من قبل!‬
‫تنهد وعندما بدأ بتناول الطعام الحظ آلبرت شارد الذهن تماما ً منذ جلوسه على عكس فلور‬
‫التي كادت أن تنتهي من صحنها غير آبهة للباقة في إنتظار من هم أكبر منها للبدء‪..‬‬
‫سأله‪ :‬آلبرت ماذا ُهناك ؟‬
‫إستيقظ آلبرت من شروده وسحب الشوكة يغرسها في صحنه ُمجيبا ً بهمس دون حتى أن ينظر‬
‫إليه‪ :‬ال شيء‪..‬‬
‫ُهناك شيء ‪ ،‬هذا واضح‪..‬‬
‫لم يسأله آليكسندر عن ماهيته فلقد توقع كونه قلق ألجل أخاه‪..‬‬
‫سأله بعد فتره‪ :‬هل علمت إستيال عما حدث ؟‬
‫هز آلبرت رأسه بهدوء يُجيبه‪ :‬أخبرتُها هذا الصباح‪..‬‬
‫لم يُعلق آليكسندر على األمر بينما إبتسمت فلور وأخذت هاتفها لتحت الطاوله وبدأت تكتب‬
‫رسالة الى أُختها تقول فيها‪:‬‬
‫"عمي قلق ألجلك ‪ ،‬لقد سأل آلبرت عنك قبل قليل"‬

‫قرأت إستيال الرسالة بهدوء قبل أن تهمس‪ :‬قلق ؟ ُهراء!‬


‫حيث يرقد فرانس بهدوء كالطفل تماما ً‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تنهدت وأطفأت الهاتف قبل أن تنظر الى يسارها‬
‫بسالم تام‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫يده اليمنى في يدها اليُسرى تضغط عليها وهي تنظر الى عينيه ال ُمغلقتين‬
‫همست‪ :‬ما نوع ال ُمشكلة التي أوقعت نفسك فيها ؟ لما ال تتوقف عن صنع المشاكل ؟ ما سببك‬
‫اآلن ؟ كُنتَ تُحب جذب األنظار نحوك في ِصغرك ‪ ،‬واآلن لما ؟ هل تُريد منا أن نندم على‬
‫ُمعاملتنا لك ؟ هل تُحب أن ترانا قلقين هكذا ألجلك ؟!‬
‫تنهدت بعمق وإنحنت تضع رأسها على السرير بجواره وهي ال تزال تشد على يده هامسه‪:‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬أنا آسفه‪..‬‬
‫ولم تقل أي شيء بعدها‪..‬‬

‫***‬

‫إبتسم جان وهو يقرأ رسالة جينيفر التي تُخبره فيها أن يفعل ما يشاء ولن تمنعه عن شيء‪..‬‬
‫واااه ‪ ،‬إنه يُحبها حقا ً‪..‬‬
‫أغلق هاتفه ونظر الى كين الذي كان يقف بالقرب من كُرسي المكتب وعيناه تُظهران قلقا ً ال‬
‫يُمكن تصوره مهما حاول إخفائه‪..‬‬
‫تقدم جان منه يقول‪ :‬كين لقد قررت‪..‬‬
‫ظهر الحذر الشديد على ردة فعل جسده فإبتسم جان يقول‪ :‬سأُعطيك هذا الشرف الذي يتمناه‬
‫ماليين الناس ‪ ،‬شرف التضحية من أجل البشريه‪..‬‬
‫شد كين على أسنانه يقول‪ :‬شكرا ً ‪ ،‬ال أُريده‪..‬‬
‫توقف جان أمامه وإنحنى إليه فتراجع كين الى الخلف كردة فعل تلقائيه ليجد نفسه قد جلس‬
‫ُمجددا ً على الكُرسي‪..‬‬
‫أمسك جان بيدي الكُرسي وإنحنى أكثر يهمس له‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬أعدك بأني سأكتُب إسمك وسيُخلد‬
‫التاريخ تضحيتك ‪ ،‬وستتناقل قصتك عبر أجيال ‪ ،‬سيكون لك شأنا ً كبيرا ً يا كين‪..‬‬
‫الهواء من فم كين كان يخرج برجف ٍة كبيره وجسده يُحاول التماسك قدر ال ُمستطاع وبداخله ند ٌم‬
‫لم يشعر به قط طوال حياته‪..‬‬
‫ت حاول فيه أن يكون قوياً‪ :‬ال أُريد ‪ ،‬شُكرا ً إلهتمامك‪..‬‬ ‫بالكاد همس بصو ٍ‬
‫جان‪ :‬ال يُمكن لألطفال إتخاذ القرار قبل بلوغهم سن الثامنة عشر ‪ ،‬الكبار هم من يعرفون‬
‫مصلحتكم في هذا العمر‪..‬‬
‫رفع إحدى يديه ووضعها على صدره ُمكمالً‪ :‬أنظر إلي أنا ! إيدن هو إبني الوحيد ‪ ،‬ال أملك‬
‫طفالً غيره ومع هذا لم أكن أنانيا ً!‬
‫عاود وضع يده على يد الكُرسي وهو يُكمل‪ :‬ضحيتُ به ألجل كُل المشلولين في العالم ‪ ،‬الشلل‬
‫مرض ُمخيف يا كين ‪ُ ،‬مخيف أكثر مما تضن و ُمنتشر بصور ٍة فضيعه ! إنه ليس بالمرض‬
‫الذي يُمكن الوقاية منه عبر األدويه ! هو مرض يأتيك فجأه ‪ ،‬إما عن طريق حادث سير‬
‫مكان عا ٍل ‪ ،‬أو ُربما عن طريق إبر ٍة أُخذت بشك ٍل خاطئ ‪ ،‬إنه ُمخيف‬ ‫ٍ‬ ‫ُمفاجئ ‪ ،‬أو سقوط من‬
‫جدا ً ‪ ،‬فهو يأتي بدون ُمقدمات ‪ ....‬وال يُغادرك أبدا ً‪..‬‬
‫صمت قليالً ينظر الى عيني كين ال ُمرتعبتين واللتان يُحاول أن يجعلهما ثابتين فإبتسم وأكمل‪:‬‬
‫لهذا أنا ُهنا ‪ ،‬أستخدم عبقريتي ومهارتي من أجل إيجاد دواء لهذا المرض ‪ ،‬لهذا جينيفر ُهنا ‪،‬‬
‫تجاربنا‬‫ُ‬ ‫تمول لهذا المشروع ‪ ،‬لهذا أنا وهي ُهنا لكي نُضحي بإبننا ليكون حقل‬ ‫بمركزها ومالها ّ‬
‫‪ ،‬وكُل هذا من أجل البشرية يا كين ‪ ،‬من أجلهم صدقني‪..‬‬
‫سيطر كين بالكاد على تنفسه ال ُمرتجف وهو يهمس‪ :‬وحوش‪..‬‬
‫جان‪ :‬وما المانع أن نُصبح هكذا من أجل إنقاذ ماليين المشلولين بالعالم ؟ هل هذا خطأ ؟! ال‬
‫أُمانع أن ألقب بهذا ‪ ،‬ال ُمهم البشريه‪..‬‬
‫شد كين على أسنانه يقول‪ :‬البشريه والبشريه !! ما تفعلونه هو إجرام ال تفعله حتى‬
‫الحيوانات!!‪.‬‬
‫جان‪ :‬حقا ً ؟ ومن قال لك بأن البشر أفضل من الحيوانات ؟ كُلنا ‪ ...‬كُل بني جنس البشر أشد‬
‫قسوةً من الحيوانات يا كين‪..‬‬
‫إعتدل في وقفته ووضع يده على صدره يشد على معطفه يقول‪ :‬فالبشر مجانين ‪ ،‬عروقهم‬
‫المجنونة تجري في دمائِنا كُلنا!‬
‫إتسعت عيناه بشك ٍل ُمرعب وهو يُكمل‪ :‬أال يُمكنك أن ترى العالم ؟! الحروب في كُل مكان !‬
‫وال ُمنضمات اإلجراميه في كُل مكان ‪ ،‬الكُل يقتل ويسرق ويغتصب ويُفجر !!! ال ُكل يملك أهدافا ً‬
‫ت كاذبه كالعدالة أو الدين أو اإلنسانيه وكُلها اسباب سطحيه يُبررون فيها على‬ ‫تحت ُمسميا ٍ‬
‫أعمالهم القاسية التي تجري في عروقهم‪..‬‬
‫إنحنى ُمجددا ً ُمقتربا ً من وجه كين يهمس‪ :‬السياسيين ‪ ،‬األغنياء ‪ ،‬هل هم ُمستثنون ؟ كال ‪ ،‬هم‬
‫مجرمون أيضا ً ‪ ،‬لم يصلوا الى مكانهم إال عن طريق دوسهم على الفقراء ‪ ،‬قتل هذا وإسكات‬
‫ُحنجرة اآلخر ‪ ،‬يتأنقون ببدل أنيقة وبإبتسام ٍة ُمنمقه يُخفون خلفها وحوشا ً أشد ضراوةً من‬
‫الحيوانات ال ُمفترسه ‪ ....‬والفُقراء ؟ ال أحد ُمستثنى ‪ ،‬يبدو ضعيفين ولكن ما إن تأتيهم‬
‫الفرصة حتى ترى وحوشا ً !! ما إن يشموا قضية رأي عام حتى ينتشروا في الشوارع إضرابا ً‬
‫يُكسرون ال ُممتلكات ويُفجرون المباني ويقتلون الشُرطه ‪ ،‬كُلنا متوحشون يا كين ‪ ،‬الوحشية‬
‫في كُل مكان ‪ ،‬تراها في وجهك ‪ ،‬تقرأها في الهاتف أو تُشاهدها على التلفاز ‪ ..‬ال يُمكنك أن‬
‫تكذب على نفسك بقول أن البشر كائنات رحيمه ‪ ،‬كال ليسوا كذلك ‪ ،‬الكُل ليس كذلك‪..‬‬
‫صمت قليالً ليقول بعدها‪ :‬هدفنا أنا وجينيفر هو المرضى بالعالم ‪ ،‬لما نكون متوحشين ؟ هل‬
‫نحن مثل أولئك الذين يزرعون القنابل بغية قتل األبرياء ؟ هل نحنُ مثل تلك الذئات التي‬
‫تستهدف النساء بغية إشباع شهواتهم ؟ هل نحنُ كالسياسين ال ُمتأنقين الذين يُنشؤون بالخفاء‬
‫ت قذره لإلستمتاع فقط وتغذية رغباتهم ؟‬ ‫متاجر بشريه و ُمنضما ٍ‬
‫ضاقت عيناه وأكمل بهدوء تام‪ :‬الكُل يضحي بالغير ألجل نفسه ‪ ،‬نحنُ لسنا وحشوا ً بقدرهم ‪،‬‬
‫فنحنُ نُضحي الجل الغير‪..‬‬
‫إعتدل في وقفته وإبتعد عنه فبقيت عينا كين ال ُمرتعبتين من كالمه ُمعلقتان به لفتر ٍة ليست‬
‫بالقصيره‪..‬‬
‫ملف ُمحدد ليقطع هذا الصمتَ قائالً‪ :‬حتى ريكس فهمنا‬ ‫ٍ‬ ‫وجان تقدم من أحد األرفف يبحث عن‬
‫‪ ،‬وسلم نفسه ألجل التجارب هذه ‪ ،‬ضحى بحياته ألجل البشريه‪..‬‬
‫همس كين ببضعة كلمات فإلتفت إليه جان يقول‪ :‬ماذا قُلت ؟‬
‫ت أكثر وضوحاً‪ُ :‬مختلون ‪ ،‬كالكما أنت وجينيفر مرضى‬ ‫شد كين على أسنانه يُكرر كالمه بصو ٍ‬
‫نفسيين!‪..‬‬
‫إبتسم جان يقول‪ :‬ال ألومك فما زلت طفالً ال تعي حقيقة هذا العالم‪..‬‬
‫كين‪ :‬بل أنت ال تعي كون أمثالك ليسوا سوى ُمختلين يُصنفون من أسوأ أنواع ال ُمجرمين في‬
‫العالم!!‬
‫أخرج جان الملف واإلبتسامة على شفتيه يبحث عن ورق ٍة فيه فأكمل كين‪ :‬طف ٌل أخرجتموه الى‬
‫العالم من أجل أن يكون فأر تجارب لكما ! حتى ريكس طوقته جينيفر من كُل مكان وال أعلم‬
‫ق منه أنه ال يُريده ويُحاول الهرب‬ ‫كيف فعلتها ليُصبح ُجزءا ً من هذا ال ُهراء ‪ ،‬كُل ما أنا واث ٌ‬
‫منه دائما ً!!‬
‫لم يُعلق جان بل إستمر بالتقليب في الملف فشد كين على أسنانه وهمس‪ :‬تبتغون الشُهرة‬
‫والمال وتقولون نهدف ألجل البشريه‪..‬‬
‫أخرج جان الورقة المطلوبة وتقدم من كين واضعا ً إياها أمامه على المكتب يقول‪ :‬أنظر ‪ ،‬هذا‬
‫هو أحد األمراض التي ال عالج لها بالعالم مثل الشلل‪..‬‬
‫سكري ‪ ،‬من أكثر األمراض ال ُمنتشره‬ ‫نظر كين الى الورقة في حين أكمل جان يشرح‪ :‬مرض ال ُ‬
‫بالعالم ‪ ،‬وال عالج له ‪ ،‬فقط بعض اإلبر التي تُحافظ على ُمستواه ‪ ،‬هذا بالضبط ما زرعته‬
‫جينيفر فيك‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمة ورفع رأسه عن الورقة ينظر الى جان الذي أكمل‪ :‬أوليست لطيفة معك ؟‬
‫لم تختر لك مرضا ً ُمميتا ً كاإليدز مثالً ‪ ،‬إنه مرض بسيط يبقى معك طوال العُمر ‪ ،‬وأنا‬
‫سأستخدم جسدك لتجربة األدوية التي أصنعها ‪ ،‬لو ُمتَّ في أثناء ذلك فال تقلق ‪ ،‬لستُ حقيرا ً‬
‫ألحذف إسمك ‪ ،‬سأكتُبه بشرف كضحية ماتت من أجل إيجاد العالج ‪ ،‬ومن يدري ‪ُ ،‬ربما أتمكن‬
‫من إيجا ِد عالجٍ لك وحينها ياال الشرف الذي ستحضى به في هذا العالم!!‬
‫إنحنى قليالً وهمس‪ :‬ولكني سأكون واضحا ً معك من البداية ‪ ،‬لقد ماتت عشرات التجارب من‬
‫قبل ‪ ،‬كُن ُمستعدا ً ألسوء الضروف حسنا ً ؟‬
‫لم تختفي الصدمة بعد من عيني كين وهو ينظر الى هذا الدكـ‪ ...‬بل الى هذا الوحش الذي يقف‬
‫أمامه!‬
‫هل حقا ً ُهناك أشخاص فضيعين الى هذا الحد ؟!!‬
‫زادت صدمته تدريجيا ً عندما تكررت كلمة في إذنه‪..‬‬
‫"زرعته!! "‬
‫هل هذا يعني‪...‬‬
‫سأل بدون وعي‪ :‬زرعتَ المرض بي ‪ ....‬هل هذا يعني ‪ ....‬شلل إيدن‪...‬‬
‫ولم يستطع إكمال سؤاله بعد أن فُجع بإبتسامته البارده التي أجابته عن سؤاله‪..‬‬
‫عن أن حتى شلل إيدن لم يكن بفعل حادث‪..‬‬
‫بل كان مقصودا ً!‬
‫ومن والديه ايضا ً!!‬
‫تنامى حقد وكُره عظيم بداخله تجاههما!‬
‫لطالما كره جينيفر وعلم عن أبحاثها الغير قانونيه ولكن‪...‬‬
‫لم يتصور قط أن تكون بهذه الوحشيه!‪..‬‬
‫أن تش ّل طفلها من أجل ذلك!‬
‫وحش ‪ ...‬وحش عليه أال يبقى في هذا العالم‪..‬‬
‫كالهما وحوش‪..‬‬
‫مرض أصبتوه ؟‬ ‫ٍ‬ ‫همس يسأل سؤاله األخير‪ :‬وماذا عن ريكس ؟ بأي‬
‫تنهد جان بشيء من األسف يقول‪ :‬موضوع ريكس يؤلمني قليالً‪..‬‬
‫سخريه‪" :‬يؤلمك قليالً ؟!! ياال رحمتك‪" ..‬‬ ‫كين بنفسه بشيء من ال ُ‬
‫أختار عادةً أمراض ال عالج لها ولكنها على األقل ليست خطيره ‪ ،‬فمثالً شلل‬ ‫ُ‬ ‫أكمل جان‪:‬‬
‫األطراف ليس خطيرا ً ويُمكن للشخص اإلستمرار بالعيش بسهولة تامه ‪ ،‬كالسكر أيضا ً ‪ ،‬ولكن‬
‫بمرض صعب ‪ ،‬صحته تدهور بفعل ذلك وأنا أسهر الليل‬ ‫ٍ‬ ‫عزيزتي جيني أصرت على أن يُصاب‬
‫دائما ً من أجل أن أجد عالجا ً له ‪ ،‬فموت أحد التجارب يؤلم قلبي‪..‬‬
‫تنهد وسحب الورقة يُعيدها في الملف وكين مصدوم من مالمح الحزن الحقيقيه التي ترتسم‬
‫على ُمحياه‪..‬‬
‫أي حقار ٍة هذه ؟!!‬
‫هو حرفيا ً يقتُله ويقول بأن قلبه يتألم ألجل ذلك ؟!!‬
‫إنه حزين على الضحية التي يقتُلها ؟‬
‫مجنون ‪ ...‬جميعهم مجانين!!‬
‫ُمعتلين نفسيا ً بحاج ٍة الى القتل وليس الى العالج!!!‬
‫ب ُزجاجي مليء باألدوية وبدأ بالعبث فيه حتى‬ ‫وضع جان الملف بالرف ومن ثُم إتجه الى دوال ٍ‬
‫أخرج علبةً بالستيكيه وسحب قارورة ماء قبل أن يتقدم من كين الذي ما إن إستشعر الخطر‬
‫حتى وقف ولكن جان لم يدع له فرصةً لفعل شيء‪..‬‬
‫أمسك فكه بقوة وأدخل قرصا حبوب بفمه فحاول كين إبعاده أو بصق الحبوب الى الخارج‬
‫حيث فتح علبة الماء وأجبره على شُربها‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫ولكن جان لم يترك له فرصةً‬
‫حاول كين ضربه أو أبعاده ولكنه سعُل كثيرا ً وإضطر إلبتالعها ُمرغما ً‪..‬‬
‫إبتسم جان وترك فكه فتهاوى كين على األرض يسعل بقوه وكأن لديه أمل أن تخرج الحبوب‬
‫اآلن‪..‬‬
‫تحدث جان يقول ببرود‪ :‬أول مراحل العالج ‪ ،‬صرتَ أنت أيضا ً تحت رحمتي ‪ ،‬لن يُمكنك‬
‫اإلستمرار بالعيش إال بأدويتي وإال ستمرض وتتعب كثيرا ً وقد تموت ‪ ،‬إياك إخبار أح ٍد باألمر ‪،‬‬
‫جر ال ُمقربين منك الى هذا الجحيم‪..‬‬ ‫فأنت بالتأكيد ال تُريد ّ‬
‫إتسعت عيناه بصدمه عندما رأى كين يُحاول إرغام نفسه على اإلستفراغ‪..‬‬
‫جلس بسرعه أمامه ُمبعدا ً يديه عن فمه وهو يقول له بحده‪ :‬دعها تأخذ مفعولها ! أنتَ من‬
‫قُدتَ نفسك الى هذا األمر بتطفُلك لذا نل جزائك بصمت!‬
‫ت ُمتحجرش بفعل السعال‬ ‫نظر كين إليه بعينيه التي إمتلئتا بالدموع ليبصق بوجهه يقول بصو ٍ‬
‫الذي سعله قبل قليل‪ :‬حقير مريض !!! سأُدمرك ‪ ،‬سأجعلك تندم!!‬
‫جان‪ :‬وفر تهديداتك لنفسك ‪ ،‬فأنا من سأُدمر كُل من هم حولك لو حاولتَ فتح فمك بشيء ‪...‬‬
‫تُريد النجاة ؟ كُن ُمهذبا ً معي وأعدك حينها بأني سأكون لطيفا ً للغايه ‪ ،‬وربما إن أصبحتَ‬
‫ُمطيعا ً سأبدأ بالتخلص من مفعول أدويتي السامة بجسدك لتُكمل حياتك مع السكر وأبره‬
‫البسيطه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وأكمل بتهديد‪ :‬وال تُحاول اإللتجاء الى الحكومة أو الشُرطه ‪ ،‬كين ‪ ...‬أنا من‬
‫صنع هذه األدوية ‪ ،‬ومفعولها يجعل الجسد ُمدمنا ً عليها ‪ ،‬ال ُمستشفيات ال تعرف تركيبها لذا ال‬
‫يُمكنها أن تُخلصك منها ‪ ،‬أنا وحدي من أستطيع ‪ ،‬تقبل األمر كين‪..‬‬
‫إبتسم بهدوء وأكمل‪ :‬ال نجاة من وضعك وإال فكيف ال يزال ريكس ُمستمرا ً فيه دون أن يقل‬
‫كلمةً واحده ؟‬
‫إتسعت عينا كين بصدم ٍة كبيره من تهديده هذا‪..‬‬
‫التهديد الذي يُخبره بأن حياته بالفعل أصبحت بيد ُحقراء مثلهم‪..‬‬
‫وال يُمكنه التخلص من هذا الطوق الذي لفوه على رقبته‪..‬‬
‫جسده إرتجف ُرغما ً عنه والندم الكبير ينهش قلبه نهشا ً!!‬
‫لقد تدمر‪..‬‬
‫تدمر تماما ً وال يُمكنه أن يهرب من هذا المصير بتاتا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪3:11 pm‬‬
‫‪-‬قبل عام‪-‬‬

‫الركبه ‪ ،‬حتى شعرها‬


‫ومعطف الى ُ‬
‫ٍ‬ ‫ت طويل‬ ‫تقف بهدوءٍ تام بردائها حالك السواد من بنطال وبو ٍ‬
‫القصير كان حالك اللون كمالبسها أيضا ً‪..‬‬
‫وبين يديها تُمسك بباقة ورو ٍد صفراء‪..‬‬
‫في لُغة الورود ‪ ،‬اللون األصفر هو لون األسف ‪ ،‬لون اإلعتذار ‪،‬‬
‫لون ال ُجبناء!‬
‫ال ُجبناء الذين لم يستطيعوا فعل شيء ‪ ،‬لم يتجرؤا ويتبعوا قناعاتهم!‬
‫الذين ال يملكون سوى الندم وال شيء غير الندم‪..‬‬
‫وما أصعب من الندم تجاه األموات‪..‬‬

‫عيناها ُمثبتتان على الحجارة البيضاء وعلى ما نُحت فيها كداللة على ُهوية من هو تحتها‪..‬‬
‫على هوية الميت ُهنا!‬
‫الرجل القوي بحضوره وبمكانته والذي ُ‬
‫غدّر بِحقار ٍة تاركا ً خلفه أبنائه الثالثة‪..‬‬
‫الرمال!‬
‫ال زالت تشعر بحضوره ُرغم كونه تحت ِ‬
‫إنحنت بهدوء ووضعت الباقة على قبره قبل أن تعتدل واقفه وتهمس شفتيها ببعض العبارات‬
‫الخافته للغايه والتي لم تسمعها إذنها حتى‪..‬‬
‫ولكنها كالعاده ‪ِ ...‬بكُل تأكيد هي عبارات إعتذار‪..‬‬
‫على ُجبنها ‪ ،‬وعلى كونها كانت قادره على منع موته‪....‬‬
‫ولكنها لم تفعل!‬
‫هي آسفةٌ على هذا أشد األسف‪..‬‬
‫ُرغم كونه عدوا ً ‪ ...‬ولكنه لم يكن بالعدو الذي يستحق الموت‪..‬‬
‫لقد إستحق اإلحترام بجداره‪..‬‬
‫وكان يستحق أن يُقاتَل بشرف‪...‬‬
‫ولكنه قُتل بغدر!‬
‫"‪-‬ماذا تفعلين ؟"‬
‫وصلها صوته ‪ُ ...‬رغم أنها لم تُقابله من قبل ولكنه يُشبه صوت والده تماما ً‪..‬‬
‫إنه إبنه األكبر بدون شك‪..‬‬
‫إلتفتت الى الجهة الثانيه لتُغادر فهي ال تُريد منهما أن يتقابال‪..‬‬
‫لو كانت تعلم أنه سيتواجد ُهنا اليوم لما حظرت‪..‬‬
‫ولكن أوقفها صوتُه يقول‪ :‬كارمن ؟‬
‫دُهشت من كونه عرفها!‬
‫كيف ؟ هو لم يرى وجهها حتى!‬
‫إلتفتت بهدوء ليقع نظرها على شاب طويل أسود الشعر بعينين زرقاوتين يرتدي معطفا ً بُني‬
‫اللون ويرمقها بهدوءٍ تام‪..‬‬
‫تقدم بإتجاهها حتى وقف بالقرب من باقة الورود التي وضعتها سابقا ً فقال‪ :‬ورود صفراء ؟‬
‫ت آسفه ؟‬‫على ماذا أن ِ‬
‫نظرت إليه بهدوء تام ‪ ،‬حتى نبرة صوته وهو يسألها كانت خالية من المشاعر‪..‬‬
‫سخرية أو هو جاد بسؤاله‪..‬‬ ‫ال تعلم هل يسألها بدافع ال ُ‬
‫أجابته بسؤا ٍل آخر‪ :‬كيف عرفتني ؟‬
‫أب برفقة طفلته قاصدين‬ ‫بقيت عيناه ُمعلقتان بها لفتر ٍة قبل أن ينظر الى يساره عندما مر ٌ‬
‫ت بين يديه وكان‬ ‫زيارة قبر األم فتابعهما بنظره قبل أن يقول‪ :‬أخبرني مرةً عن كونك كُن ِ‬
‫ت فيه‪..‬‬ ‫بإمكانه الزج بك للسجن ولكن لم يفعلها إحتراما ً للمكان وللظرف الذي كُن ِ‬
‫عاود النظر الى عينيها ُمكمالً‪ :‬إحتراما ً لكونك تزورين قبر والدتك وبرفقتك والدك ال ُمسن ‪ ،‬كُل‬
‫شيء كان مثاليا ً ! الدليل معك بالسياره وال أحد حولك من رجالك كي يُعيقوه ‪ ،‬ولكنه لم يفعلها‬
‫طل من أجلها ‪ ..‬تركك ألنه ليس‬ ‫إحترما ً لموت والدتك وإحتراما ً لدموع والدك التي رآها ته ُ‬
‫ممن يستغلون الفرص في الظروف القاسيه‪..‬‬
‫سحقا ً لشرفه الذي تسبب بقتله غدرا ً!‬ ‫شد بعدها على أسنانه وهمس بحقد‪ُ :‬‬
‫أشاحت بنظرها بعيدا ً عنه دونما تعليق‪..‬‬
‫هي آسفةٌ بما فيه الكفايه ! ال تُريد مزيدا ً من الذنب!‬
‫ال تحتاج ألن يُخبرها أحدهم عن كونها نجت بفضل شخص ومع هذا رأتهم يخططون لموته‬
‫ولم تفعل ألجله أي شيء بال ُمقابل!!‬
‫عاود النظر الى الورود لفتره قبل أن يهمس دون أن ينظر إليها‪ :‬خذي ورودك وال تأتي الى‬
‫ُهنا مرةً أُخرى ‪ ،‬ال أُريد أن يتنجس قبر والدي بحضور أمثالك‪..‬‬
‫نظرت الى الورود حيث ينظر وردت عليه بهدوء‪ :‬كونه والدك ال يعني أنه بإمكانك أن تُحدد‬
‫من يستحق أن يزوره من اآلخرين‪..‬‬
‫نقلت نظرها الى وجهه الذي بدا غاضبا ً من كالمها وهو ال يزال يُطالع الورود وأكملت‪ :‬يحق‬
‫لي زيارته متى ما أردت ‪ ،‬إن كان قد أسدى لي خيرا ً ولم أُرجعه له بال ُمقابل فهو وحده من‬
‫يحق له الغضب من هذا فال تُحاول أن تمتلك مشاعر والدك لك يا ثيو‪..‬‬
‫رفع عينيه الى اللوحة الحجريه وبقي ينظر إليها لفتره وهو يتأمل حروف إسم والده الذي‬
‫لطالما إفتخر به‪..‬‬
‫أغمض عينيه بعدها قليالً يتدارك الغضب الذي بداخله قبل أن يلتفت وينظر الى كارمن‬
‫ت نادمة على تركه يموت بتلك الطريقه ؟ أتُريدين تصحيح خطأك ؟‬ ‫ليُفاجئها بسؤاله‪ :‬هل أن ِ‬
‫ضاقت عيناها وبقيت صامته لفتره قبل أن تقول‪ :‬تُحاول عقد إتفاق إذا ً ؟‬
‫أشار بنظره الى الورود يقول‪ :‬أُخلصك من شعور الذنب ‪ ،‬برأيُك كم مرةً ُزرتُ والدي ورأيتُ‬
‫ورودا ً صفراء ؟ أستبقين طوال عُمرك تعتذرين ؟‬
‫ُ‬
‫تقدمت لخطوات قصيرة حتى أصبحت أمامه تماما ً وهمست له بهدوء‪ :‬ال أحب الخونه ‪ ،‬وال‬
‫أُريد أن أكون منهم‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬ولما تُطلقين عليها خيانه ؟ إنها تصحيح خطأ ‪ ،‬سداد دين ‪ ،‬وسيلة إعتذار ‪ ،‬لها عدة‬
‫ُمسميات!‬
‫إبتسم ألول مرة وقال‪ :‬ناهيك عن كون عيناك تفضحك يا كارمن‪..‬‬
‫ت قيامهم بقتله ‪ ،‬كرهتي‬ ‫ضاقت عيناها تُحاول فهم ما يعنيه فأوضح لها ذلك قائالً‪ :‬كره ِ‬
‫شخص آخر يطلب منك‬ ‫ٌ‬ ‫الطريقة التي قتلوه فيها ‪ ،‬ال ‪ ....‬بل كرهتي نفسك ‪ ،‬وعملك ‪ ،‬وبداخلك‬
‫الهرب بعيدا ً عن حياة ال ُمجرمين هذه!‬
‫إتسعت عيناها بدهشه فأكمل بهدوء‪ :‬أنا ُمحقق يا كارمن ‪ ،‬أستطيع معرفة دواخل األشخاص‬
‫من النظر ألعينهم فقط‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬كُف عن إدعائك معرفة كُل شيء ‪ ،‬فقلما يُصيب أمثالك‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬لنقل بأنه نادرا ً أُصيب بنظرتي لآلخرين ‪ ،‬أجيبيني هل تجاوزتُ الصعب وأصبتُ‬
‫هذه المره ؟‬
‫تعلقت عيناها الهادئتين تماما ً في عينيه الواثقتين قبل أن تقول‪ :‬أخبرني ماهو هدفك ؟‬
‫ثيو‪ :‬ماذا برأيك ؟‬
‫تنهدت عندما صمت ينتظر إجابتها فقالت‪ :‬اإلنتقام ؟‬
‫جواب واضح‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫ثيو‪ :‬ولما تقوليها بتساؤل ؟ إنه‬
‫سخريه‪ :‬ممن بالضبط ؟‬ ‫كارمن بنبر ٍة فيها بعض ال ُ‬
‫لم يُجبها فقالت‪ :‬كُن عقالنيا ً يا ثيو ‪ ،‬إنها ُمنظمةٌ عمرها أكثر من عشرون سنة تقريبا ً ‪ ،‬قويه ‪،‬‬
‫ً‬
‫متينه ‪ ،‬صعبه ! لن يُمكنك فعل أي شيء وحدك ‪ ..‬أنت ال تزال شابا ً ‪ ،‬إستسلم فصدقا ً أقولها أنا‬
‫وكون أسرةً دافئه‪..‬‬ ‫ال أتمنى لك نهايةً تُشابه نهاية والدك ‪ ..‬عش حياتك وجد حبك ّ‬
‫إبتسم ثيو بهدوء يقول‪ :‬يُمكنني فعل هذا بجانب إكمال عمل والدي الذي مات مغدورا ً في‬
‫منتصفه ‪ ،‬صدقيني أستطي ُع فعلها يا كارمن‪..‬‬
‫ت الهروب من تلك الحياة وإبعاد ندمك الذي‬ ‫إختفت إبتسامته ليقول بعدها بهدوء‪ :‬فإن أرد ِ‬
‫يُثقلك فيُمكننا ُمساعدة بعضنا وستعرفين أين تجدينني ‪ ،‬وإال فإبقي ُهناك ُمحملةً بالذنب لحين‬
‫أن يأتي اليوم الذي أزج بك فيه بالسجن برفقة دارسي والبروفيسور والبقيه‪..‬‬
‫ومن ثُم تجاوزها وغادر تاركا ً إياها تُصارع مشاعرها التي تكاد تتمرد‪..‬‬
‫فهي على عكس البقيه في ال ُمنظمة ‪ ،‬تربت بوسط أُسرةً دافئه وعاشت طفولةً لطيفه‪..‬‬
‫بداخلها مشاعر مدفونةً حتى لو كبُرت وسلكت طريقا ً سيئا ً مليء بالقسوة واإلجرام‪..‬‬
‫فالقلب مهما تصنع القسوة والبرود فهو دائما ً يعود ألصل تنشئته‪..‬‬

‫**‬
‫إستيقظ ثيو من شروده على صوت أُخته تقول‪ :‬ماذا يا ثيو ؟!!!‬
‫نظر الى وجهها الغاضب يقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫بعض من وقتك وها أنت اآلن معنا ولكن عقلك‬ ‫ٍ‬ ‫روانا بإنزعاج‪ :‬بالكاد إستطعتُ الحصول على‬
‫مع عملك ! أال يُمكنك أن تتظاهر بكونك ُمستمتع على األقل!‬
‫إبتسم يقول‪ :‬عُذرا ً ‪ ،‬صدقيني لم أكُن أُفكر بالعمل‪..‬‬
‫علق آندرو وهو يتصفح قائمة الطعام‪ :‬أُراهن بأنه يُفكر بفتا ٍة ما‪..‬‬
‫سحقا ً له ولفتاته‪..‬‬‫إنزعجت روانا هامسه‪ُ :‬‬
‫آسف روانا ‪ ،‬سأجد فُرصةً ُمناسبة لتُقابليها‪..‬‬‫ٌ‬ ‫ضحك ثيو وقال‪:‬‬
‫إنفجرت روانا حال بدئه بالحديث عنها وقالت‪ :‬حقا ً ؟!! ياال سعادتي ! أخيرا ً ستستطيع أن‬
‫تجعل زوجتك الجميلة اللطيفه ال ُمجتهدة التي تدرس الدكتوراه في أرقى جامعات العالم تُعطينا‬
‫القليل من وقتها وتزورنا كي نرى تلك الطفلة الصغيرة التي لم نرها سوى مرةً واحده فقط‬
‫طوال اعوامها األربع‪..‬‬
‫تنهد آندرو يقول‪ :‬روانا لم تترك أحدا ً لم تغر منه ‪ ،‬حتى زوجتك يا ثيو‪..‬‬
‫ضربته روانا بقوة على رأسه جعلت تصفيفة شعره التي تعب ألجلها تتبعثر فقال بإنزعاج‪ :‬لما‬
‫تكرهين الحقيقه ؟!!‬
‫زاد غضبها منه فضحك ثيو وعلق حتى ال تتسلط على آندرو كعادتها يقول‪ :‬حسنا ً آندرو ال‬
‫يقصد ‪ ،‬هو يُحب إستفزازك فقط‪..‬‬
‫آندرو بجديه وهو ينظر الى ثيو‪ :‬كال أنا أقصدها ‪ ،‬روانا تغار من زوجتك جدا ً ‪ ،‬لم أسمعها‬
‫لمرةً تمتدحها في شيء‪..‬‬
‫نظر الى روانا يُكمل‪ :‬وتُصرين على أن تجدي لي فتاةً ها ؟ فهمتُ اآلن لما ‪ ،‬لتختارين لي فتاةً‬
‫اقل جماالً ونجاحا ً منك كي تشعري بالرضى عن نفسك ‪ ،‬وااااه الفتيات ُمخيفات‪..‬‬
‫أشاح ثيو بوجهه وإسترخى في مقعده ليتظاهر من اآلن بأنه ال يعرفهما‪..‬‬
‫ب تام ومن تحت الطاولة رفعت رجلها وغرست كعبها في قدمه‬ ‫عضت روانا على شفتيها بغض ٍ‬
‫التي من الجيد أنه حماها بحذاءٍ من الجلد‪..‬‬
‫صدم منها وقال‪ :‬حتى وأنا أرتدي حذائا ً قاسيا ً ال تزالين تُريدين تدمير قدمي!‬ ‫ُ‬
‫إبتسم وتقدم بجسده منها يهمس‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأصدمك ‪ ،‬سأتزوج من فتاة شقراء جميلة ناجحه‬
‫و‪ ....‬أطول منك‪..‬‬
‫سحقا ً آندرو ‪ ،‬لقد إخترت اإلستفزاز الغير ُمناسب البته ‪ ،‬سيحترق المطعم‬ ‫همس ثيو بداخله‪ُ " :‬‬
‫بسببك"‬
‫إبتسمت روانا ولفت بكامل جسدها جهة آندرو تقول‪ :‬حقا ً ؟ لما ؟ ماذا تقصد ؟ هل أنا قصيره ؟‬
‫توتر آندرو من إبتسامتها وقرر تعديل الوضع قبل أن تقوم الحرب قائالً‪ :‬أقصد بأني سأختار‬
‫فتاةً طويلة كالمودل ‪ ،‬لديهم جمال إستثنائي وقوي‪..‬‬
‫ثم نظر الى ثيو ُمغيرا ً الموضوع‪ :‬وأيضا ً روانا ُمحقه ! متى سيمكننا رؤية إبنة أخانا الوحيده‬
‫؟! لم أرها ُمنذ عامين عندما كانت بالكاد تمشي ‪ ،‬أُريد رؤيتها ُمجددا ً‪..‬‬
‫إبتسم ثيو بهدوء يقول‪ :‬ال عليك ‪ ،‬ستفعل ‪ ،‬وأعتذر إلبعادها هكذا ‪ ،‬والدتها تُكمل دراستها‬
‫بدول ٍة أُخرى وبصراحه ال أُريد منها أن تعود في مثل هذه األوضاع‪..‬‬
‫أجل‪..‬‬
‫ليس اآلن‪..‬‬
‫هو في خضم حرب مع تلك المنظمه ‪ ،‬بالكاد يحمي إخوته فكيف بعائلته الصغيره ؟‬
‫يُريد إبعادهم عن أي خطر ما داموا لم يعرفوا بعد عن كونه متزوجا ً‪..‬‬
‫تمتمت روانا ُمعلقه بهمس‪ :‬إرسال بعض الصور لن يضر‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬ألم أُرسل لك ؟ هاتفي يكاد يمتلئ من صورها ال ُمضحكة واللطيفه‪..‬‬
‫شهقت روانا بصدمه تقول‪ :‬أيُها الحقير ! وال تُرسل لي صورةً واحده ! برأيك متى آخر مرةً‬
‫رأيتُ فيها طفالً بعائلتنا ؟‬
‫أشارت الى آندرو تقول‪ :‬هذا األحمق هو آخر طفل شاهدته ‪ ،‬وياال العجب كُنتُ طفلةً أيضا ً‬
‫حينها ‪ ،‬قلبي حقا ً يتألم وأنت ال تشعر‪..‬‬
‫إبتسم ثيو يقول‪ :‬آسف روانا ‪ ،‬صدقيني أنسى ذلك فعملي يأخذ كُل تفكيري ‪ ..‬سأُرسلك لك‬
‫مقطعا ً وليس صورةً فحسب‪..‬‬
‫عدلت روانا كلمته قائله‪ :‬مـقـاطـع‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬حسنا ً حسنا ً الكثير من المقاطع‪..‬‬
‫فتحت قائمة الطعام وبدأت تتشاور معهم باألطباق فنقل ثيو نظره منها الى آندرو الذي يتعمد‬
‫إختيار األطباق التي تُعاني حساسيةً منها قاصدا ً إغاضتها‪..‬‬
‫إنه يبدو على ما يُرام‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬هذا هو ال ُمهم لديه اآلن‪..‬‬
‫قرر أال يسأله عن شيء ما دام لم يتحدث هو بنفسه‪..‬‬

‫***‬

‫‪4:23 pm‬‬

‫إزدادت إتصاالت والدته عليه وإزدادت الرسائل ال ُمرسلة التي لم يرد عليها حتى‪..‬‬
‫يجلس في الحديقة ال ُمقابلة لكال المنزلين وقد أصبح متبلدا ً من شدة التوتر الذي أصابه من‬
‫ساعة خروجه من المنزل ُخلسه‪..‬‬
‫مرت ساعات وهو يُراقب المنزلين من بعيد وال أثر ألحد‪..‬‬
‫ال لوالده أمام منزلهم أو حتى منزل جينيفر‪..‬‬
‫وال لتلك الفتاة آليس التي قد تكون على ِعلم ببضعة معلومات‪..‬‬
‫تنهد ونظر الى هاتفه عندما دقت ال ُمكالمة الثالثة والسبعين وهمس‪ :‬أردتُ إنهاء كُل شيء‬
‫والعودة ُمبكرا ً قبل أن تُالحظ ‪ ،‬حسنا ً ما دامت الحظت فلم يعد ُهناك مجال للتراجع ‪ ،‬سأُنهي ما‬
‫ِجئتُ ألجله وبعدها سأعتذر إليها‪..‬‬
‫أمال شفتيه وأكمل‪ :‬ستغضب ‪ ،‬ستغضب كثيرا ً ولكن ال بأس ‪ ،‬إعتدتُ على ذلك ‪ ،‬سأخرج حتى‬
‫يهدأ غضبها ومن ثُم أعود‪..‬‬
‫سكان الحي وهم يتمشون ُهنا و ُهناك‪..‬‬ ‫لف بنظره في أرجاء الحديقة يُراقب العدد القليل من ُ‬
‫هو حقا ً ُمتبلد بالكامل ‪ ،‬كُل شعور التوتر والقلق والخوف إختفى تدريجيا ً مع الوقت‪..‬‬
‫هو فقط يجلس بهدوء ينتظر أي أحد ‪ ،‬والده أو آليس أو أي أحد قد يوصله إليهما‪..‬‬
‫يعرف تقريبا ً عن شق ٍة يسكنها والده عندما تبعه مرةً قبل عامين‪..‬‬
‫ولكنه غير واثق ما إن كان ال يزال في تلك الشقة أو غيرها ؟‬
‫مكان ُمتأكد من أن والده ال يزال يعمل فيه‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫لهذا هو يجلس في‬
‫لو طال األمر ولم يظهر قد يُفكر في زيارة تلك الشقه‪..‬‬
‫رفع نظره ُمجددا ً الى منزله الذي أصبح عُرضةً للبيع وتأمله لفترة قبل أن ينقل نظره الى فيال‬
‫جينيفر‪..‬‬
‫عقد حاجبه عندما الحظ حارس الفيال يتلفت حوله قبل أن يتسلل ُمتجها ً الى الحديقه حيث يقف‬
‫أحدهم على طرفها‪..‬‬
‫همس مارك‪ :‬ماذا يفعل ؟‬
‫رآهما يتجادالن لفتر ٍة ليست بالقصيره فشعر ببعض الفضول ولكن لم يُحاول إشباعه وتجاهل‬
‫األمر فهو ال يعنيه بتاتا ً‪..‬‬
‫ي جمع فيه أغانيه ال ُمفضله‪..‬‬ ‫ألبوم موسيق ّ‬
‫ٍ‬ ‫وضع السماعات في أُذنيه يستمع الى‬
‫إسترخى بجلسته ُمنغمس بكلمات األغنية التي يُحبها كثيرا ً لدرجة أنه شاهد الحارس يلف‬
‫برأسه باألرجاء قبل أن تتالقى أعيُنهما ويقترب منه‪..‬‬
‫إستوعب عندما أصبح قريبا ً فأخرج هاتفه وأطفأ األُغنية ونظر الى الحارس وهو يهمس‪ :‬هل‬
‫ت عن والدي ؟‬ ‫لديه معلوما ٍ‬
‫وقف الحارس أمامه وإبتسم له يقول‪ :‬مرحبا ً أال ِزلتَ ُهنا ؟‬
‫ب خاص لهذا قررتُ إنتظاره‪..‬‬ ‫مارك‪ :‬حسنا ً أُريد ُمقابلة ُمدير أعمال جينيفر لسب ٍ‬
‫الحارس‪ :‬غريب ولما تُريده هو تحديدا ً ؟‬
‫تردد مارك في أن يُخبره الحقيقه ولكن قلبه الغاضب من والده جعله يفكر باإلنتقام عن طريق‬
‫إخبار الجميع عن كونه يملك عائله ويملك إبنا ً!‪..‬‬
‫أجابه‪ :‬والدي‪..‬‬
‫ظهرت الدهشة على الحارس وإلتفت الى الخلف حيث الرجل اآلخر يُراقب من بعيد بعدها عاود‬
‫النظر الى مارك يقول‪ :‬والدك ؟ حقا ً ؟ أولست يتيم األبوين!‬
‫عقد مارك حاجبه وهو يتسائل في نفسه عما قاله والده عنه!!‬
‫هل قال للجميع عن إبنه بأنه يتيم ؟!!‬
‫هذه قسوه!‬
‫أجاب وبداخله إنزعاج وضيق كبير‪ :‬كال ‪ ،‬فقط والدتي ُمتوفيه ‪ ،‬أبي على قيد الحياة‪..‬‬
‫الحارس‪ :‬وهو ُمدير أعمال جينيفر ؟ السيد ريكارد ؟‬
‫مارك‪ :‬أجل‪..‬‬
‫الحارس‪ :‬واثق من هذا ؟!‬
‫أصر مارك على رأيه يقول‪ :‬أجل واثق ‪ ،‬وإن كان قد أخبركم بعكس هذا فهو كاذب!‬
‫الحارس‪ :‬لديك ما يُثبت كالمك ؟‬
‫دُهش مارك يقول‪ :‬ولما ؟!‬
‫شعر بأنها كالحرب بينه وبين والده‪..‬‬
‫بين الحقيقة وبين كذبة والده‪..‬‬
‫لم يُفكر بإصرار الحارس على تأكيد عالقتهما ‪ ،‬كُل تفكيره ُمنصب بصدمته من حقيقة كون‬
‫والده قد أنكر عالقته بإبنه‪..‬‬
‫أخرج هاتفه النقال ودخل الى مجموعات الدردشة المدرسيه يُقلب بالوسائط حتى وصل الى‬
‫طالب ال ُمشاركين بمشروع الكيمياء‪..‬‬ ‫صور ٍة صورها أحدهم ألسماء ال ُ‬
‫أراه الصورة فنظر الحارس الى الصورة وهو يهمس بداخله‪" :‬عُمره ‪ ،‬والقالدة تدل على أنه‬
‫الطفل الذي يبحث عنه البروفيسور ! ولكنه ليس يتيم األب كما قال لي ! هل هو الطفل‬
‫المنشود أو ال ؟"‬
‫إبتسم ونظر الى مارك يقول‪ :‬أجل ‪ ،‬إعذرني‪..‬‬
‫كذب وهو يُكمل‪ :‬قيل لي بأن ريكارد ال يملك أطفاالً لذا شككتُ بك ‪ ،‬آسف‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وقال‪ :‬هل لك أن تُعطيني رقمك ؟ سأُريحك من عناء اإلنتظار وأُعطيك خبرا ً ما إن‬
‫يأتي ريكارد الى المنزل‪..‬‬
‫إبتسم مارك وقال‪ :‬هذا جيد‪..‬‬
‫وبدأ يُمليه رقمه ومن ثُم غادر الى حيث يقف رفيقه منذ فتره‪..‬‬
‫تنهد ليُبادر رفيقه بالسؤال‪ :‬ماذا ؟‬
‫الحارس‪ :‬ال أضنه هو ‪ ...‬إنه يملك عائله ‪ ..‬لديه وال ٌد على قيد الحياة‪..‬‬
‫قطب رفيقه حاجبيه يقول‪ :‬ولكنه يملك صورةً لتلك القالده ‪ ،‬وهو بعمر السادسة عشر ! نفس‬
‫مواصفات الطفل الذي طلب منا البروفيسور التفتيش عنه في كُل مكان!!‪..‬‬
‫فتح الحارس هاتفه يقول‪ :‬أعلم ‪ ،‬وبال ُمقابل يملك وال ٌد على قيد الحياة ‪ ،‬لم يُخبرنا البروفيسور‬
‫منسوب لوالدته أو من دون نسب ‪ ،‬على أية حال‬ ‫ٌ‬ ‫بهوية والد الطفل ولكنه قال بأنه بالتأكيد إما‬
‫سأُعطي البروفيسور هذه المعلومة وهو سينظر في أمرها‪..‬‬

‫بال ُمقابل‪..‬‬
‫غرفة البروفيسور‪..‬‬ ‫في ُ‬
‫يجلس على مقعد جل ٍد كبير ينظر الى الفراغ يُفكر برسالة الحارس بخصوص الطفل‪..‬‬
‫مواصفاته كانت غريبه ‪ ،‬ال يُشبهه وال يُشبه آليس في لون الشعر واألعين!‬
‫ربما ليس هو إبنه‪..‬‬
‫طوال السنوات الماضيه وجد الكثير من األطفال ال ُمحتملين‪..‬‬
‫يُشبهونه أو يشبهون آليس ومن دون هويه ولكن وال واح ٍد منهم طابق تحليل الـ ‪DNA‬تحليله‬
‫‪..‬‬
‫ولكن ‪ ...‬هذه المرة الوحيدة التي يجد فيها طفل على معرف ٍة بتلك القالدة‪..‬‬
‫مكان بالعالم سوى معها هي‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫القالدة التي ال توجد في أي‬
‫مع آليس والتي وزعتها بطريقتها الخاصه‪..‬‬
‫البد من أنها أعطت إبنها واحدة‪..‬‬
‫ما دامت قد أعطت غريبا ً كفرانس فالبد من أنها قد أعطت حتى إبنها‪..‬‬
‫جائته رسالة على هاتفه ففتحها وقرأ ُمحتواها ليعقد بعدها حاجبه يقول‪ :‬ريكارد ؟ من يكون‬
‫هذا!‬
‫شعور سيء يقول بأنه لم يجد ضالته هذه المرة ايضا ً‪..‬‬‫ٌ‬ ‫أتاه‬
‫أتته رسالةً ثانيه فيها صورةً قد ألتقطها الحارس ِخلسةً لمارك وهو ينظر الى هاتفه يبحث في‬
‫وسائط الدردشات‪..‬‬
‫عقد البروفيسور حاجبه لثواني ينظر الى الصورة قبل أن تتسع عيناه بصدمه‪..‬‬
‫لون الشعر ُمختلف تماما ً عنه وعن والدته‪..‬‬
‫ولكن مالمحه ! مالمح آليس بكُل تأكيد‪..‬‬
‫نظرته الى األسفل حيث شاشة هاتفه كأنها نظرة آليس الشاردة في كأسها عندما يُقدم لها‬
‫شرابا ً‪..‬‬
‫التعابير نفسها!‬
‫يستحيل أن يُخطئ فهو يحفظ وجه وتعابير آليس أكثر من أي شيء في العالم!!‬
‫يطلب فيها‬
‫ُ‬ ‫ويكتب رسالةً بكال يديه وبأصابع سريع ٍة‬ ‫ُ‬ ‫إعتدل في جلسته يُحني ظهره الى األمام‬
‫من هذا الحارس أال يفقده!‬
‫يطلب فيها أن يضعه تحت ال ُمراقبة ويُرسل أي عين ٍة منه الى الدكتور‪..‬‬ ‫ُ‬
‫ت من أطفا ٍل آخرين طوال السنين الماضيه‬ ‫الى ذاك الدكتور الذي لطالما أرسل إليه عينا ٍ‬
‫ليُطابقها مع عينة شعره التي معه والتي في كُل مرةً تكون النتيجة سلبيه‪..‬‬
‫هو واثق‪..‬‬
‫واثق بأنها ستكون إيجابيةً هذه المره!‬
‫أرسل الرسالة ليقف بعدها ُمتجها ً الى خزانته يُبدل مالبسه ‪ ..‬هل من بعد تلك الصورة التي‬
‫كان فيها يُشبه آليس تماما ً قد يستحمل أن يبقى ُهنا ُمنتظرا ً النتائج التأكيديه ؟‬
‫كال!‬
‫إنه إبنه‪..‬‬
‫ت كثيرة في البحث عنه في كُل مكان‪..‬‬ ‫إبنه الوحيد الذي أمضى سنوا ٍ‬
‫لن يبقى في باريس بينما هو ُهناك في ستراسبورغ‪..‬‬
‫سيقطع المسافات ألجل أن يُقابله‪..‬‬
‫لطالما كرر بأنه سيقطع الدول وسيجول روسيا العمالقة كُلها لو تطور األمر وعرف بأنه ُهناك‬
‫‪..‬‬
‫لكنه ُهنا‪..‬‬
‫على بُعد كيلومترات قليله‪..‬‬
‫اليوم الذي طال إنتظاره‪..‬‬
‫قد أتى!‬

‫***‬

‫‪5:10 pm‬‬

‫إبتسمت وهي ترى نفسها بكامل زينتها بإنعكاس المرآة‪..‬‬


‫ُهناك القليل من الميك آب وشعرها األشقر قامت بتصفيفه جيدا ً‪..‬‬
‫أخذت لنفسها صورةً شخصية جيده للغايه وأرسلتها الى ريكس‪..‬‬
‫هي ُمصرةٌ على أن يمتدحها!‬
‫إنها جميلة فلما ال يقول كلمة طيبة لها ؟‬
‫حسنا ً ربما وقتها ألن شعرها كان مبلو ٌل بعض الشيء واإلضاءة سيئه والزاوية ليست بالشكل‬
‫المثالي‪..‬‬
‫لكنها اآلن إتخذت جميع اإلجراءات ال ُمناسبه حتى أصبحت وكأنها عارضة صور‪..‬‬
‫إبتسمت وهي تراه قد رد عليها بسرعه ‪ ..‬البد من أنه كان ينتظر رسالةً منها بفارغ الصبر‪..‬‬
‫"إزدتي قُبحا ً"‬
‫فقط ‪ ،‬هذا ما كُتب لتختفي إبتسامتها فور قرائتها‪..‬‬
‫تنهدت ورمت الهاتف تقول‪" :‬ينتظر رسالتي بفارغ الصبر"؟! يالها من ثقه!‬
‫مطت شفتيها تهمس‪ :‬جليد متحرك ‪ ،‬متحجر قاسي ‪ ،‬بار ٌد كالصقيع‪..‬‬
‫رفعت صوتها وهي تنظر الى السقف تقول‪ :‬جوليتـا يجب أن تشكريننـي ألني كُنتُ سبب في‬
‫إنفصالكمـا ‪ ،‬حياتك مع ريكس كانت لتكون جحيما ً ‪ ،‬إني أنتظر إمتنانك يا عزيزتي‪..‬‬
‫عاودت النظر الى الهاتف عندما أتتها رساله وفتحتها تهمس‪ :‬من ريكس ‪ ،‬بالتأكيد يُخبرني‬
‫بأنها مزحه‪..‬‬
‫"من أين لك بالميكياج ؟ ولما لون األريكة التي تجلسين عليها ُمختلف !! هل تجاهلتي‬
‫تحذيري ُمجددا ً"‬
‫إبتسمت وهي تقرأ رسالته لتهمس‪ :‬ماذا سيفعل بعد أن يعلم ما حدث مع ثيو ؟‬
‫ضحكت قليالً قبل أن تهمس‪ :‬آسفه ولكن حقا ً لم أقصد هذا ‪ ،‬كانوا ليجدوني في نهاية المطاف‬
‫‪..‬‬
‫حيث سألت‪" :‬لما‬ ‫ُ‬ ‫بدأت تُفكر برد ُمناسب ولكنها لم تجد سوى ردا ً سوى أن تُضيع الموضوع‬
‫لم تُعجبك صورتي السابقه ؟"‬
‫أرسلتها وبقيت تتأمل الهاتف لفتر ٍة قبل أن تهمس‪ :‬إضطررتُ الى الذهاب لصالون الشعر من‬
‫أجل التزين ! لما فعلتُ هذا ؟ لما وصلتُ الى هذا الحد لكي فقط أسمع منه كلمةً جميلة ؟‬
‫تركت الهاتف النقال وإسترخت على األريكة ُمغمضة العينين وهي تهمس لنفسها‪ :‬توقفي ‪ ،‬ال‬
‫ت تعيشين حياةً صعبةً عليك تجاوزها وماهو إال رجل إتفق‬ ‫ت غريب ٍة هكذا ! أن ِ‬
‫تتصرفي بتصرفا ٍ‬
‫معك ليُساعدك ُمقابل أن تُساعديه أيضا ً‪..‬‬
‫تركت الهاتف وإتجهت للمرآة ُمجددا ً تنظر الى نفسها‪..‬‬
‫إبتسمت وبدأت تُحرك شعرها بأصابعها وتتأمل نفسها قبل أن تهمس‪ :‬أبدو بغاية الجمال ! أكثر‬
‫من قبل بكثير ‪ ،‬كيف حقا ً يجرؤ على قول قبيحه ؟ هل يعرف أصالً ما معنى قبيحه ؟ أُراهن‬
‫بأنه قالها ليُغيضني‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬كفي عن التفكير بهذا األمر ‪ ،‬كُفي عن التفكير برأيه ال ُمزعج‪..‬‬
‫توقفت عن تأ ّمل نفسها وتذكرت ُمكالمة الفيديو التي أراها لها موريس سابقا ً حيث كانت أُختها‬
‫تلعب بالحديقه‪..‬‬
‫لقد بدت كفتا ٍة شقراء صغيرة ولطيفه‪..‬‬
‫لكم تود رؤيتها وإحتضانها بقوه!‬
‫تود تذكر ذكرياتها الجميلة معها‪..‬‬
‫لما لم تتذكر أي شيء بخصوصها ؟ وال حتى شكلها ؟‬
‫دارسي عندما رأته أول مرة هو ومن معه ب ُمتحف اللوفر بباريس تذكرت عنهم بعض‬
‫الذكريات‪..‬‬
‫ريو عندما وصف لها الشاب الذي كان يبحث عنها موزعا ً صورتها في كُل مكان تذكرته‬
‫بذكرى طفيفة لطيفه‪..‬‬
‫ثيو من قبل حتى أن تراه تذكرته فقط من رائحة عطره‪..‬‬
‫ت وحيده!‬ ‫وكُلهم عالقتها بهم ليس كقوة عالقتها بأُخ ٍ‬
‫همست‪ :‬ذاكرتي حقيره ‪ ،‬تتذكر فقط األشخاص السيئين والذين ال أهتم بتذكرهم وتتجاهل‬
‫أِختي‪..‬‬
‫حيث كانت بالمشفى وعلى السرير جسد فتا ٍة ميته‬ ‫ُ‬ ‫شعرت بقلبها ينفطر وهي تتذكر تلك الذكرى‬
‫وهي تصرخ بقربها بأنها لم تكن السبب‪..‬‬
‫وتكرر بأن والدها هو السبب في كُل هذا!‬
‫تلك الفتاة هي بكُل تاكيد صديقتها التي نطقت إسمها مرارا ً ُرغم كونها فاقده لذاكرتها‪..‬‬
‫آريستا ‪ ،‬البد من أنها كانت صديقتها ال ُمقربة لدرجة أن لسانها ُمعتاد على نطق إسمها أكثر‬
‫من أي شيء آخر‪..‬‬
‫صديقتها التي توفيت‪..‬‬
‫التي قُتلت!‬
‫وهي كانت السبب خلف ذلك ‪ ،‬وكُله ألجل ملف سيء ُمزعج خبأه والدها عندها قبل وفاته!‬
‫صدمت عندما سالت الدموع على خديها فبدأت بتجفيفها وهي تهمس‪ :‬توقفي ‪ ،‬ال تُفسدي‬ ‫ُ‬
‫مكياجك ! هذا ليس الوقت ال ُمناسب لتذكر الذكريات السيئه‪..‬‬
‫أجل‪..‬‬
‫ال تُريد التذكر‪..‬‬
‫ال تُريد أن تتأكد بأنها بالفعل كانت السبب بموت الكثيرين‪..‬‬
‫صديقتها ‪ ،‬وذاك العجوز الذي كان حارسا ً للفيال قبل مقتله‪..‬‬
‫إنهم حتى أمسكوا بأُختها بسببها‪..‬‬
‫يالها من فتا ٍة سيئه‪..‬‬
‫هزت رأسها تُبعد هذه األفكار فلقد قررت ُمسبقا ً بأنها لن تُفكر فيها‪..‬‬‫ّ‬
‫ستخاطر إلستعادة أُختها ومن ثُم الهرب بعيدا ً والعيش بسالم‪..‬‬
‫ال مزيد من الذكريات السيئه التي تجعلها تفقد الرغبة في المضيء الى األمام‪..‬‬
‫إنها ال تجلب لها سوى ال ُحزن والبُكاء وهما أمران ال تُحبهما ُرغم أنها في الثالثة أشهر‬
‫الماضية بكت أكثر مما تتخيل‪..‬‬
‫ثالثة أشهر‪..‬‬
‫مرت بالكثير من االحداث لدرجة أنها ال تُصدق بأن كُل هذا حدث في ثالثة أشهر فقط!‬
‫إبتسمت بعدما جففت دموعها ونظرت الى عينيها الحمراوتين هامسه‪ :‬إرجعي بيضاء فأنت‬
‫هكذا تجعلينني أبدو ك ُمدمنة ُمخدرات!‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً وهي تُغمض عينيها وبدأت تُصفي عقلها من كُل تلك الذكريات التي‬
‫إسترجعتها خالل الثالث أشهر القليله‪..‬‬
‫ت سيئه‪..‬‬ ‫والتي كانت كُلها ذكريا ٍ‬
‫موت وبُكاء ورجال عصاب ٍة والكثير‪..‬‬
‫قطبت حاجبيها فهاهي تُعاود تذكرهم ُرغم انها تُريد تصفية ذهنها منهم‪..‬‬
‫إسترخت ‪ ،‬وحاولت تهدئة عقلها بينما عينيها ال تزاالن ُمغمضتين حتى تمسح تلك المشاهد‬
‫كُلها من عقلها‪..‬‬
‫صداع بينما عقلها يُصور لها منظر تلك الفتاة على سرير المشفى األبيض‪..‬‬ ‫داهمها ال ُ‬
‫حاولت عدم التفكير فيه ولكن المشهد ال زال كماهو وبدأ يتوسع ليتضح لها وجه شاب بُني‬
‫الشعر يقف بهدوء تام وعينين خضراوتين مليئتين بالدموع تنظر الى تلك ال ُجثة التي كانت في‬
‫يو ٍم ما صديقةً لهم‪..‬‬
‫وهي منهارةً بالقُرب منه تُكرر بأنها ليست السبب‪..‬‬
‫وأنها ال تعلم‪..‬‬
‫وأنها لن تُسامحهم‪..‬‬
‫ولن تُسامح نفسها‪..‬‬
‫وتتمنى أن تموت اليوم بسرعةً فلم يبقى لها أحد بالعالم‪..‬‬
‫دخول الطبيب ‪ ،‬قيامها له بسرعه تترجاه أن يُعيد صديقتها الى الحياة‪..‬‬
‫إنها تُشاهد نفسها وهي تتطلب منه هذا الطلب ال ُمستحيل لدرجة أن تُخبره بأنه بإمكانه أن‬
‫يقتلع قلبها ويُعطيها إياها لتعيش‪..‬‬
‫ألن آريستا تستحق الحياة‪..‬‬
‫وهي تستحق الموت‪..‬‬

‫صداعا ً رهيبا ً ال يُمكنها تحمله‪..‬‬ ‫صرخت عندما شعرت بخيط كهرباء برأسها يُشعل ُ‬
‫جثت على األرض تصرخ من األلم وهي تُمسك رأسها ومشهد صديقتها ال ُمبتسم يتكرر‪..‬‬
‫ت ُمثلجه جديد‪..‬‬ ‫تبتسم لها ‪ ،‬تُعطيها إقتراحا ً لمقهى مشروبا ٍ‬
‫تذهبان ‪ ،‬تشربان‪..‬‬
‫والدها يحتضنها ويعتذر على كُل شيء‪..‬‬
‫عن كونه السبب في إنفصاله عن والدتها‪..‬‬
‫لكونه السبب في تفرقة أُختان عن بعضهما‪..‬‬
‫ثيو تشتد عروقه من الغضب وهو يصرخ بوجهها كي تتوقف عن عنادها هذا!‬
‫يذكرها بكونها ال تزال طفلة ال تعي حجم تصرفاتها هذه!‬
‫وجه آليس تنحنى إليها وتربت على شعرها‪..‬‬
‫تمتدحها وتُعرفها على إبنها ال ِبكر الذي كان يُرافقها آنذاك‪..‬‬
‫موضوع وهو يُحدثها‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫دارسي ونظرته البارده ‪ ،‬لوكا قاطب الحاجبين منزعج من‬
‫صور ‪ ،‬شفاة تنطق بسر يجب كتمانه ‪ ،‬قالدة ‪ ،‬غرفة بالمشفى ‪ ،‬طلقات رصاص ‪ ،‬موت ‪ُ ،‬جثةً‬
‫بوسط بركة دماء‪...‬‬
‫الكثير من الذكريات المتنوعه هاجمت رأسها جعلت صراخها يزداد أكثر وأكثر‪..‬‬
‫حنجرتها تكاد تتجرح من شدة صراخها فهذا الكم الهائل من الذكريات أكبر من قدرتها على‬
‫التحمل‪..‬‬
‫عقلها الذي فاجئها بإسترجاع ذكرياتها كُلها فجأه جعل دماغها يخرج عن السيطرة ويُرسل‬
‫نبضات ألم ُمتكرره ال تُطاق‪..‬‬
‫ال يُمكنها تحملها‪..‬‬
‫صفر بالمئه‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫قدرة تحملها هبطت الى‬
‫و‪....‬‬
‫تهاوت على األرض مغشيا ً عليها!‬
‫‪END‬‬

‫‪Part 59‬‬

‫"عندما ال يستطيع الشيطان أمرا ينتدب امرأة"‬


‫‪-‬مثل روسي‪-‬‬

‫أمطار أو ثلوج‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫كان الطقس شديد البروده والسماء صافية ال تُنذر بهطول أي‬
‫غربت الشمس ولم يتبقى سوى هذا اليوم قبل عودتهم غدا ً برفقة والدتهم الى ستراسبورغ‪..‬‬
‫حيث إستأجرت كوخا ً في الغابة ليقضوا الليل‬ ‫ُ‬ ‫أرادت كايري أن تُنفذ آخر ُخططها لهذه الزيارة‬
‫فيه‪..‬‬
‫نوم ومطبخ أمريكي على صال ٍة واسعه تُدفئها نيران المدفئه‬ ‫غرف ٍ‬ ‫كان متوسط الحجم بثالث ُ‬
‫التي تتوسطها‪..‬‬
‫سبا ً ألي حيوان قد يجتاز أسوار منطقة‬ ‫ومن الخارج مساح ٍة شاسعه تحدُها أسوار خشبيه تح ُ‬
‫الغابة هذه ال ُمخصصه للسياحه‪..‬‬
‫ترتدي مالبس ثقيلة ومع هذا وضعت على كتفيها بطانيةً وبدأت تمشي لوحدها في هذه‬
‫المساحة الفارغة سارحة البال في كُل األمور التي تشغل تفكيرها الفترة الماضيه‪..‬‬
‫حيث بدأت بتلك اإلشاعة وما حدث لها بالكُلية ونظرات ُزمالئها ومن ثُم الدكتور الذي يُدبر لها‬ ‫ُ‬
‫مكائد ليُضعف موقفها تماما ً وباألخير الفتاة وما أرسلته لها ‪ ،‬تُفكر حتى بحديث آندرو الذي‬
‫يخصه ويخص عالقاتها وطريقة تدبرها لألمور ‪ ،‬تُفكر بالماضي والحاضر‪..‬‬
‫الكثير من األمور التي جعلت الدقائق تمر دون شعور‪..‬‬
‫جائها صوت خالتها تقول‪ :‬إيلي‪..‬‬
‫حيث تقدمت كايري ومشت بعدها بجوارها تقول‪ :‬ماذا‬ ‫ُ‬ ‫توقفت إليان عن المشي ونظرت خلفها‬
‫تفعلين بالخارج طوال هذه ال ُمده ؟‬
‫صمتت إليان قليالً قبل أن تُجيبها‪ :‬أُفكر ‪ ،‬فقط أفكر‪..‬‬
‫ُ‬
‫كايري‪ :‬باإلختبارات ؟‬
‫إليان‪ :‬تقريبا ً‪..‬‬
‫تنهدت كايري تقول‪ :‬يبدو بأني فشلتُ في إزاحة توترك بشأنها‪..‬‬
‫كاف ‪ ،‬أنا فقط أُفكر بأمور بسيطه ‪ ،‬لستُ‬ ‫ت ماهو ٍ‬ ‫إبتسمت إليان تقول‪ :‬هيّا ال تُحبطي ‪ ،‬لقد فعل ِ‬
‫ُمتوتره بشأنها‪..‬‬
‫شجار ال أعرف عنه ؟‬
‫ٌ‬ ‫إبتسمت كايري ولم تُعلق وبعد فتر ِة صمت سألتها بهدوء‪ :‬هل ُهناك‬
‫عقدت إليان حاجبها لتقول كايري‪ :‬بينكم وبين ريكس‪..‬‬
‫نظرت إليان الى األمام وهي كانت واثقه بأن خالتها ستُالحظ األمر دون شك‪..‬‬
‫ولكن لم تتوقع أن تسأل عن هذا‪..‬‬
‫أجابتها إليان بهدوء‪ :‬كال ال يوجد ‪ ،‬ريكس مشغول البال في اآلونة األخيره لذا دائما ً ما يبقى‬
‫وحيدا ً‪..‬‬
‫كايري بهدوء‪ :‬لستُ حمقاء يا إليان‪..‬‬
‫إتجهت الى الكُوخ ُمكمله بإبتسامه‪ :‬ال تبقي طويالً بالخارج فالبرد شديد‪..‬‬
‫ب كبير إزاء كذبتها هذه‪..‬‬ ‫شعرت إليان بذن ٍ‬
‫ولكن ماذا كان بوسعها القول ؟‬
‫أجل ؟‬
‫وإن سألتها عن السبب ؟‬
‫هي ال تُريد إخبار أحد عنه ‪ ،‬يكفي بأنه في لحضة ضُعف أخبرت إدريان وبسبب هذا تشاجرا!‬
‫ال تُريد أن تكون سببا ً في شجار أح ٍد معه‪..‬‬
‫كونه ُمجرما ً أو قاتالً هو شيء ُمرعب ويُخيفها حتى هذه اللحضه ولكن هذا ال يعني بأن تُخبر‬
‫الجميع بشأنه‪..‬‬
‫راضيةً بأن تحتمل هذه الحقيقة في قلبها ولكن لن يُرضيها أن يخافه الناس ويبتعدون عنه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها للحضه عندما تذكرت رين وهمست‪ :‬لحضه ‪ ،‬حوارنا في غرفة التلفاز ؟ أضنني‬
‫تماديتُ وأخبرتُها صحيح ؟‬
‫تنهدت وهي ال تتذكر بالضبط‪..‬‬
‫وإن يكن!‬
‫ليس وكأنها ستظهر في حياتهم ُمجددا ً‪..‬‬
‫تنهدت ُمجددا ً هامسه‪ :‬ماذا بشأن الخالة كايري ؟ هل أعتذر لها ؟ وإن سألتني حينها عن سبب‬
‫الشجار ماذا أقول ؟‬
‫فكرت قليالً لتُقرر بأال تُخبرها‪..‬‬
‫وبدالً من أن تعتذر ستُثبت لها بأنه ال يوجد شجار أصالً‪..‬‬
‫تُحب خالتها وتعلم كم أن خالتها تُحبهم ‪ ،‬إن علمت بوجود شجار فستحزن لفتر ٍة طويله‪..‬‬
‫ب هش ورقيق‪..‬‬ ‫إنها لطيفه وذات قل ٍ‬
‫ال تُريد لها ال ُحزن بتاتا ً‪..‬‬
‫إلتفتت وعادت بهدوء الى الكوخ‪..‬‬
‫دخلت لتجد ريكس يجلس على أريك ٍة ُمريحة بلون الكاكي يُطالع الهاتف وأمامه كوب قهو ٍة‬
‫ساخن وبال ُمقابل خالتها التي جلست بالقُرب من قطتها لتُطعمها‪..‬‬
‫فقط هذان اإلثنان‪..‬‬
‫جلست على أريك ٍة أُخرى ماظرةً الى ريكس وهي تتسائل ما إن كان ال يزال يلعب تلك اللُعبة أو‬
‫أن أمرا ً آخر يشغله‪..‬‬
‫تتسائل فحسب وراضيةً بهذا التساؤل فهي حتما ً لن تتصرف بطريق ٍة ُمخجله كما فعل إدريان‬
‫هذا الصباح ليُرضي فضوله‪..‬‬
‫غرف ٍة بابها يقع خلف ريكس‪..‬‬ ‫ما إن فكرت بهذا التفكير حتى خرج إدريان من ُ‬
‫تقدم وهو يرمي نظره ُخلسةً الى هاتف ريكس ليُكشر بعدها دليل رؤيته للعبة ذاتها‪..‬‬
‫نظرت إليان إليه وهو يجلس بعدها وهمست‪ :‬واااه ال زال يتصرف كاألطفال‪..‬‬
‫ت عزيزتي ؟ "أُحس ُد لكوني أملك أخا ً‬ ‫نظر إدريان إليها عندما أحس بهمسها يقول‪ :‬ماذا قُل ِ‬
‫سمعتُك تقولينها!‬ ‫بهذه الوسامه" ؟ أضُنني ِ‬
‫حيث كان يلبس قميصا ً أبيضا ً بدون ستر ٍة وال معطف وكأن الجو بالخارج مزح ٍة‬ ‫ُ‬ ‫إبتسم بعدها‬
‫ليس إال‪..‬‬
‫تجاهلت إليان إبتسامته وثقته ال ُمفرطة هذه ونظرت الى خالتها التي تقدمت وجلست بالقُرب‬
‫من إدريان تقول‪ :‬إيدي لما ال تُدفئ نفسك ؟‬
‫إبتسم ومد يده يحتضنها قائالً‪ُ :‬حضن خالتي يكفيني عن ألف معطف‪..‬‬
‫ضحكت له بينما جذب إنتباهه كون إليان تُغطي نفسها بباطني ٍة صغيره‪..‬‬
‫المدفئه ؟‬
‫سألها‪ :‬تشعُرين بالبرد ؟ هل أزيد نِيران ِ‬
‫هزت رأسها نفيا ً فنظر إليها قليالً ثُم نظر الى الكوب الساخن لفتره‪..‬‬
‫إبتسم ووقف آخذا ً إياه من أمام ريكس وجلس بجوارها يُقدمه لها قائالً‪ :‬إذا ً دفئي نفسك من‬
‫الداخل ‪ ،‬هيّا عزيزتي‪..‬‬
‫عالم آخر صدقيني ال يعرف ما‬ ‫ٍ‬ ‫دُهشت وعندما فتحت فمها لتتحدث قاطعها إدريان‪ :‬هو في‬
‫يحدث حوله وسنُعيد له الكوب فارغا ً وعندما يكتشف ذلك سيضن نفسه قد شربه دون شعور‬
‫‪..‬‬
‫علق ريكس بهدوء‪ :‬لستُ أحمقا ً‪..‬‬
‫فُجع إدريان لدرجة أن الكوب إهتز وعندما حاول السيطرة عليه سقط من يده أرضا ً وتناثرت‬
‫القهوة على األرضية الخشبيه‪..‬‬
‫تنهدت إليان هامسه‪ :‬أحمق‪..‬‬
‫بينما إنزعج إدريان ورفع رأسه الى ريكس يقول‪ :‬لقد فاجأتني !!! لما اآلن من بين طيلة‬
‫اليومين تكون ُمنتبها ً هكذا ؟ هذه نذاله!‬
‫لم يُعلق ريكس وعاد الى هاتفه بينما إدريان إنحنى بمنشف ٍة بيضاء يمسح األرضية بعدما‬
‫أحضرتها خالته وكادت ان تمسحها هي عنه‪..‬‬
‫جلست عندما رفض ونظرت إليه لفتره قبل أن تنظر الى ريكس ‪ ،‬إنتبهت إليان لنظراتها‬
‫فوقفت وإتجهت الى آلة القهوه تقول‪ :‬إسبريسو ؟‬
‫رفع إدريان رأسه إليها يقول‪ :‬كال أُريد كورتادو إن وجد ِ‬
‫ت‪..‬‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬لم أسألك‪..‬‬
‫ثوان من الصمت‪ :‬أجل‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫رفع ريكس عينيه إليها بعد إجابتها ليجدها تنظر إليه ‪ ،‬تحدث بعد‬
‫ب من تصرفها‪..‬‬ ‫وقف إدريان ووضع المنشفة على طاولة المطبخ ينظر الى إليان بتعج ٍ‬
‫ُهناك خطب دون أدنى شك!‬
‫تنهد وتقدم منها ينحني ُمتكئا ً على الدوالب الخشبي بقرب آلة الكبسوالت‪ :‬لما عزيزتي غاضبه‬
‫مني ؟ لما ترفضين أن تُقدمي لي قهوةً وأنا الذي خاطرتُ بنفسي وسرقتُ قهوةً ألجلك ؟! هذا‬
‫يُحطم قلبي‪..‬‬
‫أجابته وهي تُحاول فتح العُلبة التي بالخلف لتُعبئه بالماء‪ :‬ولما تلتجئ للسرقة من أجلي ؟‬
‫وأيضا ً في األيام الباردة أُفضل القهوة البارده كي أوازن درجة حرارة جسدي الداخليه مع‬
‫الخارجيه‪..‬‬
‫أبعد يدها وساعدها بفك العُلبة وبدأ يملؤه بالماء وهو يقول بملل‪ :‬ال ُهراء بكون البارد يُدفئ‬
‫أكثر من الساخن ! أرجوك ال تُعيديه على مسامعي‪..‬‬
‫صنع القهوة وهي تقول بال ُمبااله‪ :‬كما ت ُريد ُرغم أنه ال ضير من‬ ‫ركبه لها من جديد فبدأت ب ُ‬
‫التجربه‪..‬‬
‫ُ‬
‫ضغطت الزر وبدأ الكوب يستقبل القهوة ال ُمره وبقي الوضع صامتا ً لفتره قبل أن يسألها‬
‫بهدوء‪ :‬هل من خطب يحدث معك ؟‬
‫رفعت عينيها إليه تقول‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫أشار بنظره الى القهوة فحملت الكوب حالما إنتهى وهي تقول‪ :‬لم أفهم ما تقصد‪..‬‬
‫ومن ثُم غادرت من أمامه ووضعت الكوب أمام ريكس وهي تتمنى أنه بهذا التصرف البسيط‬
‫يرحل كُل الشك من قلب خالتها‪..‬‬
‫في حين تقدم إدريان وجلس في مكانه يُراقب إليان وهو لم يتجرأ على سؤالها بشك ٍل ُمباشر‪..‬‬
‫ف ُمنذ ذلك اليوم الذي أخبرته بخصوص ريكس طلبت منه أن ينسى األمر بتاتا ً!‬
‫هو ليس أعمى ! يراها وهي دائما ً ما تقوم بتجنبه ولكن لم يتدخل إحتراما ً لرغبتها‪..‬‬
‫واآلن إجابتها على سؤاله بعدم الفهم دليل على أنها ال تزال ترفض التحدث في األمر بتاتا ً‪..‬‬
‫ولكنه يُريد التدخل!!!‬
‫يُريد على األقل فهم سبب تصرفاتها!‬
‫باألمس تُقدم الشاي الساخن واآلن القهوه!‬
‫هل بدأت تُسامحه أو ماذا ؟‬
‫إنتبهت إليان لنظراته ال ُمتفحصه فتنهدت وتجاهلته وهي تسأل خالتها‪ :‬أين أُمي ؟‬
‫أجابتها‪ :‬خرجت لتُجري ُمكالمةً ُمهمه‪..‬‬
‫هزت راسها وبعدها سحبت جهاز التحكم وبدأت تُقلب في القنوات التلفزيونية‪..‬‬
‫ما إن شاهد إدريان عروض أفالم بالتلفاز حتى إلتفت على خالته يقول‪ :‬خالتي تفحصي وجهي‬
‫‪ ،‬أال زال ُهناك أثار تد ُل على شجاري مع أحدهم ؟‬
‫إبتسمت ووضعت يدها على خده تقول‪ :‬بل أنت بالغ الوسامه‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬أعلم وهذا ال شك فيه ‪ ،‬ولكن ركزي على األثار ‪ ،‬هل تُالحظين شيئا ً ؟‬
‫بدا صوته ُمحبطا ً جعل الخالة تتردد فهي ال تُريد أن تقول له أجل وتزيد من إحباطه‪..‬‬
‫مظهر كُنت‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫إبتسمت ومسحت على خده تقول‪ :‬أنتَ وسيم بأي‬
‫تنهد إدريان وهمس‪ :‬شُكرا ً لك على لُطفك خالتي ‪ ،‬وصلتني إجابتك الموجعه‪..‬‬
‫ت مسموع وهو يرجع بجسده الى الوراء ُمسترخيا ً وينظر الى السقف‬ ‫بعدها تنهد ُمجددا ً بصو ٍ‬
‫ُمعلقاً‪ :‬دوري بالفيلم أصبح بخطر ‪ ،‬ماذا أفعل ؟‬
‫لم يصله أي تعليق سوى يد خالته التي ربتت على رجله وكأنها تطلب منه التماسك‪..‬‬
‫إبتسم ُرغما ً عنه ولم يُعلق‪..‬‬
‫بقي الجو هادئا ً لفتر ٍة قبل أن يُعيد إدريان رأسه الى الوضع الطبيعي وهو قد أصبح ُمنزعجا ً‬
‫بما فيه الكفاية منه!!‬
‫من ريكس!‬
‫نظر إليه يقول بإنزعاج‪ :‬ما خطبك بحق هللا ؟!!‬
‫نظر الجميع إليه في حين شعرت إليان بالضيق فهاهو إدريان سيتشاجر معه ويُفسد ُمحاولتها‬
‫في أن توهم خالتها بأن كُل شيء على ما يُرام‪..‬‬
‫لم يُعلق ريكس بل إكتفى ينظر إليه وكأنه يسأله ما خطبه فجأه يسأل مثل هذا السؤال بهذا‬
‫الشكل ؟‬
‫أشار إدريان الى الكوب يقول‪ :‬تتعنى إيلي ألجلك ُرغم أنها تجلس ككرة صوف من شدة البرد‬
‫ومع هذا تعنّت لك وصنعت كوب قهو ٍة ألجلك وها أنت تتركها تبرد دون أن ترتشف رشفةً‬
‫واحده!‬
‫دخلت جينيفر في هذا الوقت على حديث إدريان وتقدمت بهدوء تنظر إليهم في حين علق‬
‫ريكس نظراته في إدريان قليالً قبل أن ينحني ويُنهي الكوب في رشف ٍة واحده‪..‬‬
‫وعاد بعدها على إسترخائه ذاته يُطقطق بهاتفه‪..‬‬
‫ضحك إدريان ضحكة قصيره ليهمس بعدها‪ :‬سيُسبب لي الجنون!!‬
‫نظر الى ريكس ُمستنكرا ً وهو يُكمل‪ :‬من يشرب االسبريسو برشف ٍة واحده هكذا ناهيك عن‬
‫كونها أصبحت بارده ؟!! هل تُحاول التسبب لنفسك بالغثيان ؟‬
‫ريكس‪ :‬لما أنتَ ُمنزعج ؟‬
‫إدريان بإستنكار‪ :‬أنا ؟!!!‬
‫اكمل بعدها‪ :‬لستُ ُمنزعجا ً ولكني أكره من ال يُقدر تعب اآلخرون!‬
‫ريكس‪ :‬قدرتُ هذا وشربتُ القهوة حتى وهي بارده ‪ ،‬من ال ُمفترض أن يتوقف إنزعاجك‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬كال لن يتوقف فأنت شربتها لتُسكتني وليس ألنك تُقدر هذا!‬
‫ريكس‪ :‬سهوتُ عنها ليس إال ‪ ،‬ولو أردتُ إسكاتك لتحدثتُ وأسكتُك فلما تتصرف وكأني قد‬
‫أخاف منك ؟‬
‫إشتط إدريان من الغضب وقبل أن يتحدث قاطعه ريكس يقول‪ :‬كُف عن إفتعال ال ُمشكالت بسبب‬
‫أمور تافهه قديمه أنت ال ُمخطئ فيها‪..‬‬
‫ٌ‬
‫وبعدها وقف وغادر الكوخ دون حتى أن يأخذ معه أي معطف‪..‬‬
‫أشاح إدريان بنظره منزعجا ً فلقد اصاب ريكس بكالمه‪..‬‬
‫هو فقط منزعج منه منذ زمن لذا أي تصرف منه قد يُصيبه بالجنون‪..‬‬
‫وقع نظره على إليان التي كانت ترمقه بنظر ِة ِعتاب‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنها لتقول خالته له‪ :‬لما فعلتَ هذا يا إيدي ؟ إنه أخاك األكبر وكان من الواضح‬
‫بأنه كان شاردا ً في هاتفه ولهذا نسي القهوه‪..‬‬
‫علقت جينيفر تقول‪ :‬ال عليك األطفال ال يكبروا إال عن طريق الشجار‪..‬‬
‫نظرت كايري إليها تقول‪ :‬ولكنهم لم يعودوا أطفاالً يا جيني!‬
‫ت ؟ ال زالوا‬‫غرفته ُمغلقا ً الباب على نفسه فتنهدت جينيفر وقالت‪ :‬رأي ِ‬ ‫وقف إدريان ودخل الى ُ‬
‫أطفاالً ‪ ،‬إن عاتبتِهم إنزعجوا وغادروا كما فعال للتو‪..‬‬
‫نظرت كايري الى الباب تقول‪ :‬إيدي حساس هذه األيام ‪ ،‬يغضب ألتفه األسباب لما ؟‬
‫جينيفر‪ :‬ضغوط عمله ‪ ،‬ال تقلقي ألجله‪..‬‬
‫تنهدت إليان ومن ثُم وقفت وذهبت الى غرفته‪..‬‬
‫حيث الغُرفة ُمظلمه وصغيرة بعض الشيء بسريرين منفصلين وهو كان‬ ‫ُ‬ ‫دخلت الى الداخل‬
‫ُمستلقي على أحدها يُغطي وجهه بساعده‪..‬‬
‫تقدمت منه وجلست على طرف السرير تقول بهدوء‪ :‬ال تفعلها ألجلي‪..‬‬
‫أبعد ساعده عن وجهه بهدوء ونظر إليها يقول‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫إليان‪ :‬ال تُضايق ريكس بسبب ما أخبرتُك بشأنه ‪ ،‬طلبتُ منك أن تنسى فلما ال تفعل ؟‬
‫عاود وضع ساعده على وجهه وهمس‪ :‬إنه ليس ألجلك ‪ ،‬دعيني لقد داهمني النوم وأُريد أخذ‬
‫غفو ٍة قصيره‪..‬‬
‫شجار دائم ؟‬
‫ٍ‬ ‫إليان‪ :‬إذا ً ما السبب ؟ لما أنت وريكس في‬
‫إدريان‪ُ :‬مشكلة قديمة‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ال تكذب علي‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬أُقسم لك ‪ ،‬إنها ُمشكله قديمه‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره قبل أن تسأله بهدوء‪ :‬هل يُمكنني السؤال عن ماهيتها ؟‬
‫لم يُجبها بأي إجابه ال بالقبول وال بالرفض‪..‬‬
‫سألته‪ :‬هل ‪ ...‬ألن والدي لطالما كان يُفضله عليك ؟‬
‫أجابها بعد فترة صمت‪ :‬كال ‪ ..‬دعيني أنام يا إليان‪..‬‬
‫إليان‪ :‬أخبرني‪..‬‬
‫إدريان بهمس‪ :‬دعيني أنام‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ال تكن أنانيا ً ‪ ،‬أخبرتُك بكُل شيء ي ُخصني فلما ال تفعل أنتَ ذلك بال ُمقابل ؟‬
‫إدريان‪ :‬كاذبه‪..‬‬
‫عقدت حاجبها من إتهامه ال ُمفاجئ وقالت‪ :‬ماذا ؟!‬
‫ت في ُمشكل ٍة بسبب حادثة الغش في كليتك ‪،‬‬ ‫أبعد ساعده عن وجهه ونظر الى عينيها يقول‪ :‬أن ِ‬
‫لما لم تُخبريني ؟ أال تثقين بقُدرتي في حل مشاكلك ؟‬
‫أشاحت بعينيها بعيدا ً تقول‪ :‬إنها ُمشكلتي ‪ ،‬أردتُ حلها بنفسي‪..‬‬
‫عاودت النظر إليه وأكملت‪ :‬أصبحتُ في العشرين ‪ ،‬لستُ تلك الطفلة التي ال تعرف كيف‬
‫تتصرف ‪ ،‬ولستُ تلك ال ُمراهقه التي تحتاج الى من يُرشدها ‪ ،‬دعني أعتني بأموري ‪ ،‬إنها‬
‫رغبتي وليس ألني ال أثق بك‪..‬‬
‫ت؟‬‫إبتسم لها ثُم قال‪ :‬حسنا ً إن كانت رغبتك ‪ ،‬إذا ً ‪ ..‬ماذا فعل ِ‬
‫صمتت إليان لفتره قبل أن تقول‪ :‬أحضرتُ ُمحاميا ً ليُدافع عني ضد هذا اإلتهام وأتهمتُ كُل‬
‫المدرسة ب ُمحاولة توريطي‪..‬‬
‫طالب صفك أو بمن تعرفين أنهم يُكنون لك ُمشاعر سيئه‪..‬‬ ‫إدريان‪ :‬كان عليك أن تكتفي ب ُ‬
‫إليان‪ :‬ال أُريد ‪ ،‬على جميع األلسن أن تخرس ‪ ،‬على الجميع في ال ُمستقبل أن يُفكر ألف مرة‬
‫قبل أن يُحاول أن يضرني بشيء ! لم أستثني أحد ‪ ،‬جميع الطلبة والطالبات وحتى العاملين‬
‫وال ُمدرسين و‪....‬‬
‫قاطعه بصدمه‪ :‬ماذا ؟!!‬
‫ت جاده ؟!! حتى ُمدرسيك يا إيلي ؟!‬ ‫تنهدت وهي تعرف ما سيقوله في حين قال هو‪ :‬هل أن ِ‬
‫أتُريدين أن تصنعي البغض في صدورهم تجاهك ؟ لن يُمكنك النجاح بتفوق هكذا!‬
‫إليان بهمس‪ :‬ال يهمني ‪ ،‬سأبذل ُجهدي و‪...‬‬
‫قاطعها إدريان‪ :‬ال تُحاولي أن تُناقضي نفسك ‪ ،‬واثق بأنك تعرفين بأن العالقة الطيبة مع‬
‫ت ُمتفوقه ولكن ماذا لو كرهك‬ ‫ال ُمدرسين هي ما تجعل حياتك الدراسيه طبيعيه وسهله ! أجل أن ِ‬
‫ت في ال ُمشاركه أو إيجاد أتفه‬ ‫أُستاذ ؟ أتعتقدين بأنه ال يُمكنه أن يضرك بشيء ؟ إنقاص درجا ٍ‬
‫األخطاء في إجابتك وتضخيم العالمة المخصومه ! أال تعين ماذا يعني أن توجهي تُهمةً الى‬
‫أُستاذ ؟ يعني بأنك تضعين في ملفه الوظيفي عبارة " ُمشتبه به" ‪ ،‬حتى لو ظهرت برائته فلقد‬
‫أفسدتي ملفه يا إليان ‪ ،‬وهذا أمر يستدعي الكُره والحقد !! هذا ليس بصالحك‪..‬‬
‫نظرت إليه إليان لفتره قبل أن تهمس‪ :‬نصحتني جيسيكا بخصوص األمر ‪ ،‬حتى آندرو فعل‬
‫ولكن‪...‬‬
‫ت تستطيعين ‪ ،‬أعلم بأن أكثر ما يهمك ليس إيجاد الفاعل‬ ‫بدت ُمتردده فقال‪ :‬أنهي األمر ما دُم ِ‬
‫سمعتك ‪ ..‬ولكن هذا تصرف ُمبال ٌغ فيه‪..‬‬ ‫بل إخراس األلسن وإستعادة ُ‬
‫بقيت صامته لفتره قبل أن تقول‪ :‬حسنا ً ماذا لو قُلتُ لك بأني عرفتُ الفاعل ولكن ال دليل على‬
‫ذلك سوى إعررافه لي ؟ ماذا لو قُلتُ أنه أحد األساتذه ؟ دكتور كبير بالكُلية فكيف سأُثبتُ‬
‫التُهمة عليه إن لم يقم ال ُمحامي بعمله و‪....‬‬
‫قاطعها‪ :‬إتهميه ‪ ،‬هذا سهل ! وجهي أصبع اإلتهام له ُمباشرةً وقولي مافي ُجعبتك ‪ ،‬لن‬
‫تتضرري إن لم يستطع ال ُمحامي إيجاد دليل‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ولكن األمر قد ينقلب علي في األخير ! هذا الدكتور قد أخذتُ عالمةً ناقصةً في أحد‬
‫إختباراته وقد إفتعلتُ ضجة ألجلها وكُل من في صفي شهد على ذلك ‪ ،‬إن إتهمتُه ُمباشرةً‬
‫فسيضنون بأنها طريقةً خبيثة مني لكي أنتقم منه ! وعدم وجود دليل سيُثبت لهم توقعاتهم‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬إليان ال تُفكري بسلبيه ! إتهميه ُمباشرةً وال ُمحامي حينها سيتفرغ له بالكامل ‪ ،‬ال‬
‫ت بالتأكيد لم تستعيني ب ُمحامي ضعيف‬ ‫توجد جريمة كامله ‪ ،‬سيجد ال ُمحامي دليالً صدقيني وأن ِ‬
‫صحيح ؟‬
‫هزت رأسها باإليجاب فقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هذه خطوتك القادمه ‪ ،‬تسحبين إتهامك تماما ً وتوجهيه الى‬
‫هذا الدكتور فحسب وال تخافي من شيء ‪ ،‬ال من مكانته وال من شعبيته حتى ‪ ،‬ألن كُل من‬
‫سيُهاجمك حينها سيعتذر لك الحقا ً عندما تظهر الحقيقه ‪ ..‬فهمتي إيلي ؟‬
‫بقيت صامته لفتره قبل أن تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأُفكر جيدا ً‪..‬‬
‫إبتسم لها وقال‪ :‬جيد ‪ ،‬واآلن هل يُمكنني النوم ؟‬
‫نظرت إليه قليالً قبل أن تقول‪ :‬هل يُمكنني إستشارتك بشيء ؟‬
‫إدريان‪ :‬وهل تستأذنين ؟‬
‫إبتسمت قليالً ثُم قالت‪ :‬لدي صديقه ‪ ،‬وقعت في ُمشكله وطلبت ُمساعدتي ‪ ،‬ولكنها ال تُريد أن‬
‫يتم التشهير بها ‪ ،‬وأيضا ً إختفت تماما ً ‪ ،‬ال أعلم كيف أُساعدها دون أن يُكتب إسمها فال يوجد‬
‫أي أحد يقبل بشكوى مجهول ! وال وجود لها لكي أتحدث معها بخصوص األمر وأُقنعها ‪،‬‬
‫ي يُرهقني تماما ً‪..‬‬‫وموضوع أنها إلتجئت إل ّ‬
‫تعجبت عندما إبتسم فقالت‪ :‬أنا ُمرهقه من هذه ال ُمشكلة بالفعل فال تبتسم!‬
‫ضحك ضحكةً قصيره يقول‪ :‬آسف آسف‪..‬‬
‫بعدها مد أصبعه وضرب به رأسها يقول‪ُ :‬هنا شيء أنتُن فقط يالنساء تمتلكنه ‪ ،‬شيء يُسمى‬
‫بالمكر يا إيلي ‪ ،‬إستخدميه فليست كُل األمور تُحل بالقانون‪..‬‬
‫بعدها أغمض عينيه وهو يبتسم بهدوء‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه بهدوء لفترة طويله‪..‬‬
‫إغترت كثيرا ً بنفسها قائله بأنها ذكيه وكبيره وهي من تتخذ قراراتها بنفسها ويُمكنها حل‬
‫مشاكلها دون ُمساعده‪..‬‬
‫اآلن إستوعبت أن ال أحد يكبر بُسرعه وأن اإلنسان بحاج ٍة الى ال ُمساعده طوال حياته حتى‬
‫مماته‪..‬‬
‫وهو كعادته يُقدم لها ال ُمساعده‪..‬‬
‫يبدو وكأنه شخص ُمستهتر ال يعرف كيف يحل مشاكله ولكن ‪ ...‬لم تستشيره يوما ً في أمر إال‬
‫وقد وجد لها حلوالً رائعه لم تُفكر بها من قبل‪..‬‬
‫إبتسمت بهدوء قبل أن تنحني وتطبع قُبلةً على جبينه وهمست‪ :‬شُكرا ً‪..‬‬
‫وغادرت الغُرفة بعدها‪..‬‬

‫***‬
‫‪10:24 pm‬‬

‫تجلس فلور بتوتر تام تبلع ريقها بدل المرة ألف مره وهي تنظر الى عمها الذي يجلس أمامها‬
‫على أريك ٍة ُمنفصله‪..‬‬
‫منذ جلوسها على األريكة قبل دقائق والجو هادئ فلقد كان ُمنشغالً قبل حضورها بتصفح‬
‫الجهاز اللوحي و ُمنعقد الحاجبين‪..‬‬
‫أنهو طعام عشائهم قبل نصف ساعه تقريبا ً لتتفاجئ بكونه يطلب منها أن تجلس معه‪..‬‬
‫التوتر بداخلها يزداد وعينيها تُراقب وجهه وهي واثقه من كون األمر ُمتعلق بصفحتها‬
‫الشخصية على ذلك الموقع‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ،‬يبدو بأنه حان وقت توبيخه لها‪..‬‬ ‫ُ‬
‫ياليتها طلبت من أخاها آلبرت أن يتواجد معها‪..‬‬
‫غرفته تُريحها جدا ً‪..‬‬ ‫ال بأس ‪ ،‬مسألة وجوده في المنزل حتى وإن كان في ُ‬
‫قطعت حبل أفكارها عندما رأته ِيغلق الجهاز ويضعه جانبا ً‪..‬‬
‫ت ذلك‬ ‫أخذ كوب الشاي األسود الساخن ونظر الى عينيها الخائفتين لفتره قبل أن يسأل‪ :‬لما فعل ِ‬
‫؟‬
‫كما توقعت ‪ ،‬واااه هي خائفه للغايه‪..‬‬
‫أجابته بتوتر بالغ‪ :‬ماذا ؟ فعلتُ ماذا ال أفهم ؟‬
‫خافت عندما قطب حاجبيه بإنزعاج وأجابته فوراً‪ :‬طيش ‪ ،‬كان طيشا ً وأعتذر لهذا وقد قُمتُ‬
‫بإغالق صفحتي وحذفها ‪ ،‬لن تتكرر ُمجددا ً صدقني‪..‬‬
‫ث‬
‫نوع من الطيش هذا الذي يجعلك تستعرضين بجسدك أمام اآلخرين بب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫آليكسندر‪ :‬ولما ؟ أي‬
‫ت تبحثين عن اإلهتمام وإثارة اإلعجاب ؟‬ ‫موقع سيء كهذا ؟ هل كُن ِ‬
‫ٍ‬ ‫على‬
‫هزت رأسها نفيا ً وبالكاد حافظت على نبرة صوتها وهي تقول‪ :‬كال ‪ ،‬كان فـ فضوالً ‪ ،‬وبدا‬
‫ُممتعا ً ‪ ،‬كان تصرفا ً خاطئا ً مني أنا أعتذر لهذا‪..‬‬
‫سمعتها ؟ الساقطات ُهن من يستعرض‬ ‫آليكسندر بهدوء فيه بعض الحده‪ :‬ألم تُفكري بعائلتك و ُ‬
‫بأجسادهن في موقع كهذا يا فلور!‬
‫تجمعت الدموع في عينيها وهي بحق نادمه أشد الندم‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬آسفه ‪ ،‬آسفه جدا ً‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬وهل أسفك سيمحي ما حدث ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً وشفتاها ترتجفان فبقي ينظر إليها لفتره فلقد بدا ندمها صادقا ً للغايه‪..‬‬
‫صمت لفتر ٍة قبل أن يقول‪ :‬أصدقيني القول ‪ ،‬هل تُريدين أن تُصبحي ُمغنية بال ُمستقبل ؟‬
‫إتسعت عيناها بصدمه ورفعت رأسها تنظر إليه بعدم تصديق في حين أكمل وهو يرى‬
‫صدمتها‪ :‬ولهذا دائما ً ما تُحاولين إستفزاز إدريان وشتم قدرته وشهرته وعمله ؟‬
‫تحجرت الكلمات في حلقها ولم تسطع الرد في حين أكمل‪ :‬ولهذا غرفتك مليئة بالمجالت الفنيه‬
‫بشتى أنواعها‪..‬‬
‫ت بأني قد أرفض هذا ؟ سمحته‬ ‫صمت للحضه ثُم أكمل‪ :‬لما لم تقولي هذا من قبل ؟ هل ضنن ِ‬
‫إلدريان فلما أرفضه عنك ؟‬
‫أشاحت نظرها بتوتر بالغ وهي تهمس‪ :‬صوتي ليس رائعا ً كصوته ‪ ...‬قد يسخر مني ‪ُ ....‬ربما‬
‫ترفضون األمر وخاصةً أن الشهرة في هذا المجال تتبعها الكثير من الشائعات ‪ ،‬بدوتَ ُمنزعجا ً‬
‫من الشائعات بخصوص إدريان لذا شعرتُ بأنك ال تُريد تكرار األمر‪..‬‬
‫رفع آليكسندر يده وأشار للخادمه أن تقترب عندما شاهدها مارةً بقربهم‪..‬‬
‫ما إن وقفت أمامه حتى قال لها‪ :‬رتبي عشاءا ً لكين و ُخذيه الى ُ‬
‫غرفته‪..‬‬
‫تعجبت وسألت‪ :‬آخذ العشاء إليه ؟؟!‬
‫هز رأسه فتعجبت وغادرت فبالعادة عندما يرفض أحدهم تناول الطعام مع العائلة دون سبب‬
‫يمنع آليكسندر أن يتناوله لوحده فيما بعد فكيف بأخذ الطعام الى غرفته!‬
‫في حين عاود آليكسندر النظر الى فلور وقال ردا ً على كالمها‪" :‬شعرتُ " ؟ ال يحق لك إطالق‬
‫األحكام دون ُمحاوله‪..‬‬
‫صمت بعدها قليالً قبل أن يقول‪ :‬إجتهدي وأدخلي كليةً فنيه وطوري مهاراتك في الموسيقى‬
‫وحينها ستتحسن عندك النوتات وسيُصبح صوتك جيدا ً‪..‬‬
‫نظرت إليه بدهشه وبالكاد منعت نفسها من اإلبتسام في حين أكمل‪ :‬ولكن عليك أوالً أن‬
‫تُنضفي ما أفسدته ! إمسحي جميع مقاطعك وجميع الروابط التي تؤدي الى صفحتك في‬
‫ت جادةً في رغبتك تعلُم الغناء!‬ ‫المواقع األُخرى ‪ ،‬جميع الفيديوهات ال ُمخزنه والصور ‪ ،‬إن كُن ِ‬
‫قالت بسرعه وبسعاده‪ :‬جاده ! أنا جادةٌ بالفعل وسأفعل كُل شيء ولن يبقى ُهناك أي أثر على‬
‫وجودي‪..‬‬
‫تذكرت بعدها ما نُشر وشعرت ببعض اإلحباء والضيق فقال بهدوء‪ :‬سأهتم بذلك ‪ ،‬عديني فقط‬
‫أال تتكرر‪..‬‬
‫فلور بعدم تصديق‪ :‬أعدك أعدك يا عمي ‪ ،‬أعدك بعدم تكرارها أبدا ً الى األبد وآلخر ٍ‬
‫يوم في‬
‫حياتي!‪..‬‬
‫وبعدها إبتسمت بسعاد ٍة بالغه وعقلها يُصور لها الكثير من األحالم التي ترغب بتحقيقها في‬
‫هذا المجال‪..‬‬
‫لطالما شعرت بالغيرة من إدريان فلقد إمتلك ُكل شيء!‬
‫الوجه والصوت والشهره ! إنها األمور التي تحلم بها وتتمناها منذ طفولتها‪..‬‬
‫هي سعيدةٌ اآلن‪..‬‬
‫سعيدةٌ بشكل لم تتخيله ُمطلقا ً!‬

‫صعدت الخادمة الى األعلى وهي تحمل صحن العشاء‪..‬‬


‫طرقت الباب لثالث مرات وعندما لم يأتيها الرد فتحتهُ بهدوءٍ تقول‪ :‬مرحبا ً ‪ ،‬أحضرتُ لك‬
‫العشاء‪..‬‬
‫جائها صوت كين الهامس يقول‪ :‬ال أُريده‪..‬‬
‫حيث كان يستلقي على السرير ويُغطي وجهه بالمخده‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تقدمت الى الداخل ونظرت إليه‬
‫غرفتك ‪ ،‬من النادر أن يُظهر‬ ‫ُ‬
‫إبتسمت له تقول‪ :‬إنه طلب عمك ‪ ،‬أخبرني بأن أحضر الطعام الى ُ‬
‫لُطفه و‪..‬‬
‫قاطعها وهو يجلس قائالً بحده‪ :‬أخبرتُكم بأني ال أُريد تنـ‪....‬‬
‫توقف عن الحديث عندما رأى وجهها!‬
‫هي ذاتها التي تُحضر له الوجبات الخفيفة دائما ً‪..‬‬
‫العصير والكعك وقطع الشوكوال‪..‬‬
‫شد على أسنانه وتملكه الغضب وهو يرمي المخدة خلفه قائما ً إليها بشك ٍل أخافها جعلها تخطو‬
‫خطوة الى الخلف قائله‪ :‬آسفه سأُعيـ‪...‬‬
‫لم تكمل كالمها عندما هجم عليها ليُسقطها أرضا ً ويسقط من يدها الصحن ُمحدثا ً الكثير من‬
‫الجلبه‪..‬‬
‫منك أنت ! حقيرة‬ ‫ب وحق ٍد تام‪ :‬كُل شيء بدأ ِ‬ ‫شد على مالبسها وهو يكاد يخنقها قائالً بغض ٍ‬
‫وغدة مثلهم تماما ً !! لن أُسامحك ! أُقسم بأني لن أغفر لك هذا!!!‬
‫غرفته ليتفاجئ بكين يُهاجم الخادمة‬ ‫دخل آلبرت ُمسرعا ً بعد سماعه الصوت العالي القريب من ُ‬
‫بوج ٍه أحمر من شدة الغضب‪..‬‬
‫تقدم بسرع ٍة وحاول تخليصها من كين وهو يقول بحده‪ :‬ماذا تفعل بالضبط ؟!!‬
‫كين وهو ُمتشبثا ً بها وعينيه مليئتين بالضيق والحقد‪ :‬أتركني أقتُلها ! لن أُسامحها ‪ ،‬عليها أن‬
‫تموت!!‬
‫بالكاد فك يديه من مالبسها وحينها صرخ على الخادمه‪ :‬غادري!!‬
‫سكب صرخ آلبرت عليها‬ ‫وقفت برعب من نظرات كين ال ُمخيفه وعندما تقدمت لتُنظف ما ُ‬
‫بالذهاب وهو بالكاد يُمسك بكين الذي ُجن ال محاله!‬
‫سحقا ً لك!!‪..‬‬‫غادرت الغُرفة بسرعه وكين يصرخ فيها‪ :‬ال تهربي !!! ُ‬
‫نظر آلبرت إليه يقول‪ :‬هل ُجننت ؟! ما الذي تفعله بالضبط ؟!!‬
‫شد كين على أسنانه وعينيه الغاضبتين مصوبتان الى الباب حيث رحلت‪..‬‬
‫بدأت حركته تهدأ وكف عن ُمحاولته بالتملص من يدي آلبرت التي كانتا أقوى منه‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنه هامساً‪ :‬أتركني‪..‬‬
‫تركه آلبرت وحاول النظر الى وجهه يقول‪ :‬مابك ؟ بالبداية ترفض النزول لتناول الطعام واآلن‬
‫تعتدي على الخادمه ! لما هذا يا كين ؟‬
‫وقف كين ُمتجنبا ً النظر الى أخاه وهو يتجه الى سريره ويستلقي عليه كما كان ُمسبقا ً ويدفن‬
‫وجهه بالمخدة هامساً‪ :‬أُتركني ‪ ،‬أشعر بالتعب وأُريد النوم‪..‬‬
‫وقف آلبرت بدوره وتقدم من السرير يقول‪ :‬لم تُجبني على سؤالي‪..‬‬
‫بهمس شديد بالكاد يُسمع‪ :‬أرجوك ‪ ،‬فقط أتركني اآلن‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫كين‬
‫وبعدها عض على شفتيه يُقاوم رغبته في البُكاء‪..‬‬
‫ثوان حتى سمع صوت خطوات أخيه تبتعد بهدوء وبداخله ود لو يطلب منه البقاء‪..‬‬ ‫ٍ‬
‫ولكنه ال يستطيع‪..‬‬
‫ت بسيط ٍة كهذه ال يستطيع طلبها‪..‬‬ ‫حتى طلبا ٍ‬
‫أُغلق الباب فبدأت ُهنا دموعه بالهطول وجسده يرتجف وهو يُقاوم رغبته بالبُكاء‪..‬‬
‫الحياة فجأه أصبحت سوداء في عينيه‪..‬‬
‫وال ُمستقبل أصبح ُمخيفا ً‪..‬‬
‫ُمخيفا ً بطريق ٍة لم يتخليها قط في حياته!‬
‫ال يرى سوى سوادا ً وحياةً مليئة باأللم وال ُمعاناة والذل الذي يكرهه أكثر من أي شيء آخر‪..‬‬
‫إقشعر جسده حالما شعر بيد أخاه تربت على كتفه وبالكاد أوقف رجفة جسده وهو مصدوم من‬
‫كونه لم يُغادر‪..‬‬
‫لقد ضنه غادر ولكن يبدو بأنه ذهب فقط ليُغلق الباب‪..‬‬
‫في حين لم يقل آلبرت شيئا ً‪..‬‬
‫فقط جلس بجواره وبدأ يربت على كتفه وهو بحق ال يعلم ماذا به هذا اآلخر‪..‬‬
‫ولكنه واثق من شيء واحد ‪ ،‬بأن كين لن يبكي قط إال ألمر شديد القسوه‪..‬‬
‫وهو ُمتردد في سؤاله عن ماهيته!‬
‫فما حدث لفرانس وصدمته من تخطيط ريكس كان كافيا ً ليهزه من الداخل‪..‬‬
‫يخاف من أن يكون ما لدى كين أكثر قسوة من هذا‪..‬‬
‫لن يحتمل كُل هذه الصدمات في نفس الوقت‪..‬‬
‫هو بشر ‪ ،‬ليس قويا ً مهما حاول أن يبدو كذلك‪..‬‬

‫ت كانت طويله‪ :‬ماذا ُهناك ياكين ؟‬ ‫همس بعد فترة صم ٍ‬


‫لم يُجبه كين بتاتا ً ‪ ،‬هادئ من الخارج ويُغطي وجهه بالمخده‪..‬‬
‫عاود آلبرت سؤاله يقول‪ :‬ماذا بك ؟ أجبني‪..‬‬
‫لم يُجبه ُمجددا ً فبقي آلبرت صامتا ً لفتره قبل أن يقول‪ :‬ماذا فعلت الخادمه ؟ هل تُريد مني‬
‫طردها ؟‬
‫لم يُب ِد أي ردة فعل على سؤاله في حين همس آلبرت ُمجدداً‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬لك هذا ‪ ،‬سأطردها ‪ ،‬ماذا‬
‫أيضا ً ؟ ال تُخبرني عما بك ‪ ،‬فقط أخبرني عما تُريده اآلن‪..‬‬
‫جاءه همس كين بعد فتره‪ :‬أُريد السفر ‪ُ ،‬خذني معك الى لندن‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه من هذا الطلب الغريب‪..‬‬
‫ومع هذا لم يسأله لما ‪ ،‬كين ليس ممن يقول ما لديه إن أرغمه أحدهم‪..‬‬
‫رد عليه‪ :‬لك هذا ‪ ،‬لدي بعض األمور ال ُمتعلقة ُهنا ‪ ،‬يُمكنك في هذه الفترة إنهاء إختباراتك‬
‫وبعدها سنُسافر الى لندن‪..‬‬
‫إبتسم كين بهدوء وهمس بألم‪ :‬سيكون األوان قد فات ‪ ،‬إنسى األمر‪..‬‬
‫شعر آلبرت ُهنا برغب ٍة عارمه لمعرفة مابه!‬
‫شخص ُمحطم تماما ً!!‬ ‫ٍ‬ ‫نبرته لم تكن نبرة كين التي إعتادها ‪ ،‬إنها نبرة‬
‫ولكنه واثق بأنها مهما سأل فكين لن يُجيبه ‪ ،‬فللتو حاول سؤاله أكثر من مره ولم يتجاوب‬
‫معه إال عندما توقف عن إرغامه‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وقال‪ :‬هل تُريد السفر اآلن ؟ ال بأس لدي‪..‬‬
‫كين‪ :‬كال انسى األمر ‪ ،‬كانت هذه أنانية مني‪..‬‬
‫آلبرت بإبتسامه هادئه‪ :‬أولستَ أصغرنا ؟ ال بأس بأن تتصف باألنانيه‪..‬‬
‫عض كين على شفتيه يمنع نفسه من البكاء‪..‬‬
‫هو حقا ً يُحب آلبرت أكثر من أي شيء‪..‬‬
‫ال يُريد له األذى ‪ ،‬سيُجن لو مسه أحدهم بسوء!!‬
‫لم يُعلق ولم يرد ولم يقل أي شيء‪..‬‬
‫في حين لم يعرف ماذا يفعل آلبرت ‪ ،‬كيف يمكنه جعله يتحدث ؟‬
‫هو حتى ال يُمكنه أن يتوقع مابه ! لقد كان طبيعيا ً للغايه!‬
‫هل تشاجر مع أصدقائه عندما ذهب إليهم ؟ هذا هو الشيء الوحيد الذي يُمكنه التفكير فيه فلقد‬
‫ظهر اليوم‪..‬‬‫كان طبيعيا ً تماما ً قبل ذهابه ُ‬
‫ولكنه ليس ممن يتأثر من شجار ! هو ليس بفلور التي تبكي من أمور تافهه كهذا ؟‬
‫لقد كان ُمختلفا ً ُمنذ الصغر ‪ ،‬ال يتضايق أو يحزن ألسباب عاديه او تافهه!‬
‫حتى أخاه فرانس لم يبكي عليه هكذا ‪ ،‬األمر أكبر من ُمجرد شجار أصدقاء ناهيك عن كونه ال‬
‫يعلم ما شأن الخادمه كي يُهددها بالقتل‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ..‬سيتركه لهذا اليوم‪..‬‬
‫ُربما إن أتاه غدا ً يكون على إستعداد ليتحدث‪..‬‬
‫سأله آلخر مره‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هل تُريد شيئا ً ؟‬
‫جائه رده الهادئ يقول‪ :‬ال تتركني‪..‬‬
‫حاول آلبرت اإلبتسامة وهو يقول‪ :‬لن أتركك ‪ ،‬إن كُنتَ تشعر باألرهاق فنم ‪ ،‬سأبقى بجوارك‬
‫حتى تستغرق في النوم‪..‬‬
‫ثُم مازحه ُمحاوالً تغير مزاجه‪ :‬هل أُغني لك تهويده ؟‬
‫لم يجد أي ردة فع ٍل منه فتنهد وهو ينظر الى أخاه بإنكسار‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وأرسل رسالةً قصيرة الى فلور كتب فيها‪..‬‬
‫"حاولي أن تعرفي من السائق الى أين أخذ كين هذا اليوم ‪ ،‬إفعليها دون أن يشك عمي‬
‫بشيء"‬
‫ثُم أغلق الهاتف وهو يُفكر بالخادمه ‪ ،‬عليه أن يُفكر بطريقة يُرغمها فيها على الحديث فالبُد‬
‫من أنها تعلم شيئا ً‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:44 pm‬‬

‫تقرأ جينيفر شكوى الخادمه وهي قاطبةً حاجبيها بإنزعاج‪..‬‬


‫ذاك الشقي يُسبب الفوضى ! ألم يُهدده جان بما فيه الكفايه ؟‬
‫ما يُزعجها هو كون آلبرت قد شهد على ذلك‪..‬‬
‫وهذا اآللبرت أكثر شخص ُمزعج بالعائله ‪ ،‬عليها أال تجعله يُحاول معرفة السبب‪..‬‬
‫فهو إن نبش خلف شيء فلن يتركه حتى يعرف كُل شيء بخصوصه‪..‬‬
‫سألتها‪ :‬ماذا ُهناك ؟‬
‫أطفئت هاتفها وإبتسمت ألبنتها تقول‪ :‬ال شيء ‪ُ ،‬مشكله صغيره في العمل‪..‬‬
‫هزت إليان رأسها وسألتها‪ :‬متى سنعود ؟‬
‫جينيفر‪ :‬غدا ً صباحا ً سنستقل القطار ‪ ..‬هل أزعجك إرغامي لك على الحضور ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬بالعكس ‪ ،‬لقد إستمتعت‪..‬‬
‫إبتسمت لها جينيفر وربتت على شعرها فترددت إليان وهي تشعر بكُل هذا الحنان‪..‬‬
‫أرادت سؤالها بخصوص إيدن ‪ ،‬ال تعلم هل سبب إخفائها له كونه نتيجة خيانه أم ألنها تُريد‬
‫عالجه‪..‬‬
‫أرادت سؤالها هل يُعاني إيدن الشلل النصفي أم أنه فقط يُعاني خطب في رجليه‪..‬‬
‫فإن كان يُعاني الشلل فال يُمكنه الشفاء منه ‪ ،‬تُريد أن تطلب منها أن تدعه يخرج الى العالم‬
‫ويتعايش مع شلله بدالً من أن يُحبس هكذا‪..‬‬
‫على األقل تأخذه الى دار رعاية‪..‬‬
‫ولكنها ال تجرؤ على تقديم النصائح الحساسة هذه لوالدتها‪..‬‬
‫كانت صارمةً تلك الليله عندما أخبرتهم بشأنه ورفضت رفضا ً تاما ً التحدث باألمر بأي شك ٍل من‬
‫األشكال‪..‬‬
‫سألتها جينيفر عندما رأت وجهها قد إنقلب فجأه‪ :‬مابك ؟ هل تُعانين من ألم ؟‬
‫حاولت إليان اإلبتسامة وهي تقول‪ :‬كال ‪ ..‬توتر اإلمتحانات‪..‬‬
‫وقفت وأكملت‪ :‬سأتمشى بالخارج قليالً كي أنسى األمر‪..‬‬
‫رفع إدريان عينيه عن التلفاز عندما رأى إليان تقف ُمتجهة الى الخارج وقال‪ُ :‬خذي معطفي‬
‫إن كان الجو باردا ً بدالً من البطانيه هذه‪..‬‬
‫إليان‪ :‬ال بأس أُحب أن أمشي بها‪..‬‬
‫هز كتفه ولم يُعلق فخرجت وتنهدت بعُمق وهي تمشي وتُفكر بإيدن‪..‬‬
‫تتسائل ‪ ،‬هل من ال ُممكن أن يتحسن وضعه أن عرف والدها آليكسندر بوجوده ؟ أم أن األمور‬
‫ستسوء كثيرا ً‪..‬‬
‫يؤلم قبلها وجوده ُهناك ‪ ،‬حتى اآلن ُمنزعجة من كون ريكس لم يفي بكالمه ولم يُبعده عن‬
‫المكان لألبد‪..‬‬
‫سخريه تقول‪ :‬أيتُها الجبانه ‪ ،‬ال يُمكنك فعل أي شيء وتلومين اآلخرين على عدم‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫شجاعتهم!‬
‫توقفت عن المشي تدريجيا ً وهي ترى ريكس يقف ُمتكئا ً على شجرةً ويضع الهاتف على أُذنه‬
‫يُحدث أحدهم‪..‬‬
‫تشعر بأن المشهد مألوف‪..‬‬
‫إنه ذاته الذي رأته قبل فتر ٍة بعيده‪..‬‬
‫يقف بساحة منزلهم يُحدث أحدهم ‪ ،‬يُحدث رجالً كان من الذين يُعادونه في مجال عمله ويطلب‬
‫لقائه‪..‬‬
‫لم تكن ُمطمئنةً آنذاك ‪ ،‬لقد حدثته ُمسبقا ً عن الرجل وطلبت أن يلتزم الحذر منه فهو يبدو‬
‫خبيثا ً في تعامله لذا شعرت بالقلق عندما طلب ريكس ُمقابلته على إنفراد ولحقت به حتى‬
‫تضمن سالمته‪..‬‬
‫ولكن الصدمه أن ما حدث كان العكس‪..‬‬
‫والرجل هو من تضرر وليس ريكس‪..‬‬
‫مات ‪ ،‬وريكس أمامه يقف ببرود‪..‬‬
‫ال يُمكنها نسيان مشاعر تلك الليله‪..‬‬
‫صدمتها به كان كبيره ‪ ،‬كبيرةً أكثر مما يجب لدرجة أنها أُصيبت بحالة دهشة وذهول استمرت‬
‫معها ألشهر كانت فيها تصرخ كُلما رأته‪..‬‬
‫تبتعد عن طريقه ‪ ،‬ال تُريد رؤيته فكُلما رأته أُعيد مشهد تلك الليلة الى ُمخيلتها‪..‬‬
‫الوقت كان كفيالً بأن تتخلص من خوفها منه تدريجيا ً‪..‬‬
‫ولكنه لم يكن كفيالً ألن يُعالج قلبها بشأنه‪..‬‬
‫ال تعلم لما ‪ ...‬ولكن رجليها تحركتا وإقتربت منه وهو يقف في زاوي ٍة ال يُمكنه فيها رؤيتها‬
‫وهي تقترب‪..‬‬
‫تقترب منه وهي تشعر بأنها ستسمع كالما ً صادما ً‪..‬‬
‫وتتكرر تلك الليلة ُمجددا ً‪..‬‬
‫توقفت عندما سمعته يقول‪ :‬ال يُهمني كيف تفعلها ! حتى لو لم يكن األمر قانوني ال ُمهم أُريد‬
‫ذلك المبلغ‪..‬‬
‫صمت لفتره يسمع للطرف الثاني ليرد بعدها‪ :‬أجل ال عليك ‪ ،‬حتى لو تضررت الشركه ال ُمهم‬
‫أن تستقطع لي ذلك المبلغ بطريقة ال يُمكن تتبعها حتى لو تعرضت الشركة للتفتيش والتحقيق‬
‫‪ ،‬أُريد أن يبدو األمر وكأن ال شيء قد أُخذ منها ‪ ،‬دبر لي ذلك‪..‬‬
‫صمت بعدها وإليان تنظر إليه بهدوء وهي تُحاول أال تُفكر بسلبيه ‪ ،‬ولكن كالمه يجعلها من‬
‫الداخل تُصدق تُرهات فرانس التي قالها تلك الليله‪..‬‬
‫تحدث ريكس ُمجددا ً يقول‪ :‬كال ال تودعها الى أي من حساباتي ‪ ،‬جد لي طريقة تُحفظ فيها‬
‫النقود لسنتين على األقل‪..‬‬
‫سمع الى الطرف الثاني وأجابه‪ :‬نعم هذا جيد ‪ ،‬هل يجب علي أن أضع معلومات الشخص الذي‬
‫أُريد أن يستلمها بعد عامين ؟‬
‫تنهد ريكس وهو يستمع إليه ليقول‪ :‬ال بأس ‪ ،‬حاليا ً ال يُمكنني ‪ ،‬سآتي بمعلوماته قريبا ً وأنت‬
‫تصرف وأفعل ما طلبته منك في هذا الوقت حسنا ً ؟‬
‫أغلق الهاتف بعدما أجابه الطرف الثاني بإيجابيه ونظر الى شاشة هاتفه بهدوء لفتره قبل أن‬
‫يلتفت ويتفاجئ بوجود إليان بوجهه‪..‬‬
‫نظر الى عينيها المليئتين بال ِعتاب فتجاوزها وهو يقول‪ :‬التنصت عادةً سيئه ‪ ،‬فهي تُعطيك‬
‫الجانب السيء فحسب‪..‬‬
‫تحدثت تقول‪ :‬أقنعني بأنك بريء مما تفعله ؟ اقتطاع مبلغ كبير بالشركة عن طريق الحيلة ال‬
‫يختلف كثيرا ً عن غسيل األموال فهي الوجه ال ُمضاد له ! وهذه جريمه‪..‬‬
‫لم يُجبها وإتجه الى المنزل فصرخت فيه‪ :‬ال تتجاهلني!!‬
‫دخل من الباب وإختفى عن أنظارها فهو يكره ان يشرح ألح ٍد أسباب تصرفاته فكيف وهو‬
‫إتهام واضحه ؟‬‫ٍ‬ ‫يسأله بنبرة‬
‫عضت على شفتيها‪..‬‬
‫الجرح في قلبها يجعلها تتردد في سؤاله‪..‬‬
‫لديها أسئلةٌ كثيره وواثقة من إجابتها ولكنها تخشى تأكيد ذلك!‬
‫تصرفاته وأفعاله وحتى كالمه كُلها تؤكد هذا ولكنها تخشى مواجهته‪..‬‬
‫تشعر بأنها طفوليةٌ بتصرفاتها ‪ ،‬ال تعلم لما كانت واثقه بأنه سيتوقف ويشرح لها!‬
‫ألشخاص يسألونه بنبرة اإلتهام!‬
‫ٍ‬ ‫هو ليس ممن يولون إهتماما ً‬
‫همست‪ :‬إن تجاهلت فهذا فأنت تؤكد األمر ليس إال‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ ،‬منذ ذلك اليوم وهي تراه نادرا ً ‪ ،‬أن تراه فجأه في آخر يومين بشك ٍل دائم يجعلها تشعر‬
‫ُ‬
‫بالكثير من الضغط‪..‬‬
‫تجاهلت التفكير به وحاولت أن تُرتب أفكارها وهي تنقل نظرها باألرجاء‪..‬‬

‫***‬

‫‪11:23 pm‬‬

‫صوت رنين الهاتف ال ُمتكرر أزعجه وأفسد عليه نومه‪..‬‬


‫مهما مد يده وأغلق الخط يُعاود الرن من جديد‪..‬‬
‫جلس وبالكاد يفتح عينيه ينظر الى الرقم ليُصدم من كونه رقم زوجته التي قامت بحظره حال‬
‫هروبها برفقة مارك‪..‬‬
‫أجابها بسرعه‪ :‬ماذا ُهناك ؟‬
‫بدت ُمتوتره وهي تقول‪ :‬فقط أجب على سؤالي دون أن تطرح أي سؤال ‪ ،‬هل مارك معك ؟‬
‫إتسعت عيناه من الصدمة فسؤالها هذا ال يعني سوى شيئا ً واحدا ً!‬
‫أن مارك ليس بالمنزل‪..‬‬
‫شد على أسنانه وقام من على سريره ُمتجها ً الى دوالب مالبسه يقول بغضب‪ :‬فقدتِه يا ميرفا‬
‫!!‬
‫جائه صوتها ال ُمتوتر تقول‪ :‬ال شأن لك ! أجبني فحسب!‬
‫إنزعج من ردها وقال‪ :‬هذا ليس وقت العناد ‪ ،‬متى آخر مره شاهدته ؟‬
‫ميرفا‪ :‬حسنا ً هو ليس معك ‪ ،‬وداعا ً‪..‬‬
‫صرخ بحده‪ :‬ميرفا !! أخبرتُك بأنه ليس وقت العناد ! أجيبيني كي ال يضيع الولد من أيدينا الى‬
‫األبد‪..‬‬
‫شعرت بالخوف من جملته هذه فما كان منها سوى أن تقول‪ :‬يوم البارحة عندما ذهبنا للنوم ‪،‬‬
‫إستيقظتُ قُرب الظهيرة أُجهز الغداءوعندما أنهيته صعدتُ ألوقظه ولكن لم أجد له اي أثر‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬كلمته ؟‬
‫ميرفا‪ :‬إني من حينها أستمر باإلتصال عليه ولكن ال ُمجيب ال اعلم هل هو يتجاهل إتصاالتي‬
‫خطب ما يحدث معه‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫أو أن‬
‫سحقا ً!!‬
‫همس بإنزعاج‪ُ :‬منذ الظهيرة وللتو تتصلين علي!!‬
‫ميرفا بغضب‪ :‬ألني لم أرد منك التدخل في حياتنا‪..‬‬
‫بدل مالبسه سريعا ً وهو يسألها‪ :‬هل تشاجرتُما كالعاده ؟ هل إحتمالية هروبه من المنزل أكبر‬
‫من إحتمالية خطفه!‬
‫سكتت ُمفكره قبل أن تقول‪ :‬لم نتشاجر ولكن‪....‬‬
‫وصمتت فإنزعج ريكارد يقول‪ :‬ولكن ماذا ؟!!!‬
‫ميرفا‪ :‬في اآلونة األخيره بدا يُصبح فضوليا ً بعض الشيء ويُكثر األسئلة بعدما وقعت بين يديه‬
‫صورة لتلك اآلليس برفقة طفلة تحمل قالده ‪ ،‬تتذكر تلك الصوره صحيح ؟‬
‫ريكارد‪ :‬آليس ورين أجل أتذكرها‪..‬‬
‫ميرفا‪ :‬أخذ يسألني الكثير عنها ‪ ،‬عن المرأه ‪ ،‬عن الطفله ‪ ،‬عن القالدة ‪ ،‬إنه حتى إكتشف‬
‫كون الطفلة هي الفتاة التي قابلها أكثر من مرة في السابق ‪ ..‬أخر مرةً وضعتُ حدا ً ألسئلته‬
‫ولكن ‪ ...‬ال أعلم ‪ ،‬هل من ال ُممكن أنه ذهب ليجد أجوبة اسئلته بنفسه ؟!!‬
‫شد ريكارد على أسنانه هامساً‪ :‬الفضول الفضول ! هذا ما يدفع ال ُمراهقين الى الخطر‪..‬‬
‫تحدث ُمجددا ً يقول‪ :‬ال بأس ‪ ،‬سأبحث عنه ‪ ،‬إن إتصل بك أو جاء الى المنزل فأخبريني‪..‬‬
‫وبعدها أغلق الهاتف وهو يُفكر في األماكن التي من ال ُمحتمل أنه زارها‪..‬‬
‫هندم نفسه وخرج الى باب ال ُخروج يرتدي حذائه وما إن أنتهى ومد يده ليفتح الباب حتى رن‬
‫الجرس بشك ٍل ُمفاجئ‪..‬‬
‫فتح الباب ليعقد حاجبيه من هذه الفتاة ذات الوجه الغاضب‪..‬‬
‫دُهش عندما عرفها فقصة شعرها لخبطته قليالً‪..‬‬
‫ت ِحق ٍد بالغه‪..‬‬‫دفعتُه الى الداخل وأغلقت الباب لتسند ظهرها عليه وترمقه بنظرا ِ‬
‫تنهد وقال‪ :‬رين ‪ُ ،‬مستعجل أنا اآلن لذا‪...‬‬
‫قاطعته تقول بهدوء‪ :‬لما لم تلتزم بال ُخطه ؟‬
‫ضاقت عيناه فأكملت‪ :‬لما عندما نتفق على كُل شيء تتصرف من خلفي كما يحلو لك!‬
‫ت غاضبه ‪ ،‬أتسائل لما لم يتسنى لك الغضب سوى اآلن ‪ ،‬أجلي الموضوع‬ ‫ريكارد‪ :‬حسنا ً أن ِ‬
‫أكثر فأنا‪...‬‬
‫قاطعته ُمجدداً‪ :‬أنت وقح!‬
‫توقف عن ُمحاولة إسكاتها وتأجيل الموضوع وقرر اإلستماع إليها ليُنهي كُل شيء بسرعه‪..‬‬
‫رين‪ :‬كُنتَ الوحيد الذي وثقتُ به ولكنك ُخنتني!‬
‫تقدمت وتجاوزته لتجلس على األريكة ال ُمنفرده وهي تسأله بعدم تصديق‪ :‬فجأه رميتني‬
‫وتخليت عني ! لقد أفقدتني ذاكرتي ! أنت يا ريكارد ؟!!!‬
‫تنهد وتقدم منها يجلس على أريك ٍة ُمقابله يقول‪ :‬لم أتصور أن يصل األمر الى إفقادك لذاكرتك‬
‫‪ ،‬كان حدثا ً عرضيا ً يا رين ‪ ،‬ماذا تُريديني أن أفعل حينها ؟ أكون بجوارك ! ماذا لو إنتبهت‬
‫ال ُمنظمة الى هذا األمر ؟ سينقلب كُل شيء رأسا ً على عقب فأنا الوحيد الذي يعرف الكثير‬
‫عنهم وبال ُمقابل ال يعرفون عني أي شيء‪..‬‬
‫رين بإنفعال‪ :‬ولكن أن تتركني تماما ً !!! بدون حتى أن تُخبرني عمن أكون ؟ أال يُمكنك تصور‬
‫األمر ُمرعبا ً!!‬
‫ُ‬ ‫الحالة النفسية التي مررتُ بها طوال األسابيع الماضيه ! لقد كان‬
‫ريكارد‪ :‬آسف‪..‬‬
‫رين‪ :‬وأسفك سيُمحي كُل شيء صحيح ؟‬
‫ت عن‬ ‫ت تعلمين بأني لم أكن أملك خيارا ً آخر ‪ ،‬ولما فجأه اآلن تحدث ِ‬ ‫تنهد يقول‪ :‬هيّا رين ‪ ،‬أن ِ‬
‫األمر ؟ لقد إلتزمتي الصمت عندما رأيتُك آخر مره‪..‬‬
‫رين‪ :‬ألني كذبتُ عليك ‪ ،‬لم أسترد ذاكرتي حينها‪..‬‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه في حين أخرجت الورقة من جيبها وفتحتها تقول‪ :‬حسنا ً ما رأيُك‬
‫بهذا ؟؟‬
‫ت عا ٍل‪:‬‬ ‫سطر ُمحدد وقرأته بصو ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫عقد حاجبه فنزلت بنظرها الى األسطر حتى توقفت عند‬
‫"كُنتُ أحد المعارضين ألمر إخفائك في منزل جينيفر ولكني لم أكن قويا ً كفايه ألمنع ذلك لذا‬
‫أعتذر منك أشد اإلعتذار وسأحرص على أن أؤمن لك مكانا ً آخرا ً بعيدا ً عن المشاكل!! "‬
‫نظرت الى ردة فعله لتقول‪ :‬إن ال ُمسن الذي كان يعرف والدي سابقا ً ‪ ،‬قال بأنه عارض فكرة‬
‫بقائي بمنزل جينيفر ألنه كان واثقا ً من أنه ستحدث لي الكثير من المشاكل ! فلما أصريتَ على‬
‫هذا ؟ ُهناك سبب دون أدنى شك!!‬
‫ريكارد‪ :‬رين ‪ ،‬كُل مافي األمر أني لم أُرد أن تذهبي الى منزل ال نعرف فيه أحد ! أنا أعمل لدى‬
‫جينيفر ‪ ،‬و ُهناك إبنُ آليس ‪ ،‬ضننتُك ستُسعدين بهذا‪..‬‬
‫رين بإستنكار‪ :‬أُسعد بهذا ؟! أُريد اإلختباء لفترة عن ال ُمنظمه لهذا ألجأ الى منزل فيه إبن أكبر‬
‫خائنة في تاريخ المنظمه ! اووه إنه مكان مثالي للتواري عن األنظار‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬لقد كان المكان المثالي ‪ ،‬فال أحد سيبحث عن هارب في أرضه‪..‬‬
‫رين بإنزعاج‪ :‬توقف عن تبرير تصرفاتك!‬
‫أغلقت الورقة بهدوء ونظرت الى األرض لفتره قبل أن تهمس‪ :‬كُنتُ ُمخطئه بشأنك‪..‬‬
‫رفعت عينيها إليه تقول‪ :‬عرضتني للخطر ‪ ،‬لقد كان حادثا ً قويا ً ‪ ،‬عشر ٍ‬
‫أيام كامله كُنتُ فيها‬
‫بغيبوبة تامه ‪ ،‬كان من ال ُممكن أال أستيقظ منها ! وبعد هذا تركتني ولم تكن بجواري كما كُنتَ‬
‫تقول دائما ً منذ وفاة والدي‪..‬‬
‫عضت على شفتها ووضعت رأسها بين يديها تنظر الى موقع أقدامها وهي تهمس‪ :‬أخبرتني‬
‫بأنك ستكون كاألب لي ‪ ،‬وستحميني فلما تخليت عني وجعلتني أشعر بالوحدة التامه ؟ أبي لم‬
‫يكن ليفعلها‪..‬‬
‫إرتجفت شفتيها وحاولت كبت رجفتها قدر ال ُمستطاع وهي تهمس‪ :‬فاألب لن يتخلى عن إبنته‬
‫بتاتا ً حتى لو عنى هذا أن يتعرض للخطر‪..‬‬
‫أغمضت عينيها بهدوء وعقلها ال يزال مشوشا ً ومليئا ً باألفكار الكثيرة التي لم تتمكن من‬
‫ترتيبها بعد‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬فكري جيدا ً في موقفي وستجدين بأني فعلتُ الصواب‪..‬‬
‫رين بهمس‪ :‬عن طريق إفقادي لذاكرتي ؟ شكرا ً لك‪..‬‬
‫سخريه ‪ ،‬وليس الوقت ال ُمناسب للبُكاء على اللبن‬ ‫هز رأسه يقول‪ :‬هذا ليس الوقت ال ُمناسب لل ُ‬
‫المسكوب‪..‬‬
‫سخريه ورفعت رأسها إليه تقول‪ :‬إذا ً تُريد أن أتجاز عن أخطائك بحقي ؟‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫ضاقت عينيها وشدت على أسنانها هامسه‪ :‬لن أغفر لك ‪ ،‬وعدتني بحمايتي ‪ ،‬وحماية أُختي‬
‫صغرى وماذا حدث باألخير ؟ تركتني وتخليت عن نينا ! واجهتُ أقسى فترات حياتي بينما‬ ‫ال ُ‬
‫وقعت نينا بين أيديهم!‬
‫ريكارد‪ :‬حسنا موضوع نينا خرج عن سيطرتي ‪ ،‬حرصتُ على إخفاء هويتها من المدرسة‬
‫ولكنها من هربت فجأه ولم أستطع إيجادها بعد ذلك‪..‬‬
‫رين‪ :‬وهل قُلتُ لك كالمي كي تُسمعني تبريرا ً ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬إني حتى لم آتي إليك ألُعاتبك ! أتيتُ ألُخبرك بأني لن أحتاج إليك بعد‬
‫اآلن ‪ ،‬وأيا ً كان هدفك من إختيار منزل جينيفر من بين الجميع فلن تصل الى هذا الهدف‪..‬‬
‫حاول ضبط أعصابه وهو يقول‪ :‬رين كفي عن التصرف كاألطفال‪..‬‬
‫رين‪ :‬كُنتُ طفلةً آنذاك عندما تبعتُك بغباء ! فقدتُ والدي وكُنتَ الوحيد بجنبي ‪ ،‬عاطفتي‬
‫غلبتني في تلك األيام السيئه‪..‬‬
‫إبتسمت بهدوء تُكمل‪ :‬ريكارد ما الذي تُريده مني بالضبط ؟ عندما قررتُ الهرب برفقة أُختي‬
‫أخبرتني بأن أفضل طريق ٍة هي إبعادُها عن الخطر حتى استطيع أن أضمن حياتي ‪ ،‬عندما‬
‫تصرف خاطئ ‪ ،‬قُلت‬
‫ٌ‬ ‫أردتُ اإلستعانة بقريبي الوحيد والذي حتما ً لن يتخلى عني أخبرتني بأنه‬
‫لي بأن لوكا يُحبك أكثر من أي شيء لدرجة أنه قد يرمي بنفسه الى النار من أجلك ‪ ،‬اخبرتني‬
‫أال أكون سببا ً في موته كما حدث مع آريستا ‪ ،‬طلبتَ مني أن امضي في هذه الحرب لوحدي‬
‫سواك ؟‬ ‫وستُساعدني في ذلك ‪ ،‬لما ؟ لما حاولتَ جاهدا ً أن ال أحتاج أحدا ً ِ‬
‫سخرية وأكملت‪ :‬لدرجة أنك قطعت صورة لوكا من تلك الصورة الجماعيه حتى ال‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫أتذكره وألتجئ إليه‪..‬‬
‫نظر إليها بهدوءٍ تام دون أي تعليق فقالت‪ :‬لن تُجيبني صحيح ؟‬
‫ريكارد‪ :‬توقفي عن تضخيم األمور يا رين‪..‬‬
‫رين‪ :‬ال أُضخمها ‪ ،‬أنا فقط أنظر إليها بطريق ٍة صحيح ٍة اآلن‪..‬‬
‫تنهد ريكارد يقول‪ :‬يبدو بأنك ُمتعبه لـ‪...‬‬
‫قاطعته تقول بهدوء‪ :‬أخبرني بأنه يجب علي الحذر من أكثر شخص أثق به ‪ ،‬البد من أنه كان‬
‫يقصدك‪..‬‬
‫ضاقت عينا ريكارد فوقفت رين ونظرت إليه تقول‪ :‬لن تتحدث ؟ لن تُخبرني بهدفك الحقيقي ؟‬
‫ال بأس ‪ ،‬سأحرص على أن أجعلك كالمجنون يا ريكارد‪..‬‬
‫مكان ذهبتُ إليه أوالً ؟‬
‫ٍ‬ ‫تقدمت منه ووقفت أمامه تقول‪ :‬برأيُك عندما أستعدتُ ذاكرتي الى أي‬
‫أنت ؟ وهل أنتَ ُمهم لي الى هذه الدرجه ؟!‬
‫إنحنت لتُقابل وجهه وهي تُكمل‪ :‬ذهبتُ الى سرك الصغير ‪ ،‬الى طفل آليس الذي تحميه جيدا ً ‪..‬‬
‫سأُدمرك عن طريق إخفائه عنك وأجعلك تدور في الشوارع كالمجنون باحثا ً عنه ‪ ،‬سأُخبره‬
‫بحقيقة والده الحقير وسأمنعك من أن تُكمل وصية آليس التي تعتز فيها كثيرا ً لدرجة أنك‬
‫أفنيتَ عُمرك في تحقيقها‪..‬‬
‫إتسعت عينا ريكارد بصدمه فإبتسمت تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬مارك ‪ ،‬ضننتَ بأني لم أعرف عنه ؟ ضننتَ‬
‫بأن ال أحد في العالم يعرف عنه سواك ؟ أنتَ ُمضحك‪..‬‬
‫ومن ثُم إلتفتت ُمغادره فلم يدع لنفسه فرصةً إلستيعاب كالمها فقد خرج ُمسرعا ً ليلحق بها ‪،‬‬
‫إتجه الى الدرج عندما لم يجدها بينما كانت قد سلكت الطريق اآلخر لتخرج من مخرج‬
‫الطوارئ‪..‬‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 60‬‬

‫"األم تظلم نفسها لتنصف أوالدها"‬


‫‪-‬شوبير‪-‬‬

‫تمشي بهدوء على الرصيف بهذه المنطقة السكنيه الهادئه‪..‬‬


‫عن يمينها ويسارها فلل ومنازل تُطل من أسوارها أنواع من األشجار وأعطى هذا رونق جميل‬
‫للمكان‪..‬‬
‫الوقتُ ليالً والشارع بين المنازل فارغ تقريبا ً وهي تمشي على رصيفه تشد معطفها الى‬
‫جسدها وشاردة البال في حياتها‪..‬‬
‫قبل فقدانها لذاكرتها ‪ ،‬وبعدما فقدتها ‪ ،‬وعندما إسترجعتها‪..‬‬
‫إختلطت عليها بعض األمور والمفاهيم وإضطرت الى أن تأخذ وقتا ً طويالً لترتيب الشتات الذي‬
‫يسكن ذاكرتها ومع هذا تشعر بأنها حتى اآلن لم تُرتبه جيدا ً‪..‬‬
‫أغمضت عينيها تهمس بداخلها‪ :‬لم أعد أعرف حتى من أين أبدأ ‪ ،‬يُهمني أمر نينا كثيرا ً ‪،‬‬
‫كيف لي أن أعرف ما حالها اآلن ؟‬
‫أخرجت هاتفها النقال ودخلت الى قائمة األسماء تنظر الى إسم لوكا الذي سجلته ُمسبقا ً‪..‬‬
‫ضغطت على زر اإلتصال وبدأت تُراقب الشاشة وهي تُعلن لها عن كون الهاتف إما ُمغلقا ً أو‬
‫خارج نطاق الخدمه‪..‬‬
‫بقيت تتأمل إسمه لفتره وهي تتذكر إنطباع ريكس بشأنه عندما قال يبدو رجالً خطيرا ً‪..‬‬
‫لوكا ؟!!!‬
‫لطالما كان لطيفا ً للغايه ‪ ،‬مالذي جعل ريكس يصفه بهذا الوصف ؟‬
‫ريكس ؟‬
‫تنهدت وبحثت عن إسمه وبدأت بكتابة رسالة قصيره تُخبره فيها بأنها خارج المنزل لفتره من‬
‫أمر خاص وستلتقيه قريبا ً عندما تتفرغ‪..‬‬
‫أجل ٍ‬
‫تخشى بأنه عندما يعود وال يراها يضنها كالعادة خرجت لتتمشى ُمتجاهلةً كالمه‪..‬‬
‫دست يديها في جيب معطفها وهي تُكمل المشي هامسه‪ :‬ريكس ‪ ،‬أتسائل لما لم يُخبرني أنه قد‬
‫قابلني سابقا ً ؟ من الواضح بأنه لم يكذب بشأن هذا ولكن ‪ ....‬هل األمر فحسب بأنه ال يتذكر ؟‬
‫ربما فأنا لم أتذكره أصالً إال ألني أعرف والدته جدا ً‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً عندما وصلت الى الشارع الرئيسي فوقفت تنتظر سيارة أُجرة‪..‬‬

‫من جه ٍة أُخرى‪..‬‬
‫يجلس في إحدى الحدائق العامه يُراقب عرضا ً للمواهب فيها‪..‬‬
‫أنغام موسيقيه وهو يستعرض بعض الحركات البهلوانيه ومن‬ ‫ٍ‬ ‫فهاهو هذا الشاب يرقص على‬
‫حوله أصدقائه وال ُمتفرجون يُصفقون ويُصفرون له‪..‬‬
‫ومجموعةٌ أُخرى ترفع هواتفها وتصور لترفعها إما على حسابها بشبكات التواصل أو على‬
‫قناته على اليوتيوب‪..‬‬
‫نظر إليهم بشيء من الملل وعيناها تكادان تُغمضان في أي لحض ٍة من شدة شعوره بالنُعاس‪..‬‬
‫نظر الى ساعة هاتفه التي تُشير الى الثانية عشر إال ُربعا ً‪..‬‬
‫لم يتبقى الكثير على ُمنتصف الليل‪..‬‬
‫قطع عليه رنين والدته ُمجددا ً ‪ ،‬يشعر بالذنب من إتصالها ال ُمتكرر‪..‬‬
‫البد من أنها قلقه‪..‬‬
‫لطالما خرج من البيت سابقا ً ولم تكن حينها تتصل بكُل هذا اإللحاح!‬
‫تردد كثيرا ً وشعر برغب ٍة في الرد عليها ولكنه يخشى أن يُصدم من كونها تبكي عليه ‪ ،‬ألنه لو‬
‫سمع صوت بكائها لتراجع وترك كُل ما يبحث عنه خلفه وعاد إليها‪..‬‬
‫أغمض عينيه وأخذ نفسا ً عميقا ً قبل أن يسمعها تقول‪ :‬تأخرتُ عليك ؟‬
‫حيث كانت تقف أمامه‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫فتح عينيه ورفع رأسه إليها‬
‫تقدمت وجلست على المقعد الخشبي بجواره تنظر الى اإلستعراض وهي تُعلق‪ :‬عرض مواهب‬
‫في حديق ٍة عامه ‪ ،‬سيُعاقبون لو رأتهم الشُرطه‪..‬‬
‫رد عليها‪ :‬وكأنه سيبقون ! ما إن يرون رجالً منهم حتى يفرون تماما ً‪..‬‬
‫ضحكت وقالت‪ :‬أجل ‪ ،‬إنه ُممتع ‪ُ ،‬مخالفة القانون والهروب هكذا‪..‬‬
‫عقد حاجبه بإستنكار ونظر إليها يقول‪ :‬لما تقولينها هكذا وكأنك تعشقين كسر القوانين ؟‬
‫ضحكت من تعليقه ونظرت إليه تقول‪ :‬هيّا أقنعني بأنك ال تُحب كسر القوانين ؟! خاصةً‬
‫ال ُمراهقون ومن هم بفترة العشرينيات من عمرهم ‪ ،‬يُسببون صداع الرأس لمن حولهم‪..‬‬
‫إبتسم بهدوء ولم يُعلق‪..‬‬
‫ت ذاكرتك فبماذا أُناديك ؟‬ ‫ت إستعد ِ‬ ‫بعد فترة صمت نظر إليها يسأل‪ :‬حسنا ً ‪ ...‬إن كُن ِ‬
‫إجابته بإبتسامه‪ :‬رين ‪ ،‬رين فينسنت‪..‬‬
‫هز رأسه يقول‪ :‬إذا ً لم يعد إلسم آليس وجود ؟ خساره فلقد أحببتُ اإلسم‪..‬‬
‫إتكأ بيديه الى الخلف ينظر الى السماء وهو يُكمل‪ :‬لطالما كان هذا اإلسم غريبا ً وكُل من يحمله‬
‫كذلك ‪ ،‬يظهرون فجأه يقولون إسمهم ومن ثُم يختفون‪..‬‬
‫ت الظهور‪..‬‬ ‫ت عاود ِ‬ ‫ضحك ونظر إليها يُكمل‪ :‬ولكنك أن ِ‬
‫مكان آخر ؟ ضننتُك تبحثين‬ ‫ٍ‬ ‫ت مني أن نذهب الى‬ ‫إبتسمت بهدوء دون تعليق فسألها‪ :‬لما طلب ِ‬
‫ً‬
‫مكان أكثر خصوصيه ولكنك إخترتي حديقة أيضا ً ! كان بإمكاننا التحدث في الحديقة‬ ‫ٍ‬ ‫عن‬
‫السابقه‪..‬‬
‫لم تُعلق على كالمه فنظر إليها قليالً قبل أن يُشيح بنظره الى العرض الذي أمامه ُمعلقاً‪ :‬وااه‬
‫ت تُزعجينني ‪ ،‬ليتني تجاهلتُك أول مرة قبل شهر ولم أُعرك إهتماما ً‪..‬‬ ‫بدأ ِ‬
‫ت‬
‫ت تتوقين للتعرف إلي ‪ ،‬وكُد ِ‬ ‫رفعت حاجبها فإبتسم ونظر إليها نظرةً جانبيه يقول‪ :‬لقد كُن ِ‬
‫تموتين من فرط السعادة عندما أوليتك إهتمامي‪..‬‬
‫ضاقت عيناها ُمكمله‪ :‬تتشاركان بكونكما ُمزعجين للغايه‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬ومن هذا الذي تُشبهينه بي ؟‬
‫نظرت الى اإلستعراض الذي أمامها قائله‪ :‬وكأنك سأُخبرك ‪ُ ،‬رغم أن األمر ُمهم للغايه ولكني‬
‫تراجعت‪..‬‬
‫شعر بشيء من الفضول وهو يقول‪ :‬هيّا كُفي عن تشويقي هكذا ‪ ،‬أخبريني عن ماذا تتحدثين ؟‬
‫صمتت قليالً قبل أن تقول‪ :‬ربما إن قُلتَ "أعتذر يا اُختي الكُبرى" قد أتنازل وأرضى‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬أُختي الكُبرى ؟ ياال ثقتك العاليه بنفسك!‪..‬‬
‫نظر الى األمام يقول بال ُمبااله‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أبقي هذا األمر لنفسك ‪ ،‬أُراهن أنك بنفسك تتوقين‬
‫ت‪..‬‬
‫إلخباري لذا سأتجاهل األمر لتغتاضي أن ِ‬
‫مطت شفتيها هامسه‪ :‬لما ال أُقابل سوى ال ُمزعجين في حياتي ؟‬
‫بعدها نظرت إليه عندما رن هاتفه النقال فوضعه على وضعية الصمت وقلب الشاشه وعاود‬
‫النظر الى اإلستعراض دون تعليق‪..‬‬
‫سألته‪ :‬والدتك ؟‬
‫لم يُجبها ُمباشرةً ولكنه في األخير هز رأسه باإليجاب‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتر ٍة ليست بالقصيره قبل أن تسأله‪ :‬أُتحبها ؟‬
‫إبتسم يقول‪ :‬ماذا ؟ قلقةٌ ألجلي ؟ ال تقلقي لم نعد نتشاجر كثيرا ً كالسابق‪..‬‬
‫رين‪ :‬حسنا ً هذا جيد ولكن أجبني ‪ ،‬أتُحبها ؟‬
‫تعجب من إصرارها ليُجيبها بعد فترة صمت‪ُ :‬ربما كانت إمراةً عصبية وحادة المزاج في كثير‬
‫من األوقات ولكنها في األخير أُمي وهي من ربتني ُمنذ طفولتي ‪ ،‬األُم يحق لها فعل أي شيء‬
‫ونحنُ علينا أن نُراعي مزاجها‪..‬‬
‫سخريه وهو يُكمل‪ :‬وخاصةً إن كانت تمتلك زوجا ً جبانا ً كوالدي يتركها لسنوا ٍ‬
‫ت‬ ‫إبتسم ب ُ‬
‫ويجعلها تتحمل مسؤولية طف ٍل لوحدها‪..‬‬
‫نظر إليها يقول‪ :‬دعينا من موضوع أُمي اآلن ‪ ....‬أنا‪...‬‬
‫قاطعته وهي تسأل‪ :‬ألم تقل لك والدتك أي شيء عنها ؟‬
‫عقد حاجبه لفتره قبل أن يقول‪ :‬آليـ أقصد رين ‪ ...‬ما السؤال الذي تُريدين إجابته بالضبط ؟‬
‫إختصري الطريق وإسأليه ُمباشرةً‪..‬‬
‫إبتسمت بهدوء فلم تكن تتوقع أن يفهم هكذا ‪ ،‬ال تعلم لما تُعامل كُل من هم أصغر منها ُمعاملة‬
‫األطفال‪..‬‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬أنا أخشى أن أُفسد األمر إن أخبرتك شيئا ً بخصوصها لذا ال يُمكنني‬
‫السؤال ُمباشرةً‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتره وهو يتذكر والدته التي تذكرت رين عندما رأت صورتها‪..‬‬
‫إنهما يعرفان بعضهما بشك ٍل أو بآخر‪..‬‬
‫فكر قليالً ُمحاولة تخمين ما الذي تُريد رين معرفته ‪ ،‬أمر يخصه هو ووالدته‪....‬‬
‫سألها‪ :‬هل تُريدن أن تسألي ما إن كانت والدتي الحقيقيه ؟‬
‫دُهشت رين للحضه بعدها قالت‪ :‬إذا ً أخبرتك ؟‬
‫عرف مارك أن رين بدون شك تعرف الكثير عنهم‪..‬‬
‫شعر ببعض الراحة فهو بحق يخشى أن يواجه والده باألسئله‪..‬‬
‫صمت قليالً قبل أن يُجيبها على سؤالها‪ :‬كال لم ت ُخبرني ‪ ،‬أنا كُنتُ أعرف هذا ُمنذ طفولتي ‪..‬‬
‫فلقد أخذني والدي لها وأنا بالرابعة من عمري ‪ ،‬كُنتُ أعي عن كونها ليست بوالدتي ‪ ،‬ولكني‬
‫كُنتُ دائما ً ما أُناديها بأُمي‪..‬‬
‫رين‪ :‬كُنتَ بالرابعه ؟ هل هذا يعني بأنك تتذكر والدتك ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً‪..‬‬
‫رين بتعجب‪ :‬ولكنك تتذكر عندما أحضرك والدك ألمك الحاليه ‪ ،‬أال تتذكر حياتك قبلها ؟!!‬
‫مارك‪ :‬صدقيني ال أذكر ‪ ،‬األمر ُمبهما ً في رأسي ‪ ،‬حتى وانا بالرابعة بالكاد أتذكر ذكرى دخولي‬
‫المنزل أول مره وال أتذكر الكثير عن تلك الفترة من عمري‪..‬‬
‫رين‪ :‬ألم تمتلك فضوالً لتعرف أي نوع من النساء هي ؟‬
‫مارك‪ :‬لقد ماتت وال أتذكر أي شيء عنها ‪ ،‬بالتأكيد لم أفكر بأمرها كثيرا ً‪..‬‬
‫صمت قليالً يتذكر إحدى الليالي القديمة وهو يقول بهدوء‪ :‬في ليلة دخل والدي المنزل وكانت‬
‫المرة االولى والوحيدة التي أراها فيها ُمنهارا ً هكذا ‪ ..‬بحث عني كالمجنون في المنزل وما إن‬
‫رآني حتى جثى على ُركبتيه وإحتضنني بقو ٍة باكيا ً ‪ ،‬كُل ما أتذكر تلك الذكرى اتسائل ‪ ،‬أي نوع‬
‫من النساء كانت أُمي ليبكي عليها والدي الى هذه الدرجه ؟‬
‫بعد لحض ٍة أكمل بهدوء‪ :‬أكون كاذبا ً إن قُلتُ بأني ال أُفكر فيها وال أملك فضوالً لرؤية أي شيء‬
‫ص ميت ؟ هذا لن يجلب سوى المزيد من األلم‪..‬‬ ‫عنها ‪ ،‬ولكن ما فائدة التفكير بشخ ٍ‬
‫تذكرت رين والدها في هذه اللحضه ‪ ،‬أخذت نفسا ً عميقا ً ونظرت الى التصفيق الذي عال بعد‬
‫أن أنهت مجموع ٍة راقصه رقصهم وحاولت التوقف عن تذكر والدها في هذه اللحضه ‪ ،‬لقد‬
‫بكت هذا اليوم ألجله كثيرا ً ‪ ،‬لن تحتمل أن تتذكره وتتألم ُمجددا ً‪..‬‬
‫نظرت بعدها الى مارك لفتر ٍة قصيره فمثلما توقعت ‪ ،‬ريكارد لم يُخبره عن كونه ليس بوالده‬
‫الحقيقي‪..‬‬
‫بعد فتر ِة صمت قالت‪ :‬ألم تفكر يوما ً بكون والدتك كانت متزوجة قبل أن تتزوج بوالدك ؟‬
‫أمر رائع بأن يكون لديك أخوةً‬ ‫عقد حاجبه من سؤالها الغريب فإبتسمت تقول‪ :‬أال تضن بأنه ٌ‬
‫أكبر منك ؟‬
‫صمت قليالً ُمفكرا ً قبل أن يقول‪ :‬لم أُفكر باألمر من قبل ‪ ،‬ولكن يستحيل أن يكون كذلك فأين هم‬
‫عني بعد وفاة والدتي ؟‬
‫هزت رين كتفها تقول‪ :‬ربما لم تكن لديهم فكره عن كونهم يملكون أخا ً أصغر ! أو أنهم‬
‫يعلمون ولكن ال يعرفون مكانك‪..‬‬
‫أشاح بوجهه عنها بملل يقول‪ :‬توقفي ‪ ،‬قولي شيئا ً معقوالً ‪ ،‬بالتأكيد حضروا جنازة والدتهم ‪،‬‬
‫والدي كان ُهناك وبالتأكيد يعرفونه فلما لم يسألوه على األقل ؟ كوني عقالنيةً بتخيالتك ‪،‬‬
‫أصغر منك وأُوجهك ! عليك أن تخجلي من نفسك‪..‬‬
‫ص تعرفه جيدا ً‪..‬‬ ‫مطت شفتيها ولم تُعلق ‪ ،‬إنه بحق ُمزعج كشخ ٍ‬
‫وعاد الصمت بينهما لتتذكر رين أمرا ً وتسأله‪ :‬لما تكره عائلة جينيفر ؟‬
‫ظهر التقزز على وجهه قبل أن يقول‪ :‬مغرورين و ُمتكبرين وال أُحبهم ناهيك عن كونهم سرقوا‬
‫والدي‪..‬‬
‫رين‪ :‬فقطط؟ هذا هو السبب ؟ فقد شعرتُ مرةً أن جينيفر تكرهكم بال ُمقابل ؟ لما ؟‬
‫صمت مارك قليالً قبل أن يقول‪ :‬ال فكرة لدي ‪ ،‬هي تتقزز منا كثيرا ً لذا كرهتهم بال ُمقابل ‪،‬‬
‫لطالما تشاجرت مع أمي قديما ً لكون أمي على تلك األيام تسكر كثيرا ً وتتمشى في الشارع وهي‬
‫سمعة منزلهم ‪ ،‬أتذكر تلك الليله عندما كُنتُ صبيا ً‬ ‫ثمله لذا شاجرتها جينيفر بكونها تُسيء الى ُ‬
‫صدمت لتنطق فجأه‬ ‫في العاشرة من عمري وعندما رأتني حينها كان وكأنها رأت جنيا ً !!! ُ‬
‫بكونها تكرهني وتكره رؤية وجهي البشع ‪ ،‬من هنا بدأت عداوةً كبيرةً بينهما ومن ُهنا كرهتُها‬
‫وكلما رأتني حتى صرخت في وجهي وأمرتني أال أُظهره أمام المنزل وال ألبنائها أبدا ً من‬
‫أكبرهم وحتى أصغرهم‪..‬‬
‫بعدها أكمل بتقزز‪ :‬متكبره وكُل أبنائها مثلهم تماما ً ‪ ،‬المال شيء قذر فهو يُدمر األخالق تماما ً‬
‫‪..‬‬
‫فكرت بكالمه كثيرا ً قبل أن تضحك تقول‪ُ :‬ربما ذكرتها بشيء تكرهه لهذا صرخت في وجهك‪..‬‬
‫مارك بإستنكار‪ :‬حقا ً ؟!! وما شأني ؟! إنها مريضةٌ دون أدنى شك‪..‬‬
‫سألته‪ :‬وهل جميع أبنائها ُمزعجين بالنسبة لك ؟‬
‫مارك‪ :‬أجل‪..‬‬
‫رين‪ :‬جميعهم ؟!!‬
‫مارك‪ :‬قُلتُ أجل‪..‬‬
‫رين‪ :‬من أكثر واح ٍد تكرهه فيهم ؟‬
‫مارك‪ :‬الجميع‪..‬‬
‫ضحكت ُرغما ً عنها تقول‪ :‬هيّا مارك مابك أصبحت تتحدث كاألطفال عندما يغتاضون من‬
‫شخص ما ؟‬
‫ٍ‬
‫سألته قبل أن يُعلق‪ :‬وهل قابلت الجميع ؟‬
‫تنهد وقال‪ :‬بضع مرات بالصدفه ‪ ،‬كرهتُ أوالً إدريان عندما رآني قبل ثالث سنوات أمشي على‬
‫الرصيف بقرب منزلهم ‪ ،‬سألني عمن أكون فهي المرة األولى التي يراني فيها وما إن أخبرته‬
‫عني وعن منزلي إختفت إبتسامته وغادر ‪ ،‬نعم أمي كانت إمرأه سيئه ولكن ال يحق لكم كرهها‬
‫وكره حتى أبنائها لهذا السبب‪..‬‬
‫إبتسمت رين ولم تُعلق فلقد بدا وكانه يملك عقدةً تجاه هذا األمر فهي بنفسها من دون أدنى‬
‫شك ستكره أمثال أمه الذين يثملون ويمشون بالشارع مسببين األذى لمن حولهم ‪ ..‬ولكن ال‬
‫يُمكننها أن تُبرر تصرف إدريان لذا صمتت‪..‬‬
‫سألته‪ :‬وريكس ؟ هل قابلته من قبل ؟‬
‫مارك‪ :‬مرةً واحده من بعيد ‪ ،‬كان مغرورا ً للغاية وهو يرفع صوته على أحد لعاملين في الفيال‬
‫‪ ،‬الكُل ُهناك إما وقحين أو مغرورين أو اإلثنين معا ً‪..‬‬
‫إبتسم بسخريه يقول‪ :‬ال تنسي بأنه من طرد ذاك الشاب الذي اتى باحثا ً عنك تتذكرين ؟‬
‫قطبت حاجبيها تقول‪ :‬ال تُذكرني ! إنه وقح‪..‬‬
‫مارك‪ :‬رأيتي ؟! إنهم عائلةً وقحه‪..‬‬
‫رين‪ :‬لم أقصد ريكس بل الشاب نفسه‪..‬‬
‫تعجب وقال‪ :‬لما ؟ ألم يكن يعرفك ؟‬
‫رين‪ :‬بل كان يُريد أن يستفز أحدهم‪..‬‬
‫صمتت بعدها ُمفكره وهي تتسائل عمن كان يقصد ؟ قال بأن ُهناك شابا ً يقرب لها قد أذاه‬
‫عندما سرق حبيبته ‪ ،‬من يقصد ؟ أحد أصدقائها أو عمها ؟ ال تمتلك شبابا ً حولها سواهم‪..‬‬
‫تجاهلت التفكير في األمر وقالت‪ :‬على اية حال أسدى لي ريكس حينها خدمةً عندما طرده ‪،‬‬
‫ليتني لم أُعاند وأذهب للبحث عنه ‪ ،‬ريكس لطيف‪..‬‬
‫راقبت ردة فعله على كلمتها األخيره لتتفاجئ من كونه يُظهر عالمات القرف واإلشمئزاز‬
‫فتنهدت ولم تُعلق‪..‬‬
‫همست لنفسها‪ :‬وما شأني إن كان أخاه يكرهه‪..‬‬
‫ت؟‬‫نظر مارك إليها يقول‪ :‬ماذا قُل ِ‬
‫نظرت إليه بإبتسامه تقول‪ :‬أردتَ أن تسألني شيئا ً صحيح ؟ ماهو ؟‬
‫ت صحيح ؟‬ ‫أخرج الصورة وأعطاها إياها يقول‪ :‬هذه أن ِ‬
‫أخذتها ونظرت الى نفسها لتبتسم قائله‪ :‬أنتم تملكون لي صورا ً أكثر مما أملكها أنا‪..‬‬
‫بعدها رفعت نظرها الى المرأة التي ُحرق ُجزءا ً من الصورة لتختفي مالمحها ولكن شعرها‬
‫األسود هو شعر آليس بدون شك‪..‬‬
‫سألها مارك‪ :‬هل تعرفينني ؟‬
‫نظرت إليه ُمتعجبه فهي لم تفهم مقصد سؤاله فقال‪ :‬لدينا صورا ً لك في منزلنا ‪ ،‬وتعرفين‬
‫والدي ‪ ،‬ووالدتي تعرفك ‪ ،‬ما عالقتك بنا ؟‬
‫صمتت قليالً ُمفكره تقول‪ :‬كيف أقولها ‪ .....‬أجل والدي ووالدتك أصدقاء ُمنذ أكثر من ِعق ٍد‬
‫كامل‪..‬‬
‫دُهش وقال‪ :‬حقا ً ؟‬
‫هزت رأسها باإليجاب فعقد حاجبه قليالً قبل أن يقول‪ :‬ولكن والدتي طردتك تلك الليلة ‪ ،‬وهي‬
‫تكرهك فـ‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬والدتك يا مارك ‪ ،‬أقصد البيلوجيه وليست من ربتك‪..‬‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه وهو يسأل‪ :‬حقا ً ؟ تعرفينها ؟ هل رأيتها من قبل ؟‬
‫رين‪ :‬واااه كثيرا ً كثيرا ً للغايه‪..‬‬
‫صمت قليالً بعدها قال‪ :‬هل ‪ ....‬هي التي بالصورة ُهنا ؟‬
‫نظرت رين الى الصورة التي بين يديها قبل أن تقول‪ :‬ما رأيُك ؟ هل تعتقد بأنها هي ؟‬
‫نظرت الى وجهه وأكملت‪ :‬هل تشعر بأنها والدتك ؟‬
‫تنهد ونظر الى األمام يقول‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬ولكن والدتي الحاليه تكره هذه المرأة التي بالصوره ‪،‬‬
‫ت فتاة لذا تفهمين أمور الغيرة هذه ‪ ،‬هذا ما‬ ‫أضن السبب يعود لكونها زوجة والدي سابقا ً ‪ ،‬أن ِ‬
‫إستطعتُ تفسيره‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتر ٍة ليست بالقصيره قبل أن تسأله بهدوء‪ :‬هل تُحبها مهما كانت ؟‬
‫عقد حاجبه ونظر الى وجهها يقول‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫رين‪ :‬والدتك البيولوجيه ‪ ،‬هل تُحبها حتى لو إكتشفت كونها ُمجرمه ؟‬
‫إتسعت عيناه من الصدمة وهو يهمس ُمجدداً‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫ما إن رأت صدمته العارمه حتى تنهدت وإبتسمت بعدها تقول‪ :‬هيّا كان محض سؤال ! لما‬
‫أخذتَه بجديه ؟‬
‫لم تختفي صدمته بل سألها‪:‬هل هي كذلك فعالً ؟‬
‫لفت رين بجسدها الى جهته وهي ترفع رجلها لتقترب منه قائله بإبتسامه‪ :‬أخبرتُك بأنه محض‬
‫سؤال ‪ ،‬أعني ‪ ...‬والدي سمعتُ عنه قبل وفاته عن كونه ُمجرما ً ‪ ،‬بالطبع األمر كان خاطئا ً لذا‬
‫شعرتُ بالفضول ‪ ،‬هل الطفل سيُحب والديه مهما كانت حقيقتهما ؟ أنا كُنتُ سأُحبه أيا ً كان ‪،‬‬
‫ولكن أنتَ لم ترى والدتك من قبل لذا هل كُنتَ ستُحبها ؟ هل مشاعرنا ستختلف بما أن أحدنا‬
‫عاش مع والده واآلخر ال ‪ ،‬سؤال فلسفي ومحض فضول ال أكثر ‪ ،‬أعتذر إن أزعجك هذا‪..‬‬
‫ت تعرفين والدتي ‪ .....‬فهل أحبها‬ ‫بقي ينظر إليها لفتره قبل أن يسألها بهدوء‪ :‬بما أنك كُن ِ‬
‫والدي ؟‬
‫تعجبت من سؤاله وتسائلت بداخلها عن السبب الذي جعله يسأل هذا السؤال‪..‬‬
‫أجابته‪ :‬ألم تقل بأنه بكى ألجلها كثيرا ً ؟ على ماذا يدل هذا برأيك ؟‬
‫أشاح بنظره يقول‪ :‬فقط ‪ُ ...‬مجرد سؤال‪..‬‬
‫ضاقت عيناها وهي تعلم عن كونه يملك سببا ً فسألته‪ :‬ولما تسأله ؟ هل قال لك والدك شيئا ً‬
‫جعلك تشك ‪..‬؟‬
‫لم يُجبها فبقيت تنتظر إجابته وعندما إستشعر صمتها ورغبتها بمعرفة األجابه قال‪ :‬لطالما قال‬
‫لي أمورا ً عن المجرمين ‪ ،‬القتلة المتوحشين ‪ ،‬قال بأن أمثالهم عليهم أن يُسجنوا وأن يكرههم‬
‫الجميع ‪ ،‬وأن اإلنسان عليه أال يُسامح أمثالهم ُمطلقا ً مهما كانت عالقته بهم قوية ‪ ،‬حتى لو‬
‫جمعتهم صلة دم ‪ ،‬كررها علي مرارا ً ‪ ،‬هل كان يقصد والدتي به ؟‬
‫إتسعت عيناها من الصدمة عندما إستوعبت أن ريكارد كان يشحنه ضد والده منذ طفولته!‬
‫حتى ولو كان والده مجرما ً !! ال يحق لريكارد أن يُقرر كيف على مارك أن يُعامله!‬
‫اإلبن عندما يكبر عليه أن يُقرر مشاعره بنفسه ! هذه حركة فضيعة من ريكارد‪..‬‬
‫تنهدت تقول له‪ :‬ماهذا السؤال ؟! ولما أستشعر كونك ُمتأكد أن والدتك ُمجرمه ؟ الم أقل لك‬
‫انها ليست كذلك وقد كان سؤالي في بداية األمر ُمجرد فضول ؟‬
‫مارك بهدوء‪ :‬ألنك تكذبين‪..‬‬
‫رفعت حاجبها فأكمل‪ :‬أن تسألي سؤاالً بهذه الجديه ومن ثُم تقولين أنه كان محض فضول ‪....‬‬
‫أنا لستُ طفالً يا آليس‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬إسمي رين ‪ ،‬وآسفه ألني أستمر بالتحدث إليك وكأنك طفل ‪ ،‬لن أفعلها ثانيةً‪..‬‬
‫ثُم أكملت بجديه‪ :‬ولكن صدقني ‪ ....‬قد تكون فعلت بعض األمور السيئه ولكنها لم تكن مجرمة‬
‫تقتل األبرياء ‪ ..‬لم تكن إمرأة تستحق الكُره على اإلطالق‪..‬‬
‫ً‬
‫نظر الى وجهها الجاد فلم يكن له مجاالً سوى تصديقها فلقد بدت صادقة للغايه‪..‬‬
‫أعطاك إياها ؟‬
‫ِ‬ ‫سألها بعدها‪ :‬حسنا ً ‪ ...‬القالدة هذه التي بالصوره ‪ ،‬من‬
‫نظر ُمجددا ً الى الصورة تقول‪ :‬اووه إنها قصةٌ طويله‪..‬‬
‫مارك‪ :‬أنا ُمتفرغ تماما ً‪..‬‬
‫ضحكت وقالت‪ :‬إني امزح ‪ ،‬ليست بالقصة الطويله‪..‬‬
‫صمتت قليالً ثُم قالت‪ :‬أعلم سبب سؤالك ‪ ،‬أنت تملك مثلها صحيح ؟‬
‫هز رأسه باإليجاب فقالت‪ :‬وتعلم هي ِمن َمن ؟‬
‫هز رأسه باإليجاب ُمجددا ً فقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬كانت آليس تُقدّر الرابط األُسري كثيرا ً وخاصةً عالقة‬
‫الطفل بوالدته لذا كانت تُشفق كُل طفل محروم من والدته ‪ ،‬أتعلم بأنها حضرت حفل تخرجي‬
‫ذات مره ألن والدتي لم تكن بجواري ؟ بسبب ُمشكلة ما إنفصل والداي وإنتقلت والدتي الى‬
‫مدين ٍة بعيده لذا نادرا ً ما كُنتُ أراها ‪ ،‬أشفقت علي كثيرا ً ُرغم أني لم أكن أفتقدها كثيرا ً ! أعني‬
‫‪ ....‬أُحب والدتي وأفتقدها بالتأكيد ولكني من األطفال الذين يتقبلون أمر إنفصال والديهم‬
‫تدريجيا ً ويتعايشون معه‪..‬‬
‫أشارت الى القالدة بالصورة وقالت‪ :‬هذه القالئد ككنز لها ‪ ،‬تُعطيه لكُل طفل محروم من والدته‬
‫‪ ،‬أنا و‪....‬‬
‫صمتت قليالً وقد عادت لذاكرتها للتو ذكرى فرانس والقالدة التي شاهدتها على عُنقه في أول‬
‫لقاء عندما فقدت ذاكرتها فأكملت‪ :‬وحتى فرانس الذي توفيت والدته‪....‬‬
‫ومجددا ً عاد لذاكرتها حديث آلبرت وإستيال عن تعلق فرانس بوالدته وأكملت‪ :‬الذي كان ُمتعلقا ً‬
‫بعمر صغير‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫بها بشده ‪ ،‬والثالة معك أنت من ُحرمت منها‬
‫نظرت إليه وأكملت بإبتسامه‪ :‬هذه قصة القالدة بشك ٍل ُمختصر‪..‬‬
‫تعجبت من الهدوء الذي كان يكسو مالمحه تماما ً فقالت بتعجب‪ :‬مابك ؟‬
‫سألها‪ :‬والدتي ‪ ....‬كان إس ُمها آليس ؟‬
‫عقدت حاجبها لتستوعب أنها في بداية حديثها أشارت إليها بإسم آليس!‬
‫سحقا ً!‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫أنزل نظره من وجهها المصدوم الى الصورة التي بين يديها وخاصة الى شعر المرأة األسود‬
‫وتلك الليلة الثلجية تُعاود الحضور ُمجددا ً الى ذاكرته‪..‬‬
‫تلك المرأة ذات الشعر األسود‪..‬‬
‫التي طرقت باب المنزل في تلك الليله‪...‬‬
‫والتي ما إن رأته حتى إنقلب وجهها تماما ً وبدأت تنظر إليه بتلك النظرات الغريبة التي لم‬
‫يفهمها‪....‬‬
‫التي حتى عندما أرادت لمسه إستأذنته!‬
‫والتي أرادت بشده أن تُخبره عن إسمها ولسبب لم يكن يعرفه‪...‬‬
‫هل هي ‪ .....‬والدته ؟‬
‫عادت الى ذاكرته تلك الليلة وكالمها الذي بدأ يفهمه اآلن!!‬

‫"وضعت وجهه بين كفيها تقول بهمس‪ :‬هل ستُسامحني ؟‬


‫بقيت عيناه معلقة بعينيها دون تعليق فإبتسمت تقول بألم‪ :‬قُل أجل‪..‬‬
‫وبدون أن يفهم أطاعها قائالً‪ :‬أجل‪..‬‬
‫إرتجفت شفتيها وسحبته إليها ببطئ حتى إحتضنته بين ذراعيها ودفنت وجهها في رقبته‬
‫هامسه‪ :‬آسفه "‬

‫سأل رين بدون وعي‪ :‬لما كانت تتأسف ؟‬


‫لم تفهم رين معنى سؤاله وخاصةً مع وجهه المخطوف المصدوم هذا!‪..‬‬
‫أما هو فما إن سأل سؤاله حتى بدأ عقله يسترجع كالمها اآلخر بتلك الليله وكأنه يُجيب على‬
‫إستفساره!‬
‫"خططتُ ألمر ما ‪ ،‬ألن نعيش حياة ُمسالمة بال ُمستقبل ‪ ،‬لن أطلب أي شيء من العالم ما‬
‫دُمتما أنتما بحضني ‪ ،‬مدين ٍة ريفيه ‪ ،‬ومنزل بوسط األشجار يُطل على شالل ‪ُ ،‬هناك بعيدا ً عن‬
‫أعين الكُل ‪ ،‬ولكنه اآلن أصبح ُمستحيالً ‪ ،‬أنا ُمطارده ‪ ،‬كُل ما أفعله ينقلب ضدي ‪ ،‬كُنتما وال‬
‫زلتما نُقطة ضعفي ‪ ،‬فشلت ألني لم أُرد الهروب من كُل هذا وحدي‪..‬‬
‫تألألة عيناها بالدموع وإرتجفت شفتيها تقول‪ :‬ال يُمكنني رؤيتكما مرة أُخرى ‪ ،‬إني أشتم‬
‫رائحة الموت ‪ ،‬إنها قريبه "‬

‫تجعمت الدموع في عينيه ال إراديا ً وهو يهمس‪ :‬لما هذا ؟‬


‫خافت رين ما إن إستشعرت رجفة البكاء بصوته ووضعت يدها على ظهره تقول‪ :‬مارك ماذا‬
‫ُهناك ؟‬
‫إنحنى يُغطي وجهه بيديه اللتان يتكأ بهما على ُركبتيه وهو يهمس‪ :‬أتركيني‪..‬‬
‫علمت ُهنا أن خطئها بذكر إسمها كان خطئا ً فادحا ً!‬
‫ماذا تفعل ؟‬
‫تُريد أن تُصحح هذا الخطأ وال تعرف كيف تفعلها!‬
‫وقفت وقالت‪ :‬الوقت ُمتأخر ‪ ،‬هل نذهب الى شقتي لتأخذ قسطا ً من الراحه ؟‬
‫لم يُجبها ُمباشرةً فما زال بصراع مع نفسه وذاكرته‪..‬‬
‫كان وقع كونها ماتت ضعيف على قلبه بما أنه لم يرها من قبل‪..‬‬
‫ت كانت اشبه برسالة مودع!‬ ‫ولكن ‪ ،‬إتضح أنه رآها ‪ ...‬وإرتمى بأحضانها وهمست له بكلما ٍ‬
‫قلبه يؤلمه‪..‬‬
‫يؤلمه للغايه!‪..‬‬

‫***‬
‫‪9 February‬‬
‫‪am9:34‬‬

‫أدخلن الخادمات حقائب السفر الى غرفة مالبسها وطلبت منهن إفراغها بينما توجهت الى‬
‫غرفة نومها لتجد أمامها زوجها يسترخي على أريك ٍة ُمنفرده يقرأ إحدى الجرائد وبين يديه‬
‫كوب قهوه‪..‬‬
‫ما إن رأته حتى إبتسمت وحييته تقول‪ :‬مرحبا ً آليكسي‪..‬‬
‫نظر إليها وإبتسم يقول‪ :‬عُدتم ؟‬
‫إتجهت الى المرآة تُعدل شعرها األشقر قائله‪ :‬للتو ‪ ،‬أصر األوالد على الذهاب الى الفيال فهم‬
‫غريب أنك لم‬
‫ٌ‬ ‫يُريدون أخذ قِسطا ً من الراحة أما أنا فجئتُ الى ُهنا فلقد توقعت أن أراك تنتظر ‪،‬‬
‫تذهب الى عملك‪..‬‬
‫حين وآخر كما تعلمين‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫آليكسندر‪ :‬أُحب أخذ يوم إجاز ٍة بين‬
‫إبتسمت ومن ثُم إتجهت الى الهاتف وطلبت منهم أن يُحضروا طعام اإلفطار لها ولزوجها‪..‬‬
‫تقدمت بعدها وجلست على األريكة الثانية ال ُمنفرده حيث يتوسطهما طاولةً صغيره فبادرها‬
‫بالسؤال‪ :‬كيف كانت الرحله ؟‬
‫إبتسمت قائله‪ :‬إستمتعنا بحق ‪ ،‬وعزيزتي كايري كما هي لم تتغير ‪ ،‬لقد أخذت دور ال ُمرشد‬
‫السياحي ولم تترك مكانا ً لم تأخذنا إليه حتى الحدائق واألسواق ‪ ،‬ههههه أدريان علق قائالً لها‬
‫"أرجوك خالتي أنا في الخامسة والعشرين من عمري ‪ ،‬لم أعد طفالً لتأخذيني الى ال ُمنتزه‪" ..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬لطالما عاملتهم كاألطفال ولطالما كان يُحادثها وكأنها صديقةً له‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬إنها تُحبه من بين الجميع‪..‬‬
‫سألها‪ :‬وإليان إستمتعت ؟ عادةً ما تكون ُمنغلقةٌ على نفسها ما إن تقترب اإلمتحانات وحتى‬
‫تنتهي‪..‬‬
‫أشعر بها في كثير من األحيان تشرد بالتفكير ‪ ،‬ولكن أخوتها حولها لذا ال يتركون‬ ‫ُ‬ ‫جينيفر‪:‬‬
‫مجاالً لها وخاصةً إدريان ما إن يراها شارده حتى يجلس بجوارها ويُحادثها ‪ ..‬لذا أنا واثقه‬
‫بأنها إستمتعت‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬وماذا عن ريكس ؟‬
‫جينيفر‪ :‬كان دائما ً مشغو ٌل بهاتفه لذا أرجو بأن يكون قد إستمتع هو أيضا ً فلقد حاولتُ كثيرا ً‬
‫أن أُبعد العمل عن تفكيره كي يحضى بفترة إستجمام بعيدا ً عن الضغوط‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬حسنا ً فعل ِ‬
‫ت‪..‬‬
‫حل صمتٌ بسيط قبل أن يُبارد آليكسندر بالحديث قائالً‪ :‬فرانسوا بال ُمستشفى‪..‬‬
‫إتسعت عيناها بدهش ٍة قبل أن تقول‪ :‬حقا ً ! ولما ؟ هل حدث معه مكروه ؟‬
‫آليكسندر‪ :‬ال فكرة لدي عما حدث معه ‪ ،‬الشُرطة تنتظر إستيقاظه ليُخبرها بالتفاصيل‪..‬‬
‫عقدت حاجبها عندما قال "إستيقاظه" فسألت‪ :‬هل حالته سيئه ؟‬
‫فاألمر حينها سيكون‬ ‫ُ‬ ‫آليكسندر‪ :‬إنها ُمستقرةٌ اآلن ولكن لم يستيقظ بعد ‪ ،‬أتمنى أال يطول نومه‬
‫ُمقلقا ً‪..‬‬
‫تنهدت قائله‪ :‬المسكين ‪ ..‬علي أن أذهب لزيارته‪..‬‬
‫اليكسندر بهدوء‪ :‬أشعر أني قسوتُ عليه ‪ ،‬ما كان يجب علي أن أتمادى هكذا‪..‬‬
‫مدت يدها تربت على كتفه قائله‪ :‬ال تضع اللوم على نفسك ‪ ،‬مافعله فرانس لم يكن باألمر‬
‫الهين ‪ ،‬وبال ُمقابل أنت لم تقسو عليه فهو من كان قليل الصبر وهرب من المنزل ‪ ،‬ربما يكون‬
‫هذا درسا ً جيدا ً له‪..‬‬
‫لم يُعلق لفتر ٍة قبل أن يسأل‪ :‬ما رأيُك بإستيال ؟‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬مابها ؟‬
‫نظر إليها قبل أن يرد قائالً‪ :‬هل ما تفعله صحيح ؟ أن تُحب رجالً بعمر والدها وتُريد الزواج‬
‫منه ؟‬
‫صمتت جينيفر قليالً ثُم قالت‪ :‬ماذا ؟ هل ما حدث مع فرانس جعلك تتراخى هكذا ؟‬
‫طرق الباب في هذه اللحضه ‪ ،‬أذنت جينيفر لهم بالدخول فدخلت الخادمه ووضعت طعام‬ ‫ُ‬
‫اإلفطار على الطاولة قبل أن تأخذ كوب القهوة الشبه فارغ من آليكسندر وتُغادر‪..‬‬
‫أخذت جينيفر إحدى قطع تارت الفراوله ال ُمقطعه وناولتها آلليكسندر تقول‪ :‬على أية حال ال‬
‫شأن لي ولكن صدقني ما تفعله إبنة أخيك خطأ ‪ ،‬فمهما بدت لك فتاةً طموحه و ُمثقفه فالبد‬
‫بأنها ال زالت تمتلك جنون فتيات العشرينيات ‪ ،‬وشخص بالغ كميشيل هذا لن يُمكنه ُمجاراتها‬
‫في هذا النوع من المشاعر ‪ ..‬صدقني ستُدرك خطئها هذا عندما ترتبط به‪..‬‬
‫لم يجد آليكسندر ما يقوله فهو أيضا ً ال يُريد منها الزواج بشخص يكبرها هكذا ‪ ،‬إنه يكاد يكون‬
‫ضعف عُمرها!‬
‫وفتاةً طموحة وناجحه كإستيال وبعائلة ُمحترمه شهيرة كعائلتها ليس من مصلحتها وال‬
‫مصلحة العائله أن تفعل أمرا ً جنونيا ً هكذا!‬
‫ومع هذا ‪ ،‬فكرة خروجها من المنزل غاضبه حتى اآلن بدأ يُقلقه وخاصةً بعدما حدث مع‬
‫فرانس‪..‬‬
‫يجب أن يتحدث معها فإما أن يُقنعها وإما أن تُقنعه أفضل من بقاء األوراق مفتوحة هكذا فهذا‬
‫ليس من صالح أي ٍ منهما‪..‬‬
‫عصير طازج وهو يُفكر بفلور وبحديث ريكس ذاك قبل‬ ‫ٍ‬ ‫نظر الى جينيفر وهي ترتشف كأس‬
‫يومان‪..‬‬

‫"سأله ُمباشرةً‪ :‬كيف تقول جينيفر فعلت بينما فلور هي من تُسجل الفيديوهات ؟! ريكس هذا‬
‫ليس واقعيا ً البته!‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ربما فلور فعلت وسجلت وإشتهرت ولكنها ال تملك ال ُجرأة لتضع إسمها الكامل هكذا !‬
‫إنها حتى ال تُظهر وجهها وصوتها فكيف تضع هويتها ؟‬
‫آليكسندر‪ :‬وإذا ً ؟ هل هذا سببا ً كافيا ً لتقول بأن جينيفر الفاعله ؟‬
‫ريكس‪ :‬لن أُقنعك ‪ ،‬يُمكنك تصديقي أو تكذيبي كما تشاء ‪ ،‬لكن أبي ‪ ...‬فقط تأكد من األمر أوالً‬
‫" ‪..‬‬

‫ما زال يُزعجه ذاك الكالم ولم يجد من وقتها فُرصة ُمناسبه للحديث مع جينيفر بخصوصه‪..‬‬
‫ريكس ال يكذب ‪ ،‬البد من سبب دفعه لقول هذا‪..‬‬
‫البد من أنه مثالً سمع شيئا ً أو رأى شيئا ً جعله يعتقد هذا اإلعتقاد ‪ ....‬أو أنها بالفعل فعلت!‬
‫الخيار الثاني غير معقول ‪ ،‬البد من أن األمور إختلطت قليالً على ريكس‪..‬‬
‫"فقط تأكد من األمر أوالً! "‬
‫سألها‪ :‬بخصوص فلور‪..‬‬
‫عقدت حاجبها ونظرت إليها تقول‪ :‬مابها ؟‬
‫صمت قليالً قبل أن يقول‪ :‬قررتُ أن أدعم موهبتها ‪ ،‬سأُسجلها حال تخرجها في معهد موسيقي‬
‫و ُهناك ستكتشف موهبتها إما بالغناء او كتابة كلمات األغاني او الرقص او التلحين وغيرها ‪،‬‬
‫هي تُحب هذا المجال ولم أكتشف هذا إال مؤخرا ً ولذا قررتُ أال أتجاهل األمر فتجاهله قد يُسبب‬
‫مشاكل كما حدث عندما أُضطرت للتسجيل بمواقع على اإلنترنت‪..‬‬
‫بدت الدهشة على وجه جينيفر من حديثه!‬
‫ماباله آليكسندر بالضبط ؟!! إنه غريب بالكامل!‬
‫يُمكنها تخيل أن يُراعي إستيال ويقلق ألجلها ولكن فلور ؟!!! ما حدث مع فلور كبير للغايه فلما‬
‫يُظهر مثل هذا النوع من التفهم الذي لم يكن جزئا ً من شخصيته قط!‬
‫جينيفر‪ :‬أنت تمزح صحيح ؟ ستُسامحها ؟! ال أقصد أن هذا الخيار غير ُمتاح ولكن التراخى‬
‫هكذا ليس من شخصيتك ! لقد أخطأت خطئا ً فادحا ً وتسببت بظهور بعض المقاالت بشأنك‬
‫وشأن عائلتك ‪ ،‬ما فعلتَه كان وكأنه إكماالً لسلسلة األفعال ال ُمشينه التي بدأها فرانس سابقا ً ‪،‬‬
‫وبكُل بساطة تُريد ترك األمر والتركيز على دعمها ؟‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬البد من أن تناول القهوة مع الصباح أثر قليالً على تفكيرك‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬لم يؤثر فلقد حادثتُها باألمر بالفعل‪..‬‬
‫إنصدمت جينيفر منه ! آليكسندر ُجنّ ال محاله!!‬
‫جينيفر‪ :‬أنت لستَ جادا ً صحيح ؟‬
‫آليكسندر‪ :‬لم تكن هي من نشرت معلوماتها على الصفحه ‪ ،‬وبخصوص فتحها لمثل هذا‬
‫الحساب فلقد إعتذرت وعاقبها أخاها بسحب جميع أجهزتها وبالكاد أعاد لها هاتفها من أجل‬
‫التواصل مع زميالتها ألجل اإلمتحانات ‪ ،‬عوقبت وإعتذرت ولم تكن تُريد أن ينتشر األمر حتى‬
‫كاف ‪ ،‬علي اآلن تصحيح مسارها‪..‬‬ ‫فإذا ً هذا ٍ‬
‫عقدت حاجبها تقول‪ :‬ماذا قُلت ؟ ولما أنت واثق من أنها ال تكذب تجنبا ً للعقاب ؟‬
‫آليكسندر دون أن ينظر إليها‪ :‬ألني عرفتُ بالفعل من فعل هذا‪..‬‬
‫قالها وهو يتظاهر باألكل وعينيه على قاعدة المزهرية الذهبية بجانب صحن اإلفطار حيث‬
‫ينعكس وجهها عليه لتضيق عينيه وهو يرى مالمح الدهشة واإلستنكار ترتسم عليه من بعد‬
‫كالمه‪..‬‬
‫ت من الصمت‪ :‬ماذا تقصد ؟ إن لم تكن فلور نفسها فمن قد يفعلها ؟!‬ ‫سألته بعد لحضا ٍ‬
‫لم يُجيبها فسألته‪ :‬آليكسندر ماذا بك ؟ أنا اسألُك‪..‬‬
‫نظر آليكسندر إليها ُمبتسماً‪ :‬دعينا نُغلق هذا الموضوع‪..‬‬
‫إستشعر نظرات الحذر في عينيها فأشاح بنظره عنها يتناول طعامه وكُل ردات فعلها تُقلقه‪..‬‬
‫إنها ردات فعل تصدر من شخص أذنب وخائف من كشف ذنبه‪..‬‬
‫ال يُريد أن يتهمها فقط ألجل هذا ‪ ،‬ولكن ردة فعلها تعني بأنها أصبحت بالفعل بموضع شك‪..‬‬
‫ولكن لما ؟!‬
‫لو كانت هي فلما قد تفعل هذا ؟‬
‫ال يُمكنه تخيل أي دافع قد يُجبرها لفعل ذلك وهذا ما يُشتته ويجعله غير واثق مئةً بالمائه‪..‬‬
‫رفع عينيه بهدوء ُمجددا ً الى إنعكاس وجهها ليراها تُمسك بكأس عصيرها ضائقة العينين‬
‫وشاردة الذهن‪..‬‬
‫ُهنا ‪ ....‬نسبة شكه زادت!‬

‫***‬

‫‪1:23 pm‬‬

‫يجلس بهدوء تام في منزله اآلخر بستراسبورغ شارد الذهن و ُمنعقد الحاجبين من غباء هؤالء‬
‫الذين يعملون تحت إمرته‪..‬‬
‫أمره بالبقاء بقربه و ُمراقبته ليتفاجئ بكونه يتصل باألمس ُمعتذرا ً بأن الشاب إختفى من تحت‬
‫ناظريه في لحضة سهو!‬
‫لم تخرح نتائج التحليل بعد ‪ ،‬ولكنه حتما ً سيُجن لو كانت النتائج إيجابيه والولد ُم ٍ‬
‫ختف عن‬
‫األنظار!‬
‫جائته رسالة الى هاتفه من الحارس الذي أضاع الولد باألمس‪..‬‬
‫فتحهها وهو يتمنى بأن يكون قد وجدته فلقد إنتشر هو وبعض الرجال للبحث عنه في األرجاء‬
‫فالولد ال يمكن أن يبتعد كثيرا ً‪..‬‬
‫ضاقت عينيه وهو يرى ملف وسائط وتحتها كتب‪" :‬عثرتُ على هذا التسجيل من إحدى‬
‫كميرات ال ُمراقبة بالحديقه ‪ ،‬تظاهرتُ بأن طفلي ُخطف باألمس فيها فأروني التسجيالت‬
‫صدمت مما فيها"!‬ ‫و ُ‬
‫فتح المقطع وبدا وكأن الحارس يصور الشاشه دون علم الضابط المسؤول عن كاميرات‬
‫المرافق العامه‪..‬‬
‫كان الولد الذي يُدعى مارك يجلس على الكُرسي وعينيه على هاتفه بشك ٍل عرضي وكأنه يلعب‬
‫لُعبةً فيها لتتقدم منه فتاةً وتنتحني إليه ُمخاطبةً إياه ليُبدي ردة فعل لها ويقف بعد كالمها ‪،‬‬
‫أشارت الى الخلف قبل أن تلتفت تنظر الى فيال قريبه يقف الحارس بجوارها شاردا ً يُجري‬
‫ُمكالمه ‪ ،‬نظرت إليه لفتره وكأنها تتأكد من كونه ال يراهما ومن ثُم رفعت أنظارها باألرجاء‬
‫لثوان قبل أن‬
‫ٍ‬ ‫لتتوقف عندما إلتقت عيناها على عدسة الكاميرا ‪ ،‬بقيت عيناها ُمعلقتان بالعدسة‬
‫تبتسم إبتسامة إستفزاز وتُغادر برفقة الولد خارج نطاق التصوير‪..‬‬
‫إنتهى المقطع وعينا البروفيسور ال تزاالن تُحدقان بشاشة الهاتف‪..‬‬
‫همس بعدها بشيء من الحده‪ :‬رين السافله!‬
‫لم يعد ُهناك أي مجا ٍل للشك ‪ ..‬فهذا الفيديو ونظرة رين تلك ليست سوى تأكيدا ً بأن ذاك الفتى‬
‫هو إبنه!‬
‫بدا وكأن نارا ً إشتعلت بداخله ورمى هاتفه أمامه وهو يعض على شفتيه وعقله مليء بالحقد‬
‫والغضب‪..‬‬
‫لقد أخطأ عندما قرر التسلية معها وتركها تهرب من يديه ‪ ،‬كان عليه قتلها آنذاك!‬
‫إبنة خائن ورافقت آليس كثيرا ً ‪ ،‬ماذا كان يعتقد من فتا ٍة مثلها ؟‬
‫إنها تقلب الطاولة عليه ‪ ،‬تأخذ إبنه بعيدا ً لتلوي ذراعه وتنتقم منه!!‬
‫تلك الحقيره!!‬
‫ما هدفها القادم ؟ ماذا تنوي أن تفعل بعد هذا ؟!‬
‫وكأنه سينتظر خطوتها القادمه!!!‬
‫ضاقت عيناه وهمس بهدوء تام‪ :‬رين تلك عليها أن تكون ميته في أقرب فرص ٍة ُممكنه!‬

‫***‬

‫‪4:45 pm‬‬

‫أخذ إدريان قسطا ً من الراحه وخرج بعدها ُمتجها ً الى أحد األصدقاء الذين يعرفهم في المجال‬
‫الفني فال زال موضوع الرضوض في وجهه يُضايقه والتصوير أصبح قريبا ً لذا يُريد إيجاد ح ٍل‬
‫لها!‬
‫في حين كانت إليان في غرفتها تستذكر ُمقدما ً ل ُمراجعة يوم غد وعقلها بين حين وآخر يُفكر‬
‫بتلك الفتاة وبكالم إدريان‪..‬‬
‫أما ريكس فهاهو يخرج اآلن من باب فيال جينيفر والهاتف النقال بين يديه يتصل على رين‬
‫فلقد تفرغ لها وبداخله تهديد كبير لها وألفعالها الطائشه فلطالما طلب منها البقاء دون حراك‬
‫ولكنها أعند شخص قابله في حياته‪..‬‬
‫ت؟‬ ‫وضع الهاتف على أُذنه ينتظر ردها وعندما فعلت سألها ُمباشرةً‪ :‬أين أن ِ‬
‫قطبت حاجبيها تقول‪ :‬هيّا ريكس ألم تكن رسالتي واضحةً بما فيه الكفايه ؟ أُريد البقاء بفردي‬
‫لبضعة أيام ‪ُ ،‬هناك أمر أُخطط له وأُريد اإلنتهاء منه أوالً‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬اها ‪ ،‬وفي نهاية تخطيطك أجدك محبوسةً أو تحت تهديد السالح صحيح ؟‬
‫أزعجها كالمه ولكن لم تجد ردا ً له فبالفعل غالبية األمر يؤدي تهورها الى نتائج غير جيده‪..‬‬
‫ت ؟ أُريد ُمقابلتك‪..‬‬
‫تحدث ُمجددا ً يقول‪ :‬أين أن ِ‬
‫لمكان ما قبل أن يأتيه صوتها الهادئ يقول‪ :‬هل لك أن‬ ‫ٍ‬ ‫صمتت قليالً بدا له حينها أنها تذهب‬
‫تنتظر قليالً ؟ سأُخبرك بعدها بكُل شيء‪..‬‬
‫ت ال تفعلين أمرا ً متهورا ً صحيح ؟‬ ‫عقد حاجبه لفتره ثُم قال‪ :‬أن ِ‬
‫رين‪ :‬األمر اآلن ُمختلف ‪ ،‬التهور وأنا فاقده لذاكرتي كان غباءا ً ‪ ،‬أما اآلن فأنا أعرف أعدائي‬
‫جيدا ً‪..‬‬
‫ضاقت عيناه قليالً ليسألها‪ :‬ماذا تعنين ؟‬
‫كالمها كان يبدو وكأنها أخيرا ً إستعادت ذاكرتها ولكنه يُريد التأكد أوالً لهذا سألها ‪ ،‬ودهش‬
‫عندما أجابته بأن ما يُفكر به صحيح‪..‬‬
‫تقدم عدة خطوات حتى توقف أمام سيارته وبقي صامتا ً لفتره ومن ثُم قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬كوني‬
‫حذره‪..‬‬
‫ولم يقل أي كلم ٍة غيرها وهو يُغلق هاتفه‪..‬‬
‫يشعر برغب ٍة كبيره لمعرفة كُل شيء منها‪..‬‬
‫عن والدته ‪ ،‬وعن إبنها الذي لم يعرف عنه سوى قبل فتر ٍة قصيره‪..‬‬
‫ولكنه ليس أنانيا ً ‪ ،‬للتو إستعادت ذاكرتها ‪ ..‬البد من أنها ال تزال مشوشه والبد من أن تذكر‬
‫بعض الذكريات السيئه يجعلها ترغب باإلنعزال قليالً‪..‬‬
‫ركب سيارته وغادر ُمتجها ً الى الشركة أوالً ليعرف تطورات األمور ف ُمنذ فتر ٍة لم يدخلها ومن‬
‫بعدها سيذهب الى المنظمه فأمامه اآلن مهمة التقرب من كارمن كثيرا ً فشخص بمكانتها البد‬
‫من أنها تعرف شيئا ً قد يقوده الى قاتل أمه‪..‬‬

‫غادرت سيارته من ُهنا ‪ ،‬ووصلت سيارة سائق منزل والده من ُهنا‪..‬‬


‫توقفت السياره ونزل منها كين ودخل ُمباشرةً الى المنزل‪..‬‬
‫صعد الدرج وتجاهل الخادمة التي ما إن رأته حتى نادته عدة مرات ولكن ال ُمجيب لتضطر أن‬
‫تلحق به‪..‬‬
‫تلفت حوله عندما وصل الى األعلى ومن ثُم إتجه الى ممر طويل شبه ُمظلم ينتهي ببا ٍ‬
‫ب‬
‫ُمؤصد‪..‬‬
‫فتحه ودخل الى هذا الجناح والذي كان ُمظلما ً وال يُنيره سوى ضوءٍ خافت يأتي من الغرفة‬
‫شبه ال ُمغلقه‪..‬‬
‫فتح باب الغرفة بهدوء لتقع عينيه على طفل يجلس على كُرسي ُمتحرك وينظر الى النافذه‬
‫بشرود كبير لدرجة أن الكتاب الذي بين يديه يكاد يسقط أرضا ً‪..‬‬
‫رفع هاتفه النقال وإلتقط له صورةً من الخلف قبل أن يقترب منه‪..‬‬
‫أحس إيدن بوجود أحد معه فإلتفت الى الخلف بتردد ولكنه تعجب عندما رأى شخصا ً لم يره‬
‫من قبل!‬
‫تالقت أعينهما لفتره ليسأل بعدها إيدن‪ :‬من أنت ؟‬
‫لم يُجبه كين بل كانت عيناه تتفحصانه من األعلى الى األسفل‪..‬‬
‫طفل صغير مشوه الوجه ويجلس على كُرسي ُمتحرك‪..‬‬
‫إنه طفل!‪..‬‬
‫سأله بهدوء‪ :‬لما تجلس على كُرسي ؟‬
‫قلق إيدن من سؤاله ولم يُجبه فقال كين‪ :‬ما سبب الحروق القديمة في وجهك ؟ هل قاموا‬
‫بحرقك أيضا ً ؟ ولما ؟ الحروق تُعالج بالعمليات التجميليه لذا ال حاجة إلختراع عالج جديد ‪،‬‬
‫هل وصلوا الى هذا الحد او ماذا بالضبط ؟‬
‫خاف إيدن من نبرة حديثه التي بدت هاديه وتصاعدت تدريجيا ً الى الحده‪..‬‬
‫من هذا الشخص ؟! بدأ يُخيفه وجوده‪..‬‬
‫حاول كين السيطرة على الغضب الذي بداخله عندما رأى مالمح إيدن الخائفه وقرر تجاهل‬
‫األمر والعودة الى الموضوع األهم الذي جاء من أجله‪..‬‬
‫رفع هاتفه النقال يقول‪ :‬أتسمح لي بأخذ صورةً لك ؟‬
‫إيدن بقلق‪ :‬ولما ؟‬
‫صوره كين وأنزل الهاتف يقول‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬لن تتأذى‪..‬‬
‫وبخطو ٍة متهوره وجريئ ٍة منه دخل الى رقم عمه وأرسل له هذه الصور دون أن يكتب أي كلمه‬
‫واحده‪..‬‬
‫فالصور لوحدها ستُثير فضوله وخاصةً عندما يرى مقدار الشبه بين هذا الطفل وبين إدريان‬
‫عندما كان صغيرا ً‪..‬‬
‫‪:‬ماذا تفعل ؟‬
‫حيث كانت تلم شعرها بشك ٍل عشوائي الى‬ ‫ُ‬ ‫إلتفت كين الى الخلف ودُهش عندما رأى إليان‬
‫األعلى وترتدي بيجامة دليل كونها لم تُغادر الفيال كما كان يضن فلقد إعتادت دائما ً بفترة‬
‫اإلمتحانات أن تستذكر مع صديقتها جيسيكا تلك‪..‬‬
‫إختفت مالمح الدهشة من وجهه وأجابها‪ :‬ماذا أفعل برأيك ؟‬
‫إليان بحده‪ :‬ال تتهرب وأجبني!‬
‫إنزعج من إتهامها وقال‪ :‬لستُ أتهرب فلم أكن يوما ً من األيام جبانا ً بقدرك يا إليان!‪..‬‬
‫دُهشت من إتهامه وعندما ظهر اإلستنكار على وجهها سبقها بالحديث ُمكمالً‪ :‬ترين كم هو‬
‫وحيد ويُعذب ولم تُفكري قط بأن تُخلصيه من هذا!‪..‬‬
‫رفع شاشة هاتفه المحمول الى جهتها يقول‪ :‬أرسلت صوره الى عمي وهو من سيتصرف‬
‫باألمر!‬
‫إتسعت عيناها بصدمه عارمه لتصرخ بعدها‪ :‬ومـا شأنـك للتدخـل بخصوصيـات عائلتنا !!!‬
‫هذه وقاحـةٌ يا كيـن‪..‬‬
‫وتقدمت منه تُشابكه لتأخذ الهاتف وتُحاول مسح الرسالة قبل أن يفتحها والدها ولكنه أمسك‬
‫على هاتفه بقوه يُحاول إبعادها وهو يقول بحده‪ :‬لم يكن لي شئنا ً بمشاكلكم وأسراركم البغيضة‬
‫هذه ولكن عندما تُدخلني جينيفر بالقوة إليها فبالتأكيد لن أبقى صامتا ً وأغرق بالوحل لوحدي‬
‫!!‬
‫دفعها بقوه فإختل توازن إليان وسقطت الى الخلف ليصطدم رأسها بالسرير‪..‬‬
‫شهق آيدن في حين إتسعت عينا كين بصدمه وأسرع إليها يقول بخوف‪ :‬إليان آسف لم أقصد!‬
‫ت بخير ؟ هل يؤلمك شي ٌء ما ؟‬ ‫عضت على شفتها وبالكاد فتحت عينيها فسألها‪ :‬أن ِ‬
‫نظرت الى عينيه تقول‪ :‬حقير‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنها بينما الرجفة بدأت تسكن صدر إليان وهي تهمس‪ :‬إنه سر والدتي التي‬
‫أخفته كثيرا ً ‪ ،‬لما تُريد صنع ُمشكلةً بينها وبين والدي ؟ أنا واثقه بأنها كانت ستعترف له في‬
‫يوم من األيام فلما تُريد إفساد األمر برمته ! هذه حقاره‪..‬‬
‫ٍ‬
‫"حقاره" ؟!!!!‬
‫شعر بالغضب يسكنه تماما ً من إتهامها ونظرتها له‪..‬‬
‫إنها ال تعرف من الحقير في هذا!‬
‫ال تعرف من يستحق لقب مجنون ومريض األُمه!‬
‫إنها جينيفر تلك ال ُمعتلة النفسية هي وصديقها ذاك الذي ال يقل جنونا ً عنها!!‬
‫نظر إليها وقال‪ :‬وهل سبق لي أذية شخص لم يؤذني ؟ ربما أكون ُمستفزا ً ولكني ال أدمر‬
‫ت غافلة يا إليان فال تلوميني على غفلتك‪..‬‬ ‫اآلخرين دون أن يكون لدي سبب في ذلك ! أن ِ‬
‫وقف ورمى نظره على إيدن الذي كان بالكاد يكتم بكائه على المشهد بأكمله فهمس كين‪ :‬إيدن‬
‫وريكس ‪ ،‬يتجهون الى الموت بقربك ولم تشعري بذلك ‪ ،‬ال أُصدق بأن غفلتك وصلت الى هذا‬
‫الحد‪..‬‬
‫إلتفت بعدها وخرج من الغرفة ليتفاجئ بوجود الخادمه التي ترددت عندما ظهر في وجهها‬
‫فجأه أثناء تنصتها وحاولت تدارك األمر تقول‪ :‬ماهذا االزعاج ؟ هل حدث شيء ما ؟!‬
‫ت أحد كالبهم بدون شك ! تفضلي أذهبي وأخبريهم فلم أعد أهتم ‪،‬‬ ‫شد على أسنانه يقول‪ :‬أن ِ‬
‫فقطعا ً لستُ ممن يرضون السقوط بمفردهم!!‬
‫صعداء قبل أن تُخرج هاتفها وتكتب بعض‬ ‫ومن ثُم غادر من جانبها وإبتعد فتنهدت وتنفست ال ُ‬
‫الكلمات وتُرسلها‪..‬‬

‫في حين تقدم إيدن بكرسيه بالقرب من إليان التي تجلس بهدوء تنظر الى الفراغ بعد كلمات‬
‫كين المليئة باأللغاز بالنسبة لها‪..‬‬
‫ماذا يعني ؟!! عن أية غفلة يتحدث ؟‬
‫لما يتحدث وكأن جينيفر أذته أوالً ؟ وماذا يقصد بحديثه بخصوص إيدن وريكس ؟!!‬
‫أسئلة كثيره تمأل رأسها وتحتاج الى أجوبتها فورا ً‪..‬‬
‫ت بخير ؟‬ ‫همس إيدن لها‪ :‬هل أن ِ‬
‫هزت رأسها بهدوء تقول‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬إرتطام خفيف‪..‬‬
‫بلع ريقه يسأل‪ :‬من هذا ؟ ولما يُشاجرك ويصرخ عليك بعنف هكذا ؟‬
‫همست له‪ :‬إبن عمي‪..‬‬
‫هز إيدن رأسه بتفهم وصمت ُرغم أنه يملك الكثير من األسئله‪..‬‬
‫وقفت إليان وإبتسمت له تقول‪ :‬سأعود لك قريبا ً حسنا ً عزيزي ‪ ،‬وما حدث هنا ال تُخبره ألحد‬
‫‪..‬‬
‫وبعدها إلتفتت وغادرت قبل حتى أن تسمع إجابته فعقلها مصدوم من فعلة كين ومشوش في‬
‫الوقت ذاته من كالمه أيضا ً‪..‬‬
‫تحتاج أن تأخذ قسطا ً من الراحة وتُفكر باألمر بشكل هادئ لعلها تفهم ماهو هذا الشيء الذي‬
‫هي غافلةً عنه هكذا!‬
‫***‬
‫‪4:45 pm‬‬

‫إستيقظ قبل دقائق بعد أن أخذ قيلولة الظهر وخرج من الغرفة تاركا ً زوجته التي لم تنم إال‬
‫ُمتأخرا ً‪..‬‬
‫نزل الى األسفل وهو يتفقد هاتفه كعادته يرى رسائل العمل و ُمستجدات األمور‪..‬‬
‫كانت كثيرةً بعض الشيء بسبب غيابه لهذا اليوم عنه فتفقدها جميعها حتى وصل الى رسال ٍة‬
‫من كين‪..‬‬
‫كين ؟!!!‬
‫تعجب وفتحها ليتوقف عندما إقترب من آخر درجات الدرج عاقد الحاجبين ينظر الى صورتين‬
‫لطفل أحدهما من الخلف واألُخرى من األمام‪..‬‬
‫كبّر الصورة الثانية أكثر وهو يرى هذا الوجه ال ُمشوه والذي يشبه الى ح ٍد ما إدريان وخاصةً‬
‫بفترة طفولته!‬
‫ماهذا ؟‬
‫هل هي صورة قديمه إلدريان ؟ ولكن إدريان لم يتعرض لجروح أو حروق في وجهه من قبل‬
‫بهذا الشكل!‬
‫إن لم تكن إلدريان فلمن تكون ؟‬
‫إنها إلدريان دون شك!‬
‫ولكنها ليست له في الوقت ذاته!!‬
‫إلتفت وعاود الصعود فاتحا ً باب غرفته ليجد زوجته ال تزال تغط في النوم‪..‬‬
‫أراد سؤالها ‪ ،‬فلربما كانت تتذكر حادثةً حدثت إلدريان فلطالما كانت تُسافر ألشهر أثناء شبابها‬
‫وكانت ببعض األحيان تصطحب أبنائها‪..‬‬
‫تقدم وجلس على األريكة وللتو إستوعب كون الطفل يجلس على كُرسي ُمتحرك!‬
‫إنه كُرسي ُمتحرك خاص بذوي اإلحتياجات الخاصه فلما كان يركبه أيضا ً ؟‬
‫هذا ُمحير ! ُمحير لدرجة أنه بدأت تأتيه أوهاما ً غريبه ال تمت للواقع بصله‪..‬‬
‫صوت رسال ٍة نصيه لهاتف جينيفر جعلها تعقد حاجبيها وتفتح إحدى عينيها للحضه وعندما‬
‫عاودت أغماضها لتُكمل نومها الحظت آليكسندر يجلس ُمتكئ على ُركبتيه وعينيه منغمستان‬
‫بتركيز شديد!‬
‫ٍ‬ ‫بهاتفه‬
‫ت يملؤه النوم‪ :‬هل ُهناك خطب ما ؟‬ ‫عقدت حاجبيها وهمست بصو ٍ‬
‫رفع رأسه إليها للحضه ليسألها بعدها‪ :‬هل تضرر وجه إدريان أثناء طفولته ؟‬
‫عقدت حاجبها بتعجب من هذا السؤال الغريب وأجابته‪ :‬نعم كان شقيا ً لذا البد من أنه أُصيب‬
‫ببعض الجروح‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬هل ُحرق أو تشوه ؟‬
‫دُهشت وأجابته بسرعه‪ :‬ال تقل أمورا ً سيئة بشأنه ! قطعا ً لم يحدث له أمرا ً بهذا السوء‪..‬‬
‫آليكسندر بهدوء‪ :‬لم تُكسر رجليه مرةً من المرات ؟ لدرجة أنه أُضطر لركوب كرسي ُمتحرك‪..‬‬
‫عقدت حاجبيها بإستنكار وفجأه أرسل عقلها إشارة خطر من هذه األسئلة التي تعني أمرا ً‬
‫واحدا ً‪..‬‬
‫حاولت إخفاء توترها وهي تقول‪ :‬ماهذه األسئله الغريبه ؟‬
‫وقف وتقدم منها ‪ ،‬جلس بجوارها على السرير وأراها صورة الطفل في هاتفه يقول‪ :‬من هذا‬
‫؟‬
‫شعرت بالدم يجف في عروقها وهي ترى صورة إيدن أمام عينيها وبهاتف زوجها!‬
‫ثوان حتى رفعت نظرها الى زوجها تقول‪ :‬ماهذا ؟ ومن أرسلها لك ؟‬ ‫ٍ‬
‫آليكسندر بنبر ٍة هادئه للغايه‪ :‬لم أسئلك لتُقابليني بسؤا ٍل آخر‪..‬‬
‫جينيفر بإستنكار‪ :‬مابال نبرة اإلستجواب هذه بأسئلتك ؟!‬
‫آليكسندر‪ :‬لما تتهربين من اإلجابه ؟‬
‫جينيفر بهجوم‪ :‬ألني ال أعرف ما في الصورة وال أعرف شيئا ً عنه!!‪..‬‬
‫نظر إليها بهدوء قبل أن يقول‪ :‬نحن نتحدث ‪ ،‬ما بال ردة فعلك ال ُمبالغة هذه ؟ إنها تبدو نبرة‬
‫أمر ما‪..‬‬
‫شخص يُحاول إنكار ٍ‬
‫رفعت جينيفر نفسها وجلست تقول‪ :‬ماذا برأيك تُريديني أن أُجيبك وأنا أسمعك تستجوبني‬
‫وكأنك تشك بي !! أخبرتُك بأني ال أعرفه لذا يجب أن ينتهي األمر ُهنا فأنا ال أُحب نظرة الشك‬
‫التي تر ُمقني بها‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهه وهو متعجب من تكرار كلمة الشك بكالمها!‬
‫هو فقط تذكر مرةً عندما سافرت جينيفر لفتر ٍة طويله تُقارب السنة مع أبنائها وتسائل في‬
‫نفسه عما إن كان إدريان قد تعرض لحادث ٍة ُهناك وعالجته دون حتى أن تُخبره بأي شيء‪..‬‬
‫ولكنها تتحدث وكأنه يشك بها!‬
‫يشك بها من أي ناحي ٍة بالضبط ؟!!!‬
‫إتسعت عيناه من الصدمة عندما إستوعب هذا!‬
‫لم يُفكر به قط ولكن ‪ ....‬هل من ال ُممكن أن هذا الطفل ليس بصور ٍة قديمه إلدريان بل ‪....‬‬
‫نتيجة خيانه ؟‬
‫عاود النظر الى الهاتف و ُهنا بدأ ينظر الى الطفل بنظر ٍة اُخرى ‪ ..‬ال ينظر إليه وكأنه إدريان بل‬
‫شخص آخر‪..‬‬
‫وما إن نظر إليه بهذه النظرة حتى إستطاع إكتشاف بعض اإلختالفات بينه وبين إدريان‬
‫وخاصةً بحدود الوجه واألنف!‬
‫عاود النظر الى جينيفر وهو يكاد ال يُصدق‪..‬‬
‫سألها آمالً بأنها تمتلك تفسيرا ً آخر غير الذي يُفكر به‪..‬‬
‫إن لم يكن لديها ُمبرر ُمقنع فهذا يعني بأن هذا صحيح!‬
‫وأن هذا الطفل هو طفلها نتيجة خيانه‪..‬‬
‫سألها بهدوء‪ :‬هل هو ‪ ...‬إبنك ؟‬
‫شدت على أسنانها فنظراته قبل قليل تعني بأنه شك بها وإنتهى فكيف تُجيبه اآلن ؟‬
‫أجابته بعد فترة صمت‪ :‬كال ليس إبني ‪ .....‬بل إبننا‪..‬‬
‫عقد حاجبه بإستنكار لتُبرر قائله‪ :‬إكتشفتُ حملي به في فترة إنتشار خبر موت آليس ‪ ،‬لم يكن‬
‫بالك معي ُمطلقا ً لذا لم أُخبرك حتى إكتشفت في أول أشع ٍة أجريتُها أن الطفل ُمعاق ‪ ،‬و ُهنا‬
‫قررتُ أن أُخفيه عن األنظار ‪ ،‬ألنك بالتأكيد لم تكن لتقبل به‪..‬‬
‫آليكسندر بحده‪ :‬جـيـنيفـــر!!!‬
‫جفلت بخوف من صراخه الحاد ال ُمفاجئ ليُكمل لها بحده‪ :‬كفي عن الكذب علي فلستُ أحمقا ً !!‬
‫كونه يشبهك ال يعني بأن تُخفي خطيئتك وتنسبيه إلي ! لديك ُمبرر ضعيف إلخفائه فأنا لم‬
‫بأنك خشيت من‬ ‫أُعلق طوال حياتي ُمطلقا ً عن كوني ال أُفضل األطفال المشوهين فكيف تُخبرني ِ‬
‫أن أرفض وجوده ؟!!‬
‫ت ضيق وتحت ضغط‬ ‫تعرف هذا ! هي تعرف بأن تبريرها كان ضعيفا ً فلقد فكرت به في وق ٍ‬
‫نظرات آليكسندر الشاكه!‬
‫لم تستعد لهذا اليوم لهذا لم تُحضر كذبةً ُمناسبه على اإلطالق‪..‬‬
‫سحقا ً!!‬
‫ُ‬
‫أيا ً كان من فعلها وأخبر آليكسندر به فهي ستقتله ال محاله‪..‬‬
‫سواءا ً إن كان ريكس أو كين أو أي شخص آخر!‬
‫إختفت مالمح التوتر من وجهها وبدلتها بمالمح بارده لتقول بهدوء‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أنت ُمحق ‪ ،‬هو‬
‫ليس إبنك بل نتيجة خطيئة ‪ ..‬ماذا ستفعل ؟ ستلومني ؟‬
‫سخريه ُمكمله‪ :‬إنه خطئك ‪ ،‬أن تبكي ألجل إمرأ ٍة أُخرى أمام زوجتك هو تصرف‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫حقير منك ‪ ،‬إنها تُعتبر خيانه ‪ ،‬كخيانتي لك بالضبط ‪ ،‬هكذا نحنُ ُمتعادالن فال يحق لك لومي‪..‬‬
‫صدم من كالمها ومن نظرتها الى األمور وكأنها تُساوي بعضها!‬ ‫ُ‬
‫إمراه كانت زوجةً سابقه له وهي أم إلبنه بالتأكيد كان ليُبدي ردة فعل عندما يسمع بقتلها ‪،‬‬
‫ربما أغلب ردة فعله كانت ألجل إبنه الذي سيعيش بدون والدته فكيف تُقارن األمر بخيانتها‬
‫لرج ٍل آخر وإنجابها لطف ٍل منه ؟!!‬
‫همس لها‪ :‬مجنونه‪..‬‬
‫إبتسمت بسخريه تقول‪ :‬مجنونه ؟ تخون إمرأ ٍة وتصفها بالجنون عندما تنتقم ؟ أنت المجنون‬
‫يا آليكسندر‪..‬‬
‫بهمس حاد‪ :‬توقفي عن قلب األمور وإتهامي بذنب ال يُسمى ذنبا ً‬ ‫ٍ‬ ‫مد يده وشد على يدها يقول‬
‫أصالً ! ال تتهربي من جريمتك يا جينيفر وأجيبيني من هو والد الطفل ؟!‬
‫شدت على أسنانها وهمست‪ :‬أترك يدي يا آليكسندر ! فأنا لستُ ممن يسمحون للرجال‬
‫بتعنيفي!!‬
‫ت تتهربين ُمجددا ً !! من والد الطفل ؟!!‬ ‫عقد حاجبه بإستنكار ليقول بعدها‪ :‬ها أن ِ‬
‫سحبت يدها بقوه من بين أصابعه القويه التي تركت أثرا ً إثر تخلصها منها بطريق ٍة حاده‬
‫لتقول‪ :‬ال شأن لك ‪ ،‬هذا الطفل ال تربطك به عالقه لذا ال شأن لك بمن يكون والده‪..‬‬
‫إقترب آليكسندر منها هامسا ً وهو بالكاد يُسيطر على أعصابه‪ :‬ال تربطني عالقةً بالطفل ولكن‬
‫ت ! أجيبيني من هذا الرجل الذي ُخنتيني معه ؟‬ ‫تربطني عالقة بك أن ِ‬
‫نظرت إليه ببرود تام قبل أن تقول‪ :‬ال تعرفه ولم يعد ُهنا أصالً‪..‬‬
‫ت تحتفظين بالطفل‬ ‫إبتسم بسخريه يقول‪ :‬لستُ احمقا ً يا جينيفر ! هو شخص قريب منك ما دُم ِ‬
‫حتى اآلن ! لو كان بعيدا ً أو هاجر عنك لرميتي بالطفل في أقرب دار رعايه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه قليالً عندما قال "قريبا ً منك" وفكر لفتره قبل أن يقول‪ :‬هل هو ريكارد ؟‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهها ودفعته من صدره بعيدا ً عنها تقول‪ :‬أبعد تُرهاتك هذه عني‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬من غيره دائما ً ما يُرافقك ويهتم بأمورك ؟‬
‫جينيفر‪ :‬أخبرتُك أن تبتعد بتُرهاتك هذه عني!‬
‫آليكسندر‪ :‬جان إذا ً ؟ الدكتور الذي تمتدحينه دائما ً وتدعينه الى كُل ُمناسب ٍة عائليه‪..‬‬
‫شدت على أسنانها وقالت‪ :‬خمن كما تشاء فلقد أخبرتُك إجابتي ولكنك ترفض اإلقتناع بها‪..‬‬
‫وقف ونظر إليها لفتره قبل أن يقول بنبر ِة تهديد‪ :‬فعلتُك هذه عليك تح ُّمل تبعاتها يا جينيفر ‪،‬‬
‫ووالد الطفل هو أحد هذان اإلثنين وسأُريك ماذا سيحدث عندما أعرفه‪..‬‬
‫بعدها نظر إليها لفترة وهو يشعر بخيب ٍة كبيرة منها‪..‬‬
‫لقد صدمته!‬
‫صدمته بشيء لم يتوقع أن يخرج منها بتاتا ً لدرجة ال يعرف كيف يتصرف تجاه هذا األمر‪..‬‬
‫إلتفت وغادر فوجهها اآلن هو آخر شيء يُريد رؤيته!‬
‫ضاقت عيناها بعد ُخروجه لتهمس بعدها‪ :‬من هذا السافل الذي فعلها ؟!!!‬
‫أخذت هاتفها وفتحتُه ُمرسلةً رساله الى أحدهم‪..‬‬

‫***‬
‫‪5:38 pm‬‬

‫في شقته الخاصه وبعد أن انهى اإلستحمام تقدم من مكتبه الذي يجلس عليه اكثر من أي‬
‫شيء آخر‪..‬‬
‫جلس وفتح جهازه المحمول وشغله وهو يبدأ بإخراج الملفات وترتيب ما يُريد اإلهتمام بأمره‬
‫هذا اليوم‪..‬‬
‫إلتفت على الجهاز المحمول عندما وصله صوت رسالة بريد حالما فُتح فضاقت عيناه وهو‬
‫يعرف هذا البريد جيدا ً‪..‬‬
‫إنه البريد الذي تُرسل فيه كارمن بعض المعلومات إليه‪..‬‬
‫مام شديد ليجد ُمرفقا ً لملف ‪ PDF‬ومعه بعض من كلماتها‪..‬‬ ‫فتحه بإهت ٍ‬
‫"ما أخذه تابعي من منزل إبن تلك المرأه ‪ ،‬عندما فتشتُه بدا لي وكأن مافيه سيُهمك وخاصةً‬
‫بعدما أخبرتني بأنك ال تملك جواسيس غير الذين أخبرتني عنهم"‬
‫ماذا ؟‬
‫هي تقصد الدليل الذي وجده باتريك في منزل آليس ليُدين ريكس به‪..‬‬
‫هل هو ببالغ األهمية لدرجة أن تُرسله له ؟‬
‫فتح ال ُمرفق وبدأ يتصفح الصفحات ال ُمصوره لتتسع عينيه بصدمه وهو يُقلبها واحدةً تلو‬
‫األُخرى!‬
‫إنها ‪ ...‬ال تدل إال على شيء واحد‪..‬‬
‫مخطوطات تبدو وكأنها لشخص يسعى لكشف كُل شيء عن عدوه!‪..‬‬
‫ت عنهم ‪ ،‬واسماء رتبهم والكثيير!!‬ ‫امامن وجودهم ‪ ،‬عددهم ‪ ،‬معلوما ٍ‬
‫هل هو جاسوس ؟ ومن عينه ؟‬
‫ام انه يعمل وحيدا ً!‬
‫األمر بدأ يُشتته كثيرا ً وتذكر تلك الليلة عندما قابله بالقرب من المخزن ال ُمحترق‪..‬‬
‫همس‪ُ :‬هناك شيء ال أفهمه ‪ ،‬أُريد البحث خلف األمر أكثر‪..‬‬
‫أغلق الحاسب بعدها وتفكيره في ريكس‪..‬‬
‫فلو كان ما يُفكر به صحيح فـ‪....‬‬
‫تنهد وقرر البحث بنفسه‪..‬‬

‫‪End‬‬
‫البارت القادم يوم األحد‬

‫‪Part 61‬‬

‫"ال دواء ضد الموت"‬


‫‪-‬مثل فرنسي‪-‬‬

‫يوم عادي‪..‬‬
‫ساع ٍة كامله مرت قبل أن تنزل جينيفر من جناحها بكامل زينتها كأي ٍ‬
‫وكأنه لم يحدث شجار قبل قليل باألعلى وينكشف ُجزء من شخصيتها السيئة أمام زوجها‪..‬‬
‫نزلت بكامل زينتها وبثق ٍة ُمفرطه وكأنها لم تفعل شيئا ً شنيعا ً بحق زوجها‪..‬‬
‫بل بدا بأن ما بررته يجب أن يؤخذ بعين اإلعتبار ويتعادالن ُهنا!‬
‫ما إن نزلت آلخر درجة حتى سألت الخادمة عن آليكسندر لتُخبره بأنه غادر قبل نصف ساعه‬
‫‪..‬‬
‫لم تهتم ‪ ،‬وتجاهلت التفكير بالكامل بمشاعره وكُل ما يهمها اآلن هو معرفة من أخبره‪..‬‬
‫ولم تستطع التفكير إال بكين!‬
‫هو بالتأكيد من فعلها ‪ ،‬وهو بالتأكيد من أخبر عمه عن فلور أيضا ً ُرغم أنها ال تعرف كيف‬
‫علم باألمر‪..‬‬
‫ال أحد يتجرأ أن يقف في وجهها سواه!‬
‫ما ردة فعله الغبية هذه ؟ أوليست الطاعه ال ُمطلقه هي ما ستُخرجه حيا ً مما هو فيه ؟‬
‫أحمق غبي‪..‬‬
‫طلبت من الخادمه أن تستدعي تلك الخادمة التي تعمل سرا ً تحت إمرتها‪..‬‬
‫فهي اآلن تُخطط لر ٍد قوي تجاهه كي يخرس تماما ً ويعض األرض ندما ً على كُل أفعاله‪..‬‬
‫هي لم تكن أبدا ً تلك المرأة التي يكسرها أحدهم فكيف بطف ٍل مثله!‬
‫عقدت حاجبها عندما أجابتها الخادمه لتقول لها‪ :‬ماذا ؟ ما الذي قُلته ؟‬
‫أجابتها الخادمه ُمجدداً‪ :‬قُلتُ بأن السيد آلبرت أنهى خدماتها باألمس وغادرت طائرتها الى‬
‫بلدها صباح اليوم‪..‬‬
‫بقيت عينا جينيفر ال ُمندهشة ُمعلقةً فيها قبل أن تقول‪ :‬وما شأنه ؟!! ولما فعل هذا ؟‬
‫هزت الخادمه كتفها دليل عدم معرفتها بينما جينيفر مصدومةٌ بالكامل من هذا األمر‪..‬‬
‫ت قبل أن تعقد حاجبيها هامسةً بداخلها‪" :‬ال تقولوا لي بأن كين فعل عكس م توقعت‬ ‫لحضا ٍ‬
‫وإلتجأ الى أخيه ؟! هذا هو التفسير الوحيد ! ُرغم تهوره إال أني لم أتوقع أن يصل الى هذا‬
‫الحد ! لقد ُجن هذا الصبي تماما ً"‬
‫سألتها بعدها‪ :‬كين بالمنزل صحيح ؟‬
‫هزت الخادمه رأسها تقول‪ :‬أجل عاد من الخارج قبل بضع دقائق‪..‬‬
‫عاد من الخارج ؟!‬
‫إلتفتت ووجهها مليء بالغضب التام وصعدت ُمجددا ً الى األعلى ُمتجهةً إليه‪..‬‬
‫حيث كان يجلس على األريكة وهاتفه بين يديه‬ ‫ُ‬ ‫فتحت باب ُ‬
‫غرفته دون أن تطرقه ونظرت إليه‬
‫‪..‬‬
‫ما إن رآها حتى وضع الهاتف بجانبه ونظر إليها بهدوء دون أي كلمه‪..‬‬
‫تقدمت منه تقول‪ :‬كُنتَ في فيلتي قبل قليل صحيح ؟‬
‫انتهى األمر لن يُمكنه اإلنكار فالخادمة أخبرتها دون شك لذا لم ينكر األمر ولم يُعلق بتاتا ً‪..‬‬
‫توقفت أمامه وقالت بهدوء‪ :‬جان لم يكن واضحا ً معك ؟ لما إذا ً ذهبتَ الى آلبرت ؟‬
‫عقد كين حاجبه بإستنكار فأكملت جينيفر‪ :‬في سبيل الهروب مما أنتَ فيه قُمتَ بجر اآلخرين‬
‫شخص فضيع‪..‬‬‫ٌ‬ ‫إليه ! كين أنتَ‬
‫وقف كين بطريق ٍة حاده يقول‪ :‬ما شأن آلبرت ؟!! لما تُدخلينيه باألمر بينما لم أُخبره بشيء ؟!‬
‫جينيفر‪ :‬اها صحيح ‪ ،‬هو فقط إنزعج من خادمتي بدون سبب وقرر ترحيلها‪..‬‬
‫دُهش كين من كالمها فهو لم يتوقع أن يفعلها آلبرت ويطردها حقا ً‪..‬‬
‫ثوان قبل أن يرد عليها قائالً‪ :‬كال لم أُخبره ‪ ،‬شاجرتُ الخادمه فقام بطردها دون أن أُخبره‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫بالسبب ‪ ،‬لما هل تضنين آلبرت يحتاج الى سبب لكي يفعل شيئا من أجلي ؟‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬تعتمد عليه حقا ً‪..‬‬
‫إنقلبت إبتسامتها الى حقد وهي تُكمل بهدوء‪ :‬كين ‪ ،‬أنت ال تعرفني جيدا ً ! من يُحاول إيذائي‬
‫أُمزقه إربا ً هو و ُك ٌل من له عالقةٌ به‪..‬‬
‫بالكاد سيطر على خوفه منها ومن كالمها وهو يُجيبها‪ :‬بلى أعرف ‪ ،‬لطالما كرهتي آليس وها‬
‫ت تؤذين إبنها الوحيد ‪ ،‬إمرأةً مجنونه‪..‬‬ ‫أن ِ‬
‫جينيفر‪ :‬حسنا ً وهذا يعني بأن حركةً ساذجة منك ستؤذيك أنت وال ُمقربون منك ‪ ،‬ماذا ؟ ألم يقل‬
‫جر هو أيضا ً الى هذا المصير ؟‬ ‫لك جان هذا ؟ بأن من تطلب ُمساعدته يُ ّ‬
‫كين بسرعه‪ :‬أخبرتُك بأني لم أقل له شيئا ً!!!‬
‫جينيفر‪ :‬كيف أفعلُها ؟ في عصير البُرتقال الذي يُحبه كثيرا ً ؟ أو في طعامه ؟‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه جراء إكمالها لكالمها وكأنها بالفعل جادةً بما تُريد فعله!!‬
‫ت لن تفعليها!‬ ‫كين بعدم تصديق‪ :‬أن ِ‬
‫جينيفر‪ :‬وهل تراني غبيه ؟ لطالما أعطيتُك فُرصا ً كثيره يا كين لكي تتوقف عن التدخل في‬
‫شؤوني ‪ ،‬لطالما هددتُك كثيرا ً وال أمل فيك ‪ ،‬لن اصمت أكثر‪..‬‬
‫كين بإندفاع‪ :‬أُقسم بأني لم أقل آللبرت شيئا ً !! صدقيني في هذا!!‬
‫ضاقت عيناها وقالت‪ :‬وإن صدقتُك هل هذا يمحي فعلتك بإخبار عمك عن الطفل ؟‬
‫كين‪ :‬أنا من فعلها لذا ال شأن ألحد بذلك‪..‬‬
‫ي تهديدك بأحدهم‪..‬‬ ‫جينيفر‪ :‬إن كُنتَ إنتحاريا ً فعل ّ‬
‫صمتت للحضه قبل أن تبتسم وتقول‪ :‬إختر من علي أن أُدمر من إخوتك ؟ آلبرت ‪ ،‬أم فلور ؟‬
‫إنحنت تهمس‪ :‬ماذا عن فرانس لكي ينام الى األبد ؟ أو إستيال فهذا سيُريح عمك من ِعنادها!‬
‫إتسعت عيناه من الصدمة ليقول بعدم تصديق‪ :‬لن تفعليها‪..‬‬
‫صرخ في وجهها ُمكمالً‪ :‬أُقسم بأنك لو فعلتها سأُخبر الجميع بهذا حتى أبنائك!!‬
‫مدت يدها ودفعتُه بقوة ليسقط الى الخلف على األريكة وهي تقول بحده‪ :‬سأقتُلك حينها يا كين‬
‫!!! إال أبنائي!‬
‫شد على أسنانه يهمس‪ :‬إذا ً ال تتمادي أكثر ‪ ،‬يكفيك أنا‪..‬‬
‫نظرت إليه بهدوءٍ تام قبل أن تقول‪ :‬أصبحتَ تُجيد التهديد ؟‬
‫أشاح بنظره عنها يُحاول السيطرة على أعصابه وعلى الرجفة التي إجتاحته من كالمها عن‬
‫أخوته‪..‬‬
‫عندما لم يُعلق قالت‪ :‬ال تكن أنانيا ً ‪ ،‬أنتَ من حشر نفسه في شؤوني لذا عليك تحمل العواقب ‪،‬‬
‫وكُلما تماديت أكثر كُلما كانت العواقب أكثر سوءا ً ‪ ..‬ال تجر غيرك الى أخطائك وال تِحمل‬
‫اآلخرين ذنوبك ! تحملها بنفسك دون كلم ٍة واحده‪..‬‬
‫رفع عينيه إليها لفتره قبل أن يسأل‪ :‬لما تفعلين هذا ؟‬
‫تجاهلت سؤاله وهي تقول‪ :‬رحلة ألمك ستكون أقصر إن عشت كالكلب ال ُمطيع‪..‬‬
‫إلتفتت وإتجهت الى خارج الغُرفة ُمكمله‪ :‬ما سيحدث الليله ال تُبدي له أي ردة فعل ُمبالغه فهي‬
‫نتيجة ما قُلتَه لعمك ‪ ..‬وإن فتحتَ فمك وقتها ستكون النتيجة أقسى‪...‬‬
‫توقفت عند بابه لفتره تُفكر ثُم إلتفتت إليه تقول‪ :‬أجل وجدتها ‪ ،‬إن تماديت ُمجددا ً ولو بكلم ٍة‬
‫واحده سيتكفل جان بإنهاء حياة فرانس ‪ ،‬فلم يعد ُمفيدا ً لي وهو أيضا ً يعرف الكثير عني أكثر‬
‫مما تعرفه أنت لذا التخلص منه هو الخيار األفضل ‪ ،‬كُن غبيا ً وتسبب بقتل أخيك ألجلي حسنا ً‬
‫كين ؟‬
‫وأغلقت الباب خلفها حال ُخروجها‪..‬‬
‫شد على يديه يُحاول السيطرة على رجفة جسده وهو ال يعلم مالذي ستفعله جينيفر!‬
‫هل أخطأ عندما أخبر عمه عن إيدن ؟!!‬
‫ماذا ستفعل ؟ ما الذي ستفعله بالضبط!!!‪..‬‬
‫رفع قدمه ودفع الطاولة التي أمامه بقو ٍة ُمحدثةً بعض الضجيج لينحني بعدها واضعا ً رأسه‬
‫سحقا ً!!!‬
‫سحقا ً ُ‬‫سحقا ً ُ‬‫بين يديه هامساً‪ُ :‬‬
‫عض على شفتيه قبل أن يصرخ صرخةً أخرج فيها كُل الغضب والخوف واأللم الذي بداخله‪..‬‬
‫صرخةً عالية وصلت الى مسامعها وهي تنزل الدرج لترتسم إبتسامةً ساخره على شفتيها‪..‬‬
‫هي حقيقةً لم تُفكر بأي شيء لتفعله ‪ ،‬قالتها لتضعه في دوامة الترقب وتعذيب الضمير‪..‬‬
‫أمر ُمفجع أسوأ بكثير من حدوثه فعالً‪..‬‬ ‫فعذاب إنتظار حدوث ٍ‬
‫تُحب هذا ‪ ،‬تُحب أن تُدمر اآلخرين نفسيا ً أكثر من أن تُدمرهم جسديا ً‪..‬‬
‫فهذه هوايتها ‪ ،‬وهذه الهواية فقط المجانين يمتلكونها‪..‬‬

‫***‬

‫‪6:34 pm‬‬

‫توقفت السيارة السوداء أمام هذا المنزل ذو المساحة الواسعة للغايه ونزل السائق يفتح الباب‬
‫الخلفي‪..‬‬
‫شعر أشقر ُمصفف الى الخلف وعينان ناعستين‬ ‫خرج من السيارة رجل في ُمنتصف العُمر ذو ٍ‬
‫للزرقه بمالبس سوداء إيطاليه‪..‬‬ ‫رماديتان مائلتان ُ‬
‫إنه النوع ال ُمفضل لديه ُرغم كونه فرنسيا ً ولكن الخياطة ال ُمتقنة في المالبس تُجذبه كثيرا ً‪..‬‬
‫بمظهر أنيق ‪ ،‬وبمالمح جذابةً للغايه‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫يتمتع‬
‫سبقه السائق للداخل ليفتح له الباب وما إن خطى الى الداخل حتى وقف األغلبية من قوة‬
‫حضوره ُرغم أنهم ال يعرفون من يكون!‬
‫فـ "البروفيسور" القلة من األعضاء فقط يعرفون وجهه!‬
‫تعرف عليه أحدهم حتى أصابه توتر كامل وهو يتقدم قائالً‪ :‬أهالً بالزعيم ! إنه شرف لنا‬ ‫ما إن ّ‬
‫تزور فرعنا الثانوي ُهنا ‪ ،‬لو ُكنّا نعرف بحضورك ألعددنا لك إستقباالً يليق بك!‬
‫إتسعت عينا البقيه وتبادلوا النظرات بينما لم يُعلق البروفيسور على كالمه بل سأله ُمباشرةً‬
‫بهدوء‪ :‬أين كارمن ؟‬
‫مد الرجل يده يقول‪ :‬تفضل ‪ ،‬سآخذك الى الغُرفة الرئيسيه وأستدعيها ألجلك‪..‬‬
‫أوصله الى إحدى الغُرف ‪ ،‬واسعه و ُمطلة بنوافذها الكبيرة على الحديقة الخارجيه للمنزل‪..‬‬
‫جلس بهدوء على أريك ٍة ُمنفرده ينتظر كارمن وأمامه الخادمه تسأله عما يُريد شُربه‪..‬‬
‫طلب منها أن تأتي الحقا ً فال نية لديه بالشرب اآلن لذا إنحنت بطاعه ثُم غادرت الغُرفه ليبقى‬
‫وحده برفقة سائقه والذي بدا أشبه بالحارس الشخصي من كونه سائقا ً‪..‬‬
‫الحظ عبر النوافذ العديد من رجال العصابه يتوزعون واقفين بالقُرب من النوافذ الكبيرة‬
‫هجوم غادر‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫ليحرسوها من الخارج تحسبا ً ألي‬
‫ثوان لتدخل كارمن وما إن رأته حتى إبتسمت تقول‪ :‬ماذا ؟ أي تشريف هذا أيُها البروفيسور ؟‬ ‫ٍ‬
‫تقدمت منه تُكمل‪ :‬هل هي المرة األُولى التي تُشرف هذا الفرع بحضورك ؟‬
‫إبتسم البروفيسور قائالً‪ :‬ما دُمتُ بستراسبورغ قررتُ زيارتك وخاصةً بعدما سمعت عما حدث‬
‫‪..‬‬
‫تنهدت وجلست وهي تُشير للخادمه التي دخلت بعدها لتذهب وتقدم لهم بعض الشراب‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬إن كان عن إبنة فينسنت فرجاءا ً توقف ‪ ،‬لقد تعبتُ منها ! ال أعلم كيف ال يظهرون‬
‫الخونه في فرعي إال عندما نُمسك بها!‬
‫البروفيسور‪ :‬آليس كان لها الكثير من الموالين ‪ ،‬منعتُ التحدث عنها في ال ُمنظمة خشية أن‬
‫يتداولون قصتها ويقوم الموالين بأخذ صف كُل من كان معها ‪ ،‬أُراهن أن الخونة لم يُساعدوا‬
‫ت أكثر كي أمحي‬ ‫إبنة فينسنت ألنها إبنته بل ألنها على معرف ٍة بآليس ‪ ،‬يبدو بأني أحتاج لسنوا ٍ‬
‫إسمها من ال ُمنظمه‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬في فرعي ال نتحدث عنها أصالً ‪ُ ،‬ربما القلة ممن كانوا متواجدين في عهدها يعرفون‬
‫عنها أما البقية فال‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬على أية حال هذا ليس ما جئتُ ألجله بل ألجل باتريك‪..‬‬
‫نظرت كارمن الى الخادمه وهي تُقدم الشراب وعلقت‪ :‬أرجوك الحديث عنه يستفزني‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬لدرجة أن تقتُليه هكذا ؟ أن يكون الخائن شخص له مكانته في ال ُمنظمة هو ٌ‬
‫أمر‬
‫حساس ! وال يدل إال على أن لديه صلة بعدو من الخارج ‪ ،‬كان عليك حبسه وإستجوابه‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬باتريك شخص عنيد ‪ ،‬أعرف بأنه لن يتحدث‪..‬‬
‫طرق لإلستجواب يا كارمن ‪ ،‬معرفة هو جاسوس لمن عليها أن تكون‬ ‫البروفيسور‪ُ :‬هناك عدة ُ‬
‫من أولوياتك ‪ ،‬حتى اآلن ال يُمكنني إستيعاب فعلتك‪..‬‬
‫كارمن وهي تأخذ كأس الشراب من الخادمه‪ :‬ال عليك ‪ ،‬تابعي وأنا أكثر من يعرفه ‪ ،‬صدقني لم‬
‫يكن ليتحدث وأيضا ً من غيره يُعادينا ؟ أُراهن بأن ثيو هو من زرعه!‬
‫صمت البروفيسور لفتر ٍة يُراقب الخادمه حتى خرجت بعد أن أعطته كأسه ‪ ،‬فما إن خرجت‬
‫حتى نظر الى كارمن يقول بهدوءٍ تام‪ :‬ولما ال يكون أنت ؟‬
‫بالكاد حاولت عدم إظهار صدمتها وهي تشرب من الكأس قائله‪ :‬أنا ماذا ؟‬
‫البروفيسور بهدوء‪ :‬تفهمين ما أعني ‪ ،‬الجاسوس يا كارمن‪..‬‬
‫إبتسمت ووضعت الكأس على الطاولة تقول‪ :‬لم أعتقد بأنك تُجيد إلقاء الدُعابات‪..‬‬
‫البروفيسور ببرود تام‪ُ :‬منذ متى بدأتي بخيانتي ؟‬
‫كارمن واإلبتسامة ذاتها على شفتيها‪ُ :‬منذ أن بدأت تشك بي ‪ ،‬توقف عن الشك ولن يكون‬
‫ُهناك خيانه‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬باتريك كان في منزل آليس طوال الوقت ‪ ،‬متى تسنى له الوقت بتهريب رين ؟‬
‫كارمن‪ُ :‬ربما قام بإيقاف الزمن حتى يُمكنه قراءة الموقف وحله‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬وكيف لبشري أن يوقف الزمن ؟‬
‫كارمن‪ :‬كان يدي اليُمنى ‪ ،‬لن يصل الى هذه المكانة مالم يكن يملك من القُدرات الشيء الكثير‬
‫‪..‬‬
‫سخريه ؟‬ ‫البروفيسور‪ :‬الى متى ستستمرين بال ُ‬
‫ً‬
‫كارمن ببرود‪ :‬حتى تتوقف عن إتهامي ‪ ،‬فهذه تُعتبر إهانة في حقي‪..‬‬
‫ت من أهان نفسه عندما قرر سلك طريق الخونه‪..‬‬ ‫البروفيسور بهدوء‪ :‬أن ِ‬
‫كارمن‪ :‬أحتر ُمك جدا ً لذا ال تجعلني أضطر الى ُمغادرة الغُرفة وتركك!‬
‫ت على فيكتور ليتخلص من الملف ؟‬ ‫إبتسم البروفيسور بهدوء قبل أن يسأل‪ :‬لما أصرر ِ‬
‫كارمن‪ :‬الملف هذا كان كاللعنه ‪ ،‬لن أحتمل فكرة أن يُسرق ُمجددا ً ونعود الى دائرة القلق‬
‫ُمجددا ً‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬لما لم تقتُلي رين ُمباشرةً عندما أمسكتم بها آخر مره فلقد طلبتُ أن تُقتل دون‬
‫تردد‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬أبدت بعض التعاون فقررتُ أن أُعطيها فُرصةً أخيره فالملف كما قُلتُ لك هو من‬
‫التنازالت ُرغما ً عنا‪..‬‬
‫ُ‬ ‫يجعلنا نقلق ونقوم ببعض‬
‫البروفيسور‪ :‬لما غيرا الحارسان الذان كانا يحرسان غرفة رين كالمهما ؟ ففي البداية قالوا‬
‫بأن دارسي وحده من دخل لها وعندما قُتل باتريك إتهموه بأنه قد دخل أيضا ً ؟‬
‫كارمن‪ :‬أعتقد بأنه من الواضح كونه هددهم وعندما مات تخلصوا من التهديد وأجابوا‬
‫بصراحه‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬باتريك خرج من منزل آليس ببعض األدلة كما قال أحد األعضاء الذين رافقوه‬
‫فلما عند موته إختفت ؟‬
‫كارمن‪ُ :‬ربما أخذها معه الى العالم اآلخر‪..‬‬
‫سخريه‪..‬‬ ‫ضاقت عيناه وبدأ ينزعج من عودتها الى ال ُ‬
‫عندما رأت اإلنزعاج على وجهه رفعت حاجبها وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬المقر تحت يدك ‪ ،‬فتش وإسأل‬
‫وإفعل ما تُريد ولكن صدقني ‪ ....‬عندما ال تجد أي دليل على إتهامك لن أُسامحك حينها‪..‬‬
‫ت طويله ‪ ،‬أن أُقابل باإلتهام بدل اإلمتنان هو إهانة لن‬ ‫وقفت وأكملت‪ :‬عملتُ تحت يدك لسنوا ٍ‬
‫سأترك ال ُمنظمة بعد أن تكتشف كونك أخطأت‬ ‫ُ‬ ‫يُمكنني تجاوزها ‪ ،‬اسفةً على قول هذا ولكني‬
‫بحقي‪..‬‬
‫أكملت‪ :‬إعذرني‪..‬‬
‫وبعدها خرجت من الغرفة تاركةً البروفيسور في حير ٍة من أمره‪..‬‬
‫فربما جعلت شك البروفيسور يتزعزع‬ ‫تركت الغرفة وهي تعلم بأن هذه نُقطة الال عوده ‪ُ ،‬‬
‫بواسطة كالمها ولكن إن بدأ الشك في أحد فلن يتركه أبدا ً‪..‬‬
‫لذا عليها أن ترسم طريق النهايه فورا ً بطريق ٍة صحيحه قبل أن تنقلب كُل األمور على رأسها‪..‬‬

‫***‬
‫‪8:12 pm‬‬

‫دخل الى شقته بعد أن أمضى الكثير من الوقت خارجا ً يتأكد من محتويات الملف ال ُمرسل‪..‬‬
‫لقد إكتشف كونها صحيحة بالكامل ‪ ،‬صحيح بأن أغلب المعلومات هي لفرع ستراسبورغ ولكن‬
‫معلوماته عن فرع باريس القليله كُلها صحيحه‪..‬‬
‫عن الموقع الرئيسي ‪ ،‬وعن موقع منزل البروفيسور وعن كاميرات ال ُمراقبة حوله‪..‬‬
‫عن المقاهى التي يعتاد أعضاء ال ُمنظمة التجول فيها في أوقات فراغهم وعناوين منازل القليل‬
‫من األعضاء البارزين‪..‬‬
‫كُل شيء كُتب كان حقيقيا ً‪..‬‬
‫ت ضخمه‪..‬‬ ‫لقد جمع بالفعل معلوما ٍ‬
‫جلس على األريكة هامساً‪ :‬ريكس لم يدخلها إال لإلنتقام!‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً فلقد ضن سابقا ً أنه دخل المنظمة ليخطو حذو والدته ولكن األمر ُمختلف‪..‬‬
‫لم يُفكر بشأنه كثيرا ً وخاصةً بعد تلك الليلة التي رآه فيها يُساعد في نقل بضائع ممنوعةً ألحد‬
‫التُجار‪..‬‬
‫هو يعمل كفر ٍد منهم تماما ً ولكن هدفه اإلنتقام ليس إال‪..‬‬
‫هدفه جمع كُل المعلومات عنهم ‪ ،‬أصبح ال يدري هل يُريد اإلنتقام من ال ُمنظمة كُلها أو من‬
‫شخص ُمحدد ؟‬
‫ٍ‬
‫أو ربما هناك ما يُريد الوصول إليه ‪ ،‬حقيقة مخفية عنه لهذا يجمع المعلومات للوصول إليها!‬
‫ُربما ‪ ،‬ولكن األكيد هو أنه يمتلك هدفا ً ويُجاهد للوصول إليه‪..‬‬
‫همس لنفسه‪ :‬هل أُجرب ُمحادثته ؟‬
‫سخريه قائله‪ :‬وتستغله لتحقيق إنتقامك الخاص ؟‬ ‫رفعت حاجبها ب ُ‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه ووقف بسرعة ينظر الى الخلف ليجد فتاةً تقف ببرود ناظرةً إليه‪..‬‬
‫هذه رين ! متى وصلت الى باريس وكيف دخلت شقته ؟!!!‬
‫تقدمت منه وتجاوزته لتجلس على أريك ٍة ُمقابله تقول‪ :‬هل أنت هكذا عادةً ؟ تستغل اآلخرين‬
‫ألجل مصلحتك ؟‬
‫نظر إليها قليالً قبل أن يجلس هو بدوره يقول‪ :‬كيف دخلتي ؟‬
‫رين‪ :‬مع النافذه ‪ ،‬ماذا برأيك ؟ شقةٌ بطابق ُمرتفع بالتأكيد سأدخل عبر الباب‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬وكيف حصلتي على ال ُمفتاح ؟‬
‫رين‪ :‬السرقة سهلة في هذا الزمان‪..‬‬
‫ت تصورين لي نفسك ‪ ،‬هذا يعني‬ ‫تنهد ليقول بعدها بإبتسامه‪ :‬مرحبا ً رين ‪ ،‬باألمس فقط كُن ِ‬
‫ت أمامي ُمباشرة ! ألهذه الدرجة غاضبه ؟!‬ ‫بأنك إستعدتي ذاكرتك بعدها وها أن ِ‬
‫إنزعجت رين وهمست‪ :‬وقح حقير!‬
‫ثيو‪ :‬ه ّيا بال ُمقابل أخرجتُك من ُهناك ! المصلحة ُمشتركه‪..‬‬
‫رين‪ :‬ال أُريد مصالح ُمشتركه ! اإلستغفال جريمة حقيره ‪ ..‬والكذب جريمة أخالقيه ‪،‬‬
‫واإلستغالل جريمة قانونيه ‪ ،‬وأنت أجرمت بحقي بهذه الجرائم الثالث‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬هل تعلمتي مؤخرا ً هذه الكلمه ؟ قُلتها خمس مرات في مر ٍة واحده!‬
‫سخريه تقول‪ :‬منذ متى وأنتَ تُجيد اإلستفزاز ؟ أمثالك يلتجؤن لإلستفزاز عندما‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫يكونوا ُمرتاحي البال ‪ ،‬قديما ً كان الغضب واإلنزعاج وحده من يُسيطر على مالمحك ‪ ،‬أما اآلن‬
‫سخريه‪..‬‬ ‫‪ ...‬إستغليتني تماما ً وخرجتَ بفائد ٍة من هذا ‪ ،‬بالتأكيد ستكون ُمتفرغا ً لل ُ‬
‫يستطيع أن يستشعر كمية الغضب في نبرتها‪..‬‬
‫التعامل مع شابةً غاضبه وحانقة عليك لهو أمر بغاية الصعوبه‪..‬‬
‫حاول تلطيف الجو وهو يقف متجها ً الى مطبخه المفتوح ُمخرجا ً كوبا قهوة أنيقين يقول‪ :‬في‬
‫هذا الجو البارد تُريدين القهوة ال ُمرة أو الشوكوال الساخنه ؟‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬إن كان ُهناك قهوةً تُعادل مرارة أفعالك فأشرب منها ُربما تشعر حينها‬
‫بفضاعة ما فعلت‪..‬‬
‫إبتسم ُرغما ً عنه وبدأ بإعداد كوبين من قهوة الكابتشينو ال ُمحاله لعلها تُخفف من حدة‬
‫تصرفاتها ال ِعدائيه تجاهه‪..‬‬
‫دقائق حتى تقدم ووضع كوب القهوة أمامها ‪ ،‬نظرت إليه ببرود وما إن لمع الخاتم الفضي‬
‫بأصبعه في عينيها حتى ظهرت إبتسامة غريبه على شفتيها‪..‬‬
‫إتجه الى األريكة األُخرى وجلس عليها يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماذا أفعل لتُخففي غضبك هذا ؟‬
‫رفعت نظرها إليه تقول‪ :‬أنتقم منك ‪ ،‬هذا فقط سيمحي غضبي تجاهك‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬حقا ً ؟ ماذا ستفعلين ؟‬
‫صمتت للحضه قبل أن تقول‪ :‬مثالً أُعطيهم خبر عن كونك تملك عائلةً صغيره بدول ٍة بعيده ‪،‬‬
‫أُراهن بأن هذا الخبر سيُسعدهم للغاية وخاصةً أمثال دارسي الذي يعشق قتل األبرياء‪..‬‬
‫إختفت اإلبتسامة من شفتيه قبل أن يقول بهدوء‪ :‬رين نحنُ لسنا أطفاالً ‪ ،‬دعينا نتحدث بجديه‬
‫‪ ،‬أعلم أنك يستحيل أن تفعليها لذا ما الهدف من قولك لكالم ال يُناسب مبادئك ؟ فقط لتستفزيني‬
‫؟‬
‫أشاحت بنظرها عنه فهاهو يُزعجها ُمجددا ً‪..‬‬
‫يستفزها وفي الوقت ذاته يكون ُمحقا ً في كالمه‪..‬‬
‫لطالما سبب هذا الرجل لها الكثير من الزعزعه!‬
‫ورغم أنها ُمتهمة من الشُرطة بسبب إشتباهها بقتلها لصديقتها‬ ‫مهما هربت منه وإختبأت عنه ُ‬
‫إال أنه لم يُلقي القبض عليها وال لمره في كُل مرة يتقابالن!‬
‫كان فقط يُحاول سحب المعلومات منها ‪ ،‬عن والدها وصديقتها وعمن قتلهما وعن ال ُمنظمة‬
‫والكثير من األمور‪..‬‬
‫ومهما رفضت وطردته وصرخت في وجهه لم يتغير موقفه‪..‬‬
‫كان رجالً قويا ً في نظرها ورغبت من داخلها أن تثق به ولكن بعد أن أخبرها ريكارد عن كونه‬
‫يرغب باإلنتقام خافت منه‪..‬‬
‫ً‬
‫خافت من أن تضع ثقتها به ليتخلى عنها حالما تقع في ُمشكلة تُهدد حياته ويختار أول طريق‬
‫يوم آخر‪..‬‬ ‫للهروب حتى يتسنى له إكمال إنتقامه في ٍ‬
‫خشيت أن يستعملها فقط ال غير ‪ ،‬أخبرها ريكارد عن كونه تنازل كثيرا ً في سبيل حماية أخوته‬
‫‪ ،‬هذا الرجل كثيرا ً ما يتنازل عن هدفه إن هدد أحدهم حياة ال ُمقربين منه‪..‬‬
‫بالتأكيد كان ليتخلى عنها إن خيروه بينها وبين عائلته‪..‬‬
‫وفقدانها لذاكرتها كان خير دليل ‪ ،‬هو حقا ً ُمستعد لفعل أي شيء لتحقيق إنتقامه حتى لو عنى‬
‫ذلك إستغفال وإستغالل فتاةً فاقده لذاكرتها‪..‬‬
‫إنها ‪ ....‬تكرهه للغايه‪..‬‬
‫أخذت الكوب ورشفت منه القليل ‪ ،‬بقيت تتأمل سطح الكوب لفتر ٍة قبل أن تقول‪ :‬إذا ً إسمح لي‬
‫بإستغاللك‪..‬‬
‫عقد حاجبه فرفعت نظرها الى عينيه تُكمل‪ :‬تشعر بالذنب ؟ إذا ً دعني أستغلك لنتعادل‪..‬‬
‫إبتسم بهدوء يقول‪ :‬عجيب ‪ ،‬ضننتُك ستقلبين المكان رأسا ً على عقب من شدة الغضب‪..‬‬
‫رين‪ :‬وماذا سأستفيد حينها ؟‬
‫ت تُفكرين بعقالنيه‪..‬‬‫ثيو‪ :‬أخيرا ً أصبح ِ‬
‫سخريته ووضعت الكوب على الطاولة تقول‪ :‬هل هذا أسلوب شخص يُريد‬ ‫إنزعجت من ُ‬
‫اإلعتذار ؟!‬
‫إبتسم لها يقول‪ :‬ومن قال بأني سأعتذر!‬
‫ضاقت عيناها تقول ببرود‪ :‬تراجعتُ عن كالمي ‪ ،‬سأقلب المكان رأسا ً على عقب بالفعل‪..‬‬
‫ضحك ضحكةً قصيره ثُم قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ما رأيُك بالعمل معا ً ؟ تُريدين اإلنتقام منهم وجعلهم‬
‫يدفعون ثمن مافعلوه لك وأنا أُريد إنهائهم عن بكر ِة أبيهم ‪ ،‬أوليس التعاون هو الحل األفضل ؟‬
‫رين‪ :‬الحل األفضل بالنسبة لك ! أنا فقط أُريد قتل دارسي وتأمين حياةً ُمسالمة لي وألُختي ‪،‬‬
‫لن أخوض في معرك ٍة نسبة عودتي منها حيةً هي ‪% !0‬‬
‫ثيو‪ :‬إذا ً دارسي هو من أرتكب تلك الجرائم ؟‬
‫دُهشت من كونها زلت بلسانها فسابقا ً لطالما حقق معها راغبا ً بمعرفة من يكون القاتل!‬
‫تكره عندما تزل هكذا دون وعي!!!‬
‫حاول ثيو تغير الموضوع قبل أن تغضب منه ُمجددا ً يقول‪ :‬لطالما إستفزيتهم ‪ ،‬هم بالفعل‬
‫يُريدونك اآلن ميته لذا ال سبيل للهرب ‪ ،‬تدميرهم هو الخيار األفضل‪..‬‬
‫رين‪ :‬سأجد طريقه للهروب ‪ ،‬لن أُعرض حياة المزيد ممن حولي الى الخطر!‬
‫ت تختبئين في عدة أماكن طوال الشهر الماضي كانوا يصلون إليك في كُل‬ ‫ثيو‪ :‬حتى عندما كُن ِ‬
‫ت كبيرة ال تُعد وال تُحصى‪..‬‬ ‫مره ‪ ،‬عزيزتي ‪ ،‬األمر ُمستحيل فلهم ِصال ٍ‬
‫عندما فتحت فمها لتتحدث قاطعها ُمكمالً‪ :‬الحظي األمر من جه ٍة أُخرى ‪ ،‬أنا لن أستفيد شيء‬
‫بالعمل معك ‪ُ ،‬ربما الملف وبعض المعلومات ما جعلني أُحاول في السابق ولكن اآلن أماك دليالً‬
‫يُدينهم وأملك جاسوسا ُ بينهم ‪ ،‬رين هذا عرض سخي مني ‪ ،‬إقبليه فلو رفضته ستواجهين‬
‫المشاكل بال ُمستقبل‪..‬‬
‫ضاقت عيناها لفتره قبل أن تقول‪ :‬ولو أخبرتُك أن نُقطة ضعف البروفيسور بين يدي ماذا‬
‫ستفعل ؟‬
‫عقد حاجبه لتبتسم بهدوء قائله‪ :‬أنا أضمن حياتي بهذا ‪ ،‬قطعا ً لن يمسني سوء ‪ ،‬فحتى لو كان‬
‫البروفيسور بعظمته فهو لن يصمد ولو لثانيه تجاه ما أملكه ‪ُ ،‬ربما يصل به األمر لبيع ُمنظمته‬
‫بالكامل وأنا جاده فيما أقوله‪..‬‬
‫كالمها أثار فضوله للغايه وعقله حاول مرارا ً توقع أي شيء ولكن لم يخطر بباله نُقطة ضعف‬
‫بالقوة التي وصفتها!‬
‫ما إن رأت عقدة حاجبيه حتى قالت بهدوء وثق ٍة تامه‪ :‬لطالما وصفوني بكعب أخيل ال ُمنظمه ‪،‬‬
‫وأنا كذلك بالفعل ‪ ،‬فليس هذا وحسب ما أملكه بل حتى ما قاله لي والدي قبل وفاته‪..‬‬
‫إختفت مالمح الثقة من وجهها حالما نطقت جملتها األخيره وبدأت الحيرة والضياع تجتاح‬
‫مالمحها‪..‬‬
‫تعجب من إنقالبها هكذا وسألها‪ :‬مابك ؟‬
‫رفعت عينيها إليه بضياع وحاولت فتح فمها لتُجيبه ولكنها لم تستطع‪..‬‬
‫إنحنت تضع رأسها بين يديها ومنظر الدماء حول ُجثة والدها تحجب عنها الرؤيه!!‪..‬‬
‫مهما حاولت تذكر تلك اللحضة القصيره قبل وفاته وكالمه المهم ذاك ال يُمكنها!‬
‫صداع في رأسها وهي تراه يضع يديه على كتفيها بوج ٍه حاد قلق وفمه يتحرك بشكل‬ ‫إشتد ال ُ‬
‫سريع ولكن ال يُمكنها سماع ما يقوله!‬
‫تتشوش الصور لتُظهر وجهه تارةً وتارةً وهو ُمضجع بالدماء‪..‬‬
‫سحقا ً‪..‬‬‫سحقا ً ُ‬ ‫همست بين شفتيها‪ً :‬‬
‫"ال تُخبري هذا ألحد ‪ ،‬إياك يارين"‪......‬‬
‫ت أُخرى‪..‬‬‫فقط هذه ال ُجملة ‪ ،‬فقط هي ما تتردد مرات وتختفي بمرا ٍ‬
‫سرت رجفةٌ بكامل جسدها عندما شعرت بي ٍد دافئه على كتفها لتقف بدفاع تنظر الى ثيو الذي‬
‫بدا قلقا ً عليها‪..‬‬
‫صدرها يعلو وينزل من تنفسها السريع المسموع ليسألها ثيو‪ :‬مابك فجأه ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬ال شيء ‪ ،‬ال شيء‪...‬‬
‫وأكملت في نفسها‪" :‬لما ؟!! لقد إستعدتُ ذاكرتي فلما ال أتذكر تلك اللحضه ؟"!!‬
‫صدمت للغايه وتتذكر كم كانت هذه معلومةٌ بغاية‬ ‫تتذكر مشاعر تلك اللحضه ‪ ،‬وتتذكر كونها ُ‬
‫السريه‪..‬‬
‫معلومة ال يعرفها أي أحد بالعالم سواها هي!!‬
‫فلما ال تتذكرها إذا ً!!!‬
‫تعرف كم كانت معلومةٌ قويه قد تقلب الموازين فلما ال تتذكرها ؟!‬
‫لما ذاكرتها ترفض هذا!!‬
‫تقدمت وذهبت الى المطبخ ‪ ،‬أخذت كأس ماء وشربته وهي تُحاول ترتيب أفكارها‪..‬‬
‫ُربما ألنها لم تستعد ذاكرتها ُمبكرا ً لذا ُهناك بعض الذكريات الضائعة‪..‬‬
‫نعم ‪ ،‬ال بأس ستتذكرها مع الوقت‪..‬‬
‫أمر تافه كهذا‪..‬‬ ‫عليها أال تقلق ألجل ٍ‬
‫ت تتصرفين وكأنه منزلك‪..‬‬ ‫عادت ُمجددا ً وثيو ينظر إليها قائالً‪ :‬أصبح ِ‬
‫جلست على أريك ٍة أُخرى بعد أن أخذت كوبها قائله‪ :‬عليك أن تشكرني لكوني لم أرمى الكأس‬
‫أرضا ً بدالً من وضعه على الطاوله‪..‬‬
‫إبتسم بهدوء ليسأل بعدها‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماذا عن كالمك سابقا ً ‪ ،‬هل يُمكنك تفسيره ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬كال ‪ ،‬أنت ُمحقق لذا أخشى بأن تفسيري يكشف لك كُل األوراق وأنا‬
‫أُريد اإلحتفاظ بها لنفسي‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬ألم نتفق على كوننا سنتعاون ؟ ال باس إذا ً بكشف األوراق!‬
‫عقدت حاجبها بإنزعاج تقول‪ :‬لم أتفق معك على هذا!!‬
‫ت‪..‬‬ ‫ثيو بإبتسامه واثقه‪ :‬بلى فعل ِ‬
‫رين بحده‪ :‬قُلتُ ال أال تفهم ؟‬
‫ت كُل هذه المسافة لتريني ؟ بالتأكيد ليس ألن تُخبريني بمدى غضبك من‬ ‫ثيو‪ :‬إذا ً ‪ ،‬لما قطع ِ‬
‫إستغاللي لك‪..‬‬
‫صدمت من جملته وأشاحت نظرها عنه فورا ً فلقد كشف ما أخفته في صدرها منذ دخولها!‪..‬‬ ‫ُ‬
‫أجل ‪ ،‬لم تحضر سوى لشيء واحد‪..‬‬
‫بالتأكيد ُمشاجرته وإخباره عن كرهها لتصرفاته كانت أحد األسباب الفرعيه ولكن السبب‬
‫الرئيسي كان شيئا ً ُمختلفا ً!‪..‬‬
‫ُربما إبتعدت عنه في الماضي ولكن في الحاضر ساعدها حتى لو كان ألجل مصلحته!‬
‫أنقذها تلك الليلة هي وريكس من ذاك القاتل وال يُمكنها نسيان كم كانت ُممتنة له آنذاك‪..‬‬
‫وقبل فتر ٍة قصيره أراها كم أنه بمقدرته ُمساعدتها وإخراجها حتى لو كانت بوكرهم وبوجود‬
‫إثنان من القاده!‬
‫هو شخص قوي ! ال تعلم عن قوته الجسديه ولكنه قوي بتصرفاته وبعقله وبارتباطاته!‬
‫التعاون معه هو الحل األمثل‪..‬‬
‫لشخص في مثل‬ ‫ٍ‬ ‫إن أرادت الهروب واإلختفاء هي ونينا عن أنظار ال ُمجرمين فهي بحاج ٍة‬
‫مكانته يُبرئها من تُهمتها ويمحو وجودها ألجل أال يصل إليها أحد‪..‬‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً ثُم عاودت النظر إليه تقول‪ :‬كال لم آتي ألتفق معك ‪ ،‬أتيتُ ألُجبرك بالتكفير‬
‫عن ذنبك عن طريق السماح لي بإستغالل نفوذك بالحكومه‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬وبدون ُمقابل ؟‬
‫قطبت حاجبيها تقول‪ :‬إنه إستغالل وتكفير ذنب فكيف يكون ب ُمقابل!!‬
‫ثيو‪ :‬حسنا ً ولكني لن أسمح لك إال بوجود ُمقابل ‪ ،‬ال يوجد قانون يمنعني من طلب هذا‪..‬‬
‫شدت على أسنانها تقول‪ :‬أنتَ تلعب بقذاره‪..‬‬
‫إبتسم قبل أن يقول‪ :‬رين كوني صريحه ‪ ،‬ألم تفعليها من قبل ؟ إستغالل اآلخرين ألجل‬
‫مصلحتك ؟!‬
‫حاولت إخفاء توترها من سؤاله‪..‬‬
‫نعم ‪ ،‬لطالما فعلتها مرارا ً وتكرارا ً سواءا ً كانت في فترة فقدان ذاكرتها أو قبلها‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬كُلنا نفعل ذلك ‪ ،‬الكُل يغتنم الفرصة حال وجودها بين يديه ‪ ،‬القذر هو من يستغل اآلخر‬
‫دون أن يضمن له سالمته ‪ ،‬أنا لم أتركك سابقا ً في ال ُمنظمة وأخليت مسؤوليتي منك ! أخرجتُك‬
‫يارين ‪ُ ،‬ربما أستغليتُك ولكني حرصتُ على أال تتأذي ‪ ..‬ما فعلتُه لم يكن تصرفا ً قذرا ً‪..‬‬
‫إسترخى في جلسته ُمكمالً‪ُ :‬ربما ال تعرفين بهذا ولكني قابلتُ لوكا ‪ ،‬أخذتُ منه بضع معلومات‬
‫وبال ُمقابل توسطتُ له عند أحد رجال الشُرطة لكي يُحققوا له مطالبه ‪ ،‬أنا لستُ بالشناعة التي‬
‫تتصوريها في عقلك‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره قبل أن تقول‪ :‬ولكن هذا ال يعني كوني أخطأتُ عندما كرهتُ إستغاللك‬
‫لي!‬
‫ثيو‪ :‬كال يحق لك هذا ‪ ،‬ردات الفعل تختلف عادةً وال ألومك‪..‬‬
‫صمت قليالً قبل أن يقول‪ :‬دعينا نختصر الموضوع ‪ ،‬تُريدين أن يتم قتل دارسي لتنتقمي منه‬
‫وبال ُمقابل تُريدين أن تعيشي مع أُختك بسالم ‪ ،‬أستطيع أن أؤمن لك مكانا ً آمنا ً وأُخفي وجودك‬
‫تماما ً ولكن لن ترضي أن تعيشي في خوف طوال حياتك ؟ لن يمكن لفتا ٍة صغيرة لنينا أن‬
‫تشعر بالراحة في حياتها بل ستكون حياةً مليئة بالخوف والقلق وقطعا ً لن تنشأ النشأة‬
‫الصحيحه ‪ ،‬صدقيني ‪ ،‬هذا ليس خيارا ً جيدا ً‪..‬‬
‫بخوف منهم‬
‫ٍ‬ ‫أمر ُمستحيل ‪ ،‬عشتُ‬ ‫رين‪ :‬لكني ال أقوى على مواجهة ُمنظمةً بهذا الحجم ! إنه ٌ‬
‫طوال الوقت وكُلما تذكرت كون ُهناك قتلة ُمنتشرون يبحثون عني أستيقظ من نومي ُمرتعبه!‬
‫ت تدعمين كالمي بردك هذا ‪ ،‬لن يمكنك ُمطلقا ً أن تنعمي بالراحة دون أن‬ ‫ت ؟ أن ِ‬
‫ثيو‪ :‬رأي ِ‬
‫تُنهيهم تماما ً‪..‬‬
‫ت تُشاهدين أفالم األكشن أكثر من أفالم التحقيق صحيح‬ ‫إبتسم وقال‪ :‬ولما تُضخمينها هكذا ؟ أن ِ‬
‫؟ األشرار يُهزمون دائما ً ‪ ،‬في أفالم األكشن تكون الهزيمة بحاج ٍة الى قوه ومهاره وعدد وفير‬
‫من ال ُحلفاء وتكون ُهناك عادةً الكثير من الضحايا ‪ ،‬ولكن بأفالم التحقيق ال تحتاج لهزيمة‬
‫األمر بغاية البساطه‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ال ُمجرمين سوى للمعلومات وعقلك ‪،‬‬
‫لم تُعلق فقد فتح عقلها على نُقط ٍة لم تفقها من قبل‪..‬‬
‫أكمل كالمه‪ :‬تجميع المعلومات بشأنهم والدالئل وإيصالهم الى نُقطة النهايه ومن ثُم قلب كُل‬
‫شيء على رؤسهم بشك ٍل ُمتتالي ‪ ،‬إن كان لهم أي ٍد بالشُرطه فسنلتجئ للصحافة ولنشر‬
‫معلوماتهم للعامة كي تُصبح قضيتهم يصعُب على أح ٍد التستر عليها ‪ ،‬إن أحكموا سيطرتهم‬
‫على الصحافة فنحنُ بزمن التكنولوجيا حيث أن مواقع التواصل اإلجتماعي هي ما تحكم العالم‬
‫‪ ،‬نشر مقاطع ومعلومات بحسابات مجهوله وإيصالها الى الترند العالمي يجعل من الصعب‬
‫على أي أحد أن يغض البصر عنها ‪ ،‬األمر بسيط يارين ‪ ،‬فقط نحتاج الى العقل والمعلومات‬
‫وهذا لن يحدث إن عمل كُل واحد منا ب ُمفرده‪..‬‬
‫ُمجددا ً لم تجد شيئا ً لتقوله‪..‬‬
‫أتت لتُشاجره وتُجبره على تنفيذ طلباتها ولكنه بال ُمقابل أقنعها بموضوع لم تُتجرأ وتُفكر به‬
‫أصالً‪..‬‬
‫ساد الصمت بينهما لفترة ‪ ،‬هو يشرب قهوته بهدوء ويُراقب وجهها الحائر في كالمه بينما‬
‫هي تُقلب األمر مرارا ً وتكرارا ً في رأسها‪..‬‬
‫الرغم من كونها كذلك إال أن إيجابياتها أكبر بكثير من سلبياتها‪..‬‬ ‫إنها ُمجازفه ‪ ،‬وعلى ُ‬
‫تُريد الموافقة ولكن ُهناك ما يمنعها ‪ُ ،‬ربما ألنها ال تزال حانقةً من تصرفه بشأنها لذا تكره‬
‫كونها توافقه على كالمه‪..‬‬
‫وربما ألن ُمجازفتها هذه ستُعرض نينا للخطر وهذا يُخيفها‪..‬‬ ‫ُ‬
‫لقد فقدت صديقتها من قبل بسببهم عندما وقفت في وجههم ‪ ،‬تخاف أن تفقد أُختها الوحيدة‬
‫أيضا ً!‬
‫رفعت نظرها إليه تقول‪ :‬هل يُمكنني التفكير ؟ أرغب بُمقابلة أح ٍد أوالً‪..‬‬
‫ثيو بإبتسامه‪ :‬ال بأس ‪ ،‬قابلي لوكا وشاوريه باألمر ‪ ،‬وتأكدي من النظر لجميع األمور من‬
‫جميع ُمنحنياتها‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وبالكاد أخفت إنزعاجها فهو مهما حاولت أن تُخفي أمرا ً يعرفه‪..‬‬
‫فربما على‬ ‫وقفت تقول‪ :‬أخبرتني أنك تملك جاسوس ُهناك بينهم ‪ ،‬هل لي أن أعرف من يكون ُ‬
‫حسب مركزه أُقرر ؟‬
‫صمت قليالً قبل أن يقول‪ :‬ال يُمكنني قول هذا لك ‪ ،‬ولكن ‪ ...‬لنقل أنه في مركز موريس أو‬
‫أعلى‪..‬‬
‫دُهشت من كالمه وقالت بسرعه‪ :‬هو إذا ً بمركز عا ٍل ويملك الكثير من الصالحيات ! كيف فعلتَ‬
‫هذا ؟!‬
‫إبتسم دون تعليق في حين أكملت‪ :‬لحضه ‪ ،‬إن كُنتَ تملك جاسوسا ً بمثل هذا المركز فلما لم‬
‫تُقضي على ال ُمنظمة ُمبكرا ً ؟‬
‫ثيو‪ :‬تمتلكين فضوالً عاليا ً ‪ ،‬أسئلتُك سأُجيب عنها عندما تُوافقي على العمل معي‪..‬‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره ثُم إلتفتت وغادرت المنزل بدون أي تعليق‪..‬‬

‫***‬
‫‪10:23 pm‬‬

‫مشي على طول الرصيف وبيده هاتفه التي فرغت بطاريته منذ عدة ساعات كما قال له‬
‫الشُرطي بالمركز‪..‬‬
‫كان اإلنزعاج با ٍد على وجهه فلقد كان ُمتلهفا ً للغاية كي يُحادث رين ولكن عليه اآلن الذهاب‬
‫الى شقته وإعادة تعبئة البطارية قبل أن يتصل عليها‪..‬‬
‫نظر حوله وبالفعل لم يشعر بأي شيء ُمنذ خروجه من المركز ‪ ،‬يبدو بأن فكرة الخروج في‬
‫يوم آخر شتتهم بالفعل ‪ ،‬حتى أنه حرص على الخروج مع إمرأ ٍة ُمسنه كانت قد حضرت لتُعطي‬ ‫ٍ‬
‫حفيدها ال ُمتهور طعاما ً بما أنه سيبيت بالحجز‪..‬‬
‫لقد شتتهم ‪ ،‬ويعرف بأن هذا لن يدوم طويالً‪..‬‬
‫وصل الى شقته وإبتسم وهو يرى دراجته النارية واقفةً ُهناك‪..‬‬
‫همس‪ :‬أشكُرك على العناية بها‪..‬‬
‫سحب الظرف ال ُمخبأ بالخوذه وصعد الى األعلى يفتحه وهو يقرأ الكلمات القليلة التي كتبتها‪:‬‬
‫"أنت مدين لي بسباق تحدّي بيننا على طول شوارع باريس"‬
‫دخل شقته التي كانت بسطح العمارة واإلبتسامة على شفتيه وهو يهمس‪ :‬على عائلتي أن‬
‫تتوقف عن وصفي بالمتهور فهذه الفتاة أكثر تهورا ً مني‪..‬‬
‫كانت شقته رخيصة الثمن لم يستأجرها إال لفتر ٍة من الوقت ‪ ،‬كانت مفتوحة على بعضها‬
‫بالكامل ‪ ،‬صالةً كبيرة فيها مقاعد وسرير للنوم ومطبخ صغير ُمطل ‪ ،‬وقف بالقُرب من سريره‬
‫صدم من ظل شخص يجلس بهدوء‬ ‫حيث ُهناك سلك الشاحن وشبك هاتفه فيه وعندما إلتفت ُ‬
‫على جانب األريكة ال ُمرتفع وينظر إليه‪..‬‬
‫شد على أسنانه للحضه قبل أن يتقدم الى مفاتيح الكهرباء ويُشغل اإلضاءه ليظهر في وجهه‬
‫رجالً يراه ألول مره‪..‬‬
‫شعره أسود كالفحم ويربطه الى الخلف بإهمال وتلك األقراط الفضيه تمأل أُذنه اليُسرى ‪ ،‬وجه‬
‫قاتل ال محاله‪..‬‬
‫لوكا بإبتسامه‪ :‬عجبا ً ‪ ،‬لما لم يخطر ببالي كونكم تنتظروني ُهنا ؟ كان هذا غباءا ً مني‪..‬‬
‫إبتسم هذا الشخص يقول‪ :‬بعض التصرفات الغبيه تأخذ روح صاحبها يا عزيزي‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬هل لي أن أعرف مع من أتخاطب ؟ أنتَ ال تنوي أن تجعلني أموت بفضولي صحيح ؟‬
‫ضحك ضحكةً قصيره يقول‪ :‬تبحث عني كالمجنون وال تعرف حتى شكلي ! عجيب‪..‬‬
‫عقد لوكا حاجبه للحضه قبل أن تتسع عيناه بصدمه يقول‪ :‬أنتَ هو الذي‪....‬‬
‫أكمل له جملته قائالً‪ :‬أجل ‪ ،‬أنا هو الذي أخذ روح شقيقك األكبر‪..‬‬
‫إتسعت عينا لوكا على ِوسعها من شدة الصدمة بينما ال تزال اإلبتسامة على شفتي دارسي‬
‫وهو يرى مقدار صدمته‪..‬‬
‫يستمتع حقا ً بمثل هذه المناظر‪..‬‬
‫ثوان حتى شد لوكا على أسنانه وتنامى بداخله غضب وألم شديد تجاه هذا القاتل!!‬ ‫ٍ‬
‫هذا هو من كان يُمشط فرنسا كُلها بحثا ً عنه!!‬
‫هذا هو القاتل الذي ذهب الى طريق الالعودة ليقت ًله فقط!‬
‫هو حقا ً ال يُريد شيئا ً من الدنيا أكثر من أن يكونوا بنات أخيه بأمان وأن يختفي هذا الرجل من‬
‫الوجود‪..‬‬
‫سحب خنجرا ُ من تحت المخدة وفتحه وهو يقول بهدوء‪ :‬جيد بأن ذاك األصلع لبى طلبي‬
‫وأحضرك أمامي‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬ال تتفائل ‪ ،‬أتيتُ ألقتُل وليس ألُقتَل‪..‬‬
‫تقدم لوكا منه يقول‪ُ :‬هناك من يحفر قبره بيده كما تعلم‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬دائما ً أمثالك ال يقرؤن الموقف جيدا ً ‪ ،‬الشخص الطبيعي كان ليتوسل ألُبقيه على قيد‬
‫الحياة بدالً من تسريع موته وإنهاء حياته بغباء‪..‬‬
‫أمسك لوكا بالخنجر بطريق ٍة عكسيه وهاجمه فقفز دارسي من فوق األريكة ُمبتعدا ً لتشق‬
‫خنجره سطح القُماش‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬قتلي ُمباشرةً ؟ لو كُنتُ مكانك لسألتُ على األقل ماذا كانت كلمات شقيقك األخيره‪..‬‬
‫إتسعت عينا لوكا بغضب ولف على جهته ملوحا ً بالخنجر فتفاداها دارسي ُمجددا ً ببراع ٍة‬
‫مدروسه وهو يقول‪ :‬أو على األقل هل كانت لديه وصية أخيره أو ال‪..‬‬
‫لوح لوكا بالخنجر مرارا ً وتكرارا ً وهو يقول‪ :‬إخرس‪..‬‬
‫كان سريعا ً ماهرا ً بتلويحاته دليل إستخدامه ال ُمحترف للسكاكين ولكنها مزقت اثاثه فقط بسبب‬
‫مهارات دارسي العالية في التفادي‪..‬‬
‫حتى آذته آخر تلوحي ٍة على طول ساعده األيسر جعلته يتراجع قليالً الى الخلف وهو يشد على‬
‫أسنانه بإنزعاج‪..‬‬
‫همس بعدها‪ :‬لن ألعب معك بعد اآلن‪..‬‬
‫وأخرج ُمسدسه ُمطلقا ً رصاصةً عبر كاتم الصوت ال ُمثبت على فوهته وبالكاد تفادى لوكا‬
‫الطلقة وهو يتدحرج الى الجهة األُخرى ولكن دارسي لم يترك له فُرصة أطلق ُمجددا ً مرةً‬
‫وأُخرى حتى أصابته الرصاصة الثالثة بعدما تفادى الثانية أيضا ً بصعوبه‪..‬‬
‫حيث إحتكت الرصاصة فيه قبل‬ ‫ُ‬ ‫صرخ لوكا صرخةً قصيرة من األلم وهو يشد على جانب بطنه‬
‫أن تستقر بالحائط‪..‬‬
‫ت بارده يقول‪ :‬خط حياتك ال ُمتهوره‬ ‫رفع عينيه الغاضبتين الى دارسي ليُبادله اآلخر بنظرا ٍ‬
‫يتوقف ُهنا‪..‬‬
‫وأطلق الرصاصة الرابعة دون أي تردد أو تأخير وقبل حتى أن يستوعب لوكا الموقف لتستقر‬
‫في بطنه ويصرخ بسببها صرخةً عاليه وهو يتهاوى على األرض‪..‬‬
‫أعاد دارسي ال ُمسدس لمكانه وهو ينظر الى لوكا الذي كان يُصارع األلم وتلك الدماء الحمراء‬
‫تتدفق بشد ٍة من جسده‪..‬‬
‫كان بإمكانه أن يُصوب على قلبه أو رأسه ليموت ميتةً سريعه ولكنه أصبح يحب رؤية‬
‫الضحية وهي تُصارع الموت هكذا‪..‬‬
‫إلتفت بطريقة حاده الى الخلف عندما سمع الباب يُفتح لتتسع عيناه بصدمه وهو يرى رين‬
‫تدخل الى الداخل حاملةً هاتفها بيدها‪..‬‬
‫رين ؟!! ُهنا واآلن!!‬
‫ت تنظر الى الموقف ال ُمفجع الذي أمامها‪..‬‬ ‫بينما رين كانت تتبع العنوان لتقف أخيرا ً للحضا ٍ‬
‫شاب رمادي الشعر ساقطا ً في بركة دمائه وأمامه ذاك القاتل أسود الشعر‪..‬‬
‫المشهد يتكرر!!‬
‫يتكرر ُمجددا ً!!‬
‫سقط الهاتف من بين يديها وهي تهمس برجفه‪ :‬لوكا‪..‬‬
‫إتسعت عيناها على ِوسعها وغطت أُذنها تُطلق صرخ ٍة مدوية جعلت لوكا الذي كاد يفقد وعيه‬
‫يفتح عيناه بالكاد وينظر بإتجاه الباب ‪ ،‬حاول فتح فمه ولكن لم يستطع‪..‬‬
‫وفقد حواسه كلها بعدها‪..‬‬
‫سرعة ليُطبق على فمها فهذه الفتاة‬ ‫في حين تقدم دراسي فور صراخها وأغلق الباب خلفها ب ُ‬
‫ستُسبب المشاكل إن سمعها أحد ال ُ‬
‫سكان!!‬
‫حاولت التملص منه وعيناها تغوران بالدموع وهي ترى عمها الذي كان كالصديق ال ُمقرب‬
‫منها جثةً هامده أمامها‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬ششش اخرسي اخرسي‪..‬‬
‫طرق الباب فجأه وأتى صوت إمرأ ٍة من خلفه تقول‪ :‬مرحبا ً ‪ ،‬هل من ُمشكل ٍة هنا ؟‬ ‫ُ‬
‫شد دارسي على أسنانه وحاول تغير صوته وهو يقول‪ :‬ال بأس ‪ ،‬رأت إبنتي فأرا ً قبل قليل‪..‬‬
‫المرأة من خلف الباب‪ :‬اووه تكثر الفئران في االسطح ‪ ،‬هل أستدعي لك البواب ؟‬
‫دارسي‪ :‬كال شُكرا ً لك وكوني حذره فهو يحوم حول الباب وقد يخرج من تحته في أي لحضة‪..‬‬
‫هذه الجملة جعلتها تُخرج صوتا ً دليل القرف وتبتعد فورا ً من المكان‪..‬‬
‫ت ُمرتجف قائله‪ :‬إنك تفعلها ُمجددا ً !!! ال‬ ‫عضته بقوه فأبعد يده بسرعه من األلم لتصرخ بصو ٍ‬
‫تسرق عائلتي مني !! ال تسرق أحبابي مني!!‬
‫دفعها على الحائط عندما كادت تجري بإتجاه لوكا وثبتها عليه يقول لها‪ :‬اسمعي!!‬
‫ب‬
‫بصقت في وجهه وهي تبكي وحاولت دفعه وهي تصرخ في وجهه فشد على أسنانه بغض ٍ‬
‫شديد وثبتها ُمطبقا ً يده على فمها يقول‪ :‬لديك خياران ليس إال ! هو يُصارع الموت ‪ ،‬يُمكنك‬
‫إنقاذه وإستدعاء اإلسعاف ألجله ولةن بشرط وإال فسأجعلك ترينه وهو يُغادر العالم ببطئ‪..‬‬
‫توقفت عن ُمحاولة الهرب وهي تنظر إليه بصدمه فلقد ضنت بأنها فقدته لألبد‪..‬‬
‫ت ُمرتجف‪ :‬لك ما تُريد لكن دعني أُنقذه أرجوك‪..‬‬ ‫أبعدت يده عنها تقول بصو ٍ‬
‫دارسي‪ :‬لن يحدث قبل أن تُجيبيني عن أسئلتي‪..‬‬
‫ت مرتجف وبنبر ٍة باكيه‪ :‬ارجوك سأُجيبك ولكن دعني أنقذه ‪،‬‬ ‫حاولت التملص منه تقول بصو ٍ‬
‫أقسم لك بأني سأُجيبك‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬سقطنا في هذا الفخ عدة مرات ‪ ،‬عمك يموت يا رين وحتى اآلن كُل ما تُفكرين به هو‬
‫خداعي ؟ هل حياته غير ُمهم ٍة إلى هذه الدرجه ؟!‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬يكفي اخبرني ماذا تُريد بسرعه !!! قلها بسرعه‪..‬‬
‫دارسي‪ :‬سر آليس ‪ ،‬السر الذي يجعل اليروفيسور يُجاهد للوصول إليه‪..‬‬
‫جسدها بالكامل يرجف وعينيها فقط خلف دارسي حيث عمها ُهناك بدون حركة بوسط دماء‬
‫تزداد بشك ٍل ملحوظ‪..‬‬
‫ال مجال حتى للتفكير‪..‬‬
‫أجابته تقول‪ :‬يُريد إبنه ‪ ،‬ابنه من آليس التي هربت برفقته‪..‬‬
‫وبعدها دفعته بسرعه لتذهب الى لوكا تاركةً دارسي في ق ّمة صدمته من كلمتها هذه‪..‬‬
‫جسدها انتفض وهي ترى وجهه الذي يخلو من أي معالم الحياة وضعت أذنها على صدره‬
‫وهي تشهق مرارا ً قائله‪ :‬أرجوك ال تتركني ‪ ،‬لوكا ال تتركني أرجوك‪..‬‬
‫لم تسمع شيئا ً ‪ ،‬لم تسمع صوت نبضات قلبه فشعرت بأنها تكا ُد تُجن وهي تصرخ فيه‪ :‬لوكــا‬
‫ال ترحل!!!!‬
‫وبشك ٍل يائس حاولت فعل ما فعلته ُمسبقا ً لصديقتها ‪ ،‬حاولت الضغط مرارا ً وتكرارا ً على‬
‫صدره ع ّل قلبه يُعاود النبض مر ٍة أُخرى وهي تقول‪ :‬إستيقظ ‪ ،‬إستيقظ ألجلي أرجوك ‪ ،‬إستيقظ‬
‫يالوكا أرجــوك إستيقــظ!!!‪..‬‬
‫صرخت بآخر ُجمل ٍة بشك ٍل يائس ليرتجف جسدها عندما الحظته فجأه سعُل دما ً وتوقفت حركته‬
‫بعدها‪..‬‬
‫تسارعت انفاسها وهي تضع إذنها ُمجددا ً على صدره لتسمع ذاك القلب ينبض بشك ٍل ضعيف‪..‬‬
‫مدت يدها تلتقط هاتفه القرب منها وعندما كادت أن تضغط على رقم اإلسعاف سحب دارسي‬
‫الهاتف منها لتلتفت إليه بسرعه قائله‪ :‬توقفف !!! أجبتُك فلما تفعل معي هذا!!!‬
‫دارسي‪ :‬أخبريني عن مكانه وسأُعيد الهاتف‪..‬‬
‫حاولت رين سحب الهاتف وهي تضربه قائله‪ :‬ال أعلم ال أعلم أعطني إياه!!!‬
‫دارسي بحده‪ :‬إنه يموت وكًل ما تُفكرين به هو الصمت!!!‬
‫شعرت بأنها ستُجن من أفعاله لتصرخ في وجهه‪ :‬عنوان شقته ب ُمالحظات هاتفي صدقني‪..‬‬
‫حاولت سحب هاتف لوكا ولكن دارسي أحكم قبضته على الهاتف يقول‪ :‬إياك والكذب ‪ ،‬ألني‬
‫سأُرسل شخصا ً يتبع سيارة اإلسعاف وسيقتل عمك في المشفى إن إكتشفتُ كذبك علي‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً وكأنها تقول بأنها ال تكذب ففعالً أكثر ما يُهمها اآلن أال يموت فردا ً آخر‬
‫فإبتسم ومن ثُم رمى الهاتف لها فإلتقطته وإتصلت فورا ً باإلسعاف بينما تقدم دارسي وأخذ‬
‫هاتفها ‪ ،‬وجد العنوان بالفعل كما قالت فأرسلها على رقمه ورمى هاتفها قبل أن يُغادر المكان‬
‫تاركهم خلفه فهاهو أخيرا ً حصل على ُمراده‪..‬‬
‫وإقتربت أهدافه من أن تتحقق‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:55 pm‬‬

‫دخل آلبرت الى الغُرفة دون أن يطرق الباب ليرفع حاجبه عندما رأى كين ينام بطريق ٍة خاطئة‬
‫على األريكه وأمامه الطاولة مقلوبه وقد كُسر ما عليها من زجاج‪..‬‬
‫تقدم وجلس بالقُرب منه يقول‪ :‬كين ؟‬
‫إستيقظ كين فورا ً بفزع ليعقد آلبرت حاجبه يقول‪ :‬مابك ؟ هل كان ُحلما ً سيئا ً ؟‬
‫نظر كين إليه بضياع يُحاول إستيعاب الموقف ليتذكر تهديد جينيفر وينظر فورا ً الى الساعة‬
‫ليجدها قاربت الحادية عشر ليالً‪..‬‬
‫عاود النظر الى أخيه بقلق من سبب قدومه وهو يقول‪ :‬ماذا حدث ؟ هل حدث شيء سيء‬
‫لفرانس ؟ او ألي أح ٍد آخر ؟‬
‫رفع آلبرت حاجبه يقول‪ُ :‬منذ متى وأنت ُمتشائم هكذا ؟‬
‫ورغم إجابة آلبرت التي تدل على عدم حدوث شيء إال أن القلق ال زال يأكله‬ ‫بلع كين ريقه ُ‬
‫تماما ً‪..‬‬
‫سيحدث شيء سيء قريبا ً ‪ ،‬هو واثق‪..‬‬
‫بقي آلبرت ينظر إليه لفتره ثُم سأل‪ :‬لما لم تنزل لتناول طعام العشاء ؟ قالت جينيفر بأنك‬
‫رفضت األمر ‪ ،‬أصبحتَ تتجنب وجباتك كثيرا ً ‪ ،‬أنظر الى جسدك كم أصبح هزيالً‪..‬‬
‫شد على أسنانه ولم يتحدث‪..‬‬
‫هزيالً ؟!!‬
‫سكر ال ريب ُرغم أنه ال‬ ‫أنه منذ األمس بالكاد يُسيطر على الدوخة التي تأتيه ‪ ،‬انه بسبب ال ُ‬
‫يعرف كيف يكون هذا المرض وكيف هي أعراضه‪..‬‬
‫سحقا ً لها ولجان ولُكل ال ُمجرمين أمثالهم!!‬
‫ُ‬
‫آلبرت بهدوء‪ :‬هل أنتَ مريض ؟‬
‫صدم كين من سؤاله وقال بسرعه‪ :‬كال ‪ ،‬ولما أكون مريضا ً ؟‬ ‫ُ‬
‫آلبرت‪ :‬إذا ً لما ذهبت الى العيادات الخاصة ؟‬
‫دُهش كين منه ‪ ،‬هل تتبع األماكن التي ذهب إليها ؟!!‬
‫كيف فكر بأمر السائق!!‬
‫كين‪ :‬ال ‪ ،‬فقط ألم باألسنان‪..‬‬
‫تحدث‪..‬‬
‫تحدث وأخبره بسرعه أيها األحمق!!!‬
‫عقله يحثه على الكالم وإخبار أخاه بكُل شيء ولكن قلبه يرفض ذلك‪..‬‬
‫فلقد رأى بعينيه مدى ُرعب هذان اإلثنان ‪ ،‬ال يُريد ألخاه أي ضرر‪..‬‬
‫لقد تضرر هو وإنتهى األمر فلما يجر شخصا ً آخر أيضا ً ؟‬
‫إذا ‪ ....‬هل يستسلم ؟‬
‫ال يُريد اإلستسالم ولكن الهجوم لن يضره هو بل من حوله!!‬
‫شد على أسنانه وهو يتذكر جملتها عصر اليوم‪:‬‬
‫"ال تكن أنانيا ً ‪ ،‬أنتَ من حشر نفسه في شؤوني لذا عليك تحمل العواقب ‪ ،‬وكُلما تماديت أكثر‬
‫كُلما كانت العواقب أكثر سوءا ً ‪ ..‬ال تجر غيرك الى أخطائك وال تِحمل اآلخرين ذنوبك ! تحملها‬
‫بنفسك"‬
‫أجل ‪ ..‬عليه أال يكون أنانيا ً‪..‬‬
‫هو ال ُمخطئ وهو من أصر على التدخل بشؤونها ُرغم تحذيرات آلبرت ال ُمتكرره له‪..‬‬
‫لن يكون أنانيا ً ويُح ّمل أخاه فوق طاقته‪..‬‬
‫جالت في ذاكرته ُجملة إلبرت له يوم األمس‪:‬‬
‫"أولستَ أصغرنا ؟ ال بأس إذا ً بأن تتصف باألنانيه"‬
‫بضياع شديد‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫يشعر بضياع ‪،‬‬
‫بينما بقي آلبرت يُراقب وجهه لفترة قبل أن يقول‪ :‬لما تُقدم على ِمثل هذه التصرفات المجنونه‬
‫؟‬
‫صدم كين ونظر الى أخاه وهو ال يعلم مالذي يقوله!‬ ‫ُ‬
‫هل عرف ؟ ولكن ال سبيل ألن يعرف أصالً!!‪..‬‬
‫سأل بتردد‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫آلبرت‪ :‬أخبرني ريكس بهذا!‬
‫عقد كين حاجبه يقول‪ :‬ريكس ؟!! عن ماذا تتحدث ؟‬
‫آلبرت‪ :‬قالت الخادمة انك رأيتها تُراقبكم ‪ ،‬كان عليك أن تعرف بأنها ستُخبر أحدهم بما حدث‪..‬‬
‫أي خادمه ؟!!‬
‫هو ال يفهم ماذا يقصـ‪....‬‬
‫لحضه!!‬
‫تلك الخادمة كانت تُراقب ما حدث لتقوله لريكس وليس لجينيفر كما كان يتوقع!‬
‫أكمل آلبرت‪ :‬تفاجئتُ من إتصال ريكس يًخبرني بشك ٍل ُمختصر عن كونك أدخلت نفسك ب ُمشكل ٍة‬
‫مع جينيفر ! لما تفعل هذا ؟ بماذا إستفزتك لتقلب األمور كلها عليها ؟‬
‫بلع كين ريقه وما يُفكر به هو كم كان غبيا ً عندما توقع بان الخادمة ستُخبر جينيفر!‬
‫لو فكر قليالً ألمكنه اليوم الكذب عليها عندما سألته بقوله بأنه ال يعرف عما تتحدث ولربما‬
‫كانت األمور بصالحه!!!‬
‫سحقا ً لغبائه!!!‬
‫ُ‬
‫آلبرت‪ :‬تأكدتُ بأنك أرسلت الصور بالفعل لعمي عندما رأيتُه يتخلف عن طعام العشاء بدون‬
‫سبب كعادته ‪ ،‬ووجه جينيفر اليوم لم يكن طبيعيا ً ‪ ،‬إنها ُمشكلة تخصهما فال شأن لك بها ‪ ،‬لما‬
‫تُصر على إفتعال المشاكل معها هكذا!‬
‫كين بهدوء‪ :‬إنها إمرأة خائنه ‪ ،‬تستحق أن يتم كشفها!‬
‫آلبرت‪ :‬ولما أنت من يفعل هذا !! تلك إمرأة مجنونه فلما تتصادم معها ؟‬
‫لم يُجبه كين فبقي آلبرت ينظر إليه لفتره ثُم قال بهدوء‪ :‬أعلم بأنك لن تفعلها مالم تؤذك هي‬
‫بال ُمقابل ‪ ،‬لهذا كُنتَ بتلك الحالة باألمس ‪ ،‬أخبرني ‪ ،‬ماذا فعلت بك ؟‬
‫لم يتحدث كين‪..‬‬
‫إنه ُمصر على الصمت كما كان يتوقع‪..‬‬
‫تنهد وسأل‪ :‬أال تثق بي لهذه الدرجة ؟‬
‫أشاح كين بنظره بعيدا ً يقول‪ :‬ليس باألمر الجلل ‪ ،‬إنتهى األمر عند هذا الحد ال تقلق لن أفعل‬
‫أي تصرف أحمق بال ُمستقبل‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬إن كان إنتهى فلما ال تواجهني وجها ً لوجه وتقولها ؟ لما تتحاشى النظر إلي ؟‬
‫صمت قليالً ثُم قال‪ :‬هل تم تهديدك ؟‬
‫لم يُجبه فحاول آلبرت السيطرة على غضبه يقول‪ :‬أخبرني بماذا هددتك ؟‬
‫وأيضا ً لم يُجبه‪..‬‬
‫إنزعج آلبرت فلم يعد يُطيق الصبر ‪ ،‬أمسك فكه ولف وجهه لينظر الى عينيه قائالً وهو يشد‬
‫على كلماته‪ :‬هل يُسعدك كونها ال ُمنتصره ؟ هل ترضى بأن يكون أحد أبناء ريكسوفر تحت‬
‫رحمة تهديدها ؟!‬
‫إرتجف كين من سؤاله األخير وهو يقول‪ :‬كـ كال‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬إذا ً تحدث ‪ ،‬ال تكن جبانا ً ‪ ،‬إن كُنتَ تُريد أن تُصبح مثل والدنا عندما تكبر فعليك أن‬
‫تتصف بصفاته ‪ ،‬وال ُجبن حتما ً لم تكن إحدى صفاته‪..‬‬
‫ت حاد‪ :‬كيــن!!‬ ‫أبعد كين نظره عنه فقال آلبرت بصو ِ‬
‫برعب ونظر إليه ُمجددا ً والضيق الشديد يمأل صدره بالكامل‪..‬‬ ‫جفُل ُ‬
‫ال يُريد ‪ ....‬يُريد التحدث ولكنه ال يستطيع‪..‬‬
‫خائف ‪ ..‬خائف وحائر‪..‬‬
‫كرر آلبرت سؤاله بهدوء يقول‪ :‬ماذا فعلت بك جينيفر لتكسرك هكذا ؟! بماذا هددتك لدرجة أن‬
‫ترفض الحديث الى هذه الدرجه ‪..‬؟‬
‫بلع ريقه وعندما فتح فمه ظهر صوتها في عقله وهي تقول‪:‬‬
‫"إن تماديت ُمجددا ً ولو بكلم ٍة واحده سيتكفل جان بإنهاء حياة فرانس"‬
‫بدالً من الحديث وجد نفسه يهمس قائالً‪ :‬فرانس‪....‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه يقول‪ :‬مابه فرانس ؟‬
‫كين بتوتر تام‪ :‬ستقتُله‪..‬‬
‫توسعت عينا آلبرت للحضه بينما ظهرت الرجفة في صوت كين وهو يقول‪ :‬ستقتُله إن تحدثت‬
‫‪..‬‬
‫ُجن جنون آلبرت من جملته هذه ومن صوته الخائف وهو يقولها!!‬
‫األمر بحق يبدو أكبر مما يتخيل‪..‬‬
‫أمسك آلبرت بكتفيه يقول‪ :‬كين ال تقل هذا !! لن يُمكنها المساس به ‪ ،‬فقط أخبرني وأنا‬
‫سأتكفل بكُل هذا!!‬
‫هز كين رأسه نفيا ً وهو يقول بصوته المرتجف‪ :‬إنها ُمرعبه يا آلبرت ‪ ،‬ستفعلها ‪ ،‬ستفعلُها‬
‫صدقني‪..‬‬
‫آلبرت بحده‪ :‬أخبرتُـك أال تكـون جبانـا ً!!!‬
‫ي أكثر!!!‬ ‫صرخ كين‪ :‬أخي أرجوك ال تضغط عل ّ‬
‫عض آلبرت على شفتيه ولم يستطع أن يصرخ في وجهه ُمجددا ً‪..‬‬
‫إحتضنه بهدوء يقول‪ :‬آسف ‪ ،‬حسنا ً إهدأ ‪ ،‬لن أسألك ُمجددا ً‪..‬‬
‫تشبث كين به ولم يقل شيئا ً‪..‬‬
‫سعيد لكون أخاه توقف عن الضغط عليه بينما في داخله رغبةً عارمه بأن يسأله أخاه أكثر‬
‫وأكثر‪..‬‬
‫ولكنها رغبةً ستؤلمه ليس إال‪..‬‬
‫أغمض آلبرت عينيه يُحاول تهدئة نفسه قبل أن يفتحها ُمجددا ً بنظر ٍة باردة تعلوها وهو يهمس‬
‫بداخله‪" :‬الى درجة التهديد بالقتل ؟ جينيفر أثرتي اآلن شخصيتي السيئة التي ترغب بتمزيقك‬
‫ت أقرب مما تضُنين"‬ ‫الى أشالء وصدقيني سيحدث هذا بوق ٍ‬

‫***‬

‫‪11:00 pm‬‬

‫لم ينتظر دارسي أكثر‪..‬‬


‫العنوان اصبح بين يديه فلما ينتظر بينما قد تتصرف رين وتُخفيه عن أنظاره ُمجددا ً ؟‬
‫ما إن أخذ العنوان حتى إتجه الى الشقة ُمباشرةً وهو حتى اآلن ال يُمكنه التصديق بأن بال ِفعل‬
‫ُهناك طفل للبروفيسور!‬
‫عالقتهما بدت أقوى من هذا ‪ ،‬وتنازل البروفيسور عن الكثير من األمور ألجلها‪..‬‬
‫كان من الواضح أنه عشقها الى حد الثماله ولكن أن يصل األمر الى وجود طفل!‬
‫إبتسم بهدوء هامساً‪ :‬البروفيسور العظيم الذي ال يستطيع أحد التفوق عليه يمتلك نُقطة ضعف‬
‫كبيرة كهذه ؟‬
‫توقف أمام الشقة ورن جرسها‪..‬‬
‫وفي الداخل كان يجلس على األريكة شارد البال وما إن رن الجرس حتى تعجب ممكن قد يأتي‬
‫بمثل هذا الوقت‪..‬‬
‫ال يوجد سوى رين ‪ ،‬ولكن هل أتت بسرعه ؟‬
‫بدى له من كالمها بأنها ستتأخر‪..‬‬
‫وقف وذهب الى الباب ليفتحه دون حتى أن ينظر عبر العين السحريه ليجد في وجهه دارسي‬
‫‪..‬‬
‫صدم حال رؤيته في حين إختفت إبتسامة دارسي وهو ينظر الى هذا الشخص الذي يستحيل أن‬ ‫ُ‬
‫يكون إبن البروفيسور!!!‬
‫عقد حاجبه ليقول بعدم إستيعاب‪ :‬ال ُمحقق ال ُمزعج!‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 62‬‬

‫غرفة العمليات وهي ُمنحنيةً تستند على ُركبتيها‬ ‫تجلس على الكُرسي أمام باب المدخل الى ُ‬
‫وعيناها الحمراوتين ضائعتان بالفراغ‪..‬‬
‫إهتز الهاتف في جيبها فرمشت بعينيها تُحاول العودة الى الواقع‪..‬‬
‫نظرت حولها قليالً ثُم الى باب العمليات ولم ترى أي أحد يخرج منها‪..‬‬
‫عضت على شفتيها وقبضت على كفيها وهي تسند رأسها عليهما هامسه‪ :‬أرجوك ‪ ،‬أرجوك‬
‫كُن بخير ‪ ،‬ال تمت بسببي كما ماتت آري ‪ ..‬أرجوك لوكا‪..‬‬
‫وعاودت الرجفة تسكن جسدها والخوف الشديد ينهش قلبها‪..‬‬
‫أبعدت رأسها بهدوء عندما تذكرت بأن هاتفها إهتز قبل قليل ُمعلنا ً وصول رسال ٍة نصيه‪..‬‬
‫مكتوب فيها ‪" :‬ما أسهل من موت مريض‬ ‫ٌ‬ ‫رقم غريب‬
‫أخرجته وفتحت الرسالة التي كانت من ٍ‬
‫في المشفى ‪ ،‬كوني ُمستعدة لرحيله"‬
‫تنظر الى هذه ال ُجملتين بفراغ حتى إستوعبت تدريجيا ً كونها رسالة تهديد ُمرسلةٌ من دارسي‬
‫من دون شك!‬
‫ت أحدهم يقول‪ :‬نحنُ من الشُرطه‪..‬‬ ‫أغلقت الهاتف ورفعت رأسها فور سماعها لصو ِ‬
‫وقفت وإختبأت بينما قامت الممرضه بإخبار الشُرطي عن غرفة العمليات التي حضر إليها‬
‫ال ُمصاب بعيار ناري قبل نصف ساعه‪..‬‬
‫غرفة العمليات فلم يجد أحدا ً‪..‬‬ ‫تقدم الشُرطي وصديقه ونظر أمام ُ‬
‫قيل له بأن الفتاة التي إتصلت على اإلسعاف ُهنا!‬
‫ب ِرسال ٍة طويله الى أحدهم ومن ثُم ضغطت على إرسال‬ ‫بينما إتكأت رين على الجدار وهي تكت ُ ُ‬
‫‪..‬‬
‫**‬

‫قبل هذا بدقائق قليله‪..‬‬


‫تالقت أعينهما لفتره‪..‬‬
‫بدأ ثيو يشعر ببعض الحذر وهو يتسائل في نفسه عما قد يُحضر دارسي الى ُهنا في مثل هذا‬
‫الوقت!‬
‫في حين دارسي ‪ ....‬كان يشعر بالغضب الشديد‪..‬‬
‫لقد تم خداعه‪..‬‬
‫لقد ُخدع!‬
‫ُرغم كونه حاصرها وأوصلها الى نُقطة اإلنهيار التام إال أنها خدعته!‬
‫موقف صعب يكسر ال ِكبار ومن ال ُمفترض أنه شل عقلها وتفكيرها وأصابها‬ ‫ٍ‬ ‫لقد كانت في‬
‫بالجنون إال أنها خدعته!!‬
‫قتل والدها ‪ ،‬وصديقتها ‪ ....‬لقد حرمها من أعز إثنين في حياتها!!‬
‫أن ترى شخصا ً ثالثا ً على وشك الرحيل كان كافيا ً ألن يجعلها تحت ضغطٍ كبير وعقلها يُفكر‬
‫فقط في من ماتوا ال أن يُفكر في خداعه!‬
‫هو حقا ً ‪ ...‬غاضب للغايه‪..‬‬
‫في حين ضاقت عينا ثيو وهو يُراقب تقلُبات وجهه الغاضبه ويتسائل في نفسه عن السبب‬
‫الذي يجعل دارسي يحضر الى شقته ؟!‬
‫هل جاء لقتله ؟ هذا هو الشيء الوحيد الذي يُمكنه أن يُفكر به ولكن القاتل لن يطرق الجرس‬
‫ويقف غاضبا ً بعدها!!‬
‫هل إذا ً إكتشفوا حقيقة الملف ؟ ولكن كارمن أخبرتُه بأن فيكتور فعلها وأحرقه حقا ً!‬
‫إذا ً ال مجال ألن يكتشفوا تزييفه فلما جاء ؟‬

‫تنهد دارسي وحاول التفكير بعقالنيه!‬


‫ُربما ‪ ،‬كان طفل البروفيسور محميا ً من قِبل ثيو ولهذا أعطته عنوان ثيو‪..‬‬
‫ُربما هو بالداخل أيضا ً!‪..‬‬
‫دارسي بهدوء‪ :‬مرحبا ً ‪ ،‬هل يُمكننا الحديث قليالً ؟‬
‫ثيو ليس أحمقا ً ليسمح ب ُمغتال شهير للدخول الى شقته في مثل هذا الوقت لذا إبتسم قائالً‪:‬‬
‫آسف ‪ ،‬الوقت ُمتأخر وأُريد أن أخلد الى النوم‪..‬‬
‫شعر دارسي بأن توقعه قد يكون صحيح وخاصةً بعد رفض ثيو‪..‬‬
‫قال ُمجدداً‪ :‬تخلد الى النوم في مثل هذا الوقت ال ُمبكر ؟ أم أنك تُحاول أن تكون قدوةٌ جيده‬
‫لألطفال ؟‬
‫ضاقت عينا ثيو يُحاول فهم مقصد دارسي ‪ ،‬لقد تأكد اآلن من وجود سبب حقا ً لقدومه ولكن‬
‫ماهو ؟‬
‫يبدو سببا ً غريبا ً حقا ً فما شأن األطفال لكي‪....‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه و ُخيل له بأن رين حقا ً فعلتها وأخبرتهم عن كونه يملك طفلة صغيرة‬
‫لهذا قال دارسي جملته الغريبة حيث كلمتا "أطفال" و "قُدوه! "‬
‫ال لحضه!‬
‫رين قد تكون فتاة عنيده و ُمزعجة ولكنها ليست سيئةٌ هكذا!!‬
‫حاول أن يُبعد هذا اإلحتمال من رأسه وهو يُقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أُحاول الحفاظ على صحتي لهذا‬
‫ت كافي ٍة في الليل ‪ ،‬هل يُضايقك هذا األمر في شيء ؟‬ ‫ألجئ لنوم ساعا ٍ‬
‫دارسي‪ :‬يُضايقني إصرارك على عدم السماح لي بالدخول‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬أعتقد بأنه منزلي لذا فيما قد تُضايقك بها رغبتي ؟‬
‫دارسي‪ :‬منزلك أو‪....‬‬
‫بعدها توقف عن الكالم‪..‬‬
‫كاد أن يقولك ُجملةٌ يُلمح فيها عن وجود شخص معه ولكن خشي أن يكون توقعه خاطئ‬
‫ويظهر حينها بمظهر األحمق أمام هذا ال ُمحقق ال ُمزعج‪..‬‬
‫رفع هاتفه النقال وكتب بعض الكلمات وأرسلها الى رقم رين فلقد أصبح ُمسجالً بهاتفه بعدما‬
‫أرسل منه العنوان‪..‬‬
‫من ردة فعلها سيعرف ما إن كان حقا ً الطفل بالداخل أم ال‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬هل قطعت كُل تلك المسافة لتقف هكذا أمام الباب ؟‬
‫س ٌر أمامنا!‬ ‫دارسي‪ :‬بل قطعتُها ألرى كيف يبدو وجهك وأنت خا ِ‬
‫أكمل بعدها‪ :‬ولكن وجهك كما كان دائما ً هذا غريب ‪ ،‬أو لحضه ‪ ،‬نسيتُ بأنك تخسر دائما ً لذا‬
‫سيكون وجهك كماهو عادةً‪..‬‬
‫سخري ٍة كهذه ؟ أجل عندما كُنتُ أدرس اإلعداديه‪..‬‬ ‫ثيو‪ :‬متى سمعتُ ُ‬
‫ت ُمبتذله ‪ ..‬علي أية حال متى‬ ‫سخريا ٍ‬ ‫دارسي بإبتسامه‪ :‬من ال ُمشين التهرب من الحقيقة ب ُ‬
‫ت ولم يأتي ‪ ،‬عليك أن تبدأ بإنجاب طفل‬ ‫ستنتصر ولو لمره ؟ إنتظرتُ هذا اليوم منذ سنوا ٍ‬
‫وتربيته جيدا ً كي يُكمل مسيرتك ال ُمستحيلة هذه‪..‬‬
‫رفع ثيو حاجبه يقول‪ :‬شُكرا ً على النصيحه ‪ ،‬سأُقدرها جيدا ً‪..‬‬
‫في حين بدأ اإلنزعاج يزداد بداخل دارسي من تجاهل رين لرسالته والذي يعني بأن أمر‬
‫إكتشافه لكذبتها ال يهمها‪..‬‬
‫لو لم تكن كاذبه لردت عليه فورا ً تشرح األمر‪..‬‬
‫ولكنها محض كاذب ٍة حقيره!‬
‫لحضه‪....‬‬
‫رفع عينيه الى ثيو وحقيقة إمتالكها لموقع ثيو ال يعني سوى كونها أصبحت في صفه!‬
‫هل يُخططان لشيء ؟‬
‫ال يُحب أن يبدأ الضحايا بالتحالفات ضدهم ‪ ،‬فهذا سيكون سيئا ً وخاصةً أن احدهم يملك مركزا ً‬
‫مهما ً واآلخر على علم بالكثير من األسرار‪..‬‬
‫عليه أن يُقدم على خطو ٍة حيال هذا األمر!‬
‫إبتسم دارسي بهدوء وغادر دون أن يقول أي شيء وهذا جعل ثيو يشعر ببعض الحذر‪..‬‬
‫أغلق الباب وهو يُفكر بسبب مجيء دارسي!‬
‫لحضه ! هل رأى رين وهي تدخل ولهذا قال جملته تلك ؟‬
‫هل يضنها بالداخل ؟‬
‫إن كان أجل فلما لم يدخل عنوة فهو يتوق الى قتلها!‬
‫ال يعلم لما ولكنه واثق بأنه يعرف بخصوص رين‪..‬‬
‫البد من أنه يتوقع كونهما يتعاونان‪..‬‬
‫عليه ان يكون من اآلن حذرا ً بهذا الشأن‪..‬‬

‫***‬

‫‪February10‬‬
‫‪1:12 am‬‬

‫بعد ُمنتصف الليل تقريبا ً‪..‬‬


‫دخل الى المنزل الواسع المساحة قبل نصف ساع ٍة تقريبا ً وبدأ يسمع ُمستجدات األمور‬
‫الصادمة التي حدثت في فترة سفره الى سينت دي‪..‬‬
‫إبتدائا ً بحضور دارسي ‪ ،‬ثُم إمساكهم لرين وهربها ‪ ،‬ومن ثُم إكتشافهم لكون باتريك من فعلها‬
‫‪ ،‬وقتل كارمن له ‪ ،‬ومن بعدها زيارة البروفيسور لهذا المساء الى المقر وأخيرا ً إنعزال كارمن‬
‫طالبةً أال يأتيها أحد لهذا اليوم بتاتا ً‪..‬‬
‫كُل هذا حدث في يومين فقط!!‬
‫تقدم الى القسم الخاص بزعيمة ال ُمنظمه وهو يهمس‪ :‬باتريك من هرب رين ؟ لم يدخل إبريل‬
‫المزحة الغبيه!‬ ‫بعد ليقوموا بإلقاء مثل هذه ِ‬
‫غرف ٍة متوسطة الحجم بإضاء ٍة خافته ويجدها تجلس بإهما ٍل على‬ ‫فتح الباب بهدوء ليدخل الى ُ‬
‫األريكة والخادمة تقف بالقُرب منها تُشغل نفسها بترتيب الطاولة‪..‬‬
‫تقدم بهدوء ليجد كارمن شاردة البال وأمامها كأس شراب وقد بدى وكأنها شربت الكثير‪..‬‬
‫جلس بهدوء على المقعد القريب منها فالحظت وجوده‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬هل تُريد كأسا ً ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً فقالت‪ :‬إفعلها لمر ٍة من أجلي‪..‬‬
‫أجابها‪ :‬ال أُحبها ‪ ،‬ولما تشربين بال ُمقابل ؟ ستُدمرين جسدك‪..‬‬
‫سخريه وكان من الواضح بأنها نصف ثمله‪..‬‬ ‫إبتسمت كارمن ب ُ‬
‫ُهنا شعر ريكس بأنها قد تكون فُرصته الوحيدة في سحب كُل ما يُريده من المعلومات منها فهو‬
‫لم يراها تُكثر من الشراب من قبل‪..‬‬
‫يتسائل هل السبب هو زيارة البروفيسور ؟ وماذا حدث في الزياره ؟‬
‫صبي لي واحدا ً آخر‪..‬‬ ‫نظرت الى الخادمه تقول‪ُ :‬‬
‫ريكس‪ :‬ألن تتوقفي ؟ ليس من الجيد أن يراك اآلخرون في هذه الحاله‪..‬‬
‫كارمن‪ :‬منعتُ الجميع من القدوم الى ُهنا‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬لحضه ‪ ،‬لما أنتَ ُهنا ؟‬
‫تنهد ريكس ولم يُعلق فهزت رأسها تقول‪ :‬آه نسيت ‪ ،‬مات باتريك ‪ ،‬تقريبا ً أنت ذراعي األيمن‬
‫من بعده ‪ ،‬يحق لك الدخول‪..‬‬
‫سألها‪ :‬ولما مات ؟‬
‫يحتاج ألن يعرف السبب الحقيقي فمسألة إنقاذه لرين هي قصة خياليه يستحيل أن يصدقها!‬
‫تنهدت كارمن تقول‪ :‬وااه أنتَ تسألني لما قتلتُه ؟ أنتَ من بين الجميع ؟!! كم هذا ساخر‪..‬‬
‫عقد حاجبه فهو لم يفهم قصدها في حين أكملت‪ :‬كيف كانت رحلتك ؟‬
‫ريكس‪ :‬جيده‪..‬‬
‫صمت قليالً ثُم قال‪ :‬غريب ما الذي جعل البروفيسور يُفكر في زيارة هذا المكان ؟‬
‫كارمن‪ :‬أنت ُمحق ‪ ،‬كان األمر غريبا ً ‪ ،‬لما فعل ذلك ؟‬
‫لم يُعلق ‪ ،‬فحتى وهي شبه واعيه لم تقل شيئا ً ُمفيدا ً ويخشى أن تُالحظ إصراره وتبدأ بالشك‪..‬‬
‫ت قال لها‪ :‬الخونة كثيرون في ال ُمنظمه‪..‬‬ ‫بعد فتر ِة صم ٍ‬
‫رفعت عينيها إليه بعدما شردت ُمجددا ً فأكمل‪ :‬أتسائل هل ُهناك جماعةً ُمتخصصة بقتلهم ؟‬
‫رفعت إحدى حاجبيها تقول‪ :‬ولما تكون ُهناك مثل هذه الجماعه ؟ ستكون إعتراف على أننا‬
‫نملك الكثيرون منهم ‪ ،‬كال ال يوجد‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وكيف إذا ً يتم التخلص منهم ؟ القادة يقتلونهم كما حدث معك عندما تخلصتي من‬
‫باتريك ؟ دائما ً أسأل نفسي هذا السؤال‪..‬‬
‫نظرت إليه لفتر ٍة قبل أن تقول‪ :‬تُريد معرفة من قتل آليس ؟‬
‫إنصدم من تخمينها ُرغم أنه حاول أال يسأل ُمباشرةً!!‬
‫هذا وهي بنصف عقلها أيضا ً ‪ ،‬كيف يُخرج نفسه من األمر فهو ال يُريد منها أن تبدأ بالشك في‬
‫هدف إنظمامه‪..‬‬
‫أعرف كُل شيء والفضل يعود لباتريك‬ ‫ُ‬ ‫إبتسمت وهي تراه يُحاول جاهدا ً إخفاء صدمته وقالت‪:‬‬
‫‪..‬‬
‫عقد ريكس حاجبه وهو ينظر الى عينيها التي بدأت تغوصان بالفراغ قبل أن تهمس بهدوء‪:‬‬
‫هل أنتَ خائن ياريكس ؟‬
‫هذا ما كان يخشاه!‬
‫ال يُمكنه اإلنكار وهو ال يعلم مقدار ما تعرفه وخاصةً أنها ذكرت إسم ذاك ال ُمزعج باتريك‪..‬‬
‫سخريه تقول‪ :‬عجبا ً ‪ ،‬ما يحدث بداخل ُمنضمتنا مهزلةً ال أكثر‪..‬‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫تقولها وهي تصف نفسها قبل أن تصف جميع الخونة الذين ظهروا على الساحه‪..‬‬
‫نظرت الى عينيه واإلبتسامة ال تزال على شفتيها تقول‪ :‬أمقُت الخائنين كثيرا ً ! عندما ظهرت‬
‫تلك اآلليكس كخائنه كرهتُها جدا ً ‪ ،‬بل كرهتُها قبل ذلك حتى ‪ ،‬أن تأتي فتاةً من الفراغ وتصعد‬
‫الرتب بسرعه !! كان األمر ُمزعجا ً للجميع ‪ ،‬كانت األفضل لهذا كان لها الكثير من‬ ‫سلم ُ‬
‫األعداء ‪ ،‬وإزدادوا عندما بدى واضحا ً بأن البروفيسور يُفضلها لدرجة أنه أصبح يستشيرها‬
‫في كثير من األمور ‪ ،‬الكُل رغب بإختفائها ‪ ،‬وفجأه تظهر كخائنة وتُسبب كُل تلك الزعزعة قبل‬
‫خمسة عشر عاما ً تقريبا ً‪....‬‬
‫توقفت لفترة قبل أن تقول‪ :‬يا إلهي ‪ ،‬هل مر كُل هذا الوقت ؟! لما أشعُر وكأنه كان باألمس ؟‬
‫تنهدت وأكملت‪ :‬لذا حين إكتشافهم لكونها خائنه ‪ ....‬الكُل رغب بقتلها ‪ ،‬وزادت رغبتهم بقتلها‬
‫أكثر عندما صدمهم أمر البروفيسور بأال يتدخلوا بأمرها !! كانت إمرأة خائنه ُمزعجه ‪ ،‬حقيقةً‬
‫لم أكن أُحبها بتاتا ً‪..‬‬
‫يوم ما‬‫إبتسمت دون تعليق لفتره ثُم قالت‪ :‬كم هذا ساخر ‪ ،‬يُقال بأن أكثر ما تكرهه ستفعله في ٍ‬
‫‪..‬‬
‫الرتب وتُصبح قريبا ً‬ ‫رفعت عينيها ُمجددا ً الى ريكس تقول‪ :‬ماذا كُنت تُخطط ألن تفعل ؟ تصعد ُ‬
‫جدا ً من البروفيسور وتقوم وقتها بفعل ما فعلَته والدتك وتقلب ال ُمنظمة ُمجددا ً ؟ لهذا كُنتَ‬
‫تُصر ألن تُصبح مرئيا ً من ِقبلي كي يسهل عليك التقدم بهدفك ؟‬
‫لم يُعلق بتاتا ً على كالمها‪..‬‬
‫صدمته بكونها تعرف عن خيانته وعن كونه يسعى لمن قتل والدته ‪ ،‬ال يعلم كيف عرفت هذا‬
‫ولكن هذا ليس الوقت ال ُمناسب للدفاع‪..‬‬
‫ت من قتلها ؟‬ ‫سألها بهدوء‪ :‬تكرهين الخونه ‪ ،‬إذا ً هل كان أن ِ‬
‫ت مسموع دون أي تعليق‪..‬‬ ‫إبتسمت لسؤاله قبل أن تضحك بصو ٍ‬
‫إنتظرها حتى تنتهي وتتحدث ولكنها بعد إنتهائها من الضحك لم تتحدث بل شاردة البال تماما ً‬
‫‪..‬‬
‫لما ال تُجيبه ؟! هل كانت هي أم ماذا ؟‬
‫ت من قتلها ؟‬ ‫سألها ُمجدداً‪ :‬هل كان أن ِ‬
‫رفعت عينيها إليه تقول‪ :‬ماذا ستفعل عندما تعرف من قتلها ؟ تقتُله ؟ أم تُعطي ثيو اإلسم وهو‬
‫يجره الى العداله ؟‬
‫من ّ‬
‫عقد حاجبه مستنكرا ً من ذِكر ثيو فلما رأت إستنكاره قالت‪ :‬إذا ً أنتَ بالفعل كُنتَ تعمل منفصالً‬
‫عنه ! إذا ً لما يطلب مني ُمساعدتك ؟ ُهناك شيء خاطئ‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬عن ماذا تتحدثين ؟‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬هل هدفك فقط اإلنتقام ؟ عرفتَ القاتل ماذا ستفعل بعدها ؟ تنتقم وماذا‬
‫بعدها ؟ تبقى في ال ُمنظمه ؟ تنقلب عليها ؟ تهرب بعيدا ً ؟ ماذا ؟‬
‫خبرك بما أنوي فعله‪..‬‬ ‫ريكس‪ :‬أخبريني من يكون وسأ ُ ُ‬
‫إبتسمت ثُم قالت‪ :‬أشعُر بالنُعاس ‪ ،‬سأذهب للنوم‪..‬‬
‫ظهر اإلنزعاج على وجهه يقول‪ :‬أجيبيني أوالً!‪..‬‬
‫طى ُمترنحه قبل أن تنحني هامسة له‪ :‬ماذا كانت صيغة سؤالك ؟ "من‬ ‫وقفت ثُم تقدمت منه ب ُخ ً‬
‫قتلها" صحيح ؟ ركز في الصيغه جيدا ً ‪ ،‬حينها ستعرف هذه األمور من إختصاص من‪..‬‬
‫ثُم وقفت وتجاوزته في حين عقد حاجبه يُفكر في كالمها قليالً قبل أن تتسع عيناه بدهشه‬
‫ويقف بسرعة ُملتفتا ً إليها يقول‪ :‬أتقصدين بأن ُمغتاالً من فعلها ؟ هل كان دارسي ؟!!‬
‫إبتسمت وغادرت المكان دون أي رد‪..‬‬
‫بقي واقفا ً في مكانه وهو في أوج صدمته‪..‬‬
‫هل هذا معقول ؟!‬

‫***‬
‫‪7:12 am‬‬

‫تحم ُل حقيبتها ذاهبةً الى الكُليه‪..‬‬ ‫خرجت إليان من ُ‬


‫غرفتها ِ‬
‫الوقت ُمبكرا ً وأول ُمحاضراتها لن تبدأ قبل الساعة التاسعة ولكنها تُريد المرور بال ُمحامي أوالً‬
‫وتفعل ما نصحها به إدريان أن تفعله‪..‬‬
‫نزلت من الدرج ولكنها توقفت فجأه ُمنصدمه وهي ترى والدها في أسفه يه ّم بالصعود‪..‬‬
‫أول شيء فكرت به هو كين ورسالته التي فضحت والدتها!!‪..‬‬
‫لقد فعلها حقا ً ! كانت تعتقد بداخلها أنه ُربما قالها هكذا كتهديد ولكن مجيء والدها يعني بأنه‬
‫فعلها!‪..‬‬
‫رفع آليكسندر رأسه وعندما تالقت عينه مع إليان لم يقل شيئا ً بل صعد بهدوء ‪ ،‬مر من جانبها‬
‫ح سعيد‪..‬‬ ‫فبلعت ريقها تقول بإبتسامه ُمصطنعه مليئه بالتوتر‪ :‬مرحبا ً والدي ‪ ،‬صبا ٌ‬
‫آليكسندر بهدوء تام‪ :‬مرحبا‪..‬‬
‫وصعد الى األعلى ‪ ،‬النبرة الهادئه البارده الخالية حتى من نصف إبتسامه !! يُمكنها بوضوح‬
‫إستشعار كمية الغضب التي بداخله‪..‬‬
‫سحقا ً ‪ُ ،‬هناك أيام سيئه قادمه‪..‬‬‫ُ‬
‫لقد تحطمت األمور وال يُمكن إصالحها ‪ ،‬تتمنى أن ينتهي كُل شيء بسرعه وبأقل المشاكل‪..‬‬
‫أكملت نزول الدرج بهدوء وكُل ما تُفكر به اآلن الهرب فهي ال تحتمل رؤية غضب والدها‬
‫عندما يتأكد من وجود الطفل باألعلى‪..‬‬
‫إرتجف جسدها ُرعبا ً عندما علت صرخة والدها فجأه يقول بحده‪ :‬إلـيـان!!‬
‫إلتفتت الى الخلف وبعدها أخذت نفسا ً عميقا ً وصعدت الى األعلى وإتجهت الى حيث الصوت‬
‫لتجده في غرفة إيدن يقف في ُمنتصفها‪..‬‬
‫دخلت تقول "نعم" وعيناها تدوران في المكان ُمندهشة من إختفاء إيدن وكُل ما يتعلق به!!‬
‫طنها أحد‪..‬‬ ‫غرفة مهجورة ال يق ُ‬ ‫وكأنها ُ‬
‫نظر آليكسندر إليها يقول بهدوء يُحاول فيها أال يُظهر نبرة الغضب‪ :‬سأتجاوز مسألة معرفتك‬
‫بوجود طف ٍل غير شرعي وبكتمانك بمثل هذا األمر عني لذا أجيبيني بصدق ‪ ،‬أين هو ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬ال أعلم‪..‬‬
‫ظهرت الحدة في صوته يقول‪ :‬أصبحتُ أعلم بالفعل لذا كُفي عن التستر على مصائب والدتك‬
‫!‪..‬‬
‫تكره هذا ‪ ،‬تكره عندما يُحدثها والده بنبرة اإلتهام هذه‪..‬‬
‫أجابته بهدوء‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬متى كذبتُ عليك من قبل حتى ال تُصدقني اآلن ؟‬
‫توقف ولم يُجبرها أكثر ‪ ،‬إنها إبنته الوحيدة ويعرف كم هي حساسة تجاه المشاكل ولذا لم يُرد‬
‫أن يضغط عليها أكثر وخاصةً في أيام اإلستعدادات لإلمتحانات النهائيه فهذا سيُسبب لها‬
‫إنتكاسة دراسية ليس إال‪..‬‬
‫قال لها بهدوء‪ :‬يُمكنك الذهاب‪..‬‬
‫ما إن خرجت حتى إنتظر لثواني يتفقد المكان بنظراته ثُم خرج ُمتجها ً الى غرفة ريكس فلقد‬
‫رأى سيارته باألسفل قبل أن يدخل الفيال‪..‬‬
‫آن واحد‪..‬‬‫ظلمه والبرودة في ٍ‬ ‫فتح الباب دون طرقه ليجد الغُرفة شديدة ال ُ‬
‫نوم عميق‪..‬‬ ‫شغّل إحدى األنوار وتقدم من السرير يُبعد اللحاف عن وجهه ليجده يغط في ٍ‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً ليقول بعدها‪ :‬ريكس‪..‬‬
‫ت أعلى أيقظ ريكس من نومه ناظرا ً‬ ‫قطب ريكس جبينه للحضات فكرر آليكسندر ندائه بصو ٍ‬
‫الى مصدر الصوت‪..‬‬
‫ت يملؤه النوم‪ :‬هل عُدتُ الى طفولتي كي توقظني من‬ ‫تنهد عندما رأى والده وهمس بصو ٍ‬
‫النوم ؟‬
‫آليكسندر‪ :‬قم وأغسل وجهك أُريد ُمحادثتك‪..‬‬
‫وضع ريكس اللحاف على رأسه هامساً‪ :‬كُف عن لعب دور األب ودعني أنام قليالً‪..‬‬
‫إنزعج آليكسندر وقال‪ :‬ريكس أنتَ تتعمد إغضابي صحيح ؟‬
‫لم يُجبه ريكس فالنُعاس يغلبه تماما ً ‪ ،‬رفع آليكسندر نظره الى الساعة الجداريه ليقول بعدها‪:‬‬
‫متى ستستيقظ لتذهب الى عملك ؟ أم أنك أصبحتَ تُهمل الذهاب إليه ؟ هل علي الذهاب الى‬
‫ُهناك وتفقد األمور ؟‬
‫جلس ريكس وأخذ نفسا ً عميقا ً ليُصحصح من نفسه قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً إستيقظت ‪ ،‬ماذا ُهناك‬
‫مع هذا الصباح الباكر ؟‬
‫تقدم آليكسندر من أريك ٍة فردية بالقُرب من النافذه وجلس عليها يُشير لريكس بأن يأتي‬
‫ويجلس على األريكة األُخرى‪..‬‬
‫شعر ريكس ببعض اإلنزعاج فبعد خروجه أمس من عند كارمن بقي ُمستيقظا ً طوال الليل يُفكر‬
‫بكالمها بخصوص دارسي وبكيفية معرفتها بأمر خيانته وهل ستتخذ إجراءا ً ضده عندما يحل‬
‫اليوم التالي او ماذا‪..‬‬
‫لم ينم سوى قبل أقل ساعتين فحسب!‬
‫يُريد العودة للنوم ووالده يبدو بأن لديه حديث طويل معه ‪ ،‬يرجو أال يتعلق األمر بما حدث‬
‫البارحة مع كين‪..‬‬
‫وقف وتقدم يجلس ُمسترخيا ً ينظر إليه بعينين ناعستين توشكان على اإلغماض في أي لحضه‬
‫‪..‬‬
‫آليكسندر بهدوء‪ :‬هل كان لديك علم بأمر الطفل ؟‬
‫أشاح ريكس بعينيه فهاهو كما توقع سيتحدث عنه‪..‬‬
‫يشعر بأنه يُريد الذهاب و ُمشاجرت كين على إختياره لمثل هذا اليوم ليفضح جينيفر‪..‬‬
‫عقد حاجبه لفتره وهو يتسائل ما الذي فعلته جينيفر ليُقدم كين على هذه ال ُخطوه ؟ هو يستحيل‬
‫أن يفعلها مالم تستفزه هي أوالً‪..‬‬
‫في حين نظر آليكسندر بهدوء الى ردة فعل ريكس التي تعني بأنه يعرف بشأن الطفل أيضا ً‪..‬‬
‫إبتسم يقول بسخريه‪ :‬يبدو بأني األحمق الوحيد ُهنا الذي لم يكن يعرف أي شيء‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه يقول‪ :‬ليس األمر كذلك ‪ ،‬ال أعرف بشأن إليان وإدريان ولكني لم أكن ألعرف‬
‫بأمره لوال الحريق الذي حدث قبل عدة سنوات ‪ ،‬جينيفر إن أرادت أن تُخفي سرا ً عن أحد‬
‫فستفعل ذلك بكُل قوتها‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬ولهذا عرفتُ عنه من كين أصغر فرد بالعائله ؟!‬
‫كان أسلوبه ساخرا ً لم يستطع فيه ريكس أن يُجادله أكثر لذا فضّل الصمت فسأله آليكسندر‪ :‬لما‬
‫لم تُخبرني ؟‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬األمر ال يعنيني‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬وكأن شيئا ً في هذه العائلة يعنيك !! أصبحتَ تتصرف بال ُمبالة ُمفرطة وكأنك زائر‬
‫فيها ال أكثر!‬
‫أشاح ريكس بنظره وهو يستعد للشجار القادم الذي سيبدأه والده ‪ ،‬يتفهم كم كونه غاضبا ً‬
‫ولكن لما يفرغ غضبه عليه من بين الجميع ؟‬
‫هو فقط يُريد النوم قليالً ‪ ،‬إنه ال يطلب ال ُمستحيل!‬
‫في حين قال آليكسندر‪ :‬وماذا بخصوص فلور ؟ ماذا قصدت بكالمك ؟ جينيفر فعلتها ؟ حسنا ً‬
‫أعطني السبب‪..‬‬
‫يا إلهي ! كيف يطلب السبب وكُل ما يشغل تفكيره هو النوم ؟‬
‫أجابه‪ :‬ال فكرة لدي‪..‬‬
‫رفع آليكسندر حاجبه ثُم قال‪ :‬إذهب وإغسل وجهك ومن ثُم تعال‪..‬‬
‫تنهد ريكس قائالً‪ :‬حسنا ً جينيفر أصبحتُ ال أعرف كيف تُفكر ‪ ،‬إسألها هي ‪ ،‬ربما تمتلك سببا ً‬
‫غير الذي أعتقده ‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬وما الذي تعتقده ؟‬
‫الشمس لم تُشرق‬
‫ُ‬ ‫ريكس‪ :‬أعتقد بأن ال أحد يأتي ويستجوب إبنه في مثل هذا الوقت الباكر ‪،‬‬
‫بعد!‬
‫رفع آليكسندر حاجبه قليالً ثُم قال‪ :‬لقد أشرقت ‪ ،‬إليان ذهبت الى كُليتها ‪ ،‬إدريان باألسفل‬
‫يتناول إفطاره ‪ ،‬أنت وحدك النائم كـ‪...‬‬
‫وتوقف بعدها فقال ريكس‪" :‬كـ‪ "..‬ماذا ؟ هيّا لقد شتمتني كثيرا ً لم يتبقى سوى هذا ال تقلق‬
‫على مشاعري وأكمل‪..‬‬
‫تنهد آليكسندر يقول‪ :‬تُلقي النُكات أيضا ً‪..‬‬
‫بعدها صمت لفتره قبل أن يُكمل‪ :‬ماذا تعرف عنها ؟ لم تتحدث تلك الليلة إال ألنك تعرف الكثير‬
‫‪ ،‬أخبرني‪..‬‬
‫لم يُجبه ريكس فسأله آليكسندر‪ :‬كان جان صحيح ؟ والد الطفل‪..‬‬
‫لقد بحث عن األمر أيضا ً!‬
‫أجابه حينها‪ :‬أجل ‪ ،‬كان هو‪..‬‬
‫و ُهنا خطرت هذه الفكرة برأسه فأكمل‪ :‬ماذا ستفعل بشأنه ؟‬
‫لم يُجبه آليكسندر فقال ريكس‪ :‬هو بعد كُل شيء أخ أبنائك ‪ ،‬ما رأيُك لو تهتم به ؟‬
‫نظر آليكسندر إليه لفتره ثُم قال‪ :‬ولما تطلب هذا ؟ هل ُهناك امر ال أعرفه ؟‬
‫ريكس‪ :‬ليس األمر كذلك ولكن ‪ ...‬هو مريض ‪ ،‬وكونه إبن غير شرعي جعله يفقد اإلهتمام‬
‫الالزم‪..‬‬
‫صمت قليالً ثُم أكمل‪ :‬أخذ إبرةً عن طريق الخطأ وشُلت أطرافه السفلية بسببها وهو في ٍ‬
‫عمر‬
‫صغير للغايه ‪ ،‬كان وحيدا ً ومشلوالً وهذا جعل منه طفالً ُمكتئبا ً لدرجة أنه أضرم النار في‬
‫غرفته مرةً كي يقتل نفسه‪..‬‬ ‫ُ‬
‫إتسعت عينا آليكسندر للحضه وتذكر حينها التشوه الذي كان بوجهه‪..‬‬
‫يفوت وجباته بُغية الموت جوعا ً ‪ ،‬لو كان يملك قدمان سليمتان لرمى‬ ‫أكمل ريكس بهدوء‪ّ :‬‬
‫نفسه من النافذة أيضا ً ‪ ،‬حاولتُ التدخل ولكن ال عالقة لي بأمره ‪ ،‬والده كان يتدخل ويمنعني‬
‫دائما ً ‪ ،‬هو إبن لزوجتك ‪ ،‬يُمكنك أنت التدخل بأمره وفقا ً للقانون‪..‬‬
‫نعم ‪ ،‬هو يعلم بهذا‪..‬‬
‫ما دام الطفل ابن زوجته فهو قانونيا ً يُنسب إليه‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬ولما هو في منزل جينيفر وليس مع والده ما دام أنه يمنعك من التدخل بأموره ؟‬
‫لم يستطع ريكس أن يُخبره الحقيقه‪..‬‬
‫حقيقة تجارب جان وجينيفر ال ُمروعة تلك‪..‬‬
‫أجابه‪ :‬ال فكرة لدي‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬وأين هو اآلن ؟‬
‫الرواق‪..‬‬ ‫ريكس‪ :‬في الغُرفة بآخر ِ‬
‫آليكسندر‪ :‬ال أثر له ُهناك‪..‬‬
‫عقد ريكس حاجبه قليالً ثُم قال‪ُ :‬ربما ‪ ...‬ال أعلم‪..‬‬
‫سرعه ؟‬‫هذا واضح ‪ ،‬أخفته جينيفر ولكن متى فعلتها بهذه ال ُ‬
‫نظر آليكسندر إليه لفتر ٍة ليست بالقصيره قبل أن يقول بهدوء‪ :‬ريكس ‪ ،‬أنت تعلم أكثر من ذلك‬
‫بكثير صحيح ؟‬
‫لم يُجبه ريكس بشيء بل ظل صامتا ً دون تعليق‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬ماذا تعرف أكثر ؟‬
‫ريكس‪ :‬ال شيء يهمك‪..‬‬
‫آليكسندر‪ :‬تحدث‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬صدقني ليس بالشيء الذي قد يهمك ‪ ،‬ال بأس‪..‬‬
‫آليكسندر بحده‪ :‬قُلتُ تحدث!‪..‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬هذا ال يُبشر بخير!‬
‫والده بدأ يفقد أعصابه‪..‬‬
‫صمت لفتره ثُم قال‪ :‬ماذا أقول ؟ أنتَ بنفسك إكتشفت كم هي حقيرة تلك الجينيفر ! هل شتمي‬
‫لها قد يُغير شيئا ً ؟‬
‫وأشاح بنظره بعدها وهو حقا ً يملك الكثير ليقوله ولكن ‪ ...‬ليس اآلن‪..‬‬
‫نظر إليه آليكسندر لفتر ٍة قبل أن يقف بهدوء قائالً‪ :‬سأُحدثك فيما بعد‪..‬‬
‫وخرج بعدها من الغُرفة وغادر الفيال في حين‪......‬‬
‫كان إدريان يستمع الى كُل هذا وخرج من إحدى الغُرف المجاوره بعدما إختبئ فيها قبل خروج‬
‫عمه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه قليالً وهو يهمس‪ :‬ريكس الوغد!‬
‫غرفة ريكس بغضب شديد يسكنه تماما ً ولكنه توقف حالما سمع صوته يقول‪:‬‬ ‫ودخل الى ُ‬
‫مرحبا ً‪..‬‬
‫ت حتى رأى ريكس يُعطيه ظهره وهو يضع الهاتف على أ ُذنه يقول بهدوء شديد‬ ‫تقدم لخطوا ٍ‬
‫للطرف اآلخر‪ :‬سأسألك سؤاالً وأجبني بصدق فأنتَ ال تُريد أن تظهر بمظهر الغبي عندما تكذب‬
‫وأكتشف كذبتك حسنا ً ؟‬
‫صمت لثواني يُفكر بما فعله كين من قلب كُل األمور على رأس جينيفر وسأل بعدها بهدوء‪:‬‬
‫هل بأي شك ٍل من األشكال وضعت جينيفر يدها على كين ؟‬
‫عقد إدريان حاجبه بشيء من اإلستنكار على هذا السؤال بينما طالت فترة صمت ريكس دليل‬
‫ثرثرة الطرف األخر ليقول أخيرا ً بهدوء‪ :‬فهمت‪..‬‬
‫وأغلق الهاتف بعدها‪..‬‬
‫ضاقت عينا إدريان لفترة وعندما كاد أن يتقدم فوجئ بريكس يأخذ التُحفة من على الطاولة‬
‫ب على الحائط لتتهشم فورا ً وتسقط قطعها على األرض‪..‬‬ ‫ويرميها بقوة وغض ٍ‬
‫شد على أسنانه وإنحنى واضعا ً رأسه بين يديه ينظر الى األرض هامساً‪ :‬تلك الحقيره ! تلك‬
‫الحقيييره!!‬
‫ثواني حتى وقف بعدها وإلتفت ليتفاجأ بإدريان أمامه‪..‬‬
‫هذا ليس بالوقت ال ُمناسب!!‬
‫تجاوزه ولكن أوقفه صوت إدريان يقول بهدوء‪ :‬عندما لم تكن تملك أُما ً كانت والدتي هي من‬
‫تقوم بذلك الدور‪..‬‬
‫إلتفت ينظر الى ريكس وأكمل بحده‪ :‬وفي األخير تتحدث عنها هكذا!!‬
‫إلتفت ريكس ونظر إليه بهدوء فأكمل إدريان‪ :‬كان يُمكنك أن تقول كلم ٍة تُحافظ على العالقة‬
‫بدالً من هدمها ! تعرف بأن والدي يهتم لرأيك وبال ُمقابل تستغل األمر لتقلب األمور رأسا ً على‬
‫عقب !! هل يُزعجك كون والدتك إنفصلت عن والدك وتتمنى لو نعيش ذات الشعور أيضا ً ؟!!‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬دعني أسألك سؤاالً‪..‬‬
‫ضاقت عينا إدريان فأكمل ريكس‪ :‬لما علي دائما ً فعل ذلك ؟ لما أنا من عليه أن يُصلح مابين‬
‫والدتك ووالدك ؟ لما أنا من عليه أن يُغطي على أخطائها ؟‬
‫بدأ صوتُه يزداد حدة وهو يُكمل‪ :‬لما أنا من عليه أن يرفع إسم العائلة ويُدير شؤونها ؟ لما أنا‬
‫من عليه أن يدخل في معمعة زواج مصلح ٍة ألجل توطيد العالقات ؟ لما أنا من عليه أن يهتم‬
‫بوالدتك أو بمشاعرك أنت أو إليان على سبيل نفسي ؟‬
‫شد على أسنانه قليالً ثُم أكمل‪ :‬ولما عندما أفعل ذلك حقا ً ال يكفيكم األمر ؟ لما تستمرون بطلب‬
‫المزيد ؟‬
‫ضرب على كتف إدريان يقول‪ :‬أُتهم دائما ً بالتقصير ! "لما تؤذي إليان" ؟ "لما تسرق مني‬
‫الفتاة التي أُحبها" ! "لما والدي يُفضلك علي" ؟!!!! بحق هللا بماذا أُجيب عن كُل هذا ؟!!!‬
‫إدريان‪ :‬كُن صادقا ً واضحا ً ‪ ،‬األمر بسيط!‬
‫ريكس بحده‪ :‬كيف أفعل هذا بينما لم يسألني أحد من قبل ؟!!! تُحب لك فتاةً وال تُخبرني بذلك‬
‫لتتهمني باألخير بسرقتها !! إليان ال فكرة لدي عما شاهدته بالضبط لتستمر بتجاهلي ووصفي‬
‫بال ُمجرم الحقير !! إن كان والدي يُفضل شخصا ً على األخر فكيف تكون هذه غلطتي أنا ؟!!‬
‫أجبني!!‬
‫راض‬
‫ٍ‬ ‫شد إدريان على أسنانه يقول‪ :‬تصمت وتدع اآلخرين يضنون ويفعلون ما يشأون وكأنك‬
‫عن هذا وتقول في األخير كيف تكون هذه غلطتي ؟!!!‬
‫أخذ ريكس نفسا ً عميقا ً يُحاول فيها السيطرة على أعصابه وقال بعدها‪ :‬حسنا ً دعنا نتوقف ُهنا‬
‫‪..‬‬
‫تقدمه إدريان قبل أن يخرج وأغلق الباب يقول‪ :‬لستَ أنت من يُحدد متى ينتهي هذا النقاش!‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬إبتعد فأنا ال أُريد أن أتحدث أكثر‪..‬‬
‫عاس شديد ؟ الى أين تُريد الذهاب ؟‬ ‫إدريان‪ :‬أولستَ تشعُر بنُ ٍ‬
‫ريكس بنفس النبرة الهادئه‪ :‬أبتعد فلدي عم ٌل ُمهم‪..‬‬
‫نظر إدريان إليه لفترة ثُم سأل‪ :‬ماذا حدث ؟ من هذا الذي إتصلت به ؟ ما عالقة كين بوالدتي‬
‫لتسأل مثل ذلك السؤال!‬
‫نظر إليه ريكس لفتره ثُم قال‪ :‬ولما أنا من يُسئل دائما ً ؟ لما ال تسألونها ُمباشرةً ؟!‬
‫إدريان‪ :‬أنتَ طلبتَ أن نتحدث ونسألك بدالً من إفتراض ماهو غير صحيح ‪ ،‬ها أنا أسألُك بناءا ً‬
‫على طلبك!‬
‫ريكس‪ :‬لن تُعجبك إجابتي ‪ ،‬إبتعد‪..‬‬
‫لم يتحرك إدريان وبقي ينظر الى ريكس وهو ال يعلم ماذا يقول بالضبط!!‬
‫ال يعلم لما إستفزه بالبداية ‪ ،‬هو فقط غاضب‪..‬‬
‫هل هو غاضب منه أو من أن والدته ال تبدو كما يظهر ؟‬
‫ال يعلم ‪ ،‬غضبه شديد وال يعرف كيف يُخرجه‪..‬‬
‫لطالما كان الشخص الذي ال يسأل وال يتحدث خوفا ً من مواجهة الحقيقه‪..‬‬
‫ت ُمريبه ولم يحاول أن يِفكر بسببها ألنه يخشى أن تكون‬ ‫لطالما كانت والدته تتصرفات تصرفا ٍ‬
‫أما ً سيئه‪..‬‬
‫بداية من طلبها ألن يتكتموا على أمر وجود إيدن ! لم يسأل حينها إبن من هو ولما نتكتم على‬
‫وجوده ؟‬
‫حتى عندما طلبت منه أن يُجاري كذبة فرانس بشأن كونه صديقه أمام رين ‪ ،‬لم يسألها حينها‬
‫عن السبب!‪..‬‬
‫ت أكثر عن فلور ‪ .....‬لم يسألها‪..‬‬ ‫وأخيرا ً عندما طلبت منه معلوما ٍ‬
‫ولكن المرة هذه إكتشف السبب دون أن يسأل‪..‬‬
‫رأى بعينيه ما حدث لفلور ‪ ،‬ومع هذا أغلق أُذنه ُمتعمدا ً وحاول تجاهل التفكير فيه!‬
‫من في العالم يُحب أن تكون والدته سيئه ؟ ال أحد!‬
‫األم كائن ُمقدس ! ال يُريد أن يتشوه هذا األمر بتاتا ً‪..‬‬
‫كان ال بأس لديه ألن يتجاهل ويتصرف كاألحمق في سبيل أال تظهر هذه الحقيقة أمام عينيه!‬
‫لقد خشي هذا اليوم ‪ ،‬وهاهو قد أتى!‬
‫ظهرت حقيقة والدته ‪ ،‬وعن كونها خانة زوجها في سن ٍة من السنوات ومع من ؟ مع الدكتور‬
‫الذي لطالما أدخلته في العائلة دون أن يشك أحد بعالقتهم!!‬
‫هذا تصرف ‪ .......‬فضيع‪..‬‬
‫وبال ُمقابل الكُل يعرف كين‪..‬‬
‫الرغم من كونه طفالً ُمستفزا ً بتصرفاته وبحديثه إال أنه لم يُقدم قط على أذية أحد وإن‬ ‫على ُ‬
‫فعلها فهو يرد األذية ليس إال‪..‬‬
‫وإتصال ريكس يؤكد هذا!‬
‫يُريد أن يسأل ويعرف ولكنه خائف‪..‬‬
‫شد على أسنانه وقال بهدوء‪ :‬أجبني ‪ ،‬ال تجعلني أتراجع ‪ ،‬أعطني اإلجابات قبل أن أهرب منها‬
‫ُمجددا ً‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه لفتره ليست بالقصيره ليقول بعدها بهدوء‪ :‬ال بأس من اإلستمرار بتجاهل‬
‫الحقيقه‪..‬‬
‫بعدها أبعده وفتح الباب فقال إدريان‪ :‬ال تذهب قبل أن تُجيبني‪..‬‬
‫خرج ريكس وغادر فشد إدريان على أسنانه وتقدم يجلس على الكُرسي ُمتكئا ً على يديه‪..‬‬
‫أغمض عينيه لفتر ٍة قبل أن يفتحها بهدوء بتصميم غريب يعلوها‪..‬‬

‫‪END‬‬

‫‪Part 63‬‬

‫التعود على الشر‪ ،‬هو ما ينبغي أن نحزن له“‬


‫ّ‬ ‫"هذا‬
‫‪ -‬دوستويفسكي‪-‬‬

‫‪6:34 pm‬‬
‫حيث يرقد عمها والذي إنتهت‬ ‫ُ‬ ‫تجلس على الكُرسي ورأسها ُمسترخي على السرير األبيض‬
‫عمليته ليلة األمس على خير ولكنه لم يستيقظ بعد‪..‬‬
‫أغمضت عينيها فلقد داهمها النوم الذي لم تذقه طوال ليلة األمس من شدة التفكير به وبذلك‬
‫الحقير المدعو بدارسي‪..‬‬
‫خوفها عليه وخوفها من دارسي جعل عقلها يبقى ُمستيقضا ً لفتر ٍة طويله‪..‬‬
‫ظهرت إبتسامةً خافةً على شفتيها وهي تشعر بكُل هذا الحنان الذي يُداهمها ويُدخل السعادة‬
‫الى قلبها الذي لم يذق السعادة منذ فتر ٍة طويله‪..‬‬
‫ثوان حتى إستوعبت بأن يده تُربت على شعرها فإستيقظت من النوم ورفعت رأسها بسرعه‬ ‫ٍ‬
‫لتجده يبتسم لها بوجهه ال ُمتعب هذا‪..‬‬
‫الدموع تجمعت في عينيها وكتمت شهقتها وودت لو تحتضنه بقوة من شدة السعادة والشوق‬
‫الذي يمأل صدرها ولكنها إكتفت بأن تضم يده الى صدرها تقول بصوتها ال ُمرتجف‪ :‬أنت بخير‬
‫؟‬
‫بقيت اإلبتسامة على شفتيه هامساً‪ :‬قصصتي شعرك ؟ أخبرتُك بأنه سيكون أجمل عندما‬
‫تفعلينها‪..‬‬
‫شهقت ُرغما ً عنها تقول بإبتسامه‪ :‬أتسائل هل كلماتك هذه هي التي دفعتني الى قصه عندما‬
‫كُنتُ فاقده لشعري‪..‬‬
‫ضحك ُرغما ً عنه وتوقف فجأه عندما شعر باأللم فقالت بخوف‪ :‬مابك ؟!!‬
‫ت حمقاء‪..‬‬ ‫إبتسم يقول‪" :‬فاقده لشعري" ؟!! أن ِ‬
‫قطبت حاجبيها تقول‪ :‬ال تقولها ‪ ،‬أنتَ تُزعجني‪..‬‬
‫سحب يده بهدوء من بين يديها ووضعه على خدها يمسح بقايا دموعها وهو يهمس بتعب‪:‬‬
‫آسف ألني لم أكن موجودا ً بجوارك عندما كان يُفترض بي أن أكون ‪ ،‬هل تأذيتي كثيرا ً ؟‬
‫هزت رأسها بالنفي تقول‪ :‬كال ‪ ،‬ما يهمني هو أنت‪..‬‬
‫كاف من‬ ‫قدر ٍ‬‫سألها بهدوء‪ :‬لما لم تتصلي بي ؟ لما لم تُخبريني عما يحدث لك ؟ ألم أكن على ٍ‬
‫الثقة كي تعتمدي علي ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً فقال‪ :‬إذا ً لماذا!‬
‫عضت على شفتيها وقالت‪ :‬دعنا نتحدث بهذا فيما بعد‪..‬‬
‫قرب وجهها لصدره يحتضنها بهدوء وهو يهمس‪ :‬آسف‬ ‫نظر الى عينيها المليئتان بالدموع ثُم ّ‬
‫لكُل ما حدث معك‪..‬‬
‫هزت رأسها تهمس بصوتها ال ُمختنق‪ :‬لم تقترف أي خطأ‪..‬‬
‫وعم الصمت بينهما لفتر ٍة ليست بالقصيره لتبتعد بعدها رين عن صدره وتنظر الى وجهه‬
‫قائله‪ :‬ماذا حدث ؟ لما ذلك الحقير دارسي كان في شقتك ؟!‬
‫ت من أنقذ حياتي ؟ حسنا ً في هذه الحالة حياتي ملك لك ‪ ،‬هيّا ماذا‬ ‫إبتسم لها يقول‪ :‬إذا ً أن ِ‬
‫تُريدين أن أفعل ؟‬
‫قطبت جبينها هامسه‪ :‬توقف عن ِمزاحك هذا ‪ ،‬أنا قلقه ألجلك وأنت تأخذ األمر ببساطه ! أال‬
‫يُمكنك أن تتخيل مدى الظالم الذي شعرتُ به وأنا أراك بدون ِحراك ؟ كان األمر ُمخيفا ً ‪ ،‬أسوأ‬
‫من الكوابيس ‪ ،‬العالم فجأه توقف أمامي‪..‬‬
‫إرتجفت شفتيها تُكمل‪ :‬ضننتُ بأني سأفقدك ‪ ،‬سأُجنّ لو حدث هذا ‪ ،‬سأُجنّ يالوكا‪..‬‬
‫عقد حاجبه ومسح على شعرها يقول‪ :‬هيّا توقفي ! أنا أُحاول تغير مزاجك فال تبكي ‪ ،‬لم يحدث‬
‫شيء سيء فلما البُكاء!‬
‫صرخت في وجهه‪ :‬كدتَ تموت وتقول لم يحدث شيء سيء ؟!!!‬
‫صراخها ورمش بعينيه قليالً قبل أن يبتسم قائالً‪ :‬ماذا ؟ أال تزال أخالقك سيئة ؟‬ ‫فزع من ُ‬
‫ت أكثر لُطفا ً‪..‬‬ ‫ضننتُك تغيرتي وأصبح ِ‬
‫أشاحت بوجهها عنه بضيق ‪ ،‬هي تكاد تموت من الخوف وهو يأخذ األمر بإهمال وال ُمبااله!‬
‫نظر إليها لفتره ثُم قال بإبتسامه‪ :‬لدي هديةً لك ‪ ،‬أال تُريدين رؤيتها ؟‬
‫هزت رأسها بالنفي وهي ال تزال تُشيح بنظرها عنه‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬خساره ‪ ،‬لقد كانت تتوق الى رؤيتك‪..‬‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬لقد رأيتُها ليلة األمس‪..‬‬
‫دُهش وقال‪ :‬حقا ً ؟ كيف وصلتي لها ؟!!‬
‫وأكمل بشيء من الضيق‪ :‬وأنا الذي أردتُ جمعكما ببعض‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬إحتجتُ ل ُمساعدتها لذا إتصلتُ بها ‪ ،‬إنها لطيفة على عكس ما تبدو‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬من ؟‬
‫رين‪ :‬صديقتك ‪ ،‬أتت الشُرطة باألمس ليُحققوا بأمرك فطلبتُ منها المجيء لتأخذ مكاني وكأنها‬
‫هي من شاهدت الموقف وليس أنا ‪ ،‬وجدتُ رقمها في هاتفك لذا شرحتُ كُل شيء لها كي‬
‫تقوله هي للشُرطة بدالً عني ‪ ،‬لقد بقيت بجوارك طوال يوم أمس ولم تُغادر سوى عصر اليوم‬
‫‪ ،‬إنها لطيفه‪..‬‬
‫ت كُل شيء للشرطة ؟‬ ‫نظر إليها لفتره وقال‪ :‬ولما لم تقولي أن ِ‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬عرفتُ هذا ‪ ،‬عرفتُ بأنك ستغضب إلدخالي لها في األمر ولكني كُنتُ ُمضطره‬
‫ولم يخطر ببالي غيرها ‪ ..‬وجدتُ رسالة حديثة منها بهاتفك فتأكدتُ بأنكما ال تزاالن على‬
‫تواصل وعالقتكما جيده‪..‬‬
‫ت لطلب ُمساعدتها ؟ عرفتُ بأن الشُرطة تشتبه بك فلما‬ ‫لوكا‪ :‬لم يكن هذا قصدي ‪ ،‬لما أُضطرر ِ‬
‫حدث هذا اإلشتباه ؟!‬
‫لم تكن تُريد أن تتحدث عن األمر اآلن ولكن صوته الجاد هذا يعني بأنه لن يتراجع‪..‬‬
‫أجابته بهدوء‪ :‬ال شيء ‪ ،‬فقط عندما قُتلت آري كُنتُ متواجدةً حينها ‪ ،‬طلبتُ اإلسعاف لعلي‬
‫أستطيع إنجادها ولكنها كانت بالفعل ماتت عندما وصلت الى المشفى‪..‬‬
‫صمتت للحضات وعقلها يتذكر ذلك اليوم عندما كانت تنهار باكيه وصديقها جاكي ُهناك ليلحق‬
‫بهما بعد فترة كلود أيضا ً‪..‬‬
‫أكملت بهدوء‪ :‬عندما أتت الشُرطة لتُحقق بأمر الجريمه ‪ .....‬قال لهم كلود بأني السبب ‪،‬‬
‫وكُنتُ حينها قد غادرت ‪ ،‬ومن بعدها وهم يبحثون عني وأنا كُنتُ في حال ٍة سيئه ال تسمح لي‬
‫حتى بالتفكير بشأنهم لهذا هربتُ منهم وهذا زاد الشكوك بشأني‪..‬‬
‫عقد حاجبه بإستنكار يقول‪ :‬ولما يقول صديقك هذا عنك ؟!!!‬
‫إبتسمت هامسه‪ :‬لم يكذب ‪ ،‬كان كُل شيء بسببي‪..‬‬
‫صمتت للحضه ثُم أكملت‪ :‬كانوا يسعون خلف ما سرقه والدي ‪ ،‬بسبب عنادي وغضبي لم أُفكر‬
‫بشك ٍل جيد وكذبتُ عليهم بخصوص إمتالكي له ‪ ،‬وعندها إضطروا لتهديدي بصديقتي ‪ ،‬كان‬
‫هذا غباءا ً مني ‪ ،‬مهما حاولتُ أن أقول الحقيقه لم يصدقني أحد ‪ ،‬وقُتلت‪..‬‬
‫ووقفت بعدها بهدوء وغادرت الغُرفه عندما شعرت بأنها ستنفجر باكيه‪..‬‬
‫ي أن أسألها اآلن‪..‬‬ ‫نظر إليها حيث غادرت قبل أن يهمس‪ :‬ما كان عل ّ‬
‫شعر بإنزعاج وغضب شديد بداخله عليهم جميعهم‪..‬‬
‫وحتى على نفسه التي لم تستطع اإلنتقام من دارسي وهو الذي كان بين يديه!‬
‫أمضى الكثير من األيام واألسابيع بحثا ً عنه وعندما وجده سقط هو أوالً!‬
‫وبطريق ٍة ُمخجله‪..‬‬
‫وقعت عيناه على هاتفه وهاتفها على الدوالب المجاور ‪ ،‬حاول الوصول إليه وبالكاد أمسكهما‬
‫بألم شديد في معدته‪..‬‬ ‫بعد أن شعر ٍ‬
‫فتح هاتفه أوالً ودخل الى قسم الرسائل ليجد صديقته ردت يوم أمس بجمل ٍة واحده "أرسلي لي‬
‫العنوان اآلن"!!‬
‫تنهد وتمنى لو كان ُهناك خدمة تحفظ الرسائل المرسله فهو يُريد أن يعرف ماذا حدث بالضبط‬
‫يوم األمس وما الذي قالته لها‪..‬‬
‫ال يُريد سؤالها فهي في ضغطٍ نفسي مما حصل معه‪..‬‬
‫سخريه ‪ ،‬أراد القدوم ل ُمساعدتها وهاهو يسبب لها األلم!‬ ‫إبتسم ب ُ‬
‫فتح هاتفها وسجل فيه رقمه ورن رنةً على نفسه ليُحفظ رقمها عنده‪..‬‬
‫بعدها قلّب الهاتف بين يديه هامساً‪ :‬إنه آخر إصدار ‪ ،‬كيف حصلت عليه ؟‬
‫قدر كبير من الفضول ليعرف من الذين تعرفت عليهم خالل‬ ‫دخل الى قائمة األرقام فهو على ٍ‬
‫األشهر القليلة الماضية التي تلت موت والدها‪..‬‬
‫عقدت حاجبها وهي ترى ثالثة أرقام ُمسجله‪..‬‬
‫"ريكس ‪ ،‬ثيو ‪ ،‬دارسي"‬
‫دُهش من الرقم األخيره وهمس‪ :‬هل تتواصل معه أم ماذا ؟!! تلك المجنونه!‬
‫مكان ما‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫عقد حاجبه ينظر الى إسم ثيو وهو يشعر بأنه قد سمعه في‬
‫دخلت رين في هذه اللحضة بعدما غسلت وجهها جيدا ً لتُرغم نفسها على التوقف عن البُكاء‪..‬‬
‫فالبُكاء والحزن على حوادث الماضي لن يُغير من األمر شيئا ً‪..‬‬
‫دُهشت وتقدمت منه تسحبه هاتفها قائله‪ :‬ليس من اللباقة تفتيش هاتف الفتاة!‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬لما رقم ذاك الحقير في هاتفك ؟‬
‫حيث كان مفتوحا ً على قائمة األرقام فعرفت بأنه يقصد‬ ‫ُ‬ ‫عقدت حاجبها ونظرت الى هاتفها‬
‫دارسي الذي سجلت رقمه باألمس بعدما أرسل رسالته تلك‪..‬‬
‫تنهدت تقول‪ :‬أي حقير فيهم تقصد ؟ ثيو أو دارسي ؟‬
‫لوكا‪ :‬ثيو ؟ ولما تصفينه بالحقير ؟‬
‫حركت يدها تقول‪ :‬ضابط من الشرطه ‪ ،‬هل من سبب أكثر ؟‬
‫تنهد لوكا يقول‪ :‬ضابط ؟ حسنا ً إذا ً يستحق لقب الحقير بجداره‪..‬‬
‫ضحكت ُرغما ً عنها تقول‪ :‬واااه لوكا أنت لم تتغير‪..‬‬
‫ت سابقا ً‪..‬‬ ‫إبتسم لضحكتها ثُم قال‪ :‬على أية حال لقد أخطأ ِ‬
‫عقدت حاجبها ليُكمل‪ :‬ال ُمفاجئه التي قصدتُها ليست صديقتي ‪ ،‬بل فتاة تعرفينها جيدا ً ‪ ،‬ألم‬
‫تشتاقي لرؤيتها ؟‬
‫عقدت حاجبها لثواني قبل أن تتسع من الصدمه وتقترب منه تقول‪ :‬ال تقلها!!!‬
‫ابتسم وهز رأسه باإليجاب فرفعت يديها الى فمها تكتم شهقتها لتنحني وتجلس القُرفصاء‬
‫ت ُمرتجف‪ :‬ال أُصدق‪..‬‬ ‫وهي تهمس بصو ٍ‬
‫رفع جسده قليالً كي يُمكنه رؤيتها وهو يقول‪ :‬مابك ؟‬
‫ت كتمت فيه نبرة البُكاء‪ :‬خفتُ عليها كثيرا ً ‪ ،‬كانت بين إيديهم قبل فتر ٍة‬ ‫بلعت ريقها تقول بصو ٍ‬
‫قصيره ‪ ،‬كان التفكير باألمر ُمرعبا ً حقا ً‪..‬‬
‫إبتسم وقال‪ :‬تشتاق لرؤيتك‪..‬‬
‫إبتسمت تمسح عينيها هامسه‪ :‬وأنا أيضا ً ‪ ،‬أين هي اآلن ؟‬
‫مكان آمن‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫لوكا‪ :‬في‬
‫رين‪ :‬وكيف هي اآلن ؟‬
‫لوكا‪ :‬بأحسن حال‪..‬‬
‫رين بهمس‪ :‬هذا ُمريح‪..‬‬
‫نظر إليها قليالً بعدها عاود النظر الى هاتفه يقول‪ :‬ما الذي ستفعلينه اآلن ؟‬
‫لم تُجبه ُمباشرةً ‪ ،‬بقيت صامته لفتره ثُم وقفت تقول‪ :‬ربما إنتظار صديقتك فلقد إتفقتُ معها‬
‫على التناوب في البقاء معك وبعدها سأذهب لرؤية نينا‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬ولما هذا اإلتفاق ؟‬
‫فتحت هاتفها ووجهت الشاشة الى وجهه حيث رسالة دارسي‪..‬‬
‫صدم وهو يقرأها فأغلقت الهاتف تقول بهدوء‪ :‬األمر خطير ‪ ،‬إياك والتهور فلن أحتمل ضربةً‬ ‫ُ‬
‫ثالثة لقلبي‪..‬‬
‫أشاح بنظره عنها يحاول كتم غضبه ‪ ،‬ال يُحب أن يظهر أمامها كرجل قليل الصبر سريع‬
‫كاف لذا ال يُريد أن يزيد عليها‪..‬‬ ‫الغضب ‪ ،‬فهذا سيُحزنها ليس إال وما أصابها سابقا ً ٍ‬
‫سيبتسم ويدخل الطمأنينة الى قلبها ‪ ،‬عليها أن تعود رين السابقه بدون آالم أو أوجاع تسكُن‬
‫قلبها‪..‬‬
‫ودارسي هذا ‪ ....‬سيقتُله ال محاله!‬
‫إلتفت ونظر إليها لفتره وهي شاردة البال فسألها‪ :‬مابك ؟‬
‫نظرت إليه قليالً ثُم قالت‪ :‬هل ال بأس لو فعلتُها ؟ أنا حائره‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬تفعلين ماذا ؟‬
‫رين‪ :‬التعاون مع الشُرطه‪..‬‬
‫رفع حاجبه يقول‪ :‬هل رين من تتحدث ؟ البد من وجود خطب ما في عقلك‪..‬‬
‫إبتسمت بهدوء وقالت بعدها‪ :‬ليس الشُرطة بمعنى أدق ‪ ،‬بل ُمحقق يمتلك الهدف ذاته ‪ ...‬كيف‬
‫أقولها ؟‬
‫صمتت لحضه ثُم أكملت‪ :‬محقق ُمستعد لتجاوز القوانين الممله ليصل الى هدفه ‪ ،‬وهدفه‬
‫ُمشابه لي ‪ ،‬اإلنتقام لمقتل والده‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬هذا خطير ‪ ،‬إنسي األمر ودعيه يفعلها لوحده‪..‬‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬وماذا أفعل في هذه الحاله ؟ شهران ُمنذ فقداني لذاكرتي وثالث مرات او‬
‫أربع تم اإلمساك بي من طرفهم ‪ ،‬لن يمكنني الهرب ‪ ،‬مواجهتهم هو أفضل حل‪..‬‬
‫طرق عده ‪ ،‬أما مواجهتهم فإنسي ‪،‬‬ ‫لوكا‪ :‬ال داعي للهرب ‪ ،‬إختبئي ‪ ،‬زوري أوراقك ‪ُ ،‬هناك ُ‬
‫لن اسمح لك‪..‬‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬لهذا لم أكن أُريد أن أُخبرك بشيء‪..‬‬
‫عقد حاجبه لتتسع عيناه من الصدمة تدريجيا ً يقول‪ :‬لحضه لحضه !! ثيو ثيو ؟ ثيو ذاك نفسه‬
‫؟‬
‫لم تفهم ما يقصده فقال بعدم تصديق‪ :‬ال ُمحقق ؟ بلى هو نفسه ذاك الذي يملك شعرا ً اسود‬
‫صداع رأسي منعني من التعرف عليه بسرعه‪..‬‬ ‫اللون ! آه ُ‬
‫هزت رأسها فقال بتعجب‪ :‬لما تقولين أنك ُمحتارةً في أن تنضمي إليه ؟ لما تصفينه بالحقير !‬
‫أولستُما ُمتعاونان ُمنذ فتره ؟!‬
‫عقدت حاجبها بإستنكار تقول‪ :‬كال ‪ ،‬بلى ‪ ....‬أقصد كال ولكنه إستغلني عندما كُنتُ فاقده‬
‫لذاكرتي ‪ ،‬ولكن الحقيقة هي ال ال يوجد بيننا أي تعاون‪..‬‬
‫صداع وهو يقول‪ :‬لحضه ما الذي تقولينه ؟ فاقده لذاكرتي ؟‬ ‫بدأ يشعر ببعض ال ُ‬
‫سخريه‪ :‬أخيرا ً علقت على األمر ‪ ،‬إنها المرة الثانيه التي أقولها‪..‬‬ ‫رين ب ُ‬
‫أمسكت كتفه وساعدته على اإلسترخاء تقول‪ :‬أنت ُمتعب من دون أدنى شك ونسبة التركيز‬
‫عندك هبطت لألسفل ‪ُ ،‬خذ قسطا ً من الراحة ودعنا نتحدث فيما بعد‪..‬‬
‫أبعد يدها يقول بعدم تصديق‪ :‬لحضه رين أجيبيني ؟!! ماذا تقصدين بفقدان الذاكره ؟ ماذا‬
‫حدث معك ؟!!‬
‫تنهدت تقول‪ :‬قصه طويله ‪ ،‬سأُحدثك بها عندما تستيقظ ُمجددا ً‪..‬‬
‫حسنا ً ! لقد صبر بما فيه الكفاية ولكنه بحق يُريد معرفة كُل ما حدث معها!‬
‫فاقده لذاكرتها ؟!!‬
‫تقول انه أُمسك بها ما يُقارب االربع مرات ؟!!!‬
‫ذاك ال ُمحقق استغلها ؟!!‬
‫الكثير من األمور يحتاج ألن يسمع لها تفسيرا ً!‬
‫لن يتركها حتى تقول كُل ما لديها‪..‬‬

‫***‬
‫‪10:15 pm‬‬

‫في إحدى مطاعم ستراسبورغ الشهيرة والراقيه‪..‬‬


‫تجلس بهدوء على طاول ٍة ُحجزت ُمسبقا ً لشخصين فقط بغُرف ٍة خاصة ُمخصصه ل ِكبار‬
‫بزجاجٍ عاكس على شوارع ستراسبورغ ال ُمضيئه‪..‬‬ ‫الشخصيات تُطل ُ‬
‫ُمرتديةً فستانا ً أحمر اللون وتأنقت بكامل أناقتها المعهوده ‪ ،‬هي جميله وعندما تتأنق تُصبح‬
‫ُمبهره جدا ً وأي رجل كان ليقع في ُحبها‪..‬‬
‫نظرت الى الساعة وقد تجاوزت العاشره ُمنذ فتره ولم يأتي كما دعته بالرسالة الخاصة التي‬
‫ظهر اليوم‪..‬‬ ‫أرسلتها ُ‬
‫تنهدت وإستمرت باإلنتظار ‪ ،‬لدقيقه ‪ ،‬عشر ‪ ،‬لنصف ساعه!‪.‬‬
‫وعندما إقتربت الساعة من الحادية عشر والغضب بدأ يزداد بداخلها إبتسمت عندما رأته يدخل‬
‫أخيرا ً‪..‬‬
‫رمقها بنظر ٍة بارده هادئه وجلس على الكُرسي ال ُمقابل فأشارت لل ُمضيفة التي دخلت بعده‬
‫وطلبت منها أن تُحضر ما طلبته منها ُمسبقا ً‪..‬‬
‫خرجت وأغلقت الباب وقبل حتى ال تتحدث سبقها يقول ببرود‪ :‬ما الذي تُحاولين فعله ؟‬
‫إبتسمت له تقول‪ :‬ماذا ؟ هل ُهناك ماهو غريب في أن يتناول الرجل مع زوجته طعام العشاء‬
‫في المطعم ؟‬
‫سألها بهدوء‪ :‬نعم ‪ ،‬خاصةً إن كانت زوجته باألسم فقط!‬
‫ضحكت ضحكةً قصيره وإنحنت بجسدها الى األمام تقول له بإبتسامه‪ :‬أال تزال غاضبا ً ؟ ه ّيا‬
‫كانت غلطةً ُمتهورة من الماضي ‪ ،‬هل تُريد أن تُحطم عشرة أكثر من ‪ 25‬عاما ً بسبب غلط ٍة‬
‫واحده ؟‬
‫ت من حطمها ولستُ أنا‪..‬‬ ‫ضاقت عيناه يقول‪ :‬جينيفر ! أن ِ‬
‫مدت يدها تُمسك بيده فسحب يده بحدة منها ولكنها أصرت وأمسكت بها بين يديها تقول‪ :‬وها‬
‫أنا أعتذر ‪ ،‬زوجتك وأُم أطفالك أخطأت لمر ٍة و ُمستعده ألن تفعل ما تُريد لتُكفر عن هذا الخطأ‪..‬‬
‫إبتسمت له وأكملت‪ :‬أُريد الحفاظ على عائلتي ‪ ،‬أنتَ بالطبع تُريد هذا أيضا ً ‪ ،‬لو كان الغضب‬
‫واإلنفصال يحصل بهذه السهولة لتفككت كُل العوائل في العالم‪..‬‬
‫طرق الباب فسمحت لهم جينيفر بالدخول ‪ ،‬دخلوا ووضعوا بعض ال ُمقبالت أوالً ثُم األطباق‬ ‫ُ‬
‫الرئيسيه وآليكسندر ينظر الى زوجته بهدوءٍ تام‪..‬‬
‫ت‬
‫ت عندما أنجبته وإكتشف ِ‬ ‫ما إن خرجوا حتى تحدث قائالً بهدوء‪ :‬إسمعي ‪ ،‬ذاك الطفل إبني وأن ِ‬
‫إعاقته أخفيته خشيت أال أعترف به ‪ ،‬وعندما إكتشفتُ هذا غضبتُ من تصرفك وتم الطالق‬
‫بيننا ‪ ،‬هذا ما سيحدث فأنا لن أُحب أن تظهري بمظهر األم الزانيه ‪ ،‬ليس ألجلك ولكن ألجل‬
‫إدريان وإليان‪..‬‬
‫حاولت اإلبتسام بالكاد وهي تقول‪ :‬طالق ؟ أنت جائع بكُل تاكيد لهذا تأتيك األفكار الحمقاء هذه‬
‫‪ ،‬إبدأ بتناول طعامك‪..‬‬
‫وأخذت الشوكة والسكين تبدأ بقطع لحم الستيك البقري بأي ٍد ترتجف من شدة التوتر والغضب‬
‫بآن واحد‪..‬‬
‫ٍ‬
‫لن تسمح بهذا ‪ ،‬لن تسمح بأن يحدث هذا الطالق!‬
‫إنها جينيفر ! ليست آليس ليكون مصيرها ُمشابه لها‪..‬‬
‫لطالما عاشت كإمرأة لها مكان ٍة وكبرياء عالي لن تسمح لهذا أن يتحطم وبسبب من ؟؟ طفل‬
‫صغير حقير!‬
‫ستعيش كما تُريد وتحص ُل على ما تُريد‪..‬‬
‫راقبها آليكسندر بهدوء ليقول بعد فتره‪ :‬سأعطيك يومان لتُفاتحي ولديك باألمر فأنا ال أُريد أن‬
‫أصدمهم بقراري وخاصةً إليان التي هي على مشارف إمتحاناتها النهائيه ‪ ،‬بعدها دعينا نُنهي‬
‫اإلجراءات بهدوء‪..‬‬
‫رفعت عينيها إليه تقول‪ :‬أنتَ تُبالغ ‪ُ ،‬ربما أخطأتُ عندما طلبتُ رؤيتك بهذه السرعه ‪ ،‬يوم‬
‫يوم آخر‬‫الكاف لتستعيد تفكيرك العقالني ‪ ،‬لنؤجل إذا ً الحديث عنه في ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ونصف لم يكن الوقت‬
‫عندما تهدأ أعصابك ال ُمنفعله‪..‬‬
‫يوم من األيام أكثر من اآلن‪..‬‬ ‫ي في ٍ‬ ‫آليكسندر‪ :‬ال أضنُ بأني كُنتُ عقالن ّ‬
‫وقف وأكمل‪ :‬لهذا دعينا ننتهي من األمر سريعا ً قبل أن أكتشف المزيد من األمور الفضيعة‬
‫عنك ‪ ،‬والتي بكُل تأكيد مسألة فضح فلور إحداها‪..‬‬
‫ومر من جانبها ليرحل فعضت على شفتها وقالت‪ :‬توقف!!‬
‫توقف وإلتفت ينظر إليها ليرى ماذا قد تقول!‬
‫بقيت ُممسكةً بالسكين والشوكة قليالً ثُم قالت‪ :‬مسألة الطالق تخصنا كلينا ‪ ،‬ال يحق لك تقرير‬
‫ذلك والرحيل قبل أن أتحدث أنا عن األمر!‬
‫أرفض حدوث ذلك ‪ُ ،‬ربما ُخنتك جسديا ً لمره ‪ ،‬ولكنك ُخنتني‬ ‫ُ‬ ‫رفعت عينيها إليه وأكملت‪:‬‬
‫بداخلك آالف المرات ومع هذا لم أتحدث ! كالنا ُمخطئ فلما‪....‬‬
‫قاطعها ببرود‪ :‬حسنا ً كالنا أخطأ بحق اآلخر ‪ ،‬هذا سبب كافي لإلنفصال‪..‬‬
‫وبعدها خرج دون أن يسمح لها بالرد حتى‪..‬‬
‫ب شديد!!‬‫شدت على أسنانها لترمي بعدها كُل مافي الطاولة على األرض بغض ٍ‬
‫كُل شيء بحياتها كان مثاليا ً وعليه أن يبقى هكذا!!‬
‫ج ناجح!!‬‫عمل رائع ‪ ،‬أبناء رائعون وزو ٌ‬
‫فقط أبناء أخيه وإبن زوجته من كان يُعكر صفو األمر وعندما إقتربت من التخلص منهم تنقلب‬
‫كُل األمور على رأسها هكذا وبسبب من ؟؟!!!!!‬
‫ذاك الطفل الحقير!!‬
‫فجأه ‪ ،‬غضبها الشديد من سير ُمحادثتها مع آليكسندر قد إتجه تماما ً الى ذاك الطفل!‬
‫ستقتله ! ستجعله يصرخ ألما ً مئات المرات قبل أن تُنهي حياته وتجعله يختفي تماما ً من‬
‫الوجود!!‬
‫أخذت حقيبتها وخرجت وبرأسها نيةً حتى المتوحشون يترددون في فعلها!‬
‫وهي ‪ ،‬لم تتردد‪..‬‬
‫ولن تتراجع!‬

‫***‬
‫‪11 February‬‬
‫‪8:34 am‬‬

‫إستيقظ من نومه للتو‪..‬‬


‫ختف من المنزل وعندما ذهب الى العيادة وجد بأن الدكتور جان‬ ‫صدم من كون إيدن ُم ٍ‬
‫باألمس ُ‬
‫بندو ٍة طبيه بلندن ل ُمدة ثالثة أيام!‬
‫ال يملك أي فكرة عن مكانه وبدأ يشعر بعض القلق إزاء األمر ُرغم أنه قالها بوضوح لوالده‬
‫كي يهتم هو به‪..‬‬
‫وبالليل ذهب الى ال ُمنظمة ليجد بأن كارمن لم تأتي طوال اليوم ‪ ،‬ال يزال يشعر بالقلق من‬
‫كونها تعرف أمورا ً كثيرةً عنه ال يعلم كيف عرفتها‪..‬‬
‫هل ستتحدث للبروفيسور بما أنه ُهنا بستراسبورغ في هذه الفتره ؟‬
‫تنهد وذهب ليأخذ له حماما ً ساخنا ً يُنشط جسده فلقد قرر هذا اليوم الذهاب للشركة بعد إنقطاع‬
‫طويل عنها‪..‬‬

‫غرفة الطعام لتناول طعام‬‫خالل نصف ساعة كان قد إنتهى ولبس مالبسه وهو ُمتجه اآلن الى ُ‬
‫إفطار خارجي‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫اإلفطار ولكن أوقفه صوتٌ يقول‪ :‬إستيقظت أخيرا ً ؟ تعال معي فسأدعوك الى‬
‫توقف ريكس وبدأ يشعر بالضيق من هذا الصوت‪..‬‬
‫حيث كان يجلس على األريكة وبيده مجلةً كان يقرأها وكوب قهوة فارغ‬
‫ُ‬ ‫إلتفت الى الخلف‬
‫أمامه دليل إنتظاره الطويل‪..‬‬
‫همس له‪ :‬أال تمل ؟‬
‫ضحك قليالً وترك المجلة يقول‪ :‬تتجاهل إتصاالتي ورسائلي طوال الوقت ‪ ،‬هل الجلوس معك‬
‫صعب الى هذه الدرجه ؟‬
‫ٌ‬
‫بعدها تقدمه وخرج الى الخارج فشعر ريكس باإلنزعاج وقد قرر أن يتجاهله‪..‬‬
‫أمر ُمهم بالشركة لذا سأذهب إليه ‪ ،‬دعنا نتناول الطعام سويا ً في ٍ‬
‫يوم‬ ‫خرج خلفه قائالً‪ :‬لدي ٌ‬
‫آخر‪..‬‬
‫فتح سيارته وهو يُجيبه‪ :‬حسنا ً إذا ً سألحقك الى الشركة ‪ ،‬إنتظرتُك ُهنا لساعتين لذا يُمكنني‬
‫مواصلة إنتظارك في الشركة أيضا ً‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬آلبرت ُمنذ متى وأنتَ لحوح هكذا ؟‬
‫إبتسم آلبرت يقول‪ :‬إلحق بي وسأُخبرك حينها‪..‬‬
‫وأغلق بعدها باب السياره وبقي فيها بإنتظار ريكس ليركب سيارته ويلحق به‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه لفتره ومن ثُم إلتفت ُمستسلما ً وركب سيارته ‪ ،‬إبتسم آلبرت وخرج من بوابة‬
‫الفيال فلحق به ريكس الى الشارع العام‪..‬‬
‫دقائق مرت إتجه فيها آلبرت الى إحدى مطاعم اإلفطار الشهيه وعينيه على مرآة سيارته‬
‫الجانبيه ينظر الى ريكس الذي يتبعه‪..‬‬
‫صدم بريكس يأخذ اإلتجاه األيسر ويذهب بطريق ُمختلف‬ ‫ما إن مر من أمام إشارة ال ُمرور حتى ُ‬
‫تماما ً‪..‬‬
‫كان شارعا ً عاما ً ‪ ،‬ال مجال للرجوع واللحاق به‪..‬‬
‫أوقف سيارته جانبا ً وتنهد بعُمق هامساً‪ :‬لقد صدمني ‪ ،‬ماذا أفعل معه ؟‬

‫بعد دقائق أوقف ريكس سيارته أمام شركته ونزل ُمتجها ً إليها‪..‬‬
‫تقدمت منه السكرتيرة تقول‪ :‬هاتفك ُممتلئ بالكثير من اإلتصاالت ‪ ،‬العديد من الرسائل‬
‫األليكترونيه تتهافت والكثير من ال ُمعامالت الهامه متوقفةً على توقيعك ‪ ،‬ناهيك عن‪....‬‬
‫قاطعها‪ :‬يكفي ‪ ،‬أحضري لي كُل األوراق سأوقعها مرة واحدة اآلن‪..‬‬
‫تعجبت وقالت‪ :‬إنها مهمة نوعا ً ما ‪ ،‬ستأخذ عدة أيام من أجل ُمراجعتها والتأكد‪...‬‬
‫دخل الى مكتبه ُمقاطعا ً إياها‪ :‬يكفي ‪ ،‬أرسليها الي‪..‬‬
‫وكأن هذا يهمه!‬
‫سيوقعها فلقد إقترب كُل شيء من نهايته ولن يهمه إن كان ُهناك إختالس أو صفقات فاشله‪..‬‬
‫جلس على مكتبه وأغلق هاتفه عندما رن للتو بإتصا ٍل من آلبرت‪..‬‬
‫أرسل رسالةً الى أحدهم كتب فيها" ‪:‬ماذا فعلت بخصوص المبلغ الذي أخبرتُك بشأنه ؟"‬
‫سرع ٍة غير متوقعه كتب فيها" ‪:‬األمر ال‬ ‫ما إن وضع هاتفه جانبا ً حتى رد عليه الطرف الثاني ب ُ‬
‫يزال صعبا ً ‪ ،‬أعطني مزيدا ً من الوقت"‬
‫إنزعج ريكس فشركته على وشك الدمار ولن ينتظر المزيد من الوقت‪..‬‬
‫طرق الباب ودخلت السكرتيرة بالملفات المطلوبه‪..‬‬ ‫ُ‬
‫طلب منها ال ُمغادره وقلّب األوراق بشك ٍل عشوائي حتى توقف عند صفقة شراكه لبناء ُمجمع‬
‫تجاري ضخم في أحد األحياء القريبة من الشوارع العامه‪..‬‬
‫نظر الى الصفقة قليالً وإرتسمت على شفتيه إبتسامه وإستدعى السكرتيره وما إن أتت حتى‬
‫أعطاها الملف يقول‪ :‬أرفضي هذه الشراكه‪..‬‬
‫أخذت الملف وعندما رأت صفحته األولى قالت بدهشه‪ :‬إنها صفقةٌ ناجحه ‪ ،‬ويليامز من أشهر‬
‫ال ُمستثمرين بالبالد وجميع مشاريعه ناجحة مائه بالمائه ‪ ،‬عليك أن تعقد إجتماعا ً معه وتوافق‬
‫على ُمشاركته ‪ ،‬ستكسب الكثير و‪....‬‬
‫قاطعها ببرود‪ :‬ماذا قُلت ؟‬
‫إنها ال تفهمه ؟!!! من بين جميع الصفقات هذه التي نسبة نجاحها مائة بالمائه!‬
‫إن رفضها فسيأخذها غيره وسيتفوقون عليه!‪..‬‬
‫لم تستطع أن تعترض أكثر لذا هزت رأسها وغادرت‪..‬‬
‫ما إن خرجت حتى أرسل للرقم ذاته" ‪:‬سأضع في حسابك مبلغا ً صغيرا ً يُقدر بخمسين ألف‬
‫يورو ‪ ،‬إشتر أي أرض في حي نيليا ‪ ،‬إحرص على أن يبدو األمر طبيعي للغايه ‪ ،‬وسجلها‬
‫بإسمك ‪ ،‬عندما تفعل أخبرني "‬
‫إبتسم عندما أتاه رده موافقا ً فطرق الباب في هذه اللحضه‪..‬‬
‫طلب منها الدخول فهو سيطلبها ب ُمهم ٍة ما ولكنه دُهش عندما رأى آلبرت من دخل!‬
‫صدم منه فلقد ضنه سيمل من تجاهله وسيتركه‪..‬‬ ‫لقد ُ‬
‫اإلصرار هذا ُمزعج‪..‬‬
‫دخل آلبرت وأغلق الباب خلفه يقول‪ :‬صدمتني عندما إستغفلتني وهربت ‪ ،‬ألهذه الدرجة ال‬
‫تُريد مواجهتي ؟‬
‫بدأ ريكس يفتح الملفات ويوقعها بشك ٍل عشوائي وهو يقول‪ :‬أنا مشغول ‪ ،‬ومنذ متى عالقتنا‬
‫جيده لتُلح على الجلوس معي ؟‬
‫جلس آلبرت على الكُرسي ال ُمقابل للمكتب وقال‪ :‬لم تكن كذلك إال عندما بدأتُ أراك تتصرف‬
‫بطريق ٍة ُمزعجه ‪ ،‬وكأبن عم يكبرك بعدة سنوات شعرتُ بأن هذه مسؤليتي‪..‬‬
‫ريكس بهمس‪ :‬لطالما أحببتَ التفاخر بفارق العامان هذا!‬
‫إبتسم آلبرت يقول‪ :‬ولطالما كان هذا التفا ُخر يُزعجك‪..‬‬
‫رفع ريكس عينيه الى آلبرت ثُم تنهد وضغط زرا ً في الهاتف ليطلب كوبا قهوة لهما فهذا‬
‫ال ُمزعج يبدو بأنه ال ينوي ال ُمغادره‪..‬‬
‫دقائق حتى دخل الموظف بكوبا قهوة وغادر‪..‬‬
‫ودقائق أُخرى مرت وآلبرت ينظر الى ريكس المشغول بهدوء تام فنفذ صبر ريكس ُهنا وعلق‬
‫قائالً‪ :‬هل أتيت لتُراقبني هكذا ؟‬
‫رد آلبرت‪ :‬ال أُحب الحديث مع رجل مشغول لذا أنا أنتظرك تنتهي‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬في هذه الحالة لن أنتهي سوى بعد خمس ساعات ‪ ،‬أرح نفسك وغادر‪..‬‬
‫سأل آلبرت بهدوء‪ :‬لما ال تتفقد الملفات قبل التوقيع عليها ؟ إنها تقارير فتأكد من مصداقيتها‬
‫فعمليات إختالس الموظفين لرؤسائهم شائعه للغايه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬شُكرا ً لنصيحتك سأُفكر بها جيدا ً‪..‬‬
‫نظر آلبرت الى عينيه يقول‪ :‬اإلختالس ال ُمتكرر سيضر شركتك ووحدك من سيتلقى اللوم‬
‫ويُسجن‪..‬‬
‫ريكس بال ُمبااله‪ :‬قرأتَ ال ُمخالفات التي أنا فيها ُمسبقا ً ‪ ،‬هل اإلختالس قد يؤثر أكثر ؟‬
‫إنزعج آلبرت منه للغايه‪..‬‬
‫سأله‪ :‬لما أصبحتَ هكذا ؟ ما الذي تُريده ؟ السجن ؟!! يستحيل أن يكون هذا هدفك بعد إتصالك‬
‫بتلك ال ُمنشأه السويسريه!‬
‫توقف ريكس عن التوقيع للحضه ثُم أكمل عمله يقول ببرود‪ :‬ليس األمر كما تضن وال أضنه‬
‫يعنيك في شيء لذا ال تُدخل نفسك بأمور اآلخرين فهذا ُمزعج!‬
‫شد آلبرت على أسنانه يقول‪ :‬ما الذي تكرهه في هذا العالم كي تتوق لتركه ؟!!! تمتلك كُل‬
‫شيء يا ريكس ! األب واألخوة والمال والمنصب ! ما الذي ينقصك ؟!‬
‫أغلق ريكس الملف بقوه ونظر الى آلبرت يقول‪ :‬ينقصني إبتعاد الفضوليين عني ‪ ،‬أمثالك‬
‫بالضبط!‬
‫آلبرت بإستنكار‪ :‬أال يُمكنك حتى التفريق بين الفضول واإلهتمام ؟!!‬
‫ريكس‪ :‬ال حاجة لي بإهتمامك ‪ ،‬لديك كين إذهب وإهتم ألمره‪..‬‬
‫نظر إليه آلبرت لفتره ثُم قال‪ :‬سنتحدث أيضا ً بخصوص كين ولكن أوالً‪....‬‬
‫قاطعه ريكس‪ :‬تحدث معه هو ال معي ‪ ،‬هل يُمكنك الذهاب فأنت تُشغلني ؟‬
‫ضاقت عينا آلبرت لفترة ثُم قال‪ :‬أنتَ تُزعجني أكثر مما ضننت ‪ ..‬لستُ طفالً لترمي بمشاكلك‬
‫علي وترفض أن تُخبرني عنها ! تلك األوراق ياريكس ‪ ،‬أُقسم أني سأُسلمها لعمي إن خرجتُ‬
‫من ُهنا دون أن تُخبرني عن أي شيء ‪ ،‬أُقسم أني سأفعلها ياريكس‪..‬‬
‫نظر إليه ريكس بهدوء ثُم قال‪ :‬هل أثقلتك الى هذه الدرجه ؟ حسنا ً هاتها وإنسى أمرها‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬لن يحدث هذا ‪ ،‬إما أن تُخبرني وإما أن أُسلمها لعمي ليتكفل بأمرك هو ‪ ،‬وسأُخبره‬
‫بخصوص تلك ال ُمنشأه األلمانيه‪..‬‬
‫إتسعت عينا ريكس بصدمه وشد على أسنانه يقول‪ :‬ال شأن لك بهذا األمر!!‬
‫آلبرت بحده‪ :‬نحنُ عائله لذا يحق لي التدخل عندما يُقرر شخصا ً غبيا ً مثلك أن يسلك هذا‬
‫الطريق ال ُمظلم!!‬
‫عض على شفتيه قليالً والغضب با ٍد على وجهه وهو يهمس ُمكمالً‪ :‬هل ُجننت ياريكس ؟ الكُل‬
‫ت عديده ‪ ،‬لما تُريد كسر‬ ‫يُمكنه ُمالحظة هذا ‪ُ ،‬مالحظة كم عمي يُحبك أكثر من الجميع بمرا ٍ‬
‫قلبه مرةً أُخرى ؟ لما تُريد له أن يتحطم ُمجددا ً ؟‬
‫ضرب على الطاولة يُكمل بحده‪ :‬لما تُريد اإلستعانة بتلك ال ُمنشأة ؟!!! ماذا فعل العالم لك لـ‬
‫‪.....‬‬
‫قاطعه ريكس بحدة‪ :‬آلبـــرت!!!‬
‫توقف آلبرت عن الحديث وهو ينظر إليه بعينين ُمتألمتين فشد ريكس على أسنانه هامساً‪ :‬ال‬
‫شـأن لـك!‬
‫آلبرت بهدوء‪ :‬تلك ال ُمنشأة لن توافق على ُمساعدتك مالم تكون تُعاني من مرضا ً صعب ‪،‬‬
‫رأيتُك في تلك الحفلة وأنت تتألم ‪ ،‬أخبرني فرانس عن كونك تتعاطى موادا ً ممنوعه ‪ ،‬وها أنت‬
‫تُدمر شركتك بنفسك ! ريكس ما الذي يحدث معك بالضبط ؟‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬إن لم تتحدث وتُخبرني كُل شيء فسأذهب اآلن الى عمي ُمباشرةً ‪ ،‬فإن‬
‫كُنتَ ترا بأنه ال يحق لي أن أتدخل في أمورك فوالدك إذا ً يستطيع‪..‬‬
‫تبادال النظرات لفتر ٍة طويله قبل أن يقول ريكس‪ :‬التهديد ال يُمثلك‪..‬‬
‫ت ال تُمثلني‪..‬‬ ‫آلبرت‪ :‬بعض األحيان الطرف األخر يُرغمني على أن ألتجئ لتصرفا ٍ‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً ما دُمت سمعت عن أمر األدوية من أخاك فإسئله هو بدالً من سؤالي‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬إن كان ُمستيقظا ً لفعلت ولكنه مريض‪..‬‬
‫عقد ريكس حاجبه فقال آلبرت‪ُ :‬منذُ رجوعك لم تزر القصر لذا من الطبيعي أال تعلم عما حدث‬
‫لفرانس‪..‬‬
‫أكمل بعدها‪ :‬تعرض إلختطاف وهجوم من أحدهم ‪ ،‬هل لديك فِكرةً عمن يكون ؟‬
‫دُهش ريكس يقول‪ :‬متى حدث هذا ؟‬
‫آلبرت‪ :‬أثناء زيارتكم ألُخت جينيفر‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬وكيف حاله اآلن ؟‬
‫تنهد آلبرت يقول‪ :‬ال بأس ‪ ،‬مؤشراته الحيوية جيده ولكنه لم يستيقظ من غيبوبته بعد‪..‬‬
‫هز ريكس رأسه وهو يتسائل عما حدث له ليصل الى هذا الحد‪..‬‬
‫رن هاتف آلبرت في هذه اللحضه ‪ ،‬رد عليه ليصله صوت إمرأ ٍة في منتصف العُمر تتحدث‬
‫برسمي ٍة تامه‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بصدمه قبل أن يهمس لها‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ،‬سآتي اآلن‪..‬‬
‫نظر الى ريكس الذي كان ينظر إليه من البدايه وقال‪ :‬ماذا ؟‬
‫ريكس‪ :‬هل حدث شيء سيء ‪..‬؟‬
‫صمت آلبرت قليالً قبل أن يقول‪ُ :‬مديرة مدرسة كين ‪ ،‬يبدو بأنه داخ عليهم قليالً ‪ ،‬الحظتُ‬
‫باألمس بكون وجهه ذابل وأمرته بتناول طعامه ولكن يبدو بأن لم يستمع إلي ‪ ..‬سآخذه الى‬
‫المنزل لينال قسطا ً من الراحه‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬إذهب به الى الدكتور‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه يقول‪ :‬من تقصد ؟‬
‫ريكس‪ :‬كين ‪ ،‬خذه الى الدكتور ليقوم بفحصه‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬ولما أفعل ذلك ؟ إن دوار بسبب سوء التغذيه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬فكر قليالً آلبرت ‪ ،‬أتتذكر ذلك اليوم الذي سمعتَ فيه جينيفر تتحدث عبر الهاتف‬
‫بالصدفه ؟ قبل عدة أشهر‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه قليالً قبل أن تتسع عيناه من الصدمة يقول‪ :‬لحضه ! أنت ال تعني هذا‬
‫صحيح ؟‬
‫ريكس‪ :‬في ذلك اليوم ما سمعتَه جعلك تأخذ فكرة عن كونها تتخلص ممن يُزعجوننا عن‬
‫سما ً أو ما شابه ‪ ،‬األمر أكبر من هذا‬ ‫طريق وضع شيء لهم بالشراب ‪ ،‬أُراهن بأنك ضننتَه ُ‬
‫بكثير لذا ُخذه الى الطبيب وحينها ُربما قد تفهم‪..‬‬
‫حاول آلبرت ضبط أعصابه وهو يقول بهدوء‪ :‬أنت تقصد بأنها وضعت شيئا ً لكين ؟ لتتخلص‬
‫منه ؟‬
‫صمت ريكس لفترة قبل أن يقول‪ :‬صدقني ‪ ،‬لو كان هدفها التخلص منه لكان هذا أهون‬
‫بعشرات المرات من نيتها الحقيقيه‪..‬‬
‫إتسعت عينا آلبرت بصدمه من كالمه!‬
‫لم يفهم ما يعنيه ‪ ،‬ولكن األمر يبدو أكبر بكثير مما كان يضنه‪..‬‬
‫لم يسأله ولم يستفسر عن مقصده‪..‬‬
‫كُل ما فعله هو أنه قام وخرج ليذهب ُمباشرةً الى كين‪..‬‬
‫عليه أن يأخذه الى الطبيب فورا ً ‪ ،‬عليه أن يفهم ما الذي يحدث!‬
‫مدى من السوء يُمكن أن تصل ؟‬ ‫ً‬ ‫تلك الجينيفر أي‬

‫في حين بقي ريكس في مكانه لفترة قبل أن يتنهد هامسا ً‪:‬‬
‫حسنا ً ‪ ،‬يبدو بأنه نسي موضوعي وهذا أفضل‪..‬‬
‫وتسائل بعدها في نفسه عن كيفية معرفة آلبرت بأمر تلك ال ُمنشأه‪..‬‬
‫***‬

‫‪-‬قبل ستة عشر عاما ً تقريبا ً‪-‬‬

‫ت يُنيرها‪..‬‬
‫غرف ٍة ُمظلم ٍة إال من ضوء خاف ٍ‬ ‫تجلس لوحدها في ُ‬
‫كانت حين إذن إمرأةً شابه في ُمنتصف الثالثين من عُمرها ولكن وجهها ُمتعب ذابل واألرهاق‬
‫الشديد واضح على مالمحها‪..‬‬
‫طرق الباب فهمست‪ :‬أُدخل ريكارد‪..‬‬ ‫ُ‬
‫حيث تسند رأسها على يديها ُمغمضةً العينين وكأن ه ّما ً كبيرا ً‬ ‫ُ‬ ‫دخل ريكارد وتعجب من مظهرها‬
‫يستوطن صدرها‪..‬‬
‫تقدم منها وقال بهدوء‪ :‬مابك ؟ إنه اليوم الثاني على التوالي تحبسين نفسك ُهنا ‪ ،‬هل حدث‬
‫أمر سيء ؟‬‫ٌ‬
‫أمر سيء أو جيد‪..‬‬ ‫إبتسمت بهدوء تقول‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬هل هو ٌ‬
‫رفعت رأسها له فشعر بالقلق من تغيرها من إمرأ ٍة شابه حيويه الى إمرأ ٍة ذابلة هكذا‪..‬‬
‫سألها بقلق‪ :‬ماذا حدث ؟‬
‫نظرت إليه لفتره ثُم نظرت الى ورق ٍة كانت بالقُرب منها على الطاوله وهمست‪ :‬لقد كُنتُ ُمهمله‬
‫لمرتين فحسب ‪ ،‬فلما حدث فيهما هذا ؟‬
‫عقد حاجبه فهو لم يفهم ما قالته فأخذت نفسا ً عميقا ً ونظرت الى ريكارد تقول‪ :‬أنا حامل‪..‬‬
‫سرعان ما إزدادت صدمته وهو يقول‪ :‬ال تقولي لي بأن‪....‬‬ ‫إتسعت عيناه من الصدمه و ُ‬
‫ولم يستطع أن يُكمل فهمست بهدوء‪ :‬من غيره ‪ ،‬رايان والده‪..‬‬
‫تقدم وجلس على األريكة بجوارها يقول بسرعه‪ :‬ال مجال للتفكير ‪ ،‬تخلصي من الطفل !‬
‫األمور ستتعقد هكذا!‬
‫عضت على شفتيها وظهر الضعف على وجهها والذي ال يظهر إال عندما يتعلق األمر بأطفالها‬
‫فقط ال غير‪..‬‬
‫ت شبه ُمرتجف‪ :‬إنه طفلي ‪ ،‬قطعةً مني ‪ ،‬ال يُمكنني فعلها‪..‬‬ ‫همست بصو ٍ‬
‫ريكارد‪ :‬آليس أرجوك فكري بعقلك ! الطفل لم ينمو بعد ‪ ،‬لم يتكون جسده ‪ ،‬تخلصي منه فهو‬
‫سيُعيق تقدمك وربما تلقين حتفك بسببه!!‬
‫نظرت الى الفراغ لفترة قبل أن تهمس‪ :‬هل تُخبرني أن أقتل إبني ألعيش أنا ؟‬
‫ريكارد‪ :‬ال تقوليها هكذا ‪ ،‬لديك ريكس لذا عيشي من أجله ‪ ،‬أما وجود طفل للبروفيسور ؟!!‬
‫هل ُجننتي ؟!!! أال تُريدين أن تُنهي كُل شيء وتبتعدي ؟ فلما إذا ً تتمسكين بشيء يربطك‬
‫بالبروفيسور الى األبد!!!‬
‫بقيت صامته لفتره قبل أن تهمس‪ :‬أعلم هذا ‪ ،‬األمر ُمحير ‪ ،‬ولكني في الوقت ذاته قطعا ً لن‬
‫أتخلص من الطفل‪..‬‬
‫ُجن من تفكيرها العاطفي هذا ! لطالما كان عقلها هو ال ُمتحكم دائما ً فلما يحدث هذا اآلن ؟؟!‬
‫حاول الضغط عليها قائالً‪ :‬هل تُريدين له أن يخرج الى عالم كهذا العالم ؟ والده من أكبر رجال‬
‫العصابات بفرنسا ووالدته جاسوسة روسيه مجهول مستقبلها ؟ أي حياة هانئة سيعيشها‬
‫برأيك ؟ فكري به وال تكوني أنانيه هكذا‪..‬‬
‫أسندت رأسها على يديها ُمغمضة العينين وهي تهمس‪ :‬أعلم أعلم‪..‬‬
‫ريكارد‪ :‬إذا ً فكري ألجله ‪ ،‬هذا يكفي ‪ ،‬عليك أن تتخلصي منه‪..‬‬
‫همست‪ :‬ال أستطيع فعلها‪..‬‬
‫ت أفضل جاسوسة أرسلتها روسيا خالل هذا العقد‬ ‫ريكارد بدهشه‪ :‬رجاءا ً كوني عاقله !! أولس ِ‬
‫؟!! لما تغيرتي ؟؟ ال مكان للعاطفه فهي ستجعلك تتراجعين وترتكبين األخطاء ! أال يكفيك خطأ‬
‫إنجاب ريكس ؟ لما تُريدين تكرار األمر ؟!‬
‫همست له‪ :‬لن يُمكنك أن تفهم هذا ‪ ،‬عندما يكون بداخلك طفل صغير ؟ كيف لقلبي أن يجرؤ‬
‫على التخلص منه ! هذه وحشيه ‪ ،‬وأنا لم أرتكب الوحشية بحياتي ألفعلها اآلن مع طفلي !‬
‫رجاءا ً ريكارد أصمت وال تتحدث بهذه الطريقه‪..‬‬
‫هو حقا ً ال يُمكنه تصديق كم أصبحت حساسةً هكذا!!‬
‫لقد تغيرت بالكامل بعد زواجها وإنجابها لريكس ‪ ،‬تغيرت من إمرأةً باردة قاسيه بدون أي نقاط‬
‫ضعف لديها الى إمرأة ترتكب األخطاء من أجل إبنها!‬
‫أال يكفي ما حدث لها قبل عدة أعوام عندما تسبب لها ريكس بالسجن وبقيت فيه لعام كامل‬
‫وبالكاد تدخلت الحكومه الروسيه لتُنهي األمر ؟‬
‫لعام آخر من أجل أال تجذب أنظار الشُرطة التي بقيت تُراقبها‬ ‫أال يكفيها إنقطاعها عن ُمهمتها ٍ‬
‫!!‬
‫إنها تتراجع ‪ ،‬وبالكاد عادت الى الطريق الصحيح فلما تُعاود إرتكاب نفس الخطأ!!!‬
‫شد على اسنانه وهمس بداخله‪" :‬إن لم تفعل هي ذلك فعلي إيجاد طريق ٍة لفعلها بنفسي فهذا‬
‫الطفل سيُسبب الكوارث في ال ُمستقبل‪" ..‬‬
‫**‬

‫فتح عينيه بهدوء هامساً‪ :‬كُنتُ ُمحقا ً ‪ ،‬سيجلب الكوارث فور خروجه الى العالم ‪ ،‬والدتُه‬
‫كُشفت ‪ ،‬وتمت ُمطاردتها ‪ ،‬واآلن والده يتحرك بطريق ٍة مجنونة من أجل الوصول إليه لدرجة‬
‫أنه سيقتل أي أحد في طريقه ‪ ،‬حتى لو كان أنا‪..‬‬
‫قالها وهو ينظر الى تسجيل كاميرا ال ُمراقبة ال ُمثبتته في منزله وهو يرى إثنان دخال حين‬
‫غيابه وفتشا المنزل رأسا ً على عقب‪..‬‬
‫يعرفهما فلقد رآهما أكثر من مره ‪ ،‬إنهما من أتباع البروفيسور ووصولهما إليه ال يعني سوى‬
‫أنه كُشف‪..‬‬
‫سحقا ً!‬
‫ُ‬
‫أخذ هاتفه ونظر الى رقم مارك الذي أخذه من زوجته ُمسبقا ً والتي كلمته يوم األمس تُخبره‬
‫بأن مارك رد عليها أخيرا ً ُمعتذرا ً بأنه لن يعود اآلن وعليها أال تقلق ألجله وأغلق هاتفه‬
‫بعدها‪..‬‬
‫ضغط على إسمه ورن الهاتف ولكن كالعاده لم يُجبه ‪ ،‬إنها ُمحاولته المائة ُمنذ األمس‪..‬‬
‫سحقا ً له ولرين ال ُمزعجه!!!‬
‫ُ‬
‫نزل باألرقام الى رقم ريكس وهو يُفكر هل يتصل به ؟‬
‫هو على إتصال مع رين لذا ُربما يعرف شيئا ً عن مارك‪..‬‬
‫نظر الى إسمه بهدوء وهو يتذكر جملة آليس في ذات الليلة التي أخبرته فيها عن كونها‬
‫حامل‪..‬‬
‫سيخرج‬
‫ُ‬ ‫"أتعلم ريكارد ‪ُ ،‬ربما األمر ليس سيئا ً الى هذا الحد ‪ ،‬ربما والداه سيئان ولكن الطفل‬
‫وله أخ أكبر رائع ‪ ،‬وريكس ُربما ‪ ....‬يتوقف عن لوم نفسه عما حدث لي ويصب إهتمامه في‬
‫هذا الطفل ‪ ،‬سيُساندان بعضهما بعضا ً ‪ ،‬ومن يدري ‪ُ ،‬ربما هذا الطفل يصنع ُمعجزة لم يتخيلها‬
‫أحد "‬
‫تنهد وهمس‪ :‬يالها من ُمتفائله‪..‬‬
‫تراجع عن ُمحاولة اإلتصال به وأغلق الهاتف‪..‬‬

‫***‬
‫‪6:11 pm‬‬

‫أوقف إدريان سيارته أمام أحد المنازل ومن ثُم نزل منها وهو يتقدم من السيارة التي وقفت‬
‫قبله‪..‬‬
‫إقترب من النافذه ففتح السائق الزجاج ليقول له إدريان بهدوء‪ :‬حسنا ً أعتقد بأنك تعي ماذا قد‬
‫يحدث لك لو أخبرتَ والدتي عن كونك جلبتني الى ُهنا صحيح ؟‬
‫هز السائق رأسه وقال‪ :‬لكن أرجوك ‪ ،‬ال تُخبرها أنت‪..‬‬
‫تجاهله إدريان يقول‪ :‬غادر قبل أن يفتقدك أحد‪..‬‬
‫ومن ثُم إبتعد فتحرك السائق وغادر المكان فورا ً‪..‬‬
‫حيث أخذه السائق ‪ ،‬هو أكثر من يعرف والدته ويعرف بمن تثق‬ ‫ُ‬ ‫رفع إدريان رأسه ينظر الى‬
‫وأولهم هذا السائق لذا إستجوبه وبالكاد أجبره على أخذه الى ُهنا‪..‬‬
‫حيث طلبت منه جينيفر أن يُخبئ الطفل‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫الى‬
‫تقدم من المنزل ورن الجرس وبعد دقائق قليله فُتح الباب وظهرت فتاة من خلفه تبدو‬
‫ك ُممرضه منزليه‪..‬‬
‫نظرت إليه بحذر قائله‪ :‬من أنت ؟‬
‫إبتسم لها بمرح يقول‪ :‬ال ُمغني الرائع إدريان ألم تسمعي بي ؟‬
‫بعدها تجهم وجهه وأبعدها عن طريقه وهو يد ُخل عنوه‪..‬‬
‫سرعة الى‬‫ظر إليه وهو يتقدم الى الداخل فتراجعت ِخلسه وذهبت ب ُ‬ ‫أغلقت الباب خلفه تن ُ‬
‫الهاتف وفتحته على أول رقم‪..‬‬
‫ما إن ضغطت زر اإلتصال حتى مد إدريان يده من خلفها وسحب الهاتف ُمغلقا ً اإلتصال‪..‬‬
‫نظر الى الشاشة يقرأ اإلسم وهو يقول‪" :‬الدكتور" ؟ هل بال ُمصادفه إسمه جان ؟‬
‫ُخطف لون وجهها فعلم بأن كالمه صحيح‪..‬‬
‫غرفةً وجد فيها الطفل‬ ‫وضع هاتفها في جيبه وتقدم الى الداخل يفتح الغُرف حتى فتح أخيرا ً ُ‬
‫يجلس على كُرسيه وأعصابه مشدودة للغايه‪..‬‬
‫لقد رن جرس المنزل لذا لن يأتي سوى الدكتور ولكن تحول وجهه من مالمح الحذر والخوف‬
‫الى مالمح الصدمه وهو ينظر الى أخاه الذي لم يره ُمنذ فتر ٍة طويل ٍة جدا ً!‪..‬‬
‫إنه إدريان بكُل تأكيد!!!‬
‫في حين نظر إليه إدريان بهدوء وشعر ببعض األلم من منظره ‪ ،‬لقد كبُر قليالً عن آخر مر ٍة‬
‫رآه فيها‪..‬‬
‫تقدم منه وإنحنى يجلس أمامه ينظر الى عينيه يقول‪ :‬سأسألُك سؤاالً وأجبني عليه بصراحه ‪،‬‬
‫حسنا ً إيدن ؟‬
‫بلع إيدن ريقه متوتر من قرب أخاه ومن الجدية الظاهرة على وجهه ليهز بعدها رأسه‬
‫باإليجاب‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬هل الدكتور جان هو والدك ؟‬
‫خائف للغايه‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫ظهرت الصدمة على وجه إيدن وأشاح بنظره وهو‬
‫أخطأ في الماضي عندما جعل إليان تشعر بهذا األمر أيضا ً واآلن إدريان ؟!!!‬
‫ستغضب منه والدته بدون شك وهو ال يُريد هذا‪..‬‬
‫شد إدريان على أسنانه واألمر اآلن بات مؤكدا ً‪..‬‬
‫والدته بالفعل أنجبت هذا الطفل عن طريق الخيانه!‬
‫ومن َمن ؟!! جان!!‬ ‫ِ‬
‫همس لنفسه‪" :‬كيف أنخفضت معايريك هكذا يا أُمي"!!‬
‫األمور اآلن مهما حاول تجاهلها فهي تتجه لألسوأ وعليه إتخاذ خطو ٍة تُقلل من عنف األحداث‬
‫القادمه‪..‬‬
‫نظر الى إيدن وهو يتذكر ُمحادثة ريكس ووالدهما عندما أخبره أن يعتني بإيدن‪..‬‬
‫والده لو رأى الطفل ‪ ....‬فسيزداد غضبه!‬
‫‪-‬طفل مشلول و ُمشوه ‪ ،‬إن وجهه ذابل حتى!‬
‫سيضن السبب هو قلة اإلهتمام!!!‬
‫‪ُ -‬حرق وجهه بسبب حريق فلما لم تهتم أمه ب ُمعالجة هذا التشوه ؟!!!!‬
‫هذا ما سيُفكر به والده وسيُعقد األمور أكثر‪..‬‬
‫همس بهدوء‪ :‬علي ُمحاولة تصحيح ما أستطيع من أخطاء والدتي‪..‬‬
‫نظر إيدن إليه وهو ال يعرف ماذا يقصد بهمسه هذا‪..‬‬
‫إنتبه إدريان إليه ونظر الى عينيه لفتره ‪ ،‬إبتسم بعدها يقول‪ :‬كيف حالُك إيدن ؟‬
‫بالكاد منع إيدن نفسه من أن يتاثر ويبكي ‪ ،‬لقد إشتاق ألخاه إدريان كثيرا ُ!‬
‫لطالما سأل ريكس وإليان عنه ‪ ،‬كان يُريد رؤيته فهو يُحبه للغايه وال يعلم لما‪..‬‬
‫ُربما ألنه يُشبهه أكثر من البقيه‪..‬‬
‫ت ُمرتجف فشل فيه من إخفاء نبرته الباكيه‪ :‬أنا بخير‪..‬‬ ‫بلع ريقه وأجابه بصو ٍ‬
‫ت إختفى من قوة نبرة بكائه‪ :‬إشتـ ـقتُ إليـ ـك‪..‬‬ ‫ليُكمل بصو ٍ‬
‫قطب إدريان جبينه ُمتألما ً من ُجملة أخاه‪..‬‬
‫لقد ‪ ....‬أخطأ كثيرا ً بحقه‪..‬‬
‫سحقا ً له ولهروبه الدائم من مواجهة المشاكل!‬ ‫ُ‬
‫مد يده وبدأ يُصفف ُخصالت شعره وهو يقول‪ :‬ما دُمتَ تُشبهني هكذا فعليك أن تُصفف شعرك‬
‫مثلي لتغدو شابا ً وسيما ً‪..‬‬
‫صب‬‫غمز يُكمل له بهمس‪ :‬أُراهن بأن الفتيات حينها سيتهافتن عليك ‪ ،‬ال توليهن أي إهتمام و ُ‬
‫إهتمامك على الفتاة التي تكره غرورك فهذا هو قانون المشاهير أمثالنا‪..‬‬
‫سرعه‪ :‬هل قُلتُ شيئا ً خاطئا ً ؟؟؟‬ ‫صدم إدريان وقال ب ُ‬ ‫شهق إيدن ُهنا وإنفجر باكيا ً ف ُ‬
‫ت غير مفهوم ٍة على‬ ‫ت مسموع ويتكلم ببعض كلما ٍ‬ ‫هز إيدن رأسه نفيا ً وهو يبكي بصو ٍ‬
‫اإلطالق‪..‬‬
‫كالم أخاه األكبر اللطيف والمازح أثر فيه ‪ ،‬يُحبه حقا ً لذا يبكي وال يعلم لما بالضبط‪..‬‬
‫كُل ما يعلمه أنه سعيد‪..‬‬
‫سعي ٌد للغايه‪..‬‬
‫إبتسم إدريان بهدوء وربت على كتفه قبل أن ينحني ويهمس له بأُذنه‪ :‬أخاك الوسيم الرائع‬
‫فعل شيئا ً مجنونا ً هذا الصباح ألجلك ‪ ،‬سرق أوراقك الرسمية من المكان الذي ال يجب عليه أن‬
‫يقترب منه ‪ ،‬والدته ستغضب كثيرا ً عندما تكتشف هذا ولكنه سيتحمل ألجلك ‪ ....‬النه يُحبك‬
‫ويُريد أن يُرسلك الى الخارج للعالج‪..‬‬
‫إتسعت عينا إيدن بصدمه فإبتعد إدريان عنه وبدأ يتحسس الحروق في وجهه قائالً‪ :‬فقط بعض‬
‫عمليات تجميل وستُصبح أجمل مني‪..‬‬
‫أنزل يده الى ُركبتيه ُمكمالً‪ :‬وقدمك لم تكن مشلولةً منذُ طفولتك لذا ُربما يكون ُهناك عالجا ً لها‬
‫‪ ،‬سأبذُل قُصارى ُجهدي لذا أبذل أنت قُصارى ُجهدك لهذا ‪ ،‬وال تقلق إن لم يكن ُهناك عالج فال‬
‫بأس من العيش هكذا ‪ ،‬فأخاك سيحرص على أن يُصبح نجما ً عالميا ً وحينها الكُل سيود‬
‫خ لمشهور رائع مثلي ‪ ..‬لذا إن تقبلتَ‬ ‫الحديث معك ولن يرمقوك بأي نظرة شفقه بل بكونك أ ٌ‬
‫نفسك هكذا وكُنتُ أنا داعما ً لك فلن يُعيقك شللك على اإلطالق‪..‬‬
‫شعور ُمتضارب عصف بقلب الطفل الصغير‪..‬‬ ‫ٌ‬
‫سعيد ل ُمقابلة أخاه ولكالم أخاه وإلهتمام أخاه ولكن ‪ ....‬هذا القدر الكبير من السعادة موجع‪..‬‬
‫لن يُمكنه أن يقبل بهذا ‪ ،‬الدكتور جان هدده من قبل من تدخل إليان وريكس وبأنه سيؤذيهما‬
‫لو طلب منهما ال ُمساعده‪..‬‬
‫بالتأكيد سيفعل المثل مع إدريان‪..‬‬
‫بلع ريقه وهمس له‪ :‬ال أُريد السفر‪..‬‬
‫عقد إدريان حاجبه قبل أن يبتسم ويقول‪ :‬هل أنت خائف من أن توبخني والدتي ؟ حسنا ً لقد‬
‫فعلتُ خطئا ً وإنتهيت لذا سأوبَخ سواءا ً ذهبت أو لم تذهب‪..‬‬
‫عض إيدن على شفتيه هامساً‪ :‬آسف ألني أُسبب لك المشاكل لذا أرجوك دعني‪..‬‬
‫أمر من ال ُمفترض أن‬ ‫إدريان بإنزعاج‪ :‬ما بال الشخصية الضعيفة هذه ؟!!! لما تتأسف من ٍ‬
‫نفعله ألجلك !! هذا حقك وعليك أن تطلبه من البداية فلما تُح ّمل نفسك خطأنا نحن ؟‬
‫خاف إيدن من غضب إدريان وهمس‪ :‬آسف‪..‬‬
‫آسف ؟!!‬
‫أشاح بنظره عنه وهو ُمنزعج منه و ُمتألم في الوقت نفسه‪..‬‬
‫إهمالهم له صنع منه شخصا ً ضعيفا ً هكذا‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً قبل أن ينظر إليه ُمجددا ً يقول‪ :‬إسمع ‪ ،‬عندما يطلب منك أخاك األكبر أمرا ً‬
‫عليك أن تُطيعه ‪ ،‬ستُسافر ‪ ،‬وطائرتُك الليله!‬
‫والربع ‪ ..‬إنها الليلة بالفعل‬
‫ُ‬ ‫أخرج من معطفه تذكرة سفر وقال‪ :‬أُنظر ! إنها في تمام العاشرة‬
‫لذا ال مجال إلعتراضك‪..‬‬
‫ش ُحب وجه إيدن عندما أيقن بأن أخاه إنتهى من كُل شيء حقا ً!!‬
‫حيث التذكره يقول بخوف‪ :‬أرجوك أخي ال تفعلها ‪ ،‬أرجوك ال تفعلها‬ ‫ُ‬ ‫مد يده وأمسك بيد إدريان‬
‫ُ‬
‫أرجوك ! إستمع إلي ولو لمرة ‪ ،‬ال أريد السفر ‪ ،‬آسف لكوني سببتُ لك بعض المشاكل ولكونك‬
‫فعلت هذا ألجلي ولكني ال أُريده أرجوك‪..‬‬
‫كانت نظراته ُمرتعبه مليئ ٍة بالخوف والرجاء!‬
‫شخص ما ولكن من ؟‬ ‫ٍ‬ ‫خائف من‬
‫ٌ‬ ‫بقي إدريان ينظر الى عينيه وقد أيقن من كونه‬
‫والدته ؟ أو ُربما ‪ ....‬الدكتور جان!‬
‫نعم هو يعلم عن كون الدكتور يأتي الى المنزل بين حين وآخر ليُعالجه‪..‬‬
‫هل طلب منه أال يقبل ُمساعدة أحد ؟‬
‫صمت لفترة قبل أن يقول‪ :‬ممن خائف ؟ ال تقلق من والدتي فأنا إبنُها ال ُمفضل ‪ ،‬سأقُنعها بأال‬
‫تُحملك أي ذنب ‪ ،‬وأما الدكتور جان‪...‬‬
‫وربما يؤلمك ما سأقوله ولكن قد تم‬ ‫بأسف ُمصطنع‪ :‬أعلم بأنه والدك ُ‬‫ٍ‬ ‫صمت قليالً ليُكمل‬
‫القبض عليه بتُهم ٍة طبيّة صعبه ‪ُ ،‬ربما يُحكم عليه باإلعدام أو السجن مدى الحياة لذا ال سبب‬
‫يدعوك للخوف منه‪..‬‬
‫إتسعت عينا إيدن على وسعهها من الصدمة العارمه!!‬
‫الدكتور جان ‪ ....‬قُبِضَ عليه ؟!!!‬
‫بخوف‬
‫ٍ‬ ‫سرع ٍة عن إدريان عندما أدرك الوضع وبدأ جسده يرجف بقوة وهو يهمس‬ ‫أبعد يده ب ُ‬
‫شديد‪ :‬ولكن مرضي ‪ ....‬ال ُمعدي ‪ ....‬كان يُعالجني ‪ ......‬أنا‪......‬‬
‫ولم يستطع إتمام كلماته ‪ ،‬هو ُمرتعب للغايه‪..‬‬
‫عقد إدريان حاجبه قليالً قبل أن يقول‪ :‬أتعلم ماذا سرقتُ أيضا ً ؟ سجلك الطبي ‪ ،‬ساُرسله الى‬
‫حيث يتم عالجك ‪ ،‬فأيا ً كان نوع مرضك فسيُصبح عالجه سهالً اآلن فهم يملكون فكرةً‬ ‫ُ‬ ‫الخارج‬
‫شاملةً عنه لذا لن يأخذوا وقتا ً في تشخصيه‪..‬‬
‫كذب عليه وقالها وهو حتى اآلن لم يفهم ماذا يقصد بالمرض ال ُمعدي ؟؟‬
‫كالحصبة وغيرها ولكنه يبدو بأفضل حال فماذا‬ ‫عادةً األمراض ال ُمعدية تكون أثارها ظاهره ! ِ‬
‫قصد بكالمه ؟‬
‫في حين ال زال الخوف يُسيطر على إيدن وأصبح فارغ العقل تماما ً ال يعلم بماذا يُفكر‪..‬‬
‫فقط دموعه تهط ُل من عينيه‪..‬‬
‫مقبوض عليه ‪ ،‬قلبه يؤلمه لهذا‪..‬‬‫ٌ‬ ‫والده‬
‫فمهما كان يُخيفه فهو والده‪..‬‬
‫قطع عليه مشاعره صوت إدريان يقول‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬سأكون بجانبك دائما ً حتى تُشفى ‪ ،‬إليان‬
‫وريكس أيضا ً‪..‬‬
‫إليان وريكس‪..‬‬
‫شهق إيدن وهو يهمس‪ :‬اُريد رؤيتهما‪..‬‬
‫نظر إدريان إليه لفتره ثم قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬بشرط أن تُسافر وصدقني حينها سأجعلُهما يأتيان‬
‫لتوديعك‪..‬‬
‫خائف ‪ ..‬هو خائف للغايه من هذه الخطوة الجريئة التي تُعارض تحذيرات والده ال ُمتكرره‪..‬‬
‫بلع ريقه ونظر الى إدريان يقول‪ :‬هل ‪ ....‬هل ريكس يعرف عن هذا ؟ هل هو موافق ؟‬
‫إبتسم إدريان يقول‪ :‬إنه صاحب ال ِفكر ِة أصالً‪..‬‬
‫دُهش إيدن في حين أشاح إدريان بنظره عنه يُحاول إخفاء ضيقه‪..‬‬
‫إضطر للكذب ‪ ،‬هو فعل كُل هذا ألجله ولكن إهماله السابق له لم يجعل من هذا الصغير أن يثق‬
‫به‪..‬‬
‫ريكس وهو الذي ال تربطه أي عالقة دم كان يهتم به أكثر منه‪..‬‬
‫لذا سينسب هذا الفضل لريكس ‪ ،‬فماهو ُمهم اآلن هو أن يُقنع الصغير بالذهاب‪..‬‬
‫عليه أن يفعل شيئا ً ألجله ولو لمره ‪ ،‬ألجله وليس ليتفاخر أمامه بأنه فعل هذا‪..‬‬
‫إبتسم وعاود النظر الى إيدن يقول‪ :‬هو فقط مشغول لذا طلب مني فعلها ولكنه حتما ً سيكون‬
‫في المطار لتوديعك‪..‬‬
‫إرتجفت شفتا إيدن وبدأ يبكي بصمت وهو يهمس‪ :‬إنه ليس غاضبا ً مني ‪ ،‬إنه ليس غاضبا ً‬
‫مني‪..‬‬
‫لم يفهم إدريان لذا قال‪ :‬ولما يغضب ؟ أال تعلم كم هو يُحبك ؟‬
‫هز إيدن رأسه باإليجاب وهو يُحاول إيقاف نفسه من البُكاء فإبتسم له إدريان يقول‪ :‬إذا ً جهز‬
‫نفسك ‪ ،‬سنتذهب للتسوق من أجل شراء المالبس الجميلة واألحذية الرائعه‪..‬‬
‫وخرج من الغُرفة قبل أن يعترض إيدن ُمجددا ً‪..‬‬
‫خرج ليجد أمامه تلك الفتاة التي كانت تقف بعيد عنهم تستمع لكُل ما كانا يقوالنه‪..‬‬
‫إقترب منها لترتجف وترجع الى الخلف حتى إصطدم ظهرها بالحائط‪..‬‬
‫إتكأ بيده على الحائط وإقترب من وجهها ليبتسم هامساً‪ :‬عزيزتي هل يُمكن أن أطلب منك‬
‫خدمه ؟ لن أُعرضك للتوبيخ بسببي لذا فقط هل يُمكنك الصمت عما حدث ألربع ساعات ؟‬
‫وبعدها إفعلي ما تشائين ‪ ،‬أخبري الدكتور إن إضطررتي الى كوني هددتُك أو ضربتُك أو أي‬
‫شيء ‪ ،‬فقط أمهلينا أربع ساعات حسنا ً ؟‬
‫بلعت ريقها وإحمرت وجنتاها من إبتسامته وطلبه اللطيف لتهمس‪ :‬حـ حسنا ً‪..‬‬
‫مد يده األُخرى يُداعب شعرها وهو يقول‪ :‬كُنتُ أعلم بأن الجميالت أمثالك فقط من يُمكنهن‬
‫تف ّهم موقفي ‪ ،‬شُكرا ً لك‪..‬‬
‫هزت رأسها نفيا ً تنظر الى األسفل تُالعب طرف قميصها بخجل وهي تقول‪ :‬كال كال ال تشكُرني‬
‫‪..‬‬
‫إبتسم ووضع هاتفها بيدها وبعدها إبتعد عنها ليأخذ أخاه الى حيث أخبره‪..‬‬

‫***‬

‫‪7:10 pm‬‬

‫إستيقظ من نومه وهو يشعر بصداع في رأسه‪..‬‬


‫نظر حوله بعينيه الناعستين قبل أن تتضح له الرؤية تدريجيا ً ويرى نفسه في ُ‬
‫غرف ٍة بالمشفى‬
‫‪..‬‬
‫ماذا حدث ؟ ولما أنا ُهنا!‬
‫ال يستطيع التذكر ‪ ،‬جاءه صوتٌ هادئ يقول‪ :‬إستيقظت ؟‬
‫إلتفت عن يمينه ليجد أخاه األكبر آلبرت ينظر إليه بهدوء تام‪..‬‬
‫أجابه‪ :‬ماذا حدث ؟‬
‫آلبرت بهدوء‪ :‬سقطتَ مغشيا ً عليك بالمدرسه‪..‬‬
‫إتسعت عينا كين من كالمه وتدريجيا ً تذكر هذا وقبل أن يُعلق شد آلبرت على أسنانه يقول‪:‬‬
‫ُمنذ متى وأنتَ مريض هكذا ؟! لما لم تُخبرني ؟‬
‫األمر ليس سيئا ً‪..‬‬
‫ُ‬ ‫فوتُ بعض الوجبات ‪،‬‬ ‫أجابه كين‪ :‬فقط ألني ّ‬
‫سكر أتعلم ماذا يعني هذا ؟ تخطي الوجبات يؤثر‬ ‫صرخ آلبرت بحده‪ :‬كُف عن هذا !!! إنه ال ُ‬
‫سلبا ً وربما تسقط في غيبوب ٍة مطوله ‪ ،‬أنظر الى نفسك ! ُمنذ التاسعه وأنت نائم حتى اآلن !‬
‫هذا كثير إن كُنتَ ال تعلم!‬
‫أغمض كين عينيه فهو ال يزال يشعُر بالدِوار ويشعر ببعض التعب لذا حقا ً هو ال يُريد التجادل‬
‫مع أحدهم في هذه الفتره‪..‬‬
‫يُريد النوم وحسب‪..‬‬
‫ُمجددا ً حاول آلبرت السيطرة على أعصابه يقول‪ :‬ردة فعلك طبيعيه ‪ ،‬هذا يعني بأنك على ٍ‬
‫علم‬
‫بمرضك هذا ! ُمنذ متى ؟ هل تذهب الى المشفى وتأخذ أدويتك ؟ تحدث يا كين‪..‬‬
‫فتح كين عينيه بهدوء ونظر الى أخاه يقول‪ :‬لما غاضب بسبب هذا المرض ؟ هل هو خطير ؟‬
‫فوتُ وجبةً أو إثنتين فسأسقط هكذا ؟ هل علي أخذ أدويةً طوال عُمري ؟ أال‬ ‫أيعني هذا بأني لو ّ‬
‫ج حقا ً ؟!!‬‫يوجد له ِعال ٌ‬
‫كان صوتُه هادئا ً ولكنه يائسا ً في الوقت ذاته!‬
‫شعر آلبرت بأنه بالغ بردة فعله ‪ ،‬ماذا يفعل ؟ لقد ُجن عندما عرف بوجود مرض ُمزمن ألخيه‬
‫لذا لم يستطع قراءة الوضع جيدا ً والتحكم بأعصابه‪..‬‬
‫بحكم ٍة كعادته‪..‬‬
‫يتصرف ِ‬
‫ُ‬ ‫ي بالكامل لذا أصبح ال‬ ‫كُل ما يحدث حوله جنون ٌّ‬
‫تنهد وأجابه‪ :‬هو ليس بالسوء الذي تتخيله‪..‬‬
‫ي ان ابتعد عن‬ ‫كين‪ :‬بلى هو كذلك ‪ ،‬لقد قرأتُ عنه ! إن ُكنُتُ أُريد الحفاظ على صحتي فعل ّ‬
‫سكريات والدهون ‪ ،‬علي أن أكل األكل الصحي ‪ ،‬علي اإلكثار من شُرب الماء يوميا ً ‪ ،‬علي‬ ‫ال ُ‬
‫أن أُمارس الرياضة دائما ً ‪ ،‬علي الحفاظ على نفسيتي وإبعادها عن أية ضغوط ‪ ،‬علي تناول‬
‫األقراص وأبر االنسولين ‪ ،‬هذا ُمرهق !!! أنا ال يُمكنني فعل هذا !! ال أُريد هذا المرض!!‬
‫لم يستطع أن يُعلق آلبرت فهو ال يملك أي خلفي ٍة عن هذا المرض‪..‬‬
‫حاول تهدئة األمور قائالً‪ :‬ال أضن أن األمر بهذا السوء ‪ ،‬وكُف عن اإلعتماد على مواقع‬
‫اإلنترنت فهي تُضخم األمور ليس إال ‪ ،‬إستشر الطبيب وستجد األمر بغاية السهوله‪..‬‬
‫ي بمثل هذا الحديث!!!‬ ‫شد كين على أسنانه يقول بحده‪ :‬لستُ طفالً لتضحك عل ّ‬
‫همس بعدها بهدوء ُمكمالً‪ :‬أُريد قتل جينيفر‪..‬‬
‫ت حاد‪ :‬كين !! ال تقل مثل هذه الكلمات أتسمع ؟!‬ ‫عقد آلبرت حاجبيه يقول بصو ٍ‬
‫أشاح كين بوجهه ولم يُعلق على تحذيره‪..‬‬
‫هو ال يعلم بمقدار الكُره الكبير الذي يزداد كُل لحض ٍة في صدره تجاه هذه المرأة‪..‬‬
‫حتى قتلها لن يكون كافيا ً إلفراغه‪..‬‬
‫أخذ آلبرت نفسا ً عميقا ً ثُم قال‪ :‬حسنا ً إسمعني ‪ ،‬أنتَ لستَ طفالً كي تتصرف على هذا النحو ‪،‬‬
‫األمر صادم والمرض ُمزعج ولكنه ال يعني نهاية العالم ‪ ،‬كم من شخص على هذا الكوكب‬ ‫ُ‬ ‫نعم‬
‫سكر ؟ الكُل يعيش حياةً هانئة طبيعيه ‪ ،‬هي فقط بعض األمور التي يُدخلها الشخص‬ ‫مريض بال ُ‬
‫ٌ‬
‫الى روتين حياته وسيكون كُل شيء بعدها طبيعي للغايه‪..‬‬
‫المرض قاتل ‪ ،‬ال ِزلتُ ُمراهقا ً ‪ ،‬أُحب الحلوى ‪ ،‬أُحب‬ ‫ُ‬ ‫األمر ليس طبيعيا ً ‪ ،‬هذا‬
‫ُ‬ ‫همس كين‪:‬‬
‫تناول الوجبات السريعه ‪ ،‬لما أُحرم منها ؟ ال يُمكنني تح ُمل هذا‪..‬‬
‫فتح آلبرت شفتيه ليُعلق ولكن قاطعه كين يُكمل بنفس الهمس‪ :‬ال أُحب القيود في حياتي ‪ ،‬أُريد‬
‫أن أتخطى بعض الوجبات ‪ ،‬أُريد أن أشرب الماء متى م أردت ‪ ،‬ال أُريد أن يشفق علي أحد‬
‫ويتجنب إخباري عن أي شيء قد يُسبب ضغطا ً نفسيا ً لي ‪ ،‬أكرهُ هذا‪..‬‬
‫ت ُمرتجف‪ :‬ال أُريد تناول الدواء يوميا ً ‪ ،‬ال أُريد إبر األُنسولين ‪،‬‬
‫عض على شفتيه ُمكمالً بصو ٍ‬
‫ال أُحب أن أمرض هكذا ‪ ،‬أن أكون محط شفقة اآلخرين ‪ ،‬أن ال أتشارك ال ُمناسبات واإلحتفاالت‬
‫‪ ،‬الجميع يتناول الشوكوال وأنا ال يُمكنني فعلها ‪ ..‬أن يخرج أصدقائي لتناول الغداء في مطعم‬
‫للوجبات السريعه وال يُمكنني فعلها ‪ ...‬هذا يُمرضني حقا ً‪..‬‬
‫أمسك آلبرت بكتف كين ولفه لتتالقى أعيُنهما وهو يقول‪ :‬كين كُف عن تكبير األمر ! صدقني‬
‫أنت تُضخمه أكثر مما يجب ! من قال بأنك ستُحرم من هذه األمور ؟ كُل مافي األمر هو التقليل‬
‫منها وحينها‪....‬‬
‫قاطعه كين بصراخ‪ :‬ال أُريد !!!! ال أُريد أي قيود !!! لطالما كرهتُ القيود فتوقف عن الشفقة‬
‫علي و ُمحاولة إبهاجي!!!!‬
‫ومن ثُم أشاح بنظره عنه وهو بحق يتألم من الداخل‪..‬‬
‫من المرض الذي دخل حياته فجأه ومما هو أكبر من المرض‪..‬‬
‫من كون جينيفر ستبقى ُمتحكمةً بحياته الى األبد‪..‬‬
‫وقد تقتُله في أي لحضة‪..‬‬
‫ٌ‬
‫عاجز للغايه‪..‬‬ ‫هو عاجز ‪،‬‬

‫في حين نظر آلبرت إليه بهدوء ثُم قال‪ :‬للتو إستيقضت لذا لنتوقف عن إكمال حوارنا لفتره‪..‬‬
‫همس كين‪ :‬لنتوقف عنه لألبد‪..‬‬
‫وقف آلبرت وأكمل غير ُمبالي برده وهو يضع هاتف كين بجانب الطاولة‪ :‬سنُكمله في ٍ‬
‫يوم آخر‬
‫لذا ُخذ قسطا ً من النوم وتوقف عن اإلنفعال فهذا سيضُرك وإتصل بي إن أحتجت الى شيء‪..‬‬
‫كين بهمس‪ :‬شُكرا ً على شفقتك‪..‬‬
‫أشاح آلبرت بوجهه ُمنزعجا ً وغادر الغُرفه ُرغم أنه ال زال يملك الكثير من األسئلة لكنه يخشى‬
‫على صحته من التدهور‪..‬‬
‫أخرج هاتفه ومشى في الممر وهو يتصل على أحدهم‪..‬‬
‫ما إن رد الطرف اآلخر حتى سأله آلبرت بهدوء‪ :‬أخبرني ريكس ‪ ،‬هل األمر السيء الذي‬
‫تقصده بخصوص جينيفر يتعلق بمرض كين ال ُمفاجئ هذا ؟‬
‫لم يجد ردا ً أو تأكيدا ً على كالمه لذا همس بهدوء‪ :‬هو كذلك إذا ً لهذا يمتلك كين الرغبة في‬
‫قتلها ‪ ،‬هل ستُخبرني كيف حدث هذا فاألمر ال يبدو منطقيا ً بالنسبة لي ؟‬
‫جاءه صوت ريكس الهادئ يقول‪ :‬يكفي أن تعتني بكين فاللعب معهما سيقلب األمور الى‬
‫األسوأ‪..‬‬
‫لم تفت على آلبرت كلمة "معهما" لكنه تجاهلها وهو يقول‪ :‬حسنا ً ال بأس ‪ ،‬إتخذتُ قراري فإما‬
‫تُخبرني بنفسك أو أذهب وأنبش خلف جينيفر‪..‬‬
‫صمتٌ طويل قبل أن يُجيبه ريكس‪ :‬دع األمر لي ‪ ،‬سأُنهيه في خالل أسبوع‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬أسبوع ؟ هذا كثير ‪ ،‬سأفعلها بنفسي‪..‬‬
‫ومن ثُم أغلق الهاتف قبل أن يسمع منه أي رد‪..‬‬

‫وبالداخل عند كين‪..‬‬


‫يجلس بهدوء تام وحادثة الليلة الماضيه تدور في ِخلده مرارا ً وتكرارا ً‪..‬‬
‫‪-‬قبل ‪ 18‬ساعه ‪-‬‬
‫غرفته التي ال يُنيرها سوى ضوء‬ ‫إنتصف الليل ونام الجميع ما عداه هو الذي يجلس في ُ‬
‫األباجوره بجانب سريره وأمامه كتابه يُحاول اإلستذكار فغدا ً إمتحان أخير لتثبيت درجات‬
‫الفصل قبل اإلمتحانات النهائيه‪..‬‬
‫وهو األيام األخيره كانت صعبة لهذا لم يستطع فتح الكتاب حتى لذا يُحاول اآلن إستذكار أي‬
‫شيء ُرغم أن عقله الباطني اليائس يُخبره أن يتوقف عن هذا فحياته ُربما لن تُصبح طويلة‪..‬‬
‫ت من باب ُ‬
‫غرفته‪..‬‬ ‫عقد حاجبه عندما سمع صوتٌ خافت آ ٍ‬
‫رفع رأسه الى الباب الذي يكاد ال يرى شيئا ً منه حتى الحظ زوجة عمه تخرج من الظالم‬
‫ي اللون وتمشي ب ُخفين من الريش‪..‬‬ ‫ُمرتديةً روب النوم نيل ّ‬
‫إبتسمت وتقدمت منه هامسه‪ :‬تستذكر في مثل هذا الوقت ؟‬
‫سألها بهدوء وحده‪ :‬ماذا تُريدين ؟‬
‫جلست على طرف السرير الذي يجلس في وسطه كعادته عندما يستذكر وقالت‪ :‬أردتُ ُمحادثتك‬
‫‪ ،‬لقد أرهقني آلبرت من شدة جلوسه معك دائما ً ‪ ،‬هل أنت ُمتفرغ ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬لستُ كذلك‪..‬‬
‫سأنتظرك‪..‬‬
‫ُ‬ ‫إبتسمت وقالت‪ :‬حقا ً ؟ إذا ً‬
‫ووضعت رجالً على رجل وبيدها هاتفها المحمول تُقلب فيه‪..‬‬
‫لما أتت ؟!!!‬
‫هو ال يُريد رؤية وجهها ‪ ،‬يكرهها للغايه!‬
‫يشعر برغب ٍة عارمة في أن ينقض عليها اآلن ويُحاول قتلها!!!‬
‫لقد حاول التسبب لها باألذى عن طريق كشف موضوع الطفل ولكنه اآلن يرى بأن هذه المرأة‬
‫لم تتأثر ُمطلقا ً!‬
‫ال يُمكنه كسرها ! ال تزال طاغيةً كما هي!‪..‬‬
‫سألها‪ :‬ماذا تُريدين ؟‬
‫إرتسمت إبتسامة صغيرة على شفتيها قبل أن تلتفت إليه قائله‪ :‬متى آخر مرة رأيتَ فيها‬
‫وجهك في المرآة ؟‬
‫ت عصيب‬ ‫لم يُجبها فمدت يدها تلمس خده قائله‪ :‬لقد أصبح وجهك ذابالً وكأنك تُعاني من وق ٍ‬
‫للغايه!‬
‫ضرب يدها عنه يقول بحده‪ :‬ال شأن لك‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬كيف ال شأن لي ؟ أنتَ أحد أطفالي األعزاء لذا يجب علي اإلهتمام بصحتك جيدا ً‪..‬‬
‫قلبت جوالها لتفتح المحفظة ال ُملتصقة بغطاء حماية الهاتف وأخرجت منه كيسا ً بالستيكيا ً‬
‫صغيرا ً يحوي على حب ٍة بيضاء‪..‬‬
‫وضعتها في ُمنتصف كتابه تقول‪ :‬مرضك للتو إستحل جسدك فإن لم تتناول أدويتك فسيهلكك ‪،‬‬
‫فربما يكون عالجك ‪ ،‬لقد أخبرك بكُل تأكيد‬ ‫هذا طوره الدكتور جان قبل أشهر ‪ ،‬جرب تناوله ُ‬
‫بأننا لسنا ُمجرمون ! نحنُ بحق نبحث عن األدوية ونُحاول تطويرها ‪ ،‬تناول الحبة وسأُرسل‬
‫دم منك ليُحلله الدكتور ويرى تقدم العالج‪..‬‬ ‫لك صباح الغد شخصا ً يأخذ عينة ٍ‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬إن لم يُفيدك فهو لن يضرك‪..‬‬
‫سم لتتخلصي مني بعدما‬ ‫نظر الى الحبة قليالً ثُم رفع عينيه الى وجهها ال ُمبتسم قائالً‪ :‬إنه ُ‬
‫فعلتُه لك ‪ ،‬لستُ غبيا ً‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬بل أنا لستُ غبيةً ألجعل الغضب يعميني عن ال ُمستقبل الذي أتوق إليه ‪ ،‬ال ألومك على‬
‫تهورك ذاك فأنتَ كُنتَ ال ِزلت تحت تأثير الصدمه وكُنتَ بحاج ٍة لفعل شيء ُمتهور لتُدرك بأن‬
‫كُل ما تفعله لن يُفيدك‪..‬‬
‫همست له ُمكمله‪ :‬صدقني كين ‪ ،‬إن أطعتني فسأجعلُك تنجو ‪ ..‬فكر جيدا ً بمصلحتك‪..‬‬
‫بعدها وقفت وإبتسمت له هامسه‪ِ :‬عمتَ مساءا ً‪..‬‬
‫وخرجت بهدوءٍ تام‪..‬‬
‫**‬

‫فتح عينيه بهدوء وهو بحق لم يعد يعرف أين مصلحته‪..‬‬


‫هل هي صادقه ؟ ال سبب قد يدعوها الى الكذب‪..‬‬
‫إذا ً هل حقا ً سينجو ويتخلص من المرض نهائيا ً ؟‬
‫هل من سبيل ليعود الى حياته الطبيعية السابقه ؟‬
‫هز رأسه ُمحاوالً إبعاد هذا التفكير اليائس عن دماغه‪..‬‬
‫ألمراض كهذه ولم تجد فكيف لذاك الدكتور‬ ‫ٍ‬ ‫ت‬‫ت مضت والبشريه تبحث عن عالجا ٍ‬
‫كم من سنوا ٍ‬
‫أن يجده اآلن ؟‬
‫ت من البحث‪..‬‬ ‫ولكن ‪ُ ....‬هناك أمراض أُخرى وجد العالم عالجا ً لها بعد سنوا ٍ‬
‫األمر ليس ُمستحيالً!‬
‫ُ‬
‫شد على أسنانه ومن ثُم سحب هاتف المشفى بجانب سريره ورماه بقوة بالجدار ال ُمقابل وهو‬
‫يصرخ!‬
‫كال!!‪...‬‬
‫ماهذا التفكير الذي بدأ يُسيطر عليه ؟!‬
‫لن يخضع لها!!‬
‫لن يسمح لها بتدمير شخصيته بعدما دمرت جسده!‬
‫لن يُجاريها ‪ ،‬لن يكون أحمقا ً!!!‬
‫عليه أن يتخلص منها!‬
‫إن كان التسبب بالمشاكل لن يكسرها فعليه قتلها!‬
‫ال سبيل للتخلص منها سوى هذا!!‬
‫وهو ال يفعل خطئا ً بتفكيره المجنون هذا فتلك ال ُمختله ستتسبب باألذى للكثير إن إستمرت‬
‫بالحياة‪..‬‬
‫موتها سيُنقذ الناس من شرها‪..‬‬
‫عليه أن يفعلها‪..‬‬
‫وبتفكير إنتقامي يُسيطر على عقله سحب هاتفه النقال الذي وضعه أخاه ودخل على ُمحرك‬
‫البحث وبدأ بالتفتيش عن أنواع للسموم القاتله‪..‬‬
‫أنواع طبيعيه يستخلصها هو بنفسه ليُنهي حياتها بهدوء دون أن يعرف أحد باألمر‪..‬‬
‫فإمرأةٌ ِمثلها عليها أال تستمر بالحياة‪..‬‬

‫***‬
‫‪8:00 pm‬‬
‫‪-Paris-‬‬
‫حيث قناة ديزني ال ُمفضله لجميع األطفال‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫تجلس بملل في هذه الشقة تنظر الى التلفاز‬
‫ولكنها ملت منها‪..‬‬
‫ُمنذ أيام وال تُقابل سوى التلفاز وهذه القناه‪..‬‬
‫تعبت‪..‬‬
‫تنهدت بهدوء وضمت ُركبتيها الصغيرتين الى صدرها هامسه‪ :‬متى سأرى أُختي ؟ قالوا لي‬
‫قريبا ً ولكن األمر طال كثيرا ً‪..‬‬
‫أغمضت عينيها لتفز فجأه واقفه عندما رن جرس المنزل‪..‬‬
‫ذهبت الى الباب وسألت بهدوء‪ :‬مـ من ؟‬
‫جائها صوت تلك الفتاة قائله‪ :‬إفتحي صغيرتي‪..‬‬
‫إبتسمت لها فهي تُحب هذه الفتاة كثيرا ً ‪ ،‬لم ترها سوى بعد خروجها من عند ال ُمنظمة ولكنها‬
‫كانت لطيفةً معها للغايه وتُلبي جميع إحتياجاتها‪..‬‬
‫فتحت الباب تقول بمرح‪ :‬هل أحظرتي لي ما طلبتُه منك ؟!!‬
‫إختفت اإلبتسامة من شفتيها وظهرت الصدمة العارمة على وجهها للحضات وهي تهمس بعدم‬
‫ت؟‬ ‫تصديق‪ :‬من ‪ ...‬أن ِ‬
‫حيث رين التي كانت تُساعد عمها على البقاء واقفا ً وعينيها مليئتيان‬ ‫ُ‬ ‫نظرت الفتاة الى يمينها‬
‫بدموع الفرح‪..‬‬
‫إبتسمت لها رين تقول‪ :‬نعم كان شعري بُني اللون وطويل حينها ‪ ،‬هل نسيتني ؟‬
‫ت بخير ؟ لم تموتي ؟‬ ‫ت هي حقا ً ؟ أن ِ‬ ‫سالت الدموع من عيني الطفلة نينا وهي تهمس‪ :‬أن ِ‬
‫تركت رين عمها ‪-‬الذي بالكاد تماسك من السقوط قبل أن تهب صديقته ل ُمساعدته‪ -‬وتقدمت‬
‫من نينا تحتضنها وهي تهمس‪ :‬شُكرا ً ألنك على أحسن ما يُرام ‪ ،‬أنا سعيده ‪ ،‬هذا ُمريح للغايه‬
‫‪..‬‬
‫إنفجرت نينا باكيه ولم تستطع الرد على كالمها ُمطلقا ً فبدأت رين بالمسح على ظهرها تُحاول‬
‫تهدئتها وهي تهمس‪ :‬هيّا يكفي ‪ ،‬كم صار عُمرك لتبكي كاألطفال هكذا ؟ كُل شيء على ما يُرام‬
‫لذا توقفي‪..‬‬
‫ت باكي‪ :‬قالوا بأنهم سيقتلونك ‪ ،‬قالوا باني لن أراك‬ ‫شهقت نينا وتشبثت بها وهي تقول بصو ٍ‬
‫أبدا ً ‪ ،‬كُنتُ خائفه يا أُختي ‪ ،‬خائفةٌ كثيرا ً‪..‬‬
‫إبتسم رين بألم هامسه‪ :‬ال تقلقي ‪ ،‬سينتهي هذا الخوف قريبا ً ‪ ،‬كوني واثقةً بي ‪ ،‬ال تقلقي‪..‬‬
‫ردت عليها نينا بنفس الصوت الباكي‪ :‬ماتت جدتي وتركتني وحدي ‪ ،‬إنتظرتُك كثيرا ً ولم تأتي‬
‫ت هذا بي ؟ ليس لدي في العالم سواك فلما تركتني ؟‬ ‫‪ ،‬لما فعل ِ‬
‫بالكاد حافظت رين على صوتها من اإلرتجاف وهي تهمس‪ :‬آسفه ‪ ،‬أنا آسفه ‪ ،‬إغفري لي هذا‬
‫‪ ،‬لن أُكررها صدقيني‪..‬‬
‫شهقت نينا وواصلت البُكاء دون أن تقول شيئا ً فنظر لوكا إليهما بهدوء قبل أن يهمس‬
‫لصديقته‪ :‬دعينا ندخل‪..‬‬
‫ساعدته على الدخول فلقد كان ُجرحه لم يبرأ بعد لذا ال يُمكنه الضغط عليه أكثر خالل هذين‬
‫اليومين على األقل‪..‬‬
‫جلس على األريكة ُمسترخيا ً فجلست بالقُرب منه تقول‪ :‬ماذا ستفعل اآلن ؟‬
‫أجابها‪ُ :‬مضطر للراحة قليالً حتى يُمكنني التحرك براح ٍة ُمجددا ً‪..‬‬
‫سألته‪ :‬وإبنة أخاك ؟‬
‫مط شفتيه يتذكر ُمحادثتهما باألمس عندما أخبرتُه كُل شيء وأعطته قرارها بخصوص‬
‫خطواتها القادمه فهمس‪ :‬إنها تتغلب علي بالعناد ! لم أستطع إقناعها بتاتا ً‪..‬‬
‫نظرت إليه قليالً ثُم قالت‪ :‬هل تشعر بأن قرارها كان خاطئا ً أو رفضك هو ألنك تخاف عليها ؟‬
‫وربما ألني كرهتُ ذاك ال ُمحقق ال ُمستغل بعدما‬ ‫تنهد وهمس‪ :‬ال أعلم ‪ُ ،‬ربما ألني أخاف عليها ‪ُ ،‬‬
‫أخبرتني كُل شيء حدث معها ‪ ،‬أكره قرارها في أن تتعاون معه ‪ ،‬أُريد تحطيمه حقا ً!!‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬حسنا ً فعل هذا ألجلكما فلما الغضب ؟‬
‫نظر إليها يقول‪ :‬تُريدين الشجار معي صحيح ؟‬
‫ضحكت ولم تُعلق فدخلت نينا في هذا الوقت تمسح دموعها في حين دخلت رين خلفها وهي‬
‫تُغلق الباب‪..‬‬
‫جلست رين على األريكة ال ُمقابله لعمها في حين جلست نينا بجوارها وإحتضنتها فإبتسمت لها‬
‫رين قبل أن تقول للوكا‪ :‬عليك البقاء ُهنا لعدة أسابيع حتى تُشفى تماما ً‪...‬‬
‫علق في نفسه‪" :‬عدة أسابيع ؟ وكأن هذا سيحصل"‬
‫أكملت‪ :‬ال تُحاول الخروج بتاتا ً فدارسي الوغد يستهدفك ‪ ،‬ستتكفل صديقتك بإمدادكم بالمال‬
‫والطعام لذا ألجلك وألجل نينا ال تتصرف بتهور‪..‬‬
‫رفعت نينا رأسها الى رين تهمس لها‪ :‬من هذا ؟‬
‫ي عينته ألجلك‪..‬‬ ‫حارس شخص ّ‬ ‫ٌ‬ ‫إبتسمت رين لها هامسه‪ :‬إنه‬
‫إتسعت عينا لوكا بصدمه يقول‪ :‬نينا ال تُصدقيها !! أنا ع ُمك يا عزيزتي‪..‬‬
‫قطبت نينا حاجبيها بتفكير قبل أن تهمس‪ :‬لم تُخبرني جدتي عن كوني أملك أعماما ً‪..‬‬
‫ت آخر مرة من عند تلك ال ُمنظمة البغيضه ؟ هذا ألني‬ ‫رين بهمس لنينا‪ :‬هل تعرفين كيف خرج ِ‬
‫أرسلتُه ليُقاتلهم ألجلك ‪ ،‬أنا لم أنسك يا عزيزتي‪..‬‬
‫إبتسمت نينا ُرغما ً عنها وحضنت رين بقو ٍة أكبره هامسةً برجفه‪ :‬أُحبك كثيرا ً ‪ ،‬أُحبك!‪..‬‬
‫الصدمة العارمة حلّت على وجه لوكا وقبل أن يُعلق همست له صديقته‪ :‬توقف ! هل تُريد أن‬
‫الحقد قليالً من صدرك!‬ ‫تُفسد عالقة األُختين ؟ إنها سعيده ألن أُختها أنقذتها فلما ال تُبعد ِ‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهه قائالً‪ :‬تمزحين صحيح ؟!‬
‫إبتسمت وعبثت بشعره الرمادي تقول‪ :‬تصرف بنضج أكبر‪..‬‬
‫أراك الحقا ً وكوني حذره فلقد تعبتُ من‬ ‫ِ‬ ‫بعدها وقفت تقول لرين‪ :‬سأتي لهم صباح الغد حسنا ً ؟‬
‫تهور لوكا‪..‬‬
‫إبتسمت رين تقول لها‪ :‬ال عليك ‪ ،‬إني أدرس ُخطواتي جيدا ً هذه المره‪..‬‬
‫ردت لها اإلبتسامة ثُم غادرت المكان‪..‬‬
‫ضروف أفضل من هذه‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫نظرت رين الى لوكا تقول‪ :‬لقد أحببتُها ‪ ،‬تمنيتُ لو تعرفتُ عليها في‬
‫إبتسم لوكا ولم يُعلق‪..‬‬
‫بعد فترة صمت قال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماذا ستفعلين اآلن ؟‬
‫حديث طويل مع ثيو وبعدها أحتاج ألن أذهب الى منزل السيدة‬ ‫ٌ‬ ‫صمتت لفترة ثُم قالت‪ :‬لدي‬
‫جينيفر ‪ ،‬كانت المأوى لي بعد فقداني للذاكره لذا علي أن أتحدث معها ‪ ،‬وسيكون من حظي لو‬
‫قابلتُ إدريان وإليان أيضا ً ‪ ،‬ففي الحقيقة إشتقتُ لهما ُرغم أن األخيرة كانت تُضايقني ‪ ،‬أتسائل‬
‫ماذا حدث معها هي وذاك النادل ؟‬
‫لوكا‪ :‬حسنا ً وماذا بعد ؟‬
‫صمتت قليالً ثُم قالت‪ :‬سأذهب لرؤية ريكس ‪ُ ،‬هناك الكثير من األمور ال ُمشتركه بيننا ‪ ،‬وعدتُه‬
‫بعدة أمور علي الوفاء بها فهو ‪ ...‬ساعدني كثيرا ً في األيام القليلة الماضيه‪..‬‬
‫صمتت للحضه ثُم أكملت‪ :‬وأُريد رؤية فرانس ايضا ً ‪ ،‬لدي الكثير من األسئلة أُريد سؤاله عنها‬
‫‪ ...‬وبعدها سأرى ماذا سأفعل‪..‬‬
‫ستتركيني ُمجددا ً ؟‬
‫ُ‬ ‫رفعت نينا رأسها تنظر الى رين قائله بخوف‪ :‬هل‬
‫إبتسمت رين تقول‪ :‬أبدا ً ‪ ،‬سنعيش معا ً ولكن نينا في األيام الماضيه ُهناك أشخاص لُطفاء‬
‫ساعدوني ‪ ،‬أال يُمكنني شُكرهم على األقل ؟‬
‫لم يكن الرضى واضحا ً على وجهها ولكنها همست‪ :‬حسنا ً كما تُريدين ولكن ال تتأخري‪..‬‬
‫لعبت رين بخديها تقول‪ :‬وهل يُمكنني اإلبتعاد عنك بعدما قابلتُك أخيرا ً‪..‬‬
‫ت تُؤلمينني‪..‬‬ ‫ضحكت نينا تقول‪ :‬ايي أن ِ‬
‫قاطع لوكا لعبهما قائالً‪ :‬حسنا ً وذاك الصبي مارك ؟‬
‫تنهدت رين وهزت كتفها هامسه‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬صحيح أني أحتفظ به كورق ٍة رابحه في حين قام‬
‫البروفيسور ب ُمحاولة أذيتي ولكن ‪ ...‬حقا ً ال أعرف ماذا سأفعل ؟ هل أتحدث معه عن عائلته ؟‬
‫هل أترك األمر لريكس ؟ ال أعلم حقا ً‪..‬‬
‫ت ال تعرفين ماذا تفعلين أصالً ؟‬ ‫لوكا‪ :‬بإختصار أن ِ‬
‫عقدت حاجبها هامسه‪ :‬ال تُقلل مني هكذا ؟‬
‫األمر ُمعقد‪....‬‬
‫ُ‬ ‫تنهدت وأكملت‪:‬‬
‫صمتت قليالً ثُم قالت‪ :‬أُريد قهوةً بارده ‪ ،‬هل تصنعينها ألجلي يا نينا ؟‬
‫نظرت نينا إليها ثُم إبتسمت قائله‪ :‬حاضر‪..‬‬
‫ووقفت ذاهبةً الى المطبخ فحال إختفائها عن نظرها أكمت رين‪ :‬إن كُنتُ أُريد اإلنتقام منهم‬
‫فعلي إختيار حليف قوي ‪ ،‬أعترف بأني ال يُمكنني فعلها وحدي ‪ ،‬ثيو ُرغم أني ال أزال غاضبةً‬
‫منه وال أزال أرغب باإلنتقام إال أنه أفضل حليف ! قوي وذكي ويملك جاسوسا ً بداخل ال ُمنظمه‬
‫! سأُوهمه بأني موافقةً على التحالف معه وعند ذهابي الى ستراسبورغ سأُناقش ريكس عن‬
‫األمر وأرى رأيه ‪ ،‬إن وافق فسيكون هذا جيدا ً وإن لم يُحبب دخول ثيو فسأرى ماذا سأفعل‬
‫حينها‪..‬‬
‫ت ؟ أعني لما رأي ريكس هذا ُمهم هكذا ؟‬ ‫عقد لوكا حاجبه يقول‪ :‬ولما ال تُقررين أن ِ‬
‫رين‪ :‬ألني أثق به ‪ ،‬هو لم يستغلني وال لمر ٍة على عكس ثيو ‪ ،‬وأيضا ً ساعدني عدة مرات ‪،‬‬
‫ضننتُها في البداية ألنه يرغب بالمعلومات التي لدي ولكن‪...‬‬
‫صمتت قليالً ثُم أكملت بهدوء‪ :‬حتى لو لم أملك المعلومات التي يُريدها كان ليُساعدني ‪ ،‬فُضح‬
‫امره أمام قاتِل بمنظمته بسببي ولم يُحاول تركي عن طريق حماية نفسه ‪ ..‬ال اعلم ‪ ،‬إستمعتُ‬
‫لعقلي طوال المرات السابقه لذا ‪ ...‬أُريد اإلستماع لقلبي هذه المره ‪ ،‬هو يستحق الثقه ‪ ،‬هكذا‬
‫أنا أشعُر‪..‬‬
‫تنهد لوكا ولم يُعلق ُرغم أنه يُزعجه كونه كان من ضمن مجموعة القتلة الذي قتلوا أخاه‪..‬‬
‫أما رين فكانت شاردة البال بأمره حتى أيقضها صوت نينا التي إبتسمت وقدمت الكوب قائله‪:‬‬
‫أتمنى أن يُعجبك‪..‬‬
‫إبتسمت لها رين تقول‪ :‬دام أنه من هذه اليدين اللطيفتين فسيُعجبني حتما ً‪..‬‬
‫إبتسمت نينا بسعاده وجلست بجوارها تُراقب ردة فعلها من الطعم وزادت فرحتها عندما‬
‫إمتدحتها رين بخصوصه‪..‬‬
‫تنهد لوكا ُمجددا ً يقول‪ :‬ألن تقولي لها أني عمها ؟ أال تعلمين أني لم أرها في حياتي سوى‬
‫عندما كانت طفلةً صغيرةً ؟‬
‫فكرت رين في كالمه وإستوعبت أنه بسبب إنفصال والديها لم تكن نينا تعيش معها لذا لوكا لم‬
‫يرها عندما كبُر وأصبح يزورهم دائما ً‪..‬‬
‫تنهدت تقول‪ :‬حسنا ً اشفقتُ عليك‪..‬‬
‫ت لم تُقبليه وهذا ليس جيدا ً ‪ ،‬قلبه‬ ‫نظرت الى نينا تقول‪ :‬حبيبتي هذا حقا ً ع ُمك ‪ ،‬أخ والدنا ‪ ،‬أن ِ‬
‫ُمحطم‪..‬‬
‫نينا بدهشه‪ :‬كيف هذا وجدتي لم تقل لي شيئا ً عنه ؟‬
‫رين‪ :‬ربما لم تكن تعلم جدتنا بهذا ‪ ،‬هو كان يسكن في مدين ٍة أُخرى بعيده لهذا لم نره ُمنذ فتر ٍة‬
‫طويله‪..‬‬
‫نظرت نينا إليه لفتر ٍة ثُم تقدمت منه تقول‪ :‬مرحبا ً عمي‪..‬‬
‫إنه سال ٌم رسمي أزعجه بعض الشيء‪..‬‬
‫أشار لها لتقترب أكثر وما إن إقتربت حتى سحبها بخفه الى ُحضنه وهو يقول‪ :‬عزيزتي‬
‫يوم في‬
‫ت بكُل هذا ‪ ،‬أعدُك بأن عمك الرائع سيحميك حتى آخر ٍ‬ ‫آسف لكونك مرر ِ‬
‫ٌ‬ ‫الصغيره ‪،‬‬
‫عُمره‪..‬‬
‫إبتسمت ولم تُعلق فهي سعيدة لكونها تمتلك شخصا ً غير أُختها رين‪..‬‬
‫هي حتما ً سعيده‪..‬‬
‫إبتعدت عنه قليالً ونظرت الى رين تقول بقلق‪ :‬وأخي جاكي ؟!!‬
‫عقدت رين حاجبها تقول‪ :‬ماذا ؟‬
‫أرجوك أُختي أُريد‬
‫ِ‬ ‫تقدمت منها نينا تقول‪ :‬ماذا بخصوص أخي جاكي ؟!! لقد تأذى بسببي ‪،‬‬
‫رؤيته‪..‬‬
‫ت جاكي أصالً ؟!! وماذا تعنين بأنه تأذى بسببك ؟!‬ ‫دُهشت رين من كالمها وقالت‪ :‬وكيف قابل ِ‬
‫نينا‪ :‬ألنه كان يحميني منهم ‪ ،‬ولكن األُخت الشريرة ريتا أحضرت أصدقائها وتشاجروا ‪،‬‬
‫أرجوك أُختي أُريد رؤيته‪..‬‬
‫هذا الكالم تسمعه ألول مره!‬
‫أصدقائها ‪ ....‬لما عليهم أن يتضرروا بسبب مشاكلها أيضا ً!!‬
‫تركتهم كيال يتكرر ما حدث مع آريستا ولكن جاكي‪.....‬‬
‫شعرت بال ُحزن ‪ ،‬لم تكن تُريد أن تُقابلهم اآلن فهي ال تزال خجلة مما حدث آخر مره ولكن لن‬
‫يُمكنها التهرب أكثر بعدما أُصيب صديقها من أولئك األوغاد!‬

‫***‬

‫‪8:30 pm‬‬

‫كان التوتر التام يسكُنها‪..‬‬


‫ال يُمكنها السماح له بإقتحام المكتب هكذا وفي الوقت ذاته ال يُمكنها منعه‪..‬‬
‫كُل ما فعلته هو أن تُكرر جملتها قائله‪ :‬سيد آلبرت أرجوك ‪ ،‬السيدة جينيفر ستغضب إن علمت‬
‫بأني سمحتُ لك بالدخول ‪ ،‬أرجوك لقد أعطتني ال ُمفتاح ألُنظف لها الغرفة وطلبت مني أال‬
‫أسمح ألح ٍد بدخولها ‪ ،‬رجاءا ً ال توقعني بالمشاكل‪..‬‬
‫لم يستمع لها آلبرت وهو يجلس على كُرسي الجلد البُني أمام مكتبها وقد أخرج جميع الملفات‬
‫واألوراق من أدراجها وبدأ بالتقليب فيها واحدا ً تلو اآلخر‪..‬‬
‫المحك ‪ ،‬ال تتسبب بفصلي منه ‪ ،‬أرجوك أُخرج‬ ‫تقدمت منه تقول برجاء‪ :‬أرجوك عملي على ِ‬
‫ولن يعلم احد عن دخولك صدقني‪..‬‬
‫آلبرت ببرود‪ :‬ال أهتم ‪ ،‬دعيها تعرف‪..‬‬
‫عقد حاجبه قليالً وهو يرى هذا الملف الصغير المطبوع حيث صوره مع صديقته وصورا ً من‬
‫اإلمتيازات التي قدمها لها خالل عملها‪..‬‬
‫سخريه هامساً‪ :‬حقا ً إمرأةٌ مجنونه‪..‬‬ ‫إبتسم ب ُ‬
‫مزق الملف الى أربعة أقسام ورماها بحاوية النفايات الصغيرة أسفل المكتب‪..‬‬ ‫ومن ثُم ّ‬
‫بدموع تتجمع في عينها‪ :‬ماذا فعلت ؟!!‬ ‫ٍ‬ ‫شهقت الخادمه واضعة يدها على فمها وهي تقول‬
‫ستقتُلني السيدة جينيفر ‪ ،‬أرجوك ال تفعل هذا بي!‪..‬‬
‫تنهد بملل منها حيث لم تكف عن الشكوى ُمنذ دخولها‪..‬‬
‫غرفتي‬ ‫رفع عينيه إليها يقول‪ :‬إسمعي ‪ ،‬تخافين منها ؟ حسنا ً ضعي عنوان للتواصل معك في ُ‬
‫هال تركتني اآلن ؟‬ ‫وغادري المنزل ‪ ،‬أعدك بأني سأعوضك بعم ٍل آخر ‪ّ ،‬‬
‫دُهشت من كالمه وللحضه ضنت بأنه يسخر منها وسينسى أمرها عندما تُقدم على الهرب‪..‬‬
‫تحدثت ُمجددا ً تقول‪ :‬أرجوك أُخرج ‪ ،‬ستنفجر السيدة غاضبة إن رأت ما حدث ‪ ،‬أرجوك سيدي‬
‫‪..‬‬
‫لم يستمع لها وهو يُعاين ملفا ً آخر فيه بعض المعلومات عن شركة ريكس ‪ ،‬لم يُحاول التفتيش‬
‫فيه أكثر فهو ال يملك الوقت لذلك لذا قام بتمزيقه أيضا ً وهو يهمس‪ :‬إنها تُدخل نفسها بأمور ال‬
‫شأن لها به‪..‬‬
‫ورماها أيضا ً في الحاوية فإرتجفت شفتا الخادمة وأيقنت بأن غضب السيدة جينيفر آ ٍ‬
‫ت ال‬
‫محاله وال مجال للتراجع لذا لم يكن عليها سوى اإلعتماد على كالمه والهرب فأصالً لن يكون‬
‫لها مكانٌ ُهنا بعد إكتشاف السيدة جينيفر األمر‪..‬‬
‫تنهد آلبرت براحة عندما خرجت فلقد أراحته من صوتها‪..‬‬
‫لمشروع ضخم قادم تنوي البدء فيه بعد ثالث‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬
‫حيث نموذج ُمصغر‬ ‫نظر الى إحدى الملفات‬
‫سنوات ‪ ،‬دراسة حوله وحول الشُركاء والموقع وتكلُفة المشروع ال ُمقدره واسماء الجهات‬
‫ال ُمختصه التي ستُشرف عليه والجهات التي ينبغى أخذ موافقتها والعديد العديد!‬
‫ت في هذه الدراسه‪..‬‬ ‫لقد تعبت حقا ً ويُراهن بأنها مضت أشهر أو ُربما سنوا ٍ‬
‫همس بهدوء‪ :‬تُهددين كين بفرانس ؟ حياة اآلخرين لُعبة بين يديك‪..‬‬
‫لقطع صغيرة ورماها بالحاوية التي بدأت تمتلئ‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫مزق الملف‬
‫لن يرأف بها ‪ ،‬هو تاجر أيضا ً ويعلم كم تُقدر صعوبات دراسة المشاريع‪..‬‬
‫ومع هذا لن يرأف بها‪..‬‬
‫فإما يجد الشيء الذي تُهدد كين بخصوصه أو يُدمر كُل ما ي ُخصها‪..‬‬
‫جائه صوتها الهادئ تقول‪ :‬ماذا تفع ُل ُهنا ؟‬
‫رفع عينيه إليها قليالً ثُم عاود تصفح الملفات وهو يقول‪ :‬أتيتي ؟‬
‫تقدمت منه ُمجيبةً‪ :‬كما ترى ‪ ،‬أد ُخل القصر بعد فتر ٍة من تركه ألجد الخادمة تنزل بحقيبتها‬
‫وحالما رأتني هبت إلي ُمسرعة لتطلب مني أن أُذكرك بوعدك لها ‪ ،‬ماهو الوعد هذا ؟ ما نوع‬
‫المشاكل التي حدثت في غيابي ؟‬
‫أجابها بال ُمبااله‪ :‬ليس الكثير‪..‬‬
‫رفعت حاجبها وجلست على طرف المكتب تنظر الى األوراق ال ُمنتشرة على سطحه قبل أن‬
‫تقول‪ :‬ماهذه الفوضى ؟ لم يحدث الكثير وأنت تقتحم مكتب جينيفر الخاص ؟ ال سبب يدعوك‬
‫لفعل هذا إال إن كان سببا ً قاهرا ً فهذه ليست طبيعتك‪..‬‬
‫لم يُعلق على كالمها فرفعت رأسها ونظرت في أرجاء المكتب قائله‪ :‬أتعلم ‪ ،‬إنها المرة األولى‬
‫التي أرى فيها مكتب جينيفر ‪ ،‬كانت تؤصده بمفاتيحها وال ‪ ......‬آه اآلن فهمت ‪ ،‬سرقت‬
‫قاس!‬
‫المفتاح من الخادمة المسؤولة عن التنظيف ال ُمستمر ‪ ،‬لهذا هي تهرب ‪ ،‬وااه أنتَ ٍ‬
‫بتركيز شديد فتنهدت بملل وسألت‪ :‬هل عمي ُهنا ؟‬ ‫ٍ‬ ‫عقد حاجبه يقرأ في هذا الملف‬
‫آلبرت‪ :‬تنوين اإلعتذار ؟‬
‫مطت شفتيها قليالً ثُم قالت‪ :‬هل يُمكنني إستشارتك في أمر ؟‬
‫لم يُجبها فبقيت صامته لفتره ُمثبتة عينيها على تُحفة على شكل حورية ذهبي اللون لتقول‬
‫بهدوء‪ :‬أيهما عليه اإلعتراف بال ُحب أوالً ؟ هل سأحط من قدر نفسي لو قُلتُها ؟ ال أُريد ولكني‬
‫تعبتُ اإلنتظار‪..‬‬
‫ت ال يسمعها سواها‪ :‬أُريده أن يراني كإمرأ ٍة وليس كإبنة صديقه!‬ ‫همست بصو ٍ‬
‫أجابها آلبرت‪ :‬إن كان يبدو على الطرف اآلخر ال ُمباالة ُمفرطه فال تُقدمي على ُخطوتك‪..‬‬
‫نظرت إليه وقالت‪ :‬ماذا لو كان أحمقا ً يحتاج فقط ألن يُنبهه أحدهم على ماهو غافل عنه ؟‬
‫آلبرت بال ُمبااله‪ :‬فليبقى غافالً إذا ً الى األبد‪..‬‬
‫لم تُعجبها إجابته وهمست‪ :‬من بين الجميع لم أجد سوى آلبرت ألستشيره!!‬
‫إبتسم آلبرت عندما وصله همسها ورفع عينيه إليها يقول‪ :‬إستيال أنظري ‪ ،‬إن كان الرجل لم‬
‫يلتفت للمراة من قبل بتاتا ً ُرغم كونها حوله بشك ٍل دائم فصدقيني لن يفعل بعد إعترافها ‪ُ ،‬ربما‬
‫يُجاريها يُحاول ان يُبادلها ولكن ثقي بي ‪ ...‬هو لن يُمكنه اإلستمرار‪..‬‬
‫ولك ُحرية األخذ به من عدمه‪..‬‬ ‫عاود النظر الى الملف ُمكمالً‪ :‬هذا رأيي ِ‬
‫أشاحت بنظرها عنه تُعاود النظر الى تُحفة الحوريه الذهبيه وهي تهمس‪ُ :‬ربما تكون ُمحقا ً‪..‬‬
‫ثوان مرت من شُرودها قبل أن تعقد حاجبها وتنزل من فوق المكتب ُمتجهةً الى التُحفة‪..‬‬ ‫ٍ‬
‫مدت يدها تُمسك سلساالً ذهبيا ً رفيعا ً كان ُملتفا ً على ذيل الحوريه لتعقد حاجبها عندما كان‬
‫ي الذيل‪..‬‬‫نهاية السلسال ُمثبتا ً بأحد ُزعنف ّ‬
‫بالزعنُفة تخرج ليظهر لها أن كان‬ ‫ش ّدتُه قليالً ضنا ً منها أنه ُملتصق ال غير ولكنها فوجئت ُ‬
‫ُمفتاحا ً ُمخبئا ً ك ُجزءٍ من التُحفه‪..‬‬
‫نظرت إليه قليالً ثُم إبتسمت قائله‪ :‬آلبرت ُهناك شيء سيُعجبك ‪ ،‬تعال‪..‬‬
‫عقد حاجبه ووقف ذاهبا ً إليها وهي تسحب ال ُمفتاح لتبقى الحورية ُ‬
‫بزعنف ٍة واحده‪..‬‬
‫رفعتها أمام ناظريها تقول‪ :‬ما رأيُك ؟‬
‫أخذ ال ُمفتاح الذي كان ذهبيا ً بالكامل ما عدا شُفرته باللون الفضي المعهود للمفاتيح‪..‬‬
‫نظر إليه قليالً ثُم الى التُحفة فعلقت إستيال قائله‪ :‬أوليس هذا واضحا ً ؟ ال أحد يُخبئ ُمفتاحا ً‬
‫بتصميم التُحف ٍة إال ألنه يفتَح ِخزانةً ُمهمةً للغايه‪..‬‬
‫إبتسمت وأكملت‪ :‬خزانةً تحتوي على كُل األمور السيئه التي تُخبئ جيدا ً عن أعيُن ال ُمتطفلين‬
‫أو الشُرطة لو لزم األمر‪..‬‬
‫كخزانه‪..‬‬‫نظر آلبرت إليها بعدها دار بنظره في الغُرفة يبحث عن أي شيء يبدو ِ‬
‫تقدم من أحد األلواح ال ُمعلقة ورفعها فلم يجد شيئا ً خلفها ‪ ،‬ساعدته إستيال تبحث في أرفف‬
‫الخزانةَ‬ ‫صمم ب ِعناي ٍة كي ال يُكشف فالبد بأن ِ‬ ‫الكُتب لع ّل ُهناك مدخالً ُمختفيا ً ‪ ،‬فما دام ال ُمفتاح ُ‬
‫صممت كذلك‪..‬‬ ‫ُ‬
‫الخزانة ليست في المكتب‬ ‫فربما ِ‬‫دقائق قليله حتى توقف آلبرت عن البحث يقول‪ :‬ال جدوى ُ‬
‫أصالً‪..‬‬
‫نظرت إليه إستيال بتعجب تقول‪ :‬إذا ً هل ستستسلم ؟‬
‫رفع هاتفه النقال يقول‪ :‬كال ‪ ،‬سأُثبتُ كاميرا ‪ ،‬عندما ترى أني فتشتُ بملفاتها فستتفقد أشياءها‬
‫الخاصة ومنها ال ُمفتاح وحالما تكتشف إختفائه ماذا ستفع ُل برأيك ؟‬
‫ستذهب فورا ً الى ِ‬
‫الخزانه!‬ ‫ُ‬ ‫إستيال بدهشة مصحوبة بإبتسامه‪:‬‬
‫ق بها دون ان‬‫فسنعرف مكانها ‪ ،‬وإن كانت في الخارج فسألح ُ‬‫ُ‬ ‫آلبرت‪ :‬أجل ‪ ،‬لو كانت ُهنا‬
‫تشعر‪..‬‬
‫ضاقت عيناه بعدها بهدوء‪..‬‬
‫امر جينيفر تماما ً!‬
‫لقد ‪ ....‬إنتهى ُ‬

‫***‬

‫‪9:12 pm‬‬

‫يجلس في مكتبه ال ُمظلم إال من نور األباجوره الصغيرة ال ُمثبتته على سطحه‪..‬‬
‫المبنى بكامله فارغ سواه هو فمنزله أصبح غير آمن ولهذا لم يجد له هذا اليوم سوى البقاء‬
‫مكان آخر آمن صباح الغد‪..‬‬‫ٍ‬ ‫في مقر عمله حتى يبحث عن‬
‫صنع القهوة في مكتب الموظفين وعقله مشغول‬ ‫ب قهو ٍة صنعها من آلة ُ‬
‫يجلس بهدوء وبكو ِ‬
‫بترتيب أفكاره القادمه‪..‬‬
‫بمارك ‪ ،‬ورين ‪ ،‬وريكس ‪ ،‬والبروفيسور الذي بدأ يبحث عنه في كُل مكان‪..‬‬
‫عليه أن يجد مخرجا ً من كُل هذا ليُعيد كُل شيء الى نِصابه الصحيح‪..‬‬
‫ومع هذا فأهم شيء يُفكر به ويُريد منه أن يحدث هو ‪ ....‬أن تعود رين الى صفه!‬
‫فلوال ذاك الشيء ال ُمزعج الذي تُخبئه لما إهتم بها بتاتا ً ولكنه بحق سيموت من أجله!‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وهمس‪ :‬ال تزال فتاةً شابه يافعه ‪ ،‬أمثالُها البد من أن يُخطؤا في قراراتهم ‪،‬‬
‫علي إيجاد أسلوب وطريق ٍة أدخل منها‪..‬‬
‫عقد بعدها حاجبه عندما الحظ نورا ً يأتي من النافذة المفتوحه‪..‬‬
‫المبنى بأكمله ُمظلم وساحته الخارجيه واسعه للغايه لذا أقرب إنارة هي بالشارع العام!‬
‫فمن أين هذا الضوء ؟‬
‫وقف بهدوء وتقدم من النافذه ينظر الى األسفل حيث ُهناك فارق ثالث طوابق عن الساحه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وهو يرى ثالث سيارات توقفت ونزل منها ما يُقارب ثمانية رجال وبدأوا‬
‫يتشاورن قبل أن يتقدموا من بوابة المبنى‪..‬‬
‫ظهرت إبتسامة ساخرة على شفتيه هامساً‪ :‬رجال البروفيسور دون أدنى شك ‪ ،‬هل حانت إذا ً‬
‫نهايتي ؟‬
‫أبعد رأسه عن النافذه ونظر الى مكتبه لفترة قبل أن يهمس‪ :‬وتقولين لي يا آليس بأنه سيصنع‬
‫ال ُمعجزات ؟ إنه طفل شؤم صدقيني‪..‬‬
‫‪End‬‬

‫البارت القادم يوم الخميس الساعه الثامنة مساءا ً‬


‫كيف كان طول البارت ؟ واألحداث ؟‬
‫أسعدوني بآرائكم فالروايه تتجه للنهايه‬

‫‪Part 64‬‬

‫إطار أسود إعتاد على إرتدائها‬ ‫ت ُزجاجية ذات ٍ‬ ‫يرتدي قُبعةً سوداء على شعره األشقر ونظارا ٍ‬
‫سبا ً من إنتشار أعين الصحفيين أو ال ُمعجبين‪..‬‬ ‫عند خروجه الى األماكن العامه تح ُ‬
‫هو فقط يُريد أن يُرسل أخاه الى الخارج دون أي جذب لألنظار‪..‬‬
‫يُمسك بالكُرسي ال ُمتحرك ويدف أخاه أمامه وبجانبه أحد موظفي الخدمات بالمطار يسحب معه‬
‫عربة الحقائب التي ملئها بمالبس وأحذية والكثير من األمور التي صرف فيها أكثر من ألفي‬
‫يورو!‬
‫تجاوز جميع اإلجراءات حتى وصل الى إمرأ ٍة في أواخر العشرين من عُمرها كانت تنتظره ُمنذ‬
‫فتره‪..‬‬
‫إبتسم حالما وصل إليها يقول‪ :‬مرحبا ً كاتي ‪ ،‬كيف الحال ؟‬
‫إبتسمت ومدت يدها تِصافحه قائله‪ :‬أهالً ‪ ،‬بأفضل حال‪..‬‬
‫نظرت الى إيدن وإنحنت إليه تقول‪ :‬هل هذا هو الصغير اللطيف إيدن ؟‬
‫إنكمش إيدن على نفسه قليالً بخوف فهو غير ُمعتاد على الغُرباء‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت له‪ :‬سأكون رفيقتُك طوال الرحله ‪ ،‬لننسجم سويا ً حسنا ً ؟‬
‫إنحنى إدريان وهمس بإذن إيدن‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬إنها لطيفه ‪ ،‬أخذتُ وقتا ً ألختار فتاةً مثلها ‪ ،‬هي‬
‫ذكيه وطبيبه وستفهم كُل طلباتك ‪ ،‬ال تخشاها‪..‬‬
‫هز إيدن رأسه بهدوء فعاود إدريان الوقوف يقول‪ :‬سأُرسل لك جميع وسائل التواصل بي في‬
‫حال إحتجتي شيئا ً وال تنسي أن تُطلعيني على آخر التحديثات‪..‬‬
‫مد يده وعبث بشعر أخاه ُمكمالً‪ :‬أرسلي لي مقاطع وصور له فسأشتاق له كثيرا ً‪..‬‬
‫لف إيدن رأسه ناظرا ً الى إدريان يقول بقلق‪ :‬هل سأذهب وحدي ؟‬
‫ي إنهاؤها وبعدها سآتي‬ ‫إبتسم إدريان له يقول‪ :‬ال تقلق ‪ ،‬لدي فقط بعض األمور العالقه عل ّ‬
‫إليك ‪ ،‬صدقني لن أتأخر‪..‬‬
‫إبتسم إيدن في حين تقدمت إليان ومن خلفها ريكس ايبتسم إدريان حال‪ .‬ؤيتهما ويقول‪ :‬أنظر‬
‫من أتى ألجلك ؟‬
‫إلتفت إيدن وعند رؤيتها إبتسم إبتسامةً واسعة يقول‪ :‬ريكس !! إليااان!‬
‫وحرك كُرسيه بنفسه ذاهبا ً إليهما ‪ ،‬تركه إدريان بهدوء وهو ينظر الى مقدار شوقه الكبير‬
‫بوجع بصدره جراء هذا المشهد‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫لهما وشعر‬
‫لقد ‪ ....‬أخطأ في حق هذا الطفل كثيرا ً‪..‬‬
‫ال يستحق حتى أن يُسمي نفسه أخا ً كبيرا وهو الذي لم يُفكر وال لمر ٍة في عصيان والدته‬
‫وزيارته خفيةً كما فعال ريكس وإليان‪..‬‬

‫جلست إليان أمامه وإبتسمت أخيرا ً بعد أن كانت ُمتجهمة الوجه طوال الطريق وهي برفقة‬
‫ريكس‪..‬‬
‫تقدمت بجسدها إليه لتحتضنه قائله‪ :‬عزيزي إيدن ‪ ،‬وأخيرا ً ستكون بخير‪..‬‬
‫حاول إيدن إبعادها يقول بقلق‪ :‬أُختي ستتأذي!‪..‬‬
‫بقيت تحتضنه وقلبها يعتصر من الداخل ‪ ،‬هي سعيدة لكونه سيتعالج أخيرا ً و ُمتألمة لكونها لم‬
‫تكتشف ُمنذ البداية بأن بقاؤه بمنزلهم طوال تلك الفترة الماضية لم يكن ألجل العالج!!‬
‫أغمضت عينيها وهي تتذكر ال ُمحادثة قبل عدة دقائق‪..‬‬

‫‪-‬قبل ُربع ساعه‪-‬‬


‫تجلس بجواره في السيارة بهدوءٍ تام لم يتحدثا فيه أبدا ً سوى عندما طلب أن تركب معه من‬
‫أجل الذهاب الى المطار ‪ ..‬وبعدها لم يتخاطبا‪..‬‬
‫تحدثت هي أخيرا ً تقطع هذا الصمت قائله‪ :‬لستُ راضية في أمر عالجه بالخارج ! سيبدو األمر‬
‫وكأننا نتخلص منه برميه بعيدا ً‪..‬‬
‫إنه رأيها الذي كتمته ُمنذ أن أرسل إدريان رسالةً يُخبرها فيها عن كونه دبر له مشفى‬
‫بالخارج وطبيبة خاصه تُرافقه طوال فترة عالجه!‬
‫لما في الخارج ؟!!! المستشفيات ُهنا كثيره وسيكونون بجواره دائما ً ‪ ،‬أما إرسال طفل الى‬
‫الخارج لوحده فهو غباء بالكامل!‬
‫تمنت بأن إدريان لم يُفكر ‪ ،‬لو بقي ُمتجاهالً األمر لكان أفضل‪..‬‬
‫أخيرا ً علق ريكس على كالمها قائالً بهدوء‪ُ :‬منذ متى وهو يتعالج ُهنا برأيك ؟ لم يُحرز تقدما ً‬
‫لهذا أنا أوافق قرار إدريان‪..‬‬
‫مشفى آخر ‪ ،‬فرنسا لها تقدم في مجال الطب فلما يُسافر الى‬ ‫ً‬ ‫نظرت إليان إليه تقول‪ :‬يذهب الى‬
‫أمريكا !! هذا غير منطقي!‬
‫لم يُجبها ريكس فأشاحت بنظرها عنه وأكملت هامسه تُحدث نفسها‪ :‬إنه طفل صغير ‪ ،‬سيؤثر‬
‫على نفسيته أمر بقائه في الخارج لوحده ‪ ،‬وهذا لن يُحرز تقدما ً‪..‬‬
‫طال الصمتُ بينهما لتسأل إليان أخيرا ً بهدوء‪ :‬هل ‪ ...‬الدكتور جان شخصا ً سيئا ً ؟‬
‫عقد ريكس حاجبه ولم يُعلق فأكملت عندما رد عليها بالصمت‪ :‬ألهذا السبب أنت توافق إدريان‬
‫بقراره ؟‬
‫رفعت عينيها إليه وقالت‪ :‬هل تعرف ما عالقته بإيدن ؟‬
‫لم يُجبها ولكن بالوقت ذاته لم يُبد أي نظرة إستنكار وهذا يعني بأنه بالفعل يعرف عن‬
‫عالقتهما ببعض‪..‬‬
‫تحدثت قائله‪ :‬ما دُمتَ تعرف عالقتهما فهذا يعني بأنه من األصح إليدن أن يُعالج تحت يده ‪،‬‬
‫هو إبنه لذا هو أكثر من سيبذل قُصارى جهده من أجله أال توافقني الرأي ؟!!‬
‫ظهر األلم على وجهها عندما لم يُعلق على كالمها وهذا يدل بأن ما تُفكر به صحيح‪..‬‬
‫سألته أخيرا ً لتتأكد أكثر‪ :‬الدكتور جان يُعالج إيدن جيدا ً صحيح ؟ هو يبذُل قُصارى جهده‬
‫صحيح ؟ هذا ما يفعله اآلباء تجاه أبنائهم لذا ‪ ......‬هل جان يفعل ذلك أيضا ً ؟‬
‫الصمت كانت إجابته لتعض على شفتيها وتُشيح بنظرها عنه عندما شعرت بإرتجاف جسدها‪..‬‬
‫هذا ‪ُ ...‬مخيف!‬
‫يدي جان!‬‫طوال تلك ال ُمده كانت تضن بأنه يُعالج على ّ‬
‫حتى عندما علمت عن كونه إبن جان كرهت الدكتور لكونه هو من خانت والدتها والدها ألجله‬
‫ولكن لم تفعل شيئا ً فهو في األخير والد إيدن لذا لن تتدخل في األمر فصحة إيدن هو كُل ما‬
‫يهمها‪..‬‬
‫عرفت كم يكره إيدن عالج الدكتور جان ولكن بعدما عرفت عن كونه والده ضنت بأنه يقسو‬
‫عليه لمصلحته!‬
‫فهذا ما يفعله األباء أصالً!!!‬
‫ولكن مخاوفها ‪ ....‬تم التأكيد عليها من صمت ريكس‪..‬‬
‫شعرت بالغضب وإلتفتت ُمجددا ً تجاه ريكس تقول بحده‪ :‬كُنتَ تعرف كُل هذا ولم تتدخل ؟!!!!‬
‫أي قسو ٍة هذه التي تحملها بقلبك ؟!! حتى ولو لم يكن أخاك فإيدن ال يراك سوى كذلك ! إنه‬
‫يُحبك أكثر من أخاه الحقيقي فلما تفعل هذا بحقه ؟!!‬
‫إرتجفت شفتيها تهمس‪ :‬كُن قاسيا ً بأي أحد ولكن ليس بطفل مريض!‬
‫شد على أسنانه هامساً‪ :‬يُطلقون األحكام كالعادة دون حتى أن يسألوا!‪..‬‬
‫وبعد فترة صمت بينهما همست دون أن تنظر إليه‪ :‬توقف ! سأنزل ‪ ،‬سآخذ سيارة أُجره الى‬
‫المطار ‪ ،‬ال أُريد البقاء معك في نفس السيارة‪..‬‬
‫لم يستمع إليها فشدت على أسنانها تقول بحده‪ :‬قُلتُ توقف!!‬
‫توقف ُرغما ً عنه عندما ظهرت إشارة مرور حمراء أمامهما ففتحت باب السيارة ليُصدم مما‬
‫ت ؟!!‬
‫فعلت ويمد يده بسرعه يُغلق الباب وهو يصرخ فيها‪ :‬أ ُجنن ِ‬
‫عاد الى مقعده يُغلق زر أمان األبواب من جهته فحاولت فتح الباب ُمجددا ً ولكن لم يُفتح معها‬
‫‪..‬‬
‫نظرت إليه بحده تقول‪ :‬ال أُريد البقاء معك !! إفتح قبل أن أتهمك ب ُممارسة العُنف معي!!‬
‫رد عليها بحده‪ :‬كوني عاقلةً يا إليان !! المطار أمامنا ُمباشرةً لذا دعينا نصل إليه بهدوء‬
‫ت!‬
‫وحينها عودي مع إدريان لو شئ ِ‬
‫تبرير واحد على األقل ‪ ،‬لم أتوقعك بهذه القسوة‬ ‫ٍ‬ ‫ضاقت عيناها هامسه‪ :‬حقير ‪ ،‬ال تملك أي‬
‫على اإلطالق!‬
‫الرغم من ذكائها وتفوقها الدراسي إال أنها فتاةً حساسه‬ ‫هو حقا ً يكره التجادل معها !! فعلى ُ‬
‫للغايه‪..‬‬
‫وهو شخص يكره أن يعطف على اح ٍد ويُبرر له ويُداري أحاسيسه‪..‬‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً عندما الحظ كيف هي بالكاد تمنع عينيها من أن تمتلئ بالدموع‪..‬‬
‫قال لها بهدوءٍ تام‪ :‬أُقسم لك بأني لم أعرف عن كونه يستغل إبنه سوى قبل فتر ٍة قصيره !‬
‫أعلم كم أن الدكتور جان فضيع للغايه ولكني لم أتخيل قط أنه سيُمارس فضاعته حتى على‬
‫إبنه!‬
‫إتسعت عيناها الحمراوتين بدهشه قبل أن تهمس‪ :‬ماذا تعني بفضيع ؟ ما الذي فعله بإيدن ؟‬
‫أشاح بنظره عنها وحرك سيارته عندما أضائت اإلشارة الخضراء فسألته ُمجدداً‪ :‬أجبني !!‬
‫وهل تعرف أُمي بذلك ؟ وكيف عرفتَ أنت ؟‬
‫إنزعجت عندما مارس هوايته ال ُمفضلة وهي التجاهل والصمت!!‬
‫تكرهه عندما يفعل هذا!‬
‫موقف ُمناسب بعدما وصال‬
‫ٍ‬ ‫إختفى إنزعاجها تدريجيا ً وبقيت تنظر إليه لفترة وهي يبحث عن‬
‫أخيرا ً الى المطار‪..‬‬
‫ما إن أوقف سيارته حتى همست له‪ :‬آسفةٌ ألني نعتُك بالقسوه‪..‬‬
‫تعليق آخر فتنهد ونزل خلفها‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫بعدها نزلت من السيارة دون أي‬
‫**‬

‫إبتعدت عن إيدن وبدأت تلمس وجهه بأطراف أصابعها قائلةً بإبتسامه‪ :‬كُن قويا ً ‪ ،‬سأزورك‬
‫حتما ً حال إنتهاء إمتحاناتي وعندما أفعل أ ُريد رؤيتك قد تقدمتَ كثيرا ً بالعالج حسنا ً ؟‬
‫هز رأسه باإليجاب فوقفت وتنحت جانبا ً ليتقدم ريكس والذي توتر إيدن حال إقترابه ليقول‬
‫بسرعه‪ :‬آسف أخي ‪ ،‬آسف ألني تجاهلتُ كالمك ‪ ،‬أرجوك ال تغضب علي‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬وهل برجائك هذا سيذهب غضبي ؟ ال ِزلتُ غاضبا ً!‪..‬‬
‫إتسعت عينا إليان بصدمه وتقدمت منه تقول‪ :‬هيه ماذا تفعل!!!‬
‫رفع يده لها بمعنى أال تتدخل فعضت على شفتيها وهي ال تفهم كيف يُمكنه ان يُعامل طفل‬
‫مريض هكذا!‪..‬‬
‫ظهر األلم بوجه إيدن وإرتجفت شفتيه يقول‪ :‬أرجوك أنا آسف ‪ ،‬كُنتُ فقط ‪ ....‬آسف ‪ ،‬أنا ‪...‬‬
‫أرجوك سامحني‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬إن ُكنتَ تُريد ُمسامحتي فأبذل ُجهدك لتكون أفضل ‪ُ ،‬خذ أدويتك في مواعيدها وتناول‬
‫أطعمتك وكُن ُمتفائالً دائما ً ‪ ،‬عندما يحدث هذا سأُسامحك‪..‬‬
‫إيدن بسرعه‪ :‬سأفعلها صدقني لذا سامحني‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬إفعلها أوالً فأنا ال أُريد وعودا ً‪..‬‬
‫ظهرت الرجفة على صوت إيدن وهو يقول‪ :‬سامحني اآلن أرجوك أخشى ‪ .....‬أال نلتقي بعدها‬
‫!‬
‫إتسعت عينا ريكس بصدمه لتتقدم إليان وتجلس أمامه تقول بإبتسامه‪ :‬ماهذا الكالم إيدن ؟‬
‫ستكون بخير وسنلتقي صدقني!‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬وماذا لو لم أراك بعدها ؟ هل هذا يعني نهاية العالم ! ال تُفكر بمثل هذا األمور‬
‫وكُن بخير‪..‬‬
‫عقد إدريان حاجبه ورفع عينيه الى ريكس الذي قال ُجملته وأشاح بعدها بوجهه يُشغل نفسه‬
‫بهاتفه بينما إليان شتمته على فضاضته وحاولت ُمالطفة إيدن ببعض الكلمات التفاؤليه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه قليالً قبل أن يأتي صوتٌ من خلفه يقول‪ :‬إدريان ؟‬
‫إتسعت عينا إدريان بصدمه وإلتفت بسرعه ليرى بأنها هي بالفعل!!!‬
‫تف بتعجب بفر ٍو رمادي تُدفئ جسدها به وقطتها لوسي بين يديها بينما بجانبها خادمتين‬
‫تحمالن حقائبها‪..‬‬
‫تقدمت منها فورا ً ليلفها قليالً كي ال تقع نظرها على إيدن والبقيه وهو يقول بإبتسام ٍة متوتره‪:‬‬
‫صدف ٍة غير متوقعه ولم‬ ‫صدفة طيبة هذه التي جمعتنا ُهنا ‪ ،‬يالها من ُ‬ ‫أهالً خالتي العزيزه ‪ ،‬أي ُ‬
‫أحسب لها حسابا ً ههههههه‪..‬‬
‫كان التوتر التام يعلوه حتى لو حاول أن يبدو طبيعيا ً فعقدت حواجبها وأجابته على سؤاله‪ :‬ال‬
‫توجد مطارات في سينت دي لذا قدمت الى ستراسبورغ آلخذ بعض الحاجيات التي تنقُصني‬
‫وأُسافر‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬اه هكذا إذا ً ‪ ،‬لم أكن أعلم هذا‪..‬‬
‫كايري‪ :‬ما الذي تفعله أنت ُهنا ؟‬
‫إدريان‪ :‬آآه أستقب ُل صديق في المجال الفني‪..‬‬
‫حاول المشي ليُجبرها أن تمشي معه ويبتعدون وهو يقول‪ :‬ولكن هذا من حظي فلقد نِلتُ شرف‬
‫توديعك بنفسي و‪...‬‬
‫قاطعته وهي تتوقف عن المشي الذي يُجبرها عليه وتقول بإستنكار‪ :‬لما تُبعدني عن ريكس‬
‫وإليان ؟!! لقد كُنتُ أعلم هذا !!! هناك ُمشكلةٌ بينهما من دون أدنى شك‪..‬‬
‫وإلتفتت لتذهب إليهما ولكن أوقفها إدريان يقول بسرعه‪ :‬خالتي أرجوك دعيهما إنهما ‪.....‬‬
‫أجل يستقبال صديق ريكس ذاك الذي يعمل كمدرس في كُلية إليان ‪ ،‬وأنا أنصحك أال تُقابليه‬
‫فهو يكره القطط أقصد يُعاني حساسيةً منها لذا‪....‬‬
‫قاطعته تقول بهدوء‪ :‬هل أنا حمقاء الى هذه الدرجه ؟‬
‫شعر باإلحراج وإضطر أن يتوقف عن ُمحاوالته في إخفاء األمر أكثر‪..‬‬
‫تركته وتقدمت من ريكس وإليان لتنعقد حاجبيها وهي تُالحظ طفل يجلس على كُرسي ُمتحرك‬
‫‪..‬‬
‫سألت بهدوء حال وصولها‪ :‬من هذا ؟‬
‫رفعت إليان رأسها بصدمه ووقفت فورا ً حيث كانت مشغولةً بالحديث مع إيدن ولم تلحظ‬
‫وجودها على اإلطالق بينما رفع ريكس عينيه عن شاشة هاتفه وهو متعجب من وجودها!‬
‫هل أخبرها إدريان بهذا أو ماذا ؟‬
‫نظرت إليان الى ريكس وكأنها تستنجده فهي ال تعرف ماذا تفعل ووجود خالتها صادم للغاية‬
‫بالنسبة لها!‬
‫في حين لم يستجيب ريكس إلستنجادها فهو حتى اآلن ال يعلم هل األمر كان ُمصادفةً أو أن‬
‫إدريان إستدعاها‪..‬‬
‫نظرت كايري بهدوء الى نظرات إليان المتوتره التي تر ُمقها لريكس وبات األمر اآلن ُمريبا ً‬
‫بالكامل!‬
‫ُهناك سر يخفونه هؤالء األطفال‪..‬‬
‫تجاهلتهم ونظرت الى الطفل لفتر ٍة قبل أن تتسع عيناها بصدمه وتترك قطتها لتنحني منه‬
‫تُمسك فكه بيدها هامسةً بعدم تصديق‪ :‬إنه نُسخةٌ ُمصغرةٌ من إيدي!!‬
‫رفعت رأسها الى إليان وريكس لترى األولى تُشيح نظرها في األرجاء بتوتر واآلخر يقلب‬
‫بهاتفه وكأن األمر ال يعنيه‪..‬‬
‫إلتفتت الى الجهة الثانية حيث إدريان الذي كان يضع يدا ً في جيبه واألُخرى خلف رقبته‬
‫يفركها ُمشغالً نفسه بتأمل سقف المطار‪..‬‬
‫نقلت بنظرها بينهم الثالثه لفتره قبل أن تقول‪ :‬ال أحد فيكم يملك ال ُجرئة ليُفسر لي هذا الموقف‬
‫؟‬
‫ت ُهنا ؟‬‫حاولت إليان اإلبتسامة تقول وهي تتحاشى إلتقاء أعينهم‪ :‬أهالً خالتي ‪ ،‬لما أن ِ‬
‫نظرت إليها كايري بهدوء ثُم الى اآلخران والذان ال زال يتصرفان بغباء!‬
‫تجاهلتهم جميعا ً وإنحنت الى إيدن تقول‪ :‬عزيزي ما إس ُمك ؟‬
‫بتوتر تام‪ :‬إيدن‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫أجابها إيدن‬
‫كايري‪ :‬إيدن ؟ ال فرق كبير بين إسمه وإسم إدريان!‬
‫إبتسمت له ُمجددا ً تقول‪ :‬حسنا ً عزيزي إيدن ‪ ،‬لما أنتَ ُهنا ؟ ولما إدريان والبقية معك ؟‬
‫رفع عينيه الى ريكس وإليان ولكن ال أحد ينظر إليه‪..‬‬
‫يشعر بالخوف من التصرف ب ُمفرده ‪ ،‬يحتاج الى من يوجهه كما إعتاد‪..‬‬
‫بلع ريقه وأجابها‪ :‬إنهم يودعوني ‪ ،‬سأُسافر مع هذه السيدة‪..‬‬
‫ت؟‬ ‫نظرت كايري الى حيث يؤشر لترى إمرأةً تُقاربها بالعُمر ‪ ،‬سألتها‪ :‬عفوا من أن ِ‬
‫إبتسمت المرأة قائله‪ :‬أهالً سيدتي ‪ ،‬أُدعى كاترينا ‪ ،‬طبيبةٌ خاصة عيني إدريان لرعاية أخاه‬
‫األصغر‪..‬‬
‫إتسعت عينا كايري بصدمة من كالمها ونظرت فورا ً الى إدريان الذي هذه المرة كان ينظر الى‬
‫قدمه عاضا ً على طرف شفتيه‪..‬‬
‫تقدمت منه تقول بعدم إستيعاب‪ :‬إدريان ماذا يعني هذا ؟ كيف تقول أنه شقيقك األصغر ؟‬
‫فهمني!‬
‫األمر هو‪....‬‬
‫ُ‬ ‫حاول أال ينظر إليها وهو يقول‪:‬‬
‫أعرف عنه ؟!!!‬
‫ُ‬ ‫عندما توتر ولم يجد ما يقوله قالت بعدم تصديق‪ :‬كيف لكم أن تملكوا أخا ً ال‬
‫لما لم أره بحياتي كُلها ؟!!!‬
‫عندما لم يستطع أن يُجيبها مطت شفتيها قليالً ثُم قالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬على سؤال جيني بنفسي‪..‬‬
‫وحال إخراجها لهاتفها مد إدريان يده على الهاتف يقول‪ :‬خالتي كال!‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬ولما تمنعني ؟!‬
‫بلع ريقه بتوتر يقول‪ :‬أعني ‪ ...‬ال تُزعجيها ‪ ،‬هي نائمةٌ اآلن‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهها تقول‪ :‬نائمه ؟ قبل أن تصل الساعة العاشرة حتى ؟!!! هل تكذب‬
‫علي في أُختي التي أعرفها أكثر من أي أح ٍد آخر ؟!‬
‫إختفى إستنكارها تدريجيا ً بعدما أشاح إدريان نظره عنها ولكن ال يزال ُممسكا ً بيدها حيث‬
‫هاتفها‪..‬‬
‫نظرت الى يده لفتر ٍة قبل أن تقول‪ :‬ما الذي تفعلونه بالضبط من دون علم جيني ؟!‬
‫إبتسم إدريان بتوتر يقول‪ :‬ال شيء خالتي ‪ ،‬نحنُ فقط‪....‬‬
‫كايري‪ :‬أكمل ! فقط ماذا ؟‬
‫تدخل ريكس يقول‪ :‬سيتأخر عن طائرته ‪ ،‬عليه أن يدخل الى صالة اإلنتظار قبل الموعد بنصف‬
‫ساع ٍة على األقل‪..‬‬
‫إلتفتت كايري الى جهته لتتقدم منه قائله‪ :‬جيد أرى بأنك تملك لسانا ً ‪ ،‬حسنا ً أجبني على‬
‫السؤال الذي لم يستطع أخاك األحمق أن يُجيب عليه ‪ ،‬ماذا الذي تفعلونه من دون علم جيني ؟‬
‫ولما هي تملك طفالً ال أعرف عنه أبدا ً ؟!!!‬
‫تنهد ريكس وقال‪ :‬إسأليها هي ‪ ،‬فهي من خبأت األمر وليس نحن‪..‬‬
‫رفعت هاتفها تقول‪ :‬أردتُ سؤالها ولكن منعتوني فلما ؟‬
‫إنزعج ريكس عندما أصبح هو في وجه المدفع‪..‬‬
‫رفع عينيه خلفها حيث إدريان ليجد األخر ينظر إليه بال ُمبااله ويُشير بعينيه وكأنه يقول "كن‬
‫أخا ً ولو لمره وأنقذنا"‬
‫أخذ ريكس نفسا ً عميقا ً وقال‪ :‬كان مريضا ً لذا كان دائما ً في رحالت سفر من أجل العالج ‪..‬‬
‫ت مزيدا ً من التفاصيل ولةن ليس اآلن ‪ ،‬فهذه المرة قرر إدريان أن‬ ‫إسألي جينيفر إن أرد ِ‬
‫يذهب به الى مشفى لم تُوافق والدته عليه لهذا هو يفعلها من خلف ظهرها ‪ ،‬يُمكنك ُمحادثتها‬
‫غدا ً في األمر لو أرد ِ‬
‫ت‪..‬‬
‫أنظارها على إيدن الصغير لفترة‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫نظرت كايري إليه قليالً ثُم الى البقية قبل أن تستقر‬
‫ظهر الحزن على وجهها هامسه‪ :‬الطفل المسكين!‬
‫تشعر بالشفقة عليه ‪ ،‬ومن داخلها غضب شديد تجاه الموقف بأكمله!!!‬
‫ت آخر ؟!!! لما لم يُخبرها أح ٌد عنه!‬ ‫لما خبئ الجميع عنها أمر إمتالكها إلبن أُخ ٍ‬
‫كيف فعلت جينيفر هذا بها ؟!‬
‫األمر ال يُمكن تصديقه ! هي حقا ً غاضبةً للغاية تجاه هذا األمر وتجاه تصرف جينيفر هذا الذي‬
‫يُشعرها وكأنها ليست ُجزئا ً من العائله‪..‬‬
‫نظرت الى إدريان تقول‪ :‬الى أين سيُسافر ؟‬
‫أجابها‪ :‬أمريكا‪..‬‬
‫كايري‪ :‬هذا جيد إنه نفس طريق سفري ‪ ،‬نيويورك ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬بل لوس آنجلوس‪..‬‬
‫كايري‪ :‬ال بأس ‪ ،‬ال يبعُدان كثيرا ً عن بعضهما‪..‬‬
‫أخذت قطتها من يد خادمتها ُمكملةً ببرود‪ :‬أنا سأهتم به ‪ ،‬إن أتصل أحدكم عليه فسأغضب‬
‫بشده‪..‬‬
‫وأشارت لكاترينا قائله‪ :‬هيّا بنا‪..‬‬
‫هزت كاترينا رأسها ورمت نظرةً الى إدريان ليهز اآلخر رأسه فتنهدت وذهبت معها وهي تدُف‬
‫كُرسي إيدن أمامها‪..‬‬
‫إلتفت إيدن الى الخلف حيث أُخوته فإبتسمت إليان ترفع يدها تلوح له بينما رفع إدريان صوته‬
‫قائالً‪ :‬سنتصل عليك الحقا ً ‪ ،‬كُن بخير وإستمع الى الخالة جيدا ً فهي لطيفة وستُحبها كثيرا ً‪..‬‬
‫توقفت كايري وإلتفتت إليه فأشاح بنظره يتأمل السقف ُمجددا ً‪..‬‬
‫تنهدت وهمست‪ :‬أحمق‪..‬‬
‫لتبتسم بعدها بهدوء وتُكمل طريقها‪..‬‬
‫وإختفوا بعدها عن األنظار‪..‬‬
‫تقدم حينها إدريان من ريكس وقال‪ :‬إن كُنتَ تنتظر شُكري فلن أشكُرك ‪ ،‬كان هذا واجبك كأخٍ‬
‫أكبر‪..‬‬
‫ريكس ببرود‪ :‬وهل طلبتُ شُكرا ً ؟ يبدو من كالمك وكأنك تُريد فعلها وبشده‪..‬‬
‫إنزعج إدريان ليقول بعدها‪ :‬أجل كُنتُ أُريد ولكني تراجعت ‪ ،‬خسرتَ إمتناني الذي يتمناه‬
‫الماليين‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬أُراهن بأنه ال أحد من هؤالء الماليين بشريا ً صحيح العقل‪..‬‬
‫قطب إدريان حاجبه يقول‪ :‬يارجل ! لما ال ِزلتَ تميل الى اإلستفزاز الحقير هذا ؟‬
‫ريكس‪ :‬ألنك ال ِزلتَ تخسر فيه دائما ً‪..‬‬
‫إنزعج إدريان وغادر بعيدا ً عنه هامساً‪ :‬ما كان علي أن أُحاول التجادل معه ! لديه قُدرةُ‬
‫عجيبة على اإلستفزاز‪..‬‬

‫***‬
‫‪10:36 pm‬‬

‫دخلت جينيفر من الباب للتو بعدما كانت في الخارج تُنهي بعض األعمال‪..‬‬
‫رن هاتفها في الوقت الذي أشارت فيه للخادمة أن تُحضر لها طعام العشاء‪..‬‬
‫نظرت الى الرقم وتلفتت حولها قبل أن تُجيب قائله‪ :‬أهالً دكتور‪..‬‬
‫جائها صوت الدكتور جان حانقا ً يقول‪ :‬أمسكي أبنائك قبل أن أقتُلهم بيدي!‬
‫إتسعت عينا جينفير تقول بحده‪ :‬إال هم يا جان !!! ماذا حدث ؟‬
‫حاول ضبط أعصابه وهو يُجيبها‪ :‬ماذا حدث ؟ بل ماذا لم يحدث ؟ جينيفر المشاكل من جهتك‬
‫أال تنتهي ! لقد سئمتُ األمر وبُت أشعر بأن ُحلمي كُله سيتحطم بفضلك!‪..‬‬
‫إنزعجت من كالمه تقول‪ :‬كُف عن هذه ال ُمقدمات وقُل ماذا حدث ؟‬
‫صمت قليالً قبل أن يقول‪ :‬إبنك إدريان ! صباحا ً جاء الى عيادتي وطلب رؤيتي ! تشاجر حتى‬
‫مع موظف اإلستقبال ضنا ً منه أن يكذب عندما أخبره عن أمر سفري ‪ ،‬واآلن وصل الى المنزل‬
‫حيث إيدن وأخذه منه وإختفيا تماما ً!!!‬
‫إتسعت عينا جينيفر بصدمه من كالمه وهي تقول‪ :‬إدريان ؟ تمزح معي !!! هو ال يعرف عن‬
‫شيء!‬
‫د‪.‬جان‪ :‬ال يعرف عن شيء ويأتيني الى العيادة ؟ ومن ثُم يخطف إيدن بعيدا ً ؟!! أتمزحين معي‬
‫جينيفر ؟!!‬
‫إنخطف وجهها بالكامل وبدأت تُمتر المكان ذهابا ً وإيابا ً تُفكر بكالمه!!‬
‫يستحيل أن يصل الى إدريان أي أمر بأي شكل من األشكال ؟؟؟‬
‫ماذا حدث بالضبط ؟‬
‫آليكسندر لن يُخبره ‪ ،‬وريكس أيضا ً لن يفعل!‬
‫هل هو كين إذا ً ؟!!‬
‫ال أحد غير هذا الحقير يفعلها!!!‬
‫أغمضت عينيها تُحاول التفكير بعقالنيه فجائها صوت جان يقول‪ :‬قومي بإنهاء هذا األمر‬
‫سرعه ألنك لو لم تفعلي فسأفعل أنا ! ال أُريد ان يتحطم كُل شيء بسبب مشاعر‬ ‫بهدوء و ُ‬
‫األمومة الغبية التي تملكينها‪..‬‬
‫ومن ثُم أغلق الهاتف قبل حتى أن تُعلق!‬
‫تصرفاته باتت ُمزعجه!‬ ‫ُ‬ ‫نظرت الى شاشة الهاتف هامسه‪:‬‬
‫تجاهلته ورنت على إدريان ولكن هاتفه كان ُمغلقا ً‪..‬‬
‫ضاقت عيناها ثُم صعدت الى األعلى لتتأكد ما إن كان كين الحقير فعلها أو ال!‬
‫هذا ليس ب ُمستبعد فلقد أخبر آليكسندر فما الذي سيمنعه من إخبار إدريان أيضا ً‪..‬‬
‫دخلت الى الغُرفة فوجدت خادمةً تُنظف المكان ‪ ،‬عقدت حاجبها وسألتها‪ :‬أين كين ؟‬
‫أجابتها الخادمه‪ :‬لقد تعب صباح اليوم وأخذه أخاه من المدرسة الى المشفى وسيبقى فيها‬
‫ليومين تقريبا ً‪..‬‬
‫تعب ؟!!‬
‫هذا يعني بأنه أطاعها وأكل الحبة بالفعل!‬
‫ما دام فعل فهذا يعني بأنه أصبح ُمطيعا ً لذا يستحيل أن يُخبر إدريان باألمر‪..‬‬
‫إن لم يكن كين فمن فعلها ؟‬
‫خرجت من الغُرفة في الوقت الذي عقدت فيه الخادمة حاجبها وهي ترى قُرص دواء مرمي‬
‫بجانب السرير ‪ ،‬أخذته وألقته في سلة ال ُمهمالت وأكملت تنظيف الغُرفه‪..‬‬

‫نزلت جينيفر الى األسفل وقررت الذهاب الى الفيال لترى إدريان وتعرف منه كُل شيء‪..‬‬
‫ولم تعلم بأن إدريان هذه الليلة بالذات قرر البقاء بالفُندق ‪ ،‬فغضبها يوم غد سيكون أهون‬
‫بمئات المرات من غضبها حين إكتشافها لألمر في لحضتها‪..‬‬

‫***‬
‫‪February12‬‬
‫‪8:51 am‬‬

‫خرج من مكتبه وإبتسام ٍة غريبة تعلو ُمحياه‪..‬‬


‫أخبار جيد ٍة بالداخل فتح نفسه ل ُمحاضرته القادمه‪..‬‬‫ٍ‬ ‫ما سمعه من‬
‫وعلى ذِكر األخبار الجيده ! هاهو يراها تمشي برفقة زميلتها وتربط كم قميصها ُمتجهتهان‬
‫الى مبنى الفصول الدراسيه‪..‬‬
‫تقدم منهما فالحظته صديقتها أوالً لذا إبتسمت قائله‪ :‬إيلي سأسبقُك الى الفصل‪..‬‬
‫وغادرت تحت أنظار إليان المصدومة وهي تقول‪ :‬ولما تسبقينني أصـ‪...‬‬
‫توقفت عندما الحظت آندرو وفهمت تصرف جيسيكا ال ُمزعج‪..‬‬
‫تكر ُهها عندما تفع ُل هذا‪..‬‬
‫توقف آندرو أمامها قائالً‪ :‬مرحبا ً إليان ‪ ،‬هل ما سمعتُه صحيح ؟‬
‫تجاوزته دون رد فإلتفت ومشي بجوارها يقول‪ :‬هل حقا ً سحبتي شكوتك تلك ؟ فعلتِها حقا ً ؟!!‬
‫همست‪ :‬إبتعد فأنا ال أُريد للطلبة أن يُشاهدوني معك!‬
‫تظاهر بالغباء وهو يقول‪ :‬ماذا ! أنا أُرافق طالبتي الى الصف ‪ ،‬لما ألم تسمعي ُمستجدات‬
‫األمور ؟‬
‫عقدت حاجبها ونظرت إليه ليقول‪ :‬تم إيقاف الدكتور آرثر ألسبوع تحت ذمة التحقيق فباألمس‬
‫ظهر دلي ٌل يُدينه لهذا أنا سأُدرس بدالً عنه حتى يتم التأكد من أمره وحينها أما يعود الى‬
‫التدريس للترم القادم أو يبحثوا عن بديل له إن تم إثبات التُهم المنسوبة إليه‪..‬‬
‫توقفت عن المشي ونظرت إليه بصدم ٍة كبيره وهي تقول‪ :‬هل أنت جاد أو تسخر مني ؟ كيف‬
‫سرعه!!!‬ ‫بهذه ال ُ‬
‫توقف بدوره يقول‪ :‬هل تعرفين تلك الفتاة التي في صفكم ؟ ذات الشعر القصير الرمادي ببعض‬
‫ال ُخصل الزيتيه ؟‬
‫عقدت إليان حاجبها وهي ال تفهم مادخل سؤاله في سؤالها فأجابته‪ :‬أجل إيليت ‪ ،‬ماذا بها ؟‬
‫آندرو‪ :‬لطالما كانت تحوم حولي وعرفتُ أنها ُمعجبةٌ بي ومن الجيد أني كُنتُ لطيفا ً بالتعا ُمل‬
‫معها ‪ ،‬حسنا ً ‪ ...‬بعد غبائك ال ُمسبق بخصوص‪...‬‬
‫تجهم وجهها فإبتسم وعدل حديثه قائالً‪ :‬بعد خطأك في تقدير األمور سابقا ً وإتهامك لجميع‬
‫الدكاتره ُجزافا ً وبعدما سألتني كثيرا ً عن الدكتور آرثر بدأتُ أبحث عنه كثيرا ً ووجدتُ بعض‬
‫الشُبهات حوله ‪ ،‬قررتُ حينها أن أتحدث الى إيليت هذه وسألتها كُل شيء عنه وعرفتُ حينها‬
‫عن تصرفاته تجاهك وخصوصا ً بأمر الدرجات لذا طلبتُ منها أن تذهب الى ال ُمدير وتُخبره‬
‫بنفسها عن هذا التصرفات ‪ ،‬أخبرتُها إن فعلت فسيُحجز مؤقتا ً ليتأكدوا من إستعماله الصحيح‬
‫لسلطته بتوزيع الدرجات وحينها سآتي لتدرسيهم ولهذا قبلت ُمساعدتي بكُل سرور!‬
‫ت لوعيك وإتهمته‬ ‫إبتسم وقال‪ :‬لقد كان وعدا ً عاديا ً ُربما لن يحدث ولكنه صادف كونك عُد ِ‬
‫ُمباشرةً وحينها كان على الكُلية أن تتخذ إجراءا ً بحقه وتتأكد من صحة هذه اإلدعاءات ‪،‬‬
‫و ُمحاميك زاد من حدة األمر عندما طلب أن يكون التحقيق قانونيا ً وليس ُمجرد جلسة تأديب‬
‫ت كيف يُمكن ألن يكون‬ ‫في الكُليه لهذا تم تحويله صباح اليوم الى التحقيق الرسمي ‪ ،‬أرأي ِ‬
‫ت عنيدةً في بداية األمر ؟‬ ‫األمر بسيطا ً للغايه ؟ لما كُن ِ‬
‫رفعت حاجبها تقول ببرود‪ :‬ولما أنت ؟ لما من بين جميع الدكاتره ُهنا أنت الذي يحل محل‬
‫الدكتور آرثر ؟‬
‫إبتسم وهمس لها‪ :‬رشحتُ نفسي فأنا لن أُفوت فرصة تدريسك‪..‬‬
‫إنزعجت وقالت‪ :‬أال تعلم كم أكرهك ؟!!!‬
‫آندرو‪ :‬بلى أعلم ولهذا أستفزك‪..‬‬
‫صدمت من رده فضحك لصدمتها وقال‪ :‬لطيفه ! لقد صدقتني ُمباشرةً!‬ ‫ُ‬
‫ثُم تقدمها ودخل الى الصف وهي تقف في مكانها مندهشة من الموقف بأكمله‪..‬‬
‫همست‪ :‬أكرهه حقا ً!‬
‫بعدها فكرت بكالمه كثيرا ً‪..‬‬
‫ت سريع ٍة بحق الدكتور آرثر!‬ ‫ال تُصدق بأنه تم إتخاذ إجراءا ٍ‬
‫لقد كان إدريان ُمحقا ً ! عندما تتهم شخصا ً بعينه فسيتم إتخاذ اإلجراءات بطريق ٍة أسرع من لو‬
‫كان اإلتهام يشمل الجميع‪..‬‬
‫من الجيد بأنها إستمعت له‪..‬‬
‫تتمنى أن يجد المحامي دليالً على كونه هو من دبر تُهمة الغش بحقها ‪ ،‬تخشى أنه سيُعاقب‬
‫سلطته ك ُمعلم فقط!‬ ‫قليالً فقط لسوء إستعماله ل ُ‬
‫رفعت عينيها تنظر الى الصف وهمست‪ :‬تصرف آندرو دعم أقوالي ‪ ،‬لم يكن ألحد في الصف‬
‫سيفعلها ويدعم كالمي فالجميع يكره كوني أتفوق عليهم في كُل شيء ‪ ،‬والجميع يحب الدكتور‬
‫آرثر لذا ‪ .....‬إن كان ينتظر مني أن أشكره فلن أفعل‪..‬‬
‫طالب بشأن آندرو الذي بدأ يكتُب التاريخ واليوم على‬ ‫دخلت الى الصف تحت همسات ال ُ‬
‫السبورة البيضاء‪..‬‬
‫جلست بجانب جيسيكا وهي تهمس‪ :‬ال تُكلميني ٍ‬
‫ليوم كامل‪..‬‬
‫ق قديم ‪ ،‬يؤلمني قلبي عندما أرى شجارا ً بينكما لذا‬ ‫ضحكت جيسيكا وهمست لها‪ :‬ه ّيا إنه صدي ٌ‬
‫لح جيد‪..‬‬ ‫ص ٍ‬ ‫اود أن ينتهي األمر ب ُ‬
‫نظرت إليان إليها تقول‪ :‬ولن يحدث هذا !! لن أغفر لشخص يستغل الطالب هكذا!‬
‫سخريه ونظرت الى إيليت التي كانت تنظر الى الدكتور آندرو بسعادة وحب بالغ‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫طالبه ُمجددا ً‪..‬‬‫وهي تهمس‪ :‬وللتو الحظت بأنه لم يكف عن ذلك وإستغل ُ‬
‫تنهدت جيسيكا بملل تقول‪ :‬ال ِزلت تذكرين هذا الموضوع القديم ‪ ،‬هيّا كوني عقالنيه ! لو كان‬
‫سرق حقوقها بالفعل فلما ال يزال ُمدرسا ً ُهنا ؟‬
‫سلطة ال أعرف عنها ‪ ،‬كُل شيء كان ضده‬ ‫أخرجت إليان كتابها تقول‪ :‬ال أدري ‪ُ ،‬ربما له ُ‬
‫وإتهامه كان علنيا ً لذا لو كان بريئا ً لظهرت براءته علنا ً ‪ ،‬أغلقي هذا الموضوع رجاءا ً‪..‬‬
‫طالب ليقول بعدها‪:‬‬ ‫فتحت جيسيكا فمها لتتحدث ولكن قاطعها صوت آندرو يُلقي التحية على ال ُ‬
‫الدُكتور آرثر يواجه بعض الظروف لهذا سأُدرسكم هذا األسبوع وأُراجع معكم الدروس الفائته‬
‫قبل اإلمتحانات ‪ ،‬لنتعاون جيدا ً من أجلكم أوالً لكي تحصدوا درجات جيده في األخير‪..‬‬
‫ظروف هذه ؟!!‬‫ٍ‬ ‫تهامس الطلبة ورفع أحدهم صوته يقول‪ :‬أي‬
‫بينما األُخرى قالت‪ :‬هل هو من سيكتب لنا أسئلة اإلمتحان أم أنت!‬
‫أجابها قائالً‪ :‬ال فكرة لدينا حتى اآلن ‪ ،‬وال تقلقوا إزاء هذا األمر فعندما تُراجعون الدروس جيدا ً‬
‫ت جيده مهما كان الشخص الذي سيكتب األسئله‪..‬‬ ‫معي سأضمن لكم أن تحصدوا درجا ٍ‬
‫مطت شفتيها وعلقت‪ :‬نُريد الدكتور آرثر!‬
‫علق آخر‪ :‬ماذا بخصوص الدكتور آرثر ؟ مانوع الظروف هذه بالضبط ؟!!‬
‫أجابته أُخرى‪ :‬سمعتُ بأن اللجنة التأديبية إستدعته!‪..‬‬
‫تعجب أحدهم يقول‪ :‬ولما ؟!! هل هي شكوى ضده ؟‬
‫دُهشت أُخرى تقول‪ :‬الدكتور آرثر !!!!! ولما ؟ من هذا الذي قد يقول كالما ً سيئا ً عن أكثر‬
‫الدكاتره شعبيةً ُهنا ؟!!‬
‫قطع آندرو عليهم حديثهم قبل أن تتجه األمور الى األسوأ وقال‪ :‬أخرجوا كُتبكم ودعونا نتناقش‬
‫في الدروس وبطريقة ال ُمراجعة التي تُفضلونها‪..‬‬
‫بدأوا يُخرجون كُتبهم لتُعلق إحداهن قائله‪ :‬هل يُمكن بأن إليان السبب ؟‬
‫تحدثت أُخرى‪ :‬أجل ومن غيرها !! البد من هذا‪..‬‬
‫درس‪....‬‬‫ٍ‬ ‫ضرب آندرو الطاولة قائالً‪ :‬لنفتح اآلن أول‬
‫طالب‪ :‬أليس من حقنا أن نعرف ماذا حدث بالضبط مع أُستاذنا ؟‬ ‫قاطعه أحد ال ُ‬
‫آندرو‪ :‬من حقك ولكن ليس ب ُمنتصف ال ُمحاضره ‪ ،‬عندما ينتهي الصف يُمكنك الذهاب الى‬
‫مكتب‪....‬‬
‫إضطر للتوقف عن حديثه عندما كانت إحدى الطالبات تتحدث في نفس الوقت الى إليان قائله‪:‬‬
‫ت كُل هذه‬ ‫يالها من حرك ٍة قذرة تفعلينها !!! أألنك فقط خسرت بعض درجات في مادته إفتعل ِ‬
‫ت‪...‬‬
‫الجلبة ووضعت حادثة غشك به صحيح ؟!! أن ِ‬
‫قاطعها آندرو بحده‪ :‬هدوء!!‬
‫ت فاشله إعترفي باألمر وتوقفي عن نشر مرضك هذا!!‬ ‫أكملت حديثها بعناد قائله‪ :‬أن ِ‬
‫شجار وإال طردتُك من الحصه!!‬ ‫ضرب أندرو الطاولة بحده قائالً‪ :‬توقفي عن إفتعال ال ِ‬
‫تحدثت صديقتها تقول بقهر‪ :‬لما تُدافع عنها ؟!!!‬
‫سمعة مثله ! يتصيد‬ ‫سخريه‪ :‬إنه ليس باألمر الجديد على ُمعلم سيء ال ُ‬ ‫تحدثت الفتاة قائله ب ُ‬
‫الطالبات ال ُمتفوقات!‪..‬‬
‫إبتسمت وعلقت‪ :‬هذا ُمضحك‪..‬‬
‫عقد آندرو حاجبه ونظر الى ناحية الصوت ‪ ،‬الكُل نظر الى إليان التي قالت ُجملتها بإبتسامةً‬
‫على شفتيها‪..‬‬
‫رفعت إليان عينيها ونظرت الى الفتاة تقول‪ :‬تنعتيني بالفشل وبنفس الوقت تعترفين بتفوقي ؟‬
‫ت ُمضحكه!‬ ‫أن ِ‬
‫الفتاة بإستنكار‪ :‬عفوا ؟!!!‬
‫نظرت إليان الى صديقتها وقالت‪ :‬أنا أُخبرك لما يُدافع عني ‪ ،‬هو ال يفعلها ألجلي ‪ ،‬بل ألجلكم‬
‫أنتم‪..‬‬
‫نقلت نظرها بين الجميع تقول‪ :‬فما تفعلونه اآلن بحقي يُعد تنمرا ً ! وأنا فتاةً مجنونه قامت‬
‫ب ُمقاضاة أُستاذها وستُدخله السجن قريبا ً لذا ال شيء يمنعني من ُمقاضاتكم وتطبيق عقوبات‬
‫الخدمة اإلجتماعية عليكم جميعا ً ‪ ،‬عليكم أن تكونوا شاكرين له وتُخرسوا أفواهكم العفنة هذه‬
‫قبل أن أفعلها حقا ً!!‬
‫صدم الجميع من ردها في حين إبتسم آندرو إبتسامةً صغيره هامسا ً في نفسه‪" :‬ال تزال‬ ‫ُ‬
‫سلطية اللسان وقوية المنطق‪" ..‬‬
‫ضحك ُمكمالً في نفسه‪" :‬حسنا ً من ال ُمحرج أن تتفوق طالبةً عليك يا آندرو ‪ ،‬أخرستهم بينما‬
‫لم تستطع أنت"‬
‫أرتفعت أصوات الهمسات بين الطلبة فتجاهلتهم تماما ً فال أحد منهم تجرأ وواجهها بكالمه‬
‫وهذا بالنسبة لها انتصار‪..‬‬
‫طالب بخصوص‬ ‫رفعت عينيها بهدوء ونظرت الى آندرو نظرةً ُمطولة وهو مشغول ب ُمحادثة ال ُ‬
‫الماده‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها وفتحت كتابها ودفتر ملحوضاتها لتُتابع معهم ال ُمراجعه‪..‬‬

‫***‬
‫‪4:12 pm‬‬
‫‪-Paris-‬‬

‫كان الجو صافيا ً والشمس باردة والهدوء يعم هذا الحي الهادئ‪..‬‬
‫وهي تقف بهدوء واضعةً يديها في جيب بنطالها تسند ظهرها على جدار المنزل وشاردة البال‬
‫تماما ً‪..‬‬
‫مكان ما‬
‫ٍ‬ ‫دقائق حتى سمعت صوت خشخش ٍة في الجوار وعندما إلتفتت وجدته قد عاد لتوه من‬
‫يحمل بيديه كيسا ً ورقيا ً وباليد األُخرى عكازةً يستند عليها‪..‬‬
‫توقف حالما رآها وعقد حاجبه ينظر الى هذه الفتاة الشقراء ذات الشعر القصير لتتسع عيناه‬
‫بصدم ٍة يهمس بعدم تصديق‪ :‬رين ؟‬
‫نظرت الى رجله لثواني قبل أن ترفع عينيها الى وجهه وتُحاول اإلبتسامة وهي تقول‪ :‬مرحبا ً ‪،‬‬
‫مر وقتٌ طويل‪..‬‬
‫لم تختفي الصدمة من عيناه الخضراوتان وبقي ينظر إليها غير ُمصدق بأن من يراها أمامه‬
‫هي رين بالفعل!!‬
‫آخر مرة رآها فيها هو بالمشفى عندما ماتت آريستا آنذاك‪..‬‬
‫تحاشت النظر الى عينيه وهي تقول‪ :‬هل ‪ ،‬يُمكننا الحديث قليالً ؟‬
‫ت؟‬ ‫ت طوال تلك ال ُمده ؟ وأين كُن ِ‬ ‫إختفت الصدمة تدريجيا ً ليسألها بهدوء‪ :‬لما إختفي ِ‬
‫مكان آخر رجاءا ً‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫لم تُجبه فتقدم من باب منزله ليفتحه لكنها قاطعته‪ :‬في‬
‫نظر إليه فتجنبت نظراته وقالت‪ :‬أُراهن بأن والدتك لن تُسعد برؤيتي‪..‬‬
‫نظر إليها لفترة ثُم فتح باب المنزل ووضع الكيس الورقي وهو يُنادي إحدى أخوته لكي تأخذ‬
‫الكيس الى المطبخ‪..‬‬
‫يوص ُل الى المقهى القريب فلحقت به بهدوءٍ تام‪..‬‬ ‫أغلق الباب وتقدم من الممر الذي ِ‬
‫دقائق حتى جلسا على الكراسي الداخلية للمقهى وطلبا كوبا قهو ٍة لهما‪..‬‬
‫بدأت هي الحديث تقول‪ :‬هل رجلك على ما يُرام ؟‬
‫هز رأسه بهدوء دون تعليق‪..‬‬
‫سألته ُمجدداً‪ :‬متى سيُمكنك التخلي عن العكاز ؟‬
‫أجابها بهدوء‪ :‬بعد أسبوعين على األقل‪..‬‬
‫وعاد الصمت يسكنهما من جديد ‪ ،‬ال تعرف كيف تُحاوره ‪ ،‬تشعر بأن ُهناك الكثير من الحواجز‬
‫بينهما ُرغم كونهما كانا من أعز األصدقاء‪..‬‬
‫بماذا تبدأ ؟ وماذا تقول ؟‬
‫ُمنذ متى وهي تتردد عندما تتحدث معه ؟‬
‫تشعر بكُل هذا الذنب الكبير يُثقل كاهليها ؟!‬ ‫ُ‬ ‫لما‬
‫ت بالكاد يُسمع‪ :‬آسفه‪..‬‬ ‫همست بصو ٍ‬
‫بتوتر شديد وعيناها‬ ‫ٍ‬ ‫حيث كانت تُمزق المنديل الخاص بالمقهى بيديها‬ ‫ُ‬ ‫رفع عينيه بهدوء إليها‬
‫تتحاشا النظر إليه‪..‬‬
‫ت شعرك ؟‬ ‫بعد فترة صمت سألها‪ :‬لما قصص ِ‬
‫أجابته بهدوء‪ :‬ال أعلم ‪ُ ،‬ربما من أجل التغيير‪..‬‬
‫ت؟‬‫جاكي‪ :‬هل تأذي ِ‬
‫نظرت الى عينيه ولم تفهم مقصد سؤاله فوضح ذلك وهو يقول‪ :‬علمتُ عن أمر إنتشار‬
‫ت من اإلعالم ؟‬ ‫صورك مع أحد ال ُمغنين ‪ ،‬هل تأذي ِ‬
‫دُهشت من معرفته باألمر وبقيت صامته لفترة قبل أن تُجيبه‪ :‬كال ‪ ،‬لقد تولى ال ُمغني األمر‬
‫وتوقفت وسائل اإلعالم عن الحديث عني‪..‬‬
‫هز رأسه بهدوء فتقدمت ال ُمضيفة وأعطتهما كوبا القهوة وغادرت بعدها‪..‬‬
‫رشف القليل من قهوته الساخنة وبعد فترة صمت قال بهدوء‪ :‬الخروج برفقة مشاهير‬
‫واإلهتمام بمظهرك بقص شعرك والسفر ُهنا و ُهناك ‪ ،‬البد من أنه كان ُممتعا ً‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها عنه فهي ال تحتمل نظرات ال ِعتاب من عينيه!‬
‫لطالما كان الشخص ال ُمتفهم من بين أصدقائها ‪ ،‬الطيب واللطيف والذي يُحبه الجميع‪..‬‬
‫تلقي ال ِعتاب منه خاصةً لهو ٌ‬
‫أمر مؤلم‪..‬‬
‫تحدث بهدوء‪ :‬إفعلي ما تشائين وعيشي حياتك كما ترغبين ولكن على األقل إهتمي بأُختك‬
‫صغرى ‪ ..‬ال ذنب لها كي تتأذى بسببك ‪ ..‬أم أنك تُريدين منها أن تُالقي مصير آريستا نفسه ؟‬ ‫ال ُ‬
‫حيث الرغوة الكثيفة لفتر ٍة قبل أن تقول‪ :‬أخبرتني بما حدث ‪ ،‬شُكرا ً‬ ‫ُ‬ ‫نظرت الى سطح قهوتها‬
‫ل ُمساعدتك‪..‬‬
‫صمتت قليالً قبل أن تُكمل بهدوء‪ :‬وآسفه لكوني سببا ً في تأذيك هكذا ‪ ،‬لقد حاولتُ أن أُبعدكم‬
‫عن األمر قدر ال ُمستطاع ولكني فشلت‪..‬‬
‫رفع نظره الى عينيها اللتان تنظران الى كوبها بهدوء لتُكمل كالمها بذات النبره‪ :‬ال أملك ما‬
‫أقوله بخصوص آري ‪ ،‬لطالما أحببتُها وال ِزلتُ كذلك ‪ ،‬لن يُمكنني أن أجد صديقةً مثلها ‪ ،‬لقد‬
‫‪ ....‬أخطأتُ بحقها وتسببتُ بموتها بفضل قراراتي الخاطئه ‪ ،‬ال يُمكنني تصحيح هذا ‪ ....‬مهما‬
‫حاولت لن يُمكنني فآري لن تعود الى الحياة أبدا ً‪..‬‬
‫قالت جملتها اآلخيرة برجف ٍة لم تستطع إخفائها‪..‬‬
‫تُحاول تجاهل التفكير بها وبما حدث لها ولكن ال يُمكنها ذلك‪..‬‬
‫لقد قُتلت ‪ ،‬وبسببها رحلت عن هذه الحياة!‬
‫ذنب شنيع لن يُمكنها التخلص منه طوال حياتها‪..‬‬ ‫إنه ٌ‬
‫النت مالمح جاكي الجامده عندما رأى الدموع في عينيها وهمس لها‪ :‬يكفي ‪ ،‬ألم تقولي لي‬
‫بالمشفى بأنك لم تكوني السبب ؟ حسنا ً إذا ً ال تُحملي نفسك ذنب ذلك يارين‪..‬‬
‫رفعت يديها وغطت وجهها تكتم بُكائها وتُحاول ُمعاودة السيطرة على مشاعرها من جديد‪..‬‬
‫تنهد ونظر إليها بهدوء حتى أبعدت يديها وأخذت كوب القهوة الباردة ترتشف القليل منه‪..‬‬
‫ت بستراسبورغ ؟‬ ‫سألها‪ :‬لما كُن ِ‬
‫رفعت عينيها إليه وأجابته‪ :‬أردتُ الهرب واإلختباء لفتره‪..‬‬
‫ومن َمن ؟‬
‫جاكي‪ :‬لما ؟ ِ‬
‫صمتت لفتر ٍة قالت بعدها‪ :‬والدي تورط مع الرجال الذين كان يعمل لديهم ‪ ،‬إكتشف عنهم بعض‬
‫األمور السيئة وعندما أراد فضحهم ‪ ....‬قتلوه‪..‬‬
‫صمتت قليالً لتُكمل بعدها‪ُ :‬مسبقا ً سرق منهم بعض األدله وأخفاها ‪ ،‬ضنوا بأني أعرف مكانها‬
‫‪ ،‬عندما إستجوبوني عنها كُنتُ خائفه بعض الشيء ‪ ،‬والدي قُتل على يدهم وعصابةً سيئة‬
‫أمر ُمفجع أواجهه ألول مر ٍة بحياتي ‪ ،‬كرهتهم وفي الوقت ذاته خفت من أن‬ ‫أمامي !! إنه ٌ‬
‫يقتلوني أيضا ً لذا كُل ما فعلته هو إخبارهم عن كون األدلة معي وسأذهب بها الى الشرطة إن‬
‫حاولوا إيذائي ‪ ،‬حدثوني ‪ ،‬رشوني بالمال ولكني لم أتراجع ألني أصالً لم أكن أملك شيئا ً‬
‫وكذبتي كانت من أجل أن أنجو من ذاك الموقف السابق الذي كُنتُ ألموت فيه بال شك فهم‬
‫واثقون من كوني أملكه ‪ ..‬لم أكن أضن بأن األمر سيتحول الى األسوأ وسيطال األذى أصدقائي‬
‫أيضا ً‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها عنه ُمجددا ً تنظر الى من حولها ُمكملةً‪ :‬لن يُمكن تخيل مقدار الفزع الذي‬
‫شعرتُ به عندما ظهر في وجهي وأنا برفقة آريستا ‪ُ ،‬هددتُ ألول مرة بأن يتم قتلُها لو لم أُسلم‬
‫لهم األدلة ‪ ،‬إنهرتُ بشدة وصارحتهم بكوني كذبت وبكوني ال أملك أي شيء ولكن ‪ ....‬لم‬
‫يُصدقوني ‪ ،‬وأمام عيني فقدتُها ‪ ،‬ضنوا بأني سأُخبرهم لو تأذت أو أصبحت على مشارف‬
‫الموت ‪ ،‬وحتى عندما سقطت شبه ميته لم يُصدقوا وضنوا بأني عنيدة لدرجة أن أتخلى عن‬
‫أي أحد ُمقابل أال أُسلمهم ما أوصى به والدي لي‪..‬‬
‫عاودت النظر الى عينيه تقول‪ :‬أُقسم لك يا جاكي ‪ ،‬لو كُنتُ أعرف ولو قليالً عن أن األمر‬
‫سيصل الى هذا الحد لما كذبتُ في البدايه عليهم ‪ ..‬صدقني ‪ ....‬أنا‪.....‬‬
‫بلعت ريقها تُحاول إيقاف الرجفة التي بدأت تظهر في صوتها وهي تقول‪ :‬لطالما عِشتُ عيشةً‬
‫طبيعية للغايه ‪ ،‬هذا الجانب الفضيع من البشر لم أتصور قط أنه موجود ! حتى باألفالم التي‬
‫تُظهر هذا النوع من الناس لم نكن نُفكر وال للحضه بأنهم موجودون حولنا ‪ ،‬وبأنا لو قابلنا‬
‫تصرف أحمق!!‬‫ٍ‬ ‫أحدهم فعلينا أن نُفكر ألف مرة قبل أن نتصرف أي‬
‫همست بهدوء تام‪ :‬األفالم تصور الواقع‪ ،‬ولكن األشخاص المرفهين أمثالنا يغترون بنفسهم‬
‫ويقولون "هذا محض فلم" ! أنا ‪ ....‬أصبح الفلم واقعي ‪ ،‬وإغتراري أفقدني أعز أصدقائي‪..‬‬
‫قالتها برجف ٍة تامه مليئ ٍة بمشاعر األلم والندم اللذان لن يُغيريا في الواقع شيئا ً‪..‬‬
‫ت إذا ً ؟‬ ‫نظر جاكي بهدوء الى إنكسارها التام الذي لم يعهده ُمسبقا ً منها ليقول أخيراً‪ :‬لما هرب ِ‬
‫إبتسمت تهمس‪ :‬ولما أبقى ؟ كان األمر ُمفجعا ً ‪ ،‬أردتُ الهروب والبقاء ب ُمفردي ولو قليالً ‪ ،‬أنا‬
‫ت قصير هو شيء لم يُمكنني تحمله‬ ‫حتى حاولت اإلنتحار ففقدان والدي وصديقتي العزيزه بوق ٍ‬
‫فوجئتُ بعدها بكون الشُرطة تشتبه بي ‪ ،‬وبكون كلود الذي أخبرهم عن كوني السبب بموتها‬ ‫‪ِ ،‬‬
‫‪ ،‬كان األمر كثيرا ً علي ‪ ،‬خفتُ من مواجهة األمر ‪ ،‬خفتُ أيضا ً من مواجهتكم ‪ِ ،‬خفتُ من أن‬
‫تتضرروا أيضا ً كما حدث مع آري فتلك ال ُمنظمة ال تزال تُطاردني ‪ ،‬وال تزال واثقةً من كوني‬
‫أملك ذاك الدليل ‪ ،‬األمر كان ُمفجعا ً لفتا ٍة عنيدة مثلي إعتادت العيش ب ُحري ٍة وغرور كأي فتا ٍة‬
‫عادية دخلت العشرين للتو‪..‬‬
‫إبتسمت بهدوء ونظرت إليه تقول‪ :‬ولكن ال بأس ‪ ،‬إستطعتُ تقبُل واقعي البائس وها أنا ذا‬
‫أُحاول التخلص منه والعودة كما السابق‪..‬‬
‫صمتت قليالً ثُم قالت‪ :‬سامحني جاكي ‪ ،‬هربتُ لستراسبورغ ألقطع ِصالتي بكم تماما ً وألُبعد‬
‫ال ُمنظمة عنكم ولكن شائت األقدار أن تتضرر بسببي في النهايه‪..‬‬
‫وأكملت بعدها‪ :‬وشُكرا ً لك على حماية أُختي والتي حتى هي لم يتركوها وشأنها ‪ ،‬ضننتُ بأنها‬
‫في أمان في منزل جدتي وخاصةً أنها لم تعش معي أنا ووالدي لذا لم أتخيل أن يصلوا إليها ‪،‬‬
‫إني حتى ُزرتها ألطلب منها أن تُنكر رؤيتها لي وعالقتها بي وتُخبرهم عن كوننا ُمنفصلين ُمنذ‬
‫الطفوله ‪ ،‬ضننتُ بأنهم سيتوقفون عند هذا الحد فهي طفلة في النهايه ولكن خابت ضنوني‬
‫ونسيت حينها كم هم عصابةٌ قذره قتلوا فتاةً بريئه لذا ال شيء يمنعهم من إيذاء األطفال حتى!‬
‫جاكي بهدوء‪ :‬ما كان عليك تركُها طوال األشهر الماضيه ‪ ،‬على األقل كان عليك اإلطمئنان‬
‫آمن لها بعد موت جدتك‪..‬‬ ‫مكان ٍ‬
‫ٍ‬ ‫عليها وتدبير‬
‫إبتسمت بألم هامسه‪ :‬أعلم ‪ ،‬ولكن حادثة فقداني لذاكرتي أفسدت كُل شيء‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬فقدانك لذاكرتك ؟‬
‫رشفت القليل من كوبها لتقول بعدها‪ :‬خططتُ لشيء حتى أجد مأوى آمن كي أتحضر لخطوتي‬
‫حادث تسبب‬ ‫ٌ‬ ‫القادمة في إستعادة حياتي الطبيعيه ولكن األمور خرجت عن السيطرة نتج عنها‬
‫في فقداني لذاكرتي ‪ ،‬لوال حضوري الى باريس برفق ٍة فتاةً من األُسرة التي إعتنت بي لما‬
‫قابلتُ ذاك الوغد القاتل ولما بدأت كُل تلك األمور السيئة التي ضغطت على ذاكرتي كثيرا ً‬
‫ألستعيدها في نهاية المطاف ‪ ،‬أتسائل ‪ ،‬هل كُنتُ حينها ال أزال في منزل تلك السيدة أتناول‬
‫طعام اإلفطار وأُشاهد التلفاز كالعاده ؟‬
‫جاكي بدهشة‪ :‬إذا ً حادثة ذاك ال ُمغني ؟‬
‫اجابته‪ :‬كان إبنُ السيدة التي إعتنت بي ‪ ،‬ليلتُها حضرتُ لحفل ٍة وهو أعادني بنفسه الى المنزل‬
‫‪ ،‬صدقني لم أكم ألعب ‪ ،‬لم أكن حتى أعرف من أكون وما هي األمور العالقة بسببي ‪ ،‬ليتني‬
‫لربما تغير الوضع قليالً ولم تكن لتُصاب بسببي‪..‬‬ ‫ت أبكر ُ‬‫إستعدتُ ذاكرتي بوق ٍ‬
‫بقيا صامتين لفتر ٍة قبل أن يسألها‪ :‬لما فجأه قررتي أن تُخبريني بكُل هذا ؟ لم تفعليها في ليلة‬
‫بإلحاح شديد ‪ ،‬لما اآلن بعد كُل تلك الشهور ؟‬ ‫ٍ‬ ‫موت آريستا عندما سألتُك عن األمر‬
‫األمر سرا ً بيننا ؟‬
‫ُ‬ ‫إبتسمت بهدوء قائله‪ :‬هل سيبقى‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬ماذا ُهناك يارين ؟‬
‫رفعت نظرها الى الفراغ بشرود وهي تقول‪ :‬قررتُ هذا أخيرا ً ‪ ،‬قرارا ً قد يبدو أنانيا ً‪..‬‬
‫سخريه تُكمل‪ :‬عجبا ً ‪ ،‬أشتم صفاتي السيئة التي اوصلتني لهذا الحال وها أنا‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫أستعملُها ُمجددا ً‪..‬‬
‫بدأ جاكي يشعر ببعض الضغط وهو يقول‪ :‬ماذا ُهناك بالضبط يارين ؟‬
‫ظر الى عينيه قبل أن تقول‪ :‬أردتُ اإلعتذار منكما أنتَ وكلود ‪ ،‬أمنتُ لنينا حياةً‬ ‫لفت بنظرها تن ُ‬
‫أشعر‬
‫ُ‬ ‫جيده جدا ً ‪ ،‬كُنتُ ُمحتارةً في األيام القليلة التي تلت إستعادتي لذاكرتي ولكني اآلن‬
‫بالراحة عندما إتخذتُ قراري األخير وهو المضيء قِدما ً واإلنتقام لموت والدي وآريستا ‪ ،‬أعلم‬
‫مقدار خطورة األمر لذا جهزتُ نفسي وهيأتُها جيدا ً ألسوأ الضروف فكما قيل "إن أردتَ‬
‫وقبر لعدوك" ‪ ،‬لهذا أحاول إنهاء جميع األمور العالقة ‪ ،‬فلو‬ ‫ٌ‬ ‫قبر لك‬
‫اإلنتقام فإحفر قبران ‪ٌ ،‬‬
‫ندم يجتا ُحني حينها‪..‬‬‫حدث و ُمتُ في سبيل اإلنتقام ال أُريد أي ٍ‬
‫إتسعت عيناه بصدم ٍة يقول‪ :‬تمزحين ؟!‬
‫رين‪ :‬لستُ كذلك ‪ ،‬إنه قرار سهرتُ طوال ليلة األمس أُفكر به ‪ ،‬لن يُمكنني إكمال حياتي وكأن‬
‫شيئا ً لم يكن‪..‬‬
‫ت بالكاد بدا هادئاً‪ :‬عندما مات والدكُ ألم تقولي لنفسك ولو‬ ‫تقدم بجسده الى األمام يقول بصو ٍ‬
‫لمرة هذا ؟ ألم تقولي "لما والدي قرر قرارا ً أنانيا ً ليكشف فساد المؤسسة التي يعمل لديها ؟"‬
‫؟؟ ألم تتمني لو أنه تجاهل ما رآه من أجل أن يُكمل حياته معك ؟ ألم تُفكري بهذا ولو لمره ؟‬
‫أجيبيني يارين ؟!!!‬
‫أشاحت بنظرها عنه دون جواب ‪ ،‬هذا واضح!‬
‫لطالما تمنت هذا ‪ ،‬ولطالما بعد موته ذهبت الى قبره تصرخ فيه وتنعته باألناني‪..‬‬
‫شد على أسنانه وقال بحده‪ :‬إذا ً لما تفعلين نفس الشيء يارين ؟!!! لما تقترفين نفس الخطأ !‬
‫ت به من مشاعر ؟!!! أن تبكي كُل ليلة وتصفك باألنانية التي‬ ‫هل تُريدين لنينا أن تمر بما مرر ِ‬
‫فكرت بنفسها ولم تُفكر بها ولو قليالً ؟!! رين هذا قرار غبي أناني جدا ً!‬
‫إعتصر قلبُها ألما من ذِكره لنينا فنظرت الى عينيه ُمباشرةً تقول بألم‪ :‬إن لم أفعل فكيف لي أن‬
‫أُطفئ نار الغضب والندم بصدري ؟ إني أحترق من الداخل وال أحد منكم يُمكنه أن يتخيل مدى‬
‫أعرف نفسي جيدا ً وأعرف عن كوني ال يُمكنني‬ ‫ُ‬ ‫األلم الذي يجتا ُحني كًل دقيق ٍة وكُل ثانيه !!!‬
‫إكمال حياتي وكأن شيئا ً لم يكن ! أُكملها وذكرى والدي وآري يُنغصان مضجعي كُل ليله !! ال‬
‫تصفني باألنانية وأنت الذي لم تُجرب ما ممرتُ به على اإلطالق‪..‬‬
‫شد على أسنانه بغضب وهو يرى نظرات اإلصرار واأللم في عينيها‪..‬‬
‫يعرف هذه النظرات ‪ ،‬هي لن تتراجع‪..‬‬
‫إختفى نظره الغضب تدريجيا ً من عينيه وقال ببرود‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إذا ً أنا لن اُسامحك مطلقا ً‪..‬‬
‫إتسعت عيناها من الدهشة فوقف ووضع المال على الطاولة وهو يُكمل‪ :‬إذهبي وإرمي نفسك‬
‫الى الموت ولكن صدقيني أنا لن أغفر لك تصرفاتك الماضيه ‪ ...‬وتصرفاتك اآلتيه‪..‬‬
‫ومن ثُم غادر تحت صدمتها من كالمه‪..‬‬
‫ي اآلن وليس أنا!!‬ ‫ثواني حتى قطبت حاجبيها هامسه لنفسها‪ :‬هو األنان ُّ‬
‫ووقفت تخرج من المقهى كي تلحق به ولكنها توقفت فور ما إن رأته يقف وأمامه شابا ً أشقر‬
‫الشعر بمثل عُمره‪..‬‬
‫إنه كلود!‬
‫تجمدت أطرافها ولم تدري هل تذهب أو تُواجهه اآلن فكلود على عكس جاكي تماما ً!‬
‫لم يكن بإمكانها أن تُفكر أكثر حالما رفع كلود عينيه لتتالقى مع عينيها و ُهنا عرفت أنه ال مفر‬
‫من مواجهته‪..‬‬
‫كانت تتمنى أن تطلب من جاكي أن يشرح له كُل األمر أفضل!‪..‬‬
‫ي كلود وحل محلها الصدمة وهو يقول‪ :‬رين ؟؟!‬ ‫ثوان حتى إختفت اإلبتسامة من على شفت ّ‬ ‫ٍ‬
‫عاود النظر بسرعه الى جاكي فلقد خرج من الباب أيضا ً قبل قليل وقال له‪ :‬ماذا يحدث ؟!! هي‬
‫رين صحيم ؟!! وكُنتَ تُقابلها ُمنذ زمن ؟‬
‫تنهد جاكي وقال له بهدوء‪ :‬رأيتُها قبل قليل ألول مره‪..‬‬
‫بقيت الدهشة في عيني كلود لفتر ٍة قبل أن يضغط على أسنانه ويتجاوز جاكي ُمتجها ُ إليها‪..‬‬
‫ت أن تُظهري وجهك أمامنا‬ ‫ت حاد‪ :‬هل تجرؤين بعد كُل ما فعل ِ‬ ‫توقف أمامها ُمباشرةً يقول بصو ٍ‬
‫؟!!!‬
‫فشخص مثله لن تتعامل معه كما تتعامل مع جاكي ‪ ،‬فهو ال يُفضل التفاهم على‬ ‫ٌ‬ ‫تنهدت‬
‫اإلطالق!‪..‬‬
‫نظرت إليه بهدوءٍ تقول‪ :‬هل هذا ممنوع ؟ أال يُمكنني ُمقابلة أصدقائي عندما أُريد ؟! إن لم‬
‫تكن تُريد أن أظهر أمامك فتحدث عن نفسك فقط‪..‬‬
‫ُجن ُجنونه من كالمها!‬
‫ال تزال فتاةً وقحةً كما عرفها دائما ً!‬
‫نظرت الى قبضة يده عندما شد عليها بغضب فعقدت حاجبها ونظرت الى عينيه تقول‪ :‬تحكم‬
‫صراخ على فتا ٍة في الشارع أمام جميع هذه األعيُن أشبه برمي نفسك‬ ‫بغضبك ‪ ،‬فضرب أو ال ُ‬
‫من على قمة جبل ‪ ،‬في ِكال الحالتين ستموت‪..‬‬
‫بالكاد سيطر على أعصابه من كالمها هذا الذي زاد من غضبه ليس إال‪..‬‬
‫إنها بارده وهذا يستفزه‪..‬‬
‫إبتسمت بعدها وهي ترى ُمحاوالته ال ُمستميتة بالتحكم بأعصابه وقالت‪ :‬ال تزال كما عهدتُك ‪،‬‬
‫إشتقتُ لرؤيتك هكذا‪..‬‬
‫ُجن جنونه ومد يده يسحبها من معصمها بعيدا ً عن أعين الناس حتى يستطيع أن يُجادلها‬
‫ويصرخ في وجهها!!‬
‫في حين تنهد جاكي وهو يرى رين تُعاود التصرف كما إعتادت بالسابق ‪ ،‬تحرك ولحق بهما‪..‬‬
‫توقف كلود حال دخولهما الى داخل الحي وبعيدا ً عن أنظار الناس وحالما كاد يصرخ في‬
‫وجهها سبقته تقول‪ :‬آسفه‪..‬‬
‫عقد حاجبه للحضه فأكملت‪ :‬أفهم كم أنت غاضب ‪ ،‬لكني حقا ً آسفه‪..‬‬
‫إحتد صوتها تقول بشيء من اإلنفعال‪ :‬كان األمر ُمخيفا ً لي فال تقم بلومي هكذا !! أعرف بأني‬
‫لي جانبا ً من الخطأ ولكنه ليس ُمتعمدا ً صدقني ‪ ،‬ال اُريد منك أن تكرهني لهذا السبب‪..‬‬
‫صمتت للحضه وأكملت بعدها بهدوء‪ :‬فقدتُ آريستا ‪ ،‬فقدتُ أحد أعز أصدقائي ‪ ،‬ال أُريد فقدان‬
‫صديق آخر ‪ ،‬ال أُريد أن تكرهني يا كلود‪..‬‬‫ٍ‬
‫ت من قتلها يارين وهربتي !! أيا ً كانت ال ُمشكلة التي‬ ‫شد على اسنانه بغضب يقول‪ :‬لكنك أن ِ‬
‫ت فيها لم يكن عليك أن تُقحميها فيها وتتسببين بقتلها !! إنك حتى هربتي !! لن يقعل هذا‬ ‫أن ِ‬
‫سوى ال ُمذنبون وحدهم!!!‬
‫أجابته بإنفعال‪ :‬كان األمر ُمخيفا ً لي !! لم أكن أنوي الهروب لألبد ‪ ،‬كُنتُ سأُخبركم بكُل شيء‬
‫حادث أفقدني ذاكرتي ‪ ،‬لم أقصد أن أترككم دون أي‬ ‫ٌ‬ ‫ولو عن إتصال على األقل ولكن حدث لي‬
‫تفسير ‪ ،‬صدقني ياكلود!!‬
‫كلود بإستنكار‪ :‬حدث لك حادث أفقدك ذاكرتك ؟ هل هذه طريقةٌ جديده في الدفاع عن نفسك ؟!‬
‫رين‪ :‬أُقسم لك بأن هذا ما حدث!‬
‫كلود بحده‪ :‬لستُ غبيا ً يا رين ‪ُ ،‬منذ متى برأيُك نعرف بعضنا ؟ أعرف أالعيبك جيدا ً!!‬
‫شدت على أسنانها ورفعت صوتها تقول بحده‪ :‬وهل أخافُك لكي أُبرر لك وأستخدم مثل هذه‬
‫األالعيب !! يُمكنني مواجهتك وإخبارك بالحقيقة فال سبب يمنعني ! لذا ال يحق لك تكذيبي ما‬
‫دُمتَ تعرفني حق المعرفه!!‬
‫شد على أسنانه وضاقت عيناه لفتر ٍة قبل أن يقول‪ُ :‬ربما خوفك من الذنب يجعلك تكذبين!‬
‫رين‪ :‬لقد إعترفتُ بذنبي قبل قليل وقُلتُ بأني سببا ً في موتها ولكنه ليس بالسبب ال ُمتعمد!!‬
‫عضت على شفتيها تُكمل‪ :‬لذا أرجوك ! يكفيني لوم نفسي‪..‬‬
‫أشاح بوجهه عنها وإلتفت ُمبتعدا ً لخطوتين يُحاول السيطرة على أعصابه‪..‬‬
‫إنها تُزعجه وتُغضبه كثيرا ً!!‬
‫بداخله شعوران ُمتضادان يتصارعان!!!‬
‫أحدهما يراها كفتا ٍة أنانيه قتلت حبيبته بسبب ِعنادها واآلخر يراها كرين صديقته ‪ ،‬بل أحد‬
‫أعز أصدقائه التي رافقته لبضع سنوات!‬
‫تارةً يرغب باإلنتقام منها لكونها حرمته من اإلنسانة التي أحبها لعدة سنوات وتارةً يرغب‬
‫ب ُمساعدتها وبتخفيف األلم الذي يجعلها تشعر بِكُل هذا الذنب لدرجة اإلعتذار‪..‬‬

‫ثوان ليلتفت بعدها إليها ُمجددا ً يقول‪ :‬إذا ً لما ؟!!! لما ماتت آريستا ؟!! لما كان عليها أن‬
‫ٍ‬
‫تموت ؟! لما لم تمنعي هذا ؟!! لما كُل شيء بسببك ؟!!!‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬ال فِكرة لدي ! فقط تورط والدي ببضعه أمور ودفعتُ أنا ثمنها ‪ ،‬دفعتُ‬
‫ثمن عدم تقديري لألمور ولخطورتها ! ُرغم أن والدي قُتل على أيديهم ولكني لم أعي مقدار‬
‫وحشيتهم ! عندما أخبرت آريستا بما حدث طلبت مني البقاء معها لعدة أيام كي يُشفى قلبي‬
‫المجروح من حادثة قتله ‪ ،‬ال أعرف لما إنقلبت األمور ووصلوا إلي ‪ ،‬لم أعرف أنهم‬
‫ُمتوحشون لدرجة قتلهم لنفس بريئه !! صدقني بكيت ورجوتهم أن يتركوها وشأنها ويقتلوني‬
‫أنا ولكن األمر كان دافعا ً ليس إال لذلك الوغد كي يقتُلها أمامي!!‬
‫شدت على أسنانها وأكملت بحد ٍة أكبر‪ :‬حتى إنه فعلها ُمجددا ً وكاد يقتل لوكا أمامي !!!!‬
‫شخص فاق الحيوانات بشراسته وبوحشيته ! عندما أُقابل مجنونا ً ُمغتاالً هوايته قتل الناس أيا ً‬ ‫ٌ‬
‫كانوا فكيف يُمكنني أنا التي لم تكن تعرف شيئا ً عن هذا العالم ال ُمظلم أن أتصدى له ؟!!!‬
‫مشهد موتها يتكرر برأسي كثيرا ً ويُمرضني من الداخل بشده !!! أرجوك كلود هذا يكفيني‬
‫صدقني هذا يكفي!!!!‬
‫بعدها أشاحت بوجهها عنه بعيدا ً تُهدأ نفسها التي إنفعلت بشدة وظهر الكُره واأللم بوجهها‬
‫وصوتها‪..‬‬
‫بعد كُل هذا كيف لها أال تنتقم ؟!!!‬
‫كيف لها أال تُعرض حياتها للخطر من أجل اإلنتقام ؟!!!‬
‫ت ُمرتجف من الغضب‪ :‬بعد كُل هذا كيف لك أن تطلب مني أن أدع القاتل يستمر‬ ‫همست بصو ٍ‬
‫بالحياة وكأن شيئا ً لم يكن ؟!‬
‫إلتفتت الى حيث كان يقف جاكي بعيدا ً عنهما وأكملت‪ :‬كيف يمكنك أن تكون أنانيا ً وتطلب مني‬
‫هذا ؟!!‬
‫نظر إليها جاكي بهدوء ولم يجد ما يقوله لفتا ٍة سيطر الكُره والغضب عليها ولم تعد تعرف‬
‫كيف تُهدئه سوى بسلوك هذا الطريق الخطير الذي ال عودة منه‪..‬‬
‫عرف اآلن بأنه مهما قال ومهما فعل فلن تتراجع‪..‬‬
‫نبرة صوتها كان وكأن نارا ً بداخلها تشتعل وتخرج حرارتها بكلماتها!‬
‫إنتظرت منه أي تعليق فلم يقل شيئا ً‪..‬‬
‫نقلت نظرها بينهما قبل أن تقول‪ :‬تمنيت أن أذهب وأنا ُمرتاحة البال بشأنكما ولكنكما أنانيان‬
‫بما فيه الكفاية لتستمرا بتأنيبي وب ُمصادرة قراراتي!!‬
‫شدت على أسنانها وهمست‪ :‬أكرهكما‪..‬‬
‫وبعدها غادرت من عندهما فال أحد يحاول فهمها!‬
‫أحدهم متألم لموت آريستا ويستمر بإلقاء غضبه عليها واآلخر بكُل بساط ٍة يطلب منها أن‬
‫تعيش تاركةً اإلنتقام خلف ظهرها!‬
‫كسرها ذاك الدارسي كثيرا ً !! جعلها مكسورةً من الداخل والخارج فكيف تسمح له أن يستمر‬
‫بذلك ؟‬
‫ليست ممن يتم كسرهم وتتنازل!‬
‫ال يهمها الموت ما دام هذا في سبيل أن يرقدا والدها وصديقتها بسالم‪..‬‬
‫وفي سبيل ان تنعم بالراحة طوال حياتها‪..‬‬
‫ربما قراراها ُمتهورا ً ولكنها ستفعل ال ُمستحيل لكي تخرج منها سالمه‪..‬‬
‫ألنها ال تُريد حياةً مليئة بالذُل والخوف من قاتل مثله‪..‬‬
‫ال تُريد هذه الحياة ُمطلقا ً!‬

‫***‬
‫‪8:23 pm‬‬

‫أوقف ريكس سيارته ونزل منها‪..‬‬


‫أخذ نفسا ً عميقا ً ونظر الى المنزل لفتره قبل أن يدخل إليه وهو ليس ُمطمئن على اإلطالق‪..‬‬
‫يوم واحد من تصريح كارمن له بأنها إكتشفت‬ ‫أن يستدعيه البروفيسور هكذا فجأه ؟ وبعد ٍ‬
‫كونه خائنا ً ؟!! بالتأكيد لن يكون ُمطمئن‪..‬‬
‫ال يُريد أن يُكشف اآلن ! إنه وقتٌ حساس للغايه!‬
‫سأل أول رج ٌل قابله ودلّه على الغُرفة التي يجلس فيها البروفيسور اآلن‪..‬‬
‫بعد دقائق طرق الباب ودخل ليجد البروفيسور يجلس بهدوء تام على كُرسي من الجلد األزرق‬
‫ب من القهوة السوداء‪..‬‬ ‫وأمامه صحنُ شوكوال بلجيكيه بجانب كو ٍ‬
‫تقدم منه وجلس على كُرسي يُقابله فبادره البروفيسور قائالً‪ :‬أهالً ريكس ‪ ،‬مر وقتٌ طويل لم‬
‫أرك فيه‪..‬‬
‫نبرة صوته كانت غريبه ال توحي بشيء وهذا زاد من قلق ريكس‪..‬‬
‫أجابه بهدوء‪ :‬أهالً ‪ ،‬لما أستدعيتني ؟‬
‫سأل ُمباشرةً ‪ ،‬هو يُريد معرفة السبب ليرتاح!‬
‫إبتسم البروفيسور إبتسامةً غريبة قبل أن يقول‪ :‬أتذكُر كيف دخلت الى ال ُمنظمة قبل عدة‬
‫سنوات ؟‬
‫ريكس‪ :‬أذكر‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬ما كان هدفك حينها ؟‬
‫ريكس‪ :‬جني الكثير من المال ‪ ،‬كُنتُ مبتدأ في شركتي وأردتُ الوصول الى القمة بسرعه‪..‬‬
‫البروفيسور‪ :‬ووصلتها بسرعة بالفعل ‪ ،‬وماذا حدث بعدها ؟‬
‫عقد ريكس حاجبه يقول‪ :‬لم أفهم‪..‬‬
‫إبتسم البروفيسور وأشار بعينيه الى صحن الشوكوال يقول‪ :‬أتُريد واحده ؟‬
‫أخذ ريكس واحدةً ُمجامله ووضعها على الطاولة أمامه فتحدث البروفيسور يقول‪ :‬في اآلونة‬
‫األخيره شركتُك ال تتقدم على اإلطالق ‪ ،‬إنها ال تزال في موضعها ُمنذ نصف سن ٍة تقريبا ً ‪ ،‬حتى‬
‫عقود الصفقات لم توقع سوى لمرتين أو ثالثه ‪ ،‬هل ُهناك ما يشغل تفكيرك هذه األيام ؟‬
‫بماذا يُجيبه ؟‬
‫شركته مليئة بال ُمخالفات لهذا هو ال يفعل أي شيء ضخم كتوقيع العقود بالوقت الراهن حتى ال‬
‫يجلب األنظار فالوقت ليس ُمناسبا ً بعد‪..‬‬
‫تحدث هذه األيام لهذا إنشغلتُ عنها‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫أجابه‪ :‬مشا ِك ُل عائلية‬
‫نظر إليه البروفيسور لفترة ثُم قال‪ :‬مشاكل عائليةٌ إذا ً ؟‬
‫عقد ريكس حاجبه من نبرته وهذه ويتمنى لو يتحدث البروفيسور ويقول ما عنده ُمباشرةً!!‬
‫أخذ البروفيسور كوب قهوته ورشف القليل منها ببُطءٍ شديد قبل أن يسأل‪ :‬ما أخبار رين ؟‬
‫ضاقت عينا ريكس لوهلة قبل أن ينظر الى البروفيسور يُحاول أن يفهم هدفه من السؤال‪..‬‬
‫هل عرف ؟ بالتأكيد جوي أخبره!!‬
‫لم يعرف بماذا يُجيبه فإبتسم البروفيسور قليالً ثُم قال‪ :‬لم تكُن لتدخل ال ُمنظمة مالم أُسهل لك‬
‫الرغم بأن هوية وإسم والدتك الحقيقي غير موجود بسجالتك إال أني عرفتُ‬ ‫أنا ذلك ‪ ،‬على ُ‬
‫كونك إبن أكبر خائن ٍة في تاريخ ُمنظمتنا ‪ ،‬لم أُعاملك كخائن ألني على إعتقاد بأن كُل شخص‬
‫وله حياته الخاصة التي يجب أن نحكم عليه على أساسها ! راقبتُك طوال الفترة التي مضت ‪،‬‬
‫تعرف عنها ‪ُ ،‬كنتُ‬
‫ُ‬ ‫إني حتى جعلتُ دارسي يُنهي جميع مشاكلك التي تعرف عنها والتي ال‬
‫ُمتفائالً بشخصيتك وبالدم الذي يجري في عروقك ‪ ،‬أرى فيك ُمستقبل شخص قوي وذكي ذو‬
‫خطط وأساليب تُفيد ال ُمنظمه ‪ ....‬هل تُراني أخطأت ؟‬
‫سأل سؤاله األخير بهدوء وهو ينظر الى عيني ريكس ُمباشرةً فبقي ريكس صامتا ً لفترة قبل‬
‫أن يقول بهدوء‪ :‬أشكُر لك ثقتك الكبيرة ومديحك هذا ‪ ،‬ال أضُنك أخطأت ولكن شابا ً مثلي البد‬
‫أن ينحرف عن الطريق التي أرادها عندما يكتشف كون والدتُه قُتلت على يد عض ٍو ُهنا ‪ ،‬ال‬
‫أزال عضوا ً ُهنا ولكني بال ُمقابل ال يُمكنني منع رغبة اإلنتقام التي تنامت بصدري‪..‬‬
‫حاول قدر ال ُمستطاع أن يُجيب جوابا ً ال يوقعه في المشاكل‪..‬‬
‫للتو عرف عن ُهوية قاتل والدته أخيرا ً ‪ ..‬يُريد اإلنتقام منه قبل أن تنقلب كامل ال ُمنظمة عليه‬
‫‪..‬‬
‫الخائن مصيره الموت لذا سيسعى أال تُكشف خيانته وهدفه األساسي من دخوله بينهم قبل أن‬
‫يُنهي كُل أموره العالقه!‬
‫نظر البروفيسور إليه بهدوء قبل أن يقول‪ :‬من ال ُمشين أن تضُن نفسك قادرا ً على خداعي يا‬
‫ريكس‪..‬‬
‫ظهر األسف في صوته وهو يُكمل‪ :‬لقد أحببتُك ‪ ،‬ولكن خيانتُك ال تُغتفر‪..‬‬
‫إبتسم ريكس يقول‪ :‬إن سيطرت مشاعر إنتقام على قلبي هل يُعتبر هذا خيانةً في حقك ؟‬
‫البروفيسور‪ :‬بل إستغفالك لي و ُمحاولة الكذب علي هو خيانةً بحقي فكيف بكونك تقف في وجه‬
‫أوامري أيضا ً ؟‬
‫إختفت إبتسامة ريكس الساخره ونظر إليه دون تعليق فتحدث البروفيسور ُمكمالً‪ :‬لما تُساعد‬
‫رين وأنت الذي تعرف كم عانت ال ُمنظمة في آخر شهرين من ُمحاولة التخلص منها ومن‬
‫الدليل الذي معها ؟‬
‫ت تمتلكُها‬ ‫ت طويله‪ :‬أخطأتُ حينها فلقد أغرتني ببعض معلوما ٍ‬ ‫أجابه ريكس بعد فتر ِة صم ٍ‬
‫بخصوص قاتل والدتي‪..‬‬
‫نظر البروفيسور إليه لفترة ثُم قال‪ :‬وكيف يُمكنني تصديق هذه الكذبه ؟‬
‫لم يُعلق ريكس على سؤاله فوقف البروفيسور وتقدم من أحد النوافذ العاكسه يقول‪ :‬رين تلك‬
‫خسرت جميع ُحلفائها ‪ ،‬حتى ريكارد الذي كان بجانبها طوال األشهر الماضيه ‪ ،‬واآلن كما‬
‫أخبرني دارسي فلقد لجأت الى ثيو الذي لطالما كانت ترفض جميع إستجواباته ‪ ،‬يُمكنك رؤية‬
‫كم هي يائسه لدرجة إلتجائها لشخص من الشُرطه‪..‬‬
‫صمت قليالً ثُم قال‪ :‬تُخفي شخصا ً ما أنا أُريده بشده‪..‬‬
‫ي ريكس ُمباشرةً يقول‪ :‬أُقتُلها وأحضر لي هذا الشخص وإال ستُقتل أنت!‬ ‫إلتفت ونظر الى عين ّ‬
‫قرارك ؟‬
‫ُ‬ ‫إتسعت عينا ريكس بصدم ٍة من كالمه فقال البروفيسور ببرود‪ :‬ماهو‬
‫بقي ريكس صامتا ً لفترة وهو بين خيارين أحال ُهما ُمر!‬
‫ولكن ‪ .....‬هدفه له األولوية القُصوى‪..‬‬
‫أجابه بهدوء‪ :‬كما تُريد‪..‬‬
‫إبتسم البروفيسور وقال‪ :‬أتمنى أن أسمع نتائج إيجابية قبل إنتهاء هذا األسبوع ‪ ،‬ال ُمهمه‬
‫ستكون سهلةً بما أنك أنقذتها لمره ‪ ،‬فلينتهي كُل شيء سريعا ً وكُن حذرا ً من ثيو ‪ ..‬يُمكنك‬
‫الذهاب‪..‬‬
‫نظر إليه ريكس لفتره ثُم وقف وغادر‪..‬‬
‫ما إن أغلق الباب حتى قال البروفيسور بهدوء‪ :‬لستُ أحمقا ً ياريكس ‪ ،‬أنتَ خائنٌ حتى النُخاع‬
‫واألدلة كثيره ‪ ،‬أنا فقط أُعطيك فُرصةً للعودة الى الطريق الصحيحه ‪ ،‬فُرصةً لم أُعطها قط ألي‬
‫أح ٍد قبلك لذا إغتنمها جيدا ً فأنا ال أُحبذ رؤيتك مقتوالً كوالدتك!‪..‬‬

‫***‬

‫‪9:39 pm‬‬

‫لقد أزعجها للغايه‪..‬‬


‫ذهبت الى فيلتها ولم تجده ُهناك ‪ ،‬إتصلت عليه لتجد إما ُمغلقا ً هاتفه أو يرن دون أي رد‪..‬‬
‫تعرف تصرفاته هذه جيدا ً!‬
‫يفعلها عندما يُقدم على خطأ ويتهرب منه ضنا ً بأن الرقت كفيل بتخفيف حدة الغضب التي‬
‫سيتلقاها!‪..‬‬
‫تنهدت وحدثت الخادمه تطلُب منها أن تُجهز لها كوبا ً من الشاي األسود وتُرسله الى مكتبها‬
‫قبل أن تسألها عن آليكسندر لتُجيبها بأنه كان ُهنا عصر اليوم وغادر قبل ساعتين تقريبا ً‪..‬‬
‫لك تُفاتح فيه أبنائها بخصوص كذبة إيدن‬ ‫إتجهت الى مكتبها تُفكر بكالمه عندما أعطاها يومان ِ‬
‫هذه‪..‬‬
‫لن تفعل وسترى ماذا سيفعل عندها ‪ ،‬لن توافق على هذا الطالق مهما حدث!‬
‫عقدت حاجبها عندما رأت باب المكتب مفتوح تقريبا ً فدخلت ضنا ً منها أن الخادمة تُنظفه ولكن‬
‫عيناها إتسعت على ِوسعها وهي ترى الملفات ُمبعثرةٌ على مكتبها!!‬
‫طع‬‫تقدمت الى المكتب ونظرت حوله لترى ُجزءا ً آخر من الملفات في سلة ال ُمهمالت وقد قُ ّ‬
‫لعدة أجزاء‪..‬‬
‫سحبت أحد القطع تنظر الى صورة آلبرت برفقة موظفته و ُهنا أيقنت بأن الفاعل هو آلبرت ال‬
‫محاله!!‬
‫ذلك الوغد !!! لم يكن ُهدوءه من فراغ!‬
‫سحقا ً له!‬‫ُ‬
‫عقدت حاجبها وسحبت قطعة ورق ٍة أُخرى لتتسع عيناها من الصدمة وهي تراهُ ُجزءا ً من ملف‬
‫مشروعها الضخم الذي تنوي البدء فيه بال ُمستقبل!!‬
‫ُجن جنونها من شدة الغضب وقالت بحده‪ :‬أيُها الحقير!!!‬
‫تقدمت الى الخارج وهي تنوي الذهاب إليه ولكن ُخطواتها تباطئت وإلتفتت بصدم ٍة عارمه الى‬
‫التُحفة الذهبيه لتتسع عيناها وهي ترى أحد زعانف الحورية مفقود!!‬
‫هذا ‪ .....‬ال يُمكن!‬
‫ال يُمكن أن يكون وصل الى هذا الحد!!!!‬
‫حيث فاز ٍة عمالقةً ُهناك‪..‬‬
‫ُ‬ ‫إلتفتت سريعا ً الى جهة زاوية المكتب‬
‫دفتها قليالً ليتضح فُتح ٍة صغير ٍة باألرض ‪ ،‬مررت أصابعها عليه لتلتصق بعض األتربة عليه‬
‫فتنهدت بإطمئنان فهو لم يصل الى هذا الحد‪..‬‬
‫ثوان حتى عقدت حاجبها ووقفت بهدوء هامسه‪ :‬ال تقولوا لي بأنه لهذا السبب ترك األوراق‬ ‫ٍ‬
‫ٌ‬
‫ُمبعثرة على المكتب ؟‬
‫تقدمت من الباب وألقت نظرةً الى الخارج ولكن لم يكُن ُهناك أي شخص ِ‬
‫بالجوار‪..‬‬
‫إلتفتت ونقلت نظرها في أرجاء الغُرفة حتى ضاقت عينيها للحضه وتقدمت من مكتبة الكُتب‬
‫لتجد في زارية المكتب الداخليه كاميرا تسجيل ُمثبت ٍة بشك ٍل جيد ولكنه واضح بعض الشيء‪..‬‬
‫أخرجت قُرص الذاكرة منه وكسرته هامسه‪ُ :‬خدعةٌ ساذجة يا آلبرت ‪ ،‬حسن ُمستواك باللعب‬
‫قليالً!‬
‫بعدها تقدمت ببرود وأشعلت شمعةً فواحةً بمكتبها ورمت فُتات قُرص الذاكرة فيه لتختلط‬
‫رائحة الالفندر برائحة بالستيك ُمزعج ٍة وقذره!‪..‬‬
‫رفعت عينيها بهدوء الى الباب هامسه‪ :‬حسنا ً آلبرت ‪ ،‬أنت من بدأ باللعب بالنار لذا تح ّمل‬
‫حرارتها!‬
‫قالت ُجملتها بكُل هدوء وصلت الى مسامع وأنظار آلبرت وهو يُراقبها بإبتسام ٍة هادئ ٍة من‬
‫كاميرا أُخرى ُمثبتةً بعنايه بزاوية المكتب!‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 65‬‬

‫"أعظم إنجاز يمكنك تحقيقه هو أن تصبح نفسك في عالم يحاول بإستمرار أن يجعلك شيئا ً‬
‫آخر"‪.‬‬
‫‪ -‬رالف إيمرسون ‪-‬‬

‫ُ‬
‫حيث كان بابها مفتوحا ً على ِمصراعيه فرأته يجلس على أريك ٍة ُمنفرد ٍة ينظر‬ ‫دخلت الى ُ‬
‫غرفته‬
‫بتركيز شديد‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫الى هاتفه‬
‫تقدمت منه والحظت كرتونا كاميرا على الطاولة التي بجانبه أحدهما من نوع التسجيل واآلخر‬
‫يبث ُمباشرةً!‬
‫ُ‬
‫سألته‪ :‬لما إثنتين ؟‬
‫عقد حاجبه ورفع رأسه ليقول‪ :‬إستيال ؟ لم أشعُر بك‪..‬‬
‫مكان ما ؟‬
‫ٍ‬ ‫نظر الى المعطف الذي ترتديه وسأل‪ :‬ذاهبةً الى‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬زيارة فرانس ‪ ،‬لم تُجبني عن سؤالي ‪ ،‬أوليست كاميرا واحده كافيه‬
‫للتجسس على جينيفر ؟‬
‫هز رأسه بالنفي يقول‪ :‬ماذا لو شعرت بالخطر عند فقدانها لل ُمفتاح وخبأت مافي ِخزانتها‬
‫بمكان واضح لتضُنها الوحيدة وتشعر باإلطمئنان‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫بمكان آخر ؟ وضعتُ واحده‬
‫ٍ‬
‫هزت رأسها ُمتفهمه وقالت‪ :‬وهل حدث شيء جيد ؟‬
‫أنتظرها تُغادر‪..‬‬
‫ُ‬ ‫إبتسم بهدوء هامسا ً وهو يراها تُقلب بالملفات التي على المكتب‪ :‬أجل ‪ ،‬فقط‬
‫إبتسمت قائله‪ :‬هل أفعلُها ألجلك ؟‬
‫نظر إليها فإلتفتت وقالت‪ :‬عليك اإلعتماد علي في هذه األمور‪..‬‬
‫ونزلت بعدها الى األسفل وتوجهت ُمباشرةً الى مكتب جينيفر‪..‬‬
‫وقفت عند الباب قائله‪ :‬أين عمي ؟!!‬
‫رفعت جينيفر رأسها و ُدهشت من وجود إستيال فهي لم ترها ُمنذ فتره‪..‬‬
‫سخريه قائله‪ :‬غريب هذا ‪ُ ،‬رغم‬ ‫تجاهلتها وهي تضع الملفات في الدُرج فإبتسمت إستيال ب ُ‬
‫كونك تتباهين بإعتنائك لفرانس إال أنك لم تزوريه وال لمر ٍة ِخالل األيام الماضيه ! هل يعرف‬
‫عمي بهذا ؟‬
‫ت‪..‬‬
‫جينيفر ببرود‪ :‬ال أدري ‪ ،‬إسأليه إن أرد ِ‬
‫إستيال وهي تُطيل الكلمات بشك ٍل ُمتعمد‪ :‬إذا ً هـل تعلمـين عن كونـه قد إستيقـظ أخيـرا ً ؟‬
‫عقدت جينيفر حاجبها للحضه قبل أن تقول‪ُ :‬مبارك لكم‪..‬‬
‫إستيال‪ :‬هذا ُمضحك‪..‬‬
‫رفعت جينيفر عينيها الى إستيال بحذر من تعليقها الغريب هذا لتُكمل إستيال بإبتسام ٍة ُمستفزه‪:‬‬
‫ما قاله عنك حال إستيقاظه ُمضحك للغايه ‪ ،‬أتوق لرؤية عمي ألُخبره بهذا ‪ ،‬كما أتوق لمعرفة‬
‫ما سيفعله حال سماعه ‪ ،‬جينيفر العظيمة سقطت أخيرا ً!‬
‫وبعدها إلتفتت وغادرت فضاقت عينا جينيفر وهي تهمس‪ :‬ذلك الفاشل ! ما الذي وشى به‬
‫بالضبط ؟‬
‫أغلقت األدراج وإتجهت الى الخارج وعندما كادت أن تُغلق باب المكتب خلفها توقفت للحضه‬
‫ونظرت الى زاوية المكتب بهدوء ومن ثُم دارت بعينيها بأنحاء المكتب قبل أن تبتسم بهدوء‬
‫وتُغادره‪..‬‬

‫**‬

‫خالل دقائق بالمشفى‪..‬‬


‫تقف بهدوءٍ أمام سريره األبيض وهي تهمس‪ :‬متى ستستيقظ ؟‬
‫لم تجد جوابا ً كعادتها ‪ ،‬وضعت كيس الكعك المخبوز على الطاولة بجانبه ومن ثُم مسحت بيدها‬
‫على شعره األشقر الناعم تتأمل وجهه بعينيها الخضراوين‪..‬‬
‫إبتسمت تهمس‪ :‬خبزتُ الكعك ال ُمفضل لك ‪ ،‬هل وصلت رائحته إليك ؟ إنك تُحبه لذا عليك‬
‫اإلستيقاظ من أجله!‬
‫تنهدت بيأس ونظرت الى الساعة قليالً ‪ ،‬إنحنت بعدها وقبّلت جبينه هامسه‪ :‬أراك غدا ً‪..‬‬
‫إلتفت ولكنها تشجنت من الصدمة وهي ترى إستيال تقف على الباب وتنظر إليها ببرو ٍد تام!‬
‫ت من كان يُحضر الكعك‬ ‫شتت نظرها باألرجاء بتوت ُ ٍر بالغ فعلقت إستيال ببرو ٍد قائله‪ :‬إذا ً أن ِ‬
‫يوميا ً ؟!‬
‫ت ال طائل منها!!‬ ‫تصرفا ٍ‬
‫ُ‬ ‫همست بإنزعاج‪ :‬يالها من‬
‫شعرت كارال ببعض الضيق وأحنت رأسها قليالً هامسه‪ :‬أستمي ُحك عُذرا ً‪..‬‬
‫وإتجهت الى الخارج وحال مرورها من جانبها علقت إستيال قائله‪ :‬يتم رميه يوميا ً بالقُمامه !‬
‫ال طائل من تعبك اليومي هذا لذا كُفي عنه ‪ ،‬وفي حال إستيقاظه إخبزيها ألجله فسيكون سعيدا ً‬
‫حينها‪..‬‬
‫بالكاد منعت كارال نفسها من أن تتسع إبتسامتها وهي تهمس بسعاده‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫وغادرت وهي تكاد تقفز من فرط السعاده!!‬
‫ي أن أكون لطيفةً معها!!‬ ‫في حين تجهم وجه إستيال ودخلت الى الداخل تقول‪ :‬لما عل ّ‬
‫تقدمت ووقفت أمام فرانس لفتر ٍة ومن ثُم ألقت نظرةً على الكعك لتهمس بعدها بهدوء‪ :‬ولكنها‬
‫كانت ُمهتمةً به حقا ً ‪ ،‬هي ال تسعى خلف ماله كما كُنتُ أضن‪..‬‬
‫تنهدت وجلست على الكُرسي ونظرت الى فرانس ُمجددا ً تقول‪ :‬طال نومك إن كُنتَ ال تعلم‪..‬‬

‫**‬

‫قبلها بدقائق‪..‬‬
‫غرفته بعد خروج جينيفر من الغرفه فال بد من أنها ستذهب الى‬ ‫وقف آلبرت ينظر من نافذة ُ‬
‫المشفى من بعد حديث استيال ذاك‪..‬‬
‫فال ُمخطئون يتملكهم الخوف من أتفه األمور‪..‬‬
‫طرق الباب في هذا الوقت فقال‪ :‬من ؟‬ ‫ُ‬
‫دخلت الخادمه من الباب المفتوح تقول‪ :‬سيد آلبرت هل لي دقيقةً من وقتك ؟‬
‫نظر إليها لتقول ما عندها فقالت بتردد‪ :‬لقد ‪ ...‬وجدتُ شيئا ً غريبا ً بغُرفة كين أثناء تنظيفي‬
‫لها‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه يقول‪ :‬ماذا وجدتي ؟!‬
‫بلعت ريقها وقالت‪ :‬إنه شيء غريب أشبه بـ‪ ...‬بممنوعات او شيء من هذا القبيل‪..‬‬
‫إتسعت عيناه بدهشه يقول‪ :‬عن ماذا تتحدثين ؟! ال ترمي التُهم ُجزافا ً هكذا!‬
‫إنحنت بسرعه تقول‪ :‬آسفه ‪ ،‬أعتذر لفضاضتي‪..‬‬
‫غرفة كين‪..‬‬ ‫لثوان ثُم أغلق هاتفه وخرج قبلها الى ُ‬ ‫ٍ‬ ‫بإنزعاج شديد‬
‫ٍ‬ ‫قطب حاجبيه‬
‫دخلها ودخلت خلفه فسألها‪ :‬أين هي ؟‬
‫تقدمت من الدوالب الجانبي لسريره وفتحته لتُخرج كتابا ً منه‪..‬‬
‫كيس به بودرةً بيضاء‪..‬‬ ‫ٌ‬ ‫قدمت له الكتاب فأخذه وفتحه ليُفتح فورا ً على صفح ٍة بوسطها‬
‫إنها تُشبه بالفعل الممنوعات كما يعرضها لهم اإلعالم بالشاشات‪..‬‬
‫لثوان قبل أن يقطع طرفه ويضع القليل على أصبعه‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫أخذ الكيس وقلبه بين يديه وتردد‬
‫كر مطحون !! أال‬ ‫س ٌ‬ ‫قربها من أنفه لينعقد حاجبيه وبنظر الى الخادمه يقول بإنزعاج‪ :‬إنه ُ‬
‫يُمكنك التفريق قليالً ؟‬
‫لتسرعي ‪ ،‬سامحني رجاءا ً‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫إنحنت ُمجددا ً تقول‪ :‬آسفه‬
‫أشار له بيده بإنزعاج لترحلت فرحلت فورا ً‪..‬‬
‫سكرا ً مطحونا ً على اإلطالق!‬ ‫ما إن خرجت حتى عاود النظر الى الكيس الذي لم يكن ُ‬
‫أرادها فقط أن تنسى هذا الموضوع وال يخرج الى أي أحد‪..‬‬
‫رفع رأسه الى النافذه وإقترب منها حال سماعه لصوت فرأى جينيفر تخرج من المنزل أخيرا ً‬
‫‪..‬‬
‫طوى الكيس جيدا ً ووضعه في جيبه ‪ ،‬سيرى أمره حال إنتهائه من موضوع جينيفر‪..‬‬
‫نزل فورا ً الى األسفل وإضطر إلستخدام القوة كي يكسر الباب فلقد كان ُمحكم اإلغالق‪..‬‬
‫ال يهمه إن إشتكت حيال هذا فيما بعد ‪ ...‬هذا إذا كان لها فُرصةً لتُفكر بالشكوى‪..‬‬
‫إتجه ُمباشرةً الى المكان وجلس يبحث في األرض حتى رأى فُتحة األرض الصغيرة التي تكفي‬
‫لشيفرة ال ُمفتاح فقط‪..‬‬
‫أدخل ال ُمفتاح وأدار ال ُمفتاح ففُتح الغطاء وكشف عن خزن ٍة صغيرة باألرض‪..‬‬
‫لثوان قبل أن يشد على أسنانه هامساً‪ :‬تلك الحقيره!‬ ‫ٍ‬ ‫عقد حاجبه‬
‫قالها بعينيه الغاضبتين حيث ينعكس فيهما منظر األوراق التي قطعها سابقا ً!‬
‫لقد فعلتها وبدلت أوراقها الخاصة بهذه ال ُمقطعه لتستفزه!!‬
‫هذا يعني بأنها هي من أرسلت الخادمه لتُشغله عنها كيال يلحق بها!‬
‫غرفة فرانس وراقبيه‬ ‫أخرج هاتفه فورا ً وإتصل على إستيال وحالما ردت قال لها‪ :‬أُخرجي من ُ‬
‫من بعيد ‪ ،‬إن حظرت جينيفر فأخبريني فورا ً‪..‬‬
‫لم تفهم ما هدفه ولكن نبرته لم تكن قابلة للنقاش حتى لذا قالت‪ :‬كما تُريد‪..‬‬
‫أغلق هاتفه وأمامه فقط أم ٌل واحد!‬
‫لمكان آخر لتُخبئ أوراقها هذه‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫يتمنى بأنها ذهبت لتفقد فرانس أوالً قبل أن تذهب‬
‫فهي حتما ً لن تُخبئها بهذا المنزل بعد اآلن وستضعها ببُقع ٍة بعيد ٍة عن ُمتناول يده‪..‬‬
‫لذا لديه أُمنيةً واحده يائسه‪..‬‬
‫أن تؤجل ذلك لبعد تفقُدها لفرانس‪..‬‬

‫***‬

‫‪10:12 pm‬‬
‫‪-Paris-‬‬

‫ت جديده ومرهم‬ ‫يقف أمام مرآ ٍة طويلة بغرفة المعيشة بدون قميصه وبالقرب منه ضمادا ٍ‬
‫جروح‪..‬‬
‫نزع القديمة من على معدته وبدأ بوضع المرهم عليه وهو يقول‪ :‬ماذا حدث بالضبط ؟‬
‫حيث إنعكاس إلبنة أخيه وهي تجلس على األريكة ُمنكمشةٌ على‬ ‫ُ‬ ‫ورفع عينيه الى األعلى قليالً‬
‫نفسها تحتضن ال ِوساده‪..‬‬
‫رفعت عينيها قليالً تقول‪ :‬لقد تشاجرتُ مع كلود وجاكي‪..‬‬
‫ت فاشلةً كعادتك‪..‬‬ ‫إبتسم قليالً ليضحك بعدها قائالً‪ :‬ألم تذهبي لكي تُصلحي سوء الفهم ؟ أن ِ‬
‫مطت شفتيها بإنزعاج تقول‪ :‬ال تسخر ! فأنا ُمنزعجةٌ و ُمتضايقةٌ بما فيه ال ِكفايه‪..‬‬
‫ت األمر إذا ً ؟‬ ‫ت كذلك فلما أفسد ِ‬ ‫إبتسم وبدأ يضع الضمادات الجديده قائالً‪ :‬إن كُن ِ‬
‫رين‪ :‬ألنهما أزعجاني !! أحدهم طيب أكثر من الالزم لدرجة أنه يتصرف بأنانيه لكي ال أفعل‬
‫ما أُريده واآلخر شرير أكثر مما يجب وال يُريد ُمسامحتي !! لما شخصيت ُهما هكذا ؟!!! أال‬
‫يُمكنهما أن يكونا وسطيين قليالً!‬
‫ت صديقةً ل ُهما ؟ ألم تتعلمي حتى اآلن كيفية التصرف معهما ؟‬ ‫لوكا‪ُ :‬منذُ متى وأن ِ‬
‫رين‪ :‬لم أكن أُجيد ذلك من البدايه ‪ ،‬آريستا هي حلقة الوصل بيننا وتفهم الجميع ‪ ،‬أما أنا‬
‫ففاشله لهذا بدالً من التصالح معهما قُمتُ بالشجار‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬أُهنئك على شخصيتك الفاشله‪..‬‬
‫كاد أن يصطدم وجهه بالمرأة بعدما إرتطمت ال ِوسادة برأسه من قِبل رين التي إنزعجت من‬
‫تعليقاته الساخره‪..‬‬
‫نظر الى إنعكاس وجهها ليجدها تأخذ ِوسادةً أُخرى وتحتضنُها من جديد‪..‬‬
‫تنهد وهمس‪ :‬إنها غاضبة حقا ً‪..‬‬
‫حيث تجلس وهو‬ ‫ُ‬ ‫رمى ضماداته القديمة والمناديل بحاوية النفايات قبل أن يغسل يديه ويتقدم‬
‫ت الى الشُرطي ال ُمزعج ذاك ؟‬ ‫يسأل‪ :‬ذهب ِ‬
‫رين‪ :‬كال‪..‬‬
‫ت بأنك ستذهبين إليه بعد أصدقائك‪..‬‬ ‫تعجب وقال‪ :‬لما ؟ قُل ِ‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬كان ِمزاجي ُمعكرا ً‪..‬‬
‫نظرت إليه وقالت‪ :‬وأيضا ً أردتُ رؤيتك أوالً لذا إنتظرتُك حتى تصحو من النوم‪..‬‬
‫لوكا بتعجب‪ :‬ماذا ُهناك ؟‬
‫سألته‪ :‬كم تملك من المال ؟‬
‫ت‪..‬‬‫إبتسم وقال‪ :‬آها إذا ً أفلس ِ‬
‫إنزعجت هامسه‪ :‬ال تقُلها هكذا!‬
‫ثُم أكملت‪ :‬نعم نفذ المال الذي معي ‪ ،‬ونصف أغراضي فُقدت عندما فقدتُ ذاكرتي لذا ال يُمكنني‬
‫ط برجال موريس ‪ ،‬لذا‬ ‫أن أسحب من رصيدي البنكي ‪ ،‬وال يُمكنني الذهاب الى منزلي وهو ُمحا ٌ‬
‫أقرضني بعض المال ‪ ،‬الكثير منه إن كان يُمكنك‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬كم تُريدين ؟‬
‫رين‪ :‬شيئا ً يتجاوز الخمس آالف يورو‪..‬‬
‫إتسعت عيناه من الدهشة يقول‪ :‬ماذا تُريدين بكُل هذا ؟‬
‫رين‪ :‬سأُعطي السيدة جينيفر األلف الذي أعطتني إياه سابقا ً ‪ ،‬والبقية لريكس حيث أعطاني‬
‫المال أكثر من مرة وإشترى لي هاتفا ً باهض الثمن أيضا ً ‪ ،‬ال أ ُحب أن أكون مدينةً ألحد‪..‬‬
‫هز رأسه ُمتفهما ً يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأُعطيك بطاقتي فمن الخطير أن تحملي كُل هذا المبلغ معك‪..‬‬
‫رين‪ :‬وإن إحتجتَ أنت الى بعض المال ؟‬
‫إبتسم يقول‪ :‬ما فائدة التقنيات الحديثة برأيك ؟ يُمكنني الدفع عن طريق هاتفي ال تقلقي‪..‬‬
‫رين‪ :‬هذا جيد‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬ماهي ُخطتك ؟‬
‫رين‪ :‬لن أُخبرك ؟‬
‫تعجب وقال‪ :‬لما ؟‬
‫رين‪ :‬أتضُنني حمقاء ؟ أعرف بأنك تُحاول تجميع أكبر قدر من المعلومات عن خططي حتى‬
‫تُساهم بها حالما تشعر ببعض التحسن ‪ ،‬لن أُخبرك‪..‬‬
‫ت جاده ؟ وأترك نينا وحدها ؟!! لستُ سيئا ً بقدرك‪..‬‬ ‫دُهش من كالمها ليبتسم قائالً‪ :‬هل أن ِ‬
‫ضايقها كالمه ُرغم أنها تعرف بكونه قالها ليستفزها كالعاده‪..‬‬
‫األمر يتعلق بنينا‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ال تُحب أن يقول لها أحدهم أنها سيئة وخاصةً إن كان‬
‫هي تفع ُل كُل هذا ألجلها ‪ ،‬ال تُريد منها أن تُجرب تلك المشاعر ال ُمرعبة مرةً أُخرى!‬
‫إن لم تتخلص من ال ُمنظمة فسيضلون يُالحقونها وقد يتعرضون لنينا ُمجددا ً!‬
‫وهذا شيء ال يُمكن لها أن تتحمله‪..‬‬
‫همست للوكا‪ :‬دعني أفعل ما أراه صائبا ً ‪ ،‬ال تحكم قراراتي الخاصه ‪ ،‬ال تتدخل فيها ‪ ،‬هذه‬
‫ُمشكلتي وسأحلُها بنفسي‪..‬‬
‫نظرت إليه وأكملت‪ :‬لو تتدخلتَ وحدث خطأ فسألومك أنت حتى لو كان هذا خطأي ‪ ،‬ال أُريد‬
‫هذا !! أكره أن أتهم غيري بأخطائي وال يُمكنني منع هذا لذا ال أُريد أي سبيل قد يجعلُني‬
‫أفعلها‪..‬‬
‫لوكا‪ :‬رين ‪ ،‬كال ُمك بالضبط أوجهه لك ‪ ،‬ال تمنعيني عن فعل ما أُريد حسنا ً ؟‬
‫وقف وإتجه الى المطبخ يقول ُمغيرا ً الموضوع‪ :‬سأطبخ لكما طعام العشاء ‪ ،‬ماذا تُريدين ؟‬
‫نظرت إليه لفتر ٍة ثُم إبتسمت قائله‪ :‬وكأنك تعرف تطبخ شيئا ً غير الباستا!!‬
‫ضحك من داخل المطبخ يقول‪ :‬تُراهنين ؟‬
‫ت قصيره لتُرسلها ُمباشرةً الى ثيو‪..‬‬ ‫إبتسمت وهي تُخرج هاتفها وتكتب فيه بعض كلما ٍ‬
‫تفهم عمها ‪ ،‬وتفهم مشاعره وكانت لتفعل ما سيفعله ولكنها لن تحتمل فكرة فقدانه!‬
‫الثواني ال ُمرعبة التي شعرت فيها حال توقف قلبه ال تُريد أن تعيشها طوال عمرها‪..‬‬
‫بتاتا ً!‬

‫***‬
‫‪13 February‬‬
‫‪8:11 am‬‬

‫أوقف سيارته في الحي الذي أشارت له ُمسبقا ً‪..‬‬


‫نظر الى جهتها ليجدها ُرغم جلوسها ومقعدها الغير ُمريح إال أنها ُمغمضة العينين وقد غلبها‬
‫النُعاس ُرغما ً عنها‪..‬‬
‫إبتسم هامسا ً يُقد ُجملتها التي قالتها قبل عدة ساعات‪" :‬أنام ؟ ومن قال اني غبية ألنام بسيارة‬
‫عدو"!‬
‫نظر بعدها حوله وهو يتسائل لما إختارت هذا الحي بالذات‪..‬‬
‫تنهد وأرجع المقعدة قليالً الى الوراء ليسترخي بجلسته وبدأ يُقلب بهاتفه يُراجع بعض األمور‬
‫ال ُمهمه‪..‬‬
‫سرعان ما أيقنت بأن النوم غلبها ُرغم كُل‬ ‫دقائق قبل أن تعقد حاجبيها وتفتح عينيها تدريجيا ً و ُ‬
‫ُمحاوالتها‪..‬‬
‫األمر بحق ُمحرج!!‬ ‫ُ‬ ‫أغمضت عينيها قليالً وهي تتذكر تهديدها الذي لم تفي به !‬
‫تحدثت تقول‪ :‬هل سنبقى بالسيارة طويالً ؟‬
‫رفع عينيه الى جهتها يقول‪ :‬كال ‪ ،‬كيف كان نومك ؟‬
‫لما عليه أن يكون وقحا ً ويُذكرها بهذه الطريقة الملتويه ؟‬
‫تجاهلت سؤاله تقول‪ :‬هل أنت واثق بأن ال أحد تبعنا ؟‬
‫طريق ملتوي‬
‫ٍ‬ ‫أجابها‪ :‬من باريس الى ستراسبورغ وأخذنا قرابة الست ساعات ‪ ،‬برأيك كم من‬
‫أخذت ؟‬
‫وسألها بعدها‪ :‬هل هذا هو المكان الذي تُريدينه ؟‬
‫نظرت بإتجاه كُشك األعمال اليدوية الصغير الذي عن يمينها وقالت‪ :‬أجل هو ‪ ،‬قبل أن ننزل‬
‫علينا أن نتحاور أوالً‪..‬‬
‫أطفأ هاتفه يقول‪ :‬ألم ننتهي من إتفاقنا ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬كال ‪ ،‬هل فعلتَ أوالً ما طلبتُه منك ؟‬
‫فرغما ً عنه يرى‬ ‫إبتسم بهدوء دون تعليق ‪ ،‬حتى وإن كانت في العشرين فما دامت أصغر منه ُ‬
‫تصرفاتها طفولية للغايه وال يُمكنه إستيعاب أنها تتحدث بهذه الطريقة الجاده‪..‬‬
‫روانا والتي هي أكبر منها بعق ٍد كامل يراها طفله ‪ ،‬لذا يُضحكه حديثها الجدي‪..‬‬
‫لم تغب إبتسامته الغريبة عن عينيها فرفعت حاجبها تقول‪ :‬إن تذكرتَ نُكتةً فأسمعني إياها‬
‫علني أضحك قليالً‪..‬‬
‫فتح هاتفها ودخل الى ألبوم الصور ثُم أراها صورةً للمبنى الذي بداخله شقة عمها وأختها‬
‫ت تقريبا ً ‪ ،‬ال تقلقي من هذا الشأن‪..‬‬ ‫قائالً‪ :‬هو ُهناك يُراقب ُمنذ ثالث ساعا ٍ‬
‫قدر من الثقة والمسؤوليه ؟‬ ‫سألتها‪ :‬وهل هو على ٍ‬
‫أجابها‪ :‬كُل من يعمل لدي أثق بهم جدا ً‪..‬‬
‫صمتت لفتره ثُم قالت‪ :‬حسنا ً سأُخبرك بالسر الذي لدي على شرط أن تُخبرني أنتَ أوالً بإسم‬
‫الجاسوس الذي يعمل لديك‪..‬‬
‫نظر إليها لفتره ثُم فتح الهاتف ُمجددا ً ودخل الى تطبيق خاص فتح فيه ملفا ً ومن ثُم أدار‬
‫الهاتف الى وجهها يقول‪ :‬هذه‪..‬‬
‫نظرت الى الصورة لتتسع عينيها بدهش ٍة وهي ترى إمرأ ٍة بأحد المطاعم التي تمنح‬
‫الخصوصية تجلس أمامه تماما ً‪..‬‬
‫شعرها األسود هذا تعرفه جيدا ً فلقد جذبها طوله وقصة مثله تماما ً!!‬
‫خ فيه تنعته بالكذب ولكنها معه بالصوره!!‬ ‫كانت ستصر ُ‬
‫إنها حقا ً في صفه!‬
‫واحدة من الرؤساء الثالثه!!‬
‫ال يُمكنها أن تُصدق!‬
‫رفعت عينيها الى عينيه وفي هذه اللحضة أيقنت وتأكدت بأنه حقا ً صريح معها وال يحتفظ بأي‬
‫شيء لنفسه!‬
‫وأنه يثق بها تماما ً وهذا جعلها تشعر برغب ٍة في أن تثق به ثقةً عمياء بال ُمقابل‪..‬‬
‫فجاسوس بهذا الثقل لم يكن ليُريها إياها إن كان يملك ذرة شك أو ني ٍة صغيرة في الخيانه‪..‬‬
‫خرج من التطبيق وأغلقه في حين سألته‪ :‬كيف هي جاسوسةً لديك ؟ إنها شريرةٌ مثلهم !! الى‬
‫هذه اللحضة أتذكر إستيائها الشديد تجاه والدي لقيامه بخيانتكم ‪ ،‬كان وجهها حانقا ً ويستحيل‬
‫أن يكون هذا تمثيالً ! لطالما أمرت بقتلي ‪ ،‬حتى أحد أعضائها خانها ل ُمساعدتي ‪ ،‬أنا ال يُمكنني‬
‫أن أفهم!‬
‫وقبل حتى أن يُجيب عن تساؤالتها سألته ُمجدداً‪ :‬ولما إذا ً تُريد مني ُمساعدتك وأنت تملك‬
‫شخصا ً أقوى مني الى جانبك ؟ إن كانت جاسوستك فمركزها كفيل بأن يُحقق لك إنتقامك‬
‫بأسهل طريقة ! فلما لم تُحققه ُمنذ البداية ؟‬
‫علق قائالً‪ :‬أال يُمكنك أن تسألي سؤاالً واحدا ً في كُل مره ؟‬
‫صمتت قليالً ثُم قالت‪ :‬لما لم تنتقم منهم حتى اآلن ما دُمتَ تملكها الى جانبك ؟‬
‫ظروف ُمعينةً لهذا اإلتفاق لذا بيننا شروط تمنعني أن أنتقم بشك ٍل ُمباشر‪..‬‬ ‫أجابها‪ :‬كان ُهناك ُ‬
‫رين‪ :‬وماهي هذه الشُروط ؟‬
‫أجابها‪ :‬مبدأ األخذ والعطاء ‪ ،‬لن تُعطيني ما أُريد إال في حال أن أُعطيها شيء بال ُمقابل ‪ ،‬لن‬
‫تفعل شيئا ً ألجلي إال في حال فعلتُ أنا ذلك ‪ ،‬وعلى المعلومات التي أطلبها أال تضر المنظمة‬
‫بالكامل ‪ ،‬فأنا فقط أُريد اإلنتقام ممن تآمروا على الغدر بوالدي وهي تُساعدني على هذا فقط !‬
‫فال ُمنظمة بعد كُل شيء تعدها منزلها الثاني لذا ال تُريد تدميره‪..‬‬
‫عقدت رين حاجبها بإستنكار تقول‪ :‬إذا ً أنت لن تُنهيهم عن بكرة أبيهم ؟!!!‬
‫أجابها‪ :‬من قال ؟ سأفعل هذا وحدي دون ُمساعدتها ‪ ،‬إتفاقي معها ما زال قائما ً ‪ ،‬ولكن هذا ال‬
‫يعني أال أفعل شيئا ً آخر لوحدي‪..‬‬
‫رين‪ :‬وهل هي تعرف ؟‬
‫ثيو‪ :‬لم أُخبرها ولكنها بالتأكيد أيقنت هذا‪..‬‬
‫سألته‪ :‬وكيف إذا ً تفعل شيئا ً ألجلها في حال أردتَ شيئا ً بال ُمقابل ؟‬
‫صمت قليالً يُفكر ثُم قال‪ :‬أستعمل سلطتي في التغطية على زالتها ‪ ،‬مثالً فشلت آخر مرة عملية‬
‫تهريب و ُحرقت البضاعة وجذبت نيرانها أعين الشُرطه ‪ ،‬إضطررتُ للتحدث والتدخل كي يُغلق‬
‫التحقيق في األمر‪..‬‬
‫سلطتك في الشر ؟!!‬ ‫إستنكرت رين هذا وقالت‪ :‬إذا ً أنت تستعمل ِ‬
‫ضحكت وهي تُكمل‪ :‬لم أكن ُمخطئةً عندما كرهتُ ممثلي العدالة!‬
‫تنهد وقال‪ :‬وهل قِلتُ لك ساعدتُها على التهريب ؟! أنا أيضا ً لدي شروطي في التغطية على‬
‫أفعالها ! بضاعتها ُحرقت وإنتهى األمر فماهو الضرر في التغطية عن األمر ؟ ال أضر أحدا ً وال‬
‫أخدع العدالة ففي النهاية سيكون تحقيقهم من دون فائدة إن تم التخلص من كل كاميرات‬
‫ال ُمراقبة حول المكان ‪ ،‬وحتى وإن وجودوا دليالً فلن يُفيدهم كثيرا ً!!‪..‬‬
‫ي بقدرك ! ليس البشر فحسب‬ ‫ضاقت عيناها بشك وهمست‪ :‬لم أرى قط بحياتي شخص إستغالل ّ‬
‫بل حتى العالقات ومركزك ‪ ،‬كُل شيء تراه تستغله‪..‬‬
‫إبتسم يقول‪ :‬إنه في دماء عائلتي مثلما كان العناد وكُره العدالة في دماء عائلتك‪..‬‬
‫أطفأ السيارة يقول‪ :‬واآلن ألن ننزل ؟‬
‫بقيت تنظر إليه لفتره ثُم سألت‪ :‬لما تُخبرني بكُل هذه األمور الحساسة للغايه ؟‬
‫أشار الى عينيها يقول‪ :‬ألنهما كانتا مليئتان بالحذر ‪ ،‬حتى ردات فعلك ‪ ،‬وحديثك ‪ ،‬ونبرة‬
‫ت حذرةً للغايه وأُراهن أنك لم تكوني لتُخبريني عن سرك لو إستمر هذا الحذر لذا‬ ‫صوتك ‪ ،‬كُن ِ‬
‫أردتُ أن أُريك موقفي بالكامل تجاه هذا التعاون‪..‬‬
‫بعدها نزل من السياره فبقيت في مكانها لفتره قبل أن تفُك حزام األمان وتنزل من السياره‬
‫التي كانت مؤجرةً تفاديا ً لتتبعهم لسيارته فلقد أصبح على علم بأنهم يعرفون عالقتهما ببعض‬
‫‪..‬‬
‫نظر إليها ينتظرها أن تتقدم فلقد أخبرته سابقا ً بأن سرها ليس بمعلومة بل بشخص‪..‬‬
‫يملك فضوالً ليعرف ماهو بالضبط هذه الورقة الرابحة التي تمتلكها‪..‬‬
‫أما هب فلم تتحرك من جانب السيارة لفتره حتى إلتفتت إليه تقول‪ :‬ومن هم ؟ أقصد الذين‬
‫تآمروا على قتل والدك ؟‬
‫أجابها‪ :‬دارسي وفيكتور ‪ ،‬عينا قناصا ً ماهرا ً ألجل ذلك‪..‬‬
‫لقد أجابها ُمباشرةً ‪ ،‬لم يُظهر أي تردد فلما هي ُمتردده ؟‬
‫كانت ترغب بأن تتحدث مع ريكس اوالً عن األمر ولكن سير األحداث جعلها تصل الى ُهنا قبل‬
‫أن تُقابله‪..‬‬
‫هل ال بأس مع ريكس لو علم أنها أخذت ثيو الى أخاه قبل حتى أن تُخبره عنه ؟‬
‫ال بأس ‪ ...‬ستفعلها‪..‬‬
‫إنها رغبتها الخاصه وسيتفهم األمر دون شك‪..‬‬
‫تقدمت ومرت من جانب الكُشك فلحق بها ثيو وهو يتفحص المكان حوله‪..‬‬
‫مبنى هالك تقريبا ً وذهبت الى رجل اإلستقبال‬ ‫ً‬ ‫وبعدما دخلت من عدة ممرات توقفت أخيرا ً أمام‬
‫‪..‬‬
‫هال سلمتني الهاتف ؟‬ ‫إبتسمت له تقول‪ :‬آسفه لتأخري ‪ ،‬سأدفع اإليجار اآلن لذا ّ‬
‫أعطاها هاتف مارك الباهض الذي وضعته معه كرهان حتى تدفع له اإليجار وهو قبل به بكُل‬
‫شهر كامل في مبناه القديم هذا‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫سرور فثمن الهاتف يُساوي إيجار‬
‫أعطته البطاقه فوضعها بالجهاز وهو يقول‪ :‬لقد نزل أخاك وطلب الهاتف لدقائق وقبلتُ بهذا ‪،‬‬
‫كُنتُ لطيفا ً معه فشخص آخر لم يكن ليكون ُمهمالً مع مرهوناته‪..‬‬
‫إبتسمت تُجاريه قائله‪ :‬شُكرا ً للطفك ‪ ،‬تستحق إكرامية ألجل هذا‪..‬‬
‫إبتسم فهذا ما يُريده في حين كان ثيو يُراقب بهدوء وهو يتسائل ماذا قصد هذا الموظف‬
‫بأخاها ؟!‬
‫دقائق حتى أخذت بطاقتها ومن ثُم إتجهت الى المصعد فلوح لها الموظف قائالً‪ :‬أتمنى لك إقامةً‬
‫طيبه‪..‬‬
‫ثوان أوصلهم المصعد الى الطابق الثالث فإتجهت ُمباشرةً الى‬ ‫ٍ‬ ‫صعدت وصعد ثيو خلفها وخالل‬
‫باب الشقه وطرقت الباب‪..‬‬
‫سألها‪ :‬ألن تتحدثي قبل أن تُدخليني على شخص غريب ؟‬
‫رين‪ :‬لن أفعل ‪ ،‬ال بأس بأن تشعر بالتوتر قليالً فأنا ال ِزلتُ حانقةً بخصوص إستغاللك لي‪..‬‬
‫رفع حاجبه ولم يُعلق على الموضوع ‪ ،‬ولكن إجابتها أراحته قليالً فلقد شك للحضه بأنها‬
‫ستوقع به‪..‬‬
‫فُتح الباب وخرج من خلفه مارك الذي ما إن رآها حتى قال بإنزعاج‪ :‬أخيرا ً !! أُقسم بأني‬
‫سأقتُلك عـ‪...‬‬
‫بتر ُجملته عندما الحظ الشاب الذي خلفها في حين تجاوزته رين تقول‪ :‬ألم أقل لك أني أُختك‬
‫الكبرى ؟ اإلخوة ال ِكبار يحق لهم فعل ما يشاؤون‪..‬‬
‫إنزعج يقول‪ :‬كال ليس كذلك‪..‬‬
‫بعدها عاود النظر الى ثيو الذي كان عاقد الحاجبين ينظر إليه بتفحص‪..‬‬
‫إلتفتت رين الى الخلف تقول لثيو‪ :‬ألن تدخل ؟‬
‫تقدم ثيو ليدخل فتراجع مارك الى الخلف وما إن دخل حتى مد مارك يده وسحب رين قبل أن‬
‫تُرافقه الى الداخل‪..‬‬
‫همس لها‪ :‬من هذا الغريب ؟!!‬
‫إبتسمت وهمست له‪ :‬ستعرف ‪ ،‬إصبر‪..‬‬
‫أخرجت هاتفه من جيب معطفها وقالت‪ :‬خذه وشكرا ً لجعلي استخدمه‪..‬‬
‫أخذ الهاتف منها وهو منزعج من إجابتها التي لم تُجبه عن شيء‪..‬‬
‫إبتسمت لمالمحه ال ُمنزعجه وقالت‪ :‬هل لي أن أطلب طلبا ً آخر ؟ أُريد التحدث مع هذا الرجل‬
‫على إنفراد من فضلك‪..‬‬
‫مارك بسخريه‪ :‬آها ‪ ،‬أذا ً تطرديني ؟‬
‫رين‪ُ :‬ربما‪..‬‬
‫رفع حاجبه من إجابتها ال ُمستفزه لتضحك وتُعلق قائله‪ :‬آسفه آسفه ‪ ،‬فقط لدقائق قليله ‪ ،‬اعدك‬
‫بأمر لم تتوقعه على اإلطالق‪..‬‬ ‫حينها بأنِي سأُخبرك ٍ‬
‫مارك‪ :‬اقنعيني بطريق ٍة أفضل من هذه‪..‬‬
‫تنهدت وفكرت قليالً قبل أن تقول‪ :‬ماذا لو أخبرتُك بأن لوالدتك إبن قبل زواجها بوالدك‬
‫وإنجابك ؟‬
‫ت‬‫إتسعت عيناه من الدهشة تدريجيا ً وهو يهمس‪ :‬آليـ‪ ..‬رين ‪ ...‬أُقسم بأني لن أُسامحك لو كُن ِ‬
‫تسخرين مني!‪..‬‬
‫رين‪ :‬ال أسخر ‪ ،‬بالفعل لديك أخ أكبر‪..‬‬
‫تقدم خطوةً منها يقول‪ :‬ولما لم يُخبرني والدي عنه ؟!! أعني‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬أعدك بأني سأُخبرك كُل شيء ‪ ،‬لذا هال تتركنا ب ُمفردنا ؟‬
‫صمت لفترة ثُم قال‪ :‬سأجلس بردهة المبنى‪..‬‬
‫رين‪ :‬جيد ‪ ،‬إنتبه من الخروج للخارج فالحي غير آمن كما أخبرتُك سابقا ً‪..‬‬
‫هز رأسه وغادر وعقله منشغل تماما ً بجملتها تلك‪..‬‬
‫أغلقت رين الباب ودخلت الى غرفة المعيشه حيث سبقها ثيو بالجلوس وهو يضع معطفه‬
‫بجانبه‪..‬‬
‫سألته وهي تجلس‪ :‬أتُريد شرب شيء ؟‬
‫أجابها بالنفي فلقد خمن من جلستها بأنها سترفض صنع شيء لو أجابها باإليجاب‪..‬‬
‫في حين مطت شفتيها وودت لو قال أجل كي تُحرجه بالرفض فما زالت بداخلها منزعجة على‬
‫إستغالله ذاك‪..‬‬
‫تحدث أوالً يقول‪ :‬واآلن ماذا ؟ هل هذا هو الشخص ؟ أخاك الذي ال أعرف من أين خرج ؟‬
‫ت ال تعلمين‪..‬‬ ‫أسرارك العائليه ال دخل لها بال ُمنظمه إن كُن ِ‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬يُمكنني إستشعار فقدانك ألعصابك بنبرتك‪..‬‬
‫طفولية هذه‪...‬‬‫ثيو‪ :‬رين نحنُ لسنا أطفاالً ‪ ،‬أكاذيبك ال ُ‬
‫قاطعته‪ :‬ولما حكمت علي بالكذب ؟ لما أنت ُمستعجل ؟‬
‫ت‪..‬‬
‫بخالفك أن ِ‬ ‫ثيو‪ :‬صدقيني رين ال سبب يدعوني لإلستعجال ِ‬
‫نظرت إليه لفتره ثُم قالت‪ :‬إنه إبن آليس‪..‬‬
‫عقد حاجبه للحض ٍة قبل أن يقول‪ :‬ولكن ريكس إبنها الوحيد كما أعرف ‪ ،‬تطلقت هي ووالده‬
‫بعمر صغير لذا‪...‬‬
‫ٍ‬ ‫وهو‬
‫إبتسمت تُقاطعه‪ :‬ومن قال بأن والده هو آليكسندر ؟‬
‫ضاقت عيناه للحضة قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً وفي ماذا قد يهم هذا الطفل ؟ آليس ماتت ‪ ،‬وجود‬
‫طفل لها أو إثنان أو حتى عشره ال يهم فهي ليست العدو‪..‬‬
‫رين‪ :‬وماذا لو أخبرتُك بأن والده هو البروفيسور ؟‬
‫ضاقت عيناه للحضة قبل أن يسأل‪ :‬هذه ليست بمزحه ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً فتقدم بجسده الى األمام بعدما كان ُمسترخيا ً وهو يقول لها‪ :‬كيف‪....‬‬
‫صمت قليالً وهو بحق ُمندهش ليقول بعدها‪ :‬هل البروفيسور يعلم بأمره ؟‬
‫رين‪ :‬أجل ‪ ،‬ليس ُمنذ البدايه فلقد حرصت آليس على إخفائه ولكنه في األخير إكتشف األمر‬
‫ومن حينها وهو يبحث عنه في كُل مكان‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬وكيف تعرفينه أنت ؟‬
‫رين‪ :‬حسنا ً الحسنة الوحيدة من فقداني للذاكره هو إلتقائي به ‪ ،‬كان ُمجرد جار وكُنتُ ُمجرد‬
‫فضوليه وهكذا عرفنا بعضنا‪..‬‬
‫ثيو‪ :‬جار لمن ؟ هل يعلم ريكس بهذا ؟ هل لهذا‪...‬‬
‫وإستمر يسألها وهو بحق مندهش من هذه المعلومة القويك التي لم يتخيل وجودها على‬
‫اإلطالق‪..‬‬
‫مندهش وبداخله حماسةً ترتفع فاألمور أصبحت بصالحه أكثر من قبل بكثير‪..‬‬

‫***‬

‫‪1:12 pm‬‬

‫خرجت من صفها الذي تدرس فيه لوحدها من دون صديقتها جيسيكا وإتجهت تمشي بهدوء‬
‫الى الخارج لتعود للمنزل‪..‬‬
‫تنهدت بهدوء وهي تقرأ رسالة والدتها التي أرسلتها لها صباح اليوم تطلب منها أن تُنادي‬
‫إدريان الى الفيال وتوهمه بأن والدتهما ذهبت الى ليون من أجل بعض األمور العالقه الخاصة‬
‫بجدهما المتوفي‪..‬‬
‫أغلقت الهاتف تهمس‪ :‬سوف تُشاجره ‪ ،‬وسيتم إدخالي في الشجار دون شك‪..‬‬
‫صمتت قليالً ُمفكره تقول‪ :‬ولكن ‪ ..‬لم تقل شيئا ً عني ! أهذا يعني بأن خالتي لم تقل شيئا ً لها ؟‬
‫أتضنُ إدريان فعلها لوحده ؟‬
‫إبتسمت ونسيت التفكير في هذا األمر عندما وجدت ال ُمحامي يقف بهدوء عند باب الكُلية يُطالع‬
‫في الملف الذي بين يديه‪..‬‬
‫توقفت أمامه تقول‪ِ :‬عمتَ مساءا ً ‪ ،‬كيف الحال ؟‬
‫ت مساءا ً ‪ ،‬كيف كان يومك ؟‬ ‫رفع رأسه لها وإبتسم بلباق ٍة يقول‪ :‬أهالً ‪ِ ،‬عم ِ‬
‫أجابته‪ :‬جيدا ً‪..‬‬
‫إبتسم ُمعتذرا ً يقول‪ :‬آسف لتأخري في إنجاز األمور ‪ ،‬أُراهن أنك تواجهين بعض ال ُمضايقات‬
‫بسبب هذا ‪ ،‬سأحرص على أن يُكشف كُل شيء وسيعتذر لك الجميع بعدها‪..‬‬
‫أجابته بإستنكار‪ :‬ال تقلق تجاه هذه األمور التافهه ‪ ،‬يُمكنني تدبر أموري بسهوله ‪ ،‬ركز في‬
‫عملك و ُخذ وقتك ‪ ،‬األهم لدي هو النتيجه‪..‬‬
‫ت رؤيتي قبل ُمغادرتي للكلية ‪ ،‬ما السبب ؟‬ ‫إبتسم لكالمها ليقول بعدها‪ :‬طلب ِ‬
‫أمر يخص الدكتور أُريد أن أُطلعك عليه ‪ ،‬إنها قضيةٌ‬ ‫صمتت للحضة لتقول بعدها‪ُ :‬هناك ٌ‬
‫ُمختلفه ‪ ،‬ال أُجبرك على أن تقوم بها ‪ ،‬فقط أنظر إليها وإن كان نسبة نجاحك فيها ‪%100‬‬
‫فإفعلها ألجلي ‪ ،‬أما إن كان ينقُصك بعض األمور فسنؤجلها لحين رؤيتي لصاحبة الشأن‪..‬‬
‫هز رأسه بتفهم يقول‪ :‬كما تُريدين ‪ ،‬ماهي القضية ؟‬
‫أجابته‪ :‬قضية تحرش بإحدى طالباته‪...‬‬
‫صمتت قليالً ثُم قالت‪ :‬عُذرا ً قُلتُها بطريق ٍة ألطف مما يجب ‪ ،‬إحدى طالباته كانت على ِعالق ٍة‬
‫معه ‪ُ ،‬معجبةً به كسائر بقية الطالبات لدرجة أنها تتقرب منه في كُل فُرصةً تُريدها ‪ ،‬أرادت‬
‫عالقه عاطفيه لطيفه وهو إستغل األمل وفي مر ٍة دعاها لشقته ‪ ،‬ترددت ولكنها وافقت فهو‬
‫ُمدرسها الذي تُحبه وبالتأكيد لن يتمادى ولكنه فعل ! دفع لها المال وأعطاها الدرجات ليُكفر‬
‫عن زلته كما يقول لها ولكن حدث وأنها إكتشفت قبل فترة أمر حملها و ُهنا تغيرت معاملته لها‬
‫تماما ً وطلب منها أن تُسقطه وتنتقل الى كُلي ٍة أُخرى ‪ ..‬ال أعرف بعدها ماذا حدث فهذا كُل ما‬
‫كتبته لي وآخر جملها كانت "انا خائفه ‪ ،‬كل شيء في حياتي ُمرعبا ً"‬
‫دُهش قليالً من كالمها ليقول بعدها‪ :‬حسنا ً فهمت ‪ ،‬هل من دليل ؟‬
‫إليان‪ :‬أجل ولكن ال ُمشكله خوفها من إكتشاف والدها لألمر فهو شديد وال يقبل مثل هذه‬
‫ال ِعالقات إال بعد الزواج ‪ ،‬لذا ال تُريد اإللتجاء الى الشُرطة على اإلطالق‪..‬‬
‫سألها‪ :‬إذا ً ما الذي تُريده بالضبط ؟ تعويض ؟ إثبات نسب ؟ إجهاض ؟‬
‫هزت إليان كتفها تقول‪ :‬ال أعلم حثا ً ‪ ،‬كالمها لم يكن ُمعتدالً على اإلطالق ‪ ،‬تحدثت عن‬
‫مشاعرها أكثر من أي شيء آخر‪..‬‬
‫ال ُمحامي‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬عليك في هذه الحالة أن تُقابليها أوالً ‪ ،‬مثل هذه القضايا من السهل الفوز‬
‫بها ولكن علي أن أعرف أوالً ما الذي تُريده هي ألختار طريقة الفوز ال ُمناسبة التي تخدُمها‪..‬‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أملك عنوانها وسأُحاول زيارتها هذا اليوم‪..‬‬
‫إبتسم لها وقال‪ :‬جيد ‪ ،‬راسليني حينها‪..‬‬
‫وبعدها إلتفت وغادر فتنهدت إليان وهمست‪ :‬أتسائل لما أنا من بين الجميع ؟ أُفكر بكثير من‬
‫التخمينات ولكني غير ُمقتنع ٍة بأي واحده منها‪..‬‬
‫إلتفتت لتُغادر ولكنها توقفت وهي ترى من بعيد تلك الفتاة المدعوة بماريا‪..‬‬
‫من أحدثت ضجةً السنة الماضيه بخصوص تعرضها لإلستغالل من الدكتور آندرو‪..‬‬
‫لما توقفت للنظر إليها ؟‬
‫لما تملك بداخلها هذه الرغبة في سؤالها عما حدث حقا ً حينها ؟‬
‫كُل شيء واضح والكُل يعرف بما حدث فلما تشعر بهذا الشعور ال ُمزعج الذي يقول لها "فقط‬
‫تأكدي ولن يضرك األمر" ؟‬
‫تحركت قدماها وإتجهت إليها بسبب هذا الشعور ال ُمزعج الذي يُبسط األمر في رأسها ويقول‬
‫لها "ه ّيا تأكدي حتى تتخلصي مني نهائيا ً"‬
‫حيث كانت برفقة ثالث من صديقاتها يتجادلن حول المطلعم الذي سيذهبون إليه‬ ‫ُ‬ ‫وقفت أمامها‬
‫اآلن قبل العودة للمنزل‪..‬‬
‫توقفوا ونظروا إليها فقالت إليان ب ُمنتهى الهدوء‪ :‬أُريد خمس دقائق من وقتك على إنفراد‪..‬‬
‫نظرت ماريا الى صديقاتها حيث هزت إحداهن كتفها بتساؤل لتُعاود بعدها النظر الى إليان‬
‫وتقول‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫وتقدمت وذهبت مع إليان بعيدا ً بعض الشيء بالقُرب من شجر ٍة قريبةً من باب ال ُخروج‪..‬‬
‫ت ؟ هل أعرفك ؟‬ ‫بادرت ماريا بالحديث قائله‪ :‬ماذا أرد ِ‬
‫لثوان تُفكر بسؤال بسيط ال يبدو وكأنها تستجوبها عما حدث سابقا ً‪..‬‬ ‫ِ‬ ‫نظرت إليان إليها‬
‫سألتها بهدوء‪ :‬في الحقيقة ‪ ،‬أنا إحدى ال ُمعجبات بكتابك الذي أصدرتِه في إجازة العام الماضي‬
‫ت ال تُمانعين‪..‬‬‫‪ ،‬ألهمني هذا في تأليف كتاب وأردتُ بعض النصائح إن كُن ِ‬
‫إبتسمت ماريا ببعض الحرج تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬لم أفعل الكثير ‪ ،‬أول تجربةٌ لي لذا إحتجت أوالً‬
‫لنصائح البالغين ‪ ،‬أقاربي وبعض ال ُمعلمين ‪ ،‬أنجزته على أكمل وجه وأريته لبعض النُقاد كي‬
‫يُطلعوني على أخطائي ‪ ،‬لم أنشره إال بعد ما تأكدتُ من كونه ِمثالي‪..‬‬
‫إليان بدهشه‪ :‬هذا جيد ! إذا ً هذه النقاط ُمهمة لنجاح الكتاب ؟‬
‫شعرت ماريا بالحماسة تقول‪ :‬أجل ‪ ،‬ولكن الخطوة التالية أيضا ً ُمهمه ‪ ،‬بل هي أهم نقطة في‬
‫نجاح الكتاب وهي الدِعايه ‪ ،‬تحتاجين لطريقة لكي يعرف الجميع أنك ستُصدرين ِكتابا ً ‪ ،‬وحينها‬
‫سيشتريه الجميع وسيتبادلون المعلومات بخصوصه ويكبر نجاحك مع الوقت ‪ ،‬وبما أن ِكتابك‬
‫جيد فسيكتبون عنه إنطباعا ً جيدا ً في المواقع وستزداد شُهرتك ‪ِ ،‬كال النُقطتان تُكمالن بعضهما‬
‫‪..‬‬
‫إليان‪ :‬إذا ً الكتاب الناجح لن ينجح بدون ِدعاي ٍة ناجحه ‪ ،‬وبال ُمقابل الدِعاية الناجحه لن تنجح إن‬
‫لم يكن ال ِكتاب ناجحا ؟‬
‫ماريا‪ :‬بالضبط!!!‬
‫بقيت إليان تنظر إليها بإبتسام ٍة ُمزيفه وبداخلها تفكير مختلف أو باألحرى تخمين ُمخيف لو‬
‫كان حقيقي بالفعل!‬
‫سالتها‪ :‬هذه نصائح قيمه ‪ ،‬حسنا ً حدثيني عن تجربتك في الدِعايه ؟ كيف فعلتِها ؟ قصص‬
‫الناجحين على اإلنترنت أشعر بأنها ال تُمثلني فهي تتحدث عن أشخاص بالغين وليسوا طلبةً‬
‫عاديين مثلنا لذا كنتُ بحاج ٍة ماسه لسماع تجربة شخص في مثل عمري وظروفي الدراسيه‪..‬‬
‫تحدثت ماريا وأجابتها بكُل حماس ٍة ‪ ،‬تُحب عندما يسألها أحد عن نجاحها ‪ ،‬تُحب إستعراض‬
‫هذا‪..‬‬
‫وإليان تستمع إليها واإلبتسامة ال ُمزيفة لم تُغادر شفتيها قط لتُنهي أخيرا ً حديثها معها ب ُجمل ٍة‬
‫لطيفه وتُغادر بهدوء تام‪..‬‬
‫بعدما تأكدت كُل شكوكها تماما ً‪..‬‬
‫وفهمت ما حدث بالضبط‪..‬‬

‫***‬

‫‪2:11 pm‬‬

‫نزل من سيارته ونزع النظارة الشمسيه عن عينيه ينظر الى الجو الصافي تماما ً‪..‬‬
‫إبتسم ونفسيته من الداخل ُمرتفعه للغايه‪..‬‬
‫دخل الى الفيال وحالما صادف الخادمه سألها‪ :‬أين عزيزتي إيلي ؟‬
‫غرفة السينما‪..‬‬ ‫أجابته‪ :‬في ُ‬
‫إبتسم وإتجه الى ُهناك هامساً‪ :‬إيلي الصغيره ‪ ،‬منذ زمن لم تتدعني الى وجبة ‪ ،‬وخاصةً في‬
‫أيام حساس ٍة كهذه‪..‬‬
‫ٍ‬
‫ت ال تعلمين لهذا‪...‬‬ ‫دخل الى الغُرفة قائالً‪ :‬عزيزتي غدا ً هو يوم ال ُحب إن كُن ِ‬
‫بتر ُجملته حالما رأى والدته تجلس بكُل هدوء على األريكة السوداء تضع رجالً على رجل‬
‫وكوب القهوة بين يديها‪..‬‬
‫وعن يسارها تجلس إليان وهي تبتسم له إبتسامة إعتذار‪..‬‬
‫ي إغالقُها فـ‪...‬‬‫إلتفت يقول‪ :‬أوه السيارة نسيتُها مفتوحه ‪ ،‬عل ّ‬
‫قاطعتُه والدته ببرود‪ :‬إيدي على األقل فكّر ب ُحج ٍة أكثر إقناعا ً‪..‬‬
‫تنهد وهمس بداخله‪" :‬صوتها خا ٍل من الغضب ‪ ،‬على األقل اإلختباء ليومين قد أتى بفائده‪" .‬‬
‫إلتفت إليها يقول‪ :‬ماما لقد إشتقتُ إليك ‪ ،‬أشعُر وكأن لي دهرا ً من الزمان لم أرك فيه‪..‬‬
‫أشارت بعينيها الى األريكة تقول‪ :‬كالمك المعسول لن يُغير شيء سوى أنه سيزيد غضبي ليس‬
‫إال‪..‬‬
‫جلس على األريكة التي عن يمينها دون تعليق فآخر شيء يُريده هو زيادة غضبها‪..‬‬
‫عاد الهدوء مرةً أُخرى يُخيم على الغُرفة لتقطعه جينيفر قائله بهدوء‪ :‬لما عصيتَ أوامري يا‬
‫إدريان ؟‬
‫إبتسم يقول‪ :‬حاولتُ ُمساعدتك فقط‪..‬‬
‫رفعت عيناها الى إبتسامته المتوتره لتقول بعدها‪ُ :‬مساعدتي عبر عصيانك ألوامري ؟ كيف‬
‫تكون هذه ُمساعده ؟‬
‫إدريان‪ :‬هيّا أُمي ‪ ،‬كان عمالً لطيفا ً من جهتي ألجلك فال تغضبي ‪ ،‬أعني إنك تصرفين الكثير‬
‫من األموال على عالجه ُهنا ويشغلك هذا كثيرا ً عن أعمالك ‪ ،‬كبُرتُ اآلن وأصبحتُ رجالً يُعتمد‬
‫عليه لذا أردتُ أن أُساعدك ‪ ،‬وفي النهاية هو أخي لذا ال بأس بأن أ ُمد ألخي يد ال ُمساعده‬
‫صحيح ؟‬
‫جينيفر بحده‪ :‬سؤالي كان واضحا ً !! لما عصيتَ أوامري ؟!‬
‫شتت إدريان نظره بعيدا ً عنها للحضات قبل أن يقول‪ :‬أعتذر لهذا‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬طلبتُ إجابةً ال إعتذار!‬
‫تفكير أرعن مني‬‫ٍ‬ ‫عاود إدريان النظر إليها لفتر ٍة قبل أن يقول‪ :‬ال أم ِلكُ سببا ً ُمقنعا ً ‪ ،‬كان هذا‬
‫أتاتي في لحضة وفعلتُها‪..‬‬
‫ه ّيا!‬
‫الحوار بسرعه!‬ ‫هو يُريد أن يُنهي هذا ِ‬
‫ليس ألجله فلقد فعلها وهو ُمستعد للعواقب‪..‬‬
‫هو فقط ال يُريد أن تظهر أمه بهذا الغضب والعصبية أمام إليان‪..‬‬
‫يخشى بأن تزل بكلم ٍة عن الطفل أمامها‪..‬‬
‫لما اصالً دعتها الى ُهنا فهي ال تعلم عن كونها ُمتعاونةً معه!‬
‫أمضى يوم أمس كُله يُحاول اإلتصال بخالته وإقناعها بأال تقول لجينيفر أي شيء عن ُمرافقة‬
‫إليان وريكس له‪..‬‬
‫لقد فعلها بنفسه ولهذا سيتحمل وحده كُل شيء‪..‬‬
‫جينيفر بهدوء‪ :‬هل تراني ِطفلةً لتُسكتني بهذه الجمله ؟ إد ‪ ...‬ال تجعل والدتك تغضب وأخبرني‬
‫لما فعلتَ هذا‪..‬‬
‫ال يُمكنه أن يقول الحقيقه‪..‬‬
‫ليس أمام إليان على األقل‪..‬‬
‫كذب يقول بهدوء‪ :‬آسف ‪ ،‬وردني إتصا ٌل منه ‪ ،‬بكى يطلب مني أن أذهب به الى دول ٍة أُخرى‬
‫فلقد كره فرنسا كُلها ‪ ،‬البد من أنها ضُغوطات بسبب العالجات لهذا أصبح يكره البقاء ُهنا ‪ ،‬لم‬
‫آسف أُمي‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫أستطع أن أتجاهل الموقف بتاتا ً ‪،‬‬
‫إتسعت عينا جينيفر بدهش ٍة لتقول بعدها في نفسها‪" :‬إذا ً فهذا خطأُك أنتَ يا جان فلقد عينت‬
‫إمرأةً غير كُف ٍؤ في ُمراقبة إيدن! "‬
‫سألته‪ :‬ولهذا سرقت وثائقه من ِخزانتي ؟‬
‫إدريان بهدوء‪ :‬آسف‪..‬‬
‫ضاقت عينيها وقالت‪ :‬حسنا ً أين هو اآلن ؟‬
‫ماذا يفعل ؟‬
‫ال يُريد إخبارها ‪ ،‬وال يُريد أن يتعقد األمر أكثر بإخبارها عن كون إيدن اآلن مع خالته‪..‬‬
‫يتمنى لو كان يستطيع أن يسألها لما هي قاسيةٌ بعض الشيء مع هذا الطفل ولكنه ال يستطيع‬
‫‪..‬‬
‫يخشى اإلجابة كثيرا ً ناهيك عن كون الوضع اآلن ال يُناسب على اإلطالق‪..‬‬
‫عندما رأت تردده قالت‪ :‬إن كُنتَ تُريد مصلحته فعليه أن يعود ‪ِ ،‬عالجه ُهنا وعليه أن يستمر‬
‫عليه ‪ ،‬مرضه صعب ولن يعرف األطباء بالخارج تشخيصه بسهوله ‪ ،‬ماذا ستفعل لو ساءت‬
‫حالته أكثر بسببك ؟‬
‫دُهش إدريان للحضه قبل أن يقول‪ :‬لن يحدث ‪ ،‬حرصتُ على ُمحادثة الطبيب بنفسي ‪ ،‬سيكون‬
‫على ما يُرام‪..‬‬
‫جينيفر بهدوء‪ :‬إذا ً أنتَ تعرف حالته أكثر مني ؟‬
‫زاد توتره وأصبح فجأه يتسائل هل ما فعله صحيح ؟‬
‫هو ال يعرف شيئا ً عنه أو عن مرضه ! ماذا لو كان مرضه اصعب مما يضن ؟‬
‫ماذا لو كان ما فعله سيزيد من عذابه وألمه ليس إال ؟!!‬
‫زاد القلق بداخله وللحضه تمنى لو أنه لم يفعلها على اإلطالق‪..‬‬
‫تدخلت إليان أخيرا ً تقول‪ :‬الدكتور جان دكتور سيء‪..‬‬
‫ضاقت عينا جينيفر لوهله ومن ثُم نظرت الى إليان التي قالت بهدوء‪ :‬سمعته مرةً يُعذب إيدن ‪،‬‬
‫صدمني األمر كثيرا ً لهذا أنا أوافق إدريان على ما فعله ‪ ،‬على الطفل أن يُعالج في الخارج ‪،‬‬
‫بقاؤه في المنزل سيُسبب له المرض النفسي وهذا أسوأ من المرض الجسدي حتى‪..‬‬
‫جينيفر‪ :‬ما الذي تقولينه ؟ كيف له أن يعذبه ؟!! إليان لما تكذبين ؟!‬
‫ظهر اإلستنكار على وجه إليان تقول‪ :‬أمي لما تنعتيني بالكذب ؟!!! تعرفين كم هي عالقتي‬
‫جيده مع الدكتور فلما اكذب بشأنه !! األمر صدمني لدرجة أني لم أُخبرك حتى في حينها واآلن‬
‫تقولين أني أكذب ؟!!‬
‫لم تقل جينيفر شيئا ً ‪ ،‬لقد صدمها األمر ونعتتها بالكذب ‪ ،‬ولكن في الحقيقة تعلم بأن إليان ال‬
‫تكذب‪..‬‬
‫سحقا ً له!‬ ‫جان ذاك ‪ُ .....‬‬
‫تنهدت وعلقت‪ :‬حسنا ً فهمت إيلي ‪ ،‬سأتأكد من األمر‪..‬‬
‫نظرت الى إدريان تقول‪ :‬وماذا عنك ؟ ألن تُخبرني أين هو اآلن ؟‬
‫تحدثت إليان تقول‪ :‬لما هو مريض هكذا ؟ لما لم تُخبرين والدي عنه ُربما كان يملك طريقةً‬
‫مكان ما‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫لعالجه في‬
‫دُهش إدريان ل ُجرأتها في سؤالها هذا الذي حذرتهم والدتهم من التحدث بخصوصه تماما ً‪..‬‬
‫شعر ببعض الضيق كون إليان تتحدث وتسأل على عكس شخصيتها الهادئه لكي فقط تُبعد‬
‫والدته عن إرغامه في اإلجابه‪..‬‬
‫هو األكبر وهو من عليه أن يُساندها وليس العكس‪..‬‬
‫في حين نظرت جينيفر بهدوء الى إليان تقول ببرود‪ :‬ماذا قُلتُ بهذا الشأن يا إليان ؟ ال أسئله!‬
‫المثالية التي‬ ‫تدخل إدريان يقول‪ :‬أتفه ُم كون والدي قد يغضب ‪ ،‬أعني هو يهتم بصورة العائلة ِ‬
‫ال تشوبها شائبه ‪ ،‬أطفال أصحاء وناجحين ‪ ،‬ولكن أُمي ‪ ،‬والدي سيغضب أكثر ألنك خبأتِه‬
‫عنه‪..‬‬
‫قالها وهو حقا ً ال يعنيها‪..‬‬
‫هو فقط يُريد من والدته أن تجد هذا عذرا ً وتقوله لهم‪..‬‬
‫هو عرف الحقيقة وإنتهى األمر بالنسبة إليه ولكن ال يُريد إلليان أن تكتشف هذا‪..‬‬
‫وخاصةً أن والده غاضب لذا عندما ترى شجارهما ال يُريد منها أن تقفز بإستنتاجاتها بعيدا ً‪..‬‬
‫في حين نظرت إليه جينيفر بهدوء تام وفي الحقيقة هي ُمنصدمه فلقد ضنت منهم أنهم‬
‫سيستنتجون كون الطفل ليس أخاهم الشقيق‪..‬‬
‫ما دام األمر هكذا فهل إذا ً تفعل كما طلب آليكسندر وتمشي على هذه ال ِكذبه ؟‬
‫أليس هذا أفضل ؟‬
‫أفضل لها وألبناءها ولكنها ال تثق بتصرفات ذلك الكين‪..‬‬
‫تخشى بأنه سيقلب كُل شيء ويُخبر الجميع وليس عمه فقط‪..‬‬
‫ال بأس ‪ ،‬ستكون كاللبوة تحمي أطفالها حتى لو عنى هذا أن تتخلص من كين‪..‬‬
‫أجابته بهدوء‪ :‬هذه األمور خاصةً بيني وبين والدك ‪ ،‬ال تتدخل فيها‪..‬‬
‫فقط ‪ ،‬قررت أن تقول هذا فقط لتؤكد كالمه‪..‬‬
‫نظرا إليها ولدهما بهدوء دون تعليق‪..‬‬
‫ولكن بداخلهما ‪ ....‬لقد إهتزت صورة والدتهما‪..‬‬
‫لم يُعلق أحد وإنتهت ال ُمحادثة عند هذا الحد!‬

‫***‬

‫‪3:23 pm‬‬

‫الخزانة الفارغه‪..‬‬ ‫يقف بهدوء تام أمام الحائط في قصر والدته ينظر الى ِ‬
‫ال وجود ألي شيء‪..‬‬
‫ال ألوراقه وال لكُل شيء آخر خبأه طوال الفترة الماضيه‪..‬‬
‫كُلها أ ُ ِخذت من قِبل مجهول‪..‬‬
‫تعب بحثه وتجميعه للمعلومات قد ذهب هباءا ً!‬
‫لقد أراد أن يُنهي كُل شيء بهدوء ولكن ‪ ....‬كُل شيء ذهب من بين يديه‪..‬‬
‫تقدم وجلس على األريكة يُفكر فيمن قد يكون من فعلها‪..‬‬
‫لم يخطر بباله سوى كارمن ‪ ،‬ولهذا هي تعرف كُل شيء عنه‪..‬‬
‫اآلن عرف كيف إكتشفت ذلك‪..‬‬
‫واآلن أيضا ً خمن بأنها أخبرت البروفيسور ولهذا طلب رؤيته‪..‬‬
‫فأمر جوي هذا حدث ُمنذ أكثر من إسبوع فلما يتحدث عنه اآلن ؟‬
‫هو فقط إكتشف خيانته وأعطاه فُرصةً أخيره‪..‬‬
‫إنها الفُرصة األخيرة بين يديه وعليه إستغاللها‪..‬‬
‫أهداف قليله‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫لم يتبقى أمامه سوى‬
‫أولها تدمير شركته وقلب كُل شيء على جينيفر‪..‬‬
‫وآخرها قتل قاتل والدته والذي يكون دارسي الوغد!‬
‫ولكن ماذا ‪ ....‬لو كانت كارمن تكذب عليه ؟‬
‫ماذا لو كانت هي من فعلتها وقررت أن تُلقي اللوم على دارسي ؟‬
‫ماذا لو أنها قالتها وإتفقت مع البروفيسور ل ُمراقبة ردة فعله ؟‬
‫حائر بالكامل!‬
‫ٌ‬ ‫عقله‬
‫ُمنذ طلب البروفيسور ذاك وهو حائر‪..‬‬
‫كان يُمكنه تجاهل أوامره والذهاب الى دارسي ُمباشرةً وإنهاء إنتقامه ولكنه يخشى أن يكون‬
‫ُمظلّالً من قِبل كارمن‪..‬‬
‫يحتاج ألن يتمسك بال ُمنظمة أكثر ‪ ..‬يحتاج ألن يتأكد‪..‬‬
‫يحتاج لبعض األوقت فاإلستعجال سيجعله يموت بندم‪..‬‬
‫وهذا الشيء ال يُريده‪..‬‬
‫وصل الى هاتفه ِرسالةً نصيه‪..‬‬
‫تنهد وأخرجه بهدوء من جيبه فوجدها من رين تطلب رؤيته هذا المساء‪..‬‬
‫الرسالة قبل أن يهمس‪ :‬رغبتي باإلنتقام جعلتني أنسى‬ ‫نظر الى إسمها لفترة والى محتوى ِ‬
‫موضوع هذا األخ‪..‬‬
‫عليه اآلن أن يعرف أوالً من يكون وأي حيا ٍة يعيشها بالضبط‪..‬‬
‫عليه أن يتأكد بأنه يحضى بحيا ٍة سعيدة آمنه‪..‬‬
‫هذا هو ال ُمهم لديه اآلن‪..‬‬
‫رد عليها ومن ثُم وقف وغادر المنزل وحالما إتجه الى سيارته توقفت سيارةً بجانبها ونزل‬
‫منها آلبرت‪..‬‬
‫تقدم آلبرت منه يقول‪ :‬من الجيد أني عثرتُ عليك ‪ ،‬هل أصبح لقاؤك صعب الى هذه الدرجه ؟‬
‫فأتركني وشأني‪..‬‬ ‫ريكس‪ :‬أنا مشغول اآلن فإن كان ما تُريده هو نفس األمر ال ُمزعج ذاك ُ‬
‫وقف أمامه ُمباشرةً يقول‪ :‬جينيفر تغلبت علي وأنا فقدتُ طوالة بالي التي أتمتع بها ولن أكون‬
‫صبورا ً لكشف ما تُخبئه لذا أخبرني أنتَ بكُل ما تعرفه عنها وعما فعلتُه لكين‪..‬‬
‫إبتسم ريكس يقول‪ :‬هل أنا أتخيل أم أنها المرة األولى التي تطلب فيها ُمساعدتي ؟ سيُجن‬
‫أخوتك كثيرا ً فهم يرونك أفضل مني بمراحل وذكاؤك ال تشوبه شائبه‪..‬‬
‫سكر ‪ ،‬كيف لجينيفر ِعالقه بمرضه ؟‬ ‫تجاهل إستفزازه يقول‪ :‬إكتشفتُ أنه يُعاني من مرض ال ُ‬
‫هل تعني بأنها عرفتَ هذا ُمسبقا ً ولكنها تكتمت عن األمر لتزداد حالة كين سوءا ً وخاصةً أنه‬
‫يُحب الشوكوال كثيرا ً ؟‬
‫شد على أسنانه وأكمل‪ :‬هذا هو بالضبط ما فكرتُ به ولكني غير ُمقتنع البته ‪ ،‬كين ألول مر ٍة‬
‫أراه خائفا ً منها هكذا ‪ ،‬تكتمها عن األمر لن يجعله محطما ً هكذا !! ما الذي يحدث بالضبط يا‬
‫ريكس ؟!!‬
‫ضاقت عيناه وأكمل بتهديد‪ :‬أُقسم بأني لن أدعك تُغادر من أمامي اآلن إال بعدما تُخبرني حتى‬
‫لو عنى ذلك إستخدام القوة معك‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬لم أضن أنك ستخسر حربا ً ضدها‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬لدى هذه المرأةُ أعيُنا ً في كُل مكان ! وتعرف نقاط ضُعفي وتستخدمها ببراعه ‪ ..‬حتى‬
‫عندما إقتربتُ أخيرا ً من هدفي إستخدمت خوفي على كين ضدي لتشغلني عن رؤيتها وهي‬
‫تُخفي أسرارها بعيدا ً ‪ ..‬ربما أفوز بالحرب لو إستمريتُ بها ولكني لم أعد أُريد اإلستمرار ‪،‬‬
‫سيخرج كين غدا ً من المشفى وأنا أُري ُد أن أُنهي كُل شيء قبل خروجه‪..‬‬ ‫ُ‬
‫خبرك كُل شيء‪..‬‬ ‫ُ‬
‫نظر ريكس مطوالً الى عيني آلبرت ليقول بعدها‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬سأ ُ‬
‫عقد آلبرت حاجبه وضن لوهله بأن ريكس يكذب عليه فهذا الرجل نادرا ً ما يقول ما لديه‪..‬‬
‫تحدث ريكس يقول‪ :‬ولكن ِعدني أوالً بهذا ‪ ....‬بأال يصل إلدريان وإليان أيا ً مما سأقوله لك‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬حسنا ً‪..‬‬
‫قالها بدون وعي لها فهو يُريد معرفة ما يحدث أكثر من أي شيء‪..‬‬
‫إنزعج ريكس كثيرا ً وقال‪ :‬آلبرت ‪ ،‬أُقسم بأني سأجعلًك تندم لو وصل إليهما أي شيء ‪ ،‬لن‬
‫أُسامحك وسأنتقم منك لو تطلب األمر لذا ‪ ...‬أُريد وعدا ً صادقا ً‪..‬‬
‫شعر آلبرت ُهنا بأن األمر كبير لدرجة أن يكون ريكس شرسا ً هكذا ألجله‪..‬‬
‫تردد كثيرا ً ‪ ،‬أجل هو ال يملك سببا ً ليقول أي شيء إلدريان وإليان ولكنه يخشى أن يكون األمر‬
‫كبيرا ً لدرجة أنه ال يُمكنه السكوت عنه وحينها ماذا سيفعل ؟!!‬
‫ما إن رأى ريكس الحيرة في عينيه حتى فتح باب سيارته يقول‪ :‬حسنا ً إنسى األمر‪..‬‬
‫أمسك آلبرت بباب السيارة قبل أن يُغلقه ريكس على نفسه وقال‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أُقسم لك‪..‬‬
‫نظر ريكس إليه قليالً ثُم قال‪ :‬إركب إذا ً‪..‬‬
‫الجهة األُخرى وركب السيارة معه‪..‬‬ ‫ذهب آلبرت الى ِ‬
‫ثران أمام إشارة مرور حمراء تأخذه الى الطريق العام‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫حرك ريكس السيارة لتتوقف بعد‬
‫تحدث ُمباشرةً يقول‪ :‬تملك جينيفر بالخفاء ُمختبرا ً خاصا ً وتفعل ال ُمستحيل لتجني المال من‬
‫ت غير‬ ‫أجل هذا ال ُمختبر ‪ ..‬ال يُمكنها صرف األموال ُمباشرةً ألجله فصرف مبالغ ضخمه لجها ٍ‬
‫معروف ٍة يُعرضها لل ُمسائلة القانونيه فقضايا غسيل األموال كثيرة للغايه‪..‬‬
‫صمت قليالً وهو ال يعرف لماذا قرر أن يُخبر آلبرت بكُل شيء حقا ً ؟!!‬
‫لقد كان ينوي أن يُخبره عن كين فقط فلما بدأ بسرد كُل شيء من البدايه ؟‬
‫تردد للحضات وهو يُفكر هل يُخبره كُل شيء حتى أصغر التفاصيل أو يكتفي بأن يُخبره عما‬
‫حدث لكين ؟‬
‫نظر آلبرت إليه يقول‪ :‬مابك ؟‬
‫حرك ريكس سيارته عندما أضاءت اإلشارة الخضراء وبقي صامتا ً لفتر ٍة ولم يرد على سؤاله‬
‫ليقول بعدها‪ :‬الدُكتور جان شريكا ً لها ‪ ،‬هو يقوم بال ُمختبر واألبحاث وهي تمده بالمال وتُسهل‬
‫عليه الحصول على المزيد من المعلومات من ُمختصين حول العالم بهذا الخصوص‪..‬‬
‫عقد آلبرت حاجبه للحضه ليقول بعدها‪ :‬هل تفعل هذا من مالك أنت ؟‬
‫ضاقت عينا ريكس للحضه فأكمل آلبرت‪ :‬سمعتُ مرةً من فرانس عن أن جينيفر تُريد السيطرة‬
‫على كُل شيء ‪ ،‬وباموالك وإسمك أنت تمول لمشروعها السري والذي هو هذا ال ُمختبر صحيح‬
‫؟ وتنوي في األخير أن تُلصق بك كُل هذا ‪ ،‬ما الذي يجعلك توافقها هكذا ؟ ما الذي تمسكه‬
‫عليك وال تُريد منها إفشائه ؟‬
‫سأل سؤاله األخير وهو يتذكر بوضوح جملة فرانس التي قالها آخر مره‪..‬‬
‫* ‪-‬وستُنشر بعدها حقيقة من تكون والدته ‪ ..‬ال أُحب هذا ! كرهها العميق آلليس مقزز* !‬
‫هو ال يفهم هذه النُقطه‪..‬‬
‫هل يقصد بأنها ستُخبر الجميع بأن والدته جاسوسه ؟‬
‫ولكنه هو وأخوته وعمه يعرفون هذا بالفعل‪..‬‬
‫هل يقصد للعامه ؟ ولما قد تفعلها ؟‬
‫حسنا ً وإن يكن فهذا ليس سببا ً ُمقنعا ً ليوافقها ريكس على كُل شيء‪..‬‬
‫خطب ما‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫ُهناك‬
‫لم يُجبه ريكس على اإلطالق فقد تجاهل أسئلته وهو يُكمل‪ :‬مشروعها وال ُمختبر له نظرةً‬
‫ُمستقبليه لعالج األمراض ال ُمزمنة أو التي ال ِعالج لها ‪ ،‬أن تجد دواءا ً لمرض لم يُخلق له‬
‫سمعه والمكانه ‪ ،‬وهذا هدفُها‪..‬‬ ‫دواء من قبل فهو اسرع طريقة لتحصيل الثراء وال ُ‬
‫سري هكذا ؟ أعني حتى الجمعيات‬ ‫ٌّ‬ ‫عقد آلبرت حاجبه يقول‪ :‬هل هذا مشروعها ؟ ولما هو‬
‫الطبيه حول العالم تدرس األمراض كثيرا ً لتجد العالج ال ُمناسب ‪ ..‬وجود دكتور كالدكتور جان‬
‫معها سيُصبح من السهل إستخراج ترخيص رسمي ل ُمزاولة هذا النوع من المشاريع ‪ ،‬فلما هو‬
‫سري هكذا ؟‬
‫ٌّ‬
‫صمت ريكس قليالً ليقول بعدها‪ :‬ألنهم يختصرون سنوات الدراسه والبحث ويختصرون الكثير‬
‫من إجرائات التراخيص ال ُمعقده والتي قد ال يأخذونها حتى ويجرون تجاربا ً ُمباشرةً على البشر‬
‫‪ ،‬فهذا أسهل وأسرع ومضمون‪..‬‬
‫إتسعت عينا آلبرت بصدمه من كالمها وهو يقول‪ :‬ريكس قُل أنك تمزح ؟!!‬
‫ريكس‪ :‬إنتظر فمن ال ُمبكر أن تُصدم هكذا ‪ ،‬إنهم يأخذوا الفُقراء ويدفعون لهم بال ُمقابل أمواالً‬
‫طائله ليجرون التجارب ‪ُ ،‬هناك عشرات الضحايا ‪ ،‬منهم من مات ومنهم من أصبح بحالة‬
‫سيئه وغير قابله للمزيد من التجارب ‪ ،‬هوسهم أوصلهم لفعلها مع إبنهم إيدن ‪ ،‬ليس هذا‬
‫فحسب بل أصبحوا يحقنون المرض بالشخص كي يتسنى لهم إجراء التجارب عليه ‪ ،‬وهذا ما‬
‫حدث مع أخاك كين بالضبط‪..‬‬
‫ألجمت الصدمة لسان آلبرت وبات عقله ُمتحجرا ً غير قادرا ً على إستيعاب هذه الحقيقة‬
‫ال ُمتوحشه!!‬
‫نظر ريكس إليه يُكمل‪ :‬ألنه من النادر أن يجدوا مريضا ً يرضى بالتجارب لذا يبحثون عن‬
‫الشخص ال ُمناسب ويحقنونه بالمرض ومن ثُم يجرون التجارب عليه‪..‬‬
‫آلبرت بحده‪ :‬ما هذا ال ُهراء الذي تتفوه به ؟!!!‬
‫لم يُعلق ريكس فشد آلبرت على أسنانه والصدمة أوقفت عقله تماما ُ!!‬
‫ال يُمكنه إستيعاب هذا!!‬
‫األمر صاد ٌم للغايه ‪ ،‬لم يتخيل أن يكون ُهناك وحوشا ً كهؤالء على سطح هذه األرض‪..‬‬
‫إنهم حتى قريبين منه كفاية!‬
‫آن واحد‪..‬‬ ‫رعب في ٍ‬‫األمر صادم و ُم ٌ‬
‫تعرف كل هذا وتصمت ؟!!! ال تفعل شيئا ً ؟ ترى‬ ‫ُ‬ ‫ب شديد وهو يقول‪ :‬وأنت‬‫شعر بغض ٍ‬
‫األشخاص يموتون دون أن تفعل لهم شيئا ً ؟!!‬
‫إنزعج ريكس يقول‪ :‬وماذا أفعل ؟ جميع من وافق على التجارب كانوا فُقراءا ً أغراهم المال !!‬
‫لقد وافقوا وهم يعرفون العواقب فكيف أُقنعهم بعكس هذا ؟!! جربتُ مرةً دفع مال أكبر‬
‫ليتنازلوا ولكنهم طمعوا وأخذوا مالي ومالهم ووافقوا على التجارب !! إن كانوا حمقى فلما أنا‬
‫من يتحمل حماقتهم ؟‬
‫آلبرت‪ :‬أوقف جينيفر عند حدها!!‬
‫ريكس‪ :‬ال تتذاكى علي وأنت لم تستطع فعلها ! تلك المرأة ُمرعبة ‪ ،‬إن أرادت تطويقك فستفعل‬
‫وستمنعك عن إتخاذ اي قرار ‪ ..‬صدقني لو كُنتُ أعلم أن األمر سيصل لكين ألوقفتها قبل فعلها‬
‫ولكني لم أكن أتخيل هذا أصالً!!‬
‫آلبرت‪ :‬طوقتك بماذا بالضبط ؟!!!‬
‫أشاح ريكس بوجهه عنه وأسرع بالسيارة فشد آلبرت على أسنانه والغضب بداخله يزداد على‬
‫جينيفر‪..‬‬
‫يُريد رؤيتها حاالً ‪ ،‬يُريد قتلها!!‬
‫إمرأةٌ مثلها عليها أن تموت‪..‬‬
‫تحدث ريكس بهدوء يقول‪ :‬عليك حمايته جيدا ً ‪ ،‬سأُقابل جان غدا ً وسأحرص على أن يجد‬
‫طريقةً ليتخلص كين من السموم التي بجسده ‪ ،‬لم يكن المرض وراثيا ً أو طبيعيا ً بل أتى بفعل‬
‫فاعل ‪ ،‬البد من وجود طريقةً ليتخلص منه قبل أن يستوطن جسده ويتمكن منه ويُصبح أبديا ً‪..‬‬
‫سخريه يقول‪ :‬يالك من لطيف ‪ ..‬وهل سيستمع لك ذاك المتوحش اآلخر ؟‬ ‫إبتسم آلبرت ب ُ‬
‫لم يُجبه ريكس‪..‬‬
‫ألنه يعلم بأن جان لن يستمع إليه إال لو طلب شيء بال ُمقابل‪..‬‬
‫يشعر بأن ما حدث مع كين غلطته لذا سيُعطيه ال ُمقابل الذي يُريده‪..‬‬
‫أيا ً كان‪..‬‬

‫***‬

‫‪5:17 pm‬‬

‫دخلت الى الشقة وأغلقت الباب خلفها‪..‬‬


‫ت ُمرتفع‪ :‬هل أنتَ نائم ؟‬ ‫جلست تُنزل حذائها عند الباب وهي تقول بصو ٍ‬
‫أنتظرك‪..‬‬
‫ُ‬ ‫جائها صوته قريب منها يقول‪:‬‬
‫رفعت رأسها ُمتفاجئه لتجده يقف يُكتف ذراعيه ويبدو وكأنه سيفقد أعصابه في أي لحضه‪..‬‬
‫إبتسمت تقول بإعتذار‪ :‬لقد طال موعدي مع ثيو قليالً ‪ ،‬آسفةٌ على هذا‪..‬‬
‫رفع حاجبه وإنحنى يقول‪ :‬هل تعلمين بأني رسام ؟ وبأني بالفعل بدأتُ برسمك قبل عدة أسابيع‬
‫‪ ،‬صدقيني أول شيء سأفعلُه حال عودتي الى المنزل هو قطع تلك الورقة ورميها في القُمامه‬
‫ألنك ال تستحقين‪..‬‬
‫غاضب بالفعل‪..‬‬
‫ٌ‬ ‫ومن ثُم دخل فهمست‪ :‬واااه هو‬
‫دخلت وإتجهت ُمباشرةً الى المطبخ ‪ ،‬صنعت كوبا قهو ٍة من أكياس القهوة سريعة التحضير‬
‫ومن ثُم ذهبت إليه وقدمت له كوبا ً وهو يجلس على األريكة يُقلب في التلفاز‪..‬‬
‫تعتذر إليك بكوب قهوه ‪ ،‬كُن لبقا ً وإقبل‬ ‫ُ‬ ‫جلست على األريكةُ األُخرى تقول‪ :‬هيّا أُختك الكُبرى‬
‫إعتذارها‪..‬‬
‫تجاهلها وهو بالفعل غاضب!‬
‫تُخبره صباح اليوم بمعلوم ٍة صادمه وتجعله يُفكر فيها طوال اليوم وتتركه دون شرح‪..‬‬
‫إنه بحق ُمنزعج‪..‬‬
‫إبتسمت تقول‪ :‬هيّا توقف ‪ ،‬كُن لبقا ً معي ‪ ،‬بهذه الطريقة لن تقع الفتيات ب ُحبك‪..‬‬
‫لم يوليها أي إهتمام فبقيت تنظر إليه لفتره ثُم قالت‪ :‬أخاك ُهنا بستراسبورغ ‪ ،‬يُمكنني جعله‬
‫يأتي هو بنفسه ويُصلح بيننا ما رأيُك ؟‬
‫نظر إليها بهدوء ثُم قال‪ :‬ولما لم يُخبرني والدي عنه قط ؟!!!‬
‫حرك هاتفه يُكمل‪ :‬أتعلمين أني بالكاد منعتُ نفسي من اإلتصال به وسؤاله‪..‬‬
‫رين‪ :‬آسفه حقا ً ‪ ،‬كان من ال ُمفترض أن أعود ُمبكرا ً ‪ ،‬آسفه لهذا‪..‬‬
‫خ ال أعلم عنه ؟‬ ‫هز رأسه دون تعليق على هذا وقال‪ :‬وكيف لي أ ٌ‬
‫رين‪ُ :‬ربما زوج والدتك السابق على عداو ٍة مع والدك ولهذا لم يُخبرك ‪ ،‬بعض األحيان ال ِكبار‬
‫التصرفات من مصلحتنا بينما هي ليست كذلك‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫يُفكرون بأن هذه‬
‫مارك‪ :‬ولكنه تصرف قاسي ٍ من والدي‪..‬‬
‫رين‪ :‬أعلم‪..‬‬
‫مارك‪ :‬وأمي لما لم تُخبرني ؟‬
‫وربما تعلم ولكن والدك طلب منها أال تفعل‪..‬‬ ‫هزت رين كتفها تقول‪ :‬ربما ال تعلم ‪ُ ،‬‬
‫صمت لفترة ثُم سألها‪ :‬كم يكبُرني ؟‬
‫رين‪ :‬امم ُربما بعشر سنوات ؟‬
‫دُهش وقال‪ :‬إذا ً أكبر منك أيضا ً ! هو بالغ اآلن!‬
‫هزت رأسها فقال مارك‪ :‬ولما لم يُفكر برؤيتي طوال هذه السنوات ؟!!‬
‫رين‪ :‬ألنه لم يكن يعرف عنك أصالً ‪ ،‬ضن كما ضننتَ أنت بأنه ولد والدته الوحيد‪..‬‬
‫شعر مارك بالضيق ‪ ،‬ال يعرف هل عليه أن يكون سعيد لكونه يملك إخوة أخيرا ً أو يشعر‬
‫بالضيق لكُل تلك السنوات الماضيه التي عاشها وحيدا ً دون إخوه‪..‬‬
‫ال يعلم من يلوم ‪ ،‬يلوم نفسه ألنه لم يسأل ولو لمره أو يلوم والده ألنه خبأ عنه هذه الحقيقة‬
‫أو يلوم أمه المتوفية التي لم تُخبر ولدها األكبر عنه ‪ ..‬أو حتى يلوم هذا األخ الذي لم يبحث‬
‫خلف والدته وعن إمكانية كونها أنجبت من زوجها الثاني ؟!!‬
‫بعد فتر ٍة من الصمت سألها بهدوء‪ :‬كيف حاله اآلن ؟‬
‫فكرت قليالً قبل أن تقول‪ :‬أكون كاذبةً لو قُلتُ لك بأنه بخير‪..‬‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬ولما ؟!! هل هو مريض ؟‬
‫رين‪ :‬ال أعلم ما يكون مرضه ولكنه مريض حقا ً‪..‬‬
‫صدم لهذا بينما أكملت بهدوء‪ :‬ويعيش حياته من أجل اإلنتقام وحسب حتى لو عنى هذا أن‬ ‫ُ‬
‫يتأذى ويرمي بنفسه الى الموت‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهه يقول‪ :‬ينتقم لماذا ؟!!‬
‫ستُخبره‪..‬‬
‫هو ليس طفالً‪..‬‬
‫ربما عندما تُخبره كُل شيء عن ريكس ينسى حقده القديم تجاه هذه العائله ويتقبله‪..‬‬
‫عليه أن يعرف بأن أخاه لم يعش حياةً سعيدةً كما كان يضن‪..‬‬
‫كاف ! ال تُريد أن يكرهه أخاه أيضا ً!‬ ‫ما يعيش فيه ريكس ٍ‬
‫أجابته‪ :‬من كُل شيء ‪ ،‬من الحياة التي لم تكن جيدةً معه ‪ ،‬من االشخاص السيئين الذين أنهوا‬
‫حياة والدتكما مبكرا ً ‪ ،‬حياته ُمتخبطه‪.......‬‬
‫صمتت لفترة تُفكر بكالم ثيو معها هذا اليوم بعدما أخبرته كُل شيء عن مارك‪..‬‬
‫أطلب منك معروفا ً ؟‬ ‫ُ‬ ‫نظرت الى مارك وقالت‪ :‬هل‬
‫عقد حاجبه فقالت‪ :‬أرجوك ‪ ،‬ال تكرهه ‪ ،‬ال تلمه على أي شيء ‪ ،‬الكُل بالفعل يلومه فال تفعل‬
‫أنتَ أيضا ً‪..‬‬
‫لم يقل شيئا ً ‪ ،‬فللتو إستوعب بأنه قام بلومه بالفعل‪..‬‬
‫ولربما كان سيصرخ بوجهه حال رؤيته ويُحمله سبب غيابه عنه طوال السنين الماضيه‪..‬‬
‫أجابها بهدوء‪ :‬لن أفعل‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬حسنا ً حان وقت الصدمه‪..‬‬
‫قريب منك‬
‫ٌ‬ ‫شخص تعرفه ‪ ،‬كان‬ ‫ٌ‬ ‫عقد حاجبه ونظر إليها وهو ال يفهم ما قصدته فقالت‪ :‬أخاك‬
‫طوال الوقت‪..‬‬
‫مارك‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫أتعرف ريكس ؟ الذي بالفيال بجاور منزلك السابق ؟ أجل هو‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫رين‪:‬‬
‫إتسعت عيناه من الصدمه للحض ٍة قبل أن يعقد حاجبه ويقول بإستياء‪ :‬أتسخرين مني ؟‬
‫رين‪ :‬كال ‪ ،‬هو ليس ولد جينيفر إن كُنتَ تضنُّ ذلك ‪ ،‬والدته هي زوجة آليكسندر السابقه ‪،‬‬
‫والدته هي آليس ‪ ..‬والدتُك‪..‬‬
‫ت تُمازحينني‪..‬‬‫عادت الصدمة تعلو مالمحه وهو يقول‪ :‬لن أُسامحك إن كُن ِ‬
‫رين‪ :‬لستُ كذلك‪..‬‬
‫مارك بحده‪ :‬بلى تُمازحينني !! هذا غير معقول!‬
‫تنهدت وهي ترى تعابير عدم التصديق تطغو مالمحه‪..‬‬
‫لطالما كره تلك العائله ‪ ،‬من الطبيعي أال يُصدق مثل هذه الحقيقه‪..‬‬
‫ت ال تُمازحيني فلما والدي يعمل لديهم ؟!! ألم تقولي بأن والدي ووالد أخي‬ ‫مارك‪ :‬إن كُن ِ‬
‫بينهما الكثير من المشاكل ؟!! إن كان كذلك فلما يعم ُل لديهم ؟!‬
‫رين‪ :‬قُلتُ ُربما يامارك إن كُنتَ ال تعلم ‪ ،‬اإلجابة لم تجدها لدي‪..‬‬
‫عندما قررت إخباره بنفسها تجنبت إخباره عن حقيقة والده‪..‬‬
‫هي ال تحتمل رؤية المزيد من الصدمات عليه‪..‬‬
‫تُشفق لحاله كثيرا ً‪..‬‬
‫إعتراض آخر فوجه رين لم‬
‫ٍ‬ ‫في حين كان اإلستنكار التام يمأل مالمحه ولم يقوى على قول أي‬
‫يكن بوجه الشخص الساخر على اإلطالق‪..‬‬
‫إنها تعي ما تقوله ولكن ال يُمكنه اإلستيعاب‪..‬‬
‫ريكس ‪...‬؟‬
‫ال يُمكنه إستيعاب كونه أخاه األكبر‪..‬‬
‫األمر غريب وصادم‪..‬‬‫ُ‬

‫***‬

‫‪6:58 pm‬‬

‫أوقف سيارته في هذا الحي الهادئ وأطفئها وهو ال يزال بداخلها‪..‬‬


‫أشعل لنفسه سيجارةً ووضعها بين شفتيه فالتفكير أرهقه كثيرا ً‪..‬‬
‫دقائق حتى الحظها تقف على الرصيف ال ُمقابل ‪ ،‬ضغط بوق السياره فإنتبهت إليه وقطعت‬
‫الشارع تتقدم منه‪..‬‬
‫فتحت الباب ال ُمجاور له وركبت تقول‪ :‬مرحبا ً‪..‬‬
‫ت الكثير من الوقت‪..‬‬ ‫نظر إليها بهدوء ثُم قال‪ :‬هل أنهيتي ضروفك الخاصة كُلها ؟ لقد أخذ ِ‬
‫تنهدت تقول‪ :‬ر ّحب بي على األقل‪..‬‬
‫بعدها ظهر اإلنزعاج على مالمحها تُكمل‪ :‬ورائحة الدُخان سيئه ‪ ،‬أطفئها لو سمحت‪..‬‬
‫ضغط أحد األزرار وفُتحت نافذة السيارة التي باألعلى يقول‪ :‬لن تُزعجك اآلن‪..‬‬
‫رين‪ :‬لما تُهمل صحتك هكذا ؟ أال ي ُهمك جهازك التنفسي ؟‬
‫ت ذكرياتك أو ذكريات نصائح برامج األطفال بالتلفاز ؟‬ ‫رد عليها ببرود‪ :‬هل إستعد ِ‬
‫تنهدت بيأس وقالت‪ :‬وأيضا ً لما لم تُخبرني بأننا تقابلنا ُمسبقا ً ونحنُ أصغر سنا ً ؟‬
‫عقد حاجبه يقول‪ :‬من ؟‬
‫رين‪ :‬أنا وأنت‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬ال أتذكر‪..‬‬
‫رين‪ :‬أنا تذكرتُ هذا‪..‬‬
‫ت أكثر بشاع ٍة لهذا ال أتذكرك‪..‬‬ ‫ريكس‪ :‬حسنا ً لم أتغير منذُ طفولتي ‪ ،‬بالنسبة إليك ُربما كُن ِ‬
‫األمر صعب الى هذه الدرجه ؟‬ ‫ُ‬ ‫ت لطيفه ؟ هل‬ ‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬أال يُمكنك أن تختر كلما ٍ‬
‫ت للبروفيسور ؟‬ ‫ريكس‪ :‬ماذا فعل ِ‬
‫دُهشت من سؤاله ال ُمفاجئ هذا وقالت‪ :‬ماذا تقصد ؟‬
‫ريكس‪ :‬إنه يُرسل األعضاء للبحث خلفك وقتلك‪..‬‬
‫سخريه تقول‪ :‬وما الجديد ؟‬ ‫إبتسمت ب ُ‬
‫سخريه ؟ ماذا لو هذه المرة سيقتُلك من أرسله ؟‬ ‫نظر إليها بهدوء قبل أن يقول‪ :‬لما تقوليها ب ُ‬
‫رين بثقه‪ :‬لن يحدث ‪ ،‬البروفيسور لن يجرؤ على قتلي مالم يحصل على ما أملكه‪..‬‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً ماذا لو أرسل شخص يعرفك جيدا ً ويُراقبك دائما ً وسيقتُلك بعدما يحصل على ما‬
‫تملكينه ضد البروفيسور ! ماذا ستفعلين حينها ؟‬
‫ق ألجلي ؟!‬‫إبتسمت تقول‪ :‬لما تُريدني أن أشعر بالحذر ؟ هل أنتَ قل ٌ‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬يقول المثل إحذر عدوك مره وإحذر صديقك ألف مره ‪ ..‬عليك أن تكوني حذرةً‬
‫من الجميع خاصةً أصدقائك‪..‬‬
‫نظرت إليه لفترة ثُم قالت‪ :‬كيف عرفتَ هذا ؟‬
‫عقد حاجبه فأوضحت قصدها قائله‪ :‬كيف عرفتَ عن تحالفي مع ثيو ؟‬
‫ت أني أقصد ثيو ؟‬ ‫رفع حاجبيه للحضة ثُم قال‪ :‬وكيف خمن ِ‬
‫علم بعالقتنا ‪ ،‬لم أكن أضن بأنه‬ ‫رين‪ :‬ومن غيره ؟ لقد كان ُمحقا ً ‪ ،‬أخبرني بأن دارسي على ٍ‬
‫سيُخبر الجميع‪..‬‬
‫فقد ريكس أعصابه وأطفأ السيجارة يقول بهدوء‪ :‬رين أنا ال أقصد ثيو‪..‬‬
‫تعجبت من كالمه فرفع نظره إليها يقول‪ :‬أقصد نفسي ‪ ،‬ماذا لو كان إنتقامي وإكتمال هدفي‬
‫مرهونٌ بقتلك فماذا ستفعلين ؟‬

‫‪End‬‬

‫نلتقي بالبارت القادم ولو مشي ع حسب تفكيري حيكون طوييييل وحتجلطكم القفله‬
‫كونوا ُمستعدين‪XD‬‬
‫‪Part 66‬‬

‫"يجب أن ال نبكي على أحبائنا ‪ ،‬إنها رحمة أن نفقدهم بالموت و ال نفقدهم و هم أحياء"‬
‫‪-‬مونتسكيو‪-‬‬

‫ت أني أقصد ثيو ؟‬ ‫رفع حاجبيه للحضة ثُم قال‪ :‬وكيف خمن ِ‬
‫علم بعالقتنا ‪ ،‬لم أكن أضن بأنه‬ ‫رين‪ :‬ومن غيره ؟ لقد كان ُمحقا ً ‪ ،‬أخبرني بأن دارسي على ٍ‬
‫سيُخبر الجميع‪..‬‬
‫فقد ريكس أعصابه وأطفأ السيجارة يقول بهدوء‪ :‬رين أنا ال أقصد ثيو‪..‬‬
‫تعجبت من كالمه فرفع نظره إليها يُكمل‪ :‬أقصد نفسي ‪ ،‬ماذا لو كان إنتقامي وإكتمال هدفي‬
‫مرهونٌ بقتلك فماذا ستفعلين ؟‬
‫بقت عيناها ُمعلقتان بعينيه الجادتين لفتره قبل أن تبتسم قائله‪ :‬لم أضنك تُجيد إلقاء النُكات‬
‫هكذا‪..‬‬
‫لم يُعلق بل بقيت نظرته الحادة ذاتها على وجهه فإختفت إبتسامتها تدريجيا ً وشيء من القلق‬
‫غزا صدرها فهو يبدو جادا ً حقا ً بجملته‪..‬‬
‫ت مرت قبل أن تنطق أخيرا ً قائله‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬حينها سأُقنعك بالعدول عن ذلك‪..‬‬ ‫فترة صم ٍ‬
‫ريكس‪ :‬كيف ؟‬
‫أجابته بهدوء‪ :‬إن كانت هذه أوامر البروفيسور فليس عليك إطاعتها حتى لو عنى هذا أن‬
‫ينقلب عليك ‪ ،‬أيامه باتت معدوده ‪ ،‬ليس عليك أن تبقى بجانبه ‪ ،‬تُريد أن تُكمل هدفك باإلنتقام‬
‫ممن قتلوا والدتك ؟ ألم تُفكر بأني قد أعرف من فعلها ؟ ريكس ‪ ...‬أترك جانبه ‪ ،‬أترك ال ُمنظمة‬
‫طرق صحيحه ‪ ،‬ليس عليك أن تحترف اإلجرام لتصل الى‬ ‫كُلها ‪ ،‬حقق إنتقامك بإستخدام ُ‬
‫ُمبتغاك ‪ ،‬ليس عليك أن تقتُل بريئا ً لتنتقم لوالدتك‪..‬‬
‫بقي ينظر إليها لفتر ٍة قبل أن يبتسم ُمعلقاً‪ :‬أجعل رئيس ُمنظم ٍة ضخمةً عدوا ً لي ألن فتاةً‬
‫تصغُرني بعدة سنوات طلبت ذلك ؟ هل ترين هذا ُمقنعا ً ؟‬
‫رين‪ :‬أجل هذا ُمقنع ‪ ،‬ما دامت هذه الفتاة تمتلك عدة وسائل للتغلّب عليه ‪ ،‬يكفي بأن الشخص‬
‫الذي أمضى فترة طويلة بالبحث عنه معي ‪ ،‬هو ال يستطيع أن يقتُلني ‪ ،‬وأُراهن بأنه أرسلك‬
‫أنت بالذات ألنك تعرفني ‪ ،‬أُراهن بأنه طلب منك أن تجد الشخص الذي معي أوالً ثُم تقتُلني ‪،‬‬
‫ودعني أُراهن أيضا ً ‪ ...‬هو لم يخبرك من يكون هذا الشخص صحيح ؟ ألنه إبنه من آليس ‪،‬‬
‫ألنه أخاك وبالتاكيد كُنتَ ستتردد لو قال لك هذا لذا أخفاه عنك‪..‬‬
‫هذا ما كان يضنه ريكس طوال الوقت ولهذا تحدث معها في بادئ األمر‪..‬‬
‫سألها بهدوء‪ :‬وكيف عرف ؟‬
‫رين‪ :‬لم أكن أُريد أن يعرفوا ‪ ،‬أردتُ أخذه وإخفائه ولكنهم سبقوني إليه ‪ ،‬حارس فيال جينيفر‬
‫هو أحد رجالهم ‪ ،‬حالما رأيتُه تعرفتُ إليه فلقد رأيته مرةً من قبل ‪ ،‬كانوا يُراقبونه لذا ما كان‬
‫علي سوى أخذه بعيدا ً عن أنظارهم وإعالن كوني من أخذه حتى أضمن بال ُمقابل أني لن أموت‬
‫‪..‬‬
‫ت ستتخلين عنه فورا ً صحيح ؟‬ ‫ريكس‪ :‬إذا ً إستخدمتِه كسالح ! لو خيروك بال ُمقابل بشقيقتك كُن ِ‬
‫صدمت من كالمه وقالت بإنفعال‪ :‬قطعا ً لم أكن ألفعلها ‪ ،‬حتى وعمي ُمنهار أمامي على‬ ‫ُ‬
‫مشارف الموت لم أفعلها !!! أنا لستُ حقيرةً وال تُفكر بي هكذا ! لم أكن يوما ً من يؤذي بريئا ً‬
‫ألجل نفسه ومصلحته‪..‬‬
‫ريكس بهدوء‪ :‬ولكنه إبنه لذا لن يؤذيه على اإلطالق ‪ ،‬صدقيني عندما توضعين في ذلك‬
‫الموقف ستتخلين عنه وستُهونين األمر على نفسك بقولك أنه والده وسيهتم به‪..‬‬
‫اإلنفعال بداخلها يكاد ينفجر وهي ال تُصدق لما نظرته سيئه للغايه تجاهها!!‬
‫لما يقول هذا الكالم لها ؟؟‬
‫لما منه هو ؟!‬
‫ردت عليه قائله بحده‪ :‬ال تُقارني بك ! إن كُنتَ ستفعلها فأنا لن أفعلها‪..‬‬
‫ت تُهاجميني اآلن ؟‬ ‫سخريه‪ :‬بدأ ِ‬
‫ريكس ب ُ‬
‫رين‪ :‬إذا ً من ال ُمفترض أن أبقى صامته وأنت تتهمني بأمور ال أفعلُها ؟‬
‫ريكس‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أين هو اآلن ؟‬
‫رين‪ :‬أخاك ؟ لم أعد أرغب بإخبارك ‪ ،‬أنتَ لستَ أهالً للثقة‪..‬‬
‫ت قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬علي فقط البحث عنه في هذه المنطقه ‪ ،‬أُراهن بأنه بأحد‬ ‫إبتسم للحضا ٍ‬
‫المنازل التي في هذا الحي‪..‬‬
‫رين‪ :‬اتمنى لك التوفيق في بحثك اليائس هذا‪..‬‬
‫وبعدها حل الصمت بينهما لفتر ٍة قصيره قبل أن تقطعه رين قائله بهدوء‪ :‬ريكس ‪ ،‬أنا ال‬
‫أُصدقك‪..‬‬
‫نظر إليها لتُكمل بهدوء‪ :‬إن كُنتَ تضع ال ُمنظمة كأولويتك القُصوى لتخليتَ عني عندما ظهر‬
‫ذاك ال ُمغتال أمامي في الحديقه ‪ ،‬ساعدتني وأنت تُدرك العواقب ‪ ،‬ريكس ‪ ..‬لو حقا ً أردتَ قتلي‬
‫لما قُلت لي هذا من البداية ‪ ،‬لسألتني عن أخاك أوالً ومن ثُم قتلتني دون أن أعرف ‪ ،‬لكنك ال‬
‫تُريد ولهذا أخبرتني‪..‬‬
‫إبتسم بهدوء يقول‪ُ :‬ربما ألني لستُ شخصا ً وغدا ً يقتُل بالغدر ولهذا أردتُ إعالمك أوالً لتكون‬
‫حربا ً عادله‪..‬‬
‫نظرت الى عينيه ُمباشرةً قائله‪ :‬الشخص الذي جرب فقدان عزيز وعاش تحت وطأة هذا األلم‬
‫سيكون أرحم من الجميع ‪ ،‬ذِقتَ الفقد في حياتك مرةً لذا يستحيل أن تجعل غيرك يذوقه أيضا ً‬
‫ي ياريكس ‪ُ ،‬ربما كان هذا ُمتأخرا ً ولكني اآلن أصبحتُ أفه ُمك جيدا ً ‪ ..‬ال يُمكنُك‬ ‫‪ ..‬ال تكذب عل ّ‬
‫ِخداعي‪..‬‬
‫لم تُزح ناظريها عن عينيه الهادئتين اللتان لم تستشعر فيهما أي شيء‪..‬‬
‫ثوان حتى قال بهدوء‪ :‬هذا ما قصدتُه بأن تحذري صديقك ألف مرة ‪ ،‬ال تُفرطي بالثقة بي يا‬ ‫ٍ‬
‫رين‪..‬‬
‫ق بك‪..‬‬‫رين‪ :‬سأفعل ألني كما قُلتُ لك أصبحتُ أفهمك ولهذا أث ُ‬
‫أشاح بنظره عنها ينظر الى الشارع الفارغ إال من عجوزتان تمشيان وتتبادالن الحديث‪..‬‬
‫ث قائله‪ :‬أتذكر ذلك الملف الذي‬ ‫مرت فترة الصمت بينهما لدقائق قبل أن تبدأ رين بالحدي ِ‬
‫يدي ثيو اآلن والذي تخلصوا منه هو ُمزيف ليس إال ‪ ،‬البروفيسور‬ ‫طاردوني ألجله ؟ إنه بين ّ‬
‫مشغول البال بإبنه وإبنه معي ‪ ،‬ثيو يملك جاسوس قوي بداخل المنظمه ال يُمكنك حتى توقع‬
‫من يكون ‪ ،‬كُل شيء في صالحنا ‪ ،‬نحنُ ال ِكفة األقوى ‪ ،‬كُل امبراطورية إجراميه ولها نهايه‬
‫خير مثال ‪ ،‬قد تتفاجئ بأن بعضهم كانت نهايتهم بسيطه للغايه ! القوة‬ ‫وقصص السابقين ُ‬
‫ليست كُل شيء ‪ ..‬أتركهم يا ريكس وتعال الى جانبي ‪ ،‬إن كُنا نحن الثالثه فمعركتُنا ضدهم‬
‫ناجحه ‪ ،‬صدقني‪..‬‬
‫سخريه‪ :‬لما تُخبريني بهذه التفاصيل الحساسه ؟ أال تخشين أن أُخبرها لهم ؟ ألن‬ ‫سألها ب ُ‬
‫يغضب ثيو إن علم أنك أخبرتني ؟‬
‫رين‪ :‬أخبرتُك أني أثق بك ‪ ،‬وال يعلم ثيو بهذا ولكني سأُخبره ‪ ،‬سيغضب بالتأكيد وهذا شيء‬
‫يُسعدني فما ِزلتُ غاضبةً منه‪..‬‬
‫صمتت قليالً وبداخلها الكثير من المشاعر ال ُمتضاربه التي لم تُحددها بعد ولم تتأكد من ِصدقها‬
‫حتى!!‬
‫ولكن كعادتها ‪ ،‬تقول مافي قلبها ُمباشرةً!‬
‫نظرت إليه تقول بهدوء‪ :‬فكر بكالمي جيدا ً ‪ ،‬أنا أُحبك لهذا ال أُريد أن أستمر في رؤيتك تودي‬
‫بنفسك الى الهاويه‪..‬‬
‫إتسعت عيناه للحضه من الدهشه في حين أكملت‪ :‬ال تُلقي لكالمي أي بال ‪ ،‬قُلتُه ألني لم أكن‬
‫أُريد منه أن يبقى بداخلي ‪ ،‬ال اُرغمك على الرد ‪ُ ،‬كل ما أًريده منك اآلن هو أن تختار طريقك‬
‫جيدا ً‪..‬‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬واآلن لنُغير حديثنا ‪ ،‬أُريد منك ِخدمه فهل تفعلها ألجلي ؟‬
‫بقي ينظر إليها لفتر ٍة قبل أن يُجيب‪ :‬ماذا ؟‬
‫رين‪ :‬أُريد زيارة فيال جينيفر ‪ ،‬وحبذا لو إدريان وإليان ُهناك ‪ ،‬أريد شُكرهم‪..‬‬
‫ُ‬
‫ريكس‪ :‬أال تعرفين الطريق ؟‬
‫هزت رأسها نفيا ً تقول‪ :‬لم أطلب منك ألني ال أعرف الطريق ‪ ،‬ألني أردتُ منك أوالً أن تُخبرني‬
‫بنفسك من تكون جينيفر بالضبط‪..‬‬
‫عقد حاجبه لتُكمل‪ :‬إنها لطيفه وطيبه وهذا ما تُظهره لي فقط ‪ ،‬ولكن الجميع يقول عكس ذلك‬
‫‪ ،‬كالم استيال عنها يتردد في داخلي حتى هذه اللحضه ‪ ،‬لن يكرهها أبناء عمك من دون سبب‬
‫‪ ،‬قالت استيال شيئا ً كـ أنك أيضا ً تكرهها ‪ ،‬لذا هل لك أن تُسدي لي معروفا ً وتُخبرني عمن‬
‫تكون هذه المرأه ؟‬
‫ريكس‪ :‬وما ال ُمقابل ؟‬
‫كشرت في وجهه هامسه‪ :‬بخيل‪..‬‬
‫ثُم اكملت‪ :‬سأتراجع عم كالمي وسأُخبرك كُل شيء عن أخاك ‪ ،‬وعن مكانه ‪ ،‬إنه شخص قد‬
‫رأيتَه من قبل عدة مرات‪..‬‬
‫ظهرت الدهشة في عينيه يقول‪ :‬عفوا ؟‬
‫إبتسمت وقالت‪ :‬ماذا ؟ أصبحتَ أكثر تشوقا ً لمعرفة من يكون صحيح ؟ أخبرني عن جينيفر‬
‫أوالً وسأُخبرك كُل شيء عنه‪..‬‬
‫ت ال تكذبين ؟‬ ‫بقي ينظر إليها لفتره قبل ان يسأل‪ :‬أن ِ‬
‫رين‪ :‬أُقسم لك بأني ال أفعل‪..‬‬
‫ثوان مرت كان ير ُمقها فيها بهدوء ولكنها بالفعل جاده وهذا حيره أكثر وزاد الفضول بداخله‬ ‫ٍ‬
‫‪..‬‬
‫شغّل سيارته وحركها قائالً‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ماذا تُريدين أن تعرفيه بالضبط ؟‬
‫رين‪ :‬كُل شيء عن جينيفر‪..‬‬
‫أجابها‪ :‬إمرأة تزوجت والدي وهي ال تزال في التاسعة عشر من عمرها ‪ ،‬آنذاك كُنت بعامي‬
‫الثاني ‪ ،‬لم تأخذ الكثير من الوقت قبل أن تُنجب إدريان ‪ ،‬عائلتُها كانت تعرف عائلة والدي‬
‫لهذا عرفته وتقربت منه حتى تزوجها ‪ ،‬هل من تفاصيل أُخرى تُريدينها ؟‬
‫إنزعجت تقول‪ :‬تستفزني صحيح ؟‬
‫ت معرفة كُل شيء عنها‪..‬‬ ‫ت طلب ِ‬‫إبتسم ُرغما ً عنه يقول‪ :‬أن ِ‬
‫رين‪ :‬ليس هذا ما أعنيه ! حسنا ً سأكون واضحةً أكثر ‪ ،‬لما تكرهها استيال ؟‬
‫ريكس‪ :‬إسألي استيال نفسها‪..‬‬
‫ضبطت أعصابها وقالت‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬مانوع عالقتك بجينيفر ؟‬
‫ريكس‪ :‬زوجة والدي ‪ ،‬أي والدتي بالقانون‪..‬‬
‫إبتسمت رين تقول‪ :‬شُكرا ً على المعلومات ‪ ،‬جرب إسألني عن أخاك وصدقني إجابتي ستكون‬
‫ُمستفزه ‪ ،‬سأردد عليك معلومة أنه أخاك وأنه إبن آليس وأنه إبن البروفيسور‪..‬‬
‫ضحك ُرغما ً عنه ضحكةً قصيره في حين أشاحت بنظرها تنظر الى الخارج عبر النافذه‪..‬‬
‫ثوان حتى تحدث قائالً‪ :‬ألنها أخذت مكان والدتي ‪ ،‬كانت تحوم حول والدي قبل أن ينفصال‬ ‫ٍ‬
‫والداي لذا الكُل يكرهها ‪ ،‬الكُل يُقارنها بوالدتي لهذا نشبت العداوة بينهما بين جينيفر وأبناء‬
‫عمي‪..‬‬
‫إلتفتت رين إليه تقول ‪:‬ولكنها تزوجت والدك وأنت بعامك الثاني ‪ ،‬كانوا ِصغارا ً فكيف يتذكرون‬
‫والدتك ؟‬
‫ريكس‪ :‬حتى لو إنفصل والداي فهي تزورني دائما ً وقد أحبها الجميع ‪ ،‬لذا عندما كبرتُ قليالً‬
‫وأصبحتُ أذهب لزيارتها كانوا يأتون معي دائما ً ‪ُ ،‬ربما إنقطعت زيارتي لها لعام وأنا بعُمر‬
‫الخامسه ولكن استمرينا بعد ذلك قبل أن تختفي تماما ً وأنا بعامي الثامن‪..‬‬
‫قال ُجملته األخيره بهدوءٍ تام وسكت بعدها قبل أن يُكمل‪ :‬لهذا يعرفونها جيدا ً ‪ ،‬توفيت والدتهم‬
‫ُمبكرا ً لذا كانوا يرون والدتي وكأنها أ ُ ٌم لهم وخاصةً فرانس فلقد كان ُمتعلقا ً بها لدرجة أن‬
‫أعوام أو أكثر بقليل‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫حالته النفسية سائت كثيرا ً عند إعالن خبر وفاتها قبل عشر‬
‫أعوام كامله ؟‬‫ٍ‬ ‫لثمان‬
‫ِ‬ ‫نظرت إليه بهدوء قبل أن تقول‪ :‬هل تعرف لما ؟ لما إنقطعت عن زيارتك‬
‫فهذا كثير‪..‬‬
‫هز رأسه نفيا ً دون تعليق لتقول‪ :‬حسنا ً دعنا نتحدث باألهم ‪ ،‬عرفتُ سبب كُرههم لها ولكن‬
‫ماذا عن عالقتك أنتَ بها ؟ هل كُنتَ تراها سببا ً إلنفصال والديك ولهذا كرهتها ؟‬
‫ريكس‪ُ :‬ربما‪..‬‬
‫وصمت بعدها ‪ ،‬لم يُعطيها اإلجابة الوافية التي تُريدها‪..‬‬
‫سألته ُمجدداً‪ :‬هل تعرف عنها شيئا ً سيئا ً وتُخفيه عني ؟‬
‫لم يُجبها فبقيت تنظر إليه لفتره ثُم قالت‪ :‬هل تعرف لما كانت تعتني بي بلطف إن كانت سيئةً‬
‫هكذا ؟‬
‫أجابها‪ :‬إسألي فرانس أُراهن أنه يعرف‪..‬‬
‫هزت رأسها هامسه‪ :‬ينبغي علي ذلك‪..‬‬

‫بعد فترة صمت طالت بينهما لدرجة أنه إقترب من فيال جينيفر تحدثت أخيرا ً تقول‪ :‬عُذرا ً ولكن‬
‫غيرتُ رأيي ‪ ،‬لن أذهب إليها‪..‬‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهه يقول‪ :‬عفوا ً ؟‬
‫أعرف كُل‬
‫ُ‬ ‫رين‪ :‬ال أُريد الذهاب وأنا لم أعرف من تكون جينيفر بالضبط ‪ ،‬لنؤجل هذا بعدما‬
‫شيء من فرانس‪..‬‬
‫أوقف سيارته على جانب الطريق يقول‪ :‬إذا ً ؟ تُريدين مني أخذك الى فرانس ؟‬
‫ق ذكي‪..‬‬ ‫إبتسمت تقول‪ :‬يالك من سائِ ٍ‬
‫ت ال تعلمين ففرانس يرقُد في المشفى‪..‬‬ ‫رفع حاجبه قبل أن يقول‪ :‬حسنا ً إن كُن ِ‬
‫إتسعت عيناها من الدهشة تقول‪ :‬لما ؟!!!‬
‫ريكس‪ :‬ال فِكرة لدي ‪ُ ،‬و ِجد بحال ٍة يُرثى لها داخل أحدى األماكن الغير مأهوله وفاق ٌد لوعيه‬
‫أيام تقريبا ً‪..‬‬
‫و ُمنذ ذلك اليوم لم يستفق بعد ‪ ،‬مر على ذلك أربعة ٍ‬
‫ال تُنكر أنها شعرت ببعض القلق‪..‬‬
‫مما فهمته منه أنه يعرفها ويعرف ب ُمشكلتها ‪ ،‬هل هذا يعني بأن ال ُمنظمة فعلوا له شيئا ً سيئا ً ؟‬
‫ال يسعها سوى التفكير بهذا‪..‬‬
‫رين‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬رجاءا ً ُخذني إليه أود رؤيته‪..‬‬
‫ت تتصرفين بأريحي ٍة ُمبال ٌغ فيها معي ؟‬ ‫حرك سيارته يقول‪ :‬أولس ِ‬
‫رين بإبتسامه‪ :‬أخبرتُك أني أثق بأنك لن تقوم بقتلي لذا ما المانع في التصرف بأريحيه ؟‬
‫رفع حاجبه ثُم نظر الى األمام دون أي تعليق‪..‬‬

‫***‬

‫‪February14‬‬
‫‪8:20 am‬‬

‫إنه يوم ال ُحب العالمي‪..‬‬


‫وإدريان كعادته كُل عام يتحمس لهذا اليوم كثيرا ً ألن هذا يعني حصد المزيد والمزيد من‬
‫الهدايا من ِقبل ال ُمعجبين‪..‬‬
‫غرفته الخاصه في وسط المؤسسة الترفيهيه ينظر الى الكم الهائل من‬ ‫فهاهو اآلن يقف في ُ‬
‫الهدايا الذي كان ينتظره‪..‬‬
‫ولن تتوقف هذه الهدايا قبل أن تدق ساعة الثانية عشرة مساء اليوم‪..‬‬
‫تحدث من بجانبه ُمعلقاً‪ :‬لما السعادة تعلو ُمحياك وكأنها المرة األولى التي تتلقى فيها الهدايا ؟‬
‫إدريان‪ :‬يارجل ما أجمل أن تُسعد ألتفه األمور فهذا يصنع لحياتك معنى ‪ ،‬لستُ ممن يمل‬
‫األشياء بسرعه‪..‬‬
‫بعدها جلس على الكُرسي وقلّب في رسائل ال ُمعجبين واحدا ً تلو اآلخر وإنغمس فيها حتى‬
‫قاطعه صوتٌ يقول بهدوء‪ :‬واو كُل هذا ؟‬
‫عقد حاجبه وإلتفت الى الخلف ليتفاجئ بوجود كاتالين التي لم يرها ُمنذ ُمده بسبب إنشغاالتها‬
‫الفترة األخيره حتى أصبحت تكا ُد ال تُرى في ال ُمؤسسه‪..‬‬
‫تحدث يقول لها‪ :‬اهالً‪..‬‬
‫رفعت نظرها إليه والى كم الرسائل التي فتحها وقالت‪ :‬أحقا ً إدريان ؟ تُتعب نفسك من أجل‬
‫ت ال تعرف من أرسلها حتى ؟‬ ‫كلما ٍ‬
‫إلتفت يُكمل قراءه بقية الرسالة وهو يقول‪ :‬أجل كما تعب الشخص في كتابة رسالة يعلم بأني‬
‫لن أعرف بأنه من كتبها‪..‬‬
‫ُ‬
‫حيث يقرأ وتُردد‪...." :‬‬ ‫ظر الى‬‫تجاوزت بعض الهدايا التي على األرض حتى وصلت إليه لتن ُ‬
‫جميع الطوابع الثالثون جمعتها طوال السنة الماضيه ‪ ،‬أكملتُ ألبومي األول الخاص بك‬
‫وضممتُه الى مكتبتي المليئة بأقراص موسيقاك التي تُدفئ قلبي دائما ً ‪ ،‬صوتك أخرجني مرةً‬
‫ب ممرتُ بها ‪ ،‬عزيزي إدريان ‪ ...‬أنت ُمنقذي لهذا أنا أُحبك‪" ..‬‬ ‫من حالة إكتئا ٍ‬
‫ما إن أنهت الكلمة األخيره حتى ضحكت قائله‪ :‬حقا ً ؟!! أتقولها وهي جاده بها ؟!‬
‫أغلق الرسالة يقول بهدوء‪ :‬لما الضحك اآلن ؟‬
‫كاتالين‪ :‬ألنها فتاةً كاذبه ! تُنمق كلماتها هذه برسالة وأعجب من كونك تقرأها حقا ً ! هل تُعاني‬
‫الجفاف في حياتك الى هذه الدرجة كي تقرأ جميع رسائل ال ُحب هذه ؟!!‬
‫ت من قدومك ؟ لدي أطنان من الرسائل وال أُحبذُ قرائتها‬ ‫ترك الرسالة وقال‪ :‬حسنا ً ماذا أرد ِ‬
‫بوجودك‪..‬‬
‫سخرية من وجهها لتأخذ بعدها الرسالة وتُمزقها لنصفين مما جعل إدريان يقف‬ ‫إختفت ال ُ‬
‫بدهش ٍة من تصرفها!!‬
‫بحرف قائله‪ :‬ماذا ؟!! أستُشاجرني من أجل فتا ٍة ال تعرف شكلها وال‬ ‫ٍ‬ ‫تحدثت قبل أن ينطق‬
‫ً‬
‫عُمرها وال حتى ما إن كانت كتبت رسالة حقيقة أو سرقت كلماتها من اإلنترنت ؟! هل ستفعل‬
‫؟‬
‫لك‪..‬‬
‫ضبط أعصابه يقول‪ :‬ال يحق لك أن تمسي ماهو ليس ِ‬
‫شدت على أسنانها ومدت يدها تنزع رسالةً أُخرى وتُمزقها وعينيها على عيني إدريان قائله‪:‬‬
‫بلى يحق لي فهن من تطفلن أوالً على شيء ليس بملكا ً لهن‪..‬‬
‫أمسك يدها قبل أن تُمسك برسال ٍة ثالثه وقال بإستنكار‪" :‬ليس بملكا ً لهن" ؟ أصدميني وقولي‬
‫بأنك تضُنينني ملكٌ لك ؟‬
‫ذهبت العصبية من وجهها وسحبت يدها بهدوء من يده تقول بإبتسامه‪ :‬أنتَ تعلم ماذا يكون‬
‫اليوم ؟ إذا ً من ال ُمفترض أن تدعوني على عشاءٍ هذه الليله ‪ ،‬سأنتظر رسالتك‪..‬‬
‫صمت إدريان قليالً قبل أن يُجيبها‪ :‬سأقضي اليوم برفقة عائلتي‪..‬‬
‫كاتالين‪ :‬ركز عزيزي ‪ ،‬إنه يوم ال ُحب وليس يوم العائله‪..‬‬
‫إدريان‪ :‬أعلم وأنا أُريد تمضيته برفقة عائلتي‪..‬‬
‫نظرت إليه بهدوءٍ تام قبل أن تقول‪ :‬إنها فُرصتك األخيرة عزيزي ‪ ،‬فُرصتك لتعتذر لي عن كُل‬
‫شيء ‪ ،‬ال تجعلني أُدمر وجودك ُهنا فأنت ُو ِجدتَ ألجلي فقط وكاميل يتحملُك ألجلي فقط ‪ ،‬ال‬
‫تغتر بنفسك وإغتنم فُرصتك‪..‬‬
‫وبعدها غادرت وهو ينظر إليها بهدوءٍ تام‪..‬‬
‫سخريه هامساً‪ :‬ها أنا أدفع ثمن تمثيلي بهذه المسرحية الغبيه‪..‬‬ ‫إبتسم ب ُ‬
‫بكالم كاتالين‬
‫ِ‬ ‫ق في التفكير‬ ‫إلتفت وذهب الى نافذة الغُرفة ينظر الى األجواء الصافية وهو غار ٌ‬
‫‪..‬‬
‫ق بإيطارها‪..‬‬ ‫عقد حاجبه عندما لمح سيارته وبشيء ُمعل ٌ‬
‫إنها هديةً من ُمعجبةٌ من دون شك‪..‬‬
‫كيف تجاوزت سور موقف السيارات الخاص بمنسوبي المؤسسه ؟‬
‫وحادث أحد الوظفين ال ُمبتدئين الذي يطلب منه عادةً إحضار قهو ٍة ألجله من‬ ‫َ‬ ‫أخرج هاتفه‬
‫الخارج وطلب منه هذه المرة أن يُحضر الهدية إليه‪..‬‬
‫ال يُحبذ وجودها ُهناك وعبث اي أح ٍد بها‪..‬‬
‫خالل دقائق أحضرها له الموظف فتقدم منها وأخذ الرسالة ال ُمعلقة على الكرتون الصغير وعاد‬
‫يجلس على الكُرسي ال ُمريح وهو يفتحها‪..‬‬
‫بدا بقرائتها‪:‬‬
‫"كيف هو صبا ُحك اآلن ؟ آسفة إلختيار مكان كإيطار السيارة كي أُعلق به هديتي ولكني أُحبه‬
‫فهو من سمح لي بأن أتحدث معك وجها ً لوجه ألول مر ٍة في حياتي" ‪....‬‬
‫ظهر إحدى األيام عندما تعطلت‬ ‫عقد حاجبه وال يعلم لما تذكر تلك الفتاة التي أوصلته في ُ‬
‫السيارة في ُمنتصف الطريق‪..‬‬
‫ولكنها لم تكن تبدو ك ُمعجبه!‬
‫أكمل قراءة الرسالة‪ ..." :‬أتذكُر عندما سألتُك ماذا يُفضل الشُبان هدايا في مثل هذا اليوم‬
‫ال ُمميز ؟ أتذكُر عندما أخبرتُك بأني سأُهدي الشاب الذي أُحبه هديةً ألجله ؟ لقد كان أنت ‪ ،‬عا ٌم‬
‫كامل أحببتُك به كما تُحب كُل ُمعجبة فنانها ال ُمفضل ‪ ،‬ولكني كُنتُ أُريد ماهو أبعد من ذلك ‪ ،‬لم‬
‫أُرد أن يكون ُمجرد إعجاب ‪ ،‬أردتُ أن تُبادلني هذا ال ُحب ‪ ،‬إجتهدتُ ألكون قريبةً منك ‪،‬‬
‫أصبحتُ صحفيةً في ِمجل ٍة إلكترونيه ألكتب عنك ‪ ،‬ستجد الكثير من المقاالت التي كتبتُها ألجلك‬
‫غن صاعد يمتلك صوتٌ قوي وليس ُمجرد حبيب لل ُمغنية‬ ‫‪ ،‬ألُخبرهم بأن إدريان آليكسندر هو ُم ٍ‬
‫كاتالين ‪ ،‬حاولتُ قدر ال ُمستطاع لتظهر بشك ٍل ُمستقل ‪ ،‬ال أُكره كاتالين ألني أغار منها ‪ ،‬بل‬
‫ألنها ال تستحقك ‪ ،‬مجرد ُمعتلةً نفسية تحتاج لشاب ليكون حبيبها ويُلبي مطالبها ويُشعرها‬
‫بكونها انثى مرغوبة ‪ ،‬إنها تُعاني من مرض التملك ‪ ،‬وال ُمؤسسة كُلها تُجاريها ألنها مشهورةً‬
‫للغايه على ُمستوى فرنسا كُلها ‪ ،‬ال يهتمون لمهاراتك ‪ ،‬هم فقط يصعدون بك بالمراتب كُلما‬
‫كُنتَ لطيفا ً معها فهي األهم ‪ ،‬ال يهتمون بإيجاد أفضل ال ُملحنين الذين يستطيعون إستخراج‬
‫القُدرات الكامنة في صوتك ‪ ،‬لم يهتموا بإختيار انماط ُمختلفة لكلمات أغانيك ‪ ،‬ال يهتموا وأعلم‬
‫بأنك ال تُحبها ولكنك تُجاريها ألجل مصلحتك ‪ ،‬هذا المكان بأكمله ال يستحقك ‪ ،‬فعلتُ الكثير‬
‫ألجلك ‪ ،‬حفرتُ خلفها ألجد أشيا ًء قد تُسقطها لألسفل ‪ ،‬أنا من أرسل لك ُمشغل الـ ‪USB‬في‬
‫ليس أوريس ‪ ،‬ال أُريد فعل شيء ألجلك أنت ال ترضاه ‪ ،‬ولكنك رفضت وكسرت قلبي ‪ ،‬ال أهتم‬
‫‪ ،‬سأبقى أُساندك من الخارج حتى تُقرر أنت بنفسك أن تخرج من القوقعة التي حبسوك‬
‫ال ُمؤسسة بها ‪ ،‬وحينها ستجدني بجوارك ‪ ،‬أنت موهوب والمكان بأكمله ال يُقدرك لذا فكر مليا ً‬
‫‪ .....‬أتمنى بأن إختياراتي لألغاني تُعجبك ‪ ،‬أخبرتني بأن ال ُمغني سيُفضل هديةً بسيطة ك ُمشغل‬
‫أغاني تحتوي أُغنياته ال ُمفضله ‪ ،‬األغاني ال ُمح ّملة ذوقي أنا إخترتها لتعرف أي نوع من‬
‫ب أناني واحد ؟ أُريد تناول طعام العشاء معك ‪ ،‬أرفقتُ ورقةً‬ ‫الفتيات أكون ‪ .....‬وهل لي بطل ٍ‬
‫بالطاولة المحجوزة بأحد المطاعم ‪ ،‬سأنتظرك ولن أغضب إن تخلفتَ عن المجيء فكما‬
‫طلب أناني لذا من حقك أن ترفض ‪ ..‬أتمنى لك يوما ً سعيدا ً‬ ‫ٌ‬ ‫أخبرتُك إنه‬
‫‪-‬شيري شامال" ‪-‬‬
‫وإنتهت الرسالة عند هذا الحد‪..‬‬
‫شعر بأنه قرأها من قلبه ال من لسانه‪..‬‬
‫ألول مرةً تؤثر به ِرسالة ُمعجب ٍة الى هذا الحد‪..‬‬
‫لقد المست الكثير من أفكاره التي يُخبئها ويُنكر وجودها قدر ال ُمستطاع‪.‬‬
‫أغلق الورقه وفتح الهدية الصغيرة ليجدها ُمشغل أغاني بسماعة أُذن وبطاق ٍة ألحد المطاعم‪..‬‬
‫أخذها ووضعها في جيب معطفه ال ُمعلق وعقله بالكامل مشوش بكالمها‪..‬‬
‫لدرجة أنه لم يُكمل قراءة بقية رسائل ال ُمعجبين‪..‬‬

‫***‬
‫‪10:34 am‬‬
‫غرفته وجلس على سريره في حين دخل من خلفه آلبرت وهو يحمل كيس‬ ‫دخل كين الى ُ‬
‫أدويته‪..‬‬
‫وضعها بهدوء على الطاولة الصغيره بجانب سريره وهو يسأل‪ :‬كيف حالُك اآلن ؟‬
‫أجاب كين‪ :‬بخير ‪ ..‬أُريد النوم فحسب‪..‬‬
‫نظر إليه آلبرت لفتره ثُم قال‪ :‬ألن تُخبرني ماذا يحدث معك ؟ أال ِزلتَ ُمصرا ً على الصمت ؟‬
‫كين بهدوء‪ :‬ال يوجد أي شيء ‪ ،‬أُريد النوم فقط‪..‬‬
‫بقي واقفا ً لفتر ٍة قبل أن يلتفت ليُغادر ولكنه توقف في مكانه قليالً ثُم إلتفت بإنزعاج وتقدم منه‬
‫يقول‪ :‬لما تُريد مني أن أبقى ُمغفالً ؟ لما ال تُخبرني عما فعلَته لك جينيفر ؟ وعن الدكتور جان‬
‫!‬
‫دُهش كين ونظر إليه فأكمل آلبرت بشيء من الغضب‪ :‬عن االدوية الممنوعه وعن تجاربهما‬
‫السيئه ؟!!! عن المرض الذي زرعوه فيك وعن كُل ما حدث ؟!‬
‫كين بعدم تصديق‪ :‬كـ كيف عرفت ؟‬
‫ُ‬
‫تعبث بك كما تشاء ؟!!!‬ ‫آلبرت‪ :‬إن لم أعرف فهل كُنتَ ستبقى صامتا ً لألبد ؟ وتدعها‬
‫أشاح كين بوجهه ولم ينطق بكلمه في حين كبت آلبرت غضبه قدر ال ُمستطاع قبل أن يهمس‪:‬‬
‫سأحرص على أن ينتهي كُل شيء أيا ً كانت الطريقه‪..‬‬
‫وحال إلتفاتته ليُغادر أمسك كين بيده يقول‪ :‬آلبرت رجاءا ً ‪ ،‬ال تظهر لهم أن كشفت أي شيء‬
‫!‪..‬‬
‫زاد غضب آلبرت من طلبه هذا وسحب يده يخرج من الغُرفة دون أي رد في حين شعر كين‬
‫بالكثير من الضغط!‬
‫صمته طوال الوقت الماضي سيكون بال فائده!!‬
‫سيضنونه هو من أخبر أخاه!‬
‫سينتقمون حتما ً‪..‬‬
‫جينيفر بالتأكيد ستنتقم أشد اإلنتقام!‬
‫عليه أن يفعل شيئا ً‪..‬‬
‫عليه أن يُنهي هذه المخاوف التي ال تنتهي!!‬
‫طرق!‬‫حتى لو إضطر إلختيار أسوأ ال ُ‬

‫من جه ٍة أُخرى نزل آلبرت الى األسفل وإتجه الى حيث أخبرته الخادمة عن مكان جينيفر‬
‫الحالي‪..‬‬
‫الرياضيه‪..‬‬ ‫في الصالة ِ‬
‫المرآة‪..‬‬
‫دخل ليجدها ترتدي مالبس رياضية رمادية اللون وترفع شعرها الى األعلى أمام ِ‬
‫تقدم منها لتقول وهي ترى إنعكاسه على المرآة‪ :‬أهالً آلبرت ‪ ،‬أتُريد ُمشاركتي تدريبات هذا‬
‫األسبوع ؟‬
‫توقف حالما وصل إليها ووضع يديه في جيبه يقول بهدوء‪ :‬عاد كين من المشفى ‪ ،‬وهو‬
‫سكر‪..‬‬‫مريض بال ُ‬
‫جينيفر‪ :‬آه أجل ‪ ،‬أخبرني آليكسندر ‪ ،‬سأذهب لزيارته ‪ ،‬ياال الصغير المسكين ‪ ..‬لم يتهنى بعد‬
‫بسن ُمبكره‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫ب ُمراهقته وهاهو يواجه قدرا ً صعبا ً‬
‫إبتسم آلبرت يقول‪ :‬حقا ً ؟ أيُ ِ‬
‫رثيك حاله ؟‬
‫تنهدت وإلتفت إليه حال إنتهائها من رفع شعرها وقالت‪ :‬مابك آلبرت ؟ أنتم أبناء أخ زوجي لذا‬
‫من الطبيعي أن يهمني أمركم‪..‬‬
‫آلبرت‪ :‬لم نحتج إلهتمامك يوما ً ‪ ،‬كان عليك أن تُعطيه البنائك وتتركينا وشأننا‪..‬‬
‫ب علي أو ماذا ؟‬ ‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬هل حزنك لمرض أخاك تحول لغض ٍ‬
‫ُ‬
‫آلبرت بهدوء‪ :‬ولما تسألين هذا السؤال بإستنكار ؟ أال يجب علي أن أحول الغضب عليك ؟ أن‬
‫أُحملك المسؤليه ؟ أال يحق لي ذلك ؟‬
‫جينيفر‪ :‬أتفهم حزنك وغضبك ولكن من الخطأ أن تُفرغه بأح ٍد آخر!‬
‫ت من جعل كين يصل الى هذه المرحلة ؟ أال يعني هذا أنه من حقي أن‬ ‫آلبرت‪ :‬لما ؟ أولس ِ‬
‫أغضب عليك ؟‬
‫ضاقت عيناها للحضة تقول‪ :‬عن ماذا تتحدث ؟ هل أنا من طلب من أخاك أن يُفرط بتناول‬
‫السكريات حتى وصل الى هذه الحاله ؟‬
‫هز رأسه نفيا ً يقول‪ :‬كال لم تفعلي فهو لم يكن ليستمع ألوامرك‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها عنه تتقدم من إحدى اآلالت تقول‪ :‬إذا ً ال تشغلني رجاءا ً وتمالك نفسك قليالً‪..‬‬
‫حيث ذهبت يقول‪ :‬أتمالك نفسي أكثر من هذا ؟ كيف ؟ أعني ‪ .....‬أمامي من أدخلت‬ ‫ُ‬ ‫نظر الى‬
‫السموم لجسد أخي وعبثت به من أجل تجاربها اللعينة وبالكاد أمنع نفسي من قتلها فكيف‬
‫أتمالك نفسي أكثر من هذا ؟‬
‫توقفت في مكانها ُمتصلبةً من الصدمة!‬
‫لقد عرف ؟!!!‬
‫ذلك الكين الحقير ُمجددا ً!!‬
‫صنع المشاكل ُرغم كُل التهديدات التي هددته بها!‬ ‫إنه ال يكف عن ُ‬
‫بتهور وغباء!!‬‫ٍ‬ ‫ال زال ُمصرا ً على التصرف‬
‫سحقا!‬‫ُ‬
‫بأمور أفه ُمها‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫إلتفتت إليه بهدوءٍ تقول‪ :‬عفوا ً ؟ أتمنى أن تتحدث‬
‫بهمس مليء بالغضب‪ :‬ال تتظاهري بالغباء ‪ ،‬ال تجعليني‬ ‫ٍ‬ ‫تقدم منها حتى وقف أمامها يقول‬
‫أُخبر ولديك بأفعالك الشنيعه!‪..‬‬
‫إتسعت عيناها للحض ٍة قبل أن تقول‪ :‬ال تقترب من شيء قد يُحرقك يا آلبرت ! فللتوقف عند‬
‫هذا الحد قبل أن‪....‬‬
‫قاطعها‪ :‬قبل أن ماذا ؟ تُدمريني ؟ أو تُغضبينني أكثر بتعديك على فرانس كما هددتي كين سابقا ً‬
‫؟!‬
‫ضاقت عينياها وبالفعل الغضب بداخلها يزداد‪..‬‬
‫إرتسمت على شفتيه إبتسامة ُمتالعبه يقول‪ :‬تقولين لي بأن آليكسندر من أخبرك عن مرض‬
‫كين ؟ كاذبه ! هو غاضب منك بما فيه الكفايه ويُريد اإلنفصال عنك اليوم قبل غد ‪ ،‬أنتهيتي‬
‫تماما ً ‪ ،‬ما حدث مع كين والدكتور جان سأحرص على أن ينتشر ‪ ،‬أوراقك العزيزة التي خبأ ِتها‬
‫في منزل جان القديم وصلتُ إليها وأصبحت معي ‪ ،‬ستنتهين بأبشع طريق ٍة ُممكنه ‪ ..‬سأجعلك‬
‫تتمنين بأنك لم تتعدي الخط األحمر وتعبثي معنا‪..‬‬
‫وجهها كان ينطق بالغضب والحقد المكبوت الذي ظهرت معالمه على تقاسيم وجهها‬
‫المشدوده!‪..‬‬
‫العصبية واضحةً عليها جدا ً‪..‬‬
‫يُمكنه رؤية كما تُكافح لتُحافظ على مالمحها الطبيعيه وهي تقول‪ :‬ماهذا ال ُهراء الذي تتفوه به‬
‫؟‬
‫آلبرت‪ُ :‬هراء ؟ حسنا ً ‪ ....‬قريبا ً سيظهر ُجنون أحدهم وسنعرف ما إن كان هذا ُهراءا ً أو ال‪..‬‬
‫وبعدها خرج وهو ال يعلم بأنه بالفعل الليله ستحدث الكثير من األمور المجنونه‪..‬‬
‫وستدُق ساعة ُمنتصف الليل على مشه ٍد‪...‬‬
‫بشع!‬

‫***‬

‫‪2:12 pm‬‬

‫خرج من الكُلية وهو يشعر بالكثير من اإلرهاق وشعر بأنه أخطأ عندما طلب أن يأخذ مكان‬
‫طالب السنة الثانيه‪..‬‬ ‫الدكتور آرثر ل ُ‬
‫نعم لقد أخطأ وهو يعترف بذلك‪..‬‬
‫تقدم من السياره وهو يُالحظ االجواء حوله ‪ ،‬دائما ً ما تكون ُمفعمه بالنشاط وباأللوان الحمراء‬
‫في كُل يوم ُمماثل من كُل سنه‪..‬‬
‫حتى أنه تلقى بضع هدايا قليل ٍة على مكتبه هذا الصباح عند حضوره‪..‬‬
‫أخرج ال ُمفتاح وإقترب من سيارته ليتفاجئ عند ُرؤيته إلليان تقف بجوارها وكأنها كانت‬
‫تنتظره ُمنذ ُمده‪..‬‬
‫ترتدي معطفا ً باللون القُرمزي الداكن الذي أبرز لون شعرها األشقر ال ُمنساب على كتفها‬
‫األيسر‪..‬‬
‫ونظارةً شمسيه ال فائدة منها في هذا الجو الصحو البارد‪..‬‬
‫يُراهن أنها إرتدتها لتُخفي وجهها وال يُالحظ الطلبة من تكون عندما تقف بجاور سيارة أحد‬
‫ال ُمعلمين‪..‬‬
‫تقدمت منه ما إن رأته تقول‪ :‬هل لك أن تأ ُخذني في جوله ؟‬
‫تصرفها تعجبا ً شديدا ً ليقول بعدها‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬كما تُريدين ؟‬ ‫ُ‬ ‫تعجب من‬
‫لثوان ومن‬
‫ٍ‬ ‫ركبت السيارة دون تليق بينما بقي واقفا ً لفتره وألقى نظرةً على المكان من حوله‬
‫ثُم ركب السياره‪..‬‬
‫بادرت بالحديث تسأل‪ :‬لما من النادر تحضر الى الكُلية بسيارتك ؟‬
‫آندرو‪ :‬حسنا ً ‪ ...‬ألنها تكون عند الشركة ال ُمصنعة أغلب الوقت ‪ ،‬مشا ِكلُها كثيره لهذا اصبحتُ‬
‫أملها‪..‬‬
‫إليان‪ :‬تبدو جيده‪..‬‬
‫علق ساخراً‪ :‬من الخارج فحسب‪..‬‬
‫ومن ثُم خرج خارج ُمحيط الكُلية وهو يُفكر بشك ٍل سريع بجميع المطاعم التي خطرت بباله‬
‫وأيهما أفضل‪..‬‬
‫أو ُربما الذهاب الى مطعم كانت فِكرةٌ ُمبالغه ؟‬
‫حاول قطع الصمت بسؤاله‪ :‬كيف تسير معك أمور الكُلية ؟‬
‫أجابته‪ :‬جيده‪..‬‬
‫وحل الصمت ُمجددا ً ليسأل مرةً أُخرى‪ :‬لم يتبقى الكثير عن اإلختبارات ‪ ،‬أدرسي جيدا ً‪..‬‬
‫ُ‬
‫إليان‪ :‬سأفعل‪..‬‬
‫تنهد عندما عاودوا الى الصمت ُمجددا ً ليتوقف حينها عن فتح مواضيع ال أهمية لها ويسألها‬
‫ت مني أخذك بجوله ؟ ُمنذ زمن لم تطلبي مني ذلك‪..‬‬ ‫ُمباشرةً‪ :‬لما أرد ِ‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬هل أزعجك ذلك ؟‬
‫إبتسم بهدوء وعينيه على الطريق‪ :‬بل أسعدني بشده‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها تهمس‪ :‬ال تُبالغ‪..‬‬
‫أجابها‪ :‬لستُ أفعل‪..‬‬
‫ت قبل أن تسأله‪ :‬أنتَ لم تستغل ماريا صحيح ؟‬ ‫صمتت للحضا ٍ‬
‫دُهش من فتحها لهذا الموضوع الذي تكره التحدث فيه تماما ً‪..‬‬
‫أجابها‪ :‬إجابتي هي نفسها ُمنذ العام الماضي‪..‬‬
‫إليان‪ :‬طلبت منك أن تُعطي رأيك بكتاباتها ؟‬
‫آندرو‪ :‬وعدلتُ لها الكثير من األخطاء‪..‬‬
‫إليان‪ :‬لما ساعدتها ؟‬
‫ظروف صعبه ‪ ،‬لم أستطع أن أتجاهل موهبتها‪..‬‬ ‫ٍ‬ ‫صمت ُمفكرا ً قبل أن يقول‪ :‬كانت تُعاني من‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬ولكنها في األخير إستفادت منك وألفت كتابا ً ِمثاليا ً بسبب تعديالتك‬
‫و ُمالحظاتك!‬
‫آندرو‪ :‬ال بأس ‪ ،‬يُخطئ اإلنسان دائما ً وأنا تعلمتُ من خطئي هذا‪..‬‬
‫تذكر فورا ً الموقف قبل عدة أيام أمام شقته عندما تدخل ريكس آنذاك‪..‬‬
‫همس بداخله‪" :‬هل حقا ً تعلمتُ من خطئي أو ماذا ؟"‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً ُمتجاهالً التفكير في األمر لتقول‪ :‬إذا ً كيف نشرتَ الكتاب بإسمك أول مره ؟‬
‫ال يُحب آندرو الحديث في هذا األمر فهو يُذكره بكم كان غبيا ً‪..‬‬
‫ومع هذا أجابها ألنه ال يُريد منها أن تضن عنه ضنون سيئه‪..‬‬
‫ظروف صعبه تمر بها وبأنه ُحلمها وبأن ال أحد من عائلتها يوافقها على‬ ‫ٍ‬ ‫آندرو‪ :‬أخبرتني عن‬
‫نشر الكتاب ‪ ،‬حتى أنهم هددوها بشأن هذا ‪ ،‬قالت بأنها ستستمع لهم ولكنها في الوقت ذاته ال‬
‫تُريد ل ُحلمها أن يذهب هباءا ُ ‪ ،‬طلبت مني معروفا ً أن أنشره أنا بإسمي ألن وجود الكتاب في‬
‫المكاتب أيا ً كان ناشره فهو يُسعدها‪..‬‬
‫سخريه‪ :‬إستفادت من خبرتك بتعديل كتابتها وجعلتك تنشره كي تقلب األمر‬ ‫إبتسمت إليان ب ُ‬
‫عليك وتتهمك بالسرقه ‪ ،‬آندرو من أكثر ال ُمعلمين شعبية بالكُليه ُمتهم بإستغالل موهبة فتاة !!‬
‫الكُل سيملك فضوالً ليعرف ماذا يكون هذا الكتاب ليجرؤ هذا ال ُمعلم على سرقته ‪ ،‬الكُل سيقرؤه‬
‫ويتداوله ‪ ،‬إنها أفضل دِعاية قد يحضى فيها أي شخص‪..‬‬
‫لم يُعلق على كالمها فشدت على أسنانها من الموقف الذي أزعجها بكامله وعلقت‪ :‬ولما إذا ً لم‬
‫تُظهر الحقيقة بعدها ؟‬
‫ً‬
‫سخريه‪ :‬ال تقل لي بأنها كذبت عليك ُمجددا ً قائلة شيء كـ "اوه أرجوك‬ ‫لم يُعلق ُمجددا ً فقالت ب ُ‬
‫إنه نجاحي االول والوحيد فال تُحطمه" او "أنا فتاةً فقيره وهو مصدر دخلي ‪ ،‬أرجوك ال تفعلها‬
‫وتُخبر الجميع عن كذبتي‪" ..‬‬
‫لم يجد ما يقوله لذا ُمجددا ً فضّل الصمت‪..‬‬
‫أشاحت بنظرها بشيء من اإلنزعاج هامسه‪ :‬أُراهن بأنه شيء من هذا القبيل‪..‬‬
‫تحدث يقول بهدوء‪ :‬ذكرى تلك الفتاة هي ذِكرى سيئة بالنسبة لي ‪ ،‬دعينا نتوقف عن الخوض‬
‫ت كُل شيء‪..‬‬ ‫ت عرف ِ‬ ‫فيها يا إليان ما دُم ِ‬
‫إليان‪ :‬لم أعرف كُل شيء بعد ‪ ،‬لما صمتّ عن األمر وجعلته يمر بدون تشهير ؟! شهرت بك‬
‫سمعتك ! هل تم الضغط عليك من اإلداره‬ ‫المثل ألجل ُ‬ ‫ألجل نفسها فقط لذا عليك أن تفعل األمر ِ‬
‫؟ أو ماذا حدث ؟‬
‫توقف أمام إشارة مرور يقول‪ :‬الكثير من األمور السيئه حدثت في ذلك اليوم ‪ ،‬وإلنهاء األمر‬
‫من الطرفين كان على الجميع الصمت وعدم التحدث عنه ُمجددا ً‪..‬‬
‫إليان‪ :‬والرابح الوحيد كانت تلك الفتاة ؟‬
‫آندرو‪ :‬حسنا ً دعينا نتوقف عن الحديث باألمر ‪ ،‬أين تُريدين أن نتوقف ؟‬
‫نظرت إليان إليه لفتره ثُم قالت‪ :‬أوصلني الى منزلي ‪ ،‬لم أعد أرغب بالبقاء معك‪..‬‬
‫همس لنفسه‪" :‬هل أُفسد أنا األمر أم ماذا ؟"!‬
‫أخذ الطريق ال ُمعاكس حالما أُضيئت إشارة المرور ليقول لها‪ :‬أعرف ُمطعما ً لذيذا ً ‪،‬‬
‫ستشكُرينني عليه وسيكون إدمانك لألش ُه ِر القليلة القادمه‪..‬‬
‫إليان‪ :‬أشهر قليله ؟ إذا ً هو ليس بالروعة التي تصفها‪..‬‬
‫مجازي يا إليان‪..‬‬
‫ّ‬ ‫تعبير‬
‫ٌ‬ ‫إبتسم يقول‪ :‬إنه‬
‫لم تُعلق وبقيت صامته وحتى اآلن ال تزال تُفكر بأمره مع تلك الفتاة‪..‬‬
‫قررت أن تتوقف عن سؤاله بما أنه أبدى عدم رغب ٍة في الحديث ولكنها حتما ً لن تترك األمر‬
‫يمر هكذا!‪..‬‬
‫لحضه‪...‬‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬هل السبب ألنك فقدتَ أعصابك ذلك اليوم ومددت يدك عليها ؟ لهذا‬
‫أُضطررت الى الصمت ؟‬
‫أجل بالتأكيد هذا ما حصل فهي تتذكر ذلك الموقف جيدا ً‪..‬‬
‫تتذكر عندما إنتشرت فضيحته بالكُلية وهي ذهبت بحثا ً عنه لكي تستفسر منه ما حدث!‬
‫وجدته حادا ً بالتعامل معها وهو يطلب منها أن تتراجع عما قالته‪..‬‬
‫كان عُنفا ً واضحا ً ل ُمعلم تجاه طالبته!‬
‫قاس حقا ً ‪ ،‬لو لم ينتهي األمر بالتسوية‬ ‫طالب ٍ‬ ‫تحدث آندرو يُجيبها بهدوء‪ :‬قانون حماية ال ُ‬
‫والصمت عن األمر لكُنتُ أنا الخاسر ‪ ،‬فالكاميرات صورتني وأنا أتعامل بشيء من العنف بينما‬
‫ال يوجد دليل على طلبها لي بأن أنشر الكتاب بإسمي ‪ ،‬القانون ال يحمي ال ُمغفلين ‪ ،‬وأنا أحد‬
‫هؤالء ال ُمغفلين‪..‬‬
‫بقيت عيناها ُمعلقةً به بشيء من الصدمة قبل أن تُشيح بنظرها عنه بشيء من الضيق‬
‫واإلنزعاج‪..‬‬
‫هذا غير عادل‪....‬‬
‫األمر وإنتهى ‪ ،‬ما كان يُضايقني به هو أن تُفكري‬ ‫ُ‬ ‫إبتسم يقول ملطفا ً للموضوع‪ :‬هيّا ‪ ،‬لقد ولى‬
‫ت كُل شيء فهذا هو ال ُمهم عندي ‪ ،‬إنسي األمر وتطلعي‬ ‫ت أخيرا ً عرف ِ‬
‫بي سوءا ولكن ما دُم ِ‬
‫للمطعم‪..‬‬
‫تحدثت بهدوء هامسه‪ :‬هذا ليس عدالً‪..‬‬
‫آندرو‪ :‬لن تبتسم لك الحياة دائما ً ‪ ،‬ال بأس يا إليان‪..‬‬
‫نظرت إليه بهدوء دون أي تعليق‪..‬‬

‫***‬
‫‪4:51 pm‬‬

‫دخل ريكس الى منزل العائله وباله مشغو ٌل تمام بالكثير من األمور التي بدأت تختلط عليه‬
‫والوقت لم يعُد يُسعفه‪..‬‬
‫اهمها البروفيسور وماذا يفعل بخصوص أمره بالقتل ؟‬
‫هو ‪ ...‬لم يقتل أحد في حياته قط فيكيف بفتا ٍة بريئه ؟‬
‫هذا صعب ‪ ...‬بل أشبه بال ُمستحيل حاليا ً‪..‬‬
‫وأما بخصوص رين‪....‬‬
‫تذكر كلمتها الغريبة التي فاجأتُه يوم األمس وهمس‪ :‬إنها تُفاجئني بتصرفاتها دائما ً‪..‬‬
‫قاطع طريقه ُمرور جينيفر وهي تقول بنبره هادئه آمره‪ :‬إتبعني‪..‬‬
‫عقد حواجبه ونظر إليها وهي تتجه الى مكتبها فبقي في مكانه لفتره ثُم لحق بها وهو قد خمن‬
‫سبب واحد لطلبها هذا‪..‬‬
‫دير له ظهرها تقف أمام النافذه التي تفتح على الحديقة‬ ‫ثوان حتى دخل المكتب ليجدها ت ُ ُ‬
‫ٍ‬
‫الجانبيه للمنزل‪..‬‬
‫أغلق الباب خلفه وتقدم منها لتقول دون أن تلتفت إليه‪ :‬هل كان أنت ؟‬
‫لم يُجبها وقد بات موقن بأن ما يُفكر به صحيح‪..‬‬
‫شخص آخر أشُك فيه‬ ‫ٌ‬ ‫تحدثت بعدما طال صمته تقول‪ :‬كلمتُ جان ولم يكُن الفاعل ‪ ،‬و ُهناك‬
‫وحققتُ معه ‪ ،‬لم أثق برفضه ولكن في الوقت نفسه قد ال يكون هو فهل أنت من فعلها ؟‬
‫إلتفتت إليه وقالت‪ :‬قُل الحقيقه ألنه إن أنكرت فلن يدفع الثمن سوى كين‪..‬‬
‫ب ُمستفز تتمتع به‪..‬‬ ‫ياله من أسلو ٍ‬
‫أجابها بهدوء‪ :‬نعم ‪ ،‬أنا من أخبر آلبرت بكُل شيء‪..‬‬
‫تجرؤ!‬
‫إتسعت عيناها بشيء من الغضب وقالت‪ :‬ريكس كيف ُ‬
‫ت لكين ‪ ،‬أخبرتُك أال تستفزيني بأي شيء ‪،‬‬ ‫ت من بدأ هذا عندما تعرض ِ‬‫ريكس بهدوء‪ :‬أن ِ‬
‫والتعرض ألبناء عمي هو نوع من اإلستفزاز ‪ ..‬تحملي العواقب ‪ ،‬ولتكوني على ِعلم فلقد‬
‫تصرفك بعد اآلن‪..‬‬ ‫ُّ‬ ‫تدبرتُ أمره ولن يكون تحتَ‬
‫ظهر اإلستنكار على وجهها وتقدمت منه تقول‪ :‬عفوا ً ؟ ما الذي تقوله ؟‬
‫أمر آخر ؟ أنا مشغول‪..‬‬ ‫ريكس ببرود‪ :‬هل من ٍ‬
‫جينيفر بحده‪ :‬ريكس ! هل تعي عواقب ما فعلتَه ؟!‬
‫لم يُجلها فأكملت‪ :‬ال تجعلني أُنفذُ كُل تهديداتي و‪....‬‬
‫قاطعها‪ :‬إفعلي كُل ما تستطيعين فعله ‪ ،‬شركتي سأُدمرها بنفسي قبل أن ترمي كُل شيء إليها ‪،‬‬
‫ملفاتي لم تعد بحوزتك لذا لن يُمكنك فعل أي شيء بالوقت الراهن‪...‬‬
‫إتسعت عيناها من الصدمة وهي تُقاطعه‪ :‬ال تقل لي بأنك من سرقها ؟!!‬
‫تجاهل سؤالها وهو يُكمل‪ :‬وبخصوص ذلك الموضوع‪....‬‬
‫إنحنى وهو يهمس بأذنها‪ :‬فوالدي اآلن يُجري ترتيبات الطالق ‪ ،‬سيكون ُمجرد ُهراء تنطق به‬
‫إمرأة ُمطلقة لتُنفس عن غيضها‪..‬‬
‫توسعت عيناها من الغضب لتهمس‪ :‬كيف تجرؤ!!‬
‫ومدت يدها لتصفعه من شدة غضبها فأمسك بيدها يقول بهدوء‪ :‬لقد إنتهيتي ‪ ،‬لديك فُرصةً‬
‫لتُكفري عن كُل أخطائك وتعيشي بسالم مع أبنائك ‪ ،‬إستغليها قبل أن يفوت األوان‪..‬‬
‫ضاقت عيناه وأكمل‪ :‬فعلى عكسي ‪ ...‬آلبرت يملك قلبا ً قويا ً لذا لن يتراجع وسيفضح أمرك ‪،‬‬
‫إعتذري إعتذارا ً الئقا ً منه ومن كين وصححي خطأك ‪ ،‬إبتعدي عن جان وأنهي كُل عالقاتك‬
‫المشبوهه وركزي على أبنائك وعلى إيدن الذي لم يعرف قط ماذا يعني حنان األُم‪..‬‬
‫شدة على أسنانها تقول له‪ :‬صدقني ‪ ...‬جينيفر لن تكون المرأة التي تسقُط بسهوله ‪ ،‬سأقلب‬
‫كُل شيء عليكم ‪ ،‬ولن أرأف بك أنت خاصةً بعد اآلن‪..‬‬
‫ت مليئة بالشفقه‪ :‬فكري جيدا ً وراجعي موقفك ‪ُ ،‬ربما نصيحتي هذه هي النصيحة‬ ‫ريكس بنظرا ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الوحيدة التي أعطيك إياها ‪ ،‬أعطي ألبنائك األولويه وأتركي جشعك بإمتالك كُل شيء ‪ ،‬المال‬
‫والعائله والمنصب والشُهره ‪ ،‬ستُكسر رقبتك إن إستمررتي بالنظر الى األعلى‪..‬‬
‫سحبت يدها منه بالقوه ودفعته من صدره تقول‪ :‬تمردتَ أكثر مما يجب يا ريكس ‪ ،‬أصبحتَ‬
‫قِطعة نِفاي ٍة بالنسبة لي وسأتخلص منك فورا ً ‪ ،‬سأجعلك تندم على كلماتك المغرورة هذه ‪،‬‬
‫ستتمنى لو أنك إستمريت بصمتك ولم تتجرئ بسرقة أي شيء مني أو إخبار أي أحد بأمري ‪،‬‬
‫ستندم أشد الندم‪..‬‬
‫نظر إليها بهدوء قبل أن يبتسم إبتسام ٍة غريبه وهو يقول‪ :‬سعيتُ تدريجيا ً ألُخلص نفسي منك‬
‫ونجحتُ أخيرا ً ‪ ،‬ما تملكينه ضدي اآلن هو تلك المعلومة الغبية والتي كما أخبرتُك لن يُصدقك‬
‫أحد وسيضنُ بأنه ُهراء إمرأ ٍة ُمطلقه ‪ ....‬اي شيء آخر ؟ ال يوجد ‪ ،‬ال ُمستندات وال ملفات ‪،‬‬
‫وال أي شيء ‪ ،‬إعتذري من آلبرت وكين ‪ ،‬إنها نصيحتي ألنه عندما ينشر آلبرت كُل شيء‬
‫عنك فسأدعم أقواله بالكالم والدليل‪..‬‬
‫بعدها إلتفت ليُغادر فصرخت فيه‪ :‬توقف عندك يا ريكس!!!‬
‫لم يستمع إليها وحالما وصل الى الباب صرخت ُمجدداً‪ :‬توقف يا إبن تلك الجاسوسة الشريره‬
‫الحقيره!!!‬
‫ت خلف والدي‬ ‫توقف لثواني قبل أن يلتفت إليها يقول‪ :‬أتعلمين ؟ إنك ُمثيرةٌ للشفقه ‪ ..‬سعي ِ‬
‫ت الى ُمرادك لذا‬ ‫وكرهتي والدتي لدرجة أنك نبشتي خلفها حتى تجدي سببا ً لينفصال ‪ ،‬وصل ِ‬
‫كان يجب عليك أن تتوقفي عند هذا الحد ‪ ،‬دائما ً ما تُكررين بأن العائلة مهووسةٌ بها ‪ ...‬كال‬
‫ت حياةً سعيدة لو توقفتي عن‬ ‫لربما ِعش ِ‬ ‫ت وحدك مهووسة بها حتى وهي ميته ‪ُ ،‬‬ ‫جينيفر ‪ ،‬أن ِ‬
‫ت أن تُصححي طريقك وتذهبي‬ ‫التفكير بها ‪ ..‬أملك رقم دكتور نفسي يُدعى چارلين ‪ ،‬لو أرد ِ‬
‫إليه فأخبريني ألُرسله لك‪..‬‬
‫وبعدها خرج ُمغلقا ً الباب خلفه ُرغم ندائاتها ال ُمتكرره له‪..‬‬
‫شدة على قبضة يديها من شدة الغيظ وقامت برمي كُل شيء من على المكتب وهي تصرخ من‬
‫الغضب!‬
‫تسارعت أنفاسها ونار صدرها تزداد إشتعاالً وهي تقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬ريكس آلبرت وحتى كين !‬
‫سيندم كُل واح ٍد ِمنكم ‪ ،‬إستفزيتموني بما فيه ال ِكفايه ‪ ،‬سأعرف كيف أقلب كُل شيء عليكم ‪،‬‬
‫ترقبوا هذا!!‬
‫وبعدها سحبت معطفها وغادرت المكتب ‪ ،‬بل غادرت المنزل كُله وآالف األفكار السيئه تغزو‬
‫رأسها‪..‬‬
‫***‬

‫‪11:02 pm‬‬

‫بالغ يسكُنه‪..‬‬
‫بتوتر ٍ‬
‫ٍ‬ ‫يجلس في ُ‬
‫غرفته‬
‫وكالم جينيفر مع عصر اليوم ال يُغادر رأسه‪..‬‬
‫فكاعدتها تتهمه بكونه من أفشى أسرارها ألخاه آلبرت‪..‬‬
‫أنكر كما كان ينكر اإلتهامات التي سبقتها ولكن ال فائده فكالعادة لم تُصدقه على اإلطالق‪..‬‬
‫وغادرت بعد أن أعطته هذه المرة تهديدها قويا ً ووعدت بأن تفعله بالقريب العاجل‪..‬‬
‫كرهها حتى بات يوقن بأن وجودها في هذا الكوكب لهو خطأ وعليها أن تموت‪..‬‬
‫إن ماتت فسيعود كُل شيء كسابق عهده وستتوقف األمور السيئه من الحدوث أكثر‪..‬‬
‫ال مزيد من التهديدات‬
‫ال مزيد من المشاكل له أو إلخوته‬
‫وال مزيد من جينيفر بعد اآلن!‬
‫رفع عينيه بهدوءٍ تام ينظر الى تلك العُلبة التي أمامه‪..‬‬
‫عُلبةٌ صغيره قاده تفكيره السوداوي لجلبها‪..‬‬
‫وال يزال يقوده حتى هذه اللحضه!‬

‫بعد أقل من ساع ٍة تقريبا ً‪..‬‬


‫نوم أحمر وتقف أمام المرآة تنظر الى نفسها بهدوءٍ‬ ‫كانت جينيفر في ُ‬
‫غرفتها ترتدي روب ٍ‬
‫بالغ‪..‬‬
‫لقد فعلت اليوم الشيء الكثير‪..‬‬
‫وغدا ً ستُكمله وتُفاجئ الجميع‪..‬‬
‫ليست جينيفر التي تسقُط هكذا‪..‬‬
‫وليست المرأة التي يُقا ُل لها إستسلمي وإعتذري من الجميع‪..‬‬
‫هي التي تفوز دائما ً‪..‬‬
‫هي التي من ينظر إليها يشعر بأنها إمرأةً بعيدة المنال‪..‬‬
‫ناجحه ‪ ،‬متفوقه ‪ ،‬بأبناء رائعين ناجحين‪..‬‬
‫ج ُمحب ‪ ،‬وذكاء تُحسد عليه‪..‬‬ ‫زو ٌ‬
‫هي هكذا ‪ ...‬وستكون هكذا دائما ً‪..‬‬

‫قطع خلوتها صوت طرق الباب فقالت‪ :‬أُدخل‪..‬‬


‫دخلت الخادمه وهي تحمل صحنٌ فيه كوب قهو ٍة وقطع ٍة من فطيرة التُفاح فهي لم تتناول‬
‫عشائها جيدا ً‪..‬‬
‫سألتها جينيفر قبل أن تُغادر‪ :‬من بالمنزل ؟‬
‫أجابتها‪ :‬الجميع بإستثناء السيد آليكسندر واآلنسة إليان‪..‬‬
‫هزت جينيفر رأسها دون تعليق وأشارت لها بالذهاب‪..‬‬
‫بعد خروجها تقدمت جينيفر من طاولتها الصغيره وجلست على األريكة التي بجانبها وهي‬
‫تهمس‪ :‬إنها الليلة الثالثه ‪ ،‬أال زال رأسه يابسا ً ؟ هل علي أن أُفاتح إليان بالموضوع فهي بكُل‬
‫ستطلب من والدها أال يُقدم على هذه الخطوه ووالدها ‪ ....‬يُحبها وال يستطيع رفض‬ ‫ُ‬ ‫تأكد‬
‫طلباتها‪..‬‬
‫تناولت قطعة من الفطيرة وهي تُفكر باألمر‪..‬‬
‫ال بأس‪..‬‬
‫ستلتجئ الى هذا الخيار في النهايه أما اآلن فستُحاول معه مرةً أُخرى‪..‬‬
‫أمسكت بالكوب وحالما قربتُه من شفتيها الحمراوتين تذكرت كلمات ريكس لها عصر اليوم‬
‫فإشتدت أعصابها ورمت الكوب فورا ً على األرض دون أن ترشف منه قطرةً واحده‪..‬‬
‫همست بغضب‪ :‬ذاك الحقير!‬
‫طرق الباب فالخادمة لم تبتعد كثيرا ً بعد وقد قلقت عندما صدر صوت إنكسار الكوب‪..‬‬ ‫ُ‬
‫رفعت جينيفر صوتها تقول بحده‪ :‬غادري!!‬
‫برعب وتوقفت عن الطرق في حين وقفت جينيفر وذهبت الى المرأة تنظر الى‬ ‫جفُلت الخادمة ُ‬
‫وجهها لتجد عيناها حمراوتان جدا ً‪..‬‬
‫إنه يُغضبها!‬
‫إبن آليس تلك يُغضبها للغايه‪..‬‬
‫تسارعت نبضات قلبها وشعرت بجسدها يرجف!‬
‫لم تكن تتخيل أن غضبها منه يؤثر عليها بهذا الشكل‪..‬‬
‫لطالما كرهته ولطالما كانت تنتظر اليوم الذي تراه فيها ميتا ً ليُغادر العالم خلف والدته!‬
‫ج ُحضت عيناها الحمراوتين وضاق تنفسها فوضعت يديها على حلقها وهي ال تفهم سبب‬
‫األعراض التي إشتدت فجأه‪..‬‬
‫إهتزت رؤيتها وتشوشت وضاق تنفسها أكثر وشعرت بروحها تصل الى حلقها من شدة األلم‬
‫الذي إنتشر فجأه‪..‬‬
‫ماهذا ؟!!!!‬
‫ماهـــذا!!!!!!‬
‫تقدمت خطوة برجلها اليمنى لتخونها الرجل األُخرى وتسقط على ُركبتيها‪..‬‬
‫رفعت أنظارها المشوشه لتنظر الى قِطعة الفطيرة التي أكلت منها و ُهنا فهمت كُل شيء!‬
‫كــــال!!‬
‫على هذا أال يحدث!!‬
‫صراخ ولكنها تسقط تدريجيا ً وال يُمكنها الوصول ألي شيء‪..‬‬ ‫حاولت المشي وال ُ‬
‫ج ُحضت عيناها أكثر وتهاطلت الدموع منها ولوهله شعرت بالكثير من المشاعر أهمها‪...‬‬
‫الندم!‬
‫حتى ُخيّل لها أنها تسمع الى صراخات الجميع‪..‬‬
‫جميع من ماتوا بفعل تجاربها‪..‬‬
‫زاد هطول الدموع من عينيها حتى تهاوى جسدها فجأه على االرض وتدفق سائِ ٌل أبيض من‬
‫شفتيها ُمعلنا ً ان هذا الجسد قد تعرض للتسمم‪..‬‬
‫سرعه!‬‫س ٍم يُميت ب ُ‬
‫ب ُ‬
‫و ُهنا ‪،‬‬
‫دقت ساعة ُمنتصف الليل‪..‬‬
‫وكأنها تُعلن رحيل شخص عن هذه الحياه‪..‬‬

‫**‬

‫تلك الخادمه لم تتحرك من عند الباب‪..‬‬


‫ال زال يُشغلها صوت التكسير قبل عدة دقائق قليله‪..‬‬
‫واآلن زاد قلقُها من صوت إرتطام شيء باألرض‪..‬‬
‫طرقت الباب‪..‬‬
‫مره ‪ ،‬واثنين ‪ ،‬وثالثه!‬
‫فتحته بهدوء تقول‪ :‬السيده جينيفر ؟‬
‫عندما لم تسمع ردا ً دخلت وتقدمت قليالً حتى الح لها جس ُد سيدتها ُملقا ً على األرض بالقُرب‬
‫من دوالب زينتها‪..‬‬
‫صرخت بفزع وهي تهب إليها تُحركها قائله بقلق‪ :‬سيده جينيفر ! سيدتي!!‬
‫حيث يجلس إدريان ُمنذ فترة غارقا ً بأفكاره‬ ‫ُ‬ ‫إرتجف جسدها وتركتها فورا ً لتنزل الى األسفل‬
‫بقُربه علبة مشروبه الغازي ال ُمفضل‪..‬‬
‫بنفس ُمتقطع‪ :‬السيـ ده جينيفر ‪ ..‬السيده جـ ـينيفر!‬ ‫ٍ‬ ‫وقفت أمامه تلهث وهي تقول‬
‫وتُشير لألعلى بأُصبعها ففز واقفا ً يقول بقلق‪ :‬مابك ؟!! مابها أُمي ؟!!‬
‫أخذت نفسا ً عميقا ً لتقول دُفعةً واحده‪ :‬ال أعلم ‪ ،‬إنها على األرض دون ِحراك وال تستجيب‬
‫لندائاتي مـ‪...‬‬
‫لم يسمح لها باإلكمال فقد أبعدها عن طريق وأسرع يخطو الدرج الى األعلى وبداخله ُرعب‬
‫شديد‪..‬‬
‫والدته لم تسقط هكذا قط‪..‬‬
‫لطالما كانت اإلنسانه التي تهتم بصحتها فكيف تقول هذه أنها ال تتحرك ؟!!‬
‫كيف تقول أنها على األرض دون حركه ؟!‬
‫حيث كانت ُمستيقضةً فيها وجذبتها صرخة الخادمة‬ ‫ُ‬ ‫وجد إستيال أمامه قد خرجت من غرفتها‬
‫قبل قليل‪..‬‬
‫سألته‪ :‬ماذا ُهناك ؟‬
‫تجاوزها يدخل الى جناح والدته ليجدها كما وصفتها الخادمه تماما ً‪..‬‬
‫جثى على ُركبتيه فورا ً يُحركها وهو يُنادي بإسمها ولكنها ال تُجيبه‪..‬‬
‫وبشيء من الخوف بدأ يتحسس نبضها ولكنه لم يشعر بأي شيء‪..‬‬
‫صرخ فيها وهو يهزها‪ :‬أمـي ! أُمـــي!!‬
‫إلتفت بسرعه الى إستيال التي كانت تنظر الى هذا المشهد بصدمه ليقول لها بحده‪ :‬إتصلي‬
‫على المشفى!!!‬
‫بمعطف دافئ وسأحظر مفاتيحي فأنا لن أنتظر‬‫ٍ‬ ‫ليترك والدته فورا ً يقول‪ :‬كال كال غطيها‬
‫قُدومهم‪..‬‬
‫وخرج لتتقدم إستيال وتأخذ إحدى المعاطف ال ُمعلقه وتقترب منها‪..‬‬
‫جلست أمامها تتحسسها وبالفعل ال يوجد أي نبض!!‪..‬‬
‫سرت رجف ٍة في جسدها تهمس‪ :‬لما ؟!! كييف ؟!‬
‫ألبستها المعطف وما إن أنتهت حتى جاء إدريان وحملها بين ذِراعيه يخرج بها الى الخارج‬
‫وينزل عبر الدرجات التي يراها بالكاد بسبب تج ُمع الدموع في عينيه‪..‬‬
‫وكُل ما يقوله ويُردده هو كلمة واحده!‬
‫"ال تموتي! "‬

‫غرفة آلبرت مرارا ً لتُخبره بما حدث‪..‬‬ ‫طرقت إستيال باب ُ‬


‫غرفته يُراقب كُل هذا بهدوء‪..‬‬ ‫ومع كُل هذه الجَلبه كان كين عند باب ُ‬
‫وهو وحده يعرف ماذا حل بها بالضبط!‬
‫ولكن‪.....‬‬
‫ُرغم أنها أمنيته أن تموت‪..‬‬
‫وتختفي من هذا العالم‪..‬‬
‫ورغم كونه فعل ال ُمستحيل ليحصل على السم‪..‬‬ ‫ُ‬
‫من أجل قتلها‪....‬‬
‫لتختفي‪..‬‬
‫إال إنه بعد حدوث ذلك تملكه ند ٌم عارم!‬
‫وتمنى في هذه اللحضة لو يعود الزمن الى الوراء‪..‬‬
‫حينها قطعا ً لم يكن ليُفكر بمثل هذا التفكير الجنوني‪..‬‬
‫الذي جعله اآلن يذرف الدموع من عينيه بدون وعي‪..‬‬
‫ولسانه يُردد ذات الكلمه تلك‪..‬‬
‫"ال تموتي! "‬
‫ولكنها ماتت‪..‬‬

‫‪End‬‬

‫‪Part 67‬‬

‫"كل العائالت السعيدة تتشابه‪ ،‬لكن لكل عائلة تعيسة طريقتها الخاصة في التعاسة"‪.‬‬
‫‪ -‬ليف تولستوي‪-‬‬
‫ي يده اللتان يتكأ بهما على ُركبتيه و ُهما‬ ‫ي يُخفي وجهه بقبضت ّ‬ ‫يجلس إدريان على الكُرس ّ‬
‫ترتجفان بشك ٍل واضح‪..‬‬
‫وكلمات الطبيب تتردد بأذنه بطريق ٍة قاسيةً للغاية على قلبه‪..‬‬
‫إنها والدته ‪ ،‬وهو كان إبنُهما ال ُمدلل‪..‬‬
‫كلمة "ماتت" كانت ُمفجعه جدا‪..‬‬
‫عيناه من حينها لم تتوقفان عن ذرف الدموع‪..‬‬
‫وجسده لم يتوقف قط عن اإلرتجاف‪..‬‬
‫وقلبه يعتصر ألما ً مع كُل لحض ٍة تمر‪..‬‬

‫تقدمت منه قدما والده حتى توقفت أمامه تماما ً ليمد يده يضعها على ظهر إبنه قائالً بهدوء‪:‬‬
‫يكفي إدريان ‪ ،‬كُن قويا ً‪..‬‬
‫شهقة خرجت لم يستطع كتمها أكثر وهو يهمس‪ :‬ماتت أمي ‪ ،‬لقد ماتت ورحلت يا والدي‪..‬‬
‫ت في حين غفل ٍة ويأخذ األرواح بدون‬ ‫تنهد آليكسندر بهدوء قائالً‪ :‬هكذا هو الموت ‪ ،‬إنه يأ ِ‬
‫رحمه ‪ ،‬علينا أن نكون أقوياء ل ُمجابهته‪..‬‬
‫لم يستطع أن يقول إدريان أي شيء ‪ ،‬فاأللم بداخله كبير جدا ً‪..‬‬
‫رفع آليكسندر رأسه عندما تقدم منه الطبيب يقول‪ :‬هل تقرب لل ُمتوفية جينيفر ؟‬
‫أجابه‪ :‬زوجها‪..‬‬
‫هال رافقتني لدقائق‪..‬‬ ‫الطبيب‪ :‬حسنا ً ‪ّ ،‬‬
‫ربت آليكسندر بهدوء على كتف ولده قبل أن يلحق الطبيب تاركا ً إدريان وحده ُمنهارا ً بجانب‬
‫الغُرفة التي توفيت فيها والدته‪..‬‬

‫ظهرت الصدمة على وجه آليكسندر وهو يتقدم ُخطوةً من الطبيب يقول‪ :‬ما الذي تقوله ؟!‬
‫بمكان بعيد عن مكان إدريان وهو يُجيبه‪ :‬ما سمعته ‪ ،‬وجدنا‬ ‫ٍ‬ ‫تنهد الطبيب الذي كان يقف أمامه‬
‫سم في جسدها وهو ما أدى لموتها ‪ ،‬أردتُ إخبار أحد عائلتها بأني سأتصل بالشُرطة‬ ‫بعض ال ُ‬
‫لتُحقق ما إن كان ماتت ُمنتحره أو قُتلت‪..‬‬
‫بقيت الصدمة العارمه ُمسيطرة على آليكسندر وشيء من الذنب دخله وهو يتخيل بأنها‬
‫إنتحرت ألنها كرهت كونهما سينفصالن‪..‬‬
‫هل من ال ُممكن أن هذا ما حدث ؟‬
‫يعرفها جيدا ً ويعرف كم تكره اإلنفصال أكثر من أي شيء آخر ولهذا إختار الطالق ليتخلص‬
‫منها أوالً ولينتقم أيضا ً لخيانتها له‪..‬‬
‫ولكنه لم يتخيل أن يصل األمر الى اإلنتحار!‬
‫أخذ نفسا ً عميقا ً وهو يهمس بداخله‪" :‬ال تستبق األحداث ‪ُ ،‬ربما‪....‬‬
‫ولم يُكمل‪..‬‬
‫قُتلت ؟!!‬
‫وكيف ستُقتل ؟!‬
‫ومن الذي قد يقتُلها ؟!‬
‫الفكرة صادمةٌ أيضا ً!‬
‫تحدث الطبيب يقول‪ :‬بهذه الحالة سيتأخر أمر تسليم ال ُجثة لحين إنتهاء التشريح الجنائي ‪،‬‬
‫أردتُ إخبارك بهذا‪..‬‬
‫ُجثه ؟!‬
‫الكلمة ثقيلةٌ بعض الشيء‪..‬‬
‫لقد كره تصرفاتها األخيره وبكونها تملك إبنا ً من رجل آخر ولكن‪...‬‬
‫ت طويله‪..‬‬ ‫لقد كانت زوجته لسنوا ٍ‬
‫كلمة " ُجثه" كلمةٌ قاسية عليه‪..‬‬
‫همس له‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬إفعل ما تراه ُمناسبا ً ولكن ‪ُ ...‬كل شيء بسريه ‪ ،‬ال إعالم وال غيره!‬
‫هز الطبيب رأسه يقول‪ :‬بكُل تأكيد‪..‬‬
‫آليكسندر بهدوء وتهديد في الوقت ذاته‪ :‬إن أثار األمر فضول أحد العاملين ُهنا ومررها‬
‫لإلعالم فسأُقاضي المشفى بأكمله وسأُحملك أنت المسؤوليه!‬
‫شعر الطبيب باإلرتباك وهو يقول‪ :‬سأكون حريصا ً ال تقلق‪..‬‬
‫وهنا تأكد بأن هذه المرأة أو زوجها يملكان مركزا ً مهما ً قد يجعل اإلعالم يتهافت ألي واقعةً‬
‫صل في العائله‪..‬‬‫تح ُ‬

‫خالل دقائق جلس آليكسندر بجانب إدريان يقول له‪ :‬مرت ساعتين بالفعل ‪ ،‬عُد الى المنزل‪..‬‬
‫ت ُمرهق من األلم والبُكاء‪ :‬ال أستطيع‪..‬‬‫أجابه إدريان بصو ٍ‬
‫آليكسندر بهدوء‪ :‬سأهتم باألمور ُهنا ‪ ،‬عُد و ُخذ قسطا ً من الراحه فأنت لم تنم كما سمعت‪..‬‬
‫هز إدريان رأسه بالنفي ليهمس بعدها‪ :‬هل أخبرك الطبيب بسبب الـ ـوفاة ؟‬
‫قال الكلمة األخيره بغص ٍة آلمت قلبه وجعلت عيناه تلمعان بالدموع ُمجددا ً فقال آليكسندر‪ :‬ليس‬
‫بعد‪..‬‬
‫لم يستطع إخباره في حين همس إدريان‪ :‬لقد كان ُهناك طعاما ً بالقُرب منها ‪ ،‬لطالما كانت تأكل‬
‫بطريق ٍة راقيه ‪ ،‬هل غصت أو ماذا بالضبط ؟ لما كانت لوحدها ؟ لما بقيتُ باألسفل بدالً من أن‬
‫لربما أنجدتُها !! كُنتُ أعرف أنها ُمستيقظه وأن الخادمة ستُحضر الطعام لها ومع‬ ‫أبقى معها ُ‬
‫هذا تجاهلت األمر وبقيت وحدي ‪ ،‬لو لم أفعل‪....‬‬
‫قاطعه والده بحده‪ :‬كفى ! ال تبدأ بلوم نفسك فلستَ ال ُمخطئ أتسمعُني ؟!‬
‫إرتجفت شفتي إدريان ليعض عليها ويتكئ برأسه على يديه يحبس عبرته وألمه بداخله‪..‬‬
‫في حين تنهد آليكسندر ومسح على ظهره دون تعليق قبل أن يصله صوت إدريان الهادئ‬
‫يقول‪ :‬ماذا عن إليان ؟ ستُجن‪..‬‬
‫تألم آليكسندر عندما تذكرها وهمس له‪ :‬سأُخبرها بنفسي يوم الغد‪..‬‬
‫وقف بعدها وقال بلهج ٍة آمره‪ :‬واآلن عُد الى الفيال و ُخذ قسطا ً من النوم ‪ ،‬الفيال يا إدريان‬
‫أسمعت!‬
‫ومن ثُم غادر ليؤكد إلدريان بأن هذا أمرا ً صارما ً ال رجعة فيه‪..‬‬
‫ت مليئ ٍة باإلنكسار‪..‬‬
‫وقف إدريان وخرج من المشفى بخطوا ٍ‬
‫ركب الى سيارته وقاد في شوارع المدينة ليجد نفسه تدريجيا ً يقود بسرع ٍة كبيره!‬
‫من حوله السيارات السريعه وأضواء المدينه جنونيه و ُمنتشره‪..‬‬
‫لعطر فرنسي شهير وأضواء األبراج الضخمة قوية تعكس جنون‬ ‫ِ‬ ‫شاشة عمالق ٍة تُعرض إعالنا ً‬
‫ليالي فرنسا البارده‪.‬‬
‫رجل هنا يعزف الكمان واصطفاف الناس حوله ليضعوا المال بقبعته الباليه‪..‬‬
‫ومجموعة ُمراهقين في الرصيف ال ُمقابل يستعرضون حركاتهم البهلوانية بالرقص!‬
‫ومطاعم تضج بشتى أنواع الموسيقى الرومانسيه احتفاالً بعُشاقها الزبائن بمثل هذا اليوم‬
‫الكبير من كُل سنه‪..‬‬
‫صخب في كُل مكان!‬
‫ٌ‬
‫يُريد الهرب من كُل هذا!‬
‫يُريد الهرب من العالم بأسره‪..‬‬
‫**‬

‫تلك الليلة كانت ثقيلةٌ على الجميع‪..‬‬


‫على كين الذي دفن نفسه بسريره يبكي ندما ً‪..‬‬
‫وعلى آلبرت الذي لم يعد يعرف ما موقفه من موتها الذي جاء فجأة وهدم كُل شيء‪..‬‬
‫وعلى ريكس الذي بات فكره مشغوالً بسبب موتها ال ُمفاجئ وبوضع ُكالً من إدريان وإليان‪..‬‬
‫ما عدا فلور التي كانت نائمةً إستعدادا ً ليومها المدرسي كعادتها‪..‬‬
‫ليصدمهم آليكسندر بحضوره وإغالقه لغرفة زوجته قائالً جملةً واحدةً ال غير!‬
‫"كونوا على إستعداد فالشُرطة ستحضر يوم غد للتحقيق"‬
‫تحقيق لما ومن ماذا ؟‬
‫ال أحد يفهم!‬
‫ومضت الليله بدون أن يفهم أي أحد شيء‪..‬‬

‫***‬

‫‪15 February‬‬
‫‪9:25 am‬‬

‫تجلس على األريكة وأمامها طعام إفطار تتناوله وهي تُتابع أحد البرامج الواقعية على التلفاز‬
‫بإنسجام تام‪..‬‬
‫غرفته ولم تشعر به ‪ ،‬بقي ينظر إليها لفتره ثُم تقدم منها يسأل‪ :‬أين طعام‬ ‫حتى أنه خرج من ُ‬
‫إفطاري ؟‬
‫نظرت الى وجهه ال ُمتجهم لتقول بإبتسامه‪ :‬أال يُمكنك أن تقول صباح الخير على األقل ؟‬
‫تأفف بملل دون تعليق فهزت كتفها بيأس وأشارت الى المطبخ تقول‪ُ :‬هناك ‪ ،‬يُمكنك تسخينه‬
‫بالمايكرويف‪..‬‬
‫تركها لتُعاود ُمتابعة برنامجها وهي تلقي له نظرةً سريعة بين حين آلخر‪..‬‬
‫دقائق حتى جلس بالقُرب منها وبدأت يتناول إفطاره ويُتابع معها البرنامج الذي ال يفهم عن‬
‫ماذا يتحدث حتى‪..‬‬
‫ت على تواصل مع هذا الذي يُدعى ريكس ؟‬ ‫بعد دقائق نظر إليها يقول‪ :‬هل ما ِزل ِ‬
‫إبتسمت لطريقته باإلشارة إليه وقالت‪ :‬أجل‪..‬‬
‫تحدث يقول‪ :‬حسنا ً ‪ ،‬أُريد رؤيته‪..‬‬
‫نظرت إليه تقول‪ :‬وأخيرا ً ! بعد يومين تقريبا ً أخيرا ً بدأت تتقبل األمر‪..‬‬
‫نوع من‬‫ٍ‬ ‫الحدة يقول‪ :‬لم أتقبله ! أُريد فقط أن أعرف بالضبط أي‬ ‫نظر إليها بشيء من ِ‬
‫ُ‬
‫االشخاص هو !! أملك الكثير من األسئلة أريد سؤاله عنها ‪ ،‬هذا كُل مافي األمر‪..‬‬
‫إبتسمت وإقتربت منه تهمس‪ :‬ماذا ؟ أعترف ‪ ،‬أنت من الداخل سعيد لكونك تملك أخا ً أكبر‬
‫صحيح ؟ ال تقلق لن أُخبره‪..‬‬
‫زاد إنزعاجه من ُمضايقاتها التي ال تتوقف ليقف قائالً‪ :‬ال تفترضي أمورا ً ال ِصحة لها!‬
‫رفعت حاجبها وكأنها تُحاول تصديق هذه ال ِكذبه ليزداد إنزعاجه ويأخذ طعامه قائالً‪ :‬لن أبقى‬
‫برؤيته‪..‬‬ ‫برفقتك ‪ ،‬وال تتصلي به لم أعد أرغب ُ‬
‫تنهدت تقول‪ :‬حسنا ً مادامت هذه رغبتك‪..‬‬
‫غرفته ونظر إليها بصدمة وهي تُعاود النظر الى التلفاز‪..‬‬ ‫توقف قبل أن يدخل الى ُ‬
‫إنها جاده!!‬
‫كتمت إبتسامتها بعد أن الحظت كونه يقف بصدمة‪..‬‬
‫تُحب إستفزازه بهذا األمر‪..‬‬
‫تُريد منه أن يعترف بهذا ‪ ،‬فال ِكبرياء أحيانا ً يُشتت العقل وال يجعل اإلنسان يُدرك مشاعره‬
‫الحقيقيه‪..‬‬
‫تُريد منه أن يقولها!‬
‫أن يقول بأنه يُريد رؤيته حقا ً ألنه أخاه الوحيد‪..‬‬
‫وألنه سعيد بهذا‪..‬‬
‫إن لم يعترف بهذا فستبقى تُزعجه حتى ينطقها‪..‬‬
‫فالكلمة تقع عند النطق بها وسيُدرك وقتها حقيقة كونه بالفعل يشعر بالسعادة ألنه يملك أخا ً‬
‫كبيرا ً يعتمد عليه‪..‬‬
‫تنهدت عندما لم يقل شيئا ً ودخل غرفته ُمغلقا ً الباب خلفه بقوه‪..‬‬
‫همست‪ :‬إنه عنيد ‪ ،‬ال بأس وأنا أكثر ِعنادا ً منه ‪ ،‬سأجعله يعترف بهذا‪..‬‬
‫رن هاتفها ُمعلنا ً وصول رسالةً لتجدها من ال ُمزعج ثيو‪..‬‬
‫تعرف محتواها فهو سيسألها ماذا تفعل‪..‬‬
‫وبالفعل هذا ما سأله‪..‬‬
‫ألمر ما ومع هذا يُرسل ثالثة‬ ‫ال يثق بها على اإلطالق ‪ ،‬طلب منها اإلنتظار بهدوء ألنه يُرتب ٍ‬
‫رسائل يوميا ً ليتأكد من أنها تنتظر بهدوء حقا ً‪..‬‬
‫أبحث عن ريكارد"‬‫ُ‬ ‫أجابته‪" :‬أنا بالخارج‬
‫رد عليها ‪" :‬حسنا ً كوني حذره"‬
‫ضاقت عيناها هامسه‪ :‬لما لم يغضب ؟ هل يُراقبني ؟‬

‫في حين أغلق ثيو تطبيق التعقب بعدما تأكد أنها ال تزال في الشقه‪..‬‬
‫وضع هاتفه جانبا ً وهو ينظر الى كارمن التي جلست على المقعد أمامه في هذا المقهى الشبه‬
‫ُمظلم بديكوره وأضواءه ‪ ،‬بالكاد يرى الجالس فيه مالمح من هم بالقُرب منه‪..‬‬
‫صوف سوداء لتحمي أُذنيها من الهواء البارد بالخارج‬ ‫ٍ‬ ‫شعرها األسود القصير تُغطيه بقُبعة‬
‫بيج طويل على مالبسها السوداء‪..‬‬ ‫ومعطف ٍ‬
‫ت طويل لم يتقابال‪..‬‬ ‫نظرت إليه بعينيها الهادئتين بتفحص ف ُمنذ وق ٍ‬
‫سألته‪ :‬تبدو ُمختلفا ً‪..‬‬
‫أشار للنادل وهو يقول‪ :‬بطريق ٍة جيده ؟‬
‫هزت كتفها ُمعلقه‪ :‬من يعلم ‪ ،‬تبدو ُمختلفا ً فحسب‪..‬‬
‫ث قائله‪ :‬ماذا تفعل هذه‬ ‫تقدم النادل ووضع القهوة التي طلبها ثيو ُمسبقا ً لتُبادر هي بالحدي ِ‬
‫األيام ؟‬
‫رشف من قهوته قبل أن يُجيبها‪ :‬أتنقل من ُهنا و ُهناك بحثا ً عن طريق ٍة ُمناسبه لتنفيذ بعض‬
‫ت؟‬ ‫بخلدي ‪ ،‬كيف هي أوضاع ُِك أن ِ‬ ‫األمور التي تدور ِ‬
‫فكرت بالبروفيسور و ُمحادثتهما معا ً قبل أن تُجيب‪ :‬ال بأس‪..‬‬
‫سألته بهدوء‪ :‬إبنة فينسنت معك صحيح ؟‬
‫رفع عينيه الزرقاوتان الهادئتين إليها لفتر ٍة قبل أن يُجيب‪ :‬نعم‪..‬‬
‫ت عدة في الماضي‪..‬‬ ‫كارمن‪ :‬كيف ضممتها الى صفك ؟ فشلتَ مرا ٍ‬
‫ثيو‪ :‬هل حقا ً تُريدين مني سرد القصه ؟‬
‫تنهدت وقالت‪ :‬كان سؤاالً تافها ً لم يحتج الى تفصيل في الرد ‪ ،‬على أية حال هل تعلم بأن‬
‫البروفيسور إكتشف هذا ؟‬
‫ت قبل أن يبدأوا بتعقبي ليصلوا إليها ‪،‬‬ ‫هز رأسه قائالً‪ :‬أعلم ‪ ،‬عن طريق دارسي ‪ ..‬مسألة وق ٍ‬
‫ال ِزلتُ أوهمهم أني في باريس لذا‪....‬‬
‫قاطعته‪ :‬أنتَ ُمخطئ‪..‬‬
‫عقد حاجبه لترتشف من قهوتها قليالً قبل أن تُكمل‪ :‬البروفيسور أرسل إثنان خلفها ‪ ،‬وكالهما‬
‫سيبحثان عنها ُمباشرةً دون أن يبدأوا بتعقبك فلديهم وسائلهم الخاصه‪..‬‬
‫ضاقت عيناه للحضة قبل أن يقول‪ :‬ماذا تقصدين ؟‬
‫ق لها من البداية واآلخر يملك رقم‬ ‫إبتسمت ُمجيبه‪ :‬أال تعلم ؟ ريكس ودارسي ‪ ،‬أحدهما صدي ٌ‬
‫هاتفها فلذا تعقبهما لها سه ٌل للغايه‪..‬‬
‫دُهش ثيو من كالمها ليقف بعدها يُخرج المال من محفضته فقالت له بإبتسامه‪ :‬ماذا ؟ ألم‬
‫تطلبني لسبب آخر ؟‬
‫آسف ل ُمغادرتي‬
‫ٌ‬ ‫وضع ثيو طرف المال تحت كوب القهوة وهو يقول‪ :‬إعذريني ‪ ،‬فيما بعد ‪..‬‬
‫هكذا‪..‬‬
‫هزت رأسها تقول‪ :‬ال بأس‪..‬‬
‫غادر بعدها من أمامها وهو يهمس‪ :‬قالت رين بأنها قابلت ريكس باألمس ولكنها لم تقل شيئا ً‬
‫بخصوص أوامر البروفيسور ! وكيف لدارسي أن يملك رقمها في المقام األول ؟!! هل أعطاه‬
‫ريكس ذلك ؟‬
‫ركب سيارته وضغط زر اإلتصال وهو يهمس‪ :‬ما كان عليها الوثوق به!!‬

‫أخذت رين هاتفها وردت على اإلتصال تقول‪ :‬ماذا ؟‬


‫ثيو‪ :‬ال تزالين بالشقه ؟‬
‫رفعت حاجبها تقول‪ :‬أنت تتعقب هاتفي صحيح ؟‬
‫ثيو‪ :‬صحيح ‪ ،‬ودارسي يفعل ذلك أيضا ً ‪ ،‬أطفئي هاتفك تماما ً وتواصلي معي عن طريق هاتف‬
‫مارك ‪ ،‬بسرعه يارين!‬
‫وأغلق الهاتف لتعقد حاجبها وتهمس‪ :‬ماذا يعني ؟ وكيف!‬
‫إتسعت عيناها بدهشة عندما تذكرت كون دارسي يملك رقمها اآلن!‬
‫لما لم يخطر األمر في بالها سابقا ً!!‬
‫سحبت ورقةً خارجيه وسجلت رقم ثيو والبقية فيه قبل أن تُطفئ الهاتف تماما ً وتُخرج‬
‫الشريحة منه‪..‬‬
‫وقفت وتقدمت من النافذة تنظر الى ُمقدمة المبنى فلم ترى أي شيء ُمريب‪..‬‬
‫همست‪ :‬كيف عرف ثيو ؟ هل هذا يعني بأن دارسي بدأ بتعقُبي ؟‬
‫إتسعت عيناها من الصدمة عندما رأت سيارةً سوداء تقف بالقُرب من المبنى وينزل شخصا ً‬
‫منها‪..‬‬
‫شعر أسود طويل وعينان سوداوتان خطيرتان!‬ ‫ٌ‬
‫إنه دارسي!!‬
‫وقف ينظر الى هاتفه قبل أن ينظر الى المباني من حوله‪..‬‬
‫لقد فقد إشارة هاتفها عندما إقترب منها‪..‬‬
‫هي في هذه المنطقة دون ريب وبما أنه حي هادئ فهذا يعني بأنها تسكن في أحد الشقق‬
‫الرخيصة فيه‪..‬‬
‫لذا‪....‬‬
‫ونظر ُمباشرةً الى المبنيين الذان أمامه ليدخل ُمباشرةً الى أحدها‪..‬‬
‫إبتعدت رين فورا ً عن النافذه ‪ ،‬فتحت محفضتها وأخرجت األلف يورو التي سحبتها ُمسبقا ً لكي‬
‫تُعيدها الى جينيفر وخرجت ُمباشرةً من الشقه‪..‬‬
‫بنفس سريع‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫نزلت الدرج بسرعه وتوقفت أمام رجل اإلستقبال ذاك وأعطته نصف المال تقول‬
‫بشعر وعينان سوداوتان ويُريك صورةً لي ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫أُريد خدمه ‪ ،‬سيأتي ر ُج ٌل بعد قليل طويل القامة‬
‫أنكر كونك رأيتني حسنا ً ؟‬
‫نظر إليها قليالً قبل أن يقول‪ :‬أنا ال أُريد المشاكل لذا‪...‬‬
‫قاطعته‪ :‬المشاكل ستأتيك أن قُلتَ له الحقيقه ‪ ،‬ألنه حينها سيقتُلك ليلحق بي ‪ ،‬فقط قُل ما‬
‫أخبرتُك به وصدقني سيُغادر بهدوء ‪ ،‬رجاءا ً‪..‬‬
‫نظر الى الخمس مائة يورو وقد أغراه المبلغ هذا جدا ً وكالمها بدا ُمقنعا ً لذا هز رأسه‬
‫فإبتسمت له قائله‪ :‬جيد ‪ ،‬شكرا ً‪..‬‬
‫ودخلت بسرع ٍة الى المدخل المؤدي الى الدرج وبقيت واقفةً ُهناك لتتأكد من أن األمور ستسير‬
‫بسالسه‪..‬‬
‫ت هادئ ٍة من‬ ‫الزجاجي الخاص بالمبنى يُفتح ويتقدم أحدهم بخطوا ٍ‬ ‫دقائق حتى سمعت الباب ُ‬
‫رجل اإلستقبال‪..‬‬
‫إزداد تنفسها توترا ً وهي تسمع صوته يسأل الرجل عن الفتاة بالصورة‪..‬‬
‫إنه صوته البغيض ذاته‪..‬‬
‫ال تنسى تهديده ذاك قبل أيام عنددما خيرها بين إخباره وبين حياة عمها‪..‬‬
‫تكرهه أشد الكُره‪..‬‬
‫تُريد قتله!!‬
‫ضبطت أعصابها الغاضبة وال ُمتوترة وهي تسمع نفي موظف اإلستقبال ليسأله دارسي ُمجددا ً‬
‫بتأكيد ولكن النفي القاطع كان الرد‪..‬‬
‫ثوان حتى سمعت خطواته الثقيلة تُغادر المبنى‪..‬‬ ‫ٍ‬
‫الزجاجي لتجده يقف قريبا ً يُخرج سيجارته ويُشعلها‬ ‫خرجت من مكانها وتقدمت من الباب ُ‬
‫ناظرا ً الى المباني من حوله‪..‬‬
‫همست‪ :‬إرحل ‪ ،‬غادر هيّا!‬
‫تذكرت صوت ثيو قبل قليل بالهاتف‪..‬‬
‫لقد بدا ُمستعجالً‪..‬‬
‫تخشى حضوره اآلن بوجود دارسي‪..‬‬
‫العواقب حينها لن تكون جيده‪..‬‬
‫شدت على أسنانها عندما وضع الهاتف على أُذنه ولم تستطع سماع ما يقوله‪..‬‬
‫يبدو بأنه لن يرحل بسهوله‪..‬‬
‫همست‪ :‬ماذا لو أنه يُريد تمشيط المنطقة بأكملها ؟!!‬
‫ت الى الخلف وإتجهت الى الموظف تقول‪ :‬هل لي بهاتفك لدقيق ٍة واحده ؟‬ ‫تراجعت خطوا ٍ‬
‫بطمع أجابها‪ :‬كُل شيء وله ثمن‪..‬‬ ‫ٍ‬
‫رين‪ :‬سأدفع ‪ ،‬هاته‪..‬‬
‫حيث األرقام المدونة وأرسلت رسالةً الى ثيو كتبت‬ ‫ُ‬ ‫أخذت الهاتف وأخرجت الورقة من جيبها‬
‫فيها ‪" :‬دارسي يحوم في الحي ويبدو بأنه لن يُغادره بل ستزداد األمور سوءا ً بطلبه لبعض‬
‫الرجال ‪ ،‬سأُلهيه لنصف ساعه ‪ ،‬خذ مارك حينها بعيدا ً من ُهنا"‬
‫الزجاجي‪..‬‬ ‫وأرسلتها قبل أن تعود الى الباب ُ‬
‫فتحته بهدوءٍ كي ال يشعُر بها ومشت على طول الرصيف ُمبتعدةً عنه حتى وصلت الى إمرأ ٍة‬
‫ط خشبي صغير تبيع عليه بعض المنسوجات الصوفيه‬ ‫عجوز تجلس على األرض وأمامها بسا ٌ‬
‫‪..‬‬
‫ت من صنعتِها ؟‬ ‫ت مسموع‪ :‬وااه تبدو ُمذهله ! هل أن ِ‬ ‫تحدثت بصو ٍ‬
‫حيث الصوت ليرى فتاةً كرين تماما ً!‬ ‫ُ‬ ‫عقد دارسي حاجبه وإلتفت الى الخلف‬
‫ضاقت عيناه وتقدم وحينها إلتفتت رين لتلتقي أنظارهما‪..‬‬
‫الزقاق خلف المرأة العجوز‬ ‫إتسعت عيناها تتظاهر بالصدمة قبل أن تفر هاربةً عن طريق ِ‬
‫فإبتسم دارسي ُهنا ورمى سيجارته قبل أن يلحق بها ُمباشرةً‪..‬‬
‫سرعتها وهي تتمنى أن يكون تهورها هذا في صالحها وليس العكس‪..‬‬ ‫جرت بأقصى ُ‬
‫هي ُمتفائله‪..‬‬
‫مكان ما‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫لن تموت ما دام مارك ُمخبئ في‬
‫لن يأمر البروفيسور بقتلها أبدا ً‪..‬‬
‫همست‪ :‬ولكنه أرسل ريكس لقتلي ‪ ،‬هل دارسي يتصرف ب ُمفرده كالعاده ؟!!‬
‫بدأت تقلق من هذا‪..‬‬
‫لربما يقتلها حتى لو لم يرغب البروفيسور بهذا كما حدث مع صديقتها آريستا‪..‬‬
‫سرع ٍة كبيره دون أن تنظر الى الخلف وال لمره‪..‬‬ ‫إبتعدت ب ُ‬
‫لن تُقلل من فُرصة نجاتها ألجل نظر ٍة لن تُفيدها‪..‬‬
‫دخلت من بين الكثير من األزقة تُحاول الفرار منه وتضييعه قدر ال ُمستطاع‪..‬‬
‫ث قديم ُمهترئ‪..‬‬ ‫رأت على بُع ٍد منها مخرجان وبالقُرب من زواية أحدهما ُركام أثا ٍ‬
‫الركام وغطت نفسها بلوح ٍة خشبية لباب قديم‪..‬‬ ‫رمت بجسدها فورا ً بين هذا ُ‬
‫ثوان حتى وصل دارسي لذات النُقطة وتوقف عندما رأى مخرجان ومن ثُم إتجه الى المخرج‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫الذي إختبأت في زاويته فلقد ُخيل إليه أنها كانت تجري سالكة الجهة اليُمنى لذا ستختار‬
‫المخرج األقرب منها‪..‬‬
‫صعداء وبقيت في مكانها لفترة وهي تهمس‪ :‬هل وصل ثيو ؟‬ ‫تنفست ال ُ‬
‫سمعت دارسي يعود ليتوقف بالقُرب منها‪..‬‬ ‫كتمت أنفاسها بسرع ٍة عندما ِ‬
‫لقد كان مخرجا ً ُمقفالً في النهايه وهذا يعني بأنها سلكت المخرج اآلخر!‬
‫فات أوان اللحاق بها‪..‬‬
‫فتح هاتفه ولم يجد إشارة هاتفها بعد‪..‬‬
‫رن في يده فأجاب ليقول بعدما سمع الطرف اآلخر‪ :‬ال تهتم ألمري ‪ ،‬فتشوا الحي بأكمله ‪،‬‬
‫سأُوافيكم بعد قليل‪..‬‬
‫كتمت شهقتها بالكاد وهي تهمس بداخلها‪" :‬كان هذا سريعا ً ! حتما ً ثيو لم يصل بعد"!!‬
‫سمعته يقول ُمجددا ً بعدما تحدث الطرف اآلخر‪ :‬أي منزل أو شق ٍة تجد فيها صبيا ً أو فتاةً عمره‬
‫ما بين ‪ 15‬الى ‪ 19‬ولوحده أخبروني بذلك ‪ ..‬وبالطبع لو رأيت تلك ال ُمزعجة فأمسكوا بها‬
‫فورا ً!‬
‫بعدها أغلق هاتفه وغادر الى المخرج الثاني فلن يخسر شيئا ً من التأكد‪..‬‬
‫خرجت من مكانها تهمس‪ :‬هو ال يعرف عنه شيئا ً بعد ‪ ،‬مابين الخامسة والتاسعة عشره ؟ هو‬
‫يحسب عدد سنوات عمل آليس مع البروفيسور ‪ ،‬على أية حال هذا يعني بأن البروفيسور لم‬
‫يُخبره هو أيضا ً أي شيء عن مارك‪..‬‬
‫نفضت الغُبار عن مالبسها وشعرها وذهبت الى المخرج األيمن الذي عاد منه قبل قليل لتجده‬
‫بالفعل ُمغلق باألخير بشبكٍ حديدي‪..‬‬
‫ماذا تفعل ؟‬
‫لن يُمكنها العودة الى حيث مارك وهي ال تعلم هل نجح ثيو بالوصول أو ال ؟‬
‫تُريد سؤاله ولكنها ال تملك هاتفا ً!‬
‫بالكاد إختبأت من أعين دارسي ‪ ،‬لن يُمكنها اإلختباء من أعين بقية رجاله لو عادت لتتأكد!‬
‫شدت على أسنانها هامسه‪ :‬هل أخطأت ؟!!! أردتُ أن أُبعده عن مارك لم أتخيل أن رجاله‬
‫سرعه!!‬ ‫قريبين لدرجة أن يصلوا بهذه ال ُ‬
‫هزت رأسها تُبعد األفكار السوداوية عنها وهي تقول‪ :‬حتى لو عُدتُ الى األعلى وأخذت مارك‬
‫معي فالوقت الذي أقطعه في ذلك هو نفس الوقت الذي قطعته في الهروب من دارسي ‪ ،‬بكال‬
‫الحالتين كانوا سيأتون قبل هروبنا‪..‬‬

‫من جه ٍة أُخرى أوقف ثيو سيارته قبل أن يغوص بداخل الحي لتضيق عينيه وهو يرى من‬
‫ت والكثير من رجال العصابات ُمنتشرون في المنطقه‪..‬‬‫بعيد أربع سيارا ٍ‬
‫ب يُحدثها رجال العصابات في الحي‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وإتصل على الشُرطة ليُبلغ عن جريمة شغ ٍ‬
‫وبالفعل كانوا يفعلون هذا فهم يطرقون أبواب المنازل والشقق بالقوة ويُفتشونها تحت تهديد‬
‫األسلحة البيضاء‪..‬‬
‫يتمنى أن تصل الشرطة قبل أن يصلوا هؤالء الرجال الى مارك أوالً‪..‬‬
‫ت من الجهة التي فقد رين فيها وضاقت‬ ‫وبمساف ٍة ليست ببعيد ٍة عنه توقف دارسي بعدما كان آ ٍ‬
‫عيناه وهو يرى سيارة ثيو من بعيد ليهمس‪ :‬هو معها بالفعل‪..‬‬
‫حيث ينظر ثيو وللحضات إستوعب بأنه بالتأكيد لم يكن يراقبهم!‬ ‫ُ‬ ‫نظر الى‬
‫البد من أنه إتصل بالشرطة فهو يفعلها دائما ً عندما يرى مجموعة منهم كما حدث آخر مرة‬
‫عندما الحقوه من أجل الملف‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وإتصل على تابعه وأعطاه أمرا ً واضحا ً بالهرب واإلختباء لفتره‪..‬‬
‫أخذ األمر بعض الوقت وهم يخرجون من المنازل ويركبون السيارات وما إن تحركوا حتى‬
‫سمعوا أبواق صافرات الشُرطه ففروا هاربين بسياراتهم بعيدا ً بطريق ٍة همجية أثارت إنتباه‬
‫رجال الشُرطة ولحقت بهم إحدى السيارات بينما البقيه بقيت في الحي لتتأكد من خلوه من‬
‫سكان‪..‬‬‫رجال العصابات وليسمعوا إفادات ال ُ‬
‫شعر دارسي ببعض اإلنزعاج فلقد تمنى بأن تلحقهم جميع الشُرطه ويبقى هو ُمراقبا ً ثيو‬
‫ليعرف طريق ذاك الطفل ويُمسك به‪..‬‬
‫فاألمر صعبا ً بعض الشيء‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ولكن بوجود رجال الشرطة‬
‫عاود النظر الى ثيو الذي نزل من سيارته وإتجه الى داخل الحي مشيا ً ‪ ،‬قرر البقاء في مكانه‬
‫بمكان بعيد‪..‬‬
‫ٍ‬ ‫فبعد ما حصل بالتأكيد ثيو لن يدع الطفل ُهنا بعد اآلن وسيأخذه بسيارته‬

‫إلتفتت رين الى ثيو تقول بإستنكار‪ :‬ما الذي تتفوه به!!‬
‫ثيو وهو يُراقب الشُرطة الذين يُحصون ال ُممتلكات التي أُفسدت بفضل رجال العصابات‪ :‬ما‬
‫سمعتِه ‪ ،‬لنرحل وندع مارك ُهنا‪..‬‬
‫تقدمت منه بحده تقول‪ :‬لن أفعل ! إرحل لوحدك فأنا حتما ً لن أتخلى عنه حتى وإن طاردني‬
‫دارسي آلخر العالم‪..‬‬
‫سنتركه ُهنا فهذا أأمنُ له‪..‬‬‫ُ‬ ‫عاود النظر إليها رقال‪ :‬لن نتخلى عنه ‪ ،‬فقط‬
‫ظهر اإلستنكار على مالمحها ليُكمل قبل أن تُعلق‪ :‬كم سن ٍة مضت وأنا أُطاردهم ؟ بِتُّ أعرف كُل‬
‫تحركاتهم وأعرف طريقة تفكير كُل واح ٍد منهم‪..‬‬
‫حول المكان الى فوضى‬ ‫مكان ما ‪ّ ،‬‬‫ٍ‬ ‫رفع نظره الى سيارة دارسي وهو يُكمل‪ :‬هو يُراقبنا من‬
‫وسيعرف بأننا سنُحاول الهرب منه برفقة إبن البروفيسور ‪ ،‬إن هربنا وحدنا فسيُصدم‬
‫بمكان بعيد عن مكان‬
‫ٍ‬ ‫وسيعتقد بأن إبن البروفيسور لم يكن ُهنا ُمنذ البداية وبأننا نُخفيه‬
‫تواجدنا ‪ ،‬صدقيني لن يُعاود البحث ُهنا ‪ ،‬أما الخروج برفقته فسيجعله أوالً يعرف ما شكله ‪،‬‬
‫وال أدري إن كان يملك آخرين أو ال ولكن تخيلي لو كان يملك رجاالُ آخرين يُطاردوننا عند‬
‫خروجنا ؟ إنها خسارةٌ فادحه‪..‬‬
‫نظرت إليه لفترة وهي غير قادر ٍة على اإلعتراف بكو ِنه أقنعها‪..‬‬
‫مكان سبق دخول‬‫ٍ‬ ‫وفي نفس الوقت شعرت بشيء من التردد فهي تخشى أن تترك مارك في‬
‫رجال المنظمة إليه‪..‬‬
‫تنهد وقال‪ :‬سأُعين أحد ل ُمراقبته من بعيد‪..‬‬
‫إبتسمت لهذا اإلقتراح وسبقتُه الى السياره‪..‬‬
‫أخرج هاتفه وكتب فيه بعض كلمات قبل أن يلحق بها ليُشغل السيارة ُمبتعدا ً تحت أنظار‬
‫دارسي ال ُمندهشه‪..‬‬
‫أوليس من ال ُمفترض أن يكون إبن البروفيسور معهم ؟!!‬
‫هل هذا يعني بأنه لم يكُن ُهنا في المقام األول ؟‬
‫رفع هاتفه وإتصل على تابعه ليأ ُمره ب ُمراقبة سيارة ثيو ُمراقبةً لصيقه وإن فقده فسيقتُله بدون‬
‫أن يسمع تبريره‪..‬‬
‫ويبدو بأن هذا ما سيحدث فذاك التابع المسكين قد فقده‪..‬‬
‫في حين ظهرت إبتسام ٍة ُمريبه على شفتيه همس فيها‪ :‬ولكن هذا يعني بأن كالمي كان‬
‫صحيحا ً ! يالها من خبيثه!‬

‫***‬

‫‪11:18 am‬‬

‫غرفة جينيفر ال ُمغلقه ‪ ،‬فُتحت!‬‫ُ‬


‫وبدأ فريق التحقيق من ُمطالعة مسرح موت الضحية للتأكد من سبب الوفاة‪..‬‬
‫هل كان إنتحارا ً ‪ ،‬أو قتل‪..‬‬
‫إدريان لم يعد للمنزل ُمنذ األمس‪..‬‬
‫وإليان في الكُلية ال تعرف شيئا ً بعد‪..‬‬
‫وفلور بمدرستها وال تعرف أي شيء‪..‬‬
‫بينما كين يحبس نفسه بالغرفة ُمنذ األمس وأخوته ال ِكبار يعتقدون بأن حاله من حال فلور ال‬
‫يعلم شيئا ً‪..‬‬

‫آليكسندر يتحدث بهدوء مع رئيس فريق التحقيق بينما البقيه يجلسوا على األريكة باألسفل‬
‫ينتظرون النتائج بعدما عرفوا كُل شيء من آليكسندر هذا الصباح‪..‬‬
‫وحرص عليهم أال يعرف البقية عن هذا وخاصةً أبنائها‪..‬‬‫ّ‬
‫إستيال غادرت للمشفى تزور فرانس كعادتها ولم يبقى سواهما‪..‬‬
‫بادر آلبرت بالحديث قائالً‪ :‬هل تضنُه إنتحارا ً حقا ً كما يضن عمي ؟‬
‫لم يُعطه ريكس إجابةً شافيه فحتى هو ال يعلم‪..‬‬
‫لما قد تنتحر إمرأةً مثل جينيفر ؟!‬
‫هل ألنها في طريقها لخسارة كُل شيء ؟‬
‫كال ‪ ،‬ليست ممن يستسلم بسرعه‪..‬‬
‫كانت لتعود أقوى في كُل مره‪..‬‬
‫إذا ً‪........‬‬
‫تحدث يقول بهدوء‪ُ :‬ربما قُتلت‪..‬‬
‫ظهر شيء من اإلستنكار على وجه آلبرت يقول‪ :‬ومن سيقتُلها ؟ نعم هي إمرأةٌ سيئه ولكن ال‬
‫أحد ممن هم حولها قاتالً ليتجرأ ويفعلها‪..‬‬
‫فكر ريكس ولم يجد في باله سوى جان‪..‬‬
‫ولكن جان لن يفعلها هكذا فهو سيخسر الكثير من موتها‪..‬‬
‫هما شريكان ‪ ،‬هي أحد أهم ال ُمستثمرين بمشروعه هذا‪..‬‬
‫فإن لم يكن ُهو فمن ؟!!‬
‫هل ُربما ظهرت أحد عوائل ضحاياها لينتقموا منها ؟!!‬
‫هذا هو التوقع األصح ولكن من ؟‬
‫قطع تفكيرهم ر ُجالن نزال وطلبا الخدم‪..‬‬
‫هاقد بدأوا بالتحقيق مع الخدم‪..‬‬
‫األمر واضحا ً ‪ ،‬لقد قُتلت‪..‬‬
‫ُ‬ ‫همس إللبرت‪ :‬أصبح‬
‫لم يُرد آلبرت أن يُصدق هذا‪..‬‬
‫فمسألة كونها قُتلت ستتعقد كثيرا ً من اآلن‪..‬‬
‫وقف ريكس وقرر ال ُمغادره فلم يعد ُهناك ما يستحق بقائه فلم يبقى سوى يومان على نهاية‬
‫األسبوع لذا عليه أن يجد حالً وسيؤجل أمر جينيفر التي بموتها ال ُمفاجئ سببت بعض‬
‫التعقيدات‪..‬‬
‫ج إلفادتك أوالً‪..‬‬ ‫أوقفته إمرأةٌ برداء الشُرطه تقول‪ :‬عُذرا ً ‪ ،‬سنحتا ُ‬
‫قطب حاجبه بإستنكار وإنزعاج لتقول‪ :‬آسفه ولكن عليك البقاء‪..‬‬
‫ومن جه ٍة أُخرى ظهرت الدهشة على وجه آليكسندر يقول‪ :‬هل أنت واثق من هذا ؟‬
‫هز رأسه يقول‪ :‬أجل ‪ ،‬السيدة جينيفر ماتت مقتوله ‪ ،‬كُل شيء في الغُرفة يقول هذا لذا علينا‬
‫التحقيق مع كُل من كان متواجدا ً ليلة األمس‪..‬‬
‫إختفت الدهشة تدريجيا ً وظهر اإلستنكار على وجهه يقول‪ :‬هل تقصد بأننا ُمتهمون ؟‬
‫إنحنى ُمعتذرا ً يقول‪ :‬هذا عملي‪..‬‬
‫آليكسندر بحده‪ :‬هل ُجننت ؟!!‬
‫لم يرد عليه سوى‪ :‬عذرا ً ‪ ،‬ال أقصد اإلساءة ولكنه عملي‪..‬‬
‫ت ذاته ولكن ال يُمكنه فعل شيء‪..‬‬ ‫أشاح آليكسندر بوجهه عنه منصدما ً و ُمستنكرا ً في الوق ِ‬
‫إنه عملهم!‬
‫عاود النظر إليه يقول‪ :‬فليتم كُل شيء بسري ٍة تامه وينتهي بسرعه أفهمت!‬
‫وغادر الغُرفة بعدها ليتنهد ال ُمحقق ويهمس‪ :‬لهذا أكره التحقيق مع األغنياء‪..‬‬

‫خرج آليكسندر وهو يُرسل إلدريان طلبا ً بأال يرد على أي إتصال من مجهول‪..‬‬
‫يُريد أن يُعطيه بعض الوقت قبل أن يكتشف الحقيقة الصادمة لموت والدته‪..‬‬
‫توقف يُمسك بالدرابزين ال ُمطل على الدور األرضي وأخذ نفسا ً عميقا ً يُحاول السيطرة على‬
‫مشاعره‪..‬‬
‫ُ‬
‫ظهرت نظرة ألم في عينيه هامساً‪ :‬كيف لي أن أخبرك يا إليان ؟‬
‫أغمض عينيه لفتر ٍة قبل أن يُعاود فتحها بهدوء وينزل ليُخبر ريكس وآلبرت والذان كانا أول‬
‫من سيتم التحقيق معهما وتفتيش حجرتهما بالكامل‪..‬‬
‫والدور التالي سيكون على كين!‬
‫غرفة البواب وقام بتفتيش كاميرات ال ُمراقبة حول‬ ‫حيث ُ‬‫ُ‬ ‫خرج أحد رجال الشُرطة الى الخارج‬
‫المنزل للتأكد من كون ال وجود ألي يد من خارج المنزل‪..‬‬
‫غرفهما ليعثروا على‬ ‫أخذوا ما يُقارب الساعة بالتحقيق مع ُكالً من ريكس وآلبرت وبتفتيش ُ‬
‫أي دليل ُمفيد ولكن لم يجدوا‪..‬‬
‫خرج بعدها ريكس أخيرا ً من المنزل بعد أن وقع تعهدا ً بأنه تحت ذمة التحقيق وعليه أن يُلبي‬
‫أي إستدعاء في ال ُمستقبل‪..‬‬
‫غرفة كين ودخل إليها ليجلس كين بعدما كان ُمستلقيا ً على سريره‪..‬‬ ‫طرق أحدهم باب ُ‬
‫تقدم الرجل منه يقول‪ :‬كين ريكسوفر ؟ لما لم تنزل عندما تم إستدعاؤك لألسفل ؟‬
‫أشعر ببعض التعب‪..‬‬ ‫ُ‬ ‫نظر إليه كين بهدوء يقول بهمس‪:‬‬
‫ي لذا لستَ‬ ‫ضاقت عينا الشُرطي يقول‪ :‬ولكن يُمكنك التحدث حسبما أرى ! إنه تحقيق أول ّ‬
‫تتهرب من شيء ما ؟‬ ‫ُ‬ ‫ُمجبرا ً على الذهاب للمركز بل فقط النزول لألسفل ‪ ،‬هل‬
‫دخل آلبرت يقول‪ :‬طوال الفترة الماضية كان بالمشفى ولم يخرج سوى باألمس ‪ ،‬مريض‬
‫بحاجه الى الراحة لذا

You might also like