You are on page 1of 49

‫بركامج الدرس القاحد التاسع‪،‬‬

‫الدرس (‪ ،)61‬الثالثاء‪ :‬الفجر ‪ /52‬رجب‪6346 /‬‬

‫تطريز‬
‫فضقؾة الشقخ صالح بـ طبد اهلل بـ حؿد ال ُعصقؿل‬
‫حفظه اهلل تعاىل‬
‫على‬

‫مدخل الوصول إىل معرفة علمِ األُصول‬

‫اوى‬ ‫ِ‬
‫الؿ َس َ‬
‫لؾعَّلمة ُم ْحس ُـ بـ طؾل الحضرمل ُ‬
‫ا‬
‫الؿتقىف سـة ‪ $ ،4531‬تعالك‬

‫الـسخة اإللؽرتوك اقة (األولك)‬

‫الشيخ مل يراجع التفريع‬

‫‪http: // attafreegh.com/‬‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪2‬‬

‫السَّلم طؾقؽؿ ورحؿة اهلل وبركاتف‪..‬‬


‫حؿدً ا طبدُ ه ورسق ُلف‪..‬‬ ‫الحؿد هلل ربـا‪ ،‬وأشفد أن ٓ إ ٰلف إٓ اهلل وحده ٓ شريؽ لف وأشفد ا‬
‫أن ُم ا‬
‫أما بعد‪..‬‬
‫ففذا هق الدرس السادس طشر مـ بركامج الدرس القاحد التاسع‪ ،‬والؽتاب الؿؼروء فقف هق «مدخؾ‬
‫الؿساوى ‪ ،$‬وقبؾ الشروع يف إقرائف ٓبد مـ ذكر مؼدمتقـ اثـتقـ‪:‬‬
‫َ‬ ‫لؾعَّلمة محسـ‬
‫القصقل» ا‬
‫الؿؼدمة األولك‪ :‬التعريػ بالؿصـػ‪ :‬وتـتظؿ يف ثَّلثة مؼاصد‪:‬‬
‫حؿـ الحسقـل الحضرمل‬
‫الر ٰ‬
‫عَّلمة محسـ بـ طؾل بـ طبد ا‬
‫الؿؼصد األول‪ :‬جر كسبف‪ :‬هق الشقخ ال ا‬
‫ثؿ الؿؽل‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ثَّلث وطشريـ بعد الثَّلثؿائة وإلػ (‪.)4535‬‬ ‫الؿؼصد الثاين‪ :‬تاريخ مقلده‪ :‬ولد سـة‬
‫الؿؼصد الثالث‪ :‬تاريخ وفاتف‪ :‬تقيف ‪ $‬سـة أرب ٍع وخؿسقـ بعد الثَّلثؿائة وإلػ (‪ ،)4531‬ولف مـ‬
‫العؿر إحدى وثَّلثقـ (‪ )54‬سـة ‪ $‬رحؿ ًة واسعة‪.‬‬
‫أيضا‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ثَّلثة مؼاصد ً‬ ‫الؿؼدمة الثاكقة‪ :‬التعريػ بالؿصـػ‪ :‬وتـتظؿ يف‬
‫الؿؼصد األول‪ :‬تحؼقؼ طـقاكف‪ :‬اسؿ ٰهذا الؽتاب «مدخؾ القصقل إلك معرفة طؾؿ األصقل»‪ ،‬فنكف‬
‫وش ِف َر بف‪.‬‬
‫صبع هبذا آسؿ يف حقاة مصـّػف ‪ُ ،$‬‬
‫الؿؼصد الثاين‪ :‬بقان مقضقطف‪ :‬مقضقع ٰهذا الؽتاب‪ ،‬هق ذكر تعريػات يف أصقل الػؼف‪.‬‬
‫الؿؼصد الثالث‪ :‬بقان مـفجف؛ َط َؿَد الؿصَـػ ‪ $‬تعَالك‪ ،‬إلَك كتَاب «القرقَات» ٕبَل الؿعَالل‬
‫وضَؿ إلقفَا فقائَد ُيحتَاج إلقفَا‪،‬‬
‫ا‬ ‫فجرد مؼاصد كتابِف الؿذكقر‪،‬‬
‫الجقيـل ‪ $‬الؿعروف بنمام الحرمقـ‪ ،‬ا‬
‫الت َؼ َطفا مـ ُشروح الؿتـ الؿذكقر وحقاشقف‪ ،‬ور اتبفا يف ُصقرة السَمال والجَقاب‪ ،‬متاب ًعَا ْ‬
‫وضَع كتَاب‬
‫وتصرف ‪ $‬تعالك يف ذلؽ بالزيادة والَـؼص‬
‫ّ‬ ‫برتاجؿ يسقرة‪،‬‬
‫َ‬ ‫مشقرا يف محال مـف إلك مؼاصده‬
‫ً‬ ‫القرقات‪،‬‬
‫مـف‪ ،‬ففق تحرير لؾؿباحث األصقلقة يف القرقات الجقيـقة‪.‬‬

‫***‬
‫‪3‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫قال الؿصـػ ‪ $‬تعالك‪:‬‬


‫حؿـ الرحقؿ‬‫الر ٰ‬
‫بسؿ اهلل ا‬
‫ِ‬
‫الػؼف و ُفصقلف‪ ،‬وأسس‬ ‫ِ‬
‫أبقاب‬ ‫الحؿد هلل الذي جعؾ العباد َة صري َؼ ًة لق ُصقلِف‪ ،‬واطتدا بصحتفا يف معرفة‬
‫الؿج َتفديـ الؼائؾ‪« :‬مـ يرد اهلل بف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ققاطده وأصقلِف‪،‬‬
‫ِ‬
‫والصَّلة والسَّل ُم طؾك مـ إلقف َمرج ُع ُ‬‫ا‬ ‫فروطف مـ‬
‫خقرا يػؼفف يف الديـ»‪ ،‬وطؾك آلف وصحبف وال اتابعقـ لف أجؿعقـ‪.‬‬
‫الؿساوى‪ٰ :‬هذه‬
‫َ‬ ‫الص ْق َلتِ اق ِة الفـدية‪ ،‬السقد محسـ بـ طؾل‬
‫وبعد‪ :‬فقؼقل صقيؾب العؾؿ بالؿدرسة ا‬
‫وضؿؿت إلقفا فقائد ُيحتاج إلقفا‪،‬‬
‫َ‬ ‫جردتفا مـ متـ القرقات إلمام الحرمقـ‪،‬‬
‫تعريػات يف أصقل الػؼف‪ ،‬ا‬
‫مؾتؼطة مـ شروحفا وحقاشقفا‪ ،‬حقـ قراءيت لذلؽ الؽتاب‪ :‬تسفق ًَّل ٕمثالل مـ الؿبتدئقـ‪ ،‬وإصاط ًة ٕمر‬
‫الشقخ بحقاتف‪ ،‬وكػعـا بف وبعؾقمف يف الداريـ‪ ،‬آمقـ‪.‬‬

‫الصقلتقة الفـدية)‪ :‬هل مدرسة أكشئت يف مؽة الؿؽرمة‬ ‫ققلف ‪( :$‬فقؼقل‪ :‬صقيؾب العؾؿ بالؿدرسة ا‬
‫يف الؼرن الؿاضل‪ ٓ ،‬تزال قائؿ ًة إلك الققم‪ ،‬كان لفا فضؾ يف كشر العؾؿ وبثف‪ ،‬وسؿقت بالص ِ‬
‫قلتقة كسبة إلك‬ ‫ا‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫حسـة‪ ،‬تؽ اؾػت ما َتحتاج إلقف الؿدرسة مـ تؿقي ٍؾ مالل‪ ،‬يؼال لفا‪َ « :‬صق َل ُة الـساء»‪ ،‬وهل مـ الفـد‪،‬‬ ‫امرأة ُم‬
‫ِ‬
‫القاقػ لفا‪ ،‬وإٓ فؾؿ تؽـ تدرس شق ًئا‬ ‫ِ‬
‫الؿحسـ‬ ‫وٕجؾ ٰهذا ِزيد يف اسؿ الؿدرسة (الفـدية)‪ :‬إطَّل ًما ببؾد‬
‫يتعؾؼ بالفـد ٓ طؾقمف وٓ لساكف‪ :‬بؾ كاكت تدرس الؿعارف اإلسَّلمقة والعؾقم العرب اقة‪.‬‬
‫وققلف ‪ $‬تعالك‪( :‬وإصاطة ٕمر الشقخ)‪ ،‬لعؾف يؼصد بذلؽ الؼائؿ طؾك تدبقر شمون ال اتعؾقؿ يف‬
‫فنن مديرها إول هق رحؿ ُة اهللِ‬
‫إول‪ ،‬ا‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الصقلتقة‪ ،‬وهق يف زمـ الؿصـػ أحدُ أبـاء مديرها ّ‬
‫الؿدرسة ا‬
‫سؾقؿ اهلل‪ ،‬وهق الذي كان يف زمـ الؿصـػ ‪ $‬تعالك‪ ،‬ولؿصـػ ٰهذا الؽتاب‬
‫ُ‬ ‫الفـدي‪ ،‬ثؿ خؾػف ابـف‬
‫طـاية بقضع التآلقػ الؿؼربة لؾعؾقم‪ ،‬إ اما طؾك هقئة السمال والجقاب كفذا الؿختصر‪ ،‬وإ اما طؾك هقئة‬
‫متقن مختصرة‪.‬‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]4‬ما تعريػ إصؾ؟‬
‫أساسف‪.‬‬
‫ُ‬ ‫غقره‪ ،‬كلصؾ ال ِجدار‪ :‬أي‪:‬‬
‫جقاب‪ :‬هق ما يـبـل طؾقف ُ‬
‫سمال [‪ :]3‬ما تعريػ ال َػ ْرع؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما يـبـل طؾك غقر ِه‪ :‬كػروع الشجرة‪.‬‬
‫سمال [‪ :]5‬ما تعريػ الػؼف لغ ًة؟‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪4‬‬

‫جقاب‪ :‬هق ال َػ ْفؿ ا‬


‫والش َعر‪.‬‬
‫سمال [‪ :]1‬ما تعريػ الػؼف اصطَّلحا؟‬
‫جقاب‪ :‬هق معرفة إحؽام الشرطقة العؿؾقة‪ ،‬التل صريؼفا آجتفاد‪ ،‬كالعؾؿ بلن الـ اقة واجبة‪ ،‬وأن‬
‫القتر مـدوب‪.‬‬

‫لؿا كان طؾؿ أصقل الػؼف مر اك ًبا مـ هاتقـ الؽؾؿتقـ‪ :‬كؾؿة أصقل وكؾؿة فؼف‪ :‬أورد الؿصـػ ‪$‬‬

‫تعالك أسئؾة تتعؾؼ ببقان معـك هاتقـ الؽؾؿتقـ‪ ،‬فس َلل طـ تعريػ إصؾ‪ ،‬ثؿ ا‬
‫طرفف بؼقلف‪( :‬هق ما يـبـل‬
‫اصطَّلحا‪ٕ :‬ن‬
‫ً‬ ‫طؾقف غقره كلصؾ الجدار‪ :‬أي‪ :‬أساسف)‪ ،‬وهذا تعريػ لغقي‪ ،‬وكان الحري بف أن يعرفف‬
‫اصطَّلحل‪ ،‬فعؾؿ أصقل الػؼف طؾؿ اصطَّلحل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ملخذ العؾؿ هـا‬
‫ٍ‬
‫معان طدا ة أشفرها ‪-‬وهق الؿـاسب لؾؿؼام هـا‪ -‬الدلقؾ‪.‬‬ ‫وإصؾ يؼع طـد إصقلققـ طؾك‬
‫أيضا‪ ،‬لؽـف ساقف وفؼ القضع‬
‫ولؿا كان لألصؾ مؼابؾ هق الػرع‪ ،‬وبف تتعؾؼ أصقل الػؼف طرفف ً‬
‫الؾغقي فؼال‪( :‬هق ما يـبـل طؾقف غقره كػروع الشجرة)‪ ،‬وأهؿؾ حده إصقلل‪ ،‬والػرع اصطالحا هق‪:‬‬
‫خطاب الشرع الؿتعؾؼ بػعؾ العبد‪.‬‬
‫ثؿ أورد سما ًٓ ثال ًثا طـ تعريػ الػؼف لغة‪ ،‬ثؿ أجاب طـف بلكف‪( :‬هق ال َػ ْفؿ‪ ،‬ا‬
‫والش َعر)‪ ،‬والؿراد بالشعر‪:‬‬

‫الشعقر‪ ،‬وهق طـدهؿ مـ باب َق َعد‪ ،‬يؼال‪ :‬ق َعد ق ُعق ًدا‪ ،‬وش َعر ُش ُع ً‬
‫قرا‪.‬‬
‫اصَطَّلحا‪ ،‬وأجَاب طـَف بؼقلَف‪( :‬معرفَة إحؽَام الشَرطقة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سمآ راب ًعا طـ تعريػ الػؼف‬ ‫ثؿ أورد‬
‫العؿؾقة التل صريؼفا آجتفاد)‪ ،‬وتعريػ العؾقم بلهنا معارف فقف كظَر‪ٕ :‬ن الؿعرفَة هَل إدراك الؿَتعؾؿ‬
‫ِ‬
‫وققاطدها‪ ٓ ،‬باطتبار الؿعرف ُة التل تـطبع يف متؾؼقفا‪.‬‬ ‫تعرف باطتبار حؼائؼفا‬
‫العؾقم‪ :‬ا‬
‫مثَّل‪ :‬يف طؾؿ مصطؾح الحديث‪ ،‬هق معرفة الؼقاطد التل ُيعرف مـفا الؼبقل أو الرد‪.‬‬
‫فَّل يؼال ً‬
‫وإكؿا يؼال‪ :‬هق الؼقاطد التل يعرف مـفا الؼبقل أو الرد‪.‬‬
‫اصطَّلحا‪ :‬هق إحؽَام الشَرطقة‪ ...‬إلَك آخَر مَا‬
‫ً‬ ‫وحقـئذ يـبغل اص َراح ٰهذه الؽؾؿة‪ ،‬فقؼال يف الػؼف‬
‫ذكر‪.‬‬
‫وققلف يف الحدّ ‪( :‬العؿؾقة)‪ ،‬زيادة زادها طؾك كتاب القرقات‪ ،‬وهل زيَادة ٓزمَة لؿؼابؾتفَا إحؽَام‬
‫الشرطقة العؾؿقة‪ ،‬وأحسـ مـ ققد العؿؾ والعؾؿ‪ :‬ققدُ الطؾب والخرب‪ ،‬فقؼال يف الػؼهف‪ :‬األحؽهام الشهرطقة‬
‫الطؾبقة‪ٕ ،‬كف دائر مع الطؾب‪ ،‬ويؼابؾف الخرب الذي يتضؿـ الؿطالب َة بال اتصَديؼ‪ ،‬و ٰهَذه إحؽَام ا‬
‫الشَرطقة‬
‫الطؾبقة لفا صريؼ ُتؽتسب مـف‪ ،‬وهذا معـك ققلفؿ‪( :‬التل صريؼفا) أي‪ :‬ملخَذ اكتسَاهبا والققَقف طؾقفَا‪:‬‬
‫‪5‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫فؿَثَّل‬
‫ً‬ ‫وهق آجتفاد دون غقره‪ ،‬وهذا الحد ُي ِ‬
‫خرج إحؽام الشرطقة الطؾبقة التل ٓ تػتؼر إلك آجتفَاد‪،‬‬
‫ٍ‬
‫اجتفاد ٕهنا مسللة قطعقَة ٓ تتققَػ طؾقَف‪ ،‬وهَل هبَذا‬ ‫خؿسا‪َ ٓ ،‬يحتاج إلك‬ ‫ُ‬
‫كقن الصؾقات الؿؽتقبات‬
‫ً‬
‫القضع ٓ تؽقن مـدرجة يف ٰهذا الحَد‪ :‬ا‬
‫ٕن إصَقلققـ يخصَقن الػؼَف بالؿسَائؾ آجتفاديَة بخََّلف‬
‫الػؼفاء‪ ،‬فنهنؿ يجعؾقن الػؼف ِس ْؿ ًطا جام ًعا لؾؿسائؾ آجتفادية ِ‬
‫وغقر آجتفادية‪ ،‬وصـقعة الػؼفَاء أولَك‪،‬‬
‫فالػؼف يشؿؾ ٰهذا وذاك‪.‬‬
‫مـدوب)‪ ،‬ففاتان‬
‫ٌ‬ ‫بلن الـ اقة واجبة وأن ِ‬
‫الق ْت َر‬ ‫وم اثؾ ‪ $‬تعالك لؾؿسائؾ آجتفادية بؼقلف‪( :‬كالعؾؿ ا‬
‫مسللتان اختؾػ فقفؿا ال ُػؼفاء رحؿفؿ اهلل تعالك‪.‬‬
‫طالب هبا الؿرء‪ ،‬وإكؿا اختَّلففؿ فقفا يف بعض‬
‫واختَّلففؿ يف الـقة لقس مـ جفة كقهنا واجبة‪ ،‬أي‪ُ :‬ي ُ‬
‫العبادات هؾ هل شرط لف أو ركـ مـف؟‪.‬‬
‫وهذا الحد آصطَّلحل لؾػؼف أطؾك مـف الحد الشرطل لؾػؼف وهق إدراك خطاب الشرع والعؿؾ بف‪،‬‬
‫كؿا تؼدم‪ ،‬إٓ ا‬
‫أن الؿصـػ أهؿؾف‪ٕ :‬ن الؿلخقذ طـدهؿ هق القضع آصطَّلحل لؾػؼف دون القضع‬
‫الشرطل‪ ،‬إٓ ا‬
‫أن ترك ٰهذا ٓ يحسـ‪ٕ ،‬ن أفضك إلك الجفؾ بف‪ :‬حتك ُجعؾت الحؼقؼة آصطَّلحقة حؼقؼ ًة‬
‫شرطا‪:‬‬
‫شرطقة‪ ،‬وصار يف أهؾ العؾؿ مـ يذكر تعريػ الػؼف ٰهذا‪ ،‬ويؼقل الػؼف شر ًطا‪ ،‬ولقس ٰهذا حد الػؼف ً‬
‫مقاض َعة اصطَّلحقة طـد إصقلققـ خالػفؿ فقفا الػؼفاء كؿا تؼدم‪ ،‬وأما الحؼقؼة الشرطقة لؾػؼف‬
‫َ‬ ‫بؾ ٰهذه‬
‫الصحقحقـ»‪َ « :‬مـ‬
‫ففل ‪-‬كؿا سؾػ‪ -‬إدراك خطاب الشرع والعؿؾ بف‪ ،‬وهل الؿذكقرة يف ققلف ﷺ يف « ا‬
‫ِ‬
‫خقرا ُيػؼ ْف ُف يف الد ِ‬
‫يـ»‪.‬‬ ‫ُي ِرد ُ‬
‫اهلل بف ً‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]3‬ما تعريػ الحؽؿ؟‬
‫جقاب‪ :‬هق خطاب اهلل تعالك الؿتعؾؼ بلفعال الؿ َؽ اؾػقـ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]6‬كؿ أقسام الخطاب؟‬
‫جقاب‪ :‬قسؿان تؽؾقػل‪ ،‬ووضعل‪.‬‬
‫سمال [‪ :]7‬ما هق الخطاب التؽؾقػل؟‬
‫جقاب‪ :‬هق الخطاب الؿتعؾؼ بلفعال الؿؽ اؾػقـ اقتضا ًء‪ ،‬أو تخق ًقرا‪.‬‬
‫سمال [‪ :]8‬ما هق الخطاب القضعل؟‬
‫صحقحا أو فاسدً ا‪.‬‬
‫ً‬ ‫جقاب‪ :‬هق الخطاب القارد بؽقن الشلء سب ًبا‪ ،‬أو شر ًصا‪ ،‬أو ماك ًعا‪ ،‬أو‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪6‬‬

‫لؿا كان الػؼف متعؾ ًؼا بإحؽام كؿا تؼدم‪ :‬س َلل الؿصـػ ‪ $‬تعالك طـ تعريػ ُ‬
‫الح ُؽَؿ‪ ،‬ثَؿ أجَاب‬
‫بؼقلف‪( :‬هق خطاب اهلل تعالك الؿتعؾؼ بلفعال الؿؽ اؾػقـ)‪ ،‬والؿرا ُد بالؿؽ اؾػقـ طـَدهؿ مَـ َج َؿَع وصَػقـ‬
‫والشرع لؿ يسؿ مـ كان كذلؽ مؽ اؾ ًػا‪ ،‬وإ اكؿا يسؿقف طبدً ا‪ ،‬لؽ اـ إصَقلققـ أوجَدوا‬
‫هؿا‪ :‬البؾقغ والعؼؾ‪ ،‬ا‬
‫وفرطقا طؾقف أحؽا ًما وألػا ًضا‪ ،‬وتؼدم أن ٰهذا إصَؾ طـَد واضَعقف مبـَل‬
‫اصطَّلحا سؿقه التؽؾقػ‪ ،‬ا‬
‫ً‬ ‫لفؿ‬
‫ِ‬
‫والح ْؽؿَة يف أفعالَف‬ ‫طؾك طؼقدة إشاطرة يف تعؾقؾ أفعال اهلل گ وأحؽامف‪ ،‬وأهنؿ يعتؼَدون كػَل ِ‬
‫الع اؾَة‬
‫إن الحؽؿة مـ َخ ْؾ ِؼ الخؾؼ‪ :‬العبَادة‪ ،‬لتَقهؿفؿ ا‬
‫بَلن وجَقد الحؽؿَة ُيَقهؿ‬ ‫مثَّل‪ :‬ا‬
‫ففؿ ٓ يؼقلقن ً‬
‫تعالك‪ُ ،‬‬
‫سَؿقه (بَاب‬
‫مػتؼر إلك طبادة الخؾؼ‪ ،‬ولفذا طؼدُ وا طـدهؿ با ًبَا ا‬
‫ٌ‬ ‫آفتؼار‪ ،‬فؽلن الؼائؾ بذلؽ يدا طل ا‬
‫أن اهلل‬
‫كػل الحاجات وإغراض)‪ ،‬ويريدون بف كػل الحؽؿة والتعؾقؾ طـ أفعَال اهلل ‪ ،۵‬وإذا ُجَر َدت أفعَال‬
‫ب ُم َسَق ٍغ‪ُ ،‬ي َسَق ُغ‬ ‫ٍ‬
‫حقـئَذ إلَك َص َؾَ ِ‬ ‫اهلل ‪ ۵‬ومـفا إمر والـفل لؾخؾؼ طَـ الحؽؿَة والتعؾقَؾ‪ :‬احتَقج‬
‫الخ ْؾَؼ وجعؾَقا‬ ‫الؿ َخاصبة لؾخ ْؾ ِؼ هبا‪ ،‬وهذا ُ‬
‫الؿ َسق ُغ َس اؿق ُه هؿ ال اتؽؾقػ‪ ،‬أي‪ :‬أكف شلء وضع َك َؾ َػَ ًة طؾَك َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫فاسَد يف آطتؼَاد‪ٕ :‬ن أفعَال‬ ‫تضؿـ مشؼة‪ ،‬وهذا القضع كؿا سؾػ مبـل طؾك أص ٍؾ‬ ‫التؽؾقػ اس ًؿا لؿا ا‬
‫ٍ‬
‫وحقـئذ ا‬
‫فنن ٰهذا القضع الَذي وضَ ُعقه ٓ ي اتػَؼ مَع‬ ‫مرطقة ِ‬
‫وح َؽؿ ُمؼ َت ِضق ُة بؿشقئتف گ‪،‬‬ ‫ؾؾ ِ‬
‫اهلل گ لفا ِط ٌ‬
‫ا‬
‫الدٓئؾ الشرط اقة كؿا ذكر ذلؽ أبق العباس ابـ تقؿقة الحػقد‪ ،‬وتؾؿقذه أبق طبد اهلل ابـ الؼَقؿ‪ ،‬ومَا أحسَـ‬
‫طَرض هبَٰذه الؿسَللة‪ ،‬إذ‬
‫ما ذكره أبق العباس ‪ $‬تعالك يف الجَزء إول مَـ «مجؿَقع الػتَاوى» لؿَا ا‬
‫لَؿ يف اسَؿ التؽؾقَػ‬
‫وهدً ى ورحؿة‪ :‬بالتؽؾقػ‪َ ،‬‬
‫كقرا ُ‬
‫استبعد تسؿقة ما تع ابدكا اهلل بف مـ إحؽام‪ ،‬وجعؾف ً‬
‫مـ الؿشؼة الؿخالػة لؾرحؿة‪ ،‬والـقر‪ ،‬والفدى‪.‬‬
‫ثؿ ذكر ‪ $‬تعالك أن ٰهذا الخطاب يـؼسؿ إلك قسؿقـ‪ :‬تؽؾقػَل ووضَعل‪ ،‬وأورد سَمالقـ يتعؾؼَان‬
‫الحؽَؿ‬
‫ببقان حد الخطاب التؽؾقػل والقضعل‪ ،‬وهؿا الحؽؿ ال اتؽؾقػل والقضعل طـَدهؿ‪ ،‬وجعَؾ حَدا ُ‬
‫التؽؾقػل‪ :‬هق الخطاب الؿتعؾ ُؼ بلفعال الؿؽؾػقـ اقتضاء وتخققرا‪ ،‬وإصَّلق لػظ ِ‬
‫الخ ِ‬
‫طاب يػتؼر إلك تؼققَد‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وهذا الؼقد هق بزيادة كؾؿتل ا‬
‫الشَرطل الطؾبَل‪ ،‬فقؼَال‪ :‬إن الحؽَؿ والخطهاب التؽؾقػهل‪ :‬هَق الخطَاب‬
‫الشرطل الطؾبل الؿتعؾؼ بلفعال الؿؽ اؾػقـ‪ ،‬وطؾك ما سبؼ ا‬
‫أن الؿؽؾػ يسَؿك بالشَرع طبَدً ا‪ ،‬يؼَال‪ :‬ههق‬ ‫ا‬
‫الخطاب الشرطل الطؾبل الؿتعؾؼ بػعؾ العبد اقتضاء أو تخققرا‪ ،‬والؿَراد بآقتضَاء الطؾَب‪ ،‬إمَا صؾَب‬
‫الػعؾ أو صؾب الرتك‪ ،‬والؿراد بالتخققر التخققر بقـ ِ‬
‫الػعؾ والرتك‪.‬‬
‫وطرف الخطاب القضعل ‪-‬وهق الحؽؿ القضعل‪ -‬بؼقلف‪( :‬هق الخطاب القارد بؽقن الشلء سب ًبا‪،‬‬
‫ا‬
‫صحقحا‪ ،‬أو فاسدً ا)‪ ،‬وٓبد مـ زيادة الؼقد الؿتؼدم فقؼال‪ :‬هق الخطاب الشرطل‬
‫ً‬ ‫أو شر ًصا‪ ،‬أو ماك ًعا‪ ،‬أو‬
‫‪7‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫الطؾبل القارد بؽقن الشلء سببا أو شرصا أو ماكعا‪ ،‬و ٰهذه الثَّلثة هل التل يصح إدخالفا يف الخطاب‬
‫القضعل حدا‪ ،‬وأما ِذكر الصحقح أو الػاسد فَّل يصح إدخالفؿا‪ٕ :‬هنؿا أثران كاشئان طـ الحؽؿ‬
‫القضعل ففؿا لقسا مـ جؿؾتف‪ ،‬وحقـئذ يؼال‪ :‬ا‬
‫إن الحؽؿ القضعل هق الخطاب الشرطل الطؾبل القارد‬
‫الشلء سب ًبا‪ ،‬أو شر ًصا‪ ،‬أو ماك ًعا‪ ،‬وطؾك صريؼة طؾؿاء العؼؾقات يف وضع الحدود يؼال‪ :‬إن الحؽؿ‬
‫بؽقن ا‬
‫القضعل‪ :‬هق الحؽؿ الشرطل الطؾبل الؿتعؾؼ بقضع شلء طالمة طؾك شلء‪.‬‬
‫ثؿ ٰهذا يؼسؿ هذا القضع إلك ثَّلثة أقسام‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬وضع شرط‪.‬‬
‫وثاكقفا‪ :‬وضع سبب‪.‬‬
‫وثالثفا‪ :‬وضع َمـْ ٍع‪.‬‬
‫***‬
‫سمال[‪ :]9‬كؿ أقسام الحؽؿ؟‬
‫والصحقح‪ ،‬والباصؾ‪.‬‬
‫والؿباح‪ ،‬والحرام‪ ،‬والؿؽروه‪ ،‬ا‬
‫جقاب‪ :‬سبعة القاجب والؿـدوب‪ُ ،‬‬
‫سمال [‪ :]41‬ما معـك القاجب؟‬
‫يثاب طؾك فِعؾؾف ويعاقب طؾك تركف‪ :‬كالصؾقات الخؿس‪.‬‬
‫جقاب‪ :‬هق ما ُ‬
‫سمال [‪ :]44‬ما معـك الؿـدوب؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما ُيثاب طؾك فعؾف وٓ يعاقب طؾك تركف‪ :‬كالقتر‪.‬‬
‫سمال [‪ :]43‬ما معـك الؿباح؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما ٓ يثاب طؾك فعؾف‪ ،‬وٓ يعاقب طؾك تركف‪ :‬كإكؾ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]45‬ما معـك الؿؽروه؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما يثاب طؾك تركف‪ ،‬وٓ يعاقب طؾك فعؾف‪ :‬كلكؾ البصؾ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]41‬ما معـك الحرام؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما يثاب طؾك تركف‪ ،‬ويعاقب طؾك فعؾف‪ :‬كلكؾ الربا‪.‬‬
‫سمال [‪ :]43‬ما معـك الصحقح؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما يتعؾؼ بف الـػقذ و ُيعتد بف‪ :‬كالصَّلة‪ ،‬أو البقع الؿستجؿع لألركان‪ ،‬والشروط‪.‬‬
‫سمال [‪ :]46‬ما معـك الباصؾ؟‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪8‬‬

‫جقاب‪ :‬هق ما ٓ يتعؾؼ بف الـػقذ‪ ،‬وٓ ُيعتد بف‪ :‬كالصَّلة‪ ،‬أو البقع الذي لؿ يستجؿع لؿا ذكر‪.‬‬

‫لؿا دخؾ الؿصـػ ‪ $‬تعالك‪ ،‬ما يتعؾؼ بحد الحؽؿ‪ :‬أورد ُهـا جؿؾ ًة مـ إسئؾة بـاها طؾك بقان‬
‫سؿاه هق بالعؿؾل‪ ،‬فؽان يـبغل تؼققده‬
‫بالحؽؿ‪ :‬الحؽؿ الشرطل الطؾبل‪ ،‬الذي ا‬
‫أقسام الحؽؿ‪ ،‬ومراده هـا ُ‬
‫يف السمال‪ٕ :‬ن الحؽؿ يؼع طؾك أكقاع مـفا الشرطل‪ ،‬والشرطل يؼع طؾك كقطقـ‪ :‬أحدهؿا العؿؾل الذي‬
‫ً‬
‫ملخذا‪.‬‬ ‫يؼابؾف العؾؿل‪ ،‬أو يؼال‪ :‬الطؾبل الذي يؼابؾف الخربي‪ ،‬والثاين أحسـ‬
‫ف ٰفذه أقسام لؾحؽؿ الشرطل الطؾبل‪.‬‬
‫و ٰهذه الؼسؿة تبِع فقفا الؿصـػ ‪ $‬تعالك ما جرى طؾقف الجقيـل يف كتاب «القرقات»‪ ،‬وهق مقافؼ‬
‫الؿعدود‪.‬‬
‫لؿذهب الحـػقة مـ جفة العدد‪ :‬فنهنؿ يعدون إحؽام سبعة‪ ،‬ويخالػفؿ مـ جفة َ‬
‫و ٰهذه إحؽام السبعة تؾتئؿ يف قسؿقـ اثـقـ‪ :‬هؿا‪ :‬الحؽؿ التؽؾقػل‪ ،‬والحؽؿ القضعل‪.‬‬
‫فالخؿسة إولك ترجع إلك الحؽؿ التؽؾقػل‪ ،‬وإخقران يرجعان إلك الحؽؿ القضعل‪.‬‬
‫ِ‬
‫ثؿ أورد ‪ $‬تعالك أسئؾة تتع اؾؼ ببقان حَد مَا يرجَع إلَك ُ‬
‫الحؽَؿ ال اتؽؾقػَل اأو ًٓ‪ ،‬وهَق القاجَب‪،‬‬
‫طرف ما يرجع إلك الحؽؿ القضعل‪.‬‬
‫والؿـدوب‪ ،‬والؿباح‪ ،‬والؿؽروه‪ ،‬والحرام‪ ،‬ثؿ ا‬
‫اطرتاضات كثقرة‪ ،‬تؼدا م ذكر بعضَفا يف شَرح «القرقَات»‪ ،‬وال اتعؾقَؼ‬
‫ٌ‬ ‫و ٰهذه الحدود الؿذكقرة طؾقفا‬
‫يسل‪ ..‬وغقرها مؿَا سَبؼ إقَراؤه مَـ كتَب أصَقل‬ ‫طؾك شرح الؿحؾل لفا‪ ،‬وشرح «سؾؿ القصقل» لؾد ِ‬
‫َ‬
‫الػؼف‪.‬‬
‫ومـ جؿؾة ذلؽ أن ما يذكر فقفا مـ إصَّلق الثقاب طؾك الػعؾ‪ ٓ ،‬يؼع إٓ مع وجقد آمتثال‪ ،‬فؽَان‬
‫يـبغل زيادة آمتثال فقؿا يذكر فقف الثقاب‪ ،‬فنن العبد ٓ يثاب إذا فعؾ ما صؾب لف إٓ إذا كان مؿتثِ ًَّل‪.‬‬
‫فؿثَّل القاجب كان يـبغل أن يؼال‪ :‬هق امتثال ما يثاب العبد طؾك فعؾهف‪ ،‬وكَذلؽ مَا ُيَذكر فقفَا مَـ‬
‫ً‬
‫العؼاب‪ ،‬فنن كػقذ العؼاب يف كؾ أحد وقع مـف ذلؽ فقف كظر‪ .‬وطؿد قَقم إلَك إصََّلح ذلَؽ فَزادوا ققَد‬
‫استحؼاق العؼاب‪ ،‬فقؼال مث ًَّل يف القاجب‪ :‬ويستحؼ العؼاب طؾك تركف‪.‬‬
‫وأبؾغ مـ ٰهذا وذاك‪ ،‬أن ٰهذه الؿقاضعات آصطَّلحقة أفضت إلك ترك الحؼائؼ الشَرطقة لؾخطَاب‬
‫كػََّل‪ ،‬وسَؿك الؿبَاح‬
‫فرضَا‪ ،‬وسَؿك الـَدب ً‬
‫الشرع سؿك القاجَب ً‬ ‫الشرطل الؿتعؾؼ بػعؾ العباد‪ ،‬ا‬
‫فنن ا‬
‫مؽروها‪ ،‬وسؿك الحرا َم حرا ًمَا‪ ،‬وال اتؿسَؽ بالحؼَائؼ الشَرطقة ل ٰفَذه إحؽَام‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حَّلٓ‪ ،‬وسؿك الؿؽروه‬
‫يدفع طـفا اإليراد يف بعض الؿسائؾ الؿتعؾؼة هبا‪ ،‬كؿا ا‬
‫أن الحؼقؼة الشرطقة جَّلل ًة ٓ تؽقن لغقرها‪.‬‬
‫وما ذكره ‪ $‬تعالك كذلؽ يف ما يتعؾؼ يف ما يرجع إلك الحؽؿ القضعل‪ ،‬وهق الصحقح والباصؾ‬
‫‪9‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫أن الصحقح والباصؾ‪ :‬يرجعان إلك ال ُحؽؿ القضعل باطتبار أهنؿا مـ آثاره‪ ٓ ،‬باطتبار‬ ‫ػ أن طرفت ا‬ ‫وس َؾ َ‬
‫ٍ‬
‫شرط‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬
‫سبب‪ ،‬أو‬ ‫وضع‬ ‫أهنؿا مـ أقسامف‪ ،‬فنن الحؽؿ القضعل يرجع إلك إكقاع الثَّلثة الؿتؼدمة‪ ،‬إما‬
‫ُ‬
‫ماك ٍع‪.‬‬
‫وققلف يف حد الصحقح‪( :‬هق ما يتعؾؼ بف الـػقذ)‪ ،‬مراده بالـػقذ التصرف الذي ٓ يؼدر متعاصقَف طؾَك‬
‫ر ْف ِعف‪ ،‬وهذا الحد يـاسب العؼقد التل تجري بقـ الؿخؾقققـ‪ ،‬أ اما مـاسبتف لؿَا يتعؾَؼ بحَؼ اهلل گ فػقفَا‬
‫بالصَحقح وهَق الصَحة‪ ،‬فقؼَال‪:‬‬
‫أثر الحؽؿ القضعل الؿتعؾَؼ ا‬ ‫وأج َؾك أن ُي ا‬
‫عرف ُ‬ ‫كظر‪ ،‬وأوضح مـ ٰهذا ْ‬
‫الصحة اصطالحا هل الخطاب الشرطل الطؾبل‪ ،‬الؿتعؾؼ بقصهػ مها يحتؿهؾ وجفهقـ بؿقافؼهة الحؽهؿ‬
‫ٍ‬
‫وحقـئذ يؽقن البطالن أو الػساد هق الخطهاب الشهرطل الطؾبهل الؿتعؾهؼ بقصهػ مها يحتؿهؾ‬ ‫الشرطل‪،‬‬
‫وجفقـ بؿخالػة الحؽؿ الشرطل‪.‬‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]47‬ما معـك العؾؿ؟‬
‫جقاب‪ :‬هق معرفة الؿعؾقم طؾك ما هق بف يف القاقع‪ :‬كندراك اإلكسان بلكف حققان كاصؼ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]48‬ما معـك الجفؾ؟‬
‫جقاب‪ :‬هق تصقر الشلء طؾك خَّلف ما هق بف يف القاقع‪ ،‬كندراك الػَّلسػة قِدَ م العا َلؿ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]49‬كؿ أقسام العؾؿ؟‬
‫جقاب‪ :‬قسؿان‪َ :‬ضروري وكظري‪.‬‬
‫سمال [‪ :]31‬ما هق الضروري؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما ٓ يؼع طـ ٍ‬
‫كظر واستدٓل‪ :‬كالعؾؿ القاقع بنحدى الحقاس الخؿس‪.‬‬
‫سمال [‪ :]34‬ما هق الـظري؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما يؼع طـ ٍ‬
‫كظر واستدٓل‪ :‬كالعؾؿ بلن العا َلؿ حادث‪.‬‬
‫سمال [‪ :]33‬ما هق الـظر؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ِ‬
‫الػ ْؽر يف حال الؿـظقر يمدي إلك الؿطؾقب‪ ،‬كالـاظر يف العا َلؿ مـ حقث تغقره‪ :‬لقمدي‬
‫إلك العؾؿ بؽقكف حادثا‪.‬‬
‫سمال [‪ :]35‬ما معـك االستدالل؟‬
‫جقاب‪ :‬هق صؾب الدا لقؾ ل ُق َمدي إلك الؿطؾقب‪.‬‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪01‬‬

‫سمال [‪ :]31‬ما هق الدلقؾ؟‬


‫جقاب‪ :‬هق الؿرشد إلك الؿطؾقب‪.‬‬
‫سمال [‪ :]33‬ما هق الظـ؟‬
‫الؿ ِ‬
‫درك‪.‬‬ ‫الراجح مـ أحد إمريـ طـد ُ‬
‫جقاب‪ :‬هق إدراك الطرف ا‬
‫سمال [‪ :]36‬ما هق الشؽ؟‬
‫جقاب‪ :‬هق الرتدد بقـ إمريـ الؾذيـ ٓ مزية ٕحدهؿا طـ أخر طـد الؿرتدد‪.‬‬
‫سمال [‪ :]37‬ما هق القهؿ؟‬
‫ِ‬
‫الؿدرك‪.‬‬ ‫جقاب‪ :‬هق إدراك ال اطرف الؿرجقح مـ إمريـ طـد‬
‫لؿا كان طؾؿ أصقل الػؼف طؾؿا آلقا افتؼر إلك مؼد ٍ‬
‫مات مـ طؾق ٍم أخرى‪ ،‬تتابع إصَقلققن طؾَك ذكَر‬ ‫ً‬
‫ٍ‬
‫كبذة مـفا‪ ،‬ومـ جؿؾة تؾؽ العؾقم‪ :‬العؾقم العؼؾقة التل ِ‬
‫ترج ُع إلَك الؿـطَؼ والػؾسَػة‪ ،‬و ُشَ ِف َرت طـَدهؿ‬
‫الؿؼدمة الؿـطؼ ّقة‪ ،‬و ٰهذه الؿؼدمة الؿـطؼ اقة التل ُأدخؾت يف طؾَؿ أصَقل الػؼَف‪ :‬هَل مَـ صَـائع طؾؿَاء‬
‫الؽَّلم لؿا َغ َؾبقا طؾك فـ أصقل الػؼف‪.‬‬
‫أما كتب الؼدامك مـ الؿصـػقـ يف أصقل الػؼَف كَلبل طبَد اهلل الشَافعل يف «الرسَالة»‪ ،‬وأبَل بؽَر‬
‫الخطقب يف «الػؼقف والؿتػؼف»‪ ،‬وأبَل بؽَر البقفؼَل يف «الؿَدخؾ إلَك السَــ»‪ ،‬فَنهنؿ لَؿ يَذكروا ٰهَذه‬
‫الؿؼدمة‪ٕ :‬ن طؾؿ الؿـطؼ آلة ُيراد هبا طصؿة إذهان مـ الخطل كؿا يؼال‪ ،‬فإذهان السَؾقؿة ال َؼقيؿَة ٓ‬
‫صحة الطبع وسَّلمة الؾسان‪ :‬لؿ يؽـ الؼدامك مػتؼرون إلقف‪ ،‬فخؾت مـف ُكتَبفؿ‪ ،‬ثَؿ لؿَا‬ ‫تػتؼر إلقفا‪ ،‬فؿع ّ‬
‫دخؾت الؿقاضعات العؼؾقة يف ٰهذا العؾؿ احتِقج إلَك طؾَؿ الؿـطَؼ‪ِ ،‬‬
‫فع ْؾَؿ الؿـطَؼ دطَت إلقَف الحاجَة‬ ‫ُ‬
‫بحسب ما صار طؾقف َو ْضع الػـ‪ ،‬ومـ ذلؽ ٰهذه الـبذة الؿتعؾؼة باإلدراك وأقسامف‪ :‬وهل العؾؿ وما يؼابؾَف‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫مـ ذكر الجفؾ‪ ،‬ثؿ ما يت َب ُع ذلؽ مـ ال اظـ والشؽ َ‬
‫والق ْهؿ‪.‬‬
‫الؿ َصـػ ‪ $‬تعالك الؿباحث الؿتعؾؼة هبذا بالسمال طـ معـك العؾؿ‪ ،‬ومراده بذلؽ‬
‫وقد صدا ر ُ‬
‫لؿا م اثؾ لف جاء بؽؾؿة‬
‫وطرفف بؼقلف‪( :‬معرفة الؿعؾقم طؾك ما هق بف يف القاقع)‪ ،‬ثؿ ا‬
‫معـاه آصطَّلحل ا‬
‫ٌ‬
‫إدراك‪ ،‬فالعؾؿ‬ ‫أخرى تدل طؾقف‪ :‬فؼال‪( :‬كندراك اإلكسان)‪ ،‬وهذا هق الذي يصؾح يف حده آصطَّلحل أكف‬
‫اصطالحا هق إدراك الشلء إدراكا مجزوما بف طؾك ما هق بف يف القاقع‪ ،‬ومعـك ققلفؿ‪( :‬طؾك ما هق بف يف‬
‫القاقع) أي يف الحؼقؼة ويف كػس إمر‪ ،‬و ٰهذه الحؼقؼة مرادها إما إلك الشرع أو إلك الؼدر‪.‬‬
‫ٌ‬
‫إدراك لحؼقؼَة‬ ‫ِ‬
‫وجَقد اإلدراك الجَازم‪ :‬هَق‬ ‫فؼقلف مثَّل‪( :‬كندراك اإلكسان بلكَف حقَقان كَاصؼ) طـَد‬
‫‪00‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫طؼ الذي يتؿ اق ُز بف‪.‬‬


‫اإلكسان طؾك ما هق بف يف القاقع الؼدري‪ :‬فنن اهلل گ ص اقر مـ خصائص اإلكسان الـ َ‬
‫َ‬
‫الؿؼابؾ لؾعؾؿ تعري ًػا اصطَّلحقا بلكاَف (تصَقر الشَلء)‪ ،‬والؿَراد بالتصَقر اكطبَاع‬ ‫ثؿ طرف الجفؾ‬
‫ُ‬
‫اإلدراك ُم َتق اه ًؿَا طَدل الؿصَـػ وغقَره طَـ‬ ‫لؿا كان‬ ‫ٌ‬
‫إدراك‪ :‬لؽ ْـ ا‬ ‫الصقرة يف الذهـ‪ ،‬وهذا آكطباع هق‬
‫تسؿقة الجفؾ بلكف إدراك‪ ،‬وإٓ ففق يف الحؼقؼة إدراك لؾشَلء طؾَك خََّلف مَا هَق بَف يف القاقَع‪ ،‬وهَذا‬
‫كَقع آخَر يـتػَل فقَف اإلدراك بال ُؽؾقَة‪ ،‬وهَق الجفَؾ‬
‫اإلدراك يسؿقكف طـدهؿ بالجفؾ الؿر اكب‪ ،‬وورا َءه ٌ‬
‫البسقط‪ ،‬فؿثَّل إذا ُسئؾ أحدٌ متك وقعت غَزوة بَدر؟ فؼَال‪ ٓ :‬أدري‪ ،‬كَان اإلدراك هـَا مـتػ ًقَا بالؽؾقَة‪،‬‬
‫جفَّل بسق ًطا‪ ،‬وإذا قال يف السـة الخامسة ُسؿل ٰهذا جفَ ًَّل مر اك ًبَا‪ ،‬وإ اكؿَا ُسَؿل مرك ًبَا‪ٕ :‬كَف‬
‫فقسؿك ٰهذا ً‬
‫يتضؿـ شقئقـ اثـقـ‪:‬‬
‫أحدهؿا‪ :‬طدم إدراك الشلء طؾك ما هق طؾقف يف القاقع‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬إدراكف إدرا ًكا آخر طؾك خَّلف ما هق بف يف القاقع‪.‬‬
‫وإدراج ٰهذه الصقرة يف الجفؾ‪ ،‬وتسؿقتفا جفَّل مر ّك ًبا فقف كظر‪ :‬بؾ حؼقؼتفا أهنا تخققؾ‪ :‬إ ْذ ٓ وجقد‬
‫الؿجقب ا‬
‫أن غزوة بدر وقعت يف السـة الخامسة‪ ،‬وص اقر ٰهذا التخ اقؾ حؼقؼة‬ ‫لذلؽ يف الحؼقؼة‪ ،‬وإكؿا تخ اقؾ ُ‬
‫طـده فلجاب هبا‪ ،‬وهل يف كػس إمر وحؼقؼتف الذي يسؿقهنا طؾك ما هق طؾقف يف القاقع ٓ وجقد لفا‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وحقـئذ هل َتخ اق ٌؾ ٓ وجقد لف‪.‬‬
‫فإَ ْولك مـ جفة الـظر أن يؽقن الجفؾ هق طدم اإلدراك بال ُؽؾ ّقة‪ ،‬وٓ يـدرج فقف الجفؾ الؿر اكب‪:‬‬

‫أصَّل مـػر ًدا مـ متع اؾؼات اإلدراك ا‬


‫يسؿك ال َتخقؾ‪.‬‬ ‫جعؾ الجفؾ الؿركب ً‬ ‫بؾ ُي ُ‬
‫ثؿ ضرب مثا ًٓ طؾك الجفؾ‪ ،‬وهق إدراك الػَّلسػة ِقدَ م العالؿ‪ ،‬أي‪ :‬اطتؼادهؿ بلكف قديؿ ولقس حاد ًثا‪،‬‬
‫وهذا مـ جـس الجفؾ الؿر اكب‪.‬‬
‫ثؿ أورد سما ًٓ أتبعف بؿتع اؾؼف مـ إسئؾة وإجقبة‪ :‬وهق السمال طـ أقسام ِ‬
‫العؾؿ‪ ،‬فذكر ا‬
‫أن العؾؿ‬ ‫ُ‬
‫يـؼسؿ إلك ضروري وكظري‪ ،‬وحدا الضروري بؼقلف‪( :‬هق ما ٓ يؼع طـ كظر واستدٓل) أي‪ُ ٓ :‬يحتاج‬
‫ٍ‬
‫استدٓل طؾقف‪( ،‬كالعؾؿ القاقع بنحدى الحقاس الخؿس)‪ ،‬والؿراد‬ ‫لؾقققف طؾقف إلك ٍ‬
‫كظر مـ العبد وٓ‬
‫هبا الحقاس الخؿس الظاهرة‪.‬‬
‫الحقاس طـد الـظار وطؾؿاء العؼؾقات تـؼسؿ إلك قسؿقـ هؿا‪:‬‬
‫ا‬ ‫ٕن‬
‫الحقاس الظاهرة‪ ،‬والحقاس الباصـة‪.‬‬
‫ِ‬
‫الخؿس الباصـة‪،‬‬ ‫الخؿس الظاهرة دون الحقاس‬
‫ُ‬ ‫والذي يتعؾؼ بف العؾؿ الضروري هق الحقاس‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪02‬‬

‫والحقاس الخؿس الظاهرة هل الؿعروفة‪ :‬الذوق‪ ،‬والؾؿس والشؿ‪ ..‬إلك تؿامفا‪.‬‬


‫(وأما العؾؿ الـظري هق ما يؼع طـ كظر واستدٓل)‪ ،‬فقػتؼر فقف إلك ذلؽ‪( ،‬كالعؾؿ بلن العا َلؿ ح ٌ‬
‫ادث)‬
‫قديؿا‪.‬‬
‫ولقس ً‬
‫طرف الـظر وآستدٓل لَذكرهؿا يف تعريَػ العؾَؿ الضَروري والـظَري‪ ،‬فَذكر أن الـظَر هَق‬
‫ثؿ ا‬
‫(الػؽر يف حال الؿـظقر‪ ،‬لقمدي إلك الؿطؾقب)‪ ،‬وأحس ُـ مـ ٰهَذا الحَد أن يؼَال‪ :‬إ ان الـظهر ههق حركهة‬
‫الـػس لتحصقؾ اإلدراك‪ :‬كالـظر يف العا َلؿ مـ حقث تغقره لقمدي إلك العؾؿ بؽقكف حاد ًثا‪.‬‬
‫(صؾب الدلقؾ لقمدي إلك الؿطؾقب)‪ ،‬وهذا أقرب إلك الحد الؾغَقي مـَف‬
‫َ‬ ‫وأما آستدٓل فؼد جعؾف‬
‫إلك آصطَّلحل‪ ،‬ا‬
‫فنن االستدالل يؼع طـد األصقلققـ طؾك قسؿقـ‪:‬‬
‫أحدهؿا‪ :‬بقان الدلقؾ لؾؿرشد الؿستػفؿ‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬إقامة الدلقؾ طؾك الخصؿ يف الؿـاضرة‪.‬‬
‫أيضا أشبف‬ ‫ً‬
‫سمآ يتعؾؼ بالدلقؾ‪ ،‬وأجاب طـف بؼقلف‪( :‬هق الؿرشد إلك الؿطؾقب)‪ ،‬وهذا ً‬ ‫ثؿ أورد‬
‫بالقضع الؾغقي مـف بالقضع آصطَّلحل‪ ،‬والصحقح أن الدلقؾ اصطالحا‪ :‬هق ما يؿؽـ التقصؾ‬
‫بصحقح الـظر فقف إلك مطؾقب خبري‪ ،‬أي‪ :‬تصديؼل‪.‬‬
‫والق ْهؿ‪ ،‬وأوضح وأجؾك مؿا ذكر أن يؼال‪:‬‬ ‫ثؿ ذكر تعريػ ال اظـ ا‬
‫والشؽ َ‬
‫إن الظـ اصطالحا؛ هق إدراك الشلء إدراكا راجحا مع تجقيز غقره‪.‬‬
‫ويؼابؾف القهؿ وهق إدراك الشلء إدراكا مرجقحا مع تجقيز غقره‪.‬‬
‫وبقـفؿا الشؽ‪ ،‬وهق إدراك الشلء إدراكا مساويا لتجقيز غقره‪.‬‬
‫الق َهؿ‪،‬‬
‫التقهؿ‪ ،‬وهق بسؽقن الفاء‪ ،‬أما طـد الؿحدثقـ ففق َ‬
‫والقهؿ طـد إصقلققـ يريدون بف َ‬
‫ْ‬
‫والؿراد بف طـدهؿ ال َغ َؾط‪ ،‬ففق الغؾط وز ًكا ومعـك‪.‬‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]38‬ما تعريػ أصقل الػؼف؟‬
‫جقاب‪ :‬هق أدلة الػؼف اإلجؿالقة‪ ،‬و ُص ُر ِق استػادة جزيئاهتا‪ ،‬وحال مستػقديفا‪.‬‬
‫سمال [‪ :]39‬كؿ أبقاب أصقل الػؼف؟‬
‫جقاب‪ :‬ثَّلث َة طشر با ًبَا‪ :‬إول‪ :‬أقسَام الؽََّلم‪ ،‬وهَل طشَرة‪ :‬إمَر والـفَل‪ ،‬والعَام والخَاص‪،‬‬
‫والؿمول‪.‬‬
‫ا‬ ‫والؿطؾؼ‪ ،‬والؿؼ اقد‪ ،‬والؿجؿؾ‪ ،‬والؿبقـ‪ ،‬والظاهر‪،‬‬
‫‪03‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫الثاين‪ :‬إفعال‪ ،‬الثالث‪ :‬الـاسخ‪ ،‬الرابع‪ :‬الؿـسقخ‪ ،‬الخامس‪ :‬اإلجؿاع‪ ،‬السادس‪ :‬إخبَار‪ ،‬السَابع‪:‬‬
‫الؼقاس‪ ،‬الثامـ‪ :‬الحظر‪ ،‬التاسع‪ :‬اإلباحة‪ ،‬العاشر‪ :‬ترتقب إدلة‪ ،‬الحَادي طشَرة‪ :‬صَػة الؿػتَل‪ ،‬الثَاين‬
‫طشرة‪ :‬صػة الؿستػتل‪ ،‬الثالث طشرة‪ :‬أحؽام الؿجتفد‪.‬‬

‫أورد الؿصـػ ‪ $‬تعالك‪ ،‬بعد ما تؼدم سمالقـ يتعؾؼ أحدهؿا بتعريػ أصقل الػؼف‪ ،‬وهق مرتتب‬
‫اصطَّلحا باطتبار كقهنا مر اك ًبا‬
‫ً‬ ‫أن ما سبؼ يتع اؾؼ بتعريػ ُمػرديف‪ ،‬وأما ٰهذا ففق تعريػ ٕصقل الػؼف‬
‫طؾك ا‬
‫إضاف ًقا وضع لؼ ًبا لجؿؾة مـ مسائؾ العؾؿ‪ ،‬وحده طـدهؿ طؾك الؿشفقر أكف (أدلة الػؼف اإلجؿالقة‪ )...‬إلك‬
‫آخر ما ذكر‪ ،‬فلصقل الػؼف طـد جؿفقر إصقلققـ مركاب مـ ثَّلثة أشقاء‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أدلة الػؼف اإلجؿالقة‪.‬‬
‫وثاكقفا‪ :‬صرق استػادة إحؽام مـفا‪.‬‬
‫وثالثفا‪ :‬حال الؿستػقد‪ ،‬وهق الؿجتفد‪.‬‬
‫فإولك‬
‫ْ‬ ‫وإخقران ٓ تعؾؼ لفؿا طؾك الحؼقؼة بقضع أصقل الػؼف‪ :‬بؾ هؿا كاشئان طـفا متعؾؼان هبا‪،‬‬
‫صـاط ًة آقتصار طؾك صدر الحد‪ ،‬وأن يؼال‪ :‬أصقل الػؼف هق أدلة الػؼف اإلجؿالقة‪ ،‬وهذا هق الؿـاسب‬
‫اصطَّلحا هق الدلقؾ‪ ،‬يف أشفر تصرف هذا الؾػظ‬
‫ً‬ ‫اصطَّلحا‪ ،‬فنن إصؾ طـدهؿ‬
‫ً‬ ‫لحد إصؾ طـدهؿ‬
‫طـدهؿ‪ ،‬وإذا كان إصؾ هق الدلقؾ صارت أصقل الػؼف هل أد ال ُة الػؼف‪ ،‬لؽ اـ أدلة الػؼف كقطان‪:‬‬
‫أحدهؿا‪ :‬أدلة الػؼف اإلجؿالقة‪.‬‬
‫واآلخر‪ :‬أدلة الػؼف التػصقؾقة‪.‬‬
‫وهذا العؾؿ متعؾ ٌؼ بإدلة اإلجؿالقة‪ ،‬وأحسـ مـ ٰهذا الحد أن يؼال‪ :‬أصقل الػؼف اصطالحا هل‬
‫الؼقاطد التل يعرف بفا الحؽؿ الشرطل الطؾبل‪.‬‬
‫لؿاذا قؾـا‪ :‬الؼقاطد؟‬
‫فؿثَّل لق ُسئؾت طـ الـحق فَّلبد أن يتبادر إلك ذهـؽ بلن‬ ‫ٕن العؾقم ُت ا‬
‫عرف باطتبار كقهنا ققاطدً ا‪ً :‬‬
‫الـحق ققاطد تعرف هبا أحقال كؾؿات‪ ،‬ولذلؽ شفر طـدهؿ تسؿقة ٰهذا العؾؿ بلكف ققاطد العربقة‪.‬‬
‫أيضا‪ ،‬فؽؾ العؾقم‬ ‫ولق سئؾت طـ التجقيد ا‬
‫فنن الذي يـبغل أن يتبادر إلقؽ هق أن ال اتجقيد ققاطدٌ ً‬
‫مـدرجا يف ٰهذه الحؼقؼة ففق ققاطد‪ ،‬و ٰهذه الؼقاطد الؿتعؾؼة بلصقل‬ ‫ٍ‬
‫وحقـئذ يؽقن أصقل الػؼف‬ ‫ققاطد‪،‬‬
‫ً‬
‫الػؼف تتؿ اقز طـ غقرها مـ ققاطد العؾقم‪ ،‬بلهنا ققاطد ُيعرف هبا‪ ،‬أحؽام الؽؾؿات؟ أو الؼبقل والرد؟ أو‬
‫الحؽؿ الشرطل الطؾبل؟ الحؽؿ ا‬
‫الشرطل الطؾبل‪.‬‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪04‬‬

‫ػ ثَّلثة طشر با ًبا‪ ،‬وال تـحصر أصقل‬ ‫ً‬


‫سمآ يتعؾؼ بعدا ة أبقاب أصقل الػؼف وص اقرها الؿصـ ُ‬ ‫ثؿ أورد‬
‫الػؼف يف هذه العدة‪ ،‬لؽـ همالء الؿذكقرات هل الؿباحث التل تضؿـفا كتاب القرقات‪.‬‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]51‬كؿ أقسام الؽالم باطتبار مدلقلف؟‬
‫وقسؿ‪ :‬وذلؽ ٕن الؽَّلم ٓ‬
‫جقاب‪ :‬سبعة أقسام‪ :‬أمر‪ ،‬وهنل‪ ،‬واستػفام‪ ،‬وتؿـ‪ ،‬و َط ْرض‪ ،‬وخرب‪َ ،‬‬
‫يخؾق إما أن يدل طؾك الطؾب‪ ،‬أو ٓ‪:،‬‬
‫فإول‪ :‬إما أن يدل طؾك صؾب فعؾ ففق إمر‪ ،‬أو صؾب ٍ‬
‫ترك ففق الـفل‪ ،‬أو صؾب خربٍ ففق‬
‫ٍ‬
‫محال ففق التؿـل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫صؾب‬ ‫آستػفام‪ ،‬أو صؾب ٍ‬
‫برفؼ ولقـ ففق العرض‪ ،‬أو‬
‫قسؿ‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬إما أن يحتؿؾ الصدق والؽذب‪ ،‬أو ٓ‪ ،‬فإول خرب‪ ،‬والثاين َ‬
‫سمال [‪ :]54‬كؿ أقسام الؽالم باطتبار استعؿالف؟‬
‫جقاب‪ :‬قسؿان‪ :‬حؼقؼة‪ ،‬ومجاز‪.‬‬
‫سمال [‪ :]53‬ما تعريػ الحؼقؼة؟‬
‫كالصَّلة يف الفقئة الؿخصقصة طـد ال ُػؼفاء‪.‬‬
‫جقاب‪ :‬هق ما اس ُتعؿؾ فقؿا اصطؾح مـ الؿخاصبة‪ :‬ا‬
‫سمال [‪ :]55‬ما تعريػ الؿجاز؟‬
‫كالصَّلة يف الدطاء طـد الػؼفاء‪.‬‬
‫جقاب‪ :‬هق ما استعؿؾ يف غقر ما اصطؾح طؾقف مـ الؿخاصبة‪ّ :‬‬
‫سمال [‪ :]51‬إلك كؿ تـؼسؿ الحؼقؼة؟‬
‫جقاب‪ :‬تـؼسؿ إلك ثَّلثة أقسام‪ُ :‬ل َغقيَة‪ :‬كإسَد لؾحقَقان الؿػَرتس‪ ،‬وشَرطقة‪ :‬كالصََّلة لؾعبَادة‬
‫الؿخصقصة‪ ،‬و ُطرفقة‪ :‬كالدابة لذوات إربع‪.‬‬
‫سمال [‪ :]53‬إلك كؿ يـؼسؿ الؿجاز؟‬
‫جقاب‪ :‬يـؼسؿ إلك أقسام كثقرة‪ ،‬مـفا مجاز بزيادة‪ :‬كؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭡ ﭢ ﭣ﴾ [الشقرى‪،]44:‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بح ْذف كؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮚ ﮛ﴾ [يقسػ‪ ،]83:‬ومـفا مجاز بـَ ْؼ ٍؾ كالغائط فق َؿا ُ‬
‫يخر ُج مـ‬ ‫مجاز َ‬
‫ٌ‬ ‫ومـفا‬
‫استعارة‪ :‬كؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ﴾ [الؽفػ‪.]77:‬‬
‫َ‬ ‫مجاز ب‬
‫ٌ‬ ‫اإلكسان‪ ،‬ومـفا‬

‫لؿا َفرغ الؿصـػ ‪ $‬تعالك مـ السمآت وإجقبة الؿتعؾؼة بالؿؼدمة الؿـطؼقة‪ :‬أتبعفا بسمآت‬
‫فنن إصقلققـ يذكرون تقصئة بقـ يدي مباحث أصقل الػؼف‪ ،‬ما يتعؾؼ بجؿؾة‬ ‫تتعؾؼ بالؿؼدمة الؾغقية‪ ،‬ا‬
‫مـ الؿسائؾ الؿػ َت َؼر إلقفا مؿا يرجع إلك الؾغة‪ ،‬وهل تتعؾؼ بلقسام الؽَّلم مـ جف ٍ‬
‫ات ثَّلث‪:‬‬
‫‪05‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫أحدها‪ :‬أقسام الؽَّلم باطتبار ما يرت اكب بف‪.‬‬


‫وثاكقفا‪ :‬أقسام الؽَّلم باطتبار مدلقلف‪ :‬أي‪ :‬معـاه‪.‬‬
‫وثالثفا‪ :‬أقسام الؽَّلم باطتبار استعؿالِف‪.‬‬
‫وقد أطرض الؿصـػ ‪ $‬تعالك طـ الؼسؿ إول‪ ،‬فؾؿ يذكر أقسام الؽالم باطتبهار مها يتركهب مـهف‬
‫التل ذكرها الجقيـل يف «القرقات»‪ ،‬كتركبف مـ اسؿ وفعؾ‪.‬‬
‫ثؿ ذكر الؼسؿقـ إخقريـ‪ ،‬فذكر أن (أقسام الؽَّلم باطتبار مدلقلف) أي‪ :‬باطتبَار معـَاه‪ ،‬تـؼسَؿ إلَك‬
‫(سبعة أقسام‪ :‬أمر‪ ،‬وكػل‪ ،‬وهنل‪ ،‬واستػفام‪ )...‬إلك آخر ما ذكر‪ ،‬و ٰهذه إقسام السبعة يؿؽـ ضؿ َش َتاتِفا‪،‬‬
‫وإيؼاع ال ُؿَّلءمة بقـ أفرادها بردها إلك قسؿقـ اثـقـ‪:‬‬
‫ُ‬
‫أحدهؿا‪ :‬الخبر‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬اإلكشاء‪.‬‬
‫والعرض والؼسؿ‪ :‬مـدرجة يف‬
‫ْ‬ ‫وحقـئذ تؽقن إقسام الستة‪ :‬إمر والـفل‪ ،‬وآستػفام والتؿـل‬
‫اإلكشاء‪ ،‬ويؼابؾفـ‪ :‬الخرب‪ ،‬والخرب طـدهؿ طؾك ما ذكره هـا هق (ما يحتؿؾ الصدق والؽذب)‪ ،‬ويزيدون‬
‫ققدً ا احرتاز ًيا فقؼقلقن‪ :‬لذاتف‪ :‬كؿا قال إخضري يف «السؾؿ»‪:‬‬
‫لَََََََديف ُؿ قضَََََََق ًة وخ َبَََََََ َرا‬ ‫مََا احتؿََؾ الصََدق لذاتََف َجََرى‬
‫وضاق الـظؿ طـ إدخال كؾؿة الؽذب‪ ،‬وحقـئذ يؽقن اإلكشاء‪ :‬مآ يحتؿؾ الصدق أو الؽذب لذاتف‪،‬‬
‫وفؼ اصطَّلحفؿ‪ :‬إن اهلل واحد‪ ،‬فنن ٰهذا يسؿك خربًا‪ٕ :‬كف يحتؿؾ الصدق أو الؽذب‪ ،‬وإذا‬
‫فؿثَّل إذا قؾت َ‬
‫ً‬
‫قؾت‪ :‬هؾ اهلل واحد؟ ا‬
‫فنن ٰهذا يسؿك طـدهؿ إكشا ًء ٕكف ٓ يحتؿؾ الصدق أو الؽذب‪ :‬فَّل يحؽؿ طؾقف‬
‫لذلؽ‪.‬‬
‫الح اذ ُاق مـ الؿحؼؼقـ‪ ،‬وسبؼ أن ذكركا‬
‫وهذا الحد الؿشفقر طـدهؿ طؾقف اطرتاضات ٓ يصححف هبا ُ‬
‫لؽؿ أن الصحقح أن الخرب هق أيش؟‬
‫مثَّل‪ :‬إن محؿدً ا ﷺ رسقل بعثَف اهلل گ إلقـَا بآيَات َبَاهرة‪ ،‬وحجَج قَاهرة‪ٰ ،‬هَذا طـَدهؿ‬
‫إذا قؾـا ً‬
‫يسؿقكف خرب‪ ،‬أي‪ :‬يحتؿؾ الصدق والؽذب‪ ،‬إ ًذا ما مـػعة أيات الباهرة‪ ،‬والحجج الؼاهرة‪ ،‬وهق يحتؿَؾ‬
‫الصدق والؽذب؟ هؾ‪ :‬تبؼك مع الحجة الظاهرة وأية الباهرة أدكك ذرة ٓحتؿال الؽذب؟‬
‫الجقاب‪ .ٓ :‬ققل اهلل تعالك‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ﴾[اإلخَّلص‪ ،]4:‬طـدهؿ يحتؿؾ الصدق أو الؽذب‪،‬‬
‫وهذا محال‪ ،‬ولذلؽ ذهب جؿاطة مـ الؿحؼؼقـ مـفؿ ابـ الشاط الؿالؽ يف «هتذيب الػروق» إلك أن‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪06‬‬

‫الخبر ققل يؾزمف الصدق أو الؽذب‪ ،‬وفرق بقـ التطرق آحتؿالل‪ ،‬وبقـ الؾزوم‪.‬‬
‫فؿثَّل خرب اهلل‪ ،‬وخرب رسقلف ﷺ يؾزمف الصدق‪ ،‬ولقس يحتؿؾ الصدق‪ ،‬بؾ يؾزمف الصدق‪ ،‬وخرب‬
‫ً‬
‫الدجال يؾزمف الؽذب‪ ،‬ولقس محتؿ ًَّل لؾؽذب‪ ،‬وحقـئذ يؽقن اإلكشاء هق ققل ال يؾزمف الصدق أو‬
‫الؽذب‪.‬‬
‫طرف الحؼقؼة بلهنا (ما‬
‫ثؿ ذكر أقسام الؽَّلم باطتبار استعؿالف‪ ،‬وأكف قسؿان‪ ،‬حؼقؼة ومجاز‪ ،‬ثؿ ا‬
‫وطرف الؿجاز بلكف (ما استعؿؾ يف غقر ما اصطؾح طؾقف مـ‬
‫استعؿؾ فقؿا اصطؾح طؾقف مـ الؿخاصبة)‪ ،‬ا‬
‫الؿخاصبة)‪ ،‬والؿراد بالؿخاصبة‪ :‬الؾسان الذي تجري بف الؿخاصبات‪ ،‬وهذا الؾسان مرده إلك ثَّلثة أشقاء‪:‬‬
‫أحدُ ها‪ :‬الؾغة‪.‬‬
‫وثاكقفا‪ :‬الشرع‪.‬‬
‫وثال ُثفا‪ :‬العرف‪.‬‬
‫وٕجؾ ٰهذا ُقس َؿت الحؼقؼة إلك ثَّلثة أقسام‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬الحؼقؼة الؾغقية‪ :‬كإسد لؾحققان الؿػرتس الؿعروف‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬الحؼقؼة الشرطقة‪ :‬كالصَّلة لؾعبادة ذات الركقع والسجقد‪.‬‬
‫وثالثفا‪ :‬الحؼقؼة العرفقة‪ :‬كالدابة لذوات إربع‪.‬‬
‫ثؿ أورد سمآ يتعؾؼ بؼسؿة الؿجاز‪ ،‬و ٰهذه إقسام التل ذكرها أقسام ٕحد قسؿل الؿجاز‪ ،‬فنن‬
‫الؿجاز يرجع إلك قسؿقـ كبقريـ‪:‬‬
‫أحدهؿا‪ :‬الؿجاز اإلسـادي؛ وهق الؿتعؾؼ بتركقب الؽالم‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬الؿجاز بالؽؾؿة؛ وهق الؿتعؾؼ بالؿػردات‪.‬‬
‫و ٰهذه إقسام الؿذكقرة هل أقسام الؿجاز بالؽؾؿة‪ ،‬فالؿجاز بالؽؾؿة طؾك ما ذكره الؿصـػ يـؼسؿ‬
‫إلك أربعة أقسام‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬مجاز بالزيادة‪.‬‬
‫ثاكقفا‪ :‬مجاز بالحذف‪.‬‬
‫وثالثفا‪ :‬مجاز بالـؼؾ‪.‬‬
‫ورابعفا‪ :‬مجاز بآستعارة‪.‬‬
‫فإول‪ :‬الؿجاز بالزيادة م اثؾ لف بؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾[الشقرى‪،]44 :‬‬
‫‪07‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫والؿراد بالزيادة هـا الؽاف‪ٕ :‬ن إصؾ‪ :‬لقس مثؾف شلء‪ ،‬ومذهب الؿحؼؼقـ كؿا كص طؾقف ابـ هشام يف‬
‫«اإلطراب»‪ ،‬والزركشل يف «الربهان» أكف ٓ يؼال لشلء مـ الؼرآن‪ :‬زائد‪ ،‬وإكؿا يؼال‪ :‬إكف ِصؾة تػقد تلكقد‬
‫غقر ذلؽ‪.‬‬
‫وتؼريره أو َ‬
‫َ‬ ‫الؿعـك‬
‫وم ّثؾ لؿجاز الحذف بؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮚ ﮛ﴾ [يقسػ‪ ،]83 :‬فنن الؿسمول لقس هق جدران‬

‫والؼرية وأبـقتفا وإكؿا أه ُؾفا‪ ،‬فال اتؼدير واسلل أهؾ الؼرية‪ُ ،‬‬
‫فحذفت كؾؿة أهؾ‪.‬‬

‫وم اثؾ لؿجاز الـاؼؾ بالغائط الؿجعقل ً‬


‫اسؿا لؿا يخرج مـ اإلكسان‪ ،‬فنن الغهاطط يف لسهان العهرب ههق‬
‫اسؿا لؾحاجَة‬
‫الؿؽان الؿستقي القاسع‪ ،‬ولؿا كاكت العرب تتحرى قضاء حاجتفا فقف‪ُ :‬جعؾ اسؿ الؿؽان ً‬
‫فسؿل ما يخرج مـ اإلكسان غائ ًطا‪ ،‬فـُ ِؼؾ مَـ الؾػَظ الؿقضَقع لَف يف لسَان العَرب وهَق‬
‫التل ُتؼضك‪ُ ،‬‬
‫الؿؽان الؿستقي القاسع‪ ،‬إلك الخارج مـ اإلكسان‪ ،‬الذي يؼضل حاج َتف مـف يف الؿؽان القاسع‪.‬‬
‫الرابع وهق مجاز استعارة بؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﴾ [الؽفػ‪ ،]77 :‬فنن‬ ‫وم اثؾ لؾؼسؿ ا‬
‫أفعال الؿخؾقق لؾحس‪ ،‬والجدار ٓ ِحس لف‪ُ ،‬ف ُشبف الجدار ِ‬
‫بالحس‪ ،‬وذكر فع ٌؾ مـ أفعالف وهق‬ ‫ِ‬ ‫اإلرادة مـ‬
‫ا‬
‫اإلرادة‪ ،‬فؽلن الجدار لف إرادة يريد هبا أن يـؼض‪ :‬أي‪ :‬يسؼط‪.‬‬
‫قسقؿا لؾثَّلثة فقف كظر‪ :‬ا‬
‫ٕن كؾ همٓء الثَّلثة ترجع إلك الـؼؾ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وج ْع ُؾ الؿصـػ وغقره مجاز الـاؼؾ‬
‫َ‬
‫فنهنا ُكؼؾت مـ لػظ إلك لػظ آخر‪ :‬ا‬
‫ٕن الؿجاز كؿا تؼدم هق ما استعؿؾ يف غقر لسان الؿخاصبة‪ ،‬فؼد ُكؼؾ‬
‫مؿا تستعؿؾ طؾقف الؿخاصبة إلك معـًك آخر‪.‬‬
‫ا‬
‫الح ْذف‪ ،‬ومجاز آستعارة‪،‬‬
‫وحقـئذ فنن أقسام مجاز الؽؾؿة هل ثالثة‪ ،‬هل‪ :‬مجاز الزيادة‪ ،‬ومجاز َ‬
‫ٍ‬
‫تشبقف‪.‬‬ ‫ومجاز آستعارة ٓ بد ْ‬
‫أن يؽقن مـطق ًيا طؾك‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]56‬ما معـك األمر؟‬
‫جقاب‪ :‬هق استدطاء الػعؾ بالؼقل مؿـ هق دوكف طؾك سبقؾ القجقب‪.‬‬
‫سمال [‪ :]57‬ما صقغتف؟‬
‫جقاب‪ :‬صقغتف‪ :‬افعؾ‪ ،‬وٓ تـصرف طـد اإلصَّلق وطدم الؼريـة الصارفة طَـ صؾَب الػعَؾ إٓ طؾَك‬
‫اؽَرار‬ ‫دل طؾقف الؼريـة مـ اإلباحَة والـاَدب‪ ،‬وٓ ي ِ‬
‫ؼتضَل الت‬ ‫القجقب‪ ،‬وطـد وجقد الؼريـة ُيحؿؾ طؾك ما ا‬
‫َ‬
‫وٓ الػقر‪ ،‬وإمر بنيجاد الػعؾ أمر بف وبؿا ٓ يتؿ الػعؾ إٓ بف‪ ،‬وإذا ُفعَؾ يخَرج الؿَلمقر طَـ العفَدة‪،‬‬
‫وي ات ِص ُ‬
‫ػ الػعؾ باإلجزاء‪.‬‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪08‬‬

‫ذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك سمالقـ يتع اؾؼان بؿبحث مـ مباحث أصقل الػؼف هق (إمر)‪ ،‬أحدهؿا يف‬
‫بقان معـاه‪ ،‬والثاين يف بقان صقغتف‪.‬‬
‫اصطَّلحا‪ ،‬أكف‬
‫ً‬ ‫ثؿ استطرد يف الثاين فللحؼ بف مسائؾ أخرى تتعؾؼ بإمر‪ ،‬وذكر ّ‬
‫أن تعريػ إمر أي‬
‫(استدطا ُء الػعؾ بالؼقل مؿـ هق دوكف طؾك سبقؾ القجقب)‪ ،‬والؿراد بآستدطاء ال اطؾب‪ ،‬وهذا الحد‬
‫أن الؿختار ا‬
‫أن األمر اصطالحا هق‬ ‫طؾقف إرادات أشقر إلك بعضفا يف غقر ٰهذا الؿؼام‪ ،‬و ُذكر لؽؿ فقؿا سؾػ ا‬
‫الخطاب الشرطل الؿؼتضل لطؾب الػعؾ‪.‬‬
‫وصقغتف كؿا ذكر‪( :‬افعؾ)‪ ،‬والؿراد هبا الصقغة الصريحة‪ ،‬فنن لألمر صق ًغا لقسَت صَريحة‪ ،‬ومحَط‬
‫تـصَرف طـَد‬
‫ُ‬ ‫الـظر طـد إصقلققـ هل الصقغ الصَريحة‪ ،‬وصَقغة إمَر الصَريحة هَل‪ :‬افعَؾ‪( ،‬وٓ‬
‫اإلصَّلق وطدم الؼريـة الصارفة طـ صؾب الػعؾ إٓ طؾك القجقب)‪ ،‬فإمر طـَدهؿ دال طؾَك اإليجَاب‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫إٓ لؼريـة صارفة طـف‪ ،‬وإذا ُوجدت الؼريـة ُيحؿؾ طؾك مَا د الَت طؾقَف الؼريـَة ّ‬
‫مؿَا هَق دون اإليجَاب‪،‬‬
‫كالـّدب أو اإلباحة‪.‬‬
‫ثؿ ذكر مـ مسائؾف أ ّكف (ٓ يؼتضل ال اتؽرار)‪ :‬أي أن إمر الصَادر يتع اؾَؼ بآمتثَال مَرة واحَدة‪ ،‬وٓ‬
‫ـاط بال َؼريـة‪ ،‬فنذا د الت الؼريـة طؾك ال اتؽرار ُكرر‪ ،‬وإذا خَّل مـ‬ ‫يطا َلب العبد ب َت َ‬
‫ؽراره‪ ،‬والصحقح أن ذلؽ ُم ٌ‬
‫الؼريـة فن ّكف مقققف طـ ال اتؽرار‪.‬‬
‫أيضا أكف ال يؼتضل الػقر‪ ،‬والؿراد بالػقر الؿبادرة إلك الػعؾ‪ ،‬والصحقح أن األمر يؼتضل‬
‫ثؿ ذكر ً‬
‫الػقرية‪ٕ :‬هنا هل الؿَّلئؿة لَّلمتثال كؿا قال تعالك‪﴿ :‬ﭯ ﭰﭱ ﴾ [البؼرة‪.]418 :‬‬
‫ثؿ ذكر مـ ققاطد إمر أن إمر بنيجاد لؾػعؾ أمر بف‪ ،‬وبؿا ٓ يتؿ الػعؾ إٓ بف‪ ،‬وهل التل ُيشقر إلقفا‬
‫إصقلققن بؼقلفؿ‪ :‬ما ال يتؿ القاجب إال بف ففق واجب‪ ،‬وٓ يـحصر ذلؽ يف القاجب‪ :‬لؽـ لؿا كان‬
‫القاجب مؼدمة إحؽام ذكروا ذلؽ‪ ،‬والصحقح أن ٰهذه الؼاطدة لفا متعؾؼان‪:‬‬
‫أحدهؿا‪ :‬ما يؽقن يف َو ْسع العبد وقدرتف‪ :‬ففذا يجب طؾقف تحصقؾف‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬ما لقس يف َو ْسع العبد وقدرتف‪ :‬ففذا ٓ يجب طؾقف تحصقؾف‪.‬‬
‫بالصَّلة أمر بالقضقء لفا؟ الجقاب‪ :‬كعؿ‪ ،‬لؿاذا؟ ٕكَّف يف َو ْسَ ِع العبَد‪ .‬وهَؾ إمَر‬
‫فؿث ًَّل هؾ إمر ا‬
‫أمر يف إدخال وقتفا‪ ،‬الجقاب؟ ٓ‪ ،‬لؿاذا؟ ٕ ّكف لقس يف َو ْسع العبد‪.‬‬
‫بالصَّلة ٌ‬
‫ثؿ قال‪( :‬وإذا فعؾ) أي‪ :‬إمَر‪( ،‬يخَرج الؿَلمقر)‪ ،‬وهَق العبَد‪ ،‬طَـ (ال ُعفَدة) أي‪ :‬الؿطالبَة بَف‪،‬‬
‫(ويتصػ الػعؾ باإلجزاء) أي‪ :‬الصحة‪.‬‬
‫‪09‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫فنذا فعؾ العبد ما ُأمر بف برئت ذمتف وا ّتصػ فعؾف باإلجزاء‪ :‬لؽ اـ ذلؽ مشروط بلن يؽَقن إيؼاطَف لَف‬
‫غقر و ُض ٍ‬
‫قء‪ :‬هؾ برئَت ذمتَف ووقَع‬ ‫الشرع‪ ،‬فؿث ًَّل يممر العبدُ بلداء صَّلة الظفر‪ ،‬فنذا ص اؾك الظ ْف َر مـ ِ ُ‬
‫َو ْف َؼ ّ‬
‫اإلجزاء‪ ،‬أم لؿ تربأ الذمة‪ ،‬وٓ وقع اإلجزاء؟ الجقاب‪ :‬لؿ تربأ الذمة ولؿ يؼع اإلجراء‪ٕ :‬كَف صَؾك بَدون‬
‫وحقـئذ ٓ بدّ لف مـ إطادة فعؾ إمر الذي ُأمِر بف‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وضقء‪،‬‬
‫***‬
‫باب ما يدخؾ يف األمر والـفل وما ال يدخؾ‬
‫سمال [‪ :]58‬مـ الذي يدخؾ يف خطاب التؽؾقػ؟‬
‫فغقَر‬
‫ُ‬ ‫والصَبل والؿجـَقن‬
‫السَاهل ا‬
‫جقاب‪ :‬الذي يدخؾ يف خطاب التؽؾقػ الؿممـ العاقَؾ‪ ،‬وأمَا ا‬
‫داخؾقـ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]59‬الؽػار مخاصبقن بػروع الشريعة‪ ،‬أم ال؟‬
‫جقاب‪ :‬كعؿ‪ ،‬الؽػار مخا َصبقن بػروع الشريعة‪ ،‬وبؿا ٓ َتصح إٓ بف وهق اإلسَّلم‪.‬‬
‫سمال [‪ :]11‬ما حؽؿ األمر بالشلء؟‬
‫جقاب‪ :‬حؽؿف أن إمر بالشلء هنل طـ ضده‪ ،‬وكذلؽ العؽس‪.‬‬
‫سمال [‪ :]14‬ما معـك الـفل؟‬
‫جقاب‪ :‬استدطاء الرتك بالؼقل مؿـ هق دوكف طؾك سبقؾ القجقب‪ ،‬ويدل الـفل الؿطؾؼ طؾك فساد‬
‫الؿـفل طـف‪ :‬كالـفل طـ صقم يقم العقد‪ ،‬ويؼتضل الػقر وال اتؽرار‪.‬‬
‫سمال [‪ :]13‬ألي معـك ترد صقغة األمر مجازا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫لؿعان‪ ،‬مـفا اإلباحة‪ :‬كؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﴾[الؿائدة‪،]3:‬‬ ‫مجازا‬
‫ً‬ ‫جقاب‪ِ :‬تر ُد صقغة إمر‬
‫والتفديد‪ :‬كؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭿ ﮀ ﮁﮂ﴾ [فصؾت‪ ،]11 :‬والتسقية‪ :‬كؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ﴾‬
‫[الطقر‪ ،]46 :‬والتخقيػ‪ :‬كؼقلف تعالك‪﴿ :‬ﮒ ﮓ ﮔ ﴾ [البؼرة‪.]63 :‬‬

‫ذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك ترجؿة تتعؾؼ بإمر والـفل‪ُ ،‬م َ‬


‫دخؾة بقـ مباحث إمر والـفل‪ ،‬ثَؿ أورد مَا‬
‫يتع ّؾؼ بالـفل‪ ،‬ثؿ رجع مرة ثاكقة إلك إمر متاب ًعا يف ذلؽ وضع كتاب «القرقات»‪ ،‬وكان حريا بف وهَق قَد‬
‫تصرف بلصؾ الؽتاب بنيراده طؾك صقرة السمال والجقاب‪ :‬أن يرتب مباحثف‪ٕ :‬ن ذلؽ أدطك إلك حسـ‬
‫ففؿف‪ ،‬فالؿتعؾؼ هبٰذه إسئؾة يف الرتجؿة الؿقجقدة يف كتاب «القرقَات» هَق السَمال إول‪ ،‬وهَق (مَـ‬
‫الذي يدخؾ يف خطاب التؽؾقػ؟)‪ ،‬أي‪ :‬إمر والـفل‪ ،‬فَذكر أن الَذي يَدخؾ يف خطَاب التؽؾقَػ هَق‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪21‬‬

‫الؿممـ العاقؾ‪.‬‬
‫الؿ َؽ اؾَػ طـَد‬ ‫وتؼدا م إلك أن التؽؾقػ طـدهؿ مرده إلك شَقئقـ هؿَا العؼَؾ والبؾَقغ‪ ،‬ولَذلؽ ا‬
‫فَنن ُ‬
‫ِ‬
‫بخطاب الؿممـقـ‪ ،‬إذ َس ُققرد ما يتع ّؾَؼ‬ ‫إصقلققـ هق العاقؾ البالغ‪ ،‬وإ ّكؿا ذكر الؿممـ ل َق ُخ ا‬
‫ص الؽَّل َم هـا‬
‫التقسع يف القضع الؾغَقي ففَق‬
‫ّ‬ ‫بخطاب الؽافريـ بعدَ ه‪ ،‬والؿرا ُد بَ(الساهل) هـا الـاسل‪ ،‬لؽـف طؾك وجف‬
‫تجق ٌز م ِ‬
‫رضل مـ جفة ال ّؾسان‪ ،‬وإن كان الؿـاسب لؾصـاطة أن يصرح بلكف الـاسل هـا‪ :‬لتعؾؼ الحؽؿ بف‪.‬‬ ‫َ‬
‫ثؿ بقـ ا‬
‫أن (الؽػار مخاصبقن بػروع الشَريعة وبؿَا ٓ تصَح إٓ بَف‪ ،‬وهَق اإلسََّلم)‪ ،‬فالؽػَار طـَد‬
‫ِ‬
‫بإصقل والػَروع كؿَا يؼقلَقن‪ ،‬وإصَقل طـَدهؿ هَل‪ :‬اإلسََّلم‪،‬‬ ‫جؿاطة مـ إصقلققـ مخا َصبقن‬
‫والػروع هل إحؽام الؿتعؾؼة ا‬
‫بالشرائع‪.‬‬
‫وقِسؿة الديـ إلك إصقل والػروع طؾك ٰهذا الؿعـك قِسَؿة حادثَة‪ ،‬كؿَا ذكَره العبَاس ابَـ تقؿقَة‬
‫مسَؿاة بػَروع الَديـ مَـ‬
‫ا‬ ‫ُ‬
‫وجعؾ الشرائ ِع‬ ‫ُ‬
‫فجعؾ العؼائد مسؿا ًة بلصؾ الديـ‪،‬‬ ‫الحػقد وتؾؿقذه ابـ الؼقؿ‪،‬‬
‫محدَ ِ‬
‫ثات الؿعتزلة‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ويصحح قسؿة الَديـ إلَك إصَقل والػَروع‪ ،‬بَلن تؽَقن إصَقل هَل الؿسَائؾ التَل ٓ تؼبَؾ‬
‫ا‬
‫آجتفاد‪ ،‬وتؽقن الػروع هل الؿسائؾ التل تؼبؾ آجتفاد‪ ،‬سقا ًء كاكت تؾؽ أو ٰهذه يف بَاب الخَرب أو يف‬
‫وأن الص ِ‬
‫ؾقات خؿَس‪ٰ :‬هَذا مَـ‬ ‫أن اهلل گ لف قدرة‪ٰ ،‬هذا مـ مسائؾ إصقل‪ ،‬ا ا‬ ‫فؿثَّل اطتؼا ُد ا‬
‫باب الطؾب‪ً ،‬‬
‫مسائؾ إصقل‪ٕ :‬ن الؿسللتقـ ٓ َتؼبَّلن آجتفاد‪ ،‬واطتؼا ُد أن الؽ اػار يَرون ر ابفَؿ يف أخَرة ٰهَذا مَـ‬
‫مسائؾ الػروع‪ٕ :‬هنا مسللة اجتفاد اية‪ ،‬والؼقل بلن ِ‬
‫القتر سـّ ٌة مـ مسائؾ الػروع‪ٕ :‬هنا مسللة اجتفادية‪.‬‬
‫فؼسؿة الديـ إلك أصقل وفرو ٍع هبذا القضع صحقحة‪ ،‬ود الَت طؾقفَا دٓئَؾ شَرط اقة‪ ،‬وهبَا يسَتؼقؿ‬
‫ِ‬
‫وكحقهؿا‪.‬‬ ‫الؿراد طـد إصقلققـ فقؿا يتع اؾؼ بالؿماخذة وال ُعذر‬
‫وأما الؼقل ا‬
‫بلن مسائؾ إصقل هل مسائؾ العؼائد‪ ،‬وأن مسائؾ الػروع هل مسَائؾ الػؼَف ّ‬
‫والشَرائع‪:‬‬
‫فذلؽ فقف كظر‪.‬‬
‫أن (إمَر بالشَلء هنَل طَـ ضَده‪ ،‬وكَذلؽ‬ ‫ٍ‬
‫سمال يتع اؾؼ بحؽؿ إمر بالشلء‪ ،‬فَذكر ّ‬ ‫ثؿ رجع إلك‬
‫العؽس)‪ ،‬والؿراد بذلؽ مـ جفة الؿعـك ٓ الؾػظ‪ ،‬فؿث ًَّل ققل‪ :‬قؿ‪ ،‬هق هنل طـ الجؾقس‪ :‬ففَق هنَل طَـ‬
‫ٍ‬
‫إفراد الؿؼابؾة لف وهق الجؾقس مـ جفة الؿعـك‪ ،‬أ اما مـ جفة الؾػظ‪ ،‬فَنن لألمَر لػ ًظَا ولؾـفَل‬ ‫ٍ‬
‫فرد مـ‬

‫قؾت ُقؿ‪ ،‬وإذا أردت أن تـفاه طَـ ُ‬


‫الجؾَقس قؾَت ٓ تجؾَس‪،‬‬ ‫تلمره بالؼقام َ‬ ‫ٌ‬
‫لػظ آخر‪ ،‬فؿث ًَّل إذا أردت أن َ‬
‫وهذا يخالػ بالزيادة التل ذكركاها‪ ،‬ا‬
‫وأن ذلؽ مـ جفة الؿعـك ٓ الؾػظ‪ :‬يخالػ اطتؼاد إشَاطرة الَذيـ‬
‫‪20‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫جرت ٰهذه الؼاطدة َوفؼ أصقلِفؿ‪ ،‬ا‬


‫فنن إشاطرة يعتؼَدون ا‬
‫بَلن إمَر هَق طَقـ الـفَل مَـ جفَة الؾػَظ‬
‫وفرطَقا طـَف‬ ‫ٍ‬
‫قائؿ بـػسف گ‪ ،‬ولقس بحرف وٓ صقت‪ ،‬ا‬ ‫والؿعـك‪ٕ :‬هنؿ يؼقلقن‪ :‬إن كَّلم اهلل ‪ ۵‬معـًك ٌ‬
‫مسائؾ أصقلقة مـ جؿؾتفا ٰهذه الؿسللة‪ ،‬وهل مـ جؿؾة الؿسائؾ التل يؼال فقفَا‪ :‬إن الـَار تحَت الرمَاد‬
‫كؿا ذكره العَّلمة محؿد إمقـ الشـؼقطل ‪ $‬تعالك يف «كثر القرود» ف ُق َت َق اهؿ أهنا مسللة أصقلقة‪ ،‬ويخػك‬
‫ٍ‬
‫جؿؾَة مَـ‬ ‫ملخذها طؾك الؿتؽؾؿ فقفا‪ ،‬فقجفؾ أهنا مبـقة طؾك أص ٍؾ طؼدي طـدهؿ‪ ،‬وهَذا إمَر واقَع يف‬
‫وسَرت ٰهَذه الؿؼَآت طـَد كثقَر مَـ‬
‫َ‬ ‫الؿسائؾ التل يرجع قبسفا إلك طؼقدة أشعر اي ٍة أو طؼقدة اطتزال اقة‪،‬‬
‫الؿتؽؾؿقـ يف أصقل الػؼف مـ أهؾ السـة ولؿ يؿقزوها‪ٕ :‬ن تؿققز ٰهذه العؾقم يحتاج إلك أمريـ طظقؿقـ‪:‬‬
‫أحدهؿا‪ :‬امتزاج ٰهذه الػـقن بالـا ْػس‪ ،‬حتك ِ‬
‫يعرف الداخؾ مآخذها وما ُبـقت طؾقف‪.‬‬
‫امتزاج قؾبِف بعؾقم الؽتاب والسـة‪ ،‬بحقث تؽقن لف مؾؽة يؼدر هبا طؾَك تؿققَز إصَقؾ مَـ‬
‫ُ‬ ‫وثاكقفؿا‪:‬‬
‫الدخقؾ‪.‬‬
‫والـاس يف ٰهذا إمر صريف ِكؼقض‪:‬‬
‫ُ‬ ‫الز َغؾ طـ أصقل الػؼف‪،‬‬ ‫فحقـئذ يتفقل لف أن ِ‬
‫يـػ َل ا‬
‫وجَرهؿ ذلَؽ أن ُوجَد يف‬
‫ا‬ ‫طقاهـَِف دون تؿقَز‪،‬‬
‫ِ‬ ‫فؿـ أهؾ السـة مـ َيدخؾ يف طؾؿ أصقل الػؼف طؾَك‬
‫مسائؾ ُبـقت طؾك طؼائد باصؾة‪ ،‬ولق ُحققِؼقا و روجعقا فقفا‪ :‬فنهنؿ ٓ يثبتقن طؾك ٰهَذه العؼقَدة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫مؼ اقداهتؿ‬
‫سر َب إلَقفؿ ٰهَذه‬
‫ٕهنؿ ٓ يعتؼدوهنا‪ ،‬لؽ اـ جفؾفؿ بلن ٰهذه الؿسائؾ قد ُبـقت طؾك طؼائد باصؾة‪ :‬هق الذي ا‬
‫قرروها يف تآلقػفؿ‪.‬‬
‫الؿؼآت حتك ا‬
‫وقابؾتفؿ صائػة أخرى تجافت الؽتب الؿصـػة يف طؾؿ أصقل الػؼف‪ ،‬وزطؿت أهنا مـ كتَب الؽََّلم‪،‬‬
‫قديؿا كَ«الرسَالة» لؾشَافعل‬
‫وأن السـل ٓ يـبغل لف أن ُي َعقل طؾقفا‪ ،‬وقصروا الـظر طؾك الؽتب الؿصـاػة ً‬
‫أن الؿتؼدم َغ َؾط‪.‬‬ ‫‪ $‬تعالك‪ ،‬وهذا َغ َؾط ً‬
‫أيضا كؿا ا‬
‫اسَتؼر‬
‫ا‬ ‫الزمـ إول لـشقء الػـ‪ ،‬فؾؿ يزل الػـ يرت اقك شق ًئا فشَق ًئا حتَك‬
‫فنن تؾؽ الؽتب إكؿا كاكت يف ا‬
‫طؾك ققاطدَ مع ّقـة‪ ،‬فنذا ُت ِر َكت الؽتب التل ص َعد فقفا الػَـ حتَك اسَتؼر‪ ،‬وبؼَل اإلكسَان مَع إول فنكَف‬
‫ففؿف‪ ،‬ولذلؽ فنن ففؿ كتاب «الرسالة» لؿـ لؿ يتحؼؼ بعؾؿ أصقل الػؼف غقر متفقَ ٍئ‪ ،‬فَّلبَد‬
‫يصعب طؾقف ُ‬
‫أن تؽقن لف آل ُة طظقؿة يف مدارك أصقل الػؼف حتك ُي ْؿؽِـف أن يستػقد مَـ كتَاب «الرسَالة» أو مَـ كتَاب‬
‫والق َسَط أن يحؼَؼ اإلكسَان‬
‫«الػؼقف والؿتػؼف» لؾخطقب‪ ،‬أو مـ كتاب «الؿدخؾ إلك السَــ» لؾبقفؼَل‪َ ،‬‬
‫استؼر طؾقفا الػـ مع تؿققزها وآستػادة مـ كتبفَا مَع إخَذ بَالـظر يف كتَب‬
‫ا‬ ‫ققاطد أصقل الػؼف‪ ،‬التل‬
‫الساققـ كَ«الرسالة» و«الػؼقف والؿتػؼف» و«الؿدخؾ إلك الســ»‪.‬‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪22‬‬

‫رأسا‪ٕ ،‬هنؿ طقلقا فؼَط طؾَك مؼقَدات‬


‫بلخرة مـ أهؾ السـة لؿ يرفعقا إلك تؾؽ الؽتب ً‬
‫والؿصـػقن َ‬
‫الؿتلخريـ‪ ،‬وكؿا ذكرت لؽؿ فنن بعض السؾػ قال‪« :‬الحسَـة بَقـ سَقئتقـ‪ ،‬والفَدى بَقـ ضََّللتقـ»‪،‬‬
‫فنن الـاس فقفا يف كؾ زمـ بقـ كؼقضقـ‪ ،‬ا‬
‫وقؾ مـ يق افؼ إلك إخذ بالسبقؾ أمَـ‪:‬‬ ‫وكذلؽ مآخذ العؾقم‪ ،‬ا‬
‫الش َطط‪ ،‬ا‬
‫وقؾ أن يقجد العؼَؾ الراسَخ الَذي ُيحسَـ معامؾَة إمَقر ووزهنَا‪،‬‬ ‫ٕن الـػس مطبقطة طؾك ا‬
‫الش َطط الؿقجقدة‪ ،‬وكؿا يقجد ٰهذا يف أصَقل الػؼَف فنكَّف يقجَد يف سَائر‬
‫بحقث يؽقن وس ًطا بقـ مـاهج ا‬
‫العؾقم‪.‬‬
‫والـجاة لطالب العؾؿ أن يـظر إلك ما سبؼ مـ تآلقػ العؾؿاء بعَقـ اإلجََّلل واإلطظَام‪ ،‬وأن يعَرف‬
‫بلهنا جؿق ًعا مـ مـابع الػائدة التل يـبغل أن يحرص طؾقفا‪ ،‬وأن ُيحسـ أخذها حتَك يؼَع طؾَك الؿؼصَقد‬
‫يدركف كؿا يـبغل‪.‬‬ ‫مـ الػـ إذا أراد أن ِ‬

‫وأ ّما إخذ دون تؿققز بلن يؽقن ُ‬


‫أخذه مجؿ ًَّل‪ ،‬أو آكتػاء بشلء يسقر دون تحؼقؼ‪ :‬ذلؽ يرجع طؾَك‬
‫صالب العؾؿ بـػ ٍع قؾقؾ‪.‬‬
‫ثؿ ذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك ما يتعؾؼ بالـافل‪ ،‬وذكر أ ّكف (استدطاء الرتك بالؼقل‪ )...‬إلك آخر ما ذكَر‪،‬‬
‫وهذا الحد ٓ يسؾؿ مـ اطرتاضات‪ ،‬وكؿا تؼدم أن األمر هق الخطاب الشهرطل الؿؼتضهل لطؾهب الػعهؾ‪،‬‬
‫فنن الـفل هق الخطاب الشرطل الؿؼتضل لطؾب الترك –أو‪ :‬الؽػ‪.‬‬
‫ثؿ ذكر أن (الـفل الؿطؾؼ يدل طؾك فساد الؿـفل طـف)‪ ،‬والصحقح أن الـفل يدل طؾهك فسهاد الؿـفهل‬
‫ٍ‬
‫مرتبط بالػعؾ فَّل يرجَع‬ ‫طـف إذا تعؾؼ بالػعؾ أو شرصف أو وصػف الؿالزم لف‪ ،‬أما إذا تعؾؼ بخارجٍ طؿا تؼدم‬
‫طؾقف بالػساد‪.‬‬

‫ثؿ ذكر أن (الـفل يؼتضل ال َػ َ‬


‫قر وال اتؽرار )‪ ،‬وهق كذلؽ فنكف يجب طؾَك العبَد أن يبَادر إلَك امتثَال‬
‫الرتك‪ ،‬ويتؽرر ٰهذا معف‪ ،‬فَّل بد أن يؽػ طـ جؿقع أفراده‪.‬‬
‫مجازا أي تـؼؾ مؿا وضعت لف‪ٕ ،‬ن صَقغة إمَر وضَعت‬
‫ً‬ ‫ثؿ ذكر سما ًٓ يتعؾؼ بلن صقغة إمر ِتر ُد‬
‫لؾدٓلة طؾك اإليجاب‪ ،‬كؿا تؼدم أن صقغتف‪ :‬افعؾ‪ ،‬وأهنا لؾقجقب إٓ بؼريـة‪ ،‬فنذا ُوجدت الؼريـَة كؼؾَت‬
‫إلك غقر اإليجاب‪ ،‬وهذا الـؼؾ هق الؿجاز‪ ،‬فتؽقن إما لإلباحة أو لؾتفديد أو لؾتسقية أو لؾتؽقيـ‪ ،‬أو لغقَر‬
‫ذلؽ‪.‬‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]15‬ما معـك العام؟‬
‫‪23‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫جقاب‪ :‬هق ما ط اؿ شقئقـ فصاطدً ا مـ غقر حصر‪.‬‬


‫سمال [‪ :]11‬هؾ العؿقم مـ طقارض األلػاظ‪ ،‬أو مـ طقارض الؿعاين؟‬
‫جقاب‪ :‬العؿقم مـ طقارض إلػاظ‪ ،‬وٓ يجقز دطقى العؿقم يف غقره‪.‬‬
‫سمال [‪ :]13‬ما الػرق بقـ العام والؿطؾؼ؟‬
‫أن العام ٌ‬
‫لػظ يستغرق إفراد دفع ًة مـ غقر حصر‪ ،‬كَ( َمـ) و(أي)‪ ،‬والؿطؾؼ‬ ‫جقاب‪ :‬الػرق بقـفؿا ا‬
‫ا‬
‫وأيضا‬
‫ً‬ ‫لػظ دل طؾك الؿاه اقة بَّل ققد كَ(إكسان) و(أسد)‪ ،‬فعؿقم إول ُش ُؿ ّ‬
‫قلل‪ ،‬وطؿقم الثاين َبدَ لل‪،‬‬
‫ِدٓلة إول ُكؾ اقة‪ ،‬والثاين كؾل‪.‬‬
‫سمال [‪ :]16‬كؿ ألػاظ العام؟‬
‫كحق ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭓ ﭔ‬
‫الؿعرف بإلػ والَّلم التل لَّلستغراق‪َ ،‬‬
‫ا‬ ‫جقاب‪ :‬ألػاضف كثقرة مـفا‪:‬‬

‫عرف بإلػ والَّلم‪ :‬كحق ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮬ‬


‫ﭕ ﭖ﴾ [العصر‪ ،]3:‬والثاين‪ :‬اسؿ الجؿع الؿ ا‬
‫ﮭ﴾ [التقبة‪ ،]3 :‬والثالث‪ :‬إسؿاء الؿبفؿة كَ(مـ‪ ،‬وما‪ ،‬وأي‪ ،‬وأيـ‪ ،‬ومتك)‪ ،‬والرابع‪ )ٓ( :‬يف‬
‫الـاؽرة كصا كحق‪ ٓ( :‬رجؾ يف الدار)‪.‬‬
‫سمال [‪ :]17‬إلك كؿ تـؼسؿ ألػاظ العؿقم؟‬
‫جقاب‪ :‬تـؼسؿ إلك قسؿقـ‪:‬‬
‫إول‪ :‬طام بصقغتف ومعـاه‪ ،‬وهق مجؿقع الؾػظ ومستغرق الؿعـك‪ ،‬كحق الرجال‪ ،‬وإبابقؾ‪.‬‬
‫بقتل فؾف درهؿ‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬طام بؿعـاه فؼط كحق الؼقم‪ ،‬ومـ دخؾ َ‬
‫ذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك جؿؾ ًة مـ إسئؾة تتعؾؼ بباب َ‬
‫آخَر مَـ أبَقاب أصَقل الػؼَف هَق العَام‪،‬‬
‫طؿ شقئقـ فصاطدً ا مـ غقر حصر)‪ ،‬وهَذا‬
‫وابتدأها بسمال أجاب طـف‪ ،‬يتعؾؼ بتعريػ العام‪ ،‬فؼال‪( :‬هق ما ا‬
‫بالحدود الؾغقية مـف بالحدود آصطَّلحقة‪ ،‬والتللقػ هـا مقضقع لبقان الحدود آصطَّلحقة‬
‫الحد أشبف ُ‬
‫طـد إصقلققـ‪ ،‬فؽان يـبغل أن يؼال‪ :‬إن العام اصطالحا هق الؾػظ الؿقضقع الستغراق جؿقع األفراد بال‬
‫حصر‪.‬‬
‫ثؿ ذكر أن (العؿقم مـ طقارض إلػاظ‪ ،‬وٓ يجَقز دطَقى العؿَقم يف غقَره)‪ ،‬فََّل يتعؾَؼ طـَدهؿ‬
‫بإفعال‪ ،‬ولفذا قالقا‪ :‬العؿقم يف إققال دون إفعال‪ ،‬فالػعؾ ٓ ي ُعؿ‪ّ ،‬إٓ أن بعض الؿحؼؼقـ ذهبقا إلك‬
‫تعؿ‪ ،‬وهق الصَحقح‪ :‬واختَاره العَّلمَة محؿَد إمَقـ الشَـؼقطل ‪ $‬تعَالك‪ ،‬فالػعَؾ‬ ‫إفعال الؿـػ اقة ّ‬
‫كػل ويتع اؾَؼ بـؽَرة‪ ،‬والـّؽَرة يف سَقاق‬ ‫فقف‬ ‫ـ‬‫الؿـػل يس َتؽِ‬
‫الؿـػل يختص بذلؽ دون الؿ ْثبت‪ٕ :‬ن الػعؾ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ َ‬ ‫ّ‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪24‬‬

‫الـػل مقضقطة طـدهؿ يف إققال لؾدّ ٓلة طؾك العؿقم‪.‬‬


‫والؿطؾؼ‪ ،‬بؿا ُم َح اصؾف أن العام لػظ يستغرق جؿقع إفراد دفع ًة واحَدة بََّل‬
‫ثؿ ذكر الػرق بقـ العام ُ‬
‫ٍ‬
‫دفعَة واحَدة ابتَدا ًء‪ :‬بَؾ طؾَك وجَف‬ ‫الؿطؾؼ ففق لػظ يستغرق جؿقع إفراد‪ :‬لؽـ ٓ طؾك‬ ‫ٍ‬
‫حصر‪ ،‬وأ اما ُ‬
‫ٍ‬
‫بَدل طـَف‪ ،‬وهَذا هَق‬ ‫البدَ لقة‪ ،‬فنذا لؿ يقجد فر ٌد مـ ٰهذه إفراد اك ُتؼؾ إلك بدل طـف‪ ،‬فنن لَؿ يقجَد فَنلك‬
‫الػرق بقـفؿا‪.‬‬
‫والخ ْؾط بقـ العام والؿطؾؼ يقرث خط ًل يف بـاء إحؽام‪ ،‬ويصقر ما ٓ محؾ لف‪ :‬محَّل قَابَّل لؾحؽَؿ‪،‬‬
‫شائع طـد الؿتلخريـ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وهذا‬
‫فؿث ًَّل إحاديث القاردة طـ الـبل ﷺ أكف كان إذا قام يف صَّلتف يضَع ُيؿـَاه طؾَك شَؿالف‪ ،‬ا‬
‫فَنن ٰهَذا‬
‫الؾػظ يف حديث سفؾ بـ سعد وغقره إكؿا هَق مطؾَؼ ولَقس طامَا‪ٕ :‬ن العؿَقم ٓ يَدخؾ يف إفعَال‪:‬‬
‫محَّلن‪:‬‬ ‫فحقـ ٍ‬
‫ئذ ٓ يصؾح إٓ أن يؽقن لؿحؾ واحد‪ ،‬وققام الـبل ﷺ لؾصَّلة لف ا‬
‫أحدُ هؿا قبؾ الركقع‪ ،‬والثاين بعد الركقع‪.،‬‬
‫فنذا ققؾ‪ :‬إكف طام ققؾ ا‬
‫إن الؿرء يؽقن طؾك ٰهذه الصػة قبؾ الركقع‪ ،‬وبعد الركقع‪.‬‬
‫وإذا ققؾ‪ :‬إكف مطؾؼ فنكف ٓ يصؾح إٓ أن يؽقن بؿحؾ واحد‪ ،‬وهذا الؿحؾ القاحد هق قبَؾ الركَقع‪،‬‬
‫والذي يجعؾ الحديث طاما‪ :‬يؽقن قد رأى العؿقم يف إفعال‪ ،‬وٓ طؿقم يف إفعال إٓ يف الؿـػقَة طؾَك‬
‫ما تؼدا م‪.‬‬
‫ثؿ ذكر ا‬
‫أن ألػاظ العام كثقرة‪ ،‬وذكر مـفا أربع ًة‪:‬‬
‫أحدها‪( :‬الؿعرف بإلػ والَّلم التل لَّلستغراق)‪ ،‬أي‪ :‬الدٓلة طؾك جؿقع إفراد‪.‬‬

‫والثاين‪( :‬اسؿ الجؿع الؿعرف بإلػ والَّلم كؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮬ ﮭ﴾ [التقبة‪،)]3 :‬‬
‫والؿراد باسؿ الجؿع هـا ما دل طؾك الجؿاطة‪ ،‬ولقس الؿراد بف ما يعرف طـد الجؿع بالـحقيقـ مـ‬
‫مصطؾح خاص‪ :‬بؾ يـدرج يف الجؿاطة هـا جؿقع الؿعاين الؿذكقرة طـد الـحاة مـ الجؿع واسؿ الجؿع‪،‬‬
‫واسؿ الجؿع الجـسل‪.‬‬
‫والثالث‪( :‬إسؿاء الؿبفؿة) أي‪ :‬التل ٓ تدل طؾك معقـ‪ ،‬ولفذا سؿقت مبفؿة‪ ،‬كَ(مـ وما) إلك آخر‬
‫ما ذكر‪.‬‬
‫كصا‪ ،‬كحق ٓ رج َؾ يف الدار)‪.‬‬
‫وآسؿ الرابع‪ ٓ( :‬يف الـؽرة ً‬
‫ثؿ ذكر قسؿة ألػاظ العؿقم إلك قسؿقـ‪:‬‬
‫‪25‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫إول‪( :‬طام بصقغتف ومعـاه)‪ ،‬أي بالؾػظ والؿعـك‪( ،‬كحق الرجال وإبابقؾ)‪ ،‬فنهنؿا دآن بقضعفؿا‬
‫لػ ًظا ومعـك طؾك ذلؽ‪.‬‬
‫والثاين‪( :‬ما ّ‬
‫دل طؾك العام بؿعـاه فؼط كحق الؼقم‪ ،‬ومـ دخؾ بقتل فؾف درهؿ)‪.‬‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]18‬ما معـك الخاص؟‬
‫ور ُج َؾقـ‪ ،‬وثَّلثة رجال)‪.‬‬ ‫جقاب‪ :‬هق ما ٓ يتـاول شقئقـ فصاطدً ا مـ غقر حصر كحق‪ٌ ( :‬‬
‫رجؾ‪َ ،‬‬
‫سمال [‪ :]19‬ما معـك التخصقص؟‬
‫أيضا بؼصر العام طؾك بعض‬
‫ويعرف ً‬ ‫ِ‬
‫جقاب‪ :‬هق تؿققز بعض جؿؾة أفراد العام طـ البعض أخر‪ ،‬ا‬
‫أفراده‪.‬‬
‫سمال [‪ :]31‬إلك كؿ يـؼسؿ التخصقص؟‬
‫جقاب‪ :‬يـؼسؿ إلك قسؿقـ‪ :‬متصؾ‪ ،‬ومـػصؾ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]34‬ما هق التخصقص الؿتصؾ؟‬
‫بالصػة‪.‬‬
‫جقاب‪ :‬هق كالتخصقص بآستثـاء‪ ،‬أو الشرط‪ ،‬أو التؼققد ّ‬
‫سمال [‪ :]33‬ما هق التخصقص الؿـػصؾ؟‬
‫جقاب‪ :‬هق كالتخصقص بالؽتاب‪ ،‬أو السـة‪ ،‬أو اإلجؿاع‪ ،‬أو الؼقاس‪.‬‬
‫سمال [‪ :]35‬ما هق االستثـاء؟‬
‫جقاب‪ :‬هق إخراج بَ(إٓ)‪ ،‬أو إحدى أخقاهتا‪ ،‬لؿا لقٓه لدخؾ يف كَّلم كحق‪( :‬جاء الؼقم إٓ زيدا)‪.‬‬
‫سمال [‪ :]31‬هؾ يشترط باالستثـاء شلء؟‬
‫جقاب‪ :‬كعؿ‪ ،‬يشرتط أن يؽقن الؿستثـَك أقؾ مـ الؿستثـك مـف‪ ،‬وأن يؽقن متصَّل بالؽَّلم‪ ،‬وٓ‬
‫ُيشرتط تؼديؿ الؿستثـك مـف طؾك الؿستثـك‪ ،‬وٓ جقازه مـ الجـس فؼط‪.‬‬
‫سمال [‪ :]33‬ما هق الشرط؟‬
‫ٍ‬
‫شلء بَ(إِ ْن)‪ ،‬أو إحدى أخقاهتا‪ ،‬لؿا لقٓه لدخؾ يف الؽَّلم‪ ،‬كحق‪( :‬إن جاءك بـق‬ ‫جقاب‪ :‬هق إخراج‬
‫تؿقؿ فل ْك ِر ْم ُفؿ)‪.‬‬
‫سمال [‪ :]36‬هؾ يشترط يف الشرط شلء؟‬
‫متصَّل‪ ٓ ،‬تؼديؿ الؿشروط طؾقف‪.‬‬
‫ً‬ ‫جقاب‪ :‬كعؿ‪ ،‬يشرتط فقف كقكَف‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪26‬‬

‫سمال [‪ :]37‬ما هق التؼققد بالصػة؟‬


‫قائؿا يف الؿقصقف‪ ،‬كَ(أكرم بـل تؿقؿ الجائقـ مـفؿ)‪.‬‬
‫جقاب‪ :‬هق التؼقد بؿا أفاد معـك ً‬
‫سمال [‪ :]38‬هؾ يحؿؾ الؿطؾؼ طؾك الؿؼقد بالصػة أم ال؟‬
‫كالرقبة ُققدَ ت باإليؿان يف بعض الؿقاضع‪ ،‬كؿا يف كػارة‬
‫جقاب‪ :‬كعؿ‪ُ ،‬يحؿؾ يف بعض الؿقاضع ا‬
‫ٍ‬
‫بعض آخر كؿا يف ك اػارة الظفار‪.‬‬ ‫الؼتؾ‪ ،‬وأصؾؼت يف‬
‫سمال [‪ :]39‬هؾ يخصص الؽتاب والسـة أم ال؟‬
‫ِ‬
‫بالؽتاب كتخصقص ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭲ ﭳ ﭴ ﴾ [البؼرة‪:‬‬ ‫جقاب‪ :‬كعؿ‪ُ :‬يخصص الؽتاب‬
‫‪ ،]334‬بؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﴾ [الؿائدة‪ ،]3 :‬أي‪ِ :‬حؾ لؽؿ‪.‬‬

‫وبالسـة‪ :‬كتخصقص ققلف تعالك‪﴿ :‬ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ﴾ [الـساء‪ ، ]44 :‬الشامؾ لؾقلد الؽافر‬
‫الؿسؾؿ»‪.‬‬
‫َ‬ ‫الؽافر‬
‫ُ‬ ‫الؽافر‪ ،‬وٓ‬
‫َ‬ ‫الؿسؾؿ‬
‫ُ‬ ‫بحديث‪ ٓ« :‬يرث‬
‫وبالؼقاس كتخصقص ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﴾ [الـقر‪ ]3 :‬أية‪ ،‬بؼقاس العبد طؾك‬
‫إمة‪ :‬كؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﮲ ﮳﮴ ﴾ [الـساء‪ ،]33 :‬والسـة كذلؽ مثال‬
‫تخصقص السـة بالؽتاب‪ ،‬تخصقص حديث «ال يؼبؾ اهلل صالة أحدكؿ إذا أحدث حتك يتقضل» بؼقلف‬

‫تعالك‪﴿ :‬ﯘﯙﯚ﴾ [الـساء‪ ]15 :‬إلك ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﴾ [الـساء‪.]15:‬‬


‫ومثال تخصقص السـة تخصقص حديث «فقؿا سؼت السؿاء العشر»‪ ،‬بحديث «لقس فقؿا دون‬
‫خؿسة أوسؼ صدقة»‪.‬‬
‫ومثال تخصقص السـة بالؼقاس تخصقص ققلف ﷺ‪« :‬لل القاجد يحؾ طرضف»‪ ،‬بغقر القالد مع ولده‬
‫ِ‬
‫التلثقث بإولك‪.‬‬ ‫ققاسا طؾك‬
‫ً‬
‫ٍ‬
‫بؿبحث آخر مـ مباحث أصقل الػؼف هق‬ ‫ذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك هـا جؿؾة مـ إسئؾة الؿتعؾؼة‬
‫الخاص تعري ًػا ٓئ ًؼا بالقضع الؾغقي دون آصطَّلحل‪ ،‬والخاص اصطالحا هق الؾػظ‬
‫ا‬ ‫الخاص‪ ،‬وطرف‬
‫ّ‬
‫الؿقضقع لؾداللة طؾك فرد مع حصر‪ ،‬والؿراد بالػرد هـا الجـس‪ ،‬ولقس القاحد‪.‬‬
‫ثؿ ذكر أن ال اتخصقص وهق مـ متع اؾؼات الخاص أكف (تؿققز بعض جؿؾة أفراد العام طـ البعض‬
‫وأوضح مـ ٰهذا أن يؼال‪ :‬التخصقص هق إخراج بعض أفراد العام؛ أي‪ :‬مـ حؽؿف‪ ،‬فقؽقن لؾعام‬
‫ُ‬ ‫أخر)‪،‬‬
‫حؽؿ رفع طـ بعض أفراد‪.‬‬
‫فالؿ َخصصات كقطان اثـان‪:‬‬
‫ثؿ ذكر أسئؾ ًة تتعؾؼ باكؼسام التخصقص إلك قسؿقـ‪ :‬متصؾ ومـػصؾ‪ُ ،‬‬
‫‪27‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫أحدهؿا‪ :‬الؿخصصات الؿ ّتصؾة‪ ،‬وهل التل ٓ تستؼؾ بـػسفا‪.‬‬


‫والثاين‪ :‬الؿخصصات الؿـػصؾة‪ ،‬وهل التل تستؼؾ بـػسفا‪.‬‬
‫ومََـ الؿخصصََات الؿتصََؾة التخصََقص بآسََتثـاء‪ ،‬أو الشََرط‪ ،‬أو التؼققََد بالصََػة‪ ،‬ومََـ‬
‫ال اتخصقصات الؿـػصؾة التخصقص بالؽتاب‪ ،‬أو السـة‪ ،‬أو اإلجؿاع أو الؼقاس‪.‬‬
‫فعرف أن (آستثـاء هق‬
‫ثؿ شرع يذكر ما يتعؾؼ ببقان حؼائؼ الؿخصصات الؿتصؾة التل ذكرها‪ ،‬ا‬
‫إخراج شلء بَ( اإٓ) أو إحدى أخقاهتا‪ ،‬لؿا لقٓه لدخؾ يف الؽَّلم كحق جاء الؼقم إٓ زيدا)‪ ،‬وهذا هق‬
‫الشرطل أوسع مـف‪ ،‬ا‬
‫فنن مـ قال‪ :‬إن شاء اهلل فؼد استثـك‪ ،‬وأشار إلك ٰهذه مـ‬ ‫آستثـاء الـحقي وآستثـاء ا‬
‫الـحقيقـ ابـ هشام ‪ $‬تعالك‪ ،‬فنكف أشار إلك ٰهذا الـقع الذي ا‬
‫قؾ أن يذكره الـحاة‪.‬‬
‫ثؿ أورد مؿا يتعؾؼ بآستثـاء ما ُيشرتط فقف‪ ،‬فذكر أكف يشرتط أن يؽقن الؿستثـك ا‬
‫أقؾ مـ الؿستثـك‬
‫ِ‬
‫يستقطبف وٓ يؽقن أكثر مـف‪ ،‬وأن يؽقن م اتصَّل بالؽَّلم غقر مـؼط ٍع طـف‪.‬‬ ‫مـف‪ ،‬فَّل‬
‫الؿستثـك مـف طؾك الؿستثـك‪ ،‬بؾ لق ُقدم الؿستثـك مـف أو ُقدم الؿستثـك‪:‬‬
‫ثؿ ذكر أكف ٓ يشرتط تؼديؿ ُ‬
‫صحقحا‪ ،‬وال يشترط أيضا أن يؽقن متعؾؼا بجـس واحد‪ :‬بؾ لق قال يف آستثـاء‪ :‬جاء‬
‫ً‬ ‫كان ذلؽ استثـا ًء‬
‫الؼقم إٓ ِحصا ًكا‪ :‬صح ذلؽ وإن كان الحصان مـ جـس والؼقم مـ جـس آخر‪.‬‬
‫ثؿ ذكر حد الشرط‪ ،‬والؿراد بف هـا الشرط الؾغقي دون غقره مـ أكقاع الشرط‪ ،‬فذكر ا‬
‫أن الشرط‬
‫الؾغقي (هق إخراج شلء بَ(إن)‪ ،‬أو إحدى أخقاهتا‪ ،‬كحق إذا جاءك بـق تؿقؿ فلكرمفؿ)‪.‬‬
‫ثؿ ذكر أكف يشرتط فقف كقكف متص ًَّل‪ ،‬وٓ يشرتط تؼديؿ الؿشروط طؾقف‪ :‬بؾ يجقز أن يتلخر طـ‬
‫الؿشروط‪.‬‬
‫ٍ‬
‫تؿقؿ الجائقـ‬ ‫قائؿا يف الؿقصقف‪ ،‬كلكرم بـل‬
‫ثؿ ذكر أن ال اتؼققد بالصػة هق (التؼقد بؿا أفاد معـك ً‬
‫مـفؿ)‪ ،‬فالجائقـ صػ ٌة ق اقدت الؿؼصقديـ بإمر باإلكرام فؿـ جاء ُأكرم‪ ،‬ومـ لؿ يجئ لؿ ُيؽرم‪.‬‬
‫ثؿ ذكر مسللة تتع اؾؼ بالؿطؾؼ َت َب ًعا لؿا كان طؾقف بعض إصقلققـ مـ تقسقع باب العام حتك أدخؾقا‬
‫ِ‬
‫الـسخ مث ًَّل فنكف‬‫بعضفا تؼع طؾك معـك واسع‪ ،‬ك‬ ‫ِ‬
‫استؼرار ٰهذه آصطَّلحات كاكت ُ‬ ‫الؿطؾؼ‪ ،‬فنكف قبؾ‬
‫فقف ُ‬
‫يؼع طؾك معـك واس ٍع يدخؾ يف التخصقص‪ ،‬وكالعام فنكف يؼع طؾك معـك واسع يدخؾ فقف اإلصَّلق‪ ،‬لؽـ‬
‫بعد استؼرار ال ُعؾقم صار‪ :‬لؽؾ مصطؾح معـك َيختص بف‪ ،‬فلورد ما يتع اؾؼ بحؿؾ الؿطؾؼ طؾك الؿؼقد‬
‫بالصػة هؾ ُيحؿؾ طؾقف؟ فؼال‪ :‬كعؿ‪ُ ،‬يحؿؾ يف بعض الؿقاضع‪ ،‬و ٰهذه الؿقاضع هل أحدَ شقئقـ‪:‬‬
‫أحدهؿا‪ :‬إذا اتحد الحؽؿ والسبب‪.‬‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪28‬‬

‫وثاكقفؿا‪ :‬إذا اتحد الحؽؿ‪ ،‬واختؾػ السب‪.‬‬


‫وإول‪ :‬اتػاقل‪ ،‬والثاين‪ :‬مذهب الجؿفقر‪ ،‬كتؼققَد الرقبَة باإليؿَان يف كػَارة الؼتَؾ‪ ،‬وإصَّلقفَا يف‬
‫كػارة الظفار‪ ،‬ف ُقحؿؾ الؿطؾؼ طؾك الؿؼقد‪.‬‬
‫ِ‬
‫الؿـػص َؾة وهَق تخصَقص الؽتَاب بالؽتَاب‪ ،‬وتخصَقص الؽتَاب‬ ‫بالؿ َخصصات‬
‫ثؿ ذكر ما يتعؾؼ ُ‬
‫بالسـة‪ ،‬وتخصقص السـة بالسـة‪ ،‬وتخصقص السـة بالؼقاس‪ ،‬وم اثؾ ‪ $‬تعالك لذلؽ مبقـًَا جَقاز ذلَؽ‪،‬‬
‫القاج ِد» يعـل امتـاع الغـل‪ ،‬وحبسَف‬
‫ِ‬ ‫فؽؾ ذلؽ جائز‪ ،‬بِ ُؿ ُثؾِف التل ذكر مـ أيات وإحاديث‪ ،‬ومعـك « َلل‬
‫حَؾ‬‫حَؾ طرضَف وطؼقبتَف»‪ ،‬ومعـَك «ي ِ‬ ‫لحؼ اإلكسان‪« ،‬يحؾ ِطر َضف» أي‪ :‬شَؽايتف‪ ،‬وتؿَام الحَديث «ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫طرضف»‪ :‬شؽايتف‪« ،‬وطؼقبتف» يعـل حبسف طؾك ذلؽ‪.‬‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]61‬مـ أي شلء أخذ الـص؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ملخقذ مـ ققلفؿ مِـَ اص ُة ال َعروس‪ ،‬أي مقضع كصف ورفعف‪ ،‬وهق الؽرسل‪.‬‬
‫سمال [‪ :]64‬ما هق البقان؟‬
‫جقاب‪ :‬هق إخراج الشلء مـ حقز اإلشؽال إلك حقز اإليضاح ضـا‪.‬‬
‫سمال [‪ :]63‬ما هق الظاهر؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما احتؿؾ أمريـ أحدهؿا أضفر مـ أخر كإسد يف الحققان الؿػرتِس‪ ،‬فنكف أضفر مـ‬
‫الرجؾ الشجاع‪.‬‬
‫حؿؾف طؾك ا‬
‫سمال [‪ :]65‬ما هق الؿمول؟‬
‫جقاب‪ :‬ما ُأول بدلق ٍؾ راجح‪.‬‬

‫ذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك جؿؾة أخرى مـ مسائؾ إصقل تتع اؾؼ بباب الؿجؿؾ والؿب اقـ طـدهؿ‪،‬‬

‫وأورد فقفا سما ًٓ يتع اؾؼ بلخذ كؾؿة الـاص ُ‬


‫الؿصطؾح طؾقفا يف ٰهذا الباب‪ ،‬فذكر أكف (ملخقذ مـ ققلفؿ‬
‫مـصة العروس‪ ،‬أي مقضع كصف ورفعف وهق الؽرسل) الذي يؽقن طؾقف‪ ،‬والؿؼصقد بإخذ هـا‪ :‬لقس‬
‫والـص‬
‫ّ‬ ‫فالؿـصة‬
‫ّ‬ ‫آشتؼاق بؿعـاه الخاص‪ :‬بؾ الؿؼصقد بف الؿعـك العام مـ جفة تَّلقل الحروف‪،‬‬
‫والصاد الؿشددة‪.‬‬
‫يشرتكان يف الـقن ّ‬
‫اصطَّلحا فذكر بلكف (إخراج الشلء مـ ح ّقز اإلشؽال إلك حقز‬
‫ً‬ ‫ثؿ أورد سما ًٓ يتعؾؼ بؿعـك البقان‬
‫اإليضاح ضـا)‪ ،‬والتعبقر بالحقز يتعؾؼ بالؿحسقسات‪ ،‬والبقان متعؾؼ بالؿعاين‪ ،‬وأوضح مـ ٰهذا وأج ْؾك أن‬
‫‪29‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫يؼال‪ :‬البقان هق إيضاح الؿجؿؾ‪.‬‬


‫ثؿ ذكر سمال يتعؾؼ بالظاهر فذكر ا‬
‫أن الظاهر ما احتؿؾ أمريـ‪ ،‬وإمران يراد هبؿا معـقان‪ ،‬فقؼال‪ :‬هق‬
‫ما احتؿؾ معـققـ أحدهؿا أضفر مـ اآلخر‪.‬‬
‫ثؿ ذكر سما ًٓ يتعؾؼ بالؿمول فؼال‪( :‬ما هق الؿمول؟)‪ ،‬وأجاب طـف (ما ُأول بدلقؾ راجح)‪ ،‬وهذا‬
‫صل أخػك بف الؿعـك الؿراد مـ الؿمول‪ ،‬والؿمول هق ما احتؿؾ معـققـ أحدهؿا أضفر مـ اآلخر بؼريـة‬
‫خارجقة‪.‬‬
‫ٍ‬
‫وحقـئذ ما الػرق بقـ الظاهر والؿمول‪ ،‬ما الجقاب؟‬
‫الؿمول هق ضاهر‪ ،‬لؽـف لقس‬
‫ا‬ ‫الظاهر يف كػسف والؿمول بؼريـة‪ ،‬ولذلؽ ذهب بعض أهؾ العؾؿ إلك ا‬
‫أن‬
‫بـػسف إكؿا بؼريـف خارجقة‪ ،‬وقال‪ :‬إن الظاهر كقطان‪:‬‬
‫أحدهؿا‪ :‬ضاهر بـػسف‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬ضاهر بغقره‪ ،‬وهق الؿمول‪.‬‬
‫***‬
‫األفعال‬
‫سمال [‪ :]61‬متك يؽقن فعؾف ﷺ خصقصقة لف؟‬
‫جقاب‪ :‬يؽقن ُخص ِ‬
‫قص اق ًة لف إن كان طؾك وجف الؼربة والطاطة‪ ،‬ا‬
‫ودل دلقؾ طؾك اختصاص بف‪ :‬وذلؽ‬ ‫ُ‬
‫ٕن فعؾف ﷺ ٓ يخؾق إما أن يؽقن طؾك وجف الؼربة والطاطة‪ ،‬أم ٓ‪ ،‬فنن كان طؾك وجف الؼربة والطاطة‪:‬‬
‫فَّل يخؾق فنن دل ٌ‬
‫دلقؾ طؾك آختصاص بف يحؿؾ طؾقف‪ :‬كزيادة الـؽاح طؾك أربع كسقة‪ ،‬وإن لؿ يدل دلقؾ‬

‫فَّل ُيختص بف ﷺ‪ٕ :‬ن اهلل تعالك قال‪﴿ :‬ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ﴾ [ إحزاب‪ ،]34 :‬وإن لؿ‬
‫يؽـ طؾك وجف ال ُؼربة والطاطة فَّل ُيختص بف ﷺ‪ :‬كإكؾ‪ ،‬والشرب‪ ،‬وغقرهؿا‪.‬‬
‫سمال [‪ :]63‬ما حؽؿ ما ال يختص بف ﷺ إن كان طؾك وجف الؼربة؟‬
‫ٌ‬
‫أققال‪ ،‬أصحفا يحؿؾ طؾك القجقب يف حؼـا وحؼف ﷺ‪ٕ ،‬كف إحقط‪ ،‬وققؾ طؾك الـدب‪،‬‬ ‫جقاب‪:‬‬
‫وققؾ بالققػ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]66‬ما حؽؿ ما ال يختص بف ﷺ إن كان طؾك غقر وجف الؼربة؟‬
‫جقاب‪ :‬يحؿؾ طؾك اإلباحة يف حؼف ﷺ‪ ،‬وحؼـا‪ :‬كإكؾ‪ ،‬والشرب‪.‬‬
‫سمال [‪ :]67‬ما حؽؿ إقرار صاحب الشريعة ﷺ؟‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪31‬‬

‫جقاب‪ :‬إقراره ﷺ طؾك الؼقل قق ُلف‪ :‬وذلؽ‪ ،‬كنقراره ﷺ أبا بؽر طؾَك ققلَف بنططائَف سَؾب الؼتقَؾ‬
‫لؼاتؾِف‪ ،‬وإقراره ﷺ طؾك الػعؾ أو ما ُفعؾ يف وقتف وطؾؿ بف ولَؿ يـؽَره‪ :‬حؽؿَف حؽَؿ فعؾَف ﷺ‪ :‬وذلَؽ‬
‫بحؾِػ أبل بؽر ﭬ وأ ّكف ٓ يلكَؾ يف غضَبف‪،‬‬
‫ب‪ ،‬وكعؾؿف ﷺ َ‬
‫الض ّ‬ ‫ِ‬
‫كنقراره ﷺ خالد بـ القلقد طؾك أكؾ ا‬
‫لؿا رأى إكؾ خقر لف‪.‬‬
‫ثؿ أكؾ ا‬
‫ػ ‪ $‬تعالك ترجؿة تتع ّؾؼ بؿبحث آخر مـ الؿباحث إصقلقة‪ ،‬وهق مبحث إفعال‪،‬‬
‫ذكر الؿصـ ُ‬
‫لشريعة‪ ،‬والؿراد بصاحب الشريعة الـبل ﷺ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫صاحب ا ا‬ ‫والؿرا ُد بإفعال طـدهؿ كؿا يؼقلقن‪ :‬أفعال‬
‫الؿؼاركة‪ ،‬ومؼاركتف ﷺ ا‬
‫لؾشريعة بلكف مبؾغفا طـ اهلل گ‪ ،‬وصدا ر الؿصـػ ذلؽ‬ ‫والصحبة هـا ُيراد هبا ُ‬
‫ومحصؾ ما ذكره هق وغقره‪ّ ،‬‬
‫أن أفعال الـبل‬ ‫ا‬ ‫بالسمال طـ الحال التل تؽقن فقفا أفعال الـبل ﷺ خاصة بف‬
‫ﷺ كقطان اثـان‪:‬‬
‫األول‪ :‬ما ٓ يؽقن فقف قصد ال ُؼربة والطاطة‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬ما يؽقن فقف قصد ال ُؼربة والطاطة‪.‬‬
‫الجبِ اؾ ِة‬
‫فلما الـقع إول وهق ما لؿ يؽـ بف قصد الؼربة والطاطة‪ ،‬ففذا شلء يعؿؾف الـبل ﷺ باطتبار ِ‬

‫والخ ْؾ َؼ ٍة أدمقة‪ :‬كإكؾ والشرب والـقم‪ ،‬ففق يف حؼف ﷺ وحؼ غقره سقا ٌء‪ ،‬وأما ّما فعؾف ﷺ طؾك قصد‬
‫ِ‬

‫الؼربة والطاطة ففق يـؼسؿ إلك كقطقـ اثـقـ‪:‬‬


‫أحدهؿا‪ :‬ما كان كذلؽ مختصا بف لدلق ٍؾ‪ ،‬كالزيادة طؾك إربع يف الـؽاح‪.‬‬
‫يختص بف‪ :‬بؾ شاركتف إ ّمة فقف‪ ،‬وهذا الـقع قد اختؾػ أهؾ العؾؿ يف‬
‫ا‬ ‫والثاين‪ :‬ما كان كذلؽ ولؿ‬
‫بل ﷺ طؾك قصد الؼربة والطاطة‪ ،‬ولؿ يدل دلقؾ طؾك اختصاصف بف‪ :‬يؽقن‬
‫حؽؿف‪ ،‬هؾ يؽقن ما فعؾف الـ ّ‬
‫لإليجاب أو الـّدب‪ ،‬أو الققػ؟ طؾك أققال‪ ،‬اختار الؿصـػ ‪ $‬تعالك أن إصح أكف طؾك القجقب يف‬
‫شقص فاه بالسقاك‬
‫ُ‬ ‫ح ّؼـا وحؼف‪ٕ ،‬كف إحقط‪ ،‬فقؽقن ما جاء مـ أفعال الـبل ﷺ واج ًبا‪ ،‬فؿث ًَّل أكف كان َي‬
‫إذا استقؼظ كؿا يف الصحقح‪ :‬يؽقن واج ًبا‪ٕ :‬كف فعؾف ﷺ طؾك وجف الؼربة‪ ،‬ولؿ يدل دلقؾ طؾك تخصقصف‪،‬‬
‫وهذا مذهب جؿاطة مـ إصقلققـ‪ ،‬واألصح ذلؽ دال طؾك الـػؾ‪ ،‬فالػعؾ الـابقي إ ّكؿا يدل طؾك أن ما‬
‫فعؾف ﷺ مطؾقب كػ ًَّل‪ ،‬أي‪ :‬استحبا ًبا‪ ،‬فإفعال الـّبقية دالة طؾك آستحباب‪.‬‬
‫و َققل إصقلققـ (وققؾ‪ :‬بالققػ)‪ ٓ ،‬يراد بف طـد مـ ذكره آمتـاع طـ الؿطالبة هبذا الػعؾ‪ ،‬بلٓ‬
‫ُيحؽؿ طؾقف بلكف مطؾقب‪ ،‬ولؽـفؿ يؼقلقن بالققػ بآمتـاع طـ الحؽؿ طؾقف بلكف واجب أو مستحب مع‬
‫كقكف مطؾق ًبا طـدهؿ‪.‬‬
‫‪30‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫ثؿ ذكر أن ما ٓ يختص بف ﷺ إن كان طؾك غقر وجف الؼربة ففق يحؿؾ طؾك اإلباحة يف حؼف وحؼـا‪.‬‬
‫حجَ ٌة‬ ‫ثؿ إقرار الـبل ﷺ طؾك ٍ‬
‫ققل أو طؾك فعؾ‪ :‬كؼقلف وفعؾَف ﷺ‪ ،‬فَنقراره ﷺ لألقَقال وإفعَال ا‬
‫كؼقلف وفعؾف‪ ،‬ولفذا فنن السـّة طـد إصقلققـ تـؼسؿ إلك ثَّلثة أقسام‪:‬‬
‫إول‪ :‬السـة الؼقلقة‪.‬‬
‫ا‬
‫والثاين‪ :‬السـة الػعؾقة‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬السـة التؼريرية‪.‬‬
‫ويف حصرها قال ابـ طاصؿ يف صدر ٰهذا الباب يف «الؿرتؼك»‪:‬‬
‫لؾؼَََََقل والػعَََََؾ ولإلقَََََرار‬ ‫ُق ِسََََؿ ِ‬
‫ت السََََـاة باكحصَََََاري‬ ‫َ‬
‫***‬
‫باب الـسخ‬
‫سمال [‪ :]68‬ما معـك الـسخ لغة؟‬
‫جقاب‪ :‬هل اإلزالة‪ ،‬والـؼؾ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]69‬ما معـك الـسخ شرطا؟‬
‫بخطاب طؾك ٍ‬
‫وجف لقٓه لؽان ثاب ًتا‪ ،‬مع تراخقف طـف‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫جقاب‪ :‬هق رفع تعؾؼ الحؽؿ الثابت‬
‫سمال [‪ :]71‬ما هق الـاسخ لغة؟‬
‫الؿزيؾ‪.‬‬
‫جقاب‪ :‬هق ُ‬
‫سمال [‪ :]74‬ما هق الـاسخ شرطا؟‬
‫جقاب‪ :‬هق الخطاب الدّ ال طؾك رفع الحؽؿ الثابت الؿتؼدم طؾك وجف لقٓه لؽان ثاب ًتا‪ ،‬مع تراخقف‬
‫طـف‪.‬‬
‫سمال [‪ :]73‬هؾ يجقز كسخ الرسؿ‪ ،‬وبؼاء الحؽؿ؟‬
‫وطؽسف‪ ،‬وكسخفؿا م ًعا‪:‬‬
‫ُ‬ ‫جقاب‪ :‬كعؿ يجقز كسخ الرسؿ‪ ،‬وبؼاء الحؽؿ‬
‫فإول‪ :‬كحق ققلف تعالك‪« :‬والشقخ والشقخة‪ »...‬إلك آخره‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬كحق ققلف تعالك‪﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﴾ [البؼرة‪ ]351 :‬أية‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬كحق ققلف تعالك‪َ « :‬ط ْش ُر َر َض َعات» إلك آخره‪.‬‬
‫سمال [‪ :]75‬إلك كؿ يـؼسؿ الـسخ؟‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪32‬‬

‫جقاب‪ :‬يـؼسؿ إلك أربعة أقسام‪ :‬إلك بدلل‪ ،‬وإلك غقر بدلل‪ ،‬وإلك ما هق أغؾظ‪ ،‬وإلك ما هق أخػ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]71‬ما مثال الـسخ البدلل ؟‬
‫جقاب‪. :‬هق كـسخ استؼبال البقت الؿؼدس باستؼبال الؽعبة‪.‬‬
‫سمال [‪ :]73‬ما مثال الـسخ الغقر بدلل؟‬
‫جقاب‪ :‬هق كـسخ ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﴾ [الؿجادلة‪ ]43 :‬أية‪،‬‬
‫بؼقلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﴾ [الؿجادلة‪ ]45 :‬أية‪.‬‬
‫سمال [‪ :]76‬ما مثال الـسخ إلك األغؾظ؟‬
‫جقاب‪ :‬هق كـسخ التخققر بقـ صقم رمضان‪ ،‬والػدية بتعققـ الصقم‪.‬‬
‫سمال [‪ :]77‬ما مثال الـسخ إلك األخػ؟‬

‫جقاب‪ :‬هق كـسخ ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ﴾ [إكػال‪ ،]63 :‬بؼقلف‬

‫تعالك‪﴿ :‬ﮥﮦﮧﮨﮩﮪﮫ﴾[إكػال‪.]66 :‬‬


‫سمال [‪ :]78‬يف أي شلء يؽقن الـسخ؟‬
‫جقاب‪ :‬يؽقن الـسخ بالؽتاب والسـة‪ ،‬فقـسخ الؽتاب بالؽتاب و بالسـة‪ ،‬وبالؿػفقم‪ ،‬وبالؼقاس‪،‬‬
‫ِ‬
‫والسـة كذلؽ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]79‬هؾ يجقز كسخ الؿتقاتر باآلحاد؟‬
‫وطؽسف‪ ،‬وكسخ أحاد بأحاد‪ ،‬والؿتقاتر‬
‫ُ‬ ‫جقاب‪ :‬كعؿ‪ ،‬يجقز كسخ الؿتقاتر بأحاد طؾك الراجح‪،‬‬
‫بالؿتقاتر‪.‬‬

‫ذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك‪ ،‬جؿؾ ًة أخرى مـ إسئؾة الؿتعؾؼة بباب آخر مـ مباحث أصقل الػؼف هق‬
‫باب الـسخ‪ ،‬واستػتح ذلؽ ببقان معـك الـاسخ لغة وأ ّكف اإلزالة والـؼؾ‪ ،‬وهذا الباب كؿا ذكر ابـ فارس يف‬
‫ُ‬
‫«مؼايقس الؾغة» ٓ ي اطرد ققاسف لؽـ معظؿف يرجع إلك الرفع‪ ،‬واإلزالة والـؼؾ مـدرجان يف حؼقؼة الرفع‪،‬‬
‫والصحقح أن الـسخ هق‪ :‬رفع‬
‫شرطا‪ :‬بلكف (رفع تعؾؼ الحؽؿ الثابت‪ )...‬إلك آخر ما ذكر‪ ،‬ا‬
‫طرف الـسخ ً‬
‫ثؿ ا‬
‫الخطاب الشرطل‪ ،‬أو حؽؿف الثابت بف‪ ،‬أو هؿا معا= بخطاب شرطل متراخ طـف‪.‬‬

‫ثؿ أورد سما ًٓ يتع اؾؼ بالـاسخ لغة واتبعف بآخر يتعؾؼ بف شر ًطا‪ ،‬فذكر أن الـاسخ هق ُ‬
‫الؿزيؾ‪ ،‬وطؾك ما‬
‫تؼدم هق الرافع‪ ،‬والـاسخ شر ًطا ذكر أكف (الخطاب الدال طؾك رفع الحؽؿ الثابت‪ )...‬إلك آخر ما ذكر‪،‬‬
‫وطؾك ما تؼدم فنن الـاسخ هق‪ :‬الخطاب الشرطل الؿتراخل‪ ،‬الرافع لخطاب شرطل متؼدم‪ ،‬أو حؽؿف‪ ،‬أو‬
‫‪33‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫هؿا معا‪.‬‬
‫ثؿ ذكر مؿا يتعؾؼ بؿسائؾ الـسخ أكف (يجقز كسَخ الرسَؿ‪ ،‬وبؼَاء الحؽَؿ)‪ ،‬والؿَراد بـسَخ الرسَؿ‬
‫طؽسَف بَلن ُيـسَخ‬ ‫صقرة الخطاب‪ ،‬فقجقز أن ُي َ‬
‫ـسخ الرسؿ وهق صقرة الخطاب ويبؼك الحؽؿ‪ ،‬ويجَقز ُ‬
‫الحؽؿ‪ ،‬ويبؼك الرسؿ‪ ،‬ويجقز كسخفؿا جؿقعا‪ ،‬وهذا معـك ققلـا‪ :‬هق رفهع خطهاب الشهرع أو حؽؿهف أو‬
‫هؿا معا‪ ،‬فؽؾ ذلؽ جائز‪ ،‬كؿا مثؾ ‪ $‬تعالك بؼقلف تعَالك‪« :‬والشَقخ والشَقخة إذا زكقَا فاجؾَدوا كَؾ‬
‫واحد مـفؿا مائة جؾدة»‪ ،‬ففذا كسخ رسؿف وبؼل حؽؿف‪.‬‬
‫والثاين وهق كسخ الحؽؿ‪ ،‬أو زوال الحؽَؿ‪ ،‬وبؼَاء الراسَؿ كؼقلَف تعَالك‪ ﴿ :‬ﭫ ﭬ ﭭ‬

‫ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ﴾ [البؼرة‪ ،]311 :‬فنن ٰهذه أية ُكسخت بؼقلف تعالك‪:‬‬


‫﴿ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﴾ [البؼرة‪.]351 :‬‬
‫والثالث وهق كسخ الرسؿ والحؽؿ معا‪ :‬كؼقلف تعالك‪« :‬طشر رضعات ُم َحر َمات»‪ ،‬فنكف كان مؿا أكزل‬
‫حؽؿفا‪ ،‬فصار التحريؿ برضعات خؿس‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الرضعات العشر هل التل تحرم‪ ،‬ثؿ كسخ رسؿفا وكسخ‬
‫ثؿ ذكر سماال يتعؾؼ بتؼسقؿ الـسخ‪ ،‬والصحقح أكف يتعؾؼ بتؼسقؿ الؿـسقخ‪ ،‬فؽان يـبغل أن يؽقن‬
‫السمال إلك كؿ يـؼسؿ الؿـسقخ؟‪ ،‬ثؿ ذكر أن الؿـسقخ (يـؼسؿ إلك أربعة أقسام‪ :‬إلك بدلل وإلك غقر‬
‫أخػ)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بدلل‪ ،‬وإلك ما هق أغؾظ وإلك ما هق‬
‫والصحقح أن الؿـسقخ يـؼسؿ إلك قسؿقـ اثـقـ‪:‬‬
‫أحدهؿا‪ :‬الـسخ إلك غقر بدل‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬الـسخ إلك بدل‪ .‬وهذا الؼسؿ ثَّلثة أكقاع‪:‬‬
‫إول‪ :‬بدل مساوي‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬بدل أخػ‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬بدل أغؾظ‪.‬‬
‫لؿا ُكسخ باستؼبال الؽعبة‪ ،‬وإلك غقر البدلل بؼقلف‬
‫ثؿ مثؾ لؾـسخ البدلل باستؼبال بقت الؿؼدس ا‬
‫تعالك‪ ﴿ :‬ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﴾‪ ،‬فنهنا كسخت ويلمروا بشلء‪.‬‬
‫ثؿ م اثؾ لؾـسخ إغؾظ كالـسخ التخققر بقـ صقم رمضان والػدية بتعققـ الصقم‪ ،‬فؼد كان يف أول‬
‫والص ْقم أغؾظ مـ الػدية‪.‬‬
‫إمر ُيخ اقر العبد بقـ أن يصقم رمضان‪ ،‬أو يخرج فدية‪ ،‬ثؿ تعقـ الصقم‪ ،‬ا‬
‫الؿصابرة‪ ،‬ا‬
‫وأن الؿصابرة كاكت ملمقرة بلن يصرب طشرون لؿائتقـ‪ ،‬ثؿ‬ ‫وم اثؾ الـسخ إخػ بآية ُ‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪34‬‬

‫ُخػػ طـفؿ فصار الؿلمقر بف صرب مائة لؿائتقـ‪.‬‬


‫ولؿ يذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك الـسخ الؿساوي وال مثالف‪:‬‬
‫والـسخ الؿساوي هق أن يؽقن إلك حؽؿ يساوي الحؽؿ الؿـسقخ‪ ،‬ومثالف كسخ استؼبال البقت‬
‫ٍ‬
‫مساو‪.‬‬ ‫الؿؼدس إلك الؽعبة‪ ،‬ا‬
‫فنن ٰهذا يساوي ٰهذا مـ جفة فعؾ آستؼبال‪ :‬ففق بدل‬
‫ثؿ ذكر ما يؼقل فقف الـسخ‪ ،‬وأن الـسخ يؽقن يف الؽتاب والسـة‪ ،‬فقـسخ الؽتاب بالؽتاب والؽتاب‬
‫بالسـة‪ ،‬والسـة بالسـة‪ ،‬والسـة بالؽتاب‪ ،‬وذكر ‪ $‬تعالك الؿػفقم والؼقاس‪ ،‬وفقفؿا ُخ ْؾ ٌ‬
‫ػ ٕهنؿا كاشئان‬
‫طـ أص ٍؾ ُبـقا طؾقف يرجع إلك الؽتاب أو السـة‪ ،‬فحقـئذ يؽقن الـسخ هق بالؽتاب والسـة‪ ،‬ولقس بـػس‬
‫الؿػفقم‪ ،‬أو بـػس الؼقاس‪.‬‬
‫ثؿ ذكر أكف (يجقز كسخ الؿتقاتر بأحاد طؾك الراجح‪ ،‬وطؽسف)‪ ،‬ف ُقـسخ أحاد بالؿتقاتر‪ ،‬و ُيـسخ‬
‫أحاد بأحاد‪ ،‬والؿتقاتر بالؿتقاتر‪ ،‬وهذا هق الصحقح خَّل ًفا لؿـ مـع كسخ الؿتقاتر بأحاد‪ ،‬و ذلؽ‬
‫ّ‬
‫ومحؾ الـسخ هق الحؽؿ‪ ،‬والحؽؿ ٓ يشرتط يف ثبقتف التقاتر‪ ،‬وحقـئذ‬ ‫الؼطعل هق الؾػظ‪،‬‬ ‫مرجقح‪ٕ :‬ن‬
‫ٌ‬
‫ا‬
‫فَّل يؿتـع أن ُيـسخ الؿتقاتر بأحاد‪.‬‬
‫***‬
‫التعارض‬
‫سمال [‪ :]81‬ما هق التعارض؟‬
‫َ‬
‫وأخر خاص‪ ،‬أو أحدُ هؿا‬ ‫خاصقـ‪ ،‬أو أحدُ هؿا طام‬ ‫جقاب‪ :‬هق تـايف الدا لِق َؾ ِ ِ‬
‫قـ فل الحؽؿ طا امقـ أو ا‬ ‫ْ‬
‫طام مـ وجف وخاص مـ وجف‪ ،‬وأخر خاص مـ وجف وطام مـ وجف‪ :‬فإقسام أربعة‪.‬‬
‫سمال [‪ :]84‬ما حؽؿف إن كاكا طامقـ؟‬
‫حؽؿف‪:‬‬
‫ُ‬ ‫جقاب‪:‬‬
‫غقر الحال الذي ُح ِؿؾ طؾقف َ‬
‫أخر‪ :‬مثا ُلف‬ ‫إن أمؽـ الجؿع‪ :‬يجؿع بقـفؿا بحؿؾ كؾ مـفؿا طؾك ٍ‬
‫حال ِ‬

‫حديث «شر الشفقد الذي َيشفد قبؾ أن ُيستشفد»‪ ،‬وحديث «خقر الشفقد الذي َيشفد قبؾ أن ُيستشفد»‪،‬‬
‫طالؿا هبا‪.‬‬
‫طالؿا هبا‪ ،‬والثاين طؾك ما إذا لؿ يؽـ ً‬
‫فقحؿؾ إول طؾك إذا كان مـ لف الشفادة ً‬
‫وإٓ ف ُقتق اقػ العؿؾ فقفؿا إن لؿ ُيعؾؿ التاريخ‪ ،‬إلك أن يظفر ُم ّرج ٌح مثا ُلف قق ُلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮙ ﮚ ﮛ‬

‫ﮜﮝ﴾ [الـساء‪ ،]5 :‬وققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﴾ [الـساء‪ ،]35 :‬إول يجقز الجؿع‬
‫بقـ إختقـ‪ ،‬والثاين ُي َحر ُم ذلؽ‪ُ ،‬ف ُرجح التحريؿ ٕكف أحقط‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫فنن ُطؾِؿ التاريخ الؿتؼدم بالؿتلخر‪ :‬مثا ُلف قق ُلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ﴾‬
‫[إكػال‪ ،]63 :‬وققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ﴾ [إكػال‪ ،]66 :‬فـَسخ ِ‬
‫ت الثاكقة‬
‫إولك‪.‬‬
‫سمال [‪ : ]83‬ما حؽؿف إن كاكا خاصقـ؟‬
‫تقضل وغسؾ رجؾقف‪ ،‬وحديث‬
‫حؽؿف كذلؽ‪ ،‬أي‪ :‬إن أمؽـ الجؿع جؿع‪ ،‬كحديث أكف ﷺ ا‬
‫ُ‬ ‫جقاب‪:‬‬
‫ورش الؿاء طؾك قدمقف‪ ،‬فجؿع بقـفؿا بلن ّ‬
‫الرش بحال التجديد والغسؾ يف غقر التجديد‪ ،‬فنن لؿ‬ ‫تقضل ّ‬
‫أكف ّ‬

‫يؿؽـ الجؿع ولؿ يعؾؿ التاريخ‪ :‬يتققػ العؿؾ إلك ضفقر ُم َرجح‪ :‬مثا ُلف ما ورد أكف ﷺ سلل ّ‬
‫طؿا يحؾ‬
‫الرجؾ مـ امرأتف وهل حائض‪ ،‬فؼال‪« :‬ما فقق اإلزار»‪ ،‬وما ورد أكف ﷺ قال‪« :‬فاصـعقا ّ‬
‫كؾ شلء إٓ‬
‫الـؽاح» أي‪ :‬القطء‪ ،‬ومـ جؿؾة «كؾ شلء» يف الحديث آستؿتاع فقؿا تحت اإلزار فتعارضا فقف‪ ،‬رجح‬
‫بعضفؿ التحريؿ احتقا ًصا‪ ،‬وبعضفؿ ‪-‬كالـاقوي يف «التحؼقؼ»‪ -‬الحؾ‪ٕ ،‬ن الحديث الثاين رواه مسؾؿ ففق‬
‫أققى‪.‬‬
‫ثؿ إن ُطؾؿ التاريخ ُكسخ الؿتؼدم لؾؿتلخر كحديث‪« :‬كـت كفقتؽؿ طـ زيارة الؼبقر فزوروها» فنكف‬
‫ِ‬
‫السابؼ طـف‪.‬‬ ‫كاسخ لـفقف ﷺ طـ زيارة ال ُؼبقر‬
‫سمال [‪ :]85‬ما حؽؿف إن كان أحدهؿا طاما‪ ،‬واآلخر خاصا؟‬
‫جقاب‪ :‬حؽؿف أن ُيخصص العام ال ُؽؾل بالخاص الجزئل‪ ،‬كتخصقص حديث «فقؿا سؼت السؿاء‬
‫العشر»‪ ،‬بحديث «لقس فقؿا دون خؿسة أوسؼ صدقة»‪.‬‬
‫سمال [‪ :]81‬ما حؽؿف إن كان كؾ واحد مـفؿا طاما مـ وجف‪ ،‬وخاصا مـ وجف؟‬
‫جقاب‪ :‬حؽؿف أكف ُيخصص طؿقم كؾ واحد مـفؿا بخصقص أخر‪ ،‬مثالف حديث «إذا بؾغ الؿاء‬
‫فإول‬
‫ا‬ ‫قؾتقـ‪ ،‬فنكف ال يـجس» مع حديث «الؿاء ال يـجسف شلء إال ما غؾب طؾك ريحف‪ ،‬وصعؿف‪ ،‬ولقكف»‪،‬‬
‫ص‬ ‫خاص يف ال ُؼ اؾتقـ طام يف الؿتغقر وغقره‪ ،‬والثاين خاص يف الؿتغقر طام يف ال ُؼ اؾتقـ وما دوكِفؿا‪ُ ،‬‬
‫فخ ا‬
‫ص طؿقم الثاين بخصقص‬
‫وخ ا‬ ‫حؽؿ بلن ما بؾغ ُق اؾتقـ ُ‬
‫يـجس بال اتغقر‪ُ ،‬‬ ‫ُطؿق ُم إول بخصقص الثاين حتك ُي َ‬
‫إول حتك ُيحؽ َؿ بلن ما دون ال ُؼ اؾتقـ ُ‬
‫يـجس وإن لؿ يتغ اقر‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك جؿؾ ًة أخرى مـ الؿسائؾ الؿتعؾؼة بؿبحث َ‬
‫آخر مـ مباحث إصقل وهق‬
‫وطرفف بؼقلف‪( :‬هق تـايف الدا لقؾقـ‬
‫التعارض‪ ،‬واستػتح ذلؽ بالسمال طـ حده والؿؼصقد بف آصطَّلحل‪ ،‬ا‬
‫خاصقـ‪ )...‬إلك آخر ما ذكر‪ ،‬والتعبقر بالتـايف فقف ثؼؾ‪ٕ ،‬كف ٓ وجقد لف يف الحؼقؼة‬
‫يف الحؽؿ طا امقـ أو ا‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪36‬‬
‫ٍ‬
‫وحقـئذ إولك أن يؼال‪ :‬هق تؼابؾ الدلقؾقـ بحقث يخالػ أحدهؿا اآلخر يف كظر‬ ‫وإكؿا يف كظر الؿجتفد‪،‬‬
‫الؿجتفد‪ ،‬وأقسامف أربعة‪:‬‬
‫أحدهؿا‪ :‬أن يؽقن بقـ طام وطام‪.‬‬
‫والثاين أن يؽقن بقـ خاص وخاص‪.‬‬
‫وخاص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والثالث‪ :‬أن يؽقن بقـ طام‬
‫والرابع‪ :‬أن يؽقن بقـ طا ّم مـ وجف وخاص مـ وجف‪.‬‬
‫ٍ‬
‫أربعة تتعؾؼ ببقان مَا ُيحؽَؿ بَف طؾَك ٰهَذه إقسَام إربعَة‪ ،‬و ُم َح اصَ ُؾ ذلَؽ أن‬ ‫ٍ‬
‫سمآت‬ ‫ثؿ أورد‬
‫التعارض إذا كان بقـ طامقـ أو خاصقـ يتعارض أحدهؿا مع أخَر يف كظَر الؿجتفَد‪ :‬فنكاَف يـبغَل مـَف‬
‫الؿصقر إلك أحد ثَّلثة ٍ‬
‫أمقر طؾك الرتتقب‪:‬‬ ‫ُ‬
‫أولفا‪ :‬الجؿع‪ ،‬والؿراد بف التللقػ بقـ مدلقل الدلقؾقـ‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬الترجقح طـد تعذر الجؿع‪ ،‬والؿؼصقد بف تؼديؿ ِ‬
‫أحد الدلقؾقـ‪.‬‬
‫و الثالث‪ :‬الـسخ إذا طؾؿ التاريخ‪.‬‬
‫الخاص مع الخاص‪ ،‬أما إذا كان ال اتعارض بقـ‬
‫ّ‬ ‫فنطؿال ٰهذه الثَّلثة ي اط ِر ُد يف تعارض العا ّم مع العام أو‬
‫وخاص‪ ،‬وهق الؼسؿ الثالث‪ :‬ف ُقحؿؾ العام طؾك الخاص‪ ،‬فقخصص طؿقم العام بؿا دل طؾقف دلقؾ‬
‫ّ‬ ‫طام‬
‫الخاص مـ التخصقص‪.‬‬
‫ّ‬
‫وأما الؼسؿ الرابع وهق الذي يؽقن بقـ طام مـ وجف وخاص مـ وجف‪ ،‬مع طا ّم مـ وجف وخاص مع‬
‫وجف‪ ،‬فالذي يـبغل طؾك الؿجتفد أن ُيخصص طؿق َم كؾ واحد مـفؿا بخصقص َ‬
‫أخر‪.‬‬
‫والػرق بقـ الؼسؿ الثالث والرابع‪ ،‬ا‬
‫أن العؿقم والخصقص يف الؼسؿ الثالث مـ كؾ وجف‪ ،‬وأما يف‬
‫الؼسؿ الرابع فؿـ وجف دون وجف‪.‬‬
‫***‬
‫اإلجؿاع‬
‫سمال [‪ :]83‬ما هق اإلجؿاع؟‬
‫جقاب‪ :‬هق اتػاق فؼفاء أهؾ العصر طؾك حؽؿ الحادثة الشرطقة‪.‬‬
‫سمال [‪ :]86‬ما حؽؿ اإلجؿاع؟‬
‫حج ٌة طؾك العصر الثاين‪ ،‬ومـ بعدهؿ‪.‬‬ ‫جقاب‪ :‬حؽؿف ا‬
‫أن إجؿاع ٰهذه إمة ا‬
‫‪37‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫سمال [‪ :]87‬ما الدلقؾ طؾك حجقتف؟‬

‫جقاب‪ :‬دلقؾفا ققلف تعالك‪ ﴿ :‬ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﴾‬


‫وغقره‪.‬‬
‫[الـساء‪ ]443 :‬أية‪ ،‬وققلف ﷺ‪« :‬ال تجتؿع أمتل طؾك ضاللة» رواه الرتمذي ُ‬
‫سمال [‪ :]88‬هؾ يشترط يف حجقتف شلء أم ال؟‬
‫اكؼراض أهؾ العصر‪.‬‬
‫ُ‬ ‫حج اقتف شلء طؾك إصح‪ ،‬وققؾ‪ :‬يشرتط‬
‫جقاب‪ ٓ :‬يشرتط يف ّ‬
‫سمال [‪ :]89‬إن قؾـا‪ :‬إكف يشترط اكؼراض أهؾ العصر‪ ،‬فؿا الؿعتبر يف اكعؼاد اإلجؿاع؟‬
‫جقاب‪ :‬يعترب يف اكعؼاد اإلجؿاع ققل مـ ولد يف حقاهتؿ وتػ ّؼف وصار مجتفدً ا‪ ،‬ولفؿ طؾك هذا الؼقل‬
‫أن يرجعقا طـ الحؽؿ الذي أدى اجتفادهؿ إلقف‪.‬‬
‫سمال [‪ :]91‬هؾ يصح اإلجؿاع بالػعؾ؟‬
‫جقاب‪ :‬كعؿ يصح اإلجؿاع بػعؾفؿ‪ ،‬أو ققلِفؿ‪ ،‬أو فعؾ البعض‪ ،‬أو ِ‬
‫ققل البعض مع اكتشار ذلؽ‬
‫إجؿاطا سؽقتقا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الػعؾ‪ ،‬أو الؼقل‪ ،‬وسؽقت الباققـ‪ ،‬ويسؿك إخقران‬
‫سمال [‪ :]94‬ما حؽؿ ققل الصحابل؟‬
‫جقاب‪ :‬ققلف لقس بحجة طؾك الجديد‪ ،‬وحج ٌة طؾك الؼديؿ‪ ،‬وهق مذهب اإلما ِم مالؽ وأبل حـقػة‬
‫ﭭ‪.‬‬

‫ُ‬
‫مسائؾ بهابقـ هؿها اإلجؿهاع وقهقل الصهحابل‪،‬‬ ‫ذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك‪ ،‬جؿؾة أخرى تـدرج فقفا‬
‫اصطَّلحا هق‪( :‬اتػَاق فؼفَاء أهَؾ العصَر)‪،‬‬
‫ً‬ ‫وابتدأ ذلؽ بؿا يتعؾؼ بؿسائؾ اإلجؿاع‪ ،‬وذكر ا‬
‫أن اإلجؿاع‬
‫والؿؼصقد بالػؼفاء طـد األصقلققـ يف ٰهذا الؿحؾ هؿ الؿجتفدون‪ ،‬ولقس مطؾَؼ الػؼفَاء‪( ،‬طؾَك حؽَؿ‬
‫الحادثة الشرطقة) أي‪ :‬طؾك حؽؿ شرطل‪ ،‬وٓ بد مـ زيادة ققد‪ ،‬وهق بعد وفاة الـبل ﷺ‪ٕ :‬كَف مَع وجَقد‬
‫إطؾك ٓ يحتاج إلك إدكك‪( ،‬واإلجؿاع حجة يف ٰهذه إمة طؾك العصر الثاين)‪ ،‬أي‪ :‬الؽائـ بعد العصَر‬
‫الذي اكعؼد فقف اإلجؿاع‪ ،‬و يتسؾسؾ ذلؽ فقؿـ بعدهؿ يف صبؼات إمة‪ ،‬وأدلتف كثقَرة مـفَا ققلَف تعَالك‪:‬‬
‫﴿ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ﴾‬
‫أيضَا حَديث‪ ٓ« :‬تجتؿَع‬
‫[الـساء‪ ،]443 :‬فنن ٰهذا دلقؾ طؾك أن العبد ملمقر باتباع سبقؾ الؿممـقـ‪ ،‬وفقَف ً‬
‫ضعػ ومؼال‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫أ امتل طؾك ضَّللة»‪ ،‬ويف إسـاده‬
‫سمآ يتع اؾؼ بؿا يشرتط يف حجقتف‪ ،‬فذكر أكف (ٓ يشرتط يف حجقتف شلء طؾك إصح‪ ،‬وققؾ‪:‬‬
‫ً‬ ‫ثؿ ذكر‬
‫يشرتط اكؼراض أهؾ العصر)‪ ،‬أي الذيـ وقع فقفؿ اإلجؿاع‪ ،‬ثؿ قال‪( :‬إن قؾـا‪ُ :‬يشرتط اكؼراض أهؾ‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪38‬‬

‫العصر‪ :‬فؿا الؿعت َب ُر يف اكعؼاد اإلجؿاع؟)‪ ،‬فؼال‪ُ ( :‬يعترب يف اكعؼاد اإلجؿاع ققل مـ ولد يف حقاهتؿ‪ ،‬وتػؼف‬
‫وصار مجتفدً ا‪ ،‬ولفؿ طؾك ٰهذا الؼقل) أي يجقز لفؿ‪( ،‬أن يرجعقا طـ الحؽؿ الذي أدى اجتفادهؿ‬
‫إلقف)‪ ،‬فنذا قدر أن ف ؼفاء العصر مـ الؿجتفديـ اجتؿعقا طؾك ققل يف مسللة‪ ،‬ثؿ قبؾ اكؼراضفؿ بعد‬
‫أربعقـ سـة مـ وققع اإلجؿاع‪ :‬ولد يف أثـاء ذلؽ مـ صار مجتفدً ا‪ ،‬فَّلبد مـ أن يؽقن طؾك ققلفؿ حتك‬
‫يصح اإلجؿاع‪( ،‬ولفؿ طؾك ٰهذا الؼقل أن يرجعقا طـ الحؽؿ الذي أدى اجتفادهؿ إلقف)‪ ،‬فنذا أضفر لفؿ‬
‫ا‬
‫مـ لحؼفؿ قق ًٓ َ‬
‫آخر ب اقـ لفؿ دلقؾف‪ ،‬فقجقز لفؿ أن يـتؼؾقا إلك ذلؽ الؼقل‪ٕ :‬ن اجتؿاطفؿ لقس حج ًة‬
‫ٕن العصر لؿ يـؼرض‪.‬‬
‫يصح بالػعؾ‪ ،‬أو ققل ( أو فعؾ البعض‪ ،‬أو ققل البعض مع اكتشار ذلؽ الػعؾ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ثؿ ذكر أن اإلجؿاع‬
‫أو الؼقل وسؽقت الباققـ)‪ ،‬فاإلجؿاع يؼع بالؼقل أو بالػعؾ‪( ،‬ويسؿك أخران إجؿا ًطا سؽقت ًقا) أي‬
‫طؾؿ بطريؼ السؽقت‪ ،‬وهق حجة طؾك الصحقح‪.‬‬
‫ثؿ ذكر حؽؿ ِ‬
‫ققل الصحابل‪ ،‬بلكف (لقس بحجة طؾك الجديد)‪ ،‬أي طؾك الجديد يف مذهب الشافعل‪،‬‬
‫(وحجة طؾك الؼديؿ) يف مذهبف‪ ،‬وقديؿ الشافعل ما كان يف العراق‪ ،‬وجديده ما كان يف مصر‪ ،‬وهذا (هق‬
‫مذهب اإلمام مالؽ وأبل حـقػة)‪ ،‬خَّل ًفا لإلمام أحؿد ‪ $‬تعالك‪ ،‬والصحقح يف ٰهذه الؿسللة أن ققل‬
‫الصحابل حجة بشرصقـ‪:‬‬
‫أحدهؿا‪ :‬أال يخالػ دلقال أطؾك مـف‪.‬‬
‫والثاين‪ :‬أال يخالػ صحابقا مثؾف‪.‬‬
‫وأشار إلك ضبط ذلؽ العَّلمة ابـ طثقؿقـ إذ قال‪:‬‬
‫مَََالؿ يخَََالػ مث َؾَََف فؿَََا َر َجَََح‬ ‫ققل الصحابل حجَة طؾَك إصَح‬
‫مؼصقده «فؿا رجح»‪ :‬أي‪ :‬ما هق فقق ققل الصحابل‪ ،‬وهق الؼرآن والسـة‪.‬‬
‫***‬
‫األخبار‬
‫سمال [‪ :]93‬ما هق الخبر؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما يدخؾف الصدق والؽذب لذاتف‪.‬‬
‫سمال [‪ :]95‬إلك كؿ يـؼسؿ الخبر؟‬
‫ٍ‬
‫متقاتر وآحاد‪.‬‬ ‫جقاب‪ :‬يـؼسؿ إلك قسؿقـ‬
‫‪39‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫سمال [‪ :]91‬ما هق الؿتقاتر؟‬


‫جقاب‪ :‬هق ما ُيقجب العؾؿ بالقؼقـ بلن يرويف جؿاطة ٓ يؼع التقاصم طؾك الؽذب طـ مثؾفؿ‪ ،‬وهؽذا‬
‫الؿخ َبر طـف‪ ،‬فقؽقن يف إصؾ طـ مشاهدة أو سؿاع ٓ طـ اجتفاد‪.‬‬
‫إلك أن يـتفل إلك ُ‬
‫سمال [‪ :]93‬ما هق اآلحاد؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما يقجب العؿؾ‪ ٓ ،‬العؾؿ‪ ،‬بلن ُيؿؽـ أن يؼع التقاصم طؾك الؽذب طـ مثؾفؿ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]96‬إلك كؿ يـؼسؿ اآلحاد؟‬
‫ٍ‬
‫مسـد‪ ،‬مرس ٍؾ‪.‬‬ ‫جقاب‪ :‬يـؼسؿ إلك قسؿقـ‪:‬‬
‫سمال [‪ :]97‬ما هق الؿسـد؟‬
‫صرح كؾ ٍ‬
‫راو بروايتف‪.‬‬ ‫جقاب‪ :‬هق ما ا ّتصؾ إسـاده‪ ،‬بلن ا‬
‫سمال [‪ :]98‬ما هق الؿرسؾ طـد األصقلققـ؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما لؿ ي ّتصؾ إسـا ُده بلن أسؼط رواتف‪.‬‬
‫سمال [‪ :]99‬هؾ يحتج بف‪ ،‬أو ال؟‬
‫الؿ َسقب‪ٕ ،‬هنا‬
‫جقاب‪ُ :‬يحتج بف إن كان مـ مراسقؾ الصحابة‪ ،‬وإٓ فَّل يحتج إٓ بؿراسقؾ سعقد بـ ُ‬
‫فتشت فقجدت أساكقدها كؾفا طـ الصحابة‪ ،‬والصحابة كؾفؿ طدول‪.‬‬
‫سمال [‪ :]411‬ما هق الحديث الؿعـعـ؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما رواه كؾ واحد مـ رواتف بؾػظ طـ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]414‬ما حؽؿ الؿعـعـ؟‬
‫ِ‬
‫الؿعتربة طـدهؿ‪.‬‬ ‫جقاب‪ :‬حؽؿف كحؽؿ الؿسـد فقحتج بف كؿا يحتج بالؿسـد‪ ،‬لؽـ بشروصف‬
‫سمال [‪ :]413‬ما الػرق بقـ (حدثـل)‪ ،‬و(أخبرين)‪ ،‬و(أجازين) طـد األصقلققـ؟‬
‫جقاب‪ :‬الػرق بقـفَا أن (أخَربين) أطَؿ ٕكَف يؼَال فقؿَا إذا قَرأ الشَقخ أو هَق يؼَرأ طؾَك الشَقخ‪،‬‬
‫و(حدثـل) أخص‪ٕ :‬كف ٓ ُيؼال إٓ إذا قرأ الشقخ طؾقف‪ ،‬وأما (أجازين) فَّل يؼَال إٓ إذا أجَاز الشَقخ مَـ‬
‫غقر قراءة مـفؿا‪.‬‬

‫تراجؿ مباحث إصقل‪ ،‬وهق ما يتع اؾؼ بإخبار‪،‬‬‫ِ‬ ‫ػ ‪ $‬تعالك ترجؿ ًة أخرى مـ‬ ‫ذكر الؿصـ ُ‬
‫اصطَّلحا‪ ،‬وتؼدم تزيقػ ٰهذا‬ ‫ِ‬
‫ببقان حد الخرب‬ ‫والؿراد هبا إخبار الؿرو ّية طـ الـبل ﷺ‪ ،‬واستػتح ذلؽ‬
‫ً‬
‫الحد‪ ،‬وأن الخبر هق ققل يؾزمف الصدق‪ ،‬أو الؽذب‪.‬‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪41‬‬

‫وطَرف الؿتَقاتر بؼقلَف‪( :‬مَا يقجَب العؾَؿ‬


‫ا‬ ‫ثؿ ذكر أن الخرب يـؼسؿ إلَك قسَؿقـ متَقاتر وآحَاد‪،‬‬
‫بالقؼقـ‪ )...‬إلك آخر ما ذكر‪ ،‬وهذا الؿذكقر هـا أشبف بالشروط مـف بالحَدود‪ ،‬الصَحقح أن الؿتهقاتر ههق‬
‫خبر لف صرق بال طدد معقـ‪ ،‬والؿتقاتر يقجب العؾؿ أي القؼقـ‪ ،‬وما ذكره بعد ذلؽ (بلن يرويَ ُف جؿاطَة‪)..‬‬
‫إلك آخره ٰهذه هل شروط الؿتقاتِر‪ ،‬فَّلبد أن يؽقن راويف جؿاطة و ٰهذا هق الشرط إول‪ ،‬وال ّثَاين أٓ يؼَع‬
‫التقاصم طؾك الؽذب طـ مثؾفؿ فقؿتـع ذلؽ طادة‪ ،‬وال ّثالَث أن تؽَقن تؾَؽ الؽثَرة يف جؿقَع الطبؼَات‪،‬‬
‫ٍ‬
‫مشَاهدة أو سَؿاع‪ ،‬أي‪:‬‬ ‫إخبارهؿ إلك‬ ‫الؿخ َب ِر طـف‪ ،‬والرابع أن يـتفل‬
‫ُ‬ ‫و ٰهذا معـك وهؽذا إلك أن يـتفل إلك ُ‬
‫إلك حس‪.‬‬
‫كاشئ طـف‪ ،‬واآلحاد هق خبر لف صرق مع‬
‫ٌ‬ ‫أثر‬
‫ثؿ ذكر تعريػ أحاد‪ ،‬وما ذكره لقس حدا‪ ،‬وإكؿا هق ٌ‬
‫والصحقح أن‬
‫خَّلف‪ ،‬ا‬
‫ٌ‬ ‫طدد معقـ‪ ،‬أي‪ :‬محصقرة يف طدد معقـ‪ ،‬وأحاد ُيقجب العؿؾ‪ ،‬ويف إيجابف لؾعؾؿ‬
‫أحاد يقجب ِ‬
‫الع ْؾؿ لؼريـة‪.‬‬
‫يؼسؿ باطتبارات مـفا‬ ‫ِ‬
‫ثؿ ذكر اكؼسام أحاد‪ ،‬و ٰهذه الؼ ْسؿة قسؿة لف باطتبار اتصالف‪ ،‬فنن أحاد ا‬
‫والؿسـد طـدهؿ هق ما ا اتصؾ إسـاده‪ ،‬بلن‬
‫قسؿتف باطتبار آتصال‪ ،‬فقـؼسؿ إلك قسؿقـ‪ُ :‬مسـد ومرسؾ‪ُ ،‬‬
‫ففؿ يطؾؼقن الؿسـد يريدون بف الؿ ّتصؾ‪ ،‬ويطؾؼقن الؿرسؾ ويريدون‬
‫طؿـ فققف‪ُ ،‬‬
‫صرح كؾ راوي بروايتف ا‬
‫ا‬
‫بف ما لؿ ي اتصؾ إسـاده‪ :‬بؾ وقع سؼط يف بعض رواتف‪ ،‬وهذان معـقان لؾؿسـد والؿرسؾ غقر الؿتؼرر طـد‬
‫طؾؿاء الحديث‪ ،‬فالؿسـد يف اصطالح الؿحدثقـ هق‪ :‬مرفقع صحابل بسـد ضاهره االتصال‪ ،‬والؿرسؾ‬
‫طـدهؿ هق ما سؼط يف آخر إسـاده بعد التابع ٍ‬
‫راو أو أكثر‪ ،‬وبعبارة أوضح الؿرسؾ طـدهؿ‪ :‬ما رفعف التابعل‬
‫إلك الـبل ﷺ‪.‬‬
‫ثؿ ذكر أن الؿرسؾ يحتج بف إذا كان مـ مراسقؾ الصحابة‪ ،‬ومراسقؾ الصحابة الؿراد بفا خبر‬
‫صحابل طؿا لؿ يدركف مـ أخبار الـبل ﷺ‪ :‬كلخبار الصحابة الؿدكققـ كلكس وجابر ﭭ طـ أحقال‬
‫الصحابل‪ ،‬وهق حجة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الـبل ﷺ يف مؽة‪ٰ ،‬هذا يؼال لف‪ :‬مرسؾ‬
‫الؿس اقب‪ ،‬وذكر أن الؿقجب لفا‬
‫حتج هبا‪ ،‬واستثـك مراسقؾ سعقد بـ ُ‬
‫ثؿ ذكر أن مراسقؾ غقرهؿ ٓ ي ّ‬
‫أهنا ُف ّتشت فقجدت أساكقدها ُكؾفا طـ الصحابة‪ ،‬والصحابة كؾفؿ طدول‪ ،‬وإذا كان ٰهذا هق الحامؾ طؾك‬
‫الؿس اقب‪ :‬فالحجة حقـئذ يف الؿسـد الذي ُوجد ولقس يف الؿرسؾ‪ ،‬وٓ‬
‫آحتجاج بؿرسؾ سعقد بـ ُ‬
‫يختص طؾك ذلؽ سعقدٌ ٰهبذا‪ ،‬بؾ إذا وجد مرسؾ طـ تابعل‪ ،‬ثؿ وجد مسـدً ا احتج بف‪.،‬‬
‫ّ‬
‫الؿس اقب دون غقره مـ‬
‫والصحقح أن الشافعل ‪ $‬تعالك لؿ يذكر آحتجاج بؿراسقؾ سعقد بـ ُ‬
‫‪40‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫التابعقـ‪ :‬ولؽـف ُغؾِط طؾقف يف ففؿف‪ ،‬ثؿ ا اصرد ذلؽ طـد بعض أصحابف‪.‬‬
‫الؿعـعـ‪ ،‬و إكؿا ذكره لتعؾؼف بآتصال‪ ،‬فذكر أكف (ما رواه كؾ واحد مـ رواتف بؾػظ‬
‫ثؿ ذكر الحديث ُ‬
‫طـ)‪ ،‬أي ما وقع يف إسـاده طـ‪ ،‬بقـ راويقـ أو أكثر مـ راويقـ‪ ،‬كؿا قال البقؼقين‪:‬‬
‫ٍ‬
‫معَََـعـ طَََـ سَََعقد طَََـ َكَ َ‬
‫ََرم‬
‫وذكر أن (حؽؿف حؽؿ الؿسـد‪ ،‬ف ُقحتج بف كؿا يحتج بالؿسـد)‪ ،‬أي يحؽؿ لف بآتصال فقحتج بف كؿا‬
‫يحتج بالؿسـد‪ ،‬قال‪( :‬لؽـ بشروصف الؿعتربة طـدهؿ)‪ ،‬كل آ يعؾؿ باكؼطاطف‪ ،‬فنذا وجد مث ًَّل بِشر بـ َشغاف‬
‫وطؾؿ اكؼطاطف‪ :‬لؿ ُيحتج بف‪ ،‬أو لؿ ُيعؾؿ اتصالف بلن يؽقن الراوي مدل ًسا فاحش‬
‫طـ طبد اهلل بـ طؿرو ُ‬
‫التدلقس‪ :‬فحقـ ٍ‬
‫ئذ ٓ يحتج بف‪.‬‬
‫ثؿ ذكر الػرق بقـ (حدثـل) و(أخربين)‪ ،‬وأن (أخربين) يؼقلفا إذا قرأ الشقخ‪ ،‬أو هق َيؼرأ طؾك الشقخ‪،‬‬
‫ثؿ اختصت (أخربين) طـد الؿحدثقـ بلهنا ما قرأه الطالب طؾك الشقخ فؼط‪ ،‬وذكر أن (حدثـل) أخص‬
‫ٕكف ٓ يؼال إٓ إذا قرأ الشقخ طؾقف‪.‬‬
‫فالػرق بقـفؿ طؾك ما استؼر طؾقف آستصَّلح أن (أخربين) بؿا قرأه هق طؾك الشقخ‪ ،‬و(حدثـل) لؿا‬
‫قرأه طؾقف الشقخ‪ ،‬وأما (أجازين) فَّل يؼال إٓ إذا أجاز الشقخ مـ غقر قراءة مـفؿا‪ ،‬وإصح مـ جفة‬
‫أجاز لل‪ ،‬وٓ يؼال‪ :‬أجازين‪.‬‬
‫الؾسان أن يؼال‪َ :‬‬
‫***‬
‫باب الؼقاس‬
‫سمال [‪ :]415‬ما هق الؼقاس؟‬
‫تجؿعفؿا يف الحؽؿ‪ :‬كؼقاس إَ ُرز طؾك ال ُبر يف الربا‪ ،‬بجامع‬
‫ُ‬ ‫جقاب‪ :‬هق ر ّد الػرع إلك إصؾ بعؾة‬
‫ال ُط ْعؿ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]411‬إلك كؿ يـؼسؿ الؼقاس؟‬
‫الش َبف‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ققاس العؾة‪ ،‬وققاس الدٓلة‪ ،‬وققاس ا‬ ‫جقاب‪ :‬يـؼسؿ إلك ثَّلثة أقسام‪:‬‬
‫سمال [‪ :]413‬ما هق ققاس العؾة؟‬
‫جقاب‪ :‬هق ما كاكت العؾة فقف مقجبة لؾحؽؿ بحقث ٓ يحسـ طؼ ًَّل تخؾػف طـفا‪ ،‬كؼقاس الضرب‬
‫طؾك التلفقػ لؾقالديـ‪ ،‬بال ّتحريؿ بعؾة اإليذاء‪.‬‬
‫سمال [‪ :]416‬ما هق ققاس الداللة؟‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪42‬‬

‫جقاب‪ :‬هق آستدٓل بلحد الـّظقريـ طؾك ثبقت الحؽؿ يف أخر‪.‬‬


‫سمال [‪ :]417‬ما الؿراد باالستدالل؟‬
‫ِ‬
‫جقاب‪ :‬هق أن تؽقن الع ّؾة دال ٌة طؾك الحؽؿ ٓ مقجب ٌة لف‪ ،‬كؼقاس مال ّ‬
‫الصبل طؾك مال البالغ يف‬
‫وجقب الزكاة فقف‪ ،‬بجامع أكف مال كا ٍم‪.‬‬
‫سمال [‪ :]418‬ما هق ققاس الشبف؟‬
‫شبفا‪ ،‬كؿَال العبَد إذا ُأتِؾَػ فنكَف مَردد يف‬
‫جقاب‪ :‬هق الؼقاس الؿرتدد بقـ إصؾقـ فقؾحؼ بإكثر ً‬
‫لحَ ّر‬
‫شَبفا مَـ ا ُ‬
‫الضؿان بقـ الحر مـ حقث أكف آدمل‪ ،‬وبقـ البفقؿة مـ حقث أ اكف مال‪ ،‬وهق بالؿَال أكثَر ً‬
‫بدلقؾ أكف يباع ويقرث‪.‬‬
‫سمال [‪ :]419‬ما هل العؾة؟‬
‫لؾحؽؿ‪.‬‬
‫جقاب‪ :‬هل الجالبة ُ‬
‫سمال [‪ :]441‬ما هق الحؽؿ؟‬
‫الؿجؾقب لؾع ّؾة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫جقاب‪ :‬هق‬
‫سمال [‪ :]444‬كؿ أركان الؼقاس؟‬
‫جقاب‪ :‬أربعة‪ :‬الؿؼقس وهق الػرع‪ ،‬والؿؼقس طؾقف وهق إصؾ‪ ،‬والحؽؿ‪ ،‬والعؾة‪.‬‬
‫سمال [‪ :]443‬هؾ يشترط يف األصؾ شلء؟‬
‫جقاب‪ :‬كعؿ‪ُ ،‬يشرتط فقف شروط مـفا أن يؽقن ثاب ًتا بدلقؾ ٍ‬
‫متػؼ طؾقف بقـ الخصؿقـ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]445‬هؾ يشترط يف الػرع شلء؟‪.‬‬
‫ٌ‬
‫شروط مـفا أن يؽقن الػرع مـاس ًبا لألصؾ فقؿا ُيجؿع بقـفؿا لؾحؽؿ‪ ،‬ومـفا‬ ‫جقاب‪ :‬كعؿ يشرتط فقف‬
‫أن يؽقن تؿا ٌم العؾة فقف‪.‬‬
‫سمال [‪ :]441‬هؾ يشترط يف العؾة شلء؟‬
‫جقاب‪ :‬كعؿ ُيشرتط فقف شروط مـفا أن تطرد يف معؾقٓهتا فَّل ُتـ َت َؼ ُض لػ ًظا وٓ معـك‪ ،‬ومـفا أن تؽقن‬
‫ٌ‬
‫ضابط لؾحؽؿة التل هل الؿشؼة‪.‬‬ ‫وص ًػا ضاب ًطا لؾحؽؿة يف ّ‬
‫السػر‪ ،‬فنكف طؾة يف جقاز الؼصر‪ ،‬وهق‬
‫سمال [‪ :]443‬هؾ يشترط يف الحؽؿ شلء؟‬
‫جقاب‪ :‬كعؿ‪ُ ،‬يشرتط فقف شروط مـفا أن يؽقن تاب ًعا لؾعؾة كػ ًقا وإثبا ًتا‪ ،‬ومـفا كَقن الحؽَؿ يف إصَؾ‬
‫متػؼا طؾقف بقـ خصؿقـ‬
‫‪43‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫سمال [‪ :]446‬ما الحؽؿ يف األشقاء قبؾ البعثة؟‬


‫مقققف فَّل حؽؿ يتعؾؼ بلحد باكتػاء الرسقل الؿخرب بالحؽؿ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫جقاب‪ :‬الحؽؿ فقفا‬

‫ذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك جؿؾة مـ الؿسائؾ الؿـدرجة تحَت بَاب الؼقَاس‪ ،‬وهَق أحَد الؿباحَث‬
‫الشفقرة مـ مباحث أصقل الػؼف‪ ،‬وذكر فاتحة ذلؽ حد الؼقاس‪ ،‬وهق أكَف‪( :‬رد الػَرع إلَك إصَؾ بعؾَة‬
‫تجؿعفؿا يف الحؽؿ)‪ ،‬وأضفر مـ ٰهذا أن يؼال‪ :‬هق حؿؾ معؾقم طؾك معؾقم يف الحؽؿ لعؾة جامعة بقـفؿا‪.‬‬
‫ِ‬
‫وققاس الشبف)‪ ،‬ثؿ ذكر‬ ‫ِ‬
‫وققاس الدٓلة‬ ‫ِ‬
‫ققاس العؾة‬ ‫ثؿ ذكر ا‬
‫أن الؼقاس يـؼسؿ إلك ثَّلثة أقسام‪( :‬‬
‫تعريػ كؾ واحد مـفؿا‪ ،‬وابتدأ ذلؽ بؼقاس العؾة فذكر أن ققاس العؾة هق (ما كاكت العؾة فقف مقجبة‬
‫لؾحؽؿ)‪ ،‬وأضفر مـف أن يؼال‪ :‬ققاس العؾة هق ما جؿع فقف بقـ األصؾ والػرع طؾة ضاهرة‪.‬‬
‫ثؿ ذكر أن ققاس الداللة هق (آستدٓل بلحد الـاظقريـ طؾك ثبقت الحؽؿ يف َ‬
‫أخر)‪ ،‬وبعبارة أجؿع‬
‫أثرها ومقجبفا‪.‬‬
‫وأوضح‪ :‬هق ما جؿع فقف بقـ الػرع واألصؾ دلقؾ العؾة؛ وهق ُ‬
‫ثؿ ذكر ققاس الشبف‪ ،‬وأكف (الؿرتدد بقـ إصؾقـ)‪ ،‬وبعبارة مـاضرة لؿا سبؼ يؼال‪ :‬إن ققاس الشبف هق‬
‫ما جؿع فقف بقـ الػرع واألصؾ طؾتان متجاذبتان؛ ترجع كؾ واحدة مـفؿا إلك أصؾ مـػرد؛ كرتدد‬
‫الؿؿؾقك بقـ أدمل الحر‪ ،‬وبقـ البفقؿة‪.‬‬
‫ثؿ ذكر تعريػ العؾة بلهنا (الجالبة لؾحؽؿ)‪ ،‬ولقست هل الجالبة بؾ الجالب هق الدلقؾ الشرطل‬
‫وإولك أن يؼال العؾة اصطالحا‪ :‬هل الؿعـك الؿـاسب لقضع الحؽؿ‪ ،‬أي الؿعـك الذي أكقط الحؽؿ بف‪.‬‬
‫ثؿ ذكر أن الحؽؿ هق الؿجؾقب لؾعؾة‪ ،‬أي الذي أكتجتف العؾة‪ ،‬وبعبارة أمتـ يؼال‪ :‬الحؽؿ‪ :‬هق ما‬
‫اقتضتف العؾة مـ إثبات شلء لشلء‪ ،‬أو كػقف طـف‪.‬‬
‫ثؿ ذكر أن أركان الؼقاس أربعة هل الؿؼقس وهق الػرع‪ ،‬والؿؼقس طؾقف وهَق إصَؾ‪ ،‬والحؽَؿ أي‪:‬‬
‫الحؽؿ الشرطل‪ ،‬والعؾة أي الجامعة بقـفؿا مـ معـك مـاسب لقحظ يف الػرع وإصؾ‪.‬‬
‫مؿا يشَرتط يف إصَؾ أن‬
‫ثؿ ذكر جؿؾة مـ الشروط الؿتعؾؼة بؽؾ واحد مـ ٰهذه إركان‪ ،‬فذكر أن ّ‬
‫يؽقن ثاب ًتا بدلق ٍؾ م اتػؼ طؾقف بقـ الخصؿقـ‪ ،‬ومعـك ققلف‪( :‬بَقـ الخصَؿقـ)‪ :‬أي‪ :‬الؿتـَاضريـ‪ٕ :‬ن طؾَؿ‬
‫الخَّلف فقؿا سبؼ كاكت ُتعؼد لف الؿـاضرات‪ ،‬ويجري فقف آحتقَاج إلَك مثَؾ ٰهَذه الؼقاطَد إصَقلقة‪،‬‬
‫فذكروا مـ ذلؽ أن يؽقن ثاب ًتا بدلقؾ متػؼ طؾقف بَقـ الخصَؿقـ حَال الؿـَاضرة‪ ،‬وإن لَؿ تؽَـ مـَاضر ٌة‬
‫ُ‬
‫فقـبغل أن يؽقن الحؽؿ ثاب ًتا طـد الؿجتفَد ال َؼَائِس‪ ،‬وبعبَارة أقصَر يشهترط يف األصهؾ أن يؽهقن ثابهت‬
‫الحؽؿ سقاء طـد مجتفد واحد يف ققاسف‪ ،‬أو طـد مجتفديـ متـاضريـ‪ ،‬ويشترط يف الػرع أن يؽهقن مـاسهبا‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪44‬‬

‫لألصؾ فقؿا يجؿع بقـفؿا لؾحؽؿ‪ ،‬فَّلبد مـ وجقد الؿـاسبة فقف‪ ،‬ومـفا أن تؽقن العؾة تا امة مقجقدة فقف‪.‬‬
‫ثؿ ذكر مـ شروط ِ‬
‫الع ّؾة (أن ت اطرد يف معؾقٓهتا) أي‪ :‬أن تقجد يف جؿقع صقرها وأحقالفا‪ ،‬ومـفا أن‬

‫تؽقن وص ًػا ضاب ًطا‪ ،‬لؾحؽؿة‪ :‬أي‪ :‬معقـًا مرب ًِزا لؾحؽؿة التل ُأكقط هبا الحؽؿ‪ ،‬ثؿ ذكر أن ا‬
‫مؿا ُيشرتط يف‬

‫الحؽؿ (أن يؽقن تابعا لؾعؾة كاف ًقا وإثبا ًتا)‪ ،‬أي‪ً :‬‬
‫دائرا معفا‪ ،‬وهذا معـك ققل إصقلققـ‪ :‬إن الحؽؿ يدور‬
‫مع طؾتف‪ ،‬ومـفا كقن الحؽؿ يف إصؾ متػ ًؼا بقـ خصؿقـ‪ ،‬أي يف حال الؿـاضرة كؿا سؾػ‪.‬‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]447‬ما الحؽؿ يف األشقاء قبؾ البعثة؟‬
‫الحؽؿ فقفا مقققف فَّل حؽؿ يتعؾؼ بلحد‪ٓ ،‬كتػاء الرسقل الؿخرب بالحؽؿ‪.‬‬
‫جقاب‪ُ :‬‬
‫سمال [‪ :]448‬ما األصؾ يف األشقاء بعد البعثة؟‬
‫جقاب‪ :‬أققال‪ :‬أحدهؿ‪ :‬إصؾ فقف الحظر‪ ،‬والثاين‪ :‬إصؾ فقفا اإلباحة‪ ،‬والصحقح التػصقؾ‪ ،‬وهق‬
‫ُ‬
‫إصؾ فقفا التحريؿ‪ ،‬والؿـافع إصؾ فقفا الحؾ‪.‬‬ ‫الؿضار‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫أن‬
‫سمال [‪ :]449‬ما معـك استصحاب األصؾ؟‬
‫جقاب‪ :‬معـاه أن ُيستصحب إصؾ طـد طدم الدا لقؾ الشرطل‪ ،‬بلن لؿ يجده بعد يبحث الشديد طـف‬
‫بؼدر الطاقة‪ ،‬وذلؽ كلن لؿ يجد دلق ًَّل طؾك وجقب صقم رجب فقؼقل‪ ٓ :‬يجب‪ ،‬استصحا ًبا لألصؾ‪.‬‬

‫ذكر الؿصـػ ‪ $‬تعالك جؿؾة أخرى تتع اؾؼ بؿسائؾ مـ مسائؾ أصقل الػؼف‪ ،‬وهل ُحؽؿ إشقاء‪،‬‬
‫والؿرا ُد بإشقاء إطقان الؿـت َػ ُع هبا‪ ،‬وأورد سما ًٓ يتع اؾؼ بالحؽؿ طؾقفا قبؾ البِعثة‪ ،‬فلخرب ا‬
‫بلن (الحؽؿ‬
‫ٍ‬
‫بلحد ٓكتػاء الرسقل الؿخرب بالحؽؿ)‪ ،‬و ٰهذه الؿسللة مـ الؿسائؾ التل‬ ‫مقققف‪ ،‬فَّل حؽؿ يتع اؾؼ‬
‫ٌ‬ ‫طؾقفا‬
‫الشاصبل ‪ $‬تعالك أكف لقس تحتفا طؿؾ‪ ،‬ف ٰفذه الؿسللة قبؾ البِعثة ٓ تعؾؼ لفا بالؿسؾؿقـ‪ٕ :‬ن‬
‫ذكر ا‬
‫إحؽام تعؾؼت هبؿ بعد وجقد الؿبعقث ﷺ‪.‬‬
‫ولؽـ إمر ذا إهؿقة هق السمال الذي يؾقف يف إصؾ يف إشقاء بعد البعثة‪ :‬أي إطقان الؿـتػع هبا‬
‫بعد البعثة‪ ،‬ويف ذلؽ أققال كؿا ذكر الؿصـػ‪ :‬أحدها‪ :‬أن إصؾ فقفا الحظر‪ ،‬والثاين أن إصؾ فقفا‬
‫اإلباحة‪.‬‬
‫الؿضار إصؾ فقفا التحريؿ‪ ،‬والؿـافع إصؾ‬
‫ا‬ ‫وذهب إلك ا‬
‫أن الصحقح التػصقؾ وهق أن إلك أن‬
‫فقفا الحؾ‪.‬‬
‫وسبؼ أن ذكرت لؽؿ أن األشقاء تـؼسؿ باطتبار جريان الؿصؾحة فقفا والؿػسدة إلك أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪45‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫الؼسؿ إول‪ :‬ما مػسدة خالصة‪ ،‬فقؽقن إصؾ فقف التحريؿ‪.‬‬


‫والثاين‪ :‬ما مصؾحتف خالصة‪ ،‬ويؽقن إصؾ فقف الحؾ‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬ما خَّل مـ الؿصؾحة والؿػسدة‪ ،‬وهذا كؿا ذكر الشقخ الشـؼقطل ٓ وجقد لف يف القاقع‪،‬‬
‫وإكؿا هق تتؿقؿ الؼسؿة‪.‬‬
‫والؼسؿ الرابع‪ :‬ما فقف مصؾحة ومػسدة‪ ،‬فؾَؿ تخ ُؾَص إحَداهؿا‪ ،‬فَنن رجحَت إحَداهؿا فَالحؽؿ‬
‫لؾراجح‪ ،‬فنذا كان الراجح الؿصَؾحة‪ :‬فإصَؾ فقَف الحَؾ‪ ،‬وإذا كَان الَراجح الؿػسَدة‪ :‬فإصَؾ فقَف‬
‫الحرمة‪ ،‬وإذا تساوت الؿصؾحة مع الؿػسدة ففـا ُيؼدا م الحرمَة‪ ،‬لؿَا تؼَرر ا‬
‫أن درء الؿػاسَد مؼَدّ م طؾَك‬
‫جؾب الؿصالح‪ ،‬وبف تعؾؿ أن قاطدة درء الؿػاسد مؼدمة طؾَك جؾَب الؿصَالح محؾفَا واحَد‪ ،‬وهَق إذا‬
‫تساوت الؿصؾحة والؿػسدة‪ ،‬أما إذا طؾت الؿصؾحة فنهنا تؼدم الؿصؾحة‪ ،‬وإذا طؾت الؿػسدة فنهنا ُتؿـَع‬
‫الؿػسدة‪.‬‬
‫ثؿ ذكر ا‬
‫أن مؿا يتعؾؼ هبذا استصحاب إصؾ‪ ،‬وفسره بلكف استصحاب إصؾ طـد طدم الدلقؾ‬
‫الشرطل بل ّٓ يقجد‪ ،‬وأحسـ ما ققؾ تعريػ االستصحاب ما ذكره ابـ الؼقؿ يف «إطَّلم الؿققعقـ» إذ قال‬
‫‪ $‬تعالك‪ « :‬هق استدامة –أي‪ :‬دوام‪ -‬إثبات ما كان ثابتا‪ ،‬وكػل ما كان مـػقا»‪.‬‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]431‬ما الؿؼدم يف األدلة؟‬
‫جقاب‪ :‬إدلة يؼدم الجؾل مـفا طؾك الخػل‪ ،‬وذلؽ كالظاهر مـفا طؾك الؿمول‪ ،‬والحؼقؼل مـفا‬
‫طؾك الؿجازي‪ ،‬ويؼدم الؿقجب لؾعؾؿ مـفا طؾك الؿقجب لؾظـ‪ ،‬وذلؽ كالؿتقاتر طؾك أحاد‪ ،‬إٓ أن‬
‫خص بالثاين‪ ،‬ويؼدا م الؽتاب والسـة طؾك الؼقاس بلكقاطف‪ ،‬ويؼدم الؼقاس الجؾل‬
‫يؽقن إول طا ّما‪ ،‬ف ُق ا‬
‫كؼقاس العؾة طؾك الخػل‪ ،‬كؼقاس ا‬
‫الشبف‪.‬‬
‫سمال [‪ :]434‬ما الحؽؿ إذا لؿ يقجد واحد مـ الؽتاب والسـة؟‬
‫جقاب‪ :‬الحؽؿ أكف إذا لؿ يقجد واحدٌ مـفا ُيستصحب إصؾ‪ ،‬فنن كان مـ الؿضار فالتحريؿ‪ ،‬وإن‬
‫كان مـ الؿـافع فالحؾ‪.‬‬

‫ذكر الؿصـػ ‪ $‬سمالقـ يتعؾؼان بتؼديؿ إدلة طـد إصقلققـ‪ ،‬فذكر مؿا يـَدرج فقؿَا يؼَدا م مَـ‬
‫إدلة أن الجؾل ُيؼدا م طؾك الخػل‪ ،‬والؿَراد بَالجؾل الظَاهر البَقـ‪ ،‬ا‬
‫وأن الظَاهر ُيؼَدم طؾَك الؿَم ّول‪،‬‬ ‫ا‬
‫والظاهر كؿا سؾػ ما احتؿؾ معـققـ أحدهؿا أضفهر مهـ اآلخهر‪ ،‬والؿَمول يػتؼَر إلَك الؼريـَة‪ ،‬ويؼَدم‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪46‬‬

‫الحؼقؼل طؾك الؿجازي‪( ،‬ويؼدم الؿقجب لؾعؾؿ طؾك الؿقجَب لؾظَـ)‪ ،‬كَالؿتقاتر وأحَاد‪( ،‬ويؼَدم‬
‫الؽتاب والسـة طؾك الؼقاس بلكقاطف)‪ٕ :‬ن الؽتاب والسـة يسؿقان ُكط ًؼا‪ ،‬أي قَقل اهلل وقَقل رسَقلف ﷺ‪،‬‬
‫والؼقاس إكؿا ُيبـك طؾك أص ٍؾ ثابت بدلقؾ فقفؿا‪( ،‬ويؼدم الؼقاس الجؾل كؼقاس العؾة طؾك الؼقاس الخػل‬
‫كؼقاس الشبف)‪.‬‬
‫ثؿ ذكر سما ًٓ يتعؾؼ ب َػؼد دلقؾ الحؽؿ يف الؽتاب الؽتاب والسـة‪ ،‬فنذا لؿ يقجد دلقؾ يف الؽتاب‬
‫والسـة طؾك حؽؿ شلء مـ إطقان الؿـت َػع هبا‪ ،‬فذكر أكف يـظر إلك إصؾ‪( ،‬فنن كان مـ الؿضار‬
‫فالتحريؿ‪ ،‬وإن كان مـ الؿـافع فالحؾ)‪ ،‬وتؼدم ذكر ذلؽ‪.‬‬
‫***‬
‫سمال [‪ :]433‬ما الؿراد بالؿػتل إذا أصؾؼ يف ٰهذا الػـ؟‬
‫جقاب‪ :‬الؿراد بف هـا إذا أصؾؼ‪ :‬الؿجتفد‪ :‬كإئؿة إربعة‪.‬‬
‫سمال [‪ :]435‬ما الؿراد بالؿستػتل إذا أصؾؼ؟‬
‫كالؿزين‪ ،‬وأبل ُيقسػ ِ‬
‫وغقرهؿا‪.‬‬ ‫جقاب‪ :‬الؿراد بف إذا أصؾؼ‪ :‬الؿؼ اؾد ُ‬
‫سمال [‪ :]431‬ما هق شرط الؿػتل؟‬
‫لؿا بالػؼف أص ًَّل وفر ًطا خَّل ًفا ومذه ًبا‪ ،‬ومـفا أن يؽقن كامؾ ألة يف‬
‫جقاب‪ :‬كثقرة‪ ،‬مـفا أن يؽقن طا ً‬
‫آجتفاد طار ًفا بِؿا ُيحتاج إلقف يف استـباط إحؽام مـ الـحق والؾغة ومعرفة الرجال الراويـ لألخبار‪،‬‬
‫وتػسقر أيات القاردة يف إحؽام‪ ،‬وإخبار القاردة فقفا‪.‬‬
‫سمال [‪ :]433‬ما هق شرط الؿستػتل؟‬
‫طؿا ُيؿـع‬
‫جقاب‪ :‬كثقر ٌة مـفا أن يؽقن مـ أهؾ ال اتؼؾقد‪ ،‬ف ُقؼؾد الؿػتل بالػتقا‪ ،‬وإٓ يؽقن استػتاؤه ا‬
‫التؼؾقد فقف‪.‬‬
‫سمال [‪ :]436‬هؾ لؾؿجتفد التؼؾقد؟‬
‫جقاب‪ :‬لقس لؾؿجتفد التؼؾقد لتؿؽـف مـ آجتفاد‪.‬‬
‫سمال [‪ :]437‬ما معـك التؼؾقد؟‬

‫جقاب‪ :‬هق َقبقل ققل الؼائؾ بَّل ا‬


‫حجة تذكر طؾقف‪ ،‬وققؾ‪ :‬هق ق ُبقلؽ ققل الؼائؾ وأكت ٓ تعؾؿ‬
‫ملخذه‪.‬‬
‫سمال [‪ :]438‬هؾ قبقلـا ققل الـبل ﷺ تؼؾقد لف‪ ،‬أم ال؟‬
‫‪47‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫جقاب‪ :‬كعؿ يؼال‪ :‬تؼؾقد لف مطؾ ًؼا طؾك التعريػ إول‪ ،‬وأما طؾك التعريػ الثاين‪ :‬إن قؾـا‪ :‬إكف ﷺ‬
‫يجتفد‪ :‬ف َؼبقلـا قق َلف تؼؾقد لف‪ ،‬وإٓ فَّل يؼال تؼؾقد لف‪.‬‬
‫سمال [‪ :]439‬هؾ الؿجتفدون يف الػروع كؾفؿ مصقبقن‪ ،‬أم ال؟‬
‫جقاب‪ :‬ققٓن أصحفؿا طـد الشافعقة والؿالؽقة أكف ٓ يؽقن كؾفؿ مصقبقن‪ ،‬والثاين طـد أبل حـقػة‬
‫كؾفؿ مصقبقن‪.‬‬
‫سمال [‪ :]451‬ما الذي يـبـل طؾك ٰهذا الخالف؟‬
‫جقاب‪ :‬يـبـل طؾقف أن الؼائؾ بعدم أصابتفؿ ُكؾفؿ قائؾ بعدم تعدد الحؼ‪ ،‬والؼائؾ بنصابتفؿ كؾفؿ‬
‫قائؾ بتعدد الحؼ‪.‬‬
‫سمال [‪ :]454‬هؾ الؿجتفد مطؾؼا يمجر‪ ،‬أم ال؟‬
‫جقاب‪ :‬كعؿ لؽـ الؿصقب مـفؿ لف أجران‪ ،‬والؿخطئ لف أجر واحد‪.‬‬
‫سمال [‪ :]453‬هؾ كؾ مجتفد يف التقحقد مصقب‪ ،‬أم ال؟‬
‫الضَّل ِل مـ الـصارى والؿجقس والؽػار‪،‬‬
‫جقاب‪ ٓ :‬يؽقن ذلؽ‪ٕ ،‬كف يمدي إلك تصقيب أهؾ ّ‬
‫الؿـؽريـ لؾبعث ٕهنؿ مجتفدون‪.‬‬
‫سمال [‪ :]455‬ما دلقؾ الؼاطؾ‪ :‬لقس كؾ مجتفد مصقبا؟‬
‫جقاب‪ :‬دلقؾف ققلف ﷺ‪« :‬مـ اجتفد وأصاب فؾف أجران‪ ،‬ومـ اجتفد فلخطل فؾف أجر واحد»‪.‬‬
‫سمال [‪ :]451‬ما وجف الداللة بفذا الحديث؟‬
‫وصقبف تارة أخرى‪.‬‬
‫ا‬ ‫جقاب‪ :‬وجف الدٓلة أكف ﷺ خ اطل الؿجتفد تارة‬
‫واهلل أطؾؿ بالصقاب‪ ،‬وإلقف الؿرجع والؿآب‪ ،‬وصَؾك اهلل طؾَك سَق ِدكا محؿَد‪ ،‬وطؾَك آلَف وصَحبف‬
‫وسؾؿ‪.‬‬

‫تؼدم أن أصقل الػؼف تتـاول طـد إصقلققـ حال الؿستػقد‪ ،‬والؿَراد بالؿسَتػقد طـَدهؿ الؿجتفَد‪،‬‬
‫والؿجتفد هق الذي ُيشقرون إلقف بالؿػتل‪ ،‬كؿا ب ّقـ الؿصـػ ‪ $‬تعالك يف صدر همٓء السَمآت التَل‬
‫فالؿػتل إذا ُأصؾؼ يف ٰهذا الؽؾؿ ُيراد بف الؿجتفد الؿطؾؼ كإئؿَة إربعَة‪،‬‬ ‫ذكرها متعؾؼ ًة بحال ُ‬
‫الؿستػقد‪ُ ،‬‬
‫الؿخبِر طـ الحؽؿ ا‬
‫الشرطل‪ ،‬والؿَراد بالؿسَتػتل الؿؼؾَد‪ ،‬وأصَؾف يف القضَع‬ ‫وأصؾ معـك الؿػتل‪ :‬أي‪ُ :‬‬
‫الؿستخبِ ُر طـ الحؽؿ الشرطل‪ ،‬والؿؼؾد يشؿؾ ا‬
‫كؾ مـ كان دون الؿجتفد الؿطؾؼ‪ ،‬ولق كان مجتفد مؼ اقدا‬
‫كالؿزين وأبل يقسػ‪ :‬فنهنؿا مجتفدان اجتفادا مطؾ ًؼا‪.‬‬
‫صالح بن عبد اهلل ال ُعصيمي‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الشيخ‬ ‫‪48‬‬

‫طؾؿا طالؿ بالػؼف إصؾ‬


‫ثؿ ذكر شرط الؿػتل أي‪ :‬الؿجتفد‪ ،‬فذكر أن شروصف كثقرة مـفا (أن يؽقن ً‬
‫وفرطا‪ )...‬إلك آخر ما ذكر‪ ،‬وحاصؾ ما ذكره أن يؽقن متله ًَّل لَّلجتفاد‪ ،‬وإهؾ اقة هل اجتؿاع آٓت فقف‬
‫متـقطة العدد كثقرة ال ُعدَ د‪.‬‬
‫أن لؾؿستػتل شرو ًصا كثقرة مـفا أن يؽقن مـ أهؾ التؼؾقد‬
‫ثؿ ذكر شرط الؿستػتل وهق الؿؼؾد‪ ،‬وذكر ا‬

‫فقؼؾدُ الؿػتل يف ال ُػتقا‪ ،‬وأٓ يؽقن استػتاؤه ا‬


‫طؿا ُيؿـع التؼؾقد فقف‪ ،‬والذي ُيؿـع التؼؾقد فقف طـدهؿ هق باب‬
‫العؼائد‪ ،‬الذي يسؿقكف باب العؿؾقات‪ ،‬وطؾك ما قرركا ساب ًؼا فنن التؼؾقد يؼع يف باب العؾؿقات أيضا‪ ،‬وال‬
‫يختص بالعؿؾقات‪.‬‬
‫ثؿ أورد سما ًٓ‪( :‬هؾ لؾؿجتفد التؼؾقد؟)‪ ،‬وأجاب طـف بؼقلف‪( :‬لقس لؾؿجتفد التؼؾقد لتؿؽـف مـ‬
‫آجتفاد)‪ ،‬والصحقح أن لؾؿجتفد أن يؼؾد غقره إذا وجد ما يدطق إلقف‪ُ :‬‬
‫مثؾ العجز طـ آجفاد‪ ،‬أو ضقؼ‬
‫الققت‪ ،‬أو ِ‬
‫غقر ذلؽ مـ إحقال‪.‬‬
‫وأن مـ أهؾ العؾؿ مـ قال‪( :‬هق َقبَقل قَقل الؼائَؾ بَدون حجَة تَذكر طؾقَف‪،‬‬
‫ثؿ ذكر معـك ال اتؼؾقد ا‬
‫ومـفؿ مـ قال‪ :‬هق ق ُبقلؽ ققل الؼائؾ‪ ،‬وأكت ٓ تعؾَؿ ملخَذه)‪ .‬وكََّل الؼَقلقـ ٓ يخؾَق مَـ اطَرتاض‪،‬‬
‫وإضفر أن أن التؼؾقد اصطالحا هق تعؾؼ العبد يف حؽؿ شرطل بؿـ لقس حجة يف ذاتف‪.‬‬
‫ثؿ أورد مسللة تذكر طـدهؿ وهل كقن ق ُبقل ققل الـبَل ﷺ يسَؿك تؼؾقَدً ا أم ٓ‪ ،‬و ٰهَذه الؿسَللة ٓ‬
‫وجقد لفا طـد التحؼقؼ‪ٕ ،‬ن الـبل ﷺ حجة يف ذاتف‪ ،‬فنكـا أمركا بنتباطف ﷺ سقاء قؾـَا بَلن آجتفَاد يؼَع‬
‫مـف أو ٓ يؼع مـف‪.‬‬
‫ثؿ ذكر مسللة تسؿك طـدهؿ بتصقيب الؿجتفديـ‪ ،‬وهل الؿذكقرة يف ققلف‪( :‬هؾ الؿجتفدون يف‬
‫أصحفؿا طـد الشافعقة والؿالؽقة أ ّكف ٓ يؽقن كؾفؿ‬
‫ّ‬ ‫الػروع كؾفؿ مصقبقن‪ ،‬أم ٓ؟)‪ ،‬فذكر ّ‬
‫أن فقفا ققلقـ‬
‫مصقبقـ‪ ،‬ويجقز أن تؼقل مصقبقن‪ ،‬وأن تؼقل مصقبقـ‪ ،‬والثاين طـد أبل حـقػة كؾفؿ مصقبقن‪ ،‬والصحقح‬
‫أن الؿصقب مـ الؿجتفديـ واحد‪ٕ :‬ن الحؼ واحد ٓ يتعدّ د‪ ،‬والؿراد باإلصابة هـا إصابة الحؽؿ‪.‬‬
‫ثؿ ذكر أن الذي يـبـل طؾك ٰهذا ا‬
‫أن الؼائؾ بعدم إصابتفؿ يؼقل بعدم تعدّ د الحؼ‪ ،‬والؼائؾ بنصابتفؿ‬
‫يؼقل بتعدد الحؼ‪ .‬والحؼ ٓ يتعدّ د‪.‬‬
‫أن الؿجتفد يمجر مطؾ ًؼا‪ :‬لؽـ الؿصقب لف أجران‪،‬‬
‫ثؿ ذكر (هؾ الؿجتفد يمجر مطؾ ًؼا أم ٓ؟)‪ ،‬فذكر ا‬
‫والؿخطئ لف أجر واحد‪.‬‬
‫مصَقب‪ ،‬أم ٓ؟)‪ ،‬فَذكر أكَف ٓ يؽَقن ذلَؽ‪ٕ :‬كَف يَمدي إلَك‬
‫ٌ‬ ‫ثؿ ذكر (هؾ كؾ مجتفد يف التقحقَد‬
‫‪49‬‬ ‫تطريز مدخل الوصول‬

‫والصَحقح‬
‫ُ‬ ‫تصقيب أهؾ الضَّلل مـ الـصارى والؿجقس والؽػار والؿـؽريـ لؾبعث‪ٕ :‬هنؿ مجتفدون‪،‬‬
‫ّ‬
‫أن الؼقل بآجتفاد يف التقحقد كالؼقل يف آجتفاد فقؿا يسؿقكف فرو ًطا‪ ،‬فلما أصؾ التقحقد فنكف ٓ يصَقب‬
‫الحؼ‪ ،‬وأ اما فروع التقحقد التل يجري فقفا الخَّلف فالؿجتفد فقفا كالؿجتفَد‬ ‫مـ اجتفد فقف طؾك ِخ ِ‬
‫َّلف ّ‬
‫يف غقرها‪ ،‬إن أصاب الحؼ فؾف أجران‪ ،‬وإن أخطل فؾف أجر واحد‪.‬‬
‫وسبؼ أن ذكرت لؽؿ أن الؿقافؼ لألدلة الشرطقة‪ ،‬أن ُتجعؾ الؿسائؾ آجتفادية فرو ًطا سقا ًء تع اؾؼَت‬
‫الؿسائؾ غقر آجتفادية أصق ًٓ سقاء تع اؾؼت بالطؾب أو الخَرب‪ ،‬وهَذا هَق‬
‫ُ‬ ‫بالطؾب أو الخرب‪ ،‬وأن تجعؾ‬
‫ما يدل طؾقف تصرف أهؾ العؾؿ يف البابقـ‪.‬‬
‫ثؿ ذكر دلقؾ لقس كؾ مجتفد مصق ًبا‪ ،‬وهق حديث «مَـ اجتفَد وأصَاب فؾَف أجَران‪ ،‬ومَـ اجتفَد‬
‫أجر واحد» أخرجف أحؿد بفذا الؾػظ‪ ،‬وإسـاده ضعقػ‪ ،‬ويف «الصحقحقـ» مـ حديث طبهد اهلل‬
‫فلخطل فؾف ٌ‬
‫بـ طؿرو ما يغـل طـف أن الـبل ﷺ قال‪« :‬إذا حؽؿ الحهاكؿ فاجتفهد ثهؿ أصهاب فؾهف أجهران‪ ،‬وإذا حؽهؿ‬
‫فاجتفد ثؿ أخطل فؾف أجر»‪ ،‬و َدٓلة ٰهذا الحديث هق أكف ﷺ حؽؿ بصقاب الؿجتفد تار ًة‪ ،‬وحؽَؿ بخطئَف‬
‫تارة أخرى‪ ،‬ففذا يدل طؾك أكف قد يجتفد فقصقب‪ ،‬وقد يجتفد فقخطئ‪.‬‬
‫وهذا آخر التؼرير طؾك ٰهذا الؽتاب‪ ،‬وقد تؼدا م ُجؾ مباحثف يف شرح «كتاب القرقات»‪ ،‬ويف التؼرير‬
‫طؾك بعض الؽتب إصقلقة التل تؼدمت‪ ،‬وبؿراجعتفا ودوام الـظر فقفا‪ :‬يستؽؿؾ اإلكسان الؿقاضع‬
‫يسقرا يف ٰهذا الؿحؾ مراطا ًة لؾحال‪.‬‬
‫التل يؽقن ال اتعؾقؼ طؾقفا ً‬
‫وص اؾك اهلل وسؾؿ طؾك طبده ورسقلف محؿد‪ ،‬وآلِ ِف وصحبف أجؿعقـ‪.‬‬
‫***‬

You might also like