You are on page 1of 45

‫الشروحات الذهبية‬

‫على‬
‫منظومة القواعد الفقهَّية‬
‫إعـــــداد‬
‫أبو خالد ناصر بن سعيد بن سيف السيف‬
‫غفر هللا له ولوالديه وجميع المسلمين‬

‫‪1‬‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫‪‬‬
‫الحمد لله وحده والصالة والسالم على من ال نبي بعده أما‬
‫بعد‬
‫فــإن علم القواعـد الفقهيــة من أعظم علــوم الشــريعة وأهمهــا‬
‫للفقيــه والمفــتي والقاضــي وبــه تتــدرب مــدارك طالب العلم‬
‫وُيفتح لهم باب ضبط المسائل وتشعبات الفروع وهي األرض‬
‫الصلبة التي ُينطلق منها لالســتنباط والنظــر واالســتدالل مــع‬
‫توّق د في ملكــة الفهم واالســتيعاب إلدراك معــاني النصــوص‬
‫وفقهها وكل هذا يتأتى إليهم وزيــادة عليــه بإتقــان قواعــد هــذا‬
‫العلم حفظًا وفهمًا والتوسع في المدارسة مع طالب العلم‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق حرصـت على بعض شـروح منظومـة‬
‫القواعد الفقهية للشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه اللــه‬
‫تعالى ولخصتها ورتبتها في هذه الورقات وســميتها مجتهــدًا‪:‬‬
‫«الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الفقهية»(‪.)1‬‬
‫نسأل هللا العلي القدير أن يوفقنا إلى فعل الخيرات وتــرك‬
‫المنكــرات وأن يرزقنــا العلم النــافع والعمــل الصــالح والــرزق‬
‫الطيب والعمل المتقَّب ل وصــلى هللا وســلم وبــارك على نبينــا‬
‫محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫كتبه الفقير إلى عفو ربه القدير‬
‫=‬ ‫(‪ )1‬اســتفدت في تحضــير هــذه المــادة من عــدة مراجــع وفي مقــدمتها‬ ‫‪1‬‬

‫مذكرة‪« :‬شرح منظومة القواعد الفقهية» لفضيلة الشيخ خالد بن إبــراهيم‬


‫الصقعبي حفظه هللا تعالى‪ ،‬وكتــاب‪« :‬شــرح منظومــة القواعــد الفقهيــة»‬
‫لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد العويد حفظه هللا تعــالى‪ ،‬ومن دروس‬
‫فضــيلة شــيخنا الشــيخ ســامي بن محمــد الخميس حفظــه هللا تعــالى‪ ،‬وقد‬
‫اعتمدت غالبًا على هذه الشروح والتعليق عليها والحمد هلل الــذي بنعمتــه‬
‫تتم الصالحات‪.‬‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪4‬‬
‫أبو خالد ناصر بن سعيد بن سيف السيف‬
‫غفر هللا له ولوالديه وجميع المسلمين‬

‫=‬
‫‪5‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫‪‬‬
‫* تعريف القواعد في اللغة‪:‬‬
‫جمــع قاعــدة والقاعــدة في اللغــة األســاس وقواعــد الــبيت‬
‫أساسه‪ ،‬قال تعــالى‪َ[ :‬وِإْذ َيْر َف ُع ِإْب َر اِهيُم الَقَو اِع َد ِم َن الَبْيِت‬
‫َوِإْس َم اِع يُل َرَّبَنا َتَقَّبْل ِم َّنا] {البقرة‪. }127:‬‬
‫* تعريف القواعد في االصطالح‪:‬‬
‫حكم شــرعي كلي تنــدرج تحتــه مســائل شــتى في أبــواب‬
‫متعددة‪.‬‬
‫* تعريف الفقه في اللغة‪:‬‬
‫الفهم‪.‬‬
‫* تعريف الفقه في االصطالح‪:‬‬
‫هــو العلم باألحكــام الشــرعية العملَّي ة المكتســبة من أدلتهــا‬
‫التفصيلية‪.‬‬
‫* تسمى القواعد الفقهية‪:‬‬
‫‪ -1‬األشباه والنظائر‪.‬‬
‫‪ -2‬الفروق الفقهية‪.‬‬
‫* أقسام القواعد الفقهية‪:‬‬
‫القواعـــد الفقهيـــة تنقســـم من حيث الَّس عة والشـــمول إلى‬
‫قسمين في الجملة‪:‬‬
‫القسم األول‪:‬‬
‫قواعد تشتمل على مسائل كثيرة متعددة من أبواب متنوعة‬
‫وهذه على نوعين‪:‬‬
‫‪ -‬الن<<وع األول‪ :‬قواعــد تــدخل في جميــع األبــواب الفقهيــة وهي‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪6‬‬
‫القواعد الكبرى الُك لَّية‪:‬‬
‫‪ -1‬األمور بمقاصدها‪.‬‬
‫‪ -2‬اليقين ال يزول بالشك‪.‬‬
‫‪ -3‬المشقة تجلب التيسير‪.‬‬
‫‪ -4‬الضرر يزال‪.‬‬
‫‪ -5‬العادة محكمة‪.‬‬
‫‪ -‬النوع الثاني‪ :‬قواعد تدخل في أكثر األبــواب الفقهيــة وذلــك‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬المشغول ال يشغل‪.‬‬
‫‪ -2‬التابع تابع‪.‬‬
‫‪ -3‬اســتعمال القرعــة عنــد اســتواء الحقــوق وعــدم إمكــان‬
‫التعيين‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا اجتمع الحالل والحرام غلب الحرام‪.‬‬
‫القسم الثاني‪:‬‬
‫قواعـد تختص بـأبواب فقهيـة معينـة أو ببـاب واحـد منهـا‬
‫وهذا النوع من القواعد الفقهيــة اشــتهرت تســميتها بالضــوابط‬
‫مثل‪:‬‬
‫‪ -1‬الحدود تدرأ بالشبهات‪.‬‬
‫‪ -2‬ما ال يجوز السلم فيه ال يجوز قرضه‪.‬‬
‫‪ -3‬شــعر الحيــوان في حكم المنفصــل عنــه ال في حكم‬
‫المتصل‪.‬‬
‫* مسألة‪ :‬الفرق بين القواعد األصولية والقواعد الفقهية‪.‬‬
‫الفروق كثيرة وتتركز على ‍م‍حور‍ين وهما‪:‬‬
‫‪ -‬األول‪ :‬أن القواعد األصولية شاملة وعامة لجميع أحكــام‬
‫الشــريعة مثــل‪ :‬قاعــدة (النهي يقتضــي التحــريم) فهــذه قاعــدة‬
‫أصولية ليست خاصة بالفقه وإنمــا هي عامــة تــدخل في الفقــه‬
‫والتفســـير والحـــديث والعقيـــدة كمـــا في قولـــه تعـــالى‪َ[ :‬و اَل‬
‫‪7‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫ُتْس ِرُفوا] فــالنهي هنــا للتحــريم‪ ،‬وأمــا القواعــد الفقهيــة فهي‬


‫خاصة بالفقه فقط‪.‬‬
‫‪ -‬الث<<<<اني‪ :‬أخص من الفــــرق األول وهــــو أن القواعــــد‬
‫األصولية قواعد عامة ُك لَّية معنى ذلك أنها تشتمل على جميــع‬
‫مــا يــدخل تحتهــا من فــروع مثــل قاعــدة‪( :‬األمــر يقتضــي‬
‫الوجوب) فهذه قاعدة أصولية ال نحملها إال على الوجــوب إال‬
‫بدليل ينقله من الوجوب إلى االستحباب وأما القواعـد الفقهيـة‬
‫فهي تتناول أغلب الفروع الداخلية تحتها فقط‪.‬‬
‫* استمداد القواعد الفقهية‪:‬‬
‫أوًال‪ :‬القواعـد الفقهيـة مصـدرها من النصـوص الشـرعية‬
‫من الكتاب والُّسنة ولذا تجد أن بعض القواعــد جــزء من آيــة‬
‫أو حــديث مثــال ذلــك من الكتــاب‪َ[ :‬و َأَح َّل ُهللا الَبْي َع َو َح َّر َم‬
‫الِّر َبا] {البقرة‪ }275:‬ومن الُّسنة‪« :‬ال ضرر وال ضرار»‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬ما كــان من غــير النصــوص الشــرعية من الكتــاب‬
‫بمقاصــدها» والــدليل عليهــا قولــه ﷺ‪« :‬إنما األعمال‬
‫والُّسنة ولكنها أتت بمعنى الــدليل مثــال ذلــك قاعــدة‪« :‬األمــور‬
‫بالنيات»‪.‬‬
‫ثالث<ًا‪ :‬أن تكون القاعــدة ليســت دليًال وال معــنى للــدليل مثــل‬
‫قاعـدة‪« :‬األصـل في األشـياء الحـل واإلباحـة إال بـدليل» فهـذه‬
‫قاعدة لم يرد فيها نص وال بمعناه ولكن الدليل قام عليها فهــذه‬
‫مأخوذة من قوله تعالى‪ُ[ :‬هَو اَّل ِذ ي َخ َل َق َلُك ْم َم ا ِفي اَألْر ِض‬
‫َج ِم يًعا] {البقرة‪.}29:‬‬
‫رابعًا‪ :‬أن تكون القاعـدة من إجمـاع العلمـاء مثـل قاعـدة‪:‬‬
‫(ال اجتهاد مع النص)‪.‬‬
‫خامس<<ًا‪ :‬أن تكــون القاعــدة من القيــاس وأصــول الشــريعة‬
‫وتعليالتها وعموم أدلتها واستدل على قواعــد كثــيرة كقــولهم‪:‬‬
‫(االستدامة أقوى من االبتداء)‪.‬‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪8‬‬
‫* مسألة‪ :‬هل يجوز أن تكون القاعدة الفقهية دليًال شرعيًا‬
‫يستنبط منه حكم شرعي؟‬
‫ًال‬
‫القاعــدة الفقهيــة ليســت دلي بــذاتها وإنمــا هي قاعــدة تلم‬
‫شــتات الفــروع الفقهيــة المندرجــة تحتهــا ويســتأنس بهــا في‬
‫ثبوت أحكام الفروع‪.‬‬
‫* مصادر القواعد الفقهية‪:‬‬
‫‪ -1‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ -2‬الُّسنة النبوية‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلجماع‪.‬‬
‫‪ -4‬القياس‪.‬‬
‫* من أهم المؤلفات في القواعد الفقهية‪:‬‬
‫‪ -‬المذهب الحنفي‪ :‬أصـــول الكـــرخي (تـــوفي ســـنة‬
‫‪340‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬المذهب المالكي‪ :‬قواعد األحكام في مصالح األنام‬
‫لعز الدين بن عبدالسالم (توفي سنة ‪660‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬المذهب الحنبلي‪ :‬القواعــد النورانيــة الفقهيــة لشــيخ‬
‫اإلسالم ابن تيمية (توفي سنة ‪728‬هـ)‪.‬‬
‫‪ -‬المذهب الشافعي‪ :‬األشــباه والنظــائر للســيوطي (تــوفي‬
‫سنة ‪911‬هـ)‪.‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪9‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫شرح منظومة القواعد الفقهية‬


‫البداءة في الخطب بحمد هللا عز وجل‬
‫وجامع األشياء والمفرق‬ ‫الحمد هلل العلـي األرفـق‬
‫* الحمد‪ :‬هــو ذكــر صــفات المحمــود مــع حبــه وتعظيمــه‬
‫وإجالله فإن تجرد عن ذلك فهو مدح‪.‬‬
‫* الفرق بين الحمد والمدح‪ :‬الحمد والمــدح كالهمــا فيــه‬
‫ذكر المحمود في صفة الكمال وأمــا الفــرق فهــو أن اإلخبــار‬
‫عن محاســن الغــير إمــا أن يكــون إخبــارًا مجــردًا من الحب‬
‫والإرادة فهو مدح وإن كان مقرونًا بهما فيكون حمدًا‪.‬‬
‫* قوله‪« :‬هلل»‪ :‬فاهلل تعالى لــه الحمــد المطلــق من جميــع‬
‫الوجوه أما غير هللا عز وجل فإنه يحمــد على أشــياء خاصــة‬
‫فالعبــد يحمــد ولكن حمــده مقيــد فهــو يحمــد على أشــياء دون‬
‫أشياء‪.‬‬
‫* قوله‪« :‬العلي»‪ :‬أي هلل العلو التــام المطلــق من جميــع‬
‫الوجوه‪:‬‬
‫‪ -1‬علو الذات‪ :‬فاهلل تعــالى ظــاهر بذاتــه فــوق كــل شــيء‬
‫وهذا دل عليه الكتاب والُّسنة واإلجماع والفطرة‪.‬‬
‫‪ -2‬علو القدر‪ :‬متفق عليـه عنـد أهـل الُّس نة والجماعـة وأن‬
‫الله ال يوصف إال بصفات الكمال‪.‬‬
‫‪ -3‬علو القهـر‪ :‬متفـق عليـه وأن كـل شـيء تحت قدرة اللـه‬
‫وسلطانه‪.‬‬
‫* قول<<ه‪« :‬األرف<<ق»‪ :‬أي رفيق بأفعالــه ألن أفعالــه كلهــا‬
‫رفق في غاية المصــالح والحكمــة واألرفــق ليس من أســماء‬
‫هللا تعالى بل هو من باب اإلخبار ألن بـاب اإلخبـار أوسـع من‬
‫باب األسماء والصفات كما قال ذلك اإلمام ابن القيم رحمه اللــه‬
‫تعالى‪.‬‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪10‬‬
‫* قول<<ه‪« :‬وجامع األش<<ياء والمف<<رق»‪ :‬أي أنــه تعــالى‬
‫جمع األشياء في شيء وفرقها في شيء آخــر كمــا جمــع بين‬
‫خلقـــه في كونـــه خلقهم ورزقهم وفـــرق بينهم في األشـــكال‬
‫والصور ومناسبة ذكر هذا البيت ألن الشيخ يشرع في بيــان‬
‫القواعــد وهــذه القواعــد تجمــع بين المتمــاثالت وتفــرق بين‬
‫المختلفات فتعطي المتماثالت حكمـًا واحــدًا وأمــا المختلفــات‬
‫فهي متغايرة‪.‬‬
‫ِنعم هللا واسعة‬
‫والِح كم الباهرة الكثيرة‬ ‫ذي النعم الواسعة الغزيرة‬
‫* قوله‪« :‬ذي النعم الواسعة الغزيرة»‪ :‬هذا بيــان لســعة‬
‫فضله وعطايــاه الشــاملة لجميــع خلقــه فال يخلــو مخلــوق من‬
‫نعمــه طرف ـة عين وال ســيما اآلدمي فــإن اللــه فّض َله وشــّر َفه‬
‫وسّخ َر له ما في السموات وما في األرض وأسبغ عليــه نعمــه‬
‫الظاهرة والباطنة وال يمكن تعداد نعمه‪.‬‬
‫* قول<<ه‪« :‬والحكم الب<<اهرة الكث<<يرة»‪ :‬الحكمــة وضــع‬
‫الشــيء في موضــعه المناســب الالئــق بــه فهي حكم عظيمــة‬
‫تبهر العقول وهذه الحكم متعددة‪.‬‬
‫الصالة والسالم على رسول هللا ﷺ‬
‫على الرسول القرشي‬ ‫ثم الصالة مع سالم دائم‬
‫الخاتم‬
‫* الص<<<الة‪ :‬الصــالة من هللا الثنــاء على العبــد في المأل‬
‫األعلى‪.‬‬
‫* الرسول‪ :‬من أوحي إليه بشرع وأُمر بتبليغه‪.‬‬
‫* الخاتم‪ :‬الذي ختم هللا به األنبياء والرسل فال نبي بعده‪.‬‬
‫قال هللا تعـالى‪َ[ :‬م ا َك اَن ُم َح َّم ٌد َأَب ا َأَح ٍد ِم ْن ِرَج اِلُك ْم َو َلِكْن‬
‫َرُس وَل هللا َو َخ اَتَم الَّنِبِّييَن ] {األحزاب‪.}40:‬‬
‫‪11‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫* قوله‪« :‬مع س<<الم دائم»‪ :‬هــذا دعــاء للنــبي ﷺ في‬


‫حال حياته بالســالمة من الشــرور واآلفــات وأمــا بعــد وفاتــه‬
‫بعدم التحريف في شريعته‪.‬‬
‫الصالة على النبي ﷺ‬
‫الحائزي مراتب الفخار‬ ‫وآله وصحبه األبرار‬
‫* اختلف في المراد «آل النبي ﷺ» على قولين‪:‬‬
‫األول‪ :‬المراد أتباعه على دينه‪.‬‬
‫* الصحابي‪ :‬من اجتمع بالنبي ﷺ مؤمنًا به ومــات‬
‫الثاني‪ :‬المراد بأقاربه من المؤمنين‪.‬‬
‫على ذلك ولو لم يره ولو لم تطول الصــحبة وإن تخلــل ذلــك‬
‫رده‪.‬‬
‫* قول<<<ه‪« :‬ح<<<ائزي م<<<راتب الفخ<<<ار»‪ :‬المقصـــود بهـــا‬
‫المراتب العالية في الصحبة والعبــادة والعلم والجهــاد ونحــو‬
‫ذلك‪.‬‬
‫منزلة العلم‬
‫اعلم هديت أن أفضل المنن علم يزيل الشك عنك‬
‫والدرن‬
‫من فوائد العلم يبين للمرء الحق‬
‫ويوصل العبد إلى المطلوب‬ ‫ويكشف الحق لذي القلوب‬
‫* منن هللا على عباده كثيرة ومن أفضــل مــا مّن َ هللا على‬
‫عبده‪ :‬العلم النافع‪.‬‬
‫* العلم شجرة تثمر كل قول حسن وعمل صالح والجهــل‬
‫شجرة تثمر كل قول سيء وعمل خبيث‪.‬‬
‫* ينبغي لإلنســـان أن يحـــرص كـــل الحـــرص على العلم‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪12‬‬
‫ويجتهــد في تحصــيله وأن يــديم االســتعانة باهلل عــز وجــل في‬
‫تحصيله ويبدأ باألهم فاألهم ومن أهمه معرفــة أصــول الفقــه‬
‫وقواعده‪.‬‬
‫* ضابط العلم النافع‪ :‬أن يزيل من القلب شيئين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬الشبهة‪.‬‬
‫‪ -2‬الشهوة‪.‬‬
‫الشـــبهات تـــورث الشـــك والشـــهوات تـــورث درن القلب‬
‫وتثبط البدن عن الطاعات ‪.‬‬ ‫وقسوته ِّ‬
‫* إذا أزال العلم النــافع الشــبهة والشــهوة حــل محــل األول‬
‫اليقين الذي هو ضد الشك وحل محل الثاني اإليمان‪.‬‬
‫* كلما ازداد اإلنسان علمًا حصـل لـه كمـال اليقين وكمـال‬
‫اإلرادة وكمال الخشية وإذا كان العلم بهذه المنزلــة فيجب أن‬
‫يحرص اإلنسان على الزيادة منه‪.‬‬
‫* قوله‪« :‬ويوصل العبد إلى المطلوب»‪ :‬المطلــوب هنــا‬
‫في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫ُأ‬ ‫ًا‬
‫* العلم يجعل صاحبه في الدنيا سيد إذا مر يطاع أمــره‬
‫وإذا نهى ُيمتثل نهيه‪.‬‬
‫* العلم يجعل صاحبه في اآلخرة من أهل الجنة قال هللا‬
‫تعــالى‪َ[ :‬يْر َف ِع ُهللا اَّل ِذ يَن َآَم ُن وا ِم ْنُك ْم َو اَّل ِذ يَن ُأوُت وا الِع ْلَم‬
‫َد َرَج اٍت] {المجادلة‪.}11:‬‬
‫فهم القواعد ومعرفتها‬
‫جامعة المسائل الشوارد‬ ‫فاحرص على فهمك‬
‫للقواعد‬
‫* لما ذكر الناظم رحمــه هللا تعــالى عمــوم أهميــة العلم‬
‫الشرعي وفضله خَّص منه ما يريد ذكره وهي هذه القواعد‪.‬‬
‫معرفة حكم النوازل الجديدة‬
‫‪13‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫وتقتفي سبل الذي قد وفقا‬ ‫فترتقي في العلم خير‬


‫مرتقى‬
‫منهج المؤلف في القواعد الفقهية‬
‫كتب أهل العلم قد حصلتها‬ ‫فهذه قواعد نظمتها من‬

‫الدعاء ألهل العلم السابقين ومعرفة فضلهم‬


‫والعفو مع غفرانه والبر‬ ‫جزاهم المولى عظيم األجر‬
‫* في هذه األبيات إشارة من الناظم رحمه هللا تعــالى أنــه‬
‫لم يكن له دور في هذه القواعد إال أنـه جمعهـا من كتب أهـل‬
‫العلم وهذا أدب منه وتواضع‪.‬‬
‫* في هذه األبيات الدعاء من الناظم رحمه هللا تعالى وأن‬
‫الدعاء للعالم من أعظم ثمرات تعليم العلم فكفى فخرًا بالعــالم‬
‫أن يذكر ويدعى له بعد مماته‪.‬‬
‫النية شرط لصحة العمل‬
‫بها الصالح والفساد للعمل‬ ‫والنية شرط لسائر العمل‬
‫وأجلهــا وتــدخل في جميــع‬‫َّ‬ ‫* هــذه القاعــدة أنفــع القواعــد‬
‫أبواب العلم فصالح األعمال البدنية وأعمال القلوب وأعمال‬
‫الجوارح إنما هو بالنية وفساد هذه األعمال بفســاد النيــة فــإذا‬
‫فســدت األقوال واألعمــال كمــا قال النــبي ﷺ‪« :‬إنما‬
‫صلحت النيــة صــلحت األقوال واألعمــال وإذا فســدت النيــة‬
‫األعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى»‪.‬‬
‫* تعريف النية‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هي العزم والقصد‪.‬‬
‫اص<<طالحًا‪ :‬هي األعمــال والتكــاليف والتصــرفات القوليــة‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪14‬‬
‫والفعلية وتختلف نتائجها وأحكامها من حيث الصحة والبطالن‬
‫واإلجزاء واإلثابة والمعاقبة فهي تتأثر بالقصد‪.‬‬
‫* مكانة هذه القاعدة‪:‬‬
‫‪ -1‬هـــذه القاعـــدة مبنيـــَّة على حـــديث‪« :‬إنما األعمال‬
‫بالنيات»‪.‬‬
‫‪ -2‬الحــديث قاعــدة من قواعــد اإلســالم العظيمــة اتفــق‬
‫العلماء على صحته‪.‬‬
‫‪ -3‬صـّد َر البخـاري في كتابـه هـذا الحـديث وأقامـه مقـام‬
‫الخطبة إشارة منه إلى أن كل عمل ال يراد به وجه هللا تعالى‬
‫فهو باطل ال ثمرة له في الدنيا وال في اآلخرة‪.‬‬
‫‪ -4‬هذا الحديث هو أحد األحاديث التي عليها مدار الدين‪.‬‬
‫ﷺ شيء أجمع وال أغنى وال أكثر فائدة منه ‪ -‬أي هذا‬
‫‪ -5‬قال اإلمام البخاري رحمه هللا‪« :‬ليس من أخبار النبي‬
‫الحديث‪. »-‬‬
‫* إطالقات هذه القاعدة‪:‬‬
‫‪ -1‬إنما األعمال بالنيات‪.‬‬
‫‪ -2‬األمور بمقاصدها‪.‬‬
‫‪ -3‬ال عمل إال بنية‪.‬‬
‫* محل الني<<ة‪ :‬ذهب عامــة أهــل العلم إلى أن محــل النيــة‬
‫القلب وأما القول أن محل النية الــدماغ أو اللســان فهــذا قول‬
‫شاذ ال يصح‪.‬‬
‫* شروط النية‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلسالم‪ :‬وهذا شرط في كل عبادة ألن النيــة والعبــادة‬
‫ال تصح إال من مسلم‪.‬‬
‫‪ -2‬التمييز‪ :‬ألن نيته لو صحت لصح عمله‪.‬‬
‫‪ -3‬العلم بالمنوي فال بد أن يعلم اإلنســان بــالمنوي‪ :‬علمـًا‬
‫يقينيًا هل هو عبادة أم ال؟ ومن حيث صفته؟ وهل هو فرض‬
‫‪15‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫أم نفل؟‬
‫‪ -4‬أال يـــأتي بمنـــاٍف بين النيـــة والمنـــوي‪ :‬وذلـــك بـــأن‬
‫تستصحب النيـة حـتى نهايـة الفعـل والمنـافي هـو قطعهـا أو‬
‫الردة والعياذ باهلل‪.‬‬
‫* التشريك في النية له صورتان‪:‬‬
‫‪ -‬الصورة األولى‪ :‬أن يــدخل مــع العبــادة مــا ليس بعبــادة‬
‫أصًال وهي على نوعين‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يدخل مع العبادة ما ال يصــح إدخالــه‪ :‬مثــل إدخــال‬
‫الذبح هلل وللولي فالن فهذا يبطل العبادة‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يدخل مع العبادة ما يصح إدخالـه‪ :‬مثـل إدخـال غسـل‬
‫بنية الجمعة والتبرد‪.‬‬
‫‪ -‬الصورة الثانية‪ :‬أن ينـوي مـع العبـادة عبـادة وهـذا لـه‬
‫أنواع‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يدخل فريضة على فريضة وهذا ال يجوز‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ينوي مع الفريضة سنة وهذا يجوز‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ينــوي نافلــة مــع نافلــة أخــرى وهــذا بــاب واســع‬
‫وجائز‪.‬‬
‫* مسألة‪ :‬ما فائدة النية؟‬
‫‪ -1‬تمييز المنوي له بمعنى هل العمل لله أم لغــيره وهــذا ال‬
‫يبحثــه الفقهــاء بــل يبحثــه أهــل الســلوك في مبحث اإلخالص‬
‫والرياء ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬تميــيز العمــل المنــوي بمعــنى التفريــق بين العــادة‬
‫والعبادة والتفريق بين العبادات بين بعضها‪.‬‬
‫* مسألة‪ :‬هل التروك تحتاج إلى نية؟‬
‫‪ -1‬تــروك محــددة بــوقت‪ :‬مثــل‪ :‬محظــورات اإلحــرام‬
‫ومفطرات الصيام وهذا يحتاج إلى نية في الترك‪.‬‬
‫‪ -2‬تروك غير محددة بوقت‪ :‬مثل‪ :‬الكذب والزنا وشــرب‬
‫الخمر هذا مــأمور بــالترك في كــل وقت فال تحتــاج إلى نيــة‬
‫وإن نوى تركها كان أفضل‪.‬‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪16‬‬
‫* مسألة‪ :‬ترك المحرمات إلى أقسام ثالثة‪:‬‬
‫‪ -1‬تارك المحرم عاجزًا وهذا يؤزر‪.‬‬
‫‪ -2‬تارك المحرم غافًال وهذا ال يؤجر وال يؤزر‪.‬‬
‫‪ -3‬تارك المحرم امتثاًال وهذا يؤجر‪.‬‬
‫الشريعة مبنية على جلب المصالح ودرء المفاسد‬
‫في جلبها والدرء للقبائح‬ ‫الدين مبني على المصالح‬
‫* هــذه القاعــدة من القواعــد العظيمــة في بــاب األمــر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر واالحتساب في الجهاد بل فساد‬
‫نتائج كثيرة من األعمال الدعوية نتيجة قلة الفقه في مثل هذه‬
‫القاعدة‪.‬‬
‫* تعريف المصلحة ‪:‬‬
‫لغة‪ :‬هي المنفعة‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬هي المنفعة التي قصــدها الشــارع الحكيم لعبــاده‬
‫من حفظ دينهم ونفوسهم وعقولهم وأعراضهم وأموالهم‪.‬‬
‫* أدلة القاعدة‪:‬‬
‫َل‬ ‫ْل‬ ‫ًة‬ ‫اَّل‬ ‫َن‬‫ْل‬ ‫َأ‬
‫‪ -1‬قوله تعالى‪َ[ :‬و َم ا ْرَس اَك ِإ َرْح َم ِل َعا ِم يَن ] {األنبيــاء‪:‬‬
‫‪ }107‬ومن الرحمـــة بعبـــاده رعايـــة مصـــالحهم الدنيويـــة‬
‫واآلخروية‪.‬‬
‫ْأ‬
‫‪ -2‬قوله تعالى‪ِ[ :‬إَّن اللَه َي ُم ُر ِبالَع ْد ِل َو اِإل ْح َس اِن ] {النحــل‪:‬‬
‫‪.}90‬‬
‫َف‬ ‫ْأ‬ ‫اَل‬ ‫ُق‬
‫‪ -3‬قوله تعالى‪ْ [ :‬ل ِإَّن اللَه َي ُم ُر ِبال ْح َش اِء ] {األعــراف‪:‬‬
‫‪.}28‬‬
‫َل‬ ‫َع‬ ‫ا‬ ‫َّط‬‫ال‬
‫َو ُيِح ُّل ُهُم ِّيَب ِت َو ُيَح ِّر ُم ْيِهُم‬‫ل‬ ‫[‬ ‫‪:‬‬ ‫تعــالى‬ ‫قولــه‬ ‫‪-‬‬‫‪4‬‬
‫الَخ َباِئَث ] {األعراف‪.}157:‬‬
‫قسمها العلماء إلى ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫*المصالح الشرعية َّ‬
‫‪ -1‬مصلحة ضرورية‪ :‬هي الـتي شـرعت لقيـام أمـر الـدين‬
‫‪17‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫والدنيا جميعًا مثل‪ :‬وجوب التوحيد والتحذير من الشرك‪.‬‬


‫حاجية‪ :‬هي التي شرعت تخفيف ـًا على المكلــف‬ ‫َّ‬ ‫‪ -2‬مصلحة‬
‫مثل القصر والجمع في السفر والتيمم‪.‬‬
‫‪ -3‬مصلحة تحسينية‪ :‬هي التي شرعت تحسين الدين مثل‬
‫النظافة وحسن الخلق‪.‬‬
‫* ما هي المصلحة المعتبرة والمصلحة الغير معتبرة؟‬
‫‪ -1‬المصلحة المعتبرة‪ :‬هي التي جاءت األدلة من الكتاب‬
‫جة باتفاق العلماء‪.‬‬‫والُّسنة على إعمالها فهذه حُ َّ‬
‫‪ -2‬المصلحة الملغاة‪ :‬هي المخالفة لألدلة من الكتاب والُّسنة‬
‫فهذه ملغـاة وباطلـة باالتفـاق وال ســبيل لقبولهــا مهمــا أُلبســت‬
‫لباس المصلحة كبدعة المولد النبوي‪.‬‬
‫‪ -3‬المصلحة المرسـلة‪ :‬هي المسـكوت عنهـا وهـذا لم يـأتِ‬
‫الدليل باعتبارهــا وال بعــدم اعتبارهــا فهــذه تســمى المصــالح‬
‫المرسلة وسميت بذلك ألنه مطلقة وخالية من الدليل‪.‬‬
‫* هل المصلحة المرسلة حجّة ؟‬
‫هي حجـة عنـد اإلمـام مالـك واإلمـام أحمـد واسـتدلوا على‬
‫ذلك‪:‬‬
‫‪ -1‬اســتقراء أحكــام الشــريعة فإنمــا شــرعت لمصــلحة‬
‫المكلفين وإعمال المصالح يتفق مع مقاصد الشريعة‪.‬‬
‫‪ -2‬عمــل الصــحابة رضــي اللــه عنهم أجمعين حيث كــانوا‬
‫يراعون المصلحة في النوازل التي يجتهدون فيها‪.‬‬
‫* شروط إعمال المصالح المرسلة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يغلب على الظن وجــود هــذه المصــلحة بمعــنى ال‬
‫تكون مصلحة موهومة أو مشكوك فيها‪.‬‬
‫ليــات الخمس‬ ‫الك َّ‬
‫‪ -2‬أن تكــون هــذه المصــلحة تــُراعي ُ‬
‫(الدين والنفس والعقل والعرض والمال)‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكــون هــذه المصــلحة متفقــة مــع أصــول وقواعــد‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪18‬‬
‫مقاصد الشريعة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ال تعــارض هــذه المصــلحة نصــًا من الكتــاب أو‬
‫الُّسنة أو إجماع المسلمين‪.‬‬
‫‪ -5‬أن ال تكون في المقدَّرات‪ :‬والمقــدَّرات هي الــتي تكفَّلت‬
‫النصوص الشرعية ببيان مقدارها كالمواريث‪.‬‬
‫‪ -6‬أن ال تكون هذه المصلحة في العبـادات ألن العبـادات‬
‫توقيفية أي متوقفة على النص من الكتاب أو الُّسنة‪.‬‬
‫‪ -7‬أن تكــون المصــلحة عامــة وليســت خاصــة يعــني ال‬
‫ُتراعي أُناسًا بأعيــانهم أو بأشخاصــهم وهــذا هــو الفــرق بين‬
‫حكم الشريعة وحكم القوانين الوضعية‪.‬‬
‫* تنقسم المصالح إلى قسمين هما‪:‬‬
‫‪ -1‬مصالح معلومة الحكمة‪ :‬وهي تسمى أحكام معللة وال‬
‫يلزم بـأن تكـون معلومـة عنـد كـل العلمـاء مثـل‪ :‬مشـروعية‬
‫الصالة‪.‬‬
‫‪ -2‬مصــالح غــير معلومــة الحكمــة‪ :‬وهي تســمى أحكــام‬
‫تعبدية مثل‪ :‬غسل اليدين من القيام في الليل‪.‬‬
‫* تنقسم العلل إلى ثالثة أقسام وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬علل منصــوص عليهــا‪ :‬مثــل النهي عن تخطي الرقاب‬
‫وهي اإليذاء‪.‬‬
‫‪ -2‬علل مجمع عليها‪ :‬مثل النهي عن الحكم للقاضي وهو‬
‫غضبان‪.‬‬
‫‪ -3‬علل مستنبطة‪ :‬مثل الربا في األصــناف المنصوصــة‬
‫عليها بالذهب والفضة‪.‬‬
‫تزاحم المصالح‬
‫يقدم األعلى من المصالح‬ ‫فإن تزاحم عدد المصالح‬
‫* قال اإلمـــام أحمـــد رحمـــه هللا لمـــا ســـُئل عن بعض‬
‫‪19‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫األعمال‪« :‬انظر إلى ما هو أصلح لقلبك فافعله»‪.‬‬


‫* قاعدة‪« :‬تزاحم المصالح» لها صور كثيرة‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا تعارض مصلحة واجبة وأخرى مسنونة فإنه يقــدم‬
‫الواجب‪.‬‬
‫ُق‬
‫‪ -2‬إذا تعــارض واجبــات دِّم اآلكــد منهــا ألن الواجبــات‬
‫تتفاوت‪.‬‬
‫‪ -3‬تعارض السنن وفيه ضوابط‪:‬‬
‫أ ‪ -‬إذا تعارضت سُنة مؤكدة وسُنة قّد ِمت الُسنة المؤكدة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا تعــارض فعالن أحــدهما ينتج عنــه فعــل قاصــر‬
‫واآلخر ينتج عنه فعل متعــدي فــإذا لم يمكن تأديتهمــا جميعـًا‬
‫فإنــه يُقــدَّم األعلى مصــلحة وهــو مــا كــان نفعــه متعــدي إلى‬
‫اآلخـــرين ألنـــه عائـــد على ذات اإلنســـان مثـــل طلب العلم‬
‫واالنشغال بنوافل العبادات‪.‬‬
‫* إذا تعارضت مصلحتان فيكون‪:‬‬
‫‪ -1‬الجمع بينهما‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا تعذر الجمع يقدم األفضل منهما‪.‬‬
‫* المرجحات عند تعارض المصالح‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا تعــارض واجب ومســتحب يقــدم الــواجب ألنــه‬
‫أفضل‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا تعارضت واجبات يقدم األوجب‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا تعارضت المصالح تقدم األكثر ثوابًا‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا تعارضت المصالح يقدم المقيَّد على المطلق‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا تعارضت المصـالح يقـدم النفـع المتعـدي على النفـع‬
‫الالزم‪.‬‬
‫تزاحم المفاسد‬
‫يرتكب األذى من المفاسد‬ ‫وضده تزاحم المفاسد‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪20‬‬
‫* المفاسد‪ :‬المحرمات أو المكروهات‪.‬‬
‫* المصالح‪ :‬الواجبات أو المستحبات‪.‬‬
‫* قاعدة‪« :‬تزاحم المفاسد» تنــدرج تحتهــا قواعــد كثــيرة‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -1‬ال ضرر وال ضرار أو الضرر يزال‪.‬‬
‫‪ -2‬يصار إلى أهون الشرين‪.‬‬
‫* صور هذه القاعدة‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا تقابــل محرمــان أو مكروهــان أو محظــوران أو‬
‫ضرران ولم يمكن الخروج عنهما وجب ارتكاب أخفهما‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا اجتمع ضرران أسقط األصغر األكبر‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا تعــارض محرّمــان وفعــل أحــدهما يعــود عليــه‬
‫واآلخر يعود على غيره فإنه يرتكب ما يعود عليه‪.‬‬
‫من قواعد الشريعة التيسير‬
‫في كل أمر نابه تعسير‬ ‫التيسير‬
‫ُ‬ ‫ومن قواعد شرعنا‬
‫* هذا الـبيت ُيعـبر بـه عنـد الفقهـاء قاعـدة‪( :‬المشـقة تجلب‬
‫التيسير) وهي من القواعد الخمس الكبرى‪.‬‬
‫* أدلة هذه القاعدة‪:‬‬
‫ُك‬ ‫ي<<<ُد‬
‫ِر ِب ُم‬ ‫ُي‬ ‫اَل‬ ‫َو‬ ‫َر‬ ‫ُيْس‬ ‫ال‬ ‫ُك‬
‫ِب ُم‬ ‫ُهللا‬ ‫ي<<<ُد‬ ‫‪ -1‬قولـــه تعـــالى‪ِ [ :‬ر‬
‫ُي‬
‫‪ -2‬سـ ُئل النـبيﷺ‪ :‬أي اإليمـان أحب إلى اللـه تعـالى؟‬
‫الُعْسَر ] {البقرة‪.}185:‬‬
‫قال‪« :‬الحنيفية السمحة» رواه البخاري معلقًا‪ .‬قال الشاطبي‬
‫رحمه هللا تعالى‪« :‬سُّمي الـدين بالحنيفيـة السـمحة لمـا فيهـا من‬
‫التيسير والتسهيل»‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلجماع منعقد على عدم وقوع التكليف الشاق ‪.‬‬
‫* إطالقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -1‬الضرورات تبيح المحرمات‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫‪ -2‬إذا ضاق األمر اتسع‪.‬‬


‫‪ -3‬ما أبيح للضرورة ُيقدّر بقدرها‪.‬‬
‫‪ -4‬ما جاز لعذر بطل بزواله‪ :‬مثل‪.‬‬
‫‪ -5‬الميسور ال يسقط بالمعسور‪.‬‬
‫* األمور التكليفية على نوعين‪:‬‬
‫‪ -1‬نوع ال يطيقه العباد فهذا ال يكلفهم هللا به‪.‬‬
‫‪ -2‬نوع يطيقونه واقتضت حكمته سبحانه وتعالى أمــرهم‬
‫به فأمرهم به وإذا حصل لهم بفعلــه مشــقة وعســر فال بــد أن‬
‫يقع التخفيــف فيــه والتيســير إمــا بإســقاطه كلــه أو تخفيفــه أو‬
‫تسهيله‪.‬‬
‫* تخفيفات الشرع ال تخرج من نوعين وهما‪:‬‬
‫‪ -1‬نــوع شــرع من أصــله التيســير وهــو عمــوم التكــاليف‬
‫الشرعية في األحوال العادية‪.‬‬
‫‪ -2‬نوع شرع لما يجد من األعذار والعــوارض وهــو مــا‬
‫يسمى بالرُّخص‪.‬‬
‫* ما هو ضابط المشقة التي تجلب التيسير؟‬
‫‪ -1‬مشـقة ال تنفـك عن العبـادة غالبـًا كمشـقة الصـوم بطـول‬
‫النهار‪.‬‬
‫‪ -2‬مشقة تنفك عن العبــادة غالب ـًا واألصــل أنهــا ال تالزم‬
‫العبادة كمشقة الخوف من الهالك عند االغتسال‪.‬‬
‫* أسباب رفع المشقة أو أنواع الرخص‪:‬‬
‫‪ -1‬رخصة إسقاط‪ :‬كإسقاط الصالة عن الحائض‪.‬‬
‫‪ -2‬رخصة تنقيص‪ :‬كالقصر في صالة السفر‪.‬‬
‫‪ -3‬رخصة إبدال‪ :‬كإبدال الوضوء بالتيمم إذا فُقد أو ع ـُدم‬
‫القدرة على استعمال الماء‪.‬‬
‫‪ -4‬رخصــة تقــديم‪ :‬كجمــع صــالتي الظهــر والعصــر في‬
‫عرفات‪.‬‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪22‬‬
‫‪ -5‬رخصــة تــأخير‪ :‬كجمــع صــالتي المغــرب والعشــاء في‬
‫مزدلفة‪.‬‬
‫‪ -6‬رخصة اضطرار‪ :‬كشرب الخمر لدفع الغُصــة إذا خشــي‬
‫الهالك‪.‬‬
‫‪ -7‬رخصــة تغيــير‪ :‬كتغــير طريقــة أداء الصــالة عنــد‬
‫الخوف‪.‬‬
‫* أسباب التخفيف‪:‬‬
‫‪ -1‬السفر‪ :‬الراجح يرجع فيه إلى الُعرف‪.‬‬
‫‪ -2‬المرض‪ :‬وهو خروج البدن عن حد االعتدال‪.‬‬
‫‪ -3‬اإلكراه‪ :‬وهو حمـل الغـير على أن يفعـل مـا ال يرضـاه‬
‫وال يختار مباشرته بنفسه‪.‬‬
‫‪ -4‬النسيان والسهو‪ :‬عـدم استحضـار الشـيء وقت الحاجـة‬
‫إليه‪.‬‬
‫‪ -5‬الجهل‪ :‬اعتقاد الشيء خالف ما هو في الواقع وهـو ضـد‬
‫العلم‪.‬‬
‫‪ -6‬عموم البلوى‪ :‬وتكون بشـيوع األمـر ويصـعب االبتعـاد‬
‫عنه كطهارة فم الهرة وسؤرها‪.‬‬
‫‪ -7‬النقص الطبيعي‪ :‬كالصبي والمجنون لنقص عقليهما‪.‬‬
‫* تنقسم المشقة إلى أربعة أقسام وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬مشــقة عاديــة‪ :‬ال تنفــك عن العبــادة وهي ال تــؤثر في‬
‫تخفيف الحكم المترتب عليها‪.‬‬
‫‪ -2‬مشقة عظيمة‪ :‬مثال ذلــك االغتســال في الــبرد ينتقــل إلى‬
‫التيمم‪.‬‬
‫‪ -3‬مشقة خفيفة‪ :‬مثال الزكام أثناء الصيام‪.‬‬
‫‪ -4‬مشـقة متوسـطة‪ :‬فهي بين العظيمـة والخفيفـة يحكم على‬
‫حسب ما تقرب منه‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫سقوط الواجب لعدم القدرة‬


‫إباحة المحرم عند الضرورة‬
‫وال محرم مع اضطرار‬ ‫وليس واجب بال اقتدار‬
‫* هاتان القاعــدتان عظيمتــان ذكرهمــا شــيخ اإلســالم ابن‬
‫تيميــة وغــيره واتفــق العلمــاء عليهمــا وهمــا تــدخالن تحت‬
‫قاعدة‪( :‬المشقة تجلب التيسير)‪.‬‬
‫* القاعدتان لهما صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬نفي الواجب مع عدم القدرة عليه‪« :‬سقوط الــواجب لعــدم‬
‫القدرة»‪ .‬وهذا معنى قوله‪« :‬وليس واجب بال اقتدار»‪.‬‬
‫‪ -2‬إعمال المحرم مع االضـطرار إليـه‪« :‬إباحـة المحـرم عنـد‬
‫الضـــرورة»‪ .‬وهـــذا معـــنى قولـــه‪« :‬وال محـــرم مـــع‬
‫اضطرار»‪.‬‬
‫* مس<<<<ألة‪ :‬ال<<<واجب ال<<<ذي ال يمكن فعل<<<ه لس<<<<قوطه‬
‫صورتان‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يسقط إلى بدل كالعدول إلى التيمم عند عــدم المــاء‬
‫ويعبر عنها الفقهاء بإطالقات‪:‬‬‫ّ‬ ‫أو عدم القدرة على استعماله‬
‫أ ‪ -‬إذا تعذر األصل يصار إلى البدل‪.‬‬
‫ب‪ -‬للبدل حكم المبدل‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يســقط إلى غـير بــدل كســقوط الصــالة عن الحــائض‬
‫والنفساء وسقوط الحج عمن ال يملك مــاًال وســقوط الحج عن‬
‫المرأة إذا لم تجد محرمًا‬
‫* مفهوم الضرورة‪:‬‬
‫الضرورات‪ :‬جمع ضــرورة مــأخوذ من االضــطرار وهــو‬
‫الحاجة الشديدة والمشقة والشدة التي ال مدفع لها‪.‬‬
‫* مسألة‪ :‬ما هو حد الضرورة ؟‬
‫االضـطرار سـبب من أسـباب اإلباحـة إال أنـه ال يسـقط حـق‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪24‬‬
‫اآلدمــيين وإن كــان يســقط حــق هللا عــز وجــل ويرفــع اإلثم‬
‫والمؤاخذة عن المضطر أو المكره فــإن الضــرورة ال تبطــل‬
‫حق اآلدميين وقد تقـرر في القواعـد «االضــطرار ال يبطــل‬
‫حق الغير»‪.‬‬
‫* متى يباح المحرم عند الضرورة ؟‬
‫‪ -1‬أن ال يوجد البديل عنه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تندفع الضرورة بالمحرم يقينًا‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يباح من المحرم بقدر دفع الضرورة فقط‪.‬‬
‫‪25‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫الضرورات تبيح المحظورات‬


‫بقدر ما تحتاجه الضرورة‬ ‫وكل محظور مع الضرورة‬
‫* معنى القاعدة‪ :‬أن االضطرار للمحرم ال يجعله مباحًا‬
‫مطلقًا بل إباحته مقتصرة على ما تندفع به الضرورة‪.‬‬
‫* قاع<<دة‪« :‬الضــرورات تــبيح المحظــورات» تتصــل‬
‫بقاعــدة‪« :‬مــا جــاز لعــذر بطــل بزوالــه» وقاعــدة‪« :‬مــا أبيح‬
‫لضرورة يقدر بقدرها»‪.‬‬
‫الشك ال يزيل اليقين‬
‫فال يُزيل الشك لليقين‬ ‫وترجع األحكام لليقين‬
‫* قال السيوطي رحمه هللا تعالى‪« :‬هذه القاعدة تدخل في‬
‫جميع أبواب الفقه والمسائل المخرجة عليها تبلغ ثالثة أرباع‬
‫الفقه وأكثر»‪.‬‬
‫* تعريف اليقين‪:‬‬
‫لغة‪ :‬العلم وزوال الشك كذا قال الجوهري‪.‬‬
‫شرعًا‪ :‬حصول الجزم أو الظن الغالب بوقوع الشــيء أو‬
‫عدم وقوعه‪.‬‬
‫* تعريف الشك‪:‬‬
‫لغة‪ :‬مطلق التردد‪.‬‬
‫شرعًا‪ :‬تردد الفعل بين الوقوع وعدمه‪.‬‬
‫* معنى القاعدة‪:‬‬
‫أن اإلنســان إذا تحقــق من وجــود الشــيء ثم شــك في عــدم‬
‫وجوده فاألصل الوجود لهذا الشيء‪.‬‬
‫* تتف<<رع من قاع<<دة‪« :‬الش<<ك ال يزي<<ل اليقين» قواع<<د‬
‫منها‪:‬‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪26‬‬
‫‪ -1‬ما ثبت بيقين ال يرتفع إال بيقين‪.‬‬
‫‪ -2‬األصل بقاء ما كان على ما كان‪.‬‬
‫‪ -3‬األصل في األمور العارضة العدم‪.‬‬
‫‪ -4‬األصل إضافة الحادث إلى أقرب أوقاته‪.‬‬
‫‪ -5‬ال عبرة بالتوهم‪.‬‬
‫‪ -6‬ال عبرة بالظن البيّن خطؤه‪.‬‬
‫‪ -7‬ال عبرة باالحتمال غير الناشىء عن دليل‪.‬‬
‫‪ -8‬كل مشكوك فيه فليس بمعتبر‪.‬‬
‫‪ -9‬الشك في العبادة بعد الفراغ منها ال يؤثر شيئًا‪.‬‬
‫‪ -10‬الشك في فعل الواجب ال يرفع الموجب‪.‬‬
‫* الشك في العبادة ال يُلتفت إليه في ثالثة مواضع‪:‬‬
‫‪ -1‬بعد الفراغ من العبادة‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان وهمًا‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كثر مع اإلنسان‪.‬‬
‫* أقسام اإلدراك لألشياء‪:‬‬
‫‪ -1‬العلم‪ :‬إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا‪.‬‬
‫‪ -2‬الظن‪ :‬إدراك الشيء مع احتمال الضد المرجوح‪.‬‬
‫‪ -3‬الشك‪ :‬إدراك الشيء مع احتمال الضد المساوي‪.‬‬
‫‪ -4‬الوهم‪ :‬إدراك الشيء مع احتمال الضد الراجح‪.‬‬
‫‪ -5‬الجهل‪ :‬إدراك الشيء خالف ما هو عليه‪.‬‬
‫األصل في المياه واألرض والمالبس الطهارة‬
‫واألرض والثياب والحجارة‬ ‫واألصل في مياهنا الطهارة‬
‫* حكى شيخ اإلسالم رحمه الله تعالى اتفــاق الفقهــاء على‬
‫هذه القاعدة وقال عنهـا‪« :‬وهـذه كلمـة جامعـة‪ ،‬ومقالـة عامـة‪،‬‬
‫وقضية فاضـلة عظيمـة المنفعـة‪ ،‬واسـعة البركـة‪ ،‬يفـزع إليهـا‬
‫‪27‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫حملة الشريعة‪ ،‬فيما ال يحصــى من األعمــال وحــوادث النــاس‬


‫وقد دل عليهــا أدلــة عشــرة»‪ .‬ثم ســاق األدلــة‪ ،‬انظــر ذلــك في‬
‫مجموع الفتاوى‪.)542-21/535( :‬‬
‫* هــذا الــبيت ذكــر فيــه المؤلــف رحمــه هللا تعــالى بعض‬
‫الضوابط الفقهية المبنَّية على القاعدة الكلَّية‪« :‬اليقين ال يزول‬
‫بالشك» وهذه القواعد هي أربعة‪:‬‬
‫‪ -1‬األصل في المياه الطهارة‪.‬‬
‫‪ -2‬األصل في األرض الطهارة‪.‬‬
‫‪ -3‬األصل في الثياب الطهارة‪.‬‬
‫‪ -4‬األصل في الحجارة الطهارة‪.‬‬
‫* األصل في المياه الطهارة‪ :‬فاألصل المتيقن في الماء أنــه‬
‫طاهر ال تـزول طهوريتـه إال بـدليل‪ ،‬أمـا الشـك فال يلغي هـذه‬
‫الطهورية والمـراد بالطهـارة في األصـل هي الطهوريـة وهـو‬
‫الماء الطاهر لنفسه والمطهر لغيره‪.‬‬
‫* األصل في األرض الطهارة‪ :‬فيحكم لألرض أنها طــاهرة‬
‫وال ينتقل الحكم عنها إال بدليل يدل على خالفه وال ُيلتفت للشك‬
‫في مقابله‪.‬‬
‫* األصل في الثياب الطهارة‪ :‬فالثياب األصل طهارتها وال‬
‫ينظر إلى الشك بل ُيبنى على المتيقن فيها وهو الطهارة‪.‬‬
‫* األص<<ل في الحج<<ارة الطه<<ارة‪ :‬هذا الضــابط يــدخل في‬
‫عموم طهارة األرض وسبب بيانها في ذكر جــواز االســتجمار‬
‫بالحجارة دون النظر إلى الشك في نجاستها استصحابًا لألصل‬
‫فيها‪.‬‬
‫األصل في األبضاع واللحوم والنفس واألموال التحريم‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪28‬‬
‫والنفس واألموال للمعصوم‬ ‫واألصل في األبضاع‬
‫فافهم هداك هللا ما ُيمــل‬ ‫واللحوم‬
‫تحريمها حتى يجيء‬
‫الحِـــلُّ‬
‫* هذان البيتان عقدهما المؤلــف رحمــه هللا تعــالى لبيــان‬
‫األصل الشـرعي لألبضــاع واللحـوم واألنفس واألمـوال وهي‬
‫امتداد تأصيلي للقاعدة الكبرى‪« :‬اليقين ال يزول بالشــك»‪ .‬وقد‬
‫ذكر في هذين البيتين أربعة من الضوابط الفقهية‪.‬‬
‫‪ -1‬األصل في األبضاع التحريم‪.‬‬
‫‪ -2‬األصل في اللحوم التحريم‪.‬‬
‫‪ -3‬األصل في األنفس التحريم‪.‬‬
‫‪ -4‬األصل في األموال التحريم‪.‬‬
‫* األص<<<ل في األبض<<<اع التح<<<ريم‪ :‬األصـــل في النســـاء‬
‫وإتيــانهن أنــه أمــر محــرم ال يجــوز إال بــدليل مــبيح من‬
‫الشارع ‪ .‬ولما كان األصل التحريم استثنى اللــه منــه طــريقين‬
‫تحـل بهمـا المـرأة وهمـا‪« :‬العقـد وملـك اليمين» ومـا عـداهما‬
‫فممنوع محظور‪.‬‬
‫* األصل في اللحوم التحريم‪ :‬األصــل في اللحــوم التحــريم‬
‫وال يجوز األكل منها إال بدليل يدل على إباحته‪ .‬فلو شك في حل‬
‫الذبيحــة أو حرمتهــا ولم يقم دليــل فاألصــل الحرمــة ولدخولــه‬
‫تحت قاعدة‪« :‬إذا تعارض حاظر ومبيح ُقدم الحاظر»‪.‬‬
‫* األصل في األنفس التح<<ريم‪ :‬فالنفس البشــرية محرمــة‬
‫وال يجــوز االعتــداء عليهــا بقتــل وال ضــرب وال إيــذاء إذ‬
‫األصل حرمـة ذلـك وفاعلـه مسـتحق للعقوبـة وقَّي د المؤلـف‬
‫رحمه هللا تعالى بأن التحريم لألنفس المعصومة وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬المسلم‪ :‬وهو معصوم الدم والمال والعرض فال يجوز‬
‫سلب شيء منه إال بالحق‪.‬‬
‫‪ -2‬الذمي وهو معصــوم المــال والــدم وهــو من أقر على‬
‫‪29‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫كفره بشرط بذل الجزية الالتزام بأربعة أحكام‪:‬‬


‫أ ‪ -‬أن يعطوا الجزية عن يٍد وهم صاغرون‪.‬‬
‫ب‪ -‬أن ال يذكروا دين اإلسالم إال بخير‪.‬‬
‫ج‪ -‬أن ال يفعلوا ما فيه ضرر على المسلمين‪.‬‬
‫د ‪ -‬أن يجري عليهم أحكام المسلمين‪.‬‬
‫‪ -3‬المستأمن‪ :‬وهو من دخل بالد المســلمين بأمــان لفــترة‬
‫محددة يؤمَّن حتى يبيع تجارته ويرجــع أو حــتى يســمع كالم‬
‫هللا ونحو ذلك‪.‬‬
‫‪ -4‬المعاهد‪ :‬وهــو من كــان خــارج بالد المســلمين وبيننــا‬
‫وبينهم عهــد كالمعاهــدات بين الــدول والمعاهــدون ينقســمون‬
‫إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫أ ‪ -‬من غدر فإنه انتقض عهده فال عهد لــه ولــذلك قال‬
‫هللا تعالى‪َ[ :‬فَق اِتُلوا َأِئَّم َة الُك ْف ِر ِإَّنُهْم اَل َأْيَم اَن لُهْم ] {التوبــة‪:‬‬
‫‪.}12‬‬
‫ب‪ -‬من اسـتقام لنـا فإننـا نسـتقيم لـه ويبقى على عهـد لقولـه‬
‫تعالى‪َ[ :‬ك ْيَف َيُكوُن ِلْلُم ْش ِرِكيَن َعْهٌد ِع ْنَد ِهللا َو ِع ْنَد َرُس وِلِه ِإاَّل‬
‫اَّل ِذ يَن َعاَه ْد ُتْم ِع ْن َد الَم ْس ِج ِد الَح َر اِم َفَم ا اْس َتَقاُم وا َلُك ْم‬
‫َفاْس َتِقيُم وا َلُهْم ِإَّن َهللا ُيِح ُّب الُم َّتِقيَن ] {التوبة‪.}7:‬‬
‫ج‪ -‬من خيف منه الغدر كأن تقوم قرائن بأنه سيغدر فإننــا‬
‫ننبذ إليه العهد ونخبره بأنــه ال عهــد بيننــا وبينــه لنكــون نحن‬
‫وإياه على سواء كما قال تعالى‪َ[ :‬وِإَّم ا َتَخ اَفَّن ِم ْن َقْو ٍم ِخ َياَنًة‬
‫َفاْنِب ْذ ِإَلْيِهْم َع َلى َس َو اٍء ِإَّن َهللا اَل ُيِح ُّب الَخ اِئِنيَن ] {األنفــال‪:‬‬
‫‪.}58‬‬
‫* األص<<ل في األم<<وال التح<<ريم‪ :‬فــأموال النــاس األصــل‬
‫حرمتهـا وال يجـوز أخـذها واالعتـداء عليهـا بـأي صــورة من‬
‫الصور وكل عقد تضمن غررًا أو جهالًة أو أكلهــا لمــال الغــير‬
‫بغير حق فقـد حَّرمـه اللـه تعـالى حفظـًا ألمـوال النـاس وحفـظ‬
‫المال من مقاصد الشريعة التي دعت المحافظة عليها‪.‬‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪30‬‬
‫األصل في العادات اإلباحة‬
‫حتى يجيء صارف اإلباحة‬ ‫واألصل في عاداتنا اإلباحة‬
‫* يستخدم الفقهاء «العادة» و«الُع رف» وظهـر خالف في‬
‫معنيهما‪:‬‬
‫قال بعضهم‪ :‬معناهما واحد‪.‬‬
‫وقال بعضــهم‪ :‬الُع رف مخصصــون بــاألقوال والعــادة‬
‫مخصوصة باألفعال‪.‬‬
‫وقال بعضــهم‪ :‬العــادة أعم‪ ،‬ألن العــادة تطلــق على العــادة‬
‫الجماعية أو الفردية بينما الُعرف يطلــق على العــادة الجماعيــة‬
‫فقط وهذا الراجح عند االجتماع وأما عند االفتراق فالصحيح‬
‫أنه يعلق كل مهما على اآلخر تجوزًا‪.‬‬
‫العرف عند الفقهاء‪ :‬ما اسـتقر في النفـوس واستحسـنته‬ ‫* ُ‬
‫العقول وتلقته الطباع السليمة بالقبول واستمر الناس عليــه ممــا ال‬
‫ترده الشريعة وأقرتهم عليه‪.‬‬
‫* الُعرف له ثالث ضوابط‪:‬‬
‫‪ -1‬أنه مستقر في النفوس لتكرره‪.‬‬
‫‪ -2‬أنه معقول‪.‬‬
‫‪ -3‬أنه مقبول‪.‬‬
‫* أقسام العُرف من حيث مضمونه‪:‬‬
‫‪ -1‬عـُرف لفظي‪ :‬وهــو القــولي وهــو أن يشــيع بين النــاس‬
‫استعمال بعض األلفاظ‪.‬‬
‫عرف عملي‪ :‬وهو اعتيـاد النـاس على شـيء من األفعـال‬ ‫‪ُ -2‬‬
‫العادية‪.‬‬
‫* أقسام العُرف من ناحية من يصدر عنه‪:‬‬
‫‪ -1‬قسم عام‪ :‬وهـو مـا يشـترك فيـه غـالب النـاس في جميـع‬
‫األزمان‪.‬‬
‫‪31‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫عرف خاص‪ :‬وهو ما يختص ببلــد أو فئــة من النــاس‬ ‫‪ُ -2‬‬


‫دون أخرى‪.‬‬
‫* شروط أعمال الُعرف والعادة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ال يخــالف الُع رف نص ـًا من كتــاب اللــه أو الســنة أو‬
‫اإلجماع‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون العادة مطردة – مستمرة – وأن تكون غالبة‬
‫– أن ال تتخلف إال قليًال – ولذلك يقّعد الفقهــاء‪« :‬إنمــا تعتــبر‬
‫العادة إذا اطردت أو غلبت»‪.‬‬
‫‪ -3‬أن يكون الُعرف قائمًا موجودًا عنـد إنشـاء التصـرف فال‬
‫يكون ُعرفًا قديمًا زائًال وال يحكم بالعادات المتقدمة المتغيرة‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ال يعــارض الُع رف بتصــريح بخالفــه ومعنــاه‪ :‬إذا‬
‫تعاقد المتعاقدان وكان بينهما نص العقد ما يخالف الُعرف فإنــه‬
‫يقدم نصهما المصرح به وإن كان يعارض الُعرف‪.‬‬
‫* إطالقات القاعدة‪:‬‬
‫‪ -1‬التعيين بالعُرف كالتعيين بالنص‪.‬‬
‫‪ -2‬ال عبرة بالعُرف الطارىء‪.‬‬
‫عرفًا كالمشروط شرطًا‪.‬‬ ‫‪ -3‬المعروف ُ‬
‫‪ -4‬العام يخصص بالُعرف والعادة‪.‬‬
‫‪ -5‬اإلذن الُعرف يجري مجرى اإلذن اللفظي‪.‬‬
‫األصل في العبادات التحريم‬
‫غير الذي في شرعنا‬ ‫وليس مشروعًا من‬
‫مذكور‬ ‫األمور‬
‫* لما قعــد المؤلــف رحمــه هللا تعــالى في بــاب العــادات ‪:‬‬
‫«أن األصل في العــادات اإلباحــة» ناســب أن يقعــد في بــاب‬
‫العبادات‪« :‬أن األصل في العبادات التحــريم» وهــذه من أهم‬
‫القواعد حتى ال ُيخلط بين العادات والعبادات‪.‬‬
‫* من أدلة القاعدة‪ :‬قوله تعالى‪َ[ :‬أْم لُهْم ُش َر َك اُء َش َر ُعوا‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪32‬‬
‫لُهْم ِم َن الِّديِن َم ا َلْم َيْأَذ ْن ِبِه ُهللا] جاء االستفهام هنا استفهامًا‬
‫إنكاريــًا على الــذين يشــّرعون مــا لم يــأذن بــه هللا تعــالى‬
‫رسوله ﷺ‪.‬‬
‫ويزيدون في األحكام الشرعية على خالف مــراد هللا ومــراد‬

‫المقاصد‬ ‫الوسائل ُتعطى أحكام‬


‫واحكم بهذا الحكم للزوائد‬ ‫وسائل األمور كالمقاصد‬
‫* كــل وســيلة إلى فعــل والرجــوع منــه تأخــذ حكمــه وفــق‬
‫األحكــام التكليفيــة الخمســة‪« :‬الــواجب والمنــدوب والمبــاح‬
‫والمكروه والمحرم»‪.‬‬
‫* تعريف الوسائل‪ :‬جمع وسيلة وهي الطريقة التي تتوصــل‬
‫بها إلى الشيء المراد‪.‬‬
‫* تعريف المقاصد‪ :‬هي األمــور الــتي يقصــدها المكلـَّف من‬
‫فعل واجب أو مسنون أو محرم أو مكروه أو مباح‪.‬‬
‫* من أدلة ه<<ذه القاع<<دة‪ :‬قولــه تعــالى‪َ[ :‬و اَل ُيْنِفُق وَن َنَفَق ًة‬
‫َصِغ يَر ًة َو اَل َك ِبيَر ًة َو اَل َيْقَطُع وَن َو اِدًي ا ِإاَّل ُك ِتَب َلُهْم ِلَيْج ِزَيُهُم‬
‫ُهللا َأْح َس َن َم ا َك اُنوا َيْعَم ُلوَن ] {التوبة‪ .}121:‬فاألصل أن الوطء‬
‫لما كان ذلـك يتوصـل‬ ‫في األرض وقطع األودية اإلباحة لكن َّ‬
‫عن طريق إغاظة الكفَّار والنكاية بهم أُخذ حكم المقصد فهــو‬
‫مأجور على لذلك‪.‬‬
‫* العبادات لها ثالث حاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬المقصد‪ :‬الصالة‪.‬‬
‫‪ -2‬الوسيلة‪ :‬السعي إليها‪.‬‬
‫‪ -3‬المتمم‪ :‬الرجوع منها‪.‬‬
‫* ه<<ل ي<<ؤجر العب<<د على ه<<ذه الح<<االت الثالث‪ :‬المقص<<د‬
‫والوسيلة والمتمم؟‬
‫نعم يؤجر ويبِّين هذا حــديث جــابر رضــي هللا عنــه قال‪:‬‬
‫‪33‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫خالية فبلغ ذلك النبي ﷺ فقال‪« :‬ي<ا ب<ني س<لمة‪ ،‬دي<اركم‬


‫أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المســجد‪ ،‬قال‪ :‬والبقــاع‬
‫تكتب آثاركم» فقالوا‪ :‬ما كان يسرنا أنا كنا تحولنا‪ .‬رواه مسلم‬
‫* الوس<<ائل من حيث نص الش<<رع عليه<<ا وعدم<<ه تنقس<<م إلى‬
‫قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬وسائل نص الشرع عليها كالجهاد والنكاح والســعي إلى‬
‫الطاعات‪ ،‬فهي الوسـائل المـأمور بهـا‪ ،‬وكالتوصـل إلى الغـنى‬
‫بالربا والسرقة فهي الوسائل المنهي عنها‪.‬‬
‫‪ -2‬وســائل مســكوت عنهــا ويــدخل فيهــا الوســائل الحديثــة‬
‫كوسائل الــدعوة واإلعالم والمواصــالت والطب وهي المعنيــة‬
‫بهذه القاعدة والضابط في جوازها إذا لم تخالف الشرع‪.‬‬
‫ارتكاب المحظور نسيانًا أو خطأ أو إكراهًا‬
‫أسقطه معبودنا الرحمـن‬ ‫والخطأ واإلكراه والنسيـان‬
‫وينتفي التأثيم عنه والزلـل‬ ‫لكن مع اإلتالف يثبت البدل‬

‫* قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله في شرح األربعين بعد‬


‫ما ذكر النصوص الدالة على رفع اإلثم عن المخطئ والناسي‪:‬‬
‫«واألظهر ‪-‬وهللا أعلم‪ -‬أن الناسي والمخطئ قد ُعفي عنهمــا‬
‫بمعــنى رفــع اإلثم عنهمــا؛ ألن اإلثم مــرتب على المقاصــد‬
‫والنيات والناسي والمخطئ ال قصد لهما فال إثم عليهما»‪.‬‬
‫* ما الفرق بين حقوق هللا وحقوق العباد‪:‬‬
‫‪ -1‬حقوق العباد مبنيــة على المشــاحة وحقــوق هللا تعــالى‬
‫مبنية على المسامحة‪.‬‬
‫‪ -2‬حقوق العباد مبنية على الضمان إذا أتلف نفسـًا أو مـاًال‬
‫سواء قصد أو لم يقصد وأما اإلثم فمـرتب على المقاصـد فقـط‪.‬‬
‫وحقوق الله مبنية على المقاصد فال يـأثم اإلنسـان مـا لم يقصـد‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪34‬‬
‫المخالفة‪.‬‬
‫* تعريف الخطأ‪:‬‬
‫لغة‪ :‬المقابل للصواب ‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬وقوع الفعل أو القول من اإلنسان على خالف‬
‫ما يريده‪.‬‬
‫* من أدل<<ة إس<<قاط اإلثم عن المخطئ‪ :‬قولــه تعــالى‪َ[ :‬رَّبَن ا اَل‬
‫ُتَؤاِخ ْذ َنا ِإْن َنِس يَنا َأْو َأْخ َطْأَنا] {البقرة‪ }286:‬قال الله عـز وجـل‬
‫في الحديث القدسي «قد فعلت قد فعلت» رواه مسلم‪.‬‬
‫* تعريف اإلكراه‪ :‬تعريفه في اللغة هو حمل الغير على أمر ال‬
‫يرضاه ولا يخرج التعريف االصطالحي عن هذا التعريف‪.‬‬
‫* من أدلة اإلكراه‪ :‬قوله تعالى‪ِ[ :‬إاَّل َم ْن ُأْك ِرَه َو َقْلُبُه ُم ْطَم ِئٌّن‬
‫ِباِإل يَم اِن ] {النحل‪.}106:‬‬
‫* ما هي أنواع اإلكراه‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يكون اإلكراه فيما ال اختيار لإلنسان فيه‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون اإلكراه فيه نوع اختيار‪.‬‬
‫‪35‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫* تعريف النسيان‪:‬‬
‫لغة‪ :‬خالف التذكر والحفظ‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬معرفة اإلنسـان بشـيء مـع ذهولـه عنـه ولـذلك‬
‫الناسي ال يسمى جاهلًا ألنه يعرف الشيء‪.‬‬
‫قوله ﷺ‪« :‬من نام عن صالة أو نسيها فليص<<لها إذا‬
‫* من أدلة النسيان‪:‬‬
‫ذكرها ال كفارة له إال ذلك»‪.‬واإلجماع منعقد على أن من نسي‬
‫عبادة فال إثم عليه لكنه مطالب بفعل ما نسيه بعــد التــذكر إن‬
‫كان هذا الشيء يمكن تداركه‪.‬‬
‫* ال يسقط الضمان إال في ثالث أحوال‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان هذا التلف لدفع أذى عنه‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كان هذا التلف من المالك‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا كان هذا التلف من الشارع‪.‬‬
‫يثبت تبعًا ما ال يثبت استقالًال‬
‫يثبت ال إذا استقل فوقع‬ ‫ومن مسائل األحكام في‬
‫التبع‬
‫* هذه القاعدة أوردها المؤلف رحمه اللـه تعـالى يريــد بهــا‬
‫القاعدة الــتي يعبـِّر عنهــا الفقهــاء بقــولهم‪« :‬يثبت تبعـًا مــا ال‬
‫يثبت استقالًال»‪ .‬والمراد بهــذه القاعــدة أن الشــيء يكــون لــه‬
‫واستقالال عن غيره ولكنــه إذا كــان تبعــا‬
‫ً‬ ‫حكم خاص انفرادًا‬

‫* هذه القاعدة مشهورة والــدليل عليهــا قولــه ﷺ‪:‬‬


‫لغيره فإنه يتغير الحكم‪.‬‬
‫«تضّم َن هللا لمن خ<<رج في س<<بيله ال يخرجه إال جه<<ادًا في‬
‫س<<بيله أن أدخل<<ه الجن<<ة أو أرجع<<ه إلى مس<<كنه م<<ع األجر‬
‫والغنيمة» متفق عليه‪.‬‬
‫أعمال العُــرف‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪36‬‬
‫حكم من الشرع الشريف لم‬ ‫والعرف معمول به إذا ورد‬
‫ُ‬
‫يُحد‬
‫* تقدم في قاعــدة ســابقة تعريــف الُع رف والعــادة وهــذا‬
‫البيت ذكر فيه المؤلف‪ ،‬رحمه الله تعالى قاعدة كلَّي ة الــتي هي‬
‫قول الفقهاء‪« :‬العادة محكمة»‪.‬‬
‫* حكم الشارع على الشيء له حالتان‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن يحكم بشــيء يــبين ح ـَّد ه وتفســيره فهــذا يجب‬
‫الرجوع إلى النص وقد تقــرر في القواعــد‪« :‬ال اجتهــاد مــع‬
‫النص»‪.‬‬
‫الثانيــة‪ :‬أن يحكم بشــيء وال يحكم بحــِّده وال يفســره فهــذا‬
‫يرجــع في حـِّده وتقــديره إلى الُع رف مثــل‪ :‬المســافة في الســفر‬
‫والمعاشرة الزوجية‪ ،‬وبر الوالدين‪ ،‬وصلة الرحم وغير ذلك‪.‬‬
‫* العـــُرف يحـــدد أحيانـــًا‪« :‬الصـــفة والقـــدر والـــوقت‬
‫واأللفاظ»‪.‬‬
‫‪ -1‬تحديد الصفة‪ :‬مثال‪ :‬الحرز لألموال‪.‬‬
‫‪ -2‬تحديد القدر مثال‪ :‬المسافة في السفر‪.‬‬
‫‪ -3‬تحديد الوقت‪ :‬مثال‪ :‬شراء ســلعة واشــتراط إلى الغــد‬
‫وال يكون من الصباح بل من وقت بدء السوق‪.‬‬
‫‪ -4‬تحديد األلفاظ‪ :‬مثال‪ :‬األلفاظ في النكاح والقبول‪.‬‬
‫‪ -5‬تحديد المكان‪ :‬مثال‪ :‬عقد النكاح في المسجد ولم يثبت‬
‫في هذا دليل‪.‬‬
‫معاجل المحظور قبل آوانه‬
‫قد باء بالخسران مع‬ ‫معاجل المحظور قبل آنه‬
‫حرمانه‬
‫* هــذا الــبيت موضــوع لبيــان قاعـدة فقهيــة مهمــة وهي‪:‬‬
‫«من استعجل شيئًا قبل أوانه عــوقب بحرمانــه» وهــذا عــام‬
‫في أحكام الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫* الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى صــاغ‬


‫هذه القاعــدة بصــياغة أخــرى وهي‪« :‬إذا تعّج ل الشــيء على‬
‫وجه مباح فال يعاقب بحرمانه»‪.‬‬
‫* قال الشـيخ عبـدالرحمن بن ناصــر السـعدي رحمـه هللا‬
‫تعالى‪« :‬وكما أَّن المتعجل للمحظور يعاقب بالحرمــان‪ ،‬فمن‬
‫تــرك شــيئًا هلل تهــواه نفســه عَّو ضــه هللا خــيرًا منــه في الــدنيا‬
‫واآلخرة‪ .‬فمن ترك معاصَي هللا‪ ،‬ونفسه تشتهيها عَّو ضــه هللا‬
‫إيمانًا في قلبه‪ ،‬وسعة‪ ،‬وانشراحًا‪ ،‬وبركة في رزقه‪ ،‬وصــحة‬
‫في بدنه مع مــا لــه من ثــواب هللا الــذي ال يقــدر على صــفة‪،‬‬
‫وهللا المستعان»‪.‬‬
‫العبادات الواقعة على وجه محرم‬
‫أو شرطه فذو فساد وخلل‬ ‫وإن أتى التحريم في نفس‬
‫العمل‬
‫* إن كان التحريم ال يعــود إلى نفس العبــادة وال شــرطها‬
‫فإن العبادة صحيحة مــع اإلثم كالوضــوء في اإلنــاء المحــرم‬
‫ذهبًا أو فضة أو مغصوبًا أو صلى وعليــه عمامــة حريــر أو‬
‫خــاتم ذهب ونحــو ذلــك وإذا كــان التحــريم يعــود إلى نفس‬
‫العبادة أو شرطها فإن العبادة غير صحيحة‪.‬‬
‫* الصحة في الشرع من جهتين‪:‬‬
‫‪ -1‬الصحة في العبــادات‪ :‬فالعبــادات تســمى صــحيحة إذا‬
‫أجــزأت وأبــرأت الذمــة وأغنت عن القضــاء واإلعــادة فــإذا‬
‫توفرت هذه الشروط حكمنـا بصـحة العبـادة بمعـنى آخـر إذا‬
‫تحققت الشروط وانتفت الموانع‪.‬‬
‫‪ -2‬الصحة في المعامالت‪ :‬فهــو مــا تــرتبت عليــه أحكــام‬
‫العقد المقصود منه ألن كــل عقــد ومعاملــة يجريهــا اإلنســان‬
‫يقصد منها مصلحة وبنــاء على ذلــك يكــون فســاد العقــد إمــا‬
‫لعدم تحقق المشروط أو لوجود الموانع كبيع المجهول‪.‬‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪38‬‬
‫من أتلف شيئًا لدفع أذاه لم يضمنه‬
‫بعد الدفاع بالتي هي أحسن‬ ‫ومتلف مؤذيه ليس يضمن‬
‫* هذا البيت عقده المؤلف رحمه الله تعالى للقاعدة الفقهية‬
‫الــتي يقــول فيهــا الفقهــاء‪« :‬من أتلــف شــيئًا لــدفع أذاه لــه لم‬
‫يضمن»‪.‬‬
‫* معنى القاعدة‪ :‬أن اإلنســان إذا تعــرض لــه شــيء يؤذيــه‬
‫واحتاج إلى دفعه أذاه بإتالف المؤذي فإنه ال يضمن‪.‬‬
‫* إفساد الشيء لكونه مؤذ يتضمن حكمين‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم اإلثم باإلتالف‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم ضمان ما أتلف‪.‬‬
‫* معنى ذلك‪ :‬أن دفع الصائل مثًال إذا كان يندفع بــإتالف‬
‫عضــو من أعضــائه دون قتلــه وجب بــل ال يجــوز قتلــه فال‬
‫يسلك األعلى مع استطاعة الــدفع بــاألخف هــذا ينــدرج تحت‬
‫القاعدة‪« :‬يصار إلى أهون الشرين»‪.‬‬
‫أل تفيد العموم في الجمع واإلفراد‬
‫في الجمع واإلفراد كالعليم‬ ‫«وأل» تفيد الكل في‬
‫العموم‬
‫* هــذا الــبيت والثالثــة الــتي بعــده عــرض فيهــا المؤلــف‬
‫رحمه هللا تعالى ألشهر األلفاظ التي تفيد العموم‪.‬‬
‫والعمـوم والخصـوص من مبـاحث علم أصـول الفقـه في‬
‫طرق داللة األلفاظ على األحكام‪.‬‬
‫* إذا دخلت (أل) على لفـــظ مفـــرد أو لفـــظ جمـــع أفـــادت‬
‫االستغراق والعموم لجميع المعنى‪.‬‬
‫النكرة في سياق النفي تفيد العموم‬
‫‪39‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫تعطي العموم أو سياق‬ ‫والنكرات في سياق النفي‬


‫النهي‬
‫* إذا جاءت النكــرة بعــد النفي أو جــاءت بعــد النهي دلت‬
‫على العموم والشمول‪.‬‬
‫النكــرة في ســياق اإلثبــات يفيــد العمــوم مثــل‪« :‬فتحريــر‬
‫رقبة» وتعّو ض عنها بــأي مثــل‪« :‬حــرر أي رقبــة» وقيــدت‬
‫هذه الرقبة في آيات أخرى أنها مؤمنة‪.‬‬
‫«من» و«ما» تفيدان العموم‬
‫كل العموم يا أخي فاسمعا‬ ‫كذاك «من» و«ما» تفيدان‬
‫معًا‬
‫* «من» و«ما» تفيدان العموم المستغرق لكــل مــا دخال‬
‫عليــه كمــا في قولــه تعــالى‪[ :‬لل<<ه َم ا ِفي الَّس َم اَو اِت َو َم ا ِفي‬
‫اَألْر ِض] {البقرة‪ }284:‬ما هنا أفادت العموم فكل من السموات‬
‫ك هلل عز وجل‪.‬‬ ‫واألرض مُْل ٌ‬
‫المفرد الُم ضاف يعم جميع المعنى‬
‫فافهم هديت الرشد ما‬ ‫ومثلُه المفرد إذ يضاف‬
‫يضاف‬
‫* المفرد المضــاف يعم عمــوم الجمــع ويســتغرق جميــع‬
‫المعنى كقوله تعالى‪َ[ :‬و َأَّم ا ِبِنْع َم ِة َرِّبَك َفَح ِّد ْث ] {الُّض حى‪}11:‬‬
‫وقوله تعالى‪َ[ :‬وِإْن َتُعُّدوا ِنْع َم َة هللا اَل ُتْح ُص وَها] {النحل‪}18:‬‬
‫يعم كل نعمة‪ :‬دينية أو دنيوية‪.‬‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪40‬‬

‫ال يتم الحكم حتى تجتمع شروطه وترتفع موانعه‬


‫كل الشروط والموانع ترتفع‬ ‫وال يتم الحكم حتى تجتمع‬
‫* األحكــام ال تتم وال تــترتب عليهــا مقتضــياتها وال يحكم‬
‫بمتعلقاتها حتى تجتمع كل الشروط وتنتفي جميع الموانع سواًء‬
‫في المعامالت أو العبادات‪.‬‬
‫الجزاء على قدر العمل‬
‫قد استحق ماله على العمل‬ ‫ومن أتى بما عليه من‬
‫عمل‬
‫* الشيء المرتب على شيء آخر ال يســتحق مــا رتب على‬
‫عمله حتى يفعله وإن فعل بعضه استحق بقدره‪.‬‬
‫سقوط الواجب لعدم القدرة‬
‫إن شق فعل سائر المأمور‬ ‫ويفعل البعض من المأموِر‬
‫* عقد المؤلف رحمه هللا تعالى هــذا الــبيت لبيــان قاعــدة‬
‫فرعية مندرجة تحت القاعدة الكبرى‪« :‬المشقة تجلب التيسير»‬
‫وهي قاعدة‪« :‬الميسور ال يسقط بالمعسور»‪.‬‬
‫* مع<<نى القاع<<دة‪« :‬الميســور ال يســقط بالمعســور» أن‬
‫الواجب إذا كان غير مقدور عليه كله ولكن مقـدور على فعـل‬
‫بعض مما يصح تجزؤه فإنـه ال يسـقط إال غـير المقـدور عليـه‬
‫«المعسور»‪ ،‬أمـا المقــدور عليــه «الميســور» فإنــه ال يســقط‬
‫لسقوط المعسور بــل يجب اإلتيــان بــه‪ .‬فمــتى أمكن أن يــأتي‬
‫ببعض العبادة دون بعضها فإنه يجب عليه أداء وفعل ما قدر‬
‫عليه ويسقط عنه ما عجز عنه‪.‬‬
‫ما ترتب على المأذون فغير مضمون‬
‫‪41‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫فذاك أمٌر ليس بالمضمون‬ ‫وكل ما نشأ عن المأذون‬


‫* إذا فعل شيئًَا مأذونًا به شــرعًا ثم تــرتب عليــه آثــار بال‬
‫تعدي منه وال تفريط ففي مثل هـذا ال يضـمنه هـذا الشـخص‬
‫ألنه فعل ما أذن له شرعًا‪.‬‬
‫* مثال‪ :‬السارق تقطع يــده فبعــد قطــع يــده كمــا أمــر بــه‬
‫شرعًا وترتب على هذا الجرح قطع اليد كاملة أو هلـك الرجـل‬
‫فال يضمن القاطع لليد ألنه فعل ما أمـر بـه شـرعًا بال تعـدي‬
‫وال تفريط‪.‬‬
‫الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا‬
‫وهي التي قد أوجبت‬ ‫كل حكم دائر مع علته‬
‫لشرعته‬
‫* الحكم يدور مع علتــه وجــودًَا وعـدمًا إذا وجــدت العلــة‬
‫وجد الحكم وإن انتفت العلة انتفى الحكم والعلة هي التي ش ـُرع‬
‫الحكم ألجلها‪.‬‬
‫* تعريف العلة‪:‬‬
‫لغة‪ :‬اسم لما يتغير الشيء بحصوله‪.‬‬
‫اصطالحًا‪ :‬الوصف الذي من أجله شرع الحكم‪.‬‬
‫* الفرق بين الحكمة والعلة‪:‬‬
‫‪ -1‬أن العلة يجب أن تكون ظاهرة ومدركة‪ .‬والحكمة قد‬
‫تكون خفية‪.‬‬
‫‪ -2‬أن العلة للُحكم علــة واحــدة‪ .‬والحكمـة متعــددة يظهــر‬
‫منها للعالم ما ال يظهر آلخر‪.‬‬
‫األصل في الشروط اللزوم والصحة إال ما حلل حرامًا‬
‫أو حرم حالًال‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪42‬‬
‫في البيع والنكاح والمقاصد‬ ‫وكل شرط الزم للعاقــد‬
‫أو عكسه فباطالت فاعلمـا‬ ‫إال شروطًا حللت محرمـًا‬

‫* وهــذا أصــل كبــير وقاعــدة كليــة في الشــروط الصــحيحة‬


‫والشروط الباطلة وذلـك أن الشـروط في جميـع العقـود نوعـان‪:‬‬
‫صحيحة وباطلة‪.‬‬
‫* الشروط تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ -1‬شروط صحيحة‪ :‬وهي كل شرط اشترطاه المتعاقدان‬
‫لهما أو ألحدهما فيه مصــلحة وليس فيـه محـذور من الشـارع‬
‫وهذا الشرط هـو الـذي أراده الفقهـاء‪« :‬المعلـق بالشـرط يجب‬
‫ثبوته عند ثبوت الشرط»‪.‬‬
‫‪ -2‬شروط باطلة‪ :‬وهي التي تضــمنت إمـا تحليـل حـرام أو‬
‫تحريم حالل‪.‬‬
‫* هل الشرط الباطل يبطل العقد أم ال؟‬
‫نقول المسألة ال تخلو من حالتين‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا كان شــرط البــائع أو المشــتري أو أحــدهما يعطــل‬
‫ركنًا من أركان العقد فإنه يبطل العقد بالكلية‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا كــان الشــرط ال يبطــل العقــد صــح العقــد وبطــل‬
‫الشرط‪.‬‬
‫* إذا كان العقد فيــه شــرط باطــل يبطــل العقــد حــتى وإن‬
‫رضي الطرفان مثل‪ :‬عقد الربا يكون فيه رضى بين االثنين‬
‫ولكن هو باطل‪.‬‬
‫‪43‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫تستعمل القرعة عند المبهم من الحقوق‬


‫تستعمل القرعة عند المبهم من الحقوق أو لدى‬
‫التزاحم‬
‫* القرعة تستعمل إذا جهل المستحق لحـق من الحقـوق وال‬
‫مزيــة ألحــدهما على اآلخــر أو حصــل الــتزاحم في أمــر من‬
‫األمور وال مرجح ألحدهما‪.‬‬
‫إن تساوى العمالن اجتمعا وفُعل أحدهما‬
‫وفعل إحداهما فاستمعا‬ ‫وإن تساوى العمالن‬
‫اجتمعا‬
‫* إذا اجتمع عمالن من جنس واحد وكانت أفعالهمــا متفقــة‬
‫اكتفي بمقصودهما ودخل فيه األجر‪.‬‬
‫* مثال‪ :‬إذا دخل المسجد وصلى الراتبة وتحيــة المســجد‬
‫ركعتين نوى بهما السنتين أجزأ عنهما‪.‬‬
‫المشغول ال يشغل‬
‫مثاله المرهون والمسبَّل‬ ‫شغَُّل‬
‫وكل مشغول فال يُ َ‬
‫* هذا معنى قول الفقهـاء‪« :‬المشـغول ال يشـغل» وذلـك أن‬
‫الشيء إذا اشتغل بشــيء لم يشــغل بغــيره حــتى يفـرغ من هــذا‬
‫المشغول به‪.‬‬
‫من أدّى عن غيره واجبًا له الرجوع عليه‬
‫له الرجوع إن نوى يطالبًا‬ ‫ومن يؤد عن أخيه واجبًا‬
‫* هــذه القاعــدة معقــودة لمن يــؤدي عن غــيره واجب ـًا من‬
‫الواجبات مما تصح النيابة فيه أما الذي ال تصــح النيابــة فيــه‬
‫كالصالة مثًال فهذه ال تدخل في هذه القاعدة أصًال‪.‬‬
‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬ ‫‪44‬‬
‫* مثال‪ُ :‬اللقطـة بعـد التعريـف ومـرور سـنة يتصـدق بنيـة‬
‫صاحبها فال يشترط النية‪.‬‬
‫الوازعات طبيعية وشرعية‬
‫كالوازع الشرعي بال‬ ‫والوازُع الطبعي عن‬
‫نكران‬ ‫العصيان‬
‫* الوازع عن الشيء هــو المــوجب لتركــه ومعــنى هــذا أن‬
‫الله حّر َم على عباده المحرمات صيانة لهم ونصــب لهم على‬
‫تركها وازعات طبيعية ووازعات شرعية‪.‬‬
‫* ال<<ذي يمن<<ع اإلنس<<ان من ارتكاب المعص<<ية ال يخل<<و من‬
‫أمرين‪:‬‬
‫‪ -1‬وازع طـــبيعي‪ :‬ومعـــنى ذلـــك أن طبيعـــة اإلنســـان‬
‫وتكوينه وجبلته تنفر من فعل ذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬وازع شرعي‪ :‬ومعنى ذلــك أن تكــون النفــوس مجبولــة‬
‫على محبة ذلك وتشتهي ذلك ولكن الشــارع حــرَّم ذلــك ومنــع‬
‫منه فتركه اإلنسان للــوازع الشــرعي فــالنفوس مجبولــة على‬
‫حب المال ولكن الشارع حرَّم أشياء يتوصــل عن طريقهــا إلى‬
‫كسب المال كالسرقة والربا ونحو ذلك‪.‬‬
‫ختام منظومة القواعد الفقهية‬
‫في البدء والختام والـدواِم‬ ‫والحمد هلل علـى التمـام‬
‫على النبي وصحبه والتابع‬ ‫شائع‬
‫ٍ‬ ‫ثم الصالة مع سالم‬

‫‪  ‬‬
‫‪45‬‬ ‫الشروحات الذهبية على منظومة القواعد الذهبية‬

‫الخاتمــــة‬
‫الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‬
‫اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت‬
‫أعلم به مني‬
‫اللهم اغفر لي جِّدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي‬
‫اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما‬
‫أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء‬
‫قدير‬
‫ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار‬
‫اللهم انفعني بما عَّلمتني وعِّلمني ما ينفُعني وارزقني علمًا‬
‫ينفُعني وزدني علمًا‬
‫والحمد هلل على كل حال وأعوذ باهلل من حال أهل النار‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك أشهُد أن ال إله إال أنت أستغفرك وأتوب‬
‫إليك‬
‫وصلى هللا وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫أجمعين‬
‫كتبه الفقير إلى عفو ربه القدير‬
‫أبو خالد ناصر بن سعيد بن سيف السيف‬
‫غفر هللا له ولوالديه وجميع المسلمين‬
‫‪abuklad@hotmail.com‬‬
‫‪‍1/4/1429‬ه‬

You might also like