You are on page 1of 101

‫الشاعر د‪ .

‬أسامة احلمود * سوريا *‬

‫( حممّدٌ رسولُ احملبّة )‬

‫يف كُــلِّ آنٍ نُـــورُه يتألَّــقُ‬

‫وحَنِينُنـــا لِجَنابِـــهِ يتدَفَّـــقُ‬


‫‪...‬‬
‫ياخَيــرَ خلقِ اهللِ إنِّي هائِـــمٌ‬

‫وعَظيمُ قدرِكَ يامُحًمَّدُ أعشــقُ‬


‫‪...‬‬
‫نِلتَ الفضائِلَ كُلَّهـــا يا سـيِّدِي‬

‫وعلى اخلالئِقِ نُورُ هَديِكَ مُشرِقُ‬


‫‪...‬‬
‫يا مَــن بُعِثتَ مُتمِّمــاً لِمَكـارمٍ‬

‫يف اخلُلـقِ أحسَنَها تُقِرُّ وتُوثِقُ‬


‫ـــ ‪ 3‬ـــ‬
‫ودَعَوتَ للتوحِيدِ قوماً أسرَفُوا‬

‫وأنَرتَ أرضاً باجلَّهالةِ تغــرقُ‬


‫‪...‬‬
‫ظنُّوكَ تطلبُ يف األنامِ صَدَارةً‬

‫أو أنَّ قلبَكَ بالدُّنـــا متعَـــلِّقُ‬

‫‪...‬‬
‫عَرَضُوا عليكَ سِيادةً وأمَـــارَةً‬

‫وَهَبُوكَ صَرحاً بالوُعُودِ وأغدَقُوا‬

‫‪...‬‬
‫أخبَرتَهُم أن لستَ تبغِي مالَهُمْ‬

‫والنَّفسُ ليستْ للصَّدَارَةِ تعشَقُ‬


‫‪...‬‬
‫ال الشَّمسُ باليُمنى سَتُنجِزُ سَعيَهُمْ‬

‫أو يف الشِّمالِ بُدُورُهُمْ سَتُحَقِّــقُ‬

‫‪...‬‬
‫لن ترتُكَ الــــدِّينَ احلَنِيفَ و دَعـــوَةً‬

‫تسعى بِها‪ ،‬بِلِسانِ حَقٍّ تَـنـطـِــــقُ‬

‫يا وحيَهُمْ‪،‬حتى املالئِكُ أشفقُوا‬


‫ــــــ ‪ 4‬ــ‬
‫أو أن يَشاءَ اهلل إظهَاراً هلــــــا‬

‫لِيُنِريَ شَمساً باحلَقائِـقِ تُشــرِقُ‬

‫‪...‬‬
‫آذَوكَ ما تركُوا سَبِيلَ أذِيَّــــةٍ‬

‫يا وحيَهُمْ ‪،‬حتى املالئِكُ أشفقُوا‬

‫‪...‬‬
‫جَمَعُوا لِقتلِكَ واصطَفَوا فِتيانَهُمْ‬

‫كَيما دِمَاكَ على القَبَـائِلِ تُفرَقُ‬

‫‪...‬‬
‫وأتوكَ فجراً كي يَنالوا مأرَبــاً‬

‫فخرَجتَ تذرُو بالتُّرابِ وترشُقُ‬

‫‪...‬‬
‫وتركتَ فِيهِم فارِساً مُتفــرِّداُ‬

‫و تُحلِّـــقُ‬ ‫باحلُبِّ تسمُو نفسُهُ‬

‫‪...‬‬
‫يف الغَارِ أوتِيتَ اليَقِنيَ بِخالِقٍ‬

‫الثنَنيِ ثالِثُهُمْ كريـمٌ مُغـــدِقُ‬


‫ـــ ‪ 5‬ـــ‬
‫وحَماكَ ربِّي يف شِباكِ عَناكِبٍ‬

‫بِبُيُوضِهـا تتشـــــدَّقُ‬ ‫ومحائِمٍ‬


‫‪...‬‬
‫فمَضى الطُّغاةُ وقد تبدَّدّ شَكُّهُمْ‬

‫فالبيضُ يَهوِي والشِّباكُ سَتُخرَقُ‬


‫‪...‬‬
‫وسُراقةٌ إذ غاصَ حافِرُ خَيلِــــهِ‬

‫يف الرَّملِ يستجدِيكَ عَلَّكَ تُشفِقُ‬

‫‪...‬‬
‫ووعَدتهُ بِسِوَارِ كِسرى حِينَهــا‬

‫فإذا بهِ لِعَطائِكُــم يَســــتوثِقُ‬

‫‪...‬‬
‫وسَعَيتَ يف البَيداءِ تنشُدُ مَوطِناً‬

‫يَزهُو به الدِّينُ احلَنِيفُ ويُــورِقُ‬

‫‪...‬‬
‫تكللــــتْ‬ ‫فإذا املَدينَةُ بالضِّياءِ‬

‫ـــ ‪ 6‬ـــ‬ ‫يتألَّــــقُ‬ ‫حَسناءَ ترقُبُ فارسـاً‬


‫تستقبِلُ البَدرَ التَّمـامَ بِبَهجَــةٍ‬

‫والقلبُ باحلُبِّ املُجَلجِلِ يَخفِقُ‬

‫تشتاقُكَ الرُّوحُ املُحِبَّةُ سـيِّدِي‬

‫والنفسُ يف بَحرِ اخلَطايا تغرَقُ‬


‫‪...‬‬
‫من لِي بِغَريِ شَفاعَةٍ أجنُو بِها‬

‫بِجَمِيلِ عَطفِكَ مُهجَيت تتعلَّـقُ‬


‫‪...‬‬
‫يا مَنْ بكى يَوماً وقالَ أحِبَّتِي‬

‫قد آمَنُوا إذ مل يَرَونِي واتَّقَوا‬


‫‪...‬‬
‫بأبِي وأُمِّي يا رَسُولَ مَحَبَّــةٍ‬

‫تفدِيكَ رُوحِي واجلوارِحُ تعشَقُ‬

‫************‬
‫ــ ‪ 7‬ــ‬
‫*‬ ‫الشاعر طالب سليمان الشنتوت * سوريا‬

‫) حار القصيد مبدحه )‬

‫مِنْ أَينَ أبدأُ وَالكَالمُ يَحَارُ‬

‫فِيْ وَصْفِ مَنْ مِنْهُ البدورُ تَغَارُ‬


‫*‬
‫فِيْ وَصْفِ مَنْ مَلَكَ املَعَالِي كُلَّهَا‬

‫وَ تَألألَتْ فِيْ وَجْهِهِ األَنْوَارُ‬


‫*‬
‫وَأَتَى إِلَيْهِ احلُسْنُ يَحْمِلُ تَاجَهُ‬

‫وَ دنَتْ لِتَنْشُدَ نُوْرَهُ األَقْمَارُ‬

‫ـــ ‪ 8‬ـــ‬
‫وَتَسَابَقَتْ دُرَرُ القَصَائِدِ تَزْدَهِي‬

‫و َتَزَاحَمَتْ فِيْ وَصْفِهِ األَشْعَارُ‬

‫كَانَ املَدَى كالليلِ كُحْالً دَامِساً‬

‫حَتَّى أَتى كَيْ تُشْرِقَ األَقْدَارُ‬

‫مَنْ صَاغَ مِنْ هَدْيِ اإلِلهِ كَوَاكِبا‬

‫لِتُشِعَّ مـــِنْ ألَقِ اهلُدَى األَمْصَارُ‬


‫*‬
‫هُوَ صَاحِبُ القَدْرِ الَّذِي فِيْ ذِكْرِهِ‬

‫تَصْفُو القُلُوبُ وَتُكْشَفُ األَسْرَارُ‬

‫ـــ ‪ 9‬ـــ‬
‫مَنْ صَاغَ مِنْ هَدْيِ اإلِلهِ كَوَاكِبا‬

‫األَمْصَارُ‬ ‫لِتُشِعَّ مِنْ ألَقِ اهلُدَى‬


‫*‬
‫هُوَ صَاحِبُ القَدْرِ الَّذِي فِيْ ذِكْرِهِ‬

‫تَصْفُو القُلُوبُ وَتُكْشَفُ األَسْرَارُ‬


‫*‬
‫فَلِذِكْرِهِ املُشْتَاقُ يذرفُ دَمْعَهُ‬

‫شَوْقاً إِلَيْهِ وَ تُبْحِرُ األَبْصَارُ‬


‫*‬
‫مُتَدَفِّقاً‬ ‫اهلُدَى‬ ‫انْبَثَقَ‬ ‫بِقُدُومِهِ‬

‫فَنَمَتْ عَلَى جَدْبِ الْقُلُوبِ ثِمَارُ‬


‫ـــ ‪ 01‬ـــ‬
‫وُتَبَدَّلَ الْقَلَقُ الْمُخِيْفُ سَكِيْنَةً‬

‫ضِمْنَ الْقُلُوب ِ لِتَصْدَحَ األَذْكَارُ‬


‫*‬

‫وُِلدَ الْهُدَى فَتَألألَتْ أَنْوَارُ مَنْ‬

‫مَنْبَعٌ وَ مَنَارُ‬ ‫لِلْفَضَائِلِ‬ ‫هُوَ‬

‫وِبِهِ الدُّهُوْرُ اسْتَبْشَرَتْ فَكَأَنَّهَا‬

‫فَجْرٌ يُبَشِّرُ إِذْ يَجِيء نَهَارُ‬

‫*‬
‫وَانْهَارَ كِسْرَى إِذْ تَصَدَّعَ عَرْشُهُ‬

‫إِذْ أُخْمِدَتْ فِيْ جَنْبَتَيْهِ النَّارُ‬


‫ــ ‪ 11‬ــ‬
‫وَتَشَرَّفَ الْغَارُ الَّذِي قَدْ ضَمَّهُ‬

‫فَالْخَلْقُ تَنْشُدُ نُوْرَهُ وَ الْغَارُ‬


‫*‬
‫وَأَتَاهُ جِبْرِ يْلُ األَمِيْنُ مُخَاطِباً‬

‫إِقْرَأْ فَأَنْتَ الْمُصْطَفَى املُخْتَارُ‬


‫*‬
‫بُعِثَ النَّبِيُّ مُحَمَدٌ فَتَزَيَّنَتْ‬

‫أُمّ ُ القُرَى لِقُدُومِهِ وَ الدَّارُ‬


‫*‬
‫وَهْنَا الْهِدَايَةُ أَشْرَقَتْ أَنْوَارُهَا‬

‫وَ الْغَارُ مِنْ عِطْرِ النَّبِيِّ بِحَارُ‬

‫ـــ ‪ 01‬ـــ‬
‫فَأَتَى يُسِرُّ إِلَى خَدِيْجَةَ مَاجَرِى‬

‫استِفْسَارُ‬ ‫جَرَى‬ ‫وَ بِقَلْبِه ِ مِمَّا‬

‫*‬
‫هَــيَّا خَــــدِيــْجَةُ دَثِّر يْـنـِي إِنَّنِي‬

‫ما زَالَ بِيْ مِـــنْ ذَا الْلِـــقَـا آثَــارُ‬


‫*‬
‫و َاَيْــــمُ اهللِ أَنْتَ نَـبـِيُّنَـا‬ ‫قَالَتْ‬

‫وَ الْوَحْيُ قَدْ جَاءَتْ بِهِ األَخْــبــَارُ‬


‫*‬
‫ظَهَرَتْ بَوَاكِيْرُ الْهُدَى فِيْ بَيْتِهِ‬

‫سِرّاً وَ آمَـــنَ صَـــــحْــبُـهُ األَبْـــرَارُ‬

‫ـــ‬ ‫ــــ ‪33‬‬


‫وَأَتَاهُ أَمْرُ اهللِ فَاجْهَرْ دَاعِياً‬

‫وَاجلَّهْرُ أَسَّسَ طَورَهُ اإلِسْرَارُ‬


‫*‬
‫آذَاهُ بُغْضُ الْمُشْرِكِيْنَ فَلَمْ يَلِنْ‬

‫وَازْدَادَ ضِمْنَ فُؤَادِهِ اإلِصْرَارُ‬

‫*‬
‫لَوالهُ مَا خَفَقَ الفُؤَادُ صَــبَــابَــــــةً‬

‫و لَمَا تَزَاحَمَ عِــنْـــدَهُ الزُّوَارُ‬


‫*‬
‫لَمََّا رَأَتْهُ الْأَبْـــجَـــدِيَّــةُ هَرْولَتْ‬

‫شَوْقاً إِلَيْهِ يَــهــــُزُّهَا اسْـــــتِعْبَارُ‬

‫ـ ‪ 14‬ـ‬
‫وَحُرُوفَُها مِثْلَ الْخُيُولِ تَسَابَقَتْ‬

‫وَ النُّورُ فِيْ أَعْــرَافـــِهَـــا أَنــْهَــارُ‬


‫*‬
‫وَقَفَ الـبَـيَـانُ أَمَامَ أَحْمَدَ حَائِراً‬

‫وَ تَزَاحَمَتْ فِيْ رَأْسِهِ األَفْكَارُ‬


‫*‬
‫وَتَلَعْثمَتْ شَفَتَاهُ كَالطفلِ الَّذِي‬

‫دَرَجَ احلُرُوفَ فَمَلَّهُ التِكْرَارُ‬


‫*‬
‫فَاهْزُزْ بِجَذْع ِ الشعْرِ يَنْثُرْ عِطْرَهُ‬

‫مَا لَمْ تَـــفُـــحْ بِـمَـثِـيْــلِــهِ األَزْهَارُ‬

‫ــــ ‪ 35‬ـــ‬
‫هَوَ آيَـــةٌ لِلْحُسْنِ طَلــْعَــةُ وَجــْهِــــهِ‬

‫وَ الْبَدْرُ تَعْشَقُ نُـــورَهُ األَقـْـمَــارُ‬


‫*‬
‫حَسَنٌ بَـهــِيُّ الْــوَجْـــهِ أَبـْــلَــجٌ أَزْهَرٌ‬

‫فَكَأَنَّــــــهُ ثَــــلْــــجٌ بِــــــهِ الـــنـــــَّوّارُ‬


‫*‬
‫فَخْمٌ عَرِ يـــْضُ الـْمـنْــكَــبَـيْـنِ تَهَابُهُ‬

‫تَــحــْتَـــارُ‬ ‫وَ بِــحُسْنــِهِ‬ ‫وَ تُــحِــبُّــهُ‬


‫*‬
‫فِيْ صَوْتِهِ صَحْلٌ يَــفِـيْـضُ عُـذُوبَــــةً‬

‫األَنْــــــــوَارُ‬ ‫تــَتَــألْأل‬ ‫وَ بِــثَــغْرِ هِ‬

‫ـــ ‪ 36‬ـــ‬
‫مُتَسَامِحٌ فَتَرَاهُ يَسْبِقُ عَفْوُهُ‬

‫فَلَكَمْ عَفَا وَ بِكَفِّهِ البَتَّارُ‬


‫*‬
‫لَيْثُ الرجالِ إِذَا الكُمَاةُ تَقَابَلُوا‬

‫سَحَقَ العَدُوَّ كَأَنَّهُ اإلِعْصَارُ‬

‫*‬
‫لَكِنَّهُ فِي السِّلْمِ مِثْلُ سَحَابَةٍ‬

‫يَكْسُوهُ مِنْ ثَوْبِ الْبَهَاءِ وَقَــــارُ‬


‫*‬
‫أَقْبَلَ نَحْوَهُ‬ ‫فِيْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ‬

‫هُمُ األسيادُ وَ األَخْيَا‬ ‫قَوْمٌ‬


‫ــــ ‪ 37‬ــــ‬
‫نَالُوا رِضَا اهللِ الْعَظِيْمِ بِشَارَةً‬

‫لِوَقْعِهِ األَمْصَارُ‬ ‫تُسَرُّ‬ ‫فَتْحاً‬


‫*‬
‫فَانْظُرْ إِلَى الصديقِ نَادَى قَائِالً‬

‫ونَهْجَهُ أَخْتَارُ‬ ‫الرَّسُولُ‬ ‫صَدَقَ‬

‫*‬
‫مَازَالَ ضِمْنَ الغَارِ يَهْمِسُ ثَغْرُهُ‬

‫رُوحِي أَقْبَلَ األَشْرَارُ‬ ‫تَفْدِيْكَ‬


‫*‬
‫أَبَا بَكْرٍ هُنَا‬ ‫فَأَجَابَ التَحْزَنْ‬

‫اهللُ ثَــالـــِثــُنَــــا هُـــــــــوَ اجلَـــبَّــــارُ‬


‫ـــ ‪ 31‬ـــ‬
‫هَذَا الَّذِي بَاضَ احلَمَامُ ألَجْلِهِ‬

‫حَتَّى يَضِلَّ مَكَانَهُ الكُفَّارُ‬


‫*‬
‫وَالعَنْكَبُوتُ بَنَى اخلُيُوْطَ مَتِيْنَةً‬

‫فَكَأَنَّهَا قِبَلَ الْعُيُونِ سِتَارُ‬


‫*‬
‫وُهُنَا السَكِيْنَةُ أُنْزِلَتْ مِنْ رَبِّهِ‬

‫َوَمَضَى العَدُوُّ وَزَالَتْ األَخْطَارُ‬


‫*‬
‫يَتَوَسَّطِ الكَتِفَيْنِ خَتْمُ نُبُوَّةٍ‬

‫خَالٌ َ عَلَى بَحْرِ اللُجنيِ شِعِارُ‬

‫ــ ‪ 19‬ــ‬
‫مَا بَعْدَ حَرْفِ الكَاف ِ نُوْنٌ أَشْرَقَتْ‬

‫إِسْرَاءُ مَنْ مُزِجَتْ بِهِ األَسْحَارُ‬


‫*‬
‫القِبْلَتَيْنِ صَالتُهُ‬ ‫بَدْرٌ بِأُولَى‬

‫السماءَ تَحفُّهُ األَنْوَارُ‬ ‫عَرَجَ‬


‫*‬
‫يَا سَعْدَ يَثْرِبَ وَالنَّبِيُّ بَأَرْضِهَا‬

‫بِهِ األَنْصَارُ‬ ‫يَا سَعْدَهَا طَابَتْ‬


‫*‬
‫كُلُّ القَبَائِلِ بَايَعَتْهُ عَلَى اهلُدَى‬

‫سَبَقَتْ لِذَلِكَ أَسْلَمٌ وَغِفَارُ‬

‫ــــــ ‪ 02‬ــــ‬
‫قَدْ قَادَ بَدْراً وَالصحَابَةُ خَلْفَهُ‬

‫لَيْثٌ بِسَاحَاتِ الوَغَى مِهْصَارُ‬


‫*‬
‫وَبِهَا مَالئِكَة ُ السمَاء ِ تَـنَزَّلَتْ‬

‫وَالنَّصْرُ قُدْ جَاءِتْ بِهِ األَخْبَارُ‬


‫*‬
‫هِيَ لَوحَةٌ لِلْنَصْرِ نُورَانِيَّةٌ‬

‫وَالصَّبْرُ عُنْوَانٌ لَهَا وَإِطَارُ‬


‫*‬
‫عُذْراً رَسُولَ اهللِ إِنِّي شَاعِرٌ‬

‫قَدْ جِئْتُ أَمْدَحُ وَالقَصِيْدُ يَحَارُ‬

‫ـــ ‪ 03‬ـــ‬
‫لَكِنَّهَا فِي الوَصْفِ ظَلَّتْ قَطْرَةً‬

‫مِنْ بَحْرِ مَنْ مِنْهُ البُدُورُ تَغَارُ‬

‫***********‬

‫الشاعر املهندس عامر الغدير * سوريا *‬

‫) حبييب يارسول اهلل )‬

‫حتَّام تكتمها ؟ والشوقُ يبديها‬

‫والعنيُ من سُهدِهَا جَفَّت مآقيها‬

‫نادتكَ ليلى وقد هَبّت نسائمها‬

‫والعيسُ إذ ظعنت بالركبِ حَاديها‬

‫من حَرّ مجرهتا صغت اهلوى دررا‬

‫ـــ ‪ 11‬ـــ‬
‫والطَّريُ نــاحَ على األفنانِ شاديها‬

‫أجبتها شاكيا تشكو مواجدها‬

‫هَذي القوايف أتَتْ ينباع ما فيها‬

‫لطيبةَ اتَّجهتْ أبصارنا و رَنَـت‬

‫وميّمَتْ صَوبــه ترجــــــــو مراسيها‬

‫حممّدٌ هَـتَـفـتَ باملــلءِ تُــعـلنُــــها‬

‫حبُّ اإلله فمن للروح يشفيها ؟‬

‫نادته يا سيّدي رمحاك َ واعتذرت‬

‫ذنيب عظيمٌ وأرجو عُذرَ هاديها‬

‫وأطرقتْ خَـجَال من هول ما فعلتْ‬

‫لكنّها عَـرَفَــتْ من ذا يواسيها‬


‫ـــــ ‪ 12‬ــــ‬
‫يا رمحةً بُــعِثـتْ للنّاسِ قـاطــبَـــةً‬

‫أسرَفتُ عُمرا مَضى ما عُدتُ أُخفيها‬

‫أبصرتُ يل أمال من نور مُحكمةٍ‬

‫كتابُ ربّي وجَلَّ اهللُ باريها‬

‫أجثو على عتباتٍ رحتُ أنشدهُ‬

‫منكَ الشفاعة لن أُصغي لواشيها‬

‫نفسي تُسائلين من ذاكَ تُـنـشـــده ؟‬

‫حممّدٌ أمحدٌ أمسو هبا تِــيـها‬

‫هو املالذُ لنا من هولِ مَشهدها‬

‫للروح ِ إذ بلغتْ منها تَراقيها‬

‫ــــ ‪ 02‬ــــ‬
‫يف روضةٍ جَمعتْ صحبا هلمْ شرفٌ‬

‫أكرِمْ بروضٍ حوى أكرِمْ بِراعيها‬

‫كم كنتُ أغبُطُهمْ أشتاقُ جَمعَتهمْ‬

‫أبكيها‬ ‫مع احلبيبِ فطُوبى رحتُ‬

‫رفقا مبن جاءكم يا صحب معتذرا‬

‫وجابَ قاصي الــدُّنا قَصدَا ودَانيها‬

‫مرتقيا‬ ‫أمحدٌ للعرش‬ ‫ملَّـــا سرى‬

‫ترويها‬ ‫واآلياتُ‬ ‫قوسنيِ‬ ‫من قابَ‬

‫وقال َ رَبُّ الوَرَى قد نِـلتَ منزلةً‬

‫قاضيها‬ ‫ما ناهلا مرسلٌ ‪ ...‬واهللُ‬

‫ـــ ‪ 12‬ـــ‬
‫كُنتَ اإلمامَ هلمْ والرسلُ قد جُمِعَتْ‬

‫كفى هبا شَرَفا ‪ ...‬من ذا يُـدانـيـها ؟‬

‫قرآنه ُ أعجزَ األفــذاذَ ما قَـــدِرُوا‬

‫والصمتُ أجلَــمَـهُمْ ‪ ...‬أُعـيَتْ مَــعَانيها‬

‫لو كان حبرٌ ميــدُّ البحرَ ما نَــفَــدَتْ‬

‫آيات ربّي وال األشجار تكفيها‬

‫خَصّيصَةً خَـصَّهُ رَبُّ العِـــبَـــادِ هبا‬

‫حُــبَّـــا وتَكرُمَــة ً ‪ ...‬واهللُ يُــعـلـيــها‬

‫أنتَ اإلمامُ لرسل ِ اهلل قَاطِــبَـــةً‬

‫جيزيها‬ ‫بآدمَ بُــدِئَـتْ ‪ ..‬واملِســـكُ‬

‫ـــ ‪ 12‬ــــ‬
‫عَـلـمّــتَـهُمْ أنـّـها ‪ -‬ال بُــدّ ‪ -‬زائلةٌ‬

‫فاغنمْ بَــواقِــيـهَا‬ ‫نعيمُها عَارِضٌ‬

‫زَهَــدتَ فـيـها أتـَـتْــكَ اآلن مذعِـنـةً‬

‫أعرَضْتَ عنها ومل تـَعــبـَأ بـفـانـيـها‬

‫و البطنُ كم عُصِبَتْ تشكو هبا سَغَبَا‬

‫والرِجْلُ مِنْ وَرًمٍ يف اللـيّـلِ يُـدمِــيها‬

‫قالَ املالكُ لهُ هَــاكَ الـدُّنــى ذَهَـبـَا‬

‫فَــعَـلَّمَ الكونَ ما مَـعَـنى تَــنـاسـيها‬

‫ال غروَ أنَّي إذا أزْمَـعْتُ أمـدَحــهُ‬

‫أرى حُرويف تُــواتـِيـها قَـوافـيـهـا‬

‫ـــ ‪ 12‬ــــ‬
‫صلَّى عَـليكَ إلــهُ العَرشِ ما صَدَحَتْ‬

‫بَـالبِــلُ العشقِ غَـنّـتْ يف رَوَابـيـها‬

‫صلَّى عَـليكَ إلـهُ العَرشِ مَـا عَـبَـقَـتْ‬

‫زَهرٌ شَـذَتْ وتَـصَابَتْ يف بَـواديــها‬

‫صلَّى عليكَ إلــهُ العَرشِ ما تُـلـيَـتْ‬

‫آنــاءُ لـيـلٍ مِنَ اآلياتِ نَـقريـهَا‬

‫حَـبـيـبُ رَبّي ومِـنـْكَ الصَّـفـحُ مَـعـذِرَةً‬

‫جَـفَّ املِـدَادُ يَـراعِي ليسَ يُحصِيها‬

‫ــ ‪ 01‬ــ‬
‫الشاعر طلعت املغربي * مصر *‬

‫( لك يارسول اهلل ألف حتيّة )‬

‫لو كلُّ هذا الكونِ صارَ قصائداً‬

‫يف مدحِ "أمحدَ " ما وَفَى ببيانِ‬

‫هذا الذي بالنّورِ قدْ عمَّ الورى‬

‫هذا احلبيبُ ‪ ..‬هديَّةُ الرمحنِ‬

‫أرسَلَهُ إىل‬ ‫هذا سِراجُ اهللِ‬

‫كُلِّ اخلالئقِ إنسِهم واجلَانِ‬

‫اإللَهُ جنودَهُ‬ ‫هذا الذي نصَرَ‬

‫التقى اجلَمعانِ‬ ‫باملدِّ يومَ أنِ‬

‫ـــ ‪ 92‬ــ‬
‫للعاملنيَ وخَامتٌ‬ ‫هو رمحةٌ‬

‫الفُرقانِ‬ ‫للمرسلنيَ بشِرْعةِ‬

‫لو ألفُ ألفِ قصيدةٍ سَطَّرْتُها‬

‫ومثالُها بلْ كاملُ األوزانِ‬

‫ما اسْطَعْتُ توفيةً لقدرِكَ سيدي‬

‫يا رمحةَ الرمحنِ لألكوانِ‬

‫فاهللُ ربِّي قالَ فيكم مادِحَاً‬

‫يف مُحكمِ التنزيلِ والتبيانِ‬

‫لعلى عظيمِ اخلُلْقِ أنتَ حبيبَنا‬

‫أكرِمْ مبا قدْ جاءَ يف القرآنِ‬


‫ـــ ‪ 03‬ـــ‬
‫أخالقُكُمْ حِبِّي نسيمٌ قد سرى‬

‫أخالقُكُم كالرَوْحِ والرحيانِ‬

‫(عائِشةُ) املربَّأَةُ اليت‬ ‫وتقولُ‬

‫نزلتْ براءتُها مـــــنَ الديَّـــــانِ‬

‫هي أمُّنا قالتْ ‪ ..‬وصِدْقٌ قولُها‬

‫)صدّيقَةٌ ) هي بنتُ مَنْ هوَ ثاني‬

‫أخالقُهُ القرآنُ فهو كأنَّهُ‬

‫قرآنُ ربِّي ســــــــاطعُ الربهَانِ‬

‫منِّي إليكَ أيا حبيبُ حتيةً‬

‫فعسى هبا يف احلشرِ أنْ تلقاني‬

‫ـــ ‪ 03‬ـــ‬
‫فتقولَ يا ربِّ اعفُ عنهُ فإنَّهُ‬

‫قد كانَ ميدحين بكلِّ مكانِ‬

‫يا رب صلِّ على النيب وآلهِ‬

‫عطِّرْ بالصالةِ لساني‬ ‫يا ربّ‬

‫واجعلْ رسولَ اهللِ عندكَ شافعي‬

‫يف يومِ تَنْصبُ ربَّنا ميزاني‬

‫*********‬

‫ـــ ‪ 09‬ــ‬
‫الشاعر رضوان قاسم * فلسطني *‬

‫( حســـبُ القصيدة )‬

‫قـليب بـحـبِّـكَ يـا مـحـمـدُ راجـفُ‬

‫والـقَلبُ مِن ثِقَلِ املعاصِي خَائِفُ‬

‫جَفْنِي جَفاهُ النَّومُ مِنْ طُول ِ الـنَّوى‬

‫نَــادى بِـبَابِـكِ والـدُّمُـوعُ هَـواتِـفُ‬

‫فَـغَـداً أالقِـي وَجْــهَ ربِّـي مُـذْنِـبَـا‬

‫وغَـدَاً سَـتُـلقَى يف يديَّ صَـحائِفُ‬

‫يَـا مَـنْ تَـقُـولُ بِـيَومِ حَـشْـرٍ أُمَّتِي‬

‫مَنْ لِي سِــواكَ لِـكُلٍّ هَمٍّ صَـارِفُ‬

‫ــ ‪ 00‬ــ‬
‫يا خري من وطِئ الثرى حتى غدا‬

‫ضَـوءُ الـثُّـرَيَّـا مِنْ ثَـرَاهُ يُـثَـاقِـفُ‬

‫الـقَـلْـبُ يَـبسُـمُ إِنْ ذَكَــرْتُ مُحَمَّداً‬

‫والـجِّـفْنُ يَسْـدُلُ والـعُيونُ ذَوَارِفُ‬

‫إِنْ لَـمْ أَنَـلْ عَـطْـفَـاً بِبَابِكَ سَـيِّدِي‬

‫نِـلْـتُ الـمُنَى أَنِّـي بِبَابِـكَ واقِــفُ‬

‫كُـرمَـى مُحَمَّدَ يَـا مُحَمَّدُ خُذْ يدي‬

‫فأكون خَلْفَكَ فِي الرِّكَابِ أُرَادِفُ‬

‫ال تَرْتَقِي الكَلِمَاتُ وَصْفَ مُحَمَّدٍ‬

‫حَسْبُ القَّصِيْدَة أَنَّ ذِكْرَكَ طَارِفُ‬


‫******************‬

‫ـــ ‪ 03‬ـــ‬
‫الشاعر عوض أمحد العلوش * سوريا *‬

‫( مكارمُ األخالقِ )‬

‫يَامَن ْ أمتَّ مكارم َاألخــــــــــالقِ‬

‫وحمَا الظالمَ بِغُــــرَّةِ اإلِشــــــرَاقِ‬

‫يا سيّدَ الثقلني ياشـَـرفَ التُّقَى‬

‫يَا طيِّبَ األنســَاب ِ واألعــــــراقِ‬

‫ياخري َمنْ فوق البسيطة كُلَّها‬

‫وأميــن أرضِ اهللِ يف اإلحقاقِ‬

‫أديت َ لإلنســانِ حــق َّرســَــالةٍ‬

‫وحَفِظتَ نعمةَ ربــكَ اخلــــالَّقِ‬

‫وهَديتَ بالقــرآنِ وجْهَةَ أمــَّــةٍ‬

‫و بنورِ ما حدَّثْــتَ يف اآلفــــاقِ‬


‫ــــ ‪ 03‬ـــ‬
‫وبُعثتَ فينا رَمحةً وهــــــدايةً‬

‫للعامليــــنَ بغايـــــةِ اإلشـــفاقِ‬

‫واهللُ ربّــي واملالئــــكةُ العُال‬

‫صَلــُّوا عليـك َوفوقَ ســبعِ طِباقِ‬

‫يَاربِّ صــلِّ على النبــيِّ مُحمــــدٍ‬

‫عَــدد الرمــــال ِفصَــل ِّ واألوراقِ‬

‫وبكلِّ واحــــدةٍ لنــا عَشْــرٌ هبا‬

‫أنتَ الكريم ُوصــاحبُ اإلنفــاقِ‬

‫وحبقِّ آيــاتِ الكتابِ ونــورها‬

‫زِدْ بالصــــالةِ عليهِ باســتغراقِ‬

‫ـــــ ‪ 03‬ــــ‬
‫يا ربِّ واجْمعــــــنا بهِ وبــــآلهِ‬

‫وصحابةٍ مبحــــــبة ٍ وعِنــــــاقِ‬

‫ونكونُ بنيَ الوَاردينَ لكَوثرٍ‬

‫يف شـُــربةٍ من حَوضهِ الرَّقراقِ‬


‫*******‬
‫الشاعر رضا كنعان * سوريا *‬

‫قصيدة ( حممّد ) ص‬

‫مَلَكَ الفؤادَ حممدٌ وسَباني‬

‫وكذا اجلوارحُ والعيونُ تعاني‬

‫حييّت ياخريَ الورى من راشدٍ‬

‫للدينِ لإلســـــــــالمِ والقرأنِ‬


‫ــــ ‪ 03‬ـــ‬
‫ملكَ الفضائلَ واحملاسنَ كلَّها‬

‫هو خريُ من داوى وباالحسانِ‬

‫دمعٌ جرى شوقاً إىل حمبوبِنا‬

‫املتفاني‬ ‫هذا النيب اهلامشي‬

‫هذي احلروفُ وقد ملكت زمامها‬

‫فعمدتُ أن أهدي هبنَّ بياني‬

‫امليمُ زجّت يف الفؤاد مجالَها‬

‫حني استقرّت هيّجَت أشجاني‬

‫واحلاءُ حامَ القلبُ يف أرجائِها‬

‫ـــــ‪ 08‬ـــ‬
‫بأرجيِها أزماني‬ ‫وتعطَّرت‬

‫وامليمُ ثانيةً تطلُّ حبسنِها‬

‫فسَبت فؤادي وازدهَت أحلاني‬

‫والدّالُ دامَ العزُّ يف جنَباهتا‬

‫وبثثتُ يف حبٍّ هلا أحزاني‬

‫فمحمّدٌ صُنْعُ اإللهِ حروفُهُ‬

‫فتألألت كالدر َّ يف التيجان‬

‫يا أيّها املختارُ ذِكركَ هزّني‬

‫وطر بتُ ملَّا صغتهُ ببناني‬


‫ـــ ‪ 02‬ـــ‬
‫ملَّا وقفتُ ببابكم يا سيّدي‬

‫مرتجالً شعري وفيضَ بياني‬

‫وذكرتُ حسنَكَ والدموع هواطلٌ‬

‫أشجاني‬ ‫و حيليت‬ ‫من مقليتّ‬

‫فخشيتُ أالَّ أستفيضَ مبدحِكم‬

‫بناني‬ ‫السطورِ‬ ‫وتلعثمَت بني‬

‫لكنّين و اهللِ ياخريَ الورى‬

‫إنَّي عشقتكَ واهلوى أضناني‬

‫يا سيّدي وحبيبُ كلَّ موحدٍ‬


‫ـــــ ‪ 33‬ــــ‬
‫يا موئلي وهداييت وجَناني‬

‫يا سيدَ الثقلنيِ ياعلمَ اهلُدى‬

‫يا من أضاءَ الكونَ بالفرقانِ‬

‫ياسيداً مايف الوجود ِ نظريه‬

‫ربّى النفوس مبنهجِ الرمحنِ‬

‫ياسيد الرسلِ الكرامِ حتيةً‬

‫منّى إليكَ على مدى األزمانِ ِ‬

‫صلى عليكَ اهللُ جلَّ جاللُهُ‬

‫وكذا املالئكُ سلَّمت بتهانِ‬


‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫الشاعر الدكتور إبراهيم الفايز الشعييب * العراق *‬
‫( َولَ َد ْت َك أُ ُّم َك أَ ْح َمد )‬
‫ما ذَا أَقولُ بِيَوْمِ مَدْحِكَ سَيِّدِي‬

‫وَأَرَىٰ قَصيدِي ال يُطاوِلُكَ الْمَدَىٰ‬

‫بَيْتُ الْقَصيدِ إذا ذَكَرْتُكَ يَنْحَين‬

‫خَجَالً وَفِي شَفَيت أَراهُ تَجَمَّدا‬

‫وَإِذَا عَزَمْتُ على حِياكَةِ أَحْرُيف‬

‫دُرَرا تَليقُ بِناظِرَ يْكَ وَعَسْجَدا‬

‫قَصُرَتْ بِيَ األَلْفاظُ كَيْفَ أَصُوغُها‬

‫فَأَعُودُ مُنْكَسِرا يُجاوِبُين الصَّدَىٰ‬

‫ويَعُودُ دَمْعي يف املَحاجِرِ شَاكِيا‬

‫هَلْ تَرْتَضيين أَنْ أَجيئَكَ أَرْمَدا‬


‫ـــ ‪ 39‬ـــ‬
‫مايل وَقَد ضَّاقَتْ مَسالِكُ حِيلَتِي‬

‫وَأَرى ٰ ذُنُوبي أَسْلَمَتْين مُقَيَّدا‬

‫إِلَّاكَ جِئْتُكَ وَالْقُيُودُ تَحُدُّنِي‬

‫فَاشْفَعْ فَقَدْ ولَدَتْكَ أُمُّكَ أَحْمَدا‬

‫لَمْ يَبْقَ يف عَيْين تَساقَطَ دَمْعُها‬

‫وَنُحُولُ جِسْمِي قَد تَّساقَطَ مِرْوَدا‬

‫مَنْ لِلْمُعَنَّىٰ يَسْتَغيثُ إذا ارْتَمَىٰ‬

‫بِجِوارِ قَبْرِكَ قَد تَّراهُ مُمَدَّدا‬

‫هَبْ لِي رِضاكَ فَمِن رِضاكَ سَعادَتي‬

‫وَشَقاءُ رُوحِي مِنْ بِعادِكَ قَدْ بَدا‬

‫ما يل أَرىٰ رَكْبِي إلَيْكَ يُعِيقُنِي‬

‫هَلْ كانَ قَلْيب قَبْلَ ذَلِكَ جَلْمَدا‬


‫ــــ ‪ 30‬ـــ‬
‫خُذْني إِلَيْكَ وَدَعْ جِوارَكَ مَذْهَيب‬

‫وَجِوارَ قَبْرِكَ أَسْتَمِيحُكَ مَرْقَدا‬

‫******‬

‫الشاعر توفيق مبخوت يعمر* اليمن *‬

‫) يف مديح املصطفى )‬

‫أيقــظْ يراعَكَ قُدَّ أثــوابَ الكَــــرَى‬

‫وَامسَحْ جفونَ املفرداتِ لِتُبصِرَا‬

‫ماذا ستكتبُ يف مديحِ حممَّدٍ؟‬

‫ماذا ختطُّ خلريِ من وطىَ ء الثرَى؟‬

‫نَفِدَتْ حبورُ الشعرِ قبل مدحيِهِ‬

‫وبوصفِهِ ماءُ البيــــــانِ تبــخََّرَا‬

‫ــ ‪44‬ــ‬
‫كمْ شــاعرٍ جعلَ اجملــــــازَ ركابَهُ !!‬

‫وعلى صراطِ املعجزاتِ تعثَّرَا‬

‫طهَ هباءُ الكونِ بل وضياؤهُ‬

‫الربيَّةِ أسفَرَا‬ ‫ملََّا أتى صبحُ‬

‫هوَ مولدٌ بالنورِ جاءَ مبشِّرَاً‬

‫واجلهلُ ملََّا جاءَ ولََّى مُدبِرَا‬

‫بل جاءَ بالقرآنِ خري رسالةٍ‬

‫قد خطََّها قلمُ اإللهِ وسطََّرَا‬

‫طهَ الذي زرعَ التََّسامح يف الورى‬

‫واجتثَّ حقداً يف القلوبِ جتذََّرَا‬

‫وهوَ الذي غرسَ اإلخاءَ بروضهِ‬

‫حتََّى جتذََّرَ يف األنامِ وأمثَرَا‬


‫ــــ ‪ 33‬ــــ‬
‫طهَ الذي‪ ..‬والشعرُ جفَّ معينهُ‬

‫ماذا عسايَ أخطُّ يف خري الورى!!‬

‫يا ربُّ إنَّي عاجزٌ وحمابري‬

‫جفَّت ومعناهُ اجلميلُ تكوثَرَا‬

‫يا ربَُّ صلِّ على النيب وآلهِ‬

‫ما جادَ غيثٌ باحلياةِ وأمطرَا‬

‫******‬

‫الشاعر محدي كحلوت * فلسطني *‬

‫( وعـــدُ اهلوى )‬

‫تَمَلَّكْتَ مِنْ دُرِّ البَيَانِ جَوَامِعَهْ‬

‫وَأَدْرَكْتَ مِنْ صَفْوِ املَعِنيِ مَنَابِعَهْ‬


‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫وَطَوَّفْتَ فِيْ بَحْرِ اخلَرَائِدِ غَائِصَاً‬

‫فَأَحْرَزْتَ مِنْ عِقْدِ اجلُمَانِ لَوَامِعَهْ‬

‫وَفِي خَدِّكَ اليَاقُوتُ شَعْشَعَ طَيْفُهُ‬

‫وَمِنْ ثغْرِكَ األلْمَاسُ صَاغَ رَصَائِعَهْ‬

‫أَضَأْتَ إِلَى الصَحْرَاءِ قِنْدِيْلَ نُوْرِهَا‬

‫وَأَطْفَأْتَ فِي إِيوَانَ كِسْرَى سَوَاطِعَهْ‬

‫فأَسْقَيْتَ عَذْبًا سَّـلْسَبِيْلًا وَأَيْنَمَا‬

‫حَلَلْتَ عَلَىْ قَفْرٍ أَحَلْتَ بَلَاقِعَهْ‬

‫تَدَلَّتْ ضُرُوْعُ املَاشِيَاتِ كَأَنَّهَا‬

‫شَآَبِيْبُ غَيْمٍ مَا تُدِرُّ مراضعَه‬

‫بِمَاذَا أَتَيْتَ ‪-‬ابْنَ الذَّبِيْحَيْنِ‪ -‬عِنْدِمَا‬

‫انْبَرَىْ كَاذِبٌ يَفْرِيْ عَلَيْكَ تَعَاتِعَهْ‬


‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫أَآيَاْتُ ذِكْرٍ كاحلُسَامِ انْتَضَيْتَهَا‬

‫مِنْ الغِمْدِ مَصْقُوْلٌ شَحَذْتَ قَوَاطِعَهْ؟‬

‫ولَمَّا تَسَنَّتْ يف الشِعَابِ سَمَاعُهَا‬

‫أَسَرْتَ الْقُلُوْبَ الْلَيِّنَاتِ املُطَاوِعَةْ‬

‫إِذَاْ تَسْأَلُ الْجَوْعَىْ أَكَاْنَتْ خَصَاْصَةً‬

‫أَجَابُوْا ‪ :‬الْلُقَيْمَاتُ القَلِيْلَاْتُ مَاْتِعَةْ‬

‫للتَّابِعِيْنِ مَنَاهِجٌ‬ ‫حِصَــــــارٌ بِهِ‬

‫لِمَنْ يَقْتَفِيْ شَطْرَ اإلِبَاء ِ رَوَائِعَهْ‬

‫هناكَ بِلَاْلٌ يصطلي تَحْتَ صَخْرَةٍ‬

‫وَمَنْ تَحْتِهِ الرَّمْضَاءُ زَادَتْ لَوَاسِعَهْ‬

‫"وَعَمَّارُ يَبْكِيْ"قَدْ حَنَثْتُ شَهَادَةً‬

‫فَلَاْ ضَيْرَ لَوْ عُدْتَ" أَرْضَتْ جَوَاْزَعَهْ"‬


‫ـــ ‪ 38‬ـــ‬
‫إِلَيْكَ اعْتِذَارِيْ يَا رَسُوْلُ لَقَدْ رَمَىْ‬

‫مَقَالٌ إِلَىْ شَأَوِ الضَّلَالِ مَوَاضِعَهْ‬

‫فَمَاْ كَانَ مَجْنُوناً بِلَيْلَى وَلَا غَوَىْ‬

‫وَلَا الشَّاعِرَ اهلَيْمَانَ يَشْكُوْ مَوَاجِعَهْ‬

‫وَإِنِّيْ لَأَرْنُوْ عِنْدَ بَابِكَ مَا لَيَا‬

‫سِوَىْ شَرْبَةٍ مِنْ حَوْضِكَ النَّارَ مَانِعَةْ‬

‫أَمُدُّ إِلَيْكَ الكَّفَّ عَلَّكَ مُنْقِذِيْ‬

‫وَقَلْبِيْ ضَنِيْنٌ هَلْ مَسَكْتَ أَصَاْبِعَهْ‬

‫فلِيْ فِيْ اهلَوَى بَيْنِيْ وَبَيْنِكَ مَوْعِدٌ‬

‫ولَيْتَكَ لَوْ تَسْقِيْه ِ أَوْ كُنْتَ شَاْفِعَهْ‬

‫*******‬
‫ــــ ‪ 32‬ـــ‬
‫الشاعر احلسن الواحدي* اجلزائر *‬

‫( مَنْ ذاق شَهْدَك ال يُفْطَمُ )‬

‫لِسَـــــانٌ يُجِـــــــــلُّكَ ال يَبْكَــمُ‬

‫ونَفْــــــــــــسٌ تُنَاجيـــــــــــــــكَ ال تَسْأَمُ‬

‫فَأَيُّ الْقَوَافِـــــــــــــــي لَهَـا جُـــــــــــــــرْأةٌ‬

‫تَشُـقُّ رِحَـابَــــــــــكَ ال تُحْجِــــــمُ؟‬

‫وَحُــبُّـــــكَ شَهْـــــــدٌ يُزيلُ الظَّمَـــــــــا‬

‫وَمَــــنْ ذَاقَ شَهْــــدَكَ ال يُفْطَـــــــــمُ‬

‫لَبِسْتَ الْمَكَــارِمَ حتَّى غَـــــدَتْ‬

‫تُعَــــــــــــــــدُّ وَأَنْتَ لَهَـــــــا الْمَعْلَــــــمُ‬

‫وَعَيْنٌ تَضُمُّــــــــــــــكَ أحْدَاقُهــــــــا‬

‫ــــ ‪ 21‬ـــ‬
‫فَلَــــــــنْ تَشْرَبَ الْبُؤْسَ أوْ جتْهَـــمُ‬

‫وَجَمْــــــــــــعٌ ذُكــــــــرْتَ به طيِّبٌ‬

‫مِنَ الْبَركَــــــاتِ لَــــــــهُ أسْهُــــــــمُ‬

‫وأرْضٌ تُقِلُّــــــــــــــكَ مُخْضَــــــــــــــرَّةٌ‬

‫فَهَيْهَـــــاتَ تُجْدِبُ أَوْ تُحْسَـــــــــمُ‬

‫وَدرْبٌ مَضَيْتَ بِــــــــــــــــــــهِ بَاسِمًــــا‬

‫تُطَــــرِّزُهُ بِالسَّنَــــــا األنْـجُـــــمُ‬

‫وَجَيْــــــــــــــشٌ لِــــــــــوَاؤُكَ فيــهِ عَـــــالَ‬

‫فَال يَلْبِسُ الْخِــــــــــــــــــزْيَ أو يُهْــــــزَمُ‬

‫إذا صَاحَ يف الْهَــــــــــوْلِ دَاعي الرَّدَى‬

‫فَأَنـْـــــــــــــتَ بِسَاحِ الْوَغَـــــى ضَيْغَـمُ‬

‫أعَــــــــــدْتَ لِمَكَّـــــــــةَ مَا ضَيَّعَـــتْ‬


‫ــــ ‪ 20‬ــــ‬
‫وَأَنْـــــــتَ بَهـَـــــــــــــــا الْعَائـلُ الْمُعْـدَمُ‬

‫أمينًــــــا عُرِفْــــــــــتَ بِهَـــــــا صَادِقًـا‬

‫إذا اخْتَلَفَــــــتْ كُنْتَ مَنْ يَحْكُمُ‬

‫وإنْ سِــــــــــــــــــرْتَ فيها انْتَشَى ظَهْرُهَـا‬

‫يُسَبِّــــــــــــــــحُ رَبًّـــــــــا بِمَا يُلْهَــــــــــــــمُ‬

‫حَمِيــــــــــــــــمٌ لِكُــــــلِّ أسًـــى بَهْجَةٌ‬

‫رَحِيــــــــــمٌ لكُـــــــــــلِّ ضَنًى بَلْسَمُ‬

‫كَرِيــــــمٌ لِكُـــــــــلِّ نَـــــــدًى ذِرْوَةٌ‬

‫قَويـــمٌ لِكُــــــــلِّ هُـــــــــــــدًى مَنْسَـمُ‬

‫طلَعْــــــــــــتَ فَأَشْــــــــــــــرَقَ وَجْهُ الثَّرَى‬

‫وحَـــــــــــــــــــــــلَّ بِأُمِّ الْقُـرَى الْمَوْسِـــــمُ‬

‫وكانَـــــــــتْ مِنَ الْفِيـلِ مَذْعُـــــــــــورةً‬


‫ــــ ‪ 21‬ـــ‬
‫وأرْكـــــانُ كَعْبَتِهـــــا تُهْـــــــــــــدَمُ‬

‫فَـــــــرَدَّ الْعِــــــــــدَى ربُّهَــــــــــــا الْقَهْقَرَى‬

‫وَحَامَـــــــــــــــتْ أبابيلُـــــهُ تَرْجـُـــــــــــــــمُ‬

‫وأقْبَـــــــــــــــــــلَ جِبْـــــــــــــــرِيلُ مُسْتَبْشِرًا‬

‫بِطلْعَـــــــــــــةِ مَنْ دِينُـــــــــــــــهُ األقْـــــــــــــــــوَمُ‬

‫كَرِيــــــــــــــــــــمُ الشّمَائـلِ مَحْمُودُهـَـــا‬

‫لَـهُ اجْتَمَــــــــــــــــعَ الْخُلُقُ األعْظَــــــــــــــمُ‬

‫إذا عَارَضُــــــــــــــــوهُ فَذُو رَأْفَــــــــــــــــــةٍ‬

‫وَإِنْ جَـادَلُـــــــــــــــوهُ فَال يُفْحَـــــــــــــــــــمُ‬

‫وإنْ كَذَّبُــــــــــــوهُ فَال يَرْعَـــــــــــــــــــوِي‬

‫وَإنْ حَارَبُــــــــــــــــــوهُ فَال يَنْقِـــــــــــــــــــمُ‬

‫وإنْ عاهَـــــــــــــــــــــــدُوهُ فال يَعْتَـــــــــدي‬


‫ـــ ‪ 22‬ـــ‬
‫وَإنْ خَالفُـــــــــــــــــــــوهُ فال يُرْغِـــــــــــــــمُ‬

‫يُنَادِي بِرِفْـــــــــــــــــــــــقٍ أال آمِنُـــــــــــــــــوا‬

‫وَعُــــــــــــــــــــــودُوا إىل اهلل وَاسْتَعْصِمُوا‬

‫فَدَانـَـــــــــــــــتْ قُرَيْشٌ تَحُثُّ الْخُطى‬

‫وَعَهْــــــدٌ جَديــــــدٌ لَهَــــــــــــا يُبْــــــــــــــرَمُ‬

‫وَأكْرَمَـــــــــهُ اهللُ يف عَرْشِـــــــــــــــــهِ‬

‫وَنَادَى الْخَالئِــــــــــــــــــــــــــــــقَ أنْ سَلِّمُوا‬

‫عَلى خَيْـــــــــرِ مَنْ صَوَّرَتْهُ يـَــــــــــــــدِي‬

‫بِشَــــــــــــارَةُ مَنْ أنْجَبَــــتْ مَرْيَـــــــــمُ‬

‫وَأَبْهــَـــــــــى وَأَنْقَـــــــى وَأَزْكَى الْوَرَى‬

‫مَــــــــــــــالذُ الْحَيَـــــــــارَى إِذَا شُـــــرِّمُوا‬

‫دَليـــلُ النَّجَــــــــــــــــاةِ بـِــــــهِ تُمِّمَــــــــــــــتْ‬


‫ـــ ‪ 25‬ـــ‬
‫عَلَى الْخَلْـــــــــــــــــــقِ مِـــــنْ ربِّهِمْ أَنْعُــــمُ‬

‫يُؤيِّــــــدُهُ الْكَــــــوْنُ فيمَـــــــــــــــــا قَضَــــــــى‬

‫وَهَــــــــــذِي دَالئِلُـــــــــــــــــــــهُ تُعْلَــــــــــــمُ‬

‫********‬

‫الشاعر حسان يوسف * سوريا *‬

‫أنـــتَ الـمـنـريُ و أنـــتَ الـنّـورُ و الـقـلمُ‬

‫أنـــتَ الـبـيـانُ و أنــتَ الـفـكرُ و الـكَـلِمُ‬

‫يــا مــنْ حُـبيتَ مـن الـموىل جـوامعُها‬

‫تَـراقَـصـتْ طَــرَبـاً فــي ثـغـركِ الـحِـكمُ‬

‫أنــتَ الــدَّواءُ و أنــتَ الـطِّبُّ مـن عِـللٍ‬

‫أنــــتَ الـطَّـبـيبُ إذا مـــا شـابـنـا ألـــمُ‬


‫ــــ ‪ 33‬ـــ‬
‫أنــتَ اإلمــامُ و أنــتَ الـعـدلُ يَـحـكُمنا‬

‫أنـتَ الـحكيمُ و أنـتَ الـحُكمُ و الـحَكَمُ‬

‫أنــتَ الـحبيبُ و أنـتَ الـعشقُ يَـملكُين‬

‫أنــتَ الـكـريمُ و أنــتَ الـخـريُ و الـكرمُ‬

‫يـــا سـاكـناً يـثـربَ الـشّـمّاءَ فــي نُــزُلٍ‬

‫تـسـعـى إلـــى قـبـركَ األرواحُ و الـقـدمُ‬

‫فـداكَ روحـي فـداكَ الـقلبُ فـي جـسدٍ‬

‫يــا مــن غـدا مـنهجاً حـارتْ بـه االمـمُ‬

‫يــا مـن صَـنعْتَ مـن األخـالق مـدرسةً‬

‫ــــ ‪ 33‬ـــ‬
‫هـامت بـها الـفرسُ و الرومان و العجمُ‬

‫يــا مَــنْ مَـنـحتَ نـساءَ الـعُربِ مَـكرُمةً‬

‫و هــمْ لـهـا قـبـلَكمْ بـالـوأدِ قــد ظَـلموا‬

‫جــبـريـلُ يــنـزلُ قـــد هَــلَّـتْ بـشـائَـرُهُ‬

‫و الـشّـمـسُ تـشـرقُ و االقـمـارُ تـبـتسمُ‬

‫بُـعـثـتَ يـــا خــيـرَ خـلـقِ اهللِ مَـرْحـمةً‬

‫فــكـلُّ شـــئٍ قـبـيـلِ الـبـعـثِ ذ ا عَـــدَمُ‬

‫مـحـمّدُ الـمصطفى قـد جـاءَ يـرشدهمْ‬

‫صـــدّوا رسـالـتَـه مـــن بـعـدهِا نـدمِـوا‬

‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫أرضُ الـحـجـازِ زهـــتْ بـالـخـريِ كـلَّـلَها‬

‫و أُغــدِقَـتْ فــي حِـمـى أقـوامِـه نِـعَـمُ‬

‫إِسَـافُـهـمْ هُــدِّمَـتْ و الـــلَّاتُ حـطَّـمـها‬

‫عـلـى يـديهِ تـداعى الـرِّجسُ و الـصَّنمُ‬

‫أردى بـنـائلةٍ ‪ ،‬فــي الـقاعِ قـد سَـقطتْ‬

‫و مـكـةٌ فَـرِحَـتْ بــل يـضـحكُ الـحـرمُ‬

‫و الصّحبُ قد هاجروا و اهللُ مقصدُهم‬

‫فـي الـهجرِ كـلُّ صُـنوفِ الـمُلكِ تُقتسمُ‬

‫طـــلَّ الــهـدى مــن ثـنـياتٍ فـأفـرحَهمْ‬

‫كــــأنّ دمـعـاتِـهـم مــــن فــرحـةٍ دِيَـــمُ‬


‫************ ـــ‪ 38‬ـــ‬
‫الشاعر حممد حاج مصطفى * سوريا *‬

‫للمصطفى يف حنايا الروح أوردةٌ‬

‫يسري هبا احلب دفَّاقاً فيغذوها‬

‫عطر تضوّع من أنفاسها عبقاً‬

‫يسري هبا دون ركْب ثم حيدوها‬

‫حنو املدينة تنجو السري مسرعة‬

‫مآقيها‬ ‫فتسبقها حبّاً‬ ‫عجلى‬

‫وكيف ال ورسول اهلل فضَّلها‬

‫إذ حلَّ فيها ونور اهلل جيلوها‬

‫يا سيد اخللق كيف احلرف يسعفين‬

‫وكيف ترسو ببحري ذا معانيها‬

‫فانت فوق ثناء اخللق كلهمو‬


‫ـــ ‪ 32‬ـــ‬
‫وكل ما قيل جزء ليس يكفيها‬

‫بذكرك احلرف يسمو مستها وإذا‬

‫ماصاهبا وهَن بالذكر أرقيها‬

‫إن كان ذكرك يربي القلب من علل‬

‫به فمن باب أوىل الذكر يربيها‬

‫يا من جيلَّ عن األوصاف حمتده‬

‫تيها‬ ‫خلقاً وخُلْقاً ويعلو فوقها‬

‫يعجزني‬ ‫ما قلت ممتدحاً فاملدح‬

‫لكن هبا الروح تعلو فوق دانيها‬

‫**********‬

‫ــــ ‪ 33‬ـــ‬
‫الشاعر حممد ناصر شيخ اجلعمي * اليمن *‬

‫( نــيبّ اهلُــــــدى )‬

‫بدرٌ تَجَلَّى فَسَارَ النّوْرُ يف الظَّلُمِ‬

‫مِنْ بَعْدِ أزْمِنَةٍ ضَجّتْ مِنَ األلَمِ‬

‫تَعَاقَبَتْ حججٌ واألرضُ متعبةٌ‬

‫جترُّ أنْفَاسَهَا كاملُدنِفِ اهلَرِمِ‬

‫باخلريِ مُشْرِقَةً‬ ‫يا ليلة ملْ تَزَلْ‬

‫سَقَى ليَاليك ِهَطلٌ وافر الديمِ‬

‫كانتْ طيوفُ املنى ختتالُ يف طربٍ‬

‫يا ما أحياله مِنْ وَعْدٍ ومِنْ حُلُمِ‬

‫هذا الرّبَيعُ الذي تَزْهو خَمَــائِلُه ُ‬

‫باآلمالِ والنّعَمِ‬ ‫باخلَيْرِ والبِشْرِ‬


‫ــــ ‪ 33‬ــــ‬
‫مِنْ غيمةٍ من حياضِ اخلُلْدِ نَاضحَة‬

‫باملِسْكِ جَادَ بِهَا ذُوْ اجلُوْدِ والكَرَمِ‬

‫هذا اليتيمُ الذي دانتْ حلكمته‬

‫كل َُّالطواغيتِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ‬

‫صلَّى عليكَ إله الكونِ ما عبقتْ‬

‫قصائدُ الشّعْرِ بِاألخالقِ والقيمِ‬

‫ومَا بَكَتْ يف بالدِ العُرْبِ نَازحةٌ‬

‫مُعْتَصمِ‬ ‫وملْ تَجِدْ لِصَدَاهَا أيِّ‬

‫آمَنْتُ باهلل ِ واسْتَمْطَرْتُ رَحْمَتَهُ‬

‫وَقَدْ تَمَادَتْ جِيوْشُ اهلَمِ باهلمَمِ‬

‫حَتَّى غَدَتْ أمّة ُاإلسالمِ يف وجلٍ‬

‫تَخَاف مِنْ كلَِّ مأفون ٍ وَمُنْتَقَمِ‬


‫ـــ ‪ 39‬ـــ‬
‫يا مَنْ اقَمْتَ لِصَرْحِ العَدْلِ اعْمِدَةً‬

‫لألمَمِ‬ ‫شيّدْتَهُ بالتَّقَى واحلُبّ‬

‫رسالة النُّورِ واإليّمَان ِ جِئَتَ بِهَا‬

‫سُبْحَانَ من عَلَّم َ اإلنسان َ بِالقَلَم ِ‬

‫يا سَيّدَ احلُبِّ نامَتْ يف مَضَاربِهَا‬

‫جحَافِل ُالعُرْبِ واألحْقَاد ملْ تَنَمِ‬

‫ثقافةُ اجلَهْلِ مَا زِلنَا نَلُوذُ بِهَا‬

‫ومنْهزمِ‬ ‫يَؤُمُّنا كلَّ دَجّالٍ‬

‫تئنُّ منْ كلَّ ضلعٍ امّة جَبُلتْ‬

‫عَلَى أسَاهَا ولَمْ تَنْبِسْ بِبِنْتِ فَمِ‬

‫تَخَطَّفَتْهَا وحُوش ُ اجلَهْلِ ما نَكَثت‬

‫عَهْدًا ملَنْ ملْ يراعوا ابْسَطَ القَيَمِ‬


‫ـــ ‪ 30‬ـــ‬
‫ياربّ لوالكَ ما كانَ الضَّيَا ابداً‬

‫وال استَقَامَ شُعَاعُ النّورِ يف الظَّلُمِ‬

‫يا عونَ كلَّ طريدٍ ملْ يَجِدْ وطنًا‬

‫وغوثَ كلَّ فَقَيْرٍ حايف القَدَمِ‬

‫***********‬

‫الشاعر مصطفى راشد املعيين * سوريا *‬

‫جَاءَ الرّبيْعُ وَفِيه حُلَّةُ الكَرَمِ‬

‫طَابَتْ رُؤَاهُ وَحَالُ األَرْضِ فِي نَعَمِ‬

‫حَلِمْتُ أَنَّي مَعَ العدْنانِ أَصْحَبُهُ‬

‫فِي جَنَّةِ اخلُلْدِ والتَّهْليْلُ مِلْءُ فَمِي‬

‫رَأَيْتُ وَجْهَ رسولِ اهللِ فِي فَرَحٍ‬

‫وَإِنَّ قَلْبِي إِلَى رُؤْيَا النَّبِيِّ ظمي‬


‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫صَحَوْتُ أَنْظُرُ أَنْوَارًا عَلَى وَجَلٍ‬

‫والنّوْرُ يَكْشِفُ آفَاقًا مِنْ الظُّلَمِ‬

‫شَدَدْتُ رَحْلي إِلَى مَثْوَاكَ مُبْتَهِجًا‬

‫إِذْ جِئْتُ قاصدِكمْ فِي وِصْلِكُمْ رَحِمِي‬

‫بَكَتْ عيوْني مِنَ األَشْوَاقِ فِي ولَهٍ‬

‫لَمَّا رَأَيْتُ أَمَامِي رَوْضَةَ احلَرَمِ‬

‫عانقتُ بابكَ يا سعدي ويا فرحي‬

‫ففي أملِ‬ ‫من مل يفزْ بسنا طه‬

‫إذ كنتُ آملُ يف سعيي فذاك أنا‬

‫فهب سبيال ً ملا أرجوه من ندمي‬

‫يا راحم النّاس قد أدليتُ أدعييت‬

‫فافسحْ لعبدٍ مكاناً فيه مُعتصَمي‬


‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫حممدٌ ذكرهُ للقلبِ يسكرهُ‬

‫أمّا الصالةُ عليه ِ فهْي قوتُ دمي‬

‫وإنّ للسنّةِ الغرّاءِ حيفظها‬

‫ربٌّ كريمٌ ولوْ ضاقتْ مبحتشمِ‬

‫صلى عليكَ إلهُ العرشِ ما برحتْ‬

‫بالنّفسِ معرتكٌ والدّمعُ فيك َ مهي‬

‫*******‬

‫الشاعر جنيب سعدي الكيالني * سوريا *‬

‫أَمِنَ احلضيضِ أرومُ توقا ً للعال‬

‫جَلَّ احلبيبُ فال يُطالُ عُالهُ‬

‫ذنيب يُقيّدني ويَغْلِبُين الضَنى‬

‫للحبيب مُنَاهُ‬ ‫بوح ٌ ينادي‬


‫ـــ ‪ 33‬ــــ‬
‫أقبلتُ حنوك يارسولَ اهللِ يف‬

‫وَجْدٍ يُسابقُ مقليت لرؤاهُ‬

‫أَأَعودُ يرديين اجلوى لدياركمْ‬

‫ما كلُّ من عرفَ النيبَّ سالهُ‬

‫ذابتْ قوايف الشوقِ تلهجُ باسْمِكُمْ‬

‫ذِكْرُ احلبيبِ بيانُها وشفاهُ‬

‫‪.‬أرجو القبولَ فذنبُ مثلي مرتعٌ‬

‫قد رَدَّدَ الزمنُ التليدُ صَدَاهُ‬

‫تَوَسُّلِي‬ ‫طالَ البُعادُ وطابَ فيه‬

‫وهفا الفؤادُ فهل أزورُ حِماهُ‬

‫ال أنثين عنْ مَدْحِكُمْ الأنتهي‬

‫احلبيبِ ضياؤُه وسَناَهُ‬ ‫هَدْيُ‬


‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫يامنْ قدِمْتَ إىل اخلالئقِ رمحةً‬

‫فِدَاهُ‬ ‫أوىل ملثلي أنْ اكونَ‬

‫مسرَّةٌ‬ ‫البُعْدُ يُضين واللقاءُ‬

‫وجّوَاهُ‬ ‫أنِيْنَهُ‬ ‫والصربُ ملَّ‬

‫*********‬

‫الشاعر صفوان املاجدي * تونس *‬

‫( يا سيد الرسل )‬

‫تاهت حرويف تالشى الشعر هيمانا‬

‫وانساب عَزْفِي على األوتار أحلانا‬

‫الدمع تذرفه العينان من شغفٍ‬

‫جيري صبيبا على اخلدين وديانا‬


‫ــ ‪ 38‬ـ‬

‫ـ‬
‫قليب بهِ ولَهٌ من فرط عشقكمُ‬

‫وجدٌ أملَّ بـــــه شــــــــوقًا وأشجانا‬

‫ما حلَّ غريكمُ يف القلب يا هلفي‬

‫فالبيت بيتكمُ قد زاد عمرانا‬

‫هذا الفؤاد وهذي الروح منزلكم‬

‫والربع ربعكم قد بات مُزْدَانَا‬

‫يا سيد الرسل يا من يستجار به‬

‫إنِّي عشقتك قد أمسيْتُ ولْهَانَا‬

‫فهل يضام نزيلٌ يف جواركم‬

‫يرجو الشفاعة قد وافاك ندمانا‬

‫قد فارق األهل واألصحاب كلهم‬

‫وجاء حنوَكُمُ حيــــدوه إميانا‬


‫ـ‬

‫ـــ ‪ 32‬ـــ‬
‫يا سيدي سندي كهفي ومعتمدي‬

‫داعٍ دعاك فهل للذنب غفرانا ؟‬

‫فالذنب عوَّقين واالثم طوقين‬

‫قد صرت أخجل من آيات موالنا‬

‫وبتُّ ارجو من الرمحن مغفرة‬

‫هبا زللي سرًّا وإعْلَانَا‬ ‫ميحو‬

‫ظينّ مجيل خبري اخللق يشفع يل‬

‫عند االله اذا ما بت خَسْرَانَا‬

‫ومن لواله يسعفين‬ ‫فهْوَ املالذ‬

‫عند السؤال اذا استوجبت نريانا‬

‫وهْو الكريم على املوىل الكريم ومن‬

‫ارجوه يف موقف األهوال معوانا‬


‫ـــ ‪ 33‬ــ‬
‫صَلى االله على خري الورى نسبا‬

‫ما حرّكت نسمات الصبح أغصانا‬

‫**********‬

‫الشاعر عبد القادر دروبي *سوريا *‬

‫)مُصطَفاةُ املصطفى (‬

‫لِرُؤاكَ يف حُرَقِ الفؤادِ توسُّمُ‬

‫وبذكْرِكَ الدنياتروقُ وتنعمُ‬

‫ولنور وجهكَ طالعٌ غَمَرَ الورى‬

‫ألقا ً يفيضُ على الزمانِ ويُلْهِمُ‬

‫يامَنْ لهُ ابتسمَ الزمانُ وهلَّلَتْ‬

‫بقدومهِ األيَّامُ وهْيَ تُسلِّمُ‬


‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫وتزلزلَتْ أصنامُ مكَّةَ وانْجلى‬

‫مظلِمُ‬ ‫ليلٌ بــعـــهد اجلاهليةِ‬

‫يامادحـــــنيَ املصطفى ماهزَّني‬

‫طَرَبٌ بشعرِكُمُ وال احتفلَ الدَّمُ‬

‫أَيُطالُ مُمْتطيَ الرباقِ مبدحةٍ؟‬

‫هيهاتَ سِدرةُ مُنتهاهُ أعظمُ‬

‫إنْ تكتفوا بالنطق باسْمِ حممَّدٍ‬

‫أترنَّمُ‬ ‫فأنا الـــــــذي حبروفِهِ‬

‫كيف انشغايل باحلياة وما لَها‬

‫أحلُمُ‬ ‫ياحممَّدُ‬ ‫وأنا بقربكَ‬

‫فعسايَ أحْظى بالشفاعةَ واملنى‬

‫وعساكَ فيها سيِّدي تتكرَّمُ‬


‫ـــ ‪ 39‬ــ‬
‫ياقومَنا ذِكْرُ النيبِّ شفاعةٌ‬

‫يا قومَنا صلُّوا عـلـــــــيـــهِ وسلِّموا‬

‫***********‬

‫الشاعر عمر عبداهلل احلاجي * سوريا *‬

‫( اســقِ العِـطَــاشَ )‬

‫اِسْقِ العطاشَ ! فأنتَ عذبُ املوردِ‬

‫وانضحْ رحيقَ النورِ يف الغصنِ النَّدي‬

‫واخلعْ عن املاضي عـــبـاءةَ جهلِه‬

‫ليميسَ يف حـــللِ اهلـــــدايـــةِ يف غدِ‬

‫هــجـــعَـتْ عـــلى لــيــلِ الغــِوى أحالمُهم‬

‫أحقادُها تــطـــفي ســــــراجَ املُهتدي‬


‫ـــ ‪ 30‬ـــ‬
‫فَــتَـمُـورُ يف جلجِ الظالمِ حلومُهم‬

‫تيْهَ السفنيِ بعرضِ حبرٍ مُزبِد‬

‫أشرقْتَ يف ذاكَ الضياعِ هدايةً‬

‫فاقتْ ضياءً حسنَ نورِ الفرقدِ‬

‫فانشقَّ ليلُ التيهِ من فلقِ الضُّحى‬

‫ومهى الرشادُ يردُّ كلََّ مشرّدِ‬

‫وتألألتْ غررُ اهلدايةِ كالنَّدى‬

‫ملستْهُ كفُّ الشمسِ ذاتَ تورّدِ‬

‫فاخضلَّتِ الصحراءُ ترفلُ باهلُدى‬

‫وحيورُ رملُ جفافِها كالعسجدِ‬

‫كمْ حاولتْ سحبٌ بشقِّ قميصِها‬

‫تلقي بــــــعــــنيِ احلقِّ داءِ األرمدِ‬


‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫ظمأَ القلوبِ غسلتَ باهلديِ النَّدي‬

‫وبأصبعيكَ املاءُ ثرُّ املوردِ‬

‫ينثالُ من كرمِ املهيمنِ سلسالً‬

‫فيفوقُ ما فَجَرَتْ عصاً من جلمدِ‬

‫خطَّتْ على الصحراءِ رجلُك حينما‬

‫غادرتَ مكةَ هتجرُ الشركَ الرَّدي‬

‫منهاجَ تقويمِ النفوسِ هبجرِها‬

‫سبَل الضاللةِ ‪ ،‬و العداءِ األكْيَدِ‬

‫التوكلَ منهلٌ‬ ‫علمتَنا أنَّ‬

‫ربّاه ‪ ،‬ما أصفى زاللَ املوردِ‬

‫بركاتُك احلسنى يفوحُ عبريُها‬

‫شهداً ترشََّفُه القلوبُ فتهتدي‬


‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫هَمَتِ السماحةُ حنيَ قالَ مجوعُهم‬

‫وأخٌ كريمٌ "‪ ،‬يف رحابِ املسجدِ"‬

‫أطلقتَهم كرماً و تلكَ سجيةٌ‬

‫سُطِرَت على صدرِ العال بزبرجدِ‬

‫واآلنَ حيين املادحون حروفَهم‬

‫إذا ال يطالُ الشمسَ تلويحُ اليدِ‬

‫تغضي احلروفُ جفونَها ومدادَها‬

‫لرتومَ عطرَ مديحِ فخرِ السؤددِ‬

‫صلى عليكَ اهللُ ما ركبٌ حدا‬

‫حـــاديـــــهِ ينشدُ يف مديحِ حممدِ‬

‫*********‬
‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫الشاعر عبد السالم محد * سوريا *‬

‫( عــطــّــر لســانكَ )‬

‫عطرْ لسانكَ بالصالةِ على النيب‬

‫وامألْ فؤادكَ للحبيبِ غراما‬

‫وانشدْ‪ -‬فديتك‪ -‬يف هواه قصائداً‬

‫واصدحْ بأيكةِ حبهِ األنغاما‬

‫عطرْ لسانكَ بالصالةِ على الذي‬

‫وسالما‬ ‫مآل الوجودَ حمبةً‬

‫إنَّ الصالة على احلبيب حممدٍ‬

‫جتلو اهلموم وتربئ األسقاما‬

‫وحتوّل القلب الشجيَّ حدائقاً‬

‫غنّاء ينشرُ وردُها األحالما‬


‫ـــ ‪ 33‬ـــ‬
‫طوبى ملن صلى علـــيــه وآله‬

‫وفــــؤادُه فــيــه يذوبُ هياما‬

‫فهو الذي قهرَ الظالمَ بنوره‬

‫واجلهلُ وىلَّ والضياءُ تنامى‬

‫واخلريُ عمَّ بفضلهِ كلَ الورى‬

‫والعلمُ أزهرَ روضُهُ أعالما‬

‫نشر التسامح والتآخي والسنا‬

‫وعلى املكارم وحدَّ األقواما‬

‫وتعايشت كل الشعوب كإخوةٍ‬

‫والكل يف هذي احلياة تسامى‬

‫كلها‬ ‫وجلى احلقائق للربية‬

‫وأزاح عنها الشكَّ واألوهاما‬

‫ـــ ‪ 38‬ـــ‬
‫وتفردس الكون اجلديب بدينه‬

‫فيه أقاما‬ ‫والـــعــدل واإلصــالح‬

‫ومكارم األخالق عمّت يف الدنا‬

‫وجرى النعيم وحطَّم األصناما‬

‫وتآلفت شتَّى الـــــــــقــــلــوب حمبةً‬

‫وغــــد ا األنـــــام أعزةً وكِرامــــا‬

‫لو مل يكن للــــعــاملني مــــنـــارةً‬

‫يف خُلقه وســـــــلوكه و إماما‬

‫وهدى األنام إىل الضياء وحبه‬

‫مل يعتنق شتَّى الورى اإلسالما‬

‫فمحمد ما جاء إال رحـــــــــمـــةً‬

‫للــــعـــاملني وهـــــــاديـــاً مـــقـــداما‬


‫ـــ ‪ 32‬ـــ‬
‫كم ماجدَ األعداءُ يف أخالقهِ‬

‫وله أشادوا يف املديح مقاما‬

‫مل يعرفِ التاريخُ مـثـلَ حممدٍ‬

‫يف الكون طراً قائداً ومهاما‬

‫فمحمدٌ ما كانَ إال أمــــــةً‬

‫للعاملني عظاما‬ ‫قد أجنبت‬

‫يا من يــبـــلغ للحبيب حتييت‬

‫فهواه يسري يف العروق ضراما‬

‫ملك الفؤاد َ غرامُهُ وحشاشيت‬

‫واملقــلـــتــني وأضــلعي وأقـــامـا‬

‫إنَّ الصالة َعلى احلبيبِ وذكرَهُ‬

‫وردٌ تفوحُ عطورُهُ وخزامى‬


‫ـــ ‪ 83‬ـــ‬
‫فإذا أردمت أن تفوزوا حببهِ‬

‫صلوا عـــلــيــهِ وبــلــغــوهُ سالما‬

‫**********‬

‫الشاعر بلقاسم عقيب * اجلزائر *‬

‫( طِبُّ الــنـفـوسِ )‬

‫طِبُّ النُّفُوسِ إِلَــــى األَنَامِ مُحَمَّدُ‬

‫‪.‬يُشْفِي العَلِيلَ مِـــنَ الضَّالَلِةِ يُنْجِدُ‬

‫نُورٌ تَأَلَّــــقَ بِالضِّيَاءِ مِــنَ اهلُدَى‬

‫وَهُوَ السَّنَاءُ إِلَــــــى احلَيَا يَتَجَدَّدُ‬

‫وَجْهٌ تَوَشَّـــــــحَ بِالكَرِيمِ تَوَاضُعًا‬

‫وَمِن اجلَفَاءِ مَـــــــعَ اخلَلِيقةِ أَبْعَدُ‬


‫ـــ ‪ 83‬ـــ‬
‫مَا رَدَّ قَوْمًا حِيـــــــنَ يُطْلُبُ وِدَّهُ‬

‫وَهُوَ الوَدُودُ ‪ ،‬وَلِلقَــــــرَابَةِ أَوْدَدُ‬

‫عَلِمَتْ قُرِيْشٌ حِيـــنَ كَانَ أَمِينَهَا‬

‫أَنَّ العَدَالَةَ فِـــــــــيِ رِدَاءِهِ تَرْقــُدُ‬

‫عَيْنَاهُ تَرْجُــــو بِــالسَّمَاءِ شِفَاءَهَا‬

‫وَالقَلْب مِنْ وَحْـيِ السَّمَاءِ سَيَهْمُدُ‬

‫وَالرُّوحُ يُشْفِي بِالرِّسَــــــالَةِ قَلْبَهُ‬

‫بِالغَارِ يَسْعَــــــــدُ بِالتِّالَوَةِ أَحْمَد‬

‫وَأَتَــــــاهُ جِبْرِيــــــــــلٌ يُعَلِّمُ آيَةً‬

‫اقْرَأْ وَبَلِّــــغْ مَـــــــا يُنِريُ وَيُسْعِدُ‬

‫حَمَلَ الرِّسَـــــــــالَةَ لألَنَام ِ مُبَلِّغًا‬

‫وَغَدَا الرَّشِيدُ إِلَـــى اجلِنَانِ يُمَهِّدُ‬


‫ـــ ‪ 89‬ـــ‬
‫نُوُرُ اإلِلَـــــــــهِ وَبِاللِّسَانِ سَنَاءُهُ‬

‫يُزْرِي اجلَحِيــمَ وَ بِاهلِدَايَةِ يُخْمِدُ‬

‫وَدَعَـــا القَبَائِلَ تَسْتَضِيءُ بِنُورِهِ‬

‫وَاهللُ أَحْــــــرَى بِالعِبَادَةِ أَوْحَــدُ‬

‫وَهَدَى اإلِلَهُ مِـنَ النُّفُوسِ لِدِينِــــهِ‬

‫خَيْرَ الصَّدِيقِ مِــنَ اخلَلِيقَةِ يَسْنُدُ‬

‫وَهَبَ النَّفَائِسَ كَيْ تَشُقَّ طَرِيقَهَا‬

‫نَحْوَ العِبَـــــــادِ وَبِاملَحَبَّةِ تَصْعَدُ‬

‫وَالوَحْيُ مِنْ رِبِّ السَّمَاء مُعَضِّدٌ‬

‫يَحْمِي حِمَـاهُ وَ بِاملَالَئِكِ أَعْضُدُ‬

‫سِرْ يَا مُحَمَّـــــــــدُ لِألَنَامِ مُبَشِّرًا‬

‫وَانْذِرْ بِقُرْبِكَ فَاجلَحِيــــمُ مُوَصَّدُ‬


‫ـــ ‪ 80‬ـــ‬
‫وَالنَّّصْرُ وَعْدٌ قَــــــــدْ تَأَذَّنَ آيَةً‬

‫يُغْرِي النُّفُوسَ مَعَ األَمَانِ يُوَحَّدُ‬

‫رَبَّاهُ قَالَ‪ :‬فَـــالَ تَكِلْنِــــي لِلعِدَى‬

‫وَأَنَا الضَّعِيفُ إِلَـى سَنَاءِكَ أَنْجُدُ‬

‫وَاهللُ لَبَّـــــــــــى لِلْحَبِيبِ دُعَاءَهُ‬

‫وَالفَتْحُ فِـــي سُبُلِ الرَّسُولِ مُعَبَّدُ‬

‫***********‬

‫الشاعر عبد الغين حداد* سوريا *‬

‫) مبدحك نسمو )‬

‫إليك‪...‬فقد مسا فيك الثناءُ‬

‫وطاب املدحُ‪ ..‬وانطلق احلداءُ‬

‫ـــ ‪ 83‬ـــ‬
‫إليك نيمِّم األرواح تسعى‬

‫وحيدوها مع الشوق الرجاءُ‬

‫وردْنا نبعك السامي عُطاشى‬

‫السقاءُ‬ ‫ويا نعم‬ ‫فروّانا‬

‫إذا ضنََّت نفوسٌ يف عطاءٍ‬

‫فإنََّ نداكَ ليس له انــتــهاءُ‬

‫تصحّرت احلياة تزيد قيظاً‬

‫وأنت لنا هبا ‪...‬ظـــــــلٌَّ وماء‬

‫وحبّك دائم النبضات فينا‬

‫نعيش به‪ ...‬وحنن له ظِماءُ‬

‫عرفنا فضلك السامي فهِمْنا‬

‫حببك‪ ..‬أنت للعاني الرجاءُ‬


‫ـــ ‪ 83‬ـــ‬
‫جلوْتَ عن البصائر كل زيغٍ‬

‫فيا هلل‪....‬كم يزهو اجلالءُ‬

‫حديــثُـــكَ نـــور هَــــدْيٍ للربايا‬

‫وبعض الـــقــول مــمــقـوتٌ هُراءُ‬

‫وبـلَّغـتَ األمــــانَـــــةَ يف اقتدارٍ‬

‫ونــبـعُ الـــنـّـور مــــــــبـدؤُه حراءُ‬

‫وعاداك اجلهول فكنتَ بَرّاً‬

‫مبن عاداك‪ ...‬وانطلق الـــــنــداءُ‬

‫إهلي فاهْدِ قومي من ضــــــــاللٍ‬

‫دعــــــاءٌ ليس يشبهه دعـــــــــــــاءُ‬

‫ووصفُك يف الكتاب أرقَُّ وصفٍ‬

‫رؤوفٌ أو رحــــــيمٌ أو ضياءُ‬


‫ــــ ‪ 83‬ـــ‬
‫مبدحـــكَ يا رسولُ اهلل تسمو‬

‫قوافينا‪...‬ويكسوها البهاءُ‬

‫عليكَ وقفتُ مدحي يا حبييب‬

‫فمدحكَ هبجيت‪ ...‬ولكَ الوفاءُ‬


‫****************‬
‫الشاعر ياسر فايز احملمد * سوريا *‬

‫هِيَ النُّوقُ نُزْجيها السَّالمَ فَتَسْعَدُ‬

‫تَسريُ بِشَـــوقٍ واللُّبانَةُ أَحْمَدُ‬

‫نُحَمِّلُها وَجْــــــــدَ القُلوبِ لِطَيْبَةٍ‬

‫وَطَيْرُ األَماني يف احلَنايا يُغَرِّدُ‬

‫ونَلْثِمُ أَحْـــــــداقَ النِّياقِ لَعَلَّها‬

‫تَشوفُ طُلوالً طافَ فِيها مُحَمَّدُ‬


‫ـــ ‪ 83‬ـــ‬
‫سَرَتْ فَبَدا مِنْ نَحْوِ بَدْرٍ طَالئِعٌ‬

‫وَنُـــورُ يــَقــيــنٍ لِلْـــــعـُال يَــتَــصَعَّدُ‬

‫وَالحَتْ ثَـــنــِيَّاتُ الوَداعِ فَشاقَها‬

‫نَســيمٌ عَـلـيـلٌ إِذْ يَهُبُّ ويَرْكُدُ‬

‫وَ إِنْ نَشَبَتْ نارٌ بِأُحْدٍ تَسارَعَتْ‬

‫إِلَيْها وَيف أََضالعِها النَّارُ تُــوقَـــدُ‬

‫رُسومٌ بِها أَحْبَبْتُ ذِكرى مُحَمَّدٍ‬

‫فَفيها عَـــمـودُ الدِّينِ راسٍ مُخَلَّدُ‬

‫نَبِيٌّ لَهُ شَـــــــأْن وَ شَــــأْوٌ وَرِفْعَةٌ‬

‫وَ جَاهٌ عَريضٌ ال يَزولُ وَ سُؤدُدُ‬

‫شَفيقٌ عَطوفٌ ال يَضِنُّ بِرَحْمَةٍ‬

‫كَريمٌ مِنَ الغُرِّ الكِرامِ وَسَيِّدٌ‬


‫ــــ ‪ 88‬ـــ‬
‫حَباهُ الكَريمُ البَرُّ تاجَ كرامَةٍ‬

‫وَ أَعــطاهُ فَـــضْــالً ال يَزولُ ويَــنــْــفَــدُ‬

‫عَلى حُبِّهِ نَقضي اللَّيايل صَبابَةً‬

‫فَتَهْبِطُ أمْـــالكٌ تَخـــُطُّ وَ تَصْعَدُ‬

‫وَتَهْتَزُّ أَغْصانُ القُلوبِ لِذِكْرِهِ‬

‫وَ يَرتاحُ رَوْعٌ يف الضَّمريِ وأَكْبُدُ‬

‫بِمَولِدِهِ فَــــــــاحَ العَبريُ على الدُّنى‬

‫وشَعَّ ضِياءٌ يف املَدائِنِ مُرشِدُ‬

‫هَنيئاً لِهَذا الكَونِ نورُ مُحَمَّدٍ‬

‫ويا سَعْدَ مَنْ يَحْنو عَـــلَــيـْهِ فَيَسْعَدُ‬

‫نَبِيٌّ أَتى والكَوْنُ مَحْضُ جَهالَةٍ‬

‫مِنَ الغَيِّ واألَوثانُ يف األَرضِ تُعْبَدُ‬


‫ــــ ‪ 82‬ـــ‬
‫فَشَدَّ إزارَ الصَّبْرِ يَدْعو بِهمَّةٍ‬

‫إىل اهللِ فَهْوَ اهلاشِمِيُّ املُوَحِّـــــــدُ‬

‫فَكانَ نَجاةُ اخلَلقِ غــــايَةَ هَمِّهِ‬

‫وَعَنْ شُهدِ عَيشٍ كَمْ يعِفّ ويزهَدُ‬

‫أَصــــابِـــعٌـــهُ باملُعْجِزاتِ نَـــــواطِقٌ‬

‫ورايـــاتُـــهُ لِلْفَتْحِ والنَّصْرِ تُـــعــْقَــدُ‬

‫فَيا حَسْرَتي يا خَيْرَ خَلْقٍ يف الورى‬

‫إذا قَدْ نبا بَيْين وَبَيْنَكَ مَوْعِـــدُ‬

‫عَلَيْكَ سَالمُ اهللِ رَطْبٌ مُعَطَّرٌ‬

‫قَشيبٌ على مَرِّ الدُّهورِ وَسَرْمَدُ‬

‫************‬

‫ــ ‪ 23‬ــ‬
‫الشاعر أمحد املصري * سوريا *‬

‫هذا الرسولُ لنا يف مدحِهِ نِعَمُ‬

‫أَكْرِمْ بِحَرْفٍ لهُ مِن عِزِّهِ قِسَمُ‬

‫هذا النَّيبُّ وَ كمْ حِبٍّ لهُ نَهَمُ‬

‫هذا احلبيبُ الذي عُشَّاقُهُ أُمَمُ‬

‫إنِّي القؤُولُ سِوى أَنِّي كما القَزَمُ‬

‫أمامَ طَوْدٍ بهِ األخالقُ والشِّـــــــيَمُ‬

‫سُدْتَ اخلَليقَةَ أنتَ النجمُ والــــعَــلَمُ‬

‫ياأوَّلَ اخلَلْقِ مِن أنوارِكُمْ عَــلِــمـوا‬

‫أنتَ النَّطوقُ إذا ماصمتَهُمْ لزموا‬

‫ــــ ‪ 10‬ــــ‬
‫أنتَ املُشَــــــــــــفَّعُ لو مِـــــن عُذْرِهِمْ‬

‫سَلِموا لكَ املدائِحُ مَيَّاسٌ هبا الكَلِمُ‬

‫فالصِّدْقُ دَيْدَنُهُ يف وَصْفِكُمْ يَهِمُ‬

‫يَكفيكَ فَخْراً فَفي القرآنِ مدْحُكُمُ‬

‫يف سورةِ الـــنـــونِ فيها النونُ والــقَـلَمُ‬

‫كأنَّ يف النونِ أشواقاً لِذِكرِكُمُ‬

‫أمّا اليَراعُ بِهِ مٍــــنْ حُبِّكُمْ نَهَم‬

‫الصفحُ والعفوُ واإلِحسانُ والكرمُ‬

‫البِرُّ والصربُ والشُّكرانُ واحلِكَمُ‬

‫باري اخلالئقِ مَن أعلى مقامَكُمُ‬


‫ـــ ‪ 11‬ـــ‬
‫كلُّ املــعــايـِبِ إِن تَــــدْنو سَتَنْهَزِمُ‬

‫حُزْتَ الكمالَ فأَعالها لكَ القِيَمُ‬

‫باحلَـــمـــدِ مُتَّسِـــمُ‬ ‫حممَّدٌ وامسُهُ‬

‫ياصاحِبَ احلوضِ وِرْدُ احلوضِ مُغتَنَمُ‬

‫همُ العِطاشُ وأنتَ الرِّيُّ يُقتَسَمُ‬

‫أنتَ املَرامُ إذا مااحلَشْدُ مُزدَحِمُ‬

‫أرجو اللقاء َ بِكمْ والوَجهُ مُبتسِمُ‬

‫مواليَ صلِّ وسلِّم ما استدارَ فَمُ‬

‫باحلَرفِ أو صادحٌ مِنْ نورهِ الكَلِمُ‬

‫***********‬

‫ـــ ‪ 12‬ـــ‬
‫الشاعرة لينا املفلح * سوريا *‬

‫( حمراب العشق )‬

‫على قلقٍ القصيدةِ جئتُ كَلَّا‬

‫وبني يديكَ إنكاري تولَّى‬

‫أتيتُكَ ماعرفتُ بكَ احتمالًا‬

‫والللشكِّ يف شوقي مَحلَّا‬

‫يقيين يف احتوائِكَ يل هداني‬

‫إليكَ وكان إعراضي مُضِلَّا‬

‫لوجهتِك الوحيدة يف شراعي‬

‫ـــ ‪ 15‬ـــ‬
‫ســـفيين يـلــــتـقي قــمرًا مُطِلَّا‬

‫ســــماويًا رَبـيـبَ الضوءِ فردًا‬

‫جتلَّى‬ ‫أتى والوحــــــيُ قرآنٌ‬

‫مسا والر يــــحُ يف كل اجتاهٍ‬

‫وأدركَ خــلــفَــهـا ســبــعــيـن إلَّا‬

‫تبشرُّه املالئــــكُ أنْ ســـيحيا‬

‫كرمياً بالشفاعةِ مســـتقلَّا‬

‫وتنزِعُ ما احتواهُ الصدرُ يومًا‬

‫ظالمًا غـفلةً كرهًا وغلَّا‬

‫ـــ ‪ 12‬ـــ‬
‫تزاورُ غــارَه الدّنيا فيـَـلقى‬

‫عبورًا كانَ مُعضِلةً وحلَّا‬

‫ترتـّـلــُه السَماءُ على بُراقٍ‬

‫صــعودًا ينتهي للـــنّــورِ جلَّا‬

‫أنا إلَّايَ أنتَ كخيطٍ فجرٍ‬

‫تسربلَ فــوقَ ظلـــمائي وظلَّا‬

‫وثاني اثنني يف غارٍ طر يدٌ‬

‫تغشتْه الســكينةُ إذ ختلَّى‬

‫وهتطلُ دمعةُ الصدّيقِ رُغـمًا‬

‫ـــ ‪ 12‬ـــ‬
‫ويصدق يف بكاه يعزُّ خِلَّا‬

‫وتأمن ما سجدت بغري خوفٍ‬

‫وختشع ما بكيت العمر ذال‬

‫وأشرقَ من سناهُ الليلُ يلقي‬

‫عباءةَ ظلــمــةٍ فالـــفــجرُ هلَّا‬

‫على قلقِ املساءِ نعيتُ حلمي‬

‫ودثَّــرتُ املشـــاعرَ ليسَ إلَّا‬

‫تواترَ بــيـنـما أضغاثُ شعري‬

‫تراودُ من قـــــــوافـــيــها األدلَّا‬

‫ـــ ‪ 12‬ـــ‬
‫مددتُ إليكَ يف رهقٍ يراعي‬

‫وعدتُ كمن بوجهِك قد تَملَّى‬

‫أراكَ فـيـتَّـقـي رُؤيايَ شكٌ‬

‫فـيـصــدقُــه ابــتــهـايل مُســــتهلَّا‬

‫تـــبـايــعُــه الــقــلوبُ وترتــضـيـهُ‬

‫نـبـيـاً ســـيفُه يف احلقِّ سُلَّ‬

‫ا تبعثرَ باخلــــطــوبِ أنـاءَ ليلٍ‬

‫إىل مسراهُ يف األقصى وحلَّا‬

‫إمامُ املـنـذر يـن رسولُ حقٍّ‬

‫ـــ ‪ 19‬ـــ‬
‫إىل الــدنــيــا بــوحــيِ اهللِ طــلَّ‬

‫َّا وتعجبُ لو تعيشُ العمرَ يومًا‬

‫الــنــبـــوّة مســتـظلَّا‬ ‫بــأفـــيـاءِ‬

‫أال ماخطَّ من شــــــــوقي يسريٌ‬

‫ففي مـحـــــيّــاهُ مـــن قبسٍ حتلَّى‬

‫بأعطرِ سـريةٍ للـــخـلقِ جــمـعًـا‬

‫حممدُ ال تـــلــيــقُ الشمسُ ظلَّا‬

‫ألمحدَ حَريفَ املــلــتـَاعُ إنَّي‬

‫نظمتُ وكنتُ يف وصفي مُقِلَّا‬

‫ـــ ‪ 11‬ـــ‬
‫ملشكاةِ احلبيبِ أتيتُ ألقي‬

‫يراعًا للــــغـــوايـــــةِ ما استذلَّا‬

‫يدايَ على الرتابِ وطهرُ قليب‬

‫على جدثٍ من األشواقِ صلَّ‬

‫****************‬

You might also like