You are on page 1of 170

‫جامعة القاض ي عياض‬

‫شعبة‪ :‬القانون العام‬ ‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬


‫ماستر‪ :‬القانون اإلداري وعلم اإلدارة‬ ‫واالجتماعية ‪ -‬مراكش‬

‫رسالة لنيل ديبلوم الماستر في القانون العام‬

‫التظلم اإلداري في القانون العام‬


‫المغربي‬
‫دراسة مقارنة‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫من إنجاز الطالب‪:‬‬


‫الدكتور‪ :‬عبد الكريم بخنوش‬ ‫عبد الحق فيكري الكوش‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫جامعة القاضي عياض‪ .‬رئيسا مشرفا‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫الدكتور‪ :‬عبد الكريم بخنوش‬
‫جامعة القاضي عياض‪ .‬عضوا‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫الدكتور‪ :‬الحسيـن سرحــان‬
‫جامعة القاضي عياض‪ .‬عضوا‬ ‫أستاذ التعليم العالي‬ ‫الدكتور‪ :‬حـســـن صـحيـب‬
‫جامعة ابن زهر‪ .‬عضوا‬ ‫أستاذ باحث‬ ‫الدكتور‪ :‬عبد اللطيف الهاللي‬

‫السنة الجامعية‪2018/2017 :‬‬


______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

Remerciements
C’est avec une certaine émotion et beaucoup de sincérité que je voudrais
remercier toutes les personnes ayant soutenu et apprécié mon travail .

En premier lieu, Je remercie mon encadrant de Mémoire Monsieur le


Professeur Abdelkarim Boukhanouch, d'avoir accepté de diriger ce travail. Sa
rigueur scientifique, sa disponibilité et ses qualités humaines m'ont profondément
touché et conforté dans mon cheminement.

J’adresse également mes plus profonds remerciements à aux membres du


jury qui me font le grand honneur d'évaluer ce travail, et plus particulièrement à
M. Serhane El Houssaine Président de notre filière de me faire l’honneur d’en
présider le jury. J’adresse par ailleurs, à tous les enseignants de Droit
Administratif Et Sciences Administratives, mes respectueuses pensées pour leur
enseignement et ses précieux conseils méthodologiques.

À Monsieur Franz Hotz, pour son soutien tant moral, matériel, qu’affectif,
me permettant de poursuivre mes études et de produire un mémoire à l’issue d’une
grande aventure et à la fondation qu’il a créé au Maroc afin d’accompagner des
jeunes étudiants dans leur parcours.

À maman, Mes sœurs, mes frères et à mes proches, pour leur


accompagnement, leurs encouragements et leur aide. À mon père, dont j’ai exécuté
le rêve impossible d’aller à l’université et envers qui j’ai tenu ma parole bien que
tardivement.

À mon épouse, sans qui ce rêve n’aurait pas été possible, ma lumière.

2
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫مـقـدمــــــة‬
‫ترسي الدولة الحديثة دعائمها على مبدأ الشرعية‪ ،1‬بما يفيد أن تخضع مؤسساتها وهيئاتها‬
‫ومواطنوها ألحكام القانون‪ ،‬وأال تخرج عن حدوده‪ ،‬ومن مقتضيات هذا المبدأ أن تحترم اإلدارة في‬
‫تصرفاتها أحكام القانون‪ ،‬وإال عدت أعمالها غير مشروعة وتعرضت للبطالن‪ .‬وغالبا ً ما تتفق الدول على‬
‫أن هذا الخضوع هو الذي يمنح تصرفاتها طابع الشرعية ويضعها في مصاف الدول القانونية‪.‬‬
‫إن اإلدارة تنتج يوميا آالف القرارات وتقدم على مجموعة أعمال وتصرفات‪ ،‬وهذا قد يؤدي إلى‬
‫خروجها عن هذا المبدأ‪ ،‬بما ينتج عنه مخاصمة األفراد لقراراتها‪.‬‬
‫وقد أوجدت الدول ‪ -‬خاصة الدول الديمقراطية البرلمانية ‪ -‬مجموعة آليات قانونية كضمانات لحماية‬
‫حقوق وحريات األفراد‪ ،‬وهذه اآلليات قد تكون إدارية أو قضائية لترسيخ مبدأ الشرعية وتكريس سيادة‬
‫القانون‪.‬‬
‫إن دولة الحق والقانون تفرض "أن تخضع اإلدارة في نشاطها إلى رقابة مستمرة"‪ ، 2‬ومن الالزم أن‬
‫تكون هناك رقابة تتعدد أشكالها وصورها وتتنوع آلياتها والجهات التي من المفروض أن تنهض بهذه‬
‫الرقابة في ظل دولة المؤسسات‪ ،‬منها ما يتم بواسطة اإلدارة نفسها لمراقبة نشاطها اإلداري ويعرف هذا‬
‫النوع بالرقابة اإلدارية إلى جانب أنواع أخرى ذات أهمية قصوى‪.3‬‬
‫و اإلدارة المغربية ال تختلف عن أي إدارة في أية دولة‪ ،‬وهي تحتكم إلى هذه الشرعية في تصريف‬
‫قرارتها ومواقفها‪ ،‬وإال بسط القضاء اإلداري رقابته على أعمالها‪ ،‬في الحاالت التي يخاصم فيها المعنيون‬
‫هذه القرارات والتصرفات سواء كانوا أشخاصا ذاتيين أو معنويين‪ ،‬بما يؤدي إلى إلغاء قراراتها في حال‬
‫ثبوت مخالفتها لمبدأ الشرعية مع ما لألمر من تكلفة وطول مسطرة‪.‬‬
‫لذلك وجدت آلية أخرى ذات طبيعة إدارية‪ ،‬بحكم استحالة عرض كل القضايا على القضاء اإلداري‬
‫وهذه اآللية هي "التظلم اإلداري" أو "الطعن اإلداري ‪ ،" Recours Administratif -‬بما يؤدي إلى‬
‫تراجع اإلدارة عن قراراتها المخالفة للشرعية‪ ،‬وبما يضمن حقوق األفراد واستقرار المراكز القانونية‬
‫دون اللجوء إلى القضاء‪.‬‬
‫إن التظلم اإلداري الوارد ضمن التشريع المغربي هو مرتبط بالطعن اإلداري على مستوى التشريع‬
‫الفرنسي‪ ،‬والذي له صلة أيضا بالتظلمات التي كانت ترفع إلى الملك في فرنسا باعتباره رئيس اإلدارة‬

‫‪ 1‬هناك من يستعمل مصطلح المشروعية ‪ ،légitimité‬وهناك من يستعمل مصطلح الشرعية ‪ ،légalité‬واألسلم هو الشرعية التي‬
‫"هي تطابق السلطة مع القوانين" و "التي تحيل إلى مدى مطابقة ممارسات الحاكم للقواعد القانونية الموضوعة " (محمد الرضواني‬
‫مفاهيم أساسية في القانون العام‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،2014 ،‬ص‪).120 .‬‬
‫‪ 2‬عبد القادر باينة‪ ،‬الرقابة اإلدارية على النشاط اإلداري (الرقابة القضائية‪ -‬الرقابة اإلدارية)‪ ،‬دار القلم ‪ ،2010 ،‬ص‪.12 ،‬‬
‫‪ 3‬المرجع السابق ص‪.12 ،‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫العامة ‪ ،Chef de L'Administration Générale4‬ضمن تقليد مغرق في القدم‪ ،5‬إضافة إلى أن‬
‫الملك كان يعطي عن نفسه صورة رمز للعدالة‪ ،‬عمال بالمبدأ الذي كان سائدا وقتها » كل عدالة مصدرها‬
‫‪6‬‬
‫الملك« وإن إرساء هذه اآللية ارتبط بمسار تشريعي طويل لعل أبرز مراحله هو مرحلة ما بعد الثورة‬
‫وظهور اإلدارة القاضية‪ ،7‬إلى أن غير حكمين في قضيتين شهيرتين مسار القضاء اإلداري والمنازعات‬
‫اإلدارية‪ ،‬وهما قضيتي "بالنكو"‪ 8‬وكادو"‪ 9‬اللتين كان لهما الفضل في تشكل القضاء اإلداري الفرنسي‬

‫‪4‬‬
‫‪-Dareste, Rodolphe de la Chavanne, La justice administrative en France ou Traité du‬‬
‫‪contentieux de d'Administration, Éditeur : L. Larose (Paris), 1897 (Source : Bibliothèque‬‬
‫‪nationale de France, département Droit, économie, politique, 8-F-10327), page.221.‬‬
‫‪ 5‬قبل عام ‪ ، 1789‬كان الملك ينظر في مجلسه في مجموع التظلمات النزاعية التي يتم تقديمها ضد أعمال اإلدارة الملكية أو في‬
‫تفسير هذه األفعال نفسها‪ .‬حيث كانت تتجمع كل السلطات في شخص الملك‪ ،‬ووحدة المجلس‪.‬‬
‫‪Dareste de la Chavanne, Rodolphe, La Justice administrative en France, p.7.‬‬
‫‪ 6‬ما بين سنة ‪ 1789‬و ‪ ،1791‬قام الثوار بحذف األجهزة القضائية العادية واإلدارية التي كانت قائمة في ظل العهد القديـم وفكروا‬
‫في طريقة إلبعاد السلطة القضائية عن نشاط اإلدارة‪ ،‬وكان ذلك عن طريق إعمال مبدأ فصل السلطات بمدلول يختلف عن الذي كان‬
‫متداوال وقتها لفكرة مونتسكيو عن فصل السلط‪ ،‬والذي كان يعني الفصل بينها مع إبقاءها متداخلة بشكل تتعاون فيه مع بعضها‪،‬‬
‫وقرروا تبعا لذلك منع المحاكم القضائية من نظر منازعات اإلدارة‪ .‬ووفق مبدأ قانوني " فصل الهيئات اإلدارية عن الهيئات القضائية"‬
‫الذي أصبح منذ ذلك الحين مبدأ أساسيا في القانون العام الفرنسي‪.‬‬
‫‪ 7‬في هذه المرحلة تم إسناد االختصاص بالنظر في المنازعات التي تثيرها أعمال اإلدارة إلى نفس الجهاز‪ ،‬واقترحوا ثالثة حلول‬
‫لمنازعاتها‪:‬‬
‫‪ ‬أعمال السلطة العامة‪ :‬وهي التي تمارس بسلطة إدارية خالصة متضمنة ألساليب السيادة‪ ،‬وهذا يرجع النظر فيما تثيره من‬
‫منازعات إلى مصدرها أو من يعلوه رئاسيا‪ ،‬بناء على تظلم المعني باألمر إلى أحدهما أو كليهما معا على التتابع‪.‬‬
‫‪ ‬أعمال التدبير‪ :‬ال تمارس فيها سلطة عمومية‪ ،‬أي تتخذها اإلدارة كما لو كانت فردا عاديا‪ ،‬و هذه تنظر منازعتها حسب األحوال‬
‫إما أمام المجلس اإلداري للمقاطعة أو مجلس إدارة اإلقليم‪.‬‬
‫‪ ‬عندما تكون الدولة مدينة‪ ،‬وتنشأ منازعات تهم مديونية الدولة‪ ،‬وهنا نكون أمام حالتين ‪:‬‬
‫‪ -‬دين ترتب في ذمة الدولة بسبب حرمان صاحبه من حق أو امتياز‪ ،‬وينظر في النزاع عندئذ أمام الجمعية التأسيسية ذاتها‪.‬‬
‫‪ -‬دين ترتب عن سوء عمل مرفق من مرافق الدولة‪ ،‬وهنا تنظر في النزاع اإلدارة المعنية ‪.‬‬
‫‪ 8‬تتمثل الوقائع في كون طفلة قد صدمت وجرحت بفعل عربة تابعة لشركة تبغ‪ ،‬كانت تستغلها الدولة الفرنسية عن طريق االستغالل‬
‫المباشر‪ .‬حينها رفع أب الطفلة دعواه أمام المحاكم العادية للمطالبة بتحميل الدولة المسؤولية المدنية عن الضرر اعتمادا على المواد‬
‫‪ 1382‬إلى ‪ 1384‬من القانون المدني حينها‪ .‬ورفع األمر إلى محكمة التنازع التي أسندت االختصاص إلى القضاء اإلداري للفصل‬
‫في النزاع‪ .‬و بذلك أقر قرار بالنكو مسؤولية الدولة ووضع حدّا للمفهوم القديم القاضي بعدم مسؤوليتها‪ ،‬غير أنه أخضع هذه‬
‫المسؤولية لنظام خاص يميزها عن المبادئ الواردة في القانون المدني في باب المسؤولية بين األفراد و ذلك بفعل حاجيات المرفق‬
‫العام‪ ،‬والنتيجة التي ترتبت على ذلك هي اختصاص القضاء اإلداري في هذا الشأن تطبيقا لقانون ‪ 16‬و ‪ 24‬غشت ‪ 1790‬الذي يمنع‬
‫على المحاكم العادية التدخل بشكل كامل في عمل الجهاز اإلداري‪.‬‬
‫‪ 9‬تتلخص وقائع القضية الواقعة بتاريخ ‪ 13‬سبتمبر ‪ ،1889‬في أن بلدية مرسيليا ألغت وظيفة المهندس مدير الطرق والمياه بها‬
‫والتي كان يشغلها كادو‪ .‬فطالبها بالتعويض عما لحقه من أضرار‪ ،‬فما رفض مجلس البلدية االستجابة لطلبه رفع دعوى أمام المحاكم‬
‫العادية التي قضت بعدم اختصاصها‪ ،‬إذ قدرت أن العقد الذي يربطه بالمدينة ليست له خواص عقد إجارة العمل المدني‪ ،‬فرفع‬
‫المهندس كادو دعواه أمام مجلس اإلقليم الذي قضى بدوره بعدم اختصاصه‪ ،‬باعتبار أن سند الطلب لم تكن اإلخالل بعقد تنفيذ أشغال‬
‫عامة‪ ،‬فقدم طلبه إلى وزير الداخلية الذي أجاب بأنه مادام مجلس مرسيليا قد رفض طلب التعويض‪ ،‬فال يمكنه هو نفسه أن يستجيب‬
‫له‪ ،‬وكان هذا الرفض محل طعن السيد كادو أمام مجلس الدولة‪.‬‬
‫و اعتبر مجلس الدولة أن الوزير كان على حق امتنع عن النظر في أمور ليست في الحقيقة من اختصاصه‪ ،‬كما قرر أن النزاع الذي‬
‫خلقه العقد المبرم بين بلدية مرسيليا وبين مهندس الطرق والمباني كادو‪ ،‬هو نزاع إداري يرجع االختصاص فيه إليه وحده صاحب‬
‫الوالية العامة للنظر في منازعات اإلدارة‪.‬‬
‫هذا الحكم شكل خطوة مهمة في تطور القضاء اإلداري‪ ،‬حيت أنهى ما كان يسمى" بنظرية الوزير القاضي"‪ ،‬واحتفظ مجلس الدولة‬
‫بموجبه لنفسه بصفة القاضي اإلداري ذي الوالية العامة أي االختصاص بجميع القضايا اإلدارية‪ .‬واعترف لمجلس الدولة الفرنسي‬
‫ألول مرة بأنه مختص بالنظر في كل الطعون باإللغاء الموجهة ضد القرارات اإلدارية‪ ،‬إال إذا كان هناك نص صريح يقضي بخالف‬
‫ذلك‪ ،‬بينما في السابق لم يكن المجلس مختصا إال بناء على نص‪ ،‬فإن لم يكن هناك نص يعود االختصاص إلى الوزراء‪.‬‬

‫‪4‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

ً ‫ والذي جعل اختصاص مجلس الدولة الفرنسي محددا‬1953 ‫ دجنبر سنة‬20 ‫إلى غاية صدور مرسوم‬
‫ وأن تكون المحاكم اإلدارية التي كانت تسمى بمجالس األقاليم‬،1954 ‫على سبيل الحصر منذ أول يناير‬
.‫صاحبة الوالية العامة في نظر المنازعات اإلدارية‬
‫وفي المغرب ظهر الطعن اإلداري إلى جانب الطعن القضائي ضمن نصوص قانونية مختلفة‬
‫ ليرتبطا زمن الحماية الفرنسية بشكل عضوي ووظيفي بالقوانين الفرنسية التي تم تنزيلها‬،‫تؤطرهما معا‬
11
1916 ‫ نونـبر‬11 ‫ مثل ظهير‬،‫ لكن ضمن إطار ضيق يخدم مصالح الحماية الفرنسية‬،10‫بالمغرب‬
‫والذي تض ًمن مادة وحيدة تتيح إمكانية الطعن القضائي في أحكام قاضي الصلح أمام محكمة النقض‬
‫ وهذا شرط تعجيزي بالنسبة للمغاربة‬،‫الفرنسية وذلك بسبب الشطط في استعمال السلطة وخرق القانون‬
‫ المتعلق بخلق طريق قضائي يسمح لمفتشي المصالح القضائية بالطعن في‬1919 ‫ أكتوبر‬8 ‫ثم ظهير‬
‫ ولكن ليس بسبب الشطط باستعمال السلطة وخرق القانون كما هو الشأن بالنسبة‬،‫أحكام القياد والباشوات‬
Fausse application de la ‫ وإنما بصيغة مخففة جدا "الخطأ في تطبيق القانون‬،‫لنظرائهم الفرنسيين‬
‫ إذ يتلقى المفتشون الشكايات ويفحصونها قبل أن تسلك طريقها‬،12Erreur manifeste ‫ " أو خطأ بيّن‬loi
‫ بما يدل على أن النصوص التي أطرت الطعون القضائية كانت أوضح لكن بالنسبة‬،‫نحو المحكمة العليا‬

10
-Dahir du 3 Safar 1338 ( 28 octobre 1919) créant une voie de recours contre les jugements des
pachas et caïds dont les circonscriptions ne sont pas encore soumises au régime des dahirs du 4 août
1918.
-Dahir du 3 décembre 1953 (25 Rebia II 1373) ouvrant aux membres de certaines professions
libérales organisées la possibilité de former des recours contre les décisions disciplinaires prise à
leur encontre.
-Décret relatif à la mise à la retraite d'office des fonctionnaires coloniaux tributaires de la Caisse
inter coloniale. (Du 31 janvier 1944.)
-Décret n°2001-492 du 6 juin 2001 pris pour l’application du chapitre II du titre II de la loi n° 2000-
321 du 12 avril 2000 et relatif à l’accusé de réception des demandes présentées aux autorités
administratives.
-Circulaire du 10 février 1944 (commissariat à la justice) relative à la présentation et à l'instruction
des recours en comité temporaire du contentieux (Arrêté de promulgation n° 536 SG du 27 juillet
1944) Paru in extenso au Journal Officiel 1944 n° 15 du 15/08/1944 à la page 249 dans la partie loi
de souveraineté .
-Décret no 2001-492 du 6 juin 2001 pris pour l’application du chapitre II du titre II de la loi n° 2000-
321 du 12 avril 2000 et relatif à l’accusé de réception des demandes présentées aux autorités
administratives p.1344.
11 Dahir du 15 moharrem 1335 (11 novembre 1916) sur les recours contre les jugements rendus par
les juges de Paix dans la zone française de l'Empire Chérifien, p.1126.
12
Dahir du 3 Safar 1338 (28 octobre 1919) créant une voie de recours contre les jugements des
pachas et caïds dont les circonscriptions ne sont pas encore soumises au régime des dahirs du 4 août
1918.

5
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫ والذي عرف‬15‫ والرابع‬14‫ من خالل الفصل الثالث‬192413 ‫ نونبر‬22 ‫للطعون اإلدارية فقد تناولها ظهير‬
‫ بما يدل على أن المشرع زمن الحماية‬،1935 17 ‫ غشت‬21 ‫ الى جانب ظهير‬16‫مجموعة من التغييرات‬
‫ لكن قبل الحماية لم يكن معروفا تماما النزاع اإلداري ومخاصمة‬.‫أولى أهمية للطعون ذات الطبيعة المالية‬
‫ إذ فقط في إطار العرف كان يسمح لوزير الشكايات بجمع وتنظيم الشكايات ضد‬،18‫القرارات اإلدارية‬
‫ حتى‬،20»‫ ضمن ما يعرف بجهاز «البنيقة‬19‫القرارات الصادرة عن القضاء والسلطة المحلية والمركزية‬
‫ إلى جهاز وزاري يمكن‬21Recours hiérarchique ‫ بما يفيد أنه تظلم تسلسلي‬،‫دخول الحماية الفرنسية‬
‫ المتعلق بالمجلس‬1.57.223 ‫ وإلى غاية صدور الظهير الشريف رقم‬.22‫وصفه بأنه ذو طبيعة استعطافية‬
‫ ضمن ما ورد في الفصل األول‬.)‫ وتنصيصه على إلزامية الطعن اإلداري (التظلم‬،1957 ‫ سنة‬23‫األعلى‬

13
Dahir du 24 Rebia II 1343 (22 novembre 1924) sur le recouvrement des créances de l'Etat, bulletin
officiel N° 634 du 16- décembre 1924, p.1780.
14
Art. 3 Les voies de réclamations et de recours sont fixées par les texte organique de chaque impôt.
Dans le délai que ces textes ouvrent, après publication du rôle, pour certaines réclamations, chaque
contribuable peut prendre connaissance de son imposition et demander au directeur des impôts et
contributions ; soit directement, soit par l'entremise de l'autorité locale de contrôle, la révision de la
liquidation de sa cote dans les cas d'erreurs matérielles et constations ou d'écritures non prévus par
les textes organiques ...
15
Art. 4 Il est après instruction par les services des impôts et contributions, statué par le directeur
général des finances sur les réclamations présentées en vertu de l'article précèdent. C’est le
contribuable n'accepte pas la décision ainsi rendu, dans le délai d'un mois à dater de la notification
de celle-ci, provoquer une solution juridicierai de l'affaire en introduisant une demande le tribunal
de première instance, sauf recours devant la Cour d'appel de Rabat …
16
Dahir du 29 Rejeb 1372 (14 avril 1953) modifiant le dahir du 22 novembre 1924 (24 Rebia II
1343) sur le recouvrement des créances de l’Etat, bulletin officiel N° -2115 du 08- Mai 1953, p.655.
17
Le dahir du 21 août 1935 (20 Joumada I 1354) portant règlement sur les poursuites en matière
d'impôts directs, taxes assimilées, produits et revenus domaniaux et autres créances recouvrées par
les percepteurs
18
Monier Raymond, Le Contentieux administratif au Maroc, thèse pour le doctorat, Université de
Paris, Faculté de droit et des sciences économiques, Source : Bibliothèque nationale de France en
ligne, 1935, 200 p, 2.
19
Ibi, p.2.
‫ على أرائك صغيرة موضوعة على‬،‫ يجلسون القرفصاء في غرف صغيرة‬،‫ «البنيقات» هي ما يشبه مكاتب كبار مسؤولي الدولة‬20
‫ جالسون جوار صناديق تحتوي‬،‫ وجوارهم مساعدوهم أو ما يشبه سكرتيريهم‬،‫ ومفتوحة تماما على الساحة‬،‫بالط األرضية مباشرة‬
‫ الذي يطلق عليه‬،‫ التي تجاورها بنيقة «بنيقة» سكرتيره‬،‫ من بينها «بنيقة» الصدر األعظم‬.‫على أرشيفهم من الوثائق والمراسالت‬
.‫أحيانا «وزير الشكايات» الذي يجمع وينظم كل الشكايات الواردة على القصر‬
21
-Monier Raymond, op. cit, p. 2.
22
-Ibid, p.2.
‫ ربيع األول‬23 ‫ الصادرة بتاريخ‬،2347 ‫ الجريدة الرسمية عدد‬،‫ المتعلق بالمجلس األعلى‬1.57.223 ‫ الظهير الشريف رقم‬- 23
2245.‫ ص‬،)1957 ‫ أكتوبر‬18( 1377

6
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫عن اختصاصات المجلس األعلى‪ ،24‬والفصل الرابع عشر‪ 25‬المتعلق بالقواعد الخاصة برفع الدعاوى‬
‫المتعلقة بالشطط في استعمال السلطة وبعدم قابلية أي طلب بإلغاء مقرر صادر عن السلطة اإلدارية من‬
‫أجل الشطط في استعمال السلطة‪ ،‬إال إذا تقدمه طعن إداري في المقرر المذكور لدى السلطة اإلدارية التي‬
‫تعلو مباشرة تلك السلطة التي صدر عنها‪ ،‬وإن لم توجد سلطة أعلى يقدم الطعن اإلداري بصورة‬
‫استعطاف إلعادة النظر في المقرر إلى السلطة التي أصدرته بنفسها‪ ،‬وهذا الطعن اإلداري التمهيدي‬
‫يجب أن يقدم داخل أجل شهر ابتداء من تاريخ نشر المقرر المطعون فيه أو تاريخ تبليغه‪.‬‬
‫لدراسة‬ ‫‪26‬‬
‫وبعد ست سنوات من انعقاد المؤتمر الدولي الرابع للعلوم اإلدارية بمدينة دبلن سنة ‪1968‬‬
‫كيفية حماية األفراد في مواجهة اإلجراءات اإلدارية بغير الطريق القضائي‪ ،‬وحدوث اهتمام واسع من‬
‫طرف الفقه بموضوع "الطعن اإلداري" داخل المنظومة األوربية‪ ،‬وصدور تقرير مهم يرصد هذه‬
‫الطعون برئاسة العميد ‪ 27Jean-Marie Auby‬سنة ‪ ،1971‬سيطبق المغرب رزنامة إصالحات سنة‬
‫‪ 1974‬وسيصدر قانون المسطرة المدنية ‪ ،28‬ليتم استبدال مصطلح "طعن" بمصطلح "تظلم"‪ 29‬بما لألمر‬

‫‪ - 24‬الفصل األول ينظر المجلس األعلى عالوة على ذلك فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الطعون في التصرفات التي يتجاوز فيها القضاة سلطاتهم‪ -2 .‬البت في تنازع االختصاصات بين محاكم ال توجد فوقها أية محكمة‬
‫عليا مشتركة غير المجلس األعلى؛‪ -3‬الطلبات ألجل مراجعة األحكام الجنائية أو التأديبية في دائرة الشروط المنصوص عليها في‬
‫قانون التحقيق الجنائي المنشور بمقتضى الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 12‬غشت سنة ‪ -1913.4‬دعاوى‬
‫مخاصمة القضاة و المحاكم غير المجلس األعلى؛‪ -5‬قضايا التشكك في نزاهة الحكم‪ -6 .‬سحب الدعوى من محكمة لموجب األمن‬
‫العمومي‪ -7 .‬طلبات تسليم المجرمين للخارج‪.‬‬
‫‪ 25‬الفصل الرابع عشر ‪ -‬قواعد خاصة برفع الدعاوى المتعلقة ‪ -‬بالشطط في استعمال السلطة‬
‫ال يقبل أي طلب بإلغاء مقرر صادر عن السلطة اإلدارية من أجل الشطط في استعمال السلطة‪ ،‬إال إذا تقدمه طعن إداري في المقرر‬
‫المذكور لدى السلطة اإلدارية التي تعلو مباشرة تلك السلطة التي صدر عنها‪ ،‬وإن لم توجد سلطة أعلى يقدم الطعن اإلداري بصورة‬
‫استعطاف إلعادة النظر في المقرر إلى السلطة التي أصدرته نفسها‪ ،‬وهذا الطعن اإلداري التمهيدي يجب أن يقدم داخل أجل شهر‬
‫ابتداء من تاريخ نشر المقرر المطعون فيه أو تاريخ تبليغه‪.‬‬
‫ويجب أن يرفع الطلب إلى المجلس األعلى في ظرف شهرين اثنين‪ ،‬ابتداء من تاريخ تبليغ مقرر الرفض الكلي أو الجزئي للطعن‬
‫اإلداري المذكور‪.‬‬
‫إن سكوت السلطة اإلدارية أكثر من ثالثة أشهر عن الطعن المرفوع إلى سلطة إدارية أعلى أو إلى السلطة اإلدارية التي أصدرت‬
‫القرار نفسها يعد بمثابة رفض‪ .‬و إذا كانت السلطة اإلدارية هيئة من الهيئات التي تعقد دورات للتداول فإن األجل المحدد بثالثة أشهر‬
‫لتقديم الطلب يمتد إذا اقتضى الحال إلى نهاية أول دورة قانونية تلي تقديم الطلب‪.‬‬
‫و إذا كان النظام الجاري به العمل ينص على مسطرة خصوصية للطعن اإلداري فإن طلب اإللغاء ال يقبل إال بعد سلوك طريق‬
‫المسطرة المذكورة بتمامها و مع مراعاة األجل المنصوص عليه أعاله‪.‬‬
‫وال يق بل طلب اإللغاء الموجه ضد المقررات اإلدارية إذا كان في استطاعة من يعنيهم األمر المطالبة بحقوقهم لدى المحاكم العادية‪.‬‬
‫‪ 26‬حماية األفراد في مواجهة اإلجراءات اإلدارية بغير الطريق القضائي‪ ،‬تقرير مقدم إلى المؤتمر الدولي الرابع للعلوم اإلدارية‬
‫دبلن من ‪ 3‬إلى ‪ 6‬سبتمبر ‪ ،1968‬ترجمة عادل محمود عبد الباقي‪ ،‬مجلة العلوم اإلدارية‪ ،‬السنة الثانية عشرة‪ ،‬العدد األول‪ ،‬أبريل‬
‫سنة ‪ ،1970‬من ص ‪ 220‬إلى ‪.280‬‬
‫‪27‬‬
‫‪Front Cover.Jean, Marie Auby, et Michel Fromont, Les recours juridictionnels contre les actes‬‬
‫‪administratifs spécialement économiques dans le droit des États membres de la Communauté‬‬
‫‪économique européenne, rapport final. Commission des communautés européennes, collection‬‬
‫‪études série concurrence - rapprochement des législations no 12 Bruxelles 1971.‬‬
‫‪(http://aei.pitt.edu/40295/1/A4690.pdf http://aei.pitt.edu/40295/1/A4690.pdf).‬‬
‫‪ 28‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬بالمصادقة على نص قانون المسطرة‬
‫المدنية‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3230‬مكرر بتاريخ ‪ ،1974/09/30‬ص‪.2741 .‬‬
‫‪ 29‬سبق هذا التغيير خطاب للحسن الراحل بتاريخ ‪ 21‬ماي ‪ 1973‬بقوله "مسطرتنا معقدة‪ ،‬قوانيننا لم توضع مسبقا لنا‪ ،‬لنفسياتنا ‪...‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫من داللة لغوية وقانونية‪ .‬واالنتقال بذلك من "طعن إلزامي ‪ "Recours obligatoire -‬وفق القانون‬
‫المتعلق بالمجلس األعلى‪ ،‬إلى "تظلم اختياري ‪ "Recours facultatif -‬بناء على ما ورد في الفصل‬
‫‪ 30360‬من الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 28‬شتنبر ‪ 311974‬بالمصادقة على‬
‫لينسخ نفس‬ ‫‪32‬‬
‫نص قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وليأتي القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‬
‫الفصل في مادته ‪.23‬‬
‫إن التظلم اإلداري في القانون المغربي‪ ،‬يحتاج إلى تسليط الضوء عليه‪ ،‬وعلى النظام القانوني المؤطر‬
‫له والذي تقوم عليه إجراءاته‪ ،‬وطرح التساؤالت واإلشكاليات المرتبطة به‪ ،‬حيث يختلط مفهوم التظلم‬
‫اإلداري بمفاهيم أخرى (الطلب ‪ -‬الطلب السابق – الطلبات االستعجالية‪.)..‬‬
‫كما أن التظلم اإلداري في القانون العام يمتزج والطعن اإلداري وهذا الخلط موجود على مستوى‬
‫التشريع المغربي‪ ،‬مع صعوبة في التمييز بين ما هو تظلم اختياري وما هو إلزامي ‪-‬على سبيل االستثناء‪-‬‬
‫بموجب نصوص قانونية خاصة‪ ،‬وبما يلتبس على من يقدم على تقديم تظلم إداري وتحديد الجهة المتظلم‬
‫إليها‪ ،‬وأحيانا المحكمة التي يمكن اللجوء إليها بعد تقديم التظلم‪ ،‬كما أن هناك أزمة "تظلم إداري" في ظل‬
‫تعدد المؤسسات التي تم إحداثها (الوسيط‪ ،‬المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬الهيئة الوطنية للوقاية من‬
‫الرشوة‪ ،‬الشكايات على المستوى اإللكتروني ‪ ،‬إنشاء المحاكم اإلدارية نفسها‪ ،‬التظلمات إلى القصر‬
‫الملكي‪ )....‬وغياب الرابط بين التشريعات التي تؤطر هذه التظلمات‪ ،‬واالتجاه نحو وسائل أخرى بديلة‬
‫للتظلم‪ ،‬دون أن يصاحب ذلك أي تقييم لجدوى هذه اآللية في حل النزاعات اإلدارية ومخاصمة القرارات‬
‫اإلدارية غير المشروعة‪ ،‬مع تراكم غير مسبوق للشكايات والتظلمات على مستوى المؤسسات ذات‬

‫وطرق تفكيرنا" أورده محمد جالل السعيد ” مدخل لدراسة القانون ” توزيع دار األمان‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط ‪ ،1993‬ص‪. 247‬‬
‫‪ 30‬يجب مع مراعاة مقتضيات الفقرة التالية من هذا الفصل أن تقدم طلبات إلغاء مقررات السلطات اإلدارية للشطط في استعمال‬
‫السلطة داخل أجل ستين يوما من يوم تبليغ المقرر المطعون فيه‪.‬‬
‫غير أنه يمكن للمعنيين باألمر قبل انصرام األجل المحدد للطعن النزاعي‪ ،‬أن يرفعوا تظلما استعطافيا إلى السلطة التي أصدرت‬
‫المقرر أو إداريا إلى التي تعلوها مباشرة‪ ،‬ويمكن في هذه الحالة تقديم الطلب إلى المجلس األعلى بصفة صحيحة خالل ستين يوما‬
‫ابتداء من تبليغ مقرر الرفض الصريح كليا أو جزئيا للطعن اإلداري األولى‪.‬‬
‫يعتبر سكوت السلطة اإلدارية أكثر من ستين يوما على الملتمس االستعطافي أو اإلداري رفضا‪ ،‬وإذا كانت السلطة اإلدارية هيئة‬
‫من الهيئات التي تعقد دورات للتداول‪ ،‬فإ ن األجل المحدد في ستين يوما لتقديم الطلب يمتد إذا اقتضى الحال إلى نهاية أول دورة‬
‫قانونية تلي تقديم الطلب‪.‬‬
‫إذا كانت النصوص التنظيمية الجاري بها العمل تنص على مسطرة خصوصية للطعن اإلداري‪ ،‬فإن طلب اإللغاء ال يقبل إال بعد‬
‫إتباع المسطرة المذكورة وضمن اآلجال المنصوص عليها أعاله‪.‬‬
‫يعتبر سكوت اإلدارة ستين يوما بعد تقديم الطلب رفضا‪ ،‬ويتعين على المعني باألمر في هذه الحالة أن يقدم طلبا إلى المجلس األعلى‬
‫داخل ستين يوما ابتداء من انصرام األجل األول المحدد أعاله‪.‬‬
‫ال يقبل طلب اإللغاء الموجه ضد المقررات اإلدارية إذا كان في استطاعة من يعنيهم األمر المطالبة بحقوقهم لدى المحاكم العادية‪.‬‬
‫‪ 31‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬بالمصادقة على نص قانون المسطرة‬
‫المدنية‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3230‬مكرر بتاريخ ‪ ،1974/09/30‬ص‪.2741 .‬‬
‫‪ 32‬ظهيـر شريف رقم ‪ 1.91.225‬صادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 10( 1414‬سبتمبر ‪ )1993‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث‬
‫بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4227‬بتاريخ ‪ 03‬أكتوبر ‪ 1993‬الصفحة ‪.2168‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫الصلة‪ ،‬يما يفيد أن هناك حاجة ملحة إلعادة تنظيم العالقة بين اإلدارة والمواطن وتأطيرها وضمنها النظام‬
‫التكميلي لحل المنازعات اإلدارية الذي هو "التظلم اإلداري"‪.‬‬
‫إن آلية التظلم اإلداري (الطعن ‪ )Recours‬لها أهمية خاصة في حل المنازعات اإلدارية والدفع‬
‫باإلدارة إلى الموضوعية في اتخاذ قراراتها‪ ،‬أضف إلى ذلك كونه شكال من أشكال الرقابة اإلدارية‬
‫وسبيال لحل الخصومة اإلدارية في مهدها وبالطرق الودية وتخفيف العبء عن السلطة القضائية‪ ،‬إذ‬
‫يستحيل حل جميع المنازعات عن طريق اللجوء إلى القضاء اإلداري أو العادي أو محكمة النقـض‪ ،‬كما‬
‫أن له في نفس الوقت آثار خطيرة أيضا على ضياع حقوق المتظلمين‪ ،‬في حالة عدم احترام اآلجال‬
‫واإلقدام على ممارسة الطعن القضائي‪ ،‬بما يفرض دراسة هذه اآللية ونظامها القانوني في ظل ظهور‬
‫أشكال جديدة من التظلمات‪ ،‬واتجاه المشرع إلى تنويع اآلليات ذات الصلـة بالتظلـم اإلداري أخذا بعين‬
‫االعتبار المستجد الدستوري من خالل الفصل ‪ 156‬من دستور‪ ،332011‬والذي نص صراحة على‬
‫ضرورة االستماع واإلنصات لتظلمات ‪ Doléances‬المواطنين‪ ،‬وذلك أسوة بدساتير دول أخرى كانت‬
‫سباقة إلى ذلك‪ ،‬حيث قامت بالتنصيص على هذا النوع من اآلليات كطرق تكميلية لحل النزاعات اإلدارية‪.‬‬
‫وفي هذا يقول الفصل ‪ 156‬من الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬على أنه "تتلقى المرافق العمومية مالحظات‬
‫مرتفقيها‪ ،‬واقتراحاتهم وتظلماتهم‪ ،‬وتؤمن تتبعها‪".‬‬
‫إن هذه األهمية اليوم تبرز وظهور طرق جديدة لتسيير المرافق العمومية‪ ،‬من جهة على مستوى‬
‫النصوص القانونية التي أتت بعد دستور‪ ،2011‬واحتوائها على أنواع عدة من التظلمات بآجال وأساليب‬
‫مختلفة وآليات بديلة لحل المنازعات‪ .‬ومن جهة أخرى من خالل مقارنة التشريعين الفرنسي والمغربي‬
‫والتطبيقات القضائية للتظلم اإلداري في النظامين‪ ،‬وتضارب آراء الفقهاء الفرنسيين أنفسهم بما يفرض‬
‫ضرورة التوضيح المفاهيمي والمصطلحي لكل ما يتعلق بهذه اآللية‪ .‬أضف إلى ذلك أن التظلم اإلداري لم‬
‫يكن موضوع رصد وتحليل ودراسة مستفيضين من طرف الفقه المغربي والجامعة المغربية إال في شقه‬
‫اإللزامي المتعلق بالضريبة أو تناوله بشكل عام‪ ،‬وأنه موضوع ليس بالبساطة التي يمكن للباحث تصورها‬
‫كما أن الدارسات التي أنجزت على مستوى الجامعات العربية يمكن التعامل معها بحذر شديد الختالف‬
‫مرجعيتها عن التجربة المغربية من جهة‪ ،‬وبحكم أن بعضها أخذت عن التجربة الفرنسية مثل التجربة‬
‫المصرية‪ ،‬لكن حدث تطور قانوني ومؤسساتي كبير على مستوى التجربة الفرنسية في السنوات األخيرة‬
‫جعل من الصعب اعتماد تلك الدراسات السابقة‪ ،‬بحكم هذا التطور الكبير الحاصل على مستوى التجربة‬
‫الفرنسية‪ ،‬كما سنلمس ذلك في موضوع هذه الدراسة‪.‬‬

‫‪ 33‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 29( 1432‬يوليو ‪ )2011‬بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 5964‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪ 30( 1432‬يوليو ‪ ،)2011‬ص ‪.3600‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫إن صعوبات جمة اعترضتنا في البحث‪ ،‬في ظل ندرة المراجع ذات الصلة على مستوى الجامعة‬
‫المغربية‪ ،‬وصعوبات ميدانية مرتبطة بطبيعة اإلدارة المغربية فيما يخص الحصول على المعلومة ‪ ،‬أضف‬
‫أن هناك صعوبات اعترضتنا على مستوى ترجمة بعض المصطلحات التي وردت ضمن قرارات مجلس‬
‫الدولة الفرنسي أو الفقه الفرنسي‪ ،‬بغاية فهم الموضوع من حيث حيثياته الواقعية والقانونية وفي رصد‬
‫الطعون اإلدارية على مستوى الممارسة اإلدارية الفرنسية وعلى مستوى االجتهاد القضائي أيضا‪.‬‬
‫وسوف نحاول جاهدين دراسة التظلم اإلداري‪ ،‬ومحاولة اإلحاطة بظاهرة التظلمات اإلدارية في ظل‬
‫ما يمكن وصفه ب"أزمة تظلم عام"‪ ،‬في ظل التحديات التي تواجهها اإلدارة المغربية‪ ،‬وذلك اعتمادا على‬
‫المقترب القانوني لتحديد موقع التظلم اإلداري في الممارسة اإلدارية المغربية‪ ،‬ومدى إسهامه في حل‬
‫المنازعات اإلدارية بعيدا عن مسطرة التقاضي في القانون العام المغربي‪ ،‬وذلك في اتجاه تجويد وتحسين‬
‫العمل اإلداري ‪ ،‬وإيجاد آليات عملية وفعالة في تحسين عالقة اإلدارة بموظفيها من جهة‪ ،‬وبمرتفقيها من‬
‫جهة ثانية‪.‬‬
‫وانطالقا من ذلك‪ ،‬يمكننا طرح مجموعة أسئلة نوردها على الشكل التالي‪:‬‬
‫‪ -‬ماذا يقصد بالتظلم اإلداري ؟‬
‫‪ -‬ما هو النظام القانوني للتظلم اإلداري وماذا عن تطبيقاته في المغرب‪ ،‬وكيف تتعامل اإلدارة معه‬
‫وما هو موقف القضاء اإلداري من التظلم اإلداري ؟‬
‫‪ -‬ماذا عن فعالية هذه اآللية‪ ،‬وهل من عقبات تحول دون أن تعطي هذه اآللية آثارها في حل المنازعات‬
‫اإلدارية؟‬
‫ولتحليل هذا الموضوع‪ ،‬واإلجابة عن هذه األسئلة نطرح التصميم التالي‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬مضمون التظلم اإلداري كآلية تكميلية لحل المنازعات اإلدارية‬
‫المبحث األول‪ :‬مضمون التظلم اإلداري‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مرتكزات التظلم اإلداري‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تطبيقات التظلم اإلداري على مستوى القانون العام المغربي‬
‫المبحث األول‪ :‬تطبيقات التظلم اإلداري‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تقييم التظلم اإلداري‬
‫خاتمة‪ :‬استنتاجات واقتراحات‬

‫‪10‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫الفصل األول‪ :‬مضمون التظلم اإلداري كآلية تكميلية لحل المنازعات اإلدارية‬

‫إن الرقابة على النشاط اإلداري تمارس عن طريق مجموعة من األساليب القانونية مثل الطعن‬
‫القضائي وعن طريق التظلم اإلداري والتظلم إلى مؤسسة الوسيط‪ ،‬إلى جانب رقابة الرؤساء اإلداريين‬
‫والصحافة والمجتمع المدني وأعضاء الجهاز التشريعي‪ ،‬حتى تكون تصرفات اإلدارة خاضعة لمبدأ‬
‫الشرعية‪.‬‬
‫هذه الرقابة تختلف باختالف األنظمة السياسية‪ ،‬فهناك دول تعتمد الرقابة القضائية أي أن القضاء‬
‫هو الذي يعمل وسيلة الرقابة البعدية على الشرعية‪ ،‬وهناك دول تعتمد الرقابة اإلدارية‪ ،‬لكنها ال تنظم‬
‫إجراءاتها إال عبر نصوص قانونية متفرقة‪ ،‬كما أن القضاء نفسه ال يعطي إال توجيهات جزئية عندما‬
‫يقتضي األمر تحديد المبادئ القانونية التي يطبقها‪.34‬‬
‫إن هذه اآللية "الطعن اإلداري" التي هي "قاعدة أساسية من قواعد القانون العام الفرنسي"‪ ،‬والتي‬
‫بمقتضاها يحق لكل فرد توجيه طعن إداري‪ ،‬ويمكنه عن طريقها طرح الموضوع على الجهة الرئاسية‬
‫لتلك التي اتخذت قرار يتعلق به‪ ،35‬ستجد لها مكانا ضمن القانون العام المغربي بنفس المضمون‬
‫والمرتكزات‪ ،‬ولو أن األمر مختلف من حيث الفعالية والتراكم التشريعي‪ ،‬بحكم عراقة التجربة الفرنسية‬
‫وامتدادها التاريخي وحداثتها في المغرب‪ ،‬وعلى اعتبار أن التشريع الفرنسي أثر في نظيره المغربي بفعل‬
‫الحماية أو حتى ما بعد االستقالل‪.‬‬
‫إن توفير الحماية لمصالح األفراد واألشخاص المعنوية يتم عن طريق ضمانات إجرائية أي "جميع‬
‫القواعد المفروضة على اإلدارة لتجنب القرارات غير المشروعة أو التحكمية أو الظالمة أو الخاطئة‬
‫‪37‬‬
‫ولضمان الشرعية"‪ ،36‬مع ضمان الوصول إلى نتائج سليمة تتفق ومقتضيات الحال وفي مدد معقولة"‪.‬‬
‫ومن بين هذه الضمانات اإلجرائية‪ 38‬في حل النزاعات اإلدارية وكشكل من أشكال الرقابة على‬
‫النشاط اإلداري‪ ،‬نجد آلية الطعون اإلدارية نص عليها أكثر من نص قانوني تنظيمي وعادي‪ ،‬بعبارة‬

‫‪ 34‬حماية األفراد في مواجهة اإلجراءات اإلدارية بغير الطريق القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪ 35‬حماية األفراد في مواجهة اإلجراءات اإلدارية بغير الطريق القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.225‬‬
‫‪ 36‬حماية األفراد في مواجهة اإلجراءات اإلدارية بغير الطريق القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪ 37‬حماية األفراد في مواجهة اإلجراءات اإلدارية بغير الطريق القضائي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.224‬‬
‫‪38‬هناك ضمانات كثيرة ذات أهمية إلى جانب التظلم اإلداري وحسب كل نظام سياسي ومن بينها‪:‬‬
‫‪ ‬فكرة الموضوعية أو التصرف بروح الموضوعية ( ‪)Le Concept de l’objectivité‬؛‬
‫‪ ‬الحق في أن يكون القرار معلال؛‬
‫‪ ‬مبدأ سماع أقوال ذوي الشأن (أو الطرف األخر) قبل التصرف ) ‪) Audi Alteram Partem‬‬
‫‪(Audi Alteram Partem est considérée comme un principe de justice fondamentale ou d'équité dans‬‬
‫)‪la plupart des systèmes de justice.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫الطعن حينا والتظلم اإلداري حينا آخر‪ ،‬إلى جانب التظلمات التي نص عليها دستـور ‪ 392011‬وذلك‬
‫ألول مرة‪ ،‬على اعتبار أن وثيقة الدستور هي أقوى األساليب إلزاما إلنشاء وخلق مثل هذه الضمانات‬
‫اإلجرائية ‪ ،‬والتي تحتاج إلى تحديد لماهيتها وتمييزها عن مفاهيم أخرى مشابهة أو ترتبط بها‪ ،‬والى‬
‫تحديد أنواعها (المبحث األول) والى البحث عن المرتكزات التي تقوم عليها إن على مستوى الشروط أو‬
‫على مستوى األسس (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مضمون التظلم اإلداري‬

‫من بين اآلليات القانونية البديلة لتسوية النزاعات اإلدارية وحماية األفراد العاديين والمعنويين‬
‫في مواجهة اإلجراءات اإلدارية بغير الطعن القضائي ‪ ،‬نجد "التظلم اإلداري" كنظام قانوني قائم بذاته‬
‫في التشريع المغربي‪ ،‬وسواه من التشريعات ومنها التشريع الفرنسي الذي أخذ عنه المشرع المغربي‪ .‬إذ‬
‫تأخذ المنازعات مع اإلدارة صورا كثيرة ومتنوعة‪ ،‬فقد ينازع فرد عادي أو شخص من أشخاص القانون‬
‫العام‪ 40‬بشأن صدور قــرار عن اإلدارة يتصف بعدم الشرعية‪ ،‬وقد يحسم التظلم اإلداري هذه الخصومة‬
‫اإلدارية بتكلف أقلة وسرعة أكبر‪.‬‬
‫آلية التظلم تحتاج إلى تحديد مفهومها وتمييزه عن مفاهيم أخرى وغاية المشرع منه‪ ،‬إذ تحوي‬
‫نصوص القانون العام والخاص نفس المصطلح وقد تنص على مفاهيم مشابهة له‪ ،‬وهذا ما سنحاول تناوله‬
‫في مطلب أول‪ ،‬ثم عن أنواع هذا التظلم في التشريع المغربي كمطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية التظلم اإلداري‬


‫قبل أن نعالج مفهوم التظلم اإلداري‪ ،‬ال بد من تحديد المفهوم ماديا ووظيفيا (الفقرة األولى) ثم الغاية‬
‫منه ثم تناول مختلف التعاريف التي حاولت ضبط مفهوم التظلم اإلداري‪ ،‬وهي تعاريف فقهية كل‬
‫منها حاولت مقاربة التظلم من زاوية معينة (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪ 39‬الفصل ‪" : 156‬تتلقى المرافق العمومية مالحظات مرتفقيها‪ ،‬واقتراحاتهم وتظلماتهم‪ ،‬وتؤمن تتبعها‪.‬‬
‫تقدم المرافق العمومية الحساب عن تدبيرها لألموال العمومية‪ ،‬طبقا للقوانين الجاري بها العمل‪ ،‬وتخضع في هذا الشأن‬
‫للمراقبة والتقييم"‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪Jean-Marie Auby, Reland DRAG, Traité des recours en matière administrative, Litec, 1992, p 18‬‬
‫‪publié sur le site de la bibliothèque nationale de France gallica.bnf.fr).‬‬
‫‪« On appellera recours en matière administrative, les différentes voies de droit intentées par des‬‬
‫‪particuliers (ou des personnes publiques) devant les autorités administratives ou les juridictions‬‬
‫» ‪administratives.‬‬

‫‪12‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫ في تحديد مفهوم التظلم اإلداري وغاياته‬:‫الفقرة األولى‬


‫ في تحديد التظلم اإلداري‬:‫أوال‬
‫الحق في التظلم اإلداري (الطعن) أمام سلطة عمومية إدارية أو الطعن أمام سلطة قضائية يدخل في‬
‫ وهو من الضمانات التي تمنح لألفراد مهما كانت وضعيتهم‬،‫طبيعة األشياء أو بتعبير آخر هو حق طبيعي‬
‫ ومختلف التعاريف حاولت اإلحاطة بمفهوم التظلم‬،41‫ ومهما كانت طبيعة النظام السياسي‬،‫القانونية‬
:‫اإلداري من خالل معيارين‬
‫ قارب موضوع التظلم من حيث موضوعـه كما هو‬Identification matérielle ‫ تحديد مادي‬-
‫ وهو ما يعني افتراض وجود نزاع بين اإلدارة والمواطن (قد تم التخلي‬42،‫الشأن بالنسبة للطعون القضائية‬
43
.)‫تدريجيا عن التحديد المادي للتظلم اإلداري‬
‫ يقارب التظلم اإلداري من حيث الجهة اإلدارية‬44 Identification organique ‫ تحديد عضوي‬-
.‫التي تستلم هذا التظلمات اإلدارية‬

Identification matérielle ‫التحديد المادي‬ -‫أ‬


‫ بمعنى أن شخصا ذاتيا أو معنويا‬،‫إن التظلم اإلداري ضمن هذا التحديد المادي يفترض وجود نزاع‬
45
.‫هو غير راض عن قرار صدر عن اإلدارة‬
‫ من مثل التعريف الذي أورده جان ميشيل عن كون‬،‫و هنا نجد بعض التعريفات للتظلم اإلداري‬
‫الطعن اإلداري "شكوى موجهة إلى اإلدارة بهدف التوصل إلى تسوية ودية للنزاع بين المواطن واإلدارة‬

41
Ibid, p 1992, p.3.
« Le droit de recours (du latin recursus) devant une autorité publique, administrative ou judiciaire
relève de la nature des choses ou, si l'on veut, du droit naturel. Quel que soit le régime politique, fût-
il monarchique ou autoritaire, le recours devant l'autorité qui a pris l'acte ou devant l'autorité
supérieure a toujours pu être exercé, comme la garantie minimum accordée aux particuliers, quelle
que soit leur situation juridique. Gracieux ou hiérarchique, le recours conduit l'autorité saisie à
reconsidérer une décision prise précédemment. Selon le régime politique, le recours n'aboutit pas
nécessairement à une décision, non seulement parce que l'autorité saisie pouvait ne pas répondre
mais aussi parce que le recours ne ferait pas place dans un système régi par le droit et pouvait au
contraire se situer totalement en marge du droit. Le progrès a justement consisté à intégrer le recours
dans un processus juridique et à le faire déborder sur une action devant une juridique... »
42
-Ibid, p.18.
43
- Jean-François Brisson. Les Recours Administratifs en Droit Public Français. Bibliothèque de
droit public. T 185 Paris : LGDJ, 1996, p 47.
44-Ibid, p.62.
45
Jeannard Sébastien, Le recours administratif dans le système juridique français LGDJ-Lextenso
éditions paris 2013, p.33.

13
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫نتيجة لقرار اتخذته األخيرة"‪ 46.‬هذه الشكاية يجب أن تسمح "بتيسير إيجاد حل لمجموعة من الصعوبات‬
‫أو تسوية مشكالت قانونية أو واقعية‪ ،"...‬هذا من جهة ومن جهة أخرى يجب أن يتعلق هذا النزاع بعمل‬
‫قانوني من جانب اإلدارة‪ ،‬قد يكون قرارا إداريا انفراديا أو تنظيميا‪ ،‬وأخذا بعين االعتبار مما ال يمكن أن‬
‫يكون محل شكاية أو تظلم إداري‪ ،‬من مثل النظام الداخلي‪ ،‬أو التوجيهات‪ ،‬أو الدورية‪ ،‬أو قرار تحضيري‬
‫‪47‬‬
‫أو قرار من قرارات الحكومة‪.‬‬
‫وبالتالي يمكن أن يكون موضوع التظلم اإلداري كل "إجراء صادر عن اإلدارة" ناجم عن إرادتها‬
‫المنفردة‪ ،‬وهو ما يعني وجود نزاع كشرط أساسي لدراسة أي تظلم‪ ،‬وهنا نتحدث عن سياق سياسي‬
‫وقانوني مرتبط بمرحلة أعقبت الثورة الفرنسية سنة ‪ ،481789‬ومرتبط باإلدارة والقضاء الفرنسيين حينها‬
‫أي ما يعرف اإلدارة القاضية ‪ ،Ministre-Juge‬أي أنه أتى في سياق زمني معين وبموجب قانون ‪-7‬‬
‫‪ 14‬أكتوبر ‪ ،49 1790‬ثم مرحلة ما يعرف بالقضاء المحجوز ‪ Justice retenue‬ثم مرحلة المنازعـات‬
‫اإلدارية مـن طـرف القضـاء اإلداري المفوض ‪ ،Justice Délégué‬ومنح مجلس الدولة االختصاص‬
‫القضائي واالستشاري‪ ،50‬ثم قضيـة كـادو الشهيرة في ‪ 13‬ديسمبـر‪ ،1889‬التي حكـم فيها مجلـس الدولـة‬
‫باختصاصه في النظـر والفصـل فـي هذه القضية دون ضـرورة القيام بطعن مسبق أمام الوزير‪ ،‬منهيا‬
‫بذلك نظرية الوزير القاضي‪.‬‬
‫ومن ثمة فإ ن دراسة التظلم اإلداري القائم على وسائل قانونية‪ ،‬قد كان لها أثر عميق على وظائف‬
‫السلطات اإلدارية حينها‪ ،‬التي تحولت من سلطات إدارية باختصاصات إدارية صرفة ‪Autorités‬‬

‫‪46‬‬
‫‪Jean Michel, Les recours administratifs gracieux, hiérarchiques et de tutelle, La documentation‬‬
‫‪française, 1996, p. 19.‬‬
‫‪47‬‬
‫‪Dominique Maillard Desgrées du Loû, Droit des relations de l’administration avec ses usagers,‬‬
‫‪PUF, coll. Thémis Droit public, 2000, p. 493. )Voir Muriel Vrignaud Les modes non juridictionnels‬‬
‫‪de règlement des litiges administratifs, Thèse de doctorat en Droit public, Université de Nantes, sous‬‬
‫)‪le sceau de l’Université Bretagne Loire, 2016, p94‬‬
‫‪48‬‬
‫‪Jeannard Sébastien, loc cit, p.33.‬‬
‫‪49‬‬
‫‪«Les réclamations d'incompétence à l'égard des corps administratifs ne sont, en aucun cas, du‬‬
‫‪ressort des tribunaux; elles seront portées au roi, chef de l'administration générale; et dans le cas où‬‬
‫‪l'on prétendrait que les ministres de Sa Majesté auraient fait rendre une décision contraire aux lois,‬‬
‫‪les plaintes seront adressées au Corps législatif.‬‬
‫»إن الملك رئيس اإلدارة العامـة يختص بـالنظـر و الـفصل في شكـاوي عدم االختصاص التي ترفع ضد أي من الهيئات اإلدارية‬
‫المركزية‪« .‬‬
‫كذلك أعطت المادة ‪ 5‬من نفس القانون » للملك الحق في إلغاء قرارات المدرين خالفا للقوانين واألوامر التي أرسلت لهم‪« .‬‬
‫‪« Le Roi a le droit d’annuler les actes des administrateurs de département, contraires aux lois ou‬‬
‫» ‪aux ordres qu’il leur aura adressés‬‬
‫الفصل ‪" :13‬الوظائـف القضائية يجب أن تكـون دائمـا منفصلـة عـن الوظـائف اإلدارية ‪ ،‬ويجب علـى القضـاة أ ال يتعرضوا بـأي‬
‫صـورة مـن الصـور لألعمـال الصـادرة مـن الهيئات اإلدارية‪ ،‬وال أن يدعو اإلداريين من للمثـول أمامهم مـن أجـل وظائفهم ‪ ،‬و إال‬
‫كانوا مرتكبين لجريمة الخيانة العظمى"‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫‪Nadine Poulet-Gibot, Leclerc Droit administratif : sources, moyens, contrôles Éditions Bréal 3‬‬
‫‪édition 2007, p.181.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ ،purement administratifs‬إلى سلطات إدارية نزاعية ‪Autorités administratives‬‬


‫‪51‬‬
‫‪ contentieuse‬تمارس اختصاصات قضائية‪.‬‬
‫لقد ساد في تاريخ فرنسا ما بين ‪ 1870‬و ‪ 1872‬تطبيق صارم لمبدأ فصل اإلدارة العمومية والقضاء‬
‫فصال جامدا ومطلقا نتيجة للتفسير الخاص لرجال الثورة‪ ،‬والذي يصل إلى حد عدم قيام أية سلطة بالرقابة‬
‫على أعمال السلطات األخرى‪ ،‬اعتقادا منها بأن تلك الرقابة تعتبر نوعا من التدخل الذي يتعارض مع مبدأ‬
‫الفصل الصارم‪ ،‬وبذلك تنتفي كل عالقة أو تدخل بين الهيئات التي تتولى هذه السلطات‪ .‬مما جعل اإلدارة‬
‫هي المختصة بالفصل في المنازعات التي تثور بينها وبين األفراد‪ ،‬فتصبح خصما وحكما وهي الصورة‬
‫المعبرة عنها بالوزير القاضي أو اإلدارة القضائية‪.‬‬
‫وبذلك أصبحت اإلدارة تجمع بين صفتين‪ ،‬إدارة عاملة تباشر نشاطا إداريا بغية تحقيق الصالح العام‬
‫وإدارة قاضية تفصل في المنازعات التي تنشأ بينها وبين األفراد‪ ،‬فقامت اإلدارة في تلك المرحلة بدور‬
‫السلطة القضائية إلى جانب قيامها بوظيفتها اإلدارية المعتادة‪ .‬وأصبح لمن يريد مخاصمة اإلدارة التوجه‬
‫إليها بدال من المحاكم القضائية‪ ،‬وفي مثل هذا النظام المرتبط بسياقه الزمني لم يكن من الممكن أن يشكل‬
‫الطلب األولي ‪ Demande initiale‬طعنا إداريا‪ ،‬أي أن أي التماس من شخص إلى اإلدارة لالستفادة‬
‫من حق أو طلب تدخلها لتصحيح حالة من الوقائع‪ ،‬هو ال يحدث إال في حالة ثانية أي حينما يكون هناك‬
‫رفض من اإلدارة بشكل ضمني أو صريح‪ .‬وهنا حيث يحتمل ظهور النزاع ليكون الشخص قادرا على‬
‫ممارسة حقه في الطعن اإلداري‪ ،‬و أن هذا الطلب الثاني الذي يتم إرساله بعد الطلب األول ال يصنف‬
‫بحكم الواقع طعنا إداريا من قبل القاضي‪ ،‬هذا األخير في حالة عدم وجود عنصر متنازع عليه‪ ،‬فان‬
‫المسؤول اإلداري يقتصر في اإلجابة على نقاط الطلب األول الذي يتم تحديده كطلب أولي‪.52‬‬
‫وهو ما يفيد أن الطعن اإلداري ينصرف إلى موضوع النزاع دون سواه‪ ،‬مع وجوب التمييز بين‬
‫الطلبات األولية التي تخلو من عناصر النزاع‪ ،‬والطلبات التي تتلوها التي قد تكون كذلك طلبات أولية‬
‫وبين الطعون اإلدارية التي تكون مبنية على نزاع بين المرتفق سواء كان شخصا ذاتيا أو معنويا وبين‬
‫اإلدارة‪ .‬بما ينبغي معه عدم اعتبار الملتمسات والطلبات الموجهة إلى اإلدارة خارج أي نزاع طعونا‬
‫إدارية بسبب فقدانها بهذا المفهوم معظم خصوصياتها‪.53‬‬

‫‪51‬‬
‫‪Jeannard Sébastien, op.cit., p. 33.‬‬
‫‪52‬‬
‫‪Jeannard Sébastien, op.cit. , p.34.‬‬
‫‪53‬‬
‫‪Jean-Marie Auby, Reland Drag, Traité des recours en matière administrative, Litec, 1992, p 18.‬‬

‫‪15‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫أيضا ال يمكن ضمن هذا التحديد المادي أن ينصرف التظلم اإلداري إلى الموظف والمطالبة‬
‫ بل الطعن يفترض وجود نزاع ودونه ال يمكن إال أن‬،55‫ وال توجيه طلب توضيح إلى اإلدارة‬،54‫بمعاقبته‬
.‫تكون مجرد طلبات أولية‬

Identification organique et formel ‫ التحديد العضوي و الشكلي‬-‫ب‬


‫يبث فيه‬ 56
Administrateur actif ‫يتميز الطعن اإلداري هنا بحقيقة أنه موجه إلى إداري نشط‬
‫ والقرار المتخذ من طرف السلطة المصدرة للقرار‬،57Jean-Marie Auby ‫ كما يقول العميد‬،‫بصفته تلك‬
‫ هو كذلك قرار إداري ال يخضع للقواعد الموضوعية واإلجرائية للقرارات القضائية‬،‫موضوع الطعن‬
‫ هو ما يحدد طبيعة الطعن‬،‫ويبقى موقف تلك السلطة والجهة التي يصدر عنها القرار المتنازع عليه‬
.58‫اإلداري‬
‫ أو التظلم إلى‬،‫إن الطعن هنا يوجه إلى الجهة التي أصدرت القرار نفسه عن طريق االستعطاف‬
Jean- ‫ بتعبير العميد جان ماري أوبي‬L’autorité mieux informée ‫اإلدارة األكثر اطالعا‬
‫ وفي حاالت‬،‫ وأخيرا‬.‫ ثم إمكانية التظلم التسلسلي (الرئاسي) إلى من يعلو مصدر القرار‬،Marie Auby
‫ والذي يوجه‬Recours de contrôle ‫ أو الرقابي‬Recours tutelle ‫أخرى ممارسة الطعن الوصائي‬
‫ والذي يسمح له بإنهاء‬،‫إلى سلطة تملك الوصاية أو الرقابة على الجهة مصدرة القرار المتنازع حوله‬
.59‫هذا القرار أو تعديل آثاره‬

54
Jeannard Sébastien, op cit, p.35.
55
Ibid, p.35.
« Le recours administratif se caractérise ici par le fait qu'il est adressé à un administrateur actif,
statuant en tant que tel. L'acte pris par l'autorité saisie est un acte administratif qui n'est pas soumis
aux règles de fond et de forme des actes juridictionnels.
La situation de cette autorité par rapport à l'auteur de l'acte attaqué fonde la classification des recours
administratifs. Le recours adressé à l'auteur même de l'acte constitue le recours gracieux ou recours
à l'autorité mieux informée. Le recours hiérarchique est adressé au supérieur de l’auteur de l'acte.
Enfin, il y a recours de tutelle ou de contrôle lorsqu'il est adressé à une autorité, dont les pouvoirs
de tutelle ou de contrôle sur l'auteur de l’acte attaqué lui permettant de faire disparaître cet acte ou
d'en modifier les effets. »
56
Jean-Marie Auby, Reland Drag, op cit, p.15.
57
Ibid, p.15.
« Il s'agit des recours portés devant une autorité administrative statuant en tant que telle. »
58
Ibid, p.17.
59
Jean-Marie Auby et Roland drago, op cit, iflec, p 17.
"Il y a recours de tutelle ou de controle lorsqu'il est adressé a une autorité, dont les pouvoirs de tutelle
ou de contrôle sur l'auteur de l'acte attaqué lui permettant de faire faire disparaître cet acte ou d'en
modifier les effets."

16
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫إن الطعن هنا ال يمكن توجيهه إلى أي بنية قضائية‪ ،‬بل يجب توجيهه إلى السلطات اإلدارية‪ 60‬أي‬
‫اإلدارات العمومية المركزية والمحلية وغيرها‪ ، 61...‬ولذلك يمكن أن يكون إدارة عمومية أو شخصا من‬
‫‪62‬‬
‫أشخاص القانون منتدب بصالحيات السلطة العمومية أو مكلف بمهمة المرفق العمومي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مفهوم التظلم أو الطعن غامض ومعقد‬


‫‪64‬‬
‫هنا البد من التمييز بين مفهومين مختلفين "التظلم"‪ 63‬و"الطعن"‪ ،‬فاألول يحيل إلى مرجعية مختلفة‬
‫عن المرجعية التي ينتمي إليها "الطعن"‪ ،‬إذ أن التظلم هو الذي عرف خالل مسيرة طويلة من الحكم‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وكان يوجه إلى القاضي أو إلى السلطان‪ ،‬بينما الطعن اإلداري مرتبط بمرجعية أخرى‬
‫وبالقانون الوضعي و مبدأ الشرعية‪.‬‬
‫إن التظلم يحيل على مستوى الداللة اللغوية إلى والية المظالم في اإلسالم‪ ،‬وهي تلك التي تحدث‬
‫عنها ابن عربي بالقول‪" :‬أنها مستحدثة"‪ ،‬وأنها "والية غريبة أحدثها من تأخر من الوالة لفساد الوالية‬
‫وفسـاد الناس‪ ،‬وهي عبارة عن كل حكم يعجز عنه القاضي‪ ،‬فينظر فيه من هو أقوى منـه يـدا وذلك ّ‬
‫أن‬
‫قوى أحدهما القاضي‪ ،‬وإذا كان بين قوي وضعيف‪ ،‬أو قويين والقـوة في‬
‫التنازع إذا كان بين ضعيفين َّ‬
‫صب له الخلفاء أنفسهم له"‪.65‬‬
‫أحدهما بالوالية كظلم األمراء والعمال‪ ،‬فهذا مما ن ّ‬
‫ويبقى من الصعوبة وضع تعريف للطعن اإلداري‪ ،‬بحكم أنه من المفاهيم التي استعصت على ذلك‬
‫باستثناء بعض‬ ‫‪66‬‬
‫والتي ال وجود ألي تعريف لها ضمن أي نص قانوني وال ضمن االجتهاد القضائي‪،‬‬
‫الشذرات في الفقه‪ ، 67‬من مثل التعريف الذي أورده ديدييه تروشيه ‪ Didier Truche‬الذي وصف فيه‬

‫‪60‬‬
‫‪Jeannard Sébastien, op.cit, p. 35.‬‬
‫‪61‬‬
‫‪Ibid, p.15.‬‬
‫‪62‬‬
‫‪Muriel Vrignaud, Muriel Vrignaud Les modes non juridictionnels de règlement des litiges‬‬
‫‪administratifs, op cit, p.76.‬‬
‫‪ 63‬يقصد بالتظلّم لغةً الشكوى من الظلم‪ ،‬والمتظلّم هو من يشكو شخصا ً ظلمه‪ ،‬ويقال "تظلمني فالن" أي ألحق الظلم بي‪ ،‬وتظلم فالن‬
‫إلى الحاكم من فالن فظلّمه تظليما‪ ،‬أي أنصفه من ظالمه‪ ،‬وأعانه عليه‪ ،‬والظلمة هم المانعون أهل الحق من حقوقهم‪ ،‬ويقال "ظلمته‬
‫فتظلّم" أي صبر على الظلم (جمال الدين محمد بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المحيط‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬دار لسان العـرب بيروت‪ ،‬ص‬
‫‪.650‬‬
‫‪ 64‬لم يحدث اتفاق حول هذه المرجعية‪ ،‬وعلى وجود شيء يسمى التظلم على مستوى النظام السياسي اإلسالمي‪ ،‬ومن نموذجهم‬
‫ابن العربي أبو بكر محمد بن عبد هللاا (ت‪543‬هـ‪ )،‬في كتابه أحكام القرآن‪ (،‬المجموعة ‪ ،4‬تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬لبنان ‪ 2002،‬ص ‪ ،)61‬الذي قال أن نظام والية المظالم جاء متأخرا رغم محاوالت بعضهم إيجاد تأصيل له في القرآن‬
‫والسنة النبوية‪ ،‬وأنه فقط مرتبط بسياق وظروف سياسية معينة‪ ،‬ومرتبط ضعف مؤسسة القضاء وتنصيب الخليفة لنفسه القاضي‬
‫األعلى‪...‬‬
‫التظلم المقصود في الفقه اإلسالمي هو ذلك الذي ينظر فيه الخليفة أو السلطان نفسه‪ ،‬أو تحت رئاسته المباشرة‪ ،‬وإن كان فـي أحيانا‬
‫أخرى كثيرة يندب ويفوض شخصا آخر لتولي رد مظالم الوالة والحكام‪ ،‬أي انه تظلم ذو طبيعة سياسية‪.‬‬
‫‪ 65‬ابن العربي‪ ،‬أبو بكر محمد بن عبد هللاا (ت‪543‬هـ)‪:‬أحكام القرآن‪ ،‬مجموعة ‪ ،4‬تحقيق محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫لبنان ‪ 2002‬ص‪.61 ،‬‬
‫‪66‬‬
‫‪Jean-Marie Auby et Roland drago, Traité des recours en matière administrative, op cit, p.17‬‬
‫‪67‬‬
‫‪Aurelie Garcia, op cit, 2007, p. 7.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫أو‬ ‫‪69‬‬
‫التظلم ب "تقنية ‪ ،68"Technique‬ليتم توصيفه من طرف آخرين بكونه "وسيلة ‪"Moyen‬‬
‫‪72‬‬
‫"اعتراض ‪ 70"Opposition‬أو "عريضة ‪ 71"Requête ou Pétition‬أو "آلية ‪" Mécanisme‬‬
‫أو "شكاية ‪ 73"Réclamation‬بينما الحسين سرحان والحالة هذه ميز بين الشكاية ‪Réclamation‬‬
‫والطعن ‪.74 Recours‬‬
‫وال يوجد من تعريف على مستوى النص القانوني في المغرب للتظلم اإلداري‪ ،‬حيث اكتفى المشرع‬
‫المغربي بالتنصيص عليه من خالل الفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬والفصل ‪ 23‬من قانون‬
‫المحاكم اإلدارية‪ ،‬اختياريا أو إلزاميا بموجب نصوص قانونية خاصة‪ ،‬وعلما أيضا أن المشرع المغربي‬
‫اعتمد مصطلحين في الفصل ‪ 23‬من قانون المحاكم اإلدارية أي "التظلم" و"الطعن" للداللة على شيء‬
‫واحد‪" :‬طلب يتقدم به صاحب الشأن إلى اإلدارة إلعادة النظر في قرار إداري يدعي مخالفته للقانون"‬
‫ودون تحديد طبيعة هذا الطلب‪ ،‬وفي نصوص القانون الخاص اعتمد مصطلح "شكاية"‪ ،75‬وفي القانون‬
‫الضريبي "مطالبة ‪ "Revendication‬ولكن النسخة الفرنسية من هذا القانون استعمل مصطلح "شكاية‬
‫‪."Réclamation -‬‬

‫‪"Notion ambiguë, née essentiellement de la pratique administrative, le concept de recours‬‬


‫‪administratif n’a jamais fait l’objet de définition textuelle. Seule une étude de la jurisprudence qui‬‬
‫"‪les a peu à peu forgé, permet d’en préciser les contours ».‬‬
‫‪68‬‬
‫‪Ibid, p.7‬‬
‫‪« Réclamations adressées à une autorité administrative, en vue de régler un différend né d’une‬‬
‫» ‪décision juridique émanant de cette autorité ou d’une autre autorité administrative‬‬
‫"شكاية موجهة إلى سلطة إدارية‪ ،‬من أجل تسوية نزاع ينشأ عن قرار قانوني صادر عن تلك السلطة أو من سلطة إدارية أخرى"‬
‫‪ - 69‬محمد إبراهيم خيري الوكيل‪" ،‬التظلم اإلداري ومسلك اإلدارة اإليجابي على ضوء آراء الفقه وأحكام القضاء"‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2008 ،‬ص ‪.14‬‬
‫"وسيلة كفلها القانون للمتهم‪ ،‬لمواجهة ما تصدره اإلدارة ضده من جزارات يعتقد في عدم مشروعيته‪ ،‬ويلتمس فيه أن تعيد النظر‬
‫في قرارها‪ ،‬الذي أضر بمركزه القانوني بالسحب أو التعديل‪...‬‬
‫‪ 70‬المرجع السابق ص‪10.‬‬
‫‪ - 71‬عبد اإلله الخاني‪" ،‬القانون اإلداري علما ً وعمالً ومقارناً"‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬القضايا اإلدارية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪،‬ص‪( ،2‬أشار إليه‪ :‬نجم‬
‫األحمد التظلّم اإلداري مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،29‬العدد الثالث‪ 2013،‬ص ‪).12‬‬
‫"عريضة يقدمها الفرد المواطن إلى اإلدارة يشرح فيها حاله‪ ،‬طالبا ً منها رفع ظالمة واقعة به‪ ،‬والتصرف طبقا ً ألحكام القانون"‬
‫‪72‬‬
‫‪- Muriel Vrignaud, op cit, p19.‬‬
‫‪Aurélie Garcia, op cit, p.99.‬‬
‫‪« Le recours administratif est un mécanisme ancien dont l’histoire est directement liée à celle de la‬‬
‫» ‪justice administrative.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪-Jean-Marie Auby, Les recours administratifs préalables, L'actualité juridique du droit‬‬
‫‪administratif, 1997, p. 10.‬‬
‫‪74‬‬
‫‪SERHANE El Houssaine, Le contentieux Administratif de Pleine Juridiction en droit Public‬‬
‫‪Marocain, Thèse de doctorat, université de Bordeaux I, 1989, p. 378.‬‬
‫‪ 75‬قانون االنتخابات‪ ،‬الصفقات‪...‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫لكن الطعن اإلداري يجد أساسه القانوني بالشكل الحديث في قرار تاريخي هو نتاج االجتهاد القاضي‬
‫اإلداري الفرنسي‪ ،‬على اعتبار أنه تلك اإلمكانية التي بموجبها تضمن السلطات اإلدارية عبر مسطرة‬
‫سحب خاصة‪ ،‬مراقبة قرارتها الخاصة‪ ،‬وهو ما ينطبق على التظلم اإلداري بشكل أو بآخر‪.‬‬
‫وال يمكن بأية حال تصور التظلم اإلداري بما فيه "التظلم اإللزامي‪ ،‬بمثابة حكم مسبق أو مرحلة‬
‫سابقة من التقاضي ألية قضية‪ ،‬ولكن كعملية إدارية عادية إلعادة النظر في قرار أو موقف اإلدارة‬
‫"‪76‬‬
‫ويمكن أن يضاف القاضي إلى جانب هذه األخيرة ‪".‬‬
‫إن التظلم اإلداري يمكن ممارسته على مستوى نصوص القانون الخاص تحت مصطلحات متعددة‬
‫مثلما هو األمر عليه في نصوص القانون العام‪ ،‬كما أن هناك تظلمات إدارية خاصة هي اختيارية وأخرى‬
‫إلزامية‪ ،‬وال يمكن مباشرة الطعن القضائي دونها‪.‬‬
‫والتظلم اإلداري يمكن ممارسته على مستوى السلطة اإلدارية ‪Autorité Administrative‬‬
‫‪Les autorités administratives‬‬ ‫وأيضا على مستوى السلطات اإلدارية المستقلة‬
‫‪ ،77indépendantes‬التي تملك وسائل مهمة في سبيل القيام بعملها أي فرض الجزاءات‪ ،‬بما يفيد مخالفة‬
‫االختصاص ومبدأ الفصل بين السلطات المستقر عليه دستورياً؛ ألن سلطة الجزاء محصورة تقليديا ً‬
‫بالقضاء‪ .‬أما أنواع هذه الجزاءات فقد تكون ذات طبيعة مهنية مثل التنبيه واللوم ومنع ممارسة النشاط‬
‫ضمن القطاع الذي تشرف عليه السلطة اإلدارية المستقلة ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬في تمييز التظلم اإلداري عن باقي التصرفات المشابهة‬

‫‪76‬‬
‫? ‪Jean-Claude Bonichot, Le préalable obligatoire : dinosaure juridique ou panacée administrative‬‬
‫‪Mélanges en l’honneur de Daniel Labetoulle, Dalloz 2007, p 81 (voir : Jean-François Brisson, Les‬‬
‫‪Recours Administratifs Préalables Obligatoires en Droit Public Français, alternative au juge ou voie‬‬
‫‪sans issue ? Table ronde organisée par La Chaire "Mutations de l'Action Publique et du Droit‬‬
‫‪Public", Sciences Po vendredi 13 mars 2009, p.4 / Publié sur :‬‬
‫‪http://www.sciencespo.fr/chaire-madp/sites/sciencespo.fr.chaire-‬‬
‫‪madp/files/recours_adm_prealables_obligatoires_en_droit_pbc_francais.pdf‬‬
‫‪« Qu’il ne faut surtout pas concevoir [le recours préalable] comme le pré- jugement d’une affaire ou‬‬
‫‪comme un précontentieux mais comme un processus administratif normal de réexamen d’une‬‬
‫‪décision ou d’une position de l’administration » et d’ajouter il faut faire « la part de l’administration‬‬
‫» ‪et du juge‬‬
‫‪ 77‬ليس لها نظام موحد‪ ،‬وتكوين هيئتها وطريقة تعيين أعضائها‪ ،‬وأيضا إجراءات الطعن في قراراتها‪ ،‬و الطرق التي تؤمن‬
‫استقالليتها تختلف من هيئة إلى أخرى‪ ،‬أضف إلى ذلك أن هناك من بين هذه السلطات ما يتمتع لشخصية المعنوية واالستقالل المالي‬
‫ومنها ما ال يتمتع باالستقالل الذاتي كما أنها ال تعتبر لجان استشارية‪ ،‬وال مرافق عمومية‪ ،‬وكذلك ال تخضع ألي رقابة إدارية أو‬
‫وصائية‪ ،‬وبالتالي ال تخضع لمبدأ التدرج الهرمي الذي تتميز به اإلدارة و الهياكل المكونة لها‪.‬‬
‫وقد خولها المشرع بموجب النصوص القانونية المنظمة لهذه السلطات اإلدارية المستقلة عدة مهام وصالحيات‪ ،‬وذلك حسب نوع‬
‫القطاع الذي تعمل على ضبطه‪ ،‬ومن بين هذه السلطات نذكر سلطة إصدار القرارات التنظيمية والفردية‪ ،‬إضافة إلى سلطة توقيع‬
‫العقاب في حالة مخالفة ا ألنظمة والقوانين‪ ،‬وفي المقابل أخضع المشرع أعمال هذه السلطات للرقابة القضائية التي تمارسها الجهة‬
‫القضائية المختصة ‪...‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫أوال‪ :‬التظلم اإلداري والطلبات‬


‫أ‪ -‬الطلب األولي‬
‫ال يمكن اعتبار الطلبات األولية تظلمات إدارية‪ ،‬فطلب رخصة أو مساعدة أو معلومة أو وثيقة ال‬
‫يعتبر تظلما إداريا‪ ،‬وأن رفض اإلدارة يرتب إمكانية تقديم تظلم إداري بعدها‪ ،‬وفي هذا الشأن جاء في‬
‫قرار لمجلس الدولة الفرنسي في قضية بونشون " ‪ " Ponchon‬الذي قدم طلبا لتنقيح معاشه ليتم رفضه‬
‫من طرف اإلدارة المعنية‪ ،‬ليتقدم بطعن استعطافي ضد هذا القرار‪ ،‬وفسرت المحكمة اإلدارية الفرنسية‬
‫على نحو خاطئ الطلبيين معا‪ ،‬كونهما طعنين استعطافين بشكل متتالي‪ ،‬لكن مجلس الدولة خ َّ‬
‫طأ المحكمة‬
‫تلك‪.78‬‬
‫إن الطعن اإلداري يختلف عن الطلب األولي‪ ،‬بفرضية وجود خالف أو نزاع على األقل بين اإلدارة‬
‫وصاحب الشأن بالنسبة للطعن‪ ،‬في حين تستبعد فكرة الخالف أو النزاع في الطلب‪ ،‬وأن عدم تحقيق‬
‫الطلب األولي آلثاره‪ ،‬ال يحول دون تقديم التظلم وهو ما قال به مجلس الدولة الفرنسي حين َّ‬
‫خطأ المحكمة‬
‫اإلدارية التي عدّت الطلب األولي والتظلم االستعطافي بمثابة طعنين إداريين‪.‬‬
‫كذلك الطعن (كما يفهم من استعمال وتداول هذا المصطلح بفرنسا) يخاصم قرارا إداريا معينا في‬
‫حين أن تقديم الطلب يكون بشأن قرار ال يعتريه عيب‪ ،‬مثل طلب تأجيل نقل موظف مراعاة ً لظروف‬
‫معينة‪ ،‬أو تقديم اعتراض إداري على اإلجراءات التحضيرية أو اإلعدادية للقرار اإلداري‪ ،‬وهنا ال يعد‬
‫تظلما ً لعدم مخاصمته قرارا إداريا وإنما يعد طلبا أوليا‪.‬‬
‫كما أن التظلم يتضمن صراحة طلبا ً بإعادة النظر في القرار اإلداري المعيب إما بسحبه أو إلغائه أو‬
‫تعديله‪ ،‬وهذا ما ال يتوفر في الطلب األولي الستبعاد النزاع أو الخالف حول القرار اإلداري الصادر‪ .‬وإن‬
‫التظلم اإلداري يقوم على اعتبارات وإجراءات قانونية معينة ويقدم خالل آجال معينة كي ينتج أثره‬

‫‪ 78‬مقدم الطلب تم إخطاره بتاريخ ‪ 21‬يناير ‪ ،1975‬ببطاقته التقاعدية‪ ،‬ليتقدم بتاريخ ‪ 21‬يناير ‪ ،1975‬بأول طلب لتنقيح هذا‬
‫المعاش‪ ،‬وفقا ألحكام المادة ‪ L.55‬من قانون المعاشات التقاعدية‪ ،‬فتم رفض طلبه في ‪ 11‬مارس ‪ ،1975‬ووجه طلبا استعطافيا في‬
‫‪ 19‬مارس‪ ،‬ليتم رفضه بقرار صدر إلى علم المدعي في ‪ 19‬يونيه‪ .‬وسجلت دعوى ضد هذا القرار في المحكمة اإلدارية في ‪24‬‬
‫يونيه ‪ .1975‬وقامت المحكمة بتحليل الطلبين على نحو خاطئ على أنهما تظلمين استعطافيين متتاليتين‪ ،‬وأن التظلم الثاني لم يحفظ‬
‫اآلجال القانونية لسلك المسطرة القضائية ‪...‬‬
‫‪Le requérant, à qui a été notifié le 17 janvier 1975 son brevet de pension, a présenté le 21 janvier‬‬
‫‪1975 une première demande tendant à la révision de cette pension, conformément aux dispositions‬‬
‫‪de l'article L.55 du code des pensions. Demande rejetée le 11 mars 1975. Recours gracieux le 19‬‬
‫‪mars, rejeté par une décision portée à la connaissance du requérant le 19 juin. Requête contre cette‬‬
‫‪décision enregistrée au tribunal administratif le 24 juin 1975. C'est à tort que le tribunal a analysé‬‬
‫‪les deux demandes comme deux requêtes gracieuses successives dont la seconde n'aurait pas‬‬
‫‪conservé le délai du recours contentieux. Conseil d'État, 19/01/1977, n° 03116 Identifiant Légifrance‬‬
‫‪: CETATEXT000007649901.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫القانوني‪ ،‬بينما يغلب على الطلبات األولية االعتبارات اإلنسانية والظروف الشخصية وال يولد نتائج‬
‫قانونية كالتي يولدها التظلم اإلداري‪.‬‬
‫وعلى مستوى التشريع المغربي يالحظ أن المشرع استدرك أهمية الطلبات وميزها عن التظلم من‬
‫خالل القانون ‪ 03.01‬المتعلق بتعليل القرارات اإلدارية‪ ،79‬لينص على الطلب األولي‪ ،‬لكن ال يبدو أن‬
‫القضاء المغربي انتبه إلى هذه المسألة بحكم الطبيعة االختيارية للتظلم‪.‬‬
‫وقد نصت المادة الرابعة من نفس القانون بصريح العبارة على تقديم الطلب قبل ممارسة التظلم‬
‫اإلداري بالقول‪ ":‬إن القرارات اإلدارية الفردية التي تتخذها اإلدارة في حالة الضرورة‪ 80‬أو الظروف‬
‫االستثنائية والتي يتعذر تعليلها ال تكون مشوبة بعدم الشرعية بسبب عدم تعليلها وقت اتخاذها‪ ،‬غير أنه‬
‫يحق للمعني باألمر تقديم طلب إلى الجهة المصدرة للقرار داخل أجل ثالثين (‪ )30‬يوما من تاريخ التبليغ‬
‫الطالعه على األسباب الداعية إلى اتخاذ القرار اإلداري السلبي الصادر لغير فائدته"‪ ،‬واستثنى المشرع‬
‫منها القرارات اإلدارية القاضية بإنزال عقوبة إدارية أو تأديبية؛ وأيضا القرارات اإلدارية التي تستند على‬
‫تقادم أو فوات أجل أو سقوط حق‪.‬‬
‫ووجوب جواب اإلدارة حينئذ على طلب المعني داخل أجل خمسة عشرة (‪ )15‬يوما من تاريخ توصلها‬
‫بالطلب‪ ،‬وعندما تلتزم السلطات اإلدارية السكوت من خالل القرارات الضمنية السلبية التي تصدرها‬
‫تضيف الفقرة الخامسة‪ ،‬يحق للمعني باألمر تقديم طلب داخل أجل الثالثين (‪ )30‬يوما الموالية النصرام‬
‫األجل القانوني للطعن الطالعه على أسباب القرار الضمني السالف‪ ،‬وتكون اإلدارة حينئذ ملزمة بالرد‬
‫على الطلب داخل أجل خمسة عشرة (‪ )15‬يوما من تاريخ التوصل بالطلب‪.‬‬
‫وهذا الخلط بين الطلب والتظلم على مستوى النص القانوني أو على مستوى القضاء المغربي وقع‬
‫فيه الفقه الفرنسي نفسه‪ ،‬وفي هذا يقول ‪ " Jean-François Brisson‬هذا الجهل قاد كتابا آخرين إلى‬
‫‪81‬‬
‫الخلط والدمج بين الطعن اإلداري و أساليب أخرى يمكن ممارستها وتقديمها إلى اإلدارة الفاعلة‪"..‬‬
‫والحظ "أن ‪ LABAYLE‬يستعمل مصطلح قرار سابق وطعن سابق‪ ،‬في حين أن ‪PARRICL DE‬‬
‫‪82‬‬
‫‪ CHAMARD‬يتحدث عن طلب سابق لنوع من الطعون االستعطافية والتسلسلية‪".‬‬

‫‪ 79‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.202‬صادر في ‪ 12‬من جمادى األولى ‪ 23( 1423‬يوليو ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 03.01‬بشأن‬
‫إلزام اإلدارات العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5029‬بتاريخ‬
‫‪ 3‬جمادى اآلخرة ‪ 12( 1423‬أغسطس ‪ ،)2002‬ص ‪.2282‬‬
‫‪ 80‬يقصد بها المشرع ما نصت عليه في المادة الثانية من نفس القانون على أنه‪ " :‬تخضع للتعليل‪ ،‬مع مراعاة أحكام المادتين ‪ 3‬و‪4‬‬
‫من هذا القانون‪ ،‬عالوة عن القرارات اإلدارية التي أوجبت النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل تعليلها‪ ،‬القرارات‬
‫المرتبطة بمجال ممارسة الحريات العامة أو التي تكتسي طابع إجراء ضبطي؛ والقرارات اإلدارية التي تقيد تسليم رخصة أو شهادة‬
‫أو أي وثيقة إدارية أخرى بشروط أو تفرض أعباء غير منصوص عليها في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل؛ والقرارات‬
‫القاضية بسحب أو إلغاء قرار منشئ لحقوق؛‪"...‬‬
‫‪81‬‬
‫‪Jean-François Brisson, loc cit, p. 78.‬‬
‫‪82‬‬
‫‪Ibid, p.78.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ب‪ -‬الطلب السابق ‪Demande préalable‬‬


‫التمييز بين التظلم اإلداري والطلب السابق ‪ Demande préalable‬قبل الطعن القضائي غاية في‬
‫الدقة‪ ،‬إذ كليهما يقوم على نزاع ‪ ،‬ويتم توجيهه إلى سلطة إدارية‪.‬‬
‫وهناك عالقة بين المفهومين‪ :‬الطلب السابق والتظلم اإلداري من حيث تشابه نظاميهما‪ ،‬لكنهما‬
‫مفهومين مختلفين في أمرين‪:‬‬
‫‪ ‬أولهما أن الطلب السابق يتم تقديمه دون أن يكون هناك قرار تم اتخاذه وفي هذه الحالة يتم‬
‫تقديمه كطلب أولي‪ ،‬وحتى في غياب قرار إداري مسبق‪ ،‬يجوز للقاضي الذي ينظر في طلب‬
‫اتخاذ تدابير مؤقتة أن يأمر باتخاذ جميع التدابير المفيدة األخرى"‪.83‬‬
‫‪ ‬وثانيهما أن يتم تقديم الطلب ضد قرار إداري لم يعد موجودا إلثارة قرار إداري سابق ضروي‬
‫للطعن القضائي‪ ،‬فهو يشكل تظلما إداريا‪.‬‬
‫مثل هذه التظلمات نجدها في مرسوم فرنسي تحت رقم ‪ 29 -65‬صدر بتاريخ ‪ 11‬يناير ‪1965‬‬
‫متعلق باألشغال العمومية‪ ،84‬ولعل المشرع المغربي حذا حذو نظيره الفرنسي فيما يتعلق بالتظلمات‬
‫المتعلقة باألشغال العمومية من خالل المرسومين الذين تم نسخهما‪ ، 85‬ليحل محلهما المرسوم رقم‪2-99-‬‬
‫‪ 1087‬الصادر في ‪ 29‬من محرم ‪ 04( 1421‬ماي‪ )2000‬بالمصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة‬
‫المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ .86‬من خالل الفصل ‪ 71‬الذي يقول بأنه‪" :‬إذا نشأت‬
‫صعوبات مع المقاول خالل تنفيذ الصفقة‪ ،‬وجه هذا األخير إلى السلطة المختصة مذكرة مطالب يعرض‬
‫فيها تظلماته وتدلي السلطة المختصة بجوابها داخل أجل شهرين باستثناء الحاالت المنصوص عليها في‬
‫المواد ‪ 38‬و‪ 39‬و‪ 41‬من نفس الدفتر‪ ،"..‬وهذه المذكرة في طبيعتها تظلم إداري‪ ،‬لكن المشرع المغربي‬
‫استدرك األمر من خالل المادة ‪ 72‬من نفس الدفتر بالقول‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫‪Art. L. 521-3, code de justice administrative : « En cas d'urgence et sur simple requête qui sera‬‬
‫‪recevable même en l'absence de décision administrative préalable, le juge des référés peut ordonner‬‬
‫» ‪toutes autres mesures utiles sans faire obstacle à l'exécution d'aucune décision administrative.‬‬
‫‪84‬‬
‫‪Décret n°65-29 du 11 janvier 1965 relatif aux délais de recours contentieux en matière‬‬
‫‪administrative. Décret n°2001-492 du 6 juin 2001 - art. 4 JORF 10 juin 2001.‬‬
‫‪ 85‬ويتعلق األمر بالمرسوم الملكي رقم ‪ 209-65‬الصادر في ‪ 23‬من جمادى اآلخرة ‪ 19( 1385‬أكتوبر ‪ )1965‬بالمصادقة على‬
‫دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب وزارة األشغال العمومية والمواصالت ؛ والمرسوم‬
‫الملكي رقم ‪ 151-66‬الصادر في ‪ 29‬من صفر ‪ 18( 1386‬يونيو ‪ )1966‬المطبق بموجبه على اإلدارات العمومية للدولة دفتر‬
‫الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب وزارة األشغال العمومية والمواصالت‪.‬‬
‫‪ 86‬ظهير شريف رقم ‪ 1.00.175‬صادر في ‪ 28‬من محرم ‪ 3 ( 1421‬ماي ‪ )2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 4800 :‬بتاريخ‪ 21‬مدونة‬
‫تحصيل الديون العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 4800‬بتاريخ‪ 28 21‬صفر ‪ ،1421‬الموافق ل فاتح يونيو ‪ 2000‬ص ‪.1256‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫" في حالة حدوث نزاع مع السلطة المختصة‪ ،‬جاز للمقاول‪ ،‬داخل أجل ثالثة (‪ )3‬أشهر من تاريخ‬
‫تبليغ جواب السلطة المختصة‪ ،‬أن يوجه إلى هذه األخيرة‪ ،‬بواسطة رسالة مضمونة بإفادة باالستالم‪ ،‬قصد‬
‫إرسالها مشفوعة برأيه إلى الوزير‪ ،‬مذكرة يبين فيها أسباب ومبلغ مطالبه‪" .‬على أن يدلي الوزير بجوابه‬
‫داخل أجل ثالثة (‪ )3‬أشهر من تسليم المذكرة إلى السلطة المختصة وبعد انصرام هذا األجل‪ ،‬تعتبر‬
‫مطالب المقاول غير مقبولة‪ .‬وفي هذه الحالة كما في الحالة التي ترفض فيها مطالبه‪ ،‬يمكن للمقاول أن‬
‫يرفع هذه المطالب أمام القضاء المختص‪ .‬وال يقبل منه بأن يرفع أمام هذا القضاء إال التظلمات المذكورة‬
‫‪87‬‬
‫في المذكرة المقدمة إلى السلطة المختصة‪".‬‬
‫إن تدخل الوزير بناء على آجال أخرى ومذكرة أخرى يجعل من المذكرة األولى تظلما إداريا ومن‬
‫المذكرة الثانية طلبا سابقا قبل اللجوء إلى القضاء‪ ،‬وقد حرص المشرع المغربي على تأكيد ذلك من خالل‬
‫الفقرة الثانية من المادة ‪ 72‬من دفتر الشروط اإلدارية العامة بالقول‪ ":‬إنه ال يقبل من المقاول‪ ،‬بأن يرفع‬
‫أمام القضاء إال التظلمات المذكورة في المذكرة المقدمة إلى السلطة المختصة‪".‬‬
‫إن الطلب السابق في التشريع الفرنسي يخضع لنفس الشكليات المتعلقة بالطعن اإلداري ويمكن تقديمه‬
‫من طرف المتظلم نفسه‪ ،‬أو من طرف محامي بالنيابة عن المتظلم ( قضية ‪ ،88)Époux Macé‬أو‬
‫الزوج‪ 89‬أو ما يسمى بالممثل الضمني أو من طرف الوريث (قضية ‪ demoiselle Périé‬نيابة عن‬

‫‪ 87‬المادة ‪ : 72‬تدخل الوزير‬


‫‪ - 1‬في حالة حدوث نزاع مع السلطة المختصة‪ ،‬جاز للمقاول‪ ،‬داخل أجل ثالثة (‪ )3‬أشهر من تاريخ تبليغ جواب السلطة المختصة‬
‫أن يوجه إلى هذه األخيرة‪ ،‬بواسطة رسالة مضمونة بإفادة باالستالم‪ ،‬قصد إرسالها مشفوعة برأيه إلى الوزير‪ ،‬مذكرة يبين فيها‬
‫أسباب ومبلغ مطالبه‪.‬‬
‫‪ - 2‬يجب أن يدلي الوزير بجوابه داخل أجل ثالثة (‪ )3‬أشهر من تسليم المذكرة إلى السلطة المختصة‪ ،‬وبعد انصرام هذا األجل‬
‫تعتبر مطالب المقاول غير مقبولة‪ .‬وفي هذه الحالة كما في الحالة التي ترفض فيها مطالبه‪ ،‬يمكن للمقاول أن يرفع هذه المطالب أمام‬
‫القضاء المختص‪ .‬وال يقبل منه بأن يرفع أمام هذا القضاء إال التظلمات المذكورة في المذكرة المقدمة إلى السلطة المختصة‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪Conseil d’État, le 23 octobre 1981, Époux Macé, n° 22433, Lebon, p.392, Identifiant Légifrance‬‬
‫‪: CETATEXT000007665584 « Administration ayant opposé à la demande des époux M. une‬‬
‫‪décision expresse de rejet par une lettre dont les intéressés ont accusé réception. La circonstance que‬‬
‫‪cette demande ait été présentée par un avocat, n'agissant que comme mandataire des époux M., n'est‬‬
‫‪pas de nature à rendre inopposables à ceux-ci la décision prise à leur égard et la notification qui leur‬‬
‫‪en a été faite. La demande des époux M., enregistrée devant le tribunal administratif plus de deux‬‬
‫» …‪mois après cette notification, est donc tardive‬‬
‫‪89‬‬
‫‪Conseil d'État, 29 déc1997, Épx Vivien, n° 129777 CETATEXT000007945016 :‬‬
‫‪Le mari tenant des dispositions de l’article 1432 du code civil la qualité de mandataire tacite de son‬‬
‫‪épouse, le rejet par un centre hospitalier d’une réclamation présentée, au nom de sa femme, par‬‬
‫‪l’époux de la victime des conséquences dommageables d’une intervention chirurgicale lie le‬‬
‫‪contentieux à l’égard de celle-ci‬‬
‫‪« Considérant, d'une part, qu'il est constant que la réclamation présentée par M. Z à l'hôpital de‬‬
‫‪Luçon le 20 juin 1993 l'était au nom de sa femme, en son nom propre et au nom de ses enfants ; que‬‬
‫‪M. Z... tenait des dispositions de l'article 1432 du code civil la qualité de mandataire tacite de son‬‬
‫‪épouse… » « Le mari tenant des dispositions de l'article 1432 du code civil la qualité de mandataire‬‬
‫‪tacite de son épouse, le rejet par un centre hospitalier d'une réclamation présentée, au nom de sa‬‬
‫‪femme, par l'époux de la victime des conséquences dommageables d'une intervention chirurgicale‬‬

‫‪23‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫ على أنه في التشريع المغربي يفهم‬، 92‫ وقابال للقراءة ومفصال‬،91‫ ومحررا باللغة الفرنسية‬،90)‫والدها‬
.‫ وال مسطرة معينة تنظمه‬،‫ضمنيا‬

Nouvelle Demande ‫الطلب الجديد‬ -‫ت‬


‫ فهو يختلف عن هذا األخير ليس ألنه‬،‫عند تقديم شخص لطلب جديد بعد رفض التظلم اإلداري‬
‫ وال إعادة‬،‫ دون أن يعني ذلك اإلطالة من آجال التظلم‬، ‫ ولكن يعد تجديدا له‬،‫موجها ضد الطلب األول‬
‫ وإن اصطدم برفض جديد يكون جواب اإلدارة تأكيديا‬،‫فتح آجال جديدة لممارسة حق الطعن القضائي‬
.‫ دون أن يكون القرار موضوع طعن بسبب تجاوز السلطة‬،Décision confirmative
‫ في شأن نزاع عرض على المحكمة‬،‫وهذا ما ذهبت إليه المحكمة اإلدارية االبتدائية بالرباط‬
‫ من‬،‫ يتعلق بملف شخص تقدم بطلب إلى النيابة العامة ومدير السجن المحلي بمدينة وزان‬،‫المذكورة‬
‫أجل استرجاع النسخة التنفيذية للقرار االستئنافي حتى يتمكن من مواصلة إجراءات التنفيذ ضد غريمه‬
. ‫ضمن مسطرة اإلكراه البدني‬

lie le contentieux à l'égard de celle-ci. »


90
Conseil d'État, du 21janvier 1921, Demoiselle Périé, Lebon p.64 : « 1918 au préfet d'Alger par la
demoiselle Périé, au, nom de son père, constituait une demande d'indemnité à raison du brusque
congédiement dont celui-ci avait été l'objet; qu'ainsi, la requérante est recevable à déférer au Conseil
d’État statuant au contentieux, la décision par laquelle la commission départementale ne lui a
accordé qu'une indemnité qu'elle juge insuffisante… »
91
Conseil d’État, 10 juin 1991, n° 99608 identifiant Légifrance: CETATEXT000007758492
« Considérant que les deux documents que M. X... a adressés à l'administration n'étaient pas rédigés
en langue française et que, par suite, leur objet ne pouvait être identifié ; que, dans ces conditions,
ces documents n'étaient pas de nature à faire naître une décision implicite de rejet ; que la demande
formée devant le tribunal administratif de Rennes par M. X... contre une prétendue décision implicite
née du silence gardé par le trésorier-payeur général sur les deux documents qu'il avait reçus n'était,
dès lors, pas recevable ; que M. X... n'est pas fondé à se plaindre de ce qu'elle a été rejetée par le
tribunal administratif ;.. »
92
Conseil d'État, du 15/05/2012, N° 346706, Identifiant Légifrance : CETATEXT000025893513 :
« que, toutefois, il ressort des pièces du dossier soumis aux juges du fond, d'une part, que dans sa
demande préalable à l'administration, M. A avait détaillé les sommes qu'il réclamait et, d'autre part,
qu'il avait produit devant la juridiction une attestation de son expert-comptable sur les pertes de
bénéfice qu'il imputait à la privation de son permis de conduire ; qu'en l'état de ces éléments, le
tribunal administratif ne pouvait, sans dénaturer les pièces du dossier, rejeter la demande dont il était
saisi au motif qu'elle n'était pas justifiée ; que si en l'absence de production des factures
correspondant aux divers frais dont M. A demandait le remboursement il s'estimait insuffisamment
éclairer, il lui appartenait d'en demander la communication en faisant usage de ses pouvoirs
d’instruction ; qu’il y a lieu, par suite, d'annuler son jugement et de mettre à la charge de l'État le
versement à M. A de la somme de 1500 euros en application des dispositions de l'article L. 761-1
du code de justice administrative … »

24
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫فكان دفع الوكيل القضائي هو أن التظلم اإلداري الذي قدمه الشخص المذكور‪ ،‬قد تم يوم ‪ 2‬يناير‬
‫‪ 2002‬وأجاب عنه بتاريخ ‪ 6‬مارس ‪ ،2002‬مما كان يتعين عليه تقديم طعنه داخل أجل ال يتعدى ‪ 5‬ماي‬
‫‪.2002‬‬
‫وكان تعليل المحكمة في هذا الشأن‪ " :‬حيث إنه بالرجوع إلى التظلم المحتج به من طرف الوكيل‬
‫القضائي المؤرخ في ‪ 27‬دجنبر ‪ ،2001‬يتضح أنه يتعلق بالقرار الصادر عن مدير السجن المحلي بوزان‬
‫برفض تسليم النسخة التنفيذية‪ ،‬موضوع النزاع إلى الطاعن كما أن جواب السيد وزير العدل عنه برفض‬
‫ذلك التظلم أحال هذا األخير على النيابة العامة التخاذ اإلجراء المناسب‪ ،‬إال أنه رغم اتصال الطاعن بكل‬
‫من السيد وكيل الملك‪ ،‬والسيد الوكيل العام للملك الذين طلبا من مدير السجن المذكور تسليمه النسخة‬
‫التنفيذية‪ ،‬فإن هذا األخير رفض ذلك‪ ،‬مما دفعه إلى توجيه طلب آخر إلى السيد مدير إدارة السجون وإعادة‬
‫اإلدماج بتاريــــــخ ‪ 8‬أكتوبر ‪ ،2003‬يلتمس فيه إعطاء أمره لمدير السجن المدني لوزان قصد إرجاع‬
‫أصل النسخة التنفيذية المذكورة للطاعن‪ ،‬وهو ما أجيب عنه بالرفض بمقتضى الرسالة الموجهة إليه‬
‫والمؤرخة في ‪ 22‬أكتوبر ‪ 2003‬تحت رقم ‪ ، 31857‬وهي ‪ -‬أي هذه الرسالة ‪ -‬التي تفصح عن القرار‬
‫المطعون فيه في هذه النازلة‪ ،‬وبالتالي فإن تقديم الطعن في هذا القرار أمام هذه المحكمة بتاريخ ‪ 14‬نونبر‬
‫‪ 2003‬كما تفيد تأشيرة كتابة الضبط على مقال الدعوى ‪ ،‬يجعله قد جاء داخل أجل الستين يوما المنصوص‬
‫عليه في المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 90.41‬المحدثة بموجبه المحاكم اإلدارية ‪.‬‬
‫وال يمكن اعتبار القرار المذكور بمثابة قرار تأكيدي للقرار الصادر عن مدير السجن المحلي بوزان‬
‫المتظلم بشأنه لدى السيد وزير العدل‪ ،‬وبالتالي الدفع بكونه غير قابل بذاته للطعن فيه‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫األمر يتعلق بموقف سلبي لإلدارة يحق معه للمعني باألمر تجديد طلبه كلما ارتأى ذلك‪ ،‬مع فتح أجل‬
‫الطعن على كل طلب جديد يوجه إليها ويجابه بالرفض ‪.‬‬
‫وحيث إنه تبعا لذلك‪ ،‬يكون القرار المطعون فيه قد جاء داخل األجل القانوني‪ ،‬ويجعل بالتالي من‬
‫الدفع المثار بهذا الشأن مفتقد للجدية الالزمة ويتعين رده ‪.‬‬
‫وحيث إنه أمام استبعاد الدفع المذكور‪ ،‬واستيفاء الطلب لباقي شروطه الشكلية المتطلبة قانونا فهو‬
‫‪93‬‬
‫لذلك مقبول‪".‬‬
‫ويمكن القول أن االجتهاد القضاء المغربي واكب نظيره الفرنسي الذي سبق وأرسى قواعد لمثل هذه‬
‫الطلبات‪ ،‬حيث جاء في تبرير لقرار لمجلس الدولة الفرنسي في إحدى القضايا من أن "رفض مثل هذه‬

‫‪ 93‬المحكمة اإلدارية بالرباط ‪ ،‬حكم رقم ‪ ،1237‬بتاريخ ‪ 10‬شوال ‪ 1425‬الموافق ل ‪ 23‬نونبر ‪ ،2004‬ملف رقم‪ 03/403 :‬غ‪،‬‬
‫متوفر على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2004‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬

‫‪25‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫ ال يمنع من تقديم طلب جديد‬،‫ في غضون المهلة المحددة للطعن القضائي‬،‫الطلبات بقرار غير مطعون فيه‬
.94"‫ وأن يلتمس تدخل القاضي إللغاء القرار التأكيدي‬،‫له نفس الموضوع ولو من طرف الشخص نفسه‬
‫ويبقى من الصعب أحيانا تحديد ما إذا كان األمر يتعلق بطلب جديد أو تظلم إداري أو طلب يجب‬
‫ وإن اتجه االجتهاد القضائي الفرنسي في اتجاه الحكم على الخطوة الثانية التي تقدم عليها‬.‫اعتباره أوليا‬
.‫اإلدارة وذلك خالل آجال الطعن القضائي‬
‫ فقد تضيع حقوق األفراد والشركات بسبب سلكها مسطرة خاطئة أو سوء تقدير‬،‫ليس هذا وحسب‬
‫ ما جاء في قرار مجلس الدولة الفرنسي‬،‫ ومن نماذج ذلك‬،‫قانوني في تقديمها للطلب األول والطلب الثاني‬
‫ في شخص عمدتها إللغاء‬Gramond ‫ حول استئناف تقدمت به بلدية غراموند‬2013 ‫ غشت‬1 ‫بتاريخ‬
‫ والذي بموجبه رفض عمدة البلدية رخصة بناء‬،‫أمر بموجبه قضى قاضي الطلبات تعليق تنفيذ القرار‬
.95 Hélio Energie ‫مخزن للمعدات لفائدة شركة‬

94
Conseil d'État, Sect. 11 janvier 1978, Commune de Muret n° 04258, Identifiant Légifrance :
CETATEXT000007658390.
95
Conseil d'État, 1ère sous-section jugeant seule, 1er août 2013 ; n° 366497, Commune de Gramond
c/ SARL Hélio Énergie, Identifiant Légifrance : CETATEXT000027800657.
« 4. Considérant qu'aux termes du premier alinéa de l'article L. 521-1 du code de justice
administrative : " Quand une décision administrative, même de rejet, fait l'objet d'une requête en
annulation ou en réformation, le juge des référés, saisi d'une demande en ce sens, peut ordonner la
suspension de l'exécution de cette décision, ou de certains de ses effets, lorsque l'urgence le justifie
et qu'il est fait état d'un moyen propre à créer, en l'état de l'instruction, un doute sérieux quant à la
légalité de la décision"; qu'une demande de suspension présentée en application de ces dispositions
doit être rejetée comme non fondée lorsque la requête en annulation de la décision administrative
faisant l'objet de la demande de suspension est irrecevable ;
5. Considérant qu'il ressort des pièces du dossier que la demande de permis de construire présentée
par la SARL Hélio Energie le 4 septembre 2012 portait sur un projet identique à celui qu'elle avait
présenté le 30 mars 2012, et qui avait fait l'objet d'une décision de refus du maire de la commune de
Gramond du 7 juin suivant ; qu'il n'est pas contesté que la société n'a pas formé de recours contre
cette décision de refus, qui lui avait été régulièrement notifiée et qui est ainsi devenue définitive;
qu'en l'absence de toute modification dans les circonstances de fait ou dans la réglementation
d'urbanisme applicable, la décision du maire de Gramond du 27 novembre 2012 rejetant la demande
présentée par la société le 4 septembre 2012 avait, alors même que la notice explicative jointe à cette
demande avait été complétée, le caractère d'une décision purement confirmative de sa décision du 7
juin 2012 ; qu'elle n'a, dès lors, pu avoir pour effet de rouvrir le délai de recours contentieux ; que,
par suite, la demande présentée le 21 janvier 2013 par la SARL Hélio Energie au tribunal
administratif de Toulouse, tendant à l'annulation de la décision du 27 novembre 2012, était tardive
et donc irrecevable ; que la demande de suspension de l'exécution de cette décision ne peut, dès lors,
être accueillie ; que les conclusions de la société présentées au titre de l'article L. 761-1 du code de
justice administrative ne peuvent, dès lors, qu'être également rejetées ;… »

26
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ويتضح من حيثيات هذا الملف أن بلدية جراموند ‪ Gramond‬رفضت طلب رخصة البناء الذي قدمته‬
‫شركة هيليو بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪ 2012‬بواسطة قرار صدر في ‪ 7‬يونيو ‪ .2012‬كما أنها رفضت طلبا ثانيا‬
‫قدمته نفس الشركة بتاريخ ‪ 4‬شتنبر ‪ 2012‬والذي صدر بشأنه قرار بتاريخ ‪ 27‬نونبر ‪.2012‬‬
‫قرارا اتخذ بالفعل‪ ،‬فإن القرار المؤ ّكد‬
‫ً‬ ‫ويقول مجلس الدولة بصريح العبارة "وحيثما تؤكد اإلدارة فقط‬
‫للقرار السابق ال يخضع لإللغاء‪".‬‬
‫وتكرارا على تقديم‬
‫ً‬ ‫مرارا‬
‫ً‬ ‫وهو ما يجعل كثيرا من الناس ‪ -‬الشركات أو األفراد ‪ -‬الذين يقدمون‬
‫الطلب نفسه إلى اإلدارة يقعون في سوء التقدير‪ ،‬أمالً في الحصول على رد إيجابي ويتم حرمانهم في نهاية‬
‫المطاف من إمكانية الطعن القضائي‪.‬‬
‫ومن الشائع أن شخصا ذاتيا أو طبيعيا ‪ -‬شركة أو فردا ‪ -‬يتوجه بنفس الطلب إلى اإلدارة عدة مرات‬
‫متتالية‪ ،‬أو أن يعترض على رفضها لعدة مرات متتالية (رخصة بناء مثال)‪ ،‬لتؤكد اإلدارة في بعض‬
‫األحيان موقفها في مناسبة أو أكثر‪ .96‬ويتم عد اآلجال ابتداء من الرفض األول للقرار اإلداري باستثناء‬
‫الحاالت التي تكون فيها القرارات المتخذة ليست تأكيدية‪.‬‬
‫ومن نماذج هذه القضايا التي تجعل القاضي في لبس من أمر هذه الطلبات‪ ،‬ما عرض أمام قاضي‬
‫الطلبات بالمحكمة اإلدارية بتولوز‪ ،‬وبعد أن نظر إلى الطلب الثاني الذي قدمته شركة تدعى "هيليو"‬
‫بتاريخ ‪ 30‬مارس ‪ 2012‬لبناء مخزن‪ ،‬رأى أن له نفس الغرض الوارد في الطلب السابق له بتاريخ ‪4‬‬
‫شتنبر ‪ ،2012‬وأنه مصحوب بمذكرة إيضاحية تحدد األسباب التي أدت إلى بناء المخزن المبرمج له‬
‫لضرورته لتحسين ظروف ممارسة النشاط الزراعي للشركة المتعرضة‪ ،‬وبالتالي أبلغ عن عناصر جديدة‬
‫واعتبر القاضي أن الطلب الثاني‪ ،‬ال يمكن اعتباره طلبا استعطافيا ضد القرار الذي صدر بتاريخ ‪ 7‬يونيو‬
‫‪ ،2017‬وإن طعن شركة هيليو ضد القرار الذي صدر بتاريخ ‪ 27‬نونبر ‪ 2017‬لم يكن متأخرا‪ ،‬وبالتالي‬
‫ودون أن يكون من الضروري دراسة األسباب األخرى لالستئناف‪ ،‬أمر القاضي بوجوب إلغاء القرار‬
‫األخير الذي صدر عن بلدية غراموند‪.‬‬
‫لكن مجلس الدولة ألغى قرار القاضي اإلداري بتعليل مفاده ‪ " :‬وبالنظر إلى أن الوثائق الواردة في‬
‫الملف تبين أن طلب الحصول على ترخيص بناء والمقدم من طرف شركة هيليو بتاريخ ‪ 4‬شتنبر ‪2012‬‬
‫يتعلق بمشروع مماثل لمشروع قدمته في ‪ 30‬مارس ‪ ،2012‬وكان موضوع قرار رفض من طرف‬

‫‪96‬‬
‫‪Arnaud Gossement, Selarl Gossement, cours devant le Juge administratif : attention aux décisions‬‬
‫‪confirmatives publié sur :‬‬
‫‪http://www.arnaudgossement.com/archive/2013/08/19/recours-devant-le-juge-administratif-‬‬
‫‪attention-aux-decisions.html le 27/05/218 - 11H55.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫رئيس البلدية بلدية غراموند في ‪ 7‬يونيو ‪ 2012‬الذي تاله‪ ،‬ولم يكن موضوع نزاع‪ ،‬وأن الشركة لم تستأنف‬
‫ضد قرار الرفض هذا بعد إخطارها على النحو المطلوب وبالتالي أصبح نهائيا‪ ،‬وأنه في حالة عدم وجود‬
‫أي تغيير في الظروف الفعلية أو في أنظمة التخطيط المعمول بها‪ ،‬فإن قرار رئيس بلدية غراموند بتاريخ‬
‫‪ 27‬نونبر ‪ 2012‬برفض الطلب المقدم من قبل الشركة بتاريخ ‪ 4‬شتنبر ‪ 2012‬مطابق لألول‪ ،‬رغم‬
‫المذكرة التفسيرية المرفقة مع هذا الطلب‪ ،‬وإن طابع قرار ‪ 7‬يونيو ‪ 2012‬تأكيدي صـرف‪ ،‬وبالتالي‬
‫كان له تأثير على موعد الطعن القضائي من خالل عدم فتح اآلجال‪ ،‬ولذلك فالطلب الذي قدمته شركة‬
‫هيليو في ‪ 21‬يناير ‪ 2013‬إلى المحكمة اإلدارية في تولوز‪ ،‬والذي كان يميل إلى إلغاء القرار المؤرخ‬
‫‪ 27‬نونبر ‪ 2012‬لم يحترم اآلجال‪ ،‬غير مقبول؛ وأن طلب تعليق تنفيذ هذا القرار ال يمكن بالتالي السماح‬
‫به "‪.‬‬
‫وهو ما يفيد أن مجلس الدولة رأى تطابق الطلبين‪ ،‬وفي رفض العمدة لرخصة البناء للمرة الثانية‬
‫هو تأكيد للرفض األول والذي لم يكن محل نزاع‪ ،‬وأن الشركة ال يمكنها أن تنازع في القرار التأكيدي‬
‫وبالتالي يمكنها تقديم طلب بناء جديد لكن لمشروع مختلف ‪...‬‬

‫ثانيا‪ :‬تصرفات قانونية أخرى‬


‫وهنا يمكن التمييز بين التظلم اإلداري كآلية لحل المنازعات بطريقة ودية‪ ،‬وبين تصرفات قانونية‬
‫أخرى قد تكون ذات طبيعة مؤسساتية ونموذجها التظلم إلى مؤسسة الوسيط (أ)‪ ،‬وطلبات استعجالية ذات‬
‫طبيعة قضائية وكإجراء وقتي وتحفظي الختصار الوقت واإلجراءات ووفق شروط معينة (ب)‪.‬‬
‫أ‪ -‬التظلم عبر مؤسسة الوسيط‬
‫بناء على الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.25‬بتاريخ ‪ 17‬مارس ‪ ،972011‬والذي تم بموجبه إحداث‬
‫مؤسسة الوسيط‪ ،‬والتي تعتبر حسب منطوق المادة األولى من هذا الظهير مؤسسة وطنية مستقلة‬
‫ومتخصصة‪ ،‬تتولى في نطاق العالقة بين اإلدارة والمرتفقين مهمة الدفاع عن الحقوق واإلسهام في‬
‫ترسيخ القانون‪ .‬وعلى هذا األساس خولها المشرع رفع تقرير سنويا للملك‪ ،‬يتضمن على الخصوص بيانا‬
‫ألوجه االختالالت والثغرات التي تشوب عالقة اإلدارة بالمواطن واألجنبي على السواء‪ ،‬وكذا إصدار‬
‫التوصيات والمقترحات حول التدابير التي يتعين اتخاذها لتحسين سير أجهزة اإلدارة‪ ،‬وكذا ترسيخ قيم‬
‫الشفافية والحكامة وتخليق المرافق العمومية وتصحيح ما يشوبها من اختالالت ‪.‬‬

‫‪ 97‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.25‬صادر في ‪ 12‬من ربيع اآلخر ‪ 17( 1432‬مارس ‪ )2011‬بإحداث مؤسسة الوسيط‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ ،5926‬بتاريخ ‪ 12‬ربيع اآلخر ‪ 17( 1432‬مارس ‪ ،)2011‬ص ‪.802‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وبناء عله فمؤسسة الوسيط مؤسسة إدارية مستقلة ومتخصصة تتولى في نطاق العالقة بين المرتـفقين‬
‫مهمة الدفاع عن الحقوق واإلسهام في ترسيخ سيادة القانون وإشاعة مبادئ العدل واإلنصاف والعمل على‬
‫نشر قيم التخليق والشفافية في تدبير المرافق العمومية والسهر على تنمية تواصل فعال بين األشخاص‬
‫واإلدارات العمومية والهيئات التي تمارس صالحيات السلطة العامة وباقي المنشآت والهيئات األخرى‬
‫الخاضعة للمراقبة المالية‪ .‬ومناط تدخل هذه المؤسسة يتحدد فيما تكشف عنه الشكايات المقدمة أمامها من‬
‫حاالت يثبت فيها تضرر األشخاص من تصرف صادر عن اإلدارة يكون مخالفا للقانون‪ ،‬خاصة إذا كان‬
‫متسما بتجاوز استعمال السلطة أو منافيا لمبادئ العدل واإلنصاف كما تقضي بذلك المادة الخامسة من‬
‫الظهير المحدث للمؤسسة‪ ،‬كما أن المادة ‪ 6‬من نفس القانون المحدث للمؤسسة‪ ،‬نصت على أنه ال يجوز‬
‫للوسيط أو الوسطاء الجهويين النظر في الشكايات المتعلقة بالقضايا التي أوكل فيها للقضاء البث فيها ‪.‬‬
‫وهذا يعني بمفهوم المخالفة أن كل القضايا التي ال تدخل في مجال القضاء تبقى من اختصاص‬
‫مؤسسة الوسيط‪ ،‬وبالتالي يحق له تتبع كل الشكايات حتى لو لم يرفع له األمر مباشرة‪. 98‬‬
‫إن مؤسسة الوسيط "تدافع عن حقوق المرتفق في حالة تعسف اإلدارة أو تماطلها في قضاء أغراض‬
‫المواطنين"‪ ،‬كما "يمكن لإل دارة بدورها أن تلجأ إلى الوسيط إليجاد حل ودي مع المرتفق"‪ .‬كما أن‬
‫"تدخالتها غير قابلة للطعن أمام المحاكم المغربية"‪ ،‬وكذلك تقوم مؤسسة وسيط المملكة بإحالة ملفات‬
‫التجاوز في استعمال السلطة‪ ،‬من لدن موظفين وأعوان مسؤولين بإدارة معينة‪ ،‬على النيابة العامة‬
‫بخصوص أفعال موضوع تظلم مواطنين‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن التوصيات التي تصدرها مؤسسة الوسيط‪" ،‬تستمد قوتها اإللزامية من إلزامية‬
‫القانون ذاته‪ ،‬ما دام أنها تهدف إلعادة تصرفات اإلدارة إلى دائرة المشروعية والتقيد بالقانون الذي يبقى‬
‫ملزما ألشخاص القانون العام وأشخاص القانون الخاص على السواء‪ ،‬عن طريق تصحيح الخلل الذي‬
‫‪99‬‬
‫اعترى عملها في عالقتها بالمرتفقين من خالل تعيين اإلجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك‪"..‬‬

‫ب‪ -‬الطلب االستعجالي ‪Recours au juge des référé‬‬


‫قد يتبادر إلى ذهن المتظلم أن التظلم اإلداري هو بغاية اتخاذ تدابير على وجه االستعجال يسلكها‬
‫قبل ممارسة الطعن القضائي بما يلتقي و الطلب المقدم إلى القاضي االستعجالي ‪Recours au juge‬‬
‫‪ ، des référé‬لكن القضاء االستعجالي يتميز بخاصية إعفاء المدعي من شرط التظلم اإلداري‪ ،‬والذي‬

‫‪ 98‬العربي محمد مياد‪ ،‬الطبيعة القانونية لتوصيات مؤسسة وسيط المملكة‪ ،‬موقع العلوم القانونية ‪ 20 ،MAROCDROIT‬يناير‬
‫‪ ،2018‬على الساعة ‪.13.51‬‬
‫‪ 99‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم‪ 4444 :‬بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪ ، 2015‬ملف رقم ‪ ،2015/7112/86:‬غير منشور‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫يتعارض بطبيعته والدعوى االستعجالية‪ ،‬وعندما يكون التظلم شرطا الزما لقبول دعوى الموضوع‪ ،‬فإن‬
‫الدعوى االستعجالية ال تكون مشـروطة بتقديم تظلـم ألن عنصر االستعجال في الدعوى يفرض استبعاد‬
‫مثل هدا الشرط‪ ،‬أي أن سلوك مسطرة التظلم تتعارض مع حالة االستعجال وطبيعة الدعوى االستعجالية‬
‫التي تبيح عرض النزاع على قاضي المستعجالت في كل وقت وحين ولو في أيام العطل واألعياد ‪ ،‬مما‬
‫يستخلص معه عدم وجوبها في هذا الصنف من القضايا‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد تقول محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط‪" :‬وحيث استقر العمل القضائي لهذه‬
‫المحكمة وتواتر على قبول المطالبة بإيقاف تنفيذ الدين العمومي‪ ،‬لغاية استنفاد مسطرة الطعن اإلداري‬
‫أو لغاية البت النهائي في الموضوع‪ .‬في إطار القواعد العامة لالستعجال المنصوص عليها في الفصل‬
‫‪ 149‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬المحال عليه بموجب الفصل ‪ 7‬من القانون رقم ‪ ،90-41‬وحيادا على‬
‫ضوابط وإجراءات إيقاف األداء والتنفيذ كما هي منصوص عليها بالفصول ‪ 117‬و‪ 118‬و‪ 120‬من‬
‫القانون‪ ،97-15 100‬متى توافرت في الطلب حالة االستعجال بمفهوم الضرر الذي يتعذر أو يصعب تداركه‬
‫بعد التنفيذ‪ ،‬وجدية السبب بمفهوم المنازعة اآليلة بحسب الظاهر إلى إلغاء الدين العمومي إداريا أو‬
‫قضائيا‪ ،‬ودونما اعتبار لمسطرة التظلم اإلداري لتعارضها مع حالة االستعجال التي تقتضي اتخاذ اإلجراء‬
‫‪101‬‬
‫الوقتي المناسب في اقرب األوقات ‪".‬‬
‫وبعد هذا الجرد ألشكال من الطلبات أو الدعاوى التي قد تلتبس أو تتعارض مع مفهوم التظلم اإلداري‬
‫ثمة إشكال آخر على مستوى تصنيف التظلمات اإلدارية نفسها‪ ،‬ووضع كل نوع ضمن توصيف معين‬
‫سواء على مستوى الفقه أو القضاء‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع التظلم اإلداري‬


‫على مستوى التشريع المغربي لم يتم تحديد هذه األنواع بدقة‪ ،‬عكس التشريع الفرنسي الذي‬
‫اتجه نحو الوضوح‪ ،‬لكن بعد مرحلة طويلة من الغموض والتداخل‪ ،‬من خالل القـانون الذي يضبط‬
‫العالقة بين اإلدارة ‪ Code des relations entre le public et l'administration102‬وتم‬

‫‪ 100‬المقصود به‪ ،‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.00.175‬صادر في ‪ 28‬من محرم ‪ 3( 1421‬ماي ‪ )2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪15.97‬‬
‫بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫‪ 101‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬القضاء المستعجل‪ ،‬ملف رقم ‪ 06/252 :‬س‪ ،‬أمـر رقم ‪ ،252 :‬بتاريخ ‪ 21‬يونيو ‪ .2006‬متوفر‬
‫على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬القضاء االستعجالي للمحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬على الرابط‪:‬‬
‫‪ http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/Jurisprudence.aspx/‬ملف على صيغة ‪ PDF‬ص ‪.60‬‬
‫‪102‬‬
‫‪Code des relations entre le public et l’administration, Version consolidée au 29 avril 2017‬‬
‫من خالل مقاربة إحصائية فقد وردت في هذا القانون كلمة ‪ Recours‬سبعين (‪ )70‬مرة‪ ،‬وفي قانون العدالة اإلدارية ورد مصطلح‬
‫‪( Recours‬خمسمائة وخمسة) ‪ 505‬مرات‪ ،‬للداللة على المسطرة اإلدارية ‪ Recours administratifs‬والقضائية ‪Recours‬‬
‫‪.judiciaire‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫التمييز خالله بين أربعة طعون‪ ،‬من خالل الفقرة ‪ L. 410-1‬من الكتاب الخامس تحت عنوان الطعن‬
‫اإلداري ‪:103‬‬
‫‪ -‬طعن إداري ‪ ،Recours administratif‬هو بمثابة شكاية »‪ « Réclamation‬ترسل إلى‬
‫اإلدارة لحل نزاع نشأ عن قرار إداري‪.‬‬
‫‪ -‬طعن إداري استعطافي ‪ Recours gracieux‬يوجه إلى اإلدارة مصدرة القرار‪.‬‬
‫‪ -‬طعن إداري تسلسي ‪ Recours hiérarchique‬يوجه إلى السلطة التي يخضع لها من اتخذ القرار‬
‫( المشرع الفرنسي لم يستعمل مصطلح "الرئيس اإلداري" كما هو الشأن في القانون المغـربي ولكن‬
‫تحدث عن طعن إداري تسلسلي يوجه إلى سلطة إدارية ‪.)Autorité Administrative‬‬
‫‪ -‬طعن إداري إجباري سابق ‪Recours Administratif Préalable Obligatoire‬‬
‫وهو الطعن الذي يشترط قبل ممارسة طعن قضائي ضد قرار إداري‪.‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬فالمقصود بالتظلم اإلداري في المسطرة المدنية والقانون رقم ‪ 90.41‬هو نوعين من‬
‫الطعون المنصوص عليها في التشريع الفرنسي‪ ،‬أي تظلم استعطافي الذي يقابله في التشريع الفرنسي‬
‫الطعن االستعطافي ‪ Recours gracieux‬يوجه إلى اإلدارة مصدرة القرار‪ ،‬وطعن إداري تسلسلي‬
‫‪ Recours hiérarchique‬يوجه إلى السلطة التي يخضع لها من اتخذ القرار‪ .‬على أنه في القانون رقم‬
‫‪ 90.41‬تم الخلط بين التظلم اإلداري والتظلم اإلداري التسلسلي‪ ،‬ثم شكايات أخرى تم التنصيص عليها‬
‫في نصوص القانون الخاص وتظلمات إدارية إجبارية مسبقة في القانون الضريبي تحت مصطلح‬
‫"مطالبات" وغيرها‪...‬‬
‫ليس هذا وحسب‪ ،‬بل تستعمل الفقرة الثالثة من المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 90.41‬مصطلح "طعونا‬
‫إدارية" للداللة على "التظلمات اإلدارية" بالقول‪" :‬اذا كان نظام من األنظمة ينص على إجراء خاص‬
‫في شأن بعض الطعون اإلدارية‪ ،‬فإن طلب اإللغاء القضائي ال يكون مقبوال إال إذا رفع إلى المحكمة بعد‬
‫استنفاذ هذا اإلجراء وداخل نفس اآلجال المشار إليها أعاله‪".‬‬
‫ويمكن تقسيم التظلمات اإلدارية بالمفهوم الواسع إلى نوعين‪ ،‬منظم وغير منظم‪:104‬‬

‫‪103‬‬
‫‪L. 410-1 ORDONNANCE n°2015-1341 du 23 octobre 2015 - art. – NOR : PRMX1516009R‬‬
‫‪Pour l'application du présent titre, on entend par :‬‬
‫‪1° Recours administratif : la réclamation adressée à l'administration en vue de régler un différend né‬‬
‫‪d'une décision administrative ; 2° Recours gracieux : le recours administratif adressé à‬‬
‫‪l'administration qui a pris la décision contestée; 3° Recours hiérarchique : le recours administratif‬‬
‫‪adressé à l'autorité à laquelle est subordonnée celle qui a pris la décision contestée ; 4° Recours‬‬
‫‪administratif préalable obligatoire : le recours administratif auquel est subordonné l'exercice d'un‬‬
‫‪recours contentieux à l'encontre d'une décision administrative‬‬
‫‪104‬‬
‫‪Jacques Bouvier, "Éléments fondamentaux de droit administratif », Koekelberg, Avril 2011, p64.‬‬
‫‪Publié sur :‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬التظلم غير المنظم‪ :Recours inorganisé 105‬ويتعلق األمر بموجب الدستور المغربي‪ ،‬بتظلمات‬
‫واسعة ‪ 106Doléances‬ومفتوحة أمام أي مواطن مغربي إللغاء أو تصحيح أو سحب أي قرار إداري‬
‫متنازع عليه‪ ،‬ولو بدون نص‪ .‬وهي تدخل ضمن التزامات الدول األطراف ‪ -‬بما فيها المغرب ‪ -‬التي‬
‫صادقت على العهد الخاص بالحقوق السياسية واالقتصادية والبروتوكول االختياري األول الملحق بالعهد‬
‫الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بشأن تقديم شكاوى من قبل األفراد (‪ 16‬دجنبر ‪ ،)1966‬والذي‬
‫صودق عليه من طرف المجلس الوزاري بتاريخ ‪ 12‬نونبر ‪( 2012‬في طور إجراءات تفعيل المصادقة‬
‫لدى األمم المتحدة)‪ ،‬وقد حذا الدستور المغربي حذو الدساتير التي نصت على هذا النوع من التظلمات‬
‫ونموذجه الفصل ‪ 28‬من الدستور البلجيكي‪.107‬‬
‫‪ -‬نوع منظم ‪ : Recours organisé‬وهو الذي تؤطره نصوص قانونية هي موجودة قبل دستور‬
‫‪ 2011‬وهي خاضعة لمجموعة من الشروط الشكلية والموضوعية‪ ،‬وعندما يلجأ المواطن للقضاء عليه‬
‫أن يدلي بمستندات تثبت تقديمها‪ ،‬مثلما أن القرارات المتخذة بشأن هذه التظلمات هي تشكل موضوع‬
‫دعوى اإللغاء‪.‬‬
‫كما أن التقسيم قد يتم من حيث طبيعة التظلمات وهي أيضا نوعين‪ :‬طائفة اختيارية (فقـرة أولى)‬
‫وأخرى إلزامية بموجب نصوص خاصة (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬التظلمات اإلدارية الطوعية‬

‫‪https://www.koekelberg.be/p4w/user_files/Secretariat/examen/BOUVIER_Elements_Droit_Admi‬‬
‫‪nistratif_avril_2011.pdf‬‬
‫‪105‬‬
‫‪Jacques Bouvier, op cit, p64.‬‬
‫‪ 106‬الفصل ‪" :156‬تتلقى المرافق العمومية مالحظات مرتفقيها‪ ،‬واقتراحاتهم وتظلماتهم وتؤمن تتبعها"‬
‫‪107‬‬
‫‪"Chacun a le droit d’adresser aux autorités publiques des pétitions signées par une ou plusieurs‬‬
‫‪personnes. Les autorités constituées ont seules le droit d’adresser des pétitions en nom collectif".‬‬
‫‪https://www.senate.be/doc/const_fr.html.‬‬
‫ويالحظ أن المشرع المغربي استعمل عبارة ‪ doléances‬في النسخة الفرنسية للدستور‪ ،‬وهي مخالفة تماما لعبارة ‪recours‬حيث‬
‫جاء الفصل ‪ 156‬على الشكل التالي ‪:‬‬
‫‪Article 156‬‬
‫‪Les services publics sont à l’écoute de leurs usagers et assurent le suivi de leurs‬‬
‫‪Observations, propositions et doléances.‬‬
‫‪Ils rendent compte de la gestion des deniers publics conformément à la législation en vigueur et sont‬‬
‫‪soumis, à cet égard aux obligations de contrôle et d’évaluation.‬‬
‫وعبارة ‪ doléances‬ارتبطت في أوربا بالطلبات التي يوجهها العموم إلى السلطة الدينية « ‪ »doléances religieuses‬و‬
‫بكراسات التظلمات في فرنسا « ‪ »cahiers de doléances‬وهي قائمة من الشكاوى والمالحظات التي يتم إعدادها من قبل الناس‬
‫لرفعها إلى ممثليهم بجمعية "طبقات المجتمع العامة" أو " ‪– "les états généraux‬و هي جمعية تمثّل رجال الدّين الفرنسيين‪،‬‬
‫وطبقة النبالء وكذلك الطبقة المتوسطة ليتم تقديمها إلى الملك أثناء االجتماع‪ ،‬تمت كتابة هذه الدفاتر ألول مرة سنة ‪.1814‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫يمكن تقسيمها إلى نوعين‪ ،‬تظلمات ذات طبيعة استعطافية‪ ،‬لكنها ال ترقى إلى مستوى الطعون اإلدارية‬
‫لمخاصمة قرارات إدارية خالفت مبدأ الشرعية (أوال)‪ ،‬ثم تظلمات تسلسلية تتم على مستوى كل إدارة‬
‫وتوجه إلى السلطة التي تعلو الجهة مصدرة القرار (ثانيا)‪ ،‬وكليهما يتميزان بطوعيتهما واختياريتهما‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التظلم االستعطافي ‪Recours gracieux‬‬


‫في طبيعة التظلم االستعطافي‬ ‫أ‪-‬‬
‫على أنه أعلى سلطة إدارية مختصة بإصدار‬ ‫‪108‬‬
‫هو التظلم الموجه مباشرة إلى من أصدر القرار‬
‫القرار موضوع التظلم أو إلى رئيسه أو إلى سلطات الوصاية‪ .109‬أي أن المتظلم بإمكانه لو فضل ذلك‬
‫تقديم تظلمه أمام الجهة مصدرة القرار موضوع التظلم ‪ .110‬وعلى اعتبار أن التظلم االستعطافي ال يفتح‬
‫مجاال لعرضه على القضاء اإلداري‪ ،‬وليس شرطا مسبقا للجوء إلى المحاكم اإلدارية ‪ 111.‬كما أنه يتميز‬
‫ببساطته ويمارس في غياب أي نص قانوني يؤطره وهو موجود في مختلف التشريعات‪ .‬والغرض منه‬
‫هو دعوة اإلدارة "حسب الحالة إلى سحب العمل اإلداري المتنازع عليه أو إصالح الضرر الذي قد تسببه‬
‫‪112‬‬
‫أعمالها أو تقاعسها تجاه أطراف أخرى"‪.‬‬
‫وحسبما قال به مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬فإن " الغرض من ممارسة هذا التظلم اإلداري هو تمكين‬
‫السلطة اإلدارية‪ ،‬في حدود صالحياتها‪ ،‬من معالجة عدم شرعية القرار األولي دون انتظار تدخل القاضي‬
‫والقرار المتخذ بشأن هذا التظلم نفسه يظل خاضعا لمبدأ الشرعية‪ .113‬كما أن تطبيق هذا الطعن أمام‬
‫اإلدارة‪ ،‬ال يخضع ألي قاعدة معينة أو شكل خاص‪ ،‬وعالوة على ذلك‪ ،‬يمكن ألي مرؤوس أن يطلب‬
‫من السلطة التي اتخذت قرارا أو رئيسها‪ ،‬إعادة النظر فيه كما جاء في قرار لمجلس الدولة الفرنسي‬
‫بخصوص قضية "كيرالت ‪ 114 "Queralt‬والتي أرست قاعدة من قواعد القانون العام‪ ،‬كما أخذت بإمكانية‬

‫‪ 108‬الفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية‪.‬‬


‫‪109‬‬
‫‪Benoit Cambier, Résume du cours de procédure administrative approfondie, P.16, dossier PDF‬‬
‫‪publié sur http://www.carrefourdesstagiaires.com/‬‬
‫‪110‬‬
‫‪Jean Appleton, Traité élémentaire du contentieux administratif : compétence, juridiction,‬‬
‫‪recours » Dalloz (Paris), 1927, p 47.‬‬
‫‪« Le recours gracieux est porté devant l'auteur même de l'acte. Mais le pétitionnaire peut, s'il le‬‬
‫» ‪préfère, agir directement devant le supérieur immédiat du fonctionnaire qui a fait l'acte.‬‬
‫‪ 111‬جعفر حسون‪ ،‬الطبيعة القانونية للمنازعات الضريبية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع‬
‫الساعة (المنازعات الجبائية في ظل المحاكم اإلدارية)‪ ،‬رقم ‪ ،1996 ،4‬ص ‪.53:‬‬
‫‪112‬‬
‫»‪Maurice KAMTO « La fonction administrative contentieuse de la Cour Suprême du Cameroun‬‬
‫‪in les Cours suprêmes en Afrique, Economica, Paris 1988, pp.31-67, notamment p.42.‬‬
‫‪113‬‬
‫‪Conseil d'État, 4ème et 5ème sous-section réunie, du 28 septembre 2005, n° 266208 identifiant‬‬
‫‪Légifrance : CETATEXT000008232003.‬‬
‫‪114‬‬
‫‪Conseil d’État, 30 juin 1950, Sieur Quéralt, requête numéro 99882, rec. p. 413.‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫تقديمه لفظيا‪ ،‬شرط أن يؤخذ بعين االعتبار وأن يكون هناك جواب كتابي من اإلدارة كما في قضية‬
‫"ديلزانت‪ " Delzant ،‬الذي صدر في ‪ 7‬نوفمبر ‪ .1151956‬أيضا قد تكون الوسائل التي أثيرت أمام‬
‫اإلدارة وسائل شرعية أو وسائل مالئمة أو وسائل إنصاف‪ .‬ومع ذلك وكما ذكر مجلس الدولة الفرنسي‬
‫في حكمه الصادر في ‪ 3‬شتنبر ‪ 1952‬في قضية "دوبوا‪ "Dubois ،‬أن الطعن اإلداري يجب أن يتضمن‬
‫استنتاجات حقيقية‪.116‬‬
‫إن المشرع المغربي لم يكن واضحا بما فيه الكفاية فيما يخص التظلم االستعطافي‪ ،‬وباستعماله عبارة‬
‫"أن يرفعوا ‪ -‬يقصد المتظلمين ‪ -‬تظلما استعطافيا إلى السلطة التـي أصدرت المقرر‪ ،‬أو إداريا إلى التي‬
‫تعلوها مباشرة "‪ ،‬يكون قد ميز بين التظلم االستعطافي والتظلم اإلداري على مستوى المسطرة المدنية‬
‫ووضع أمام المتظلم طريقتين‪ ،‬االستعطافية واإلدارية وخير المتظلم بين سلك أحدهما‪ ،‬بما يفيد أن األمر‬
‫يتعلق بتظلم إداري وحيد‪ ،‬وهو التظلم اإلداري الموجه إلى السلطة التي تعلوها مباشرة أي إلى رأس الهرم‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫وحسب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬فاألمر يتعلق بتظلم استعطافي قد‬
‫تكون له أهميته بالنسبة للمتظلم وهذا احتمال‪ ،‬لو استجابت اإلدارة لهذا التظلم‪ ،‬لكن دون أن تكون له قوة‬
‫قانونية على مستوى النص والممارسة اإلدارية والتطبيقات القضائية‪ .‬علما أن المشرع ساوى بين التظلم‬
‫االستعطافي والتظلم اإلداري التسلسلي ‪( Hiérarchique‬الرئاسي) من خالل الفقرة ‪ 21‬من القانون‬
‫رقم ‪ 90.41‬بالقول " ويجوز للمعنيين باألمر أن يقدموا‪ ،‬قبل انقضاء األجل المنصوص عليه في الفقرة‬
‫السابقة‪ ،‬تظلما من القرار إلى مصدره أو إلى رئيسه‪ ،‬وفي هذه الصورة يمكن رفع طلب اإللغاء إلى‬
‫المحكمة اإلدارية داخل أجل ستين يوما يبتدئ من تبليغ القرار الصادر صراحة برفض التظلم اإلداري‬
‫كليا أو جزئيا‪ ".‬وخير المعني باألمر بتقديم أحدهما‪.‬‬
‫أيضا يسجل على مستوى الممارسة ‪ -‬وفي ظل غياب ثقافة قانونية لدى المواطن ‪ -‬عدم وصول كثير‬
‫من التظلمات االستعطافية إلى القضاء‪ ،‬عكس المواطن الفرنسي‪ ،‬الذي يولي أهمية لهذا النوع من‬

‫‪https://www.revuegeneraledudroit.eu/blog/decisions/conseil-detat-section-30-juin-1950-sieur-‬‬
‫‪queralt/‬‬
‫‪115‬‬
‫‪« Les recours administratifs ne sont soumis à aucune condition de forme et peuvent notamment‬‬
‫)‪être exercés sous forme verbale » (Conseil d’État. 24 octobre 1956, Delzant, Leb. p. 421‬‬
‫‪116‬‬
‫‪Conseil d’État, 3 décembre 1952 Dubois, N° 7353, Recueil des décisions du Conseil d'État‬‬
‫; ‪statuant au contentieux et du Tribunal des conflits et des jugements des tribunaux administratifs‬‬
‫‪Société anonyme du Recueil Sirey. p.555 et 556.‬‬
‫في قضية دوبوا ‪ Dubois‬الذي تم فصله من طرف الغرفة التجارية لتولوز دون أن يقدم أدلة على ادعاءاته‪ ،‬ذهب مجلس الدولة‬
‫الفرنسي إلى القول ‪ :‬عندما يكون موظف ‪ fonctionnaire‬موضوع فصل غير قانوني‪ ،‬ولم يتم االعتراض عليه خالل اآلجال‬
‫القانونية لتقديم الطعن‪ ،‬وبالتالي يصبح الفعل نهائيا‪ .‬في هذه الحالة‪ ،‬يصبح بإمكانية الطرف المعني رفع دعوى خالل سنتين للمطالبة‬
‫بالتعويض عن األضرار التي سببها هذا القرار‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫التظلمات في ظل وجود إدارة مرنة‪ .‬ففي مجال السياقة وسحب النقاط مثال‪ ،‬ووفق تقرير لمجلس الدولة‬
‫الفرنسي تم تقديم ما مجموعه ‪ 22095‬طعنا استعطافيا في عام ‪ 2005‬ليرتفع إلى ‪ 34680‬طعن‬
‫استعطافي في سنة ‪ .2007‬كما أن الطعون النزاعية شهدت تطورا غير مسبوق في هذا المجال‪ ،‬إذ انتقلت‬
‫من ‪ 2324‬طعنا في عام ‪ 2004‬إلى‪ 10257‬طعن في عام ‪ .2007‬ثالثون في المئة (‪ ) ٪30‬منها كان‬
‫موضوعها طعون استعطافية (مسبقا أو بالتوازي)‪ .‬وإلى درجة أن التقرير اقترح إلزامية تقديم الطعون‬
‫االستعطافية التي تتم أمام اإلدارة التي اتخذت القرار األولي‪ ،‬ألسباب تتعلق بعنصر الكفاءة والمصالحة‬
‫والبحث عن حل ودي عوض التظلمات الرئاسية‪.117‬‬
‫وهذا ال يعني أن اإلدارة الفرنسية نفسها على مستوى الجهة مصدرة القرار أو التي تعلوها تملك‬
‫سلطة تقديرية واسعة في تعديل القرار أو إلغاءه‪ ،‬وهذا اإلشكال طرحه الفقه الفرنسي من خالل‬
‫‪ BELLOUBET FREIR‬التي قالت "إن اختصاصات السلطة التسلسلية األعلى ال تزيد مطلقا عن‬
‫اختصاصات مرؤوسيها‪ ،‬إذ ال تستطيع في أية حالة إلغاء قرار إداري مثلما ال يستطيع مرؤوسها نفسه‬
‫القيام به ‪.!118‬‬

‫ب‪ -‬في تمييز التظلم االستعطافي عن االستعطاف‬


‫قد يلتبس التظلم االستعطافي واالستعطاف الوارد في نصوص قانونية أخرى‪ ،‬ومما ورد في هذا‬
‫الشأن ضمن قرار للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 26‬أكتوبر ‪ 1992‬في ملف اعتبر فيه أن تطبيق "الفصل‬
‫‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬على طلب إعفاء بعض المستخدمين من عملهم قياسا لحالة المشغل‬
‫وتوجيه طلب في هذا الشأن للعامل على حالة المستعطف لإلدارة‪ ،‬ألن مسطرة الشغل واإلعفاء منها ‪-‬‬
‫كال أو بعضا ‪ -‬هي منظمة بمقتضى نص خاص وهو المرسوم رقم ‪ 31466‬بتاريخ ‪ 14‬غشت ‪1967‬‬
‫بمثابة قانون و المتعلق باإلبقاء على نشاط المؤسسات الصناعية والتجارية‪ ،‬وإعفاء مستخدميها كال أو‬
‫بعضا‪ .‬وحيث إنه نتيجة لذلك يكون القياس المتخذ من طرف محكمة االستئناف بين التظلم االستعطافي‬
‫وطلب إعفاء بعض المستخدمين قياسا فاسدا أو غير مقبول‪ ،‬للتباعد الموجود ببين الحالتين أصال وعلة‬
‫وبالتالي يكون تطبيق القرار المطعون فيه للفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية على النازلة منعدم‬
‫األساس القانوني والتعليل لذلك كما ورد في القرار المطعون فيه يعتبر فاسدا "‪...‬‬

‫‪117‬‬
‫‪Le rapport précédent p.11.‬‬
‫‪118‬‬
‫‪Nicole Belloubet-Frier, Pouvoirs et relations hiérarchiques dans l'administration française,‬‬
‫‪Thèse de doctorat, Droit public Université Panthéon-Sorbonne, 1990, p.136 (voir Jean-François‬‬
‫‪Brisson, loc cit, p.161).‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫كما أنه ال عالقة لالستعطاف ‪ Le recours en grâce‬المقدم بشأن قرارات الملك والتظلم‬
‫االستعطافي‪ ،‬باعتبار أن الملك ليس سلطة إدارية‪ ،‬كما جاء في اجتهادات متعددة للغرف اإلدارية‬
‫بمحكمة النقض (المجلس األعلى سابقا) ومن بينها على سبيل المثال‪ ،‬ما ورد في قضية مزرعة عبد‬
‫العزيز المعروفة‪ ..." :‬وأن المقررات الصادرة عن جاللة الملك ال يمكن إعادة النظر فيها‪ ،‬إال بلجوء‬
‫صاحب الشأن إلى جاللته على سبيل االستعطاف طالما لم يفوض الدستور صراحة أمر البت في ذلك‬
‫لغيره‪"...‬‬

‫ثانيا‪ :‬التظلم التسلسلي ‪Recours Hiérarchique‬‬


‫أ‪ -‬في طبيعة التظلم اإلداري التسلسلي (الرئاسي)‬
‫سلَّم اإلدار ّ‬
‫ي‪ ،‬وعلى‬ ‫إن األسلم من الناحية القانونية هو القول بالتظلم التسلسلي‪ ،‬على اعتبار هرميّة ال ُّ‬
‫اعتبار أن الداللة اللغوية للتظلم الرئاسي تحيل إلى الرئيس األعلى ضمن هذه التسلسل‪ ،‬وإلى سلطة سياسية‬
‫وإدارية وليس إدارية فحسب‪ ،‬وهذا مخالف تماما لمبدأ الشرعية‪.‬‬
‫إن التسلسلية تحيل إلى البنية اإلدارية بكاملها وإبراز عالقة التبعية ‪Relation de subordination‬‬
‫ومصطلح ‪ hiérarchie‬باللغة الفرنسية أو ‪ Hierarchical‬باللغة اإلنجليزية لهما نفس الداللة اللغوية‬
‫وأن الترجمة إلى اللغة العربية لم تكن موفقة‪ ،‬علما أن الترجمة لم تأخذ بجذورها التاريخية‪ ،119‬وحتى‬
‫بالتداول والرواج القانوني للمصطلح في بيئته األولى‪.‬‬
‫‪120‬‬
‫وقد ورد مصطلح السلطة التسلسلية في القانون المغربي‪ ،‬ومن نماذجه مرسوم صدر سنة ‪2016‬‬
‫والظهير الشريف رقم ‪ 1.17.70‬صادر في ‪ 24‬يوليوز ‪ 2018‬بمثابة النظام األساسي الخاص بموظفي‬
‫الوقاية المدنية واألطباء العاملين بالمديرية العامة للوقاية المدنية والمصالح الخارجية التابعة لها‪ .121‬وهو‬

‫‪119‬‬
‫‪Hiérarchie : latin ecclésiastique hierarchia, du grec hierarkhia, de hieros, sacré, et arkhein,‬‬
‫‪commander...‬‬
‫‪➢ Classification dans laquelle les termes classés sont dans une relation de subordination,‬‬
‫‪chaque terme dépendant du précédent et commandant le suivant.‬‬
‫‪➢ Dans une collectivité (société, institution), organisation qui classe les personnes, leurs états,‬‬
‫‪leurs fonctions selon des échelons subordonnés les uns aux autres, chaque échelon‬‬
‫‪correspondant à un degré de pouvoir, de responsabilité, de compétence, de dignité, etc.,‬‬
‫‪supérieur à celui de l'échelon immédiatement inférieur : Hiérarchie sociale. (Pour en savoir‬‬
‫‪plus consultez: https://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/_hiérarchie/39927).‬‬
‫‪ 120‬مرسوم رقم ‪ 2-16-88‬صادر في ‪ 21‬من رجب ‪ 29( 1437‬أبريل ‪ )2016‬بشأن النظام األساسي الخاص بهيئة موظفي إدارة‬
‫السجون وإعادة اإلدماج‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،6472‬ص ‪.4352‬‬
‫‪ 121‬ظهير شريف رقم ‪ 1.17.70‬صادر في ‪ 24‬يوليو ‪ 2018‬بمثابة النظام األساسي الخاص بموظفي الوقاية المدنية واألطباء‬
‫العاملين بالمديرية العامة للوقاية المدنية والمصالح الخارجية التابعة لها‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6694‬الصادرة يوم ‪ 26‬يوليوز‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.4987‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫يدل بذلك على " البناء اإلداري القائم على نظام الـمركزية‪ ،‬الذي يبدو بشكل هرم ينطلق من القمة حيث‬
‫تتجمع السلطات والصالحيات كافة‪ ،‬مرورا ً بأشخاص وهيئات ينفذون كل في إطار اختصاصه وضمن‬
‫نطاقه‪ ،‬األوامر والتعليمات الصادرة عن القمة أي عن الـمركز‪ ،‬وهم مرتبطين بقاعدة التبعية للسلطة‬
‫الـمركزية‪ ،‬وانتهاء بالقاعدة‪ "،‬وهنا ال تظهر تلك السلطة الرئاسية كما يوحي بذلك اسمها‪.‬‬
‫والتظلم اإلداري التسلسلي يقوم به المعني باألمر من خالل توجيه طلب إلى المسؤول اإلداري عن‬
‫القرار‪ ،‬لتبصيره ببعض ما شاب قراره من عيوب ومخالفات للقانون‪ ،‬ويطلب منه إعادة النظر في قراره‬
‫وفقا لمبدأ الشرعية‪ ،‬كما أن تقديم هذا التظلم يتم وفق شكليات معينة‪ ،‬مع إمكانية تقديمه من طرف المعني‬
‫نفسه أو من طرف محامي‪.‬‬
‫كما أنه يعتبر من الضمانات الجوهرية ‪ Garanties substantielles‬للمتظلمين كما قال‬
‫مجلس الدولة الفرنسية في قرار له بتاريخ ‪ 9‬نونبر ‪ ،1222015‬بما يفيد على أن رفع التظلم التسلسلي‬
‫إلى الرئيس اإلداري‪ ،‬ومناقشته له أهمية خاصة في اطالع اإلدارة على القرار غير المشروع أو العكس‬
‫بسالمة القرار من أي عيب‪.‬‬

‫ب‪ -‬الصعوبات في فهم وتحديد الجهة الرئاسية‬


‫التظلم اإلداري التسلسلي هو متصل بسلطة رئاسية‪123‬على مستوى كل هرم إداري‪ ،‬وقد يلتبس كثيرا‬
‫على المتظلمين تحديد هذه السلطة الرئاسية التي يمكنهم التظلم إليها‪ ،‬مما يطرح إشكاال قد تضيع معه‬

‫‪122‬‬
‫‪Conseil d'État, 3 décembre 1952, Dubois, Rec. CE 1952, p. 555, Dubois, Lebon, p. 555 JCP‬‬
‫‪1953.7353. « Ces dispositions assurent aux contribuables la garantie substantielle de pouvoir‬‬
‫‪obtenir, avant la clôture de la procédure de redressement, un débat avec le supérieur hiérarchique du‬‬
‫‪vérificateur et, le cas échéant, avec l'interlocuteur spécialement désigné par le directeur dont dépend‬‬
‫‪ce dernier. Il en résulte que lorsque le contribuable sollicite régulièrement, avant la mise en‬‬
‫‪recouvrement des impositions, un entretien en application de ces dispositions, l'administration ne‬‬
‫‪peut, sans entacher la procédure d'irrégularité, procéder au recouvrement de ces impositions avant‬‬
‫‪d'avoir satisfait à cette demande. Par suite, en jugeant qu'aucune disposition ne prévoyait la‬‬
‫» ‪possibilité d'un recours hiérarchique suspensif, la cour a entaché son arrêt d'erreur de droit.‬‬
‫‪ 123‬إن السلطة الرئاسية هي التي يخضع فيها الموظفون لسلم إداري يترأسه الوزير‪ ،‬الذي يعتبر الرئيس التسلسلي للموظفين العاملين‬
‫والتابعين لوزارته‪ .‬األمر الذي يجعل السلطة المركزية تتمتع بسلطة واسعة على أشخاص المرؤوسين وأعمالهم‪ ،‬وتتميز السلطة‬
‫الرئاسية بأنها تطال جميع المرؤوسين‪ ،‬حيث أن جميع الموظفين يخضعون لرؤسائهم في اإلدارة‪ .‬بمعنى أن السلطة الرئاسية هي‬
‫الموظف األقل درجة من حيث وظيفته القانونية للموظف األعلى درجة‪ ،‬وكل موظف يوجد في مركز إداري أعلى يمارس سلطاته‬
‫على الموظفين الموجودين في الرتبة الدنيا حتى الوصول إلى القاعدة التي تضم الموظفين الصغار‪ .‬ويخول القانون والنصوص‬
‫التنظيمية الجاري بها العمل للرئيس مراقبة مرؤوسيه‪ ،‬وذلك عن طريق ما يصدره إليهم من أوامر ملزمة متعلقة بالتنظيم و أساليبه‬
‫وهذه الرقابة تعتبر عامة أي موجهة إلى جل تصرفات الموظفين األقل درجة‪ ،‬وهي سلطة تقوم على أساس القوانين واألنظمة‬
‫المتداولة في هذا الشأن‪.‬‬
‫ومن أهم السلطات التي يتمتع بها الرئيس اتجاه مرؤوسيه هي‪:‬‬
‫‪ -1‬سلطة التوجيه‪ :‬هدفها إعانة المرؤوسين على فهم القوانين وذلك من خالل الدوريات والمناشير التي توضح النصوص والمقتضيات‬
‫القانونية‪ ،‬وقد تكون قرارات فردية أي موجهة إلى موظف بشخصه أو تنظيمية موجهة إلى أفراد معينين بأوصافهم وليس بذواتهم‬
‫وهذه القرارات تقبل الطعن أمام القضاء‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫حقوق المتظلمين من القرارات اإلدارية‪ .‬خاصة أولئك الذين يتظلمون بحسن نية لتضيع حقوق مشروعة‬
‫لهم في حال اللجوء إلى جهة رئاسية غير مختصة بالنظر في التظلم‪ ،‬وتجاوز اآلجال القانونية لممارسة‬
‫الطعن القضائي‪.‬‬
‫إن اجتهادات القضاء اإلداري المغربي رفعت بعض اللبس عن بعض اإلشكاالت في مجموعة من‬
‫أحكامها‪ ،‬إذ اعتبرت المحكمة اإلدارية بوجدة ‪ -‬على سبيل المثال ‪ -‬على "أن رئيس المحكمة االبتدائية‬
‫يعتبر سلطة رئاسية للعاملين بمصلحة كتابة الضبط بمن فيهم رئيس هذه األخيرة‪ ،‬بعد رفض رئيس‬
‫‪.124‬‬
‫مصلحة كتابة الضبط تسجيل مقال للطاعنة التي طالبت بإعفائها من أداء الرسوم القضائية‬
‫وقد أرسى االجتهاد القضائي الفرنسي مبدأ يقول بأن "السلطة التسلسلية يمكن أن توجد من دون نص‬
‫وهي متأصلة في كل بنية إدارية‪ 125" .‬كما أرسى مبدأ المراقبة التسلسلية الذي يسمح للسلطة العليا بإصدار‬
‫تعليمات إلى مرؤوسيها‪ ،‬وإلغاء قراراتهم أو تعديلها‪..‬‬
‫إنها – أي هذه السلطة التسلسلية ‪ -‬تقدم عادة كسلطة مراقبة‪ ،‬لذا من البديهي أن تكون صالحيات‬
‫اإللغاء والتعديل من سماتها األساسية‪ ،‬لكن "دراسة متأنية لالجتهاد القضائي الفرنسي والممارسة‬
‫اإلدارية الفرنسية "بينت أن سلطات الرقابة ‪ ،Pouvoir de contrôle‬أضف إليها سلطة الحلول‬
‫‪ Pouvoir de substitution‬ليس لهما تأثير أو خصوصية"‪ ،126‬كما تقول بذلك ‪Nicole Belloubet-‬‬
‫‪ Frier‬وهي تقارب وتقيم التجربة الفرنسية على هذا المستوى رغم كل ما يقال عن هذه التجربة المتميزة‪.‬‬
‫"إن السلطة التسلسلية ‪ Le pouvoir hiérarchique‬تسمح بالتحكم في القرارات المتخذة داخل‬
‫المنظمة‪ .‬وينشأ التفوق التسلسلي ‪ La supériorité hiérarchique‬أساسا عن قدرة السلطة العليا من‬
‫ضمان ضبط مهامها واختصاصاتها ‪ ،‬واإلشراف على قرارات السلطات التابعة لها‪ .‬ويتم ذلك بواسطة‬

‫سلطة التعقيب والرقابة على أعمال المرؤوس‪ :‬يتميز التعقيب فيما تخوله النصوص الدستورية والقانونية للرئيس من حق إجازة‬
‫أعمال مرؤوسيه واالعتراض عليها وقبول القرارات قد يكون قبوال صريحا أو ضمنيا‪ ،‬ففي الحالة األولى وجب على الرئيس إصدار‬
‫قرار القبول و إال اعتبر العمل المقام من طرف المرؤوس غير تام مهما كانت مدة السكوت‪ .‬أما في الحالة الثانية فيشترط مرور مدة‬
‫محددة‪.‬‬
‫وتشمل سلطة التعقيب أيضا إلغاء الرئيس لبعض القرارات المشروعة‪ ،‬لكن غير الصائبة نظرا لعدم مالءمتها للظروف التي يواجهها‬
‫المرفق أو الدولة‪ ،‬كما أن التعقيب يكون بناء على تنظيم إداري أو تلقائيا من طرف الرئيس‪.‬‬
‫‪ 124‬حكم ورد ضمن الدليل العملي للتظلم اإلداري وتطبيقاته القضائية‪ ،‬إشراف وتنسيق ثورية لعيوني‪ ،‬فريق البحث في األنظمة‬
‫القضائية اإلدارية المقارنة ‪ ،2016 ،‬ص ‪.59‬‬
‫" ‪125‬‬
‫"‪Le pouvoir hiérarchique peut exister" sans texte, il est inhérent à une structure administrative.‬‬
‫‪Conseil d’État, Section, 30 juin 1950, Sieur Quéralt, requête numéro 99882. p. 413 « Cons. que la‬‬
‫‪décision prise à cet égard par l’inspecteur du travail reste soumise, à défaut de dispositions contraires‬‬
‫‪de la loi et conformément aux principes généraux du droit public, au contrôle hiérarchique ; que‬‬
‫‪l’exercice, par le ministre, d’un tel contrôle, qui peut porter même sur l’opportunité du‬‬
‫» … ‪licenciement,‬‬
‫‪ -126‬كانت هذه الخالصة التي توصلت إليها ‪ Nicole Belloubet-Frier‬في أطروحتها " السلطة والعالقات التسلسلية في اإلدارة‬
‫الفرنسية (مرجع سابق)‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫تقنيات مختلفة‪ :‬السلطة التنظيمية العامة ‪ ، Le Pouvoir Règlementaire Général‬وسلطة تنظيم‬


‫وسلطات التعليمات ‪Le Pouvoir‬‬ ‫الخدمات ‪Le Pouvoir d'organisation des services‬‬
‫‪.d'instruction‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬ال توجد سلطة واحدة ولكن مجموعة سلط تسلسلية ‪ Pouvoirs hiérarchiques‬ال تأخذ‬
‫معناها وفعاليتها إال مجمعة ضمن عالقة تسلسلية ‪.Relation Hiérarchique‬‬
‫إنها لعبة قوى‪ ،‬توضع في بنية واحدة من مجموعة العناصر الفاعلة في وضعية هيمنة مقارنة مع‬
‫‪127‬‬
‫أجزاء أخرى من العالقة‪".‬‬
‫في نفس االتجاه يذهب ميشيل روسي إلى توصيف هذه السلطة التسلسلية داخل اإلدارة المغربية في‬
‫عالقتها بسوء استخدام السلطة‪.128‬‬
‫إشكال آخر يتعلق بما يرتبط بهذه السلطة التسلسلية على مستوى "الوصاية"‪ ،‬وعلى سبيل المثال‬
‫عالقة الجماعات الترابية والجهاز الوصي عليها مثال‪ ،‬ومصير التظلمات التي تقدم إلى وزير الداخلية‬
‫وفي هذا الشأن اعتبر القضاء المغربي في أحد قرارته‪ ،‬أن وزير الداخلية ليس بسلطة رئاسة ونموذجه‬
‫قرار تحت رقم ‪ 1‬بتاريخ ‪ 3‬يناير ‪ 1985‬بين عبد هللاا الكوش ووزير الداخلية‪ ،‬وجاء في تبرير المحكمة‬
‫"ولئن كان لوزير الداخلية سلطة وصاية على المجالس الجماعية التي تعتبر أجهزة منتخبة‪ ،‬فإن وزير‬
‫الداخلية ال يكون بالنسبة لها سلطة رئاسة‪ ،‬وبالتالي فان التظلم االستعطافي يكون قد وجه إلى سلطة ال‬
‫‪129‬‬
‫تعلو مباشرة المجلس البلدي إداريا مما يجب اعتبار هذا التظلم ال وجود له‪.‬‬
‫كما أن االلتباس في التظلم إلى الجهة الرئاسية المعنية‪ ،‬يجعل حقوق المتظلم تضيع خاصة في المجال‬
‫الضريبي‪ .‬ومن نموذجه ما جاء في حكم للمحكمة اإلدارية بالرباط "وحيث تشترط المادة ‪ 120‬المذكورة‬
‫( المادة ‪ 120‬من مدونة التحصيل) قبل رفع النزاع المتعلق بإجراءات تحصيل الديون العمومية أمام‬
‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬والتقدم بتظلم إلى رئيس اإلدارة التي ينتمي إليها المحاسب المكلف بالتحصيل‪ ،‬وهو‬
‫ما لم يقم به المدعي في نازلة الحال‪ ،‬ذلك أنه اكتفى بتوجيه تظلم إلى مدير الضرائب بطنجة في حين أن‬
‫هذا األخير ينتمي إلى مصلحة الوعاء‪ ،‬بينما تتعلق المنازعة في نازلة الحال بإجراءات التحصيل ‪ ،‬لذلك‬
‫فإنه أمام عدم إدالء المدعي بما يفيد تقديم تظلم إلى رئيس اإلدارة التي ينتمي إليها المحاسب المكلف‬
‫‪130‬‬
‫بالتحصيل‪ ،‬فإن طلبه يكون لهذه العلة غير مقبول‪".‬‬

‫‪ 127‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫‪Michel Rousset, Le pouvoir hiérarchique mauvais usage de l’autorité, l’administration marocaine‬‬
‫‪son droit et son juge Revue juridique et politique : indépendance et coopération 1992.‬‬
‫‪ 129‬قرار رقم ‪ ، 1‬عدد ‪ 75139‬الصادر في ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ 1405‬موافق ‪ 3‬يناير ‪ ،1985‬ورد ضمن مجلة الشؤون اإلدارية التي‬
‫تصدرها الوزارة المنتدبة لدى الوزير األول المكلفة بالشؤون اإلدارية‪ ،‬العدد السابع‪ 1987 ،‬ص ‪.160-159‬‬
‫‪ 130‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم‪ 249 :‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ 2004‬موافق ل ‪ 10‬محرم الحرام عام ‪ 1425‬ملف رقم‪03/130 :‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وهنا يطرح السؤال‪ :‬كيف يمكن أن يميز متظلم بين جهة وعاء وتحصيل‪ ،‬وهو ال يملك من ثقافة‬
‫تمكنه من إعمال هذا التمييز في مجال يتصف بالتعقيد؟‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التظلمات الخاصة ‪Recours Administratifs Spéciaux‬‬


‫تكون التظلمات اإلدارية خاصة‪ ،131‬إن وردت ضمن نصوص قانونية خاصة‪ ،132‬وهي في‬
‫مجموعها ‪ -‬أي هذه التظلمات الخاصة ‪ -‬تتميز بصعوبة تحديدها‪ ،133‬كما أن تصنيفها يطبعه طابع التشعب‬
‫والتعقيد‪ ،134‬وتشكل بذلك "مجموعة غير متجانسة"‪ ،‬وعدم التجانس هذا يعود إلى كونها تحمل تسميات‬
‫مختلفة‪ :‬تظلم أو طعن ‪ ،Recours‬أو مطالبات ‪ ،Revendication‬أو شكايات ‪( Réclamations‬في‬
‫نص المدونة العامة للضرائب باللغة الفرنسية نجد استعمال مصطلح ‪ Réclamation‬كمقابل لمصطلح‬
‫مطالبة‪ ،‬وهو نفس المصطلح الذي كرره المشرع الفرنسي في مدونة الضرائب الفرنسية أكثر من مئة‬
‫وثمانين مرة‪ ،‬علما أن هذا مصطلح مطالبة في التشريع الفرنسي مقابله هو ‪ Revendication‬ونجده في‬
‫مدونة التجارة الفرنسية‪ 135‬ومدونة الجمارك‪ .)136‬كما أن عدم التجانس أيضا بين هذه التظلمات (الطعون)‬
‫يمكن إرجاعه إلى اختالف طبيعتها‪ ،‬إذ هناك تظلمات خاصة اختيارية من حيث المبدأ حيث بإمكان أي‬
‫شخص معني أو بواسطة محامي ينوب عنه ممارسة التظلم اإلداري الخاص‪ ،‬في مقابل تظلمات أخرى‬
‫ذات طبيعة إلزامية" ‪ ،137‬وفي هذا الحالة يترتب عن عدم تقديم تظلم إداري‪ ،‬جزاء عدم قبول‬
‫‪ Irrecevabilité‬الطعن القضائي‪ ،‬واعتبر مجلس الدولة الفرنسي في قرار له بتاريخ ‪ 18‬نونبر ‪2005‬‬
‫أن هذا النوع من التظلمات يحدد الموقف النهائي لإلدارة‪ ،138‬وهذا الموقف مشروط بأمرين‪ ،‬من جهة‬

‫ش ض‪ ،‬ملف منشور على موقع وزارة العدل‪.‬‬


‫‪ 131‬مصطلح الخصوصية ورد في ظهير تأسيس المجلس األعلى والفصل ‪ 14‬والفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية والفصل‬
‫‪ 23‬من القانون رقم ‪.90.41‬‬
‫‪132‬‬
‫‪Recours administratifs, Répertoire Dalloz – Contentieux administratif, t. 3, Dalloz, 2000, p. 25‬‬
‫‪133‬‬
‫‪JEANNARD Sébastien, Le recours administratif dans le système juridique français LGDJ-‬‬
‫‪Lextenso éditions paris 2013, page 47.‬‬
‫‪134‬‬
‫‪Ibid, page 48.‬‬
‫‪135‬‬
‫‪L'article L. 624-9 du Code de commerce « La revendication des meubles ne peut être exercée que‬‬
‫» ‪dans le délai de trois mois suivant la publication du jugement ouvrant la procédure.‬‬
‫‪136‬‬
‫‪Code des douanes - 379 (LEGIARTI000006615877 - LEGITEXT000006071570).‬‬
‫‪1. « L’administration des douanes a, pour les droits, confiscation, amende et restitution, privilège et‬‬
‫‪préférence à tous créanciers sur les meubles et effets mobiliers des redevables, à l'exception des frais‬‬
‫‪de justice et autres frais privilégiés, de ce qui est dû pour six mois de loyer seulement, et sauf aussi‬‬
‫‪la revendication dûment formée par les propriétaires des marchandises en nature qui sont encore‬‬
‫‪emballées. 2. L'administration a pareillement hypothèque sur les immeubles des redevables mais‬‬
‫» ‪pour les droits seulement.‬‬
‫‪137‬‬
‫‪JEANNARD, Sébastien, loc cite.‬‬
‫‪138‬‬
‫‪Conseil d'État, 18 novembre 2005, n° 270075 ; identifiant Légifrance :‬‬
‫‪CETATEXT000008235737. « Considérant que l’institution par ces dispositions d’un recours‬‬

‫‪40‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫أولى أن اإلدارة التي نظرت في التظلم عليها أن تضع في حسبانها االعتبارات القانونية والواقعية في‬
‫ يعوض‬،‫ ومن جهة ثانية‬،139‫التاريخ الذي تنظر فيه في التظلم اإلداري اإللزامي وليس التظلم األولي‬
‫ أي أن الغرض‬.‫ ويمكن إحالته وحده إلى القاضي اإلداري‬،‫القرار المتخذ بشأن التظلم كلية القرار األولي‬
‫من ممارسة هذا التظلم هو تمكين السلطة اإلدارية في حدود صالحياتها من معالجة عدم شرعية القرار‬
‫ وليس له أي تأثير على شرعية القرار الذي‬،‫ والذي لم يعد عرضة للتظلم من العيوب التي شابته‬،‫األولي‬
‫ وعند االقتضاء‬،‫ حيث أن القرار المتخذ يصبح هو وحده عرضة للطعن القضائي‬.‫تم االستعاضة عنه به‬
‫ وهنا يسجل تردد في مواقف مجلس الدولة الفرنسي‬،140‫يتم إلغاءه إذا اعتراه عيب من عيوب الشرعية‬
.141

administratif, préalable obligatoire à la saisine du juge, a pour effet de laisser à l’autorité compétente
pour en connaître le soin d’arrêter définitivement la position de l’administration ; qu’il s’ensuit que
la décision prise à la suite du recours se substitue nécessairement à la décision initiale ; qu’elle est
seule susceptible d’être déférée au juge de la légalité ; que si l’exercice d’un tel recours a pour but
de permettre à l’autorité administrative, dans la limite de ses compétences, de remédier aux
illégalités dont pourrait être entachée la décision initiale, sans attendre l’intervention du juge, la
décision prise sur le recours n’en demeure pas moins soumise elle-même au principe de légalité ;… »
139
Conseil d'État, 29 novembre 1993, Garelli, n° 119949, Identifiant Légifrance :
CETATEXT000007836599. « Considérant en premier lieu, que la légalité de la décision prise par
le préfet des Alpes Maritimes à la suite du recours préalable, prévu par l'article R351-34 du code du
travail, doit s'apprécier compte tenu des éléments d'appréciation dont disposait le préfet au moment
où il a statué sur ce recours. Qu'ainsi le ministre du travail, de l'emploi et de la formation
professionnelle n'est pas fondé à soutenir, que c'est à tort que le tribunal administratif de Nice a pris
en considération non seulement les deux démarches accomplies par Mme Garelli antérieurement au
1er août 1986, date de la décision initiale d'exclusion, mais aussi les quatre démarches accomplies
entre cette date et celle du 3 décembre 1986 à laquelle le préfet s'est prononcé sur le recours
préalable.. »
140
Conseil d'État, le 18 novembre 2005, N° 270075 ? Identifiant Légifrance :
CETATEXT000008235737 « L'institution d'un recours administratif, préalable obligatoire à la
saisine du juge, a pour effet de laisser à l'autorité compétente pour en connaître le soin d'arrêter
définitivement la position de l'administration. Il s'ensuit que la décision prise à la suite du recours se
substitue nécessairement à la décision initiale et qu'elle est seule susceptible d'être déférée au juge
de la légalité.
Si l'exercice d'un tel recours a pour but de permettre à l'autorité administrative, dans la limite de ses
compétences, de remédier aux illégalités dont pourrait être entachée la décision initiale, sans attendre
l'intervention du juge, la décision prise sur le recours n'en demeure pas moins soumise elle-même
au principe de légalité... »
‫ قرر فيه‬، Leroy-Merlin ‫ على أن اجتهادا آخر لمجلس الدولة الفرنسي بشأن التظلمات اإلدارية اإللزامية في قضية شركة‬141
‫ فإن القرارات اإلدارية المتخذة بشأن موضوع التسجيل‬،Un Ordre Professionnel ‫على أن النزاعات المتعلقة بهيئة مهنية‬
‫ من طرف األشخاص الذين تشير إليهم صراحةً النصوص التي تنظم هذه‬،ً‫ يتم التظلم منها إلزاميا‬،‫في الجداول المتعلقة بهذه الهيئات‬
‫ قد تقدمت إلى مجلس الدولة بطلب قصد إلغاء الحكم‬Leroy-Merlin ‫وتفاصيل هذه القضية تعود إلى كون شركة‬. ‫التظلمات‬
‫ والذي‬،2001 ‫ مارس‬6 ‫ بشأن إلغاء الحكم المؤرخ‬،‫ فكان أن رفضت محكمة بوردو اإلدارية طلبها‬،2004 ‫ دجنبر‬31 ‫المؤرخ‬
‫ سبتمبر‬28 ‫ إلغاء قرار‬،‫ واحدى الجمعيات وشركة سورزات‬،‫بموجبه قررت محكمة بوردو اإلدارية وبناء على طلب شركة أكيتين‬
.‫ على أراضي بلدية تشانسيليد‬² ‫ م‬5990 ‫ للجنة المقاطعة يأذن إلنشاء متجر بمساحة‬1999
Conseil d’État 10 mars 2006, n° 278220, Sté Leroy Merlin, Identifiant Légifrance :
CETATEXT000008258847. « Sous réserve du cas où, en raison tant des missions conférées à un

41
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫ سواء على مستوى التصنيف األصلي‬،‫كما أن محاولة تصنيف هذه التظلمات باءت بالفشل‬
‫ أو‬Classification Fonctionnelle143 ‫ أو التصنيف الوظيفي‬،Classification originelle142
‫ مع اإلشارة إلى أن هناك أنواع متعددة من التظلمات‬،Classification Finaliste144 ‫التصنيف النهائي‬
‫ وبناء عليه يمكن‬،‫في القانون العام المغربي وإن لم تكن بنفس العدد على مستوى الممارسة في فرنسا‬
‫ ثم التظلمات‬،)‫ (أوال‬Recours tutelle ‫تقسيم هذه التظلمات الخاصة إلى نوعين التظلم الوصائي‬
.)‫ (ثانيا‬Recours de contrôle 145‫الخاصة الرقابية‬

RECOURS TUTULLE ‫ التظلم الوصائي‬:‫أوال‬


‫ الطبيعة القانونية للتظلم الوصائي‬-‫أ‬

ordre professionnel qu'à son organisation à l'échelon local et au plan national. Les dispositions
législatives ou réglementaires prévoyant devant les instances ordinales, une procédure obligatoire
de recours administratif préalablement à l'intervention d'une juridiction doivent être interprétées
comme s'imposant alors à peine d'irrecevabilité du recours contentieux à toute personne justifiant
d'un intérêt lui donnant qualité pour introduire ce recours contentieux, une procédure de recours
administratif préalable n'est susceptible de s'appliquer qu'aux personnes qui sont expressément
énumérées par les dispositions qui en organisent l'exercice. Ainsi, en matière d'urbanisme
commercial, seules les personnes visées à l'article L. 720-10 du code de commerce sont soumises à
l'obligation de recours administratif obligatoire devant la commission nationale d'équipement
commercial» .
‫ إذ اعتبر أنه عندما تنظم‬، 2015 ‫ شتنبر‬28 ‫ بتاريخ‬Jean-Paul YX ‫ليتراجع مجلس الدولة عن اجتهاد سابق له في قضية‬
‫ فإن االمتثال لهذا اإلجراء ضروري‬،‫ قبل ممارسة الطعن القضائي‬،‫األحكام التشريعية أو التنظيمية طريقة لممارسة تظلم إلزامي‬
‫ أي جميع األشخاص‬،‫ وذلك ألي شخص يبرر أن له مصلحة تمنحه الحق في ممارسة طعن نزاعي‬،‫تحت طائلة عدم القبول‬
‫ وليس فقط األشخاص المشمولين صراحةً بالنصوص التي تنظم هده‬،‫ ولو بدون وجود نص قانوني يشير إلى ذلك‬،‫المعنيين‬
).‫التظلمات‬
Conseil d’État, 28 septembre 2005, N° 266208, Jean-Paul YX, Identifiant Légifrance :
CETATEXT000008232003. « Lorsque des dispositions législatives ou réglementaires organisent
une procédure obligatoire de recours administratif préalable à l'intervention d'une juridiction, le
respect de cette procédure s'impose à peine d'irrecevabilité du recours contentieux à toute personne
justifiant d'un intérêt lui donnant qualité pour introduire ce recours contentieux … »
:‫ في كتابه‬René Chapus ‫ نجد هذا التنصيف مثال عند‬،‫ تصنيف يسمح بتمييز الشكايات عبر وظيفة النصوص التي تنشئها‬142
Droit du contentieux administratif René Chapus Editor, 12ème édition, Montchrestien, coll. Domat
droit public. P.400.
‫ والتفرقة بينها بحسب الهدف المنشود وقت‬،‫ التصنيف الوظيفي يقصد به التمييز بين التظلمات اإللزامية بحسب الغرض منه‬143
‫ وهذا التصنيف يسلط الضوء على تحفيزات السلطات العمومية عندما ترسي طريقة من الطرق‬. .. ‫إنشاءها من طرف المشرع‬
.‫القانونية‬
‫ وهو تصنيف‬،‫ تصنيف يميز التظلمات اإلدارية اإللزامية حسب األغراض المحددة لها و النزاعية التي يمكن أن تؤدي إليها‬144
‫ كما أن القاضي اإلداري قد يعطي أهمية لتظلم‬،‫ وأسباب هذا الفشل تعود إلى تضاعف التظلمات اإللزامية‬،‫تعرض للفشل أيضا‬
:‫ في كتابه‬Prévédourou Eugénie ‫ و اعتمد هذا التصنيف‬،‫عوض آخر ينتمي إلى نفس النوع‬
" Les recours administratifs obligatoires : étude comparée des droits allemand et français, LGDJ,
coll. Bibliothèque de droit public, 1996."
145
Recours administratifs, Répertoire Dalloz – Contentieux administratif, t. 3, Dalloz, 2000, p. 25

42
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وضعت مجموعة من المؤسسات اإلدارية تحت وصاية سلطة عمومية أخرى‪ ،‬وفي إطار التنظيم‬
‫الالمركزي تخضع السلطات الالمركزية في بعض أعمالها إلى مراقبة سلطة الوصاية التي تراقب مطابقة‬
‫أعمالها للقانون‪ ،‬وتبعا لذلك يمكن التظلم ضد بعض أعمالها مباشرة‪ .146‬ويعني ذلك تقديم التظلم إلى لجان‬
‫أو جهة خارجية بمعنى تظلم خارجي ليس لرئيس الموظف اإلداري‪ ،‬وال إلى رئيسه األعلى وإنما إلى‬
‫‪147‬‬
‫جهة محايدة ومستقلة‪ ،‬جهة رقابية تشكل لغايات تلقي التظلمات والبت فيها‪.‬‬
‫وهذا ما يميز التظلم الوصائي الموجه إلى السلطة اإلدارية العليا المكلفة بممارسة الوصاية‪ ،‬مثال‬
‫الجماعات الترابية ومجالس العماالت واألقاليم ومجالس الجهات التي تخضع لوصاية وزير الداخلية أو‬
‫السلطة التي فوض لها وزير الداخلية هذا االختصاص‪ ،‬والمؤسسات الجامعية أيضا تخضع لوصاية‬
‫السلطة الحكومية المكلفة بالتعليم العالي‪.‬‬
‫ويتميز الطعن الموجه إلى سلطة الوصاية عن الطعن الرئاسي‪ ،‬ذلك ألن سلطة الوصاية الموجه إليها‬
‫الطعن ليست رئاسية للهيئة المرفوع ضدها الطعن‪.148‬‬
‫وتبعا لذلك فإنه على سبيل المثال ال يمكن التوجه بدعوى ضد الجماعات الترابية من جهات وعماالت‬
‫وأقاليم وجماعات‪ ،‬قبل رفع مذكرة أولية إلى وزير الداخلية أو إلى السلطة التي فوض إليها ذلك‪ ،‬كما‬
‫‪149‬‬
‫تنص على ذلك المواد ‪ 239‬و‪ 240‬و‪ 241‬من القانون التنظيمي رقم المتعلق بالجهات ‪111.14‬‬
‫والمواد ‪ 56‬و‪ 66‬و‪ 267‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ 150‬والمواد ‪ 209‬و‪210‬‬
‫و‪ 211‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪ .151‬وهي مواد تنسخ بعضها في‬
‫القوانين التنظيمية تلك دون أي زيادة أو نقصان‪ ،‬كما أن الدعاوى المتعلقة بمطالبة جهة أو عمالة أو إقليم‬
‫أو جماعة بدين أو تعويض‪ ،‬ال يمكن أن ترفع تحت طائلة عدم القبول إال بعد إحالة األمر مسبقا إلى والي‬
‫الجهة فيما يخص الجهات أو عامل اإلقليم أو العمالة بالنسبة لألقاليم والعماالت‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة‬
‫للجماعات مع إضافة من ينوب عنه في هذه الحالة األخيرة‪ ،‬حيث إذا لم يتوصل المتظلم بجواب عن‬
‫شكايته خالل أجل ‪ 30‬يوما من تاريخ تسليم الوصل‪ ،‬أو لم يقبل المشتكي شكايته أمكنه رفع شكايته إلى‬

‫‪ 146‬عبد القادر باينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.70.‬‬


‫‪ 147‬صفاء محمود السويلميين‪ ،‬الرقابة اإلدارية على قرار ترقية الموظف العام في نظام الخدمة المدنية األردني رقم ‪ 82‬لسنة ‪2013‬‬
‫علوم الشريعة والقانون‪ ،‬المجلّد ‪ ، 43‬العدد‪ ،2016 ،2‬ص ‪.747‬‬
‫‪ 148‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 149‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪ ) 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق‬
‫بالجهات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪.)2015‬ص ‪.6380‬‬
‫‪ 150‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬رمضان ‪ 1436‬الموافق لـ ‪ 7‬يوليوز ‪ 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪113.14‬‬
‫المتعلق بالجماعات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ )2015‬ص‪.6660‬‬
‫‪ 151‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق‬
‫بالعماالت واألقاليم‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ .)2015‬ص ‪.6625‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية التي تدرسها خالل نفس اآلجال‪ ،‬أو رفع الدعوى مباشرة أمام المحكمة‬
‫المختصة‪.‬‬

‫ب‪ -‬التظلم الوصائي بين اإللزامي واالختياري‪.‬‬


‫يمكن التمييز بين مرحلتين بالنسبة للتظلم الوصائي فيما يخص االجتهاد القضائي‪ ،‬مرحلة إجبارية‬
‫الطعن اإلداري بجميع أنواعه والتي نص عليه القانون المحدث للمجلس األعلى‪ ،‬ومرحلة ما بعد ظهير‬
‫‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬حيث تناقضت أحكام المحاكم في هذا الشأن‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة إلزامية الطعن اإلداري (‪ :)1974 -1957‬طبيعة القضايا التي عرضت على القضاء‬
‫المغربي‪ ،‬فرضت على القضاء المغربي االجتهاد وفق سياق سياسي‪ ،‬فدعاوى اإللغاء لم يعرف المغرب‬
‫انطالقتها إال بعد االستقالل أي لجوء المواطن المغربي لممارستها للطعن في قرارات اإلدارة‪ ،‬إذ كان‬
‫يعتبر كل من يطعن فيها بمثابة طعن منه في الوالء الدائم للسلطان‪( 152.‬وجبت اإلشارة إلى أن دعوى‬
‫اإللغاء في عهد الحماية ضد القرارات المشوبة باستعمال السلطة بمقتضى الظهير المؤرخ في ‪ 1‬شتنبر‬
‫‪ 1928‬والمرسوم المؤرخ في ‪ 23‬نونبر‪ ،1928‬كانت تقيد هذا الحق‪ ،‬حيث أقر اختصاص مجلس الدولة‬
‫الفرنسي للنظر في دعاوى اإللغاء المرفوعة من لدن الموظفين ضد القرارات اإلدارية المرتبطة بنظامهم‬
‫األساسي والصادرة عن سلطات الحماية‪ ،‬وهو ما يجعل ممارستها تعجيزية لبعد مركز التقاضي وتعقيد‬
‫المسطرة الواجب اتباعها‪ ،‬والوضعية النفسية للعاملين المغاربة المعنيين بهذه الدعوى خاصة أن ناظر‬
‫الدعوى هو مجلس الدولة الحامية )‪.‬‬
‫إذن خالل هذه المرحلة (‪ )1974 -1957‬كانت غالبية الطعون اإلدارية الموجهة إلى اإلدارة تذهب‬
‫إلى اعتبار الوزير األول سلطة عليا‪ ،153‬وجهة وصاية على كل المؤسسات‪ ،‬وهنا حسم االجتهاد القضائي‬
‫األمر من خالل محكمة النقض حين اعتبرت أن ذلك ليس من اختصاصها‪ ،‬وأنه في حالة عدم قيام‬
‫الوزير األول بإحالة الطعن المقدم إليه خالل ‪ 60‬يوما من يوم تبليغ التظلم فإنه يعتبر خارج األجل‪ ،‬وأكد‬
‫أن التظلم يجب أن يقدم إلى الوزير المصدر للقرار‪ ،‬وفي حالة وزارة الداخلية ووصايتها على المجالس‬
‫الجماعية التي تعتبر أجهزة منتخبة‪ ،‬فان وزارة الداخلية ال تكون بالنسبة لها سلطة رئاسة‪ ،‬ومعه "تقديم‬
‫تظلم استعطافي يوجه إلى سلطة ال تعلو مباشرة المجلس البلدي إداريا‪ ،‬ويجب اعتبار هذا التظلم ال وجود‬
‫‪154‬‬
‫له‪".‬‬

‫‪ 152‬عبد الوهاب رافع‪ ،‬نظرة عن الطعن اإلداري في القرارات اإلدارية من خالل االجتهاد القضائي‪ ،‬مجلة المحامي‪ ،‬عدد ‪،2‬‬
‫‪ ،1980‬ص ‪.30‬‬
‫‪ 153‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ 154‬محكمة النقض‪ ،‬قرار بتاريخ ‪ 3‬يناير ‪ 1985‬بين عبد هللاا الكوش وبين وزير الداخلية‪ ،‬سبقت اإلشارة إليه‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫كما أ ن االجتهاد القضائي المغربي ذهب أبعد من ذلك‪ ،‬مبرزا أن عالقة الوصاية ال تبرر لقائد أن‬
‫يحل محل المجلس البلدي في اتخاذ مقرر ما طالما لم يرخص له القانون ذلك‪ ،155‬راسما حدودا لهذه‬
‫الوصاية في عالقتها باألجهزة المنتخبة‪ .‬كما اعتبر" التظلم إلى لجنة وزارية للطعن في قرار صادر عن‬
‫‪156‬‬
‫لجنة مكونة من ثالثة وزراء كل وزير على حدى هو غير مرتكز على أساس‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة ما بعد ظهير ‪ 30‬شتنبر ‪ :1571976‬وفي هذه المرحلة أصبحت التظلمات في مجال الوصاية‬
‫على الجماعات الترابية إلزامية فقط‪ ،‬إن تعلق األمر بمنفعة من منافعها أو حق من حقوقها واختياريا إن‬
‫تعلق بمقرر من مقررات رئيس المجلس‪" ،‬ولما كان هذا الطعن موجها إلى المقرر اإلداري الصادر عن‬
‫المجلس الجماعي وغير موجه إلى الجماعة ذاتها وال يرمي إلى المنازعة في حق من حقوقها أو منفعة‬
‫من منافعها‪ ،‬فانه ال مجال ألن يسبق هذا الطعن تظلم بموضوعه إلى وزير الداخلية طبق ما يقتضيه‬
‫الفصل ‪ 43‬من ظهير ‪ ،"1976-9‬تقول محكمة النقض في قرار لها بتاريخ ‪ 5‬فبراير ‪ 1982‬في قضية‬
‫من هذا النوع ‪.158‬‬
‫كما اتجه االجتهاد القضائي المغربي إلى توضيح المقصود من التظلم الوصائي واشتراط تقديم مذكرة‬
‫إلى الوالي أو العامل‪ ،‬قبل رفع الدعوى ضد المجلس الجماعي تتضمن موضوع وأسباب الدعوى مقابل‬
‫وصل بذلك تحت طائلة عدم القبول‪ ،‬واألمر "ال يتعلق بكل الدعاوى المرفوعة ضد المجلس وإنما يقتصر‬
‫األمر على رفع دعوى التعويض أو الشطط في استعمال السلطة‪ ،159"..‬كما اتجه إلى تفسير المقصود‬
‫بدعاوى التعويض في الفصل ‪ 48‬من القانون ‪ 78. 00‬الذي ليس "هو تعويض حصة في قسمة بقيمتها‬

‫‪ ،1970‬متوفر ضمن اجتهادات محكمة النقض‬ ‫‪ 155‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم اإلداري عدد ‪ 27‬الصادر في ‪ 12‬يونيو‬
‫‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.1565‬‬
‫‪ 156‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم اإلداري عدد ‪ 4‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬رمضان ‪ 1389‬موافق ل ‪ 21‬نونبر ‪ ،1969‬متوفر ضمن اجتهادات‬
‫محكمة النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.1949‬‬
‫‪ 157‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.76.583‬بتاريخ ‪ 5‬شوال ‪ 30( 1396‬سبتمبر ‪ )1976‬المعتبر بمثابة قانون يتعلق بالتنظيم الجماعي‬
‫جريدة رسمية عدد ‪.3335‬‬
‫‪ 158‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ، 25‬بتاريخ ‪ 5‬فبراير ‪ ،1982‬ملف إداري عدد ‪ ، 91592‬متوفر ضمن اجتهادات محكمة‬
‫النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.2865‬‬
‫‪ 159‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ ،356‬بتاريخ ‪ 26‬يناير ‪ 2010‬في الملف المدني عدد ‪ ، 3008/1/4/2008‬غير منشور‪.‬‬
‫"اشتراط تقديم مذكرة إلى الوالي أو العامل قبل رفع الدعوى ضد المجلس الجماعي‪ ،‬تتضمن موضوع و أسباب تلك الدعوى مقابل‬
‫وصل بذلك تحت طائلة عدم القبول‪ ،‬ال يتعلل بكل الدعاوى المرفوعة ضد المجلس‪ ،‬وإنما يقتصر األمر على رفع دعوى التعويض‬
‫أو الشطط في استعمال السلطة‪.‬‬
‫ولما كان الثابت من مستندات الملف أن رئيس المجلس البلدي لم يرفع الدعوى باسم المجلس‪ ،‬وأن األمر في النازلة ال يتعلق بدعوى‬
‫التعويض أو الشطط في استعمال السلطة‪ ،‬وإنما رفعت الدعوى في مواجهته من قبل المدعين الذين يطلبون إنهاء حالة الشياع وفرز‬
‫نصيب‪ ،‬والمحكمة مصدرة القرار المطعون فيه لما عللته " أن األمر يتعلق بدعوى القسمة التي ما لها إما القسمة العينية أو التصفية‪،‬‬
‫وأن هذه تدخل بصفة عامة في باب دعاوي التعويض عن الحصة المقسومة‪ ،‬وبالتالي فإن الفصل ‪ 48‬من قانون ‪ 78.00‬اشترط‬
‫تحت طائلة عدم القبول إخبار الجماعة وتوجيهه للسلطة الوصية عليها بمذكرة مقابل وصل‪ ،‬وأن الجهة المدعية لم تتقيد بهذا الشرط‬
‫"مع أن من دعاوي التعويض في الفصل ليس هو تعويض حصة في قسمة بقيمتها المالية والذي ال ينقص من مالية الجماعة‪ ،‬وإنما‬
‫العوض عن الضرر بجميع أنو اعه الذي قد يؤدي في حالة الحكم به إلى اإلنقاص من مال المجلس الجماعي‪ ،‬فإنها فسرت الفصل‬
‫‪ 48‬أعاله تفسيرا خاطئا وعللت قرارها تعليال فاسدا ينزل منزلة انعدامه وعرضته للنقض ‪." ..‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫المالية والذي ال ينقص من مالية الجماعة‪ ،‬وإنما التعويض عن الضرر بجميع أنواعه الذي قد يؤدي في‬
‫حالة الحكم به إلى اإلنقاص من ميزانية المجلس الجماعي‪.160"..‬‬
‫إن أحد مبادئ القانون اإلداري التي تتمثل في أنه ال وصاية إال بنص‪ ،161‬وال وصاية خارج حدود‬
‫النص‪ ،‬وهي توجد فقط فيما لو تم التنصيص عليها كذلك صراحة‪ ،‬وضمن الحدود التي نظمها هذا النـص‬
‫والتي أوجد لها االجتهاد القضائي الفرنسي في هذا الصدد بعض االستثناءات‪ .‬وهنا تظهر صعوبة هذا‬
‫النوع من التظلمات واللجوء إليها قد تضيع معه حقوق المتضررين‪ ،‬رغم إيجابياته في بعد الجهة‬
‫الخارجية عن حيثيات القرار‪.162‬‬
‫"إن الوصاية الشرعية هي سبب كالسيكي لمراقبة الوصي‪ ،‬بما أن الجماعات الالمركزية تخضع‬
‫الحترام القانون واللوائح الصادرة عن السلطة المركزية‪ ،‬ولذلك فمن الطبيعي والمشروع أن تكفل هذه‬
‫األخيرة تطبيق جميع القواعد بشكل متجانس في جميع أنحاء البلد"‪ ،163‬وهذا ال يعني أنه ال توجد تظلمات‬
‫بين الدولة كجهاز وصي من خالل العمال والوالة وبين جماعاتها الترابية‪ ،‬وإن كان هذا يسجل على‬
‫مستوى الدولة الفرنسية وجماعاتها كطعون وليس تظلمات‪.164‬‬

‫ثانيا‪ :‬التظلمات الرقابية الخاصة ‪Les recours de contrôle spéciaux‬‬

‫التظلمات الرقابية الخاصة هي من الطرق البديلة الرئيسية لتسوية مجموعة من المنازعات ذات‬
‫الطبيعة الخاصة‪ ،‬ومن خاللها فرض المشرع على صاحب المصلحة أو من يمثله‪ ،165‬وجوب التظلم من‬
‫القرار اإلداري وفق مسطرة خاصة‪ ،‬قـبل سلك مسطرة الطعن به أمام القضاء ضمن آجال محددة ‪ ،‬وهذا‬
‫ما نصت عليه الفقرة الثالثة من المادة ‪ 23‬من قانون المحاكم اإلدارية‪ " :‬إذا كان نظام من األنظمة ينص‬

‫‪ 160‬القرار السابق‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫‪Conseil d’État, le 17 mars 1972, Mme Figaroli¸ N° 76453, Conseil d'État, Lebon, p. 224, AJDA‬‬
‫)‪1972, p. 213. )Approbation de l 'autorité de tutelle non nécessaire‬‬
‫‪ 162‬صفاء محمود السويلميين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.747‬‬
‫‪163‬‬
‫‪Benjamin HUGLO La contractualisation des relations entre l’État et les collectivités territoriales‬‬
‫‪Thèse de doctorat en droit public soutenue le 4 juillet 2014, Université Panthéon-Assas (Paris II) p‬‬
‫‪271 - 281.‬‬
‫‪164‬‬
‫‪Ibid, p 271, 281.‬‬
‫‪ 165‬الفقرة ‪ 2‬من ظهير شريف رقم ‪ 1.08.101‬صادر في ‪ 20‬من شوال ‪ 20( 1429‬أكتوبر ‪ )2008‬بتنفيذ القانون رقم ‪28.08‬‬
‫المتعلق بتعديل القانون المنظم لمهنة المحاماة‪.‬‬
‫أيضا اتجه القضاء الفرنسي إلى قبول التظلمات اإللزامية من طرف المحامين نيابة عن موكليهم منذ سنة ‪1965‬‬
‫‪Conseil d’État, le 10 Mars 1965, Möller, Lebon, p. 157.‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫على إجراء خاص في شأن بعض الطعون اإلدارية فإن طلب اإللغاء القضائي ال يكون مقبوال‪ ،‬إال إذا رفع‬
‫إلى المحكمة بعد استنفاذ هذا اإلجراء وداخل نفس اآلجال المشار إليها أعاله‪".‬‬
‫ويرسل التظلم الرقابي إلى "سلطة تتمتع بالقدرة على إصالح قرارات سلطة إدارية دون أن تكون‬
‫هي السلطة التسلسلية أو السلطة الوصائية "‪ 166.‬وأما عن تحديد نطاقها فتميزه صعوبة بالغة وفي هذا‬
‫كونها تحمل مسميات عدة مثل المطالبة ‪ Appel‬كما هو منصوص عليه في القوانين الضريبية‪ ،‬أو شكاية‬
‫‪ Réclamation‬كما هو منصوص عليه في قوانين الجماعات الترابية‪ ،‬أو تظلم ‪ Recours‬في نصوص‬
‫أخرى‪ 167‬وتعرض ‪ Opposition‬في قانون التعمير‪ ،‬إلى جانب القضاء الذي أنجز دراسة من خالل‬
‫مجلس الدولة سنة ‪ ،1682008‬وتحت إشراف فريق وازن‪ 169‬على مستوى التظلمات اإللزامية بناء على‬
‫رسالة من رئيس الوزراء الفرنسي‪ ،‬والتي حددت لها أربعة أهداف‪:‬‬
‫إجراء دراسة تشخيصية واستقصائية للطعون اإلدارية المسبقة؛‬ ‫▪‬

‫استخالص القواعد المشتركة لهذه اإلجراءات؛‬ ‫▪‬

‫تحديد المجاالت التي يكون فيها إدخال مثل هذه اإلجراءات مناسبا؛‬ ‫▪‬

‫تحديد شروط نجاح هذه النهج القانوني‪.‬‬ ‫▪‬

‫وخاللها كشف المجلس الفرنسي في دراسته الميدانية‪ ،‬أن أمهات الكتب في القانون اإلداري اقتصرت‬
‫على ذكر ‪ 35‬إجراء من الطعون اإلدارية‪ ،‬بينما على مستوى الممارسة هناك ‪ 140‬نوعا من الطعون‬
‫المختلفة‪ .‬وأن نطاقها شاسع يهم‪ :‬الضرائب والدين العام‪ ،‬واالنتخابات اإلدارية والترتيبية‪ ،‬والتدريس‬
‫وقرارات االتحادات والرياضة‪ ،‬ورفض التأشيرة لدخول فرنسا وغيرها من المجاالت‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫‪Didier TRUCHET, « V° Recours administratif », Répertoire Dalloz de contentieux‬‬
‫‪administrative, 2000, p. 84. « Une autorité qui dispose du pouvoir de réformer les décisions d'une‬‬
‫‪autorité administrative, sans être pour autant ni l'exécutif hiérarchique, ni l'autorité de tutelle ».‬‬
‫‪(Voir aussi : Muriel Vrignaud Les modes non juridictionnels de règlement des litiges administratifs,‬‬
‫‪Thèse de doctorat en Droit public, Université de Nantes, sous le sceau de l’Université Bretagne‬‬
‫‪Loire, 2016. p.91‬‬
‫‪167‬‬
‫‪JEANNARD Sébastien., Jeannard Sébastien, op cit, p.47.‬‬
‫‪168‬‬
‫‪Conseil d’État, Les Recours Administratifs Préalables Obligatoires à la saisine du juge : un mode‬‬
‫‪souple de règlement des conflits, conférence de presse mardi 16 septembre 2008 (Disponible sur‬‬
‫‪http://WWW.conseil-etat.fr/ce/actual/pdf/rapo_dossier_de_presse. pd).‬‬
‫‪ 169‬تم تشكيل فريق عمل برئاسة ‪ Olivier Schrameck‬نائب رئيس حاكم ليماس ‪ ، Lemas‬ومدير الجرائد الرسمية‪ ،‬كما‬
‫ضم الفريق مجموعة شخصيات من أكاديميين ومحامين وممثلي ثمانية وزارات‪ ،‬ورئيس مجلس الطعون ضد رفض التأشيرات‪.‬‬
‫ونتيجة لعمل هذه المجموعة‪ ،‬التي عقدت العديد من جلسات االستماع وأشركت في عملها جميع الوزارات المعنية بهذا الموضوع‪،‬‬
‫تم تبني التقرير المتعلق بالطعون اإلدارية من طرف الجمعية العامة لمجلس الدولة‪ .‬كما جرى به العرف‪ ،‬وتم نشر هذه الدراسة سنة‬
‫‪.2008‬‬
‫‪Conseil d’État, les recours administratifs préalables obligatoires à la saisine du juge : un mode souple‬‬
‫‪de règlement des conflits, conférence de presse mardi 16 septembre 2008 (Disponible sur‬‬
‫‪http://WWW.conseil-etat.fr/ce/actual/pdf/rapo_dossier_de_presse. pd).‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وفي نفس الدراسة طالب مجلس الدولة بتوسيع مجاالت هذه الطعون لتشمل مجاالت أخرى‪ ،170‬كما‬
‫طالب ب"احترام هذا اإلجراء تحت طائلة عدم قبول الطعن القضائي ألي شخص له صفة ومصلحة‬
‫في هذا الطعن"‪" ،‬عندما تنظم قوانين أو لوائح إجراء إلزامية الطعن اإلداري قبل تدخل القضاء‪.‬‬
‫ليفرض مجلس الدولة‪ ،‬بطريقة جريئة‪ ،‬مبدأ جديدا للتظلم اإلداري اإللزامي‪ ،‬وهو إمكانية تقديمه‬
‫من طرف أي شخص معني أو ذي صلة‪ ،‬حتى بدون وجود نص‪ .171‬كما أن ما يميز هذه التظلمات‬
‫هو خضوعها لشروط (أ) ‪ ،‬يترتب عن عدم تقديمها أثر سلبي (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬شروط قبول التظلمات الخصوصية‬

‫إن مقدم الطلب قد يكون مطلوبا منه االلتزام بمجموعة شروط‪:‬‬


‫‪ ‬شرطي الصفة والمصلحة ‪: Les conditions de qualité et d’intérêt à agir‬‬
‫جاء في قرار للمجلس األعلى في قرار في هذا الشأن ‪" :‬إن التظلم التمهيدي الذي رفعته‬
‫الجامعة الوطنية المشكلة من مجموعة نقابات أصالة عن نفسها‪ ،‬دون وكالة من بعض‬
‫أعضائها للطعن في تدبير يهم طائفة إقليمية من أعضائها‪ ،‬يجعل طلب اإللغاء الصادر‬
‫عنهم دون تقديمهم التظلم التمهيدي غير مقبول أي بما يفيد انعدام الصفة‪.‬‬
‫‪ ‬الشروط المتعلقة بشكل الطلب ‪Les exigences relatives à la forme de la‬‬
‫‪ demande‬إن النصوص القانونية قد تشترط شكال معينا للتظلمات‪ ،‬كشرط الكتابة وتوفر‬
‫وصل إيداعها لغاية إثبات تقديم التظلم‪ ،‬إذ جاء في أحد قرارات محكمة النقض أن على‬
‫طالب إلغاء مقرر بسبب الشطط في استعمال السلطة‪ ،‬أن يدلي بما يثبت تقديم التظلم‬
‫التمهيدي لإلدارة في الشهر الموالي لتاريخ تبليغ المقرر المطعون فيه ‪.‬‬

‫‪ 170‬إبطال رخصة القيادة بعد فقدان جميع النقاط من قبل صاحبها؛ الوظيفة العمومية؛ بعض القرارات المتعلقة قانون األجانب‪..‬‬
‫‪171‬‬
‫‪Conseil d’État 10 mars 2006, n° 278220, Sté Leroy Merlin France, Identifiant Légifrance :‬‬
‫‪CETATEXT000008258847.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ ‬شرط آجال ممارستها ‪ :La condition de délai d’exercice‬وهذه اآلجال تقيد التظلم‬
‫اإلداري الخاص وإال كان طلب اإللغاء غير مقبول‪ ،‬وهذه اآلجال العامة منصوص عليها‬
‫في المادة ‪ 23‬من قانون المحدث للمحاكم اإلدارية وهي ستون (‪ )60‬يوما كمبدأ عام‪ ،‬وقد‬
‫تقل بكثير حسب النصوص مثال خمسة أيام بالنسبة للمتنافسين في مجال الصفقات العمومية‬
‫وفق ما تنص عليه الفقرة ‪ 172169‬من نفس المرسوم رقم ‪.1732.12.349‬‬

‫ب‪ -‬األثر السلبي لعدم تقديم التظلم السابق‬

‫إن الفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية والمادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 90.41‬كانا واضحين‪ ،‬في‬
‫ترتيب أثر سلبي في عدم قبول الدعوى في حالة عدم تقديم التظلم اإلداري السابق‪.‬‬
‫إن التظلم اإللزامي يفرض على المتضرر من القرار اإلداري أو اإلجراء تقديمه إلى جهة اإلدارة‬
‫قبل إقامة دعواه كإجراء شكلي جوهري‪ ،‬وينبغي مراعاة تقديمه قبل ممارسة الطعن القضائي‪.‬‬
‫وقد رتب المشرع عن عدم تقديم التظلم اإلداري‪ ،‬عدم قبول الدعوى شكالً لعدم ممارسة تظلم إلزامي‬
‫إلى الجهة اإلدارية التي حددها القانون‪.‬‬
‫إن أحكاما كثيرة على مستوى محكمة النقض (المجلس األعلى سابقا) والمحاكم اإلدارية‪ ،‬ممن تم‬
‫الحكم فيها بعدم القبول‪ ،‬وهذه من اآلثار السلبية للتظلمات السابقة التي يجب على المتظلم اإللمام بها إضافة‬

‫‪ 172‬المادة ‪ 169‬شكايات المتنافسين وتوقيف المسطرة ‪" :‬يجوز لكل منافس أن يوجه شكايته كتابة إلى صاحب المشروع المعني‬
‫إذا‪ -1:‬الحظ أن إحدى قواعد مسطرة إبرام الصفقات المنصوص عليها في هذا المرسوم لم يتم التقيد بها؛ ‪ -2‬سجل احتواء ملف‬
‫طلب المنافسة على بنود تمييزية أو شروط غير متناسبة مع موضوع الصفقة؛ ‪ -3‬نازع في أسباب إقصاء عرضه من طرف لجنة‬
‫العروض أو لجنة المباراة التي تم تبليغها إليه من طرف صاحب المشروع طبقا للمواد ‪ 44‬و‪ 61‬و‪ 82‬و‪ 110‬و‪ 127‬أعاله‪.‬‬
‫يجب أن تقدم شكاية المتنافس ابتداء من تاريخ نشر إعالن الدعوة إلى المنافسة وإلى غاية اليوم الخامس بعد لصق نتائج الدعوة إلى‬
‫المنافسة المذكورة‪.‬‬
‫إال أنه بالنسبة للحالة المقررة في البند (‪ )3‬أعاله يجب أن يقدم المتنافس شكايته داخل خمسة (‪ )5‬أيام تحسب من تاريخ تسلم الرسالة‬
‫المضمونة المشار إليها في المواد ‪ 44‬و ‪ 61‬و‪ 82‬و ‪ 110‬و ‪ 127‬من هذا المرسوم ‪.‬‬
‫يخبر صاحب المشروع المشتكي بالجواب الذي خصص لشكايته داخل أجل خمسة (‪ )5‬أيام ابتداء من تاريخ تسلم الشكاية المذكورة‪.‬‬
‫وإذا لم يقتنع المشتكي بجواب صاحب المشروع ‪ ،‬يمكنه خالل أجل خمسة (‪ )5‬أيام ابتداء من تاريخ تسلم جواب صاحب المشروع‬
‫أن يرفع‪ ،‬بحسب الحالة‪ ،‬شكايته إلى الوزير المعني بالنسبة لصفقات الدولة‪ ،‬أو إلى وزير الداخلية بالنسبة لصفقات الجهات و‬
‫العماالت واألقاليم والجماعات‪.‬‬
‫بالنسبة لصفقات المؤسسات العمومية‪ ،‬يمكن للمشتكي أن يتقدم بشكايته أمام السلطة المختصة خالل نفس اآلجال المقررة أعاله‪ ،‬إذا‬
‫لم يقتنع بجواب صاحب المشروع‪ .‬ويمكن للمشتكي بعد ذلك أن يتقدم بشكايته إذا لم يقتنع بجواب السلطة المختصة‪ ،‬داخل أجل خمسة‬
‫(‪ )5‬أيام تحسب ابتداء من تاريخ تسلمه لجواب السلطة المذكورة إلى رئيس مجلس إدارة المؤسسة العمومية المعنية‪.‬‬
‫‪ 173‬مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬صادر في ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 20( 1434‬مارس ‪ )2013‬يتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 6140‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬جمادى األولى ‪ 4 ( 1434‬أبريل ‪.)2013‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫إلى ضرورة احترامه شرط األجل‪ ،.‬وفي هذه تقول المحكمة اإلدارية بالرباط‪ " :174‬وحيث إنه طبقا لما‬
‫تنص عليه مقتضيات المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 41.90‬المحدثة بموجبه المحاكم اإلدارية‪ ،‬فإن طلبات‬
‫إلغاء القرارات الصادرة عن السلطات اإلدارية بسبب تجاوز السلطة يجب أن تقدم داخل أجل ستين يوما‬
‫يبتدئ من نشر أو تبليغ القرار المطلوب إلغاؤه إلى المعني باألمر‪ .‬ويجوز للمعنيين باألمر أن يقدموا قبل‬
‫انقضاء األجل المذكور‪ ،‬تظلما من القرار إلى مصدره أو إلى رئيسه‪ .‬وفي هذه الصورة يمكن رفع طلب‬
‫اإللغاء إلى المحكمة اإلدارية‪ ،‬داخل أجل ستين يوما يبتدئ من تبليغ القرار الصادر صراحة برفض التظلم‬
‫اإلداري آليا أو جزئيا‪ ،‬وإذا التزمت السلطة اإلدارية المرفوع إليها التظلم الصمت في شأنه طوال ستين‬
‫يوما اع تبر سكوتها عنه بمثابة رفض له‪ ،‬وللمعني باألمر حينئذ أن يطعن في ذلك أمام المحكمة اإلدارية‬
‫داخل أجل ‪ 60‬يوما يبتدئ من انقضاء مدة الستين يوما المشار إليها أعاله‪ "..‬وتضيف "وحيث يستفاد من‬
‫ذلك أن الطاعن قد علم بمحتويات القرار المطعون فيه علما تاما وتبين مركزه القانوني منه‪ ،‬مما يجعل‬
‫من التبليغ المنجز على هذا النحو تبليغا صحيحا على خالف ما تمسك به في مذكرته التعقيبية‪ ،‬وبالتالي‬
‫كان يجب عليه تقديم طعنه أمام هذه المحكمة قبل انصرام أجل ستين يوما على ذلك التبليغ أي قـبل‬
‫‪14‬شتنبر ‪ ، 2003‬طالما أنه لم يتم قطع أجل الطعن بتوجيه تظلم من القرار إلى اإلدارة المطلوبة في‬
‫الطعن‪ .‬إال أنه بالرجوع إلى مقال الدعوى يتضح أنه لم يقدم إلى هذه المحكمة إال بتاريخ ‪ 14‬نونبر ‪2003‬‬
‫أي خارج أجل الستين يوما المنصوص عليه في المادة ‪ 23‬أعاله‪ .‬وحيث إنه تبعا لما ذك‪ ،‬يكون تقديم‬
‫الطلب والحالة هذه‪ ،‬قد جاء خارج األجل القانوني‪ ،‬ويتعين بالتالي الحكم بعدم قبوله لهذه العلة‪".‬‬
‫ويالحظ أن المشرع وإن ترك للمعنيين بالتظلم االختياري‪" ،‬تقدير مدى تحقيق هذا التظلم لغايته من‬
‫الطعن في قرار إداري‪ ،‬قبل إقامة دعواهم أمام المحكمة المختصة"‪ ،‬وحرية التقدير للمتظلم لممارسته‬
‫من عدمه‪ ،‬بما يحقق مصلحتهم ويدفع إلى سالمة القرار واإلجراء اإلداري‪ ،‬فالتظلم اإللزامي هو عكس‬
‫ذلك‪ ،‬ال يوفر مثل هذا التقدير للمتظلم إذ أن القضاء واضح في ترتيب أثر عدم قبول الدعوى‪".‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مرتكزات التظلم اإلداري‬

‫بعد دراسة أنواع التظلم اإلداري‪ ،‬ثمة مرتكزات يقوم عليها هذا التظلم أي مجموع الشروط الشكلية‬
‫والموضوعية المتعلقة به‪ ،‬حيث لم يسجل أن حصل نوع من االتفاق بين الفقه والقضاء حول التفاصيل‬

‫‪ 174‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ 1236 :‬بتاريخ ‪ 10 :‬شوال ‪ 1425‬موافق ل ‪ 23‬نونبر ‪ 2004‬ملف رقم ‪ 02/402 :‬غ‬
‫متوفر على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2004‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫المتعلقة بهذه الشروط‪ ،‬ونفس الشيء بالنسبة لألسس التي تتعلق بالتظلم اإلداري وهذا ما سنتناوله في‬
‫المبحث الثاني‪.‬‬
‫إن التظلم كآلية قانونية تضمنتها مجموعة من النصوص والتشريعات‪ ،‬يقوم على مجموعة مرتكزات‬
‫قبل ممارسته‪ ،‬إذ يخضع لمجموعة شروط وأسس تؤطر ممارسة هذه اآللية التكميلية لحل المنازعات‬
‫اإلدارية‪ ،‬وتضع الدعائم القانونية التي يقوم عليها نظامه القانوني‪ ،‬وهذه المرتكزات لها أهمية بالنسبة‬
‫للمتظلم واإلدارة والقضاء‪.‬‬
‫المشرع المغربي ولو أنه أخذ باختيارية التظلم اإلداري‪ ،‬وحصر تظلمات أخرى ضمن مجموعة‬
‫نصوص وأوجب إلزاميتها‪ ،‬لم يضع مرتكزات معينة يقوم عليها التظلم اإلداري إن على مستوى الشروط‬
‫الشكلية أو الموضوعية التي سنتناولها في مطلب أول‪ ،‬أو على مستوى األسس حيث ال يمكن ممارسة‬
‫التظلم اإلداري إال بوجود سلطة إدارية تمارس نشاطها‪ ،‬عبر إصدار مجموعة من القرار اإلدارية على‬
‫اعتبار أن التظلم هو شكل من أشكال الرقابة على هذا النشاط اإلداري‪ ،175‬وهو ما سنتناوله في المطلب‬
‫الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الشروط الشكلية والموضوعية للتظلم اإلداري‬

‫هذه الشروط الشكلية يمكن استنتاجها من خالل الفقه واالجتهاد القضائي معا‪ ،‬وممارسة التظلم‬
‫اإلداري تفرض وجود مثل هذه الشروط‪ ،‬التي يمكن تقسيمها إلى شروط شكلية (الفقرة األولى) وأخرى‬
‫موضوعية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط الشكلية للتظلم اإلداري‬


‫أوال‪ :‬شرط المصلحة واالختصاص‬
‫أ‪ -‬أن يقدم التظلم من صاحب المصلحة‬
‫ورد في الفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية عبارة "المعنيين باألمر"‪ ،‬وهي العبارة نفسها التي‬
‫كررتها الفقرة الثانية من المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 90.41‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬والعبارة‬
‫نفسها التي وردت ضمن الظهير رقم ‪ 1.57.223‬المتعلق بالمجلس األعلى في الفصل الرابع عشر منه‬
‫بصيغة " من يعنيهم األمر"‪ ،‬وهذا العبارة التي ترد أكثر من مرة في النصوص القانونية‪ ،‬والتي تحتمل‬

‫عبد القادر باينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪175‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫أكثر من معنى‪ ،‬إما داللة على المعني باألمر مباشرة أي الشخص المتظلم الكامل األهلية وإما بطريقة‬
‫غير مباشرة عن طريق الوكالة‪.‬‬
‫إن هذا اللبس الذي تحويه بعض العبارات القانونية يعود إلى أنها مترجمة عن القانون الفرنسي‬
‫نفسه الذي يأخذ عنه القانون المغربي‪ ،‬ومن بينها ترجمة بعض التعابير مثل "المعني باألمر" التي يقابلها‬
‫في اللغة الفرنسية "‪ "Personne intéressée‬و تفسيرها يرتبط بالممارسة والقضاء وقد تدل بكل‬
‫بساطة على من له الحق ‪.176‬‬
‫وبالرجوع إلى النصوص القانونية في عهد الحماية‪ ،‬فإن مجموعة من الشروط الشكلية المتعلقة بصيغ‬
‫التظلمات اإلدارية‪ ،‬قد استمدت مرجعتيها من الطعون النزاعية التي نص عليها مرسوم فرنسي ‪Décret‬‬
‫المتعلق بتنظيم اإلدارة الفرنسية صادر بتاريخ ‪ 9‬أكتوبر ‪ 1943‬بإنشاء لجنة مؤقتة لتسوية النزاعات‬
‫اإلدارية ‪ ، Comité temporaire du Contentieux‬والذي تم تعديله بمرسوم بتاريخ ‪ 17‬ماي‬
‫‪ . 1771944‬ليصدر في الجريدة الرسمية بالمغرب‪ ،‬عبارة عن دورية ‪ Circulaire‬بتاريخ ‪ 10‬فبراير‬
‫‪ ،1781944‬والتي كان هدفها تبسيط اإلجراءات على المتقاضين الذين يخاصمون القرارات اإلدارية‬
‫خاصة في المستعمرات الفرنسية وتوضيح شكليات هذه اإلجراءات‪ ،‬حيث أن غيابها يؤدي إلى عدم قبول‬
‫الدعوى اإلدارية‪ ،‬وهو ما سار عليه قانون المسطرة المدنية في الفصل األول من القسم األول ب"أنه ال‬
‫يصح التقاضي إال ممن له الصفة‪ ،‬واألهلية‪ ،‬والمصلحة إلثبات حقوقه‪".‬‬
‫ويثير القاضي تلقائيا انعدام الصفة أو األهلية أو المصلحة أو اإلذن بالتقاضي إن كان ضروريا وينذر‬
‫الطرف بتصحيح المسطرة داخل أجل يحدده‪ .‬وإذا تم تصحيح المسطرة اعتبرت الدعوى كأنها أقيمت‬
‫بصفة صحيحة‪ ،‬وإال صرح القاضي بعدم قبول الدعوى‪ .‬وهذه القواعد التي تنظم الطعون النزاعية التي‬
‫وجهت حينها إلى اللجنة المؤقتة لتسوية النزاعات اإلدارية‪ ،‬والمقدمة من طرف المقيمين بتونس والمغرب‬
‫والجزائر‪ ،‬كان يجب أن تقدم من طرف مقدم الطلب نفسه أو بواسطة محام أو وكيل وإرفاق الطلب بنسخة‬
‫من القرار المطعون فيه مصادق عليه يحتوي على االسم واللقب أو األلقاب مهنة وعنوان مقدم الطلب‪،‬‬

‫‪176‬‬
‫‪Philippe Gérard, François Ost, Michel Van de Kerchove, Droit et intérêt Volume 3, Droit positif,‬‬
‫‪droit comparé et histoire du droit ; Editeur : Facultés Universitaires Saint-Louis Bruxelles 1990 ; p‬‬
‫‪448.‬‬
‫‪177‬‬
‫‪Décret du 29 octobre 1943, portant règlement d'administration publique pour l'application des‬‬
‫‪dispositions de l'ordonnance du 17 septembre 1943 instituant un comité temporaire du contentieux‬‬
‫‪(Arrêté de promulgation n° 329 SG du 1er mai 1944), Journal Officiel 1944 N°10, du 31/05/1944,‬‬
‫‪p 162.‬‬
‫‪178‬‬
‫‪Circulaire du 10 février 1944, relative à la présentation et à l'instruction des recours en comité‬‬
‫‪temporaire du contentieux Journal Officiel N° 1637 du 10 /03/1944.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫أو وصف دقيق لإلدارة الطالبة؛ االسم الكامل وعنوان المحامي ووصفا دقيقا لإلدارة المصدرة للقرار؛‬
‫وملخصا للوقائع ووسائل اإلثبات التي يعتزم استخدامها مقدم الطلب‪.‬‬
‫وهذا ما أكدته المسطرة المتبعة في تقديم التظلمات أمام ديوان المظالم والمادتين ‪ 35‬و ‪ 36‬من النظام‬
‫الداخلي لنفس المؤسسة‪ ،‬من خالل اشتراطها مجموعة شروط إلنجاز مسطرة التظلم تتكون من البيانات‬
‫والعناصر التالية‪ :179‬هوية المشتكي واسمه الكامل وعنوانه إن كان شخصا طبيعيا؛ االسم والطبيعة والمقر‬
‫والممثل القانوني إن كان شخصا معنويا؛ بيان اإلدارة المعنية؛ األسباب المبررة مساعي المشتكي لدى‬
‫اإلدارة أو المؤسسة المعنية؛ تصريح للمشتكي يفيد أن القضية غير معروضة على القضاء؛ الوثائق‬
‫والمستندات عند توفرها‪.‬‬
‫إن هذه البيانات لها أهميتها على مستوى الطعون اإللزامية‪ ،‬نظرا ألهمية اإلثبات في حالة عرض‬
‫النزاع على القضاء عكس التظلمات االستعطافية والتسلسلية التي تحتاج إلى الكتابة احتياطا‪ ،‬كما أن‬
‫المشرع الفرنسي لم يعتمد شكال معينا‪ 180‬على مستوى التظلم االستعطافي والتسلسلي‪.‬‬
‫ووفق الفصل الرابع من القانون رقم ‪ 19.79‬الذي تنظم بموجبه نقابات المحامين ومزاولة مهنة‬
‫المحاماة‪ ،181‬يمكن تقديم التظلم من طرف محامي حيث يحق له "الترافع نيابة عن األطراف ومؤازرتهم‬
‫والدفاع عنهم‪ ،‬وتمثيلهم أمام محاكم المملكة والمؤسسات القضائية أو التأديبية إلدارات الدولة والجماعات‬
‫والمؤسسات العمومية وكذا الهيئات المهنية‪ .‬كما يحق له حسب نفس الشروط تمثيل الغير ومؤازرته أمام‬
‫اإلدارة العمومية مع مراعاة المقتضيات التشريعية والتنظيمية‪".‬‬
‫كما أنه يمكن تضمين الطلب طبيعة التظلم إن كان استعطافيا أو تسلسليا‪ ،‬وهو ما سار عليه التقليد‬
‫الفرنسي في صياغة التظلمات وحرصه على ختم الطلب ب"تقبلوا سيدي فائق التقدير واالحتـــرام"‬
‫وتجنب تقديم الطعن اإلداري في صيغة طلب رأفة‪ ،‬وهو ما يطرح إشكالية الداللة اللغوية لعبارة‬
‫"استعطاف" التي تحيل في اللغة العربية على الرأفة نفسها‪ ،‬وفي الذهنية اإلدارية المغربية على نفس‬
‫المعنى أي التوسل واالستعطاف‪.‬‬
‫كما أن نفس الفصول المؤطرة للتظلم اإلداري ال تجيب عن كيفية تقديم هذا التظلم كتابيا أو شفويا‬
‫وإن كان المشرع المغربي اعتمد الشفوية في قضايا قضاء القرب‪ ،‬وهو األقرب من حيث المسطرة‬

‫‪ 179‬متوفر على موقع وزارة العدل‪ ،‬على الرابط التالي ‪http://adala.justice.gov.ma‬‬


‫‪180‬‬
‫‪Conseil d'État, le 7 Juillet 1905, Maire de Bourges, Rec p. 612. (Voir : http://www.affaires-‬‬
‫‪publiques.org/ac/sbib/jp/jp.php?cles=7%20juillet%201905&option=/jurisp/).‬‬
‫"‪"L'instruction d'un recours hiérarchique n'est soumise à aucune d'obligation de procédure.‬‬
‫‪ 181‬ظهير شريف رقم ‪ 1.79.306‬بتاريخ ‪ 17‬ذي الحجة ‪ 8( 1399‬نونبر ‪ )1979‬يتضمن األمر بتنفيذ القانون رقم ‪ 19.79‬الذي‬
‫تنظم بموجبه نقابات المحامين ومزاولة مهنة المحاماة‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫للتظلم‪ ،182‬لكن يبقى من األسلم تقديم التظلم كتابة سواء استعطافيا أو رئاسيا أو حالة وجود جواب كتابي‬
‫لإلدارة عن هذا التظلم‪ .‬كما أنه بالنسبة لطائفة التظلمات التي تهم مجاالت كالضرائب مثال حيث يصبح‬
‫التظلم كتابة خاضعا لمساطر خاصة تلزم المتظلم باحترامها‪ .‬ونظرا ألهمية المنازعة في المادة الضريبة‬
‫وجب أن تقدم المطالبات في شكل كتابي وال تقبل الشكايات الشفوية‪ 183‬إال في حالتي‪ :‬الفرض الخاطئ‬
‫للضريبة؛ أو حالة تكرار فرض نفس الضريبة‪ .‬إذ أن خطأ اإلدارة في هاتين الحالتين يؤدي إلى اإلسقاط‬
‫التلقائي للضريبة‪.‬‬
‫عموما وفي ظل تعقد الجهاز اإلداري‪ ،‬وتعقد المساطر وطولها‪ ،‬ولجوء اإلدارة إلى الصمت واتساع‬
‫سلطتها التقديرية‪ ،‬فال بد للمعني بالتظلم أن يوثق تظلمه كتابة‪ .‬كما أنه "ال يمكن للقاضي أن يفرض على‬
‫اإلدارة كتابة قرارها الشفوي" ‪.184‬‬
‫وأكيد أن تجربة الوسيط كمؤسسة دستورية متخصصة في صنف معين الشكايات والتظلمات أثبتت‬
‫أن اإلدارة المغربية ال ترد على المراسالت الواردة عليها وتبقى الحصيلة متواضعة‪ .185‬كما أن موقفها‬
‫ومدى تجاوبها مع المساعي الودية التي تبذلها المؤسسة‪ ،‬يبقى غير كاف وال يرقى إلى ما ينتظر منها‬
‫علما بأن مطالب أصحاب هذه الشكايات في العديد من الحاالت يكون جديا‪ .‬ذلك أن الشكايات التي تمت‬
‫االستجابة لمطالب أصحابها بناء على تدخل المؤسسة لم تتجاوز ‪ ٪31‬من مجموع الشكايات الموجهة‬
‫إلى اإلدارات المعنية بها‪.186‬‬
‫أيضا القضاء اإلداري يتمسك بالجواب الكتابي لإلدارة الذي يثبت التظلم أو بنسخة من وثيقة تشهد‬
‫بإيداعه‪ ،‬وهو ما جاء في حكم للمحكمة اإلدارية بالرباط‪ 187‬بأن "عدم قبول الطلب كان بسبب عدم إرفاق‬

‫‪ 182‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.151‬صادر في ‪ 16‬من رمضان ‪ 17( 1432‬أغسطس ‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 42.10‬المتعلق‬
‫بتنظيم قضاء القرب وتحديد اختصاصاته‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5975‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 5( 1432‬سبتمبر ‪ ،)2011‬ص ‪.4392‬‬
‫‪ 183‬سعاد بنور‪ ،‬العمل القضائي في المادة الجبائية‪ ،‬دراسة تحليلية قانونية فقهية وقضائية مع أحدث االجتهادات القضائية الصادرة‬
‫عن المجلس األعلى‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ 184‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم ‪ 8‬يناير ‪ ،1997‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،21-20‬ص‪.147‬‬
‫‪ 185‬حسب تقرير المؤسسة لسنة ‪ 2016‬والمنشور على موقعها اإللكتروني (ص ‪ ،)42-41‬وفي باب تصنيف الشكايات والتظلمات‬
‫التي تمت مراسلة اإلدارة بشأنها انه يمك توزيعها كما يلي‪ 734 :‬شكاية‪ ،‬أي ما يعادل ‪ ٪،9.41‬ها تزال في طور الدراسة أو‬
‫التحري باإلدارات االهتمام بها ‪ 440 -‬شكاية‪ ،‬أي ما يمثل ‪ ٪،8.24‬تعذرت تسويتها‪ ،‬أو كانت موضوع رد للطلب‪ ،‬بعدما اتضح‬
‫عدم جدية الشكاية‪ ،‬أو عدم وجود ما يبرر تدخل المؤسسة في شأنها ‪ 451 -‬شكاية‪ ،‬أي بنسبة ‪ ٪،3،23‬تمت االستجابة لها بناء‬
‫على تدخل المؤسسة‪ ،‬منها‪ 245 :‬شكاية‪ ،‬أي ما يوازي ‪ ٪،8،13‬تمت تسويتها نهائيا؛ ‪ 170‬شكاية‪ ،‬أي ما يمثل ‪ ٪،5.9‬في طور‬
‫التسوية‪ ،‬لكون اإلدارات المعنية بها‪ ،‬أعطت موافقتها المبدئية ق صد حلها‪ 135 - .‬شكاية‪ ،‬أي بن ‪ ٪،6.7‬تم توجيه أ صحابها‬
‫وإرشادهم من طرف اإلدارات المعنية بها نحو المسار لحل النزاع؛ ‪ 42‬شكاية‪ ،‬أي ما يعادل ‪ ٪،4.2‬تم رفع اليد عنها بعدما ثبت‬
‫لإلدارات المعنية أن ملفاتها معروضة على القضاء‪ ،‬أو سبق البت فيها من طرفه‪ ،‬تم إيقاف البحث في شأنها‪.‬‬
‫ويتضح من خالل هذه النتائج التي تم تحصيلها من خالل أجوبة اإلدارات المعنية عن مراسالت وسبق أن وجهت إليها بخصوص‬
‫الشكايات‪ ،‬أنها تبقى متواضعة‪ .‬كما أن موقفها ومدى تجاوبها مع المساعي الودية التي تبذلها المؤسسة‪ ،‬يبقى غير كاف‪ ،‬وال يرقى‬
‫إلى ما ينتظر منها علما بأن مطالب أصحاب هذه الشكايات في العديد من الحاالت يكون جديا‪ .‬ذلك أن نسبة الشكايات التي تمت‬
‫االستجابة لمطالب أصحابها بناء على تدخل المؤسسة لم تتجاوز ‪ ٪31‬من مجموع الشكايات الموجهة إلى اإلدارات المعنية بها‪".‬‬
‫‪ 186‬التقرير السابق‪.‬‬
‫‪ 187‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم‪ ،1146 :‬بتاريخ‪ 7 :‬جمادى األولى ‪ 24(1428‬ماي ‪ )2007‬ملف رقم‪ 07/59 :‬غ‪ ،‬متوفر‬

‫‪54‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫الطلب بالمستندات المعززة له بما في ذلك نسخة من القرار المطعون فيه"‪ ،‬أي إرفاق طلب اإللغاء بنسخة‬
‫من القرار الصادر برفض التظلم أو بنسخة من وثيقة تشهد بإيداعه إن كان رفضه ضمنيا‪.‬‬

‫ب‪ -‬تقديم التظلم إلى السلطة اإلدارية المختصة‬


‫نصت الفقرة الثانية من الفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية على أنه "‪ ...‬يمكن للمعنيين باألمر‬
‫قبل انصرام األجل المحدد للطعن النزاعي‪ ،‬أن يرفعوا تظلما استعطافيا إلى السلطة التي أصدرت المقرر‬
‫أو إداريا إلى التي تعلوها مباشرة‪ ،‬ويمكن في هذه الحالة تقديم الطلب إلى محكمة النقض بصفة صحيحة‬
‫خالل ستين يوما‪ .‬ابتداء من تبليغ مقرر الرفض الصريح كليا أو جزئيا للطعن اإلداري األولي‪"..‬‬
‫وهو ما يفيد أن تقديم التظلم يكون إلى جهة اإلدارة التي اختصت بإصدار القرار‪ ،‬أو يقدم التظلم إلى‬
‫الجهة الرئاسية التي تعلو هذه الجهة مصدرة القرار‪ ،‬واالختصاص هنا يفيد صالحية اإلدارة في إصدار‬
‫القرار كسلطة إدارية "موضوعيا ومكانيا وزمانيا للتعبير عن إرادتها أو بعبارة أخرى تمتعها بالقدرة‬
‫القانونية إلصداره"‪ ،188‬وهنا "تعتبر قواعد االختصاص من النظام العام التي يمنع على اإلدارة تعديلها أو‬
‫التنازل عنها أو االتفاق على عكسها ويثير القاضي عدم االختصاص من تلقاء نفسه‪ ،‬في أي مرحلة من‬
‫‪189‬‬
‫مراحل الدعوى علما أن المصادقة من السلطة على القرار المشوب بهذا العيب المختصة ال يصححه"‬
‫على أن تقديم التظلم إلى جهة غير مختصة‪ ،‬ينتج أثره من حيث احتساب آجال رفع الدعوى ولو قدم إلى‬
‫جهة إدارية لها ثمة اتصال بموضوع التظلم‪ ،‬وعلى المتظلم استدراك تقديم دليل تظلمه سواء بمستند‬
‫تسليمه لإلدارة أو أي دليل يؤدى إلى اقتناع المحكمة بوجوده‪ ،‬وفق ما ينص عليه الشرط الثاني من شروط‬
‫عدم قبول الدعوى من الفصل ‪ 355‬من المسطرة المدنية‪ ،‬الذي ينص على أن طلبات النقض واإللغاء‬
‫المرفوعة بواسطة مقال مكتوب يجب " إرفاقها عالوة على ذلك بنسخة من المقرر الذي يرفض طلب‬
‫التظلم األولي المنصوص عليه في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 360‬أو بمستند يثبت تقديم الطلب المذكور إذا‬
‫كان قد قدّم‪".‬‬
‫ويالحظ أن المشرع المغربي لم يحذو حذو نظيره الفرنسي في إحالة التظلمات التي تقدم عن طريق‬
‫الخطأ إلى جهة غير مختصة‪ ،‬وفق ما ينص عليه البند ‪ L114-2‬من المرسوم الفرنسي رقم ‪- 2015‬‬
‫‪ 1341‬بتاريخ ‪ 23‬أكتوبر‪ ،190 2015‬والذي نص على أن الطلب الذي يوجه إلى إدارة غير مختصة تحيله‬

‫على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪ 188‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف عدد ‪ 2005/516‬غ‪ ،‬بتاريخ ‪ 09‬رمضان ‪ 1427‬موافق ل ‪ 2‬أكتوبر ‪ ،2006‬متوفر على‬
‫موقع االجتهاد القضائي المغربي ‪ http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.3401‬‬
‫‪ 189‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪190‬‬
‫‪L. 114-2 ORDONNANCE n°2015-1341 du 23 octobre 2015 - art. - NOR: PRMX1516009R‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫على أخرى مختصة وبموافقة المعني‪ ،‬وطبعا مع احترام اآلجال‪ .‬ووفق الفقرة التي بعدها تم التنصيص‬
‫على أ نه "تبدأ المهلة الزمنية التي يمكن بعدها اتخاذ قرار الرفض الضمني اعتبارا من تاريخ استالم الطلب‬
‫المقدم إلى اإلدارة في البداية‪ .‬والفترة التي يمكن بعدها اتخاذ قرار قبول ضمني ال يتم إال من تاريخ استالم‬
‫الطلب من طرف السلطة المختصة‪ ،‬وإذا أبلغت هذه اإلدارة مقدم الطلب بأنها لم تقدم جميع المعلومات أو‬
‫الوثائق المطلوبة بموجب القوانين واللوائح المعمول بها‪ ،‬فإن الموعد النهائي ال يتم إال من تاريخ استالم‬
‫‪191‬‬
‫هذه المعلومات أو الوثائق‪".‬‬
‫إن اتجاه المحاكم اإلدارية في المغرب‪ ،‬هو اعتبار تقديم التظلم إلى جهة إدارية غير مختصة غير‬
‫قاطع لمدة الطعن النزاعي شرط احترام اآلجال‪ ،‬لكنها اعتبرت التظلم ال وجود له إن قدم إلى وزير‬
‫الداخلية كوصي على الجماعات عوض السلطة التي تعلو المجلس البلدي إداريا‪ .‬كما في قضية عبد هللاا‬
‫الكوش التي سبقت اإلشارة إليها وهو إجحاف في حق المتضرر‪ ،‬إذ رغم وجود عالقة وصاية فال يبدو‬
‫من المنصف اعتبار التظلم كأنه غير موجود‪ .‬كما أنه في قضايا أخرى ناقض القضاء اإلداري نفسه كما‬
‫هو الشأن بالنسبة لقرار محكمة النقض الصادر بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر‪ ،1994‬والذي اعتبرت أن التظلم الموجه‬
‫إلى جهة غير مختصة متى كان له صلة بموضوعه‪ ،‬ينتج أثره القانوني بشرط ثبوت عذر عدم العلم بالجهة‬
‫المختصة لدى الطاعن‪ ،‬ولكن هناك صعوبات تعترض هذا الطاعن في إثبات عدم علمه بالجهة‬
‫‪192‬‬
‫المختصة‪.‬‬
‫كما أن هناك صعوبات تعترض المتظلمين في الحاالت المرتبطة بالعاملين في إحدى الهيئات‬
‫العمومية أو شركات الدولة عند تقديمهم للتظلم اإلداري إلى سلطة إدارية ال اختصاص لها للنظر في‬
‫التظلم‪ ،‬وهي الصعوبة نفسها في حالة "الطعن باإللغاء في مواجهة القرارات الصادرة عن هذه الهيئات‬
‫معتبرين إياها قرارا إداريا في إطار المعيار العضوي لتعريف القرار اإلداري في حين تظل وضعيتهم‬

‫‪"Lorsqu'une demande est adressée à une administration incompétente, cette dernière la transmet à‬‬
‫"‪l'administration compétente et en avise l'intéressé.‬‬
‫‪191‬‬
‫‪« Le délai au terme duquel est susceptible d'intervenir une décision implicite de rejet court à‬‬
‫‪compter de la date de réception de la demande par l'administration initialement saisie.‬‬
‫‪Le délai au terme duquel est susceptible d'intervenir une décision implicite d'acceptation ne court‬‬
‫‪qu'à compter de la date de réception de la demande par l'administration compétente. Si cette‬‬
‫‪administration informe l'auteur de la demande qu'il n'a pas fourni l'ensemble des informations ou‬‬
‫‪pièces exigées par les textes législatifs et réglementaires en vigueur, le délai ne court qu'à compter‬‬
‫» ‪de la réception de ces informations ou pièces.‬‬
‫‪ 192‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بوجدة‪ ،‬تحت عدد ‪ 94/13‬بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪ ،1994‬منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية عدد ‪ 9‬ص ‪.218 :‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وقد يقدمون على تظلم إداري و‬ ‫‪193‬‬


‫إزاء هذه الهيئة أو الشركة محكومة بمدونة الشغل أو نظام أساسي‪".‬‬
‫سلك مسطرة طعن باإللغاء وتحكم المحاكم اإلدارية في نهاية األمر بعدم االختصاص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شرط اآلجال‬


‫أ‪ -‬تقديم التظلم في اآلجال القانونية‬
‫وفق ما نصت عليه المسطرة المدنية في الفصل ‪ 360‬و المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 90.41‬فان آجال‬
‫التظلم هي ستون يو ًما (‪ 60‬يو ًما) من تاريخ تحقق العلم بالقرار اإلداري‪.‬‬
‫"وحيث طبقا لمقتضيات المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 41.90‬المحدثة بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬فإن أجل‬
‫الطعن في القرارات اإلدارية محصور في ستين يوما الموالية لتبليغها أو نشرها‪ ،‬وأنه ال يمتد لمدة مماثلة‬
‫إال في حالة التظلم منه‪ ،‬وأنه بتجاوزه يبقى طلب اإللغاء غير مقبول‪ ".‬كما ذهبت إلى ذلك إحدى المحاكم‬
‫‪194‬‬
‫اإلدارية في تعليلها‪.‬‬
‫وإشكالية اآلجال حاسمة وتطرح إشكاالت حقيقية بالنسبة للمعنيين باألمر على ممارسة التظلم اإلداري‬
‫وهو ما تعكسه مجموعة مهمة من األحكام برفض الطلب لهذا السبب‪ ،‬وإن كانت بعض األخطاء البسيطة‬
‫من مثل الخطأ في تاريخ أو رقم جريدة رسمية‪ ،‬ال يؤثر في آجال التظلم والدفع به غير مرتكز على‬
‫أساس‪ .195‬لكن في معظم الحاالت التي ال تحترم فيها اآلجال يكون الجزاء هو عدم قبول الدعوى اإلدارية‪.‬‬
‫أيضا يالحظ أن ممارسة التظلم داخل اآلجال تتم احتراسا‪ ،‬باعتقاد المعني باألمر بإلزاميته‪ ،‬بما‬
‫يحتاج إلى القضاء لتوضيح األمر‪ ،‬وفي هذا الصدد ورد ضمن تعليل للمحكمة اإلدارية بالرباط‪" ،‬أن‬
‫مسطرة المطالبة اإلدارية كما نظمتها المادة ‪ 114‬من القانون رقم ‪ 17.89‬المتعلق بالضريبة العامة على‬
‫الدخل‪ ،‬إنما تكون واجبة على الخاضعين الذين ينازعون في استحقاق جميع أو بعض مبلغ الضريبة‬
‫المفروضة عليهم‪ ،‬وذلك بتوجيهها إلى مدير الضرائب داخل الستة أشهر التالية للشهر الذي وضع فيه‬
‫موضع التنفيذ األمر بتحصيل الضريبة المطالبين بأدائها‪ .‬مما يعني أن تلك المسطرة تخاطب أساسا الملزم‬
‫الذي يكون خاضعا للضريبة من حيث المبدأ‪ ،‬إال أنه ينازع في عدم مشروعية اإلجراءات المسطرية التي‬
‫باشرتها اإلدارة من أجل فرض الضريبة‪ ،‬أو في الكيفية التي اعتمدتها في احتساب الوعاء الضــريبي‬
‫كما تفترض بداية توصل ذلك الملزم باألمر بالتحصيل الذي يعتبر أولى الخطوات لوضعه موضـع التنفيــذ‬

‫‪ 193‬مجلة المالية ‪ -‬عدد ‪ 34‬يونيو ‪ – 2018‬وزارة االقتصاد و المالية ‪ :‬دور نشيط في تسوية منازعات الدولة‪ ،‬ص ‪.20-19‬‬
‫‪ 194‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬الحكم رقم‪ 1195 :‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 31‬ماي ‪ ،2007‬ملف رقم‪ ،07-142 :‬متوفر على البوابة القانونية‬
‫والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪ 195‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم اإلداري عدد ‪ 4‬الصادر في ‪ 10‬رمضان ‪ 1389‬موافق ل ‪ 21‬نونبر ‪ ،1969‬سبقت اإلشارة إليه‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫مستوفيا لكافة الشروط الواجبة فيه‪ ،‬حتى يمكنه اتخاذ موقفه منه من خالل تقديم تظلم بشأنه إلى إدارة‬
‫الضرائب الحقا في حالة اخت يار طريق المنازعة فيه‪ ،‬كما يعتبر ذلك التوصل شرطا جوهريا الحتساب‬
‫األجل المحدد لتقديم التظلم المذكور‪ "..‬وتضيف المحكمة‪" :‬وحيث إن المدعية في نازلة الحال أسست‬
‫طلبها باسترجاع مبلغ الضريبة المفروضة عليها‪ ،‬وعلى المنازعة الجدية في صفتها أصال كملزم‬
‫بالضريبة المذكورة‪ ،‬باعتبار أن الدخل المفروضة عليه الضريبة‪ ،‬يعتبر معفيا من الفرض الضريبي وال‬
‫يدخل في خانة الدخول المفروضة عليه الضريبة العامة على الدخل‪ ،‬األمر الذي يكون معه غير مخاطب‬
‫بمقتضيات المادة ‪ 114‬أعاله الموجبة لمسطرة التظلم‪ ،‬ويبقى بالتالي في حل منها" ‪.196‬‬
‫ومن الحاالت التي يلفها الغموض‪ ،‬حالة المتظلم الذي ال يحترم اآلجال ويوجه التظلم إلى جهة غير‬
‫مختصة‪ ،‬وفي هذا المجال تعلل المحكمة اإلدارية حكما لها‪" :197‬وحيث إن القرارين المطعون فيهما في‬
‫النازلة صدرا قبل نشر القانون رقم ‪ 42.05‬بالجريدة الرسمية‪ ،‬وذلك بتاريخ ‪ 30‬يوليوز ‪ 1973‬النسبة‬
‫للقرار رقم ‪ ،73.779‬وبتاريخ ‪ 16‬أكتوبر ‪ 1973‬بالنسبة للقرار رقم ‪ ،73.1036‬وبالتالي فإن الطعن‬
‫فيهما ينبغي أن يتم قبل ‪ 2‬ماي ‪ 2006‬كحد أقصى‪ ،‬طبقا للمقتضيات المشار إليها أعاله‪ .‬في حين أن الطعن‬
‫الحالي لم يقدم إال بتاريخ ‪ 10‬أبريل ‪ 2007‬حسبما هو ثابت من تأشيرة كتابة الضبط على المقال‪ ،‬كما أن‬
‫التظلم الموجه من طرف الطاعن في موضوع القرارين بتاريخ ‪ 10‬غشت ‪ ،2006‬فضال على أنه وجه‬
‫إلى غير الجهة المصدرة لهما أو السلطة الرئاسية لها‪ ،‬فإنه جاء خارج أجل ستين يوما المحدد لتقديم التظلم‬
‫طبقا لمقتضيات المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ ، 41.90‬مما يجعله غير منتج في قطع أجل الطعن"‪.‬‬
‫وهناك أيضا حالة تقديم تظلمين إداريين‪ ،‬وإن كان من حيث المبدأ ال وجود لتظلمين إداريين‪ ،‬حيث‬
‫أن المحاكم تخلط بين الطلبات والتظلمات‪ ،‬وهنا توجه القضاء اإلداري إلى القول بأن التظلم الجديد ال يفتح‬
‫آجاال جديدة‪ ،‬ومما جاء في تعليل المحكمة اإلدارية بفاس‪" :‬وحيث إنه وحتى على فرض عدم توصل دفاع‬
‫المدعي بالكتاب المذكور المتضمن لرفض تزويد موكله بالكهرباء‪ ،‬فإن مجرد تقديمه لطلب الحصول على‬
‫مادة الكهرباء بتاريخ ‪ 6‬يوليوز ‪ 1998‬وانصرام أجل شهرين على تاريخ توصل المكتب المذكور‪ ،‬دون‬
‫توصله بجواب عنه يعتبر قرارا ضمنيا برفض الطلب‪ ،‬ويكون أمام المدعي شهرين مواليين لرفع دعواه‬
‫ومادام أن المدعي لم يقدم دعواه إال بتاريخ ‪ 31‬دجنبر‪ ،1999‬فإن طلبه يكون لذلك مقدما خارج أجل‬

‫‪ 196‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم‪ 1129 :‬بتاريخ‪ 7 :‬جمادى األولى ‪ 1428‬موافق ل ‪ 24‬ماي ‪ ،2007‬ملف رقم‪ 06-76 :‬غ‪،‬‬
‫متوفر على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪ 197‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم‪ 1002 :‬بتاريخ‪ 29 :‬ربيع الثاني ‪ 1428‬موافق ل ‪ 17‬ماي ‪ ،2007‬ملف رقم‪ 07/155 :‬غ‪،‬‬
‫متوفر على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫الطعن ضد القرار المذكور‪ ،‬وأن رفعه لتظلم جديد بتاريخ ‪ 21‬أكتوبر ‪ 1999‬ال يفتح له أجال جديدا‬
‫باعتبار أن التظلم على تظلم ال يفتح أجال‪.198‬‬
‫كما أن القضاء المغربي اعتبر أن األجل يحتسب من تاريخ جواب الجهة المختصة وداخل المدة‬
‫القانونية‪ ،‬وال يمكن أن يبقى مفتوحا إلى غاية نهاية أول دورة قانونية تعقدها لجنة طبيعتها استشارية‪.199‬‬
‫أيضا من اإلشكاالت المطروحة حالة التوصل إلى اتفاق بعد تظلم إداري مسبق مع اإلدارة‪ ،‬وهنا‬
‫يقع لبس عن كيفية احتساب اآلجال وطبيعة االتفاق‪ ،‬وحالة عدم احترام اإلدارة لالتفاق المذكور‪ ،‬وفي هذا‬
‫تقول محكمة النقض "وأن قبولها ‪ -‬يقصد وزارة التجارة والصناعة ‪ -‬لمقتضيات هذا االتفاق (الذي تم‬
‫بين الوزارة وشركة بترولية) أصبح يضفي عليه صفة قرار جديد يعوض القرار األول‪ ،‬وأن الطعن فيه‬
‫ال يقبل إال إذا سبقه طعن إداري آخر"‪ .200‬وهنا يظهر أنه على المتظلم أن يكون على بينة من اآلجال‬
‫التي تتغير بتغير الوقائع القانونية والواقعية لكل قضية‪.‬‬
‫وأما في حالة تقدير عيوب الشرعية الجسيمة‪ ،‬وتقديم التظلم خارج اآلجال فتؤكد المحكمة اإلدارية‬
‫بالرباط" وحيث إنه طبقا لمقتضيات المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 90.41‬المحدثة بموجبه محاكم إداريـة‬
‫فإنه ينبغي تقديم طلبات اإللغاء داخل أجل ‪ 60‬يوما من نشر القرار أو تبليغه‪ ،‬واستثناء يمدد ذلك األجل‬
‫لمدة مضاعفة في حالة تقديم تظلم بشأن القرار‪ .‬والقاعدة الواردة في المادة المذكورة تعتبر قاعدة آمرة‬
‫ومن النظام العام لما تضمنه من استقرار األوضاع والمراكز القانونية‪ ،‬ويترتب عن مخالفتها عدم قبول‬
‫الطلب المقدم خارج األجل القانوني‪ ،‬غير أنه استثناء من تلك القاعدة‪ ،‬فإن طلبات الحكم ببطالن القرارات‬
‫اإلدارية المنعدمة ال تواجه بقيد األجل‪ ،‬بيد أن وصف القرار اإلداري باالنعدام ال يكون إال في حاالت‬

‫‪ 198‬المحكمة اإلدارية بفاس‪ ،‬حكم عدد ‪ ،769‬بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،2000‬ورد ضمن المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عدد‬
‫‪ 40‬شتنبر أكتوبر ‪ 2001‬ص ‪.192 :‬‬
‫‪ 199‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم‪ 1482 :‬بتاريخ‪ 12 :‬جمادى الثانية ‪ 1428‬موافق ل ‪ 28‬يونيو‪ ،2007‬ملف رقم‪07-66 :‬‬
‫غ‪ ،‬متوفر على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫ومما جاء في تعليل المحكمة "وحيث بالرجوع إلى نازلة الحال‪ ،‬فالطاعن بعد توصله بالقرار المطعون فيه تقدم بتظلم منه إلى الجهة‬
‫المصدرة له التي توصلت به بتاريخ ‪ ، 2006/10/17‬وباحتساب المدة المخولة لها قانونا من أجل الجواب عنه‪ ،‬واألجل المخول‬
‫للطاعن من أجل الطعن القضائي ما دامت أنها اختارت موقف الصمت‪ ،‬فقد كان عليه أن يتقدم بطعنه قبل ‪ 2007/2/15‬كحد أقصى‪،‬‬
‫في حين أنه لم يتقدم به إال بتاريخ ‪19/2/2007‬آما هو ثابت من تأشر كتابة الضبط مع المقال ‪ ،‬وال يمكن التمسك بأن أجل الجواب‬
‫على التظلم يبقى مفتوحا إلى غاية نهاية أول دورة قانونية تعقدها اللجنة المختصة بإبداء الرأي في الطلب عمال بمقتضيات الفقرة‬
‫الرابعة من المادة ‪ 23‬أعاله‪ ،‬ألن اللجنة المذكورة لها رأي استشاري فقط ويبقى اتخاذ القرار المناسب من اختصاص وزير العدل‬
‫األمر الذي ال مجال معه لالحتجاج بتلك المقتضيات‪ ،‬ويكون بالتالي الطلب قدم خارج األجل القانوني ويتعين التصريح بعدم قبوله‬
‫‪".‬‬
‫محكمة النقض‬ ‫محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ ،119‬بتاريخ ‪ 5‬يوليوز ‪ 1972‬متوفر ضمن اجتهادات‬ ‫‪200‬‬

‫‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.2018‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫العيوب الجسيمة للمشروعية (الشرعية)؛ والتي حصرها الفقه والقضاء في عيب عدم االختصاص‬
‫‪201‬‬
‫الجسيم‪".‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليه‪ ،‬أنه بموجب القانون رقم ‪ 03-01‬المتعلق بتعليل القرارات اإلدارية‪ ،‬فاآلجال‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 4‬المتعلقة بالقرارات الفردية التي تتخذها اإلدارة في حالة الضرورة أو‬
‫الظروف االستثنائية‪ ،‬والمادة ‪ 5‬المتعلقة بالقرارات الضمنية السلبية لإلدارة عندما تلتزم السكوت‪ ،‬يمدد‬
‫أجل الطعن المنصوص عليه في الفقرة الخامسة من الفصل ‪ 360‬والمادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪.90.41‬‬
‫ويوضح الجدول التالي هذه اآلجال من حيث طبيعتها ومدتها ومن حيث االطار القانوني الذي ينص‬
‫عليها‪:‬‬
‫جدول من تركيب شخصي‬

‫االطار القانوني‬ ‫اآلجال‬ ‫طبيعة التظلم اإلداري‬


‫‪-‬‬ ‫أجل أقصاه ‪ 30‬يوما لدراسة الشكوى من خالل إحالة‬ ‫دعوى تجاوز السلطة‬
‫‪ -‬المواد ‪ 241 -240-239‬من القانون‬ ‫األمر على الوالي في شكل مذكرة تتضمن موضوع‬ ‫مطالبة الجهة بأداء دين أو‬
‫التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‬ ‫وأسباب الشكاية (عدم قبول الدعوى في حالة عدم‬ ‫تعويض‬
‫احترام هذا اإلجراء المسطري)‪..‬‬
‫رفع الشكاية إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية في‬
‫حالة عدم التوصل برد في أجل أقصاه شهر ابتداء من‬
‫تاريخ تسليم الوصل‬
‫ترتيب وقف التقادم أو سقوط الحق إذا رفعت دعوى‬
‫في أجل ثالثة (‪ )3‬أشهر بعد تقديم المدعي مذكرة إلى‬
‫والي الجهة ضد الجهة أو قرارات جهازها التنفيذي‪،‬‬
‫تتضمن موضوع وأسباب الشكاية‪.‬‬
‫أجل أقصاه ‪ 30‬يوما من خالل إحالة األمر على عامل‬ ‫دعوى تجاوز السلطة‬
‫المواد ‪211-210-209‬‬ ‫العمالة واإلقليم في شكل مذكرة تتضمن موضوع‬ ‫مطالبة العمالة بأداء دين أو‬
‫من القانون التنظيمي رقم ‪112.14‬‬ ‫وأسباب الشكاية (عدم قبول الدعوى في حالة عدم‬ ‫تعويض‬
‫المتعلق بالعماالت واألقاليم‬ ‫احترام هذا اإلجراء المسطري)‪..‬‬
‫رفع الشكاية إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية في‬
‫حالة عدم التوصل برد في أجل أقصاه شهر ابتداء من‬
‫تاريخ تسليم الوصل‬
‫ترتيب وقف التقادم أو سقوط الحق إذا رفعت دعوى‬
‫في أجل ثالثة (‪ )3‬أشهر بعد تقديم المدعي مذكرة إلى‬
‫والي الجهة ضد الجهة أو قرارات جهازها التنفيذي‪،‬‬
‫تتضمن موضوع وأسباب الشكاية‪.‬‬
‫أجل أقصاه ‪ 30‬يوما لدراسة الشكوى من خالل إحالة‬ ‫دعوى تجاوز السلطة‬
‫المواد ‪267-266 -265‬‬ ‫مذكرة على عامل العمالة واإلقليم أو من ينوب عنه‬ ‫مطالبة الجماعة بدين أو‬
‫من القانون التنظيمي رقم ‪113.14‬‬ ‫تتضمن موضوع وأسباب الشكاية قبل رفع الدعوى‬ ‫تعويض‬
‫المتعلق بالجماعات‬ ‫(عدم قبول الدعوى في حالة عدم احترام هذا األجراء‬
‫المسطري)‪.‬‬

‫‪ 201‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم ‪ 27 :‬بتاريخ ‪ 5‬يناير ‪ ،2006‬ملف رقم ‪ ،04/1/140‬متوفر على البوابة القانونية والقضائية‬
‫لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2006‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫رفع الشكاية إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية في‬


‫حالة عدم التوصل برد في أجل أقصاه شهر ابتداء من‬
‫تاريخ تسليم الوصل‪.‬‬
‫ترتيب وقف التقادم أو سقوط الحق إذا رفعت دعوى‬
‫في أجل ثالثة (‪ )3‬أشهر بعد تقديم المدعي مذكرة إلى‬
‫والي الجهة ضد الجهة أو قرارات جهازها التنفيذي‪،‬‬
‫تتضمن موضوع وأسباب الشكاية‪.‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 22 2332-01-2‬صادر في‬ ‫التظلم في مجال الصفقات‬
‫من ربيع األول ‪1423‬موافق ‪ 4‬يونيو‬ ‫أجل ‪ 60‬يوما‬ ‫العمومية‬
‫‪( 2002‬بالمصادقة على دفتر الشروط‬
‫اإلدارية العامة المطبقة على صفقات‬
‫الخدمات المتعلقة بأعمال الدراسات‬
‫واإلشراف على األشغال المبرمة لحساب‬
‫الدولة‪.‬‬

‫المادة ‪ 143‬من مرسوم الصفقات‬ ‫لم يحدد المشرع أجال ويبقى األمر بتأكيد الشكاية‬ ‫الشكايات في حالة عدم تسليم‬
‫العمومية‬ ‫ملف طلب المنافسة‬
‫المادة ‪ 169‬من مرسوم الصفقات‬ ‫ابتداء من تاريخ نشر إعالن الدعوة والى غاية اليوم‬ ‫تظلمات المتنافسين وتوقيف‬
‫العمومية‬ ‫الخامس بعد لصق نتائج الدعوة المذكورة نفس األجل‬ ‫المسطرة‬
‫تم تحديده للمشتكي لرفع شكاية إلى الوزير المعني أو‬
‫إلى وزير الداخلية أو إلى رئيس مجلس إدارة‬
‫المؤسسة العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 170‬من مرسوم الصفقات‬ ‫(‪ )7‬أيام ابتداء من تاريخ نشر إعالن الطلبية العمومية‬ ‫‪ -‬عدم احترام قواعد مسطرة‬
‫العمومية‬ ‫إلى غاية اليوم السابع بعد تعليق النتائج المتعلقة بها‪.‬‬ ‫إبرام طلبية عمومية واردة في‬
‫المادة ‪ 21‬من المرسوم‬ ‫‪ -‬تلي بعد ذلك المرحلة التي يقوم فيها رئيس اللجنة‬ ‫النصوص التنظيمية الجاري‬
‫رقم ‪ 2.14.867‬صادر في ‪ 7‬ذي‬ ‫بإخطار اإلدارة المعنية بالشكاية‪ ،‬ويطلب منها أن إيفاده‬ ‫بها العمل‪.‬‬
‫الحجة ‪ 21( 1436‬سبتمبر ‪)2015‬‬ ‫بجل المستندات الالزمة و المعلومات الضرورية في‬ ‫‪ -‬احتواء ملف الدعوة إلى‬
‫يتعلق باللحنة الوطنية للطلبيات العمومية‬ ‫أجل ‪ 10‬أيام تحتسب من يوم توصل اإلدارة توصل‬ ‫المنافسة على بنود تمييزية أو‬
‫اإلدارة بالشكاية و الملف المرفق بها‪ ،‬ثم تعكف اللجنة‬ ‫شروط غير متناسبة بالنسبة‬
‫الوطنية على دراسة الشكاية في أجل ‪ 15‬يوما ويكون‬ ‫لموضوع الطلبية العمومية؛‬
‫هذا األجل قابال للتمديد من طرف الرئيس وذلك بطلب‬ ‫‪ -‬منازعة المتنافس في أسباب‬
‫من اإلدارة أو المتنافس‪.‬‬ ‫إقصاء عرضه؛‬
‫‪ -‬عدم اقتناع المتنافس بالجواب‬
‫المقدم إليه من طرف اإلدارة‬
‫المعنية أو في حالة عدم‬
‫الجواب على طلبه‪.‬‬
‫‪ -‬المادة الرابعة والمادة الخامسة من‬
‫المرسوم رقم ‪ 2.06.619‬صادر في‬ ‫‪ -‬أجل أقصاه ‪ 15‬يوما تسري ابتداء من تاريخ وضع‬ ‫‪ -‬التظلم اإلداري عند مثول‬
‫‪ 28‬من شوال ‪ 28( 1429‬أﮐتوبر‬ ‫الطلب‬ ‫الطلبة أمام المجلس التأديبي‬
‫‪ )2008‬يتعلق بالمجلس التأديبي للطلبة‪.‬‬
‫‪ -‬يتحقق عندما يصدر القرار من فرد‬ ‫‪ -‬طلبات الحكم ببطالن‬
‫عادي ليست له الصفة القانونية أو‬ ‫‪ -‬ال يتحصن بفوات األوان أجل الطعن وتدخل‬ ‫القرارات اإلدارية المنعدمة ال‬
‫موظف ال صلة له بإصدار القرارات‬ ‫إجراءات تنفيذه ضمن أعمال التعدي‬ ‫تواجه بقيد األجل‪ ،‬بيد أن‬
‫اإلدارية‪ ،‬أو سلطة إدارية في موضوع‬ ‫وصف القرار اإلداري‬
‫من اختصاص إحدى السلطتين‬ ‫باالنعدام ال يكون إال في حاالت‬
‫التشريعية أو القضائية‪ ،‬ويترتب على‬ ‫العيوب الجسيمة للمشروعية؛‬
‫ذلك أن القرار ال يعتبر باطال فحسب بل‬ ‫والتي حصرها الفقه والقضاء‬
‫معدوما و فاقدا لصفته اإلدارية‪.‬‬ ‫في عيب عدم االختصاص‬
‫الجسيم‪.‬‬
‫‪ -‬المواد ‪19-18-17-16-15-14- 13‬‬ ‫‪ -‬البت يعود اللجنة اإلدارية في طلبات القيد في‬ ‫‪ -‬المرحل التمهيدية المتعلقة‬
‫من القانون رقم ‪ 57.11‬المتعلق باللوائح‬ ‫اللوائح االنتخابية‪ ،‬تضم قاضيا يعينه الرئيس األول‬ ‫باللوائح االنتخابية العامة‬

‫‪61‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫االنتخابية العامة وعمليات االستفتاء‬ ‫لمحكمة االستئناف التابعة لدائرة نفوذها الجماعة أو‬ ‫وعمليات االستفتاء واستعمال‬
‫واستعمال وسائل االتصال السمعي‬ ‫المقاطعة المعنية بصفته رئيسا‪،‬‬ ‫وسائل االتصال السمعي‬
‫البصري العمومية خالل الحمالت‬ ‫‪ -‬يمكن لكل شخص أو السلطة اإلدارية أن يطلب‬ ‫البصري العمومية خالل‬
‫االنتخابية واالستفتائية‪.‬‬ ‫خالل أجل سبعة أيام‪ ،‬تبتدئ من اليوم الموالي النتهاء‬ ‫الحمالت االنتخابية‬
‫المدة المخصصة إليداع الالئحة المذكورة‪ ،‬شطب اسم‬ ‫واالستفتائية‪.‬‬
‫شخص يرى أنه مقيد بصفة غير قانونية‪ ،‬ويخول نفس‬
‫الحق للوالي أو العامل أو الباشا أو القائد أو الخليفة‪.‬‬
‫‪-‬المواد من ‪ 20‬إلى المادة ‪ 30‬من‬
‫القانون رقم ‪ 57.11‬المتعلق باللوائح‬ ‫‪ -‬سبعة أيام تبتدئ من اليوم الموالي النتهاء المدة‬ ‫‪ -‬مراجعة اللوائح االنتخابية‬
‫االنتخابية العامة وعمليات االستفتاء‬ ‫المخصصة لعرض الجدول التعديلي المؤقت والئحة‬ ‫العامة‬
‫واستعمال وسائل االتصال السمعي‬ ‫السنة المنصرمة‪.‬‬
‫البصري العمومية خالل الحمالت‬
‫االنتخابية واالستفتائية‪.‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ 13‬إلى غاية المادة ‪ 30‬من‬ ‫‪ -‬خمسة (‪ )5‬أيام)‬ ‫‪ -‬تجديد اللوائح االنتخابية‬
‫القانون رقم ‪ 36.11‬المتعلق بتجديد‬ ‫العامة وضبطها بعد إخضاعها‬
‫اللوائح االنتخابية العامة وضبطها بعد‬ ‫للمعالجة المعلوماتية‪.‬‬
‫إخضاعها للمعالجة المعلوماتية‪.‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.58.368‬بشأن‬ ‫‪ -‬شهرين (‪ )60‬مواليين لوضع قوائم استخالص‬ ‫‪ -‬االقتطاع من المرتبات‬
‫تنظيم االقتطاع من المرتبات العمومية‬ ‫الضرائب – طلبات إرجاع المبالغ قبل فاتح أبريل من‬ ‫العمومية والخصوصية ومن‬
‫والخصوصية ومن التعويضات‬ ‫السنة الموالية للسنة الواجب عنها االقتطاع‪.‬‬ ‫التعويضات والمستفادات‬
‫والمستفادات واألجور ورواتب التقاعد‬ ‫والجور ورواتب التقاعد‬
‫واإليرادات العمرية‬ ‫واإليرادات العمرية‬
‫‪ -‬المادتين ‪ 11-10‬من القانون رقم‬ ‫‪ -‬شهرين (ستون يوما)‬ ‫‪ -‬الضمانات األساسية‬
‫‪ 01.12‬المتعلق بالضمانات األساسية‬ ‫الممنوحة للعسكريين بالقوات‬
‫الممنوحة للعسكريين بالقوات المسلحة‬ ‫المسلحة الملكية‪.‬‬
‫الملكية‪.‬‬
‫‪ -‬المواد ‪-57- 56-55-54-53-52-51‬‬ ‫‪ -‬شهرين (ستون يوما)‬ ‫‪ -‬التظلم على مستوى موظفي‬
‫‪ 59 -58‬من القانون رقم ‪32.89‬‬ ‫‪ -‬المادة ‪ 23‬من القانون ‪90.41‬‬ ‫البرلمان‬
‫المتعلق بتحديد النظام األساسي الخاص‬
‫بموظفي إدارة مجلس النواب‪.‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ 235‬وما بعدها إلى‬ ‫‪ -‬في حالة أداء الضريبة بصورة تلقائية خالل الستة‬ ‫‪ -‬الضرائب العامة‬
‫المادة‪ 241‬مكرر من المدونة العامة‬ ‫(‪ )6‬أشهر الموالية النصرام اآلجال المقررة؛‬
‫للضرائب (بإدراج التغييرات الواردة في‬ ‫‪ -‬في حالة فرض ضريبة عن طريق جداول أو قوائم‬
‫قانون المالية رقم ‪ 73.16‬للسنة المالية‬ ‫اإليرادات أو أوامر باالستخالص خالل الستة (‪)6‬‬
‫‪ 2017‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬ ‫أشهر الموالية للشهر الذي يقع فيه صدور األمر‬
‫رقم ‪ 13-17-1‬بتاريخ ‪ 14‬رمضان‬ ‫بتحصيلها‪.‬‬
‫‪ 9( 1438‬يونيو) ‪).2017‬‬ ‫‪ -‬اذا لم بقبل الخاضع للضريبة القرار الصادر عن‬
‫‪-‬‬ ‫اإلدارة أو في حالة عدم جواب هذه األخيرة داخل‬
‫أجل الثالثة (‪ )3‬أشهر الموالية لتاريخ المطالبة وجبت‬
‫متابعة اإلجراءات وفقا ألحكام المادة ‪ 243‬أدناه‪.‬‬
‫‪ -‬في مجال الضريبة على القيمة المضافة يتقادم طلب‬
‫االسترداد الذي يقدمه الخاضعون للضريبة عند‬
‫انصرام السنة الرابعة الموالية للسنة التي تم فيها دفع‬
‫الضربة المقدم طلب االسترداد في شأنها‪.‬‬
‫‪ -‬فيما يتعلق باسترداد الضريبة‪ ،‬فيتم قبل نهاية السنة‬
‫المتعلقة باإلقرار‪ .‬بينما تقبل طلبات استرداد واجبات‬
‫التسجيل المستخلصة بغير حق إذا قدمت داخل أجل‬
‫أربع (‪ )4‬سنوات ابتداء من تاريخ التسجيل‪:‬‬
‫‪ -‬مطالبات المتعلقة بالخسائر الالحقة بالمحاصيل‬
‫الزراعية إلى مفتش الضرائب التابعة له المستغالت‬
‫الزراعية خالل ثالثين (‪ )30‬يوما الموالية لتاريخ‬
‫وقوع الكارثة‪·.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬المطالبات باستيفاء األكرية قبل انصرام أجل التقادم‬


‫المنصوص عليه في المادة ‪. 232‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ 161‬و ما بعدها إلى ‪ 165‬من‬ ‫‪ -‬في حالة أداء الضريبة بصورة تلقائية خالل الستة‬ ‫‪ -‬الضرائب المحلية‬
‫القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات‬ ‫(‪ )6‬أشهر الموالية النصرام اآلجال المقررة‪.‬‬
‫الجماعات المحلية‪.‬‬ ‫‪ -‬في حالة فرض ضريبة عن طريق جداول أو قوائم‬
‫اإليرادات أو أوامر باالستخالص خالل الستة (‪)6‬‬
‫أشهر الموالية للشهر الذي يقع فيه صدور األمر‬
‫بتحصيلها‪.‬‬
‫‪ -‬إذا لم يقبل الخاضع للضريبة القرار الصادر عن‬
‫اإلدارة أو في حالة عدم جواب هذه األخيرة داخل أجل‬
‫الثالثة (‪ )3‬أشهر الموالية لتاريخ المطالبة وجبت‬
‫متابعة اإلجراءات وفقا ألحكام المادة ‪ 243‬أدناه‪.‬‬
‫‪ -‬المواد ‪– 120ٍ-119 – 118- 117‬‬ ‫‪ -‬في المطالبات المتعلقة بإجراءات التحصيل الجبري‬ ‫‪ -‬تحصيل الضريبة‬
‫‪ 122 -121‬من القانون رقم ‪15.97‬‬ ‫داخل أجل ستين يوما (‪ )60‬الموالي لتاريخ تبليغ‬
‫بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‬ ‫اإلجراء‪..‬‬
‫‪ -‬عند عدم رد اإلدارة داخل أجل ستين يوما (‪)60‬‬
‫الموالي لتاريخ توصلها بالمطالبة‪ ،‬كما في الحالة التي‬
‫يكون القرار في غير صالح المدين‪ ،‬يمكن لهذا األخير‬
‫رفع دعوى أمام المحكمة المختصة‪.‬‬

‫والمالحظ أن ما يميز هذه اآلجال هو قصر أمدها‪ ،‬وفي مجمل التشريعات ومنها التشريع المغربي‬
‫والفرنسي‪ ،‬وتكون الغاية هي استقرار نشاط اإلدارة‪ ،‬وأيضا تحديد آجال معقولة لرفع دعوى اإللغاء في‬
‫حالة ممارسة الطعن القضائي‪ ،‬وتتمثل أيضا في استقرار األوضاع اإلدارية والمراكز القانونية لألفراد‬
‫المترتبة على تلك القرارات‪ ،‬وإن كان المشرع قد حدد مدة ستين ‪ 60‬يوما قبل ممارسة الطعن القضائي‬
‫سواء من خالل الفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية أو الفصل ‪ 23‬من القانون ‪ 41-90‬المحدثة‬
‫بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬فهناك استثناءات بموجب نصوص قانونية تحدد آجاال استثنائية للطعون قد تقصر‬
‫وقد تطول‪ ،‬فيكون ذاك هو اآلجال المحدد قانونيا ً على اعتبار قاعدة أن "الخاص يقيد العام"‪.‬‬
‫وقد حسم القضاء المغربي في أكثر من قرار أجل الطعن في مقررات السلطة اإلدارية ذات الصلة‬
‫بتجاوز السلطة‪" ،‬الذي هو ستون يوما من تاريخ نشر أو تبليغ المقرر المطعون فيه‪ .‬وتكون العبرة‬
‫بتاريخ النشر بالنسبة للمقررات التنظيمية المتعلقة بطائفة من الناس مجهولة هويتهم وغير محدود عددهم‪.‬‬
‫وأما القرارات الفردية والقرارات الجماعية المتعلقة بعدد محدود من األشخاص معروفة أسماءهم‬
‫‪202‬‬
‫وعناوينهم‪ ،‬أو يمكن التعرف عليها‪ ،‬فإن أجل الطعن ال يبدأ إال من تاريخ تبليغ القرار تبليغا قانونيا"‪.‬‬

‫‪ 202‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ 257‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬يوليوز ‪ ،1979‬الملف اإلداري رقم ‪ ،71900‬متوفر ضمن اجتهادات محكمة‬
‫النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.2543‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫أيضا استقر االجتهاد القضائي‪ ،‬على أن تحصن القرار اإلداري لتفويت فرصة الطعن باإللغاء داخل‬
‫األجل القانوني‪ ،‬ال يحول دون المطالبة بالتعويض عن األضرار الناشئة عنه أمام القضاء الشامل الذي‬
‫له فحص شرعيته وبالتالي القضاء بالتعويض لعدم مشروعيته دون الحكم بإلغائه"‪. 203‬‬
‫كما ال تخضع دعاوى تسوية الوضعية اإلدارية لشرط األجل المنصوص عليه في المادة ‪ 23‬من‬
‫القانون المحدث للمحاكم اإلدارية متى كانت تستند إلى حق مستمد من القانون‪ ،‬وكان الفصل فيها ال‬
‫يستوجب المساس بقرارات إدارية تحصنت بسبب فوات أجل الطعن فيها باإللغاء"‪ ،204‬والتعويض ال‬
‫يكون بناء على تظلم إداري‪ ،‬وإنما يحتاج األمر تدخل القضاء ‪.‬‬

‫ب‪ -‬سريان أجال التظلم‬


‫ويبدئ سريان آجال التظلم بصورة عامة بصورة عامة من تاريخ نشوء الحق المطالب به‪ ،‬أي من‬
‫تاريخ تبليغه أو نشره أو علم صاحب الشأن بالقرار علما ً يقينياً‪ .‬وال يحتسب اليوم الذي جرى فيه التبليغ‬
‫أو النشر أو العلم‪ ،‬بل يبدأ سريان آجال التظلم من اليوم التالي لوقوع التبيلغ‪ ،‬أو النشر أو العلم اليقيني‬
‫وفقا ً للمبادئ العامة للقانون‪:‬‬
‫‪ -‬النشر‪ :‬ويقصد بالنشر" إحاطة الكافة علما ً بالقرار اإلداري‪ ،‬ويجب أن يتضمن النشر فحوى‬
‫القرار وعناصره وأن يشمل ملحقاته‪ ،‬والنشر يكون في صحيفة أو إذاعة مسموعة أو مرئية أو في‬
‫ملصقات حائطية‪ ،‬أو غير ذلك من مظاهر النشر‪ ،‬ال يكفي لكي يبدأ سريان آجل‬
‫الطعن‪ " ،‬والنشر في الجريدة الرسمية يعتبر قرينة قانونية على علم الناس بالقانون الصادر ونفاده‪ ،‬بحكم‬
‫أن اإلدارة تتبع شكليات معينة لكي يعلم الجمهور بالقرارات‪.‬‬
‫والنشر ال يعتبر محققا ً لعلم صاحب الشأن بالقرار‪ ،‬إال إذا كان نشرا ً كامالً ووافيا ً في بيان القرار‬
‫اإلداري ومشتمالته‪ ،‬وعناصره ومقوماته وملحقاته‪ ،‬وكافة ما يمكن المعني باألمر من تحديد طريقة في‬
‫الطعن فيه‪" ،‬وتكون العبرة بتاريخ النشر بالنسبة للمقررات التنظيمية‪ .‬وأما القرارات الفردية والقرارات‬
‫الجماعية المتعلقة بعدد محدود من األشخاص معروفة أسماءهم وعناوينهم‪ ،‬أو يمكن التعرف عليها فأجل‬
‫‪205‬‬
‫الطعن ال يبدأ إال من تاريخ تبليغ القرار تبليغا قانونيا"‪.‬‬
‫وإذا خال إعالن النشر من هذه األمور ال يعتبر النشر قانونياً‪ ،‬والقاعدة أنه إذا نص القانون على وسيلة‬
‫معينة للنشر والتبليغ‪ ،‬وجب اتباع هذه الوسيلة‪ .‬وتطبيقا ً لذلك فإنه إذا نص قانون خاص على وجوب تبليغ‬

‫‪ 203‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ، 550/2‬بتاريخ ‪ 10‬يونيو ‪ 2015‬ملف إداري عدد ‪،2014/2/4/2763‬غير منشور ‪.‬‬
‫‪ 204‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ ، 42‬بتاريخ ‪ 19‬يناير ‪ 2012‬في الملف اإلداري عدد ‪ ،1378/4/1/2010‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ 205‬القرار السابق‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ذوي الشأن‪ ،‬فال يقوم مقام التبليغ الشخصي نشر إعالن القرار في الجريدة الرسمية‪ ،‬ألن الخاص يقيد‬
‫العام‪ ،‬وال يبدأ أجل الطعن إال بعد التبليغ الشخصي أو بعد العلم اليقيني بالقرار‪ .‬وحينما يقع النشر صحيحا ً‬
‫طبقا ً لإلجراءات التي نص عليها القانون متضمنا ً فحوى القرار فيعتبر تاريخ نشر القرار في الجريدة‬
‫الرسمية بداية لسريان آجال الطعن ‪.‬‬
‫وفي هذا السياق وفي قرار للمجلس األعلى بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪ ،1989‬يبرز أهمية النشر في الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬اعتبر أن "طالبي إلغاء المقرر اإلداري قد أشاروا إلى في عريضتهم إلى رقم المقرر المطعون‬
‫فيه‪ ،‬وإلى تاريخه كما أشاروا إلى الجريدة الرسمية التي نشر فيها‪ " "...‬وأن هذه المعلومات تغني عن‬
‫المقرر‪ .206"..‬أي بما يفيد أن هذه الوسيلة ليست وسيلة نشر وحسب‪ ،‬بل إن المقرر اإلداري ذاته إن لم‬
‫يكن مرفقا بمقال دعوى اإللغاء‪ ،‬فاإلشارة إليه في الجريدة الرسمية التي احتوته يقوم مقام المقرر نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬التبليغ‪ :‬يعد التبليغ الوسيلة الطبيعية إلعالم األفراد بمختلف القرارات الفردية‪ .‬ويمكن لإلدارة‬
‫تبليغ قراراتها الفردية إلى األفراد المعنيين بجميع وسائل التبليغ سواء أتم ذلك بطريق محضر‪ ،207‬أو‬
‫بطريق البريد برسالة مسجلة مصحوبة باإلشعار بالتوصل ‪ ،Accusé de réception‬أو بالطريق‬
‫اإلداري (البريد الداخلي)‪ .‬ويكون التبليغ صحيحا إذا تم إلى الشخص نفسه أو في موطنه إلى أقاربه أو‬
‫خدمه أو لكل شخص يقيم معه‪ ،‬و يتعلق بعموم التبليغ سواء تم بواسطة كتابة الضبط أو بواسطة موزع‬
‫البريد المضمون مع اإلشعار بالتوصل ‪.208‬‬
‫والمالحظ أن القضاء المغربي يتشبث بتطبيق الفصول المتعلقة بالتبليغ وهي ‪ 37‬و ‪ 38‬و‪ 39‬من‬
‫المسطرة المدنية‪ ،‬وفي أحد أحكامه اعتبر أن فصل موظف بدعوى عدم االلتحاق بالعمل‪ ،‬مشوبا بالتجاوز‬
‫في استعمال السلطة‪ ،‬دون أن يوجه إليه إنذارا مسبقا ويبلغ به وفق ما ينص عليه قانون المسطرة‬

‫‪ 206‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ، 55‬بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪ 1987‬ملف إداري ‪ ،83670‬متوفر ضمن اجتهادات محكمة النقض‬
‫‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.4360‬‬
‫‪ 207‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ 1236 :‬بتاريخ ‪ 10 :‬شوال ‪1425‬موافق ل ‪ 23‬أكتوبر ‪ 2004‬ملف رقم ‪ 02/402 :‬غ ‪،‬‬
‫متوفر على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫ومما جاء في تعليل المحكمة "حيث إنه من الثابت من أوراق الملف ‪ ،‬أن الطاعن بلغ بالقرار المطعون فيه بتاريخ ‪ 14‬يوليوز ‪،2003‬‬
‫آما يثبت ذلك محضر التبليغ المنجز من طرف رئيس المصلحة اإلدارية الجهوية بطنجة والموقع من طرف الطاعن ‪ .‬و يتضمن في‬
‫صلبه نص القرار بجميع أجزائه وبناءاته ‪ ،‬ويشير في آخره إلى تصريح المعني باألمر بأنه بلغ بمضمون القرار المذكور وعلى‬
‫أساسه تم عزله بسبب مغادرة العمل مع تسليم عهدته كاملة ‪ .‬وحيث يستفاد من ذلك أن الطاعن قد علم بمحتويات القرار المطعون‬
‫فيه علما تاما وتبين مركزه القانوني م نه‪ ،‬مما يجعل من التبليغ المنجز على هذا النحو تبليغا صحيحا على خالف ما تمسك به في‬
‫مذكرته التعقيبية ‪"..‬‬
‫‪ 208‬محكمة النقض‪ ،‬قرار ‪ ،180‬بتاريخ ‪ 5‬غشت ‪ ،1983‬ملف مدني رقم ‪ ،64341‬متوفر ضمن اجتهادات محكمة النقض‬
‫‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.3501‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫المدنية"‪ ،209‬أي أن يرفق باالستدعاء شهادة يبين فيها من سلم له االستدعاء وفي أي تاريخ ويجب أن‬
‫توقع هذه الشهادة من الطرف أو من الشخص الذي تسلمها في موطنه‪.‬‬
‫وإذا تعذر على المكلف بالتبليغ أو السلطة اإلدارية تسليم االستدعاء لعدم العثور على الطرف أو على‬
‫أي شخص في موطنه‪ ،‬أو محل إقامته ألصق في الحين إشعارا بذلك في موضع ظاهر بمكان التبليغ وأشار‬
‫إلى ذلك في الشهادة التي ترجع إلى كتابة ضبط المحكمة المعنية باألمر‪.‬‬
‫وتوجه حينئذ كتابة الضبط االستدعاء بالبريد المضمون مع اإلشعار بالتوصل‪ ،‬وإذا رفض الطرف‬
‫أو الشخص الذي له الصفة تسلم االستدعاء‪ ،‬أشير إلى ذلك في الشهادة‪.‬‬
‫ويعتبر االستدعاء مسلما تسليما صحيحا في اليوم العاشر الموالي للرفض الصادر من الطرف أو‬
‫الشخص الذي له الصفة في تسلم االستدعاء‪ ،‬وإذا "لم يثبت رفض الطاعن تسلم االستدعاء"‪ ،‬اعتبرت‬
‫محكمة النقض أن "عبارة "غير مطلوب" في الغالف ال تفيد الرفض"‪.210‬‬
‫وبناء عليه ليكون التبليغ الفردي منتجا ً آلثاره القانونية‪ ،‬يجب أن يكون واضحا ً بصورة كافية ومتضمنا ً‬
‫لجميع العناصر األساسية التي يقوم عليها القرار اإلداري‪ ،‬بحيث يتمكن صاحب الشأن من فهم مضمونه‬
‫كامالً واستيعابه‪.‬‬
‫وقد اتجه القضاء اإلداري إلى فحص كل حالة تبليغ على حدى‪ ،‬وإن قامت اإلدارة بالتبليغ السليم‬
‫ونقلت مضمون القرار وبجميع عناصره إلى علم صاحب الشأن أم أخلت بذلك‪.‬‬
‫ويبدأ التبليغ في إنتاج أثاره القانونية‪ ،‬وخصوصا ً بدأ سريان أجل الطعن القضائي من تاريخ التبليغ‬
‫الفعلي‪ ،‬وليس من تاريخ إرسال التبليغ أيا كانت وسيلته‪.‬‬
‫ومن اإلشكاالت التي يطرحها التبليغ بالنسبة للتظلم اإلداري‪ ،‬مسألة تبليغ القرار الشفوي والتبليغ‬
‫اإللكتروني وحجيتهما‪ .‬واالتجاه الغالب بالنسبة للقضاء المغربي هو الكتابة‪ ،‬والوسيلة األكثر استعماال‬
‫بالنسبة للتظلم اإلداري هو البريد المضمون‪ .‬كما أن "تقديم الطعن في مواجهة السلطة اإلدارية التي قامت‬
‫بتبليغ فحوى القرار دون السلطة اإلدارية التي أصدرته‪ ،‬هو طعن موجه ضد غير ذي صفة وبالتالي عدم‬
‫‪211‬‬
‫قبوله‪ ،‬كما جاء في حكم للمحكمة اإلدارية بالرباط‪.‬‬

‫‪ 209‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ 468‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬يوليوز ‪ ،1984‬ملف إداري ‪ 83998‬متوفر ضمن اجتهادات محكمة النقض‬
‫‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.3914‬‬
‫‪ 210‬القرار السابق‪.‬‬
‫‪ 211‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم‪ 250 :‬بتاريخ‪ 10 :‬محرم الحرام ‪ 02( 1425‬مارس ‪ )2004‬ملف رقم ‪ ، 03/163 :‬متوفر‬
‫على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2004‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫ومما جاء في تعليل المحكمة "وحيث إن جوهر الطلب هو الحكم بعدم مشروعية رفض وزير الداخلية استبدال االسم العائلي‬
‫للطاعنين وحيث إن القانون المطبق على النازلة هو ظهير ‪ 8‬مارس ‪ 1950‬بخصوص نظام الحالة المدنية مع التغييرات الالحقة‬
‫به‪ ،‬وكذا القرار الوزيري المؤرخ فـي ‪ 3‬أبريل ‪ 1950‬بتطبيق الظهير المذكور‪ ،‬وهي النصوص التي بالرجوع إليها يتبين أن‬
‫اختص اص النظر في طلبات تغيير األسماء العائلية يسند إلى اللجنة العليا للحالة المدنية التي تبت في تلك الطلبات‪ ،‬بعدما تكون هذه‬

‫‪66‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬العلم اليقيني‪ : 212‬استقر الفقه والقضاء اإلداريين في المغرب على األخذ بهذه الوسيلة من وسائل‬
‫العلم بالقرار‪ ،‬فإذا علم صاحب المصلحة بمضمون القرار علما ً يقينيا ً حقيقيا وتاما وشامال لفحوى القرار‬
‫المطعون فيه ‪ ،‬فإن أجل الطعن يبدأ من تاريخ هذا العلم اليقيني ‪.‬‬
‫وقد أكدت ذلك محكمة النقض ذلك في قرار لها بتاريخ ‪ 13‬أكتوبر ‪ 213 2004‬من أن‪" :‬العلم اليقيني‬
‫المنتج آلثاره المسطرية‪ ،‬فيما يتعلق بسريان أجل الطعن يشترط فيه أن يكون حقيقيا وتاما وشامال لفحوى‬
‫القرار المطعون فيه"‪ ،‬ويضيف‪ " :‬إن العلم اليقيني بالقرار كمنطلق لبداية آجال الطعن هو استثناء أخذ‬
‫به االجتهاد القضائي قبل صدور القانون المشار إليه (‪ ،)41-90‬ويجب األخذ به في حدود ضيقة‪ ،‬وعلى‬
‫الخصوص عندما يتعلق األمر كما هو في النازلة بقرار فرض أداء يترتب على عدم تنفيذه معجال ذعائر‬
‫وعقوبات بالغرامة والسجن‪ ...‬فيجب أن يكون العلم اليقيني الذي يقوم مقام النشر والتبليغ هو العلم الحقيقي‬
‫التام بالقرار شكال ومضمونا‪".‬‬
‫ويقوم العلم اليقيني على ثالث قواعد‪:‬‬
‫‪ -‬أن المعني باألمر علم صدفة وهو ما يدعي به المتظلم أحيانا‪.‬‬
‫‪ -‬األصل في ادعاء المتظلم بالعلم اليقيني (الصحة)‪.‬‬
‫‪ -‬يقع على عاتق الجهة اإلدارية عبء إثبات عكس هذا االدعاء‪ ،‬فإذا لم تستطع أن تقدم دليال عكس‬
‫هذا االدعاء صح ادعاء المتظلم‪ ،‬وإذا قدمت دليال سقط ادعاؤه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أن يكون محل التظلم قرارا إداريا‬


‫وهنا يمكن التمييز بين قرارات تكون محل تظلم وأخرى ليست كذلك‪ ،‬وقد نص المشرع على قابلية‬
‫كل قرار إداري صدر من جهة غير مختصة أو لعيب في شكله أو النحراف في السلطة أو النعدام التعليل‬
‫أو لمخالفة القانون‪ ،‬أن يشكل تجاوزا في استعمال السلطة‪ ،‬وأحقية المتضرر الطعن فيه أمام الجهة‬
‫القضائية اإلدارية المختصة‪ ،‬كما أكدت على ذلك المادة ‪ 20‬من القانون ‪ ،90.41‬ويجب إرفاق مقال‬
‫الطعن بنسخة من القرار المطعون فيه أو بما يفيد التظلم منه‪ ،‬إلى جانب الفصل ‪ 32‬من المسطرة المدنية‬

‫األخيرة مستوفية للشروط الشكلية والموضوعية للحصول على التغيير المطلوب‪ ،‬مما مفاده أن المقرر المؤثر في المركز القانوني‬
‫للطاعنين هو ذلك الصادر عن اللجنة المذكورة التي ينبغي توجيه الطعن ضدها‪ ،‬وليس ضد وزير الداخلية الذي يكتفي بإبالغ المعنيين‬
‫باألمر بذلك المقرر‪ ،‬وحيث إنه تأسيسا على ذلك‪ ،‬يكون الطلب قد وجه ضد غير ذي صفة كما وجه كمجرد رسالة إخبارية ال‬
‫تستجمع مقومات القرار اإلداري ‪ ،‬فيتعين بالتالي الحكم بعدم قبوله‪"..‬‬
‫‪ 212‬قضى مجلس الدولة الفرنسي في قضية (‪ )Exautifier Croix‬الذي عد سابقة في مسلك جديد للمجلس؛ بأن العلم اليقيني‬
‫الذي ال يستند إلى نشر أو إلى تبليغ ال يؤدي إلى بدء سريان ميعاد‪.‬‬
‫‪ 213‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عـدد ‪ 1033‬بتاريخ ‪ 13‬أكتوبر ‪ 2004‬الملف اإلداري عدد‪ 2001/1/4/1326 :‬تحت رقم ‪ ،4805‬متوفر‬
‫ضمن اجتهادات محكمة النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.8405‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫على مستوى الشكل‪ ،214‬و"الغاية من ذلك تكمن في تمكين المحكمة من تحديد نطاق الطلبات وصفة‬
‫األطراف ومحل الطلب‪ ،‬وأن اإلخالل بما ورد في النصين المذكورين يعرض الطلب لعدم القبول على‬
‫حالته‪ .215‬ويكمن أيضا في تمكين المحكمة من االطالع على القرار المطعون فيه والتأكد من وجوده‬
‫المادي‪.216‬‬
‫إن القرار اإلداري ينتقل من مرحلة الصدور إلى مرحلة التنفيذ ثم مرحلة التطبيق‪ ،‬حيث يفترض فيه‬
‫الصحة إلى أن يثبت العكس‪ ،‬ويحق للمعني باألمر اذا رأى أن القرار به عيب شكلي أو مادي‪ ،‬أن يتظلم‬
‫إلى اإلدارة وهو الشيء الذي يسمى بالتظلم اإلداري‪ ،‬أي أن يطعن في القرار باإللغاء ‪ .‬وأما لو كان القرار‬
‫صحيحا وامتنع األفراد عن تنفيذه فإنهم قد يتعرضون للجزاءات الجنائية‪.‬‬
‫وبهذا المفهوم تكون جميع القرارات اإلدارية قابلة للتظلم اإلداري‪ ،‬وكلها تقريبا في تنوعها وعددها‬
‫الذي ال حصر له عند تقديمها‪ ،‬قد تضر بالمصالح دون المساس بحق‪.217‬‬
‫والقرارات المقصودة هنا‪ ،‬هي تلك التي تصدر عن جهة إدارية وبوصفها سلطة عامة‪ ،‬وليس‬
‫كشخص من أشخاص القانون الخاص‪ ،‬أي في حالة مباشرة هذه السلطة لنشاطها مستخدمة تلك االمتيازات‬
‫‪218‬‬
‫التي تتمتع بها كسلطة عامة وليس كشخص خاص‪.‬‬
‫لكن على مستوى التشريع المغربي ومن حيث المصطلحات الواردة في بعض البنود‪ ،‬يالحظ أنه‬
‫يستعمل مصطلح القرار ‪ Acte‬من خالل الفصل ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 41.90‬المحدثة بموجبه محاكم‬

‫‪ 214‬يجب أن يتضمن المقال أو المحضر األسماء العائلية والشخصية وصفة أو مهنة وموطن أو محل إقامة المدعى عليه والمدعي‬
‫وكذا عند االقتضاء أسماء وصفة وموطن وكيل المدعي‪ ،‬وإذا كان أحد األطراف شركة وجب أن يتضمن المقال أو المحضر اسمها‬
‫ونوعها ومركزها‪.‬‬
‫يجب أن يبين بإيجاز في المقاالت والمحاضر عالوة على ذلك موضوع الدعوى والوقائع والوسائل المثارة وترفق بالطلب المستندات‬
‫التي ينوي المدعي استعمالها عند االقتضاء مقابل وصل يسلمه كاتب الضبط للمدعي يثبت فيه عدد المستندات المرفقة ونوعها‪.‬‬
‫إذا قدم الطلب بمقال مكتوب ضد عدة مدعى عليهم وجب على المدعي أن يرفق المقال بعدد من النسخ مساو لعدد الخصوم‪.‬‬
‫يطلب القاضي المقرر أو القاضي المكلف بالقضية عند االقتضاء تحديد البيانات غير التامة أو التي تم إغفالها‪ ،‬كما يطلب اإلدالء‬
‫بنسخ المقال الكافية وذلك داخل أجل يحدده‪ ،‬تحت طائلة الحكم بعدم قبول الطلب‪.‬‬
‫‪ 215‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم‪ 446 :‬بتاريخ ‪ 8‬مارس ‪ 2007‬ملف رقم‪ 06-113 :‬غ ‪ ،‬متوفر على البوابة القانونية‬
‫والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪ 216‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم‪ 1271 :‬بتاريخ ‪ 7‬يونيو ‪ 2007‬ملف رقم‪ 06/94 :‬غ‪ ،‬متوفر على البوابة القانونية والقضائية‬
‫لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪217‬‬
‫‪Beltz, Joseph-Eugène-Léon, De la force obligatoire des lois civiles françaises en ce qui concerne‬‬
‫‪les personnes et les choses soumises à leur empire, Du recours administratif et du recours‬‬
‫‪contentieux, impr. de Vve Berger-Levrault (Strasbourg) p.38. (Source : Bibliothèque nationale de‬‬
‫)‪France, département Droit, économie, politique, 4-F-5167‬‬
‫‪"Presque tous les actes administratifs peuvent donner lieu à ce recours administratif, presque tous,‬‬
‫‪dans la variété et le nombre infini de cas qui se présentent, pouvant léser un intérêt sans léser un‬‬
‫"‪droit.‬‬
‫‪ 218‬كمال عبد الواحد الجوهرى‪ ،‬االستشارات القانونية والشكاوى والتظلمات وصيغ العقود ومذكرات التفاهم‪ ،‬المركز القومي‬
‫لإلصدارات القانونية‪ ،2010 ،‬ص‪.225.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫إدارية‪ ،‬والمقرر ‪ Résolution‬أو ‪ Décision‬من خالل الفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬الذي‬
‫يتحدث عن مقررات يمكن التظلم منها‪ ،‬ومصطلح قرار هو الحق ل"مقرر" ووسع من إمكانية ممارسة‬
‫حق التظلم‪ ،‬ومعه اللجوء إلى المحاكم اإلدارية في حالة عدم التوصل ألية نتيجة من خالل التظلم تبعا لما‬
‫ينص عليه الفصل ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬والذي نص بصريح‬
‫العبارة على أنه "يجب أن تقدم طلبات إلغاء القرارات الصادرة عن السلطات اإلدارية بسبب تجاوز‬
‫السلطة‪ ،‬داخل أجل ستين يوما يبتدئ من نشر أو تبليغ القرار المطلوب إلغاؤه إلى المعني باألمر‪".‬‬
‫ولكي يكون القرار قابال للتظلم منه البد أن يصدر فعال عن "سلطة إدارية وطنية"‪ ،219‬فالقرار‬
‫اإلداري هو عمل قانوني يصدر عن السلطة اإلدارية الوطنية بإراداتها المنفردة إلحداث أثر قانوني معين‪.‬‬
‫واعتبارا لكونه امتيازا لصالح اإلدارة ال يتمتع به الخواص‪ ،‬كما أنه كقاعدة عامة ال يصدر عن السلطة‬
‫التشريعية أو السلطة القضائية‪ ،‬أو السلطة الحكومية بوصفها هذه ‪ ،‬وكذلك عن الملك‪ ،‬وبالتالي ال تعتبر‬
‫القوانين واألحكام القضائية وأعمال السيادة والظهائر الملكية قرارات إدارية"‪.220‬‬
‫ومن خالل قراءة الفصل ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 90.41‬المتعلق باختصاصات المحاكم اإلدارية‪ ،‬ومع‬
‫مراعاة أحكام المادتين ‪ 9‬و‪ 11‬من القانون نفسه‪ ،‬فاألمر يتعلق بطائفة من القرارات لعل أبرزها القرارات‬
‫التي تتجاوز فيها اإلدارة السلطة؛ بما فيها القرارات موضوع طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة المتعلقة‬
‫بالمقررات التنظيمية والفردية الصادرة عن رئيس الحكومة؛ وقرارات السلطات اإلدارية التي يتعدى‬
‫نطاق تنفيذها دائرة االختصاص المحلي لمحكمة إدارية ‪.‬على أن القانون رقم ‪ 03.01‬بشأن إلزام اإلدارات‬
‫العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية‪ ،221‬تحدث عن أنواع من‬
‫القرارات التي تخضع للتعليل‪ ،‬عالوة عن القرارات اإلدارية التي أوجبت النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫الجاري بها العمل تعليلها‪ ،‬وهي التي نصت عليها المادة الثانية منه‪ . 222‬وهو ما يفهم منه ضمنيا أنها‬
‫القرارات التي قد يتم فيها اللجوء إلى آلية التظلم اإلداري‪ ،‬على أن القرارات اإلدارية الفردية التي تتخذها‬
‫اإلدارة في حالة الضرورة أو الظروف االستثنائية والتي يتعذر تعليلها ال تكون مشوبة بعدم الشرعية‬
‫بسبب عدم تعليلها وقت اتخاذها‪ ،‬غير أنه يحق للمعني باألمر تقديم طلب إلى الجهة المصدرة للقرار داخل‬

‫‪ 219‬عبد الكريم حيضرة ‪ ،‬القانون اإلداري المغرب‪ -‬النشاط اإلداري‪ -‬نشر وتوزيع مكتبة المعرفة مراكش‪ ،2016 ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ 220‬عبد الكريم حيضرة ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪ 221‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.202‬صادر في ‪ 12‬من جمادى األولى ‪ 23( 1423‬يوليو ‪ )2002‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 03.01‬بشأن‬
‫إلزام اإلدارات العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5029‬بتاريخ‬
‫‪ 3‬جمادى اآلخرة ‪ 12( 1423‬أغسطس ‪ )2002‬ص ‪.2282‬‬
‫‪ - 222‬القرارات المرتبطة بمجال ممارسة الحريات العامة أو التي تكتسي طابع إجراء ضبطي؛ القرارات اإلدارية القاضية بإنزال‬
‫عقوبة إدارية أو تأديبية؛ القرارات اإلدارية التي تقيد تسليم رخصة أو شهادة أو أي وثيقة إدارية أخرى بشروط أو تفرض أعباء‬
‫غير منصوص عليها في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل؛ القرارات القاضية بسحب أو إلغاء قرار منشئ لحقوق؛ القرارات‬
‫اإلدارية التي تستند على تقادم أو فوات أجل أو سقوط حق؛ القرارات التي ترفض منح امتياز يعتبر حقا لألشخاص الذين تتوافر فيهم‬
‫الشروط القانونية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫أجل ثالثين (‪ )30‬يوما من تاريخ التبليغ الطالعه على األسباب الداعية إلى اتخاذ القرار اإلداري السلبي‬
‫الصادر لغير فائدته‪.223‬‬
‫وقد أخذ االجتهاد القضائي بالتفسير الضيق‪ ،‬فيما يخص القرارات التي يمكن الطعن فيها باإللغاء‬
‫وهو ما ينطبق على القرارات ذات الصلة بالتظلم اإلداري‪ ،‬ونموذجه القرارات الملكية المستثناة من‬
‫التظلم‪ ،‬ومنها بعض قرارات النيابة العامة‪ ،‬ومنها رفض تسخير القوة العمومية لمساعدة كتاب الضبط‬
‫على تنفيذ األحكام المدنية التي هي إجراءات مدنية ‪ -‬وليست قضائية ‪ -‬ترتبط بميدان الشرطة اإلدارية‬
‫عمال بالفصل ‪ 433‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،224‬ومقررات الجامعات الرياضية فيما يخص اإلقصاء‬
‫من المشاركة في المباريات‪ ،‬وتبرير األمر كون الجامعة ليست سلطة إدارية‪.225‬‬
‫أما على مستوى المقررات التي نص عليها الفصل ‪ 355‬من قانون المسطرة المدنية وكررها الفصل‬
‫‪ 356‬من نفس القانون بالقول‪" :‬يودع المقال بكتابة ضبط المحكمة التي أصدرت الحكم المطعون فيه أو‬
‫بكتابة ضبط محكمة النقض في حالة طلب اإللغاء ضد مقررات السلطة اإلدارية‪ "..‬ثم الفصل ‪ 360‬من‬
‫نفس القانون‪ ،‬فالمقصود به المقررات الناتجة عن تصويت جهاز تداولي والذي يتعلق بأعماله الداخلية أو‬
‫يعبر عن رأيه أو إرادته في نقطة محددة‪ ،‬من مثل مقررات المجالس البلدية‪ ،226‬أي أن المقرر يأتي بعد‬
‫المداوالت ‪.227 Délibérations‬‬
‫وهذا واضح على مستوى القانون المغربي‪ ،‬فالمقررات هي تلك التي تم التنصيص عليها في‬
‫مجموعة قوانين‪ ،‬مثل قانون الوظيفة العمومية من خالل مجموعة من الفصول‪ ،‬من مثل الفصل ‪ 66‬الذي‬
‫يتحدث عن "وقوع ا إلنذار والتوبيخ بمقرر معلل تصدره السلطة التي لها حق التأديب من غير استشارة‬
‫المجلس التأديبي"‪ ،‬والفصل ‪ 73‬من نفس القانون والذي يتحدث عن المقرر الصادر بتوقيف الموظف إذا‬

‫‪ 223‬المادة الرابعة من نفس القانون‪.‬‬


‫‪ 224‬قرارا عدد ‪ 59‬مؤرخ في ‪ 16‬أبريل ‪ ،2013‬ملف إداري عدد ‪ ،2013/1/4/3398‬ورد ضمن مجلة القضاء اإلداري العدد‬
‫السابع ‪ 2015‬ص ‪.137/136‬‬
‫‪ 225‬قرار عدد ‪ 38‬مؤرخ في ‪ 7‬مارس ‪ 2014‬ملف إداري عدد ‪ ،2014/1/4/222‬المرجع السابق ص ‪.139/138‬‬
‫‪ 226‬تعريف منشور على موقع مركز إرميوم®‪ Plus‬بتاريخ ‪ 29‬يناير ‪2018‬‬
‫‪http://cce.umontreal.ca/capsules/proposition_motion_resolution.htm‬‬
‫مركز إرميوم®‪ ، Plus‬هو واحدة من أكبر قواعد البيانات وقواعد اللغة في العالم‪ ،‬يتيح الوصول إلى الماليين من المصطلحات‬
‫باللغات اإلنجليزية والفرنسية واإلسبانية والبرتغالية‪ .‬وكذلك والتعاريف‪ ،‬وأمثلة لالستخدام في مجموعة واسعة من المجاالت‬
‫المتخصصة‪..‬‬
‫‪ 227‬ولهذا يأتي المقرر "بعد القرار في الدرجة و القوة و القرار لينشئ أو يعدم مركز قانوني‪ ،‬أما المقرر فهو يعدل باإلضافة أو‬
‫النقصان في ذلك المركز القانوني إما بواسطة المدير أو الرئيس أو المفوض قانونا"‪ ،‬بينما "يصدر القرار بصفة عامة من جهات‬
‫متعددة مفوض لها بذلك في أمور تنظيمية إدارية لتنفيذ ظهائر أو قوانين أو مراسيم‪ ،‬وتصدر آنذاك بالجريدة الرسمية‪ ،‬كما يمكن أن‬
‫يكون القرار فرديا‪ -‬تعيين‪ -‬ترقية – وال يصدر بالضرورة بالجريدة الرسمية‪ .‬وال يلغى وال يعدل القرار إال بقرار أو نص أعلى منه‬
‫درجة‪".‬‬
‫كما يصدر في أمور قضايا إدارية وتنظيمية لتنفيذ نصوص تشريعية أو مراسيم صادرة عن الحكومة‪ ،‬ويصدر من جهات متعددة‬
‫كالوزير و المدير العام لألمن الوطني مثال‪..‬‬

‫‪70‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ارتكب أحد الموظفين هفوة خطيرة سواء تعلق األمر بإخالل في التزاماته المهنية أو بجنحة ماسة بالحق‬
‫العام‪...‬‬
‫باإلضافة إلى مقررات المجالس الجماعية‪ ،‬وكذا مقررات مجلس الجهة ومقررات مجلس العمالة‬
‫واإلقليم ومقررات المجالس التأديبية وغيرها‪...‬‬
‫والسؤال الذي يطرح نفسه‪ ،‬هو في حالة إقدام المعني باألمر على تقديم تظلم إداري وسلك مسطرة‬
‫الطعن القضائي في نفس الوقت‪ ،‬فهل سيقوم بتقديم تظلم ضد القرار األولي‪ ،‬أم القرار المتخذ على ضوء‬
‫التظلم اإلداري؟‬
‫والجواب يعتمد على ما إذا كان القرار المتخذ قد عوض القرار األولي‪ ،‬وحينها يختلف القرار المتخذ‬
‫عن القرار األولي‪ ،‬فإنه والحالة هذه يحل محله‪ ،‬ونتيجة لذلك فهو من يجب أن يكون موضوع الطعن‬
‫القضائي‪.‬‬
‫"إن قرارا إداريا غير مشروع تم اتخاذه بناء على طعن إداري ال يشكل شرطا مسبقا لممارسة طعن‬
‫نزاعي‪ ،‬تؤيد فيه السلطة التي نظرت في التظلم اإلجراء المطعون‪ ،‬فالقرار األولي والحالة هذه يكون‬
‫في وضعية غير نظامية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬وحده القرار المتخذ بشأن التظلم اإلداري يتيح تطبيق‬
‫اإلجراء ابتداء من تاريخ دخول هذا القرار حيز التنفيذ"‪ ،228‬وأما في حالة لو كان التظلم إلزاميا‪ ،‬فقد ذهب‬
‫مجلس الدولة الفرنسية إلى وجوب التقيد بأحكام النصوص التشريعية والتنظيمية‪.229‬‬
‫كما أن بعض اللبس قد يعترض المتظلم بخصوص القرار الذي سيتظلم منه إن تعلق بتظلم وطلب‬
‫مسبق‪ ،‬ونموذجه قرار لمجلس أطباء مقاطعة فرنسية‪ ،‬كان موضوع طعن رئاسي إلى المجلس الوطني‬
‫لألطباء الفرنسيين‪ ،‬وفي نفس الوقت موضوع طعن إلى المحكمة اإلدارية‪ ،‬وقد أكد المجلس الوطني‬
‫لألطباء الفرنسيين قرار الهيئة المحلية قبل أن تتخذ المحكمة قرارها‪ ،‬وهنا يكون الطعن أمام المحكمة‬

‫‪228‬‬
‫‪Conseil d'État, CE, 5e et 4e sous-sect., 11 févr. 2015, n° 369110, Centre hospitalier d'Auch,‬‬
‫‪Identifiant Légifrance : CETATEXT000030223870 « Considérant que lorsqu'une décision‬‬
‫‪administrative prise illégalement donne lieu à un recours administratif ne constituant pas un‬‬
‫‪préalable obligatoire à l'exercice d'un recours contentieux et que l'autorité saisie de ce recours prend‬‬
‫‪légalement une décision expresse par laquelle elle maintient la mesure contestée, la décision initiale‬‬
‫‪ne se trouve pas régularisée ; que la décision prise sur le recours administratif a seulement pour effet‬‬
‫‪de permettre l'application de la mesure à compter de la date à laquelle cette décision entre en vigueur‬‬
‫» ‪; ..‬‬
‫‪229‬‬
‫‪Lorsque des dispositions législatives ou réglementaires organisent une procédure obligatoire de‬‬
‫‪recours administratif préalable à l’intervention d’une juridiction, le respect de cette procédure‬‬
‫‪s’impose à peine d’irrecevabilité du recours contentieux à toute personne justifiant d’un intérêt lui‬‬
‫‪donnant qualité pour introduire ce recours contentieux. Conseil d'État, 4ème et 5ème sous-section‬‬
‫‪réunie, du 28 septembre 2005, 266208, publié au recueil Lebon identifiant Légifrance :‬‬
‫‪CETATEXT00000823200‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫اإلدارية بدون موضوع‪ ،‬نتيجة االستعاضة عن قرار المجلس الوطني بقرار المجلس المحلي المطعون‬
‫‪230‬‬
‫فيه‪".‬‬
‫وتجدر اإلشارة على أن األعمال المادية ال يمكن أن تكون موضوع تظلم كما ذهب إلى ذلك القضاء‬
‫المغربي‪ ،‬ففي قرار للمجلس األعلى حول تظلم إداري سبق ووجه إلى وزير الداخلية إثر طرد مواطن‬
‫من منزله‪ ،‬وتحججه بملكية المنزل واألرض التي حولها‪ ،‬اعتبر أن الرسالة الجوابية بعد تظلم المعني‬
‫باألمر لم تحدث للطاعن أي أثر قانوني‪ ،‬واعتبرها عمال ماديا يجب عرضه على الجهة المختصة وأال‬
‫صلة لها بالقرار اإلداري‪ .231‬وتدخل في هذا النطاق األعمال المادية الصادرة عن اإلدارة التي ال يكون‬
‫القصد منها تحقيق آثار قانونية معينة ومثال هذا الصنف‪ ،‬عزل موظف صدر في حقه حكم بالسجن‬
‫الرتكابه جريمة مخلة بالشرف ‪.‬‬
‫أيضا األعمال التمهيدية التي ال يمكن أن تكون محل أية تظلم إدارية أو طعن قضائي‪ ،‬بل حتى ولو‬
‫تمت المنازعة ضدها فإن الطعون باإللغاء في مواجهتها‪ ،‬يكون مصيرها هو عدم القبول لكونها لم تضر‬
‫بأية مصلحة من مصالح المعني أو المعنيين باألمر ‪.‬‬
‫كما أن تقديم التظلم اإلداري ضد إجراءات التصويت اعتبرته المحكمة ال يؤثر في المراكز القانونية‬
‫للمستأنفين وال في مصالحهم‪ ،‬وبناء عليه ال يوجد بموجب المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 90.41‬ما يفيد بإمكانية‬
‫إلغاء القضاء اإلداري لميزانية جماعة‪. 232‬‬
‫كما أنه من غير المقبول تقديم التظلم ضد إعالن بإيداع ونشر مرسوم‪ ،233‬والقرارات الملكية وأعمال‬
‫السيادة‪ ،...‬وهنا يسجل تشبت القضاء المغربي بنفس القاعدة التي تقول‪" :‬بأن القرارات الملكية ال تقبل‬
‫الطعن باإللغاء‪ ،‬وال ينال من ذلك ما نص عليه الفصل ‪ 118‬من نفس الدستور بخصوص قابلية كل‬

‫‪230‬‬ ‫‪Conseil d'État, le 20 octobre 1967, n° 64683 Identifiant Légifrance : CETATEXT000007638740‬‬


‫‪« Décisions d'un Conseil départemental de l'Ordre des médecins pouvant faire simultanément l'objet‬‬
‫‪d'un recours hiérarchique devant le Conseil national et d'un recours contentieux devant le Tribunal‬‬
‫‪administratif. Le Conseil national de l'Ordre ayant confirmé la décision du Conseil départemental‬‬
‫‪avant que le Tribunal administratif ne se soit prononcé, le recours devant ce dernier était devenu‬‬
‫‪sans objet par suite de la substitution de la décision du Conseil national à la décision attaquée du‬‬
‫» ‪Conseil départemental.‬‬
‫‪ 231‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ 169‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬يونيو ‪ ، 1981‬الملف اإلداري رقم ‪ ،50492‬متوفر ضمن اجتهادات‬
‫محكمة النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.2704‬‬
‫" لما كان محل الطعن ال يكتسي صبغة القرار التنظيمي‪ ،‬بل هو عبارة عن إعالن بإيداع ونشر مرسوم‪ ....‬فان طلب اإللغاء يكون‬
‫غير مقبول‪ ،‬مادامت المادة ‪ 9‬من القانون ‪ 90-41‬المحدث للمحاكم اإلداري تخص الطلبات المتعلقة بمقرر تنظيمي أو فردي صادر‬
‫عنه رئيس الحكومة‪ ،‬وليس مجرد إعالن عن إيداع مشروع مرسوم وهو عمل تمهيدي إلصدار المرسوم المعلن للمنفعة العامة"‪.‬‬
‫قـرار عـدد ‪ ،170‬بتاريخ ‪ 20‬يناير‪ ،2001‬ملف إداري عدد ‪ /1/4/1723‬ورد ضمن مجلة المجلس األعلى‪ ،‬عدد‬ ‫‪- 232‬‬
‫مزدوج ‪ ،58-57‬يوليوز ‪.2001‬‬
‫‪ 233‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ 1089‬المؤرخ في ‪ 24‬دجنبر‪ ،2008‬منشور على مجلة القضاء اإلداري العدد الخامس‪ 2014 ،‬ص‪.‬‬
‫‪.157‬‬

‫‪72‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫القرارات التنظيمية والفردية المتخذة في المجال اإلداري للطعن أمام الجهات القضائية المختـصة ما‬
‫دامت ال تنزل منزلة هذا المجال اإلداري الصرف‪ ،‬والخاص بالصالحيات الدستورية المحفوظة لجاللة‬
‫الملك في مجال اإلشراف على حسن سير المؤسسات الدستورية‪.234‬‬
‫أيضا األحكام القضائية واألعمال أو القرارات اإلدارية التنفيذية التي تأتي أو تصدر تنفيذا لقرار‬
‫واألعمال أو‬ ‫‪236‬‬
‫إداري سابق‪ ،‬مس بالمركز القانوني للطاعن‪ ،235‬وكذلك اإلجراءات اإلدارية التنفيذية‬
‫القرارات اإلدارية التأكيدية (وهي القرارات التي تؤكد فحوى قرار أو قرارات سابقة ماسة بالمركز‬
‫القانوني للطاعن‪ ،‬والطعن ضد مثل هذه القرارات إنما يسعى من ورائها المعنيون باألمر‪ ،‬فتح آجال‬
‫جديدة للطعن‪ ،‬بعدما فاتهم أجل الطعن ضد القرار األول) وكذلك المناشير والدوريات إال في حالة إذا ما‬
‫أضافت قواعد ومقتضيات غير موجودة في القانون‪.237‬‬

‫‪ 234‬المحكمة اإلدارية بالرباط ‪ ،‬حكم رقم ‪ 3233 :‬بتاريخ ‪ 16:‬شتنبر ‪ 2016‬ملف رقم ‪ ،2016-7110-543:‬متوفر على الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.marocdroit.com/‬القرارات‪-‬الملكية‪-‬ال‪-‬تقبل‪-‬الطعن‪-‬باإللغاء‪-‬وال‪-‬ينال‪-‬من‪-‬ذلك‪-‬ما‪-‬نص‪-‬عليه_‪a7447.html‬‬
‫ومما جاء في تعليل المحكمة "وحيث إنه لما كان ثابتا أن االجتهاد القضائي المغربي مستقر على اعتبار أن القرارات الملكية ال تقبل‬
‫الطعن باإللغاء وفقا لما أسس له المجلس األعلى سابقا منذ سنة ‪ 1960‬في قضية عبد الحميد الروندا و قضايا أخرى‪ ،‬إذ لم يقبل‬
‫الفصل في القضايا المتعلقة بالطعن في القرارات الملكية بدعوى عدم صدورها عن سلطة إدارية بالمفهوم الذي ينص عليه الفصل‬
‫األول من ظهير تأسيس المجلس األعلى‪-‬سابقا‪ -‬ومن ثم عدم اعتبار جاللة الملك جهة إدارية ونفي الصفة اإلدارية عن المقررات‬
‫الصادرة عنه وعدم إخضاعها للرقابة القضائية‪ ،‬فإنه بالرجوع للنازلة‪ ،‬يتبين أن قرار تمديد حد سن التقاعد بالنسبة للمطلوب في‬
‫الطعن ‪ ،.....‬يندرج بدوره ضمن إجراءات متخذة في إطار جانب من المهام الدستورية المنوطة بجاللـة الملـك بمقتـضـى الفصل‬
‫‪ 42‬من الدستور و المتمثلة في " السهر على حسن سير المؤسسات الدستورية" ‪ ،‬ولذلك فإن هذا القرار يظل غير قابل للطعن‬
‫القضائي‪ ،‬و ال ينال من ذلك ما نص عليه الفصل ‪ 118‬من نفس الدستور بخصوص قابلية كل القرارات التنظيمية و الفردية المتخذة‬
‫في المجال اإلداري للطعن أمام الجهات القضائية المختصة‪ ،‬ما دامت ال تنزل منزلة هذا المجال اإلداري الصرف الصالحيات‬
‫الدستورية المحفوظة لجاللة الملك في مجال اإلشراف على حسن سير المؤسسات الدستورية‪".‬‬
‫‪ 235‬وقد طبق االجتهاد القضائي هذه القاعدة في العديد من القرارات واألحكام منها حكم المحكمة اإلدارية بوجدة‪ ،‬الذي جاء فيه‪:‬‬
‫"وحيث كان على الطاعن أن يطعن في القرار الوزاري المشترك على اعتبار انه هو المؤثر في مركزه القانوني إذ اخرج المسكن‬
‫الذي يشغله من المساكن القا بلة للتفويت‪ ،‬وليس في قرار السيد مدير األمالك المخزنية القاضي برفض االستجابة لطلبه الذي هو‬
‫مجرد قرار تنفيذي غير قابل للطعن عن طريق دعوى اإللغاء حسب ما استقر عليه الفقه والقضاء وحيث انه أمام هذه المعطيات‪،‬‬
‫يتعين الحكم بعدم قبول الطلب‪( ".‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة‪ ،‬عدد‪ ،2003/67‬بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ ،2003‬في الملف عدد ‪،2002/88‬‬
‫أورده الحسن اولياس في مقال تحت "عنوان مناط دعوى اإللغاء وأصناف القرارات غير القابلة للطعن أمام القضاء اإلداري‪ ".‬مجلة‬
‫الرقيب ‪ ،‬العدد الرابع‪ 2016 ،‬ص ‪.)59‬‬
‫‪ 236‬جاء في قرار لمحكمة االستئناف اإلدارية بمراكش‪ " :‬وحيث أ ن ما قامت به المفوضية من حجز الحافلتين‪ ،‬تم تنفيذا لقرار‬
‫المجلس البلدي المضمن برسالته الموجهة بتاريخ ‪ 11‬أبريل ‪ 2008‬تحت عدد‪ 532‬إلى العميد رئيس مفوضية الشرطة ب‪ ،....‬طالبا‬
‫منه القيام بتوقيف حافالت النقل التي يستعملها المعني باألمر‪ ،‬وذلك تنفيذا لمحضر االجتماع المنعقد يوم الخميس ‪ 3‬أبريل ‪2008‬‬
‫الخاص بالشروع باستغالل محوري النقل الحضري من طرف شركة‪ ...‬وذلك حتى تتمكن المصالح البلدية من تسيير هذا المرفق‬
‫العمومي طبقا للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل بهذا الشأن‪.‬‬
‫وحيث على هذا األساس‪ ،‬يعتبر ما قامت به مفو ضية الشرطة من إيقاف وحجز الحافلتين‪ ،‬مجرد إجراء تنفيذي للقرار الصادر عن‬
‫رئيس المجلس البلدي المضمن برسالته المبينة أعاله‪ ،‬والتي تعتبر غير متوفرة على مقومات القرار اإلداري القابل للطعن باإللغاء‬
‫ويتعين بالتالي التصريح بعد التصدي بعدم قبول الطعن"‪( .‬قرار محكمة االستئناف اإلدارية عدد‪ 82‬بتاريخ‪ 03‬فبراير‪ ،2011‬في‬
‫الملف عدد ‪ ، 1-2010-5-240‬أورده الحسن اولياس في مقال تحت "عنوان مناط دعوى اإللغاء وأصناف القرارات غير القابلة‬
‫للطعن أمام القضاء اإلداري‪ ".‬مجلة الرقيب ‪ ،‬العدد الرابع‪ 2016 ،‬ص ‪.)59‬‬
‫‪ " 237‬الغاية من هذه األعمال تحقيق مجموعة من األهداف التي ال تأثير لها على المراكز القانونية القائمة‪ ،‬فهما يشكالن وسيلة يعمل‬
‫من خاللها المسؤول اإلداري بواسطتها على توجيه أوامر‪ ،‬أو توصيات‪ ،‬أو شروحات ذات طابع داخلي إلى المصالح الخارجية‬
‫التابعة لها ‪ ،‬فالدوريات والمن اشير تمثل تلك العالقة القائمة بين السلطة العليا والمصالح التابعة لها ضمن التسلسل الرئاسي‪ ،‬وال‬
‫يمنحان حقوقا أو يفرضان واجبات‪ ،‬وبالتالي ال تعتبر قرارات إدارية ‪ .‬وأجمع القضاء على عدم قابلية النشور التأويلي أو التفسيري‬
‫للطعن فيه باإللغاء أنها التعد مصدرا من مصادر الشرعية اإلدارية إال إذا أضافت قواعد ومقتضيات غير موجودة في القانون"‬

‫‪73‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط الموضوعية للتظلم اإلداري‬


‫أوال‪ :‬أن يكون التظلم واضحا‬
‫إن المشرع المغربي لم ينص صراحة على شكليات محددة للتظلم اإلداري (المطالبة الضريبية مثال)‬
‫لكن وجب مراعاة بعض البيانات موضوع التظلم‪ .238‬وهو نفس االتجاه الذي ذهب إليه القضاء المغربي‬
‫إذ اعتبر في حكم نادر " أن التظلم سواء منه االستعطافي أو الرئاسي ال يتطلب قانونا أي شكل خـاص‬
‫إذ يكفي أن يعبر المعني باألمر عن رغبته في الحصول من السلطة المختصة على تراجع في القرار‬
‫المتظلم منه‪ ،‬وأن تتوصل هذه السلطة بتلك الرغبة سواء كانت مصاغةً في طلب مستقل أو في محضر‬
‫رسمي"‪ ،‬وتضيف محكمة النقض‪" :‬وحيث إن الطالب أعرب عن رغبته في التظلم من القرار المبلغ إليه‬
‫في محضر رسمي‪ ،‬حرره رئيسه عميد الشرطة المركزي الذي رفعه إلى المدير العام لألمن الوطني‬
‫المصدر للقرار المتظلم منه‪ ،‬وأن هذا األخير قد أجابه فعال بالرفض بمقتضى رسالة‪ ،‬بلغت إلى المعني‬
‫‪239‬‬
‫باألمر بمقتضى محضر رسمي‪"..‬‬
‫وهو ما يفيد أن عبارات التظلم يجب أن تكون دقيقة في تحديد القرار المتظلم منه‪ ،‬وأن يكون واضح‬
‫الداللة بانصراف نية صاحب الشأن إلى االعتراض على تصرف اإلدارة موضوع الطعن‪.‬‬
‫كما يجب أن يكون موضوع التظلم واضحا سريعا ومحددا‪ ،‬بحيث يتضمن شرحا مفصال للقرار‬
‫موضوع التظلم‪ ،‬ويشتمل على كافة المعلومات والبيانات الالزمة والوسائل المثارة عن القرار التظلم منهم‬
‫كرقم القرار باإلضافة إلى األسباب التي بني عليها التظلم‪ ،‬وتاريخ صدوره‪ ،‬واسم وعنوان الجهة اإلدارية‬
‫التي صدر عنها القرار‪ ،‬واسم وعنوان الجهة اإلدارية التي صادقت عليه واعتمدته‪ ،‬والتاريخ المحدد لنفاده‬
‫إن كان بأثر رجعي أو بتاريخ الحق لصدوره‪ ،‬وتاريخ تبليغه إلى المتظلم وكيفية هذا التبليغ‪ ،‬وبأية وسيلة‬
‫وذلك كي تتمكن اإلدارة مصدرة القرار المتظلم منه‪ ،‬من أن تدرس التظلم المقدم إليها دراسة جدية‪ ،‬ومن‬
‫ثم تحديد موقفها النهائي منه سلبا أو إيجابا‪ ،‬كما أن لألمر أهميته خالل مرحلة الطعن القضائي‪.‬‬

‫(راجع ‪ :‬نواف كنعان‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة األولى سنة ‪ ،2003‬مكتبة دار الثقافة عمان‪ ،‬ص‪).250-249-248 :‬‬
‫وعلى هذا األساس حكمت المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء في حكمها عدد ‪ 954‬بتاريخ ‪ 27‬دجنبر ‪ ،2006‬بين شركة النقل سهيل‬
‫ووزير التجهيز "الدورية المتعلقة بتسوية مراقبة مخالفات قواعد السالمة الطرقية‪ ،‬بإضافتها مقتضيات زجرية جديدة تكون قد‬
‫تجاوزت مجال التأويل والتفسير التشريعي ويكون مصدرها قد تجاوز حدود سلطاته‪ ،‬واالعتماد على مقتضيات الدورية في سحب‬
‫وثائق الحافالت ورخص السائقين يشكل تطبيقا ً لمقتضيات مناقضة للقانون وحيادا ً عن الشرعية ‪.‬‬
‫‪ 238‬ميمون رحو‪ ،‬أحمد العاللي‪ ،‬الضابط العملي للمنازعة الضريبية‪ :‬تأسيسا وتحصيال ‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‬
‫عدد ‪ 2016/ 95‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 239‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ،63‬صادر في ‪ 2‬مارس ‪ ، 1979‬ملف إداري عدد ‪ ،60862‬منشورات المجلس األعلى في الذكرى‬
‫األربعين ‪ 1997-1958‬ص ‪.116‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أنه على مستوى الشكل خصوصا بالنسبة للتظلمات اإللزامية‪ ،‬يجب أن يتضمن‬
‫التظلم اسم المتظلم ووظيفته ‪ -‬إن تعلق األمر بملزم ضريبي مثال‪ -‬وعنوانه‪ ،‬ثم يرفق المتظلم تظلمه بجميع‬
‫الوثائق التي تدعم وجهة نظره‪ ،240‬ويرسل التظلم إلى الجهة التي أصدرت القرار لتبدي رأيها فيه‪ ،‬كما‬
‫أن التظلم يجب أن يكون خاليا من االدعاءات‪ .‬و قد ورد في قضية من هذا النوع عرضت على محكمة‬
‫النقض‪ ،‬تتعلق بطالب لم يسمح له بالتكرار في السنة األولى من السلك الثاني بالمدرسة العليا لألساتذة‬
‫وتمت إعادته إلى إطاره األصلي (أستاذا في إحدى اإلعداديات)‪ ،241‬عن كون" الطاعن اكتفى في طعنه‬
‫‪ -‬ضد القرار الصادر عن مجلس أساتذة الشعبة ‪ -‬بمجرد االدعاء بأن عدم نجاحه كان ألسباب صحية‬
‫واجتماعية‪ ،‬وقام بذكرها هكذا دون أي تحديد‪ "...‬واعتبرت محكمة النقض القرار الصادر من مجلس‬
‫أساتذة الشعبة‪ ،‬التي تابع فيها الطاعن تكوينه القاضي بعدم السماح له بتكرار السنة قرارا صائبا من جهة‬
‫مختصة‪ ،‬وال يتسم بأي تجاوز في استعمال السلطة‪.‬‬
‫وعلى عكس المشرع المغربي‪ ،‬أولى المشرع المصري اهتماما بتنظيم التظلم اإلداري‪ ،‬إذ نصت‬
‫المادة الثانية من قرار رئيس مجلس الدولة رقم ‪ 27‬لسنة ‪ 1973‬بشأن إجراءات التظلم الوجوبي من‬
‫القرارات اإلدارية وطريقة الفصل فيها ‪،242‬على وجوب أن يشتمل على البيانات اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬اسم المتظلم ووظيفته وعنوانه؛‬
‫‪ -‬تاريخ صدور القرار المتظلم منه وتاريخ نشره في الجريدة الرسمية أو في الوقائع المصرية‪ 243‬أو‬
‫في النشرات المصلحية أو تاريخ إعالن المتظلم به؛‬
‫‪ -‬موضوع القرار المتظلم منه واألسباب التي بني عليها التظلم ويرفق بالتظلم المستندات التي يرى‬
‫المتظلم ضرورة تقديمها؛‬
‫فيما قضت المحكمة اإلدارية المصرية العليا بأن التظلم الوجوبي يجب أن يكون واضحا ً ومستوف‬
‫للبيانات المطلوبة وفي ذلك تقول‪ " :‬إن التظلم الوجوبي إجراء ليس مقصودا ً لذاته بحيث يتم ويتحقق أثره‬
‫بمجرد تقديمه‪ ،‬أيا كان وجه الخطأ أو النقص الذي يشوب بياناته‪ ،‬وإنما هو افتتاح للمنازعة في مرحلتها‬
‫األولى فينبغي االعتداد به كإجراء يترتب عليه قبول الدعوى‪ ،‬وأن يكون من شأنه تحقيق الغرض في‬
‫هذه المرحلة على وجه يمكنها من فحصه والبت فيه‪ ،‬وهو ماال يتأتى إذا ما شاب بياناته خطأ أو نقص من‬

‫‪ 240‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ 94/512‬صادر في ‪ 1‬دجنبر ‪ ،1994‬ملف إداري عدد ‪ ،92/10112‬منشورات المجلس األعلى في‬
‫الذكرى األربعين ‪ 1997-1958‬ص ‪.281‬‬
‫‪ 241‬القرار السابق‪.‬‬
‫‪ 242‬محمد خيري الوكيل‪ ،‬التظلم اإلداري ومسلك اإلدارة اإليجابي في ضوء آراء الفقه وأحكام القضاء‪ ،‬درا الفكر الجامعي‪2008 ،‬‬
‫ص‪.144 ،‬‬
‫‪ 243‬جريدة إعالنية خاصه تنشر كل القرارات المصرية الرئاسية منها و الحكومية بشكل كامل‪ ،‬وتعتبر "الوقائع المصرية" ملحقاً‬
‫للجريدة الرسمية؛ لذلك تصدر يوميًا ما عدا أيام الجمعة والعطالت الرسمية‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫شأنه أن يجهل بالقرار المتظلم منه تجهيالً كلياً‪ ،‬أو تجهيالً يوقع اإلدارة في حيرة في شأن هذا القرار وغني‬
‫عن البيان أن مدى هذا التجهيل وأثره إنما هو مسألة تقديرية مردها إلى المحكمة في كل حالة‬
‫‪244‬‬
‫بخصوصها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أن يكون التظلم مجديا‬


‫يجب أن يكون التظلم من القرار مجدياً‪ ،‬أي أن يكون في وسع اإلدارة المقدم إليها التظلم تعديل القرار‬
‫أو إلغائه أو سحبه‪ ،‬فال يجوز التظلم من قرار منع القانون التظلم منه‪ .‬حيث إن الوسيلة التي ال مصلحة‬
‫للطاعن في إثارتها تعتبر وسيلة غير مجدية‪ ،‬والوسيلة التي تشكل خليطا من الواقع والقانون تكون غير‬
‫مقبولة‪.245‬‬
‫كما يعتبر التظلم اإلداري غير مجد أيضا إذا أعلنت اإلدارة عن إرادتها سلفا بأنها مصرة ومصممة‬
‫على قرارها‪ ،‬وأنها لن تبحث في التظلمات المقدمة أو تنظرها‪ ،‬وعليه يتوجب على الشخص أن يسلك‬
‫طريق الطعن القضائي‪ ،‬مالم يكن التظلم من القرار وجوبيا‪ .‬وبهذا يتعين تقديم هذا التظلم بقطع النظر‬
‫عن نتيجته بهدف استيفاء أحد الشروط الشكلية الالزمة لقبول الدعوى‪ ،‬أو اذا استنفدت اإلدارة واليتها‬
‫‪246‬‬
‫بإصداره أو أنه ال توجد سلطة رئاسية تستطيع بعد ذلك التعقيب عليه‪.‬‬
‫كما أن طلب وقف تنفيذ قرار إداري عبر تظلم إداري غير ذي جدوى أو تقديم تظلم إداري ضد‬
‫أشخاص‪ ،‬وأنه "ال يوجد أي مقتضى قانوني يلزم طالب إيقاف التنفيذ بسلوك مسطرة تظلم إداري أولي‬
‫هذا فضال عن كون هذه الطلبات تقدم ضد قرارات وليس في مواجهة أشخاص‪ ،‬نظرا لطبيعتها العينيـة‬
‫مما يكون معه الطلب على حالته مقبول شكال‪.247‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسس التظلم اإلداري‬

‫‪ 244‬أورده محمد حسين إحسان إرشيد في رسالته ‪ :‬التظلم اإلداري كسبب النقطاع ميعاد رفع دعوى اإللغاء‪ ،‬رسالة للحصول على‬
‫الماجستير في القانون العام‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية ‪ ،‬فلسطين‪ ،2016 ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ 245‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ، 20430‬بتاريخ ‪ 20‬دجنبر ‪ ، 1994‬ملف جنحي ‪ ، 89/ 26414‬متوفر ضمن اجتهادات محكمة‬
‫النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.5292‬‬
‫‪ 246‬رشـا عبد الرزاق جاسم‪ ،‬صفة النهائية في القـرار اإلداري‪ ،‬المـركز القـومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬الطبعـة األولى‪2016 ،‬‬
‫ص ‪.100‬‬
‫‪ 247‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ 641 :‬موافق ‪10 :‬ماي ‪ ،2004‬ملف رقم‪ ، 04/2/94 :‬متوفر على البوابة القانونية‬
‫والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2004‬على الرابط‪:‬‬
‫‪.http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫إن التظلم هو شكل من أشكال الرقابة على النشاط اإلداري‪ ،‬وهو ما يعني أن هذه اآللية لها ارتباط‬
‫بهذا النشاط من حيث احترام اإلدارة التي هي سلطة عامة‪ ،‬أو شخص خاص بامتيازات أشخاص القانون‬
‫العام لمبدأ الشرعية وللقاعدة القانونية التي تؤطره‪ ،‬حيث أن هذا النشاط هو أساس التظلم اإلداري (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬على أن أهم وسيلة لتصريف اإلدارة إلرادتها هي القرار اإلداري وهذا األخير يشكل األساس‬
‫الثاني للتظلم اإلداري (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬النشاط اإلداري ووسائله القانونية كأساس للتظلم اإلداري‬


‫أوال‪ :‬في تحديد مفهوم السلطة اإلدارية‬
‫تحدث الفصل ‪ 360‬من المسطرة المدنية عن سلطة إدارية يمكن التظلم إليها‪ ،‬وهو نفس ما نص‬
‫عليه الفصل ‪ 23‬من القانون ‪( 90.41‬إذا التزمت السلطة اإلدارية المرفوع إليها التظلم‪ ،)...‬وفي مفهوم‬
‫وأدبيات القانون اإلداري‪ ،‬تعتبر السلطة اإلدارية "حجر الزاوية في هذا القانون"‪ ،‬و"من إرادتها تصدر‬
‫كافة األعمال القانونية"‪ ،‬وفي النتيجة فالسلطة اإلدارية هي اإلطار الذي يحيط باإلدارة ويمنحها االتساق‬
‫والتناسق والهدف والحيوية إضافة إلى الفعالية‪ .‬والسلطة اإلدارية بهذا المعنى هي المحور القانوني الذي‬
‫‪248‬‬
‫يشع بالتصرفات القانونية ويتلقى ويتحمل آثارها‪"...‬‬
‫و"يتم استخدام مصطلح "السلطات اإلدارية" إلعطاء معنى مختلفًا لمفهوم األشخاص العموميين‬
‫حيث يمكن أن توجد السلطات اإلدارية خارج األشخاص العموميين بالمفهوم الضيق‪ .‬وال تعتبر "السلطات‬
‫اإلدارية" بمثابة "سلطة إدارية" إال تلك التي تحافظ على النظام العام وتمارس وظائفها‪ .‬وفي الواقــع‬
‫هناك أشخاص عموميون يمارسون الوظائف القضائية والتشريعية‪ ،‬وفي هذه الحاالت‪ ،‬ال ينبغي اعتبارهم‬
‫‪249‬‬
‫سلطات إدارية‪".‬‬
‫ويبقى من الصعوبة بمكان تحديد هذه السلطة اإلدارية بالنسبة للمواطن‪ ،‬إذ في ذهنيته أن اإلدارة‬
‫واحدة تنتمي لجهاز واحد‪ ،‬كما أنه من الصعوبة بمكان تحديد إن كان كل عضو في السلطة اإلدارية يملك‬
‫سلطة اتخاذ القرار وكذا السلطة التقديرية في تعديله أو إلغائه أو سحبه‪.‬‬
‫إن مفهوم السلطة اإلدارية واسع ويحيل إلى "مجموع الهيئات والمؤسسات ذات الشخصية المعنوية‬
‫العامة التي تخضع للقانون العام كالدولة والعماالت واألقاليم والجهات والجماعات الحضرية والقروية‬

‫‪ 248‬احمد زريق‪ ،‬السلطة اإلدارية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2016 ،‬ص‪ ( .5‬بدون دار نشر ‪ -‬منشور إلكتروني على صيغة ‪.)pdf‬‬
‫‪249‬‬
‫‪Klaine Santos Ferreira, Le Contentieux Administratif En Dehors Du Juge Étude comparée des‬‬
‫‪Droits Français et Brésilien, Université Montesquieu-Bordeaux 4, École Doctorale de‬‬
‫‪Droit (E.D. 41), DOCTORAT en DROIT, 12 juillet 2013 p 33.‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫والمؤسسات العمومية"‪ ،250‬أو "أي كيان أو شخص في حدود ما يمنح له من سلطات اتخاذ القرار أو‬
‫التدابير التي تشكل عمالً إداريا ً‪ .‬كما يمكن أن تمنح بعض المهام العمومية بموجب القانون أو بموجب‬
‫مرسوم وفي بعض الحاالت من خالل العقود اإلدارية‪ ،‬ألشخاص القانون الخاص أو الهيئات ‪ ،‬ليؤذن لها‬
‫بممارسة السلطة العمومية‪ 251.‬كما أنه من الممكن أن تجمع هذه السلطة بين ما هو سياسي وما هو إداري ‪.‬‬
‫فالوزير هو سلطة سياسية لكن في نفس الوقت سلطة إدارية على مستوى قطاعه‪.252‬‬
‫ضمن هذا النسق‪ ،‬فالسلطة اإلدارية مفهوم غير ثابت ال يمكن أن يكون المقصود به في التشريع‬
‫الفرنسي هو الشيء نفسه في التشريع المغربي‪ ،‬حيث إن المؤسسة الملكية "السلطة اإلدارية العليا"‬
‫تمارس قراراتها خارج قواعد التظلم اإلداري ولكن عبر وسيلة االستعطاف‪ ،‬على أن هذا السلطة اإلدارية‬
‫المقصودة هي تلك الموجودة على مستوى الفصل ‪ 89‬من الدستور المغربي أي "الحكومة التي تمارس‬
‫السلطة التنفيذية وتعمل تحت سلطة رئيسها‪ ،‬على تنفيذ البرنامج الحكومي وعلى ضمان تنفيذ‬
‫القوانين‪ ،‬واإلدارة موضوعة تحت تصرفها‪ ،‬كما تمارس اإلشراف والوصاية على المؤسسات‬
‫والمقاوالت العمومية‪".‬‬
‫إذن فتنفيذ القوانين عن طريق التدابير التنظيمية وغيرها هو عمل إداري‪ ،‬والسلطة التي تضطلع بهذه‬
‫المهمة ال يمكن أن تكون إال إدارية‪.‬‬
‫و"هنا تظهر فكرة المرفق العام التي تطلق على النشاط الذي تقوم به الدولة أو الهيئات العامة التابعة‬
‫لها بإدارته المباشرة أو عن طريق الغير الذي يظل خاضعا لرقابتها وإشرافها‪ ،‬بقصد تحقيق خدمات عامة‬
‫للجمهور بطريقة منتظمة مع مراعاة مبدا المساواة بين المنتفعين"‪ ،253‬وهذا النشاط اإلداري يتجلى في‬
‫صورتين أساسيتين‪:‬‬
‫‪ -‬يظهر في اإلطار القانوني للدولة بهدف تحقيق مصلحة عامة ضمن إطار تنفيذ مهمة مرفق عام‪.‬‬

‫‪ 250‬حسن صحيب‪ ،‬القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عدد ‪2008/80‬‬
‫ص ‪.271‬‬
‫‪251‬‬
‫‪Conseil de l'Europe, L’administration et les personnes privées (Principes de droit administratif‬‬
‫‪concernant les relations entre les autorités administratives et les personnes privées), Edition du‬‬
‫‪Conseil de l’Europe, Strasbourg 1997, P11.‬‬
‫‪12. Par « autorité administrative », on entend toute entité ou personne dans la mesure où elle s’est‬‬
‫‪vu conférer le pouvoir de prendre des décisions ou mesures qui constituent un acte administratif.‬‬
‫‪12.1. Commentaire : Des tâches publiques peuvent être attribuées par la loi, par décret ou, dans‬‬
‫‪certains cas, par des actes administratifs, à des personnes privées ou à des entités qui, dans le cadre‬‬
‫‪de l’exécution de ces tâches, peuvent être autorisées à « exercer la puissance publique ». C’est‬‬
‫… ‪pourquoi la définition fournie ici emploie un critère fonctionnel,‬‬
‫‪252‬‬
‫‪Aloys Muberanziza, L'Égal accès du citoyen aux affaires publiques de son pays, Presses‬‬
‫‪universitaires de Namur, Droit n° 27, 2005, p 165.‬‬
‫‪ 253‬مليكة الصروخ‪" :‬القانون اإلداري" دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة السابعة ‪ ،2010‬ص ‪.335‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬ويظهر في حدود ممارسة السلطة لتحقيق النظام وهو ما يسمى ب"الضبط اإلداري"‪.‬‬
‫إن السلطة اإلدارية ضمن هاتين الصورتين تمارس مجموعة من األعمال لتنظيم المجتمع قصد‬
‫ضمان وظائفها اإلدارية‪ ،‬وذلك من خالل وسيلتي القرار اإلداري والعقد اإلداري‪ ،‬اللتين تعبر من خاللهما‬
‫السلطة اإلدارية عن إرادتها‪ ،‬وتقترن هذه الوسائل من االمتيازات الغير المألوفة في القانون الخاص‪ ،‬وهذه‬
‫االمتيازات تشمل كافة وسائل النشاط اإلداري‪.‬‬
‫وتصدر أعمال السلطة اإلدارية إما بشكل انفرادي أو عن طريق االشتراك مع إدارة أخرى‪ ،‬ويتمثل‬
‫النوع األول في القرارات اإلدارية التي تبقى أهم وسائل اإلدارة في ممارسة أعمالها‪ ،‬في حين يتجسد‬
‫النوع الثاني في العقود اإلدارية ‪.‬‬
‫وهنا يتجلى أن أساس التظلم اإلداري بجميع أنواعه سواء كان تظلما استعطافيا أو تسلسليا أو وصائيا‬
‫وسواء كان اختياريا أو إلزاميا هو هذا النشاط اإلداري‪ ،‬على اعتباره التظلم شكال من أشكال الرقابة على‬
‫هذا النشاط حتى ال تنصرف عن حدود سلطتها واختصاصاتها‪ ،‬تأسيسا على مبدأ الشرعية الذي أصبح‬
‫من المبادئ األساسية إلقامة دولة الحق والقانون‪ ،‬وإن األساس الثاني هو القرار اإلداري وليس العقد‬
‫اإلداري الذي تنظمه آليات أخرى‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التظلم اإلداري والرقابة على النشاط اإلداري‬


‫إن إحداث المرافق العمومية يكون بضرورة تدخل "الهيئات الحاكمة" (الدولة أو الهيئات اإلقليمية أو‬
‫إلشباع الحاجات العامة‪ ،‬بما تقتضيه المصلحة العامة وذلك طبعا باستعمال‬ ‫‪254‬‬
‫الجهوية أو الجماعات)‬
‫وسائل القانون العام‪.‬‬
‫وهذه المرافق العمومية سواء على المستوى المركزي أو الجهوي أو المحلي‪ ،‬تديرها سلطة إدارية‬
‫هي التي يتم تحديدها بغاية التظلم إليها من طرف المعنيين باألمر‪ ،‬ويتم بناء موضوع التظلم وفق طبيعة‬
‫هذه السلطة اإلدارية واختصاصها وحدود هذه االختصاص وفق ما ينص عليه القانون والسلطة التسلسلية‬
‫التي تعلوها‪ ،‬وإذ يستحيل أن تصدر عن السلطة اإلدارية التي تدير هذا المرفق العام‪ ،‬قرارات ال يمكن‬
‫أن تكون محل طعن ومخالفة للشـرعية‪ ،‬إذ تتمتع اإلدارة بسلطة تقديرية وسلطة مالئمة واسعتين حتى‬
‫ولو كانتا في جزء منهما تخضعان لرقابة القضاء اإلداري من خالل دعوى اإللغاء‪.‬‬
‫وقد نص الفصل ‪ 155‬من الدستور المغربي بالقول على ضرورة احتكام هذه السلطة اإلدارية إلى‬
‫"يمارس أعوان المرافق العمومية وظائفهم وفق مبادئ احترام‬ ‫مبدأ الشرعية إذ‪:‬‬

‫مليكة الصروخ‪ ،‬القانون اإلداري دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 336‬‬ ‫‪254‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫القانون والحياد والشفافية والنزاهة والمصلحة العامة‪ ".‬وهذه الموارد البشرية تشكل العمود الفقري للنشاط‬
‫اإلداري وأحد ثوابته‪ ،‬كما أن المنازعات المتعلقة بهذه الفئة نفسها‪ ،‬تكتسي أهمية قصوى سواء في القانون‬
‫اإلداري أو القضاء اإلداري‪ ،255‬استنادا إلى الفقرة الثانية من المادة الثامنة من القانون رقم ‪ 90-41‬المحدثة‬
‫بموجبه المحاكم اإلدارية مع استحضار المادتين ‪ 9‬و ‪ 11‬من نفس القانون‪.‬‬
‫وفي نفس االتجاه نص الفصل ‪ 156‬من دستور ‪ 2011‬على أنه‪" :‬تتلقى المرافق العمومية مالحظات‬
‫مرتفقيها‪ ،‬واقتراحاتهم وتظلماتهم‪ ،‬وتؤمن تتبعها‪".‬‬
‫ومن حيث المبدأ يجب أن تكون جميع تصرف السلطة اإلدارية سواء القانونية أو المادية خاضعة‬
‫للقانون مع مراعاة مبدأ التدرج في القواعد‪ ،‬وأنه في حالة العكس فتصرفاتها تكون محل تظلم وطعن في‬
‫هذه التصرفات غير القانونية وغير المشروعة‪.‬‬
‫‪،256‬‬
‫واإلدارة مطالبة باتخاذ جميع‬ ‫إن التظلم هنا وجه من أوجه الرقابة على النشاط اإلداري‬
‫االحتياطات ليكون نشاطها محترما لمختلف مبادئ وقواعد الشرعية"‪ ،‬بل تتعدى ذلك إلى فحص مالئمته‬
‫ومناسبته مما يوفر فرصة للحوار والتفاهم بين أطراف النزاع‪ .257‬لتشمل مقتضيات مبدأ الشرعية جميع‬
‫عناصر النشاط اإلداري بحيث يكون هذا النشاط سلبيا فيقتصر دور اإلدارة العمومية على مجرد اإلعداد‬
‫اآللي للقرارات اإلدارية التي حددتها وفرضتها القاعدة القانونية مسبقا‪.‬‬
‫إن النشاط اإلداري هنا يشكل أساسا لجميع التظلمات اإلدارية االستعطافية والتسلسلية والخاصة ليجسد‬
‫مدى خضوع اإلدارة لمبدأ الشرعية واحترام القاعدة القانونية‪ .‬علما أن هذا النشاط اإلداري خاضع لرقابة‬
‫قضائية ورقابة جهات وهيئات أخرى‪ ،‬خاصة عندما تتسع سلطة اإلدارة وتخرج من دائرة االختصاص‬
‫المقيد إلى دائرة التقدير واالستثناء‪ ،‬وتظهر الحاجة إلى إعمال آلية التظلم إلى جانب الطعن القضائي في‬
‫الحد من تجاوز هذه السلطة اإلدارية للقانون‪ ،‬وسوء التقدير وتصحيح القرارات المعيبة أو إلغاءها أو‬
‫سحبها‪.‬‬
‫كما ال يمكن أن يحدث التظلم اإلداري خارج نطاق النشاط اإلداري‪ ،‬على اعتبار أنه تظلم ضد سلطة‬
‫إدارية تمارس وظائفها ضمن مرفق عمومي‪ ،‬بل إنه كلما كان هناك نشاط إداري وكان هناك قرار إداري‬
‫باعتباره واحدا من الوسائل التي تعتمد عليها اإلدارة كان هناك تظلم إداري من أفراد وجهات مختلفة‪.‬‬
‫إن ظهور طرق جديدة إلدارة المرفق العام يتم فيها إشراك القطاع الخاص في تدبير المرفق العام‬
‫نتج عنه تحول في مفهوم النشاط اإلداري‪ ،‬مما يجعل المتظلم أمام لبس كبير في تحديد الجهة المتظلم إليها‬

‫‪ 255‬مجلة المالية ‪ -‬عدد ‪ 34‬يونيو ‪ – 2018‬وزارة االقتصاد و المالية ‪ :‬دور نشيط في تسوية منازعات الدولة‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 256‬عبد القادر باينة ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 257‬رشا عبد الرزاق جاسم‪ ،‬صفة النهائية في القرار اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وبالتالي يكون اللجوء إلى القضاء بالنسبة إليه عوض سلك مسطرة التظلم اإلداري أكثر أهمية من اتباع‬
‫مسطرة معقدة‪ ،‬رغم أهمية هذه اآللية في حل الخصومات اإلدارية بطريقة ودية على أن األمر ال يعني‬
‫الحسم في هذا اللبس في حالة رفع النزاع إلى القضاء‪ ،‬بل قد يتطلب األمر االجتهاد القضائي وإنشاءه‬
‫القاعدة القانونية المالئمة للنزاع من طرف القضاء اإلداري‪.‬‬
‫تتفوق المصلحة العامة على المصالح الخاصة‪ ،‬وعلى هذا‬
‫ومعلوم أنه في نطاق القانون اإلداري َّ‬
‫األساس تقوم اإلدارة العمومية‪ ،‬في معرض تسييرها للمرافق العامة‪ ،‬باتخاذ قرارات إدارية هي سبيلها‬
‫لوضع المصلحة العامة حيّز التطبيق الفعلي‪ .‬وبنا ًء على ذلك فإن هذه القرارات تضع في الحسبان أوالً‬
‫وأخيرا ً وجوب سير المرافق العامة بانتظام ّ‬
‫واطراد‪ ،‬فضالً على أن ضرورة استمرارية المرفق العام هي‬
‫نقطة بالغة األهمية‪ .‬وإن رسم المشرع لإلدارة سلطة محددة التخاذ القرار‪ ،‬متى توفرت الشروط الكاملة‬
‫التخاذ القرار اإلداري‪ ،‬فاإلدارة تكون ملزمة باتخاذه‪ ،‬وهنا يكون التظلم ضمن اآلجال القانونية له قوته‬
‫بما يسهل على القضاء مراقبة هذا النوع من القرارات‪ ،‬على أن المشرع ترك لإلدارة قدرا من الحرية في‬
‫التصرف لتقدر استعماله دون خضوعها لمراقبة‪ ،‬وهذه السلطة التقديرية هي استثناء على مبدأ الشرعية‬
‫والقرار المتخذ ضمن هذه السلطة في غياب االنحراف أو الغلو‪ ،‬هو قرار مشروع‪ .258‬على أن هذه السلطة‬
‫تتسع أكثر في حاالت االستثناء‪ ،259‬وحينها تصبح سلطاتها تتسم بعدم التحديد المسبق‪ .‬وقد أجاب الدستور‬

‫‪258‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم‪ :1198 :‬بتاريخ ‪ :479/1/05‬رقم ملف ‪ ، 31/5/2007‬متوفر على البوابة القانونية والقضائية‬
‫لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪ 259‬أقر مجلس الدولة الفرنسي مشروعية قرارات اإلدارة في الظروف االستثنائية بالرغم من مخالفتها لمبدأ وقواعد الشرعية في‬
‫الظروف العادية ‪ ،‬ونذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬إقرار مجلس الدو لة الفرنسي صفة المشروعية لبعض القرارات اإلدارية المعيبة بعيب عدم االختصاص بموجب قرارات وزارية‬
‫صدرت عام ‪ 1941‬خالل الحرب العالمية الثانية‪ .‬وكذلك مشروعية قرارات صدرت ضد مواطنين عاديين ليست لهم صفة الموظف‬
‫العمومي‪ ،‬طبقا لنظرية الموظف الفعلي‪.‬‬
‫‪ -‬إضفاء صفة المشروعية على بعض اإلجراءات المشوبة بعيب الشكل واإلجراء‪ ،‬كالحكم الصادر في ‪1941/5/16‬م والذي قرر‬
‫فيه مشروعية قرارا المحافظ بوقف احد رؤساء المجالس البلدية عن العمل‪ ،‬دون مراعاة لإلجراءات والشكليات المقررة في هذا‬
‫الشأن‬
‫‪ -‬أضفى مجلس الدولة الفرنسي المشروعية على امتناع اإلدارة عن تنفيذ األحكام القضائية‪ ،‬إذا كان يترتب على هذا التنفيذ إخالل‬
‫بالنظام العام‪ ،‬وامتناع الحكومة عن تأمين القوة المسلحة لتنفيذ الحكم ألسباب تتعلق باألمن العام‪.‬‬
‫‪ -‬أضفى المشروعية لبعض القرارات بالرغم من مخالفتها للقوانين واللوائح‪ ،‬فقد قضى مجلس الدولة الفرنسي بمشروعية بعض‬
‫اإلجراءات والتدابير التي تقيد الحريات الفردية كإجراءات الحجز والمصادرة بصورة أوسع مما تقضي به اللوائح البوليسية‬
‫"اإلدارية" وتسمح به الظروف العادية‪ ،‬كما قضى مجلس الدولة الفرنسي بمشروعية قرارات فرض رسوم إضافية لمواجهة األزمة‬
‫المالية الناتجة عن الغزو األلماني لفرنسا‪ ،‬والتي تعد مثل هذه القرارات في الظروف العادية معيبة‪ ،‬كما قضى مجلس الدولة الفرنسي‬
‫بمشروعية قرارات صادرة باالستيالء بالرغم من مخالفتها لقواعد القانون‪.‬‬
‫‪ -‬أضفى مجلس الدولة صفة المشروعية على إجراءات الضبط اإلداري وتدابيره التي تقيد الحريات الفردية بصورة أوسع مدى من‬
‫القيود التي يمكن للبوليس اإلداري فرضها في الظروف العادية ‪ .‬فقد قضى مجلس الدولة بصحة اإلجراءات المتعلقة بالحجز‬
‫والمصادرة والحظر واإلبعاد غير المشروعة في الظروف العادية ‪ ،‬كما اضفى المشروعية على فرض ضريبة محلية لمواجهة‬
‫األعباء المالية اإلضافية التي نجمت عن تلك األحداث‪ ،‬رغم أنها مشوبة بعيب جسيم وفق قواعد المشروعية العادية‪ ،‬كما قضى‬
‫بصحة إجراءات االستيالء التي تتجاوز صالحيات اإلدارة العادية وسلطاته‪.‬‬
‫‪ -‬قرر مجلس الدولة الفرنسي صحة اإلجراءات اإلدارية بوقف العمل بأحكام بعض القوانين البرلمانية‪ ،‬حتى ولو تضمنت ضمانات‬
‫تأديبية للموظفين العموميين‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫المغربي لسنة ‪ 2011‬عن هذه اإلشكالية من خالل الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 59‬في حالة االستثناء بأن "‬
‫تبقى الحريات والحقوق األساسية المنصوص عليها في هذا الدستور مضمونة‪".‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القرار اإلداري كأساس للتظلم اإلداري‪.‬‬

‫إن فلسفة القرارات اإلدارية تقوم على الموازنة بين اعتبارين هما‪: 260‬‬
‫‪ -‬احترام مبدأ الشرعية والذي يفرض على اإلدارة أن تكون تصرفاتها في حدود القانون وإال اعتبرت‬
‫هذه التصرفات باطلة‪.‬‬
‫‪ -‬ومـبـدأ اســتقرار الحقوق والمراكز القـانونيـة لألفراد‪ ،‬وهو الذي تفرضـه المصلحة االجتماعية‬
‫المتمثلة في توفير الحماية واالستقرار للمراكز القانونية وعدم المساس بها إال في أضيق الحدود وطبقا‬
‫للقانون‪.‬‬
‫وهو ما يفيد أن هذه القرارات التي تصدر عن السلطة اإلدارية‪ ،‬هي قرارات سليمة البناء القانوني‬
‫وعلى اعتبار أن القرار اإلداري أهم وسيلة للتصرف وأساس وجود السلطة اإلدارية نفسها‪ .261‬وباعتباره‬
‫ترجمة حقيقية إلرادة اإلدارة ومعبرا تصل من خالله اإلدارة إلى غايتها وأهدافها‪ .‬فهو امتياز تملكه السلطة‬
‫اإلدارية التي تتولى وظيفة من وظائف الدولة‪ ،‬لكن في إطار االحترام التام للقانون‪ .‬وهذه األعمال تسنها‬
‫اإلرادة بإرادتها المنفردة وتترتب عليها حقوق وواجبات‪ ،‬وال يتطلب دخولها حيز التنفيذ توفر رضى‬
‫األفراد أو أي جهة معنية بها‪ ،‬وذلك نظرا لكونها تقوم على أساس ما يخوله التشريع لإلدارة من صالحيات‬
‫غير مألوفة في القانون العادي‪.‬‬
‫إن المساس بهذين المبدأين يعني إمكانية الطعن في القرار اإلداري‪ ،‬والعكس هو أن صدور القرار‬
‫اإلداري محترما لهذين المبدأين وبالتالي "متمتعا بقرينة الصحة والسالمة المفترضتين "‪ ،‬يعني مشروعية‬
‫القرار قانونًا‪ ،‬و"القرينة تجد أساسها في كون اإلدار تهدف دو ًما من وراء أعمالها إلى الصالح العام فال‬
‫يفترض بداءة مخالفة القانون في أعمالها‪ ،‬و إنما الصحة والسالمة هما المفترضتين إلى أن يثبت العكس‬
‫من طرف من يدعي غير ذلك‪ ،‬بما يجعل اإلدارة تتحمل نتائج التنفيذ فيما لو تبين أن القرار غير‬
‫‪262‬‬
‫مشروع‪".‬‬

‫‪ 260‬مفتاح خليفة عبد الحميد‪ ،‬سحب القرار اإلداري وآثاره‪ ،‬مجلة العلوم والدراسات اإلنسانية‪ ،‬المرج‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬المجلد الثاني‬
‫لسنة ‪ 2014‬ص ‪.87‬‬
‫‪ 261‬عبد الكريم حيضرة ‪ ،‬مرجع سابق ص‪.115.‬‬
‫‪ 262‬غيثاوي عبد القادر‪ ،‬القرار اإلداري بين نفاده وجواز وقف تنفيذه‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد التاسع‪ ،2013 ،‬ص ‪.194‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫إن القرار اإلداري من هذا المنطلق يشكل إلى جانب النشاط اإلداري أساسين للتظلم اإلداري انطالقا‬
‫من كونه شكال من أشكال الرقابة على النشاط اإلداري ووسائله‪ ،‬ويبقى األصل هو أن طائفة من القرارات‬
‫اإلدارية تصدر عن هذه اإلدارة وهي تخلو من كل عيب‪ ،‬وهنا يكون التظلم اإلداري غير مجدي‪ ،‬وهناك‬
‫طائفة من القرارات المعيبة تصدر استثناء‪ ،‬بما يفرض تعديلها أو سحبها أو إلغاءها سواء في إطار‬
‫احترام مبدأ الشرعية‪ ،‬وهنا يكون للتظلم قوته القانونية في ترتيب آثار قانونية لحماية مبدأ الشرعية‬
‫(أوال)‪ ،‬وضمان استقرار المراكز القانونية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬احترام مبدأ الشرعية‬


‫أ‪ -‬قرينة الشرعية‬
‫إن تظلمات المعنيين باألمر تشكل رقابة على نشاط اإلدارة نفسها‪ ،‬تعمل بناء عليها على تصحيح‬
‫األخطاء التي وقعت فيها من خالل مراجعة قراراتها إما بتعديلها أو إلغائها أو سحبها‪ ،‬وسواء قدمت هذه‬
‫التظلمات إلى مصدر القرار أو رئيس هذا األخير أو إلى لجنة خاصة‪ ،‬وفي حاالت أخرى الحد من تعسف‬
‫اإلدارة وسوء استعمالها المتيازاتها بخصوص تنفيذ القرارات اإلدارية ‪.‬‬
‫ضمن هذا االطار‪ ،‬ال يمكن أن يكون البناء القانوني للقرار إال داخل مبدأ الشرعية ال خارجها أي‬
‫بما يفيد‪:‬‬
‫‪-‬أن يكون الهدف من القرار اإلداري هو تحقيق المصلحة العامة والنفع العام‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتم مراعاة قواعد االختصاص واإلجراءات التي نص عليها القانون أثناء إصدار القرار وتنفيذه‬
‫وتطبيقه‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون قرارات اإلدارة مبنية على أسباب سليمة ومعللة بموجب القانون ‪ 01.03‬المتعلق بتعليل‬
‫القرارات اإلدارة لقراراتها باستثناء ما استثناه المشرع من التعليل‪.‬‬
‫‪ -‬أن تقوم اإلدارة بالتكييف القانوني السليم للوقائع التي استندت إليها في إصدارها للقرار اإلداري‬
‫وللقضاء رقابة على ذلك‪ ،‬وحتى ال يكون هناك مخالفة للقوانين فال يجوز توقيع عقوبة على موظف دون‬
‫مخالفة تأديبية‪. 5‬‬
‫وخلو القرار اإلداري من عيوب الشرعية المنسوبة إليه يجعل الطعن القضائي في مواجهته غير‬
‫مرتكز على أساس ومآله الرفض‪ ،263‬وذهب القضاء اإلداري المغربي إلى اعتبار هذا الطعن غير مجدي‬
‫وبالتالي فالتظلم اإلداري منه غير مجدي‪.‬‬

‫‪ 263‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم‪ ،933 :‬بتاريخ‪ 27 :‬يونيو ‪ 2006‬ملف رقم‪ ، ، 04/1/238 :‬متوفر على البوابة القانونية‬
‫والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2006‬على الرابط‪:‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫إن تصرفات السلطات اإلدارية يجب أن تتم في اطار القواعد الدستورية والقانونية‪ ،‬وهنا يستوي‬
‫التصرف اإليجابي لإلدارة كالقيام بعمل‪ ،‬وكذا التصرفات السلبية كاالمتناع عن عمل يوجبه القانون‪ .‬أي‬
‫أن القرارات تصدر وهي تتمتع بقرينة الشرعية التي تبقى قرينة بسيطة تقبل إثبات العكس‪ ،‬إذ بإمكان‬
‫المعني باألمر الطعن في القرار اإلداري‪ ،‬وإقامة الحجة على كون هذا القرار اإلداري مشوب بعيب من‬
‫عيوب عدم الشرعية‪ ،‬سواء من خالل التظلم من القرار أمام الجهة اإلدارية التي أصدرته أو أمام القضاء‬
‫اإلداري ‪.‬‬
‫وبناء عليه فالقرار المشروع هو الذي ال يخالف مقتضيات المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 90.41‬المحدثة‬
‫بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬أي أنه لم يصدر عن جهة غير مختصة وال عيب في شكله وال انحراف في السلطة‬
‫خلف إصداره ومعلل وغير مخالف للقانون ( تفسر المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء عيب مخالفة القانون‬
‫في عدم احترام اإلدارة للقواعد القانونية التي تعلو القرار اإلداري‪ ،‬وفي خرق القانون وفي رفض اإلدارة‬
‫الصريح تطبيق القانون‪ ،‬أو في سوء تأويل القاعدة القانونية أو الخطأ في تطبيقها على الواقع‪).264‬‬
‫والتظلم اإلداري هنا ال يطرح مشكلة‪ ،‬إذ أن ممارسة التظلم يكون ضمن حدود السلطة المقيدة لإلدارة‬
‫وتصبح له نفس الفعالية حتى ولو لم تستجب اإلدارة والتزمت الصمت‪ ،‬إذ أنه في حالة اللجوء إلى القضاء‬
‫تكون المحكمة على بينة من طبيعة الخصومة اإلدارية ‪ ،‬ويبقى اإلشكال بالنسبة للمعنيين فقط في طول‬
‫المسطرة وإمكانية تنفيذ الحكم القضائي من عدمه وما إلى ذلك‪.‬‬

‫ب‪ -‬قرينة المالئمة ‪:‬‬


‫مالئمة القرار اإلداري هو إجراء موازنة بين ما يحققه القرار اإلداري من منافع في إطار المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬وما يمكن أن ينتج عنه مــن أضرار تخالف مبدأ المصلحة العامة‪ ،‬حيث إن كانت المنافع التي‬
‫تترتب مـــن جراء تنفيذ القرار تفوق األضرار التي يمكـــن أن تترتب عليه‪ ،‬فهذا القرار مالئم للمصلحة‬
‫العامة‪ ،‬أمــــا إذا كانت األضرار المترتبة علي تنفيذ القرار تفــوق منفعته فهنا يكون القرار غــير مالئم‬
‫مع مقتضيات المصلحة العامة‪.‬‬
‫وهنا يستهدف التظلم اإلداري األسباب الواقعية أو المادية التي دفعت السلطة اإلدارية التخاذ بعض‬
‫القرارات اإلدارية‪ ،‬التي تخضع لسلطتها التقديرية بحسب الظروف والمالبسات المحيطة بكل حالة على‬
‫حدة‪.‬‬

‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪ 264‬قرار المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف عـدد‪ 2009/4/08 :‬بتاريخ ‪ 07‬ربيع األول ‪ 1431‬موافق ل ‪ 22‬فبراير‪2010‬‬
‫متوفر على موقع االجتهاد القضائي المغربي ‪ http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.3171‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫إن السؤال الذي يطرح نفسه يكمن في مدى فعالية التظلم اإلداري‪ ،‬في مخاصمة القرارات اإلدارية‬
‫في ظل اتجاه القضاء المغربي تجنب ممارسة أية رقابة على هذه السلطة التقديرية لإلدارة‪ ،‬إال في جانب‬
‫الغلو في السلطة‪ ،‬وفي مجاالت محدودة‪:‬‬
‫‪ -‬ففي مجال التكليف بالمهام واإلعفاء تؤكد إحدى المحاكم اإلدارية على أنه ‪" :‬من المتفق عليه أن‬
‫لإلدارة السلطة التقديرية في التكليف بالمهام واإلعفاء منها‪ ،‬باعتبارها ال تمس حقوق الموظف األساسية‬
‫غير أن سلطتها تلك تبقى خاضعة لرقابة القاضي اإلداري على مستوى مدى تقيدها بمقتضيات القانون‬
‫واحترام المبادئ وعدم االنحراف في استعمال عناصر السلطة التقديرية التي تتوفر عليها"‪. 265‬‬
‫‪ -‬وفي مجال الترخيص باستغالل الملك العمومي ذهب حكم آخر إلى " أن مجال الترخيص‬
‫باستغالل الملك العمومي يعتبر من بين المجاالت التي تتمتع فيها اإلدارة بسلطة تقديرية واسعة‪ ،‬بحيث‬
‫تملك صالحية كبيرة في منح الترخيص أو رفضه بحسب ما تقتضيه ظروف المصلحة العامة التي يرجع‬
‫إليها أمر تقديرها‪ ،‬وال يمكن الطعن في ذلك التقدير إال من خالل مظاهر االنحراف التي يمكن أن تشوب‬
‫سلطتها"‪.266‬‬
‫‪ -‬وفي المجال التأديبي ومدى تناسب العقوبة واألفعال المنسوبة للطاعن‪ ،‬جاء في حكم للمحكمة‬
‫اإلدارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 21‬نونبر ‪ ،267 2001‬من أن "القاضي اإلداري باعتباره قاضي المشروعية‬
‫له أن يتفحص القرارات اإلدارية المتخذة من طرف اإلدارة ومقارنتها مع األسباب المعتمدة في اتخاذ هذه‬
‫القرارات وذلك في إطار سلطة المالئمة"‪ ،‬واعتبرت المحكمة أن القرار اإلداري يكون مشوبا بالشطط‬
‫في استعمال السلطة متى ثبت أن العقوبة التأديبية ال تتناسب واألفعال المنسوبة للطاعن"‪.‬‬
‫إن عناصر المالئمة حاسمة في كثير من األحيان في نتيجة النزاع‪ ،268‬وإن تقديم التظلم اإلداري يبقى‬
‫أفيد للمعنيين باألمر إليجاد حلول ودية مع اإلدارة قبل اللجوء إلى القضاء‪ ،‬في ظل ضيق رقابة القاضي‬
‫اإلداري على السلطة التقديرية اإلدارية‪ ،‬مع اإلشارة إلى ضرورة أن يكون موضوع التظلم جديا وذو‬
‫موضوع‪ ،‬فال جدوى من تقديم تظلم إداري مثال ضد هيئة مراقبي المباريات واالمتحانات‪ ،269‬إذ اعتبر‬

‫‪265‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم‪ ،1898 :‬بتاريخ‪ 27 :‬شتنبر ‪ ، 2007‬ملف رقم‪ ،06-481 :‬غ‪ ،‬متوفر على البوابة القانونية‬
‫والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪ 266‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم‪ ،1481 :‬بتاريخ‪ 12 :‬جمادى الثانية ‪ 1428‬الموافق ل‪ 28 :‬يونيو ‪ ، 2007‬ملف رقم‪-18 :‬‬
‫‪ 06‬غ ‪ ،‬متوفر على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪ 267‬أورده محمد خالص‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪268‬‬
‫‪Front Cover, Nadine Poulet-Gibot, Droit administratif : sources, moyens, contrôles Leclerc.‬‬
‫‪Editions Bréal, 2007, p 88.‬‬
‫‪269‬‬
‫‪Conseil d’État, le 7 novembre 2006, Langlois, n° 298459. Identifiant Légifrance :‬‬
‫‪CETATEXT000008242160.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫مجلس الدولة الفرنسي في هذا الصدد‪ ،‬أنه ال يوجد قانون أو الئحة ما تلزم هيئات المحلفين لتبرير‬
‫المداوالت التي يقررون فيها أهلية المرشحين (حراس األمن)‪ .‬وأنه ال يمكن انتقاد هيئة المحلفين واللجنة‬
‫بسبب عدم مراعاة الصعوبات الشخصية واألسرية التي يطرحها مقدم الطلب‪ ،‬أو تقديم تظلم إداري ضد‬
‫نمط تسيير مرفق عمومي‪ ،‬وفي هذا الصدد يقول مجلس الدولة الفرنسي "من الواضح من األدلة أن مدينة‬
‫بوردو استندت في اختيارها لتحويل وكالة بلدية إلى شركة محلية مختلطة على اعتبارات المصلحة‬
‫البلدية وحسن سير المرفق‪ .‬وأن مالئمة قرارها ال يمكن مناقشتها أمام قاضي تجاوز السلطة؛ ما لم يتم‬
‫إثبات سوء استخدام السلطات المزعوم؛"‪ ،270‬أو تقديم تظلم إداري حول اختيار مالئمة نمط تنموي من‬
‫طرف جماعة ترابية‪ ،‬إذ اعتبر مجلس الدولة الفرنسي أنه يحكم في المنازعات‪ ،‬وال يناقش ما مدى‬
‫مالئمة اختيار ترسيم خط للسكك الحديدية الذي اختارته الحكومة‪ ،271‬وغيرها من القضايا غير ذات‬
‫موضوع للتظلم منها‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مبدأ استقرار المراكز القانونية‬


‫إن للتظلم اإلداري أهميته في استقرار المراكز القانونية المضطربة في مهدها‪ ،‬ورغم أهميته إال أنه‬
‫طريق اختياري فيما عدا حاالت التظلم اإلجباري التي أوجـب القـانون االلتجـاء إليهـا قبـل ســلوك الطريق‬
‫القضائي‪ ،272‬مع اإلشارة إلى أن القرار الذي يؤثر في المركز القانوني للمتظلم يتحقق به شرط المصلحة‬
‫في حالة ممارسة دعوى اإللغاء بسبب الشطط في استعمال السلطة (تجاوز السلطة)‪ ،273‬وذلك في حدود‬
‫آجال معينة تعتبر من النظام العام وال يجوز االتفاق على مخالفتها‪ ،‬وأن انصرام هذه اآلجال يجعل اإلدارة‬
‫والقضاء ال يقبالن الطعون الموجهة ضدها‪ ،‬فتصبح محصنة من الطعن اإلداري والقضائي‪ .‬أي أن‬
‫المشرع وازن بين المصلحة الخاصة للمعني بالتظلم اإلداري والمصلحة العامة‪.‬‬
‫إن مبدأ "االستقرار القانوني للمراكز القانونية"‪ ،‬يقيد سلطة اإلدارة في تعديل القرارات المنشئة‬
‫لتلك المراكز بالنسبة للمستقبل‪ ،‬وكذلك يقيدها في اتخاذ قرارات لها أثر رجعي‪ ،‬أي أن اإلدارة تلتزم قانونا ً‬
‫باإلبقاء على المراكز التي تكونت‪ ،‬وبعدم فرض التزامات جديدة تطبق بأثر رجعي‪ ،‬ومن نتائج تقديم‬
‫التظلم اإلداري في هذه الحالة‪:‬‬

‫‪270‬‬
‫‪Conseil d’État, 7 juin 1995, Lagourgue et Mellier, n° 143647, Identifiant Légifrance :‬‬
‫‪CETATEXT000007875188.‬‬
‫‪271‬‬
‫‪Conseil d’État, le 13 novembre 2006, Commune de Sernhac, n 282487, Identifiant Légifrance :‬‬
‫‪CETATEXT000008225052.‬‬
‫‪ 272‬مفتاح خليفة عبد الحميد‪ ،‬سحب القرار اإلداري وآثاره‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪ 273‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ ،169‬بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪ ،1999‬الملف اإلداري عدد ‪ ،95/1/5/300‬متوفر ضمن اجتهادات‬
‫محكمة النقض على الرابط‪ http://www.juris.courdecassation.ma/ :‬تحت رقم ‪.6593‬‬

‫‪86‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬أن يترتب على التظلم نسخ القرار‪ ،‬أي أن تقوم اإلدارة بإلغاء قرارها المطعون فيه بأثر رجعي‬
‫وتستبدله بقرار آخر غير معيب‪ ،‬أو سحب القرار المتظلم منه أو تعديله على الوجه السليم‪ ،‬قبل أن يصبح‬
‫محصنا بسقوط آجال الطعن القضائي المحدد في ستين يوما‪ ،‬وبهذا ينتهي األمر وتتحقق رغبة المتظلم‬
‫وتنتهي مخاصمة القرار اإلداري‪ ،‬وال يطبق مبدأ سحب القرارات على القرارات الفردية التي تنتج عنها‬
‫حقوق فردية مكتسبة‪.‬‬
‫‪ -‬الرفض الصريح من جهة اإلدارة للتظلم وتبليغ المتظلم بذلك قبل مضي الستين يوما ً المقررة للبث‬
‫في التظلم‪.‬‬
‫‪ -‬الرفض الضمني أو صمت جهة اإلدارة المنصوص عليه في المادة ‪ 23‬من القانون ‪ 90.41‬المحدثة‬
‫بموجبه المحاكم اإلدارية‪ ،‬والذي اعتبره المشرع رفضا "إذا التزمت السلطة اإلدارية المرفوع إليها التظلم‬
‫الصمت طوال ستين يوما‪ ،‬واعتبر سكوتها عنه بمثابة رفض له"‪ ،‬أي أن قرينة قاطعة على الرفض ال‬
‫تقبل إثبات العكس‪.‬‬
‫وحتى ال يتضرر المعني باألمر خاصة في الجانب المتعلق بالتظلم اإلداري‪ ،‬نص المشرع في المادة‬
‫الخامسة من القانون رقم ‪ 03.01‬بشأن إلزام اإلدارات العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية‬
‫بتعليل قراراتها اإلدارية أنه "عندما تلتزم السلطات اإلدارية السكوت من خالل القرارات الضمنية السلبية‬
‫التي تصدرها‪ ،‬يحق للمعني باألمر تقديم طلب داخل أجل الثالثين (‪ )30‬يوما الموالية النصرام األجل‬
‫القانوني للطعن الطالعه على أسباب القرار الضمني السالف‪ ،‬وتكون اإلدارة حينئذ ملزمة بالرد على‬
‫الطلب داخل أجل خمسة عشرة (‪ )15‬يوما من تاريخ التوصل بالطلب‪ .‬ولتمدد المادة السادسة من نفس‬
‫القانون آجال الطعن المنصوص عليه في قانون المسطرة المدنية (الفصل ‪ )360‬وفي القانون المنظم‬
‫للمحاكم اإلدارية (المادة ‪ ،)23‬وهذه اآلجال ال تنتقص من أجل الطعن المقررة سابقا‪ ،‬بهدف إعطاء‬
‫ضمانات أساسية لكافة المتعاملين مع اإلدارة من أجل الدفاع عن حقوقهم المشرع أمام السلطات اإلدارية‬
‫خالل حالة السكوت من خالل القرارات الضمنية السلبية التي تصدرها‪ ،‬بأحقية المعني باألمر تقديم طلب‬
‫داخل أجل الثالثين (‪ )30‬يوما الموالية النصرام األجل القانوني للطعن الطالعه على أسباب القرار‬
‫الضمني السالف‪ ،‬وتكون اإلدارة حينئذ ملزمة بالرد على الطلب داخل أجل خمسة عشرة (‪ )15‬يوما من‬
‫تاريخ التوصل بالطلب‪".‬‬
‫في نفس السياق اتجه القضاء المصري إلى القول بأن التزام اإلدارة الصمت ال يعد قرارا إداريا‬
‫بالرفض خالل مدة الستين يوما‪ ،‬وذلك بانتفاء " قرينة الرفض الحكمي للتظلم المستفادة من مضي ستين‬

‫‪87‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫يوما على التظلم دون البث فيه‪ ،‬إذا لم تهمل جهة اإلدارة التظلم‪ ،‬وإنما اتخذت مسلكا إيجابيا نحو االستجابة‬
‫لتظلمه‪ ،‬بعد أن استشعرت الجهة اإلدارية أن للمتظلم حقا وأنها بسبيل إجابته إلى تظلمه‪.274‬‬
‫وجدير بالذكر أنه من حق اإلدارة سحب القرارات اإلدارية غير المشروعة بعد تظلم إداري أو طعن‬
‫قضائي‪ ،‬وتصحيح األوضاع المخالفة للقانون كأصل مسلم به احتراما ً لمبدأ سيادة القانون وهو مرهون‬
‫بأن تنشط اإلدارة في ممارسته خالل آجال الطعن القضائي وهو ستون يوما ً من تاريخ صدور القرار‬
‫اإلداري المعيب‪ ،‬أو إلى ما قبل صدور حكم في دعوى طلب إلغائه‪ ،‬وذلك العتبارات تتعلق بالمصلحة‬
‫العامة تتمثل في استقرار المراكز القانونية التي تتولد عن هذه القرارات‪ .‬ويرد على هذه القاعدة بعض‬
‫االستثناءات التي تمليها المصلحة العامة أيضاً‪ ،‬ومنها حالة ما إذا حصل أحد األفراد على قرار إداري‬
‫نتيجة تدليسه‪ ،‬فال يكتسب هذا القرار أية حصانة تعصمه من السحب بعد انقضاء مواعيد السحب القانونية‪.‬‬
‫ألن التدليس عيب من عيوب اإلرادة التي إذا شابت التصرف أبطلته‪ ،‬وما يترتب عليه من آثار إذ األصل‬
‫أن الغش يفسد كل شيء‪.‬‬
‫كما أن القاعدة العامة في تنفيذ القرارات اإلدارية‪ ،‬وتقديم تظلم إداري إللغائها ال يترتب عليه وقف‬
‫تنفيذ القرار المطعون فيه‪ ،‬كما أن نفس القاعدة تنطبق على دعوى اإللغاء "الن القول بخالف ذلك سوف‬
‫يؤدي إلى شل نشاط اإلدارة الذي يقوم في معظمه على األوامر والقرارات اإلدارية"‪ .‬وهذا يعني أن‬
‫الطعن في مشروعية القرار اإلداري أمام القضاء ال يمنع اإلدارة من المضي قدما في تنفيذ ذلك القرار‬
‫وترتيب كل آثاره‪ ،‬وهو ما استقر عليه الفقه اإلداري‪.‬‬
‫وهو في الوقت ذاته النتيجة المنطقية المتياز التنفيذ المباشر الذي تتمتع به اإلدارة‪ ،‬وقد تبنت بعض‬
‫الدول في تشريعاتها هذا المبدأ (الطعن في القرار اإلداري ال يوقف تنفيذه) مثل المشرع الفرنسي‬
‫والمصري واألردني‪ ،275"..‬و هو نفس التوجه الذي أخذ به المشرع المغربي في الفصل ‪ 24‬من القانون‬
‫رقم ‪ 41-90‬والذي جاء فيه‪ ":‬للمحكمة اإلدارية أن تأمر بصورة استثنائية بوقف تنفيذ قرار إداري رفع‬
‫إليها طلب يهدف إلى إلغائه إذا التمس ذلك منها طالب اإللغاء صراحة‪".‬‬
‫" إن أساس القاعدة العامة في تنفيذ القرارات اإلدارية يستمد قوته‪ ،‬من قرينة سالمة القرارات اإلدارية‬
‫والتي يراد بها تمتع كل قرار إداري بصحة ما تضمنه من إحكام وبقيمة قانونية‪ ،‬و لحين إثبات العكس‬

‫‪274‬حكم المحكمة اإلدارية العليا في الطعن رقم ‪ ،1940‬لسنة ‪ 38‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 19‬أبريل ‪ 1994‬أشار إليه محمد حمد نصر محمد‬
‫الوافي في حجية اإلثبات بالقرائن وتطبيقاتها في القانون اإلداري (دراسة مقارنة)‪ ،‬منشورات دار الكتب العلمية‪ ،2013 ،‬ص ‪.223‬‬
‫‪ 275‬عبد اللطيف نايف‪ ،‬الدعوى المستعجلة والحكم بوقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬ورقة عمل المؤتمر الرابع لرؤساء المحاكم اإلدارية‬
‫في الدول العربية ‪ ،‬بيروت ‪ – 01‬بتاريخ ‪ 03‬شتنبر ‪ .2014‬منشور على موقع المركز العربي للبحوث القانونية والقضائية‪ ،‬جامعة‬
‫الدول العربية ‪ -‬مجلس وزراء العدل العرب على الرابط‪:‬‬
‫‪https://carjj.org/%D8%A5%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9/3215‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫بغاية عدم شل نشاط اإلدارة‪ ،‬والذي يقوم في معظمه على القرارات اإلدارية لضمان سير المرفق العام‬
‫‪276‬‬
‫وإشباع الحاجات العامة‪".‬‬
‫إذن‪ ،‬وبعد هذا الجرد النظري للنظام القانوني الذي يقوم عليه التظلم اإلداري من خالل الفقه والتشريع‬
‫الوطني والمقارن‪ ،‬ومن خالل القواعد والمبادئ التي أنشأها االجتهاد القضائي سواء في المغرب أو‬
‫االجتهاد القضائي المقارن‪ ،‬ال بد من دراسة مختلف التطبيقات القضائية للتظلم اإلداري‪ ،‬دون تقديم جرد‬
‫تصنيفي لهذه التظلمات‪ ،‬بحكم عدم وضوح النظام القانوني للتظلم اإلداري في المغرب‪ ،‬وغياب تقييم لهذه‬
‫اآللية التكميلية لحل المنازعات اإلدارية لرصد مكامن القوة والضعف‪.‬‬
‫ودراسة هذه التطبيقات ستظهر حجم الكلفة المالية الباهظة التي تتحملها الدولة بفعل إخفاق اإلدارة‬
‫في حل المنازعات اإلدارية بغير الطريق القضائي‪ ،‬ونتيجة غياب الدقة وتحري الموضوعية في إصدارها‬
‫القرارات اإلدارية‪ ،‬والجهد القانوني للوكالة القضائية للمملكة‪ ،‬والتعويض عن األضرار للمعنيين على‬
‫مستوى الطعن القضائي‪ ،‬وتدخل مؤسسات أخرى بفعل تصلب موقف اإلدارة‪ ،‬كما سنرى ذلك في الفصل‬
‫الثاني‪.‬‬

‫‪ 276‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تطبيقات التظلم اإلداري على مستوى القانون العام المغربي‬

‫إن تطبيقات التظلم اإلداري كما سيتضح من فقرات هذا الفصل تتسع وتتنوع‪ ،‬بحكم أن المشرع‬
‫أصبح يبحث عن صيغ أخرى في ظل عمق أزمة العالقة بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬وما يميز النصوص‬
‫المؤطرة للتظلم واآلليات البديلة هو التشتت‪ ،‬والغموض واالقتضاب والعمومية‪ ،‬بما يوسع من السلطة‬
‫التقديرية لإلدارة‪ ،‬في مقابل إصرار من طرف القضاء اإلداري على إرساء بعض المبادئ التي تمنح‬
‫التظلم اإلداري مكانته على مستوى االجتهاد القضائي في حدود النص‪.‬‬
‫كانت هناك خطوات مهمة من خالل إرساء المحاكم اإلدارية بموجب القانون رقم ‪ 90.41‬المحدثة‬
‫بموجبه محاكم إدارية الصادر بتاريخ ‪ 10‬شتنبر ‪ ،1993‬والقانون ‪ 03.01‬بشأن إلزام اإلدارات العمومية‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية‪ ،‬وكذلك كانت هناك خطوة مهمة من‬
‫خالل الفصل ‪ 156‬من الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬و الذي جعل من التظلم مبدأ دستوريا‪ .‬وهي قواعد‬
‫قانونية جاءت لتعزيز النظام القانوني للتظلم اإلداري‪ ،‬بحكم أن ما تمتلكه اإلدارة من وسائل ومن أهمها‬
‫القرار اإلداري لممارسة نشاطها وتحقيق أهدافها وانطالقا من إرادتها المنفردة‪ ،‬وباعتبار أن هذه اإلدارة‬
‫تمثل الصالح العام وتسعى إلى تحقيق المصلحة العامة بما يجعل حريات وحقوق األفراد قد تمس خارج‬
‫قواعد الشرعية‪ ،‬رغم أن هذه القرارات تخضع لمجموعة من القواعد واإلجراءات الشكلية أو المسطرية‬
‫صدورا وتطبيقا وتنفيذا‪.‬‬
‫وعلى مستوى القانون العام تتميز تطبيقات التظلم اإلداري‪ ،‬بكونها ذات طبيعة اختيارية وهذه هي‬
‫المشرع قد يلزم الطاعن في القرار اإلداري أن يلجأ أوالً إلى‬
‫ّ‬ ‫القاعدة العامة واستثناء هي إلزامية‪ ،‬إذ أن‬
‫استنفاذ الطعن اإلداري أو التظلم اإلداري قبل أن ممارسة الطعن القضائي‪ ،‬وهو ما يقيد االختصاص‬
‫القضائي بشرط القيام به وهو ما سنتناوله على مستوى المبحث األول‪ ،‬ثم ننتقل إلى تقييم آلية التظلم‬
‫اإلداري‪ ،‬خاصة بعد اتجاه المشرع إلى البحث صيغ أخرى إلى جانب التظلم اإلداري من مثل الشكايات‬
‫اإللكترونية والتظلم إلى مؤسسة الوسيط والتحكيم وهذا ما سنتناوله في مبحث ثاني ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تطبيقات التظلم اإلداري‬

‫‪90‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وهي تلك الطائفة من التظلمات اإلدارية التي يتقدم بها المعني باألمر من تلقاء نفسه استعطافيا أو‬
‫رئاسيا أو وصائيا إلى الجهة المختصة‪ ،‬ودون اشتراط من المشرع خالل مدة الستين يوما (‪ 60‬يوما)‬
‫التالية لعلمه بالقرار اإلداري من خالل ما نصت عليه المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 90.41‬ونصوص خاصة‬
‫سواء عن طريق النشر أو العلم اليقيني وللمعني باألمر أن يتجه إلى القضاء مباشرة‪ ،‬ناعيا على القرار‬
‫اإلداري مخالفته لمبدأ الشرعية أو عدم مالئمته مطالبا بإلغائه‪ ،‬دون أن يتظلم منه إلى اإلدارة أو حتى‬
‫انتظار الرد على تظلمه‪.‬‬
‫ويقدم التظلم اإلداري هنا ضمن الشروط المعروفة لكي يؤدي إلى قطع مدة الطعن‪ ،277‬ويمكن‬
‫التمييز بين طائفة من التظلمات االختيارية‪ ،‬حسب منطوق المادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ ، 90.41‬ويمكن‬
‫القول أ ن تطبيق هذا من النوع من التظلمات ال يخضع لشروط شكلية فهي تكون مفتوحة في وجه‬
‫المرتفقين سواء قبل رفع النزاع إلى القضاء أو بعده‪ ،‬وال يتقيد فيها بشكليات معينة وال حتى بآجال إال في‬
‫حالة ممارسة الطعن القضائي حيث يصبح محكوما باآلجال‪ ،‬إذ ال يوجد نص قانوني يمنع من تقديم تظلم‬
‫إداري خارج اآلجال‪ ،‬وهو ما سنتناوله في مطلب أول‪ ،‬ثم تطبيقات تهم طائفة من التظلمات الخاصة التي‬
‫هي في جزء منها إلزامية‪ ،‬تحكمها شكليات معينة ومقيدة في حالة ممارسة الطعن القضائي بإجبارية‬
‫تقديمها‪ ،‬واستنفاد الطعن اإلداري قبل اللجوء إلى القضاء‪ ،‬وهو ما سنتناوله في مطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التطبيقات االختيارية للتظلم اإلداري‬

‫إن التظلمات اإلدارية االختيارية ‪ Les Recours Administratifs Facultatifs‬في القانون‬


‫العام المغربي تؤطرها مجموعة من المواد القانونية المنصوص عليها في قوانين مختلفة وفي مجاالت‬
‫مختلفة‪ ،‬سواء على مستوى القانون اإلداري ومواضيعه التي تهم القواعد المتعلقة بإنشاء وتنظيم سير‬
‫المرافق العامة في الدولة‪ ،‬كمرفق الصحة واألمن والتعليم والصحة والمواصالت وغيرها‪ ...‬بحيث بين‬
‫الجهات التي تتوالها وكيفية اشتغالها وعالقة المرافق العامة بعضها ببعض‪ ،‬وعالقتها باألفراد سواء على‬
‫المستوى المركزي أو الالمركزي‪.‬‬

‫‪ - 277‬تقديم التظلم إلى السلطة اإلدارية المختصة التي أصدرت القرار‪ ،‬أو إلى السلطات الرئاسية التي تعلوها‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم التظلم خالل المدة التي يجوز فيها رفع دعوى اإللغاء‪ ،‬كما يجب أن يكون التظلم واضحا ومحدد المعنى‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون في مقدور سلطة اإلدارة عمل شيء اتجاه ذلك القرار اإلداري‪ ،‬وذلك بسحبه أو تعديله مثال‪ ،‬فإذا تبين أنه ليس في‬
‫مقدور اإلدارة المساس قانونا لعدم وجود سلطة تسلسلية تملك التعقيب على الجهة اإلدارية التي أصدرته‪ ،‬فإن التظلم في هذه الحالة‬
‫يصبح عديم الجدوى‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫والمالحظ هو عدم كفاية النص القانوني المؤطر للتظلم اإلداري االختياري‪ ،‬مع تسجيل نوع من‬
‫اإلبهام في فهم غايات المشرع (الفقرة األولى)‪ ،‬في مقابل اتساع مجال تطبيق التظلمات االختيارية‬
‫االستعطافية والرئاسية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التطبيقات العادية واإللكترونية للتظلم اإلداري‬


‫تم تأطير التظلمات االختيارية بصفة عامة بموجب مجموعة من المواد على مستوى التشريع‬
‫المغربي‪ ،‬وأخذا بعين االعتبار المستجد الدستوري الذي نص وألول مرة على الحق في التظلم اإلداري‬
‫مع اإلشارة إلى التحوالت التي تتم على المستوى القانوني لمالءمة مجموعة من النصوص مع هذه القاعدة‬
‫الدستورية‪ ،‬أو على مستوى تعليل األحكام القضائية في أخذها بعين االعتبار هذا المستجد كما سنالحظ‬
‫في الفقرات التالية‪ ،‬وال مع التراكم الحاصل على مستوى االجتهاد القضائي‪ ،‬إذ أن المبدأ العام الذي هو‬
‫طواعية ممارسة التظلم اإلداري يجعل من تطبيق التظلم اإلداري االختياري واسعا‪.‬‬
‫وما يميز التظلم اإلداري هو هشاشة نظامه القانوني (أوال)‪ ،‬وتطبيقات إلكترونية حديثة ال يمكن‬
‫الحديث عن آثارها بعد (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬إطار قانوني هش يؤطر التطبيقات العادية‬

‫إن اإلطار القانوني لهذه التطبيقات االختيارية للتظلم اإلداري بصفة عامة يتصف بالهشاشة‬
‫والضعف‪ ،‬ال من حيث بنيته القانونية‪ ،‬وال من حيث أساليب عمل الهيئات التي تسهر على تطبيق القواعد‬
‫القانونية ذات الصلة به‪ .‬مثلما أن هذه الهشاشة تؤثر في عمل األجهزة المختصة بالنظر فيه سواء كانت‬
‫سلطة إدارية أو على مستوى األجهزة غير القضائية من إدارات ومؤسسات عمومية (أ)‪ ،‬أو سلطة قضائية‬
‫على مستوى تعليل األحكام‪ ،‬كما أن هذه التطبيقات تؤطرها مجموعة فقرات ومواد تتسم بالتشتت (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬نظام قانوني هش‬


‫هذه الهشاشة تتجلى في عدم كفاية النص القانوني‪ ،‬ويتعلق األمر هنا باإلطار العام لمجمل تطبيقات‬
‫التظلم اإلداري االختيارية‪ ،‬من خالل المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‬
‫حيث أجاز المشرع للمعنيين بطلبات إلغاء القرارات الصادرة عن السلطات اإلدارية بسبب تجاوز السلطة‬
‫وداخل أجل ستين يوما ابتداء من تاريخ نشرها أو تبليغهم بها‪ ،‬وقبل انقضاء األجل تقديم تظلم من القرار‬

‫‪92‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫إلى مصدره أو إلى رئيسه‪ ،‬وفي هذه الصورة يمكن رفع طلب اإللغاء إلى المحكمة اإلدارية داخل أجل‬
‫ستين يوما يبتدئ من تبليغ القرار الصادر صراحة برفض التظلم اإلداري كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫وهذا النص الجامد والذي تم نسخه حرفيا من قانون المسطرة المدنية لسنة ‪ ،1974‬استبدل المشرع‬
‫فيه فقط عبارة "يجوز للمعنيين " ب عبارة "يمكن"‪ ،‬و"مقرر" بعبارة "قرار"‪ ،‬و "الحالة هذه" بعبارة‬
‫"في هذه الصورة"‪ ،‬وقيامه بسحب عبارة الطعن اإلداري األولي وإحالل عبارة "التظلم اإلداري" محلها‬
‫وبما يفيد أن تطبيقات التظلم اإلداري االستعطافية والرئاسية هي جوازية وهي مرتبطة بجميع القرارات‬
‫اإلدارية والمقررات معا‪.‬‬
‫وهذه الهشاشة تجلت على مستوى التطبيقات االختيارية للتظلم اإلداري وعلى مستوى الممارسة‬
‫والمسلك السلبي لإلدارة‪ ،‬بحكم أن ما يرد ضمن خطابات الفاعلين الرسميين في السياسات العمومية‬
‫يؤكد هذه الهشاشة وقصور النص القانوني‪.‬‬
‫إن انتقاد العالقة المتأزمة بين اإلدارة وبين المواطن من خالل عدم إيالء أية أهمية لتظلمات‬
‫المواطنين‪ ،‬واإلفراط في استعمال اإلدارة لسلطتها التقديرية‪ ،‬كان ضمن الرسالة الملكية الموجهة إلى‬
‫المناظرة الوطنية لدعم أخالقيات المرفق العمومي‪ ،‬بمبادرة من وزارة الوظيفة العمومية واإلصالح‬
‫اإلداري بتاريخ ‪ 29‬و‪ 30‬أكتوبر‪" ،278 1999‬والبد لبلوغ هذا المرمى األساسي من تفعيل قانون اإلقرار‬
‫بالممتلكات حتى يستجيب لآلمال المنوطة به لوقاية الصرح اإلداري من كل ما يخل بالسلوك المرغوب‬
‫فيه‪ ،‬ومن تعبئة اآلليات القانونية والتربوية والتواصلية المتاحة للحد من البيروقراطية ومن غلو السلطات‬
‫التقديرية لإلدارة‪ ،‬واستعمال الوسائل الكفيلة باالعتناء بتكوين الموظف تكوينا مستمرا‪ ،‬حتى يتسنى رقابة‬

‫‪ 278‬ومما جاء في هذه الرسالة الملكية‪ " :‬هذا وتتطلب الخدمة الحسنة امتالك روح المسؤولية امتالكا يترتب عنه احترام حقوق‬
‫المواطن‪ ،‬وتالفي تضييع المصلحة بعدم االهتمام أو بالتسويف والتأجيل واإلرجاء‪ .‬وفي هذا المضمار‪ ،‬فإننا نهيب بكم أن تولوا‬
‫أهمية كبرى لتدبير الوقت‪ ،‬أي للعامل الزمني الذي أصبح يكتسي في عصرنا أهمية عظمى‪ ،‬ويستلزم المبادرة الفورية إلى حل‬
‫قضايا الناس بال إبطاء وال تفريط‪ ،‬بعيدا عن التعقيد البيروقراطي‪ ،‬قريبا من النهج الهادف مباشرة إلى النفع ومد يد المعونة‪ .‬وفي‬
‫ذلك أيضا استجابة لما دعا إليه ديننا الحنيف من خالل تنديده بمن يقف من اآلخر موقف المعرض عنه‪ ،‬الرافض لمساعدته‪ .‬وال تكتم‬
‫ل روح الخدمة واإلحساس بالمسؤولية إال بموصول االجتهاد لتحسين فعالية التدبير‪ ،‬ومراقبة مردوديته وتوجهه نحو حل المشاكل‬
‫وتجاوز العقبات‪.‬‬
‫إن هدف اإلجراءات العمومية التسهيل والتيسير‪ ،‬وليس التعقيد والتعسير‪ .‬وهي منهاج لترسيخ روح االستقامة والوضوح والشفافية‬
‫والتعجيل في إيصال النفع للناس‪ ،‬وتحقيق العقلنة التي تضمن اإليجابية فيما يتخذ من قرارات‪ ،‬وتمكن من تتبع األمور إلى غايتها‬
‫وتنظيم العمل وحسن توزيعه‪ ،‬وتحديد المسؤوليات‪ ،‬والتحفيز على التواصل في رزانة ونظام تثريه التجارب القديمة والممارسات‬
‫الجديدة الناجحة‪ .‬لذلك أمرنا بتبسيط اإلجراءات وتحيين النصوص اإلدارية‪ ،‬وتحديث وسائل التدبير‪ ،‬والعمل على التوفيق المستمر‬
‫بين المقتضيات اإلدارية وروح العصر التي طبعت اليوم كل العالقات البشرية‪ .‬وذلكم ما أكدنا عليه في خطابنا بالدار البيضاء يوم‬
‫‪ 2‬رجب ‪ 1420‬الموافق ل ‪ 12‬أكتوبر ‪ 1999‬ملحين على ضرورة إصالح أساليب التدبير وترشيده وتحسين استغالل المعدات‬
‫والمؤهالت والخبرات والكفاءات ورفع كل الحواجز عن طريق التجاوب الضروري بين المستثمرين والمصالح اإلدارية المختصة‪.‬‬
‫والبد لبلوغ هذا المرمى األساسي من تفعيل قانون اإلقرار بالممتلكات حتى يستجيب لآلمال المنوطة به لوقاية الصرح اإلداري من‬
‫كل ما يخل بالسلوك المرغوب فيه‪ ،‬ومن تعبئة اآلليات القانونية والتربوية والتواصلية المتاحة للحد من البيروقراطية ومن غلو‬
‫السلطات التقديرية لإلدارة‪ ،‬واستعمال الوسائل الكفيلة لالعتناء بتكوين الموظف تكوينا مستمرا‪ ،‬حتى يتسنى رقابة سلوكه‪ ،‬ومجازاته‬
‫إذا أحسن‪ ،‬ومعاقبته إذا أساء‪"...‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫سلوكه ومجازاته إذا أحسن‪ ،‬ومعاقبته إذا أساء‪ ."...‬و "إن أول واجبات المرفق العام أن يلتزم باألخالق‬
‫الحميدة‪ ،‬وأن يخدم المواطنين باإلخالص الجدير بالشأن العام والمصلحة العليا على النحو الذي يقتضيه‬
‫االختيار الديموقراطي في دولة الحق والقانون"‪.‬‬
‫وهنا ال بد من التذكير بمنشور الوزير األول عدد ‪ 31/99‬الصادر في ‪ 23‬نونبر ‪ 1999‬حول تبسيط‬
‫المساطر واإلجراءات‪ ،‬ثم المرسوم رقم ‪ - 9 -13‬د بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪ ،2791999‬بشأن االهتمام بتظلمات‬
‫‪280‬‬
‫المواطنين وبشأن إحداث خلية التواصل‪ ،‬وكذا المناظرة الوطنية األولى لإلصالح اإلداري سنة ‪2002‬‬
‫التي حددت البوابات السـبع لإلصالح اإلداري‪ ،‬كمنطلقـات رئيسية للتأهيل اإلداري بالمغرب ومنها تحسين‬
‫العالقة بين اإلدارة والمتعاملين معها‪ ،‬والذي احتل المرتبة الثالثة ضمن ترتيب هذه البوابات‪ 281‬ومجموعة‬
‫من التوصيات التي وردت في التقرير العام‪ ،‬والتي كانت ستعزز النظام القانوني للتظلم اإلداري‬
‫‪282‬‬
‫وفعاليته‪.‬‬

‫‪ 279‬منشور رقم ‪-99-13‬د الصادر في ‪ 3‬صفر ‪ 19( 1420‬ماي ‪ )1999‬حول االهتمام بتظلمات المواطنين‪-‬إحداث خلية التواصل‪.‬‬
‫ومما جاء فيه‪" :‬وبعد‪ ،‬يرد على الوزير األول‪ ،‬من عامة المواطنين‪ ،‬عدد كبير من الشكايات والتظلمات على اختالف مواضيعها‬
‫ونوعيتها‪ ،‬الشيء الذي اخذ من اهتمامنا القسط األكبر‪.‬‬
‫ونظرا لروح الحوار الذي انتهجته الحكومة على هدي التوجيهات السامية لصاحب الجاللة نصره هللاا كمنطلق أساسي لترسيخ‬
‫الديمقراطية وثقافة حقوق اإلنسان ‪.‬‬
‫ونظرا لما يشتكيه المواطنون في أغلب مراسالتهم من كونهم ال يلجؤون إلى مصالح الوزارة األولى إال اضطرارا وبعد شعورهم‬
‫بانغالق األبواب في وجوههم‪ ،‬سواء بسبب عدم رد اإلدارات على مراسالتهم أو بسبب رفض استقبالهم بقصد اإلنصات إليهم‬
‫ومباشرة أمورهم والعناية بهمومهم‪.‬‬
‫ونظرا لكون مثل هذا السلوك عندما يصدر من بعض اإلدارات العمومية من شأنه أن يحدث لدى المواطنين تذمرا يخلف لديهم‬
‫اقتناعا بأن اإلدارة التي يجب أن تكون في خدمتهم ال تساعدهم على حل مشاكلهم‪.‬‬
‫ويقينا من أن أغلب الشكايات و التظلمات يمكن أن تجد حلها مباشرة على صعيد اإلدارات والمؤسسات العمومية‪ ،‬من جماعات‬
‫محلية ومكاتب وطنية ووكاالت مستقلة كأقرب طريق لدراستها ومعالجة اإلشكاليات المطروحة عليها لما تتوفر عليه من عناصر‬
‫ميدانية وسلطة تنفيذية‪.‬‬
‫سعيا وراء المساهمة في تيسير أسباب التواصل بين المواطنين واإلدارات العمومية وبعث روح المواطنة والتعاون المشترك بينهما‬
‫مما يضمن خلق جو من الثقة بين المواطنين واإلدارة العمومية ومناهضة المحسوبية والرشوة وتغليب المصلحة العامة‪.‬‬
‫فإنني أهيب بالسادة وزير الدولة والوزراء والسيدتين كاتبتي الدولة والسادة كتاب الدولة ‪ ،‬أن يسهروا على إحداث خلية للتواصل‬
‫على صعيد الوزارات واإلدارات والمؤسسات العمومية التابعة لهم على اختالف درجاتها مهمتها استالم شكايات المواطنين‬
‫ومراسالتهم‪ ،‬ودراستها ثم توجيهها إلى المصلحة ذات االختصاص‪ ،‬وكذا على توجيه تعليماتهم إلى جميع المصالح التي توجد تحت‬
‫مسؤوليتهم من أجل أن تتعهد ‪ ،‬بالعناية المطلوبة‪ ،‬على المراسالت المتعلقة بها وتتبع قضاياهم‪ ،‬وإن اقتضى الحال‪ ،‬على إرشادهم‬
‫وتوجيههم وإبداء النصح كمساعدة لهم على إيجاد الحلول المناسبة‪" ..‬الوزير األول‪ ،‬عبد الرحمن يوسفي‪.‬‬
‫‪ 280‬التقرير العام للمناظرة الوطنية األولى لإلصالح اإلداري بتاريخ ‪ ،2002/05/08‬تتويجا ألشغال المناظرة الوطنية األولى حول‬
‫"اإلصالح اإلداري" والتي اختير لها شعار‪ " :‬اإلدارة المغربية وتحديات ‪ ،" 2010‬وذلك بمركز األبحاث اإلدارية واستكمال‬
‫الخبرة التابع للمدرسة الوطنية لإلدارة بالرباط يومي ‪ 23‬و ‪ 24‬صفر الخير لعام ‪ 1423‬ه (موافق ‪ 7‬و ‪ 8‬ماي ‪ 2002‬م)‪.‬‬
‫‪ 281‬تمثلت في ‪ -1 :‬دعم الالتركيز اإلداري ‪ -2‬دعم األخالقيات بالمرفق العام ‪ -3‬تحسين عالقة اإلدارة بالمتعاملين معها ‪ -4‬تدبير‬
‫وتأهيل الموارد البشرية ‪ -5‬إصالح منظومة األجور في الوظيفة العمومية ‪ -6‬تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية‪ -7.‬تنمية‬
‫استعمال تكنولوجيا المعلوميات واالتصال‪( .‬التقرير العام للمناظرة)‪.‬‬
‫‪ 282‬ومما جاء ضمن التوصيات‪:‬‬
‫‪-‬تدوين النصـوص وتجميعهـا وتبسـيط طريقـة تحريرهـا واإلعـالن بواسـطة مختلـف الوسائل عن اإلجراءات المتخذة لفائدة المواطن‬
‫في مجال تحسين الخدمات وتبسيط اإلجراءات اإلداريـة‪ ،‬والتقليص من عدد الوثائق المطلوبة من المتعاملين مع اإلدارة في عالقتهم‬
‫اليومية؛‬
‫‪-‬إعداد نص قانوني يخول المرتفقين حق االطالع على الوثائق اإلدارية؛‬
‫‪-‬تقليص اآلجال القانونية للرد على طلبات المواطنين والبث في الملفات التي تهمهم واعتماد مبدأ اعتبار سـكوت اإلدارة بعـد انصـرام‬

‫‪94‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ومن األهمية كذلك التذكير بخطاب العرش ل ‪ 30‬يوليوز ‪ 2005‬الذي دعا فيه الملك إلى " اإلسراع‬
‫بتحديث اإلدارة‪ ،‬بما يكفل فعاليتها‪ ،‬حتى تجعل من خدمة الصالح العام‪ ،‬ومن القرب من المواطن شغلها‬
‫الشاغل‪".‬‬
‫ورغم تكرر النداء بإصالح أعطاب اإلدارة المغربية‪ ،‬ومنها تحسين العالقة بين المواطن واإلدارة‬
‫على المستوى القانوني أو على المستوى المؤسساتي‪ ،‬كان وال بد من انتظار دستور ‪ 2011‬لتتم دسترة‬
‫التظلم اإلداري‪ ،‬لكنه بقي حبيس فصلين جامدين في قانون المسطرة المدنية وقانون المحاكم اإلدارية‪.‬‬
‫ومن خالل النصوص السابقة وحتى الالحقة لهذا الدستور يمكن إبداء المالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن تطبيقات التظلم اإلداري االختيارية بقيت رهينة نظام قانوني هش وجامد‪ ،‬و بنيات إدارية معقدة‬
‫وطرق اشتغال غير واضحة‪ ،‬بالمقارنة بالنظام القانوني للتظلم اإلداري في فرنسا الذي أخذ عنه المغرب‬
‫وذلك بحكم قصور النص والمواد القليلة التي تناولته‪ ،‬إذ ال رابط بين النصوص المؤطرة له باستثناء أنها‬
‫تكرر نفسها‪ ،‬في القانون المدني ومن خالله الفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية والقانون المحدث‬
‫للمحاكم اإلدارية في الفصول المتعلقة بالتظلم اإلداري‪ ،‬والفصل ‪ 14‬الملغى من الظهير الشريف رقم‬
‫‪283‬‬
‫‪ 1.57.223‬المتعلق بالمجلس األعلى (محكمة النقض حاليا)‪ ،‬والذي تم إلغاؤه بموجب الفصل الخامس‬
‫من الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ ،2841.74.447‬بما جعل التظلم عديم الفعالية على مستوى التطبيق‬
‫وأن االختيارية في تطبيق التظلم اإلداري وكأنها تعني ترسيخ المسلك السلبي لإلدارة في تعاملها مع‬
‫تظلمات المواطنين‪ ،‬رغم أن روح التظلم اإلداري موجودة في الشريعة اإلسالمية قبل القوانين الوضعية‪.‬‬

‫اآلجـال المحـددة بمثابـة قبـول ضـمني للطلـب يترتـب عليه االستجابة لطلـب المرتفـق ‪ ،‬ماعـدا في الحـاالت الـتي يتعـذر فيهـا ذلـك‬
‫والـتي يقـع تحديـدها علـى سبيل الحصر بموجب القانون؛‬
‫‪-‬إحـداث خاليا ووحدات باإلدارات والمؤسسات العمومية والجماعات المحلية تعنى بتحسين العالقات مع المواطنين بما فيها االستقبال‬
‫ومعالجة الشكايات والتظلمات التي يتقدم بها المواطنون في عالقاتهم باإلدارات العمومية؛‬
‫وعلى مستوى بوابة تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ورد من ضمن ما ورد من التوصيات‪:‬‬
‫‪-‬تحـيين النصـوص القانونية والتنظيمية المتجاوزة من طرف مختلــف القطاعات اإلدارية؛‬
‫‪ -‬وضع نص قانوني يمنع على اإلدارات مطالبة المواطنين بوثائق ال ينص عليها القانون عند رغبتهم في الحصول على خدمة أو‬
‫وثيقة إدارية أو شهادة‪.‬‬
‫‪-‬تدوين المسـاطر اإلدارية المعقـدة واألكثـر اسـتعماال لـدى المواطنين‪ ،‬ووضـع منهجية لتبسيطها وتوضيح استعمالها بمختلف‬
‫الوسائل‬
‫يمكن مراجعة التقرير المنشور على الرابط التالي‪:‬‬
‫‪http://unpan1.un.org/intradoc/groups/public/documents/cafrad/unpan004180.pdf‬‬
‫‪ 283‬ال يقبل أي طلب بإلغاء مقرر صادر عن السلطة اإلدارية من أجل الشطط في استعمال السلطة إال إذا تقدمه طعن إداري في‬
‫المقرر المذكور لدى السلطة اإلدارية التي تعلو مباشرة تلك السلطة التي صدر عنها‪ ،‬و إن لم توجد سلطة أعلى يقدم الطعن اإلداري‬
‫بصورة استعطاف إلعادة النظر في المقرر إلى السلطة التي أصدرته نفسها‪ ،‬وهذا الطعن اإلداري التمهيدي يجب أن يقدم داخل‬
‫أجل شهر ابتداء من تاريخ نشر المقرر المطعون فيه أو تاريخ تبليغه‪.‬‬
‫‪ 284‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬بالمصادقة على نص قانون‬
‫المسطرة المدنية؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 3230‬مكرر بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30( 1394‬شتنبر ‪ ،)1974‬ص ‪.2741‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬إن هذا القصور لم يساعد القضاء اإلداري في بلورة مبادئ جديدة تتعلق بطائفة التظلمات االختيارية‬
‫إذ أن اإلجراءات اإلدارية بقيت رهينة الغموض والبطء والتقدير‪.‬‬
‫‪ -‬إن شكليات ممارسة وأجرأة هذا التظلم االختياري تحتمل تأويالت متعددة‪ ،‬بين أن تكون‬
‫كتابية أو شفوية‪ ،‬إذ لم يتم الحسم فيها على مستوى النص‪ ،‬كما أن هناك غموضا على مستوى المسطرة‬
‫الشفوية‪ ،‬وإن كان القضاء المغربي اعتبر أنه في حالة تخلف الطاعن عن اإلدالء بنسخة من القرار‬
‫المطلوب إلغاؤه‪ ،‬أو بنسخة من القرار الصادر برفض التظلم أو نسخة من أي وثيقة تشهد بإيداع التظلم‬
‫إن كان رفضه ضمنيا‪ ،‬يجعل طلبه مقدما بشكل مخالف لمقتضيات المادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪41-90‬‬
‫‪285‬‬
‫وبالتالي عدم قبول الدعوى من طرف المحكمة اإلدارية المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬إن هناك آجال عامة وآجال خاصة‪ ،‬تقصر وتطول بموجب نصوص خاصة خارج الفصل ‪23‬‬
‫من القانون رقم ‪ ،90.41‬بسبب طبيعة القرارات في مجاالت أخرى من مثل مجال االنتخابات وحيث‬
‫تقصر هذه اآلجال‪ ،‬وإن كان المبدأ العام هو ستون يوما فهناك استثناءات كثيرة على هذا المبدأ خاصة في‬
‫المجال االنتخابي‪ ،‬بما يحسم كثيرا في آجال ممارسة الطعن القضائي‪.‬‬
‫‪ -‬إن تمديد اآلجال خارج ستين يوما ألول دورة قانونية تلي إيداع التظلم‪ ،‬إن كانت السلطة اإلدارية‬
‫هيئة تصدر قراراتها بتصويت أعضائها‪ ،‬كما جاء في الفقرة الثالثة من المادة ‪ 23‬السالفة الذكر‪ ،‬ليس دائما‬
‫موفقا بالنسبة للمتظلم ويبقى األمر رهين التفسير القضائي‪ .‬إذ اعتبرت المحكمة اإلدارية للرباط اللجنة‬
‫المكلفة بإبداء الرأي في تعيين الموثقين‪ ،286‬هي ذات طبيعة استشارية وغير معنية بهذا اآلجال رغم أن‬
‫وزير العدل عضو فيها‪ ،‬وإن التظلم الذي وجهه إلى وزير العدل هو نفسه الذي يحسم اآلجال‪.287‬‬

‫‪ 285‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكـم أولي رقم ‪ ،2007/39‬بتاريخ‪ 12 :‬أبريل ‪ 2007‬ملف عــدد ‪ 2006-0172‬غ‪ ،‬متوفر على‬
‫الرابط‪ ، http://www.jurisprudencemaroc.com/ :‬تحت رقم ‪.437‬‬
‫‪ 286‬يمكن الرجوع إلى المادة ‪ 11‬من ظهير شريف رقم ‪ 1.11.179‬صادر في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نوفمبر ‪ )2011‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 32.09‬المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق (الجريدة الرسمية عدد ‪ 5998‬الصادرة بتاريخ ‪ 27‬ذو الحجة ‪ 24 /1432‬نوفمبر‬
‫‪ )2011‬حول تكوين اللجنة (‪...‬وزير العدل بصفته رئيسا أو من يمثله؛ ‪ -‬الوزير المكلف بقطاع المالية أو من يمثله؛‪ -‬األمين العام‬
‫للحكومة أو من يمثله؛ ‪ -‬رئيس أول لمحكمة استئناف أو نائبه؛ ‪ -‬وكيل عام للملك لدى محكمة استئناف أو نائبه؛ ‪ -‬قاض باإلدارة‬
‫المركزية لوزارة العدل من الدرجة األولى على األقل بصفته مقررا؛‪)...‬‬
‫‪ 287‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم‪ 1482 :‬بتاريخ‪ 12 :‬جمادى الثانية ‪ 1428‬الموافق ل ‪ 28‬يونيو ‪ 2007‬ملف رقم ‪07-66 :‬‬
‫غ ‪ ،‬متوفر على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫ومما جاء فيه‪" :‬وحيث تنص المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 41.90‬المحدثة بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬على أن طلبات إلغاء القرارات‬
‫الصادرة عن السلطات اإلدارية بسبب تجاوز السلطة يجب أن تقدم داخل أجل ستين يوما يبتدئ من نشر أو تبليغ القرار المطلوب‬
‫إلغاؤه إلى المعني باألمر‪ ،‬ويجوز للمعنيين باألمر أن يقدموا قبل انقضاء األجل المذكور تظلما من القرار إلى مصدره أو إلى رئيسه‪،‬‬
‫وفي هذه الصورة يمكن رفع طلب اإللغاء إلى المحكمة اإلدارية داخل أجل ستين يوما يبتدئ من تبليغ القرار الصادر صراحة برفض‬
‫التظلم اإلداري آليا أو جزئيا‪ .‬وإذا التزمت السلطة اإلدارية الم رفوعة إليها التظلم الصمت في شأنه طوال ستين يوما اعتبر سكوتها‬
‫عنه بمثابة رفض له وحيث بالرجوع إلى نازلة الحال ‪ ،‬فالطاعن بعد توصله بالقرار المطعون فيه تقدم بتظلم منه إلى الجهة المصدرة‬
‫له التي توصلت به بتاريخ ‪ 17‬أكتوبر ‪ ،2006‬وباحتساب المدة المخولة لها قانونا من أجل الجواب عنه‪ ،‬وكذا األجل المخول للطاعن‬
‫من أجل الطعن القضائي ما دامت أنها اختارت موقف الصمت‪ ،‬فقد كان عليه أن يتقدم بطعنه قبل ‪ 15‬فبراير‪ 2007‬كحد أقصى‪ ،‬في‬
‫حين أنه لم يتقدم به إال بتاريخ قبل ‪ 19‬فبراير‪ 2007‬كما هو ثابت من تأشيرة كتابة الضبط مع المقال ‪ ،‬وال يمكن التمسك بأن أجل‬

‫‪96‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫لكن هناك أشياء أخرى تتعلق بموازين قوى تجعل من تطبيقات الطعون اإلدارية‪ ،‬متفاوض بشأنها‬
‫وتتم تسويتها بطريقة تفاوضية ذات طبيعة سياسية وملزمة لطرفي االتفاق‪ .‬ففي مذكرة وزارية صادرة‬
‫عن وزارة التربية الوطنية بتاريخ ‪ 04‬أكتوبر ‪ 2017‬تحت رقم ‪ ،103 – 17‬والمتعلقة بالعالقة بين مصالح‬
‫الوزارة والنقابات األكثر التمثيلية‪ ،‬بشأن خلق لجان للتتبع والتنسيق بين مصالح الوزارة مركزيا وجهويا‬
‫وإقليميا‪ ،‬وطبيعة قراراتها ملزمة بالنسبة لإلدارة والنقابات وضمن اختصاص اللجان اإلقليمية نجد‬
‫دراسة الطعون‪ ،‬وهو ما يفيد أن هناك تسويات سياسية للتظلمات والطعون اإلدارية االختيارية تحكمها‬
‫لغة التفاوض وموازين القوى وليس النص القانوني‪ ،‬وهو ما يطرح السؤال عن هذا النوع من التسويات‬
‫السياسية للطعون اإلدارية وعالقتها بمبدأ الشرعية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬تطبيقات تؤطرها مواد وفصول مشتتة‬


‫إذا أخذنا فقط الوظيفة العمومية‪ ،‬حيث تتجلى كثافة ممارسة الطعون بوضوح على مستوى قطاع‬
‫التربية الوطنية‪ ،‬كون الفئة من نساء ورجال التعليم تقدم بشكل كبير على ممارسة الطعون‪ ،288‬نجد‬
‫نصوصا كثيرة تؤطر الوظيفة العمومية‪ ،‬بما يجعل التظلم اإلداري في حالة صمت أو رفض اإلدارة وهو‬
‫السمة الغالبة أن تسقط المعني بأمر التظلم في إشكالية االختصاص القضائي في حالة ممارسة الطعن‬
‫القضائي‪ ،‬وضرورة اللجوء إلى القضاء لتوضيح االختصاص بشأنها‪ ،‬ونموذجه القانون رقم ‪1.77.216‬‬
‫المتعلق بإحداث نظام جماعي لمنح رواتب التقاعد‪ ،‬إذ أن االجتهاد القضائي حسم األمر بانعقاد‬
‫االختصاص للمحكمة اإلدارية بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق الظهير الشريف بمثابة قانون رقم‬
‫‪ 216.77.1‬المحدث بموجبه النظام المذكور‪ ،‬ما عدا النزاعات المتعلقة بتطبيق الفقرة الثانية من الفصل‬
‫‪ 52‬منه (المتعلقة بدعوى الحلول ا لتي يمارسها النظام محل المصابين وذوي حقوقهم غير المسؤول عن‬
‫‪289‬‬
‫الفعل المتسبب فيه الضرر)‪.‬‬

‫الجواب على التظلم يبقى مفتوحا إلى غاية نهاية أول دورة قانونية تعقدها اللجنة المختصة بإبداء الرأي في الطلب عمال بمقتضيات‬
‫الفقرة الرابعة من المادة ‪ 23‬أعاله‪ ،‬ألن اللجنة المذكورة لها رأي استشاري فقط ويبقى اتخاذ القرار المناسب من اختصاص وزير‬
‫العدل األمر الذي ال مجال معه لالحتجاج بتلك المقتضيات‪ ،‬ويكون الطلب بالتالي‪ ،‬قد قدم خارج األجل القانوني ويتعين التصريح‬
‫بعدم قبوله‪"..‬‬
‫‪ 288‬في معظم األحكام التي وردت ضمن االجتهادات القضائية في مجال التربية والتكوين‪ ،‬سواء في الجزء األول أو الثاني‬
‫والمنشور على موقع وزارة العدل يالحظ أن الدعاوى كانت مسبوقة بتظلم إداري‪( ،‬االجتهادات القضائية في مجال التربية والتكوين‬
‫نماذج من األحكام القضائية الصادرة في مجال اإللغاء‪ ،2007 ،‬منشور على موقع وزارة العدل‪ ،‬الجزء األول والثاني)‬
‫‪- 289‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم‪ ، 575 :‬بتاريخ‪ 2 :‬ربيع األول ‪ 1428‬موافق ل ‪ 22‬مارس ‪ 2007‬ملف رقم‪ 06-409 :‬ش‬
‫م‪ ،‬متوفر على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬

‫‪97‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وفي مجال الغياب غير المشروع عن العمل نجده مؤطرا بنص قانوني‪ ،‬وهو القانون رقم ‪12.81‬‬
‫بشأن االقتطاعات من رواتب موظفي وأعوان الدولة والجماعات المحلية المتغيبين عن العمل بصفة غير‬
‫مشروعة‪ ، 290‬دون أن يكون هناك ما يفيد إمكانية ممارسة التظلم اإلداري‪ ،‬أضف إلى ذلك أن قانون‬
‫له ارتباط بنفس القانون‪ ،‬حيث إن الدفع بالتظلم اإلداري في مواجهة الجهة‬ ‫‪291‬‬
‫الوظيفة العمومية نفسه‬
‫مصدرة القرار لتسوية الخصومة اإلدارية بشكل ودي‪ ،‬سواء عن طريق تظلم استعطافي أو تظلم رئاسي‬
‫أو تظلم إلى هيئة مستقلة متمثلة في اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء‪ ،‬إذ يحق للموظف التظلم من‬
‫القرار أمامها وإذا تبين صحة تظلمه‪ ،‬والحالة هذه تصدر رأيا معلال في الموضوع و توجهه إلى الرئيس‬
‫مصدر القرار‪ ،‬إال أن رأيها يظل استشاريا غير ملزم والغرض منه هو إعادة النظر في القضية ومراجعة‬
‫القرار إما بسحبه أو تعديله‪ ،‬أو إلغائه وهو غير كاف لتحقيق هذا الهدف إذا لم يقترن بإرادة حقيقية لنقل‬
‫هذه القواعد من المجال النظري إلى المجال التطبيقي ويمكن بالتالي من التوفيق ما بين مصالح الموظفين‬
‫وبين متطلبات المصلحة العامة ‪.‬‬
‫ناهيك على أن هناك نصوصا أخرى تؤطر التظلم اإلداري في مجال الوظيفة العمومية إلى جانب‬
‫قانون الوظيفة العمومية والتي تتجلى في األنظمة األساسية من مثل النظام األساسي الخاص بموظفي‬
‫وزارة التربية الوطنية‪ .292‬والمنشورين عدد ‪ 58/14‬و ‪ /20‬و‪.‬ع الصادرين في ‪ 28‬فبراير ‪ 1958‬و‪5‬‬
‫غشت ‪ ،1969‬والمادة ‪ 5‬من المرسوم رقم ‪ 82.06.2‬الصادر في ‪ 10‬نونبر ‪ 18( 2006‬من شوال ‪)1427‬‬
‫بشأن تحديد اختصاصات وتنظيم وزارة تحديث القطاعات العامة بالنظر في الطعون التدرجية‬
‫والمنازعات اإلدارية في مجال الوظيفة العمومية‪ ،‬من خالل دراسة للمذكرات الجوابية وإبداء المالحظات‬
‫بشأنها وذلك عبر‪:‬‬
‫دعوة اإلدارات العمومية والجماعات المحلية إلى إعادة النظر في قراراتها الغير المشروعة إذا‬ ‫‪-‬‬
‫كانت معرضة لإللغاء‪.‬‬
‫و في حالة القرارات المشروعة يتم مطالبة اإلدارات المعنية بالتركيز على الوسائل القانونية‬ ‫‪-‬‬
‫والواقعية للدفاع عن موقفها‪.‬‬

‫‪ 290‬ظهير شريف رقم ‪ 1.83.230‬صادر في ‪ 9‬محرم ‪ 5( 1405‬أكتوبر ‪ )1984‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 12.81‬بشأن االقتطاعات من‬
‫رواتب موظفي وأعوان‬
‫‪ 291‬لظهير الشريف رقم ‪ 1.58.008‬الصادر في ‪ 4‬شعبان ‪ 1377‬الموافق ل ‪ 24‬يبراير ‪ 1958‬بمثابة نظام أساسي عام للوظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2372‬بتاريخ ‪ 21‬رمضان ‪ 1377‬الموافق ل ‪ 11‬أبريل ‪ .1958‬ص‪.914 :‬‬
‫‪ 292‬مرسوم رقم ‪ 2.14.34‬صادر في ‪ 5‬ربيع اآلخر ‪ 5( 1435‬فبراير ‪ )2014‬بتغيير وتتميم المرسوم رقم ‪ 2.02.854‬الصادر في‬
‫‪ 8‬ذي الحجة ‪ 10( 1423‬فبراير ‪ )2003‬بشأن النظام األساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية‪ .‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 6229‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬ربيع اآلخر ‪ 10( 1435‬فبراير ‪.)2014‬‬

‫‪98‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫إن هذا التشتت وتداخل االختصاصات يدفع المتظلم إلى إرسال تظلمه إلى أكثر من جهة خشية ضياع‬
‫حقوقه رغم أن المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 90.41‬واضحة من أن كل "قرار إداري صدر من جهة غير‬
‫مختصة أو لعيب في شكله أو النحراف في السلطة أو النعدام التعليل أو لمخالفة القانون‪ ،‬يشكل تجاوزا‬
‫في استعمال السلطة يحق للمتضرر الطعن فيه أمام الجهة القضائية اإلدارية المختصة‪".‬‬
‫ونموذجه هذا الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية في قضية تتعلق بموظف يشغل أستاذا في التعليم‬
‫األساسي‪ ،‬والذي يظهر الصعوبة البالغة في تحديد الجهة المختصة بالنظر في التظلم رغم أن المعني‬
‫باألمر من ضمن الفئات األكثر وعيا بحقوقها وواجباتها‪ ،‬حيث تقول المحكمة المذكورة في تعليلها "يستفاد‬
‫من المقال أن الطاعن يعمل أستاذا لمادة اللغة العربية بسيدي سليمان وفي إطار تحسين وضعيته اإلدارية‬
‫والمالية اجتاز بنجاح االختبار الكتابي لشهادته التربوية للتعليم الثانوي يومه ‪ 30‬نونبر ‪ 1984‬وأخفق في‬
‫االختبار الشفوي‪ ،‬غير أنه بتاريخ ‪ 4‬فبراير ‪ 1986‬أشعر من طرف نيابة التعليم اإلقليمية بالقنيطرة‪ ،‬بأنه‬
‫قد تقرر أن يجري االختبار الشفوي والعملي يوم ‪ 18‬فبراير ‪ 1986‬وقد اجتاز االمتحان بنجاح إال أن‬
‫وضعيته اإلدارية لم تسوى رغم مرور أكثر من عشر سنوات‪ ،‬وقد وجه تظلما بتاريخ ‪ 9‬نونبر ‪1996‬‬
‫إلى كل من وزارة التربية الوطنية ووزارة الشؤون اإلدارية ووزارة المالية قصد تسوية وضعيته المالية‬
‫فتلقى بتاريخ ‪14‬فبراير‪ 1997‬جوابا من طرف وزارة المالية مفاده أنها غير مختصة بتظلمه‪ ،‬كما تلقى‬
‫جوابا من وزارة الشؤون اإلدارية جاء فيه‪ " :‬إنه بعد مكاتبة الوزارة المعنية في موضوع التظلم تبين أنه‬
‫قد استنفد عدد الدورات المسموح بها الجتياز امتحان الكفاءة التربوية للتعليم الثانوي (حسب الفصل ‪121‬‬
‫من النظام األساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية أربع دورات)‪ ،‬في حين لم تجبه وزارة التربية الوطنية‬
‫رغم توصلها بالتظلم بتاريخ ‪ 26‬نونبر ‪ 1996‬الشيء الذي يعتبر معه رفضا ضمنيا لتظلمه‪.293"...‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التطبيقات اإللكترونية للتظلم اإلداري‬

‫أمام النظام القانوني الهش والمتجاوز للتظلم اإلداري‪ ،‬تم استحداث تطبيقات إلكترونية بحكم التطور‬
‫التكنولوجي‪ ،‬لتتجه الحكومة نحو تشريعات فرعية أخرى بعد دستور سنة ‪ ، 2011‬تمثلت في صدور‬
‫المرسوم رقم ‪ 265-17-2‬بشأن تحديد كيف يات تلقي مالحظات المرتفقين واقتراحاتهم وشكاياتهم وتتبعها‬

‫‪293‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم‪ ،‬رقم ‪ 1356‬بتاريخ ‪ 23‬أكتوبر ‪ 1997‬ملف رقم ‪ 97/253‬غ (ورد ضمن االجتهادات القضائية‬
‫في مجال التربية والتكوين‪ ،‬نماذج من األحكام القضائية الصادرة في مجال اإللغاء‪ ،2007 ،‬منشور على موقع وزارة العدل‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬ص ‪.)19‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ومعالجتها‪ ،‬والصادر بتاريخ ‪ 29‬يونيو ‪ ،2942017‬في إطار التوجه نحو مع يعرف ب"اإلدارة‬
‫اإللكترونية"‪.295‬‬
‫وفي قراءة لمسودة هذا المرسوم يتضح أنه تم ربط التطبيقات اإللكترونية للشكايات بالدستور مباشرة‬
‫وال سيما الفصلين ‪ 90‬المتعلق بالسلطة التنظيمية‪ ،296‬والفصل ‪ 156‬المتعلق بتظلمات المرتفقين‬
‫والمرسوم رقم ‪ 2-05-1369‬صادر في ‪ 29‬من شوال ‪ 2( 1426‬ديسمبر ‪ )2005‬بشأن تحديد قواعد‬
‫تنظيم القطاعات الوزارية والالتمركز اإلداري‪ ،297‬والمرسوم رقم ‪ 2-11-112‬صادر في ‪ 20‬من رجب‬
‫‪ 23( 1432‬يونيو ‪ )2011‬في شأن المفتشيات العامة للوزارات‪ ،298‬والمادة الثانية منه التي تؤطر‬
‫اختصاصات المفتشيات ومن ضمنها "التحري في الشكايات والتظلمات الموجهة إلى الوزارة من طرف‬
‫المواطنين أو المتعاملين معها وكذا شكايات وتظلمات الموظفين أو األعوان أو المستخدمين"‪ .‬كما يظهر‬
‫ذلك في ديباجة المرسوم السالف الذكر‪ ،‬أي أنه ليس امتدادا للتظلم اإلداري‪ ،‬بل شكايات معزولة عنه‪.‬‬
‫بل إن المرسوم المؤطر للشكايات اإللكترونية أضاف أشياء جديدة إلى جانب الشكاية وتناول تعريفها‬
‫وفق ما ورد في المادة ‪ 2‬منه وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬المالحظة ‪ :‬كل تعبير كتابي أو شفوي أو تسجيل سمعي أو بصري أو كالهما‪ ،‬يوجهه المرتفق‬
‫إلى اإلدارة ‪ ،‬يفصح فيه عن وجهة نظره إزاء خدمة من الخدمات التي تقدمها اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬االقتراح ‪ :‬كل تعبير كتابي أو شفوي أو تسجيل سمعي أو بصري أو كالهما‪ ،‬يوجهه المرتفق إلى‬
‫اإلدارة ‪ ،‬يفصح فيه عن رأي عن يهدف إلى تحسين الخدمات التي تقدمها الدارة‪.‬‬
‫‪ -‬الشكاية ‪ :‬كل تعبير كتابي أو شفوي أو تسجيل سمعي أو بصري أو كالهما‪ ،‬يوجهه المرتفق إلى‬
‫اإلدارة ‪ ،‬يفصح فيه عن‪:‬‬

‫‪ 294‬مرسوم رقم ‪ 2.17.265‬صادر في ‪ 28‬من رمضان ‪ 23( 1438‬يونيو ‪ .)2017‬بتحديد كيفيات تلقي مالحظات المرتفقين‬
‫واقتراحاتهم‪ .‬وشكاياتهم وتتبعها ومعالجتها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 6582‬بتاريخ ‪ 4‬شوال ‪ 1438‬الموافق ل ‪ 23‬يونيو ‪ 2017‬ص‬
‫‪.3859‬‬
‫‪ 295‬تعتبر استراتيجية الحكومة اإللكترونية جزءا من استراتيجية « المغرب الرقمي» التي ترمي إلى جعل تكنولوجيا االتصاالت في‬
‫خدمة التنمية البشرية‪ ،‬ومصدرا لتحسين اإلنتاجية وتقوية القيمة المضافة للقطاعات االقتصادية ولإلدارة العمومية‪ ،‬وذلك قصد‬
‫تموقع المغرب كوجهة تكنولوجية جهوية‪.‬‬
‫وانطلق برنامج الحكومة اإللكترونية سنة ‪ ،2009‬واضعا كهدف له تطوير ‪ 89‬خدمة موجهة لإلدارات والمر تفقين والشركات‪...‬‬
‫(مجلة المالية‪ :‬برنامج الحكومة اإللكترونية وتنزيله بوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬عدد‪ 21‬يناير ‪ ،2014‬ص ‪.)3‬‬
‫‪ 296‬يمارس رئيس الحكومة السلطة التنظيمية‪ ،‬ويمكن أن يفوض بعض سلطه إلى الوزراء‪.‬‬
‫تحمل المقررات التنظيمية الصادرة عن رئيس الحكومة التوقيع بالعطف من لدن الوزراء المكلفين بتنفيذها‪.‬‬
‫‪ 297‬مرسوم رقم ‪ 2.05.1369‬صادر في ‪ 29‬من شوال ‪ 2( 1426‬ديسمبر ‪ )2005‬بشأن تحديد قواعد تنظيم القطاعات الوزارية‬
‫والالتمركز اإلداري‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 5386‬بتاريخ ‪ 12‬يناير ‪ ،2006‬ص‪.177 .‬‬
‫‪ 298‬مرسوم رقم ‪ 2-11-112‬صادر في ‪ 20‬من رجب ‪ 23( 1432‬يونيو ‪ )2011‬في شأن المفتشيات العامة للوزارات‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ 5960‬بتاريخ ‪ 12‬شعبان ‪ 14 ( 1432‬يوليو ‪ )2011‬ص ‪.3386‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬ضرر قد يكون لحقه جراء تصرف صادر عن اإلدارة سواء كان قرارا ضمنيا أو صريحا أو عمال‬
‫أو امتناعا عن عمل ‪ ،‬يكون مخالفا للقانون أو منافيا لمبادئ العمل واإلنصاف‪.‬‬
‫‪ -‬عدم رضاه عن خدمة مقدمة من طرف اإلدارة‪.‬‬
‫كما أنه على المستوى الشكلي‪ ،‬صدر قرار للوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإصالح‬
‫اإلدارة وبالوظيفة العمومية رقم‪ 2488.17.‬صادر في ‪ 8‬محرم ‪ 29( 1439‬سبتمبر ‪ )2017‬بتحديد نموذج‬
‫تقديم الشكاية ونموذج اإلشعار بالتوصل بها‪ .‬واعتبر أن هناك معلومات يجب أن تتضمنها الشكاية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬بيانات إلزامية‪ :‬البيانات الشخصية‪ ،‬موضوع الشكاية ونصها‪ ،‬والوثائق المرفقة بها وطريقة‬
‫التوصل بالجواب واإلقرار (أي أن جميع المعلومات بها صحيحة ومطابقة للواقع ووضع جميع الوثائق‬
‫رهن إشارة اإلدارة بما يخدم أهداف التحري في الشكاية وفقا للقوانين المعمول بها‪ ،‬وإن كان موضوع‬
‫الشكاية غير معروض على القضاء أو على أي جهة مختصة‪ ،‬أو سبق أن صدر بشأنه مقرر إداري‬
‫مكتسب لقوة الشيء المقضي به)‪.‬‬
‫‪ -‬بيانات أخرى غير إلزامية‪ :‬وهي طريقة التوصل بالجواب والوثائق المرفقة بها‪ ،‬كما يمكن لكل‬
‫إدارة عمومية وفق نفس القرار إضافة بعض البيانات لهذا النموذج‪ ،‬والتي تراها ضرورية مراعاة‬
‫لخصوصيتها‪ ،‬باستثناء الشكاية التي تقدم إلدارة الدفاع الوطني‪ ،‬وفق هذا النموذج لكن عن طريق البريد‬
‫العادي أو المضمون فقط‪.‬‬
‫مما يطرح إشكاال عن عالقة المرسوم المؤطر للشكايات اإللكترونية بالتظلم اإلداري المنصوص‬
‫عليه في القانون المحدث للمحاكم اإلدارية والفصل ‪ 360‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬وكيف يتعامل‬
‫القضاء اإلداري مع المالحظات واالقتراحات هل كتظلم إداري خاصة في الحاالت اإللزامية لممارسة‬
‫الطعن‪ ،‬وذلك في حالة ممارسة طعن نزاعي‪ ،‬أم غير ذلك؟‪ .‬إذ لم يشر المرسوم إلى إمكانية ممارسة هذا‬
‫الطعن رغم أن الشكاية يكون موضوعها قرار مخالف للقانون‪.‬‬
‫كما يطرح السؤال‪ :‬هل ذلك المرسوم جاء لتقوية جهاز المفتشيات العامة للوزارات‪ ،‬رغم أن البديهي‬
‫هو ضرورة مسايرة المستجدات الدستورية على مستوى إرساء دعائم الجهوية وتقوية اإلدارة المحلية‬
‫والجهوية‪.‬؟‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التطبيقات االختيارية للتظلم بين االجتهاد القضائي ودفع اإلدارة‬

‫على مستوى القضاء المغربي من خالل المحاكم اإلدارية وفي تعاملها مع التظلم اإلداري االختياري‬
‫نجد أن تعليالتها على مستوى الشكل ترتكز على المادة ‪ 23‬من القانون المحدث لها في تناوله للتظلمات‬

‫‪101‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫اإلدارية االختيارية‪ ،299‬إلى جانب المادة ‪ 21‬من نفس القانون‪ ،300‬والفصل األول من قانون المسطرة‬
‫المدنية الذي ينص على "أنه ال يصح التقاضي إال ممن له الصفة‪ ،‬واألهلية‪ ،‬والمصلحة إلثبات حقوقه‪.‬‬
‫وتثير المحكمة تلقائيا انعدام الصفة أو األهلية أو المصلحة أو اإلذن بالتقاضي إن كان ضروريا وتنذر‬
‫الطـرف بتصحيح المسطرة داخل أجل يحدده‪ .‬وإذا تم تصحيح المسطرة اعتبرت الدعوى كأنها أقيمت‬
‫بصفة صحيحة‪ .‬وإال صرحت المحكمة بعدم قبول الدعوى‪".‬‬
‫كما يالحظ أن التظلم اإلداري يقع بين اتجاهين‪ :‬صمت وتجاهل اإلدارة (أوال) واتجاه رفض الطلب‬
‫على مستوى القضاء اإلداري (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اتجاه اإلدارة نحو الصمت أو تجاهل التظلم االختياري‬


‫‪301‬‬
‫أعطى المشرع لإلدارة حق الصمت‪ ،‬إضافة إلى أنه لم يلزمها بتسليم وصل مقابل إيداع التظلم‬
‫باستثناء بعض النصوص الخاصة‪ ،‬عكس المشرع الفرنسي الذي تشدد في الحرص على تسليم المعني‬
‫باألمر وصال بإيداع أي طلب أو طعن سواء في قانون العدالة اإلدارية‪ ،‬أو في قانون العالقة بين المواطن‬
‫واإلدارة وسواء تعلق األمر بتظلم اختياري أو إلزامي‪ ،‬حيث نص على أن "كل طلب موجه إلى اإلدارة‬
‫يكون موضوع إقرار باستالم‪ ،‬ويجب أن يحتوي على البيانات التالية‪ :‬تاريخ استالم الطلب والتاريخ‬
‫الذي سيت م فيه اتخاذ القرار الصريح‪ ،‬قبوال أو رفضا‪ ،‬والعنوان والبريد اإللكتروني إن وجد باإلضافة‬
‫إلى رقم الهاتف المسؤول عن الملف‪ ،‬واالستثناءات الواردة على هذا الفصل تتعلق بحالة الحصول على‬
‫قرار ضمني أو صريح بموجب القوانين واللوائح لمصلحة مقدم الطلب‪ ،‬في نهاية فترة ال تزيد عن خمسة‬
‫عشر يو ًما من تاريخ استالم الطلب؛ وحالة تخصيص الطلب إلصدار مستند أو خدمة تنص عليها القوانين‬

‫‪ 299‬المحكمة اإلدارية للرباط ‪ ،‬حكم رقم ‪ 1236 :‬بتاريخ ‪ 10 :‬شوال ‪ 1425‬الموافق ل ‪ 23‬نونبر ‪ ،2004‬ملف رقم ‪02/402 :‬‬
‫غ ‪ /‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ 1237 :‬بتاريخ ‪ 10 :‬شوال ‪ 1425‬الموافق ل ‪ 23‬نونبر ‪ ،2004‬ملف رقم ‪ 03/403 :‬غ‬
‫‪ /‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم‪ 27 :‬بتاريخ ‪ 5‬يناير ‪ 2006‬ملف رقم ‪ - 140/1/04‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم ‪:‬‬
‫‪ 1342‬بتاريخ ‪ 02‬نونبر ‪ 2006‬ملف رقم‪ / 432-1-05 :‬المحكمة اإلدارية بالرباط ‪ ،‬حكم رقم‪ 312 :‬بتاريخ ‪ 24 :‬محرم ‪1427‬‬
‫الموافق ل ‪ 23‬فبراير ‪ ،2006‬ملف رقم ‪.1/04 /323‬‬
‫‪ 300‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكـم رقم ‪ 2008/20‬بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪ 2008‬ملف عدد ‪ 2007-86‬غ ‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪ http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.418‬‬
‫‪301‬‬
‫‪L. 112-3 ORDONNANCE n°2015-1341 du 23 octobre 2015 - art. – NOR : PRMX1516009R‬‬
‫"‪"Toute demande adressée à l'administration fait l'objet d'un accusé de réception.‬‬

‫‪102‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫ بحيث ال تمتلك اإلدارة سلطة أخرى غير التحقق من استيفاء مقدم الطلب للشروط القانونية‬،‫واللوائح‬
303
.‫ وغيرها من التفاصيل الدقيقة التي تحد فعال من السلطة التقديرية لإلدارة‬،302‫للحصول عليها‬
‫ حيث تدفع بعدم قبول الطلب في حاالت‬،‫إن المسلك السلبي لإلدارة يمتد أيضا إلى أطوار الدعوى‬
‫ إذ في المذكرات الجوابية للوكيل القضائي للمملكة مثال‬،‫ ومنها حاجز اآلجـال‬،‫كثيرة تحت تبريرات شتى‬
‫ أو عدم وجود قرار إداري أو هما‬،‫يكون هذا الدفع بعدم قبول الطلب نتيجة لتقديم التظلم خارج اآلجال‬
‫ بناء على المذكرة الجوابية المدلى بها من‬، ‫معا كما جاء في حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط‬
‫طرف الوكيل القضائي للمملكة نيابة عن المطلوب في الطعن المؤشر حيث دفع " بعدم قبول الطلب لكون‬
‫ ألن اللجنة المكلفة بإبداء الرأي في تعيين الموثقين المنعقدة بتاريخ‬،‫الطعن انصب على قرار ال وجود له‬
‫ قررت تأجيل البت في طلب الطاعن فقط إلى حين إدالئه بالمؤهل العلمي ولم تقرر‬، 2006 ‫ فبراير‬27
‫ وأيضا لتقديم الطلب خارج األجل القانوني ألن الطاعن كان ملزما بتقديمه على أبعد حد في‬،‫رفض طلبه‬
19 ‫ في حين لم يتقدم به إال في‬، 2006 ‫أكتوبر‬17 ‫ بالنظر إلى تاريخ تقديمه لتظلمه في‬2007‫ فبراير‬15

302
R. 112-4 DÉCRET n°2015-1342 du 23 octobre 2015 - art. – NOR : PRMX1516008D
L'accusé de réception prévu à l'article L. 112-3 n'est pas délivré :
1° Lorsqu'une décision implicite ou expresse est acquise en vertu des lois et règlements au profit du
demandeur, au terme d'un délai inférieur ou égal à quinze jours à compter de la date de réception de
la demande ;
2° Lorsque la demande tend à la délivrance d'un document ou au service d'une prestation prévus par
les lois et règlements pour laquelle l'administration ne dispose d'aucun autre pouvoir que celui de
vérifier que le demandeur remplit les conditions légales pour l'obtenir
303
ORDONNANCE n°2015-1341 du 23 octobre 2015 - art. – NOR : PRMX1516009R
Lorsqu'une demande adressée à l'administration est incomplète, celle-ci indique au demandeur les
pièces et informations manquantes exigées par les textes législatifs et réglementaires en vigueur.
Elle fixe un délai pour la réception de ces pièces et informations. Le délai mentionné à l'article L.
114-3 au terme duquel, à défaut de décision expresse, la demande est réputée acceptée ne court qu'à
compter de la réception des pièces et informations requises. Le délai mentionné au même article au
terme duquel, à défaut de décision expresse, la demande est réputée rejetée est suspendu pendant le
délai imparti pour produire les pièces et informations requises. Toutefois, la production de ces pièces
et informations avant l'expiration du délai fixé met fin à cette suspension. La liste des pièces et
informations manquantes, le délai fixé pour leur production et la mention des dispositions prévues,
selon les cas, au deuxième ou au troisième alinéa du présent article figurent dans l'accusé de
réception prévu à l'article L. 112-3. Lorsque celui-ci a déjà été délivré, ces éléments sont
communiqués par lettre au demandeur.
114-3 ORDONNANCE n°2015-1341 du 23 octobre 2015 - art. – NOR : PRMX1516009R Le délai
au terme duquel est susceptible d'intervenir une décision implicite de rejet court à compter de la date
de réception de la demande par l'administration initialement saisie. Le délai au terme duquel est
susceptible d'intervenir une décision implicite d'acceptation ne court qu'à compter de la date de
réception de la demande par l'administration compétente. Si cette administration informe l'auteur de
la demande qu'il n'a pas fourni l'ensemble des informations ou pièces exigées par les textes législatifs
et réglementaires en vigueur, le délai ne court qu'à compter de la réception de ces informations ou
pièces.

103
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫فبراير ‪ 2007‬ملتمسا ألجله الحكم أساسا بعدم قبول الطلب شكال‪ ،‬واحتياطيا حفظ حقه في اإلدالء بجواب‬
‫‪304‬‬
‫في الموضوع‪" .‬‬
‫بما يثبت أن الصعوبات ال تتعلق فقط بإثبات تقديم التظلم‪ ،‬ولكن إثبات القرار نفسه بالنسبة للمعنيين‬
‫باألمر‪ ،‬أو إنكار التوصل بالتظلم حيث جاء في تعليل إحدى المحاكم‪" :‬حيث دفعت اإلدارة بعدم قبول‬
‫الطلب بعلة مخالفته للمادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ ،41-90‬لكن حيث لئن كانت المادة ‪ 21‬من القانون المشار‬
‫إليه توجب إرفاق مقال الطعن بنسخة من القرار المطعون فيه أو بما يفيد التظلم منه‪ ،‬فإن الغاية من ذلك‬
‫تكمن في تمكين المحكمة من االطالع على القرار المطعون فيه والتأكد من وجوده المادي‪.‬‬
‫وحيث في نازلة الحال‪ ،‬فقد أرفق الطاعن مقاله بنسخة من التظلم المرفوع إلى المدير العام لألمن‬
‫الوطني مع إشعار بتوصل هذا األخير به بتاريخ ‪ 3‬يناير ‪ ،2006‬مما يجعل مقاله متوافقا مع المادة المشار‬
‫إليها سابقا‪ ،‬فيكون الدفع في غير محله ويتعين استبعاده وحيث باستبعاد الدفع المذكور يبقى الطلب مستوفيا‬
‫‪305‬‬
‫للشروط الشكلية المتطلبة قانونا مما يتعين قبوله‪".‬‬
‫ومما يجب االنتباه إليه هو أن اإلدارة أو األفراد معا في ظل هذه الوضعية غير السليمة بين اإلدارة‬
‫والمواطن‪ ،‬ال يعدمان الوسائل من مثل زعم اإلدارة بعدم التوصل بالتظلم من طرف المعني أو ادعاء‬
‫اإلدارة العكس بتسليم المعني القرار اإلداري أو أنكار المعينين التوصل بالقرار‪ ،‬ولهذا نرى أحكاما كثيرة‬
‫على مستوى مجلس الدولة الفرنسي تحد من مثل هذه األساليب‪ ،‬ال بالنسبة لإلدارة وال بالنسبة للمعنيين‬
‫باألمر‪ ،‬من مثل امتناع تسلم الشخص المعني نسخة من القرار‪ ،306‬وحالة غياب المعني باألمر عن البيت‬
‫لحظة مرور المكلف بالبريد‪ ،‬وانصرام مدة الخمسة عشر يوما كما هو مألوف في سحب الرسائل‬
‫المضمونة‪ ،‬ولهذا يعتبر "قرار رفض طلب التعويض الوارد في خطاب مسجل مع إشعار باالستالم‪ ،‬تم‬
‫تقديمه ‪ -‬في غياب الطرف المعني ‪ -‬إلى العنوان الذي سبق وذكره في طلبه‪ ،‬وليقوم الموظف بإشعاره‬

‫‪ 304‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم‪ 1482 :‬بتاريخ‪ 12 :‬جمادى الثانية ‪ 1428‬موافق ل ‪ 28‬يونيو ‪ ، 2007‬ملف رقم‪07-66 :‬‬
‫غ‪ ، .‬متوفر على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪ 305‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم ‪ 1271 :‬بتاريخ ‪ 7‬يونيو ‪ ،2007‬ملف رقم ‪ 06/94 :‬غ‪ ، ،‬متوفر على البوابة القانونية‬
‫والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪306‬‬
‫‪Conseil d'État, 8ème et 3ème sous-sections réunies, 25 mars 2013, n° 352586 - Établissement‬‬
‫‪public d'ingénierie pour l'informatique et les technologies de l'information et de la communication‬‬
‫‪du Val-de-Marne c/ M. A. B. Identifiant Légifrance : CETATEXT000027225421. «Arrêté remis en‬‬
‫‪mains propres par l'administration à son destinataire, lequel a refusé de signer. , Le délai de recours‬‬
‫‪contentieux contre cet acte, lequel comportait l'indication des voies et délais de recours, court à‬‬
‫‪compter de cette notification, alors même que l'intéressé a refusé d'apposer sa signature. La mention‬‬
‫‪sur l'exemplaire d'un acte administratif indiquant que l'intéressé s'est vu remettre cet acte en mains‬‬
‫» ‪propres mais a refusé de signer la notification fait foi jusqu'à preuve contraire.‬‬

‫‪104‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫في نفس اليوم عبر تحذير من أن الرسالة المعنية كانت تحت تصرفه في مكتب البريد‪ .‬وبما أن صاحب‬
‫الشكوى ال يدّعي أنه قد أخطر إما السلطة اإلدارية التي وجه إليها طلبه أو مكتب البريد بتغيير عنوانه‬
‫فإن التقديم الذي تم حيث مقر سكناه يشكل إشعارا‪ ،‬وهنا يتم احتساب آجال شهرين ابتداء من تاريخ‬
‫التوصل بهذا اإلشعار‪ ،‬وموضوعه قرار الرفض الصريح‪.307‬‬
‫إن إثبات التوصل بالتظلم ال يقع على اإلدارة كما تقول المحكمة اإلدارية بوجدة‪" 308‬حيث أن هذا‬
‫القرار كان موضوع تظلم إداري مؤرخ في ‪ 2‬دجنبر ‪ 1995‬يشير فيه الطاعن إلى موضوع القرار وأسبابه‬
‫وتاريخه‪ ،‬فإنه لم يثبت تاريخ توصل اإلدارة بهذا التظلم مادام أنه اختار مسطرة التظلم بداية‪ .‬وحيث إن‬
‫اإلدارة تنفي توصلها به‪ ،‬علما بأن قاعدة اإلثبات على اإلدارة ال تسري في هذا الشأن"‪ ،‬وأيدتها في ذلك‬
‫محكمة النقض في قرار بتاريخ ‪ 08‬أبريل ‪.3091999‬‬
‫لكن في مقابل ذلك‪ ،‬وازن االجتهاد القضائي المغربي بين اإلدارة والمتظلم فيما يتعلق بقرينة‬
‫اإلثبات حيث أنه على المعني إثبات تاريخ توصل اإلدارة بالتظلم‪ ،‬في مقابل إثبات اإلدارة تاريخ توصل‬
‫المعني باألمر بالجواب عن هذا التظلم‪ ،‬وتبقى دفوعاتها في هذا الشأن غير منتجة‪ .‬وفي هذا تقول محكمة‬
‫النقض في قرار لها بتاريخ ‪ 07‬دجنبر ‪ ،3102000‬مؤيدة بذلك حكما للمحكمة اإلدارية بأغادير‪" :‬لكن حيث‬
‫إنه إذا كان جواب اإلدارة الصريح برفض تظلم المستأنف عليه بكتابتها عدد ‪ 423258‬مؤرخ في ‪28‬‬
‫دجنبر ‪ 1994‬فإنها لم تدلي بما يثبت تاريخ توصله به‪ ،‬حتى يكون دفعها على صواب وبذلك تكون‬
‫‪311‬‬
‫المحكمة اإلدارية على صواب عندما قبلت الطعن من الناحية الشكلية"‪.‬‬
‫ضمانة أخرى للمتظلمين في مواجهة دفع اإلدارة‪ ،‬تجلت في تفسير المادة ‪ 7‬من القانون ‪41-90‬‬
‫وتطبيق القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنية أمام المحاكم اإلدارية‪ ،‬ما لم ينص قانون على خالف‬

‫‪307‬‬
‫‪Conseil d'État, du 21 juillet 1970, n° 78887, Identifiant Légifrance : CETATEXT000007642239‬‬
‫‪« Décision de rejet d'une demande d'indemnité contenue dans une lettre recommandée avec accusé‬‬
‫‪de réception présentée, en l'absence de l'intéressée, à l'adresse même qu'elle avait mentionnée dans‬‬
‫‪sa demande. Conformément à la réglementation en vigueur, le préposé a remis le même jour un avis‬‬
‫‪la prévenant de ce que le pli en question était tenu à sa disposition au bureau de poste. Le requérant‬‬
‫‪n'alléguant pas avoir avisé soit l'autorité administrative à laquelle sa demande était adressée, soit‬‬
‫‪l'administration des postes, de son changement d'adresse, la présentation faite à son domicile vaut‬‬
‫‪notification et fait courir le délai de recours de deux mois à compter du jour de la notification d'une‬‬
‫‪décision expresse de rejet prévu en matière de plein contentieux par l'article 1er du décret du 11‬‬
‫» ‪janvier 1965. Rejet.‬‬
‫‪ 308‬المحكمة اإلدارية بوجدة‪ ،‬حكم رقم ‪ 97/28‬بتاريخ ‪ 19‬فبراير ‪ ،1997‬ملف رقم ‪ 96/55‬غ ورد ضمن االجتهادات القضائية في‬
‫مجال التربية والتكوين ‪ ،‬نماذج من األحكام القضائية الصادرة في مجال اإللغاء‪ 2007 ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪ 309‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ ،363‬بتاريخ ‪ 08‬أبريل ‪ ،1999‬ملف إداري عدد ‪( 1998/1/5/250‬المرجع السابق ص ‪.)40‬‬
‫‪ 310‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ 218‬ق ت بتاريخ‪ 07 :‬دجنبر ‪ ،2000‬ملف إداري عدد ‪( 98/1/5/1016‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.)231‬‬
‫‪ 311‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم رقم ‪ 97/44‬بتاريخ ‪ 23‬أ كتوبر ‪ ،1997‬ملف رقم ‪ 95/27 :‬غ (ورد ضمن االجتهادات القضائية‬
‫في مجال التربية والتكوين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.)220‬‬

‫‪105‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ذلك‪ .‬بما يفيد إمكانية تقديم الطاعن مذكرة بيان وسائل وأوجه الطعن بعد تقديم المقال بما فيها التظلم‬
‫اإلداري إن "التمس في مذكرته االحتفاظ بحقه في اإلدالء بهذه المذكرة فيما بعد مرفقة بالوثائق‪ ،‬بعد‬
‫ضمان المبادرة بضمان حقه في الطعن باإللغاء داخل األجل‪ .312‬وأيدتها في ذلك محكمة النقض في قرارها‬
‫بتاريخ ‪ 27‬يناير ‪ 2000‬بكون تلك المحكمة لم تخرق أي مقتضى قانوني بهذا الشأن‪.313‬‬

‫ثانيا‪ :‬االتجاه نحو رفض الطلب على مستوى القضاء اإلداري‬


‫في معظم األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية‪ ،‬يكون عدم اإلدالء بالوثائق المعززة للطلب وبنسخة‬
‫من القرار المطلوب إلغاؤه‪ ،‬هو طلب مخالف لمقتضيات الفصلين ‪ 1‬و‪ 32‬من قانون المسطرة المدنية‬
‫والمادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪ 41-90‬تقول المحكمة اإلدارية للرباط‪ .314‬وهو نفس موقف المحكمة اإلدارية‬
‫ألكادير‪ ،‬التي اعتبرت تخلف الطاعن عن اإلدالء بنسخة من القرار المطلوب إلغاؤه أو بنسخة من القرار‬
‫الصادر برفض التظلم‪ ،‬أو نسخة من أي وثيقة تشهد بإيداع التظلم إن كان رفضه ضمنيا يجعل طلبه مقدم‬
‫بشكل مخالف لمقتضيات المادة ‪ 21‬من القانون ‪ 90/41‬وبالتالي عدم قبول الدعوى‪.315‬‬
‫إن هذه المقتضيات في نظر القضاء اإلداري المغربي قواعد آمرة‪ ،‬ويتعين احترامها لتعلقها بالنظام‬
‫العام و"تؤدي مخالفة طلبات المدعين لهذه المقتضيات إلى الحكم بعدم القبول‪ ".‬كما تقول المحاكم اإلدارية‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫كما أن تعامل القضاء اإلداري مع التظلم االختياري في تعليالته يكون أيضا لغاية حسابية‪ ،‬أي‬
‫الحتساب اآلجال والحكم بعدم قبول الطلب في الشكل أيضا‪ ،‬ومما ورد في هذا الشأن ضمن حكم للمحكمة‬
‫اإلدارية بالرباط‪" :‬في الشكل‪ ،‬حيث التمس الطاعن إلغاء القرار الصادر عن عامل إقليم شفشاون بتاريخ‬
‫‪ 14‬يوليوز ‪ 1998‬بعزله من منصب مقدم حضري ابتداء من ‪ 19‬يوليوز ‪ ،1998‬وحيث حددت المادة‬
‫‪ 23‬من القانون رقم ‪ 41.90‬المحدثة بموجبه محاكم إدارية آجال تقديم دعوى اإللغاء في ‪ 60‬يوما ابتداء‬
‫من التوصل بالقرار‪ ،‬مع تمديد ذلك األجل في حالة التظلم من القرار‪ .‬وحيث في نازلة الحال‪ ،‬أقر الطاعن‬
‫أنه توصل بالقرار بتاريخ ‪ 14‬يوليوز ‪ 1998‬ولم يتقدم بالطعن فيه إال بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ ،2006‬كما أن‬
‫‪316‬‬
‫التظلم قدم خارج األجل‪ ،‬مما يتعين معه عدم قبول الطلب"‪.‬‬

‫‪ 312‬المحكمة اإلدارية بمراكش‪ ،‬حكم رقم ‪ 10‬بتاريخ ‪ 03‬أبريل ‪ ،1996‬ملف رقم ‪( 94/94‬المرجع السابق ص ‪.)272‬‬
‫‪ 313‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم عدد ‪ 39‬المؤرخ في ‪ 27‬يناير ‪ 2000‬ملف عدد ‪( 1996/1/5/859‬المرجع السابق ص ‪.)274‬‬
‫‪ 314‬المحكمة اإلدارية بالرباط ‪ ،‬حكم رقم ‪ : 1191 :‬بتاريخ‪ 28 :‬شتنبر ‪ 2006‬ملف رقم ‪ 06-154 :‬غ‪.‬‬
‫‪ 315‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكـم أولي رقم ‪ 2007/39‬بتاريخ‪ 12 :‬أبريل ‪ 2007‬ملف عــدد ‪ 2006-0172‬غ‪ ،‬سبقت اإلشارة‬
‫إليه‪.‬‬
‫‪ 316‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم ‪ 1048 :‬بتاريخ ‪ 13‬يوليوز ‪ 2006‬ملف رقم ‪ 06-440 :‬ش و‪ ،‬متوفر على البوابة القانونية‬
‫والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2006‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وفي حكم آخر لنفس المحكمة‪" :‬في الشكل‪ ،‬حيث دفع الوكيل القضائي للمملكة بعدم قبول الطلب بعلة‬
‫تقديمه خارج األجل القانوني‪ ،‬طالما أنه يتمسك بترقيته استنادا إلى دورية اإلعالن عن نجاحه في شهر‬
‫ماي ‪ 2002‬ولم يتظلم إال في ‪ 20‬ماي ‪ .2004‬لكن‪ ،‬حيث من جهة‪ ،‬فإن إعالن اإلدارة عن نجاح المدعي‬
‫في امتحان الترقية إلى الدرجة الممتازة قد تم خالل شهر ماي ‪ ،2002‬مما يعني أن موقفها إلى غاية‬
‫التاريخ المذكور كان إيجابيا تجاه المدعي الذي ظل ينتظر التسوية المادية له ‪ ،‬وأمام انتظاره اضطر إلى‬
‫‪317‬‬
‫التظلم من ذلك‪ ،‬مما ال ينبغي معه مواجهته بأي أجل إال انطالقا من تاريخ التظلم" ‪.‬‬
‫كما أن اتجاه االجتهاد القضائي المغربي حيال التظلم اإلداري قد يكون من زاوية االختيارية أو‬
‫الوجوبية ‪ ،318‬قبل النظر في موضوع الدعوى‪.‬‬
‫لكن القضاء المغربي لم يحسم في مسألة تقديم طعن قضائي‪ ،‬هو موضوع تظلم لم تجب اإلدارة‬
‫عليه بعد‪ ،‬وقد ضيق مجلس الدولة الفرنسي من إمكانية اللجوء إلى الطعن النزاعي قبل جواب اإلدارة‬
‫أشار إلى أن " الشروط التي بموجبها يتم الطعن في قرار‬ ‫‪319‬‬
‫ففي قرار حديث بتاريخ ‪ 7‬مارس‪2018‬‬
‫إداري سبق وأن كان موضوع طعن استعطافي ‪ ، recours gracieux‬بأنه يجوز دائما للشخص‬
‫المعني‪ ،‬باستثناء الحاالت التي تنص فيها األحكام الخاصة بخالف ذلك‪ ،‬على تقديم طعن إداري ضد‬
‫القرار اإلداري أمام مصدر القرار وتقديم طعن نزاعي فقط عندما يتم رفض التظلم االستعطافي‪".‬‬
‫وبما أن ممارسة التظلم االستعطافي ال يكون لها أي غرض آخر سوى دعوة صاحب القرار إلى‬
‫إعادة النظر في موقفه‪ ،‬فالبد من الضرورة أن ينظر في الطعن النزاع الذي يلي رفض تظلم استعطافي‬
‫كما تم توجيهه‪ ،‬وليس ضد رفض التظلم الذي ال يمكن الطعن في عيوبه‪ ،‬وإنما فقط ضد القرار الذي‬
‫اتخذته السلطة اإلدارية في البداية‪.‬‬

‫‪ 317‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم ‪ 1441 :‬بتاريخ ‪ 16‬نونبر ‪ 2006‬ملف رقم‪ ،1417-4-05 :‬متوفر على البوابة القانونية‬
‫والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2006‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪ 318‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم ‪ 02/664‬ش ع‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬محرم ‪ 1426‬موافق ل ‪ 22‬فبراير‪ ،2005‬متوفر على البوابة‬
‫القانونية والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2005‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫" في الشكل ‪ :‬حيث دفع الصندوق المدعى عليه بعدم قبول الطلب لعدم احترام مسطرة التظلم المنصوص عليها في القانون المنظم‬
‫للصفقات العمومية‪ ،‬ولتقديمه خارج أجل ستة اشهر من تاريخ التوصل بقرار إلغاء الصفقة‪.‬‬
‫لكن حيث إنه بالرجوع إلى مقتضيات الفصل ‪ 72‬من المرسوم الملكي رقم ‪ 65.209‬بتاريخ ‪ ، 1965/10/19‬المتعلق بدفتر الشروط‬
‫اإلدارية العامة المطبق على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ ،‬والذي نظم مسطرة التظلم في المنازعات المتعلقة بالصفقات‬
‫العمومية وأجل رفع النزاع إلى القضاء‪ ،‬يستفاد منها أن تلك المسطرة في جزأيها المتعلقين بتوجيه رسالة إلى السلطة المختصة ومن‬
‫بعدها في حالة رفض مطالبه إلى الوزير الوصي‪ ،‬إنما هي جاءت على سبيل الجواز وليس الوجوب كما يستفاد ذلك من الصياغة‬
‫التي ورد بها الفصل المذكور ‪ ،‬بدليل عدم ترتيب أي أثر قانوني عليها في حالة عدم سلوكها‪ ،‬وذلك بحكم الغاية التي شرعت من‬
‫أجلها تلك المسطرة والمتمثلة في تمكين صاحب المشروع من إبداء موقفه من المطالبات التي يبديها نائل الصفقة ومحاولة تسويتها‬
‫وديا قبل اللجوء إلى رفع النزاع إلى القضاء‪"..‬‬
‫‪319‬‬
‫‪Conseil d'État, le 7 mars 2018, n° 404079, Identifiant Légifrance: CETATEXT000036682836‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬فإنه يتعين على القاضي اإلداري نتيجة لذلك‪ ،‬إذا ما عرض عليه في غضون آجال الطعن‬
‫النزاعي‪ ،‬التي يبدأ العد فيها مرة أخرى ابتداء من اإلخطار برفض الطعن االستـعطافي االستنتاج الموجه‬
‫حتما ضد الرفض الوحيد للطعن‪ ،‬وتفسير االستنتاجات المقدمة إليه كما تم توجيهها أيضا ضد القرار‬
‫‪320‬‬
‫اإلداري األولي‪".‬‬
‫ومن جهة أخرى و في حاالت أخرى‪ ،‬يحكم القاضي اإلداري برفض الطلب لتقديم التظلم إلى جهة‬
‫غير مختصة أو خارج اآلجال أو هما معا‪ ،‬وفي هذا تقول المحكمة اإلدارية بالرباط‪" :321‬وحيث إن‬
‫القرارين المطعون فيهما في النازلة صدرا قبل نشر القانون رقم ‪ 42.05‬بالجريدة الرسمية‪ ،‬وذلك بتاريخ‬
‫‪ 30‬يوليوز ‪ 1973‬بالنسبة للقرار رقم ‪ ،73.779‬وبتاريخ ‪ 16‬أكتوبر ‪ 1973‬بالنسبة للقرار رقم‬
‫‪ ،73.1036‬وبالتالي فإن الطعن فيهما ينبغي أن يتم قبل ‪ 2‬ماي ‪ 2006‬كحد أقصى طبقا للمقتضيات المشار‬
‫إليها أعاله ‪ ،‬في حين أن الطعن الحالي لم يقدم إال بتاريخ ‪ 10‬أبريل ‪ 2007‬حسبما هو ثابت من تأشيرة‬
‫كتابة الضبط على المقال‪ ،‬كما أن التظلم الموجه من طرف الطاعن في موضوع القرارين بتاريخ ‪10‬‬
‫غشت ‪ ، 2006‬فضال عن أنه وجه إلى غير الجهة المصدرة لهما أو السلطة الرئاسية لها فإنه جاء خارج‬
‫أجل ستين يوما المحدد لتقديم التظلم طبقا لمقتضيات المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ ،41.90‬مما يجعله غير‬
‫منتج في قطع أجل الطعن‪ ،‬وحيث إنه تبعا لذلك‪ ،‬يكون الطلب قدم خارج األجل القانوني ويتعين التصريح‬
‫بعدم قبوله‪" .‬‬
‫كما أن رفض الطلب قد يكون لعدم إرفاق المقال االفتتاحي بما يفيد التظلم من قرار ضمني كما جاء‬
‫في حكم آخر‪ " :‬وحيث طبقا لمقتضيات المادة ‪ 21‬من القانون ‪ 41.90‬المحدثة بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬فإنه‬
‫يجب إرفاق مقال اإللغاء بنسخة من القرار المطلوب إلغاؤه أو بما يفيد التظلم منه متى تعلق األمر بقرار‬
‫ضمني‪ ،‬كما أنه طبقا لمقتضيات الفصل ‪ 32‬من قانون المسطرة المدنية فإنه يجب إرفاق المقال االفتتاحي‬

‫‪320‬‬
‫‪Résumé : 54-01-02-01 Il est toujours loisible à la personne intéressée, sauf à ce que des‬‬
‫‪dispositions spéciales en disposent autrement, de former à l'encontre d'une décision administrative‬‬
‫‪un recours gracieux devant l'auteur de cet acte et de ne former un recours contentieux que lorsque le‬‬
‫‪recours gracieux a été rejeté.‬‬
‫‪L'exercice du recours gracieux n'ayant d'autre objet que d'inviter l'auteur de la décision à‬‬
‫‪reconsidérer sa position, un recours contentieux consécutif au rejet d'un recours gracieux doit‬‬
‫‪nécessairement être regardé comme étant dirigé, non pas tant contre le rejet du recours gracieux dont‬‬
‫‪les vices propres ne peuvent être utilement contestés, que contre la décision initialement prise par‬‬
‫‪l'autorité administrative. Il appartient, en conséquence, au juge administratif, s'il est saisi dans le‬‬
‫‪délai de recours contentieux qui a recommencé de courir à compter de la notification du rejet du‬‬
‫‪recours gracieux, de conclusions dirigées formellement contre le seul rejet du recours gracieux,‬‬
‫‪d'interpréter les conclusions qui lui sont soumises comme étant aussi dirigées contre la décision‬‬
‫‪administrative initiale‬‬
‫‪ 321‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم ‪ 1002 :‬بتاريخ ‪ 29‬ربيع الثاني ‪ 1428‬الموافق ل ‪ 17‬ماي ‪2007‬ملف رقم ‪ 07/155 :‬غ‪،‬‬
‫سبقت اإلشارة إليه‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫بالوثائق التي من شأنها تعزيز الطلب‪ .‬وحيث إن الغاية من التنصيص على ما ذكر هي تمكين المحكمة‬
‫من تحديد نطاق الطلبات وصفة األطراف ومحل الطلب‪ ،‬وأن اإلخالل بما ورد في النصين المذكورين‬
‫يعرض الطلب لعدم القبول على حالته"‪.322‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التطبيقات الخاصة للتظلم اإلداري‬

‫هناك أنواع كثيرة من التطبيقات الخاصة للتظلم اإلداري‪ ،‬وهذه التطبيقات اتسعت بحكم التطورات‬
‫القانونية التي حصلت بعد اعتماد دستور ‪ 2011‬بما يرتبط والفصل ‪ 156‬منه ‪ ،‬وكما سبقت اإلشارة إلى‬
‫ذلك يمكن أن يكون هناك تظلم إداري خاص عندما يفرد له نص خاص يتناوله‪ .‬ويمكن رصد أهم نوعين‬
‫في التشريع المغربي‪ ،‬من خالل تظلمات تتم على مستوى الجماعات الترابية تحكمها مسطرة خاصة‬
‫(الفقرة األولى)‪ ،‬وتظلمات إلزامية توجد في مختلف القوانين الضريبية‪ ،‬وفي حالة عدم ممارستها يكون‬
‫الجزاء هو عدم القبول في حالة ممارسة طعن قضائي(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التطبيقات الخاصة للتظلمات على مستوى الجماعات الترابية‬

‫اتجه المشرع المغربي إلى وضع مسطرة خاصة للتظلم اإلداري فيما يخص الشكايات المتعلقة‬
‫بالجماعات الترابية‪ ،‬سواء على مستوى الجهات أو مجالس العماالت واألقاليم أو الجماعات (أوال)‪ .‬لكن‬
‫ثمة مستجد لم ينتبه له الفقه المغربي وهو إمكانية ممارسة الطعن اإلداري في مقررات وقرارات الجماعات‬
‫الترابية من طرف الوالة والعمال وتوجيه مثل هذه الطعون إلى رؤساء الجماعات الترابية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التظلم اإلداري على مستوى قرارات ومقررات الجماعات الترابية‬


‫أ‪ -‬تظلمات األفراد إلى الجماعات الترابية‬
‫وهي التي توجه على مستوى الجهة إلى رئيس الجهة‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 239‬من القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ ،111.14‬على أ ن رفع دعوى تجاوز السلطة ضد الجهة أو ضد قرارات جهازها التنفيذي ال يمكن‬
‫رفعها تحت طائلة عدم القبول من لدن المحاكم المختصة‪ ،‬إال إذا كان المدعي قد أخبر من قبل رئيس الجهة‬

‫‪ 322‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم‪ 446 :‬بتاريخ ‪ 08‬مارس ‪ 2007‬ملف رقم ‪ 06-113 :‬غ‪ ،‬متوفر على البوابة القانونية‬
‫والقضائية لوزارة العدل‪ ،‬مجموعة قرارات ‪ ،2007‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ووجه إلى والي الجهة مذكرة تتضمن موضوع وأسباب شكايته‪ ،‬ويسلم على إثرها للمدعي فورا وصل‬
‫بذلك‪ ،‬مع استثناء دعاوى الحيازة والدعاوى المرفوعة أمام القضاء االستعجالي‪.‬‬
‫كما أن نفس المسطرة فيما يتعلق بالشكايات تنطبق على باقي الجماعات الترابية‪ ،‬من خالل القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق باألقاليم والعماالت‪ ،‬حيث حدد المشرع جهتين للنظر في هذه التظلمات‬
‫واحدة ذات طبيعة سياسية قصد اإلخبار‪ ،‬وهي رئيس مجلس العمالة أو اإلقليم‪ ،‬وجهة مركزية وهي‬
‫عامل اإلقليم‪ .‬أي إسقاط نفس الفصول المتعلقة بالتظلم على مستوى الجهات وبنفس المسطرة ونفس‬
‫الشكليات فيما يتعلق بالتظلمات ذات العالقة بالقانون المتعلق بالعماالت واألقاليم ‪ ،‬من خالل المواد ‪209‬‬
‫و‪ 210‬و‪ 211‬أي ثالث مواد من القانون ‪ 112.14‬مع استبدال عبارة الجهات بعبارة العماالت واألقاليم‪.‬‬
‫ولم يجتهد المشرع المغربي كثيرا‪ ،‬ولم يبدع في إضافة جديد على مستوى التظلمات على مستوى‬
‫الجماعات إذ المسطرة هي ذاتها المتعلقة بالجهات واألقاليم والعماالت‪ .‬حيث إن القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات سار على نهج نفس القوانين‪ ،‬ال من حيث الصياغة اللغوية وال من حيث‬
‫عدد الفقرات وترتيبها‪ ،‬وإن كان االختالف الوحيد هو الجهة المختصة التي يمكنها النظر في هذه التظلمات‪.‬‬
‫وهو ما يعني أن المشرع المغربي قارب التظلم على مستوى الجماعات الترابية من نفس الزاوية‬
‫وحصر االستثناءات نفسها في دعاوى الحيازة‪ ،‬والدعاوى المرفوعة أما القضاء االستعجالي من وضع‬
‫المذكرة التي توجه إلى الوالي بالنسبة للجهات‪ ،‬وعامل العمالة واإلقليم بالنسبة للعماالت واألقاليم والعامل‬
‫أو من ينوب عنه على مستوى الجماعات‪ ،‬ورتب نفس اآلثار القانونية تحت طائلة عدم قبول دعوى تجاوز‬
‫السلطة أو المطالبة بتعويض أو دين‪ ،‬ووقف كل تقادم أو سقوط حق إذا رفعت بعد تقديم مذكرة المدعي‬
‫دعوى في أجل ثالثة (‪ )3‬أشهر‪.‬‬
‫ويالحظ على مستوى الصياغة اللغوية غموضا في الفقرات‪ ،‬حول طبيعة اإلخبار الموجه إلى رئيس‬
‫الجهة مثال‪ ،‬وحول الطبيعة القانونية للمذكرة تلك الموجهة إلى والي الجهة‪ ،‬هل هي تظلم إداري إجباري‬
‫قد يفهم ضمنيا من هذه الفقرة؟‪ .‬حيث إنه وفق المادة ‪ 240‬التي تنص على أن المدعي يعفى من اإلجراء‬
‫المشار إليه في المادة ‪ 239‬أعاله إذا لم يسلم له الوصل بعد انصرام أجل الخمسة عشر (‪ )15‬يوما الموالية‬
‫للتوصل بالمذكرة‪ ،‬أو بعد انصرام أجل ثالثين (‪ )30‬يوما ابتداء من تاريخ تسليم الوصل إذا لم يحصل‬
‫اتفاق بالتراضي بين الطرفين‪ .‬ويفهم على أن األمر يتعلق بتظلم إداري مسبق من حيث طبيعة اآلجال‬
‫ومن حيث اآلثار أي الوصول إلى نتيجة عن طريق التراضي قبل سلك المسطرة القضائية‪.‬‬
‫كما يالحظ على أن المشرع لم يلزم بشكل صريح جهة معينة بالنظر في التظلم‪ ،‬فاإلخبار الموجه‬
‫إلى رئيس الجهة يفتح إمكانية النظر في التظلم بشكل ودي‪ ،‬دون انعقاد االختصاص لرئيس الجهة‬
‫والمذكرة الموجهة إلى والي الجهة هي تظلم صريح محدد بآجال قانونية‪ ،‬على أن التظلم اإلداري يصبح‬

‫‪110‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫إجباريا في حال مطالبة الجهة بدين أو تعويض‪ ،‬وتحت طائلة عدم القبول من لدن المحاكم المـختصة في‬
‫حالة عدم إحالة األمر مسبقا إلى والي الجهة‪ ،‬الذي يدرس الشكاية في أجل أقصاه ثالثون (‪ )30‬يوما ابتداء‬
‫من تاريخ تسليم الوصل‪ .‬وهنا يسحب المشرع عبارة اإلخبار والحالة هذه‪ .‬علما أنه إذا لم يتوصل‬
‫المشتكي برد على شكايته في اآلجال المذكورة أو إذا لم يقبل المشتكي هذا الرد‪ ،‬أمكنه إما رفع شكايته إلى‬
‫السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية التي تدرسها داخل أجل أقصاه ثالثون (‪ )30‬يوما ابتداء من تاريخ‬
‫توصلها بالشكاية‪ ،‬أو رفع الدعوى مباشرة أمام المحاكم المختصة‪.‬‬
‫وهنا قد يكون جواب وزارة الداخلية تأكيديا‪ ،‬علما أن المشرع هنا لم يربط بين اآلجال اإلضافية‬
‫في حالة عدم رفع الشكاية إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية‪ ،‬هل يتم احتساب أجل الثالثين يوما لرفع‬
‫الدعوى أمام المحاكم المختصة أم أن المقصود بعبارة رفع الدعوى مباشرة بعد أجل الثالثين يوما من‬
‫تقديم المذكرة إلى الوالي؟‪.‬‬
‫وقد ميز المشرع المغربي بين دعوى اإللغاء ودعوى التعويض في المادتين معا أي المادة ‪ 239‬و‬
‫‪ 241‬من القانون التنظيمي رقم ‪ ،111.14‬واشترط تظلما مركبا في الحالة األولى عبارة عن إخبار إلى‬
‫رئيس الجهة وعن مذكرة إلى والي الجهة‪ ،‬وفي الحالة الثانية شكاية إلى والي الجهة واستثنى رئيس الجهة‬
‫من اإلخبار‪ ،‬ثم اختيارا إلى السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية أو مباشرة الدعوى أمام المحكمة المختصة‬
‫علما أنه ال يوجد نص صريح يمنع الجمع بين دعوى اإللغاء ودعوى التعويض‪ ،‬وباألحرى في الدعاوى‬
‫المرتبطة بالنزاعات مع الجهات وأجهزتها التنفيذية التي تكون دعاوى إلغاء وتعويض في نفس الوقت‬
‫وفي كل األحوال فالقرار اإلداري الذي ينتج عنه ضرر يستحق التعويض‪.‬‬
‫كما أن هذا التقسيم بين دعوى اإللغاء ودعوى التعويض يبقى غير منصف بالنسبة للمتظلم من حيث‬
‫اآلجال‪ ،‬حيث إن المشرع الفرنسي تناول حاالت كثيرة ووضع لكل حالة آجاال محددة‪.‬‬
‫والحالة هذه‪ ،‬يبدو وكأن المشرع المغربي افترض كفاءة اإلدارة المغربية في معالجة التظلمات‬
‫وقدرتها في وقت وجيز‪ ،‬من خالل اآلجال التي منحها للمتظلم على إنصافه ومعالجة القضايا كلها خالل‬
‫نفس المدة الزمنية‪.‬‬

‫الطعون التي يقدمها الوالة والعمال ضد قرارات ومقررات الجماعات الترابية‬ ‫ب‪-‬‬
‫لقد عرفت الرقابة على قرارات مجالس الجهات والجماعات ومجالس العماالت واألقاليم تطورا‪ ،‬وتم‬
‫التقليص من الرقابة اإلدارية لصالح الرقابة القضائية على أعمال المجالس‪ ،‬ولم يعد للسلطة المركزية‬
‫السلطة التقريرية في مواجهة أعمال هذه المجالس‪ ،‬مع إعطاء المحاكم اإلدارية كلمتها في كل نزاع‪ ،‬وذلك‬
‫طبقا للمادة ‪ 66‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات‪ ،‬التي نصت على اختصاص القضاء وحده‬

‫‪111‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫بالتصريح ببطالن مداوالت مجلس الجهة‪ ،‬ونفس المقتضى نصت عليه القوانين التنظيمية للجماعات‬
‫الترابية األخرى‪.‬‬
‫والمالحظ أن المشرع المغربي اقتفى خطوات نظيره الفرنسي من حيث تخويل العمال والوالة‬
‫سلطات مهمة بموجب الفصل ‪ 145‬من الدستور للنظر في تظلمات المواطنين‪ ،‬إذ "يمثل والة‬
‫الجهات وعمال األقاليم والعماالت‪ ،‬السلطة المركزية في الجماعات الترابية‪ .‬ويعملون باسم الحكومة على‬
‫تأمين تطبيق القانون‪ ،‬وتنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة ومقرراتها‪ ،‬كما يمارسون المراقبة اإلدارية‪"...‬‬
‫وهو نفس التوجه على مستوى الدستور الفرنسي والفصل ‪ 72‬منه‪. 323‬‬
‫وأما على مستوى القوانين التنظيمية‪ ،‬وارتباطا بهذا الفصل نصت المادة ‪ 115‬من القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 113.14‬في فقرتها األولى‪ ،‬على أن يمارس عامل العمالة أو اإلقليم مهام المراقبة اإلدارية على‬
‫شرعية قرارات رئيس المجلس ومقررات مجلس الجماعة‪ ،‬والشيء نفسه من خالل الفقرة األولى من‬
‫المادة ‪ 106‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬بالنسبة للمراقبة اإلدارية على شرعية قرارات رئيس‬
‫المجلس ومقررات مجلس العمالة أو اإلقليم‪ ،‬والفقرة األولى من المادة ‪ 112‬من القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 111.14‬حيث يمارس والي الجهة المراقبة اإلدارية على شرعية قرارات رئيس المجلس ومقررات‬
‫مجلس الجهة‪.‬‬
‫لكن يبدو أن الفقه المغربي لم ينتبه إلى أن هناك إمكانية لممارسة الطعن اإلداري االستعطافي من‬
‫طرف الوالي أو العامل‪ ،‬بموجب تلك المواد ضد قرار إداري لرئيس الجهة أو مجلس العمالة واإلقليم‬
‫أو رئيس الجماعة أو وزير الداخلية‪ ،‬بناء على رسالة مضمونة بموجب هذه المواد الذي اقتبسها المشرع‬
‫المغربي من نظيره الفرنسي‪ ،‬وهذه اإلمكانية تفهم ضمنيا من خالل تلك النصوص‪ .‬وإن الطعون اإلدارية‬
‫هي جزء من وسائل الرقابة اإلدارية‪ ،‬وهنا يطرح مشكل على مستوى المصطلح "تظلم" الذي ال يمكن‬
‫بأية حال أن يكون المصطلح المناسب للتخاطب بين المؤسسات‪ ،‬خاصة بين مؤسستي العامل والوالي‬
‫ومؤسسة الجماعات الترابية‪.‬‬
‫فهل سيقدم الوالة والعمال على تقديم طعن استعطافي إلى رؤساء أجهزة منتخبة‪ ،‬هو غير ملزم أو‬
‫إحالة القرار المتنازع عليه على المحكمة اإلدارية مباشرة‪ ،‬كما تشير إلى ذلك الفقرات الثانية من المواد‬
‫السالفة الذكر‪ ،‬في ظل ذهنية رجل السلطة في النظام السياسي المغربي التي تميل إلى الهيبة؟‬

‫‪323‬‬
‫‪« Dans les collectivités territoriales de la République, le représentant de l'État, représentant de chacun‬‬
‫‪des membres du Gouvernement, a la charge des intérêts nationaux, du contrôle administratif et du respect des‬‬
‫» ‪lois.‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ومن بين القضايا التي تظهر أن الطعون االستعطافية يمكن أن تمارس من طرف مواطنين عاديين‬
‫وكذلك ممثلي الدولة المركزية‪ ،‬قضية عرضت على مجلس الدولة الفرنسية وأصدر فيها قراره بتاريخ‬
‫‪ 6‬مايو ‪ ،3242015‬حيث تقدمت السيدة (ب) بطلب رخصة بناء فيال‪ ،‬وفي غياب رد الجهة المختصة‬
‫توجهت إلى عمدة بلدة كانتارون ‪ Cantaron‬قصد إصدار الشهادة المنصوص عليها في المادة ‪R.424-‬‬
‫‪ 13‬من قانون التخطيط الحضري الفرنسي‪ ،‬علما أنها مستفيدة من شهادة تصريح ضمني صدرت بتاريخ‬
‫‪ 22‬دجنبر ‪ ،2009‬تم توجيهها إلى محافظ ألب مارتيم ‪ Alpes-Maritimes‬بتاريخ ‪ 6‬يناير ‪2009‬‬
‫وعبر رسالة بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪ 2010‬وجه هذا األخير ‪ -‬أي المحافظ ‪ -‬طلبا إلى عمدة كانتارون‬
‫‪ Cantaron‬قصد اتخاذ قرار برفض "تصريح البناء هذا"‪ ،‬بعلة أنه كان ينبغي أن يكون مسبوقًا بطلب‬
‫للحصول على إذن بقطع األشجار ‪ Autorisation de défrichement‬بموجب المادة ‪ R.431-19‬من‬
‫قانون تخطيط المدن‪ ،‬فقوبل هذا الطعن االستعطافي من المحافظ برفض من العمدة‪ ،‬وليتم عرض النزاع‬
‫على مجلس الدولة الفرنسي الذي كان قراره هو تأييد قبول الطعن االستعطافي للمحافظ‪ ،‬رغم وجود قرار‬
‫ضمني لصالح الطاعنة ال يمكن سحبه‪.‬‬
‫إن المشرع المغربي لم يتوفق في تأطير العالقة بين اإلدارة والمواطن على مستوى الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬بحكم أن أهم الركائز التي تقوم عليها اإلدارة الحديثة تكمن في مكانة المرتفق في هذه القوانين‬
‫و أن إحداث الجماعات الترابية جاء لتحقيق التنمية وإشباع الحاجات العامة‪ ،‬وأن قراراتها التي تهم الحياة‬
‫اليومية للمواطنين بشكل مباشر يجب أن تحترم مبدأ الشرعية‪ ،‬إذ على المستوى المحلي يمكن للمواطن‬
‫أن يحكم على طبيعة اإلدارة التي تدير شأنه‪ .‬وعلى هذا األساس يمكن تقييم على العالقة بين ممثلي الدولة‬
‫المركزية واألجهزة المنتخبة التي يشكل فيها الطعن اإلداري شكال حضاريا من أشكال الرقابة على‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تطبيقات التظلم اإلداري على المستوى الضريبي‬

‫ضمن تطبيقات التظلمات اإلدارية الخاصة التي لها أهمية الرتباطها بالذمة المالية لألفراد والشركات‬
‫نجد تطبيق التظلم اإلداري على المستوى الضريبي‪ ،‬وهنا يمكن التمييز بين نوعين مهمين تشملها مختلف‬

‫‪324‬‬
‫‪Conseil d'État, décision N° 366004 le 6 mai 2015 Identifiant Légifrance :‬‬
‫‪CETATEXT000030556711ublié.‬‬
‫‪D E C I D E : Article 1er : Le pourvoi de Mme A...B...est rejeté. - Article 2 : La présente décision‬‬
‫‪sera notifiée à Mme A...B..., à la ministre de l'égalité des territoires et du logement, au ministre de‬‬
‫‪l'agriculture, de l'agro-alimentaire et de la forêt et à la commune de Cantaron.‬‬

‫‪113‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫النصوص القانونية المتعلقة بالضرائب والتحصيل وتتمثل في طلبات اإلبراء والتخفيف ذات الطبيعة‬
‫االستعطافية (أوال) والتي تتمتع فيه اإلدارة بسلطة تقديرية واسعة وبين تطبيقات إلزامية قبل ممارسة‬
‫الطعن القضائي (ثانيا)‪ ،‬وهي التي تصل بعض قضاياها إلى القضاء اإلداري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬طلب اإلبراء أو التخفيف االستعطافي ‪Demande de remise gracieuse‬‬


‫وهي ليست تظلمات استعطافية كما ورد في بعض الكتب التي تناولت التظلم الضريبي على مستوى‬
‫التشريع المغربي‪ ،‬بل مجموعة طلبات استعطافية في طبيعتها‪ ،‬وكذلك وصفها مجلس الدولة الفرنسي في‬
‫قرار له بتاريخ ‪ 4‬مارس ‪ 1976‬بأنها " خيار بسيط لإلدارة‪ ،‬وأن قرار رفض طلب خصم استعطافي غير‬
‫معلل ال يمكن تقديمه إلى قاضي تجاوز السلطة إال في حالة خطأ في القانون أو استناده على وقائع مادية‬
‫غير صحيحة‪ ،325"..‬وأدخلها المرسوم رقم ‪ 2.58.1151‬الذي تدون بموجبه النصوص الصادرة بالتسجيل‬
‫والتنبر في المغرب‪ 326‬في خانة اإلحسان بموجب الفصل التاسع والتسعون بالقول‪" :‬غير أنه يمكن لمن‬
‫يأتي ذكرهم أن يمنحوا على سبيل اإلحسان اإلعفاء الكلى أو الجزئي من أداء الذعائر والعقوبات المالية‪".‬‬
‫‪327‬‬

‫بالقول‪" :‬وأنه رغم‬ ‫‪328‬‬


‫وقد انتبهت محكمة النقض إلى األمر في قرار لها بتاريخ ‪ 16‬يناير ‪2003‬‬
‫سكوت النص فانه يتعين الرجوع للمبدأ العام للشرعية الذي يأبى أن تكون هناك قرارات محصنة بالطعن‬
‫ضد أي مراقبة قضائية‪ ،‬رغم مساسها بحق من الحقوق‪ ،‬وهو حق الملزم في طلب استعطافي يرمي إلى‬
‫إعفاءه من الغرامات والزيادات التي تثقل كاهله‪ "..‬ويضيف في تعليله "وأن البت في الطلبات االستعطافية‬
‫يدخل في إطار السلطة التقديرية إلدارة الضرائب‪ "...‬والتي يمكن الطعن في قرارها في حالة تجاوز‬

‫‪325‬‬
‫‪Conseil d'Etat, N° 94143, du 24 mars 1976,‬‬
‫‪« Considérant, d'autre part, que l'octroi d'une remise gracieuse n'est qu'une simple faculté pour‬‬
‫‪l'administration ; que la décision refusant une remise gracieuse, qui n'a pas à être motivée, ne peut‬‬
‫‪donc être utilement déférée au juge de l'excès de pouvoir que si elle est entachée d'une erreur de‬‬
‫‪droit ou fondée sur des faits matériellement inexacts ; qu'il ne résulte pas de l'instruction et qu'il n'est‬‬
‫‪pas allègue que tel serait le cas de la décision attaquée rejetant implicitement la demande de remise‬‬
‫» …‪gracieuse du sieur ... ; que les conclusions su analysées ne peuvent dès lors qu'être rejetées‬‬
‫‪ 326 -‬مرسوم رقم ‪ 2.58.1151‬تدون بموجبه النصوص الصادرة بالتسجيل والتنبر المعمول بها بالمنطقة الجنوبية للمملكة‬
‫المغربية صدر النص بالفرنسية في عدد ‪ 2409‬المؤرخ في (‪ ،)1958 /12/26‬والنص باللغة العربية في عدد ‪ 2014‬بتاريخ‬
‫‪ 13‬فبراير ‪ ،1959‬ص‪.479.‬‬
‫‪ 327‬أ) وكيل وزارة االقتصاد الوطني في المالية إذا كانت تلك الذعائر أو الغرامات تتعدى مليونا من الفرنكات‪.‬‬
‫ب ) إذا لم تكن تلك الذعائر أو الغرامات تتعدى المليون فلرئيس مصلحة التسجيل والتنبر أن يفوض األمر في ذلك إلى األعوان‬
‫المنتمين لألسالك العليا أو الرئيسية بمصلحته‪.‬‬
‫‪ 328‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ 22‬المؤرخ في ‪ 16‬يناير ‪ ، 2003‬الملف اإلداري عدد ‪ ،2001/1/4/1657‬غير منشور‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫السلطة كما ورد في القرار‪ ،‬وهنا تستعمل المحكمة "المصطلح السليم" وعدم إمكانية الطعن فيها إال في‬
‫حالة تجاوز السلطة‪.‬‬
‫وهذه الطائفة من الطلبات االستعطافية منصوص عليها في المادة ‪°2 -236‬من المدونة العامة‬
‫حول إسقاط الرسم واإلبراء منه‬ ‫‪330‬‬
‫للضرائب‪ ،329‬وأيضا المادة ‪ II -162‬من قانون الجبايات المحلية‬
‫والتخفيف من مبلغه وتحويل أداء مبلغه‪ ،‬والمادة ‪ 52‬من القانون رقم ‪ 24.86‬المتعلق بالضريبة على‬
‫الشركات‪، 331‬والمادة ‪ 2-52‬من مدونة التحصيل العمومية‪ ،332‬والمادة ‪ 2 -114‬من القانون رقم ‪17.89‬‬
‫تحدث بموجبه ضريبة عامة على الدخل‪ .333‬والمالحظ أنه على مستوى الممارسة أن هذه الطلبات‬
‫االستعطافية تتسم بنطاق ضيق المستوى (أ)‪ ،‬في مقابل سلطة تقديرية واسعة لإلدارة للنظر في مثل هذه‬
‫الطلبات االستعطافية (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬النطاق الضيق لطلبات اإلبراء والتخفيف االستعطافية‬


‫التصافه بطابع المرونة وتجنبا من‬ ‫‪334‬‬
‫هذا النوع من التظلمات هو الغالب على المستوى العملي‬
‫الخاضع للضريبة لتعقيد وبطء اإلدارة‪ ،335‬ورغم أنه نوع يتصف ببساطته إال أن المادة التي نصت عليها‬
‫وهي المادة ‪ °2 -236‬السالفة بالذكر تتصف بالعمومية‪ ،‬بما يمنح اإلدارة سلطة تقديرية واسعة‪ ،‬كما‬

‫‪" 329‬يجوز للوزير المكلف بالمالية أو الشخص المفوض من لدنه لهذا الغرض‪ ،‬أن يسمح بناء على طلب الخاضع للضريبة ومراعاة‬
‫للظروف المستند إليها باإلبراء أو التخفيف من الزيادات والغرامات والذعائر المقررة في النصوص التشريعية الجاري بها العمل"‬
‫‪ 330‬ظهير شريف رقم ‪ 1.07.195‬صادر في ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق‬
‫بجبايات الجماعات المحلية‪ .‬جريدة رسمية عدد ‪ 22 5583‬ذو القعدة ‪( .)2007/12/03 ( 1428‬يجوز للوزير المكلف بالمالية أو‬
‫وزير الداخلية أو األشخاص المفوضين من لدنهما لهذا الغرض أن يسمح بناء على طلب الملزم ومراعاة للظروف المستند إليها‬
‫باإلبراء أو التخفيف من الزيادات والغرامات والذعائر وباقي الجزاءات المنصوص عليها في هذا القانون‪).‬‬
‫‪ 331‬ظهير شريف رقم ‪ 1.86.239‬صادر في ‪ 28‬من ربيع األخر ‪ 31( 1407‬ديسمبر ‪ )1986‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 24.86‬المتعلق‬
‫بالضريبة على الشركات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3873‬بتاريخ ‪ ،1987/01/21‬ص ‪( .67‬يجب على الشركات التي تنازع في جميع‬
‫أو بعض مبلغ الضريبة المفروضة عليها‪ ،‬أن توجه مطالبها إلى مدير الضرائب في حالة دفع الضريبة بصورة تلقائية‪ ،‬وداخل الستة‬
‫أشهر التالية النصرام اآلجال المقررة في المادتين ‪ 27‬و‪ 28‬أعاله فيما يتعلق بإيداع اإلقرارات المنصوص عليها في هاتين المادتين‬
‫؛ أوفي حالة فرض الضريبة عن طريق إصدار جدول داخل الستة أشهر التالية للشهر الذي يوضع خالله الجدول موضع التنفيذ‪).‬‬
‫‪( 332‬يجوز للوزير المكلف بالمالية أن يسمح‪ ،‬بناء على طلب الخاضع للضريبة ومراعاة للظروف المستند إليها‪ ،‬باإلبراء أو التخفيف‬
‫من الغرامات والجزاءات األخرى المنصوص عليها في هذا القانون)‪.‬‬
‫‪ 333‬ظهير شريف رقم ‪ 1.89.116‬صادر في ‪ 21‬من ربيع اآلخر ‪ 21 (1410‬نوفمبر ‪ )1989‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 17.89‬تحدث‬
‫بموجبه ضريبة عامة على الدخل‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4023‬بتاريخ ‪ ،1989/12/06‬ص‪( .1497 .‬يجوز للوزير المكلف بالمالية‬
‫أو الشخص المفوض من قبله‪ -‬أن يسمح‪ ،‬بناء على طلب الخاضع للضريبة ومراعاة للظروف التي يبرر بها طلبه‪ ،‬باإلعفاء أو‬
‫التخفيض من الغرامات والجزاءات األخرى المنصوص عليها في هذا القانون ومن عالوة التأخير المقررة في الفصل ‪ 6‬من الظهير‬
‫الشريف الصادر في ‪ 20‬من جمادى األولى ‪ 31( 1354‬أغسطس ‪ )1935‬بسن نظام للمتابعات لتحصيل الضرائب المباشرة والرسوم‬
‫التي في حكمها وغير ذلك من الديون التي يستوفيها مأمورو الخزينة‪.‬‬
‫‪ 334‬ميمون رحو وأحمد العاللي‪ ،‬الضابط العملي للمنازعة الضريبية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪،95‬‬
‫‪ ، 2016‬ص ‪.28‬‬
‫‪ 335‬محمد مرزاق وعبد الرحيم أبليال‪ ،‬النظام القانوني للمنازعات الجبائية بالمغرب‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الطبعة األولى‪1996 ،‬‬
‫ص‪.154.‬‬

‫‪115‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫ وعكس المشرع المغربي اتجه‬،‫يضيق من نطاق هذه الطلبات حيث ال تشمل سوى الغرامات والزيادات‬
Livre des 336
‫ من دفتر اإلجراءات الضريبية‬L. 247 ‫المشرع الفرنسي إلى الوضوح إذ أن المادة‬
‫ تذهب أبعد مما يشمله التظلم االستعطافي في التشريع المغربي إلى إمكانية‬.procédures fiscales
.‫أن يشمل األساس الضريبي نفسه‬
‫ الطلب االستعطافي الذي‬:‫وإن كان مجلس الحسابات الفرنسي في تقريره اعتبرهما آليتين متميزتين‬
‫ والمصالحات تأتي قبل‬،‫هو عمل من جانب واحد ال يشكل حقا لدافعي الضرائب وال يمكن أن يكون معلال‬
‫ ويتم تحليلها على أنها عقد بين إدارة الضرائب والخاضع للضريبة يؤطرها‬.‫أو بعد تحصيل الضرائب‬
‫ و التي ينهي بموجبها الطرفين خالفاتهم التي تنشأ‬،‫ وما يليها من القانون المدني الفرنسي‬2044 ‫الفصل‬
337
.‫عن مخالفة‬
338
‫ شروط تطبيق طلبات التخفيف والمصالحات على مستوى التشريع الفرنسي‬:‫الجدول‬
‫المصالحات‬ ‫إبراء كلي أو جزئي‬ L. 247‫المادة‬
‫مستحيل‬ - .‫ يهم الضرائب المباشرة فقط‬-
‫ دافع الضرائب في حالة من‬:‫ الشرط‬- ‫حق عام‬ -
.‫العسر أو العوز‬
.‫كل الضرائب‬ - :‫ جميع الضرائب‬- ‫ العقوبات‬-
‫(الغرامات‬

336
L. 247 Décret n°2014-550 du 26 mai 2014 - art. 1 - NOR: FCPE1407472D
L'administration peut accorder sur la demande du contribuable ; 1° Des remises totales ou partielles
d'impôts directs régulièrement établis lorsque le contribuable est dans l'impossibilité de payer par
suite de gêne ou d'indigence ;
2° Des remises totales ou partielles d'amendes fiscales ou de majorations d'impôts lorsque ces
pénalités et, le cas échéant, les impositions auxquelles elles s'ajoutent sont définitives ;
2° bis Des remises totales ou partielles des frais de poursuites mentionnés à l'article 1912 du code
général des impôts et des intérêts moratoires prévus à l'article L. 209 du présent livre ;
3° Par voie de transaction, une atténuation d'amendes fiscales ou de majorations d'impôts lorsque
ces pénalités et, le cas échéant, les impositions auxquelles elles s'ajoutent ne sont pas définitives.
Les dispositions des 2° et 3° sont le cas échéant applicables s'agissant des sommes dues au titre de
l'intérêt de retard visé à l'article 1727 du code général des impôts.
L'administration peut également décharger de leur responsabilité les personnes tenues au paiement
d'impositions dues par un tiers.
Aucune autorité publique ne peut accorder de remise totale ou partielle de droits d'enregistrement,
de taxe de publicité foncière, de droits de timbre, de taxes sur le chiffre d'affaires, de contributions
indirectes et de taxes assimilées à ces droits, taxes et contributions.
L'administration ne peut transiger :
1°) Lorsqu'elle envisage de mettre en mouvement l'action publique pour les infractions mentionnées
au code général des impôts ;
2°) Lorsque le contribuable met en œuvre des manœuvres dilatoires visant à nuire au bon
déroulement du contrôle.
337
Cour des comptes, « Les remises et transactions en matière fiscale : une égalité de traitement et
une transparence à mieux assurer. » Le rapport public annuel 2018, février 2018, p66.
66 ‫ ص‬،‫ المرجع السابق‬338

116
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬الشرط‪ :‬الغرامات‪ ،‬وإذا كان ذلك ممكنا ‪ ،‬التكاليف‬ ‫‪ -‬الشروط‪ :‬الغرامات‪ ،‬كلما كان ذلك‬ ‫الضريبية‪ ،‬الرسوم‬
‫الضريبية التي ليست نهائية‪.‬‬ ‫ممكنا وحسب االقتضاء ‪ -‬التكاليف‬ ‫الضريبية‪ ،‬الفائدة‬
‫‪ -‬االستثناءات‪ :‬إذا كان دافع الضرائب يتعمد المماطلة‬ ‫الضريبية التي تكون نهائية‪.‬‬ ‫المتأخرة)‪.‬‬
‫والتسويف‪ ،‬وإذا كانت اإلدارة تعتزم رفع دعوى‬ ‫‪ -‬استنفاذ السبل ‪ -‬طعن خارج األجل‪.‬‬
‫عمومية على الجرائم المذكورة في قانون الضرائب‪.‬‬
‫‪ -‬غير منصوص عليه في أي قانون‪.‬‬ ‫جميع الضرائب‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬تكاليف المتابعات‬
‫بدون شروط‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫القضائية‪.‬‬
‫‪ -‬الفوائد المتأخرة‪.‬‬

‫ب‪ -‬امتالك اإلدارة سلطة تقديرية واسعة في هذا النوع من الطلبات‬


‫تملك السلطات الضريبية على مستوى الطلبات االستعطافية امتيازات واسعة‪ ،‬ال على مستوى النص‬
‫القانوني الذي يمنحها حق الصمت بموجب المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ ،41 -90‬وال على مستوى رفض‬
‫الطلب االستعطافي دون تعليل‪ ،‬وال على مستوى اآلجال حيث إنها ليست مقيدة بأجل معين للجواب والرد‬
‫عليه‪ ،‬وال على مستوى التحصيل حيث ال شيء يوقفه‪ ،‬رغم عوز وحاجة الخاضع للضريبة‪ ،‬كما أنه من‬
‫الناحية الشكلية تضيق الجهة المختصة بالنظر في هذا النوع من الطلبات االستعطافية‪ ،‬عكس المشرع‬
‫الفرنسي حيث تتعدد الجهات التي تنظر في هذا النوع من الطلبات االستعطافية‪ ،339‬وحيث يمكن أن ترتفع‬
‫القيمة إلى مائتي ألف أورو حيث يصبح االختصاص للنظر فيها محدودا على جهات معدودة‪.340‬‬
‫وفي هذا الصدد جاء في قرار للمجلس األعلى‪ ":‬وحيث إن الفقرة رقم ‪ 2‬من المادة ‪ 52‬من قانون‬
‫الضريبة على القيمة المضافة‪( ،‬المادة ‪ 236‬من المدونة العامة للضريبة ‪ ) 2018‬تنص على أنه يجوز‬
‫للوزير المكلف ب المالية أن يمنح بناء على طلب الخاضع للضريبة‪ ،‬ومراعاة للظروف المستند إليها‬
‫باإلبراء أو التخفيف من الغرامات‪ ،‬والجزاءات األخرى المنصوص عليها في هذا القانون ويستفاد من‬

‫‪ 339‬المرجع السابق ص ‪. 67‬‬


‫‪« Ces deux outils s’appliquant potentiellement aux opérations d’assiette, comme de recouvrement‬‬
‫‪et de contrôle fiscal, l’ensemble du réseau de la DGFiP est amené à utiliser l’instrument des remises‬‬
‫‪et des transactions. Ainsi, des remises sont principalement accordées, au niveau local comme au‬‬
‫‪niveau national, par les services de gestion fiscale que sont les services des impôts des particuliers‬‬
‫‪(SIP), les services des impôts des entreprises (SIE), la direction générale des entreprises (DGE), les‬‬
‫‪services de contrôle fiscal des DDFiP-DRFiP, les structures « pôles contrôle revenus et patrimoine‬‬
‫‪» (PCRP), les directions régionales de contrôle fiscal (DIRCOFI), la direction nationale des‬‬
‫‪vérifications nationales et internationales (DVNI) ou la direction nationale de vérification des‬‬
‫‪situations fiscales personnelles (DNVSF). En outre, les services de recouvrement peuvent être‬‬
‫‪amenés à octroyer des remises de pénalités de recouvrement, frais de poursuites ou intérêts‬‬
‫‪moratoires. Par ailleurs, les transactions relèvent le plus souvent des services de contrôle fiscal au‬‬
‫» ‪niveau local ou national (DDFiP-DRFiP, DIRCOFI, DVNI, DNVSF).‬‬
‫‪ 340‬المرجع السابق ص ‪.67‬‬
‫‪« En deçà d’un seuil de 200 000 €, les demandes gracieuses relèvent de la compétence du directeur‬‬
‫‪départemental des finances publiques, ou du directeur chargé d'un service à compétence nationale‬‬
‫» ‪ou d'une direction spécialisée.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫هذا النص أن إمكانية اإلعفاء الكلي أو الجزئي من اختصاص وزير المالية‪ ،‬والمسألة موكولة لسلطته‬
‫التقديرية حسب الظروف المستند إليها‪.‬‬
‫وحيث إنه مادام أن الغرامات والجزاءات األخرى ترتبت على المستأنف بطريقة قانونية‪ ،‬وال يطعن‬
‫في شرعيتها‪ ،‬كما أن رفض اإلدارة طلب إعفائه منها‪ ،‬يستند على سلطتها التقديرية‪ ،‬ومادام أنه لم يثبت‬
‫أن قرار اإلدارة يتسم باالنحراف والشطط في استعمال السلطة‪ ،‬فإن قرارها يبقى قانونيا‪ ،‬ويكون الطلب‬
‫‪341‬‬
‫المستأنف ال يستند على أساس‪ ،‬ويكون الحكم المستأنف القاضي برفضه واجب التأييد "‪.‬‬
‫ويتضح من حيثيات هذا القرار أن الخاضع للضريبة بإمكانه أن يرفع طعنا باإللغاء ضد قرارها في‬
‫حالة الرفض إذا تبين له حدوث تجاوز في السلطة أو انحراف عن الشرعية القانونية‪ .‬أي أن القضاء وفر‬
‫ضمانة مهمة للخاضعين للضريبة في حالة ممارسة الطلبات االستعطافية‪ ،‬لكنها ضمانة غير كافية رغم‬
‫إمكانية تقديم المعني باألمر لطلب استعطافي جديد إذا ما ظهرت له وقائع جديدة تدعم طلبه‪ ،‬لنفس الجهة‬
‫أو للجهة التي ترأسها طمعا في الحصول على إعفاء ضريبي يناسب حالته المادية المتصفة بالعوز‪.‬‬
‫وقد رصد مجلس الحسابات الفرنسي مجموعة من االختالالت التي تطبع هذا النوع من الطلبات إذ‬
‫من الناحية الفعلية تكون سلطات الضرائب الفرنسية على استعداد لتخفيض الزيادات‪ ،‬لكن شريطة أن‬
‫يتخلى دافع الضرائب صراحةً عن كل حق في الرجوع‪ .‬وبااللتزام بدفع كامل الحقوق المعنية والغرامات‬
‫المتبقية‪ ،‬وفي غضون فترة زمنية قصيرة تخضع لرقابة مشددة‪.‬‬
‫وكان أن وجه مجلس الحسابات الفرنسي انتقادات شديدة لهذا النوع من الطلبات االستعطافية على‬
‫مستوى اإلدارة الضريبية‪ ،‬رغم إشادته بأهميتها من حيث عدم كفاية خضوعها لمبدأي المساواة والشفافية‬
‫وحتى على مستوى التقنية الرقمية التي يصعب معها تتبع األرقام المالية المتعلقة بهذه الطلبات‪ 342.‬وأن‬
‫‪343‬‬
‫اإلدارة الضريبية تملك سلطة تقديرية واسعة في هذا الشأن‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التطبيقات اإللزامية للتظلم الضريبي‬

‫‪ 341‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ 22‬المؤرخ في ‪ 16‬يناير ‪ ، 2003‬الملف اإلداري عدد ‪ ،2001/1/4/1657‬سبقت اإلشارة إليه‪.‬‬
‫‪ 342‬المرجع السابق ‪ ،‬وهو تقرير يكون من ثالثين صفحة يظهر أن آلية التظلم االستعطافي تخضع باستمرار للتقييم‪.‬‬
‫‪ 343‬المرجع السابق‪:‬‬
‫‪« Au-delà des questions de régularité, le principal enjeu qui s’attache à ce pouvoir d’appréciation‬‬
‫‪laissé à l’administration fiscale, aux enjeux budgétaires importants, tient à la nécessité de mieux‬‬
‫‪assurer l’égalité de traitement des contribuables et la transparence. La marge d’appréciation laissée‬‬
‫‪à l’administration fiscale et l’absence de tout barème doivent, en effet, avoir comme contrepartie un‬‬
‫» ‪pilotage interne et un suivi irréprochables.‬‬

‫‪118‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫تعتبر » المطالبات‪ « Réclamations -‬أمام اإلدارة الضريبية قاعدة إلزامية لصحة مسطرة‬
‫النزاعات الضريبية و ذلك قبل اللجوء إلى القضاء‪ .‬وقد سار القضاء على اعتبار الطعن اإلداري األولي‬
‫من النظام العام‪.‬‬
‫وقد ينصب موضوع التظلم على مستوى النزاع إما حول الوعاء الضريبي أو يستهدف تحصيل‬
‫الضريبة‪ ،‬فالملزم الذي ينازع إما حول أسس فرض الضريبة أو مشروعيتها أو في مسطرة تحصيلها‬
‫عليه أن يتقدم بشكاية إلى اإلدارة المختصة‪ ،‬ويمكن القول إن االجتهاد القضائي بصم التظلمات في هذا‬
‫الشأن ببصمته الخاصة ال على مستوى الوعاء (أ) وال على مستوى "التحصيل (ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬تطبيقات التظلم اإلداري على مستوى الوعاء‪.‬‬


‫تشكل المنازعات المتعلقة بالوعاء المحور الرئيسي في المنازعات الضريبية عموما‪ ،344‬والحالة هذه‬
‫فالخاضع للضريبة يستهدف من خالل منازعته إدارة الضريبة‪ ،‬التطبيق السليم للقانون وإصالح األخطاء‬
‫المرتكبة‪ .‬مع اإلشارة إلى أن النصوص القانونية تتعدد والحالة هذه‪ ،‬على مستوى الرسوم والضرائب‬
‫المحلية‪( ،345‬تتوفر كل جماعة على قسم للوعاء الجماعي يتتبع المنازعات الجبائية المطروحة على أنظار‬
‫اللجنة المحلية للمنازعات الضريبية التي تعمل على حل المنازعات الجبائية بالطرق الودية‪ .‬كما يعمل‬
‫القسم علي توعية و تحسيس المواطنين وعلى استقبال شكاياتهم و البث فيها‪ ،)346.‬وكذا على مستوى‬
‫الضرائب العامة‪ ،‬فالتظلمات من هذا النوع تؤطرها المدونة العامة للضرائب بناء على مراسيم ودوريات‬
‫ومذكرات وقرارات متعددة‪ ،‬كما أنه على مستوى هيكلة المديرية العامة‪ ،‬فرض األمر تحوال نحو هيكلة‬
‫المديرية والقسم المكلف بالمنازعات مع االحتفاظ له بنفس االختصاص‪ ،‬بموجب المرسوم رقم ‪-031‬‬

‫‪ 344 -‬موالي عبد الرحمان العلمي‪" ،‬المنازعات الضريبية في المرحلة ما قبل القضائية"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش السنة الجامعية ‪ ، 2011-2010‬ص‪.10‬‬
‫‪ 345‬ومنها ‪:‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.07.195‬الصادر في ‪ 30‬نونبر ‪ 2007‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.10.22‬الصادر في ‪ 11‬فبراير ‪ 2010‬بتنفيذ القانون رقم‪ 05.10‬بتغيير و تتميم القانون رقم ‪47.06‬‬
‫المتعلق بجبايات الجماعات المحلية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،5819‬ص‪.800.‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.09.02‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪ 2009‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 45.08‬المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات‬
‫المحلية ومجموعاتها‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5711‬ص‪.545 .‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.07.209‬الصادر في ‪ 16‬من ذي الحجة ‪ 27( 1428‬دجنبر ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 39-07‬بسن‬
‫أحكام انتقالية فيما يتعلق ببعض الرسوم و الحقوق و المساهمات و األتاوى المستحقة لفائدة الجماعات المحلية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫‪ ،5591‬عدد ص‪.4688 .‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.09.441‬الصادر في ‪ 3‬يناير ‪ 2010‬بسن نظام المحاسبة العمومية للجماعات المحلية ومجموعاتها‪.‬‬
‫‪346‬ومهام أخرى‪ :‬إحصاء وتحديد الوعاء الضريبي للرسوم والواجبات والحقوق وتصفياتها‪ ،‬وإعداد األوامر بالمداخيل المتعلقة بها‬
‫كما يشارك القسم في إعداد و تحيين القرارات الجبائية وفي الميزانية وتتبع المنازعات الجبائية المطروحة على أنظار اللجنة المحلية‬
‫للمنازعات الضريبية وكذا العمل على ح ل المنازعات الجبائية بالطرق الودية‪ .‬كما يعمل القسم علي توعية و تحسيس المواطنين و‬
‫على استقبال شكاياتهم و البث فيها‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ 16-2‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ 3472016‬؛ وارتباطا به صدر قرار لوزير االقتصاد والمالية بتاريخ ‪ 17‬مارس‬
‫بغاية إحداث قسم خاص بالمنازعات تشرف عليه مديرية تنشيط الشبكة‪ .‬وأما على مستوى‬ ‫‪348‬‬
‫‪2016‬‬
‫التظلمات ذات االرتباط بمديرية الجمارك‪ ،‬فقد نص المرسوم رقم ‪ 2.07.995‬الصادر في ‪ 23‬أكتوبر‬
‫‪ 3492008‬على أنها مختصة ب "التكفل بالطعون اإلدارية المقدمة من طرف المواطنين في إطار مهمة‬
‫الوساطة والتحكيم؛ ويتولى استقبالها قسم المنازعات الذي تشرف عليه مديرية الوقاية والمنازعات"‪. 350‬‬
‫لكن اإلشكاالت أعمق من هيكلة إدارية وأقسام ونصوص وقرارات مؤطرة‪ ،‬وهو أن المساطر‬
‫المنظمة للتظلم على مستوى إدارة الضريبة تتسم بالتعقيد الشديد‪.‬‬
‫إن التظلمات على مستوى الوعاء قد تهم من جهة تصحيح األخطاء الضريبية التي قد تقع فيها اإلدارة‬
‫الضريبية‪ ،‬في إحدى عملياتها المتعلقة بوضع األساس الضريبي‪ ،‬مثل األداء المزدوج لنفس الضريبة أو‬
‫أداء مبلغ الضريبة أكثر من القدر الواجب‪ ،‬وينصب طلب الملزم في مثل هذه الحاالت على طلب‬
‫التخفيض‪ ،‬أو طلب اإلعفاء أو بطلب من اإلدارة الضريبية استرداد األموال التي قد دفعها بدون وجه حق‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى قد تهم الحصول على امتياز أو حق معترف به‪ ،‬حيث يسعى الخاضع للضريبة‬
‫من خالل هذا النوع من التظلمات‪ ،‬إلى االستفادة من امتياز نص عليه المشرع‬
‫الضريبي بمقتضى نصوص قانونية أو عن طريق قانون تنظيمي‪ ،‬كالتمتع بتخفيضات أو االستفادة من‬
‫حق الخصم أو من إعفاءات معينة ‪.‬‬
‫وقد حاول االجتهاد القضائي المغربي تجاوز اإلجراءات المسطرية الشكلية فيما يتعلق بإلزامية التظلم‬
‫اإلداري وتوفير مجموعة من الضمانات للخاضعين للضريبة‪ ،‬من خالل قبول المنازعة إذا نازع المدعي‬
‫في صفته كملزم بالضريبة أو في سالمة المسطرة الواجب سلوكها من طرف اإلدارة الضريبية‪ ،‬فإن‬

‫‪ 347‬المرسوم رقم ‪ ،2-16-031‬بتاريخ ‪ 6‬جمادى الثانية ‪ 1437‬الموافق ل ‪ 16‬مارس ‪ ،2016‬جريدة رسمية عدد ‪ ،6451‬بتاريخ‬
‫‪ 18‬جمادى الثانية ‪ 28 ( 1437‬مارس ‪ ) 2016‬ص ‪.2836‬‬
‫والذي بموجبه تقوم المديرية العامة للضرائب ب "دراسة وفحص طلبات الملزمين التي يكون موضوعها إما منازعات ضريبية‪ ،‬أو‬
‫طلب تخفيضها أو اإلعفاء منها‪ ،‬على وجه االستعطاف وإصدار قرارات تتعلق بتخفيض الضرائب أو إلغائها أو وقف المطالبة بقوائم‬
‫الضرائب التي تعذر استخالصها ؛ وتمثيل اإلدارة الضريبية أمام اللجان المحلية لتقدير الضريبة واللجنة الوطنية للنظر في الطعون‬
‫المتعلقة بالضريبة‪".‬‬
‫‪ 348‬قرار وزير االقتصاد والمالية رقم ‪ 113.16‬الصادر في ‪ 7‬جمادى اآلخرة ‪ 17( 1437‬مارس ‪ )2016‬المتعلق بتغيير قرار وزير‬
‫االقتصاد والمالية رقم ‪ 1393.11‬الصادر في ‪ 21‬من جمادى اآلخرة ‪ 25( 1432‬ماي ‪ )2011‬بشأن إحداث وتحديد اختصاصات‬
‫األقسام والمصالح التابعة للمديريات المركزية لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 6451‬بتاريخ ‪ 18‬جمادى الثانية‬
‫‪ 28 ( 1437‬مارس ‪ ) 2016‬ص ‪.2837‬‬
‫‪ 349‬المرسوم رقم ‪ 2.07.995‬صادر في ‪ 23‬من شوال ‪ 23( 1429‬أكتوبر ‪ )2008‬بشأن اختصاصات وتنظيم وزارة االقتصاد‬
‫والمالية الجريدة الرسمية عدد ‪ 5680‬الصادرة بتاريخ‪ 7‬ذو القعدة ‪ 6 ( 1429‬نوفمبر ‪ ،) 2008‬ص‪.4087 .‬‬
‫‪ 350‬قرار لوزير االقتصاد والمالية رقم ‪ 3450.14‬صادر في ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 5( 1435‬سبتمبر ‪ )2014‬بتغيير قرار وزير االقتصاد‬
‫والمالية رقم ‪ 1393.11‬الصادر في ‪ 21‬من جمادى اآلخرة ‪ 25( 1432‬ماي ‪ )2011‬بشأن إحداث وتحديد اختصاصات األقسام‬
‫والمصالح التابعة للمديريات المركزية لوزارة االقتصاد والمالية‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6310‬الصادرة بتاريخ ‪ 26‬محرم ‪( 1436‬‬
‫‪ 20‬نوفمبر ‪ ،)2014‬ص‪.8030 ،‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫سلوك مسطرة التظلم أمام الجهة اإلدارية المكلفة بفرض الضريبة غير الزم‪ ،351‬أو قبول المنازعة دون‬
‫التظلم الوارد في المادة ‪ 5‬من قانون ‪ 1978-12-30‬في حالة انتفاء صفة الملزم بالمدعين‪ ،‬أو عدم اتباع‬
‫اإلدارة لمسطرة التصحيح أو مسطرة الفرض التلقائي المنصوص عليها في القانون‪ .352‬أو قبول الطعن‬
‫في حال رفعه من طرف الملزم "أمام القضاء قبل توصله بجواب اإلدارة أو انصرام أجل ستة أشهر على‬
‫تقديم التظلم‪ ،‬وفقا لما تنص عليه مقتضيات الفصل ‪ 114‬من قانون الضريبة على الدخل ال تأثير له على‬
‫سالمة الوضعية الشكلية للطعن‪ ،‬طالما أن اإلدارة عبرت عن موقفها في جوابها أمام المحكمة"‪ .353‬وقد‬
‫تم تسجيل مجموعة من التعديالت على مستوى القانون المقارن‪ ،‬من خالل قانون العدالة الفرنسية بموجب‬
‫مرسوم رقم ‪ 2016 -1480‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬نونبر ‪ ،2016‬والمادة ‪ 10‬منه بشأن إلغاء شرط قرار‬
‫الرفض الصريح لطعن نزاعي‪ ،‬لبداية احتساب اآلجال في اطار دعوى القضاء الشامل‪.354‬‬
‫لكن "باستقراء مجموعة من األحكام الصادرة عن المحاكم اإلدارية للمملكة‪ ،‬يتضح أن الكثير منها‬
‫تتطرق فقط للمسائل الشكلية دون الخوض في مضمون المنازعة‪ ،‬فصدرت أحكام عدة بعدم القبول لوجود‬
‫اختالالت شكلية غالبا ما تكون من جانب الملزم‪ ،‬ومن أهمها عدم احترام ضوابط التظلم التمهيدي‬
‫كما أن التناقض يطبع قرارات المحاكم اإلدارية‪ ،‬ونموذجه تقديم التظلم أمام إدارة الضرائب‬ ‫‪355‬‬
‫وآجاله‪".‬‬
‫عوض الخزينة العامة والعكس‪ ،‬حيث تعتبر المحكمة أن التظلم المتعلق بإجراءات التحصيل والمقدم أمام‬
‫إدارة الضرائب منتج لجميع آثاره القانونية‪ ،‬مادام أن جهتي التحصيل والضرائب تابعتين لجهاز إداري‬
‫واحد هو وزارة المالية‪ .356‬لكن المحكمة اإلدارية للدار البيضاء ترى أن عدم احترام رفع الدعاوى ضد‬
‫مديرية الضرائب في شخص مدير الضرائب فيما يخص النزاعات المتعلقة بالقضايا الجبائية التي تدخل‬
‫ضمن اختصاصها‪ ،‬يترتب عنه عدم قبول الدعوى‪ .357‬وهو ما يطرح إشكاال في حالة تقديم تظلم إلى إحدى‬

‫‪ 351‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم عدد ‪ 2007/193‬بتاريخ‪ 24 :‬ماي ‪ ، 2007‬ملف عــدد ‪ 2006-315 :‬ش‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪ ،http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.4572‬‬
‫‪ 352‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم عدد ‪ 2006/21‬بتاريخ ‪ 19:‬يناير ‪ ، 2006‬ملف عــدد ‪ 2004 -501:‬ش‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪ ،http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.4532‬‬
‫‪ 353‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ 21‬المؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر‪ ،2000‬ملف إداري عدد ‪ ،1999/1/4/1263‬قرار منشور بدفاتر المجلس‬
‫األعلى عدد‪ 2005/9 :‬م‪.‬‬
‫‪354‬‬
‫‪Décret n° 2016-1480 du 2 novembre 2016 portant modification du code de justice administrative‬‬
‫‪(partie réglementaire) .‬‬
‫‪ 355‬نجيب البقالين‪ ،‬منازعات الوعاء الضريبي أمام القضاء اإلداري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة جـامعة الحسـن‬
‫الثانـي كلية العلوم القانونية االقتصادية واالجتماعية المحمدية‪ ،‬البيضاء ‪ ،2008/2007 ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪ 356‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم عدد ‪ ،2006/343‬بتاريخ ‪ 05‬أكتوبر ‪ 2006‬ملف عدد ‪ 005-638‬ش‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪ ،http://www.jurisprudencemaroc.com/.‬تحت رقم ‪.4598‬‬
‫‪ 357‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬حكم رقم ‪ ،390‬ملف عدد ‪ ،2007/365‬بتاريخ ‪ 02‬أكتوبر ‪ 2007‬غ متوفر على الرابط‬
‫‪ http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.3667‬‬

‫‪121‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫الجهتين وتطور المنازعة إلى طعن قضائي‪ ،‬قد يترتب عنها عدم قبول الدعوى في محكمة في حين قد‬
‫يتم قبوله في محكمة أخرى‪.‬‬

‫تطبيقات التظلم اإلداري على مستوى التحصيل‬ ‫ب‪-‬‬


‫بناء على مضمون المادة ‪ 120‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬فالمطالبات المتعلقة بإجراءات‬
‫التحصيل الجبري ترفع تحت طائلة عدم القبول‪ ،‬إلى رئيس اإلدارة التي ينتمي إليها المحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل المعني أو إلى من يمثله‪ ،‬داخل أجل ستين يوما (‪ )60‬الموالي لتاريخ تبليغ اإلجراء مدعمة‬
‫بالمستندات التي تثبت تكوين الضمانات‪ ،‬طبقا لما هو منصوص عليه في المادة ‪118‬من نفس القانون‬
‫وفي حالة عدم رد اإلدارة داخل أجل ستين يوما (‪ )60‬الموالي لتاريخ توصلها بالمطالبة كما في الحالة‬
‫التي يكون فيها القرار في غير صالح المدين‪ ،‬يمكن لهذا األخير رفع دعوى أمام المحكمة المختصة‪.‬‬
‫وهو ما يفيد أن المشرع رتب أثرا قانونيا على مخالفة هذه القاعدة‪ ،‬ويتمثل في عدم قبول المنازعة‬
‫المثارة قبل الملزم ينازع في إجراءات التحصيل‪ .‬وهو ما تشبت به القضاء المغربي ضمن اإلجراءات‬
‫المسطرية الشكلية التي يجب على المتظلم سلكها قبل ممارسة الطعن القضائي ونموذجه قرار للمجلس‬
‫األعلى جاء فيه‪" :‬حيث إن المادة ‪ 121‬من مدونة تحصيل الديون العمومية تنص على وجوب التظلم‬
‫تحت طائلة عدم القبول قبل رفع الدعوى أمام القضاء‪ ،‬في حالة المطالبة باآلتات وغيره من المنقوالت‬
‫‪358‬‬
‫المحجوزة وحالة طلب فصل أشياء غير قابلة للحجز"‪.‬‬
‫أما عن الجهة المختصة التي يرفع إليها التظلم أو المذكرة كما تشترط المادة ‪ 121‬من مدونة تحصيل‬
‫الديون العمومية‪ ،‬فقد اتجه االجتهاد القضائي المغربي إلى وجوب تقديم دعوى المنازعة في تحصيل‬
‫الضريبة في مواجهة الخزينة العامة للمملكة في شخص الخازن العام ‪ ،359‬وأنه حتى في حالة تقديمها في‬
‫مواجهة الخازن الجهوي يترتب عنه عدم قبول الدعوى‪ ، 360‬ونفس الشيء عندما ترفع الدعوى في مواجهة‬
‫الخازن الجماعي بعدم إدخال الخازن العام للمملكة في الدعوى يترتب عنها عدم قبول الطلب‪ .361‬أما‬
‫الشرط الثاني‪ ،‬فقد اتجه االجتهاد القضائي المغربي إلى أن تقديم الضمانات المنصوص عليها قانونا‪ ،‬لطلب‬
‫إيقاف تنفيذ إجراءات تحصيل الضرائب والرسوم المستحقة إثر مراقبة ضريبية‪ ،‬يجب أن يتم بداية في‬

‫‪ 358‬محكمة النقض‪ ،‬قـرار عـدد‪ 216 :‬المؤرخ في‪ 10:‬أبريل ‪ ، 2003‬الملف اإلداري عدد‪ 2002/1/4/173 :‬متوفر ضمن‬
‫اجتهادات محكمة النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.7833‬‬
‫‪ 359‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف رقم‪ 2002/223 :‬غ‪ ،‬حكم رقم‪ 941 :‬بتاريخ‪ 02 :‬يوليوز ‪ ،2003‬متوفر على الرابط‬
‫‪ ،http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.3508‬‬
‫‪ 360‬القرار السابق‪.‬‬
‫‪ 361‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم رقم ‪ ،2008/0001‬بتاريخ ‪ 02:‬يناير ‪ ، 2008‬ملف رقم‪ ،2007-325 :‬متوفر على الرابط‬
‫‪ ،http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.2834‬‬

‫‪122‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫اطار المسطرة اإلدارية لوقف األداء أمام القابض المكلف‪ ،‬ثم اللجوء حال رفضه للقضاء االستعجالي‬
‫اإلداري في إطار مسطرة وقف التنفيذ‪ .‬وأن اإلخالل بهذا الترتيب المسطري يستوجب التصريح بعدم‬
‫قبول الطلب‪ ،362‬بينما الشرط الثالث لممارسة هذا النوع من التظلمات‪ ،‬فهو وجوب احترام اآلجال التي‬
‫‪363‬‬
‫تعتبر في المادة الضريبية من النظام العام‪ ،‬و يمكن إثارة الدفع بها في أي مرحلة من مراحل التقاضي‬
‫على أن إلزامية التظلم ال تسقط‪ ،‬حتى ولو نازع المعني باألمر في قانونية اإلجراءات‪" :‬إذ مادام طلب‬
‫المدعي يرمي إلى المنازعة في قانونية إجراءات التحصيل المباشرة في مواجهته‪ ،‬ويندرج في احدى‬
‫الحالتين المنصوص عليهما في المادة ‪ 119‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬فإنه يبقى من الالزم‬
‫احترام مسطرة المطالبة قبل اللجوء إلى المحكمة‪ ،‬وإال اعتبر الطلب معيبا من الناحية الشكلية‪ .364‬وفي‬
‫قرار آخر لمحكمة االستئناف اإلدارية بالرباط‪ ،365‬فالمنازعة في إجراءات التحصيل تستلزم تقديم مطالبة‬
‫إلى رئيس اإلدارة التي ينتمي إليها المحاسب المكلف بالتحصيل أو من يمثله طبقا للمادة ‪ 120‬من القانون‬
‫رقم ‪ 15-97‬المتعلق بمدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وال يعفي الملزم من المطالبة إال إذا كانت منازعته‬
‫القضائية على درجة من الجدية‪ ،‬ولو انصبت على الدفع بتقادم مسطرة التحصيل‪ ،‬على اعتبار أن مجرد‬
‫تقديم هذا الدفع دون أن يكون مستندا إلى أسس صحيحة ال يكون مبررا لعدم سلوك الملزم للمسطرة‬
‫المذكورة‪ ".‬كما يجب أن يتضمن الطلب اإلشارة إلى نوع الضريبة‪ ،‬مرجعها وتاريخ األمر بالتحصيل‬
‫واإلدالء بنسخة من الجدول الضريبي وكذا اإلعالم الضريبي الذي توصل به الملزم إلى المرحلة الودية‬
‫للتحصيل‪ ،‬إضافة إلى توضيح بعض البيانات الالزمة في الطلب كاسم الملزم‪ ،‬هويته وعنوانه الكامل‬
‫وغيرها من البيانات‪ .‬بينما يجب أن يتضمن موضوع المطالبة‪ ،‬تلخيصا دقيقا للوقائع والوسائل القانونية‬
‫التي يعتمدها‪ ،‬كي يتيح لإلدارة إمكانية االستجابة لمطالبته جزئيا أو كليا بالقبول أو بالتخفيض‪ ،‬لذلك على‬
‫الملزم إرفاق طلبه بجميع وسائل اإلثبات‪ ،‬التي تدعم طلبة عمال بمقتضيات المادة ‪ 120‬من مدونة تحصيل‬

‫‪ 362‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف عدد ‪ 2010/1/138‬بتاريخ ‪ 02‬مارس ‪ ،2010‬متوفر على الرابط‬
‫‪ http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.3767‬‬
‫‪ 363‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ 151‬ق ث المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ ،2008‬ملف إداري عدد ‪ 2005-2-4-3419‬و ‪2006 /2/4/31‬‬
‫متوفر على الرابط‪ http://www.jurisprudencemaroc.com :‬تحت رقم ‪.7655‬‬
‫‪ 364‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف عـدد‪ ،2009/6/266 :‬بـتـاريخ‪ 22 :‬مارس‪ ، 2011‬متوفر على الرابط‬
‫‪ http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.3989‬‬
‫وتعلل المحكمة المذكورة حكمها بالقول "وحيث تبين للمحكمة أن المدعي لم يسلك مسطرة المطالبة أمام رئيس اإلدارة التي ينتمي‬
‫إليها المحاسب المكلف بالتحصيل وفقا لمقتضيات المادة ‪ 12‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬علما أن طلبه الرامي إلى المنازعة‬
‫في قانونية مسطرة التحصيل المباشرة في مواجهته‪ ،‬تدخل في احدى الحالتين المنصوص عليها في المادة ‪ 119‬من نفس القانون‬
‫والتي تكون فيهما المسطرة إلزامية قبل اللجوء إلى القضاء‪ .‬وحيث إنه بناء على ذلك يكون الطلب المقدم إلى المحكمة معيبا من‬
‫الناحية الشكلية ويتعين عدم قبوله‪".‬‬
‫‪ 365‬محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط‪ ،‬القرار عدد‪ 9 :‬بتاريخ ‪ 10‬يناير ‪ ،2007‬ملف عدد ‪( 19/06/9‬ورد ضمن مجلة المحاماة‬
‫عدد ‪. )27‬‬

‫‪123‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫الديون العمومية‪ ،‬حيث إن طعن المدعي في إجراءات فرض و تحصيل الضريبة‪ ،‬يلزمه تبيين الوسائل‬
‫‪366‬‬
‫المعتمدة في طعنه‪ ،‬وأن عدم تبيان ذلك يترتب عنه رفض الدعوى‪.‬‬
‫وجبت اإلشارة إلى ضرورة احترام اآلجال على مستوى الوعاء والتحصيل معا حسب كل تطبيق‬
‫ضريبي‪ ،‬ويوضح الجدول التالي االختالف في هذه اآلجال حسب كل نوع كل ضريبة أو رسم‪.‬‬
‫جدول من تركيب شخصي حول آجال الطعن في مجموعة من الضرائب واالطار القانوني المنظم لها‬

‫االطار القانوني‬ ‫أجل تقديم الطعن‬ ‫الضريبة أو الرسم‬


‫الضريبة على القيمة المضافة أداء الضريبة بصورة عفوية‪ ،‬خالل الستة‬
‫الفصل ‪ 47‬من القانون رقم‬ ‫أشهر التالية لألجلين المحددين في المادة‬
‫‪ 30.85‬بفرض الضريبة على‬ ‫‪.29‬‬
‫القيمة المضافة‪.‬‬ ‫أداء ضريبة مفروضة بصورة تلقائية‪،‬‬
‫خالل الستة أشهر التالية للشهر الواقع فيه‬
‫تاريخ وضع األمر بالتحصيل موضع التنفيذ‬
‫؛‬
‫ج‪ -‬في حالة تصحيح ضرائب وفق‬
‫الشروط المقررة في المادة ‪ 43‬وعدم تقديم‬
‫طعن إلى اللجان المحلية لتقدير الضريبة‪،‬‬
‫خالل ستة أشهر التالية الذي يقع فيه تاريخ‬
‫وضع األمر بالتحصيل موضع التنفيذ‬
‫الفصل ‪ 52‬من القانون رقم‬ ‫دفع الضريبة بصورة تلقائية ‪ :‬داخل الستة‬ ‫الضريبة على الشركات‬
‫‪ 24.86‬المتعلق بالضريبة على‬ ‫أشهر التالية النصرام اآلجال المقررة في‬
‫الشركات‬ ‫المادتين ‪ 27‬و‪ 28‬أعاله فيما يتعلق بإيداع‬
‫اإلقرارات المنصوص عليها في هاتين‬
‫المادتين؛‬
‫داخل الستة أشهر التالية للشهر الذي يوضع‬
‫خالله الجدول موضع التنفيذ ؛‬
‫قانون المالية لسنة ‪ 1978‬رقم‬ ‫‪ 4‬أشهر التالية لشهر الذي تم فيه وضع‬ ‫الضريبة على األرباح العقارية‬
‫‪1-77‬‬ ‫األمر بالتحصيل موضع التقييد‪ ،‬بينما‬
‫الضرائب المفروضة تلقائيا‪ ،‬يمكن أن تقدم‬
‫في شأنها شكاية خالل الشهرين المواليين‬
‫لتاريخ عرض الجداول قصد التحصيل‪.‬‬
‫الفصل ‪ 24‬من الظهير شريف‬ ‫ضريبة فرضت عليه بغير حق يوجه طلبا كتابيا باإلبراء أو التخفيض إلى‬
‫رقم ‪ 1.61.442‬بتنظيم ضريبة‬ ‫رئيس مصلحة الضرائب الحضرية في‬ ‫أو زيد عليه في مبلغها‬
‫المهنة (الباتانتا)‪.‬‬ ‫ظرف الشهرين المواليين لنشر الئحة تقييد‬
‫الضريبة بصرف النظر عن اآلجال‬
‫المخولة في حاالت خصوصية‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 30.89‬يحدد‬ ‫داخل أجل شهرين من تاريخ وضع األمر‬ ‫في الضرائب والرسوم‬
‫بموجبه نظام للضرائب المستحقة‬ ‫بالتحصيل موضع التنفيذ إلى اآلمر‬ ‫المستحقة للجماعات المحلية‪.‬‬
‫للجماعات المحلية وهيئاتها‬ ‫بالصرف‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 17.89‬تحدث‬ ‫داخل األربعة أشهر التالية للشهر الذي‬ ‫الضريبة على الدخل ‪.‬‬
‫بموجبه ضريبة عامة على‬ ‫وضع فيه موضع التنفيذ األمر بتحصيل‬
‫الدخل‪.‬‬ ‫الضريبة المطالبين بأدائها‪.‬‬

‫‪ 366‬المحكمة اإلدارية بآكادير‪ ،‬حكم عدد ‪ 2007/68‬بتاريخ‪ 01 :‬مارس ‪ ،2007‬ملف عــدد ‪ 2005/668‬ش‪ ،‬متوفر على الرابط‬
‫‪ ،http://www.jurisprudencemaroc.com/.‬تحت رقم ‪.3098‬‬

‫‪124‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫المادة ‪ 120‬من القانون رقم‬ ‫أجل ستين يوما (‪ )60‬الموالي لتاريخ تبليغ‬ ‫التحصيل الجبري‪.‬‬
‫‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل‬ ‫اإلجراء‪.‬‬
‫الديون العمومية‪.‬‬
‫المادة ‪ 121‬من القانون‬ ‫من يوم العلم بالحجز‪.‬‬ ‫المطالبة باألثاث وغيره من‬
‫رقم ‪ 15.97‬بمثابة مدونة‬ ‫المنقوالت المحجوز أو في‬
‫تحصيل الديون العمومية‪.‬‬ ‫حالة طلب فصل أشياء غير‬
‫قابلة للحجز‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تقييم التظلم اإلداري‬

‫بعد هذا المسح النظري والعملي آللية التظلم اإلداري‪ ،‬وفي ظل هشاشة وقصور نظامه القانوني‬
‫يدفعنا األمر إلى طرح مسألة تقييم هذه اآللية‪.‬‬
‫فقد كان من الممكن أن يحدث تراكم إيجابي إن على المستوى القانوني أو المؤسساتي‪ ،‬لكن على‬
‫العكس اتجه المشرع نحو اعتماد و إحداث صيغ أخرى منفصلة عنه‪ ،‬في أجرأة للفصل ‪ 156‬من الدستور‬
‫بعيدا عن التظلم اإلداري‪.‬‬
‫إن اإلدارة اإللكترونية هي جزء من هذا النظام‪ ،‬وليس امتدادا لنظرية الوزير القاضي‪ ،‬كما أن‬
‫االختيارية المطلقة ليست في صالح حماية حقوق وحريات األفراد دائما‪ ،‬وكأنها أعفت اإلدارة من اإلبداع‬
‫واالجتهاد و إيالء أهمية للتظلمات والشكاوى‪.‬‬
‫لقد تم إصدار مجموعة من القوانين ألجرأة دستور ‪ ،2011‬وأعقبتها مناشير وقرارات وزارية ذات‬
‫صلة بهذه القوانين‪ .‬وبموجبها تم البحث عن صيغ أخرى وتم تنويع اآلليات على المستوى القانوني من‬
‫شكايات إلكترونية وتحكيم وهذا ما سنتناوله في مطلب أول‪ ،‬في مقابل تنويع المؤسسات التي توجه إليها‬
‫التظلمات‪ ،‬وأهمها مؤسسة الوسيط التي حلت محل ديوان المظالم‪ ،‬وذلك في مطلب ثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تقييم من حيث المضمون‬

‫إن العالقة بين اإلدارة والمواطن التي ظهر أنها غير متوازنة وغير متكافئة‪ ،‬وتتسم بتجاوز السلطة‬
‫أدى إلى إحداث المحاكم اإلدارية سنة ‪ ،1993‬ولكن دون أن يدفع ذلك إلى تغيير في سلوك اإلدارة‪ ،‬ومع‬

‫‪125‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫مجيء حكومة ما يسمى "التناوب" (‪ )2002-1998‬ظهرت الحاجة إلى إعادة النظر في هذه العالقة وفي‬
‫تدبير الشكايات والتظلمات‪ ،‬وإلى غاية صدور دستور ‪ 2011‬ودسترة التظلم ‪.‬‬
‫وهنا يمكن رصد االتجاه نحو تنويع اآلليات البديلة لحل المنازعات اإلدارية‪ ،‬لها عالقة بالتظلم‬
‫اإلداري أو بديلة عنه‪ ،‬أو مكملة له وغير منفصلة عنه‪ ،‬وذلك من خالل مجموعة من القوانين التنظيمية‬
‫التي صدرت في إطار تنزيل دستور ‪ ،2011‬والتي يصعب تقييمها بحكم حداثتها‪ ،‬مثل مجموعة من‬
‫المناشير والقرارات التي تتعلق باإلدارة اإللكترونية ومنها التظلمات اإللكترونية‪ ،‬واالتجاه نحو تعزيز‬
‫آليات قانونية أخرى كالتحكيم والوساطة والصلح ‪ .‬وأيضا ال بد من اإلشارة إلى أن هذه التغييرات القانونية‬
‫تأتي في سياق ما بعد الخطاب الملكي الذي انتقد فيها اإلدارة بشدة‪.‬‬
‫إن بحث المشرع عن آليات جديدة من خالل الفصل ‪ 156‬من دستور ‪ 2011‬لحل النزاعات اإلدارية‬
‫إلى جانب التظلم اإلداري‪ ،‬دليل على قصور نظامه القانوني وعجزه عن حل النزاعات اإلدارية‪.‬‬
‫إن هذا التنويع الذي تم تحت غطاء دستوري من خالل الفصل السالف الذكر‪ ،‬كان من نتائجه ظهور‬
‫عدة أشكال لمعالجات التظلمات والطعون اإلدارية‪ ،‬ومنها الشكايات اإللكترونية (الفقرة األولى) ثم االتجاه‬
‫نحو آليات مؤسساتية ومكملة للتظلم اإلداري ومنها آلية نقل القرار إلى هيئة ثالثة‪ ،‬والتي يبدو أن المشرع‬
‫المغربي اقتبسها من نظيره الفرنسي ‪( Le transfert de décision à une tierce instance367‬الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الشكايات اإللكترونية‬

‫صدور المرسوم رقم ‪ 265-17-2‬بتحديد كيفيات تلقي مالحظات المرتفقين واقتراحاتهم وشكاياتهم‬
‫وتتبعها ومعالجتها‪ ،‬كان نتيجة نقد شديد اللهجة لإلدارة المغربية من طرف الملك بمناسبة افتتاح البرلمان‬
‫بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪ 2016‬بالقول‪" :‬ومن غير المقبول‪ ،‬أن ال تجيب اإلدارة على شكايات وتساؤالت‬
‫الناس وكأن المواطن ال يساوي شيئا‪ ،‬أو أنه مجرد جزء بسيط من المنظر العام لفضاء اإلدارة‪ ،‬فبدون‬
‫المواطن لن تكون هناك إدارة‪ ،‬ومن حقه أن يتلقى جوابا عن رسائله وحلوال لمشاكله المعروضة عليها‪.‬‬
‫وهي ملزمة بأن تفسر األشياء للناس وأن تبرر قراراتها التي يجب أن تتخذ بناء على القانون‪.368"..‬‬
‫ويستنتج من خالل محتويات هذا المرسوم أن هناك اتجاها لتجاوز هذا النقد كان على مستويين‪:‬‬
‫قانوني من خالل المرسوم في محاولة خلق شباك وحيد (أوال) و البحث عن صيغة للتظلم الفعال (ثانيا)‪.‬‬

‫‪367‬‬
‫‪Jean-François Brisson, Les recours administratifs en droit public français, p.189.‬‬
‫مقتطف من نص الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح البرلمان بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪.2016‬‬ ‫‪368‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫أوال‪ :‬محاولة خلق شباك وحيد‬


‫لهذا الغرض تم إنجاز البوابة الوطنية الموحدة للشكايات استجابة للتوجيهات الملكية ومضامين‬
‫الدستور‪ ،‬وكذا البرنامج الحكومي الرامي إلى تطوير منظومة موحدة ومتكاملة لتدبير الشكايات‪ ،‬ترقى‬
‫إلى مستوى تطلعات وانتظارات المواطنين‪.‬‬
‫كما تهدف هذه البوابة الوطنية الموحدة للشكايات إلى استقبال شكايات وتظلمات المواطنين وتأمين‬
‫تتبعها‪ ،‬واإلجابة على رسائلهم وتقديم حلول لمشاكلهم وكذا تلقي مالحظاتهم واقتراحاتهم بهذا الصدد‪.‬‬
‫وباعتبارها أداة لتعزيز قنوات التفاعل بين اإلدارة والمواطن‪ ،‬وباعتبار رأيه أولوية ووسيلة لتقويم أداء‬
‫اإلدارة وتحسين جودة خدماتها‪.‬‬
‫ويتم تدبير تلك الشكايات من خالل خلق شباك وحيد تنزيال للمرسوم السالف الذكر‪ ،‬وهذا الشباك‬
‫متعدد القنوات إليداع وتتبع شكاوى المرتفقين ومعالجة هذه الشكاوى من طرف اإلدارات‪ ،‬تفعيال‬
‫لمقتضيات المرسوم‪ ،‬وذلك عبر بوابة تدبير الشكايات التي هي بمثابة التطبيق المشترك للشكاوى‬
‫اإللكترونية على مستوى ‪ 76‬وزارة ومؤسسة عمومية‪.‬‬
‫ويمكن للمواطن‪ ،‬بفضل هذه البوابة العملية والجديدة والسهلة االستعمال‪ ،‬إرسال شكواه التي تحال‬
‫حسب محتواها على اإلدارة المعنية التي تسهر على معالجتها مع إمكانية تتبعه إلكترونيا لحالة تقدم‬
‫الشكوى‪.‬‬
‫ويالحظ حسب األرقام المنشورة على البوابة أن عدد الشكايات المتوصل بها بلغ ‪ 26782‬شكاية‬
‫‪369‬‬
‫تمت معالجة ‪ % 67,97‬منها‪.‬‬
‫ونظرا لحداثة هذه التجربة‪ ،‬يصعب تقييم نتائجها‪ ،‬رغم أن نسبة الرضى عن معالجات الشكايات‬
‫‪370‬‬
‫وحسب نفس البوابة تصل ‪. % 71,23‬‬
‫والرسم البياني التالي يوضح تطور الشكايات اإللكترونية عبر البوابة الوطنية للشكايات‪:‬‬

‫‪ 369‬البوابة الوطنية للشكايات‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬ماي ‪ 2018‬على الساعة ‪.11.00‬‬


‫‪ 370‬البوابة الوطنية للشكايات‪ ،‬بتاريخ ‪ 24‬ماي ‪ 2018‬على الساعة ‪.11.00‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫المصدر ‪ :‬البوابة الوطنية للشكايات ‪Chikaya.ma‬‬

‫لكن المالحظ أن عدد المؤسسات اإللكترونية التي انخرطت في البوابة اإللكترونية ال يتجاوز ‪76‬‬
‫إدارة ومؤسسة عمومية‪ ،‬علما أن عدد المؤسسات العمومية يتجاوز ‪ 250‬مؤسسة عمومية‪ .‬فيما يتعلق‬
‫بتخصيص أرقام هاتفية رهن إشارات المرتفقين‪ ،‬فتفيد أرقام البوابة الوطنية للشكايات بأن ثالث وزارات‬
‫فقط تفاعلت مع هذه الخدمة؛ وهي وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي‪ ،‬ووزارة العدل‪ ،‬وزارة‬
‫الصحة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البحث عن صيغة للتظلم الفعال ‪Recours effectif‬‬

‫باعتماد المشرع هذه الصيغة الجديدة لمخاصمة القرار اإلداري غير المشروع‪ ،‬خارج قواعد القانون‬
‫اإلداري عبر المرسوم السالف الذكر وعبر قوانين ومراسيم أخرى‪ ،‬يكون هدفه البحث عن »تظلم‬
‫فعال ‪ ،« Recours effectif -‬عبر كل الوسائل الممكنة بما فيها اإلدارة اإللكترونية للشكايات‪.‬‬
‫إن أزمة التظلم ليست مرتبطة باإلدارة المغربية وحسب‪ ،‬بل هو مرتبط بنفس األزمة التي سبق‬
‫وعانت منها اإلدارة األوربية نفسها لتبحث لنفسها عن صيغ أخرى‪ ،‬وألجل ذلك جاءت االتفاقية األوربية‬

‫‪128‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫لحقوق اإلنسان لسنة ‪ 3711950‬حيث نصت المادة ‪ 13‬من هذه االتفاقية تحت عنوان "حق الطعن الفعال‬
‫‪ "Droit à un recours effectif‬بالقول‪" :‬لكل شـخص اعتـدي على حقـوقه وحـرياته التي نصـت‬
‫عليها هذه االتفاقية‪ ،‬حـق الطعن الفعّـال أمـام محكمـة وطنيـة‪ ،‬حتى ولو ارتكب هذا االعتـداء أشـخاص‬
‫‪372‬‬
‫في أثناء تأديتهم لوظائفهم الرسمية‪".‬‬
‫لكن ال يبدو أن اإلصالحات كافية بحكم الحاجة الملحة إلى تجميع النصوص ذات الصلة باإلجراءات‬
‫اإلدارية‪ ،‬وإلى إشراك السلطة القضائية وهيئات مهنية مرتبطة بقطاع العدل واإلدارة نفسها في هذا‬
‫اإلصالح‪ ،‬الذي هو سياسي وتقني وقانوني ومؤسساتي‪..‬‬
‫والدليل هو عدد المحدود للمؤسسات واإلدارات المنخرطة في نظام الشكايات اإللكترونية‪ ،‬و عدم‬
‫أجرأة تخصيص خط للمرتفقين وفق مقتضيات المرسوم‪ ،‬أضف أنه حتى على مستوى آجال إجابة الجهات‬
‫المعنية‪ ،‬فقد يتجاوز عاما كامال‪.‬‬
‫كما أن البحث عن صيغة تظلم فعال تجلى في إ حداث بوابات إلكترونية متعددة‪ ،‬مثل البوابة المتعلقة‬
‫باستقبال ومعالجة شكايات الموردين بشأن آجال أداء مستحقاتهم اتجاه المؤسسات والمقاوالت العمومية‪.‬‬
‫تفعيال لما ورد في خطاب الملك بتاريخ ‪ 20‬غشت ‪ ،373 2018‬و تنفيذا لاللتزامات الواردة في دورية‬
‫وزير االقتصاد والمالية الصادرة بتاريخ ‪ 18‬شتنبر ‪ 2018‬والمتعلقة بآجال أداء المؤسسات والمقاوالت‬
‫العمومية‪ ،‬وذلك في إطار المجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية لتحسين مناخ األعمال في‬
‫المغرب‪ ،‬و تحديد أسباب التأخر في األداء وتقديم الحلول المناسبة وكذا تحسين آجال أداء الموردين‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات مؤسساتية ومكملة للتظلم اإلداري‬

‫‪ 371‬االتفاقية األوروبية لحقوق اإلنسان هي معاهدة دولية تهدف لحماية حقوق اإلنسان والحريات األساسية في القارة األوربية حيث‬
‫كون حديثا ً آنذاك ‪ -‬سنة ‪ ،1950‬وبدأ تطبيقها في ‪ 3‬سبتمبر سنة ‪ .1953‬جميع الدول األعضاء‬ ‫مسودتها مجلس أوروبا ‪ -‬الم َّ‬‫وضع َّ‬
‫في مجلس أوروبا موقّعة على االتفاقية حالياً‪.،‬‬
‫ي في أوروبا‬ ‫ُّ‬
‫يحق ألي مواطن عاد ٍّ‬ ‫تأسَّست وفقا ً لهذه المعاهدة المحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان في مدينة ستراسبورغ الفرنسية‪.‬‬
‫يعتقد أن إحدى الدول الموقّعة على االتفاقية انتهكت حقوقه ‪ -‬بما يخالف شروطها ‪ -‬أن يقدم دعوى في المحكمة‪ .‬كل دولة توقّع على‬
‫قرار تصدره المحكمة‪ ،‬ومن واجبها تنفيذ أي حكم يصدر‪ .‬تراقب "لجنة وزراء مجلس أوروبا"‬ ‫ٍ‬ ‫االتفاقية مجبرة على االلتزام بأي‬
‫ً‬
‫صادرة وتشرف على تنفيذها في الدول المعنية‪ ،‬وخصوصا في مجال مراقبة األموال التي تدفعها المحكمة كتعويضات عن‬ ‫األحكام ال َّ‬
‫أضرار أصحاب الدعاوى‪.‬‬
‫‪372‬‬
‫‪ARTICLE 13‬‬
‫‪Droit à un recours effectif‬‬
‫‪« Toute personne dont les droits et libertés reconnus dans la présente Convention ont été violés, a‬‬
‫‪droit à l’octroi d’un recours effectif devant une instance nationale, alors même que la violation aurait‬‬
‫» ‪été commise par des personnes agissant dans l’exercice de leurs fonctions officielles.‬‬
‫‪ 373‬ومما ورد في هذا الخطاب " تعين على اإلدارات العمومية‪ ،‬وخاصة الجماعات الترابية‪ ،‬أن تقوم بأداء ما بذمتها من مستحقات‬
‫تجاه المقاوالت‪ ،‬ذلك أن أي تأخير قد يؤدي إلى إفالسها‪ ،‬مع ما يتبع ذلك من فقدان العديد من مناصب الشغل‪.‬‬
‫فكيف نريد أن نعطي المثال‪ ،‬إذا كانت إدارات ومؤسسات الدولة ال تحترم التزاماتها في هذا الشأن‪"...‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫انتبه المغرب منذ سنة ‪ 2003‬إلى أهمية إدخال الوسائل البديلة لحل المنازعات في النظام القانوني‬
‫المغربي‪ ،‬وقد تجلى ذلك على هامش تدخل وفد المملكة المغربية في المناظرة الدولية المنظمة من طرف‬
‫معهد ‪ ISDLS‬حول الوسائل البديلة لحل المنازعات‪ ،374‬والتي وعت بأهمية الوسائل البديلة هذه‪ ،‬لكن‬
‫دون أن يترجم ذلك بإصالح قانوني عميق‪ ،‬ورغم تضمين تدخل المملكة ضرورة "التفكير في إحداث‬
‫هذه الوسائل وتنظيمها تشريعيا وتأطيرها قانونيا في أقرب وقت وبشكل يالئم طبيعة المجتمع المغربي‬
‫‪375‬‬
‫وخصوصياته‪ ،‬والقيام بمجهودات واتخاذ مجموعة من اإلجراءات في سبيل تحقيق ذلك‪.‬‬
‫إن قصور آلية التظلم وعدم نجاعتها أمام ارتفاع الشكايات‪ ،‬جعل المشرع يتجه إلى تنويع اآلليات‬
‫ومنها الصلح والتحكيم والوساطة (أوال) إلى جانب تنويع مؤسساتي‪ ،‬من خالل أهم مؤسسة دستورية ذات‬
‫صلة مباشرة بالتظلمات وهي مؤسسة الوسيط (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الوساطة والتحكيم والصلح اإلداري‬


‫بموجب القانون رقم ‪ 08-05‬الذي صدر سنة ‪ ،376 2007‬يكون المشرع قد تجاوز قانون المسطرة‬
‫المدنية لسنة ‪ 1974‬ومنع أشخاص القانون العام من اللجوء إلى التحكيم‪ ،‬وإن كان المشرع المغربي قيد‬
‫من إمكانية اللجوء إلى التحكيم بالنسبة للجماعات المحلية والدولة‪ ،‬حينما نص في الفصل ‪ 310‬من هذا‬
‫القانون على أنه‪" :‬ال يجوز أن تكون محل تحكيم النزاعات المتعلقة بالتصرفات األحادية للدولة أو‬
‫الجماعات المحلية أو غيرها من الهيئات المتمتعة باختصاصات السلطة العمومية‪.‬‬
‫غير أن النزاعات المالية الناتجة عنها‪ ،‬يمكن أن تكون محل عقد تحكيم ما عدا المتعلقة بتطبيق قانون‬
‫جبائي ‪".‬‬

‫‪ 374‬تدخل وفد المملكة المغربية ضمن أشغال المناظرة الدولية المنظمة من طرف معهد طرف معهد ‪ ،ISDLS‬حول الوسائل‬
‫البديلة لحل المنازعات تحت عنوان" إدخال الوسائل البديلة لحل المنازعات في النظام القانوني المغربي"‪ ،‬إسطنبول تركيا‪:‬‬
‫‪.2003/07/02– 2003/06/30‬‬
‫‪ 375‬تتمثل في هذه اإلجراءات التي وردت ضمن هذا التدخل كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬تجنيد الطاقات المادية والبشرية من اجل التعريف بالوسائل البديلة لحل المنازعات وتحسيس المواطنين بأهمية ومزايا هذه الوسائل‬
‫وإشهار ذلك بواسطة الجرائد وجميع وسائل اإلشهار السمعية والبصرية‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص برامج تعليمية وعلمية علي جميع المستويات‪ ،‬إلعطاء مفهوم واضح للوسائل البديلة لحل النزاع ومزاياها والغاية منها‪.‬‬
‫‪ -‬عقد ندوات وأيام دراسية للتعريف بهذه الوسائل ومناقشة إجراءاتها وإيجابياتها‪ ،‬وأهمية الدور الذي تقوم به في حل النزاعات‬
‫واألثر المترتب عنه‪ ،‬تشارك في هذه الندوات واأليام الدراسية جميع الفعاليات القانونية والحقوقية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الوسائل البديلة‪ ،‬بداية في الوسائل التي لها عالقة تقارب وتشابه مع الوسائل المستعملة حاليا والمتمثلة في الصلح والتحكيم‪.‬‬
‫‪ 376‬ظهير شريف رقم ‪ 1.07.169‬صادر في ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 08.05‬القاضي بنسخ‬
‫وتعويض الباب الثامن بالقسم الخامس من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 5584‬بتاريخ ‪ 25‬ذو القعدة موافق ‪6‬‬
‫دجنبر ‪ ،2007‬ص ‪.3894‬‬

‫‪130‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وبالرغم من أحكام الفقرة الثانية من الفصل ‪ 317‬من القانون السالف الذكر‪ ،‬يمكن أن تكون النزاعات‬
‫المتعلقة بالعقود التي تبرمها الدولة أو الجماعات المحلية محل اتفاق تحكيم‪ ،‬في دائرة التقيد بالمقتضيات‬
‫الخاصة بالمراقبة أو الوصاية المنصوص عليهما في النصوص التشريعية أو التنظيمية الجاري بها العمل‬
‫فيما يخص العقود المعنية ‪.‬‬
‫وأسند اختصاص النظر في طلب تذييل الحكم التحكيمي‪ ،‬الصادر في نطاق هذا الفصل إلى المحكمة‬
‫اإلدارية التي سيتم تنفيذ الحكم التحكيمي في دائرتها أو إلى المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬عندما يكون تنفيذ‬
‫الحكم التحكيمي يشمل مجموع التراب الوطني ‪.‬‬
‫كما اتجه المشرع نحو إعمال التحكيم والوساطة في مجموعة من المنازعات‪ ،‬من خالل القانون‬
‫المنظم للصفقات العمومية سنة ‪ 2013‬بموجب المادة ‪ 169‬من هذا المرسوم‪ ،‬ثم المرسوم رقم ‪2.14.867‬‬
‫‪377‬‬
‫الذي صدر أيضا بتاريخ ‪ 21‬شتنبر ‪ 2015‬المتعلق باللجنة الوطنية للطلبيات العمومية واختصاصاتها‬
‫وذلك بموجب المادة ‪ 3‬من نفس المرسوم بدراسة الشكايات الواردة عليها من طرف كل شخص ذاتي أو‬
‫اعتباري من أشخاص القانون الخاص يشارك في طلبية عمومية إما بصفة متنافس أو نائل الصفقة أو‬
‫صاحب الصفقة‪ ،‬والمادة ‪ 5‬أيضا حول إبداء رأيها القانوني فيما يتعلق بالنزاعات بين أصحاب الطلبيات‬
‫العمومية واإلدارات العمومية بشأن تطبيق النصوص المنظمة للطلبيات المذكورة‪ ،‬والباب الخامس‬
‫المتعلق بمسطرة دراسة شكايات المتنافسين‪ .‬ثم أيضا على مستوى دفتر الشروط العامة الذي صدر سنة‬
‫‪ ،3782016‬والذي يلغي المرسوم القديم رقم ‪ 2-99-1087‬الذي صودق عليه بتاريخ ‪ 4‬ماي ‪.2000‬‬
‫ويظهر من خالل هذا المرسوم هذا التنويع في تسوية الخالفات والنزاعات بموجب المادة ‪ 81‬منه ثم نص‬
‫على آليات أخرى‪ ،‬وهي اللجوء إلى التحكيم والوساطة بموجب الفصل ‪ 82‬منه‪.‬‬
‫ليس هذا فحسب‪ ،‬بل ظهرت أصناف أخرى‪ ،‬ونموذجها ما نص عليه القانون الذي يحدد اإلطار‬
‫المنظم من طرف الدولة لمشاريع التجميع الفالحي‪ ،‬وذلك بتحديد البنود اإللزامية الواجب تضمينها في‬
‫عقود التجميع الفالحي‪ ،‬ووضع اآلليات الكفيلة بحل النزاعات التي تنشأ خالل تنفيذ عقود التجميع الفالحي‪.‬‬
‫وهنا نص المشرع ف ي الباب الرابع على كيفية حل النزاعات بين األطراف بشأن تنفيذ عقد التجميع‬
‫الفالحي‪ ،‬فإنه يتعين على هذه األطراف اللجوء إلى الوساطة التعاقدية قبل اللجوء إلى أي مسطرة أخرى‬
‫للتحكيم أو لفض النزاعات‪.‬‬

‫‪ 377‬مرسوم رقم ‪ 2.14.867‬صادر في ‪ 7‬ذي الحجة ‪ 21( 1436‬سبتمبر ‪)2015‬يتعلق باللحنة الوطنية للطلبيات العمومية الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 6399‬الصادرة بتاريخ ‪ 14‬ذو الحجة ‪ 28( 1436‬سبتمبر ‪) 2015‬‬
‫‪ 378‬مرسوم رقم ‪ 2.14.394‬صادر في ‪ 6‬شعبان ‪ 13( 1437‬ماي ‪ .)2016‬بالمصادقة على دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة‬
‫على صفقات األشغال ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6470‬ص ‪4111‬‬

‫‪131‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وفي هذه الحالة‪ ،‬يجب أن يتضمن عقد التجميع الفالحي بندا يتعلق بالوساطة طبقا ألحكام القانون رقم‬
‫‪ .08.05‬إال أنه في حالة عدم تعيين الوسيط في عقد التجميع الفالحي‪ ،‬تعهد الوساطة التعاقدية المنصوص‬
‫عليها في القانون رقم ‪ 08.05‬المشار إليه أعاله إلى هيئة جماعية‪ .379‬أي نقل اتخاذ القرار إلى جهة ثالثة‬
‫‪ ،Transfert de décision a une tierce instance‬وهو شكل غير مألوف في التجربة القانونية‬
‫المغربية‪.‬‬
‫وهو ما يفيد أن المشرع بحث عن آليات أخرى تعزز التظلمات اإلدارية والشكايات اإلدارية من‬
‫مثل الوساطة والتحكيم لحل نوع معين من المنازعات‪ ،‬لكن دون أن يكون هناك رابط بينها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مؤسسة الوسيط‬


‫تعتبر "مؤسسة الوسيط" مؤسسة وطنية مستقلة ومتخصصة‪ ،‬تتولى في نطاق العالقة بين اإلدارة‬
‫والمرتفقين‪ ،‬مهمة الدفاع عن الحقوق‪ ،‬واإلسهام في ترسيخ سيادة القانون‪ ،‬وإشاعة مبادئ العدل‬
‫واإلنصاف‪ ،‬والعمل على نشر قيم التخليق والشفافية في تدبير المرافق العمومية‪ ،‬والسهر على تنمية‬
‫تواصل فعال بين األشخاص‪ ،‬ذاتيين أو اعتباريين‪ ،‬مغاربة أو أجانب‪ ،‬فرادى أو جماعات‪ ،‬وبين اإلدارات‬
‫العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية والهيئات التي تمارس صالحيات السلطة العمومية‬
‫وباقي المنشآت والهيئات األخرى الخاضعة للمراقبة المالية للدولة‪ ،‬والتي يشار إليها في هذا الظهير باسم‬
‫‪380‬‬
‫"اإلدارة"‪ ،‬وفق المادة األولى من الظهير المحدثة بموجبه المؤسسة‪.‬‬
‫ومن حيث مقاربة إحصائية و تصنيف الشكايات المعروضة على هذه المؤسسة خالل سنة ‪2016‬‬
‫ووفق تقرير صادر عنها‪ ،‬يالحظ أن معظم الشكايات وردت من األشخاص الطبيعيين بنسبة ‪77,5‬‬
‫بالمائة‪ ،‬فيما بلغت نسبة مجموعات األشخاص ‪ 14,7‬بالمائة‪ ،‬أما األشخاص االعتباريون فلم تتجاوز‬
‫نسبتهم ‪ 7,8‬بالمائة‪.‬‬
‫وطـغت على هذه الشكايات والتظلمات القضايا ذات الطابع اإلداري بما يناهز ‪ 60‬بالمائـة تليها في‬
‫المرتبة الثانية القضايا ذات الطابع العقاري بما نسبته ‪ 17,8‬بالمائة‪ ،‬ثم القضايا ذات الطابع المالي بما‬
‫نسبته ‪ 9,9‬بالمائة‪ ،‬وبالنسبة لتوزيع هذه الشكايات حسب الجهات ‪ ،‬استأثرت خمس جهات ترابية بأكثر‬

‫‪ 379‬تتكون من‪:‬‬
‫أ‪ -‬رئيس الغرفة الفالحية الجهوية أو ممثله التي تتواجد داخل دائرة نفوذها االستغاللية موضوع مشروع التجميع الفالحي ؛‬
‫ب‪ -‬ممثل عن الهيئة بين المهنية لسلسلة اإلنتاج موضوع مشروع التجميع الفالحي في حالة وجودها ؛‬
‫ت‪ -‬ممثل عن المصالح الجهوية المختصة للوزارة المكلفة بالفالحة لتي تتواجد االستغاللية موضوع التجميع الفالحي داخل دائرة‬
‫نفوذها ويتولى هذا الممثل رئاسة هذه الهيئة الجماعية وكتابتها‪.‬‬
‫‪ 380‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.25‬صادر في ‪ 12‬من ربيع اآلخر ‪ 17( 1432‬مارس ‪ )2011‬بإحداث مؤسسة الوسيط‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5926‬بتاريخ ‪ 12‬ربيع اآلخر ‪ 17( 1432‬مارس ‪ ،)2011‬ص ‪.802‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫من ‪ 50‬بالمائة مما يرد على المؤسسة من شكايات وتظلمات‪ ،‬وهي الدار البيضاء سطات (‪14,6‬بالمائة)‬
‫والرباط سال القنيطرة ( ‪ 14,4‬بالمائة )‪ ،‬وفاس مكناس ( ‪ 13,6‬بالمائة )‪ ،‬وطنجة تطوان الحسيمة (‪12,4‬‬
‫بالمائة)‪ ،‬والشرق (‪ 11,4‬بالمائة)‪ ،‬فيما توزعت النسبة المتبقية من الشكايات ( ‪ 28,9‬بالمائة) على الجهات‬
‫األخرى‪.‬‬
‫وعلى مستوى القطاعات المعنية بالشكايات والتظلمات‪ ،‬تستحوذ وزارة الداخلية والجماعات على‬
‫النصيب األوفر من المجموع بنسبة إجمالية تبلغ‪ 36,7‬بالمائة‪ ،‬ثم قطاع االقتصاد والمالية في المرتبة‬
‫الثانية بما نسبته ‪ 17,3‬بالمائة‪ ،‬وفي المرتبة الثالثة قطاع التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي‬
‫والبحث العلمي وتكوين األطر بنسبة ‪ 10,6‬بالمائة‪ ،‬ويأتي في المرتبة الرابعة قطاع الفالحة والصيد‬
‫البحري بما نسبته ‪ 5,1‬بالمائة‪ ،‬ثم يليه قطاع التشغيل والشؤون االجتماعية ‪ 4,9‬بالمائة‪ .‬في حين آلت‬
‫المرتبة السادسة لقطاع الطاقة والمعادن والماء والبيئة ‪ 3,5‬بالمائة‪ ،‬ثم بعد ذلك لقطاع إدارة الدفاع الوطني‬
‫‪ 3,5‬بالمائة‪.‬‬
‫لكن اإلشكال ال يطرح نفسه على مستوى الكم‪ ،‬بل على مستوى الكيف‪ ،‬حيث أنه أحيانا ترفع تظلمات‬
‫إدارية إلى السلطة اإلدارية المعنية‪ ،‬ثم يتجه بعدها المعني باألمر إلى مؤسسة الوسيط على اعتبار أن‬
‫ممارسة الطعن القضائي قد تكون مكلفة وتتسم بطول المدة‪ ،‬وهنا يطرح السؤال نفسه عن الجدوى من‬
‫هذه التظلمات المتكررة والتي يبقى بعضها دون حل‪.‬‬
‫إن المجلس يعمل على إصدار مقررات‪ ،‬إن تعلق األمر بحفظ الطلب أو برده أو مقررات بعدم‬
‫االختصاص‪ 381،‬على أنه في حال القبول يصدر "توصيات ‪ ،382" Recommandation‬والتي تطرح‬
‫سؤاال عن طبيعتها‪ ،‬غير أنها ذات قيمة أدبية تفيد التعبير عن رأي أو أمنية أو رغبة‪ ،‬للقيام بعمل أو‬
‫االمتناع عن القيام به‪ ،‬بحكم أنها " ال تنحو نحو الزجر"‪ ،‬وإنما "غاية ما تسعى إليه هو دفع اإلدارة إلى‬
‫‪383‬‬
‫مراجعة قراراتها متى كانت معيبة‪ ،‬لما ذلك من تعزيز للمشروعية والتطبيق السليم للقانون‪.‬‬
‫وهنا كان تدخل القضاء اإلداري قويا من حيث إلزامية توصيات مؤسسة الوسيط‪ ،‬وكان تعليل‬
‫المحكمة اإلدارية بالرباط دقيقا في هذا الشأن في قضية عرضت عليها بالقول‪" :‬وحيث إنه تأسيسا على‬
‫ما سبق‪ ،‬فإن توصيات وسيط المملكة تكون ملزمة لجميع األطراف‪ ،‬بيد أن طبيعتها اإللزامية ليست‬
‫فورية األثر كما هو الحال بالنسبة للقرارات اإلدارية أو القضائية‪ ،‬بل هي متراخية التنفيذ وتتحقق إلزاميتها‬
‫بشكل غير مباشر‪ ،‬فهي تتابع مدى تعاون اإلدارة من عدمه‪ ،‬ففي حال تعاون اإلدارة المعنية يرتبط تنفيذ‬

‫‪ 381‬محمد العربي مياد‪ ،‬الطبيعة القانونية لتوصيات مؤسسة وسيط المملكة ‪ ،‬منشور على موقع العلوم القانونية على الرابط‪:‬‬
‫‪/https://www.marocdroit.com‬الطبيعة‪-‬القانونية‪-‬لتوصيات‪-‬مؤسسة‪-‬وسيط‪-‬المملكة‪-‬بقلم‪-‬د‪-‬العربي‪-‬محمد_‪a5909.html‬‬
‫‪ 382‬المرجع السابق‬
‫‪ 383‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫قرار الوسيط بإجراءات اإلدارة ذاتها وظروف عملها واإلمكانيات المتاحة لها‪ ،‬وفي حال عدم تعاونها فإن‬
‫تنفيذها يتم عبر إحالة األمر على رئيس الحكومة الذي يقع عليه واجب الحرص على تطبيق توصيات‬
‫الوسيط وردع من يمتنع عن ذلك واتخاذ اإلجراء المناسب بحق تلك اإلدارة حتى تمتثل للتوصيات المشار‬
‫إليها‪ ،‬بما في ذلك توقيع الجزاء التأديبي‪ ،‬إذ نصت المادة الحادية والثالثون من الظهير المتعلق بإحداث‬
‫مؤسسة الوسيط‪ ،384‬على أن رئيس الحكومة يمكنه أن يتخذ جميع "الجزاءات" والتدابير الالزمة بعد إحالة‬
‫الوسيط للتقرير المثبت لعرقلة اإلدارة لعمله أو تهاونها في الجواب على اقتراحاته وتوصياته‪ ،‬مما يجعل‬
‫تدخل رئيس الحكومة يعزز الطابع اإللزامي للتوصيات التي تستمدها في هذه الحالة من إلزامية التعليمات‬
‫الرئاسية التي يصدرها في شأن التقيد بهذه التوصيات‪.‬‬
‫وحيث إنه بالنظر للطابع اإللزامي لتوصيات الوسيط كما تم بسطه أعاله ‪ ،‬فإن امتناع اإلدارة عن‬
‫التقيد بها وتنفيذ اإلجراءات الموصى بها يشكل خطأ مرفقيا يرتب مسؤوليتها ما دام أن ذلك ينطوي على‬
‫إصرارها على مواصلة الخرق القانوني‪ ،‬أو االعتداء على حقوق األشخاص أو اإلضرار بهم بالصورة‬
‫التي كشفت عنها توصية الوسيط‪ ،‬وأن المحكمة اإلدارية عند نظرها في المسؤولية اإلدارية لإلدارة‬
‫الممتنعة عن تنفيذ توصية الوسيط‪ ،‬وبالنظر الحتمال مجانبة هذه التوصية للصواب‪ ،‬فإنها تبسط رقابتها‬
‫على التصرف الذي كشفت التوصية عن عدم مشروعيته‪ ،‬أو مخالفته لقواعد العدالة واإلنصاف لتقدير ما‬
‫إذا كان ينطوي على خطأ في جانب اإلدارة حتى ترتب مسؤوليتها عن ذلك‪ ،‬من منطلق أن السلطة القضائية‬
‫هي حصن المشروعية والحامية لحقوق وحريات األشخاص وأمنهم القانوني بمقتضى الدستور‪ ،‬وال يمكن‬
‫أن تقضي بترتيب آثار توصية معينة إال بعد التثبت من مطابقتها للقانون والتأكد من أن تنفيذها لن يخل‬
‫بالمشروعية‪ ،‬إذ أن عدم منح المشرع للوسيط األدوات التي يتحقق بها التنفيذ الجبري المباشر لتوصياته‬
‫يجعل إلزامية هاته األخيرة ال ترتب بذاته اآلثار الناتجة عنه رأسا في مواجهة اإلدارة‪ ،‬إال من خالل‬
‫اآلليات التي تسخرها اإلدارة نفسها في إطار تقيدها بهذه التوصيات بالنظر لإلمكانات المتاحة‪ ،‬أو بتفعيل‬
‫رئيس الحكومة لسلطاته الملزمة في حدود ما هو منصوص عليه تجاه اإلدارة الممتنعة عن التنفيذ‪ ،‬أو‬

‫‪ 384‬المادة الحادية والثالثون‪:‬‬


‫يتعين أن يكون موضوع تقرير خاص‪ ،‬يرفع إلى الوزير األول‪ ،‬بعد إبالغ الوزير المسؤول أو رئيس اإلدارة المعينة‪ ،‬قصد اتخاذ‬
‫الجزاءات الالزمة والتدابير الضرورية‪ ،‬كل سلوك من قبل اإلدارة من شأنه أن يحول دون قيام الوسيط أو مندوبيه الخاصين أو‬
‫الوسطاء الجهويين بمهامهم‪ ،‬والسيما األعمال التالية‪:‬‬
‫‪ -‬كل عرقلة لألبحاث والتحريات التي يقوم بها الوسيط أو مندوبوه الخاصون أو الوسطاء الجهويون‪ ،‬أو كل اعتراض على القيام بها‬
‫من لدن مسؤول أو موظف أو شخص يعمل في خدمة اإلدارة بأي شكل من األشكال ؛‬
‫‪ -‬كل تهاون عن قصد صادر عن مسؤول باإلدارة في الجواب عن مضمون الشكاية الموجهة إليه‪ ،‬أو المالحظات أو التوصيات أو‬
‫المقترحات المتعلقة بها؛‬
‫‪ -‬كل تهاون عن قصد صادر عن مسؤول باإلدارة في تقديم الدعم الالزم للقيام باألبحاث أو التحريات التي تعتزم مؤسسة الوسيط‬
‫القيام بها‪ ،‬أو االمتناع عن التعاون معها‪ ،‬أو عدم مدها بالوثائق والمعلومات المطلوبة‪ ،‬مع مراعات أحكام المادة ‪ 28‬أعاله‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫باللجوء للسلطة القضائية التي ترتب آثار اإللزام المذكور في مواجهة اإلدارة لكن بعد التثبت من تحقق‬
‫‪385‬‬
‫إخاللها المستند إليه في التوصية‪"..‬‬

‫‪%‬‬ ‫عدد الشكايات‬ ‫طريقة التوصل بالشكاية‬


‫‪49‬‬ ‫‪6050‬‬ ‫الخطوط الهاتفية‬
‫‪48‬‬ ‫‪5904‬‬ ‫مكتب االستقبال‬
‫‪3‬‬ ‫‪20‬‬ ‫استالم طلبات المعلومات والشكايات المكتوبة‬

‫‪ 385‬المحكمة اإلدارية بالرباط ‪ ،‬حكم رقم ‪ 4444 :‬بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪ ، 2015‬ملف رقم ‪ ،2015/7112/86:‬غير منشور‪.‬‬
‫"وحيث إن التنظيم القانوني لمؤسسة الوسيط مؤطر بمقتضيات الدستور وخاصة الفصل ‪ 162‬منه‪ ،‬و الظهير الشريف رقم ‪1.11.25‬‬
‫صادر في ‪ 12‬من ربيع اآلخر ‪ 17(1432‬مارس ‪ )2011‬بإحداث مؤسسة الوسيط‪.‬‬
‫وحيث إن تقدير مدى القوة الملزمة لتوصيات الوسيط في عالقتها باإلدارة المشتكى بها يرجع في تحديده أوال إلى النظر في طبيعة‬
‫هذه المؤسسة ومجاالت وأدوات تدخلها‪ ،‬باعتبارها مؤسسة وطنية مستقلة ومتخصصة تتولى في نطاق العالقة بين المرتـفقين مهمة‬
‫الدفاع عن الحقوق واإلسهام في ترسيخ سيادة القانون وإشاعة مبادئ العدل واإلنصاف‪ ،‬والعمل على نشر قيم التخليق والشفافية في‬
‫تدبير المرافق العمومية والسهر على تنمية تواصل فعال بين األشخاص واإلدارات العمومية والهيئات التي تمارس صالحيات‬
‫السلطة العامة وباقي المنشآت والهيئات األخرى الخاضعة للمراقبة المالية‪ .‬ولما كان مناط تدخل هذه المؤسسة يتحدد فيما تكشف‬
‫عنه الشكايات المقدمة أمامها من حاالت يثبت فيها تضرر األشخاص من تصرف صادر عن اإلدارة يكون مخالفا للقانون‪ ،‬خاصة‬
‫إذا كان متسما بالشطط في استعمال السلطة أو منافيا لمبادئ العدل واإلنصاف كما تقضي بذلك المادة الخامسة من الظهير المحدث‬
‫للمؤسسة‪ ،‬فإن التوصيات التي يصدرها هذا األخير تستمد قوتها اإللزامية بداية من إلزامية القانون ذاته‪ ،‬ما دام أنها تهدف إلعادة‬
‫تصرفات اإلدارة إلى دائرة المشروعية والتقيد بالقانون الذي يبقى ملزما ألشخاص القانون العام وأشخاص القانون الخاص على‬
‫السواء‪ ،‬عن طريق تصحيح الخلل الذي اعترى عملها في عالقتها بالمرتفقين من خالل تعيين اإلجراءات الكفيلة بتحقيق ذلك‪ ،‬ولهذا‬
‫جاءت المادة ‪ 14‬من الظهير المذكور واضحة في الداللة على الطابع الملزم لهذه التوصيات من خالل صيغتها التي حددت األجل‬
‫الذي "يتعين" على اإلدارة القيام خالله باإلجراءات الالزمة للنظر في القضايا موضوع التوصيات المحالة إليها وجعلت مدته شهرا‬
‫واحدا قابال للتمديد‪ ،‬وألزمتها أن تخبر الوسيط كتابة باإلجراءات التي اتخذتها بشأن التوصيات واالقتراحات الموجهة إليها‪ ،‬كما أنها‬
‫تستمد هذه القوة كذلك من اعتبار الشكوى التي تفتح باب إصدار الوسيط لتوصياته‪ ،‬ليست طلب مساعدة أو إحسان‪ ،‬بل هي حق في‬
‫إطار عالقة المواطن بالدولة‪ ،‬لذا فليس لإلدارة العامة أن تمتنع عن االستجابة لمبادرات وتوصيات الوسيط إذا ثبت خطأها أو وجود‬
‫ألن غاية كل من اإلدارة العامة ومؤسسة الوسيط هي تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬لما في ذلك من حفظ للحقوق وترشيد‬ ‫خلل في عملها‪ّ ،‬‬
‫لعمل اإلدارة الحكومية بشكل يساعد على تطور عملها‪ ،‬وإعطاء كل ذي حق حقه‪ .‬فعندما تخالف اإلدارة المنظومة التشريعية العامة‬
‫فإن قرار الوسيط يكون ملزما لها مهما كان شكله‪ ،‬كما أن هذه المؤسسة جاءت لتعزيز مفهوم‬ ‫للدولة‪ ،‬ويثبت عدم امتثالها للقانون ّ‬
‫جديد وحضاري للشكوى والتظلم من اإلدارة‪ ،‬واستجابة لضرورات النزاهة والشفافية في العالقة بين المواطن واإلدارة العامة بحيث‬
‫يدرك المشتكي كيف ومتى ولمن يشتكي‪ ،‬وتدرك اإلدارة أن الشكوى الموجهة ضدها ال تستهدف شخصا بعينه بقدر ما تستهدف‬
‫قرارا أو إجراء يجب تصويبه أو ممارسة يجب الحد منها‪.‬‬
‫ى‪ ،‬فإن الطابع الملزم لتوصيات الوسيط يدل عليه كذلك ما منحه المشرع لهذا األخير من آليات لتتبع‬ ‫و"حيث من جهة أخر ّ‬
‫تنفيذ اإلدارة لإلجراءات والتدابير التي نصت عليها توصياته‪ ،‬من خالل إلزامها بإخبار الوسيط كتابة بالقرارات واإلجراءات التي‬
‫اتخذتها بشأن هذه التوصيات مع تقييدها بأجل شهر قابل للتمديد قصد تنفيذها‪ ،‬ولهذه الغاية أوجبت المادة ‪ 24‬من الظهير المؤسس‬
‫للمؤسسة على اإلدارة أن تعين مخاطبين دائمين للوسيط من بين المسؤولين التابعين لها يتمتعون بسلطة اتخاذ القرار فيما يحال عليهم‬
‫من شكايات وتظلمات وذلك ضمانا لحسن التنسيق والتواصل مع المؤسسة من خالل تتبع القرارات واإلجراءات والتدابير اإلدارية‬
‫التي يتم اتخاذها على صعيد كل إدارة في مجال االستجابة للشكايات والتظلمات وإخبار الوسيط بكل ذلك إعماال للمادة ‪ 25‬من الظهير‬
‫المشار إليه‪ ،‬مع إلزامهم بإنجاز تقارير توجه إلى رئيس الحكومة بشأن تنفيذ التوصيات المذكورة‪ ،‬مما يجعل إقرار المشرع لهذا‬
‫اإلطار المؤسساتي القائم على التنسيق والتعاون والتكامل بين جهاته قصد التقيد بالتوصيات‪ ،‬مؤشرا على اتجاه قصده إلى توفير‬
‫أكبر ما يمكن من اإلمكانات حتى ترتب هذه التوصيات آثارها الواقعية والقانونية على مستوى العالقة بين اإلدارة والمتضرر من‬
‫نشاطها‪ ،‬بغية إعادة التوازن لهذه العالقة على أساس المشروعية أو قواعد العدالة اإلنصاف‪ ،‬و يتعزز هذا اإلطار المؤسساتي بإقرار‬
‫آلية تواصلية مباشرة بين رئيس ا لحكومة والوسيط من خالل إخباره من طرف هذا األخير بحاالت امتناع اإلدارة عن االستجابة‬
‫للتوصيات باعتباره رئيسا للجهاز اإلداري له صالحية التدخل في إطار التسلسل الرئاسي لألمر بما يراه كفيال بتنفيذ اإلجراءات‬
‫الموصى بها من الوسيط‪"....‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪0 ,16‬‬ ‫‪377‬‬ ‫أخرى‬


‫‪100‬‬ ‫‪12,351‬‬ ‫المجموع‬
‫‪386‬‬
‫اإلحصائيات المتعلقة بطلب المعلومات والشكايات خالل سنة ‪2016‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تقييم من حيث المضمون وتنويع العرض القانوني‬

‫إن المسلك السلبي لإلدارة في تعاطيها مع تظلمات المواطنين من خالل معطيات ميدانية وتقارير‬
‫رسمية ودولية‪ ،‬والتطبيقات القضائية المحدودة للتظلم اإلداري تفرض تقييمها مؤسساتيا وقانونيا للتظلم‬
‫اإلداري في ارتباط باألنماط ال جديدة لتسيير المرفق العمومي والقواعد القانونية التي أنشأها‬
‫االجتهاد القضائي والتي هي بحاجة إلى التدوين (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم تقييما من حيث آثار هذه التنويعات‬
‫الجديدة (الفقرة الثانية) ومن أجل إعادة النظر في هذه اآللية برمتها‪ ،‬واستدراك النقائص والمعيقات بحكم‬
‫أنه يستحيل فصل اإلدارة عن التنمية وعن دولة القانون‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬تقييم من حيث المضمون‬

‫إن تقييم التظلم اإلداري على المستوى القانوني‪ ،‬يجب أن يأخذ بعين االعتبار المسلك السلبي لإلدارة‬
‫في تعاطيها مع التظلمات اإلدارية‪ ،‬أي ضبط مفهوم السلطة اإلدارية نفسه خاصة مع ظهور أنماط‬
‫جديدة من المؤسسات بموجب الباب الثاني عشر من الدستور‪ ،‬وهي المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‬
‫ومجلس الجالية المغربية بالخارج‪ ،‬ثم الهيئة المكلفة بالمناصفة ومحاربة جميع أشكال التمييز والهيئة العليا‬
‫لالتصال السمعي البصري ومجلس المنافسة‪ ،‬ثم الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها‬
‫والمجلس األعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي‪ ،‬والمجلس االستشاري لألسرة والطفولة والمجلس‬
‫االستشاري للشباب والعمل الجمعوي (أوال)‪ ،‬هذا إضافة إلى ضرورة إعادة النظر في الترسانة القانونية‬
‫للتظلم اإلداري‪ ،‬وهو الجانب األكثر أهمية للحد من السلطة التقديرية لإلدارة‪ ،‬مع تدوين القواعد التي‬
‫أنشأها االجتهاد القضائي اإلداري (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬على مستوى التشريع ونقائصه‬

‫‪386‬تقرير أنشطة الوكالة الوطنية للتأمين الصحي نظام المساعدة الطبية‪ ،‬منشور على موقع الوكالة الوطنية للتأمين الصحي بصيغة‬
‫‪ ،2016 ،pdf‬ص ‪.24‬‬

‫‪136‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫مضمون المواد المتعلقة بالتظلم هو محدود ويفتح المجال لإلدارة لفرض أعرافها وإخضاع عالقتها‬
‫بالمرتفقين لمزاجية العاملين بها‪ ،‬ولسلطتها التقديرية الواسعة ولتضارب المواقف‪ ،‬مثلما أن هذه المواد‬
‫تحتمل تأويالت متعددة‪.‬‬
‫وعلى سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬مفهوم السلطة اإلدارية التي تنظر في التظلم‪ ،‬والذي هو مفهوم متحول‬
‫وليس ثابت‪ ،‬يطرح أكثر من إشكال ولبس وأصبح متجاوزا‪.‬‬
‫وتبعا لذلك هل كل سلطة إدارية تملك حق سحب أو تعديل أو إلغاء القرار اإلداري موضوع التظلم‬
‫على مستوى السلطة مصدرة القرار أو السلطة التسلسلية أي هرم اإلدارة التي تأتي مباشرة بعد السلطة؟‬
‫أي إلغاء الرئيس‬ ‫‪388‬‬
‫علما أنه موكول لها سلطتي التوجيه‪ ،387‬والتعقيب والرقابة على أعمال المرؤوس‪.‬‬
‫لبعض القرارات غير المشروعة‪ ،‬أو السليمة من كل عيب لكن غير الصائبة نظرا لعدم مالءمتها للظروف‬
‫التي يواجهها المرفق أو الدولة‪ ،‬بناء على تظلم إداري أو تلقائيا من طرف الرئيس‪389.‬؟‬
‫وإضافة لذلك هل يملك كل رئيس إداري سلطة النظر في التظلم اإلداري بما يتطابق ومبدأ الشرعية‬
‫في ظل واقع اإلدارة المغربية‪ ،‬ناهيك عن سلطة تقديرية في الجواب عن التظلم عن نفسه؟‬
‫إن هذا الحسم في توضيح السلطة اإلدارية مصدرة القرار واختصاصاتها على مستوى النص القانوني‬
‫في مسألة التظلم اإلداري‪ ،‬هو في صالح المتظلم لحماية حقوقه‪ ،‬من حيث اآلجال ومن حيث تمثيلية اإلدارة‬
‫على مستوى القضاء في حالة ممارسة الطعن القضائي وتحديدها بدقة‪ ،‬وأن يصبح االستثناء هو اللجوء‬
‫إلى القضاء لتحديد السلطة المختصة بالنظر في الشكاية ‪Autorité compétence pour connaître‬‬
‫‪.390des réclamations‬‬

‫‪ 387‬وتظهر هذه السلطة من خالل إعانة المرؤوسين على تفهم القوانين وذلك من خالل الدوريات والمناشير التي توضح النصوص‬
‫والمقتضيات القانونية‪ ،‬وقد تكون قرارات فردية أي موجهة إلى موظف بشخصه‪ ،‬أو تنظيمية موجهة إلى أفراد معينين بأوصافهم‬
‫وليس بذواتهم وهذه القرارات تقبل التظلم اإلداري مثلما الطعن أمام القضاء‪.‬‬
‫‪ 388‬وتظهر على مستوى ما تخوله النصوص الدستورية والقانونية للرئيس من حق إجازة أعمال مرؤوسيه واالعتراض عليها‬
‫وقبول القرارات قد يكون قبوال صريحا أو ضمنيا ففي الحالة األولى وجب على الرئيس إصدار قرار القبول و إال اعتبر العمل المقام‬
‫من طرف المرؤوس غير تام مهما كانت مدة السكوت‪ .‬أما في الحالة الثانية فيشترط مرور مدة محددة‪.‬‬
‫‪ 389‬عبد الرحمان البكريوي‪" ،‬الوجيز في القانون اإلداري المغربي "طبعة ‪ ،1990‬الكتاب األول‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪390‬‬
‫‪Conseil d'État, le 22 juillet 2015, N° 388853, Identifiant Légifrance :‬‬
‫‪CETATEXT000030931890.‬‬
‫‪« En ce qui concerne l'autorité compétente pour connaître de cette réclamation :‬‬
‫‪4. En vertu des articles R. 772-1 et R. 772-2 du code de justice administrative, les requêtes relatives‬‬
‫‪aux taxes dont le contentieux ressortit à la juridiction administrative et qui sont présentées et‬‬
‫‪instruites dans les formes prévues par ce code " doivent être précédées d'une réclamation adressée à‬‬
‫‪la personne morale qui a établi la taxe Il résulte de la décision du Conseil constitutionnel n° 2014-‬‬
‫‪419 QPC du 8 octobre 2014 que la loi n'autorise ni le gestionnaire du réseau de distribution ou de‬‬
‫‪transport d'électricité ni le fournisseur d'électricité à émettre un état exécutoire en vue du‬‬
‫‪recouvrement de la contribution au service public de l'électricité. En revanche, les dispositions du‬‬
‫‪dix-huitième alinéa de l'article 5 de la loi du 10 février 2000, reprises à l'article L. 121-18 du code‬‬
‫‪de l'énergie, donnent compétence à la Commission de régulation de l'énergie pour émettre, en cas‬‬

‫‪137‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وقد وجد المشرع الفرنسي نفسه ملزما بتحديد هذه السلطة‪ ،‬من خالل األمر رقم ‪1516-2005‬‬
‫المؤرخ ‪ 8‬ديسمبر ‪ 2005‬بشأن التبادالت اإللكترونية بين المستخدمين والسلطات اإلدارية وبين السلطات‬
‫اإلدارية‪ .391‬أي أن اإلشكال يطرح نفسه على هذا المستوى بحدة‪ ،‬خصوصا وأن المغرب اتجه نحو‬
‫اعتماد الشكايات اإللكترونية‪ ،‬وأصبح ملزما بتوضيح اختصاصاتها بموجب قانون يرسم العالقة بين‬
‫العموم واإلدارة‪.‬‬
‫كما أن ظهور نمط جديد يعرف ب"السلطات اإلدارية المستقلة" ( ‪Les autorités‬‬
‫‪ .)Administratives Indépendantes A.A.I‬التي تعدّ جزءا ً من بنية الدولة‪ ،‬ومستقلة بذاتها عن‬
‫مجموع السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية العاملة في إطار الدولة في الوقت نفسه‪ ،‬ومن ثم فإن‬
‫هذه السلطات صيغة خاصة من التنظيمات اإلدارية‪ ،‬التي تستفيد من درجة عليا من االستقالل في مواجهة‬
‫السياسة واإلدارة التقليدية‪ ،‬وهذه السلطات تتصرف باسم الدولة من دون أن تكون خاضعة للحكومة أو‬
‫وصايتها وتستفيد ألجل ممارسة مهامها من الضمانات التي تمنحها االستقالل الكامل‪ ،‬ومن دون أن‬
‫يكون نشاطها موجها ً أو مراقبا ً من قبل أي سلطة أخرى‪.‬‬
‫هذه الوحدات اإلدارية التي تعرف من خالل الدستور في الفصل ‪ 159‬بالهيئات المستقلة المكلفة‬
‫بالحكامة الجيدة وهيئات الضبط‪ ،‬والمشار إليها في الفصول من ‪ 161‬إلى ‪ 170‬من الدستور‪ ،‬يطرح‬
‫إمكانية التظلم اإلداري على مستوى القرارات التي تتخذها هذه المؤسسات‪ ،‬علما أن هذه الهيئات‬
‫بما يجعلها خارج االطار القانوني العام‬ ‫‪392‬‬
‫والمؤسسات ليست بخاضعة للوصاية وال للسلطة التسلسلية‬

‫‪de défaut ou d'insuffisance de paiement de la contribution dans un délai de deux mois à compter de‬‬
‫‪la date à laquelle elle est due, une lettre de rappel, qui constitue un acte de redressement, assortie‬‬
‫‪d'une pénalité de retard. Dès lors, la Commission de régulation de l'énergie doit être regardée comme‬‬
‫‪l'autorité qui a établi la taxe au sens des dispositions de l'article R. 772-2 du code de justice‬‬
‫‪administrative. Elle est, par suite, compétente pour connaître des réclamations contentieuses‬‬
‫» …‪relatives à cette contribution‬‬
‫‪391‬‬
‫‪Ordonnance n° 2005-1516 du 8 décembre 2005 relative aux échanges électroniques entre les‬‬
‫‪usagers et les autorités administratives et entre les autorités administratives.‬‬
‫‪Chapitre Ier : Définitions.‬‬
‫‪Article 1er‬‬
‫‪- Sont considérés comme autorités administratives au sens de la présente ordonnance les‬‬
‫‪administrations de l'État, les collectivités territoriales, les établissements publics à caractère‬‬
‫‪administratif, les organismes gérant des régimes de protection sociale relevant du code de la sécurité‬‬
‫‪sociale et du code rural ou mentionnés aux articles L. 223-16 et L. 351-21 du code du travail et les‬‬
‫‪autres organismes chargés de la gestion d'un service public administratif.‬‬
‫‪ 392‬قرار المجلس الدستوري رقم ‪-2012 829‬صادر في ‪ 11‬ربيع األول ‪ 4( 1433‬فبراير ‪ ،)2012‬منشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد‪ 6021 :‬بتاريخ ‪: 13‬فبراير ‪ ،2012‬ص‪.655 :‬‬
‫"وحيث إن المؤسسات والهيئات المذكورة في الفصول من ‪ 161‬إلى ‪ 170‬من الدستور‪ ،‬ومع مراعاة الطابع االستشاري لتلك‬
‫المذكورة في الفصول ‪ 169 ،168 ،164 ،163‬و‪ ،170‬تعد مؤسسات وهيئات مستقلة‪ ،‬إما بحكم ما ينص عليه الفصل ‪ 159‬من‬
‫الدستور من أنه "تكون الهيئات المكلفة بالحكامة الجيدة مستقلة" وإما بموجب الفصول الدستورية الخاصة بها‪ ،‬مما يجعلها ال تخضع‬
‫ال للسلطة الرئاسية لوزير معين وال لوصايته‪ ،‬األمر الذي يمتنع معه تطبيق ما ينص عليه الفصل ‪ 102‬من الدستور من أنه "يمكن‬

‫‪138‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫ ويطرح اإلشكال نفسه على مستوى الجهة المختصة بالنظر في‬،‫للتظلم اإلداري على مستوى النص‬
.‫ وطبيعة التظلمات التي يمكن أن يقدم عليها المعنيون باألمر‬،‫التظلمات من قراراتها‬
‫وهو‬ 393
"‫وقد أجاب االجتهاد القضائي المغربي أسوة بنظيره الفرنسي في كون تلك السلطات "إدارية‬
1981 ‫ يوليوز‬10 ‫ بتاريخ‬Retail ‫التوجه نفسه الذي سبق وأخذ به مجلس الدولة الفرنسي في قضية‬
‫ معلال قراره في‬،‫حيث اعتبر أن وسيط الجمهورية الفرنسية هي سلطة إدارية خاضعة للرقابة القضائية‬
‫أن تعيين أعضاء هذه المؤسسة يتم من خالل المجلس الوزاري وكون الميزانية المخصصة له مدرجة‬
‫ كما أجاب الفقه على إمكانية ممارسة تظلم استعطافي فيما يرتبط‬.394‫في إطار ميزانية الوزارة األولى‬
‫ وهو ما تجسد فعال‬،395‫ من خالل ما ذهب إليه العميد أوبي‬،‫بقرارات هذا النوع من السلطات اإلدارية‬

‫ بحضور الوزراء‬،‫للجان المعنية في كال المجلسين أن تطلب االستماع إلى مسئولي اإلدارات والمؤسسات والمقاوالت العمومية‬
"..‫المعنيين وتحت مسؤوليتهم" ؛‬
‫ القاضي بإلغاء القرار رقم‬2014/7110/189 ‫ ملف رقم‬، 2014 ‫ ماي‬16 ‫ بتاريخ‬2767 ‫ حكم عدد‬،‫ المحكمة اإلدارية بالرباط‬393
‫ (منشور في المجلة المغربية لإلدارة‬.2014 ‫ مارس‬31 ‫ الصادر عن المجلس األعلى لالتصال السمعي البصري بتاريخ‬14-04
).286 ‫ إلى‬238 ‫ من‬:‫ ص‬، 2014 ‫ عدد ماي – يونيو‬116 ‫المحلية والتنمية عدد‬
‫"قضى حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بعدم مشروعية قرار المجلس األعلى لالتصال السمعي البصري لمخالفته ألحكام دستورية‬
‫ من دفتر‬127‫ و‬46 ،25 ‫ وذلك باستدالل الحكم بالمواد‬،‫وتطبيقه لدفتر تحمالت الشركة الوطنية لإلذاعة والتلفزة تطبيقا خاطئا‬
"..13/924 ‫ من الدستور وبالتعليل بقراري المجلس الدستوري تحت عدد‬134‫ و‬100 ‫التحمالت والفصلين‬
394
- Conseil d'État, le 10 juillet 1981, N° 05130 ,Identifiant Légifrance : CETATEXT000007664894
Considérant que si, en raison notamment de son mode de nomination, le médiateur a le caractère
d'une autorité administrative, il ressort de l'ensemble des dispositions de la loi du 3 janvier 1973
modifiée, que les réponses adressées par le médiateur aux parlementaires qui le saisissent de
réclamations en vertu de l'article 6 de la loi précitée n'ont pas le caractère de décisions
administratives susceptibles de faire l'objet de recours par la voie contentieuse ;
considérant qu'en l'espèce, m. y... a saisi le médiateur, par l'intermédiaire d'un députe à l'assemblée
nationale, d'une réclamation tendant à obtenir la modification des conditions dans lesquelles la
commission des opérations de bourse exerce son contrôle sur les commissaires aux comptes ainsi
que le réexamen de sa situation personnelle ; que, par lettre du 23 septembre 1976, le médiateur a
fait connaître au députe qui l'avait saisi qu'il confirmait ses précédentes réponses et n'entendait pas
poursuivre l'instruction de l'affaire ; qu'il résulte de ce qui précède que cette réponse n'a pas le
caractère d'une décision soumise au contrôle du juge de l'excès de pouvoir ;
considérant que l'irrecevabilité dont sont entachées les conclusions de la requête de m. y... est
manifeste et n'est pas susceptible d'être couverte en cours d'instance ; qu'il y a lieu dès lors pour le
conseil d'état d'en prononcer le rejet, en application de l'article 3 du décret du 30 septembre 1953
modifie par le décret du 22 février 1972 ;
395
Jean-Marie Auby, Reland Drago, op cit, p.18.
L'intérêt que présentent ces autorités concerne plusieurs points.
1°) Les autorités administratives indépendantes peuvent - dans des cas du reste limités - prendre des
décisions administratives.
2°) Il est possible que les textes aménagent un recours administratif, porté devant une autorité
administrative indépendante, et exercé à l'en- contre d'un acte administratif.
Si ces décisions ne peuvent faire l'objet d'un recours hiérarchique (...), elles peuvent, conformément
aux principes généraux, faire l'objet d'un recours gracieux devant l'autorité elle même ...

139
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫على مستوى الممارسة في فرنسا‪ ،396‬لكن على مستوى المؤسسات اإلدارية المستقلة في المغرب‬
‫ولحداثتها‪ ،‬مازالت هذه اإلمكانية لم تبرز بعد على مستوى الممارسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من حيث إنتاج القاعدة القانونية‬


‫لقد أنشأ االجتهاد القضائي المغربي مجموعة من القواعد القانونية‪ ،‬هي بحاجة إلى التدوين‪ ،‬وهذه‬
‫االجتهادات كثيرة وإن كانت أحيانا متناقضة‪ ،‬كما أن المشرع وإن تبنى التنويع في العرض القانوني لكن‬
‫ال يبدو أن هناك خيطا ناظما بين القواعد التي أنتجها االجتهاد القضائي‪ ،‬وأنتجها المشرع والتنويعات‬
‫المؤسساتية للنظر في أصناف متعددة من التظلمات‪ ،‬ودون تسجيل أي محاولة لتدوين هذه القواعد لتوحيد‬
‫عمل اإلدارات والمحاكم بما يسهل تقييم التجربة ورصدها‪ ،‬ولتبسيط المساطر المعقدة وتجميع هذا‬
‫الشتات القانوني‪ ،‬ليكون األمر في صالح القضاء واإلدارة والمعنيين باألمر‪.‬‬
‫إن هذه القواعد التي أنشأها االجتهاد القضائي بحاجة إلى التدوين‪ ،‬وهذا األخير لم يذخر جهدا في‬
‫توضيح كثير من اإلشكاالت وإجالء الغموض عن الفقرات والمواد المؤطرة للتظلم اإلداري‪.‬‬
‫كما أن االجتهاد القضائي أنتج مجموعة من التعريفات المهمة‪ ،‬على مستوى األسس‪ ،‬من حيث مفهوم‬
‫القرار اإلداري الذي يجب أن يكون موضوع تظلم بكونه " صادرا عن سلطة إدارية مختصة‪ ،‬تملك حق‬
‫إصداره دون أن يكون معقبا عليه من في ذلك من سلطة إدارية أعلى‪ ،‬وان يكون نهائيا‪ ،‬ومؤثرا في‬
‫المراكز القانونية لألطراف‪ ،397‬وميزه عن اإلجراءات اإلدارية العادية‪ ، 398‬وفيما يتعلق بطائفة القرارات‬
‫اإلدارية الصادرة عن أشخاص القانون الخاص‪ ،‬والتي هي في حكم القرارات اإلدارية إذا "كانت تتعلق‬
‫بتسيير وإدارة مرفق عام باستخدام أساليب القانون العام وامتياز السلطة العامة"‪ ،‬كما جاء في حكم لمحكمة‬
‫االستئناف اإلدارية بمراكش‪( ،399‬مخالفة في هذا مجلس الدولة الفرنسي في عدم اختصاص المحكمة‬

‫‪ 396‬نموذجه تظلم استعطافي قدمته شركة تدعى ‪ Le Caloch‬إلى لجة تنظيم الطاقة ‪La Commission de régulation de‬‬
‫‪ l'énergie‬بتاريخ ‪ 1‬شتنبر ‪ 2014‬منشور على الرابط‪:‬‬
‫‪file:///C:/Users/Administrateur/Downloads/141204LeCaloch.pdf‬‬
‫‪La Commission de régulation de l'énergie (CRE) est une autorité administrative indépendante‬‬
‫‪française, créée le 24 mars 2000 et chargée de veiller au bon fonctionnement du marché de‬‬
‫‪l'énergie et d'arbitrer les différences entre les utilisateurs et les divers exploitants...‬‬
‫‪ - 397‬حكم رقم ‪ 2006/220‬ملف عدد ‪ 2005-328‬بتاريخ ‪ 07‬دجنبر ‪ ، 2006‬متوفر على موقع االجتهاد القضائي المغربي‬
‫‪ ، http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.2889‬‬
‫‪ 398‬مما جاء في تعليل المحكمة ضمن حيثيات الحكم السابق‪" :‬التنبيه مجرد إجراء إداري وتنظيمي الغاية منه لفت انتباه الموظف‬
‫إلى حصول تقصير وتهاون من جانبه منه في أداء مهامه استهدافا لتفادي تكراره مستقبال‪".‬‬
‫‪ 399‬محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش‪ ،‬قرار رقم ‪ 199‬بتاريخ ‪ 23‬ربيع الثاني ‪ 1429‬موافق ل ‪ 30‬أبريل ‪ 2008‬ملف رقم‬
‫‪ ،1.2.08‬متوفر ضمن اجتهادات محكمة االستئناف‪ ،‬ملف بصيغة ‪ ، PDF‬ص ‪ 154‬على الرابط‪:‬‬
‫‪/http://adala.justice.gov.ma/production/jurisprudence/ar/tribunaux_administratifs/marrakech‬قرارات‬
‫‪%20‬محكمة‪20%‬االستيناف‪20%‬اإلدارية‪20%‬بمراكش‪pdf.‬‬

‫‪140‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫اإلدارية النظر في القانون الداخلي لهذا النوع)‪ ،‬واستثنت في حكمها النظام الداخلي "ألنها تهم الشخص‬
‫نفسه وليس المرفق العام الذي يتولى تسييره"‪ ، 400‬كما اعتبر القرارات التنظيمية بمثابة أعمال تصدر‬
‫عن السلطة التنفيذية أي أنها تعتبر أعماال إدارية بحكم المعيار الشكلي‪ ،‬وهي تخضع بالتالي لمبدأ‬
‫المشروعية ورقابة القضاء اإلداري‪ ،‬لكون هذه القرارات تحمل كذلك خصائص العمومية و التجريد التي‬
‫تميز النصوص القانونية‪ ،‬ويجوز لإلدارة سحب مثل هذه القرارات التنظيمية العامة سواء باإللغاء أو‬
‫التعديل في أي وقت تبعا لما تقتضيه المصلحة العامة‪ .401‬وعلى اعتبار أنها تحتوي على قواعد عامة‬
‫مجردة تسري على جميع األفراد الذين تنطبق عليهم الشروط التي وردت في القاعدة‪ ،‬وعلى اعتبار‬
‫عمومية المراكز القانونية التي يتضمنها القرار التنظيمي التي ال تعني أنها تنطبق على كافة األشخاص‬
‫في المجتمع‪ ،‬إذ هي تخاطب فردا أو فئة معينة في المجتمع معينين بصفاتهم ال بذواتهم‪ ،‬وعلى اعتبارها‬
‫في حقيقتها تشريع فرعي يقوم إلى جانب التشريع العادي‪ ،‬إال أنه يصدر عن اإلدارة‪ .‬وبناء عليه‪،‬‬
‫فالمخاطبون بها ليس لهم من االحتجاج على اإلدارة بأي حق مكتسب‪ ،‬إال في حالة لو تم تطبيق اللوائح‬
‫عليهم بصفة فردية وشخصية‪.‬‬
‫وهو ما تجلى من خالل سحب السلطة اإلدارية المختصة لمرسوم بتاريخ ‪ 11‬يناير ‪ ،1965‬والذي‬
‫كان يرمي إلى منح الموظفين المحررين باإلدارات المركزية االستفادة‪ ،‬فيما يخص أقدميتهم من زيادة‬
‫ثالث سنوات في آخر درجة عينوا فيها‪ ،‬لكن الوزير ومن أجل المصلحة العامة أصدر مرسوما بتاريخ‬
‫‪ 10‬أبريل أبطل مفعول المرسوم األول‪ ،‬وهنا جاء قرار للمجلس األعلى ليجيز فيه لإلدارة سحب هذا‬
‫المرسوم‪ ،‬ما دام لم يصدر تطبيقا له قرارات فردية تهم استفادة المعنيين باألمر من مفعول المرسوم‬
‫‪402‬‬
‫الذي لم ينشئ بذاته حقا مكتسا‪.‬‬
‫كما أن القضاء اإلداري أنشأ بعض القواعد المتعلقة بالقرارات القاضية بإنزال عقوبة إدارية أو‬
‫تأديبية‪ ،‬والتظلم إلى اللجنة المتساوية األعضاء التي لها طبيعة استشارية‪ ،‬و التي لها حق النظر في التظلم‬
‫ضمن الحدود المقررة في القانون األساسي للوظيفة العمومية وفي المراسيم الصادرة بتطبيقه‪ 403.‬وهنا‬

‫‪ - 400‬الحكم السابق‪.‬‬
‫‪ 401‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم رقم ‪ ،2007/123‬ملف رقم ‪ ،2006-178‬بتاريخ ‪ 08‬نونبر ‪ ، 2007‬متوفر على موقع‬
‫االجتهاد القضائي المغربي ‪ ،http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.2935‬‬
‫‪ 402‬محكمة النقض‪ ،‬حكم اإلداري عدد ‪ 44‬الصادر في ‪ 20‬رجب ‪ 1386‬موافق ‪ 4‬نونبر ‪ ،1966‬متوفر ضمن اجتهادات محكمة‬
‫النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.82‬‬
‫‪ 403‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.008‬الصادر في ‪ 4‬شعبان ‪ 1377‬الموافق ل ‪ 24‬يبراير ‪ 1958‬بمثابة نظام أساسي عام للوظيفة‬
‫العمومية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2372‬بتاريخ ‪ 21‬رمضان ‪ 1377‬الموافق ل ‪ 11‬أبريل ‪ .1958‬ص‪.914 :‬‬
‫الفصل الحادي عشر "يؤسس كل وزير في اإلدارات أو المصالح التي تحت نفوذه‪ ،‬لجانا إدارية متساوية األعضاء يكون لها حق‬
‫النظر‪ ،‬ضمن الحدود المقررة في هذا القانون األساسي وفي المراسيم الصادرة بتطبيقه‪.‬‬
‫وتشتمل اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء على عدد متساو من ممثلين عن اإلدارة يعينون بقرار من الوزراء المعنيين باألمر‪،‬‬
‫ومن ممثلين عن المستخدمين ينتخبهم الموظفون العاملون أو الملحقون باإلدارة أو المصلحة المعنية باألمر‪ ،‬وفي حالة تعادل‬

‫‪141‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫أنتج االجتهاد القضائي بعض القواعد التي تستحق التدوين‪ ،‬ومنها عدم مشروعية القرار التأديبي لخرقه‬
‫عنصر الحياد‪ .404‬أو أن التظلم اإلداري من عقوبة تأديبية قد ينصب على غلو أو خطأ في التقدير أو‬
‫‪405‬‬
‫خرق إلحدى مكونات المحاكمة التأديبية العادلة وعلى رأسها احترام مبدأ حق الدفاع‪.‬‬
‫وأما على مستوى القرارات الملكية‪ ،‬فقد بقي القضاء المغربي محافظا على نفس القاعدة التي ال تخدم‬
‫المتظلمين‪ ،‬أي عدم اعتبار " الملك سلطة إدارية"‪ ،406.‬كما في حالة صدور مقرر ممضي من الوزير‬
‫األول بأمر من الملك واعتباره صادرا عنه‪ ،‬ومما جاء في تعليل محكمة النقض في قضية رفعتها إحدى‬
‫الشركات ضد المرسوم الملكي ‪ 11‬يونيو ‪ " 1968‬إن القضاء من وظائف اإلمامة ومندرج في عمومها‬
‫وأن للقاضي نيابة عن اإلمام ‪ "..‬و" المقررات الصادرة عن الملك ال يمكن التماس إعادة النظر فيها‪ ،‬إال‬
‫بلجوء صاحب الشأن إلى جاللته على سبيل االستعطاف‪ ،‬طالما لم يفوض الدستور صراحة أمر البث في‬
‫‪407‬‬
‫ذلك لغيره‪".‬‬
‫كما أن حكما آخر للمحكمة اإلدارية بالدار البيضاء جعل منها صالحيات مطلقة‪ ،‬ومما جاء فيه "إن‬
‫صالحية التعيين في المناصب المدنية والعسكرية المخولة لجاللة الملك بمقتضى الفصل ‪ 30‬من الدستور‬
‫هي صالحية مطلقة‪ ،‬ال تخضع ممارستها ألي قيد أو شرط‪ ،‬ويباشرها جاللته خارج كل ضوابط ومعايير‬
‫التوظيف المحددة في النصوص التشريعية والتنظيمية بهذا المجال‪ 408".‬وهو ما يتناقض مع مجموعة من‬
‫النصوص التي منحت حق التظلم لفئات كانت مستثناة من قبل‪ ،‬خاصة في المجال العسكري‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فهناك مجاالت واسعة من القرارات التنظيمية هي خارج إطار الطلبات وخارج إطار التظلم‬
‫اإلداري الرئاسي والوصائي‪ ،‬وخارج الطعن القضائي ومنها القرارات التنظيمية‪.‬‬
‫كما أجاب االجتهاد القضائي عن مواضيع كثيرة تتعلق بالتظلم على مستوى القرارات الفردية‪ ،‬من‬
‫مثل التبليغ المنصوص عليه في الفصل ‪ 38‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬والتي تجعل التبليغ صحيحا إلى‬
‫الشخص نفسه أو في موطنه أو إلى أقاربه أو خدمه أو لكل شخص آخر يسكن معه‪ ،‬وهي تعتبر بمثابة‬

‫األصوات‪ ،‬فاألرجحية للرئيس المعين من بين ممثلي اإلدارة‪".‬‬


‫‪ 404‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ،215‬بتاريخ ‪ 10‬أبريل ‪ ،2003‬الملف اإلداري عدد ‪ ،2002/1/4/48‬متوفر على الرابط ‪:‬‬
‫‪ ،www.juris.courdecassation‬تحت رقم ‪ ، 7830‬أيضا حكم محكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف عدد‪154/4/2009 :‬‬
‫بتاريخ ‪ 18‬محرم ‪ 1431‬ه الموافق لـ ‪ 04‬يناير ‪...2010‬‬
‫‪ 405‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف رقم‪ 2007/125 :‬بتاريخ ‪ 17‬ذو القعدة ‪ 1428‬موافق ل‪ 28‬نونبر ‪ ،2007‬متوفر على‬
‫موقع االجتهاد القضائي المغربي ‪ http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.3245‬‬
‫‪ 406‬القرار السابق‪.‬‬
‫‪ 407‬محكمة النقض‪ ،‬حكم اإلداري عدد ‪ 15‬الصادر في ‪ 12‬محرم ‪ 1390‬موافق ل ‪ 20‬مارس ‪ ،1970‬متوفر ضمن اجتهادات‬
‫محكمة النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.1310‬‬
‫‪ 408‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف رقم ‪2004 /208‬غ‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬ذو القعدة ‪ ،1425‬موافق ل ‪ 15‬دجنبر ‪ ،2004‬متوفر‬
‫على موقع االجتهاد القضائي المغربي‪ http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.3307‬‬

‫‪142‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫الشريعة العامة في جميع التبليغات منها القضائية واإلدارية‪ ،409‬مالم يوجد نص خاص يحدد التبليغ بطريقة‬
‫معينة‪ ،410‬أو كانت تلك األحكام تتعـارض مع طبيعة التلبيغ وخصوصيتـه‪ 411‬وسريان القرار عن طريق‬
‫اإلعالن‪ ،412‬وترتيب البطالن عن عدم التبليغ الصحيح‪ ،413‬والعلم اليقيني بالقرار‪ ،‬بما يفيد حصول‬
‫المعني باألمر على علم تام يقيني بفحوى المقرر وأسبابه‪ ، 414‬والمنتج آلثاره المـسطرية فيما يتعلق بسريان‬
‫‪415‬‬
‫أجل الطعن‪ ،‬بما يشترط فيه أن يكون حقيقيا وتاما وشامال لفحوى القرار المطعون فيه شكال ومضمونا‬
‫وأن العلم اليقيني بالمقرر المطعون فيه يقوم مقام التبليغ‪.416‬‬
‫ووجوب تعليل القرار أي اإلفصاح كتابة في صلب القرار عن األسباب القانونية والواقعية التي قادت‬
‫اإلدارة إلى إصدار قراره ما عدا الحاالت التي يعفيها القانون صراحة من ذلك‪ ،‬حيث إن تعليل القرارات‬
‫اإلدارية يعتبر من النظام العام ويمكن للمحكمة أن تثيره تلقائيا‪.417‬‬
‫لكن رغم ذلك تسجل الكثير ممن النقائص في مجاالت كثيرة تحتاج إلى تدخل المشرع لسن القاعدة‬
‫القانونية المناسبة لها على مستوى تبيان كيفية التظلم منها‪ ،‬وهذا القصور يسجل على مستويين ‪:‬‬
‫القرارات اإلدارية المرتبطة بمجال ممارسة الحريات العامة‪ ،‬وهنا تكون الحاجة ماسة إلى إرساء‬ ‫‪-‬‬
‫تظلم فعال‪ ،‬إذ ال نجد قرارات نوعية للقضاء اإلداري المغربي‪ ،‬حتى أنه في أحد األحكام قام بتوصيف‬
‫تصرف اإلدارة بوضع رجال شرطة مدنيين أمام بيت أحدهم كونه "إجراء إداريا"‪ ،‬واستعمل عبارة‬
‫غامضة وغير مفهومة "حتى ولو سلمنا‪ .418 "...‬علما أن اإلجراء هو غير القرار اإلداري الذي يخاصم‬
‫من خالله المعني باألمر مشروعيته أو مالءمته‪.‬‬

‫‪ 409‬المحكمة اإلدارية بالرباط حكم رقم ‪ 312 :‬بتاريخ ‪ 24 :‬محرم ‪ ، 1427‬موافق ل ‪ 23‬فبراير ‪ 2006‬ملف رقم‪،323/1/04 :‬‬
‫متوفر على البوابة القانونية والقضائية لوزارة العدل مجموعة قرارات ‪ ،2006‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.aspx‬‬
‫‪ 410‬الحكم السابق‪.‬‬
‫‪ 411‬الحكم السابق‪.‬‬
‫‪ 412‬محكمة النقض‪ ،‬القرار ‪ 2‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬يناير ‪ ،1990‬الملف اإلداري ‪ ، 88/8419‬متوفر ضمن اجتهادات محكمة النقض‬
‫‪ ، http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.4824‬‬
‫‪ 413‬القرار السابق‪.‬‬
‫‪ 414‬محكمة النقض‪ ،‬الحكـم اإلداري عدد ‪ 31‬الصادر في ‪ 6‬جمادى األولى ‪ 1390‬موافق ل ‪ 10‬يوليوز ‪ 1970‬متوفر ضمن اجتهادات‬
‫محكمة النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.1573‬‬
‫‪ 415‬محكمة النقض‪ ،‬قـرار عـدد ‪ 1033‬المؤرخ في ‪ 13:‬أكتوبر ‪ 2004‬الملف اإلداري عدد‪ /4/1/2001 :‬متوفر ضمن اجتهادات‬
‫محكمة النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.8405‬‬
‫‪ 416‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم اإلداري عدد ‪ 23‬الصادر في ‪ 2‬ربيع النبوي ‪ 1390‬موافق ل ‪ 8‬مايـو ‪ ،1970‬متوفر ضمن اجتهادات‬
‫محكمة النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.1521‬‬
‫‪ 417‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكـم رقم ‪ 236‬ملف عــدد‪ 20006 -0037 :‬غ بتاريخ‪ 29 :‬ذو القعدة ‪ 1427‬موافق ل ‪ 28‬دجنبر‬
‫‪ ،2006‬متوفر على موقع االجتهاد القضائي المغربي ‪ ،http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.652‬‬
‫‪418‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عـدد‪ 816 :‬المؤرخ في‪ 21:‬يونيو‪ ،2001‬الملف اإلداري عدد‪ ،10136/92-10137-10135 :‬متوفر‬
‫ضمن اجتهادات محكمة النقض ‪ http://www.juris.courdecassation.ma/‬تحت رقم ‪.7823‬‬

‫‪143‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫وقد اكتفى القضاء اإلداري المغربي بتكييف كل عمل مادي تنفيذي غير مشروع ماس بالملكية‬
‫الخاصة أو بالحريات العامة أو بحقوق األفراد صادر عن سلطة إدارية في غير حالة الضرورة أو‬
‫الظروف االستثنائية على أنه اعتداء مادي‪ .419‬بما يفيد إمكانية لجوء المعنيين باألمر إلى القاضي‬
‫االستعجالي‪.‬‬
‫وهناك أحكام كثيرة في هذا الشأن‪ ،‬بما يطرح السؤال عن إمكانية ممارسة التظلم اإلداري على مستوى‬
‫القرارات اإلدارية المرتبطة بمجال ممارسة الحريات العامة‪ ،‬أو االكتفاء باللجوء إلى القضاء االستعجالي‬
‫في ارتباط بالفصل ‪ 19‬من القانون رقم ‪ ،42090.41‬وذلك فيما يتعلق باألعمال المادية لإلدارة دون‬
‫القرارات الماسة بالحقوق والحريات‪.‬‬
‫وهنا تقول المحكمة اإلدارية للدار البيضاء إن " من المسلم به أن القضاء اإلداري فرق في أعمال‬
‫اإلدارة بين محل العمل القانوني الذي يكمن في ترتيب أثر قانوني معين‪ ،‬ومحل العمل المادي الذي يكون‬
‫مجرد نتيجة واقعية مادية غير مؤثرة في المراكز القانونية التي تتصل بها‪ 421".‬أي أن " القرار الواجب‬
‫فيه الطعن باإللغاء هو الذي يكون بطبيعته من األعمال القانونية أي من شأنه إحداث أثر قانوني ملزم‬
‫بشأن المخاطبين بأحكامه بمجرد صدوره‪ ،‬وحتى نفاده" و من شأن هذا الشرط "التمييز بين القرارات‬
‫اإلدارية واألعمال المادية التي ال ترتب بذاتها آثارا قانونية‪ ،‬فاالختالف قائم بين المسألتين ومحلهما الذي‬
‫يكون في القرار اإلداري حالة قانونية‪ ،‬وفي العمل المادي نتيجة واقعية أو إجراء مثبت لها دون أن يقصد‬
‫به تحقيق آثار قانونية‪"..‬‬
‫‪ -‬القرارات التي تكتسي طابعا إجرائيا ضبطيا يرتبط بمجموع تدخالت ونشاطات اإلدارة التي ترمي‬
‫عن طريق اتخاذ عدة إجراءات تنظيمية وفردية إلى الحفاظ على النظام العام بمدلوالته الثالث ‪ :‬األمن‬
‫السكينة‪ ،‬الصحة العامة‪ .‬وهو المجال الخصب الذي تمارس فيه اإلدارة سلطاتها التقديرية إذ تملك التدخل‬
‫كلما قدرت وقوع إخالل بالنظام العام‪ ،‬وهنا الحاجة ماسة أيضا إلى إرساء صيغة لتظلم فعال‪.‬‬
‫ونورد حكما للمحكمة اإلدارية للدار البيضاء اعتبرت أن العامل في إطار سلطة الضبط اإلداري هو‬
‫مكلف قانونا بضمان سالمة األرواح والممتلكات‪ ،‬والحفاظ على أمن وطمأنينة السكان‪ ،‬وله حق الحد من‬

‫‪ 419‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف رقم ‪ 2005/761‬غ بتاريخ ‪ 7‬شوال ‪ 1427‬موافق ‪ 30‬أكتوبر ‪ ،2006‬متوفر على موقع‬
‫االجتهاد القضائي المغربي‪ http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.3607‬‬
‫‪ 420‬اعتبر األستاذ الحسين سرحان أن إسناد االختصاص للمحاكم اإلدارية برفع االعتداء المادي هو في حد ذاته تأويل جديد للمادة‬
‫‪ 19‬من القانون المحدث للمحاكم اإلدارية‪ ،‬حيث أضاف إلى االختصاص المنصوص عليه بصراحة من طرف المشرع في مسطرة‬
‫االستعجال اإلداري والمتعلق بنزع الملكية والمتابعات الجبائية‪ ،‬اختصاص آخر يتعلق بالنظر في دعوى االعتداء المادي‪ ،‬وبذلك‬
‫يكون االجتهاد القضائي قد خرج بالمادة ‪ 19‬من مفهومها الضيق إلى تأويل شامل أضاف عنصرا قضائيا جديدا لمسطرة االستعجال‬
‫اإلداري‪.‬‬
‫‪ 421‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء ملف رقم ‪ 2004/536 :‬غ‪ ،‬بتاريـخ ‪ 11‬ماي ‪ ، 2005‬متوفر على موقع االجتهاد القضائي‬
‫المغربي‪ http://www.jurisprudencemaroc.com/‬تحت رقم ‪.4320‬‬

‫‪144‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫ بما يطرح السؤال عن التظلم‬.‫ واتخاذ كافة التدابير لسالمة الجميع‬،‫الحرية الشخصية لفائدة حرية الجميع‬
‫ وهو ما قام به الطاعن نفسه في نفس القضية سواء إلى عامل اإلقليم‬،‫اإلداري من قرارات تمس حريته‬
.422‫أو إلى وزير الداخلية ودون أن يكون هناك أي جواب عن تظلمه‬
‫ تحتاج إلى‬،‫كما أن بعض القواعد القانونية التي أنشأها االجتهاد القضائي الفرنسي في قضايا متعددة‬
‫ " أن لكل ذي‬:‫ حيث أكد مجلس الدولة الفرنسي‬423Despujol ‫ من مثل ما جاء في قضية‬،‫اإلخذ بها‬
‫ أن يقدم طلبا في أي وقت إلى‬،‫مصلحة في حالة زوال الظروف التي بررت قانونا إصدار الالئحة البلدية‬
‫ يطعن في قرار الرفض الصريح‬،‫ وفي حالة رفضه طلبه‬،‫ يطلب بموجبه تعديل أو إلغاء الالئحة‬،‫العمدة‬
‫ حيث ألزم‬،Leboucher et Tarandon424 ‫ وقراره في قضية‬،"...‫أو الضمني أمام مجلس الدولة‬
‫ب يرمي إلى إلغاء النص‬
ٍ ‫ باالستجابة لكل طل‬،‫واضع النص التنظيمي غير المشروع أو رئيسه التسلسلي‬
‫ في حالة إذا على‬Alitalia425 ‫ وقرار مجلس الدولة الفرنسية في قضية‬،‫التنظيمي غير المشروع‬

‫ متوفر على موقع‬، 2004 ‫ أكتوبر‬20 ‫ موافق‬1425 ‫ رمضان‬4 ‫ غ بتاريخ‬3/2004 ‫ ملف‬، ‫ المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‬422
.3296 ‫ تحت رقم‬http://www.jurisprudencemaroc.com/‫االجتهاد القضائي المغربي‬
423
Il appartient à tout intéressé, dans le cas où les circonstances qui ont pu motiver légalement un
arrêté municipal ont disparu, de saisir à toute époque le maire d'une demande tendant à la
modification ou à la suppression du règlement et de se pourvoir ensuite contre le refus ou le silence
du maire devant le Conseil d'État, - mais s'il entend former un recours direct en annulation du
règlement lui-même, il doit présenter ce recours dans le délai de deux mois à partir de la publication,
soit de l'arrêté attaqué, soit de la loi qui serait venue ultérieurement créer une situation juridique
nouvelle ; n'a pas créé une situation de cette nature et n'a pas en conséquence ouvert à nouveau le
délai du recours pour excès de pouvoir contre un arrêté municipal relatif au stationnement des
voitures sur la voie publique, la loi du 13 août 1926 autorisant les communes et les départements à
établir des taxes.
Légalité en raison de l'afflux des touristes venant visiter un château historique dans la localité et du
nombre et de la durée prolongée des stationnements effectués par les voitures dont s'agit,
stationnements excédant dès lors l'usage normal du domaine public.
Un requérant non habitant d'une commune mais ayant fait l'objet d'un procès-verbal pour infraction
à un règlement municipal est dès lors recevable à demander l'annulation pour excès de pouvoir dudit
règlement. Le recours contre l'ancienne délibération conserve son intérêt.
424
Conseil d’État, 12 mai 1976, n° 96436, Leboucher et Tarandon, Identifiant Légifrance :
CETATEXT000007652360.
« L'auteur d'un règlement illégal ou son supérieur hiérarchique, saisi d'une demande tendant à
l'abrogation de ce règlement, est tenu d'y déférer. À défaut d'une demande en ce sens, il peut à tout
moment en décider l'abrogation, sans que la décision qu'il prend à cet effet puisse être utilement
contestée par des moyens tirés de son incompétence ou d'un vice de forme ou de procédure
425
Conseil d'État, 3 février 1989, n° 74052, Identifiant Légifrance : CETATEXT000007641393.
« L’autorité compétente, saisie d'une demande tendant à l'abrogation d'un règlement illégal, est tenu
d'y déférer, soit que ce règlement ait été illégal dès la date de sa signature (1), soit que l'illégalité
résulte de circonstances de droit ou de fait postérieures à cette date. Illégalité, par suite, de la décision
implicite du Premier ministre rejetant la demande dont il était saisi sur le fondement des dispositions
de l'article 3 du décret du 28 novembre 1983 qui s'inspire de ce principe, et tendant à l'abrogation
des dispositions codifiées sous les articles 230, 236 et 238 de l'annexe II au code général des impôts
dans la mesure où ces dispositions sont contraires aux objectifs définis par la sixième directive du

145
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

‫ فإن اإلدارة ملزمة بأن تستجيب لهذا‬، ‫"السلطة المختصة طلب بهدف إلغاء قرار تنظيمي غير مشروع‬
‫ أو ألن عدم الشرعية إنما نتجت‬،‫ سواء كان هذا القرار التنظيمي غير مشروع من تاريخ صدوره‬،‫الطلب‬
‫ وفـي حـال الـرفض الصريح أو الضمني للطلب‬. "‫عن ظروف قانونية أو مادية الحقة على هذا التاريخ‬
Bunoz ‫لصاحب المصلحة أن يلجأ إلى القاضي اإلداري كما جاء في قرار لمجلس الدولة في قضية‬
426
.‫حيث أن تجاوز صمت اإلدارة أربعة أشهر‬
‫وقد تم تدوين هذه القواعد القانونية الجديدة وغيرها ضمن مدونه العالقات بين اإلدارة والمواطن‬
ً ‫ حيث أجاز لإلدارة بموجبها تعديل أو إلغاء أي قرار تنظيمي أو غير تنظيمي ال ينشئ حقوقا‬،‫الفرنسي‬
‫ كما أجاز لإلدارة أن تلغي صراحة أي قرار تنظيمي غير مشروع أو‬،‫ألي سبب وبدون شرط اآلجال‬
‫غير ذي موضوع سواء كان هذا الوضع موجودًا منذ سنّه أو كنتيجة لظروف قانونية أو واقعية الحقة‬
‫ كما أجاز لها أن تلغي صراحة أي‬،l'illégalité ait cessé427 ‫باستثناء لو أن عدم الشرعية قد توقفت‬
‫قرار غير تنظيمي ال ينشئ حقوقًا وأصبح غير مشروع أو بدون موضوع بسبب ظروف قانونية أو‬
‫ وبالنسبة لسحب القرارات التنظيمية أو غير‬.‫ باستثناء لو أن عدم الشرعية قد توقفت‬،‫واقعية بعد سنّه‬

17 mai 1977 du Conseil des Communautés européennes ou sont devenues incompatibles avec lesdits
objectifs .
L'autorité compétente, saisie d'une demande tendant à l'abrogation d'un règlement illégal, est tenu
d'y déférer, soit que ce règlement ait été illégal dès la date de sa signature, soit que l'illégalité résulte
de circonstances de droit ou de fait postérieures à cette date… »
426
Conseil d'État, le 23 juin 1989, n° 101894, Identifiant Légifrance : CETATEXT000007750096.
‫ القرار الضمني الناجم عن الصمت الذي استمر ألكثر من أربعة أشهر من قبل رئيس االتحاد الفرنسي لكرة السلة بناء على‬:2 ‫المادة‬
‫ حيث يحكم حالة الالعبين‬1986 ‫ عام‬.‫ فبراير‬22 ‫ من الالئحة الصادرة في‬1-7 ‫ إللغاء المادة‬BUNOZ ‫طلب السيد بونوز‬
.‫المتجنسين لمدة أقل من ثالث سنوات يتم إلغاؤه‬
‫ وإلى لجنة األندية رفيعة المستوى وإلى وزير‬، ‫ وإلى االتحاد الفرنسي لكرة السلة‬،‫ سيتم إبالغ هذا القرار إلى السيد بونوز‬:3 ‫المادة‬
.‫الدولة ووزير التعليم الوطني والشباب والرياضة‬
« Article 2 : La décision implicite née du silence gardé pendant plus de quatre mois par le président
de la fédération française de basket-ball sur la demande de M. BUNOZ tendant à l'abrogation de
l'article 7-1 du règlement du 22 février 1986 en tant qu'il régit le cas des joueurs naturalisés depuis
moins de trois ans est annulée.
Article 3 : La présente décision sera notifiée à M. BUNOZ, à la fédération française de basket-ball,
au comité des clubs de haut niveau et au ministre d'État, ministre de l'éducation nationale, de la
jeunesse et des sports. »
427
L. 243-1 ORDONNANCE n°2015-1341 du 23 octobre 2015 - art. - NOR: PRMX1516009R
« Un acte réglementaire ou un acte non réglementaire non créateur de droits peut, pour tout motif et
sans condition de délai, être modifié ou abrogé sous réserve, le cas échéant, de l'édiction de mesures
transitoires dans les conditions prévues à l'article L. 221-6.
L. 243-2 ORDONNANCE n°2015-1341 du 23 octobre 2015 - art. – NOR : PRMX1516009R
« L'administration est tenue d'abroger expressément un acte réglementaire illégal ou dépourvu
d'objet, que cette situation existe depuis son édiction ou qu'elle résulte de circonstances de droit ou
de fait postérieures, sauf à ce que l'illégalité ait cessé. L'administration est tenue d'abroger
expressément un acte non réglementaire non créateur de droits devenu illégal ou sans objet en raison
de circonstances de droit ou de fait postérieures à son édiction, sauf à ce que l'illégalité ait cessé »

146
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫التنظيمية غير المنشئة للحقوق‪ ،‬فقد أجاز المشرع الفرنسي هذا السحب في حالة إن كانت هذه القرارات‬
‫‪428‬‬
‫غير شرعية‪ ،‬ويحدث السحب ‪ Retrait‬في غضون أربعة أشهر من سنه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييم من حيث تنويع العرض القانوني‬

‫إن هذا التنويع الذي جاء في مجمله مباشرة بعد دستور ‪ ،2011‬بعد تشخيص متكرر ألعطاب اإلدارة‬
‫المغربية المتكرر في ضوء الخطابات الملكية‪ ،‬وفي ضوء التقارير الدولية أو تقارير المؤسسات الوطنية‬
‫نفسها‪ ،‬ال يمكن أن تنتج آثارا فورية‪ ،‬إذ دخلت معظم هذه اآلليات حيز التنفيذ بعيد صدور مجموعة من‬
‫القوانين التنظيمية‪ ،‬خصوصا على مستوى الشكايات اإللكترونية والمرسوم المؤطر لها والذي صدر سنة‬
‫‪ ،2016‬وعلى مستوى تخويل أفراد القوات المسلحة الحق في التظلم ارتباطا بالمادة ‪ 11‬من القانون‬
‫رقم ‪ 01.12‬المتعلق بالضمانات األساسية الممنوحة للعسكريين بالقوات المسلحة الملكية‪ ،‬الذي صدر سنة‬
‫‪ 2012‬ارتباطا بالفصل ‪ 91‬و‪ 92‬من نظام االنضباط العام في حظيرة القوات المسلحة وارتباطا أيضا‬
‫بالمادة ‪ 48‬من النظام األساسي الخاص بضباط القوات المسلحة الملكية الذي صدر سنة ‪ ،2013‬والذي‬
‫أحال على المادة ‪ 11‬من القانون السالف الذكر‪ ،‬ورغم العمل على توحيد نفس المسطرة المتعلقة بالشكايات‬
‫لبعض األنواع منها‪ ،‬ونموذجها القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية وهي المتمثلة في القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬والقانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‬
‫والقانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬والتي صدرت جميعها في الجريدة الرسمية بتاريخ‬
‫‪ 7‬يوليوز ‪ ،2015‬واعتمدت نفس المسطرة فيما يتعلق بالشكايات على مستوى الجهات كما على مستوى‬
‫الجماعات الترابية األخرى وعلى مستوى الصفقات العمومية حيث تمت إعادة النظر في المرسوم المنظم‬
‫للصفقات العمومية سنة ‪ ،2013‬ثم المرسوم رقم ‪ 2.14.867‬الذي صدر أيضا بتاريخ ‪ 21‬شتنبر ‪2015‬‬
‫المتعلق باللجنة الوطنية للطلبيات العمومية واختصاصاتها ثم دفتر الشـروط العامة الذي صدر سنة‬
‫‪ 2016‬والذي يلغي المرسوم القديم رقم ‪ 2-99-1087‬الذي صودق عليه بتاريخ ‪ 4‬ماي ‪.2000‬‬
‫ورغم ذلك كان تقييم التظلم اإلداري من طرف الملك في خطابه بمناسبة افتتاح البرلمان بتاريخ ‪14‬‬
‫أكتوبر ‪ 2016‬سلبيا‪ ،‬حيث وجه نقدا شديدا لإلدارة في عالقتها بالمواطن وتظلماته وشكاياته‪ .‬ورغم هذه‬

‫‪428‬‬
‫‪L. 243-3 ORDONNANCE n°2015-1341 du 23 octobre 2015 - art. – NOR : PRMX1516009R‬‬
‫‪« L'administration ne peut retirer un acte réglementaire ou un acte non réglementaire non créateur‬‬
‫» ‪de droits que s'il est illégal et si le retrait intervient dans le délai de quatre mois suivant son édiction.‬‬
‫‪L. 243-4 ORDONNANCE n°2015-1341 du 23 octobre 2015 - art. – NOR : PRMX1516009R‬‬
‫‪« Par dérogation à l'article L. 243-3, une mesure à caractère de sanction infligée par l'administration‬‬
‫» ‪peut toujours être retirée.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫اإلصالحات على المستوى القانوني والمؤسساتي‪ ،‬فقد شمل النقد عدم تجاوب اإلدارة مع تظلمات‬
‫المواطنين‪ ،‬وهو ما أكدته مؤسسة الوسيط في تقاريرها الرسمية عن واقع اإلدارة المغربية‪.‬‬
‫وإ ن كان على مستوى الكم يظهر أن األمر يتعلق فعال بأزمة تظلم عام‪ ،‬وأن عدد الشكايات الكبير‬
‫على كل المستويات يطرح إشكالية غياب قانون يعيد تأطير التظلم اإلداري ويقوم بترسيم صيغة جديدة‬
‫لتظلم فعال‪ ،‬وربطه بالقوانين المتعلقة بالمحاكم اإلدارية ومحكمة النقض وبدستور ‪.2011‬‬
‫وعلى مستوى الشكايات اإللكترونية مثال بلغ مجموعها ‪ 14592‬ما بين ‪ 1‬يناير ‪ 2018‬إلى غاية ‪15‬‬
‫مارس ‪ 2018‬لم تعالج منها غير ‪ 57.28‬في المئة‪ .429‬أي أنه في ظرف ثالثة أشهر فقط على انطالقة‬
‫تجربة الشكايات اإللكترونية وصل هذا الرقم إلى ما وصل إليه‪.‬‬
‫إن اإلشكال أعمق من تنويع في طرق ممارسة التظلم اإلداري أو الشكايات‪ ،‬بل عن مدى فعالية هذه‬
‫التنويعات في االستجابة لتطلعات المواطنين‪ ،‬وعلى سبيل المثال في مجال الضرائب‪ ،‬وصلت عدد‬
‫المطالبات بشأنها في سنتي ‪ 2004‬و‪ 2005‬مجتمعتين ما مجموعه ‪ 2134‬مطالبة‪ ،‬لترتفع في سنة ‪2016‬‬
‫إلى ‪ 90‬ألف مطالبة‪ ،‬وإن قالت اإلدارة أنها قامت بتصفية وحل أزيد من ‪ 80‬في المئة من هذه الشكايات‬
‫لكن هل فعال يتعلق األمر بمطالبات أو طلبات استعطافية تهم فوائد التأخير والغرامات‪ ،‬وهل أنصفت‬
‫فعال المتظلمين‪ ،‬الذين يميلون إلى التسويات الودية حتى على مستوى أغلب اإلدارات بما يخفي أزمة‬
‫اإلدارة المغربية‪ ،‬وبحكم العدد القليل من القضايا التي تصل القضاء‪ ،‬والذي ال يسمح بظهور اجتهاد‬
‫قضائي نوعي متعلق بالطعون والتظلمات والشكايات والمطالبات اإلدارية؟‬
‫وحتى مع هذا العدد القليل من القضايا التي توضع أمام القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬فهذا األخير يتشدد‬
‫في الشكل‪ ،‬بما يدفع نحو رفض عدد مهم من الطلبات‪.‬‬
‫ويمكن القول عن هذه النسبة القليلة من التظلمات التي تصل إلى القضاء إلى أنها راجعة إلى‪:‬‬
‫▪غياب الثقافة القانونية لدى المواطن‪ ،‬بما يجعله يلتجأ إلى الصلح أو الرشوة وكل الطرق غير‬
‫القانونية لحسم الموقف لصالحه‪ ،‬حيث أن بعض الموظفين واإلدارات ليس في صالحهم حل تظلمات‬
‫المواطنين‪.‬‬
‫▪ تفضيل الحلول السهلة للمتظلمين واللجوء إلى السماسرة والوسطاء لقضاء األغراض اإلدارية‪.‬‬
‫▪ البعد السيكولوجي حاضر في ذهنية المواطن المغربي‪ ،‬ومخاصمة القرار اإلداري تعني بالنسبة له‬
‫مخاصمة الدولة بما يعني له مخاصمة الملك وإدارته‪.‬‬

‫‪ 429‬موقع شكايتي على الساعة ‪ 19.48‬بتاريخ ‪ 15‬مارس ‪:2018‬‬


‫‪https://www.chikaya.ma/?page=reclamation.Statistiques‬‬

‫‪148‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫▪ انعدام الضمانات القضائية وأزمة تنفيذ األحكام وتكاليف الدعوى اإلدارية‪ ،‬رغم مجانية دعوى‬
‫اإللغاء‪ ،‬فالمقدم على ممارسة الطعن القضائي ملزم بإلزامية تعيين محامي وأداء أتعابه وأتعاب كل شخص‬
‫مرتبط بمهنة من مهن العدالة‪ ،‬وحاجته إلى اإلثبات‪ ،‬باإلضافة إلى بعد المحاكم اإلدارية عن مقرات‬
‫سكنى المتظلمين‪ ،‬أضف إلى ذلك أن القضاء المغربي يتشدد في المسطرة ( الصفة والمصلحة‬
‫والوثائق‪ ،)...،‬كما أن هناك تناقضات كثيرة تطبع عمل المحاكم اإلدارية‪" ،‬إذ كل محكمة إدارية تخلق‬
‫توجها خاصا بها يتميز ويختلف عن األخرى‪ ،‬واألمثلة عن هذه الظاهرة تطال قواعد مسطرية وموضوعية‬
‫‪430‬‬
‫بالغة األهمية‪( :‬مسطرة التظلم اإلداري‪ ،‬انعقاد االختصاص للقضاء االستعجالي‪")...‬‬
‫المالحظ أيضا‪ ،‬هو غياب الخيط الناظم بين مختلف اآلليات القانونية لحل المنازعات اإلدارية والتي‬
‫تبقى غير كافية‪ ،‬في ظل عدم كفاية النصوص المؤطرة للشكايات والمطالبات والتظلمات بصفة عامة في‬
‫تطبيع العالقة بين المواطن واإلدارة‪ ،‬وإن بعضها أتى في سياق ظرفي‪ ،‬بعد االنتقاد الملكي الشديد‬
‫اللهجة لإلدارة المغربية‪ ،‬وأن هناك تناقض وتشتت وغموض لمجموع المواد المؤطرة لتظلمات المرتفقين‬
‫وشكاياتهم‪ ،‬وأن هناك حاجة ملحة إلعادة النظر في هذه الترسانة القانونية برمتها‪ ،‬أسوة بالمشرع‬
‫الفرنسي الذي اضطر في النهاية إلى إصدار قانون نوعي يؤطر العالقة بين اإلدارة والمواطـن‬
‫»‪ « Code des relations entre le public et l'administration‬والذي دخل حيز التنفيذ في فاتح‬
‫يناير عام ‪ ، 2016‬و يحتوي على القواعد العامة المتعلقة باإلجراءات اإلدارية غير النزاعية التي تحكم‬
‫العالقات بين العموم واإلدارة‪ ،‬في أوسع تجلياتها‪ ،‬وهي مدونة تجمع األحكام التي تنظم العالقات بين‬
‫العموم في مفهومه الواسع (المواطن‪ ،‬والمقاوالت ) واإلدارة الفرنسية‪ .‬انطالقا من روح المرسوم رقم‬
‫‪ 2015-1341‬من ‪ 23‬أكتوبر ‪ 2015‬والمرسوم رقم ‪ 1342-2015‬الذي صدر في نفس اليوم‪ .‬علما أن‬
‫مجموعة دول اتجهت نحو سن قانون اطار لضبط العالقة بين المرتفق واإلدارة أسوة بمجموعة دول كانت‬
‫‪431‬‬
‫سباقة إلى هذه الفكرة‪.‬‬

‫المجموع‬ ‫طعون مقدمة من إدارة الضرائب‬ ‫طعون مقدمة من دافعي الضرائب‬

‫‪1522‬‬ ‫‪266‬‬ ‫‪1286‬‬ ‫‪2004‬‬


‫‪1620‬‬ ‫‪305‬‬ ‫‪1620‬‬ ‫‪2005‬‬

‫‪ 430‬نجيب البقالي‪ ،‬منازعات الوعاء الضريبي أمام القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.75‬‬
‫‪ 431‬اعتمدت البلدان األوروبية األخرى تدريجيا قانونا عاما أو قانونا لإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وال سيما النمسا في عام ‪ ،1925‬وبولندا‬
‫وتشيكوسلوفاكيا في عام ‪ ،1928‬والمجر عام ‪ ،1957‬إسبانيا عام ‪ ،1958‬سويسرا عام ‪ ،1969‬ألمانيا عام ‪ ،1976‬لوكسمبورغ‬
‫عام ‪ ،1978‬إيطاليا عام ‪ ،1990‬هولندا عام ‪ ،1994‬اليونان عام ‪...1999‬‬

‫‪149‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪432‬‬
‫المصدر‪ :‬تقرير المديرية العامة للضرائب لسنة ‪2005‬‬

‫عدد الطعون القضائية‬ ‫مخزون نهاية السنة من الشكايات‬ ‫عدد الشكايات المعالجة‬
‫‪2727‬‬ ‫‪32104‬‬ ‫‪74988‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪3177‬‬ ‫‪29380‬‬ ‫‪75708‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪3528‬‬ ‫‪16360‬‬ ‫‪87673‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪4061‬‬ ‫‪7896‬‬ ‫‪90843‬‬ ‫‪2016‬‬
‫المجموع‬ ‫طعون مقدمة من إدارة‬ ‫طعون مقدمة من دافعي الضرائب‬
‫الضرائب‬
‫‪74653‬‬ ‫‪2015‬‬
‫‪82352‬‬ ‫المجموع‬

‫أمام محكمة النقض‬ ‫أمام محاكم االستئناف‬ ‫الطعون القضائية أمام المحاكم اإلدارية‬

‫‪249‬‬ ‫‪ 1179‬أمام محكمتي الرباط‬ ‫‪2432‬‬ ‫‪2015‬‬


‫ومراكش‬
‫‪247‬‬ ‫‪2635‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪% 30+‬‬ ‫‪2753‬‬ ‫‪2110‬‬ ‫الطعون أمام اللجان المحلية‬


‫‪% 45 +‬‬ ‫‪718‬‬ ‫‪495‬‬ ‫الطعون أمام اللجنة الوطنية‬

‫‪432‬‬
‫‪Direction Générale des Impôts, rapport d’activité 2005 p.19‬‬
‫‪https://portail.tax.gov.ma/wps/wcm/connect/b41cb946-c50a-4ce7-9a10-‬‬
‫‪32186fc55cbc/rapport_activite_2005_vf.pdf?MOD=AJPERES&CACHEID=b41cb946-c50a-4ce7-‬‬
‫‪9a10-32186fc55cbc‬‬

‫‪150‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫في نهاية هذه الدراسة‪ ،‬وبعد االطالع على النصوص واألحكام والقرارات القضائية الوطنية‬
‫والمقارنة‪ ،‬ال بد من طرح مسألة غاية في األهمية تتجلى في مدى نجاح التظلم اإلداري في حل المنازعات‬
‫اتساقا مع باقي اآلليات المتعلقة بحل المنازعات اإلدارية بغير الطريق القضائي‪ ،‬في اتجاه الحل الودي‬
‫الذي هو الغاية المتوخاة من سن المشرع ألغلب مساطر التظلم اإلداري‪ ،433‬سواء قبل دستور ‪ 2011‬أو‬
‫بعده حيث تمت دسترة التظلم اإلداري‪.‬‬
‫سيكون الجواب بطبيعة الحال سلبيا‪ ،‬في ظل انتقاد أعلى سلطة في البلد لإلدارة ومنذ ‪ 1999‬إلى غاية‬
‫اليوم لطرق اشتغال اإلدارة‪ ،‬وطريقة تعاملها مع المواطن وطريقة تعاملها مع تظلمات وشكايات المرتفقين‬
‫وتقارير مؤسسة الوسيط‪ ،‬وحتى اآلليات تبدو ظرفية ومرحلية في ظل عدم وجود نظام قانوني متماسك‬

‫‪ 433‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف عدد ‪ 2005/516‬غ‪ ،‬بتاريخ ‪ 09‬رمضان ‪ 1427‬موافق ل ‪ 2‬أكتوبر ‪. 2006‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ووحدة مفاهيمية وخيط ناظم بين هذه اآلليات‪ ،‬حيث إنها تتسم بالظرفية والمرحلية وغياب تصور بعيد‬
‫المدى‪.‬‬
‫إن المسألة ليست مخاصمة قرار إداري ضمن مبدأ شرعية‪ ،‬ولكن المسألة تتعلق بمواطن في‬
‫خصومة مع إدارته‪ ،‬وإدارة في خصومة مع مرتفقيها‪.‬‬
‫حيث إن آليات وثقافة الحوار مغيبة بين اإلدارة والمرتفق‪ ،‬في غياب أقسام تواصل وغياب عنصر‬
‫بشري يتقن لغة التواصل‪ ،‬كما أنه سيكون من األفيد أن يتم دمج وجود أقسام أو مصالح المنازعات أو‬
‫الشؤون القانونية مع األقسام المتعلقة بالتواصل لو وجدت‪ ،‬إذ أن آلية التظلم اإلداري ليست قانونية فحسب‬
‫ولكن فرصة للحوار واإلقناع بين إدارة تبحث عن صفة "القرب" وبين مواطن يبحث عن إدارة‬
‫"اإلصغاء واإلقناع والحوار"‪ ،‬وكما يقال في الثقافة السنغالية‪:‬‬
‫‪« Il n’y a pas deux personnes qui ne s’entendent pas, il y a seulement deux‬‬
‫» ‪.personnes qui n’ont pas discutés‬‬
‫إن الحاجة ملحة ألن تتفهم اإلدارة أن التظلم اإلداري هو آلية تخصها وهي معزولة عن الطعن‬
‫القضائي‪ ،‬وإن اإلدارة ال تنتج قرارات وعقودا ولكن عدالة إدارية‪ ،‬وثقـافة وتقاليد إدارية‪ ،‬ومن أهمها‬
‫قدرتها على اإلنصات لتظلمات المرتفقين‪ ،‬والجواب عنها هو مصدر قوة لإلدارة وليس مصدر ضعف‬
‫كما أن هناك حاجة ملحة لقانون إطار يؤطر ويضبط العالقة بين المواطن واإلدارة ويحد من السلطة‬
‫التقديرية لإلدارة ويمأل الفراغ في هذا المجال‪ ،‬إذ ال يمكن أن تشتغل اإلدارة بدون دليل قانوني‪ ،‬أو أن‬
‫تشتغل كل إدارة حسب تأويلها للقانون أو مذكرات ونشرات داخلية‪.‬‬
‫وبنود هذه المدونة التي تؤطر العالقة بين المواطنين واإلدارة‪ ،‬هي موزعة على مجموعة من‬
‫المدونات والنصوص والمناشير والمراسيم والقرارات الوزارية‪ ،‬وهناك ضرورة حتمية لتجميعها‪ ،‬بما‬
‫يسهل على اإلدارة عملها في هذا المجال‪ ،‬وهناك حاجة لدليل مبسط يكون رهن إشارة الموظف قبل‬
‫المرتفق‪ ،‬و يمكن تحميله من األنترنت بما يبسط آلية التظلم اإلداري ويحفز عليها‪ ،‬في مقابل تحفيز اإلدارة‬
‫نفسها على الجواب وعلى نشر القرارات غير المشروعة والتي قامت بإلغائها أو سحبها‪.‬‬
‫كما أنه على مستوى الشكايات اإللكترونية وجب إعادة النظر في هذا النوع من التظلمات‪ ،‬وربطه‬
‫بالتظلم اإلداري ضمن هذا القانون‪ ،‬وفي كونها في النهاية تظلما إداريا له خصوصيته‪ ،‬وال يمكن بأية‬
‫حال أن تكون آلية معزولة عنه‪ .‬كما أنها بشكلها الحالي امتداد لإلدارة القاضية التي أصبحت متجاوزة‬
‫وأن اإلشكال مطروح على مستوى اإلدارة المحلية أكثر منه على المستوى المركزي‪.‬‬
‫أيضا ال بد من انخراط المهن القضائية ومهن أخرى‪ ،‬مثل مهنة المفوضين القضائيين الذين يسمح‬
‫لهم في التشريع المقارن بإمكانية ممارسة مهمة الصلح‪ ،‬ونجده محتواه ضمن مرسوم فرنسي صدر سنة‬

‫‪152‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

-2012 ‫ من المرسوم رقم‬43 ‫ والتي تم تعديلها بموجب المادة‬435‫ بموجب المادة األولى منه‬،4341978
‫للعدالة‬ ‫موفـّق‬ ‫ الذي نص على إحداث منصب‬،4362012 ‫ فبراير‬20 ‫ الصادر بتاريخ‬66
‫ مكلف بمهمة البحث عن تسوية ودية للمنازعة وفق قواعد القانون المدني‬Conciliateur de Justice
‫ والذي يعين من قبل رئيس محكمة االستئناف أخذا بعين االعتبار‬،)‫(ويمكن توسيع مهامه إلى اإلداري‬
‫ وإمكانية تسميته موفق فخري لخمس سنوات ووفق نفس المسطرة وفق ما تنص المادة‬،‫رأي الوكيل العام‬
‫ أبريل‬26 ‫ الصادر بتاريخ‬514-2016 ‫ من المرسوم رقم‬22 ‫ والتي تم تعديلها بموجب المادة‬،‫الثالثة منه‬
‫ الصادر بالجريدة الرسمية‬1945 ‫ يناير‬12 ‫ أيضا مهنة الكتابة العمومية التي نظمها ظهير‬. 4372016
‫ والتي اشتغلت على تحرير شكايات يكون اتجاهها الوحيد‬،‫الملغى‬438 1945 ‫ يناير‬26 ‫ بتاريخ‬1653 ‫عدد‬
‫ على أن تكون شريكا في تحرير الشكايات وتلقيها وتحويلها نحو الجهة‬،‫هو ردهات المحاكم المختلفة‬
‫ وأنه باإلمكان إعادة تنظيم مهنة الكتابة العمومية وتأهيلها بما يخدم العالقة بين اإلدارة‬،‫المختصة‬

434
Décret n°78-381 du 20 mars 1978 relatif aux conciliateurs de justice.
435
« Il est institué des conciliateurs de justice, qui ont pour mission de rechercher le règlement
amiable, d'un différend dans les conditions et selon les modalités prévues au code de procédure
civile.
Les fonctions de conciliateur de justice sont exercées à titre bénévole.
Les conciliateurs de justice bénéficient d'une indemnité forfaitaire destinée à couvrir les menues
dépenses de secrétariat, de téléphone, de documentation et d'affranchissement qu'ils exposent dans
l'exercice de leurs fonctions. Cette indemnité est versée trimestriellement. Un arrêté conjoint du
garde des sceaux, ministre de la justice, et du ministre chargé du budget en fixe le montant. Le
premier président de la cour d'appel et le procureur général près ladite cour peuvent autoriser, sur
justificatifs, un dépassement de cette indemnité dans la limite fixée par ledit arrêté. »
436
Décret n° 2012-66 du 20 janvier 2012 relatif à la résolution amiable des différends, JORF n°0019
du 22 janvier 2012 page 1280, texte n° 9
437
Le conciliateur de justice est nommé, pour une première période d'un an par ordonnance du
premier président de la cour d'appel, après avis du procureur général, sur proposition du magistrat
coordonnateur des tribunaux d'instance. À l'issue de celle-ci, le conciliateur de justice peut, dans les
mêmes formes, être reconduit dans ses fonctions pour une période renouvelable de deux ans. Le
conseil départemental de l'accès au droit est informé de ces nominations.
Il peut être mis fin à ses fonctions avant l'expiration de leur terme par ordonnance motivée du premier
président, après avis du procureur général et du magistrat coordonnateur des tribunaux d'instance,
l'intéressé ayant été préalablement entendu.
Sur proposition du magistrat coordonnateur des tribunaux d'instance, le titre de conciliateur de
justice honoraire peut être conféré par le premier président, après avis du procureur général, au
conciliateur de justice qui a exercé ses fonctions pendant au moins cinq ans.
Les conciliateurs de justice honoraires sont tenus à la réserve qui s'impose à leur condition.
L'honorariat peut leur être retiré pour tout manquement à l'honneur, à la délicatesse ou à la dignité.
La décision de retrait est prise par ordonnance motivée du premier président de la cour d'appel, après
avis du procureur général et du magistrat coordonnateur des tribunaux d'instance, l'intéressé ayant
été préalablement entendu.
‫ (هناك مشروع قانون سيعوضه‬.38 ‫ ص‬،1945 ‫ يناير‬26 ‫ بتاريخ‬1683 ‫ الصادر بالجريدة الرسمية عدد‬1945 ‫ يناير‬12 ‫ ظهير‬438
.) 88 – 12 ‫وهو مشروع قانون وكالء األعمال محرري العقود ثابتة التاريخ رقم‬

153
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫والمرتفق بما فيها تحرير الشكايات اإللكترونية والكتابية‪ ،‬وتكوين هؤالء على مختلف اآلليات البديلة بما‬
‫فيها الطعون اإلدارية لحل مختلف النزاعات‪ ،‬وهو ما صار عليه المشرع التونسي من خالل قانون‬
‫عدد ‪ 19‬لسنة ‪ 1969‬المؤرخ في ‪ 27‬مارس ‪ 1969‬المتعلق بتنظيم مهنة الكتبة العموميين فيما يخص‬
‫تحرير الشكايات‪.‬‬
‫ويظل األمل معقودا على إعادة النظر في كل األساليب الكفيلة بتفعيل التظلم اإلداري‪ ،‬حتى تنتج‬
‫آثارها وتعيد إنتاج سلوكيات إ يجابية وبناءة في تعامل اإلدارة مع مرتفقيها‪ ،‬وبما يخفض من حدة أزمة‬
‫الثقة بين الطرفين‪ ،‬ومن تراكم الملفات المتراكمة أمام المحاكم أو أمام المؤسسات الدستورية األخرى‬
‫مثل مؤسسة الوسيط والمجلس الوطني لحقوق اإلنسان وغيرها‪ ...‬بل ولعل االنطالقة تكون بالعودة إلى‬
‫مصطلح "طعن" عوض "تظلم" الرتباطه الوثيق بمبدأ الشرعية‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ب‬
‫بيبلوغرافبا‬
‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫‪ -‬ابن العربي‪ ،‬أبو بكر محمد بن عبد هللاا (ت‪543‬هـ)‪:‬أحكام القرآن‪ ،‬مج ‪ ،4‬تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬لبنان ‪. 2002‬‬
‫‪ -‬حسن صحيب‪ ،‬القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫عدد ‪.2008/80‬‬
‫‪ -‬الدليل العملي للتظلم اإلداري وتطبيقاته القضائية‪ ،‬إشراف وتنسيق ثورية لعيوني‪ ،‬فريق البحث في األنظمة‬
‫القضائية اإلدارية المقارنة ‪.2016 ,‬‬
‫‪ -‬رشا عبد الرزاق جاسم‪ ،‬صفة النهائية في القرار اإلداري‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬سعاد بنور‪ ،‬العمل القضائي في المادة الجبائية‪ ،‬دراسة تحليلية قانونية فقهية وقضائية مع أحدث االجتهادات‬
‫القضائية الصادرة عن المجلس األعلى ‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ -‬عبد الرحمان البكريوي‪" ،‬الوجيز في القانون اإلداري المغربي "طبعة ‪ ،1990‬الكتاب األول‪ ،‬ص‪.66‬‬
‫‪ -‬عبد القادر باينة‪ ،‬الرقابة اإلدارية على النشاط اإلداري (الرقابة القضائية‪ -‬الرقابة اإلدارية)‪ ،‬دار القلم ‪.2010‬‬
‫‪ -‬عبد الكريم حيضرة ‪ ،‬القانون اإلداري المغربي ‪ -‬النشاط اإلداري‪ ،-‬نشر وتوزيع مكتبة المعرفة مراكش‬
‫‪.2016‬‬
‫‪ -‬كمال عبد الواحد الجوهرى‪ ،‬االستشارات القانونية والشكاوى والتظلمات وصيغ العقود ومذكرات التفاهم‬
‫المركز القومي لإلصدارات القانونية‪.2010 ،‬‬
‫‪ -‬محمد إبراهيم خيري الوكيل‪ ،‬التظلم اإلداري ومسلك اإلدارة اإليجابي على ضوء آراء الفقه وأحكام القضاء‬
‫الطبعة األولى دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬محمد خيري الوكيل‪ ،‬التظلم اإلداري ومسلك اإلدارة اإليجابي في ضوء آراء الفقه وأحكام القضاء‪ ،‬دار الفكر‬
‫الجامعي‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬محمد مرزاق وعبد الرحيم أبليال‪ ،‬النظام القانوني للمنازعات الجبائية بالمغرب‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪. 1998‬‬
‫‪ -‬مليكة الصروخ‪" :‬القانون اإلداري" دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الطبعة السابعة‪. 2010 ،‬‬

‫رسائل جامعية‪:‬‬

‫‪ -‬محمد حسين إحسان إرشيد ‪ ،‬في رسالته ‪ :‬التظلم اإلداري كسبب النقطاع ميعاد رفع دعوى اإللغاء‪ ،‬رسالة‬
‫للحصول على الماجستير في القانون العام‪ ،‬جامعة النجاح الوطنية ‪ ،‬فلسطين‪.2016 ،‬‬
‫‪ -‬موالي عبد الرحمان العلمي‪" ،‬المنازعات الضريبية في المرحلة ما قبل القضائية"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‬
‫في القانون الخاص‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش السنة الجامعية ‪. 2011-2010‬‬
‫‪ -‬نجيب البقالي‪ ،‬منازعات الوعاء الضريبي أمام القضاء اإلداري رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‬
‫جـامعة الحسـن الثانـي كلية العلوم القانونية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية ‪.2008/2007‬‬
‫‪ -‬نجيب البقالين‪ ،‬منازعات الوعاء الضريبي أمام القضاء اإلداري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‬
‫جـامعة الحسـن الثانـي كلية العلوم القانونية‪ ،‬االقتصادية واالجتماعية المحمدية‪-‬البيضاء‪.2008/2007 ،‬‬

‫مجالت ودوريات‪:‬‬
‫‪ -‬جعفر حسون‪ ،‬الطبيعة القانونية للمنازعات الضريبية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‬
‫سلسلة مواضيع الساعة (المنازعات الجبائية في ظل المحاكم اإلدارية)‪ ،‬رقم ‪.1996 ،4‬‬
‫‪ -‬صفاء محمود السويلميين‪ ،‬الرقابة اإلدارية على قرار ترقية الموظف العام في نظام الخدمة المدنية األردن‬
‫رقم ‪ 82‬لسنة ‪ ، 2013‬علوم الشريعة والقانون‪ ،‬المجلّد ‪ ، 43‬العدد‪.2016 ،2‬‬
‫‪ -‬عبد الوهاب رافع‪ ،‬نظرة عن الطعن اإلداري في القرارات اإلدارية من خالل االجتهاد القضائي مجلة‬

‫‪155‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫المحامي‪ ،‬عدد‪.1980 ،2‬‬


‫‪ -‬غيثاوي عبد القادر‪ ،‬القرار اإلداري بين نفاده وجواز وقف تنفيذه‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬العدد التاسع‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ -‬مفتاح خليفة عبد الحميد‪ ،‬سحب القرار اإلداري وآثاره‪ ،‬مجلة العلوم والدراسات اإلنسانية‪ ،‬المرج‪ ،‬العدد األول‬
‫المجلد الثاني لسنة ‪. 2014‬‬
‫‪ -‬ميمون رحو‪ ،‬أحمد العاللي‪ ،‬الضابط العملي للمنازعة الضريبية‪ :‬تأسيسا وتحصيال‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪.2016/ 95‬‬
‫‪ -‬نجم األحمد‪ ،‬التظلّم اإلداري مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،29‬العدد الثالث‪.2013،‬‬

‫تقارير‪:‬‬
‫‪ -‬حماية األفراد في مواجهة اإلجراءات اإلدارية بغير الطريق القضائي‪ ،‬تقرير مقدم إلى المؤتمر الدولي الرابع‬
‫للعلوم اإلدارية‪ ،‬دبلن من ‪ 3‬إلى ‪ 6‬سبتمبر ‪ ،1968‬ترجمة عادل محمود عبد الباقي‪ ،‬مجلة العلوم اإلدارية‪ ،‬السنة‬
‫الثانية عشرة‪ ،‬العدد األول‪ -‬أبريل سنة ‪.1970‬‬
‫‪ -‬التقرير العام للمناظرة الوطنية األولى لإلصالح اإلداري بتاريخ ‪ ،2002/05/08‬تتويجا ألشغال المناظرة‬
‫الوطنية األولى حول "اإلصالح اإلداري" والتي اختير لها شعار‪ " :‬اإلدارة المغربية وتحديات ‪ ،" 2010‬وذلك‬
‫بمركز األبحاث اإلدارية واستكمال الخبرة التابع للمدرسة الوطنية لإلدارة بالرباط يومي ‪ 23‬و ‪ 24‬صفر الخير لعام‬
‫‪ 1423‬ه (موافق ‪ 7‬و ‪ 8‬ماي ‪ 2002‬م)‪.‬‬
‫‪ -‬تقرير أنشطة الوكالة الوطنية للتأمين الصحي نظام المساعدة الطبية‪ ،‬منشور على موقع الوكالة الوطنية للتأمين‬
‫الصحي بصيغة ‪.2016 ،pdf‬‬
‫‪ -‬تقرير مؤسسة الوسيط‪ ،‬منشور على الموقع اإللكتروني للمؤسسة بصيغة ‪.2016 ،pdf‬‬

‫وثائق أخرى‪:‬‬
‫‪ -‬تدخل وفد المملكة المغربية ضمن أشغال المناظرة الدولية المنظمة من طرف معهد طرف معهد ‪ISDLS‬‬
‫حول الوسائل البديلة لحل المنازعات تحت عنوان" إدخال الوسائل البديلة لحل المنازعات في النظام القانوني‬
‫المغربي"‪ ،‬إسطنبول تركيا‪ 30 :‬يونيو‪ 02– 2003‬يوليوز‪.2003‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف نايف‪ ،‬الدعوى المستعجلة والحكم بوقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬ورقة عمل المؤتمر الرابع لرؤساء‬
‫المحاكم اإلدارية في الدول العربية ‪ ،‬بيروت‪ 01‬بتاريخ ‪ 03‬شتنبر ‪ .2014‬منشور على موقع المركز العربي‬
‫للبحوث القانونية والقضائية‪ ،‬جامعة الدول العربية ‪ -‬مجلس وزراء العدل العرب‪.‬‬

‫تشريعات ونصوص قانونية‪:‬‬


‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 29( 1432‬يوليوز ‪ )2011‬بتنفيذ نص الدستور الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪ 30( 1432‬يوليو ‪ ،)2011‬ص ‪.3600‬‬
‫‪ -‬ظهير ‪ 12‬يناير ‪ 1945‬الصادر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 1683‬بتاريخ ‪ 26‬يناير ‪ 1945‬والمتعلق بمهنة وكيل‬
‫األعمال ص ‪.38‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.57.223‬المتعلق بالمجلس األعلى‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،2347‬الصادرة بتاريخ‬
‫‪ 23‬ربيع األول ‪ 18( 1377‬أكتوبر ‪ ،)1957‬ص‪2245.‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.58.008‬الصادر في ‪ 4‬شعبان ‪ 1377‬الموافق ل ‪ 24‬يبراير ‪ 1958‬بمثابة نظام أساسي‬
‫عام للوظيفة العمومية ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 2372‬بتاريخ ‪ 21‬رمضان ‪ 1377‬الموافق ل ‪ 11‬أبريل ‪. 1958‬ص‪:‬‬
‫‪.914‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان ‪ 28( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬بالمصادقة على‬
‫نص قانون المسطرة المدنية‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3230‬مكرر بتاريخ ‪ ،1974/09/30‬ص‪.2741 .‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.76.583‬بتاريخ ‪ 5‬شوال ‪ 30( 1396‬سبتمبر ‪ )1976‬المعتبر بمثابة قانون يتعلق‬
‫بالتنظيم الجماعي‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪.3335‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.83.230‬صادر في ‪ 9‬محرم ‪ 5( 1405‬أكتوبر ‪ )1984‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 12.81‬بشأن‬
‫االقتطاعات من رواتب موظفي وأعوان الدولة والجماعات المحلية المتغيبين عن العمل بصفة غير مشروعة‪ ،‬ص‬
‫‪.1189‬‬

‫‪156‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.86.239‬صادر في ‪ 28‬من ربيع األخر ‪ 31( 1407‬ديسمبر ‪ )1986‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 24.86‬المتعلق بالضريبة على الشركات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3873‬بتاريخ ‪ ،1987/01/21‬ص ‪67.‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.89.116‬صادر في ‪ 21‬من ربيع اآلخر ‪ 21( 1410‬نوفمبر ‪ )1989‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 17.89‬تحدث بموجبه ضريبة عامة على الدخل‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4023‬بتاريخ ‪ 1989/12/06‬ص‪.1497 .‬‬
‫‪ -‬ظهيـر شريف رقم ‪ 1.91.225‬صادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 10( 1414‬سبتمبر ‪ )1993‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 41.90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4227‬بتاريخ ‪ .1993/11/03‬ص‪.2168.‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.00.175‬صادر في ‪ 28‬من محرم ‪ 3( 1421‬ماي ‪ )2000‬بتنفيذ القانون رق‪4800‬‬
‫بتاريخ‪ 21‬مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4800‬بتاريخ‪ 28 21‬صفر ‪ 1421‬الموافق ل‬
‫فاتح يونيو ‪ 2000‬ص‪.1256 .‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.02.202‬صادر في ‪ 12‬من جمادى األولى ‪ 23( 1423‬يوليو ‪ )2002‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 03.01‬بشأن إلزام اإلدارات العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 5029‬بتاريخ ‪ 3‬جمادى اآلخرة ‪ 12( 1423‬أغسطس ‪ ،)2002‬ص ‪.2282‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.07.195‬صادر في ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات المحلية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 22 5583‬ذو القعدة ‪.)2007/12/03( 1428‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.07.169‬صادر في ‪ 19‬من ذي القعدة ‪ 30( 1428‬نوفمبر ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 08.05‬القاضي بنسخ وتعويض الباب الثامن بالقسم الخامس من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم‬
‫‪ 5584‬بتاريخ ‪ 25‬ذو القعدة موافق ‪ 6‬دجنبر ‪ ،2007‬ص ‪.3894‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.07.209‬الصادر في ‪ 16‬من ذي الحجة ‪ 27( 1428‬دجنبر ‪ )2007‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 07-39‬بسن أحكام انتقالية فيما يتعلق ببعض الرسوم و الحقوق و المساهمات و األتاوى المستحقة لفائدة الجماعات‬
‫المحلية‪ ،‬الجريدة الرسمية ‪ ،5591‬عدد ص‪.4688 .‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.09.02‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪ 2009‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 45.08‬المتعلق بالتنظيم‬
‫المالي للجماعات المحلية ومجموعاتها‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5711‬ص‪.545 .‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.10.22‬الصادر في ‪ 11‬فبراير ‪ 2010‬بتنفيذ القانون رقم‪ 05.10‬بتغيير و تتميم القانون‬
‫رقم ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات المحلية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ ،5819‬ص‪.800.‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.25‬صادر في ‪ 12‬من ربيع اآلخر ‪ 17( 1432‬مارس ‪ )2011‬بإحداث مؤسسة‬
‫الوسيط‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5926‬بتاريخ ‪ 12‬ربيع اآلخر ‪ 17( 1432‬مارس ‪ ،)2011‬ص ‪.802‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.151‬صادر في ‪ 16‬من رمضان ‪ 17( 1432‬أغسطس ‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 42.10‬المتعلق بتنظيم قضاء القرب وتحديد اختصاصاته‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5975‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪5( 1432‬‬
‫سبتمبر ‪ ،)2011‬ص‪.4392 .‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪)2015‬‬
‫ص‪.6585 .‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو‬
‫‪ .)2015‬ص‪6625.‬‬
‫‪ -‬الظهيرال شريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬رمضان ‪ 1436‬الموافق لـ ‪ 7‬يوليوز ‪ 2015‬بتنفيذ القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات الجريدة الرسمية عدد ‪ 6380‬الصادرة بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪23( 1436‬‬
‫يوليو ‪ )2015‬ص‪.6660.‬‬
‫‪ -‬المرسوم الملكي رقم ‪ 209.65‬الصادر في ‪ 23‬من جمادى اآلخرة ‪ 19( 1385‬أكتوبر ‪ )1965‬بالمصادقة على‬
‫كناش الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب وزارة األشغال العمومية‬
‫والمواصالت‪.‬‬
‫‪ -‬المرسوم الملكي رقم ‪ 151-66‬الصادر في ‪ 29‬من صفر ‪ 18( 1386‬يونيو ‪ )1966‬المطبق بموجبه على‬
‫اإلدارات العمومية للدولة دفتر الشروط اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب وزارة‬
‫األشغال العمومية والمواصالت‪.‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.58.1151‬تدون بموجبه النصوص الصادرة بالتسجيل والتنبر المعمول بها بالمنطقة الجنوبية‬
‫للمملكة المغربية صدر النص بالفرنسية في عدد ‪ 2409‬المؤرخ في (‪ ،)1958 /12/26‬والنص باللغة العربية في‬

‫‪157‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫عدد ‪ 2014‬بتاريخ ‪ 13‬فبراير ‪ ،1959‬ص‪.479‬‬


‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.99.1087‬صادر في ‪ 29‬من محرم‪ 4( 1421‬ماي ‪ )2000‬بالمصادقة على دفتر الشروط‬
‫اإلدارية العامة المطبقة على صفقات األشغال المنجزة لحساب الدولة‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 4800‬بتاريخ ‪01‬‬
‫يونيو ‪ ،2000‬ص‪.1280.‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.05.1369‬صادر في ‪ 29‬من شوال ‪ 2( 1426‬ديسمبر ‪ )2005‬بشأن تحديد قواعد تنظيم‬
‫القطاعات الوزارية والالتمركز اإلداري‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 5386‬بتاريخ ‪ 12‬يناير ‪ ،2006‬ص‪.177 .‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.07.995‬صادر في ‪ 23‬من شوال ‪ 23( 1429‬أكتوبر ‪ )2008‬بشأن اختصاصات وتنظيم‬
‫وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5680‬الصادرة ب تاريخ ‪ 7‬ذو القعدة ‪ 6( 1429‬نوفمبر ‪)2008‬‬
‫ص‪.4087.‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2-11-112‬صادر في ‪ 20‬من رجب ‪ 23( 1432‬يونيو ‪ )2011‬في شأن المفتشيات العامة‬
‫للوزارات‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 5960‬بتاريخ ‪ 12‬شعبان ‪ 14 ( 1432‬يوليو ‪ )2011‬ص ‪.3386‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.12.349‬صادر في ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 20( 1434‬مارس ‪ )2013‬يتعلق بالصفقات العمومية‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 6140‬الصادرة بتاريخ ‪ 23‬جمادى األولى ‪ 4 ( 1434‬أبريل ‪.)2013‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.14.34‬صادر في ‪ 5‬ربيع اآلخر ‪ 5( 1435‬فبراير ‪ )2014‬بتغيير وتتميم المرسوم رقم‬
‫‪ 2.02.854‬الصادر في ‪ 8‬ذي الحجة ‪ 10( 1423‬فبراير ‪ )2003‬بشأن النظام األساسي الخاص بموظفي وزارة‬
‫التربية الوطنية‪ .‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6229‬الصادرة بتاريخ ‪ 10‬ربيع اآلخر ‪ 10( 1435‬فبراير ‪.)2014‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.14.867‬صادر في ‪ 7‬ذي الحجة ‪ 21( 1436‬سبتمبر ‪)2015‬يتعلق باللحنة الوطنية للطلبيات‬
‫العمومية الجريدة الرسمية عدد ‪ 6399‬الصادرة بتاريخ ‪ 14‬ذو الحجة ‪ 28( 1436‬سبتمبر ‪) 2015‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2-16-88‬صادر في ‪ 21‬من رجب ‪ 29( 1437‬أبريل ‪ )2016‬بشأن النظام األساسي الخاص‬
‫بهيئة موظفي إدارة السجون وإعادة اإلدماج‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.6472‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ ،2-16-031‬بتاريخ ‪ 6‬جمادى الثانية ‪ 1437‬الموافق ل ‪ 16‬مارس ‪ ،2016‬جريدة رسمية عدد‬
‫‪ ،6451‬بتاريخ ‪ 18‬جمادى الثانية ‪ 28 ( 1437‬مارس ‪ ) 2016‬ص ‪.2836‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.14.394‬صادر في ‪ 6‬شعبان ‪ 13( 1437‬ماي ‪ .)2016‬بالمصادقة على دفتر الشروط اإلدارية‬
‫العامة المطبقة على صفقات األشغال‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6470‬ص ‪.4111‬‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.17.265‬صادر في ‪ 28‬من رمضان ‪ 23( 1438‬يونيو ‪ .)2017‬بتحديد كيفيات تلقي مالحظات‬
‫المرتفقين واقتراحاتهم‪ .‬وشكاياتهم وتتبعها ومعالجتها‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 6582‬بتاريخ ‪ 4‬شوال ‪ 1438‬الموافق ل‬
‫‪ 23‬يونيو ‪ 2017‬ص ‪.3859‬‬

‫قرارات ومناشير‪:‬‬
‫‪ -‬قرار لوزير االقتصاد والمالية رقم ‪ 3450.14‬صادر في ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 5( 1435‬سبتمبر ‪ )2014‬بتغيير قرار‬
‫وزير االقتصاد والمالية رقم ‪ 1393.11‬الصادر في ‪ 21‬من جمادى اآلخرة ‪ 25( 1432‬ماي ‪ )2011‬بشأن إحداث‬
‫وتحديد اختصاصات األقسام والمصالح التابعة للمديريات المركزية لوزارة االقتصاد والمالية‪ .‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ 6310‬الصادرة بتاريخ ‪ 26‬محرم ‪ 20( 1436‬نوفمبر ‪ ،)2014‬ص‪.8030 ،‬‬
‫‪ -‬قرار وزير االقتصاد والمالية رقم ‪ 113.16‬الصادر في ‪ 7‬جمادى اآلخرة ‪ 17( 1437‬مارس ‪ )2016‬المتعلق‬
‫بتغيير قرار وزير االقتصاد والمالية رقم ‪ 1393.11‬الصادر في ‪ 21‬من جمادى اآلخرة ‪ 25( 1432‬ماي ‪)2011‬‬
‫بشأن إحداث وتحديد اختصاصات األقسام والمصالح التابعة للمديريات المركزية لوزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬جريدة‬
‫رسمية عدد ‪ 6451‬بتاريخ ‪ 18‬جمادى الثانية ‪ 28( 1437‬مارس ‪ )2016‬ص ‪.2837‬‬
‫‪ -‬منشور رقم ‪-99-13‬د الصادر في ‪ 3‬صفر ‪ 19( 1420‬ماي ‪ )1999‬حول االهتمام بتظلمات المواطنين‪-‬‬
‫إحداث خلية التواصل‪.‬‬

‫خطب ورسائل ملكية‪:‬‬


‫‪ -‬خطاب الحسن الراحل بتاريخ ‪ 21‬ماي ‪ ، 1973‬أورده محمد جالل السعيد ”‪ :‬مدخل لدراسة القانون ”‬
‫توزيع دار األمان ‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط ‪ 1993‬ص‪. 247‬‬
‫‪ -‬الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح البرلمان بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪.2016‬‬

‫‪158‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫اجتهادات قضائية‪:‬‬

‫❖ المجلس الدستوري‪:‬‬
‫‪ -‬قرار رقم ‪-2012 829‬صادر في ‪ 11‬ربيع األول ‪ 4( 1433‬فبراير ‪ ،)2012‬منشور بالجريدة الرسمية‬
‫عدد‪ 6021 :‬بتاريخ ‪: 13‬فبراير ‪ ،2012‬ص‪.655 :‬‬
‫❖ محكمة النقض (المجلس األعلى سابقا)‪:‬‬
‫‪ ‬قرارات منشورة‪:‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ،63‬صادر في ‪ 2‬مارس ‪ ،1979‬ملف إداري عدد ‪ ،60862‬منشورات المجلس‬
‫األعلى في الذكرى األربعين ‪ 1997-1958‬ص ‪.116‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ،1‬عدد ‪ 75139‬الصادر في ‪ 11‬ربيع الثاني ‪ 1405‬موافق ‪ 3‬يناير ‪ ،1985‬ورد‬
‫ضمن مجلة الشؤون اإلدارية التي تصدرها الوزارة المنتدبة لدى الوزير األول المكلفة بالشؤون اإلدارية‪ ،‬العدد‬
‫السابع‪ 1987 ،‬ص ‪.160-159‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ ،94/512‬بتاريخ ‪ 1‬دجنبر ‪ ،1994‬ملف إداري عدد ‪ ،92/10112‬منشورات‬
‫المجلس األعلى في الذكرى األربعين ‪ 1997-1958‬ص ‪.281‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم عدد ‪ 39‬المؤرخ في ‪ 27‬يناير ‪ 2000‬ملف عدد ‪ ،1996/1/5/859‬ورد ضمن االجتهادات‬
‫القضائية في مجال التربية والتكوين ‪ ،‬نماذج من األحكام القضائية الصادرة في مجال اإللغاء‪ 2007 ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ ،363‬بتاريخ ‪ 08‬أبريل ‪ ،1999‬ملف إداري عدد ‪ ،1998/1/5/250‬ورد ضمن‬
‫االجتهادات القضائية في مجال التربية والتكوين ‪ ،‬نماذج من األحكام القضائية الصادرة في مجال اإللغاء‪2007 ،‬‬
‫ص ‪.40‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ 21‬المؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر‪ ،2000‬ملف إداري عدد ‪ ،1999/1/4/1263‬قرار منشور‬
‫بدفاتر المجلس األعلى عدد ‪.2005/9 :‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ 218‬ق ت‪ ،‬بتاريخ ‪ 07‬دجنبر ‪ ،2000‬ملف إداري عدد ‪ ، 98/1/5/1016‬ورد‬
‫ضمن االجتهادات القضائية في مجال التربية والتكوين‪ ،‬نماذج من األحكام القضائية الصادرة في مجال اإللغاء‪،‬‬
‫‪ 2007‬ص ‪.231‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قـرار عـدد ‪ ،170‬بتاريخ ‪ 20‬يناير‪ ،2001‬ملف إداري عدد ‪ /1/4/1723‬ورد ضمن مجلة‬
‫المجلس األعلى‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،58-57‬يوليوز ‪.2001‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ 1089‬بتاريخ في ‪ 24‬دجنبر ‪ 2008‬منشور على مجلة القضاء اإلداري‪ ،‬العدد الخامس‬
‫‪ 2014‬ص ‪.157‬‬
‫‪ ‬قرارات غير منشورة‪:‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ 22‬المؤرخ في ‪ 16‬يناير ‪ ،2003‬الملف اإلداري عدد ‪.2001/1/4/1657‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ 356‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬يناير‪ ،2010‬ملف مدني عدد ‪. 3008/1/4/2008‬‬
‫‪ ‬أحكام متوفرة ضمن اجتهادات محكمة النقض ‪http://www.juris.courdecassation.ma/ :‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم اإلداري عدد ‪ 7‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬يناير ‪ 1968‬تحت رقم ‪.558‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم اإلداري عدد ‪ 44‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬نونبر ‪ ،1966‬تحت رقم ‪.82‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم اإلداري عدد ‪ 4‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬نونبر ‪ ،1969‬تحت رقم ‪.1949‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم اإلداري عدد ‪ 6‬الصادر في ‪ 29‬يناير ‪ ،1969‬تحت رقم ‪.998‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم اإلداري عدد ‪ 15‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬مارس ‪ ،1970‬تحت رقم ‪.1310‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم اإلداري عدد ‪ 23‬الصادر بتاريخ ‪ 8‬مايـو ‪ 1970‬تحت رقم ‪.1521‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬الحكم اإلداري عدد ‪ 27‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬يونيو ‪ ،1970‬تحت رقم ‪1565:‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬الحكـم اإلداري عدد ‪ ،31‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬يوليوز تحت رقم ‪.1573‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ ،119‬الصادر بتاريخ ‪ 5‬يوليوز ‪ ،1972‬تحت رقم ‪.2018‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ 257‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬يوليوز ‪ ،1979‬ملف إداري رقم ‪ ،71900‬تحت رقم ‪.2543‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ 169‬الصادر بتاريخ ‪ 29‬يونيو ‪ ،1981‬ملف إداري رقم ‪ ،50492‬تحت رقم ‪.2704‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ،25‬الصادر بتاريخ ‪ 5‬فبراير ‪ ،1982‬ملف إداري رقم ‪ ،91592‬تحت رقم ‪.2865‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ،180‬الصادر بتاريخ ‪ 5‬غشت ‪ ،1983‬ملف مدني رقم‪ ،64341 :‬تحت رقم ‪.3501‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ،468‬الصادر بتاريخ ‪ 26‬يوليوز ‪ 1984‬ملف إداري ‪ ، 83998‬تحت رقم ‪.3914‬‬

‫‪159‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ،55‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪ ،1987‬ملف إداري ‪ ،83670‬تحت رقم ‪.4360‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪، 20430‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬دجنبر ‪ ،1994‬ملف جنحي ‪ ، 89/ 26414‬تحت رقم‬
‫‪.5292‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ،2‬الصادر بتاريخ ‪ 4‬يناير ‪ 1990‬الملف اإلداري ‪ ، 88/8419‬تحت رقم ‪.4824‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عدد ‪ ،169‬الصادر بتاريخ ‪ 18‬فبراير ‪ ،1999‬ملف إداري عدد ‪ ،95/1/5/300‬تحت رقم‬
‫‪.6593‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عـدد ‪ ،816‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬يونيو ‪ ،2001‬ملف إداري عدد‪-10137-10135 :‬‬
‫‪ ،10136/92‬تحت رقم تحت رقم ‪.7823‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار رقم ‪ ،215‬بتاريخ ‪ 10‬أبريل ‪ ،2003‬الملف اإلداري عدد ‪ ،2002/1/4/48‬تحت رقم ‪7830‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قـرار عـدد‪ ،216 :‬الصادر بتاريخ ‪ 10‬أبريل ‪ ،2003‬الملف اإلداري عدد‪2002/1/4/173 :‬‬
‫تحت رقم ‪.7833‬‬
‫‪ -‬محكمة النقض‪ ،‬قرار عـدد ‪ ،1033‬الصادر بتاريخ ‪ 13‬أكتوبر ‪ ،2004‬الملف اإلداري عدد‪:‬‬
‫‪ 2001/1/4/1326‬تحت رقم ‪.4805‬‬
‫‪ ‬قرارات متوفرة على موقع االجتهاد القضائي المغربي ‪:www.jurisprudencemaroc.com‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 151‬ق ث المؤرخ في ‪ 20‬فبراير ‪ ،2008‬ملف إداري عدد ‪ 2005-2-4-3419‬و ‪/2/4/31‬‬
‫‪ 2006‬تحت رقم ‪.7655‬‬

‫❖ المحكمة اإلدارية بالرباط‪:‬‬


‫‪ ‬أحكام منشورة‪:‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ، 1356‬بتاريخ ‪ 23‬أكتوبر ‪ 1997‬ملف رقم ‪ 97/253‬غ ‪ ،‬ورد ضمن‬
‫االجتهادات القضائية في مجال التربية والتكوين‪ ،‬نماذج من األحكام القضائية الصادرة في مجال اإللغاء ‪، 2007‬‬
‫الجزء األول‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم عدد ‪ ،2767‬بتاريخ ‪ 16‬ماي ‪ ،2014‬ملف رقم ‪ 2014/7110/189‬القاضي‬
‫بإلغاء القرار رقم ‪ 04-14‬الصادر عن المجلس األعلى لالتصال السمعي البصري بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪.2014‬‬
‫(منشور في المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عدد ‪ 116‬عدد ماي – يونيو ‪ ، 2014‬ص‪ :‬من ‪ 238‬إلى‬
‫‪).286‬‬
‫‪ ‬أحكام متوفرة بصيغة ملفات ‪PDF‬على موقع وزارة العدل‪ -‬االجتهاد القضائي للمحاكم اإلداري‬
‫(قضاء اإللغاء ‪ -‬مجموعة ‪ )2007-2006 -2004‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/AR/Jurisprudence/JP_administratifpi_rabat.‬‬
‫‪ -‬القضاء المستعجل‪ ،‬ملف رقم‪ 06/252 :‬س‪ ،‬أمـر رقم‪ ،252 :‬بتاريخ ‪ 21‬يونيو ‪.2006‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،249‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪ 2004‬موافق ‪ 10‬محرم الحرام عام ‪ 1425‬ملف‬
‫رقم‪. 03/130 :‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،250‬بتاريخ ‪ 02‬مارس ‪ 2004‬موافق ل ‪ 10‬محرم ‪ ،1425‬ملف رقم‪:‬‬
‫‪. 03/163‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،641 :‬بتاريخ ‪10‬ماي ‪ ،2004‬ملف رقم‪.04/2/94 :‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم‪ ،1237 :‬بتاريخ ‪ 10‬شوال ‪ 1425‬الموافق‪ ،2004/11/23 :‬ملف رقم‪:‬‬
‫‪ 03/403‬غ‪.‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ 02/664‬ش ع‪ ،‬بتاريخ ‪ 13‬محرم ‪ 1426‬موافق ل ‪ 22‬فبراير ‪.2005‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،27‬بتاريخ ‪ 5‬يناير ‪ ،2006‬ملف رقم ‪.04/1/140‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،312‬بتاريخ ‪ 24‬محرم ‪ 1427‬موافق ل ‪ 23‬فبراير ‪ 2006‬ملف رقم‪:‬‬
‫‪323/1/04‬؟‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،933‬بتاريخ‪ 2006/6/27 :‬ملف رقم‪.04/1/238 :‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،1048‬بتاريخ ‪ 13‬يوليوز ‪ 2006‬ملف رقم ‪ 06-440 :‬ش و‪.‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط ‪ ،‬حكم رقم ‪ : 1191 :‬بتاريخ ‪ 28‬شتنبر ‪ 2006‬ملف رقم ‪ 06-154 :‬غ‪.‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،14‬بتاريخ ‪ 16‬نونبر ‪ 2006‬ملف رقم‪.1417-4-05 :‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،446‬بتاريخ ‪ 8‬مارس ‪ 2007‬ملف رقم‪ 06-113 :‬غ‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،575‬بتاريخ‪ 2 :‬ربيع األول ‪ 1428‬موافق ل ‪ 22‬مارس ‪ 2007‬ملف رقم‪:‬‬
‫‪ 409-06‬ش م‪.‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،1002‬بتاريخ ‪ 29‬ربيع الثاني ‪ 1428‬الموافق ل ‪ 17‬ماي ‪ 2007‬ملف‬
‫رقم ‪ 07/155 :‬غ‪.‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،1146‬بتاريخ ‪ 24‬ماي ‪ 7 2007‬جمادى األولى ‪ 1428‬ملف رقم‪07/59 :‬‬
‫غ‪.‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ 1195‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 31‬ماي ‪ 2007‬ملف رقم ‪. 07-142 :‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،1198‬بتاريخ ‪ 31‬ماي ‪ 2007‬ملف رقم ‪. 479/1/05 :‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،1271‬بتاريخ ‪ 7‬يونيو ‪ 2007‬ملف رقم‪ 06/94 :‬غ‪.‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،1481‬بتاريخ‪ 12 :‬جمادى الثانية ‪ 1428‬الموافق ل ‪ 28‬يونيو ‪ 2007‬ملف‬
‫رقم‪.06-18 :‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،1482‬بتاريخ‪ 12 :‬جمادى الثانية ‪ 1428‬الموافق ل ‪ 28‬يونيو ‪،2007‬‬
‫ملف رقم‪ 07-66 :‬غ‪.‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ ،1898‬بتاريخ ‪ 27‬شتنبر ‪ ،2007‬ملف رقم‪ ،06-481 :‬غ‪.‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ 446‬بتاريخ ‪ 8‬مارس ‪ ،2007‬ملف رقم‪ 06-113 :‬غ‪.‬‬
‫‪ ‬أحكام غير منشورة‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ 4444‬بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪ 2015‬ملف رقم ‪.2015/7112/86:‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالرباط‪ ،‬حكم رقم ‪ 3233‬بتاريخ ‪ 16‬شتنبر‪ 2016‬ملف رقم ‪.2016-7110-543:‬‬

‫❖ المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪:‬‬


‫‪ ‬قرارات متوفرة على موقع االجتهاد القضائي المغربي ‪:www.jurisprudencemaroc.com‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف رقم‪ 2002/223 :‬غ‪ ،‬حكم رقم‪ 941 :‬بتاريخ‪ 02 :‬يوليوز ‪ ،2003‬تحت‬
‫رقم ‪.3508‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف ‪ 2004/3‬غ بتاريخ ‪ 4‬رمضان ‪ 1425‬موافق ‪ 20‬أكتوبر ‪ 2004‬تحت‬
‫رقم ‪.3296‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف رقم‪2004 /208 :‬غ‪ ،‬بتاريخ ‪ 03‬ذو القعدة ‪ ،1425‬موافق ل ‪ 15‬دجنبر‬
‫‪ ،2004‬تحت رقم ‪.3307‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء ملف رقم‪ 2004/536 :‬غ‪ ،‬بتاريـخ ‪ 11‬ماي ‪ ،2005‬تحت رقم ‪.4320‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف عدد ‪ 2005/516‬غ‪ ،‬بتاريخ ‪ 09‬رمضان ‪ 1427‬موافق ل ‪ 2‬أكتوبر‬
‫‪ ،2006‬تحت رقم ‪.3401‬‬
‫‪ -‬قرار المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف رقم‪ 2005/761 :‬غ بتاريخ ‪ 7‬شوال ‪ 1427‬موافق ‪ 30‬أكتوبر‬
‫‪ ،2006‬تحت رقم ‪.3607‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬حكم رقم ‪ ،390‬ملف عدد ‪ ،2007/365‬بتاريخ ‪ 02‬أكتوبر ‪ 2007‬غ تحت‬
‫رقم ‪.3667‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف رقم‪ 2007/125 :‬بتاريخ ‪ 17‬ذو القعدة ‪ 1428‬موافق ل‪ 28‬نونبر ‪،2007‬‬
‫تحت رقم ‪.3245‬‬
‫‪ -‬قرار المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف عـدد‪ 2009/4/08 :‬بتاريخ ‪ 07‬ربيع األول ‪ 1431‬موافق ل ‪22‬‬
‫فبراير‪ ، 2010‬تحت رقم ‪.3171‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف عدد ‪ 2010/1/138‬بتاريخ ‪ 02‬مارس ‪ ،2010‬تحت رقم ‪.3767‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء‪ ،‬ملف عـدد‪ ،2009/6/266 :‬بـتـاريخ‪ 22 :‬مارس‪ ،2011‬تحت رقم ‪.3989‬‬

‫❖ المحكمة اإلدارية بوجدة‪:‬‬


‫‪ -‬حكم تحت عدد ‪ 94/13‬بتاريخ ‪ 19‬أكتوبر ‪ 1994‬منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪9‬‬
‫ص‪.218 .‬‬
‫‪ -‬حكم رقم ‪ 97/28‬بتاريخ ‪ 19‬فبراير ‪ ،1997‬ملف رقم ‪ 96/55‬غ ورد ضمن االجتهادات القضائية في مجال‬
‫التربية والتكوين ‪ ،‬نماذج من األحكام القضائية الصادرة في مجال اإللغاء‪ 2007 ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪161‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫‪ -‬حكم عدد‪ ،2003/67‬بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ ،2003‬في الملف عدد ‪ ،2002/88‬أورده الحسن اولياس في مقال تحت‬
‫"عنوان مناط دعوى اإللغاء وأصناف القرارات غير القابلة للطعن أمام القضاء اإلداري‪ ".‬مجلة الرقيب العدد‬
‫الرابع‪ 2016 ،‬ص ‪.59‬‬

‫❖ المحكمة اإلدارية بفاس‪:‬‬


‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بفاس‪ ،‬حكم عدد ‪ ،769‬بتاريخ ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،2000‬ورد ضمن المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية عدد ‪ 40‬شتنبر أكتوبر ‪ 2001‬ص ‪.192 :‬‬
‫‪-‬‬
‫❖ المحكمة اإلدارية بأكادير‪:‬‬
‫‪ ‬أحكام منشورة‪:‬‬
‫‪ -‬حكم رقم ‪ 97/44‬بتاريخ ‪ ،1997/10/23‬ملف رقم‪ 95/27 :‬غ ‪ ،‬ورد ضمن االجتهادات القضائية في مجال‬
‫التربية والتكوين‪ ،‬ص ‪.220‬‬
‫‪ ‬قرارات متوفرة على موقع االجتهاد القضائي المغربي ‪:www.jurisprudencemaroc.com‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم رقم ‪ ،2007/123‬ملف رقم ‪ ،2006-178‬بتاريخ ‪ 08‬نونبر ‪ 2007‬تحت رقم‬
‫‪.2935‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم عدد ‪ 2006/21‬بتاريخ ‪ 19:‬يناير ‪ ، 2006‬ملف عــدد ‪ 2004 -501:‬ش تحت‬
‫رقم ‪.4532‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم عدد ‪ ،2006/343‬بتاريخ ‪ 05‬أكتوبر ‪ 2006‬ملف عدد ‪ 005-638‬ش‪ ،‬تحت‬
‫رقم ‪.4598‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بآكادير‪ ،‬حكم رقم ‪ 2006/220‬ملف عدد ‪ 2005-328‬بتــاريخ ‪ 07‬دجنبر ‪ 2006‬تحت رقم‬
‫‪.2889‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكـم رقم ‪ 236‬ملف عــدد‪ 20006 -0037 :‬غ بتاريخ‪ 29 :‬ذو القعدة ‪ 1427‬موافق‬
‫ل ‪ 28‬دجنبر ‪ ،2006‬تحت رقم ‪.652‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بآكادير‪ ،‬حكم عدد ‪ 2007/68‬بتاريخ‪ 01 :‬مارس ‪ ،2007‬ملف عـدد ‪ 2005/668‬ش‪ ،‬تحت‬
‫رقم ‪.3098‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكـم أولي رقم ‪ ،2007/39‬بتاريخ‪ 12 :‬أبريل ‪ 2007‬ملف عــدد ‪ 2006-0172‬غ‪،‬‬
‫تحت رقم ‪.437‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم عدد ‪ 2007/193‬بتاريخ‪ 24 :‬ماي ‪ ، 2007‬ملف عــدد ‪ 2006-315 :‬ش‬
‫تحت رقم ‪.4572‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكم رقم ‪ ،2008/0001‬بتاريخ ‪ 02:‬يناير ‪ ،2008‬ملف رقم‪ 2007-325 :‬تحت‬
‫رقم ‪.2834‬‬
‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بأكادير‪ ،‬حكـم رقم ‪ 2008/20‬بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪ 2008‬ملف عدد ‪ 2007-86‬غ ‪ ،‬تحت رقم ‪.418‬‬

‫❖ المحكمة اإلدارية بمراكش‪:‬‬


‫‪ -‬المحكمة اإلدارية بمراكش‪ ،‬حكم رقم ‪ 10‬بتاريخ ‪ 03‬أبريل ‪ ،1996‬ملف رقم ‪ .94/94‬ورد ضمن االجتهادات‬
‫القضائية في مجال التربية والتكوين ‪ ،‬نماذج من األحكام القضائية الصادرة في مجال اإللغاء‪ 2007 ،‬ص ‪.272‬‬
‫❖ المحكمة اإلدارية بمراكش‪:‬‬
‫‪ -‬محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش‪ ،‬قرار رقم ‪ 199‬بتاريخ ‪ 23‬ربيع الثاني ‪ 1429‬موافق ل ‪ 30‬أبريل ‪2008‬‬
‫ملف رقم ‪ ،1.2.08‬متوفر ضمن اجتهادات محكمة االستئناف‪ ،‬ملف بصيغة ‪ ،PDF‬ص ‪ 154‬على الرابط‪:‬‬
‫‪http://adala.justice.gov.ma/production/jurisprudence/ar/tribunaux_administratifs/‬‬
‫‪/marrakech‬قرارات‪20%‬محكمة‪20%‬االستيناف‪20%‬اإلدارية‪20%‬بمراكش‪pdf.‬‬
‫❖ المحكمة اإلدارية العليا بمصر‪:‬‬
‫‪ -‬حكم المحكمة اإلدارية العليا في الطعن رقم ‪ ،1940‬لسنة ‪ 38‬قضائية‪ ،‬جلسة ‪ 1994/4/19‬أشار إليه محمد‬
‫حمد نصر محمد الوافي في حجية اإلثبات بالقرائن وتطبيقاتها في القانون اإلداري (دراسة مقارنة)‪ ،‬منشورات‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،2013 ،‬ص ‪.223‬‬

‫‪162‬‬
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

OUVRAGES :

- Aloys Muberanziza., L'Égal accès du citoyen aux affaires publiques de son


pays. Presses universitaires de Namur, Droit n° 27, 2005.
- Dareste, Rodolphe de la Chavanne, La justice administrative en France ou Traité du
contentieux de d'Administration, Éditeur : L. Larose (Paris) , 1897 (Source : Bibliothèque
nationale de France, département Droit, économie, politique, 8-F-10327).
- Didier TRUCHET, Recours administrative», Répertoire Dalloz de contentieux
administrative, n°16, 2000.
- Dominique Maillard Desgrées du Loû, Droit des relations de l’administration avec ses
usagers, PUF, coll. Thémis Droit public, 2000.
- Dominique Maillard Desgrées du Loû, Droit des relations de l’administration avec ses
usagers, PUF, coll. Thémis Droit public, 2000.
- Front Cover, Nadine Poulet-Gibot, Droit administratif: sources, moyens, contrôles
Leclerc. Editions Bréal, 2007, p 88.
- Jacques Bouvier, Éléments fondamentaux de droit administratif, Koekelberg, Avril
2011,
- Jean Appleton, "Traité élémentaire du contentieux administratif" : compétence,
juridiction, recours » Dalloz (Paris), 1927.
- Jean Michel, Les recours administratifs gracieux, hiérarchiques et de tutelle, La
documentation française, 1996.
- Jean-François Brisson. Les Recours Administratifs en Droit Public Français.
Bibliothèque de droit public. T 185 Paris : LGDJ, 1996.
- Jean-Marie Auby, Reland DRAG, Traité des recours en matière administrative, Litec ,
1992.
- Jeannard Sébastien, Le recours administratif dans le système juridique français LGDJ-
Lextenso éditions paris 2013.
- Maurice KAMTO « La fonction administrative contentieuse de la Cour Suprême du
Cameroun », in Les Cours suprêmes en Paris, Economica, 1988.
- Nadine Poulet-Gibot, Leclerc Droit administratif: sources, moyens, contrôles Éditions
Bréal 3 édition 2007.
- Philippe Gérard, François Ost, Michel Van de Kerchove, Droit et intérêt Volume 3,
Droit positif, droit comparé et histoire du droit ; Éditeur : Facultés Universitaires Saint-Louis
Bruxelles 1990.
- Prévédourou Eugénie, Les recours administratifs obligatoires : étude comparée des
droits allemand et français, LGDJ, coll. Bibliothèque de droit public, 1996.

THÈSES:
- Beltz, Joseph-Eugène-Léon, De la force obligatoire des lois civiles françaises en ce qui
concerne les personnes et les choses soumises à leur empire, Du recours administratif et du recours
contentieux, Université́ de Strasbourg. Faculté́ de droit et des sciences politiques, Éditeur:
Imprimerie de Vve Berger-Levrault, 1854. (Source: Bibliothèque nationale de France, département
Droit, économie, politique, 4-F-5167).
- Benjamin Huglo, La contractualisation des relations entre l’État et les collectivités territoriales
Thèse de doctorat en droit public, soutenue le 4 juillet 2014, Université Panthéon-Assas (Paris II) p
271.
- Monier Raymond, Le Contentieux administratif au Maroc, thèse pour le doctorat, Université
de Paris, Faculté de droit et des sciences économiques, Source: Bibliothèque nationale de France

163
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

en ligne, 1935.
- Muriel Vrignaud Les modes non juridictionnels de règlement des litiges administratifs, Thèse
de doctorat en Droit public, Université de Nantes, sous le sceau de l’Université Bretagne Loire,
2016.
- Nicole Belloubet-Frier, Pouvoirs et relations hiérarchiques dans l'administration
française, Thèse de doctorat, Droit public Université Panthéon-Sorbonne, 1990.
- SERHANE El Houssaine, Le contentieux Administratif de Pleine Juridiction en droit
Public Marocain. Thèse pour le doctorat de l’état en droit. Thèse de doctorat, université de
Bordeaux I, 1989.

REVUES:
- Michel Rousset, Le pouvoir hiérarchique mauvais usage de l’autorité, l’administration
marocaine son droit et son juge Revue juridique et politique: indépendance et coopération,
1992.

RAPPORTS ET MANUELS:
- Conseil d’État, Les Recours Administratifs Préalables Obligatoires à la saisine du juge:
un mode souple de règlement des conflits, conférence de presse, 16 septembre 2008.
- Conseil de l'Europe, L’administration et les personnes privées (Principes de droit
administratif concernant les relations entre les autorités administratives et les personnes
privées), Edition du Conseil de l’Europe, Strasbourg 1997, P11.
- Cour des comptes, « Les remises et transactions en matière fiscale : une égalité de
traitement et une transparence à mieux assurer. » Le rapport public annuel 2018, février 2018.
- Direction Générale des Impôts, rapport d’activité 2005, source: portail.tax.gov.ma
- Les recours juridictionnels contre les actes administratifs spécialement
économiques dans le droit des États membres de la Communauté économique européenne:
rapport final. Front Cover.Jean Marie Auby, Michel Fromont. Commission des
communautés européennes, 1971 - collection études série concurrence- rapprochement des
législations no 12, Bruxelles 1971.

TABLE-RENDE:
- Jean-François Brisson, Les Recours Administratifs Préalables Obligatoires en
Droit Public Français, alternative au juge ou voie sans issue ? Table ronde organisée par
La Chaire "Mutations de l'Action Publique et du Droit Public", Sciences Po vendredi 13
mars 2009.

JURISPRIDENCE:
- L'instruction d'un recours hiérarchique n'est soumise à aucune d'obligation de
procédure. Conseil d'État, le 7 Juillet 1905, Maire de Bourges Lebon p. 612
- Demande d'indemnité Conseil d'État, du 21 janvier 1921, Demoiselle Périé, Lebon
p.64
- Contrôle hiérarchique et contrôle contentieux de l'autorisation administrative,
Conseil d'état Sect. 30 juin 1950 Quéralt n° 99882. Lebon, p. 413.
- L’illégalité d’une décision individuelle définitive peut être cependant être
invoquée à l’occasion d’un recours en réparation du préjudice résultant de cette même
décision Conseil d'État, 3 décembre 1952, Dubois, Rec. CE 1952, p. 555, Dubois,

164
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

Lebon, p. 555 JCP 1953.7353.


- La validité d'un recours administratif verbal est admise. Son existence est établie
par la décision de rejet que l'administration a pris par écrit", Conseil d’État. 24 octobre 1956,
Delzant, Leb. p. 421.
- Tout intéressé dispose toujours de la faculté d’exercer (lui-même ou par l’intermédiaire
de son avocat4) un recours administratif préalablement, Conseil d’État, le 10 mars 1965,
Möller, Lebon, p. 157.
- Lorsque les textes prévoient une procédure obligatoire de recours administratif
préalable à un recours contentieux, le respect de cette procédure s'impose à toute personne
ayant qualité pour agir, Conseil d'État, le 20 octobre 1967, n° 64683 Identifiant Légifrance
: CETATEXT000007638740.
- Conséquences si le destinataire de la décision est absent de son domicile le jour du
passage du facteur, Conseil d'État, du 21 juillet 1970, n° 78887, Identifiant Légifrance :
CETATEXT000007642239
- «Approbation de l'autorité de tutelle non nécessaire» Conseil d'État, Section, 17 mars
1972, Mme Figaroli, Lebon., p. 224, AJDA 1972, p. 213.
- Il n’appartient pas au juge de l’impôt d’accorder la réduction par mesure de
bienveillance d’une pénalité légalement encourue ou encore de prononcer la remise
gracieuse de l’impôt, Conseil d'État, N° 94143, du 24 mars 1976, Identifiant Légifrance :
CETATEXT000007614582
- Un demande et requête gracieuse, Conseil d'État, 19/01/1977, n° 03116 Identifiant
Légifrance : CETATEXT000007649901
- Droit d'accès des citoyens aux informations concernant les affaires de la commune
Conseil d'État Sect. 11 janvier 1978 Commune de Muret n° 04258, Identifiant Légifrance :
CETATEXT000007658390
- Recours ait été présentée par un avocat, Conseil d’État, le 23 octobre 1981, Époux
Macé, n° 22433, Lebon, p.392, Identifiant Légifrance : CETATEXT000007665584
- Recours en annulation dirigés contre les actes du médiateur. Conseil d'État, le 10 juillet
1981, n° 05130, Identifiant Légifrance : CETATEXT000007664894
- Les modalités selon lesquelles la légalité d’un acte réglementaire peut être contestée
devant le juge administratif. Conseil d'État, 3 février 1989, n° 74052, Identifiant Légifrance
: CETATEXT000007641393.
- Violation directe de la règle de droit, Actes législatifs et administratifs et Validité des
actes administratifs, Conseil d'État, le 23 juin 1989, n° 101894, Identifiant Légifrance :
CETATEXT000007750096.
- Absence du destinataire et Envoi recommandé, Conseil d'État, du 21 juillet 1970,
78887, Identifiant Légifrance : CETATEXT000007642239.
- Le recours doit-il être obligatoirement écrit et en français, Conseil d’État, 10 juin 1991,
n° 99608 identifiant Légifrance : CETATEXT000007758492.
- L'administration doit apprécier sur les droits dans la date laquelle il statue sur le
recours préalable et non à la date à laquelle il a pris la décision initiale, Conseil d'État, 29
novembre 1993, Garelli, n° 119949, Identifiant Légifrance : CETATEXT000007836599.
- Du choix du mode de gestion d’un service public, Conseil d’État, 7 juin 1995,
Lagourgue et Mellier, n° 143647, Identifiant Légifrance : CETATEXT000007875188.
- Qualité de mandataire Conseil d'État, 29 déc1997, Épx Vivien, n° 129777 identifiant
Légifrance : CETATEXT000007945016
- Substitution de la décision prise sur recours à la décision initiale - Conséquence -
Possibilité, pour l'autorité administrative statuant sur le recours, de remédier, dans la limite

165
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

de ses compétences, aux illégalités entachant la décision initiale - Limite - Nouvelle


décision soumise elle-même au principe de légalité. Conseil d'État, 18 novembre 2005,
n° 270075; identifiant Légifrance : CETATEXT000008235737.
- Lorsque des dispositions législatives ou réglementaires organisent une procédure
obligatoire de recours administratif préalable à l’intervention d’une juridiction, le
respect de cette procédure s’impose à peine d’irrecevabilité du recours contentieux à
toute personne justifiant d’un intérêt lui donnant qualité pour introduire ce recours
contentieux. Conseil d'État, 4ème et 5ème sous-section réunie, du 28 septembre 2005,
n° 266208 identifiant Légifrance : CETATEXT000008232003.
- Des appréciations des jurys d’examens et de concours sur la valeur des candidats,
Conseil d’État, le 7 novembre 2006, Langlois, n° 298459. Identifiant Légifrance:
CETATEXT000008242160.
- Choix de l’opportunité d’un tracé dans le cadre d’une opération d’aménagement
Conseil d’État, le 13 novembre 2006, Commune de Sernhac, n 282487, Identifiant
Légifrance : CETATEXT000008225052.
- "Lorsque les textes prévoient une procédure obligatoire de recours administratif
préalable à un recours contentieux, le respect de cette procédure s'impose à toute
personne ayant qualité pour agir", Conseil d’État 10 mars 2006, n° 278220, Sté Leroy
Merlin France Identifiant Légifrance : CETATEXT000008258847.
- L'objet de la plainte doit être détaillé, Conseil d'État, du 15/05/2012,
N° 346706 Identifiant Légifrance : CETATEXT000025893513:
- Remise En Mains Propres d'une Notification" Conseil d'État, 8ème et 3ème sous-
sections réunies, 25 mars 2013, n° 352586 - Établissement public d'ingénierie pour
l'informatique et les technologies de l'information et de la communication du Val-de-
Marne c/ M. A. B. Identifiant Légifrance : CETATEXT000027225421.
- La demande de suspension de la société était irrecevable car dirigée contre une
décision confirmative d'une première décision, devenue définitive et qui n'avait pas fait
l'objet d'un recours, Conseil d'État, 1ère sous-section jugeant seule, 1er août 2013; n°
366497, Commune de Gramond c/ SARL Hélio Énergie, Identifiant Légifrance:
CETATEXT000027800657.
- Le recours hiérarchique est une garantie substantielle Conseil d'État, 9ème SSJS,
9 novembre 2015, 374884, Inédit au recueil Lebon, Société Drt C/ Ministère Des
Finances Et Des Comptes Publics Identifiant Légifrance : CETATEXT000031464436
- Recours administratif contre une décision illégale : conséquence du maintien de la
mesure contestée. Conseil d'État, CE, 5e et 4e sous-sect., 11 févr. 2015, n° 369110,
Centre hospitalier d'Auch, Identifiant Légifrance : CETATEXT000030223870.
- Autorité Compétence pour connaître des réclamations, Conseil d'État, le 22 juillet
2015, société Praxair n° 388853, Identifiant Légifrance : CETATEXT000030931890.
- Objet de recours gracieux c'est d'inviter l'auteur de la décision à reconsidérer sa
position, un recours contentieux consécutif au rejet d'un recours gracieux doit
nécessairement être regardé comme étant dirigé, Conseil d'État, le 7 mars 2018, n°
404079, Identifiant Légifrance : CETATEXT000036682836.

CODES ET LÉGISLATIONS :
- Dahir du 15 moharrem 1335 (11 novembre 1916) sur les recours contre les jugements
rendus par les juges de Paix dans la zone française de l'Empire Chérifien, p.1126.
- Dahir du 3 safar 1338 (28 octobre 1919) créant une voie de recours contre les jugements
des pachas et caïds dont les circonscriptions ne sont pas encore soumises au régime des dahirs

166
______________________ ‫____________________ التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة‬

du 4 août 1918.
- Dahir du 24 Rebia II 1343 (22 novembre 1924) sur le recouvrement des créances de l'Etat,
bulletin officiel N° 634 du 16- décembre 1924, p.1780.
- Dahir du 3 décembre 1953 (25 rebia II 1373) ouvrant aux membres de certaines professions
libérales organisées la possibilité de former des recours contre les décisions disciplinaires prise à
leur encontre.

TEXTES JURIDIQUES ÉTRANGERS :


- Code des relations entre le public et l’administration, Version consolidée au 29 avril 2017.
- Décret du 29 octobre 1943, portant règlement d'administration publique pour
l'application des dispositions de l'ordonnance du 17 septembre 1943 instituant un comité
temporaire du contentieux (Arrêté de promulgation n° 329 SG du 1er mai 1944), Journal
Officiel de France ,1944 N°10, du 31/05/1944, p 162.
- Décret du 31 janvier 1944 relatif à la mise à la retraite d'office des fonctionnaires
coloniaux tributaires de la caisse intercoloniale (Arrêté de promulgation n° 536 SG du 27
juillet 1944) Journal Officiel de France 1944 n° 15 du 15/08/1944 p.249.
- Décret n°65-29 du 11 janvier 1965 relatif aux délais de recours contentieux en matière
administrative, Version consolidée au 30 septembre 2018.
- Décret n°78-381 du 20 mars 1978 relatif aux conciliateurs de justice, Version
consolidée au 28 mai 2018.
- Décret n°2001-492 du 6 juin 2001 pris pour l'application du chapitre II du titre II de la
loi n° 2000-321 du 12 avril 2000 et relatif à l'accusé de réception des demandes présentées
aux autorités administratives.
- Décret n°2001-492 du 6 juin 2001 pris pour l’application du chapitre II du titre II de la
loi n° 2000-321 du 12 avril 2000 et relatif à l’accusé de réception des demandes présentées
aux autorités administratives.
- Décret no 2001-492 du 6 juin 2001 pris pour l’application du chapitre II du titre II de
la loi no 2000-321 du 12 avril 2000 et relatif à l’accusé de réception des demandes
présentées aux autorités administratives p.1344.
- Décret n° 2012-66 du 20 janvier 2012 relatif à la résolution amiable des différends,
JORF n°0019 du 22 janvier 2012 page 1280, texte n° 9.
- Décret n° 2014-550 du 26 mai 2014 portant incorporation au livre des procédures
fiscales de divers textes modifiant et complétant certaines dispositions de ce livre, JORF
n°0124 du 29 mai 2014 page 8975, texte n° 11.
- Décret n° 2016-1480 du 2 novembre 2016 portant modification du code de justice
administrative (partie réglementaire).
- Circulaire du 10 février 1944 (commissariat à la justice) relative à la présentation et à
l'instruction des recours en comité temporaire du contentieux (Arrêté de promulgation n°
536 SG du 27 juillet 1944) Paru in extenso au Journal Officiel Des Établissement Français
de l'Océanie 1944 n° 15 du 15/08/1944 à la page 249 dans la partie loi de souveraineté.
- Circulaire du 10/02/1944 (10 février 1944) relative à la présentation et à l'instruction
des recours en comité temporaire du contentieux Journal Officiel N° 1637 du 10 /03/1944.

167
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫س‬
‫رت‬ ‫ه‬‫ف‬

‫مقدمة‪3 .................................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مضمون التظلم اإلداري كآلية تكميلية لحل المنازعات اإلدارية‪11 .............‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المبحث األول‪ :‬مضمون التظلم اإلداري‪12 .............................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية التظلم اإلداري‪12 ......................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬في تحديد مفهوم التظلم اإلداري وغاياته‪13 ..............................................‬‬
‫أوال‪ :‬في تحديد التظلم اإلداري‪13 ..........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم التظلم غامض ومعقد‪17 ......................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬في تمييز التظلم اإلداري عن باقي التصرفات المشابهة‪19 ............................‬‬
‫أوال‪ :‬التظلم اإلداري والطلبات‪20 ...........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬تصرفات قانونية أخرى‪28 ............................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع التظلم اإلداري‪30 ....................................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬التظلمات اإلدارية الطوعية‪33 ............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التظلم االستعطافي‪33 ..................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التظلم التسلسلي‪36 ......................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التظلمات الخاصة‪40 .........................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬التظلم الوصائي‪43 .....................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التظلمات الرقابية الخاصة‪46 ........................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مرتكزات التظلم اإلداري‪50 ..............................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الشروط الشكلية والموضوعية للتظلم اإلداري‪51 .........................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط الشكلية للتظلم اإلداري‪51 .....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬شرط المصلحة واالختصاص‪51 ..................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬شرط اآلجال‪57 ......................................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن يكون محل التظلم قرارا إداريا‪67 .............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط الموضوعية للتظلم اإلداري‪73 ...............................................‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون التظلم واضحا‪73 ........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون التظلم مجديا‪76 ..........................................................................‬‬

‫‪168‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسس التظلم اإلداري ‪77 ....................................................................‬‬


‫الفقرة األولى‪ :‬النشاط اإلداري ووسائله القانونية كأساس للتظلم اإلداري‪77 .....................‬‬
‫أوال‪ :‬في تحديد مفهوم السلطة اإلدارية‪77 .............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التظلم اإلداري والرقابة على النشاط اإلداري‪79 ..............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬القرار اإلداري كأساس للتظلم اإلداري‪82 ............................................‬‬
‫أوال‪ :‬احترام مبدأ الشرعية‪83 ...........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ استقرار المراكز القانونية‪86 ...............................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تطبيقات التظلم اإلداري على مستوى القانون العام المغربي‪90 ........‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تطبيقات التظلم اإلداري‪90 .................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التطبيقات االختيارية للتظلم اإلداري‪91 ...................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التطبيقات العادية واإللكترونية للتظلم اإلداري‪92 ..................................‬‬
‫أوال‪ :‬إطار قانوني هش يؤطر التطبيقات العادية‪92 ..................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التطبيقات اإللكترونية للتظلم اإلداري‪99 ........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التطبيقات االختيارية للتظلم بين االجتهاد القضائي ودفع اإلدارة‪101 ..............‬‬
‫أوال‪ :‬اتجاه اإلدارة نحو الصمت أو تجاهل التظلم االختياري‪102 ...................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬اتجاه القضاء اإلداري نحو رفض الطلب اإلداري‪106 ........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التطبيقات الخاصة للتظلم اإلداري‪109 ....................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التطبيقات الخاصة للتظلمات على مستوى الجماعات الترابية‪109 ..............‬‬
‫أوال‪ :‬التظلم اإلداري على مستوى قرارات ومقررات الجماعات الترابية‪109 ..................‬‬
‫ثانيا‪ :‬طعون الوالة والعمال ضد قرارات ومقررات الجماعات الترابية‪111 ....................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تطبيقات التظلم اإلداري على المستوى الضريبي‪113 .............................‬‬
‫أوال‪ :‬طلب اإلبراء أو التخفيف االستعطافي‪113 .....................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬التطبيقات اإللزامية للتظلم الضريبي‪119 ......................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تقييم التظلم اإلداري‪125 .................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تقييم من حيث المضمون‪126 .............................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الشكايات اإللكترونية‪126 .............................................................‬‬
‫أوال‪ :‬محاولة خلق شباك وحيد‪127 ....................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬البحث عن صيغة للتظلم الفعال ‪127 ...........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات مؤسساتية مكملة للتظلم اإلداري‪129 .........................................‬‬
‫أوال‪ :‬الوساطة والتحكيم والصلح اإلداري‪130 ......................................................‬‬

‫‪169‬‬
‫‪ ____________________‬التظلم اإلداري في القانون العام المغربي – دراسة مقارنة ______________________‪‬‬

‫ثانيا‪ :‬مؤسسة الوسيط‪131 ..............................................................................‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬تقييم من حيث تنويع العرض القانوني‪136 ...........................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الفقرة األولى ‪ :‬تقييم من حيث مضمون هذا العرض القانوني‪136 ............‬‬
‫أوال‪ :‬على مستوى التشريع ونقائصه‪136 ...........................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث إنتاج القاعدة القانونية‪139 ...........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييم من حيث تنويع العرض القانوني‪146 .........................................‬‬
‫خاتمة‪151 .......................................................................................................‬‬
‫ببيبلوغرافيا‪154 ...............................................................................................‬‬
‫فهرست‪168 ....................................................................................................‬‬

‫‪170‬‬

You might also like