You are on page 1of 32

‫ماستر القانون و الممارسة القضائية‬

‫وحدة القضاء األسري‬


‫عرض تحت عنوان‬

‫احكام االهلية‬

‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫تحت إشراف الدكتورة‪:‬‬ ‫عصام القاسمي‬
‫ميلودة الشم‬ ‫عبد المجيد الطلوحي‬
‫مريم عالية الشاوني‬

‫الموسم الدراسي‪2021/2022‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫يقول هللا تعالى‪:‬‬


‫‪1‬‬ ‫"وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها"‬

‫تقوم العالقات بين األفراد على إبرام مجموعة من المعامالت فيما بينهم سواء تعلق األمر بجانب التبرعات‬
‫أو المعاوضات فيتوقف إبرام هذه المعامالت باختالفها على توفر العديد من األركان والشروط لعل أهمها‬
‫األهلية‪ ,‬ويعتبر عقد الزواج من التصرفات القانونية التي تحتاج إلى إدراك ألنه يترتب عليه من أثار‬
‫بإعتباره ميثاقاغليض لذا يجب على العاقد ان يكون عاقال بالغا والبلوغ المطلوب هو سن التي يصبح فيها‬
‫كل من الرجل والمرأةأهال إلنجاب األوالد‪.‬غير ان هذا السن يختلف من بلد ألخر لتأتير بعض العوامل‬
‫الفسيولوجية والجغرافيا‪ ،‬فالزواج من أخص شؤون اإلنسان والزوجان هما طرفا عقد الزواج وصاحب‬
‫الشأن فيه فقراره بيدهما‪.‬هذا مع توفر االهلية والصالحية اما مع النقص والقصور فإن المشرع يفوض‬
‫ألقرب الناس وأحرصهم على مصلح ة ذلك اإلنسان وعلى أمر اإلشراف على زواجهم وهو ما يعبر عنه‬
‫بأولياء العقد‪،‬أي االشخاص الدين لهم صالحية إنشاء عقد الزواج للشخص الذي يفقد أهلية التعاقد‪.‬‬

‫من هنا جائت اهمية األهلية والوالية للزواج التي تعتبر من صميم األحوال الشخصية لألفراد وموضع‬
‫إهتمام ونقاش في مختلف الديانات والشرائع القديمة وال تزال تحظى بهذا اإلهتمام في القوانين والتشريعات‬
‫الحديتة‪.‬منها المشرع المغربي في قانون االلتزامات والعقود الذي يعتبر الشريعة العامة بعشر فصول‬
‫تمتد من الفصل الثالث إلى الثالث عشر‪ ،‬مشيرا في بداية الفصل الثالث إلى أن األهلية المدنية للفرد تخضع‬
‫لقانون أحواله الشخصية‪ ،‬حيث نجد بعضا من أحكامها في القسم األول من الكتاب الرابع في مدونة األسرة‪.‬‬

‫ومن أهم هاته الضوابط أو القيود ما يتعلق بتحديد المراحل واألطوار التي يمر بها اإلنسان منذ والدته‬
‫وحتى المرحلة التي يكون فيها قادرا على تحمل التبعات التي تترتب على أفعاله وتصرفاته خصوصا ما‬
‫يتعلق بالتعهدات القانونية أي اإلل تزامات التي يتحملها بإرادتهوالتصرفات القانونيةالتي يبرمها باختياره إلى‬
‫جانب ما يرتكبه من أفعال ضارة ومؤدية ‪ ،‬لذلك عنيت كل الشرائع القديمة والحديثة بذلك التنظيم فمنذ أقدم‬
‫العه ود القانونية عمدت القوانين إلى اشتراط سن معينة يكون الشخص إذا بلغها قادرا على إبرام تصرفات‬
‫قانونية صحيحة وملزمة على أساس الثقة في قدرته وفي إرادة سليمة وأهال لتحمل المسؤولية عن أفعاله‬

‫‪-1‬صورة الحجرات‪ ،‬اآلية ‪.26‬‬


‫الضارةكما حرصتهذه القوانين علىنزع هاتهالثقة عنهوإعفاءهمن المسؤوليةإذا تعرض لعوارض تحول دون‬
‫بهذهالقدرة‪2 .‬‬ ‫التسليم‬

‫وبعد حصول المغرب على االستقالل وضعت مدونة األحوال الشخصية بمقتضى خمسة ظهائر صادرة‬
‫مابين سنتي ‪ 1957‬و ‪ 1958‬وقد خصصت لتنظيم قواعد األهلية والنيابة الشرعية الفصول من ‪ 133‬إلى‬
‫‪ 172‬من مدونة األحوال الشخصية وهاته المدونة لحقتها تعديالت مسايرة لتجدد الظروف االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية في البلد‪ ،‬إلى أن انتهت بإصدار مدونة لألسرة ‪ ،‬نظمت أحكام األهلية في المواد‬
‫من ‪ 206‬إلى ‪. 276‬بإعتبار الوالية لم تعد سلطة تحت الولي بل اصبحت حق من حقوق المرأة الراشدة‬
‫تمارسها حسب إختيارها ومصلحتها‪.‬‬

‫اما عن األهلية فالمشرع المغربي قد وحدها في ‪18‬سنةكاملة بالنسبة للجنسين المتمتعين بقواهما‬
‫العقلية‪,‬ونظراإلعتباراتإجتماعية ونفسية ودينية فإن المشرع وضع إستثناء لقاعدة المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪19‬ويتعلق األمر بزواج ما لم يبلغ سن الرشد وزواج المصاب بإعاقة ذهنية‪.‬‬

‫ولم يقتصر المشرع على االهتمام بالزوجين في حياتهما بل اولى ايضا اهمية خاصة لحماية اموال‬
‫القاصرين فخصص قسما خاصا لالهلية والنيابة الشرعية من الكتاب الرابع من مدونة االسرة من المادة‬
‫‪206‬الى المادة ‪،260‬واخضع النائب الشرعي لرقابة القضاء القبلية في ادارته الموال المحجور واناط‬
‫القاضي المكلف بشؤون القاصرين بصالحيات واسعة حيت خول له امكانية إصدار امر إستثنائي بفتح ملف‬
‫النيابة الشرعية‪،‬خالفا للقاعدة إذا تبين له ان مصلحة المحجور تستدعي ذلك‪.‬‬

‫اهمية الموضوع ‪:‬‬

‫ويتبين لنا من خالل المحاور التي تمت دراستها في إطار الفصل األول أن مدونة األسرة جاءت بأحكام‬
‫ومقتضيات جديدة‪،‬هدفت منها العناية باألسرة وحمايتها ‪،‬وخاصة العناية بالطفل وحمايته‪،‬وهذه العناية وتلك‬
‫الحماية لم تتناولها مدونة األسرة فحسب من خالل الموضوعات التي سبقت دراستها من نسب وحضانتها‬
‫ونفقة وإنما تناولتها كذلك في موضوعات أخرى ونصت على شمول هذه الرعاية والحماية لشؤون الطفل‬
‫الشخصية وحقوقه المالية معا‪،‬أي ما يتعلق بأهليته والنيابة الشرعية عليه في حالة قصره‪.3‬‬

‫‪ -2‬د‪.‬عبدااقادرالعرعاري ‪،‬الجزء األول ‪،‬مصادر اإللتزامات الطبعة ‪ 1995‬ص‪31،‬‬


‫‪-3‬أنظر في هدا الصدد ‪:‬عمر لمين ‪ :‬مستجدات مدونة األسرة فيما يتعلق باألهلية والنيابة الشرعية‪،‬منشور في سلسلة الندوات واللقاءات‬
‫واليامالدراسية‪،‬عدد‪"،5‬األيام الدراسية حول مدونة األسلرة‪،‬شتنبر‪،2004‬ص ‪ 117‬وما بعدها‪.‬‬
‫وأبرز الدوافع التي دفعتنا إلى إختيار هذا الموضوع هو اإلشكاليات التي لم يحسن المشرع التعامل معها‬
‫الشيء الذي جعل القضاء نفسه يتردد وإجتهاداته تتباين بين مد وجزر خصوصا عند سكوته عن بعض‬

‫اإلشكاالت التي تتيرها الوالية كموضوع‪ ،‬الشيء الذي يدفعنا كباحتين إعمال المادة ‪400‬التي تحيلنا على‬

‫المذهب المالكي في كل المسائل التي لم يرد في شأنها نص‪،‬والهدف المنشود هو تحقيق العناية والرعاية‬
‫والحماية للطفل القاصر او المحجور في كل تجلياتها وأبعادها‪.‬من هذا وذاك ‪:‬‬

‫يطرح اإلشكال المحوري المطروح والتي يتير أكتر من عالمة إستفهام مدى مالئمة األحكام والمستجدات‬
‫الواردة في مدونة االسرة المتعلقة باألهلية والوالية في الواقع المغربي ؟ ومن هنا تتفرع مجموعة‬
‫اإلشكاليات الجزئية وهيكاألتي ‪:‬‬

‫"كيف نظم المشرعاالهلية والسن المحدد؟‬


‫"اين تتجلى األثار واإلستثناءات الواردة على األهلية؟‬
‫"وما دور النيابة العامة في قضايا األهلية بإعتبارها الطرف األصلي في جميع القضايا‬
‫الرامية إلى تطبيق مدونةمدونة األسرة بموجب المادة ‪3‬؟‬

‫"كيف ينظر المجتمع المغربي لمؤسسة الوالية؟‬


‫لإلجابة عن هاته اإلشكااليات فضلنا اإلعتماد على التصميم األتي ‪:‬‬

‫المبحت االول‪:‬األحكام العامة لالهلية في الشريعة اإلسالمية ومدونة االسرة‬

‫المبحت التاني ‪ :‬مشروعية الحجر و اثاره‬


‫المبحث األول ‪:‬األحكام العامة‬
‫لألهلية في الشريعة اإلسالمية‬
‫ومدونة األسرة‬
‫تعتبر األهلية ركن من أركان العقد إلى جانب كل من الرضا والمحل والسبب‪ ،‬حيث هناك من الفقه القانوني‬
‫من يدرجها ضمن عناصر الرضا‪ ،‬بخالف المشرع المغربي الذي فصلها عنه ووضع لكل منهما أحكام‬
‫مستقلة‪ ،‬فاألهلية كمبدأ عام تعني الصالحية والجدارة للقيام بتصرف قانوني معين يكون الشخص عاجزا‬
‫عن القيام به إذا تخلف هذا العنصر‪ ،4‬فلقد تعددت التعاريف المعطاة لهذا المفهوم سواء من طرف الفقه‬

‫القانوني وكذا من طرف النصوص التشريعية المعتمدة‪ .‬كما إن هذا العنصر يشتبه في كثير من ‪-‬إن‬

‫الحديث عن أحكام األهلية في الشريعة اإلسالمية يقتضي منا التطرق أوال إلى أنواع األهلية‬

‫في الشريعة اإلسالمية وفي مدونة األسرة (المطلب األول) ثم عوارضها وموانعها (المطلب‬

‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أنواع األهلية في الشريعة اإلسالمية‬


‫االهلية في اللغة ‪:‬‬
‫الجدارة والكفاءة‪ ،‬يقال فالن اهل لتحمل مهمة كذا ‪،‬فهو إذن جدير بتحملها‪.5‬‬

‫وفي االصطالح القانوني ‪:‬تعددت تعريفات الفقهاء لألهلية ‪:‬فقد عرفها جانب من الفقهاء فقال ‪:‬هي صالحية‬
‫الشخص لوجوب الحقوق المشروعة له وعليه‪ ،‬بينما عرفها جانب أخر فقال ‪:‬هي وصف يقوم بالشخص‬
‫يجعله قابال ألن تكون له حقوق وتجب عليه واجبات‪ ،,6‬عموما هي قابلية الشخص ألن يكتسب الحقوق‬
‫ويتحمل االلتزمات‪،‬وألن يمارس بنفسه التصرفات التي تمكنه من كسب الحقوق وتحمل اإللتزمات‪.7‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أهلية الوجوب‬


‫‪ -‬عرفت أهلية الوجوب عند األصوليين بالمعاني اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬هي الصالحية للوجوب له وعليه شرعا‪.8‬‬


‫‪ .2‬صالحيته لوجوب الحقوق المشروعة له أو عليه ‪.9‬‬

‫‪ -4‬عبد الرحمان الشرقاوي‪.‬القانون المدني دراسة حديتة للنظرية العامة لإللتزام على ضوء تأترها بالمفاهيم الجديدة للقانون اإلقتصادي ‪,‬الكتاب‬
‫األول ‪ :‬مصادر اإللتزام الجزء األول ‪.‬التصرف القانوني الطبعة التانية‪2014‬ص ‪115‬‬
‫‪-5‬شرح مرقاة االصول ‪.‬الجزء التاني ‪,‬ص ‪234‬‬
‫‪ -6‬ذ‪.‬عبد الكريم شهبون ‪..‬الشافي في شرح مدونة األسرة ص‪11‬‬
‫‪-7-‬الدليل العلمي للمدونة‪.‬وزارةالعدل‪,‬المملكةالمغربية‪,‬العدداألول‪,‬سنة ‪; 2004‬ص‪126‬‬
‫‪-8‬كشف األسرار عن أصول البزودي ‪ 237/4‬لسان العرب مادة أهل‪ ،‬فصول البدائع ‪.283/1‬‬
‫‪ -9‬التقرير والتعبير ‪ ،164/2‬مرآة األصول في شرح مرقاة الوصول ص ‪323‬‬
‫‪ .3‬وهناك تعريف أورده صاحب المغني في أصول الفقه (أما أهلية الوجوب فبناء على الذمة‬
‫وهي العهد لغة والمراد هنا نفس لها عهد‪ ،‬فإن اآلدمي يولد واختص بين سائر الحيوان بذمة‬
‫صالحة له وعليه بإجماع الفقهاء رحمة هللا بناء على العهد الماضي قال تعالى‪ ﴿ :‬وإذا أخذ‬
‫ربك من بين آدم من ظهورهم﴾‪ .10‬وقبل اإل نفصال وإن كان نفسا تنفرد بالحياة ولكنه جزء من‬
‫وجه فلم يكن له ذمة مطلقة حتى صلح ليجب له الحق من عتق ووصية وارث ولم يجب عليه‬
‫وبعد االنفصال صار أهال للوجوب له وعليه حتى لزمه مهر امرأته وضمان ما أتلفه‪.11‬‬
‫من خالل التعريفات السابقة نستنتج اآلتي‪:12‬‬

‫‪-1‬أن ألهلية الوجوب جانب سلبي وجانب إيجابي‪ ،‬فالجانب اإليجابي هي وجوب الحقوق‬
‫له والجانب السلبي هي االلتزامات المترتبة عليه كالتزامه بعوض ما أتلفه ومهر المثل وعوض‬
‫البيع‪.‬‬

‫‪ -2‬أن أهلية الوجوب أيضا تنقسم إلى قسمين‪ :‬القسم األول أهلية الوجوب الناقصة وفيها‬
‫يكون العنصر اإليجابي أي ثبوت الحقوق له ال عليه أما أهلية الوجوب الكاملة فيدخل فيها‬
‫العنصر السلبي وهو االلتزام‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أهلية الوجوب الناقصة‬


‫أهلية الوجوب الناقصة هي الصالحية لثبوت الحقوق له ال عليه‪ ،‬ومناط أهلية الوجوب‬
‫الناقصة هي الذمة ‪ 13‬المبنية على العهد السابق‪ ،‬وهي لغة العهد واصطالحا عهد جرى بين‬
‫الرب والعباد‪ .14‬لقوله تعالى‪﴿:‬إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على‬

‫‪ -10‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪.172‬‬


‫‪ -11‬المغني في أصول الفقه للخبازي‪ ،‬ص ‪.363‬‬
‫‪ -12‬سعود بن محمد أحمد هنيدي‪ ،‬احكام األهلية في فقه عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير‪ ،‬المملكة العربية السعودية و ازرة التعليم العالي‪ ،‬جامعة أم‬
‫القرى‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬الدراسات العليا‪ ،‬مركز الدراسات اإلسالمية ‪ ،1319/1318‬ص ‪.13‬‬
‫‪ -13‬التقرير والتحجير ‪.165/2‬‬
‫‪ -14‬فصول البدائع ‪.284/1‬‬
‫أنفسهم ألست بربكم ق الوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيام إنا كنا عن هذا غاف لين﴾‪ .15‬وقوله‬
‫تعالى‪﴿ :‬وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه﴾‪.16‬‬

‫ووجه الداللة هنا أن كل إنسان له في ذمته اإلتزامات ومسؤول عن تصرفاته وملزوم عنها‪.‬‬

‫هكذا‪ ،‬فيرى الفقهاء أن أهلية الوجوب الناقصة هي صالحية الشخص ألن تثبت له بعض‬

‫الحقوق دون البعض اآلخر‪ ،‬وتثبت هذه األهلية للجنين في بطن أمه‪ ،‬وبها يكون أهال‬

‫لإل ستحقاق اإلرث والوصية والنسب‪ ،‬فهو قبل انفصاله عن أمه يعتبر جزءا منها‪ ،‬لكن لما‬

‫كان منفردا بالحياة ومعدا لإل نفصال عنها‪ ،‬فإنه ال يعتبر جزءا منها بشكل مطلق‪ ،‬وبذلك‬

‫كانت له ذمة خاصة به‪ ،‬أي كانت له أهلية وجوب ولكنها ناقصة‪ ،‬وبناء على هذه األهلية‬

‫تثبت له بعض الحقوق دون البعض اآلخر‪ ،‬حيث تثبت له الحقوق التي ال تحتاج في‬

‫وجودها وثبوتها وصحتها إلى قبول منه‪ ،‬وال تثبت له حقوق لغيره ألن وجوب الحقوق على‬

‫الشخص تكون بفعل أو التزام‪ ،‬والجنين ال يتصور منه ذلك‪ ،‬وبالتالي اعتبر أنه يتمتع بأهلية‬

‫وجوب ناقصة‪ ،‬وإذا انفصل عن أمه حيا صارت له أهلية وجوب كاملة كالبالغ‪.17‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهلية الوجوب الكاملة‪:‬‬


‫‪ -‬عرفت أهلية الوجوب الكاملة شرعا على أنها الصالحية للوجوب له وعليه ‪.‬وأورد‬
‫‪18‬‬

‫صاحب التلويح تعريفا أكثر وضوحا ومقيدا بكلمة مشروعة إذ قال‪" :‬صالحيته لوجوب الحقوق‬
‫المشروعة له وعليه"‪ ،‬وهذه األهلية مبنية على الذمة التي هي أمر تقديري‪ ،‬وهي في اللغة‬
‫العهد‪ ،‬وفي الشرع وصف يصير اإلنسان أهال لما له وما عليه‪.‬‬

‫‪ -15‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪.172‬‬


‫‪ -16‬سورة اإلسراء‪ ،‬اآلية ‪.13‬‬

‫‪ -17‬علي رمضان محمد ازبيدة‪ ،‬النظرية العامة لألهلية‪ ،‬دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪ ،‬ص‪.27 :‬‬
‫‪ -18‬فصول البدائع ‪ ،283/1‬كشف األسرار ‪ ،1358/4‬طبعة ‪ 1307‬ه من طرف حسن حلمي‪ ،‬التقرير والتجبير ‪.164/2‬‬
‫ومن خالل التعريفات السابقة نستنتج ما يلي ‪:‬‬
‫‪19‬‬

‫‪ -1‬أن أهلية الوجوب الكاملة خاصة أيضا باإلنسان الذي كرمه هللا سبحانه وتعالى بحمل‬
‫األمانة لقوله تعالى‪ ﴿:‬وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه﴾‪ .20‬ووجه الداللة أن أعمال اإلنسان‬
‫معلقة في عنقه وهو ملزم عن تصرفاته دون سائر المخلوقات‪.‬‬

‫‪ -2‬أن أهلية الوجوب الكاملة كانت ناقصة قبل الوالدة واكتملت بعد خروج الجنين‪ ،‬ألنه‬
‫كان يأخذ حكم أمه حسا وحكما‪.‬‬

‫‪-‬ألهلية الوجوب جانب سلبي وجانب إيجابي‪ ،‬غير أن الجانب السلبي هو الذي دخل‬
‫على أهلية الوجوب بعد كمالها لذلك سميت بأنها كاملة‪.‬‬

‫‪ -4‬أن الوجوب غير مقصود بنفسه بل المقصود حكمه وهو األداء‪ ،‬فكل ما يمكن أداؤه‬
‫يجب وما ال يمكن فال‪ ،‬فحقوق العباد ما كان منها غرما وعوضا يجب‪ ،‬وكذلك ما كان صلة‬
‫تشبه المؤون او األعواض كنفقة القريب‪ ،‬أما ما كان فيها ما يشبه األجزية فال يلزم به‪ ،‬فال‬
‫قصاص عليه وال جزئية وال حرمان من الميراث‪ ،‬وأما حقوق هللا فالعبادات ال تجب عليه وهي‬
‫البدنية‪ ،‬أما المالية ففيها اختالف‪ ،‬أما ما كان فيها معنى المؤونة المحضة كالعشر والخراج‬
‫فإنها تجب‪.21‬‬

‫‪-5‬أن الحقوق التي يمكن اكتسابها هي الحقوق المشروعة‪ ،‬أما غير المشروعة فال‬
‫يكتسبها‪.‬‬

‫عموما فإن أهلية الوجوب الكاملة هي صالحية الشخص لوجوب الحقوق له وعليه‪ ،‬وتثبت‬
‫هذه األهلية للشخص منذ والدته حيا وتبقى معه طوال حياته‪ ،‬وال تزول عنه إال بموته‪ .‬وهي‬
‫تثبت له س واء كان ممي از أم غير مميز‪ ،‬فال يوجد شخص عديم أهلية الوجوب‪ ،‬إذ ال تتأثر هذه‬
‫األهلية بأي مؤثر عدا الموت‪ ،‬فهي مالزمة لوجود الروح في الجسم‪ ،‬ومتى أصبح الشخص‬

‫‪ -19‬سعود بن محمد أحمد هنيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47 :‬‬

‫‪ -20‬سورة اإلسراء‪ ،‬ص‪.13 :‬‬


‫‪ -21‬التلويح على التوضيح ‪.164/2‬‬
‫كامل أهلية الوجوب فإنه يترتب عليه اآلثار الشرعية وبذلك تثبت له الحقوق وتجب عليه‬
‫الواجبات‪ ،‬والمراد بالحقوق الواجبة الحقوق المالية‪ ،‬أما الحقوق غير المالية كاالعتقادات‬
‫والعبادات فال تجب عليه‪ ،‬وال يطالب بها‪ ،‬كما يجب عليه كل حق يمكن أداؤه بالنيابة ويقوم‬
‫ممثله الشرعي بإيفاء واستيفاء ما له وما عليه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أهلية األداء‬


‫عرف فقهاء الشريعة األهلية بأنها صالح ية اإلنسان ألن تصدر منه أفعاال يعتد بها شرعا‪،22‬‬
‫وفي تعريف آخر هي صالحية الشخص لمباشرة األعمال التي تترتب عيلها آثار شرعية‪.23‬‬

‫فهذه األهلية ال تثبت للجنين في بطن أمه‪ ،‬وال للمولود عند والدته وإنما تثبت للشخص‬
‫إذا أصاب قد ار من التمييز‪ ،‬وبالتالي فإن أساس هذه األهلية هو اكتمال القدرة العقلية الناتجة‬
‫عن العقل واإلدراك واإلرادة‪.‬‬

‫وتنقسم هذه األهلية في منظور الشريعة اإلسالمية إلى نوعان‪ ،‬أهلية أداء ناقصة (أوال)‬
‫وأهلية أداء كاملة (ثانيا)‪ ،‬وذلك تبعا لكمال العقل والتمييز ونقصانه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أهلية األداء الناقصة‬


‫تستمر مرحلة الوجوب الكاملة حتى سن السابعة وفي هذا السن ندخل في مرحلة ما‬
‫يسمى باألهلية الناقصة‪ ،‬أو أهلية األداء الناقصة‪ ،‬ومن خالل ما سبق يمكن أن نعرف أهلية‬
‫األداء الناقصة بأنها صالحية المميز ألن تصدر منه بعض التصرفات النافعة نفعا محضا‪.‬‬

‫وقد سميت بأهلية األداء الناقصة‪ ،‬ألنه تصح من الصبي بعض التصرفات إذ يؤمر‬
‫بالصالة لقوله ص‪ ﴿ :‬امروا أوالدكم بالصالة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء‬
‫عشر سنين وفرقوا بينهم في المضاجع﴾‪.24‬‬

‫‪ -22‬عبد هللا (ابن الطاهر) السوسيالتناني‪ ،‬شرح مدونة األسرة في إطار المذهب المالكي وأدلة‪ ،‬دراسة تأصيلية مقارنة على ضوء المذاهب األربعة‪ ،‬الجزء الرابع‪ ،‬األهلية والنيابة‬
‫الشرعية‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األولى‪1436 ،‬ه‪ 2015/‬م ص ‪.24‬‬

‫‪ -23‬علي رمضان محمد ازبيدة‪ ،‬النظرية العامة لألهلية‪ ،‬دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪ ،‬ص‪.28 :‬‬
‫‪ -24‬رواه اإلمام أحمد بن عبد هللا بن عمر بن العاص في المسند ‪ 165/10‬ورواه أبو داود ‪ 133/1‬قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح ‪.259/2‬‬
‫ويصح بيعه وشراؤه في األشياء اليسيرة‪ ،‬وتقبل منه الوصية عند بعض األئمة‪ ،‬وبعض‬
‫التصرفات‪ ،‬وهذه المرحلة بداية مرحلة التمييز‪.‬‬

‫ومما ينبغي ذكره أن أهلية األداء الناقصة أو الكاملة تتضمن أهلية الوجوب الكاملة‪ ،‬فكل‬
‫من له أهلية أداء تضمن له أهلية الوجوب‪ ،‬أي أنها داخلة بطريق التضمن‪.25‬‬

‫وال يختلف المعنى االصطالحي عند الفقهاء للمميز فقد تعددت تعريفاتهم‪ ،‬فمنهم من‬
‫والبعض منهم قال‪" :‬هو الذي يفهم الخطاب ويرد‬ ‫‪26‬‬
‫قال‪" :‬هو الذي يعقد البيع والشراء‬
‫الجواب" ‪.27‬‬

‫ففي سن السابعة يستطيع الصبي التمييز بين النافع والضار‪ ،‬ولذلك أمر وليه بأمره‬
‫بالصالة‪ ،‬واألمر في هذه على سبيل التدريب‪ ،‬والضرب في العاشرة للتأديب‪ ،‬وألنه أهل للتواب‬
‫والتخلق بأخالق المسلمين وليعتاد الصالة في المستقبل فهي من أنفع المنافع ‪.28‬‬

‫ومن تصرفات الصبي في مجال العبادات‪ ،‬الصالة والزكاة والصيام‪ ،‬وهناك أيضا أهلية الصبي‬
‫للعقوبة من قبيل أهلية الصبي لدفع الجزية‪ ،‬وضمان ما أتلفه الصبي‪ ،‬أما في مجال المعامالت‬
‫ف تحدث أساسا عن أهلية الصبي للشهادة وأهلية الصغير للزواج وأهلية الصبي للوصية وأهليته‬
‫للبيع والشراء‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهلية األداء الكاملة‬


‫من حكمة هللا تعالى أن جعل النمو الجسماني يتماشى مع النمو العقالني فلو وضعت القوى‬
‫الجسمانية للصبي كالرجال ألدى إلى مخاطر نظ ار لعدم تناسب القوى الجسمانية مع القوى‬
‫العقلية‪.‬‬

‫وبالعكس لو أعطيت القوى العقالنية بكاملها للطفل دون القوى الجسمانية المناسبة لها ألدى‬
‫ذلك إلى أمراض نفسية قهرية لعدم قدرته على الوفاء بحاجاته‪ ،‬وسبحانه من أبدع وصور‪ ،‬وهنا‬

‫‪ -25‬سعود بن محمد أحمد هنيدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81‬‬


‫‪ -26‬شرح الدر المختار‪ ،‬ابن عابدين ‪.258/4‬‬
‫‪ -27‬المطلع على أبواب المقنع للبعلي ص‪ ،51‬الطبعة األولى‪ 1375 ،‬ع‪.‬‬

‫‪ -28‬التقرير والتجبير‪.169/2‬‬
‫تأتي شمولية التربية اإلسالمية وسماحتها‪ ،‬فلم تكلف الصبي ماال طاقة له به ﴿ال يكلف هللا‬
‫نفسا إال وسعها﴾ ‪ .‬لذلك فاألداء لإلنسان يختلف باختالف مراحل حياته‪ .‬فقبل سن السابعة‬
‫‪29‬‬

‫أي قبل سن التمييز ال أداء له أصال فهو في حكم المجنون‪ ،‬وبعد سن السابعة يثبت له أداء‬
‫ناقص وهي ما يسمى بمرحلة أهلية األداء الناقصة وهو في حكم المعتوه‪.‬‬

‫فتجوز منه بعض التصرفات وفي هذه أي مرحلة أهلية األداء الكاملة يصبح اإلنسان أهال‬
‫للمحاسبة انتظا ار إل عتدال عقله وقدرة بدنه‪ ،‬فييسر عليه الفهم والعمل به ووقت هذا االعتدال‬
‫بتفاوت في جنس البشر وال يمكن إدراكه إال بعد اختيار ومن الصعب اختبار الناس كلهم‬
‫لمعرفة لحظة وصول هذه المرحلة‪ ،‬حتى يمكن أن يجرى معهم سائر التعاقدات ويقام عليهم‬
‫العقوبات عند ارتكاب المحظور‪ ،‬ألن العقوبة مؤاخذة لقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪":‬رفع‬
‫القلم عن ثالث"‪ .‬والقلم هو الحساب‪ ،‬لذلك أقام الشرع إعتدال الحال بالبلوغ عن كمال العقل‬
‫في توجه الخطاب تيسي ار عن العباد حتى يسقط توهم النقصان ‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫وجعل الشرع البلوغ وصفا ظاه ار منضبطا تقام عليه سائر األحكام الشرعية‪ ،‬ألنه بهذه المرحلة‪-‬‬
‫أي مرحلة البلوغ‪ -‬تتكامل القوى الجسمانية والعقالنية‪ ،‬فتتكامل الملكات العقلية المتماشية مع‬
‫القوى الجسمانية فيصير اإلنسان أهال لألداء‪.‬‬

‫وبعد هذا العرض يمكن أن نعرف أهلية األداء الكاملة فنقول‪ :‬صالحية الزمة لإلنسان السوي‬

‫لممارسة حقوقه المشروعة وتحمل تبعات تلك الممارسات‪ ،‬أو بمعنى آخر هي وصوالإلنسان‬

‫لمرحلة يصير أهال لألداء ويتحمل تبعات ذلك األداء‪ ،‬وعرضها صاحب التقرير بأنها‪:‬‬

‫"صالحية اإلنسان لصدور الفعل منه على وجه يعتد به شرعا"‪.31‬‬

‫‪ -29‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.276‬‬

‫‪ -30‬التقرير والتجبير ‪.164/2‬‬


‫‪ -31‬التقرير والتجبير ‪.164/2‬‬
‫كما أورد صاحب كتاب كشف األسرار ما يلزم األداء فقال‪ :‬ال خالف‪ ،‬األداء يتعلق بقدرتين‬
‫قدرة فهم الخطاب وذلك بالعقل وقدرة العمل به وهي البدن‪ ،‬واإلنسان في أول أحواله عديم‬
‫القدرتين‪ ،‬لكن فيه استعداد وصالحية‪ ،‬ألن يوجد فيه كل واحدة من القدرتين شيئا فشيئا بخلق‬
‫هللا إلى أن يبلغ كل واحدة منها درجات الكمال ثم أورد التعريف هذا بعد التمهيد فقال‪" :‬هي‬
‫عبارة عن بلوغ القدرتين إلى درجات الكمال وهو المراد باالعتدال في لسان الشرع" ‪.32‬‬

‫من خالل ما سبق يتضح أن‪:33‬‬

‫‪-1‬أهلية األداء الكاملة تستلزم إكتمال القدرتين العقلية والجسمانية‪.‬‬

‫‪ -2‬قد تبلغ الجسمانية قدرتها دون العقالنية فال تصل إلى أدنى درجات الكمال فعندها‬
‫يسمى ذلك الشخص معتوها ويأخذ حكم الصبي‪.‬‬

‫ولقد ثبت مشروعية األداء الكاملة بالكتاب والسنة‪.‬‬

‫أما من الكتاب‪ :‬فقال تعالى‪﴿:‬وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فَإِ ْن آنَ ْستُ ْم مِ ْن ُه ْم ُر ْشدًا‬
‫ِ‬
‫ان‬
‫ك َ‬‫ف َو َم ْن َ‬ ‫ان غَنِيًّا فَْليَ ْستَ ْعفِ ْ‬
‫ك َ‬ ‫كبَ ُروا َو َم ْن َ‬ ‫أَن يَ ْ‬ ‫وها إِ ْس َرافًا َوبِدَ ً‬
‫ارا ْ‬ ‫كلُ َ‬ ‫ادفَ ُعوا إِلَ ْيه ْم ْ‬
‫أَم َوالَ ُه ْم َوََل تَأْ ُ‬ ‫فَ ْ‬
‫اّللِ َح ِسيبًا﴾‪.34‬‬ ‫كفَى بِ َ‬ ‫دوا عَلَ ْي ِه ْم َو َ‬ ‫ف فَإِذَا دفَعتُم إِلَي ِهم أَموالَهم فَ ْ ِ‬
‫أَشه ُ‬ ‫َ ْ ْ ْ َْ ُ ْ‬ ‫كل بِا ْل َم ْعرو ِ‬
‫ُ‬ ‫يرا فَْليَأْ ُ‬ ‫ِ‬
‫فَق ً‬
‫أما من ناحية السنة‪ :‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪":‬رفع القلم عن ثالث عن المجنون‬
‫المغلوب على عقله حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم"‪.35‬‬

‫فالعارض أمر طارئ غير عادي يعتري األهلية فيؤثر فيها باإلزالة (الموت والجنون) أو يؤثر‬
‫فيها بالنقصان‪ ،‬كما في العته والصبي المميز وهو يؤثر‪-‬أي العارض‪ -‬في أهلية اإلنسان سواء‬
‫في التزام الحقوق أو تحمل االلتزامات‪.‬‬

‫‪ -32‬كشف األسرار ‪.1367/4‬‬


‫‪ -33‬سعود بن مسحمد أحمد هنيدي ص‪.127:‬‬

‫‪ -34‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪.6‬‬


‫‪ -35‬انظر‪ ،‬صحيح البخاري مع الفتح‪ ،‬كتاب الطالق ‪.310/11‬‬
‫المطلب التاني ‪:‬احكام األهلية في ضوء مدونة األسرة‬
‫يكتسب الحقوق ويتحمل االلتزمات‪،‬وألن يمارس بنفسه التصرفات التي تمكنه من كسب الحقوق وتحمل‬
‫اإللتزمات‪.36‬‬

‫مصادر األهلية ‪ :‬إن الحديت عن مصادر األهلية وقواعدها العامة في التشريع المغربي يلزمنا الحديت عن‬
‫ثالث مصادر أساسية ‪.‬وهي مدونة األسرة التي خصصت لها عدة مواد قانونية تتعلق بها(المواد من‪206‬‬
‫إلى ‪)276‬وكذلك ظهير اإللتزمات والعقود الصادر سنة ‪ 1913‬حيت خصص لها إحدى عشر فصال للحديث‬
‫عنها(الفصول من ‪3‬الى‪) 13‬إضافة إلى قانون المسطرة المدنية الذي خصص لها فروع للحديث عن األهلية‬
‫وغيرها ‪.‬‬ ‫سواء فيما يتعلق بالتحجير وبيع منقوالت العقار‬

‫والحديت عن القواعد العامة التي تحكم االهلية يلزمنا بذكر أ هم قاعدة تحكمها وهي ان اإلنسان يعتبر كامل األهلية ما لم‬
‫يثبت خالف ذلك ‪. 37‬وال يمكن اإلتفاق على ما يخالف ما نص عليه الفقه او القانون في هذا الموضوع كما يلزم القاضي ان‬
‫يتير تلقائيا إنعدام األهلية في أي متقاض من المتقاضين ‪.‬كما أن إثارة الدفع بإنعدام األهلية يُثار في كل مراحل الدعوى‪،‬وإن‬

‫الحد من األهلية ألي شخص ال يكون إال بمقتضى نص صريح‪.‬ونص المشرع في المادة ‪206‬من مدونة األسرة‬
‫أن"االهلية نوعان ‪:‬اهلية وجوب وأهلية أداء"‬

‫الفقرة األولى ‪:‬أنواع األهلية‬


‫أوال ‪:‬أهلية الوجوب ‪:CAPACITé DE JOUISSANCE‬‬
‫األصل في الحقوق المدنية سواء كانت عامة أو خاصة ان كل شخص طبيعي يملك أهلية وجوب بالنسبة‬
‫الى كل منها‪.‬وحسب المدونة‪38‬هي الصالحية التي يتمتع بها الشخص وتخول له اكتساب الحقوق وتحمل‬
‫االلتزامات التي يفرضها عليه القانون‪ ،‬وتعتبر الميزة األساسية التي تميز هذا النوع من األهلية أنها تالزم‬
‫اإلنسان وتصاحبه طول حياته وال يمكن حرمانه منها‪ ،‬بل قد تثبت له هذه األهلية في شقها الوجوبي منذ‬
‫أن كان جنين في بطن أمه‪ ،‬وتوصف هنا باألهلية الناقصة‪ ،‬كما قد تمتد بعد وفاته إلى أن تصفى بعد موته‬
‫‪39‬‬ ‫إلى ما بعد موته إلى حين تصفيه تركته وسداد ديونه‪.‬‬

‫واألصل أو القاعدة في الحقوق المدنية سواء كانت عامة أو خاصة أن كل شخص طبيعي‬
‫يملك اهلية وجوب بالنسبة إلى كل منها‪،‬وإلى كل من الوجبات التي تقابلها ما لم يقض القانون‬

‫‪ -36-‬الدليل العلمي للمدونة‪.‬وزارةالعدل‪,‬المملكةالمغربية‪,‬العدداألول‪,‬سنة ‪; 2004‬ص‪126‬‬


‫‪ -37-‬محمد إبن معجوز أحكام األسرة في الشريعة الجزء التاني ص‪169‬‬
‫‪-38‬تنص المادة ‪ 207‬من المدونة على ما يلي « ‪":‬اهلية الوجوب هي صالحية الشخص إلكتساب الحقوق وتحمل الوجبات التي يحددها‬
‫القانون‪.‬وهي مالزمة له طو حياته وال يمكن حرمانه منها"‬
‫‪-39‬الدكتورة‪.‬جميلةاوحيدة‪،‬أثار الوالدة واألهلية والنيابة القانونية ‪،‬ص‪119‬‬
‫بخالف ذلك‪،‬واإلستثناء هو أن يكون الشخص غير أهل لواحد أو أكثر من هاته الحقوق أو‬
‫الوجبات‪.‬‬

‫وكصورة تطبيقية لهاته القاعدة يكون كل شخص اهال ألن يكون مالكا او دائنا او صاحب‬
‫حق‪.‬وأ هال كذلك الن يصير مدينا بكل االلتزمات التي تترتب عن التصرفات القانونية التي‬
‫يعقدها له وليه في حدود واليته‪.‬‬

‫الفقرة التانية ‪ :‬اهلية األداء‪CAPACITé D’exercice:‬‬


‫أما النوع الثاني من األهلية فهي المنصوص عليها في المادة ‪ 208‬من المدونة‪ ،‬حيث جاء فيها‪" :‬أهلية‬
‫األداء هي صالحية الشخص لممارسة حقوقه الشخصية والمالية ونفاذ تصرفاته‪ ،‬ويحدد القانون شروط‬
‫اكتسابها وأسباب نقصانها وانعدامها"‪ .‬فبخالف النوع األول من األهلية نجد أهلية األداء ال تثبت للشخص‬
‫إال إذا تحققت الشروط التي نص عليها القانون‪ ،‬وانتفت أسباب نقصانها أو انعدامها‪.‬فإن لها عالقة وطيدة‬
‫بالتصرفات القانونية‪ 40‬وهي تعني صالحية الشخص إلبرام التصرف القانوني أو تعديله أو‬
‫إنهائه وهذا يستلزم أن األهلية ليست شرطا أساسيا لقيام الوقائع المادية كما هو الحال بالنسبة‬
‫لإللتزام بالتعويض في ميدان المسؤولية التقصيرية مثال إذ أن المتسبب في حصول الضرر‬
‫‪41‬‬ ‫يلزم بتعويض المضرور حتى ولو لم يكن أهال إلبرام التصرف القانوني‪.‬‬

‫واألصل في الشخص هو كمال األهلية أما النقصان واإلنعدام فهو عارض وإستثناء ويدخل‬
‫ضمن باب اإلستثناء أيضا سحب األهلية كصدور حكم جنائي على الشخص الراشد الذي‬
‫يستوجب تجريده من حقوقه المدنية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن أهلية األداء هي التي ينصرف إليها لفظ "األهلية" عند إطالقه‪،‬وهي‬
‫تختلف عن نطاق الوالية عل المال او النيايةالشرعية‪،‬حيت يكون للشخص صالحية القيام‬
‫بعمل ينتج أثارا قانونية ليس لحسابه او في حقه هو –أي في ماله‪-‬كما تفترض أهلية األداء‬
‫‪42‬‬ ‫وإنما في مال غيره‪،‬كالولي والوصي والمقدم‪.‬‬

‫‪-40‬السنهوري‪-‬مصادر اإللتزام الجزء األول ص ‪:285‬‬


‫‪-41‬أنظر الفصل ‪96‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪-42‬الدكتورة جميلة اوحيدة ‪:‬أثار الوالدة واألهلية والنيابة القانونية ص‪118،‬‬
‫الفقرة التالتة‪:‬الفرق بين االهلية والوالية‬
‫تعريف الوالية ‪ :‬هي تولي االمر والقيام به او عليه‪.‬وفياإلصطالح الشرعي هي سلطة مباشرة‬
‫يتمكن بها صاحبها من انشاء العقود والتصرفات وتنفيدها‪ ،‬اي ترتيب االتار الشرعية عليها‪.43‬‬

‫هذا ونظرا ل ألهمية األهلية في التصرفات والتعاقد‪،‬فقد جعل أحكامها متعلقة بالنظام‬
‫العام‪،‬وتجب مراعتها وفق ما قرره‪،‬وعليه فال يجوز عن طريق اإلتقاق منح شخص أهلية ال‬
‫يتمتع بها بحكم القانون او حرمانه من أهلية يخولها له القانون‪,‬فإذا اتفق متال شخص رشيد مع‬
‫أخر على النزول عن أهليته في عقار مثال وتعهد للمشتري بعدم الطعن في البيع بعد سن‬
‫شمسية كاملة‪ ,، 44‬وأن يكن بالغا عاقال‪،‬وال يثبت نقص في‬ ‫‪18‬سنة‬ ‫الرشد القانونية وهي‬

‫أهليته بسبب من أسباب عوارض األهلية‪،‬فالعقد يتطلب لوجوده ونفاده وترتيب اتاره الشرعية‬
‫ان يكون العاقد ذا اهلية اداء وذا والية على العقد بان يكون اصيال عن نفسه او وليا او وصيا‬
‫على غيره فإن لم يكن اصال او وليا او وليا كان فضوليه‪(.‬الفضولي هو من لم يكن وليا وال‬
‫‪45‬‬ ‫اصال وال وكيال في العقد)‪.‬‬

‫‪-‬و عوارض االهلية ترتبط ارتباطا قويا ب الوالية فالجنون والسفه‪...‬كلها تعتبر نقصا في اهلية‬
‫الشخص او فقدان لالهليةفيه‪،‬فيكون بحاجة للوالية عليه في امور معاشه في هذه الدنيا‪.46‬‬

‫‪ -‬إنتفاء أهلية األداء في الشخص نفسه يلزم منه وجود الوالية من قبل الغير فإذا نقصت األهلية‬
‫أو فقدت األهلية فال بد من وجود الوالية عليه‪.‬‬

‫الوالية توجد في حالتين ‪:‬‬

‫‪-‬إذا فقدت األهلية وجدت الوالية على الغير‪.‬‬

‫‪-‬إذا وجدت األهلية وجدت الوالية بالنسبة لشخص نفسه‪.‬‬

‫‪ -43‬ذ‪,‬إدريس العلوي العبدالوي ‪,‬نظرية العقد‪,‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪1996,‬ص‪304‬‬


‫‪ -44‬ذ‪.‬عبد الكريم شهبون ‪,‬الشافي في شرح مدونة األسرة ص ‪17‬‬
‫‪ -45-‬عبد الرحمان الشرقاوي ‪,‬القانون المدني دراسة حديتة للنظرية العامة لإللتزام على ضوء تاترها بالمفاهيم الجديدة لقانون االقتصادي‪,‬الكتاب‬
‫االول مصادر اإللتزام الجزء األول‪.‬التصرف القانوني الطبعة التانية ‪ 2014‬ص ‪132‬‬
‫‪-46‬عبد الرحمان الشرقاوي‪ ,‬مرجع سابق‪ ,‬ص‪156‬‬
‫المبحث‪ :‬مشروعية الحجر و آثاره‬
‫مطلب األول ‪ :‬الحجر و أسبابه و مسطرة إثباته أو نفيه‬

‫عندما يصيب اإلنسان سبب من األسباب التي قد تنقص أهليته أو تعدمها‪ ،‬يصبح من الضروري التحجير عليه حمايتا‬
‫ملصالحه و مصالح الغير‪.‬‬

‫و الحجر في اللغة هو املنع و نقول حجرت عليه أي منعته‪ ،‬و كل ما منعت منه فقد حجرت عليه و يعني أيضا العزل‬

‫أما الحجر في االصطالح الشرعي فهو منع املالك من التصرف في ماله ملنفعة نفسه أو غيره‪ ،‬وعرفه إبن عرفة بقوله صفة‬
‫حكمية توجب منع موصوفها من نفوذ تضرفه في الزائد على قوته‪ ،‬أو تبرعه بماله ‪.‬‬

‫وه ْم‬‫وه ْم ف َيها َو ْاك ُس ُ‬ ‫الس َف َه َاء َأ ْم َو َال ُك ُم َّالتي َج َع َل َّ ُ‬


‫َّللا َل ُك ْم ق َي ًاما َو ْار ُز ُق ُ‬ ‫و مشروعية الحجر في الكتاب قوله تعالى ﴿ َوَال ُت ْؤ ُتوا ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ان َّالذي َع َل ْيه ْال َح ُّق َسف ًيها َأ ْو َ‬ ‫وفا ﴾ ‪ 47‬و قوله تعالى ﴿ َفإ ْن َك َ‬ ‫َ ُ ُ َ ُ ْ َ ًْ َ ْ ُ ً‬
‫ض ِع ًيفا أ ْو ال َي ْس َت ِط ُيع أ ْن ُي ِم َّل ُه َو فل ُي ْم ِل ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقولوا لهم قوال معر‬
‫ْ‬
‫َو ِل ُّي ُه ِبال َع ْد ِل﴾‪48‬‬

‫أما مدونة األسرة فقد خصصت للحجر املواد من ‪ 212‬إلى ‪ 228‬و بقرائتنا للمادة ‪ 49212‬من املدونة يتبين لنا أن املشرع‬
‫سمح بسلوك مسطرة الحجر لسببين‪ ،‬األول راجع لسبب ينقص األهلية و الثاني لسبب يعدمها‪.‬‬

‫إن أهلية األداء تقوم على أساس أهلية الوجوب و تفترضها فال يكون الشخص صالحا ملباشرة عمل قانوني إال إذا كان‬
‫صالحا ألن يكون مالكا للحق املتصرف فيه أو مكلفا بااللتزام الذي ينشأ من ذلك التصرف و العكس غير صحيح فقد‬
‫تكون للشخص أهلية الوجوب بالنسبة إلى حق معين دون أن تكون له أهلية األداء بالنسبة إلى األعمال القانونية املتعلقة‬
‫بهذا الحق ‪ 50‬و في هذه الحالة تكون أهليته منعدمة(الفقرة الثانية)‪ ،‬في هي حين يمكن أن تكون له أهلية أداء نسبية إذا‬
‫كانت أهليته ناقصة(الفقرة األولى) و في كلتا الحالتين يتوجب معها سلوك مسطرة التحجير(الفقرة الثالثة) ما عدى‬
‫بالنسبة للصغير ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬مشروعية الحجر من خالل أسباب نقصان أهلية األداء‪.‬‬


‫حسب ما جاء في نص املادة ‪ 213‬من مدونة األسرة فإن ناقص أهلية األداء هو الصغير املميز الذي لم يبلغ سن الرشد‪،‬‬
‫السفيه واملعتوه‪.‬‬

‫الصغير المميز‪:‬‬
‫حسب املادة ‪ 214‬فإن الصغير املميز هو الذي أتم اثنتي عشرة سنة كاملة‪ ،‬وعرفه الفقهاء بأنه هو الصبي الذي يعرف أن‬

‫البيع سالب للملك و الشراء جالب له‪ ،‬ويميز الغبن الفاحش و الغبن اليسير‪ ،‬ويفهم الخطاب و يرد الجواب‪ .‬و يقصد‬

‫‪ 47‬سورة النساء اآلية ‪5‬‬


‫‪ 48‬سورة البقرة اآلية ‪282‬‬
‫‪ 49‬المادة ‪ 212‬أسباب الحجر نوعان‪ :‬األول ينقص األهلية والثاني يعدمها‪.‬‬
‫‪ 50‬سميرة كميلي اضريف ‪ .‬األهلية القانونية‪ ,‬الطبعة األولى‪ 2005 ،‬دار القرويين للطباعة و النشر ص ‪30‬و‪31‬‬
‫بفهم الخطاب ورد الجواب أنه إذا كلم بش يء من مقاصد العقالء فهمه‪ ،‬وأحسن الجواب عنه‪ ،‬ال أنه إذا دعي أجاب‪ ،‬وهذا‬

‫هو الصواب واألحسن عند جمهور فقهاء املذاهب األربعة‪51 .‬‬

‫و هناك خالف بين الفقهاء حول تحديد سن التمييز‪ ،‬حيث يرى بعض الفقهاء أن التمييز في الحقيقة له سن معين‪ ،‬ألن‬

‫الشخص ال يكون مميزا إال بعد أن تنضج قواه العقلية بعض الش يء و يكتسب بعض الخبرة‪ ،‬و معلوم أن هذا ال يتم‬

‫للجميع بصورة واحدة‪ ،‬وال في زمن واحد الختالف البشر باختالف البيئات و العصور و الذكاء و الفطرة‪52 .‬‬

‫و لقد سمح املشرع املغربي للصغير املميز بمقتض ي املادة ‪ 226‬من مدونة األسرة‪ ،‬بأن يتسلم جزء من أمواله لالدارتها‬

‫بقصد االختبار‪ ،‬و يمنح له اإلذن بذلك من الولي أو بقرار من القاض ي املكلف بشؤون القاصرين‪ ،‬بناء على طلب من‬

‫الوص ي أو املقدم أو الصغير املعني باألمر‪ ،‬و يكون للمحجور هنا كامل األهلية فيما أذن له و في التقاض ي فيه‪ .‬و يجوز لهذا‬

‫القاض ي أن يلغي هذا القرار بطلب من الوص ي أو املقدم أو النيابة العامة‪ ،‬أو تلقائيا إذا تبين له أن املأذون له يس ئ إدارة‬

‫أمواله‪.‬‬

‫و تنتهي هذه املرحلة ببلوغ سن الرشد‪ ،‬أي الثامنة عشر من عمره حيث بتمامها تكتمل أهليته‪.‬‬

‫غير أنه يحق للقاصر طلب ترشيده حتى قبل سن الثامنة عشرة بشرط أن يكون قد تجاوز السادسة عشرة‪ ،‬وهذا ما‬

‫ذهبت إليه املحكمة االبتدائية بوجدة في حكمها الصادر بتاريخ ‪ 04/07/05‬تحت عدد ‪ 2783‬في امللف عدد ‪1211/05‬‬

‫الذي جاء فيه بأنه يحق للقاصر الذي يبلغ سنة عشر سنة أن يطلب من املحكمة ترشيده إذا ما قد أنس في نفسه الرشد‪.‬‬

‫وهو الثابت أيضا من الشهادة الطبية التي تثبت خلوه من خلل عقلي أو إعاقة ذهنية‪53.‬‬

‫السفيه ‪:‬‬
‫السفه في اللغة‪ :‬يعني الخفة‪ ،‬ومنه زمان سفيه‪ ،‬أي كثير االضطراب‪ ،‬ثم استعمل في خفة النفس بسبب سوء التدبير و‬
‫مجانية الحكمة في التصرف‪.‬‬

‫وفي االصطالح الشرعي‪ :‬عند الفقهاء هو تصرف اإلنسان في أمواله على غير مقتض ى العقل و الشرع‪.‬‬

‫‪ 51‬عبدهللا السوسي التناني‪ ،‬شرح مدونة األسرة في إطار المذهب المالكي و أدلته‪ ،‬الجزء الرابع األهلية و النيابة الشرعية‪ ،‬الطبعة األولى ‪2015‬‬
‫ص ‪33‬‬
‫‪ 52‬عبدهللا السوسي التناني م‪.‬س ص‪33‬‬
‫‪ 53‬محمد بفقير‪ ،‬مدونة األسرة و العمل القضائي المغربي‪ ،‬الطبعة الرابعة ص‪ 341‬أورده عن إدريس الفاخوري‪ ،‬العمل القضائي األسري‪ ،‬الجزء‬
‫األول ص ‪ 513‬و ما يليها‬
‫لقد عرفت مدونة األسرة السفيه في املادة ‪ 215‬منها بأنه "املبذر الذي يصرف ماله فيما ال فائدة فيه‪ ،‬و فيما يعده العقالء‬
‫عبثا بشكل يضر به و بأسرته"‪.‬‬

‫و يستخلص من هذا التعريف أن السفيه يشمل املبذر و املسرف و املغفل‪ ،‬والتبذير يستعمل في املشهور بمعنى‬
‫اإلسراف‪ ،‬لكن الفرق بينهما يكمن فيما يصرف الش يء‪ ،‬فبالنسبة لإلسراف هو صرف الش يء فيما ينبغي زائدا على ما‬
‫ينبغي أي أنه يبقى في دائرة الحالل لكن بشكل مبالغ فيه‪ ،‬أما فيما يخص التبذير فهو صرف الش يء فيما ال ينبغي‪.‬‬

‫و السفه حقيقة ال ينطوي على عيب يلحق العقل‪ ،‬ولكنه ينطوي على عيب يلحق اإلنسان في تدبيره‪ ،‬أي أن السفيه رجل‬
‫كامل العقل لكنه س يء التدبير‪ ،‬بمعنى أنه ينفق ماله في أوجه يراها العاقل ال تتفق مع ما يجب أن تكون عليه‪ .‬لذلك‬
‫اعتبره املشرع ناقص األهلية و ليس فاقدا لها‪54 .‬‬

‫و تعتبر التصرفات التي يجريها السفيه قبل التوقيع الحجر عليه نافدة و صحيحة ألن إنتقاص أهلية السفيه مقرون‬
‫بصدور حكم قضائي و هذا ما ذهبت إليه محكمة النقض(املجلس األعلى سابقا) في قرارها الصادر بتاريخ ‪72/06/02‬‬
‫تحت عدد ‪ 114‬التي قضت بأنه في حالة عدم معرفة تاريخ حدوث السفه فإن التحجير ال يسري مفعوله إال من تاريخ‬
‫الحكم به‪55.‬‬

‫و من خالل القرار أعاله يتبين لنا أن األصل هو كمال األهلية‪ ،‬و التحجير ال يثبت إال بمقتض ى حكم طبقا للمادة ‪ 220‬من‬
‫مدونة األسرة‪.‬‬

‫المعتوه ‪:‬‬
‫العته لغة هو نقص في العقل من غير جنون‪.‬‬

‫و في اصطالح الفقه هو ضعف في العقل ينشأ عن ضعف في الوعي و اإلدراك‪ ،‬يصير به معتوها مختلط الكالم‪ ،‬فيشبه‬
‫بعض كالمه كالم العقالء‪ ،‬و بعضه كالم املجانين‪ ،‬و كذا سائر أموره‪.‬‬

‫املعتوه هو ناقص العقل ال عديمه‪ ،‬وقد اختلف في تفسيره اختالفا كبيرا‪ ،‬و أحسن ما قيل فيه‪ ،‬إنه من كان قليل الفهم‪،‬‬
‫مختلط الكالم‪ ،‬فاسد التدبير‪ ،‬إال أنه ال يضرب و ال يشتم‪ ،‬كما يفعل املجنون‪56 .‬‬

‫و يترتب على ذلك إمكانية التحجير عليه عند ثبوته‪ ،‬و العته يقاس على حدته فإن كان العته فيه شديدا لحق باملجنون في‬
‫أحكامه‪ ،‬و إن كان خفيفا يقاس على الصبي املميز‪ ،‬مع فارق مهم بينهم و هو أن الصغير يخضع للتحجير بطبيعته‪ ،‬أما‬
‫املعتوه فيخضع للتحجير بحكم قضائي‪57.‬‬

‫‪ 54‬سميرة كميلي اضريف م‪.‬س ص‪45‬‬


‫‪ 55‬محمد بفقير م‪.‬س ص ‪342‬‬
‫‪ 56‬عبدالكريم شهبون‪ ،‬الشافي في شرح مدونة األسرة‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬طبعة ‪ 2012‬ص ‪26‬‬
‫‪ 57‬عبدهللا السوسي التناني م‪.‬س ص ‪38‬‬
‫أما فيما يخص الحجر عن املعتوه فهناك خالف بين فقهاء الشريعة من حيت الحجر عليه‪ ،‬حيث يرى جمع من الفقهاء‬
‫أن املعتوه يحجر عليه وال يسلم إليه ماله‪ ،‬وذلك حرصا على أمواله من الضياع بينما يرى الحنفية أنه ال يحجر على البالغ‬
‫إال انه ال يسلم إليه ماله إال إذا بلغ خمسا وعشرين سنة ‪.‬و الراجح ما ذهب إليه الجمهور‪ ،‬فاملعتوه أشبه باملجنون بل هو‬
‫في بعض األحيان مجنون إذا فقد عقله‪ .‬و لهذا وجب الحجر عليه وال يسلم إليه ماله إال بعد التأكد من سالمة تصرفه ‪.‬‬
‫وينصب عليه قيم ليرعى شؤونه‪ .‬وحسب مقتضيات املادة ‪ 228‬من مدونة األسرة ‪ ،‬فقد أعطى املشرع إمكانية التحجير‬
‫عليه بمنعه من التصرف ابتداء من وقت ثبوت العته‪ ،‬وملن له املصلحة في إقرار هذا الحجر‪ ،‬أن يتقدم للمحكمة بطلب‬
‫بما في ذلك النيابة العامة‪ ،‬ونتيجة لهذا الحجر فإن تصرفات املعتوه تكون قابلة لإلبطال ملصلحته ومصلحة أسرته‬
‫ودائنيه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬أسباب سقوط أهلية األداء‬


‫َ‬ ‫النائم َّ‬
‫َّ‬ ‫الق ُ‬ ‫َّ‬
‫وسلم قال ‪ ُ ) :‬فع َ‬ ‫صلى ُ‬ ‫َّ َّ‬ ‫هللا عنه‪َّ :‬‬
‫عن علي بن أبي طالب َرض َي ُ‬
‫حتى يستيقظ‪،‬‬ ‫ثالثة‪ :‬عن ِ‬
‫لم عن ٍ‬ ‫رِ‬ ‫هللا عليه‬ ‫أن النبي‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫عق َل(‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫وعن َّ‬
‫يحتلم‪ ،‬وعن املجنو ِن حتى ي ِ‬
‫الصبي حتى ِ‬

‫و من خالل هذا الحديث النبوي الشريف يتبين لنا أن من بين أسباب سقوط األهلية الجنون و صغر السن و اللذان‬
‫تطرق لهم املشرع املغربي من خالل املادة ‪ 217‬من مدونة األسرة‪58.‬‬

‫الصغير غير المميز ‪:‬‬


‫إن السن في القانون لها أهمية قصوى‪ ،‬إذ إن لكل عمر يبلغه املرء توصيفا قانونيا ينسحب على التصرفات التي يجريها‪،‬‬
‫فبعضها يقع صحيحا وبعضها يقع باطال‪ ،‬و الصغير غير املميز هو الصغير الذي لم يبلغ سن التمييز وهي اثنتي عشرة‬
‫سنة‪ ،‬وفي هذه الحالة يعتبر طفال عديم أهلية األداء لذا تكون جميع تصرفاته باطلة وال تنتج أي أثر‪ .‬فهو و املجنون سواء‬
‫واملالحظ أن هذه املادة تستمد روح أحكامها من فقه اإلمام مالك‪ ،‬الذي سوى في املعاملة بين املجنون والصغير غير املميز‬
‫فجعل تصرفاتهما باطلة بطالنا مطلقا‪ .‬بينما يجعل تصرفات السفيه مثل تصرفات الصغير املميز قابلة لإلبطال‪.‬‬

‫واملالحظ أن الصغير غير املميز واملجنون يعتبران فاقدا أهلية األداء ال أهلية الوجوب التي ال تتأثر بفقد التمييز ونقصه‪،‬‬
‫فهي تالزمهما كما تالزم الشخص الراشد أو ناقص األهلية و فاقدها‪.‬‬

‫المجنون ‪:‬‬
‫و هو اضطراب يلحق العقل فيعدم عند صاحبه اإلدراك و التمييز‪ ،‬ويعدم بالتالي أهليته‪ ،‬و املشرع املغربي سار على نهج‬
‫الفقه اإلسالمي حينما قسم الجنون إلى نوعين‪:‬‬

‫جنون مطبق‪ :‬و هو الجنون الذي يستغرق لدى صاحبه جميع أوقاته ال تمر عليه فترة يؤوب إليه عقله‪ ،‬فهو مجنون‬
‫مطلق ال يعقل صاحبه شيئا بمعنى أنه جنون مالزم و مستمر ال يفارق صاحبه‪.‬‬

‫‪ 58‬المادة ‪ 217‬يعتبر عديم أهلية األداء ‪:‬أوال ‪ :‬الصغير الذي لم يبلغ سن التمييز؛ ثانيا‪ :‬المجنون وفاقد العقل ‪.‬يعتبر الشخص المصاب بحالة فقدان‬
‫العقل بكيفية متقطعة‪ ،‬كامل األهلية خالل الفترات التي يؤوب إليه عقله فيها ‪.‬الفقدان اإلرادي للعقل ال يعفي من المسؤولية‪.‬‬
‫جنون متقطع ‪ :‬و هو الذي يصيب الشخص تارة‪ ،‬فال يعقل معه صاحبه شيئا‪ ،‬و يزول تارة أخرى‪ ،‬فيعود صاحبه إلى‬
‫حالته الطبيعية‪ ،‬بمعنى أنه تمر على املجنون أوقات يكون فيها حاضر العقل‪ ،‬وتعتريه نوبات يزول عقله فيها‪ ،‬فهو يسمى‬
‫مجنونا متقطعا‪.‬‬

‫وقد اعتبر املشرع املغربي الشخص املصاب بجنون متقطع كامل األهلية خالل الفترات التي يؤوب إليه عقله فيها‪ ،‬و في‬
‫سائر األحوال فإن هذا التقسيم يبقى نظريا‪ ،‬ألنه في أغلب األحوال يتعذر إثبات ما إذا كان التصرف قد تم في حالة جنون‬
‫أو في حالة إفاقة‪ ،‬فيرجح معه اعتبار الجنون مطبقا‪ ،‬و بالتالي يحجر على الشخص و تعتبر تصرفاته باطلة‪59.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مسطرة الحجر‬


‫بخالف حالة الصغير الذي يعتبر محجورا عليه قانونا‪ ،‬فإن الحجر على املجنون و السفيه و املعتوه ال يمكن أن يتم إال‬
‫بمقتض ى حكم قضائي‪.‬‬

‫ويقدم طلب الحجر من طرف كل من يعنيه األمر‪ ،‬وهذه العبارة األخيرة تشمل كل الذين لهم مصلحة مشروعة في إعالن‬
‫الحجر على الشخص املصاب بأحد هذه العوارض‪ ،‬بحيث يمكن تقديمه من طرف الدائنين الذين يخشون على حقوقهم‬
‫من الضياع‪ ،‬وكذلك من طرف من يعيشون على نفقة املعني باألمر‪ ،‬ما دام أن في سوء تصرفه و تدبيره ألحواله الشخصية‬
‫ضررا كبيرا محققا أو وشيك التحقق‪60 .‬‬

‫و قد أثبتت الشريعة اإلسالمية الحجر على املجنون و السفيه و املعتوه حفظا ملصلحتهم‪ ،‬فهم محجور عليهم لذاتهم‬
‫بمقتض ى الشرع‪ ،‬دون الحكم الحاكم بذلك‪ ،‬إال في املذهب املالكي‪ ،‬فإنه يشترط أن يصدر الحجر من األب أو الوص ي أو‬
‫القاض ي‪61 .‬‬

‫أما فيما يخص تقديم الطلب‪ ،‬فإنه يتوجب تقديمه أمام املحكمة االبتدائية ملوطن املعني باألمر أي املجنون أو السفيه أو‬
‫املعتوه‪ ،‬والقاض ي املختص بإصدار حكم الحجر هو قاض ي شؤون القاصرين‪ ،‬و عند تقديم الطلب تبقى السلطة‬
‫التقديرية كاملة للقاض ي للحكم بالتحجير أو رفضه‪ ،‬وذلك بناء على وسائل اإلثبات املقدمة من طرف طالبي التحجير‪ ،‬و‬
‫غالبا ما تشمل هذه الوسائل وثائق تبين حالة الشخص املؤثرة على تدبيره ألمواله‪ ،‬ويعتمد في ذلك على تقارير األطباء و‬
‫أهل الخبرة في املوضوع‪ ،‬وإذا كانت الوثائق املقدمة و التقارير الطبية مقنعة يصدر القاض ي املكلف بشؤون القاصرين‬
‫حكمه بالتحجير‪ ،‬و بتعيين مقدم املحجور‪ ،‬وليس ثمة ما يمنع من أن تستمد املحكمة دليل إثبات حالة الجنون أو السفه‬
‫أو العته من أقوال املحجور عليه نفسه من خالل تحقيقات و مناقشات معه‪ ،‬فإذا ما كشفت هذه األقوال على سالمة‬
‫اإلدراك و حسن التقدير و كمال التمييز‪ ،‬أمكن االستدالل بها على انتفاء حالة الجنون أو السفه أو العته‪ ،‬أما إذا‬
‫استخلصت املحكمة من مناقشة الشخص أنه مضطرب في أقواله وردود فعله‪ ،‬و أن حالته تختلف عن حالة الشخص‬

‫‪ 59‬سميرة كميلي اضريف م‪.‬س ص ‪42‬‬


‫‪ 60‬سميرة كميلي اضريف م‪.‬س ص ‪47‬‬
‫‪ 61‬عبدالكريم شهبون م‪.‬س ص ‪38‬‬
‫الطبيعي من حيث التوازن و االستقرار و الثبات‪ .‬وأن به ضعف في بعض امللكات الضابطة‪ ،‬و هي ملكات حسن اإلدارة و‬
‫سالمة التقدير‪ ،‬مما يهدد أمواله بخطر الضياع قضت بتوقيع الحجر عليه‪62 .‬‬

‫و هذا ما ذهبت إليه محكمة النقض في أحد قراراتها الصادر بتاريخ ‪ 2000/09/27‬تحت عدد ‪63 884‬حيث جاء في‬
‫مضمونه ما يلي‪ :‬إذا ثبت للمحكمة من خالل التقريرين الطبيين اللذين حررهما أطباء اختصاصيون‪ .‬و من البحث الذي‬
‫أجرته املحكمة بمحضر أطراف النزاع أن املطلوبة في النقض تتمتع بصحة بدنية عادية بالنسبة لسنها‪ ،‬وحالتها العقلية‬
‫سليمة‪ ،‬و أنها أجابت عن كل األسئلة سواء من طرف الخبراء أو من طرف املحكمة أثناء البحث و لم يثبت أنها بذرت‬
‫أموالها‪ ،‬وقضت برفض طلب التحجير على املطلوبة تكون قد صادفت الصواب‪.‬‬

‫و من خالل القرار أعاله يتبين لنا أن األهلية ال تتأثر إال بالعوامل املنصوص عليها صراحتا في مدونة األسرة و إال كان‬
‫الطلب املقدم غير مبني على أساس و يقض ى برفض الطلب‪.‬‬

‫تصرفـــات المحجــــور ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫تعتبر األهلية من الخصائص املميزة لإلنسان حيث يتوقف على توافرها فيه معرفة مدى ما يمكن أن يلتزم به من واجبات‬
‫‪ ،‬أو صالحيته ملباشرة األعمال القانونية والقضائية املتعلقة بحقوقه املالية وغيرها ‪.64‬‬

‫وقد سـن املشرع املغربي مجموعة من األحكام العامة املنظمة لألهلية على غرار قانون االلتزامات والعقود من الفصول ‪3‬‬
‫إلى ‪ 12‬وكذا في مدونة األسرة من املادة ‪ 206‬إلى ‪ 228‬وهي املتعلقة بالتصرفات املالية للمحجور ‪ ،‬وكذا قانون املسطرة‬
‫املدنية من خالل الفصول‪ 175 :‬و ‪ 176‬و ‪ 194‬و ‪ ، 197‬وكذا مدونة الحقوق العينية من الفصول ‪ 150‬إلى ‪. 179‬‬

‫وقد ميـز فيها بين أهلية الوجوب وأهلية األداء ‪ ،‬فاألولى ال تثير إشكـاال كبيرا لكونها تمثل فقط الوجود القانوني للشخصية‬
‫سواء اإلنسانية أو االعتبارية ‪ ،‬بينما نجد أهلية األداء تحـدد مدى قـدرة الشخـص على إجـراء التصرفات القانونية ‪، 65‬‬
‫ولذلك عمل املشرع املغربي على التفصيل فيها وبيـان حـاالت نقصانها وانعدامها ‪ ،‬فما هو أثـر ذلك على تصرفات كل من‬
‫ناقص األهلية من جهة وفاقـدها من جهة أخرى ‪ ،‬وهذا ما ستتم اإلجابة عنه في املطلبين التاليين‬

‫‪ 62‬سميرة كميلي اضريف م‪.‬س ص ‪48‬‬


‫‪ 63‬محمد بفقير م‪.‬س ص ‪342‬‬
‫في شرح مدونة األسرة " ‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬الصفحة ‪. 11 :‬‬ ‫‪ 64‬أنظر‪ :‬عبد الكريم شهبون ‪ "،‬الشافي‬
‫‪ 65‬عبد الرزاق السنهوري‪ :‬نظرية العقد ‪ ،‬الجزء األول ‪ ،‬ص‪. 315 :‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬آثـــار تصرفات ناقص األهليــة‪:‬‬
‫ال بد من توفر األهلية كشرط لصحة أي تصرف قبل القيام به ‪ ،‬لكن ينبغي التمييز بين حالة نقصان هذه األهلية وبين‬
‫حالة انعدامها ‪ ،‬وآثـار نقصان األهلية على التصرفات باختالف نوع التصرف الذي يجريه القاصر‪ ،‬ويقسمها الفقهاء إلى‬
‫أنواع ثالثة‪:‬‬

‫تصرفات نافعة نفعـا محضا‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تصرفات ضارة ضررا محضا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تصرفات دائرة بين النفع والضرر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫حكم التصرفات النافعة نفعـا محضا‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫تكون تصرفات الصغير املميز نافذة له نفعـا محضـا ‪ ،‬ويقصـد بهـا التصرف الذي يترتب عليه دخول مال في ذمة الشخص‬
‫دون أن يخرج من ذمته مقابال لذلك ‪ ،‬ومثال ذلك تبرع شخص آلخر بمال معين ‪.‬‬

‫وحكم التصرفات النافعة نفعا محضا هو أنها تصرف صحيح بمعنى أن القانون تترتب عليه آثــاره القانونية ‪ ،‬فإذا كان‬
‫التصرف تبرعا للصبي املميز فهذا الصبي يستطيع أن يقبل هذا التصرف دون حاجة لولي يأذن له فيه أو يجيزه ‪.‬‬

‫وهو ما جاء به الفصل الخامس من ق ‪.‬ل‪.‬ع الذي نص على أنه‪ " :‬يجـوز للقاصر ولناقص األهلية أن يجلبا لنفسهما نفعا‬
‫ولو بغير مساعدة األب أو الوص ي أو املقدم بمعنى أنه يجوز لهما أن يقبـال الهبة أو أي تبرع آخـر من شأنه أن يثريهما أو‬
‫يبرئهما من التـزام دون أن يحملهما أي تكليف‪".‬‬

‫والواقع أن ما أخذت به مدونة األسرة على أن الصبي العاقل تصح تصرفاته النافعة له بال خالف ‪ ،‬وهو اقتباس من الفقه‬
‫اإلسالمي نظـرا لخصوصية هـذه املدونة التي أخذت منه جل أحكامها ‪.‬‬

‫ونفس األمر نجده كذلك في املادة ‪ 276‬من مدونة الحقوق العينية التي جاء فيها ‪ ( :‬إذا كان املوهوب له فاقد األهلية فيقبل‬
‫الهبة عنه نائبه الشرعي ‪ ،‬فإن لـم يكن للموهوب له نائب شرعي ‪ ،‬عين له القاض ي من ينـوب عنه في القبـول ‪ .‬أما إذا كان‬
‫املوهوب له ناقص األهلية ‪ ،‬فقبوله الهبة يقع صحيحا ولو مع وجـود النائب الشرعي )‪.66‬‬

‫الضـارة ضـررا محضا ‪:‬‬


‫ّ‬ ‫حكم التصرفات‬
‫يقصد بالتصرفات الضارة ضررا محضا ما يخرج عن ملكه من غير مقابل كالهبة واإلقراض ‪ ،‬فهي تبـرع ال مصلحة له‬
‫فيه‪ .‬لذلك ال تصح منه وإن أجازها نائبه الشرعي ‪ ،‬فهو تصرف باطل ‪.‬‬

‫ويطلق على األهلية الالزمة إلجراء هذه التصرفات بأهلية اإلفتقار وأهلية التبرع ألن من شأنها أن تفقر صاحبه من دون أي‬
‫نفع يجنيه باملقابل ‪ .‬ورتـب املشرع املغربي البطـالن على هذا التصرف بصريح املادة ‪ 225‬من مدونة األسرة التي جاء فيها ‪:‬‬

‫‪" 66‬الدليل العملي لمدونة األسرة" لوزارة العدل المغربية ‪ ،‬العدد‪ ، 1:‬ص‪ ، 223 :‬مطبعة فضالة سنة‪ ، 2004 :‬الرباط ‪.‬‬
‫" تكون باطلة إذا كانت مض ّـرة به " ‪ ،‬وهو نفس األمر الذي أكدت عليه مدونة الحقوق العينية في املادة ‪ 275‬حينما نصت‬
‫لصحة الهبة أن يكون الواهب كامل األهلية مالكا للعقـاراملوهوب وقت الهبة "‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫على أنه ‪ " :‬يشترط‬

‫حكم التصرفات الدائرة بين النفع والضرر ‪:‬‬


‫يقصد بها التصرفات التي تحتمل أن تكون نافعة للصبي املميز ومحققة مصلحة له ويحتمل أن تكون ضارة به ومن شأنها‬
‫أن تفـوت عليه مصلحة أو ترتب عليه التزاما بدون مقابل أو تنجـم عنها خسارة مالية له ‪ ،‬وذلك كاملعاوضات املالية في‬
‫جميع صورها كالبيع واإليجار وال شراء والرهن وغيرها من العقـود ‪ .‬وبهذا املعنى ‪ ،‬فهي تشمل سائر التصرفات التي يتبادل‬
‫فيها الطرفان األخذ والعطاء ‪ ،‬فيأخذ كل من الطرفين مقابال ملا يعطي ويكسبه حقوقا في مقابل ما يتحمله من إلتزام ‪.‬‬
‫وتكون العبرة في التصرفات املحتملة بين النفع والضرر هي طبيعة العقد دون النظر إلى واقعة معينة ألن من شأنها أن‬
‫تحتمل األمرين ‪.67‬‬

‫كما أن النفع الظاهر في وقت التعامل الحاضر ال يعول عليه بل العبرة في مصلحة الشخص من نتائج التصرف ‪ ،‬فقد يكون‬
‫البيع مثال بضعف القيمة في واقع األمر ضارا كما إذا كان الصبي املميز في حاجة إلى املبيع نفسه أو كما في حالة احتمال‬
‫أن يأتي عليه زمن ترتفع قيمته فيه إلى أكثر مما بيع به ‪.‬‬

‫وبحكم هذه التصرفات نصت املادة ‪ 225‬من مدونة األسرة على أنه‪ ( :‬يتوقف نفاذها إذا كانت دائرة بين النفع والضرر‬
‫على إجازة نائبه الشرعي حسب املصلحة الراجحة للمحجـور وفي الحـدود املخ ّـولة الختصاصات كل نائب شرعي )‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آثــــار تصرفــات عــديــم األهليــة‪:‬‬


‫تشمل هذه الحالة كال من الصغير غير املميز ‪ ،‬أي من وقت ميـالده إلى بلـوغ سن التمييز (‪ 12‬سنة ) ‪ ،‬وحالة املجنـون وفاقـد‬
‫العقـل ‪.68‬‬

‫‪ -1‬تصرفات الصغير غير المميّز‪:‬‬


‫يعتبر القاصر الذي لم يبلغ سن التمييز عديم أهلية األداء‪ ،‬مما يعني أن جميع تصرفاته تكون باطلة بطالنا مطلقا ‪ ،‬وهو‬
‫ما نصت عليه املادة ‪ 224‬من مدونة األسرة حيث ورد فيها ‪ " :‬تصرفات عديم األهلية باطلة وال تنتج أي أثر" ال فرق بين أن‬
‫تكون هذه التصرفات ضارة أو نافعة له كالهبة الخالصة أو الصدقة ‪ .‬وفي مقابل ذلك فإنه يحق لوليه الشرعي في إطار‬
‫مؤسسة الوالية أو الوصاية أو التقديم ‪ -‬أن يتولى إجراء هذه التصرفات بالنيابة عن القاصر ضمن الحدود التي يسمح بها‬

‫‪ 67‬عبد القادر العرعاري ‪ " :‬مصادر اإللتزامات " الكتاب األول ‪ " :‬نظرية العقد " ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ، 2013‬مطبعة األمنية ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬ص‪130 :‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 68‬الدكتور عبد الرحمن لمين‪ " :‬أحكام الحجر في الفقه اإلسالمي والتقنين المغربي" ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‬
‫المعمقة ‪ ،‬كلية الشريعة بأيت ملول أكادير ‪ ،‬ص‪ ، 53 :‬السنة الجامعية ‪.2003-2002 :‬‬
‫القانون ‪ ،‬فالصغير غير املميز يعتبر فاقد أهلية األداء وال يحق له التصرف في ماله وال أن يكون طرفا في أي عقد ولو كان‬
‫يعود عليه بالنفع املحض ‪ .‬وأكثر من ذلك ‪ ،‬فإن كل عقد يصدر عنه يعتبر باطال بطالنا مطلقا لكون الرضا ركنا في كل‬
‫تصرف ‪ ،‬وفاقد التمييز ال يعتد برضاه ‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى الفقه اإلسالمي نجد أن أساس بطالن تصرفات الصغير هو عيب األهلية نفسه ‪ ،‬فاألهلية شرط من شروط‬
‫التراض ي ‪.‬‬

‫واملشرع املغربي لم ينظم بشكل مفصل أحكام تصرفات القاصر عديم التمييز‪ ،‬فيجب الرجوع بهذا الخصوص إلى أحكام‬
‫الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -2‬تصرفات المجنون وفاقد العقل ‪:‬‬


‫إن تصرفات عديم األهلية وكذا املجنون تكون باطلة وال تنتج أي أثر لها ‪ ،‬وبالتالي يكون كل تصرف يجريه فاقد العقل‬
‫قبل الحكم بالتحجير عليه مصيره البطالن من وقت ثبوت حالة الجنون ‪ .‬وهذا ما أكدت عليه املادة ‪ 220‬من مدونة األسرة‬
‫التي اعتبرت أن‪ " :‬فاقـد العقـل والسفيه واملعتـوه تحجـرعليهم املحكمة بحكم من وقت ثبوت حالتهم بذلك ‪ .‬ويرفع عنهم‬
‫الحجرابتداء من تاريخ زوال هذه األسباب حسب القواعد الواردة في هذه املدونة "‪.‬‬

‫فإذا قـام دليل على أن التصرفات القانونية قد تمت من طرف شخص فاقد للعقل بمختلف وسائل اإلثبات املتعارف عليها‬
‫قانونا ‪ ،‬فإن هذه التصرفات يلحقها البطالن ‪ ،‬وبذلك يحق ملن له مصلحة في ادعاء الجنون أن يثبت ذلك بالبينة اللفيفية‬
‫أو شهادة الشهود أو الخبرة الطبية على أن إبرام التصرف القانوني قد حصل في وقت فقدان املعني باألمر مللكة العقل ‪.‬‬
‫ّ‬
‫هذا ما أخذ به القضاء املغربي في أحد قراراته الذي ورد فيه أن‪ " :‬املحكمة ملا لم تقض بإبطال تصرف املجنون بناء على‬
‫ّ‬
‫وإنما بناء على الحجج املدلى بها والتي أثبتت ّ‬
‫أن املالك وقت إبرام عقده كان فاقد العقل –‬ ‫الحكم بالتحجير عليه‬
‫ّ‬
‫تكون قد عللت قرارها تعليال سليما "‪.‬‬

‫فصدور الحكم بالتحجير على فاقد العقل يجعل أهليته منعدمة ‪ ،‬ومن ثـم لم يعد له حق في مباشرة حقوقه املدنية ‪،‬‬
‫وأصبح يسري عليه ما يسري على الصغير غير املميز ‪ ،‬وبالتالي ال تصح تصرفاته وال تنتـج أي أثـر ‪ ،‬فهي والعـدم سيــان ‪.‬‬
‫وهـذا ما أكدت عليه مدونة األسرة في املادة ‪ 224‬حيث اعتبرت أن تصرفات عديم األهلية باطلة وال تنتج أي أثر ‪.‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫انطالقا من كل ما تقدم ذكره وعلى امتداد صفحات هذا العرض‪,‬يمكن القول الئ أن االهلية هي صالحية الشخص ألن‬

‫تتعلق بذمته حقوق له او عليه والن يباشر بنفسه األعمال القانونية والقضائية املتعلقة بهذه الحقوق‪،‬ومن هذا التعريف‬

‫ظهر لنا إن االهلية نوعان‪.‬اهلية تتعلق بالحقوق التي تجب لإلنسان وتسمى اهلية الوجوب‪،‬واهلية تتعلق بالحقوق التي‬

‫تجب لإلنسان وتسمى أهلية الوجوب‪،‬واهلية تتعلق باإللتزامات التي ت ترتب عليه والتصرفات القانونية التي يقوم بها وتسمى‬

‫اهلية األداء‪.‬‬

‫فكما عرف املشرع انواع األهلية من خالل عناصرها‪،‬فقد عرفها الفقه االسالمي قبله كذلك‪،‬حيتإعتبرها صفة يقدرها‬

‫الشارع في الشخص تجعله محال صالحا لخطاب تشريعي كما ميز فقهاء الشريعة اإلسالمية كذلك في االهلية من حيتاملناط‬

‫الذي تناط به بين نوعين وهما أهلية وجوب التي مناطها الحياة وحكمتها هي صالحية اإلنسان لإللزام واإللتزام‪,‬اما األهلية في‬

‫شقها األدائي فيكون مناطها العقل والتمييز‪.‬وحكمها صالحية اإلنسان لصدور األفعال او األقوال منه عى وجه يعتد به‬

‫شرعا‪.‬‬

‫ونجد كذلك ان األهلية تتشابه في الكتير من احكامها مع احكامها مع بعض األنظمة األخرى اهمها نطام الوالية على املال‪،‬كما‬

‫قد تختلط األهلية كركن من أركان العقد حسب القانون املغربي بنطام عدم قابلية املال للتصرف فيه كما الحال بالنسبة‬

‫لألموال العامة‪.‬‬

‫كما نجد املشرع املغربي ي عطي تقسيما نوعيا لألهلية وذلك في املادة ‪ 206‬من املدونة الذي عبر فيها أن األهلية نوعين هما‬

‫أهلية وجوب حيت قام بتعريفها في املادة‪.207‬واهلية األداء الذي عرفها في املادة ‪ 208‬في نفس املدونة‪.‬‬

‫ومع ذلك فإن موضوع األهلية لتنظيم إضافي دقيق لذا نقترح ضرورة عدم الخلط بين األهلية والصالحية بإعتبار الصالحية‬

‫جزء من األهلية حيت ال تكون الصالحية إال بتوفر األهليةوالتنصيص من قبل املشرع بصفة صريحة على العوارض األخرى‬

‫لألهلية كما فعل نظيره السعودي أمتال السكر والنسيان واإلغماء واملرض والجهل والخطأ‪،‬وتفريدها وتقسيمها حسب ما‬

‫إذا كانت سماوية او مكتسبة‪.‬‬


‫ومن ناحية أخرى‪,‬إذا كانت مدونة األسرة قد أحسنت صنعا بتقييد صالحيات الوص ي أو املقدم في التصرف في مال القاصر‬

‫بالحصول على إذن مسبق من القاض ي‪.‬فمن باب السياسة الشرعية تحديد سن الزواج فال يوجد نص في الشرع يبين ويحدد‬

‫سن الزواج‪.‬‬
‫ألئحة المراجع ‪:‬‬
‫‪-‬القرأن الكريم‪.‬‬

‫‪--‬د‪.‬عبدااقادرالعرعاري ‪،‬الجزء األول ‪،‬مصادر اإللتزامات الطبعة ‪1995‬‬

‫‪-‬عبد الرحمان الشرقاوي‪.‬القانون املدني دراسة حديتة للنظرية العامة لإللتزام على ضوء‬
‫تأترها باملفاهيم الجديدة للقانون اإلقتصادي ‪,‬الكتاب األول ‪:‬مصادر اإللتزام الجزء األول‬
‫‪.‬التصرف القانوني الطبعة التانية‪2014‬‬

‫‪-‬شرح مرقاة االصول ‪.‬الجزء التاني ‪,‬‬

‫‪-‬ذ‪.‬عبد الكريم شهبون ‪..‬الشافي في شرح مدونة األسرة ‪-1-‬الدليل العلمي‬


‫للمدونة‪.‬وزارةالعدل‪,‬اململكةاملغربية‪,‬العدداألول‪,‬سنة ‪; 2004‬‬

‫‪-‬كشف األسرار عن أصول البزودي ‪ 237/4‬لسان العرب مادة أهل‪ ،‬فصول البدائع ‪.283/1‬‬
‫‪ -‬التقرير والتعبير ‪ ،164/2‬مرآة األصول في شرح مرقاة الوصول‬
‫‪ -‬املغني في أصول الفقه للخبازي‪،‬‬
‫‪ -‬سعود بن محمد أحمد هنيدي‪ ،‬احكام األهلية في فقه عمر بن الخطاب رض ي هللا عنه‪ ،‬رسالة‬
‫مقدمة لنيل درجة املاجستير‪ ،‬اململكة العربية السعودية وزارة التعليم العالي‪ ،‬جامعة أم‬
‫القرى‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬الدراسات العليا‪ ،‬مركز الدراسات اإلسالمية‬
‫‪ - ،1319/1318‬التقرير والتحجير ‪.165/2‬‬
‫‪-‬فصول البدائع ‪.284/1‬‬
‫‪ -‬علي رمضان محمد ازبيدة‪ ،‬النظرية العامة لألهلية‪ ،‬دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪.‬‬
‫‪-‬فصول البدائع ‪ ،283/1‬كشف األسرار ‪ ،1358/4‬طبعة ‪ 1307‬ه من طرف حسن حلمي‪،‬‬
‫التقرير والتجبير ‪.164/2‬‬
‫‪-‬سعود بن محمد أحمد هنيدي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪ -‬علي رمضان محمد ازبيدة‪ ،‬النظرية العامة لألهلية‪ ،‬دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون‪.‬‬
‫‪-‬فصول البدائع ‪ ،283/1‬كشف األسرار ‪ ،1358/4‬طبعة ‪ 1307‬ه من طرف حسن حلمي‪،‬‬
‫التقرير والتجبير ‪.164/2‬‬
‫‪-‬سعود بن محمد أحمد هنيدي‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪-‬رواه اإلمام أحمد بن عبد هللا بن عمر بن العاص في املسند ‪ 165/10‬ورواه أبو داود ‪133/1‬‬
‫قال الترمذي‪ :‬حديث حسن صحيح ‪.259/2‬‬
‫‪-‬سعود بن محمد أحمد هنيدي‪.‬‬
‫‪-‬شرح الدر املختار‪ ،‬ابن عابدين ‪.258/4‬‬

‫‪-‬محاضرات‪ ،‬الدكتورة‪.‬جميلةاوحيدة‪،‬أثار الوالدة واألهلية والنيابة القانونية ‪.‬‬

‫‪-‬السنهوري‪-‬مصادر اإللتزام الجزء األول‬

‫‪-‬ذ‪,‬إدريس العلوي العبدالوي ‪,‬نظرية العقد‪,‬مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء‪1996,‬‬

‫‪ -‬عبدهللا السوسي التناني‪ ،‬شرح مدونة األسرة في إطار المذهب المالكي و أدلته‪ ،‬الجزء الرابع األهلية و‬
‫النيابة الشرعية‪ ،‬الطبعة األولى ‪2015‬‬

‫‪ -‬سميرة كميلي اضريف ‪ .‬األهلية القانونية‪ ,‬الطبعة األولى‪ 2005 ،‬دار القرويين للطباعة و النشر‬

‫‪-‬‬ ‫محمد بفقير‪ ،‬مدونة األسرة و العمل القضائي المغربي‪ ،‬الطبعة الرابعة ص‪ 341‬أورده عن‬
‫إدريس الفاخوري‪ ،‬العمل القضائي األسري‪ ،‬الجزء األول‬
‫المقدمة‪2........................................................................................................................................................ :‬‬
‫المبحث األول ‪:‬األحكام العامة لألهلية في الشريعة اإلسالمية ومدونة األسرة ‪5.....................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع األهلية في الشريعة اإلسالمية ‪6...................................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أهلية الوجوب ‪6...........................................................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬أهلية الوجوب الناقصة ‪7......................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهلية الوجوب الكاملة‪8........................................................................................................................ :‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهلية األداء ‪10 ............................................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬أهلية األداء الناقصة ‪10 ........................................................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهلية األداء الكاملة ‪11 .........................................................................................................................‬‬
‫المطلب التاني ‪:‬احكام األهلية في ضوء مدونة األسرة ‪14...............................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪:‬أنواع األهلية ‪14 .........................................................................................................................‬‬
‫أوال ‪:‬أهلية الوجوب ‪14 ................................................................................... :CAPACITé DE JOUISSANCE‬‬
‫الفقرة التانية ‪ :‬اهلية األداء‪15 .................................................................................... CAPACITé D’exercice:‬‬
‫الفقرة التالتة‪:‬الفرق بين االهلية والوالية ‪16 .......................................................................................................‬‬
‫المبحث‪ :‬مشروعية الحجر و آثاره ‪17......................................................................................................................‬‬
‫مطلب األول ‪ :‬الحجر و أسبابه و مسطرة إثباته أو نفيه ‪18.............................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مشروعية الحجر من خالل أسباب نقصان أهلية األداء‪18 .................................................................... .‬‬
‫الصغير المميز‪18 .................................................................................................................................... :‬‬
‫السفيه ‪19 .............................................................................................................................................. :‬‬
‫المعتوه ‪20 ............................................................................................................................................ :‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬أسباب سقوط أهلية األداء ‪21 ..........................................................................................................‬‬
‫الصغير غير المميز ‪21 .............................................................................................................................:‬‬
‫المجنون ‪21 ........................................................................................................................................... :‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مسطرة الحجر ‪22 .......................................................................................................................‬‬
‫تصرفـــات المحجــــور ‪23..............................................................................................................‬‬
‫ّ‬ ‫المطلب الثاني ‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬آثـــار تصرفات ناقص األهليــة‪24.................................................................................................... :‬‬
‫حكم التصرفات النافعة نفعـا محضا‪24 ........................................................ :‬‬ ‫‪-‬‬
‫الضـارة ضـررا محضا ‪24 ...................................................................................................... :‬‬
‫ّ‬ ‫حكم التصرفات‬
‫حكم التصرفات الدائرة بين النفع والضرر ‪25 ......................................................................................................:‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬آثــــار تصرفــات عــديــم األهليــة‪25............................................................................................... :‬‬
‫‪ -1‬تصرفات الصغير غير المميّز‪25 ................................................................................................................ :‬‬
‫‪ -2‬تصرفات المجنون وفاقد العقل ‪26 ............................................................................................................... :‬‬
‫خاتمة ‪27....................................................................................................................................................... :‬‬
‫ألئحة المراجع ‪29............................................................................................................................................ :‬‬

You might also like