Professional Documents
Culture Documents
اصطلحى خاص فقد أدت بمفسرى القرآن للتعامل مع كلمة السـماء تارة بمعنى عام (كل ما عل)
وتارة أخرى بمعنى اصطلحى اختلفوا فى تحديده .لقد كان معنى
السماء مراوغا بالنسبة لكثير من المفسرين المسلمين بالفعل فمثلً نجد أن السحاب
يوصف بأنه بين السـماء والرض وبأن الماء ينزل من السـماء .كل هذا فى آية
:واحدة
وما أنزل ال من السماء من ماء فأحيا به الرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف) ...
.الرياح والسحاب المسخر بين السماء والرض ليات لقوم يعقلون) البقرة 164
هنا نجد أن المسلم يقول أن السماء المذكورة فى المرة الولى يقصد بها إنزال الماء من جهة العلو
أما السماء المذكورة فى المرة الخرى بنفس الية فلها معنى اصطلحى ول يمكن أن يقصد بها
:كل ما عل .السبب فى هذا أن القرآن نفسه يؤكد أن الماء ينزل من السحاب حيث ورد ما يلى
وهوالذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقال) 1 -
سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج ً
الموتى لعلكم تذكرون) العراف 57
ألم تر أن ال يزجى سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق) 2 -
المطر) يخرج من خلله وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب(
به من يشاء ويصرفه عن من يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالبصار) النور 43
ال الذى يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه فى السماء كيف يشاء ويجعله) 3 -
كسفا فترى الودق يخرج من خلله فإذا أصاب به من يشاء من عباده فإذا
هم يستبشرون) الروم 48
وال الذى أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الرض
بعد موتها كذلك النشور) فاطر 9
ولم تكن معرفة أن المطر (الودق) ينزل من السحاب مجهولة عند مشركى مكة كما نلحظ من
:الية
وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحابٌ مركوم ( )44فذرهم حتى يلقوا يومهم الذى فيه)
.يصعقون ( ))45الطور
واضح من الية الثانية أن القرآن هنا يخاطب غير المسلمين فهم ينسبون المطر الشديد إلى تراكم
السحب ل للعقاب لعدم إيمانهم.ومنعا لتجنب الدخول فى المتاهات التى يثيرها المعنى المراوغ
.للسماء فقد اقتصرت فى هذا المقال على السماوات السبع لنها أبعد عن هذا الرباك
:السماوات السبع
فى البداية ترددت وسألت نفسى :هل يخلصنا البحث عن السماوات السبع فعلً بدلً من السماء من
هذا الرباك؟
عندما طرحت على نفسى هذا السؤال فكرت فيما إذا كان العدد سبعة يشير إلى كثرة السماوات ل
:العدد سبعة ل أكثر أو أقل .يمكن أن نتذكر فى هذا الصدد الية
ولو أن ما فى الرض من شجرة أقلم والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت)
.كلمات ال إن ال عزيز حكيم) سورة لقمان 27
من الواضح أن الية كانت تتحدث عن كثرة كلمات ال ولذا دل العدد على الكثرة أما بالنسبة
:للسماوات السبع فقد كان العدد سبعة مقصودا لذاته كما تدل عليه الية
ال الذى خلق سبع سماوات ومن الرض مثلهن يتنزل المر بينهن لتعلموا أن ال على كل شىء)
قدير وأن ال قد أحاط بكل شىء علما) الطلق 12
.دل القول بالمثل فى الية على أن العدد مقصود لذاته
ثم طرحت على نفسى سؤالً آخر :هل كانت المصطلحات الفلكية فى عصر ظهور القرآن واضحة
حتى ل يحدث نوع من الرباك؟
فى الحقيقة أن المصطلحات الفلكية لم تكن واضحة كما هى اليوم بل حتى فى عصر الخلفة
العباسية يمكنك أن تجد عددا من المصطلحات الفلكية ذات الفروق الواضحة
:فى عصرنا متساوية فى المعنى فى عصرهم كما فى بائية أبى تمام الشهيرة .اقرأ معى
والعلم فى شهب الرماح لمعة)
(بين الخميسين ل فى السبعة الشهب
هكذا رأى الجرام السبعة (الشمس -عطارد -الزهرة – القمر– المريخ – المشترى – زحل)
.على أنها شهب
:واقرأ فيها أيضا
وخوفوا الناس من دهياء مظلمة)
(إذا بدا الكوكب الغربى ذو الذنب
هكذا اعتبر أبو تمام المذنب كوكبا له ذنب رغم ان الكواكب عندنا أجرام مظلمة باردة ول يمكن أن
يكون لها أذناب نارية كالمذنبات .فى الحقيقة لم يكن أبا تمام أو غيره من أهل عصره قادرون على
معرفة أن عطارد والزهرة والمريخ والمشترى وزحل كلها أجسام باردة مظلمة ومن أين له أن
يتوقع هذا؟
بالتالى لم يكن العرب يعرفون الفرق بين أن يكون هناك نجم (جرم نارى يضىء الكون) وهناك
كوكب (جرم بارد مظلم) وهناك مذنب (جرم له رأس صخرى وذنب أو ذيل نارى) وأخيرا هناك
الشهب والنيازك التى تتساقط على الكواكب كالرض ول علقة لها بتصيد من يسترقون السمع .لذا
:ل محل للقول بأن آية ما تتحدث عن الكواكب بالصطلح الفلكى الحديث كالية التالية
إنا زينا السماء الدنيا بزينةٍ الكواكب ( )5وحفظا من كل شيطان مارد ( )7ل يسمعون إلى المل)
العلى ويقذفون من كل جانب ( )8دحورا ولهم عذاب واصب ( )9إل من خطف الخطفة فاتبعه
.شهاب ثاقب ( ))10الصافات
اختلفات القراءات :بجر و تنوين (زينة) ونصب (الكواكب) عند شعبة – بجر وتنوين (زينة) وجر
((الكواكب) عند حفص وحمزة – بجر (زينة) بل تنوين وجر (الكواكب
.عند باقى الرواة المعتمدين الناقلين للقراءات العشر
ل يسمعون) :بتشديد الفتح على السين والميم عند حفص وحمزة والكسائى وخلف – بتسكين السين)
.وفتح الميم عند الباقين
الطريف هنا أن رواية حفص عن قراءة عاصم للقرآن (وهى المدونة فى مصاحف كثير من
القطار السلمية) هى فى ذات الوقت تعد هى ورواية حمزة روايتان مخالفتان لروايات القراءات
فى هذا الموضع حيث كسرا (زينة) مع التنوين أما كسر الكواكب فقد اتفقا فيها مع الغالبية وخالفهم
شعبة بالفتح لكن فى النهاية يعتبر علماء القراءات أن كل القراءات صحيحة ووردت عن نبى
.السلم
قدمت هنا كل الختلفات المعتمدة فى القراءات لهذه الية بعد ذكر رواية حفص ولم أفعل مع
اليات الخرى نفس المسلك حيث اكتفيت فيها برواية حفص لبين أن جميعالروايات ل توضح كما
أقر المفسرون إن كانت الكواكب فى السماء الدنيا أم
ل كما تضع سراجا على مدخل دار لزينته فيدخل ضوءه عبر شباك البيت دون أن يكون
.بالبيت نفسه
أحب أن أشير إلى أن وصف سماء بأنها الدنيا يعنى أنها السفلى أى هى تحديد لمكانها بالنسبة
للسماوات الطباق وهو وصف يختلف عن وصف حياة بأنها الدنيا لتحقير شأنها بالمقارنة مع
.الخرة
هنا أنال أستطيع أن أفسر كلمة كوكب بأنه جرم فلكى بارد مظلم فهذا تعريف لم يعرف ل فى زمن
القرآن ول حتى فى زمن أبى تمام .فى الوقت نفسه يمكن أن أفهمها بأسلوب عصر نزول القرآن
حيث الشهب كالمذنبات وكالكواكب وكالنجوم بل فرق! باختصار الكواكب تعنى هنا أجرام سماوية
بصفة عامة .نفس هذا الغموض يتكرر ولكن مع استبدال كلمة الكواكب بكلمة المصابيح واقترانها
:بالحديث عن حفظ السماء كما يلى
.وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم) فصلت )... 12
.ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير) الملك )5
كان يمكن لهذا الغموض أن يوقفنى عن البحث عن معنى السماوات السبع لكن كان المخرج لى
بالسؤال التالى :هل كانت السماوات السبع معروفة ومحددة تحديدا واضحا فى عصر القرآن عند
كل من المسلمين وغير المسلمين قبل أن تختلف التفسيرات فى عصور لحقة فيظنونها إخبارا
:للمسلمين عن وجودها؟ الجواب :نعم وهذه هى الدلة
(قل لمن الرض ومن فيها إن كنتم تعلمون ( )84سيقولون ل أفل تذكرون(1- )85
قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ( )86سيقولون ل أفل تتقون ( )87قل من بيده
ملكوت كل شىء وهو يجير ول يجار عليه إن كنتم تعلمون ( )88سيقولون ل فأنى تسحرون (
))89.سورة المؤمنون
إنه خطاب متصل ول يحتمل التجزئة فهو يبدأ بخلق الرض ثم السماوات السبع والعرش ثم الختام
بكل شىء .الخطاب هنا يتدرج مرة باللوم لعدم تذكرهم (أفل تذكرون) ثم تخويفهم (أفل تتقون؟) ثم
سخر من عقولهم فى النهاية (أنى تسحرون؟) .أى أن الخطاب كان موجها لغير المسلمين الذين
عاصرهم محمد .نعرف أن الكتابيين يؤمنون بال وبأن له عرشا أما مشركى مكة الذين اندثرت
معتقداتهم فيشير القرآن إليهم على أنهم يؤمنون بال وإن أشركوا به ويؤمنون بأن له عرشا حتى لقد
:جادلهم القرآن قائلً
.قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لبتغوا إلى ذى العرش سبيل) السراء )42
أى من خلل اليات السابقة ( )89 - 84بسورة المؤمنون نستنتج أن هناك من غير المسلمين من
.كانوا يؤمنون بوجود السماوات السبع فى عصر ظهور القرآن
الذى خلق سبع سماوات طباقا ما ترى فى خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل) 2-
ترى من فطور ( )3ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير ( ))4سورة
.الملك
واضح من لهجة الخطاب (ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير) أن باليتين خطابا لغير المسلم.
أكثر من هذا أن ورود السماوات السبع فى البداية ليس عبثا بل المطلوب إعمال البصر فيها وما
بها كمثال لخلق الرحمن الذى لن ترى فيه فطورا (أى شقوقا وصدوعا) .لحظ أيضا أن السماوات
السبع وصفت هنا بأنها فوق بعضها البعض (طباقا) فهى ليست كالمجرات كل واحدة فى ناحية
.مختلفة .وعلى الرائى أن يدرك أنها طبقات فوق بعضها البعض ليس فيها أى عيوب
(إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن ياتيهم عذاب أليم (3- )1
قال يا قوم إنى لكم نذير مبين ( ...)2ما لكم ل ترجون ل وقارا ( )13وقد خلقكم
أطوارا ( )14ألم تروا كيف خلق ال سبع سماوات طباقا ( )15وجعل القمر فيهن
.نورا وجعل الشمس سراجا ( ))16نوح
كما هو واضح فقد كان هذا ضمن خطاب نوح لغير المؤمنين الذين ل يرجون ل وقارا
ونجد أن نوح يتعجب منهم فهم يرون السماوات السبع الطباق ول يؤمنون .لم يتطلب
المر من قوم نوح مناظير عملقة ول مناظير صغيرة كمنظار جاليليو لرؤية السماوات السبع
الطباق وهذا دليل على قربها .عندما يقول شخص ما أن نور
القمر فى السماوات السبع وليس بالضرورة فيها بل القمر بين الرض والسماوات السبع فإنعليه أن
يقول لنا أين السماوات السبع التى كان يعرفها قوم نوح على فقر علومهم ويعرفون أنها طبقات
فوق بعضها البعض؟ هنا يتضح الخطأ بجلء .سيقول آخر بل القمر فى السماء الدنيا وعليه أن
يقول لنا أيضا أين السماوات السبع التى كان يعرفها قوم نوح على فقر علومهم ويعرفون أنها
طبقات فوق بعضها البعض؟
الجواب تبعا للفلكيين القدامى :إن القمر فى الفلك الول حول الرض أما الزهرة
فهى فى الفلك الثانى وعطارد فى الفلك الثالث والشمس فى الفلك الرابع والمريخ فى
الفلك الخامس والمشترى فى الفلك السادس وزحل فى الفلك السابع وقد وضعواهذا الترتيب لنهم
كانوا يرون جرما ما يكسف غيره فيعرفون من القرب ومن البعد .على هذا فإن أفلك السيارات
السبعة (وليست السيارات السبعة ذاتها) هى السماوات السبع ول يمكن أن يكون قوما نوح ومحمد
قد عرفوا غيرها .أما أفلك غيرها فل يعد سماء .أنا أقصد بهذا الفلك الثامن وهو فلك النجوم
الثابتة فقد كانت ل تكسف بعضها البعض ول تتحرك فى نظرهم أما نجم القطب الشمالى الثابت فى
نظرهم أيضا فيشغل الفلك لتاسع .لهذ غضب كثير من علماء الدين من الفلسفة الذين قالوا بأن
عدد السماوات تسعا ل سبعا ولم يكن هذا بسبب رفضهم لنظرية دوران الجرام السبعة حول
الرض كما تصور البعض .الية فى الحقيقة تصرح بنظرية دوران الجرام السبعة حول الرض
بدلً مما هو معروف بأن عطارد والزهرة والرض والمريخ والمشترى يدورون حول الشمس
.بينما يدور القمر حول الرض ناهيك عن اكتشاف كواكب أخرى تدور حول الشمس فيما بعد
بهذا يكون القمر فى السماء الدنيا والشمس فى السماء الرابعة أى فى فلكين متوازيين حول الرض
ويأتى الحديث عن فلكيهما مقترنا بالحديث عن الليل والنهار ليس فقط لن الشمس تظهر بالليل
والقمر يظهر بالنهار بل لن حدوث الليل والنهار ناشىء عن حركتهما فى رأى الفلكيين القدامى
وليس عن دوران الرض حول محورها إذ يصبح عندئذ الحديث عن أن الليل ل يسبق النهار له
معناه بينما يجعل دوران الرض حول نفسها من الحديث عن هذا التسابق بين الليل والنهار عبثا
:كما يلى
.ل الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ول الليل سابق النهار وكلٌ فى فلك يسبحون) يس )40
(.لنعد الن لقراءة الية( :وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا
:وهى تذكر أيضا باليات
(هو الذى جعل الشمس ضياءً والقمر نورا )...يونس (1- )5
(تبارك الذى جعل فى السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا) 2-
الفرقان
61.
.وبنينا فوقكم سبعا شدادا ( )12وجعلنا سراجا وهاجا ( ))13النبأ) 3-
سأعود لوصف السماوات السبع بالشداد فيما بعد .يهمنى الن هو ما رآه البعض
بأن وصف القمر بالنور تارة وبالمنير تارة أخرى ووصف الشمس بالسراج والسراج
الوهاج والضياء يدل على إعجاز علمى وأنه يدل على أن القرآن يدرك أن القمر مجرد عاكس
لشعة الشمس .بهذا يمكن أن يحجب هذا التفسير خطأ القول برؤية قوم نوح
للسماوات السبع الطباق رغم أن المعاجم اللغوية القديمة ل تفرق بين النور والضياء .هذا القول
يتجاهل أن وصف الشىء بالنور أو المنير ل يقلل من شأنه ول يجعله عاكسا لشعة غيره وإل
:لكان من الفضل ما يلى
أن يوصف ال بضياء السماوات والرض بدلً من وصفه بنور السماوات 1-
:والرض كما فى الية
.ال نور السماوات والرض )...النور )35
أن يكتفى بوصف النبى بالسراج أو السراج الوهاج باعتبار نوره الذاتى أو 2-
:يكتفى بوصفه بالمنير باعتبار أن نوره من ال ل من ذاته لكنه جمع الوصفين فى
يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ( )45وداعيا إلى ال)
.بإذنه وسراجا منيرا ( ))46الحزاب
إننا أمام تنويع للوصاف بوصف الشمس بالسراج أو الضياء والقمر بالنور أو المنير كأن أمدح
مطربا بأنه كروان وآخر بأنه بلبل ويظل وصفى ثابتا لكل واحد منهما دون أن يتبدل ليصير
.الكروان بلبلً والبلبل كروانا
ل يفوتنى أن أتناول أوصاف السماوات السبع فقد مر وصف السماوات السبع بالشداد
رغم أننا ذكرنا أنها أفلك .فى الحقيقة لم يكن علم الفلك متقدما كى يتخيل الفلك فضاء بل هى
.شداد لنها احتفظت بالجرام السماوية فيها ولم تسقط منها
:أيضا هناك وصف آخر للسماوات السبع بأنها طرائق كما فى الية
.ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين ( .))17المؤمنون)
ويمكن للمفسر أن يفسرها بأنها طرق الملئكة لكن من الواضح أنها طرق الجرام السماوية أيضا
.أما الفلك الثامن والتاسع فليسا طريقين إذ أن النجوم هناك ثابتة فى رأى الفلكيين القدامى
هذا كان حال السماوات السبع أما شأن نشأتها فقد تطرق إليه القرآن على
:النحو التالى
هو الذى خلق لكم ما فى الرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع) 1-
سماوات
.وهو بكل شىء عليم) البقرة 29
قل أئنكم لتكفرون بالذى خلق الرض فى يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين (2- )(9
وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواءً للسائلين ( )10ثم
استوى إلى السماء وهى دخان فقال لها وللرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ()11
فقضاهن سبع سماوات فى يومين وأوحى فى كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا
.ذلك تقدير العزيز العليم ( ))12فصلت
أنبه هنا إلى أن (ثم) بضم الثاء هى المذكورة فى اليات السابقة هى حرف العطف وهى غير (ثم)
بفتح الثاء التى هى ظرف مكان بمعنى (هناك) .حاول البعض القول بأن (ثم)هنا ل تعنى الترتيب
وهو جائز فقط إذا كان مضمون الكلم يوحى بإخراجه عن المتبادر عند الطلق ولعل الشفيع فى
هذا وصول عدد أيام الخلق إلى ثمانية بدلً من ستة بما يتعارض مع آيات كثيرة نخص منها بالذكر
آية مهمة فى هذا الموضوع تتحدث عن وجود ماء فى بدء الخلق وأن عرش ال كان عليه
.وسنتطرق لها فيما بعد
أما المفسرون القدامى فتفادوا مشكلة اليام الثمانية بجعل يومى خلق الرض يدخلن ضمن الربعة
أيام لتهيئة القوات ثم جعل اليومين الخيرين لقضاء السماوات السبع وتزيين السماء الدنيا
بالمصابيح .هذا يتعارض بجلء مع العلم الذى ل يقبل القول بأن تتم تهيئة أقوات الرض قبل خلق
النجوم والكواكب التى هى مصابيح السماء الدنيا .لذا اضطر المفسرون المحدثون لخراج (ثم) عن
وظيفة الترتيب لكن ما الشكل المناسب للقصة عندئذ؟ الن بعد أن انكشف الغطاء عن أخطاء
القرآن العلمية عن حقيقة السماوات السبع سأقدم هنا تفسيرى لمصدر قصة بدء الخلق القرآنية
متحررا من تأثير قدسية النص ولكل واحد أن يقدم تفسيره الخاص .سأحكى هنا النقاط الرئيسية فى
:قصة خلق السماء والرض فى القرآن عند يهود يثرب وذلك من خلل سفر التكوين
.اليوم الول :الرض خربة وخالية ول حديث عن السماء إذ لم يتم الفتق بعد
اليوم الثانى :فصل الرض عن السماء بتكوين جلد فى وسط المياه (المياه كانت على الرض بدليل
تكون البحار منها كما سيلى) ليفصل بين نوعين من المياه ويدعى هذا الجلد سماء .بهذا تكون
الرض قد تكونت كجزء منفصل عن السماء فى يومين وبالحرى
.فتق السماء والرض بعد رتقهما بالتعبير القرآنى
اليوم الثالث :تجتمع المياه التى تحت السماء فى مكان واحد وتسمى بحارا كما تظهر اليابسة .ثم
تظهر النباتات على الرض من عشب وبقل وشجر ذو ثمر لكن أقوات الرض الخرى التى
.خلقت لجل النسان لم تظهر بعد
اليوم الرابع :خلق أنوار فى جلد السماء لتفصل بين الليل والنهار فعمل ال الشمس ليحكم النهار
والقمر ليحكم الليل وكذلك خلق النجوم بهذا يكتمل خلق السماء فى يومين هما الثانى والرابع .لم
يتحدث سفر التكوين هنا عن نباتات الرض ولكن علينا أن ندرك أن النباتات ل زالت تنمو فى
.اليوم الرابع بعكس السماء التى لم تتطور فى اليوم الثالث
اليومان الخامس والسادس :خلق باقى أقوات النسان من طير وبهائم وسمك ويخلق ال النسان
.على صورته
وعلى هذا فإن ما آمن به يهود يثرب هو :فصل ال الرض عن السماء فى يومين ثم جهز أقوات
البشر فى أربعة أيام تبدأ من اليوم الثالث وتنتهى فى اليوم السادس أما السماء وما بها من شمس
.وقمر ونجوم فقد خلقت فى يومين هما الثانى والرابع
هنا نجد اتفاقا فى الخطوط الساسية لقصتى بدء الخلق كما ل يبدو الحديث عن السماء الدخانية
مناقضا لتولد السماء كجلد فى وسط المياه بل على العكس يمكن بسهولة القول بأن المرحلة الدخانية
كانت مرحلة وسيطة بين مرحلة الماء
ومرحلة الجلد نجمت عن التبخر .أكثر من هذا فإن عرش ال كان عندئذ على الماء كما
:ذكر القرآن أى أن القرآن يوافق على تواجد الماء عند بدء الخلق حيث ذكر
.وهو الذى خلق السماوات والرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء )...هود )7
أما ذكر السماوات السبع فقد كانت تمثل المعتقد العلمى عند اليهود والمشركين وكل
أجناس البشر قبل أن يعيد المفسرون المحدثون تفسير السماوات السبع بأنها كانت مجهولة وأخبر
.بها القرآن
حتى فتق السماء والرض لم يكن إخبارا من القرآن كما ادعى المفسرون المحدثون فرغم أن البشر
لم يشهدوا خلق السماء والرض إل أن انفصال السماء والرض كان من معتقدات يهود يثرب كما
أوضحنا ولعلها انتقلت إلى المشركين ليشاركوهم فيها وإل
:لما سألهم القرآن عنه بتعجب حين ذكر القرآن عملية الفتق
أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شىء حى)
.أفل يؤمنون) النبياء 30
ونلحظ أن الية ذكرت على أنها مكية رغم أسلوبها المدنى الذى يوحى بتوجيه الخطاب ليهود
يثرب كأهل كتاب يدخلون فى تصنيف الكافرين إلى نوعين( مشركين – أهل كتاب) كما ورد
بسورة البينة .يصبح الحديث التالى هنا عن الماء منطقيا فى تسلسله فقد كان عاملً هاما فى
.انفصال السماء عن الرض
أكدت فى البداية أنى سأتفادى القتراب من الحديث عن معنى السماء لنه مراوغ ولكن هذا ل يمنع
من التعامل معه بحذر لوروده أحيانا عند الحديث عن السماوات السبع المذكورة فى قصة بدء
الخلق كما سبق .كذلك أجد أن من الضرورى ذكر آية أخرى رأى البعض فيها تعارضا مع القصة
:السابقة لبدء الخلق وهى
أأنتم أشد خلقا أم السماء بناها ( )27رفع سمكها فسواها ( )28وأغطش ليلها)
(وأخرج ضحاها ( )29والرض بعد ذلك دحاها ( )30أخرج منها ماءها ومرعاها (31
.والجبال أرساها ( )32متاعا لكم ولنعامكم ( ))33النازعات
:على هذا فقد مرت بنا ثلث قصص لبدء الخلق وللتسهيل سأسميهم بما يلى
القصة المختصرة (هو الذى خلق لكم ما فى الرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع 1-
(.سماوات وهو بكل شىء عليم
(.القصة المفصلة (الواردة بسورة فصلت 2-
(.قصة النازعات (الواردة بسورة النازعات 3-
:رأى البعض تعارضا هنا بين القرآن ونفسه على أحد وجهين
التعارض الول :من خلل الحديث عن دحو الرض هنا بعد بناء السماء بينما كانت 1-
السماء ل تزال فى مرحلة الدخان حينما كانت هى والرض كيانين منفصلين فى القصة المفصلة.
هذا التعارض فى رأى البعض ناجم عن أن تفسير الدحو بمعنى البسط يعنى فى
.نظرهم أن عملية الدحو جزء من عملية الخلق ولكن هذا فيه نظر
:لدينا هنا احتمالن
أ -وجود تعارض :نلحظ هنا أن اليات مكية أما اليات التى تحدثت عن السماء الدخانية (القصة
المفصلة) ذات أسلوب مدنى رغم القول بأنها مكية .لربما كان
التغيير المعاكس (إذا ثبت التعارض) فى قصة بدء الخلق نتيجة جهل بتفاصيل القصة
فى مكة ثم تعديلها نتيجة التأثير اليهودى فى يثرب إذا ثبت أن القصة المفصلة مدنية .هذا احتمال
.ضعيف إذ الولى أل يتم تقديم قصة جديدة معارضة للولى والصرار على الصل
ب -عدم التعارض :وهو الرجح عندى وعليه فل احتمال لعدم الجهل بالتفاصيل الدقيقة للقصة
اليهودية إذا ثبت عدم التعارض بين القصة المفصلة والقصة المذكورة
بسورة النازعات كما أن المفسرين المسلمين يفرقون بين الدحو والخلق لتفادى هذا التعارض على
:النحو التالى
كانوا فى الماضى يرونه بمعنى البسط دون أن يجعلوا البسط جزءا من الخلق.أما عن بسط الرض
نفسه فإما أن يعنى تهيئة سبلها للسير عليها لكن هذا ليس مقصود القرآن إذ ما أكثر الطرق الجبلية
الوعرة وكل الناس يعرفون هذا فى كل العصور بما يعنى أن القرآن ل يجهل هذا وإما أن يعنى
اتخاذها شكلً منبسطا يخالف ما نعرفه من العلم عن شكلها الكروى غير كامل الستدارة وما يقال
:عن بسط الرض ل يختلف عن الكلم عن تسطيحها فقد وردت فى هذا المعنى الية
أفل ينظرون إلى البل كيف خلقت ( )18وإلى السماء كيف رفعت ( )19وإلى الجبال كيف)
.نصبت ( )20وإلى الرض كيف سطحت ( ))21الغاشية
يقول المفسرون المحدثون أن الدحو يعنى القول بجعل الرض تشبه البيضة (تشير المعاجم اللغوية
إلى أن الدحية أو الدحوة هى مبيض النعام فى الرمل حيث نجد أكبر بيض للطيور) .هنا سيقعون
فى التعارض مع العلم أيضا إذ ل معنى للضحى بمواعيده اليومية الناجمة عن دوران الرض حول
محورها إن كانت الرض لم تخلق أو خلقت ول زالت فى شكل هلمى لم يتحول بعد إلى شكله
الحالى كالبيضة أى أن تفسير الدحو بهذا المعنى الذى يدعون فيه سبق القرآن للعلم يتعارض فى
.حقيقة المر مع العلم
:التعارض الثانى 2-
الكلم عن إخراج الماء والمرعى وإرساء الجبال يرد فى سورة النازعات بعد تسوية السماء بينما
يدخل ضمن (خلق لكم ما فى الرض جميعا) فى القصة المختصرة وهو ما
يحدث قبل تسوية السماء وما يقال فى هذا يقال مثله فى تعارض قصة النازعات مع
القصة المفصلة وهنا جادل البعض بإخراج (ثم) عن وظيفة الترتيب سواء فى القصة المختصرة أو
القصة المفصلة ونذكر هنا بأن القصة المختصرة تصنف بأنها مدنية وأسلوبها فعلً يتوافق مع هذا
التصنيف أى ظهرت حيث يوجد اليهود بيثرب بما لديهم
من قصة خاصة لبدء الخلق .أنا شخصيا أرجح أن الكلم بعد دحو الرض ل يتطرق لترتيب
أحداث بدء الخلق بل ذكر نعم ال ولذا ل حاجة لخراج (ثم) عن وظيفة الترتيب فى القصة
المختصرة بينما يظل إخراجها عن وظيفة الترتيب مطروحا بقوة فى القصةالمفصلة لسباب أخرى
.للكشف عن حقيقتها الملتبسة وفى كل الحتمالت تظل قصة النازعات متعارضة مع العلم
بقيت شبهة وهى أل يمكن القول بأن القرآن يجادل غير المسلمين على أساس بعض معتقداتهم
ليلزمهم بتناقضها مع معتقداتهم الخرى .هذا مردود عليه بأن القرآن فى
نهاية مجادلته معهم لم يكن يصل إلى هدم معتقداتهم التى وافقهم عليها فى البداية على أنها من
صميم العلم وبهذا رسخ صحة معتقداتهم العلمية الخاطئة وأعاق حرية الفكر العلمى لدى المسلمين
مما يعنى خطأ مسلكه لو كانت هذه هى حقيقة المر
في هذا المقال الصغير....سأتحدث عن بعض المثلة البسيطة لغش من أطلق عليهم evnouty:
"العجازيون" و هم موضة جديدة من "الشيوخ" الذين صنعتهم أموال النفط يدعون العلم و يعملون
بكل الطرق على ربط كل ما توصل اليه الغرب الملحد الكافر بقرانهم....و من أشهرهم طيب
....الذكر زغلول النجار
:سأبدأ باية شهيرة روج لها العجازيون كثيرا
ضيّقًا حَرَجًا كََأنّمَا{
جعَلْ صَدْرَ ُه َ
ضلّهُ يَ ْ
ح صَدْرَهُ لِلِسْلمِ َومَنْ يُرِدْ أَنْ يُ َِفمَنْ يُرِدِ اللّهُ أَنْ يَه ِديَهُ يَشْرَ ْ
سمَاءِ{(....النعام125 : صعّدُ فِي ال ّ (يَ ّ
حيث يدعي العجازيون ان هذه الية قد اخبرت بالحقيقة العلمية أنه كلما ارتفع النسان في السماء
انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الكسجين مما يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة
في التنفس...حيث
أن التغير الهائل في ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء ،يسبب للنسان ضيقا
...في الصدر وحرجا
:تعالوا لنرى حقيقة ما تقوله الكلمة محل الدعاء
سمَاءِ)
(يَـصّــعّــدُ فِي ال ّ
هل فعل تعني الصعود الى اعلى؟
الحقيقة هي ان (يَـصّــعّــدُ فِي) معناها ليس ما يحاول ان يلصقها بها العالم الكبير.....
يصعد بتشديد الصاد --ملحقة ب ":في كذا" --تعني محاولة -على مشقة -في عمل شيء صعب
:أو مستحيل ...و لك ان تطالع ما تقوله المعاجم في ذلك
صعّد :تَصاعدَ .و -في الشيءِ :مضى فيه على مشقة .وفي التنزيل) صعّدَ) يتصعّد ،ويَ ّ تَ َ
جهَده وبلغ منه صعُبَ مَخْرَجُهُ .و -الشيءُ الرّجلََ : سمَاءِ .و -النّفَسَُ : صعّدُ في ال ّ العزيزَ :كَأّنمَا يَ ّ
فالمراد من الية هنا هو تشبيه ضيق صدر الكافر نتيجة كفره بضيق الشخص الذي يحاول
الصعود في السماء فل يستطيع لستحالة هذا (!) ...و لك ان تطالع ما تقوله التفاسير في ذلك
صعَد إِلَى ستَطِيع أَنْ يَ ْ سمَاء " يَقُول مَثَله َك َمثَلِ الّذِي لَا يَ ْصعّد فِي ال ّ وَقَالَ عَطَاء الْخُرَاسَا ِنيّ " َكَأّنمَا يَ ّ
سمَاء " يَقُول َف َكمَا لَا صعّد فِي ال ّ عبّاس " َكَأنّمَا يَ ّ عكْ ِرمَة عَنْ ِابْن َ حكَم بْن َأبَان عَنْ ِ سمَاء .وَقَالَ الْ َ ال ّ
حتّى يُدْخِلهُ اللّه فِي ستَطِيع أَنْ يُدْخِل التّوْحِيد وَا ْلإِيمَان َقلْبه َ سمَاء َفكَ َذِلكَ لَا يَ ْ
ستَطِيع ِابْن آدَم أَنْ َي ْبلُغ ال ّ يَ ْ
ضيّقًا أَنْ َيكُون جعَلَ اللّه صَدْره َ ستَطِيع مَنْ َ سمَاء " َكيْفَ يَ ْصعّد فِي ال ّ عيّ " َكَأنّمَا يَ َّقلْبه وَقَالَ ا ْلَأوْزَا ِ
جعْفَر بْن جَرِير :وَهَذَا َمثَل ضَ َربَهُ اللّه لِقَلْبِ هَذَا ا ْلكَافِر فِي شِدّة ضِيقه عَنْ مُسِْلمًا .وَقَالَ ا ْلِإمَام َأبُو َ
وُصُول الْإِيمَان إَِليْهِ يَقُول َف َمثَله فِي ِا ْم ِتنَاعه مِنْ َقبُول الْإِيمَان وَضِيقه عَنْ وُصُوله إَِليْهِ َمثَل ِا ْم ِتنَاعه
جعَل اللّه عنْهُ ِلَأنّهُ َل ْيسَ فِي وُسْعه وَطَاقَته وَقَالَ فِي َقوْله " كَذَِلكَ يَ ْ سمَاء وَعَجْزه َ عَنْ الصّعُود ِإلَى ال ّ
سلّطضيّقًا حَرَجًا كَذَِلكَ يُ َ جعَل اللّه صَدْر مَنْ أَرَادَ إِضْلَاله َ علَى الّذِينَ لَا ُي ْؤ ِمنُونَ" يَقُول َكمَا يَ ْ الرّجْس َ
سبِيل اللّه وَقَالَ عَليْهِ وَعَلَى َأ ْمثَاله ِممّنْ َأبَى ا ْلإِيمَان ِباَللّهِ وَرَسُوله َفُي ْغوِيه َويَصُدّهُ عَنْ َ شيْطَان َ اللّه ال ّ
خيْر فِيهِ وَقَالَ شيْطَان وَقَالَ مُجَاهِد :الرّجْس كُلّ مَا لَا َ عبّاس :الرّجْس ال ّ ِابْن َأبِي طَلْحَة عَنْ ِابْن َ
حمَن بْن َزيْد بْن أَسْلَم الرّجْس ا ْلعَذَاب عبْد الرّ َْ.
الحقيقة ل اعرف فعل...هل وصلت جرأة الكذب بالعجازيين الى درجة التغيير في معنى لغوي
لكلمة يمكن لي شخص التأكد منها من المصادر المتاحة ؟؟؟
كما رأينا فمعنى اللفظ (يَـصّــعّــدُ فِي) كذا ,ل علقة له اطلقا بالصعود و انما المحاولة
...على مشقة في عمل شيء مستحيل كما تخبرنا المعاجم و التفاسير معا
قد يخرج علينا احد المسلمين قائل ان المفسرين لم يكونوا يعرفوا الحقائق العلمية الحديثة ...و
لهؤلء أقول :نحن ل نتحدث عن فهم المفسرين....نحن نتحدث عن الغش و التدليس الذي يقوم به
العجازيون مثل "الدكتور" زغلول الفشار في الكذب في ((المعنى اللغوي)) لكلمة و يحرفوها الى
معنى اخر تماما لجل ان يربطوا بينها و بين ظاهرة علمية...فهم المفسرين أو الحقائق المعروفة
الن ل تغير معاني كلمات اللغة ! فهذه التفاسير مبنية على الفهم الصحيح للمعنى اللغوي الحقيقي
.للكلمة الذي أوردته و ليس بسبب الجهل بالحقائق العلمية الحديثة
يذكرني هذا باية اخرى...قريبة من الموضوع الول في تحريف معنى كلمةفي اللغة العربية
:لغرض الصاق ظاهرة علمية باية..حيث يورد العجازيون الية التاية من سورة الذاريات
(و السماء بنيناها بأيد و انا لموسعون)
!!! حيث يقول العجازيون ان هذه الية اخبرت بحقيقة التوسع الكوني
((...ذهبت لرى ما تقوله المعاجم حول المعنى اللغوي لهذه الكلمة "موسع" ((بدون تشديد السين
:المحيط
(( أوْسَعَ يُوسِعُ إِيسَاعا (( :صار ذا سعه وغِنى
" :محيط المحيط"
سعُونَ) أي أغنياءُ وأوسع الرجل إيساعًا صار ذا سعةٍ وغنًى .ومنهُ في سورة الذاريات َ ( :وِإنّا َلمُو ِ
.قادرون
:و يتفق معهم ايضا القاموس المحيط حول هذا المعنى اللغوي
سعُونَ) :أغْنياءُ قادِرُونَ و قوله (وإنّا َلمُو ِ
ففي الية ..يقول ال عن نفسه انه ذو سعة (قدرة) و غنى ...و ل علقة لها اطلقا بالتوسع الكوني
!!
ادعاء اخر في منتهى السذاجة ...وهو الدعاء بأن لفظ "ادنى الرض" في سورة الروم يعني
"" ...اخفض منطقة في الرض
رغم عدم الحاجة للتأكد من المعنى اللغوي لكلمة "أدنى" حيث ان اي طفل يعرف ان ادنى يعني
أقرب و هي عكس أبعد...ذهب كالعادة للتأكد من المعاني في المعاجم المختلفة
:القاموس المحيط
و دَنا)ُ :د ُنوّا ودَناوَةً َقرُبَ (كأدنَى و َدنّاه تَ ْد ِنيَةً وأدْناهُ) قَ ّربَه)
:لسان العرب
دَنا من الشيء دنُوّا و دَنا َوةً قَرُبَ .وفي حديث اليمان :ا ْدنُهْ هو َأمْرٌ بال ّد ُنوّ والقُرْبِ ,والهاء فيه
للسكت ,وجيءَ بها لبيان الحركة .وبينهما دناوة أَي قَرابة .و الدّناوةُ القَرابة والقُربى .ويقال :
ما تَزْدادُ منّا إل قُرْبا ودَناوةً ; فرق بين مصدرِ دنا ومصدر َد ُنؤَ ,فجعل مصدر دَنا دَناوةً ومصدر
َد ُنؤَ دَنا َءةً
" ..فكل المعاجم اتفقت على ان المعنى الوحيد لدنى هو "أقرب
.و لم أسمع في حياتي عن أن ادنى تعني اخفض..أو ارى مرجعا لغويا واحدا يقر بذلك
و ادعاء اخر لم احتج الى جهد كبير في تفنيده..حيث يدعي العجازيون ان الية التي تقول "و
!! السماء ذات الرجع" تتحدث عن الدورة المائية
! لنرى ما قيل حول هذه الية
قال الرازي في تفسيره للية :قال الزجاج :الرجع المطر لنه يجيء ويتكرر ،واعلم أن كلم
سمّي رجعا على الزجاج وسائر أئمة اللغة صريح في أن الرجع ليس اسما موضوعا للمطر بل ُ
:سبيل المجاز ولحسن هذا المجاز وجوه
أحدها :قال القفال :كأنه من ترجيع الصوت وهو إعادته ووصل الحروف به ،فكذا المطر لكونه
سمّي رجعا .عائدا مرة بعد أخرى ُ
وثانيها((( :أن العرب كانوا يزعمون أن السحاب يحمل الماء من بحار الرض ثم يرجعه إلى
(((.الرض
.وثالثها :أنهم أرادوا التفاؤل فسموه رجعا ليرجع
ورابعها :أن المطر يرجع في كل عام
..ركزوا معي في ثانيا هذه
لنها تهدم ادعاء العجاز من اساسه في كون هذه "حقيقة لم تعرف ال في العصر الحديث" ..فهي
تؤكد ان العرب كانوا يعرفون حقيقة ان السحاب يحمل بخار الماء من البحار ليعود اليه في صورة
امطار...و هذا يوضح لنا كذب العجازيين و تدليسهم عندما يصورون العرب قبل السلم على
!! انهم كانوا في جهل انسان الكهف بكل جوانب الحياة
..و أيضا يجب ان نأخذ في العتبار التأويلت الخرى التي تحتملها الية و المقنعة جدا ايضا
...باختصار....ادعاء اعجاز هذه الية فاسد من جميع النواحي
:ية اخرى ل يمل العجازيون من تكرارها كالببغاوات ايضا
لرْضَ كَا َنتَا َرتْقًا فَ َفتَ ْقنَا ُهمَا{ [النبياء{30 :
سمَاوَاتِ وَا َ
َ[.أوَ لَمْ يَرَى الّذِينَ كَفَرُوا أَنّ ال ّ
يدعي هواة العجاز أن وجه العجاز في الية القرآنية هو تقريرها بأن نشأة الكون بدأت إثر
(النفجار العظيم (و يربطونه بكلمة الفتق) بعد أن كان كتلة واحدة (رتقا
..أول...لنرى المعنى اللغوي لكلمة رتقا
:جاء في لسان العرب
.رتْقا :ال ّرتْقُ ضدّ الفتْقُ
.وقال ابن سيده :ال ّرتْقُ إلحام الفتْقِ وإصلحه ،رتَقَه يرتُقُه ويرتِقُه رتقا فارتتق أي ال َتأَم
..اذن..كلمة رتقا تفيد كون السماء و الرض كتلة واحدة
:اما كلمة فتق
-.ففتقناهما :الفتقُ خلف الرتق ،فتقه يفتقّه فتقا- :شقه
الفتق- :انفلق -الصبح
:و من القاموس المحيط
َفتَقَهُ) :شَقّهُ (كَ َفتّقَهُ) َفتَ َفتّقَ وانْ َفتَقَ)
ومَ ْفتَقُ) القَميصِ مَشَقّهُ)
...اذن..كلمة الفتق تعني الشق
و هناك العديد من الروايات التي اوردها المفسرون في المراد بالرتق والفتق ...ومن اغلبها يتضح
لنا ان المراد من القول في هذه الية هو كون السماء و الرض كتلة واحدة ثم تم فتقهما (شقهما)
.. :و بعض المعاني الخرى التي تصلح لتأويل الية
ول الحسن وقتادة وسعيد بن جبير ورواية عكرمة عن ابن عباس رضي ال عنهم أن المعنى كانتا
شيئا واحدا ملتصقتين ففصل ال بينهما ورفع السماء إلى حيث هي ،وأقرّ الرض ،وهذا القول
يوجب أن خلق الرض مقدم على خلق السماء لنه تعالى لما فصل بينهما ترك الرض حيث هي
وأصعد الجزاء السماوية ،قال كعب" :خلق ال السموات والرض ملتصقتين ثم خلق ريحا
".توسطتهما ففتقهما بها
.قول أبي صالح ومجاهد أن المعنى :كانت السموات مرتفعة فجُعلت سبع سموات وكذلك الرضون
قول ابن عباس والحسن وأكثر المفسرين أن السموات والرض كانتا رتقا بالستواء والصلبة،
سمَاءِ ذَاتِ الرّجْعِ ففتق ال السماء بالمطر والرض بالنبات والشجر ،ونظيره قوله تعالى{ :وَال ّ
ج َع ْلنَا مِنَ ا ْلمَاءِ
وَالَرْضِ ذَاتِ الصّدْعِ{ .ورجحوا هذا الوجه على سائر الوجوه بقوله بعد ذلك{ :وَ َ
حيّ{ وذلك ل يليق إل وللماء تعلق بما تقدم ،ول يكون كذلك إل إذا كان المراد ما ذكرنا شيْءٍ َ .كُلّ َ
سمَاوَاتِ قول أبي مسلم الصفهاني :يجوز أن يراد بالفتق :اليجاد والظهار كقوله{ :فَاطِرِ ال ّ
سمَاوَاتِ وَالَرْضِ الّذِي فَطَرَهُنّ{ ،فأخبر عن اليجاد بلفظ وَالَرْضِ{ وكقوله{ :قَالَ بَل َربّكُمْ رَبّ ال ّ
.الفتق ،وعن الحال قبل اليجاد بلفظ الرتق
:قال الطبري في تفسير الية أيضا
وقوله" :ففتقناهما" يقول :فصدعناهما وفرجناهما ثم اختلف أهل التأويل في معنى وصف ال"
السموات والرض بالرتق ،وكيف كان الرتق وبأي معنى فتق؟
فقال بعضهم :عنى بذلك أن السموات والرض كانتا ملتصقتين ففصل ال بينهما بالهواء وهو قول
ابن عباس والحسن وقتادة
باختصار لهذا كله"....كانتا رتقا ففتقناهما" تفيد كون السماء و الرض كتلة واحدة أو جسما واحدا
ففتقمها (أي قسمها) ال الى قسمين...و يدعي العجازيون ان هذا يتفق مع نظرية النفجار الكبير
_التي اقسم انهم لم يقرأوا عنها يوما) في ان الرض و السماء كان كتلة ثم تم النفصال بينهما
!!! بالنفجار
هل تنتبق هذه الرؤية مع نظرية النفجار الكبير؟؟
...قطعا ل
:لسببين
أول :كلمة الفتق تعني لغويا الشقّ ل أرى فيها أي سيرة عن حدوث "انفجار" من قريب أو من
بعيد..فالشقّ ليس تفجيرا و ل يوجد ذرة اتصال بين المعنيين...كما رأينا في المعاجم....الشق هو
مثل ما يحدث عندما تشق قطعة قماش مثل...وهذا ل علقة له بما حدث في --النفجار--الكبير
.اطلقا
ثانيا :اذا ربطنا لفظ "كانتا رتقا" في الية بما قبل البيج بانج فهذا أيضا ل علقة له بما تقوله نظرية
النفجار الكبير اطلقا ,لن نظرية النفجار الكبير تنص على عدم وجود أي نوع من المادة أو
الكتلة قبل حدوث النفجار لن المادة جاءت الى الوجود مع النفجار نفسه ,بل ل يوجد شيء
planckأسمه "قبل البيج بانج" أساسا...هذا قول فاسد ,اذ ليس هناك "فترة وقتية " من قبل ال
قابلة لتطبيق القوانين الفيزيائية عليها ,مفهوم "الفترة الزمنية" قبل حدوث البيج بانج ل معنى time
له ......فالوقت مرتبط بالمكان و جاء في حيّز الوجود اصطلحي"متى و أين" للزمان مع ظهور
"المكان" الى حيّز الوجود اي مع البيج بانج...و نفس الشيء بالنسبة الى الى المادة أو الكتلة فلم
.يكن لها وجود ال مع حدوث النفجار
.أي ليس هناك "رتق" قبل حدوث النفجار ول غيره
و فوق كل هذا...ل اعرف حقيقة كيف يأتي مسلمون يحاولون الستناد الى البيج بانج لثبات
قرانهم..سؤال :هل ظهور الكون طبقا للبيج بانج تتماشى مع الخلق كما يراه القران و السنة؟ هل
خلق جزء من الكون بشكل منفصل في فترة لوحدها (الرض ) ثم عندما تنتهي هذه الفترة يبدأ
خلق جزء اخر بشكل منفصل لوحده في يومين (السماء) ثم يعود الى الجزء الول "ليظبطه" (و
الرض بعد ذلك دحاها) في يومين اخرين..هل تستوي هذه الرؤية مع الكوزمولوجي الخاص
!!! بالبيج بانج
:مثال اخر يتبادر الى ذهني وهو الدعاء بأعجاز الية التالية من سورة الحديد
سَلنَا بِا ْل َبيّنَاتِ َوَأنْ َز ْلنَا َم َعهُمُ ا ْل ِكتَابَ وَا ْلمِيزَانَ ِليَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ وََأ ْنزَ ْلنَا الْحَدِيدَ فِيهِ{
س ْلنَا رُ ُ
لَقَدْ أَرْ َ
سلَهُ بِا ْل َغيْبِ إِنّ اللّهَ َقوِيّ عَزِيزٌ{ (الحديد25 : (.بَأْسٌ شَدِيدٌ َو َمنَافِعُ لِلنّاسِ وَِل َي ْعلَمَ اللّهُ مَنْ َينْصُ ُرهُ وَرُ ُ
يدعي العجازيون بأن القرآن قال ب"الحقيقة العلمية" أن الحديد أنزل من السماء الى الرض
".والدليل قول القرآن "أنزلنا
و يقولون ان الحديد لم يتكون في المجموعة الشمسية بل جاء اليها من الخارج! و يدعون ان
...المجموعة الشمسية لم يكن بها ما يكفي من طاقة لظهور عنصر الحديد
:لتفنيد هذا الدعاء..سأتناوله من وجهين
أول :هل فعل الحديد لم يكن من العناصر المكونة لكوكب لرض ؟؟
:حقائق
...عنصر الحديد أكثر العناصر انتشارا في الرض ..و يشكل حوالي %35من العناصر 1-
http://www.arc.losrios.cc.ca.us/~jacksoh/Yuba/Lecture7.htm
....و نفس الشيء في كواكب المجموعة الخرى حيث ينتشر عنصر الحديد انتشارا كبيرا بها
كيف يمكن ان يكون عنصر بهذه الكثرة و النتشار لم يظهر في الرض ال عن طريق هبوطه..
من الخارج عن طريق النيازك ؟؟
اللب الداخلي للرض يحتوي على الحديد 2-
http://www.ldgo.columbia.edu/press_releases/song/basic-facts.html
كيف يستوي هذا مع عدم ظهوره في كوكب الرض ال عن طريق هبوطه بالنيازك ؟؟
..و الحقيقة انني بحثت كثيرا في المراجع العلمية عن هذا الدعاء و لم ار ما يدعمه ابدا
ثانيا :بغض النظر عن كون الموضوع حقيقة علمية ام ل ,تعالوا نبحث الموضوع ..من الناحية
...اللغوية و الدينية
يستند العجازيون في هذه الية على كلمة انزلنا بمعنى انها تعني "هبوط" الحديد من الخارج الى
...الرض
و لكن هل تعني ذلك حقا؟ لغويا و سياقيا؟
تعاول نرى مواضع اخرة جائت فيها نفس الكلمة بمعنى الخلق
تقول سورة الزمر الية :6وأنزل لكم من النعام ثمانية أزواج
يقول أبن كثير في تفسير الية :وقوله تعالى "وأنزل لكم من النعام ثمانية أزواج" أي وخلق لكم
من ظهور النعام ثمانية أزواج وهي المذكورة في سورة النعام ثمانية أزواج من الضأن اثنين
.ومن المعز اثنين ومن البل اثنين ومن البقر اثنين
بدون حتى النظر الى التفسير ,فواضح لي شخص ان الكلمة "أنزلنا" عند اتيانها في الحديث عن
نعمة أو شيء مخلوق للنسان..وهو الشيء المشترك بين اليات الثلث ...تعني "خلقنا" أو
""...جعلنا
و بطبيعة الحال تؤكد جميع التفاسير معنى الخلق لكلمة "انزلنا" في هذه الية ايضا..كما يؤكده
...منطق أي شخص عاقل
و بالرجوع الى التفسير حول الية الصلية محل الحديث المتحدثة عن الحديد...يتأكد لنا نفس
..الشيء
كل هذه المثلة من الغش في معاني اللغة و تحريف الكلمات الى معاني مختلفة تماما عن الحقيقة
يوضح لنا كم الكذب و التدليس الذي احترفه مرتزقة العلم هؤلء...الذين اكاد اجزم انهم ل يؤمنون
.بحرف واحد مما يلوثون به عقول البسطاء من الناس
متى نفيق من هذه الوهام و نعلم انفسنا علما حقيقيا يلحقنا بمؤخرة ركب التطور ؟