Professional Documents
Culture Documents
لذلك سنتطرق في هذا الفصل عن مختلف األشكال االعتداءات على مستخدمي الصحة فيما يخص
المبحث األول درسنا فيه مفهوم مستخدمي الصحة العمومية وأصنافهم ،وفي المبحث الثاني سيكون
بخصوص جرائم االعتداء على مستخدمي الصحة العمومية
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
ُتع ُّد مس تخدمي الص حة الرك يزة األساس ية في أي منظوم ة ص حية في الع الم ،حيث يتم التكف ل
باالهتمام بهذه الفئة نظًر ا لما يحظون به من احترام وتق دير في المجتم ع ،وألهميتهم في إنق اذ البش رية من
األمراض واألوبئة .وعن د ح دوث أي ط ارئ أو كارث ة ،يتم اس تدعاء ك ل الك وادر الطبي ة والش به طبي ة،
اعتراًفا بالدور المهم والمرموق الذي يلعبه مهنيو الصحة .ولهذا السبب ،فإن كل األنظم ة والتش ريعات في
العالم تعمل على توفير أقصى حماية ممكنة لهؤالء المس تخدمين من الناحي ة الجزائي ة ،نظ ًرا لالعت داءات
والتعديات التي يتعرضون له ا أثن اء تأدي ة مه امهم وس نحاول في ه ذا المبحث تعري ف مفه وم مس تخدمي
الصحة والمهنيين في هذا القطاع وتحديد فئاتهم وأصنافهم بحسب االختصاصات والوظائف ال تي يقوم ون
بها
في كل دول العالم ،يعتبر مستخدمو الصحة ومهنيوها بمختلف أنواعهم وفئاتهم األس اس في جمي ع
األنظمة الصحية .وبسبب هذا الدور الحيوي الذي يلعبونه ،تعتبر الدول المتطورة في مجال الصحة بمثاب ة
المؤسسات التي تمنح أهمية كبيرة للعنصر البشري الذي يعمل في هذا المجال .وتح رص ه ذه ال دول على
توفير التدريب والتأهيل المناسب لهؤالء المستخدمين وتوفير أفضل الظروف العملية بما في ذل ك ظ روف
العمل ،وذلك لتوفير خدمات صحية ممتازة.
يشمل مفهوم مهني الصحة أو مستخدميها في ق انون الص حة جمي ع األش خاص ال ذين يعمل ون في
المجال الصحي ويق دمون خ دمات ص حية أو يس اعدون في تنفي ذها ،س واء ك انوا أطب اًء أو ممرض ين أو
موظفين إداريين .ويشمل هذا التعريف أيًض ا المهنيون الذين يعملون في المصالح الخارجية ويقومون بمهام
1
تقنية وتحقيقات ومراقبة وتفتيش الصحة.
وبالنسبة للكوادر الطبية ،فهي تشمل جميع فرق العم ل في المستش فيات الحكومي ة والخاص ة ،بم ا
في ذلك األطباء والممرضين والعاملين اإلداريين الذين يعملون داخل المستش فى .يع د مه ني الص حة أح د
1الجريدة الرسمية ،العدد ،46 -السنة الخامسة و الخمسون ،األحد 16ذو القعدة عام1439ه ،الموافق ل 29يوليو سنة
2018م ،القانون رقم 11 - 18مؤرخ في 18شوال عام 1439ه ،الموافق ل 2يوليو 2018م ،يتعلق بالصحة ،ص 17
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
العناصر األساسية في نظام الصحة ،ويتمتع بالعديد من الحقوق والضمانات القانونية واالجتماعية لتشجيعه
1
على أداء عمله بكفاءة وفعالية
وباإلضافة إلى األهمية اإلنسانية لعملهم ،فإن موظفي الص حة يحت اجون أيًض ا إلى حماي ة قانوني ة
وحقوق مهنية تمكنهم من أداء عملهم بكفاءة وأمان .ويشمل ذلك الح ق في الحماي ة الجزائي ة من أي هج وم
أو اعتداء يتعرضون له خالل تأدية مهامهم ،والحق في الحصول على رواتب ومزايا مالئم ة وتعويض ات
عن األضرار التي يتعرضون لها خالل العمل.
ومن بين الحقوق األخرى التي يتمتع بها موظفي الصحة ،الحق في الحصول على ت دريب مس تمر
وتحديث مهاراتهم لتطوير أدائهم الوظيفي ،والحق في الحصول على إجازات وفرص االسترخاء والتعافي
من ضغوطات العمل ،والحق في االنضمام إلى نقابات المهنيين والمشاركة في صنع القرارات الهامة ال تي
تؤثر على حياتهم المهنية والعملية.
بشكل عام ،فإن موظفي الصحة يتمتعون بحقوق مهنية وقانونية محددة تمكنهم من تق ديم الخ دمات
الصحية بكفاءة وسالمة وتعزز من قدراتهم ومه اراتهم المهني ة ،وتك افئهم على الجه ود ال تي يب ذلونها في
الحفاظ على صحة وسالمة الناس
نص قانون الص حة رقم 11-18الم ؤرخ في 18ش وال 1439المواف ق 2يولي و 2018المتعل ق
بالصحة في المادة 165يقصد بمهنيي الصحة في مفهوم هذا القانون كل شخص ممارس و تابع لهيك ل أو
2
مؤسسة للصحة يقدم في نشاطه المهني خدمة صحية أو يساعد فيها أو يساهم في إنجازها
1سليم القيسي ،أسباب العنف و أشكال االعتداء على الكوادر الطبية في المستشفيات -الحكومية و الخاصة في األردن،
المجلة األردنية للعلوم االجتماعية ،عمادة البحث العلمي ،الجامعة األردنية ،المجلد ، 9العدد ، 2016 ، 1ص 10 - 39
2المادة ،165 -قانون 11 - 18المؤرخ في 18شوال 1439الموافق 2يوليو 2018المتعلق بالصحة ،ج ر 46الصادر,
بتاريخ 29يوليو ،2018ص 17
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
وقد أحالت هذه المادة تحديد مهن الصحة إلى التنظيم حيث حددت المراسيم التنفيذي ة اآلتي ذكره ا مختل ف
فئات مهنيي الصحة والمتمثلة في األطباء النفسانيين ،القابالت أعوان التخدير و الشبه الطبيين كما يلي:
األطباء: -1
تضم فئة األطباء كل من سلك الممارسين الطبيين المتخصصين و الطبيين العامين كاآلتي:
سلك الممارسين الطبيين المتخصصين :نص على هذا الس لك المرس وم التنفي ذي رقم 09-394الم ؤرخ
في 07ذي الحج ة 1430المواف ق 24نوفم بر ،2009يتض من الق انون األساس ي الخ اص للم وظفين
المنتمين لسلك الممارسين الطبيين المتخصصين للصحة العمومية ،وحس ب الم ادة 18من ه ذا المرس وم
التنفيذي يضم هذا السلك ثالثة رتب
رتبة ممارس أخصائي مساعد.
رتبة ممارس أخصائي رئيسي.
1
رتبة ممارس أخصائي رئيس.
سلك الممارسين الطبيين العامين :نص على هذا السلك المرسوم التنفيذي رقم 09-393الم ؤرخ في 07
ذي الحجة 1430الموافق 24نوفمبر ،2009يتضمن القانون األساسي الخاص للموظفين المنتمين لسلك
الممارسين الطبيين العامين للصحة العمومي ة ،وحس ب الم ادة 20من ه ذا المرس وم التنفي ذي يض م ه ذا
السلك ثالثة أسالك:
سلك األطباء العامين في الصحة العمومية.
سلك الصيادلة العامين في الصحة العمومية.
سلك جراحي األسنان العامين في الصحة العمومية.2
نص على هذا الفئ ة المرس وم التنفي ذي رقم 240-09الم ؤرخ في 09رجب 1430المواف ق
22يوليو ،2009يتضمن القانون األساس ي الخ اص ب الموظفين المنتمين ألس الك النفس انيين للص حة
العمومية وحسب المادة 16من هذا المرسوم التنفيذي فإنه يضم سلكي هما:
سلك النفسانيين العياديين للصحة العمومية :يضم هذا السلك ثالث رتب هي:
سلك النفسانيين في تصحيح التعبير اللغوي للصحة العمومية يضم هذا السلك ثالث رتب هي:
1مرسوم تنفيذي رقم 240 - 09المؤرخ في 22يوليو ،2009والمتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين
لسلك النفسانيين للصحة العمومية ،ج ر ،43ص 21
2المادة 19مرسوم تنفيذي رقم 11 122في 20مارس 2011و المتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفات ج ر 17
ص 44
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
نص على هذه الفئة المرسوم التنفيذي 235-11المؤرخ في أول شعبان 1432المواف ق 03يولي و
،2011والمتضمن القانون األساسي الخ اص ب الموظفين المنتمين ألس الك األع وان الطب يين في التخ دير
واإلنعاش للصحة العمومية ،وتضم هذه الفئة سلكي هما:
سلك األعوان الطبيين في التخدير واإلنعاش للصحة العمومية :يضم هذا السلك أربعة رتب هي:
سلك األعوان الطبيين في التخدير واإلنعاش للصحة العمومية األساتذة :يضم هذا الس لك رتب ة واح دة وهي
عون طبي في التخدير واإلنع اش للص حة العمومي ة أس تاذ .ويمارس ون نش اطهم في معاه د التك وين ش به
1
الطبي.
نص على هذه الفئة المرسوم التنفيذي 121-11-المؤرخ في 15ربيع الث اني 1432المواف ق 20
مارس 2011والمتض من الق انون األساس ي الخ اص ب الموظفين المنتمين ألس الك ش به الطب يين للص حة
العمومية ،ويخضع ألحكام هذا الق انون األساس ي الخ اص حس ب الم ادة الثاني ة من ه ذا المرس وم الش عب
المحددة أدناه:
1مواد 19 -و ،29مرسوم تنفيذي رقم 235 - 11المؤرخ في 03يوليو ،2011والمتضمن القانون األساسي الخاص
بالموظفين المنتمين لسلك األعوان الطبيين في التخدير واإلنعاش للصحة العمومية ،ج ر ،38ص 11
، 02 2مرسوم تنفيذي رقم 121 - 11المؤرخ في 20مارس ، 2011والمتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين
المنتمين لسلك الشبه الطبيين في للصحة العمومية ،ج ر ، 17ص . 09
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
موظفي أو مستخدمي الهياكل والمؤسسات الصحية وهم اإلداريون والعمال المه نيون وتض م ه ذه
المجموعة أربعة فئات رئيسية كالتالي:
فحس ب المرس وم التنفي ذي 161-09الم ؤرخ في 07جم ادى األولى 1430المواف ق 02يولي و
2009المتض من الق انون األساس ي الخ اص ب الموظفين المنتمين لس لك متص رفي مص الح الص حة ،وفي
المادة 15من هذا المرسوم يضم هذا السلك ثالث رتب وهي:
شعبة اإلعالم اآللي وتضم هذه الشعبة خمسة أسالك وهي: ب-
المهندسون.
1المادة ، 15 -مرسوم تنفيذي رقم 161 - 09المؤرخ في 2يوليو ، 2009والمتضمن القانون األساسي الخاص
بالموظفين المنتمين لسلك متصرفي مصالح الصحة ،ج ر ، 28ص 13
2المادة ،13 -مرسوم تنفيذي رقم 280 - 16المؤرخ في 2نوفمبر ،2016والمتضمن القانون األساسي الخاص
بالموظفين المنتمين لألسالك المشتركة في المؤسسات واإلدارات العمومية ،ج ر ،66ص 4
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
التقنيون
مساعدو المهندسين.
المعاونون التقنيون.
1
األعوان التقنيون.
حس ب المرس وم الرئاس ي رقم 308-07الم ؤرخ في 17رمض ان 1428المواف ق ل 29س بتمبر
2007يح دد كيفي ات توظي ف األع وان المتعاق دين وحق وقهم وواجب اتهم .يمكن للمؤسس ات العمومي ة
اإلستشفائية أن تقوم حسب الحال ة ووف ق الحاج ات بتوظي ف أع وان متعاق دين لم دة مح ددة وغ ير مح ددة
بالتوقيت الكامل أو التوقيت الجزئي طبقا للكيفيات المنصوص عليها في ه ذا المرس وم ويوظف ون بم وجب
عقد مكتوب ،وتشمل قائمة مناصب الشغل الفئات التالية:
1المادة ، 09 -مرسوم رئاسي رقم 308 - 07المؤرخ في 29سبتمبر ، 2007يحدد كيفيات توظيف األعوان المتعاقدين
وحقوقهم وواجباتهم .ج ر ، 61ص . 18
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
أصبح میدان الصحة يعرف صور متع ددة و األش كال مختلف ة لالعت داءات ال تي تع رض له ا
مستخدمي الصحة العمومي ة وك ل الفئ ات التابع ة لمؤسس ات الص حية تتن وع الج رائم ال تي تط ال على
موظفي الصحة بداية من الطاقم الطبيب وصوله إلى األعوان التابعين لقطاع الص حة وه ذا أثن اء تأدي ة
مه امهم وفي ه ذا المج ال .المش رع الجزائ ري جس د حمايت ه الكامل ة له ذه الفئ ة من خالل تأكي ده على
ضرورة فرض عقوبات ردعية على كل من تقول له نفسه المساس بمستخدمي الصحة العمومية خاص ة
وأن ظاهرة االعتداء هاته أصبحت تسجل بصفة شبه يومية وتتنامى يشكل مقلق جعلت منتسبي األسالك
الطبية يعملون فی ج و غ یر آمن ،وبه ذا الص دد قس منا ه ذا البحث إلى مطل يين س وف نتط رق في إلى
المطلب األول حول الجرائم الماسة بالسالمة المعنوية لمستخدمي الصحة وفيما يخص المطلب الث اني
حول الجرائم الماسة بالسالمة الجسدية لمستخدمين الصحة
لغRRة :من الفع ل أه ان يهين إهان ة ومص درها ،ه ون ،يق ال وج ه إلي ه إهان ة أم ام المأل وهي ت دل على
االحتقار واالزدراء و اإلذالل ، 2وفي التنزيل الكريم في سورة فصلت اآلية 17قوله تعالى '' َو َأَّم ا َثُم وُد
3
َفَهَد ْيَنُهْم َفَأْسَتَح ُّبوْا اْلَع َم ٰى َع َلى اْلُهَد ٰى َفَأَخ َذْتُهْم َص ِع َقَة اْلُهوِن ِبَم ا َك اُنوْا َيْك ِس ُبوَن ''
نص المادة 149من األمر رقم 01-20المؤرخ في 30يوليو 2020المعدل و المتمم 1
أحمد مختار عمر ،معجم اللغة المعاصرة ،ط ،1عالم الكتب ،القاهرة مصر2008 ، 2
لم يع رف المش رع الجزائ ري اإلهان ة واكتفى ب النص على عقوبته ا ،ل ذلك نتط رق إلى بعض
التعاريف الفقهية كمايلي:
أ -تعريف الفقيه جارو اإلهانة فعل غير محدود يمكن إرتكابه بكيفيات مختلف ة ومن ش أنه المس اس بش رف
1
الشخص المهان أو كرامته »
ب -اإلهانة هي كل ما من ش أنه االنتق اص من اإلح ترام والتق دير الواج بين لإلنس ان ليس بوص فه إنس ان
فحس ب ولكن ب النظر إلى ص فته الوظيفي ة حيث يجب أن تحظى الوظيف ة وش اغلها ب اإلحترام والتق دير
2
الالزمين لتمكين شاغلها من أداء مهام هذه الوظيفة على الوجه المناسب
ج -تعريف الفقيه باربييه « اإلهانة إصطالح فرعي يشمل كل تعدي ذي ص فة ماس ة بالش رف أو الكرام ة
يرتكب بالقول أو اإلشارة أو التهديد على موظف عمومي أو أحد رجال الضبط أو أي إنسان مكلف بخدم ة
3
عمومية أثناء تأدية وظيفته أو بسبب تأديتها »
اإلهانة هي عمل أو كلمة أو سلوك يه دف إلى إي ذاء اآلخ رين وإس اءة مع املتهم ،وتش مل اإلهان ة
أفعااًل وأقوااًل تسبب للشخص المستهدف ش عوًرا باإلحب اط أو االس تياء أو اإلح راج أو ال ذل أو التقلي ل من
شأنه .وتمثل اإلهانة ظاهرة سلبية ت ؤثر على الص حة النفس ية للش خص المس تهدف ،ويمكن أن ت ؤدي إلى
انخفاض مستوى الثقة بالنفس واإلحساس بالعزلة واالنطواء وحتى االكتئاب.
وتتخذ اإلهانة أشكااًل مختلفة ،بما في ذلك االس تخدام المتعم د أللف اظ جارح ة أو مس يئة ،أو التهكم
على شخص بسبب مظهره الخارجي أو سلوكه ،أو رفض االعتراف بحقوق شخص معين ،أو تقلي ل ش أنه
في مجال عمله أو حياته الشخصية ،أو التشكيك في مصداقيته ونزاهته.
يجب أن يتم التعامل مع اإلهانة بجدية ،وتشجيع الناس على االلتزام ب األخالق واالح ترام المتب ادل
وتعزيز الحوار والتفاهم لتقليل حدوث اإلهانة في المجتمعات .كما يجب أن يتم تشجيع األف راد على التبلي غ
عن اإلهانة واتخاذ اإلجراءات الالزمة لوقفها ومنع تكرارها.
1جندي عبد الملك ،الموسوعة الجنائية ،ج ،2ط ،2دار العلم للجميع ،بيروت -لبنان ،د س ن ،ص6
2بن عشي حفصية ،الجرائم التعبيرية-دراسة مقارنة ،-أطروحة دكتوراه في القانون الجنائي ،جامعة الحاج لخضر– .
70ص، 2012/2011 ،ب
3جندي عبد الملك ،مرجع سابق ،ص626
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
في جريم ة اإلهان ة يك ون لقاض ي الموض وع س لطة تقديري ة من خالل دراس ة وتفحص وق ائع
الدعوى و تقدير قيمة األلفاظ والعبارات المعتبرة كإهانة وذلك بحسب الظروف التي صدرت فيه ا وحس ب
حالة المتهم وظروفه النفسية ووقت ومكان صدورها ومدى إدراكه لمعانيها وكذا إتجاه قصده إلى اإلهانة.
جريمة اإلهانة :تشمل األفعال أو األقوال التي تسبب إساءة للموظف وتضر بكرامته وتجعل ه يش عر
باإلحراج أو التهديد ،وذلك دون ذكر أي شيء عنه يؤثر على س معته أو ش أنه في المجتم ع .ويمكن
أن يشمل ذلك اإلساءة إلى ش كله أو مظه ره أو دين ه أو جنس يته أو عرق ه ،أو اإلس اءة إلى مهارات ه
وكفاءته في العمل أو إهانته علًن ا واإلساءة إلى مشاعره بدون سبب مبرر من أمثلة جرائم اإلهانة.
جريمة القذف :تشمل األفعال أو األقوال التي تشير إلى شيء مخالف أو مسيء عن شخص ما ،مما
يؤثر على سمعته أو شأنه في المجتمع .وعلى سبيل المثال ،ق د يك ون نش ر أو ت رويج أخب ار كاذب ة
عن شخص ما لتشويه سمعته ،أو اتهامه بجريمة معينة دون وجود أدلة تثبت ذل ك من أمثل ة ج رائم
1
القذف.
يمكن أن يتداخل مفهوم اإلهان ة والق ذف في بعض األحي ان ،حيث يمكن لإلهان ة أن تتح ول إلى
قذف في حالة اتهام الشخص بأمور ال أساس له ا من الص حة ،ولكن في العم وم تختل ف الجريمت ان عن
بعضهما البعض
1مزوري عبد المجيد ،جريمة اإلهانة في قانون اإلعالم ،مذكرة ماجستير في القانون الجنائي و العلوم الجنائية ،كلية -
الحقوق بن عكنون ،جامعة الجزائر ، 2015 / 2014 ، 1ص . 22
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
تحدث جريمة اإلهانة في مواجهة الموظف العام أو أي شخص يمثل السلطة العامة ،أثن اء أدائ ه
لوظيفته أو بمناسبة ذلك .أما السب ،فيمكن أن يتم ارتكابه ضد أي ش خص ،س واء ك ان موظف ًا عام ًا أو
ال.
يجب أن يكون هناك عنصر الوظيفة أو المناسبة في جريمة اإلهانة ،فيما يمكن أن يحدث الس ب
في أي سياق ومن دون وجود هذا الشرط.
ال يشترط وجود عنصر العالنية في جريمة اإلهان ة ،ويمكن ح دوثها ب دون وج ود الجمه ور،
بينما يجب وجود هذا الشرط في جريمة السب ،ويجب أن يسمع الجمهور السب الذي يتم ارتكابه.
وُت عتبر جرائم اإلهانة والسب من الجرائم التي يعاقب عليها القانون ،وته دف إلى حماي ة كرام ة
وحقوق األفراد .وتختلف العقوبات المفروضة على كل جريمة حسب النظ ام الق انوني المعم ول ب ه في
1
كل دولة
تقوم جريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا علي عدة أركان وهي الركن الشرعي ،الركن المادي
و أخيرا الركن المعنوي :
يتمثل الركن الشرعي لهذه الجريم ة في نص الم ادة 149من ق انون 01-20للعقوب ات المع دل
2
والمتمم
1بن عشي حفصية الجرائم التعبيرية دارسة مقارنة ,أطروحة دكتوراه في القانون الجنائي ,جامعة الحاج لخضر باتن
2012 / 2011
2انظر للمادة 149من القانون 01-20المعدل المتمم
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
السلوك المجرم :يتمثل في إتيان الفاعل للسلوك المج رم قانون ا ،أي قيام ه بإهان ة ش خص من أ-
اشخاص مس تخدمي الص حة ومن في حكمهم لفظ ا و ه ذه االلف اظ تأخ ذ ع دة ص ور ك الكالم و
التهديد .
الوسيلة المستعملة :إما أن تكون االلفاظ عبارة عن كلمات أو ألفاظ تهديد و هي كاالتي : ب-
الكالم "القول" :والذي يعرف على أنه :كل إهانة بالقول و يراد به ا ك ل اخ راج للص وت ،يمكن
1
أن يطرق السمع و يتخذ شكل الحديث أو الصراخ أو الصغير الذي يوجه للموظف العام ".
و قياسا عليه فإن كل إخراج للصوت بشتى أنواعه و أشكاله و الموجه ألحد مستخدمي الص حة
ويحمل صفة اإلهانة من قبل الجاني ،يعد إهانة لهم لفظا كما انه الكالم الشفوي ال المكتوب ،ألن هدف
المشرع هو معاقبة من يتجرأ من الناس على إهانة هؤالء األش خاص و هي دون ش ك جريم ة اخط ر و
اشد جسامة من جريمة اإلهانة المكتوبة .
التهديد :يمكن أن تتخذ صورة اإلهانة اللفظية شكل التهديد بمعنى استخدام الجاني لعب ارات تحم ل
معنى الوعيد على النحو الذي يقال من قيمة و احترام مستخدمي الصحة ،و بمعنى آخر ه و عب ارة
عن شر يراد إلحاقه بشخص المجني عليه باستخدام القول .
و من أمثل ة اإلهان ة اللفظي ة ال دعاء بالش ر ك الموت ،أو ال دعاء بال دمار على الط بيب أو أح د
األعوان اإلداريين .
شروط اإلهانة اللفظية :و زيادة عن الوسيلة المستعملة هناك جمل ة من الش روط ال تي يجب أن ج-
تتوفر في هذه الجريمة ما يلي:
يكفي أن تحتوي العبارات المستخدمة على معاني اإلساءة أو المساس بالش رف و االعتب ار ،و
ال يشترط أن تشتمل علي إسناد معين ،و عليه فهي أمر نسبي يتغير بتغير الظروف
جريم ة إهان ة مس تخدمي الص حة لفظ ا ال تق وم اذا ك ان ك ل من المتهم و الض حية من نفس
المكان ،أي يعمالن في نفس المؤسسة الصحية أو الهيكل الصحي .
1بوبكر وليد ملياني الحماية الجنائية للموظف العام من الجرائم التعدي اللفظي المجلة األكادمية للبحوث القانونية و
السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط الجزائر العدد 2021 02ص 648
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
وجوب صدور اإلهانة اللفظية أثناء تأدية المهام أو بمناسبتها ،بحيث يقصد بإهابة الموظف أو
مس تخدم الص حة أثن اء تأدي ة مهام ه الوظيفي ة ،إن ه ؤالء بص فتهم ي ؤدون عمال داخال في
اختصاصهم الوظيفي و في شؤون وظيفتهم المحمية قانون ا و ال يهم في ه ذه الحال ة ،أن يك ون
المجني عليه مستخدم الصحة " يؤدي وظيفته دون أداء اليمين القانونية بالنسبة للوظ ائف ال تي
تتطلب ذلك ،كما بالنسبة إلهانة مستخدمي الص حة بمناس بة تأدي ة وظيفتهم ،فيقص د به ا مثال
وقوع اإلهانة اللفظية بعد مغادرة المجني عليه لوظيفته و ل و لس اعات قليل ة فال م انع في ذل ك
من عقاب الجاني ،كمن يوجه لط بيب التخ دير و اإلنع اش إهان ة لفظي ة خ ارج أوق ات العم ل
بخصوص عمله .
كما يستلزم في هذه الجريمة أيضا أن توجه في حض ور مس تخدم الص حة أو من في حكم ه أي
المجني عليه نفسه أو على مسمع منه ،بمعنى تك ون موجه ة بص فة شخص ية و مباش رة له ذه
1
الفئة أو أن تصل على علمه و مسمعه عن طريق األشخاص الذين سمعوا بها.
و كخالصة للركن المادي لجريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا فإنه كل قول من شأنه المس اس
بشرف و اعتبار الموظف أو مستخدم الص حة ،و ي ؤثر في شخص هم ونفس ياتهم وم ا ي ترتب علي ه من
احتكار وخدش للكرامة .
تعتبر جريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا من الجرائم القصدية او العمدية التي تتطلب القص د الجن ائي
العام والخاص :
القصد الجنائي العام :يتمثل في اتجاه إرادة الجاني إلهانة مستخدم الصحة ومن في حكمهم اثناء تأدية
علمه بكافة أركان الجريمة دون الحاجة لمعرفة الباعث في توجيه اإلهان ة اللفظي ة الوظيف ة أو بس ببها .
مع وال يتوافر اذا كان الجاني ال يعلم بصفة من وجهت إليه وم ع ذل ك يمكن اعتب اره ق ذفا ،إذا ت وافرت
أركانه ، .كما ال يتوافر إذا لم يقصد الجاني توجيه العبارات أو تهديد مستخدمي الصحة ،كذلك في حالة
ما إذا كان الجاني يقصد مجرد التعب ير عن حق ه الق انوني ،و دائم ا يق ع ع بئ إثب ات حس ن الني ة علي
2
المتهم ،على اعتبار أن الشك دائما يفسر لصالحه.
1خضرة قن فتيحة جريبي جرائم إهانة الموظف العام في القانون الجزائري مذكرة ماستر كلية الحقوق و العلوم السياسية
جامعة زيان العاشور الجلفة 2020ص 12
2محمد زروقي ص 114
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
القصد الجنائي الخاص :يتمثل القصد الجنائي الخاص في هذه الجريمة ،في بلوغ الجاني له دف معين،
وهنا يقصد الجاني المساس بشرف و اعتبار الضحية واالحترام المفروض ل ه ،و ه ذا م ا يستش ف من
خالل نص الم ادة 149الس ابقة ال تي ج اء في نص ها " ...قص د المس اس بش رفهم أو اعتب ارهم أو
1
باالحترام الواجب لهم''
و تتمثل في:
االختيارية :وهو ما نصت عليه المادة 149مكرر 8و ما أحالتنا إليه أيضا في فحواه ا و تكمن أ-
هذه العقوبات التكميلية االختيارية في ما يلي:
الحجر القانوني
الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية و المدنية و العائلية
تحديد اإلقامة
المصادرة الجزئية لألموال
المنع المؤقت من ممارسة مهنة أو نشاطه
الحظر من اصدار الشبكات و أو إستعمال بطاقات الدفع؛
تعليق أو سحب رخصة السياقة أو إلغاؤها مع المنع من استصدار رخصة جديدة؛
سحب جواز السفرة
يمكن إض افة عقوب ة حرم ان المحك وم علي ه من اس تخدام الش بكات االجتماعي ة والمنص ات
اإللكترونية وذلك لمدة ال تزيد عن 3سنوات اعتباًر ا من تاريخ انتهاء العقوب ة األص لية أو اإلف راج عن
2
المحكوم عليه،
نص قانون العقوبات على حاالت تشدد فيها الجزاءات فتصبح كما يلي :
-إذا ارتكبت جريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا خالل ف ترات الحج ر الص حي أو خالل وق وع كارث ة
طبيعية أو بيولوجية أو غيرها من الكوارث ،أو ارتكبت قصد النيل من مصداقية الهياكل و المؤسس ات
3
الصحية و مهنيتها.
يعاقب بالعقوبات المقررة للفاعل في ارتكاب جريم ة إهان ة مس تخدمي الص حة لفظ ا ،ك ل من
يحرض بأية وسيلة كانت القائم بالجريم ة و ه و م ا أكدت ه الم ادة 149مك رر 10من ق انون العقوب ات
المعدل والمتمم.
إن كل جريم ة تق وم على ثالث ة أرك ان و هي ال ركن الش رعي ال ركن الم ادي و أخ يرا ال ركن
المعنوي ،و في هذه الجريمة فهي كاآلتي:
ويتجسد الركن الش رعي لجريم ة إهان ة مس تخدمي الص حة فعال من خالل النص الق انوني رقم
149من قانون العقوبات المعدل والمتمم وال تي ج اء فيه ا م ا يلي " :يع اقب ب الحبس من س نتين 2إلى
خمس 5س نوات وبغرام ة من 200.000دج إلى 500.000دج ،ك ل من أه ان أح د مه ني الص حة
1
بمفهوم القانون رقم 18-11المؤرخ في 18شوال عام 1439الموافق لـ 2يوليو سنة 2018
السلوك المجرم :و هو النشاط اإلجرامي الذي يأتي به الفاعل من خالل نش اطاته و يتجس د من أ-
خالل قيامه بأفعال ضد المجني عليه التي تنطوي عليها الرغبة في المساس باعتباره و ش رفه ،
كمن يقوم على سبيل المثال بإرسال كفن لطبيب ،و من ثم فهي س لوكيات مادي ة ذات مض امين
نفس ية ،و ال تي يع بر عنه ا باإلهان ة في ح ق ه ؤالء األش خاص ،بس بب وظ ائفهم طبع ا أو
2
بمناسبتها .
اإلشارة :و هي حركة يقوم بها الفاعل في مواجهة الشخص الموجهة إلي ه ك ان ي أتي بحرك ة يفهم
منها معنى االحتقار ،و مثال ذلك ،نزع األوراق من الطبيب بعن ف ،رف ع الي د ومحاول ة إس كات
الطبيب أو الممرض و قطع الكالم منه ،و بمعنى آخر الحركة التي يأتي بها الجاني بجسمه أو ك ل
وض ع يتخ ذه بنفس ه أو باالس تعانة بآل ة أو أداة معين ة ،أو كمن يق وم بغم زة ب العين تنط وي على
1
المساس بكرامة المتعدي عليه كالممرضة أو القابلة مثال ...إلخ
التهديد :التهديد هنا في هذه الجريمة يستلزم أن يكون باألفعال التي توحي و تبين أن فاعله ا يري د
إلحاق شر معين بشخص المجني عليه ،فيمكن أن يكون بالرموز أو أي فعل آخ ر ،ال ذي من ش أنه
إدخال الخوف و الرعب والف زع في نفس ية من تع رض له ذه األفع ال ،ف إذا وق ع التهدي د بالكتاب ة
2
نكون أمام اإلهانة كتابة
الكتابة :يقصد بها كل ما هو مدون بغض النظر عن اللغ ة ف المهم أن تك ون مفهوم ة وواض حة و
مؤدية إلى مع نى معين ،كم ا ال يهم الم ادة ال تي تكتب فيه ا أوراق أو ألواح ا أو قط ع قم اش ،أو
3
كانت في جمل أو حروف مجزأة .
الرسم :يقصد به إفراغ المعاني في أشكال أو رموز خاصة ،و يشترط فيه ما يشترط في الكتابة
4
إرسال أو تسليم أي شيء :كمن يرسل طرودا بها أكفان أو قاذورات للمجني عليه.
كما يتوفر الركن المادي أيضا بقي ام الفاع ل ب أي وس يلة من الوس ائل األخ رى ال تي تأخ ذ نفس
أحك ام الوس ائل الم ذكورة في نص الم ادة 149من نفس الق انون الس الف ال ذكر ،على اعتب ار أن ه ذه
األخيرة على سبيل المثال فقط.
كما أن كل ما فيه من معاملة غليظة اتجاه مستخدمي الصحة يعد وسيلة من وسائل اإلهان ة مث ل
إمساك الفاعل ألحد مستخدمي الصحة أو من في حكمه من ال ذراع و القي ام بط رده من المك ان بطريق ة
مهينة.
كما أن هذه الجريمة ال تتطلب حدوث نتيجة ألنها جريمة شكلية تتحقق فقط بالس لوك اإلج رامي
و هو المساس بشرف و مكانة و اعتب ار أخ د مس تخدمي الص حة ،و من ثم وج ود عالق ة س ببية تجع ل
الفعل المهين هو المتسبب في أحداث هذا المساس بالكرامة.
كم ا ج رت الع ادة في معظم لج رائم ،ف إن جريم ة إهان ة مس تخدمي الص حة فعال من الج رائم
العمدية ،بحيث يتخذ الركن المعنوي فيها صورة القصد الجرمي العام و الخاص:
القصRRد الجنRRائي العRRام :ويقص د ب ه عنص را العلم واإلرادة ،ففي حال ة قي ام أي ش خص بإهان ة أح د
مستخدمي الصحة بأي صورة من صورها المنصوص عليها في المادتان 149و 149مكرر ،3و كان
يعلم معنى الحركات أو اإلشارات أو الكتابات أو أي أفعال أخرى التي يقوم بها ،و كانت إرادته متجهة
إلى إحداث مثل تلك األعمال توفر القصد الجنائي العام لديه .
أما إذا ثبت أن الفاعل كان تحت تأثير اإلكراه إلتيان الفاعل مثل هذه األفعال دون أن تتجه إرادت ه إليه ا
فإن القصد الجنائي في مثل هذه الحالة ال يع د مت وفرا بالنس بة للفاع ل ،كم ا ان ه يجب أن يك ون عالم ا
1
بصفة المجني عليه المحمي قانونا .
القصد الجنائي الخاص :فيتوفر هذا األخير إذا كانت هناك نية المساس بالش رف واالعتب ار واالح ترام
2
الواجب بأحد موظفي أو مستخدمي أو مهني الهياكل والمؤسسات الصحية.
بحيث يقصد بالشرف هنا '' كل إحساس يهب لنا التقدير ألنفس نا من خالل الش عور ب أداء ال واجب ،3في
حين أن االعتبار هو الفكرة التي يكونها الناس عن الشخص من واق ع اختي ارهم وامتح انهم ل ه" ،4أم ا
بالنسبة لالحترام الواجب لهذه الفئة فهو كل ما يتعلق بالهيئة التي تتطلبها وتكتس بها الوظ ائف العمومي ة
التي تستوجب وتستلزم االحترام والتقدير.
وتنقسم إلى:
تتمثل هذه العقوبات التكميلية الوجوبية في الحكم بمصادرة األجهزة والبرامج والوسائل المستخدمة في
ارتكاب الجريمة ،وبإغالق الموقع اإللكترونية أو الحساب اإللك تروني ال ذي ارتكب بواس طته جريم ة
إهانة مستخدمي الصحة باستعمال األفعال أو جعل الدخول إلي ه غ ير ممكن ،وإغالق المح ل أو مك ان
الستغالل إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكه ،مع مراعاة الغير حسن النية وعدم المساس بحقوق ه
2
إمكانية حرمان المحكوم عليه بسبب ارتكابه الجريمة إهانة مستخدمي الص حة فعال ،من اس تخدام
أي شبكة إلكترونية ،أو منظومة معلوماتية أو أية وسيلة أخرى من وسائل تكنولوجيات اإلعالم واالتصال،
لمدة أقصاها ثالث ( )3سنوات تسري ابت داء من ي وم انقض اء العقوب ة األص لية أو اإلف راج عن المحك وم
3
عليه ،أو من سيرورة الحكم نهائيا بالنسبة للمحكوم عليه غير المحبوس
وكل هذه العقوبات ترجع فيه ا الس لطة التقديري ة للقاض ي في الحكم به ا أو ال إض افة إلى العقوب ة
األصلية من عقوبات سالبة للحرية وعقوبات مالية ،كل حسب طرق الجريمة وأسبابها المحيطة بها.
تشدد العقوبات المنصوص عليها بخصوص جريمة إهانة مستخدمي الصحة عن طريق األفع ال، أ-
إذ تم تحوير الصور أو الفيديوهات أو األخبار أو المعلومات بشكل مغرض ،وتم التقاطها خلسة أو
2
في األماكن غير المفتوحة للجمهور بالهياكل أو المؤسسة الصحية أو إذا تم إخراجها عن سياقها.
كما تشدد إلى الحبس من خمس س نوات إلى خمس ة عش رة ( )15س نة ،والغرام ة من 500.000 ب-
دج إلى 1.500.000دج ،إذا ارتكبت هذه الجريمة في:
خالل فترة الحجر الصحي أو خالل وقوع كارثة طبيعية أو بيولوجية أو تكنولوجي ة أو غيره ا من
الكوارث بهدف النيل من مصداقية الهياكل والمؤسسات الصحية ومهنيتها.3
تصبح العقوبة السجن من عشرة ( )10سنوات إلى عشرين ( )20سنة والغرام ة من 1.000.000
دج إلى 2.000.000دج ،إذا ارتكبت الجريمة كاألتي:
كم ا تض اعف أيض ا جريم ة إهان ة مس تخدمي الص حة عن طري ق األفع ال في حال ة الع ود أي
5
بالتكرار والذي يعتبر من أهم ظروف التشديد على اإلطالق وأولها.
في هذه الحالة يعاقب من قام بفعل التحريض بنفس العقوبات المقررة للفاع ل أو الق ائم بفع ل إهان ة
مستخدمي الصحة بأحد أشكالها المنصوص عليه ا في الم واد ال تي ج رمت ه ذه األفع ال وال تي تع د على
سبيل المثال وليس على سبيل الحصر كنشر الصور أو الفيديوهات أو أخبار أو معلومات ألح د مس تخدمي
1
الصحة
تعت بر جريم ة اإللكتروني ة أو ج رائم التش هير على وج ه الخص وص دون إذن من األش خاص
المعنيين أو دون سند قانوني من الجرائم اإللكترونية التي تستهدف الخصوصية واألمن الشخصي.
ويمكن لهذا النوع من الجرائم أن يؤدي إلى انته اك الخصوص ية الشخص ية والتش هير واالب تزاز،
ويمكن استخدامه في االبتزاز الجنسي واالبتزاز المالي وغيرها من األنشطة اإلجرامية.
حيث تعتبر أفعال تسجيل المكالمات أو األحاديث ،أو التقاط ونش ر الص ور والفي ديوهات ،أو نش ر
األخب ار أو المعلوم ات على مواق ع أو ش بكات إلكتروني ة أو وس ائل التواص ل االجتم اعي ،أو أي وس يلة
أخرى ،شكاًل من أشكال االعتداء على مستخدمي الصحة .وتعتبر ه ذه األفع ال من أك ثر األش كال انتش اًرا
وشيوًعا بسبب السهولة التي يمكن بها ارتكابها ،نظًر ا للتطور المتسارع الذي شهدته وسائل التواصل ونقل
المعلومات وتوسع شبكة المواصالت .وُيعاقب عليها الجاني بناًء على قصد اإلضرار أو المس اس بالمهني ة
أو السالمة المعنوية ألحد مهني الصحة ،أو أحد موظفي أو مستخدمي الهياكل والمؤسسات الصحية ،أثن اء
تأديتهم مهامهم أو بمناسبته و هذا ما سنتطرق عليه في العناوين التالية:
تعتبر جريمة تسجيل مكالم ات أو أح اديث الم وظفين الص حيين دون إذن منهم جريم ة إلكتروني ة
واضحة التحديد ،حيث تنتهك خصوصية وسرية العالقة الطبية بين المرضى والممارسين الصحيين .ويع د
اس تخدام تس جيالت المكالم ات واألح اديث ب دون إذن في العدي د من ال دول مخالف ة قانوني ة ويتم معاقب ة
المرتكبين على ذلك.
يحمي القانون الم وظفين الص حيين من أي تس جيالت غ ير قانوني ة للمكالم ات أو األح اديث ال تي
تحدث في إطار العمل الصحي .وقد تواجه األشخاص المسؤولون عن هذا النوع من الجرائم ،س واء ك انوا
مرتكبين مباشرة أو شركاء فيها ،عقوبات قانونية صارمة بما في ذلك الغرامات المالية والسجن
والمقصود بالتسجيل ( حفظ الحديث على جهاز أو أي وسيلة أخرى معدة لذلك قصد االستماع إلي ه
1
فيما بعد أو نقله إلى مكان آخر غير الذي تم تسجيله فيه ).
أما األحاديث فهي ( كل صوت له داللة معين ة ص ادر من ش خص م ا أو متب ادل بين شخص ين أو
2
أكثر أيا كانت اللغة المستعملة في ذلك ،كما قد يكون الحديث مكالمة تليفونية)
الوسيلة المستعملة :يتمثل في استخدام وسيلة تقني ة ،مث ل اله اتف المحم ول أو أي وس يلة أخ رى ب-
لتسجيل المكالمة أو الحوار بدون موافقة األطراف المعنية .يمكن أن يشمل ذلك أيًضا االستماع إلى
المكالمة أو الحوار دون علم الطرف اآلخر
ُتَع د جريمة تسجيل المكالمات واألحاديث دون موافقة األطراف المعنية جريمة عمدي ة ،حيث يجب
أن يتوفر فيه ا عنص ري العلم واإلرادة .وُيس َتدعي العلم في ه ذه الجريم ة أن يك ون الفاع ل على علم ب أن
تسجيل المكالمات واألحاديث التي تتمتع بصفة الخصوص ية دون موافق ة المج ني علي ه ه و عم ل مج رم،
مهما كانت الوس يلة المس تخدمة للتس جيل .وبالنس بة لإلرادة ،يجب أن تتج ه نح و ارتك اب أفع ال التس جيل
3
بهدف المساس بالمهنية واإلضرار بالسالمة المعنوية للعاملين في قطاع الصحة ،على سبيل المثال.
وبما أن هذه األحاديث والمكالمات تتمتع بصفة الخصوصية ،فإن تس جيلها دون موافق ة األط راف
المعنية ُيعد انتهاكًا لحقوق الخصوصية ويمكن أن يسبب ضررًا جسيمًا للمجني عليهم .ولذلكُ ،يَع د تس جيل
المكالمات واألحاديث دون موافقة صريحة من األطراف المعنية جريمة عمدية وُيعاقب عليها الج اني وفق ًا
للقوانين والتشريعات المعمول بها
من أشكال االعتداء على مستخدمي الصحة التي نص عليها المشرع في نص المادة 149مكرر 3
من األمر رقم ،01-20و التي اعتبره ا ج رائم تس توجب العق اب ك ذلك ج رائم التق اط الص ور و تس جيل
فيديوهات يمكن وصفها على النحو التالي:
التق اط الص ور " :تث بيت الص ورة على م ادة حساس ة خاص ة يمكن من خالله ا االطالع على
الصورة "،
أما على االعتداء على الصورة فيقصد به " :االعتداء الضوئي على جس م اإلنس ان فهي تش ير إلى
خصوصية صاحبها "،
أما التسجيل فيتمثل في تصوير مقطع فيديو للضحية و هو في مكان خاص و بقصد بنق ل الص ور:
"
نقل الصورة من واسطة الكترونية إلى أخرى أو تداولها عن طريق تقنيات البلوت وث أو االن ترنت
أو غيرها من مواقع التواصل االجتماعي ".
أركان جريمة التقاط أو نشر صور أو فيديوهات:
تش تمل جريم ة بالتق اط الص ور أو الفي ديوهات على ركن م ادي و معن وي ال ذي يجب توافرهم ا
إلثبات الجريمة وتطبيق العقوبة ،وتشمل هذه األركان:
أوال:الركن المادي :يتطلب الركن المادي لهذه الجريمة توافر العناصر التالية:
السلوك اإلجرامي: أ-
العملية الفعلية للتصوير :يجب أن يكون هن اك عملي ة فعلي ة اللتق اط الص ور أو الفي ديوهات بواس طة
الجاني ،ويتضمن ذلك استخدام الكاميرا أو الجهاز الذي تم استخدامه للتصوير.
النيRRة الجانيRRة :يجب أن يك ون ل دى الج اني ني ة جاني ة في التص وير ،وأن يك ون عم دًا في انته اك
خصوصية الشخص الذي تم التقاط صوره أو فيديوهاته ،أو عدم الحصول على موافقته بشكل صريح.
انتهاك خصوصية الشخص :يجب أن يكون الش خص أي مس تخدم الص حة ال ذي تم التق اط ص وره أو
فيديوهاته في مكان خاص ويتمتع بحق خصوصيته ،وأن يكون الجاني قد انته ك ه ذا الح ق بتص ويره
1
دون موافقته أو بدون سبب قانوني يبرر ذلك.
التصرف في الصور أو الفيديوهات :يجب أن يتم التصرف في الص ور أو الفي ديوهات بطريق ة ت ؤدي
إلى انتهاك خصوصية الشخص المتضرر ،وقد يتضمن ذلك نشر الص ور أو الفي ديوهات ع بر وس ائل
التواصل االجتماعي أو تداولها بين األفراد
الوسيلة المستعملة ب-
لم يحدد المشرع وسيلة معينة اللتقاط الصور والفيديوهات فالجاني يستطيع ارتك اب فع ل االلتق اط
بأي وسيلة ،وفيما يخص النش ر فق د ذك ر المش رع أمثل ة عليه ا ك المواقع والش بكات اإللكتروني ة ومواق ع
1
التواصل االجتماعي ،أو أي وسيلة أخرى قد تظهر مستقبال.
ثانيا :الركن الشرعي:
يتمثل الركن الشرعي لجريمة انتهاك حرم ة الحي اة الخاص ة للع املين في قط اع الص حة في نص
المادة 149مكرر 3من األمر 20-01يعاقب ب الحبس من س نتين( )2إلى خمس( )5س نوات وبغرام ة من
200.000دج إلى 500.000دج كل من يقوم بتس جيل مكالم ات أو أح اديث أو التق اط أو نش ر ص ور أو
فيديوهات أو أخبار أو معلومات على موقع أو شبكة إلكترونية أو مواق ع التواص ل أو ب أي وس يلة أخ رى،
قص د المس اس بالمهني ة أو بالس المة المعنوي ة ألح د مهن يي الص حة أو م وظفي أو مس تخدمي الهياك ل
2
والمؤسسات الصحية ،أثناء تأدية مهامهم أو بمناسبتها
تعد جريمة التقاط أو نشر ص ور أو في ديوهات أو أخب ار ب دون موافق ة األط راف المعني ة جريم ة
عمدية ،حيث يتخذ الركن المعنوي فيها صورة القصد الجن ائي بت وافر عنص ري العلم واإلرادة .ف ال يكفي
لقيام هذه الجريمة توافر الخطأ غير العمدي ،بل يجب أن يكون الفاعل قد قصد تسجيل المكالم ة أو الح وار
دون موافق ة الط رف اآلخ ر .على س بيل المث ال ،يع د إهم اًال جنائي ًا وليس جريم ة تس جيل المكالم ات أو
األحاديث إذا ترك شخص جهاز تصوير مفتوحًا بطريق الخطأ وانتقلت ص ورة لش خص في المك ان ،حيث
ال يوجد قصد جنائي في هذا الفعل.
يعاقب المشرع الجزائري على جريمة التشهير و انته اك حرم ة الحي اة الخاص ة بعقوب ات أص لية
وأخرى تكميلية كما يلي:
حسب نص المادة 149مكرر 3ف إن عقوب ة ه ذه الجريم ة هي الحبس من س نتين ( )2إلى خمس ()5
3
سنوات والغرامة من 200.000دج إلى 500.000دج
ق رر المش رع زي ادة العقوب ات المفروض ة على المؤسس ات الص حية ال تي تنته ك حق وق
المرضى ،بما في ذلك العقوبات السالبة للحرية والعقوب ات المالي ة .وي أتي ه ذا الق رار بع د تس جيالت
صوتية وصورية وفي ديوهات كش فت عن ح االت إهم ال وال مس ؤولية وتس يب في ه ذه المؤسس ات،
وكشفت أيضًا مدى صعوبة الحصول على خدمات صحية جيدة من قبل المرضى .يهدف هذا اإلج راء
إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وتوفير الحماية لحق وق المرض ى وض مان تق ديم الخ دمات الطبي ة
بمعايير مهنية عالية
العقوبات التكميلية:
يمكن إضافة عقوبات إضافية لمن يرتكب جريمة انتهاك حرمة الحياة الخاصة باستخدام وسائل تكنولوجية،
كاآلتي:
حرمان المحكوم عليه من استخدام أي شبكة إلكترونية أو منظومة معلوماتية أو أية وس يلة من
وسائل تكنولوجيات اإلعالم واالتصال لمدة تص ل إلى ثالث س نوات ،بع د انته اء العقوب ة األص لية أو
2
اإلفراج عن المحكوم عليه أو من تاريخ صيرورة الحكم النهائي بالنسبة للمحكوم عليه غير المحبوس.
مصادرة األجهزة والبرامج والوس ائل المس تخدمة في ارتك اب الجريم ة أو أك ثر من الج رائم
المنصوص عليها ،مع إغالق الموقع اإللكتروني الذي تم ارتكاب الجريمة به أو جعل الدخول إليه غير
ممكن.
إغالق محل أو مكان االستغالل إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكه ،دون المساس بحقوق
3
الغير حسن النية
المطلب الثاني :الجرائم الماسة بالسالمة الجسدية لمستخدمين الصحة
لم يقتصر المشرع في حمايته لعمال و م وظفي قط اع الص حة من خالل تج ريم ك ل التص رفات
المهنية أي شكل من األشكال ،بل ذهب إلى الجرائم الماسة بالسالمة الجس دية لمس تخدمين الص حة وال تي
تكون عن طريق استعمال العنف و التعدي التي من شأنها إحداث الخ وف و الف زع ل دى الط اقم الط بي ،
مثل ما حدث لم دير مستش فى محم د بوض ياف المس يلة أين ألقى نفس ه من الط ابق األول للمستش فى بع د
الضغوطات التي تع رض له ا من ط رف أه ل أح د المت وفين بف يروس كورون ا ،إذ ط البوه بتس ليم جث ة
المتوفى قبل صدور نتائج التحاليل و تسبب ذلك في كسور في أطرافه السفلى .
يش ير العن ف على مس تخدم الص حة إلى أي ن وع من االعت داءات أو التهدي دات أو الس لوكيات
العدوانية التي يتعرض له ا موظف و الرعاي ة الص حية ،س واء ك ان ذل ك على ي د المرض ى أو ال زمالء أو
األف راد ال ذين يتص لون ب المركز الص حي أو المستش فى .يمكن أن يتض من العن ف على مس تخدم الص حة
الضرب ،والحشود المزعجة ،وغيرها من أشكال الس لوك الع دواني .يع د العن ف على مس تخدمي الص حة
مشكلة شائعة في العديد من بلدان العالم ويمكن أن يؤدي إلى إصابات جسدية ونفسية وحتى الوفاة
ومن خالل المواد القانونية لألمر 01-20ف إن المش رع ت دخل لتعزي ز حماي ة لمهن يي الص حة أو
موظفي أو مس تخدمي الهياك ل والمؤسس ات الص حية وذل ك بتج ريم ه ذه األفع ال و ه ذا م ا س نتناوله في
العناوين التالية :
التعدي هو :كل األفعال التي تنطوي على قدر من استعمال القوة البدنية ويمس طمأنين ة الجس م وحص انته
1
دون أن يمس ذلك بمادته
أما قانونا يعرف على أنه " :كل فعل عمدي ينطوي استعمال القوة ،أو التهديد باستعمالها ،من شأنه إح داث
2
الخوف أو الفزع لدى الغير ،مهما كانت الوسيلة المستعملة".
يعرف العنف بأنه" :استخدام غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما "،
1نصر الدين المروك الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم (ط )1الديوان الوطني لألشغال التربوية الجزائر 2003ص
128
2المادة 149مكرر 21من األمر رقم 01-20السالف ال=كر
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
و قد عرفه أحد علماء القانون اإليطاليين بأنه :عمل مادي و عمدي من جانب ف رد أو جماع ة ض د ف رد أو
جماعة أخرى بغرض إحداث تغيرات ضارة بالحالة المادية للفرد أو للجماعة المستهدفة بالعمل العنيف
كم ا ي رى ج انب من المتخصص ين أن العن ف ه و " :االس تخدام الفعلي للق وة إلح اق األذى والض رر
باألشخاص أو إتالف الممتلكات "،
و من أنصار هذا االتجاه في تعريف العن ف " تي دهريش" حيث ي رى أن العن ف ه و " :اللج وء الى الق وة
1
لجوء كامال أو مدمرا ضد األفراد أو األشياء ''..
كما عرف " العوجي" جرائم العن ف بأنه ا " :ج رائم تق ع على اإلنس ان بواس طة أفع ال تتص ف بالش دة و
2
القسوة بغية إلحاق األذى بنفسه أو بماله أو بذويه "،
و عرف الباحث " خليل أحمد خليل "العنف بأنه " :فعل إيذاء معن وي أو م ادي ،لس اني أو ي دوي يم ارس
فرديا أو جماعيا و منظما في كل األحوال ،و العنف بشكله النفسي واالجتماعي و بنوعيه المادي والمعنوي
3
يضعنا في مواجهة فاعل يقصد العنف"
كما ع رفت منظم ة الص حة العالمي ة العن ف بأن ه " :االس تعمال المتعم د للق وة المادي ة س واء بالتهدي د أو
االستعمال المادي الحقيقي ضد الذات أو ضد شخص أخر ،أو ضد مجموعة أو مجتم ع ،بحيث ي ؤدي الى
إحداث إصابة أو موت أو إصابة نفسية أو حرمان من أي ن وع ك ان يع رف العن ف من الناحي ة اإلجرائي ة
4
بأنه " :كل سلوك يلحق األذى باآلخرين ماديا أو معنويا "
أما العنف ضد األطباء فيقصد به " :االعتداء على الطبيب و إلحاق األذى ب ه جس ديا و يش مل الض رب و
5
الدفع و غيرها من اإلعتداءات"
1حسين بن إبراهيم ياسين الحلوي ،جرائم العنف الجماعي ،دراسة تأصيلية مقارنة بين الشريعة و الفقه الوضعي ،رسالة
مقدمة استكمال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العدالة الجنائية ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،كلية
الدراسات العليا ،قسم العدالة الجنائية ،الرياس1431 ،ه2010 ،م ،ص .19، 7
2الفريق /د .عباس أبو شامة عبد المحمود ،جرائم العنف و أساليب مواجهتها في الدول العربية ،الطبعة األولى ،أكاديمية
نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياس1424 ،ه2003 ،م ،ص .22
3اللواء /د .محمد فتحي عيد ،اإلجرام المعاصر ،الطبعة األولى ،أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياس1419 ،ه،
، 1999ص4 6
4ايت حمودة حكيمة ،بلعسلة فتيحة و ميرود محمد ،مظاهر و أسباب العنف في المجتمع الجزائري من منظور الهيئة
الجامعية ،فعاليات الملتقى الوطني حول دور التربية في الحد من مظاهر العنف ،مخبر الوقاية ،جامعة الجزائر ، 2أيام 07
و 08ديسمبر 15.ص2011 ،
5سهير ناصر الرواش ،العنف ضد األطباء في مستشفيات القطاع العام األردني ،منظور تفاعلي رمزي ،رسالة ماجيستر،
تخصص علم االجتماع ،قسم علم االجتماع و الخدمة االجتماعية ،كلية األدب ،جامعة اليرموك ،األردن، 2014 ،ص .8، 7
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
نتناول في هذا الفرع أركان جريمة التعدي ،وهذه األرك ان هي ال ركن الش رعي ،ال ركن الم ادي،
الركن المعنوي
وهي نص المادة 149مكرر والتي جاء فيها ما يلي :يعاقب بالحبس من سنتين ( )2إلى ثماني ()8
س نوات وبغرام ة من 200.000دج إلى 800.000دج ك ل من يتع دى ب العنف أو الق وة على أح د مه ني
1
الصحة أو أحد موظفي أو مستخدمي الهياكل والمؤسسات الصحية أثناء تأدية مهامه أو بمناسبتها.
يشكل تعديا كل فعل عمدي ينط وي على إس تعمال الق وة أو التهدي د باس تعمالها ،من ش أنه إح داث
الخوف أو الفزع لدى الغير ،مهما كانت الوسيلة المستعملة" .كما نصت كذلك المادة 149مك رر 1على:
إذا ترتب على العنف إسالة دماء أو جرح أو مرض أو وقع من سبق إصرار وترصد أو مع حم ل الس الح
تكون العقوبة الحبس من خمس ( )5سنوات إلى إث ني عش رة ( )12س نة والغرام ة من 500.000دج إلى
1.200.000دج.
وتكون العقوبة الحبس من عشرة ( )10سنوات إلى عشرين ( )20س نة والغرام ة من1.000.000
دج إلى 2.000.000دج إذا ارتكبت األفعال باستعمال السالح أو ترتب عليها تشويه أو بتر أحد األعض اء
أو عجز عن استعماله أو فقد النظر أو فقد إيصار إحدى العينين أو أية عاهة مستديمة أخرى.
وتطبق العقوبات المنصوص عليها في الفقرتين األخيرتين من الم ادة 48لمن ه ذا الق انون إذا أدى العن ف
2
إلى الموت .
ومنه يظهر أن كل أعمال العنف العمد المرتكبة ضد مس تخدمي الص حة وم ا ي ترتب عنه ا من نت ائج على
سالمة الجسد أفعاال مجرمة بنصوص شرعية قانونية"
أ -السلوك المجرم :وهو المظهر والصورة الخارجية ال ركن الش رعي والمتمث ل في فع ل التع دي ب العنف
الق وة ،حس ب نص الم ادة 149مك رر ،أي م ا في ه مس اس في س المة المج ني علي ه "مس تخدم الص حة"
الجسدية ،ويكون التعدي إما بإحدى الصورة التالية:
أول صورة ألعمال العنف العمد بحيث يقصد بالضرب هنا ك ل م ا في ه ت أثير على جس م مس تخدم
الصحة وال يشترط فيه ح دوث ج روح أو تخل ف األث ر أو أن يس تلزم العالج ،على إعتب ار فع ل الض رب
معاقب عليه في حد ذاته بغض النظر عن النتيجة المحققة في ذلك ،وفي نفس السياق قضت المحكمة العليا
بأن فعل الضرب معاقب عليه في حد ذاته أي ا ك انت النتيج ة المترتب ة عليه ا .ل ذلك يعت بر مخالف ا للق انون
ويستوجب النقض قرار غرفة اإلتهام التي بع د أن تأك دت من أن المتهم ق ام ب إذاء الض حية قض ت بإنتف اء
1
وجه الدعوى
في حين الجرح :هو كل قطع أو تمزي ق في الجس م أو أنس جته ،وال ف رق في ذل ك بين الج روح الظ اهرة
والجروح الباطنة مثل جرح طبيبة حامل يؤدي إلى إجهاض ها ،ففي ه ذه الحال ة الج روح باطني ة ،كم ا ق د
يحدث الجرح بفعل أشياء مادية كالسالح السكين ،الحجر ...إلخ من األشياء المادية األخ رى ،كم ا ق د يق ع
بفعل حيوان كن يح رض الج اني كلب ا على ط بيب مثال أو مم رض فيح دث ل ه جروح ا ،كم ا يش ترط في
الجرح أيضا أن يدفع الجاني وسيلة االعتداء نحو الضحية.
وتنقسم إلى :أعمال العنف األخرى وهي كل األعمال التي تصيب جسم مستخدم الص حة أو من في
حكمه دون تأثير عليه أو ترك أثر فيه ،كدفع الجاني لألحد األطباء حتى يسقط أرض ا ،أو جدب ه من أذن ه،
والن وع الث اني لص ورة أعم ال العن ف العم د األخ رى والتع دي :هي التع دي وذل ك عن طري ق اس تعمال
2
واستخدام المتعدي قوته البدنية لإلحداث أضرار جسمانية للمتعدي عليه مستخدم الصحة ومن في حكمه
النتيجة:
وكل هذه األعمال ينجر عنها أثر ناجم عن نشاط إج رامي وهي غالب ا تظه ر في ش كل أث ر م ادي
ضار ،له وجود معين في العالم الخارجي ،وتتمثل النتيجة في مقدار ونسبة الضرر الذي أص يب بي ه جس م
من وجه إليه المجني عليه" ،والذي يترتب عليه بالضرورة قيام مس ؤولية الج اني أو الفاع ل ،وفي جريم ة
أعمال العنف العمد فإن النتائج المترتبة عنها تكمن في
الجرح: -1
1أحسن بوسقيعة ,الوجيز في القانون الجزائري الخاص (الجرائم ضد األشخاص و الجرائم ضد األموال ) مرجع السابق
ص 48
2جمال ضرايفية نقال عن جمال ثورث و علي عبد القادر القهومي قانون العقوبات القسم الخاص (د ,ط) دار المطبوعات
الجامعية مصر 2011ص 179
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
لقد سبق وأن تناولناه بالشرح في صور أعمال العنف العمدي ،والدليل على هذه النتيجة نص
المادة 149مكرر 1والتي جاء فيها :إذا ترتب على العنف إسالة دماء أو جرح ...إلخ
المرض: -2
وهو كل عارض يخل بالسير المعت اد والط بيعي لوظ ائف الجس م ،ويجب أن يمث ل ق درا من
الجسامة والخطورة مع إستمراره ما لم يحدث الشفاء ،مع زوال أعراض المرض األثاره بص فة تام ة،
1
فكسره ألحد أعضاء مستخدم الصحة يتم شفاءه بجبر الضحية ،أم الجرح فيتم شفاءه بالتمام األنسجة.
كم ا أن الم رض يع ني أيض ا اعتالل الض حية إعتالال ق د يجعل ه ط ريح الف راش على الوج ه
الغالب أو يقعده عن العمل فعال
لم يعرف المشرع الجزائري العاهة المستديمة ،بل إكتفى بذكر بعض صورها فقط وذلك من خالل
العبارة التالية ....أو ترتب عليها تشويه أو ب تر أح د األعض اء عج ز عن إس تعماله أو فق د إبص ار إح دى
2
العينين أو أية عاهة مستديمة أخرى
غير أن األستاذ أحسن بوسقيعة عرفها على أنها فق د منفع ة عض و من أعض اء الجس م فق د كلي ا و جزئي ا،
سواء كان ذلك بفصله أو تعطيل وظيفته أو مقاومته ،بصفة دائمة بمعنى إستحالة الشفاء من ه ،وتق دير ذل ك
3
يرجع لقاضي الموضوع بعد أخذ تقارير الخبرة الطبية بعين االعتبار.
ومن أمثلة العاهة المستديمة التي يمكن أن يتعرض لها أحد مستخدمي الصحة ومن في حكمهم ما يلي:
بتر أحد األعضاء من جسم مستخدم الصحة ومعناه فقد منفعة عضو من أعضاء الجسم فقدانا كليا،
عن طريق قطع العضو نهائيا ،تعطل وظيفته ،كأعمال العنف العمد التي ينتج عنها قطع ي د ط بيب
أو ممرض.
العجز عن استعمال العضو :ويقصد به العجز عن القيام باألعمال البدنية التي تتوقف عليه ا حري ة
4
المجني عليه في حرية تحريك جسمه.
كما تجدر اإلشارة إلى أن الحكم بكسر األسنان أو فقدها بعد عاهة مستديمة ألن فقدها ال يقلل من منفعة الفم
بطريقة دائمة ،وذلك إلمكانية إستبدالها بأسنان أخرى إصطناعية.
أو كما تسمى كذلك بأعمال العنف المقضية إلى الوفاة دون قصد إحداثها ،بحيث تم النص على هذه
النتيجة من خالل الفقرة األخيرة من نص المادة 149مكررة 1والتيس أحالتنا في الفق رتين األخ يرتين من
نص المادة ،148في حالة م ا ت رتب على العن ف الم وت ،وب الرجوع إلى نص ه ذه الم ادة نج د أن الفق ر
الخامسة منها أي ما قبل األخيرة جاء فيها ....إذ أدى العلف إلى الموت دون أن يكون الفاعل قصد إحداثها
فتكون العقوب ة الس جن المؤب د "...ومن ه تم إس تخالص ه ذه النتيج ة وذل ك من خالل عب ارة "دون قص د
1
إحداثها.
كما أنه ال يشترط الحصول الموت بعد حدوثه اإلصابة مباشرة ،فمن الممكن حدوثها بع د اإلص ابة
بزمن قصير أو طويل ،لكنه يشترط وجود رابطة س ببية بين أعم ال العن ف والوف اة ،بحيث تق وم الجريم ة
متى ثبت أن الضرب الذي وقع من المتهم هو السبب األول والمحرك لعوامل أخرى متنوعة تع اونت على
إحداث وفاة الضحية كالحالة الصحية ...وغيرها ،كما ال يمكن مسائلة الضحية إذا كانت الوفاة جاءت نتيجة
2
إهمال جسيم ،أو متعمد من الضحية أو نتيجة جهل الطبيب ،وتقدير كل هذا يرجع إلى الخبرة الطبية.
الرابطة السببية
كما يشترط أيضا في الركن المادي لجريمة أعمال العنف العمد ،وجود رابطة سببية ترب ط الفع ل
أي السلوك المجرم الذي قام به الجاني" مع النتيجة المحققة ،وبمعنى آخر أن الفعل هو بس بب النتيج ة ف إذا
ثبت غير ذلك أي ارتباط للجاني بما أصيب به المجني عليه إنتفى الركن المادي ،كان تس تدعي ،وتتطلب
اإلصابة أو المرض التي تعرض له ا بس بب من الفاع ل أو الج اني إلى ب تر ي ده ،ومن ثم ف إن الق ائم بفع ل
3
اإلصابة مسؤول عن هذه العاهة.
إن جريمة أعمال العنف العمد على أحد مهني الصحة أو موظفيها أو مس تخدمي الهياك ل الص حية
والمؤسسات من الجرائم العمدية التي تتطلب توفر القصد الجنائي في العام والخاص
أ -القصد الجنائي العام والذي يقوم على عنصري العلم واإلرادة ،فيجب أن يعلم الج اني ب أن أفعال ه تش كل
مساسا بسالمة جس د الض حية وأن ه ذه األفع ال معاقب ا عليه ا قانون ا ،وم ع ذل ك نتيج ة إرادت ه إلى القي ام
واإلتيان بمثل هذه األعمال كما يستلزم أن تكون إرادة الجاني ق د اتجهت إلى النش اط الم ادي ،وك ذلك ف إن
القصد الجنائي ال يتوفر في حالة إثبات الفاعل أنه كان محال لإلكراه وسلبت إرادته بمعنى ك ان مج رد أداة
مستخدمة إلذاء الغير في جسمه ،كما أن الباعث في هذه الجريمة ال يهم وبالتالي فإنه حتى وإن كان القص د
1
شريفا.
ب القصد الجنائي الخاص :إن جرائم أعمال العنف العمد من جرائم القصد الخاص وهو نية االعتداء على
المجني عليه مستخدمي الصحة وأمن في حكمه والمساس بس المة جس ده ،فالعم د في أ أعم ال العن ف ه و
التوجه إلى هذه األعمال بإرادته المحظة ومع نية ،إحداثها وذلك ما يستشف من خالل العبارة الموجودة في
2
نص المادة 149مكرر 1والمتمثلة في مع سبق إصرار و ترصد
وتنقسم إلى:
وتنقسم إلى:
العقوبات التكميلية الوجوبيRRة :تم النص على ه ذه العقوب ات التكميلي ة الوجوبي ة ال تي يحكم به ا أ-
القاضي وجوبا .باإلضافة إلى العقوبات األصلية في أخر تع ديل لق انون العقوب ات بم وجب األم ر
رقم 01-20والمتمثلة في الحكم بمصادرة الوس ائل المس تخدمة في ارتك اب جنح ة أعم ال العن ف
العمد ،مع عدم المساس بحقوق الغير الذين تثبت حسن نيتهم .ومن أمثل ة المص ادرة للوس ائل مث ل
مصادرة وحجز السالح ،السكين ،العصا الذي ضرب أو جرح به الجاني أح د مس تخدمي الص حة
1
ومن في حكمهم.
العقوبات التكميلية االختيارية :تتمثل في ما نصت عليه الم ادة 149مك رر من ق انون العقوب ات ب-
الجزائري والمتمثلة في إمكانية حرمان المحكوم عليه من استخدام أي شبكة إلكترونية أو منظوم ة
معلوماتية أو أي وسيلة من الوسائل األخرى لمدة أقصاها ثالثة ( )3سنوات تسري ابت داء من ي وم
إنقضاء العقوبة األصلية أو اإلفراج أو من تاريخ سيرورة الحكم نهائيا بالنسبة للمحكوم عليه الغير
محبوس ،كما أن هذه المادة أحالت إلى العقوبات التكميلية المنصوص عليه ا في نص الم ادة 9من
نفس القانون والتي تذكر منها على سبيل المث ال الحج ر الق انوني ،في الحرم ان ممارس ة الحق وق
الوطنية والمدنية والعائلية ،تحديد اإلقامة ...إلخ.
وهي كالتالي:
في حالة ما ينتج عن العنف إسالة الدماء أو جرح أو مرض ووقع مع س بق إص رار أو ترص د أو أ-
مع حمل السالح فتصبح العقوبة
الحبس من عشرة ( )5سنوات إلى إثني عشرة ( )12سنة -1
2
الغرامة المالية 500.000 :ج إلى 1.200.000دج -2
في حالة ارتكاب األفعال باستعمال السالح أو نجم عنها تشويه أو بتر أحد األعض اء أو أي عاه ة ب-
مستديمة أخرى فتصبح العقوبة كاآلتي:
الحبس من عشرة ( )10سنوات إلى عشرين ( )20سنة. -1
3
الغرامة المالية من 1.000.000دج إلى 2.000.000دج، -2
في حالة ارتكاب هذه الجنحة خالل فترات الحجر الصحي أو خالل وقوع كارثة طبيعية أو غيرها ج-
أو قصد النيل من مصداقية الهيكل أو المؤسسة الصحية فتكون العقوبة على النحو اآلتي:
الحبس من خمس ( )5سنوات إلى خمسة عشرة ( )15سنة -1
الغرامة المالية من 500.000دج إلى 1.500.000دج. -2
في حال ة ارتك اب الجريم ة في إط ار جماع ة ،إث ر خط ة م ديرة ،أو بع د ال دخول إلى الهيك ل أو د-
المؤسسة الصحية بإستعمال العنف أو يحمل السالح أو استعماله ،وعليه تكون العقوبات كمايلي:
الحبس من عشرة ( )10سنوات إلى عشرين ( )20سنة. -1
1المادة 149مكرر 9من األمر رقم 01-20السالف الذكر
2المادة 149مكرر 1/2من األمر 01-20
3المادة 149من األمر 01-20
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
من خالل نص الم ادة 149مك رر 10من ق انون العقوب ات المع دل والمتمم ف إن جريم ة أعم ال
العنف العمد يعاقب فيها كل من يحرض على ارتكابها بأية وسيلة كانت بالعقوبات المقررة للفاعل.
في الجزائر ،القتل العمد للموظف الصحة يعتبر جريمة جنائية ويتم معاقبة المرتك بين بش دة .ينص
قانون الجزائر الجن ائي على أن الش خص ال ذي ي رتكب القت ل العم د ألي ش خص ،بم ا في ذل ك الموظ ف
الصحي ،سيكون عرضة للعقوبة الجنائية الصارمة التي تشمل السجن المؤبد أو اإلعدام.
كما تتخذ السلطات الحكومية في الجزائ ر إج راءات لحماي ة الم وظفين الص حيين من االعت داءات
والتهديدات والعنف في بيئة العمل .ويوجد أيًض ا تشريعات وسياسات تهدف إلى تحسين األمن والسالمة في
المؤسسات الصحية ،بما في ذلك تدريب الموظفين على التعامل مع األوضاع الصعبة والخطيرة وتزويدهم
باألدوات والمعدات الالزمة لتقليل مخاطر العنف واالعتداءات.
يهدف كل هذا إلى توفير بيئة عم ل آمن ة للم وظفين الص حيين وتش جيعهم على أداء عملهم بكف اءة
وفعالية لتلبية احتياجات المرضى
وهو ما تجسد من خالل الفقرة األخيرة من نص الم ادة 149مك رر 1وال تي ج اء فيه ا. :وتطب ق
العقوبات المنص وص عليه ا في الفق رتين األخ يرتين من الم ادة 148من ه ذا الق انون إذا أدى العن ف إلى
الموت" وبالرجوع هذه المادة فإن فح وى ه اتين الفق رتين م ا يلي " :وإذا أدى العن ف إلى الم وت دون أن
يكون الفاعل قصد إحداثها فتكون العقوبة السجن المؤبد".
وإذا أدى العنف إلى الموت وكان قصد الفاعل هو إحداث فتكون العقوبة اإلعدام "...
اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية الفصل الثاني:
والمالحظ أن النص الشرعي المتعل ق بجريم ة القت ل العم د لمس تخدمي الص حة ومن في حكمهم يمكن في
الفقرة السادسة من نص المادة 148من نفس القانون ،وعلى هذا األساس تم تكييف هذه الجريم ة على أنه ا
1
قتل عمد لمستخدمي الصحة.
السلوك المجرم ويقصد به كل ما يصدر من الجاني ويك ون متض من التع دي على حي اة مس تخدم ا-
2
الصحة سواء كان بأداة كاستعمال السكين مثال أو من دونها كالقتل بالخنق.
النتيجة :تتمثل النتيج ة في جريم ة قت ل مس تخدم الص حة أو من في حكم ه ،وفي إزه اق ال روح، ب-
وليس بالضرورة أن تتحقق هذه النتيجة مباشرة ،فيمكن أن يكون هناك فاصل زمني بينها.
أما في حالة حدوث الوف اة بس بب ال دخ ل للج اني في ه فالس لوك ه ا بع د ش روعا في القت ل العم د
3
ويعاقب عليه بنفس العقوبات المقررة لهذه الجريمة.
كما أن إزهاق روح مستخدم الصحة أو من حكمه ،تقتضي أن تكون على إنسان حي ،وه و ال ركن
المفترض في هذه الجريمة العمدية ،على اعتبار أن حماي ة اإلنس ان الحي من أولى األه داف واألساس يات
التي وضع من أجلها قانون العقوبات 4وعليه الن مسألة وقوع الجريمة على ميت تعتبر صورة من ص ور
الجريمة المستحيلة ،والتي اختلفت بخصوصها اآلراء الفقهي ة ح ول اعتباره ا م ا إذا ك انت من بين ص ور
الجرائم أو ال تشكل أي جريمة نظرا لالنتف اء المح ل المتمث ل في اإلنس ان الحي ،وعلى ه ذا األس اس م یز
الفقه بين معياريين لتحديد ذل ك واألول يرج ع إلى االس تحالة الناجم ة عن مح ل الجريم ة ،واالس تعماالت
الناجمة عن الوسيلة المستعملة ،ومن ثمة تم تقسيم هذه االستحالة إلى صنفين األول مطلقة والثاني ة النس بية
،فاألولى مثال إذا كان مستخدم الص حة ومن في حكم ه الش خص الم راد قتل ه) ميت ا أص ال ،والثاني ة كمن
يطلق الرص اص على أح د ه ؤالء مس تخدمي "الص حة" من س الح خ اال ،وبالت الي ع اقب المش رع على
االستهانة النسبية بصفتها شروعا ،وفي االستحالة المطلقة فهو عكس ذلك بمعنى ال يعاقب عليها وك ل ه ذا
5
متعلق بمحل الجريمة وانعدامها.
الرابطة السببية :إن جريمة القتل من بين الجرائم التي يتطلب ركنها المادي وجود رابط ة س ببية ج-
بين الفعل المجرم المرتكب من طرف الجاني والنتيجة ،ولكي يتحقق ذلك ال بد من أن تكون الوف اة
نتيجة لفعل الجاني
ومن ثمة فإن المسؤولية ال تقوم بمجرد إسناد فعل القتل إلي ه ،ب ل يس تلزم إس ناد النتيج ة أيض ا في
حالة توفر القصد ،وبالتالي إذا انتقلت الرابطة السببية بين الفع ل والنتيج ة ،تتوق ف المس ؤولية في
حد الشروع ،إذا صدر الفعل قصد ونية القتل.إال أن التس اؤل ال ذي يث ار في ه ذا الس ياق يكمن في
حالة تعدد األسباب المؤدية إلى الوفاة ،والتي ظهرت بخصوص ها ع دة نظري ات من بينه ا نظري ة
الس بب المباش ر والف وري ،الس بب األنش ط أو األق وى ،نظري ة لس بب المالئم غ ير أن المش رع
1
الجزائري أخذ بنظرية السبب المباشر من خالل األحكام القضائية التي نصت مدرجة على ذلك.
تتطلب جريمة القتل العمد لمستخدمي الصحة توافر القصد الجنائي العام والخاص علمه
القصد الجنائي العام :ويقصد به انصراف إرادة الفاعل إلى القيام وارتكاب جريمة فعل القت ل م ع.
بكل العناصر المشكلة والمكونة للجريمة ،كعلمه بأن محل الجريمة جسد حي ومن الممكن وفاته ،ففي حالة
انتفاء إرادة فعل القتل أو العلم بوقوعه على إنسان حي ،فإن القص د الع ام في ه ذه الحال ة يعت بر غ ير ق ائم
2
ومن ثم ال تتوفر جريمة القتل العمد في حق مرتكبها ،أو القائم بها.
القصد الجنائي الخاص :تعتبر جريمة القتل العمد المس تخدمي الص حة من الج رائم ذات القص د إض افة
إلى القصد الجنائي العام ويتجسد هذا القص د الخ اص في إنص راف الفاع ل إلى إح داث الم وت .أي اتج اه
3
إرادته وعلمه بإزهاق الروح.
كما تجدر اإلشارة إلى أنه ال تأثير للباعث في كيان الجريمة كمسألة الغلط في شخصية أو ش خص المج ني
والذي ثار بخصوصها عدة مشاكل.
بحيث يقصد بالغلط في الشخص الخطأ في هوية المجني علي ه بمع نى أن الفاع ل ق د أخل ط بين الشخص ين
فقتل أحدهما معتقدا أنه قتل الشخص المقصود ،فا برغم من ذل ك ف إن ه ذا الفع ل يش كل قت ل عم دي ،على
4
أساس أن الغلط ال ينفى القصد ومنه يسأل الجاني عن ذلك
اإلعدام وهو ما تجسد من خالل العبارة المستخدمة من طرف المشرع الجزائري والتي جاء فيه ا:
1
" وإذا أدى العنف إلى الموت وكان قصد الفاعل هو إحداثه فتكون العقوبة اإلعدام ''
تتضاعف العقوبات األصلية عقوبات أخرى تكميلية وفي جريم ة القت ل العم د لمس تخدمي الص حة
معظم العقوبات التكميلية معظم العقوبات التكميلية عقوبات إجبارية.
الحكم بمصادرة األجهزة والوسائل المستخدمة في إرتكاب جريمة القتل العمد لمس تخدمي الص حة
مثل السالح السكين ..إلخ أو أية آلة أو وس يلة أخ رى اس تعملت في ذل ك ،وك ذلك إغالق مح ل أو
مكان االستغالل في حالة ارتكاب الجريمة بعلم مالكه ،وك ل ه ذا م ع مراع اة حق وق الغ ير حس ن
الني ة ودون المس اس ب ه ه و م ا نص ت علي ه الم ادة 149مك رر 9من ق انون العقوب ات المع دل
والمتمم.
العجز القانوني وه و عقوب ة تكميلي ة ك انت موج ودة في ق انون العقوب ات تحت عن وان العقوب ات
التبيعة من خالل نص المادة 9من نفس القانون ،ثم استحداث المادة 9مكرر بموجب تعديل قانون
لسنة 2006والتي جاء فيها :في حالة الحكم بعقوبة جنائية تأمر المحكمة وجوب ا ب الحجر الق انوني
الذي يتمثل في هرمان المحكوم عليه من ممارسة حقوقه المالي ة أثن اء تنفي ذ العقوب ة األص لية .تتم
2
إدارة أصوله طبقا لإلجراءات المقررة في حالة العجز القضائي
الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية كعقوب ة إلزامي ة في الجناي ات بحيث نص
المش رع الجزائ ري عليه ا من خالل العب ارة التالي ة :في حال ة الحكم بعقوب ة جنائي ة ،يجب على
القاضي أن يأمر بالحرم ان من ح ق أو أك ثر من الحق وق المنص وص عليه ا أعاله لم دة أقص اها
العقوبات التكميلية االختيارية :زيادة عن العقوبات التكميلية ،ال يجوز للجهات القضائية أن تحكم على
الجاني بعقوبات تكميلية اختيارية المتمثلة فيما تبقى من العقوبات المنصوص عليها في نص المادة 9
وهي:
الظروف المشددة :إن أول ظرف تشدد في العقوبة إلى مستخدمي الصحة هو اق تران القت ل المس تخدم
الصحة أو اقتران القتل بحيث يقصد بسبق اإلصرار عقد العزم قبل ارتك اب الفع ل على االعت داء على
شخص معين وحتى على شخص يتصادف وجوده أو مقابلته حتى لو كانت ه ذه الني ة متوقف ة على أي
ظرف أو شرط كان 3في حين يقصد بالترصد " انتظار شخص لفترة طويل ة أو قص يرة في مك ان أو
أكثر وذلك إما بإزهاق روحه أو االعتداء عليه 4ومن ثمة فإن جريمة القتل العم د م ع س بق اإلص رار
والترصد لمستخدمي الصحة تشكل ظرفا مش ددا ومع نى ذل ك أن الج اني ق د ك ان على تص ميم س ابق
الرتكاب جريمة قتل أحد مستخدمي الصحة وما يلحقها من تفكير وتدبيره وبعد ذلك انتظر ضحيته في
5
المكان المعتقد لتنفيذها تنفيذا مفاجئا وهذا ما يقسم هذا الظرف
حالة اقتران القتل بجنايRRة :نص ت على ه ذا الظ رف الم ادة 1/263من ق انون العقوب ات المع دل
والمتمم التي جاء فيه ا "يع اقب على القت ل باإلع دام إذا س بق أو ص احب أو تال جناي ة أخ رى....
حالة اقتران القتل بجنحة وهو ما نصت علي ه 263في فقرته ا الثاني ة وال تي ج اء فيه ا ....يع اقب
على القتل باإلعدام إذا كان الغرض منه إما إعداد أو تسهيل أو تنفيذ جنحة أو تسهيل قرار مرتكبي
1
هذه الجنحة أو الشركاء فيها تخلصهم من عقوبتها....
الظروف المخففة :وتتمثل هذه في جريمة القتل العمد المستخدمي الصحة فيما يلي:
االستفزاز :وهو ما نصت علي ه 277من ق انون العقوب ات الجزائ ري المع دل والمتمم ،وال ذي ج اء فيه ا
مايلي" :يستفيد مرتكب جرائم القتل والجرح والض رب من األع ذار إذا دفع ه إلى ارتكابه ا وق وع ض رب
شديد من أحد األشخاص
كم ا ج رت الع ادة ف إن المح رض يع اقب بنفس العقوب ات المق ررة لم رتكب جريم ة القت ل العم د
المستخدمي الصحة ،بصرف النظ ر عن الوس يلة المس تخدمة في ذل ك وه و م ا ج اء في نص الم ادة 149
مكرر والتي جاء فيها ما يلي :يعاقب بالعقوبات المقررة للفاع ل ،ك ل من يح رض بأي ة وس يلة ك انت على
ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذه القسم".
من خالل نص المادة 30من قانون العقوبات الجزائية المعدل والمتمم فإن كل محاوالت الرتك اب
جناية تبتدئ بالشروع في التنفيذ بأفعال ال لبس فيها تؤدي مباشرة إلى ارتكابها تعتبر كالجناي ة نفس ها إذا لم
توق ف أو لم يخب أثره ا اإلنتاجي ة لظ روف مس تقلة عن إرادة مرتكبه ا ح تى ول و لم يكن بل وغ اله دف
المقصود بظرف مادي يجهله مرتكبها" وعليه فإن الشروع في جناية القتل العمد لمستخدمي الصحة يعاقب
2
عليها قانونا.
أمام تزايد ظاهرة العتداء على مستخدمي الصحة العمومية و ما يترتب عنه من خطورة على ه ذا
القطاع و على المجتمع بصورة عام ة ف إن الج زاء رك يزة أساس ية لدول ة ألن ه يحف ظ كيانه ا السياس ي و
االجتماعي و االقتصادي كزنه يلبي حاجة ملحة للمجتمع في إبراز النظام العقابي الن ظاهرة االعت داء هي
ظاهرة اجتماعية و العقوبة ضرورة اجتماعية و هذا ما وضحه من خالل المشرع من خالل وضع مسار و
مسلك قانوني الذي يس عى لتعزي ز الحماي ة الالزم ة له ذه الفئ ة من خالل األم ر رقم 01-20و ذل ك عن
طريق فرض ج زاءات ج اءت مش ددة مقارن ة بن ك المق ررة لب اقي الم وظفين العموم يين في األس الك و
القطاعات األخرى و هذا ما يرسخ عزم الدولة على تحقيق الردع و القمع للجناة