You are on page 1of 43

‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار الجزائي‬

‫لمستخدمي الصحة العمومية‬


‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬


‫أصبحت في اآلونة األخيرة صور االعتداءات والعن ف مألوف ة في مجتمعن ا‪ .‬أن مج ال التج ريم لم‬
‫يبقى مقتصر فقط على حماية األشخاص العادين بل تعدى إلى فئة مستخدمي في الص حة العمومي ة وال ذين‬
‫أصبحوا يتعرضون لش تى أن واع وأش كال االعت داءات أحيان ا تص ل إلى اس تعمال العن ف‪ ،‬كم ا ه ز الثق ة‬
‫الموجودة بين سلك الصحة من جهة و بين مرتفقي المؤسسات الصحية من جهة أخرى ‪ ،‬وأمام ه ذا الواق ع‬
‫المرير والتقلق الذي أدى تعالي األصوات التي أصبحت تطالب تعزيز و تشدید الحماي ة لجمي ع مس تخدمي‬
‫الصحة نظر الكثرة األفعال التي يتعرض لها موظفي الصحة العمومية أثناء تأدي ة مه امهم الموكل ة إليهم‪،‬‬
‫فما كان للمشرع إلى التدخل ولزوم البحث عن حماية فعال ة تض من لهم ممارس ة مه امهم بش كل ط بيعي‬
‫دون الضغوطات الممارسة عليهم ووضع حد لمختلف التجاوزات المتك ررة وتعزي ز اك بر ق در ممكن من‬
‫الحماية الجزائية تمثل في وضع قانون خاصة يبسط حمايته لهذه الفئة وتقديم االح ترام ال واجب لهم وذل ك‬
‫لما يكتسيه دورهم‪ .‬في توفير الخدمات الصحية وبالتالي تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬

‫لذلك سنتطرق في هذا الفصل عن مختلف األشكال االعتداءات على مستخدمي الصحة فيما يخص‬
‫المبحث األول درسنا فيه مفهوم مستخدمي الصحة العمومية وأصنافهم ‪ ،‬وفي المبحث الثاني سيكون‬
‫بخصوص جرائم االعتداء على مستخدمي الصحة العمومية‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مستخدمي الصحة و أصنافهم‬

‫ُتع ُّد مس تخدمي الص حة الرك يزة األساس ية في أي منظوم ة ص حية في الع الم‪ ،‬حيث يتم التكف ل‬
‫باالهتمام بهذه الفئة نظًر ا لما يحظون به من احترام وتق دير في المجتم ع‪ ،‬وألهميتهم في إنق اذ البش رية من‬
‫األمراض واألوبئة‪ .‬وعن د ح دوث أي ط ارئ أو كارث ة‪ ،‬يتم اس تدعاء ك ل الك وادر الطبي ة والش به طبي ة‪،‬‬
‫اعتراًفا بالدور المهم والمرموق الذي يلعبه مهنيو الصحة‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬فإن كل األنظم ة والتش ريعات في‬
‫العالم تعمل على توفير أقصى حماية ممكنة لهؤالء المس تخدمين من الناحي ة الجزائي ة‪ ،‬نظ ًرا لالعت داءات‬
‫والتعديات التي يتعرضون له ا أثن اء تأدي ة مه امهم وس نحاول في ه ذا المبحث تعري ف مفه وم مس تخدمي‬
‫الصحة والمهنيين في هذا القطاع وتحديد فئاتهم وأصنافهم بحسب االختصاصات والوظائف ال تي يقوم ون‬
‫بها‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم مستخدمي الصحة العمومية‬

‫في كل دول العالم‪ ،‬يعتبر مستخدمو الصحة ومهنيوها بمختلف أنواعهم وفئاتهم األس اس في جمي ع‬
‫األنظمة الصحية‪ .‬وبسبب هذا الدور الحيوي الذي يلعبونه‪ ،‬تعتبر الدول المتطورة في مجال الصحة بمثاب ة‬
‫المؤسسات التي تمنح أهمية كبيرة للعنصر البشري الذي يعمل في هذا المجال‪ .‬وتح رص ه ذه ال دول على‬
‫توفير التدريب والتأهيل المناسب لهؤالء المستخدمين وتوفير أفضل الظروف العملية بما في ذل ك ظ روف‬
‫العمل‪ ،‬وذلك لتوفير خدمات صحية ممتازة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المقصود بمستخدمي الصحة العمومية‬

‫يشمل مفهوم مهني الصحة أو مستخدميها في ق انون الص حة جمي ع األش خاص ال ذين يعمل ون في‬
‫المجال الصحي ويق دمون خ دمات ص حية أو يس اعدون في تنفي ذها‪ ،‬س واء ك انوا أطب اًء أو ممرض ين أو‬
‫موظفين إداريين‪ .‬ويشمل هذا التعريف أيًض ا المهنيون الذين يعملون في المصالح الخارجية ويقومون بمهام‬
‫‪1‬‬
‫تقنية وتحقيقات ومراقبة وتفتيش الصحة‪.‬‬

‫وبالنسبة للكوادر الطبية‪ ،‬فهي تشمل جميع فرق العم ل في المستش فيات الحكومي ة والخاص ة‪ ،‬بم ا‬
‫في ذلك األطباء والممرضين والعاملين اإلداريين الذين يعملون داخل المستش فى‪ .‬يع د مه ني الص حة أح د‬

‫‪ 1‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،46 -‬السنة الخامسة و الخمسون‪ ،‬األحد ‪ 16‬ذو القعدة عام‪1439‬ه‪ ،‬الموافق ل ‪ 29‬يوليو سنة‬
‫‪ 2018‬م‪ ،‬القانون رقم ‪ 11 - 18‬مؤرخ في ‪ 18‬شوال عام‪ 1439‬ه‪ ،‬الموافق ل ‪ 2‬يوليو ‪ 2018‬م‪ ،‬يتعلق بالصحة‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫العناصر األساسية في نظام الصحة‪ ،‬ويتمتع بالعديد من الحقوق والضمانات القانونية واالجتماعية لتشجيعه‬
‫‪1‬‬
‫على أداء عمله بكفاءة وفعالية‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية مستخدمي الصحة‬


‫تعد مهن ة الع املين في مج ال الص حة من أهم المهن في الع الم‪ ،‬حيث يعمل ون على حماي ة ص حة‬
‫األفراد والمجتمعات من األمراض واألوبئة وتقديم العالج والرعاية الصحية‪ .‬وله ذا الس بب‪ ،‬ف إن م وظفي‬
‫الصحة يحظون بأهمية كبيرة ويتم تكريمهم وتقديرهم في المجتمعات التي يخدمونها‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى األهمية اإلنسانية لعملهم‪ ،‬فإن موظفي الص حة يحت اجون أيًض ا إلى حماي ة قانوني ة‬
‫وحقوق مهنية تمكنهم من أداء عملهم بكفاءة وأمان‪ .‬ويشمل ذلك الح ق في الحماي ة الجزائي ة من أي هج وم‬
‫أو اعتداء يتعرضون له خالل تأدية مهامهم‪ ،‬والحق في الحصول على رواتب ومزايا مالئم ة وتعويض ات‬
‫عن األضرار التي يتعرضون لها خالل العمل‪.‬‬

‫ومن بين الحقوق األخرى التي يتمتع بها موظفي الصحة‪ ،‬الحق في الحصول على ت دريب مس تمر‬
‫وتحديث مهاراتهم لتطوير أدائهم الوظيفي‪ ،‬والحق في الحصول على إجازات وفرص االسترخاء والتعافي‬
‫من ضغوطات العمل‪ ،‬والحق في االنضمام إلى نقابات المهنيين والمشاركة في صنع القرارات الهامة ال تي‬
‫تؤثر على حياتهم المهنية والعملية‪.‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬فإن موظفي الصحة يتمتعون بحقوق مهنية وقانونية محددة تمكنهم من تق ديم الخ دمات‬
‫الصحية بكفاءة وسالمة وتعزز من قدراتهم ومه اراتهم المهني ة‪ ،‬وتك افئهم على الجه ود ال تي يب ذلونها في‬
‫الحفاظ على صحة وسالمة الناس‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أصناف مستخدمي الصحة العمومية‬

‫الفرع األول‪ :‬مهنيي الصحة‬

‫نص قانون الص حة رقم ‪ 11-18‬الم ؤرخ في ‪ 18‬ش وال ‪ 1439‬المواف ق ‪ 2‬يولي و ‪ 2018‬المتعل ق‬
‫بالصحة في المادة ‪ 165‬يقصد بمهنيي الصحة في مفهوم هذا القانون كل شخص ممارس و تابع لهيك ل أو‬
‫‪2‬‬
‫مؤسسة للصحة يقدم في نشاطه المهني خدمة صحية أو يساعد فيها أو يساهم في إنجازها‬

‫‪ 1‬سليم القيسي‪ ،‬أسباب العنف و أشكال االعتداء على الكوادر الطبية في المستشفيات ‪-‬الحكومية و الخاصة في األردن‪،‬‬
‫المجلة األردنية للعلوم االجتماعية‪ ،‬عمادة البحث العلمي‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجلد ‪ ، 9‬العدد ‪ ، 2016 ، 1‬ص ‪10 - 39‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ ،165 -‬قانون ‪ 11 - 18‬المؤرخ في ‪ 18‬شوال ‪ 1439‬الموافق ‪ 2‬يوليو ‪ 2018‬المتعلق بالصحة‪ ،‬ج ر ‪ 46‬الصادر‪,‬‬
‫بتاريخ ‪ 29‬يوليو ‪ ،2018‬ص ‪17‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وقد أحالت هذه المادة تحديد مهن الصحة إلى التنظيم حيث حددت المراسيم التنفيذي ة اآلتي ذكره ا مختل ف‬
‫فئات مهنيي الصحة والمتمثلة في األطباء النفسانيين‪ ،‬القابالت أعوان التخدير و الشبه الطبيين كما يلي‪:‬‬

‫األطباء‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫تضم فئة األطباء كل من سلك الممارسين الطبيين المتخصصين و الطبيين العامين كاآلتي‪:‬‬

‫سلك الممارسين الطبيين المتخصصين‪ :‬نص على هذا الس لك المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 09-394‬الم ؤرخ‬
‫في ‪ 07‬ذي الحج ة ‪ 1430‬المواف ق ‪ 24‬نوفم بر ‪ ،2009‬يتض من الق انون األساس ي الخ اص للم وظفين‬
‫المنتمين لسلك الممارسين الطبيين المتخصصين للصحة العمومية‪ ،‬وحس ب الم ادة ‪ 18‬من ه ذا المرس وم‬
‫التنفيذي يضم هذا السلك ثالثة رتب‬
‫رتبة ممارس أخصائي مساعد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رتبة ممارس أخصائي رئيسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫رتبة ممارس أخصائي رئيس‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سلك الممارسين الطبيين العامين‪ :‬نص على هذا السلك المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09-393‬الم ؤرخ في ‪07‬‬
‫ذي الحجة ‪ 1430‬الموافق ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،2009‬يتضمن القانون األساسي الخاص للموظفين المنتمين لسلك‬
‫الممارسين الطبيين العامين للصحة العمومي ة‪ ،‬وحس ب الم ادة ‪ 20‬من ه ذا المرس وم التنفي ذي يض م ه ذا‬
‫السلك ثالثة أسالك‪:‬‬
‫سلك األطباء العامين في الصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سلك الصيادلة العامين في الصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سلك جراحي األسنان العامين في الصحة العمومية‪.2‬‬ ‫‪‬‬

‫النفسانيين للصحة العمومية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫‪ 1‬مادة ‪ ،18 -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 394 - 09‬المؤرخ في ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،2009‬والمتضمن القانون األساسي الخاص‬
‫بالموظفين المنتمين لسلك الممارسين الطبيين المتخصصين للصحة العمومية‪ ،‬ج ر ‪ ،70‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ ،20 -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 393 - 09‬المؤرخ في ‪ 24‬نوفمبر ‪ ،2009‬والمتضمن القانون األساسي الخاص‬
‫بالموظفين المنتمين لسلك الممارسين الطبيين العاميين للصحة العمومية‪ ،‬ج ر ‪ ،70‬ص ‪10‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نص على هذا الفئ ة المرس وم التنفي ذي رقم ‪ 240-09‬الم ؤرخ في ‪ 09‬رجب ‪ 1430‬المواف ق‬
‫‪ 22‬يوليو ‪ ،2009‬يتضمن القانون األساس ي الخ اص ب الموظفين المنتمين ألس الك النفس انيين للص حة‬
‫العمومية وحسب المادة ‪ 16‬من هذا المرسوم التنفيذي فإنه يضم سلكي هما‪:‬‬

‫سلك النفسانيين العياديين للصحة العمومية‪ :‬يضم هذا السلك ثالث رتب هي‪:‬‬

‫رتبة نفساني عيادي للصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫رتبة نفساني عيادي رئيسي للصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رتبة نفساني عيادي ممتاز للصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سلك النفسانيين في تصحيح التعبير اللغوي للصحة العمومية يضم هذا السلك ثالث رتب هي‪:‬‬

‫رتبة نفساني في تصحيح التعبير اللغوي للصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫رتبة نفساني في تصحيح التعبير اللغوي رئيسي للصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫رتبة نفساني في تصحيح التعبير اللغوي الممتاز للصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القابالت‬ ‫‪-3‬‬

‫حسب المرسوم التنفيذي ‪ 122-11-‬المؤرخ في ‪ 15‬ربيع الثاني ‪ 1432‬الموافق ‪ 20‬مارس ‪2011‬‬


‫والمتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفات المنتميات لسلك القابالت في الصحة العمومية‪ ،‬يهدف ه ذا‬
‫المرسوم إلى توضيح األحكام الخاصة المطبقة على ه ذه الفئ ة‪ ،‬حيث نص ت الم ادة ‪ 19‬من ه ذا المرس وم‬
‫على الرتب التي يضمها هذا السلك كمايلي‪:‬‬

‫رتبة قابلة وهي رتبة آيلة إلى الزوال‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫رتبة قابلة رئيسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رتبة قابلة للصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رتبة قابلة متخصصة للصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫رتبة قابلة رئيسية للصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫األعوان الطبيين في التخدير واإلنعاش‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ 1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 240 - 09‬المؤرخ في ‪ 22‬يوليو ‪ ،2009‬والمتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين‬
‫لسلك النفسانيين للصحة العمومية‪ ،‬ج ر ‪ ،43‬ص ‪21‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 19‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 11 122‬في ‪ 20‬مارس ‪ 2011‬و المتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفات ج ر ‪17‬‬
‫ص ‪44‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نص على هذه الفئة المرسوم التنفيذي ‪ 235-11‬المؤرخ في أول شعبان ‪ 1432‬المواف ق ‪ 03‬يولي و‬
‫‪ ،2011‬والمتضمن القانون األساسي الخ اص ب الموظفين المنتمين ألس الك األع وان الطب يين في التخ دير‬
‫واإلنعاش للصحة العمومية‪ ،‬وتضم هذه الفئة سلكي هما‪:‬‬

‫سلك األعوان الطبيين في التخدير واإلنعاش للصحة العمومية‪ :‬يضم هذا السلك أربعة رتب هي‪:‬‬

‫رتبة عون طبي في التخدير واإلنعاش وهي في طريق الزوال‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫رتبة عون طبي في التخدير واإلنعاش للصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رتبة عون طبي في التخدير واإلنعاش رئيسي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رتبة عون طبي في التخدير واإلنعاش ممتاز للصحة العمومية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫سلك األعوان الطبيين في التخدير واإلنعاش للصحة العمومية األساتذة‪ :‬يضم هذا الس لك رتب ة واح دة وهي‬
‫عون طبي في التخدير واإلنع اش للص حة العمومي ة أس تاذ‪ .‬ويمارس ون نش اطهم في معاه د التك وين ش به‬
‫‪1‬‬
‫الطبي‪.‬‬

‫سلك الشبه طبيين‬ ‫‪-5‬‬

‫نص على هذه الفئة المرسوم التنفيذي ‪ 121-11-‬المؤرخ في ‪ 15‬ربيع الث اني ‪ 1432‬المواف ق ‪20‬‬
‫مارس ‪ 2011‬والمتض من الق انون األساس ي الخ اص ب الموظفين المنتمين ألس الك ش به الطب يين للص حة‬
‫العمومية‪ ،‬ويخضع ألحكام هذا الق انون األساس ي الخ اص حس ب الم ادة الثاني ة من ه ذا المرس وم الش عب‬
‫المحددة أدناه‪:‬‬

‫شعبة العالج‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫شعبة إعادة التأهيل وإعادة التكييف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشعبة الطبية التقنية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشعبة الطبية االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬شعبة التعليم والتفتيش البيداغوجي شبه الطبي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مستخدمي الصحة آخرون‬

‫‪ 1‬مواد ‪ 19 -‬و ‪ ،29‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 235 - 11‬المؤرخ في ‪ 03‬يوليو ‪ ،2011‬والمتضمن القانون األساسي الخاص‬
‫بالموظفين المنتمين لسلك األعوان الطبيين في التخدير واإلنعاش للصحة العمومية‪ ،‬ج ر ‪ ،38‬ص ‪11‬‬
‫‪ ، 02 2‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 121 - 11‬المؤرخ في ‪ 20‬مارس ‪ ، 2011‬والمتضمن القانون األساسي الخاص بالموظفين‬
‫المنتمين لسلك الشبه الطبيين في للصحة العمومية‪ ،‬ج ر ‪ ، 17‬ص ‪. 09‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫موظفي أو مستخدمي الهياكل والمؤسسات الصحية وهم اإلداريون والعمال المه نيون وتض م ه ذه‬
‫المجموعة أربعة فئات رئيسية كالتالي‪:‬‬

‫متصرفي مصالح الصحة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫فحس ب المرس وم التنفي ذي ‪ 161-09‬الم ؤرخ في ‪ 07‬جم ادى األولى ‪ 1430‬المواف ق‪ 02‬يولي و‬
‫‪ 2009‬المتض من الق انون األساس ي الخ اص ب الموظفين المنتمين لس لك متص رفي مص الح الص حة‪ ،‬وفي‬
‫المادة ‪ 15‬من هذا المرسوم يضم هذا السلك ثالث رتب وهي‪:‬‬

‫رتبة متصرفي مصالح الصحة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫رتبة المتصرفي الرئيسيين لمصالح الصحة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫رتبة رؤساء متصرفي مصالح الصحة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫األسالك المشتركة‬ ‫‪-2‬‬

‫فحسب المرسوم التنفيذي ‪ 2016‬المؤرخ في ‪ 02‬صفر ‪ 1438‬الموافق ‪ 02‬نوفم بر ‪ 2016‬المع دل‬


‫والمتمم للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 04-08‬الم ؤرخ في ‪ 11‬مح رم‪ 1429‬المواف ق ‪ 19‬ين اير ‪ 2008‬المتض من‬
‫الق انون األساس ي الخ اص ب الموظفين المنتمين لألس الك المش تركة في المؤسس ات واإلدارات العمومي ة‪،‬‬
‫تعتبر أسالكا مشتركة في المؤسسات واإلدارات العمومية األسالك التي تنتمي إلى الشعب التالية‪:‬‬

‫شعبة اإلدارة العامة التي تضم ستة أسالك وهم‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫المتصرفون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مساعدوا المتصرفين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ملحقوا اإلدارة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أعوان اإلدارة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الكتاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫المحاسبون اإلداريون‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫شعبة اإلعالم اآللي وتضم هذه الشعبة خمسة أسالك وهي‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫المهندسون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1‬المادة ‪ ، 15 -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 161 - 09‬المؤرخ في ‪ 2‬يوليو ‪ ، 2009‬والمتضمن القانون األساسي الخاص‬
‫بالموظفين المنتمين لسلك متصرفي مصالح الصحة‪ ،‬ج ر ‪ ، 28‬ص ‪13‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ ،13 -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 280 - 16‬المؤرخ في ‪ 2‬نوفمبر ‪ ،2016‬والمتضمن القانون األساسي الخاص‬
‫بالموظفين المنتمين لألسالك المشتركة في المؤسسات واإلدارات العمومية‪ ،‬ج ر ‪ ،66‬ص ‪4‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫التقنيون‬ ‫‪‬‬
‫مساعدو المهندسين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المعاونون التقنيون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫األعوان التقنيون‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫العمال المهنيون وسائقي السيارات و الحجاب‬ ‫‪-3‬‬

‫فحسب المرسوم التنفيذي ‪ 05-08‬المؤرخ في ‪ 11‬محرم ‪ 1429‬الموافق ‪ 19‬يناير‪ 2008‬المتضمن‬


‫القانون األساسي الخاص بالعمال المهنيين وسائقي السيارات و الحجاب فإنه يضم األسالك التالية‪:‬‬

‫‪ ‬سلك العمال المهنيين يتكون هذا السلك من أربعة رتب وهي‪:‬‬


‫رتبة العمال المهنيين من الصنف الثالث‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رتبة العمال المهنيين من الصنف الثاني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رتبة العمال المهنيين من الصنف األول‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫رتبة العمال المهنيين خارج الصنف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬سلك سائقي السيارات يتكون هذا السلك من رتبتين هما‪:‬‬
‫رتبة سائقي السيارات من الصنف الثاني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رتبة سائقي السيارات من الصنف األول‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سلك الحجاب يتكون هذا السلك من رتبتين هما‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫رتبة الحجاب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3‬‬
‫رتبة الحجاب الرئيسيين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫األعوان المتعاقدون‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 19‬المرجع نفسه ص ‪5‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ ، 08 -‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 15 - 08‬المؤرخ في ‪ 19‬يناير ‪ ، 2008‬والمتضمن القانون األساسي الخاص بالعمال‬
‫المهنيين وسائقي السيارات والحجاب‪ ،‬ج ر ‪ ، 03‬ص‪3 3‬‬
‫‪ 3‬المواد ‪ 24‬و ‪ 30‬المرجع ص ‪34‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حس ب المرس وم الرئاس ي رقم ‪ 308-07‬الم ؤرخ في ‪ 17‬رمض ان ‪ 1428‬المواف ق ل‪ 29‬س بتمبر‬
‫‪ 2007‬يح دد كيفي ات توظي ف األع وان المتعاق دين وحق وقهم وواجب اتهم‪ .‬يمكن للمؤسس ات العمومي ة‬
‫اإلستشفائية أن تقوم حسب الحال ة ووف ق الحاج ات بتوظي ف أع وان متعاق دين لم دة مح ددة وغ ير مح ددة‬
‫بالتوقيت الكامل أو التوقيت الجزئي طبقا للكيفيات المنصوص عليها في ه ذا المرس وم ويوظف ون بم وجب‬
‫عقد مكتوب‪ ،‬وتشمل قائمة مناصب الشغل الفئات التالية‪:‬‬

‫العمال المهنيون‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫أعوان الخدمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سائقي السيارات ورؤساء الحظائر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أعوان الوقاية والحراس‪.1‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ ، 09 -‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 308 - 07‬المؤرخ في ‪ 29‬سبتمبر ‪ ، 2007‬يحدد كيفيات توظيف األعوان المتعاقدين‬
‫وحقوقهم وواجباتهم‪ .‬ج ر ‪ ، 61‬ص ‪. 18‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الجرائم االعتداء على مستخدمي الصحة العمومية‬

‫أصبح میدان الصحة يعرف صور متع ددة و األش كال مختلف ة لالعت داءات ال تي تع رض له ا‬
‫مستخدمي الصحة العمومي ة وك ل الفئ ات التابع ة لمؤسس ات الص حية تتن وع الج رائم ال تي تط ال على‬
‫موظفي الصحة بداية من الطاقم الطبيب وصوله إلى األعوان التابعين لقطاع الص حة وه ذا أثن اء تأدي ة‬
‫مه امهم وفي ه ذا المج ال‪ .‬المش رع الجزائ ري جس د حمايت ه الكامل ة له ذه الفئ ة من خالل تأكي ده على‬
‫ضرورة فرض عقوبات ردعية على كل من تقول له نفسه المساس بمستخدمي الصحة العمومية خاص ة‬
‫وأن ظاهرة االعتداء هاته أصبحت تسجل بصفة شبه يومية وتتنامى يشكل مقلق جعلت منتسبي األسالك‬
‫الطبية يعملون فی ج و غ یر آمن‪ ،‬وبه ذا الص دد قس منا ه ذا البحث إلى مطل يين س وف نتط رق في إلى‬
‫المطلب األول حول الجرائم الماسة بالسالمة المعنوية لمستخدمي الصحة وفيما يخص المطلب الث اني‬
‫حول الجرائم الماسة بالسالمة الجسدية لمستخدمين الصحة‬

‫المطلب األول‪ :‬الجرائم الماسة بالسالمة المعنوية لمستخدمي الصحة‬


‫لعل أبرز و أخطر أشكال االعتداء التي أصبحت تطال مختلف الك وادر الطبي ة أو الش به طبي ة‪ ،‬و‬
‫ح تى ب اقي المس تخدمين أثن اء م زاولتهم لعملهم تتجلى في اإلهان ة و العن ف‪ ،‬و ه ذا م ا اعت بره المش رع‬
‫الجزائري على غرار الكثير من تشريعات دول العالم صورة أو شكل من أشكال االعت داء على مس تخدمي‬
‫الصحة‪ ،‬و ذلك من خالل نص المادة ‪ 149‬من األمر رقم ‪ 01-20‬المؤرخ في ‪ 30‬يولي و ‪ 2020‬المع دل و‬
‫المتمم ألم ر رقم ‪ 156-66‬المتض من ق انون العقوب ات ‪ ،1‬لدراس ة جريم ة اإلهان ة نتط رق إلى تعريفه ا‬
‫وتمييزها عن الجرائم المشابهة لها‪ ،‬وذلك من خالل الفروع الموالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬حماية المستخدمي الصحة من فعل اإلهانة‬

‫تعريف جريمة اإلهانة‬


‫نتطرق إلى تعريف اإلهانة لغة وفقها كمايلي‪:‬‬

‫لغ‪RR‬ة‪ :‬من الفع ل أه ان يهين إهان ة ومص درها ‪،‬ه ون‪ ،‬يق ال وج ه إلي ه إهان ة أم ام المأل وهي ت دل على‬
‫االحتقار واالزدراء و اإلذالل‪ ، 2‬وفي التنزيل الكريم في سورة فصلت اآلية ‪ 17‬قوله تعالى '' َو َأَّم ا َثُم وُد‬
‫‪3‬‬
‫َفَهَد ْيَنُهْم َفَأْسَتَح ُّبوْا اْلَع َم ٰى َع َلى اْلُهَد ٰى َفَأَخ َذْتُهْم َص ِع َقَة اْلُهوِن ِبَم ا َك اُنوْا َيْك ِس ُبوَن ''‬

‫نص المادة ‪ 149‬من األمر رقم ‪ 01-20‬المؤرخ في ‪ 30‬يوليو ‪ 2020‬المعدل و المتمم‬ ‫‪1‬‬

‫أحمد مختار عمر‪ ،‬معجم اللغة المعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة مصر‪2008 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫سورة فصلت‪ ،‬اآلية ‪.17‬‬ ‫‪3‬‬


‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لم يع رف المش رع الجزائ ري اإلهان ة واكتفى ب النص على عقوبته ا‪ ،‬ل ذلك نتط رق إلى بعض‬
‫التعاريف الفقهية كمايلي‪:‬‬

‫فقها ‪ :‬هناك العديد من التعاريف نذكر منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬تعريف الفقيه جارو اإلهانة فعل غير محدود يمكن إرتكابه بكيفيات مختلف ة ومن ش أنه المس اس بش رف‬
‫‪1‬‬
‫الشخص المهان أو كرامته »‬

‫ب‪ -‬اإلهانة هي كل ما من ش أنه االنتق اص من اإلح ترام والتق دير الواج بين لإلنس ان ليس بوص فه إنس ان‬
‫فحس ب ولكن ب النظر إلى ص فته الوظيفي ة حيث يجب أن تحظى الوظيف ة وش اغلها ب اإلحترام والتق دير‬
‫‪2‬‬
‫الالزمين لتمكين شاغلها من أداء مهام هذه الوظيفة على الوجه المناسب‬

‫ج‪ -‬تعريف الفقيه باربييه « اإلهانة إصطالح فرعي يشمل كل تعدي ذي ص فة ماس ة بالش رف أو الكرام ة‬
‫يرتكب بالقول أو اإلشارة أو التهديد على موظف عمومي أو أحد رجال الضبط أو أي إنسان مكلف بخدم ة‬
‫‪3‬‬
‫عمومية أثناء تأدية وظيفته أو بسبب تأديتها »‬

‫ومن خالل التعاريف السابقة يمكن القول أن‪:‬‬

‫اإلهانة هي عمل أو كلمة أو سلوك يه دف إلى إي ذاء اآلخ رين وإس اءة مع املتهم‪ ،‬وتش مل اإلهان ة‬
‫أفعااًل وأقوااًل تسبب للشخص المستهدف ش عوًرا باإلحب اط أو االس تياء أو اإلح راج أو ال ذل أو التقلي ل من‬
‫شأنه‪ .‬وتمثل اإلهانة ظاهرة سلبية ت ؤثر على الص حة النفس ية للش خص المس تهدف‪ ،‬ويمكن أن ت ؤدي إلى‬
‫انخفاض مستوى الثقة بالنفس واإلحساس بالعزلة واالنطواء وحتى االكتئاب‪.‬‬

‫وتتخذ اإلهانة أشكااًل مختلفة‪ ،‬بما في ذلك االس تخدام المتعم د أللف اظ جارح ة أو مس يئة‪ ،‬أو التهكم‬
‫على شخص بسبب مظهره الخارجي أو سلوكه‪ ،‬أو رفض االعتراف بحقوق شخص معين‪ ،‬أو تقلي ل ش أنه‬
‫في مجال عمله أو حياته الشخصية‪ ،‬أو التشكيك في مصداقيته ونزاهته‪.‬‬

‫يجب أن يتم التعامل مع اإلهانة بجدية‪ ،‬وتشجيع الناس على االلتزام ب األخالق واالح ترام المتب ادل‬
‫وتعزيز الحوار والتفاهم لتقليل حدوث اإلهانة في المجتمعات‪ .‬كما يجب أن يتم تشجيع األف راد على التبلي غ‬
‫عن اإلهانة واتخاذ اإلجراءات الالزمة لوقفها ومنع تكرارها‪.‬‬

‫‪ 1‬جندي عبد الملك‪ ،‬الموسوعة الجنائية‪ ،‬ج ‪ ،2‬ط ‪ ،2‬دار العلم للجميع‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان‪ ،‬د س ن‪ ،‬ص‪6‬‬
‫‪ 2‬بن عشي حفصية‪ ،‬الجرائم التعبيرية‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬أطروحة دكتوراه في القانون الجنائي‪ ،‬جامعة الحاج لخضر– ‪.‬‬
‫‪70‬ص‪، 2012/2011 ،‬ب‬
‫‪ 3‬جندي عبد الملك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪626‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في جريم ة اإلهان ة يك ون لقاض ي الموض وع س لطة تقديري ة من خالل دراس ة وتفحص وق ائع‬
‫الدعوى و تقدير قيمة األلفاظ والعبارات المعتبرة كإهانة وذلك بحسب الظروف التي صدرت فيه ا وحس ب‬
‫حالة المتهم وظروفه النفسية ووقت ومكان صدورها ومدى إدراكه لمعانيها وكذا إتجاه قصده إلى اإلهانة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اختالف اإلهانة عن الجرائم المشابهة لها‬


‫نظرا لوجود تشابه بين جريم ة اإلهان ة و بعض الج رائم األخ رى كجريم ة الق ذف الس ب والش تم‬
‫وللوقوف على المفهوم الدقيق لجريمة اإلهان ة الب د من تمييزه ا عن ه ذه الج رائم المش ابهة له ا وه ذا م ا‬
‫سنتطرق إليه‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلختالف جريمة اإلهانة عن جريمة القذف‪.‬‬


‫الختالف بين جريمة اإلهانة وجريمة القذف يعتمد على طبيعة السلوك الذي يتم اته ام الش خص‬
‫به وتأثيره على المجتمع‪ .‬ويمكن التفريق بينهما على النحو التالي‪:‬‬

‫جريمة اإلهانة ‪ :‬تشمل األفعال أو األقوال التي تسبب إساءة للموظف وتضر بكرامته وتجعل ه يش عر‬
‫باإلحراج أو التهديد‪ ،‬وذلك دون ذكر أي شيء عنه يؤثر على س معته أو ش أنه في المجتم ع‪ .‬ويمكن‬
‫أن يشمل ذلك اإلساءة إلى ش كله أو مظه ره أو دين ه أو جنس يته أو عرق ه‪ ،‬أو اإلس اءة إلى مهارات ه‬
‫وكفاءته في العمل أو إهانته علًن ا واإلساءة إلى مشاعره بدون سبب مبرر من أمثلة جرائم اإلهانة‪.‬‬

‫جريمة القذف‪ :‬تشمل األفعال أو األقوال التي تشير إلى شيء مخالف أو مسيء عن شخص ما‪ ،‬مما‬
‫يؤثر على سمعته أو شأنه في المجتمع‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬ق د يك ون نش ر أو ت رويج أخب ار كاذب ة‬
‫عن شخص ما لتشويه سمعته‪ ،‬أو اتهامه بجريمة معينة دون وجود أدلة تثبت ذل ك من أمثل ة ج رائم‬
‫‪1‬‬
‫القذف‪.‬‬

‫يمكن أن يتداخل مفهوم اإلهان ة والق ذف في بعض األحي ان‪ ،‬حيث يمكن لإلهان ة أن تتح ول إلى‬
‫قذف في حالة اتهام الشخص بأمور ال أساس له ا من الص حة‪ ،‬ولكن في العم وم تختل ف الجريمت ان عن‬
‫بعضهما البعض‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز جريمة اإلهانة عن جريمة السب‬


‫هناك بعض الفروقات التي تميز جريمة اإلهانة عن جريمة السب‪ ،‬وتشمل ما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬مزوري عبد المجيد‪ ،‬جريمة اإلهانة في قانون اإلعالم‪ ،‬مذكرة ماجستير في القانون الجنائي و العلوم الجنائية‪ ،‬كلية ‪-‬‬
‫الحقوق بن عكنون‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ، 2015 / 2014 ، 1‬ص ‪. 22‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫تحدث جريمة اإلهانة في مواجهة الموظف العام أو أي شخص يمثل السلطة العامة‪ ،‬أثن اء أدائ ه‬
‫لوظيفته أو بمناسبة ذلك‪ .‬أما السب‪ ،‬فيمكن أن يتم ارتكابه ضد أي ش خص‪ ،‬س واء ك ان موظف ًا عام ًا أو‬
‫ال‪.‬‬
‫يجب أن يكون هناك عنصر الوظيفة أو المناسبة في جريمة اإلهانة‪ ،‬فيما يمكن أن يحدث الس ب‬
‫في أي سياق ومن دون وجود هذا الشرط‪.‬‬
‫ال يشترط وجود عنصر العالنية في جريمة اإلهان ة‪ ،‬ويمكن ح دوثها ب دون وج ود الجمه ور‪،‬‬
‫بينما يجب وجود هذا الشرط في جريمة السب‪ ،‬ويجب أن يسمع الجمهور السب الذي يتم ارتكابه‪.‬‬

‫وُت عتبر جرائم اإلهانة والسب من الجرائم التي يعاقب عليها القانون‪ ،‬وته دف إلى حماي ة كرام ة‬
‫وحقوق األفراد‪ .‬وتختلف العقوبات المفروضة على كل جريمة حسب النظ ام الق انوني المعم ول ب ه في‬
‫‪1‬‬
‫كل دولة‬

‫الفرع الثالث‪ :‬جريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا‬


‫تعد جريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا من أولى الجرائم التي نص عليه ا المش رع الجزائ ري‬
‫من خالل تعديله لقانون العقوبات و فرض على مرتكبيها جزاءات صارمة و من ثم فإن كل لف ظ الش ك‬
‫فيه بأنه يوحي بصفة مباشرة إلى إهانة ه ذه الفئ ة‪ ،‬يعت بر جريم ة مع اقب عليه ا قانون ا ‪ ،‬غ ير أن ه ذه‬
‫الجريمة ال تعتبر كذلك إال إذا توفرت جملة من األركان ‪:‬‬

‫أركان جريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا‬

‫تقوم جريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا علي عدة أركان وهي الركن الشرعي‪ ،‬الركن المادي‬
‫و أخيرا الركن المعنوي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الركن الشرعي‬

‫يتمثل الركن الشرعي لهذه الجريم ة في نص الم ادة ‪ 149‬من ق انون ‪ 01-20‬للعقوب ات المع دل‬
‫‪2‬‬
‫والمتمم‬

‫‪ 1‬بن عشي حفصية الجرائم التعبيرية دارسة مقارنة ‪ ,‬أطروحة دكتوراه في القانون الجنائي‪ ,‬جامعة الحاج لخضر باتن‬
‫‪2012 / 2011‬‬
‫‪ 2‬انظر للمادة ‪ 149‬من القانون ‪ 01-20‬المعدل المتمم‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‬

‫تم دراسته من خالل مايلي ‪:‬‬

‫السلوك المجرم ‪ :‬يتمثل في إتيان الفاعل للسلوك المج رم قانون ا ‪ ،‬أي قيام ه بإهان ة ش خص من‬ ‫أ‪-‬‬
‫اشخاص مس تخدمي الص حة ومن في حكمهم لفظ ا و ه ذه االلف اظ تأخ ذ ع دة ص ور ك الكالم و‬
‫التهديد ‪.‬‬
‫الوسيلة المستعملة ‪ :‬إما أن تكون االلفاظ عبارة عن كلمات أو ألفاظ تهديد و هي كاالتي ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫الكالم "القول"‪ :‬والذي يعرف على أنه ‪ :‬كل إهانة بالقول و يراد به ا ك ل اخ راج للص وت ‪ ،‬يمكن‬
‫‪1‬‬
‫أن يطرق السمع و يتخذ شكل الحديث أو الصراخ أو الصغير الذي يوجه للموظف العام "‪.‬‬

‫و قياسا عليه فإن كل إخراج للصوت بشتى أنواعه و أشكاله و الموجه ألحد مستخدمي الص حة‬
‫ويحمل صفة اإلهانة من قبل الجاني ‪ ،‬يعد إهانة لهم لفظا كما انه الكالم الشفوي ال المكتوب ‪ ،‬ألن هدف‬
‫المشرع هو معاقبة من يتجرأ من الناس على إهانة هؤالء األش خاص و هي دون ش ك جريم ة اخط ر و‬
‫اشد جسامة من جريمة اإلهانة المكتوبة ‪.‬‬

‫التهديد ‪ :‬يمكن أن تتخذ صورة اإلهانة اللفظية شكل التهديد بمعنى استخدام الجاني لعب ارات تحم ل‬
‫معنى الوعيد على النحو الذي يقال من قيمة و احترام مستخدمي الصحة ‪ ،‬و بمعنى آخر ه و عب ارة‬
‫عن شر يراد إلحاقه بشخص المجني عليه باستخدام القول ‪.‬‬

‫و من أمثل ة اإلهان ة اللفظي ة ال دعاء بالش ر ك الموت ‪ ،‬أو ال دعاء بال دمار على الط بيب أو أح د‬
‫األعوان اإلداريين ‪.‬‬

‫شروط اإلهانة اللفظية ‪ :‬و زيادة عن الوسيلة المستعملة هناك جمل ة من الش روط ال تي يجب أن‬ ‫ج‪-‬‬
‫تتوفر في هذه الجريمة ما يلي‪:‬‬
‫يكفي أن تحتوي العبارات المستخدمة على معاني اإلساءة أو المساس بالش رف و االعتب ار ‪ ،‬و‬ ‫‪‬‬
‫ال يشترط أن تشتمل علي إسناد معين ‪ ،‬و عليه فهي أمر نسبي يتغير بتغير الظروف‬
‫جريم ة إهان ة مس تخدمي الص حة لفظ ا ال تق وم اذا ك ان ك ل من المتهم و الض حية من نفس‬ ‫‪‬‬
‫المكان ‪ ،‬أي يعمالن في نفس المؤسسة الصحية أو الهيكل الصحي ‪.‬‬

‫‪ 1‬بوبكر وليد ملياني الحماية الجنائية للموظف العام من الجرائم التعدي اللفظي المجلة األكادمية للبحوث القانونية و‬
‫السياسية جامعة عمار ثليجي باألغواط الجزائر العدد ‪ 2021 02‬ص ‪648‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وجوب صدور اإلهانة اللفظية أثناء تأدية المهام أو بمناسبتها ‪ ،‬بحيث يقصد بإهابة الموظف أو‬ ‫‪‬‬
‫مس تخدم الص حة أثن اء تأدي ة مهام ه الوظيفي ة ‪ ،‬إن ه ؤالء بص فتهم ي ؤدون عمال داخال في‬
‫اختصاصهم الوظيفي و في شؤون وظيفتهم المحمية قانون ا و ال يهم في ه ذه الحال ة‪ ،‬أن يك ون‬
‫المجني عليه مستخدم الصحة " يؤدي وظيفته دون أداء اليمين القانونية بالنسبة للوظ ائف ال تي‬
‫تتطلب ذلك ‪ ،‬كما بالنسبة إلهانة مستخدمي الص حة بمناس بة تأدي ة وظيفتهم‪ ،‬فيقص د به ا مثال‬
‫وقوع اإلهانة اللفظية بعد مغادرة المجني عليه لوظيفته و ل و لس اعات قليل ة فال م انع في ذل ك‬
‫من عقاب الجاني ‪ ،‬كمن يوجه لط بيب التخ دير و اإلنع اش إهان ة لفظي ة خ ارج أوق ات العم ل‬
‫بخصوص عمله ‪.‬‬
‫كما يستلزم في هذه الجريمة أيضا أن توجه في حض ور مس تخدم الص حة أو من في حكم ه أي‬ ‫‪‬‬
‫المجني عليه نفسه أو على مسمع منه ‪ ،‬بمعنى تك ون موجه ة بص فة شخص ية و مباش رة له ذه‬
‫‪1‬‬
‫الفئة أو أن تصل على علمه و مسمعه عن طريق األشخاص الذين سمعوا بها‪.‬‬

‫و كخالصة للركن المادي لجريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا فإنه كل قول من شأنه المس اس‬
‫بشرف و اعتبار الموظف أو مستخدم الص حة ‪ ،‬و ي ؤثر في شخص هم ونفس ياتهم وم ا ي ترتب علي ه من‬
‫احتكار وخدش للكرامة ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫تعتبر جريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا من الجرائم القصدية او العمدية التي تتطلب القص د الجن ائي‬
‫العام والخاص ‪:‬‬

‫القصد الجنائي العام ‪ :‬يتمثل في اتجاه إرادة الجاني إلهانة مستخدم الصحة ومن في حكمهم اثناء تأدية‬
‫علمه بكافة أركان الجريمة دون الحاجة لمعرفة الباعث في توجيه اإلهان ة اللفظي ة الوظيف ة أو بس ببها ‪.‬‬
‫مع وال يتوافر اذا كان الجاني ال يعلم بصفة من وجهت إليه وم ع ذل ك يمكن اعتب اره ق ذفا ‪،‬إذا ت وافرت‬
‫أركانه‪ ، .‬كما ال يتوافر إذا لم يقصد الجاني توجيه العبارات أو تهديد مستخدمي الصحة ‪ ،‬كذلك في حالة‬
‫ما إذا كان الجاني يقصد مجرد التعب ير عن حق ه الق انوني ‪ ،‬و دائم ا يق ع ع بئ إثب ات حس ن الني ة علي‬
‫‪2‬‬
‫المتهم ‪ ،‬على اعتبار أن الشك دائما يفسر لصالحه‪.‬‬

‫‪ 1‬خضرة قن فتيحة جريبي جرائم إهانة الموظف العام في القانون الجزائري مذكرة ماستر كلية الحقوق و العلوم السياسية‬
‫جامعة زيان العاشور الجلفة ‪ 2020‬ص ‪12‬‬
‫‪ 2‬محمد زروقي ص ‪114‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫القصد الجنائي الخاص ‪ :‬يتمثل القصد الجنائي الخاص في هذه الجريمة‪ ،‬في بلوغ الجاني له دف معين‪،‬‬
‫وهنا يقصد الجاني المساس بشرف و اعتبار الضحية واالحترام المفروض ل ه ‪ ،‬و ه ذا م ا يستش ف من‬
‫خالل نص الم ادة ‪ 149‬الس ابقة ال تي ج اء في نص ها " ‪ ...‬قص د المس اس بش رفهم أو اعتب ارهم أو‬
‫‪1‬‬
‫باالحترام الواجب لهم''‬

‫الفرع الرابع‪ :‬عقوبة جريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا‬


‫تتضمن جزاءات جريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظًا عقوبات متنوعة‪ ،‬بم ا في ذل ك العقوب ات‬
‫األصلية التي قد تؤدي إلى السجن أو الغرامة‪ ،‬والعقوبات السالبة للحرية‪ ،‬والعقوبات التكميلية اإللزامية‬
‫أو االختيارية‪ .‬يتم تحديد نوع العقوبة وفقًا لخطورة الجريمة وظروفها ومدى تأثيرها على المجتمع‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصلية‬

‫و تتمثل في‪:‬‬

‫الحبس من سنتين ‪ 2‬إلى ‪ 5‬سنوات ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫‪2‬‬
‫الغرامة المالية‪ :‬تتراوح ما بين ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميلية‬

‫و تتمثل في هذه الجريمة في مايلي ‪:‬‬

‫االختيارية‪ :‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 8‬و ما أحالتنا إليه أيضا في فحواه ا و تكمن‬ ‫أ‪-‬‬
‫هذه العقوبات التكميلية االختيارية في ما يلي‪:‬‬
‫الحجر القانوني‬ ‫‪‬‬
‫الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية و المدنية و العائلية‬ ‫‪‬‬
‫تحديد اإلقامة‬ ‫‪‬‬
‫المصادرة الجزئية لألموال‬ ‫‪‬‬
‫المنع المؤقت من ممارسة مهنة أو نشاطه‬ ‫‪‬‬
‫الحظر من اصدار الشبكات و أو إستعمال بطاقات الدفع؛‬ ‫‪‬‬
‫تعليق أو سحب رخصة السياقة أو إلغاؤها مع المنع من استصدار رخصة جديدة؛‬ ‫‪‬‬
‫سحب جواز السفرة‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬األمر رقم ‪ 01-20‬السالف الذكر‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 149‬من األمر ‪ 01-20‬السالف الذكر‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫نشر أو تعليق حكم أو قرار اإلدانة‬ ‫‪‬‬

‫يمكن إض افة عقوب ة حرم ان المحك وم علي ه من اس تخدام الش بكات االجتماعي ة والمنص ات‬
‫اإللكترونية وذلك لمدة ال تزيد عن ‪ 3‬سنوات اعتباًر ا من تاريخ انتهاء العقوب ة األص لية أو اإلف راج عن‬
‫‪2‬‬
‫المحكوم عليه‪،‬‬

‫ثالثا‪ :‬العقوبات في صورتها المشددة‬

‫نص قانون العقوبات على حاالت تشدد فيها الجزاءات فتصبح كما يلي ‪:‬‬

‫الحبس من خمس ‪ 5‬سنوات إلى خمسة عشرة ‪ 15‬سنة ‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬


‫الغرامة المالية ‪ :‬تتراوح من ‪ 500.000‬دج إلى ‪ 1.500.000‬دج ‪،‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫وذلك في الحاالت المحددة حصرا في ما يلي ‪:‬‬

‫‪-‬إذا ارتكبت جريمة إهانة مستخدمي الصحة لفظا خالل ف ترات الحج ر الص حي أو خالل وق وع كارث ة‬
‫طبيعية أو بيولوجية أو غيرها من الكوارث ‪ ،‬أو ارتكبت قصد النيل من مصداقية الهياكل و المؤسس ات‬
‫‪3‬‬
‫الصحية و مهنيتها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التحريض على ارتكاب الجريمة‬

‫يعاقب بالعقوبات المقررة للفاعل في ارتكاب جريم ة إهان ة مس تخدمي الص حة لفظ ا ‪ ،‬ك ل من‬
‫يحرض بأية وسيلة كانت القائم بالجريم ة و ه و م ا أكدت ه الم ادة ‪ 149‬مك رر ‪ 10‬من ق انون العقوب ات‬
‫المعدل والمتمم‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬جريمة إهانة مستخدمي الصحة ماديا‬


‫إضافة إلى إهانة مستخدمي الصحة لفظا و التي تستهدف السالمة المعنوية لهؤالء‪ ،‬هناك طائف ة‬
‫تندرج أيضا ضمن هذا الغ رض و المتمثل ة في إه انتهم فعال ‪ ،‬بمع نى عن طري ق األفع ال و بإس تخدام‬
‫وسائل أخرى تختلف عن األلفاظ وما تحمله من عب ارات ‪ ،‬و ه ذا م ا يس مى بجريم ة إهان ة مس تخدمي‬
‫الصحة فعال و التي سيتم دراستها في الفرعين التاليين ‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 09‬من األمر ‪ 156-66‬المعدل المتمم‬


‫‪ 2‬األمر ‪ 01-20‬السالف الذكر‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 05‬من األمر ‪ 01-20‬سالف الذكر‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أركان جريمة إهانة مستخدمي الصحة فعال‪:‬‬

‫إن كل جريم ة تق وم على ثالث ة أرك ان و هي ال ركن الش رعي ال ركن الم ادي و أخ يرا ال ركن‬
‫المعنوي‪ ،‬و في هذه الجريمة فهي كاآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الركن الشرعي‬

‫ويتجسد الركن الش رعي لجريم ة إهان ة مس تخدمي الص حة فعال من خالل النص الق انوني رقم‬
‫‪ 149‬من قانون العقوبات المعدل والمتمم وال تي ج اء فيه ا م ا يلي‪ " :‬يع اقب ب الحبس من س نتين ‪ 2‬إلى‬
‫خمس ‪ 5‬س نوات وبغرام ة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‪ ،‬ك ل من أه ان أح د مه ني الص حة‬
‫‪1‬‬
‫بمفهوم القانون رقم ‪ 18-11‬المؤرخ في ‪ 18‬شوال عام ‪ 1439‬الموافق لـ ‪ 2‬يوليو سنة ‪2018‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‬

‫إن الركن المادي في هذه الجريمة يتم دراسته من خالل ما يلي‪:‬‬

‫السلوك المجرم ‪ :‬و هو النشاط اإلجرامي الذي يأتي به الفاعل من خالل نش اطاته و يتجس د من‬ ‫أ‪-‬‬
‫خالل قيامه بأفعال ضد المجني عليه التي تنطوي عليها الرغبة في المساس باعتباره و ش رفه ‪،‬‬
‫كمن يقوم على سبيل المثال بإرسال كفن لطبيب ‪ ،‬و من ثم فهي س لوكيات مادي ة ذات مض امين‬
‫نفس ية ‪ ،‬و ال تي يع بر عنه ا باإلهان ة في ح ق ه ؤالء األش خاص ‪ ،‬بس بب وظ ائفهم طبع ا أو‬
‫‪2‬‬
‫بمناسبتها ‪.‬‬

‫غير أن الوسيلة في هذه األفعال تختلف وتتعدد صورها‬

‫الوسيلة المستعملة‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫تتمثل الوسائل في‪:‬‬

‫اإلشارة ‪ :‬و هي حركة يقوم بها الفاعل في مواجهة الشخص الموجهة إلي ه ك ان ي أتي بحرك ة يفهم‬
‫منها معنى االحتقار ‪ ،‬و مثال ذلك ‪ ،‬نزع األوراق من الطبيب بعن ف ‪ ،‬رف ع الي د ومحاول ة إس كات‬
‫الطبيب أو الممرض و قطع الكالم منه ‪ ،‬و بمعنى آخر الحركة التي يأتي بها الجاني بجسمه أو ك ل‬

‫‪ 1‬األمر ‪ 01-20‬سالف الذكر‬


‫‪ 2‬فريد الزغبي الموسوعة الجنائية ( الجرائم الواقعة على السلطة و العدالة ط ‪ 3‬دار صادر بيروت لبنان ‪ 1995‬ص ‪-69‬‬
‫‪70‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫وض ع يتخ ذه بنفس ه أو باالس تعانة بآل ة أو أداة معين ة ‪ ،‬أو كمن يق وم بغم زة ب العين تنط وي على‬
‫‪1‬‬
‫المساس بكرامة المتعدي عليه كالممرضة أو القابلة مثال ‪ ...‬إلخ‬

‫التهديد ‪ :‬التهديد هنا في هذه الجريمة يستلزم أن يكون باألفعال التي توحي و تبين أن فاعله ا يري د‬
‫إلحاق شر معين بشخص المجني عليه ‪ ،‬فيمكن أن يكون بالرموز أو أي فعل آخ ر‪ ،‬ال ذي من ش أنه‬
‫إدخال الخوف و الرعب والف زع في نفس ية من تع رض له ذه األفع ال ‪ ،‬ف إذا وق ع التهدي د بالكتاب ة‬
‫‪2‬‬
‫نكون أمام اإلهانة كتابة‬

‫الكتابة ‪ :‬يقصد بها كل ما هو مدون بغض النظر عن اللغ ة ف المهم أن تك ون مفهوم ة وواض حة و‬
‫مؤدية إلى مع نى معين ‪ ،‬كم ا ال يهم الم ادة ال تي تكتب فيه ا أوراق أو ألواح ا أو قط ع قم اش ‪ ،‬أو‬
‫‪3‬‬
‫كانت في جمل أو حروف مجزأة ‪.‬‬

‫الرسم‪ :‬يقصد به إفراغ المعاني في أشكال أو رموز خاصة‪ ،‬و يشترط فيه ما يشترط في الكتابة‬

‫‪4‬‬
‫إرسال أو تسليم أي شيء ‪ :‬كمن يرسل طرودا بها أكفان أو قاذورات للمجني عليه‪.‬‬

‫كما يتوفر الركن المادي أيضا بقي ام الفاع ل ب أي وس يلة من الوس ائل األخ رى ال تي تأخ ذ نفس‬
‫أحك ام الوس ائل الم ذكورة في نص الم ادة ‪ 149‬من نفس الق انون الس الف ال ذكر‪ ،‬على اعتب ار أن ه ذه‬
‫األخيرة على سبيل المثال فقط‪.‬‬

‫كما أن كل ما فيه من معاملة غليظة اتجاه مستخدمي الصحة يعد وسيلة من وسائل اإلهان ة مث ل‬
‫إمساك الفاعل ألحد مستخدمي الصحة أو من في حكمه من ال ذراع و القي ام بط رده من المك ان بطريق ة‬
‫مهينة‪.‬‬

‫كما أن هذه الجريمة ال تتطلب حدوث نتيجة ألنها جريمة شكلية تتحقق فقط بالس لوك اإلج رامي‬
‫و هو المساس بشرف و مكانة و اعتب ار أخ د مس تخدمي الص حة‪ ،‬و من ثم وج ود عالق ة س ببية تجع ل‬
‫الفعل المهين هو المتسبب في أحداث هذا المساس بالكرامة‪.‬‬

‫‪ 1‬بوبكر وليد ملياني مرجع السابق ص ‪946‬‬


‫‪ 2‬أحمد محمد عابدين ‪ .‬جرائم الموظف العام التي تقع منه و عليه (د ط) دار المطبوعات الجامعية ‪ 1991‬ص‬
‫‪ 3‬نبيل صقر الوسيط في شرح جريمة من جرائم األشخاص دار الهدى و النشر و التوزيع الجزائر ‪ 2009‬ص ‪48‬‬
‫‪ 4‬أحسن بوسقيعة الوجيز في القانون الجزائي الخاص ( الجرائم ضد األشخاص و الجرائم ضد األموال ص ‪222‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫كم ا ج رت الع ادة في معظم لج رائم ‪ ،‬ف إن جريم ة إهان ة مس تخدمي الص حة فعال من الج رائم‬
‫العمدية ‪ ،‬بحيث يتخذ الركن المعنوي فيها صورة القصد الجرمي العام و الخاص‪:‬‬

‫القص‪RR‬د الجن‪RR‬ائي الع‪RR‬ام‪ :‬ويقص د ب ه عنص را العلم واإلرادة‪ ،‬ففي حال ة قي ام أي ش خص بإهان ة أح د‬
‫مستخدمي الصحة بأي صورة من صورها المنصوص عليها في المادتان ‪ 149‬و ‪ 149‬مكرر ‪ ،3‬و كان‬
‫يعلم معنى الحركات أو اإلشارات أو الكتابات أو أي أفعال أخرى التي يقوم بها ‪ ،‬و كانت إرادته متجهة‬
‫إلى إحداث مثل تلك األعمال توفر القصد الجنائي العام لديه ‪.‬‬

‫أما إذا ثبت أن الفاعل كان تحت تأثير اإلكراه إلتيان الفاعل مثل هذه األفعال دون أن تتجه إرادت ه إليه ا‬
‫فإن القصد الجنائي في مثل هذه الحالة ال يع د مت وفرا بالنس بة للفاع ل ‪ ،‬كم ا ان ه يجب أن يك ون عالم ا‬
‫‪1‬‬
‫بصفة المجني عليه المحمي قانونا ‪.‬‬

‫القصد الجنائي الخاص‪ :‬فيتوفر هذا األخير إذا كانت هناك نية المساس بالش رف واالعتب ار واالح ترام‬
‫‪2‬‬
‫الواجب بأحد موظفي أو مستخدمي أو مهني الهياكل والمؤسسات الصحية‪.‬‬

‫بحيث يقصد بالشرف هنا '' كل إحساس يهب لنا التقدير ألنفس نا من خالل الش عور ب أداء ال واجب ‪ ،3‬في‬
‫حين أن االعتبار هو الفكرة التي يكونها الناس عن الشخص من واق ع اختي ارهم وامتح انهم ل ه" ‪ ،4‬أم ا‬
‫بالنسبة لالحترام الواجب لهذه الفئة فهو كل ما يتعلق بالهيئة التي تتطلبها وتكتس بها الوظ ائف العمومي ة‬
‫التي تستوجب وتستلزم االحترام والتقدير‪.‬‬

‫جزاء جريمة إهانة مستخدمي الصحة ماديا‬

‫وتتمثل هذه الجزاءات في ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصلية‬

‫وتنقسم إلى‪:‬‬

‫‪ -1‬الحبس من سنتين (‪ )2‬إلى خمس (‪ )5‬سنوات‬


‫‪ 1‬محمد سعيد نمور شرح قانون العقوبات ( القسم الخاص ) الجزء األول دار الثقافة للنشر و التوزيع األردن ‪ 2015‬ص‬
‫‪363‬‬
‫‪ 2‬المادتان ‪ 149‬و ‪ 149‬مكرر ‪ 03‬من األمر ‪ 66 156‬المعدل المتمم‬
‫‪Dunazeau grellet traité d la diffamation de l’injure et de l’outrage paris 1947 p 56 3‬‬
‫‪Blim Henri Chavannes Albert drago Roland traité du droit de la presse librairie technique de 4‬‬
‫‪paris p 238‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2‬الغرامة المالية‪ :‬تتراوح من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميلية‬

‫هناك نوعان منها‪:‬‬

‫العقوبات التكميلية اإلجبارية (الوجوبية)‬ ‫أ‪-‬‬

‫تتمثل هذه العقوبات التكميلية الوجوبية في الحكم بمصادرة األجهزة والبرامج والوسائل المستخدمة في‬
‫ارتكاب الجريمة‪ ،‬وبإغالق الموقع اإللكترونية أو الحساب اإللك تروني ال ذي ارتكب بواس طته جريم ة‬
‫إهانة مستخدمي الصحة باستعمال األفعال أو جعل الدخول إلي ه غ ير ممكن‪ ،‬وإغالق المح ل أو مك ان‬
‫الستغالل إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكه‪ ،‬مع مراعاة الغير حسن النية وعدم المساس بحقوق ه‬
‫‪2‬‬

‫العقوبات التكميلية االختيارية (الجوازية)‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫إمكانية حرمان المحكوم عليه بسبب ارتكابه الجريمة إهانة مستخدمي الص حة فعال‪ ،‬من اس تخدام‬
‫أي شبكة إلكترونية‪ ،‬أو منظومة معلوماتية أو أية وسيلة أخرى من وسائل تكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫لمدة أقصاها ثالث (‪ )3‬سنوات تسري ابت داء من ي وم انقض اء العقوب ة األص لية أو اإلف راج عن المحك وم‬
‫‪3‬‬
‫عليه‪ ،‬أو من سيرورة الحكم نهائيا بالنسبة للمحكوم عليه غير المحبوس‬

‫إمكانية الحكم كذلك بـ‪:‬‬

‫الحجر القانوني‬ ‫‪‬‬


‫الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية كالعزل أو اإلقصاء من جميع الوظائف‬ ‫‪‬‬
‫والمناصب العمومية التي لها عالقة بالجريمة؛‬ ‫‪‬‬
‫تحديد اإلقامة؛‬ ‫‪‬‬
‫المصادرة الجزئية لألصول؛‬ ‫‪‬‬
‫المنع المؤقت من ممارسة مهنة أو نشاط؛‬ ‫‪‬‬
‫الحظر من إصدار الشبكات أو إلغاءها مع المنع من استصدار رخصة جديدة؛‬ ‫‪‬‬
‫سحب جواز السفر‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 03‬من األمر ‪ 01-20‬سالف الذكر‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 06‬من األمر ‪ 01-20‬سالف الذكر‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 8‬من األمر رقم ‪ 01-20‬سالف الذكر‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫شد و تعليق حكم أو قرار اإلدانة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وكل هذه العقوبات ترجع فيه ا الس لطة التقديري ة للقاض ي في الحكم به ا أو ال إض افة إلى العقوب ة‬
‫األصلية من عقوبات سالبة للحرية وعقوبات مالية‪ ،‬كل حسب طرق الجريمة وأسبابها المحيطة بها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العقوبات في صورتها المشددة‬

‫تشدد العقوبات في عدة حاالت كما نص عليها في هذا القانون حصرا‬

‫تشدد العقوبات المنصوص عليها بخصوص جريمة إهانة مستخدمي الصحة عن طريق األفع ال‪،‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫إذ تم تحوير الصور أو الفيديوهات أو األخبار أو المعلومات بشكل مغرض‪ ،‬وتم التقاطها خلسة أو‬
‫‪2‬‬
‫في األماكن غير المفتوحة للجمهور بالهياكل أو المؤسسة الصحية أو إذا تم إخراجها عن سياقها‪.‬‬
‫كما تشدد إلى الحبس من خمس س نوات إلى خمس ة عش رة (‪ )15‬س نة‪ ،‬والغرام ة من ‪500.000‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫دج إلى ‪ 1.500.000‬دج‪ ،‬إذا ارتكبت هذه الجريمة في‪:‬‬

‫خالل فترة الحجر الصحي أو خالل وقوع كارثة طبيعية أو بيولوجية أو تكنولوجي ة أو غيره ا من‬
‫الكوارث بهدف النيل من مصداقية الهياكل والمؤسسات الصحية ومهنيتها‪.3‬‬

‫تصبح العقوبة السجن من عشرة (‪ )10‬سنوات إلى عشرين (‪ )20‬سنة والغرام ة من ‪1.000.000‬‬
‫دج إلى ‪ 2.000.000‬دج‪ ،‬إذا ارتكبت الجريمة كاألتي‪:‬‬

‫في إطار جماعة‬ ‫‪‬‬


‫إثر خطة مديرة‬ ‫‪‬‬
‫‪4‬‬
‫بعد الدخول إلى الهيكل أو المؤسسة الصحية عن طريق حمل السالح أو استعماله‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫كم ا تض اعف أيض ا جريم ة إهان ة مس تخدمي الص حة عن طري ق األفع ال في حال ة الع ود أي‬
‫‪5‬‬
‫بالتكرار والذي يعتبر من أهم ظروف التشديد على اإلطالق وأولها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬التحريض على ارتكاب الجريمة‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 9‬من األمر ‪ 156- 66‬المعدل المتمم سالف الذكر‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 149‬المكرر ‪ 3/3‬قانون رقم ‪ 01-20‬سالف الذكر‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 5‬من األمر رقم ‪ 01-20‬سالف الذكر‬
‫‪ 4‬لمادة ‪ 149‬المكرر‪ 6‬قانون رقم ‪ 01-20‬سالف الذكر‬
‫‪ 5‬لمادة ‪ 149‬المكرر‪ 12‬قانون رقم ‪ 01-20‬سالف الذكر‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫في هذه الحالة يعاقب من قام بفعل التحريض بنفس العقوبات المقررة للفاع ل أو الق ائم بفع ل إهان ة‬
‫مستخدمي الصحة بأحد أشكالها المنصوص عليه ا في الم واد ال تي ج رمت ه ذه األفع ال وال تي تع د على‬
‫سبيل المثال وليس على سبيل الحصر كنشر الصور أو الفيديوهات أو أخبار أو معلومات ألح د مس تخدمي‬
‫‪1‬‬
‫الصحة‬

‫الفرع السادس‪ :‬حماية مستخدمي الصحة العمومية من جرائم التشهير‬

‫تعت بر جريم ة اإللكتروني ة أو ج رائم التش هير على وج ه الخص وص دون إذن من األش خاص‬
‫المعنيين أو دون سند قانوني من الجرائم اإللكترونية التي تستهدف الخصوصية واألمن الشخصي‪.‬‬

‫ويمكن لهذا النوع من الجرائم أن يؤدي إلى انته اك الخصوص ية الشخص ية والتش هير واالب تزاز‪،‬‬
‫ويمكن استخدامه في االبتزاز الجنسي واالبتزاز المالي وغيرها من األنشطة اإلجرامية‪.‬‬

‫حيث تعتبر أفعال تسجيل المكالمات أو األحاديث‪ ،‬أو التقاط ونش ر الص ور والفي ديوهات‪ ،‬أو نش ر‬
‫األخب ار أو المعلوم ات على مواق ع أو ش بكات إلكتروني ة أو وس ائل التواص ل االجتم اعي‪ ،‬أو أي وس يلة‬
‫أخرى‪ ،‬شكاًل من أشكال االعتداء على مستخدمي الصحة‪ .‬وتعتبر ه ذه األفع ال من أك ثر األش كال انتش اًرا‬
‫وشيوًعا بسبب السهولة التي يمكن بها ارتكابها‪ ،‬نظًر ا للتطور المتسارع الذي شهدته وسائل التواصل ونقل‬
‫المعلومات وتوسع شبكة المواصالت‪ .‬وُيعاقب عليها الجاني بناًء على قصد اإلضرار أو المس اس بالمهني ة‬
‫أو السالمة المعنوية ألحد مهني الصحة‪ ،‬أو أحد موظفي أو مستخدمي الهياكل والمؤسسات الصحية‪ ،‬أثن اء‬
‫تأديتهم مهامهم أو بمناسبته و هذا ما سنتطرق عليه في العناوين التالية‪:‬‬

‫جريمة تسجيل مكالمات أو أحاديث على الموظفين الصحة‬

‫تعتبر جريمة تسجيل مكالم ات أو أح اديث الم وظفين الص حيين دون إذن منهم جريم ة إلكتروني ة‬
‫واضحة التحديد‪ ،‬حيث تنتهك خصوصية وسرية العالقة الطبية بين المرضى والممارسين الصحيين‪ .‬ويع د‬
‫اس تخدام تس جيالت المكالم ات واألح اديث ب دون إذن في العدي د من ال دول مخالف ة قانوني ة ويتم معاقب ة‬
‫المرتكبين على ذلك‪.‬‬

‫يحمي القانون الم وظفين الص حيين من أي تس جيالت غ ير قانوني ة للمكالم ات أو األح اديث ال تي‬
‫تحدث في إطار العمل الصحي‪ .‬وقد تواجه األشخاص المسؤولون عن هذا النوع من الجرائم‪ ،‬س واء ك انوا‬
‫مرتكبين مباشرة أو شركاء فيها‪ ،‬عقوبات قانونية صارمة بما في ذلك الغرامات المالية والسجن‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 149‬المكرر ‪3/1‬قانون رقم ‪ 01-20‬سالف الذكر‬


‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أركان جريمة تسجيل مكالمات أو أحاديث على الموظفين الصحة‬


‫ندرس هذه الجريمة من خالل ركنيها المادي والمعنوي كاآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الركن المادي‪ :‬يلزم لقيامه توفر العناصر التالية‪:‬‬

‫السلوك اإلجرامي‪ :‬ويكون في صورة تسجيل مكالمات أو أحاديث‪.‬‬ ‫ا‪-‬‬

‫والمقصود بالتسجيل ( حفظ الحديث على جهاز أو أي وسيلة أخرى معدة لذلك قصد االستماع إلي ه‬
‫‪1‬‬
‫فيما بعد أو نقله إلى مكان آخر غير الذي تم تسجيله فيه )‪.‬‬

‫أما األحاديث فهي ( كل صوت له داللة معين ة ص ادر من ش خص م ا أو متب ادل بين شخص ين أو‬
‫‪2‬‬
‫أكثر أيا كانت اللغة المستعملة في ذلك‪ ،‬كما قد يكون الحديث مكالمة تليفونية)‬

‫الوسيلة المستعملة‪ :‬يتمثل في استخدام وسيلة تقني ة‪ ،‬مث ل اله اتف المحم ول أو أي وس يلة أخ رى‬ ‫ب‪-‬‬
‫لتسجيل المكالمة أو الحوار بدون موافقة األطراف المعنية‪ .‬يمكن أن يشمل ذلك أيًضا االستماع إلى‬
‫المكالمة أو الحوار دون علم الطرف اآلخر‬

‫ثانيا‪:‬الركن المعنوي ‪:‬‬

‫ُتَع د جريمة تسجيل المكالمات واألحاديث دون موافقة األطراف المعنية جريمة عمدي ة‪ ،‬حيث يجب‬
‫أن يتوفر فيه ا عنص ري العلم واإلرادة‪ .‬وُيس َتدعي العلم في ه ذه الجريم ة أن يك ون الفاع ل على علم ب أن‬
‫تسجيل المكالمات واألحاديث التي تتمتع بصفة الخصوص ية دون موافق ة المج ني علي ه ه و عم ل مج رم‪،‬‬
‫مهما كانت الوس يلة المس تخدمة للتس جيل‪ .‬وبالنس بة لإلرادة‪ ،‬يجب أن تتج ه نح و ارتك اب أفع ال التس جيل‬
‫‪3‬‬
‫بهدف المساس بالمهنية واإلضرار بالسالمة المعنوية للعاملين في قطاع الصحة‪ ،‬على سبيل المثال‪.‬‬

‫وبما أن هذه األحاديث والمكالمات تتمتع بصفة الخصوصية‪ ،‬فإن تس جيلها دون موافق ة األط راف‬
‫المعنية ُيعد انتهاكًا لحقوق الخصوصية ويمكن أن يسبب ضررًا جسيمًا للمجني عليهم‪ .‬ولذلك‪ُ ،‬يَع د تس جيل‬
‫المكالمات واألحاديث دون موافقة صريحة من األطراف المعنية جريمة عمدية وُيعاقب عليها الج اني وفق ًا‬
‫للقوانين والتشريعات المعمول بها‬

‫جريمة التقاط أو نشر صور أو فيديوهات أو أخبار أو معلومات‬


‫‪ 1‬عاقلي فضيلة‪ ،‬الحماية القانونية للحق في حرمة الحياة الخاصة‪-‬دراسة مقارنة‪ ،-‬أطروحة دكتوراه جامعة اإلخوة منتوري‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬قسنطينة‪، 2012-2011 ،‬ص‪.242‬‬
‫‪ 2‬بد الرحمان خلفي‪ ،‬الحق في الحياة الخاصة في التشريع العقابي الجزائري‪-‬دراسة تأصيلية تحليلية مقارنة مجلة البحوث‬
‫و الدراسات‪ ،‬العدد‪، 12‬صيف‪، 2011‬ص‪.172‬‬
‫‪ 3‬ابتسام مناع‪) ،‬جريمة اإلعتداء اإللكتروني على الحياة الخاصة في التشريع الجزائري (‪ ،‬مجلة الشريعة و اقتصاد‪،‬‬
‫العدد‪، 15‬جوان‪، 2019‬ص‪31‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫من أشكال االعتداء على مستخدمي الصحة التي نص عليها المشرع في نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪3‬‬
‫من األمر رقم ‪ ،01-20‬و التي اعتبره ا ج رائم تس توجب العق اب ك ذلك ج رائم التق اط الص ور و تس جيل‬
‫فيديوهات يمكن وصفها على النحو التالي‪:‬‬
‫التق اط الص ور ‪ " :‬تث بيت الص ورة على م ادة حساس ة خاص ة يمكن من خالله ا االطالع على‬ ‫‪‬‬
‫الصورة "‪،‬‬
‫أما على االعتداء على الصورة فيقصد به‪ " :‬االعتداء الضوئي على جس م اإلنس ان فهي تش ير إلى‬ ‫‪‬‬
‫خصوصية صاحبها "‪،‬‬
‫أما التسجيل فيتمثل في تصوير مقطع فيديو للضحية و هو في مكان خاص و بقصد بنق ل الص ور‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫"‬
‫نقل الصورة من واسطة الكترونية إلى أخرى أو تداولها عن طريق تقنيات البلوت وث أو االن ترنت‬ ‫‪‬‬
‫أو غيرها من مواقع التواصل االجتماعي "‪.‬‬
‫أركان جريمة التقاط أو نشر صور أو فيديوهات‪:‬‬
‫تش تمل جريم ة بالتق اط الص ور أو الفي ديوهات على ركن م ادي و معن وي ال ذي يجب توافرهم ا‬
‫إلثبات الجريمة وتطبيق العقوبة‪ ،‬وتشمل هذه األركان‪:‬‬
‫أوال‪:‬الركن المادي‪ :‬يتطلب الركن المادي لهذه الجريمة توافر العناصر التالية‪:‬‬
‫السلوك اإلجرامي‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫العملية الفعلية للتصوير‪ :‬يجب أن يكون هن اك عملي ة فعلي ة اللتق اط الص ور أو الفي ديوهات بواس طة‬
‫الجاني‪ ،‬ويتضمن ذلك استخدام الكاميرا أو الجهاز الذي تم استخدامه للتصوير‪.‬‬
‫الني‪RR‬ة الجاني‪RR‬ة‪ :‬يجب أن يك ون ل دى الج اني ني ة جاني ة في التص وير‪ ،‬وأن يك ون عم دًا في انته اك‬
‫خصوصية الشخص الذي تم التقاط صوره أو فيديوهاته‪ ،‬أو عدم الحصول على موافقته بشكل صريح‪.‬‬
‫انتهاك خصوصية الشخص‪ :‬يجب أن يكون الش خص أي مس تخدم الص حة ال ذي تم التق اط ص وره أو‬
‫فيديوهاته في مكان خاص ويتمتع بحق خصوصيته‪ ،‬وأن يكون الجاني قد انته ك ه ذا الح ق بتص ويره‬
‫‪1‬‬
‫دون موافقته أو بدون سبب قانوني يبرر ذلك‪.‬‬
‫التصرف في الصور أو الفيديوهات‪ :‬يجب أن يتم التصرف في الص ور أو الفي ديوهات بطريق ة ت ؤدي‬
‫إلى انتهاك خصوصية الشخص المتضرر‪ ،‬وقد يتضمن ذلك نشر الص ور أو الفي ديوهات ع بر وس ائل‬
‫التواصل االجتماعي أو تداولها بين األفراد‬
‫الوسيلة المستعملة‬ ‫ب‪-‬‬

‫عاقلي فضيلة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪255‬‬ ‫‪1‬‬


‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لم يحدد المشرع وسيلة معينة اللتقاط الصور والفيديوهات فالجاني يستطيع ارتك اب فع ل االلتق اط‬
‫بأي وسيلة‪ ،‬وفيما يخص النش ر فق د ذك ر المش رع أمثل ة عليه ا ك المواقع والش بكات اإللكتروني ة ومواق ع‬
‫‪1‬‬
‫التواصل االجتماعي‪ ،‬أو أي وسيلة أخرى قد تظهر مستقبال‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬الركن الشرعي‪:‬‬

‫يتمثل الركن الشرعي لجريمة انتهاك حرم ة الحي اة الخاص ة للع املين في قط اع الص حة في نص‬
‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 3‬من األمر ‪ 20-01‬يعاقب ب الحبس من س نتين(‪ )2‬إلى خمس(‪ )5‬س نوات وبغرام ة من‬
‫‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج كل من يقوم بتس جيل مكالم ات أو أح اديث أو التق اط أو نش ر ص ور أو‬
‫فيديوهات أو أخبار أو معلومات على موقع أو شبكة إلكترونية أو مواق ع التواص ل أو ب أي وس يلة أخ رى‪،‬‬
‫قص د المس اس بالمهني ة أو بالس المة المعنوي ة ألح د مهن يي الص حة أو م وظفي أو مس تخدمي الهياك ل‬
‫‪2‬‬
‫والمؤسسات الصحية‪ ،‬أثناء تأدية مهامهم أو بمناسبتها‬

‫ثالثا ‪:‬الركن المعنوي‬

‫تعد جريمة التقاط أو نشر ص ور أو في ديوهات أو أخب ار ب دون موافق ة األط راف المعني ة جريم ة‬
‫عمدية‪ ،‬حيث يتخذ الركن المعنوي فيها صورة القصد الجن ائي بت وافر عنص ري العلم واإلرادة‪ .‬ف ال يكفي‬
‫لقيام هذه الجريمة توافر الخطأ غير العمدي‪ ،‬بل يجب أن يكون الفاعل قد قصد تسجيل المكالم ة أو الح وار‬
‫دون موافق ة الط رف اآلخ ر‪ .‬على س بيل المث ال‪ ،‬يع د إهم اًال جنائي ًا وليس جريم ة تس جيل المكالم ات أو‬
‫األحاديث إذا ترك شخص جهاز تصوير مفتوحًا بطريق الخطأ وانتقلت ص ورة لش خص في المك ان‪ ،‬حيث‬
‫ال يوجد قصد جنائي في هذا الفعل‪.‬‬

‫يعاقب المشرع الجزائري على جريمة التشهير و انته اك حرم ة الحي اة الخاص ة بعقوب ات أص لية‬
‫وأخرى تكميلية كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬العقوبات األصلية‬

‫عقوبة جريمة التشهير في صورتها البسيطة‬ ‫‪-1‬‬

‫حسب نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 3‬ف إن عقوب ة ه ذه الجريم ة هي الحبس من س نتين (‪ )2‬إلى خمس (‪)5‬‬
‫‪3‬‬
‫سنوات والغرامة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 500.000‬دج‬

‫خلفي عبد الرحمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.174‬‬ ‫‪1‬‬

‫نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 3‬من األمر ‪20-01‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه‬ ‫‪3‬‬


‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫ق رر المش رع زي ادة العقوب ات المفروض ة على المؤسس ات الص حية ال تي تنته ك حق وق‬
‫المرضى‪ ،‬بما في ذلك العقوبات السالبة للحرية والعقوب ات المالي ة‪ .‬وي أتي ه ذا الق رار بع د تس جيالت‬
‫صوتية وصورية وفي ديوهات كش فت عن ح االت إهم ال وال مس ؤولية وتس يب في ه ذه المؤسس ات‪،‬‬
‫وكشفت أيضًا مدى صعوبة الحصول على خدمات صحية جيدة من قبل المرضى‪ .‬يهدف هذا اإلج راء‬
‫إلى تحسين جودة الرعاية الصحية وتوفير الحماية لحق وق المرض ى وض مان تق ديم الخ دمات الطبي ة‬
‫بمعايير مهنية عالية‬

‫عقوبة جريمة التشهير في صورتها المشددة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬


‫تتضاعف العقوبة المفروضة عن دما يتم تح وير الص ور أو الفي ديوهات أو األخب ار أو المعلوم ات‬ ‫أ‪-‬‬
‫بشكل مقصود أو يتم التقاطها خلسة في األماكن غير المفتوحة للجمهور في الهياكل أو المؤسس ات‬
‫الصحية‪ ،‬أو عند إخراجها عن سياقها‪ .1‬ويعود سبب التشديد في العقوبة في هذه الحاالت إلى س وء‬
‫نية الفاعل‪ ،‬والتي تتمث ل في تحري ف الحق ائق ونش ر المحت وى المف برك والمض لل والخ ارج عن‬
‫السياق‪ ،‬مما يسبب إثارة الفتن وتشويه الرأي العام‪..‬‬

‫العقوبات التكميلية‪:‬‬

‫يمكن إضافة عقوبات إضافية لمن يرتكب جريمة انتهاك حرمة الحياة الخاصة باستخدام وسائل تكنولوجية‪،‬‬
‫كاآلتي‪:‬‬

‫حرمان المحكوم عليه من استخدام أي شبكة إلكترونية أو منظومة معلوماتية أو أية وس يلة من‬
‫وسائل تكنولوجيات اإلعالم واالتصال لمدة تص ل إلى ثالث س نوات‪ ،‬بع د انته اء العقوب ة األص لية أو‬
‫‪2‬‬
‫اإلفراج عن المحكوم عليه أو من تاريخ صيرورة الحكم النهائي بالنسبة للمحكوم عليه غير المحبوس‪.‬‬

‫مصادرة األجهزة والبرامج والوس ائل المس تخدمة في ارتك اب الجريم ة أو أك ثر من الج رائم‬
‫المنصوص عليها‪ ،‬مع إغالق الموقع اإللكتروني الذي تم ارتكاب الجريمة به أو جعل الدخول إليه غير‬
‫ممكن‪.‬‬
‫إغالق محل أو مكان االستغالل إذا كانت الجريمة قد ارتكبت بعلم مالكه‪ ،‬دون المساس بحقوق‬
‫‪3‬‬
‫الغير حسن النية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الجرائم الماسة بالسالمة الجسدية لمستخدمين الصحة‬

‫المادة ‪ 149‬مكرر‪ ،3‬أمر‪ ،166-66‬يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ ،8‬األمر ‪ ،156-66‬يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 149‬مكرر‪، 9‬األمر ‪، 156-66‬يتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لم يقتصر المشرع في حمايته لعمال و م وظفي قط اع الص حة من خالل تج ريم ك ل التص رفات‬
‫المهنية أي شكل من األشكال ‪ ،‬بل ذهب إلى الجرائم الماسة بالسالمة الجس دية لمس تخدمين الص حة وال تي‬
‫تكون عن طريق استعمال العنف و التعدي التي من شأنها إحداث الخ وف و الف زع ل دى الط اقم الط بي ‪،‬‬
‫مثل ما حدث لم دير مستش فى محم د بوض ياف المس يلة أين ألقى نفس ه من الط ابق األول للمستش فى بع د‬
‫الضغوطات التي تع رض له ا من ط رف أه ل أح د المت وفين بف يروس كورون ا ‪ ،‬إذ ط البوه بتس ليم جث ة‬
‫المتوفى قبل صدور نتائج التحاليل و تسبب ذلك في كسور في أطرافه السفلى ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬جريمة العنف و التعدي على مستخدم الصحة‬

‫يش ير العن ف على مس تخدم الص حة إلى أي ن وع من االعت داءات أو التهدي دات أو الس لوكيات‬
‫العدوانية التي يتعرض له ا موظف و الرعاي ة الص حية‪ ،‬س واء ك ان ذل ك على ي د المرض ى أو ال زمالء أو‬
‫األف راد ال ذين يتص لون ب المركز الص حي أو المستش فى‪ .‬يمكن أن يتض من العن ف على مس تخدم الص حة‬
‫الضرب‪ ،‬والحشود المزعجة‪ ،‬وغيرها من أشكال الس لوك الع دواني‪ .‬يع د العن ف على مس تخدمي الص حة‬
‫مشكلة شائعة في العديد من بلدان العالم ويمكن أن يؤدي إلى إصابات جسدية ونفسية وحتى الوفاة‬

‫ومن خالل المواد القانونية لألمر ‪ 01-20‬ف إن المش رع ت دخل لتعزي ز حماي ة لمهن يي الص حة أو‬
‫موظفي أو مس تخدمي الهياك ل والمؤسس ات الص حية وذل ك بتج ريم ه ذه األفع ال و ه ذا م ا س نتناوله في‬
‫العناوين التالية ‪:‬‬

‫مفهوم التعدي و العنف‬

‫التعدي هو ‪ :‬كل األفعال التي تنطوي على قدر من استعمال القوة البدنية ويمس طمأنين ة الجس م وحص انته‬
‫‪1‬‬
‫دون أن يمس ذلك بمادته‬

‫أما قانونا يعرف على أنه‪ " :‬كل فعل عمدي ينطوي استعمال القوة‪ ،‬أو التهديد باستعمالها‪ ،‬من شأنه إح داث‬
‫‪2‬‬
‫الخوف أو الفزع لدى الغير‪ ،‬مهما كانت الوسيلة المستعملة"‪.‬‬

‫يعرف العنف بأنه‪" :‬استخدام غير مشروع أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة فرد ما "‪،‬‬

‫‪ 1‬نصر الدين المروك الحماية الجنائية للحق في سالمة الجسم (ط‪ )1‬الديوان الوطني لألشغال التربوية الجزائر ‪ 2003‬ص‬
‫‪128‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 21‬من األمر رقم ‪ 01-20‬السالف ال=كر‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫و قد عرفه أحد علماء القانون اإليطاليين بأنه‪ :‬عمل مادي و عمدي من جانب ف رد أو جماع ة ض د ف رد أو‬
‫جماعة أخرى بغرض إحداث تغيرات ضارة بالحالة المادية للفرد أو للجماعة المستهدفة بالعمل العنيف‬

‫كم ا ي رى ج انب من المتخصص ين أن العن ف ه و‪ " :‬االس تخدام الفعلي للق وة إلح اق األذى والض رر‬
‫باألشخاص أو إتالف الممتلكات "‪،‬‬

‫و من أنصار هذا االتجاه في تعريف العن ف " تي دهريش" حيث ي رى أن العن ف ه و‪ " :‬اللج وء الى الق وة‬
‫‪1‬‬
‫لجوء كامال أو مدمرا ضد األفراد أو األشياء ''‪..‬‬

‫كما عرف " العوجي" جرائم العن ف بأنه ا‪ " :‬ج رائم تق ع على اإلنس ان بواس طة أفع ال تتص ف بالش دة و‬
‫‪2‬‬
‫القسوة بغية إلحاق األذى بنفسه أو بماله أو بذويه "‪،‬‬

‫و عرف الباحث " خليل أحمد خليل "العنف بأنه‪ " :‬فعل إيذاء معن وي أو م ادي‪ ،‬لس اني أو ي دوي يم ارس‬
‫فرديا أو جماعيا و منظما في كل األحوال‪ ،‬و العنف بشكله النفسي واالجتماعي و بنوعيه المادي والمعنوي‬
‫‪3‬‬
‫يضعنا في مواجهة فاعل يقصد العنف"‬

‫كما ع رفت منظم ة الص حة العالمي ة العن ف بأن ه‪ " :‬االس تعمال المتعم د للق وة المادي ة س واء بالتهدي د أو‬
‫االستعمال المادي الحقيقي ضد الذات أو ضد شخص أخر ‪ ،‬أو ضد مجموعة أو مجتم ع‪ ،‬بحيث ي ؤدي الى‬
‫إحداث إصابة أو موت أو إصابة نفسية أو حرمان من أي ن وع ك ان يع رف العن ف من الناحي ة اإلجرائي ة‬
‫‪4‬‬
‫بأنه‪ " :‬كل سلوك يلحق األذى باآلخرين ماديا أو معنويا "‬

‫أما العنف ضد األطباء فيقصد به‪ " :‬االعتداء على الطبيب و إلحاق األذى ب ه جس ديا و يش مل الض رب و‬
‫‪5‬‬
‫الدفع و غيرها من اإلعتداءات"‬

‫أركان جريمة العنف و التعدي على مستخدم الصحة‬

‫‪ 1‬حسين بن إبراهيم ياسين الحلوي‪ ،‬جرائم العنف الجماعي‪ ،‬دراسة تأصيلية مقارنة بين الشريعة و الفقه الوضعي‪ ،‬رسالة‬
‫مقدمة استكمال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في العدالة الجنائية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬كلية‬
‫الدراسات العليا‪ ،‬قسم العدالة الجنائية‪ ،‬الرياس‪1431 ،‬ه‪2010 ،‬م‪ ،‬ص ‪.19، 7‬‬
‫‪ 2‬الفريق‪ /‬د‪ .‬عباس أبو شامة عبد المحمود‪ ،‬جرائم العنف و أساليب مواجهتها في الدول العربية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكاديمية‬
‫نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياس‪1424 ،‬ه‪2003 ،‬م‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 3‬اللواء‪ /‬د‪ .‬محمد فتحي عيد‪ ،‬اإلجرام المعاصر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬أكاديمية نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياس‪1419 ،‬ه‪،‬‬
‫‪، 1999‬ص‪4 6‬‬
‫‪ 4‬ايت حمودة حكيمة‪ ،‬بلعسلة فتيحة و ميرود محمد‪ ،‬مظاهر و أسباب العنف في المجتمع الجزائري من منظور الهيئة‬
‫الجامعية‪ ،‬فعاليات الملتقى الوطني حول دور التربية في الحد من مظاهر العنف‪ ،‬مخبر الوقاية ‪ ،‬جامعة الجزائر ‪، 2‬أيام ‪07‬‬
‫و ‪ 08‬ديسمبر ‪15.‬ص‪2011 ،‬‬
‫‪ 5‬سهير ناصر الرواش‪ ،‬العنف ضد األطباء في مستشفيات القطاع العام األردني‪ ،‬منظور تفاعلي رمزي‪ ،‬رسالة ماجيستر‪،‬‬
‫تخصص علم االجتماع‪ ،‬قسم علم االجتماع و الخدمة االجتماعية‪ ،‬كلية األدب‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪، 2014 ،‬ص ‪.8، 7‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫نتناول في هذا الفرع أركان جريمة التعدي‪ ،‬وهذه األرك ان هي ال ركن الش رعي‪ ،‬ال ركن الم ادي‪،‬‬
‫الركن المعنوي‬

‫أوال‪ :‬الركن الشرعي ‪:‬‬

‫وهي نص المادة ‪ 149‬مكرر والتي جاء فيها ما يلي‪ :‬يعاقب بالحبس من سنتين (‪ )2‬إلى ثماني (‪)8‬‬
‫س نوات وبغرام ة من ‪ 200.000‬دج إلى ‪ 800.000‬دج ك ل من يتع دى ب العنف أو الق وة على أح د مه ني‬
‫‪1‬‬
‫الصحة أو أحد موظفي أو مستخدمي الهياكل والمؤسسات الصحية أثناء تأدية مهامه أو بمناسبتها‪.‬‬

‫يشكل تعديا كل فعل عمدي ينط وي على إس تعمال الق وة أو التهدي د باس تعمالها‪ ،‬من ش أنه إح داث‬
‫الخوف أو الفزع لدى الغير‪ ،‬مهما كانت الوسيلة المستعملة"‪ .‬كما نصت كذلك المادة ‪ 149‬مك رر ‪ 1‬على‪:‬‬
‫إذا ترتب على العنف إسالة دماء أو جرح أو مرض أو وقع من سبق إصرار وترصد أو مع حم ل الس الح‬
‫تكون العقوبة الحبس من خمس (‪ )5‬سنوات إلى إث ني عش رة (‪ )12‬س نة والغرام ة من ‪ 500.000‬دج إلى‬
‫‪ 1.200.000‬دج‪.‬‬

‫وتكون العقوبة الحبس من عشرة (‪ )10‬سنوات إلى عشرين (‪ )20‬س نة والغرام ة من‪1.000.000‬‬
‫دج إلى ‪ 2.000.000‬دج إذا ارتكبت األفعال باستعمال السالح أو ترتب عليها تشويه أو بتر أحد األعض اء‬
‫أو عجز عن استعماله أو فقد النظر أو فقد إيصار إحدى العينين أو أية عاهة مستديمة أخرى‪.‬‬

‫وتطبق العقوبات المنصوص عليها في الفقرتين األخيرتين من الم ادة ‪ 48‬لمن ه ذا الق انون إذا أدى العن ف‬
‫‪2‬‬
‫إلى الموت ‪.‬‬

‫ومنه يظهر أن كل أعمال العنف العمد المرتكبة ضد مس تخدمي الص حة وم ا ي ترتب عنه ا من نت ائج على‬
‫سالمة الجسد أفعاال مجرمة بنصوص شرعية قانونية"‬

‫ثانيا‪ /‬الركن المادي ‪:‬‬

‫يتم دراسته كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬السلوك المجرم‪ :‬وهو المظهر والصورة الخارجية ال ركن الش رعي والمتمث ل في فع ل التع دي ب العنف‬
‫الق وة‪ ،‬حس ب نص الم ادة ‪ 149‬مك رر‪ ،‬أي م ا في ه مس اس في س المة المج ني علي ه "مس تخدم الص حة"‬
‫الجسدية‪ ،‬ويكون التعدي إما بإحدى الصورة التالية‪:‬‬

‫األمر ‪ 01-20‬السالف الذكر‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه‬ ‫‪2‬‬


‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الضرب والجرح ‪:‬‬

‫أول صورة ألعمال العنف العمد بحيث يقصد بالضرب هنا ك ل م ا في ه ت أثير على جس م مس تخدم‬
‫الصحة وال يشترط فيه ح دوث ج روح أو تخل ف األث ر أو أن يس تلزم العالج‪ ،‬على إعتب ار فع ل الض رب‬
‫معاقب عليه في حد ذاته بغض النظر عن النتيجة المحققة في ذلك ‪ ،‬وفي نفس السياق قضت المحكمة العليا‬
‫بأن فعل الضرب معاقب عليه في حد ذاته أي ا ك انت النتيج ة المترتب ة عليه ا‪ .‬ل ذلك يعت بر مخالف ا للق انون‬
‫ويستوجب النقض قرار غرفة اإلتهام التي بع د أن تأك دت من أن المتهم ق ام ب إذاء الض حية قض ت بإنتف اء‬
‫‪1‬‬
‫وجه الدعوى‬

‫في حين الجرح ‪ :‬هو كل قطع أو تمزي ق في الجس م أو أنس جته‪ ،‬وال ف رق في ذل ك بين الج روح الظ اهرة‬
‫والجروح الباطنة مثل جرح طبيبة حامل يؤدي إلى إجهاض ها‪ ،‬ففي ه ذه الحال ة الج روح باطني ة‪ ،‬كم ا ق د‬
‫يحدث الجرح بفعل أشياء مادية كالسالح السكين‪ ،‬الحجر ‪ ...‬إلخ من األشياء المادية األخ رى‪ ،‬كم ا ق د يق ع‬
‫بفعل حيوان كن يح رض الج اني كلب ا على ط بيب مثال أو مم رض فيح دث ل ه جروح ا‪ ،‬كم ا يش ترط في‬
‫الجرح أيضا أن يدفع الجاني وسيلة االعتداء نحو الضحية‪.‬‬

‫أعمال العنف األخرى والتعدي‪:‬‬

‫وتنقسم إلى‪ :‬أعمال العنف األخرى وهي كل األعمال التي تصيب جسم مستخدم الص حة أو من في‬
‫حكمه دون تأثير عليه أو ترك أثر فيه‪ ،‬كدفع الجاني لألحد األطباء حتى يسقط أرض ا‪ ،‬أو جدب ه من أذن ه‪،‬‬
‫والن وع الث اني لص ورة أعم ال العن ف العم د األخ رى والتع دي‪ :‬هي التع دي وذل ك عن طري ق اس تعمال‬
‫‪2‬‬
‫واستخدام المتعدي قوته البدنية لإلحداث أضرار جسمانية للمتعدي عليه مستخدم الصحة ومن في حكمه‬

‫النتيجة‪:‬‬

‫وكل هذه األعمال ينجر عنها أثر ناجم عن نشاط إج رامي وهي غالب ا تظه ر في ش كل أث ر م ادي‬
‫ضار‪ ،‬له وجود معين في العالم الخارجي‪ ،‬وتتمثل النتيجة في مقدار ونسبة الضرر الذي أص يب بي ه جس م‬
‫من وجه إليه المجني عليه"‪ ،‬والذي يترتب عليه بالضرورة قيام مس ؤولية الج اني أو الفاع ل‪ ،‬وفي جريم ة‬
‫أعمال العنف العمد فإن النتائج المترتبة عنها تكمن في‬

‫الجرح‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪ 1‬أحسن بوسقيعة ‪ ,‬الوجيز في القانون الجزائري الخاص (الجرائم ضد األشخاص و الجرائم ضد األموال ) مرجع السابق‬
‫ص ‪48‬‬
‫‪ 2‬جمال ضرايفية نقال عن جمال ثورث و علي عبد القادر القهومي قانون العقوبات القسم الخاص (د‪ ,‬ط) دار المطبوعات‬
‫الجامعية مصر ‪ 2011‬ص ‪179‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫لقد سبق وأن تناولناه بالشرح في صور أعمال العنف العمدي‪ ،‬والدليل على هذه النتيجة نص‬
‫المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 1‬والتي جاء فيها‪ :‬إذا ترتب على العنف إسالة دماء أو جرح ‪ ...‬إلخ‬

‫المرض‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وهو كل عارض يخل بالسير المعت اد والط بيعي لوظ ائف الجس م‪ ،‬ويجب أن يمث ل ق درا من‬
‫الجسامة والخطورة مع إستمراره ما لم يحدث الشفاء‪ ،‬مع زوال أعراض المرض األثاره بص فة تام ة‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫فكسره ألحد أعضاء مستخدم الصحة يتم شفاءه بجبر الضحية‪ ،‬أم الجرح فيتم شفاءه بالتمام األنسجة‪.‬‬

‫كم ا أن الم رض يع ني أيض ا اعتالل الض حية إعتالال ق د يجعل ه ط ريح الف راش على الوج ه‬
‫الغالب أو يقعده عن العمل فعال‬

‫العاهة المستديمة‪:‬‬ ‫‪-3‬‬

‫لم يعرف المشرع الجزائري العاهة المستديمة‪ ،‬بل إكتفى بذكر بعض صورها فقط وذلك من خالل‬
‫العبارة التالية ‪ ....‬أو ترتب عليها تشويه أو ب تر أح د األعض اء عج ز عن إس تعماله أو فق د إبص ار إح دى‬
‫‪2‬‬
‫العينين أو أية عاهة مستديمة أخرى‬

‫غير أن األستاذ أحسن بوسقيعة عرفها على أنها فق د منفع ة عض و من أعض اء الجس م فق د كلي ا و جزئي ا‪،‬‬
‫سواء كان ذلك بفصله أو تعطيل وظيفته أو مقاومته‪ ،‬بصفة دائمة بمعنى إستحالة الشفاء من ه‪ ،‬وتق دير ذل ك‬
‫‪3‬‬
‫يرجع لقاضي الموضوع بعد أخذ تقارير الخبرة الطبية بعين االعتبار‪.‬‬

‫ومن أمثلة العاهة المستديمة التي يمكن أن يتعرض لها أحد مستخدمي الصحة ومن في حكمهم ما يلي‪:‬‬

‫بتر أحد األعضاء من جسم مستخدم الصحة ومعناه فقد منفعة عضو من أعضاء الجسم فقدانا كليا‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫عن طريق قطع العضو نهائيا‪ ،‬تعطل وظيفته‪ ،‬كأعمال العنف العمد التي ينتج عنها قطع ي د ط بيب‬
‫أو ممرض‪.‬‬
‫العجز عن استعمال العضو‪ :‬ويقصد به العجز عن القيام باألعمال البدنية التي تتوقف عليه ا حري ة‬ ‫‪‬‬
‫‪4‬‬
‫المجني عليه في حرية تحريك جسمه‪.‬‬

‫‪ 1‬جمال ضرايفية المرجع السابق ص ‪26‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 1/2‬من األمر رقم ‪ 01-20‬سالف الذكر‬
‫‪ 3‬احمد بوسقيعة المرجع السابق ص ‪50‬‬
‫‪ 4‬جمال ضرايفية المرجع السابق ص ‪26‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أن الحكم بكسر األسنان أو فقدها بعد عاهة مستديمة ألن فقدها ال يقلل من منفعة الفم‬
‫بطريقة دائمة‪ ،‬وذلك إلمكانية إستبدالها بأسنان أخرى إصطناعية‪.‬‬

‫القتل الخطأ‬ ‫‪-4‬‬

‫أو كما تسمى كذلك بأعمال العنف المقضية إلى الوفاة دون قصد إحداثها‪ ،‬بحيث تم النص على هذه‬
‫النتيجة من خالل الفقرة األخيرة من نص المادة ‪ 149‬مكررة ‪ 1‬والتيس أحالتنا في الفق رتين األخ يرتين من‬
‫نص المادة ‪ ،148‬في حالة م ا ت رتب على العن ف الم وت‪ ،‬وب الرجوع إلى نص ه ذه الم ادة نج د أن الفق ر‬
‫الخامسة منها أي ما قبل األخيرة جاء فيها ‪ ....‬إذ أدى العلف إلى الموت دون أن يكون الفاعل قصد إحداثها‬
‫فتكون العقوب ة الس جن المؤب د ‪ "...‬ومن ه تم إس تخالص ه ذه النتيج ة وذل ك من خالل عب ارة "دون قص د‬
‫‪1‬‬
‫إحداثها‪.‬‬

‫كما أنه ال يشترط الحصول الموت بعد حدوثه اإلصابة مباشرة‪ ،‬فمن الممكن حدوثها بع د اإلص ابة‬
‫بزمن قصير أو طويل‪ ،‬لكنه يشترط وجود رابطة س ببية بين أعم ال العن ف والوف اة‪ ،‬بحيث تق وم الجريم ة‬
‫متى ثبت أن الضرب الذي وقع من المتهم هو السبب األول والمحرك لعوامل أخرى متنوعة تع اونت على‬
‫إحداث وفاة الضحية كالحالة الصحية‪ ...‬وغيرها‪ ،‬كما ال يمكن مسائلة الضحية إذا كانت الوفاة جاءت نتيجة‬
‫‪2‬‬
‫إهمال جسيم‪ ،‬أو متعمد من الضحية أو نتيجة جهل الطبيب‪ ،‬وتقدير كل هذا يرجع إلى الخبرة الطبية‪.‬‬

‫الرابطة السببية‬

‫كما يشترط أيضا في الركن المادي لجريمة أعمال العنف العمد‪ ،‬وجود رابطة سببية ترب ط الفع ل‬
‫أي السلوك المجرم الذي قام به الجاني" مع النتيجة المحققة‪ ،‬وبمعنى آخر أن الفعل هو بس بب النتيج ة ف إذا‬
‫ثبت غير ذلك أي ارتباط للجاني بما أصيب به المجني عليه إنتفى الركن المادي‪ ،‬كان تس تدعي ‪ ،‬وتتطلب‬
‫اإلصابة أو المرض التي تعرض له ا بس بب من الفاع ل أو الج اني إلى ب تر ي ده‪ ،‬ومن ثم ف إن الق ائم بفع ل‬
‫‪3‬‬
‫اإلصابة مسؤول عن هذه العاهة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫إن جريمة أعمال العنف العمد على أحد مهني الصحة أو موظفيها أو مس تخدمي الهياك ل الص حية‬
‫والمؤسسات من الجرائم العمدية التي تتطلب توفر القصد الجنائي في العام والخاص‬

‫‪ 1‬األمر رقم ‪ 01-20‬سالف الذكر‬


‫‪ 2‬أحسن بوسقيعة مرجع سابق ص ‪52‬‬
‫‪ 3‬عبد هللا جندي ص ‪806‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫أ‪ -‬القصد الجنائي العام والذي يقوم على عنصري العلم واإلرادة‪ ،‬فيجب أن يعلم الج اني ب أن أفعال ه تش كل‬
‫مساسا بسالمة جس د الض حية وأن ه ذه األفع ال معاقب ا عليه ا قانون ا‪ ،‬وم ع ذل ك نتيج ة إرادت ه إلى القي ام‬
‫واإلتيان بمثل هذه األعمال كما يستلزم أن تكون إرادة الجاني ق د اتجهت إلى النش اط الم ادي‪ ،‬وك ذلك ف إن‬
‫القصد الجنائي ال يتوفر في حالة إثبات الفاعل أنه كان محال لإلكراه وسلبت إرادته بمعنى ك ان مج رد أداة‬
‫مستخدمة إلذاء الغير في جسمه‪ ،‬كما أن الباعث في هذه الجريمة ال يهم وبالتالي فإنه حتى وإن كان القص د‬
‫‪1‬‬
‫شريفا‪.‬‬

‫ب القصد الجنائي الخاص ‪ :‬إن جرائم أعمال العنف العمد من جرائم القصد الخاص وهو نية االعتداء على‬
‫المجني عليه مستخدمي الصحة وأمن في حكمه والمساس بس المة جس ده‪ ،‬فالعم د في أ أعم ال العن ف ه و‬
‫التوجه إلى هذه األعمال بإرادته المحظة ومع نية ‪،‬إحداثها وذلك ما يستشف من خالل العبارة الموجودة في‬
‫‪2‬‬
‫نص المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 1‬والمتمثلة في مع سبق إصرار و ترصد‬

‫جزاء جريمة أعمال العنف العمد ضد مستخدمي الصحة‬

‫إن جزاءات هذه الجريمة تتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصلية‬

‫وتنقسم إلى‪:‬‬

‫الحبس من سنتين (‪ )2‬إلى خمس (‪)5‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪3‬‬
‫الغرامة المالية من ‪ 200.000‬دج إلى ‪800.000‬ج‬ ‫‪-2‬‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميلية‬

‫وتنقسم إلى‪:‬‬

‫العقوبات التكميلية الوجوبي‪RR‬ة ‪ :‬تم النص على ه ذه العقوب ات التكميلي ة الوجوبي ة ال تي يحكم به ا‬ ‫أ‪-‬‬
‫القاضي وجوبا‪ .‬باإلضافة إلى العقوبات األصلية في أخر تع ديل لق انون العقوب ات بم وجب األم ر‬
‫رقم ‪ 01-20‬والمتمثلة في الحكم بمصادرة الوس ائل المس تخدمة في ارتك اب جنح ة أعم ال العن ف‬
‫العمد‪ ،‬مع عدم المساس بحقوق الغير الذين تثبت حسن نيتهم‪ .‬ومن أمثل ة المص ادرة للوس ائل مث ل‬

‫‪ 1‬نبيل صقر ص ‪99 97‬‬


‫‪ 2‬األمر رقم‪ 01- 20‬السالف الذكر‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 149‬مكرر من االمر رقم ‪01-20‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫مصادرة وحجز السالح‪ ،‬السكين‪ ،‬العصا الذي ضرب أو جرح به الجاني أح د مس تخدمي الص حة‬
‫‪1‬‬
‫ومن في حكمهم‪.‬‬
‫العقوبات التكميلية االختيارية‪ :‬تتمثل في ما نصت عليه الم ادة ‪ 149‬مك رر من ق انون العقوب ات‬ ‫ب‪-‬‬
‫الجزائري والمتمثلة في إمكانية حرمان المحكوم عليه من استخدام أي شبكة إلكترونية أو منظوم ة‬
‫معلوماتية أو أي وسيلة من الوسائل األخرى لمدة أقصاها ثالثة (‪ )3‬سنوات تسري ابت داء من ي وم‬
‫إنقضاء العقوبة األصلية أو اإلفراج أو من تاريخ سيرورة الحكم نهائيا بالنسبة للمحكوم عليه الغير‬
‫محبوس‪ ،‬كما أن هذه المادة أحالت إلى العقوبات التكميلية المنصوص عليه ا في نص الم ادة ‪ 9‬من‬
‫نفس القانون والتي تذكر منها على سبيل المث ال الحج ر الق انوني‪ ،‬في الحرم ان ممارس ة الحق وق‬
‫الوطنية والمدنية والعائلية‪ ،‬تحديد اإلقامة‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬العقوبات في صورتها المشددة‬

‫وهي كالتالي‪:‬‬

‫في حالة ما ينتج عن العنف إسالة الدماء أو جرح أو مرض ووقع مع س بق إص رار أو ترص د أو‬ ‫أ‪-‬‬
‫مع حمل السالح فتصبح العقوبة‬
‫الحبس من عشرة (‪ )5‬سنوات إلى إثني عشرة (‪ )12‬سنة‬ ‫‪-1‬‬
‫‪2‬‬
‫الغرامة المالية‪ 500.000 :‬ج إلى ‪ 1.200.000‬دج‬ ‫‪-2‬‬
‫في حالة ارتكاب األفعال باستعمال السالح أو نجم عنها تشويه أو بتر أحد األعض اء أو أي عاه ة‬ ‫ب‪-‬‬
‫مستديمة أخرى فتصبح العقوبة كاآلتي‪:‬‬
‫الحبس من عشرة (‪ )10‬سنوات إلى عشرين (‪ )20‬سنة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪3‬‬
‫الغرامة المالية من ‪ 1.000.000‬دج إلى ‪ 2.000.000‬دج‪،‬‬ ‫‪-2‬‬
‫في حالة ارتكاب هذه الجنحة خالل فترات الحجر الصحي أو خالل وقوع كارثة طبيعية أو غيرها‬ ‫ج‪-‬‬
‫أو قصد النيل من مصداقية الهيكل أو المؤسسة الصحية فتكون العقوبة على النحو اآلتي‪:‬‬
‫الحبس من خمس (‪ )5‬سنوات إلى خمسة عشرة (‪ )15‬سنة‬ ‫‪-1‬‬
‫الغرامة المالية من ‪ 500.000‬دج إلى ‪ 1.500.000‬دج‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫في حال ة ارتك اب الجريم ة في إط ار جماع ة‪ ،‬إث ر خط ة م ديرة‪ ،‬أو بع د ال دخول إلى الهيك ل أو‬ ‫د‪-‬‬
‫المؤسسة الصحية بإستعمال العنف أو يحمل السالح أو استعماله‪ ،‬وعليه تكون العقوبات كمايلي‪:‬‬
‫الحبس من عشرة (‪ )10‬سنوات إلى عشرين (‪ )20‬سنة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ 1‬المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 9‬من األمر رقم ‪ 01-20‬السالف الذكر‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 149‬مكرر ‪ 1/2‬من األمر ‪01-20‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 149‬من األمر ‪01-20‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الغرامة المالية من ‪ 1.000.000‬دج إلى ‪ 2.000.000‬دج‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫رابعا‪ :‬التحريض على ارتكاب الجريمة‬

‫من خالل نص الم ادة ‪ 149‬مك رر ‪ 10‬من ق انون العقوب ات المع دل والمتمم ف إن جريم ة أعم ال‬
‫العنف العمد يعاقب فيها كل من يحرض على ارتكابها بأية وسيلة كانت بالعقوبات المقررة للفاعل‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حماية مستخدمي الصحة من القتل العمدي‬

‫في الجزائر‪ ،‬القتل العمد للموظف الصحة يعتبر جريمة جنائية ويتم معاقبة المرتك بين بش دة‪ .‬ينص‬
‫قانون الجزائر الجن ائي على أن الش خص ال ذي ي رتكب القت ل العم د ألي ش خص‪ ،‬بم ا في ذل ك الموظ ف‬
‫الصحي‪ ،‬سيكون عرضة للعقوبة الجنائية الصارمة التي تشمل السجن المؤبد أو اإلعدام‪.‬‬

‫كما تتخذ السلطات الحكومية في الجزائ ر إج راءات لحماي ة الم وظفين الص حيين من االعت داءات‬
‫والتهديدات والعنف في بيئة العمل‪ .‬ويوجد أيًض ا تشريعات وسياسات تهدف إلى تحسين األمن والسالمة في‬
‫المؤسسات الصحية‪ ،‬بما في ذلك تدريب الموظفين على التعامل مع األوضاع الصعبة والخطيرة وتزويدهم‬
‫باألدوات والمعدات الالزمة لتقليل مخاطر العنف واالعتداءات‪.‬‬

‫يهدف كل هذا إلى توفير بيئة عم ل آمن ة للم وظفين الص حيين وتش جيعهم على أداء عملهم بكف اءة‬
‫وفعالية لتلبية احتياجات المرضى‬

‫أركان جريمة القتل العمد لمستخدمي الصحة‬

‫تتمثل هذه األركان في ما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الركن الشرعي‬

‫وهو ما تجسد من خالل الفقرة األخيرة من نص الم ادة ‪ 149‬مك رر ‪ 1‬وال تي ج اء فيه ا‪. :‬وتطب ق‬
‫العقوبات المنص وص عليه ا في الفق رتين األخ يرتين من الم ادة ‪ 148‬من ه ذا الق انون إذا أدى العن ف إلى‬
‫الموت" وبالرجوع هذه المادة فإن فح وى ه اتين الفق رتين م ا يلي‪ " :‬وإذا أدى العن ف إلى الم وت دون أن‬
‫يكون الفاعل قصد إحداثها فتكون العقوبة السجن المؤبد‪".‬‬

‫وإذا أدى العنف إلى الموت وكان قصد الفاعل هو إحداث فتكون العقوبة اإلعدام ‪"...‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫والمالحظ أن النص الشرعي المتعل ق بجريم ة القت ل العم د لمس تخدمي الص حة ومن في حكمهم يمكن في‬
‫الفقرة السادسة من نص المادة ‪ 148‬من نفس القانون‪ ،‬وعلى هذا األساس تم تكييف هذه الجريم ة على أنه ا‬
‫‪1‬‬
‫قتل عمد لمستخدمي الصحة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‬

‫ويتم دراسته من خالل ما يلي‪:‬‬

‫السلوك المجرم ويقصد به كل ما يصدر من الجاني ويك ون متض من التع دي على حي اة مس تخدم‬ ‫ا‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫الصحة سواء كان بأداة كاستعمال السكين مثال أو من دونها كالقتل بالخنق‪.‬‬
‫النتيجة‪ :‬تتمثل النتيج ة في جريم ة قت ل مس تخدم الص حة أو من في حكم ه‪ ،‬وفي إزه اق ال روح‪،‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫وليس بالضرورة أن تتحقق هذه النتيجة مباشرة‪ ،‬فيمكن أن يكون هناك فاصل زمني بينها‪.‬‬
‫أما في حالة حدوث الوف اة بس بب ال دخ ل للج اني في ه فالس لوك ه ا بع د ش روعا في القت ل العم د‬
‫‪3‬‬
‫ويعاقب عليه بنفس العقوبات المقررة لهذه الجريمة‪.‬‬

‫كما أن إزهاق روح مستخدم الصحة أو من حكمه‪ ،‬تقتضي أن تكون على إنسان حي‪ ،‬وه و ال ركن‬
‫المفترض في هذه الجريمة العمدية‪ ،‬على اعتبار أن حماي ة اإلنس ان الحي من أولى األه داف واألساس يات‬
‫التي وضع من أجلها قانون العقوبات ‪ 4‬وعليه الن مسألة وقوع الجريمة على ميت تعتبر صورة من ص ور‬
‫الجريمة المستحيلة‪ ،‬والتي اختلفت بخصوصها اآلراء الفقهي ة ح ول اعتباره ا م ا إذا ك انت من بين ص ور‬
‫الجرائم أو ال تشكل أي جريمة نظرا لالنتف اء المح ل المتمث ل في اإلنس ان الحي‪ ،‬وعلى ه ذا األس اس م یز‬
‫الفقه بين معياريين لتحديد ذل ك واألول يرج ع إلى االس تحالة الناجم ة عن مح ل الجريم ة‪ ،‬واالس تعماالت‬
‫الناجمة عن الوسيلة المستعملة‪ ،‬ومن ثمة تم تقسيم هذه االستحالة إلى صنفين األول مطلقة والثاني ة النس بية‬
‫‪ ،‬فاألولى مثال إذا كان مستخدم الص حة ومن في حكم ه الش خص الم راد قتل ه) ميت ا أص ال‪ ،‬والثاني ة كمن‬
‫يطلق الرص اص على أح د ه ؤالء مس تخدمي "الص حة" من س الح خ اال‪ ،‬وبالت الي ع اقب المش رع على‬
‫االستهانة النسبية بصفتها شروعا‪ ،‬وفي االستحالة المطلقة فهو عكس ذلك بمعنى ال يعاقب عليها وك ل ه ذا‬
‫‪5‬‬
‫متعلق بمحل الجريمة وانعدامها‪.‬‬

‫‪ 1‬انظر إلى نص المادة ‪ 148‬من االمر ‪01-20‬‬


‫‪ 2‬عبد المجيد زعالني الوجيز في القانون الجزائري (د ط) دار بريق الجزائر ‪ 2009‬ص ‪352‬‬
‫‪ 3‬أحسن بوسقيعة المرجع سابق ص ‪13‬‬
‫‪ 4‬عادل الشهاوي القتل العمد فقها و قضاء ط‪ 1‬دار النهضة العربية القاهرة ‪ 2009‬ص ‪96‬‬
‫‪ 5‬عيسى عمر الفقهي الوجيز في القتل العمد (د‪.‬ط) دار الكتب القانونية مصر ‪ 2001‬ص ‪14‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الرابطة السببية‪ :‬إن جريمة القتل من بين الجرائم التي يتطلب ركنها المادي وجود رابط ة س ببية‬ ‫ج‪-‬‬
‫بين الفعل المجرم المرتكب من طرف الجاني والنتيجة‪ ،‬ولكي يتحقق ذلك ال بد من أن تكون الوف اة‬
‫نتيجة لفعل الجاني‬
‫ومن ثمة فإن المسؤولية ال تقوم بمجرد إسناد فعل القتل إلي ه‪ ،‬ب ل يس تلزم إس ناد النتيج ة أيض ا في‬
‫حالة توفر القصد‪ ،‬وبالتالي إذا انتقلت الرابطة السببية بين الفع ل والنتيج ة‪ ،‬تتوق ف المس ؤولية في‬
‫حد الشروع‪ ،‬إذا صدر الفعل قصد ونية القتل‪.‬إال أن التس اؤل ال ذي يث ار في ه ذا الس ياق يكمن في‬
‫حالة تعدد األسباب المؤدية إلى الوفاة‪ ،‬والتي ظهرت بخصوص ها ع دة نظري ات من بينه ا نظري ة‬
‫الس بب المباش ر والف وري‪ ،‬الس بب األنش ط أو األق وى‪ ،‬نظري ة لس بب المالئم غ ير أن المش رع‬
‫‪1‬‬
‫الجزائري أخذ بنظرية السبب المباشر من خالل األحكام القضائية التي نصت مدرجة على ذلك‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫تتطلب جريمة القتل العمد لمستخدمي الصحة توافر القصد الجنائي العام والخاص علمه‬

‫القصد الجنائي العام‪ :‬ويقصد به انصراف إرادة الفاعل إلى القيام وارتكاب جريمة فعل القت ل م ع‪.‬‬
‫بكل العناصر المشكلة والمكونة للجريمة‪ ،‬كعلمه بأن محل الجريمة جسد حي ومن الممكن وفاته‪ ،‬ففي حالة‬
‫انتفاء إرادة فعل القتل أو العلم بوقوعه على إنسان حي‪ ،‬فإن القص د الع ام في ه ذه الحال ة يعت بر غ ير ق ائم‬
‫‪2‬‬
‫ومن ثم ال تتوفر جريمة القتل العمد في حق مرتكبها‪ ،‬أو القائم بها‪.‬‬

‫القصد الجنائي الخاص ‪ :‬تعتبر جريمة القتل العمد المس تخدمي الص حة من الج رائم ذات القص د إض افة‬
‫إلى القصد الجنائي العام ويتجسد هذا القص د الخ اص في إنص راف الفاع ل إلى إح داث الم وت‪ .‬أي اتج اه‬
‫‪3‬‬
‫إرادته وعلمه بإزهاق الروح‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أنه ال تأثير للباعث في كيان الجريمة كمسألة الغلط في شخصية أو ش خص المج ني‬
‫والذي ثار بخصوصها عدة مشاكل‪.‬‬

‫بحيث يقصد بالغلط في الشخص الخطأ في هوية المجني علي ه بمع نى أن الفاع ل ق د أخل ط بين الشخص ين‬
‫فقتل أحدهما معتقدا أنه قتل الشخص المقصود‪ ،‬فا برغم من ذل ك ف إن ه ذا الفع ل يش كل قت ل عم دي‪ ،‬على‬
‫‪4‬‬
‫أساس أن الغلط ال ينفى القصد ومنه يسأل الجاني عن ذلك‬

‫‪ 1‬أحمد بوسقيعة المرجع السابق ص ‪21-18‬‬


‫‪ 2‬عيسى عمرو الفقهي المرجع السابق ص ‪14‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 6/148‬من األمر رقم ‪01-20‬‬
‫‪ 4‬عيسلى عمرو الفقهي المرجع السابق ص ‪43‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫جزاء جريمة القتل العمد المستخدمي الصحة‬

‫تتنوع هذه الجزاءات وتختلف وعلى النحو األتي تفصيلها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العقوبات األصلية‬

‫وتتمثل العقوبات األصلية في جريمة القتل العمد لمستخدمي الصحة في ما يلي‪:‬‬

‫اإلعدام وهو ما تجسد من خالل العبارة المستخدمة من طرف المشرع الجزائري والتي جاء فيه ا‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1‬‬
‫" وإذا أدى العنف إلى الموت وكان قصد الفاعل هو إحداثه فتكون العقوبة اإلعدام ''‬

‫ثانيا‪ :‬العقوبات التكميلية‬

‫تتضاعف العقوبات األصلية عقوبات أخرى تكميلية وفي جريم ة القت ل العم د لمس تخدمي الص حة‬
‫معظم العقوبات التكميلية معظم العقوبات التكميلية عقوبات إجبارية‪.‬‬

‫أ‪ -‬العقوبات التكميلية اإلجبارية‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬

‫الحكم بمصادرة األجهزة والوسائل المستخدمة في إرتكاب جريمة القتل العمد لمس تخدمي الص حة‬ ‫‪‬‬
‫مثل السالح السكين ‪ ..‬إلخ أو أية آلة أو وس يلة أخ رى اس تعملت في ذل ك‪ ،‬وك ذلك إغالق مح ل أو‬
‫مكان االستغالل في حالة ارتكاب الجريمة بعلم مالكه‪ ،‬وك ل ه ذا م ع مراع اة حق وق الغ ير حس ن‬
‫الني ة ودون المس اس ب ه ه و م ا نص ت علي ه الم ادة ‪ 149‬مك رر ‪ 9‬من ق انون العقوب ات المع دل‬
‫والمتمم‪.‬‬
‫العجز القانوني وه و عقوب ة تكميلي ة ك انت موج ودة في ق انون العقوب ات تحت عن وان العقوب ات‬
‫التبيعة من خالل نص المادة ‪ 9‬من نفس القانون‪ ،‬ثم استحداث المادة ‪ 9‬مكرر بموجب تعديل قانون‬
‫لسنة ‪ 2006‬والتي جاء فيها‪ :‬في حالة الحكم بعقوبة جنائية تأمر المحكمة وجوب ا ب الحجر الق انوني‬
‫الذي يتمثل في هرمان المحكوم عليه من ممارسة حقوقه المالي ة أثن اء تنفي ذ العقوب ة األص لية‪ .‬تتم‬
‫‪2‬‬
‫إدارة أصوله طبقا لإلجراءات المقررة في حالة العجز القضائي‬
‫الحرمان من ممارسة الحقوق الوطنية والمدنية والعائلية كعقوب ة إلزامي ة في الجناي ات بحيث نص‬
‫المش رع الجزائ ري عليه ا من خالل العب ارة التالي ة‪ :‬في حال ة الحكم بعقوب ة جنائي ة‪ ،‬يجب على‬
‫القاضي أن يأمر بالحرم ان من ح ق أو أك ثر من الحق وق المنص وص عليه ا أعاله لم دة أقص اها‬

‫المادة ‪ 148‬من األمر ‪01-20‬‬ ‫‪1‬‬

‫األمر رقم ‪ 156-66‬المعدل المتمم‬ ‫‪2‬‬


‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫عشرة (‪ )10‬س نوات تس ري من ي وم القض اء العقوب ة األص لية أو اإلف راج عن المحك وم علي ه‪.‬‬
‫والقاضي هن ا مخ ير في الحكم بالحرم ان من ح ق واح د أو أك ثر‪ ،‬والج دير بال ذكر وأن المش رع‬
‫الجزائري لم يحدد قبل تع ديل ‪ 2006‬لق انون العقوب ات‪ ،‬م دة نف ذ العقوب ة التبعي ة‪ ،‬في حين ك انت‬
‫‪2‬‬
‫محددة في الجنح‪.‬‬

‫العقوبات التكميلية االختيارية‪ :‬زيادة عن العقوبات التكميلية‪ ،‬ال يجوز للجهات القضائية أن تحكم على‬

‫الجاني بعقوبات تكميلية اختيارية المتمثلة فيما تبقى من العقوبات المنصوص عليها في نص المادة ‪9‬‬

‫وهي‪:‬‬

‫كتحديد اإلقامة المنع من اإلقامة؛‬ ‫‪‬‬


‫المصادرة الجزئية لألموال؛‬ ‫‪‬‬
‫إغالق المؤسسة‬ ‫‪‬‬
‫نشر أو تعليق حكم وقرار اإلدانة‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثالثا‪ :‬الظروف المشددة واألعذار المخففة‬

‫الظروف المشددة‪ :‬إن أول ظرف تشدد في العقوبة إلى مستخدمي الصحة هو اق تران القت ل المس تخدم‬
‫الصحة أو اقتران القتل بحيث يقصد بسبق اإلصرار عقد العزم قبل ارتك اب الفع ل على االعت داء على‬
‫شخص معين وحتى على شخص يتصادف وجوده أو مقابلته حتى لو كانت ه ذه الني ة متوقف ة على أي‬
‫ظرف أو شرط كان ‪ 3‬في حين يقصد بالترصد " انتظار شخص لفترة طويل ة أو قص يرة في مك ان أو‬
‫أكثر وذلك إما بإزهاق روحه أو االعتداء عليه‪ 4‬ومن ثمة فإن جريمة القتل العم د م ع س بق اإلص رار‬
‫والترصد لمستخدمي الصحة تشكل ظرفا مش ددا ومع نى ذل ك أن الج اني ق د ك ان على تص ميم س ابق‬
‫الرتكاب جريمة قتل أحد مستخدمي الصحة وما يلحقها من تفكير وتدبيره وبعد ذلك انتظر ضحيته في‬
‫‪5‬‬
‫المكان المعتقد لتنفيذها تنفيذا مفاجئا وهذا ما يقسم هذا الظرف‬

‫حالة اقتران القتل بجناي‪RR‬ة‪ :‬نص ت على ه ذا الظ رف الم ادة ‪ 1/263‬من ق انون العقوب ات المع دل‬
‫والمتمم التي جاء فيه ا "يع اقب على القت ل باإلع دام إذا س بق أو ص احب أو تال جناي ة أخ رى‪....‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 09‬مكرر ‪ 1‬من األمر رقم ‪ 165-66‬المعدل المتمم‬


‫‪ 2‬سعيد بو علي شرح قانون العقوبات الجزائري (القسم العام) بلقيس للنشر و التوزيع الجزائر ‪ 2021‬ص ‪423‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 256‬من األمر ‪ 156-66‬المعدل المتمم‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 257‬من األمر رقم ‪ 156-66‬المعدل المتمم‬
‫‪ 5‬محمد صبحي نجم شرح القانون العقوبات الجزائري ( القسم الخاص ) ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ‪ 2020‬ص‬
‫‪47‬‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫حالة اقتران القتل بجنحة وهو ما نصت علي ه ‪ 263‬في فقرته ا الثاني ة وال تي ج اء فيه ا‪ ....‬يع اقب‬
‫على القتل باإلعدام إذا كان الغرض منه إما إعداد أو تسهيل أو تنفيذ جنحة أو تسهيل قرار مرتكبي‬
‫‪1‬‬
‫هذه الجنحة أو الشركاء فيها تخلصهم من عقوبتها‪....‬‬

‫الظروف المخففة ‪ :‬وتتمثل هذه في جريمة القتل العمد المستخدمي الصحة فيما يلي‪:‬‬

‫االستفزاز ‪ :‬وهو ما نصت علي ه ‪ 277‬من ق انون العقوب ات الجزائ ري المع دل والمتمم‪ ،‬وال ذي ج اء فيه ا‬
‫مايلي‪" :‬يستفيد مرتكب جرائم القتل والجرح والض رب من األع ذار إذا دفع ه إلى ارتكابه ا وق وع ض رب‬
‫شديد من أحد األشخاص‬

‫رابعا‪ :‬التحريض على ارتكاب الجريمة‬

‫كم ا ج رت الع ادة ف إن المح رض يع اقب بنفس العقوب ات المق ررة لم رتكب جريم ة القت ل العم د‬
‫المستخدمي الصحة‪ ،‬بصرف النظ ر عن الوس يلة المس تخدمة في ذل ك وه و م ا ج اء في نص الم ادة ‪149‬‬
‫مكرر والتي جاء فيها ما يلي‪ :‬يعاقب بالعقوبات المقررة للفاع ل‪ ،‬ك ل من يح رض بأي ة وس يلة ك انت على‬
‫ارتكاب الجرائم المنصوص عليها في هذه القسم"‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الشروع في ارتكاب الجريمة‬

‫من خالل نص المادة ‪ 30‬من قانون العقوبات الجزائية المعدل والمتمم فإن كل محاوالت الرتك اب‬
‫جناية تبتدئ بالشروع في التنفيذ بأفعال ال لبس فيها تؤدي مباشرة إلى ارتكابها تعتبر كالجناي ة نفس ها إذا لم‬
‫توق ف أو لم يخب أثره ا اإلنتاجي ة لظ روف مس تقلة عن إرادة مرتكبه ا ح تى ول و لم يكن بل وغ اله دف‬
‫المقصود بظرف مادي يجهله مرتكبها" وعليه فإن الشروع في جناية القتل العمد لمستخدمي الصحة يعاقب‬
‫‪2‬‬
‫عليها قانونا‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 1/263‬من القانون المعدل المتمم‬


‫‪ 2‬انظر إلى نص المادة ‪ 30‬من قانون العقوبات المعدل المتمم‬
‫اإلطار الجزائي لمستخدمي الصحة العمومية‬ ‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫خالصة الفصل الثاني ‪:‬‬

‫أمام تزايد ظاهرة العتداء على مستخدمي الصحة العمومية و ما يترتب عنه من خطورة على ه ذا‬
‫القطاع و على المجتمع بصورة عام ة ف إن الج زاء رك يزة أساس ية لدول ة ألن ه يحف ظ كيانه ا السياس ي و‬
‫االجتماعي و االقتصادي كزنه يلبي حاجة ملحة للمجتمع في إبراز النظام العقابي الن ظاهرة االعت داء هي‬
‫ظاهرة اجتماعية و العقوبة ضرورة اجتماعية و هذا ما وضحه من خالل المشرع من خالل وضع مسار و‬
‫مسلك قانوني الذي يس عى لتعزي ز الحماي ة الالزم ة له ذه الفئ ة من خالل األم ر رقم ‪ 01-20‬و ذل ك عن‬
‫طريق فرض ج زاءات ج اءت مش ددة مقارن ة بن ك المق ررة لب اقي الم وظفين العموم يين في األس الك و‬
‫القطاعات األخرى و هذا ما يرسخ عزم الدولة على تحقيق الردع و القمع للجناة‬

You might also like