You are on page 1of 15

‫بسن اهلل الرمحن الرحين‬

‫ترمجت خمتصرة لـ ‪ :‬شيخ احملققني‪ً ،‬إهام الصديقني ‪ً ،‬حُجت العارفني ‪ً ،‬قدًة السالكني‬

‫إىل رب العاملني ‪ ،‬سيدنا اإلهام حمي الدين ‪:‬‬

‫( عبد القادر اجليالني ) رضي اهلل عنو ًقدّس سره‬

‫املتٌفى‪ :‬ليلت السبت ‪ ،‬يف الثاهن أً العاشر هن شير ربيع اآلخر ‪ ،‬سنت ‪ 165‬ىـ‬

‫اجلَيْلـِي املشهىرُ زَاكِي املَنبَعِ )‬ ‫( والشيخُ مُحي الدينِ فردُ زمانِهِ‬

‫نسبته الشرٌفة‬

‫هو سٌد السادات ‪ ،‬وإمام أهل الوالٌات ‪ ،‬السٌد الشرٌف ‪ ،‬الشٌخ القطب ‪،‬‬
‫الفرد الغوث ‪ ،‬إمام الفرٌقٌن ‪ ،‬وموضح الطرٌقٌن ‪ ،‬سٌد العارفٌن ‪ ،‬وقبلة‬
‫الوافدٌن ‪:‬‬
‫عبد القادر بن أبً صالح موسى جنكً دوست بن عبد هللا بن ٌحٌى بن‬
‫محمد بن داود بن موسى بن عبد هللا بن موسى بن عبد هللا بن الحسن المثنى‬
‫بن الحسن السبط بن أمٌر المإمنٌن علً بن أبً طالب ‪-‬رضً هللا عنهم‬
‫ٔ‬
‫أجمعٌن‪ ، -‬وأم سٌدنا الحسن ‪ :‬هً سٌدة نساء العالمٌن فاطمة الزهراء ابنت‬
‫سٌد المرسلٌن محمد صلى هللا علٌه وآله وسلم ‪.‬‬
‫● ووالدة اإلمام الجٌالنً ‪ :‬هً أم الخٌر فاطمة بنت أبً عبد هللا الصومعً ‪،‬‬
‫لها حظ من الخٌر والصالح ‪ ،‬ولها قدم فً الزهد واإلصالح ‪.‬‬
‫وأخوه الشٌخ أبو أحمد ‪ ،‬سنه دون سنه ‪ ،‬وقد نشؤ نشؤة صالحة ‪ ،‬ومات‬
‫بجٌالن شابا ‪.‬‬

‫والدته ونشأته‬

‫ولِد سٌدنا عبد القادر ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬بجٌالن (تقع بعد طبرستان) سنة‬
‫ٓ‪ٗ٧‬هـ أو ٔ‪ٗ٧‬هـ ‪ ،‬وقدم بغداد وهو ابن ثمان عشرة سنة ‪ ،‬أي عام ‪ٗ٤٤‬هـ‬
‫وهو منسوب إلى جٌل ‪-‬بكسر الجٌم‪ ، -‬وٌقال أٌضا جٌالنً ‪ ..‬نسبة إلى جده‬
‫جٌالن ‪ ،‬وهو أبو عبد هللا الصومعً ‪ ،‬وهو من صلحاء جٌالن وزهادهم ‪،‬‬
‫وكانت له أحوال عظٌمة ‪ ،‬وكرامات خارقة ‪ ،‬وكان مُجاب الدعوة ‪ ،‬وكان‬
‫‪-‬الشٌخ عبد القادر الجٌالنً‪ -‬به ‪-‬أي بجده‪ٌُ -‬عرف ؛ ألنه ‪-‬أي الشٌخ عبد‬
‫القادر‪ -‬سبطه ‪.‬‬

‫● قال سٌدنا الحبٌب عٌدروس بن عمر الحبشً ‪-‬رضً هللا عنه‪: -‬‬
‫( أن من سمى ولده عبد القادر فً الغالب أنه ٌسلم واألمر هلل ) ‪.‬‬

‫● وكان سٌدنا الشٌخ عبد القادر الجٌالنً أدم اللون ‪ ،‬نحٌف البدن ‪ ،‬ربع‬
‫القامة ‪ ،‬عرٌض الصدر ‪ ،‬عرٌض اللحٌة ‪ ،‬طوٌلها ‪ ،‬أسمر ‪ ،‬مقرون‬
‫الحاجبٌن ‪ ،‬له صوت جهوري ‪.‬‬

‫ٕ‬
‫ك ؟ قال‪:‬‬ ‫َ‬
‫بنٌت أمر َ‬ ‫● وقال محمد بن القابد ‪ :‬قلت للشٌخ عبد القادر‪ :‬على ما‬
‫ُ‬
‫كذبت قط ‪.‬‬ ‫على الصدق ‪ ،‬ما‬
‫‪ ‬وقد تفقه سٌدنا الشٌخ عبد القادر ‪-‬رحمه هللا‪ -‬بؤبً الوفا علً بن عقٌل ‪،‬‬
‫وأبً الخطاب محفوظ بن أحمد ‪ ،‬وأبً الحسٌن محمد بن القاضً أبً ٌعلى ‪،‬‬
‫وأبً سعٌد المبارك بن علً المخزومً ‪ ،‬مذهبا ً وخالفا ً وفروعا ً وأصوالً ‪.‬‬
‫واستمع الحدٌث النبوي من جماعة ‪ ،‬منهم ‪ :‬أبو غالب محمد بن الحسن‬
‫الباقالنً ‪ ،‬ومحمد بن عبد الكرٌم ‪ ،‬ومحمد بن علً مٌمون ‪ ،‬وغٌرهم ‪.‬‬
‫وقرأ األدب على أبً ٌحٌى زكرٌا بن علً التبرٌزي ‪ ،‬وصحب الشٌخ‬
‫العارف باهلل حماد بن مسلم الدباس ‪ ،‬وأخذ عنه علم الطرٌقة ‪ ،‬وتؤ ّدب به ‪.‬‬
‫ولقً جماعة من أكابر المشاٌخ ‪ ،‬وتلقى عنهم العلوم الشرعٌة ‪ ،‬والفنون‬
‫الدٌنٌة ‪ ،‬ثم أظهره هللا تعالى للخلق ‪ ،‬وأوقع له القبول‪ ،‬والهٌبة والجالل‪،‬‬
‫وأظهر ال ِح َكم من قلبه على لسانه ‪ ،‬وعمر مدرسة أستاذه أبً سعٌد‬
‫المخزومً ‪ ،‬ووسعها جداً ‪ ،‬وتصدر للتدرٌس بها ‪ ،‬والفتوى والوعظ ‪،‬‬
‫وقصده الطلبة من العلماء والصلحاء ‪.‬‬
‫وانتهت إلٌه تربٌة المرٌدٌن بالعراق ‪ ،‬و ُسلّمت إلٌه أَ ِزمّة المعارف ‪ ،‬فؤصبح‬
‫قطب الوقت المرجوع إلٌه ‪.‬‬
‫وص ّنف كتبا ً مفٌدة ‪ ،‬وأملى فوابد مزٌدة ‪ ،‬وتلمذ له ٌ‬
‫خلق كثٌر ‪ ،‬ولبس منه‬
‫الخرقة خالبق ال ٌُحصون ‪ ،‬وإلٌه ٌرجع جمهور شٌوخ الٌمن ‪.‬‬

‫ٖ‬
‫أول من تاب على ٌدٌه‬

‫أتى سٌدنا الشٌخ عبد القادر إلى أمه ‪ ،‬وقال لها‪ :‬هبٌنً هلل ؛ ألنً أرٌد‬
‫المسٌر إلى بغداد ؛ ألشتغل بالعلم وأزور الصالحٌن ‪ ،‬وهو صغٌراً ‪ ،‬فقالت‬
‫له‪ :‬عندي ثمانون دٌناراً ورث ُتها من أبٌك ‪ ،‬فتر َكت ألخً أربعٌن ‪ ،‬وخٌّطت‬
‫لً فً ثوبً تحت إبطً أربعٌن ‪ ،‬وأ ِذنت لً فً السفر ‪.‬‬
‫وعاهدتنً على الصدق فً كل أحوالً ‪ ،‬فسافرت مع قافلة صغٌرة تطلب‬
‫بغداد ‪ ،‬ول ّما تجاوزنا همدان ‪ ،‬وكنا بؤرض فالة ‪ ..‬خرج علٌنا ستون فارسا ً ‪،‬‬
‫فؤخذوا القافلة ‪ ،‬ولم ٌتعرض لً أحد ‪ ،‬وكلما مر بً واحد منهم ‪ ..‬قال لً ‪:‬‬
‫ٌا فقٌر ما معك ؟ قلت ‪ :‬أربعٌن دٌناراً ‪ ،‬فقال‪ :‬وأٌن هً؟ قلت مخٌّطة فً‬
‫ثوبً تحت إبطً‪ ،‬وظن أنً استهزئ به ‪ ،‬فتركنً وانصرف ‪ ،‬فمرّ بً واحد‬
‫آخر ‪ ،‬فقال لً مثل األول ‪ ،‬فؤجبته بمثله ‪ ،‬فتركنً وانصرف ‪.‬‬
‫فاجتمعا عند مقدمهم ‪ ،‬فؤخبراه بما سمعاه منً ‪ ،‬فقال علً به ‪ ،‬فؤُتً بً‬
‫إلٌه‪ ،‬وإذا هم على تل ٌقتسمون أموال القافلة ‪ ،‬فقال لً‪ :‬ما معك؟ ُ‬
‫قلت أربعٌن‬
‫قلت مخٌطة فً ثوبً تحت إبطً ‪ ..‬فؤمر بثوبً‬ ‫دٌناراً ‪ ،‬قال وأٌن هً ؟ ُ‬
‫ففُ ِتق ‪ ،‬فوجدها ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أمً عاهدتنً على الصدق ‪ ،‬فؤنا ال أخون‬‫ُ‬ ‫فقال ‪ :‬ما حملك على هذا ؟‬
‫عهدها‪ ،‬فبكى وقال‪ :‬أنت لم تخن عهد أمك ‪ ،‬وأنا لً الٌوم كذا وكذا سنة‬
‫أخون عهد ربً ‪ ،‬فتاب على ٌدي ‪ ،‬فقال له أصحابه ‪ ( :‬أنت كنت مقدمنا فً‬
‫قطع الطرٌق ‪ ،‬فؤنت اآلن مقدمنا فً التوبة ) ‪ ،‬فتابوا كلهم على ٌدي ‪ ،‬وردوا‬
‫القافلة ما أخذوا منهم ‪ ،‬فهم أول من تاب على ٌدي ‪.‬‬

‫ٗ‬
‫من مجاهداته و أحواله العظٌمة ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬

‫‪ ‬منها ‪ :‬أنه مكث خمسا ً وعشرٌن سنة متجرداً ‪ ،‬سابحا ً فً براري العراق ‪.‬‬
‫‪ ‬وأربعٌن سنة ٌصلً الصبح بوضوء العشاء ‪.‬‬
‫‪ ‬وخمس عشرة سنة ٌصلً العشاء ‪ ،‬ثم ٌستفتح القرآن وهو واقف على رجل‬
‫واحدة وٌده فً وتد مضروب فً حابط ؛ خوفا من النوم ‪ ،،‬حتى ٌنتهً إلى‬
‫آخر القرآن فً الس َحر ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان ٌمكث الثالثة األٌام إلى األربعة األٌام ‪ ،‬وال ٌجد ما ٌقتات به ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان ٌمشً حافٌا ً فً الشوك وغٌره ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان سكوته أكثر من كالمه ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان ٌقول‪ :‬ما هالنً شًء إال سلكته ‪ ،‬وما غلبتنً نفسً فٌما ترٌده قط ‪،‬‬
‫وال أعجبنً شًء من زٌنة الدنٌا قط منذ كنت صغٌراً ‪.‬‬
‫‪ ‬وذكر سٌدنا اإلمام الحداد ‪-‬رضً هللا عنه‪ -‬أن للمتوكل الصادق ثالث‬
‫عالمات ‪ .. ،‬إلى أن قال ‪:‬‬
‫ومن هذا القبٌل ما حُكً أن سٌدي الشٌخ عبد القادر الجٌالنً نفع هللا به ‪:‬‬
‫كان ٌتكلم فً القدَر ‪ ،‬فسقطت علٌه حٌّة عظٌمة ‪ ،‬ففزع الحاضرون فرقا ً‬
‫اآلخر‪،‬‬‫منها‪ ،‬فالت ّفت على عنق الشٌخ‪ ،‬ودخلت من أحد كمٌه وخرجت من َ‬
‫والشٌخ نفع هللا به ثابت لم ٌضطرب ولم ٌقطع كالمه ‪.‬‬

‫٘‬
‫من مناقبه وأخالقه ‪-‬رضً هللا عنه‪-‬‬

‫‪ ‬كان ٌكتب ما ٌقوله فً مجلسه أربعمابة محبرة ‪.‬‬


‫‪ ‬وكان ‪-‬رضً هللا‪ٌ -‬جالس الضعفاء ‪ ،‬وٌصبر على طلبة العلم ‪ ،‬وٌتفقد من‬
‫غاب من أصحابه ‪ ،‬وٌسؤل عن شبونهم ‪ ،‬وٌحفظ و ّدهم ‪ ،‬وٌعفو عن سٌباتهم‪،‬‬
‫وٌص ّدق من حلف له وٌخفً علمه فٌه ‪ ،‬وال ٌظن صدٌقه أن أحداً أكرم علٌه‬
‫منه ‪ ،‬ولٌس أشد حٌاء منه ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان ٌقبل الهدٌة ‪ ،‬وٌكافا علٌها ‪ ،‬وٌقبل النذور وٌؤكل منها ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان ٌخبز له كل ٌوم ‪ ..‬أربعمابة أو خمسمابة أرغفة ‪ٌ ،‬إتى بها آخر‬
‫النهار ‪ ،‬وٌفرق منها على من حضر ‪ِ ،‬كسره كسره ‪ ،‬والباقً ٌإخره لنفسه ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان مع جاللة قدره وعلو منزلته و سعة علمه ‪ٌ :‬قف مع الصغٌر وٌوقر‬
‫الكبٌر‪ ،‬وٌبدأ بالسالم ‪ ،‬وٌجالس الضعٌف ‪ ،‬وٌتواضع للفقراء ‪ ،‬وٌتعاظم على‬
‫الرفعاء ‪ ،‬فما كان ٌقوم ألحد من العظماء وال األعٌان ‪ ،‬وال ألم بباب وزٌر‬
‫قط ‪ ،‬وال سلطان ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان ٌجلس مع الفقراء وٌفلً لهم ثٌابهم ‪.‬‬
‫‪ ‬وقد تاب على ٌدٌه معظم أهل بغداد ‪ ،‬وأسلم أكثر الٌهود والنصارى ‪.‬‬
‫‪ ‬وذكروا فً مناقبه ‪ :‬أ ّنه كان لسٌدي عبد القادر ولد ‪ ،‬وذات مرّ ة قال لوالده‬
‫أنا باذاكر ‪ ،‬فقال له رخصة ‪ ،‬فقام ٌذاكر والمجلس مالن ‪ ،‬وال قصّر الولد‬
‫جاب اآلٌات القرآنٌة واألحادٌث النبوٌة ‪ ،‬ولكن ال قلب خشع وال عٌن دمعت‬
‫من مذاكرته ‪ ..‬حتى قام واحد من أهل المجلس وقال لهم ‪ :‬أرٌحونا من هذا‬
‫الرجل ‪.‬‬
‫بعد ذلك قام سٌدنا عبد القادر ‪ ،‬وقال لهم ‪( :‬البارحة أهل الدار أخذوا دجاجة‬
‫وطبخوها وبعد جات الهرّ ة وأكلتها) ‪ ..‬فبكوا أهل المجلس كلهم ‪ ،‬فعرف‬
‫‪ٙ‬‬
‫(ٔ)‬
‫الولد إن عاده ما معه شًء مما مع أبوه ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال محمد بن الخضر عن أبٌه ‪ :‬خدمته ثلث عشر سنة ‪ ،‬فما رأٌ ُته امتخط‬
‫تنخ َع ‪ ،‬وال قعدت علٌه ُذبابة ‪ ،‬وال قام ألحد ‪ ،‬وال جلس على بساط ملك ‪،‬‬
‫وال ّ‬
‫وال أكل لهم طعاما ً ‪.‬‬
‫‪ ‬ومن كالم الحبٌب محمد بن هادي السقاف ‪-‬رضً هللا عنه‪ ، -‬قال ‪:‬‬
‫( كان الحبٌب عبد القادر الجٌالنً إذا ولد له مولود ‪ ..‬قال ‪ :‬إبتونً به ‪ ،‬فإذا‬
‫جاإوا به ‪ ..‬حمله بٌده وقال ‪ٌ :‬ا رب هذا الولد منك وإلٌك ‪ ،‬قد أخرجته من‬
‫قلبً ‪ ،‬ثم ٌرده ‪ ،‬وٌفعل ذلك ؛ ألجل إذا جرى أمر هللا علٌه ‪ ..‬ال ٌتكدر علٌه؛‬
‫اهـ تحفة األشراف جٔ صـٖٗ ‪.‬‬ ‫لصدق إقباله على هللا ) ‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫سافرت إلى العجم ‪،‬‬ ‫ترجم ‪:‬‬
‫وفً {غِبطة الناظر} ما لفظه ‪ :‬قال الشٌخ عبد الوهاب ابن ال ُم َ‬
‫قلت لوالدي‪ :‬أرٌد أن أتكلم على الناس بحضرتك ‪،‬‬ ‫رجعت إلى بغداد ‪ُ ..‬‬
‫ُ‬ ‫وتف ّن ُ‬
‫نت فً العلوم ‪ ،‬فلما‬
‫تجر‬
‫قلب ولم ِ‬‫فصعدت الكرسً وتكلمت بما شاء هللا من العلوم والمواعظ ‪ ،‬فلم ٌخشع ٌ‬ ‫ُ‬ ‫فإذن لً ‪،‬‬
‫كنت صائماً‪ ،‬ف َقلَ ْت لً أم ٌحٌى‬
‫فنزلت وصعد فقال‪ُ :‬‬‫ُ‬ ‫دمعة ‪ ،‬وضجوا بوالدي أن ٌتكلم علٌهم ‪،‬‬
‫بوٌضات‪ ،‬وجعلتها فً سكرجة ‪ ،‬فجاءت السنور فرمت بها فانكسرت ‪ ،‬فض ّج أهل المجلس‬
‫بالصراخ ‪ ،‬فلما نزل قلت له فً ذلك ؟ فقال ٌا بنً أنت ُم ِدل ٌّ بسفرك ‪ ،‬أسافرت إلى هنا ؟ وأشار‬
‫بإصبعه إلى السماء ‪.‬‬
‫فكنت بعد ذلك أصعد الكرسً وأتكلم على الناس بفنون العلم ‪ ،‬ووالدي ٌسمع‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫قال عبد الوهاب‪:‬‬
‫فال ٌتأثر أحد ‪ ،‬ثم أنزل فٌصعد والدي فٌقول‪ٌ( :‬ا بله الشجاعة صبر ساعة) فض ّج أهل المجلس ‪،‬‬
‫فكنت أسأله عن ذلك ‪ ..‬فٌقول‪ :‬أنت المتكلم عنك ‪ ،‬وأنا المتكلم عن غٌري ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪٧‬‬
‫المشائخ الذٌن ُتنسب إلٌهم الخرقة‬

‫المشابخ الذٌن ُتنسب إلٌهم الخرقة الشرٌفة فً جمٌع أقطار األرض‪ :‬خمسة ؛‬
‫األول ‪ :‬الشٌخ عبد القادر الجٌالنً ‪.‬‬
‫الثانً ‪ :‬الشٌخ أبو مدٌن شعٌب بن الحسٌن األنصاري المغربً األندلسً ‪.‬‬
‫هر َورْ دي ‪.‬‬
‫الثالث ‪ :‬اإلمام الكبٌر شهاب الدٌن عمر بن محمد البكري الس َ‬
‫الرابع ‪ :‬اإلمام شهاب الدٌن أحمد بن أبً الحسن الرِّ فاعً الحسٌنً ‪.‬‬
‫الخامس ‪ :‬الشٌخ أبو إسحاق بن شهربار الكازرونً ‪.‬‬
‫اهـ الفوابد الحسان جٖ صـٕ٘ٔ نقالً من عقد الٌواقٌت جٕ صـٓٗٔ ‪.‬‬

‫من ثناء العلماء علٌه‬

‫‪ ‬قال الشٌخ أبو عبد هللا القرشً ‪ :‬الشٌخ عبد القادر ‪ ،‬سٌد أهل زمانه ‪،‬‬
‫عارفٌن ‪ ،‬وأولٌاء ‪ ،‬وعلماء ‪ ،‬ومشابخ ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال الشٌخ إبراهٌم األعزب ‪ :‬الشٌخ عبد القادر ‪ ،‬سٌدنا ‪ ،‬وشٌخ المحققٌن‪،‬‬
‫وإمام الصدٌقٌن ‪ ،‬وحُجة العارفٌن ‪ ،‬وقدوة السالكٌن ‪ ،‬إلى رب العالمٌن ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال الحافظ أبو سعٌد ‪ :‬دٌّن صالح ‪ ،‬خٌّر ‪ ،‬كثٌر الذكر ‪ ،‬دابم الفكر ‪،‬‬
‫سرٌع الدمعة ‪.‬‬
‫‪ ‬وعن الشٌخ العماد محمد بن إبراهٌم المقدسً ‪ :‬أنه سمع الشٌخ الموفق‬
‫ٌقول ‪:‬‬
‫كان الشٌخ عبد القادر ممن انتهت إلٌه الرٌاسة علما ً وعمالً ‪ ،‬وحاالً وفُتٌا ً ‪.‬‬

‫‪٤‬‬
‫‪ ‬وقال الشٌخ المعمّر المعروف بـ(جراده) ‪ :‬ما رأت عٌنً أحسن ُخلقا ً وال‬
‫أوسع صدراً وال أكرم نفسا ً وال أعطف قلبا ً وال أحفظ عهداً من الشٌخ عبد‬
‫القادر ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال الحافظ الذهبً ‪ :‬عبد القادر الجٌلً الحنبلً الزاهد ‪ ،‬صاحب‬
‫الكرامات والمقامات ‪ ،‬وشٌخ الحنابلة ‪ ..‬إلى أن قال ‪ :‬وكان عدٌم النظٌر ‪،‬‬
‫بعٌد الصٌت ‪ ،‬رأسا ً فً العلم والعمل ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال سٌدنا اإلمام عبد هللا بن علوي الحداد ‪-‬رضً هللا عنه‪: -‬‬
‫( ما رأٌت مث َل رجلٌن ‪ :‬أحدهما من أهل الباطن ‪ ،‬واآلخر من أهل الظاهر ‪،‬‬
‫ٌَغبطهما أهل الباطن وأهل الظاهر ‪ ،‬وهما الشٌخ عبد القادر واإلمام‬
‫اهـ تثبٌت الفإاد جٕ صـٕٕٖ ‪.‬‬ ‫الغزالً ) ‪.‬‬
‫ومن أثناء قصٌدة له التً مطلعها ‪:‬‬
‫الغافر‬
‫ِ‬ ‫العزٌز‬
‫ِ‬ ‫الحاضر الواح ِد ال َملكِ‬
‫ِ‬ ‫الحمد هلل الشهٌ ِد‬
‫إلى أن قال ‪:‬‬
‫ِ ُ‬ ‫خـص الـرجـال َ العارفٌنَ بـقُ ِ‬
‫العاشر‬
‫ِ‬ ‫وبـأنسِ ِه أهـل َ ال َم ِ‬
‫قام‬ ‫رب ِه‬ ‫َّ‬
‫طائر‬
‫ِ‬ ‫وح‬
‫الزمان بكل ِّ ُر ٍ‬ ‫ِكره طول َ َّ‬‫شغفوا به واستـغرقوا فً ذ ِ‬ ‫ُ‬
‫القادر‬
‫ِ‬ ‫مثل الشرٌف الس ٌِّ ِد الغوث الذي ٌُسمى إذا ٌُدعى بعبد‬
‫إلى آخر القصٌدة ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن كالم الحبٌب أحمد بن عمر بن سمٌط ‪-‬رضً هللا عنه‪ ، -‬قال ‪:‬‬
‫( اإلمام الغزالً قطب العلوم ‪ ،‬وسٌدنا أبو ٌزٌد البسطامً قطب األحوال ‪،‬‬
‫علوم وأحوال‬
‫ٍ‬ ‫وسٌدنا عبد القادر الجٌالنً قطب المقامات ‪ ،‬وكلهم أهل‬
‫اهـ مجموع كالمه صـٖٔٗ ‪.‬‬ ‫ومقامات ‪ ،‬وإنما هذا االسم غلَب علٌهم ) ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫فٌما جاء فً سعة علمه‬

‫‪ ‬قال ابن الجوزي فً {مرآة الزمان} ‪ :‬كانت الفتاوى تؤتً إلٌه من بالد‬
‫العراق وغٌرها ‪ ،‬فما كانت تبٌت عنده فتوى ‪ ،‬وكان ٌفتً على مذهب اإلمام‬
‫الشافعً ومذهب اإلمام أحمد بن حنبل ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان كل من اشتغل علٌه من بفن من الفنون ‪َ ..‬‬
‫مهر فً ذلك الفن حتى‬
‫ٌفوق أقرانه ‪ ،‬وٌُحتاج إلٌه ‪.‬‬
‫‪ ‬و ُنقل عن األكابر ‪ :‬أن الشٌخ كان ٌُقرئ فً ثالثة عشر علما ً ‪ ،‬وكان ٌبدأ‬
‫فً مدرسته بدرس من التفسٌر‪ ،‬ودرس من الحدٌث‪ ،‬ودرس من الفقه‪،‬‬
‫ودرس من الخالف ‪ ،‬وكان ٌُقرأ علٌه طرفً النهار فً التفسٌر والحدٌث‬
‫والفقه واألصول والنحو ‪ ،‬و ُتقرأ علٌه القراءات بالرواٌات بعد الظهر ‪.‬‬
‫العجم إلى‬
‫المترجم ‪ :‬جاءت فتوى من بالد َ‬
‫َ‬ ‫‪ ‬وقال الشٌخ عبد الرزاق ابن‬
‫بغداد ‪ ،‬فعرضت على علمابهم ‪ ،‬فلم ٌجٌبوا عنها بشًء ‪ ،‬وهً ‪:‬‬
‫( رج ٌل حلف بالطلقات الثالث أنه ٌعبد هللا عبادة ٌنفرد بها دون جمٌع الناس‬
‫فً وقت تلبسه بها ) ‪ ،‬فؤحضروها إلى والدي ‪ ،‬فكتب على الفور ‪:‬‬
‫( ٌُخلّى له الطواف اسبوعا ً وحده ‪ ..‬فٌنح ّل ٌمٌنه ) ‪.‬‬

‫ٓٔ‬
‫نبذة من بلٌغ كالمه‬

‫‪ ‬قال رضً هللا عنه ‪ :‬الخلق حجابك عن نفسك ‪ ،‬ونفسك حجابك عن ربك ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال رضً هللا عنه ‪ :‬ما دمت ترى الخلق ‪ ..‬ال ترى نفسك ‪ ،‬وما دمت‬
‫ترى نفسك ال ترى ربك ‪.‬‬
‫وفً رواٌة ‪ ( :‬ما دمت تراعً الخلق ‪ ..‬ال تهتدي لعٌب نفسك ‪ ،‬وما دمت‬
‫تراعً نفسك ‪ ..‬فؤنت محجوب عن ربك ) ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال رضً هللا عنه ‪ :‬الدنٌا اشتغال ‪ ،‬واآلخرة أهوال ‪ ،‬والعبد بٌنهما ما‬
‫ٌستقر قراره إال إلى جنة أو نار ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال رضً هللا عنه ‪ :‬ال ٌبرأ الرجل من العجب إال أن شاهد أموره كلها‬
‫من هللا تعالى وأخرج نفسه من البٌن ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال رضً هللا عنه ‪ :‬ال تشكو ضراً نزل بك لغٌر هللا ؛ ( وإن ٌمسس َك‬
‫ض ٍّر فال كاشف له إال هو ) ‪.‬‬
‫هللاُ ِب ُ‬
‫‪ ‬وقال رضً هللا عنه ‪ :‬احذر أن تشكو ضٌق رزقك وعندك قوت ٌوم ‪،‬‬
‫فإنما عسّر علٌك أسباب الرزق ؛ عقوبة لك على كفرانك ‪.‬‬
‫‪ ‬وقال رضً هللا عنه ‪ُ :‬كن مع الحق كؤن ال َخلق ‪ ،‬و ُكن مع الخلق كؤن ال‬
‫َ‬
‫وعرفت ‪ ،‬وعن الك ِّل فنٌت‪،‬‬ ‫َ‬
‫وجدت‬ ‫ِّ‬
‫الحق كؤن ال خلق ‪..‬‬ ‫َن ْفس ‪ ،‬فإذا َ‬
‫كنت مع‬
‫َ‬
‫عدلت واتقٌت ‪ ،‬ومن التبعات سلمت ‪.‬‬ ‫الخلق كؤن ال نفس ‪..‬‬
‫ِ‬ ‫وإذا َ‬
‫كنت مع‬
‫اهـ الوصاٌا النافعة صـٖٓ ‪.‬‬

‫‪ ‬وسُبل رضً هللا عنه ‪ :‬عن الدنٌا ‪ ..‬فقال ‪ :‬أخرجها من قلبك إلى ٌدك ‪،‬‬
‫فإنها ال تضرك ‪.‬‬

‫ٔٔ‬
‫‪ ‬وسُبل رضً هللا عنه ‪ :‬عن الشكر ‪ ..‬فقال ‪ :‬حقٌقة الشكر ‪ :‬االعتراف‬
‫بنعمة المُنعم على وجه الخضوع ‪ ،‬ومشاهدة المنة وحفظ الحرمة على وجه‬
‫معرفة العجز عن الشكر ‪.‬‬
‫‪ ‬وكان ٌقول ‪ :‬الفقٌر الصابر مع هللا تعالى أفضل من الغنً الشاكر له ‪،‬‬
‫والفقٌر الشاكر ‪ ..‬أفضل منهما ‪ ،‬والفقٌر الصابر الشاكر ‪ ..‬أفضل منهم ‪.‬‬

‫من دعواته‬

‫‪ ‬وهذا الدعاء ٌُنسب لإلمام عبد القادر الجٌالنً ‪:‬‬


‫كـل وقـــــت ورعاٌة‬ ‫إن هلل عـــــــــــــــناٌة‬
‫واعـتقادي له وقاٌة‬ ‫جعلت الصبر دأبـً‬ ‫ُ‬ ‫قد‬
‫كــسـر قــلبً بنكاٌة‬ ‫كلما رام حـــــــسودي‬
‫إن فـً هللا كــــفاٌـة‬ ‫حلته ســــــراً على هللا‬
‫إن فً هللا كفــاٌـــة‬ ‫إن فً هللا كـــــــــفاٌة‬

‫وصف‬
‫ِّ‬ ‫نور قلوبنا ودلها علٌك ‪،‬‬ ‫‪ ‬وهذا الدعاء منسوب له أٌضا ً ‪ ( :‬اللهم ّ‬
‫أسرارنا وقربها منك ‪ ،‬وآتنا فً الدنٌا حسنة وفً اآلخرة حسنة وقنا عذاب‬
‫هذه الدعوات منقولة من (إفادة المحبة من كنوز األحبة ‪ ٧ٙ‬و ٖ‪. )٧‬‬ ‫النار ) ‪.‬‬

‫‪ ‬ومن كالم الحبٌب عبد الباري بن شٌخ العٌدروس ‪-‬رضً هللا عنه‪ ، -‬قال‪:‬‬
‫سع علٌنا فً الدنٌا‬
‫( الشٌخ عبد القادر الجٌالنً له دعاء ٌدعو به ؛ اللهم و ّ‬
‫زوها ع ّنا وتر ّغبنا فٌها فنهلك بطلبها ‪ ،‬اللهم الطف بنا‬
‫وزهدنا فٌها ‪ ،‬وال َت ِ‬
‫اهـ فٌض الكإوس صـ‪. ٖٔ9‬‬ ‫فً جمٌع أقضٌتك ) ‪.‬‬

‫ٕٔ‬
‫أوالده رضً هللا عنهم‬

‫‪ ‬لسٌدنا عبد القادر الجٌالنً نحو ثالثٌن ولد ‪ ،‬منهم ‪ :‬الشٌخان ‪ :‬عبد‬
‫الرزاق‪ ،‬وعبدالوهاب ‪.‬‬
‫ومن ذرٌته مولى العرض ‪ ،‬واسمه (سرور) ‪.‬‬

‫ولنقبض عنان القلم ؛ فإن أحوال الشٌخ عبدالقادر تبهر العقل ‪ ،‬وٌتعذر‬
‫علٌنا إحصاء ما فٌه من الفضل ‪.‬‬
‫وقد أثنى علٌه أهل عصره وقدموه ‪ ،‬وكان ٌؤخذ القلوب بكالمه ومواعظه ‪،‬‬
‫وتخرج به الكثٌر ‪ ،‬وشهرته فً األقطار معروفة ‪ ،‬ومناقبه ال ُتحصى ‪ ،‬وهً‬
‫أكثر من أن ُتستقصى ‪.‬‬

‫وفاته رحمه هللا‬

‫قال ابن الجوزي ‪ :‬توفى سٌدنا الشٌخ عبد القادر الجٌالنًِ ‪-‬رحمه هللا‪ -‬لٌلة‬
‫السبت ‪ ،‬ثامن شهر ربٌع اآلخر ‪ ،‬سنة إحدى وستٌن وخمسمابة ‪ ،‬و ُدفن فً‬
‫بغداد ‪ ،‬وقد أفرده الناس بعدة من التآلٌف ‪.‬‬
‫وقال ابن النجار بسنده ‪ ..‬إلى أن قال ‪ :‬توفى عاشر ربٌع اآلخر ‪ ،‬سنة إحدى‬
‫وستٌن وخمسمابة ‪ ،‬وله تسعون سنة ‪ ،‬وصلى علٌه ولده عبد الوهاب ‪.‬‬
‫ولما احتضر قال ‪ :‬لٌت أمً لم تلدنً ‪ ،‬وكان تحت رأسه مخدة ‪ ..‬فقال ‪:‬‬
‫أنزلوا خدي عنها وضعوه على التراب ‪ ،‬لعل هللا ٌرحمنً ‪.‬‬

‫ٖٔ‬
‫رمحه اهلل رمحة األبرار ‪ ،‬ومجعـا وإقاه برمحمه يف دار اؾؼرار ‪ ،‬وؿنَّ‬

‫عؾقه باؾعطاء اؾواف ‪ ،‬وأدؽـه ػسقح جـمه ‪ ،‬وأعاد عؾقـا عؿقم برؽمه ‪،‬‬

‫وؼدّس أدراره ‪ ،‬وـػعـا به وبعؾوؿه يف اؾدارقن ‪.‬‬

‫ورضي اهلل عـه وأرضاه‪ ،‬وعـا به ‪ ،‬وؿـحـا مما أعطاه ‪.‬‬

‫وـسأل اهلل أن قمغشاه باملغػرة واؾرضوان ‪ ،‬وجيؿعـا به يف أعؾى‬

‫ػرادقس اجلِـان ‪ ،‬ؿن غري دابؼة عذاب وال اؿمحان‪ ،‬بل مبحض اؾػضل‬

‫واؾؽرم واالؿمـان ‪ ،‬وجزاه اهلل عن األؿّة واإلدالم خرياً ‪ ،‬وأعؼب اهلل ؿـه‬

‫اؾعُؼلى اؾصاحلة ‪ ،‬ؽؿا أعؼبَ علاده اؾصاحلني ‪ ،‬آؿني اؾؾفم آؿني ‪.‬‬

‫ػاهلل قوػؼـا ؾألدب ‪ ،‬وحسن اؾظن بفم ‪ ،‬واحمللة هلم ‪ ،‬وجيؿعـا بفم يف‬

‫أحسن األحوال بػضؾه ورَوؾه ‪ ،‬اؾؾفم اجعؾـا ؿن حميب أوؾقائك ‪،‬‬

‫واؾؾفم إـك تعؾم أـا حنلفم ؾك ‪ ،‬ػأؽرؿـا قا ؿوالـا مبا ؿـحمفم ‪،‬‬

‫واحشرـا يف زؿرتفم ‪ ،‬قا أرحم اؾرامحني ‪.‬‬

‫اؾؾفم ؽؿا أجرقتَ ذؽرفم عؾى أؾسـمـا ػأجرِ عؾوؿفم عؾى أػكدتـا ‪،‬‬

‫اؾؾفم حبؼفم عؾقك ‪ ،‬ومبا هلم ؾدقك ‪ ،‬امجعـا بك عؾقك ‪ ،‬واذغؾـا بك‬

‫ٗٔ‬
‫عن غريك ‪ ،‬وأمتم عؾقـا إػاضة خريك ‪ ،‬ػإـك غؿرت باؾـوال ‪ ،‬وأغـقت‬

‫عن اؾسؤال ‪ ،‬يف خري وؾطف وعاػقة ‪.‬‬

‫اؾؾفم ؽؿا ؼربمفم إؾقك حبلك ‪ ..‬ػؼربـا إؾقك حبلـا هلم ‪ ،‬اؾؾفم ؽؿا‬

‫تػضؾت عؾقفم مبا تػضؾت ‪ ،‬ػمػضل عؾقـا بموػقؼك وتسدقدك‪ ،‬إـك عؾى‬

‫ؽل ذيء ؼدقر ‪ ،‬وـسألُ اهللَ اؾؽرقم أن ميدـا مبددفم ‪ ،‬وأن قػقضَ‬

‫عؾقـا ؿن ػائضات ػفوؿفم ‪ ،‬إـه وؾي ذؾك واؾؼادر عؾقه ‪.‬‬

‫وصؾى اهلل ودؾم عؾى عني أفل اؾؽؿال ‪ ،‬وؿـلع اجلود واإلػضال ‪،‬‬

‫حلقلـا حمؿد ؿـمفى اآلؿال ‪ ،‬وعؾى صحله واآلل ‪ ،‬عؾى ممر األقام‬

‫واؾؾقال ‪ ،‬وآخر دعواـا أن احلؿدِ هلل ربّ اؾعاملني ‪ ،‬دلحان ربك رب‬

‫اؾعزة عؿا قصػون‪ ،‬ودالمٌ عؾى املردؾني ‪ ،‬واحلؿد هلل رب اؾعاملني ‪.‬‬

‫المصادر ‪ :‬تثبٌت الفإاد ‪ ،‬ورسالة المعاونة ‪ ،‬وشرح العٌنٌة ‪ ،‬وفٌض‬


‫األسرار‪ ،‬وكالم الحبٌب علوي بن شهاب ‪ ،‬وتراجم مختصرة ‪ ،‬ومقدمة كتاب‬
‫الغنٌة ‪ ،‬وغبطة الناظر‪.‬‬

‫تقدين ‪ :‬رباط اهلدار للعلٌم الشرعيت بـ(تعز)‬


‫٘ٔ‬

You might also like