Professional Documents
Culture Documents
ترمجت خمتصرة لـ :شيخ احملققنيً ،إهام الصديقني ً ،حُجت العارفني ً ،قدًة السالكني
املتٌفى :ليلت السبت ،يف الثاهن أً العاشر هن شير ربيع اآلخر ،سنت 165ىـ
نسبته الشرٌفة
هو سٌد السادات ،وإمام أهل الوالٌات ،السٌد الشرٌف ،الشٌخ القطب ،
الفرد الغوث ،إمام الفرٌقٌن ،وموضح الطرٌقٌن ،سٌد العارفٌن ،وقبلة
الوافدٌن :
عبد القادر بن أبً صالح موسى جنكً دوست بن عبد هللا بن ٌحٌى بن
محمد بن داود بن موسى بن عبد هللا بن موسى بن عبد هللا بن الحسن المثنى
بن الحسن السبط بن أمٌر المإمنٌن علً بن أبً طالب -رضً هللا عنهم
ٔ
أجمعٌن ، -وأم سٌدنا الحسن :هً سٌدة نساء العالمٌن فاطمة الزهراء ابنت
سٌد المرسلٌن محمد صلى هللا علٌه وآله وسلم .
● ووالدة اإلمام الجٌالنً :هً أم الخٌر فاطمة بنت أبً عبد هللا الصومعً ،
لها حظ من الخٌر والصالح ،ولها قدم فً الزهد واإلصالح .
وأخوه الشٌخ أبو أحمد ،سنه دون سنه ،وقد نشؤ نشؤة صالحة ،ومات
بجٌالن شابا .
والدته ونشأته
ولِد سٌدنا عبد القادر -رضً هللا عنه -بجٌالن (تقع بعد طبرستان) سنة
ٓٗ٧هـ أو ٔٗ٧هـ ،وقدم بغداد وهو ابن ثمان عشرة سنة ،أي عام ٗ٤٤هـ
وهو منسوب إلى جٌل -بكسر الجٌم ، -وٌقال أٌضا جٌالنً ..نسبة إلى جده
جٌالن ،وهو أبو عبد هللا الصومعً ،وهو من صلحاء جٌالن وزهادهم ،
وكانت له أحوال عظٌمة ،وكرامات خارقة ،وكان مُجاب الدعوة ،وكان
-الشٌخ عبد القادر الجٌالنً -به -أي بجدهٌُ -عرف ؛ ألنه -أي الشٌخ عبد
القادر -سبطه .
● قال سٌدنا الحبٌب عٌدروس بن عمر الحبشً -رضً هللا عنه: -
( أن من سمى ولده عبد القادر فً الغالب أنه ٌسلم واألمر هلل ) .
● وكان سٌدنا الشٌخ عبد القادر الجٌالنً أدم اللون ،نحٌف البدن ،ربع
القامة ،عرٌض الصدر ،عرٌض اللحٌة ،طوٌلها ،أسمر ،مقرون
الحاجبٌن ،له صوت جهوري .
ٕ
ك ؟ قال: َ
بنٌت أمر َ ● وقال محمد بن القابد :قلت للشٌخ عبد القادر :على ما
ُ
كذبت قط . على الصدق ،ما
وقد تفقه سٌدنا الشٌخ عبد القادر -رحمه هللا -بؤبً الوفا علً بن عقٌل ،
وأبً الخطاب محفوظ بن أحمد ،وأبً الحسٌن محمد بن القاضً أبً ٌعلى ،
وأبً سعٌد المبارك بن علً المخزومً ،مذهبا ً وخالفا ً وفروعا ً وأصوالً .
واستمع الحدٌث النبوي من جماعة ،منهم :أبو غالب محمد بن الحسن
الباقالنً ،ومحمد بن عبد الكرٌم ،ومحمد بن علً مٌمون ،وغٌرهم .
وقرأ األدب على أبً ٌحٌى زكرٌا بن علً التبرٌزي ،وصحب الشٌخ
العارف باهلل حماد بن مسلم الدباس ،وأخذ عنه علم الطرٌقة ،وتؤ ّدب به .
ولقً جماعة من أكابر المشاٌخ ،وتلقى عنهم العلوم الشرعٌة ،والفنون
الدٌنٌة ،ثم أظهره هللا تعالى للخلق ،وأوقع له القبول ،والهٌبة والجالل،
وأظهر ال ِح َكم من قلبه على لسانه ،وعمر مدرسة أستاذه أبً سعٌد
المخزومً ،ووسعها جداً ،وتصدر للتدرٌس بها ،والفتوى والوعظ ،
وقصده الطلبة من العلماء والصلحاء .
وانتهت إلٌه تربٌة المرٌدٌن بالعراق ،و ُسلّمت إلٌه أَ ِزمّة المعارف ،فؤصبح
قطب الوقت المرجوع إلٌه .
وص ّنف كتبا ً مفٌدة ،وأملى فوابد مزٌدة ،وتلمذ له ٌ
خلق كثٌر ،ولبس منه
الخرقة خالبق ال ٌُحصون ،وإلٌه ٌرجع جمهور شٌوخ الٌمن .
ٖ
أول من تاب على ٌدٌه
أتى سٌدنا الشٌخ عبد القادر إلى أمه ،وقال لها :هبٌنً هلل ؛ ألنً أرٌد
المسٌر إلى بغداد ؛ ألشتغل بالعلم وأزور الصالحٌن ،وهو صغٌراً ،فقالت
له :عندي ثمانون دٌناراً ورث ُتها من أبٌك ،فتر َكت ألخً أربعٌن ،وخٌّطت
لً فً ثوبً تحت إبطً أربعٌن ،وأ ِذنت لً فً السفر .
وعاهدتنً على الصدق فً كل أحوالً ،فسافرت مع قافلة صغٌرة تطلب
بغداد ،ول ّما تجاوزنا همدان ،وكنا بؤرض فالة ..خرج علٌنا ستون فارسا ً ،
فؤخذوا القافلة ،ولم ٌتعرض لً أحد ،وكلما مر بً واحد منهم ..قال لً :
ٌا فقٌر ما معك ؟ قلت :أربعٌن دٌناراً ،فقال :وأٌن هً؟ قلت مخٌّطة فً
ثوبً تحت إبطً ،وظن أنً استهزئ به ،فتركنً وانصرف ،فمرّ بً واحد
آخر ،فقال لً مثل األول ،فؤجبته بمثله ،فتركنً وانصرف .
فاجتمعا عند مقدمهم ،فؤخبراه بما سمعاه منً ،فقال علً به ،فؤُتً بً
إلٌه ،وإذا هم على تل ٌقتسمون أموال القافلة ،فقال لً :ما معك؟ ُ
قلت أربعٌن
قلت مخٌطة فً ثوبً تحت إبطً ..فؤمر بثوبً دٌناراً ،قال وأٌن هً ؟ ُ
ففُ ِتق ،فوجدها .
قلت :أمً عاهدتنً على الصدق ،فؤنا ال أخونُ فقال :ما حملك على هذا ؟
عهدها ،فبكى وقال :أنت لم تخن عهد أمك ،وأنا لً الٌوم كذا وكذا سنة
أخون عهد ربً ،فتاب على ٌدي ،فقال له أصحابه ( :أنت كنت مقدمنا فً
قطع الطرٌق ،فؤنت اآلن مقدمنا فً التوبة ) ،فتابوا كلهم على ٌدي ،وردوا
القافلة ما أخذوا منهم ،فهم أول من تاب على ٌدي .
ٗ
من مجاهداته و أحواله العظٌمة -رضً هللا عنه-
منها :أنه مكث خمسا ً وعشرٌن سنة متجرداً ،سابحا ً فً براري العراق .
وأربعٌن سنة ٌصلً الصبح بوضوء العشاء .
وخمس عشرة سنة ٌصلً العشاء ،ثم ٌستفتح القرآن وهو واقف على رجل
واحدة وٌده فً وتد مضروب فً حابط ؛ خوفا من النوم ،،حتى ٌنتهً إلى
آخر القرآن فً الس َحر .
وكان ٌمكث الثالثة األٌام إلى األربعة األٌام ،وال ٌجد ما ٌقتات به .
وكان ٌمشً حافٌا ً فً الشوك وغٌره .
وكان سكوته أكثر من كالمه .
وكان ٌقول :ما هالنً شًء إال سلكته ،وما غلبتنً نفسً فٌما ترٌده قط ،
وال أعجبنً شًء من زٌنة الدنٌا قط منذ كنت صغٌراً .
وذكر سٌدنا اإلمام الحداد -رضً هللا عنه -أن للمتوكل الصادق ثالث
عالمات .. ،إلى أن قال :
ومن هذا القبٌل ما حُكً أن سٌدي الشٌخ عبد القادر الجٌالنً نفع هللا به :
كان ٌتكلم فً القدَر ،فسقطت علٌه حٌّة عظٌمة ،ففزع الحاضرون فرقا ً
اآلخر،منها ،فالت ّفت على عنق الشٌخ ،ودخلت من أحد كمٌه وخرجت من َ
والشٌخ نفع هللا به ثابت لم ٌضطرب ولم ٌقطع كالمه .
٘
من مناقبه وأخالقه -رضً هللا عنه-
()1
ُ
سافرت إلى العجم ، ترجم :
وفً {غِبطة الناظر} ما لفظه :قال الشٌخ عبد الوهاب ابن ال ُم َ
قلت لوالدي :أرٌد أن أتكلم على الناس بحضرتك ، رجعت إلى بغداد ُ ..
ُ وتف ّن ُ
نت فً العلوم ،فلما
تجر
قلب ولم ِفصعدت الكرسً وتكلمت بما شاء هللا من العلوم والمواعظ ،فلم ٌخشع ٌ ُ فإذن لً ،
كنت صائماً ،ف َقلَ ْت لً أم ٌحٌى
فنزلت وصعد فقالُ :ُ دمعة ،وضجوا بوالدي أن ٌتكلم علٌهم ،
بوٌضات ،وجعلتها فً سكرجة ،فجاءت السنور فرمت بها فانكسرت ،فض ّج أهل المجلس
بالصراخ ،فلما نزل قلت له فً ذلك ؟ فقال ٌا بنً أنت ُم ِدل ٌّ بسفرك ،أسافرت إلى هنا ؟ وأشار
بإصبعه إلى السماء .
فكنت بعد ذلك أصعد الكرسً وأتكلم على الناس بفنون العلم ،ووالدي ٌسمع، ُ قال عبد الوهاب:
فال ٌتأثر أحد ،ثم أنزل فٌصعد والدي فٌقولٌ( :ا بله الشجاعة صبر ساعة) فض ّج أهل المجلس ،
فكنت أسأله عن ذلك ..فٌقول :أنت المتكلم عنك ،وأنا المتكلم عن غٌري . ُ
٧
المشائخ الذٌن ُتنسب إلٌهم الخرقة
المشابخ الذٌن ُتنسب إلٌهم الخرقة الشرٌفة فً جمٌع أقطار األرض :خمسة ؛
األول :الشٌخ عبد القادر الجٌالنً .
الثانً :الشٌخ أبو مدٌن شعٌب بن الحسٌن األنصاري المغربً األندلسً .
هر َورْ دي .
الثالث :اإلمام الكبٌر شهاب الدٌن عمر بن محمد البكري الس َ
الرابع :اإلمام شهاب الدٌن أحمد بن أبً الحسن الرِّ فاعً الحسٌنً .
الخامس :الشٌخ أبو إسحاق بن شهربار الكازرونً .
اهـ الفوابد الحسان جٖ صـٕ٘ٔ نقالً من عقد الٌواقٌت جٕ صـٓٗٔ .
قال الشٌخ أبو عبد هللا القرشً :الشٌخ عبد القادر ،سٌد أهل زمانه ،
عارفٌن ،وأولٌاء ،وعلماء ،ومشابخ .
وقال الشٌخ إبراهٌم األعزب :الشٌخ عبد القادر ،سٌدنا ،وشٌخ المحققٌن،
وإمام الصدٌقٌن ،وحُجة العارفٌن ،وقدوة السالكٌن ،إلى رب العالمٌن .
وقال الحافظ أبو سعٌد :دٌّن صالح ،خٌّر ،كثٌر الذكر ،دابم الفكر ،
سرٌع الدمعة .
وعن الشٌخ العماد محمد بن إبراهٌم المقدسً :أنه سمع الشٌخ الموفق
ٌقول :
كان الشٌخ عبد القادر ممن انتهت إلٌه الرٌاسة علما ً وعمالً ،وحاالً وفُتٌا ً .
٤
وقال الشٌخ المعمّر المعروف بـ(جراده) :ما رأت عٌنً أحسن ُخلقا ً وال
أوسع صدراً وال أكرم نفسا ً وال أعطف قلبا ً وال أحفظ عهداً من الشٌخ عبد
القادر .
وقال الحافظ الذهبً :عبد القادر الجٌلً الحنبلً الزاهد ،صاحب
الكرامات والمقامات ،وشٌخ الحنابلة ..إلى أن قال :وكان عدٌم النظٌر ،
بعٌد الصٌت ،رأسا ً فً العلم والعمل .
وقال سٌدنا اإلمام عبد هللا بن علوي الحداد -رضً هللا عنه: -
( ما رأٌت مث َل رجلٌن :أحدهما من أهل الباطن ،واآلخر من أهل الظاهر ،
ٌَغبطهما أهل الباطن وأهل الظاهر ،وهما الشٌخ عبد القادر واإلمام
اهـ تثبٌت الفإاد جٕ صـٕٕٖ . الغزالً ) .
ومن أثناء قصٌدة له التً مطلعها :
الغافر
ِ العزٌز
ِ الحاضر الواح ِد ال َملكِ
ِ الحمد هلل الشهٌ ِد
إلى أن قال :
ِ ُ خـص الـرجـال َ العارفٌنَ بـقُ ِ
العاشر
ِ وبـأنسِ ِه أهـل َ ال َم ِ
قام رب ِه َّ
طائر
ِ وح
الزمان بكل ِّ ُر ٍ ِكره طول َ َّشغفوا به واستـغرقوا فً ذ ِ ُ
القادر
ِ مثل الشرٌف الس ٌِّ ِد الغوث الذي ٌُسمى إذا ٌُدعى بعبد
إلى آخر القصٌدة .
ومن كالم الحبٌب أحمد بن عمر بن سمٌط -رضً هللا عنه ، -قال :
( اإلمام الغزالً قطب العلوم ،وسٌدنا أبو ٌزٌد البسطامً قطب األحوال ،
علوم وأحوال
ٍ وسٌدنا عبد القادر الجٌالنً قطب المقامات ،وكلهم أهل
اهـ مجموع كالمه صـٖٔٗ . ومقامات ،وإنما هذا االسم غلَب علٌهم ) .
9
فٌما جاء فً سعة علمه
قال ابن الجوزي فً {مرآة الزمان} :كانت الفتاوى تؤتً إلٌه من بالد
العراق وغٌرها ،فما كانت تبٌت عنده فتوى ،وكان ٌفتً على مذهب اإلمام
الشافعً ومذهب اإلمام أحمد بن حنبل .
وكان كل من اشتغل علٌه من بفن من الفنون َ ..
مهر فً ذلك الفن حتى
ٌفوق أقرانه ،وٌُحتاج إلٌه .
و ُنقل عن األكابر :أن الشٌخ كان ٌُقرئ فً ثالثة عشر علما ً ،وكان ٌبدأ
فً مدرسته بدرس من التفسٌر ،ودرس من الحدٌث ،ودرس من الفقه،
ودرس من الخالف ،وكان ٌُقرأ علٌه طرفً النهار فً التفسٌر والحدٌث
والفقه واألصول والنحو ،و ُتقرأ علٌه القراءات بالرواٌات بعد الظهر .
العجم إلى
المترجم :جاءت فتوى من بالد َ
َ وقال الشٌخ عبد الرزاق ابن
بغداد ،فعرضت على علمابهم ،فلم ٌجٌبوا عنها بشًء ،وهً :
( رج ٌل حلف بالطلقات الثالث أنه ٌعبد هللا عبادة ٌنفرد بها دون جمٌع الناس
فً وقت تلبسه بها ) ،فؤحضروها إلى والدي ،فكتب على الفور :
( ٌُخلّى له الطواف اسبوعا ً وحده ..فٌنح ّل ٌمٌنه ) .
ٓٔ
نبذة من بلٌغ كالمه
قال رضً هللا عنه :الخلق حجابك عن نفسك ،ونفسك حجابك عن ربك .
وقال رضً هللا عنه :ما دمت ترى الخلق ..ال ترى نفسك ،وما دمت
ترى نفسك ال ترى ربك .
وفً رواٌة ( :ما دمت تراعً الخلق ..ال تهتدي لعٌب نفسك ،وما دمت
تراعً نفسك ..فؤنت محجوب عن ربك ) .
وقال رضً هللا عنه :الدنٌا اشتغال ،واآلخرة أهوال ،والعبد بٌنهما ما
ٌستقر قراره إال إلى جنة أو نار .
وقال رضً هللا عنه :ال ٌبرأ الرجل من العجب إال أن شاهد أموره كلها
من هللا تعالى وأخرج نفسه من البٌن .
وقال رضً هللا عنه :ال تشكو ضراً نزل بك لغٌر هللا ؛ ( وإن ٌمسس َك
ض ٍّر فال كاشف له إال هو ) .
هللاُ ِب ُ
وقال رضً هللا عنه :احذر أن تشكو ضٌق رزقك وعندك قوت ٌوم ،
فإنما عسّر علٌك أسباب الرزق ؛ عقوبة لك على كفرانك .
وقال رضً هللا عنه ُ :كن مع الحق كؤن ال َخلق ،و ُكن مع الخلق كؤن ال
َ
وعرفت ،وعن الك ِّل فنٌت، َ
وجدت ِّ
الحق كؤن ال خلق .. َن ْفس ،فإذا َ
كنت مع
َ
عدلت واتقٌت ،ومن التبعات سلمت . الخلق كؤن ال نفس ..
ِ وإذا َ
كنت مع
اهـ الوصاٌا النافعة صـٖٓ .
وسُبل رضً هللا عنه :عن الدنٌا ..فقال :أخرجها من قلبك إلى ٌدك ،
فإنها ال تضرك .
ٔٔ
وسُبل رضً هللا عنه :عن الشكر ..فقال :حقٌقة الشكر :االعتراف
بنعمة المُنعم على وجه الخضوع ،ومشاهدة المنة وحفظ الحرمة على وجه
معرفة العجز عن الشكر .
وكان ٌقول :الفقٌر الصابر مع هللا تعالى أفضل من الغنً الشاكر له ،
والفقٌر الشاكر ..أفضل منهما ،والفقٌر الصابر الشاكر ..أفضل منهم .
من دعواته
وصف
ِّ نور قلوبنا ودلها علٌك ، وهذا الدعاء منسوب له أٌضا ً ( :اللهم ّ
أسرارنا وقربها منك ،وآتنا فً الدنٌا حسنة وفً اآلخرة حسنة وقنا عذاب
هذه الدعوات منقولة من (إفادة المحبة من كنوز األحبة ٧ٙو ٖ. )٧ النار ) .
ومن كالم الحبٌب عبد الباري بن شٌخ العٌدروس -رضً هللا عنه ، -قال:
سع علٌنا فً الدنٌا
( الشٌخ عبد القادر الجٌالنً له دعاء ٌدعو به ؛ اللهم و ّ
زوها ع ّنا وتر ّغبنا فٌها فنهلك بطلبها ،اللهم الطف بنا
وزهدنا فٌها ،وال َت ِ
اهـ فٌض الكإوس صـ. ٖٔ9 فً جمٌع أقضٌتك ) .
ٕٔ
أوالده رضً هللا عنهم
لسٌدنا عبد القادر الجٌالنً نحو ثالثٌن ولد ،منهم :الشٌخان :عبد
الرزاق ،وعبدالوهاب .
ومن ذرٌته مولى العرض ،واسمه (سرور) .
ولنقبض عنان القلم ؛ فإن أحوال الشٌخ عبدالقادر تبهر العقل ،وٌتعذر
علٌنا إحصاء ما فٌه من الفضل .
وقد أثنى علٌه أهل عصره وقدموه ،وكان ٌؤخذ القلوب بكالمه ومواعظه ،
وتخرج به الكثٌر ،وشهرته فً األقطار معروفة ،ومناقبه ال ُتحصى ،وهً
أكثر من أن ُتستقصى .
قال ابن الجوزي :توفى سٌدنا الشٌخ عبد القادر الجٌالنًِ -رحمه هللا -لٌلة
السبت ،ثامن شهر ربٌع اآلخر ،سنة إحدى وستٌن وخمسمابة ،و ُدفن فً
بغداد ،وقد أفرده الناس بعدة من التآلٌف .
وقال ابن النجار بسنده ..إلى أن قال :توفى عاشر ربٌع اآلخر ،سنة إحدى
وستٌن وخمسمابة ،وله تسعون سنة ،وصلى علٌه ولده عبد الوهاب .
ولما احتضر قال :لٌت أمً لم تلدنً ،وكان تحت رأسه مخدة ..فقال :
أنزلوا خدي عنها وضعوه على التراب ،لعل هللا ٌرحمنً .
ٖٔ
رمحه اهلل رمحة األبرار ،ومجعـا وإقاه برمحمه يف دار اؾؼرار ،وؿنَّ
عؾقه باؾعطاء اؾواف ،وأدؽـه ػسقح جـمه ،وأعاد عؾقـا عؿقم برؽمه ،
ػرادقس اجلِـان ،ؿن غري دابؼة عذاب وال اؿمحان ،بل مبحض اؾػضل
واؾؽرم واالؿمـان ،وجزاه اهلل عن األؿّة واإلدالم خرياً ،وأعؼب اهلل ؿـه
اؾعُؼلى اؾصاحلة ،ؽؿا أعؼبَ علاده اؾصاحلني ،آؿني اؾؾفم آؿني .
ػاهلل قوػؼـا ؾألدب ،وحسن اؾظن بفم ،واحمللة هلم ،وجيؿعـا بفم يف
واؾؾفم إـك تعؾم أـا حنلفم ؾك ،ػأؽرؿـا قا ؿوالـا مبا ؿـحمفم ،
اؾؾفم ؽؿا أجرقتَ ذؽرفم عؾى أؾسـمـا ػأجرِ عؾوؿفم عؾى أػكدتـا ،
اؾؾفم حبؼفم عؾقك ،ومبا هلم ؾدقك ،امجعـا بك عؾقك ،واذغؾـا بك
ٗٔ
عن غريك ،وأمتم عؾقـا إػاضة خريك ،ػإـك غؿرت باؾـوال ،وأغـقت
اؾؾفم ؽؿا ؼربمفم إؾقك حبلك ..ػؼربـا إؾقك حبلـا هلم ،اؾؾفم ؽؿا
تػضؾت عؾقفم مبا تػضؾت ،ػمػضل عؾقـا بموػقؼك وتسدقدك ،إـك عؾى
ؽل ذيء ؼدقر ،وـسألُ اهللَ اؾؽرقم أن ميدـا مبددفم ،وأن قػقضَ
وصؾى اهلل ودؾم عؾى عني أفل اؾؽؿال ،وؿـلع اجلود واإلػضال ،
حلقلـا حمؿد ؿـمفى اآلؿال ،وعؾى صحله واآلل ،عؾى ممر األقام
واؾؾقال ،وآخر دعواـا أن احلؿدِ هلل ربّ اؾعاملني ،دلحان ربك رب
اؾعزة عؿا قصػون ،ودالمٌ عؾى املردؾني ،واحلؿد هلل رب اؾعاملني .