Professional Documents
Culture Documents
ﺷﮭدت ﺳﻧﺔ 2011ﻧﺷﺎطﺎ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺎ ﻣﻛﺛﻔﺎ ﺗوج ﻓﻲ ﺷﮭر ﯾوﻟﯾوز ﺑﺣدث وطﻧﻲ ﺣﻣل ﻣﻌﮫ ﻓﯾﺿﺎ ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺳﺗدﺷن ﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة
ﻓﻲ ﻣﺳﺎر اﻹﻧﺟﺎزات اﻟﺗﻲ أﻧﺗﺟﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻣﺗدادھﺎ اﻟﻔﺗرة ﻣﺎ ﺑﻌد 23ﯾوﻟﯾوز 1999إﻟﻰ ﯾوﻣﻧﺎ ھذا ،ﻓﺗرة ﺣﻛم اﻟﻣﻠك ﷴ اﻟﺳﺎدس ،اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣو
ﺑﺣﻣوﻟﺗﮭﺎ ﻛﻣﺎ وﻛﯾﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻗد ﯾﺗﮭﯾﺄ ﻟﮭﺎ ﺳﮭوﻟﺔ اﺧﺗزاﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻣل ﻣن ﺑﺿﻊ ﺻﻔﺣﺎت ،ﺑل إﻧﮭﺎ ﺑﺎﻷﺣرى ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ راﺳﺧﺔ
ﻓﻲ اﻟذاﻛرة اﻟوطﻧﯾﺔ وﻣوﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺷﮭﺎدات اﻟﻣﻧﺗظم اﻟدوﻟﻲ.
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻣﻐﻣور ﺑﻣﺳﺎﻋﻲ ﺟﻼﻟﺗﮫ اﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ وﻣﺟﮭوداﺗﮫ اﻟدؤوﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗزم اﻹﻗﻼع ﺑﮭذا اﻟﺑﻠد إﻟﻰ ﻣدارج أﻓﺿل،
وﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﻰ إﺛر ﻓﺗﺢ أوراش اﻹﺻﻼح واﻟﺗﺣدﯾث اﻟﻣؤﺳﺳﻲ واﻟﺗﻧﻣوي ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﻋدد ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت ،ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﮭﺎ ﻗطﺎع
اﻟﻌدل اﻟذي ﺟﻌﻠﮫ ﺟﻼﻟﺗﮫ ﻓﻲ ﺻﻠب اﻧﺷﻐﺎﻻﺗﮫ ،ﺑﺣﯾث رﺻد ﻟﮫ ﻣﺧططﺎ ﯾﺟﺳد اﻟﻌﻣﻖ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻹﺻﻼﺣﮫ ،ﻋرﺿﮫ ﻋﻠﻰ أﻧظﺎر ﺷﻌﺑﮫ
ﻋﺑر ﺧطﺎب 20ﻏﺷت 2009اﻟﻣﺧﻠد ﻟﻠذﻛرى اﻟﺳﺎدﺳﺔ واﻟﺧﻣﺳﯾن ﻟﺛورة اﻟﻣﻠك واﻟﺷﻌب؛ وﺑﻌد اﻟﺧطﺎب اﻟذي أﻟﻘﺎه ﻓﻲ 9ﻣﺎرس 2011
ﻣﻌﻠﻧﺎ ﻓﯾﮫ ﻋن إطﻼق ﻣﺑﺎدرة إﺻﻼح دﺳﺗوري ﺟوھري ،دﺧل اﻟﻣﻐرب ﻋﮭدا ﺟدﯾدا أﺳﻔر ﻋن ﻣﯾﻼد اﻟدﺳﺗور اﻟﺣﺎﻟﻲ.
وﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﺧوض ﻓﻲ ﺗﻘﯾﯾم ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﯾداﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ راﻛﻣﮭﺎ اﻟدﺳﺗور اﻟﻣراﺟﻊ ﺑﻣوﺟب اﺳﺗﻔﺗﺎء 13ﺷﺗﻧﺑر ،1996اﻟذي ﻧﺳﺧت
ﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﮫ ﺑدﺧول دﺳﺗور ﻓﺎﺗﺢ ﯾوﻟﯾوز 2011ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ – ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ -وﺑﻣﻧﺄى ﻋن ﺗﺑﻧﻲ أي ﻣوﻗف ﻣﺗﮭﺎﻓت
ﺑﺷﺄن ھذا اﻷﺧﯾر ،إﯾﻣﺎﻧﺎ ﻣﻧﺎ ﺑﺄن ﻛﻠﻣﺔ اﻟﻔﺻل ﺳﺗﻛون ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻧزﯾل اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻟﮫ ،واﻟﺗﻲ ھﻲ رھﯾﻧﺔ ﺑﻣدى ﻗوة وﻣﺻداﻗﯾﺔ
اﻧﺧراط اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻓﻲ ﺣﺳن ﺗﻔﻌﯾل وﺗدﺑﯾر ﻣﺿﺎﻣﯾﻧﮫ ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻣن ﻏﯾر ﺗطﻔل ﻋﻠﻰ أھل اﻟﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻣن ﻣوﻗﻌﻧﺎ ﻓﺣﺳب
ﻛﻣواطﻧﺔ ﻣﮭﺗﻣﺔ ﺑﺎﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ﺑﻼدھﺎ ،وﻋﺎﺷت ھذه اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻋن ﻛﺛب ﺑﻛل ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﮭﺎ أوﻻ ،وﺛﺎﻧﯾﺎ ﻛﺑﺎﺣﺛﺔ أﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ ﺗﺟرھﺎ أﻛﺛر ﻣﯾوﻻﺗﮭﺎ
اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ إﻟﻰ ﺗﺗﺑﻊ ﺗطورات اﻟﺷﺄن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ،وددﻧﺎ أن ﻧﺷﺎرك ﺑﮭذا اﻟﻘﺳط اﻟﻣﺗواﺿﻊ اﻟذي ﯾروم ﻣﻼﻣﺳﺔ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﺧص ﺑﮭﺎ
دﺳﺗور ﻓﺎﺗﺢ ﯾوﻟﯾوز 2011اﻟﻘﺿﺎء ،وھﻲ ﻧﻘطﺔ اﻧطﻼق ﺗوﺟد وراءھﺎ ﻋزﯾﻣﺔ ﻗوﯾﺔ ﻣن طرﻓﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻌطﺎء أﻛﺛر ﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺎب ،أﺑﯾﻧﺎ إﻻ أن
ﻧﺗرﺟﻣﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﺳﯾﺻدر ﻟﻧﺎ ﻗرﯾﺑﺎ ﺗﺣت ﻋﻧوان:
»اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻛﺑرى ﻟﻠدﺳﺗور اﻟﻣﻐرﺑﻲ اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء وأوﺟﮫ ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﻣﻠﻛﺔ« :دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وﻓﻖ
آﺧر اﻟﻣﺳﺗﺟدات:
ﻗواﻧﯾن ﺟدﯾدة.
ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻗواﻧﯾن.
وﻓﻲ اﻧﺗظﺎر ذﻟك ،ﻧﻛﺗﻔﻲ ﺑﺎﻹﺷﺎرة ھﻧﺎ ،إﻟﻰ أن دﺳﺗور ﺻﯾف ،2011وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺷﻛل ،ﺟﺎء ﻣﺷﺗﻣﻼ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ وﺛﻣﺎﻧﯾن ﻓﺻﻼ وزﻋت
ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ ﻋﺷر ﺑﺎﺑﺎ ،اﺳﺗﮭﻠت ﺑﺗﺻدﯾر ﯾﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺣور إﺟﻣﺎﻻ – ﺣﺳب رؤﯾﺗﻧﺎ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻟﮭﺎ -ﺣول
ﺧﯾﺎرات ﻣرﻛزﯾﺔ اﺳﺗﻘرت ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ،واﻟﺗزاﻣﺎت ﺛﺎﺑﺗﺔ ﺗﻌﮭدت ﺑﺎﺣﺗراﻣﮭﺎ واﻟﺗﺷﺑث ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟدوﻟﻲ ،وﻣﻘوﻣﺎت
أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﮭوﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ.
أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺿﻣون ﻛل ﺑﺎب ﻣن اﻷﺑواب اﻟﻣذﻛورة ،وﺑﺎﻷﺳﻠوب اﻟذي ﻧﺳﺟت ﺑﮫ ﻣﻌطﯾﺎﺗﮫ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾؤﻟف ﺑدون ﻣﻧﺎزع ﻣﺎدة ﻏﻧﯾﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ
أن ﺗﻔﺟر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺑﺎدرات ﻗراءة وﺗﺣﻠﯾﻼ وﺗﻌﻠﯾﻘﺎ ،ﺑدءا ﻣن اﻟﺑﺎب اﻷول اﻟذي اﻓﺗﺗﺢ ﺑﺎﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ ﻓﺻل ﻣرن ﻟﻠﺳﻠط ﻛﺄﺳﺎس أﺻﺑﺢ
ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻧظﺎم اﻟدﺳﺗوري ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ – ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ اﻷﻣر ﻓﻲ اﻟﻌﮭود اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻣﻐرب ﯾﻌرف ﺗﻣرﻛزا ﻟﻠﺳﻠط وﺗوزﯾﻌﺎ
ﻟﻠوظﺎﺋف -وﻋﻠﻰ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺣﻛﺎﻣﺔ اﻟﺟﯾدة ﻛﻣرﺟﻌﯾﺔ ﻟﺗرﺳﯾﺦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺟدﯾدة ﻗواﻣﮭﺎ رﺑط ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭوﯾﺔ اﻟﻣوﺳﻌﺔ
ﻛﺗﻧظﯾم ﺗراﺑﻲ ،اﻧﺗﮭﺎء ﺑﺎﻟﺑﺎب اﻷﺧﯾر اﻟذي ﺗﻔرد ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ واﻟﺧﺗﺎﻣﯾﺔ.
أوﻻ :اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء إﻟﻰ ﻣﺻﺎف اﻟﺳﻠطﺔ وﺗﻛرﯾس اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﮭﺎ
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣوﺿوع ﻣﻘﺎﻟﺗﻧﺎ ،اﻟذي ﯾﺣﺗل اﻟﺑﺎب اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن اﻟدﺳﺗور – أي اﻟﻔﺻول ﻣن 107إﻟﻰ -128ﺑﻌﻧوان» :اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ«،
ﻧرى أن ھذه اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﺗﻐﯾﯾرا ﻣﮭﻣﺎ ﯾﺳﺗﺟﯾب ﻟﻣطﻠب ﻣﻠﺢ وﯾﺿﻊ ﺣدا ﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻟطﺎﻟﻣﺎ ﺗﺟﺎذﺑت أطراﻓﮭﺎ ﻣﻧﺎﻗﺷﺎت وطرﺣت ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ
ﺗﺳﺎؤﻻت ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎء ،ﻷﻧﮫ ﺻﯾﻎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺎﺗﯾر اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣﺟرد ﻣن أي ﻧﻌت .أﻣﺎ اﻟﯾوم ،ﻓﺈن ھذه اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ﺗﻧم ﻋن اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﮭذا اﻷﺧﯾر
إﻟﻰ ﻣﺻﺎف اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺟﮭﺎزﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ واﻟﺗﻧﻔﯾذي ،ﻧﺎھﯾك ﻋن أﻧﮫ اﻋﺗرف ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل ﻋﻧﮭﻣﺎ ،ﻣؤﻛدا ﺑﺄن اﻟﻣﻠك ھو
اﻟﺿﺎﻣن ﻟذﻟك ،ﻣﻣﺎ ﯾﺣﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻘول إن اﻟﻘﺿﺎء ﯾﻧدرج ﻓﻲ وظﺎﺋف إﻣﺎرة اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻓﺈن اﻟﻣﻠك ھو اﻟﻣؤﺗﻣن ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن اﺳﺗﻘﻼل
اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
ﻏﯾر أن اﺳﺗﻘﻼل اﻟﻘﺎﺿﻲ ،ﯾﻛﻔﻠﮫ أﯾﺿﺎ اﻟﻣﯾﺛﺎق اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾﻧﮫ وﺑﯾن ﺿﻣﯾره ،اﻟذي ﯾﻌد اﻟﺳﯾﺎج اﻟواﻗﻲ ﻣن ﺗﺣﻛم أي ﻣؤﺛرات أو إﻏراءات ﻓﯾﮫ
أﺛﻧﺎء أداء رﺳﺎﻟﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗرض ﻓﻲ ﺷﺧﺻﮫ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗدار اﻟﻣﮭﻧﻲ واﻻﺣﺗراﻓﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ،ﻗﯾﻣﺎ أدﺑﯾﺔ – ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻧزاھﺔ واﻟﺣﯾﺎد -ﺗﺟﻌﻠﮫ
ﯾﻣﺗﺛل ﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻘﺎﻧون وﯾﮭﺗدي ﺑﻣﺎ ﺗﻣﻠﯾﮫ ﻋﻠﯾﮫ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﻌداﻟﺔ واﻹﻧﺻﺎف.
وﻣﻊ اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﮭذا اﻟﻣﺑدإ ،أﻻ وھو وﺿﻊ اﻟﻘﺿﺎء ﻣوﺿﻊ اﻟﺳﻠطﺔ ،ﻣﺛﻠﻣﺎ ھو اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺗﯾن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ،إﻻ أﻧﮫ ﯾﻧﺑﻐﻲ طﺑﻌﺎ
اﺳﺗﺣﺿﺎر ﺧﺻوﺻﯾﺎت ﻛل واﺣدة ﻋﻠﻰ ﺣدة واﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﮭﺎ ،دون ﺗﻐﯾﯾب ﻋﻧﺻر ﺣﯾوي ﯾﻛﻣن ﻓﻲ ﺿرورة اﻟﺗﻌﺎون ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ.
ھذا ،وﻟدﻋم ﺿﻣﺎﻧﺎت اﺳﺗﻘﻼل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻧص اﻟدﺳﺗور ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻗد ﻛرﺳﮫ ﺳﺎﺑﻘﮫ ﻣن ﻋدم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻗﺿﺎة اﻷﺣﻛﺎم ﻟﻠﻌزل
واﻟﻧﻘل إﻻ ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻊ ﻛل ﺗدﺧل ﺑدون وﺟﮫ ﺣﻖ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻌد أﺻﻼ ﻣن ﺻﻣﯾم أﻋﻣﺎﻟﮭم ،أو إﺻدار أواﻣر إﻟﯾﮭم ،أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ
ﺿﻐوطﺎت ﻋﻠﯾﮭم ،ﺑل وﻣﻌﺎﻗﺑﺔ ﻛل ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﯾﮭم.
وﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎﺑل ،ﻓﺈﻧﮫ ﻓرض ﻋﻠﯾﮭم أن ﯾﺻرﺣوا ﻛﺗﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت واﻷﺻول اﻟﺗﻲ ﻓﻲ ﺣﯾﺎزﺗﮭم ﺑﺻﻔﺔ ﻣﺑﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة – وھو ﻣﻘﺗﺿﻰ
أﻛده ﻓﯾﻣﺎ ﻗﺑل ﻛل ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟرﺟﺎل اﻟﻘﺿﺎء وﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ -واﻋﺗﺑر ﻛل إﺧﻼل ﻣن طرﻓﮭم ﺑواﺟب اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺧطﺄ
ﻣﮭﻧﯾﺎ ﺟﺳﯾﻣﺎ ﯾﻌرﺿﮭم ﻟﻠﻣﺳﺎءﻟﺔ ،ﻷن اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻟﯾس ﻣﺟرد اﻣﺗﯾﺎز ﯾﺣﺟﺑﮭم ﻋن ﻛل ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،وإﻧﻣﺎ ھو ﻗﺎﻋدة دﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﺗﺧدم ﺣﺳن ﺳﯾر
اﻟﻌداﻟﺔ ،وﺿﻣﺎﻧﺔ دﺳﺗورﯾﺔ ،وﻏطﺎء ﺣﻣﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺗﻘﺎﺿﯾن.
وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ،ﯾﺻرح اﻟدﺳﺗور ﺑﺈﺣداث »ھﯾﺋﺔ وطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻧزاھﺔ واﻟوﻗﺎﯾﺔ ﻣن اﻟرﺷوة وﻣﺣﺎرﺑﺗﮭﺎ« ﺗﺗوﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ﻣﮭﺎم اﻟﻣﺑﺎدرة
واﻟﺗﻧﺳﯾﻖ واﻹﺷراف وﺿﻣﺎن ﺗﺗﺑﻊ ﺗﻧﻔﯾذ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣﺣﺎرﺑﺔ اﻟﻔﺳﺎد وﺗﻠﻘﻲ وﻧﺷر اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل واﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﺧﻠﯾﻖ اﻟﺣﯾﺎة
اﻟﻌﺎﻣﺔ وﺗرﺳﯾﺦ ﻣﺑﺎدئ اﻟﺣﻛﺎﻣﺔ اﻟﺟﯾدة وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣرﻓﻖ اﻟﻌﺎم وﻗﯾم اﻟﻣواطﻧﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ.
وﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻧﻔس اﻟﻐﺎﯾﺔ ،أﻗر ﻟﮭم ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن آراﺋﮭم اﻟﺑﻧﺎءة داﺧل إطﺎر ﻣؤﺳﺳﻲ ﯾﺻون اﺳﺗﻘﻼﻟﮭم وﺗﺟردھم -ﻛﺎﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺳﻠطﺔ
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،واﻟودادﯾﺔ اﻟﺣﺳﻧﯾﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎة ،واﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﷴﯾﺔ ﻟﻸﻋﻣﺎل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻘﺿﺎة وﻣوظﻔﻲ اﻟﻌدل -ﻓﻲ رﺣﺎﺑﮫ ﯾﺗﺳﻧﻰ ﻟﮭم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺗﻠك
اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗزام ﺗﺎم ﺑﻘﺎﻧون وأﺧﻼﻗﯾﺎت رﺳﺎﻟﺗﮭم اﻟﻧﺑﯾﻠﺔ ،ورﺧص ﻟﮭم ﻛذﻟك اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟﺟﻣﻌوي اﻧﺧراطﺎ أو ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ ،دون ﻧظﯾره
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ -اﻟذي ﯾﻣﻧﻌﮫ ﻧظﺎﻣﮭم اﻷﺳﺎﺳﻲ -واﻟﺣزﺑﻲ.
أﺿف إﻟﻰ ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه ،أن اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻟذي ﯾرأﺳﮫ اﻟﻣﻠك ،واﻟذي ﺗﻐﯾرت ﺗﺷﻛﯾﻠﺗﮫ ﺣﺎﻟﯾﺎ وﺗوﺳﻌت اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﮫ ﺑﺈﺳﻧﺎد
رﺋﺎﺳﺗﮫ اﻟﻣﻧﺗدﺑﺔ ﻟﻠرﺋﯾس اﻷول ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض ﺑدﻻ ﻣن وزﯾر اﻟﻌدل ،وﺗدﻋﯾم ﺗﻣﺛﯾﻠﯾﺔ اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻘﺎﺿﯾﺎت ،واﻧﻔﺗﺎﺣﮫ ﻋﻠﻰ ﺷﺧﺻﯾﺎت ﺧﺎرج
أﺳرة اﻟﻘﺿﺎء ﻣﺷﮭود ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻛﻔﺎءة واﻟﻧزاھﺔ واﻟﻌطﺎء ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﺗﻌزﯾز اﺳﺗﻘﻼل اﻟﻘﺿﺎء ،ﯾظل اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ،زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﺗدﺑﯾر اﻟﻣﺳﺎر
اﻟﻣﮭﻧﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎة ،ﺗﻧﮭض ﺑﻣراﻗﺑﺔ وﺗﻘﯾﯾم وﺿﻌﯾﺗﮭم ووﺿﻌﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻣوﻣﺎ .وﻧﻐﺗﻧم اﻟﻔرﺻﺔ ﻣﺎ داﻣت ﺳﺎﻧﺣﺔ ،ﻟﻧﺷﯾر إﻟﻰ أﻧﮫ إذا ﻛﺎن ﻗﺿﺎة
اﻷﺣﻛﺎم ﻻ ﯾﻠزﻣون – ﻋﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾر اﻟدﺳﺗور -ﺳوى ﺑﺗطﺑﯾﻖ اﻟﻘﺎﻧون ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻋﺎدﻻ وإﺻدار اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﮫ ،ﻓﺈن ﻗﺿﺎة اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ -اﻟذﯾن إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻗﺿﺎة اﻷﺣﻛﺎم ،واﻟﻘﺿﺎة اﻟذﯾن ﯾزاوﻟون ﻣﮭﺎﻣﮭم ﺑوزارة اﻟﻌدل ﯾﺷﻛﻠون ھﯾﺋﺔ واﺣدة ﺗؤﻟف اﻟﺳﻠك اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ
ﺑﺎﻟﻣﻣﻠﻛﺔ -ﯾﻠزﻣون أﯾﺿﺎ ﺑﺗطﺑﯾﻖ اﻟﻘﺎﻧون ،ﻟﻛن ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮭم اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة – ﻓﻲ ﺣدود اﻟﻘﺎﻧون -ﻋن رؤﺳﺎﺋﮭم اﻷﻋﻠﯾن،
وھﻲ ﻧﻘطﺔ ﺗﺟﺳد إﺣدى ﺻور ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﮭﺎ ﺟﮭﺎز اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﺷﺧص اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﯾﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻرا ﺟوھرﯾﺎ وﺣﺎﺳﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎدﻟﺔ اﻹﺳﮭﺎم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء ﻗﺿﺎء ﻗوي ﻓﻲ دوﻟﺔ اﻟﺣﻖ واﻟﻘﺎﻧون ،ﻓﺈن اﻟدﺳﺗور
اﻟﺣﺎﻟﻲ ،ﻗﺑل أن ﯾﮭﺗم ﺑﮫ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻛوﻧﮫ ﻛذﻟك ،ﻧﺟده ﻗد اﻟﺗﻔت إﻟﯾﮫ ﻛﺈﻧﺳﺎن ﯾﺟب أن ﺗﺿﻣن وﺗﺣﻔظ ﻟﮫ ﻛراﻣﺗﮫ وﺣﻘوﻗﮫ أﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻟﺗﮫ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ وﻛﯾﻔﻣﺎ ﻛﺎن وﺿﻌﮫ ،وﻛذا ﻛﻣواطن ﺳواء ﻛﺎن ﻣﻘﯾﻣﺎ داﺧل اﻟﻣﻐرب أو ﺧﺎرﺟﮫ ،ﺣﯾث ارﺗﻔﻊ ﺑﺎﻟﺣرﯾﺎت واﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت اﻟﺗﻲ
ﺳطرھﺎ ﻟﮫ ﺑﯾن دﻓﺗﯾﮫ ،إﻟﻰ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت دﺳﺗورﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﮫ ھﺎﺗﮫ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻣن دﻻﻻت وأﺑﻌﺎد.
وﻓﻲ ھذا اﻟﺑﺎب ،ﯾﻧص اﻟدﺳﺗور ﻋﻠﻰ إﺣداث ﻣؤﺳﺳﺔ وطﻧﯾﺔ ﺗﻌددﯾﺔ وﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺗدﻋﻰ ''اﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣرﯾﺎت'' اﻟﺗﻲ
ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن واﻟﺣرﯾﺎت وﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ ،وﺑﺿﻣﺎن ﻣﻣﺎرﺳﺗﮭﺎ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ واﻟﻧﮭوض ﺑﮭﺎ،
وﺑﺻﯾﺎﻧﺔ ﻛراﻣﺔ وﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻟﻣواطﻧﺎت واﻟﻣواطﻧﯾن أﻓرادا وﺟﻣﺎﻋﺎت ،وذﻟك ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺣرص اﻟﺗﺎم ﻋﻠﻰ اﺣﺗرام اﻟﻣرﺟﻌﯾﺎت
اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﻛوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل.
ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺿﻲ ﺑﺈﺣداث ''ﻣﺟﻠس اﻟﺟﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﺧﺎرج'' ،اﻟذي ﺗﺗﻠﺧص ﻣﮭﺎﻣﮫ ﻓﻲ إﺑداء آراﺋﮫ ﺣول ﺗوﺟﮭﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛن
اﻟﻣﻐﺎرﺑﺔ اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﺑﺎﻟﺧﺎرج ،ﻣن ﺗﺄﻣﯾن اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺗﯾﻧﺔ ﻣﻊ ھوﯾﺗﮭم اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ وﺿﻣﺎن ﺣﻘوﻗﮭم وﺻﯾﺎﻧﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﮭم وﻛذا اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ
ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺑﺷرﯾﺔ واﻟﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻓﻲ وطﻧﮭم اﻟﻣﻐرب وﺗﻘدﻣﮫ.
أﻣﺎ ﻋن ﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ،ﻓﻧدرك أﻧﮭﺎ ﻣوﺿوع ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷھﻣﯾﺔ ،إذ ﯾﺗطﻠب أن ﺗﻌد ﻟﮫ دراﺳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻟذا ﺳﻧﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ذﻛر ﻣﺎ
ﯾﻔﻲ ﺑﺎﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ ھذا اﻟﻧطﺎق.
وھﻛذا ،ﻓﺈن ﻣن ﺣﻖ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺗﻛﻔل اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺗزوﯾد ﺣﻘوﻗﮫ وﺣرﯾﺎﺗﮫ ﺑﻣﺎ ﯾﻠزم ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺳﻧدھﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،وﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ،
أي اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟوطﻧﯾﺔ دون أي ﻋﺎﺋﻖ – وإﻻ ﻓﻣﺎ ﺟدوى ﺗﻧﺻﯾب ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﺑﺎﻟﺑﻠد إذا ﻟم ﯾﻛن ﻣن اﻟﺳﮭل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗظﻠم
اﻟوﺻول إﻟﯾﮭﺎ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوﻗﮫ وﻣﺻﺎﻟﺣﮫ اﻟﻣﺷروﻋﺔ؟ -وﺗﻣﻛﯾﻧﮫ ﻋﻧد اﺳﺗﯾﻔﺎء اﻟﺷروط اﻟﻣطﻠوﺑﺔ واﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ،ﻣن رﻓﻊ
اﻟدﻋﺎوى واﻟﺗﻘدم ﺑﺎﻟدﻓوع اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻧظر ﻓﯾﮭﺎ وإﺻدار أﺣﻛﺎم ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ ،وأن ﯾﻣﺎرس اﻟطﻌون أﻣﺎﻣﮭﺎ وأﻣﺎم اﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ،
ﻻﺳﯾﻣﺎ وأﻧﮭﺎ ﺗﻌد إﺣدى اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻌداﻟﺔ ﺟﯾدة ﻷن اﻟﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺳﻧﮭﺎ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ ﺑﺳط رﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷواﻣر واﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘرارات
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﺳﻼﻣﺗﮭﺎ وﻣطﺎﺑﻘﺗﮭﺎ ﻟﻠواﻗﻊ واﻟﻘﺎﻧون ،وﺑﻌث اﻟطﻣﺄﻧﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺗظﻠم ﻣﻧﮭﺎ ،ھذا ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ،أﻣﺎ اﻟدﺳﺗور اﻟﺟدﯾد
ﻓﺄﺑﻰ إﻻ أن ﯾﺛﯾر إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﻘرارات اﻹدارﯾﺔ –ﻛﺎﻧت ﻓردﯾﺔ أم ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ -أﻣﺎم اﻟﮭﯾﺋﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ.
ﻛﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﻖ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺻدور اﻷﺣﻛﺎم داﺧل آﺟﺎل ﻣﻌﻘوﻟﺔ ،وھو ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻧﻌﺗﻘد أﻧﮫ ﺳﯾﺳﻌف ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﺑطء ﻓﻲ
اﻹﺟراءات ،وﺣﺗﻰ إھﻣﺎل إﺻدار اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺟﺎھزة اﻟﺗﻲ ﺣل دور ﺗﻌﯾﯾﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻠﺳﺔ ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﺿواﺑط ﺗﻠك اﻵﺟﺎل
ﻣﺣددة ﻋﻠﻰ ﺿوء طﺑﯾﻌﺔ أﻧواع اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻋﻠﻰ أﻧظﺎر اﻟﻣﺣﺎﻛم .وﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟدﻓﺎع أﻣﺎﻣﮭﺎ ،ذﻟك اﻟﺣﻖ اﻟذي ﯾﻣﺛل اﻟﺛﻘل اﻟوازن
ﻟﻠﻌداﻟﺔ اﻟﺟﯾدة ،ﻛﯾف ﻻ؟ وھو ﺣﻖ أﺻﯾل ﯾﺗﺑوأ ﻣﻛﺎن اﻟﺻدارة ﺑﯾن طﺎﺋﻔﺔ اﻟﺣﻘوق اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﯾﺷﻛل ﺿﻣﺎﻧﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ
اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺗﺣﻘﯾﻖ ﻣﺣﺎﻛﻣﺔ ﺗﺳﺗوﻓﻲ ﻣﻘﺎﯾﯾس وﺻﻔﮭﺎ ﺑـ »اﻟﻌﺎدﻟﺔ« ﻛﺈﻋطﺎﺋﮫ ﻓرﺻﺔ ﻟﻺدﻻء ﺑﺄﻗواﻟﮫ وﺗﺧوﯾﻠﮫ ﻣن اﻟوﻗت
وﻣن اﻟﺗﺳﮭﯾﻼت ﻣﺎ ﯾﻛﻔﯾﮫ ﻹﻋداد وﺳﺎﺋﻠﮫ وﺗزوﯾده ﺑﻣﺣﺎم ﻣﺟﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺣﺗﯾﺎﺟﮫ وﻣﺎ إﻟﻰ ذﻟك.
أﻣﺎ ﻋن ﺣﻘﮫ ﻓﻲ ﺗﻌوﯾض ﺗﺗﺣﻣﻠﮫ اﻟدوﻟﺔ ﻋن اﻟﺿرر اﻟذي ﯾﺻﯾﺑﮫ ﻣن ﺟراء ﺧطﺈ ﻗﺿﺎﺋﻲ ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌد ﺑﺣﻖ ﻣﺳﺗﺟدا ﻣﺗطورا ،ﺑﺣﯾث ﺳﯾﻧﺗﻘل
ﺑﺎﻟوﺿﻊ اﻟذي ﻛﺎن ﺳﺎﺋدا ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ﺗﺷرﯾﻌﺎ وﻗﺿﺎء ،واﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋدم ﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋن أﺧطﺎء اﻟﻘﺿﺎة ﻛﻘﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ،إﻻ
ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﺿﯾﻘﺔ وﺿﻣن ﻧطﺎق ﻣﻌﯾن –ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺎﺻﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎة اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،وﻣراﺟﻌﺔ
اﻷﺣﻛﺎم اﻟواردة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ – إﻟﻰ دﺳﺗرة ﺗﻘرﯾر ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ ﻋن أﺧطﺎء اﻟﻘﺿﺎة ،وھو ﻣن ھذا اﻟﻣﻧطﻠﻖ ﻧﮭﺞ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ
واﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ ﻟﻠﻌداﻟﺔ وﻗﯾم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن .ﻟﻛن ،ﻣﺎ داﻣت ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻧص اﻟذي اﺣﺗواه ﺟﺎءت ﻋﺎﻣﺔ ،ﻓﺈن ﻓﺿوﻟﻧﺎ اﻟﻌﻠﻣﻲ
ﯾدﻓﻌﻧﺎ ﻣﻊ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺗﺳﺎؤل ﻋن ﻣدى وﺟود ﺷروط وﻟو ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺗﮭﺎ ﺗﺣﻛم ھذا اﻟﻧوع ﻣن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﺔ؟
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣوارد اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻﺷك ﻓﻲ ﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﮭﺎ ﻓﻲ إﻧﺟﺎح ﻣﺷروع اﻟﺗﺄﺳﯾس ﻟﻘﺿﺎء ﯾواﻛب اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ ﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﮫ
وإﻛراھﺎﺗﮫ إذا ﻣﺎ ﺗوﻓر ﻟﮭﺎ ﻣن اﻷﺳﺑﺎب ﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ ﻣن ﺗﺣﻘﯾﻖ ذﻟك –ﻛﺗﺄھﯾﻠﮭﺎ ﺗﻛوﯾﻧﺎ وأداء وﺗﻘوﯾﻣﺎ وﺗﺣﺳﯾن أوﺿﺎﻋﮭﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ-
ﯾﺑرز ﻣن زاوﯾﺔ أﺧرى اﻹطﺎر اﻟﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ ﻛﻣﻛون ﻻ ﻏﻧﻰ ﻋﻧﮫ ،اﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻠدور اﻟذي ﯾﺿطﻠﻊ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣردودﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺗوﻗف ﺟودﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾث اﻟﮭﯾﺎﻛل اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﺑﻧﮭﺞ ﻣﺛﻼ ﺣﻛﺎﻣﺔ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻼﺗﻣرﻛز واﻟﺗﺧﻠﯾﻖ ،وﺗﺣدﯾث اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ
ﻣن ﺧﻼل ﻣراﺟﻌﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗواﻓﻖ ﺗطورات اﻟﻌﺻر ،واﻟرﻓﻊ ﻣن اﻟﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺎﻟﺳﻌﻲ اﻟﺣﺛﯾث إﻟﻰ اﻟﺗﺻدي ﻟﻠﻌواﻣل
اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﻘد وﺑطء اﻟﻌداﻟﺔ.
ﻓﮭذه اﻟﻣردودﯾﺔ إذن رھﯾﻧﺔ ﺑﺗﺣدﯾث وﺗﺧﻠﯾﻖ ﻣرﻓﻖ اﻟﻘﺿﺎء وﺗدﺑﯾره وﺗﺳﯾﯾره ﺣﺳب اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﯾﮭﺎ اﻟﺣﻛﺎﻣﺔ اﻟﺟﯾدة.
وﻓﻲ ھذا اﻻﺗﺟﺎه ،ﯾﻧص اﻟدﺳﺗور اﻟﺣﺎﻟﻲ ،ﻋﻠﻰ أن ﻣﻧﺎط ﺗﻧظﯾم اﻟﻣراﻓﻖ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ –واﻟﻘﺿﺎء ﻣن ﺿﻣﻧﮭﺎ -ھو ﺗوزﯾﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗراب
اﻟوطﻧﻲ وﻓﻖ ﺧرﯾطﺔ ﯾراﻋﻰ ﻓﻲ ﺗﻘطﯾﻌﮭﺎ اﻟﮭﻧدﺳﻲ ﺿﻣﺎن ﻣﺑدإ ﺗﻘرﯾب اﻟﻣواطﻧﺎت واﻟﻣواطﻧﯾن ﻣﻧﮭﺎ واﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن ھؤﻻء ﻓﻲ اﻟوﻟوج إﻟﯾﮭﺎ
واﻻﺳﺗﻣرارﯾﺔ ﻓﻲ أداء ﺧدﻣﺎﺗﮭﺎ أو ﻣداوﻣﺔ ﻋﻣﻠﮭﺎ وﺧﺿوﻋﮭﺎ ﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﺟودة واﻟﺷﻔﺎﻓﯾﺔ واﻟﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ،وﻛذا ﻟﻠﻣﺑﺎدئ واﻟﻘﯾم اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﻲ
أﻗرھﺎ اﻟدﺳﺗور ﻓﻲ ﺗﺳﯾﯾرھﺎ؛ ﻧﺎھﯾك ﻋن أﻧﮫ ﯾﻔﺗرض ﻓﯾﮭﺎ أﯾﺿﺎ أن ﺗﻔﺗﺢ أﺑواﺑﮭﺎ ﻟﺗﻠﻘﻲ ﻣﻼﺣظﺎﺗﮭم واﻗﺗراﺣﺎﺗﮭم وﺗظﻠﻣﺎﺗﮭم ﻋﻠﻰ أن ﺗؤﻣن
ﺗﺗﺑﻌﮭﺎ ،وأن ﺗﻣﻛﻧﮭم ﻣن ﺣﻘﮭم ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣوﺟودة ﺑﺣوزﺗﮭﺎ ،إﻻ ﻻﻋﺗﺑﺎرات ﺧﺎﺻﺔ ﻗﯾد اﻟﻘﺎﻧون ﺑﻣوﺟﺑﮭﺎ ھذا اﻟﺣﻖ ،ﻛﻣﺎ
ﻟو ﻛﺎن اﻷﻣر ﯾﺳﺗﮭدف ﻣﺛﻼ ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﻓراد أو ﻋدم اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺣﻘوق واﻟﺣرﯾﺎت اﻟﻣﻛرﺳﺔ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور ،وﻣﺎ إﻟﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﻘﯾود
اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻗﮭﺎ ھذا اﻷﺧﯾر.
ھذا ﻣن ﺟﮭﺔ ،وﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺳﺟل ﻟﮫ ﻛوﻧﮫ ﻟم ﯾﻔﺗﮫ أن ﯾﺗطرق إﻟﻰ ﻗواﻋد ﺗرﺗﺑط ﺑﺳﯾر اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ،ﻛﻌﻼﻧﯾﺔ اﻟﺟﻠﺳﺎت أي
وﺟوب ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻘﺿﯾﺔ واﻟﻧطﻖ ﺑﺎﻟﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻟﻠﻌﻣوم ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻧﻘل ﻣﺎ راج ﻓﯾﮭﺎ إﻟﻰ اﻟرأي اﻟﻌﺎم ﻋن طرﯾﻖ وﺳﺎﺋل
اﻹﻋﻼم ،إﻻ إذا ﻗﺿﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺳرﯾﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻻﺳﺗﺛﻧﺎء ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﺗم اﻟﻧطﻖ ﺑﺎﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻠﻧﯾﺔ؛ وﺗﻌﻠﯾل أو
ﺗﺳﺑﯾب اﻷﺣﻛﺎم ،ﺑﻣﻌﻧﻰ ﺑﯾﺎن اﻷدﻟﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ واﻟﺣﺟﺞ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺳس ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺣﻛﻣﮫ وﺻدورھﺎ وﺗﻧﻔﯾذھﺎ ﺑﺎﺳم اﻟﻣﻠك طﺑﻘﺎ
ﻟﻠﻘﺎﻧون .أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠﻖ ﺑﻣﺟﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ اﻟﺗﻲ ﺻﺎﻏﮭﺎ اﻟدﺳﺗور ﻛﺎﻵﺗﻲ:
»ﯾﻛون اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣﺟﺎﻧﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻣن ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎﺿﻲ« ﻓﮭﻲ ﻧﻘطﺔ ﺗدﻋوﻧﺎ إﻟﻰ أن ﻧﺗوﻗف
ﻋﻧدھﺎ ﻟﻠﺗوﺿﯾﺢ ﺑﺄن ﻣﺟﺎﻧﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء Gratuité de la justice La :ھﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‘assistance judiciaire Lﺣﯾث ﺗﻔﯾد
اﻷوﻟﻰ أن ﻣن ﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ ھذا اﻷﺧﯾر ﻻ ﯾﻛﻠف ﺑدﻓﻊ ﻧﻔﻘﺎت اﻟﻔﺻل ﻓﻲ دﻋواه إﻟﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﻣن واﺟﺑﮫ أن ﯾﻧظر ﻓﻲ طﻠﺑﺎت اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن
وﯾﺻدر أﺣﻛﺎﻣﮫ ﻓﯾﮭﺎ دون أﺧذ ﻣﻘﺎﺑل ﻣﻧﮭم ﻛوﻧﮫ ﯾﺳﺗﺧﻠص راﺗﺑﮫ ﻣن اﻟدوﻟﺔ.
وﺑﻣﻌﻧﻰ آﺧر ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺎﻧﯾﺔ أن اﻟدوﻟﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛﻔل ﺑﺟﻣﯾﻊ ﻧﻔﻘﺎت ﺗﺟﮭﯾز وﺗﺳﯾﯾر اﻟﻘﺿﺎء ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك أﺟور اﻟﻘﺿﺎة
وﻣوظﻔﻲ اﻟﻣﺣﺎﻛم وﻏﯾرھﺎ ،دون أن ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ھذه اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓرض رﺳوم ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ –ﺗﺣﺻﻠﮭﺎ اﻟﺧزﯾﻧﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ
رﺑﻣﺎ ﺗﻛﻣن اﻟﻐﺎﯾﺔ ﻣن وراء ﺳﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن اﻟدﻋﺎوى اﻟﻛﯾدﯾﺔ ،وﻟم ﻻ؟ إﺷراﻛﮫ وﻟو رﻣزﯾﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻣل ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ.
ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع أﺧذ ﺑﻧظﺎم اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﺂﺛر إﻋﻔﺎء ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﻣن اﻟﻣﺻﺎرﯾف اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ – وھﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻟرﺳوم
اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺻواﺋر أﺧرى -ﻋن طرﯾﻖ ﻣﻧﺣﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،ﻛﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺑﻘوة اﻟﻘﺎﻧون ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻌﻣﺎل وذوي ﺣﻘوﻗﮭم
أو ﻣﺷروطﺔ ﻟﻣن ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻣوارد ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎﺿﻲ ،إذ ﯾﺟب اﻹدﻻء ﺑطﻠب ﯾزﻛﻰ ﺑﺷﮭﺎدة ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل – ﺗﺳﻠﻣﮭﺎ اﻟﺟﮭﺎت
اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ -ﺗﺛﺑت ﻋﺳرھم وﺗﺗﺿﻣن وﺳﺎﺋل ﻋﯾﺷﮭم.
واﻋﺗﺑﺎرا ﻟﻣﺎ ﯾﺷﻛﻠﮫ اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘرارات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﺧروج ﺳﺎﻓر ﻋن اﻟﻘﺎﻧون وﻣﺳﺎس ﺑﮭﯾﺑﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺑﺣﻘوق
اﻷﺷﺧﺎص ،وﻧظرا ﻟﻌدم ﻛﻔﺎﯾﺔ وﻧﺟﺎﻋﺔ اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدﻋم ﻣﺑدأ ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣن ﻏﯾر
ﻣﻣﺎطﻠﺔ أو ﺗﺳوﯾف ،وﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾر اﻟﻣﻘررات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺣددھﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ،واﻟﺣﻠول اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧﺑطﮭﺎ اﻟﻘﺿﺎء
اﻹداري ﻣن أﺟل ﺗﺧطﻲ اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ أواﻣر اﻟﻌداﻟﺔ ،ﻓﺈن اﻟدﺳﺗور اﻟﺟدﯾد ،وﻋﯾﺎ ﻣﻧﮫ ﺑﺧطورة ھذه
اﻟﻣﻌﺿﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌرﻓﮭﺎ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻣوﻣﺎ واﻹداري ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص ،اﺗﺧذ ﻣﺑﺎدرة ﻗواﻣﮭﺎ إدراج ﺗﻧﻔﯾذ ھذه اﻷﺧﯾرة ﺑﯾن دﻓﺗﯾﮫ ،وأﻛد ﻓﻲ
أﺣد ﻧﺻوﺻﮫ ﻋﻠﻰ ﻟزوم ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻧﮭﺎﺋﯾﺔ اﻟﺣﺎﺋزة ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﺑﮫ ﻣن ﻗﺑل اﻟﺟﻣﯾﻊ – أي أﯾﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ ﺣﻘﮭﺎ-
وﺑوﺟوب ﺗﻘدﯾم اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻌون اﻟﻼزم ﻛﻠﻣﺎ طﻠب ﻣﻧﮫ ذﻟك ،ﺳواء أﺛﻧﺎء اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ أو ﻋﻧد ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم.
وﻓﻲ اﻟﺧﺗﺎم ،ﻓﺈن ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣﺳﺗﺟدات اﻟﺗﻲ ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم ﻛﺈطﺎر ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻲ ،إﺣداث دﺳﺗور 29ﯾوﻟﯾوز 2011ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ
ﻋوض اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ،وﺣذف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺑدﻟﯾل إﻟﻐﺎء اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮭﺎ واﻻﻗﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺻﯾص ﻋﻠﻰ إﺧﺿﺎع أﻋﺿﺎء
اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﺎ ﯾرﺗﻛﺑوﻧﮫ ﻣن ﺟﻧﺎﯾﺎت وﺟﻧﺢ أﺛﻧﺎء ﻣﻣﺎرﺳﺗﮭم ﻟﻣﮭﺎﻣﮭم ﻟﻠﻣﺳﺎءﻟﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ أﻣﺎم »ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ«.
وھﻛذا ،وﺑﻌد أن ﺣذﻓت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟﺧﺎﺻﺔ ھﻲ اﻷﺧرى ﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ،2004ﻟم ﯾﺑﻖ ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ اﻟزﺟرﯾﺔ ﺳوى اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟداﺋﻣﺔ ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻟﺣد اﻵن ﻻ ﺗوﺟد إﺷﺎرات ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﺷف ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﺣذﻓﮭﺎ ،ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن اﻟدﺳﺗور
رﺧص ﺑﺈﺣداث اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ دون اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ .وﺑﺗﻌﺑﯾر أدق ،إذا ﻛﺎن اﻟﻘﺎﻧون ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣواد اﻟﻣﺳﻧدة
إﻟﯾﮫ ﺻراﺣﺔ ﺑﻔﺻول أﺧرى ﻣن اﻟدﺳﺗور ،ﺑﺎﻟﺗﺷرﯾﻊ ﻓﻲ ﻋدة ﻣﯾﺎدﯾن ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وإﺣداث أﺻﻧﺎف ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻛم ،ﻓﺈن
ﻧﺷﺎطﮫ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺿﻣﺎر ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﻣل ﻣﺳﺗﻘﺑﻼ إﺣداث ﻣﺣﺎﻛم اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ.
ﻛذﻟك ﻓﻲ ظل ھذه اﻟﻣوﺟﺔ اﻟﻣﺗﻼﺣﻘﺔ ﻣن اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﺧرﯾطﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ -اﻟﺗﻲ أﺳﻔرت ﻋن ﺣﻠول ﻗﺿﺎء اﻟﻘرب ﻣﺣل ﻣﺣﺎﻛم
اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت واﻟﻣﻘﺎطﻌﺎت ،ودﺧول اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺗﺻﻧﯾف ﺣﺳب ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ -إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﮭﺎ اﻟدﺳﺗور
اﻟﺟدﯾد ،ﯾﺛور ﻓﻲ ذھﻧﻧﺎ ﺗﺳﺎؤل آﺧر ﺑﺷﺄن اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﻛر وزارة اﻟﻌدل ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﮭﺎ واﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗزم اﺗﺧﺎذھﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻛﯾﻔﯾﺔ
إدﻣﺎج اﻟﻠﻐﺔ اﻷﻣﺎزﯾﻐﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ،ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن اﻟﻣﻐرب ﺳﯾﺧوض ﺗﺟرﺑﺔ ﺗرﺳﯾﻣﮭﺎ وﻓﻖ ﻣﺳﺎر ﻣﺗدرج ﯾﻧطﻠﻖ
اﺑﺗداء ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾم وﻣﯾﺎدﯾن أﺧرى ذات أوﻟوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ؟