You are on page 1of 92

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة ‪ 08‬ماي ‪1945‬‬

‫كلية العلوم اإلقتصادية و التجارية و علوم التسيير‬

‫تخصص‪ :‬مالية تجارة دولية‬

‫الموضوع‬

‫ترقية الصادرات خارج المحروقات ودورها في تحقيق‬


‫االقتصادي – حالة الجزائر‪( -‬خالل الفترة‬
‫ة‬ ‫التنمية‬
‫‪)2017 – 2004‬‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر في العلوم التجارية‬

‫من إعداد الطالبتان‪:‬‬

‫‪ ‬حفايضية يمينة‬
‫األستاذ المشرف‪:‬‬ ‫‪ ‬برقوق صبرينة‬
‫بوعزيز ناصر‬

‫السنة الجامعية‪2018-2017 :‬‬


‫ال يسعني في نياية ىذا العمل المتواضع إال أن أتقدم بجزيل شكري و عرفاني‬

‫بالجميل ألستاذي المشرف "أ‪ .‬بوعزيز ناصر" عمى ما أحاطنا بو من إرشاد و توجيو‬

‫و نصح طيمة فترة إنجاز ىذا العمل‪ ،‬و ل ه منا جزيل الشكر و عظيم التقدير و‬

‫اإلمتنان‪.‬‬

‫كما أتقدم بشكري لكل من أساتذة و إدارة كمية العموم اإلقتصادية و التجارية و‬

‫عموم التسيير عمى ما حظيت بو من معاممة طيبة و رعاية كريمة طيمة دراستي في‬

‫ىذه الكمية الموقرة‪.‬‬

‫و أخي ار أقدم تشكراتي لكافة االخوة و الزمالء و األصدقاء الذين مدّوا لي يد العون‬

‫و المساعدة و لو بالسؤال عن مصير ىذا البحث‪.‬‬


‫إلى من ًعجز اللسان وًجف القلم عن وضف جمٌلها وال ًملن للللمات ان ثوفي حقها امي‬
‫الحبٌبة الغالٌة والى اعز ما املك جدي وجدثي اطال هللا بعمرهما‬
‫إلى من شارموهي افراحي واحزاهي وماهوا هعم السود في هذى الحٌاة إخوثي شهٌواز بهاء‬
‫الدًن رًجاج حفضهم هللا‪.‬‬
‫إلى من افراد عائلجي واخص بالذمر خالجي وابوجها مروى إلى من من زرعت معهم بذور‬
‫الطداقة الجي ال ثوسى رفقاء دربي‪.‬‬
‫إلى من عزًز في القلب لم ًذمرى اللسان‪.‬‬
‫إلى من ًػجز اللسان وًجف القلم غن وضف جمٌلهما‪ ،‬وال ًمكن للكلمات ان ثوفي حقهما‬
‫ابوي الغزًزان اطال هللا في غمرهما‪.‬‬
‫إلى من شاركوهي افراحي واحزاهي وكاهوا لي هػم السود في هذى الحٌاة‬
‫إخوثي حفظهم هللا‪.‬‬
‫إلى كل افراد غائلثي حفاًظٌة وسداًرًة‪.‬‬
‫إلى كل من غلموي في جمٌع مراحل دراسجي‪.‬‬
‫إلى كل من زرغت مػهم بذور الطداقة ال ثوسى رفقاء دربي‪.‬‬
‫إلى كل طلبة دفػة‪ 2018‬ثخطص مالٌة وثجارة دولٌة‪.‬‬
‫إلى كل غزًز في القلب لم ًذكرى اللسان‪.‬‬
‫إلى كل هؤالء اهدي ثمرة جهدي مع اسمى مػاهي الحب واخلص االماهي‬
‫خطـــــة البــــــــــحث‬

‫مقدمة عامة‬

‫الفصل األول‪ :‬تطور الصادرات في الجزائر ‪-‬واقع وآفاق‪-‬‬


‫مقدمة الفصل‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول التصدير‬


‫المطمب األول‪ :‬مفيوم التصدير وأىدافو‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أىمية التصدير‬
‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع التصدير‬

‫المبحث الثاني‪ :‬هيكل الصادرات الجزائرية في الفترة ‪2016-2004‬‬


‫المطمب األول‪ :‬تطور قيمة الصادرات الجزائرية في الفترة ‪.2016-2004‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الييكل السمعي لمصادرات الجزائرية‬
‫المطمب الثالث‪ :‬التوزيع الجغرافي لمصادرات الجزائرية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حوافز التصدير ومشاكمه في الجزائر‬


‫المطمب األول‪ :‬دوافع التصدير في الجزائر‬
‫المطمب الثاني‪ :‬التسييالت الخاصة بالتصدير في الجزائر‬
‫المطمب الثالث‪ :‬مشاكل التصدير في الجزائر‬
‫خاتمة الفصل‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬
‫مقدمة الفصل‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التنمية االقتصادية‬


‫المطمب األول‪ :‬مفيوم التنمية االقتصادية ومفاىيم أخرى‬
‫المطمب الثاني‪ :‬السياق التاريخي لمتنمية االقتصادية‬
‫المطمب الثالث‪ :‬مصادر تمويل عمميات التنمية االقتصادية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية‬


‫المطمب األول‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية قبل الحرب العالمية الثانية‬
‫المطمب الثاني‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية‬
‫خطـــــة البــــــــــحث‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أهم أولويات التنمية االقتصادية وأهدافها‬


‫المطمب األول‪ :‬أولويات التنمية االقتصادية في الدول النامية‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أىداف التنمية االقتصادية في الدول لنامية‬
‫المطمب الثالث‪ :‬الصعوبات التي تواجييا التنمية االقتصادية في الدول النامية‪.‬‬
‫خاتمة الفصل‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية االقتصادية‬
‫مقدمة الفصل‬

‫المبحث األول‪ :‬ترقية الصادرات خارج المحروقات –الواقع والضرورة‪-‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مخاطر االعتماد شبو الكمي عمى الصادرات النفطية‬


‫المطمب الثاني‪ :‬مبررات المجوء إلى ترقية الصادرات خارج المحروقات‬
‫المطمب الثالث‪ :‬سبل تنويع وترقية الصادرات خارج المحروقات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجاالت تنويع الصادرات‬

‫المطمب األول‪ :‬واقع القطاع السياحي وأثره عمى التنمية االقتصادية في الجزائر‬
‫المطمب الثاني‪ :‬واقع القطاع الزراعي وأثره عمى التنمية االقتصادية في الجزائر‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المكاسب المحققة من تنمية الصادرات والعقبات التي تواجهها‬


‫المطمب األول‪ :‬المنتظر و المرتجى من تنويع الصادرات‬
‫المطمب الثاني‪ :‬عالقة تنمية الصادرات بالتنمية االقتصادية‬
‫المطمب الثالث‪ :‬التحديات و العقبات التي تواجو إستراتيجية ترقية الصادرات الجزائرية خارج‬
‫المحروقات‬
‫خاتمة الفصل‬
‫خاتمة عامة‬
‫الفهرس‬

‫شكر‬
‫إهداء‬
‫مقدمة عامة‪...................................................................................‬أ‪ -‬و‬

‫الفصل األول‪ :‬تطور الصادرات في الجزائر ‪-‬واقع وآفاق‪-‬‬


‫مقدمة الفصل‪02 ...................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول التصدير‪03 .....................................‬‬


‫المطمب األول‪ :‬مفيوم التصدير وأىدافو‪03 ..................................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أىمية التصدير‪05 ..........................................................‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع التصدير‪06 .........................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬هيكل الصادرات الجزائرية في الفترة ‪08 ...............2016-2004‬‬


‫المطمب األول‪ :‬تطور قيمة الصادرات الجزائرية في الفترة ‪08..................2016-2004‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الييكل السمعي لمصادرات الجزائرية‪10 .......................................‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬التوزيع الجغرافي لمصادرات الجزائرية‪12 .....................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حوافز التصدير ومشاكمه في الجزائر‪14 ...............................‬‬


‫المطمب األول‪ :‬دوافع التصدير في الجزائر‪14 ................................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬التسييالت الخاصة بالتصدير في الجزائر‪16 .................................‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬مشاكل التصدير في الجزائر‪18 ..............................................‬‬
‫خاتمة الفصل‪21 ....................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬


‫مقدمة الفصل‪23 ....................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التنمية االقتصادية‪24 ..........................................‬‬


‫المطمب األول‪ :‬مفيوم التنمية االقتصادية ومفاىيم أخرى‪24...................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬السياق التاريخي لمتنمية االقتصادية‪25.......................................‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬مصادر تمويل عمميات التنمية االقتصادية‪26................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية‪29 ........................................‬‬

‫‪I‬‬
‫الفهرس‬

‫المطمب األول‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية قبل الحرب العالمية الثانية‪29.....................‬‬


‫المطمب الثاني‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية‪32.....................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أهم أولويات التنمية االقتصادية وأهدافها‪38 ..........................‬‬


‫المطمب األول‪ :‬أولويات التنمية االقتصادية في الدول النامية‪38...............................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أىداف التنمية االقتصادية في الدول لنامية‪40................................‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬الصعوبات التي تواجييا التنمية االقتصادية في الدول النامية‪42..............‬‬
‫خاتمة الفصل‪44 ....................................................................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية االقتصادية‬


‫مقدمة الفصل‪46 ....................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ترقية الصادرات خارج المحروقات –الواقع والضرورة‪47........................-‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مخاطر االعتماد شبو الكمي عمى الصادرات النفطية‪47.......................‬‬


‫المطمب الثاني‪ :‬مبررات المجوء إلى ترقية الصادرات خارج المحروقات‪49.....................‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬سبل تنويع وترقية الصادرات خارج المحروقات‪51............................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجاالت تنويع الصادرات‪54 ....................................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬واقع القطاع السياحي وأثره عمى التنمية االقتصادية في الجزائر‪54.............‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬واقع القطاع الزراعي وأثره عمى التنمية االقتصادية في الجزائر‪57.............‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المكاسب المحققة من تنمية الصادرات والعقبات التي تواجهها‪59 ......‬‬
‫المطمب األول‪ :‬المنتظر و المرتجى من تنويع الصادرات‪59..................................‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬عالقة تنمية الصادرات بالتنمية االقتصادية‪60................................‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬التحديات و العقبات التي تواجو إستراتيجية ترقية الصادرات الجزائرية خارج‬
‫المحروقات‪64 ...................................................................................‬‬
‫خاتمة الفصل‪67 ....................................................................................‬‬
‫خاتمة عامة‪69 .....................................................................................‬‬

‫‪II‬‬
‫قـــــائمة األشكــــــال‬

‫قائمة األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬

‫‪10‬‬ ‫تطور التجارة الخارجية الفترة ‪2016-2004‬‬ ‫‪01‬‬

‫‪39‬‬ ‫تسلسل ماسلو الهرمي لالحتياجات‬ ‫‪02‬‬


‫قـــائمة الجـــــداول‬

‫قائمة الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬

‫‪09‬‬ ‫الصادرات الجزائرية خالل الفترة ‪2016-2005‬‬ ‫‪01‬‬


‫‪11‬‬ ‫التوزيع السلعي للصادرات الجزائرية خارج القطاع النفطي للفترة ‪2016-2009‬‬ ‫‪02‬‬

‫‪12‬‬ ‫التوزيع الجغرافي للصادرات الجزائرية‬ ‫‪03‬‬


‫المخمص بالمغة العربية‬
-)2016-2004( ‫ترقية الصادرات خارج المحروقات ودورها في تحقيق التنمية االقتصادية –حالة الجزائر خالل الفترة‬
‫الممخص‬
‫ وىذا ا‬،‫تعتبر ترقية الصادرات غير النفطية قضية إستراتيجية القتصاديات الدول النامية المصدرة لمنفط في وقتنا الحالي‬
‫ لما ليا من أثر إيجابي عمى الميزان التجاري وميزان‬،‫رجع إلى الدور الكبير الذي تمعبو في دفع عجمة التنمية االقتصادية‬
.‫ كما تعتبر الصادرات الممول الوحيد لمدولة بالنقد األجنبي‬،‫المدفوعات والدخل اإلجمالي‬
97 ‫ حيث يسيطر النفط عمى‬،‫و باعتبار الجزائر ىي األخرى من الدول النامية التي تعاني من األحادية في التصدير‬
‫ وأحسن دليل‬،‫ ما يجعل اقتصادىا رىينا لألسواق الخارجية وتقمبات أسعار ىذه المادة الحيوية‬،‫من إجمالي صادراتيا‬%
،‫ حيث تراجعت أسعار النفط بشكل كبير والتي تسببت في انخفاض حجم الصادرات‬، 1986 ‫عمى ذلك األزمة النفطية عام‬
‫ لذا‬،‫ باإلضافة إلى كون مادة النفط مادة ناضبة وغير متجددة‬،‫ما أدى إلى حدوث عجز الميزان التجاري في تمك الفترة‬
‫ إضافة إلى خمق تحفيز‬،‫ التجارية‬،‫ الجمركية‬،‫سارعت الجزائر التخاذ مجموعة من اإلجراءات والتحفيزات المالية و الضريبية‬
‫وكذا التوجو نحو تطوير قطاعي السياحة والزراعة قاصدة من‬،‫المؤسسات الوطنية عمى التصدير و اختراق األسواق الدولية‬
‫ لكن في‬،‫وراء ذلك ترقية وتنويع صادراتيا غير النفطية و القضاء عمى وحدانية التصدير لمنفط وتحقيق معدالت نمو مرتفعة‬
.‫ مما يوحي بان معظم اإلجراءات المطبقة كان نصيبيا الفشل‬،‫حقيقة األمر نسبة لم تتغير منذ أمد بعيد‬
.‫ ترقية الصادرات‬،‫ الصادرات غير النفطية‬، ‫التنمية االقتصادية‬: ‫الكممات المفتاحية‬
‫الممخص بالمغة الفرنسية‬
Promouvoir les exportations hors hydrocarbures et leur rôle dans le développement
économique -étude sur l’Algérie période (2004-2016)
Résumé
La promotion des exportations non pétrolières est considérée comme enjeu Stratégique
pour les économies des pays en développement exportateurs de pétrole à L’heure actuelle, et
cela est dû au rôle important que les exportations jouent dans la Développement économique,
les exportations non pétrolières ont un impact positif sur la Balance commerciale, la balance
des paiements et le revenu brut. Les exportations sont considérées comme seul bailleur de
fonds de la monnaie étrangère envers l’état.
En considérants l’Algérie comme un pays en développement aussi, ce dernier soufre de
l’exportation unilatérale, où le pétrole domine 97% du total des exportations, ce qui rend son
économie dépendante des marchés étrangers et des fluctuations des prix de ces matières
biologiques, et la meilleure preuve à cela, c’est bien la crise du pétrole de 1986, quand les prix
du pétrole ont chuté de manière significative, ce qui a causé la baisse du volume des
exportations, qui a conduit à un déficit commercial dans cette période en plus du fait que le
pétrole qui est une substance s’appauvrie et qui est non renouvelable, l’Algérie s’est pressée
de prendre un ensemble de mesures et d’initiations financières ,fiscales, douanières et
commerciales, en plus de la création d’un cadre institutionnel pour accompagner et stimuler
les institutions nationales à l’exportations non pétrolières et aussi pour l’élimination de
l’unicité l’exportation du pétrole et de
Réaliser des taux de croissance élevés, en fait, le pourcentage n’a pas changer depuis
longtemps, ce qui suggère que la plupart des procédures appliquées en eu comme résultat,
l’échec.
Mots clés: le développement économique, les exportations non pétrolières, la promotion des
exportations
‫مقــــــــدمة عـــــــــــامة‬

‫تمهيد‬

‫في ظل انفتاح األسواق الدولية واشتداد المنافسة تسعى الدول إلى تطوير اقتصادىا وتنمية قدراتيا‬
‫التنافسيةوبيذا المعنى اعتبرت الصادرات قاطرة لمتنمية االقتصادية وعامل من عوامل ازدىار البمدان‬
‫استنادا إلى مقولة أكبر االقتصاديين" إن ثراء الدول مبني عمى تطوير الصادرات وفقرىا مبني عمى‬
‫اعتمادىا عمى الواردات" ‪ ،‬حيث يعتبر ىذا األخير من أىم المؤشرات التي تفرق بين تقدم الدول وتخمفيا‪.‬‬

‫والتجارة الخارجية بعمميتييا االستيراد والتصدير تحظى بأىمية كبيرة في عممية التنمية االقتصادية‬
‫حيث اجمع االقتصاديون عمى أىمية التصدير في دفع عجمة التنمية االقتصادية وذلك من خالل ما تقدمو‬
‫لالقتصاد من جمب لمنقد األجنبي وتصريف الفائض من اإلنتاج‪ ،‬حيث يعمل التصدير عمى تحقيق أقصى‬
‫درجات التصنيع والنمو ويرتبط بتحقيق التخصيص األمثل لمموارد االقتصادية المتاحة لممجتمع‪ ،‬األمر‬
‫الذي يسرع من عممية التنمية االقتصادية وىو عمى ىذا النحو يحتل أىمية كبيرة في مجال بناء و إصالح‬
‫الييكل االقتصادي لمدولة‪ .‬ومنو فان الصادرات تعتبر كقوة محركة لمنمو االقتصادي‪ .‬تعد الجزائر من‬
‫البمدان التي اىتمت بقطاع الصادرات وحيدة الجانب منذ االستقالل مرتكزة باألساس عمى المحروقات دون‬
‫غيرىا‪ ،‬حيث تتميز صادرات الدول النامية بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة بعدم التنوع في اإلنتاج‬
‫السمعي وانما التنوع في الطمب عمى السمع المستوردة ‪.‬فصادرات النفط كانت تحقق اكبر نسبة دخل لمدولة‬
‫و الذي كان يتحدد سعره وكميتو إلى حد كبير بعوامل خارجية مما جعل االقتصاد الجزائري سريع التأثر‬
‫بالتقمبات التي تحدث في أسواق النفط‪ .‬األمر الذي أوقعيا في أزمة اقتصادية خانقة في نياية الثمانينات و‬
‫نظ ار لمتذبذب الذي تعرفو األسعار النفطية في األسواق الدولية ابتداء من سنة ‪ 1986‬أوجدت سياسة‬
‫التصدير الجزائرية عدة عوائق‪ ،‬منيا المديونية عجز في ميزان المدفوعات و كذا عجز في الميزان‬
‫التجاري‪ ........‬الخ‪ ،‬والناتج عن ىذه العوائق أدى إلى عدم االستقرار في تحقيق معدالت النمو‬
‫االقتصادي كل ىذا حتم عمى الجزائر إعادة النظر في وضعية الصادرات و تغيير االتجاه نحو االىتمام‬
‫بتنويع الصادرات الغير نفطية‪ ،‬و إنشائيا ألجيزة تتكفل بتبني سياسات واستراتيجيات تيدف إلى تنمية‬
‫وتطوير تشكيمة صادراتيا واتخاذ عدة تدابير واجراءات من اجل تحقيق معدالت نمو مرتفعة ومستقرة‪.‬‬

‫أ‬
‫مقــــــــدمة عـــــــــــامة‬

‫إن فكرة قياس اثر الصادرات خارج المحروقات عمى التنمية االقتصادية نالت اىتمام العديد من‬
‫الباحثين والدارسين‪ ،‬وذلك إلبراز دور الصادرات كمؤشر عمى نجاح برامج التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫إن تزايد الثروة العامة يخمق مناخا اجتماعيا يجعل التنمية االقتصادية أكثر تمي از ولتحقيق ذلك يجب‬
‫تعزيز دور التجارة الخارجية كترشيد الواردات وتطوير وتنويع الصادرات‪ ،‬وخاصة أننا في عالم يشيد‬
‫تغيرات سريعة تعكس تباين األداء االقتصادي لمختمف الدول وفي واقع األمر فان استمرار تمركز‬
‫الصادرات الجزائرية بنسبة كبيرة حول المحروقات يؤدي إلى طرح تساؤالت كثيرة تحتاج إلى إجابة‪.‬‬

‫‪ .1‬إشكالية الدراسة‪:‬‬

‫قمنا في دراستنا ليذا الموضوع بصياغة اإلشكالية الرئيسية التالية‪:‬‬

‫ما مدى مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية االقتصادية بالجزائر؟‬

‫ولقد قسمنا ىذا التساؤل الرئيسي إلى التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬


‫‪ ‬ما ىي طبيعة الصادرات في الجزائر؟‬
‫‪ ‬ما المقصود بالتنمية االقتصادية؟‬
‫‪ ‬كيف تتم عممية ترقية الصادرات خارج المحروقات؟‬
‫‪ ‬ىل يمكن االعتماد عمى كل من القطاعين السياحي والزراعي كبديمين لمصادرات النفطية؟‬

‫‪ .2‬الفرضيات‪:‬‬

‫وكإجابة ابتدائية لإلشكالية الرئيسية واألسئمة الفرعية كانت الفرضيات اآلتية‪:‬‬

‫‪ ‬يتميز ىيكل الصادرات في الجزائر بعدم التنوع ولتنويعو يجب إحالل اإلنتاج الوطني محل الواردات‪.‬‬
‫‪ ‬المقصود بالتنمية االقتصادية العممية اليادفة إلى تعزيز نمو اقتصاد الدول‪ ،‬وذلك بتطبيق العديد من‬
‫الخطط التطويرية‪.‬‬
‫‪ ‬هناك بعض اإلستراتٌجٌات التً تضمن مساهمة الصادرات فً التنمٌة االقتصادٌة‪ ،‬لكن ال تزال‬
‫نتائج تطبٌقها ضعٌفة بالرغم من طول الفترة الزمنٌة منذ أن أعلنت عنها الجزائر‪ ،‬وبالتالً نتوقع‬
‫ضعف مساهمتها قً تحقٌق تنمٌة اقتصادٌة‬
‫‪ٌ ‬مكن االعتماد على قطاعً السٌاحة والزراعة ألن الجزائر تزخر بمإهالت سٌاحٌة وزراعٌة فرٌدة‬
‫تمكنها من النهوض باقتصادها وزٌادة حصٌلة صادراتها‪.‬‬

‫ب‬
‫مقــــــــدمة عـــــــــــامة‬

‫‪ .3‬أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬


‫‪ ‬األسباب الموضوعية‪:‬‬
‫‪ o‬تعود أسباب اختيارنا لمموضوع إلى طبيعة االقتصاد الجزائري كون الصادرات يمكن أن تكون‬
‫محفز للتنمية وىذا ما نممسو من خالل االىتمام المتزايد من قبل الباحثين ومتخذي القرار حول‬
‫فكرة ترقية الصادرات غير النفطية‪ ،‬لذا وجب أن يخصص ليا حيز واسع من الكتابات والدراسات‬
‫األكاديمية‪.‬‬
‫‪ ‬األسباب الذاتية‪:‬‬
‫‪ o‬الرغبة في توجيو رسالة تؤكد عمى ضرورة فاعمية قطاع الصادرات الغير نفطية في تحقيق تنمية‬
‫الدول‬
‫ة‬ ‫اقتصادي بالجزائر ‪ ،‬إذا وجد ىذا القطاع الدعم والعناية الالزمة لو من طرف‬
‫ة‬
‫‪ o‬نظار لمدى جدارة موضوع الصادرات غير النفطية بالدراسة والبحث‪.‬‬
‫‪ o‬لما يحتويو الموضوع من خبايا وأسرار تستمزم الدراسة والتمعن‪.‬‬

‫‪ .4‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫إن أهمٌة الموضوع تنبع من أهمٌة الصادرات غٌر النفطٌة بالنسبة للجزائر حٌث تعمل على تنوع‬
‫قطاع التصدٌر وبالتالً تنوع مصدر الدخل الن اعتبار النفط هو المورد األساسً لخزٌنة الدولة سٌجعلها‬
‫تواجه األزمات‪ ،‬وبالتالً فان تطوٌرها وترقٌتها أصبح ضرورة ملحة من اجل تحقٌق معدالت نمو‬
‫مقبولة ومستقرة سواء بالنسبة للدول النامٌة عامة او الجزائر خصوصا‪ ،‬ودلٌل ذلك توجه العدٌد من‬
‫الدول النفطٌة إلى ترقٌة صادراتها خارج المحروقات كسبٌل للخروج من التخلف والركود االقتصادي‪.‬‬
‫‪ .5‬أهداف الدراسة‪:‬‬
‫نهدف من خالل هذا البحث إلى إبراز أهمٌة وسبل ترقٌة وتنوٌع الصادرات غٌر النفطٌة وأثر ذلك‬
‫على التنمٌة االقتصادٌة وذلك باعتبارها مورد أساسً للتدفقات الخارجٌة للدولة‪ ،‬وٌمكن إبراز هذا الهدف‬
‫من خالل األهداف الفرعٌة التالٌة‪:‬‬
‫‪ ‬التعرف على اثر تركٌبة الصادرات غٌر النفطٌة على النمو االقتصادي فً الجزائر‬
‫‪ ‬دراسة نوعٌة العالقة بٌن الصادرات غٌر النفطٌة والتنمٌة االقتصادٌة‬
‫‪ ‬التعرف فٌما كانت االمتٌازات الممنوحة من طرف الدولة كافٌة لترقٌة الصادرات غٌر النفطٌة‪.‬‬
‫‪ ‬إبراز الوضع الحالً لقطاع الصادرات ومدى مالءمته لدفع عجلة التنمٌة االقتصادٌة‪.‬‬

‫ج‬
‫مقــــــــدمة عـــــــــــامة‬

‫‪ .6‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ ‬آلٌات تنوٌع وتنمٌة الصادرات خارج المحروقات وأثرها على النمو االقتصادي – دراسة حالة‬
‫الجزائر – مذكرة ماجستٌر سنة ‪ 2009‬من إعداد الباحث بلقلة إبراهٌم حٌث من خالل اإلشكالٌة‬
‫التالٌة‪ :‬ما هً اآللٌات التً ٌمكن إتباعها لتنمٌة وتنوٌع الصادرات بهدف تحفٌز النمو االقتصادي؟‬
‫وما هو الوضع فً الجزائر بالنسبة لهذا الموضوع؟ توصل إلى النتٌجة التالٌة أن سٌاسة التوجه إلى‬
‫الخارج من خالل الصادرات تحظى فً الوقت الحاضر بموقع بارز بٌن اهتمامات السٌاسات‬
‫االقتصادٌة لكافة الدول‪ ،‬المتقدمة منها والنامٌة على حد سواء‪ ،‬ومن خالل تحلٌل دور واثر تنمٌة‬
‫الصادرات على النمو االقتصادي فً الجزائر‪ ،‬لوحظ أن الصادرات لعبت دورا كبٌرا فً تحقٌق‬
‫معدالت مرتفعة للنمو االقتصادي‪ ،‬لكن هذا الدور ال ٌعتبر حقٌقٌا العتماد الصادرات الجزائرٌة فً‬
‫األساس على المحروقات‪ ،‬مما دفع بالسلطات الجزائرٌة إلى اتخاذ إجراءات فً سبٌل تطوٌر‬
‫الصادرات خارج المحروقات ‪ .‬ولكن على الرغم من إتباع هذه السٌاسات لم ٌتحقق تنوٌع وال زٌادة‬
‫فً الصادرات الجزائرٌة خارج المحروقات حسب النسب المرجوة والمؤمولة‪.‬‬

‫‪ ‬اثر تنمٌة الصادرات غٌر النفطٌة على النمو االقتصادي فً الجزائر – دراسة حالة المإسسات‬
‫الصغٌرة والمتوسطة ‪ -‬مذكرة ماجستٌر سنة ‪ 2011‬من إعداد مصطفى بن ساحة والذي توصل من‬
‫خالل اإلشكالٌة التالٌة‪ :‬إلى أي مدى تسهم إستراتٌجٌة تنمٌة الصادرات غٌر النفطٌة المعتمدة على‬
‫المإسسات الصغٌرة والمتوسطة فً تحقٌق النمو االقتصادي بالجزائر؟ إلى كشف االرتباط القوي‬
‫بٌن الصادرات والنمو االقتصادي‪ ،‬فهً تلعب دورا كمحرك للنمو االقتصادي وهو ما ٌعكس االهتمام‬
‫الكبٌر بها فً الفكر االقتصادي ‪.‬باإلضافة إلى المساهمة الفعالة من طرف المإسسات الصغٌرة‬
‫والمتوسطة فً تحقٌق معدالت النمو االقتصادي من خالل القٌمة المضافة والناتج الداخلً الخام و‬
‫رقم األعمال السنوي‪.‬‬

‫‪-2005‬‬ ‫‪ ‬أثر ترقٌة الصادرات غٌر النفطٌة على النمو االقتصادي دراسة حالة الجزائر الفترة (‬
‫‪ ، )2014‬مذكرة ماستر فً العلوم التجارٌة‪ ،‬سنة ‪ 2015‬من إعداد زٌر رٌان والذي توصل من‬
‫خالل اإلشكالٌة التالٌة‪ :‬كٌف ٌمكن أن تإثر الصادرات غٌر النفطٌة على النمو االقتصادي‬
‫الجزائري؟ إلى النتٌجة التالٌة أنه ال توجد عالقة بٌن نمو الصادرات غٌر النفطٌة والنمو االقتصادي‬
‫فً الجزائر‪ ،‬وهذا بسبب ضآلة نسبة مساهمة الصادرات غٌر النفطٌة فً الناتج المحلً اإلجمالً‪.‬‬

‫د‬
‫مقــــــــدمة عـــــــــــامة‬

‫‪ .7‬المنهج المتبع‪:‬‬
‫لقد استعملنا مناهج مختلفة والتً نراها مناسبة لدراسة الموضوع حٌث اعتمدنا على المنهج الوصفً‬
‫فً تناول النظرٌات واألفكار الخاصة بمفهوم التنمٌة االقتصادٌة وكذلك مفهوم التصدٌر و االستراتٌجٌات‬
‫المتبعة لترقٌة الصادرات غٌر النفطٌة فً الجزائر‪ ،‬أما المنهج التحلٌلً لدراسة تطور أرقام الصادرات‪.‬‬
‫‪ .8‬مشاكل وصعوبات الدراسة‪:‬‬
‫واجهتنا بعض الصعوبات تكمن جلها فً قلة المعلومات المٌدانٌة واإلحصائٌات الحدٌثة‬

‫‪ .9‬تقسيمات الدراسة‪:‬‬
‫و لإللمام بجمٌع جوانب الموضوع المدروس قمنا بتقسٌم الدراسة إلى ثالثة فصول كما ٌلً‪:‬‬

‫الفصل األول الذي جاء بعنوان تطور الصادرات فً الجزائر‪-‬واقع وآفاق‪ ،-‬الذي حاولنا من خالله‬
‫‪-2004‬‬ ‫إبراز مختلف المفاهٌم المتعلقة بالتصدٌر‪ ،‬وكذا الهٌكل السلعً للصادرات الجزائرٌة للفترة‬
‫‪ 2016‬وأٌضا تطور قٌمة الصادرات خالل نفس الفترة‬
‫أما الفصل الثانً بعنوان تنمٌة اإلطار النظري للتنمٌة االقتصادٌة‪ ،‬والذي أبرزنا فٌه كل من ماهٌة‬
‫التنمٌة من حٌث المفهوم واألهمٌة واألنواع ‪ ،‬ثم تطرقنا إلى أولوٌات التنمٌة االقتصادٌة فً الدول النامٌة‬
‫والعراقٌل التً تواجهها‬
‫وأخٌرا الفصل الثالث بعنوان مساهمة الصادرات خارج المحروقات فً تحقٌق التنمٌة االقتصادٌة‬
‫وذلك من خالل عرضنا ألهم الجهود المبذولة فً ترقٌة الصادرات غٌر النفطٌة‪ ،‬ثم تطرقنا إلى مجاالت‬
‫تنوٌع الصادرات‪ ،‬وفً األخٌر قمنا بتحدٌد العالقة بٌن ترقٌة الصادرات خارج المحروقات والتنمٌة‬
‫االقتصادٌة باإلضافة إلى العقبات التً تواجه التصدٌر الغٌر نفطً فً الجزائر‪.‬‬

‫ه‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫تؤدي الصادرات دو ار كبي ار في اقتصاديات معظم الدول المتقدمة والنامية عمى حد سواء إذ ليا وظيفة‬
‫مزدوجة‪ ،‬تتمثل الوظيفة األولى في مدى ما توفره من نقد أجنبي الزم لتمويل برامج التنمية االقتصادية في‬
‫ىذه الدول‪ ،‬وتغطية ما تحتاجو من واردات من سمع وخدمات سواء لرفع مستويات المعيشة الحالية بزيادة‬
‫االستيالك أو المنتظرة بزيادة االستثمار والتخفيض من حدة البطالة‪ ،‬أما الوظيفة الثانية فتتمثل في كونيا‬
‫الوسيمة التي يمكن بموجبيا لمدولة أن تصرف فوائض إنتاجيا المحمي‪ ،‬مما يترتب عميو اتساع نطاق‬
‫السوق‪.‬‬

‫كما تمعب الصادرات دو ار أساسيا في تسريع النمو االقتصادي ومن ثم التنمية االقتصادية مما جعل‬
‫ذلك الدور موضعا لمعديد من الدراسات التي سعت إلى تحديده كما أجريت عدة دراسات تطبيقية لمتأكد من‬
‫نوعية العالقات بين نمو الصادرات ونمو الدخل شممت العديد من الدول منيا الجزائر‪.‬‬

‫من ىذا المنطمق ارتأينا تقسيم ىذا الفصل إلى ثالث مباحث كما يمي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاىيم أساسية حول التصدير‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ىيكل الصادرات الجزائرية في الفترة ‪2016-2004‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حوافز التصدير ومشاكمو‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم أساسية حول التصدير‬


‫يعتبر التصدير أىم ما يحرك عجمة اقتصاد الدول إلى األمام‪ ،‬كما يتمثل في كونو مقياس من‬
‫مقاييس مدى نجاح ميزان مدفوعات ىذه الدول‪ ،‬ووسيمة من وسائل التنمية االقتصادية ومؤش ار ىاما في‬
‫النيوض باقتصاديات الدول النامية فيو العنصر اليام الذي يدفع بالدولة لتحقيق جميع أىدافيا المسطرة‬
‫‪1‬‬
‫حيث نستعرض في ىذا المبحث مفاىيم حول التصدير وأىميتو وأىدافو كما نستذكر أنواعو‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬مفهوم التصدير وأهدافه‬

‫إن نشاط التصدير والصادرات عنصران يخدمان موضوع واحد ىو عممية التصدير لتحقيق األىداف‬
‫‪2‬‬
‫المسطرة خاصة توفير موارد مالية لمخزينة العمومية لتحقيق الرفاىية االقتصادية‪.‬‬

‫‪- 1‬مفهوم التصدير‪:‬‬


‫التعريف األول‪ :‬يعرف التصدير عمى أنو "عممية البيع لمسمع والخدمات لمدول األخرى"‬
‫التعريف الثاني‪ :‬التصدير ىو "بيع أقصى ما يمكن من اإلنتاج الوطني لمخارج لمحصول عمى أكبر‬
‫‪3‬‬
‫قدر من رؤوس األموال األجنبية وتفادي خروجيا من أجل تحقيق أقصى حد من الثراء"‪.‬‬
‫التعريف الثالث‪ :‬يعرف التصدير عمى أنو " انتقال السمع وسواىا من الخيرات والممتمكات المادية من‬
‫بمد المنشأ إلى البمدان األخرى لتسويقيا في أسواق عالمية"‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمصادرات فعرفت كما يمي‪:‬‬
‫تعرف الصادرات عمى أنيا مجموع السمع والخدمات المباعة في األسواق الخارجية ويضيف إلى مداخيل‬
‫رؤوس األموال التي تظير في ميزان المدفوعات عمى أنيا صادرات ألنيا تمثل بيع عناصر محمية مالية‬
‫‪4‬‬
‫منيا أو حقيقية لمستثمرين أجانب‪.‬‬

‫‪ 1‬سامي عفيفي حاتم‪ ،‬التجارة الخارجية بين التنظير والتنظيم‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‪ ،‬القاىرة‪ ،1993 ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.103،102‬‬

‫‪ 3‬بيمول مقران‪ ،‬عالقة الصادرات بالنمو الصادرات خالل الفترة (‪ ،)2005-1970‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪،‬‬
‫جامعة الجزائر‪ ،2001 ،3‬ص ‪75‬‬

‫‪Salem Ahmed et ALBERTINI (J.M), lexique d’économie, Dalloz, Paris, 4ème édition,1992, p4‬‬
‫‪.272‬‬

‫‪3‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫‪- 2‬أهداف التصدير‪:‬‬


‫‪ -1.2‬أهداف مرتبطة باإلستراتيجية التجارية‪:‬‬
‫‪ ‬تجاوز السوق الوطنية المشبعة‪.‬‬
‫‪ ‬توزيع جغرافي لممخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬التكيف مع المنافسة‪.‬‬
‫‪ ‬التواجد في السوق الدولية‪.‬‬
‫‪ -2.2‬أهداف مرتبطة بالجانب المالي‪:‬‬
‫‪ ‬الزيادة في رقم األعمال‪.‬‬
‫‪ ‬رفع ىوامش المردودية واإليرادات المالية‪.‬‬
‫‪ ‬رفع مردودية رؤوس األموال المستثمرة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬تسمح المنافسة من الرفع من فعالية التسيير المالي لممؤسسة‪.‬‬
‫‪ -3.2‬أهمية مرتبطة بتحسين شروط اإلنتاج‪:‬‬
‫‪ ‬تحسين قدرات إنتاج المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬استغالل االمتيازات المتوفرة‪.‬‬
‫‪ ‬خفض التكمفة اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬الرفع من جيود البحث والتطوير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫موالي عبد القادر‪ ،‬التصدير كاستراجية لتحقيق التنمية االقتصادية – دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة ماجستير في العموم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2007 ،‬ص ‪25‬‬
‫‪2‬‬
‫وصال سعيدي‪ ،‬تنمية الصادرات والنمو االقتصادي في الجزائر الواقع والتحديات‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬عدد‪ ،2002 ،01‬ص‬
‫ص ‪.06-05‬‬

‫‪4‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أهمية التصدير‬


‫تتركز أىمية التصدير في المزايا التي تحصل عمييا الدول في ثالث محاور أساسية‪:‬‬
‫‪ ‬إن التصدير ىو المصدر الرئيسي لمنقد األجنبي الذي يستفاد منو في تمويل عمميات االستيراد من‬
‫جية ومن جية أخرى تخفيض العجز في ميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪ ‬إن الصناعات التصديرية قد تحصل عمى مدخالت من صناعات غير تصديرية كما أن جزء من‬
‫مخرجاتيا قد يستخدم في تدعيم صناعات غير تصديرية أيضا‪ ،‬وىذه العالقة التكاممية تؤدي حتما إلى‬
‫‪1‬‬
‫تطور الصناعات غير التصديرية وتحويميا إلى صناعات تصديرية في األجل الطويل‪.‬‬
‫‪ ‬إن التصدير يعني التواجد المستمر في األسواق الخارجية والقدرة عمى المنافسة لمحصول عمى أكبر‬
‫حصة تسويقية‪ ،‬وىذا التواجد يفرض عمى الشركات المصدرة مواكبة الشركات المنافسة ليا في‬
‫األسواق الخارجية من حيث تكنولوجيا اإلنتاج وتطوير المواصفات الفنية واستخدام ترويج أكثر تأثي ار‬
‫وغيرىا‪ ،‬وكل ىذه األمور تنعكس بدورىا عمى تطوير ىيكل الصناعات االلكترونية اليابانية التي بدأت‬
‫تظير في األسواق األوروبية في أوائل السبعينات‪ ،‬ورغم أنيا كانت متوسطة الجودة مقارنة بمثيالتيا‬
‫المصنعة في دول أوروبا الغربية وأمريكا إال أن التواجد المستمر في ىذه األسواق أكسب الشركات‬
‫اليابانية الخبرة ومكنيا من نقل التكنولوجيا اإلنتاجية من الدول المنافسة وتطويرىا إلى األفضل حتى‬
‫أصبحت اآلن األكثر بيعا واألكبر تفضيال من جانب المستيمك األوروبي واألمريكي عمى حد سواء‪،‬‬
‫وقد انعكس ذلك األمر عمى الصناعات اليندسية األخرى المنتجة في اليابان وبدأت تغزو أسواق‬
‫‪2‬‬
‫العالم‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك وعمى مستوى المنافسة العالمية أصبح التصدير يشير إلى مدى امتياز االقتصاد‬
‫بمد معين بالمردودية والتكمفة الدنيا والجودة حتى أن مقياس األداء االقتصادي والتكنولوجي أصبح في‬
‫السنوات األخيرة يعتمد كثي ار عمى اعتبار قدرات التصدير وخاصة محتوياتو التكنولوجية والمقصود بذلك‬

‫‪1‬‬
‫قطاف لويزة‪ ،‬التجارة الخارجية خارج قطاع المحروقات وأثرىا في تحسين ميزان المدفوعات في الجزائر (‪،)2003-2000‬‬
‫مذكرة ماستر في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬الجزائر‪ ،2013 ،‬ص ص ‪.43 ،42‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪5‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫ىو طبيعة التكنولوجيا ذاتيا‪ ،‬فصنع وتصدير جياز أوتوماتيكي مثال يختمف في أىميتو وقيمتو المضافة‬
‫عمى صنع وتصدير آلة ميكانيكية‪.‬‬
‫من خالل ما سبق نستنتج أن عممية التصدير يتسرب تأثيرىا انطالقا من تحسين الجودة إلى حدوث‬
‫تخفيض في تكاليف اإلنتاج والتكمفة النيائية وصوال إلى احتالل وضعية تنافسية أقوى وبالتالي االستحواذ‬
‫عمى شريحة سوقية أكبر مما يرفع رقم األعمال وبالتالي الحصول عمى أكبر أرباح وتوزيع جزء منيا إلى‬
‫المساىمين واعادة استثمار الجزء الباقي في نشاطات مختمفة منيا البحث التطبيقي أو اإلبداع التكنولوجي‬
‫وبالتالي القدرة التصديرية الفعمية ال تتمثل في تصدير أكبر الكميات فحسب‪ ،‬بل في تصدير أكبر كمية‬
‫‪1‬‬
‫من المنتجات التي تتصف بمواصفات تكنولوجية متقدمة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع التصدير‬


‫‪- 1‬التصدير المباشر‪ :‬في ىذا النوع من التصدير يقوم المنتج بالتصدير بنفسو إلى األسواق‬
‫األجنبية دون االستعانة بخدمات الوسطاء ويتم التصدير وفق أربع طرق‪.‬‬

‫طرق التصدير المباشر‪:‬‬

‫‪ ‬التصدير المباشر بدون دعم من الخارج‪.‬‬


‫‪ ‬البيع عن طريق فروع الشركة في الخارج‪.‬‬
‫‪ ‬الممثل التجاري وىو شخص من دولة ما أو شركة ما ممحق بدولة أجنبية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬الوكيل التجاري وىو مندوب لشركة ما بغية التفاوض عمى بعض األعمال تحت إسم ىذا المشروع‪.‬‬
‫‪- 2‬التصدير غير المباشر‪ :‬طريقة شائعة االستخدام إذ ال تتولى المؤسسات المنتجة لمسمعة عممية‬
‫التصدير لألسواق الخارجية وانما توكل الميم إلى جيات خارجية سواء كانوا من نفس البمد أو‬
‫خارج البمد‪.‬‬

‫قطاف لويزة‪ ،‬التجارة الخارجية خارج قطاع المحروقات وأثرىا في تحسين ميزان المدفوعات في الجزائر (‪،)2003-2000‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.44 ،43‬‬

‫‪ 2‬زير ريان‪ ،‬أثر ترقية الصادرات غير النفطية عمى النمو االقتصادي‪-‬دراسة حالة الجزائر‪ -‬الفترة ‪ ،20014-2005‬مذكرة‬
‫ماستر في العموم التجارية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪ ،2015 ،‬ص‪54‬‬

‫‪6‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫ويطبق ىذا النوع من التصدير عمى الشركات حديثة العيد بالتصدير إلى األسواق الخارجية وذلك ألنيا‬
‫تتضمن أول مخاطرة وىذا النوع ال يكمف الشركة أي تكوين أليدي عاممة في الخارج‪ ،‬فالوسيط التجاري‬
‫‪1‬‬
‫لديو معرفة كافية بأحوال السوق األجنبي وطريقة التعامل في األسواق األجنبية المستيدفة‪.‬‬

‫طرق التصدير غير المباشر‪:‬‬

‫‪ ‬شركات التجارة الخارجية‪ :‬في الواقع ليس لدى ىذه الشركات كافة التوجيات واإلمكانيات المتالك‬
‫‪2‬‬
‫جممة الكفاءات الالزمة لمتصدير إذ البد ليا من امتالك شركات لبيع منتجاتيا في الخارج‪.‬‬
‫‪- 3‬التصدير المشترك (المنظم)‪ :‬ىو عبارة عن تضامن عدة مصدرين معا‪ ،‬إنو أسموب فريد في‬
‫تنظيم النشاط التصديري‪ ،‬حيث تقوم الشركات األعضاء باالشتراك في تنظيم معين بيدف تحسين‬
‫‪3‬‬
‫أنشطتيا التصديرية‪ ،‬ويمكن أن ىذا األسموب بأشكال مثل‪:‬‬
‫‪ ‬االتحاد التصديري‪ :‬يقوم عمى فكرة مفادىا أن التعاون بين عدة شركات راغبة بالتصدير سيكون‬
‫اقتصاديا وأكثر فعالية من سمسمة من األعمال الفردية‪ ،‬اليدف األساسي لالتحاد وىو التصدير‬
‫بكثرة وبشكل أفضل مع االحتفاظ باالستقالل المالي والقانوني لمشركة‪ ،‬بحيث نجد أن وظيفة‬
‫التصدير التي كانت تقوم بيا الشركة العضو سابقا مجمعة ومركزة في تنظيم خاص‪.‬‬
‫إن تعاون األعضاء يساعد عمى وضع أشخاص متخصصين‪ ،‬وبالتالي سيكون البيع بسعر‬
‫أفضل وفي أسواق أوسع ويكون ىذا االتحاد مفيدا أو يشكل إحدى وسائل الشركات بتصدير‬
‫السمع‪ ،‬خاصة الشركات الصغيرة التي ليست ليا القدرة عمى التصدير بمفردىا‪ .‬ويقوم ىذا التحاد‬
‫ميما كان شكمو بوظائف جزئية عامة تتعمق بالنشاط التصديري مثل‪:‬‬
‫‪ o‬القيام بوضع سياسة تسويقية أكثر فعالية تتعمق بدراسة السوق والترويج وتطوير‬
‫المنتجات‪.......‬إلخ‬
‫‪4‬‬
‫‪ o‬إعفاء األعضاء من العوائق الفنية واإلدارية المتعمقة بالتصدير‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عزوزي عواطف ‪ ،‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ترقية الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬مذكرة ماستر في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة قالمة‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص‪.81‬‬
‫‪2‬‬
‫زير ريان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.55،54‬‬
‫‪3‬‬
‫بمقمة إبراىيم‪ ،‬آليات تنويع وتنمية الصادرات خارج المحروقات وأثرىا عمى النمو االقتصادي _دراسة حالة الجزائر_ ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعمي‪ ،‬الشمف‪ ،‬الجزائر‪ ،2009 ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪4‬‬
‫سعيدي وصاف‪ ،‬ضمان ائتمانات التصدير في البمدان لنامية‪ ،‬فعاليات الممتقى الدولي حول سياسات التمويل وأثرىا عمى االقتصاديات‬
‫والمؤسسات‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 22 ،21‬نوفمبر ‪ ،2006‬ص ‪.14‬‬

‫‪7‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬التصدير المحمول‪ :‬ىو أسموب بيع يتم فيو قيام شركة كبيرة تمتمك شبكة توزيع في دولة أو عدة‬
‫دول أجنبية بوضع ىذه الشبكة في عمولة محددة‪ ،‬بخدمة شركة صغيرة حديثة التصدير وذات‬
‫‪1‬‬
‫إمكانيات ضعيفة ال يمكنيا القيام بعممية التصدير بمفردىا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬هيكل الصادرات الجزائرية في الفترة ‪2016-2004‬‬


‫يتوقف دور التجارة الخارجية كمصدر لمتمويل في أي بمد عمى االعتماد وبدرجة كبيرة عمى حجم‬
‫وتكوين صادراتو وشروط تجارتو‪ ،‬فكمما كان حجم الصادرات كبي ار نسبيا ويتكون من منتجات وسمع تتمتع‬
‫بأسواق دولية وبأسعار مرتفعة كمما ازدادت قوة ىذا البمد عمى زيادة الصادرات‪ ،‬إضافة إلى ىيكل‬
‫الواردات‪ ،‬ذلك ما يتطمب من الدول النامية تعزيز قدرتيا التصديرية وتقميل الواردات من السمع غير‬
‫الضرورية مع الحصول عمى شروط مستقرة ومالئمة‪ ...‬والجزائر كباقي الدول النامية يعتبر اقتصادىا‬
‫متفتحا عمى العالم الخارجي‪ ،‬حيث ترتفع نسبة الواردات من السمع والخدمات بصورة متنامية إلى إجمالي‬
‫‪2‬‬
‫اإلنتاج الداخمي الخام‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تطور قيمة صادرات الجزائر في الفترة ‪2016-2004‬‬

‫تشير إحصائيات و ازرة التجارة أن العجز التجاري لمجزائر بمغ ‪ 15.04‬مميار دوالر خالل ‪ 09‬أشير‬
‫األولى من ‪ 2016‬مقابل عجز ب ‪ 12.53‬مميار دوالر خالل نفس الفترة من ‪ 2015‬أي بارتفاع العجز‬
‫ب ‪ 2.51‬مميار دوالر(‪ )%20‬بين الفترتين‪.‬‬

‫كما تراجعت الصادرات إلى ‪ 20.04‬مميار دوالر مقابل ‪ 26.93‬مميار دوالر خالل نفس الفترة من‬
‫‪3‬‬
‫‪ 2015‬أي بانخفاض حوالي ‪ 6.9‬مميار دوالر (‪)% -25.57‬‬

‫‪35.08‬‬ ‫وبالنسبة لمواردات فتقمصت بوتيرة أقل مقارنة بتمك الخاصة بالصادرات التي استقرت عند‬
‫مميار دوالر مقابل ‪ 39.46‬مميار دوالر‪ ،‬أي بانخفاض حوالي ‪ 4.4‬مميار دوالر (‪.)% -1.11‬‬

‫‪ 1‬موسوعة ويكيبيديا ‪ ،http:\\ar.wikipedia.org‬اطمع عميو يوم ‪2018/03/05‬‬


‫‪ 2‬سفيان عبد العزيز‪ ،‬دعم وتطوير القطاع الخاص كآلية لترقية التجارة الخارجية خارج المحروقات‪ ،‬مجمة بحوث اقتصادية‬
‫عربية‪ ،‬العددان ‪/62 ،61‬شتاء_ ربيع ‪ ،2013‬ص ‪.170‬‬
‫‪ 3‬إحصائيات وحصائل و ازرة التجارة عمى الموقع ‪ ، http:\\www.commerce.gov.dz‬اطمع عميو يوم ‪.2018/03/05‬‬

‫‪8‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫وتضمن الصادرات تغطية الوردات حدود ‪ %57‬خالل ‪ 09‬أشير األولى من ‪ 2016‬مقابل ‪%68‬‬
‫‪ %93.73‬من مجموع‬ ‫‪ 2015‬وبمغت الصادرات من المحروقات التي تمثل‬ ‫خالل نفس الفترة من‬
‫الصادرات ‪ 18.789‬مميار دوالر مقابل ‪ 25.489‬مميار دوالر خالل نفس الفترة من ‪.2015‬‬

‫وبشأن الصادرات خارج المحروقات تبقى دائما ضعيفة ( ‪ %6.27‬من الحجم الكمي لمصادرات) والتي‬
‫‪1‬‬
‫تراجعت أيضا إلى ‪ 1.25‬مقابل ‪ 1.44‬مميار دوالر (‪ )% -13.37‬بين فترتي المقارنة‪.‬‬

‫بصفة عامة يمكن توضيح تطور قيمة الصادرات الجزائرية من خالل الجدول التالي كما يمي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬تطور الصادرات الجزائرية خالل الفترة ‪2016-2005‬‬

‫‪*2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫القيمة بالمميون‬
‫دوالر‬
‫‪27102‬‬ ‫‪1969‬‬ ‫‪2582‬‬ ‫‪2165‬‬ ‫‪2062‬‬ ‫‪2062‬‬ ‫‪1526‬‬ ‫‪1066‬‬ ‫‪1937‬‬ ‫‪1332‬‬ ‫‪1158‬‬ ‫‪1099‬‬ ‫الصادرات خارج‬
‫مجال المحروقات‬
‫‪1781‬‬ ‫‪32699‬‬ ‫‪60304 63752 69804 71427 55527 44128 77361 58831 53456 43937‬‬ ‫صادرات‬
‫المحروقات‬
‫‪28883‬‬ ‫‪34668‬‬ ‫مجموع الصادرات ‪62886 65917 71866 73489 57053 45194 79298 60163 54613 45036‬‬
‫‪46727‬‬ ‫‪51702‬‬ ‫‪58580 54852 50376 47247 40473 39294 39479 27631 21456 20048‬‬ ‫الواردات‬
‫المصدر‪ :‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار عمى الموقع ‪http:\\www.andi.dz/index/PHP/ar/statistique.‬‬

‫من الجدول أعاله نالحظ أن قيمة الصادرات النفطية في الجزائر وصمت إلى أوجيا في الفترة مابين‬
‫‪ 2014-2008‬حيث سجمت ‪ 77361‬مميون دوالر أمريكي سنة ‪ 2008‬لكن مع انخفاض قيمة النفط في‬
‫‪ 32699‬و ‪1781‬‬ ‫األسواق العالمية انخفضت قيمة الصادرات النفطية بشكل ممحوظ حيث وصمت إلى‬
‫مميون دوالر سنتي ‪ 2015‬و ‪.2016‬‬

‫بالنسبة لمصادرات خارج المحروقات فيي في تزايد حيث وصمت قيمتيا إلى ‪ 27102‬مميون دوالر بعد أن‬
‫كانت ال تتجاوز ‪ 1099‬مميون دوالر لكن مع ىذا تبقى قميمة جدا بالمقارنة مع قيمة الصادرات النفطية‪.‬‬

‫‪ 1‬إحصائيات وحصائل و ازرة التجارة عمى الموقع ‪ ، http:\\www.commerce.gov.dz‬اطمع عميو يوم ‪.2018/03/05‬‬

‫‪9‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ 58580‬مميون دوالر‬ ‫من جية أخرى تعرف قيمة الواردات تزايدا سريعا حيث وصمت إلى أعمة قيمة‬
‫أمريكي سنة ‪ 2014‬بعد أن كانت ال تتجاوز ‪ 20048‬مميون دوالر في سنة ‪ 2005‬وىذا ما قد يسبب‬
‫عجز كبير في ميزان المدفوعات فالواردات الجزائرية في تزايد سريع مع إنخفاض واضح في الصادرات‬
‫‪ %6‬مقارنة‬ ‫النفطية من جية والزيادة المحتشمة لمصادرات خارج المحروقات والتي لن تتعدى مساىمتيا‬
‫بالصادرات النفطية‪.‬‬

‫جدا‬
‫أي أنو يمكن القول أن الصادرات خارج المحروقات في الجزائر كانت والزالت مساىمتيا ضعيفة ّ‬
‫وميمشة وبالتالي فإن وضعية الميزان التجاري وميزان المدفوعات مرىونة بالصادرات النفطية‬

‫ويمكن تمخيص الجدول أعاله في البيان التالي‪:‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬الهيكل السمعي لمصادرات الجزائرية‬

‫‪ 2016‬بحصة ‪ %93.84‬من اإلجمالي‬ ‫تمثل المحروقات أساس صادراتنا إلى الخارج خالل سنة‬
‫العام لمصادرات مع انخفاض قدره ‪ %17.12‬مقارنة مع ‪.2015‬‬

‫‪ %6.16‬فقط من إجمالي‬ ‫أما فيما يخص الصادرات خارج المحروقات والتي ال تزال ىامشية بنسبة‬
‫‪ 1.78‬مميار دوالر أمريكي ويمكن توضيح التوزيع السمعي لمصادرات‬ ‫حجم الصادرات أي ما يعادل‬
‫‪1‬‬
‫الجزائرية خارج القطاع النفطي من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫‪ 1‬إحصائيات وحصائل و ازرة التجارة عمى الموقع‪http:\\www.commerce.gov.dz‬‬

‫‪10‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫الجدول رقم (‪ :)02‬التوزيع السمعي لمصادرات الجزائرية خارج القطاع النفطي لمفترة ‪2016-2009‬‬

‫الحصة(‪%‬‬ ‫*‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫التعيين‬
‫)‬
‫‪1,13‬‬ ‫‪327‬‬ ‫‪235‬‬ ‫‪323‬‬ ‫‪402‬‬ ‫‪315‬‬ ‫‪355‬‬ ‫‪315‬‬ ‫‪113‬‬ ‫التغذية‬
‫‪93,84‬‬ ‫‪27 102‬‬ ‫‪32 699‬‬ ‫‪60 304‬‬ ‫‪62 960‬‬ ‫‪69 804‬‬ ‫‪71 427‬‬ ‫‪55 527‬‬ ‫‪44 128‬‬ ‫التشحيم والطاقة‬
‫‪0,29‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪106‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪168‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪94‬‬ ‫‪170‬‬ ‫المواد الخام‬
‫‪4,5‬‬ ‫‪1 597‬‬ ‫‪1 693‬‬ ‫‪2 121‬‬ ‫‪1 458‬‬ ‫‪1 527‬‬ ‫‪1 496‬‬ ‫‪1 056‬‬ ‫‪692‬‬ ‫نصف مصنعة‬
‫المواد‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المعدات والسمع‬
‫الفالحية‬
‫‪0,18‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪42‬‬ ‫المعدات والسمع‬
‫الصناعية‬

‫‪0,06‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪49‬‬ ‫سمع لالستهالك‬
‫غير الغذائي‬
‫‪100‬‬ ‫‪28 883‬‬ ‫‪34 668‬‬ ‫‪62 886‬‬ ‫‪64 974‬‬ ‫‪71 866‬‬ ‫‪73 489‬‬ ‫‪57 053‬‬ ‫‪45 194‬‬ ‫مجموع الصادرات‬
‫المصدر‪ :‬المركز الوطني لإلعالم األلي و اإلحصاء التابع لمجمارك ‪CNIS‬‬

‫من الجدول أعاله يتبين أن مجموعة السمع التي يتم تصديرىا خارج المحروقات تشمل أساسا مايمي‪:‬‬

‫‪ ‬المنتجات النصف مصنعة التي تمثل ‪ %4.5‬من الحجم اإلجمالي لمصادرات أي ما يعادل ‪1.3‬‬
‫مميار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫‪ ‬السمع الغذائية بحصة ‪ %1.13‬أي ما يعادل ‪ 327‬مميون دوالر أمريكي‬
‫‪ ‬المواد الخام بحصة ‪ %0.29‬بقيمة مطمقة تقدر ب‪ 48‬مميار دوالر أمريكي‪.‬‬
‫‪ ‬سمع المعدات الصناعية والسمع االستيالكية غير الغذائية بحصص عمى التوالي ب ‪ %0.18‬و‬
‫‪.%0.06‬‬

‫‪11‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثالث‪ :‬التوزيع الجغرافي لمصادرات الجزائرية‬

‫يمكن أن نبين التوزيع الجغرافي لصادرات الجزائر من خالل الجدول التالي‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)03‬التوزيع الجغرافي لمصادرات الجزائرية‬

‫الصادرات بمميون دوالر أمريكي‬ ‫الواردات بالمميون دوالر أمريكي‬


‫السنة‬ ‫السنة‬
‫المناطق االقتصادية‬
‫‪*2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪ *2016‬التطور‪%‬‬ ‫‪2014‬‬
‫التطور‪%‬‬
‫‪-27.15‬‬ ‫‪16 739‬‬ ‫‪22 976‬‬ ‫‪12.97-‬‬ ‫‪179 22‬‬ ‫‪25 485‬‬ ‫دول االتحاد األوربي‬
‫‪18.21‬‬ ‫‪6 251‬‬ ‫‪5 288‬‬ ‫‪14.50-‬‬ ‫‪6 295‬‬ ‫‪7 363‬‬ ‫دول منظمة التعاون و التنمية االقتصادية‬
‫‪116.22‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪- 25.80‬‬ ‫‪909‬‬ ‫‪1 225‬‬ ‫الدول األوربية األخرى‬
‫‪-0.30‬‬ ‫‪1 678‬‬ ‫‪1 683‬‬ ‫‪1.24‬‬ ‫‪2 857‬‬ ‫‪2 822‬‬ ‫دول أمريكا الجنوبية‬
‫‪-3.24‬‬ ‫‪2 331‬‬ ‫‪2 409‬‬ ‫‪1.96-‬‬ ‫‪11 618‬‬ ‫‪11 850‬‬ ‫أسيا‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اوقيانوسيا‬
‫‪-32.69‬‬ ‫‪385‬‬ ‫‪572‬‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪1 934‬‬ ‫‪1 918‬‬ ‫الدول العربية‬
‫‪-11.74‬‬ ‫‪1 368‬‬ ‫‪1 550‬‬ ‫‪2.50‬‬ ‫‪697‬‬ ‫‪680‬‬ ‫الدول المغاربية‬
‫‪-37.80‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪82‬‬ ‫‪-33.70‬‬ ‫‪238‬‬ ‫‪359‬‬ ‫الدول اإلفريقية‬
‫‪-16.69‬‬ ‫‪28 883 34 668‬‬ ‫‪9.62-‬‬ ‫‪46 727‬‬ ‫‪51 702‬‬ ‫المجموع‬
‫المصدر‪ :‬الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار عمى الموقع ‪http:\\www.andi.dz/index/PHP/ar/statistique.‬‬

‫من الجدول أعاله نستنتج أن دول اإلتحاد األوروبي تبقى دائما الشريك الرئيسي لمجزائر بنسب عمى‬
‫التوالي ‪ %47.47‬واردات و ‪ %57.95‬صادرات‪.‬‬

‫وبالمقارنة مع سنة ‪ 2015‬سجمت الوردات القادمة من االتحاد األوروبي انخفاض بنسبة ‪%12.97‬‬
‫مجتازة من ‪ 25.48‬مميار دوالر أمريكي في ‪ 2015‬إلى ‪ 22.18‬مميار دوالر أمريكي سنة ‪ 2016‬في‬
‫المقابل تضاءلت صادرات الجزائر إلى ىذه البمدان بقيمة ‪ 6.24‬مميار دوالر أمريكي أي ‪.%27.15‬‬

‫‪12‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ %16.55‬من المبيعات‬ ‫داخل ىذه المنطقة تعتبر إيطاليا زبوننا الرئيسي والتي تشمل أكثر من‬
‫الخارجية تمييا اسبانيا بنسبة ‪ %12.33‬ثم فرنسا ب ‪.%11.05‬‬

‫وتأتي دول منظمة التعاون االقتصادي في المرتبة الثانية بحصة بمغت ‪ %13.47‬من حيث واردات‬
‫الجزائر من ىذه البمدان و ‪ %21.64‬من صادرات الجزائر إلى ىذه البمدان‪ ،‬في ىذه المنطقة االقتصادية‬
‫‪%5.01‬‬ ‫تكون أىم المبادالت التجارية لمجزائر مع الواليات المتحدة األمريكية ثم تمييا تركيا بنسب‬
‫و‪ %4.14‬من الواردات القادمة من ىذه الدول و ‪ %11.17‬و ‪ %4.27‬بالنسبة لمصادرات اتجاه نفس‬
‫الدول‪.‬‬

‫أما باقي المناطق فالمبادالت التجارية بينيا وبين الجزائر تتسم بنسب منخفضة حيث‪:‬‬

‫‪ ‬دول آسيا تظير انخفاضا طفيفا ما يقرب ‪ %2.17‬مجتازة من ‪ 14.25‬مميار دوالر أمريكي إلى‬
‫‪ 13.95‬مميار دوالر أمريكي خالل نفس الفترة‪.‬‬
‫‪ ‬سجل حجم التبادل مع دول المغرب العربي ( ‪ )UMA‬انخفاض بما يقارب ‪ %7.4‬مقارنة مع‬
‫‪ 2015‬حيث اجتازت من ‪ 2.23‬مميار دوالر أمريكي في عام ‪ 2015‬إلى ‪ 2.06‬مميار دوالر‬
‫أمريكي عام ‪.2016‬‬
‫‪( 2015‬انخفاض قدره‬ ‫‪ ‬سجمت المبدالت التجارية مع الدول العربية انخفاض طفيف مقارنة مع‬
‫‪.)%6.87‬‬
‫‪ %0.67‬مقارنة مع العام ‪2015‬‬ ‫‪ ‬وأخي ار سجمت المبادالت مع بمدان أمريكا زيادة طفيفة بنسبة‬
‫مجتازة بذلك من ‪ 4.5‬مميار دوالر أمريكي عام ‪ 2015‬إلى ‪ 4.53‬مميار دوالر أمريكي عام‬
‫‪.2016‬‬

‫‪13‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حوافز التصدير ومشاكمه في الجزائر‬


‫سنقوم من خالل ىذا المبحث التطرق إلى مختمف األسباب الدافعة إلى سياسة التوجو لمتصدير‪ ،‬كما‬
‫سنقوم بذكر أىمية اآلليات المتبعة لتشجيع التصدير وأخي ار سنتناول مشاكل التصدير في الجزائر‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬دوافع التصدير في الجزائر‬

‫تيدف سياسة التوجو إلى التصدير إلى التركيز بشكل رئيسي عمى التصدير لألسواق الخارجية‪ ،‬حيث‬
‫تعتبر الصادرات في الدول النامية مسؤولة بشكل أساسي عن تمويل عممية التنمية االقتصادية وذلك عن‬
‫طريق استيراد السمع الوسيطية والرأسمالية التي تحتاجيا ىذه العممية لذلك البد من توفير حصيمة من‬
‫الصادرات لتمويل الواردات‪ ،‬أيضا يمكن من خالل زيادة الصادرات زيادة الدخل القومي بكمية أكبر من‬
‫زيادة الصادرات وذلك عن طريق مضاعف التجارة الخارجية‪.‬‬

‫لذلك أصبح التوجو نحو التصدير وتنمية الصادرات من أىم األىداف االقتصادية وذلك لعدة أسباب‬
‫‪1‬‬
‫تتمثل فيما يمي‪:‬‬

‫‪ .1‬يتمثل السبب الرئيسي في التخمص من العجز التجاري الذي تعاني منو العديد من الدول النامية‪.‬‬
‫‪ .2‬إن عممية تنمية الصادرات تتضمن أكثر من تنمية موارد العمالت األجنبية وتحقيق التوازن الخارجي‬
‫بل ىي أساسية لتنمية الدخل القومي الحقيقي‪ ،‬وال نقصد بذلك زيادة الدخل بفعل المضاعف فيذه‬
‫المسألة تخص األجل القصير وانما نقصد جوىر عممية التنمية في األجل الطويل‪ ،‬فتنمية الصادرات‬
‫عرف بدقة في إطار حرية التجارة‪ ،‬ىي تغير ىيكمي في النشاط اإلنتاجي المحمي ال يتم إال‬
‫حينما تُ َّ‬
‫بإعادة توزيع الموارد االقتصادية المتاحة لصالح األنشطة ذات الميزة النسبية وىذه األخيرة ىي‬
‫األنشطة األكثر كفاءة‪ ،‬واألكثر قدرة عمى النمو بمعدالت مرتفعة وعمى ذلك فإن تنمية الصادرات تعبر‬
‫‪2‬‬
‫في الواقع عن جوىر عممية التنمية االقتصادية في إطار اقتصاد مفتوح‪.‬‬

‫‪ 1‬زير ريان‪ ،‬أثر ترقية الصادرات غير النفطية عمى النمو االقتصادي –دراسة حالة الجزائر‪ -‬الفترة (‪،)2014-2005‬‬
‫مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪57‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.57،58‬‬

‫‪14‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .3‬ازدادت أىمية تنمية الصادرات ألجل التنمية االقتصادية في إطار تطورات أواخر الثمانينات ثم‬
‫التسعينات التي شيدت تحوال عالميا لصالح اقتصاد السوق وحرية التجارة‪ ،‬فمقد كانت الدول النامية‬
‫قبل ذلك تعتمد عمى إستراتيجية إنمائية ذات توجو داخمي والتي تتمثل في إستراتيجية إحالل الواردات‬
‫ولم تعبأ بالصادرات ومع قبول ىذه الدول لبرامج اإلصالح االقتصادي والتعديل الييكمي في مطمع‬
‫التسعينات أصبح مطموبا من ىذه الدول التخمي عن ىذه اإلستراتيجية وأن تبدأ العمل عمى تنمية‬
‫‪1‬‬
‫صادراتيا إلى الخارج في إطار آليات السوق‪.‬‬
‫‪ .4‬إن المرحمة المقبمة من ىذا القرن سوف تشيد آثا ار أخرى مترتبة عمى العولمة التي صاحبت الثورة‬
‫المعموماتية عمى المستوى العالمي والنمو المطرد في نشاط الشركات العابرة لمقوميات عمى مستوى‬
‫العالم في إطار حرية التجارة وتحرير ونمو أسواق رؤوس األموال في معظم الدول باإلضافة إلى‬
‫ظيور شخصية المستيمك العالمي‪ .‬لذا فإن عممية تنمية الصادرات سوف ترتبط بشكل متزايد بالقدرة‬
‫عمى استخدام وتسخير أجيزة ووسائل معمومات في اكتشاف فرص التصدير المتاحة في أي مكان‪،‬‬
‫والمعروف أن الدول المتقدمة متفوقة في ىذا المجال وىذا ما يشكل تحدي لمدول النامية أما التحدي‬
‫الثاني فيتمثل في تزايد نشاط الشركات العابرة لمقوميات وقد ينعكس ذلك عمى الدول المضيفة‬
‫باإليجاب أو بالسمب فيما يتعمق بتنمية صادراتيا وىذا ما يحتاج لدراسة دقيقة كما أن تحرير ونمو‬
‫أسواق رؤوس األموال قد يسيم في االستثمار والتنمية خاصة في مجال صناعات الصادرات‪ ،‬والذي‬
‫يتم بدخول رؤوس األموال أما الحركة العكسية ليذه األموال فيمكن أن تدمر اليدف وىذا ما حصل‬
‫‪2‬‬
‫لدول جنوب شرق آسيا سنة ‪.1997‬‬

‫‪ 1‬خامد مصطفى‪ ،‬واقع الصادرات غير النفطية في الجزائر وسبل تطويرىا‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح –ورقمة‪ ،2016 ،-‬ص‪.28‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.29 ،28‬‬

‫‪15‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثاني‪ :‬التسهيالت الخاصة بالتصدير في الجزائر‬

‫إن أكثر المكاسب وضوحا وايجابية وفتح المجال أمام السمع التي تتمتع فييا الدولة الجزائرية بمزايا‬
‫نسبية عن قريناتيا في الدول األجنبية‪ ،‬إذ بعد أن تصل تمك السمع إلى نقطة فائض إنتاج ال يكون أماميا‬
‫من سبيل إلى استمرار النمو واالزدىار إال التصدير إلى السوق األجنبية إال أن عممية التصدير تتطمب‬
‫وجود جياز متناسق ومتكامل يسمح بإنتاج سمع أسرع وأكفأ في ظل اعتبارين أساسيين‪ :‬تكمفة منخفضة‬
‫وجودة عالية‪ ،‬تمكنو من وضع منتوجو بشكل صحيح في األسواق األجنبية‪.‬‬

‫ولكي يتحقق ىذا اليدف حاولت الجزائر وضع تسييالت تتعمق بالتصدير وذلك من خالل ىيئات‬
‫وجيات مركزية تيتم بتقديم مواصفات المنتجات الجديدة إلى األسواق الخارجية حتى يتمكن المصدر من‬
‫الحصول عمى المعمومات التي يرغب فييا فعال ما تجسد في الواقع حيث تم إنشاء مجموعة من المنظمات‬
‫والييئات المتخصصة بترقية الصادرات خارج المحروقات خاصة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وفيما يمي سوف نحاول توضيح بعض ىذه الييئات‪:‬‬

‫‪ .1‬الديوان الوطني لألسواق والتصدير ‪ :ONAFEX‬أنشئ بمقتضى المرسوم رقم ‪ 87/63‬المؤرخ‬


‫في ‪ 03‬مارس ‪ 1987‬وىو مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري يتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية واالستقالل المالي ويخضع لوصاية و ازرة التجارة ولرقابتيا‪ ،‬ويقرر المرسوم جممة من‬
‫األىداف نذكر منيا‪:‬‬
‫‪ ‬دراسة السوق واألعمال المتعمقة والوثائق االشيارية بغية تطوير الصادرات‪.‬‬
‫‪ ‬يقوم بميمة تنشيط التصدير وتشجيعو وبيذا الصدد يساىم باالتصال مع المتعاممين الوطنيين إلحصاء‬
‫المنتجات الموجية لمتصدير‪ ،‬وذلك لتحديد الكميات القابمة لذلك‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬تقديم الثوابت االقتصادية المناسبة لنوع المنتوج المطموب تصديره قصد تسييل اتخاذ القرار‪.‬‬

‫‪ 1‬مسعي عبد الكريم‪ ،‬تنمية الصادرات خارج المحروقات –دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة ماستر في العموم التجارية‪ ،‬جامعة‬
‫قالمة‪ ،2010 ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ 2‬مصطفى بن ساحة‪ ،‬أثر تنمية الصادرات غير النفطية عمى النمو االقتصادي في الجزائر _دراسة حالة المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة_‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2011 ،‬ص ‪126‬‬

‫‪16‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬يتكفل بمساعدة المؤسسات المختصة في مجال تكوين األعوان المتخصصين في مجال التجارة‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫‪ ‬ينظم بعثات المتعاممين االقتصاديين سواء في الجزائر أو في الخارج‪.‬‬
‫‪ ‬يجمع اإلعالم االقتصادي والتجاري الالزم لممتعاممين الوطنيين المصدرين ويجعمو وينشره‪.‬‬
‫‪ ‬ينظم المشاركة الجزائرية في التظاىرات الدولية التي تنظم في الخارج‪.‬‬
‫‪ .2‬الغرفة الوطنية لمتجارة ‪ :CNC‬تم إنشاء ىذه الغرفة بموجب المرسوم رقم ‪ 40/80‬الصادر بتاريخ‬
‫فبراير سنة ‪ 1980‬وأعيد تنظيميا تبعا لممرسوم ‪ 71/67‬المؤرخ في أوت ‪ 1987‬وىي مؤسسة‬
‫عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي توضع تحت‬
‫وصاية و ازرة التجارة تتمثل مياميا أساسا في ما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬تقوم بكل عمل يرمي إلى ترقية الصادرات من معدات وخدمات وتقدم المساعدات لمييئات المختصة‬
‫في تنظيم المعارض والعروض المتخصصة والتظاىرات االقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬تسمم البضائع المعدة لمتصدير شيادات التصدير التي يشترطيا المتعاممين األجانب‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬تشارك في إعداد برامج العمل الرامية إلى تطوير التجارة‪.‬‬
‫‪ .3‬الغرفة الوالئية لمتجارة ‪ :CWC‬تم إنشاء ىذه الغرفة بموجب المرسوم رقم ‪ 80/47‬بتاريخ ‪23‬‬
‫‪ 87/172‬في ‪ 01‬أوت ‪ 1987‬ىي مؤسسة‬ ‫فيفري ‪ 1980‬وأعيد تنظيميا تبعا لممرسوم رقم‬
‫عمومية ذات طابع صناعي وتجاري‪ ،‬توضع في الوالية وتحت وصاية الوالي‪ .‬وتتمثل الغرفة‬
‫التجارية في الوالية ىيئة التقاء وتشاور دائم بين أعوان االقتصاد من مياميا نذكر‪:‬‬
‫‪ ‬تشارك في إطار تحقيق األىداف وفي كل األعمال الرامية إلى الحصول عمى أحسن تعامل بين‬
‫أنشطة القطاع العام والخاص‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع كل إنتاج لو من اإلمكانيات ما يخول لو أن يصدر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬تقوم بتسميم شيادات المصدر لممنتوجات المعدة لمتصدير‪.‬‬

‫‪ 1‬مصطفى بن ساحة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.127 ،126‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.127‬‬

‫‪17‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫المطمب الثالث‪ :‬مشاكل التصدير في الجزائر‬

‫إن التأكيد عمى الطابع االستراتيجي التي تمثمو الصادرات خارج المحروقات بالنسبة لالقتصاد‬
‫الجزائري ييدف أساسا إلى إظيار ثقل وعبء الصادرات خارج المحروقات ومدى تأثيرىا عمى التبادل‬
‫الخارجي لمجزائر واعاقتيا لو‪ .‬فالمرحمة الطويمة من االستقرار التي ميزت ىذا القطاع‪ ،‬رغم حيويتو في‬
‫اقتصاديات كل بمد أدى إلى االعتقاد بأن الفشل قدر محتوم تم االستسالم لو‪ ،‬ىذا ما ظير من خالل‬
‫سموك وتصرفات األعوان االقتصاديين‪ ،‬مما أدى باالقتصاد الجزائري إلى تسجيل نتائج ضعيفة جدا في‬
‫‪1‬‬
‫مجال التصدير في الجزائر ىذا ما جعمنا نتناول مشاكل التصدير انطالقا من عدة زوايا‪.‬‬

‫‪ .1‬المشاكل عمى المستوى الجزئي‪:‬‬


‫‪ ‬غياب سياسة محددة األىداف وواضحة ومعمنة ومعروفة من طرف كل الدوائر والمستويات والمصالح‬
‫واألفراد‪.‬‬
‫‪ ‬تطبيق عشوائي وغير منتظم إلجراءات العمل المنصوص عمييا في نظام الجودة باإلضافة إلى غياب‬
‫نظام قادر عمى القياس المبني عمى األساليب اإلحصائية لتحديد االختالف‪.‬‬
‫‪ ‬عدم األخذ بأسموب نظام الجودة في مجال تحديد وتصميم المنتجات‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توافر نظام لممعمومات يتضمن كافة البيانات واإلحصائيات التي تربط بالعممية اإلنتاجية وموقع‬
‫السمعة في السوق‪.‬‬
‫‪ ‬غياب التحفيز المادي والمعنوي داخل المؤسسة الذي قضى عمى كل فرص اإلبداع واالبتكار كأسموب‬
‫عممي يمكن المؤسسة الجزائرية من تحضير المنتوج الذي يتالءم ومتطمبات الوضع الحالي‪.‬‬
‫‪ ‬اليياكل التنظيمية ال تستجيب لمتغيرات الحالية التي تحدث خارج حدود المؤسسة (البيئة الخارجية)‬
‫منيا التطور التكنولوجي واإلعالم واالتصال أدى إلى ضعف صناعة المؤسسات الجزائرية عمى‬
‫مواجية اليزات القوية التي تمارسيا المؤسسات االقتصادية العالمية بمباركة وبدعم من منظمات سميمة‬
‫‪2‬‬
‫المنظمة العالمية لمتجارة‪.‬‬

‫‪ 1‬فاطمة الزىراء بن زايدي‪ ،‬دراسة تحميمية لحركة التجارة الخارجية في الجزائر من منظور الجغرافيا االقتصادية‪ ،‬مذكرة‬
‫‪.60‬‬ ‫ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعمي‪ ،‬الشمف‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‬
‫‪ 2‬عظيم أسماء‪ ،‬التنمية االقتصادية في الجزائر دراسة مقارنة قبل وبعد ‪1988‬م‪ ،‬مذكرة ماستر في العموم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫موالي الطاىر‪ ،‬سعيدة‪ ،‬الجزائر‪ ،2017 ،‬ص ص ‪.101 ،100‬‬

‫‪18‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬المشاكل المرتبطة بالمحيط االقتصادي‪:‬‬


‫‪ ‬غياب إستراتيجية محددة المعالم لمتصدير أو عمى األقل تغطية الحاجيات المحمية والتي يفترض أنيا‬
‫جزء ضروري لتنمية وتوزيع الصادرات وتحقيق تنافسية تعطي االعتبار لمجانب االقتصادي والتشابك‬
‫والتداخل الحاصل بين األسواق الوطنية واألجنبية‪.‬‬
‫‪ ‬غياب ثقافة التصدير لدى المتعاممين االقتصاديين الجزائريين‪ ،‬وميميم لممارسة عممية االستيراد بسبب‬
‫ارتفاع نسب الربح وتقميل المخاطر الناجمة عن التصدير‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ ‬انعدام الخبرة لدى المصدرين الجزائريين والتي تحول دون تموقعيم في األسواق األجنبية لمدة أطول‪.‬‬
‫‪ ‬سوء استخدام التكنولوجيا حال دون تقديم منتجات مطابقة لممواصفات الدولية سواء من حيث‬
‫التصميم‪ ،‬التغميف‪ ،‬باإلضافة إلى غياب اإلبداع واالبتكار التقني والتكنولوجي بسبب ضعف ميزانية‬
‫البحث والتطوير وأنماط اإلدارة المتسمطة‪.‬‬
‫‪ ‬عدم توافق المنتجات الوطنية الموجية لمتصدير مع المعايير الدولية من حيث الجودة والنظافة ولم‬
‫ترق لدرجة تصديرىا ال من حيث الكمية وال من حيث الجودة وارتفاع تكاليف اإلنتاج بسبب تدىور‬
‫قيمة العممة الوطنية والتضخم والتذبذبات النقدية العالمية من جية وعدم تحقيق فائض إنتاجي بشكل‬
‫‪2‬‬
‫منتظم من جية أخرى‪.‬‬
‫‪ .3‬المشاكل المرتبطة بالمحيط المؤسساتي والتشريعي‪:‬‬

‫يتميز المحيط المؤسساتي التشريعي لمصادرات خارج المحروقات بالخصائص التالية‪:‬‬

‫‪ ‬التشابك والتداخل في الميام الموكمة لمييئات واليياكل المدعمة لترقية الصادرات خارج المحروقات‬
‫أيضا غياب التنسيق والتضارب في األرقام المقدمة مما أدى إلى صعوبة تقييم الوضعية وصعوبة‬
‫تحقيق األىداف المسطرة‪.‬‬
‫‪ ‬غياب أدنى تنظيم لمتواجد التجاري في األسواق الخارجية بما يخدم الصادرات خارج المحروقات‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬وجود تنظيم وتنسيق غير كافيين بين المصدرين الجزائريين سواء عمى المستوى الوطني أو الخارجي‪.‬‬

‫‪ 1‬وصال سعيدي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.12 ،13‬‬


‫‪ 2‬مسعي عبد الكريم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.103 ،102‬‬
‫‪ 3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.103‬‬

‫‪19‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬سوء استخدام وتوجيو الموارد المالية لمصندوق الخاص لترقية الصادرات خارج المحروقات‪.‬‬
‫‪ ‬ارتفاع تكاليف النقل الدولي وعجز خدمات دعم التصدير المخصصة لذلك والتي تعتبر أداة أساسية‬
‫وضرورية لتطوير نشاطات التصدير ألن ارتفاع تكاليف النقل يترتب عميو ارتفاع التكاليف التسويقية‬
‫وبالتالي انخفاض ىامش الربح الممكن تحقيقو من عممية التصدير‪.‬‬
‫‪ ‬عدم االىتمام بوظيفة التسويق الدولي وما يمكن أن تقدمو من معمومات لممؤسسات حيث أصبح‬
‫الحصول عمى المعمومات من األسواق الخارجية من أىم المشكالت التي تواجو المصدر الجزائري‬
‫‪1‬‬
‫نظ ار لنقص خبرتو بالدراسات التسويقية‪.‬‬

‫مما سبق نستنتج أن نجاح سياسة تشجيع الصادرات في الجزائر يقتضي رفع الكفاءة االقتصادية‬
‫بخمق مزيد من مناخ التنافس بين المؤسسات االقتصادية داخل البمد‪.‬‬

‫أيضا رغم المجيودات المبذولة من السمطات االقتصادية العمومية في تفعيل عالقة المؤسسة الجزائرية‬
‫بالتصدير إال أن النتائج بقيت دون مستوى اآلمال‪.‬‬

‫‪ 1‬مسعي عبد الكريم‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.105‬‬

‫‪20‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫خاتمة الفصل‬
‫إن ما يمكن استخالصو ىو أن اعتماد الجزائر عمى النفط كمورد رئيسي لمدخل‪ ،‬وتبعية اقتصادىا‬
‫ليذا المورد أصبحت نقمة عميو‪ ،‬حيث تؤدي االنخفاضات الكبيرة والمفاجأة في أسعار النفط في السوق‬
‫العالمي إلى تعرض االقتصاد إلى العديد من األزمات‪ ،‬مما يجعمو في عرضة دائمة لمصدمات الخارجية‪.‬‬

‫(‪ )2016-2004‬جوصهىب إنى ّ‬


‫أن‬ ‫ومن خالل دراستنا لوضعية الصادرات الجزائرية خالل الفترة‬

‫انصبدرات غٍر انىفطٍة مبزانث جمثم وسبة ضئٍهة ج ّدا مه إجمبنً انصبدرات‪ ،‬وعىد دراسة انحركٍبة‬
‫انسهعٍة نهصبدرات غٍر انىفطٍة جبٍه ّ‬
‫أن انمىحجبت انىصف انمصىعة وانحً جمثم انىسبة األكبر مه إجمبنً‬
‫انصبدرات غٍر انىفطٍة هً مشحقة مه انبحرول‪ ،‬وعهٍه ٌمكه انقول أن وضعٍة االقحصبد انجسائري‬
‫وانصبدرات انجسائرٌة مرهووة ببنصبدرات انىفطٍة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تطور الصادرات في الجزائر‪ :‬واقع وآفاق‬ ‫الفصل األول‬

‫‪22‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تعتبر التنمية االقتصادية في البمدان المتخمفة الياجس األول الذي يشغل ميدانيا بال واضعي خطط‬
‫أبحاثيم عن اقتراح العديد من‬ ‫التنمية فييا وفكريا بال الباحثين في مجال اقتصاد التنمية الذي كانت‬
‫النظريات التي تيدف لتحقيق االنطالق المنشود‪.‬‬

‫ومن جية أخرى فإن فشل الدول النامية في تجاوز التخمف الذي ظل يالحق مجتمعاتيا فإنجاح‬
‫المناىج الوضعية المستوردة التي كانت سبب فجوة التخمف العميقة التي شيدتيا الدول النامية والتخمف ىو‬
‫مشكمة معقدة داخل ىذه الدول ويشمل جميع األبعاد (ثقافي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬واالقتصادي‪. ).‬‬

‫إلى‬ ‫فإن التنمية االقتصادية ىي خطوة ميمة وجوىرية لوضع البمد نحو الطريق الصحيح وتيدف‬
‫التطوير والنجاح‪.‬‬

‫وقد قسمنا ىذا الفصل إلى ثالث مباحث كالتالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماىية التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أىم أولويات التنمية االقتصادية وأىدافيا‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التنمية االقتصادية‬

‫المطمب األول‪ :‬مفهوم التنمية االقتصادية ومفاهيم أخرى‬

‫قد اختمفت تعريفات التنمية االقتصادية بين االقتصاديين والكتاب ولكنيا أجمعت عمى أن التنمية‬
‫االقتصادية تشمل جميع جوانب الحياة في المجتمع فقد عرفيا البعض بأنيا رفع مستدام لممجتمع ككل‬
‫ولمنظام االجتماعي نحو حياة إنسانية أفضل كما عرفت أيضا أنيا تعمل عمى توسيع الحقوق والقدرات‬
‫فاألول يمنح الفرد مقومات الحياة األساسية واحترام النفس والثاني يمنح الفرد الحرية‪.‬‬

‫وظيرت خالل عقدي الثمانينات والتسعينات عدة تطورات بخصوص مفيوم التنمية فقد ظير مفيوم‬
‫‪1‬‬
‫التنمية البشرية والتنمية المستدامة والنمو االقتصادي‬

‫‪ ‬مفهوم النمو االقتصادي‬

‫نمو الشيء يعني زيادتو او تغيره إلى حال أكبر او أحسن أي إن النمو يحدث بشكل تمقائي ولذلك‬
‫يعرف النمو االقتصادي بأنو تحقيق زيادة في متوسط نصيب الفرد من الدخل او الناتج القومي الحقيقي‬
‫عبر الزمن‪ ،‬أيضا يعرف بأنو الزيادات المستمرة في الدخل الحقيقي وذلك في األجل الطويل وتعتبر‬
‫الزيادات المضطرة في الدخل نمو اقتصاديا‪.‬‬

‫وكما ظير مفيوم التنمية البشرية في أواخر الستينات من القرن الماضي ومن تعريفيا ما يمي‪:‬‬

‫ىي عممية توسيع القدرات التعميمية والخبرات لمشعوب والمستيدف بيذا ىو أن يصل اإلنسان بمجيوده‬
‫ومجيود ذويو إلى مستوى مرتفع من اإلنتاج والدخل وبحياة طويمة وصحية بجانب تنمية القدرات اإلنسانية‬
‫من خالل توفير فرص مالئمة لمتعميم وزيادة الخبرات كما تعرف أيضا عمى أن " البشر ىم الثروة الحقيقية‬
‫‪2‬‬
‫لألمم وأن التنمية البشرية ىي عممية توسيع خيارات البشر"‪.‬‬

‫‪ 1‬عبير شعبان عبده‪ ،‬سحر عبد الرؤوف القفاش‪ ،‬التنمية االقتصادية ومشكالتيا‪ ،‬دار التعميم الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،2013 ،‬‬
‫ص ‪.78‬‬
‫محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬محمد عمي الميني‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2003 ،‬ص ‪15.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬مفهوم التنمية المستدامة‬

‫لقد أدى االرتباط الوثيق بين البيئة والتنمية إلى ظيور مفيوم التنمية المستدامة وىي تنمية تيدف‬
‫إلى االىتمام بالعالقة المتبادلة ما بين اإلنسان ومحيطو الطبيعي وبين المجتمع وتنميتو‪.‬‬

‫وعرفت ىيئة براند تالند ‪ 1987‬التنمية المستدامة عمى أنيا "التنمية التي تمبي احتياجات الجيل‬
‫‪1‬‬
‫الحاضر دون التضحية أو اإلضرار بقدرة األجيال القادمة عمى تمبية احتياجاتيا‪".‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬السياق التاريخي لمتنمية االقتصادية‬

‫لقد مر مفيوم التنمية بعدة مراحل تعكس كل منيا طبيعة ظروف الدول النامية ومراحل نموىا من‬
‫حيث طبيعة ىياكميا االقتصادية والسياسية واالجتماعية من ناحية وطبيعة عالقتيا باألنظمة الدولية من‬
‫ناحية أخرى‪.‬‬

‫فخالل عقدي األربعينات والخمسينات كان ينظر لمتنمية عمى أنيا ارتفاع مستوى دخل األفراد حيث‬
‫أنيا كانت مرادفا لمفيوم النمو االقتصادي‪ .‬وخالل عقد الستينات كانت تعني قدرة االقتصاد الوطني عمى‬
‫تحقيق زيادة سنوية في الناتج الوطني بحيث يكون أعمى من معدل زيادة السكان‪.‬‬

‫وفي مرحمة الحقة أصبحت تعني النيوض الشامل بالمجتمع بأسره من خالل إشباع الحاجات‬
‫األساسية لمفرد باإلضافة إلى تحقيق ذاتيتو وشعوره اإلنساني وتوفير حرية االختيار‪.‬‬

‫وقد ربط آثر لويس بين التنمية االقتصادية وحرية االختيار حيث أن فائدة النمو ليس في أن الثروة‬
‫‪2‬‬
‫تزيد سعادة اإلنسان بل بما تؤديو ىذه الثروة من زيادة في مجال اختياره اإلنساني‪.‬‬

‫مدحت القريشي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل لمنشر‪ ،‬األردن‪ ،2007 ،‬ص ‪123‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬عظيم أسماء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.16 ،15‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ومع بداية الثمانينات شيدت الدول النامية تدىو ار في مستوى الدخل الحقيقي ألسباب داخمية‬
‫وخارجية‪ ،‬مما أدى إلى لجوئيا القتراض الخارجي من ثم إلى استنزاف الكثير من مواردىا الطبيعية لموفاء‬
‫بالتزاماتيا الخارجية‪.‬‬

‫ونتيجة ذلك أصبح ىناك اىتمام بما يسمى بالتنمية المستديمة او التنمية المتواصمة او المستمرة‬
‫حيث أن المجنة الدولية لمتنمية والبيئة ىي التي أصدرت تقري ار يأخذ بمفيوم جديد لمتنمية أطمق عميو‬
‫‪1‬‬
‫"التنمية المستديمة " والتي تعني تمبية حاجات الجيل الحالي دون استنزاف حاجات األجيال القادمة‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬مصادر تمويل عمميات التنمية االقتصادية‬

‫من بين مصادر التمويل ىناك المحمية والخارجية‬

‫‪- 1‬المصادر الداخمية لتمويل التنمية االقتصادية‬

‫‪-1.1‬مدخرات القطاع العائمي‪ :‬تتمثل في الفرق بين الدخل المتاح (أي الدخل بعد طرح كل الضرائب‬
‫والرسوم المحتممة منو) واالستيالك الذي يقوم بو ىذا القطاع ويمعب االدخار العائمي دو ار كبي ار في تمويل‬
‫التنمية االقتصادية وىو مجموعة من مصادر منيا‪:‬‬

‫‪ ‬المدخرات التعاقدية كأقسام التأمين والمعاشات‪.‬‬

‫‪ ‬االستثمار المباشر في اقتصاد األراضي والمزارع المتاجر والمساكن التي تنتشر في البيئات الريفية‬
‫حيث يصاحب االستثمار االدخار‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ‬سداد الديون ومقابمة التزامات سابقة‬

‫ذكره ‪ ،‬ص ‪16‬‬ ‫‪ 1‬عظيم أسماء‪ ،‬مرجع سبق‬


‫‪ 2‬النمو االقتصادي مفاىيم ونظريات‪ ،‬جالل خشيب‪ ،http:\\www.oluhoh.net ،‬ص ص‪ ،10 ،9‬اطمع عميو يوم‬
‫‪2018/02/15‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-2.1‬مدخرات قطاع األعمال‪ :‬تعتبر مدخرات ىذا القطاع أىم مصادر االدخار سواء كانت قطاعا‬
‫خاصا أو عاما‬

‫تتمثل مدخرات ىذا القطاع من أرباح المشروعات العامة (مؤسسات‬ ‫‪ ‬ادخار قطاع اإلعمال العام‪:‬‬
‫تجارية كبيرة ومشروعات صناعية تعود ممكيتيا لمدولة) ويتوقف حجم المدخرات في ىذا القطاع عمى‬
‫‪1‬‬
‫حجم الفائض المتولد فيو‪.‬‬

‫‪ ‬مدخرات قطاع األعمال الخاص ‪ :‬و ىي عبارة عن ذلك الجزء غير الموزع من األرباح التي تحققيا‬
‫مشروعات القطاع الخاص و الذي يشمل المحالت و المشروعات التجارية و المصانع الصغيرة و‬
‫المتوسطة و تمثل مدخرات ىذا القطاع نسبة ىامة من مدخرات الموجية لالستثمار في االقتصاديات‬
‫المتقدمة‪.‬‬

‫‪- 2‬المصادر الخارجية لتمويل التنمية االقتصادية‬

‫يقصد بالمصادر الخارجية جميع أنواع الموارد الحقيقية المتوفرة خارج االقتصاد المحمي التي تجمب‬
‫عمى شكل نفقات مالية بيدف تمويل مختمف المشروعات االستثمارية ويمكن إن نوجز ىذه المصادر فيما‬
‫يمي‪:‬‬

‫‪ -1.2‬المعونات األجنبية‪ :‬تقدم المعونات من الدول المتقدمة‪ ،‬والتي يطمق عمييا مساعدات التنمية‬
‫الرسمية وىي تعتبر من أىم مصادر تمويل لمدول النامية ذات الدخل المنخفض بيدف رفع معدالت النمو‬
‫االقتصادي والجدير بالذكر إن ىذه المعونات ما ىي إال حصيمة دوافع تسعى الجية المانحة إلى تحقيقيا‬
‫‪2‬‬
‫وتطمب لسد النقص في الموارد وتنقسم إلى قسمين‪:‬‬

‫‪-‬منح ال ترد إلى الجية المانحة وال تدخل في نطاق المديونية الخارجية لمدول المستفيدة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫جالل خشيب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫موسى سعداوي‪ ،‬دور الخوصصة في التنمية االقتصادية "حالة الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2017 ،‬ص‬
‫ص ‪10. ،09‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪-2.2‬قروض ميسرة‪ :‬يقصد بيا تمك القروض التي تكون فييا معدالت الفائدة ومدة استرجاعيا ميسرة‬
‫وبسيطة ويغمب عمييا طابع المساعدة‪ ،‬وتقديم توجييات أكثر من طابع الربحية‪.‬‬

‫‪-3.2‬القروض الخارجية‪ :‬يمكن إن يأخذ انسياب رأس المال األجنبي إلى الدول النامية أحد اإلشكال‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ ‬القروض الحكومية الثنائية‪ :‬ىي القروض التي تعتقد بين حكومات الدول المانحة لمقروض وحكومات‬
‫الدول النامية‪.‬‬

‫‪ ‬قروض مؤسسات التمويل الدولية‪ :‬ىو تمويل من جانب المنظمات االقتصادية والمالية ذات الثقة‬
‫‪ )IBRD‬والمؤسسات‬ ‫الدولية او متعددة األطراف‪ ،‬فتقدم مصادره البنك الدولي لمتعمير والتنمية (‬
‫)‪(IDA‬والمؤسسة المالية الدولية وكذلك صندوق النقد الدولي‬ ‫المنبثقة عنو ال سيما ىيئات التنمية‬
‫)‪.(FMI‬‬

‫‪ ‬االستثمارات األجنبية الخاصة‪ :‬يحتمل ىذا االستثمار أىمية واضحة في اقتصاديات الدول النامية وقد‬
‫يكون مباشر او غير مباشر‪.‬‬

‫أ ‪-‬االستثمار األجنبي المباشر‪ :‬يتمثل في المشروعات الممموكة لألجانب سواء كانت ىذه الممكية‬
‫كاممة أم باشتراك مع رأس المال وطني وذلك ما يكفل الرقابة المباشرة لألجنبي عمى المشروع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ب ‪-‬االستثمار األجنبي غير المباشر ويتمثل في‪:‬‬

‫‪ 1‬موسى سعداوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬القروض الخاصة‪ :‬ىي تمك القروض التي تعتمدىا الييئات األجنبية الخاصة او األفراد وكبار‬
‫المصدرين‪.‬‬

‫‪ ‬اكتساب أصحاب رؤوس األموال األجنبية في األسيم او السندات التي تصدرىا الدولة المقترضة‪.‬‬

‫‪ ‬يستعمل القطاع الخاص المدخرات في التمويل الذاتي في األنشطة‬

‫‪ ‬االدخارات اإلجبارية ىي تمك الجزء الذي يقتطع من الدخول لألفراد بعيدا عن حاجة االستيالك‬
‫بطريقة إلزامية‪.‬‬

‫‪ ‬ادخار حكومي يتحقق االدخار الحكومي في الفرق ما بين اإليرادات الحكومية الخارجية‬
‫‪1‬‬
‫والمصروفات الحكومية الجارية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية‬

‫ال بد من الحديث عن نظريات التنمية االقتصادية لكي نعرف خمفية ما تم التفكير بو عمى مر‬
‫الزمن من أفكار ونظريات تؤطر عمل الباحث لموضوع التنمية االقتصادية وتم اختيار عدد منيا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية قبل الحرب العالمية ‪II‬‬

‫‪- 1‬نظرية ادم سميث‪:‬‬

‫وىو من طميعة المفكرين االقتصاديين الكالسيكيين وكان كتابو ثروة األمم عام ‪ 1776‬ييتم بمشكمة‬
‫التنمية االقتصادية وان كان لم يقدم النظرية بشكميا المتكامل‪ ،‬إال إن الالحقين قد شكموا النظرية الموروثة‬
‫‪2‬‬
‫عنو والتي تحمل سمات ميمة منيا‪:‬‬

‫‪ 1‬موسى سعداوي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.11 ،10‬‬


‫‪ 2‬زوليخة بن حناشي‪ ،‬التنمية االقتصادية في المنيج اإلسالمي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسنطينة‪ ،2007 ،‬ص ص ‪.98 ،97‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬القانون الطبيعي‪ :‬اعتقد ادم سميث إمكانية تطبيق القانون الطبيعي في األمور االقتصادية‪،‬‬
‫أي أن النظام االقتصادي نظام طبيعي قادر عمى تحقيق التوازن تمقائيا ومن ثم فانو يعد كل‬
‫فرد مسؤوال عن سموكو‪ ،‬أي انو أفضل من يرعى مصالحو وان ىناك يدا خفية نقود كل فرد‬
‫وترشد آلية السوق‪ ،‬وان كل فرد يبحث عن تعظيم ثروتو‪.‬‬

‫‪ ‬عممية النمو‪ :‬يفترض ادم سميث إن االقتصاد ينمو مثل الشجرة‪ ،‬فعممية التنمية تتقدم بشكل‬
‫ثابت ومستمر‪ ،‬فعمى الرغم من إن كل مجموعة من األفراد تعمل معا في مجال إنتاجي‬
‫‪1‬‬
‫معين‪ ،‬إال أنيم يشكمون معا الشجرة ككل‪.‬‬

‫‪- 2‬نظرية جون ستيوارت ميل‪:‬‬

‫ينظر ستيوارت ميل إلى التنمية االقتصادية كوظيفة لألرض والعمل ورأس المال‪ ،‬حيث يمثل العمل‬
‫واألرض عنصرين رئيسيين لإلنتاج وحيث يعد رأس المال تراكمات سابقا لناتج عمل سابق‪ ،‬ويتوقف معدل‬
‫التراكم الرأسمالي عمى مدى توظيف قوة العمل بشكل منتج‪ ،‬فاألرباح التي تكتسب من خالل توظيف‬
‫العمالة غير المنتجة‪ ،‬مجرد تحويل لمدخل‪.‬‬

‫‪- 3‬نظرية شومبيتر‪:‬‬

‫ظيرت أفكار شومبيتر في كتابو نظرية التنمية االقتصادية عام ‪ ,1911‬و طورىا في كتابو عن‬
‫الدورات عام ‪ .1939‬تفترض ىذه النظرية اقتصادا تسوده حالة من المنافسة الكاممة وفي حالة توازن‪،‬‬
‫وفي ىذه الحالة ال توجد أرباح‪ ،‬وال أسعار فائدة وال مدخرات وال استثمارات‪ ،‬كما ال توجد بطالة اختيارية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫ويصف شومبيتر ىذه الحالة ب‪ :‬التدفق النقدي‬

‫‪ 1‬زوليخة بن حناشي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.98‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.104 ،103‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وما يميز ىذه النظرية ىو االبتكارات التي ىي عمى حسب رأيو تحسين إنتاج او منتج او طريقة جديدة‬
‫لإلنتاج‪ ،‬واقامة منظمة جديدة ألي صناعة أما دور المبتكر لممنظم ليس شخصا ذا قدرات إدارية عالية‪،‬‬
‫ولكنو قادر عمى تقديم شيء جديد‪ ،‬فيو ال يوفر أرصدة نقدية ولكنو يحول مجال استخداميا‪.‬‬

‫أما األرباح فانو في ظل التوازن التنافسي تكون أسعار المنتجات مساوية تماما لتكاليف اإلنتاج ومن ثم‬
‫‪1‬‬
‫ال توجد أرباح‪.‬‬

‫‪- 4‬النظرية الكنزية‪:‬‬

‫يعتبر جون مينار كينز مؤسس المدرسة الكنزية حيث انطمق كينز في بناء نظريتو في ظروف‬
‫مغايرة لتمك الظروف التي بنيت فييا النظريات السابقة‪ ،‬واىم ظرف ىو أزمة الكساد الكبير (األزمة‬
‫االقتصادية العالمية) التي أصابت العالم سنة ‪ 1929‬والتي من مظاىرىا‪:‬‬

‫‪ ‬حدوث كساد في السمع والخدمات (العرض يفوق الطمب)‪.‬‬

‫‪ ‬توقف العممية اإلنتاجية وبالتالي توقف النمو االقتصادي‪.‬‬

‫‪ ‬ارتفاع مستويات البطالة‪.‬‬

‫‪ ‬انخفاض مستويات األسعار‪.‬‬

‫فرضيات كينز‪:‬‬

‫‪ ‬يمكن أن يتوازن االقتصاد عند حالة عدم التشغيل الكامل‪ ،‬ويستمر ذلك لفترة طويمة‪.‬‬

‫‪ ‬ال يمكن لالقتصاد أن يتوازن تمقائيا‪ ،‬و إن حدث فسيكون ذلك في المدى البعيد‪ ,‬و بتكمفة اجتماعية‬
‫‪2‬‬
‫باىظة‪.‬‬

‫‪ 1‬زوليخة بن حناشي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.104‬‬


‫‪ 2‬أوشن سومة‪ ،‬نظريات التنمية االقتصادية‪ ،‬مطبوعة متعددة لطمبة سنة الثانية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2014 ،‬ص ‪.4‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬وجود تدخل الدول إلعادة التوازن االقتصادي او لمحفاظ عميو‪.‬‬

‫‪ ‬الطمب ىو الذي يوجد العرض المناسب لو وليس العكس‪.‬‬

‫وقد اىتمت نظرية كينز باقتصاديات التنمية في الدول المتقدمة أكثر مما ىي موجية لمدول النامية‪،‬‬
‫حيث يرى كينز أن الدخل الكمي يعد دالة في مستوى التشغيل في أي دولة‪ ،‬فكمما زاد حجم التشغيل زاد‬
‫حجم الدخل الكمي‪ ،‬واألدوات الكنزية ىي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الطمب الفعال‪-‬الكفاية الحدية لرأس المال‪-‬سعر الفائدة‪-‬المضاعف الكنزي‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬نظريات التنمية االقتصادية بعد الحرب العالمية ‪II‬‬

‫جاءت ىذه النظريات لتحميل أوضاع الدول المتخمفة‪ ،‬وكان السبب من وراء ىذا االىتمام من قبل‬
‫الدول المتقدمة بالدول المتخمفة ىو محاولة كسب ودىا وضميا إلى معسكرىا‪ ،‬انقسمت نظريات التنمية‬
‫االقتصادية في ىذه الحقبة إلى اتجاىين‪ ،‬اتجاه يحمل أسباب فشل الدول النامية في تحقيق التنمية والتقدم‬
‫(المشاكل والمعوقات)‪ ،‬واتجاه آخر يركز ويبحث عن العوامل األساسية لمنمو والتنمية‪.‬‬

‫‪- 1‬نظرية مراحل النمو‪ :‬روستو‬

‫‪ 1960‬وىي عبارة عن‬ ‫قدمت ىذه النظرية من طرف االقتصادي "والت ويتمان روستو" سنة‬
‫مجموعة من المراحل االقتصادية المستنبطة من المسيرة التنموية لمدول المتقدمة‪ ،‬حيث حاول في ىذه‬
‫النظرية أن يضع الخطوات التي يجب عمى الدول النامية أن تسير عمييا لموصول إلى التقدم‪ ،‬وقد لخصيا‬
‫في ‪ 5‬مراحل في كتاب "مراحل النمو االقتصادي"‬

‫‪-1.1‬مرحمة المجتمع التقميدي‪ :‬تكون الدولة في ىذه المرحمة شديدة التخمف سماتيا نفس سمات‬
‫‪2‬‬
‫العصر التاريخي األول‪ ،‬أي ما قبل التاريخ ومن مظاىرىا‪:‬‬

‫‪ 1‬أوشن سومة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.05 ،04‬‬


‫‪ 2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪10‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬سيادة الطابع الزراعي التقميدي والصيد‪.‬‬

‫‪ ‬تمسك المجتمع بالتقميد والخرافات‬

‫‪ ‬انخفاض اإلنتاجية‬

‫‪ ‬ضآلة متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي‬

‫‪-2.1‬مرحمة التهيؤ لالنطالق‪ :‬وىي المرحمة الثانية والتي يكون من مظاىرىا‪:‬‬

‫حدوث تغيرات عمى المستويين االقتصادي وغير االقتصادي فعمى المستوى غير االقتصادي نجد‪:‬‬

‫‪ ‬بروز نخبة تدعو إلى التغيير وتؤمن بو‬

‫‪ ‬بروز ظاىرة القومية كقوة دافعة في ىذه المرحمة‬

‫أما عمى المستوى االقتصادي فنجد‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة معدل التكوين الرأسمالي (بروز نخبة ترغب في تعبئة االدخار و تقوم باالستثمار)‪.‬‬

‫‪ ‬بداية تخصص العمال في أنشطة معينة‪.‬‬

‫‪ ‬بداية ظيور القطاع الصناعي إلى جانب القطاع الزراعي‪.‬‬

‫‪ ‬ظيور االستثمارات االجتماعية (بناء الطرقات‪ ،‬المواصالت)‪.‬‬

‫لكن مع ذلك كمو يبقى نصيب الدخل الفردي منخفض‪.‬‬

‫‪-3.1‬مرحمة االنطالق‪ :‬وىي المرحمة الثالثة والحاسمة في عممية النمو وفييا تصنيف الدولة عمى أنيا‬
‫‪1‬‬
‫ناىضة او سائرة في طريق النمو‪ ،‬حيث تسعى فييا الدولة جاىزة لمقضاء عمى تخمفيا ومن مظاىرىا‪:‬‬

‫‪ 1‬أوشن سومة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.11 ،10‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬أحداث ثروة في أساليب اإلنتاج والتوزيع وانشاء الصناعات الثقيمة‪.‬‬

‫‪ ‬النيوض بالزراعة والتجارة ووسائل النقل‪.‬‬

‫‪ ‬بروز صناعات جديدة تنمو بمعدالت مرتفعة‪.‬‬

‫‪ ‬بروز إطارات سياسية واجتماعية مواتية إلى حد كبير ودافعة لمنمو المطرد ذاتيا رغم ىذه المرحمة‬
‫تنطوي عمى حدوث تقدم ممموس‪ ،‬إال أن المجتمع يبقى متمسكا باألساليب اإلنتاجية التقميدية‪.‬‬

‫كما يرى روستو أن ىذه المرحمة قصيرة نسبيا حيث تتراوح مدتيا من بين ‪ 20‬إلى ‪ 30‬سنة‪.‬‬

‫‪-4.1‬مرحمة النضج‪ :‬وفي ىذه المرحمة تعتبر الدولة متقدمة اقتصاديا‪ ،‬ومن مظاىرىا‪:‬‬

‫‪ ‬استكمال نمو جميع القطاعات االقتصادية (الزراعة والصناعة والتجارة والخدمات) بشكل متوازي‪.‬‬

‫‪ ‬انتشار وتطور التكنولوجيا عمى شكل واسع‪.‬‬

‫‪ ‬ارتفاع مستوى اإلنتاج المادي‪.‬‬

‫‪ ‬ازدىار التجارة الخارجية وزيادة الصادرات‪.‬‬

‫‪ ‬تقدم المجتمع ونضوجو فكريا وفنيا‪.‬‬

‫‪-5.1‬مرحمة االستهالك الوفير‪ :‬وىي آخر مراحل النمو كما تصورىا روستو‪ ،‬حيث تكون الدولة قد بمغت‬
‫‪1‬‬
‫شوطا كبي ار في التقدم ومن مظاىرىا‪:‬‬

‫‪ 1‬أوشن سومة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪12 ،‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬يعيش سكانيا في سعة ورغد من العيش‪.‬‬

‫‪ ‬الدخل الفردي مرتفع جدا‪.‬‬

‫‪ ‬ال تشكل في ظميا الضروريات الغذاء‪ ،‬السكن‪ ،‬الكساد‪ ....‬األىداف الرئيسة لمفرد‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة اإلنتاج الفكري واألدبي والعممي لممجتمع‪.‬‬

‫‪- 2‬نظرية لبنشتين‪:‬‬

‫يؤكد لبنشتين أن الدول النامية تعاني من حمقة مفرغة لمفقر‪ ،‬بحيث تجعميا تعيش عند مستوى دفع‬
‫منخفض أما عناصر النمو عنده فيي تعتمد عمى فكرة الحد األدنى من الجيد عمى أساس وجود عدة‬
‫عناصر مساعدة عمى تفوق عوامل رفع الدخل عن العوامل المعوقة إضافة إلى الحوافز حيث يوجد نوعان‬
‫من الحوافز‪:‬‬

‫‪ ‬الحوافز الصفرية وىي التي ال ترفع من الدخل القومي وينصب أثرىا عمى الجانب ألتوزيعي‪.‬‬

‫‪ ‬الحوافز اإليجابية والتي تؤدي إلى زيادة الدخل القومي‪.‬‬

‫‪- 3‬نظرية نيمسون‪:‬‬

‫يمكن وضع االقتصاديات المختمفة وفقا ليذه النظرية كحالة من التوازن الساكن عند مستوى الدخل‬
‫عند حد الكفاف في مستوى متوازن لمدخل الفردي يكون معدل االدخار‪ ،‬وبالتالي معدل االستثمار الصافي‬
‫‪1‬‬
‫عند مستوى منخفض ويؤكد نيمسون أن ىناك أربعة شروط تقضي إلى ىذا الفخ ىي‪:‬‬

‫‪ 1‬أوشن سومة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.13 ،12‬‬

‫‪35‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬انخفاض العالقة بين الزيادة في االستثمار والزيادة في الدخل‪.‬‬

‫‪ ‬ندرة األراضي القابمة لمزراعة‪.‬‬

‫‪ ‬عدم كفاية طرق اإلنتاج‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬االرتباط القوي بين مستوى الدخل الفردي ومعدل نمو السكان‪.‬‬

‫‪- 4‬نظرية الدفعة القوية‪:‬‬

‫تتمثل فكرة النظرية في أن ىناك حاجة إلى دفعة قوية او برنامج كبير ومكثف في شكل حد أدني من‬
‫االستثمارات بغرض التغمب عمى عقبات التنمية ووضع االقتصاد عمى مسار النمو الذاتي‪.‬‬

‫ويفرق رونشتين رودان بين ثالثة أنواع من عدم القابمية لمتجزئة الوفورات الخارجية‪ ،‬األولى عدم‬
‫قابمية دالة اإلنتاج لمتجزئة‪ ،‬والثانية عدم قابمية دالة الطمب لمتجزئة‪ ،‬وأخي ار عدم قابمية عرض االدخار‬
‫لمتجزئة ويعتبر رودان أن نظريتو في التنمية اشمل من نظريتو اإلستاتيك التقميدية ألنيا تتعارض مع‬
‫الشعارات الحديثة وىي تبحث في الواقع عند المسار باتجاه التوازن أكثر من الشروط الالزمة عند نقطة‬
‫التوازن‪.‬‬

‫‪- 5‬نظرية النمو المتوازن‪:‬‬

‫النمو المتوازن يتطمب التوازن بين مختمف صناعات سمع االستيالك وبين صناعات السمع‬
‫الرأسمالية‪ ،‬كذلك تتضمن التقارب بين الصناعة والزراعة‪ ،‬ونظرية النمو المتوازن قد تمت معالجتيا من‬
‫قبل رونشتين وآرثر لويس‪ ،‬وقدمت ىذه النظرية أسموبا جديدا لمتنمية طبقتيا روسيا وساعدتيا عمى اإلسراع‬
‫‪2‬‬
‫بمعدل النمو في فترة قصيرة‪.‬‬

‫‪ 1‬أوشن سومة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪ 2‬مدحت القريشي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪- 6‬نظرية النمو غير المتوازن‪:‬‬

‫تأخذ ىذه النظرية اتجاه مغاي ار لفكرة النمو المتوازن حيث أن االستثمارات ىنا تخصص لقطاعات‬
‫معينة بدال من توزيعيا بالتزامن عمى جميع قطاعات االقتصاد الوطني ومن روادىا ىيرشمان الذي يعتقد‬
‫أن إقامة مشروعات جديدة يعتمد عمى ما حققتو مشاريع أخرى من وفرات خارجية إال أنيا تخمق بدورىا‬
‫وفورات خارجية جديدة يمكن أن يستفيد منيا وتقوم عمييا مشروعات أخرى‪.‬‬

‫‪- 7‬نظرية التنمية آلرثر لويس‪:‬‬

‫وىي من أىم النظريات الحديثة في التنمية وركزت عمى التغيير الييكمي االقتصاد األول الذي‬
‫يعيش حد الكفاف‪ ،‬والذي حصل بموجبو آرثر لويس عمى جائزة نوبل في منتصف الخمسينات‪ ،‬وقد عدل‬
‫بعد ذلك من طرف كل من‪GUSTAVERANIS :‬و‪ JOHN FEI‬إن نموذج آرثر لويس أصبح نظرية‬
‫عامة في عممية التنمية القائمة عمى فائض العمالة في دول العالم الثالث خالل الستينات والسبعينات‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والذي مازال التمسك بو مستم ار حتى يومنا ىذا في العديد من الدول‪.‬‬

‫‪- 8‬نظرية الثورة النيوكالسيكية الجديدة‪:‬‬

‫لقد ظيرت ىذه النظرية من الواليات المتحدة األمريكية وكندا وبريطانيا وألمانيا الغربية سابقا في‬
‫النظريات والسياسات االقتصادية خالل القرن ‪ 20‬م‪.‬‬

‫وقد ركزت دراسات ىذه النظرية عمى سياسات االقتصاد الكمي الذي ييتم إلى جانب العرض وعمى‬
‫نظريات التوقعات الرشيدة والى عمميات الخوصصة‪ ،‬أما عمى صعيد الدول النامية فقد أخذ ذلك عمى‬
‫شكل تحرير األسواق وانتياج أسموب التخطيط المركزي عمى مستوى الدولة‪ ،‬ومن المالحظ أن أنصار‬
‫المذىب النيوكالسيكي يسيطرون عمى أقوى مؤسستين ماليتين في العالم ىما‪ :‬البنك الدولي وصندوق النقد‬
‫‪2‬‬
‫الدولي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أوشن سومة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.15 ،14‬‬
‫‪ 2‬مدحت قريشي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.89 ،88‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أهم أولويات التنمية االقتصادية وأهدافها‬

‫المطمب األول‪ :‬أولويات التنمية االقتصادية في الدول النامية‬

‫إن التنمية في جوىرىا يجب أن تمثل سمسمة التغيرات الرئيسة سواء في اليياكل االجتماعية أو‬
‫أساليب الحياة الشائعة او الييئات الوطنية وكندا دفع عجمة النمو االقتصادي بما يقمل من عدم المساواة‬
‫والقضاء عمى الفقر‪ ،‬بما يتوجب معو أن يتوافق النظام االجتماعي بكامل رغباتو واحتياجات األفراد‬
‫والجيات المتعددة داخمو بما يحقق حياة أفضل وأكثر إنسانية ألن األفراد إذا عمموا أن حياتيم ال تقترب‬
‫من شروط الحياة تصيبيم خيبة األمل مقارنة بمجتمعات أخرى فيما تتطمب التنمية تحقيق ثالثة قيم‬
‫‪1‬‬
‫جوىرية مشتركة بين المجتمعات وىي‪:‬‬

‫‪ .1‬القدرة عمى العيش‪ :‬بمعنى القدرة عمى سد الحاجات األساسية األولية فجميع البشر لدييم احتياجات‬
‫أساسية معينة بدونيا تصبح الحياة مستحيمة ومنيا الغذاء والمسكن والصحة والحماية إذا عجز‬
‫أحدىما يصيب المجتمع بالتخمف الحضاري المطمق لذا يتوجب عمى كل نشاط اقتصادي أي يمد‬
‫الناس قدر المستطاع بالوسائل التي يستطيعوا بيا التغمب عمى عدم المساواة والحرمان الناتج من‬
‫الغياب وقمة الحاجات ألن التنمية بدون تقدم اقتصادي مستمر وموثق عمى مستوى مجتمعي ال يمكن‬
‫من إدراك التنمية البشرية كما أن الفرد يجب أن يمتمك الكفاية ليستطيع امتالك الكثير‪ ,‬بينما يكون‬
‫تقميل عدم العدالة في تحقيق متوسط الدخل الفردي مرتفع و إزالة الفقر المطمق و توفير فرض عمل‬
‫‪2‬‬
‫أكبر يشكل الشرط الضروري و ليس كافي لمتنمية‪.‬‬

‫‪ 1‬كيداني سيدي أحمد‪ ،‬أثر النمو االقتصادي عمى عدالة توزيع الدخل في الجزائر مقارنة بالدول العربية "دراسة تحميمية‬
‫وقياسية"‪ ،‬أطروحة دكتوراه في عموم االقتصاد‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪ ،2013 ،‬ص ‪28‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ص ‪.29 ،28‬‬

‫‪38‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .2‬تقديم الذات واحترامها‪ :‬إن عدم إحساس بعزة النفس والثقة بما ال يجعل الفرد يعيش حياة جيدة كعدم‬
‫إحساسو بأىمية واحترام الذات فإن كل المجتمعات تسعى لصياغة معينة لعزة النفس التي تتمدد‬
‫مكوناتيا من الثقة واليوية واالحترام والشرف وىذا التنوع يجعل المجتمعات باختالف درجات تقدميا‬
‫‪1‬‬
‫المشتركة في المبادئ والقيم العصرية لمدول المتقدمة مما جعل التنمية وسيمة ال غنى عنيا‪.‬‬

‫االبتكار‪ ،‬حل‬
‫المشاكل‪ ،‬تقبل‬
‫الحقائق‬
‫الحاجة لمتقدير‬ ‫تقدير الذات‪ ،‬الثقة‪،‬‬
‫االنجازات‪ ،‬احترام اآلخرين‪،‬‬
‫االحترام من اآلخرين‬
‫الحاجات االجتماعية‬
‫الصداقة‪ ،‬العالقات األسرية‪ ،‬األلفة‬
‫الجنسية‬

‫حاجات األمان‬ ‫السالمة الجسدية‪ ،‬األمن الوظيفي‪ ،‬األمن األسري‬


‫والصحي‪ ،‬أمن الممتمكات‬

‫الحاجات الفيزيولوجية‬ ‫التنفس‪ ،‬الطعام‪ ،‬الماء‪ ،‬النوم‪ ،‬الجنس‪.....‬إلخ‬

‫شكل رقم (‪ :)02‬تسمسل ماسمو الهرمي لالحتياجات‬

‫المصدر‪ :‬موسوعة ويكيبيديا عمى الموقع \‪http:\\ar.wikipedia.org‬‬

‫كيداني سيدي أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.29‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪39‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .3‬الحرية من االستعباد‪ :‬بمعنى الحق في االختيار فحرية البشرية تعني العتق والتحرر من التنازل عن‬
‫الشروط المادية في الحياة‪ .‬والتحرر من المؤسسات غير السممية و المعتقدات الخاطئة فالحرية تستمزم‬
‫مجاال واسعا من االختيارات لممجتمعات و أفرادىا مع الحد من التعقيدات الخارجية في إتباع ىدف‬
‫اجتماعي معين الذي يدعو إليو و ىو التنمية و في ىذا الصدد استنتج " ‪ " Lewis‬من خالل دراسة‬
‫العالقة بين النمو االقتصادي و الحرية أن ميزة االقتصاد ليست في السعادة الناتجة عن زيادة الثروة‬
‫و لكنيا الزيادة في نطاق االختبار البشري بمعنى أن الحرية متعددة منيا السياسة و تشمل عمى األمن‬
‫‪1‬‬
‫الشخصي و سيادة القانون و حرية التعبير و المشاركة السياسية‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أهداف التنمية االقتصادية في الدول النامية‬

‫نستخمص في مجموعة من أىداف تمثميا التنمية في تحقيق الرفاه المتوازن و الشامل لألفراد و الجماعات‬
‫في أي مجتمع من خالل االستخدام األمثل لمثروات و األساليب المتاحة و ينبثق عن اليدف العام‬
‫مجموعة كبيرة من األغراض يمكن تمخيص أىميا في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬إشباع الحاجيات األساسية‪ :‬يقصد بيا توفير الحد األدنى من الحاجات األساسية بمعنى كل ما‬
‫يمزم الفرد من مأكل ومشرب ومسكن وعمل‪.‬‬

‫‪ .2‬زيادة الدخل القومي‪ :‬ويعتبر اليدف األساسي من وراء عممية التنمية ويقصد بو زيادة الدخل‬
‫القومي الحقيقي أي ما يقابمو من مشتريات من سمع وخدمات وىذا ييدف إلى تحسين مستوى‬
‫المعيشة‪.‬‬

‫‪ .3‬رفع مستوى المعيشة‪ :‬يخص ىذا اليدف الدول المتخمفة اقتصاديا بالدرجة األولى فالتنمية ليست‬
‫مجرد تحقيق زيادة في الدخل القومي دون أن يكون ىناك تحسين في مستوى المعيشة وىذا من‬
‫‪2‬‬
‫خالل تقميل الفوارق في توزيع الدخول بمراعاة التوزيع فيكون ىناك نمو كبير في الدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬كيداني سيدي أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪29‬‬


‫‪ 2‬مريعي سوسن‪ ،‬التنمية البشرية في الجزائر –الواقع واآلفاق‪ ، -‬مذكرة ماجستير في عموم التسيير‪ ،2013 ،‬ص ‪13‬‬

‫‪40‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ .4‬تقميل التفاوت في الدخول والثروات‪ :‬يعتبر ىذا اليدف اجتماعي أكثر منو اقتصادي والسبب في‬
‫ذلك طبقتين في المجتمع طبقة غنية لدييا ضعف في ميميا الحدي لالستيالك وطبقة فقيرة لدييا‬
‫ارتفاع في ميميا الحدي لالستيالك‪ ،‬وبالتالي الشيء الذي تستيمكو الطبقة الغنية أقل مما تدخره‬
‫ىذا ما يؤدي إلى ضعف الجياز اإلنتاجي بعد فترة معينة‪ ،‬وبالتالي تعمل التنمية عمى تقميل ىذا‬
‫التفاوت عن طريق استثمار ىذه األموال بدل اكتنازىا‪.‬‬

‫ىذا يكون عن طريق إحداث عدالة بين كل‬ ‫‪ .5‬تعديل الهيكل التعديل الهيكل االقتصادي القومي‪:‬‬
‫القطاعات االقتصادية سواء الزراعة أو الصناعة حيث تحقق البالد دوما انتعاش ورواج اقتصادي‬
‫وتنمية دائمة‪ ،‬ففي البالد التي يغمب عمييا الطابع الزراعي والذي يؤثر تأثير كبي ار عمى البنيان‬
‫االقتصادي حيث يعتبر المصدر الرئيسي لمسكان من حيث الدخل واإلعانة و الذي يمعب دو ار‬
‫ىاما في مصادر الدخل القومي مما يجعل البالد تتعرض بسببو لكثير من التقمبات االقتصادية‬
‫الشديدة نتيجة لتقمب األسعار و اإلنتاج فمثال إذا جاء المحصول وفي ار و ارتفعت أسعاره في أسواق‬
‫العالمية حدث في البالد موجو من االنتعاش و الرواج االقتصادية‪ ,‬و العكس صحيح إذا جاء‬
‫المحصول قميل نتيجة لقمة المياه أو تدىور سعره في األسواق العالمية كان معنى ذلك انتشار‬
‫الكساد و البطالة في البالد في ىذا المنطق يجب أن ترتكز الدولة عمى جميع القطاعات حيث‬
‫‪1‬‬
‫تحقق تطور االقتصادي شامل و يكون ىناك تعديل في الييكل االقتصادي‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬الصعوبات التي توجهها التنمية االقتصادية في الدول النامية‬

‫عممية التنمية تيدف إلى رفع المستوى المعيشي المتأثر بالعديد من المعوقات التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ .1‬الدائرة المفرغة لمفقر‪ :‬حيث أن انخفاض الدخل في الدول النامية ىو السبب الرئيسي لتدني معدل‬
‫االدخار‬

‫‪ 1‬مريعي سوسن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.14 ،13‬‬

‫‪41‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبالتالي انخفاض معدل االستثمار بما يعني ضمنيا انخفاض معدل نمو الناتج المحمي اإلجمالي‬
‫خصوصا إذا تزامن مع الزيادة السكانية التي تؤثر سمبا عمى الدخل الفردي بما يؤدي إلى انخفاض‬
‫االدخار الشخصي وباستمرار ىذه الحمقات المستعممة يستعصي عمى تمك البمدان التقدم في مسار‬
‫التنمية‪.‬‬
‫‪ .2‬ضيق حجم السوق‪ :‬إذا كانت التنمية قد حشدت ليا التأيد النظري فيما يخص تبني استراتيجيات‬
‫التصنيع كمفتاح لمتقديم االقتصادي والذي تعاني منو البمدان التصنيع كمفتاح لمتقدم االقتصادي والذي‬
‫تعاني منو البمدان النامية في شكل نقص السمع والخدمات الضرورية وغيرىا فإن تمك االستراتيجيات‬
‫اقتضى إنشاء مصانع كبيرة لالستفادة من اقتصاديات الحجم في رفع كفاءة التشغيل‪ ,‬غير أن عدم‬
‫استطاعة تمك البمدان إنشاء الوحدات اإلنتاجية الضخمة و ىو ضيق حجم السوق الذي يؤدي إلى‬
‫قصور الطمب المحمي عن استيعاب الطاقة القصوى لإلنتاج و الذي تسبب فيو الحمقة المفقرة لمفقر‪.‬‬
‫‪ .3‬عوائق سياسية ونظامية‪ :‬يرى المفكرين االقتصاديين المعاصرين أمثال " سمير أمين " أن عمى‬
‫البمدان الصناعة تحمل مسؤوليات تجاه البمدان النامية وما آلت إليو أوضاعيا وىذا بتعويضيا بدعم‬
‫التنمية لدييا حيث أن معظميا كانت تحت يد االستعمار لفترة زمنية طويمة لذلك جعميا تعاني من‬
‫تبعات ذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ ‬التبعية السياسية‪ :‬وىي تعاني منو معظم بمدان أمريكا الجنوبية وآسيا وافريقيا بالرغم من حصوليا‬
‫عمى االستقالل السياسي حيث أن معظم أنظمتيا الدستورية والقانونية مستمدة في الغالب من نظم‬
‫‪1‬‬
‫مستعمرييا مما يجعميا معرض لمتيديد األجنبي إذا لم تكن في مسارىا‪.‬‬

‫‪ 1‬كيداوي سيدي أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.19 ،18‬‬

‫‪42‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬عدم االستقرار األمني‪ :‬إن عممية التنمية تتطمب تييئة المناخ االقتصادي المالئم الذي ال يتم بدون‬
‫مناخ سياسي فعال بمنح االستقرار األمني الذي يعتبر شرطا لجذب المستثمرين وألجل ذلك يطمب من‬
‫الحكومات في البمدان النامية تحت االضطرابات العرقية واألمنية وكذلك المنازعات الخارجية‪.‬‬
‫‪ .4‬عوائق اقتصادية اجتماعية‪ :‬إذن بما يتطمب النمو من تشجيع القطاع الخاص وزيادة الطمب عمى‬
‫التعميم والتكوين كوسيمة لرفع الكفاءة اإلنتاجية والمينية وزيادة حجم ونوعية السمع والخدمات مما قد‬
‫تكون لو آثار عمى أولئك الذين يتمتعون بقدر محدود من التعميم والتأىيل‪ ،‬فتنتشر البطالة في صفوفيم‬
‫‪1‬‬
‫األمر الذي يجبرىم مع مرور الوقت عمى زيادة المخصصات المالية لإلنفاق عمى تعميم وتكوين‪.‬‬

‫‪ 1‬كيداوي سيدي أحمد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪43‬‬
‫اإلطار النظري لمتنمية االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خاتمة الفصل‪:‬‬

‫نستنتج أن عممية التنمية ال تقتصر عمى االمتداد ببعض اإلسيامات عمى المستوى االقتصادي والتقني‪,‬‬
‫إنما الحضور الفعال والقوي لمدولة من خالل وضع القواعد التي توضح كيفية استعمال ىذه اإلسيامات‬
‫ذلك أنو بدون إدارة قوية ال يمكن الوصول إلى تنمية شاممة‪ ,‬ما فرض عمى الدولة التدخل في كافة‬
‫المجاالت ووضع استراتيجيات من شأنيا النيوض بالتنمية الدول المتطورة اقتصاديا أي بمعنى دولة قوية‬
‫وتحقيق التنمية االقتصادية أي تحقق التنمية في جميع المجاالت (االجتماعية‪ ,‬السياسية‪ ,‬المستدامة) و‬
‫لكن الدول النامية فيي إلى يومنا ىذا ال تحقق تنمية بسبب التخمف‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يعتبر القطاع النفطي قطاعا استراتيجيا فيو محرك االقتصاد‪ ،‬وبسبب الثروة النفطية تزداد شراسة‬
‫الصراعات يوما بعد يوم في المناطق الغنية بيا‪ ،‬وتعد الجزائر من أىم الدول المنتجة والمصدرة ليذه‬
‫الثروة التي تعتبر المصدر الوحيد لكل األموال المحركة لعجمة التنمية االقتصادية لمبالد وباعتبار أن‬
‫إيرادات ىذا القطاع تتميز بالتذبذب فكان من الخطر االعتماد شبو الكمي عمييا لذا ارتأت الجزائر إيجاد‬
‫بدائل أخرى ومن خالل دراستنا ىذه ارتأينا أن الحل يكمن في إعطاء أولوية لقطاعات أخرى كالسياحة‬
‫والزراعة كاختيارات إستراتيجية تكون كبديمة لقطاع المحروقات وفي ىذا الصدد قسمنا ىذا الفصل إلى‬
‫ثالث مباحث رئيسية وىي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ترقية الصادرات خارج المحروقات _ الواقع والضرورة_‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجاالت تنويع الصادرات‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المكاسب المحققة من تنمية الصادرات والعقبات التي تواجييا‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫المبحث األول‪ :‬ترقية الصادرات خارج المحروقات – الواقع والضرورة‪-‬‬

‫انه وأمام جملة المخاطر التً تنطوي علٌها عملٌة التركٌز الشبه الكلً على الصادرات من النفط‬
‫فان الضرورة الملحة بالنسبة لالقتصاد الجزائري بؽٌة إحداث تؽٌرات هٌكلة لتنمٌة الصادرات خارج‬
‫القطاع النفطً وفً هذا المبحث سنسعى إلبراز أهم مرتكزات هذه الضرورة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مخاطر االعتماد شبه الكلً على الصادرات النفطٌة‬


‫ٌعتبر النفط أهم مصادر الطاقة فً الوقت الحاضر وهو ٌمثل عصب الحٌاة الحدٌثة والمحرك‬
‫األساسً للنمو الصناعً والتكنولوجً بشكل خاص والنمو االقتصادي بشكل عام فلقد اعتمدت الحضارة‬
‫المعاصرة علٌه بقدر هام فً تحوٌل الموارد االقتصادٌة من حالتها الطبٌعٌة األولٌة إلى حاالت اقتصادٌة‬
‫‪1‬‬
‫مختلفة‪ ،‬تكمن فً إشباع رؼبات وحاجات المجتمع‪.‬‬
‫إن هذه األهمٌة البالؽة للنفط تجعل من السوق الدولً للنفط سوقا ذا أهمٌة كبرى‪ ،‬وٌجعل من تحلٌل‬
‫العرض والطلب الدولً على هذه السلعة الحٌوٌة أمرا مهما أكثر‪ ،‬علما أن ارتفاع أسعار النفط قد ٌؤدي‬
‫إلى ارتفاع أسعار المنتجات المصنعة على المستوى العالمً‪ ،‬ومن ثم ارتفاع فاتورة الواردات من السلع‬
‫المصنعة بالنسبة للدول النامٌة باعتبارها دول استهالكٌة ؼٌر مصنعة كما ٌؤدي الركود االقتصادي الذي‬
‫تشهده الدول المصنعة الرأسمالٌة بشكل دوري إلى انخفاض أسعار النفط أو حدوث أزمة نفط مثل أزمة‬
‫النفط ‪ ، 1986‬وبالتالً انخفاض عائدات صادراتها بالنسبة للدولة المصدرة له‪ ،‬وٌظهر ذلك جلٌا فً‬
‫االقتصادٌات التً تعتمد على تصدٌر النفط بشكل كبٌر‪ ،‬والجزائر باعتبار تركٌزها الشبه كلً على‬
‫الصادرات من النفط فً جلب العملة الصعبة ومن ثم استعمالها فً تسوٌة فواتٌر الواردات المتزاٌدة من‬
‫عام آلخر‪ ،‬ما ٌهدد اقتصاد البلد فً حال تدهور عوائد هذه الصادرات وعلٌه ٌمكن القول بأن هذا الوضع‬
‫ٌترتب علٌه جملة من المخاطر توجب على الجزائر إعادة التفكٌر فً تركٌبة صادراتها ومحاولة تنوٌعها‬
‫‪2‬‬
‫وإنشاء قطاع تصدٌري ؼبر تقلٌدي ٌعتمد على المنتجات المصنعة والنهائٌة بشكل كبٌر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وصاف سعيدي‪ ،‬تنمية الصادرات والنمو االقتصادي في الجزائر –الواقع والتحديات‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.9،8‬‬
‫‪ 2‬المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪47‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫‪ .1‬مخاطر تقلبات األسعار وانخفاض المردودٌة‪:‬‬


‫إن االعتماد على رٌوع الصادرات النفطٌة سوؾ ٌترتب علٌه بالضرورة تذبذب فً المداخٌل من‬
‫العملة الصعبة والتً تستعمل فً اقتناء المستلزمات االستهالكٌة للمجتمع من العالم الخارجً‪ ،‬إضافة إلى‬
‫اللوازم من الوسائل وعوامل اإلنتاج مثل عنصر رأس المال هذا التذبذب الكبٌر ٌؤثر بشكل سلبً على‬
‫اقتصادٌات الدول وخاصة الدول المصدرة للنفط‪.‬‬
‫‪ .2‬مخاطر فقدان االستقالل االقتصادي للدولة‪:‬‬
‫ترتبط سٌاسة الدولة بمواردها الطبٌعٌة وحرٌتها فً تحدٌد الطرق والسٌاسات المثلى الستؽاللها‬
‫بمدى إرادة الدولة‪ ،‬وما تتلقاه من دعم سٌاسً من األواسط الداخلٌة والخارجٌة‪ .‬وفً الفترة التً تلت‬
‫حرب أكتوبر ‪ 1973‬أقوى دلٌل على ذلك حٌث وفً ظل ؼٌاب تلك الحرٌة والدعم تمكنت الدول الؽربٌة‬
‫المستوردة للنفط بمساعدة شركاتها النفطٌة العالمٌة الكبرى من الهٌمنة على صناعة النفط فً الدول‬
‫النامٌة النفطٌة‪ ،‬وتمكنت هذه الشركات من أن تتحكم فً سٌاسات اإلنتاج واألسعار بالشكل الذي ٌخدم‬
‫مصالح بلدها األم‪.‬‬
‫فبالنسبة لالقتصادٌات النامٌة والتً تلعب فٌها الصناعات االستخراجٌة دورا أساسٌا‪ ،‬هذه الصناعات‬
‫التً ملكٌتها إلى الدولة‪ ،‬توجب على هذه األخٌرة أن تكون ذات دور فاعل من حٌث وضع وتنفٌذ‬
‫السٌاسات الخاصة باستؽالل الموارد المنجمٌة وبٌعها وتصدٌرها‪ ،‬إضافة إلى التدخل لرسم السٌاسات‬
‫المتعلقة بالبحث والتنقٌب واإلنتاج وصٌانة وتطوٌر األصول‪ ،‬وتحدٌد حجم اإلنتاج وأسعار الصادرات‪،‬‬
‫وفرض الضرائب على اإلنتاج ‪.....‬إلخ لكن استقرار واقع هذه الدول ٌقول بأن هذه األخٌرة ال تزال تتبع‬
‫‪1‬‬
‫الدول الصناعٌة الكبرى‪.‬‬
‫‪ .3‬مخاطر نضوب المخزون النفطً وارتفاع تكالٌف اإلنتاج‪:‬‬
‫إن إنتاج النفط ٌعرؾ على أنه عملٌة تستهلك فٌها االحتٌاطات النفطٌة وتحول فٌها إلى فوائد مالٌة‬
‫وتبعا لذلك فإن االحتٌاطات من النفط تتأثر بكمٌة اإلنتاج من جهة‪ ،‬والذي ٌنتج عنه نقصان فً كمٌة‬
‫االحتٌاطً ومن جهة أخرى بعملٌات االكتشاؾ وعملٌات التنقٌب الناجحة‪ ،‬وعلٌه فاستخراج النفط‬
‫المستمر ٌعنً بالضرورة نضوب مكامنه كما أن العملٌات التً ٌشرع فٌها من أجل التنقٌب على‬
‫النفط والتً تجري من أجل تعزٌز المخزون االحتٌاطً منه‪ ،‬قد ال تنجح فً الكثٌر من األحٌان‬

‫‪ ، http:\\www.mfti.gov.eg\programs\htm1‬اطمع عميو يوم‪2018/02/15 :‬‬

‫‪48‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫وأٌضا تستوجب هذه العملٌات صرؾ مبالػ ضخمة‪ ،‬وهذا معناه أنه ٌجب ومن أجل تعوٌض برمٌل‬
‫واحد مستخرج من باطن األرض إذا ما أرٌد الحفاظ على نفس المستوى من االحتٌاطً النفطً‪،‬‬
‫تعبئة رؤوس أموال طائلة لتحقٌق ذلك‪.‬‬
‫‪ .4‬مخاطر التوجه نحو مصادر بدٌلة للطاقة النفطٌة‪:‬‬
‫تقسم مصادر الطاقة من ناحٌة استخدامها إلى مجموعتٌن‪:‬‬
‫أ‪ .‬مصادر طاقة أساسٌة‪ :‬وهً تلك المصادر التقلٌدٌة التً ٌعتمد علٌها بشكل كبٌر فً الحصول على‬
‫الطاقة مثل النفط والفحم والؽاز الطبٌعً والطاقة النووٌة وتسهم هذه المصادر بنسبة كبٌرة فً‬
‫اإلستهالك العالمً من الطاقة‪.‬‬
‫ب‪ .‬مصادر طاقة بدٌلة‪ :‬وهً مصادر طاقوٌة حدٌثة‪ ،‬مثل الطاقة الشمسٌة‪ ،‬الطاقة الهوائٌة وطاقة‬
‫األمواج والطاقة الهٌدروجٌنٌة والوقود الصناعً وهً طاقة قلٌلة االستخدام حالٌا‪ ،‬ؼٌر أنه ٌنتظر أن‬
‫تلعب دورا أساسٌا فً توفٌر الطاقة للعالم كونها مصدر طاقة نظٌفة وؼٌر ملوثة للبٌئة فً ظل‬
‫‪1‬‬
‫الدعوات الدولٌة لحماٌة البٌئة‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬مبررات اللجوء إلى ترقٌة الصادرات خارج المحروقات‬


‫تشٌر أدبٌات النحو االقتصادي فً العالم أن عجز الحساب الجاري لمجموعة من الدول النامٌة قد‬
‫شهد اتجاها متزاٌدا للعجز فً حٌث أن عقد الثمانٌنات قد شهد انخفاض فً العجز فً الحساب الجاري‪،‬‬
‫والجدٌر بالذكر أن عجز الحساب الجاري فً السبعٌنات نتٌجة اإلضرابات النقدٌة التً شهدها هذا العقد‬
‫باإلضافة إلى االرتفاع الشدٌد فً أسعار النفط وانهٌار نظام أسعار الصرؾ الثابت أما فً عقد الثمانٌنات‬
‫اتجهت إلى االنخفاض نتٌجة األزمات التً واجهتها الدول النامٌة‪ ،‬إن هذا االنخفاض أدى فً حقٌقة األمر‬
‫إلى تعثر مسار النمو وزٌادة حالة الركود وارتفاع األسعار وتزاٌد البطالة هذا وٌرجع تراكم عجز‬
‫‪2‬‬
‫موازٌن المدفوعات فً الدول النامٌة لمجموعة من االعتبارات نذكر منها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عيسى مقيمد‪ ،‬قطاع المحروقات الجزائرية في ظل التحوالت االقتصادية‪ ،‬مذكرة مقدمة كجزء من متطمبات نيل شيادة‬
‫الماجيستر في العموم االقتصادية‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،2008 ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪2‬‬
‫وصاف سعيدي‪ ،‬تنمية الصادرات والنمو االقتصادي في الجزائر –واقع وتحديات‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.8 ،7‬‬

‫‪49‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫‪ .1‬النزعة الحمائٌة‪ :‬اتجهت الدول الصناعٌة المتقدمة إلى زٌادة النزعة الحمائٌة أمام وارداتها من‬
‫كافة السلع األولٌة والصناعٌة‪ ،‬نتٌجة لألزمات المالٌة التً سادت فً عقد الثمانٌنات باإلضافة‬
‫إلى فترات الركود العالمً الذي ساد معظم الدول الصناعٌة‪ ،‬هذا وقد اتجهت الدول الصناعٌة‬
‫إلى تبنً القٌود الحمائٌة ؼٌر التعرٌفٌة على إثر نجاح اللجان فً تخفٌض متوسط التعرٌفات‬
‫الجمركٌة وقد أثرت هذه القٌود تأثٌرا واضحا منذ منتصؾ السبعٌنات على صادرات الدول‬
‫النامٌة‪.‬‬
‫وٌرجع هذا االتجاه المتزاٌد للنزعة الحمائٌة من جانب الدول الصناعٌة المتقدمة إلى الطبٌعة‬
‫الدٌنامٌكٌة للمٌزة النسبٌة فالمعروؾ أن الدول المتقدمة هً صاحبة السبق فً االختراعات‬
‫الحدٌثة بل هً منبعا ؼٌر أن هذه المٌزة سرعان ما تنتقل إلى دول أخرى‪ ،‬قد تكون أقل تقدم‬
‫حٌث ٌتم إنتاج السلعة فٌها وتصدٌرها للخارج استنادا لوفرة عوامل اإلنتاج فً تلك الدول‪ ،‬فتبدأ‬
‫الدول صاحبة االختراع فً مواجهة منافسة شدٌدة لٌست فقط فً األسواق العالمٌة بل أٌضا فً‬
‫أسواق الدولة صاحبة االختراع األمر الذي ٌجعل العدٌد من هذه الدول إلى البحث عند وسائل‬
‫‪1‬‬
‫جدٌدة للحمائٌة‪.‬‬
‫‪ .2‬معدل التبادل‪ :‬شهدت معدالت التبادل الدولٌة تدهورا فً ؼٌر صالح الدول النامٌة وٌرجع ذلك‬
‫بصفة أساسٌة إلى اتجاه أسعار السلع الصناعٌة التً تصدرها الدول المتقدمة إلى الدول النامٌة‬
‫إلى االرتفاع الشدٌد مقابل اتجاه أسعار السلع الدولٌة‪ ،‬باستثناء البترول إلى االنخفاض وٌرجع‬
‫السبب وراء االنخفاض النسبً فً أسعار المواد األولٌة إلى تراجع الطلب العالمً على هذا‬
‫النوع من المنتجات نتٌجة للتقدم العالمً والتكنولوجً الذي حققته هذه الدول الصناعٌة المتقدمة‬
‫بما ساعدها على تخفٌض نسبة المواد المستخدمة إلنتاج الوحدة من السلع الصناعٌة‪.‬‬
‫‪ .3‬الدٌن الخارجً‪ :‬لقد تزاٌدت أعباء الدٌون الخارجٌة فً الفترة األخٌرة‪ ،‬فالدٌون الخارجٌة هً‬
‫نتٌجة لتزاٌد العجز فً موازٌن المدفوعات فتزاٌد الحساب الجاري تترتب علٌه ضرورة لجوء‬
‫الدول لالقتراض الخارجً لتموٌل هذا العجز وتحقٌق فائض مٌزان العملٌات الرأسمالٌة وٌترتب‬
‫علٌه زٌادة أرقام المدٌونٌة الخارجٌة وبالتبعٌة تزداد أرقام المدٌونٌة الخارجٌة مما ٌترتب علٌها‬
‫التزامات وأعباء واجبة السداد بعد فترة زمنٌة األمر الذي ٌنعكس فً النهاٌة فً زٌادة العجز فً‬
‫الحساب الجاري وهكذا ٌزداد األمر نتٌجة الرتفاع أسعار الفائدة على هذه القروض‪ ،‬وقد عانت‬

‫‪1‬‬
‫وصاف سعيدي‪ ،‬تنمية الصادرات والنمو االقتصادي في الجزائر –واقع وتحديات‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪8‬‬

‫‪50‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫الدول النامٌة ؼٌر البترولٌة فً اآلونة األخٌرة من أزمات مالٌة حادة نتٌجة تراكم الدٌون الخارجٌة مما‬
‫أثر على العجز الجاري فً موازٌن مدفوعات معظم الدول النامٌة‪.‬‬
‫مما سبق ٌتضح لنا أن السبٌل إلى مواجهة العجز المتراكم فً موازٌن مدفوعات هذه الدول هو‬
‫االهتمام بالتصدٌر واستراتٌجٌات التسوٌق الدولً له وال شك أن العالم الٌوم ٌمر بتؽٌرات سرٌعة تعكس‬
‫تباٌن مستوٌات اإلنتاج واألداء الصناعً للدول المختلفة األمر الذي ٌضفً المزٌد من المسؤولٌة على‬
‫‪1‬‬
‫عملٌة تطوٌر التصدٌر ومفاهٌم وأسالٌب التسوٌق الخارجً للدول النامٌة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬سبل تنوٌع وترقٌة الصادرات خارج المحروقات ومجاالتها‬


‫أولت الحكومة الجزائرٌة اهتماما كبٌرا نحو تبنً إستراتٌجٌة وطنٌة لترقٌة الصادرات خارج‬
‫المحروقات على اثر انخفاض أسعار النفط فً السوق العالمٌة وما سببته هذه الصدمة أكد على خطورة‬
‫االعتماد على تصدٌر منتج واحد ونتٌجة لتمٌز االقتصاد الجزائري بأحادٌة التصدٌر للمحروقات أصبح‬
‫لزما على الجزائر االهتمام بترقٌة الصادرات ؼٌر النفطٌة ولمواجهة هذا التحدي قامت الجزائر بعدة‬
‫إجراءات من شأنها النهوض بهذا القطاع وسنحاول فٌما ٌلً توضٌح بعض السبل التً من شأنها‬
‫‪2‬‬
‫المساعدة على ترقٌة الصادرات خارج المحروقات‪.‬‬
‫‪ .1‬تخفٌض قٌمة العملة‪ :‬نتٌجة النخفاض السٌولة النقدٌة بفعل انخفاض أسعار المحروقات سنة ‪1986‬‬
‫وتدهور قٌمة الدوالر األمرٌكً باعتباره األداة األساسٌة للمعامالت مع الخارج فالدٌنار الجزائري‬
‫بدأ ٌعرؾ انخفاضات متتالٌة‪ ،‬وبدأت تتخذ إجراءات أخرى تصب فً االتجاه العام الذي شرع فٌه‬
‫والتوجه نحو اقتصاد السوق وهكذا وبموجب نظام البنوك والقرض لسنة ‪ 1986‬فانه أصبح للبوك‬
‫التجارٌة والبنك المركزي دو ا ر أكثر أهمٌة وأصبحت البنوك تكتسب بعض الصالحٌات فً مجال‬
‫الصرؾ كما أصبحت تشارك فً إعداد التشرٌعات والتنظٌمات المتعلقة بالصرؾ و التجارة‬
‫‪3‬‬
‫الخارجٌة التً أسندت إلى البنك المركزي وٌهدؾ هذا التخفٌض إلى‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫وصاف سعيدي‪ ،‬تنمية الصادرات والنمو االقتصادي في الجزائر –واقع وتحديات‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.9 ،8‬‬
‫‪2‬‬
‫زير ريان‪ ،‬أثر تنمية غير النفطية عمى النمو االقتصادي –دراسة حالة لجزائر الفترة ‪ ،-2014-2005‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬
‫ص ‪.88‬‬
‫‪ 3‬فيروز سمطاني‪ ،‬دور السياسات التجارية في تفعيل االتفاقيات التجارية اإلقميمية والدولية (دراسة حالة الجزائر واتفاق‬
‫الشراكة األورومتوسطية)‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2012 ،‬ص ‪.153‬‬

‫‪51‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫‪ ‬استعادة التوازن الخارجً‪.‬‬


‫‪ ‬تشجٌع الصادرات الجزائرٌة وإعطائها تنافسٌة أكبر فً السوق العالمٌة مع تقلٌص حجم الواردات‪.‬‬
‫‪ ‬الزٌادة فً النمو االقتصادي الوطنً‪ ،‬من خالل المحافظة على القدرة التنافسٌة للمنتجٌن المحلٌٌن مع‬
‫توسٌع أسواق الصادرات وتشجٌع االستثمار فً المجال الخارجً‪.‬‬
‫‪ ‬زٌادة الطلب الخارجً على اإلنتاج الوطنً من السلع والخدمات القابلة للتصدٌر بافتراض وجود‬
‫مرونة الطلب السعرٌة‪.‬‬
‫بهدؾ تنمٌة الصادرات خارج‬ ‫‪ .2‬استحداث مؤسسات لترقٌة الصادرات خارج المحروقات‪:‬‬
‫المحروقات‪ ،‬نشأت مجموعة من الهٌاكل الداعمة والمساندة كما استحدثت جملة من األدوات‬
‫الجدٌدة وتتمثل هذه المؤسسات فٌما ٌلً‪:‬‬
‫‪ ‬وزارة التجارة الوطنٌة‪ :‬تقوم بالمهام التالٌة برئاسة وزٌر التجارة‬
‫‪ o‬تنشٌط وتحفٌز النشاطات التجارٌة الخارجٌة الثنائٌة والمتعددة األفراد‪.‬‬
‫‪ o‬المساهمة فً إعداد االتفاقٌات التجارٌة وتنفٌذها‪.‬‬
‫‪ o‬تشجٌع الصادرات وتوظٌؾ االنتاج الوطنً من السلع والخدمات فً األسواق الخارجٌة‪.‬‬
‫‪ :PROMEX‬هٌئة عامة ذات طابع إداري ٌتمتع‬ ‫‪ ‬الدٌوان الوطنً لترقٌة التجارة الخارجٌة‬
‫بالشخصٌة المعنوٌة واالستقالل المالً موضوع تحت وصاٌة وزارة التجارة من مهامه إعداد برامج‬
‫لترقٌة وتحلٌل أوضاع السوق العالمٌة لتسهٌل دخول المنتجات الجزائرٌة إلٌها وكذا إنجاز الدراسات‬
‫المستقبلٌة وتحرٌك كل المساعدات التقنٌة الضرورٌة فً مجال التجارة الخارجٌة‪.‬‬
‫‪ ‬الغرفة الوطنٌة للتجارة ‪ :CACI‬هٌئة عامة ذات طابع صناعً وتجاري تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة‬
‫واالستقالل المالً من مهامها تنظٌم الملتقٌات والتظاهرات االقتصادٌة داخل التراب الوطنً وخارجه‬
‫وأٌضا القٌام بأي عمل ٌهدؾ إلى ترقٌة وتنمٌة القطاعات االقتصادٌة وتوسٌعها نحو األسواق‬
‫‪1‬‬
‫الدولٌة‪.‬‬
‫‪ ‬الشركة الوطنٌة لتأمٌن وضمان الصادرات ‪ :CAGEX‬شركة ذات رأس مال ٌقدر ب‪ 250‬ملٌون دج‬
‫موزعة بصفة متساوٌة بٌن ‪ 05‬بنوك و ‪ 05‬شركات تأمٌن تهدؾ إلى تؽطٌة المخاطر الناتجة عن‬
‫التصدٌر وتعوٌض وتؽطٌة الدٌون‪.‬‬

‫‪ 1‬نوري منير‪ ،‬لجمط إبراىيم‪ ،‬المؤسسات االقتصادية الجزائرية واشكالية التصدير خارج المحروقات‪ ،‬مداخمة ضمن فعاليات‬
‫الممتقى الدولي حول المنافسة واإلستراتيجية التنافسية لممؤسسات الصناعية خارج المحروقات في الدول العربية‪ ،‬جامعة‬
‫الشمف‪ ،2004 ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪52‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫هذا باإلضافة إلى مؤسسات أخرى منها‪ :‬الوكالة الوطنٌة لترقٌة التجارة الخارجٌة‪ ،‬الشركة الوطنٌة‬
‫‪1‬‬
‫للمعارض والتصدٌر‪ ،‬والجمعٌة الوطنٌة للمصدرٌن الجزائرٌٌن‪.......‬‬

‫‪ .3‬اإلجراءات التنظٌمٌة لترقٌة الصادرات‪ :‬وٌمكن تقسٌم هذه اإلجراءات إلى‪:‬‬


‫‪ ‬التحرٌر الكلً لعملٌات التصدٌر‪ :‬وٌمكن ترجمة حرٌة التصدٌر من خالل اإلجراءات التالٌة‪:‬‬
‫‪ o‬التسجٌل المبسط والسهل للمصدرٌن فً السجل التجاري‪.‬‬
‫‪ o‬إجبارٌة التوطٌن البنكً وإرجاع عائدات التصدٌر بالعملة الصعبة استنادا لنظام بنك الجزائر‬
‫رقم ‪91-13‬‬
‫‪ ‬المزاٌا والتسهٌالت الضرٌبٌة‪ :‬وتتمثل هذه اإلعفاءات فٌما ٌلً‪:‬‬
‫‪ o‬اإلعفاء من الرسم على القٌمة المضافة ‪.tva‬‬
‫‪ 05‬سنوات‬ ‫‪ IBS‬وٌتمثل هذا اإلعفاء لمدة‬ ‫‪ o‬اإلعفاء من الضرٌبٌة على أرباح الشركات‬
‫بالنسبة للمؤسسة التً تحقق عملٌة تصدٌرٌة من السلع والخدمات إلى الخارج أما بالنسبة‬
‫لخدمات مدة اإلعفاء ‪ 03‬سنوات لفائدة وكاالت السٌاحة واألسفار‪.‬‬
‫‪ o‬اإلعفاء من الدفع الجزافً ‪ VF‬ومن الرسم على النشاط المهنً ‪.TAP‬‬
‫‪ ‬المزاٌا أو التسهٌالت الجمركٌة‪ :‬تتمثل أهمها فً‪:‬‬
‫‪ o‬إلؽاء رخص التصدٌر نهائٌا إال على بعض المواد التً ٌمنع تصدٌرها قانونٌا‪.‬‬
‫‪ o‬اإلجراءات الجمركٌة المباشرة التً تسمح بإتمام جمٌع اإلجراءات الجمركٌة داخل مؤسسة‬
‫التصدٌر (فحص البضائع فً المحل)‪.‬‬
‫‪ٌ o‬سمح بتصدٌر المنتجات المعرضة للتلؾ قبل توطٌن العملٌة التجارٌة ب ‪ 05‬أٌام وفقا للمادة‬
‫‪ 60‬و‪ 63‬من المر‪ 01-07‬المؤرخ فً ‪.2007/02/03‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ o‬هذا إضافة إلى المزاٌا والتسهٌالت المالٌة‪.‬‬

‫‪ ، http://www.elmouwatin.dz/spip.php?page=imprimer&id-article5141 1‬اطمع عميو يوم ‪2018/04/02‬‬


‫‪ 2‬فيصل بيمولي‪ ،‬التجارة الخارجية بين اتفاق الشراكة األورومتوسطية واالنضمام إلى المنظمة العالمية لمتجارة‪ ،‬مجمة‬
‫الباحث‪ ،‬جامعة البميدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،11‬سنة ‪ ،2012‬ص ‪.119‬‬

‫‪53‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫المبحث الثانً‪ :‬مجاالت تنوٌع الصادرات‬


‫نظرا لألهمٌة الكبٌرة التً تلعبها الثروة النفطٌة فً االقتصاد الجزائري‪ ،‬وباعتبارها موردا ناضبا‬
‫من جهة‪ ،‬ولتمٌزها بتذبذب أسعارها فً السوق العالمٌة الفرٌدة من نوعها من جهة أخرى‪ ،‬لهذا فإن‬
‫مسألة االهتمام باالستؽالل الرشٌد والعقالنً لهذا المورد تعتبر أكثر من ضرورٌة‪ ،‬كما أن البحث عن‬
‫بدائل قطاعٌة للمحروقات تعتبر مسألة مصٌرٌة للجزائر‪ ،‬وٌعتبر قطاعً الزراعة والسٌاحة أهم‬
‫القطاعات التً ٌمكن أن تحقق التنمٌة المستدامة لالقتصاد الوطنً‪ ،‬وهذا باستخدام الوفرة المالٌة التً‬
‫تحوزها الجزائر‪ ،‬نتٌجة اإلٌرادات النفطٌة‪ ،‬خاصة وأن الجزائر تملك كل مقومات النجاح فً هذٌن‬
‫الخٌارٌن‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬واقع القطاع السٌاحً وأثره على التنمٌة االقتصادٌة فً الجزائر‬
‫تملك الجزائر إمكانٌات ضخمة فً المجال السٌاحً‪ ،‬فجمال‬ ‫‪ .1‬واقع القطاع السٌاحً فً الجزائر‪:‬‬
‫الطبٌعة الجذاب فً الجزائر لٌس له مثٌل فً العالم بأسره‪ ،‬إضافة إلى معالم السٌاحٌة واألثرٌة التً‬
‫تمتلكها الجزائر على طول ٌتجاوز ‪ 2000‬كلم وتتربع على مساحة ‪ 2171800‬كلم‪ ،‬فالجزائر التً‬
‫تتربع على مساحة إجمالٌة تقدر ب ‪ 2.381.741‬كلم‪ ،‬تتوفر على أنواع السٌاحة ‪ ،‬فالسائح فً‬
‫الجزائر ٌستمتع بجمال القمم الخضراء التً تطال الؽٌوم وتطل على زرقة مٌاه البحر األبٌض‬
‫المتوسط وهو منظر ٌقل تواجده فوق هذه المعمورة‪ ،‬وهنا ٌتواجد مناخ متوسطً معتدل ٌزٌد من‬
‫‪1‬‬
‫متعة الزائرٌن‪.‬‬
‫إن شمال الجزائر ٌضم التل والمناطق السهبٌة والتً تمتد أراضٌه باتجاه العرض ‪ 1000‬كلم أكثر‬
‫منها باتجاه الطول‪ ،‬وأخصب األراضً الموجودة فً الشمال حٌث معدل االرتفاع ‪ 900‬متر‪ ،‬وتنحدر‬
‫السهول العلٌا بسالسل جبلٌة األطلسً من ‪ 100‬إلى ‪ 600‬متر من الؽرب إلى الشرق‪ ،‬ونجد أعلى قمة‬
‫فً األوراس وهً جبال شٌلٌا بارتفاع ٌقدر ‪ 2328‬م‪ ،‬وفً جبال جرجرة نجد قمة اللة خدٌجة بارتفاع‬
‫ٌصل إلى ‪ 2308‬م‪ ،‬وهكذا نصبح أمام أربعة أقسام متوازٌة على طول الشواطئ والسهول الساحلٌة‬
‫(وهران‪ ،‬متٌجة‪ ،‬عنابة‪ ،‬سكٌكدة) متبوعة بالسلسلة األولى لجبال األطلس التلً‪ ،‬جبال تلمسان ‪ 1543‬م‪،‬‬
‫جبال القبائل الونشرٌس ‪ 1985‬م‪ ،‬والهضاب العلٌا والسلسلة الثانٌة من األطلس الصحراوي حٌث تتابع‬
‫جبال القصور ‪ 2320‬م‪ ،‬جبال العمور ‪ 1930‬م‪ ،‬وجبال أوالد ناٌل ‪ 1600‬م‪ ،‬والزٌبان مع منفذ نحو‬

‫‪1‬‬
‫وحيد خير الدين‪ ،‬أىمية الثروة النفطية في االقتصاد الدولي واستراتيجيات البديمة لقطاع المحروقات‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‪،‬‬
‫مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص اقتصاد دولي‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪ ،2012 ،‬ص ‪.250‬‬

‫‪54‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫الشرق أي جبال األوراس والنمامشة حٌث ٌحٌط بالقسم األول جبال الظهرة فً الؽرب‪ ،‬وجرجرة فً‬
‫الوسط‪ ،‬واإلٌدوغ فً الشرق‪ ،‬وٌشمل القسم الثانً جبال تلمسان وبنً مرة والبٌبان‪ ،‬وٌمتد القسم الثالث‬
‫بٌن األطلسٌن مع السهول العلٌا القسنطٌنٌة شرقا‪ ،‬والسهول السهبٌة الكبرى جنوبا‪ ،‬وؼربا ٌتكون القسم‬
‫‪1‬‬
‫الرابع من األطلس الصحراوي المتبوع بالصحراء‪.‬‬
‫وٌستمتع الزائر للجزائر أٌضا بنقاوة كثبان الصحراء وبجمال النخٌل التً تضفً واحاتها جماال‬
‫خالبا للصحراء الجزائرٌة والتً تتوفر أٌضا على خاصٌة عالجٌة عن طرٌق الطمً والدفن فً الرمال‬
‫مثلما هو الشأن فً مدٌنتً بسكرة وواد سوؾ‪.‬‬
‫وتتمٌز الصحراء الجزائرٌة بمناخ صحراوي حار تتراوح فٌه درجات الحرارة خالل فصل الصٌؾ‬
‫بٌن ‪ 35‬و ‪ 50‬درجة مئوٌة‪ ،‬وهذا إبتداءا من شهر ماي وحتى شهر أكتوبر أما باقً أشهر السنة فهً‬
‫تتمٌز بمناخ دافئ وهذا ٌساعد على تنشٌط حركة السٌاح فً هذه الفترة الممتدة من نوفمبر إلى شهر‬
‫أفرٌل‪ ،‬وخاصة أن الصحراء الجزائرٌة بموقعها الشهٌر مثل الهقار والطاسٌلً‪ ،‬وهضبة االسكرام التً‬
‫تحتضن أجمل لحظات شروق وؼروب الشمس فً العالم‪ ،‬كما تتمٌز الصحراء الجزائرٌة بتنوع‬
‫تضارٌسها وبسلسلة جبالها الشاهقة التً صقلتها الرٌاح المحمولة بالرمال‪ ،‬وتحتضن قمة تاهات أتاكور‬
‫بارتفاع قدره ‪ 2918‬متر وهً أعلى قمة فً الجزائر وتحتوي صخورها بقاٌا حٌوانٌة ونباتٌة‪ ،‬تدل على‬
‫وجود الحٌاة بهذه المنطقة منذ العصور الجٌولوجٌة القدٌمة تعود إلى أكثر من ‪ 10‬آالؾ سنة كالزرافة‪،‬‬
‫وحٌد القرن‪ ،‬الفٌل‪....‬إلخ وٌشهد على ذلك تلك الرسومات والنقوش الصخرٌة المنتشرة فً هذا المتحؾ‬
‫‪2‬‬
‫التارٌخً والطبٌعً‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صميحة عشي‪ ،‬األداء االقتصادي واالجتماعي لمسياحة في الجزائر وتونس والمغرب‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬تخصص اقتصاد‬
‫تنمية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2011 ،‬ص‪.54‬‬
‫‪2‬‬
‫وحيد خير الدين‪ ،‬أىمية الثروة النفطية في االقتصاد الدولي واستراتيجيات البديمة لقطاع المحروقات‪ ،‬دراسة حالة الجزائر‪،‬‬
‫مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪254‬‬

‫‪55‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫وبهذا تعتبر األقطاب السٌاحٌة الصحراوٌة منتوجا سٌاحٌا فرٌدا من نوعه سٌؤدي حتما إلى دفع‬
‫القطاع السٌاحً إلى األمام إذا ما تم تأهٌله واستؽالله أحسن استؽالل كما تتوفر الجزائر سٌاحة الحمامات‬
‫‪ 200‬منبع للمٌاه الحموٌة والجوفٌة‪،‬‬ ‫المعدنٌة والتً تتمٌز بخاصٌة عالجٌة حٌث ٌتوفر على ما ٌفوق‬
‫‪1‬‬
‫وأؼلبها قابلة لالستؽالل كمحطات حموٌة عصرٌة‪.‬‬
‫ٌعتبر قطاع السٌاحة من القطاعا ت‬ ‫‪ .2‬آثار القطاع السٌاحً على التنمٌة االقتصادٌة فً الجزائر‪:‬‬
‫اإلستراتٌجٌة التً تساهم فً تحقٌق التنمٌة االقتصادٌة‪ ،‬وهذا باعتبار أن تنمٌة القطاع السٌاحً تحتاج‬
‫إلى ضرورة تنمٌة قطاعات اقتصادٌة أخرى‪ ،‬كقطاع النقل والمواصالت‪ ،‬االتصاالت‪ ،‬والصناعات‬
‫التقلٌدٌة‪ ،‬باإلضافة إلى األنشطة التجارٌة المختلفة‪ ......‬وؼٌرها من القطاعات االقتصادٌة التً تعتبر‬
‫لصٌقة بالقطاع السٌاحً‪ ،‬أي أن تطور وتنمٌة القطاع مرهون بمدى تطور القطاعات االقتصادٌة‬
‫الهامة التً تساهم فً حل المشكلة االقتصادٌة عن طرٌق توفٌر وجلب العملة الصعبة التً ٌحتاجها‬
‫االقتصاد الوطنً ناهٌك على أن القطاع السٌاحً ٌعتبر من القطاعات التً تساهم فً جلب‬
‫االستثمارات األجنبٌة واستقطابها إلى داخل الحدود الجؽرافٌة للدولة‪ ،‬سواء كان ذلك فً إطار إشهار‬
‫سٌاحً مباشر أو فً إطار مشارٌع مكملة للنشاط السٌاحً كما أن القطاع السٌاحً ٌساعد الدولة على‬
‫تنمٌة المناطق النائٌة والمعزولة والتً تحتوي على مناطق سٌاحٌة وعلى العموم فإن القطاع السٌاحً‬
‫ٌؤثر فً االقتصاد العام للدولة من خالل "زٌادة الدخل القومً‪ ،‬تحسٌن مركز مٌزان المدفوعات‪،‬‬
‫تشؽٌل عدد كبٌر من الٌد العاملة إضافة إلى أن القطاع السٌاحً ٌولد صادرات ؼٌر منظورة والتً‬
‫‪2‬‬
‫تعتبر جزءا هاما من الدخل القومً‪".‬‬

‫‪1‬‬
‫حياة بن سماعيل‪ ،‬زيدان حسيبة‪ ،‬مداخمة بعنوان أقطاب السياحة الصحراوية لالمتياز ودورىا في تحويل الجزائر إلى بمد‬
‫سياحي في إطار المخطط التوجييي لمتييئة السياحية‪ ،‬الممتقى الدولي الثاني حول دور السياحة الصحراوية في التنمية‬
‫‪20‬‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،‬يومي ‪ ،2012/03/12-11‬ص‬
‫‪ 2‬موفق عدنان عبد الجبار الحميري‪ ،‬أساسيات التمويل واالستثمار في صناعة السياحة‪ ،‬الوراق لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪.15‬‬

‫‪56‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫المطلب الثانً‪ :‬واقع القطاع الزراعً فً الجزائر وأثره على التنمٌة االقتصادٌة‬

‫ٌلعب القطاع الزراعً دورا فً تنمٌة االقتصاد الوطنً‪ ،‬حٌث ٌشؽل أكثر من ربع الٌد العاملة فً‬
‫هذا القطاع فمنذ الثمانٌنات والقطاع الزراعً ٌشهد تؽٌرات وتجدٌدات خاصة بعد تحرٌر المنتوجات‬
‫الفالحٌة وكذا تحرٌر التجارة الداخلٌة والخارجٌة‪ ،‬لذا أولت الحكومة الجزائرٌة أهمٌة كبٌرة للقطاع‬
‫‪1‬‬
‫الفالحً حٌث رسمت خطة عمل لتحقٌق التوازن واالستقرار الؽذائً‪.‬‬

‫‪ .1‬واقع القطاع الزراعً فً الجزائر‪ :‬للقطاع الزراعً أهمٌة كبٌرة فً تنمٌة االقتصاد الوطنً‬
‫ولهذا كان دوما من أهم أولوٌات الحكومة الجزائرٌة منذ االستقالل وتنبع أهمٌة هذا القطاع من‬
‫خالل ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ٌ ‬عتبر القطاع الزراعً مصدرا رئٌسٌا لرأس المال الالزم لدفع عجلة التنمٌة االقتصادٌة‪ ،‬حٌث أن‬
‫زٌادة التكوٌن الرأسمالً ٌحفز االستثمار فً األنشطة المختلفة فً االقتصاد الوطنً‪.‬‬
‫‪ ‬تتركز فً قطاع الزراعة فً الجزائر ٌد عاملة مكثفة‪ ،‬لهذا ٌعتبر من القطاعات ذات األهمٌة الكبٌرة‬
‫‪ 1.2‬ملٌون عامل إال أن‬ ‫فً تشؽٌل الٌد العاملة والحد من البطالة‪ ،‬وٌشتؽل فً هذا القطاع حوالً‬
‫الجزائر ال تزال تعانً الكثٌر من النقص فً الٌد العاملة المؤهلة التً تواكب سرعة التؽٌرات التً‬
‫ٌعرفها هذا القطاع وهذا راجع لسببٌن األول هو عزوؾ الشباب عن العمل فً القطاع وهجرة الٌد‬
‫العاملة نحو القطاع الصناعً والخدمً‪ ،‬والسبب الثانً فً الطابع الموسمً والذي ٌتسم به هذا‬
‫القطاع وهنا نقصد على وجه الخصوص الزراعة والتً تبقى مرهونة بالظروؾ المناخٌة وتساقط‬
‫األمطار ومن هنا نجد أن أؼلب العمال فً هذا القطاع هم مؤقتٌن ٌتأثرون بالتقلبات والتؽٌرات التً‬
‫ٌشهدها القطاع‪.‬‬
‫‪ ‬للقطاع الزراعً دور كبٌر فً تدعٌم القطاع الصناعً نأخذ على سبٌل المثال‪ :‬توفٌر القطن لصناعة‬
‫‪2‬‬
‫المالبس‪ ،‬الطماطم لصناعة الطماطم المصبرة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ 1‬عمر جنية‪ ،‬مديحة بخوش‪ ،‬مداخمة بعنوان دور القطاع الزراعي في امتصاص البطالة في الجزائر‪ ،‬ممتقى دولي حول‬
‫إستراتيجية الحكومة في القضاء عمى البطالة وتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة المسيمة‪ ،‬يومي ‪ 16/15‬نوفمبر ‪،2011‬‬
‫ص ‪.4‬‬
‫‪2‬‬
‫عمراوي عادل‪ ،‬بدائل تنويع االقتصاد الجزائري في ظل األزمة النفطية‪ ،‬مذكرة ماستر في العموم السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2016 ،‬ص ‪.118‬‬

‫‪57‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫‪ .2‬مساهمة القطاع الزراعً فً تحقٌق التنمٌة االقتصادٌة فً الجزائر‪ٌ :‬مكن تلخٌصها فً ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ ‬المساهمة فً تحقٌق األمن الغذائً واالكتفاء الذاتً ‪ٌ :‬مكن تعرٌؾ األمن الؽذائً على أنه قدرة‬
‫المجتمع على توفٌر الؽذاء المناسب للمواطنٌن فً المدى البعٌد والقرٌب كمّا ونوعا وباألسعار التً‬
‫تناسب الدخل الفردي أما االكتفاء الذاتً فهو سد الحاجات الؽذائٌة عن طرٌق إنتاجها محلٌا‪ ،‬ونظرا‬
‫لهذه األهمٌة التً ٌحضى بها هذا القطاع كان على الجزائر تبنً إستراتٌجٌة زراعٌة تنموٌة تهدؾ‬
‫‪1‬‬
‫بالدرجة األولى إلى معالجة المشاكل وتفعٌل دوره فً مختلؾ السٌاسات االقتصادٌة واالجتماعٌة‪.‬‬
‫‪ ‬مساهمة القطاع الزراعً الجزائري فً الناتج المحلً اإلجمالً‪ :‬لوحظ أن مساهمة الناتج الفالحً‬
‫‪ 2015-2004‬نظرا لتطبٌق اإلصالحات‬ ‫فً الناتج اإلجمالً عرؾ تطورا كبٌرا خالل الفترة‬
‫االقتصادٌة ونفس الشًء بالنسبة لنصٌب الفرد الجزائري فً الناتج الزراعً التً ترجع الزٌادة فً‬
‫كمٌة اإلنتاج الفالحً من جهة وإلى ارتفاع أسعار المنتجات نتٌجة تحرٌر األسعار من جهة أخرى‪.‬‬
‫تبنت الجزائر فً‬ ‫‪ ‬مساهمة القطاع الزراعً فً ترقٌة التجارة الخارجٌة للمنتجات الزراعٌة‪:‬‬
‫سٌاستها اإلصالحٌة تحرٌر التجارة ومنها تجارة المنتجات الفالحٌة‪ ،‬مما نتج عنه تحسٌن مشاركة‬
‫القطاع الفالحً فً التجارة الخارجٌة عن طرٌق عملٌات تصدٌر واستٌراد هذه المنتجات‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة فً ترقٌة الواردات‪ :‬إن زٌادة كمٌة اإلنتاج الفالحً ٌؤدي إلى تؽطٌة الطلب المتزاٌد‬
‫وتخفٌض حجم الواردات ؼٌر أن ارتفاع معظم السلع الؽذائٌة فً األسواق العالمٌة نتج عنه زٌادة فً‬
‫‪2‬‬
‫قٌمة الواردات من هذه السلع‪.‬‬

‫ورؼم اإلجراءات والقوانٌن والبرامج التً وضعتها الجزائر للنهوض بهذا القطاع إال أنها لم تصل إلى‬
‫األهداؾ المرجوة بسبب عدة مشاكل منها ما ٌتعلق بالموارد الطبٌعٌة ومنها ما ٌتعلق بالموارد البشرٌة‬
‫وأخرى متعلقة بالصادرات والتسٌٌر اإلداري للزراعة‪.‬‬

‫‪ 1‬قرومي حميد‪ ،‬معزوز زكية‪ ،‬دور القطاع الفالحي في سياسة التشغيل بالجزائر‪ ،‬ممتقى عممي دولي حول القطاع الفالحي‬
‫ومتطمبات تحقيق األمن الغذائي‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬يومي ‪ 29/28‬أكتوبر ‪ ،2014‬ص ‪.59‬‬
‫‪ 2‬عمراوي عادل‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.135 ،134‬‬

‫‪58‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المكاسب المحققة من تنمٌة الصادرات والعقبات التً تواجهها‬


‫تلعب إستراتٌجٌة ترقٌة الصادرات دورا بارزا فً عملٌة التصدٌر‪ ،‬لهذا نجد العدٌد من الدول سواء‬
‫كانت متقدمة او نامٌة‪ ،‬إما من أجل حماٌة منتجاتها المحلٌة او لزٌادة معدالت التبادل الدولً و ؼٌرها‪ ،‬و‬
‫ٌمكن الحكم على مدى نجاحها من خالل جملة من المالمح التً تعكس مدى بلوغ هذه اإلستراتٌجٌة‬
‫ألهدافها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المنتظر و المرتجى من تنوٌع الصادرات‬


‫ال شك فً أن تطبٌق إستراتٌجٌة ترقٌة الصادرات ستنجم عنه جملة من المكاسب اإلٌجابٌة لالقتصاد‬
‫و ٌمكن النظر إلٌها من زاوٌتٌن‪ ،‬مكاسب محققة على المستوى الكلً و مكاسب محققة على المستوى‬
‫‪1‬‬
‫الجزئً‪.‬‬
‫على هذا المستوى ٌمكن سرد بعض المكاسب المتأتٌة من‬ ‫‪ .1‬مكاسب محققة على المستوى الكلً‪:‬‬
‫ترقٌة الصادرات فٌما ٌلً‪:‬‬
‫‪ ‬التؽلب على ضٌق السوق المحلً ‪ ,‬و بالتالً إمكانٌة االستفادة من مزاٌا اقتصادٌات الحجم‪.‬‬
‫‪ ‬استؽالل المزاٌا النسبٌة المتوافرة محلٌا مع تطور أسالٌب اإلنتاج الصناعً وإعادة تخصٌص الموارد‬
‫وفقا العتبارات المٌزة النسبٌة المتاحة‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة فً تقلٌص معدالت البطالة وتقلٌل التفاوت فً توزٌع الدخل‪.‬‬
‫‪ ‬تحقٌق معدالت مرتفعة فً النمو االقتصادي‪.‬‬
‫‪ ‬اعتماد سعر صرؾ واقعً‪ ،‬مما ٌسمح برفع أداء الصادرات وزٌادة قدرتها التنافسٌة‪.‬‬
‫‪ ‬دخول األسواق الدولٌة والمنافسة علٌها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ ‬تحقٌق مدخرات إضافٌة من العملة الصعبة من خالل التوسع فً التصدٌر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زرقين عبود‪ ،‬جباري شوقي‪ ،‬مشكمة اختيار إستراتيجيات التنمية البديمة بين الحاضر والمستقبل‪ ،‬مداخمة ضمن الممتقى‬
‫الوطني األول حول التحوالت السياسية واشكالية التنمية في الجزائر –الواقع والتحديات‪ ،-‬جامعة حسيبة بن بوعمي‪ ،‬يومي‬
‫‪ 17/16‬ديسمبر‪.2008‬‬
‫‪ 2‬مصطفى بوساحة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.96 ،95‬‬

‫‪59‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫‪ .2‬المكاسب المحققة بالنسبة للمؤسسة‪ :‬فً هذا الجانب ٌمكن أن تسجل عدة مكاسب تتمثل فً‪:‬‬
‫‪ ‬رفع قٌمة رقم األعمال فإذا كانت المؤسسة قوٌة فإنها بالتصدٌر تتمكن من توسٌع أسواقها‬
‫وتحقٌق عوائد جراء ذلك‪ ،‬فضال عن انه ٌمكن للمؤسسة أن تجد فً السوق الخارجً فرصة‬
‫لتسوٌق منتوج خاص أو نادر‪.‬‬
‫‪ ‬تتٌح ترقٌة الصادرات للمؤسسة إمكانٌة تنوٌع المنتجات المصدرة بؽرض للحد من مخاطر‬
‫االعتماد على سوق واحد أو زبون واحد‪.‬‬
‫‪ ‬تحقٌق المنافسة من خالل االستفادة من التجارب األجنبٌة‪ ،‬ومحاولة مواكبة عجلة التصنٌع من‬
‫حٌث الجودة‪ ،‬النوع‪ ،‬الكمٌة‪ ،‬و الزمن‪.‬‬
‫‪ ‬تحقٌق مردودٌة قصوى‪ ،‬ذلك أن فً حال إذا كانت التكالٌؾ الثابتة مؽطاة من خالل وسائل‬
‫‪1‬‬
‫تموٌلٌة أخرى فان أرباح التصدٌر ٌمكن أن ترتفع بسرعة‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬عالقة تنمٌة الصادرات بالتنمٌة االقتصادٌة‬


‫ترتبط التنمٌة االقتصادٌة ارتباطا وثٌقا و هو ما ٌفسر االهتمام الكبٌر بنشاط التصدٌر فً الفكر‬
‫االقتصادي تارٌخا كما أن هناك جملة من الدراسات التً تمت لتحدٌد مدى أو طبٌعة العالقة بٌن التنمٌة‬
‫االقتصادٌة من خالل عدة زواٌا‪.‬‬
‫‪ .1‬مضاعف الصادرات‪ :‬تعمل الصادرات من السلع و الخدمات المنتجة فً الدولة على خلق مداخٌل‬
‫لالقتصاد الوطنً و بالتالً تعتبر مثل االستثمار و كذا النفقات العامة ذات اثر مضاعؾ على النشاط‬
‫‪2‬‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫‪ .2‬عالقة نمو الصادرات بالتنمٌة االقتصادٌة باستخدام منهجٌة االرتباط‪ :‬اتجهت العدٌد من الدراسات‬
‫إلى مناقشة العالقة بٌن معدل نمو الصادرات و معدل نمو الناتج المحلً اإلجمالً او متوسط نصٌب‬
‫الفرد أهم هذه الدراسات ما ٌلً‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫مصطفى بوساحة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الحميد‪ ،‬دور تحرير التجارة الخارجية في ترقية الصادرات خارج المحروقات في ظل التطورات الدولية الراىنة –دراسة‬
‫حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،2016 ،‬ص ‪.54‬‬

‫‪60‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫‪ ‬دراسة امري" ‪ :"Emery‬قام امري بتحلٌل العالقة بٌن نمو الصادرات و نمو متوسطات دخول‬
‫األفراد فً ‪ 50‬دولة خالل الفترة ‪ 1963-1953‬و باستخدام معامل االرتباط الرتبً توصلت هذه‬
‫الدراسة إلى أن تنمٌة الصادرات ٌمكن أن ٌكون لها دور إٌجابً فً زٌادة نصٌب الفرد من الدخل‬
‫القومً و بالتالً إحداث تقدم فً عجلة التنمٌة االقتصادٌة فً بعض الدول النامٌة كما أن هذه األخٌرة‬
‫تنعكس إٌجابا على زٌادة الصادرات أي أن العالقة بٌنهما هً عالقة تأثٌر متبادل‪ ,‬حٌث جاءت هذه‬
‫الدراسة تؤكد على وجود عالقة قوٌة بٌن معدل نمو الصادرات و معدل نمو نصٌب الفرد من الناتج‬
‫الحقٌقً الذي ٌرتفع بنسبة ‪ %1‬مقابل كل زٌادة فً الصادرات بنسبة ‪ %2.5‬كما أوضحت الدراسة‬
‫أن عالقة االرتباط بٌن الصادرات و التنمٌة تقوم على التأثٌر المتبادل بٌنهما أكثر من قٌامها على‬
‫التأثٌر من جانب واحد‪ ,‬إال أن الصادرات تبقى العامل األساسً فً تشجٌع التنمٌة بسبب العدٌد من‬
‫‪1‬‬
‫اآلثار المترتبة على الصادرات‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة مٌكائٌلً " ‪ :"mchaely‬حاولت هذه الدراسة تقصً العالقة بٌن معدل التؽٌر فً نسبة‬
‫الصادرات إلى الناتج المحلً اإلجمالً و معدل التؽٌر فً نصٌب الفرد من الناتج باألسعار الثابتة‬
‫لعٌنة من ‪ 41‬دولة خالل الفترة ‪ 1973-1950‬و أظهرت نتائجها وجود عالقة إٌجابٌة بٌن معدل‬
‫نمو الدخل الفردي و معدل نمو الصادرات الوطنٌة و معدل نمو الناتج اإلجمالً ككل كما بٌنت‬
‫النتائج بأن تلك العالقة إٌجابٌة و قوٌة فً ‪ 23‬دولة و ضعٌفة فً ‪ 18‬دولة أخرى هً الدولة الفقٌرة‬
‫‪2‬‬
‫و استنتج الباحث بان التنمٌة االقتصادٌة تتأثر بالصادرات الوطنٌة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بمقمة إبراىيم‪ ،‬آليات تنويع وتنمية الصادرات خارج المحروقات وأثرىا عمى التنمية االقتصادية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‬
‫‪.133‬‬
‫‪2‬‬
‫مصطفى بوساحة‪ ،‬أثر تنمية الصادرات غير النفطية عمى النمو االقتصادي في الجزائر –دراسة حالة المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.42‬‬

‫‪61‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫‪ ‬دراسة تاٌلر " ‪ :"tayler‬بٌن تاٌلر فً دراسته التً أجراها على ‪ 55‬دولة نامٌة للفترة ‪-1960‬‬
‫‪ 1977‬أن معامل االرتباط بٌن الناتج المحلً اإلجمالً و الصادرات الكلٌة بالنسبة للدول النامٌة‬
‫متوسطة الدخل ٌساوي ‪ %49‬حسب اختبار بٌرسون و ‪ %48‬حسب اختٌار سبٌرمان أما بالنسبة‬
‫للدول النامٌة النفطٌة فقد سجل تاٌلر معامل ارتباط ‪ %55‬حسب بٌرسون و ‪ %50‬حسب سبٌرمان‬
‫كما خلص أٌضا أن زٌادة الصادرات بمعدل ‪ %17.5‬تؤدي إلى نمو فً الناتج اإلجمالً بمعدل ‪%1‬‬
‫‪ %18.6‬تسهم فً زٌادة الناتج‬ ‫أما بالنسبة للدول النامٌة ؼٌر النفطٌة فزٌادة الصادرات بمعدل‬
‫المحلً اإلجمالً بمعدل ‪.%1‬‬

‫‪ ‬دراسة كافوسً" ‪ :"kavoussi‬تبٌن فً هذه الدراسة التً شملت ‪ 70‬دولة خالل ‪1978-1960‬‬
‫أن نمو الصادرات الوطنٌة قد تلعب دورا مهما و إٌجابٌا فً تحقٌق التنمٌة االقتصادٌة فً الدول‬
‫النامٌة ذات الدخل المنخفض و المتوسط كما دلت نتائج الدراسة على وجود اثر إٌجابً للصادرات‬
‫‪1‬‬
‫على االقتصادٌة فً الدول النامٌة و الدول المتقدمة على حد سواء‪.‬‬

‫اهتمت هذه المجموعة‬ ‫‪ .3‬عالقة تنمٌة الصادرات بالتنمٌة االقتصادٌة باستخدام منهجٌة السببٌة‪:‬‬
‫بدراسة العالقة بٌن المتؽٌرٌن بؽرض تحدٌد هل العالقة بٌن نمو الصادرات تسٌر فً اتجاه واحد و‬
‫‪2‬‬
‫طبٌعة تلك العالقة او من أهم هذه الدراسات ما ٌلً‪:‬‬

‫‪ ‬دراسة مارشال ‪ :jangandmarshall‬استخدم مارشال عٌنة تتكون من ‪ 37‬دولة خالل الفترة‬


‫‪ 1981-1950‬و قام باستعمال اختبار قرانجر الختبار العالقة بٌن نمو الصادرات و نمو الناتج‬
‫المحلً اإلجمالً‬

‫‪ 1‬مصطفى بوساحة‪ ،‬أثر تنمية الصادرات غير النفطية عمى النمو االقتصادي في الجزائر –دراسة حالة المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،-‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.43 ،42‬‬
‫‪ 2‬زير ريان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.69‬‬

‫‪62‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫ٌعتقد الباحثٌن أن نمو الصادرات ٌؤدي إلى نمو الناتج المحلً و فً نفس الوقت ٌمكن ان ٌؤدي نمو‬
‫الناتج إلى نمو الصادرات و لقد توصلت هذه الدراسة إلى أن هناك ‪ 4‬دول فقط تؤكد فٌها الفرض القائل‬
‫بان الصادرات تسبب التنمٌة و هً ( اندونٌسٌا‪ ،‬مصر‪ ،‬كوستارٌكا‪ ،‬اإلكوادور) و تحقق افتراض أن نمو‬
‫‪ 6‬دول (إسرائٌل‪ ،‬جنوب إفرٌقٌا‪ ،‬كورٌا‪،‬‬ ‫الصادرات ٌؤدي إلى تدهور معدل النمو الناتج القومً فً‬
‫باكستان‪ ،‬بولٌفٌا‪ ،‬بٌرو)‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة شو ‪ :chouw‬اقتصرت هذه الدراسة على بحث العالقة بٌن نمو الصادرات الصناعٌة و‬
‫نمو الصناعات التحوٌلٌة فً ‪ 8‬دول حدٌثة العهد بالتصنٌع خالل الفترة ‪ 1970-1960‬و قد توصلت‬
‫نتائج هذه الدراسة إلى أن معظم الدول محل الدراسة قد أظهرت عالقة سببٌة تبادلٌة بٌن نمو‬
‫الصادرات و تنمٌة الصناعات التحولٌة و ٌوجد تأثٌر متبادل بٌن هذٌن المتؽٌرٌن بحٌث ٌعزز كل‬
‫منها األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬دراسة شنج ‪ :Chung‬اهتمت هذه الدراسة بالتعرؾ على العالقة السببٌة بٌن رأس المال و‬
‫الصادرات الحقٌقٌة و النمو االقتصادي فً األجلٌن القصٌر و الطوٌل فً تاٌوان خالل الفترة‬
‫‪ 1995-1992‬و ذلك باستخدام منهج التكامل المشترك و أشارت نتائج الدراسة إلى أن زٌادة‬
‫الصادرات تساهم فً الدفع بعجلة التنمٌة فً األجل الطوٌل من خالل تأثٌرها على تراكم رأس المال‬
‫البشري و قد تم استنتاج ذلك بسبب وجود عالقة سببٌة تسٌر من رأس المال البشري إلى الصادرات‬
‫‪1‬‬
‫الحقٌقٌة‪.‬‬

‫‪1‬زير ريان‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.70 ،69‬‬

‫‪63‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التحدٌات و العقبات التً تواجه إستراتٌجٌة ترقٌة الصادرات الجزائرٌة‬
‫خارج المحروقات‬

‫تعتمد الجزائر بشكل أساسً على صادرات المحروقات فً تموٌل احتٌاطاتها من العملة الصعبة و‬
‫لم تكن إجراءات و تدابٌر دعم و تشجٌع الصادرات خارج المحروقات التً شرع فٌها بداٌة ‪ 996‬لترفع‬
‫من مستوى نجاعة المؤسسات الجزائرٌة فً قطاع التصدٌر إذ ظلت ال تتعدى ‪ %3‬فً أحسن الظروؾ‬
‫و لم تنطلق بالشكل المخطط لها‪ ،‬فاألرقام تدل على وجود انحراؾ ما بٌن األهداؾ المخططة و بٌن‬
‫األرقام المنجزة‪ .‬و فً هذا الصدد و بعد تسلٌط الضوء على واقع التصدٌر خارج المحروقات فً‬
‫الجزائر ٌمكن ذكر االختالالت التً تحول دون وصول المنتج الجزائري إلى األسواق الدولٌة و نذكر‬
‫‪1‬‬
‫منها ما ٌلً‪:‬‬

‫‪ ‬سوء التسٌٌر من منظور مؤشرات الكفاءة و الفعالٌة و المرونة و المتمثلة فً عدم تنوع القاعدة‬
‫الفالحٌة و الصناعٌة لالقتصاد الجزائري حٌث أن القدرة التنافسٌة لالقتصاد ضعٌفة باعتبار ان عمق‬
‫اإلشكالٌة فً ضعؾ تسٌٌر المؤسسات سواء الكبٌرة او الصؽٌرة و المتوسطة على حد سواء لما‬
‫كانت تسٌر فً الماضً بطرٌقة عشوائٌة او تلك الثقافة الراسبة تم تطبٌقها حتى بالمؤسسات الخاصة‬
‫و باستثناء ‪ 20‬او ‪ 30‬مؤسسة تنشط بطرٌقة دٌنامٌكٌة فان اؼلب المؤسسات المتبقٌة مازال تسٌٌرها‬
‫ضعٌؾ جدا‪.‬‬

‫‪ ‬التباطؤ فً أدراج نصوص تشرٌعٌة و تنظٌمٌة جدٌدة تحكم آلٌات التصدٌر و المنافسة و المعامالت‬
‫التجارٌة و شروط ممارسة األنشطة االستؽاللٌة بالرؼم من إبداء الخبراء تفاؤال من إعادة تنشٌط‬
‫صادرات الجزائر خارج المحروقات‪ ,‬بإصدار مراسٌم و أوامر جدٌدة محفزة من شأنها زٌادة حجم‬
‫الصادرات من خالل تخفٌؾ التنظٌمٌن الجبائً و الجمركً و إعادة تنشٌط دور الصندوق الخاص‬
‫‪2‬‬
‫بترقٌة الصادرات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سكينة بن حمود‪ ،‬إستراتيجية الصادرات من غير المحروقات‪ ،‬مجمة عموم االقتصاد والتسيير والتجارة‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2008 ،02/17‬ص ‪.173‬‬
‫‪ 2‬طارق قندوز‪ ،‬قاسمي السعيد‪ ،‬تحدياث ورهاناث استراتيجياث ترقيت الصادراث خارج المحروقاث‪ ،‬مطبوعت مقدمت لطلبت‬
‫السنت الثانيت تجارة دوليت‪ ،‬جامعت المسيلت‪ ،‬ص ص ‪.08 ،07‬‬

‫‪64‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫‪ ‬استفحال ظاهرة الفساد اإلداري رؼم أن الحكومة تعلن محاربتها للفساد بشكل مفتوح باعتباره عائقا‬
‫رئٌسٌا أمام جهود التنمٌة و استقطاب االستثمارات األجنبٌة و كان بإمكان تنوٌع مصادر االقتصاد‬
‫الوطنً لوال ؼٌاب الرقابة و المتابعة رسمٌا و أن بنٌة االقتصاد الجزائري الحالٌة تتكون من ‪%80‬‬
‫محروقات و ‪ %10‬زراعة و ‪ %5‬خدمات و ‪ %5‬صناعة لكن فً حالة االستثمار بحوكمة اقتصادٌة‬
‫( الشفافٌة‪ ،‬المساءلة‪ ،‬االئتمان) ٌمكن أن تصبح المحروقات نحو ‪.%40‬‬

‫‪ ‬البنوك تمنح قروضا و تسهٌالت لالستٌراد عوضا عن تشجٌع و تقوٌة الطاقة التصدٌرٌة للمؤسسات‬
‫الجزائرٌة‪ ،‬ما أدى إلى استنزاؾ المدخرات الوطنٌة نحو تموٌل قطاع االستٌراد على حساب‬
‫‪1‬‬
‫المشروعات االستثمارٌة المنتجة سواء كانت عمومٌة أو خاصة‪.‬‬

‫‪ ‬ؼٌاب التناؼم و التمفصل الجٌد بٌن المتعاملٌن االقتصادٌٌن مع الهٌئات الحكومٌة الوصٌة التابعة‬
‫لوزارة التجارة ( ‪ )ALGET, CACI, CNRC, CACQE‬حول إٌجاد أفضل الصٌػ و أنجع‬
‫السبل الكفٌلة بتصدٌر المنتجات الوطنٌة إلى الخارج و ٌعزو المتخصصون ضعؾ صادرات الجزائر‬
‫إلى عدم نجاعة الهٌئة المشرفة على تسٌٌر تجارة البالد الخارجٌة‪.‬‬

‫‪ ‬اقتصاد نشاط التصدٌر على المؤسسات الصؽٌرة و المتوسطة التً ال تحكم فً مانجمنت و معاٌٌر‬
‫اإلنتاج مما نتج عنه عرض سلع ال تتوافق و المواصفات الدولٌة لما فً ذلك المنتجات الفالحٌة و‬
‫التً بالرؼم من الطلب الكبٌر علٌها فً الخارج إال أنها تبقى ؼٌر متوفرة على المواصفات الدقٌقة‬
‫التً تمكنها من منافسة المنتجات األجنبٌة المتواجدة فً األسواق األوروبٌة و العربٌة‪.‬‬

‫‪ ‬عدم تطابق المنتوج الوطنً مع المعاٌٌر الدولٌة خاصة فً مجال الجودة و النوعٌة و قٌود البٌئة و‬
‫هذا راجع لكونها عملت لسنوات طوٌلة فً ؼٌاب المنافسة مما جعلها تبقى سلعها ضمن مقاٌٌس‬
‫وطنٌة بحتة موجهة لسوق واحد حٌث تعانً المنتجات الجزائرٌة من الجودة المنخفضة و النوعٌة‬
‫‪2‬‬
‫الردٌئة مقارنة مع نوعٌة نفس المنتجات فً السوق الخارجٌة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫طارق قندوز‪ ،‬قاسمي السعيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.8‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫‪ ‬ارتفاع أسعار السلع الجزائرٌة والذي ترجع أسبابه إلى عدم االستفادة من اقتصادٌات الحجم إلى‬
‫جانب عدم االستخدام العقالنً للطاقات اإلنتاجٌة المتوفرة على ؼرار تبعٌة مدخالتها للخارج‪.‬‬

‫‪ ‬عدم امتالك المصدرٌن الجزائرٌٌن للسٌولة المعلوماتٌة الكافٌة عن األسواق العالمٌة والتً ٌمكن أن‬
‫تشكل فرصا تسوٌقٌة بالنسبة لهم وهنا نطرح مسألة فً منتهى األهمٌة تتضمن نجاعة منظومة‬
‫المعلومات فً ترشٌد القرارات الوظٌفٌة والتسٌٌرٌة المتخذة باعتبار أن المعلومة فً بٌئة األعمال‬
‫الراهنة من أثمن األصول المقضٌة إلى تحقٌق المٌزة التنافسٌة‪.‬‬

‫‪ ‬نقص الدعم اللوجٌستً للمصدرٌن الجزائرٌٌن من حٌث التخزٌن و النقل و المناوبة حٌث ٌشكو‬
‫مصدرون من مشكالت عدٌدة تعترضهم على ؼرار محدودٌة طاقات الشحن و الدولة على ذلك عجز‬
‫الحكومة الجزائرٌة عن تصدٌر نصؾ ملٌون طن من التمور و ٌتعلق األمر بتعذر تصدٌر كمٌات‬
‫كبٌرة من أجود أنواع التمور الرائجة عالمٌا (دقلة نور) لذلك فالشًء المطلوب هو ضرورة تسرٌع‬
‫‪1‬‬
‫وتٌرة االهتمام بتوفٌر األدوات اللوجستٌة و توابعها‪.‬‬

‫‪ ‬عدم اقتناع نسبة معتبرة من المسٌرٌن الجزائرٌٌن بجدوى عقد المشروعات المشتركة لسٌرورة‬
‫إستراتٌجٌة إلنعاش قطاع الصادرات خارج المحروقات فً صورة التمور و األجر و المنسوجات و‬
‫االفرشة و األحذٌة و الصناعات الؽذائٌة و تركٌب السٌارات و ؼٌرها حٌث أن هناك جوا من‬
‫المخاوؾ ؼٌر المبررة لدى فرٌق من المتعاملٌن المحلٌٌن إزاء اقتحام األسواق الخارجٌة بهذه‬
‫اإلستراتٌجٌة كل هذه األمور باإلضافة إلى عوامل أخرى ال ٌسع ذكرها لتشبع متؽٌرات الموضوع‬
‫تمخضت عن مٌالد ظاهرة تسمى فجوة تصدٌرٌة كما أدت إلى ؼٌاب ثقافة التصدٌر لدى المنتجٌن‬
‫المحلٌٌن مما نتج عنه مناخ ؼٌر مشجع على تطوٌر نشاط التصدٌر فً بالدنا و عجز المصدر‬
‫‪2‬‬
‫الجزائري عن استؽالل الفرص المتاحة فً األسواق الخارجٌة‪.‬‬

‫‪ 1‬طارق قندوز‪ ،‬قاسمي السعيد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.9 ،8‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.09‬‬

‫‪66‬‬
‫مساهمة الصادرات خارج المحروقات في تحقيق التنمية‬ ‫الفصل الثالث‬
‫االقتصادية‬

‫خاتمة الفصل‬

‫لقد قامت السلطات الوطنٌة باتخاذ عدة إجراءات فً سبٌل ترقٌة و تنوٌع الصادرات الجزائرٌة ؼٌر‬
‫النفطٌة بؽٌة تحقٌق معدالت نمو مستقرة و مستدٌمة و من جملة هذه اإلجراءات تخفٌض قٌمة العملة‬
‫باإلضاؾ إلى مزاٌا ضرٌبٌة و جمركٌة و مالٌة و كذا إنشاء جملة من المؤسسات المتعلقة بالتصدٌر و‬
‫ة‬
‫المتخصصة فً العدٌد من المجاالت منها التموٌلٌة و التأمٌنٌة كما بذلت الدولة مجهودات معتبرة فً‬
‫سبٌل تنشٌط قطاعً السٌاحة و الزراعة و تأهٌلهما بؽٌة مساهمتها فً تنمٌة الصادرات خارج‬
‫المحروقات لكن رؼم هذه الجهود مازال هناك العدٌد من العوائق التً تحول دون تحقٌق التنوٌع و‬
‫الزٌادة فً الصادرات الجزائرٌة خارج المحروقات حٌث مازالت صادرات الجزائر من المحروقات‬
‫تطؽى على الصادرات الكلٌة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫خـــــاتمـــة عـــــامــــة‬

‫إن اليدف من ىذه الدراسة ىو إبراز أىمية الدور التي تمعبو الصادرات ومدى تأثيرىا عمى التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬حيث أكد العديد من االقتصاديين عمى أن الصادرات تعتبر من أىم محركات النمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬ليذا السبب راحت العديد من الدول تعمل عمى قدرتيا التصديرية‪ ،‬والرفع منيا ومحاولة‬
‫البحث عن أنجع الطرق التي تمكنيا من اختراق األسواق الدولية وىو الشيء الذي أعطى أىمية لدراسة‬
‫ىذا الموضوع‪.‬‬
‫وتعتبر الجزائر من بين الدول التي تعاني من التبعية لمصادرات النفطية لدرجة أن معظم المؤشرات‬
‫االقتصادية تبنى عمى أساس توقعات أسعار ىذه السمعة‪ ،‬باإلضافة إلى أن النفط سمعة ناضبة سمعة ليا‬
‫أبعاد إستراتيجية فبارتفاع أسعار ىذه السمعة تزدىر الجزائر وبانخفاضيا يتأزم االقتصاد( أزمة‪، ) 1986‬‬
‫ىذا ما يجعميا في تبعية دائمة لألسواق الخارجية‪.‬‬
‫وبالتالي كل ىذه المخاطر فرضت عمى السمطات الوطنية إلى التفكير في مرحمة ما بعد النفط والتوجو‬
‫نحو ترقية الصادرات غير النفطية‪ ،‬لبناء اقتصاد تصديري صامد أمام أي خمل يصيب سير التبادل‬
‫الدولي يعد حافز لمتنمية االقتصادية الذي يستند عمى التصدير‪ ،‬إذ ىو مصدر يمكننا من تحصيل العممة‬
‫الصعبة وبناء قاعدة صناعية وزراعية ‪.‬حيث تبنت الجزائر مجموعة من اإلجراءات والتحفيزات في شتى‬
‫المجاالت لممنتج والمصدر‪ ،‬مدعمة ىذه اإلجراءات بإنشائيا لمؤسسات تدعم النشاط التصديري و القطاع‬
‫اإلنتاجي غير النفطي ‪.‬ذلك ألىمية الصادرات غير النفطية الدور التي تمعبو في دفع عجمة التنمية‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫النتائج‪:‬‬
‫‪ ‬ترتبط الصادرات ارتباطا وثيقا بالتنمية االقتصادية‪ ،‬فيي تمعب دو ار محركا ليا و ىو ما يعكس‬
‫االىتمام الكبير بيا في الفكر االقتصادي عمى مر الزمن‪.‬‬
‫‪ ‬تعتمد الجزائر عمى الصادرات النفطية‪ ،‬مما جعميا عرضة لالزمات المختمفة بالنظر إلى التقمبات‬
‫الحاصمة في السوق النفطي‪ ،‬ما دفع بالقائمين عمى السياسة االقتصادية بالتفكير في وضع إستراتيجية‬
‫لتنمية الصادرات غير النفطية‪.‬‬
‫‪ ‬تتسم الصادرات غير النفطية بالتركيز السمعي و الجغرافي نتيجة التبعية االقتصادية لد ول االتحاد‬
‫األوروبي بصفة خاصة‪ ،‬ويعود ذلك لعدة أسباب تاريخية و جغرافية واقتصادية‪.‬‬
‫‪ ‬يواجو قطاع التصدير غير النفطي العديد من المشاكل التي أدت بالكثير من المؤسسات الجزائرية إلى‬

‫‪69‬‬
‫خـــــاتمـــة عـــــامــــة‬

‫عدم إدراج التصدير ضمن أىدافيا او تفضيميا في أحيان كثيرة التوجو لالستيراد بدل التوجو لمقيام بالنشاط‬
‫التصديري‪.‬‬
‫‪ ‬عمى الرغم من الجيود المبذولة لترقية الصادرات غير النفطية‪ ،‬نجد صادرات المحروقات بنسبة‬
‫‪ %97‬من إجمالي الصادرات‪ ،‬وبالتالي حتى بعد إتباع سياسية لترقية الصادرات لم يتحقق تنويع و‬
‫ال زيادة في الصادرات الجزائرية غير النفطية حسب النسب المرجوة والمأمولة‪ .‬ولكن عند النظر إلى‬
‫كل اإلجراءات المذكورة سابقا والتي قامت بيا الجزائر بعد معاناتيا من أزمة البترول نالحظ أن العبرة‬
‫بالتطبيق وليس التنظير فنسبة ‪ 3%‬تعتبر من أضعف النسب الموجودة بالعالم‪ ،‬وكل اإلجراءات‬
‫والتدابير التي تم اتخاذىا من طرف الدولة فشمت لتعقدىا وبطئيا‪ ،‬فغياب إستراتيجية واضحة متكاممة‬
‫ومتناسقة لترقية الصادرات خارج المحروقات كرافد تنموي ىي حجرة العثرة والعقبة التي تقف وراء‬
‫عجز االقتصاد الوطني عمى توفير منتجات قابمة لمتصدير‪.‬‬
‫‪ ‬ىناك مشاكل ومعوقات تقف أمام تسويق صادراتنا غير النفطية ‪ ،‬كضعف األساليب التقنية والحديثة‪،‬‬
‫ارتفاع تكاليف اإلنتاج‪ ،‬وما يصاحبو من قمة ومشكل الجودة في المنتوجات المتوفرة الذي يقمل من تنافسية‬
‫الصادرات المحمية بالمقارنة بالصادرات العالمية‪.‬‬
‫االقتراحات‪:‬‬
‫انطالقا من االستنتاجات السابقة يمكن صياغة االقتراحات التالية‪:‬‬
‫االنتاجي وتحسين التعبئة و التغميف لكي يصبح المنتج‬
‫ة‬ ‫‪ ‬ضرورة االىتمام برفع مستويات الجودة و‬
‫الجزائري مستوفيا لمتطمبات و شروط المنافسة العالمية‪.‬‬
‫‪ ‬يجب زيادة االىتمام و التركيز عمى قطاع الصناعة والزراعة من اجل الوصول إلى إيجاد قاعدة‬
‫إنتاجية و العمل عمى إيجاد حمول لممشاكل التي يواجييا كل من القطاعين ‪ ،‬الن ذلك يعتبر شرط‬
‫لنمو و ازدىار الصادرات بشكل خاص و االقتصاد بشكل عام‪.‬‬
‫‪ ‬انتياج إستراتيجية وطنية مثمى لتوفير مناخ استثماري مالئم و فعال في خدمة مجال ترقية الصادرات‬
‫خارج المحروقات‪.‬‬
‫‪ ‬العمل عمى تطوير المؤسسات الصغيرة و المتوسطة بحكم الدور الذي تؤديو في تنويع الصادرات‪،‬‬
‫وبما يسمح كذلك بتنويع الصادرات‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫خـــــاتمـــة عـــــامــــة‬

‫‪ ‬ضرورة االىتمام بتوفير شبكة متكاممة من المعمومات المرتبطة بالتصدير‪ ،‬حتى يكون المصدر عمى‬
‫دراية كافية بتطورات األسواق العالمية و اتجاىات المنافسة بيا‪ ،‬و بالتالي التمكن من رسم سياسة‬
‫تصديرية بناء عمى ىذه المعمومات‪.‬‬
‫‪ ‬توفير آليات جذب االستثمار األجنبي الستقطاب اكبر عدد ممكن من المستثمرين األجانب لتنشيط‬
‫العمل اإلنتاجي و االستفادة من الخبرة والتكنولوجيا لزيادة اإلنتاج من اجل التصدير‪.‬‬
‫‪ ‬توجيو الفوائض التي يعرفيا االقتصاد الجزائري من ارتفاع أسعار النفط لممشاريع اإلستراتيجية التي‬
‫تخدم االقتصاد الجزائري عمى المدى البعيد و ليس لزيادة اعتماده عمى األسواق الخارجية من خالل‬
‫اقتناء السمع االستيالكية‪.‬‬
‫‪ ‬االىتمام بوظيفة التسويق الدولي لما يمكن ليذه الوظيفة أن تقدمو من معمومات‪ ،‬و أيضا التعريف‬
‫بالمنتج الجزائري في األسواق الخارجية‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫قــــائمة المـــــراجع‬

‫قـــــــائمة المراجــــــع‬

‫‪ .1‬المراجع بالمغة العربية‬


‫‪ ‬الكتب‬
‫‪ .1‬سامي عفيفي حاتم‪ ،‬التجارة الخارجية بين التنظير والتنظيم‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‪ ،‬القاىرة‪.1993 ،‬‬
‫‪ .2‬عبير شعبان عبده‪ ،‬سحر عبد الرؤوف القفاش‪ ،‬التنمية االقتصادية ومشكالتيا‪ ،‬دار التعميم الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2013 ،‬‬
‫‪ .3‬محمد عبد العزيز عجمية‪ ،‬محمد عمي الميني‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ .4‬مدحت القريشي‪ ،‬التنمية االقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل لمنشر‪ ،‬األردن‪.2007 ،‬‬
‫‪ .5‬موفق عدنان عبد الجبار الحميري‪ ،‬أساسيات التمويل واالستثمار في صناعة السياحة‪ ،‬الوراق لمنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪.2010 ،‬‬
‫‪ ‬الرسائل واألطروحات‪:‬‬
‫‪ .1‬بيمول مقران‪ ،‬عالقة الصادرات بالنمو الصادرات خالل الفترة ( ‪ ،)2005-1970‬مذكرة ماجستير في‬
‫العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪2001 ،3‬‬
‫‪ .2‬بمقمة إبراىيم‪ ،‬آليات تنويع وتنمية الصادرات خارج المحروقات وأثرىا عمى النمو االقتصادي _دراسة‬
‫حالة الجزائر_ ‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعمي‪ ،‬الشمف‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪ .3‬خامد مصطفى‪ ،‬واقع الصادرات غير النفطية في الجزائر وسبل تطويرىا‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح –ورقمة‪2016 ،-‬‬
‫‪ .4‬زير ريان‪ ،‬أثر ترقية الصادرات غير النفطية عمى النمو االقتصادي‪-‬دراسة حالة الجزائر‪ -‬الفترة‬
‫‪ ،20014-2005‬مذكرة ماستر في العموم التجارية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪2015 ،‬‬
‫‪ .5‬زوليخة بن حناشي‪ ،‬التنمية االقتصادية في المنيج اإلسالمي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬قسنطينة‪2007 ،‬‬
‫‪ .6‬صميحة عشي‪ ،‬األداء االقتصادي واالجتماعي لمسياحة في الجزائر وتونس والمغرب‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬تخصص اقتصاد تنمية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪2011 ،‬‬
‫قــــائمة المـــــراجع‬

‫‪ .7‬عبد الحميد‪ ،‬دور تحرير التجارة الخارجية في ترقية الصادرات خارج المحروقات في ظل التطورات‬
‫الدولية الراىنة –دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪2016 ،‬‬
‫‪ .8‬عزوزي عواطف‪ ،‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ترقية الصادرات خارج المحروقات‪ ،‬مذكرة‬
‫ماستر في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة قالمة‪2010 ،‬‬
‫‪1988‬م‪ ،‬مذكرة ماستر في‬ ‫‪ .9‬عظيم أسماء‪ ،‬التنمية االقتصادية في الجزائر دراسة مقارنة قبل وبعد‬
‫العموم السياسية‪ ،‬جامعة موالي الطاىر‪ ،‬سعيدة‪ ،‬الجزائر‪2017 ،‬‬
‫عمراوي عادل‪ ،‬بدائل تنويع االقتصاد الجزائري في ظل األزمة النفطية‪ ،‬مذكرة ماستر في العموم‬ ‫‪.10‬‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪2016 ،‬‬
‫عيسى مقيمد‪ ،‬قطاع المحروقات الجزائرية في ظل التحوالت االقتصادية‪ ،‬مذكرة مقدمة كجزء من‬ ‫‪.11‬‬
‫متطمبات نيل شيادة الماجيستر في العموم االقتصادية‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬جامعة باتنة‪2008 ،‬‬
‫فاطمة الزىراء بن زايدي‪ ،‬دراسة تحميمية لحركة التجارة الخارجية في الجزائر من منظور الجغرافيا‬ ‫‪.12‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعمي‪ ،‬الشمف‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪2012‬‬
‫فيروز سمطاني‪ ،‬دور السياسات التجارية في تفعيل االتفاقيات التجارية اإلقميمية والدولية (دراسة‬ ‫‪.13‬‬
‫حالة الجزائر واتفاق الشراكة األورومتوسطية)‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر‪ ،‬بسكرة‪2012 ،‬‬
‫قطاف لويزة‪ ،‬التجارة الخارجية خارج قطاع المحروقات وأثرىا في تحسين ميزان المدفوعات في‬ ‫‪.14‬‬
‫الجزائر (‪ ،)2003-2000‬مذكرة ماستر في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة البويرة‪ ،‬الجزائر‪2013 ،‬‬
‫كيداني سيدي أحمد‪ ،‬أثر النمو االقتصادي عمى عدالة توزيع الدخل في الجزائر مقارنة بالدول‬ ‫‪.15‬‬
‫العربية "دراسة تحميمية وقياسية"‪ ،‬أطروحة دكتوراه في عموم االقتصاد‪ ،‬جامعة أبو بكر بمقايد‪ ،‬تممسان‪،‬‬
‫‪2013‬‬
‫موالي عبد القادر‪ ،‬التصدير كاستراجية لتحقيق التنمية االقتصادية – دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة‬ ‫‪.16‬‬
‫ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪2007 ،‬‬
‫مسعي عبد الكريم‪ ،‬تنمية الصادرات خارج المحروقات –دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬مذكرة ماستر في‬ ‫‪.17‬‬
‫العموم التجارية‪ ،‬جامعة قالمة‪2010 ،‬‬
‫قــــائمة المـــــراجع‬

‫‪ .18‬مصطفى بن ساحة‪ ،‬أثر تنمية الصادرات غير النفطية عمى النمو االقتصادي في الجزائر _دراسة‬
‫حالة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة_‪ ،‬مذكرة ماجستير في العموم االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر‪2011 ،‬‬
‫‪.19‬موسى سعداوي‪ ،‬دور الخوصصة في التنمية االقتصادية "حالة الجزائر"‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪2017 ،‬‬
‫‪ .20‬مريعي سوسن‪ ،‬التنمية البشرية في الجزائر –الواقع واآلفاق‪ ، -‬مذكرة ماجستير في عموم التسيير‪،‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪ .21‬وحيد خير الدين‪ ،‬أىمية الثروة النفطية في االقتصاد الدولي واستراتيجيات البديمة لقطاع المحروقات‪،‬‬
‫دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص اقتصاد دولي‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪2012 ،‬‬

‫‪ ‬الممتقيات‬
‫‪ .1‬سعيدي وصاف‪ ،‬ضمان ائتمانات التصدير في البمدان لنامية‪ ،‬فعاليات الممتقى الدولي حول سياسات‬
‫التمويل وأثرىا عمى االقتصاديات والمؤسسات‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬يومي ‪ 22 ،21‬نوفمبر ‪2006‬‬
‫‪ .2‬حياة بن سماعيل‪ ،‬زيدان حسيبة‪ ،‬مداخمة بعنوان أقطاب السياحة الصحراوية لالمتياز ودورىا في‬
‫تحويل الجزائر إلى بمد سياحي في إطار المخطط التوجييي لمتييئة السياحية‪ ،‬الممتقى الدولي الثاني‬
‫حول دور السياحة الصحراوية في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪،‬‬
‫يومي ‪2012/03/12-11‬‬
‫‪ .3‬عمر جنية‪ ،‬مديحة بخوش‪ ،‬مداخمة بعنوان دور القطاع الزراعي في امتصاص البطالة في الجزائر‪،‬‬
‫ممتقى دولي حول إستراتيجية الحكومة في القضاء عمى البطالة وتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬جامعة‬
‫المسيمة‪ ،‬يومي ‪ 16/15‬نوفمبر ‪2011‬‬
‫‪ .4‬قرومي حميد‪ ،‬معزوز زكية‪ ،‬دور القطاع الفالحي في سياسة التشغيل بالجزائر‪ ،‬ممتقى عممي دولي‬
‫حول القطاع الفالحي ومتطمبات تحقيق األمن الغذائي‪ ،‬جامعة المدية‪ ،‬يومي ‪ 29/28‬أكتوبر ‪2014‬‬
‫‪ .5‬زرقين عبود‪ ،‬جباري شوقي‪ ،‬مشكمة اختيار إستراتيجيات التنمية البديمة بين الحاضر والمستقبل‪،‬‬
‫مداخمة ضمن الممتقى الوطني األول حول التحوالت السياسية واشكالية التنمية في الجزائر –الواقع‬
‫والتحديات‪ ،-‬جامعة حسيبة بن بوعمي‪ ،‬يومي ‪ 17/16‬ديسمبر‪2008‬‬

‫‪ ‬المجالت‬
‫قــــائمة المـــــراجع‬

‫‪ .1‬وصال سعيدي‪ ،‬تنمية الصادرات والنمو االقتصادي في الجزائر الواقع والتحديات‪ ،‬مجمة الباحث‪،‬‬
‫عدد‪2002 ،01‬‬
‫‪ .2‬سفيان عبد العزيز‪ ،‬دعم وتطوير القطاع الخاص كآلية لترقية التجارة الخارجية خارج المحروقات‪،‬‬
‫مجمة بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬العددان ‪/62 ،61‬شتاء_ ربيع ‪2013‬‬
‫‪ .3‬أوشن سومة‪ ،‬نظريات التنمية االقتصادية‪ ،‬مطبوعة متعددة لطمبة سنة الثانية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪ .4‬فيصل بيمولي‪ ،‬التجارة الخارجية بين اتفاق الشراكة األورومتوسطية واالنضمام إلى المنظمة‬
‫العالمية لمتجارة‪ ،‬مجمة الباحث‪ ،‬جامعة البميدة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،11‬سنة ‪2012‬‬
‫‪ .5‬سكينة بن حمود‪ ،‬إستراتيجية الصادرات من غير المحروقات‪ ،‬مجمة عموم االقتصاد والتسيير‬
‫والتجارة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،2008 ،02/17‬ص‬
‫‪ .6‬طارق قندوز‪ ،‬قاسمي السعيد‪ ،‬تحديات ورىانات استراتيجيات ترقية الصادرات خارج المحروقات‪،‬‬
‫مطبوعة مقدمة لطمبة السنة الثانية تجارة دولية‪ ،‬جامعة المسيمة‬

‫‪ ‬المواقع االلكترونية‬
‫‪ .1‬موسوعة ويكيبيديا ‪ ،http:\\ar.wikipedia.org‬اطمع عميو يوم ‪2018/03/05‬‬
‫‪ .2‬إحصائيات وحصائل و ازرة التجارة عمى الموقع ‪ ، http:\\www.commerce.gov.dz‬اطمع عميو‬
‫يوم ‪2018/03/05‬‬
‫‪،http:\\www.oluhoh.net‬اطمع عميو يوم‬ ‫‪ .3‬النمو االقتصادي مفاىيم ونظريات‪ ،‬جالل خشيب‪،‬‬
‫‪2018/02/15‬‬
‫‪،http:\\www.mfti.gov.eg\programs\htm .4‬اطمع عميو يوم‪2018/02/15 :‬‬
‫‪http://www.elmouwatin.dz/spip.php?page=imprimer&id-‬اطمع عميو يوم ‪2018/04/02‬‬
‫‪article5141 .5‬‬

‫‪ ‬المراجع بالمغة األجنبية‬


‫‪1. Salem Ahmed et ALBERTINI (J.M), lexique d’économie, Dalloz, Paris, 4ème‬‬
‫‪édition,‬‬
‫‪1992‬‬

You might also like