You are on page 1of 20

‫التوريق المصرفي ودوره في حدوث األزمة المالية‬

‫العالمية (‪)٢٠٠٨‬‬

‫األستاذ خير الدين محمود بوزرب‬


‫بكمية العموم االقتصادية وعموم التسيير‪ ،‬جامعة عنابة –‬
‫الجزائر‬
‫الدكتور أبوبكر الشريف خوالد‬
‫بكمية العموم االقتصادية وعموم التسيير جامعة عنابة –‬
‫الجزائر‬

‫‪257‬‬
‫العدد الواحد والخمسون ‪7102‬‬ ‫كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‬

‫‪258‬‬
‫ا‪.‬خير الدين محمود ‪ ،‬د‪ .‬ابو بكر الشريف‬ ‫التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية ‪.......‬‬

‫الممخص‬
‫ىدفت ىذه الدراسة عموما إلى محاولة توضيح الدور الذي لعبتو تقنية التوريق المصرفي في حدوث األزمة‬
‫المالية العالمية (‪ ،)٨٠٠٤‬ولذلك جاءت ىذه الدراسة ضمن قالب وصفي تحميمي تمت من خاللو توضيح مختمف‬
‫األساسيات المتعمقة بمفيوم التوريق المصرفي وابراز عالقتو بحدوث ىذه األزمة‪.‬‬
‫وقد توصمت ىذه الدراسة إلى إثبات مسؤولية تقنية التوريق المصرفي في حدوث األزمة المالية العالمية‬
‫(‪ ،)٨٠٠٤‬لتوصي في األخير بضرورة تطبيق ىذه التقنية باالعتماد عمى تقييم موضوعي لمضمانات المستندة إلييا‪،‬‬
‫في ظل محيط عمل سميم تسوده الرقابة واإلشراف الكافيين‪.‬‬

‫الكممات الدالة‬
‫التوريق – المصارف – القروض العقارية ‪ -‬األزمة المالية العالمية (‪.)٨٠٠٤‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This study in general, intended to make an attempt in clarifying the role played‬‬
‫‪by the securitization banking technique in the occurrence of the global financial crisis‬‬
‫‪(2008), so this research came up within a descriptive analytical template, through which‬‬
‫‪has been clarified all different basics, concerned within the concept of securitization‬‬
‫‪banking, that illuminate and emphasize its relationship with the occurrence of this crisis.‬‬
‫‪This investigation has appeared to demonstrate the responsibility of the‬‬
‫‪securitization banking technique in the incidence of the global financial crisis (2008). In‬‬
‫‪conclusion, it endorsed the need for the application of this technique which is grounded‬‬
‫‪on an objective evaluation of the guarantees based on it, under an appropriate work‬‬
‫‪environment subjugated by the adequate supervision and control.‬‬

‫‪Key words‬‬
‫‪Securitization – banks – mortgages debts - global financial crisis (2008).‬‬

‫المقدمة ‪:‬‬
‫لقد شيد النظام الرأسمالي منذ قيامو حدوث أزمات دورية عميقة‪ ،‬مست جوىره وىيكمو وعالقات إنتاجو‪،‬‬
‫وتسببت في خسائر مالية واقتصادية ىائمة جرت الخراب والدمار عمى مطبقيو ومن تبعيم‪ ،‬ولكن في كل مرة كان‬
‫منظروه يأتون بنظريات وحمول يستطيعون من خالليا تجاوز تبعات ىذه األزمات‪ ،‬والسماح بإعادة توسع الرأسمالية‬
‫من جديد‪ ،‬ولكن المتتبع ليذه األزمات يدرك تماما أن كل أزمة تأتي تكون أقوى وأعمق بكثير من سابقاتيا‪.‬‬
‫وباالنتقال إلى القرن الحادي والعشرين فقد شيد العالم أزمة مالية عنيفة بدأت بوادرىا في قطاع الرىن العقاري‬
‫بالواليات المتحدة األمريكية في أواخر (‪ )٨٠٠٢‬وبداية (‪ ،)٨٠٠٣‬ثم انتقمت في شكل عدوى إلى باقي دول العالم‪،‬‬

‫‪259‬‬
‫العدد الواحد والخمسون ‪7102‬‬ ‫كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‬

‫إذ امتدت آثارىا إلى الوقت الراىن‪ ،‬مما دفع الكثير من الكتاب والباحثين والميتمين بمحاولة البحث عن األسباب‬
‫الحقيقة ليذه األزمة ال سيما أن عدواىا قد اجتاحت معظم دول العالم‪.‬‬
‫ولقد وجيت الكثير من أصابع االتيام إلى عممية التوريق المصرفي‪ ،‬عمى أساس أنيا المتسبب الرئيسي في‬
‫حدوث األزمة المالية العالمية (‪ ،)٨٠٠٤‬وأنيا المغذي األساسي لجميع الجوانب السمبية ليذه األزمة‪ ،‬ىذا ما ستتم‬
‫مناقشتو من خالل ىذه الدراسة‪ ،‬وذلك وفقا لمخطة التالية‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬منيجية الدراسة‬
‫المحور الثاني‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫المحور الثالث‪ :‬اإلطار النظري لمدراسة‬
‫المحور الرابع‪ :‬اإلطار التحميمي لمدراسة‬
‫المحور الخامس‪ :‬النتائج والتوصيات‬

‫المحور األول‪ :‬منيجية الدراسة‬


‫أوال‪ :‬مشكمة الدراسة‬
‫إن أسموب توريق القروض العقارية عموما والتوريق المصرفي عمى وجو الخصوص أضحى من أىم أساليب‬
‫التمويل المتاحة أمام المصارف والمؤسسات المالية‪ ،‬نظ ار لما يقدمو ىذا األسموب من حمول إبداعية لممشاكل التي‬
‫تواجو أساليب التمويل التقميدية‪ ،‬وما يمنحو لممصارف من فرص غير مسبوقة‪ ،‬لتقديم ىذا النوع من التمويل دون‬
‫وجود حاجة لتدبير مبالغ كبيرة وانتظار أرباح طويمة األمد‪.‬‬
‫غير أن ىذا األسموب ومن خالل ديناميكية عممو التي تربط الكثير من المتعاممين من حاممي األوراق المالية‬
‫المستندة إلى ضمانات القروض المورقة‪ ،‬فإن مخاطره إذا ما حدثت تكون نتائجيا واسعة األثر‪ ،‬وتشمل الكثير من‬
‫األطراف بخالف عمميات اإلقراض الكالسيكية‪ ،‬وىذا ما حدث في األزمة المالية العالمية (‪.)٨٠٠٤‬‬
‫وتأسيسا عمى ما سبق ذكره تتضح معالم مشكمة الدراسة عبر اإلجابة عمى السؤال الرئيس التالي‪:‬‬
‫‪ -‬كيف ساىمت تقنية التوريق المصرفي في حدوث األ زمة المالية العالمية (‪ )٢٠٠٨‬؟‬
‫وتنشق عن ىذا السؤال الرئيس عدة أسئمة فرعية أبرزىا‪:‬‬
‫‪ -‬فيما تتمثل عممية التوريق ؟ وما ىي أىم أساليبيا ؟ وما فائدة تطبيقيا في المصارف ؟‬
‫‪ -‬ما ىي أىم أسباب وتداعيات األزمة المالية العالمية (‪ )٨٠٠٤‬؟ وما عالقة التوريق المصرفي بحدوثيا ؟‬

‫ثانيا‪ :‬أىمية الدراسة‬


‫تكمن أىمية ىذا البحث كونو يعالج مسألة غاية في األىمية أال وىي تقنية التوريق المصرفي باعتبارىا ما تزال‬
‫إلى حد اآلن من أحدث التقنيات المالية المستحدثة في األنشطة التمويمية ىذا من جية‪ ،‬ومن جية أخرى إبراز الدور‬
‫الذي لعبتو ىذه التقنية الحديثة في حدوث األزمة المالية العالمية (‪ ،)٨٠٠٤‬ألنو كما يقال‪" :‬إذا عرف السبب بطل‬
‫العجب"‪.‬‬

‫‪260‬‬
‫ا‪.‬خير الدين محمود ‪ ،‬د‪ .‬ابو بكر الشريف‬ ‫التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية ‪.......‬‬

‫كما يساىم ىذا البحث في وضع خطوة االنطالق لباحثين آخرين لمزيد من االجتياد واجراء بحوث ودراسات‬
‫أخرى في ىذا المجال الحديث النشأة‪ -‬تقنية التوريق المصرفي‪.-‬‬

‫ثالثا‪ :‬أىداف الدراسة‬


‫لمدراسة التي قمنا بيا عدة أىداف نوجزىا في ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬السعي إلى الكشف عن المفيوم الحقيقي لعممية التوريق وطبيعتيا في المصارف‪ ،‬باعتبارىا ما زالت أداة مالية‬
‫حديثة يكتنفيا الكثير من الغموض‪.‬‬
‫‪ -‬إبراز الدور الذي لعبتو تقنية التوريق المصرفي في حدوث األزمة المالية العالمية (‪ ،)٨٠٠٤‬وذلك كمحاولة‬
‫لوضع إطار متكامل يمكن المصارف بصفة خاصة واالقتصاد بصفة عامة من االستفادة من ايجابيات ىذه التقنية‬
‫الحديثة‪ ،‬واالبتعاد عن التوظيف السمبي ليا‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة لفت أنظار الباحثين ألىمية ىذا الموضوع والتخصص في بحثو‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬فرضية الدراسة‬


‫تماشيا مع مشكمة وأىداف البحث‪ ،‬اعتمدت الدراسة الحالية عمى الفرضية الرئيسية التالية‪:‬‬
‫‪ -‬لعبت تقنية التوريق المصرفي دو ار بار از في حدوث األزمة المالية العالمية (‪ )٨٠٠٤‬وتفاقم انعكاساتيا السمبية‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬منيج الدراسة‬


‫لقد اعتمد الباحثان في معالجة ىذا الموضوع عمى المنيج الوصفي التحميمي‪ ،‬وىذا ما فرضتو طبيعة الموضوع‬
‫القائمة عمى جمع وتمخيص وتحميل مجموعة البيانات والحقائق المرتبطة بتقنية التوريق المصرفي ومدى إسياميا في‬
‫حدوث األزمة المالية العالمية (‪.)٨٠٠٤‬‬
‫أما فيما يخص المراجع فقد اعتمدنا بشكل أساسي عمى البحوث والدراسات السابقة بالمغات الثالث العربية‬
‫والفرنسية واالنجميزية واستخالص أبرز النتائج‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬التعريفات اإلجرائية لمتغيرات الدراسة‬


‫تتمحور ىذه الدراسة حول المتغيرين الرئيسيين التاليين‪:‬‬
‫‪ -١‬التوريق المصرفي‪" :‬عممية تحويل القروض من كونيا قروض مباشرة إلى أوراق دين متنوعة أبرزىا السندات"‪.‬‬
‫(الحمزاوي‪)٤٨ ،٢٠٠٠ ،‬‬
‫‪ -٢‬األزمة المالية‪" :‬انييار النظام المالي برمتو مصحوبا بفشل عدد كبير من المؤسسات المالية وغير المالية مع‬
‫انكماش حاد في النشاط االقتصادي الكمي"‪( .‬عبد الحافظ‪)٣٩ ،١٩٩٩ ،‬‬

‫‪261‬‬
‫العدد الواحد والخمسون ‪7102‬‬ ‫كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‬

‫المحور الثاني‪ :‬الدراسات السابقة‬


‫يمكن عرض أبرز الدراسات السابقة التي تناولت ىذا الموضوع فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -١‬دراسة (عبد اهلل وذنون‪)٢٠٠٩ ،‬‬
‫إن إجراءات المحاسبة عن عمميات التوريق وفق المعايير الدولية تساىم في عدم إدراك مستخدمي المعمومات‬
‫المحاسبية لمخاطر ىذه العمميات إذ أنيا ال توفر المعمومات المالئمة والكافية‪ ،‬من ىذا المنطمق جاءت ىذه الدراسة‬
‫لتبين الدور الذي لعبو قصور إجراءات المحاسبة واإلفصاح عن عمميات التوريق في حدوث األزمة المالية العالمية‬
‫(‪ ،)٨٠٠٤‬وقد توصمت الدراسة في األخير إلى إثبات ىذه العالقة‪ ،‬لتوصي بضرورة استخدام تقنيات التوريق‬
‫اإلسالمي (التصكيك) والمحاسبة اإلسالمية كبدائل عن أداتي التوريق والمحاسبة بمفيوميما التقميدي‪.‬‬
‫‪ -٢‬دراسة (خاسف‪)٢٠٠٩ ،‬‬
‫ىدفت ىذه الدراسة عموما إلى التعريف بتقنية التوريق ومختمف منتجاتيا‪ ،‬وتوضيح الدور الذي لعبتو في وقوع‬
‫األزمة المالية العالمية (‪ ،)٨٠٠٤‬وقد جاءت ىذه الدراسة ضمن قالب وصفي تحميمي تناول اإلطار المفاىيمي لتقنية‬
‫التوريق وآليات عمميا وكيفية مساىمتيا في حدوث األزمة‪ ،‬وعبر محاور دراستو توصل الباحث إلى تأكيد دور‬
‫التوريق في حدوث ىذه األزمة‪ ،‬ليقدم في األخير توصية رئيسية مفادىا ضرورة إرساء مفيوم حاكمية الشركات‬
‫والمصارف والمؤسسات المالية من أجل الحد من التصرفات السمبية لممسيرين وفرض رقابة فعالة تحمي مصالح‬
‫جميع األطراف‪.‬‬
‫‪ -٣‬دراسة (مشعل‪)٢٠٠٩ ،‬‬
‫ىدفت ىذه الدراسة أساسا إلى بيان ماىية التوريق والمعالجة الفقيية لو باعتباره يمثل السبب الرئيس في حدوث‬
‫األزمة المالية العالمية (‪ )٨٠٠٤‬وفقا لمباحثة‪ ،‬وقد جاءت ىذه الدراسة ضمن قالب وصفي تحميمي مفصل شمل‬
‫مفيوم التوريق وأحكامو الفقيية‪ ،‬ومختمف المخاطر المرتبطة بو وعالقتو بحدوث األزمة المالية‪ ،‬عالوة عن عرض‬
‫رؤية فقيية لمعالجة تداعيات األزمة المالية العالمية (‪ ،)٨٠٠٤‬وقد دعت ىذه الدراسة في األخير إلى ضرورة تفعيل‬
‫نظام التمويل اإلسالمي الذي ال يعتمد عمى االقتصاد المالي اليش وانما يقوم عمى االقتصاد الحقيقي‪.‬‬
‫‪ -٤‬دراسة (‪)Levitin et al, 2009‬‬
‫لقد حاول ىؤالء الباحثون من خالل دراستيم ىذه تقديم إطار شامل لكيفية حدوث األزمة المالية العالمية‬
‫(‪ )٨٠٠٤‬انطالقا من أزمة الرىون العقارية األمريكية (أزمة الفقاعات) واإلجابة عمى مختمف االستفسارات المتعمقة‬
‫بيذه األزمة‪ ،‬لذلك جاء ىذا البحث ضمن قالب وصفي تحميمي ركز من خاللو الباحثون عمى مختمف مسببات ىذه‬
‫األزمة وعمى رأسيا تقنية توريق القروض العقارية التي حمموىا مسؤولية إشعال فتيل األزمة‪ ،‬لتوصي الدراسة في‬
‫األخير بضرورة اتخاذ عدة تدابير قانونية كفيمة بتقميل االستخدام المفرط لتقنية التوريق أبرزىا تعزيز الشفافية في‬
‫األسواق المالية والمصرفية‪.‬‬
‫‪ -٥‬دراسة (بن رجم‪)٢٠١٠ ،‬‬
‫ىدفت ىذه الدراسة أساسا إلى توضيح كيفية تحول تقنية التوريق من أداة لمتمويل وادارة مخاطر القروض إلى‬
‫سبب في وقوع األزمة المالية العالمية (‪ ،)٨٠٠٤‬وقد جاء ىذا البحث عمى شكل دراسة وصفية تناولت ماىية تقنية‬

‫‪262‬‬
‫ا‪.‬خير الدين محمود ‪ ،‬د‪ .‬ابو بكر الشريف‬ ‫التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية ‪.......‬‬

‫التوريق ثم بحثت في كيفية استخدام ىذه التقنية كأداة لتجنب األزمات المالية‪ ،‬ليختتم بعرض الدور الذي لعبتو تقنية‬
‫التوريق في حدوث األزمة‪ ،‬وقد توصمت ىذه الدراسة في األخير إلى استنتاج رئيسي مفاده أن تقنية التوريق ساىمت‬
‫بشكل واضح في إنعاش المناخ المالي العالمي وايجاد حمول مبتكرة لمعديد من مشكالت التمويل لكنيا تسببت في‬
‫نفس الوقت في حدوث األزمة المالية العالمية (‪ )٨٠٠٤‬عبر تحفيز جشع مدراء المصارف والمؤسسات المالية‬
‫واىتماميم بتحقيق األرباح في المدى القصير‪.‬‬
‫‪ -٦‬دراسة (‪)Solomon, 2012‬‬
‫حاول ىذا الباحث عبر دراستو ىذه تسميط الضوء عمى موضوع توسع استخدام تقنية التوريق في السنوات‬
‫األخيرة والناتج أساسا عن زيادة توجو المستثمرين نحو تعظيم أرباحيم وعالقة كل ذلك بحدوث األزمة المالية‬
‫العالمية(‪ ،)٨٠٠٤‬وبالتالي فقد جاء ىذا البحث ضمن قالب وصفي نظري تناول الباحث من خاللو عدة نقاط أبرزىا‬
‫دور اإلفراط في عممية التوريق في زيادة مخاطر عدم السداد‪ ،‬وقد توصل الباحث في األخير إلى إثبات مسؤولية‬
‫تقنية التوريق في حدوث األزمة‪ ،‬في حين لم تقدم ىذه الدراسة أية توصيات‪.‬‬
‫وميما اختمفت مواضيع وتوجيات الدراسات السابقة التي عالجت ىذا الموضوع إال أنيا اتفقت جميعا عمى‬
‫الدور البارز الذي لعبتو تقنية التوريق في حدوث األزمة المالية العالمية (‪.)٨٠٠٤‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬اإلطار النظري لمدراسة‬


‫أوال‪ :‬نشأة ومفيوم تقنية التوريق‬
‫‪ -١‬نشأة وتطور استخدام تقنية التوريق‬
‫يعود تاريخ ظيور تقنية التوريق ألول مرة إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية التي انتيت سنة (‪ )٥٥٩١‬عندما‬
‫فرضت كل من الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد السوفياتي – سابقا– شروطيما عمى الدول الميزومة‪ ،‬ومنيا‬
‫تسوية الديون المستحقة عمى ألمانيا الشرقية والغربية عبر مبادلتيا بأسيم وسندات وأصول عقارية‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ‬
‫أخذت بعض الدول بتسوية ديونيا المستحقة عمى الغير بواسطة توريق ىذه الديون‪( .‬جودة‪)١٢-١١ ،٢٠٠٠ ،‬‬
‫ولقد ظيرت تقنية التوريق أو التسنيد (‪ )Securitization/titrisation‬بشكميا الحديث ألول مرة في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية سنة (‪ ،)٥٥٣٠‬عندما قامت الييئة الوطنية الحكومية لمرىن العقاري بإصدار صكوك تسنيد عمى‬
‫قروض مضمونة بالرىن العقاري‪( .‬عبد العزيز‪)٣ ،٢٠٠٩ ،‬‬
‫ومع تفجر أزمة مديونية التجارة العالمية سنة (‪ )٥٥٤٨‬في معظم دول العالم الثالث‪ ،‬جاءت خطة برادي‬
‫(‪ )Brady Plan‬التي اقترحت تحويل الديون الخارجية إلى سندات دين (‪ ،)Debt Secutirization‬والتي أدت‬
‫إلى قيام المكسيك بمبادلة القسم األكبر من ديونيا بسندات ضمنتيا الخزانة األمريكية مقابل التزام المكسيك بتنفيذ‬
‫برنامج اقتصادي متفق عميو‪( .‬نواره‪)٣ ،٢٠٠٧ ،‬‬
‫ومع بداية التسعينات ظيرت طفرة حقيقية في عمميات المصارف التجارية عموما وعمميات التوريق المصرفي‬
‫عمى وجو الخصوص‪ ،‬والتي كانت وليدة تضافر مجموعة من العوامل التي وفرت ليا ظروفا مناسبة لالنتشار‬
‫والتوسع‪ ،‬تمثمت ىذه العوامل في انحسار المد الشيوعي وما ترتب عن ذلك من ظيور التوجو نحو الخصخصة‪،‬‬

‫‪263‬‬
‫العدد الواحد والخمسون ‪7102‬‬ ‫كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‬

‫زوال الحواجز الجغرافية بين المصارف والبورصات‪ ،‬إلغاء الرقابة عمى النقد األجنبي‪ ،‬تحرير أسعار الفائدة وخفض‬
‫الضرائب عمى الخدمات والعمميات المصرفية بشكل عام‪ ،‬تحرير أسعار الصرف‪ ،... ،‬وغيرىا من العوامل‪ ،‬وىو ما‬
‫أطمق عميو مصطمح عولمة األسواق (‪(.)Globalisation Markts‬محيسن‪)٦-٥ ،٢٠٠٩ ،‬‬
‫أما في الوقت الراىن فقد ازدادت أىمية تقنية التوريق نظ ار لمدور الفعال الذي تمعبو في تطوير الوساطة المالية‬
‫وتوفير السيولة اآلنية والمساعدة عمى حسن إدارة وتسيير مخاطر القروض‪ ،‬ومقابل ذلك نمت واتسعت أنشطة‬
‫التوريق وتعددت أطرافيا وتعقدت إجراءاتيا وأساليبيا‪ ،‬وتحولت من أداة لمتحكم في المخاطر إلى أداة مساعدة عمى‬
‫استفحاليا‪.‬‬
‫‪ -٢‬مفيوم تقنية التوريق‬
‫التوريق في المغة مشتق من الورق (بكسر الراء)‪ ،‬وىو الفضة وما في حكميا من نقود وأموال‪ ،‬لقولو تعالى‪:‬‬
‫"فابعثوا أحدكم بورقكم ىذه إلى المدينة"‪(.‬سورة الكيف‪ ،‬اآلية ‪)١٩‬‬
‫أما اصطالحا فقد تعددت التعريفات التي قدميا الباحثون والمتخصصون لمصطمح التوريق‪ ،‬ويمكن عرض‬
‫أبرز ىذه التعريفات فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬عرف (‪ )Molyneux, 1991, 15‬التوريق عمى أنو‪" :‬مجموعة من األساليب الفنية التي يتم عبرىا تحويل‬
‫األصول غير السائمة إلى أصول سائمة واعادة بيعيا لممستثمرين في األسواق المالية"‪.‬‬
‫‪ -‬أما (الحناوي والعبد‪ )٣١٥ ،٢٠٠٢ ،‬فقد عرفا ىذه التقنية عمى أنيا‪" :‬نشاط مالي مستحدث يمكن من خاللو‬
‫إلحدى المؤسسات المصرفية أو غير المصرفية أن تقوم بتحويل الحقوق المالية (غير القابمة لمتداول والمضمونة‬
‫بأصول) إلى منشأة متخصصة ذات غرض خاص (تسمى في ىذه الحالة شركة التوريق) بيدف إصدار أوراق مالية‬
‫جديدة‪ ،‬في مقابل أن تكون ىذه الحقوق المالية قابمة لمتداول في سوق األوراق المالية"‪.‬‬
‫‪ -‬أما (صادق‪ )٢٣٧ ،٢٠٠١ ،‬فقد عرف عممية التوريق عمى أنيا‪" :‬تحويل أصول مالية غير سائمة مثل القروض‬
‫واألصول األخرى إلى أوراق مالية (أسيم وسندات) قابمة لمتداول في أسواق رأس المال‪ ،‬وىي أوراق تستند إلى‬
‫ضمانات عينية أو مالية ذات تدفقات نقدية متوقعة‪ ،‬وال تستند إلى مجرد القدرة المتوقعة لممدين من خالل التزامو‬
‫العام بالوفاء بالدين"‪.‬‬
‫‪ -‬في حين عرفيا (‪ )Giddy, 2003, 03‬عمى أنيا‪" :‬عممية تحويل أصل غير سائل إلى سندات دين‪ ،‬مما‬
‫يسمح بتخفيض المخاطر‪ ،‬وتوفير السيولة‪ ،‬وتحسين الكفاءة االقتصادية"‪.‬‬
‫‪ -‬أما (‪ )Solomon, 2012, 01-03‬فقد عرفيا بأنيا‪" :‬واحدة من أبرز األدوات المالية في االقتصاديات‬
‫الحديثة‪ ،‬والتي تمكن قيادة المنظمة من االستخدام األمثل لمختمف أصوليا في إنتاج تدقفات نقدية متوقعة تمكنيا‬
‫من رفع تمويل أنشطتيا التجارية"‪.‬‬
‫‪ -‬وأما (‪ )Dualeh, 1998, 02‬فقد عرف ىذه التقنية بأنيا‪" :‬عممية تجميع األصول المضمونة وتحويميا إلى‬
‫سندات يتم توزيعيا عمى المستثمرين"‪.‬‬
‫وتأسيسا عمى كل ما سبق ذكره يرى الباحثان أن مفيوم تقنية التوريق يشير إلى‪" :‬عممية تحويل أصول مالية‬
‫غير سائمة إلى أوراق مالية يتم تداوليا في األسواق المالية استنادا إلى ضمانات عينية ونقدية مناسبة"‪.‬‬

‫‪264‬‬
‫ا‪.‬خير الدين محمود ‪ ،‬د‪ .‬ابو بكر الشريف‬ ‫التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية ‪.......‬‬

‫ثانيا‪ :‬أصناف‪ ،‬أساليب‪ ،‬وأطراف تقنية التوريق‬


‫‪ -١‬أصناف تقنية التوريق‬
‫يمكن تصنيف التوريق في شكمين أساسيين ىما‪( :‬بوسالم وموري‪)١٠ ،٢٠١٢ ،‬‬
‫‪ -١ -١‬تصنيف التوريق وفقا لنوع الضمان‪ :‬ويشمل‪:‬‬
‫‪ -‬التوريق بضمان أصول ثابتة‪.‬‬
‫‪ -‬التوريق بضمان متحصالت آجمة‪.‬‬
‫‪ -٢ -١‬تصنيف التوريق وفقا لطبيعتو‪ :‬ويشمل‪:‬‬
‫‪ -‬انتقال األصول من خالل بيع حقيقي مقابل شيادات لنقل الممكية إلعادة بيعيا‪ ،‬وتوزيع التدفقات المالية وفقا‬
‫لحصص محددة‪ ،‬وىنا تكون األوراق المالية معب ار لتحقيق ىذا اليدف‪.‬‬
‫‪ -‬انتقال األصول بكفاءة في صورة إدارة مديونية‪ ،‬واصدار أوراق مالية (سندات) عديدة تختمف فيما بينيا وفقا‬
‫لدرجة التصنيف وسرعة الدفع‪ ،‬وامكانية فصل مدفوعات األصل عن الفائدة‪.‬‬
‫‪ -٢‬أساليب تقنية التوريق‬
‫يتم التوريق بأحد األساليب الثالثة اآلتية‪( :‬النشمي‪( )٥ ،٢٠٠٩،‬يوسفات وبوزيان‪)٥-٤ ،٢٠٠٩ ،‬‬
‫‪ -١ -٢‬استبدال الدين‪ :‬إن تحقيق عممية التوريق من خالل ىذا األسموب يسمح باستبدال الحقوق وااللتزامات‬
‫األصمية بأخرى جديدة‪ ،‬غير أنو يقتضي الحصول عمى موافقة جميع األطراف ذات الصمة بالقرض عمى إمكانية‬
‫تحويمو كميا أو جزئيا إلى ورقة مالية‪.‬‬
‫‪ -٢ -٢‬التنازل‪ :‬ومؤداه التنازل عن األصول لصالح الدائنين أو المقرضين‪ ،‬ويشيع استخدام ىذا األسموب في‬
‫توريق الذمم الناشئة عن بيع بعض األصول أو إيجارىا‪ ،‬ففي عقدي اإليجار والبيع يتم االستمرار في دفع األقساط‬
‫إلى الممول األصمي الذي يقوم بدوره إما بتحويميا إلى مشتري الذمم المدينة أو تسديدىا ضمن سمسمة من الحواالت‬
‫المتفق عمييا عند التعاقد عمى التوريق وبالمقابل يقوم باسترداد المبمغ من المؤجرين‪.‬‬
‫‪ -٣ -٢‬المشاركة الجزئية‪ :‬يتضمن ىذا األسموب بيع الذمم المدينة من قبل الدائن األصمي إلى مصرف متخصص‬
‫بشراء الذمم وتمويميا‪ ،‬وال يتحمل بائع الدين بعدىا أي مسؤولية فيما لو عجز المدين عن التسديد‪ ،‬لذلك يجب عمى‬
‫مشتري الدين التأكد من أىمية المدين وجدارتو االئتمانية‪ ،‬ويالحظ أن ىناك طرقا عديدة لحماية ىذا المشتري تتراوح‬
‫بين حصولو عمى ضمانة عقارية وحقوق إدارة الدين كوصي عميو‪.‬‬
‫‪ -٣‬أطراف عممية التوريق‬
‫بناءا عمى ما سبق يمكن بيان األطراف المعنية بعممية التوريق كما يمي‪(:‬النشمي‪Granier ( )٥ ، ٢٠٠٩،‬‬
‫‪)et Jaffeux, 1997, 18-19‬‬
‫‪ -١ -٣‬مصددر الصدك االسددتثماري (منشدأ األصددل)‪ :‬وىوو مون يسووتخدم حصويمة االكتتواب‪ ،‬ومصوودر الصوك قود يكووون‬
‫شووركة أو فووردا أو حكومووة أو مؤسسووة ماليووة‪ ،‬وقوود ينوووب عوون المصوودر فووي تنظوويم عمميووة اإلصوودار مؤسسووة ماليووة ذات‬
‫غرض خاص (‪ )SPV‬مقابل أجر أو عمولة تحددىا نشرة اإلصدار‪.‬‬

‫‪265‬‬
‫العدد الواحد والخمسون ‪7102‬‬ ‫كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‬

‫‪ -٢ -٣‬وكيدددل اإلصددددار‪ :‬وىووو مؤسسووة ماليووة وسوويطة ذات غوورض خوواص (‪ )SPV‬تتووولى عمميووة اإلصوودار‪ ،‬وتقوووم‬
‫باتخاذ جميع إجراءات التوريق نيابة عون المصودر مقابول أجور أو عمولوة تحوددىا نشورة اإلصودار‪ ،‬وتكوون العالقوة بوين‬
‫المصدر ووكيل اإلصدار عمى أساس عقد الوكالة بأجر‪.‬‬
‫‪ -٣ -٣‬المشتري (المستثمر)‪ :‬وقد يكون مصرفا أو مؤسسة مالية محميوة أو عالميوة كبورى ذات موالءة ماليوة عاليوة‪،‬‬
‫حيث إن مثل ىذه المؤسسات قد تتمتع بمعدالت سيولة مرتفعة غير مستغمة‪ ،‬مما يشوجعيا عموى الودخول فوي عمميوات‬
‫توريق بيدف استغالل ىذه السيولة الفائضة في عمميات تحقق عوائد مرتفعة نسبيا‪.‬‬
‫‪ -٤ -٣‬أمين االستثمار‪ :‬ىو المؤسسوة الماليوة الوسويطة التوي تتوولى حمايوة مصوالح حمموة الصوكوك واإلشوراف عموى‬
‫مدير اإلصدار‪ ،‬وتحتفظ بالوثائق والضمانات‪ ،‬وذلك عمى أساس عقد الوكالة بأجر تحدده نشرة اإلصدار‪.‬‬
‫‪ -٥ -٣‬وكاالت التصنيف العالمية‪ :‬تقوم ىذه الوكاالت بدور أساسي في تصنيف اإلصدارات المالية التي تطرح في‬
‫أسواق رأس المال‪ ،‬وتحديد السعر العادل لألوراق المالية المصدرة‪ ،‬وأىم ىذه الوكواالت‪( ،)Moody’s( ،)Fitch( :‬‬
‫‪ ،... ،)Standard &Poor’s‬وغيرىا‪ ،‬كما توجد في الوقت الحوالي وكواالت تصونيف إسوالمية تقودم إلوى جانوب ذلوك‬
‫خدموة تصونيف الجوودة الشورعية‪ ،‬مثول‪ :‬الوكالوة اإلسووالمية الدوليوة لمتصونيف (‪ )IIRA‬ومقرىوا البحورين‪ ،‬وكوذلك الوكالووة‬
‫الماليزية لمتصنيف (‪.)RAM‬‬
‫والشكل التالي يبرز بوضوح مختمف األطراف المتدخمة في عممية التوريق‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)١‬أطراف عممية التوريق‬

‫ضمان من الوكاالت المختصة‬ ‫المستثمرون‬

‫مصرف توزيع األوراق المالية‬

‫ضامن التوريق‬

‫المصرف المصدر لمقرض األولي‬

‫تسديد لمصرف آخر‬ ‫المقترض األولي‬

‫‪Source: Thierry Granier et Corynne Jaffeux, (7991) : La titrisation aspects juridique et‬‬
‫‪financier , Economica, Paris, France, P :79.‬‬

‫‪266‬‬
‫ا‪.‬خير الدين محمود ‪ ،‬د‪ .‬ابو بكر الشريف‬ ‫التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية ‪.......‬‬

‫ثالثا‪ :‬دور المصارف في عممية التوريق وأىميتو بالنسبة ليا‬


‫‪ -١‬دور المصارف في عممية التوريق‬
‫إن طبيعة نشاط المصارف وخضوع عممياتيا لقيود ومتطمبات خاصة‪ ،‬جعمت منيا أىم المؤسسات المتعاممة‬
‫في عمميات التوريق‪ ،‬حيث تمارس وظائف مختمفة يعتمد عمييا من قبل األطراف األخرى في تولي كثير من‬
‫المسؤوليات إلتمام صفقات التوريق وتنفيذىا‪ ،‬ومن أىم المميزات والوظائف التي جعمت من المصارف إحدى الركائز‬
‫األساسية في عمميات التوريق ما يمي‪( :‬الحمري‪)٧-٦ ،٢٠١٢ ،‬‬
‫‪ -‬استحواذ المصارف بطبيعة عمميا عمى معظم األصول الضامنة لمديون في األسواق المالية‪.‬‬
‫‪ -‬تمتع األصول المرىونة لممصارف في الغالب بإمكانية تحوليا إلى أوراق مالية‪.‬‬
‫‪ -‬انسجام أنشطة التوريق مع أسموب صيرفة االستثمار والصيرفة الشاممة من خالل ابتكار معايير جديدة لرأس مال‬
‫المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬المعرفة الخاصة لممصارف بنوعية األصول المرىونة ألنواع االستثمار المتضمن أوراق مالية‪.‬‬
‫‪ -‬تعد المصارف جيات مورقة لألصول الضامنة لمقروض ومشاركة في كثير من األحيان في استثمار جزء من‬
‫محافظ يا المالية في االكتتاب في عمميات التوريق التي تتم لدى مصرف آخر‪ ،‬تحقيقا لما أصبح معيا ار لمقوة وىو‬
‫سالمة إدارة وتوظيف رأس المال بالشكل األمثل لتحقيق الربحية كغرض أساسي لممصرف‪.‬‬
‫ومن األدوار والمسؤوليات التي يقوم بيا المصرف في عمميات التوريق ما يمي‪ :‬بادئ بعممية التوريق – وكيل‬
‫لمخدمات أو قائم عمى خدمة األصول المورقة – راعي لعممية التوريق – مدير لبرامج توريق األصول لصالح طرف‬
‫ثالث – أمين عمى عممية التوريق – مجيز ألدوات تعزيز ودعم االئتمان ولتسييالت السيولة – طرف من أطراف‬
‫المبادلة – مكتتب – مستثمر في األوراق المالية المستندة لألصول‪.‬‬
‫‪ -٢‬أىمية عممية التوريق بالنسبة لممصارف‬
‫توجد ىناك مجموعة من المنافع التي تحققيا عمميات التوريق بالنسبة لممصارف ومن بينيا نذكر‪(:‬بوطكوك‪،‬‬
‫‪( )١٦-١٥ ،٢٠٠٨‬عبد العزيز‪)٤-٣ ،٢٠٠٩ ،‬‬
‫‪ -‬رفع كفاءة الدورة المالية واإلنتاجية ومعدل دورانيا‪ ،‬عن طريق تحويل األصول غير السائمة إلى أصول سائمة‬
‫إلعادة توظيفيا مرة أخرى‪ ،‬مما يساعد عمى توسيع حجم األعمال لممصارف بدون الحاجة إلى زيادة حقوق الممكية‪.‬‬
‫‪ -‬تسييل تدفق التمويالت لعمميات االئتمان بضمان الرىونات العقارية‪ ،‬وبشروط وأسعار أفضل وفترات سداد أطول‪.‬‬
‫‪ -‬انحسار احتماالت تعرض المستثمرين لألخطار المالية‪ ،‬وانعاش سوق القروض الراكدة‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط السوق األولية في بعض القطاعات االقتصادية‪ ،‬مثل العقارات والسيارات وىذا ما سيعود بالنفع عمى‬
‫المصارف الحقا‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط سوق المال من خالل تعبئة مصادر تمويل جديدة‪ ،‬وتنويع المعروض فييا من منتجات مالية‪ ،‬وتنشيط‬
‫سوق تداول السندات‪.‬‬
‫‪ -‬توفير العمالت األجنبية في حالة التوريق عبر الحدود‪ ،‬فيما لو أمكن التعامل مع إحدى المؤسسات الميتمة‬
‫بتحويالت العاممين في الخارج‪ ،‬أو بطاقات االئتمان وغيرىا‪.‬‬

‫‪267‬‬
‫العدد الواحد والخمسون ‪7102‬‬ ‫كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‬

‫‪ -‬التوريق أداة تساعد عمى الشفافية‪ ،‬وتحسين بنية المعمومات في السوق‪ ،‬ألنيا تتطمب العديد من اإلجراءات‪،‬‬
‫ودخول العديد من المؤسسات في عممية اإلقراض‪ ،‬مما يوفر المزيد من المعمومات في السوق عن المتعاممين مع‬
‫المصرف‪.‬‬

‫المحور الرابع‪ :‬اإلطار التحميمي لمدراسة‬

‫أوال‪ :‬أساسيات حول األزمة المالية العالمية (‪)٢٠٠٨‬‬


‫‪ -١‬نشأة وأسباب األزمة المالية العالمية (‪)٢٠٠٨‬‬
‫تعد األزمة المالية العالمية (‪ )٨٠٠٤‬من أعنف األزمات االقتصادية العالمية بعد أزمة الكساد األعظم‪ ،‬وتأتي‬
‫خطورة ىذه األزمة كونيا انطمقت من االقتصاد األمريكي الذي يشكل نموه محركا لنمو االقتصاد العالمي‪ ،‬حيث‬
‫نتجت األزمة المالية الراىنة عن مشكمة الرىن العقاري في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬التي تسببت فييا القروض‬
‫العقارية الرديئة‪.‬‬
‫وقد انطمقت ىذه األزمة مع إعالن مؤسسة مالية عمالقة ىي (‪ )Lihman Brothers‬عن إفالسيا الوقائي‪،‬‬
‫وىذه كانت بداية رمزية خطرة‪ ،‬ألن ىذه المؤسسة العريقة كانت من الشركات القميمة التي نجت من أزمة الكساد‬
‫األعظم سنة (‪ ،)٥٥٨٥‬وفي أيمول‪ /‬سبتمبر سنة (‪ )٨٠٠٤‬بدأت أزمة مالية عالمية والتي اعتبرت األسوأ من نوعيا‬
‫منذ زمن الكساد الكبير‪ ،‬حيث انتقمت األزمة أوال من الواليات المتحدة األمريكية ثم امتدت إلى دول العالم لتشمل‬
‫الدول األوروبية والدول اآلسيوية والدول النامية التي يرتبط اقتصادىا مباشرة باالقتصاد األمريكي‪ ،‬وقد وصل عدد‬
‫المصارف التي انيارت في الواليات المتحدة خالل العام (‪ )٨٠٠٤‬إلى (‪ )٥٥‬مصرفا‪ ،‬كما توقع آنذاك المزيد من‬
‫االنييارات الجديدة بين المصارف األمريكية البالغ عددىا (‪ )٤٩٠٠‬مصرفا‪.‬‬
‫وتعد مشكمة الرىن العقاري ىي السبب الرئيسي في حدوث ىذه األزمة المالية العالمية‪ ،‬حيث شجع االزدىار‬
‫الكبير لسوق العقارات في الواليات المتحدة األمريكية خالل الفترة (‪ )٨٠٠٢-٨٠٠٥‬المصارف وشركات اإلقراض‬
‫عمى المجوء إلى اإلقراض العقاري‪ ،‬إذ تعود أسباب أزمة الرىن العقاري إلى التوسع في منح القروض العقارية العالية‬
‫المخاطر التي تعرف بالقروض األقل جودة (‪ ،)Sub-primes‬ىذه األخيرة ىي عبارة عن قروض عقارية قدمت‬
‫ألسر ذات جدارة ائتمانية ضعيفة أو غير مستقرة مقارنة بالقروض التقميدية األخرى‪ ،‬حيث يسمح الرىن العقاري‬
‫لمدائن في حالة عدم السداد‪ ،‬باالستيالء عمى ممكيتو (موضوع الرىن) واسترجاع أموالو عن طريق بيعو‪ ،‬وفي‬
‫منتصف عام (‪ ،)٨٠٠٣‬وصمت القروض العقارية الغير مسددة من نوع سيبرايم إلى (‪ )٥٠٠٠‬مميار ‪ ،$‬حيث أنيا‬
‫كانت تمنح لفترات طويمة جدا (‪ ٨١‬أو ‪ ٠٠‬عاما) بمعدالت منخفضة في السنوات األولى‪ ،‬وبالمقابل يأخذ المصرف‬
‫أو الوسيط ضمان يكفل رىن الممتمكات‪) Karyotis et al, 2009, 11-12(.‬‬
‫وجدير بالذكر أنو يوجد ىناك عنصرين رئيسيين شجعا ىذه القروض في الواليات المتحدة األمريكية وىما‪:‬‬
‫‪ -١-١‬ارتفاع أسعار العقارات باستمرار خالل الفترة التي سبقت األزمة‪ ،‬كما ىو موضح في الشكل أدناه‪:‬‬

‫‪268‬‬
‫ا‪.‬خير الدين محمود ‪ ،‬د‪ .‬ابو بكر الشريف‬ ‫التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية ‪.......‬‬

‫الشكل (‪ :)٢‬أسعار العقارات في الواليات المتحدة خالل الفترة (‪)٢٠٠٨-١٩٨٧‬‬

‫المصدر‪ :‬رزاق وشاح‪ :)٨٠٥٠( ،‬األزمة المالية الحالية‪ ،‬المعيد العربي لمتخطيط‪ ،‬الكويت‪ ،‬ص‪.٤ :‬‬
‫‪ -٢-١‬انخفاض أسعار الفائدة‪ ،‬كما ىو مبين في الشكل (‪ )٠‬أدناه‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)٣‬تطور أسعار الفائدة لالحتياطي الفدرالي لإلقراض ما بين المصارف في الفترة (‪)٢٠٠٨ -١٩٥٤‬‬

‫المصدر‪www.wikimedia.org:‬‬

‫‪269‬‬
‫العدد الواحد والخمسون ‪7102‬‬ ‫كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‬

‫لكن ابتداءا من سنة (‪ )٨٠٠٩‬قامت السمطات األمريكية برفع معدالت الفائدة باستمرار من (‪ )%٥‬إلى‬
‫(‪ ،)%٨١٥١‬وفي نياية (‪ )٨٠٠٢‬انخفضت أسعار العقارات بشكل كبير‪ ،‬وىذا ما ساىم في زيادة األعباء المالية‬
‫عمى األسر والتي لم تتمكن من تغطية ديونيا بالكامل عن طريق بيع العقار المعني‪ ،‬حيث وصل معدل عدم سداد‬
‫ىذه القروض إلى (‪ )%٥١‬سنة (‪ ،)٨٠٠٣‬كما أن االنخفاض في أسعار العقارات ساىم في جعل قيمة الرىن‬
‫العقاري أقل من قيمة القروض‪ ،‬وبالتالي لم تعد الضمانات المقدمة عمى القروض تغطي خسائر المصارف‪ ،‬وفي‬
‫ظل ارتفاع أسعار الفائدة وعدم قدرة أصحاب العقارات عمى بيعيا أو رىنيا لمحصول عمى قروض جديدة توقفوا عن‬
‫سداد أقساط القروض العقارية وفوائدىا‪ ،‬لذا فمقد أدت ىذه األزمة إلى سيادة حالة من عدم الثقة والذعر المصرفي‪،‬‬
‫كما قامت المؤسسات المالية الكبرى والمصارف ببيع ىذه القروض إلى شركات التوريق التي أصدرت بموجبيا‬
‫سندات دين وطرحتيا في أسواق المال والبورصات لمتداول مما ساىم في تفاقم األزمة المالية وانتشارىا‪.‬‬
‫من خالل كل ما سبق ذكره يمكننا أن نستنتج أنو لحدوث األزمة المالية العالمية (‪ )٨٠٠٤‬فقد تضافرت‬
‫مجموعة من العوامل أبرزىا‪:‬‬
‫‪ -‬الركود االقتصادي في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬
‫‪ -‬أزمة الرىون العقارية واإلفراط في توريق ىذه الرىون‪.‬‬
‫‪ -‬اإلفراط في االتجار بالمشتقات المالية‪.‬‬
‫‪ -‬نمو نشاط المضاربات‪.‬‬
‫‪ -‬نقص وانعدام الرقابة أو اإلشراف الكافي عمى المؤسسات المالية الوسيطة من قبل المصارف المركزية‪.‬‬
‫‪ -‬نظام جدولة الديون بسعر فائدة أعمى‪ ،‬أو استبدال قرض واجب السداد حاال بقرض جديد بسعر فائدة مرتفع‪.‬‬
‫‪ -‬تصنيف وكاالت التصنيف االئتماني لمسندات العقارية تصنيفا عالي األمان‪.‬‬

‫‪ -٢‬تداعيات األزمة المالية العالمية (‪)٢٠٠٨‬‬


‫تبرز تداعيات األزمة المالية (‪ )٨٠٠٤‬في مجموعة من المؤشرات الخطرة التي ىددت االقتصاد األمريكي والعالمي‬
‫والتي يمكن إيجازىا ضمن النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -١ -٢‬تداعيات األزمة عمى االقتصاد األمريكي‪ :‬نظ ار لكون الواليات المتحدة األمريكية نقطة انطالق األزمة‬
‫المالية العالمية (‪ ،)٨٠٠٤‬فقد تأثرت بشكل كبير ويبرز ذلك من خالل النقاط التالية‪( :‬عطية‪-٢٥٤ ،٢٠١٠ ،‬‬
‫‪)٢٦١‬‬
‫‪ -‬دخول االقتصاد األمريكي في حالة ركود حيث تراجع معدل النمو في الناتج المحمي اإلجمالي من (‪ )%٣٥٨‬سنة‬
‫(‪ (٨٠٠٣‬إلى (‪ )%٢٥٠‬في سنة (‪ ،)٨٠٠٤‬ثم إلى (‪ )%٠،٩-‬سنة (‪ ،)٨٠٠٥‬ويعكس ىذا الركود انخفاضا في‬
‫القوة االستيالكية وانفاق الشركات والنشاط اإلسكاني نتيجة ارتفاع أسعار المواد والسمع وتضييق المصارف عمى‬
‫منح القروض‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع عجز الموازنة العامة‪ ،‬حيث حققت عج از قياسيا بمغ (‪ )٣٠٠‬مميار ‪ $‬سنة (‪ ،)٨٠٠٤‬مقابل (‪ )٨٠٠‬مميار‬
‫‪ $‬سنة (‪ ،)٨٠٠٨‬كما ارتفع العجز التجاري لمواليات المتحدة األمريكية ليصل إلى ‪ ٤١‬مميار ‪ $‬سنة (‪،)٨٠٠٤‬‬
‫في حين ارتفعت معدالت البطالة من (‪ )%١،١‬سنة (‪ )٨٠٠٤‬إلى (‪ )%٥٥٤‬سنة (‪ )٨٠٠٥‬والى (‪ )%٣٥٥‬سنة‬
‫(‪ ،)٨٠٥٠‬حيث فقدت الواليات المتحدة األمريكية (‪ )٢٥٨‬مميون وظيفة منذ اندالع األزمة‪.‬‬
‫‪ -‬تراجع أغمب القطاعات اإلنتاجية في الواليات المتحدة األمريكية وخصوصا قطاع صناعة السيارات‪.‬‬

‫‪270‬‬
‫ا‪.‬خير الدين محمود ‪ ،‬د‪ .‬ابو بكر الشريف‬ ‫التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية ‪.......‬‬

‫‪ -‬تراجع تحويل رؤوس األموال إلى الواليات المتحدة األمريكية حيث انخفضت بحوالي (‪ )%١٠‬وىذا بسبب ارتفاع‬
‫أسعار صرف العمالت األخرى مقابل الدوالر‪ ،‬حيث وصل الدوالر إلى مستوى (‪ )٥٠٠‬ين ياباني‪ ،‬كما وصل‬
‫اليورو إلى ما بعد حاجز الدوالر والنصف ألول مرة منذ صدور اليورو‪ ،‬وىو ما أدى إلى تزايد التحول عن‬
‫التعامل بالدوالر سواء من قبل األفراد والدول‪.‬‬
‫‪ -‬انييار العديد من المصارف والمؤسسات المالية الكبرى حيث انيار (‪ )٨٠‬مصرفا في أمريكا خالل الربع األخير‬
‫من (‪ ،)٨٠٠٤‬و(‪ )٥٩٠‬مصرفا سنة (‪ ،)٨٠٠٥‬و(‪ )٠٠‬مصرفا حتى منتصف آذار‪ /‬مارس (‪ ،)٨٠٥٠‬كما‬
‫تأثرت بورصات الواليات المتحدة األمريكية باألزمة المالية العالمية حيث خسر مؤشر داوو جونز أكثر من‬
‫(‪ )%٠٣‬من قيمتو خالل األشير العشر األولى من سنة (‪.)٨٠٠٤‬‬

‫‪ -٢ -٢‬تداعيات األزمة عمى االقتصاد العالمي‪ :‬لقد اختمفت درجات تأثر اقتصاديات دول العالم باألزمة المالية‬
‫العالمية باختالف درجة ارتباطيا باالقتصاد األمريكي ودرجة انفتاحيا‪ ،‬ويمكن إبراز تداعيات ىذه األزمة عمى‬
‫االقتصاد العالمي في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تأثرت األسواق المالية لمدول المتقدمة بشكل كبير‪ ،‬حيث خسر مؤشر (‪ )CAC 40‬حوالي (‪ )%٩٠‬من قيمتو‬
‫خالل األشير العشرة األولى من سنة (‪ ،)٨٠٠٤‬في حين خسر مؤشر نيكاي (‪ )%١٠‬من قيمتو‪ ،‬كما خسرت‬
‫بورصة ىونغ كونغ (‪ )%١١‬من قيمتيا‪ ،‬أما بورصتي الب ارزيل وبومباي فقد خسرتا عمى التوالي (‪ )%١٥‬و(‪)%١٨‬‬
‫من قيميما‪ ،‬في حين كانت درجة تأثر األسواق المالية الناشئة باألزمة منخفضة نوعا ما‪Montoussé, 2010, ( .‬‬
‫‪)178‬‬
‫‪ -‬تدفقات االستثمار األجنبي المباشر تراجعت بو (‪ )%٨٩‬عمى المستوى العالمي بين عامي (‪ )٨٠٠٣‬و(‪،)٨٠٠٤‬‬
‫وتعتبر دول أوروبا الغربية أكثر من سجل تراجعا بو (‪ )%٣٥٠٨‬سنة (‪ ،)٨٠٠٤‬في حين حققت بعض الدول النامية‬
‫والناشئة تزايدا في تدفقات االستثمار األجنبي المباشر بو (‪)Bost et al, 2009, 43( .)%٢٥٠‬‬
‫‪ -‬انخفض الناتج المحمي العالمي الخام بو (‪ )%٢٥٠‬سنة (‪ ،)٨٠٠٥‬وخصوصا في الدول المتقدمة حيث سجل‬
‫انخفاضا قدره (‪ ،)%٨٥٠-‬في حين أن النمو في الدول النامية ورغم تباطئو إال أنو بقي إيجابيا (‪ ،)%٩٥٨‬كما أدت‬
‫األزمة إلى زيادة بو (‪ )٨٠‬مميون بطال في العالم سنة (‪ ،)٨٠٠٥‬و تزايدا بو (‪ )٥٠٠‬مميون شخص يعيشون بأقل من‬
‫‪ $ ٨‬في اليوم‪)Montoussé, 2010, 189( .‬‬
‫‪ -‬تراجع حجم التجارة الدولية بو (‪ )%٥‬سنة (‪ ،)٨٠٠٥‬حيث تراجع حجم المبادالت التجارية لمدول المتقدمة بو‬
‫(‪ ،)%٥٠‬في حين أن الدول النامية عرفت مبادالتيا التجارية زيادة تتراوح ما بين (‪ )٨+‬و(‪ ،)٠+‬ويرجع ىذا التراجع‬
‫في حجم التجارة الدولية باألساس إلى تراجع الطمب العالمي الذي أثر عمى جميع القطاعات اإلنتاجية‪.‬‬
‫(‪)Bost et al, 2009, 43‬‬

‫ثانيا‪ :‬عالقة التوريق المصرفي بحدوث األزمة المالية العالمية (‪)٢٠٠٨‬‬


‫بدأت األزمة المالية منذ عام (‪ )٨٠٠٣‬وانتشرت وانفجرت في عام (‪ )٨٠٠٤‬بسبب أن المؤسسات المالية‬
‫قدمت قروضا ضخمة بمغت حوالي (‪ )٥٠‬تريميون ‪ $‬لشراء العقارات (المنازل) لممتعاممين بيا‪ ،‬وكذلك قدمت قروضا‬
‫عمى ىيئة بطاقات ائتمان‪ ،‬وبعد أن أصبح لدييا كميات ىائمة من القروض قامت ببيعيا لشركات التوريق‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫العدد الواحد والخمسون ‪7102‬‬ ‫كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‬

‫ثم قامت شركات التوريق بإصدار سندات بقيمة ىذه القروض‪ ،‬ومن تم باعت تمك السندات لمستفيدين آخرين‬
‫بأسعار أكثر من قيمتيا االسمية بسبب الفوائد التي تم احتسابيا عمى أصل القرض‪ ،‬فيدفع المقترض الفوائد لمدة‬
‫سنتين أو ثالثة قبل أن يصل إلى أصل المبمغ المقترض‪.‬‬
‫ثم قام أصحاب المنازل برىن عقاراتيم لمحصول عمى قروض أخرى‪ ،‬ثم قامت المؤسسات التي أعطت قروض‬
‫في ىذه المرحمة برىن العقارات رىنا ثانيا‪ ،‬ثم باعت القروض لشركات التوريق‪ ،‬فقامت شركات التوريق ببيع ىذه‬
‫القروض لمؤسسات عالمية ولصناديق سيادية عمى ىيئة سندات عبر المشتقات المالية‪ ،‬فأصبح المنزل الذي ثم‬
‫شراؤه بمميون ‪( $‬قرض) في القرض األول بو و (‪ )٨٠‬مميون ‪ $‬بعد أن بيع دينو مرات عديدة‪ ،‬وفي خطة احت ارزية‬
‫قامت شركات التمويل العقاري بالتأمين عمى القروض العقارية‪( .‬مشعل‪)١٢ ،٢٠٠٩ ،‬‬
‫وعميو فإننا نالحظ بوضوح اتساع نطاق استخدام ىذه التقنية (التوريق) من قبل المصارف والمؤسسات المالية‬
‫المقرضة‪ ،‬والتي سمحت لمعق ار الواحد أن يولد طبقات متتابعة من اإلقراض‪ ،‬وىذا ما عمق الفجوة بين االقتصاد‬
‫الحقيقي واالقتصاد المالي‪ ،‬حيث بمغت قيمة االقتصاد المالي (‪ )٥٩٤‬تريميون ‪ $‬فيما بمغت قيمة االقتصاد الحقيقي‬
‫(‪ )٩٤‬تريميون ‪.$‬‬
‫وقد كان إسراف المصارف في توريق القروض واألصول المالية ناتج عن غياب الرقابة التي سمحت ليذه‬
‫المصارف باستغالل عنصرين ىامين ىما‪:‬‬
‫‪ -١‬الرافعة المالية‪ :‬وضعت اتفاقية بازل قواعد تنظيمية تتمثل في عدم الجواز لممصرف أو لممؤسسة المالية أن‬
‫تقرض بأكثر من نسبة معينة من احتياطاتيا ورأس ماليا حتى ال تتعرض لمخاطر اإلفالس إذا ما توقف بعض‬
‫عمالئيا المقترضين عن السداد‪ ،‬وىو ما يطمق عميو بالرافعة المالية‪.‬‬
‫ولعل إنشاء مؤسسات مالية ال تخضع لرقابة المصارف المركزية مثل مصارف االستثمار في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬أدى إلى إفالتيا من عنصر الرقابة وبالتالي توسعيا في النشاط االقراضي الذي تجاوز رأس ماليا‪،‬‬
‫فقد كانت ىذه الشركات تدير أمواال بقيمة (‪ )٥٨٥‬مميار ‪ $‬في حين أن رأسماليا ال يتعدى (‪ )٩‬مميار و(‪)٣٠٠‬‬
‫مميون ‪ ،$‬فتعرضت ىذه المؤسسات لخطر اإلفالس حينما توقف بعض عمالئيا عن سداد أقساط قروضيم‬
‫وفوائدىا‪.‬‬
‫‪ -٢‬المشتقات المالية‪ :‬لم تكتف المؤسسات المالية بالتوسع في القروض بتجاوز الرافعة المالية فحسب‪ ،‬بل توسعت‬
‫فييا أكثر بالمغاالة في استخدام المشتقات المالية لتوليد مصادر تمويل جديدة كما ىو موضح في الشكل أدناه‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)٤‬االتجار في المشتقات المالية في العالم ( الوحدة‪ :‬تريميون ‪)$‬‬

‫المصدر‪ :‬مركز األبحاث اإلحصائٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة والتدرٌب للدول اإلسالمٌة‪ :)٩٠٠٢( ،‬تقرٌر حول األزمة‬
‫المالٌة العالمٌة (‪ ،)٩٠٠٢-٩٠٠٢‬منظمة المؤتمر اإلسالمً‪ ،‬حزٌران‪ /‬جوان‪ ،‬ص‪.٧ :‬‬
‫‪272‬‬
‫ا‪.‬خير الدين محمود ‪ ،‬د‪ .‬ابو بكر الشريف‬ ‫التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية ‪.......‬‬

‫فالمصرف حين يقدم لألشخاص قروضا أولية مضمونة بأصول عينية أو غير عينية‪ ،‬فإنو يورق ىذه القروض‬
‫بإصدار سندات عمييا بطرحيا عمى الجميور‪ ،‬وال يكتفي بذلك بل إنو يجمع القروض المتشابية في محفظة‬
‫ويقترض بموجبيا من مصرف أو مؤسسة مالية أكبر بضمان الرىون العينية ليذه القروض‪ ،‬وال يكتفي المصرف‬
‫الثاني بذلك بل يكرر ىذه العممية ليصدر موجة أخرى من األصول المالية‪ ،‬ثم يضعيا في محفظة أكبر يقترض بيا‬
‫من مؤسسة مالية أو مصرف أكبر‪ ،‬وىكذا تتوالى موجات التوريق واشتقاق القروض موجة بعد األخرى‪ ،‬وتزداد معيا‬
‫المخاطر إلى حد التشابك بحيث يؤدي إعسار بعض المقترضين إلى تردي المنظومة كميا ألنو ال يتوافر فييا‬
‫ضمانات عيني ة كافية لسدادىا‪ ،‬فضماناتيا قد تكفي لتغطية الموجة األولى من عمميات التوريق ولكنيا ال تكفي‬
‫لضمان تغطية الموجات التالية‪.‬‬
‫ومع تشابك األسواق المالية العالمية وارتباطيا ببعضيا البعض‪ ،‬تحولت ىذه األزمة المالية األميركية إلى أزمة‬
‫مالية عالمية‪ ،‬تأثرت بيا أسواق المال والمصارف في الدول المتقدمة بشكل رئيسي ومباشر‪ ،‬ثم بدأت تظير‬
‫تداعياتيا عمى أسواق المال في االقتصاديات الناشئة‪ ،‬لتتحول بعدىا إلى أزمة مالية عالمية تأثرت بيا جميع‬
‫االقتصاديات حول العالم بشكل مباشر أو غير مباشر وبنسب متفاوتة‪ ،‬مع ارتفاع حجم الخسائر واإلفالس وتراجع‬
‫حجم اإلنتاج الصناعي في كثير من الدول المتقدمة بسبب انخفاض التمويل االستثماري الصناعي‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫عولمة وترابط أسواق اإلنتاج واالستيالك العالمية ببعضيا‪ ،‬دخل العالم مرحمة من االنكماش ثم الركود االقتصادي‪.‬‬

‫المحور الخامس‪ :‬النتائج والتوصيات‬


‫بناءا كل ما سبق تناولو عبر محاور ىذه الدراسة يمكن عرض أبرز النتائج والتوصيات التي تم التوصل إلييا‬
‫فيما يمي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬نتائج الدراسة‬
‫‪ -‬تعتبر تقنية التوريق المصرفي من بين أبرز أدوات اليندسة المالية التي تم ابتكارىا كبديل ألدوات التمويل‬
‫التقميدية‪.‬‬
‫‪ -‬تشير عممية التوريق المصرفي إلى عممية تحويل القروض إلى أوراق مالية قابمة لمتداول في سوق األوراق المالية‪،‬‬
‫وبالتالي تحويل القروض من أصول غير سائمة إلى أصول سائمة بموجب ضمانات عينية ونقدية مناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬تفتح تقنية التوريق أمام المصارف التجارية آفاقا إستراتيجية واسعة‪ ،‬فيي تعمل عمى حل مشكمة السيولة من خالل‬
‫تقديميا أصوال قابمة لمتسييل بسرعة وبتكمفة قميمة‪ ،‬وفي نفس الوقت تشكل فرصا استثمارية مالئمة لتوظيف الفوائض‬
‫النقدية في ظل انخفاض تكمفتيا مقارنة باالقتراض‪.‬‬
‫‪ -‬ىناك عدة معوقات تقف حاليا أمام توسع ورواج استخدام تقنية التوريق المصرفي أبرزىا محدودية ىذه السوق‬
‫وافتقارىا إلى نظام تشريعي وبنية تحتية وكوادر بشرية مؤىمة‪.‬‬
‫‪ -‬إن ايجابيات تقنية التوريق المصرفي أدت إلى جشع مدراء المصارف والمؤسسات المالية واالستثمارية وتزايد‬
‫توجياتيم نحو تحقيق األرباح في المدى القصير عبر توريق العديد من القروض العقارية المستندة إلى نفس‬

‫‪273‬‬
‫العدد الواحد والخمسون ‪7102‬‬ ‫كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‬

‫الضمانات‪ ،‬وىذا ما أدى إلى تعريض النظام المالي إلى المخاطر في المدى الطويل‪ ،‬وبذلك أصبحت تقنية التوريق‬
‫أحد أبرز مسببات حدوث األزمة المالية العالمية (‪.)٨٠٠٤‬‬
‫‪ -‬إن أسموب التوريق المصرفي ومن خالل ديناميكية عممو التي تربط الكثير من المتعاممين‪ ،‬فإن مخاطره إذا ما‬
‫حدثت تكون نتائجيا واسعة األثر وتشمل كثي ار من األطراف‪ ،‬وىذا ما حدث في األزمة المالية العالمية (‪)٨٠٠٤‬‬
‫وتسبب في نقل األزمة من قطاع العقارات إلى مختمف القطاعات االقتصادية األخرى من ناحية‪ ،‬ومن االقتصاد‬
‫األمريكي إلى االقتصاد العالمي من ناحية أخرى‪.‬‬
‫وتأسيسا عمى كل ما سبق عرضو من نتائج تم التحقق من صحة فرضية الدراسة القائمة‪ :‬لعبت تقنية التوريق‬
‫المصرفي دو ار بار از في حدوث األزمة المالية العالمية (‪ )٨٠٠٤‬وتفاقم انعكاساتيا السمبية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬توصيات الدراسة‬
‫‪ -‬ضرورة إيجاد بنية قانونية وتشريعية منظمة لتقنية التوريق المصرفي وادراجيا وتداوليا عبر العمل عمى تطوير‬
‫مؤسسات البنية التحتية ليذه السوق من شركات التمويل العقاري‪ ،‬مكاتب االستعالم‪ ،‬وكاالت التصنيف‪ ،‬وكاالت‬
‫الرقابة‪ ،‬األسواق المالية‪ ،... ،‬وغيرىا‪.‬‬
‫‪ -‬العمل عمى تطوير السوق الثانوية لتداول مختمف منتجات تقنية التوريق‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إخضاع عممية التوريق لمتحميل الشامل والموسع والمعتمد من قبل لجان متخصصة‪ ،‬واإلفصاح عن نتائج‬
‫ىذا التحميل لمجيات ذات العالقة قبل البدء بيذه العمميات من أجل اتخاذ الق اررات المالئمة والرشيدة‪.‬‬
‫‪ -‬ينبغي أن يتم تطبيق تقنية التوريق المصرفي باالستناد إلى تقييم موضوعي وعادل لمضمانات العينية أو المالية‬
‫المستند عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ما تم المجوء إلى تقنية التوريق المصرفي فينبغي تطبيقيا في إطار عمل سميم تسوده الرقابة واإلشراف‬
‫الكافيين‪ ،‬في ظل وجود قدر كاف من الشفافية ليذه الصناعة‪.‬‬
‫‪ -‬إن تطبيق تقنية التوريق المصرفي يحتاج إلى نشر ثقافة عامة حول آلياتيا بالنسبة لممتعاممين المحتممين‪،‬‬
‫باإلضافة إلى نشر المعرفة والميارة الالزمة بين العاممين في المصارف‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة االتجاه نحو أدوات اليندسة المالية اإلسالمية عموما والتوريق اإلسالمي أو التصكيك عمى وجو‬
‫الخصوص‪ ،‬حيث أن التوريق اإلسالمي (التصكيك) يكون أقل مخاطرة من التوريق التقميدي ألنو يتضمن موجودات‬
‫عينية فقط كما أنو ينتيي بتمميك األصول المورقة‪.‬‬
‫‪ -‬إيالء موضوع التوريق المصرفي ما يستحقو من االىتمام والدراسة حيث أن ىناك حاجة إلى إجراء المزيد من‬
‫البحوث والدراسات الميدانية المتعمقة بتقنية التوريق المصرفي عموما وتقنية التوريق المصرفي اإلسالمي عمى وجو‬
‫الخصوص‪.‬‬

‫‪274‬‬
‫ا‪.‬خير الدين محمود ‪ ،‬د‪ .‬ابو بكر الشريف‬ ‫التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية ‪.......‬‬

‫قائمة المراجع‬
‫أوال‪ :‬قائمة المراجع العربية‬
‫‪ .1‬الحمري خٌر الدٌن عبد ربه‪ :)٩٠٠٩( ،‬إمكانٌة استخدام تورٌق الدٌون المصرفٌة كأسلوب للتموٌل اإلسكانً فً‬
‫لٌبٌا‪ ،‬مجلة المختار للعلوم اإلنسانٌة‪ ،‬العدد (‪.)٠٧‬‬
‫‪ .2‬الحمزاوي محمد كمال خلٌل‪ :)٩٠٠٩( ،‬اقتصادٌات االئتمان المصرفً‪ :‬دراسة تطبٌقٌة للنشاط االئتمانً وأهم‬
‫محدداته‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬بٌروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .3‬الحناوي محمد صالح والعبد جالل إبراهٌم‪ :)٩٠٠٩( ،‬بورصة األوراق المالٌة‪ :‬بٌن النظرٌة والتطبٌق‪ ،‬الدار‬
‫الجامعٌة‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .4‬النشمً عجٌل جاسم‪ :)٩٠٠٢( ،‬التورٌق والتصكٌك وتطبٌقاتهما‪ ،‬الدورة التاسعة عشرة لمجمع الفقه اإلسالمً‬
‫الدولً‪ ،‬إمارة الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربٌة المتحدة‪.‬‬
‫‪ .5‬بن رجم محمد خمٌسً‪ :)٩٠٠٠( ،‬التورٌق ووقعه على األزمات المالٌة‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادٌة وإدارٌة‪ ،‬العدد‬
‫(‪ ،)٢‬كانون األول‪ /‬دٌسمبر‪.‬‬
‫‪ .6‬بوسالم رفٌقة وموري سمٌة‪ :)٩٠٠٩( ،‬التورٌق‪ :‬أداة للتموٌل أم سبب فً األزمة‪ ،‬الملتقى العلمً الدولً الخامس‬
‫حول‪ :‬االقتصاد االفتراضً وانعكاساته على االقتصادٌات الدولٌة‪ ،‬المركز الجامعً خمٌس ملٌانة‪ ،‬الجزائر‪ٌ ،‬ومً‬
‫‪ ٠١‬و‪ ٠١‬آذار‪ /‬مارس‪.‬‬
‫‪ .7‬بوطكوك عمار‪ :) ٩٠٠٧( ،‬دور التورٌق فً نشاط البنك‪ :‬حالة بنك التنمٌة المحلٌة‪ ،‬مذكرة ماجستٌر غٌر منشورة‬
‫فً العلوم االقتصادٌة‪ ،‬تخصص‪ :‬بنوك وتأمٌنات‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطٌنة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ .8‬جودة صالح‪ :)٩٠٠٠( ،‬بورصة األوراق المالٌة‪ :‬علمٌا – عملٌا‪ ،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنٌة‪ ،‬اإلسكندرٌة‪،‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ .9‬خاسف جمال الدٌن‪ :)٩٠٠٢( ،‬فلسفة التورٌق واألزمات المالٌة العالمٌة‪ ،‬الملتقى الدولً حول‪ :‬األزمة المالٌة‬
‫واالقتصادٌة الدولٌة والحوكمة العالمٌة‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطٌف‪ ،‬الجزائر‪ٌ ،‬ومً ‪ ٩٠‬و‪ ٩٠‬تشرٌن األول‪/‬‬
‫أكتوبر‪.‬‬
‫‪ .10‬رزاق وشاح‪ :)٩٠٠٠( ،‬األزمة المالٌة الحالٌة‪ ،‬المعهد العربً للتخطٌط‪ ،‬الكوٌت‪.‬‬
‫‪ .11‬صادق مدحت‪ :)٩٠٠٠( ،‬أدوات وتقنٌات مصرفٌة‪ ،‬دار غرٌب للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .12‬عبد الحافظ السٌد البدوي‪ :)٠٢٢٢( ،‬إدارة األسواق المالٌة العالمٌة‪ ،‬دار الفكر العربً‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .13‬عبد العزٌز أختر زٌتً‪ :)٩٠٠٢( ،‬الصكوك اإلسالمٌة وتطبٌقاتها المعاصرة وتداولها‪ ،‬الدورة التاسعة عشرة‬
‫لمجمع الفقه اإلسالمً الدولً‪ ،‬إمارة الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربٌة المتحدة‪.‬‬
‫‪ .14‬عبد هللا علً مال هللا وذنون إسراء ٌوسف‪ :)٩٠٠٢( ،‬المحاسبة عن عملٌات التورٌق (التسنٌد) وفق المعاٌٌر‬
‫المحاسبٌة اإلسالمٌة والدولٌة ودورها فً نشوء األزمة المالٌة األخٌرة‪ ،‬مجلة كلٌة بغداد‪ ،‬العدد (‪.)٩٠‬‬
‫‪ .15‬عطٌة محمد عبد المجٌد‪ :)٩٠٠٠( ،‬األزمة المالٌة العالمٌة وأثرها على أسواق المال‪ ،‬دار التعلٌم الجامعً للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .16‬مجلس الغرف السعودي‪ :)٩٠٠٢( ،‬إدارة البحوث والدراسات االقتصادٌة‪ ،‬تشرٌن األول‪ /‬أكتوبر‪.‬‬
‫‪ .17‬مشعل فتحٌة إسماعٌل محمد‪ :)٩٠٠٢( ،‬التورٌق وعالقته باألزمة المالٌة العالمٌة الراهنة‪ :‬رؤٌة فقهٌة معالجة‪،‬‬
‫المؤتمر العلمً السنوي الثالث عشر حول‪ :‬الجوانب القانونٌة واالقتصادٌة لألزمة المالٌة العالمٌة‪ ،‬كلٌة الحقوق‪،‬‬
‫جامعة المنصورة‪ ،‬مصر‪ٌ ،‬ومً ‪ ٠‬و‪ ٩‬نٌسان‪ /‬أفرٌل ‪.٩٠٠٢‬‬
‫‪ .18‬منظمة المؤتمر اإلسالمً‪ :)٩٠٠٢( ،‬تقرٌر مركز األبحاث اإلحصائٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة والتدرٌب للدول‬
‫اإلسالمٌة حول‪ :‬األزمة المالٌة العالمٌة (‪ ،)٩٠٠٢-٩٠٠٢‬حزٌران‪ /‬جوان‪.‬‬
‫‪ .19‬نواره شٌماء إبراهٌم محمد‪ :)٩٠٠٧( ،‬اإلفصاح عن تورٌق الدٌون فً البنوك التجارٌة المصرٌة فً ضوء معاٌٌر‬
‫المحاسبة الدولٌة‪ :‬دراسة مٌدانٌة‪ ،‬مذكرة ماجستٌر فً كلٌة التجارة‪ ،‬تخصص‪ :‬المحاسبة والمراجعة‪ ،‬جامعة قناة‬
‫السوٌس‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ٌ .20‬وسفات علً وبوزٌان رحمانً‪ :)٩٠٠٢( ،‬التورٌق واألزمة المالٌة العالمٌة‪ ،‬الملتقى الدولً الثانً حول‪ :‬األزمة‬
‫المالٌة الراهنة والبدائل المالٌة والمصرفٌة‪ :‬النظام المصرفً اإلسالمً نموذجا‪ ،‬كلٌة العلوم االقتصادٌة وعلوم‬
‫التسٌٌر‪ ،‬المركز الجامعً بخمٌس ملٌانة‪ ،‬الجزائر‪ٌ ،‬ومً ‪ ٥‬و‪ ٦‬أٌار‪ /‬ماي‪.‬‬
‫‪ .21‬محٌسن فؤاد محمد أحمد‪ :)٩٠٠٢( ،‬الصكوك اإلسالمٌة (التورٌق) وتطبٌقاتها المعاصرة وتداولها‪ ،‬الدورة التاسعة‬
‫عشرة لمجمع الفقه اإلسالمً الدولً‪ ،‬إمارة الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربٌة المتحدة‪.‬‬

‫‪275‬‬
7102 ‫العدد الواحد والخمسون‬ ‫كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة‬

‫ قائمة المراجع األجنبية‬:‫ثانيا‬


-Bost Francois Et Al, (2009) : Images economiques du monde, Armand Colin, Paris,
France.
- Dualeh Suleimaan Abdi, (1998): Islamic securitization : practical aspects, unpublished
paper presented in World Conference on Islamic Banking, Geneva, Switzerland.
- Giddy Ian, (2001): The securitization process, Research paper, Stern School of
Business, New York University, U.S.A.
- Granier Thierry et Jaffeux Corynne, (1997) : La titrisation aspects juridique et
financier, Economica, Paris, France.
- Karyotis Catherine et al, (2009): La crise financière en 40 concepts, Revue Banque
Edition, Paris, France.
- Levitin Adam J et al, (2009) : Securitization : cause or remedy of the financial crisis ?,
Research paper, No.09 -31, University of Pennsylvania Law School, U.S.A.
- Molyneux Philip, (1991): Banking : An introductory text, Macmillan Education Ltd,
London, U.K.
- Montoussé Marc, (2010): 100 Fiches pour comprendre la bourse et les marches
financiers, Bréal Editions, Paris, France.
- Solomon Dov, (2012): The rise of a giant : securitization and the global financial
crisis, American Business Law Journal, Vol.49, No.04.
- www.wikimedia.org, Consulté le 24/09/2015.

276

You might also like