Professional Documents
Culture Documents
Af 5 CDB 5 FC 5 F
Af 5 CDB 5 FC 5 F
العالمية ()٢٠٠٨
257
العدد الواحد والخمسون 7102 كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
258
ا.خير الدين محمود ،د .ابو بكر الشريف التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية .......
الممخص
ىدفت ىذه الدراسة عموما إلى محاولة توضيح الدور الذي لعبتو تقنية التوريق المصرفي في حدوث األزمة
المالية العالمية ( ،)٨٠٠٤ولذلك جاءت ىذه الدراسة ضمن قالب وصفي تحميمي تمت من خاللو توضيح مختمف
األساسيات المتعمقة بمفيوم التوريق المصرفي وابراز عالقتو بحدوث ىذه األزمة.
وقد توصمت ىذه الدراسة إلى إثبات مسؤولية تقنية التوريق المصرفي في حدوث األزمة المالية العالمية
( ،)٨٠٠٤لتوصي في األخير بضرورة تطبيق ىذه التقنية باالعتماد عمى تقييم موضوعي لمضمانات المستندة إلييا،
في ظل محيط عمل سميم تسوده الرقابة واإلشراف الكافيين.
الكممات الدالة
التوريق – المصارف – القروض العقارية -األزمة المالية العالمية (.)٨٠٠٤
Abstract
This study in general, intended to make an attempt in clarifying the role played
by the securitization banking technique in the occurrence of the global financial crisis
(2008), so this research came up within a descriptive analytical template, through which
has been clarified all different basics, concerned within the concept of securitization
banking, that illuminate and emphasize its relationship with the occurrence of this crisis.
This investigation has appeared to demonstrate the responsibility of the
securitization banking technique in the incidence of the global financial crisis (2008). In
conclusion, it endorsed the need for the application of this technique which is grounded
on an objective evaluation of the guarantees based on it, under an appropriate work
environment subjugated by the adequate supervision and control.
Key words
Securitization – banks – mortgages debts - global financial crisis (2008).
المقدمة :
لقد شيد النظام الرأسمالي منذ قيامو حدوث أزمات دورية عميقة ،مست جوىره وىيكمو وعالقات إنتاجو،
وتسببت في خسائر مالية واقتصادية ىائمة جرت الخراب والدمار عمى مطبقيو ومن تبعيم ،ولكن في كل مرة كان
منظروه يأتون بنظريات وحمول يستطيعون من خالليا تجاوز تبعات ىذه األزمات ،والسماح بإعادة توسع الرأسمالية
من جديد ،ولكن المتتبع ليذه األزمات يدرك تماما أن كل أزمة تأتي تكون أقوى وأعمق بكثير من سابقاتيا.
وباالنتقال إلى القرن الحادي والعشرين فقد شيد العالم أزمة مالية عنيفة بدأت بوادرىا في قطاع الرىن العقاري
بالواليات المتحدة األمريكية في أواخر ( )٨٠٠٢وبداية ( ،)٨٠٠٣ثم انتقمت في شكل عدوى إلى باقي دول العالم،
259
العدد الواحد والخمسون 7102 كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
إذ امتدت آثارىا إلى الوقت الراىن ،مما دفع الكثير من الكتاب والباحثين والميتمين بمحاولة البحث عن األسباب
الحقيقة ليذه األزمة ال سيما أن عدواىا قد اجتاحت معظم دول العالم.
ولقد وجيت الكثير من أصابع االتيام إلى عممية التوريق المصرفي ،عمى أساس أنيا المتسبب الرئيسي في
حدوث األزمة المالية العالمية ( ،)٨٠٠٤وأنيا المغذي األساسي لجميع الجوانب السمبية ليذه األزمة ،ىذا ما ستتم
مناقشتو من خالل ىذه الدراسة ،وذلك وفقا لمخطة التالية:
المحور األول :منيجية الدراسة
المحور الثاني :الدراسات السابقة
المحور الثالث :اإلطار النظري لمدراسة
المحور الرابع :اإلطار التحميمي لمدراسة
المحور الخامس :النتائج والتوصيات
260
ا.خير الدين محمود ،د .ابو بكر الشريف التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية .......
كما يساىم ىذا البحث في وضع خطوة االنطالق لباحثين آخرين لمزيد من االجتياد واجراء بحوث ودراسات
أخرى في ىذا المجال الحديث النشأة -تقنية التوريق المصرفي.-
261
العدد الواحد والخمسون 7102 كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
262
ا.خير الدين محمود ،د .ابو بكر الشريف التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية .......
التوريق ثم بحثت في كيفية استخدام ىذه التقنية كأداة لتجنب األزمات المالية ،ليختتم بعرض الدور الذي لعبتو تقنية
التوريق في حدوث األزمة ،وقد توصمت ىذه الدراسة في األخير إلى استنتاج رئيسي مفاده أن تقنية التوريق ساىمت
بشكل واضح في إنعاش المناخ المالي العالمي وايجاد حمول مبتكرة لمعديد من مشكالت التمويل لكنيا تسببت في
نفس الوقت في حدوث األزمة المالية العالمية ( )٨٠٠٤عبر تحفيز جشع مدراء المصارف والمؤسسات المالية
واىتماميم بتحقيق األرباح في المدى القصير.
-٦دراسة ()Solomon, 2012
حاول ىذا الباحث عبر دراستو ىذه تسميط الضوء عمى موضوع توسع استخدام تقنية التوريق في السنوات
األخيرة والناتج أساسا عن زيادة توجو المستثمرين نحو تعظيم أرباحيم وعالقة كل ذلك بحدوث األزمة المالية
العالمية( ،)٨٠٠٤وبالتالي فقد جاء ىذا البحث ضمن قالب وصفي نظري تناول الباحث من خاللو عدة نقاط أبرزىا
دور اإلفراط في عممية التوريق في زيادة مخاطر عدم السداد ،وقد توصل الباحث في األخير إلى إثبات مسؤولية
تقنية التوريق في حدوث األزمة ،في حين لم تقدم ىذه الدراسة أية توصيات.
وميما اختمفت مواضيع وتوجيات الدراسات السابقة التي عالجت ىذا الموضوع إال أنيا اتفقت جميعا عمى
الدور البارز الذي لعبتو تقنية التوريق في حدوث األزمة المالية العالمية (.)٨٠٠٤
263
العدد الواحد والخمسون 7102 كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
زوال الحواجز الجغرافية بين المصارف والبورصات ،إلغاء الرقابة عمى النقد األجنبي ،تحرير أسعار الفائدة وخفض
الضرائب عمى الخدمات والعمميات المصرفية بشكل عام ،تحرير أسعار الصرف ،... ،وغيرىا من العوامل ،وىو ما
أطمق عميو مصطمح عولمة األسواق ((.)Globalisation Marktsمحيسن)٦-٥ ،٢٠٠٩ ،
أما في الوقت الراىن فقد ازدادت أىمية تقنية التوريق نظ ار لمدور الفعال الذي تمعبو في تطوير الوساطة المالية
وتوفير السيولة اآلنية والمساعدة عمى حسن إدارة وتسيير مخاطر القروض ،ومقابل ذلك نمت واتسعت أنشطة
التوريق وتعددت أطرافيا وتعقدت إجراءاتيا وأساليبيا ،وتحولت من أداة لمتحكم في المخاطر إلى أداة مساعدة عمى
استفحاليا.
-٢مفيوم تقنية التوريق
التوريق في المغة مشتق من الورق (بكسر الراء) ،وىو الفضة وما في حكميا من نقود وأموال ،لقولو تعالى:
"فابعثوا أحدكم بورقكم ىذه إلى المدينة"(.سورة الكيف ،اآلية )١٩
أما اصطالحا فقد تعددت التعريفات التي قدميا الباحثون والمتخصصون لمصطمح التوريق ،ويمكن عرض
أبرز ىذه التعريفات فيما يمي:
-عرف ( )Molyneux, 1991, 15التوريق عمى أنو" :مجموعة من األساليب الفنية التي يتم عبرىا تحويل
األصول غير السائمة إلى أصول سائمة واعادة بيعيا لممستثمرين في األسواق المالية".
-أما (الحناوي والعبد )٣١٥ ،٢٠٠٢ ،فقد عرفا ىذه التقنية عمى أنيا" :نشاط مالي مستحدث يمكن من خاللو
إلحدى المؤسسات المصرفية أو غير المصرفية أن تقوم بتحويل الحقوق المالية (غير القابمة لمتداول والمضمونة
بأصول) إلى منشأة متخصصة ذات غرض خاص (تسمى في ىذه الحالة شركة التوريق) بيدف إصدار أوراق مالية
جديدة ،في مقابل أن تكون ىذه الحقوق المالية قابمة لمتداول في سوق األوراق المالية".
-أما (صادق )٢٣٧ ،٢٠٠١ ،فقد عرف عممية التوريق عمى أنيا" :تحويل أصول مالية غير سائمة مثل القروض
واألصول األخرى إلى أوراق مالية (أسيم وسندات) قابمة لمتداول في أسواق رأس المال ،وىي أوراق تستند إلى
ضمانات عينية أو مالية ذات تدفقات نقدية متوقعة ،وال تستند إلى مجرد القدرة المتوقعة لممدين من خالل التزامو
العام بالوفاء بالدين".
-في حين عرفيا ( )Giddy, 2003, 03عمى أنيا" :عممية تحويل أصل غير سائل إلى سندات دين ،مما
يسمح بتخفيض المخاطر ،وتوفير السيولة ،وتحسين الكفاءة االقتصادية".
-أما ( )Solomon, 2012, 01-03فقد عرفيا بأنيا" :واحدة من أبرز األدوات المالية في االقتصاديات
الحديثة ،والتي تمكن قيادة المنظمة من االستخدام األمثل لمختمف أصوليا في إنتاج تدقفات نقدية متوقعة تمكنيا
من رفع تمويل أنشطتيا التجارية".
-وأما ( )Dualeh, 1998, 02فقد عرف ىذه التقنية بأنيا" :عممية تجميع األصول المضمونة وتحويميا إلى
سندات يتم توزيعيا عمى المستثمرين".
وتأسيسا عمى كل ما سبق ذكره يرى الباحثان أن مفيوم تقنية التوريق يشير إلى" :عممية تحويل أصول مالية
غير سائمة إلى أوراق مالية يتم تداوليا في األسواق المالية استنادا إلى ضمانات عينية ونقدية مناسبة".
264
ا.خير الدين محمود ،د .ابو بكر الشريف التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية .......
265
العدد الواحد والخمسون 7102 كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
-٢ -٣وكيدددل اإلصددددار :وىووو مؤسسووة ماليووة وسوويطة ذات غوورض خوواص ( )SPVتتووولى عمميووة اإلصوودار ،وتقوووم
باتخاذ جميع إجراءات التوريق نيابة عون المصودر مقابول أجور أو عمولوة تحوددىا نشورة اإلصودار ،وتكوون العالقوة بوين
المصدر ووكيل اإلصدار عمى أساس عقد الوكالة بأجر.
-٣ -٣المشتري (المستثمر) :وقد يكون مصرفا أو مؤسسة مالية محميوة أو عالميوة كبورى ذات موالءة ماليوة عاليوة،
حيث إن مثل ىذه المؤسسات قد تتمتع بمعدالت سيولة مرتفعة غير مستغمة ،مما يشوجعيا عموى الودخول فوي عمميوات
توريق بيدف استغالل ىذه السيولة الفائضة في عمميات تحقق عوائد مرتفعة نسبيا.
-٤ -٣أمين االستثمار :ىو المؤسسوة الماليوة الوسويطة التوي تتوولى حمايوة مصوالح حمموة الصوكوك واإلشوراف عموى
مدير اإلصدار ،وتحتفظ بالوثائق والضمانات ،وذلك عمى أساس عقد الوكالة بأجر تحدده نشرة اإلصدار.
-٥ -٣وكاالت التصنيف العالمية :تقوم ىذه الوكاالت بدور أساسي في تصنيف اإلصدارات المالية التي تطرح في
أسواق رأس المال ،وتحديد السعر العادل لألوراق المالية المصدرة ،وأىم ىذه الوكواالت( ،)Moody’s( ،)Fitch( :
،... ،)Standard &Poor’sوغيرىا ،كما توجد في الوقت الحوالي وكواالت تصونيف إسوالمية تقودم إلوى جانوب ذلوك
خدموة تصونيف الجوودة الشورعية ،مثول :الوكالوة اإلسووالمية الدوليوة لمتصونيف ( )IIRAومقرىوا البحورين ،وكوذلك الوكالووة
الماليزية لمتصنيف (.)RAM
والشكل التالي يبرز بوضوح مختمف األطراف المتدخمة في عممية التوريق:
ضامن التوريق
Source: Thierry Granier et Corynne Jaffeux, (7991) : La titrisation aspects juridique et
financier , Economica, Paris, France, P :79.
266
ا.خير الدين محمود ،د .ابو بكر الشريف التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية .......
267
العدد الواحد والخمسون 7102 كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
-التوريق أداة تساعد عمى الشفافية ،وتحسين بنية المعمومات في السوق ،ألنيا تتطمب العديد من اإلجراءات،
ودخول العديد من المؤسسات في عممية اإلقراض ،مما يوفر المزيد من المعمومات في السوق عن المتعاممين مع
المصرف.
268
ا.خير الدين محمود ،د .ابو بكر الشريف التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية .......
المصدر :رزاق وشاح :)٨٠٥٠( ،األزمة المالية الحالية ،المعيد العربي لمتخطيط ،الكويت ،ص.٤ :
-٢-١انخفاض أسعار الفائدة ،كما ىو مبين في الشكل ( )٠أدناه:
الشكل ( :)٣تطور أسعار الفائدة لالحتياطي الفدرالي لإلقراض ما بين المصارف في الفترة ()٢٠٠٨ -١٩٥٤
المصدرwww.wikimedia.org:
269
العدد الواحد والخمسون 7102 كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
لكن ابتداءا من سنة ( )٨٠٠٩قامت السمطات األمريكية برفع معدالت الفائدة باستمرار من ( )%٥إلى
( ،)%٨١٥١وفي نياية ( )٨٠٠٢انخفضت أسعار العقارات بشكل كبير ،وىذا ما ساىم في زيادة األعباء المالية
عمى األسر والتي لم تتمكن من تغطية ديونيا بالكامل عن طريق بيع العقار المعني ،حيث وصل معدل عدم سداد
ىذه القروض إلى ( )%٥١سنة ( ،)٨٠٠٣كما أن االنخفاض في أسعار العقارات ساىم في جعل قيمة الرىن
العقاري أقل من قيمة القروض ،وبالتالي لم تعد الضمانات المقدمة عمى القروض تغطي خسائر المصارف ،وفي
ظل ارتفاع أسعار الفائدة وعدم قدرة أصحاب العقارات عمى بيعيا أو رىنيا لمحصول عمى قروض جديدة توقفوا عن
سداد أقساط القروض العقارية وفوائدىا ،لذا فمقد أدت ىذه األزمة إلى سيادة حالة من عدم الثقة والذعر المصرفي،
كما قامت المؤسسات المالية الكبرى والمصارف ببيع ىذه القروض إلى شركات التوريق التي أصدرت بموجبيا
سندات دين وطرحتيا في أسواق المال والبورصات لمتداول مما ساىم في تفاقم األزمة المالية وانتشارىا.
من خالل كل ما سبق ذكره يمكننا أن نستنتج أنو لحدوث األزمة المالية العالمية ( )٨٠٠٤فقد تضافرت
مجموعة من العوامل أبرزىا:
-الركود االقتصادي في الواليات المتحدة األمريكية.
-أزمة الرىون العقارية واإلفراط في توريق ىذه الرىون.
-اإلفراط في االتجار بالمشتقات المالية.
-نمو نشاط المضاربات.
-نقص وانعدام الرقابة أو اإلشراف الكافي عمى المؤسسات المالية الوسيطة من قبل المصارف المركزية.
-نظام جدولة الديون بسعر فائدة أعمى ،أو استبدال قرض واجب السداد حاال بقرض جديد بسعر فائدة مرتفع.
-تصنيف وكاالت التصنيف االئتماني لمسندات العقارية تصنيفا عالي األمان.
270
ا.خير الدين محمود ،د .ابو بكر الشريف التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية .......
-تراجع تحويل رؤوس األموال إلى الواليات المتحدة األمريكية حيث انخفضت بحوالي ( )%١٠وىذا بسبب ارتفاع
أسعار صرف العمالت األخرى مقابل الدوالر ،حيث وصل الدوالر إلى مستوى ( )٥٠٠ين ياباني ،كما وصل
اليورو إلى ما بعد حاجز الدوالر والنصف ألول مرة منذ صدور اليورو ،وىو ما أدى إلى تزايد التحول عن
التعامل بالدوالر سواء من قبل األفراد والدول.
-انييار العديد من المصارف والمؤسسات المالية الكبرى حيث انيار ( )٨٠مصرفا في أمريكا خالل الربع األخير
من ( ،)٨٠٠٤و( )٥٩٠مصرفا سنة ( ،)٨٠٠٥و( )٠٠مصرفا حتى منتصف آذار /مارس ( ،)٨٠٥٠كما
تأثرت بورصات الواليات المتحدة األمريكية باألزمة المالية العالمية حيث خسر مؤشر داوو جونز أكثر من
( )%٠٣من قيمتو خالل األشير العشر األولى من سنة (.)٨٠٠٤
-٢ -٢تداعيات األزمة عمى االقتصاد العالمي :لقد اختمفت درجات تأثر اقتصاديات دول العالم باألزمة المالية
العالمية باختالف درجة ارتباطيا باالقتصاد األمريكي ودرجة انفتاحيا ،ويمكن إبراز تداعيات ىذه األزمة عمى
االقتصاد العالمي في النقاط التالية:
-تأثرت األسواق المالية لمدول المتقدمة بشكل كبير ،حيث خسر مؤشر ( )CAC 40حوالي ( )%٩٠من قيمتو
خالل األشير العشرة األولى من سنة ( ،)٨٠٠٤في حين خسر مؤشر نيكاي ( )%١٠من قيمتو ،كما خسرت
بورصة ىونغ كونغ ( )%١١من قيمتيا ،أما بورصتي الب ارزيل وبومباي فقد خسرتا عمى التوالي ( )%١٥و()%١٨
من قيميما ،في حين كانت درجة تأثر األسواق المالية الناشئة باألزمة منخفضة نوعا ماMontoussé, 2010, ( .
)178
-تدفقات االستثمار األجنبي المباشر تراجعت بو ( )%٨٩عمى المستوى العالمي بين عامي ( )٨٠٠٣و(،)٨٠٠٤
وتعتبر دول أوروبا الغربية أكثر من سجل تراجعا بو ( )%٣٥٠٨سنة ( ،)٨٠٠٤في حين حققت بعض الدول النامية
والناشئة تزايدا في تدفقات االستثمار األجنبي المباشر بو ()Bost et al, 2009, 43( .)%٢٥٠
-انخفض الناتج المحمي العالمي الخام بو ( )%٢٥٠سنة ( ،)٨٠٠٥وخصوصا في الدول المتقدمة حيث سجل
انخفاضا قدره ( ،)%٨٥٠-في حين أن النمو في الدول النامية ورغم تباطئو إال أنو بقي إيجابيا ( ،)%٩٥٨كما أدت
األزمة إلى زيادة بو ( )٨٠مميون بطال في العالم سنة ( ،)٨٠٠٥و تزايدا بو ( )٥٠٠مميون شخص يعيشون بأقل من
$ ٨في اليوم)Montoussé, 2010, 189( .
-تراجع حجم التجارة الدولية بو ( )%٥سنة ( ،)٨٠٠٥حيث تراجع حجم المبادالت التجارية لمدول المتقدمة بو
( ،)%٥٠في حين أن الدول النامية عرفت مبادالتيا التجارية زيادة تتراوح ما بين ( )٨+و( ،)٠+ويرجع ىذا التراجع
في حجم التجارة الدولية باألساس إلى تراجع الطمب العالمي الذي أثر عمى جميع القطاعات اإلنتاجية.
()Bost et al, 2009, 43
271
العدد الواحد والخمسون 7102 كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
ثم قامت شركات التوريق بإصدار سندات بقيمة ىذه القروض ،ومن تم باعت تمك السندات لمستفيدين آخرين
بأسعار أكثر من قيمتيا االسمية بسبب الفوائد التي تم احتسابيا عمى أصل القرض ،فيدفع المقترض الفوائد لمدة
سنتين أو ثالثة قبل أن يصل إلى أصل المبمغ المقترض.
ثم قام أصحاب المنازل برىن عقاراتيم لمحصول عمى قروض أخرى ،ثم قامت المؤسسات التي أعطت قروض
في ىذه المرحمة برىن العقارات رىنا ثانيا ،ثم باعت القروض لشركات التوريق ،فقامت شركات التوريق ببيع ىذه
القروض لمؤسسات عالمية ولصناديق سيادية عمى ىيئة سندات عبر المشتقات المالية ،فأصبح المنزل الذي ثم
شراؤه بمميون ( $قرض) في القرض األول بو و ( )٨٠مميون $بعد أن بيع دينو مرات عديدة ،وفي خطة احت ارزية
قامت شركات التمويل العقاري بالتأمين عمى القروض العقارية( .مشعل)١٢ ،٢٠٠٩ ،
وعميو فإننا نالحظ بوضوح اتساع نطاق استخدام ىذه التقنية (التوريق) من قبل المصارف والمؤسسات المالية
المقرضة ،والتي سمحت لمعق ار الواحد أن يولد طبقات متتابعة من اإلقراض ،وىذا ما عمق الفجوة بين االقتصاد
الحقيقي واالقتصاد المالي ،حيث بمغت قيمة االقتصاد المالي ( )٥٩٤تريميون $فيما بمغت قيمة االقتصاد الحقيقي
( )٩٤تريميون .$
وقد كان إسراف المصارف في توريق القروض واألصول المالية ناتج عن غياب الرقابة التي سمحت ليذه
المصارف باستغالل عنصرين ىامين ىما:
-١الرافعة المالية :وضعت اتفاقية بازل قواعد تنظيمية تتمثل في عدم الجواز لممصرف أو لممؤسسة المالية أن
تقرض بأكثر من نسبة معينة من احتياطاتيا ورأس ماليا حتى ال تتعرض لمخاطر اإلفالس إذا ما توقف بعض
عمالئيا المقترضين عن السداد ،وىو ما يطمق عميو بالرافعة المالية.
ولعل إنشاء مؤسسات مالية ال تخضع لرقابة المصارف المركزية مثل مصارف االستثمار في الواليات المتحدة
األمريكية ،أدى إلى إفالتيا من عنصر الرقابة وبالتالي توسعيا في النشاط االقراضي الذي تجاوز رأس ماليا،
فقد كانت ىذه الشركات تدير أمواال بقيمة ( )٥٨٥مميار $في حين أن رأسماليا ال يتعدى ( )٩مميار و()٣٠٠
مميون ،$فتعرضت ىذه المؤسسات لخطر اإلفالس حينما توقف بعض عمالئيا عن سداد أقساط قروضيم
وفوائدىا.
-٢المشتقات المالية :لم تكتف المؤسسات المالية بالتوسع في القروض بتجاوز الرافعة المالية فحسب ،بل توسعت
فييا أكثر بالمغاالة في استخدام المشتقات المالية لتوليد مصادر تمويل جديدة كما ىو موضح في الشكل أدناه:
المصدر :مركز األبحاث اإلحصائٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة والتدرٌب للدول اإلسالمٌة :)٩٠٠٢( ،تقرٌر حول األزمة
المالٌة العالمٌة ( ،)٩٠٠٢-٩٠٠٢منظمة المؤتمر اإلسالمً ،حزٌران /جوان ،ص.٧ :
272
ا.خير الدين محمود ،د .ابو بكر الشريف التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية .......
فالمصرف حين يقدم لألشخاص قروضا أولية مضمونة بأصول عينية أو غير عينية ،فإنو يورق ىذه القروض
بإصدار سندات عمييا بطرحيا عمى الجميور ،وال يكتفي بذلك بل إنو يجمع القروض المتشابية في محفظة
ويقترض بموجبيا من مصرف أو مؤسسة مالية أكبر بضمان الرىون العينية ليذه القروض ،وال يكتفي المصرف
الثاني بذلك بل يكرر ىذه العممية ليصدر موجة أخرى من األصول المالية ،ثم يضعيا في محفظة أكبر يقترض بيا
من مؤسسة مالية أو مصرف أكبر ،وىكذا تتوالى موجات التوريق واشتقاق القروض موجة بعد األخرى ،وتزداد معيا
المخاطر إلى حد التشابك بحيث يؤدي إعسار بعض المقترضين إلى تردي المنظومة كميا ألنو ال يتوافر فييا
ضمانات عيني ة كافية لسدادىا ،فضماناتيا قد تكفي لتغطية الموجة األولى من عمميات التوريق ولكنيا ال تكفي
لضمان تغطية الموجات التالية.
ومع تشابك األسواق المالية العالمية وارتباطيا ببعضيا البعض ،تحولت ىذه األزمة المالية األميركية إلى أزمة
مالية عالمية ،تأثرت بيا أسواق المال والمصارف في الدول المتقدمة بشكل رئيسي ومباشر ،ثم بدأت تظير
تداعياتيا عمى أسواق المال في االقتصاديات الناشئة ،لتتحول بعدىا إلى أزمة مالية عالمية تأثرت بيا جميع
االقتصاديات حول العالم بشكل مباشر أو غير مباشر وبنسب متفاوتة ،مع ارتفاع حجم الخسائر واإلفالس وتراجع
حجم اإلنتاج الصناعي في كثير من الدول المتقدمة بسبب انخفاض التمويل االستثماري الصناعي ،باإلضافة إلى
عولمة وترابط أسواق اإلنتاج واالستيالك العالمية ببعضيا ،دخل العالم مرحمة من االنكماش ثم الركود االقتصادي.
273
العدد الواحد والخمسون 7102 كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
الضمانات ،وىذا ما أدى إلى تعريض النظام المالي إلى المخاطر في المدى الطويل ،وبذلك أصبحت تقنية التوريق
أحد أبرز مسببات حدوث األزمة المالية العالمية (.)٨٠٠٤
-إن أسموب التوريق المصرفي ومن خالل ديناميكية عممو التي تربط الكثير من المتعاممين ،فإن مخاطره إذا ما
حدثت تكون نتائجيا واسعة األثر وتشمل كثي ار من األطراف ،وىذا ما حدث في األزمة المالية العالمية ()٨٠٠٤
وتسبب في نقل األزمة من قطاع العقارات إلى مختمف القطاعات االقتصادية األخرى من ناحية ،ومن االقتصاد
األمريكي إلى االقتصاد العالمي من ناحية أخرى.
وتأسيسا عمى كل ما سبق عرضو من نتائج تم التحقق من صحة فرضية الدراسة القائمة :لعبت تقنية التوريق
المصرفي دو ار بار از في حدوث األزمة المالية العالمية ( )٨٠٠٤وتفاقم انعكاساتيا السمبية.
ثانيا :توصيات الدراسة
-ضرورة إيجاد بنية قانونية وتشريعية منظمة لتقنية التوريق المصرفي وادراجيا وتداوليا عبر العمل عمى تطوير
مؤسسات البنية التحتية ليذه السوق من شركات التمويل العقاري ،مكاتب االستعالم ،وكاالت التصنيف ،وكاالت
الرقابة ،األسواق المالية ،... ،وغيرىا.
-العمل عمى تطوير السوق الثانوية لتداول مختمف منتجات تقنية التوريق.
-ضرورة إخضاع عممية التوريق لمتحميل الشامل والموسع والمعتمد من قبل لجان متخصصة ،واإلفصاح عن نتائج
ىذا التحميل لمجيات ذات العالقة قبل البدء بيذه العمميات من أجل اتخاذ الق اررات المالئمة والرشيدة.
-ينبغي أن يتم تطبيق تقنية التوريق المصرفي باالستناد إلى تقييم موضوعي وعادل لمضمانات العينية أو المالية
المستند عمييا.
-إذا ما تم المجوء إلى تقنية التوريق المصرفي فينبغي تطبيقيا في إطار عمل سميم تسوده الرقابة واإلشراف
الكافيين ،في ظل وجود قدر كاف من الشفافية ليذه الصناعة.
-إن تطبيق تقنية التوريق المصرفي يحتاج إلى نشر ثقافة عامة حول آلياتيا بالنسبة لممتعاممين المحتممين،
باإلضافة إلى نشر المعرفة والميارة الالزمة بين العاممين في المصارف.
-ضرورة االتجاه نحو أدوات اليندسة المالية اإلسالمية عموما والتوريق اإلسالمي أو التصكيك عمى وجو
الخصوص ،حيث أن التوريق اإلسالمي (التصكيك) يكون أقل مخاطرة من التوريق التقميدي ألنو يتضمن موجودات
عينية فقط كما أنو ينتيي بتمميك األصول المورقة.
-إيالء موضوع التوريق المصرفي ما يستحقو من االىتمام والدراسة حيث أن ىناك حاجة إلى إجراء المزيد من
البحوث والدراسات الميدانية المتعمقة بتقنية التوريق المصرفي عموما وتقنية التوريق المصرفي اإلسالمي عمى وجو
الخصوص.
274
ا.خير الدين محمود ،د .ابو بكر الشريف التوريق المصرفي ودوره في حدوث االزمة المالية .......
قائمة المراجع
أوال :قائمة المراجع العربية
.1الحمري خٌر الدٌن عبد ربه :)٩٠٠٩( ،إمكانٌة استخدام تورٌق الدٌون المصرفٌة كأسلوب للتموٌل اإلسكانً فً
لٌبٌا ،مجلة المختار للعلوم اإلنسانٌة ،العدد (.)٠٧
.2الحمزاوي محمد كمال خلٌل :)٩٠٠٩( ،اقتصادٌات االئتمان المصرفً :دراسة تطبٌقٌة للنشاط االئتمانً وأهم
محدداته ،منشأة المعارف ،بٌروت ،لبنان.
.3الحناوي محمد صالح والعبد جالل إبراهٌم :)٩٠٠٩( ،بورصة األوراق المالٌة :بٌن النظرٌة والتطبٌق ،الدار
الجامعٌة ،اإلسكندرٌة ،مصر.
.4النشمً عجٌل جاسم :)٩٠٠٢( ،التورٌق والتصكٌك وتطبٌقاتهما ،الدورة التاسعة عشرة لمجمع الفقه اإلسالمً
الدولً ،إمارة الشارقة ،اإلمارات العربٌة المتحدة.
.5بن رجم محمد خمٌسً :)٩٠٠٠( ،التورٌق ووقعه على األزمات المالٌة ،مجلة أبحاث اقتصادٌة وإدارٌة ،العدد
( ،)٢كانون األول /دٌسمبر.
.6بوسالم رفٌقة وموري سمٌة :)٩٠٠٩( ،التورٌق :أداة للتموٌل أم سبب فً األزمة ،الملتقى العلمً الدولً الخامس
حول :االقتصاد االفتراضً وانعكاساته على االقتصادٌات الدولٌة ،المركز الجامعً خمٌس ملٌانة ،الجزائرٌ ،ومً
٠١و ٠١آذار /مارس.
.7بوطكوك عمار :) ٩٠٠٧( ،دور التورٌق فً نشاط البنك :حالة بنك التنمٌة المحلٌة ،مذكرة ماجستٌر غٌر منشورة
فً العلوم االقتصادٌة ،تخصص :بنوك وتأمٌنات ،جامعة منتوري ،قسنطٌنة ،الجزائر.
.8جودة صالح :)٩٠٠٠( ،بورصة األوراق المالٌة :علمٌا – عملٌا ،مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنٌة ،اإلسكندرٌة،
مصر.
.9خاسف جمال الدٌن :)٩٠٠٢( ،فلسفة التورٌق واألزمات المالٌة العالمٌة ،الملتقى الدولً حول :األزمة المالٌة
واالقتصادٌة الدولٌة والحوكمة العالمٌة ،جامعة فرحات عباس ،سطٌف ،الجزائرٌ ،ومً ٩٠و ٩٠تشرٌن األول/
أكتوبر.
.10رزاق وشاح :)٩٠٠٠( ،األزمة المالٌة الحالٌة ،المعهد العربً للتخطٌط ،الكوٌت.
.11صادق مدحت :)٩٠٠٠( ،أدوات وتقنٌات مصرفٌة ،دار غرٌب للنشر ،القاهرة ،مصر.
.12عبد الحافظ السٌد البدوي :)٠٢٢٢( ،إدارة األسواق المالٌة العالمٌة ،دار الفكر العربً ،القاهرة ،مصر.
.13عبد العزٌز أختر زٌتً :)٩٠٠٢( ،الصكوك اإلسالمٌة وتطبٌقاتها المعاصرة وتداولها ،الدورة التاسعة عشرة
لمجمع الفقه اإلسالمً الدولً ،إمارة الشارقة ،اإلمارات العربٌة المتحدة.
.14عبد هللا علً مال هللا وذنون إسراء ٌوسف :)٩٠٠٢( ،المحاسبة عن عملٌات التورٌق (التسنٌد) وفق المعاٌٌر
المحاسبٌة اإلسالمٌة والدولٌة ودورها فً نشوء األزمة المالٌة األخٌرة ،مجلة كلٌة بغداد ،العدد (.)٩٠
.15عطٌة محمد عبد المجٌد :)٩٠٠٠( ،األزمة المالٌة العالمٌة وأثرها على أسواق المال ،دار التعلٌم الجامعً للطباعة
والنشر ،اإلسكندرٌة ،مصر.
.16مجلس الغرف السعودي :)٩٠٠٢( ،إدارة البحوث والدراسات االقتصادٌة ،تشرٌن األول /أكتوبر.
.17مشعل فتحٌة إسماعٌل محمد :)٩٠٠٢( ،التورٌق وعالقته باألزمة المالٌة العالمٌة الراهنة :رؤٌة فقهٌة معالجة،
المؤتمر العلمً السنوي الثالث عشر حول :الجوانب القانونٌة واالقتصادٌة لألزمة المالٌة العالمٌة ،كلٌة الحقوق،
جامعة المنصورة ،مصرٌ ،ومً ٠و ٩نٌسان /أفرٌل .٩٠٠٢
.18منظمة المؤتمر اإلسالمً :)٩٠٠٢( ،تقرٌر مركز األبحاث اإلحصائٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة والتدرٌب للدول
اإلسالمٌة حول :األزمة المالٌة العالمٌة ( ،)٩٠٠٢-٩٠٠٢حزٌران /جوان.
.19نواره شٌماء إبراهٌم محمد :)٩٠٠٧( ،اإلفصاح عن تورٌق الدٌون فً البنوك التجارٌة المصرٌة فً ضوء معاٌٌر
المحاسبة الدولٌة :دراسة مٌدانٌة ،مذكرة ماجستٌر فً كلٌة التجارة ،تخصص :المحاسبة والمراجعة ،جامعة قناة
السوٌس ،مصر.
ٌ .20وسفات علً وبوزٌان رحمانً :)٩٠٠٢( ،التورٌق واألزمة المالٌة العالمٌة ،الملتقى الدولً الثانً حول :األزمة
المالٌة الراهنة والبدائل المالٌة والمصرفٌة :النظام المصرفً اإلسالمً نموذجا ،كلٌة العلوم االقتصادٌة وعلوم
التسٌٌر ،المركز الجامعً بخمٌس ملٌانة ،الجزائرٌ ،ومً ٥و ٦أٌار /ماي.
.21محٌسن فؤاد محمد أحمد :)٩٠٠٢( ،الصكوك اإلسالمٌة (التورٌق) وتطبٌقاتها المعاصرة وتداولها ،الدورة التاسعة
عشرة لمجمع الفقه اإلسالمً الدولً ،إمارة الشارقة ،اإلمارات العربٌة المتحدة.
275
7102 العدد الواحد والخمسون كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة
276