You are on page 1of 7

‫االستاذة‪:‬د‪ /‬موسوس‬ ‫الهندسة المالية‬

‫األستاذة ‪ :‬د‪/‬موسوس‬
‫المعامل‪2 :‬‬ ‫الرصيد‪6:‬‬ ‫المقياس‪ :‬الهندسة المالية‬
‫السداسي‪ :‬السادس (‪)L3‬‬
‫وحدة التعليم‪:‬األساسية‬
‫الشعبة‪ :‬علوم المالية و المحاسبة‬
‫التخصص‪ :‬مالية البنوك و تأمينات‬

‫محتوى المقياس‪:‬‬
‫المحور األول‪ :‬مدخل(عموميات و فلسفة) الهندسة المالية ‪‬درسناه في ثالث‬
‫محاضرات‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬مجاالت الهندسة المالية‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬أدوات و منتجات الهندسة المالية(الخيارات المالية‪،‬‬
‫المستقبليات‪ ،‬العقود اآلجلة‪.)...‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬أدوات و منتجات الهندسة المالية اإلسالمية(عقد الخيار‪،‬بيع‬
‫العربون‪ ،‬العقود اآلجلة‪ ،‬الصكوك اإلسالمية‪ ،‬و التوريق اإلسالمي)‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫الهندسة المالية هي أداة إليجاد حلول مبتكرة وأدوات مالية جديدة تتماشى مع اعتبارات‬
‫الكفاءة االقتصادية ‪ ،‬و تهدف إلى مساعدة وخدمة منشآت األعمال في مواجهة المخاطر‪ ،‬و‬
‫التخلص من القيود التشريعية والضغوط التي يفرضها السوق وبيئة المنشآت‪.‬‬
‫و تظهر أهمية الهندسة المالية مع التغيرات الجذرية الهائلة‪ ،‬التي تتمثل في تغير أسلوب‬
‫إدارة الموارد االقتصادية إلى النمط االقتصادي الحر‪ ،‬إلى جانب ترابط أسواق التمويل‬
‫الدولية بفعل ثورة االتصاالت وتكنولوجيا المعلومات‪ ،‬و هذا الوضع يفرض ضغوطا تنافسية‬
‫حادة غير متكافئة بالنسبة للمؤسسات المالية وبالذات في أسواق التمويل و الخدمات‬
‫المصرفية و المالية‪ ،‬ويستدعي ذلك بالضرورة تطوير منتجات هندسة مالية مستحدثة تضمن‬

‫‪1‬‬
‫االستاذة‪:‬د‪ /‬موسوس‬ ‫الهندسة المالية‬

‫للمؤسسات قدرا من المرونة ونصيبا سوقيا وافرا يساعدها في االستمرار بفعالية‪ .‬قد أصبح‬
‫مصطلح "الهندسة المالية" شائعا‪ ،‬على نطاق واسع‪ ،‬حيث يعتبر وسيلة للتفكير ومعالجة‬
‫القضايا المالية في جميع مجاالت التمويل‪ ،‬بما في ذلك تمويل الشركات‪ ،‬وإدارة األصول‪ ،‬و‬
‫تمويل االستثمارات‪ ،‬والمؤسسات المالية و أهم ما ابتكرته الهندسة المالية المشتقات المالية ‪.‬‬
‫و على الرغم من النتائج اإليجابية التي حققتها الهندسة المالية‪ ،‬إال إنها لعبت دورا كبيرا‬
‫في األزمات المالية‪ ،‬وتساهم في حدوث الركود االقتصادي العالمي‪ ،‬ألنها تعتمد على مبدأ إذا‬
‫تحقق الخطر كسب أحد الطرفين وخسر اآلخر‪.‬‬
‫و مع تطور الهندسة المالية و اتساعها في األسواق المالية التقليدية في الدول الغربية‪،‬‬
‫ظهرت الحاجة إلى الهندسة المالية اإلسالمية في الدول العربية و اإلسالمية‪ ،‬و التي تعتمد‬
‫على عدة عقود تتوافق و الشريعة اإلسالمية‪ ،‬من بينها الصكوك اإلسالمية و المشتقات المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬و التي تعتمد على مبدأ الغنم بالغرم‪.‬‬
‫يهدف هذا المقياس إلى تلقين الطالب أساليب الوساطة و الصناعة المالية التقليدية و‬
‫اإلسالمية‪ ،‬ويندرج تحته المحاور التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬مدخل(عموميات و فلسفة) الهندسة المالية‪.‬‬
‫‪ -2‬مجاالت الهندسة المالية‪.‬‬
‫‪ -3‬أدوات و منتجات الهندسة المالية(الخيارات المالية‪ ،‬المستقبليات‪ ،‬العقود اآلجلة‪.)...‬‬
‫‪ -4‬أدوات و منتجات الهندسة المالية اإلسالمية(عقد الخيار‪،‬بيع العربون‪ ،‬العقود اآلجلة‪،‬‬
‫الصكوك اإلسالمية‪ ،‬و التوريق اإلسالمي)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫االستاذة‪:‬د‪ /‬موسوس‬ ‫الهندسة المالية‬

‫المحور األول‪ :‬مدخل(عموميات و فلسفة) للهندسة المالية‪.‬‬


‫الهندسة المالية هي م فهوم قديم قدم المعامالت المالية‪ ،‬لكن يبدو حديثا نسبيا من حيث‬
‫المصطلح و التخصص‪ ،‬و هي احد أقسام العلوم المالية‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم الهندسة المالية‬
‫قد تعددت تعاريفها من أهمها‪:‬‬
‫‪ -‬هي تهتم بتخمين و قياس المخاطر التي تتعرض لها األموال‪ ،‬سواء على مستوى الحكومات‬
‫أو المؤسسات التي تعمل ضمن القطاع االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬عرفها ‪ FINNERTY‬في ‪ :1988‬بأنها تعني تصميم و تطوير و تطبيق عمليات و أدوات‬
‫مالية مستحدثة‪ ،‬و تقديم حلول خالقة و مبدعة للمشكالت المالية‪.‬‬
‫‪ -‬كما عرفها ‪ :ZVI BODIE‬بأنها عملية تطبيق للقواعد العلمية و النماذج الرياضية في شكل‬
‫قرارات حول التوفير و االستثمار‪ ،‬اإلقراض و االقتراض‪ ،‬و إدارة المخاطر‪.‬‬
‫‪ -‬أما ‪ MASON‬و زمالئه‪ :‬فهي تساعد في تنمية ابتكارات تساهم في تحسين ما يسمى‬
‫باالقتصاد الحقيقي و ذلك بتوليد أدوات و أوراق جديدة لمواجهة احتياجات المستثمرين أو‬
‫طالبي التمويل المتجدد ألدوات التمويل التي تعجز الطرق الحالية عن اإلبقاء بها‪.‬‬
‫مما سبق نجد أن الهندسة المالية تتضمن ثالث أنشطة‪:‬‬
‫‪ -1‬ابتكار أدوات مالية جديدة مثل بطاقات االئتمان‪.‬‬
‫‪ -2‬ابتكار آليات تمويلية جديدة من شأنها تخفيض التكاليف و المخاطر‪ ،‬مثل عمليات التبادل‬
‫التجاري االلكتروني‪.‬‬
‫‪ -3‬ابتكار حلول جديدة لإلدارة التمويلية مثل إدارة السيولة‪.‬‬
‫و بالتالي فالهندسة المالية ترتكز على االبتكار لدرء المخاطر‪.‬‬
‫‪ -)1‬االبتكــــــار المالي‪ :‬هو كل جديد‪ ،‬أو تطوير جديد في األساليب المالية أو النظام المالي‬
‫الوطني أو الدولي‪ ،‬وقد أصبح االبتكار المالي أكثر تعقيدا‪ ،‬لكن ال يخرج عن ثالث أبعاد‪:‬‬
‫‪-‬البعد‪ :1‬هو تحويل األصول المالية إلى منتجات أكثر تطورا أو أقل من حيث المخاطر و‬
‫االستثمار‪،‬وفقا الحتياجات المستخدمين النهائيين‪ ،‬كإبداع أدوات مالية مبتكرة و بسيطة‪.‬‬
‫‪-‬البعد‪ :2‬إيجاد آليات لتسعير األدوات المالية في السوق المنظمة أو غير المنظمة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫االستاذة‪:‬د‪ /‬موسوس‬ ‫الهندسة المالية‬

‫‪-‬البعد‪:3‬تطوير التكنولوجيا الالزمة لتداول األدوات و توفير جميع المعلومات ذات الصلة‪.‬‬
‫و يمكن أن تكون هذه االبتكارات في نقل المخاطر‪ ،‬تعزيز السيولة‪ ،‬توليد أسهم‪،‬‬
‫ابتكارات التامين‪ ،...‬و لالبتكار أهمية بالغة في الهندسة المالية فهو يعمل على تخفيض‬
‫التكاليف و المخاطر و تحسين السيولة‪.‬‬
‫و العالقة بين الهندسة المالية و االبتكار حسب"ميرتون" أن الهندسة المالية هي وسيلة‬
‫لتنفيذ االبتكار‪ ،‬و بالتالي هما عمليتان متكاملتان تعتمد كل واحدة على األخرى‪ ،‬فالحاجة تدفع‬
‫إلى االبتكار و االبتكار المالي يعتمد على الهندسة المالية لتوظيف النماذج‪.‬‬
‫‪ -)2‬المخاطـــــــــر‪ :‬تعرف على أنها التقلب المتوقع في العائد المستقبلي‪ ،‬أو هي احتمال‬
‫اختالف النتائج الفعلية مع النتائج المتوقعة‪.‬‬
‫كما تعرف أيضا على أنها الخسارة المحتملة في الثروة أو الدخل نتيجة وقوع حادث معين‪.‬‬
‫و تواجه كل مؤسسة نوعين من المخاطر‪:‬‬
‫‪ -1‬المخاطر التشغيلية( األعمال)‪ :‬و هي ترتبط بمتغيرات تشغيلية‪ ،‬أو ظروف النشاط‬
‫االقتصادي الذي تنتمي إليه هذه المؤسسة‪ ،‬و يقصد بها احتماالت زيادة مصاريف التشغيل‬
‫بصورة اكبر عما هو متوقع نتيجة ظروف المنافسة‪ ،‬اختالسات‪ ،‬أخطاء إدارية‪...‬‬
‫‪ -2‬المخاطر المالية‪ :‬و هي ترتبط بمتغيرات مالية ال دخل إلدارة المؤسسة فيها‪ ،‬و يقصد بها‬
‫التذبذب في صافي الربح أي العائد الصافي للمالك أو حملة األسهم و السندات‪ ،‬و أهم هذه‬
‫المخاطر مايلي‪:‬‬
‫ا‪ -‬مخاطر االئتمان‪ :‬ترتبط هذه المخاطر بالخسارة االقتصادية التي سيتكبدها الطرف األول‬
‫إذا اخفق الطرف الثاني في العقد في الوفاء بالتزاماته المالية المنصوص عليها في هذا العقد‪،‬‬
‫مثل ‪ - :‬عجز المقترض عن السداد في تاريخ االستحقاق‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قدرة الجهة المصدرة للسندات على سداد قيمتها في الموعد ‪.‬‬
‫ب‪ -‬مخاطر سعر الفائدة‪ :‬و يقصد بها احتمال تقلب أسعار الفائدة مستقبال‪ ،‬فيكون لها اثر‬
‫على‪ -:‬أسعار األوراق المالية ذات الدخل الثابت(السندات) أكثر من تأثيرها على األسهم‬
‫العادية ‪.‬‬
‫‪ -‬تأثيرها على األوراق المالية طويلة األجل أكثر من تأثيرها على القصيرة األجل‪.‬‬
‫ج‪ -‬مخاطر تقلبات أسعار الصرف‪ :‬و هي تلك الخسارة الممكنة في قيمة األصول نتيجة‬
‫تغيرات سلبية في أسعار العمالت‪.‬‬
‫د‪ -‬مخاطر السيولة‪ :‬تتحدد مخاطر السيولة من خالل مدى دقة إدارة المنشأة في تقدير‬
‫احتياجاتها من المصاريف من السيولة‪ ،‬بحيث ال تضطر إلى البيع السريع لألوراق المالية‬
‫التي يملكها‪ ،‬بما يترتب على ذلك من مخاطر و خسائر‪ ،‬مثل‪ :‬البنك ال يستطيع توقع الطلب‬
‫الجديد على القروض أو السحب من الودائع‪ ،‬وال يستطيع التوصل إلى مصادر جديدة‬
‫للسيولة‪ ،‬لذلك البد من وضع برنامج أو خطط الطوارئ لمواجهة الفترات التي يعاني فيها من‬
‫نقص السيولة‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫االستاذة‪:‬د‪ /‬موسوس‬ ‫الهندسة المالية‬

‫ه‪-‬مخاطر السوق‪:‬و هي ناتجة عن التقلبات في أسعار األسهم و حتى أسعار بعض السلع مثل‬
‫النفط‪ ،‬ألنها تتحرك ألتفه األسباب أو الشائعات‪ ،‬لذلك كان من الصعب التنبؤ بها‪.‬‬
‫و‪-‬مخاطر التضخم‪ :‬هي تلك المخاطر الناتجة عن االنخفاض المستمر للقيمة الحقيقية لوحدة‬
‫النقد‪ ،‬و ما ينتج عنه من ارتفاع مستمر في األسعار‪ ،‬و يؤثر ذلك على االستثمارات ذات‬
‫العائد الثابت ‪ ،‬خاصة إذا كان عائدها اقل من معدل التضخم‪.‬‬
‫‪-3‬إدارة المخاطر‪ :‬للتخفيف و القضاء على هذه المخاطر تستعمل المنشأة ما يسمى"إدارة‬
‫المخاطر" و يقصد بها التحكم في الخطر عن طريق الحد من تكرار حدوثه‪ ،‬من جهة و‬
‫التقليل من حجم الخسائر من جهة أخرى‪ ،‬بأقل تكلفة ممكنة‪.‬‬
‫و تعرف أيضا بأنها تحديد و تحليل و السيطرة االقتصادية على المخاطر التي تهدد‬
‫األصول أو القدرة االيرادية للمشروع‪.‬‬
‫و بالتالي فإدارة المخاطر هي ضرورة للتخلص من المخاطر المالية التي تحدث دون توقع‬
‫من خالل سبل التغطية‪.‬‬
‫و قد أكد ‪ MASON‬و زمالئه أن هناك ثالث أدوات إلدارة المخاطر أو التغطية‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬األداة األولى‪ :‬هي تخفيض المخاطر‪ ،‬و ذلك بالتخلص من مصدر الخطر و ذلك بــ‪:‬‬
‫*إحالل جزء من األصول ذات المخاطر المرتفعة مثل األسهم العادية في ظروف معينة‬
‫بأصول اقل أو خالية من المخاطر مثل السندات الحكومية و أذون خزانة‪.‬‬
‫* التعامل في السوق الحاضر أو أسواق المشتقات ‪.‬‬
‫‪ -‬األداة الثانية‪ :‬و هي تنويع المخاطر و ذلك بتنويع االستثمار في عدة مجاالت عوض‬
‫االستثمار في مجال واحد‪ ،‬أو تنويع األوراق المالية و عدم التركيز على نوع واحد من‬
‫األوراق المالية‪ ،‬وفقا لقاعدة " ال تضع كل البيض في سلة واحدة"‪.‬‬
‫‪ -‬األداة الثالثة‪ :‬هي التأمين ضد المخاطر‪ ،‬و بمقتضى هذه الطريقة فانه يتم مواجهة الخطر‬
‫بتحويله إلى طرف آخر نظير دفع مقابل معين لهذا الطرف‪ ،‬و يتحقق هذا التحويل بمقتضى‬
‫عقود التأمين مثل‪:‬‬
‫* تحويل البنك مخاطر عدم تمكن بعض العمالء من سداد قروضهم في الوقت المحدد إلى‬
‫مؤسسة ضمان القرض‪ ،‬مقابل التنازل عن جزء من الفائدة التي يحصل عليها البنك لصالح‬
‫هذه المؤسسة‪.‬‬
‫* قيام بعض المصارف بتحويل مخاطر عدم السداد إلى شركات التامين و التي تتعهد بسداد‬
‫األقساط التي لم تسدد مقابل أقساط يدفعها المصرف حسب التعاقد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ظهور و تطور الهندسة المالية‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية عرف االقتصاد العالمي عاملين أساسيين لظهور و تطور‬
‫الهندسة المالية‪ ،‬و هما‪:‬‬
‫‪-‬توالي األزمات االقتصادية‪ ،‬النقدية‪ ،‬المالية و التجارية العالمية‪ ،‬ابتداء من أزمة الكساد‬
‫العظيم في ‪ ،1929‬ثم تبعتها سلسلة من األزمات‪ ،‬وصوال إلى األزمة المالية العالمية لـ‬
‫‪5‬‬
‫االستاذة‪:‬د‪ /‬موسوس‬ ‫الهندسة المالية‬

‫‪ .2008‬كانت هذه األزمات في كل مرة تؤدي إلى انتشار الذعر و الهلع في العديد من بلدان‬
‫العالم حول مستقبل االستثمار و االقتصاد‪ ،‬خاصة و أنها تخلف وراءها انهيارات متتالية‬
‫لكبرى البنوك‪ ،‬و حمالت إفالس للعديد من الشركات‪ ،‬و ارتفاع مستويات العجز الموازني و‬
‫معدالت البطالة‪ ،‬باإلضافة إلى تراجع معدالت النمو العالمية‪ ،‬باألخص في الدول المتقدمة‪.‬‬
‫‪ -‬شهدت أسواق المال العالمية ثورة في مجاالت االبتكارات المالية‪.‬‬
‫هذان العامالن أديا إلى ظهور عوامل أخرى مهدت و ساهمت في ظهور و تطور الهندسة‬
‫المالية‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪-‬بناء االقتصاديات المدمرة من الحرب العالمية الثانية‪ ،‬و عودتها إلى األسواق المالية العالمية‬
‫بقوة اكبر‪ ،‬مثل ألمانيا و اليابان‪.‬‬
‫‪-‬انهيار النظام النقدي الدولي "بريتن وودز" و ظهور نظام حرية الصرف ‪.‬‬
‫‪ -‬اتساع و تعدد أدوات االستثمار المتاحة في أسواق المال ‪ ،‬مما أدى إلى ارتفاع السيولة‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد أدوات إدارة المخاطر‪ ،‬و التي مكنت من إعادة توزيع المخاطر المالية طبقا‬
‫لتفضيالت المستثمرين للمخاطر‪.‬‬
‫و قد ظهرت الهندسة المالية للوجود بصورة حقيقية بعد منتصف ثمانينات القرن الماضي‪،‬‬
‫عندما أنشأت بنوك لندن إدارات لمساعدة منشآت األعمال في مواجهة المخاطر التي يسببها‬
‫لها عمالئها‪ ،‬و إيجاد حلول لتلك المشكالت‪.‬‬
‫و قد انتشرت و توسعت أكثر بعد انهيار االتحاد السوفياتي و زوال نظام الرقابة االقتصادية‪،‬‬
‫و كذا نشأة المنظمة العالمية للتجارة التي حثت على االنفتاح االقتصادي و المالي و حرية‬
‫حركة رؤوس األموال‪.‬‬
‫كل ذلك أدى إلى حركة واسعة لرؤوس األموال عبر أسواق المال العالمية‪ ،‬بحثا عن‬
‫فرص ربح كبيرة صاحبتها مخاطر اكبر‪ ،‬جعل دور الهندسة المالية يتزايد فترة بعد فترة عن‬
‫طريق ابتكار أدوات و عمليات و حلول للمشاكل المالية الناتجة عن هذه األزمات و درء‬
‫مخاطرها‪ ،‬و قد زاد في هذا الدور موجة التحرر المالي التي توسعت مع ظهور و انتشار‬
‫العولمة االقتصادية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أهداف الهندسة المالية‬
‫تهدف الهندسة المالية أساسا إلى‪:‬‬
‫‪ -‬خفض حجم المخاطر المالية و ذلك بخلق و تطوير مجموعة متنوعة من األدوات المالية‪،‬‬
‫التي يمكن عن طريق هندستها بتوليفات معينة ببناء مراكز لمواجهة المخاطر‪ ،‬و إدارة هذه‬
‫المخاطر بأفضل صورة ممكنة‪.‬‬
‫‪ -‬تقليل تكاليف المعامالت الن التعامل بأدوات الهندسة المالية يكون غالبا أقل تكلفة من‬
‫التعامل بالطرق التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة فرص الربح من خالل استعمال أدوات جديدة في عمليات االستثمار و المضاربة و‬
‫التحوط ( التغطية)‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫االستاذة‪:‬د‪ /‬موسوس‬ ‫الهندسة المالية‬

‫‪ -‬تحسين سيولة السوق المالي و المتعاملين من خالل إفساح المجال للتعامل بمجموعة واسعة‬
‫من األدوات الجديدة و التي تتميز بسيولة عالية نسبيا‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة هيكلة التدفقات النقدية إلدارة مالية أفضل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬فلسفة الهندسة المالية‬
‫ترتكز فلسفة الهندسة المالية على التحليل و اتخاذ القرارات الخاصة باألدوات المالية‪ ،‬عن‬
‫طريق التبادل و التوفيقات المختلفة التي تحقق‪ -:‬أعلى عائد‪.‬‬
‫‪ -‬أقل مخاطرة‬
‫‪ -‬أقل تكلفة‪.‬‬
‫و ذلك بتبديل أسهم باسهم أخرى أو سندات بأسهم‪ ،‬أو عملة بعملة أخرى‪ ،...‬حسب تقلبات‬
‫السوق و تحركاتها و ذلك من اجل‪:‬‬
‫‪ -‬إدارة عناصر المركز المالي‪.‬‬
‫‪ -‬و إدارة المنتجات المالية الجديدة بهدف الوصول إلى أعلى عائد للمشروع‪ ،‬بأقل التكاليف و‬
‫أدنى المخاطر‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like