You are on page 1of 101

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة باجي مختار‪ -‬عنابة‬

‫كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‬


‫قسم العلوم المالية‬

‫مطبوعة لمحاضرات في ‪:‬‬

‫الهندسة المالية‬
‫الهندسة المالية‬
‫التخصص ‪ :‬علوم مالية‬

‫للسنة الثالثة مالية المؤسسة‬

‫من إعداد‪ :‬د‪.‬غفوري ليلى‬

‫السنة الجامعية ‪2019/2018 :‬‬

‫‪1‬‬
‫تقدمي‬

‫تتناول هده املطبوعة دروس اليت يتضمنها مقياس" هندسة مالية " املربمج يف السداسي اخلامس للسنة‬
‫الثالثة مالية املؤسسة و ميكن هدا املقياس الطالب من التعرف على أدوات اهلندسة املالية التقليدية أو املشتقات‬
‫املالية اليت تستخدمها املؤسسات للحماية ضد خمتلف املخاطر املالية اليت تتعرض هلا و مبا أن هده األدوات أثبتت‬
‫عدم كفاءهتا يف التحوط من تلك املخاطر كما أهنا خلقت خماطر أخرى خاصة هبا الدليل على دلك اآلاثر‬
‫الوخيمة اليت تتلقاها املؤسسات جراء األزمات املالية األمر الذي استدعى ضرورة البحث على بدائل أجنع لتلك‬
‫األدوات يف إدارة املخاطر املالية و هي أدوات اهلندسة املالية اإلسالمية اليت تستمد مبادئها من الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫لدا فان برانمج مقياس "هندسة مالية " الذي تتضمنه هده املطبوعة ينقسم إىل جزأين أساسيني مها‬
‫أدوات اهلندسة ا ملالية التقليدية و أدوات اهلندسة املالية اإلسالمية كما هو موضح يف فهرس احملتوايت كالتايل‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫قائمة األشكال‬

‫رقم الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬

‫‪12‬‬ ‫عائد مشرتي عقد اجل‬ ‫‪1-1‬‬

‫‪13‬‬ ‫عائد ابئع عقد اجل‬ ‫‪2-1‬‬

‫‪21‬‬ ‫عائد مشرتي خيار شراء‬ ‫‪3-1‬‬

‫‪22‬‬ ‫عائد مشرتي خيار بيع‬ ‫‪4-1‬‬

‫‪23‬‬ ‫عائد ابئع خيار شراء‬ ‫‪5-1‬‬

‫‪24‬‬ ‫عائد ابئع خيار بيع‬ ‫‪6-1‬‬

‫‪3‬‬
‫قائمة اجلداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان اجلدول‬ ‫رقم اجلدول‬

‫‪30‬‬ ‫الدفعات املتبادلة بني مؤسستني‬ ‫‪1-1‬‬


‫مبوجب عقد مبادلة على أسعار‬
‫الصرف‬

‫‪4‬‬
‫فهرس المطبوعة‬

‫تقديم‪............................................................................................‬ا‬

‫قائمة االشكال‪....................................................................................‬ب‬

‫قائمة الجداول‪..... ..............................................................................‬ت‬

‫فهرس المحتويات‪.................................................................................‬ث‬

‫مقدمة‪01..........................................................................................‬‬

‫القسم االول ‪ :‬الهندسة المالية التقليدية‪02..........................................................‬‬

‫مدخل للهندسة المالية ‪03..........................................................................‬‬

‫أدوات الهندسة المالية‪06...........................................................................‬‬

‫العقود اآلجلة‪10....................................................................................‬‬

‫العقود المستقبلية‪14................................................................................‬‬

‫عقود الخيارات‪18...................................................................................‬‬

‫عقود المبادلة‪26....................................................................................‬‬

‫التوريق المصرفي‪32............................................................................ ....‬‬

‫القسم الثاني ‪ :‬الهندسة المالية اإلسالمية‪36.........................................................‬‬

‫الهندسة المالية اإلسالمية المبادئ و األسس‪37.....................................................‬‬

‫عقد المشاركة‪49....................................................................................‬‬

‫عقد المرابحة ‪57....................................................................................‬‬

‫‪5‬‬
‫عقد المضاربة‪66....................................................................................‬‬

‫عقد االستصناع‪76..................................................................................‬‬

‫خاتمة‪91............................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪92..................................................................................‬‬

‫مقدمة‬

‫لقد كان النهيار نظام بريتن وودز عام ‪ 1971‬بفعل الظروف االقتصادية التي عرفها االقتصاد‬
‫األمريكي من قبل و التي تمثلت في أزمة الديون الخارجية لدول العالم الثالث اآلثار الكبيرة على االقتصاد‬
‫الدولي عامة و على أداء المنظمات االقتصادية‪ ,‬فقد كان فك االرتباط بين عملة الدوالر و كمية الذهب‬
‫في البنوك الفدرالية األمريكية حتمية لتلك األزمة و مثل الحل الداخلي للدول الرأسمالية‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫فانهار بدلك نظام الصرف الثابت اي نظام بريتن وودز و أصبحت بدلك قيمة الدوالر معومة اي متقلبة و‬
‫بالتالي العمالت األخرى مما أدى إلى تقلب أسعار العمالت األخرى و ظهر بدلك خطر سعر الصرف و‬
‫هو ما زاد في حدة مخاطر مالية اخرى كخطر سعر الفائدة و خطر القروض و خطر المواد األولية‪.‬‬

‫و بالرغم من وجود صندوق النقد الدولي الذي أسس عام ‪ 1946‬الذي يهدف إلى بعث النمو االقتصادي‬
‫اال ان التقلبات السعرية التي فرضها انهيار نظام الصرف الثابت دوليا فرضت الحاجة لوجود أدوات‬
‫للحماية من هده المخاطر تمثلت في أدوات الهندسة المالية او ما يسمى بالمشتقات المالية‪.‬‬

‫و قد ظهرت هده األدوات مند سبعينات القرن الماضي و لكنها عرفت انتشا ار كبي ار بداية الثمانينات مع‬
‫بروز العولمة المالية و استخدام تكنولوجيا المعلومات في المعامالت المالية إضافة إلى ما فرضته طبيعة‬
‫السوق من ضرورة توفر فعالية سوقية و تحقيق كفاءة سعرية تطلبت تنويع في األصول المالية و هو ما‬
‫شجع على خلق و ابتكار ألدوات مالية تمثلت في المشتقات المالية‪.‬‬

‫و بالرغم من استخدام المنظمات االقتصادية لتلك األدوات من اجل حماية مراكزها من المخاطر المالية اال‬
‫انها كانت عرضة للصدمات المالية و تلقت اثار االزمات بصفة مباشرة و لعل ازمة الرهن العقاري‬
‫‪ 2008‬مثال واضح على دلك‪.‬‬

‫و هو ما استدعى ضرورة اعادة النظر في ادوات الهندسة المالية و البحث عن بديل انجع للحماية ضد‬
‫المخاطر تمثل هدا البديل في ادوات الهندسة المالية االسالمية التي ظهرت معظمها مع ظهور الشريعة‬
‫االسالمية و تستمد مشروعيتها من مصادرها الثالثة تنتهج فلسفة و مبادئ مختلفة في التعامل مع‬
‫المخاطر المالية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫القسم االول ‪:‬الهندسة المالية التقليدية‬

‫‪8‬‬
‫مدخل للهندسة المالية‬

‫‪-1‬مفهوم الهندسة المالية ‪:‬‬

‫الهندسة المالية فرع من فروع علم المالية يهتم بخلق و ابتكار و تطوير ادوات مالية انطالقا من ادوات‬
‫تقليدية و تركيبها من اجل ايجاد حلول لمشكالت مالية معينة‪.‬‬

‫‪ -2‬الظروف التاريخية لظهور الهندسة المالية ‪:‬‬

‫تاريخيا يرجع ظهور الهندسة المالية الى نقطة مفصلية في التاريخ االقتصادي و هي انهيار نظام بريتن‬
‫وودز في افريل‪ 1971‬و هدا كحتمية نتيجة الزمة الديون الخارجية لدول العالم الثالث حيث فرض تفاقم‬
‫االزمة ضرورة ايجاد حلول داخلية في الدول الراسمالية و التي تمثلت في فك االرتباط بين الدوالر و كمية‬
‫الذهب في البنوك الفدرالية االمريكية‪.‬‬

‫فانهار بدلك نظام الصرف الثابت اي نظام بريتن وودز و اصبحت بدلك قيمة الدوالر معومة اي متقلبة و‬
‫بالتالي العمالت االخرى مما ادى الى تقلب اسعار العمالت االخرى و ظهر بدلك خطر سعر الصرف و‬
‫هو ما زاد في حدة مخاطر مالية اخرى كخطر سعر الفائدة و خطر القروض و خطر المواد االولية ‪....‬‬

‫و بالرغم من وجود صندوق النقد الدولي الدي اسس عام ‪ 1944‬الدي يهدف الى بعث النمو االقتصادي‬
‫اال ان التقلبات السعرية الدي فرضها انهيار نظام الصرف الثابت دوليا فرضت الحاجة لوجود ادوات‬
‫للحماية من هده المخاطر تمثلت في ادوات الهندسة المالية ‪.‬‬

‫‪ -3‬اهداف الهندسة المالية ‪:‬‬

‫جاءت الهندسة المالية لتحقيق ثالثة اهداف الهدف االول اساسي و هدفين ثانويين و هي‬

‫‪ -1-3‬التحوط من المخاطر المالية ‪:‬‬

‫و هو الهدف االساسي للهندسة المالية حيث تستخدم المنظمات االقتصادية ادوات الهندسة المالية لحماية‬
‫مراكزها المالية من مختلف المخاطر المالية التي يمكن ان تواجهها ‪.‬‬

‫‪ -2-3‬االستثمار المالي ‪:‬‬

‫تساهم ادوات الهندسة المالية في االستثمار المالي حيث تعمل على تحقيق استراتيجية التنويع الكفء‬
‫للمحفظة المالية مما يؤدي الى تقليص درجة خطر المحفظة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -3-3‬المضاربة ‪:‬‬

‫لقد تجاوت الهندسة المالية دورها في التحوط من المخاطر المالية و رفع كفاءة االستثمار المالي الى‬
‫المضاربة على ادواتها المالية و هدا لما يحققه المتعاملون بها في االسواق المالية من ارباح راسمالية‬
‫تتحدد بالفروقات على اسعار تلك االدوات ‪.‬‬

‫‪ -4‬العوامل المساعدة على تطور الهندسة المالية ‪:‬‬

‫جاءت الهندسة المالية اساسا لتلبية الحاجة للحماية ضد المخاطر المالية التي تواجهها المنظمات‬
‫االقتصادية و هناك عوامل ساعدت على تطورها وهي‬

‫‪ -1-4‬تغطية احتياجات المتعاملين ‪:‬‬

‫اوجدت حاجة المتعاملين االقتصاديين ضرورة خلق منتجات مالية تتالءم مع الحاجيات المختلفة‬
‫فالمتعاملين االقتصاديين دوي الحاجة التمويلية كان من الضروري خلق منتجات مالية تغطي احتياجاتهم‬
‫التمويلية بصفة اكثر فعالية من المنتجات التقليدية من حيث التكلفة و تواريخ االستحقاق و السيولة‪...‬الخ‬
‫اما المتعاملون دوي الفوائض المالية فكان من الضروري ايجاد منتجات مالية تمكنها من تحقيق عوائد‬
‫استثمارية هامة مقارنة باالس تثمار في االدوات المالية التقليدية من حيث تعظيم منفعة المستثر و تقليل‬
‫الخطر و تنويع المحفظة‪...‬الخو هو ما شجع على ابتكار و تطور ادوات الهندسة المالية بسرعة عبر‬
‫الزمن‪.‬‬

‫‪-2-4‬تطور وسائل االعالم االلي و تكنولوجيا االتصال ‪:‬‬

‫ان التطور السريع لجهاز الحاسوب و تكنولوجيا االعالم و تطور شبكة االنترنت و دخولها الى االسواق‬
‫المالية شجع على تكثيف التعامل باالدوات المالية عامة بما فيها ادوات الهندسة المالية كما ان ظهور‬
‫النقود االلكترونية سهل عمليات التداول‪.‬‬

‫سهولة التداول في االسواق المالية شجعت على خلق و ابتكار منتجات مالية في اطار الهندسة المالية‪.‬‬

‫‪ -3-4‬تطور السوق ‪:‬‬

‫ان التطور السوق من حيث الفاعلية و الكفاءة ساعد في تطور الهندسة المالية‬

‫ففاعلية السوق يتمثل مضمونها في مدى قدرة السوق على تلبية الحاجات المالية المختلفة لمختلف‬
‫المتعاملين فيه‪ .‬و هو ما يفرض وجود تنوع في االدوات المالية للسوق حتى يتمكن من تحقيق هده‬
‫الخاصية هدا ما شجع على ابتكار ادوات مالية اكثر في اطار الهندسة المالية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫اما كفاءة السوق فتتمثل في مدى قدرته على ادراج كل المعلومات حول االدوات المالية في اسعارها‬
‫السوقية‪ 1‬و يتحقق دلك بضرورة تسهيل التعامل باالدوات المالية و هدا من حيث انخفاض تكاليف‬
‫التعامالت المالية و هدا ما شجع على خلق ادوات مالية جديدة في اطار الهندسة‬
‫المالية‪.‬‬

‫‪ -4-4‬العولمة المالية ‪:‬‬

‫يتمثل مضمون العولمة المالية في حرية انتقال رؤوس االموال عبر العالم بدون قيود و هو ما استدعى‬
‫تحرير االسواق المالية و الغاء الحدود بين الدول امام االستثمار المالي ‪.‬‬

‫هدا االطار شجع على االستثمار المالي و هو ما ساعد على طرح ادوات مالية جديدة للتداول‪ 2‬و هدا‬
‫في اطار الهندسة المالية‪.‬‬

‫‪1‬‬‫‪RIGOT Sandra, «Marches efficients ou intrinsquement instables ? », Cahiers francais N°361, mars-‬‬
‫‪avril 2011.p21.‬‬

‫‪2‬‬‫‪CARGIL T.F., « Japan, the Asian crisis and financial liberalization », in financial liberalization and‬‬
‫‪the economic crisis in Asia; Routledgecurzon; London/New York; 2003,p09.‬‬

‫‪11‬‬
‫أدوات الهندسة المالية‬

‫‪ -1‬تعريف ‪:‬‬

‫يمكن تعريف ادوات الهندسة المالية من خالل عدة زوايا سواءا من حيث طبيعتها او من حيث مصدرها‬
‫او من حيث استخدامها‪.‬‬

‫و عموما نعرفها كالتالي ‪ :‬ادوات الهندسة المالية هي اوراق مالية في شكل عقود مالية تشتق من اوراق‬
‫مالية تقليدية و تكون قيمتها من قيمة تلك االوراق المالية و التي تمثل الموضوع الركيزة للمشتقات المالية‬
‫حيث تتقلب قيمتها تبعا لتقلب موضوع الركيزة و تستخدم الغراض التحوط ضد المخاطر و االستثمار و‬
‫المضاربة‪.‬‬

‫و تتعلق ادوات الهندسة المالية او المشتقات المالية بفقرات خارج الميزانية للمؤسسات‪.‬‬

‫‪ -2‬فوائد التعامل بادوات الهندسة المالية ‪:‬‬

‫يحقق المتعامل بادوات الهندسة المالية عدة فوائد و هي ‪:‬‬

‫‪ -1-2‬التحوط ضد المخاطر المالية ‪ :‬تمكن ادوات الهندسة المالية من التحوط ضد المخاطر المالية اي‬
‫الحماية ضدها و دلك بتجزئة المخاطر المتجمعة في االدوات المالية التقليدية كمخاطر تقلب اسعار‬
‫الفائدة مخاطر اسعار الصرف او مخاطر اسعار السلع حيث تمكن ادوات الهندسة المالية من التحوط‬
‫ضدها و ليس ازالتها‪.‬‬

‫‪ -2-2‬االستثمار ‪:‬‬

‫تعتبر ادوات الهندسة المالية ادوات جيدة لالستثمار المالي حيث تحقق مبدا التنويع الكفء للمحفظة‬
‫المالية مما يؤدي الى تخفيض درجة خطرها كما ان التقلب المعتبر السعار هده االدوات في اسواقها‬
‫المالية تمكن المتعاملين بها من تحقيق عوائد راسمالية هامة‪.3‬‬

‫‪ -3-2‬انخفاض التكلفة ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪CHIARELLA Carl ; “ The dynamics of speculative behavior”;school of finance and economics,‬‬
‫‪university of technology Sydney, working paper; 1992.‬‬

‫‪12‬‬
‫يمكن من خالل التعامل بادوات الهندسة المالية تخفيض تكاليف المعامالت حيث يتم دفع هامش بسيط‬
‫الغراض التعاقد بدال من دفع مبلغ كامل الصفقة عند التعاقد‪.4‬‬

‫كما تمكن هده االدوات من تحديد السقف االعلى لالقتراض و تكلفته و كدلك الحدود الدنيا لعوائد‬
‫االستثمار ‪.‬‬

‫كما يمكن استخدام ادوات الهندسة المالية في عمليات المراجحة للحصول على هيكل تكاليف مناسب‬
‫للمتعاملين و ايجاد مصادر تمويل جديدة من خالل عمليات المبادلة ‪ swaps‬التي تخص عقود المبادلة‬
‫و تتضمن تبادل سيولة بين مؤسستين في تاريخين مختلفين‪.‬‬

‫‪ -4-2‬السيولة ‪:‬‬

‫ان امكانية تداول ادوات الهندسة المالية في اسواق التراضي التي تتميز بتخفيف اجراءات التداول‬
‫وبانخفاض تكاليف المعامالت يجعلها تتميز بدرجة عالية من السيولة و هدا ما يمكن المتعاملين من رفع‬
‫درجة سيولتهم و دلك بسهولة بيع المراكز او الغاؤها من خالل الدخول في مراكز معاكسة و هدا حسب‬
‫حاجة المتعامل‪.5‬‬

‫‪ -5-2‬مداخيل لالقتصاد ككل ‪:‬‬

‫ان التعامل بادوات الهندسة المالية خاصة في االسواق المنظمة يفرض اقتطاع ضرائب على هده‬
‫المعامالت كما ان تحقيق هده المعامالت عبر بيت المقاصة و دلك على شكل اوامر ينفدها سماسرة‬
‫يفرض اقتطاع عموالت على هده المعامالت ‪.‬‬

‫فكل من الضرائب و العموالت تمثل مداخيل للبورصة و لالقتصاد ككل‪.‬‬

‫‪ -3‬مخاطر الهندسة المالية ‪:‬‬

‫بما ان ادوات الهندسة المالية هي عقود تتضمن صفقات تتم تسويتها مستقبال فهي تتميز بالاليقين الن‬
‫اسعارها تصبح اكثر تقلبا نظ ار لهده الخاصية و يمكن ان نميز بين عدة مخاطر تجعل من اسعار هده‬
‫االدوات اكثر تقلبا مقارنة باالدوات المالية التقليدية و هي كما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1-3‬المخاطر السوقية ‪:‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪MARTON Robert C;« Finance sans frontières »; édition economica ; 1998 ,p109.‬‬

‫‪5‬‬‫‪HARRIBEYM Jean-Marie; « La financiarisation du capitalisme et la captation de valeur » Le‬‬


‫‪capitalisme contemporain, Questions de fond, Paris, L’Harmattan, 2001.p52.‬‬

‫‪13‬‬
‫تسمى كدلك بالمخاطر السوقية او العامة و يعرف الخطر السوقي على انه درجة حساسية سعر ورقة‬
‫مالية ما للتقلبات الحاصلة في سعر المؤشر العام للسوق‪.‬‬

‫و بما ان ادوات الهندسة المالية هي عقود على موضوع ركيزة ما فان تاثرها بتقلبات مؤشر السوق تكون‬
‫كبيرة باعتبا ر ان اسعارها تتاثر بتقلبات الموضوع الركيزة في سوقه اضافة الى تقلبات اسعار ادوات‬
‫الهندسة المالية في سوقها و تعتبر المخاطر السوقية اهم المخاطر التي يجب على المتعاملين قياسها و‬
‫مراقبتها‪.‬‬

‫‪ -2-3‬المخاطر االئتمانية ‪:‬‬

‫تعرف هده المخاطر بعدم القدرة على الوفاء بااللتزامات عند تاريخ استحقاقها و تتعلق هده المخاطر‬
‫باالدوات التي ترتبط بحق دين عندما يبدي المتعامل بها عجزه عن تسديد التزاماته مما يعرض الطرف‬
‫االخر الى خسارة‪. 6‬‬

‫فظهور هدا الخطر قي اوراق الدين التي تمثل الموضوع الركيزة يرفع في درجة خطر ادوات الهندسة‬
‫المالية‪.‬‬

‫‪ -3-3‬خطر التسوية ‪:‬‬

‫تتعلق هدا الخطر بمدى امكانية تنفبد المعامالت حسب التاريخ المتفق عليه في العقد فقد تاخد تسوية‬
‫العقود مدة معتبرة قد تمتد الى عدة ايام نظ ار لعدم حيازة الطرف المقابل على الموضوع الركيزة المتفق‬
‫عليه في العقد‪.‬‬

‫مما يضطر الى شراء االصل محل التعاقد و اعادة بيعه للطرف المقابل في العقد مما يجعل دلك الطرف‬
‫عرضة الى تقلبات االسعار الفورية للموضوع الركيزة‪.‬‬

‫ان مثل هده المشاكل يعرض احد اطراف العقد الى الخسارة نظ ار لتغير االسعار خالل تلك الفترة‪.‬‬

‫‪ -4-3‬مخاطر السيولة ‪:‬‬

‫بما ادوات الهندس ة المالية هي عقود تبرم على صفقات يتم التعاقد عليها مسبقا و يتم تنفيدها في تاريخ‬
‫الحق تلك الصفقات تكون بمبالغ كبيرة اال ان المبلغ المدفوع فعال عند تاريخ التعاقد يمثل مبلغ جد ضئئيل‬

‫‪6 KABBAJ‬‬ ‫;‪Thami ;« Les traders maitres du front office ? »; Problèmes économiques; Editions Eyrolles‬‬
‫‪bimensuel octobre 2008,p27.‬‬

‫‪14‬‬
‫مقارنة بقيمة الصفقة و هدا ما يجعل تلك االدوات منخفضة السيولة و هدا ما يرفع في درجة خطر ادوات‬
‫الهندسة المالية مع اعتبار خطر االئتماني و خطر التسوية‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫العقود االجلة‬

‫تاريخيا يرجع استخدام العقود االجلة الى الحضارات االنسانية القديمة انجد استخدامها لدى االغريق و‬
‫الرومان لكن عرفت انتشا ار واسعا و كان استخدامها شبيها جدا بما هي عليه االن لدى المزارعون‬
‫اليابانيون في عصر الميجي في القرن الثامن عشر(‪ 18‬م) و هدا لتنظيم المعامالت المرتبطة بزراعة االرز‬
‫حيث اثبتت فعاليتها في تنظيم تلك المعامالت اال انها لم تكن في شكل عقود منظمة كما عليه االن‪ .‬و‬
‫هدا الى غاية القرن العشرين عند ا نشاء اسواق مالية و دخول العقود االجلة كاداة مالية للتحوط من‬
‫المخاطر المالية و التداول‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف العقود االجلة ‪:‬‬

‫العقد االجل هو اتفاق الزامي بين طرفين يلتزم فيه الطرف االول ببيع ‪/‬شراء اصل ما (قد يكون اصل‬
‫مالي او سلعة) و يلتزم فيه الطرف الثاني بشراء‪/‬بيع دلك االصل و هدا بتحديد سعر الصفقة عند التعاقد‬
‫(تثبيت السعر في العقد) على ان يتم التبادل الفعلي لالصل و قيمته المالية بين الطرفين في تاريخ الحق‪.‬‬

‫‪ -2‬اطراف العقد االجل ‪:‬‬

‫هناك طرفان في العقد االجل هما ‪:‬‬

‫مشتري العقد ‪ :‬يسمى كدلك متخد المركز الطويل وهو الطرف الدي يشتري العقد و يلتزم بشراء‬
‫او بيع االصل محل التعاقد‪.‬‬

‫بائع العقد ‪ :‬يسمى كدلك محرر العقد او متخد المركز القصير و هو الطرف الدي يقبل ابرام‬
‫العقد مع الطرف االول و يلتزم ببيع او شراء االصل محل التعاقد مستقبال‪.‬‬

‫‪ -3‬االسعار في العقد االجل ‪:‬‬

‫السعر االجل ‪ :‬هو سعر االصل محل التعاقد او الموضوع الركيزة المثبت في العقد االجل و‬
‫الدي ستتم تسوية الصفقة به عند تاريخ استحقاق العقد‪ 7‬و يتحدد هدا السعر باالتفاق بين الطرفين‬

‫‪7‬‬ ‫‪HULL John « options , futures et autres actifs derivés » , pearson education USA ,2006, p11.‬‬

‫‪16‬‬
‫المتعاقدين (حسب رضى الطرفين) و يمكن ان ياخد السعر الفوري لالصل محل التعاقد كسعر‬
‫مرجعي في تحديد السعر االجل‪.‬‬

‫السعر الفوري ‪ :‬هو سعر االصل موضوع الركيزة للعقد االجل في سوقه الحاضرة‪.‬‬

‫‪ -4‬خصائص العقود االجلة ‪:‬‬

‫هي عقود الزامية التنفيد بالنسبة للطرفين المتعاقدين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫هي عقود غير نمطية اي انها ليست معيارية فمواصفات الصفقة يتم تحديدها حسب اتفاق‬ ‫‪-‬‬
‫الطرفين عند التعاقد‪.‬‬

‫هي عقود يتم التعامل بها في اسواق التراضي اي االسواق غير المنظمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ال تتمضمن تبادل اي مبلغ نقدي عند ابرام العقد و بدلك يرتفع فيها خطر عدم الوفاء‬ ‫‪-‬‬
‫بااللتزامات الن مبلغ الصفقة يتم دفعه كلية عند تاريخ االستحقاق‪.‬‬

‫مدة تغطية العقود االجلة للمخاطر المالية هي قصيرة اقصاها سنتين‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -5‬قيمة العقد االجل ‪:‬‬

‫تتحدد قيمة العقد االجل بالفرق بين السعر االجل و السعر الفوري لالصل محل التعاقد في العقد‬
‫االجل كالتالي ‪:‬‬

‫قيمة العقد االجل = السعر االجل – السعر الفوري‬

‫عند تاريخ ابرام العقد عادة ما تنعدم قيمة العقد االجل لتاخد قيمة اما موجبة او سالبة طيلة مدة‬
‫التعاقد حسب تقلبات السعر الفوري‪.‬‬

‫‪ -6‬العوائد على العقد االجل ‪:‬‬

‫يتحدد العائد المتعامل بالعقد االجل عند تاريخ تسوية العقد و نميز بين عائد المشتري في العقد و‬
‫التعاقد و مقارنته‬ ‫محل‬ ‫عائد البائع في العقد و هدا حسب تقلب السعر الفوري للالصل( ‪( s t‬‬
‫بالسعر االجل)‪.) k‬‬

‫أ‪ -‬عائد المشتري في العقد االجل ‪:‬‬

‫‪17‬‬
‫الرسم البياني التالي يوضح تطور عائد المشتري في العقد االجل ‪:‬‬

‫العائد‬

‫‪k‬‬ ‫‪s‬‬ ‫‪t‬‬

‫الشكل(‪: )1-1‬عائد مشتري عقد اجل‬

‫عند تاريخ التسوية ادا كان السعر الفوري اقل من السعر االجل المثبت في العقد فان المشتري يحقق‬
‫خسارة على العقد بمقدار الفرق بين السعر الفوري و السعر االجل‪.‬‬

‫بينما ادا كان السعر الفوري اكبر من السعر االجل فان المشتري يحقق ربح على العقد بمقدار الفرق بين‬
‫السعر الفوري و السعر االجل‪.‬‬

‫بينما ال يحقق ال ربح و ال خسارة في حالة تساوي السعرين (النه ال يوجد دفع مبلغ نقدي عند التعاقد)‬

‫‪18‬‬
‫ب‪ -‬عائد البائع في العقد االجل ‪:‬‬

‫العائد‬ ‫الرسم البياني التالي يوضح تطور عائد البائع في العقد االجل ‪:‬‬

‫‪k‬‬ ‫‪s‬‬ ‫‪t‬‬

‫الشكل (‪: )2-1‬عائد بائع عقد اجل‬

‫ادا كان السعر الفوري اقل من السعر اآلجل فان البائع في العقد اآلجل يحقق ربح بمقدار‬
‫الفرق بين السعر االجل و السعر الفوري‪.‬‬

‫ادا كان السعر الفوري اكبر من السعر اآلجل فان البائع يحقق خسارة بمقدار الفرق بين‬
‫الفوري و السعر االجل‪.‬‬

‫بينما ال يحقق البائع ال ربح و ال خسارة على العقد ادا ما تساوى السعرين و هدا لغياب تدفق‬
‫نقدي عند ابرام العقد بين الطرفين‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫العقود المستقبلية‬

‫ان قصر المدى الزمني لتغطية المخاطر المالية باستخدام العقود االجلة باالضافة تداولها‬
‫في اسواق غير منظمة اوجد الحاجة الدوات اخرى اكثر كفاءة في الحماية ضد المخاطر‬
‫خاصة على المدى الطويل و هو ما ادى الى تطوير هده العقود االجلة الى العقود‬
‫المستقبلية‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف ‪:‬‬
‫العقود المستقبلية هي اتفاق الزامي بين طرفين يلتزم فيه الطرف االول بشراء ‪/‬بيع اصل ما و يلتزم فيه‬
‫الطرف الثاني ببيع ‪/‬شراء دلك االصل من الطرف االول بسعر يحدد عند ابرام العقد و يثبت فيه بينما يتم‬
‫التسليم في تاريخ مستقبلي‪ .‬و هدا مقابل دفع مبلغ نقدي عند التعاقد الى البورصة يسمى الهامش‪.‬‬

‫‪ -2‬اطراف العقد المستقبلي ‪:‬‬


‫يبرم العقد المستقبلي بين طرفين هما‪: 8‬‬
‫أ‪ -‬مشتري العقد المستقبلي ‪ :‬يسمى كدلك متخد المركز الطويل هو الطرف االول في العقد‬
‫المستقبلي و الدي يلتزم بشراء‪/‬بيع اصل محل التعاقد من الطرف الثاني عند تاريخ االستحقاق‬
‫قابل دفعه لمبلغ الهامش‪.‬‬
‫ب‪ -‬بائع العقد المستقبلي ‪ :‬يسمى كدلك بمتخد المركز القصير هو الطرف الثاني في العقد‬
‫المستقبلي و ال دي يلتزم امام الطرف االول بتسليم او استالم االصل محل التعاقد عند تاريخ‬
‫استحقاق العقد مقابل دفعه لمبلغ الهامش‪.‬‬
‫‪ -3‬المتعاملون في العقود المستقبلية ‪:‬‬
‫هناك فئتين اساسيتين في سوق العقود المستقبلية وهما ‪:‬‬
‫أ‪ -‬المتحوطون ‪ :‬هم متعاملون حقيقيون باالصل محل التعاقد في العقد المستقبلي و يتعرضون الى‬
‫مخاطر تقلبات سعره الفوري في سوقه الحاضرة و يدخلون سوق العقود المستقبلية من اجل حماية‬

‫‪ 8‬غفوري ليلى "تشكيل اسعار االصول المالية في اطار المالية السلوكية دراسة حالة مستقبليات خام بترول وسيط غرب تكساس" اطروحة دكتوراه‬
‫جامعة عنابة ‪ . 2014‬ص ‪.161‬‬

‫‪20‬‬
‫مراكزهم المالية ضد هده المخاطر و هدا مقابل دفع مبلغ الهامش الى بيت المقاصة في بورصة‬
‫العقود المستقبلية‪.‬‬

‫و بدلك يتجنب المتحوطون التقلبات السعرية لالصل محل التعاقد و هم على استعداد للتنازل عن اية‬
‫ارباح مقابل ان يتحمل متعامل اخر الخطر‪. 9‬‬

‫ب‪ -‬المضاربون ‪ :‬هم متعاملون ماليون اساسا و ال يوحوزون على اي مركز في السوق الحاضرة‬
‫لالصل محل التعاقد و من ثم فانهم يدخلون سوق العقود المستقبلية مباشرة من اجل تحقيق ارباح راسمالية‬
‫تتحدد بالفروقات بين اسعار العقود من خالل المتاجرة بالعقود ‪.‬و من ثم فان المضاربون يبدون استعداد‬
‫لتحمل مخاطر تقلبات اسعار العقود من اجل تحقيق ارباح‪. 10‬‬

‫و بما ان العقود المستقبلية تعقد في سوق منظمة فان وجود حد ادنى من المضاربة ضروري اضمان‬
‫المحافظة على درجة عالية من سيولة السوق‪.11‬‬

‫‪ -4‬خصائص العقود المستقبلية ‪:‬‬

‫تتميز العقود المستقبلية بالخصائص التالية ‪:‬‬

‫انها عقود نمطية اي معيارية فكل العقود في السوق الواحد متشابهة تماما سواءا من حيث‬ ‫‪-‬‬
‫عدد وحدات االصل محل التعاقد نوع االصل منطقة التسليم فترة التسليم‪....‬و تختلف العقود‬
‫في السعر فقط‪.‬‬

‫انها عقود تبرم و تتداول في سوق منظمة حيث يتحدد سعرها بناءا على العرض و الطلب‬ ‫‪-‬‬
‫على العقود‪.‬‬

‫انها مدة تغطيتها للمخاطر المالية تكون طويلة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫انها عقود ال تنطوي على خطر عدم الوفاء بااللتزامات لوجود بيت المقاصة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪9‬‬‫‪SHEFRIN Hersh, ” Risk and return in behavioral SDF-BASED Asset pricing Models”, Journal of‬‬
‫‪investment management, Vol. 6, No. 3, (2008),p73.‬‬
‫‪10‬‬‫‪ADAM Marie-Christine et SZAFARZ Ariane ; « Crises boursières, bulles spéculatives et rationalité‬‬
‫‪économique » ; Études internationales, vol. 20, n° 4, 1989.p 49.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪GITMAN Laurence, JOEHNK Michael;”Investissement et marches financiers"; édition Pearson‬‬
‫;‪éducation‬‬ ‫‪édition; 2005.p81.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -5‬بيت المقاصة و نظام الهامش في العقود المستقبلية ‪:‬‬
‫العقود المستقبلية هي عقود نمطية تعقد في السوق المنظمة اين يكون لبيت المقاصة دور اساسي في‬
‫تسوية المعامالت‪.‬‬
‫بيت المقاصة ‪:‬‬ ‫‪-1-4‬‬

‫هي هيئة منفصلة عن البورصة و لكن مرتبطة بها من حيث التعامل ‪.‬تلعب دو ار هاما في كل معاملة‬
‫من خالل تصفية مراكز متعاملين في كل يوم عمل‪ .‬كما تضمن بيت المقاصة تسوية العقود حيث‬
‫تمثل الطرف البائع امام كل مشتري ادا تعرض البائع في العقد لخطر عدم الوفاء بالتزاماته او الطرف‬
‫المشتري امام كل بائع ادا ما تعرض المشتري لخطر عدم الوفاء بالتزاماته‪.‬‬

‫و بدلك فان بيت المقاصة تضمن عدم التعرض لخطر عدم الوفاء بااللتزامات في العقود المستقبلية‪.‬‬

‫و تستمد بيت المقاصة هده القوة المالية في سوق العقود المستقبلية من خالل نظام الهامش‪.‬‬

‫نظام الهامش ‪:‬‬ ‫‪-2-4‬‬

‫هو نظام أساسي في سوق العقود المستقبلية يعطي القوة المالية لبيت المقاصة لمواجهة اية التزامات‬
‫يعجز االطراف عن الوفاء بها وهناك نوعان من الهامش هما ‪:‬‬

‫أ‪ -‬الهامش المبدئي ‪ :‬هو مبلغ مالي يدفعه كال الطرفين المتعاقدين في العقد المستقبلي الى بيت‬
‫المقاصة عند تاريخ ابرام العقد و تتحدد قيمة الهامش المبدئي وفق العالقة التالية ‪:‬‬

‫الهامش المبدئي = قيمة الصفقة * اقصى تقلبات سعرية لالصل محل التعاقد‬

‫حيث قيمة الصفقة هي عدد وحدات االصل محل التعاقد في العقد‬

‫اقصى تقلبات سعرية لالصل محل التعاقد تمثل القيمة القصوى لتقلب السعر الفوري لالصل في‬
‫سوقه الحاضرة خالل مدة معينة كان تكون شهرا‪.‬‬

‫و بما ان العقود المستقبلية طويلة االجل و ان السعر الفوري في تقلب مستمر فان الخطر الدي‬
‫تغطيه العقود يتزايد عبر الزمن‪.12‬و حتى تحتفظ بيت المقاصة بقوتها المالية في مواجهة اية‬

‫‪12‬‬‫‪HAILU getu, WEESINK Alfons (Depart of food, Agricultural and Resource economics Univesity of‬‬
‫‪Guelph CANADA),” Commodity price volatility:The impact of commodity Index Traders”, Woking‬‬
‫‪paper October 2010.‬‬

‫‪22‬‬
‫التزامات من خالل نظام الهامش فانه يتطلب اعادة مراجعة الهامش المبدئي بصفة مستمرة يوميا‪.‬‬
‫فادا انخفض عن مستوى معين يجب تعليته هدا المستوى هو هامش الصيانة‪.‬‬

‫ب‪ -‬هامش الصيانة ‪ :‬هو الحد االدنى للهامش المبدئي و الدي يجب ان ال ينزل عنه و يتحدد هدا‬
‫الهامش وفق العالقة التالية ‪:‬‬

‫هامش الصيانة = الهامش المبدئي*‪%75‬‬

‫من خالل المراجعة اليومية و المستمرة للهامش المبدئي فادا انخفض الهامش المبدئي عن‬
‫هامش الصيانة فانه يجب تعليته و دلك من الطرف المتعرض للخطر‪.‬‬

‫ففي هده الحالة ادا انخفض السعر الفوري لالصل محل التعاقد بشكل كبير فان بائع االصل‬
‫في العقد هو الطرف المتضرر من الخطر لدا فهو الطرف الدي يجب عليه تعلية الهامش‬
‫المبدئي لدى بيت المقاصة ‪.‬‬

‫اما ادا ارتفع السعر الفوري لالصل محل التعاقد فان المشتري هو المتعرض لخطر تقلب السعر‬
‫الفوري لالصل‪.‬و من ثم فانه هو الطرف الدي يجب عليه تعلية الهامش المبدئي‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫عقود الخيارات‬

‫‪ -1‬تعريف ‪:‬‬

‫عقد الخيار هو اتفاق بين طرفين يعطي فيه الطرف االول الحق بالتعامل سواءا شراءا او بيعا الصل ما‬
‫(اصل مالي او سلعة) للطرف الثاني في المستقبل بسعر محدد عند ابرام العقد و يكون التنفيد خالل فترة‬
‫محددة او تاريخ الحق‪ .‬و هدا دفع الطرف الثاني مبلغ مالي للطرف االول يسمى عالوة الخيار‪.‬‬

‫‪ -2‬اطراف عقد الخيار ‪:‬‬

‫أ‪ -‬بائع عقد الخيار ‪ :‬و هو الطرف االول في عقد الخيار و يسمى بمحرر عقد الخيار و هو‬
‫الطرف الدي يمنح حق تنفيد عقد الخيار للطرف الثاني مقابل حصوله على عالوة الخيار‪.‬‬

‫ب‪ -‬مشتري عقد الخيار ‪ :‬هو الطرف الثاني الدي يحصل على حق تنفيد عقد الخيار من الطرف‬
‫االول في عقد الخيار مقابل دفعه لقيمة العالوة ‪.‬‬

‫‪ -3‬خصائص عقود الخيار ‪:‬‬

‫تتميز عقود الخيارات بعدة خصائص و هي ‪:‬‬

‫‪ -‬انها عقود منظمة تعقد و تتداول اساسا في البورصة‪.‬‬

‫‪ -‬انها عقود تتميز بدرجة عالية من الليونة مقارنة بالعقود االخرى النها تمثل حق تنفيد صقفة‬
‫بالنسبة للمشتري و ليست الزامية التنفيد‪.‬‬

‫‪ -‬انها عقود يمكن تنفيدها قبل تاريخ استحقاقها (الخيارات االمريكية)‪.‬‬

‫‪ -4‬انواع الخيارات ‪:‬‬

‫هناك عدة تصنيفات لعقود لخيارات ندكر اهمها ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1-4‬حسب تاريخ التنفيد ‪ :‬تصنف الخيارات الى خيارات امريكية و خيارات اوربية‪.‬‬

‫أ‪ -‬الخيارات االمريكية ‪ :‬هي الخيارات التي يمكن تنفيدها في اي تاريخ طيلة مدة التعاقد قبل‬
‫تاريخ استحقاقها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ب‪ -‬الخيارات االوربية ‪ :‬هي الخيارات التي تنفد في تاريخ واحد و هو تاريخ االستحقاق فقط‪.‬‬

‫حسب نوع الصفقة ‪ :‬تصنف الى خيارات بيع و خيارات شراء‬ ‫‪-2-4‬‬

‫أ‪ -‬خيار الشراء ‪ :‬هو عقد الخيار الدي ينطوي على معاملة شراء لالصل محل التعاقد‪.‬‬

‫ب‪ -‬خيار بيع ‪ :‬هو الخيار الدي ينطوي على معاملة بيع لالصل محل التعاقد‪.‬‬

‫حسب حيازة االصل محل التعاقد ‪ :‬تصنف الخيارات الى مغطاة و خيارات غير مغطاة‬ ‫‪-3-4‬‬

‫أ‪ -‬الخيار المغطى ‪ :‬هو الخيار الدي يحوز فيه بائع االصل محل التعاقد على االصل في تاريخ‬
‫ابرام العقد و يكون عندها مالكا لالصل‪.‬‬

‫ب‪ -‬الخيار غير المغطى ‪ :‬هو الخيار الدي ال يحوز فيه بائع االصل محل التعاقد على االصل في‬
‫تاريخ ابرام العقد و يكون عندها بصدد بيع على المكشوف‪.‬‬

‫‪ -5‬االسعار في عقود الخيارات ‪:‬‬

‫يكن التمييز بين االسعار التالية المتعلقة بعقد الخيار ‪:‬‬

‫سعر التنفيد ‪ :‬يسمى كدلك سعر الممارسة يتمثل في سعر السهم الواحد الدي يمكن من شراء‬ ‫‪-‬‬
‫لالصل محل التعاقد (في اطار خيار شراء) او سعر بيع االصل محل التعاقد (في اطار‬
‫خيار بيع) و هو السعر الدي ستنفد به الصفقة ادا قرر مشتري عقد الخيار( خيار بيع او‬
‫شراء) تنفيده‪.‬و دلك حسب تطور االسعار ‪.‬‬

‫سعر الخيار ‪ :‬و هو عالوة الخيار يتمثل في السعر الدي يدفعه مشتري الخيار الى بائع عقد‬ ‫‪-‬‬
‫الخيار و يمثل سعر حق الخيار و يتحدد هدا السعر على اساس سعر واحد وحدة من‬
‫االصل محل التعاقدكان يكون سهما مثال و دلك في البورصات و بما ان هده االسواق تكون‬
‫فيها عقود الخيارات نمطية فانه يمكن تحديد عالوة العقد ككل بضرب عالوة السهم الواحد في‬
‫عدد اسهم عقد الخيار‪.‬‬

‫‪ -6‬تداول الخيارات في البورصة ‪:‬‬

‫تتداول عقود الخيارات اساسا في االسواق المنظمة اي البورصات هده االسواق توفر للمستثمرين‬
‫السيولة و يتم تداول الخيارات باصدار المستثمرين اوامر للسماسرة بالشراء او البيع و حسب السعر‬

‫‪25‬‬
‫الدي تحدده قوى العرض و الطلب و قد ساهمت هده االسواق في تنشيط عمليات تداول الخيارات من‬
‫خالل تنميط اسعار التنفيد و تواريخ الممارسة او التنفيد‪.‬‬

‫‪ -7‬بيت المقاصة في سوق عقود الخيارات ‪:‬‬

‫تؤدي بيت المقاصة في سوق عقود الخيارات عدة وظائف هامة تسهم في عملية نجاح عملية التداول‬
‫فهي تقوم بدور الوسيط بين السماسرة الممثلين للمستثمرين في السوق فبمجرد ان يتفاوض السماسرة‬
‫الممثلين للمشتري و البائع على االسعار داخل البورصة يحول التعامل مباشرة الى بيت المقاصة فمن‬
‫خالل السماسرة يتصل بائعو الخيارات التي تمثل خيارات الشراء ببيت المقاصة لتسليم حصصهم في‬
‫االسهم المتعاقد عليه ا و يتسلم مشترو الخيارات البيع فعليا حق حصصهم من بيت المقاصة و بدلك‬
‫تصبح بيت المقاصة هي المشتري لكل بائع و البائع لكل مشتري‪.13‬‬

‫هدا الدور يضمن عدم تعرض اي طرف من المتعاقدين في عقود الخيارات الى خطر عدم الوفاء‬
‫بااللتزامات ‪.‬و كنتيجة لتعامالت بيت المقاصة فان مركزها الصافي معدوم الن عدد العقود المشت ارة‬
‫يساوي عدد العقود المباعة و من اكبر مميزات بيت المقاصة ان المتعاملين في السوق المالي يمكنهم‬
‫بسهولة ان يلغوا مراكزهم‪.‬‬

‫و الن بيت المقاصة يحتفظ بحسابات كل البائعين و المشترين فانه يمكنها بسهولة الغاء التزامات كل‬
‫من محرري عقود الخيارات سواءا البيع او الشراء و دلك ادا ما رغبوا في تصفية مركزهم‪.14‬و تكون‬
‫خيارات الشراء مقابلة لخيارات البيع حتى تتم تصفية المراكز‪.‬‬

‫‪ -8‬العوائد المحققة على التعامل بالخيارات ‪:‬‬

‫تعقد عقود الخيارات اساسا للتحوط ضد تقلبات اسعار االصل محل التعاقد في سوقه المنظمة و تكون‬
‫توقعات الطرفين ال متعاقدين دائما متعاكسة بشان تقلبات تلك االسعار في اسواقها‪.‬‬

‫و بما ان عقود الخيارات هي ليست الزامية بل تمثل حق (شراء او بيع) لمشتري العقد فان عوائده‬
‫ترتبط برغبته في تنفيد العقد من دونها‪ .‬و هدا حسب مجرى االسعار ‪.‬و في حالة تنفيد العقد فان‬

‫‪COBBAUT Robert « Théorie financière », 4eme édition, édition economica, Paris 1997.p93.13‬‬
‫‪14‬‬
‫‪KOGAN Shimon Anthony KWASNICA M, WEBER Roberto; )university of Texas, university of‬‬
‫‪Pennsylvania, Carnegie Mellon university(,” Coordination in the presence of asset markets”; working‬‬
‫‪paper; 2009.‬‬

‫‪26‬‬
‫عوائده تتحدد بمقارنة السعر الجاري لالصل محل التعاقد ‪ St‬في السوق الحاضرة و سعر تنفيد عقد‬
‫الخيار‪.K‬‬

‫اما بالنسبة لمحرر العقد فان تنفيد العقد تابع لرغبة المشتري و تتحدد عوائده بناءا على مقارنة السعر‬
‫الجاري لالصل محل التعاقد في سوقه الحاضرة و سعر تنفيد عقد الخيار مع اعتبار عالوة الخيار‬
‫التي تحصل عليها عند تاريخ ابرام العقد و التي ال يرجعها الى المشتري في جميع الحاالت سواءا نفد‬
‫العقد ام ال ينفده لدلك نميز بين اربعة حاالت للعوائد حالتين للمشتري العقد و حالتين تخصان بائع‬
‫العقد كما يلي ‪:‬‬

‫عائد مشتري خيار شراء ‪:‬‬

‫العائد‬

‫‪k‬‬

‫‪s‬‬ ‫‪t‬‬

‫عائد مشتري خيار شراء‬ ‫الشكل (‪: )3-1‬‬

‫عندما يكون السعر الفوري يوم التسوية اقل من (السعر االجل‪ +‬العالوة) في عقد الخيار‬
‫يحقق مشتري خيار شراء خسارة محدودة على العقد بمقدار قيمة العالوة و يقرر الغاء العقد و‬

‫‪27‬‬
‫عندما يتساوى السعر الفوري مع القيمة (السعر االجل ‪ +‬قيمة العالوة) فان عائد المشتري‬
‫ينعدم و من ثم تنفيد العقد او الغاؤه يحقق له نفس العئد بينما يحقق عائد موجب ابتدا من‬
‫هده النقطة مع االرتفاع في السعر الفوري فيقرر تنفيد العقد‪.‬‬

‫عائد مشتري خيار بيع ‪:‬‬

‫العائد‬

‫‪k‬‬ ‫‪st‬‬

‫الشكل (‪: )4-1‬عائد مشتري خيار بيع‬

‫ادا كان السعر الفوري اقل من القيمة (السعر االجل – قيمة العالوة) فان مشتري خيار بيع‬
‫يحقق عائد موجب على العقد فينفد العقد و ينعدم عائده ادا تساوى السعر الفوري مع هده و‬

‫‪28‬‬
‫بالتالي تنفيد العقد ال يختلف عن عدم تنفيده بينما يحقق عائد سالب ادا تجاوز السعر الفوري‬
‫تلك القيمة و تكون خسارته محدودة بمقدار قيمة العالوة النه يعدل عن تنفيد العقد فيلغيه‪.‬‬

‫اما بالنسبة لبائع الخيار فيجب اعتبار عالوة الخيار كعائد مؤكد دائما كما يلي ‪:‬‬

‫عائد بائع خيار شراء‬ ‫‪-‬‬

‫العائد‬

‫‪k‬‬ ‫‪st‬‬

‫الشكل (‪: )5-1‬عائد بائع خيار شراء‬

‫ادا كان السعر الفوري اقل من القيمة السعر االجل‪ -‬العالوة فان البائع يحقق عائد موجب‬
‫ربح محدود بمقدار العالوة التي ال يرجعها الى المشتري بينما ادا كان السعر الفوري مساوي‬
‫للقيمة السابقة فان البائع ال يحقق ال ربح و ال خسارة و يحقق عائد سالب اي خسارة ال‬
‫محدودة ادا ما ازد السعر الفوري عن تلك القيمة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫عائد بائع خيار بيع ‪:‬‬

‫العائد‬

‫‪k‬‬ ‫‪st‬‬

‫الشكل (‪: )6-1‬عائد بائع خيار بيع‬

‫ادا كان السعر الفوري اقل من القيمة (السعر االجل ‪ -‬العالوة) فان بائع خيار بيع يحقق‬
‫عائد سالب اي خسارة ال محدودة الن الخيار ينفد عندها اما ادا تساوى السعر الفوري مع تلك‬
‫القيمة فان البائع ال يحقق ال ربح و ال خسارة على العقد بينما يحقق ربح محدود بمقدار‬
‫العالوة ادا زاد السعر الفوري عن تلك القيمة‪.‬‬

‫‪ -9‬اهمية التعامل بالخيارات ‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫يدخل المتعاملون سوق الخيارات لتحقيق عدة مزايا اهمها ‪:‬‬

‫الحماية ضد مخاطر عمليات البيع على المكشوف المتمثلة في بيع المتعامل الصل ما و‬ ‫‪-‬‬
‫يكون عند ابرامه لعقد البيع غير حائز على دلك االصل اي ال يملكه فهو بيع متعامل لما ال‬
‫يملك‪.‬‬

‫و بما ان االس عار الفورية في االسواق الحاضرة هي في تقلب مستمر و غير متوقع احيانا‬
‫فان عمليات البيع على المكشوف قد تنطوي على مخاطر تقلب االسعار تكون في غير‬
‫صالح المتعاملين‪ .15‬و هنا يمكن ان يكون المتعامل بالخيارات اما له مركز في السوق‬
‫الحاضرة على االصل محل التعاقد او له مركز في سوق العقود المستقبلية و هو ملزم بتسوية‬
‫معاملة مستقبال يمثل البائع على المكشوف فيها‪.16‬‬

‫ففي هاته الحالتين يدخل المتعامل سوق الخيارات كمشتري لعقد خيار فادا كانت االسعار‬
‫الفورية في السوق الحاضرة في غير صالحه ينفد الخيار اما ادا كانت العكس يمكنه العدول‬
‫عن تنفيد الخيار‪.‬‬

‫تحديد مسبق لخسارة المتعامل فالمتعامل في سوق الخيارات تكون خسارته معروفة و محددة‬ ‫‪-‬‬
‫مسبقا و تتمثل في العمولة و ال يمكن ان تتجاوز خسارة المشتري قيمة العالوة‪.‬‬

‫الرافعة المالية يحقق المتعامل لعقود الخيار ميزة الرافعة المالية فهو يحقق ارباح مقارنة‬ ‫‪-‬‬
‫بالسوق الحاضرة و التي يمكن ان تكون معتبرة جدا و هدا مقابل دفعه لمبلغ بسيط يتمثل في‬
‫عمولة الخيار مقارنة بقيمة الصفقة ‪.‬‬

‫‪15‬‬‫‪COUDERT, Florence VERHILLE ; « À propos des bulles spéculatives » ; bulletin de la banque de France; N°‬‬
‫‪95 ; novembre 2001.p07.‬‬

‫‪16‬‬
‫;‪ELLSBERG Daniel ; « Risk ambiguity and the Savage axioms »; the quarterly journal of economics; vol 75‬‬
‫‪N°04; november 1961,p35.‬‬

‫‪31‬‬
‫عقود المبادلة‬

‫‪ -1‬تعريف عقد المبادلة ‪:‬‬

‫هو عقد اتفاق بين طرفين او اكثر لتبادل سلسلة من التدفقات النقدية خالل فترة زمنية مستقبلية محددة‬
‫يلتزم فيها الطرف االول على دفع معدل فائدة ثابت على مبلغ مالي هو اصل الدين للطرف الثاني الدي‬
‫يلتزم بدفع معدل فائدة معوم اي متغير حسب السوق على نفس مبلغ الدين المحدد و لنفس المدة‪.‬‬

‫تعقد و تتداول عقود المبادلة اساسا في اسواق التراضي و تمثل التدفقات النقدية الناتجة عن عقود المبادلة‬
‫تدفقات مرتبطة اما باصل دين او بقيمة عملة اجنبية ‪.‬‬

‫‪ -2‬انواع عقود المبادلة ‪:‬‬

‫تمثل التدفقات النقدية الناتجة عن عقود المبادلة تدفقات مرتبطة اما باصل دين او بقيمة عملة‬
‫اجنبية لدلك يوجد نوعان من عقود المبادلة ‪ :‬مبادالت اسعار الفائدة و مبادالت اسعار الصرف‪.‬‬

‫‪ -1-2‬مبادالت اسعار الفائدة ‪:‬‬

‫تتمثل مبادالت اسعر الفائدة في عقد بين طرفين يوافق احد الطرفين ان يدفع سلسلة من معدالت‬
‫الفائدة الثابتة و في نفس الوقت يتسلم سلسلة من ال تدفقات النقدية محددة على اساس معدل فائدة‬
‫معوم و في المقابل يوافق الطرف االخر على استالم سلسلة من من التدفقات النقدية محددة على‬
‫اساس معدل فائدة ثابت مقابل دفعه سلسلة من اسعار تدفقات نقدية محددة على اساس معدل‬
‫فائدة معوم و تعطى مبادلة سعر الفائدة فترة معينة و هي التي تحدد سداد الفوائد و يتحدد مقدار‬
‫مدفوعات الفائدة الدورية على اساس مبلغ وهمي او اعتباري يمثل هدا المبلغ قيمة اسمية نظرية‬
‫تحدد بموجبها التدفقات النقدية التي تسدد وفقا التفاقية المبادلة و نظرايا فان الطرفين يتبادالن‬
‫اصل المبلغ و مع دلك فانه عمليا ال يكون تبادل المبلغ اصل الدين فهدا المبلغ هو اعتباري‬
‫يستخدم لتحديد قيمة التدفقات النقدية القساط استهالك القرض المحددة على اساس سعر الفائدة‬
‫المتغير التي سددت بين االطراف ‪.‬‬

‫أ‪ -‬تحديد اسعار الفائدة الثابت و المتغير ‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫اسعار الفائدة في عقد المبادلة احدهما ثابت يحدد ب ين الطرفين لتثبيت اقساط استهالك الدين‬
‫طيلة مدة اتفاقية المبادلة فهو سعر فائدة ثابت خالل كامل فترة المبادلة‪.‬‬

‫اما سعر الفائدة المتغير فهو الدي يلتزم بدفعه الطرف االخر في اتفاقية المبادلة و يتحدد على‬
‫اساس التدفقات النقدية التي يدفعها هدا الطرف للطرف االول و هو السعر المعوم الدي يعادل‬
‫سعر الفائدة السوقي المعمول به في االستدانة الدولية كسعر فائدة ما بين بنوك لندن ‪LIBOR‬‬
‫او سعر فائدة اصدارات سندات امريكية طويلة المدى ‪. OAT‬او سعر فائدة ما بين بنوك اوربا‬
‫‪. EURIBOR‬‬

‫ب‪ -‬تحديد اقساط استهالك الدين في مبادلة اسعار الفائدة ‪:‬‬

‫تتمثل اقساط استغالل الدين في مبادلة اسعار الفادة في التدفقات النقدية التي يلتزم كل طرف من‬
‫الطرفين يدفعها الى الطرف االول‪ .‬و تتحدد التدفقات النقدية التي يدفعها الطرف الثاني على‬
‫اساس سعر الفائدة الثابت المتفق عليه في عقد المبادلة نسبة الى اصل الدين و التي تدفع بصفة‬
‫دورية اما التدفقات النقدية التي يدفعها الطرف الثاني فتحدد على اساس معدل الفادة المعوم للفترة‬
‫التي تسبق فترة سداد الدفعة نسبة الى اصل الدين‪.‬‬

‫التدفقات النقدية للطرف ''ا'' = معدل الفائدة الثابت *اصل الدين‬

‫التدفقات النقدية للطرف ''ب'' = ‪ * LIBORt-1‬اصل الدين‬

‫ج‪ -‬الخطر االئتماني في مبادلة اسعار الفائدة ‪:‬‬

‫بما ان في مبادلة سعر الفائدة ال يتم دفع اي تدفق نقدي عند ابرام عقد المبادلة فانه ال يمكن ان‬
‫يتعرض احد الطرفين الى خطر عدم الوفاء بالتزامه تجاه الطرف االخر في دفع التدفقات النقدية‬
‫لدا عادة ما يتم اللجوء الى وساطة مؤسسة مالية قد تكون بنكا تجاريا يتوسط الطرفين في اتفاقية‬
‫المبادلة حيث ال يتم دفع التدفقات النقديةمباشرة انما دلك بواسطة هده المؤسسات المالية و هي‬
‫تضمن عدم التعرض الى خطر عدم الوفاء و دلك بقيامها بتجميع عدة مبادالت يكون الوسيط‬
‫فيها و حتى ال تتاثر بخطر عدم الوفاء بالتزاماتها في عقود المبادلة فانها تقوم بالتحوط ضد هدا‬
‫الخطر بادوات التحوط كالعقود المستقبلية او عقود الخيارات‪...‬الخ‪.‬‬

‫د‪ -‬استخدامات مبادلة على سعر الفائدة ‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫تستخدم عقود المبادلة على سعر الفائدة لتحقيق ما يلي ‪:‬‬

‫تغطية الدفعات المتغيرة الناتجة عن قرض و استبدالها بدفعات ثابتة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫االستفادة من انخفاض سعر الفائدة و استبدال قرض بفائدة ثابتة مقابل قرض بفائدة متغيرة‬ ‫‪-‬‬
‫في انخفاض‪.‬‬

‫‪ -2-2‬مبادلة اسعار الصرف ‪:‬‬

‫هي عبارة عن عقود مبادلة تعقد بين طرفين لتبادل اصل معين بعملة معينة للطرف االخر في‬
‫اتفاقية المبادلة على ان يلتزم هدا الطرف األخير بتبادل كمية متساوية او معادلة لألصل االول‬
‫بعملة اخرى‪ .‬و كل طرف سوف يدفع الفائدة على العملة التي يتسلمها في المبادلة و هده الفوائد‬
‫‪ .‬و بصفة عامة يوجد اربعة انواع من‬ ‫‪17‬‬
‫المدفوعة يمكن ان تكون بأسعار ثابتة او أسعار معومة‬
‫عقود المبادلة على أسعار الصرف و هي كالتالي ‪:‬‬

‫ان يدفع الطرف األول معدل ثابت على العملة التي يستلمها و الطرف الثاني يدفع معدل‬ ‫‪-‬‬
‫ثابت على العملة التي يستلمها‪.‬‬

‫ان يدفع الطرف االول معدل معوم على العملة التي يستلمها و الطرف الثاني معدل ثابت‬ ‫‪-‬‬
‫على العملة التي يستلمها‪.‬‬

‫ان يدفع الطرف االول معدل ثابت على العملة التي يستلمها و يدفع الطرف الثاني معدل‬ ‫‪-‬‬
‫معوم على العملة التي يستلمها‪.‬‬

‫ان يدفع الطرف األول معدل معوم على العملة التي يستلمها و يدفع الطرف الثاني معدل‬ ‫‪-‬‬
‫معوم على العملة التي يستلمها‪.‬‬

‫في الواقع عادة ما يتم التعامل بالنوع الثاني فهو اكثر انتشا ار ضمن مبادالت أسعار الصرف‪.‬‬

‫‪ -2-2‬مثال حول عقود المبادلة اسعار الصرف ‪:‬‬

‫‪17‬‬‫‪GOUX Jean-François (université Lyon 2 et GATE-CNRS); « Une approche déterministe du taux de‬‬
‫‪change euro-dollar» ; working paper ; 2009.‬‬

‫‪34‬‬
‫ان مبادلة العملة على اساس سعر فائدة ثابت مقابل سعر متغير هي الموع السائد في‬
‫مبادالت العملة و في هدا النوع من المبادالت ان اطراف العقد تتبادل اصل المبلغ في بداية‬
‫المبادلة و لكن احد الطرفين سوف يدفع سعر ثابت كفائدة على العملة االجنبية التي يتسلمها‬
‫بينما يدفع االخر سعر فائدة تتغير عن العملة التي يتسلمها‪.‬‬

‫تم تنظيم عقد مبادلة بين شركة امريكية و شركة يبانية على تبادل سيولة احدهما بالدوالر‬
‫االمريكي و االخرى بالين الياباني على اساس سعر صرف التالي ‪ 1 :‬دوالر امريكي مقابل‬
‫‪ 120‬ين ياباني‬

‫و دلك عند بداية المبادلة حيث تدفع الشركة االمريكية ‪ 10‬مليون دوالر للشركة اليابانية و‬
‫في المقابل تدفع الشركة اليابانية ‪ 1200‬مليون ين ياباني للشركة االمريكية‪.‬و مدة المبادلة‬
‫هي ‪ 04‬سنوات على اساس اقساط سنوية و سعر الفائدة ثابت خالل هده المبادلة هو ‪%7‬‬
‫حيث تلتزم الشركة االمريكية بدفع معدل ثابت خالل مدة المبادلة و تلتزم الشركة اليابانية‬
‫بدفع معدل معوم وفق معدل ‪ LIBOR‬حيث ‪LIBOR0 = 5%‬‬

‫الجدول التالي يبين مدفوعات الطرفين و دلك على اساس ‪:‬معدل سعر صرف يحدد مسبقا‬
‫‪1$= 120 ¥‬‬ ‫في عقد المبادلة حيث حدد سعر الصرف ب ‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫السنة التزامات الشركة اليابانية تدفع التزامات الشركة اليابانية‬
‫تدفع للشركة االمريكية‬ ‫للشركة االمريكية‬

‫‪$10000000‬‬ ‫‪¥120000000‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪¥84000000‬‬ ‫‪$500000‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪¥84000000‬‬ ‫‪LIBOR*10000000‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪¥84000000‬‬ ‫‪LIBOR*10000000‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪¥84000000‬‬ ‫‪LIBOR*10000000‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ +‬قيمة القرض(‪+ )10000000‬قيمة‬


‫القرض(‪)120000000‬‬

‫جدول(‪ : )1-1‬الدفعات املتبادلة بني مؤسستني مبوجب عقد مبادلة على أسعار الصرف‬

‫‪10000000*5%=500000‬‬

‫في مبادلة العملة فانه يتم حقيقة تبادل مبلغ الدين اي السيولتين بالعملتين المختلفتين بين الطرفين‬
‫المتعاقدين و هدا في بداية عقد المبادلة على ان يتم اعادة تبادل هتين السيولتين بين الطرفين في نهاية‬
‫العقد حيث يدفع مع القسط االخير في السنة االخ يرة مضافا له قيمة السيولة المبلغ االصلي كما هو‬
‫موضح في الجدول اعاله‪.‬‬

‫‪ -3-2‬استخدامات عقود المبادلة على العملة ‪:‬‬

‫يمكن اللجوء الى عقود المبادلة على العملة لتحقيق عدة استخدامات و هي ‪:‬‬

‫تمويل مؤسسة فرعية بالخارج ‪ :‬حيث يمكن لمؤسسة االم ان تتمكن من تمويل فرع لها في‬ ‫‪-‬‬
‫الخارج يتعامل بعملة تختلف عن عملتها المرجعية و دلك من خالل عقد مبادلة مع طرف‬
‫اخر يرغب في تبادله لعملتها المرجعية‪.‬‬

‫الحصول على تمويل من خالل اصدار االوروسندات ‪ euro-obligation‬و تحويل عملة‬ ‫‪-‬‬
‫السندات المصدرة م ن عملتها االجنبية الى العملة المرجعية للمؤسسة من خالل عقد مبادلة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الحماية من خطر سعر الصرف بتثبيت سعر تبادل العمالت في العقد‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫يمكن عقد المبادلة من االستفادة من التدفقات المتغيرة دات معدل متزايد مقابل دفع تدفقات‬ ‫‪-‬‬
‫ثابتة‪.‬‬

‫الرفع في سيولة البنوك من خالل عقد مباد لة بين بنكين و تبادل تدفقات بمعدل ثابت مقابل‬ ‫‪-‬‬
‫تدفقات متغيرة‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫التوريق المصرفي‬

‫تعريف التوريق ‪:‬‬

‫اصطالحا التوريق من فعل ورق أي تحويل اصل معين الى اوراق‪.‬‬

‫وبالنسبة للمعامالت المالية يعني تحويل قرض في صورة غير سائلة الى اوراق مالية سائلة يمكن تداولها‬
‫في السوق المالي‪.‬‬

‫التوريق المصرفي هو تقنية مالية مستحدثة تمكن مؤسسات االئتمان من بنوك و مؤسسات مالية من‬
‫التنازل عن اصولها المتجانسة و المضمونة الى مؤسسة متخصصة تقوم بتجزئتها أي توريقها على شكل‬
‫اوراق مالية و طرحها الى اكتتاب الجمهور و دلك من اجل تخفيض المخاطر و رفع تدفقات سيولة البنك‪.‬‬

‫فالتوريق ادن هو تحويل القرض الى اوراق مالية قابلة للتداول و بدلك تحول الديون من المقرض االساسي‬
‫المتمثل في البنك الى مقرضين اخرين هم المستثمرون الماليون في تلك االوراق المالية على مستوى‬
‫السوق المالي‪.‬‬

‫اطراف عملية التوريق ‪:‬‬


‫يساهم في عملية التويق عدة اطراف منها مباشرة و االخرى غير مباشرة‬
‫ا‪ -‬االطراف المباشرة في عملية التوريق‪:‬‬
‫تتمثل فيمايلي ‪:‬‬
‫‪ -‬البنك االساسي و هو المؤسسة المبادرة بالتوريق و هي عبارة عن مؤسسة ائتمان تقوم‬
‫بالتنازل عن قروضها بصفة كلية او جزئية للمؤسسة المتخصصة بالتوريق من اجل اعادة‬
‫تمويل نفسها‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسة المتخصصة في التوريق و هي المؤسسة المكلفة بالتوريق تقوم بشراء القروض‬
‫المتنازل عنها من طرف المؤس سة المبادرة بالتوريق و اعادة بيعها الى المستثمرين في‬
‫االوراق المالية في السوق المالي و دلك مقابل معدل فائدة معين‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫المؤتمن المركزي يتمثل دوره في حفظ االوراق المالية و التعامل عليها و ادارتها باسم و لصالح المالك‬
‫المسجل و لصالح المالك المستفيد من عملية التوريق‪.‬‬

‫ب‪ -‬االطراف غير المباشرة في عملية التوريق‪:‬‬


‫‪ -‬المقترض و هو المدين الدي استفاد من قرض منحته له المؤسسة البنكية و عادة ما‬
‫تكون له حاجة سيولية للقيام بتمويل عمليات استثمارية او استغاللية او لمواجهة التزامات‬
‫حان ميعاد استحقاقها‪.‬‬
‫‪ -‬المستثمرون الماليون الدين يقومون بشراء االوراق المالية التي اصدرتها المؤسسة‬
‫المتخصصة بالتوريق من اجل تحقيق عوائد مالية‪.‬‬
‫‪ -‬وكاالت التصنيف االئتماني التي تقوم بمراقبة و تقييم قدرة و نجاعة االوراق المالية‬
‫المصدرة للستثمار فيها بقياس درجة خطورتها‪.‬‬

‫خطوات عملية التوريق ‪:‬‬

‫تمر عملية التوريق بالخطوات االساسية التالية ‪:18‬‬

‫أ‪ -‬يقوم البنك او المؤسسة المالية ببيع اصل الدين الى مؤسسة متخصصة التي عادة ما تكون بنكا‬
‫متخصص في عملية التوريق و هدا حتى يخرج دلك الدين من الدمة المالية للبنك االساسي او‬
‫المؤسسة المالية الى دمة البنك المتخصص‪.‬‬
‫ب‪ -‬تنقل االصول بضماناتها الى المؤسسة او البنك المتخصص حيث عادة ما تكون هده االصول‬
‫مضمونة برهن و ملكيتها لدى البنك االساسي‪.‬‬
‫ت‪ -‬تصدر المؤسسة المتخصصة اوراقا مالية تعادل قيمة الديون محل التوريق للحصول على سيولة‬
‫من خالل بيعها للمستثمرين في السوق المالي‪.‬‬
‫ث‪ -‬تستخدم المؤسسة ال متخصصة السيولة المتحصل عليها من بيع السندات لسدادقيمة االصل للبنك‬
‫االساسي‪.‬‬

‫سقالب فريدة"التوريق المصرفي كالية لضمان القروض المصرفية" اطروحة دكتوراه جامعة مولود معمري ‪ . 2016‬ص ‪17‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪39‬‬
‫ج‪ -‬يهدف المستثمرون من االستثمار في االوراق المالية الى تحقيق معدل العائد الدي تحمله تلك‬
‫االوراق اضافة الى ارتفاع قيمتها السوقية في السوق المالي من اجل تحقيق فائض قيمة على‬
‫االستثمار‪.‬‬

‫أهمية التوريق‪:‬‬
‫للتوريق أهمية بالغة في المعامالت المالية المصرفية و تظهر اهميته على ثالثة مستويات و‬
‫هي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة للبنوك و المؤسسات المالية‬
‫يمكن تحديد أهمية التوريق بالنسبة للبنوك و المؤسسات المالية في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬توفير السيولة و نقل المخاطر حيث يمكن التوريق من تحسين سيولة البنك مع ضمان‬
‫تعجيل استرداد حقوقه من المدينين أي التخلص من خطر عدم الوفاء لدى المدينين‪.‬‬
‫‪ -‬تمكين البنوك و المؤسسات المالية من االلتزام بمعدل اليسار المالي حيث تفرض‬
‫اللوائح المصرفية و المحاسبية على البنوك الحفاظ على معدل اليسر المالي و تمكن‬
‫عملية التوريق البنوك من االحتفاظ بجزء من اموالها الخاصة لمواجهة اي التزامات‬
‫طارئة‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة معدل النشاط االئتماني و انخفاض عمولته تحد اللوائح المصرفية االئتمانات‬
‫بحدود قصوى ال يمكن للبنوك تجاوزها و من خالل عملية التوريق يمكن للبنك ان يوسع‬
‫من نشا طه االئتماني بحيث يعيد تقديم السيولة المسترجعة في شكل قروض جديدة لعمالء‬
‫البنك بمعدل منخفض مما يرفع في الجدارة االئتمانية للبنك‪.‬‬
‫فتح المجال امام انشطة جديدة للبنوك و تعظيم مواردها المالية مثل ان تعهد المؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫المتخصصة لمانح االئتمان باالستمرار في ادارة محفظة الحقوق موضوع اتفاق الحوالة او‬
‫جزء منها بعد خروجها من دمته المالية بحيث يعلم المدين بهدا االتفاق مما يمكن مانح‬
‫االئتمان من اجراءات المطالبة و التحصيل مقابل عمولة تفتح امامه مجاال جديدا من‬
‫مجاالت العمل‪.‬كما تمكن عملية التوريق مانح االئتمان من المشاركة في ناتج تصفية‬
‫عملية التوريق مما يمكنه من تعظيم موارده المالية‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة للمستثمرين في السوق المالية‪:‬‬
‫تظهر اهمية التوريق بالنسبة للمستثمرين من خالل خلق اداة مالية جديدة تجدب‬
‫المستثمرين بعائدها المرتفع و درجة خطورتها المعقولة مما يمكنهم من تعظيم عوائدهم‬
‫اضافة الى تحقيقهم مبدا التنويع الكفء لمحافظهم المالية‪.‬‬

‫ت‪ -‬بالنسبة لالقتصاد الوطني‬


‫تمكن عملية التوريق من تحسين الظروف المالية لعمل البنوك و هو ما يرفع في معدل‬
‫المديونية و تمويل االقتصاد‪.‬‬
‫كما تكمن عملية التوريق من توسيع دائرة النشاط االقتصادي نظ ار لتعدد االطراف المساهمة‬
‫فيها ما بين منشئ للقرض و مانحه و حامل لمخاطره‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫القسم الثاني ‪:‬الهندسة المالية االسالمية‬

‫‪42‬‬
‫الهندسة المالية اإلسالمية ‪ :‬المبادئ و األسس‬

‫تعريف الهندسة المالية اإلسالمية ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫ان الحديث على الهندسة المالية اإلسالمية يتطلب التعرض الى مفهوم المالية اإلسالمية او التمويل‬
‫اإلسالمي‪ .‬فالمالية اإلسالمية هو علم المالية الدي يستمد مبادئه من الشريعة اإلسالمية بمصادرها‬
‫الثالثة القران الكريم و سنة الرسول (صلى هللا عليه و سلم) و اجماع العلماء‪.‬‬

‫و تعرف الهندسة المالية االسالمية على انها مقاربة مالية تقوم على خلق و تصميم و ابتكار منتجات‬
‫مالية لحل مشاكل مالية معينة حسب مبادئ الشريعة االسالمية‪.‬‬

‫هده المبادئ التي تحرم ا لمعامالت الربوية و تعتبر النقود ليست اصال مد ار للربح عكس ما هو عليه‬
‫في المالية التقليدية‪.‬‬

‫مبادئ الهندسة المالية االسالمية ‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫يمكن تصنيف مبادئ المالية االسالمية الى مجموعتين مبادئ عامة و مبادئ خاصة‪.‬‬

‫‪ -1-2‬المبادئ العامة للهندسة المالية االسالمية ‪:‬‬

‫تتمثل مبادئ العامة للمالية االسالمية في ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬تحريم الربا ‪ :‬بشكل عام تدخل اإلسالم بهيكل السوق حيث حرم كل عقد يؤدي إلى الربا‬
‫والظلم و دلك بتحريم الفوائد اخدا و عطاءا‬

‫‪ -‬تحريم الغرر ‪ :‬اي رفع الغبن والتدليس ‪,‬و يحرم الغرر بيعا و شراءا وفلسفة اإلسالم في ذلك‬
‫أنها شروط أساسية للمنافسة الكفؤة الشريفة‪ .‬فال يجوز بيع السمك في البحر او الثمار قبل‬
‫نضجها ‪...‬الخ‬

‫‪ -‬االستثمار الحقيقي وليس الوهمي ‪ :‬تميزت األسواق المالية بكثرة المضاربات غير األخالقية‬
‫من بعض المتعاملين بالسوق المالي فيقومون بشراء األوراق المالية وبيعها ليس بغرض‬

‫‪43‬‬
‫االستثمار أو تحقيق الربح ولكن بغرض التاثير على االسعار وتحقيق ارباح راسمالية و هذا ما‬
‫يؤدي إلى ظهور ميول احتكارية في هذه األسواق ‪ ,‬لكن في السوق اإلسالمية ال توجد مثل‬
‫هذه المضاربات الن مضمون العقود اإلسالمية أنها عقود ترمي إلى االستثمار الحقيقي وليس‬
‫المالي المضاربي التقليدي مثل المشاركات و المضاربات االسالمية و االستصناع‪. 19‬‬

‫‪ -‬المساهمة الحقيقية في التنمية االقتصادية ‪ :‬إن من شروط تحقيق قيمة مضافة في االقتصاد‬
‫أن تكون االستثمارات فيه حقيقية ‪ ,‬وهذا ما تتميز به األسواق المالية اإلسالمية ‪ ،‬وهذا مبدأ‬
‫مهم من مبادئ االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬حيث إنه ال يوجد تناقض بين األهداف الكلية للمجتمع‬
‫في التنمية االقتصادية‪ ،‬وتعامالت األفراد في السوق اإلسالمية‪.‬و في هدا االطار يجب تغليب‬
‫م صلحة المجتمع على مصلحة المؤسسة كوحدة واحدة اد ال يجب ان تفضل المؤسسة مشروع‬
‫يحقق لها ارباح كبيرة و ال يخلق مناصب شغل على مشروع اخر يحقق ارباح اقل لكن يخلق‬
‫ععد اكبر من مناصب شغل‪.‬‬

‫‪ -2-2‬المبادئ الخاصة للهندسة المالية اإلسالمية ‪:‬‬

‫هده المجموعة الثانية من المبادئ فهي هامة وتتميز بالخصوصية في المعامالت المالية‬
‫اإلسالمية وتشمل‪ :‬االلتزام األخالقي والقيمي‪ ،‬اإلباحة الشرعية‪ ،‬التوازن والحاجة الحقيقية‪.‬‬

‫‪ -‬مبدا االلتزام الشرعي و االخالقي ‪ :‬اد تؤكد المالية اإلسالمية على لزوم ان تتوافق االستثمار‬
‫مع الشريعة اإلسالمية و األخالق اإلنسانية بصفة عامة فكما أن الشريعة شجعت على العمل‬
‫والتجارة والكسب الحالل فإنها منعت المنتجات والخدمات المحرمة اخالقياً التي من شانها‬
‫االضرار بالفرد والمجتمع فال يجوز مثال االستثمار في مجال صناعة األسلحة الفتاكة بالبشر‬
‫او االستثمار في مجال العاب الميسر او الصناعات الكحولية او المخدرات‪...‬الخ‪.‬‬

‫اإلباحة األصلية للمعامالت ‪ :‬فالشريعة اقرت في قواعدها وضوابطها الفقهية القاعدة الشرعية‬ ‫‪-‬‬
‫التي نصت على أن " األصل في البيوع اإلباحة" المنبثقة من األصل العام "األصل في‬

‫‪ 19‬عبد الكريم قندوز‪" ،‬الهندسة المالية اإلسالمية بين النظرية و التطبيق"‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2009 ،‬ص‪.40‬‬

‫‪44‬‬
‫األشياء اإلباحة" حتى يثبت النهي‪ ،‬وهذا في كل شيء‪ .‬وهذا أصل جليل يعتمد عليه في‬
‫تصميم العقود والمسائل المالية الحديثة في الواقع االقتصادي المعاصر مما لم يتطرق إليه‬
‫الفقهاء من قبل‪ ،‬يكون مقبوالً شرعاً‪ ،‬إذا لم يتعارض مع دليل شرعي من المصادر األصلية‬
‫وكان مما اقتضه مصالح الناس العامة ولم يشتمل على مفسدة راجحة‪ .‬واألمثلة على ذلك‬
‫كثيرة نذكر منها‪ :‬عقد اإلجارتين‪ ،‬عقد التحكير‪ ،‬عقد المقاولة و االشتراط لمصلحة الغير‪.‬‬

‫مبدأ التوازن ‪ :‬يؤكد هدا المبدا على وجود العدالة في تحمل كل من طرفي العقد اللتزاماته‬ ‫‪-‬‬
‫مقابل الحصول على حقوقه‪ ،‬فال ينبغي أن يتحمل طرف التزامات الطرف اآلخر وال ينتقص‬
‫من حقوقه‪ ،‬مع وجوب مراعاة االلتزام بالشروط فالمتعاقدون عند شروطهم‪ ،‬تحقيقا لحكمة‬
‫الشريعة ورغبتها في قطع الطريق على النزاع بين المتعاقدين‪ ،‬ومن أمثلة ذلك اشتراط الزيادة‬
‫في القرض إلى أجل أو الغرر والجهالة في المبيع أو الثمن أو األجل‪ ،‬وكل شرط أو عرف‬
‫من شأنه أن يخالف مقتضى العقد ‪.‬‬

‫مبدأ الواقعية ‪ :‬فتلبية الحاجة والتعامالت االقتصادية الحقيقية هي الباعث على التعاقد وليس‬ ‫‪-‬‬
‫مجرد العبث تدعو للعقد حاجة ويتم فيها تبادل أصول أو حقوق ملموسة لها قيمة من وجهة‬
‫نظر الشريعة وليست أمور احتمالية أو وهمية كالمتاجرة في مؤشرات األسهم أو المشتقات‬
‫المالية التي يغلب عليها صفة المبادالت الصفرية‪.‬‬

‫ان هده المبادئ تهدف الى بعث السلوك االنساني للمعامالت المالية بحيث يمكن من التنمية االقتصادية‬
‫للمجتمع و تقليص الفوارق االجتماعية ما بين طبقات المجتمع و تمكن الفقير من تنمية موارده المالية و‬
‫هو ما يتعارض في بعض النقاط مع مبادئ المالية التقليدية‪.‬‬

‫‪ -3‬مناهج تطوير المنتجات المالية اإلسالمية ‪:‬‬

‫يمكن أن يكون لصناعة الهندسة المالية اإلسالمية عدة مداخل‪ ،‬و هي تتعدد تبعاً للطرق الممكن‬
‫استخدامها من طرف المؤسسات المالية اإلسالمية في إقامة التصميمات المالية لكنها في الغالب تكون‬
‫في إحدى المقاربتين التاليتين‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -1-3‬المنهج األول‪ :‬المحاكاة‪ :‬مضمون هدا المنهج أن يتم سلفاً تحديد النتيجة المطلوبة من منتج‬
‫الصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬وهي عادة النتيجة نفسها التي يحققها المنتج التقليدي‪.20‬‬

‫و بغض النظر عن الحكم الشرعي لهذه المنتجات حيث تثير الكثير من الجدل فإن المنهجية التي تتبعها‬
‫قائمة على المحاكاة والتقليد للمنتجات ا لمالية التقليدية‪ .‬و إذا كان من أبرز مزاياها السهولة والسرعة في‬
‫تطوير المنتجات‪ ،‬إذ أنها ال تتطلب الكثير من الجهد والوقت في البحث والتطوير‪ ،‬بل مجرد متابعة‬
‫المنتجات األكثر رواجا في السوق وتقليدها من خالل توسيط السلع‪ ،‬فإن سلبياتها كثيرة منها‪:‬‬

‫‪ -‬أن تصبح الضوابط الشرعية مجرد قيود شكلية ال حقيقة وال قيمة اقتصادية منها‪ .‬و هذا ما يضعف‬
‫قناعة العمالء بالمنتجات اإلسالمية‪ ،‬ويجعل التمويل اإلسالمي محل شك من حيث مبادئه ‪ ،‬بل و‬
‫تصبح تلك الضوابط عائقاً أمام المؤسسات المالية‪ ،‬إذ هي ال تحقق أي قيمة مضافة‪ ،‬بل مجرد تكلفة‬
‫إضافية‪ .‬و من الطبيعي في هذه الحالة أن ِّ‬
‫تحمل المؤسسات المالية هذه التكلفة على العميل‪ ،‬لتكون‬
‫المنتجات اإلسالمية المقلدة في النهاية أكثر كلفة من المنتجات التقليدية‪ ،‬مع أنها تحقق في النهاية‬
‫النتيجة نفسها‪.‬‬
‫‪ -‬حيث إن المنتجات التقليدية تناسب الصناعة التقليدية وتحاول معالجة مشكالتها ‪ ،‬فإن محاكاة هذه‬
‫المنتجات يتطلب التعرض لنفس المشكالت‪ ،‬وهذا بدوره يستلزم محاكاة المزيد من المنتجات التقليدية‬
‫بحيث تصبح الصناعة المالية اإلسالمية في النهاية تعاني من نفس األزمات التي تعاني منها‬
‫الصناعة المالية التقليدية‪.‬‬
‫‪ -‬أي منتج لصناعة الهندسة الما لية التقليدية هو جزء من منظومة متكاملة من األدوات والمنتجات‬
‫القائمة على ورؤية محددة‪ .‬فمحاولة تقليد مضمون هذه المنظومة وأساسها‪ ،‬يجر الصناعة اإلسالمية‬
‫لمحاكاة سائر أدوات المنظومة وعناصرها‪ ،‬وهو ما يجعل الصناعة المالية اإلسالمية مهددة بأن تفقد‬
‫خصوصياتها وتصبح مجرد امتداد للصناعة التقليدية‪ ،‬وبذلك فإن كل المشكالت التي تعاني منها‬
‫الصناعة التقليدية ستنتقل بدورها إلى الصناعة المالية اإلسالمية‪ .‬فبدالً من أن يكون التمويل‬
‫اإلسالمي هو الحل للمشكالت االقتصادية التي يعاني منها العالم اليوم‪ ،‬يصبح مجرد صدى‬
‫وانعكاس لهذه المشكالت‪.‬‬

‫‪ -18‬سامي السويلم "صناعة الهندسة المالية ‪..‬نظرات في الواقع االسالمي‪ ،:‬مركز البحوث ‪ ،‬شركة الراجحي لالستثمار‪ ،‬ديسمبر‬
‫‪.2000‬‬

‫‪46‬‬
‫و ما سبق ال يعني أن جميع المنتجات التي تقدمها الصناعة المالية التقليدية غير مناسبة للتمويل‬
‫اإلسالمي‪ .‬ولكن يجب التفرقة بين ما يتالءم مع فلسفة التمويل اإلسالمي ومبادئه‪ ،‬وبين محاكاة األساس‬
‫الذي تقوم عليه المنظومة التقليدية و مدى مالئمتها للمالية االسالمية‪.‬‬

‫‪ -2-3‬المنهج الثاني‪ :‬األصالة و االبتكار‪ :‬المدخل الثاني لتطوير المنتجات المالية اإلسالمية هو البحث‬
‫عن االحتياجات الفعلية للعمالء والعمل على تصميم المنتجات المناسبة لها‪ ،‬شرط أن تكون متوافقة مع‬
‫مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ .‬وهذا المنهج يتطلب دراسة مستمرة الحتياجات العمالء والعمل على تطوير‬
‫األساليب التقنية والفنية الالزمة لها‪ ،‬و ذلك لضمان الكفاءة االقتصادية للمنتجات المالية‪ ،‬كما يتطلب‬
‫وضع أسس واضحة لصناعة مالية إسالمية مستقلة عن الصناعة المالية التقليدية‪ .‬و الشك في أن هذا‬
‫المنهج أكثر تكلفة من التقليد والمحاكاة‪ ،‬لكنه في المقابل أكثر جدوى وأكثر إنتاجية هذا من جهة و من‬
‫جهة ثانية فإن هذا المنهج يحافظ على أصالة المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬كما يسمح لها باالستفادة من‬
‫منتجات الصناعة المالية التقليدية ما دامت تفي بمتطلبات المصداقية الشرعية‪ ،‬كما يساعد ذلك على‬
‫استكمال المنظومة المعرفية للصناعة المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫ولضمان نجاح هذين المنهجين في تطوير منتجات الصناعة المالية اإلسالمية ينبغي االجتهاد في‬
‫تقوية وسالمة البنية التحتية لها‪ ،‬من خالل العمل على تنفيذ عدد من المشاريع التي تعود بالنفع والفائدة‬
‫على المنتجات المالية اإلسالمية بشكل عام‪ ،‬منها تأسيس مراكز مختلفة داخل المجلس العام للبنوك‬
‫والمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬ومن هذه المراكز مركز الرصد والتواصل المالي اإلسالمي (مع العمالء‬
‫والجمهور)‪ ،‬ومركز اعتماد التدريب المالي اإلسالمي‪ ،‬ومركز المنتجات المالية اإلسالمية‪ ،‬ومركز‬
‫المعلومات والدراسات المالية‪ ،‬باإلضافة إلى تأسيس الهيئة الشرعية لتكون المرجعية العليا‪ .‬وسيساهم ذلك‬
‫في نمو هذه الصناعة المالية اإلسالمية من خالل تشجيع خدمات البحوث والتطوير وتسجيل المنتجات‬
‫وضمان جودتها التصميمية والشرعية‪ .‬وحمايتها والحفاظ على سالمة منهجها ومسيرتها على الصعيدين‬
‫النظري والتطبيقي‪ ،‬إلى جانب التعريف بخدمات هذه الصناعة‪ ،‬ونشر المفاهيم والقواعد واألحكام‬
‫والمعلومات المتعلقة بها‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ -4‬تصنيف منتجات الهندسة المالية اإلسالمية‪:‬‬

‫إن الوجه اإلسالمي لهذه الصناعة المالية والذي يميزها عن غيرها التقليدية‪ ،‬التزامها في كل‬
‫عناصرها بأحكام وقيم وتوجيهات اإلسالم و يمكن تصنيف المنتجات المالية اإلسالمية حسب‬
‫ثالثة معايير و هي التداول في السوق المالي و حسب المتعاملين و من حيث أساليب التعامل‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1-4‬من حيث المنتجات المالية المتداولة في األسواق المالية ‪ :‬نجد ما يلـي‬

‫‪ -‬األسهم‪ :‬كل أسهم الشركات أيا كان نوع النشاط يمكن قبوله في السوق المالية اإلسالمية ما‬
‫عدا األسهم المحرمة أي التي تعتمد عن شركات تتعامل بالمحرمات أو بأساليب محرمة شرعاً‪.‬‬

‫‪ -‬صكوك اإلجارة‪ :‬وهي تطرح لجمع مبلغ لشراء عين كبير وتأجيرها تأجي اًر تشغيلياً أو منتهياً‬
‫بالتمليك لجهة ما‪ ،‬ويوزع عائد أقساط اإلجارة على حملة الصكوك‪ ،‬مع ِّ‬
‫رد جزء من قيمة العين‬
‫إن كان تأجي اًر منتهياً بالتمليك‪ ،‬ويتم تداول هذه الصكوك في األسواق المالية اإلسالمية ألن‬
‫حامل الصك يملك الجزء الشائع الذي يمثله الصك في العين المؤجرة‪ .‬وميزة هذه الصكوك أنها‬
‫تغل لحاملها عائداً ثابتاً هو نصيبه في أقساط اإلجارة‪ :‬وبالتالي ففيها غناء عن السندات ذات‬
‫ُّ‬
‫الفوائد الربوية التي تتميز بوجود عائد ثابت محدد مقدماً‪.‬‬

‫‪ -‬صكوك المشاركة‪ :‬وتطرح لجمع مبلغ من المال يمثل حصته في رأس مال الشركة (مثل‬
‫األسهم) ولكن تختلف عنها في كونها مؤقتة بمشروع معين أو مدة معينة‪ ،‬ولحامل الصك الحق‬
‫في ملكية جزء كبير من صافي أصول الشركة وحق في الربح الذي يتحقق‪ ،‬ويمكن تداولها‬
‫بقيمة سوقية معبرة عن التغيرات التي تحدث في قيمة أصول المشاركة ومعدل الربح الموزع‪.‬‬

‫‪ -‬صكوك المضاربة‪ :‬وهي مثل صكوك المشاركة واالختالف فيها أن حملة صكوك المضاربة‬
‫يحصلون على جزء من الربح‪ ،‬والمضارب يحصل على جزء‪ ،‬أما الخسارة العادية التي لم‬
‫يتسبب فيها مدير المضاربة فيتحملها حملة الصكوك‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ -‬صكوك المرابحة‪ :‬وتطرح لجمع مبلغ لتمويل عملية شراء سلعة وبيعها لعميل بتكلفة الشراء مع‬
‫ربحا يتفق عليه عند عقد البيع‪ ،‬ويكون لحملة الصكوك الحق في المبالغ المحصلة من العميل‬
‫كاسترداد أو إطفاء لصكوكهم إضافة إلى الربح المحدد في العقد‪ ،‬وهذه ال يمكن تداولها ألنها‬
‫دين الصك الذي عليه بالقيمة االسمية‪.‬‬

‫‪ -‬صكوك السلم‪ :‬تطرح لجمع مبلغ لتسليمه إلى مورد لشراء سلعة منه تسلم بعد مدة ويكون حق‬
‫حامل الصك مؤجالً إلى حين استالم السلع وبيعها‪ ،‬فتصفي الصكوك بالحصول على المبلغ‬
‫األص لي زائد الربح من بيع السلعة‪ ،‬وهذه ال يجوز تداولها ألنه ال يجوز بيع السلم قبل قبضه‬
‫من ناحية وألنها تمثل ديناً وتداول الديون له ضوابط ال يتيسر معه تداول الصكوك ‪.‬‬

‫‪ -‬صكوك االستصناع‪ :‬وتطرح لجمع مبلغ إلنشاء مبنى أو صناعة آلة أو معدة مطلوبة من‬
‫مؤسسة معينة بمبلغ يزيد عن المبلغ الالزم لصناعتها‪ ،‬وحقوق حملة الصكوك تتمثل فيما دفعوه‬
‫ثمناً لهذه الصكوك إضافة إلى الربح الذي يمثل الفرق بين تكلفة الصناعة وثمن البيع‪ ،‬وهذه ال‬
‫يجوز تداولها مثل السلم ‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أنه يمكن اشتقاق صكوك أخرى من هذه الصكوك بتعديل في بعض‬
‫شروط اإلصدار‪.‬‬

‫وهكذا يتضح أن السوق المالية اإلسالمية تتميز عن السوق المالية التقليدية بوفرة المنتجات‬
‫المالية وتنوعها‪ ،‬فليست مقصورة على األسهم والسندات فقط وإنما على أنواع عدة‪ ،‬فضالً عن‬
‫كون المنتجات المالية فيها تعبر عن أموال مستثمرة في اقتصاد حقيقي وليست منتجات‬
‫مفترضة مثل المشتقات والمؤشرات‪.‬‬

‫‪ -2-4‬من حيث المتعاملين ‪ :‬في البداية فإن عمل الشركات العاملة في األوراق المالية جائز‬
‫شرعاً‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬يوجد بالسوق اإلسالمية السماسرة والشركات تكون المحافظ وشركات االكتتاب‬
‫والتغطية والمقاصة وغيرها‪ ،‬ومن جانب آخر فإن التعامل في السوق المالية اإلسالمية ليس‬
‫مقصو اًر فقط على المؤسسات المالية واإلسالمية ولكن يتعامل فيها المؤسسات األخرى التقليدية‬
‫بل حتى غير المسلمين‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ -3-4‬من حيث أساليب وصور التعامل ‪ :‬إن التعامل في السوق اإلسالمية يتم وفقاً لألحكام‬
‫الشرعية‪ ،‬وبالتالي تم االلتزام في إصدار األوراق المالية والصكوك باألحكام المنظمة للعقود‬
‫الشرعية المؤسسة عليها مثل عقد المرابحة والمشاركة والمضاربة والسلم وإالستصناع‪ ،‬كما يتم‬
‫االلتزام في تداولها باألحكام والقيم اإلسالمية وبصور البيع المقبولة شرعاً‪ ،‬وبالتالي فال يوجد‬
‫فيها تعامل بالمشتقات حسبما يجري العمل في السوق التقليدية وال بالمستقبليات بالصورة التي‬
‫تتم بل بطريقة بيع السلم‪ ،‬وال الشراء بالهامش أو البيع على المكشوف كما هو عليه في ادوات‬
‫الهندسة التقليدية وبالجملة فكل ما ذكرناه من أساليب وصور التعامل التي تجرى في األسواق‬
‫التقليدية وأشرنا إلى عدم جوازها شرعاً ال يتم التعامل بها‪ ،‬ومع األخذ في االعتبار االلتزام‬
‫بالقيم اإلسالمية الخاصة بالصدق واألمانة وعدم الغش و الغرر‪.‬‬

‫‪ -5‬واقع الصناعة المالية اإلسالمية ‪:‬‬

‫إن األسواق المالية اإلسالمية حقيقة واقعية ويتزايد حجمها يوماً بعد يوم‪ ،‬وتتعدد فيها الصكوك‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وتمتد جغرافياً في جميع أنحاء العالم حيث يتم التعامل في هذه الصكوك إصدا اًر في العديد‬
‫من الدول‪ ،‬ويتم تداولها في العديد من البورصات العالمية‪. 21‬‬

‫‪ -‬فقد بلغ حجم األموال في السوق المالية اإلسالمية حوالي ‪ 180‬مليار دوالر أمريكي رغم حداثة‬
‫إنشائها‪ ،‬وتتنوع هذه األموال بين إصدارات عديدة مثل صكوك اإلجارة والسلم و االستصناع والمشاركة‬
‫والمضاربة ويطلق عليها أحياناً في األسواق المالية العالمية " السندات اإلسالمية "‪.‬‬

‫‪ -‬فيما يلي أمثلة على بعض اإلصدارات التي تبين التنوع واالمتداد الجغرافي للسوق المالية اإلسالمية‪،‬‬
‫وتعامل المؤسسات المالية التقليدية وغير المسلمين فيها‪ ،‬ومن أهم هذه األمثلة ما يلـي‪:‬‬

‫و تعتبر ماليزيا من أوائل وأكبر الدول التي تنشط فيها السوق المالية اإلسالمية حيث تمثل‬ ‫‪-‬‬
‫اإلصدارات اإلسالمية فيها أكثر من ثلثي اإلصدارات الخاصة في سوقها المالي‪ ،‬إذ تبلغ حوالي‬
‫‪ 8.2‬مليار دوالر وبدأت اإلصدارات فيها منذ سنة ‪1990‬م بإصدار صكوك إسالمية من قبل‬

‫سامي السويلم "صناعة الهندسة المالية ‪..‬نظرات في الواقع االسالمي" مرجع سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪50‬‬
‫شركة بترول بمبلغ ‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬كما أصدرت شركة باوستهد القابضة في ماليزيا صكوك‬
‫بمبلغ ‪3‬و‪ 1‬مليار دوالر إلنشاء محطة طاقة‪ ،‬ولقد كانت ماليزيا من أوائل الدول التي قامت‬
‫بتنظيم التعامل باإلصدارات اإلسالمية من خالل جهة رسمية أطلق عليها " سوق المال اإلسالمية‬
‫الماليزية "‪.‬‬

‫اما بالنسبة لحكومة البحرين فقد بدات التعامل بالصكوك اإلسالمية بدءاً من سنة ‪2001‬م‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حيث أصدرت منذ ذلك التاريخ وحتى اآلن عشرة إصدارات لصكوك إجارة بلغ مجموعها ‪750‬‬
‫مليون دوالر‪ ،‬هذا إلى جانب إصدار صكوك سلم بمبلغ ‪ 25‬مليون دوالر‪ ،‬وال ننسى أن البحرين‬
‫تمثل مرك اًز مالياً إسالمياً عالمياً إضافة إلى إنشاء عدة مؤسسات مساندة للتمويل اإلسالمي بشكل‬
‫عام‪ ،‬وكونها أيضاً مق اًر للسوق المالية اإلسالمية الدولية‪.‬‬

‫كما كان البنك اإلسالمي للتنمية وهو بنك دولي يشارك في عضويته الدول اإلسالمية‬ ‫‪-‬‬
‫أعضاء منظمة المؤتمر اإلسالمي من الجهات السباقة إلصدار صكوك إسالمية بلغت حوالي‬
‫‪ 400‬مليون دوالر سنة ‪ 2003‬م‪ ،‬إلى جانب مشاركته كمدير في إصدار صكوك لدولة قطر‬
‫بمبلغ ‪ 600‬مليون دوالر‪ ،‬ويأتي ثاني إصدار له سنة ‪2005‬م بمبلغ ‪ 500‬مليون دوالر‪.‬‬

‫كما تعتبر باكستان من أوائل الدول التي تعاملت في السوق المالية اإلسالمية‪ ،‬حيث أصدرت‬ ‫‪-‬‬
‫الحكومة صكوكاً إسالمية بمبلغ ‪ 600‬مليون دوالر‪ ،‬ونظ اًر لإلقبال الشديد عليها وصل االكتتاب‬
‫فيها إلى مبلغ ‪ 2.1‬مليار دوالر‪.‬‬

‫في دولة اإلمارات العربية المتحدة عدة إصدارات إسالمية من أهمها إصدار لصالح شركة‬ ‫‪-‬‬
‫طيران اإلمارات بمبلغ ‪ 500‬مليون دوالر‪ ،‬وفي سنة ‪2006‬م قام بنك دبي اإلسالمي بإصدار‬
‫صكوك إجارة لصالح هيئة الطيران المدني بدبي لتطوير وتوسيع مطارها‪ ،‬وبلغ حجم اإلصدار‬
‫‪ 2.75‬مليار درهم إماراتي إضافة إلى إصدار صكوك بقيمة ‪ 25‬مليون دوالر لصالح و ازرة‬
‫األوقاف إلعمار بعض ممتلكات الوقف‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫في تركيا أصدرت سنة ‪1984‬م صكوك مشاركة بمبلغ ‪ 200‬مليون دوالر لتمويل بناء‬ ‫‪-‬‬
‫جسر معلق على مضيق البوسفور‪ ،‬كما أصدرت سندات إسالمية سنة ‪2003‬م بقيمة ‪500‬‬
‫مليون دوالر‪.‬‬

‫في قطر بجانب اإلصدار الذي يديره البنك اإلسالمي للتنمية لصالح الحكومة القطرية‬ ‫‪-‬‬
‫السابق اإلشارة إليه‪ ،‬أصدرت أيضاً صكوكاً إسالمية بقيمة ‪ 700‬مليون دوالر‪.‬‬

‫تعتبر األردن من اوائل الدول التي تبنت النمط التمويل االسالمي ومنذ زمن طويل حيث‬ ‫‪-‬‬
‫أصدرت صكوك مقارضة لتمويل إعمار بعض أراضي الوقف بالبناء عليها تحت مسمى سندات‬
‫المقارضة والتي نظم إصدارها بقانون‪.‬‬

‫امتدت اإلصدارات إلى أوربا ففي مارس ‪2004‬م أصدرت والية سكسونيا بألمانيا صكوكاً‬ ‫‪-‬‬
‫إسالمية بمبلغ ‪ 100‬مليون يورو مدتها خمس سنوات وهى صكوك إجارة‪.‬‬

‫كما قامت جامعة كوارج ‪ Cobrag‬بألمانيا اشتراكا مع عدة جامعات أخرى بالبدء سنة‬ ‫‪-‬‬
‫‪2004‬م في إنشاء مركز متخصص للتمويل اإلسالمي لمواكبة التوجه األوربي والغربي عامة‬
‫للتعامل بهذا النمط من التمويل بشكل واسع‪.‬‬

‫‪ -6‬تحديات تطوير المنتجات المالية اإلسالمية‬

‫رغم تطور التمويل اإلسالمي في كثير من النواحي‪ ،‬إال أن هناك مناطق عدة تفرض تحديات‬
‫لتطوير صناعة الهندسة المالية اإلسالمية (المنتجات المالية اإلسالمية)‪ ،‬في البلدان المسلمة وعلى‬
‫النطاق العالمي‪ .‬ومن بين هذه التحديات ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬التوافق الشرعي‪ :‬هو الذي يقترح خالله الكثيرون إيجاد معيار موحد للق اررات الشرعية عبر تأسيس‬
‫مجلس استشاري شرعي مركزي للصناعة‪ .‬لكن علماء الشريعة يقولون أن المعيار الموحد قد يخلق الكثير‬
‫من الصالبة ويكتم مبادرات نمو تطوير المنتجات‪.‬‬

‫‪ -‬تطوير المنتج واإلبتكار ‪ :‬وفي هذا النطاق‪ ،‬توفر األسواق المالية الناجحة للمتعاملين في السوق ضمن‬
‫عوامل أخرى‪ ،‬سلسلة واسعة من المنتجات لالستثمار فيها‪ .‬األمر الذي يوفر مرونة مالئمة للمستثمرين في‬

‫‪52‬‬
‫اتخاذ الق اررات االستثمارية‪ .‬واألمر ذاته ينطبق على األسواق المالية اإلسالمية لتصبح ناجحة‪ ،‬إذ يجب‬
‫أن توفر هي األخرى العبي سوق مع سلسلة من المنتجات التي قد تلبي احتياجات المستثمرين‪ .‬وهذا تحد‬
‫آخر يواجه الصناعة‪ ،‬ألن عملية تطوير المنتج في التمويل اإلسالمي يجب أن تمر خالل عملية مشددة‬
‫جداً من المراجعة الشرعية وتأييد علماء الشريعة‪.i‬‬

‫‪ -‬نظام سوق فعال ‪ :‬إذ أن البنوك اإلسالمية تعمل بالطريقة ذاتها التي تعمل بها البنوك التقليدية وبالتالي‬
‫تعتمد هي األخرى على السيولة‪ ،‬والتزامات االستحقاق ذات األجل القصير لتمويل نمو األصول‪ .‬وهذا ما‬
‫يجبر البنوك اإلسالمية على أن يكون لديها أصول سائلة كبيرة واحتياطات متزايدة‪.‬وهذا بدوره يعيق‬
‫الوساطة المالية وتعميق السوق‪.‬‬

‫‪ -‬المصداقية والثقة ‪ :‬وهذان التحديان في التمويل اإلسالمي يبرزان ضمن جملة من القضايا الواقعية‬
‫المندمجة بمجموعة معتقدات مسيئة لفهم اإلسالم‪ .‬فهناك من يرون في صناعة التمويل االسالمي قناة‬
‫لتمويل اإلرهاب وموطناً لغسل األموال وهو أمر عار عن الصحة‪ .‬إضافة إلى المشاكل المحيطة بعدم‬
‫وجود شفافية‪ ،‬والصعوبة في قياس القضايا‪ ،‬ومهارات اإلدارة الضعيفة التي تعتبر من ضمن القضايا التي‬
‫سيسعى التمويل اإلسالمي لمعالجتها وذلك لتعزيز مصداقيته‪.‬‬

‫ولعل تأسيس مؤسسات بنية تحتية في التمويل اإلسال مي مثل مجلس الخدمات المالية اإلسالمية هو‬
‫خطوة في االتجاه الصحيح لإلشارة إلى أن صناعة الصيرفة اإلسالمية ال تخلو من معايير حوكمة‬
‫الشركات ذات المصداقية‪.‬‬

‫‪ -‬المنافسة وكفاءة التكلفة‪ :‬يمثل هذان العامالن تحدياً مهماً للمؤسسات المالية اإلسالمية من حيث‬
‫الخبرة الكبيرة والشبكات األوسع والحجم االقتصادي في السوق العالمي للمؤسسات المالية التقليدية‪ ،‬وهي‬
‫مميزات تنافسية مهمة تتفوق بها التقليدية على اإلسالمية‪ .‬إضافة إلى هذا‪ ،‬تعاني المؤسسات التقليدية‬
‫التي لديها نوافذ إسالمية والمؤسسات المالية اإلسالمية على حد سواء من مشكلة أخرى‪ ،‬هي تكلفة‬
‫عمليات التشغيل العالية للمعامالت المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ -‬الموارد البشرية ‪ :‬وهي واحدة من أكثر المسائل اإلدارية المزعجة لمنتجات التمويل اإلسالمي بسبب‬
‫فقدان الخبرات المدربة والمؤهلة من حيث المعرفة الضرورية بالصيرفة‪ ،‬والصيرفة اإلسالمية والتوافق مع‬
‫الشريعة‪ ،‬وقد تنامي عددهم إلى نحو ‪ 250‬ألف موظف نصفهم في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬ومنهم ‪ 85‬في‬

‫‪53‬‬
‫المائة خلفيتهم المالية من المصرفية التقليدية‪ .‬وأعاقت هذه المسألة الجهود الحثيثة الرامية لتطوير هذه‬
‫المنتجات‪ ،‬ونتج عنها في مرات عدة خسائر تشغيلية‪ .‬ويمكن النظر للموارد البشرية من جهة كمسألة‬
‫مخاطر تشغيلية ‪ ،‬ومن جهة أخرى‪ ،‬كمنافسة جوهرية للمصرف‪ .‬ومما الشك فيه أن القوة العاملة الضعيفة‬
‫ستفرض تهديداً من حيث المخاطر التشغيلية ‪ ،‬وتعيق في الوقت ذاته إمكانية نمو البنك‪.‬‬

‫‪ -‬التسويق‪ :‬يعتبر تسويق المنتجات المصرفية اإلسالمية تحدياً آخر‪ ،‬خاصة بالنسبة لنمو قاعدة عمالء‬
‫المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية‪ .‬ومن غير المستغرب أن تجد إقبال المسلمين على المنتجات‬
‫المالية اإلسالمية في البلدان ذات األغلبية المسلمة ضئيالً‪ ،‬بسبب عدم فهم الصناعة واإلفتقار لمعرفة‬
‫المنتجات‪ .‬ومن دون تثقيف وتعليم العمالء بمبادئ وآلية عمل التمويل اإلسالمي‪ ،‬سيبقى العمالء بعيدون‬
‫عن تناول منتجات الصناعة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫عقد المشاركة‬

‫تعريف المشاركة االسالمية و مشروعيتها‪:‬‬


‫ت عرف على أنها عقد بين شخصين أو أكثر على االشتراك في رأس المال والربح او الخسارة أو استقرار‬
‫شيء له قيمة بين مالكين فأكثر يصبح كل منهم ممتلكا لحصة بنسبة معلومة في راس المال و لكل واحد‬
‫أن يتصرف تصرف المالك‪.‬‬
‫‪ -‬مشروعيتها ‪:‬‬
‫المشاركة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع‪:‬‬

‫كثير من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إال الذين آمنوا وعملوا‬
‫بالكتاب قوله تعالى" و أن ًا‬
‫الصالحات "سورة "ص "اآلية ‪.24‬‬

‫و قوله تعالى" فهم شركاء في الثلث"‬


‫بالسنة دلت أيضا على مشروعيتها أحاديث عديدة نذكر منها قوله صلى هللا عليه وسلم " ‪:‬أنا ثالث‬
‫الشريكين ما لم يخن أحدهما صاحبه فإن خان أحدهما صاحبه خرجت من بينهما"‬

‫‪".‬أما جموع الفقهاء فقد أجازوا عقد المشاركات والخالف بينهم في بعض أنواعها وبعض أحكامها فقط ‪.‬‬

‫و على ضوء دلك نرى بان المسلمون تعاملوا تعامال مستق ار و متصال مند عهد الرسول صلى هللا عليه و‬
‫سلم بالمشاركة‪.‬‬
‫‪ -2‬أطراف عقد المشاركة ‪:‬‬
‫حيث تقدم البنوك اإلسالمية التمويل بطلب من العميل دون أن تتقاضى فائدة محددة من قبل‪ ،‬وإنما‬
‫تشاركه في الناتج المحتمل سواء كان ربحا أو خسارة في ضوء قواعد عادلة وأسس توزيعية متفق عليها‬
‫بينها وبينه ‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫حقيقيا في العمليات وناتج المشروعات التي تقوم بتمويلها‬
‫ً‬ ‫يكا‬
‫لهذا فان البنوك اإلسالمية تعتبر شر ً‬
‫فعالقتها وفق هذه الصيغة مع طالبي التمويل عالقة شراكة حقيقية تتحمل معهم المخاطر التي قد تتعرض‬

‫لها العمليات التي يقومون بها وتشاركهم في األرباح التي قد يحققونها‪َ ،‬‬
‫وتد ُخل البنوك اإلسالمية في اإلدارة‬
‫ال يكون إال بالقدر الذي يضمن حسن سير العملية والتزام الشريك بالشروط المتفق عليها في العقد وكذلك‬
‫‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫التغلب على المشكالت التي قد تواجهه‪ ،‬ذلك حماية ألموالها‬
‫إذا فعقد المشاركة يضم طرفين أو شريكين هما ‪:‬‬

‫األول ‪:‬‬
‫الشريك َّ‬ ‫‪-‬‬
‫هو البنوك التي تشارك العميل في نشاطه االقتصادي أو مشروعه بتقديم التمويل الذي يطلبه‬
‫دون أن تتقاضى فائدة ثابتة أو عائد ثابت‪ ،‬إنما بمشاركتها في الناتج الصافي المحتمل من عملية‬
‫المشاركة سواء كان ربحا أو خسارة وبنسب يتم تحديدها في العقد ‪.‬‬
‫‪ -‬الشريك الثاني ‪:‬‬
‫هو العميل الذي يشارك بحصة معينة من التمويل الكلي للمشروع كما انه قد يتولى مسؤولية‬
‫إدارة المشروع واإلشراف عل ى تنفيذه إذا ما توفرت لديه المهارات والخبرة العملية الكافية لتحقيق‬
‫النجاح ‪.‬‬
‫وقد تبين من البيانات المنشورة محدودية استخدام صيغة المشاركة في مجال التمويل حيث‬
‫تشكل نسبة تتراوح بين ‪ % 3.1‬إلى ‪ % 1.1‬من حجم التمويل المقدم للعمالء خالل الفترة من عام‬
‫‪ 2005 / 2000‬حيث تناقصت النسبة بحوالي ‪ % 2‬ويرجع ذلك إلى العديد من العوامل من أهمها ‪:‬‬
‫صعوبة التنفيذ والمتابعة‪ ،‬حيث ال يتوافر العنصر البشري القادر على دراسة وتنفيذ ومتابعة‬ ‫‪-‬‬
‫أنواع المشاركات المتعددة؛‬
‫عدم وجود أنظمة رقابية وتنظيمية تتناسب مع طبيعة أسلوب المشاركة؛‬ ‫‪-‬‬
‫ارتفاع المخاطر ألن البنك يشارك في أرباح وخسائر العملية االستثمارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫شروط التمويل بالمشاركة ‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫يلزم لصحة عقد المشاركة باإلضافة إلى الشروط العامة المتعلقة بالعقد‪ ،‬األهلية‪ ،‬المحل‬

‫سامي السويلم‪" ،‬المنتجات المالية اإلسالمية بين اإلبداع والتقليد"‪ ،‬جريدة االقتصادية‪ 1/9/1427 ،‬و ‪.8/9/1427‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪56‬‬
‫والصيغة‪ ،‬بعض الشروط و هي التي كانت محل اختالف الفقهاء على بعضها و اتفقوا على‬
‫البعض اآلخر وهي‪:‬‬
‫معلوما من حيث المقدار‪ ،‬ويجوز استعمال‬
‫ً‬ ‫‪ -‬أن يكون رأس مال المشاركة من النقود‪،‬‬
‫نقدا‬
‫العروض عند بعض الفقهاء على أن تقيم ً‬
‫عند إبرام عقد المشاركة‪ ،‬وال يكون في ذمة الغير‪.‬‬
‫يرى أحد الفقهاء المعاصرين جواز اشتراك أحد الشركاء بشيء معنوي له صيغة مالية كبراءة‬
‫االختراع أو االسم التجاري أو العالمة التجارية‪.‬‬
‫أن يكون الربح معلوم الم قدار‪ ،‬وجهالته تفسد الشركة‪ ،‬باعتبار أن الربح بمثابة المعقود‬ ‫‪-‬‬
‫عليه‪ ،‬وإذا جهل المعقود عليه فسدت‬
‫الشركة‪ ،‬فيجب أن يكون نسبة معينة من الربح‪ ،‬فان عينه أحدهم أو جعل من نصيبه شيئا‬
‫بطلت الشركة وهذه النسبة تكون محددة‬
‫حسب االتفاق ومبينة في العقد‬
‫أن تكون الخسارة بقدر حصة كل شريك في رأس مال الشركة ما لم تحدث هذه الخسارة‬ ‫‪-‬‬
‫بسب تقصير أو مخالفة للشروط من جانب‬
‫الشريك القائم بتنفيذ العمل ‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن عقد الشركة عقد غير ملزم للطرفين فلكل شريك الحق أن يفسخه متى شاء‪ ،‬بشرط أن‬ ‫‪-‬‬
‫ال يترتب أي ضرر للشريك اآلخر‪ ،‬فإذا‬
‫حدث ذلك منع الفسخ حتى يزول المانع تنفيذا للقاعدة الشرعية‪ ،‬ال ضرر وال ضرار ‪.‬‬
‫‪ -4‬أنواع التمويل بالمشاركة ‪:‬‬
‫تتعدد أشكال التمويل بالمشاركة حسب أهدافها أو الفترة الزمنية لكل شكل منها وأهم هذه‬
‫األشكال المطبقة من قبل البنوك اإلسالمية ما يلي ‪:‬‬
‫ا‪ -‬المشارك الثابتة ‪:‬‬
‫وهي بدورها تنقسم إلى ‪:‬‬
‫مشاركة ثابتة مستمرة أو دائمة ‪:‬‬ ‫‪*-‬‬
‫هذه المشاركة تكون في رأس مال المشروع حيث تدخل البنوك كشريك في ملكية المشروع مع‬
‫العميل طالب التمويل‪ ،‬ومن ثم في إدارته واإلشراف عليه والمشاركة في األرباح والخسائر الناتجة‬

‫‪57‬‬
‫عن هذا المشروع وتبقى هذه المشاركة قائمة ومستمرة طالما بقي هذا المشروع قائم ‪.‬‬
‫مشاركة ثابتة منتهية‪:‬‬ ‫‪*-‬‬
‫هي المشاركة التي تخص عملية تجارية واحدة وتنتهي بانتهاء هذه الصفقة‪ ،‬بحيث تشترك‬
‫البنوك اإلسالمية مع العميل في تمويل هذه العملية بنسب معينة ثم يقتسمان الربح حسب النسب‬
‫المتفق عليها في العقد‪ ،‬وهي عادة تتم في األجل القصير ألنَّها توجه لتمويل عمليات االستيراد‬
‫والتصدير أو تمويل رأس المال العامل وتنتهي بانتهاء الصفقة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المشاركة المنتهية بالتمليك‪:‬‬
‫في هذا النوع من المشاركة يكون من حق العميل أن يحل محل البنوك االسالمية في ملكية‬
‫المشروع إما دفعة واحدة أو على دفعات حسب الشروط المتفق عليها بين الطرفين وطبيعة العملية‬
‫التمويلية ‪.‬‬
‫هذا النوع من المشاركة يلبي طموحات الكثير من طالبي التمويل والذين ال يرغبون في‬
‫األول في دبي بأن صيغة‬
‫استمرار مشاركة البنوك اإلسالمية لهم وقد أقر المصرف اإلسالمي َّ‬
‫المشاركة المنتهية بالتمليك لكي تكون مشروعة يجب أن تتم بإحدى الصور اآلتية‪:‬‬
‫الصيغة األولى‪:‬‬
‫أن تتفق البنوك اإلسالمية مع عميلها على تحديد حصة كل منهما في رأس مال المشاركة‬
‫وشروطها‪ ،‬ثم يتم بيع حصص البنوك اإلسالمية إلى المتعامل بعد إتمام المشاركة بعقد مستقل‬
‫بحيث يكون لها الحق في بيعها للمتعامل شريكها أو لغيره‪ ،‬كما يمكن للمتعامل التنازل للمؤسسة‬
‫المالية عن حصته بنفس الطريقة ‪.‬‬
‫الصيغة الثانية‪:‬‬
‫أين تتفق البنوك اإلسالمية مع عميلها على أن تتحصل إضافة إلى حقها في إيراد المشروع‬
‫على نسبة أخرى من الربح لسداد أصل المبلغ الذي قدمته البنوك اإلسالمية له وبالتالي يقسم‬
‫الربح المحقق كالتالي‪:‬‬
‫حصة للمؤسسة المالية كعائد؛‬ ‫‪-‬‬
‫حصة الشريك تقسم إلى ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪58‬‬
‫* حصة للمؤسسة المالية لسداد أصل مبلغ التمويل الذي ساهم به في رأس مال الشركة؛‬
‫* وحصة للشريك كعائد عن تمويله وعمله‪.‬‬
‫الصيغة الثالثة‪:‬‬
‫وفيها يحدد نصيب كل شريك في شكل أسهم أو حصص ذات قيمة معينة بحيث يكون مجموعها‬
‫مساويا إلجمالي قيمة المشروع أو عملية المشاركة ليحصل كل من البنوك اإلسالمية والعميل على‬
‫نصيبها من الربح المحقق فعال‪ ،‬ويحق للعميل المشارك إذا ما رغب‪ ،‬أن يشتري من البنوك اإلسالمية‬
‫بعض األسهم المملوكة لها في نهاية كل فترة زمنية بحيث تتناقص أسهم البنوك اإلسالمية تدريجيا‬
‫بمقدار ما تزيد أسهم الشريك إلى أن يمتلك كامل األسهم فتصبح له الملكية كاملة‪.‬‬

‫‪ -5‬إيجابيات صيغة المشاركة في تمويل المشروعات ‪:‬‬


‫يعتبر التمويل بالمشاركة من أهم األساليب التمويلية اإلسالمية فهي توفر التمويل الالزم لمختلف‬
‫القطاعات وبمختلف اآلجال‪ ،‬تنعكس هذه األهمية على المشروعات الصغيرة والمتوسطة في‪:‬‬
‫‪ -‬دراسة دقيقة للمشروع ‪:‬‬
‫التمويل بالمشاركة يدفع بالممول والعميل بدراسة دقيقة للمشروع وتقدير مردوديته تقدي ار جيدا‪ ،‬ألن‬
‫الممول يشارك بالربح كما يشارك في الخسارة‪ ،‬هذا ما دفع بأصحاب المشروعات الصغيرة إلى هذا‬
‫النوع من الصيغ ألنهم ال يملكون الخبرة والدراية الكافية وال األجهزة وال يستطيعون تقييم فرص وبدائل‪،‬‬
‫االستثمار تقييما كميا لعدم توفر التخصصات واإلمكانيات‪ ،‬فعادة ما يكونون إما حرفيون أو لديهم‬
‫ميول لنوع معين من المشاريع فيقدمون عليها دون تقدير مسبق للمخاطر التي قد تنجر عن االستثمار‬
‫بها‪ ،‬لذلك يلجؤون إلى البنوك اإلسالمية التي تقدم هذا النوع من التمويل لتقوم بكل تلك الدراسات‬
‫إضافة إلى دراسة للسوق ووضعها لخطط اإلنتاج‪ ،‬وإعطائها للمشورة الدائمة والمستمرة مادامت هي‬
‫شريكة في هذه المشاريع‪ ،‬هذا ما يزيد من قدرة المنشآت الصغيرة على النجاح في بدايتها والتقدم والنمو‬
‫إلى أن تصبح شركات كبيرة ‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل رأس المال‪:‬‬

‫أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة عادة ما يواجههم م شكل النقص المالي‪،‬هذه الصيغة توفر لهم‬
‫التمويل الذي يحتاجونه سواء إلقامة مشروعات جديدة أو توسيع القائمة منها وتطويرها أو تجديدها‪ ،‬حيث‬
‫تدخل البنوك اإلسالمية كشريك في المشروح متحملة بذلك مخاطره ومستفيدة من نتائجه وفق ما يتم‬

‫‪59‬‬
‫االتفاق عليه في العقد‪ ،‬على العكس في التمويل التقليدي الذي يحدد عائد ثابت بغض النظر عن نتائج‬
‫المشروع ربحا كانت أو خسارة‪ ،‬بهذا يخفض المشروع من تكاليف التمويل التقليدي وضغوطه‪ ،‬و يقوي‬
‫من قدرته على المنافسة‪ ،‬كما يقبل على االستثمار في القطاعات ذات المخاطر المرتفعة والتي عادة ما‬
‫تكون عوائدها كبيرة كما هو معروف في النظرية المالية بمبدأ التناسب بين العائد والمخاطرة ‪.‬‬

‫‪ -‬التوزيع العادل ‪:‬‬


‫إن صيغة المشاركة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة تسمح بالتوزيع العادل لكل من األرباح والخسائر‬
‫وبالتالي تحمل المخاطر العالية التي تنطوي عليها عادة هذه المشروعات خاصة في بداية نشاطها وفي‬
‫حالة تواجد مؤسسات كبيرة تنشط في نفس النوع من االستثمار أو أن هذه المشروعات تجسد أفكار أو‬
‫تكنولوجيات جديدة والتي تتطلب أموال كبيرة وتتضمن مخاطر عالية ‪.‬‬
‫‪ -‬منح ثقة أكبر‪:‬‬
‫صيغة التمويل بالمشاركة تمكن المشروع الصغير أو المتوسط من الحصول على تمويل نقدي من‬
‫جهة‪ ،‬و تمويل غير نقدي بصور شتى خاصة سمعة البنوك اإلسالمية المشاركة في المشروع مما يمنح‬
‫المشروع ثقة المتعاملين زبائن كانوا أو موردين ‪.‬‬
‫‪ -‬أفضلية المشاركة مقارنة بالقروض‪:‬‬
‫قد تتمكن المشروعات من الحصول على األموال من البنوك التقليدية غير أن تكاليفه تكون أكبرمقارنة‬
‫بما عليه في التمويل بالمشاركة‪.‬‬

‫‪ -1‬المعالجة المحاسبية للتمويل بالمشاركة ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬إثبات عمليات االس ــتثمارات ‪ ،‬وس ــداد قيمتها نقداً أو إض ــافة إلى الحس ــابات الجارية للموردين والبنوك‬
‫األجنبية ‪.‬‬

‫من مذكورين‬
‫من حـ ‪ /‬استثمارات تحت التنفيذ ـ مشاركات ‪.‬‬ ‫××‬

‫وهكذا ‪.‬‬

‫إلى مذكورين‬ ‫××‬

‫‪60‬‬
‫حـ ‪ /‬الخزينة ‪.‬‬ ‫××‬
‫حـ ‪ /‬الحسابات الجارية الدائنة ‪.‬‬ ‫××‬
‫حـ ‪ /‬البنوك األجنبية ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬إثبات سـ ــداد المص ـ ـاريف المباش ـ ـرة والخاصـ ــة بعمليات االسـ ــتثمارات نقداً أ و إضـ ــافة إلى الحسـ ــابات‬
‫الجارية الدائنة حسب الحالة ‪.‬‬

‫من مذكورين‬
‫من حـ ‪ /‬مصاريف عمليات مشاركات ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا ‪.‬‬

‫إلى مذكورين‬ ‫××‬


‫حـ ‪ /‬الخزينة ‪.‬‬ ‫××‬
‫حـ ‪ /‬الحسابات الجارية الدائنة ‪.‬‬ ‫××‬
‫حـ ‪ /‬البنوك األجنبية ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬إثبات عوائد عمليات االستثمارات سواء حصلت نقداً أو حصلت على الحسابات الجايرة‬
‫من مذكورين‬
‫حـ ‪ /‬عمالء االستثمارات ـ المشاركات ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا‬
‫حـ ‪ /‬عوائد االستثمارات ـ المشاركات‪.‬‬ ‫××‬

‫وهكذا‬

‫‪61‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬إثبات عوائد عمليات االستثمارات سواء حصلت نقداً أو حصلت على الحسابات الجارية‬

‫من مذكورين‬
‫حـ ‪ /‬عمالء االستثمارات ـ المشاركات ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا‬
‫الى ح‪/‬مدكورين‬
‫حـ ‪ /‬عوائد االستثمارات ـ المشاركات‪.‬‬ ‫××‬

‫وهكذا‬

‫‪62‬‬
‫عقد المرابحة‬

‫المرابحة احد منتجات أعمال المصارف اإلسالمية والمصارف التقليدية ذات النشأة الحديثة وتم اعتمادها‬
‫لتكون بديال عن نظام الفوائد ومصحوبا بشعار النهوض بالمجتمع وبإقامة المشاريع االستثمارية والتنموية‬
‫وهي تتوافق مع جميع المعامالت المصرفية مثل خطابات الضمان واالعتمادات المستندية وغيرها ‪.‬‬
‫المرابحة احد منتجات أعمال المصارف اإلسالمية والمصارف التقليدية ذات النشأة الحديثة وتم اعتمادها‬
‫لتكون بديال عن نظام الفوائد ومصحوبا بشعار النهوض بالمجتمع وبإقامة المشاريع االستثمارية والتنموية‬
‫وهي تتوافق مع جميع المعامالت المصرفية مثل خطابات الضمان واالعتمادات المستندية وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -1‬تعريف المرابحة و مشروعيتها ‪:‬‬

‫اتفق االقتصاديين والفقهاء في تعريف المرابحة على إنها احد أنواع بيوع األمانة التي تقوم على أساس‬
‫كشف البائع عن الثمن الذي قامت عليه السلعة به ‪ ،‬وهي البيع برأس المال وبزيادة ربح معلوم وثابت‬
‫وهي عقد مشروع جري التعامل به منذ القدم ‪.23‬‬
‫مشروعية المرابحة ‪:‬‬

‫أكد على مشروعية المرابحة مختلف مصادر الشريعة اإلسالمية حيث ‪:‬‬

‫‪ -‬في القران الكريم قول هللا "واحل هللا البيع وحرم الربا ‪".‬‬
‫‪ -‬في السنة قول الرسول صل هللا عليه وسلم"إذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم‪".‬‬

‫علي أحمد الندوي" موسوعة القواعد والضوابط الفقهية الحاكمة للمعامالت المالية في الفقه االسالمي"‪ ،‬المجلد الثالث‪.1999 ،‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ -‬في اإلجماع لقد اجمع جمهور الفقهاء على جواز بيع المرابحة وقد تعامل بها المسلمون في سائر‬
‫العصور دون خالف وال إنكار‪.‬‬

‫‪ -2‬اركان و شروط المرابحة ‪:‬‬

‫أركان المرابحة المصرفية ‪ :‬المراد بأركان المرابحة المصرفية هو تلك المقومات والعناصر التي‬ ‫•‬

‫تتكون منها المعاملة وال تتحقق اال بتوفرها مجتمعة ‪ .‬وهي كما يلي ‪:‬‬

‫*اآلمر بالشراء ‪ :‬وهو من يرغب بتملك سلعة عن طريق المصرف اإلسالمي سواء أكان فرداً‬
‫أو مؤسسة ‪.‬‬

‫*البائع ‪ :‬وهو من يملك السلعة التي يرغب اآلمر بالشراء بتملكها من خالل المصرف ‪.‬‬

‫*المبيع ‪ :‬هو السلعة التي يرغب اآلمر بالشراء الحصول عليها من خالل المصرف وهي محل‬
‫التعاقد الذي تقوم عليه المعاملة ‪.‬‬

‫*المصرف ‪ :‬وهو الجهة التي ستشتري السلعة بثمن نقدي من البائع وتبيعها مرابحة بثمن مؤجل‬
‫إلى اآلمر بالشراء‪.‬‬

‫*الصيغ الشرعية الالزمة لتنفيذ المعاملة وهي ‪:‬‬

‫طلب الشراء الذي تبدأ به المعاملة سواء أكان لفظاً صريحاً أو طلباً مكتوباً ‪ ،‬أو‬ ‫▪‬

‫من خالل التوقيع على نموذج معتمد من قبل المصرف ‪.‬‬

‫عقد بيع بثمن نقدي بين المالك للسلعة بصفته بائعاً ‪ ،‬والمصرف بصفته مشترياً‬ ‫▪‬

‫والذي تنتقل بموجبه ملكية السلعة من المالك األصلي إلى المصرف وتدخل في‬
‫ضمانه ليتمكن من بيعها إلى اآلمر بالشراء مرابح ًة ‪.‬‬
‫عقد بيع مرابحة بثمن مؤجل بين المصرف بصفته بائعاً وبين اآلمر بالشراء بصفته‬ ‫▪‬

‫مشترياً ‪ ،‬تنتقل بموجبه ملكية السلعة من المصرف إلى اآلمر بالشراء‬

‫*الثمن ‪ :‬وهو ما يلتزم اآلمر بالشراء بدفعه للمصرف بصفته مشترياً في عقد بيع المرابحة ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -3‬الضوابط الشرعية للبيع بعقد المرابحة ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون ثمن السلعة وقيمة ربح البائع معلوماً للطرفين‪ :‬البائع والمشتري ‪.‬‬
‫‪ -‬تقع على البائع مسؤولية الضرر الذي يلحق بالسلعة قبل تسليمها للمشتري ‪.‬‬
‫‪ -‬يجوز للمشتري رد السلعة إذا تبين أن بها عيباً خفياً‪.‬‬
‫‪ -‬تملك البائع للسلعة وحيازتها قبل البيع على اآلمر بالشراء ‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد ووصف السلعة ‪.‬‬
‫أن يتطابق اإليجاب والقبول بمجلس العقد‪.‬‬

‫‪ -3‬أنواع المرابحة ‪:‬‬


‫المرابحة البسيطة تنحصر العالقة فيها بين طرفين المصرف والزبون‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬المرابحة المركبة وتتم بين ثالثة أطراف المصرف والزبون والتاجر‪.‬‬

‫صور المرابحة المصرفية‬


‫المرابحة التي تتعامل بها المصارف اإلسالمية على أساس الوعد بالشراء على ثالثة اوجه‪:‬‬
‫األول ‪ :‬بيع المرابحة على أساس عدم اإللزام بالوعد لكل من المصرف والعميل ‪ ،‬فالمصرف يقوم بشراء‬
‫السلعة دون أن يلتزم ببيعها للعميل ‪ ،‬والعميل أيضاً ليس ملزماً بشراء السلعة التي يشتريها المصرف‬
‫فكالهما (المصرف والعميل) مخير في الدخول في عقد المرابحة أو العدول عنه بحسب رغبته وإرادته ‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬بيع المرابحة على أساس اإللزام بالوعد ألحد الطرفين (العميل أو المصرف) فقد يكون المصرف‬
‫هو الملزم بالوعد دون العميل وفي هذه الحالة ليس للمصرف أن يبيع السلعة التي اشتراها بناء على أمر‬
‫اآلمر بالشراء إال لذلك العميل ‪ .‬أما العميل فإنه مخير في إتمام عقد المرابحة مع المصرف أو العدول‬
‫عنها ‪.‬‬
‫وإذا كان العميل هو الملزم بالوعد فليس له أن يرفض شراء السلع التي قام المصرف بشرائها بناء على‬
‫قضاء وينفذ عليه جب اًر ‪ .‬أما المصرف فيكون في هذه‬
‫ً‬ ‫أمره بالشراء وإذا نكل عن وعده فإنه يلزم بذلك‬
‫الحالة مخي اًر بين أن يبيع للعميل الذي طلب منه شراء السلعة أو لغيره‬

‫‪65‬‬
‫الثالث ‪ :‬بيع بالمرابحة على أساس اإللزام بالوعد لكل من العميل والمصرف ‪ ،‬فالعميل ملزم بشراء ما‬
‫يشتريه المصرف اإلسالمي بناء على أمره ‪ ،‬والمصرف ملزم بالبيع للعميل دون غيره ‪.‬‬

‫‪ -4‬خصائص المرابحة ‪:‬‬

‫‪ -‬الهدف من توظيف المرابحة هو مبدأ المشاركة في الربح والخسارة الذي أقرته الشريعة وتجنب‬
‫التعامل بالربا ‪ ،‬في حين تقوم المصارف التقليدية بتوظيف الفائدة أخدا وعطاء‪.‬‬
‫تشجيع المصارف بمراقبة قواعد شريعة المجتمع في معامالتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬توفير أنظمة استثمارية جديدة للعمل بالمصارف‪.‬‬
‫‪ -‬إخضاع معامالت النظام للرقابة المالية والشرعية‪.‬‬
‫‪ -‬تلبي متطلبات كافة طبقات المجتمع ‪.‬‬
‫‪ -‬طبيعة المرابحة التعامل مع كافة السلع وممارسة التجارة الخارجية والداخلية‪.‬‬
‫‪ -‬المرابحة تختلف عن الفوائد الن احتمال الخسارة وارد للمصرف والزبون‪.‬‬
‫‪ -‬تتميز المرابحة بالنشاط االجتماعي والثقافي ويراعي القيم واألخالق ويساهم في حل مشكالت‬
‫المجتمع ويتميز بالشعور بمآسي المجتمع وربط تنميته االقتصادية واالجتماعية باألنظمة الربحية‬
‫بالمصارف والحرص على التعامل مع أصحاب المهن الصغيرة والحرف الفردية وصغار التجار وهي‬
‫رسالة تحقق المشاركة في النشاط االقتصادي وتساهم في الفعاليات االجتماعية والسياسية والدينية‪.‬‬

‫‪ -5‬الية تطبيق المرابحة ‪:‬‬

‫تتمثل في أن يلجأ الزبون شخصا كان أو شركة إلى المصرف فليتمس إليه شراء سلعة ما ‪ ،‬يحدد له‬
‫مواصفاتها وثمنها ومصدرها ‪ ،‬ثم يعده بشرائها منه مرابحة على تكلفتها أي بزيادة ربح معلوم وثابت على‬
‫رأس مال المصرف يتفقان عليه ‪ ،‬وتتم بمرحلتين مرحلة وعد وهي السابقة ومرحلة عقد وهي الالحقة ‪،‬‬
‫وغالبا ما يشتري المصرف السلعة نقدا ويبيعها باألجل لزبونه طالب الشراء‪.‬‬
‫وثمة صورة أخرى للمرابحة تقوم بها بعض المصارف بحيث يقوم المصرف بدراسة السوق االقتصادية‬
‫ليعرف ما تحتاجه من سلع والتي قد تتوجه إليه رغبات بشراء سلع معينة فيشتري المصرف تلك السلع‬

‫‪66‬‬
‫المرغوبة في السوق ليقوم ببيعها تجارة في السوق ولمن رغب إليه بشرائها ولكن دون أن يكون بينهما‬
‫سابق وعد بالشراء فيبيعها مرابحة على رأسماله منها‪.‬‬
‫‪ -6‬ما يجب بيانه في المرابحة‬

‫العيب الحادث في السلعة المباعة ‪ ،‬الزيادة الحادثة في السعر‪ ،‬األجل ‪ ،‬حوالة األسواق ‪ ،‬شراؤه ممن ال‬
‫تقبل شهادته له‪.‬‬
‫‪ -7‬الفرق بين بيع المرابحة والقرض المصرفي‬

‫في بيع المرابحة يقوم المصرف بشراء السلعة للزبون بناءا على الشروط والمواصفات التي حددها الزبون‬
‫بطلبه مقابل نسبة معينة من الربح يتم االتفاق عليها ‪ ،‬والمصرف التقليدي بإمكانه إتمام العملية نفسها عن‬
‫طريق إقراض الزبون مبلغا يمثل سعر السلعة ليقوم الزبون بشرائها لقاء فائدة توازي قيمة الربح الذي‬
‫سيحصل عليه المصرف العامل بنظام المرابحة فيما لو قام هذا األخير بإتمام العملية مما يعني أن‬
‫المعاملة نفسها ستتم وال فرق فيما لو حصل عن طريق المصرف العامل بالمرابحة أو المصرف العامل‬
‫بالفوائد إال إن الفرق الوحيد هو أن المبلغ الذي سيحصل عليه المصرف العامل بالمرابحة يسمى ربحا‬
‫بينما المصرف األخر يسميها فائدة أما المضمون والجوهر فلم يختلف في الحالتين ‪ ،‬قد يكون هذا التقارب‬
‫بين القرض المصرفي وبيع المرابحة مقنعا للوهلة األولى خاصة متى وجدنا أن الربح الذي يحصل عليه‬
‫المصرف العامل بالمرابحة هو تقريب ا نفسه في المصرف التقليدي والمتمثل بسعر الفائدة إال إن الواقع‬
‫والحقيقة مختلفة وال مجال للمقارنة وال للمقاربة بين الحالتين لألسباب اآلتية‪:-‬‬
‫‪ -‬المصرف العامل بالمرابحة الغاء قاعدة الربا المحرم شرعا إذ انه لم يقم ببيع نقود مقابل نقود(ربا‬
‫النسيئة) وحصل بالمقابل على زيادة نتيجة األجل بل هناك نقود مقابل سلعة أو بضاعة ما‪.‬‬

‫‪ -‬المصرف العامل بالمرابحة يتحمل بصفته بائعا مخاطر تلف البضاعة والسلع قبل تسليمها للزبون‬
‫ويضمن أيضا عيوب المبيع الخفية مما يعني أن المصرف العامل بالمرابحة يتعرض للمخاطرة وهذا‬
‫ما يجعل المبلغ الذي يحصل عليه ربحا حالال عمال بقاعدة الغنم بالغرم وهي قاعدة شرعية معروفة‪.‬‬
‫‪ -‬المصرف العامل بالمرابحة يعتبر بائعا بينما المصرف العامل بالفوائد ال يعد بائعا بنظر القانون‬
‫حتى ولو قا م بشراء السلع من الخارج عن طريق االعتمادات المستندية بل هو يقدم المستندات على‬
‫انه سدد ثمن البضاعة فقط‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -8‬الفرق بين ربح المرابحة وفائدة القرض ‪:‬‬
‫قد يثار الشك حول مدى مشروعية الربح في بيع المرابحة طالما انه يشبه من حيث الشكل الفائدة‬
‫المصرفية التي تتقاضها الب نوك التقليدية نظير ما تقدمه لزبائنها من قروض وسلفيات ففي الحالتين‬
‫هناك عالقة طردية بين الربح وفترة السداد ‪ ،‬وذلك أن المصارف في كال الحالتين تراعي عند‬
‫احتساب الفائدة أو الربح أجل السداد‪.‬‬
‫ويمكن الرد على هذه التساؤالت بأن هناك فارقا كبي ار بين الفائدة على القروض والسلفيات وبين الربح‬
‫في بيع المرابحة ‪ ،‬ففي حالة بيع المرابحة يكون الربح نتاجا طبيعيا لعملية بيع حقيقة فيها بائع‬
‫ومشتري وسلعة وثمن ويجب على البائع (المصرف) أن يتملك السلعة ويحوزها قبل أن يبعها إلى‬
‫المشتري (الزبون) وطالما أن هناك عملية بيع حقيقية فان الربح يكون مباحا كسائر عمليات البيع‬
‫التي تتم في الحياة‪.‬‬
‫أما عن الربط بين أجل السداد ومقدار الربح الذي يحققه المصرف من عمليات المرابحة فينبغي‬
‫اإلشارة إلى أن اإلسالم لم يحرم مفهوم القيمة الزمنية للنقود حيث أشار الفقهاء إلى أن العاجل خير‬
‫من اآلجل وما ذلك إال مراعاة للقيمة الزمنية للنقود‪ .‬وفي هذا الصدد فال مانع أن يراعي المصرف‬
‫أجل السداد عند حسابه للربح ‪ ،‬ولكن بشرط أن يتم ذلك قبل إتمام عملية البيع حيث يقع البيع على‬
‫ثمن محدد ومعروف ويلتزم الزبون بسداده حسب آجال السداد ‪.‬‬
‫من الفوارق المهمة أيضا بين المرابحة والفائ دة المصرفية أن المصرف التقليدي يقوم باحتساب الفائدة‬
‫على الزبون الذي يتأخر في سداد ما عليه من التزامات وقد تكون الفائدة مركبة ‪ .‬أما في المرابحة‬
‫فال يحق للمصرف اخذ فوائد على الديون المتأخرة ‪ ،‬بل عليه الرجوع للضامن وإنظار زبائنه الذين‬
‫تجابههم ظروف غير عادية ت ضطرهم إلى تأجيل السداد أما إذا ماطل أحد الزبائن مع قدرته على‬
‫السداد فتفرض عليه عقوبات مالية ردعا له وذلك حسب العقد المبرم بينهما‪.‬‬

‫‪ -9‬مزايا التعامل بالمرابحة ‪:‬‬

‫‪ -‬ت حقق رضا الزبائن فهي متوافقة مع الشريعة وتزيح حالة الحيرة بالتعامل مع الفائدة للسواد األعظم من‬
‫أبناء المجتمع الليبي وتساهم بالتقليل من هجرة األموال واكتنازها وتداولها خارج المصارف وتتناسب مع‬
‫جميع شرائح المجتمع وتتعامل مع جميع المعامالت المصرفية ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫‪ -‬تحقق للمصرف ربحا معقوال في األجل القريب مما يتيح للمصرف مصد ار لتوزيع عوائده على الودائع‬
‫ومنافسة المصارف األخرى فيما يختص بجذب الودائع عن طريق استخدام دافع للحصول على عوائد‬
‫مجزية‪.‬‬
‫‪ -‬انخفاض المخاطرة على التمويل في المرابحة فربح المصرف محدد مسبقا ال يرتبط بنتيجة نشاط الزبون‬
‫‪ ،‬وكلما قصرت فترة ملكية المصرف للسلعة كلما انخفضت المخاطر وفي حالة األخذ بإلزامية الوعد‬
‫بالشراء فإن مخاطرة المصرف تنحصر في احتمال تأخر الزبون أو مماطلته في السداد فقط‪.‬‬
‫‪ -‬إن توظيف جزء من موارد المصرف في المرابحة يتيح قد ار من السيولة النقدية تمكن معها للمصرف‬
‫الوفاء بالتزاماته تجاه المودعين الراغبين في سحب جزء من ودائعهم‪.‬‬
‫‪ -‬تتصف هذه الصيغة بالبساطة النسبية فالربح محسوب كنسبة من ثمن البضاعة والعالقة بين المصرف‬
‫والزبون تتحول إلى عالقة دائن بمدين بمجرد توقيع عقد البيع بالمرابحة باإلضافة إلى إن هذه العالقة هي‬
‫عالقة مقطوعة محددة بمعنى إن المصرف ليس بحاجة إلى فحص حسابات الزبون ومعرفة ما إذا كان‬
‫يستحق ربحا أم ال واإلطالع على حسن إدارته وعدم إساءته لألمانة كما هو الحال في المشاركات‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل بالمرابحة يتميز بسعة نطاقه بسبب تنوع السلع والخدمات التي يمكن إن يتناولها التعامل‬
‫بأسلوب المرابحة فهو ال يقتصر على تمويل األموال اإلنتاجية كما هو الغالب في حال التمويل بأسلوب‬
‫المشاركات بل يمكن استخدامه لتمويل األموال غير اإلنتاجية كالسلع والخدمات االستهالكية‪.‬‬
‫‪ -‬إسلوب التمويل بالمرابحة كوسيلة ائتمانية أسهل إتباعا وأيسر تطبيقا من سواها من صيغ التمويل‬
‫األخرى نظ ار لوجود عوائق اقتصادية إدارية وقانونية في التعامل مع الصيغ األخرى ‪ ،‬ولذلك يالحظ أن‬
‫القدر األكبر من النشاط االستثماري للمصارف اإلسالمية يتم من خالل صيغة المرابحة ‪.‬‬

‫‪ -‬تساهم بشكل كبير جدا في تفعيل وتنشيط الحركة التجارية بالسوق وتوفير فرص العمل وتحقيق الرفاهية‬
‫ألبناء المجتمع باقتناء متطلباتهم بسهولة ويسر ‪.‬‬

‫‪ -‬تحقق عامل المنافسة بين الشركات لعرض المنتجات ذات الجدوى وتسويقها مما يترتب عليه انخفاض‬
‫السعر نتيجة كثرة العرض ‪.‬‬

‫‪ -10‬مجاالت تطبيق المرابحة المصرفية‬

‫‪69‬‬
‫يمكن تطبيق بيع المرابحة على مختلف األنشطة والقطاعات سواء أكان ذلك خاصاً باألفراد أم بالشركات‬
‫والمؤسسات الخاصة أو العمومية ‪ .‬كما أن بيع المرابحة غير مقتصر على النشاط التجاري ‪ ،‬بل إنه يشمل‬
‫كل نشاط سواء أكان لتلبية االحتياجات الفردية (تمويل استهالكي مثل شراء سيارة أو ثالجة أو تمويل طويل‬
‫المدى مثل عقار‪ )..‬أو االحتياجات المهنية (شراء معدات أو أجهزة أو آالت ‪ ، )..‬أم كان لتلبية االحتياجات‬
‫الصناعية والتجارية (شراء مواد خام أو سلع ‪ ، )..‬أو االحتياجات الحكومية ( شراء بترول أو معدات و‬
‫تجهيزات للموانئ والمرافق العامة ‪.)..‬‬

‫‪ -11‬التسجيل المحاسبي للتمويل بالمرابحة ‪:‬‬

‫ال ‪ :‬إثبات عمليات االس ــتثمارات ‪ ،‬وس ــداد قيمتها نقداً أو إض ــافة إلى الحس ــابات الجارية للموردين والبنوك‬
‫أو ً‬
‫األجنبية مراسلين ‪.‬‬

‫من مذكورين‬
‫من حـ ‪ /‬استثمارات تحت التنفيذ ـ مرابحات ‪.‬‬ ‫××‬

‫وهكذا ‪.‬‬

‫إلى مذكورين‬ ‫××‬

‫حـ ‪ /‬الخزينة ‪.‬‬ ‫××‬


‫حـ ‪ /‬الحسابات الجارية الدائنة ‪.‬‬ ‫××‬
‫حـ ‪ /‬البنوك األجنبية ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬إثبات س ــداد المص ــروفات المباشـ ـرة والخاص ــة بعمليات االس ــتثمارات نقداً أ و إض ــافة إلى الحس ــابات‬
‫الجارية الدائنة حسب األحوال ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫من مذكورين‬
‫من حـ ‪ /‬مصروفات عمليات مرابحات ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا ‪.‬‬

‫إلى مذكورين‬ ‫××‬


‫حـ ‪ /‬الخزينة ‪.‬‬ ‫××‬
‫حـ ‪ /‬الحسابات الجارية الدائنة ‪.‬‬ ‫××‬
‫حـ ‪ /‬البنوك األجنبية ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬إثبات عوائد عمليات االستثمارات سواء حصلت نقداً أو حصلت على الحسابات الجارية‬
‫من مذكورين‬
‫حـ ‪ /‬عمالء االستثمارات ـ المرابحات ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا‬
‫الى ح‪/‬مدكورين‬
‫حـ ‪ /‬ارباح االستثمارات ـ المرابحات‪.‬‬ ‫××‬

‫وهكذا‬

‫ثالثاً ‪ :‬إثبات عوائد عمليات االستثمارات سواء حصلت نقداً أو حصلت على الحسابات الجارية‬
‫من مذكورين‬
‫حـ ‪ /‬عمالء االستثمارات ـ المرابحات ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا‬
‫الى ح‪/‬مدكورين‬

‫‪71‬‬
‫حـ ‪ /‬ارباح االستثمارات ـ المرابحات‪.‬‬ ‫××‬

‫وهكذا‬

‫عقد المضاربة‬

‫‪ -1‬تعريف المضاربة و مشروعيتها‪:‬‬


‫المضاربة هي اتفاق بين طرفين يبذل أحدهما فيه ماله ويبذل اآلخر جهده ونشاطه في اإلتجار والعمل‬
‫بهذا المال‪ ،‬على أن يكون ربح ذلك بينهما على حسب ما يشترطان من النصف أو الثلث أو الربع ‪. . .‬‬
‫فإن الخسارة تكون على صاحب المال وحده وال يتحمل عامل المضاربة شيئا‬
‫الخ‪ .‬أما إذا خسرت الشركة َّ‬
‫منها مقابل ضياع جهده وعمل ه‪ ،‬ألن ليس من العدل أن يضيع جهده وعمله ثم يطالب بمشاركة رب المال‬
‫فيما ضاع من ماله مادام ذلك لم يكن عن تقصير أو إهمال ‪.‬‬
‫‪ -‬مشروعيتها‪:‬‬
‫المضاربة مشروعة بالكتاب والسنة واإلجماع‪:‬‬
‫في الكتاب قوله تعالى " ‪:‬وآخرون يضربون في األرض يبتغون من فضل هللا "سورة المزمل اآلية ‪.20‬‬
‫وفي السنة قول الرسول صلى هللا عليه وسلم " ‪ :‬ثالث فيهن البركة البيع إلى أجل والمقارضة‪ ،‬واختالط‬
‫البر بالشعير للبيت ال للبيع "‬
‫كما أجمع الفقهاء على جواز المضاربة‪.‬‬
‫‪ -2‬اطراف عقد المضاربة اإلسالمية ‪:‬‬
‫يقوم البنك اإلسالمي بتقديم التمويل للعميل‪ ،‬فهي بمثابة صاحبة المال‪ ،‬بينما العميل هو صاحب‬
‫الخبرة الذي يقوم بإدارة المشروع وتسييره بجهده وعمله‪ ،‬ليتم توزيع ناتج المضاربة بين الطرفين على أساس‬
‫حصتين‪ ،‬حصة مقابل التمويل‪ ،‬تأخذها البنوك اإلسالمية‪ ،‬والحصة األخرى يأخذها العميل مقابل العمل‪،‬‬
‫وعليه فعملية التمويل بالمضاربة تتم بين طرفين هما ‪:24‬‬

‫سامي السويلم‪" ،‬المنتجات المالية اإلسالمية بين اإلبداع والتقليد"‪،‬مرجع سبق دكره‪.‬ص‪.31‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪72‬‬
‫البنك ‪:‬هو الذي يقوم بتقديم التمويل الكامل الذي يحتاجه العميل ‪.‬‬ ‫‪*-‬‬
‫العميل ‪:‬هو المضارب صاحب الخبرة الذي يقدم جهده وعمله‪.‬‬ ‫‪*-‬‬
‫تبين البيانات المنشورة أن المضاربة تشكل نسبة ‪ 0.02 %‬إلى ‪ % 1‬من حجم التمويل الممنوح‬
‫للعمالء بالسوق السعودي يرجع ذلك إلى العديد من العوامل أهمها‪:‬‬
‫ارتفاع مخاطر الصيغة حيث يتم دفع كامل رأس المال من قبل البنك ويقدم العميل الجهد فقط؛‬ ‫‪-‬‬
‫البنك يتحمل كافة الخسائر في حالة عدم تقصير العميل؛‬ ‫‪-‬‬
‫صعوبة تطبيق صيغة المضاربة في الواقع العملي لعدم استيعابها من قبل العاملين والمتعاملين في‬ ‫‪-‬‬
‫البنوك اإلسالمية ‪.‬‬

‫‪-3‬اركان المضاربة‪:‬‬

‫للمضاربة ستة أركان هي على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬الصيغة‪:‬وهي مما اتفق عليه الفقهاء هنا‪ ،‬كشأن ركنية الصيغة في العقود األخرى‪ ،‬لكنهم اختلفوا في‬
‫اعتبار ما عداها‪ ،‬وبتعبير آخر‪:‬هل تشمل الركنية العناصر الستة‪:‬الصيغة‪،‬ورب المال‪ ،‬والعامل‪ ،‬ورأس‬
‫أي‪:‬األمور الخمسة األخيرة ـ هي من مقومات العقد‪ ،‬دون‬
‫المال‪ ،‬والعمل‪ ،‬والربح‪،‬أو أن غير الصيغة ـ ْ‬
‫معنى الركنية المستلزم فيه الجزئية في الماهية؟ ‪.‬‬

‫بة‪،‬ويقصد بالصيغة كما هو معلوم‪:‬اإليجاب والقبول‪،‬‬


‫والصيغة عند الحنفية هي الركن الوحيد في المضار ُ‬
‫رب المال‬
‫يكونان بكل لفظ مفهوم يدل على المقصود‪ ،‬سواء كان بلفظ المضاربة ـ كأن يقول ُّ‬
‫وهما ُ‬
‫المضارب‪:‬قبلت ذلك ـ أو كان بلفظ‬
‫ُ‬ ‫نصف أرباحه‪ ،‬فيقول‬
‫ُ‬ ‫ب‪:‬دفعت إليك هذا المال مضاربة‪ ،‬ولك‬
‫ُ‬ ‫للمضار‬
‫المعاملة‪....‬‬ ‫ِّ‬
‫قارضة‪،‬أو القراض‪،‬أو ُ‬
‫الم َ‬
‫ُ‬
‫وي ِّ‬
‫مول العامل المضارب‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫رب المال‪:‬وهو الطرف المالك الذي ُيقدم المال ُ‬
‫‪ُّ -‬‬

‫‪ -‬العامل المضارب‪:‬وهو الطرف الذي يأخذ المال ليتاجر به ويديره بحسب خبرته‪.‬‬

‫‪ -‬رأس المال‪:‬وهو ما يقدَّم للعامل المضارب‪ ،‬ليقوم ِّ‬


‫باالتجار فيه واستثماره وتنميته‪.‬‬ ‫ُ‬
‫‪ -‬العمل‪ِّ :‬‬
‫ويعبرون عنه أحياناً‪:‬بإذن رب المال للعامل في التصرف وإدارة المال‪ ،‬تجارة‪،‬وبيعاً‪ ،‬وشراء‪...‬‬

‫بع‪،‬أو‬
‫‪ -‬الربح‪ :‬وهو ما يتفقان عليه من مقدار معلوم شائع في الربح‪ ،‬كأن يأخذ العامل الر َ‬

‫‪73‬‬
‫قيم ًة ما‪،‬ويردُّها وهي تسـاوي قيم ًة غيرها‪ ،‬فيكون والمضاربة في أثمانها‪،‬أما ابن أبي ليلى فيرى جواز‬
‫الثمنية ‪،‬ولم َي ُع ْد لهذا‬
‫قيمها َ‬
‫المضاربة في األثمان وفي عروض التجارة مطلقاً؛ ألن العروض تتضمن َ‬
‫الخالف كبير أثر في زماننا؛لتعامل المصارف اإلسالمية وغيرها بالنقود‪.‬‬

‫‪-4‬شروط التمويل بالمضاربة ‪:‬‬

‫فساد المضاربة‪ ،‬وهي على النحو‬ ‫ط ينبغي ُّ‬


‫تحققها؛لئال يترتب عليها ُ‬ ‫ٍّ‬
‫لكل من عناصر المضاربة شرو ٌ‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪،‬بأي تعبير كان؛ ألن العبرة‬


‫أثرها فو اًر ِّ‬ ‫‪-‬ـ شروط الصيغة‪ُ :‬يشترط فيها أن تكون َ‬
‫منج َزة‪ ،‬بحيث يترتب عليها ُ‬
‫في العقود لمقاصدها ومعانيها‪،25‬ال أللفاظها ومبانيها‪،‬وأن تكون غير مضافة إلى زمن مستقبل‪ ،‬وال َّ‬
‫معلقة‬ ‫َ‬
‫المنج َزة‪،‬كأن يقول رب المال‬
‫َ‬ ‫على أمر ما‪ ،‬قد يوجد وقد ال يوجد‪ ،‬وإال فهي فاسدة‪.‬والصيغ ُة‬
‫قبلت ذلك‪.‬‬
‫نصف أرباحه‪،‬فيقول العامل المضارب‪ُ :‬‬
‫ُ‬ ‫للمضارب‪:‬دفعت إليك هذا المال مضاربة‪،‬ولك‬
‫ُ‬
‫والصيغ ُة المضافة إلى زمن مستقبل‪ ،‬كأن يقول المالك للمضارب‪:‬خذ هذا المال واعمل به ابتداء من‬
‫ديني عليه وهو مائة‬ ‫َّ‬
‫الشهر القادم‪ .‬والصيغ ُة المعلقة على شرط‪،‬كأن يقول المالك‪:‬إن أعطاني فالن مقدار ْ‬
‫ألف‪،‬سلَّمتك إياه لتضارب فيه ‪.‬‬

‫‪-‬ـ شروط العاقدين‪ُ :‬يشترط في العاقدين األهلية‪،‬سواء اعتبرنا المضاربة نوعاً من الشركة‪ ،‬أو من اإلجارة‪،‬‬
‫أومن الوكالة‪،‬فقد ذكر بعض الفقهاء‪:‬أن المضاربة توكيل ُّ‬
‫وتوكل‪ُ ،‬يشترط لها أهلية التوكيل في المالك‪،‬‬
‫التوكل في المضارب‪ ،‬فال يكون واحد منهما سـفيهاً‪،‬أو صبياً‪،‬أو مجنوناً‪،‬أو نحو ذلك مما ُي ِّخ ُّل‬
‫وأهلية ُّ‬

‫بالشروط العامة المتصلة باألهلية ‪.‬‬

‫‪-‬ـ شروط رأس المال‪:‬وهي ما يلي‪:‬‬

‫أ ـ كون رأس المال من األثمان(النقود)ال ُعروض تجارة كعقار ِّ‬


‫وسَلع‪:‬اشترط المالكية والشافعية أن يكون‬
‫رأس مال المضاربة من األثمان حص اًر؛ألن في العروض رأس المال مجهوالً‪ ،‬بخالف النقود‪،‬وأجاز الحنفية‬

‫محمد الجاسر‪ ،‬الشرق األوسط‪ ،‬العدد ‪ 16 ،11431‬مارس ‪.2010‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪74‬‬
‫المضارب في بيع‬
‫َ‬ ‫رب المال‬‫فوض ُّ‬ ‫والحنابلة أن يكون رأس مال المضاربة من عروض التجار ْ‬
‫ة‪،‬إن َّ‬
‫العروض َغ َر اًر‪،‬فقد يقبضها وهي تسـاوي قيم ًة ما‪،‬ويردُّها وهي تسـاوي قيم ًة غيرها‪ ،‬فيكون والمضاربة في‬
‫أثمانها‪،‬أما ابن أبي ليلى فيرى جواز المضاربة في األثمان وفي عروض التجارة مطلقاً؛ ألن العروض‬
‫الثمنية ‪،‬ولم َي ُع ْد لهذا الخالف كب ير أثر في زماننا؛لتعامل المصارف اإلسالمية وغيرها‬
‫قيمها َ‬ ‫تتضمن َ‬
‫بالنقود المتداولة‪.‬‬

‫ويسلَّم للمضارب‪ ،‬وال يقع‬ ‫ب ـ كون رأس المال حاض اًر ومعلوماً عند العقد‪:‬وذلك ُليضبط ُ‬
‫قدره وصفتُه‪ُ ،‬‬
‫التنازع فيه‪.‬‬

‫المضارب‬
‫ُ‬ ‫ج ـ أال يكون رأس المال ْ‬
‫ديناً في ذمة مدين‪:‬ألن الدين في الذمة قد يوجد وقد ال يوجد‪ ،‬فإن كان‬
‫المدين فهو جائزعند بعض الفقهاء؛ ُّ‬
‫لتحقق وجوده بيده وإمكان عمله فيه‪...‬وال يخفى أن ما ذهب‬ ‫َ‬ ‫نفسه هو‬‫ُ‬
‫إليه الجمهور هو ما عليه التطبيق في المصارف‪،‬علماً بأنه يصار في بعض األحيان إلى نقل المبالغ‬
‫المودعة في الحسابات الجارية ـ وهي في الحقيقة ديون أو ودائع ـ نقالً حسابياً دون إعادة تسليم‪.‬‬

‫المضارب‪:‬ويقصد به أن ُي َّ‬
‫مكن من أخذه ليتصرَّف فيه‪ ،‬فإن اشتُ ِّرط بقاؤه‬ ‫ُ‬ ‫د ـ تسليم رأس المال إلى العامل‬
‫المضارب رأس المال تدريجياً‪ ،‬كلَّما‬
‫ُ‬ ‫جوزوا أن يأخذ‬ ‫في يد مالكه أو أن يعمل معه لم يصح‪َّ ،‬‬
‫لكن الحنابلة َّ‬
‫احتاج شيئاً أخذه بالتدرُّج؛وقالوا‪:‬إن مورد العقد هو العمل ‪.‬‬

‫‪ -‬شروط العمل في المضاربة‪:‬وهي على النحو التالي‪:‬‬

‫أـ التزام ما يقتضيه عقد المضاربة‪:‬وذلك كالبدء بالعمل‪،‬وتولي البيع والشراء واالتجار‪،‬ونحو ذلك من‬
‫األعمال والتصرفات‪،‬التي جرت العادة أن يقوم بها المضارب‪.‬‬

‫ب ـ التزام القيود ـ إن كانت موجودة ـ التي قيَّده بها رب المال‪:‬وذلك مما ال ُّ‬
‫يسد وجوه العمل أمامه‪ ،‬وهو ما‬
‫ُيعرف بالمضاربة المقيَّدة التي هي قسيمة المضاربة المطلقة‪،‬مع مالحظة َّ‬
‫أن مثل هذه التصرفات والقيود‬
‫المفصلة التي تستخدمها المصارف اإلسالمية وغيرها من المراكز‬
‫َّ‬ ‫حالياً تنظمها عادة صيغ العقود‬
‫المالية ‪.‬‬

‫‪ -‬شروط الربح‪:‬وهي على النحو التالي‪:‬‬

‫لكل من الطرفين‪:‬فإن ع ِّرف نصيب و ٍّ‬


‫احد منهما ـ بأن كان له‬ ‫المخصص الشائع ٍّ‬
‫َّ‬ ‫أـ معلومية النصيب‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ‬
‫وسك ت عن بيان نصيب اآلخر صحت المضاربة؛ ألن ما‬
‫النصف مثالً‪ ،‬أو نسبةٌ مئويةٌ من مثل‪ % 30‬ـ ُ‬
‫ُ‬

‫‪75‬‬
‫مبلغ مقطوع يختص به‪،‬كأن يكون له عشرة آالف من‬ ‫بقي هو نصيب اآلخر‪ ،‬وال يصح أن ُيحدَّد ألحدهما ٌ‬
‫الغ َرر؛ إذ من الممكن أن يكون هذا المبلغ‪ ،‬أو ال يكون‪،‬أو‬
‫لآلخر؛لما في هذا من َ‬
‫األرباح‪ ،‬وما بقي فهو َ‬
‫ٍّ‬
‫بأضعاف كثيرة‪ ،‬فيحصل ظلم ألحد الطرفين‪.‬‬ ‫يكون‬

‫‪-‬كون حصة المضارب من األرباح‪:‬فإن كان من رأس المال فسد عقد المضاربة‪.‬‬
‫‪ -5‬أنواع التمويل‬
‫بالمضاربة ‪:‬‬
‫تتعدد أشكال المضاربة من حيث شروطها وأطرافها ومن حيث دوران رأس مالها‪ ،‬وسنتناول أشكالها‬
‫من حيث شروطها فهي إما‪:‬‬
‫مضاربة مقيدة ‪ :‬حيث يقيد صاحب المال عامل المضاربة بنوع معين من العمل أو مكان معين‬ ‫‪-‬‬
‫أو يقيده بوقت معين من السنة‪.‬‬
‫المضاربة المطلقة ‪ :‬وهي التي ال يقيد صاحب المال المضارب بأي شرط ال من حيث الزمان أو‬ ‫‪-‬‬
‫المكان أو طبيعة النشاط فله حرية التصرف فيما يريد المضاربة به‪.‬‬

‫‪ -6‬بعض أحكام المضاربة‪:‬‬

‫أ‪ -‬ال تقع المضاربة في غير التجارة‪ ،‬فال تقع في المزارعة و الصناعة غيرها‪.‬‬
‫ب‪ -‬يجوز أن يكون المالك واحداً مع تعدد العمال‪.‬‬
‫ج‪ -‬المضاربة جائزة من الطرفين‪ ،‬فيجوز لكل منهما فسخها قبل الشروع في العمل وبعده‪ ،‬قبل‬
‫حصول الربح وبعده‪.‬‬
‫د‪ -‬تبطل المضاربة بموت كل من المالك والعامل‪.‬‬
‫ه‪ -‬العامل أمين‪ ،‬فال ضمان عليه لو تلف المال أو تعيب تحت يده إال مع التعدي أو التفريط‪.‬‬
‫و‪ -‬الخسارة في التجارة تكون على صاحب المال‪ ،‬وال يصح اشتراط المالك على العامل أن يكون‬
‫شريكاً معه في الخسارة‪ ،‬نعم‪ ،‬ال بأس بالشرط لو كان مرجعه إلى انتقال الخسارة إلى عهدته بعد‬
‫حصولها في ملك المالك (بنحو شرط النتيجة ‪).‬بمعنى أن الخسارة على المالك فقط‪ ،‬فإذا حصلت‬
‫تنتقل إلى ذمة المالك‪ ،‬لكن العامل يتعهد بتحمل بعضها أو كلها بعد ذلك‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ز‪ -‬إذا كان عقد المضاربة مطلقاً غير مقيد بطريقة خاصة جاز للعامل اإلتجار بالمال على ما يراه‬
‫من المصلحة‪ ،‬ويجب على العامل القيام بوظيفته‪ ،‬من تولي ما يتواله التاجر لنفسه على حسب‬
‫المتعارف المعتاد بالنسبة إلى مثل تلك التجارة في مكانها بحسب زمانها‪ ...‬وفي غير ذلك يحتاج‬
‫إلى إذن المالك‪.‬‬
‫ح‪ -‬ال يجوز للعامل خلط رأس المال بمال آخر لنفسه أو لغيره إال بإذن المالك عموماً أو خصوصاً‪.‬‬

‫‪- 7‬إيجابيات صيغة المضاربة في تمويل المشروعات‬


‫تعتبر صيغة التمويل بالمضاربة من أهم الصيغ التمويلية اإلسالمية حيث يلتقي فيها‬
‫أصحاب األموال مع أصحاب العمل للقيام بمشاريع مختلفة سواء صناعية‪ ،‬زراعية أو تجارية‬
‫وحتى الخدماتية منها ولم تعد تقتصر على التجارة فقط كما كان الحال سابقا‪ ،‬كما أنها‬
‫تستخدم في مختلف اآلجال‪ ،‬قصيرة‪ ،‬متوسطة وطويلة األجل‪ ،‬هذا التنويع الذي توفره هذه‬
‫الصيغة جعلها محطة إقبال العديد من المشروعات خاصة الصغيرة والمتوسطة فهي تمكن‬
‫من ‪:‬‬
‫أ‪ -‬تمويل رأس المال‪:‬‬
‫إن هذه الصيغة تتناسب تماما مع الحرفيين الصغار‪ ،‬ومع هؤالء األفراد الذين يملكون‬
‫الخبرة والقدرة والرغبة في العمل‪ ،‬وال تتوفر لديهم الموارد المالية الكافية للقيام بذلك‪ ،‬كما‬
‫تتناسب أيضا مع تطلعات وأفكار الخبراء والعلماء من أصحاب الكفاءات والمهارات النادرة‬
‫الذين ال يجدون سبال تمويلية مناسبة لتجسيد أفكارهم العلمية الجديدة وممارسة النشاط‬
‫االقتصادي الذي يرغبون فيه واستغالل أفكارهم وابتكاراتهم فيما ينفع الناس ‪.‬‬
‫كذلك توفر التمويل الالزم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تعاني من نقصه وصعوبة‬
‫حصولها عليه من المصادر التقليدية وخالل مختلف مراحل حياتها‪ ،‬فهذه الصيغة تعمل على‬
‫إنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة بتوفير األموال الالزمة لتجهيزها وكذا تمويل رأس‬
‫المال العامل لها مع إمكانية دفع مبلغ التمويل للمضارب إما دفعة واحدة أو مج أز حسب‬
‫احتياجات التمويل ووفقا لشروط صاحب رأس المال دون تدخل في اإلدارة إال بالقدر الذي‬
‫يضمن عدم التقصير واإلهمال من قبل المضارب‪ ،‬كما تساعد على تنمية الحرف والمهن‬
‫وتنمية معارف اإلدارة والتسيير بالمجتمع خاصة المضاربة المنتهية بالتمليك ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ب‪ -‬دراسة دقيقة للمشروع‪:‬‬
‫منح للمضارب إال بعد دراسة دقيقة لطالب التمويل والمشروع‬
‫إن التمويل بالمضاربة ال ُي َ‬
‫من كل النواحي حتى تتبين كفاءة العميل من جهة وجدوى المشروع وربحيته من جهة أخرى‬
‫وبالتالي يتم اختيار المشروع األكفأ والذي يتوافق مع األحكام الشرعية وقادر على تحقيق‬
‫األرباح‪ ،‬هذه الدراسة قد ال يستطيع صاحب المشروع الصغير القيام بها لوحده ولجوئه إلى‬
‫هذا النوع من التمويل ي ِّ‬
‫مكنه من الحصول على هذه الدراسات من قبل البنوك اإلسالمية‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ت‪ -‬ترشيد التكاليف ‪:‬‬

‫إن عائد المضارب وصاحب رأس المال في عملية التمويل بالمضاربة هو نسبة محددة‬
‫من الربح‪ ،‬أما في حالة الخسارة فيتحملها صاحب رأس المال وحده ما لم يثبت تقصير‬
‫المضارب في ذلك‪ ،‬في حين المضارب يخسر عمله وجهده‪ .‬هذا ما يدفع بالمضارب إلى‬
‫ترشيد التكاليف محاوال تخفيضها إلى أدنى حد ممكن حتى يتمكن من تحقيق أكبر ربح ‪.‬‬
‫هذا الترشيد تزيد أهميته لدى الحرفيين وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة حتى‬
‫يضمنوا على األقل مقدار من الربح ألنهم في الغالب ال يقومون بالعديد من األنشطة‬
‫ويصبون كل اهتمامهم على نشاطهم على العكس بالنسبة للمشروعات الكبرى التي تقوم‬
‫بالعديد من األنشطة والعمليات االستثمارية ‪.‬‬
‫ث‪ -‬أفضلية المضاربة مقارنة بالقروض ‪:‬‬
‫قد تتمكن المشروعات من الحصول على األموال من البنوك التقليدية غير أن تكاليفه‬
‫تكون اكبر‪.‬‬

‫‪-8‬المخاطر التي يمكن ان تواجه العمل بصيغة المضاربة ‪:‬‬


‫‪ -‬مخاطر عدم دفع المضارب نصيب البنك من األرباح أو التأخير في دفعها‪.‬‬

‫‪ -‬مخاطر ضعف األداء من جانب المضارب‪.‬‬

‫‪ -‬تتعلق بخسارة المشاركة أو إنخفاض مستوى األرباح المتحققة‪.‬‬

‫‪-‬مخاطر تلف البضاعة تحت يد المضارب‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ -‬مخاطر تذبذب األسعار إرتفاعاً أو هبوط‪ .‬واختلفوا في لزوم العقد بعد شروع المضارب في‬

‫يورث‪،‬وهذا من باب مراعاة أمن العقود الموروثة‪ ،‬وذهب الجمهور‬


‫العمل‪ ،‬فقال مالك‪:‬هو الزم‪ ،‬ألنه عقد َ‬

‫ِّ‬
‫متصرف في‬ ‫يورث؛ألن العامل المضارب‬
‫إلى أن لكل واحد من الطرفين فسخ العقد إذا شاء‪ ،‬والعقد ال َ‬

‫مال غيره بإذنه‪ ،‬فهو كالوكيل‪ ،‬غير أن له أجر المثل لما عمل‪.‬‬

‫‪-9‬انتهاء المضاربة‪:‬‬

‫ينتهي عقد المضاربة بعدة أمور على النحو التالي‪:‬‬

‫فسخ المضاربة‪:‬ويكون قبل أن يشرع العامل في العمل بإجماع الفقهاء‪،‬أو بعد الشروع فيه بحسب ما‬ ‫‪-‬‬
‫ذهب إليه الجمهورـ سوى المالكيةـ ألنه عقد غير الزم عندهم‪،‬كما يكون الفسخ في حاالت اإلخالل‬
‫ببعض عناصرها وشروطها‪ ،‬وتقدم بيان هذا واآلثار المترتبة عليه‪.‬‬

‫بالسَفه‪ ،‬وخالف الحنفية في‬


‫‪ -‬فقدان أحد الطرفين ألهلية التصرف‪:‬وذلك كجنونه‪،‬أو الحجر عليه َّ‬
‫ِّ‬
‫المضارب‪ ،‬فقالوا‪:‬ال تنتهي بالحجر عليه ألنها كالوكالة‪،‬والسفيه والصبي‬ ‫بالحجر على‬
‫ْ‬ ‫انتهائها‬
‫بالحجر على‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫المميز من أهل الوكالة عندهم إذا ارتضاهما الموكل‪،‬غير أنهم اتفقوا على أنها تنتهي‬
‫رب المال بالَفَلس‪،‬بخالف المضارب؛ألنه وإن ُح ِّكم عليه بالَفَلس فهو أهل ألن يتصرف في مال غيره‬
‫ِّ‬

‫بحكم الوكالة‪.‬وال يخفى أن هذا األمر ينطبق على المصارف في بعض الحاالت‪،‬كما إذا تم وضع‬
‫الجهات اإلدارية المختصة في كل‬ ‫التعامل معه‬ ‫اليد على ممتلكاتها‪،‬أو أُعلن إفالسها‪،‬وهذا ما تُ ِّ‬
‫نظم‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫بلد‪.‬‬

‫هالك مال المضاربـة بعد قبضـه‪:‬وذلك ألنـه محل عقـدها‪ ،‬وللعلماء أقوال فيها تفصيل وإسهاب فيما‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان الهالك بعد الشراء وقبل ن ْقد الثمن‪ ،‬أو بعد الشراء والتصرُّف‪.‬وال يمنع هذا من تضمين‬
‫المضارب إن كان ِّ‬
‫مقص اًر أو متعدياً كما سبق بيانه‪.‬‬

‫‪ -‬موت أحد طرفي عقد المضاربة‪:‬يرى الجمهور أن المضاربة تنفسخ بموت رب المال أو المضارب‬
‫قبل مباشرة العمل أو بعده؛ ألنها عقد جائز كالوكالة‪ ،‬فكما أن الوكالة تنفسخ بموت أحد طرفيها‪،‬‬
‫فكذا المضاربة‪ ،‬أما المالكية فيرون أنها ال تنفسخ؛ ألنها عقد الزم ويورث‪ ،‬ويحل الوارث محل‬

‫‪79‬‬
‫المورث وُيِّتم المضاربة‪...‬وذكر الفقهاء أيضاً أنه كما تنتهي المضاربة بموت أحد طرفيها‪ ،‬فإنها‬
‫تنتهي بردَّته عن اإلسالم‪.‬‬

‫‪-10‬التسجيل المحاسبي للتمويل بالمضاربة ‪:‬‬

‫ال ‪ :‬إثبات عمليات االس ــتثمارات ‪ ،‬وس ــداد قيمتها نقداً أو إض ــافة إلى الحس ــابات الجارية للموردين والبنوك‬
‫أو ً‬
‫األجنبية مراسلين ‪.‬‬

‫من مذكورين‬

‫من حـ ‪ /‬استثمارات تحت التنفيذ ـ مضاربات ‪.‬‬ ‫××‬

‫وهكذا ‪.‬‬

‫إلى مذكورين‬ ‫××‬

‫حـ ‪ /‬الخزينة ‪.‬‬ ‫××‬


‫حـ ‪ /‬الحسابات الجارية الدائنة ‪.‬‬ ‫××‬
‫حـ ‪ /‬البنوك األجنبية ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا ‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬إثبات سـ ــداد المص ـ ـاريف المباش ـ ـرة والخاصـ ــة بعمليات االسـ ــتثمارات نقداً أ و إضـ ــافة إلى الحسـ ــابات‬
‫الجارية الدائنة حسب الحالة ‪.‬‬

‫من مذكورين‬
‫من حـ ‪ /‬مصروفات عمليات مضاربات ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا ‪.‬‬

‫إلى مذكورين‬ ‫××‬


‫حـ ‪ /‬الخزينة ‪.‬‬ ‫××‬

‫‪80‬‬
‫حـ ‪ /‬الحسابات الجارية الدائنة ‪.‬‬ ‫××‬
‫حـ ‪ /‬البنوك األجنبية ‪.‬‬ ‫××‬
‫وهكذا ‪.‬‬

‫ثالثاً ‪ :‬إثبات عوائد عمليات االستثمارات سواء حصلت نقداً أو حصلت على الحسابات الجارية‬

‫من مذكورين‬

‫حـ ‪ /‬عمالء االستثمارات ـ المضاربات ‪.‬‬ ‫××‬

‫وهكذا‬
‫الى ح‪/‬مدكورين‬

‫حـ ‪ /‬عوائد االستثمارات ـ المضاربات‬ ‫××‬

‫وهكذا‬

‫ثالثاً ‪ :‬إثبات عوائد عمليات االستثمارات سواء حصلت نقداً أو حصلت على الحسابات الجارية‬
‫من مذكورين‬

‫حـ ‪ /‬عمالء االستثمارات ـ المضاربات ‪.‬‬ ‫××‬


‫وهكذا‬
‫الى ح‪/‬مدكورين‬

‫حـ ‪ /‬عوائد االستثمارات ـ المضاربات ‪.‬‬ ‫××‬

‫وهكذا‬

‫‪81‬‬
‫عقد االستصناع‬

‫تعريف االستصناع و حكمه ‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫*تعريف االستصناع في اللغة ‪ :‬اإلستصناع علي وزن االستفعال ‪,‬والصناعة بكسر الصاد هي‬
‫حرفة الصانع‪ ,‬وأصطنع الشئ بمعني صنعه ‪ ,‬ومن هنا فاالستصناع لغة هو طلب الفعل أو‬
‫طلب صناعة لشئ معين ‪.‬‬

‫*تعريف االستصناع في االصطالح ‪ :‬وهو عقد من عقود البيوع في اإلسالم ‪ ,‬ويشتري به في الحال‬
‫بغرض العمل علي بناء أو تصنيع سلعة مما يصنع صنعاً وغير جاهزة حاليا ‪ ،‬ويلتزم البائع بتقديمه‬
‫جاه اًز بمواد من عنده وبأوصاف معينة ‪ ,‬ويقوم المصـرف بتلبية رغبة العمـيل وتـوفير تلك السلعـة بعد‬
‫تصنيعـها بنفسـه أو بتصنيعـها مـن غـيره وفـق المواصفات المحددة من قبل العميل ‪ ،‬واالستصناع عقد‬
‫يشبه السلم ألنه بيع معلوم وان الشي المصنوع ملتزم عند العقد في ذمة الصانع البائع ‪ ،‬ولكنه يفترق عنه‬
‫حيث أنه ال يجب فيه تعجيل الثمن ‪ ،‬وال كون المصنوع مما يوجد في السوق ‪.‬‬

‫*حكم عقد التمويل باإلستصناع‪:‬‬

‫ال يرد االستصناع عند الشافعية والحنابلة إال ضمنيا عند التعرض السلوب السلم وال يجيزون السلم في‬
‫المصنوع من أكثر من مادتين مختلفتين‪ ،‬وال يجيزونه في مادتين غير متميزتين‪ ،‬اما المالكية فقد ألحقوا‬
‫االستصناع بالسلم في الصناعات‪ ،‬ولم يقفوا عند المادة والمادتين وإنما أجازوه في الصناعات التي يتعامل‬

‫‪82‬‬
‫بها الناس عامة ‪ ،‬مع التاكيد على ضرورة االلتزام بشروط السلم ‪ ،‬أما عند الحنفية فاالستصناع من‬
‫العقود المسماة فهو عقد قائم بداته و مستقل ‪ ،‬وله شروطه الخاصة‪ ،‬غير أنهم أجمعوا على أنه عقد غير‬
‫الزم قبل أن يرى المستصنع ما صنع‪ ،‬وه ذا ال يجعل االستصناع صيغة تمويل مناسبة‪ ،‬غير أن مجلة‬
‫األحكام العدلية‪ -‬وهي في الفقه الحنفي‪ -‬جعلت االستصناع عقداً الزماً من البداية‪.‬‬
‫و قد تعرض الى مشروعية االستصناع مجمع الفقه اإلسالمي بمنظمة المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬في دورة‬
‫مؤتمره السابع‪ ،‬وأصدر القرار رقم ‪ 7/3/67‬وجاء في القرار ما يأتي‪:‬‬

‫‪ -‬إن عقد االستصناع وهو عقد وارد على العمل والعين في الذمة ملزم للطرفين إذا توافرت‬
‫فيه األركان والشروط‪.‬‬

‫يشترط في عقد االستصناع ما يلي‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫أ ‪ -‬بيان جنس المستصنع نوعه وقدره وأوصافه المطلوبة‪.‬‬

‫ب ‪ -‬أن يحدد فيه األجل‪.‬‬

‫‪ -‬يجوز في عقد االستصناع تأجيل الثمن كله‪ ،‬أو تقسيطه إلى أقساط معلومة آلجال محددة‪.‬‬

‫‪ -‬يجوز أن يتضمن عقد االستصناع شرطاً جزائياً بمقتضى مااتفق عليه العاقدان ما لم تكن‬
‫هناك ظروف قاهرة‪.‬‬

‫وهذا يعني أن الفقهاء أختلفوا في حكم عقد االستصناع حيث يرى جمهور العلماء من المالكية والشافعية‬
‫والحنابلة أن االستصناع ملحق بالسلم ؛ فيشترط فيه ما يشترط في السلم ‪ ،‬وأما األحناف ‪ :‬فيرون أن‬
‫االستصناع عقد مستقل بذاته وله خصائصه وأحكامه ‪ ,‬ومن هذا المنطلق اختلف العلماء في حكم عقد‬
‫االستصناع كعقد مستقل بذاته إلى قولين ‪ :‬األول‪ :‬عدم جواز عقد االستصناع إذا كان على غير وجه‬
‫السلم ‪ ,‬وهو قول جمهور العلماء من الحنابلة والمالكية والشافعية ‪ .‬الثاني‪ :‬جواز عقد االستصناع ‪ ,‬وهو‬
‫قول األحناف ‪.‬‬

‫والراجح هو القول بجواز عقد االستصناع ألن الحاجة داعية لالستصناع ‪ ،‬وفي منعه من إلحاق الحرج‬
‫بالناس ما ال يخفى وقد رجح القول بجوازه المجمع الفقهي اإلسالمي الدولي في مؤتمره السابع المنعقد‬
‫بجدة لعام ‪ 1412‬هـ ‪ ،‬و لعل الدليل االبرز في السنة على مشروعية االستصناع أن الرسول "صلي هللا‬

‫‪83‬‬
‫عليه وسلم" طلب من صانع أن يصنع له خاتم وكذلك استصناع الرسول "صلي هللا عليه وسلم" للمنبر ‪،‬‬
‫ولم ينكر عليه أحدا ذلك‪.‬‬

‫‪ -2‬شروط عقد التمويل باإلستصناع ‪:‬‬


‫يشترط لعقد االستصناع شروط خاصة مع اعتبار شروط البيع هي‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون المصنوع معلوماً ‪ :‬بتحديد مواصفات الشيء المطلوب صناعته تحديداً وافياً يمنع التنازع‬
‫عند التسليم ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون المصنوع مما تدخله الصناعة ‪ ،‬فال يصح في المنتوجات الزراعية كالبقول والحبوب مثال‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون الشيء المصنوع مما يجري التعامل فيه ؛ ألن االستصناع جائز استحساناً ‪ ،‬فال يصح‬
‫فيما ال تعامل فيه‬
‫‪ -‬كل المواد المستخدمة في الشيء المصنوع من الصانع ‪ ،‬فإذا كانت من المستصنع فإنه يكون عقد‬
‫إجارة وليس عقد استصناع ‪.‬‬
‫‪ -‬بيان الثمن جنساً وعدداً بما يمنع التنازع ‪ ،‬فالجنس ‪ :‬كالدينار الليبي أو الدوالر االمريكي‪ ،‬والعدد ‪:‬‬
‫كاأللف والمليون ‪.‬‬
‫‪ -‬بيان مكان تسليم المبيع إذا احتيج إلى ذلك ‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون فيه أجل ‪ ،‬وفي هذا الشرط خالف يحتاج إلى تفصيل وتوضيح ‪.‬‬

‫‪ - 3‬خصائص عقد التمويل باإلستصناع‬


‫‪ -‬يتشابه االستصناع والبيع في كونهما مبادلة سلعة بثمن ويختلفان في عدم تعيين المبيع لكونه في‬
‫ذمة البائع ‪.‬‬

‫‪ -‬يشبه االستصناع اإلجارة في أن العمل مشروط بالعقد ويزيد االستصناع في أن مواد التصنيع من‬

‫الصانع ‪.‬‬

‫‪ -‬يتشابه االستصناع والسلم في كونه بيعاً لمبيع غير معين في ذمة البائع ‪ ،‬ويختلفان في أن السلعة في‬

‫االستصناع‬

‫مصنوعة ‪ ،‬وفي السلم كل أنواع السلع ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫‪ -‬ال يتغير الثمن بزيادة مشروطة في العقد طبقاً لتغير أسعار المواد أو األجور في السوق‪ 26‬وذلك لجهل‬

‫الثمن ولكن ‪ - :‬يجوز أن يتغير الثمن بإدخال تعديالت على المصنوع حسب إتفاق الطرفين‪.‬‬

‫يجوز للصانع طلب ضمانات من المستصنع مقابل الثمن أو الجزء المؤجل منه‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪-4‬أركان عقد التمويل باإلستصناع ‪ :‬أركان االستصناع عند الجمهور ستة وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬الصانع ‪:‬هو البائع الذي يلتزم في عقد االستصناع بتقديم المصنوع للعميل عند حلول األجل سواء‬

‫باشر الصنع بنفسه أو عن طريق صانع آخر ‪.‬‬

‫‪ -‬المستصنع ‪ :‬وهو طالب صنع السلعة والملتزم بموجب العقد بقبول المصنوع إذا جاء مطابقاً‬

‫للمواصفات‪.‬‬

‫‪ -‬محل العقد ‪ :‬وهو كل ما يتم صناعته في عقد االستصناع ويمكن أن يكون أصالً رأسمالياً أو مبان‬

‫أو آالت أو أجهزة أو سلعاً استهالكية أو إنتاجية ‪.‬‬

‫‪ -‬الثمن ‪ :‬وهو الثمن المتفق عليه بين الصانع و المستصنع كثمن للسلعة المصنعة‪.‬‬

‫‪ -‬اإليجاب‪ :‬يصدر من طالب الصنعة أو مشتري السلعة ويطلق عليه "المستصنع"‪.‬‬

‫‪ -‬القبول ‪ :‬يصدر من الجهة الممولة ويطلق عليه " الصانع"‪.‬‬

‫‪-5‬المواصفات المرتبطة بعقد التمويل باإلستصناع ‪:‬‬


‫‪ -‬يمكن أن يمول المصـ ـ ـ ــرف صـ ـ ـ ــنع كل سـ ـ ـ ــلعة مباحة تنضـ ـ ـ ــبط بالوصـ ـ ـ ــف في الذمة عن طريق عقد‬

‫االسـتصـناع‪،‬ويجوز أن يتضـمن عقد االسـتصـناع خدمات التركيب أو التدريب على تشـغيل األصـل أو‬

‫صيانته أو أي خدمات أخرى مرتبطة بالمصنوع ‪.‬‬

‫عبد الكريم قندوز‪" ،‬الهندسة المالية اإلسالمية بين النظرية و التطبيق"‪ ،‬ص‪.57‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ -‬يكون عقد االس ـ ـ ـ ـ ـ ــتص ـ ـ ـ ـ ـ ــناع المص ـ ـ ـ ـ ـ ــرفي ملزماً لطرفيه بمجرد توقيعه ‪ ،‬ويجب أن يكون الثمن محدداً‬

‫جنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاً(كالدينار الجزائري أو الدوالر االمريكي)وعدداً (كاأللف والمليون) للطرفين ‪ ،‬ويجوز أن يكون‬

‫الثمن في عقد االس ـ ــتص ـ ــناع المص ـ ــرفي نقداً حاض ـ ـ اًر يدفعه العميل عند التعاقد أو عند االس ـ ــتالم دينأً‬

‫مؤجالً يدفعه المستصنع دفعة واحدة أو على أقساط حسب االتفاق ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا ثبت مبلغ االس ـ ــتص ـ ــناع ديناً في ذمة المس ـ ــتص ـ ــنع فال يجوز أن يتغير إال إذا تغيرت المواص ـ ــفات‬

‫باالتفاق مع العميل بما يمنع التنازع‪.‬‬

‫‪ -‬كل المواد المس ـ ــتخدمة في الش ـ ــيء المص ـ ــنوع من عند الص ـ ــانع فهي مس ـ ــؤوليته وال يجوز أن يس ـ ــاهم‬

‫المسـتصـنع في توفير تلك المواد أو بعضـها منها ‪ ،‬فإذا كانت من المسـتصـنع فإنه يكون عقد إجارة ال‬

‫عقد استصناع ‪.‬‬

‫‪ -‬بيان مكان تسليم المبيع في بعض الحاالت إذا احتيج إلى ذلك ‪.‬‬

‫‪ -6‬مزايا التمويل باإلستصناع ‪:‬‬

‫تمنح للعميل بعض المزايا لجذب أكبر عدد ممكن من المتعاملين بعقود اإلستصناع وكذلك لظروف‬

‫المنافسة التي تواجهها المصارف اإلسالمية في الوقت الحاضر ‪ ,‬ومنها ‪:‬‬

‫‪ -‬أن تقسط الثمن بأقساط مريحة وعلي فترة جيدة حسب نوع اإلستصناع ‪.‬‬

‫‪ -‬أن تعطي فترة سماح إن أمكن في حالة أن المتعامل مع المصرف قرر التسديد قبل إنتهاء مدة العقد ‪.‬‬

‫‪ -‬أن يراعي أن تكون الدفعة المقدمة ميسرة نوعاً ما ‪ ,‬مع سهولة وسرعة اإلجراءات ‪.‬‬

‫‪ -‬أن تقدم االستشارات الهندسية للمتعامل ما أمكن ذلك ‪.‬‬

‫‪-7‬مخاطر عقد التمويل باالستصناع‬

‫‪86‬‬
‫المصرف عندما يكون هو الصانع فإنه يقوم بالبيع بالتقسيط عند االنتهاء من العمل وتسليم ما تم صنعه‪،‬‬
‫والمخاطر هنا هي مخاطر الثمن في البيع بالتقسيط ‪ ،‬ولكن توجد مخاطر ال يستطيع المصرف أن‬
‫يتحملها‪ ،‬ذلك إذا كان االستصناع في المباني‪ ،‬فإن من يقوم بالبناء يكون ضامناً للمبنى مدة قد تزيد عن‬
‫عشر سنوات‪ ،‬ولذلك لم يقبل المصرف االستثمار في هذا المجال ما دام هذا الضمان موجوداً ‪ ،‬وبحمد‬
‫هللا تعالى أمكن التغلب على هذه العقبة‪ ،‬حيث إن االستصناع الموازي فيه هذا الضمان أيضاً‪ ،‬فأضيف‬
‫في العقد أن شركة المقاوالت ‪-‬أي الصانع للمصرف‪ -‬تضمن المبنى للمصرف أو لمن يحدده المصرف‪،‬‬
‫ال غير قابل للنقض أو اإللغاء‬
‫وفي العقد اآلخر يذكر أن عميل المصرف ‪-‬أي المستصنع‪ -‬يقبل قبو ً‬
‫ضمان المصرف للمشروع‪ ،‬أو أي طرف آخر يقبل هذا الضمان‪ ،‬وعند التعاقد بعد االنتهاء من المشروع‬

‫يتم نقل هذا الضمان‪ ،‬بحيث يكون اإللزام وااللتزام بين العميل وشركة المقاوالت‪ ،‬وتنتهي مسؤولية‬
‫المصرف عن جميع العيوب الظاهرة والخفية ‪ ،‬وتبقى المخاطرة عندما يكون المصرف هو المستصنع‬
‫ولمواجهتها‪ ،‬ومنعها أو التقليل من آثارها ‪ ،‬وضعت الشروط التالية ‪ - :‬يلتزم المقاول بتقديم كفالة‬
‫مصرفية غير مشروطة لتنفيذ العمل ‪.‬‬
‫• المطلوب بموجب بنود الشروط العامة للعقد‪ ،‬وتحدد مدة كافية لصالحية الكفالة‪.‬‬
‫• ويقوم أيضاً بالتأمين على الموقع والمشروع ضد جميع األخطار‪.‬‬
‫مع النص على غرامات التأخير في حالة تأخر المقاول عن إتمام تنفيذ وتسليم المشروع في الموعد المحدد‬
‫فإنه يتحمل ج ميع األضرار التي تنتج عن هذا التأخير‪ ،‬ما لم تكن هناك أسباب قهرية خارجة عن اإلرادة‪.‬‬
‫وجواز هذه الغرامات ألنها ليست مرتبطة بدين‪ ،‬ومقدرة بقدر إزالة الضرر‪ ،‬وقد يكون من غير الجائز‬
‫تحديد الغرامة بمبلغ ال يرتبط بالضرر الفعلي‪ ،‬وذكر من قبل موضوع الضمان والمسؤولية عن العيوب‬
‫الظاهرة والخفية‪ ،‬وبهذا كله أمكن التقليل من مخاطر االستصناع بما يبقى فرصة كبيرة للربح دون‬
‫الخسارة‪.‬‬

‫*مخاطر الصرف ‪ :‬للصرف ضوابطه الشرعية و التي من بينها التقابض االني للعملتين االجنبيتين‪،‬‬
‫والبنوك الربوية ال تلتزم بها‪ ،‬حيث يمكن أن تضارب في البورصة‪ ،‬وتشتري وتبيع باألجل‪.‬‬

‫والمشكلة التي صادفت المؤسسات اإلسالمية هي مخاطر تغير أسعار الصرف‪ ،‬فقد تكون المؤسسة‬
‫تتعامل بعملة معينة كالدوالر مثالً‪ ،‬وتدخل في استثمارات بعملة أخرى‪ ،‬كاالستثمار في دولة عملتها غير‬

‫‪87‬‬
‫الدوالر‪ ،‬أو الشراء أو البيع األجل‪.‬‬

‫فإذا فرضنا أن المؤسسة اشترت سيارات من اليابان‪ ،‬والثمن يدفع بعد شهرين بالين الياباني‪ ،‬تريد أن‬
‫تعرف الثمن بالدوالر‪ ،‬حيث تخشى مخاطر تقلب سعر الصرف‪ ،‬البنوك الربوية تقوم في الحال بتثبيت‬
‫السعر‪ ،‬وذلك باالتفاق مع من يقبل المخاطرة‪ ،‬فيسلم الين في وقتها بسعر صرف الدوالر في الحال‪ ،‬فإن‬
‫ارتفع سعر الين خسر‪ ،‬وإن انخفض ربح‪ ،‬وقد تشتري الين في وقت شراء السيارات‪ ،‬وتودعه بفائدة ربوية‬
‫مدة اآلجل‪ ،‬ومعلوم أن أي تأجيل في الصرف‪ ،‬يعتبر من الربا المحرم‪ ،‬ولذلك فالمؤسسات اإلسالمية ال‬
‫ت ستطيع أن تسلك هذا المسلك‪ ،،‬وال أن تودع بفائدة ربوية‪ ،‬ومثل الشراء كذلك البيع‪ ،‬فإذا باعت باألجل‬

‫بعملة غير الدوالر‪ ،‬فهي تعرف ربحها اآلن تبعاً لسعر الدوالر‪ ،‬ولكن عندما تتسلم العملة في األجل‬
‫المحدد قد ال تربح وقد تخسر‪ ،‬إذا تغير سعر الصرف تغي اًر كبي اًر‪ ،‬كما أنه قد يزداد ربحها إذا كان تغير‬
‫السعر لصالحها ‪ ،‬وقد ال يكون األمر متصالً بالبيع والشراء‪ ،‬وإنما بأي نوع آخر من أنواع االلتزام اآلجل‪،‬‬
‫والتزامها لغيرها أو التزام غيرها لها ‪ ،‬وإذا كانت المؤسسة اإلسالمية ال تتعامل بالربا‪ ،‬سواء أكان في‬
‫الصرف أم في غيره فانها تتجنب هذه المخاطر عن طريق البيع والشراء ‪ ،‬فإذا كان المصرف ملتزماً بدفع‬
‫مليون جنيه استرليني في تاريخ معين‪ ،‬فإنه يستطيع أن يشتري بثمن حال سلعة تباع بمليون جنيه‬
‫استرليني إلى أجل ال يتأخر عن موعد التزامه بالمبلغ المذكور‪ ،‬وفي الموعد يتسلم المبلغ من المشتري ثم‬
‫يسلمه للدائن‪ .‬وقد يقل المبلغ قليالً عن المليون‪ ،‬أو يزيد قليالً‪ ،‬وال مخاطرة في ذلك‪ ،‬أما إذا كان المبلغ‬
‫مثل الدين الذي التزمه به المصرف‪ ،‬فيمكن من البداية أن يقوم بحوالة الدين ‪ ،‬هذا في حالة ما إذا كان‬
‫المبلغ المذكور ديناً على المصرف‪ ،‬أما إذا كان المبلغ ديناً للمصرف على غيره‪ ،‬ويخشى عند تسلمه في‬
‫الموعد مخاطرة الصرف‪ ،‬حيث سيقوم بصرف االسترليني بالدوالر الذي يتعامل به‪ ،‬وقد ينتج عنه خسارة‬
‫اء آجالً‪ ،‬واآلجل ال يسبق موعد‬ ‫كبيرة‪ ،‬فعندئذ األمر مختلف ‪ ،‬والحل هنا هو أن يشتري باالسترليني شر ً‬
‫تسلم المصرف المليون‪ ،‬بل قد يتأخر عنه‪ ،‬حتى يتسنى للمصرف التسلم أوالً قبل موعد أدائه الثمن‬
‫اآلجل‪ ،‬وحينئذ ال يتعرض لمخاطر الصرف‪ ،‬حيث يتسلم الدين‪ ،‬ثم يسلم المبلغ نفسه للبائع الدائن ‪ ،‬ومن‬
‫الواضح أن السلعة التي اشتراها باالسترليني يستطيع أن يبيعها بالدوالر‪ ،‬بيعاً أنيا أو آجال‪ ،‬أو بعملة‬
‫مرتبطة بالدوالر ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫*التأمين ‪:‬‬

‫التأمين التعاوني يمثل البديل اإلسالمي للتأمين التجاري‪ ،‬و يلجا للتأمين مواجهة المخاطر‪ ،‬والمراد بذلك‬
‫التأمين التعاوني المباح وليس التأمين التجاري المحرم‪.‬‬

‫و ادا لم تتمكن من التأمين التعاوني‪ ،‬فعلى المؤسسات اإلسالمية أال تلجأ إلى التأمين التجاري إال عند‬
‫الضرورة‪ ،‬كأن يكون التأمين إجبارياً‪ ،‬ويالحظ أن بعض المؤسسات اإلسالمية تتساهل في هذا الشأن‪،‬‬
‫فلتجأ إلى شركات التأمين غير اإلسالمية مع وجود اإلسالمية‪ ،‬فالمصرف بالتأمين يقع في خسارة تقع‬

‫مقابل مخاطر قد تحدث و قد ال تحدث‪ ،‬وما يحدث من المخاطر في جملته ال يساوي الخسارة التي‬
‫وقعت بالفعل‪ ،‬بل يقل عنها بكثير‪ ،‬بل قد ال يتعرض المصرف ألي مخاطر ويخسر كل أقساط التأمين‪.‬‬

‫إذن عند عدم التأمين على المصرف أن ياخد في االعتبار ما يمكن أن يحدث من مخاطر‪ ،‬ثم إن‬
‫المصرف عادة يحسب تكلفة التأمين في بيع المرابحة ضمن تكلفة المبيع‪ ،‬فإذا لم يقم بالتأمين فإنه‬
‫يستطيع زيادة الربح بقدر مبالغ التأمين‪ ،‬وإذا كانت النتيجة أن التأمين خسارة فعلية‪ ،‬فإن عدم التأمين يعني‬
‫زيادة الربح‪ ،‬وإن حدث بعض المخاطر فإنها ال تصل مقدار الربح وهو ما يؤيد ق ارر تحريم التأمين‬
‫التجاري غير التعاوني‪.‬‬

‫ووجدت مؤسسات تقوم بتأمين مخاطر االستثمار‪ ،‬فإذا كان تأميناً تعاونياً فهو المستحب‪ .‬ولعل‬
‫المصارف اإلسالمية تشترك في إيجاد نظام تأمين تعاوني‪ ،‬يلبي حاجة كل من يتعرض الى الخطر‪.‬‬

‫‪-8‬المعالجة المحاسبية للتمويل باالستصناع ‪:‬‬

‫وتتم المعالجة المحاسبية لعقد االستصناع من أربعة مراحل وهي ‪:‬‬

‫‪ -‬مرحلة التعاقد ‪ :‬وتشمل من تعاقد المصرف بصفته مستصنع مع المستصنع له وهو ما يعرف بعقد‬

‫االستصناع إلى تعاقد المصنع بصفته مستصنع مع الصانع أو " مقاول الباطن"‬

‫‪ -‬مرحلة التنفيذ ‪ :‬وهي تشمل المحاسبة الدورية خالل فترة التنفيذ علي مايتم إنجازه من العمل ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -‬مرحلة التسويات في نهاية الفترة المالية ‪ :‬وذلك بالمحاسبة علي اإليرادات واألرباح الدورية واإلفصاح‬

‫عن عمليات االستصناع في القوائم المالية ‪.‬‬

‫‪ -‬المرحلة األخيرة ‪ :‬الت سليم واإلستالم النهائي وما يتعلق بهما من تكاليف ما بعد البيع ‪.‬‬

‫اوال ‪ :‬المعالجة المحاسبية لتكاليف االستصناع ‪:‬‬

‫‪ –1‬تكاليف ما قبل التعاقد اي ما يدفعه المصرف لتمويل صناعة الشئ المطلوب‪:‬‬

‫يعمل حساب وسيط بإسم تكاليف مؤجلة ويسجل تحته كل المصاريف التي صرفت من أجل العقد‬

‫مثل تكاليف دراسة الجدوي وغيرها ويكون القيد المحاسبي كما يلي ‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬تكاليف مؤجلة‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬النقدية‬ ‫××‬

‫وعند التعاقد يغلق ح ‪ /‬التكاليف المؤجلة في ح ‪ /‬تكاليف االستصناع ‪ ،‬وذلك عند التعاقد بالقيد األتي ‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬تكاليف االستصناع‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬تكاليف مؤجلة‬ ‫××‬

‫ح ‪ /‬تكاليف مؤجلة يغلق في حساب مصاريف الفترة‪.‬‬ ‫وفي حالة لم يتم التعاقد ألي سبب كان فإن‬

‫من ح ‪ /‬المصاريف‬ ‫××‬

‫‪90‬‬
‫إلي ح ‪ /‬تكاليف مؤجلة‬ ‫××‬

‫‪ –2‬ما يلتزم به المصرف االسالمي للصانع مقابل ما يتم من أعمال من واقع المستخلصات وشهادات‬

‫اإلتمام ‪.‬‬

‫أ – إثبات إلتزامات األعمال بالمستخلصات بحساب وسيط وهو ( ح ‪ /‬مطلوبات االستصناع ) ‪.‬‬

‫من ح ‪ /‬تكاليف االستصناع‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬مطلوبات االستصناع (باسم المصنع)‬ ‫××‬

‫ب – إثبات دفع إلتزامات األعمال بالمستخلصات ( وهو عند الدفع ) ‪.‬‬

‫من ح ‪ /‬مطلوبات االستصناع (باسم الصانع)‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬النقدية‬ ‫××‬

‫‪ - 3‬إثبات الفواتير التي سيرسلها المصرف لمطالبة العميل بقيمة األعمال المنجزة والمسجلة وذلك‬

‫بالقيد‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬ذمم االستصناع (باسم العميل)‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬فواتير االستصناع‬ ‫××‬

‫ثانيا ‪ - :‬المعالجة علي إيرادات وأرباح االستصناع دوريا‪:‬‬

‫‪91‬‬
‫والدورية فيها طبقاً لنسبة اإلتمام بالمحاسبة علي ما تم تنفيذه من األعمال بموجب المستخلصات‬

‫وشهادات اإلتمام مع األخذ في اإلعتبار أن تسديد الثمن يمتد إلي ما بعد فترة التنفيذ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اإليرادات ‪ :‬وتتمثل اإليرادات في الثمن اإلجمالي الذي تم التعاقد به بين المصرف والعميل‬

‫والمستصنع وطبقاً لطريقة نسبة اإلتمام ‪ ،‬تضاف علي التكاليف ما يخص الفترة من أرباح ويكون المجموع‬

‫هو اإليرادات التي تخص الفترة ثم تثبت قيمة التكاليف في حساب تكلفة إيرادات االستصناع بالقيد ‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬تكاليف االستصناع الجارية‬ ‫××‬

‫من ح ‪ /‬تكاليف االستصناع‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬إيرادات االستصناع‬ ‫××‬

‫‪– 2‬األرباح المؤجلة واألرباح المحققة ‪:‬‬

‫في حالة تأجيل الثمن كلياً أو جزئياً لما بعد إتمام تنفيذ العقد يؤجل االعتراف يفتح بالربح اإلجمالي للعقد‬

‫( وهو الفرق بين ما دفعه المصرف للصانع في االستصناع الموازي‪ ،‬وبين قيمة العقد مع العميل اي‬

‫ح‪/‬األرباح المؤجلة ‪ ،‬ويسجل بالقيد ‪.‬‬ ‫المستصنع ويفتح له حساب وسيط يسمي‬

‫من ح ‪ /‬تكاليف االستصناع‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬األرباح المؤجلة‬ ‫××‬

‫‪92‬‬
‫ثم يتم توزيعه على فترات استحقاق كل قسط أو عند تسلم األقساط ‪ ،‬والجزء الموزع هو األرباح المحققة‬
‫التي تظهر في قائمة لكل فترة ‪ ،‬أما رصيد األرباح المؤجلة فيظهر في قائمة المركز المالي ويسجل‬
‫بالقيد ‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬األرباح المحققة‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬األرباح المؤجلة‬ ‫××‬

‫ثالثا ‪:‬العرض واإلفصاح لحسابات االستصناع في القوائم المالية للعمليات القائمة‪:‬‬

‫‪ – 1‬في قائمة الدخل ‪:‬‬

‫×××‬ ‫إيرادات االستصناع‬

‫×××‬ ‫تكاليف االستصناع الجارية‬ ‫‪-‬‬

‫××××‬ ‫= أرباح اإلستصناع‬

‫مالحظة ‪:‬‬

‫• لقد تم عرض دلك في معيار العرض واإلفصاح رقم ‪ 1‬و الدي قرر عرض ذلك ضمن حساب‬
‫الدخل من البيوع المؤجلة ومنها الدخل من االستصناع وللتوفيق تتم المعالجة المذكورة في‬
‫اإليضاحات حول القوائم المالية ثم يتم غلق النتيجة إلي قائمة الدخل ‪.‬‬

‫• كما قرر ايضا معيار العرض واإلفصاح معالجة مختلفة حسابات االستصناع في قائمة المركز‬
‫المالي عن ما ورد في معيار االستصناع حيثٌ اقتصر على عرض ذمم االستصناع في جانب‬
‫الموجودات ‪ ،‬وبالنسبة للمطلوبات قرر إثباتها بمسمي ذمم االستصناع الدائنة ‪.‬‬

‫‪ –2‬في قائمة المركز المالي ‪:‬‬

‫‪93‬‬
‫أ ‪ -‬في جانب الموجودات‬

‫×××‬ ‫تكاليف استصناع‬

‫×××‬ ‫فواتير استصناع‬ ‫(‪)-‬‬

‫××××‬ ‫الصافي‬ ‫(=)‬

‫××××‬ ‫ذمم إستصناع‬ ‫(=)‬

‫××××‬ ‫( = ) رصيد األرباح المؤجلة‬

‫ب ‪ -‬في جانب المطلوبات ‪:‬‬


‫×××‬ ‫مطلوبات االستصناع‬

‫رابعا ‪ :‬المعالجة المحاسبية لعمليات التسليم ‪:‬‬

‫‪ – 1‬أ ‪ -‬إستالم المصرف للمصنوع من الصانع ويسجل بالقيد كما يلي ‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬موجودات استصناع‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬تكاليف استصناع‬ ‫××‬

‫ب – عند تسليم للعميل ‪.‬‬

‫من ح ‪ /‬ذمم استصناع‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬موجودات استصناع‬ ‫××‬

‫‪ – 2‬مشاكل اإلستالم من الصانع و التي ابرزها ‪:‬‬

‫التأخير عند التسليم وفيها يتحمل الصانع قيمة أضرار التأخير للمصرف ويسجل بالقيد كما يلي ‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬ذمم استصناع‬ ‫××‬

‫من ح ‪ /‬الضمانات‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬المكاسب ‪......‬‬ ‫××‬


‫‪94‬‬
‫‪ – 3‬عدم المطابقة للمصنوع مع المواصفات المطلوبة ‪.‬‬

‫* * ‪ -‬إذا أمتنع المصرف عن التسليم يسترد ما دفعه ويسجل بالقيد كما يلي ‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬النقدية‬ ‫××‬

‫من ح ‪ /‬ذمم مدينة‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬تكاليف استصناع‬ ‫××‬

‫* * ‪ -‬إذا قبل المصرف بتسلم المصنوع المخالف فيثبت الفرق خسارة ويسجل بالقيد كما يلي ‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬موجودات استصناع‬ ‫××‬

‫من ح ‪ /‬الخسائر‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬تكاليف استصناع‬ ‫××‬

‫‪ –4‬أمتناع المستصنع عن اإلستالم فتقيم موجودات االستصناع بسعر السوق أو التكلفة إياهما أقل‬

‫ويثبت الفرق بينهما إن وجد خسارة للمصرف ويسجل بالقيد كما يلي ‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬موجودات استصناع‬ ‫××‬

‫من ح ‪ /‬الخسائر‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬تكاليف استصناع‬ ‫××‬

‫خامسا ‪ :‬المعالجات المحاسبية لعمليات متنوعة تتعلق باالستصناع ‪:‬‬

‫‪95‬‬
‫‪ –1‬في حالة أوامر التعديالت التي تتطلب زيادة التكاليف فانها تضاف لحساب تكاليف االستصناع وإلي‬

‫اإليرادات ‪.‬‬

‫‪ – 2‬في حالة ما إذا أخل الصانع بإلتزاماته وأضطر المصرف لتحمل تكاليف إضافية للوفاء بإلتزاماته‬

‫تجاه العميل فتعالج هذه التكلفة على انها خسارة وال يمكن اعتبارها تكاليف االستصناع وفقا لدلك ‪.‬‬

‫‪ – 3‬إذا عجل العميل سداد األقساط اسقط المصرف جزءاً من المستحق عليه ويعالج ذلك وفق القيد ‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬الخصم المسموح به‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬ذمم االستصناع‬ ‫××‬

‫بعدها نسجل‬

‫من ح ‪ /‬األرباح المحققة‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬الخصم المسموح به‬ ‫××‬

‫‪ –4‬تكاليف ما بعد البيع‪ :‬يكون مخصص للصيانة والضمان ويتم الصرف منه علي الصيانة ويسجل‬

‫بالقيد كما يلي‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬إيرادات االستصناع‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬مخصص الصيانة‬ ‫××‬

‫وعند الصرف يسجل بالقيد كما يلي ‪:‬‬

‫من ح ‪ /‬مصاريف الصيانة‬ ‫××‬

‫‪96‬‬
‫إلي ح ‪ /‬النقدية‬ ‫××‬

‫بعدها نسجل‬

‫من ح ‪ /‬مخصص الصيانة‬ ‫××‬

‫إلي ح ‪ /‬مصاريف الصيانة‬ ‫××‬

‫خاتمة‬

‫جاءت الهندسة المالية بادواتها التقليدية استجابة الى حاجة المنظمات االقتصادية للحماية ضد المخاطر‬
‫المالية و مع تطور السوق تعدت دلك الى االستثمار و المضاربة‬

‫مع بروز العولمة المالية و دخول تكنولوجيا المعلومات الى االسواق المالية إضافة إلى ما فرضته طبيعة‬
‫السوق من ضرورة توفر فعالية سوقية و تحقيق كفاءة سعرية تطلبت تنويع في األصول المالية ما شجع‬
‫على خلق و ابتكار ألدوات مالية جديدة‪.‬‬

‫و يمثل الهدف االساسي من استخدام ادوات الهندسة المالية التقليدية التحوط من المخاطر حيث تقوم تلك‬
‫االدوات على تحويل الخطر من الطرف المنشئ للخطر الى اطراف اخرى في السوق اي تقوم بنقل‬
‫الخطر من طرف الى اخر دون التعامل الحقيقي معه و هو ما حافظ على كتلة المخاطر داخل السوق‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫لدا عند حدوث ازمة مالية فان اثارها الوخيمة تمس مباشرة المنظمات االقتصادية و تصبح تلك األدوات‬
‫دون جدوى في الحماية ضد لمخاطر المالية بل اكثر من دلك تساهم في نقل المخاطر محدثة عدوى‬
‫األزمات‪.‬‬

‫و هو ما استدعى ضرورة إعادة النظر في أدوات الهندسة المالية و البحث عن بديل أنجع للحماية ضد‬
‫المخاطر تمثل هدا البديل في أدوات الهندسة المالية اإلسالمية تستمد مشروعيتها من المصادر الثالثة‬
‫للشريعة اإلسالمية و تنتهج فلسفة و مبادئ مختلفة في التعامل مع المخاطر المالية‪.‬حيث تتعامل هده‬
‫األدوات حقيقية مع الخطرو تعالجه من مصدره دون ان تنقلها الى اطراف اخرى‪.‬مما يقلص حجم‬
‫المخاطر في السوق‪.‬‬

‫كما ان ادوات الهندسة المالية االسالمية تميز بين المخاطر من حيث مصدرها و تخصص لكل خطر‬
‫ادوات معينة فهي ادوات منوعة تنويع حقيقي بينما االدوات التقليدية تنويعها صوريا فقط‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫المراجع باللغة العربية ‪:‬‬

‫‪ -‬الكتب ‪:‬‬

‫‪ -1‬سامي السويلم‪" ،‬المنتجات المالية اإلسالمية بين اإلبداع والتقليد"‪ ،‬جريدة االقتصادية‪1/9/1427 ،‬‬
‫و ‪.8/9/1427‬‬

‫‪ -02‬سامي السويلم "صناعة الهندسة المالية ‪..‬نظرات في الواقع االسالمي‪ ،:‬مركز البحوث ‪ ،‬شركة‬
‫الراجحي لالستثمار‪ ،‬ديسمبر ‪2000‬‬

‫‪ -03‬عبد الكريم قندوز‪" ،‬الهندسة المالية اإلسالمية بين النظرية و التطبيق"‪ ،‬مؤسسة الرسالة ناشرون‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،2009 ،‬ص‪.40‬‬

‫‪98‬‬
‫ علي أحمد الندوي" موسوعة القواعد والضوابط الفقهية الحاكمة للمعامالت المالية في الفقه‬-04
1999 ،‫ المجلد الثالث‬،"‫االسالمي‬

.2010 ‫ مارس‬16 ،11431 ‫ العدد‬،‫ الشرق األوسط‬،‫ محمد الجاسر‬-05

: ‫أطروحات‬ -

‫ سقالب فريدة"التوريق المصرفي كالية لضمان القروض المصرفية" اطروحة دكتوراه جامعة مولود‬-06
. 2016 ‫معمري‬

‫ غفوري ليلى " تشكيل اسعار االصول المالية في اطار المالية السلوكية دراسة حالة مستقبليات خام‬-07
.2014 ‫ عنابة‬-‫بترول وسيط غرب تكساس" جامعة باجي مختار‬

: ‫المراجع باللغة االجنبية‬

Livres :
08- COBBAUT Robert « Théorie financière », 4eme édition, édition economica, Paris 1997

09- GITMAN Laurence, JOEHNK Michael;”Investissement et marches financiers"; édition


Pearson éducation; édition; 2005.

10- HARRIBEYM Jean-Marie; « La financiarisation du capitalisme et la captation de valeur »


Le capitalisme contemporain, Questions de fond, Paris, L’Harmattan, 2001.

12- HULL John « options , futures et autres actifs derivés » , pearson education USA ,2006,

13- KABBAJ Thami ;« Les traders maitres du front office ? »; Problèmes économiques;
Editions Eyrolles; bimensuel octobre 2008.

14- MARTON Robert C;« Finance sans frontières »; édition economica ; 1998 .

Revues :

14- ADAM Marie-Christine et SZAFARZ Ariane ; « Crises boursières, bulles spéculatives et


rationalité économique » ; Études internationales, vol. 20, n° 4, 1989 .

15- CARGIL T.F., « Japan, the Asian crisis and financial liberalization », in financial
liberalization and the economic crisis in Asia; Routledgecurzon; London/New York; 2003.

99
16- CHIARELLA Carl ; “ The dynamics of speculative behavior”;school of finance and
economics, university of technology Sydney, working paper; 1992 .

17- COUDERT, Florence VERHILLE ; « À propos des bulles spéculatives » ; bulletin de la banque de
France; N° 95 ; novembre 2001 .

18- ELLSBERG Daniel ; « Risk ambiguity and the Savage axioms »; the quarterly journal of
economics; vol 75; N°04; november 1961.

19- GOUX Jean-François (université Lyon 2 et GATE-CNRS); « Une approche déterministe


du taux de change euro-dollar» ; working paper ; 2009.

20- HAILU getu, WEESINK Alfons (Depart of food, Agricultural and Resource economics
Univesity of Guelph CANADA),” Commodity price volatility:The impact of commodity Index
Traders”, Woking paper October 2010.

21- KOGAN Shimon Anthony KWASNICA M, WEBER Roberto; )university of Texas,


university of Pennsylvania, Carnegie Mellon university(,” Coordination in the presence of asset
markets”; working paper; 2009.

22- RIGOT Sandra, «Marches efficients ou intrinsquement instables ? », Cahiers francais


N°361, mars-avril 2011.

23- SHEFRIN Hersh, ” Risk and return in behavioral SDF-BASED Asset pricing Models”,
Journal of investment management, Vol. 6, No. 3, (2008).

100
101

You might also like