Professional Documents
Culture Documents
من الحرب إلى الإصلاح والسلام
من الحرب إلى الإصلاح والسلام
لقد تداول بين الناس سوء الفهم أن المقصد األساسي للجهاد والقتال حفُظ الدين بل وقد ُيعّد هذا
ه((و الوحي((د .1فمن هن((ا طل((ع في إندونيس((يا جه((اديون اجتمع((وا في حرك((ات ش((عارهن تنظيم الدول((ة
اإلسالمية أو إقامة دار اإلسالم هناك .2ولقد شهد التيار الجهادي في إندونيسيا منذ أواخر القرن
العشرين الميالدي ،فعلى وجه الدقة بعد فترة اإلصالح عام 1998م ،تطوراٍت عديدًة تأثرت بالجملة
من المعطيات اَألمنية والسياسية .فمَّر التيار الجهادي في إندونيسيا بمراحل زمنية وفكرية عَّد ة يمكن
تقسيمها إلى أربع مراحل ،هن :األولى مرحلة حركة إقامة دار اإلسالم قبل االستقالل وبعده ،والتي
تأّم ر عليها سيكارماجي ماريدان كارتوسوويرجو ( )Kartosuwiryoفأعلن تأسيس "دولة إندونيسيا
اإلسالمية" في 7أغسطس 1949م ،وسمى المناطق التي سيطر عليها بـ "دار اإلسالم" حتى تم
القبض عليه عام 1962م .والثانية هي مرحلة "الجهاديون" في عصر حكومة النظام الجديد للرئيس
سوهرتو ،وتميزت هذه المرحلة بظهور تنظيم " "Komando Jihadإلى أن ظهر مصطلح "الجماعة
اإلسالمية" على قيادة أبو بكر باعشير وعبد هللا سنغكر اللذان واجها أول محاكمة بتهمة العمل الجهاد
السري عام 1977م .ثم تأتي الثالثة وهي مرحلة ما بعد التحول الديمقراطي ،والتي وسمت بتأسيس
"مجلس مجاهدي إندونيسيا" لتطبيق الشريعة ثم يتبعه جماعتا "أنصار التوحيد" و "أنصار الدولة" ،ثم
تأتي الرابعة وهي مرحلة التفجيرات والهجوم على جهاز الدولة ،وذلك بدأ من تفجير القنبلة في السفارة
الفلبينية عام 2000م حتى تفجير انتحاري أمام كنيسة كاتدرائية في مكاسر عام 2021م .كل ذلك
يناضل للجهاد ويحمل اسم الجهاد وينشرون األفهام الناقصة واألوهام حول آيات الجهاد.
فمن ثم ،ظهر سوء فهم حول معنى الجهاد عند بعض المسلمين وعند عدد كبير من غير
المسلمين .فمن ناحية ،هم يعتقدون أن الجهاد حق ،مشروع بل فرض على كل مسلم ،لكن من ناحية
أخرى هم يشهدون بأبصارهم أن األعمال الموسومة بالجهاد—وليست جهادا في الحقيقة—مؤلمة
للنفس وُم ضرة بالدين نفسه .فاقتضى ذلك إلى أن كان لبعض الناس مسلمين كانوا أم غير مسلمين
تصوراٌت وفهوم أن الجهاد مرادف للعنف وقريب منه .وذلك لعدم وجود حملة لفهم صحيح كامل
شامل حول معنى الجهاد الشرعي .والنتشار الدعوة بآيات الجهاد بشكل مكثف دون تزويدها بالمفاهيم
الشاملة حوله ،بل هي مقرونة بنشر التفاسير الحركية على نطاق واسع .إضافة إلى ذلك ،فإن العديد
من ممارسات العنف والهجمات والتفجيرات االنتحارية مكذوبة على اإلسالم فتسّم ت أيًضا بالجهاد
افتراء عليه .فذلك كله يجعل آيات الجهاد لها انطباع سلبي وُم زِح ف ،على الرغم من أن حقيقة الجهاد
ه(و العم(ل الج(اد ،وه(و المبالغ(ة واس(تفراغ م(ا في الوس(ع والطاق(ة من ق(ول أو فع(ل ،3وب(ذل الجه(ود
لإلصالحات وجلب المصالح ودرء المفاسد ،ال العكس.
فمن الضرورة أن يؤخذ ويفهم الجهاد بمعناه الكامل من أفعال النبي محمد نفسه صلى هللا عليه
وسلم .فإنه هو اآلتي بالجهاد الشرعي .وعلى الرغم من أن تاريخ اإلسالم وكذلك األحاديث النبوية
ُتشِهد الحرَب كوسيلة من الوسائل المعروفة للجهاد ،فإن الحروب التي مّثلها النبي كما هو موضح في
1
Natalia A. Zherlitsyna, “Prospects for Global Jihadism in Southeast Asia,” Asia and Africa Today, no. 10
(2021).
2
M. Afif Anshori, “The Radical Islamic Movement in Indonesia: Roots and Factors,” Kalam 13, no. 2
(2019): 217–236, http://ejournal.radenintan.ac.id/index.php/KALAM/article/view/5251/3442.
3
;Muhammad bin Mukrim bin Ali Ibn Manzur, Lisan Al-`Arab (Beirut: Dar Sadir, 1993), iii/135
Muhammad bin Muhammad bin Abd al-Razzaq al-Husaini Al-Zabidi, Taj Al-`Arus Min Jawahir Al-Qamus
(Dar al-Hidayah, 2010), vii/537.
هذه النصوص مختلفة تماًم ا عن الصور الحديثة ألعمال تدعى باسم الجهاد ،وهو الجهاد البدعي .وهو
من األخطاء الشائعة في اآلونة األخيرة .وهو في الحقيقة ال يستحق أن يطلق عليه اسم الجهاد ،ال
البدعي وال الشرعي ،بل الحق أن يطلق عليه اسم اإلرهاب .وهو عمل يرهب المسلمين عن اإلسالم
وينفر غير المسلمين عنه فينفضوا منه ،ويبعدهم عن رحمة اإلسالم للعالمين .وهو أيضا عمل اإلفساد
ال اإلصالح وال اإلحسان ،يجلب المفاسد ويدرأ المصالح .وذلك ألن الطريقة واألهداف والمقاصد
وأماكن العمل والظروف كلها يخالف ما شهده التاريخ النبوي والتاريخ اإلسالمي المبكر فيما يتعلق
بالجهاد.
وقد اختلف العلماء السلف في حد الجهاد .فحد الحنفية بأن الجهاد هو الدعاء إلى الدين الحق
وقت(ال من لم يقبل(ه .4وع(رف المالكي(ة أن الجه(اد قت(ال مس(لم ك(افرا غ(ير ذي عه(د إعالًء لكلم(ات هللا أو
حضوره له أو دخوله أرضه .5وعنى الشافعية أن الجهاد بذل الجهد في قتال الكفار ،6وقالوا أيضا إنه
قتال الكفار لنصرة اإلسالم .7وبينما الحنابلة فهموا أنه قتال الكفار خاصة .8كما أن جمع العلماء
الباحثون المعاصرون تلك التعريفات فعّر عوا الجهاد بأنه بذل الوسع والطاقة والجهد في قتال الكفار
_بع(د دع(وتهم لإلس(الم وإب(ائهم_ إلعالء كلم(ة هللا وإع(زاز دين(ه .9ويب(دو من ذل(ك أن التعريف(ات للجه(اد
كلها تدور على القتال .بل ،وكأن القتال هو الميزة الوحيدة للجهاد .وهذا في الواقع يضيق مفهوم الجهاد
القرآني .نعم ،إن القتال شكل من أشكال الجهاد المشار إليها في القرآن ،لكنه ليس الوحيد.
وثبت في األحاديث الصحاح أن النبى صلى هللا عليه وسلم قّد م مراعاة حفظ النفس على حفظ
ال(دين حيث ت(رك قت(ل الع(دّو المقب(وض أثن(اء الح(رب بمج(رد تلفظ(ه بكلم(ة التهلي(ل 10دون الحاج(ة إلى التثبت
من وصولها في قلبه وصيرورته إيمانا صادقا وإيمانا راسخا ،كما ترك صلى هللا عليه وسلم قتل ألوف
اليهود 11والنصارى 12والمرتدين 13الذين لم يحاربوا هللا ورسوله .هذا يدل صراحة على أن النبي
4
Muhammad Amin bin Umar bin Abd al-Aziz al-Dimashqi Ibn A<bidin, Radd Al-Mukhtar ‘Ala Al-Durr
Al-Mukhtar, 2nd ed. (Beirut: Dar al-Fikr, 1992), iv/121.
5
Abu Bakr bin al-Hasan Al-Kashnawi, Ashal Al-Madarik (Beirut: Dar al-Fikr, 2000), i/324.
6
Ahmad bin ‘Ali bin Hajar Al-‘Asqalani, Fath Al-Bari Sharh Sahih Al-Bukhari, ed. Muhammad Fuad Abd
Al-Baqi (Beirut: Dar al-Ma’rifah, 1960), iii/6.
7
Abdullah bin Hijazi Al-Sharqawi, Hashiyah Al-Sharqawi (Cairo: Dar Ihya al-Kutub, n.d.), ii/391.
8
Mansur bin Idris Al-Bahuti, Sharh Muntaha Al-Iradat (Riyad: Alam al-Kutub, 1993), ii/91.
9
Nahed Ismail Farhat and Bassam Al-‘Uff, “Al-Jihad Bayn Al-Maqasid Wa Al-Wasa’il,” Al-Aqsa
University Journal (Humanities Series) 2, no. 21 (2017): 111–112,
https://www.alaqsa.edu.ps/site_resources/aqsa_magazine/files/1160.pdf.
10مفهوم من حديث "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا ال إله إال هللا ،فإذا قالوه عصموا مني دماءهم وعرضهم
وحسابهم على هللا تعالى" متفق عليه.
11تواترت األخبار أن النبي لم يقتل صهره اليهودي حيي بن أحظب ،وكان يرهن درعه على اليهودي ،ودخل عليه
اليهود ،كما دخلت اليهودية على السيدة عائشة ،وحسن معاملته مع محيريق والذي قال فيه "محيريق خير يهود" ،وهكذا أمثال
ذلك كثيرة جداAbu al-Qasim Ali bin al-Hasan Ibn `Asakir, Tarikh Dimasyq, ed. `Amr bin Gharamah Al- .
).`Amrawi (Beirut: Dar al-Fikr, 1995
12وتواترت األخبار أن النبي يدع الكفار من النصارى واملشركين حيا ،فمنهم من أسلموا ومنهم من ماتوا حتف أنوفهم
ولم يقتلهم النبي ولم يقاتلهم .وكان صلى هللا عليه وسلم استضاف نصارى نجران في مسجده .وهكذا ،أمثال ذلك كثيرة ،ال يسع
املجال بسطه هنا.
13
Ahmad ’Ubaydi Hasbillah, Al-Fawa’id Al-Mustafawiyah Al-Mustamaddah Min Ahadith Al-Arba`in Al-
Nawawiyah Fi Bina’ Kawadir Al-A’immah Wa “Ulama” Al-Ummah (Jakarta: Maktabah Darus-Sunnah,
2020), 79–80.
يراعي في الجهاد والقتال ضروريات البشر جميعها ال بعضها مع إبطال بعض آخر .فبتركه قتَلهم عند
الجهاد والقتال تم حفظه صلى هللا عليه وسلم كًال من الدين والنفس والعقل والنسل والمال والعرض
والبيئة .فبتركه القتل أسلم كثير من الكفار بعُد وأنهى كثير منهم القتاَل على المسلمين وعرفوا حقائق
تعاليم اإلسالم ودعوته إلى السالم وإلى الحق المبين فتحقق من ذلك حفظ الدين ،وال يجرح ذلك أبناءهم
وأحفادهم فلم ينتقموا من الرسول وال من المسلمين ،وال يؤدي ذلك إلى اإلحتباط واالكتئاب في عقولهم
بسبب مقتل آبائهم ،بل وذلك يجعلهم مهتمين متعاطفين مع اإلسالم والمسلمين فأسلموا كما أسلم آباؤهم
وأجدادهم فتناسلوا فكثر المسلمون ،فذاك عين حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والعرض ،كما يترتب
على ذلك حفظ أموال الناس مسلمين كانوا أم غير مسلمين .فبحفظه صلى هللا عليه وسلم نفوَس الكفار
يحتفظ تلقائيا ديُن اإلسالم وعقوُل المسلمين وأمواُلهم وأوالُدهم وأعراُضهم.
واآلن نلفت نظرة على البيانات .لقد أفاد مجلس حقوق اإلنسان التابع لألمم المتحدة ()UNHCR
رس((ميا في موقع((ه الرس((مي 14أن مع((دل مظ((اهر ره((اب اإلس((الم ( )islamophobiaآخ((ذة لالزدياد
15
واالرتفاع بنسبة ( %7سبعة في المائة) في خالل 2017إلى .2019وأيد ذلك أخبار األمم المتحدة
أن الكراهية ضد المسلمين ترتفع إلى أبعاد وبائية .وقد تم التقرير بمسوحات أوروبية في عامي 2018
و 2019تظهر أن ٪37في المتوسط من السكان لديهم آراء غير مواتية تجاه المسلمين .في عام
،2017نظر حوالي ٪30من األمريكيين الذين شملهم االستطالع إلى المسلمين من منظور سلبي .16
ومن المثير لالهتمام أن مصطلح الجهاد يستخدم أيًض ا لتعبير اإلهانة على المسلمين والتمييز
ضدهم عندما يتعرضون لكوارث اجتماعية .على سبيل المثال ،حدث ذلك في الهند خالل شهر مايو
2020م .17فتم اإلبالغ عن هاش(تاغ "كورون(ا جه(اد" ( )CoronaJihad#في التويتر من قب(ل األمم المتح(دة
كشكل من أشكال ظاهرة الكراهية ضد اإلسالم ،عندما كانت أوبئة فيروس كورونا)Covid-19( 19-
تزدهر في الهند في المجتمعات المسلمة في الهند .على الرغم من أن هذا الغاشتاغ قد يكون له معنى
إيجابي ،إال أن نتائج البحث تشير في الواقع إلى أنه تعبير عن الكراهية ضد المسلمين .18
فالنتيجة لسلوك رجال اإلرهاب تحت غطاء الجهاد ،ترفض العديُد من دول األقلية المسلمة
الرموَز والشعائر اإلسالمية وترفض أيضا المسلمين ثم ترتكب أعمال التمييز في المعاملة ضد
المس(لمين .19ف(إذا اس(تمر س(داد ذل(ك بطريق(ة أقس(ى ،يمكن أن يش(وه س(معة دين اإلس(الم ،ويع(رض
كيانته لخطر االنقراض— فينفي ذلك حفظ الدين— ،و يهدد نفوس المسلمين – فينفي حفظ النفس—،
ويفاقم استغالل أموال المسلمين –فينفي حفظ المال— ،ويؤدي إلى استعمار الثقافة المسلمين
14
)(2021
15
”HRC-UN, “Khabir Umami: Al-Karahiyah Dlidd Al-Muslimin Tartafi` Ila Al-Ab’ad Al-Waba’iyyah,
Akhbar Al-Umam Al-Muttahidah, last modified 2021, accessed March 22, 2022,
https://news.un.org/ar/story/2021/03/1071952.
16
HRC-UN, “UN Leaders Speak out against Islamophobia and Anti-Muslim Hatred”; HRC-UN, “Khabir
”Umami: Al-Karahiyah Dlidd Al-Muslimin Tartafi` Ila Al-Ab’ad Al-Waba’iyyah.
17
Jayshree Bajoria, “CoronaJihad Is Only the Latest Manifestation: Islamophobia in India Has Been Years
in the Making | Human Rights Watch,” The Polis Project, last modified 2020, accessed March 22, 2022,
https://www.hrw.org/news/2020/05/01/coronajihad-only-latest-manifestation-islamophobia-india-has-been-
years-making.
18
David Kaye, Advance Edited Version, Human Rights Council, vol. 46/30, 2021,
https://www.ohchr.org/EN/HRBodies/HRC/RegularSessions/Session46/Documents/A_HRC_46_30.docx.
19
,” Marsad: Al-Azhar Li Mukafahat Al-Tatarruf, lastاإلسالموفوبيا سبب في معاناة المرأة في أوروبا“ Marsad,
modified 2021, accessed March 22, 2022,
اإلسالموفوبيا-سبب-في-معاناة-المرأة-فيhttps://www.azhar.eg/observer/details/ArtMID/1142/ArticleID/54090/ -
.أوروبا
وحضاراتهم –فينفي حفظ العقل— ،كما يؤدي ذلك إلى قتل العلماء الذين ورثوا علوم األنبياء وحفظوا
عقول المسلمين .وأخيرًا ،يقتضى ذلك كله إلى ظهور الجيل المسلم المحروم من حقوقه ثم وجوده .فمن
أجل ذلك ،يجب أن يستمر الجهاد الذي يجب القيام به في هذا الوقت مبنيا على أساس "التبشير ال
التنفير" ومتمسكا بشعار "اْنُفْذ َع َلى ِرْس ِلك" كما نص عليه النبي صلى هللا عليه وسلم.
وهناك واقع آخر ،حضور مارك أ .جبرائيل ( )Mark A. Gabrielبكتبه ،والذي كان اسمه األول
مصطفى ،وهو مفكر مصري ليبرالي ،وكان مسلًم ا سابًقا ،وحصل على شهادة الدكتوراة في التاريخ
والثقافة اإلسالمية من جامعة األزهر الشريف بالقاهرة ،ثم ارتد فيما بعد وأصبح مسيحًيا .وذكر أن
اإلسالم حقا يأمر بالعنف واإلرهاب على من كفر من اليهود والنصارى والمشركين .واحتج بأن إحدى
السور في القرآن وهي سورة محمد لها اسم ثاني وهو سورة القتال .هذه إحدى الحجج التي شاعها،
غير الحجة التاريخية ،إلقناع العاَلمين بأن اإلسالم يعّلم حًقا العقَل والعنف واإلرهاب والحرب ضد
المسيحيين واليهود والمشركين .وذكر أيًضا أن الدافع الرئيسي للجهاد في اإلسالم هو استئصال من ال
يقبل اإلسالم ديًنا لهم ويبتغي غيره دينا .ولقد فهم أن ممارسة الجهاد في زمن النبوة كانت لمحاربة
المسيحيين واليهود والمشركين وقتالهم .وبالتالي ،إن حملة مارك هذه يمكن أن تزيد من مخاوف العاَلم
من اإلسالم ،وال سيما أن مارك نفسه ادعى بأنه أتم حفظ القرآن في صغره وولد ونشأ في عائلة مسلمة
حقيقية وتخرج في مؤسسة معروفة في العالم اإلسالمي ،فأتى بحجج وأدلة لفظية من اآليات
واألح(اديث ونص(وص الت(اريخ ثم اقتص(ر االس(تدالل بظه(واهر ألفاظه(ا .20وهك(ذا ،ف(إن آراءه ه(ذه ل(ديها
قوة على تصديق العالم لها على أنها تمثيل للتعاليم اإلسالمية الحقيقية.
فمن ثم ،أيد الخبراء في علوم القرآن والتفسير بضرورية استخدام المنهج الشامل المتكامل مع
مراعاة أصوله وقواعده وضوابطه والنظر العميق الدقيق إلى مقاصد األلفاظ ومقاصد التشريع ثم
إمعان النظر الكامل الشامل إلى األفعال والسير النبوية عند فهم آيات القرآن وتفسيره .ويحتاج ذلك إلى
إبراز البحوث العلمية األكاديمية في ذلك المجال ثم نشرها ليشهد العاَلم رحمة اإلسالم للعالمين
أجمعين.
وبالتالي ،تهدف هذه المقالة من خالل هذه الدراسة إلى تقديم مفهوم جديد في فهم وممارسة آيات
الجهاد .من ما كان في البداية "الهجومي والدفاعي" إلى "اإلصالحي التنموي" .وفي الوقت نفسه ،فإن
هذا سيثبت أيًض ا أن الجهاد المنشود في القرآن نّصًيا وسياقًيا هو المتمسك بمبدإ "جلب المصالح ودرء
المفاسد" ومبدأ "الدعوة" ليس مبدأ "القتل واإلعدام" .وبالتالي ،من خالل هذه الورقة أيًضا ،تعزز هذه
المقالة ما اكتشفه ناهض إسماعيل فرحات وبسام حسن العف بأن الجهاد ال يكون إال الوسيلة وليس
المقصد .وأما الهدف الذي تنشده الشريعة هو جلب المصالح عن طريق درء المفاسد من خالل تقنيات
الجهاد.
إذن بالقتال كالتقنية درءا للمفاسد إذا سكت عن الهجوم وامتنع عن الدفاع الجهاد
كالطريق الضروري لتحقيق مصالح األمة تحقيق الضروريات البشرية الخمس والمحافظة عليها
وتنميتها
21
Ali Mustafa Yaqub, Al-Islam Bayn Al-Harb Wa Al-Salam (Jakarta: Pustaka Firdaus, 2010).
22
Mahmud Shaltut, Al-Qur’an Wa Al-Qital (Cairo: Matba‘ah Dar al-Kitab al-‘Arabi, n.d.), 7–8.
23
Muhammad Sa‘id Ramadan Al-Buti, Al-Jihad Fi Al-Islam: Kayfa Nafhamuh Wa Kayfa Numarisuh
(Suriah - Beirut: Dar al-Fikr & Dar al-Fikr al-Mu‘asir, 1993).
24
Usamah al-Sayyid Al-Azhari, Al-Fahm Al-Munir Li Al-A<yat Al-Lati Akhta’a Fahmaha Ahl Ul-Tatarruf
Wa Al-Takfir (Abu Dhabi: Dar al-Faqih, 2015), 1–18.
25
Nasaruddin Umar, Deradikalisasi Pemahaman Al-Quran Dan Hadis (Jakarta: PT Elex Media
Komputindo, 2014), 11–53.
واالنحدار بل ويعلق أيضا في التطرف .فال ينبغي أن يكون االتجاه في فهم القرآن مجرَد حماية الدين
أو الحفاظ على الكليات والضورويات األساسية البشرية الخمس ،ولكن يجب أيًضا أن يكون لديه رؤية
لتطوير تلك الضروريات وتنميتها إلى ما هو أصلح .26
فمن الناحية المعرفية قّد م جاسر عودة النظرة المقاصدية لتفسير القرآن الكريم وفهم األحاديث
النبوية ،والتي سماها بـ" النظرة الشولية" .ولقد بناها على مبادئ وخطوات في التفسير الموضوعي
للقرآن الكريم .واعتبر هذا التفسير كأفضل الطرق في الفهم القرآني ألنه يدعم مبدأ "الوحدة المتكاملة"
والتداخلية وتعدد األبعاد .ومن الناحية الفنية -المنهجية ،لقد انتقد جاسر نمط االجتهاد القديم وطرق
تفسير القرآن التي سلك فيها العلماء المتقدمون .فصرح بأن فهم القرآن ال ينبغي أن يقوم على مبادئ
الترجيح والتناسخ .وإنما الحق أن يتعامل معه بطريق موضوعي على أساس وحدة اآليات الموضوعية
ثم بيان أحكامها على المقاصد التي يستهدفها اآليات ،وذلك كله ضمن فهم حياة الرسول صلى هللا عليه
وسلم من وجهة مقاصدية .فال يجوز مثال التسرع في تقرير أن آية القتال " َفِإَذ ا اْنَس َلَخ اَأْلْش ُهُر اْلُحُر ُم
َفاْقُتُلوا اْلُم ْش ِر ِكيَن َح ْيُث َو َج ْد ُتُم وُهْم َو ُخ ُذ وُهْم َو اْح ُصُروُهْم َو اْقُعُدوا َلُهْم ُك َّل َم ْر َص ٍد " (سورة التوبة)5 :
التي نزلت في السنة التاسعة من الهجرة نسخت جميَع اآليات التي نزلت قبلها والتي بلغ عددها أكثر
من مائتي آية كلها تدعو إلى الصبر والتسامح والسالم والحوار وحرية المعتقد ،بدعوى المخالفة لما
نزل مؤخرا وال بدعوى الترجيح .27
وإليكم تفاصيل بيان هذا المنهج المتكامل على أساس مقاصدي موضوعي ونظرة شمولية.
أوال جمع اآليات في موضوع واحد .هذا أول وهلة للسير على طريق موضوعي للتفسير .فبه
تدرك شمولية النص القرآني لموضوع الجهاد والقتال كوحدة متكاملة .فتعرف مقاصده العامة للشريعة
اإلسالمية التي في ضمنها الجهاد والقتال .وللمقاصد مستويات وأنواع ،فمنها ما كان على المستوى
الجزئي وما كان على المستوى الخاص وما كان على المستوى العام ،كما أن منها األصلية ومنها
التابعة .فكل من تلك المقاصد المذكورة إما منصوصة وإما مشار إليها في اآلية وإما مستنبط
باالستقراء ،كما صرح بذلك ابن عاشور .28
وثانيا تعيين المقاصد العامة لمشروعية الجهاد والقتال ،ويستعان في ذلك بالقواعد األصولية
اللغوية القرآنية .والمراد بالمقاصد العامة هنا تطوير وتنمية الضروريات البشرية الست أو الكليات
الست باعتبار المصطلحات المقاصدية المعاصرة التي لها رؤية "االنتقال والتحول من مقاصد الحفظ
إلى مقاصد التنمية" ، 29هن تنمية الدين وتنمية النفس وتمنية العقل وتنمية المال وتنمية النسل وتنمية
العرض .30وهذا ما سماه جاسر بمستوى المبادئ الكبرى والعقائد األساسية ،والتي يمثلها مبدأ العدل
والرحمة وصفات هللا تعالى .31
وثالثا تحديد المقاصد الخاصة لمشروعية الجهاد والقتال ،فيستعان في ذلك أيضا بالقواعد
األصولية اللغوية .والمراد بالمقاصد الخاصة هنا حفظ الضروريات الست ،هن حفظ الدين وحفظ
النفس وحفظ العقل وحفظ المال وحفظ النسل وحفظ العرض.
26
Jasser ‘Audah, Maqasid Al-Shari‘Ah: Dalil Li Al-Mubtadi’In (London - Washington: al-Ma‘had
al-‘A<lami li al-Fikr al-Islami, 2011).
27
‘Audah, Maqasid Al-Shari‘Ah: Dalil Li Al-Mubtadi’In, 68–70.
28
Muhammad al-Tahir Ibn ‘A<shur, No Maqasid Al-Shari‘ah Al-Islamiyah (Tunisia: Dar Suhnun, 2006),
16–20.
29
‘Audah, Maqasid Al-Shari‘Ah: Dalil Li Al-Mubtadi’In, 53–55.
30
‘Audah, Maqasid Al-Shari‘Ah: Dalil Li Al-Mubtadi’In, 53–64.
31
‘Audah, Maqasid Al-Shari‘Ah: Dalil Li Al-Mubtadi’In, 12.
ورابعا تقرير المقاصد الجزئية لمشروعية الجهاد والقتال ،وهي ما يعبر غالبا بحكمة التشريع
وفلس(فته ،ف(الكالم عن ذل(ك ينطل(ق في مس(تويات "لم(اذا" باعتب(ار مص(طلح جاس(ر ع(ودة .32فيق(وم ذل(ك
بالعثور على ظروف اآليات من خالل مدلوالت ألفاظها ثم ظروف نزولها ومالبساتها وتناسبها مع ما
يسبقه ويليه من اآليات.
وأخيرا التفكير في إحياء تلك المقاصد المنصوصة والمفهومة المستنبطة في ديار الحرب
والسالم .وذلك بالنظر واللجوء إلى علوم ونظريات أخرى مناسبة لكل من جزئيات الضروريات
الست ،فالمقاصد في مجال الدين يتم إحياءها بمراعاة القواعد والنظريات في علم العقيدة ،والمقاصد
في مجال النفس بمراعاة علم النفس أو الطب ،وما كان في مجال العقل فبعلم الفلسفة والمنطق ،وما
كان في األمور المالية فبعلم االقتصاد ،ويضاف إلى كل ذلك ما يحتاج إليه من العلوم من
السوسيولوجيا واألنثروبولوجيا والعلوم اإلنسانية والتكنولوجية ،وهكذا.
قائمة بآيات الجهاد في العصر المكي ومقاصدها المنصوصة في ألفاظها وسياقها ومناسباتها
مقاصدها خطاب األحكام الظروف
اآلية
العامة الخاصة الجزئية التكليفية والمناسبات
تنميتهما بالجهاد حفظ الدين رجاء رحمة هللا الندب على الهجرة من بعد ما فتنوا ُثَّم ِإَّن َرَّبَك ِلَّلِذ يَن َهاَج ُروا ِم ْن َبْع ِد َم ا ُفِتُنوا ُثَّم
والهجرة إلى بلد آخر والنفس ونصرته والجهاد والصبر من َج اَهُدوا َو َصَبُروا ِإَّن َرَّبَك ِم ْن َبْع ِد َها َلَغ ُفوٌر َر ِح يٌم
ومغفرته الفتنة (النحل)110 :
تنمية الدين والعلم بدعوة حفظ الدين ِلُنْح ِيَي ِبِه َبْلَد ًة تحريم طاعة الكفار كفر أكثر الناس َفاَل ُتِط ِع اْلَكاِفِريَن َو َج اِهْدُهْم ِبِه ِج َهاًدا َك ِبيًر ا
الكافرين إلى الحق والعقل َم ْيًتا واألمر بالجهاد على نعم الرياح (الفرقان)52 :
القرآني حتي يهتدوا به والمال الكبير عليهم بالقرآن والمطر وما
فيهما
حفظ الدين تحقيق مصالح الحض على الجهاد االفتتان للعلم َو َم ْن َج اَهَد َفِإَّنَم ا ُيَج اِهُد ِلَنْفِس ِه ِإَّن َهَّللا َلَغ ِنٌّي َع ِن
والنفس النفس ورجاء للنفس بالصادق عن اْلَع اَلِم يَن (العنكبوت)6 :
والعقل لقاء الرب الكاذب في
اإليمان
تنمية الدين والعلم حفظ الدين االستقامة في تحريم طاعة الوالدين جهاد الوالدين َو َو َّصْيَنا اِإْل ْنَساَن ِبَو اِلَدْي ِه ُحْس ًنا َو ِإْن َج اَهَداَك
باإلحسان على الوالدين اإليمان باهلل على المرء ِلُتْش ِرَك ِبي َم ا َلْيَس َلَك ِبِه ِع ْلٌم َفاَل ُتِط ْعُهَم ا ِإَلَّي
المشركين المسلم لإلشراك َم ْر ِج ُع ُك ْم َفُأَنِّبُئُك ْم ِبَم ا ُكْنُتْم َتْع َم ُلوَن (العنكبوت)8 :
باهلل
32
Maqasid Al-Shari‘Ah: Dalil Li Al-Mubtadi’In, 11–14.
مقاصدها خطاب األحكام الظروف
اآلية
العامة الخاصة الجزئية التكليفية والمناسبات
تنمية الدين الهدى إلى حفظ الدين االهتداء إلى الحض على بالجهاد كفر الناس على َو اَّلِذ يَن َج اَهُدوا ِفيَنا َلَنْهِدَيَّنُهْم ُس ُبَلَنا َو ِإَّن َهَّللا َلَم َع
سبل الحق والعقل سبل هللا في هللا النعم وافتراؤهم اْلُم ْح ِسِنيَن (العنكبوت)69 :
واإلحسان باهلل الكذب على هللا
لما جاءهم الحق
تنمية الدين والعلم حفظ الدين االستقامة في تحريم طاعة الوالدين جهاد الوالدين َو ِإْن َج اَهَداَك َع َلى َأْن ُتْش ِرَك ِبي َم ا َلْيَس َلَك ِبِه
بمصاحبة الوالدين والعقل اإليمان باهلل وبر مع وجوب مصاحبتهما على المرء ِع ْلٌم َفاَل ُتِط ْعُهَم ا َو َص اِح ْبُهَم ا ِفي الُّد ْنَيا َم ْعُروًفا
بالمعروف والنفس الوالدين بالمعروف واتباع سبيل المسلم لإلشراك َو اَّتِبْع َس ِبيَل َم ْن َأَناَب ِإَلَّي ُثَّم ِإَلَّي َم ْر ِج ُع ُك ْم َفُأَنِّبُئُك ْم
ودعوتهما إلى المنيبين إلى هللا
باهلل ِبَم ا ُكْنُتْم َتْع َم ُلوَن (لقمان)15 :
الحق بالمعروف
بناًء على تلك البيانات الواردة أعاله ،يمكن نفهم أن مصطلح الجهاد يبدو مألوًفا معروفا عند
المسلمين في العصر المكي اإلسالمي المبكر .وال يوجد دليل صريح على أن الشريعة اإلسالمية قد
غيرت معنى الجهاد من المعنى الشائع استخدامه في التقليد العربي الجاهلي ليصبح معنى شرعيا
إسالمًيا ،كما هو الحال الواقع على مصطلحي الصالة والظهار مثال .ويبدو أيًضا أن آيات الجهاد في
المرحلة المكية لم ُتستخدم تحديًدا لإلشارة إلى السلوك الجهادي للمؤمنين فقط وال للقتال طبعا .ويمكن
مالحظة ذلك من مصطلح الجهاد الذي ُيطلق على فعل اآلباء المشركين الذين يكافحون ويجاهدون
على أن يجعلوا أبنائهم مشركين مرتدين عائدين إلى أديانهم السابقة .ففي الواقع ،من المثير لالهتمام أنه
في الرد على جهاد الوالَدين المشرَك ين ،فإن القرآن يعّلم الولد المسلم أن يبقى ويثبت قويًا على اإليمان
واإلسالم وأن يديم اإلحسان إليهما وأن يصاحبهما معروفا .كما أن المثير لالهتمام أيضا بأن موقف
الولد الدفاعي الجهادي للكفاح والحفاظ على إيمانه ال يطلق القرآن عليه باسم الجهاد .ومع ذلك ،ال
يزال بإمكاننا جميًعا االعتقاد بأن ذلك الموقف المثالي للولد المسلم هو شكل حقيقي من أشكال الجهاد
الشرعي ،خاصة ،عند الجهاد لمواجهة جهاد اآلباء الذين كفروا ودعوا إلى الكفر.
وبالتالي ،نجد أيضا في هذه الفترة المكية أن معنى الجهاد الذي يؤدي إلى الحرب غيُر وارد وال
مستعَم ل في القرآن على اإلطالق .بل الواقع ،أن شكل الجهاد الناشئ فيها هو الصبر والمثابرة والثبات
على اإليمان وعلى سائر الضروريات البشرية الست كلها مع تنمية ذلك وتطويره إلى ما هو خير
أحسن وأصلح .فالجهاد بالصبر والثبات والحفاظ على تلك الضروريات مشار إليه بلفظ "َفاَل ُتِط ْعُهَم ا"
(سورة العنكبوت ،8 :و سورة لقمان )15 :وبلفظ "َو َص َبُرْو ا" (سورة النحل ،)110 :في حين أن الجهاد
بمعنى تطوير الذات يمكن إدراكه من لفظ "َو َص اِح ْبُهَم ا ِفي الُّد ْنَيا َم ْعُروًفا َو اَّتِبْع َس ِبيَل َم ْن َأَناَب إَلَّي " كما
تمت إشارة ذلك في قوله تعالى "َلَنْهِدَيَّنُهْم ُس ُبَلَنا َو ِإَّن َهَّللا َلَم َع اْلُم ْح ِس ِنيَن " (سورة العنكبوت .)69 :ذاك
هو مقاصد الجهاد الشرعي في العصر المكي.
من ثم ،يمكننا االستنتاج بأن آيات المقاصد التي تحتوي على األمر بالجهاد في العصر المكي
كانت لتطوير الذات في الحفاظ على اإليمان وباقي الضروريات البشرية الست وتنمية ذلك بشكل
فعالي إيجابي .فأما ما يتعلق بالتقنيات الدفاعية التي َتستخِد م سبيَل الحرب فإن ذلك ال يظهر على
اإلطالق في هذا العصر المكي .وخاصة فيما يتعلق بتقنيات مقاصد تطوير الذات وتنمية الضروريات
البشرية الست ،فبالطبع إن طريق الحرب ليس هو الطريق الصحيح الصالح لذلك.
تاليا ،ننظر إلى آيات الجهاد ومقاصدها في العصر المدني ،فهل هناك تحّوٌل في المعنى من
مفهوم الجهاد بدون حرب وال قتال إلى الجهاد بتقنيات الحرب والقتال؟ .وهل كان هذا التحول مطلقا،
بمعنى أن لفظ الجهاد الوارد في هذا العصر المدني يجب أن ُيحمل وُيفهم على أنها حرب وقتال؟ .ففيما
يلي جدول بيانات آليات الجهاد في فترة المدينة المنورة.
قائمة بآيات الجهاد في العصر المدني ومقاصدها المنصوصة في ألفاظها وسياقها ومناسباتها
مقاصدها خطاب األحكام الظروف
اآلية
العامة الخاصة الجزئية التكليفية والمناسبات
تنميتهما بالجهاد حفظ الدين رجاء رحمة هللا وجوب الثبات على ]الكفار[ َو اَل َيَز اُلوَن ِإَّن اَّلِذ يَن آَم ُنوا َو اَّلِذ يَن َهاَج ُروا َو َج اَهُدوا ِفي
والهجرة إلى بلد والنفس ونصرته ومغفرته اإليمان والهجرة ُيَقاِتُلوَنُك ْم ]المسلمين[ َح َّت َس ِبيِل ِهَّللا ُأوَلِئَك َيْر ُجوَن َر ْح َم َت ِهَّللا َو ُهَّللا
آخر والجهاد في سبل هللا ى َيُرُّدوُك ْم َع ْن ِد يِنُك ْم ِإِن َغ ُفوٌر َر ِح يٌم (البقرة)218 :
اْسَتَطاُعوا
تنمية العقل للتفكير حفظ الدين َو ِلَيْع َلَم ُهَّللا اَّلِذ يَن الترغيب في الجهاد هزيمة المسلمين في َأْم َحِس ْبُتْم َأْن َتْدُخ ُلوا اْلَج َّنَة َو َلَّم ا َيْع َلِم ُهَّللا اَّلِذ يَن
في قواهم وعلمهم والعقل آَم ُنوا َو َيَّتِخ َذ ِم ْنُك ْم والصبر عليه غزوة أحد وانتصار َج اَهُدوا ِم ْنُك ْم َو َيْع َلَم الَّصاِبِريَن (آل عمران:
بما خير لهم في ُش َهَداَء . الكفار عليهم فيها. )142
مستقبلهم
َو ِلُيَم ِّح َص ُهَّللا اَّلِذ يَن (ِإْن َيْمَس ْس ُك ْم َقْر ٌح َفَقْد
آَم ُنوا َو َيْمَحَق َم َّس اْلَقْو َم َقْر ٌح ِم ْثُلُه)
اْلَكاِفِريَن
تنمية الدين النفس حفظ الدين رفع الدرجات الحض والترغيب تخُّلف عدد كثير من اَل َيْسَتِو ي اْلَقاِع ُد وَن ِم َن اْلُم ْؤ ِمِنيَن َغْيُر ُأوِلي
والمال ليكون ذلك والنفس والفوز بعظيم في الجهاد باألموال المسلمين عن غزوة بدر الَّض َر ِر َو اْلُمَج اِهُد وَن ِفي َس ِبيِل ِهَّللا ِبَأْمَو اِلِهْم
أنفع وأبقى ،وأما واألموال األجر وبالحسنى واألنفس والترهيب وقعودهم عنها. َو َأْنُفِسِهْم َفَّض َل ُهَّللا اْلُمَج اِهِد يَن ِبَأْمَو اِلِهْم
القعود عنها وهي أعلى الجنان عن القعود عنه مع َو َأْنُفِسِهْم َع َلى اْلَقاِعِد يَن َدَرَج ًة َو ُك اًّل َو َعَد ُهَّللا
فمعرض لإلفساد ابتغاء عرض الحياة اْلُحْسَنى َو َفَّض َل ُهَّللا اْلُمَج اِهِد يَن َع َلى اْلَقاِع ِد يَن
الدنيا. َأْج ًر ا َع ِظ يًم ا (النساء)95 :
تنمية الدين والنفس حفظ الدين نيل الفالح (لعلكم وجوب التقوى ظهور الناس الذين َيا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا اَّتُقوا َهَّللا َو اْبَتُغ وا ِإَلْي ِه
والمال ليكون ذلك والنفس والمال تفلحون) وابتغاء الوسيلة يحاربون هللا ورسوله اْلَوِس يَلَة َو َج اِهُدوا ِفي َس ِبيِلِه َلَع َّلُك ْم ُتْفِلُحوَن
سبيال إلى الفالح والجهاد ويسعون في األرض (المائدة)35 :
فسادا (آية )33
تنمية الدين والنفس حفظ الدين نيل الفضل من هللا الترغيب في الجهاد وصف المجاهدين، َيا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا َم ْن َيْر َتَّد ِم ْنُك ْم َع ْن ِد يِنِه
والعقل والنسل والنفس والعقل والمحبة منه والعزة في سبيل هللا من وتصريح بأن ردة امرئ َفَسْو َف َيْأِتي ُهَّللا ِبَقْو ٍم ُيِح ُّبُهْم َو ُيِح ُّبوَنُه َأِذ َّلٍة
والعرض حتى والنسل منه أجل الثبات على مسلم ال تضر وال تنقص َع َلى اْلُم ْؤ ِمِنيَن َأِع َّز ٍة َع َلى اْلَكاِفِريَن ُيَج اِهُد وَن
يعتز اإلسالم بذلك والعرض اإليمان ،والترهيب عزة اإلسالم والمسلمين ِفي َس ِبيِل ِهَّللا َو اَل َيَخ اُفوَن َلْو َم َة اَل ِئٍم َذ ِلَك
كله عن الردة َفْض ُل ِهَّللا ُيْؤ ِتيِه َم ْن َيَشاُء َو ُهَّللا َو اِس ٌع َع ِليٌم
(المائدة)54 :
تنمية اإليمان حفط الدين نيل الَو الية النبوية الترغيب في الجهاد توحيد صفوف المسلمين ِإَّن اَّلِذ يَن آَم ُنوا َو َهاَج ُروا َو َج اَهُدوا ِبَأْمَو اِلِهْم
والنفس والعلم والنفس والعقل والنصرة اإللهية. باألموال واألنفس في غزوة بدر َو َأْنُفِسِهْم ِفي َس ِبيِل ِهَّللا َو اَّلِذ يَن آَو ْو ا َو َنَص ُروا
واألموال على أن والمال والهجرة والنصرة ُأوَلِئَك َبْعُضُهْم َأْو ِلَياُء َبْع ٍض َو اَّلِذ يَن آَم ُنوا َو َلْم
يعلو بها اإلسالم والعرض وسد ذريعة الفتنة ُيَهاِج ُروا َم ا َلُك ْم ِم ْن َو اَل َيِتِهْم ِم ْن َش ْي ٍء َح َّتى
في األرض وال ُيَهاِج ُروا َو ِإِن اْسَتْنَص ُروُك ْم ِفي الِّديِن َفَع َلْيُك ُم
مقاصدها خطاب األحكام الظروف
اآلية
العامة الخاصة الجزئية التكليفية والمناسبات
يعلى عليه وينشر (آية )73 الَّنْص ُر ِإاَّل َع َلى َقْو ٍم َبْيَنُك ْم َو َبْيَنُهْم ِم يَثاٌق َو ُهَّللا
رحمته للعالمين ِبَم ا َتْع َم ُلوَن َبِص يٌر (األنفال)72 :
تنمية اإليمان حفظ الدين الوصول إلى كمال الترغيب في الجهاد توحيد صفوف المسلمين َو اَّلِذ يَن آَم ُنوا َو َهاَج ُروا َو َج اَهُدوا ِفي َس ِبيِل ِهَّللا
واألموال على أن والمال اإليمان والحصول باألموال واألنفس في غزوة بدر َو اَّلِذ يَن آَو ْو ا َو َنَص ُروا ُأوَلِئَك ُهُم اْلُم ْؤ ِم ُنوَن
يكون الرزق على مغفرة ورزق والهجرة والنصرة َح ًّقا َلُهْم َم ْغ ِفَر ٌة َو ِرْز ٌق َك ِريٌم (األنفال)74 :
الكريم على أيدي كريم
المسلمين
تنمية اإليمان على حفظ الدين معترف به كفئة الترغيب في الجهاد توحيد صفوف المسلمين َو اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِم ْن َبْعُد َو َهاَج ُروا َو َج اَهُدوا
أن يقوي بها الرسول وجماعته باألموال واألنفس في غزوة بدر َم َع ُك ْم َفُأوَلِئَك ِم ْنُك ْم َو ُأوُلو اَأْلْر َح اِم َبْعُضُهْم
جماعة المسلمين والهجرة والنصرة َأْو َلى ِبَبْع ٍض ِفي ِكَتاِب ِهَّللا ِإَّن َهَّللا ِبُك ِّل َش ْي ٍء
َع ِليٌم (األنفال)75 :
تنمية اإليمان حفظ الدين الزجر على الكفار وجوب القتال نكث المشركين ونقضهم َأْم َحِس ْبُتْم َأْن ُتْتَر ُك وا َو َلَّم ا َيْع َلِم ُهَّللا اَّلِذ يَن
والنفس والمال والنفس المحاربين لإلسالم للتعرف على من عهودهم وأيمانهم وهمهم َج اَهُدوا ِم ْنُك ْم َو َلْم َيَّتِخ ُذ وا ِم ْن ُدوِن ِهَّللا َو اَل
والقوى البشرية والعرض واالنتصار عليهم جاهد في إيمانه بإخراج الرسول وبدءهم َر ُسوِلِه َو اَل اْلُم ْؤ ِمِنيَن َو ِليَج ًة َو ُهَّللا َخ ِبيٌر ِبَم ا
على أن يعلو بها والمال وإذهاب غيظ قلوب بقتال المسلمين (آية: َتْع َم ُلوَن (التوبة)16 :
اإلسالم في المؤمنين وشفاء )13
األرض وال يعلى صدرهم
عليه وينشر
رحمته للعالمين
تنمية اإليمان حفظ الدين التفريق بين الهجرة الترغيب في انتشار المزاعم الخاطئة َأَجَع ْلُتْم ِس َقاَيَة اْلَح اِّج َو ِع َم اَر َة اْلَم ْس ِج ِد اْلَح َر اِم
والنفس والمال والنفس والمال والجهاد وبين سقاية الهجرة والجهاد عند الناس بأن سقاية َك َم ْن آَم َن ِباِهَّلل َو اْلَيْو ِم اآْل ِخ ِر َو َج اَهَد ِفي َس ِبيِل
على أن يعلو بها الحجاج وعمارة لعظيم شأنهما في الحجاج وعمارة المسجد ِهَّللا اَل َيْسَتُووَن ِع ْنَد ِهَّللا َو ُهَّللا اَل َيْهِد ي اْلَقْو َم
اإلسالم في المسجد، اإلسالم الحرام تساويان أو الَّظاِلِم يَن (التوبة)19 :
األرض وال يعلى تفضالن على اإليمان
عليه وينشر والفوز بأعظم والجهاد. اَّلِذ يَن آَم ُنوا َو َهاَج ُروا َو َج اَهُدوا ِفي َس ِبيِل ِهَّللا
رحمته للعالمين الدرجات عند هللا ِبَأْمَو اِلِهْم َو َأْنُفِس ِهْم َأْع َظُم َدَر َج ًة ِع ْنَد ِهَّللا
َو ُأوَلِئَك ُهُم اْلَفاِئُز وَن (التوبة)20 :
تنمية اإليمان حفظ الدين سد ذريعة الهالك الترغيب في الجهاد بعض المسلمين اتخذوا ُقْل ِإْن َك اَن آَباُؤ ُك ْم َو َأْبَناُؤ ُك ْم َو ِإْخ َو اُنُك ْم
والنفس والمال والنفس والنسل (آية ،)24 :وجلب في سبيل هللا الكفار من اآلباء واألبناء َو َأْز َو اُج ُك ْم َو َع ِش يَر ُتُك ْم َو َأْمَو اٌل اْقَتَر ْفُتُم وَها
واألسرة على أن والمال نصرة هللا في وليا لهم (آية)23 : َو ِتَج اَر ٌة َتْخ َش ْو َن َك َس اَدَها َوَم َس اِك ُن َتْر َضْو َنَها
يعلو بها اإلسالم كثيرة مواطن َأَح َّب ِإَلْيُك ْم ِم َن ِهَّللا َو َر ُسوِلِه َو ِج َهادٍ ِفي َس ِبيِلِه
في األرض وال وإنزال سكينة هللا َفَتَر َّبُصوا َح َّتى َيْأِتَي ُهَّللا ِبَأْم ِرِه َو ُهَّللا اَل َيْهِد ي
يعلى عليه وينشر الرسول على اْلَقْو َم اْلَفاِس ِقيَن (التوبة)24 :
رحمته للعالمين والمؤمنين
فإذا تم حفظ ذلك حفظ الدين جلب نصرة هللا وجوب الجهاد اعتراضات بعض اْنِفُروا ِخ َفاًفا َو ِثَقااًل َو َج اِهُدوا ِبَأْمَو اِلُك ْم
بالجهاد حصلت والنفس والمال وإنزال سكينة هللا على باألموال واألنفس المؤمنين وانثقالهم َو َأْنُفِس ُك ْم ِفي َس ِبيِل ِهَّللا َذ ِلُك ْم َخْيٌر َلُك ْم ِإْن ُكْنُتْم
اإلمكان للمسلمين المؤمنين وإتيان جنود في سبيل هللا وسكوتهم عن القتال بعد أن َتْع َلُم وَن (التوبة)41 :
هللا من المالئكة استنفرهم الرسول وتمتعهم
مقاصدها خطاب األحكام الظروف
اآلية
العامة الخاصة الجزئية التكليفية والمناسبات
أن ينّم يه إلى ما فيه وإعالء كلمة هللا (آية: بالحياة الدنيا (آية)38 :
صالحهم دنيا )40
وأخرا
ْأ
تنمية اإليمان حفظ الدين تثبيت اإليمان وجوب الجهاد إذن النبي لبعض الناس اَل َيْسَت ِذ ُنَك اَّلِذ يَن ُيْؤ ِم ُنوَن ِباِهَّلل َو اْلَيْو ِم اآْل ِخ ِر
والنفس واألموال والنفس والمال وترسيخه وإشهاده باألموال واألنفس عن التخلف عن القتال َأْن ُيَج اِهُدوا ِبَأْمَو اِلِهْم َو َأْنُفِسِهْم َو ُهَّللا َع ِليٌم
لتطوير قوى أبناء أمام هللا ورسوله في سبيل هللا قبل تبين الصادق من ِباْلُم َّتِقيَن (التوبة)44 :
اإلسالم وعلومهم والمؤمنين الكاذب (آية)43 :
وعلو دينهم
تنمية اإليمان حفظ الدين اإلنذار عليهم حتى وجوب الجهاد على إيذاء الكفار والمنافقين َيا َأُّيَها الَّنِبُّي َج اِهِد اْلُكَّفاَر َو اْلُم َناِفِقيَن َو اْغ ُلْظ
والعلم والنفس والنفس يتوبوا فيكون خيرا الكفار والتغليظ بكلمات يقولونها على النبي َع َلْيِهْم َوَم ْأَو اُهْم َج َهَّنُم َو ِبْئَس اْلَم ِص يُر (التوبة:
على أن ينتبه والعرض لهم ،وإإلصابة عليهم في تلك لكنهم أقسموا ولم يرغبوا )73
في االعتراف بذلك ،بل
الجاحدون من عليهم بعذاب هللا في الحالة
وارتدوا عن اإلسالم وهموا
الكفار والمنافقين الدنيا إذا تولوا عن
قتل النبي بما لم ينالوا
بأن جحودهم التوبة (آية)74 : ونقموا هللا ورسوله (آية:
يصيرهم إلى جهنم )74
الدنيا وجهنم
اآلخرة
تنمية اإليمان حفظ الدين التهديد واإلنذار تغليظ وتحريم الكره واضح ظاهر في اآلية َفِرَح اْلُم َخ َّلُفوَن ِبَم ْقَعِدِهْم ِخ اَل َف َر ُسوِل ِهَّللا
والعلم على أن والعقل (لو عليهم عن شدة والتخلف عن بأن الكفار والمنافقين َو َك ِرُهوا َأْن ُيَج اِهُدوا ِبَأْمَو اِلِهْم َو َأْنُفِسِهْم ِفي
يعلو بها اإلسالم كانوا يفقهون) عذاب جهنم إذا الجهاد (قل نار فرحوا بمقعدهم خالف َس ِبيِل ِهَّللا َو َقاُلوا اَل َتْنِفُروا ِفي اْلَح ِّر ُقْل َناُر
في األرض وال فرحوا من التخلف جهنم أشد حرا) رسول هللا وكرهوا َجَهَّنَم َأَشُّد َح ًّر ا َلْو َكاُنوا َيْفَقُهوَن (التوبة)81 :
يعلى عليه وينشر عن الجهاد الجهاد فامتنعوا ومنعوا
رحمته للعالمين عنه
تنمية اإليمان حفظ الدين تقوية اإليمان وجوب واإليمان ظهور المنافقين عند َو ِإَذ ا ُأْنِز َلْت ُسوَر ٌة َأْن آِم ُنوا ِباِهَّلل َو َج اِهُدوا َم َع
والنفس والعلم والنفس والعقل والمؤمنين الجهاد مع الرسول نزول األمر باإليمان َر ُسوِلِه اْسَتْأَذ َنَك ُأوُلو الَّطْو ِل ِم ْنُهْم َو َقاُلوا َذ ْر َنا
والمال واألسرة والمال والنسل وترغيبهم في والجهاد في تحقيق مصالح َنُك ْن َم َع اْلَقاِعِد يَن (التوبة)86 :
على أن يعلو بها والعرض الخيرات الدنوية األمة وخيراتهم وتسليمهم
اإلسالم في (وذلك هو األخروية (آية)88 : من الهالك والضرر
األرض وال يعلى الخيرات)
عليه وينشر
رحمته للعالمين
تنمية اإليمان حفظ الدين جلب الخيرات الترغيب في الجهاد ظهور المنافقين عند َلِكِن الَّرُسوُل َو اَّلِذ يَن آَم ُنوا َم َع ُه َج اَهُدوا
والنفس والعلم والنفس والعقل والمصالح والمنافع باآلموال واألنفس نزول األمر باإليمان ِبَأْمَو اِلِهْم َو َأْنُفِس ِهْم َو ُأوَلِئَك َلُهُم اْلَخْيَر اُت
والمال واألسرة والمال والنسل وفتح ذرائع الفالح مع الرسول والجهاد في تحقيق مصالح َو ُأوَلِئَك ُهُم اْلُم ْفِلُحوَن (التوبة)88 :
على أن يعلو بها والعرض األمة وخيراتهم وتسليمهم
اإلسالم في (وذلك هو من الهالك والضرر
األرض وال يعلى الخيرات)
عليه وينشر
مقاصدها خطاب األحكام الظروف
اآلية
العامة الخاصة الجزئية التكليفية والمناسبات
رحمته للعالمين
تنمية اإليمان حفظ الدين رفع الحرج عن وجوب القيام بيان اصطفاء هللا من َو َج اِهُدوا ِفي ِهَّللا َح َّق ِج َهاِدِه ُهَو اْج َتَباُك ْم َو َم ا
والنفس والعلم والنفس والعقل المؤمنين في الدين، بالجهاد حق القيام المالئكة رسال ومن َجَعَل َع َلْيُك ْم ِفي الِّديِن ِم ْن َح َر ٍج ِم َّلَة َأِبيُك ْم
والمال واألسرة والمال والنسل وإحياؤهم ملة الناس رسال أيضا ِإْبَر اِهيَم ُهَو َسَّم اُك ُم اْلُم ْس ِلِم يَن ِم ْن َقْبُل َو ِفي َهَذ ا
إبراهيم ،واالستشهاد
على أن يعلو بها والعرض واستنكار بعض الناس ِلَيُك وَن الَّرُسوُل َش ِهيًدا َع َلْيُك ْم َو َتُك وُنوا ُش َهَداَء
من الرسول على
اإلسالم في (وذلك هو عليهم َع َلى الَّناِس َفَأِقيُم وا الَّص اَل َة َو آُتوا الَّز َكاَة
إيمانهم ،واإلشهاد
األرض وال يعلى الخيرات) على الناس بأن َو اْعَتِصُم وا ِباِهَّلل ُهَو َم ْو اَل ُك ْم َفِنْع َم اْلَم ْو َلى َو ِنْع َم
عليه وينشر صالحهم في اإليمان، الَّنِص يُر (الحج)78 :
رحمته للعالمين وإعالء كلمات هللا
واالعتصام بها،
وإحضار النصرة
والوالية من هللا
تنمية اإليمان حتى حفظ الدين االمتحان واالبتالء وجوب الجهاد امتحاُن الناس في إيمانهم ِم ْنُك ْم َو َلَنْبُلَو َّنُك ْم َح َّتى َنْع َلَم اْلُمَج اِهِد يَن
وأثمر وترسخ للتعرف والتحقق والصبر على صحة قلوبهم وطاعتهم َو الَّصاِبِريَن َو َنْبُلَو َأْخ َباَر ُك ْم (محمد)31 :
األعمال على أحوال وأخبار اإليمان هلل والرسول واستماعهم
الصالحات من صدق واجتهد له حتى إذا أمروا
الحسنات وجاهد وصبر في بالقتال ،وسؤالهم
اإليمان .وفيها للرسول أن "لوال أنزلت
تفريق بين الجهاد سورة؟!" ]َفِإَذ ا ُأْنِز َلْت
والصبر. ُسوَر ٌة ُم ْح َك َم ٌة َو ُذ ِكَر ِفيَها
اْلِقَتاُل َر َأْيَت اَّلِذ يَن ِفي
ُقُلوِبِهْم َم َر ٌض [(آية:
)20
تنمية الدين والعلم حفظ الدين إدخال اإليمان في الترغيب في الجهاد ادعاء األعراب باإليمان ِإَّنَم ا اْلُم ْؤ ِم ُنوَن اَّلِذ يَن آَم ُنوا ِباِهَّلل َو َر ُسوِلِه ُثَّم َلْم
حتى يدخل اإليمان والعقل القلب وتصديقه فيه، ماال ونفسا ليكون مع عدم علمهم باإليمان َيْر َتاُبوا َو َج اَهُدوا ِبَأْمَو اِلِهْم َو َأْنُفِسِهْم ِفي َس ِبيِل
في القلب ونبت فالرجل إذا لم يدخل دليال على وجود حيث قالوا "آمنا" ولما ِهَّللا ُأوَلِئَك ُهُم الَّصاِد ُقوَن (الحجرات)15 :
ونشأ وتطور اإليمان في قلبه ولم اإليمان في القلب يدخل اإليمان في قلوبهم
وترسخ وأنتج يزل اإليمان في وصدقه (آية)14 :
الثمرات ظواهره فال يسحتق
الصالحات دعوى اإليمان
الحسنات
تنمية الدين والعقل حفظ الدين الخروج من وجوب إخالص اتخاذ بعض المؤمنين َيا َأُّيَها اَّلِذ يَن آَم ُنوا اَل َتَّتِخ ُذ وا َع ُد ِّو ي َو َع ُد َّو ُك ْم
حتى قام بالجهاد والعقل والنفس الضالل إلى سواء النية هلل في الجهاد عدو هللا وعدوهم أولياَء َأْو ِلَياَء ُتْلُقوَن ِإَلْيِهْم ِباْلَمَو َّد ِة َو َقْد َكَفُروا ِبَم ا
حق القيام وائتمن والمال السبيل والقيام أو القتال والقيام به وإلقاؤهم أسرار َج اَء ُك ْم ِم َن اْلَح ِّق ُيْخ ِر ُجوَن الَّرُسوَل َو ِإَّياُك ْم َأْن
والعرض،
باالحتفاظ على سر باألمانة واالستقامة حق القيام (ِإْن ُكْنُتْم المؤمنين إليهم بالمودة، ُتْؤ ِم ُنوا ِباِهَّلل َر ِّبُك ْم ِإْن ُكْنُتْم َخ َر ْج ُتْم ِج َهادًا ِفي
الجماعة حق حيث إذا خرج في الحق َخ رَْج ُتْم ِج َهاًدا ِفي فأخرجوا الرسول َس ِبيِلي َو اْبِتَغاَء َم ْر َض اِتي ُتِس ُّر وَن ِإَلْيِهْم
األمانة فاهتدى إلى المؤمن جهادا َس ِبيِلي َو اْبِتَغاَء والمؤمنين من ديارهم ِباْلَمَو َّد ِة َو َأَنا َأْعَلُم ِبَم ا َأْخ َفْيُتْم َوَم ا َأْع َلْنُتْم َو َم ْن
سواء السبيل في سبيل هللا َم ْر َض اِتي) مع بسبب أنهم مؤمنون باهلل َيْفَع ْلُه ِم ْنُك ْم َفَقْد َض َّل َسَو اَء الَّس ِبيِل (الممتحنة:
واستقام فيه وفاز ولكن أسر إلى تحريم اتخاذ العدو وراضون به ربا )1
مقاصدها خطاب األحكام الظروف
اآلية
العامة الخاصة الجزئية التكليفية والمناسبات
بالمصالح العدو فذلك وليا وإلقاء األخبار
والحسنات الدنوية يضر دينه وعقله السرية إليه بعذر
واألخروية فوزا فصار جاهال المودة
ضاال ثم ُأخِر ج
عظيما
من داره فيهلك
المال والنفس
وغيرهما
تنمية تلك حفظ الدين النجاة من العذاب وجوب اإليمان باهلل إرادة الكفار إطفاَء نور ُتْؤ ِم ُنوَن ِباِهَّلل َو َر ُسوِلِه َو ُتَج اِهُد وَن ِفي َس ِبيِل
الضروريات التي والنفس والعقل األليم (آية)10 : ورسوله والجهاد هللا بأفواههم (آية)8 : ِهَّللا ِبَأْمَو اِلُك ْم َو َأْنُفِس ُك ْم َذ ِلُك ْم َخْيٌر َلُك ْم ِإْن ُكْنُتْم
تم حفظها ألجل والمال والفوز بالخيرات في سبيله ماال ونفسا وكراهة المشركين على َتْع َلُم وَن (الصف)11 :
الفوز بما هو خير والعرض، (آية )11 :والمغفرة الرسول (آية )9 :وإرادة
وأحسن وأصلح وذلك ما يعبر والجنات ومساكن هللا هداية للمؤمنين على
دنيا وأخرا بالنجاة طيبة فيها (آية)12 : ما ينجيهم من عذاب أليم
والنصرة والفتح (آية)10 :
(آية )13
تنمية الدين والعلم حفظ الدين إنذار الكفار على وجوب الجهاد على اإلنذار والتنبيه على َيا َأُّيَها الَّنِبُّي َج اِهِد اْلُكَّفاَر َو اْلُم َناِفِقيَن َو اْغ ُلْظ
على أن ينتبه والعقل جحدهم وكفرهم الكفار والتغليظ الكفار على أن ال َع َلْيِهْم َوَم ْأَو اُهْم َجَهَّنُم َو ِبْئَس اْلَم ِص يُر
الجاحدون بأن باهلل والرسول وذلك عليهم في تلك يعتذروا عند دخولهم نار (التحريم)9 :
جحودهم يصيرهم يؤديهم إلى دخول الحالة جهنم (آية)7 :
إلى جهنم نار جهنم
واستنادًا إلى جدول اآليات ومقاصدها في عصر المدينة كما ذكر ،يمكننا االستنتاج بأنه شِهد لفُظ
الجهاد تحّو ال في معناه .وفي الواقع ،يبدو أن هذا التحول يميل إلى التضييق ( )specificationعلى معنى
الجهاد عن طريق الحرب والقتال .ولقد حدث فعال هذا التحوُل منذ أن تم طرد النبي صلى هللا عليه
وسلم والمسلمين من مكة ثم هاجروا إلى يثرَب المدينِة المنورة ،فاستمرت المقاومة من عند الكفار على
المسلمين وتأخذ شكل الهجمات .فلذلك ،نزلت آيات الجهاد تسمح النبي والمسلمين استخداَم طريق
الحرب والقتال ،فقال تعالىُ(( :أِذ َن ِلَّلِذ يَن ُيَقاَتُلوَن ِبَأَّنُهْم ُظِلُم واۚ َو ِإَّن َهَّللا َع َلٰى َنْص ِر ِهْم َلَقِد يٌر )) (سورة
الحج .)39 :لكن ،بناء على مبادي التفسير المقاصدي ،فإن أسلوب الحرب الذي كان مسموحًا به في
عصر المدينة ال ينسخ وال ينفي إطالقًا الجهاَد بالصبر الذي نزل في عصر مكة .وهذا واضح أيًضا في
بعض اآليات المدنية التي ال تزال َتستخِد م أسلوَب الصبر والاّل عنِف والاّل قتال في الجهاد في سبيل هللا.
من ثم يمكن أن نستنتج مرة أخرى أن التحّو ل في معنى لفظ الجهاد في اآليات المدنية ال يضّيق
وال يحصر معنى الجهاَد الشرعي على الحرب والقتال فقط .وإن الجهاد الذي بمعنى الحرب والقتال لم
ُيذكر صراحة في القرآن ،بل يفِّر ق القرآُن ويفصل بين آيات الجهاد وآيات القتال .ودليل ذلك أن الجهاد
بمعنى الكفاِح والسعِي الجاد وبذِل المجهود لتنمية الذات وتطويِر الضروريات البشرية الست يظهر
أيًضا في اآليات المدنية ،وعلى سبيل مثالها سورة الحج 78 :وسورة الحجرات 15 :كما ذكر في
الجدول السابق .وأما الباقية فلها عالقة مباشرة بحالة المسلمين الذين يتعرضون للهجوم والقتال
واالضطهاد (انظر قائمة "الظروف والمناسبات" في الجدول المذكور).
36
A. Kosasih and M. I. Firmansyah, “UPI Students’ Perceptions of Jihad Based on Their Regions of
Origin,” in 1st UPI International Geography Seminar 2017, IOP Conf. Series: Earth and Environmental
Science (Bandung: Universitas Pendidikan Indonesia, 2018).
37
Ahmad Muzakki, Memahami Ayat-Ayat Jihad Dalam Al-Qur`an: Sebuah Kajian Makna Dalam
Perspektif Semiotika Sosial (Malang: Lembaga Penelitian dan Pengabdian Kepada Masyarakat (LP2M),
2018), 29–59, http://repository.uin-malang.ac.id/7852/1/LP2M 2018.pdf.
38
Farhat and Al-‘Uff, “Al-Jihad Bayn Al-Maqasid Wa Al-Wasa’il,” 109.
39
Farhat and Al-‘Uff, “Al-Jihad Bayn Al-Maqasid Wa Al-Wasa’il,” 195.
يحققه مجرد الجهاد من مصالح .فهذا عين المخالفة لما قاله تعالى "وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة
وأحسنوا" (سورة البقرة )195 :وقوله وصلى هللا عليه وسلم "َيا َأُّيَها الَّناُس اَل َتَتَم َّنْو ا ِلَقاَء اْلَع ُد ِّو َو اْس َأُلوا
َهَّللا اْلَع اِفَيَة َفِإَذ ا َلِقيُتُم وُهْم َفاْص ِبُروا" .40فالشهادة فضل ال غاية ،والغاية رضا هللا ال غير .في حين أن
االنحراف الثاني يتربت منه إهمال الجهاد ومقاصده مع وجوبه القطعي ،حفظيا دفاعيا كان أم تنمويا
تطويريا .وهذا ناجم من التوسع في إعمال قاعدة المصالح حّيد عن هذا الفهم فيؤول إلى تعطيل مثل
هذا النص .فلو جاز ذلك ألدى إلى تغيير األحكام المنصوص عليها وتبديلها ونسخها بالمصالح التي
تلوح لألفراد ،وألصبحت عقول الناس هي الحاكمة والمهيمنة على الشريعة اإلسالمية .وذلك غير
مرام .41
فعلى هذا ،يجب علينا في التعامل مع آيات الجهاد ومقاصدها أن نفهمها في ضوء المقاصد
الشرعية على أن يكون النص متبوعا وليس تابعا ،وأن يكون مقدما على العقل ال مؤخرا عنه دون
تفريط وال إفراط .فهذا هو الموقف المتوسط في التعامل المقاصدي معها .فال يجوز اإلنكار بوجوب
الجهاد ،وال إنكار كونه دفاعيا حربيا قتاال في بعض األحيان حفظا للضروريات الست كما أنه يحرم
المنع عن حمل الجهاد إلى مقاصد تنمية الضروريات الست.
ثم تبين لنا من المعطيات السالفة الذكر ،أن آليات الجهاد مقاصد عديدة يمكن تلخيصها كما يلي:
أوال :مقاصد آيات الجهاد الجزئية ،تفصيلها إخالص العبادة هلل تعالى ،والسعي لنيل رضا اهللا
تعالى ،وابتالء المؤمنين وتمحيصهم وكشف المنافقين ،وإعالُء كلمة اهللا في األرض وإذالُل كلمة
الكفر ،ودفع العدوان وحْسُر الظلم ،وحفظ نفوس المسلمين وحفظ بلدانهم ،وإنقاذ المستضعفين
وتخليص األسرى المقهورين ،وتأمين حرية نشر الدعوة اإلسالمية والقضاء على الفتنة ،ومقاومة
االحتالل ودحر المحتل ،ومعاقبة ناقضي العهود والمواثيق ،ودخول الكافرين في اإلسالم .وذلك كل
يتلخص فيما يسمى شرعا بالحاجيات أوالكليات أو الضروريات ،والتي كانت مجاالتها الديَن والنفس
والعقل والنسل والمال والعرض .فالشريعة ال تقصد إال إلى تحقيق ذلك كله وحفظه وتنميته .فإن في
ذلك كله سالمة البشر سعادته دنيا وأخرا .42
ثانيا :يجري على الفهم المقاصدي قاعدة عظيمة كلية تقول "الحاجة إذا عمت نزلت منزلة
الضرورة" .43فمن هنا فإن حاجة البشر المنصوص عليها بالجهاد في القرآن أصبحت اآلن تعم
جميع الناس على المستوى الجماعى والوطني والعالمي .فتكون لك الحاجيات المنوصوص عليها
بالجهاد القرآن ضرورية أساسية على تلك المستويات كلها .وال ينبغي أن يقتصر تطبيقها وإحياؤها
وممارستها على مقاصد الحفظ فقط ،بل يجب أن يرتقي إلى مقاصد التنمية إلى الذروة والقمة التي
تجعل الناس سعداء في الدنيا واآلخرة وفق هدى الرسول صلى هللا عليه وسلم .ذاك هو الجهاد الشرعي
المعاصر.
40
Muslim bin al-Hajjaj Al-Naysaburi, Sahih Muslim (Beirut: Dar al-Fikr, 2005), n. 3276.
41
Farhat and Al-‘Uff, “Al-Jihad Bayn Al-Maqasid Wa Al-Wasa’il,” 127–128.
42
Ahmad Al-Raysuni, Madkhal Ila Maqasid Al-Shari‘Ah (Cairo: Dar al-Kalimah, 2010), 17–26.
43
‘Audah, Maqasid Al-Shari‘Ah: Dalil Li Al-Mubtadi’In, 19.
الحالة ،بالطبع لكل بلد ظروف واحتياجات مختلفة .ومع ذلك ،بشكل عام ،فإن الكليات واالحتياجات
والضروريات سوية ،وهي ما نسميه الضروريات أو الكليات الست .وأكد الدكتور جاسر عودة أن
الضروريات الست ليست فقط حاجة أساسية للمسلمين ،بل للبشر جميعا ،أيا كان دينه .44وهذا مبني على
قول اإلمام الشاطبي مؤكدا أن كل دين يشترك بعضه مع اآلخر فيما هو ضروري للبشر .والذي يمكن
إطالقه بقواعد الكليات أو الضروريات الست.45
ومما يجب فهمه في محاولة لممارسة مقاصد الجهاد القرآني أن لكل شخص وكل مجموعة
مجاالِت تركيٍز وأولوياٍت مختلفَتين .فهناك شخص يجب أن يعطي األولويَة للحفاظ على النفس مقدما
على تنمية اإليمان أو الدين ،هذا فيما كان حاله مثال متعرض للموت بسبب المجاعة .كما أن هناك
أشخاصا يجب أن يعطيوا األولوية لحفظ المال والممتلكات على تطوير الذات وتنمية النفس .فكل ذلك
يجب أن يكون على أساس النظر في مستويات المقاصد .فأّي جزء من المقاصد أو الضروريات
متعَّر ض لالنقراض والهالك أو الموت أو الهالك أو التالشي واالنحطاط الشديد ،يجب إعطاؤه
األولويَة لإللحاح.
وكذلك هو طرق ووسائل إحياء المقاصد وممارستها في مستوى األسرة .فإن لكل أسرة وجهاِت
نظر وتوجهاٍت مختلفًة فيما يتعلق بأولوية التحقيق والممارسة .فهناك عائلة متدّينة قوية اإليمان ،يجب
تطوير إمكاناتها الدينية إلنقاذ وحماية وحفظ ضرورياتها األخرى التي تتعرض لالنقراض والهالك أو
التي ال تزال ضعيفة .وعلى سبيل المثال ،هناك عائلة مؤمنة صالحة متدينة جدا ،ولكنها فقيرة جًدا
فتواجه صعوبات اقتصادية شديدة .فهذا ال يعني أنه يجوز أن يبيع دينه بالمال ويشتري بإيمانه ثمنا من
أجل التحرر من الفقر .ومع ذلك ،يجب عليه أن يستخدم قوة إيمانه لحماية أمواله وثروته المقصورة
إلى أن يتطورها وينميها حتى تصبح وفيرة مباركة.
فعلى سبيل المثال ،هناك أفراد أو عائلة ال يزال إيمانهم ضعيًفا جًدا ،حتى أنه ومتعرض
لالنقراض ،ولكن لديهم إمكانات ممتازة وعقول ذكية فيتمتع بمستوى عاٍل جًدا من الذكاء ،حيث يتم
بناء مسيرتهم الِمَهنية وشرفهم وِع رضهم على ما كان لديهم من المعرفة والعلم والذكاء .وغير أنهم
فقراء في الثروة ال مال لهم .ففي هذه الحالة يكون إيمانهم على أعلى مستوى من الضروريات التي
يجب تقديمها في الرقم األول ألجل الحفظ ألنه هو المتعرض للهالك والزوال .وبالتالي يجب عليهم
تنمية عقولهم الذكية وإمكاناتهم الفكرية والعلمية ومكانتهم العالية وأعراضهم الطيبة كرأِس مال أّولّي
وأْو لوّي للحفاظ على إيمانهم وتطوير أصولهم المالية .فبذلك سيتم تطور إيمانه وثروته تدريجًيا.
وبالتالي ،على نطاق أوسع ،وهو على المستوى الوطني ،فإن المشكلة بالطبع أكثر تعقيًدا.
فاألشياء التي تعتبر ضرورية أولوية من ِقبل الدول المتقدمة والغنية قد تصبح فقط احتياجات تكميلية
تحسينية ال تزال غير محتاجة إليها على اإلطالق من ِقبل الدول الفقيرة أو النامية ،ال سيما عند ديار
الحرب .فمثال ،تشييد المباني الفاخرة الشاهقة وتنمية السياحة ووتطوير االقتصاد اإلبداعي قد يكون
ذلك كله ضروريا رئيسيا عند دولة نامية مثل إندونيسيا .في حين أن ذلك كله شيء لم يحتج إليه قط
ديار حرب وصراع والتي تجاهد وتقاتل من أجل استقاللها مثل الفلسطين .وأما بالنسبة للدول المتقدمة
مثل أمريكا والصين والمملكة العربية السعودية واإلمارات العربية المتحدة،مثال ،فإن ما كان ضروريا
فرضيا أساسيا عند الدول الفقيرة والنامية غيَر مهم وضروري عندهم .ولقد فكروا في أشياء تذهب إلى
ما هو أبعد من ذلك كله ،وهي كيفية تطوير مواردهم الطبيعية ومواردهم البشرية لجعل بلدانهم أكثر
44
‘Audah, Maqasid Al-Shari‘Ah: Dalil Li Al-Mubtadi’In, 18.
45
Ibrahim al-Gharnati Al-Shatibi, Al-Muwafaqat Fi Usul Al-Shari‘Ah, ed. Abdullah Darraz (Beirut: Dar al-
Ma’rifah, n.d.), iii/47.
تطورًا وتطورًا مرة أخرى .بل وقد يساء فكرهم باستعمار وانحالل وسيطرة على الدول الفقيرة
والنامية ،فالعياذ باهلل .ولقد أصبح تشييد المباني الفاخرة الشاهقة ،وتطوير السياحة ،وأنماط الحياة
النظيفة والصحية ،والوقاية من األمراض من أهم اهتماماته ،ولم يعد يحاول رفع األمراض التي
تصيب شعبه وعالجهم عنها.
ويجب على البلدان المتقدمة في هذه الحالة أن تتحمل مسؤولية تجاه العالم .وبالتالي ،تفّك ر وتزيد
من اهتمامها بأداء السالم وبناء العالم من خالل مساعدة البلدان األخرى من حولها التي ال تزال
متخّلفة .فالتعاون بين الدول الذي يعود بالفائدة على الطرفين هو المفتاح الرئيسي لتحقيق مقاصد
الشريعة على مستوى الدولة .وأما ديار الصراع والحرب التي لم تزل تكافح من أجل االستقالل مثل
فلسطين فلها حق في الحصول على المساعدة في تحقيق استقالليته وسالميته ،والتي تعد حالًيا أهم
احتياجاته األساسية الضرورية .فالدعم المعنوي والمادي هو أكثر ما يحتاجون إليه اآلن .وإن مساعدة
مثل هذه البلدان على تحقيق االستقالل هي جزء من الحفاظ على الضروريات البشرية الست حتى
يمكن تطويرها في المستقبل بشكل طيب .هذا هو مجال الجهاد الحقيقي الشرعي وطريق إحياء
مقاصده وممارستها في ديار الحرب والسالم في عصرنا الحاضر .
الختام
بناء على المناقشات السابقة يمكن القول إن حد الجهاد المناسب للمقاصد العليا من الشريعة هو
بذل جهد للحفاظ على الضروريات الست ،ثم تطويرهن إلى ما فيه صالح األمة وسعادتها الدنيوية
واألخروية على ما يرضي هللا .فبهذا الحد يمكن أن ال يتضيق معناه وال يتوسع متجاوزا عن مبناه بل
ويعود إلى مقاصده األصلية.
ثم إن مقاصد آيات الجهاد كما تلخصت في التعريف الذي عرضناه هي على األقل حفظ
الضروريات الست وتنميتها لوجه هللا الكريم وعلى هدي رسوله .وبتحقيق هذا المقصد العام تتحقق
بالتأكيد سعادة األمة في الدنيا واآلخرة .وأما مقاصدها الخاصة فيمكن تفصيلها كما يلي :إرضاء هللا
تعالى ،تكوين العبد المخلص في كل نشاطه ،امتحان ما في النفس واألسرة والجماعة من اإليمان،
وكشف النفاق ،وإعالء كلمات هللا منها العدل واإلحسان ،إذالل الكفر ،والحفاظ على النفس وتنميتها،
والحفاظ على الوطن ،ومساعدة المستضعفين وإنقاذ المظلومين ،وإلغاء االستعمار ومحاربته ،وتنمية
القوى البشرية ،والدعوة إلى اإليمان واإلسالم.
وأخيرا ،فيما يتعلق بممارسة تلك المقاصد ،كان بين ديار الحرب لم يتم استقاللها وبين ديار
السالم التي تم الفوز باالستقالل طريقٌة مختلفة .ففي ديار الحرب ،تكون مقاصد الجهاد الخاصة وهي
الدفاعية الحفظية مفضلة ومقدمة على مقاصده العامة ،فيجب أن توجه المقاصد للحفاظ على
الضروريات الست والدفاع عنها .ومع ذلك ،من الضروري أيضا للدول المستعمرة أو لديار الحرب
التفكيُر وإعداُد التقنيات لتحقيق المقاصد العامة وهي الموجهة للتنمية .وبينما في الدول المستقلة التي
هي ديار السالم ،فإن المقاصد التي يجب أن تتجلى هي مقاصد تطوير الضروريات الست وتنميتها.
وكان من المؤكد بذلك أن المقاصد الحافظية سوف تتحقق تلقائيا .فمن هنا ،يمكن القول ختاما بأن
مقاصد الجهاد موجهة نحو بناء بلدة طيبة سلمية نامية متقدمة بطريقة منهجية ومخططة ومدروسة
وموجهة ومرضية .هكذا ،الجهاد جهاد بلدة طيبة ورب غفور.
References
‘Audah, J. (2011). Maqasid al-Shari‘ah: Dalil li al-Mubtadi’in. al-Ma‘had al-‘Alami li al-Fikr al-
Islami.
Al-‘Asqalani, A. bin ‘Ali bin H. (1960). Fath al-Bari Sharh Sahih al-Bukhari (M. F. A. Al-Baqi (Ed.)).
Dar al-Ma’rifah.
Al-Azhari, U. al-S. (2015). Al-Fahm al-Munir li al-Ayat al-Lati Akhta’a Fahmaha Ahl ul-Tatarruf wa
al-Takfir. Dar al-Faqih.
Al-Bahuti, M. bin I. (1993). Sharh Muntaha al-Iradat. Alam al-Kutub.
Al-Buti, M. S. R. (1993). al-Jihad fi al-Islam: Kayfa Nafhamuh wa Kayfa Numarisuh. Dar al-Fikr &
Dar al-Fikr al-Mu‘asir.
Al-Kashnawi, A. B. bin al-H. (2000). Ashal al-Madarik. Dar al-Fikr.
Al-Naysaburi, M. bin al-H. (2005). Sahih Muslim. Dar al-Fikr.
Al-Raysuni, A. (2010). Madkhal Ila Maqasid al-Shari‘ah. Dar al-Kalimah.
Al-Shatibi, I. al-G. (n.d.). al-Muwafaqat fi Usul al-Shari‘ah (A. Darraz (Ed.)). Dar al-Ma’rifah.
Al-Sharqawi, A. bin H. (n.d.). Hashiyah al-Sharqawi. Dar Ihya al-Kutub.
Al-Zabidi, M. bin M. bin A. al-R. al-H. (2010). Taj al-`Arus Min Jawahir al-Qamus. Dar al-Hidayah.
Anshori, M. A. (2019). The Radical Islamic Movement in Indonesia: Roots and Factors. Kalam,
13(2), 217–236. https://doi.org/https://doi.org/10.24042/klm.v13i2.5251
Bajoria, J. (2020). Corona Jihad is Only the Latest Manifestation: Islamophobia in India has Been
Years in the Making | Human Rights Watch. The Polis Project.
Bazian, H. (2014). Editorial Statement. Islamophobia Studies Journal, 2(1), 1–7.
Farhat, N. I., & Al-‘Uff, B. (2017). al-Jihad Bayn al-Maqasid wa al-Wasa’il. Al-Aqsa University
Journal (Humanities Series), 2(21), 109–141.
Hasbillah, A. ’Ubaydi. (2020). al-Fawa’id al-Mustafawiyah al-Mustamaddah Min Ahadith al-
Arba`in al-Nawawiyah fi Bina’ Kawadir al-A’immah wa “Ulama” al-Ummah. Maktabah
Darus-Sunnah.
HRC-UN. (2021). Khabir Umami: al-Karahiyah Dlidd al-Muslimin Tartafi` Ila al-Ab’ad al-
Waba’iyyah. Akhbar Al-Umam Al-Muttah}idah.
https://news.un.org/ar/story/2021/03/1071952
HRC-UN. (2021b). UN leaders speak out against Islamophobia and anti-Muslim hatred. UN News.
https://news.un.org/en/story/2021/03/1087572
Ibn ‘Ashur, M. al-T. (2006). Maqasid al-Shari‘ah al-Islamiyah. Dar Suhnun.
Ibn `Asakir, A. al-Q. A. bin al-H. (1995). Tarikh Dimasyq (`Amr bin Gharamah Al-`Amrawi (Ed.)).
Dar al-Fikr.
Ibn Abidin, M. A. bin U. bin A. al-A. al-D. (1992). Radd al-Mukhtar ‘Ala al-Durr al-Mukhtar (2nd
ed.). Dar al-Fikr.
Ibn Manzur, M. bin M. bin A. (1993). Lisan al-`Arab. Dar Sadir.
Kaye, D. (2021). Advance Edited Version. In Human Rights Council: Vol. 46/30 (Issue April 13,
2021).
Kosasih, A., & Firmansyah, M. I. (2018). UPI Students’ Perceptions of Jihad Based on Their
Regions of Origin. 1st UPI International Geography Seminar 2017, IOP Conf. Series: Earth
and Environmental Science.
Muzakki, A. (2018). Memahami Ayat-ayat Jihad dalam Al-Qur`an: Sebuah Kajian Makna dalam
Perspektif Semiotika Sosial. Lembaga Penelitian dan Pengabdian Kepada Masyarakat
(LP2M). http://repository.uin-malang.ac.id/7852/1/LP2M 2018.pdf
Rijal, S. (2016). Islam dan Jihad: Pencarian Kedamaian dan Toleransi. JISCA: Journal of Islamic
Civilization in Southeast Asia, 5(2
Shaltut, M. (n.d.). al-Qur’an wa al-Qital. Matba‘ah Dar al-Kitab al-‘Arabi.
Shukri, S. F. M. (2019). The Perception of Indonesian Youths toward Islamophobia: An
Exploratory Study. Islamophobia Studies Journal, 5(1), 61–75.
Umar, N. (2006). al-Quran di Mata Mantan Intelektual Muslim: Ibn Warraq dan Mar A. Gabriel.
Jurnal Studi Al-Quran, 1(2).
Umar, N. (2014). Deradikalisasi Pemahaman al-Quran dan Hadis. PT Elex Media Komputindo.
Yaqub, A. M. (2010). al-Islam Bayn al-Harb wa al-Salam. Pustaka Firdaus.
Zherlitsyna, N. A. (2021). Prospects for global jihadism in Southeast Asia. Asia and Africa Today,
10. https://doi.org/10.31857/s032150750017090-1