Professional Documents
Culture Documents
أدولف هتلر أدولف هتلر (باأللمانية 20( )Adolf Hitler :أبريل 30 - 1889أبريل )1945هو زعيم ألمانيا النازية،
ولد في اإلمبراطورية النمساوية المجرية ،وكان زعيم حزب العمال األلماني االشتراكي الوطني
(باأللمانية)Adolf Hitler :
والمعروف باسم الحزب النازي .حكم ألمانيا النازية في الفترة ما بين عامي 1933و 1945حيث
شغل منصب مستشار الدولة (باأللمانية )Reichskanzler :في الفترة ما بين عامي 1933
و ،1945والفوهرر (باأللمانية )Führer :في الفترة ما بين عامي 1934و .1945واختارته مجلة تايم
[]23
واحًدا من بين مائة شخصية تركت أكبر أثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين.
وباعتباره واحًدا من المحاربين القدامى الذين تقلدوا األوسمة تقديًر ا لجهودهم في الحرب العالمية
األولى ِبجانب ألمانيا ،انضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920وأصبح زعيًما له في عام
.1921وبعد سجنه إثر محاولة انقالب فاشلة قام بها في عام ،1923استطاع هتلر أن يحصل على
تأييد الجماهير بتشجيعه ألفكار تأييد القومية ومعاداة الشيوعية والكاريزما (أو الجاذبية) التي يتمتع
بها في إلقاء الخطب وفي الدعاية.
في عام ُ ،1933عِّيَن مستشاًر ا للبالد حيث عمل على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة شمولية
وديكتاتورية وفاشية .وانتهج هتلر سياسة خارجية لها هدف معلن وهو االستيالء على ما أسماه
بالمجال الحيوي (باأللمانية( )Lebensraum :وُيقصد به السيطرة على مناطق معينة لتأمين
الوجود أللمانيا النازية وضمان رخائها االقتصادي) وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذا الهدف .وقد
َعِمل الجيش األلماني (فيرماخت) الذي قام هتلر بإعادة بنائه بغزو بولندا في عام 1939مما أدى
مناصب إلى اندالع الحرب العالمية الثانية ،وخالل ثالث سنوات ،احتلت ألمانيا ودول المحور معظم قارة
مستشار الرايخ أوروبا( ،عدا بريطانيا) ،وأجزاء كبيرة من أفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة
في المنصب على المحيط الهادي ،وثلث مساحة االتحاد السوفيتي (من الغرب حتى مدينة ستالينغراد) .ومع
30يناير 30 – 1933أبريل 1945 ذلك ،نجحت دول الحلفاء في أن تكون لها الغلبة في النهاية.
يوزف غوبلز كورت فون شاليشر
وفي عام ،1945نجحت جيوش الحلفاء في اجتياح ألمانيا من جميع جوانبها وحتى سقوط برلين.
رايخسشتاتهالتر
وأثناء األيام األخيرة من الحرب في عام ،1945تزوج هتلر من عشيقته إيفا براون بعد قصة حب
في المنصب طويلة .وبعد أقل من يومين ،انتحر العشيقان ]24[.وحرقت جثتيهما على بعد أمتار من تقدم الجيش
30يناير 30 – 1933أبريل 1945
السوفيتي في برلين.
بروسيا في
رئيس ألمانيا () 3 ينظر بعض المؤرخين لهتلر بأنه شخصية فريدة من نوعها في التاريخ األلماني ،حيث حاول هتلر
تحسين الظروف السياسية واالقتصادية للشعب األلماني خالل فترة حكمه .وعلى الطرف اآلخر،
في المنصب يعتبر مؤرخون آخرون أن هتلر واحد من أكثر الشخصيات دموية في التاريخ الحديث؛ حيث تسببت
[]25
2أغسطس 30 – 1934أبريل 1945 سياساته في قتل ماليين المدنيين والعسكريين ،خالل الحرب العالمية الثانية.
كارل دونيتز باول فون هيندنبورغ
قبو الفوهرر ،وبرلين ( )1907 - 1860هي الزوجة الثالثة لوالده؛ ونظًر ا ألن الهوية
المنزل في ليوندينج في النمسا
الحقيقة لوالد ألويس شكلت سًر ا غامًضا في تاريخ الرايخ
انتحار سبب الوفاة حيث قضى هتلر مراهقته المبكرة
[]12[]11
الثالث ،كان من المستحيل تحديد العالقة البيولوجية الحقيقية (صورة التقطت في )1984
22أبريل 1889 المعمودية
التي كانت تربط بين ألويس وكالرا؛ وهو األمر الذي استدعى
سجن الندسبيرج ( 11نوفمبر مكان
حصولهما على إعفاء بابوي إلتمام زواجهما .ومن بين األبناء
20–1923ديسمبر )1924 االعتقال
البرغهوف اإلقامة
قبو الفوهرر
وكر الذئب الستة وهم ثمرة زواج ألويس وكالرا لم يصل إلى مرحلة
قلعة كرانسبرغ ( 11ديسمبر –1944 المراهقة سوى أدولف وشقيقته باوال التي كانت أصغر منه
16يناير )1945 بسبع سنوات .وكان أللويس ابن آخر اسمه ألويس هتلر االبن
سيسليثانيا ( 20أبريل 11–1889 مواطنة []27
وابنة اسمها أنجيال من زوجته الثانية.
[]13
نوفمبر )1918
الجمهورية األلمانية عاش هتلر طفولة مضطربة؛ حيث كان أبوه عنيًفا في
[]13
النمساوية ()1919–1918 معاملته له وألمه حتى أن هتلر نفسه صرح أنه كان يتعرض
الجمهورية النمساوية األولى عادة للضرب في صباه من قبل أبيه .وبعدها بسنوات تحدث
( 30–1919أبريل )1925 هتلر إلى مدير أعماله قائاًل « :عقدت -حينئذ -العزم على أال
جمهورية فايمار ( 25فبراير أبكي مرة أخرى عندما ينهال علي والدي بالسوط .وبعد
[]13
30–1932يناير )1933 ذلك بأيام سنحت لي الفرصة كي أضع إرادتي موضع
ألمانيا النازية ( 30يناير –1933 االختبار .أما والدتي فقد وقفت في رعب تحتمي وراء
30أبريل )1945 الباب .أما أنا فأخذت أحصي في صمت عدد الضربات أدولف هتلر في طفولته
شعر بني لون الشعر []28
ويعتقد المؤرخون أن التي كانت تنهال على مؤخرتي».
174سنتيمتر ،و175 الطول تاريخ العنف العائلي الذي مارسه والد هتلر ضد والدته قد
[]14
سنتيمتر اشير إليه في جزء من فصول كتابه كفاحي والذي وصف فيه
72كيلوغرام الوزن هتلر وصًفا تفصيلًيا واقعة عنف عائلي ارتكبها أحد األزواج ضد
-المسيحية (وفًقا لكتابه الديانة زوجته .وتفسر هذه الواقعة باإلضافة إلى وقائع الضرب التي
"كفاحي") كان يقوم بها والده ضده سبب االرتباط العاطفي العميق بين هتلر (في الوسط) مع زمالء
الدراسة .سنة 1900
-معتقدات هتلر الدينية هتلر ووالدته في الوقت الذي كان يشعر فيِه باالستياء الشديد
الحزب النازي عضو في من والده.
[]15 مشكلة
مرض باركنسون
زهري[]16
غالًبا ما كانت أسرة هتلر تنتقل من مكان آلخر حيث انتقلت من برونو آم إن إلى مدينة باسساو
صحية
ومدينة المباتش ومدينة ليوندينج بالقرب من مدينة لينز .وكان هتلر الطفل طالًبا متفوًقا في
إيفا براون ( 29أبريل 30–1945أبريل الزوجة
مدرسته االبتدائية ،ولكنه رسب في الصف السادس ،وهي سنتُه األولى في المدرسة الثانوية
)1945
عندما كان يعيش في لينز ،وكان عليه أن يعيد هذه السنة الدراسية .وقال معلموه عنه إنه «ال
ماريا رايتر العشير
يرغب في العمل» .ولمدة عام واحد كان هتلر في نفس الصف الدراسي مع لودفيج فيتجنشتاين
إيفا براون (– 29أبريل )1945 []32[]31[]30[]29
وبالرغم من أن الذي يعتبر واحًدا من أكثر الفالسفة تأثيًر ا في القرن العشرين.
جيلي روبال []33
ولم يتم الولدين كانا في العمر نفسه تقريًبا ،فقد كان فيتجنشتاين يسبق هتلر بصفين دراسيين.
0 عدد األوالد []34
التأكد من معرفة هتلر وفيتجنشتاين لبعضهما في ذلك الوقت ،وكذلك من تذكر أحدهما لآلخر.
ألويس هتلر األب
كالرا هتلر األم صرح هتلر معقًبا على هذا أن تعثره التعليمي كان نابًعا من تمرده على أبيه الذي أراده أن يحذو
وبعد نصيحة رئيس المدرسة له ،اقتنع هو أيًضا أن هذا هو الطريق الذي يجب أن يسلكه ولكن
كان ينقصه اإلعداد األكاديمي المناسب لاللتحاق بمدرسة العمارة.
وفي غضون أيام قلائل ،أدركت في أعماقي إنني يجب أن أصبح يوًما مهندًسا معمارًيا .والحقيقة هي
أن سلوكي هذا الطر يق كان مسألة شاقة للغاية حيث إن إهمالي لإتمام دراستي في المدرسة الثانو ية قد
والد هتلر ،ألويس والدة هتلر ،كالرا
ألحق الضرر بي لأنه كان ضرورًيا إلى حد بعيد .وكان لا يمكن أن التحق بالمدرسة المعمار ية التابعة
للأكاديمية دون أن أكون قد التحقت قبلها بمدرسة البناء الخاصة بالدراسة الفنية والتي كان الالتحاق
بها يستلزم الحصول على شهادة المدرسة الثانو ية .ولم أكن قد قمت بأية خطوة من هذه الخطوات .فبدا
[]38
لي أن تحقيق حلمي في دنيا الفن مستحيًلا بالفعل.
وفي 21ديسمبر ،1907 ،توفيت والدة هتلر إثر إصابتها بسرطان الثدي عن عمر يناهز السبعة وأربعين عاًما .وبأمر من أحد المحاكم في لينز،
أعطى هتلر نصيبه من اإلعانة التي تمنحها الحكومة لأليتام لشقيقته باوال .وعندما كان في الحادية والعشرين من عمره ،ورث هتلر أموااًل عن
واحدة من عماته ،وحاول أن يشق طريقه بجهد كرسام في فيينا حيث كان ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية ويبيع
لوحاته إلى التجار والسائحين ،وبعد أن رفضته أكاديمية الفنون للمرة الثانية ،كان ماله كله قد نفد .وفي عام ،1909عاش هتلر في مأوى
للمشردين .ومع حلول عام ،1910كان هتلر قد استقر في منزل يسكن فيه الفقراء من العمال في ميلمنستراسه النمساوية.
وصرح هتلر أن اعتقاده بوجوب معاداة السامية ظهر ألول مرة في فيينا التي كان تعيش فيها جالية يهودية كبيرة تشتمل على اليهود األرثوذكس
[]38
وعلى الرغم من ذلك ،فقد ورد على لسان أحد أصدقاء طفولته وهو أوجست الذين فروا من المذابح المنظمة التي تعرضوا لها في روسيا.
[]38
وفي هذه الفترة ،كانت فيينا مرتًعا النتشار كوبزيك أن ميول هتلر «المؤكدة في معاداة السامية» قد ظهرت قبل أن يغادر لينز في النمسا.
روح التحيز الديني التقليدية ،وكذلك للعنصرية التي ظهرت في القرن التاسع عشر .ومن الممكن أن يكون هتلر قد تأثر بكتابات النز فون
ليبنفيلس؛ واضع النظريات المعادية للسامية ،وكذلك بآراء المجادلين من رجال السياسة أمثال :كارل لويجر مؤسس الحزب االشتراكي
المسيحي وعمدة فيينا ،باإلضافة إلى المؤلف الموسيقي ريتشارد فاجنر وجورج ريتر فون شونيرر ،وهو أحد زعماء حركة القومية األلمانية التي
عرفت باسم بعيًدا عن روما!؛ وهي الحركة التي ظهرت في أوروبا في القرن التاسع عشر والتي كانت تهدف إلى توحيد الشعوب التي تتحدث
األلمانية في أوروبا .ويزعم هتلر في كتابه كفاحي أن تحوله عن فكرة معارضة معاداة السامية من منطلق ديني إلى تأييدها من منطلق عنصري
جاء من احتكاكه باليهود األرثوذكس وإذا كان هذا التفسير صحيًح ا ،فمن الواضح أن هتلر لم يكن يتصرف وفًقا لهذا المعتقد الجديد .فقد كان غالًبا
ما ينزل ضيًفا على العشاء في منزل أحد النبالء اليهود باإلضافة إلى قدرته الكبيرة على التفاعل مع التجار اليهود الذين كانوا يحاولون بيع
[]39
لوحاته.
وربما تأثر هتلر أيًضا بقراءته للدراسة التي قام بها مارتن لوثر والتي كان عنوانها " عن اليهود وأكاذيبهم " (باإلنجليزيةOn the Jews and their :
)Lies .وفي كتابه كفاحي يشير هتلر إلى مارتن لوثر باعتباره محارًبا عظيًما ورجل دولة حقيقي ومصلحا عظيما ،وكذلك كان كل من فاجنر
وفريدريك الكبير بالنسبة له ]40[.وكتب فيلهلم روبك عقب واقعة الهولوكوست ،قائاًل " :مما ال شك فيه أن مذهب مارتن لوثر كان له تأثير على
التاريخ السياسي والروحي واالجتماعي في ألمانيا بطريقة -بعد التفكير المتأمل في كل جوانبها -يمكن وصفها بأنها كانت جزًءا من أقدار ألمانيا.
وزعم هتلر أن اليهود كانوا أعداًء للجنس اآلري .كما ألقى على كاهل اليهود مسؤولية األزمة التي حدثت في النمسا .واستطاع الوقوف على صور
محددة من االشتراكية والبلشفية التي تزعمها العديد من القادة اليهود -كنوع من أنواع الحركات اليهودية -ليقوم بعمل دمج بين معاداة السامية
وبين معاداة الماركسية .وفي وقت الحق ،ألقى هتلر باللوم في هزيمة الجيش األلماني أثناء الحرب العالمية األولى على ثورات عام 1918ومن
ثم ،اتهم اليهود بجريمة التسبب في ضياع أهداف ألمانيا االستعمارية ،وكذلك في التسبب في المشكالت االقتصادية التي ترتبت على ذلك.
وعلى ضوء المشاهد المضطربة التي كانت تحدث في البرلمان في عهد الملكية النمساوية متعددة الجنسيات ،قرر هتلر عدم صالحية النظام
البرلماني الديمقراطي للتطبيق .وبالرغم من ذلك -ووفًقا لما قاله أوجست كوبيتسك ،والذي شاركه الغرفة نفسها في وقت من األوقات -أن
هتلر كان مهتًما بأعمال األوبرا التي ألفها فاجنر أكثر من اهتمامه بآرائه السياسية.
واستلم هتلر الجزء األخير من ممتلكات والده في مايو من عام 1913لينتقل بعدها للعيش في ميونيخ .وكتب هتلر في كفاحي أنه كان يتوق دائًما
للحياة في مدينة ألمانية «حقيقية» .وفي ميونيخ ،أصبح هتلر أكثر اهتماًما بفن المعمار؛ وذلك ما جاء على لسان هتلر وظهر في كتابات هوستن
ستيوارت تشامبرلين .كما أن انتقاله إلى ميونيخ قد ساعده أيًضا على التهرب من أداء الخدمة العسكرية في النمسا لبعض الوقت بالرغم من أن
الشرطة في ميونيخ (والتي كانت تعمل بالتعاون مع السلطات النمساوية) تمكنت في نهاية األمر من إلقاء القبض عليه .وبعد فحصه جسدًيا
وتقدمه بالتماس يدل على ندمه على ما اقترفه ،تقرر أنه غير الئق ألداء الخدمة العسكرية ألنه على ما يبدو كان هزياًل جًدا وقتها وتم السماح له
بالعودة إلى ميونيخ .ومع ذلك ،وعندما دخلت ألمانيا الحرب العالمية األولى في أغسطس من عام ،1914تقدم هتلر بالتماس لملك بافاريا لودفيج
[]41
الثالث للسماح له بالخدمة في بالجيش .وبالفعل وافق الملك على التماسه ،وتم تجنيد أدولف هتلر في الجيش البافاري.
خدم هتلر في فرنسا وبلجيكا مع الفوج البافاري االحتياطي السادس عشر؛ والذي عرف باسم فوج
ليست؛ نسبًة إلى قائده األول .وانتهت الحرب بتقلده رتبة جيفريتر (وهي رتبة تعادل وكيل عريف في
الجيش البريطاني وجندي من الدرجة األولى في الجيوش األمريكية) .عمل هتلر كرسول بين الجيوش؛
وهي واحدة من أخطر الوظائف على الجبهة الغربية ،وكان معرًضا في أغلب األحيان لإلصابة بنيران
العدو ]42[.كما اشترك في عدد من المعارك الرئيسية على الجبهة الغربية ،وتضمنت هذه المعارك :معركة
[]43
يبريس األولى ومعركة السوم ومعركة آراس ومعركة باسكيندايلي.
هتلر وزمالؤه في فترة الحرب العالمية ودارت معركة يبريس في أكتوبر من عام 1914والتي شهدت مقتل حوالي 40,000جندي خالل عشرين
األولى
يوًما (وهو ما بين ثلث ونصف عدد الجنود المشاركين فيها) .أما الكتيبة التي كان هتلر فرًدا من أفرادها
فقد تقلص عددها من مائتين وخمسين جندي إلى اثنين وأربعين جندًيا بحلول شهر ديسمبر .وكتب كاتب
[]44
السير الذاتية جون كيجان أن هذه التجربة قد جعلت هتلر يتجه إلى االنعزال واالنطواء على نفسه خالل السنوات الباقية للحرب.
وتقلد هتلر وسامين تقديًر ا لشجاعته في الحرب .حيث تقلد وسام الصليب الحديدي من الدرجة الثانية في
عام ،1914وتقلد أيًضا وسام الصليب الحديدي من الدرجة األولى في عام 1918؛ وهو تكريم نادًر ا ما
يحصل عليه عسكري من رتبة جيفريتر ]45[.ومع ذلك ،لم تتم ترقية هتلر إلى رتبة أونتيروفيزير (وهي رتبة
تعادل العريف في الجيش البريطاني) نظًر ا لكونه يفتقر إلى المهارات القيادية من وجهة نظر قادة الفوج
الذي كان ينتمي إليه .ويقول بعض المؤرخين اآلخرين أن السبب وراء عدم ترقيته يرجع إلى أنه لم يكن
مواطًنا ألمانًيا .وكانت المهام التي كان هتلر يكلف بها في المقرات العسكرية محفوفة عادًة بالمخاطر،
ولكنها سمحت له بمتابعة إنتاج أعماله الفنية .وقام هتلر برسم الصور الكاريكاتورية والرسومات
التعليمية إلحدى الصحف التابعة للجيش .وفي عام ،1916أصيب هتلر بجرح إما في منطقة أصل الفخذ
[]47
وذلك أثناء مشاركته في معركة السوم ولكنه عاد إلى الجبهة مرًة أخرى في [ ]46أو في فخذه األيسر
مارس من عام .1917وتسلم شارة الجرحى في وقت الحق من نفس العام .وأشار سباستيان هافنر إلى
تجربة هتلر على الجبهة موضًح ا أنها سمحت له على أقل تقدير بفهم الحياة العسكرية.
وفي 15أكتوبر ،1918دخل هتلر إحدى المستشفيات الميدانية على إثر إصابته بعمى مؤقت عقب
تعرضه لهجوم بغاز الخردل .ويشير العالم النفسي اإلنجليزي ديفيد لويس وكذلك بيرنارد هورسمتان إلى
هتلر أثناء الحرب العالمية األولى أن إصابة هتلر بالعمى قد تكون نتيجًة اضطراب تحولي (والذي كان معروًفا في ذلك الوقت باسم
هيستريا) ]48[.وعقب هتلر على هذه الواقعة فقال إنه أثناء هذه التجربة أصبح مقتنًعا أن سبب وجوده في
الحياة هو «إنقاذ ألمانيا ».ويحاول بعض الدارسين -خاصًة لوسي دافيدوفيتش ]49[ ،أن يبرهنوا على أن نية
هتلر في إبادة يهود أوروبا كانت تامة الرسوخ في ذهنه في ذلك الوقت على الرغم من عدم استقراره على الطريقة التي سيتمكن بها من تنفيذ
هذا األمر .ويعتقد معظم المؤرخين أنه اتخذ هذا القرار في عام 1941بينما يعتقد البعض اآلخر أنه قد عقد عليه العزم في وقت الحق في عام
.1942
كان إعجاب هتلر بألمانيا قد سيطر عليه منذ زمن بعيد ،وأثناء الحرب أصبح وطنًيا متحمًس ا أشد الحماس
للدفاع عن ألمانيا بالرغم من أنه لم يصبح مواطًنا ألمانًيا حتى عام .1932ورأى هتلر أن الحرب هي
«أعظم الخبرات التي يمكن أن يمر بها المرء في حياته» .وفي وقت الحق ،أشاد به عدد من قادته تقديًر ا
[]50
وصدم هتلر من اتفاقية االستسالم التي وقعتها ألمانيا في نوفمبر من عام 1918على لشجاعته.
[]51
ومثله مثل العديد من الرغم من سيطرة الجيش األلماني حتى ذلك الوقت على أراض للعدو.
(باأللمانية: الظهر في الطعنة بأسطورة يؤمن هتلر كان األلمانية، للقومية المناصرين
)Dolchstoßlegendeالتي قالت بإن الجيش «الذي لم تتم هزيمته في ساحة المعركة» قد «تعرض
هتلر مع بعض زمالئه أثناء الحرب العالمية
األولى لطعنة في الظهر» من قادة مدنيين وماركسيين على الجبهة الداخلية .وقد عرف هؤالء السياسيون فيما
بعد باسم مجرمي نوفمبر.
وحرمت معاهدة فرساي ألمانيا من مناطق عديدة كانت تابعة لها ،وجردت منطقة رينهارد من الصفة العسكرية التي كانت تتمتع بها ،كما فرضت
عقوبات اقتصادية مدمرة أخرى على ألمانيا .وأعادت المعاهدة الوجود لدولة بولندا من جديد؛ وهو األمر الذي اعتبره أللمان -حتى المعتدلين
منهم -نوًعا من أنواع اإلهانة .وحملت المعاهدة ألمانيا مسؤولية كل فظائع الحرب ،وهو األمر الذي ينظر إليه مؤرخون بارزون من أمثال جون
كيجان اآلن باعتباره على أقل تقدير تطبيًقا للعدالة من وجهة نظر الطرف المنتصر؛ فقد طغت الصفة العسكرية على معظم األمم األوروبية في
الفترة التي سبقت الحرب العالمية األولى بشكل متزايد وكانت هذه األمم تتلهف للقتال .وكان إلقاء اللوم على ألمانيا هو األساس لفرض
إصالحات على ألمانيا (وقد تم تعديل مقدار هذه اإلصالحات بشكل متكرر وفًقا للخطط المعروفة باسم خطة داوس ،خطة يونج ،وخطة هوفر .أما
ألمانيا ،فقد رأت أن المعاهدة وخاصًة البند رقم 231منها وبالتحديد الفقرة التي تتحدث عن مسؤولية ألمانيا عما حدث في الحرب نوًعا من أنواع
اإلهانة .فعلى سبيل المثال ،كان هناك تجريد كامل للقوات المسلحة األلمانية من صفتها العسكرية يسمح لها باالحتفاظ بست بوارج فقط ،ويمنعها
من االحتفاظ بغواصات أو قوات جوية أو مركبات مدرعة أو جيش يفوق عدده مائة ألف من الجنود إال تحت ظروف التجنيد اإلجباري التي يمكن
أن تفرضها الحرب .وكان لمعاهدة فرساي دوًر ا مهًما في الظروف االجتماعية والسياسية التي صادفها هتلر وأتباعه من النازيين أثناء سعيهم
للفوز بالسلطة .ونظر هتلر وحزبه إلى توقيع «مجرمي نوفمبر» على المعاهدة كسبب يدعوهم إلى بناء ألمانيا من جديد بشكل ال يتكرر معه ما
حدث مرًة أخرى .واستخدم هتلر مجرمي نوفمبر ككبش فداء على الرغم من الخيارات المحدودة للغاية والتي كانت متاحة أمام هؤالء الساسة
في مؤتمر باريس للسالم.
وبعد انتهاء الحرب العالمية األولى ،ظل هتلر في الجيش وعاد إلى ميونيخ حيث شارك في الجنازة العسكرية التي أقيمت لرئيس الوزراء البافاري
الذي اغتيل كورت آيسنر؛ وذلك على خالف تصريحاته التي أعلنها في وقت الحق ]52[.وفي أعقاب قمع الجمهورية السوفيتية البافارية ،شارك هتلر
في حضور دورات «الفكر القومي» التي كان ينظمها قسم التعليم والدعاية التابع للجماعة البافارية التي كان يطلق عليها اسم رايخسفير في
مركز القيادة الرئيسي الرابع تحت إشراف كابتن كارل ماير .والقي اللوم على الشعب اليهودي الذي
ينتشر أفراده في كل أنحاء العالم ،وعلى الشيوعيين ،وعلى رجال السياسة من كل االنتماءات الحزبية؛
خاصًة تحالف فايمار االئتالفي.
وفى يوليو عام ،1919عين هتلر في منصب جاسوس للشرطة ،وكان يتبع قيادة االستخبارات التي كانت
تتبع قوات الدفاع الوطنية رايخسفير من أجل التأثير على الجنود اآلخرين واختراق صفوف حزب صغير؛
وهو حزب العمال األلماني (.)DAPوأثناء استكشافه للحزب ،تأثر هتلر بأفكار مؤسس الحزب آنتون
نسخة من بطاقة العضوية المزورة
دريكسلر المعادية للسامية والقومية والمناهضة للرأسمالية والمعارضة ألفكارالماركسية .وكانت أفكاره الخاصة بهتلر في حزب العمال األلماني
تؤيد وجود حكومة قوية ونشيطة؛ وهي أفكار مستوحاة من األفكار االشتراكية «غير اليهودية» ومن (.)DAPوكان رقم العضوية الحقيقي
لهتلر هو ( 555ومعناه العضو الخامس
اإليمان بضرورة وجود تكافل متبادل بين كل أفراد المجتمع .كما حازت مهارات هتلر الخطابية على
والخمسون في قائمة أعضاء الحزب -
إعجاب دريكسلر فدعاه إلى االنضمام للحزب ليصبح العضو الخامس والخمسين فيه .كما أصبح هتلر أيًضا واضيف الرقم 5ليبدو عدد أعضاء الحزب
العضو السابع في اللجنة التنفيذية التابعة للحزب .وبعد مرور عدة سنوات ،أدعى هتلر إنه العضو السابع أكبر) ،ولكن فيما بعد جرى تقليل الرقم
ليترك انطباًعا بأن هتلر كان واحًدا من
من األعضاء المؤسسين للحزب. األعضاء المؤسسين للحزب .وقد كان
هتلر يرغب في تكوين الحزب الخاص به،
كما التقى هتلر مع ديتريش إيكارت وهو واحد من المؤسسين األوائل للحزب ،كما كان عضًوا في الجمعية ولكن األوامر صدرت إليه من رؤسائه في
[]53 قوة الدفاع الوطنية بأن يخترق صفوف
وأصبح إيكارت المعلم الخاص بهتلر الذي يعلمه الطريقة التي السرية المعروفة باسم «جمعية ثول».
الحزب الموجود فعاًل .
يجب أن ينتقي بها مالبسه ويتحدث بها ،كما قدمه إلى مجتمع واسع من الناس .ووجه هتلر عميق شكره
إلى إيكارت عن طريق الثناء عليه في المجلد الثاني من كتابه المعروف باسم كفاحي .وفي محاولة
لزيادة شعبية الحزب ،قام الحزب بتغيير اسمه إلى حزب العمال األلماني االشتراكي الوطني.
وكان تسريح هتلر من الجيش في مارس ،عام ،1920فبدأ مدعوًما بالتشجيع المستمر من أعضاء الحزب من ذوي المناصب األعلى في
المشاركة الكاملة في أنشطة الحزب .وفي بدايات عام ،1921تمكن هتلر من إجادة فن الخطابة أمام الحشود الكبيرة بشكل كامل .وفي فبراير،
تحدث هتلر أمام حشد يضم حوالي ستة آالف فرد في ميونيخ .وللدعاية لهذا االجتماع ،أرسل هتلر شاحنتين محملتين بمؤيدي الحزب ليجوبوا
الشوارع وهم يحملون الصليب المعقوف محدثين حالة من الفوضى وهم يلقون بالمنشورات صغيرة الحجم إلى الجماهير في أول تنفيذ للخطة
التي وضعوها .انتشرت سمعة هتلر السيئة خارج الحزب نظًر ا لشخصيتِه الفظة ،وخطاباته الجدلية العنيفة المناهضة لمعاهدة فرساي
والسياسيين المنافسين له (بما في ذلك أنصار الحكم الملكي والمنادين بفكرة القومية وغيرهم من االشتراكيين غير المؤمنين بسياسة التعاون
االقتصادي والسياسي بين الدول؛ واشتهر بوجه خاص بخطاباته المناهضة للماركسيين ولليهود.
واتخذ حزب العمال األلماني االشتراكي الوطني [ ]54من ميونيخ مقًر ا له .وكانت ميونيخ في ذلك الوقت أرًضا خصبة لمناصري القومية األلمانية
الذين كان منهم ضباط من الجيش قد عقدوا العزم على سحق الماركسية وتقويض دعائم جمهورية فايمار (الجمهورية التي نشأت في ألمانيا في
الفترة من عام 1919إلى عام 1933كنتيجة للحرب العالمية األولى وخسارة ألمانيا الحرب) .وبمرور الوقت ،لفت هتلر وحركته التي أخذت في
النمو أنظار هؤالء الضباط باعتبارها أداة مناسبة لتحقيق أهدافهم .وفي صيف عام ،1921سافر هتلر إلى برلين لزيارة بعض الجماعات التي كانت
تنادي بالقومية .وفي فترة غيابه ،كانت هناك حالة من التمرد بين قيادات حزب العمال األلماني في ميونيخ.
وتولت إدارة الحزب لجنة تنفيذية نظر أعضاؤها األساسيون إلى هتلر باعتباره شخصية متغطرسة ومستبدة .وقام هؤالء األعضاء بتشكيل حلف
مع مجموعة من االشتراكيين في مدينة آوغسبورغ .وأسرع هتلر بالعودة إلى ميونيخ وحاول مقاومة الهجمة الشرسة عليه بتقديم استقالته رسمًيا
من الحزب في 11يوليو في عام .1920وعندما أدرك هؤالء األعضاء أن خسارتهم لهتلر ستعني عملًيا نهاية الحزب ،انتهز هتلر الفرصة وأعلن عن
إمكانية عودته إلى الحزب شريطة أن يحل محل دريكسلر في رئاسة الحزب متمتًعا بالنفوذ المطلق فيه .وحاول أعضاء الحزب الحانقين (بما
فيهم دريكسلر) الدفاع عن مكانتهم في بداية األمر .وفي ذلك الوقت ،ظهر كتيب مجهول المصدر يحمل عنوان «أدولف هتلر :هل هو خائن؟»
ليهاجم تعطش هتلر لالستيالء على السلطة وينتقد زمرة الرجال الملتفين حوله والذين يتميزون بالعنف .ورًدا على نشر هذا الكتيب عنه في
صحيفة تصدر في ميونيخ ،أقام هتلر دعوى قضائية بسبب التشهير ،وحظى في وقت الحق بتسوية بسيطة معهم.
وتراجعت اللجنة التنفيذية لحزب العمال األلماني االشتراكي الوطني عن موقفها في نهاية األمر واعترفت بهزيمتها ،وصوت بين أعضاء الحزب
بشأن الموافقة على مطالب هتلر .وحصل هتلر على موافقة خمسمائة وثالثة وأربعين صوًتا من أصوات األعضاء في مقابل الرفض من صوت
واحد فقط .وفي االجتماع التالي ألعضاء الحزب الذي عقد في التاسع والعشرين من يوليو ،1921 ،قدم أدولف هتلر بصفته فوهرر لحزب العمال
األلماني االشتراكي الوطني؛ وهي المرة األولى التي اعلن فيها عن هذا اللقب على المأل.
وبدأت الخطب التي كان هتلر يلقيها في النوادي التي كان يجتمع فيها أفراد الشعب األلماني ليهاجم بها اليهود والديقراطيين االشتراكيين
والليبراليين وأنصار الحكم الملكي الرجعيين والرأسماليين والشيوعيين تؤتي ثمارها المرجوة وتجذب إليه المزيد من المؤيدين .وكان من مؤيدي
هتلر األوائل :رودلف هس ،والطيار السابق في القوات الجوية هيرمان غورينغ وقائد الجيش ايرنست روم الذي أصبح بعد ذلك رئيًس ا للمنظمة
شبه العسكرية النازية المعروفة باسم SAكتيبة العاصفة التي تولت حماية االجتماعات والهجوم على خصومه السياسيين .وكّون هتلر جماعات
مستقلة مشابهة مثل :جبهة العمل األلمانية؛ والتي اتخذت من مدينة نورنبيرغ مقًر ا لها .وكان يوليوس شترايشر رئيًس ا لها ،وشغل بعد ذلك
منصب غوليتر ،ويعني قائد الفرع اإلقليمي لحزب العمال األلماني االشتراكي الوطني في منطقة فرنكونيا .عالوًة على ذلك ،لفت هتلر أنظار
أصحاب المصالح التجارية المحليين ،وتم قبوله في الدوائر التي كانت تتضمن أصحاب النفوذ في مجتمع مدينة ميونيخ .كما اقترن اسمه باسم
القائد العسكري الذي كان ذائًعا في فترة الحرب الجنرال ايريك لودندورف.
حاولت قوات الحزب النازي االنقالب على الحكومة عام ،1923ولكن المحاولة باءت بالفشل وانتهت بسجن أدولف
هتلر قائد الحزب آنذاك.
كان انقالب بير هول محاولة انقالبية فاشلة نفذها هتلر مع الحزب النازي من أجل االستيالء على السلطة في بافاريا
وألمانيا .ابتدأت المحاولة االنقالبية من مساء يوم 8نوفمبر حتى ظهيرة يوم 9نوفمبر عام ،1923وكان أدولف هتلر
قد قرر استخدام اسم الجنرال إريش لودندورف كواجهة في محاولة االنقالب التي انتهت بالفشل الذريع وسجن
رئيس الحزب النازي آنذاك أدولف هتلر.
كتاب كفاحي
المقالة الرئيسية :كفاحي
لوحة تصور هتلر؛ تم رسمها
في عام .1923 كتاب جمع بين عناصر السيرة الذاتية والشرح التفصيلي لنظريات هتلر الملقبة بالنازية .كتبه هتلر أثناء فترة سجنه
إثر محاولة االنقالب الفاشلة.
وفي الوقت الذي اطلق فيه سراح هتلر ،كان الموقف السياسي في ألمانيا قد بدأ يهدأ وأخذت األحوال االقتصادية في التحسن مما فرض قيوًدا
على فرص هتلر في اإلثارة والتأليب .وبالرغم من أن انقالب هتلر العسكري قد أكسبه بعض الشهرة على الصعيد القومي ،فإن عماد الحزب الذي
يترأسه هتلر ظل في مدينة ميونيخ.
ولقد حظر نشاط حزب العمال األلماني االشتراكي الوطني وأعضائه في بافاريا عقب فشل االنقالب .وتمكن هتلر من إقناع هاينريش هيلد -
رئيس وزراء بافاريا -بأن يرفع هذا الحظر مستنًدا إلى مزاعمه التي أكد فيها على أن الحزب سيسعى اآلن إلى الحصول على السلطة السياسية
عبر القنوات الشرعية .وبالرغم من تفعيل رفع الحظر المفروض على حزب العمال األلماني االشتراكي الوطني في 16فبراير ،1925فإن هتلر
قد جلب على نفسه حظًر ا جديًدا نتيحًة لخطبة ملتهبة ألقاها تسببت في إثارة الشغب .ونظًر ا لحرمانه من إلقاء الخطابات العامة ،قام هتلر بتعيين
جريجور شتراسر -الذي انتخب في عام 1924لعضوية الرايخستاج (البرلمان األلماني) -في منصب رئيس منظمة الرايخ ،ومنحه سلطة تنظيم
الحزب في شمال ألمانيا .وسلك شتراسر -باإلضافة إلى شقيقه األصغر أوتو شتراسر وجوزيف جوبلز -مسلًكا بدأت استقالليته في التزايد مع
مرور الوقت ليؤكد بذلك على وجود العنصر االشتراكي في برنامج الحزب .وأصبحت قيادة جبهة العمل األلمانية في فرعها اإلقليمي في شمال
غرب ألمانيا تشكل جبهة معارضة داخلية داخل الحزب لتهدد سلطة هتلر .ولكن ،لحقت الهزيمة بهذه الزمرة المنشقة في مؤتمر بامبرج الذي
عقد في عام 1926والذي انضم جوبلز خالله إلى هتلر.
وعقب هذا الصدام ،زاد هتلر من مركزية سلطته في الحزب .وأكد على وجود منصب القائد الأساسي للحزب كمنصب يجعل منه المسؤول
األساسي عن تنظيم شؤون الحزب .فال يتم انتخاب القادة من قبل الجماعات التي يقومون بقيادتها ،ولكن يقوم رؤساؤهم من ذوي المراكز
األعلى بتعيينهم ويكون لهم أيًضا الحق في مساءلتهم ،بينما يتمتع هؤالء القادة بالطاعة المطلقة ممن هم أقل منهم مركًز ا .وتماشًيا مع ازدراء
هتلر لفكرة الديمقراطية فقد جعل كل السلطة والنفوذ تنتقل من أعلى ألسفل.
وكان العامل الرئيسي في ازدياد شعبية هتلر بين الناس هو قدرته على استدعاء روح العزة الوطنية التي عرضتها معاهدة فيرساي للمهانة والتي
فرضها الحلفاء الغربيون على األمبراطورية األلمانية المهزومة .وخسرت ألمانيا جزًءا ذا أهمية اقتصادية من أراضيها في أوروبا إلى جانب
مستعمراتها .واعتراًفا منها بتحمل المسؤولية الكاملة عن الحرب ،وافقت على دفع مبلًغا ضخًما يقدر إجمالًيا بحوالي مائة واثنين وثالثين مليار
مارك ألماني من أجل إصالحات الخسائر التي خلفتها الحرب .واستاء معظم األلمان في مرارة من بنود المعاهدة ،ولكن كانت المحاوالت السابقة
التي قام بها النازيون للحصول على تأييد الشعب األلماني بإلقاء اللوم على «الشعب اليهودي في كل أنحاء العالم» غير مقبولة بين جمهور
الناخبين .وسرعان ما تعلم الحزب الدرس ،فبدأ دعاية ماهرة تمزج بين معاداة السامية والهجوم على األخطاء التي قام بها «نظام فايمار»
واألحزاب السياسية الموالية له.
وبعد فشل االنقالب الذي قاده هتلر لإلطاحة بجمهورية فايمار ،انتهج هتلر «إستراتيجية الشرعية» :وهي تعني االمتثال الرسمي لمبادئ
جمهورية فايمار حتى يتولى زمام الحكم بصفة قانونية .ومن ثم ،يمكنه استغالل المؤسسات التابعة لجمهورية فايمار للتخلص من
هذه الجمهورية وتنصيب نفسه ديكتاتو ًر ا على البالد .وقد عارض بعض أعضاء الحزب ،السيما ممثلي كتيبة العاصفة شبه العسكرية ،هذه
االستراتيجية التي انتهجها هتلر .وسخر روم وآخرون من هتلر وأطلقوا عليه اسم أدولف الشرعي.
الخلفية التاريخية عدد األصوات النسبة المئوية عدد المقاعد في الرايخستاج التاريخ
أثناء فترة عمل هتلر كمستشار أللمانيا 288 43.9 17.277.000 مارس1933 ،
الرايخ الثالث
المقالة الرئيسية :ألمانيا النازية
منظمات
• حزب العمال القومي االشتراكي األلماني (الحزب النازي)
غيهيم ستاتسبوليزي (غيستابو)
ستورماب تايلوغ (إس آي)
شوتزشتافل (إس إس)
شباب هتلر
الشباب األلمان (دويتشز يونغفولك)
الشابات األلمانيات (دويتشز ميديه)
اتحاد الطالب الوطنيين االشتراكيين األلمان
الرابطة الوطنية االشتراكية للرايخ لممارسة الرياضة البدنية
فيلق االشتراكيين الوطنيين
الفيلق االشتراكي الوطني االلي
الرابطة الوطنية للمرأة االشتراكية
الجبهة السوداء
تاريخ
• الجدول الزمني المبكر
وصول هتلر للسلطة
جاليش شالتونج
إعادة التسلح النازي
ألمانيا النازية
ليلة السكاكين الطويلة
مؤتمر نورنبرغ
حلف مناهضة الكومنترن
ليلة البلور
الحرب العالمية الثانية
االتفاق الثالثي
هولوكوست
محكمة نورنبيرغ
النازيون الجدد
أيديولوجيات
• فاشية
الشمولية
مبدأ الفوهرر
تفكير معاد للديمقراطية
هيوستن ستيوارت تشامبرلين
آرثر دو غوبينو
معتقدات هتلر السياسية
ميان كامفب
أسطورة القرن العشرين
سياسة عسكرية
البرنامج الوطني االشتراكي
نظام جديد
البروسية واالشتراكية
الدعاية النازية
الدين في ألمانيا النازية
سياسة توفيقية
شعارات نازية
النساء في عهد ألمانيا النازية
أيديولوجيات عنصرية
• الجنس اآلري
الدم والتربة
عدم المساواة
تحسين النسل في النازية
أسس القرن التاسع عشر
الرايخ الجرماني األكبر
هايم إنس رايخ
ليبنسراوم
عرق السادة
األساس العنصري للتاريخ األوروبي
مساواة الفولكيش
الحل األخير
• معسكر إعتقال
ترحيل
الحالة الطبية
معسكر إبادة
إبادة جماعية
الغيتو في أوروبا المحتلة من قبل النازيين
معسكر عمل
العمل القسري تحت الحكم األلماني خالل الحرب العالمية الثانية
بوغروم
التجارب النازية على البشر
عزل عنصري
شخصيات
• أدولف هتلر
هاينرش هيملر
هيرمان غورينغ
جوزيف غوبلز
أفكار متقاربة
• الحزب النازي األمريكي
حزب الصليب المسهم
االتحاد األلماني األمريكي
القمصان الرمادية
الحزب االشتراكي الوطني المجري
االتحاد الوطني
الحركة الوطنية االشتراكية في هولندا
حركة سويسرا الوطنية
الكتلة الوطنية االشتراكية
الجامعة االشتراكية الوطنية
حركة تشيلي االشتراكية الوطنية
الحركة الوطنية االشتراكية (الواليات المتحدة)
حزب العمال االشتراكي الوطني الدنماركي
الحزب المسيحي االجتماعي الوطني
تحالف التحرير الوطني
المنظمة التطوعية الوطنية
حارس عربة الثور
قوائم
• ببليوجرافيا أدولف هتلر
قائمة منظري النازية
قائمة قادة و مسؤولي الحزب النازي
قائمة النازيين
قائمة أعضاء الحزب النازي
قائمة خطابات أدولف هتلر
قائمة شخصيات إس إس
ألمانيا النازية
ع·ن·
ت ()https://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A8:%D9%86%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%A9&action=edit
بعد تمكنه من إحكام سيطرته على السلطة السياسية بشكل كامل ،حاول هتلر أن يكسب تأييد الجماهير لسياساته عن طريق إقناع معظم
الشعب األلماني بأنه من سينقذهم من موجة الكساد االقتصادي التي اجتاحت العالم ،وكذلك من معاهدة فرساي والشيوعية و«البالشفة اليهود»
(الذين أثروا سلًبا على الحركة الشيوعية في الفترة بين الحربين العالميتين األولى والثانية) وكذلك من تأثير األقليات األخرى «غير المرغوب
فيها» .واستأصل النازي كل معارضة صادفته عن طريق العملية التي أطلق عليها التنسيق بين كل األنظمة ودمجها في نظام واحد (باأللمانية:
.)Gleichschaltung
االقتصاد والثقافة
أشرف هتلر على واحدة من أكبر التوسعات في مجال اإلنتاج الصناعي والتطويرات المدنية التي شهدتها ألمانيا طوال تاريخها .وقد اعتمد في ذلك
على أسلوب تعويم الديون وزيادة عدد أفراد القوات المسلحة .وشجعت السياسة النازية النساء على المكوث في المنزل إلنجاب األطفال
والعناية بالمنزل .وهكذا ،تحدث أدولف هتلر في إحدى خطبه التي ألقاها في سبتمبر من عام 1943أمام الرابطة االشتراكية الوطنية للمرأة فقال
إنه بالنسبة للمرأة األلمانية« :ال بد أن يتركز عالمها حول زوجها وعائلتها وأطفالها وبيتها» .وعزز هتلر اإليمان بهذه السياسة بمنحه صليب الشرف
الخاص بتكريم األم األلمانية (باإلنجليزية)Cross of Honor of the German Mother : لكل امرأة تلد أربعة
من األطفال أو أكثر .وفعلًيا ،تراجع معدل البطالة عن طريق عاملين أساسيين وهما :إنتاج األسلحة
وعودة النساء للمكوث في منازلهن حتى تتحن الفرصة للرجال للحصول على الوظائف التي كن
يشغلنها .لذلك ،كان اإلدعاء الذي ساد في هذه الفترة بأن االقتصاد األلماني استطاع أن يصل تقريًبا إلى
العمالة الكاملة يرجع جزئًيا -وذلك على أقل تقدير -إلى الدعاية البارعة التي تم استخدامها في هذا
العهد .وحصل هتلر على معظم التمويل الذي استخدمه في إعادة بناء البالد وإعادة التسلح من سياسة
التالعب بالعملة للتأثير على األسعار في األسواق التجارية التي قام بها هيلمار شاخت؛ وهو رئيس البنك
المركزي األلماني في هذا العهد والمسؤول عن العملة .وتضمنت سياسة التالعب إصدار سندات
مشكوك في أمرها ومنها تلك التي كانت تعرف باسم " ،"Mefo billsوهي سندات إضافة قامت حكومة
النازي بإصدارها -بدًءا من عام 1934وما بعده -تحت غطاء شركة ""Metallurgische Forschung
وعرف اسمها اختصاًر ا باسم "."MEFO
ووجهت حكومة هتلر رعايتها لفن العمارة على نطاق واسع ،واشتهر ألبرت سبير بأنه المعماري األول في احتفالية نوريمبرج عام 1934
حكومة الرايخ ،وال يفوق الشهرة التي اكتسبها سبير كمعماري قام بتنفيذ رؤية هتلر الكالسيكية التي أعاد
بها تفسير الحضارة األلمانية إال دوره الفعال الذي قام به كوزير للتسلح والذخيرة في السنوات األخيرة
للحرب العالمية الثانية .وفي عام ،1936قامت برلين باستضافة دورة األلعاب األوليمبية الصيفية التي افتتحها هتلر بنفسه وتم وضع ألحانها بحيث
تظهر تفوق الجنس اآلري على كل األجناس البشرية األخرى ،األمر الذي جعل هذه الدورة تحقق نتائج مشوشة.
وبالرغم من أن هتلر كان قد خطط إلنشاء شبكة متكاملة من السكك الحديدية العريضة (باأللمانية )Breitspurbahn :فإن نشوب الحرب العالمية
الثانية قد أدى إلى التراجع عن إتمام هذا المشروع العمالق .فلو كانت هذه الشبكة العريضة والمتكاملة من خطوط السكك الحديدية قد تم
إنشاؤها بالفعل لكان عرضها سيصل إلى ثالثة أمتار ،وكانت بذلك ستفوق في اتساعها شبكة السكك الحديدية القديمة التي أنشأتها شركة Great
Western Railwayفي المملكة المتحدة.
أسهم هتلر بشكل بسيط في تصميم السيارة التي تم إطالق اسم فولكسفاجن بيتل عليها بعد ذلك .وقد عهد هتلر بمهمة تصميم السيارة وصناعتها
إلى فرديناند بورش ]56[.وقد تم إرجاء إنتاج هذه السيارة أيًضا بسبب نشوب الحرب.
اعتبر هتلر أن اسبرطة هي أولى الدول التي طبقت مبادئ االشتراكية القومية ،وامتدح السياسة التي انتهجتها مبكًر ا من أجل تحسين النسل،
[]57
والطريقة التي عاملت بها النسل المشوه من األطفال.
ويعتبر الخالف حول مسألة «التحديث» الذي تبناه هتلر من أهم الموضوعات التي يثور حولها الجدال عند مناقشة السياسات االقتصادية التي
انتهجها هتلر .ويعتقد بعض المؤرخين مثل :دافيد شونباوم وهنري اشبي تيرنر أن السياسات االجتماعية واالقتصادية التي تبناها هتلر كانت نوًعا من
أنواع التحديث يراد به السعي وراء أهداف ضد الحداثة ]58[.وأكدت مجموعة أخرى من المؤرخين -خاصًة راينر تسيتلمان -على أن هتلر قد تعمد
[]59
انتهاج سياسة تسعى وراء التحديث الثوري للمجتمع األلماني.
خرجت ألمانيا من الحرب العالمية األولى بهزيمة مذلة مما أجبرها على التوقيع على معاهدة فرساي والتي حملت ألمانيا مسؤولية الحرب
وأرغمت على دفع تعويضات للمتضررين ،مما أثقل كاهل االقتصاد والشعب األلماني بالكثير من األعباء المالية وولد شعور بالذلة والمهانة بين
أفراد الشعب والرغبة في استرداد الكرامة الضائعة للوطن.
سياسيا ،نتج عن الهزيمة سقوط الرايخ الثاني وتأسيس جمهورية فايمار ،التي بدأت برنامًج ا
سرًيا إلعادة التسلح خارقة بذلك بنود معاهدة فرساي .بقي البرنامج محدود النشاط لفترة
إلى أن اعتلى أدولف هتلر قمة هرم السلطة في عام ،1933وحينئذ أعطي البرنامج أولوية
أولى ،مما تطلب تقوية بعض العالقات االقتصادية مع بعض الدول الغنية بالمواد الخام التي
تحتاجها الصناعات العسكرية كالصين.
كما شهدت فترة حكم النازي التي سبقت الحرب العالمية الثانية ،الكثير من مشاهد التحول
في السياسات الخارجية أللمانيا ،على سبيل المثال:
تحسين العالقات مع بولندا رغم استقطاع معاهدة فرساي لبعض األراضي األلمانية
أدولف هتلر وبينيتو موسوليني أثناء الزيارة التي قام بها
هتلر لفينسيا في الفترة ما بين الرابع عشر والسادس لصالح بولندا ثم االتجاه لضمها إلى ألمانيا في بداية الحرب.
عشر من يونيو في عام .1934 قطع العالقات مع الصين وتوقيع اتفاقية المحور مع اليابان.
الدخول في تحالف مع إيطاليا رغم انسحابها من المعسكر األلماني في الحرب العالمية
األولى والتي يمكن اعتبارها خيانة عسكرية والتي كانت من األسباب الرئيسية لخسارة ألمانيا للحرب.
التحالف مع اليابان
في فبراير ،1938أنهى هتلر أخيًر ا األزمة التي أصابت السياسة األلمانية فيما يتعلق بالشرق األقصى؛ والتي تتعلق باالختيار بين االستمرار في
التحالف الصيني األلماني غير الرسمي والذي يرجع إلى عام 1911أو الدخول في تحالف جديد مع اليابان .وفضل الجيش تماما في هذا الوقت
استمرار ألمانيا في تحالفها مع الصين .وكان كل من وزير الخارجية ،كونستنين فون نيورات ،ووزير الحرب ،فيرنر فون بلومبرج .الذين كان يطلق
عليهما اسم «اللوبي الصيني» يؤيدان الصين ،وحاوال توجيه السياسة الخارجية أللمانيا بعيدا عن الدخول في أي حروب في أوروبا .ولكن ،قام هتلر
بصرف الوزيرين من الخدمة في بدايات عام .1938وبناًء على نصيحة وزير الخارجية الجديد الذي عينه هتلر جواشيم فون ريبنتروب ،المؤيد
لليابان بقوة ،اختار هتلر إنهاء التحالف مع الصين في سبيل الفوز بتحالف مع اليابان األكثر قوة وتحضرا .وفي إحدى خطبه أمام «الرايخستاج»،
تحدث هتلر عن اعتراف ألمانيا بوالية مانشوكو؛ وكانت والية في منشوريا احتلتها اليابان وأصبح لها السيادة االسمية عليها .وتخلى عن المطامع
[]60
وأمر هتلر بوقف إرسال شحنات األسلحة إلى الصين إلى جانب استدعاء جميع الضباط األلمانية في مستعمراتها السابقة في المحيط الهادي.
األلمان المنضمين للجيش الصيني .وانتقاًما من ألمانيا إلنهاء دعمها للصين في حربها ضد اليابان ،قام القائد العام الصيني شيانج كاي شيك ،بإلغاء
االتفاقيات االقتصادية بين الصين وألمانيا .وكان نتيجة ذلك أن حرمت ألمانيا من المواد الخام ،مثل التنجستين الذي كانت تزودها به الصين في
السابق .وأدى إنهاء التحالف الصيني األلماني إلى زيادة مشكالت ألمانيا المتعلقة بإعادة التسلح؛ حيث أن ألمانيا أصبحت اآلن مضطرة إلى اللجوء
إلى احتياطي العملة األجنبية المحدود لشراء المواد الخام من السوق المفتوحة.
النمسا وتشيكوسلوفاكيا
في مارس من عام ،1938ضغط هتلر على النمسا من أجل ضمها أللمانيا؛ (وأطلق على عملية االندماج مع النمسا اسم آنشلوس) وتم ذلك فعلًيا
في 14مارس من العام نفسه حيث دخل هتلر فيينا منتصًر ا ]62[]61[.بعد ضم النمسا طالب هتلر بإقليم السوديت التابع لتشيكوسلوفاكيا والذي
[]63
تقطنه أغلبية ألمانية.
والتقى السفير البريطاني نيفيل هندرسون بهتلر في 3مارس 1938نائبا عن حكومته ليتقدم باقتراح إلقامة اتحاد دولي يهدف إلى السيطرة على
معظم القارة اإلفريقية (على أن يكون أللمانيا دور قيادي في هذا األمر) في مقابل الحصول على وعد من ألمانيا بعدم اللجوء إلى الحرب لتغيير
الحدود ]64[.إال أن هتلر رفض عرض بريطانيا؛ حيث أنه كان مهتًما بالتوسع في أوروبا الشرقية أكثر من اهتمامه بالدخول في اتحادات دولية .وبرر
هتلر هذا الرفض برغبته في عودة المستعمرات األلمانية في إفريقيا إلى حكم ألمانيا النازية ،ال أن يدخل في اتحاد دولي يحكم وسط أفريقيا.
فضاًل عن ذلك ،اعتبر هتلر أنه من اإلهانة البالغة من قبل بريطانيا أن تملي شروًطا على ألمانيا تتعلق بكيفية إدارة شؤونها في أوروبا في مقابل
الحصول على منطقة في أفريقيا ]65[.وأنهى هتلر حديثه مع هندرسون قائاًل إنه على استعداد لالنتظار عشرين عاًما قادمة الستعادة المستعمرات
[]66
األلمانية في إفريقيا على أن يقبل شروط بريطانيا الخاصة لتجنب الحرب.
عالوًة على ذلك ،عقد هتلر يومي 28مارس و 29مارس عام 1938سلسلة من االجتماعات السرية في برلين مع كونراد هنالين؛ قائد حزب
الجبهة الداخلية (باأللمانية )Heimfront :وهو أكبر األحزاب العرقية األلمانية في السوديت .وفي أثناء هذه االجتماعات ،تم االتفاق على أن يقدم
هنالين ذريعة تغزو بها ألمانيا تشيكوسلوفاكيا وهي مطالبة األلمان في منطقة سوديتنالند حكومة براغ بحقهم في الحصول على الحكم الذاتي؛
وهو مطلب من غير المحتمل أن تقره الحكومة هناك .وفي أبريل من عام ،1938أخبر هنالين وزير خارجية المجر أنه «مهما كانت عروض
الحكومة التشيكية سخية ،فإنه سيستمر في زيادة المطالب ،إلفساد أية وسيلة للتفاهم ألن ذلك هو السبيل الوحيد لتدمير تشيكوسلوفاكيا
سريًعا» ]67[.وبشكل غير معلن ،لم تكن قضية منطقة سوديتنالند ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهتلر ،بل إن نواياه الحقيقية كانت استغالل هذه القضية
كوسيلة يبرر بها داخل البالد وخارجها شن الحرب على تشيكوسلوفاكيا وتدميرها بدافع حق أهل هذه المنطقة في تقرير مصيرهم ورفض حكومة
[]68
وخطط هتلر لضرورة وجود تعزيزات عسكرية ضخمة على الحدود التشيكية ،ولشن هجمات دعائية ضارية تتحدث براغ تلبية مطالب هنالين.
عن االضطهاد الذي يلقاه األلمان في هذه المنطقة .وأخيًر ا ،إللقاء الضوء على مجموعة من الحوادث بين نشطاء الجبهة الداخلية والسلطات
التشيكية بغرض تبرير الغزو الذي سيجتاح تشيكوسلوفاكيا سريًعا في حملة تستغرق أياًما قالئل قبل أن تتمكن القوى األخرى من التدخل .وبما أن
هتلر كان يرغب في جني أكبر قدر من الثمار وإكمال ما أطلق عليه اسم «الحائط الغربي» لحماية منطقة راينالند ،فقد اختار أن يتم الغزو في
آخر سبتمبر أو في بدايات شهر أكتوبر من عام .1938
أما في أبريل من عام ،1938فقد أمر هتلر القيادة العليا للقوات المسلحة بالتحضير لخطة االستيالء على تشيكوسلوفاكيا والتي أطلق عليها اسم
[]69
وكانت أزمة مايو التي استمرت في الفترة ما بين التاسع عشر والثاني الخطة االستراتيجية لغزو تشيكوسلوفاكيا (باأللمانية.)Fall Grün :
والعشرين من مايو في عام 1938من العوامل التي أدت إلى زيادة التوتر في أوروبا .وكانت أزمة مايو التي حدثت في عام 1938عبارة عن إنذار
كاذب أطلقته الشائعات المنذرة بتعرض تشيكوسلوفاكيا للغزو في نهاية األسبوع الذي ستجرى فيه االنتخابات المحلية في البالد وكذلك التقارير
الخاطئة التي تحدثت عن تحركات خطيرة للجيوش األلمانية على طول الحدود التشيكية قبل إجراء االنتخابات مباشرة .ومن العوامل األخرى
التي أكدت على ذلك قتل الشرطة التشيكية الثنين من األلمان العرقيين وتلميحات ريبنتروب التي تحمل معنى العنف لهندرسون عندما سأله
األخير عن مدى صحة األخبار القائلة بوقوع غزو في نهاية األسبوع .وقد أدى هذا األمر إلى قيام تشيكوسلوفاكيا بالتعبئة الجزئية وإطالق لندن
تحذيرات صارمة من الغزو األلماني لتشيكوسلوفاكيا في نهاية األسبوع ،وذلك قبل أن تدرك عدم صحة هذه الشائعات وأنه ال وجود ألي غزو
ألماني في نهاية هذا األسبوع ]70[.وعلى الرغم من عدم التخطيط ألي غزو في مايو من عام ،1938فإن البعض في لندن كانوا يعتقدون بأن برلين
تفكر في هذا األمر حتًما مما أدى إلى صدور إنذارين في يومي الحادي والعشرين والثاني والعشرين من شهر مارس مفادهما أن المملكة المتحدة
[]71
ومن جانبه ،استخدم هتلر كلمات أحد معاونيه من على استعداد للدخول في حرب إلى جانب ألمانيا في حالة خوض فرنسا حرًبا ضد ألمانيا.
الضباط وعبر عن شعوره «بالغضب» العارم بسبب اضطراره للتراجع بعد عملية التعبئة التي قامت بها تشيكوسلوفاكيا وبعد تحذيرات كل من
[]72
وبالرغم من أن مسودة خطة الغزو كانت قد وضعت بالفعل في لندن وباريس على الرغم من أنه لم يخطط للغزو في نهاية هذا األسبوع.
أبريل من عام 1938لغزو تشيكوسلوفاكيا في المستقبل القريب ،فإن أزمة مايو وفكرة الهزيمة الدبلوماسية قد زادتا من قناعة هتلر بصحة
المسار الذي اختاره .ويبدو أن أزمة مايو قد أقنعت هتلر بصعوبة التوسع «دون مساندة بريطانيا» ،وأن التوسع «ضد بريطانيا» كان النهج الوحيد
[]73
ومن النتائج المباشرة التي ترتبت على أزمة مايو أن هتلر قد أصدر أوامره بإسراع الخطى في صناعة البناء القابل للتطبيق في ذلك الوقت.
البحرية بصورة تفوق المنصوص عليه في المعاهدة البحرية بين بريطانيا وألمانيا .وجاء ألول مرة في المذكرة المعروفة باسم "Heye
[]74
- "memorandumوالتي صدرت بناًء على أوامر من هتلر -أن األسطول الملكي البريطاني هو العدو الرئيسي للقوات البحرية األلمانية.
فضاًل عن ذلك ،أعلن هتلر في المؤتمر الذي أقيم في 28مايو في 1938أن قراره الخاص "بسحق تشيكوسلوفاكيا" بحلول األول من أكتوبر من
نفس العام "غير قابل للتغيير" .وكان تبريره لهذا األمر هو أن هذه الطريقة هي التي سيؤمن بها الجناح الشرقي في الجيش "حتى يتمكن من
[]75
وفي المؤتمر نفسه ،أعرب هتلر عن اعتقاده الراسخ في أن بريطانيا لن تخاطر بشن حرب إال بعد الزحف نحو الغرب في إنجلترا وفرنسا".
االنتهاء من عملية إعادة التسلح التي يعتقد هتلر أنها ستتم بين عامي 1941و .1942كما ينبغي على ألمانيا أن تتخلص من فرنسا وحلفائها في
أوروبا في الفترة ما بين األعوام 1938و ،1941وهي الفترة التي ستكون فيها عملية إعادة التسلح األلمانية ال تزال قيد التنفيذ .وأدى إصرار هتلر
[]76
فقد احتج رئيس أركان الحرب، الشديد على تنفيذ خطة " "Fall Grünفي عام 1938إلى إثارة أزمة خطيرة داخل الهيكل القيادي في ألمانيا.
الجنرال لودفيج بيك ،في سلسلة مطولة من المذكرات قام بتقديمها على أن خطة " Fall Grünالتي ستتسبب في إشعال حرب عالمية تخسرها
ألمانيا .كما حث هتلر على التخلي عن فكرة الحرب التي يخطط لها .أما هتلر فقد رأى أن آراء بيك المضادة للحرب ما هي إال "حسابات طفولية
[]77
"."kindische Kräfteberechnugen
و بدايًة من شهر أغسطس في عام 1938وصلت أخبار إلى لندن تفيد بأن ألمانيا بدأت في تحريك جنود االحتياط .كما تسربت بعض األخبار من
[]78
وفي النهاية ،ونتيجة لضغوط دبلوماسية قبل عناصر تعارض الحرب في الجيش األلماني بأن الحرب ستشتعل في وقت ما في شهر سبتمبر.
شديدة من فرنسا وبريطانيا على وجه الخصوص ،كشف الرئيس التشيكي إدفارد بينيس ،يوم الخامس من سبتمبر في عام 1938عما أطلق عليه
اسم «الخطة الرابعة» إلعادة التنظيم الدستوري لدولته والذي يلبي فيها معظم مطالب األلمان في إقليم سوديتنالند والتي تتعلق بالحكم الذاتي
والتي تقدم بها هنالين في خطابه الذي ألقاه في منطقة كارلسباد (باأللمانية )Karlsbad :في شهر أبريل من عام .1938كما صرح الرئيس
[]79
وسرعان ما جاءت استجابة حزب الجبهة الداخلية بزعامة هنالين التشيكي بأنه سيبطل كل الذرائع حتى ال يعطي األلمان الفرصة لغزو دولته.
لهذا لعرض «الخطة الرابعة» بإثارة سلسلة من االشتباكات العنيفة مع الشرطة التشيكية والتي وصلت إلى ذروتها في منتصف سبتمبر مما أدى
إلى إعالن األحكام العرفية في مناطق معينة في سوديتنالند وكرد فعل لهذا الموقف الحرج ،فكر رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين ،في
اللجوء للخطة التي تم إطالق اسم Plan Zعليها ،والتي تقضي بسفره إلى ألمانيا وااللتقاء بهتلر للتوصل إلى اتفاقية تعمل على إنهاء األزمة .وفي
الثالث عشر من سبتمبر في عام ،1938تقدم تشامبرلين بعرض للسفر إلى ألمانيا لبحث حل لهذه األزمة .وهكذا ،قرر رئيس الوزراء تنفيذ
«خطة ز» رًدا على المعلومات الخاطئة التي أصدرتها المعارضة األلمانية والتي تنذر بأن الغزو األلماني من المتوقع حدوثه في أي وقت بعد يوم
الثامن عشر من سبتمبر من العام نفسه ]80[.وبالرغم من عدم رضا هتلر عن عرض تشامبرلين ،فإنه قد وافق على مقابلة رئيس الوزراء ألن
[]81
رفضه لهذا العرض سيكذب مزاعمه التي دأب على تكرارها عن كونه رجل سالم ال يدفعه إلى الحرب سوى عناد الرئيس التشيكي بينيس.
وفي أثناء القمة التي عقدت في منطقة بيرشتيسجادين (باأللمانية ،)Berchtesgaden :وعد تشامبرلين بالضغط على بينيس ليوافق على مطالب
هتلر المعلنة بخصوص تحويل تبعية منطقة ستودينتالند إلى ألمانيا في مقابل الوعد الذي أبرمه هتلر على مضض بتأجيل اتخاذ أي رد فعل عسكري
[]82
وما كان هتلر ليوافق على هذا التأجيل إال لتأكده من فشل تشامبرلين في الحصول على حتى يتيح الفرصة أمام تشامبرلين ليفي بوعده.
موافقة حكومة براج بتحويل تبعية ستودينتالند .ولذلك ،أصابه إحباط شديد عندما نجحت الضغوط البريطانية والفرنسية في مساعيها وجعلت
[]83
ولقد زاد من صعوبة المحادثات التي تمت في سبتمبر من عام 1938بين هتلر وتشامبرلين اختالف المفاهيم حكومة براج تجيبه إلى طلبه.
المتأصلة لدى كل منهما فيما يتعلق بالشكل الذي يجب أن تتخذه الخريطة األوروبية .فقد كان هتلر يهدف إلى التذرع بمشكلة سوديتنالند إلشعال
[]84
الحرب ،بينما كان تشامبرلين يناضل في سبيل إيجاد حل سلمي للمشكلة.
عندما عاد تشامبرلين إلى ألمانيا في الثاني والعشرين من سبتمبر من العام نفسه لعرض خطة السالم المتمثلة في نقل تبعية سوديتنالند إلى
ألمانيا في قمة يتم عقدها مع هتلر بمنطقة باد جوديسبيرغ (باأللمانية ،)Bad Godesberg :فوجئ الوفد البريطاني المفوض للتفاوض برفض هتلر
[]82
وفي سبيل القضاء على جهود السالم المبذولة من قبل تشامبرلين إلى األبد ،طالب تنفيذ الشروط التي وضعها بنفسه في بيرشتيسجادين.
هتلر تشيكوسلوفاكيا بالتخلي تماًما عن سوديتنالند في موعد أقصاه الثامن والعشرين من سبتمبر في عام 1938ودون إجراء مفاوضات بين براج
وبرلين ودون تفويض دولي لمراقبة عملية نقل التبعية .إلى جانب ذلك ،طالب هتلر بعدم إجراء أي استفتاءات عامة في المناطق التي سيتم نقل
تبعيتها إلى ألمانيا قبل االنتهاء من هذه العملية .وأضاف هتلر أن ألمانيا لن تتخلى عن خيار الحرب إال بعد أن تتوصل تشيكوسلوفاكيا إلى حلول
الدعاءات بولندا والمجر ضدها ]85[.ولقد ظهر مدى تباين اآلراء بين كل من هتلر وتشامبرلين جلًيا عندما تعرف األخير على مطالب األول الجديدة
واحتج على لهجة اإلنذار التي اتسمت بها هذه المطالب مما دفع هتلر إلى أن يرد بحجة معاكسة مفادها إنه نظًر ا ألن الوثيقة المدون بها مطالبه
[]86
معنونة باسم «مذكرة» ،فهذا يعني أنها ليست إنذاًر ا.
وفي الخامس والعشرين من سبتمبر في عام ،1938قامت بريطانيا برفض إنذار باد جوديسبيرغ وبدأت في االستعداد للحرب ]87[]82[.وللتأكيد على
هذه النقطة ،زار سير هوريس ويلسون -المستشار الصناعي األول في الحكومة البريطانية -والمساعد المقرب لتشامبرلين هتلر كرسول
ليخبره أنه في حالة هجوم ألمانيا على تشيكوسلوفاكيا ،فإن فرنسا ستنفذ التزاماتها الخاصة بالتحالف بين تشيكوسلوفاكيا وفرنسا والتي تم
[]88
وخالل يومي 27و 28سبتمبر وإصراًر ا منه على إبرامها في عام .1924ومن ثم «ستجد إنجلترا نفسها ملزمة بعرض المساعدة على فرنسا».
شن الهجوم المقرر في األول من أكتوبر ،1938أعاد هتلر التفكير فيما انتوى أن يقوم به ووافق على اقتراح قدمه موسوليني وتوسط لقبوله
[]88
خاص بعقد مؤتمر في ميونيخ يحضره كل من تشابرلين وموسوليني ورئيس الوزراء الفرنسي إدوار دالدييه لبحث الوضع في تشيكوسلوفاكيا.
أما األسباب التي دعت هتلر إلى تغيير موقفه ،فليست واضحة .ولكن يبدو أن هذه األسباب تكمن في اتحاد التحذيرات البريطانية والفرنسية على
نفس الفكرة خاصًة بعد تحرك األسطول البريطاني بالفعل مما جعل هتلر يرى أخيًر ا النتائج التي ستؤول إليها خطة .Fall Grünكذلك ظهوره
بمظهر المعتدي نتيجة لطبيعة التصريحات لتي يمكن أن تكون ذريعة لنشوب الحرب والتي أعلنها عن التوقيت الذي يطالب فيه بتحويل تبعية
ستودينتالند ،إلى جانب آراء مستشاريه األلمان بعدم استعداد ألمانيا للدخول في حرب عالمية من الناحيتين العسكرية واالقتصادية .أيًضا ،كانت
هناك تلك التحذيرات التي تلقاها من بعض الدول التي كان ينظر إليها على أنها دول حليفة له وتتضمن إيطاليا واليابان وبولندا والمجر والتي جاء
فيها أنها لن تحارب بالنيابة عن ألمانيا .أخيًر ا ،كانت هناك إشارات تامة الوضوح إلى أن غالبية الشعب األلماني غير راِض عن فكرة الحرب بشكل
عام ]90[]89[]88[.باإلضافة إلى ذلك ،كانت ألمانيا تعاني من نقص اإلمدادات الكافية من الزيت وغيره من المواد الخام األساسية (ألن المصانع التي
كان من المقرر أن تنتج النفط الصناعي الستخدامه في المجهود الحربي األلماني كانت لم تعمل بعد) ،وكان االعتماد لدرجة كبيرة على الوارادات
من الخارج ،Murray 1984صفحات .260–256كما أعلنت القوات البحرية األلمانية أنه في حالة الدخول في حرب مع بريطانيا فإنها لن تستطيع
اختراق الحصار البريطاني .وألن ألمانيا لم يكن لديها تقريًبا أي مخزون احتياطي من الزيت ،فإن هذا السبب يكفي وحده لخسارتها الحرب .كما
أخبرت وزارة االقتصاد هتلر أن ألمانيا ال تمتلك سوى 2.6مليون طن من الزيت في الوقت الحالي وأن الدخول في حرب ضد بريطانيا وفرنسا
يستلزم ما ال يقل عن 7.6مليون طن من الزيت .ومنذ الثامن عشر من سبتمبر في عام ،1938رفضت بريطانيا إمداد الرايخ بالمعادن ،وفي
الرابع والعشرين من سبتمبر منعت قياة البحرية الملكية البريطانية السفن البريطانية من اإلبحار إلى ألمانيا .وقامت بريطانيا باحتجاز ناقلة
البترول Invershannonالتي تحمل 8600طن من البترول إلى مدينة هامبورغ بألمانيا مما أدى إلى حدوث تأثيرات سلبية اقتصادية مباشرة
[]91
ومع األخذ في االعتبار أن ألمانيا كانت تعتمد على استيراد النفط (حيث أن %80من النفط في ألمانيا خالل فترة الثالثينات من على ألمانيا.
القرن العشرين كان يأتي إليها من قارات العالم الجديد) باإلضافة إلى أن احتمالية دخول ألمانيا في حرب مع بريطانيا كانت ستضعها في حصار
يقطع عنها إمدادات النفط التي تحتاجها ،يرى المؤرخون أن قرار هتلر بإيجاد حل سلمي وإلغاء خطة Fall Grünيرجع إلى مخاوف هتلر حيال
مشكلة النفط.
وفي المؤتمر الذي استغرق يوًما واحًدا وتم عقده في ميونيخ وحضره كل من هتلر ولتشامبرلين وداالدييه
وموسوليني ،تم توقيع معاهدة ميونيخ التي استجابت لطلبات هتلر الظاهرية ونقلت تبعية المناطق الموجودة
[]92
وبما أن لندن وباريس كانتا قد وافقتا بالفعل على فكرة نقل تبعية المنطقة في ستودينتالند إلى ألمانيا.
المتنازع عليها في منتصف شهر سبتمبر ،فإن المؤتمر قد تناول في يوم واحد المحادثات الخاصة بالمسائل
الفنية المتعلقة بكيفية تنفيذ عملية نقل التبعية .كما ناقش المؤتمر التنازالت البسيطة التي سيقوم بها هتلر
والتي تتمثل في أن تتم عملية نقل التبعية في غضون عشرة أيام في شهر أكتوبر بتفويض دولي يراقب
هتلر ولتشامبرلين ودالدييه []93
وفي ختام المؤتمر، عملية نقل التبعية ،وستنتظر ألمانيا حتى يتم تسوية اإلدعاءات المجرية والبولندية.
وموسوليني في مؤتمر ميونيخ الذي
أقيم في الثالنين من سبتمبر من عام وقع هتلر معاهدة صداقة ألمانية بريطانية علق عليها تشامبرلين آمااًل كبيرة بينما لم تكن لهذه المعاهدة لدى
.1938 []94
وعلى الرغم من أن تشامبرلين كان راضًيا عن مؤتمر ميونيخ؛ األمر الذي أدى إلى هتلر أدنى أهمية.
إدعائه الزائف بأن هذا المؤتمر قد ضمن «تحقيق السالم في الوقت الراهن» ،فإن هتلر كان من داخله يشعر بالغضب الشديد الضطراره
[]96[]95
وكنتيجة للقمة التي تم عقدها ،فاز هتلر في استفتاء مجلة تايم بلقب رجل «التخلي» عن الحرب التي كان يصبو إلى شنها في عام .1938
[]97
العام وذلك في عام .1938
وقد رحب رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين ،بهذه المعاهدة باعتبارها «مبادرة للسالم في
الوقت الراهن» ،ولكن أثناء مساعيهم الستمالة هتلر وكسب رضائه ،تركت كل من فرنسا وبريطانيا
تشيكوسلوفاكيا تحت رحمة هتلر ]92[.وبالرغم من أن هتلر كان قد أعلن على المأل عن سعادته الغامرة إثر
تحقيق مطالبه الظاهرية ،فإنه كان قد عقد عزمه سًر ا على الدخول في حرب في المرة القادمة التي
يتاح له فيها ذلك حتى يتأكد من أن مطالب ألمانيا المستقبلية قد تم الحصول عليها ]98[.ورأى هتلر من
وجهة نظره أن مبادرة السالم التي توسطت فيها بريطانيا كانت بمثابة هزيمة دبلوماسية أللمانيا بالرغم
من أنها تخدم بشدة مطالب ألمانيا الظاهرية؛ وذلك ألنها أثبتت أن أحالمه للتوسع في الشرق لن تتحقق
إال بالقضاء على قوة بريطانيا ]99[.وفي أعقاب معاهدة ميونيخ ،شعر هتلر أنه نظًر ا ألن بريطانيا لن تتحالف
مع ألمانيا أو تلتزم الحياد مما يسمح أللمانيا بتحقيق طموحاتها في القارة األوروبية ،فقد أصبحت ُتشكل
تهديًدا رئيسًيا أللمانيا .وهكذا ،حلت بريطانيا محل االتحاد السوفيتي في ذهنه باعتبارها العدو الرئيسي
للرايخ من وجهة نظر هتلر؛ األمر الذي يستلزم إعادة توجيه السياسات األلمانية ]102[]101[]100[]73[.وفي
خطبة له في التاسع من أكتوبر عام 1938في مدينة ساربروكين (باأللمانية ،)Saarbrücken :أعرب هتلر
عن خيبة أمله تجاه معاهدة ميونيخ عندما هاجم شخصيات اعتبرهم من المحافظين الذين ال يسعون أبًدا
إلى تهدأة األوضاع وهم وينستون تشيرشل وألفريد داف كوبر وانتوني إيدن والذين وصفهم بأنهم زمرة هتلر في حي االلمان في ستودينتالند
من مثيري الحرب المعادين أللمانيا والذين سيهاجمون ألمانيا في أول فرصة تسنح لهم .وعبر عن أكتوبر عام 1938
اعتقاده أن هؤالء األشخاص من الممكن أن يتقلدوا زمام األمور في بريطانيا في أية لحظة ]100[.وفي نفس
الخطاب ،أعلن هتلر« :نحن الألمان لن نتحمل بعد اليوم هذا التدخل الذي يفرض سلطته علينا .يجب على بريطانيا أن تلتفت لشؤونها
هي فقط وتهتم بحل مشكالتها هي فقط »[ ]103وفي نوفمبر من عام ،1938أمر هتلر بإطالق حملة دعائية كبرى ضد بريطانيا تم فيها استخدام
عبارات التجريح التي تستنكر «سياسة النفاق» التي تنتهجها بريطانيا للحفاظ على إمبراطوريتها في جميع أنحاء العالم بينما تسعى لمنع األلمان
من تكوين إمبراطوريتهم الخاصة ]104[.وتم تخصيص جزء من هذه الحملة الدعائية النتقاد انتهاكات حقوق اإلنسان التي ترتكبها بريطانيا في تعاملها
مع انتفاضة العرب في كل من فلسطين الواقعة تحت االنتداب البريطاني وفي الهند ،وكذلك سياسة النفاق التي انتهجتها بريطانيا في انتقادها
[]105
ويشير هذا إلى تحول هائل عن األفكار التي لحادثة ليلة الزجاج المحطم (باأللمانية)Kristallnacht :؛ التي وقعت في نوفمبر من عام .1938
سادت خالل السنوات األولى من عهد الرايخ الثالث عندما كانت وسائل اإلعالم األلمانية تقدم اإلمبراطورية البريطانية في صورة رائعة ومميزة.
وفي نوفمبر من عام ،1938صدر أمر لوزير الخارجية جواشيم فون ريبنتروب بتحويل اتفاقية مكافحة الشيوعية إلى تحالف عسكري مفتوح
مناهض لبريطانيا يكون مقدمة إلعالن الحرب على كل من بريطانيا وفرنسا ]106[.وفي السابع والعشرين من يناير في عام ،1939وافق هتلر على
تنفيذ الخطة التي عرفت باسم «الخطة زي» ،وهو برنامج للتوسع البحري يستمر لمدة خمس سنوات ويدعو إلى تأسيس قوات بحرية ألمانية
بحلول عام 1944تضم عشرة بوارج وأربع حامالت للطائرات وثالثة طرادات مقاتلة وأربعة وأربعين طرادة خفيفة وثمان طرادات ثقيلة وثمانية
وستين مدمرة ومائتين وتسعة وأربعين غواصة ألمانية وذلك بهدف سحق البحرية الملكية البريطانية ]107[.ويمكن أن نلمس أهمية هذه الخطة من
خالل األوامر التي أصدرها هتلر والتي تقضي برفع القوات البحرية األلمانية من المرتبة الثالثة إلى المرتبة األولي من حيث األحقية في الحصول
على المواد الخام واألموال والعمالة الماهرة ]108[.وفي ربيع عام ،1939أصدر هتلر أوامره إلى سالح الجو األلماني بالبدء في بناء قوة إستراتيجية
من قاذفات القنابل يكون هدفها هدم المدن البريطانية هدًما تاًما ]100[.واستدعت خطط هتلر لحربه ضد بريطانيا وجود سالح هجومي مشترك بين
القوات البحرية األلمانية وسالح الجو األلماني يقوم بتوجيه «ضربات إبادة سريعة» على المدن وسفن الشحن البريطانية ألنه من المتوقع «أن
تستسلم بريطانيا وتعلن الخضوع في اللحظة التي يتم فيها قطع اإلمدادات عنها» .وتوقع هتلر أن تفوق تجربة الحياة في إحدى الجزر البريطانية
[]100
تحت وطأة الحصار والمجاعة ونيران القذف قدرة الشعب البريطاني على االحتمال.
وفي نوفمبر من عام ،1938ذكر هتلر في أحد خطاباته السرية التي ألقاها أمام مجموعة من الصحفيين
األلمان أنه كان مكرًها على الحديث عن السالم باعتباره الهدف الذي يسعى إليه من أجل أن يتمكن من
الوصول إلى مستوى إعادة التسلح «الذي كان يعتبر مطلًبا ضرورًيا ،بالنسبة للمرحلة القادمة» .وفي
نفس الخطاب ،أعرب هتلر عن تذمره نظًر ا ألن الدعاية الخاصة بالسالم التي أطلقها في الخمس سنوات
السابقة قد حققت نجاًح ا كبيًر ا ،وإنه قد حان الوقت اآلن لكي يخرج على الشعب األلماني بفكرة الترويج
[]109
وأوضح هتلر أن «التجربة العملية قد برهنت على أن الدعاية التي روجت للسالم في العقد للحرب.
نوافذ محالت يهودية بعد حادثة ليلة السابق كانت فكرة محفوفة بالمخاطر ألنها من السهل جًدا أن تقنع الشعب بأن الحكومة الحالية تلتزم
الزجاج المحطم بقرارها وبنواياها للحفاظ على السالم تحت كل الظروف» .وعوًضا عن ذلك ،دعا هتلر إلى وجود نوع
جديد من الصحافة «تقع على عاتقه مسؤولية تقديم وقائع معينة في السياسة الخارجية بأسلوب يجعل
صوت الشعب نفسه يعلو بالهتاف بضرورة البدء في استخدام القوة» ]110[.وفي وقت الحق من نوفمبر في عام ،1938أعرب هتلر عن خيبة األمل
[]112[]111
وأطلق هتلر على كل من الخبير االقتصادي كارل التي كان يشعر بها من تلك النصائح الحريصة التي كان يتلقاها من بعض الجهات.
فريدريش جويردلر والجنرال لودفيج بيك ودكتور هيلمار شاخت والدبلوماسي أولريش فون هاسل ورجل االقتصاد ردولف برينكمان اسم «دوائر
التفكير الحريص أكثر من الالزم» ،فقد حاولوا عرقلته عن إتمام مهمته عبر مناشدته بتوخي الحذر في تصرفاته .وكانت حاجة هتلر إلى مهاراتهم،
[]113[]111
هي التي منعته من «التخلص منهم في يوم من األيام أو القيام بشيء من هذا القبيل»
وفي ديسمبر من عام ،1938تسلمت مستشارية الفوهرر برئاسة فيليب بوهلر خطاًبا يتعلق بطفلة تدعى صوفيا كناور مصابة بعجز بدني وذهني
[]114
في تلك الفترة ،كانت هناك منافسة شرسة بين مكتب بوهلر ،ومكتب مستشارية الرايخ الذي يرأسه هانز شديد وتعيش في مدينةليبزيج.
هيانريش المرز ،والمستشارية الرئاسية بزعامة اوتو مايسنر ،ومكتب الضابط المساعد لهتلر فيلهيلم بروكنر ،ومكتب نائب الفوهرر الذي كان
[]114
وكجزء من لعبة القوة التي يستخدمها ضد خصومه ،قدم بوهلر يسيطر عليه عملًيا مارتن بورمان على السعي لنيل الحظوة عند هتلر.
الخطاب الذي يتعلق بالطفلة المعاقة إلى هتلر الذي أعرب عن شكره لبوهلر ألنه أطلعه على هذا األمر ،وكان رده على هذا الخطاب هو توجيه
أمر إلى طبيبه الشخصي د.كارل براندت بقتل الطفلة ]114[.وفي يناير من عام ،1939أمر هتلر كل من بوهلر ود.براندت بالبدء منذ تلك اللحظة في
[]114
وكان ذلك هو أصل برنامج القتل الرحيم .ونتيجة لذلك ،أخذ كل من د.براندت وبوهلر قتل جميع األطفال المعاقين الذين يولدون في ألمانيا.
يتصرفان دون الرجوع لهتلر ،في محاولة لكسب رضاه حيث قاموا بالتوسع في عملية القتل وفًقا لبرنامج القتل الرحيم لقتل جميع األطفال
[]114
المعاقين بدنًيا أو ذهنًيا في ألمانيا كمرحلة أولى ثم قتل البالغين المعاقين كلهم بعد ذلك.
وفي أواخر عام 1938وبدايات عام ،1939أدت األزمة االقتصادية المستمرة التي سببتها مشكالت عملية إعادة التسلح خاصًة تلك المشكلة التي
تتعلق بنقص العمالت الصعبة التي كانت تحتاج إليها ألمانيا لشراء المواد الخام التي كانت تنقصها ،باإلضافة إلى التقارير التي وردت من جورينج
بشأن استحالة تنفيذ الجدول الزمني المقرر «لخطة السنوات األربعة» بهتلر إلى أن يضطر في يناير من عام 1939إلى أن يصدر على مضض
أمًر ا ينص على تخفيض حصص المواد التي تلزم قوة الدفاع؛ بحيث يتم تخفيض حصة الصلب بنسبة ثالثين بالمائة ،واأللومنيوم بنسبة سبعة
وأربعين بالمائة ،واألسمنت بنسبة خمسة وعشرين بالمائة ،والمطاط بنسبة أربعة عشر بالمائة ،والنحاس بنسبة عشرين بالمائة ]115[.وفي
الثالثين من يناير عام ،1939ألقى هتلر خطاًبا تحت عنوان «التصدير أو الموت» يدعو فيه إلى بناء اقتصاد ألماني «هجومي» (أو «معركة
الصادارت» كما أطلق عليها هتلر) من أجل زيادة ما تملكه ألمانيا من العملة األجنبية والتي تحتاج إليها لشراء المواد الخام مثل الحديد عالي
الجودة الالزم للمواد العسكرية .وُعرف هذا الخطاب أيًضا باسم «خطاب النبوءة» .ويأتي االسم الذي عرف به هذا الخطاب من «نبوءة» هتلر التي
صرح بها في الجزء األخير من خطابه،
هناك شيء واحد أود أن أقوله في هذا اليوم وأود أن يبقى محفوًرا في ذاكرة الآخرين وفي ذاكرتنا نحن الألمان :على مدى مشوار حياتي ،أتاحت لي الظروف في
أحيان كثيرة أن أتنبأ ببعض الأمور التي سخر مني الآخرين عندما صرحت بها .وأثناء كفاحي للوصول إلى السلطة ،كان اليهود هم أول من قابل نبواءتي بقدر من
السخر ية خاصًة عندما صرحت بإنني سأتولى زعامة الدولة في يوم من الأيام ،وزعامة الأمة بأسرها ،وإنني سأتمكن حينها من تسو ية مشكلة اليهود وأقوم بالكثير
من الأمور الأخرى .وكانت ضحكاتهم صاخبة ،ولكنني أظن إنهم يسخرون منذ فترة طو يلة من الوقت على ما لا ينبغي السخر ية منه .اسمحوا لي اليوم أن أخبركم
مرًة أخرى بواحدة من نبوءاتي .فإذا نجحت القوى المالية اليهودية خارج أوروبا في إقحام الأمم مرًة أخرى في حرب عالمية جديدة ،فإن النتيجة لن تكون سيادة
[]116
البلشفية في كل أرجاء الأرض فحسب -وبالتالي تحقيق اليهود للنصر -بل ستكون هلاك العرق اليهودي في أوروبا!
ولقد دار جدال تاريخي مهم حول خطاب هتلر المعروف باسم «خطاب النبوءة» .فالمؤرخون أمثال ايبرهارد جاكيل الذين يعتقدون أن هتلر كان
يعني تماًما ما قاله في خطابه يعتقدون أنه على األقل منذ إلقاء خطاب النبوءة فإن هتلر كان قد وضع نصب عينيه تنفيذ عمليات إبادة جماعية
لليهود كهدف رئيسي يسعى لتنفيذه ]117[.وقد قال كل من لوسي داويدوفيتش وجيرالد فليمينج أن هذا الخطاب أفسح المجال أمام هتلر للتصريح
بأنه بمجرد إعالنه للحرب العالمية ،فإنه سيستخدمها كستار لمخططاته الموجودة سابًقا إلبادة اليهود تماًما .وأغفل كل من كريستوفر براونينج
وجهتي النظر المتعارضتين بشأن الحقيقة التاريخية الخاصة بالهولوكست؛ والتي تقول أحدهما بإن أوامر الهولوكست قد صدرت من بعض
مرؤوسي هتلر وإنه لم تكن لديه أبًدا النية لعمل ذلك ،بينما تقول وجهة النظر الثانية بإن هتلر كانت لديه النية المبيتة منذ توليه الحكم إلبادة اليهود
في الهولوكست .هذا التفسير زعًما منهم بأنه إذا كان هتلر صادًقا في نواياه التي عبر عنها في خطابه ما كان استمر في تأجيل حكم اإلعدام الذي
نوى أن ينفذه ضد اليهود لمدة ثالثين شهًر ا؛ وهي الفترة ما بين اندالع الحرب العالمية الثانية في سبتمبر من عام 1939وافتتاح أول معسكر
اعتقال إلبادة اليهود في أواخر عام ]118[.1941عالوًة على ذلك ،أشار براونينج إلى وجود خطة مدغشقر (باإلنجليزية)Madagascar Plan : في
الفترة ما بين عامي 1940و 1941وغيرها من المخططات األخرى التي تبرهن على أنه لم تكن هناك خطة رئيسية موضوعة بهدف اإلبادة
الجماعية لليهود .هذا ويرى براونينج أن خطاب النبوءة كان مجرد محاولة للتظاهر بالشجاعة من جانب هتلر وأن هناك رابط ضعيف بين هذا
الخطاب وبين الكشف الفعلي عن حقيقة السياسات المعادية للسامية التي كان يؤمن بها.
وعلى األقل يتمثل جزء من السبب الذي دفع هتلر إلى انتهاك معاهدة ميوينخ -عندما قام باالستيالء على النصف التشيكي من تشيكوسلوفاكيا
في مارس من عام - 1939في رغبته في الحصول على مصادر جديدة للثروة والقوة تساعده في التغلب على أزمته االقتصادية ]119[.وأصدر هتلر
أوامره إلى الجيش األلماني بدخول براغ في الخامس عشر من مارس في عام 1939بدخول قلعة براغ التي أعلن منها أن منطقتي بوهيميا
(باالتشيكية )Bohemia:ومورافيا (باالتشيكية )Moravia:قد أصبحتا تحت الحماية األلمانية.
وإليجاد ذريعة لالعتداء على بولندا ،طالب هتلر بضم مدينة دانزيج (باأللمانية )Danzig :التي تتمتع بالحكم الذاتي ،وكذلك بحقه في إنشاء طرق
«إقليمية إضافية» عبر الممر البولندي الذي تم اقتطاعه من ألمانيا رغًما عنها بموجب معاهدة فرساي .وبالنسبة لهتلر ،كانت مدينة دانزيج مجرد
ذريعة لتبرير اعتدائه على بولندا تماًما كما فعل في حالة منطقة ستودينتالند في عام 1938وطوال عام .1939وبينما تم تسليط الضوء على
[]122
وهكذا ،ظهر تعارض ملحوظ قضية Danzigكأحد شكاوى األلمان ،كان األلمان عادًة ما يرفضون الدخول في مناقشات حول هذه القضية.
في مخططات هتلر بين منهجه طويل األجل المعادي لبريطانيا -الذي أعد له العدة بالتوسع لحد كبير في «القوات البحرية األلمانية» «والقوات
الجوية األلمانية» والذي كان سيستلزم سنوات عديدة حتى يكتمل -وبين سياسته الخارجية الحالية التي انتهجها على مدار عام 1939والتي كانت
[]124[]123
واستطاع هتلر أن يتغلب على التمزق الذي كان ستؤدي على األرجح إلى اندالع حرب عامة إثر القيام بأعمال مثل االعتداء على بولندا.
يعاني منه بين أهدافه قصيرة األجل وأهدافه طويلة األجل بمساعدة وزير الخارجية ريبنتروب ،الذي أخبر هتلر بأن فرنسا وبريطانيا لن يلتزما
بوعودهما تجاه بولندا ،وبالتالي ستكون أي حرب بين ألمانيا وبولندا حرًبا إقليمية محدودة.وأرجع ريبنتروب تقديره للموقف بشكل جزئي إلى إحدى
العبارات التي زعم أن وزير الخارجية الفرنسي جورج بونيت ،قد قالها له في ديسمبر من عام 1938عندما أخبره أن فرنسا اآلن تنظر إلى أوروبا
الشرقية باعتبارها منطقة نفوذ تخضع أللمانيا وحدها ]125[.عالوًة على ذلك ،كان منصب ريبنتروب السابق كسفير أللمانيا في لندن سبًبا جعل هتلر
ينظر إليه باعتباره الخبير النازي األول في الشؤون البريطانية؛ وبالتالي كان لنصيحته عند هتلر وزنها وأهميتها .كذلك ،أطلع ريبنتروب هتلر على
[]126
البرقيات الدبلوماسية التي تدعم تحليله فقط دون غيرها من البرقيات التي ال تساند تحليله.
كما أن السفير األلماني في لندن هيربرت فون ديركسن ،عمد إلى إرسال تقارير من شأنها دعم تحليل ريبنتروب مثل الرسالة التي حملها موفده
في أغسطس من عام 1939والتي ورد فيها أن نيفيل تشامبرلين يعلم أن «الهيكل االجتماعي لبريطانيا لن يتحمل الفوضى الناجمة عن الحرب
حتى وإن انتصر فيها بالرغم من إيمانه بفكرة اإلمبراطورية البريطانية» وبالتالي سيتراجع عن فكرة الحرب ]127[.ويمكن مالحظة الدرجة التي تأثر
بها هتلر بنصيحة ريبنتروب من خالل أوامره التي أصدرهاٍ إلى الجيش األلماني في الحادي والعشرين من أغسطس في عام 1939بإعالن حالة
[]128
واختار هتلر آخر أغسطس كموعد لتنفيذ مخطط Fall Weissوذلك للحد من األثر السلبي إلعالن حالة تعبئة محدودة ضد بولندا وحدها.
[]129
وكانت المشكالت التي نجمت عن الحاجة لبدء الحملة على بولندا في آخر أغسطس أو بدايات سبتمبر التعبئة على اإلنتاج الزراعي األلماني.
حتى يتم االنتهاء منها قبل موسم هطول األمطار في شهر أكتوبر ،وكذلك حتى تحصل القوات األلمانية على قدر كاِف من الوقت حتى تستطيع
االحتشاد على الحدود البولندية وقد فرضت على هتلر وضًعا وجد نفسه فيه في أغسطس من عام 1939في أمس الحاجة لتعاون السوفيت معه
إذا كان يريد أن يدخل الحرب في هذا العام.
وكانت معاهدة ميونيخ كافية لتبديد آخر أمل تبقى لدى بعض الدوائر السوفيتيية باالعتقاد في فكرة «معاهدة األمن الجماعي» [ ،]130وفي الثالث
والعشرين من أغسطس في عام ،1939وافق جوزيف ستالين على عرض هتلر إلبرام اتفاقية عدم اعتداء (معاهدة مولتوف-ريبنتروب)؛ وهي
المعاهدة التي نصت بنودها السرية على االتفاق على تقسيم بولندا .وتعتبر األسباب التي تقف وراء خيارات هتلر في مجال السياسة الخارجية في
عام 1939من أهم الموضوعات التاريخية التي يثور الجدال بشأنها .فهناك رأي يقول بإن األزمة المتعلقة بالبنية االقتصادية للبالد هي التي دفعت
هتلر ألن «يهرب منها إلى الحرب»؛ وذلك كما يرى المؤرخ الماركسي تيموثي ماسون .وهناك رأي آخر يقول بإن تصرفات هتلر كانت متأثرة
بدرجة أكبر بعوامل غير اقتصادية؛ وهو الرأي الذي يتنباه المؤرخ االقتصادي ريتشارد أوفري ]131[.والمؤرخون الذين تجادلوا بهذا الشأن مثل :ويليام
كار وجيرهارد فاينبرج وايان كيرشو يعتقدون أن أحد األسباب غير االقتصادية التي أدت بهتلر إلى أن يتعجل دخول الحرب هي الخوف المرضي
[]133[]132
وفي آخر أيام السالم، الذي كان يستحوذ عليه من فكرة دنو أجله؛ وبالتالي الشعور بعدم وجود الكثير من الوقت أمامه لتنفيذ طموحاته.
كان هتلر يتأرجح بين التصميم على محاربة القوى الغربية إذا اضطرته الظروف ،وبين العديد من المخططات التي كانت تهدف إلبعاد بريطانيا عن
[]100
وكانت األسباب التي نجحت في إقناع هتلر بإرجاء الهجوم دائرة الحرب .ولكن ،على أي حال ما كان هتلر ليتراجع عن هدفه بغزو بولندا.
المقرر على بولندا لفترة قصيرة من تاريخ الخامس والعشرين من أغسطس وحتى ألول من سبتمبر هي تلك األخبار التي وردت إليه بتوقيع
تحالف إنجليزي بولندي في الخامس والعشرين من شهر أغسطس رًدا على معاهدة عدم االعتداء األلمانية الروسية (وذلك بداًل من توطيد الصالت
بين لندن ووارسو كما تنبأ ريبنتروب) ،باإلضافة إلى األخبار التي وردت إليه من إيطاليا بأن موسوليني لن يلتزم بالميثاق المعروف باسم ميثاق
[]134
واختار هتلر أن الصداقة والتحالف بين ألمانيا وإيطاليا (باإلنجليزية)Pact of Steel : (باأللمانية( )Stahlpakt :باإليطالية)Patto d'Acciaio :.
يقضي أيام السالم األخيرة إما في مراوغة البريطانيين ومحاولة تحييدهم عن طريق «ضمان الحماية وعدم االعتداء» الذي تقدم به في الخامس
والعشرين من شهر أغسطس في عام 1939إلى اإلمبراطورية البريطانية أو في إرسال ريبنتروب إلى هندرسون بخطة للسالم في اللحظات
األخيرة قبل نشوب الحرب بشرط زمني يستحيل قبوله حتى يتمكن من إلقاء اللوم على البريطانيين والبولنديين للتسبب في نشوب
الحرب ]136[]135[.وفي األول من سبتمبر من عام ،1939قامت ألمانيا باجتياح غرب بولندا .وأعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا في الثالث
من سبتمبر ،ولكن لم تتخذا إجراءات فورية لتفعيل هذا اإلعالن .وكان أكثر ما أثار استياء ودهشة هتلر هو تلقيه إعالن الحرب البريطاني في
[]137
ولم يكن لدى ريبنتروب ما يقوله سوى أن السفير الثالث من سبتمبر من عام ،1939فالتفت إلى ريبنتروب وسأله« :ماذا سنفعل اآلن؟».
[]137
ولم يمر وقت طويل حتى الفرنسي روبرت كولوندر ،قد يقوم في وقت الحق في هذا اليوم بتقديم اإلعالن الفرنسي للحرب على ألمانيا.
[]138
قامت القوات الروسية باجتياح شرق بولندا في السابع عشر من سبتمبر.
بولندا لن تظهر مجدًدا في الشكل الذي أعطته معاهدة فيرساي .هذا تأكيد نازي ،وروسي
[]139
أيًض ا.
وبعد سقوط بولندا ،كانت هناك فترة زمنية أطلق عليها الصحفيون الحرب الزائفة .وفي جزء يقع في
الشمال الغربي لبولندا تم ضمه إلى ألمانيا ،أوكل هتلر إلى اثنين ممن يحملون رتبة ()Gauleiters
(القائدين النازيين اإلقليميين المسؤولين عن تلك المنطقة) وهما :ألبرت فورستر وأرتر جرايسر مهمة
«مد سطوة اللغة والبشر والحضارة األلمانية» إلى هذه المنطقة ،ووعدهما بأنهما «لن يكونا عرضة
[]140
وقد للمساءلة من أي إنسان أو جهة» عن الطريقة التي تتم بها عملية «فرض السطوة األلمانية».
قام كل من فورستر وجرايسر بتفسير هذه األوامر من منظوره الشخصي .فقد اتبع فورستر سياسة
بسيطة تتمثل في جعل البولنديين المحليين يقومون بالتوقيع على نماذج مطبوعة توضح أنهم من أصل
أعضاء الرايخستاج وهم يقومون بتحية
هتلر في أكتوبر من عام 1939بعد ألماني دون الحاجة إلى تقديم وثائق تثبت ذلك .وفي نفس الوقت ،قام جرايسر بحملة تطهير عرقي
االنتهاء من حملة ألمانيا العسكرية على وحشية؛ فقد قام بطرد كل السكان البولنديين المحليين إلى المنطقة الواقعة تحت االحتالل العسكري
بولندا []141
عندئذ ،اشتكى جرايسر إلى هتلر -وتاله هيملر في شكواه -من أن فورستر يقبل األلماني في بولندا.
آالف البولنديين كمواطنين ألمان «من أصل ألماني»؛ األمر الذي يعني تلويث «النقاء العرقي» األلماني.
وطلب االثنان من هتلر أن يأمر فورستر بالتوقف عما يفعله .فما كان من هتلر إال أن رد عليهما بأن عليهما أن يقوما بتسوية خالفاتهما مع فورستر
وأال يقحماه في الموضوع ]142[.وتعتبر الطريقة التي تعامل بها هتلر مع المشكلة التي نشبت بين فورستر وجرايسر نموذًج ا يبرهن على نظرية ايان
كيرشو التي وردت في كتاب “”Working Towards the Führer؛ وهي أن هتلر كان يصدر أوامر غامضة ويسمح لمعاونيه أن يعملوا وفق سياسات
خاصة بهم وحدهم.
وبعد غزو بولندا ،نشب خالف كبير آخر بين قوتين مختلفتين؛ تركزت األولى حول اثنين من ضباط وحدات النخبة النازية الذين كانا يحمالن رتبة
SS Reichsfühererوهما هاينريش هيملر وآرتر جرايسر؛ وكانا يناصران وينفذان خطًطا للتطهير العرقي في بولندا .بينما تركزت الثانية حول
[]143
وتم تسوية هذا الخالف في مؤتمر تم عقده في الثاني عشر هيرمان جورينج وهانز فرانك وطالبت بتحويل بولندا إلى «مخزن غالل» الرايخ.
من فبراير في عام 1940في ضيعة كارينهول (باأللمانية )Karinhall :المملوكة لجورينج .وقد تم حسم الخالف لصالح وجهة نظر جورينج وفرانك
القائمة على االستغالل االقتصادي لبولندا ،وووضع حد لعملية الترحيل الجماعي التي تتم للسكان البولنديين نظًر ا ألنها تعوق النمو االقتصادي
األلماني .عالوًة على ذلك ،وفي الخامس عشر من مايو من عام 1940قام هيملر بعرض مذكرة على هتلر بعنوان«أفكار للتعامل مع السكان
الغرباء في الشرق» (باإلنجليزية)Some Thoughts on the Treatment of Alien Population in the East :؛ وكانت هذه المذكرة تطالب بطرد
كل السكان اليهود من أوروبا إلى أفريقيا ،وتحويل ما تبقى من السكان البولنديين إلى «طبقة عاملة بال قائد» .وقد علق هتلر عن المذكرة بأنها
«جيدة وصائبة» .وأدى تعليق هتلر على المذكرة إلى اإلسراع بتنفيذ خطوات ما أطلق عليه اتفاقية كارينهول ،كما أدى إلى انتصار وجهة النظر
التي تبناها هاينريش هيملر وجرايسر في التعامل مع بولندا.
واستمرت بريطانيا -التي كانت قواتها قد قامت بمغادرة فرنسا عن طريق البحر من ميناء دونكيرك (بالفرنسية)Dunkerque : -في القتال جنًبا
إلى جنب مع المناطق األخرى الخاضعة لها في معركة األطلسي .وبعد رفض البريطانيين -الذين أصبحوا اآلن تحت قيادة وينستون تشرشل -
عروض السالم التي قدمها هتلر.أمر هتلر بشن غارات قصف على المملكة المتحدة .وكانت معركة بريطانيا هي المقدمة التي تسبق الغزو الذي
خطط له هتلر .وبدأت الهجمات بالضرب العنيف للقواعد الجوية ومحطات الرادار التي تحمي شمال شرق بريطانيا والتابعة للقوات الجوية
الملكية البريطانية .وبالرغم من ذلك ،فشلت سالح الجو األلماني في هزيمة القوات الجوية الملكية البريطانية .وفي السابع والعشرين من سبتمبر
في عام ،1940وقع المعاهدة ثالثية األطراف في برلين كل من؛ سابيرو كوروسو من اإلمبراطورية اليابانية وهتلر وتشانو .وكان الغرض من
توقيع هذه المعاهدة ثالثية األطراف -والتي كانت موجهة ضد قوة لم يتم التصريح على الرغم من أنه كان واضًح ا إنها الواليات المتحدة -هو ردع
الواليات المتحدة األمريكية عن دعم البريطانيين .وتوسعت المعاهدة بعد ذلك لينضم إليها كل من :المجر ورومانيا وبلغاريا .وعرفت الدول
الموقعة على هذه المعاهدة إجمااًل باسم تحالف دول المحور .وبنهاية شهر أكتوبر من عام ،1940لم تكن السيادة الجوية األلمانية بعد عملية أسد
البحر (باإلنجليزية)Operation Sealion : (عملية أسد البحر؛ الخطة األلمانية لغزو المملكة المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية) قد تأكدت .وأمر
هتلر بالقصف -الذي كان يتم في الليل في معظم األحيان -للمدن البريطانية ،وشملت هذه المدن :لندن وبليموث وكوفينتري.
في الثاني والعشرين من شهر يونيو في عام ،1941قام ثالثة ماليين جندي من القوات األلمانية بمهاجمة
االتحاد السوفيتي ضاربين بمعاهدة عدم االعتداء التي وقعها هتلر مع ستالين منذ عامين عرض الحائط.
وتعتبر األسباب التي دعت هتلر إلى غزو االتحاد السوفيتي من الموضوعات التي ثار بشأنها جداًل تاريخًيا
كبيًر ا .وقد تم إطالق اسم رمزي على هذا الغزو وهو عملية بارباروسا .وقد صرح بعض المؤرخين مثل
أندريس هيلجروبر أن هذه العملية لم تكن إال «خطوة مرحلية» ضمن خطة هتلر التي أطلق عليها اسم
«خطة الخطوات المرحلية» (باأللمانية )Stufenplan :والتي كانت تستهدف إخضاع العالم .ويعتقد
الثكنات العسكرية التي تم تدميرها
هيلجروبر أن هتلر قد وضع هذه الخطة في سنوات العشرينات من القرن العشرين ]144[.وعلى صعيد آخر،
والموجودة في مقر قيادة هتلر المعروف
يرى مؤرخون آخرون مثل :جون لوكاكس أن هتلر لم يكن لديه أبًدا خطة مرحلية إلخضاع العالم ،وأن باسم وكر الذئب بعد مؤامرة 20يوليو
[]145
غزو االتحاد السوفيتي كان خطوة «قام بها هتلر لغرض معين» بعد أن رفضت بريطانيا االستسالم. من عام 1944التي استهدفت اغتيال
هتلر
وقد صرح لوكاكس أن السبب الذي صرح به هتلر في حديث خاص لغزو االتحاد السوفيتي كان بالتحديد
أن وينستون تشرشل قد علق األمل على اشتراك االتحاد السوفيتي في الحرب إلى جانب قوات الحلفاء،
ومن ثم وجد هتلر أن الطريقة الوحيدة التي يستطيع أن يجبر بريطانيا على االستسالم هي القضاء على هذا األمل .وكان ذلك هو السبب الحقيقي
الذي دفع هتلر إلى تنفيذ هذه العملية ]145[.ومن وجهة نظر لوكاكس ،فإن عملية غزو االتحاد السوفيتي كانت من هذا المنطلق خطوة قام بها هتلر
أساًس ا ضد بريطانيا إلجبارها على أن تسعى للسالم معه عن طريق تدمير أملها الوحيد في النصر ،فلم تكن هذه الخطوة -في حقيقة األمر -ضد
[]146
ويرى هيلدبراند االتحاد السوفيتي .ويعتقد كالوس هيلدبراند أن كل من ستالين وهتلر كان يخطط منفرًدا للهجوم على اآلخر في عام .1941
أيًضا أن األخبار التي انتشرت في ربيع عام 1941عن احتشاد القوات السوفيتية على الحدود أدت إلى اشتراك هتلر في خطة الفرار إلى األمام
(باأللمانية( )flucht nach vorn :وتعني مجابهة الخطر عن طريق الهجوم بداًل من االنسحاب) ]146[.وتوجد طائفة أخرى من المؤرخين تضم مجموعة
متنوعة منهم مثل :فيكتور سافوروف ويواشيم هوفمان وارنست نولت ودافيد ايرفينج تعتقد أن السبب الرسمي الذي صرح به األلمان لقيامهم
بعملية غزو االتحاد السوفيتي في عام 1941هو السبب الفعلي وراء هذه العملية؛ وبهذا تكون هذه العملية «حرب وقائية» وجد هتلر نفسه مجبًر ا
على الدخول فيها لتفادي هجوم سوفيتي كان سيعوقه عن تحقيق أحالمه؛ ذلك الهجوم الذي كان مقرًر ا له أن يتم في يوليو من عام .1941
وتعرضت هذه النظرية لهجوم كبير وتم وصفها بإنها خاطئة؛ وقد قام المؤرخ األمريكي جيرهارد فاينبرج بتشبيه المدافعين عن نظرية الحرب
[]147
الوقائية بمن يؤمنون في «الحكايات الخرافية».
واستولت القوات األلمانية في غزوها على أجزاء كبيرة من األراضي التي شملت ،دول البلطيق وروسيا البيضاء وأوكرانيا .كذلك ،حاصرت القوات
األلمانية الكثير من القوات السوفيتية ودمرتها ،وهي القوات التي أصدر ستالين أوامره إليها بعدم االنسحاب .وبالرغم من ذلك ،فقد وجدت
القوات األلمانية نفسها مجبرة على التوقف قبيل تمكنها من دخول موسكو مباشرًة في ديسمبر من عام 1941بسبب الشتاء الروسي القارس
والمقاومة السوفيتية العنيفة .وفشل الغرو في تحقيق النصر السريع الذي كان هتلر يريده .وفي الثامن عشر من شهر ديسمبر من عام ،1941
سجل هاينريش هيلمر الذي كان يحمل رتبة Reichsführer-SSفي وحدات النخبة النازية في الدفتر الذي كان يدون فيه تفاصيل المقابالت التي
يقوم بها سؤاله إلى هتلر« ،ماذا سنفعل مع يهود روسيا؟» وكانت إجابة هتلر على السؤال "als Partisanen auszurotten" :أو «قم بإبادتهم على
[]148
ويعلق المؤرخ اإلسرائيلي يهودا باوير أنهم أعضاء القوات غير النظامية التي تزعج القوات األلمانية المحتلة بشن الغارات المتكررة عليها».
على هذا الموضوع بأنه يمكن اعتبار الملحوظة التي سجلها هيلمر في دفترة هي أقوى الدالئل التي يمكن العثور عليها إلثبات األمر الصريح الصادر
[]148
من هتلر بإنشاء الهولوكست.
وقد وضع إعالن هتلر الحرب على الواليات المتحدة في الحادي عشر من ديسمبر في عام 1941بعد أربعة أيام من قيام اإلمبراطورية اليابانية
بالهجوم على ميناء بيرل هاربور في هاواي ،وبعد ستة أيام من اقتراب القوات النازية األلمانية من موسكو في مواجهة ائتالف ضم أكبر
إمبراطورية في العالم ممثلة في الإمبراطورية البريطانية ،وأكبر قوة صناعية ومالية في العالم ممثلة في الواليات المتحدة ،وأكبر جيش
في العالم ممثاًل في االتحاد السوفيتي.
وفي أواخر عام ،1942لحقت الهزيمة بالقوات األلمانية في معركة العلمين الثانية؛ األمر الذي وضع حًدا لمحاولة هتلر االستيالء على قناة
السويس والشرق األوسط .وفي فبراير من عام ،1943انتهت معركة ستالينجراد الهائلة بتدمير الجيش السادس األلماني .وبعد ذلك ،وقعت
معركة كورسك الهائلة .وأصبحت قرارات هتلر العسكرية غريبة األطوار بشكل متزايد ،وأخذ الوضع العسكري واالقتصادي أللمانيا في التدهور.
كذلك ،تدهورت حالة هتلر الصحية .فقد كانت يده اليسرى ترتجف .ويعتقد ايان كيرشو الذي كتب السيرة الذاتية لهتلر وآخرون أن هتلر ربما يكون
قد عانى من مرض الشلل الرعاش ]149[.كما يشتبه في أن يكون مرض الزهري سبًبا في بعض األعراض المرضية التي ظهرت على هتلر بالرغم
[]150
من أن الدليل المتوافر على صحة هذا االعتقاد ضعيف.
ويعد اجتياح قوات الحلفاء لصقلية عملية هاسكي في عام ،1943تم عزل موسوليني من قبل بييترو بادوليو الذي أعلن استسالمه لقوات
الحلفاء .وطوال عامي 1943و ،1944كانت القوات السوفيتية تجبر جيوش هتلر على االنسحاب بكل ثبات على طول الجبهة الشرقية .وفي
السادس من يونيو من عام ،1944تمت عملية إنزال جيوش الحلفاء الغربيون في شمالي فرنسا في واحدة من أكبر العمليات البرمائية التي
حدثت في تاريخ العسكرية؛ وهي العملية التي تعرف باسم عملة القائد األعلى (باإلنجليزية)Operation Overlord : .وكان أصحاب الرؤية الواقعية
في الجيش األلماني يعرفون أن الهزيمة حتمية ،وخطط البعض منهم إلقصاء هتلر عن السلطة .وفي يوليو من عام ،1944قام كالوس فون
شتاوفينبرج بزرع قنبلة في مركز قيادة الفوهرر هتلر المعروف باسم وكر الذئب (باأللمانية )Wolfsschanze :في رستنبورج (باأللمانية:
)Rastenburgولكن هتلر نجا من الموت بأعجوبة .وأصدر هتلر أوامره بالقيام بعملية انتقام وحشية تم فيها تنفيذ حكم اإلعدام في أكثر من أربعة
آالف وتسعمائة شخص ]151[.األمر الذي تم أحياًنا عن طريق التجويع في الحبس االنفرادي الذي يعقبه التعرض البطئ لالختناق .وتم القضاء على
حركة المقاومة الرئيسية بالرغم من أن بعض المجموعات المتفرقة األصغر حجًما استمرت في محاوالتها. .
الهزيمة والموت
المقاالت الرئيسية :موت أدولف هتلر ومعركة برلين
وبحلول نهاية عام 1944كان الجيش األحمر قد أجبر األلمان على التراجع إلى أوروبا الوسطى ،وكانت قوات الحلفاء الغربيون تتقدم صوب
ألمانيا .وأدرك هتلر أن ألمانيا قد خسرت الحرب ،ولكنه لم يسمح باالنسحاب .وتمنى هتلر أن يقوم بالتفاوض المنفرد من أجل السالم مع
األمريكيين والبريطانيين؛ وهو األمل الذي دعمه وفاة فرانكلين دي روزفلت في الثاني عشر من أبريل من عام ]155[]154[]153[]152[.1945وسمح عناد
هتلر واستخفافه بأخذ الحقائق العسكرية في االعتبار باستمرار الهولوكوست .كما أصدر هتلر أوامره بالتدمير الكامل لكل البنية التحتية الصناعية
األلمانية قبل أن تقع في أيدي قوات الحلفاء .وقال أن فشل ألمانيا في الفوز بالحرب أدى إلى خسارتها لحقها في البقاء ]156[.وهكذا ،قرر هتلر أن
األمة بأسرها يجب أن تنتهي معه .وعهد هتلر بتنفيذ خطة األرض المحروقة (تدمير كل ما يمكن أن ينفع العدو قبل االنسحاب من األرض) إلى وزير
التسلح ألبرت سبير الذي لم يطع أمر قائده.
وفي أبريل من عام ،1945هاجمت القوات السوفيتية ضواحي مدينة برلين .ووجد هتلر نفسه في وضع يجبره فيه مطاردوه على الفرار إلى جبال
بافاريا ليتمكن من مواجهتهم في جولة أخيرة في المعقل الوطني الذي لجأت إليه الفلول المتبقية من القوات .ولكن هتلر كان مصمًما على أن
يعيش في عاصمة بالده أو يهلك فيها.
وفي العشرين من أبريل ،احتفل هتلر بعيد ميالده السادس والخمسين في "قبو الفوهرر" (باأللمانية )Führerbunker :الذي كان موجوًدا أسفل
مستشارية الرايخ (باأللمانية .)Reichskanzlei :وقام قائد الحامية المحاصرة في "حصن بريسلو (باأللمانية )Festung Breslau :الجنرال هيرمان
[]157
نيهوف ،بتوزيع الشيكوالتة على القوات المحاصرة احتفااًل بذكرى ميالد القائد.
وفي 21أبريل من عام ،1945استطاعت قوات جورجي جوكوف؛ قوات جبهة روسيا البيضاء األولى أن تخترق دفاعات الفرقة العسكرية
(باأللمانية )Vistula :التابعة لقوات الدفاع األلمانية بقيادة الجنرال جوتهارد هاينريكي أثناء معركة مرتفعات سي لو .وكان السوفيت في هذا
الوقت يتقدمون صوب قبو هتلر دون مقاومة تذكر .ومتجاهاًل الحقائق الواضحة ،رأى هتلر أن الخالص من ورطته قد يكون في الوحدات المتداعية
للسقوط بقيادة الجنرال فليكس شتاينر .وأصبحت القوات التي يقودها شتاينر معروفة باسم جيش شتاينر المستقل (باأللمانيةArmeeabteilung :
.)Steinerولكن ،لم يكن «لجيش شتاينر المستقل» أي وجود إال فوق الورق الذي تسطر فوقه الخطط العسكرية .وقد كان هذا الجيش أكبر قلياًل
من فيلق ،ولكنه كان أصغر من أن يطلق عليه جيش .وأصدر هتلر أوامره إلى شتاينر بمهاجمة الجناح الشمالي من الجزء البارز الضخم في الخط
الدفاعي األلماني الذي نجحت قوات جبهة روسيا البيضاء األولى بقيادة جوكوف في اختراقه .وفي هذه األثناء ،صدرت األوامر إلى الجيش التاسع
األلماني (الذي كان قد أجبر على التحرك إلى جنوب الجزء الذي نجحت قوات المعادية في اختراقه) بمهاجمة الشمال في هجوم يمكن وصفه بإنه
هجوم كماشة.
وفي وقت الحق في الحادي والعشرين من أبريل ،أجرى هاينريكي اتصااًل مع هانز كربس -قائد القيادة العليا للجيش (باأللمانية:
)Oberkommando des Heeresأو - OKHليخبره أن خطة هتلر غير قابلة للتنفيذ .وطلب هاينريكي أن يتحدث إلى هتلر ،ولكن كربس أخبره أن
هتلر مشغول للغاية وال يستطيع أن يتلقى هذا االتصال.
وفي الثاني والعشرين من أبريل ،وأثناء واحدة من مؤتمراته العسكرية األخيرة قام هتلر بمقاطعة التقرير الذي كان يتلى عليه ليسأل عن مصير
خطة الجنرال شتاينر الهجومية .وكان الرد هو فترة من الصمت الطويل خيمت على االجتماع .وبعدها ،أخبروه بإن الهجوم لم يتم تنفيذه وأن
انسحاب وحدات عديدة من جيش شتاينر من برلين – بناًء على أوامر هتلر – أدى إلى ضعف الجبهة وبالتالي نجاح الروس في الدخول إلى برلين.
عندها طلب هتلر من جميع الحاضرين -عدا فيلهلم كايتل وهانز كربس وألفريد يودل وفيلهلم برجدورف ومارتن بورمان – مغادرة غرفة
االجتماعات ]158[.ثم انفجر فيمن تبقى من حاضري االجتماع بخطبة مسهبة وعنيفة مندًدا بما اعتبره خيانة متعمدة ألوامره وعدم كفاءة من جانب
[]159
قادته .واختتم كالمه بأن أقسم على أن يبقى في برلين على رأس القوات المدافعة عن المدينة ،ثم يطلق النار على نفسه بعد ذلك.
وقبل أن ينتهي ذلك اليوم ،وجد هتلر أن سبيل النجاة الوحيد أمامه يتمثل في تنفيذ خطة جديدة يستعين فيها بقوات الجيش الثاني عشر بقيادة
[]160
وكان الخطة تقتضي أن يقوم فنك بتحويل جيشه – الذي كان يواجه القوات األمريكية في الغرب حينها – إلى ناحية الجنرال فالتر فنك.
[]160
الشرق لتحرير برلين .وهكذا ،يلتحم الجيش الثاني عشر مع الجيش التاسع القتحام المدينة.
وقام فنك بالفعل بالهجوم ،وفي غمار الفوضى استطاع أن يقوم باتصال مؤقت مع حامية بوتسدام .ولكن ،لم ينجح بالمرة في االتصال بالجيش
اًل []161
التاسع -كما كان مقرًر ا في الخطة أص .
وفي الثالث والعشرين من أبريل ،ألقى جوزيف جوبلز بالبيان التالي أمام أهل برلين:
أدعوكم للقتال من أجل مدينتكم .حاربوا بكل ما أوتيتم من قوة ،من أجل زوجاتكم وأطفالكم ،وأمهاتكم وآبائكم .إن أسلحتكم تدافع عن كل ما هو عزيز عليكم ،إنها
تدافع عن الأجيال التي ستخلفنا .كونوا أعزاء شجعان! كونوا مبدعين وماكرين! (غوليتر) بينكم .وسيظل مع رفاقه معكم .إن زوجته وأطفاله معكم أيضا .إن من
سيطر على المدينة بمئتي رجل فحسب ،سيستخدم اليوم كل وسيلة لتمكني دفاعات المدينة‘ .ن معركة برلين يجب أن تكون إشارة للأمة جمعاء كي تنهض
[]158
وتقاتل.
وفي الثالث والعشرين من أبريل أيًضا ،قام الرجل الثاني في حكومة الرايخ الثالث وقائد القوات الجوية هيرمان جورينج ،بإرسال برقية من
منطقة بيرتشتيسغادين (باأللمانية )Berchtesgaden :في بافاريا .وصرح فيها بأنه بعد أن تم حصار هتلر في برلين ،فإنه يطالب بتولي حكم ألمانيا
خلًفا لهتلر الذي كان قد اختاره لتولي هذا المنصب خلًفا له من قبل .وذكر جورينج فترة زمنية معينة يتم بعدها اعتبار هتلر غير مؤهل للبقاء في
الحكم ]162[.ورد هتلر -في حنق -بإصدار أوامره بالقبض على جورينج .وعندما كتب وصيته في التاسع والعشرين من أبريل ،أعفى جورينج من كل
[]164[]163[]162
المناصب التي كان يتقلدها في الحكومة.
ومع انقضاء يوم السابع والعشرين من شهر أبريل ،كانت برلين قد انعزلت تماًما عن باقي الرايخ.
وفي الثامن والعشرين من أبريل ،اكتشف هتلر أن قائد وحدات النخبة النازية هاينريش هيلمر ،كان يحاول
[]165
مناقشة شروط االستسالم مع الحلفاء (عن طريق الدبلوماسي السويدي كونت فولك بيرنادوت).
وأصدر هتلر أوامره بإلقاء القبض على هيلمر ،كما أمر بإطالق النار على نائب هيلمر في برلين هيرمان
[]166[]163
فيجالين.
وفي مساء الثامن والعشرين من أبريل ،صرح الجنرال فينك بأن جيشه الثاني عشر قد تم إجباره على
التراجع على طول جبهة القتال .وأضاف إنه لم يعد من الممكن القيام بأية هجمات أخرى على برلين.
ولم يبلغ الجنرال ألفريد يودل (القائد األعلى للجيش) هذه المعلومات إلى هانز كربس في برلين حتى
وقت مبكر من صباح يوم الثالثين من أبريل.
وفي التاسع والعشرين من أبريل ،كان كل من هانز كربس وفيلهلم برجدورف وجوزيف جوبلز ومارتن
[]163
وقد أملى هتلر هذه الوثيقة على بورمان شهوًدا على وصية أدولف هتلر األخيرة ووقعوا عليها.
وفي نفس اليوم ،تم إبالغ هتلر بأخبار وفاة اإليطالي الفاشي بينيتو []167
سكرتيرته الخاصة تراودل يونج. غالف واحدة من المجالت العسكرية
األمريكية التي تحمل اسم The Stars
موسوليني ،العنيفة في الثامن والعشرين من أبريل؛ وهو األمر الذي زاد من تصميمه أن يتجنب الوقوع and Stripesفي عددها الصادر في مايو
[]168
في األسر. من عام 1945
وفي الثالثين من أبريل من عام ،1945وبعد اشتباكات عنيفة انتقلت من شارع إلى شارع في مدينة
برلين ،وبينما كانت القوات السوفيتية على بعد تقاطع أو اثنين من مقر مستشارية الرايخ ،قام هتلر باالنتحار بإطالق النار داخل فمه وهو يضع في
[]170[]169
وقد تم وضع جثة هتلر وجثة إيفا براون -عشيقته التي تزوجها في اليوم السابق النتحاره -في حفرة صنعتها فمه كبسولة سيانيد.
[]172[]171
وقام اوتو جونش وبعض الضباط المعاونين الموجودين في قبو القائد بسكب الكثير من بنزين على الجثتين ،وإشعال النار فيهما قنبلة.
[]169
بينما كان الجيش األحمر مستمًر ا في تقدمه ممطًر ا المدينة بالقنابل.
وفي الثاني من مايو ،استسلمت برلين .وفي السنوات التي أعقبت الحرب ،تضاربت المعلومات التي وردت في التقارير عن مصير ما تبقى من
رفات هتلر .وبعد تفكك االتحاد السوفيتي ،وردت معلومات من التقارير التي كانت محفوظة في األرشيف السوفيتي أنه قد تم دفن الجثث
الخاصة بكل من هتلر وإيفا براون وجوزيف جوبلز وقرينته ماجدا جوبلز وأطفال جوبلز الستة والجنرال هانز كربس والكالب التي كان هتلر
[]173
وفي عام ،1970 يمتلكها سًر ا في مقابر بالقرب من مدينة راثيناو (باأللمانية )Rathenow :في والية براندنبورغ (باأللمانية.)brandenburg :
فتح السوفيت المقبرة التي تم دفنهم فيها ،وتم حرق الرفات التي وجدت بها ونثرها في نهر االلب ]174[.ووفًقا للمعلومات الواردة من جهاز األمن
الفيدرالي الروسي ،فإن جزء من جمجمة بشرية تم االحتفاظ بها في األرشيف الخاص بالجهاز وعرضها في معرض في عام 2000؛ وهي من
الرفات التي تبقت من جسد هتلر وتعتبر كل ما تبقى من هذا الرفات .وقد شكك العديد من المؤرخين والباحثين في حقيقة انتماء هذا الجزء من
[]175
الجمجمة لرفات هتلر.
ميراث هتلر
طالع أيًضا :نازيون جدد
"ما طر يقة رجل روع هذا العدد والذي أجرى هذه الشراك الرائعة وأطلق هذه الشرور المخيفة؟"
ُينظر إلى هتلر والحزب النازي واآلثار التي خلفتها النازية على العالم بأسره كأمور ال أخالقية إلى أقصى الحدود .ويصف المؤرخون والفالسفة
والسياسيون النازية بكلمة «شريرة » من منطلق غير ديني وأيًضا من منطلق ديني .وتدان الصورة التاريخية والصورة الحضارية التي يتم رسمها
لهتلر في الغرب إلى أقصى الدرجات .ويحظر عرض الصليب المعقوف أو غيره من الرموز النازية في ألمانيا والنمسا .كما يحظر إنكار
الهولوكوست في الدولتين.
وخارج مسقط رأس هتلر في مدينة براوناو آم إن ،يوجد في النمسا شاهد قبر حجري محفور عليه
الرسالة التالية بشكل غير مترابط:
المعتقدات الدينية
المقالة الرئيسية :معتقدات هتلر الدينية
نشأ هتلر بين أم تنتمي للمذهب الروماني الكاثوليكي وأب معادي لرجال الدين ،ولكنه بعد أن ترك منزل والديه لم يحضر أي قداس أو يلتزم
[]179
وبالرغم من ذلك ،فعندما انتقل إلى ألمانيا -حيث يتم تمويل الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية عن بالطقوس الدينية للكنيسة الكاثوليكية.
طريق ضريبة للكنيسة تقوم الدولة بجمعها -لم يقم هتلر مطلًقا (وكذلك جوبلز) أبًدا " بالتخلي عن الكنيسة أو االمتناع عن سداد الضرائب الخاصة
بها .لذلك ،اعتبر المؤرخ شتايجمان جال ،أن هتلر اسمًيا "يمكن اعتباره كاثوليكًيا" ]180[.وعلى الرغم من ذلك ،فقد أوضح شتايجمان أيًضا في
مناقشته لموضوع الدين في ألمانيا النازية أن "العضوية االسمية في الكنائس ليست معيا ًر ا موثوق به للحكم على درجة التقوى
والتمسك بالدين " ]181[.بالمقابل يذكر المؤرخ جون س .كونواي أن هتلر كان يعارض في األساس الكنائس المسيحية ]182[.وفًقا لبولوك ،لم يؤمن
[]183
هتلر بالله ،وكان ضد سيطره القساوسة ،ونظر لألخالق المسيحية في ازدراء ألنها تتعارض مع وجهة نظره المفضلة وهي "البقاء لألصلح".
[]184
كما سمح هتلر في اضطهاد الكنيسة وفًقا للمؤرخ لورانس ريس هتلر لم يكن مسيحًيا ]184[ ،بل كانت أقرب في معتقداته الدينية إلى الربوبية.
[]185
الكاثوليكية وسجن القساوسة ومصادرة أمالك الكنائس واألديرة.
كذلك ،كان هتلر يمتدح عالنيًة التراث المسيحي والحضارة المسيحية األلمانية ،وأعرب عن اعتقاده في أن المسيح كان ينتمي للجنس اآلري ألنه
كان يحارب اليهود ]186[.وفي خطبه وتصريحاته ،تحدث هتلر عن نظرته للمسيحية باعتبارها دافًعا محورًيا لمعاداته للسامية ،قائاًل «أنا كمسيحي ال
أجد نفسي ملز ًم ا بالسماح لغيري بخداعي ،ولكنني أجد نفسي ملز ًم ا بأن أحارب من أجل الحقيقة والعدالة » ]188[]187[.بحسب المؤرخين
[]189
أما تصريحاته كان هدف هذا التصريح اإليجابي حول المسيحية جذب الناخبين المسيحيين األلمان ،وال يعبر عن معتقدات هتلر الحقيقية.
الخاصة التي نقلها عنه أصدقاؤه المقربون فيشوبها الكثير من االختالط؛ فهي تظهر هتلر كرجل متدين على الرغم من انتقاده للمسيحية
[]190
ونجد أن هتلر قد قام بهجوم واحد على األقل للكاثوليكية «يعيد إلى األذهان جدال شترايشر حول فكرة أن المؤسسة الكاثوليكية التقليدية.
كانت تناصر اليهود وتتحالف معهم» ]180[.وفي ضوء هذه التصريحات الخاصة ،يعتبر جون إس كونواي والعديد من المؤرخين اآلخرين أنه ليس
هناك مجال للشك في أن هتلر كان يحمل بين جوانحه «عداًء متأصاًل » للكنائس المسيحية ]191[.وتتباين التفسيرات المقدمة لتصريحات هتلر
الخاصة إلى حد بعيد في إمكانية الوثوق فيها؛ ولعل من أهمها تلك التقارير المتعددة عن تصريحات هتلر الشخصية عن المسيحية والتي تتفاوت
إلى حد بعيد في مصداقيتها ،ولعل أبرزها كتاب هتلر يتكلم (باإلنجليزية)Hitler Speaks : الذي كتبه هيرمان راوشنينج والذي يعتبره كثير من
المؤرخين عماًل ملفًقا ]193[]192[.ويمكن اإلطالع في نظرة عامة على معتقدات هتلر الدينية -بناًء على تصريحاته الشخصية الظاهرة -من خالل
الكتاب الذي مدحه الكثيرون والذي كتبه مايكل ريسمان أو في الكتاب الذي ألفه ريتشارد شتايجمان جال والذي أثار الكثير من الجدل حوله وهو
[]194
بعنوان النازية والمسيحية.
وعلى الرغم من ذلك ،ففي مجال العالقات السياسية مع الكنائس في ألمانيا ،كان هتلر بكل سهولة ينتهج إستراتيجية «تناسب األهداف السياسية
اآلنية التي كان يسعى لتحقيقها» ]191[.ووفًقا آلراء البعض ،كان لهتلر خطة عامة حتى قبل أن يصل إلى كرسي رئاسة الحزب النازي؛ أال وهي
تدمير المسيحية في الرايخ ]196[]195[.وقد صرح رئيس المنظمة شبه العسكرية «شباب هتلر» قائاًل « كان تدمير المسيحية هد ًف ا ضمن ًيا تسعى
الحركة االشتراكية الوطنية لتحقيقه » منذ بدايتها ،ولكن « كانت االعتبارات المتصلة بالوسيلة الممكنة لتحقيق هذا الهدف هي ما جعلت
[]195
من المستحيل » أن يتم التصريح علًنا بهذا الوضع المتطرف.
كان هتلر مختلًفا عن غيره ممن عكست تصرفاتهم أيدلوجيات النازية؛ فلم يكن هتلر ممن يؤمنون باألفكار القاصرة على فئة محدودة من البشر
أو يؤمن بفكرة وجود قوى خفية فوق طبيعية يمكن إخضاعها للقوى البشرية ولم يكن متمسًكا باأليدلوجية التي تؤمن بوجود حكمة خفية كامنة
[]198[]197
ويعتقد آخرون أن هتلر في شبابه -خاصًة في الجنس اآلري دون غيره من األجناس؛ وسخر هتلر من تلك المعتقدات في كتابه كفاحي.
فيما يتعلق بآرائه العنصرية -تأثر بعدد وافر من األعمال التي كتبت عن القوى فوق الطبيعية؛ والتي تحدثت عن التفوق الغامض الذي يتمتع به
األلمان .ومن هذه األعمال ،المجلة المعروفة باسم ،Ostaraمما يثبت صحة اإلدعاء الذي أذاعه ناشر المجلة النز فون ليبنفيلس ،بأن هتلر قد
[]199[]190
وال يزال المؤرخون في حالة من عدم االتفاق حول موضوع الوثوق في صحة إدعاء النز باتصال هتلر زاره في عام 1909وامتدح عمله.
[]200
ويعتقد نيكوالس جودريك كالرك في صحة إدعاء ليبنفيلس .أما بريجيت هامان فقد تركت التساؤل حول صحة هذا اإلدعاء معلًقا في حين به.
[]200
تشكك ايان كيرشو إلى أقصى الحدود فيه.
عالوًة على ذلك ،قام هتلر لبعض الوقت بحث الشعب األلماني على اعتناق شكل من أشكال المسيحية التي أطلق عليه اسم «المسيحية
اإليجابية» []201؛ وهو معتقد يقوم على تخليص المسيحية األرثوذكسية مما يعترض على وجوده فيها ،ويتميز بإضافة بعض المالمح العنصرية إليها.
وهذا ما أبدى اعتراض رجال الدين المسيحيين في ألمانيا ضد أدولف هتلر .وبالرغم من ذلك ،فبحلول عام 1940كان معلوًما للرأي العام أن هتلر
قد تخلى عن فكرة حث األلمان على اإليمان بفكرة إمكانية التوفيق بين األفكار المتعارضة التي تدعو إليها المسيحية اإليجابية ]202[.وكان هتلر يرى
أن «الإرهاب الديني هو -باختصار -ما تدعو إليه التعاليم اليهودية؛ تلك التعاليم التي تعمل المسيحية على الترويج لها والتي من
[]203
وباإلضافة إلى عدم حضور القداس وااللتزام بالطقوس الدينية للكنيسة الكاثوليكية، شأنها أن تزرع القلق واالرتباك في عقول البشر».
فقد كان هتلر يفضل بعض جوانب المذهب البروتستانتي إذا كانت هذه الجوانب ستمكنه من تحقيق أهدافه .وفي الوقت نفسه ،قام هتلر بمحاكاة
بعض من معالم الكنيسة الكاثوليكية المتمثلة في نظام مؤسستها القائم على التسلسل الهرمي وعلى وجود طقوس معينة ولغة خاصة يتم
[]205[]204
استخدامهما فيها.
وأبدى هتلر إعجابه بالتقاليد العسكرية في تاريخ المسلمين ،وأصدر أوامره إلى هيلمر بإنشاء فرقة عسكرية من المسلمين فقط في وحدات
[]206
ووفًقا لما ذكره واحد ممن كان هتلر يأتمنهم على أسراره ،فإنه قد صرح له بشكلالنخبة النازية ،وكان ذلك لخدمة أهدافه السياسية فقط.
خاص قائاًل « دين محمد الإسالمي من أكثر الأديان التي كانت ستالئم -أي ًض ا -الأهداف التي نسعى لتحقيقها؛ أكثر من المسيحية
نفسها .فلماذا يتوجب علينا أن نعتنق المسيحية بكل الخنوع والهوان الذين تتصف بهما »[]207؛ وكان هتلر في ذلك معجًبا بجانب الصمود
والشجاعة في مالقاة العدو الذي كان المسلمون يتصفون به ،ولم يلتفت إلى أن هذا الجانب في المسلمين إنما كان دفاًعا عن الحق ولم يقصد به
[]207
يوًما الهجوم على الغير أو االعتداء على حقوق اآلخرين.
وصرح هتلر في إحدى المرات قائاًل « ال نريد إلًه ا آخر غير ألمانيا نفسها .ومن الضروري أن نتحلى بإيمان وأمل وحب يتصفون بالتعصب
[]208
لألمانيا ولصالح ألمانيا ».
الصحة
طالما كانت الحالة الصحية لهتلر مثاًر ا للجدل .فقد قيل مرات عديدة أنه كان يعاني من أعراض القولون العصبي ،ومن آفات جلدية ،ومن عدم
انتظام في ضربات القلب ،ومن مرض الشلل الرعاش ،ومن مرض الزهري ،كما توجد أدلة قوية على إدمانه على عقار الميثامفيتامين المخدر.
[]209
وهناك فيلم آخر -تمت إضافة الكلمات وهناك فيلم يظهر يده اليسرى وهي ترتعش؛ وهو ما يمكن أن يكون إشارة إلصابته بالشلل الرعاش.
له باستخدام تكنولوجيا قراءة الشفاه -يظهر هتلر وهو يشكو من ارتعاش ذراعه.وباستثناء هاتين الحالتين اللتين تتحدثان عن حالته الصحية ،ال
توجد الكثير من األدلة التي تتحدث عنها.
وفي السنوات التي تلت بدايات عقد الثالثينات من القرن السابق ،كان هتلر يلتزم بنظام غذائي نباتي بالرغم من أنه كان يتناول اللحوم أحياًنا.
وهناك بعض األخبار التي تم تناقلها عنه وهو يقوم بإثارة اشمئزاز ضيوفه ويعطي لهم وصًفا تفصيلًيا عن طريقة ذبح الحيوانات في محاولة منه
لجعلهم يعزفون عن تناول اللحوم ]210[.ويعتبر خوف هتلر من اإلصابة بمرض السرطان (الذي أودى بحياة والدته) هو أهم األسباب التي تم تقديمها
لتبرير هذا السلوك من جانبه بالرغم من أن الكثير من المؤلفين يؤكدون أن السبب وراء ذلك كان حبه العميق والمتأصل للحيوانات .وقد صنع له
مارتن بورمان خصيًصا صوبة زجاجية بالقرب من بيرغوف (باأللمانية )Berghof :مقر إقامته الموجود بالقرب من منطقة بيرتشسغادن؛ وذلك
للتأكد من إمداده بالفواكه والخضراوات الطازجة طوال فترة الحرب .بعض الصور الفوتوغرافية ألطفال بورمان وهم يقومون بالعناية بالصوبة
الزجاجية .وبحلول عام ،2005كانت دعائم هذه الصوبة هي كل ما تبقى منها من بين أطالل المنطقة الخاصة بالقادة النازيين.
لم يكن هتلر مدخًنا ،وكان يشجع على الترويج لحمالت مناهضة للتدخين في كل أنحاء ألمانيا .ويقال أن هتلر وعد بمنح أي فرد من المقربين له
ساعة ذهبية إذا تمكن من اإلقالع عن التدخين (وقام بالفعل بمنح البعض ساعات ذهبية عندما تمكنوا من ذلك) .وتؤكد روايات العديد من الشهود
[]211
إنه بعد التأكد من صحة خبر انتحاره ،قام العديد من الضباط والمعاونين وأفراد السكرتارية في قبو الفوهرر بإشعال السجائر وتدخينها.
الميول الجنسية
قدم هتلر نفسه للجماهير على أنه رجل بال حياة عائلية ،وعلى أنه قد كرس حياته تماًما لمهمته السياسية .في فترة مراهقته وقبل أن يخرج من
قريته في النمسا ،أحب هتلر فتاة من الطبقة المخملية ،لكن ألسباب مجهولة لم يكلمها ،وكان كل أصدقائه يعرفون بحبه لها ،ترك رسالة لها قبل
[]212
وخطب هتلر في مغادرته إلى فيينا لدراسة الفن بأنه سينهي دراسته وسيعود ويتزوجها .لكن هتلر لم يدرس الفن ،ولم يعد إلى القرية.
العشرينات ميمي رايتر ،وفيما بعد خالل إيفا براون ،والتي تزوجها قبل وفاته بيوم واحد .وكانت تربطه عالقة وثيقة بابنة أخته غير الشقيقة جيلي
[]213
ويذكر جون توالند في كتابه Adolf راوبال؛ وهي عالقة زعم بعض المعلقين أنها كانت عالقة جنسية بالرغم من عدم وجود أدلة تثبت ذلك.
Hitler: The Definitive Biographyأن هتلر كان كثيًر ا ما يزور جيلي بصفته خطيبها ،كما كان يضع الكثير من القيود على تحركاتها ما لم تكن
بصحبته .وقد حاولت النساء الثالث االنتحار (ونجحت اثنتين منهما بالفعل في ذلك)؛ وهي حقيقة أدت إلى وجود بعض التكهنات عن إصابة هتلر
بانحراف جنسي مثل :انحراف جنسي في التبول وذلك كما ذكر اوتو شتراسر وهو أحد الخصوم السياسيين لهتلر .وقد أنكر رايتر -وهو الشخص
الوحيد الذي ظل على قيد الحياة بعد سقوط النازية -هذا األمر ]214[.وأثناء فترة الحرب وبعدها ،قدم المحللون النفسيون عدًدا ال حصر له من
التفسيرات النفسية -الجنسية غير المتوافقة مع بعضها البعض لتصرفات هتلر من منظور علم الباثولوجيا ]215[.وتشير بعض النظريات إلى أن
[]216
وفي اآلونة األخيرة ،تحدث لوثر ماشتان في كتابه هتلر كانت له عالقة بواحدة من معتنقات الفكر الفاشي؛ وهي البريطانية يونيتي ميتفورد.
هتلر الخفي (باإلنجليزية)The Hidden Hitler : عن أن هتلر كان مثلًيا.
عائلة هتلر
المقالة الرئيسية :هتلر (توضيح)
توفيت باوال هتلر؛ آخر من تبقى على قيد الحياة من أسرة هتلر التي تتصل به اتصااًل مباشًر ا في عام ،1960أما أكثر أفراد ساللته المباشرة شهرة
وعمًر ا من ناحية والده فهو :ابن أخيه ويليام باتريك هتلر .وانتقل ليعيش مع زوجته فايليس ،في جزيرة لونج آيالند في مدينة نيويورك ،وأنجبا أربعة
أطفال.
وعلى مدار السنوات ،حاول الكثير من المراسلين الصحفيين أن يقوموا باقتفاء أثر أقارب ينتمون لدوائر أبعد في عائلة هتلر؛ ويزعم أن الكثير
منهم يعيشون اآلن حياة غامضة بعد أن مضى وقت طويل على قيامهم بتغيير أسمائهم حتى ال يتعرف عليهم أحد.
وجهات نظر
تحمل شخصية هتلر تناقضات عدة ،وتظهرها وسائل اإلعالم بالشخصية الديكتاتورية التي تود هالك العالم
والبعض يصفه بأنه الشيطان وآخرون يتهمونه أنه مفجر الحرب والسبب وراء حصول المجازر التي راح
ضحيتها اآلف من البشر ،كما أتهم بمعادة السامية .تبقى شخصية هتلر شخصية خالفية عالميا حيث في
غالب األحيان تظهر وسائل اإلعالم مساوئ شخصيته وأبرزها معاداة السامية لكن لهتلر ميزات إلى جانب
أعماله السيئة ]217[.عندما تسلم هتلر مقاليد الحكم في ألمانيا كانت هذه األخيرة حينئٍذ مهزومة في الحرب،
كان هتلر خطيًبا مفوًها استولى على ألباب الكثيرين بضربات يده على المنصة التي كان يقف خلفها وهو
يلقي خطاباته ،وبصوته الهادر وخطبه الحماسية .وكان يصقل مهاراته بإلقاء الخطب على الجنود خالل
فيلم ألدولف هتلر في مدينة عامي 1919و .1920وأصبح ماهًر ا في التحدث إلى الناس بما يريدون أن يسمعوه منه «الخيانة التي
بيرشيتسغادن طعنت الجيش الألماني في الظهر أثناء الحرب العالمية الأولى ،والخطة اليهودية الماركسية
لغزو العالم ،والخيانة التي تعرضت لها ألمانيا في معاهدة فرساي » .وكان هتلر ماهًر ا أيًضا في
العثور على كبش فداء يلقي عليه باللوم حول ما يلحق بشعبه من مصائب .ومع مرور الوقت ،تمكن هتلر من الوصول إلى حد الكمال في أدائه
أمام الجماهير عن طريق التدرب أمام المرآة والعزف الماهر على أوتار المشاعر أثناء عروضه .وقد تدرب هتلر على يد شخص كان يدعي كذًبا
قدرته على استبصار المستقبل ،وقد ركز على استخدام اليد واإليماءات التي يمكن القيام بها عن طريق الذراع .وتحدث عنه ألبرت سبير الذي
[]223[]222
كان وزيًر ا للذخيرة في عهده ومعمارًيا -والذي كان يعرف هتلر كما كان الجميع يعرفه -فقال إنه كان قبل كل شيء آخر ممثاًل بارًعا.
وقد تم تصميم االجتماعات السنوية الحاشدة التي كان ينظمها ألبرت سبير من أجل إطالق شرارة إقناع الذات في نفوس المشاركين فيها .وكان
المشاركون في هذه االجتماعات السنوية يعززون التزامهم تجاه الحركة النازية عن طريق حضور في االجتماعات السنوية ،واالشتراك في
المسيرات ،ورفع أصواتهم بالتحية للقائد ،وأداء التحية العسكرية بيد ثابتة وقوية .ويمكن إدراك هذه األمور بشكل كامل من مشاهدة الفيلم
الدعائي الذي يحمل اسم انتصار اإلرادة (باإلنجليزية)Triumph of the Will :؛ والذي قام بإخراجه ليني ريفنشتال ليصور االجتماع السنوي للحزب
النازي الذي تم عقده في نورنبيرغ في عام .1934وقد قام المخرج بتصوير هتلر من زاوية عالية أو منخفضة فقط ،ولكن لم يقم بتصويره من
األمام مباشرة إال مرتين فقط .والتقاط الكاميرا الصور له من هذه الزوايا تضفي عليه هالة من ref>Steigmann-Gall 2003التقديس .وكان بعض
من ظهروا في الفيلم ممثلين تقاضوا أجًر ا عن قيامهم بالتمثيل في هذا الفيلم الدعائي ،ولكن لم يكن معظم من شاركوا فيه من الممثلين .ولم
يتم أبًدا الكشف عما إذا كان الفيلم قد استعان ببعض المنضمين حديًثا للحزب النازي من بين رواد المسرح .وربما تكون محاوالت إقناع الذات قد
تركت أثرها على هتلر نفسه .وكان هتلر يلقي بالخطبة نفسها (ويصقلها بلسانه المعسول لدرجة أكبر في كل مرة) مئات المرات؛ فيلقيها أواًل أمام
الجنود ثم يقوم بإلقائها في النوادي المنتشرة في كل أنحاء ألمانيا والتي كان يرتادها الشعب األلماني .وربما كانت هذه العروض هي ما أضافت
المزيد والمزيد إلى األحقاد التي كان يضمرها في نفسه؛ خاصًة تلك الكراهية الشديدة التي كان يضمرها لليهود والتي استولت عليه تماًما.
وقد زار هتلر المشير الفنلندي مانرهايم ،في الرابع من شهر يونيو عام .1943وأثناء هذه الزيارة قام أحد
المهندسين العاملين في شركة هيئة اإلذاعة الفنلندية ،YLEويدعى ثور دامن ،بتسجيل نص الحوار الذي
دار بين هتلر ومانرهايم؛ وهو تصرف ال بد وأنه قد قام به في الخفاء ألن هتلر لم يكن ليسمح بتسجيل
محادثاته الشخصية دون إذن منه ودون أن يتحضر لذلك ]224[.ويعتبر هذا التسجيل اليوم ،الوحيد المعروف
لهتلر وهو يتحدث بلهجة غير رسمية؛ وهو يعرض لمحادثة خاصة مدتها إحدى عشرة دقيقة ونصف بين
القائدين ]225[.ويتحدث هتلر بطريقة يظهر فيها قلياًل من اإلثارة ،وبالرغم من ذلك فهي طريقة تتسم
بالتحرر الفكري (وذلك إذا ما تمت مقارنتها بتلك التي كان يتحدث بها الرجال الذين ينتمون للطبقة
العاملة في زمنه) .ومعظم التسجيل كان مونولوًج ا يتحدث فيه هتلر .وفي المحادثة ،يعترف هتلر بفهمه
لقدرة االتحاد السوفيتي على الدخول في حرب.
أسطوانة Patriaالمصورة
هتلر مع البارون مانرهايم في يونيو من
عام 1942
وقد تم إصدار أسطوانة مصورة تحمل سبع صور وواحًدا من خطابات أدولف هتلر .وهذه األسطوانة تحمل
اسم الوطن (بالألمانية .)Partia :وتحمل واجهة الأسطوانة صورة لهتلر وهو يلقي بأحد خطاباته،
كما أن عليها تسجيل لأحد خطاباته وكذلك خطاب لواحد من أعضاء الحزب النازي .أما الوجه الآخر للأسطوانة فيصور يدا تحمل
العلم المرسوم عليه الصليب المعقوف ،كذلك عليها (بالألمانيةCarl Woitschach recording (1933—Telefunken A 1431) "In :
".)Dem Kampf um die Heimat—Faschistenmarsch
ظهر هتلر في سلسلة من األفالم ،كما ارتبطت شخصيته بالبعض اآلخر من األفالم بدرجات متفاوتة؛ وذلك في أفالم أخرجها ليني ريفنشتال في
Universum Film AGأو UFA؛ وهو أكبر استديوهات السينما في عهد الرايخ الثالث؛
وكان هتلر هو الشخصية المحورية في األفالم الثالثة األولى؛ وركزت هذه األفالم على اجتماعات الحزب النازي السنوية في السنوات التي أنتجت
فيها هذه األفالم التي يمكن اعتبارها أفالًما دعائية .وقد صور هتلر بشكل واضح في الفيلم الذي يحمل عنوان أوليمبيا .وال يزال الجدال قائًما حول
اعتبار الفيلم األخير فيلًما دعائًيا أو فيلًما وثائقًيا حقيقًيا .وعلى أي حال ،يعمل الفيلم على تخليد دورة األلعاب األولمبية التي اقيمت في عام
[]226
كذلك، ،1936وينشر الرسالة الدعائية التي حرصت هذه األولمبياد على نشرها صور أللمانيا تحت الحكم النازي تعيش برخاء وتتطلع للسالم.
صور هتلر -بصفته شخصية سياسية بارزة -في العديد من األفالم اإلخبارية القصيرة التي عرضت في دور السينما.
التلفاز
حصل تصوير لحضور هتلر العديد من الحفالت الرسمية والمناسبات االجتماعية -بما في ذلك دورة األلعاب األوليمبية الخاصة بعام 1936
واالجتماعات السنوية للحزب النازي التي كان تعقد في مدينة نورنبيرغ -على الشبكات التلفازية في الفترة ما بين عامي 1935و .1939وكان
يعاد عرض هذه األحداث -باإلضافة إلى غيرها من البرامج التي تلقي الضوء على األنشطة التي يقوم بها الموظفون الرسميون -في قاعات
المشاهدة العامة .وقد قدمت نماذج من عدد من األفالم التي حفظت لنا عبر التاريخ منذ عهد ألمانيا النازية في الفيلم الوثائقي الذي انتج في عام
1999تحت عنوان التلفزيون تحت حكم الصليب المعقوف (باأللمانية.)Das Fernsehen unter dem Hakenkreuz :
العالم في حالة حرب (باإلنجليزية)The World at War : وقد انتج في عام .1974
وهي سلسلة تلفازية من إنتاج Thames Televisionتعرض الكثير من المعلومات عن هتلر وعن ألمانيا النازية ،وتتضمن كذلك
مقابلة شخصية مع سكرتيرة هتلر تراودل يونغه.
األيام األخيرة في حياة أدولف هتلر (باإلنجليزية)Adolf Hitler's Last Days :.
وهي سلسلة من إنتاج بي بي سي تحمل عنوان «أسرار الحرب العالمية الثانية» (باإلنجليزية)Secrets of World War II : ،وهي تحكي
عن األيام األخيرة التي قضاها هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية.
النازيين :تحذير من قلب التاريخ (باإلنجليزية)The Nazis: A Warning From History : ،وقد تم إنتاجه في عام .1997
وهي سلسلة من ستة أجزاء من إنتاج بي بي سي عن الطريقة التي تقبل بها المثقفون والمتعلمون األلمان هتلر والنازيين حتى وقت
سقوط النازية .وكان المستشار التاريخي لهذا العمل هو ايان كيرشو.
النقطة العمياء (باأللمانية ،)Im toten Winkel—Hitlers Sekretärin :وقد انتج في عام .2002
والعمل عبارة عن مقابلة شخصية حصرية استغرقت تسعين دقيقة مع تراودل يونغه؛ سكرتيرة هتلر .والفيلم أخرجه المخرج
النمساوي اليهودي اندريه هيلر ،وذلك قبل وفاة تراودل بفترة قصيرة على إثر إصابتها بسرطان الرئة واسترجعت فيه تراودل
ذكريات األيام األخيرة في قبو القائد في برلين .وقد استعين بمقتطفات من هذه المقابلة في فيلم السقوط (باأللمانية.)Downfall :
وهو عمل وثائقي عن مفهوم حب الجمال من وجهة النظر الوطنية االشتراكية التي رآها هتلر.
التلفزيون تحت حكم الصليب المعقوف (باأللمانية ،)Das Fernsehen unter dem Hakenkreuz :وقد انتج في عام .1999
وهو عمل وثائقي قدمه مايكل كلوفت عن االستخدام الوطني للتلفاز في ألمانيا في عهد النازية لألغراض الدعائية ما بين عامي
1935و.1944
هتلر :األيام العشرة األخيرة في حياته (باإلنجليزية)Hitler: The Last Ten Days : ،وقد انتج في عام .1973
ويعرض الفيلم األيام األخيرة من حياة هتلر التي انتهت بوفاته ،والفيلم من تمثيل سيرأليك غينيس.
هتلر :فيلم من ألمانيا (باإلنجليزية))Hitler: A Film from Germany : (باأللمانية ،)Hitler—Ein Film aus Deutschland :والعمل من إنتاج عام
.1977
والعمل مدته سبع ساعات ويتكون من أربعة أجزاء.واستعان المخرج في هذا الفيلم بمقتطفات وثائقية ،وخلفيات من الصور
[]227
الفوتوغرافية ،وعرائس متحركة ،ومشاهد عرضت على خشبة المسرح ،وغيرها من العناصر.
ويعرض الفيلم األحداث التي دارت في األيام األخيرة في قبو القائد من يوم السابع عشر من يناير وحتى يوم الثاني من مارس في
عام .1945وقد حول هذا العمل إلى فيلم تلفازي بعنوان القبو (بالألمانية ، )The Bunker :وذلك في عام 1981من تمثيل
انتوني هوبكنز
الوطن (فيلم) (باإلنجليزية)Fatherland : (باأللمانية ،)Patria :والعمل من إنتاج عام .1994
والعمل عبارة عن رؤية افتراضية أللمانيا خالل عام 1964في حالة انتصار هتلر في الحرب العالمية الثانية .والعمل مأخوذ من
الرواية التي كتبها الصحفي السابق روبرت هاريس.
المرآة الخاوية (باإلنجليزية)The Empty Mirror : ،والعمل من إنتاج عام .1996
وهو دراما نفسية تتأمل في األحداث التي وقعت بعد عهد هتلر (وصور هذه األحداث نورمان رودواي الذي عاصر سقوط ألمانيا
النازية).
وهو دراما قصصية تصور الصداقة التي جمعت بين تاجر فنون يهودي وهو ماكس روثمان (ويمثل الشخصية جون كيوزاك) ،وبين
أدولف هتلر الشاب (ويمثل الشخصية نوه تايلور) ،وذلك عندما صادفه الفشل كرسام في فيينا.
هتلر :نهوض الشر (مسلسل) (باإلنجليزية)Hitler: The Rise of Evil : ،والعمل من إنتاج عام .2003
وهو عبارة عن مسلسل تليفزيوني من جزئين يحكي عن السنوات األولى في حياة أدولف هتلر وعن صعوده للحكم (وذلك حتى عام
،)1933وأدى دور البطولة في الفيلم روبرت كاراليل.
وهو فيلم ألماني عن األيام األخيرة من عمر هتلر وعمر الرايخ الثالث .وأدى دور البطولة في الفيلم برونو غانزويعتمد الفيلم جزئًيا
على السيرة الذاتية الخاصة تراودل؛ وهي السكرتيرة المقربة إلى هتلر .وفي عام ،2002صرحت تراودل بأنها تشعر بالذنب ألنها
« كانت معجبة بأعتى المجرمين في تاريخ البشرية».
ويصور هتلر -الذي قام بأداء دوره دافيد بامبر -كهدف لمحاولة اغتيال مدانة قام بها شتاوفنبرج.
تستطيع اآلن مقابلة د.فرويد يا سيد هتلر (باإلنجليزية)Dr Freud Will See You Now Mr Hitler : ،والعمل من إنتاج عام .2008
وقد قام. وتقدم سيناريو تخيلي يقوم فيه سيجموند فرويد بعالج هتلر الشاب،وهو دراما إذاعية كتبها لورانس ماركس وموريس جران
.الممثل توبي جونز بأداء دور هتلر
معرض الصور
المالحظات والمصادر
Alfred Konder (2000), Adolf Hitler’s Family Tree: The .11 QID:Q17299517 ,) (بالهولنديةAdolf Hitler .1
) (بالإنجليزيةUntold Story of the Hitler Family (PDF) ,) (بالسويديةNationalencyklopedin | Adolf Hitler .2
Salt Lake City, p. 30, QID:Q22262438 ,).1st ed( OCLC:185256473, QID:Q1165538
duplicates of Roman Catholic baptism records from .12 filmportal.de | Adolf Hitler، QID:Q15706812 .3
Upper Austria، 49، QID:Q105501829 Bibliographisches Institut & F. A. Brockhaus; Wissen .4
https://www.biography.com/people/adolf-hitler- .13 Media Verlag (eds.), Brockhaus Enzyklopädie | Adolf
{{استشهاد.19-07-2018 اطلع عليه بتاريخ.9340144 QID:Q237227 ,) (بالألمانيةHitler
)= غير موجود أو فارغ (مساعدةtitle| الوسيط:}}ويب Bibliographisches Institut & F. A. Brockhaus; Wissen .5
) (بالألمانيةHarald Sandner (2017). Hitler - Das Itinerar .14 Media Verlag (eds.), Brockhaus Enzyklopädie | Adolf
Berlin: Berlin Story Verlag. Vol. 1. p. 363. .).4th ed( QID:Q237227 ,) (بالألمانيةHitler
.ISBN:978-3-95723-090-4. QID:Q30345257 (بالنرويجية البوكمولStore norske leksikon | Adolf Hitler .6
Alan Bullock (1952), Hitler: A Study in Tyranny .15 ISSN:2464-1480, QID:Q746368 ,)والنرويجية النينوشك
OL:261052W, QID:Q15377521 ,)(بالإنجليزية BeWeB، QID:Q77541206 .7
Hitler: A Study in Tyranny (1952 ،)1952( أالن بولوك.16 Alfred Konder (2000), Adolf Hitler’s Family Tree: The .8
QID:Q15733697 ، صحيفة أودمز: لندن،ed.) ) (بالإنجليزيةUntold Story of the Hitler Family (PDF)
QID:Q10855166 ، أرشيف الفنون الجميلة.17 Salt Lake City, pp. 29–30, QID:Q22262438 ,).1st ed(
اطلع عليه.https://hdl.handle.net/21.12123/226384 .18 А. М. Прохоров, ed. (1969), Большая советская .9
= غيرtitle| الوسيط:}} {{استشهاد ويب.16-05-2023 بتاريخ Москва: ,).3rd ed( ) (بالروسيةэнциклопедия: [в 30 т.]
)موجود أو فارغ (مساعدة Большая российская энциклопедия, Гитлер
"The Routledge Companion to Nazi Germany" .19 Адольф, OCLC:14476314, QID:Q17378135
{{استشهاد.978-0-415-30860-1:ISBN .2007 .)(بالإنجليزية New York ,) (بالإنجليزيةEdward Felsenthal (ed.), Time .10
)help( الوسيط |مسار= غير موجود أو فارع:}}ويب City: Time Inc., ISSN:0040-781X, OCLC:1311479,
QID:Q43297
978-0-:ISBN .2008 .)" (بالإنجليزيةHitler: A Biography" .20
الوسيط |مسار= غير موجود:}} {{استشهاد ويب.393-06757-6
)help( أو فارع
1920 بعد أن تغير اسم الحزب رسمًيا إلى هذا االسم في عام.54 https://warfarehistorynetwork.com/article/hitler- .21
بإضافة "االشتراكي الوطني" إلى أول االسم .13-06-2023 اطلع عليه بتاريخ./dictator-and-artist
Shirer 1990 .55 = غير موجود أو فارغtitle| الوسيط:}}{{استشهاد ويب
Who's Who in Nazi .)2002( .Wistrich, Robert S .56 )(مساعدة
.193 . ص. روتليدج: والية نيويورك.Germany .https://books.google.com/books?id=v5XfAAAAMAAJ .22
: والية نيويورك.Hitler، Adolf (1961). Hitler's Secret Book .57 = غير موجود أو فارغtitle| الوسيط:}}{{استشهاد ويب
-08-2019 مؤرشف من الأصل في.18 . ص.Grove Press )(مساعدة
.26-07-2019 مؤرشف من الأصل في." "نسخة مؤرشفة.08 Time 100 (https://time.com/time/time100/leaders/profile/hitle .23
.24-07-2009 اطلع عليه بتاريخ https://web.archive.org/( نسخة محفوظة.r.html)، Adolf Hitler
168–166 صفحات،Kershaw 2000a .58 web/20090930212344/http://www.time.com/time/time100/le
على موقع واي باك2009 سبتمبر30 )aders/profile/hitler.html
245–244 صفحات،Kershaw 2000a .59
][وصلة مكسورة
.مشين
Bloch & 1992 178–179 .60
Wistrich، Robert S. (1995). Who's Who In Nazi .24
159 صفحة،Butler 1989 .61
978-:Germany?. London: Routledge. ISBN
434 صفحة،Bullock 1962 .62
اطلع.14-11-2016 مؤرشف من الأصل في.0415118880
425 صفحة،Overy 2005 .63 .07-09-2008 عليه بتاريخ
236 صفحة،Crozier 1988 .64 ."2016 نوفمبر30 تم الوصول إليه فيAdolf Hitler" .25
239 صفحة،Crozier 1988 .65 .06-10-2018 مؤرشف من الأصل في
85–84 صفحة،Overy 1989 .66 21 صفحة،Shirer 1961 .26
335–334 صفحات،Weinberg 1980 .67 25 صفحة،Bullock 1962 .27
340–338 صفحات،Weinberg 1980 .68 13–12 صفحات،Toland 1991 .28
366 صفحة،Weinberg 1980 .69 .Lackey, Douglas .29
185–183 صفحات،Bloch 1992 .70 1999 .30
368 صفحة،Weinberg 1980 .71 ?What Are the Modern Classics" .31
132 صفحة،Kee 1988 .72 The Baruch Poll of Great Philosophy in the Twentieth .32
Hillgruber, Andreas "England's Place In Hitler's Plans for .73 "Century
World Dominion" pp. 5–22 from Hamann, Hitler's Vienna .33
Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation . .74 The controversial book .34
for War” from مؤرشف.In the House of my Parents". Mondo Politico" .35
Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation .75 .22-05-2008 اطلع عليه بتاريخ.05-10-2018 من الأصل في
for War” from Germany and the Second World War، 246 صفحة،Langer, Walter C. 1972 .36
Clarendon Press: Oxford, 1990 p. 654 31–30 صفحات،Bullock 1962 .37
184–178 صفحات،Murray 1984 .76 Hitler 1998، §2 .38
183 صفحة،Murray 1984 .77 Hamann 1999 .39
147 صفحة،Kee 1988 .78 Hitler 1998، §7 .40
419–418 صفحات،Weinberg 1980 .79 Shirer 1961 .41
428 صفحة،Weinberg 1980 .80 51–50 صفحات،Bullock 1962 .42
431 صفحة،Weinberg 1980 .81 53 صفحة،Shirer 1990 .43
Middlemas, Keith .82
239 صفحة،Keegan 1987 .44
447 ,432 صفحات،Weinberg 1980 .83
52 صفحة،Bullock 1962 .45
72 صفحة،Hildebrand 1973 .84
,Alastair Jamieson .46
447 صفحة،Weinberg 1980 .85
,Rosenbaum, Ron .47
Dilks, David “`We Must Hope For The Best and Prepare .86
Lewis 2003 .48
For The Worse’” from
Dawidowicz 1986 .49
448 صفحة،Weinberg 1980 .87
240–238 صفحة،Keegan 1987 .50
Overy, Richard “Germany and the Munich Crisis .88
60 صفحة،Bullock 1962 .51
457 ,453–452 صفحات،Weinberg 1980 .89
Picture of Hitler". Historisches Lexikon 1919" .52
49 صفحة،Overy 1989 .90
اطلع عليه.07-11-2015 مؤرشف من الأصل في.Bayerns
259 صفحة،Murray 1984 .91 .22-05-2008 بتاريخ
.Bullock, A .92 Fest 1970 .53
200–198 صفحات،Kee 1988 .93
,MAX BELOFF .130 202–201 صفحات،Kee 1988 .94
.Mason, Tim & Overy, R.J .131 203–202 صفحات،Kee 1988 .95
92 ,37–36 صفحات،Kershaw 2000b .132 463–462 صفحات،Weinberg 1980 .96
Weinberg, Gerhard “Hitler's Private Testament of 2 May .133 -2013 مؤرشف من الأصل في.Man of the Year". Time" .97
1938” pp. 415–419 from .22-05-2008 اطلع عليه بتاريخ.18-05
253–252 صفحات،Bloch 1992 .134 463 صفحة،Weinberg 1980 .98
Weinberg, Gerhard "Hitler and England, 1933–1945 .135 Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation .99
257–255 صفحات،Bloch 1992 .136 for War” from Rothwell, Victor
Bloch, Michael .137 .passim ,)Ian Kershaw 2000( .100
Hakim 1995 .138 Rothwell, Victor .101
Seven Years War? (https://time.com/time/ .)October 1939 2( .139 507–506 صفحات،Weinberg 1980 .102
.) تايم ( مجلة,magazine/article/0,9171,789000,00.html) .Watt, D.C .103
https://web.arc( نسخة محفوظةRetrieved on 30 August 2008 162–161 صفحات،Strobl 2000 .104
hive.org/web/20130827065022/http://www.time.com/time/m
170–168 صفحات،Strobl 2000 .105
2013 أغسطس27 )agazine/article/0,9171,789000,00.html
][وصلة مكسورة
Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and Preparation .106
.على موقع واي باك مشين
for War from
141 صفحة،Rees 1997 .140
61 صفحة،Overy 1989 .107
142–141 صفحات،Rees 1997 .141
Maiolo, Joseph .108
145–141 صفحات،Rees 1997 .142
Weinberg, Gerhard ”Propaganda for Peace and .109
149–148 صفحات،Rees 1997 .143
Preparation For War’ pp. 68–82 from Germany, Hitler and
Hillgruber, Andreas .144 World War II، Cambridge University Press: Cambridge,
Lukacs, John .145 Cambridgeshire, United Kingdom, 1995 p. 73
Evans, Richard .146 Weinberg, Gerhard ”Propaganda for Peace and .110
Weinberg, Gerhard Review of .147 Preparation For War’ pp. 68–82 from Germany, Hitler and
World War II, Cambridge University Press: Cambridge,
Bauer, Yehuda .148
Cambridgeshire, United Kingdom, 1995 p. 73
يوليوParkinson's part in Hitler's downfall". BBC. 29" .149
Roberston, E.M .111
اطلع عليه.02-04-2019 مؤرشف من الأصل في.1999
.22-05-2008 بتاريخ Hitler Planning for War and the Response of the Great .112
Powers (1938–early 1939)" pp. 196–234 from
717 صفحة،Bullock 1962 .150
Hitler's Planning for War and the Response of the Great .113
Shirer 1990، §29 .151
Powers (1938–early 1939)" pp. 196–234 from
753 صفحة،Bullock 1962 .152
Rees, Lawrence .114
763 صفحة،Bullock 1962 .153
268 صفحة،Murray 1984 .115
778 صفحة،Bullock 1962 .154
37 صفحة،Marrus 2000 .116
781–780 صفحات،Bullock 1962 .155
38 صفحة،Marrus 2000 .117
775–774 صفحات،Bullock 1962 .156
43 صفحة،Marrus 2000 .118
112 صفحة،Dollinger 1995 .157
269–268 صفحات،Murray 1984 .119
231 صفحة،Dollinger 1995 .158
560–557 ,539–537 صفحات،Weinberg 1980 .120
784–783 صفحات،Bullock 1962 .159
558 صفحة،Weinberg 1980 .121
784 صفحة،Bullock 1962 .160
584–583 ,562–561 صفحات،Weinberg 1980 .122
790 صفحة،Bullock 1962 .161
.Roberston, E.M .123
787 صفحة،Bullock 1962 .162
Hitler Planning for War and the Response of the Great .124
795 صفحة،Bullock 1962 .163
Powers” from Messerschmidt, Manfred “Foreign Policy and
228–227 صفحات،Butler 1989 .164 Preparation for War” from
791 صفحة،Bullock 1962 .165 228 ,210 صفحات،Bloch 1992 .125
792 صفحة،Bullock 1962 .166 Craig, Gordon "The German Foreign Office from Neurath to .126
793 صفحة،Bullock 1962 .167 Ribbentrop" from
798 صفحة،Bullock 1962 .168 harvnb 1989 .127
800–799 صفحات،Bullock 1962 .169 Overy, Richard “Economy Germany, ‘Domestic Crisis’ and .128
مؤرشف.2002 فبرايرHitler's final witness". BBC. 4" .170 War in 1939” from
.22-05-2008 اطلع عليه بتاريخ.25-04-2019 من الأصل في 180–178 صفحات،Robertson 1963 .129
388 صفحة،Bullock 2001 .205 دار.Trevor-Roper, H. (1947). The Last Days of Hitler .171
History of the Bosnian Muslim Nazi 13th SS #" .206 .نشر جامعة شيكاغو
.20-04-2009 مؤرشف من الأصل في."Handzar Division Kershaw 2000b .172
96ff صفحة،Speer 2003 .207 ,V.K. Vinogradov and others .173
Heiden, Konrad .208 ,Hans Meissner .174
The last 12 days of Hitler recalled". The Kingdom. 6" .209 Russia displays 'Hitler skull fragment' ". BBC. 26" .175
اطلع.21-12-2010 مؤرشف من الأصل في.2005 أبريل اطلع.30-05-2019 مؤرشف من الأصل في.2000 أبريل
.22-05-2008 عليه بتاريخ .22-05-2008 عليه بتاريخ
Mein Diat—Adolf Hitler's" .)1998 أكتوبر9( Wilson, Bee .210 Finklestone, Joseph (1996). Anwar Sadat: Visionary .176
.21-03-2005 مؤرشف من الأصل في. نيوستيتسمان."diet مؤرشف من.0714634875:ISBN . روتليدج.Who Dared
.22-05-2008 اطلع عليه بتاريخ .07-03-2012 الأصل في
741 صفحة،Toland 1991 .211 Million Man" .)1995 أكتوبر17( Bierbauer, Charles .177
."7/5/2015 ولوج يتلريخ2 "حقائق عن حياة هتلر موقع شباب.212 March: Its Goal More Widely Accepted than Its
.17-12-2019 مؤرشف من الأصل في .23-02-2017 مؤرشف من الأصل في.Leader". CNN
117–99 صفحات،Rosenbaum 1998 .213 Shirer, p 21 .178
116 صفحة،Rosenbaum 1998 .214 96–94 صفحات،Rißmann 2001 .179
المراجع
Bloch، Michael (1992)، Ribbentrop، New York: Crown Publishing
0140135642:ISBN ، دار بنجوين للنشر،Bullock، A. (1962)، Hitler: A Study in Tyranny
:}} {{استشهاد071539455X:Butler، Ewan (1989)، The Life and Death of Hermann Goering، David & Charles، ISBN
) تكرر أكثر من مرة (مساعدةauthor-name-list parameters الوسيط
9780713156683:Carr، William (1972)، Arms, Autarky and Aggression، London: Edward Arnold، ISBN
Conway، John S. (1968)، The Nazi Persecution of the Churches 1933–45
Hitler, Wittgenstein and their secret battle for the mind : يهودي لينز،Cornish، Kimberley (1999)
Crozier، Andrew (1988)، Appeasement and Germany's Last Bid for Colonies، London: Macmillan Press،
0312015461:ISBN
Dawidowicz، Lucy (1976)، A Holocaust Reader، New York: Behrman House
كتب بانتام،Dawidowicz، Lucy (1986)، The War Against the Jews
Doerr، Paul (1998)، British Foreign Policy، Manchester: Manchester University Press
Dollinger، Hans (1995-03-28)، The Decline and Fall of Nazi Germany and Imperial Japan، Gramercy،
0517123991:ISBN
Fest، Joachim C. (1970)، The Face Of The Third Reich، London: Weidenfeld & Nicolson
Fest، Joachim C. (1974)، Hitler، New York: Harcourt Trade Publishers
Harvard University Press ، معنى هتلر،Haffner، Sebastian (1979)
0-19-:ISBN ، مطبعة جامعة أكسفورد:Hakim، Joy (1995)، A History of Us: War, Peace and all that Jazz، New York
509514-6
الوسيط:}} مطبعة جامعة أكسفورد {{استشهاد،Hamann، Brigitte (1999)، Hitler's Vienna. A dictator's apprenticeship
) تكرر أكثر من مرة (مساعدةauthor-name-list parameters
Hildebrand، Klaus (1973)، The Foreign Policy of the Third Reich، London: Batsford
Hitler، Adolf (1942)، The Speeches of Adolf Hitler, April 1922–August 1939، London: Oxford University Press،
) تكرر أكثر من مرة (مساعدةauthor-name-list parameters الوسيط:}} {{استشهاد0-598-75893-3:ISBN
author-name-list الوسيط:}} {{استشهاد0-374-93918-7:Hitler، Adolf (1973)، My New Order، Octagon Books، ISBN
) تكرر أكثر من مرة (مساعدةparameters
06-05-2022 مؤرشف من الأصل في،0395925037:Hitler، Adolf (15 September)، Mein Kampf، Mariner Books، ISBN
Kee، Robert (1988)، Munich، London: Hamish Hamilton
) (راندوم هاوسKeegan، John (1987)، The Mask of Command: A Study of Generalship، Pimlico
هاتشينسون:Keegan، John (1989)، The Second World War، Glenfield, New Zealand
Kershaw، Ian (1999)، Hitler: 1889–1936: Hubris، New York: W. W. Norton & Company
London: ،)4th . (طKershaw، Ian (2000a)، The Nazi Dictatorship: Problems and Perspectives of Interpretation
Arnold
:}} {{استشهادKershaw، Ian (2000b)، Hitler, 1936–1945: Nemesis، New York; London: W. W. Norton & Company
)= (مساعدة1| :يحتوي االستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ
بيزيك بوكس: والية نيويورك،Langer، Walter C. (1972)، The Mind of Adolf Hitler
0-7553-1148-5:Lewis، David (2003)، The Man who invented Hitler، Hodder Headline، ISBN
Marrus، Michael (2000)، The Holocaust in History، Toronto: Key Porter
Murray، Williamson (1984)، The Change in the European Balance of Power، Princeton: Princeton University
Press
-2022 مؤرشف من الأصل في،0-14-028530-X:Overy، Richard (1989)، The Road To War، London: Macmillan، ISBN
) تكرر أكثر من مرة (مساعدةauthor-name-list parameters الوسيط:}} {{استشهاد16-10
،0393020304:ISBN ، دار بنجوين للنشر،Overy، Richard (2005)، The Dictators: Hitler's Germany, Stalin's Russia
02-12-2022 مؤرشف من الأصل في
Rees، Laurence (1997)، The Nazis: A Warning From History، New York: New Press
Rißmann, Michael (2001), Hitlers Gott. Vorsehungsglaube und Sendungsbewußtsein des deutschen Diktators
3-85842-421-8:Zürich München: Pendo, ISBN ,))(ب (بالألمانية
Roberts، Andrew (1991)، The Holy Fox، London: Weidenfeld and Nicolson
Robertson، E.M. (1963)، Hitler's Pre-War Policy and Military Plans، London: Longmans
بتنام. ب. أبناء ج،Röpke، Wilhelm (1946)، The Solution to the German Problem
، مكملين ناشرون،Rosenbaum، R. (1998)، Explaining Hitler: The Search for the Origins of his Evil
006095339X:ISBN
0-671-72868-7:ISBN ، سايمون وشوستر،Shirer، William L. (1990-11-15)، The Rise and Fall of the Third Reich
1-842-127357:Speer، Albert (2003)، Inside the Third Reich، Weidenfeld & Nicolson History، ISBN
Steigmann-Gall، Richard (2003)، The Holy Reich: Nazi Conceptions of Christianity, 1919–1945، Cambridge; New
0521823714:York: Cambridge University Press، DOI:10.2277/0521823714، ISBN
Strobl، Gerwin (2000)، The Germanic Isle، Cambridge, United Kingdom: Cambridge University Press
0385420536:Toland، John (1991-12-01)، Adolf Hitler: The Definitive Biography، Doubleday، ISBN
Tooze، Adam (2006)، The Wages of Destruction، New York: Viking Press
مؤرشف،0-306-80514-6:Waite، Robert G. L. (1993)، The Psychopathic God: Adolf Hitler، Da Capo Press، ISBN
13-06-2022 من الأصل في
Weinberg، Gerhard (1970)، The Foreign Policy of Hitler's Germany Diplomatic Revolution in Europe 1933–1936،
0226885097:Chicago, Illinois: University of Chicago Press، ISBN
Weinberg، Gerhard (1980)، The Foreign Policy of Hitler's Germany Starting World War II، University of Chicago
)= تم تجاهله (مساعدةlocatio| الوسيط غير المعروف:}} {{استشهاد0226885119:Press، ISBN
Wheeler-Bennett، John (1967)، The Nemesis of Power، London: Macmillan
وصالت خارجية
.) على موقع أرشيف الشارخhttps://archive.alsharekh.org/AuthorArticles/27295( أدولف هتلر
https://web.archive.org/web/20130607060933/http://www.d( المتحف األلماني لتاريخ برلين،) (نص وملف صوتي1932 خطاب من سنة
.)hm.de/sammlungen/zendok/weimar/Reden_Reserve/hitler.html
https://web.archive.org/web/20090324212425/http://dl01.blastpodcast.com/EV( ) مع ترجمة إنجليزية1933 فبراير10( خطاب هتلر
.)TV1History/1531_1135376820.mov
https://web.archive.org/web/20180115095149/http://www.mondopolitico.com/libra( مع ترجمة إنجليزية كاملة.»كتاب هتلر «كفاحي
.)ry/meinkampf/introduction.htm
https://web.archive.org/web/2017052421( 1945 نصوص المناقشات التي دارت في الفترة ما بين شهر فبراير والثاني من أبريل في عام
.)4030/https://archive.org/details/TheTestamentOfAdolfHitler
https://web.archive.org/web/20110809030955/http://www.ei( 1945 أبريل،وصية أدولف هتلر الشخصية وشهادة زواجة من إيفا براون
) (أربعة وثالثونsenhower.archives.gov/Research/Digital_Documents/Holocaust/HitlerMarriageWillPoliticalTestament.pdf
.)صفحة
https://web.archive.org/web/20110809031053/http://www.eisenhower.archiv( تقرير عن الطريقة التي تم بها العثور على وصية هتلر
.) مكتب الخدمات االستراتيجيةes.gov/Research/Digital_Documents/Holocaust/HitlerWillGeneralIntelligence.pdf
Matthew Brzezinski, "Giving Hitler Hell", Washington Post Sunday, July 24, 2005; p. (https://www.washingtonpost.com/wp-dy
https://www.washingtonp( وصف الطريقة التي تم بها العثور على الوصيةn/content/article/2005/07/21/AR2005072101680_5.html)
.)ost.com/wp-dyn/content/article/2005/07/21/AR2005072101680_5.html