Professional Documents
Culture Documents
شرح غاية المراد في نظم الاعتقاد للشيخ أحمد الخليلي
شرح غاية المراد في نظم الاعتقاد للشيخ أحمد الخليلي
المحتويات
ٌ
تمهـيد
ْ ُ َ ِّ ُ
ـد َمـة المق
ل َ
عل ْيه الج َمل الثَّالث َو َما تَ ْ
ش َت ِم ُ ُ ُ
ر ذكْ
ِ ِ ِ
اط َوال ِح َس ُ
اب الص َر ُ
ِّ
اط بِجِ ْسر ٍ م ِ ْث َل َما َز َع ُموا
الص َـر ُ
َ .21وال ِّ
ـــد ٍ م ِ ْث َل َم ْن َذهِـال
اب ب ِ َع ّ ـــس ُ
ِ
َو َما الح َ
َ َ ُ
ـامــة اإلم
ِ
ِ ِ .68إ َّن ِ
تض حي َن َما َو َج َـب ْ امـ َة َف ْر ٌ اإل َم َ
ــر ِط َها َغفِال وط َها ،ال تَكُ ْن َع ْن َش ْ ــر ُ
ُش ُ
اإل َم َامـةُ في اثْـ ٭سـير ٌة فِي َها ِ .69وب ِ
اط ٌل ِ
َ َ َ
ِ
ـو َب َلـــغَا في ا ْل َم ْجد َمـا َك َ
ـمال ـ َن ْين ِ َل ْ
ت أ ُ ُّم الق َُرى ن ُِســخَ ا ِ
َ .70و َب ْعدَ َما فُت َح ْ
صال ان مِــن هِج ٍ
وض َها ا َّت َــرة َمف ُْر ُ
ْ ْ َ َما َك َ
الف ِ ِ
الواحد ِ األَ الحمد هلل ِ
الص َمد ،الذي َل ْم ــرد َّْ َ د، ح َ ُ
ـــب َحانه َت َجلَّى س د، أح ا و ُ
ف ك ه َ
ل يكن م َ
ل و د َ
ل و ي م َ
ل و د يلِ
ْ ُ َ ً ُ ُ ْ ْ ُ ْ ْ َ
ق في ك ِّل َم ْشهود ٍ ُش ُهو ُده، في ك ِّل موجود ٍ ُو ُجو ُدهَ ،وأ َ ْش َر َ
ِ
األلباب
ُ ه ت ف
َ
ََ ُْ ر ع والباطــن، والظاهر
ُ ــر
ُ واآلخ األو ُل
هو َّ
النفوس ب ِ َت َجلِّ َياتِهِ الباهرة.
ُ بآياته الظاهرةَ ،و َو َل َهت
وأشــهد أن ال إله إال اهلل َو ْح َد ُه ال شريك َل ُهَ ،ج َّل
َــد َس عــن الصاحبة عــن األنــداد واألضــداد ،و َتق َّ
األش َباهِ واألمثال ،وهو الكبير ْ واألوالد ،وتعا َلى عن
ا ْل ُم َت َعــال ﴿ ،ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ﴾
[الشورى ﴿ ]11 :ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ
ﭭ ﭮ﴾ [األنعــام ،]103 :أ َ ْن َز َل ُك ُت َب ُه ُت ْت َلى ،وأ َ ْر َس َل
وي ْح َيا َم ْن َح َّي رس َله تترى ،لِيهلِك من ه َلك عن بينةٍ
َ ِّ َ َ َْ َ َ ْ َ َ ُ ُ ُ ََْ
عن َب ِّي َنة.
المحتويات 20
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
اخ َت َت َمعبده ورسو ُلهْ ، ســيدنا مح َّم ًدا ُ َ وأ َ ْش َه ُد أ َّن
وشرفه ب ِ َما َّ بِهِ رساالتِه ،وق ََر َن دعو َته بأعظم ِ آياتِه،
اختصه بِهِ علــى َج ِميع ِ مخلوقاتِه ،أرســ َل ُه رحم ًة َّ
للمتَّقين، وإمامــا ُ ً وســراجا للمهتدين، ً للعا َل ِمين،
جة، الح َّ ه فَوضحت برسالتِه السبل ،وتجلَّت بدعوت ِ
ُ َ َ ْ ُّ ُ َ َ َ ْ
قلوبا واســتنارت بســـنَّتِهِ ا ْلمحجة ،فهدى اهلل بِهِ
ً ُ َ َ َ َّ َ ْ ُ
ــم َع بِهِ آذا ًنا ْ َ س َ أ و ا، ـــي
ْ ً م ع
ُ ا ن
ً يو ع
ُ
غُـــ ْل ًفا ،وبصر بِهِ
َ َّ َ
صمــا ،صلــوات اهلل وســامه عليه ،وعلــى آلِهِ
ُ ُ َ ُ ًّ
ِ
أتباعهِ فــي م ْنهاج ِ الحق ِ وأصحابِــهِ ،وعلى َج ِميع ِ
ِ
والحقيقة ،الذين استقاموا على َس َواء الطريقةِ ،إ َلى
الدين. يوم ِّ
ِ ِ
ف اإلنســا ُن م ْن أيــن جاءَ وإلى أيــن ينتهي، ل َي ْع ِر َ
وليعــرف ما يجــب عليه في رحلتــه بيــن مبتدئِهِ
ََُْ َ
حق ٍ يجب ــم ّ ف اإلنســا ُن أ ْعظَ َ وغايته ،وبذلك َع َر َ
ومعيدِه ،وح ُّقه أ ْن ُي ْف َر َد بالعبادة عليه وهو حق مبدِئِهِ
ُ ُّ ُ ْ
يهه عن َجميع النقائص، وال ي ْشركَ معه غيره ،مع َت ْن ِز ِ
ُ ُ َ
صلت ح الدعوة ألنَّه َله الكمــال ا ْلمطْ َلق ،وبِه ِ
ــذهِ
َ َ َ ُ ُ
الصلــة بين اإلنســان ا ْل َمخْ لوق الضعيــف وخالقه
الر ْب ُط بين ا ْل َم ِســيرالقــوي القاهر ،كمــا حصــل َّ
والع َمــل ِ والجزاء ،والحيــاةِ والموت، ِ
وا ْل َمصيــرَ ،
ِ
والفناء والخلود ،وذلك هو َم ْنشَ ــأ االستقامة على
الخير والوقاية من ضده.
ــرف ََها من ش
َ ُّ
د و َلئِــن كانــت فنو ُن العلــم تســت ِ
م
َ َ ْ َ ْ
وأعظمها شأ ًنا
َ قدراأشــرف العلوم ً َ موضوعاتِها ،فإ َّن
ِ
شبهات الباطل العلم الذي َي ْد َرأ ُ وأثق َلها وز ًنا هو هذا
ُ
براهين الحق الدالَّة عليها، َ وي َجلِّي
عن أق َْدس ِ حقيقةُ ،
وناهيك ب ِ ِع ْلم ٍ موضوعه إثبات وجودِ واجب ِ الوجودِ ِ
ُ ُ ُ َ
وكتب ُه ورســ ُلهُ ل ِ َذاتِــه ،وصفا ُته وأفعا ُلــه ،ومالئك ُته
ِ ِ
ت ه َم ُم ــار ْ
َ َ ب ت
َ لذلك ه، ر
ُ َد
َ ق و ه وقضــاؤ
ُ رُ اآلخ واليوم
ُ
ضمار ،فكان منهم ِ
الراســخين في العلم في هذا ا ْلم ْ
ص ِّل َي ومنهم ا ْل ُم َج ِّلي(((. ا ْل ُم َ
ِّ ْ ِ
اإلمام
ُ ق
ُ ق ح
َ م
ُ ل ا ة
ُ العالمــ هؤالء بين ن
ْ م وقد كان
الســال ِ ِم ُّي ـ رحمه اهلل ٍ نــور الدين عب ُداهلل ِ
بــن ُح َم ْيد َّ ُ َْ ُ
تعالى ورضي عنه ـ ،فــإ َّن مؤلفاتِهِ في علم االعتقاد
ومطَ ال ِ ُع
ينابيــع للفوائد ا ْل ُم َت َدفِّقَةَ ، ُ ومنظومها
َ منثورها
َ
الســاطعة ،ب ِ َما فيها من تبيان ٍ للحق ِ
لشَ ْمسِ الحقائق َّ
ِ ِ
وإبراز ٍ ألدلَّته ،مع َد ْرء ُش َبهِ الباطل عنه ،وإ َّن م ْن بين
قريح ُتــه في هــذا ا ْل َم َجــال قصيد َته َ ت بــه ما جا َد ْ
اي َة ا ْل ُم َراد ِ فِي َن ْظم ِ اال ْعت ِ َقاد ِ»، ـصماءَ التي َس َّماها « َغ َ الع ْ َ
فإنَّها مع اختصارِها وســهولةِ حفظها َج َّمــ ُة الفوائد
انطوت عليه مــن خزائن العلم، ْ عظيمــ ُة العوائد ب ِ َما
وهي ُم َي َّس َر ٌة لطَ َلبة العلم المبتدئين.
((( ا ْل ُم َجلِّي في َخ ْيل ِ الســباق هو الذي يســبق جميع خيل السباق وال
صلِّي هو الذي يأتي من بعده ألنّه يأتي ورأسه بين
يتقدمه غيره وا ْل ُم َ
وي ا ْل ُم َجلِّي ،والصلوان :عظمان ناتئان عن يمين الذنب وشماله،
َص َل ْ
أي أنه يأتي وراءه مباشرة.
ِ
بعض طالب العلم ُ ِّي ن م ت أراد ض ْ وقبل سنين َم َ َ
تعليقــات لطيف ًة علــى أبيات ِ َها، ٍ ــي عليهم أن أُملِ
ْ ْ َ
َي ْحفظو َنهــا بآ َلــةِ التســجيل ليتم َّكنوا مــع َت ْكرار ِ
َ
ب س أح كنت وما الفوائد، شوارد اعها من تقييد ِ سم ِ
َ ُ ْ ُ َ َ
ِ ِ
بين إلى أولئــك الف ْت َيــ َة الطال َ َ ــي َت َع َّدى أ َّن ذلك َس َ
صـــ ُت ُه ْم ب ِ َمــا أ َ ْم َل ْيـــ ُت ُه من بعض ص ْ فخ َ غيرهــمَ ،
ــرأ ُ من الكثير مــن ا ْل ِه َنات، العبارات ،التي ال َت ْب َ
ألنَّها كانت ُم ْر َت َج َل ًة سريعـــة ،وإذا بذلك الشريـط
بتفريغهِ في أوراق، ِ بعض الطــاب ُ ويقوم
ُ ُي َت َد َاو ُل
ِ
كثير من وي ْرج ُع إليهــا ٌ ــت َت َت َد َاو ُل َها األيــديَ ، ظَ لَّ ْ
الب المراكز الصيفية ،فإنَّها طُ ا م ي ــ سالطالب ،ال ِ
ُ َ َّ
مقر َر ًة عليهم أو على أكثرهم على ِع ّلت ِ َها أصبحت َّ ْ
دروس ارتجالية؛ ٌ كيف وهي فــي األصل َ الكثيرة،
ضــ ٌة للخطأ ؟ ومع ذلك فإ َّن َم ْن قام واالرتجال ُع ْر َ
ُ
يف إليها أخطاء أخرى، بتفريغها ال ب َّد ِمــن أ ْن ي ِ
ض
َ ُ ْ ُ
بســبب التباس بعض الكلمات عليه ل ِ َع َدم ِ وضوح
الصوت.
ُوم بتصحيح ِ هذه األخطاء، ق َ أ ن ْ أ اام ز لِه َذا رأَيت ل ِ
َ ً َ َ َ ْ ُ
التعليق
ُ الركِيكة ،ل ِ َي َتالءَ َم هذا ِ
وتعديل ِ ت ْل ُك ُم العبارات َّ
ِ
وه فيماالطالب الذين َر َّو ُج ُ ُ ــد ُهمع الغ ََرض ِ الذي َي ْن ُش ُ
َ ِ َ َ ِ
والعزيـــم َة
َ َ
ة ل ام ت اله َّمة الخ اس َت َث ْر ُ
وكثيرا ما ْ ً بينهم،
النَّائ ِ
ت عليه ألجل ِ ذلك ،ولكن الخمول الذي ُجبِ ْل ُ ْ َ
ة م
َ
السبب في تأخير هذا ن كا مع كثرة األعمال ِ ا ْلمثبطَ ةِ
َ َ ُ َ ِّ
الف ْتح ِ التــي أرادها ُ
اهلل جاءت ســاع ُة َ ْ اإل ْن َجاز ،حتى
أل ْمنِـ َّيةِ وتيسير هذا المأمول ،ف ََها تعالى ل ِ َت ْح ِقيق ِ هذه ا ُ
وتوفيقــهِ في َت ْح ِر ِ
يــر ت ِ ْل ُك ُم ِ أَنا َذا أشــرع بِعــون ِ اهلل ِ
َ
ْ َ ُ َ ْ
ِ
ت صفاءَ العبارات و َتخْ ليصها من الشوائب التي َك َّد َر ْ
والتوفيق والت َّْسديد، َ هذا التعليق ،واهلل أســأ ُله َ
الع ْو َن
وأن يجعل هذا العمل مع سائر أعمالي خالصا لِوج ِههِ
ً َ ْ َ َ َ ْ َ ْ َ َ
ٍ
قدير.
ٌ شيء الكريم ،إنه تعالى على كل
ف :5 قال ا ْل ُم َ
ص ِّن ُ
ْ ُ َ ِّ ُ
ـد َمـة المق
يكن في مقابِل ِ ن ِ ْع َمةٍ ،وا ْل ُم َق َّي ُد: ْ فا ْل ُمطْ َل ُق :هو ما َل ْم
أفضل من المطْ َلق ِ وهو ، ما كان على نعـمةٍ من نِع ِمهِ
ُ ُ َ
ألنَّه واجب واألو َل َن ْفل ،وال َتخْ َفــى من ِز َل ُة الواجب ِ
َْ ٌ ٌ
ِ
صنف َ 5ح ْم َده ُ ــد ا ْل ُمق النافلــة ،ألَ ْجل ِ ذلك َق َّي َ فو َ
ِ
الكائنات إنشاؤ ُه
ُ بكبرى ن ِ َع ِمهِ تعالى وهي لر ِّبه 8هنا ُ
ِ
ت على َّ على غير ســـبق ِ ِمثالٍ ،فإ َّن ج ِميع نِع ِمهِ
ـب ْ
َ َ ت ر ت
َ َ َ َ َ ْ َ
هذه النعمةِ العظيمةِ.
وفي اإلتيان بذلك َب َرا َعـ ُة استهاللٍ ،وهي أن َيأت ِ َي
ا ْل ُم َتكَ لِّ ُم في فات ِ َحةِ كالمه َما ُيــؤذِ ُن ب ِ َمقصوده ،وقد
ِ ِ ُ
الكائنات مقصو َد وصفه ســبحانه بإنشــاء ــبناس َ َ
ا ْلمصـــنِّف ،وهو إثبات وجــوده 8ووحدانِيـــتِهِ
َ ْ َّ ُ ُ َ
واتصافِــه بِج ِميع ِ ا ْلمحامدِ ،فــإ َّن ك َّل ذرةٍ من ذر ِ ِ ِ
ات َّ َّ َ َ َ
ِ
الكائنات شــاه ُد َح ّق ٍ على ُو ُجودِهِ تعا َلى ،إلعالن ِ َها ِ
بِلِســان ِ حالِها أنَّها م ْفت ِقرة ِإ َلى واجب ِ الوجودِ ل ِ َذاتِهِ
ُ ُ ُ َ ٌَ َ َ
ِ
الكائنات الع َدم ِ ِإ َلى الوجــود ،وأل َّن ِ
إلخراجها مــن َ
ِ
وح َد ًة متكاملةً ،وهي بأس ِرها ُتشَ ــ ِّك ُل في َم ْج ُموعها ْ ْ
عجيب ِ ِ
بذلك تــد ُّل على َو ْحدان َّية ُمكَ ِّون َهــا ،كما أ َّن
َ
ِ َّ ِ ِ ِ تناس ِ
الالت على الــد أكبر ــن
وبديع نظامها م ْ َ ــقها ُ
المحتويات 29
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
((( أخرجــه البخاري فــي كتــاب :الزكاة /باب :صالة اإلمــام ودعاؤه
لصاحب الصدقة ( ،)1497ومســلم في كتــاب :الزكاة /باب :الدعاء
لمن أتى بصدقة ( )1078من طريق عبد اهلل بن أبي أوفى.
«ما َكان ا ْل ُهدَ ى َع َل ًمــا» ُم َرا ُد ُه بِهِ أ َّن الصال َة وقو ُله َ
َتتكَ رر على نبينا ژ وعلى آلِهِ وصحبِهِ م َّد َة ا ْنتِصاب ِ
َ َ ْ ُ ِّ َ َّ ُ
الهدى ع َلما؛ أي :عالم ًة يهتدى بِها ،ولذلك سمي بِهِ
ُ ِّ َ َ ْ َ َ ََُْ َُ َ ً
والر َايةُ ،أل َّن ُك ًّل منهما عالم ٌة بارز ٌة الشــامخ َّ
ُ الج َب ُل
َ
ف حو َل َها ا ْل ُم ِر ُيدو ُن، وي ْلـــ َت ُّ ِ ِ
َي ْهـــ َتدي ب َها الســائرو َن َ
الديــن ،ويطْ َلق على القرآن ِ ِ
ــرا ُد بـ «ا ْل ُهدَ ى» ُه َنا ِّ ُ ُ ُ وا ْل ُم َ
ِ
ص َد ُر ُع ُلومهِ. كثيرا ألنه َم ْ ً
المحتويات 33
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ِ
ق َم ْع ُـبودِهِ َتق َُّر ًبا بِهِ ِإ َل ْيهِ من اعتقاد ٍ أو قول ٍ أو َع َملٍ. َح ِّ
ِ ف َّ ِ
اهلل ل ِ ِع َبادِهِ م َّما
الش ْرع ِّي :ما َش َر َع ُه ُ
وهو في العر ِ
ُْ
يقَربهم إ َليــهِ ِمما أ َ ْنز َله في كتابِهِ أو جاء على لِســان ِ
َ َ َ َّ َ ُ ْ ُ ِّ ُ ُ
ِ
َر ُســولِهِ من اعتقاد ٍ أو عبــادةٍ أو شــريعةٍ .وهو ب ِ َهذا
ــد ٌر إال َو ْحي اهلل تبارك وتعالى، ص َ ا ْل َمعنى َل ْي َس َل ُه َم ْ
ينالد ُ ض ُع للت َّْج ِر َبــةِ وال لِغ َْي ِر َها ،ولذلك كان ِّ فال َيخْ َ
ِ ِ
ت بِهِ ُك ُت ُـب ُه َ ْ جاء الذي اإلسالم
ُ وهو ا، د
ً واح عنـــد اهلل
َ
وبلَّغَـــ ْت ُه ُر ُســـ ُل ُه ،قال تعا َلــى﴿ :ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ َ
ﭼ ﴾ [آل عمــران ]19 :وقــال ﴿ :ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ
ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ﴾ [آل عمران.]85 :
ين ال ُي ْع َذ ُر َ
أح ٌد ِّف 5هنا أ َّن ِّ
الد َ صـن ُ وقد أَفَا َد ا ْل ُم َ
تكليفهِ بِهِ.
ِ ب ِ َج ْهلِهِ إ ْن َج ِه َل ُه َب ْع َد
ِ ِ ِ ِ
ام ما فيه َمشَ َّقةٌ .واصط ً
الحا: يف» ُل َغةً :إ ْل َز ُ و«ال َّتكْ ل ُ
اهي ِإ َلى ا ْل َمخْ ُلــوق ِ ِم ْن ق ِ َبل ِ ِ األوام ِِ ِ
ــر والن ََّو يه
َت ْوج ُ
َخال ِ ِقهِ تعا َلــى ،فَيتر َّتب على امتـــثالِهِ َنيل الثواب ِ
ْ ُ َََ ُ
العقَاب .وهو مشروط بثالثةِ وعلى تركِهِ استِحقَاق ِ
َ ُْ ٌ ْ ُ َْ
أ ُ ُمور ٍ هي:
المحتويات 35
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
(أ) َ
العق ُْل
(ب) ُ
الب ُلو ُغ
( ج ) قِيام الح َّجةِ على المكَ لَّفِ
ُ َ ُ ُ
ت بِهِ المعنى في الدليل ،وهــو ما ث ََب َ ُ والح َّج ُة هي ُ
ِّ
فالعقل ُح َّج ٌة في
ُ اء كان عقل ًّيا أو شــرع ًّيا، الذ ْهن ِ َس َو ً
االت واســتحا َلةِ ِ معرفةِ اهلل ِ تعالــى واتصافِــهِ بالكَ َم
ــر ُع ُح َّج ٌة في ذلك وفيما َع َداه. َّ
والش عليه، ال َّنقَائِص ِ
ْ
وقيام الح َّجةِ هو ظهورها ،أل َّن ل ِ ْلقَائِم ِ ِميز ًة على َغي ِرهِ
ْ َ ُ ُ ُ
الظ ُهورِ. في ُّ
سائر التكالِيفِ ،وإنَّ َما َي ْسق ُُط عنه ما َع َج َز َ عنه ط ُ
يس ِ
ق ُ ْ
عليــهِ ،لذلك قال َ ْر َــد
َ ق ما عنــه ،ويتعلَّــق ب ِ ِذمتِــهِ
َ َ َ ُ َّ
ٍ
ــيء َفأْتُــوا م ِ ْن ُه َما ِ َ َ
رســول اهلل ژ « :إذا أ َم ْرتُكُ ْم ب َش ُْ
اس َت َط ْع ُت ْم»(((.
ْ
((( أخرجه اإلمام الربيع في كتاب :الحج ،باب :في فرض الحج ()394
من طريق أنس بن مالك.
أسئلـة:
موجزا عنه ،بذكر
ً ً
تعريفا َم ْن هو ناظم القصيدة؟ اكتب .1
مولده ووفاته وبعض شيوخه وتالمذته ومؤلفاته.
موجزا عنه،
ً ً
تعريفــا َ .2م ْن هو شــارح القصيدة؟ اكتب
بذكر مولده وبعض شيوخه ومؤلفاته.
.3ما السبب الذي دعا الشارح إلى كتابة شرحه هذا؟
.4ما اسم كتاب الشارح في التفسير؟
عرف الحمد والشكر في اللغة العربية؟
ّ .5
عرف الحمد والشكر اصطالحا؟
ّ .6
.7ما الفرق بين الفضائل والفواضل؟
.8للحمد قسمانّ ،فرق بينهما واذكر أفضلهما؟
.9ما معنى براعة االستهالل؟ وهل كان الناظم بار ًعا في
استهالل قصيدته؟
.10اذكر معنى البيت األول على سبيل اإلجمال؟
.11هــل يختلــف معنى الصــاة فــي اللغــة باختالف
المصلِّي؟
ُ
المحتويات 38
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
َّ ذِكْ ُر ُ
الج َمل ِ الثال ِ
ث
عل ْيه ش َت ِم ُ
ل َ َو َما تَ ْ
((( أخرجه اإلمام الربيع في كتاب :الجهاد /باب :جامع الغزو في سبيل
اهلل ( )464من طريق ابن عباس.
((( أخرجــه البخاري في كتــاب :اإليمان /بــاب« :فإن تابــوا وأقاموا
الصالة» ( ،)25ومســلم في كتاب :اإليمان /باب :األمر بقتال الناس
حتى يقولوا ال إله إال اهلل (.)22
وب ْي َن ر ِّبهِ ســبحانه ألَ ْن َي ْل َت ِز َم طا َع َته ،أل َّن معنى ذلك َ
أنَّه ال معبود بِحق ٍ إال اهلل ،والعبادة هي منتهى الطاعةِ
ََُْ ُ َْ َ َ ّ
ِ
ــر َب ْع َد ذلك على ضوع ِ واالنقياد ،فإ ْن أ َ َص َّ وغاي ُة الخُ ُ
ْضا ق ن ذلك كان صيتِهِ وتجرأ َ على انتهــاك حرماتِهِ ِ
ً َ ُُ َ َ َ َّ َم ْع َ
ل ِ َهذا ا ْل ِميثاقِ.
التفسير :ما جاءَ في حديثِ ابن ِ ِ والدليل على هذا ُ
ِ
أفضل الصالة والسالم ـ « :فإذا ُ ُع َم َر م ْن قولِهِ ـ عليه
ــم وأموا َل ُه ْم إال ه اء م فَع ُلوا ذلك فقــد عصموا ِمنِّي دِ
ْ ُ َ َ َ َ ُ َ
«إلالرواية األخــرىَّ : ق اإلســام» ،وقو ُل ُه فــي ِّ ب ِ َح ِّ
أشار ِإ َلى أ َّن ل ِ َه َذا اإلسالم ِ الذي ُي ْسلِ ُم ُه حيث َ ُ ب ِ َح ِّقها»،
ِ َّ َ ِ العبد بِه ِذهِ الجم َلةِ
الوفَاء بِهِ.
َ ن
َ م هُ ل د ب
ُ ال ا ًّ
ق ح
َ ُ ْ ُ َ
ِ
ت ب ِ َها ت ب ِ َها ن ُْطـ ًقا َحـف ْظ ََ .6و ِإ ْن أَ َت ْـي َ
ـــب ُي ب ِ َها ُح ِظالالس ْ
ِ
لل َّنفْــس ِ َوا ْل َمالَ ،و َّ
ِ
ِ ــذهِ الجملةِ
النطق بِه ِ
النفس البشــريَّ َة م َن َ ن
ُ و ص ُ ي
َ ُّ ْ ُ َ
وي َت َر َّت ُب على ذلك ِ ِ الح ْكم ِ عليها بأحكام
ينَ ، المشرك َ ُ
ِ
ــفك ِ َدمــهِ أو ُغ ْنم ِ مالِهِ أو َص ْو ُن َم ْن َنطَ َق ب ِ َها َع ْن َس ْ
ِ الشــر ِ
ص ُه ْم منه ـ في ُح ْكــم ِ الظاه ِر ـ إال ُ
ك ،وال ُي َخلِّ
ِّ ْ
ــث صروحه وهو النُّطْ ــق بِه ِذهِ ما َي ُه ُّ
ُ َ وي ْج َت ُّ ُ ُ َ ــد ْأر َكا َنه َ
ناشــ ًئا على اإلســام ُم َؤد ًِّيا الجملــةِ ،أما مــن كان ِ
َّ َ ْ
وضهِ قائ ِ ًما بِشَ َعائ ِ ِرهِ فهو في ِع َدادِ المؤمنين و َل ْو َل ْم ل ِ ُفر ِ
ُ
ِ
َي ْنط ْق ب ِ َها.
ِ
اإليـــمان ِ إلى ال ُق ُلوب ِ في َ د
ُ ا ن
َ إس
ْ : هؤالء وح َّجـــ ُة ُ
ُّصوصِ ،كما في قولِهِ َت َعا َلى ﴿ :ﮡ ﮢ كثير من الن ُ
ٍ
ﮣ﴾ [المائــدة ]41 :وقولِــهِ ﴿ : 8ﮆ ﮇ
ﮈ ﴾ [النحل.]106 :
وال ِ
ْض ُل التصريح ب ِ َهــا ُنطْ قًا أَف َ
َ َّ
ن أ فــي الف
َ خ
َوأ َ ْك َم ُل.
الب ْيتِ ب ِ َم ْعنىُ :منِ َع. ِ
و«حظ َل» في َ ُ
أسئلـة:
ما أول ما ُيك ّلف به اإلنسان؟ .1
.2ما الفرق بيــن الجملة فــي االصطالحين العقدي
والنحوي؟
.3لماذا عبَّر الناظم عن الجملة بثالث ُجمل؟
.4ما أركان الجملة؟ اذكرها مع الشرح.
.5لماذا اكتفى بعض العلماء برك َنين من الجملة؟
.6للجملة تفسيران ،ما هما؟ وما الدليل عليهما؟
وي ْم َن ُع َس ْب ُي ذريته؟ .7متى ُي ْح َف ُظ ُ
دم اإلنسان وماله ُ
.8هل يكفي التصديق القلبي بالجملة؟
ِ ِ
ذلك َج ْز ًما.ين»َ :ن ْع َتق ُد َ وم ْع َنى « َند ُ َ
اإل َلـهِ واألصل في ِ ِ
ُ اهلل سبحانه، الع ْرشِ» هو ُ و«إ َلـ ُه َ
ـــبود ،فهو فِ َع ٌ
ــال ب ِ َم ْع َنى أيَ :م ْع ُ أنَّه ب َم ْع َنىَ :مأْ ُلوه؛ ْ
ِ
ِ
ص َم ْف ُعــول ،كـ :ك َتاب ب ِ َم ْعنــى َم ْك ُتــوب ،وإنَّما ُخ َّ
ــر ِع ِّي ل ِ َع َدم ِْ َّ
الش ِ ح االصطــا فــي با ْلم ْعـــبودِ ب ِ َح ّق ٍ
ُ َ
ِ
اط َلةِ التي َت ُكو ُن م َّمن ا َّت َخ َذ َم َع االعـــتِدادِ بالعبادة الب ِ
َ ْ َ
آخ َر. ـها َ َ
ل اهلل ِ ِ
إ
ً
وقات اهلل ِ سبحانه. ِ ش» هو أ ْعظَ ُم َمخْ ُل و«الع ْر ُ
َ
المحتويات 49
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
الب ْيتِ :أَنَّـ َنا َن ْعـــ َت ِق ُد اعتِقَا ًدا جاز ِ ًما أ َّن ِإ َلـ َه
وم ْع َنى ََ
الع ْرش ِ سبحانه و َت َعا َلى َل ْي َس َل ُه ِش ْب ٌه وال ن ِ ٌّد وال َم َث ٌل. َ
ق َب ْي َن َه ِذهِ الثالثة: َ
والف ْر ُ
ــب ٌه شَ : َــال
ُ ق وي ،ــكون ٍ
ُ َس ف ٍ
ــر س كَالشــبه ـ ب ِ أ َّن ِ
َ ُ ُ ْ ْ
بِالتَّح ِريك ِ و َشــبِيه َكع ِظيم ٍ ـ :هو ا ْلمساوِي في أ َ ْغ َلب ِ
َُ ُ َ ٌ َ َ ْ
الص َف ِ
ات. ِّ
ِ ِ
َـــال :م ْث ٌل بِكَ ْس ٍر
ُ ِ
َوأ َّن ا ْل َم َث َل ـ بالت َّْح ِريكُ ،
ويق
يل ـ ُ :ه َو ا ْل ُم َساوِي في َجميع الصفات. ٍ ِ
ف َُس ُكون َو َمث ٌ
الصـةُ ذلك أ َّن اهللَ 8ال ُي ْشبِ ُه شي ًئا وال ُي ْشبِ ُه ُه و ُخ َ
شــيء ،فهو ُم َباي ِ ٌن ل ِ َمخْ لوقاته فــي ك ِّل أوصافِه ،فال ٌ
خالق ــات َخ ْل ِقهِ ق ُّ
َــط ،ألنه ِ ص َف يوصف بِشَ ــي ٍء من ِ
ُ ْ ُ َ ُ
ِ
وش ْر ًعا أ ْن ُت ْشبِ َه َّ
الصـــ ْن َع ُة يل َعق ًْل َ الخلقَِ ،
وي ْســ َتح ُ
َصان ِ َع َها.
ِ
وكيف يكون م ْث َلها وهو األَ َزل ِ ُّي األَ َبد ِ ُّي الذي َل ْم
يســبِق وجوده ع َدم وال يع ِ
ف ــم َي َت َوقَّ ْ ْ َ
ل و ، اء
ٌ ن
َ ف
َ ــه
ُ ب ق
ُْ ُ َ ْ ْ ُ ُ َُ َ ٌ
ُوجو ُده على ُوجودِ غيره ،وإنَّمــا ُوجو ُد ُك ِّل ما َع َد ُاه
ٍ ِ
أخ َر َج ك َّل شــيء من بوجوده ،فهو الذي ْ ما كان إال ُ
ص، العدم ِ ِإ َلى الوجــودِ ،ومعنى هذا أ َّن ما عداه ناق ِ
ٌ ََ ُ َ َْ ُ ُ ََ
ِ
ــرهِ من َمظَ اه ِر ال ا ْلمطْ َل ُق ،وما بِغَي ِ
ْ ــد ُه الكَ َم ُ ُ و َل ُه َو ْح َ
ِ ِ
الكمال ِ فهو م ْن عندِه ن ِ ْع َم ًة أ َ ْس َبغ ََها عليه وح ْل َي ًة َزيَّـ َن ُه
ِ
عرفَنا ســبحانه ب ِ َن ْف ِســه عندما قال ﴿ :ﭡ ِ
ب َها ،وقد َّ
ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾ [الشــورى ،]11 :وقال:
﴿ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﴾
[الحديد.]3 :
هذا وال ينافِي ذلــك ما نجِده في بعض ِ مخْ ُلوقَاتِهِ
َ َْ َ ُ ُ ُ
ِ ِ ِ
ــات الَّ َ ِ
ــاف ب ِ َب ْعض ِ ِّ ِ
ــي َمظَ اه ُر َ ه تي ف الص
ِّ ص
َ ت اال ــن م
والع ْلم ِ والقُدرة؛ِ لِكَ ماالتِهِ ،كالحياةِ والســمع ِ والبص ِر ِ
َْ َ َ َّ ْ َ
ات الخلق ِ في وص َف ِ ات الحق ِ ص َف ِ لِلتَّباين ِ العظيم ِ بين ِ
ِّ ُ
ٍ ك ،ف ِ ك ِّل َشي ٍء ِمن َذل ِ
بأي شيء اف ا ْل َمخْ ُلوقِ ِّ ص َ َ ِّ
ت ا َّ
ن َإ َ ْ ْ ُ
ِ ِ
َض ًل َل ُدنِّـــ ًّيا ضا َر َّبانـــ ًّيا وف ْ ــم َي ُك ْن إال ف َْي ً ْ َ
ل لك َ
ذ ن
ْ م
ِ ِ اخ َت َّ ِ
افص ُ ص به تعا َلى َم ْن شــاءَ م ْن َخ ْلقــه ،بينما ا ِّت َ
يره . 8 يأت ِم ْن قِبل ِ َغ ِ ِ م َ
ل ي الحق بذلك َذات ِ
ِّ
َ ٌّ ْ
اتصاف ا ْل َمخ ُلوقِ ال َي ْع ُدو أ ْن َي ُكو َن
َ وم َع هذا فإ َّن َ
ِ ِ نِ
ف بِه ض ِّم ما يتَّص ُ الشى في خ َ ــب ًة َم ْحدود ًة َتكَ ا ُد َت َت َ س
ْ َ
ِ
ــاالت ،ف َُه َو َو ِإ ْن أُوتِي م َن العلم ِ
ِ ِمن أض َدادِ
َ مَ الكَ هذه ْ ْ
ص ِر ما كان به آي ًة بين الخلق؛ والب ِ ع والســم والقدرةِ
َ َ
ِ
َّــز ُر الذي ــه من حقائق ِ هــذه الصفات إال الن ْ َل ْي َس َل ُ
يس ب ِ َما َي ْز َخ ُر به من أضدادِ َها، ال يكاد ي ْذكر إذا ما ق ِ
َ ُ َُ
فإ َّن ما َي ْع َل ُم ُه ال ُيســاوي شــي ًئا ب ِ َجانِــب ِ ما َي ْج َه ُله،
أسئلـة:
ّبين معنى كلمة (اإلله) في اللغة واالصطالح؟ .1
.2لماذا عبَّر الناظم عن اهلل تعالى بأنه (إله العرش)؟
والند والمثــل؟ وما معنى نفيها
ّ .3ما الفرق بين الشــبه
عن اهلل تعالى؟
.4هل هناك فرق بين اتصاف اهلل تعالى بالحياة والسمع
والبصر والقدرة واتصاف خلقه بها؟
عرضا؟
ً جسما وال
ً .5ما الدليل على أ َّن اهلل ليس
.6ما معنى أ ّن اهلل واحد في ذاته؟
.7مــا معنــى أ َّن اهلل واحــد فــي صفاته ،مــع اتصاف
المخلوقات ببعضها؟
.8ما معنى أ َّن اهلل واحد في العبادة؟
.9هل دعوة الناس إلى التعــاون ُتنافي إفراد اهلل بالدعاء
واالستعانة؟
ــرا ُد ب ِ َها َن ْف ُي ي وإن كانت دالَّــ ًة على معان ٍ اعتبارِيةٍ
َّ ُ َ ََ ْ ْ
العلِ َّيةِ. أض َدادِها عن َّ ِ
الذات َ َ ْ
َّ ً ِ
والف ْرقِ بينها الصفات الذاتية َ ِّ بيان ن
أول ْم وال ُبد َّ
الصفات الفِ ْعل ِ َّيةِ. وبين ِّ
ات واجب ٌة ل ِ َذاتِهِ تعالى ِ ِ
فات الذاتية :ه َي ص َف ٌ فالص ُ ِّ
ت َلكَ ا َن سبحانه االت ،و َلو ا ْن َت َف ْ أ َ َز ًل وأ َ َب ًدا ألنَّها َك َم ٌ
بأض َدادِها ،وهي مستحيلةٌ؛ ألنَّها دالَّ ٌة على َم ْو ُصوفًا ْ
ِ
ف بِهِ ُم ْبــدِئُ الوجودِ .م ْن ِ
يســتحيل أ ْن َيتَّص َ ُ َن ْقص ٍ
ِ أ َ ْجل ِ َه َ
ات ــذا َعبَّ ُروا عن الصفات الذاتيــة بأنَّها ص َف ٌ
صفات أضدادِ َهــا بأنَّها وعن ، 8 واجب ٌة في ح ِّقــهِ
ٌ ْ
مستحيل ٌة عليه.
ِ
وغيرها من صفات ال َّن ْقصِ، والص َمم ِ َ
والع َمى َّ جهل ِ
وا ْل ْ
مستحيل عليه تعالى.
ٌ وهو
ف ب ِ َها فيما ال َي َزا ُل ِِ ِ
ص َ ـــعاله َفقَد ا َّت َ ات أ ْف َ أ َّما ص َف ُ
وب ْعثِ ِه ْم ِ ِ ال في األَ َزلَِ ،ك َخ ْلق ِ َ
الخ ْلق ِ وإحيائ ِه ْم وإما َتت ِه ْم َ
ِ وحساب ِ ِهم ،وجز ِاء ا ْلمح ِ ِ
بالح ْس َنى وا ْل ُم ِسيء ُ منهم ِ ن س ُ ْ َ َ ْ َ َ
الك ُتبِ، الر ُســل ِ وإنــزال ِ ُ ِ ِ ِ
وب ْعــث ُّ منهم ب َمــا َعم َلَ ،
ــطالكائنات ِمن البس ِ ِ األم ِر فــي جميــع ِ و َت ِ
َ َْ صريــف ْ ْ
واإليجادِ ِ
والخ ْفض ِ وال َعطَ ــاء وا ْل َم ْنع ِ ِ ْ َ َ والر ْفع ِ والق َْبض ِ َّ
ِ ِ ِ
ف ب ِ َها ُ َ ُوص ي مــا َّ ن إ الصفات تلك ميع
َ َ ج َّ
ن فــإ ، اء واإل ْف َن
تعا َلى فيما ال ي َزا ُل ال في األَ َزلِ ،إ ْذ َلم ي ُكن في األزل ِ
ْ َ ْ َ
ِ ِ
اء وال َم ْن ٌع وال َرف ٌْع ياء وال إ َماتــ ٌة وال َعطَ ٌ َخ ْل ٌق وال إ ْح ٌ
ِ
ض وال َش ْي ٌء م ْن َه َذا ُكلِّهِ، ض وال َب ْس ٌط وال ق َْب ٌ وال َخ ْف ٌ
إ ْذ َل ْم َي ُك ْن َث َّم ُو ُجو ٌد إال ُو ُجود الح ِّق تبارك وتعا َلى.
ص َف ِ ات و ِ
الــذ ِ َّ ص َف ِ ومنهم مــن َفرقَ بيــن ِ ِ
ات َ ات ُ ْ َ ْ َّ ْ
األَف َْعال ِ بـ :
امع أض َدادها في الوجودِ ِ ِ ِ
ُ ُ َ َ أ َّن ص َفات األفعال ُت َج ُ ْ
كاإلحيــاء واإلماتةِ واإلظهار ِ ِ
اختــاف ا ْل َم َحلِّ، ِ ِع ْن َد
المحتويات 61
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
واإل ْذالل ِ
واإل ْع َزاز ِ ِ ِ
والعطاء والمنع ِ ِ ِ
َّص ِر
ْ ن وال واإلخفاء
ــذالن ِ ِ
اهلل فُال ًنا وأ َ َم َ
ــات فُال ًنا، ُ ــىي ح
َْ َ أ : َال
ُ ق في
ُ ، ْ والخ
ض فُال ًنا، وخ َف َ
وم َن َع فُال ًناَ ،و َرف ََع فُال ًنا َ وأ َ ْعطَ ى فُال ًنا َ
ص َر فُال ًنــا َو َخ َذ َل فُال ًنا،وأ َ َع َّز فُال ًنــا وأ َ َذ َّل فُال ًناَ ،و َن َ
وب َس َط َك َذا َو َم َن َع َك َذاَ ،وأ َ ْو َج َد َك َذا َوأ َ ْف َنى َك َذا ،مع أ َّن َ
ض ِّدهِ.ُك ًّل منها مقَابل ب ِ ِ
ُ َ ٌ
ِ ــات َّ ِ
أض َدا َدها في ُ ْ ــع ام الذات فال ُت َج وأ َّما ص َف ُ
وز أ ْن ُيقَا َل:الوجودِ َو َل ْو َم َع اختالف ا ْل َم َحلِّ ،فال َي ُج ُ ُ
وج ِه َل كذا ،أو ق ََد َر على كذا و َع َج َز عن كذا اهلل معلِ
َ َ َ ُ
ِ ِ
وص َّم
ص َر كذا و َعم َي عن كذا ،أو َسم َع كذا َ كذا ،أو أ َ ْب َ
عن كذا.
الذاتِ هو ما ع َليهِ
َ ْ َُ الذاتِ هِــي َع ْي َن َّ ص َفاتِ َّ وكو ُن ِ
َْ
َ
ِ
ك ِإ ْم َعا ٌن وم ْن َن َحــا َن ْح َو ُه ْمَ ،و َذل َ اب َنا َوا ْل ُم ْع َتز ِ َلةُ َ أَ ْص َح ُ
يهه عن مشَ ــابهةِ َغي ِرهِ ِ ِ َ حيدِهِ ِ
ََ ْ ْ ُ َ ز نْ ت
َ و ى ل ا ع ت
َ
َ َ َ َ و كَ ار ب ت
َ في َت ْو
ِ واالفْتِقَار ِ إ َلى ما ِ
تباركَ ــو ُاه ،ف َُه ْم َيقُو ُلــو َن بأَ َّن اهللَ َ َ س َ
ِ
االتَ ،و َل ِك ْن م ْن ِ ـمَ الكَ ك َ ْ
ل وتعا َلى موصوف بِج ِميع ِ ت ِ
َْ ُ ٌ َ
اجةٍ إلى ما ِس َواه. َغ ْي ِر َح َ
ِ
يق َّيةًَ ،و َل ِك ْن ب ِ َذاتِهِ م ْن † فَهو تعا َلى حي حيــا ًة ح ِق ِ
َ َ ٌّ َ َ َُ ََ
ص َفةٍ َزائ ِ َدةٍ َع َلى َذاتِــهِ قَائ ِ َمةٍ ب ِ َها َغي ِر أ ْن يحتــاج ِإ َلى ِ
َ َْ َ ْ
ُت َس َّمى َح َيا ًة.
شيء ِع ْلما َح ِقيق ًّياِ ،م ْن ِ ٍ † وهو َعلِيم ب ِ
غير أ ْن ً ل
ِّ كُ ٌ
ومات ُ
ل ع الم ا ه ِ ب ى َّ ل ج ت ت ِ ه ص َفةٍ زائدةٍ على ذات ِ يفتقر إلى ِ
ُ َ َ ْ َ َ َ َ
غير وجودِ ِ
ل ِ َذاتِه ُتســ َّمى ع ْلما ،وإنَّما ع ْلمه بذاته م ْن ِ
ِ ِ ِ ِ
ُ ُ ً
واسطةٍ بينها وبين معلوماتِهِ.
َ َ
ث َتـــ ْن َف ِع ُل ِ ِ ِِ ِ
† وهو قَد ٌير ب ِ َذاته ق ُْد َر ًة َحقيق َّيةً ،ب ِ َح ْي ُ
اء ان ِفع ًال تاما حســب اإلرادةِ ِ َ ل ِ َذاتِه ج ِ
ًّ َ ْ َ َ َ ْ ـــي
َ ش
ْ أل ا يــع
ُ م َ
الذ ِ
ات اسطَ ةٍ َزائ ِ َدةٍ َعن َّ الربانِيةِِ ،من َغي ِر احتِياج ٍ إلى و ِ
َ ْ ْ ْ َ َّ َّ
َت ُكو ُن َس َب ًبا في َه َذا اال ْن ِف َعال ِ َو ُت َس َّمى ق ُْد َر ًة.
المحتويات 63
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ات َلو كانت عين َذاتِهِ َكما استدَ ُّلوا بِأَ َّن ه ِذهِ الص َف ِ
ْ َ َ ْ َ َ ْ ِّ َ َ َْ
احدة ،ومعنى َذلِك أ َّن ِ ِ
الع ْل َم ُه َو َع ْي ُن َ ت َو َ ً َ َ ْ َت َعا َلى َلكَ ا َن ْ
ِ ِ القُدرةِ
ــم َع هو َع ْي ُن َّ ْوالس ع ــم الس
َ ْ ُ َّ ْ ن ي ع
َ ي ه ةَ ر َ ُد
ْ ق وال َْ
ول َغ ْي َرص َفةٍ ِم ْن َها َم ْد ُل ً اطل ألَ َّن ل ِ ُك ِّل ِ ِ
ك َب ٌ
ِ
ص ِرَ ،و َذل َ الب َ
َ
ِ
الص َفة ا ُ ِ
أل ْخ َرى. َم ْد ُلول ِّ
الجواب عن االستِدْ الل ِ األول ِ
َّ ْ َو َ َ ُ
َّ ِ بِأَ َّن ق ِ
الشــاهد ِ َغ ْي ُر ُم َســلَّمٍ؛ ل ِ َما اس الغَائِب ِ َع َلى َ ي
َ
الخ ْلـق ِ
َ ِ
الخالق ِ ب ِ
َ ِ ِ
ي َؤدِّي ِإ َليهِ من َت ْشبِ
ـو َمـا قَطَ َع َ َه
ُ و ، يه ْ ْ ُ
ــه َت َعا َلى ﴿ :ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ َداب ِ َر ُه ق َْو ُل ُ
ﭧ ﴾ [الشورى.]11 :
ضي ِإ َلى َما َل ْم القيــاس ِ ي ْف ِ ع َلى أ َّن َفتح باب ه َذا ِ
ُ َ ْ َ َ َ َ َ
الء القَائِسو َن َوال َغ ْير ُهم ِم ْن َه ِذهِ ا ُ ِ
أل َّمةِ ،ف َِإنَّ َنا ُ ْ ُ َي ُق ْل ُه ُ
هؤ
اه َد ي ُكو ُن موجودا بِال ِع ْلم ٍ ق َُّط وال قُدرةٍ ِ َّ َّ ِ
َْ َ َْ ُ ً َ َنج ُد أن الش
ص َع َلى األَ َّول ِ ق َْو ُل ُه َت َعا َلى ﴿ :ﯤ ﯥ ق َُّطَ ،ك َما َن َّ
ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﴾ [النحلَ ،]78 :و َت ُد ُّل
الع ْلم ِ ا ْلمشَ ــاهدة ع َلى الثَّانِيُ ،ثم تحدث َلــه م َلكَ ُة ِ
ُ َ َّ َ ْ ُ ُ ََُ َ ُ
ــي ًئا شَ ويأْ ُخ ُذ فِــي الت ََّدرج ِ فِي ا ْكتِســاب ِ ا ْلمع ُلوم ِ
ات
ْ َ ْ َ َ ُّ ََ
المحتويات 67
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ف َه ِذهِ ا ْل َم َلكَ ُة ع ض ت ف عالض ف يئا ،و ِعندما يدب ِإ َليهِ
ْ ُ ْ ُ ُ َ َّ َشَ ْ ً َ ْ َ َ َ ُ ُّ ْ
ِ ِ ِ فِ
ك فَ ،وق َْد َي ْج َه ُل َكث ًيرا م َّما َكا َن َي ْع َل ُمَ ،و َذل َ ض ُع ُ يما َي ْ َ
صل ِإ َلى ا ْلمرح َلةِ الَّتي عبر عنها القُرآ ُن بِأَر َذل ِ ِعن َدما ي ِ
ْ ْ َ ْ َ َّ َ َ َْ ُ ْ َ َ
الع ُم ِر فِي ق َْولِهِ َت َعا َلى ﴿ :ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ُ
ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ﴾ [النحــل.]70 :
ات ،ف َِإ َّن ج ِميع حواســهِ و ِم ْثل َذلِك في ســائ ِ ِر الص َف ِ
َ َ َ َ ِّ ِّ َ َ َ ُ
ض ِع َيفةًَ ،و َتأْ ُخ ُذ في الن ُُّم ِّو ِإ َلى أ ْن َت َت َوافَى ِِ
َوطَ اقَاته َت ْب َدأ ُ َ
ــذ في اال ْنتِــكَ اس ِ َك َما قَا َل ــد ٍ ُم َع َّينٍُ ،ث َّم َتأْ ُخ ُ ِإ َلى َح ّ
َت َعا َلى ﴿ :ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﴾ [يس.]68 :
الخ ْلق ِ َل ِز َم ات َ ص َف ِ ص َفات الحق ع َلى ِ و َلو قِيست ِ
َ ِّ َ ُ َ ْ َ ْ
ص َفاتِهِ َكشَ أْن ِ َخ ْل ِقهَِ ،و َي َت َر َّت ُب َع َلى أ َ ْن ي ُكو َن َشأْنه فِي ِ
ُُ َ
ــك أ َ ْن َي ُكــو َن َعال ِ ًما بِالت ََّع ُّلــمَِ ،وأ َ ْن َي ُكــو َن قَادِ ًرا َذل َ
ِ
ِ
ُــد َرةَِ ،وأ َ ْن َت ُكو َن ق ُْد َر ُت ُه َت ْن ُمو بِالت ََّد ُّرج ِ في َم َراحل ِ الق ْ
اتَ ،وق َْد بِممارســةِ متعلِّقَاتِها ،وهكَ َذا في سائ ِ ِر الص َف ِ
ِّ َ َ َ َ ََُ ُ َ َ َ
ِ ص َف ِ ات الحق و ِ ص َف ِ ســبق بيا ُن ما بين ِ
الخ ْلق ِ م َن ات َ َ ِّ َ َ َ َ ََ َ َْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
ق م ْن َمظَ اه ِر ف بِــه ا ْل َمخْ ُلو ُ َّضادِّ ،فَإ َّن ُك َّل َما َيتَّص ُ الت َ
االت ال َي ْع ُدو أ ْن َي ُكو َن ن ِ ْســبِ ًّيا َم ْح ُدو ًدا ِ ات الكَ َم ص َف ِ ِ
أسئلـة:
عندما نقول( :إ َّن أسماء اهلل هي عين ذاته) ،فهل ُيراد .1
وضح ذلك مع بذلك ألفاظ األســماء أم مدلولهــا؟ ّ
الدليل.
ّ .2بين الفروق بين الصفات الذاتية والصفات الفعلية هلل
تعالى؟
.3لماذا كانت صفــات الذات واجبــة وصفات األفعال
جائزة في حق اهلل تعالى؟
أي المذاهب اإلســامية قالت بأ َّن صفات الذات هي
ُّ .4
عين الذات؟ وما دافعهم لهذا القول؟
وضح معنى المقولة الســابقة بأمثلــة من صفات اهلل
ِّ .5
الذاتية؟
.6ما ُح ّجة القائلين بأ َّن صفات الذات هي عين الذات؟
أي المذاهب اإلســامية ذهبت إلى أ ّن صفات الذات
ّ .7
زائدة على الذات ،وما معنى كالمهم هذا؟
اســتدل القائلون بأن صفات الذات زائدة على
ّ .8بماذا
ذاته سبحانه؟ وبماذا ُنجيب على أدلتهم؟
صار ِ َل ُه، بَ أل ا مراده أ َّن اهلل ســبحانه من َّزه عن رؤيةِ
ْ َ َ َ َُ ٌ َ ْ ُ َْ َ َُ ُُ
ــي ٌء ،ف َُو ُجو ُد ُه َل ْي َس ش
َ ه
ُ ه ألنَّ ُه ال ي ْشبِ ُه شــي ًئا وال ي ْشبِ
ْ ُ ُ ُ
ــو ُاه ،ف َُه َو ُم َن َّز ٌه َعــن ِ الت ََّح ُّي ِز في َمكَ انٍ، سَكوجودِ ما ِ
َ َ ُ ُ
والر ْؤ َي ُة ال َتق َُع ِإ َّل َع َلى ُم َت َح ِّيزٍ ، وعن وص ِفهِ بِاألَ ْلوان ِ
ُّ َ َ َ ْ َ ْ
َّصفٍ بِأَحد ِ األَ ْلوانِ ،م ِشــع ٍ بِن ْف ِسهِ ذِي جِرم ٍ َكثِيفٍ ،مت ِ
ّ َ ُ َ َ ُ ْ
َّصل ٍ أَو واقِع ٍ ع َليهِ ُشعاع َغي ِرهَِ ،غي ِر دقِيق ٍ جِ ًّدا ،وال مت ِ
َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ ْ ْ َ
اص َرةِ َوال َب ِعيد ٍ جِ ًّدا. بِالب ِ
َ
الشروط ِإنَّما ِهي فِي تح ُّقق ِ رؤيةِ
َ َ ُ َْ َ ُّ يل بِأَ َّن ه ِذهِ
َ َف ِإ ْن ق ِ
َ َ ُ َ
ِ
اهد ِ دو َن الغَائِبِ ،وق َْد ُق ْلـــتم بِمنع ِ قياس ِ الغَائب ِ
ِ َّ ِ
َ ْ ْ َ ُ َ ُ الش
اهد ِ في باب ِ الص َف ِ َّ ِ
ات. ِّ َ َعلى الش
((( نصل ـ من باب قتل ـ أي خرج عن الحق ،يقال :نصل الشــيء من
موضعه ،أي خرج منه.
اب:َفا ْل َج َو ُ
ِ أ َّن ه ِذهِ
وط ه َي الَّتــي َي َت َح َّق ُق ب ِ َهــا َم ْد ُل ُ
ول ــر َ ُ الشُّ َ
الشــارِع ِ ِإنَّما هو بِحســب ِ َّ طَ اللغَوِي ،و ِ ُّ الرؤيةِ
َ َُ َ َ اب
ُ خ َ ُّ ُّ ْ َ
َّ ِ
الشــاهد في َاتَ ،و َم ْن ُع ق ِ َياس ِ الغَائِب ِ َع َلى اللغ ِ ضع ِ ُّ َو ْ
يههِ ُس ْب َحا َن ُه َع ْن ُمشَ َاب َهةِ َخ ْل ِقهَِ ،ك َما ات ل ِ َت ْن ِز ِ باب ِ الص َف ِ
ِّ َ
ــه ﴿ :ﭡ ﭢﭣ ﴾ [الشــورى،]11 : ِ
َد َّل َع َل ْيه ق َْو ُل ُ
اســتِ َحا َلةِ ُر ْؤ َيتِهِ؛ ل ِ َئ َّل ــن َع َلى ْ يل َب ِّي ٌ
ِ
ــه َدل ٌ ك َن ْف ُس ُ
ِ
َو َذل َ
ِ ِِ
اس َع َلى الح َو ِّ اوى َم َع َمخْ ُلوقَاته في َت َس ُّلط ِإ ْح َدى َ َي َت َس َ
ِ ص ِ َذاتِهِ ،و َلو جاز أَن يدر بِحاســةِ
كــر َل َج َاز َذل َ َ َ الب َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ كَ َ َّ
الذ ْوقِ.الش ِّم و َّ َّ و ِ س م َّ الل ك
َ اس و الح ِ ع يملِج ِ
َ َ ْ ِّ َ َ َ
ث األَد ِ َّلةُ ال َّنقْل ِ َّيةُ
ِ
أ َّما م ْن َح ْي ُ
ف َِإ َّن أَصرحـها وأَقْواها وأَدلَّـها ع َلى استِحـا َلةِ رؤيتِهِ
ُ َْ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ
َت َعا َلــى :ق َْو ُلـــ ُه ﴿ : 8ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ
يق َم َسا َق ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﴾ [األنعام ،]103 :ف َِإنَّه ِ
س
َ ُ
ك فَال ُي ْم ِك ُن َت َب ُّد ُل ُه ُد ْن َيا َوال أ ُ ْخ َرى، ِ
الت ََّم ُّدحَِ ،و َما َكا َن َك َذل َ
ِ ِ
ك َم َث ُلـــزو ُل ،ف ََم َث ُل َذل َ ألَ َّن َم َدائ َحـ ُه َت َب َاركَ َو َت َعا َلى ال َت ُ
قَولِهِ تعا َلى ﴿ :ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﴾ [البقــرة ،]255 :وقَولِهِ
َ ْ ْ ََ
المحتويات 73
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ
ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ﴾ [البقرة ،]108 :وقولِهِ ﴿ :ﮯ
ﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚ
ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢﯣ ﯤ ﯥ
ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﴾ [النساء.]153 :
ك في السنةِ النبوِيةِ ِ ِ
وم ْن َدالئل ِ َذل َ
ِ
ُّ َّ َّ َ َّ
«ج َّنـ َتان ِ م ِ ْن الش ْـي َخ ْينَِ : الد ْر َد ِاء ِع ْن َد َّ يث أَبِي َّ ِ
َحد ُ
ض ٍة آن ِ َي ُت َها َو َما ِ
ــن ف َّ
ِ
يهاَ ،و َج َّنـــ َتان ِ م ْ
ِ ِ
َذ َهب ٍ آن َي ُت َها َو َما ف َ
ِ ِ
ــم إ َّل ر ِ َد ُ
اء أن َي َر ْوا َر َّب ُه ْ ــوم ِ َو َب ْي َن ْ يهاَ ،و َما َب ْي َن ال َق ْ ف َ
اء َع َلى َو ْج ِه َر ِّب َنا في َج َّنةِ َعدْ نٍ»((( .ف َِإ َّن َم ْع َن ُاه: الكبرِي ِ ِ
ْ َ
ِ
ــم َي ُح ْل َب ْي َن ُه ْم ْ َ
ل فَ ، ه
ُ ن
ْ م أ َّن اهللَ أ ْع َلــى َم َناز ِ َل ُه ْم َوق ََّر َب ُه ْم
ِ وبين رؤيتِ ِهم ِإياه ِإ َّل ا ِّتصافُه تعا َلى ب ِ ِ
الك ْب ِر َياءَ ،و ُر ْؤ َي ُت ُه َ ُ ََ َ َ ْ َ ُ ْ َ ْ َّ ُ
ص َفــ ٌة َذاتِي ٌة هلل ِ اء ِ ِ ِ ِ تنافِــي كِب ِرياءه ، 8و ِ
َّ ص َفــ ُة الك ْبر َي َ ْ َ َُ َُ
ِ ِ ِ
يلال َت َت َب َّد ُل ،ف ََما ا ْنـ َت َفى ب ِ َس َببِ َها ف َِإ َّن ا ْنت َفاءَ ُه أ َ َبد ٌّي َي ْس َتح ُ
ض ُّد ُه. ِ
((( أخرجه البخاري فــي كتاب :التفســير ،باب :ومــن دونهما جنتان
( ،)4878ومسلم في كتاب :اإليمان ،باب :إثبات رؤية المؤمنين في
اآلخرة ربهم (.)180
((( أخرجه مســلم في كتاب :اإليمان ،باب :في قوله ‰نور أنى أراه
(.)178
ِ و ِ
قوعها في ا ْل َم ْوقِفِ ،بل َنجِ ُد ُهــم يقولون بأنَّها م َن ُ
بعد الفوز ِ بالثواب في الجنة. الزيادةِ التي َت ُكون َ
فإن قالوا بأنَّه ال يســلَّم أ َّن الحديث عن ا ْلموقِفِ
َ ْ َ َ ُ َ ْ ِْ
ألنَّها َد ْع َوى َل ْم َيق ُْم عليها ُب ْر َها ٌن.
ــح في نفسِ اآليــات ،وهو ُق ْلنــا :برهانهــا و ِ
ٌ اض َ ُْ َ ُ َ
ِ
ــه ﴿ : 4ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﴾َ ،ف َل ْو كان ما فيها م ْن ق َْو ُل ُ
ــر معنِيا به ما ينالونــه في ا ْلجنَّةِ ِ ِ
َ َّض َارة والنَّظَ ِ َ ْ ًّ ذ ْك ِر الن َ
اآلخ ِر ُم َرا ًدا بِهِ ما َيجِ ُدو َن ُه ق الفريق ِ َ
ِ
َلكَ ا َن ما ُذك َر في َح ِّ
َّــار ال َم ْع َنى ص َل ُوا الن َ ــد أ ْن َي ْ في النار ،مــع أنَّهم َب ْع َ
ت ب ِ ِه ْم، لِظَ ـــن ِِّهم أن ي ْفعل ب ِ ِهم فَاقِرة ،أل َّن َ ِ
الفاق َر َة َحلَّ ْ ْ ْ ُ َ َ ْ ٌَ
أي َت َوقُّ ُع ُه ـ إنَّما هو ق َْب َل ُد ُخول ِ َها. ْ ـ ك
َ
وظَ ن َذل ِ
ُّ
وه بِأَ َّن النَّظَ َر ِإ َذا ُع ِّد َي بِـ ِ«إ َلى» ال َي ُكو ُن أما َما َز َع ُم ُ ّ
ِإ َّل بِمعنى الرؤية؛ِ
ُّ ْ َ َ َْ
َف ُه َو َم ْر ُدو ٌد بِق َْولِهِ َت َعا َلى ﴿ :ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ
ﯲﭪﯴﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻ
ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﴾ [آل عمــران،]77 :
َفقَد ع ِّدي النَّظَ ر هنــا ب ِ ِإ َلى وهو بِمعنــى َغي ِر الرؤيةِ
ْ ُّ ْ َ َ َُ َ َْ ُ َُ ْ ُ َ
المحتويات 78
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ِ َِ ِ َ
اهلل ُس ْب َحا َن ُه
ُ ن
َ و كُ ي
َ نْ أ ه
ــر ب َها لز َم ُ
ن
ْ م قَطْ ًعا ،ألنَّ ُه َل ْو ف ُِّس َ
ِ
امةِ. ِ
ال َي َرى َه ُؤالء َي ْو َم الق َي َ
الو ُجوهِ ُه َو الَّ ِذي ِ ِ
َفإ ْن َقا ُلوا :إ َّن إ ْســ َنا َد النَّظَ ر إ َلى ُ
ِ ِ ِ
الر ْؤ َيةِ. ِ
ُي َؤ ِّك ُد أنَّ ُه ب َم ْع َنى ُّ
ــن أ َ ْص َحاب ِ َهاَ ،و َلئِ ْن ــوه ُه َنا َم َج ٌاز َع ْ الو ُج َ ُ َّ
ن ُق ْل َناِ :
إ
ِ ِ
َج َاز أ َ ْن ُي ْســ َن َد ِإ َل ْي َها ُكلُّ ما ُي ْســ َن ُد ِإ َلى أ َ ْص َحاب َها م َن
والع َمل ِ ِ ع و ش ُ والخُ ، ين النَّعمةِ والرضا في حق ا ْلمؤ ِمنِ
َ َ ِّ ُ ْ َ ِّ َ ْ َ
ِ ٍ ِ وصلِي النَّار ِ والنَّصب ِ ِ
قوالســ ْقي ِ م ْن َع ْين ٍ آن َية في َح ِّ َّ ِّ َ
ِ
ينَ ،ك َمــا في ق َْولِــهِ َت َعا َلى ﴿ :ﭤ ﭥ ﭦ ا ْل ُم ْج ِرم َ
ﭧ❁ﭩﭪﭫ❁ﭭﭮ❁ﭰﭱ
ﭲ ❁ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﴾ [الغاشيةُ ،]5 - 1 :ث َّم في ُمقَابِلِها:
﴿ ﮇ ﮈ ﮉ ❁ ﮋ ﮌ ﴾ [الغاشــية]9 ،8 :؛ ف ََمــا
ِ
ا ْل َمان ِ ُع م ْن أ ْن ُي ْس َن َد النَّظَ ُر ب ِ َم ْع َنى اال ْنـــتِظَ ار ِ ِإ َل ْيها َك َما
في ه ِذهِ اآليةِ ؟ ع َلى أنَّه أُســنِد ِإ َلــى وجوهٍ ـ في آيةٍ
َ ُ ُ ُ ْ َ َ َ َ
ــوى أ َّن النَّظَ َر ع َد ف ، ة ر تالِيةٍ ـ ظَ نُّهــا أن ي ْفعل بِها فَاق ِ
ْ َ َ ٌ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َ
ال ي ُكــو ُن ِإ َّل بِمعنى الرؤيةِ ِإ َذا أُســنِ َد ِإ َلــى الوجوهِ
ُ ُ ْ ُّ ْ َ َ َْ َ
ِ
الدلِيلِ. َد ْعوى َعار ِ َي ٌة م َن َّ
الع َجا َلةَُ ،وق َْد والكَ الم في الرؤيةِ ال تســع َله ه ِذهِ
ُ َ َ ُ ُ َ ُّ ْ َ ُ
ِ ِ ِ ِ
ت الق َْو َل فيه في «ا ْل َح ِّ
ــق الدَّ امغ ِ» ،ف ََم ْن َشــاءَ َب َســطْ ُ
َف ْل َي ْرجِ ْع ِإ َل ْيهِ.
أسئلـة:
ما هو الدليــل العقلي على تنزيه اهلل تعالى عن الرؤية .1
البصرية؟
.2اذكر ثالثة أدلة من القرآن الكريم على استحالة رؤيته
تعالى؟
.3اذكر دلي َلين من السنة على عدم جواز رؤيته سبحانه؟
.4كيف نر ّد على القائلين بالرؤية في اســتداللهم بقوله
تعالى ﴿ :ﭙ ﭚ ﭛ ❁ ﭝ ﭞ ﭟ ﴾؟
ضا َع ْن ِإ َحاطَ ــةِ األَق َْطار ِ ـ أي َوهو َت َعالــى ُم َن َّز ٌه ْأي ً
الحدِيثِ َع ْن في ك ات ـ بِهِ ،وقَد ســبق بيا ُن َذل ِ الجِه ِ
َ َ َ ْ َ َ َ ََ َ
ضاَ ،و َك َفى. ر ع أو ا م سَن ْفي ِ َكونِهِ جِ
ْ ً ْ ََ ً ْ
أسئلـة:
تصور ذات اهلل تعالى؟
ُّ هل يمكن للعقل .1
.2ما الســبب فــي أ َّن اهلل ال ُتكَ ِّي ُفه األوهــام وال َت ُح ُّده
األفكار؟
أسئلـة:
ورد في القرآن أ َّن اهلل استوى على العرش ،فما معنى .1
ذلك؟
ص َن ُاه ص خ ام إذا ل يل ِإ َّ ح ع َلينا ا ِّتباعه ،و َذلِــك مســت ِ
َ ْ َ َ ٌ َ ُ ْ َ َ َْ َ ُُ
باإلي َمان.
ْ
َ ِ ِ
ضائِلِ ِه ُم َ ف َ ِ ب م ْ ه ر ي
ْ غ على وازُ ي
ِّ م
ُ ا يع
ً
وا ْلمرس ُلو َن ج ِ
م َ ُْ َ
ِ ا ْل َج َّمةِ الَّ
يــك أ َّن اهللَ اهلل ب ِ َها ،و َناه َ ــم ُ ُ ُ ه ص
َّ ت
َ اخْ تــي
ِ ِ صطَ َفي َ َ ِ
يل على ــو َدل ٌ ــن األ ْخ َيار ،ف َُه َ ــم با ْل ُم ْ ْ ص َف ُه ْ َو َ
ْضلِ َّيتِ ِه ْم على الخ ْلق ِ وأَف َ اصطفائ ِ ِه ْم ِم ْن َب ْين ِ ســائ ِ ِر َ
اه ْم. َم ْن َع َد ُ
ِ
وقد ُمـــ ِّي َز م ْن َب ْينِ ِه ْم ُم َح َّم ٌد ژ ب ِ َما َرف ََع َد َر َج َت ُه
ِ ِ ِِ
خ بِق َْدرِهِ م ْن َب ْيــن ِ أق َْدارِه ْم، ــم َ
ق َد َر َجاته ْمَ ،و َش َ ف َْو َ
ِ
ث قا َل ﴿ :ﮐ ﮑ اهلل بِه َح ْي ُ َو َح ْس ُب ُك ْم َما َو َص َف ُه ُ
َاص ُرف َت َتق َ ﮒ ﮓ ﮔ ﴾ [األنبيــاء ،]107 :وهــو َو ْص ٌ
اض ُع ُدو َن ُه األَق َْد ُارِ ،إ ْذ َل ْم افَ ،وق َْد ٌر َت َت َو َ ص ُ ُد ْو َن ُه األَ ْو َ
اإل ْن َســان ِ ِّي َو ْح َد ُه، يج َع ْل ُه اهلل َت َعا َلى رحم ًة ل ِ ْلوجودِ ِ
ُ ُ َ ْ َ ُ َ ْ
الو ُجودِ ،وق َْد َت َم َّي َز م ِ ْن ُ
وإنَّما َج َع َل ُه َر ْحم ًة لِمطْ َلــق ِ
َ ُ
ِ
َب ْين ِ ِهم:
ِ َ َّ ِ َ ِ
الخات ِ َم ُة ا ْل ُم َه ْي ِم َن ُة على الر َسا َل ُة َ بأن ر َسال َت ُه َ ِّ
ي ه
ر ِ َساالت ِ ِه ْم.
المحتويات 88
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ــد ُة ِم ْن َبين ِ
َ الخال ِ
وأ َّن ُم ْعجِ َز َت ُه هــي ا ْل ُم ْعجِ َز ُة َ
ْ
ات.سائ ِ ِر ا ْلمعجِز ِ
ُ ْ َ َ
الشرائ ِ
وأوفَا َها
ْ ا، ه
َ ُّ قد َ وأ ِ ع أج َم ُع َّ َ يع َت ُه هي ْ وأ َّن َش ِر َ
األرض اهلل ث َ ِ
ر ي ن
ْ أ ى َ
ل إ ب ِ ُك ِّل ما َتح َتاج ِإ َليهِ ِ
اإل ْنسان ِ َّي ُة ِ
َ ُ َ َ ْ ُ ْ
َو َم ْن َع َل ْيها.
وأ َّن اهلل َت َعا َلى ق َْد َرف ََع ب ِ َهــا ما كان على ا ُ
أل َمم ِ
الع ِس َيرةِ ،ف ََج َع َل ِّ ِ ِمن اآلصار ِ َّ ِ
ين
الد َ الشاقَّة والتكاليف َ َ َ
فيها ُي ْس ًرا.
ِ
ضطَ لِ ُع م ْن وأ َّن أ ُ َّم َت ُه ِهــي َخ ْير ا ُ
أل َممِ ،وأنَّهــا َت ْ ُ َ
ض ُمون ِ َها ِ ِ ِ ِ ِ ِِ ِ ِِ
اما ب ِ َواج َبات َها وتبليغًا ل َم ْ
بأما َنة ر َسا َلته ق َي ً
َب ْعده َ
إلى جميع العا َل ِمين.
أسئلـة:
هل يجب اإليمان بالرسل إجماال أم تفصيال؟ .1
.2هل يكفي اإليمان بسيدنا محمد ژ إيمانا ُمجمال مع
سائر المرسلين؟
.3بماذا تم َّيز المرسلون على غيرهم؟
محمدا ژ
ً ص اهلل بها ســيدنا .4اذكر ثماني خصائص َخ ّ
عن بقية الرسل؟
المنزل على سيدنا محمد ژ ؟
ّ .5هل يجب اإليمان بالكتاب
.6اذكر بعض ما تم َّيز به القرآن الكريم؟
ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ
ﯱﯲﯳﯴ❁ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘ
ﭙﭚﭛﭜﭝ❁ﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﴾ [الحج.]7 - 5 :
وقال تعا َلى ﴿ :ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ
ﮐ ﮑ ﮒ ❁ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛ ﮜ
ﮝ ﮞ ﮟ ❁ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ
ﮩﮪﮫ❁ﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔ
ﯕﯖﯗﯘ❁ﯚﯛﯜﯝﯞ
ﯪ ﯨ❁ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ
ﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳ❁ﯵ
ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﴾ [يس.]83 - 77 :
اإلنســا َن يومئِذٍ ِ
َْ َ ـــع ُة أ َ َّن ِ َْ
وص القَاط َ ُّص ُ
َّ
َوق َْد َدلت الن ُ
ــب َع َلى َما َقــدَّ َم َوأَ َّخ َر ،قَــا َل َت َعا َلى ﴿ :ﮑاس ٌُم َح َ
ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﴾ [الحاقة ،]18 :وقال ﴿ :ﯧ ﯨ
ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﴾ [القيامة ،]13 :وقال ﴿ :ﯲ ﯳ ﯴ ❁ ﯶ
ﯷ ﯸ ﯹ ﴾ [الغاشية.]26 ،25 :
المحتويات 94
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
أسئلـة:
هل هناك خالف بين الناس في وقوع الموت؟ .1
.2ما هي األدلة على وقوع البعث؟
حاســب اإلنســان على بعض أعماله أم على
سي َ .3هل ُ
جميعها؟ أوضح جوابك باألدلة.
ﯸﯹﯺﯻﯼﯽﯾﯿ
ﰀ ﰁ ﴾ [المؤمنــون ،]103 ،102 :وقال ﴿ :ﭱ ﭲ
ﭳﭴ❁ﭶﭷﭸﭹ❁ﭻﭼ
ﭽ ﭾ ❁ﮀ ﮁ ❁ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ
❁ ﮈ ﮉ ﴾ [القارعة.]11 - 6 :
ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ
ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﴾ [األنبيــاء .]47 :فقو ُل ُه ﴿ :ﮚ﴾
الو ْزنِ ،وقو ُل ُه ﴿ :ﭬ ﴾ َب َد ٌل من ا ْل َم َوازِينِ. َخ َب ٌر عن َ
حــةِ ما َذهبوا إليــه ،وصواب ِ َّ ص وهو دليل على ِ
َ َ ُ َ َ ٌ
ِ ِ
يزان ٍ ماد ِّّي ٍ، الو ْز َن ليس هو بِم َ َ َّ
ن أ ن
ْ م ما َع َّو ُلوا عليه؛
ــط ،فإ َّن والق ْس ُ وإنَّما هــو ِميزا ٌن معنــو ِ ٌّي وهو الحق ِ
َ ُّ َ ََْ
الخبر هو َن ْفس ا ْلمخْ ب ِر عنه ،والب َد َل هو عين ا ْلمب َدل ِ
َْ ُ ُ ْ َ ُ َ ُ َ ََ
أ ْن يكو َن ا ْل ُم َ
ـــرا ُد ِّف 5 صن ُ منه ،ولذلك َن َفــى ا ْل ُم َ
ْ ِ ِ ِ
ـمو ٌد وكِ َّف َتانِ. ُ َ ُ ع ـه لَ ا ي
ًّ د ِّ ا م
َ ا ن ً ا يز َ م يزان بالم َ
َّ ِ
ــتأعراض و َل ْي َس ْ ٌ ل
َ األعما ن أ ذلك: ي َو
ِّ ق ي
ُ ا م
َّ وم
وز ُن ب ِ َم َعاي ِ َير َما ِّديَّةٍ ،ول ِ َه َذا اض ال ُت َ ــاما ،واألَ ْع َر ُ أج َس ً ْ
ِ ِ ِ
ب ف القائلون بالميزان المادِّي؛ فم ْن ُه ْم َم ْن َذ َه َ اخ َت َل َ
ْ
ــاما ،فيكو ُن أج َس ً ــد فتكو ُن ْ إلى أ َّن األعما َل َت َت َج َّس ُ
الو ْز َناألجسام .ومنهم َم ْن قال بأ َّن َ ُ وز ُن َو ْز ُن َها كما ُت َ
وي ِخ ُّفو َن بِق ََدر ِ َما َ ن
َ ــو ُ
ل ق
ُ ث
ْ َي
َ ف ، إنَّما هو ل ِ َذوِي األعمال ِ
ٍ ِ ق ََّدمــوا من َخي ٍر أو َش ٍ
يل على شــيء من ــر .وال َدل َ ّ ْ ُ
واهلل أ َ ْع َل ُم. ذلكُ ،
المحتويات 98
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
أسئلـة:
اذكر بعض اآليات القرآنية الواردة في الميزان؟ .1
.2اختلفــت ِ
الف َرق اإلســامية في مســألة الميزان إلى
رأيين ،اذكرهما؟ وبين ِ
الف َرق القائلة بهما؟ ّ
.3ما الدليل علــى أ َّن الميزان كناية عــن فرز األعمال،
محسوسا؟
ً وليس ميزا ًنا
.4هل هناك خالف بين القائلين بالميزان المادي؟
اط َوال ِح َس ُ
اب الص َر ُ
ِّ
اط بِجِ ْسر ٍ م ِ ْث َل َما َز َع ُموا الص َـر ُ َ .21وال ِّ
ـــد ٍ م ِ ْث َل َم ْن َذهِـال اب ب ِ َع ّ َ ُ ـــس وما ِ
الح َ َ
اط ْلي َس هو جِ ْس ًرا على َم ْتن ِ َج َهن ََّم الص َر َ ِ
َي ْعني أ َّن ِّ
العلماء ـ من ٍ
كثير أي ر و ه ام ك
َ ـ ن
َ و ك
ُ يعـــبره السال ِ
َ ُ َ َ َ ُ ُ َ ْ ُ ُ ُ َّ
ِ ِ َو ِإنَّ َما
ف َن َجا ُة الحــ ُّق الذي َت َت َوقَّ ُ ين اهلل َ الصراط هو د ُ ُ
ُك ِّل أ َ َحد ٍ على ُس ُلوكِهِ ب ِ ِح ْذق ٍ َو َح َذرٍ.
والدليل على ذلك أ َّن اهلل سماه ِ
مستقيما في ً ا راطً ص َ َ َّ ُ ُ
ليمــا ل ِ ِع َبادِهِ﴿ :ﭧ ﭨ ﭩ ﴾ [الفاتحة،]6 : ع ت قَولِهِ
ْ ْ ً َ
وفــي ق َْولِــهِ ﴿ :ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ
ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﴾ [األنعــام،]153 :
َوق َْولِــهِ ﴿ :ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﴾ [األنعام.]161 :
اط جِ َّ ِ ِ
ــرْ ٌ س َ ر َ الص
ِّ ن أ ن ْ م الروايات أ َّما َما َجاءَ فــي ِّ
َّ َ ُّ ِ
الس ْيفِ، َّاس ،وأنه أ َحد َ َّ
ن م على َم ْتن َج َهن ََّم َي ْع ُب ُر ُه الن ُ
ِ
ِِ ِ
ــن َي ْع ُب ُر ُه او ُتو َن في ُع ُبــوره؛ م ْن ُه ْم َم ْ النــاس َي َت َف ََ وأ َّن
المحتويات 100
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ِ ِ ِ ِ ِ
الفــارِس ِ َوم ْن ُه ْم ــم َك َ ُ ْ ه ن
ْ وم يح كالر
ِّ ــم ــرق َو ُ ْ
ه ن
ْ م كالب ْ َ
ِ كا ْلم ِ
اشيَ ،وم ْن ُه ْم َم ْن َي ْهوِي ب ِ ِه ْم في النَّار؛ ف ََما ُه َو ِإ َّل َ َ
ِ ِ تمثِيل لِت َفاو ِ
قالحاذ ُ الدينِ ،فَم ْن ُهم َ ت النَّاس ِ في ا ِّت َباع ِ ِّ َْ ٌ َ ُ
ِ ٍ ِ
ا ْل َماه ُر الذي ال ُي َف ِّر ُط في شــيء منهَ ،وم ْن ُهم َم ْن ُه َو
ِ
كَ ،وم ْن ُه ْم َم ْن ُت ْردِيهِ َش َه َوا ُت ُه في َج َهن ََّم. ِ
ُدو َن َذل َ
ِ ِ ِ
يثيــلَ :حد ُ ك الت َّْمث ُ ــد ب ِ َذل َ َص َ وي ُد ُّل علــى أ َّن الق ْ َ
ِ ِ
ــد والت ِّْرم ِذ ِّي ـ ــد أ َ ْح َم َ ــم َعا َن ƒع ْن َ الن ََّّواس ِ بن ِ َس ْ
ح َح ُه ـ َوالنَّسائِي وابن ِ َج ِر ٍ ِ
ير َ ِّ الحاكم ِ ـ َو َص َّ َو َح َّس َن ُه ـ َو َ
والب ْي َه ِق ِّي في ــيخ ِ وابن ِ َم ْر َد َو ْيه َ الش ْ وابن ِ ا ْل ُم ْن ِذر ِ وأَبِي َّ
اهلل ب ر «ض اإليمانِ» أ َّن رســول اهلل ِ «ش َ ِ ِ
َ َ ُ َ : ل
َ َا
ق ژ َ َ ُ ــعب ْ َ ُ
وران ِ اط ُس َ راطا مســتقيما ،وعلى ج َنبتي ِ الصر ِ ً ص م َث ًل ِ
ِّ َ َ َ َ َ ً َ
ور ُم ْر َخاةٌ، األب َواب ِ ُســ ُت ٌ اب ُم َف َّت َح ٌة ،و َع َلى ْ فيهما ْأب َو ٌ
ِ
اس ْاد ُخ ُلوا ــراط َداع ٍ َيقُو ُل :يا ُّأيها ال َّن ُ الص َ َو َع َلى َباب ِ ِّ
يعا وال َت َفرقُــواَ .و َداع ٍ َيدْ ُعــو م ِ ْن َفوق ِ الصــر َ ِ
ْ َّ اط َجم ً ِّ َ
ك ــي ًئا م ِ ْن ت ِ ْل َ ش
َ ح ت ف ْ ي أن
ْ نُ ــا ْس ن ِ
اإل اد أر
َ ا ذَ اطَ ،ف ِ
إ الصر ِ
ْ َ َ َ َ َ ِّ َ
َّك ِإ ْن َف َت ْح َت ُه َتل ِ ْج ُه. ك ال َت ْف َت ْحَ ،ف ِإن َ األ َ ْب َواب ِ َقالََ :و ْي َح َ
ِ
اب ــورانُِ :ح ُدو ُد اهللَ ،واأل َ ْب َو ُ والس َ اإلسالمُّ ، ُ الص َر ُ
اط: َف ِّ
المحتويات 101
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ــك الدَّ اعِــي َع َلى َرأْس ِ ا ْل ُم َف َّت َحــةَُ :م َحــار ِ ُم اهللَِ ،و َذل ِ َ
اط :كِتــاب اهللِ ،والدَّ اعِي مِن َفــوق :واعِ ُظ اهلل ِ الصــر ِ
ْ َ ْ َ ُ ِّ َ
ِ ِ (((
ابن
الحاف ُظ ُ َت َعا َلى في َق ْلب ِ ُك ِّل ُم ْســلمٍ» َ .وق َْد َذ َك َر َ
الحدِيثِ َفقَا َلَ :و ُه َو ِإ ْس َنا ٌد َح َس ٌن ِ ِ َكثِ ٍ
ض أ َ َســانيد َ ير َب ْع َ
يح. حص ِ
ٌ َ
اب ب ِ َع ّد ٍ م ِ ْث َل َم ْن َذ َهال»
َ ُ س حوقَو ُل ا ْلمصنِّفِ« :وما ا ْل ِ
َ َ ُ َ ْ
اإلنســان ِ ع َليهِ ِ ِ ِ ِ
َ ْ ض أ ْع َمال ْ َ َي ْعني :أ َّن الح َس َ
ــاب ُه َو َع ْر ُ
ِ ِ ِ
م ْن َخ ْي ٍر َو َش ّ ٍر َو َب َيا ُن ا ْل ُم ْنجِي م َن ا ْل ُم ْهلِك ِ م ْن َهاَ ،و َل ْي َس
ِ ٍ ِّ ْ ُ ِ َّ ِ
الذاهلِ. ُه َو ب َع ّد َك َعد ال َمخْ لوق
((( أخرجه أحمد ،183/4والترمذي في كتاب :األمثال ،باب :ما جاء في
مثل اهلل لعباده ( ،)2868وابن جرير في التفســير ،75/1والحاكم في
كتاب اإليمان ،باب :مثل اإلســام وحدود اهلل ( ،)253وأبو الشــيخ
في األمثال (.)280
أسئلـة:
هل المقصود بالصراط جسر على متن جهنم؟ .1
.2ما الدليل من القرآن الكريم على أ َّن الصراط هو دين
اهلل الحق؟
.3كيف وصفت الروايات الصراط بالمعنى المادي؟
.4ما التأويل الصحيح لتلك الروايات؟ وما الدليل على
ذلك؟
.5ما المراد بقول الناظم( :وما الحســاب بعد ٍ مثل َم ْن
ذهال)؟
أسئلـة:
ما السبب في تباين مصير الناس يوم القيامة؟ .1
.2ما مصير َم ْن مات على طاعــة اهلل؟ وما الدليل على
ذلك من القرآن الكريم؟
.3ما مصير َم ْن مات على معصية اهلل تعالى؟
ف َي ْس َتوِي فيه ص و وهو ، وه ر ذِّ ح الذي اليـــوم ك ل ِ َذل ِ
َ ْ ٌ ُ ُ ُ َ
ــد ُه أ َّن اآلي َة إســرائيل و َغ ْي ُر ُه ْم من الناسُ ،
وي َؤيِّ ُ َ َب ُنو
وطب بِها المؤمنو َن تح ِذيرا َلهم ِمن التَّشَ بثِ ِ
ُّ َ ْ ً ُ ْ َ الثالث َة ُخ َ َ
باألَ َمان ِ ِّي واال ِّتكَ ال ِ على َن ْيل ِ الشفاعة.
ِ َف ِإن قِـــيل :إ َّن اهلل وعد بِقَبول ِ توبــةِ
التائبين م ْن َ ََْ َ َ ََ ُ َ ْ
اجةٍ إلى َش َفا َعةِ أ َ َحدٍ؛ قُـــ ْل َنا :إ َّن ِ ِِ
ع َباده ،ف َُه ْم َل ْي ُسوا ب ِ َح َ
وعد اهلل ِ ال يخْ َلف ،ولكن ال يع َلم أَحد أ َّن توبته بِعينِهِ
َ ْ ََُ َ ْ ْ َْ ُ َ ٌ ُ ُ َ َْ
ير، ْص ِ خطَ أ والتَّق ِ ض ٌة ل ِ ْل َ َمق ُْبو َل ٌة ْأو ال ،أل َّن اإلنســا َن ُع ْر َ
ق ض ُه ْم ف َْو َ ع ب َــع ف ر ن
ْ َ أ وإ َّن ِمــن فَضل ِ اهلل ِ على ِعبادِهِ
َ َ َْ َ َ ْ ْ
ــاء في شَ ي ن م ات ،وإنَّما يأْ َذ ُن ســبحانه ل ِ بعض ٍ درج ٍ
ُ َ ْ َ ُ َ َ ُ ْ َ ََ َ َْ
ذلك اليوم َّ ِ ِ
اهلل َت ْو َب َت ُه ْم ،وفي بالش َفا َعة للتَّائبين ف ََي َت َقبَّ ُل ُ
ِ
ين َورِف َْعةِ َد َر َجات ِ ِه ْم، َ
هؤالء الشــافِ ِ
ع ذلك إظهار ل ِ ِم ِزيةِ
َّ ٌ
التائبين بِأَ ْنَ ضل ِ اهلل ِ علــى ِ
كما أ َّن في ذلــك َب َيا ًنا ل َف ْ
َي َت َقبَّل توب َتهم.
وم ْن َح ْو َل ُه ِ ش ــرالع وقد ح ى اهلل دعاء حمـــ َلةِ
َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ َ كَ
حيث قال ﴿ :ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ُ
ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ
ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩ
ﯪﯫ❁ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗ
ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
ﭡ❁ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ
ِ
ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﴾ [غافر .]9 - 7 :فهؤالء
اجةٍ إلى ح
ُ ْ َ َ ِ ب م ه مع كون ِ ِهــم تائبين متَّبِ ِعين لِســبِيل ِ اهلل ِ
َ َ َ ُ ْ َْ
اء ِم ْن َمالئِكَ ةِ اهللِ ،وهذا ِم ْن جِ ْنسِ َّ ُّ ِ
الش َفا َعةِ. هذا الد َع
ص ًرا في التائبين ـــيل :إ َّن الدعاء ليس منح ِ
ُْ َ َ َف ِإ ْن ق ِ َ
َــول ِ اهلل تعا َلــى ﴿ :ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ قلِ
ْ
ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﴾ [الشورى]5 :؛ قُـــ ْل َنا :هذا
ِ ِ
اآليات السابقةُ ،وم َن ا ْل َم ْع ُلوم ِ أ َّن ُ ك ُم ْج َم ٌل َب َّيـ َنـ ْت ُه ت ْل َ
ا ْلمجمل يرد إلى ا ْلمبينِ ،ولو أ ُ ِ
ضيهِ ذلك خ َذ بِما ي ْقت ِ
َ َ َ ُ َ َّ ُ ْ َ َ ُ َ ُّ
ِ
ب ظَ اه ِرهِ ب ِ ُع ُموم ِ َل ْف ِظهِ ـ َل ِز َم أ ْن َي ُكو َن اإلجمال ـ َح ْس َ ُ
ِ ــركِ ِ
شــام ًل ل ِ
ين وا ْل َمالح َدةِ، َ ِ شْ م
ُ ْ
ل دعاؤهــم با ْلم ْغ ِفرةِ
ُ ُ ُ ْ َ َ
ض لقولِهِ تعا َلى: ألنَّهم ِم َّمن في األرضِ ،وهو م َعار ِ
ٌ ُ ْ ْ ُ ْ
﴿ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ
ﭫﭬﭭﭮﭯﭰﭱﭲﭳﭴﭵ
ﭶ ﴾ [التوبة.]113 :
أسئلـة:
واصطالحا؟
ً عرف الشفاعة ُلغ ًة
ِّ .1
ﭭﭮﭯﭰﭱ❁ﭳﭴﭵﭶ
ﭷﭸﭹﭺ❁ﭼﭽﭾﭿﮀ
ﮁﮂﮃﮄﮅ❁ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍ
اب َب ْع َد َه َذا طَ ﮎ ﴾ [مريم ،]70 - 66 :وقَد وجه ِإ َلي ِهم ِ
الخ
ُ َ ْ ُ ِّ َ ْ ُ
ِ ِ ِ
ك على َســبِيل ِ بِق َْولــه ﴿ :ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ﴾َ ،و َذل َ
ــربَِ ،وق َْد َجاءَ في الع د ن ات ،وهو معهــود ِ
ع اال ْلتِ َف ِ
َ َ َ ْ ٌ َ َ َُْ ُ
ثيرا. ك َ القُرآن ِ
ً ْ
يل :إ َّن ق َْو َل ُه َت َعا َلى َب ْع َد ذلك ﴿ :ﮛ ﮜ ﮝ َف ِإ ْن ق ِ َ
ِ
يل َع َلى أ َّن ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﴾ [مريمَ ،]72 :دل ٌ
ِ
الو ُرو َد ل ِ ْل ُكلَِّ ،و ِإنَّما ُي َن َّجى ا ْل ُمتَّقُو َن م ْن َها َب ْع َد ُو ُرودِ َها، ُ
ضي ا ْل َم ْه َل َة ِ
ب ِ َدلِيل ِ عطْ فِ هذهِ الجم َلة بِـ « ُثم» الَّتي َت ْقت ِ ِ
َ َّ ُ ْ َ َ
يب. والتَّرت ِ
ْ َ
ِ ِ
ُق ْل َناَ :م ْن َوق ََع في الش ْ
ــيء ف َُه َو َغ ْي ُر ُم َن ّج ًى م ْن ُه، َّ
كانت َت ُد ُّل ْ الوقُــوعَِ ،و« ُث َّم» َو ِإ ْن ِ
َوإنَّما التَّ ْنج َي ُة قبل ُ
ِ
ت َز َمنِ َّيةًَ ،و ِإنَّما إل أ َّن ا ْل َم ْه َلـ َة ُه َنا َل ْي َس ْ على ا ْلمه َلةِ َّ
َ ْ
ـف ُج ْم َل ٌة على طَ ع ت ا م د ن ِهي رتبِي ٌة كما هو شأْنها ِ
ع
ُ َ ُ ْ َّ َ َ ُ َ َ ُ َ ْ َ ُ ْ
َ
ُج ْم َلةٍَ ،ك َما فِي ق َْولِهِ َت َعا َلى ﴿ :ﮬ ﮭ ❁ ﮯ ﮰ ﮱ
المحتويات 113
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
❁ ﯓﯔﯕ❁ﯗﯘﯙ❁ﯛﯜﯝﯞ
ﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨ﴾
ِ ِ
ــن أ ْن َت ُكو َن [البلد ،]17 - 13 :فَــإ َّن ا ْل َم ْه َل َة ُه َنا ال ُي ْمك ُ
ين َزمنِيةً؛ لِضرورةِ كون ِ من ِ ا َّتصف بِما ُذكِر ِمن الَّ ِ
ذ
َ َ َ َ َ َ َُ َ َ ْ َ َ َّ
واإلطْ َعامِ. َك الرقَبةِ ِ ِّ ف ل
َ َبق آمنوا وع ِم ُلوا الصالِح ِ
ات َّ َ َُ َ َ
َّ َ ْ
ِ
ــه َت َعا َلى ﴿ :ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ َوم ْث ُل ُه ق َْو ُل ُ
ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﴾ [األعــرافَ ،]11 :مــع أ َّن ق َْو َل ُه
ــم هل ِ ْلمالئِكَ ــةِ ﴿ ﯤ ﯥ ﴾ ســاب ِ ٌق َع َلــى َخ ْل ِق ِ
ْ َ َ
الح ْج ِر ۤ ير ِهــم ،بِدليل ِ قَولِهِ في ســورتي ِ
وص: ُ ََ ْ صو ِ ِ ْ َ َو َت ْ
﴿ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ﴾
[الحجرۤ ،29 :ص.]72 :
ِ و ِمما يؤ ِّكده :ما فِي ِسياقِ ه ِذهِ
اآليـات َن ْف ِس َهـا م ْن
ِ
َ َ َ َّ ُ َ ُ ُ
ق َْولِــهِ ﴿ :ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﴾َ ،م ْع أ َّن
ك أ َ َزل ِ ٌّي َساب ِ ٌق َع َلى ُك ِّل َما ُذكِ َر. ِ ِ
ع ْل َم ُه ب ِ َذل َ
أسئلـة:
.1هل الخطاب فــي قول اهلل تعالــى ﴿ :ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﴾ لجميع الناس؟
.2كيف تر ّد على َمن زعــم أ َّن المتقين ينجون من النار
بعد ورودها؟
َ .3ي ِر ُد حــرف العطف (ث ُّم) الســتعماالت مختلفةّ ،بين
ذلك بأمثلة من القرآن الكريم؟
اإل ْي َما ُن بِــهَِ :مالئِكَ ُة اهللَِ ،و ُه ْم ِم ْن َعا َلم ِ ِم َّما يجِب ِ
َ ُ
ِ ِ ِ
الغ َْيبُِ ،ن ْؤم ُن ب ِ ُو ُجودِه ْم َو ِإ ْن َل ْم ُنشَ اه ْد ُه ْمَ ،و ُه ْم َخ ْل ٌق
اهلل لِطَ ا َعتِهِ َو ُح ْسن ِ ِع َبا َدتِهِ ،ف َُه ْم خ َر ُه ُم ُ ِم ْن َخ ْلق ِ اهلل ِ َس َّ
ص َف ُه ْم َت َعا َلــى بِق َْولِه ﴿ :ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ
ِ
َك َما َو َ
ﯕ﴾ [األنبيــاءَ ،]20 :وبِق َْولِهِ ﴿ :ﭬ ﭭ ﭮ
ِ
ﭯ ﭰ ﭱ﴾ [األنبيــاءَ ،]27 :وبِق َْولِه ﴿ :ﯩ ﯪ
ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﴾ [التحريــمَ .]6 :و ُه ْ
ــم
اصةٍ ال ُيشَ ار ِ ُك ُه ْم ِ
الخ ْلق ِ بِطَ َبائ َع َخ َّ ُم َم َّي ُزو َن َع ْن َســائ ِ ِر َ
ْ
ــر ُبو َن َوال َي ْت َع ُبو َن فيها َغ ْي ُر ُه ْم ،ف َُه ْم ال َيأ ُك ُلو َن َوال َي ْش َ
يع َّي َة الَّتِيالطبِ ِ
ــات َّ ِ ض ــر ُزو َن َ َوال َي َنامونََ ،وال ُي ْف ِ
الف َ ُ
أل ْخ َرى. ام ا ُ ُت ْف ِر ُز َها األَ ْج َس ُ
المحتويات 116
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
الحدِيثِ َما َي ُد ُّل َعلــى أنَّ ُه ْم ُخلِقُوا َ ي وقَد جــاء فِ
َ ْ َ َ
وران ِ َّيةٌَ ،و َل ِكن َُّه ْم ن ٌ
ة َ
يف ِمن نور ٍ((( ،فَأَجسامهم أَجسام َل ِ
ط
َ ُ ْ َ ُُ ْ ْ َ ٌ ْ ُ
ِ َي َتكَ َّي ُفــو َن فَي َتمثَّ ُلو َن فِي صور ٍ
ينَ ،ك َما ــور ِ اآل َدم ِّي َ ُ َ ص ك
َ ُ َ َ َ
ِ ِ ِ
يل ‰ع ْن َد َما أ َ َتى ك ق َْو ُل ُه َت َعا َلى في ج ْب ِر َ َي ُد ُّل َع َلى َذل َ
َم ْر َي َم ﴿ : 7ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﴾ [مريــمَ ،]17 :وق َْو ُل
ـــيا ًنا َي َت َم َّث ُل ل ِ َي
َ ح ْ َ أ «و
َ :ِ ي حْ الو
َ
النبي ژ في حدِيــثِ
َ ِّ
ك َر ُج ًل َف ُيكَ ِّل ُمني َفأَعِــي َما َيقُو ُل»(((َ ،وق َْو ُل ُه في ا ْل َم َل ُ
ورت ِ ِه ا َّلتي َخ َل َق ُه اهللُ َع َل ْي َها ص َ ُ في ه
ُ ر
َ يل َ « : ‰لم أَ
ْ َ جِب ِ
ر ْ
ــماء َسادًّا عِ َظ ُم َخ ْل ِق ِه ِ ِ ِ َ ِ
الس َ إ َّل َم َّر َت ْينِ؛ َرأ ْي ُت ُه ُم ْن َهب ًطا م َن َّ
اء َواأل َ ْرضِ»(((. ما بين السم ِ
َ َ ْ َ َّ َ
السـتَّةِ ،ألَ َّن ِ
اإل ْي َمان ِّ اإليما ُن ب ِ ِهم ر ْكن ِمن أَر َكان ِ ِ ِ
ْ ُ ٌ ْ ْ َو ْ َ
اإلي َما ُن بِــهِ ِإ ْذ قَا َل: يمــا َيج ُب ْ
ِ ِ
اهللَ َت َعا َلــى َذ َك َر ُه ْم ف َ
﴿ﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡ
((( أخرجه مسلم في كتاب :الفتن ،باب :في أحاديث متفرقة (.)2996
((( أخرجه اإلمام الربيع باب :في ابتداء الوحي (.)2
((( أخرجــه البخاري في كتاب :التفســير ،باب :ســورة والنجم (،)4885
ومسلم في كتاب :اإليمان ،باب :معنى قوله ﴿ : 8ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﴾
(.)177
أسئلـة:
.1ما حكم اإليمان بالمالئكة؟ اذكــر الدليل على ذلك
من القرآن والسنة؟
ِ ِ
ــن عالم
ْ م أم الغيب عالــم ــن
ْ م .2هل ُي ّ
عــد المالئكة
الشهادة؟
ِ
موض ًحا ذلك
ّ .3اذكر ما تعرفه م ْ
ــن أعمال المالئكــة،
باألدلة؟
.4بماذا ّ
تميز المالئكة في طبائع خلقـتهم؟
ِ
أي شيء خلق اهلل المالئكة؟ ن
ْ ّ م .5
.6هل يتم ّثل المالئكة على صورة بشــر؟ ب ِّين إجابتك
المطهرة.
ّ باألدلة من القرآن الكريم والسنة
يصح أن ُيوصف بها المالئكة؟
ّ .7ما هي الصفات التي ال
أسئلـة:
هل يجب اإليمان باألنبياء إجماال؟ .1
.2أوضح األدلة على وجوب اإليمان بجميع األنبياء من
غير تفرقة؟
.3ما حكم َم ْن ّفرق بين رسول وآخر في اإليمان به؟
نخصهم باإليمان؟
ّ َ .4من ِ األنبياء الذين يجب أن
.5هل يجب اإليمان بالكتب إجماال؟
نخصها باإليمان؟
ّ .6ما هي الكتب التي يجب أن
.7هل هناك فرق بين النبي والرسول؟
((( العذل هو المالمة ،أي ال تصغوا لمــن المكم على القول بحدوث
الكتب المنزلة ،فإنه الم على حق.
ِ ِ
قـــيل :إنَّها وإ ْن َل ْم َت ُك ْن م ْن ذاتِــهِ فإنَّها م ْن َ َف ِإ ْن
ف ب ِ َها في ِ ِ ص َفاتِه، ِ
وصفات اهلل أ َ َزل َّيةٌ ،ألنَّه َل ْو َل ْم َيتَّص ْ
ُ
ِ ِ ِ
ــت هي م ْن بأض َداد َها؛ قُـــ ْلناَ :ل ْي َس ْ ــف ْ ص َ األَ َزل ال َّت َ
ِ ِِ ِ ِ ِِ
يل أ ْن ص َفاته ،وإنَّما هــي م ْن آثار ِ صفاته ،إ ْذ َي ْســ َتح ُ
َّصف ب ِ ِها ،وأ ْن َت ُكو َن َحالَّ ًة صل الص َف ُة عمن هو مت ِ َتن َف ِ
َ ُ ْ َّ َ ِّ َ ْ
الكريم الذي اهلل تعالى القرآ َن في ِ ِ
َ ف ُ غيره ،وقد َو َص َ
ِ الك ُتــب ِ بأنَّه قائِــم بِغَي ِ
ــرهِ َت َعا َلى م ْن ٌ ْ ــم هذه ُ هو أ َ َه ُّ
َمخْ ـــ ُلوقَاتِه ،فقــد قــال ﴿ :ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ❁ ﯳ ﯴ
ﯵ ﴾ [البــروج ،]22 ،21 :وقال ﴿ :ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ
ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﴾ [العنكبوت.]49 :
ِ ِ
ث َّإل وإنَّما ُق ْل َنا بأنَّها م ْن آثار ِ ِص َفاتِه ،ألنَّها َل ْم َت ْح ُد ْ
ــر َها إنَّما ِ
المخلوقات بأَس ِ َّ
ن أ كما ه، م بِقُدرتِهِ تعالى ِ
وع ْل ِ
ْ َْ
وأب َد َع َخ ْلق ََها َهــا قلَ خ اهلل َّ
ن فإ الصفات، هي آثار لِه ِ
ــذهِ
ْ َ َ ٌ َ
شيء منها ف وص ي ن أ وز ج ي وال ، ب ِ ِع ْل ِمهِ وقدرتِهِ ومشيئتِهِ
ٌ ُ َ َ ْ ُ َ ُ َ َ
والق َدمِ ،أو ُي ْن َفى عنه َك ْو ُن ُه َمخْلوقًا هلل ِ تعا َلى. باألَ َزلِيةِ ِ
َّ
ِ ِ
اهلل القرآ َن بأنــه م ْن كالمه ف ُ قـــيل :قد َو َص َ َ فإن
ْ
حيــث قــال ﴿ :ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﴾ [التوبــة،]6 : ُ
المحتويات 125
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ث في قولِه:
حدَ ٌ
ص َف ُه بأنــه ُم ْ
† فإ َّن اهللَ تعالى َو َ
﴿ﭙﭚﭛﭜﭝﭞﭟﭠﭡﭢ
ﭣ﴾ [األنبيــاء ]2 :وقولِهِ﴿ :ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ
ــر هنــا ِّ
والذ ْك ُ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﴾ [الشــعراء.]5 :
كثير من النُّصوص ِ عليه ،كقوله ٍ بِمعنى القرآن ِ لِدال َلةِ
َ َ ْ
المحتويات 126
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
أسئلـة:
نخص القرآن باإليمان؟
ّ لماذا يجب علينا أن .1
عرف القرآن الكريم؟
ّ .2
.3هل الكتب الســماوية حادثة أم قديمــة؟ ب ِّين قولك
بالدليل.
.4كيف تر ّد على من زعم أ َّن الكتب من صفات اهلل؟
.5كم معنى للكالم في صفات اهلل تعالى؟
.6اذكر أربعة أدلة من القرآن الكريم على أ ّنه مخلوق؟
.7هل وصف القرآن بأنَّه منزل يتنافى مع خلقه؟
.8أين بسط الشارح مسألة خلق القرآن؟
ــاء والقَدرِ ،حيث عــرف القَدر بِأَنَّــه :خ ْلق اهلل ِ ِ
ُ َ ُ َ َ َ َّ َ ُ َْ َ َ َض
الق َ
ِ
ك في ات َذل َ َضاءَ بِأَنَّ ُهِ :إث َْب ُ اضَ ،والق َ ــام َواألَ ْع َر َ األَ ْج َس َ
السابِقِ. اللَّوحِ ،وهو يت َِّفق في مؤدَّاه مع التَّع ِريفِ
َّ َُ ُ َ َ ْ َ َُ َ ُ ْ
يل ‰؛ ِإ ْذ واإليما ُن بِالق ََدر ِ َنص ع َليهِ حد ِ ُ ِ ِ
يث ج ْب ِر َ َّ َ ْ َ َْ
ِ ِ اإليمان ِ فِيهِ ِ ِ ِ
يث ــص َع َل ْيه َحد ُ َّ ن
َ وَ ، ُه َو َســاد ُس أ َ ْر َكان ْ َ
ِ
َّك َل ْن الصامتِ الَّ ِذي قَــا َل َل ُه النَّبِ ُّي ژ «ِ :إن َ ُع َبا َد َة بن ِ َّ
اإل ْي َمــان ِ َح َّتى تُ ْؤم ِ َن َتجِدَ َو َل ْن تُ ْؤم ِ َن َو َتب ُلــغَ َح ِقي َق َة ِ
ْ
ِ ِ ِ ِ
ت :يا َر ُسو َل بِال َقدَ ر ِ َخ ْيرِه َو َش ِّره أَ َّن ُه م َن اهلل»((( .قَا َلُ :ق ْل ُ
ف لِي أ ْن أ َ ْع َل َم َخ ْي َر الق ََدر ِ َو َش َّر ُه ؟ قَا َلَ « :ت ْع َل ُم ي ك ؛ اهلل ِ
ْ َ َ
أ َّن ما أ َ ْخطَ أَكَ َلم ي ُكن لِي ِ
ك َل ْم َي ُك ْن وما أ َ َص َاب َ َ ، كَ يـب
َ ص ْ َ ْ ُ َ
ِ ِ ِ
ت الن ََّار». ك َد َخ ْل َ ك ،ف َِإ ْن ُمتَّ َع َلى َغ ْي ِر َذل َ ل ُيخْ ـط َئ َ
ِ ِ
ُــرآن ،فَإ َّن اهللَ ق ال ول َع َل ْيهِ ب ِ َدالئِل ِ ٌ ل ُ د ْ م
َ ــه
ُ ُّ
ل ك
ُ كَ
و َذل ِ
َ
ْ
ُول ﴿ :ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ َت َعا َلى َيق ُ
ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﴾ [األنعام،]17 :
ُول ﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ َو َيق ُ
ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ
((( أخرجه اإلمام الربيع؛ باب :في القدر والحذر والتطير (.)72
خيرا أو َش ًّرا ف َُه َو ُمخْ َت ٌار في فِ ْعلِهَِ ،غ ْي ُر َو َم ْن أ َتى ً
َ
وإنَّما سبق ِع ْلم اهلل ِ م ْكرهٍ على ارتِكَ اب ِ أي ٍ ِم ْنهماِ ،
ُ َ َ َ ُ َ ّ ْ ُ َ
ٍ
ــيء ـ ب ِ َما َيخْ َت ُار تعالى ـ َو ُه َو َســاب ٌق على ُك ِّل َش ْ
ِ
َضائِهِ فــي األَ َزلِ، ق ــم َ
ل َ
ق ك ِمنهمــا ،فَجــرى ب ِ َذل ِ
ُ َ َ َ َ ُْ َ
ِ ِ ِ ِ ِ ِّ وال تبدِيل لِكَ لِماتِــهِ
ك ب ل ُح ْكمــه ،فَل َذل َ ق
ُ َ عَ م وال َ َْ َ
يم ِّكنه اهلل ِمن فِعــل ِ ما يخْ تاره عندمــا تتوجه ِإ َليهِ
َ َ َ َّ ُ ْ َ َ ُ ُ َ ُ َ ُُ ُ ْ ْ
ــب ُه ِإ ْن أ َ َرا َد َت َعا َلى ُوقُو َع س ِإرادتــه ،ويخْ ُلقُه َله لِي ْكت ِ
ُ ُ َ َ َ َ َُ ُ َ َ
ِ ِ ِ
ــل َل ُه م َن يــد ُوقُو َع ُه ف ََي ْج َع ُ َــد ال ُي ِر ُ ك م ْن ُهَ ،وق ْ َذل َ
ص ِرف ُُه عنهَ ،و ُه َو ُمشَ ا َه ٌد فيما َيق َُع ل ِ ُك ِّل ِ
ا ْل َم َوانع ِ َما َي ْ
ِ ٍ ِ ِ
أ َ َحد م ْن م ْثل ِ َذل َ
ك.
وه َذا القَو ُل هو ا ْلمهيع ا ْلحق ،وبِهِ يجت ِ
ــم ُل ْ ش َ عْ ُ َ َ ْ َ ُ َ ُّ َ َ ْ َ ُ
م َ َ
الرأْي ِ ـ ي األَدِلَّةِ الكَ ثِيرةِ الَّتِي قَد تبدو دالالتها ـ بادِ
ْ َ ْ ُ َ ُ َ َ َ َّ َ
المحتويات 135
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
َوق َْولِهِ:
﴿ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ﴾
[الحج.]10 :
المحتويات 137
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
أسئلـة:
ما الفرق بين القضاء والقدر؟ .1
ّ .2بين األدلة من القرآن والســنة والعقــل على اإليمان
بالقضاء والقدر؟
َ .3م ْن هم الذيــن أفرطوا في إثبات القــدر؟ ب ِّين قولهم
وأدلتهم في ذلك.
َ .4م ْن هم الذين نفوا القدر؟ وما أدلتهم؟
ّ .5بيــن القول الحــق في مســألة القــدر ،وكيف جمع
أصحابه بين األدلة؟
.6كيــف نفهم رحمــة اهلل وابتالءه لعباده فــي خلق اهلل
سبحانه أفعال عباده واختيارهم لها؟
ل َ
عل ْيه ذكْ ُر اإلي َمان َو َما َي ْ
ش َت ِم ُ
ِ ِ
ِ
التصديق ،كما قال تعالى حكَ اي ًة ُ «اإليـما ُن» ُل َغ ًة :هو
َ
يعقوب ألبيهم ﴿ :ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﴾ د أوال ه َ
ل قا ام لِ
َ ُ ُ َ
ــدق ٍ َل ُه ْم. ص ِّ [يوســف ،]17 :فإنَّهــم َأرا ُدوا به أنَّــه َغ ْي ُر ُم َ
َّ ْ ِ
ص ِّدق ـ م
ُ َ ْ
ل ا أي: ـ واشــتقا ُق ُه من األَ ْمنِ ،فإن ال ُم ْؤ َ
ــن م
يقهِ ل ِ ُم َح ِّدثِهِ َج َع َل ُه في َمأْ َمن ٍ من تكذيبِهِ إيَّاه.بتصد ِ ِ
وهو شــرعا :تصديــق بالغيب ِ الذي جــاءت بِهِ
ْ ٌ َ ْ ً
حديث
ُ ــع أصــو َل ذلــك رســاالت اهلل .وقــد َج َم َ ُ
ِ
اإليمان ِ فيــه« :أ ْن ُت ْؤم َن تفســير ْ
ُ جبريل ‰؛ إ ْذ جاءَ َ
ِ ور ُســلِهِ وباليوم ِ ِِ ِ ِ
اآلخ ِر وبالق ََدر ِ باهلل ومالئكتِه ُ
وك ُتبه ُ
من اهلل». خيره َ ِ ِ
وش ِّره َ
على أ َّن هــذا التصديــق المطلوب شــرعا بِه ِذهِ
ً َ َ َ
ِ ِ ِ
ث الحقائق ِ الغ َْيـبِ َّية ليس تصديقًا ذ ْهن ًّيا ف ََح ْسب؛ ب ِ َح ْي ُ
صــدق ،وإنَّما هو ِّ أثــر على أفعــال ا ْل ُم ٌ ال يكون َل ُه
تصديق َي َت َغ ْلغ َُل في أعماق النفس ،حتى َت َت َفا َع َل معه ٌ
ِ
والترك والع َمــل ِ والفعــل ِ ِ تفا ُع ً
ــا تا ًّما في القــول َ
ب حيا ُة المؤمن ِ او ج ت ت ث ي ح ِ
ــلوك ،ب ِ والس واألخالقِ
ُ َ َ َ َ ُ ْ َ ُّ
تجاو ًبا تا ًّما ،ف ََي َت َج َّس ُد ْإي َما ُنه في جميع ِ كلها مع إيمانِهِ ُّ
ُ ْ
ِِ ِِ ِِ
أحواله وجميــع ِ أقواله وأعماله َت َج ُّس ً
ــدا تا ًّما َي َت َراءى
لِلن ِ
َّاظ ِرين.
تعبير عنه ما َنجِ ُد ُه
ٍ وأبلغ
ُ وأقوى شاهد ٍ على ذلك
َ
ِ ِ
أوصاف المؤمنين ،فقد قال تعا َلى: في كتاب اهلل م ْن
﴿ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ
ﭷ❁ ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ
ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ❁ ﮀ
ص َر ســبحانه ﮁ ﮂ ﮃ ﴾ [األنفــال ،]4 - 2 :فقد َح َ
ْ ِ
الص ْنفِ من الناسِ ،إ ْذ جاءَ في نين ح ًّقا في هذا ِّ ال ُم ْؤ َ
م
أول ِ وص ِف ِهم بأداةِ الحص ِر وهي ِ«إنَّما» ،ثم أ َّكده ِ
آخ ًرا ُ َّ َ ُ َ َ ْ َّ َ ْ ْ
صل ِ َ
الف ِ
ضمير ِ
وتوسيط بتعريفِ ا ْلمسند ِ وا ْلمسند ِ إليهِ
ْ ُ َْ ُ َْ
بينهما في قولِهِ ﴿ :ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﴾.
وقال تعا َلــى ﴿ :ﭑ ﭒ ﭓ ❁ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ
ﭙ❁ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ❁ﭡ ﭢ ﭣ
ﭤ❁ﭦﭧﭨﭩ❁ﭫﭬﭭﭮﭯ
ﭰﭱﭲﭳﭴ❁ﭶﭷﭸﭹﭺ
ﭻﭼ❁ﭾﭿﮀﮁﮂ❁ﮄﮅﮆ
ﮇﮈ❁ﮊﮋﮌ❁ﮎﮏﮐ
ﮑ ﮒ ﮓ ﴾ [المؤمنون.]11 - 1 :
وقال ﴿ :ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ
ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ
ﯝ ﯞ ﯟ ﴾ [الحجرات.]15 :
الروايات الكثيــر ُة عن النبي ژ على ُ ضاف ََرتو َت َ
ت في الصحيح ِ عنه ژ أنه ِ
تأكيد هذا المعنى ،فقد ث ََب َ
أن ــاو َة ِ
اإل ْي َمانِ؛ ْ الث َم ْن ُك َّن فيــه َو َجدَ َح َ قــالَ « :ث ٌ
ح َّب وأن ي ِ ا، م ه ا و إليه مِما ِ
س يكون اهلل ورسو ُله أَحب ِ
ُ ْ َ ُ َّ َ ُ َ َّ َ ُ
ود في الكُ ْفر ِ أن َي ُع َ ــر َه ْ ح ُّب ُه إال هللِْ ،
وأن َيكْ َ
المرء ال ي ِ
َْ َ ُ
ف في ال َّنارِ»((( ،وقال ژ « :ال ُي ْؤم ِ ُن أن ُي ْق َذ َ
َك َما َيكْ َر ُه ْ
اء
والح َي َُ اطةُ األ َذى عن الطريقِ، وأد َنا َها ِإ َم َ إال اهللْ ،
اإليمانِ»((( ،فقد َد َخ َل ِ
القول واالعتقا ُد ُ ــع َب ٌة م َن ْ ش ْ ُ
ِ ِ
ق التي فــي َكل َمة ال إلــه إال اهلل ،فإنَّها كلمــ ُة الح ِّ
ق ما ُيقال، ــد ُ ص َ ــب ب ِ َها اإلنســا ُن ،وهــي أ َْ ُيطَ ا َل ُ
وال اعتدا َد ب ِ َها إال عندما تكون عقيد ًة راســخ ًة في
ــر إماطة األذى عن بذ ْك ِ النفس ،ورمز إلى العمل ِ
ََ ََ
«والحياء ُش ْع َب ٌة من : وإ َلى األخالق ِ بقولِهِ الطريقِ ،
ُ
للحصر ،فقد جاء في روايةٍ ِ والع َد ُد ليس اإليمان».
َ َ ْ
ض ٌع وسبعون شــعبة»((( ،ومعنى ذلك أ َّن ك َّل ب ِ ّ ٍر «ب ِ ْ
اإليمان. تحت ْ َ يندرج
ُ
ومــن ا ْلمعلــوم ِ أ َّن ك َّل قضيةٍ ِإيمانيةٍ ِ
ترســخ في ُ ْ َّ َ َ
شــاع ِرها ِ النفس حتى َت َت َغ ْلغ ََل في أعماقها و َت ْم َت ِز َج ب ِ َم
َ َّ ِ ِ
وأحاس ِ
النفس ُ معهــا ل
َ ع َ ا ف ت
َ ت
َ نْ أ ــن
ْ م ــد ب
ُ ال ــها يس
ضاها. ب َح َر َكا ُتها َوف َْق ُم ْق َت َ او َ
و َت َت َج َ
واإليما ُن ب ِ َمالئكته
تصديــق بعا َلــم ٍ َغ ْيبِــ ّي ٍ أُوت ِ َي مــن الق َُوى
ٌ هــو
قوته تلك َل ْم ِ ِ
ــبان اإلنسان ،ومع َّ ما ال َي ْد ُخ ُل في ُح ْس َ
ِ
ت رور ،فهو ال َي ْف َت ُأ عن ذكر اهلل وال َي ْن َفل ُ َي ُح ْم حو َله ال ُغ ُ
خر َل ُه ب عن خشــيته ،وإ َّن ِم َّما ُس ِّ عن طاعته وال َي ْع ُز ُ
ب أعماله والشــهاد َة هذا العا َل ُم ُمراقب َة اإلنســان ِ َ
وك ْت َ
أخ َر؛ ﴿ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ َـــدم وما َّ عليه ب ِ َما ق َّ
[ق ﴿ ]18 :ﭿ ﮀ ﮁ ❁ ﮃ ﮄ ❁ ﮆ ﭱ﴾ ۤ
يبعثُ اإليمان
ورســوخ هذا ْ
ُ ِ
[االنفطار،]12 - 10 : ﮇﮈ ﴾
وي ِقي من الت ََّردِّي إلى َم َهاوِي العصيان. على الطاعة َ
المحتويات 147
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
بر ُسله
واإليما ُن ُ
ِ
بص ْف َوتِــه م َّمن َخلق ،أرســلهم اهلل ِ
هو اإل ْيمــا ُن َ
وعاء علهم ج ن بــأ هم واختص ريــن، ِ
ومنذ ـــشرين
ُم َب ّ
ً َ ْ َّ
ــرقًا ل ِ ُنــورِه ،وم َّي َزهم بــأ ْن رفَعهم على وم ْش ِ ِِ ِ
لهدايته َ
ِ
شــاعر امتزج ب ِ َم اإليما ُن إذا ما ٍ
َ غيرهم درجات ،وهذا ْ
التأســي بأولئك ا ْل ُم ْر َسلين ِّ النفسِ قادها إلى ُحســن ِ
ْ
وا ّتباع هداهم و َت َجنُّب ِ ما َجا َن َب ُه.
ِ
اآلخر واإليما ُن باليوم
هو ِإ ْيما ٌن با ْل ُم ْن َق َلب ِ الذي ال َم َف َّر ألحد ٍ منه ،وفيه
جزى كلُّ أحد ٍ ب ِ َما َك َســب؛ ﴿ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑﰒ ُي َ
ﰓ ﰔ ﰕ ﴾ [فصلت ]46 :علــى أ َّن َ
الج َزاءَ في ذلك
المحتويات 148
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ٍ ِ
ــن لك ِّل ما يكون من جــزاء في الدنيا ،إذ اليوم ِ ُمباي ٌ
من أ ْن
أعظم ْ
ُ ــره ،وك ٌّل منهمــا
خيره وال َش ُّ
ال ينقطع ُ
ــم في ألواح ِ الخيال ،فلذلك ت ْكتنِهه البصائر أو يرت ِ
س
َْ َ َ ُ َ َ َ
كان منشــ ًأ للصــاح واالســتقامة وينبو ًعــا للهداية
والفضائل.
باإليمان باهلل في النصوص
ْ كثيرا ما يقترن
ولذلك ً
القرآنية والنبوية في مقام الدعوة أو التحذير ،كما في
قوله تعا َلــى ﴿ :ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ
ﮛ ﮜ ﴾ [البقــرة ،]232 :وقولِه ﴿ :ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ
«م ْن : ژ هﯻ ﯼ ﴾ [األحــزاب .]21 :وكما فــي قول ِ
َ
ِ
كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فال ُي ْؤذ ِ َ
جاره»((( ،وقولِه:
خيرا أو
ُــل ً
فليق ْ ــن كان يؤمن بــاهلل واليوم اآلخر َ «م َْ
ت»(((. ِ
ص ُم ْ
ل َي ْ
((( أخرجه البخاري في كتاب :األدب /باب :من كان يؤمن باهلل واليوم
اإليمان /باب :ا ْلحث على إكرام
اآلخر ( ،)6018ومســلم في كتابْ :
ا ْل َجار (.)47
((( أخرجه اإلمام الربيع؛ باب :في الضيافة والجوار وما ملكت اليمين
واليتيم (.)683
ِ
بالقول م ْن غير تصديق ٍ كان منافـــقًا نفاقًا اعتقـاد ًّيا،
حكم ا ْل ُمشركـــين،ُ حكمه
ُ ومعنى ذلك أنه في باطنه
أحكام اإلسالم ب ِ َح َسب ِ ما أتى
ُ وإ ْن أ ُ ْج ِر َي ْ
ـت عليـــه
بـه في الظاهر من القول والعمل.
«الع َمل» :اإلتيا ُن بالفرائض مع اجتناب وم َرا ُد ُه بـ َ
ُ
ا ْل َم َحارِم ،مع الترغيب في اإلتيان بالمقدور عليه من
«وكن َع ِمال».
ْ المندوبات ،وهو ا ْل ُم َرا ُد بقوله:
والعمل
َ اإليمان يشــمل القو َل قيــل :إذا كان ْ َ فإن
ق بينه وبين اإلسالم ؟ قلناُ :ه َما ـر ُ الف ْ واالعتقا َد؛ فما َ
اإلي َما َن ُل َغ ًة َّ
ن فإ ُ،
ة اللغوي ة
ُ الداللــ حيث
ُ من مخْ تلِ َفان ِ
ْ ُ َ
واإلسالم ُل َغ ًة ب ِ َم ْعـ َنى االنقياد،
َ هو التصديق كما َم َّر،
واحد،ٌ حيث الدالل ُة الشــرعي ُة فــإ َّن ُم َؤدَّا ُهما ُ أ َّما من
ِ ِ
ف ا ْل ُم ْسلِ ُم با ْل ُم ْؤمن ِ وا ْل ُم ْؤم ُن بالمسلمِ، وص ُ ولذلك ُي َ
كما في قوله تعا َلى ﴿ :ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ❁
ِ
ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﴾ [الذاريات.]36 ،35 :
ولكن قــد يلحظ فيهمــا أصل معنــى ك ِّل واحد ٍ
ُ ُ َ
يتباين معنا ُه َما ،كما في قولِه تعا َلى:
ُ منهما ،وب ِ َهذا قد
﴿ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ﴾ [الحجــرات ،]14 :فــإ َّن
الحقيقــي هــو الحقيق ُة الباطن ُة لإلســام،
َّ اإلي َمــا َن
ْ
لإلي َمان ،فإ َّن
الحقيقي هو الصور ُة الظاهر ُة َّْ واإلسالم
َ
العمل الصال ِ َح
َ اإلي َما َن ـ كمــا قلنا ـ عقيد ٌة تســتلزم ْ
واإلســام هو انقيا ٌد وإذعا ٌن ات،واجتناب ا ْلمحظُ ور ِ
َ َ َ ْ َ
قائم على عقيدةٍ راســخةٍ في في األقوال واألعمالٌ ،
األول من أركانه اإلتيا َنُ الركــن
ُ النفس ،ولذلك كان
بالشهادتين.
المحتويات 152
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
التصديق
ُ اإلي َمــان ِ هو
األصل في ْ َ ونظرا إلى أ َّن ً
األصل في اإلسالم ِ االنقيا ُد َ باطن ـ وأ َّن
ٌ معنى
ً ـ وهو
ق اإلسالم على ما يبدو ظاهر ـ جاز إطال ُ ٌ فعل
ـ وهو ٌ
ــب إليه ولو َل ْم يكن ذلك َم ْبنِ ًّيا انتس َ
من أفعال َمن َ
ِ
على ت ِ ْل ُك ُم العقيدةِ المطلوبةِ الراســخةِ ،وهذا شأ ُن
ِ
اإلي َما َن فنفاه اهلل عنهم، أولئك األَعراب الذين ا َّد َعوا ْ
الشــكلِ ّي
ْ وأثبت َل ُهــم صف َة اإلســام أي االنقياد َ
العبد
ُ ق هو أ ْن ُي ْســلِ َم فاإلســام ا ْل َح ُّ
ُ الظاهرَّ ،
وإل
ظاهرا وباط ًنا ل ِ َر ِّبهِ ســبحانه ،كما يد ُّل عليه ً نفســه
َ
قو ُلــه ﴿ : 8ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ
ﯚ ﯛ ❁ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﴾
[األنعام.]163 ،162 :
أسئلـة:
َع ِّرف اإليمان في اللغة؟ مد ّل ًل على ما تقول. .1
.2ما معنى اإليمان في المصطلح الشرعي؟
.3هل يكفي في اإليمان التصديق الذهني من غير عمل
الجوارح؟
.4اذكر ثالثة أدلــة من القرآن على اشــتراط العمل في
اإليمان؟
.5ما الدليل من السنة على أ َّن اإليمان قول وعمل؟
َ .6ب ِّين معنى اإليمان باهلل تعالى ،وأثره في النفس؟
.7ما معنى اإليمان بالمالئكة ،وهل لذلك من أثر؟
.8ما حقيقــة اإليمان بكتب اهلل ،وكيــف يكون التفاعل
معه؟
َ .9ب ّي ْن أثر اإليمان بالرسل في حياة اإلنسان؟
.10لمــاذا كان اإليمان باليــوم اآلخر ســببا للصالح
واالستقامة؟
.11أين َّ
تقدم ذكر القول اإليماني في هذا الكتاب؟
﴿ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ
ِ
ﯾ ﯿ ﴾ [الزمر ،]9 :وقولِه ﴿ :ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ
ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﴾ [المجادلة ،]11 :و َن َعى على
أهل الضـــال ِ َج ْه َل ُه ْم بقولِهِ ﴿ :ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ
ﭜ ﴾ [الروم.]6 :
اط ــم المتعلق بالدين هو َم َن ُ ْ
ل وبين نبِيه ژ أ َّن ِ
الع
َ ّ َ ُّ ُ
ِ ِ
«م ْن ُيرِد اهلل ُ بِه َخ ْي ً
ــرا ُي َف ِّق ْه ُه في الخير ،حيث قــالَ :
ض َّيــةِ طَ َلبِهِ ،إ ْذ قال الديــن»((( ،ود َّل الحديث على فَر ِ
ْ ُ َ
الع ْلم ِ فريض ٌة ب َ
ل «ط َ : ـ ِ الم والس ـ عليه أفْضل الصالةِ
ُ َ َّ َ ُ َّ
على ُك ِّل ُم ْسلِمٍ»(((.
ِ
ــن قواعـــد الديــن َوق ََّد َم ُه العلــم م ْ ُ وإنَّمــا كان
ِّف 5على سائر قواعده أل َّن ُك َّل ما يليه ُم ْن َبن ٍ صن ُا ْل ُم َ
عليه ،فالمسلم ال يدري ما يأتي وما يذر من األعمال
إال بالعلم ،وال ُي ْت ِق ُن ال ِّن َّي َة الصالح َة إال به.
((( أخرجه اإلمام الربيع باب :في العلم وطلبه وفضله (.)25
((( أخرجه ابن ماجه في كتاب :السنة ،باب :فضل العلماء والحث على
طلب العلم (.)224
الع َم ُل
ثانيهاَ :
ــق ل ِ ُح ْكم ِ اهلل والمراد به :العمــل الصالِح ا ْلموافِ
ُ ُ ُ َ َ ُ
الدين ِ أل َّن الدين الع َم ُل ِم ْن قواعد ِّ تعا َلى ،وإنَّ َما كان َ
منهج تطبيقي َع َملِ ٌّي ،فال ٌ أمرا َنظَ ِر ًّيا ،وإنَّما هو
ليس ً
يتجاوب في تصرفاته وأعماله مع َ بد للمتديِّن ِ من أن
ـأى ِ ِ
العمل لو كان ب َم ْن ً َ ين به من الدين ،على أن ما َيد ُ
وإنَّما ينح ِ
ص ُر أمــرا واقع ًّياَ ْ َ ِ ، ً الدين
ُ الدين َل َما كان عن ِّ
في عا َلم ِ ا ْل ِم َثــالِ ،وهذا َغ ْي ُر مــا أراده اهلل تعا َلى من
ين ُليصلحوا عبـــاده ،فإ َّن اهللَ 8إنَّما َش َر َع لعباده ِّ
الد َ
نفوسهم ،ول ِ َت َت َج َّس َد به طاع ُتهم لر ِّبهم ،وليتقنوا به َ به
روابِطَ هم فيما َب ْي َن ُه ْم ،ولتكو َن كلُّ جزئيةٍ من جزئيات
حياتِهم قائم ًة على تعاليمهُ ،م َس َّو َر ًة بأحكامه.
ِ
م ْن أجل ذلك نــرى اآليات الكثيــرة في القرآن
اإليما َن في مقام تبشير أهله بالفالح ِ الكريم ال تذكر ْ
إال مقرو ًنــا بالعمــل ،كما في قولِــهِ تعالى ﴿ :ﭑ
ﭒﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ
ِ
ﭛ ﭜ ﴾ [البقــرة ،]25 :وقولِه﴿ :ﭨ ﭩ ﭪ
ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ
ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﴾ [يونــس ،]9 :وقولِهِ ﴿ :ﯟ ﯠ
ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ﴾
[الكهف ،]107 :وقولِهِ:
﴿ ﭑ ﭒﭓ ﭔ ﭕﭖ
ِ
ﭗ ﭘ ﭙ ﴾ [مريــم ،]96 :وقولِه ﴿ :ﭮ ﭯ ﭰ
ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ
ِ
ﭹ﴾ [األنبياء ،]94 :وقولِه ﴿ :ﭶ ﭷ ﭸ
ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﴾ [العنكبوت ،]9 :وقولِهِ:
﴿ﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥ
❁ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚ
ﭛ ﭜﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﴾
[البينة.]8 ،7 :
ِ
َب ْل َب َّي َن ســبحانه أنه ال َن َجا َة ألَ َحد ٍ م َن الخُ ســران
باإلي َمان ِ َو ْح َده
ْ ــم به على جِ ْنسِ اإلنســان
الذي َحكَ َ
اصي بالحق حتى يكو َن معــه العمل الصالِــح والتَّو ِ
َ ُ َ َ ُ
ِ
اصي بالصبر ،وذلك فــي قولِه ﴿ :ﭑ ❁ ﭓ والتَّو ِ
َ
المحتويات 160
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ﭔ ﭕ ﭖ ❁ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜﭝ
ﭞ ﭟ ﭠ ﴾ [العصر.]3 - 1 :
اإلي َمان ذلك ألن العمــل هو تجســيد لِحقيقــةِ
ْ ٌ َ َ ْ َ
ــر ُه ـ ،وإنَّمــا ق ََّد َم ك وتصديــق َلــه ـ كمــا ســبق ذِ
ُ ْ ٌ ُ
والع َم َل مــام إِ م ل ْ الع ْلم أل َّن ِ
الع ا ْلمصنف 5عليــه ِ
َ ٌ َ َ ُ ّ
التمييز بين الصال ِ َحات والسيئات ُ ص َّو ُر ِ
َتاب ُعه ،إ ْذ ال ُي َت َ
اإلي َمان ،فإ َّن وهو العمل ِ ل ألص إال به ،مع شــمولِهِ
ْ ُ ُ
ق ال يكــون إال َم ْبنِ ًّيا على العلم ،فإ َّن اهلل اإلي َمان ا ْل َح َّ
ْ
العلم عن وب ن ي ال قفَرض على عبادِه اإليمــا َن بِحقائ ِ
ُ ْ
َ َ َ ُ َْ َ َ
ِِ ِ ٍ
ف ب ِ َهــا و ُت َؤيِّ ُدها، جميع دالئله َت ُح ُّ ُ شــيء منها ،بل
اإليمــا ُن ب ِ َها في ِ
وليســت قضايا الدين التــي َيج ُب ْ
وأوهاما؛ كما هو الشأ ُن في َغ ْي ِرهِ، ً
ٍ
خياالت اإلســام ِ
َ بل ِهي حقائ ِ
ُول.ُول و َت ْد َع ُمها ال ُّنق ُ العق ُ ا
َ َ ُ َ َ ُ ه ل دُ ه ش ْ ت
َ ق
ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ﴾
[الكهف.]110 :
الربيع عن أبِي عبيدة عن جابر بن زيد عن
ُ ور َوى
َ
ـــيات ابن عباس @ أن النبي ژ قال« :األعما ُل بال ِّن َّ
الشي َخان ِ ِ
وغير ُه َما من ولكُ ِّل ْامرٍِئ ما َن َوى» َ ،و َر َو ُاه َّ ْ
(((
ُ
ظ«ِ :إنَّمــا األعما ُل بالنيات وإن ََّما طريق عمر ƒب ِ َل ْف ِ
ُ ََ
لــكل امرٍئ ما نــوىَ ،فمن كانــت هِجرتُــه إلى اهلل ِ
َْ ُ َ ْ
ور ُسول ِ ِه َف ِه ْج َرتُ ُه إلى اهلل ِ ورسول ِ ِهَ ،و َم ْن كانت ه ِ ْج َرتُ ُه َ
ــرأةٍ َي َت َز َّو ُج َهــا َف ِه ْج َرتُ ُه ِإ َلى
ْ َ ام أو ــا ه
َ يب ِإ َلــى دنْيا ي ِ
ص
ُ َ ُ ُ
هاج َر إليه»(((.
ما َ
يل على أ َّن ِ ِ ِ
وك ْو ُن األعمال بالنِّـــ َّيات إنما هو َدل ٌ َ
ِ ِ
العمل ال قيم َة َل ُه ب ِ ُدون َها ،فقد يأتي اإلنسا ُن َ
الع َم َل َ
مســتقيما تا ًّما ليس به ا ْعو ِ َج ٌ
ــاج وال َخ َل ٌل ،ولكنه ً
يكون وباء عليه ووب ًال ،ألنَّه ِمما يتقَرب به إلى اهلل ِ
َّ َ َ َّ ُ ََ َ ُ ُ ََ ً
ْص ْد به َو ْج َهــه تعا َلــى ،كأَ ْن ُيص ّل َي أو وهو َلــم يق ِ
ْ َ
اه َد؛ ال المتِ َثــال ِ ِ
أم ِر اهللْ ْ ــج أو ُي َج
ق أو َي ُح َّ يتصــد َ
ّ
ِ
الصالح ِ ــه َر َة َّ ولكن ُم َراءَا ًة للنَّــاسِ ،ل َي َنا َل َب ْي َن ُه ْم ُش ْ
ِ والتقوى ،فإ َّن هذا َتقَــر ِ
ب به ب إ َلى النَّاس ِ ب َما ُي َتق ََّر ُ ُّ ٌ
اك ،كمــا في قولِهِ اإلشــر ِ
ْ ِإ َلى اهلل ،ولذلك ُع َّد ِمن ِ
َ َ
تعا َلــى ﴿ :ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ ﰖ ﰗ ﰘ
ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﴾ [الكهف.]110 :
الع َمل ِ ِ ِ َ ْ َ وب ِ َما أ َّ
َ الص
ُ خ
ْ إ ي َ ه ا ع
ً شر ة طلوب
َ مَ ل ا ة ي
َّ ِّـ
ن ال ن
قولوليســت ً ِ
ــر َب ْي َن العبد ور ِّبه، سهلل وحده؛ فإنَّها ِ
ْ ٌّ َ ْ َ ُ
ــو ُر َع َوا ِّم النــاس ـ ،حتى باللِّســان ِ
ص ُّ َ تَ هــو كما ـ
ِ
يأت ب ِ َها ــم َ
ل ما ا ه عندهــم ال يع َت ُّد ب ِ َ ة
ُ الني أصبحــتِ
ْ َ ْ ُ َ َ
صاحبها نطْ قًا ،و َلربما كان هذا النُّطْ ــق مجرد تمتمةٍ ِ
َ
ُ ُ َ َّ َ ْ َ َ َّ َ ُ ُ ُ
غير اســتحضار ٍ ل ِ َم َعانيهــا ،وهذا يعني باللِّســان ِ ِم ْن ِ
رأساِ ،إذِ الني ُة ُل َغ ًة وشر ًعا ال تعني النُّطْ َق، ُفق َْدا َن النية ً
ِ ِ َّ ِ
َص َد بالعمل َصــد بال َق ْلب ،ف ََم ْن ق َ ْ ق ال ة
ُ حقيق هي ما ن وإ
َصدِهِ ذلك. بق ْ شي ًئا َفق َْد َن َو ُاه َح ْس َ
المحتويات 163
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
الو َرع
رابعهاَ :
ُ
ِ
يعا ،ولـذلك قـال اجتناب َم َحارِم ِ اهلل َجم ً
ُ ـــه
َـل ُوأَق ُّ
«و َر ٌع َع ْن ُك ِّل َمــا ُح ِظال» أيُ :منِ َع،ِّــف َ : 5
صن ُ ا ْل ُم َ
المحتويات 164
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ت َم َرات ِ ُب
او َت ْ
َ َ
ف ت
َ ولذلــك ى،ْو
َ قَّ ت ال هي ِ ع ر
ََالو ة
ُ َ
ق يقفَح ِ
َ
الناس فيه:
الع ُدولِ ،وهي َت ْر ُك ـ فا ْل َم ْر َت َب ُة األولى هي َم ْر َت َبــ ُة ُ
الف َرائِض ِ ُكلِّ َها. ا ْل َم َحارِم ِ بِأَ ْس ِر َها مع فِ ْعل ِ َ
ِ ِ
ين ،وهي َت ْر ُك الصالح َ ـ وا ْل َم ْر َت َب ُة الثاني ُة هي مرتبة َّ
الح َر ُج ،هذا الوقُوع ِ فيمــا فيه َ ما ال َح َر َج فيه َم َخا َف َة ُ
مع فعل الفرائض والحرص على النوافل.
ين ،وال َت َت َح َّق ُق إال ـ وا ْلمرتب ُة الثالث ُة مرتب ُة الص ِّد ِ
يق
َ ِّ َْ ََ َ ْ ََ
ِ َ ِ ِ ٍ ِ بِتر ِ
ف م َن كثير م َّما ال َح َر َج فيه ،و َل ْو مع َع َدم الخ ْو ك َْ
الحرج ،مع ا ْلمس َار َعةِ ِإ َلى ُك ِّل مق ُْدور ٍ
َ ُ َ الوقُوع ِ فيما فيه َ َ ُ ُ
عليه من أعمال البِ ِّر .وهي أ َ ْرف َُع ا ْل َم َراتِبِ.
أسئلـة:
ّبين معنى القواعد في اللغة؟ .1
َّ
تحدث بتفصيل عن الدين في االصطالح الشرعي؟ .2
.3لماذا كان العلم أول قواعد الدين؟ وما المراد به هنا؟
.4اذكــر األدلة مــن القرآن والســنة على فضــل العلم
المتعلق بالدين؟
.5لماذا كان العمل من قواعد الدين؟
.6اذكر بعض اآليات التي تقرن اإليمــان بالعمل؟ وما
داللة ذلك؟
ّ .7بيــن الحاجة إلــى العلم فــي الجانبيــن االعتقادي
والعملي؟
.8ما هي األدلة على وجوب إخالص النية في العمل؟
ّ .9بين حقيقة النية ُلغة وشرعا؟ وما هو الخطأ الذي يقع
فيه الناس في هذا األمر؟
.10ما حقيقة الورع؟ وما أق ّله؟
ّ .11
عدد مراتب الورعُ ،م ّبي ًنا أعالها وأدناها؟
ضائ ِ ِه ُه َو ق َُب ُ
ِ
ول ُك ِّل َما َيأْتِي م ْن َل ُد ْن ُه ضا ب ِ َق َ َف ِّ
الر َ
ِ
ث ال َتجِ ُد ض َّراءَ ،ب ِ َح ْي ُ و َ
ْ َ َّ َ ْ َأ اءــر س و َ أ ، ٍ ي ه نَ و
ْ ْ ْ ْ َ أ ٍ
ر مَ أ ن م
اعي اهلل ِ ب ِ ِف ْعل ِ َــط و ِهي تســتجِيب لِد ِ
الن َّْف ُس َح َر ًجا ق ُّ َ َ َ ْ َ ُ َ
المحتويات 167
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
الف ،ف ََم ْن االختِ ِ ــدم ِ الت ََّف ُّرقِ َو ْ الع َّدةِ َو َع َ ِ ِ
الع ُد ِّو َوإ ْع َداد ُ َ
فَعل َذلِك مع ثِقَتِهِ بِاهلل ِ ســبحانه َفقَــد تو َّكل ع َلى اهلل ِ
ْ ََ َ َ ُ ْ َ َُ َ َ َ َ َ
اب ــب س َ أل ا حــق تو ُّكلِهِ .ع َلــى أ َّن ا ْلمؤ ِمن ال تن ِســيهِ
ْ َ ُ ُ ْ َ ُْ َ َ َّ َ َ
ــبب ٍ ق ُْد َر َت ُه س يِّ َ أمســبِّبها ،فَهو ي ْل َح ُظ ِع ْن َدما يأْ ُخ ُذ ب ِ
َ َ َ َ َُ َ ُ َ ََ
َضلِهِ َع َل ْيــهِِ ،إ ْذ َه َّيأَ َل ُه ت ِ ْل ُك ُم ْ ف ِ يم تعا َلــى ،وي ِحس بِع ِ
ظ َ ُ ُّ َ ََ
ِ
اب َو َم َّك َن ُه م ْن ُم َم َار َستِ َها. األَ ْس َب َ
الع ْلم ِ َعن ِ ال َف ْرق ِ َب ْي َن ه َذا وقَد تساء َل بعض طَ َلبةِ ِ
َ َ َ ْ َ َ َ َْ ُ
اع َد ِهي ا ُ ال َقواعِد ِ واألَركانِ ،فَأَجبـــته بِأَ َّن القَو ِ
أل ُس ُس َ َ َ ْ ُُ َ ْ َ َ
ِ ِ
الع ُم ُد الَّتي َ ُ ــي ه اءَ ،واألَ ْر َكا َن ُوم َع َل ْي َهــا الب َن ُ الَّتي َيق ُ
يشـت ُّد بِها ،وبِه َذا يت َِّضح أ َّن األَركان ن ْفسها ِهي بِحاجةٍ
ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ
ُوم َّإل َع َل ْي َها. ق ت ال ْ
ذ اعدِ؛ ِ
إ ِإ َلى القَو ِ
ُ َ َ
أسئلـة:
ما معنى الركن في اللغة؟ .1
.2للدين أربعة أركان ،اذكرها؟
ّ .3بين لماذا ُع ّدت هذه األربعة أركانا للدين؟
.4اشرح األركان األربعة شرحا موجزا؟
.5هل إهمال األسباب من التوكل على اهلل؟ اشرح ذلك
بالمثال.
.6ما الفرق بين القواعد واألركان؟
ْــق ُمقتضيات الظروف ،فلذلك نظامه َوف َ َ وأ ْن ُيطَ بِّقُوا
ك َّ ِ ُش ِ
لئل ُي َف ِّرطُ ــوا في نظام ت َل ُه ْم هذه ا ْل َم َســال ُــر َع ْ
الدين ،وهي أربعة:
ـهورالظ ُ َّ
أو ُلهاُّ :
ــمل ش َ ِ ع واجتما القوة عن ئ ــمهِ ـ ي ْنبِوهو ـ كاس ِ
ْ ُ ُ ْ
أمرها وعلو كلمة الحق ،وتم ُّكن عصبتِهِ
ُ َ ِّ األ َّمةِ وانتظام ِ
ْ َ َ
من قيادة سفينة األ َّمة َوف َْق نظام دينها.
ِ ِ
باي َعــن بعــده ! عندمــا َ وهــذا الــذي كان م ْ
ا ْلمهاجِــرون واألنصــار والذيــن اتبعوهم بإحســان ٍ
ُ ُ ُ َ
ت ا ْلخُ لفاءَ الراشــدين ،فإ َّن َب ْي َع َة كل واحد منهم كا َن ْ
ِ
ب أصحابنا ـ َرح َم ُهم اهلل ـ َوف َْق هذا النظام ،وإنَّما َدأ َ َ
حال األمة ُ على التمثيل ِ ل ِ َهذا ا ْل َم ْســ َلك ِ ب ِ َما كان عليه
اشدَ ْين ِ أبِي بكر ٍ و ُع َم َر ^ أل َّن في عهد الخَ لِي َفتين ِ الر ِ
َّ َْ
ومأمن ٍ الفتنة من عصر ِهما كانت في عافيةٍ ِ األمة في
َ
ب ه ت ما ه بعد بــدأت ا م َّ ن وإ الف، الشــقاق وا ْل ِ
خ من ِّ
ُ ُّ َ ُ َ ْ َ
ِ ِ
نارهــا ،فحصل بينها ض ِر َم َ أعاصيــر الف َتــن ِ ل ُت ْ ُ عليها
ما حصل من الشقاق واالختالف.
المحتويات 173
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
وذلك كما َوق ََع في عهد بني أ ُ َم َّيــ َة عندما َول ِ َي َل ُه ْم
ِ
وتشــريدا
ً ً
تقتيل أهل ا ْل َح ِّق ــذ َي َت َتبَّ ُع َ فأخ َ زِيا ُد بن أَبِيهَ ،
اء ج ْ
ل الب َ
ذ أخ فقد ، ـثيل ،و َلم تس َلم ِ النساء ِمن بطْ ِشهِ و َت ْم ً
َ َ َ َ ُ ْ َ ْ َ ْ
يل َن ْف ِسهِ ب ِ َق ْتلِ َها و َت ْمثِيلِها و َت ْع ِر َيتِ َها ِ
وش َفى َغل َ
ِ
ير ُظ ْل ِمهَ ، ب ِ َن ِك ِ
مثال لِر َباطَ ةِ ا ْل َجأْش ِ ً ِ ِمن ثياب ِ
َ ـ اهلل
ُ هــا م
َ ح ر
َ ـ وكانت ا، ه
َ ْ
ت ِ ِِ وصالبــة ا ْلموقِفِ
ض ْ أمــام طُ غيانه وحقْــده ،حتى َم َ َ َْ َ
والشــهامة َّ شــهيد ًة إلى رِضوان ِ اهللِ ،فانبرى أهل الغَيرةِ
ُ َْ ََْ ْ َ
بن ــدةِ وا ْلمــروءةِ وبايعوا أبــا بِــال ٍ ا ْل ِ
اس َ ْ َ د
َ ر م َ َ ُ والن َّْج َ
حدَ ير ٍ ، 5ف ََخرج ب ِ ِهم آبِيا أ ْن يستع ِرض الناس بالسيفِ
َّ ْ َ َ ْ َْ َ َ َ ْ ً ُ ْ
ــو َك ًة في َج ْنب ِ العدو ،ف ََه َز ُموا ـ ْ ش َ وكانوا ه، َ
ل ت
َ قا ن
ْ م
َ لِإ َّ
ِ ِ
ــك ،وكانوا م َث ًال بآس َ َو ُه ْم ْأر َب ُعو َن َر ُج ًل ـ أ َ ْل َف ْي ُمقَاتل ٍ َ
ِ
زي َمــةِ ،حتى أَقْ َلقُوا َ ْ ع ال اء ض
وم َ الشــكيمة َ للصالبة وقوة َّ َّ
ض ْوا في ســبيل اهلل ُشــهداءَ بعد وج ْن َده ،ثُــ َّم َم َ زيــا ًدا ُ
ِ ِ ما س َّج ُلوا بد ِ
والف َداء. البطولة ُ خ
َ تاري ائهم م
َ َ
ـرا َو َمـا ـــب ُه َع َلى ِّ
الش َ ـع َص ْح َ
َب َاي َ
ـر َمـــاـــه ِإ َلى أ َ ْن أ ُ ْك ِ
طَ ـــا َل َز َما ُن ُ
ـــها َد َة الَّتي ق ْ
َـــد طَ َل ُـبوا َنا ُلوا َّ
الش َ
الر ْح َمـــن ِ فِـيها ا ْنقَـ َل ُـبوا ضـا َّ
ِ
َوب ِر َ
المحتويات 176
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
عند أصحاب ِ َنا ِإ َّل بأربعين َر ُج ًل، اء َ وال يكون ِّ
الش َر ُ
ِ
َو َلعلَّهــم أ َ َخ ُذوا ذلك م َّما كان في عهد الرســول ژ
ِ
أس َل َم ُع َم ُر ، ƒفَـ َت َّم بإسالمهِ َع َد ُد َم ْن أ َ ْس َل َم عندما ْ
ِ ِ ِ
ــن ق َْب ُل َي ْعبدون اهلل الر َجال ْأر َبعين ،وقد كانوا م ْ م َن ِّ
ين في دار األَ ْرقَمِ ،ولكنَّهم َخ َر ُجوا َب ْع َد ذلك مستخْ ِ
ف
َ ُ َْ
ين كِ ْب ِر َياءَ الجاهلية. ُم َت َح ِّد َ
ـــع إلى أ ْن ِ
اج ٌ باي َع على الشــراء َت َر ُ وليس ل َم ْن َ
ت ،ولو َب ِقي ي ْلقَى اهلل وح َده ،ألنــه بايع على ا ْلمو ِ
َ ْ َ ْ َ
ِ
ح ّل ٍ َصوا عن ثالثةٍ كانوا في بنفســـه ،وقيل إ ْن َنق ُ
ِ ِ
أم ِره ْم. ْ ن
ْ م
الشارِي ال َت ُج ُ
وز َل ُه وا ْل َم ُشــهور في ا ْل َم ْذ َهبِ :أ َّن َّ
ــق ا ْل َخلِيلِ ُّي 5عند ُ ِّ
ق ح
َ م
ُ ْ
ل ا ــه
ُ لَ هــا وأجاز
َ ُ،
ة ي
َّ
الت ِ
َّـــق
الحاجةِ إليها ،معلِّ ًل ذلك بأ َّن ما أوجبه على ن ْف ِســهِ
َ ْ َ َُ َُ َ
ِ
اهلل عليه. ْ َ ُهُ ب ج
َ أو ا م َّ م بليس ْأو َج َ
ِ ِ
وهؤالء ِإنَّما َيخْ ُر ُجو َن م َن األوطانِِ ،فإنَّهم ال َوطَ َن
ث ي ْش ِ ِ
ــه ُروا
أش َفح ْي ُث َما ْ
ــه ُرو َن ُســيوفَهمَ ، َل ُه ْم إ َّل َح ْي ُ ُ
ُسيوفَهم أ َ َت ُّموا صال َت ُه ْم.
المحتويات 177
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ِ ِ ِ ٍ ِ
وي َت َل َّق ْو َن عنه
ْ َ،ــم ه ر َي ْل َت ُّفو َن َح ْو َله فــي ك ْت َمان ْ ْ
أم ن م
وي َب ِّي ُن الطريق ــم هل َ نير وي ودنياهم، همن دي حما يصلِ
َ ُ ُ ُ ُ َ ُ ْ ُ
َل ُه ُم الحقيقةَ.
وقد كان هذا هو مس َلك اإلمام أبِي الشعـــ َث ِ
اء َّ ْ َ ْ َ
ص َر ببصـــيرته الثاقبة جابر بن زيــد ? عندما ْأب َ
أم ِر ا ْل ُمســلمين في وقتِــهِ واجتماع ِ َت َعذ َر انتظــام ْ
ُّ
ِ
َش ْملِ ِه ْم على القيام بإنشــاء نظام ٍ إسالم ّي ٍ َي َت َح َّدى
القائم آنذاكَ . َ النظام
َ
القائد
ُ قتلميــذه وخليف ُتــه العمــا ُ ُ و َع َل ْيــهِ َد َر َج
بن أبِي ِ
ــد ُد أبو ُع َب ْيدَ َة ُم ْســل ُم ُ ائد ا ْل ُم َس َّ والر ُ
َّك َّ ا ْل ُم َحن ُ
يمي ـ رِضوا ُن اهلل ِ عليه ـ ،الذي َن ِ َكرِيم َة الت ِم ِ
ض َج في ْ َ ُّ ْ َ َّ
الدعو ُة على يديه ث ِ َم َارها الط ِّيـبةَ، َع ْهدِهِ ا ْل ُج ْه ُد ،فآ َتت َّ
ٍ ات ألئِمةِخضت عن ميـــادِ بيع ٍ
بارزين،
َ ور ه
ُ ظ
ُ َّ ََْ إ ْذ َت َم َّ َ ْ
َص َدقُوا ف ،من تالمذته َبي َعــ َة ُظهور ٍ فقد بويِــع ألربعةٍ
َ ْ ْ َ ََْ ُ
ِِ
ين
ــم باذل َ ــدوا اهللَ عليه إ َلــى أن ق َ
َض ْوا َن ْح َب ُه ْ ما عا َه ُ
أنف َسهم في سبيل اهللَ ،و ُه ْم: ُ
عبداهلل بن يحيــى ِ
الك ْند ِ ُّي ،الذي ب ا ْل َح ِّق ُ ِ
ُ َ † طال ُ
وش ِ والع ْ ِ َ
ــم َل ُح ْك ُم ُه ــد َل بأ ْرض ِ َ
الي َمنَِ ، ق َ أظ َه َر الح َّ
ْ
ِ
ت َخ ْي ُل ُه إلى وادي القرى. ض الح َجازَِ ،و َو َص َل ْ ْأر َ
ِ
َصا َل
بويع ب ُع َمانَ ،ف َ
َ بن مسعود الذي والج َل ْندَ ى ُ
ُ †
نفســه لَ َ
ذ وب
َ ، على الباطــل ِ صو َل َة اللَّيــثِ ا ْلهصور ِ
َ َ ُ ْ َ ْ
ت ِ
فاض ْ
ونفيســه في طاعة اهلل ونصرة دينه ،إلــى أن َ
وحه في سبيل اهلل. ُر ُ
الخطاب ا ْل َم َعافِر ِ ُّي الــذي بويع بِطَ َر ُاب ُلس
َّ † وأبو
ا ْلم ْغ ِربِ ،فكان ِم َث ًال للزهد والورع والتقوى والنَّج َدةِ
ْ َ
واإلقدام والعدل واالستقامة.
الفارســي الذي بويع
ُّ الر ْح َمن بن ُر ْســ ُتم
وعبد َّ
ُ †
واإلي َمان ــط ،فأقام دولة ا ْل َحق بعده با ْلمغ ِرب األوس ِ
ْ ْ َ َ ْ
مآثرها
التـــاريخ َ
ُ ســج َل
َّ والعدل واإلنصــاف التي
األم َجاد ا ْل ُم ْش ِرقة ،رحمهم اهلل ِ
العظيم َة على صفحات ْ
جميعا.
ً
وكثيرا ما يتو َّل ُد الظهــور عن ِ
الك ْت َمانِ ،كما َح َد َ
ث ُ َََ ً
ذلك في عهد النبي ژ ،فإنَّه ـ بعد تأسيســه لقواعد
المحتويات 181
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
أسئلـة:
عرف المسالك في اللغة؟ .1
.2ما هي الغاية من مسالك الدين؟
.3تعددت مسالك الدين باختالف حال المسلمين ،بين
ذلك؟
.4كم عدد مسالك الدين؟ اذكرها مرتبة؟
.5ما المراد بالظهور؟
.6متى كان أسمى عهود الظهور؟
.7اذكر أمثلة لتطبيق اإلباضية لمســلك الظهور باليمن
و ُعمان والمغرب؟
.8ما الميزة التي يتميز بها مسلك الظهور؟
.9من أين أُخذ مسلك الشراء؟
.10متى يتخذ المسلمون مسلك الشراء؟
.11اذكر مثاال من التاريخ على بيعة الشراء؟
.12بأي عدد تنعقد بيعة الشراء ،وما الدليل على ذلك؟
.13هل يجوز للشاري أن يتراجع بعد البيعة؟
أســر َع هذا الت ََّح ُّو َل ِم َن الن َِّقيض ِ ِإ َلى الن َِّقيض ِ
فما ْ َ
الطبــاع ِ وا ْلم َعاي ِ ِ
ير َ ب هــذا الت ََّب ُّد َل فــي ِّ َ ! وما أ ْع َج َ
ِ
ث ــن َت َد ُّر ًجا؛ ب ِ َح ْي ُ ك َل ْم َي ُك ْ َّص ُّورِ! علــى أ َّن َذل َ والت َ
الســابِقَةِ شي ًئا فَشَ ْي ًئا، ِ
ص ُّو َرات ِه ُم َّ ت َت ْن َحلُّ ُعق َُد َت َ أ َ َخ َذ ْ
ات موقِفِ وإنَّما كان ذلك أمرا م َفاجِئا فِي َن ْفسِ َلحظَ ِ ِ
َْ َ ًْ ُ ً
ِ ِ
الح َوارِ ،ف ََما الَّ ِذي َج َع َل ُهم ُي ْلقُو َن َو َراءَ ُظ ُهورِه ْم ُك َّل
ــن قَب ُلَ ،و ُي َو ِّد ُعــو َن َح َيا َت ُهم ا ُ ِ
ألو َلى ُ ْ ْ م ما كانوا عليه
ير َها؛ ص ُّو َرات ِ َها وأفْكَ ار ِ َهــا َو َموازِينِ َها َو َم َعاي ِ ِ ِ ِ
ب َجميع ِ َت َ
َ
الف ما كانوا عليه لِيســتقْبِ ُلوا حيا ًة جديد ًة تت َِّسم ب ِ ِخ ِ
َ ُ ََ َ ْ َ
ِ ِ
اإلي َمــا ُن الذي َح َّو َل ْ ه َّ ن إ ؟ ــا ن
ً وباط ا ر ً ظاه ــل
ُ َبق
ْ ْ ن م
َ ِ َ ِّ ِّ
وس ــر األفْكَ ار والن ُُّف َ الط َبا َع َغ ْي َر الط َباع ِ واألفْكَ َار َغ ْي َ
َغ ْي َر الن ُُّفوسِ.
وهكذا كا َن أَثَر اإليمان ِ فــي ُن ُفوس ِ الر ِعيل ِ األَ َّول ِ
َّ ُ َْ
ضوا َع ْن ق ،و َن َف ُ ذين بايعوا َر ُســو َل اهلل ژ َب ْي َع َة َ
الح ِّ الَّ َ
اضيَ ،ب ْل َتطَ َّه ُروا أنف ِسهم ك َّل ما علِق بِها ِمن غُبار ِ ا ْلم ِ ُ
َ َ َ َ ْ َ ُ
وباطنا ِمن م ِ ِ َّ َّ ِ ِ
يه ْم ُكلِّهِ،
اض ِ
ً ْ َ
ِ ارً ظاه اق ف الد ان م
َ اإلي
ْ ب ِ َم ِعين ِ
يد ًة ب ِ ُن ُفــوس ٍ َغ ْي ِر ل ِ َي ُعــو ُدوا كأنَّ َما أ ُ ْن ِشــ ُئوا َن ْشــأَ ًة َجد ِ َ
المحتويات 187
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ف ُك َّل اعر تخْ تلِ اع ِهم ،وم ِ وس ِهم ،و ِطباع ٍ عكس ِطب ِ ن ُف ِ
ُ َ َ َ شَ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ
الف َع ْن َسابِقَتِ َهاَ ،ف َتآ َل ُفوا َب ْع َد الن ُّْف َرةِ ،وا َّت َح ُدوا االختِ ِ ْ
ِ ِ بعد ُ ِ
لآلخ ِر ـ الذي كان َ ب الف ْرقَةَ ،و َص َار ُك ٌّل م ْن ُه ْم ُيح ُّ
ص َم ُه اللَّ ُدو َد ـ ما ُي ِحبُّ ُه ل ِ َن ْف ِسهِ. يوما َما َخ ْ ً
ِ ِ
دائماِ ،فإنَّه َي ْج َع ُل ا ْل ُم ْؤم َن اإلي َمان ً وهكذا َشــأْ ُن ْ
ات َح َياتِهِ، ات َن ْف ِســهِ وضــرور ِ
َ ُ َ
يســتعلِي ع َلى ر َغب ِ
َ َ َ َ ْ َْ
ــاء ربهِ ونصــرةِ دِينِهِ ِ لِي ُكــو َن َه ُّم ُه ُك ُّل ُه فــي ِ
َ ْ ُ ِّ َ ض َ رْ إ َ
والن ُُّهوض ِ ب ِ ُأ َّمتِهِ.
أج َم َل َها ،ات ب ول ِ ْلمؤ ِمن ِ ع َلى ا ْلمؤ ِمن ِ حقُو ٌق وواجِ
ْ َ َ ٌ ُ ُ ْ َ ُ ْ
ِ
ْض ُل الســ َّن ُة الن ََّبوِيَّ ُة ـ على صاحبِها أف َ َص َل ْت َها ُّ الق ُْرآ ُن وف َّ
والســام ِ ـ َ ،فق َْد قــال َت َعا َلى ﴿ :ﯜ ﯝ الصالةِ
َّ َّ
ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﴾ [الحجــرات .]10 :وهــي ِع َب َار ٌة
اع ِرت ِشي بِما يكون بين أَهل ِ اإليمان ِ ِمن ا ِّتحادِ ا ْلم ِ
َ شَ َ َْ َ َ ُ ُ َْ َ ْ َ
اســيسَِ ،حتَّى ُي ِريد ُك ٌّل منهم ل ِ َسائ ِ ِر وان ِســجام ِ األَح ِ
َ َ ْ
ِإ ْخ َوانِهِ ما ُي ِر ُيد ُه ل ِ َن ْف ِسهِ ِم َن َ
الخ ْي ِر.
وهو الــذي ب َّينه الرســول ـ عليــه أفضل الصالة
والســام ـ بقولــه« :ا ْل ُمؤمن للمؤمن كالبنيان يشــد
المحتويات 188
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
أحدكم حتى
بعضــا»((( ،وبقوله« :ال يؤمــن ُ ً بعضــه
حــب ألخيــه ما ي ِ
ح ُّب لنفســه»((( ،وبقولــه« :ترى ي ِ
ُ َّ ُ
توادهم وتراحمهــم وتعاطفهم كمثل المؤمنين فــي ّ
الجسد ،إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد
بالحمى والسهر»((( ،وذلك قائم على ما يكون بينهم
الصـــفاء والوالية ،حتى ينجــذب بعضهم ِإ َلى
من َّ
بعض ،وهو معـنى قوله تعالى﴿ :ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ﴾ [التوبة.]71 :
وألجل ا ْل ُم َحافَظة على هــذه الصلة وإبقاء هذه
الرابطة جاء فــي حديث رســول اهلل ژ كثير من
حقوقهــا ،كالتواصــل بالزيــارات فــي األفــراح
واألتراح ،وشهود الجنائز ،وعدم خطبة أحد على
ِ
خطبة أخيه أو المساومة على َس ْومه ،وهي وإ ْن َل ْم
تنحصر في أهل االصطفــاء َو ْح َد ُه ْم ،إال أنَّها رافِ ٌد
قوي ل ِ َما يكــون بين أهل االصطفاء من أســباب
المودة واإلخاء.
مسلِمٍِ :
«وإ ْن َصا َم َو َص َّلى و َز َع َم أنه مسلم»((( َب ْع َد قولِه: ُ ْ
«آية المنافق ثــاث» .وفــي رواية لهمــا وللترمذي
تقد َم ،ولكــن بإبــدال «إذا ائ ُت ِم َن مثل ما َّ والنســائي ُ
خان»((( مــن قوله« :إذا عاهد غدر» .وأخرج النســائي
ــن فيه فهو عن ابن مســعود ƒقــال« :ثالث َم ْن ُك َّ
ث كذب ،وإذا ائتمن خــان ،وإذا َو َعدَ منافق ،إذا حدَّ َ
أخلف ،فمن كانت فيه واحدة منهن لم تزل فيه خصلة
مــن النفــاق حتــى يتركهــا»((( .وأخرج الشيخـــان
وأصحاب السنن إال ابن ماجه عن عبداهلل بن عمرو بن ُ
«أر َب ٌع َم ْن ُك َّن فيه كان
العاص قال :قال رسول اهلل ژ ْ :
خالصا ،ومن كانت بــه خصلة منهن كانت فيه ً مناف ًقا
خصلة مــن النفاق حتى يدعهــا؛ إذا ائتمن خان ،وإذا
حدّ ث كذب ،وإذا عاهد غــدر ،وإذا خاصم َف َج َر»(((.
ثالثها :المشركون
ظاهرا وباط ًنا،
ً َض قبول اإلســام
وهم كلُّ َم ْن َرف َ
ســواء كان من عبدة األوثان أو من المالحدة أو من
أهل الكتاب.
ــم من الدين ويتحقق الشــرك بإنــكار كل ما علِ
ُ َ
بالضرورة مــن غير تأويل ،كإنــكار وحدانية اهلل ،أو
ﭝﭞﭟﭠﭡﭢﭣﭤﭥ
ﭦ ﭧ ﭨ ﴾ [البقــرة ،]62 :أل َّن ْإي َمــا َن هــذه األمة
ــم ُل وأ ْع َم ُق ،ل ِ َما أكرمها اهلل به من نزولوأش َ
ْأو َس ُع ْ
الكتاب ا ْل ُم ْعجِ ِز عليها فيه تبيان كل شيء.
وبالجملة فإن وصف الشــرك إذا أطْ لِ َق َش ِم َل أهل
الكتاب وغيرهم ،وإذا جــاء معطوفًا على أهل كتاب ٍ
سائر أصناف المشركين من غيرهم.
ُ كان مقصو ًدا به
ميعا في بعــض أحكامهم، ويتفق ا ْل ُمشــركون َج ً
ومنهــا أنه ال تــوارث بينهــم وبيــن ا ْل ُمســلمين،
صلَّى عليهم إذا ماتوا، وال ُيدفنون في مقابرهم وال ُي َ
عاطسهم، ُ وال ُي َح َّي ْو َن بتحية اإلســام ،وال ُيشَ ــ َّمت
وم ْن مات منهم بين المسلمين و َل ْم يكن هنالك أحد َ
ــه فقط ب ِ َم ْنأَى ِ ِِ
من أهل ملَّته فإ َّن على المســلمين َد ْف َن ُ
عن مقَاب ِ ِر ِهم ِمن َغي ِر غُســل ٍ وال صالةٍِ ،
وإنَّما ُت ْســ َت ُر َ ْ ْ ْ ْ َ
ض َها ات اإل ْنسانِيةِ .وي ْفت ِرقُو َن في بع ِعورته ألَجـل ِ حرم ِ
َْ َ َ َّ َ ُُ َ ََُُْ ْ
ِ َكما ســيأت ِ
أحكَ ام ِ اهلل ـ في ذ ْك ِر ْ ــر ُح ُه ـ إ ْن َشــاءَ ُ
ْ ش
َ ي َ َ َ
ِ
الستِّ . ا ْلم َلل ِ ِّ
المحتويات 198
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
أسئلـة:
ما معنى الفرز في اللغة؟ وما المراد به هنا؟ .1
.2إلى كم قسم ينقسم الناس حسب دينهم؟
القوي في قصة ســحرة
ّ ّ .3بيــن باختصار أثر اإليمان
فرعون؟
.4اذكر ما أحدثه اإليمان في نفوس الرعيل األول؟
وفصلتها
ّ .5أجمل القرآن حقوق المؤمــن على أخيه،
السنة ،بين ذلك؟
.11من ّ
أي قسم كان المنافقون الذين فضحهم القرآن على
عهد النبي ژ ؟
ّ .12
عدد بعض صفات المنافقين التي ذكرها القرآن؟
.13هل يعامل المنافق بأحكام المسلمين في الدنيا؟
ّ .14
عرف النفاق العملي؟
.15أيهما أعظم :النفاق العقدي أم العملي؟
.16متى ُيطلق على المرء وصف النفاق العملي؟
.17اذكر األدلة على أ َّن النفاق يكون في األعمال؟
.18هل خصال النفــاق محصورة فيما ذكرته األحاديث
النبوية؟
َ .19م ْن قال بالنفاق العملي من غير علماء اإلباضية؟
َ .20م ْن هم المشركون؟
.21اذكر بعــض األمور التي يحكم علــى صاحبها أنَّه
مشرك؟
.22هل يدخل كفار أهــل الكتاب في المشــركين؟ ّبين
قولك بالدليل.
.23لماذا ُعطف المشركون على أهل الكتاب في القرآن؟
.24اذكر خمسة أحكام دنيوية للمشركين؟
أسئلـة:
ما معنى الحرز في اللغة؟ .1
ّ .2بين باختصار المراد بمصطلح (حرز الدين)؟
.3حرز الدين يكون بثالثة أمور ،اذكرها؟
.4لماذا كان حرز الدين في هذه األمور الثالثة؟
.5ما هو أثر تطبيق حرز الدين في المجتمع المسلم؟
والب َراءَ ُة على أقســامٍ ،ألنَّ ُهما إ َّما أ ْن تكو َنا الي ُة َ الو َ
َ
َوالي َة ُج ْم َلةٍ وبراءَ َة ُج ْم َلةٍ ،أو والي َة أشــخاص ٍ وبراءَ َة
ووالي ُة األشــخاص ِ وبراءَ ُة األشخاص ِ إ َّما َ أشخاصٍ،
ِ َّ ِ
الظاه ِر أو بالحقيقــةِ ،و َل ْم َي َت َع َّرض أ ْن تكو َنــا ب ِ ُح ْكم
ِ ِ
ِّف ُ 5ه َنا ل َبيان أحكام هذه األقســام ِ طَ َل ً
ـــبا ا ْل ُمصن ُ
يل على ما َذكره في ســائ ِ ِر مصن ََّفاتِهِ لالختصارِ ،و َت ْعو ِ ً
ُ َ ََُ
وحهِ ،وإنَّما َذ َكر بعض ا ْلمجم ِ ِ
من األحكامِ، َ الت ُ ْ َ َ َ وش ُر
ُ
الج ْم َلةِ: ِ
وب َراءَة َُ
فقال في واليةِ الجم َلةِ
ُ ْ َ َ
ِ
أو ب ِ ُك ْن َيتِهِ أو ب ِ َو ْص ِفهِ ،كما َن َرى في القرآن الكريم م َن
َّص على: الن ِّ
صطَ َف ْي َن األَ ْخ َيارَِ ،و َس َعا َدةِ َم ْر َي َم م ْ
ل ا سعادةِ رسل ِ اهلل ِ
ُ ْ َ َ َ ُ ُ
ِ بِنتِ ِعمرا َن وامرأَةِ فِ
والر ُجل ِ الَّذي َجاءَ م ْن ــونََّ ، ع
َ ر
َْ ْ ْ َْ ْ
ْصى ا ْل َمدِي َنةِ.أق َ
وشقَاوةِ فِرعو َن وأبِي َلهب ٍ وامرأَةِ نوح ٍ وامرأَةِ ُل ٍ
وط َْ َْ ُ َ َ َ َ ْ َْ َ
أم َر ُه.
صى ْ وابن ِ ُنوح ٍ الذي َع َ ْ
أحدا
ومثل ذلك ما لو ثبت بالتواتر عن النبي ژ أن ً
بعينه من السعداء أو من األشــقياء ،وال يكفي في هذا
كونه ـ صلوات اهلل وســامه عليه ـ قد تــواله أو أثنى
عليه أو أخبر بصالحــه أو عكس ذلــك ،فإنه ! كان
وح إليه فيه بشيء، يتولى ويبرأ بحكم الظاهر فيمن َل ْم ُي َ
«و َل ُيــ َذ َاد َّن عن حوضي
والدليــل على ذلك قولــه ژ َ :
رجال من أمتي فأنادي أ ُ َص ْي َحابِي أ ُ َص ْي َحابِي ،فيقال لي:
ــح ًقا َف ُس ْ
ــح ًقا» ال تدري ماذا أحدثوا بعدك ،فأقول َف ُس ْ
(((
((( أخرجه اإلمام الربيع ،باب في األمة أمة ُمحـمد ژ ( )43من طريق
أبي هريرة.
﴿ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ
ﯽ ﴾ [المائدة.]56 :
ومما يؤكد ذلك أن اهلل سبحانه فرض على عباده
المهاجريــن واألنصار الذين ربطتهــم رابطة اإليمان
وانتظمتهــم نصر ُة اهلل ورســوله والجهاد في ســبيله
بعضا ،ولم
بأموالهــم وأنفســهم أن يتولى بعضهــم ً
نصيبا من هــذه الوالية لمن لــم يهاجر من
ً يجعــل
المؤمنين ،إال فــي نصرته إن اســتنصر على من لم
يكن بينه وبينهم ميثاق ،قال تعالى﴿ :ﭺ ﭻ ﭼ
ﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ
ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ
ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ
ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ
ﮣ ﮤ ﴾ [األنفال.]72 :
ثم إنه ســبحانه ّبين انحصار والء الكفار بعضهم
لبعــض ،حيــث قــال﴿ :ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ
ﮯ﴾ [األنفال ،]73 :ومعنى ذلك أنه ال يتوالهم إال من
المحتويات 212
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ِ
ويؤ ِّكد ذلك ما جاء على لســان رسول اهلل ژ م َّما
ِ
يدل على براءته م َّم ْن َف َع َل الكبائر دون الشرك ،كقولِهِ:
«م ْن َغ َّشــنا فليس منــا»((( ،وقولِهِ« :ليس م ِ َّنــا َم ْن َل َط َم َ
ِ
وب َو َد َعا بِدَ ْع َوى الجاهلية»((( .وم ْث ُل ُه الج ُي َ ود َو َش َّق ُ
خ ُد َ
ال ُ
ِ
ما جاء على لســانه م ْن َل ْعنِهِ َم ْن أ َتــى بعض الكبائر،
َك َل ْعنِهِ ا ْل ُمتشــبِّهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من
النســاء بالرجال((( ،كمــا في حديث ابــن عباس عند
وكاتبه ه َ
ل ومؤك ه َ
ل وآك با الر اهلل ن ع َ
ل « :البخاري ،وكقولِهِ
َ ُ ِّ َ َ
وشاهِديه»((( ،وقولِهَِ « :ل َع َن اهللُ ا ْل ُم َح ِّل َل وا ْل ُم َح َّل َل َل ُه»(((.
((( أخرجه اإلمام الربيـــع في كتاب :البيوع ،باب :في الربا واالنفساخ
والغش (.)582
((( أخرجــه البخاري في كتــاب :المناقب ،بــاب :ما ينهى عن دعوى
الجاهلية ( ،)3519ومســلم في كتاب :اإليمان ،باب :تحريم ضرب
الخدود وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية.
تشــبهين من الرجال بالنســاء والمتشبهات من
ِّ ((( َل ْعن الرسول ژ ا ْل ُم
النساء بالرجال :أخرجه البخاري في كتاب :اللباس ،باب :المتشبهون
بالنساء والمتشبهات بالرجال ( )5885من طريق ابن عباس.
((( أخرجه أبو داوود في كتابك البيوع ،باب :في آكل الربا ومؤكله (،)3333
والترمذي في كتاب :البيوع ،بابك ما جاء في أكل الربا (.)1206
((( أخرجه أبو داود في كتاب :النكاح ،باب :في التحليل( ،)2076والترمذي
في كتابك النكاح ،باب :ما جاء في المحلل والمحلل له (.)1119
ـو َلى َو َ
اليـ ُت ُه ـم ا ْل َم ْ
ص ََع َ َ .42و ُك ُّل َم ْن
ـــاه َقدْ َخ َذالَك ُعـــدْ َوان ِ َم ْن ِإ َّي ُ ض َف ْر ٌ
ويعني به أن والية الحقيقة فريضة على المؤمن
لكل من عصمــه اهلل من الهالك ،ســواء كانت هذه
العصمة عصمة مــن الوقوع في األعمــال المهلكة
كعصمة المالئكة ،الذيــن قال اهلل فيهم ﴿ :ﯩ ﯪ
ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﴾ [التحريــم ،]6 :وقــال
فيهم ﴿ :ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾
أيضا ﴿ :ﮰ ﮱﯓ
[األنبيــاء ،]27 :وقال فيهم ً
ﯔ ﯕ ﴾ [األنبياء.]20 :
ِِ ٍ
َ .43و ُك ْن ُم َوال ِإ َمـا َم ا ْل ُم ْسـلم َ
ين َو َم ْن
َح َو ْتــــ ُه َطا َعـــ ُت ُه ِإال ا َّلــذِي انْخَ َ
ــزال
ِ
يعنــي أ َّن م َن الواجب على المســلمين أن يوالوا
إمامهم الشــرعي الــذي اختير لإلمامــة وبويع بيعة
شــرعية من قبل أهل الحل والعقد من المســلمين،
والتزم العمل بكتاب اهلل وســنة رسوله ـ عليه أفضل
الصالة والســام ـ ،فــإن واليته واجبــة على األمة
ث حدثًا ينقض هــذه الواليةكطاعته ،مــا َل ْم ُي ْحــد ِ ْ
ويســقط طاعته عن رقاب العباد ،ألن طاعته وواليته
كليهما مرهونــان بطاعته هــو لربه ووفائــه بعهده،
المحتويات 219
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
الس َّماك
وأنس بن مالك وجابر بن زيد وجعفر بن َّ
وضمام بن
وأبي عبيدة مســلم بن أبــي كريمــة ُ
الح ِّر علي بن الحصين وأبي نوح
الســائب وأبي ُ
صالح الدهــان وغيرهم من أهل البــر والصالح
والتقوى ،كما ُوجِ َد ذلك في األمم السابقة كامرأة
أحدا في دينه فرعون ومؤمن آل فرعون ،فال ي ِ
ض ُير ً َ
أن َت ْع ُل َو ُه َي ُد َجبَّار ٍ مفســد ٍ مع استقامته على الحق
وعدم تفريطه فيما بينه وبين ربه.
((( رواه البخاري بــاب قوله( :فأما مــن أعطى واتقى) رقــم (،)4661
ومســلم باب :في كيفية الخلق اآلدمي في بطن أمه وكتـــابه رزقه
وأجله وعمله وشقـاوته وسعـادته (.)2647
أسئلـة:
عدد أقسام الوالية والبراءة إجماال؟
ّ .1
.2ما هو أول قسم يجب على اإلنسان من تلك األقسام؟
وضح معنى والية الجملة وبراءة الجملة؟
ّ .3
.4تنقســم والية األشــخاص وبــراءة األشــخاص إلى
قسمين ،اذكرهما؟
َ
.5ما المقصود بوالية الظاهر وبراءة الظاهر؟
.6كيف تثبت الوالية الظاهرية؟
.7هل هناك فرق بين طرق الوالية والبراءة بحكم الظاهر؟
.8ما ُحكم َم ْن لم نعرفه بصالح أو فجور؟
ِ
.9م ْن أين تثبت والية الحقيقة وبراءة الحقيقة؟
.10هل كان النبــي ژ يتو ّلى ويبرأ بحكــم الظاهر؟ وما
الدليل؟
.11ما الفرق بين والية الحقيقة وبراءتها والوالية والبراءة
بحكم الظاهر؟
.12في ّ
أي أقسام الوالية والبراءة يكون الوقوف؟
َ .13
فيم تتفق واليــة الجملــة وبراءتها وواليــة الحقيقة
وفيم يختلفان؟
َ وبراءتها،
عدوا في
الولي بحكــم الظاهر ً
ّ .15هل يمكــن أن يكون
الجملة أو العكس؟ ولماذا؟
ل َ
عل ْيه الكفْر َو َما َي ْ
ش َت ِم ُ ذِكْ ُر ُ
ِ
الزارع
ُ ْــر ُل َغةً :هــو التغطية ،ولذلك ُســ ِّم َي الكُ ف ُ
ــذ َر بإلقاء التــراب عليه؛ قال الب ْ
كافرا ،ألنــه ُيغطّ ي َ ً
ِ
تعالى ﴿ :ﭸ ﭹ ﭺ﴾ [الحديد .]20 :ومن شواهدِهِ
ْ
قول الشاعر: ُ
ـاء َي ِميـ َن َها فِي َكافِ ِر ٭ ٭ أ َ ْلق ْ
َت ُذ َك ُ
اء» هي الشمس، غروب الشمس ،فـ « ُذ َك ُ َ يعني به
استِـــ َتارها وراء عن ةٌ كناي : ٍ
كافر في هان ي وإلقاؤها ي ِ
م
ْ َ ُ َ
قول َلبِيدٍ:
األفق في الغروب .ومنه ُ
َي ْعـــ ُلو طَ ِريقَـــ َة َمـ ْتنِ َها ُمـــ َت َوات ِ ًرا
ـام َها م َ
غ ـوم ُّج ن ال ـــر َ
ف ك فِي َليـ َلةٍ
َ ُ َ ُ َ َ ْ
وكفر بــاهلل كفر : وهو فــي االصطالح ُك ْفــران ِ
ٌ ٌ َ
بنعمته.
((( أخرجه البخاري فــي كتاب :اإليمان /باب :خــوف المؤمن من أن
يحبط عمله (.)48
((( أخرجه البخاري في كتاب :الفتن /باب :اإلنصات للعلماء (.)121
((( أخرجه اإلمام الربيع في الزيادات /بــاب :الحجة على من قال إن
أهل الكبائر ليسوا بكافرين (.)748
((( أخرجه اإلمام الربيع في كتاب :الصالة /باب :جامع الصالة (.)303
((( أخرجه مسلم في كتاب :اإليمان /باب :بيان إطالق اسم الكفر على
من ترك الصالة (.)82
«الع ْه ُد الذي َب ْيـــ َن َنا َو َب ْي َن ُه ُم الج َماعة إال البخاريَ : عند َ
الصال ُةَ ،ف َم ْن َت َر َك َها َف َقدْ َك َف َر»(((. َّ
ــه ال ُيخْ ِر ُج تلــف هذا الكفر عن ســابقه بأنَّ ُ ُ ويخْ َ
ِ َِّ
ام ُل في الحياة الدنيا بل ُي َع َ صاحبه من ملة اإلسالمْ ، َ
اصطفاء
ٌ الوالية؛ فإنَّهــا معام َل َة المســلمين ّإل فــي َ َ
ِ
الح ُه و َتقْواه.
ت َص ُ ال يكون ّإل ل َم ْن ث ََب َ
أصحابنا ـ رحمهــم اهلل ـ باتفاقٍ، ُ ْـــب َت ُه وقد أَث َ
كثيــر من أهــل الحديــث وجماع ٌة من وقــال بِهِ
ٌ
ِ ا ْلمح ِّق ِ
أكثر أهل ِ العلم م ْن َغ ْي ِر َنا ،وقد ُ ه
ُ ر
َ كَ ن
ْ ين ،وأ َ َ ق ُ َ
َح ُاروا فــي ف َْهم ِ هذه النصوص ومــا ُت ْح َم ُل عليه،
فمنهم من قال :إ َّن المرا َد ب ِ َهــا ا ْل ُمبا َلغة ،وأ َّن هذه
أعمال الكَ َفرة ،ومنهم َم ْن ُ األعمال هي في األصل ِ
ِ ِ
ت َح َم َلها على مــن أ َ َتى ب ِ َما ُذك َر ُم ْســ َتح ًّل ،و َذ َه َب ْ
ِ ِ
طائف ٌة كالحنابلة إلى أ َّن تارِكَ الصالة م ْن َب ْين ِ هؤالء
ام ُل معاملة المشركين ع ي هَّ ن أ ومعناه ، ك ْفره ك ْفر ِملَّةٍ
َُ َ ُ ُ ُ ُ ُ
في الحياة الدنيا.
ــكل ،فإن وهذا ك ُّلــه فِرار مــن الواضح إلى المش ِ
ُ ْ ُ ُ ٌ
الدالئل قائمة على أن المــرا َد بالكفر فيمــا ُذكِ َر ُك ْف ُر
الن ِّْع َمة ،فإ َّن اإلنســا َن ُخلِ َق لعبادة اهلل تعالى ،والعباد ُة
وخلِ َق َل ُههي ُمن َت َهى الخضــوع والتواضع واالنقيــادُ ،
خ َر َل ُه ما في الوجود ،ليكون وس ِّ ا، يع ما في األرض ج ِ
م
ُ ً َ
كله َعو ًنا على القيام ب ِ ُحقوق العبادة والطاعة ،فإ ْن ذلك ُّ
خ َر شي ًئا من طاقاته أو شي ًئا من هذه ا ْل ِه َبات هو َش َّذ ف ََس َّ
األخرى لالستعانة بِهِ على معصية اهلل تعالى كا َن ذلك
ــم اهلل عليه من ت ِ ْل ُك ُم النعمة التي َ عَ ن
ْ أ ام َ
جحدا معنويا ل ِ
ًّ َ ًْ
ِ
ف ب ِ َها عن ســواء الســبيل ،وهو َع ْي ُن الكفر ُل َغةً، ا ْن َح َر َ
ِفإ ْن هو أ َ َص َّر علــى ذلك كان َحقيقًــا بوصف الكفر،
كفر هو وبِهذا يتبيــن لك أ َّن اإلصرار علــى أي كبيرةٍ
ٌ ِّ َ َ َ
تركا. بنعمته سبحانه ،سواء كانت ً
فعل أو ً
األكبر من
َ ِّف 5النــو َع
هــذا؛ وقد ّبيــن ا ْل ُمصن ُ
حيث قال:
ُ الكفر وهو ِّ
الش ْر ُك
الش ْركُ ال ُبدَّ م ِ ْن أَ ْن َت ْعر ِ َف ْنـ ُه لِكَ ْي َ .52و ِّ
ـــي ِه ا ْعـ َت َزال ٍ
ْـــعد َع ْن َغ ِّ ون في َمق َ تَكُ َ
َ .53و ْه َو ا ْل ُم َس َاوا ُة َب ْي َن اهلل ِ ـ َج َّل ـ َو َب ْيـ ٭
ـــن الخَ ْلق ِ أَ ْو َج ْح ُد ُه ُس ْ
ـــب َحا َن ُه َو َعال َ
ألجل ِلك من معرفة اإلشراك باهللْ ،َيعني أنَّ ُه ال ُب َّد َ
أ ْن تكو َن بِمنأى عنه ،وهو ينقسم إلى قسمينِ :شر ِ
ك ْ َْ ً
ك ُج ُحودٍ. وشر ِ مساواةٍ ِ
ْ ُ َ َ
فا ْل ُم َساوا ُة:
ٍ
وبين َخ ْل ِقهِ في شــيء ،ف ََمن
َ ــو َي بين اهلل أ ْن ُي َس ِّ
ِ
آخ َر فقد َس َّوى بين اهلل تعالى وبين مع اهلل ِإ َل ًها َ خ َذ َ ا َّت َ
ُ ِ
أل ُلوه َّي َة ُم ْشــ َت َر َك ًة بينه وبين شريكه، غيره؛ إ ْذ َج َع َل ا
شــيرا فقد م أو ا وزير أو ا ن عي م 8 ومن زعــم أ َّن هلل ِ
ً ُ ً ً ُ َ ْ َ َ َ
ــوى بين اهلل وبين غيــره في االحتيــاج إلى َمن َس َّ
احتاج إليه ،وكذلك َم ْن َز َع َم أ َّن هلل ِ صاحب ًة أو َو َل ًدا
ِ
اواه تعالى بغيره في ذلك ،وم ْثـ ُل ُه إ ْن َز َع َم أ َّن فقد َس َ
ص َفةٍ من حادث أو فَانٍ ،أو وص َفه بأي ِ
َ َ ُ ِّ ٌ اهللَ ســبحانه
المحتويات 240
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
خ ْل ِقهِ في االتصاف
صفات الخلق ،فقد ساواه تعالى ب ِ َ
بتلك الصفة.
حو ُد:
الج ُ
وأ َّما ُ
ِ ِ ِ
ف م َن فهو أ ْن َي ْج َح َد ُوجــو َد اهلل تعالى ،أو ما ُعر َ
بالض ُرورة من صفاته وأفعاله ،كأَ ْن َي ْج َح َد كو َنه َّ ِّ
الدين
َديرا ،أو َي ْج َح َد ق أو ا صير ب أو ا يع عالِما أو كو َنه س ِ
ــم
ً َ ً ً َ ً
ِ
العقَالء وح َس َاب ُه ْم، ث ُ الخ ْل َق أو ِإ َما َت َت ُه ْم ،أو َب ْع ََخ ْلق َُه َ
صاه ،أو ع نم أو أ ْن يجح َد ِإثَابته للمطيــع وعقوبته ل ِ
ََُ َ ْ َ
َ ََُ ُ َ ْ َ
يجح َد ِإ ْن َزا َله ل ِ ْل ُكتب ِ
ويدخ ُل في ُ للرسل، إرســا َل ُه ُّ
َ أو ُ ُ َ ْ َ
واحداً كتابا
واحدا أو ً ً ذلك ما َل ْو َج َح َد َو َل ْو َر ُس ً
ــول
ِ ِ
ــد ُح ْك ًما م َن اهلل أ ْن َز َل ُهالح َّج ُة بِه ،أو َي ْج َح َ م َّما ث ََب َتت ُ
ك ُكلِّهِ يكو ُن في ِ
في كتابه ،أو َخ َب ًرا أ َ ْخ َب َر بِه ،فإنَّه ب ِ َذل َ
ِع َدادِ المشركين.
ِ
اإلشــراك ُل َغةًَ :ج ْع ُل شــريك ٍ ألَ َحدٍ. واألصل في
ُ
كفر النعمة ،وإنَّما يشمل اإلشراكَ كما يشمل َ ُ والكفر
ُ
ِ َِّ ِ
هو في اإلشراك أ َ ْغ َل ُظ ،فهو ُمخْ ِر ٌج من ملة اإلسالم،
اكح ٍ اص َل بين ا ْل ُمشــركين وا ْل ُمسلمين ب ِ َجواز ِ َت َن ُفَال َت َو ُ
وال َت َو ُارثٍ وال َدفْن ٍ في مقابر ا ْل ُمســلمين ،وال القيام ِ
حق ٍ من حقوق ا ْل َم ْو َتى إال َّ
الدفْن. بأي ّ ِّ
أسئلـة:
ما معنى الكفر في اللغة؟ .1
.12متى ُي ّ
عد اإلنسان مشركا باهلل شرك مساواة؟
ّ .13
عرف شرك الجحود؟ واذكر أمثلة عليه؟
.14ما معنى اإلشراك في اللغة؟
.15أيهما أغلظ :كفر الشرك أم كفر النعمة؟ ولماذا؟
.16بماذا تقوم الحجة لمعرفة المحرمات من غير الشرك؟
حرم وال يســعه .17متى يضيق على اإلنســان معرفة ُ
الم ّ
جهله؟
ِ
أشد؛ فهو ُم َر َّك ٌب من جهـلينِ :جهل ٍ بالشيء ولذلك كان َّ
ِ
الشاعر بقولِهِ:
ُ اه ن
َ ع
َ الذي وهـذا ، ه
ُ ُ
ل جاه وجهل ٍ بأنه
ِ ِ
ـل
ك َجاه ٌ َوم ْن َع َجـــب ِ األَيَّام ِ أَنَّ َ
ـدرِي ـــدرِي بِأَنَّ َ
ك ال َت ْ ك ال َت ْ َوأَنَّ َ
ف ل ِ َب َساطَ تِهِ.
واألو ُل أ َ َخ ُّ
َّ
وإنَّما كان الجهل من قواعد الكفر ألنه ب ِ ِقســميهِ
ْ َْ ُ
ـــهاغالبا ،فالذين اتخذوا مع اهلل إ َل ً يعود إلى الجهل ً
رأسا أو جحدوا صفاته الذاتي َة آخ َر أو َج َح ُدوا وجو َده ً َ
عائدا جهل؛ وإ ْن كان ذلك ً ً أشد الناس أو أفعا َله ُه ْم ُّ
آيات اهلل تعالــى الدالَّة على وجوده ِ إلى العناد ،فإ َّن
ِ ِ
وأظهر وو ْحدانيته وسائر صفاته هي م ْن أ َ ْب َين ِ الب ِّينات َ
البراهين ،فاإلنســا ُن يتلوها علــى صفحات وجوده
ِ
شــاهد
ُ بنفســه ،إذ ما م ْن خل َّيةٍ من خالياه ّإل وهي
ــدل ٍ على وجــود اهلل وعلــى وحدانيتــه واتصافه َع ْ
فضل عن أصوات ســائر الكائنات التي ً بالكماالت،
افتقارها ةً ن تنادِي كلُّ ذرة من ذراتِها بلسان ِ حالِها معلِ
َ َ َ ُْ َّ َ َّ ُ
توج ْد ّإل ِبإ ْي َجادِ اهلل َل َها. إليه وأنَّها َل ْم َ
المحتويات 247
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ِ
تبـــارك وتعالى باســتكبارِه ،إ ْذ رأى ل ِ َن ْف ِسهِ م ِزيَّ ًة َ اهلل
على آ َد َم ‰فـقال ﴿ :ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
ام ا ْل َم َعاصي، م إ ﭡ ﭢ ﴾ [األعراف .]12 :وع َليهِ فإ َّن ِ
الكبر ِ
َْ َ ُ َ ْ
اهلل َت َعا َلى بِه. ِ
أو َل ما ُعص َي ُ أل َّن َّ
ــر ُم َتطَ اوِ ٌل على اهلل تبــارك وتعالى ،فإ َّن وا ْل ُم َتكَ بِّ ُ
خصائصه ، 8ففي الحديث القُد ِ ِ ِ الكب ِ ِ
ــي: ّ س ُ ن
ْ م َ اء ي
َ ر ْ
ــن َنا َز َعني فم ي، ِ َار
ز ِ
إ ُ ة ــم ظَ والع ائــي د ِ ر ــاء يِ ر ب ِ
«الك
َ ْ َ َ َ ْ َ ُ
أحدَ ُه َما َق َذ ْف ُت ُه في النــار وال أ ُ َبالِي»((( .ومعناه أ َّن ك َّل َ
خاص ٌة به ، 8ليس لِغ َْي ِرهِ منهما َّ واحدةٍ من الصفتين
صوص َّية أحدِنا ب ِ ِر َدائِهِ َو ِإ َزارِه ،فلِ َذلك كان نصيب ،كخُ ُ ٌ
او َل على اهلل ســبحانه ب ِ ُم َن َاز َعتِهِ إحداهما َح ِر ًّيا َم ْن َتطَ َ
أ ْن َيق ِْذف َُه في النار.
ِ ِ
ول ُدو َن وإنَّما كان الك ْب ُر م ْن قواعد الكفر ألنَّه َي ُح ُ
إبليس ـ لعنه اهلل ـ ،وكذلك َ قصة
اتباع الحق ،كما في َّ
أولئك المتكبرون الذين َص ُّدوا عــن الحق ُص ُدو ًدا،
((( أخرجه مســلم في كتاب :البر والصلة واآلداب /باب :تحريم الكبر
(.)2620
أسئلـة:
عرف القاعدة في اللغة العربية؟
ِّ .1
.2كم عدد قواعد الكفر؟ اذكرها إجماال.
.3لماذا كانت قواعد الكفر داء عضاال؟
عرف الجهل؟
ِّ .4
.5للجهل قسمان ،اذكرهما وب ِّين الفرق بينهما؟
.6لماذا كان الجهل من قواعد الكفر؟
.7ما معنى الحميــة التي هي من قواعــد الكفر؟ وهل
ذكرت في القرآن الكريم؟
.8كيف تكون الحمية ســببا في الكفر؟ أوضح إجابتك
بالمثال والدليل.
عرف الكبر؟
ّ .9
.10من هو إمام المتكبرين؟
.11ورد حديث قدســي فــي التحذير من الكبــر؟ اذكره
واشرح معناه.
.12اذكر أمثلة من المتكبرين الذين ذكرهم القرآن الكريم؟
الر ْه َبةُ:
وأ َّما َّ
صاحبه عن ف ــر ُط الذي َيص ِ
ــر ُ الخوف ا ْلم ْف ِ فهي
َ ْ ُ ُ
فيمتنع
َ أح ًدا مــن ا ْل َمخْ لوقين، الواجب ،كأ ْن َيخْ شَ ــى َ
ألجلِهِ ،ومنها خشي ُة الفقر ا ْل َمانع ُة من الحق ْ ّ عن ا ّتباع
ِ
حــق اهلل كالــزكاة ،وحقوقِ أهلِــهِ كاإلنفاقِ على ّ أداء
العيال ،وقد أَو َقعت هذه الخشــي ُة قوما في معاكســةِ ِ
ُ َ ََ ً ْ َ َ
الر ْح َم َة من قلوب ِ ِه ْم َفقَتلوا أفال َذ ِ
ث ا ْن َت َز َعت َّ الفطرة ب ِ َح ْي ُ
اإلمالقِ ،ولذلك قال تعا َلى﴿ :ﭺ ﭻ ِ
أكبادهم خشي َة ْ
ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﴾ [اإلسراء.]31 :
ِ
األمر االمتناع عــن وينــدرِج في هــذه الرهبــةِ
ُ َّ َْ َ ُ
با ْل َمعروف والنهي ِ عن ا ْل ُمنكر مع وجوبِهما ،وكذلك
ــد ُم الثبات ل ِ ْل َع ُد ِّو و َع َد ُم الدفاع ِ الف َر ُار من ال َّز ْحفِ و َع َ ِ
ات. والدين وسائ ِ ِر الحرم ِ عن النفس ِّ
ُُ َ
وأ َّما َّ
الش ْه َو ُة:
ات ،وهي َت ُكو ُن ــذ ِ
فهي مي ُل النفس إلى ا ّتباع ا ْلم َل َّ
َ َْ
من أركان الكفر عندمــا تخْ رج بصاحبهــا عن حدودِ
ُ َ ُ ُ
َ ِ
ــن َمالذِّ الحياة إلــى ما َح َّر َم
ْ م ما أباحــه اهلل تعالى ل ُه
المحتويات 258
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
أسئلـة:
كم عدد أركان الكفر؟ اذكرها إجماال. .1
.2متى تكون الرغبة من أركان الكفر؟
ت َوأ َ ْ
حكَام ِ َها ذِكْ ُر ال ْ ِملَل ِ ِّ
الس ِّ
ِ
تــل األ َ ْد َيان ِ َقــدْ نُص َب ْ َ .58و َهذِه ِ م ِ َل ُ
ف ا ْل ِم َلال ِ ِ ِ
ــن أَ ْن َي ْعــر ِ َ
ال ُبــدَّ ل ْل َم ْرء م ْ
األصل ِ ِّ ِ ا ْل ِم َلل جمع ِملَّةٍ
ْ في وهي ين، الد ــى ن ع
َ َْ م ب ُ َ ْ ُ
ِ
َمأْ ُخو َذ ٌة م ْن أ َ َمــ َّل ب ِ ْم َع ْنى أ َ ْم َلى ،قال تعا َلى ﴿ :ﮅ
ﮆ ﮇ ﴾ [البقرة ،]282 :وأص ُلها في ا ْل ِملَّةِ الشرعية،
الرسول
ُ ك على الرسول ،وأ َ َملَّها وهي التي أ َ َملَّها ا ْل َم َل ُ
ِ
َت على ســائر الن َِّحل ،سواء على األ َّمة ،ولكنها أُطْ لق ْ
أصل فيما أوحاه اهلل تعالى أو ال. ٌ ما كان َل ُه
ِ
ــل النــاس ب ِ َح َســب ِ األحكام الشــرعية في وم َل ُ
تٍ؛ وهي :اإلسالم واليهودية ِ أصحاب ِ َها
تنقســم إلى س ّ
ُ
ــية وعبــادة األصنام، والنصرانية والصابئة وا ْلمج ِ
وس
َّ َ ُ
جميع أنواع الشرك ،فيدخل ويندرج في هذه األخيرةِ
ُ َ
كالشـــي ِ ِ
والو ُجودِ ّيين،
ُ ين ي وع
ُ ّ ُّ ة
ُ ــد
َ الح في حكمها ا ْل َم
وسائر الذين ال يدينون بدين. ُ
المحتويات 261
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ْ َِ ِ ِ
الف ْرز ِ بين
أجــل ِ َ ووجوب معرفة هــذه الملل ْ ْ
ن م ُ
كثير من عليه ج ر د الــذي وهو األحكام، في ها أَت ِ
باع
ٌ َ َ َ ْ
ب اإلمامان ِ أبو يعقــوب الوارجالن ِ ُّي أصحابنا ،و َذ َه َ
وأبو إســحاق اطف ِّيش إلــى أ َّن معرفتها ليســت من
َ ضروريات الدين ،وهي ِ
ــع َج ْه ُل ُه من س
َ َ ُ ي فيما ةٌ ل داخ َّ
األحكام الشــرعية وا ْل ُم ْع َتق ََدات الدينية ،وهذا القول
الح َّجةِ ب ِ َمــكانٍ ،إ ْذ َل ْم ُي ْؤث َْر ق ُّ ِ
َــط عن النبي ژ ــن ُ م َ
الناس معرف َة َ عندما كان يدعو إلى اإلســام أنَّ ُه ُي َل ِّق ُن
أحكامها ،وال أُث ِ َر ذلك عن َ ــر ُح َل ُه ْم
وي ْش َ
ِ
هذه ا ْلم َللَِ ،
أحد ٍ من صحابته @ .
ِ ِ
يع الناس ِ ُذ َ
كور ُه ْم إلزام ذلك َجم َ َ وما م ْن َر ْيب ٍ أ َّن
ض َر ُه ْم فيهِ َح َر ٌجبار ُه ْم َب ْد َو ُه ْم َو َح َ
ِ
غار ُه ْم وك َ
ِ
وإناث َُه ْم ص َ
فما ل ِ ْل َعا ِّم ِّي الذي
ــمَ ، ْ
وجه َلتِ ِ
ه كبير على َع َوا ِّم الناس َ َ ٌ
ِ
وب ْحث أحكام هذه ا ْلم َلل ِ ؟ فإ َّن ِ ِ ِ ِ
أمر نفسه َ ال َي ْعنيه إال ُ
التعبُّ َد بأحكامها ال يعني َع َوا َّم المســلمين ،وإنَّ َما هو
ِ ِ
ف هذه خاصت ِه ْم ،فكيف ُي ْل َ
ــز ُم أ ْن َي ْع ِر َ َّ م ْن خصائص
جميعا ؟!
ً ا ْل ِم َل َل وأ ْن َي ْف ِر َز بين أحكامها
ِ
ــوص عليها في
ص ٌ قيل :بــأ َّن هــذه ا ْلم َل َل َم ْن ُ
فإن َ
ْ
القرآن؛ وذلك أ َّن اهلل تعالى قال ﴿ :ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ
ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﴾ [الحــج ،]17 :ف َِم َن الضرورة
المسلم.
ُ أ ْن َي ْع ِرفَها اإلنسا ُن
ِ
ُق ْل َنــا :ليس كلُّ منصوص ٍ عليه فــي القرآن م َّما
ب على كل مســلم ٍ منذ ال يســع جهله ،وإال َو َج َ
بلوغهِ الح ُلم أو دخولِهِ ِ
بك ِّل أحكام اإلسالم أ ْن ُيلِ َّم ُ
َ َ ُ
العس ِ ِ ِ
ــر وي ْحص َي ك َّل ما جاء فيه ،وهو م َن ُ ْ القرآنُ ،
تقنون بِمكانٍ ،علــى أ َّن كثيرا من ا ْلمســلمين ال ي ِ
ُ ُ ً َ
ب أَنَّ ُه ْم َيـ ْت ُلو َنه؛ فإ َّن القليل رأساَ ،و َه ْ قراءَ َة القرآن ً
ف وفِ ِ ِ ِ
يه ُم م َّم ْن يتلو َنه هم الذين ُيدرِكون معان َيهَ ،ك ْي َ
ِ ِ َ ِ
ف ــي واأل ْع َجم ُّي ؟ وأَنَّى لألعجمــي أ ْن ُيكَ لَّ َ الع َرب ُّ
ضامين ِ الكالم العربي مع عــدم إتقانه لغ َة ــم َم َ
ف َْه َ
إدراك
ُ أنفســهم ليس بإمكان ِ ِه ْم ُ والعرب
ُ العرب ؟!
مقاصد ِ القرآن إال بعد دراسة فنون العربية ودراسة
علوم القرآن.
أمر يتعلَّق بأصحاب ِ َها ام على ٍ ـ كما َذ َك ْرنا ـ ،أل َّن اإلق َْد َ
إنَّما هو شأ ُن أئ َّمةِ المسلمين.
األحكام ا ْل ُمتعلِّ َق َة ب ِ َه ِذهِ ا ْل ِم َللِ ،فقال:
َ ُث َّم أ َ َخ َذ ُي َب ِّي ُن
واإلسال ُم
هو دين اهلل الحق الذي ارتضاه لخلقه وأرســل بِهِ
َ َ ُ
ُر ُســ َله وأ ْن َز َل به كتبه ،ولك َّن ا ْل َم ْح ُســوبين على هذا
جميع أحكامه، َ الوف ِ ُّي الصال ِ ُح الذي ا ْل َت َز َم
ُ َ م الدين ِ فِ ِ
يه
ص ُج ْه َده الفرائض واجتنــب ا ْلم َحار ِ
ــر َ
َ وح
َ ، م َ َ َ َ فأدَّى
المحتويات 265
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
وإ َّن ِمن أَبين ِ األدلَّة على فسادِ معتقَد ِ ِهم وضالل ِ
َُْ ْ َْ
ص عليــه القرآن من ا ْل ُحــدود الَّتي تأويلهــم ما َن َّ
بعض الكبـــائر ،كالقطـــع ِ ف
ب على من ق ََار َ ِ
َ َتج ُ
السارق والسارقة ،وا ْل َج ْلد ِ مائ ًة على الواجب على َّ
ِ
الزانِي والزانـــية ،وا ْل َج ْلــد ِ ث ََمانـــين على الذين
بالســنة من ُّ ت
ص َنات ،وكذلك ما ث ََب َ َي ْر ُمــو َن ا ْل ُم ْح َ
كبائر ،فلو كانت ُ جلد شارب الخمر ،فإ َّن هذه كلَّها
ِش ْر ًكا َلكَ ا َن َح ُّد َم ْن أتاها َح َّد االرتدادِ وهو القتل،
ــت َّ وكون عقُوباتِها دونه دليل ِ
ليس ْ َ ها ن أ على عٌ قاط ٌ َ ُ َ َ َ ْ ُ ُ
ِش ْر ًكا.
ِ
الباط َل التأو َل
ُّ تأولوا ذلــك أولئك َّ
َ وبالج ْم َلةِ فإ َّن
ُ
ب ب عليه ما َت َر َّت َ فحكَ ُموا على الك ِّل بالشــرك ،و َت َر َّت َ َ
ِ ِ
من استحـــال ِ غنيمــةِ أموال ِ ِه ْم ،واستحـــال ِ َو ْطء
نسائهم بعد ســبيِ ِهن ،فمن ثَاب ِمن هؤالء إلى رشدِهِ
ُ ْ َ ْ َّ َ ْ َ ْ
وتاب إلــى َر ِّبه كانت توب ُتــه كافي ًة فــي رفع أوزار َ
ض َمــا ُن ما أ ْت َل ُفوه ،وإنَّما ما ارتكبوه ،وليــس عليهم َ
عليهم َر ُّد ما بقي في أيديهم ب ِ َع ْينِهِ.
((( انظــر الحديث الــذي أخرجه اإلمــام الربيع في بــاب :الوعيد في
األموال (.)691
ــه
أخ َر َج ُ
ليــل علــى الصــاة عليهــم ما ْ ُ َّ
والد
الربيع 5من طريق ابن عباس ƒأن النبي ژ
ِ كل َب ّ ٍ
ار وفاجرٍَ ،
وص ُّلوا خلف ِّ
َ «الصال ُة جائز ٌة
َّ قال:
الربيع
ُ كل َب ّر ٍ وفاجِرٍ»((( .وقو ُل ُه ژ فيما رواه على ِّ
ِ
ين أيضــا ـ « :الصالة على َم ْو َتى أهــل ِ القبلة ا ْل ُمق ِّر َ ً
باهلل ورســول ِ ِه واجب ٌةَ ،ف َم ْن َت َر َكها فقد كفر»((( .فإ َّن
صا ُيخْ ِر ُج أولئك من ص ً خ ِّ ــه ُم َ هذا عا ٌّم و َل ْم َنجِ ْد َل ُ
الواليةُ ،فال ُت ْم َن ُح ُعموم الحكمِ ،وإنَّما ُت ْســـ َت ْث َنى َ
اء ل ِ َمــن اتقى اهلل وأطاعه، َ
ف ِ
اصط ها َّ ن أل ،ي ّإل ل ِ ْلوفِ
ٌ َ ِّ
ِ
والع ْرض. الدم ِ وا ْلمال ِ
صو ُن َّ
َ وهو َم ُ
ص َارى َوا ْل َم ُج ُ
وس َم ًعا الي ُهو ُد ال َّن َ
.62ث َُّم َ
ــم َو َقــدْ ُع ِقال
ــم ُحكْ ٌ الصاب ِ ُئ َ
ــون َل ُه ْ َو َّ
صغَر ٍ ون ِإ َذا ا ْن َقادوا ع َلى ِ ُ .63ي َســا َل ُم َ
ُ َ
ــوا َفالــكُ ُّل َقــدْ قُتِال بَ أ وَ أ ، بِجِزي ٍ
ــة
ْ َ ْ ْ َ
ِّف 5هنا ُح ْك ًما ُم ْش َت َر ًكا بين أصحاب َذ َك َر المصن ُ
ارى أربع ِ ِم َلل ٍ من ا ْل ِ
ص ََ ن
َّ وال د
ُ وه الي
َُ م هُ و ؛ ــتِّالس
ِّ ِ ل َ
ل م َْ
والصابئون.
َّ وا ْل َم ُج ُ
وس
وأ َّما َّ
الصابئون
قوم َل ْم َيت َِّض ْح للنــاس ِ ُم ْع َتق َُد ُه ْم إلخفائِهِ عن فهم ٌ
يــأت القرآ ُن ببيــان ِ ما يعتقدون فيكو ُن ِ غيرهم ،و َل ْم
الخالف بينُ عليه ا ْل ُم َع َّو ُل في إثبات ذلك ،لذلك َوق ََع
كثيرا في ُم ْع َتقَدات ِ ِه ْم ،فقيل :كانوا ُم َت َم ِّسكين أهل العلم ً
يس ‰ـ ووقعوا برسالةٍ سماوِيَّةٍ ـ وهي رِســال ُة ِإ ْدر ِ
َ َ َ َ
في التحريف والتبديل كغيرهم .وقيــل إنَّهم َي ْع ُب ُدو َن
الكواكب ولكنَّهم َي ْر ُم ُزو َنَ المالئكة .وقيل َب ْل يعبدون
ِ
ليط م َّما جاء في ب ِ َها إلى المالئكة .وقيل بأ َّن دِي َن ُه ْم َخ ٌ
ْ َ ُ ِ
طاب
َ ما لِّ ك ن
اإلنجيل والتوراة والقرآن ،إذ أ َخذوا ْ
م
ِ
ت القو َل فيهم في َل ُه ْم وقالوا :أ َ َص ْب َنا دي ًنا .وقد َب َســطْ ُ
تفسير َناَ ،ف ْل ُي َراجِ ْع ُه َم ْن َشاءَ.
ِ
وأ َّما الْ َم ُج ُ
وس
ادشــت الذي ُي ْن َس ُبو َن إليه ،وهم زر ْ أصحاب َ
ُ فهم
ِ
النار ،وم َن الناس َم ْن يقول بأنَّ ُهم كانوا َ
أهل َي ْع ُب ُدو َن َ
العالم َة ــت رأي وقد ييرهم، غ
ْ ت كتاب ٍ فَرفِــع عنهــم ل ِ
َ ُ ْ َ ُ َ
أهل«خا َتم النبييــن» َي ْج ِز ُم بأنَّهم ُ أبا ُز ْه َر َة في كتابه َ
المحتويات 273
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
الد ْن َياَ ،و َي َت َر َّت ُب الح َياةِ ُّ ذِم َة اهلل ِ وذِم َة رســولِهِ في ه ِذهِ
َ َ َ َّ َ ُ َّ
ِ حــلُّ أَكل ِ َذبائ ِ ِح ِهم ون ِ ِ
الح َرائ ِ ِر م ْن َ ِ ح ا ــكَ ْ َ َ ْ ــك ِ
على َذل َ
نِســائ ِ ِهم بال ِ
الف ،أ َّما في َحــال ِ َح ْرب ِ ِه ْم فال َت ِحلُّ خ ٍ
ْ َ
وع، َّ ِ َعلى ا ْلم ْشــهور ِ
ــر ٌُ ش ْ م
َ ن
َّ ه
ُ يَ ــب
ْ س َ ن أل ، م
ْ ه
ُ ــاؤ
ُ س
َ ن ُ َ
ــبيِ، لس وال يجــوز أ ْن ت ُكو َن حلِي َل ُة مســلِم ٍ عرض ًة ل ِ
ْ َّ ُْ َ ُ ْ َ َ َ ُ ُ
ك فيما ِ
ت َذل َ ــر ْح ُ ش َ َد ْ ق و ، م الف في أ ْكل ِ َذ َبائ ِ ِح ِ
ه ُ
ِ
والخ
َ ْ َ
أحكَ ام ِ ال َّت ْذك ِ َيةِ. َك َت ْب ُت ُه في ْ
هذا ،وا ْلجِ ْز َي ُة َراجع ٌة إلــى َنظَ ِر اإلمام ،ف ََي ْرف َُع َها أو
الف ا ْلحا َلةِ اختِ ِ ِ
والع ْس ِر
ُ ِ
ر س الي ن
َ َْ َ ُ ْ يب ض َها ب ِ َح َســب ِ ْ َيخْ ف ُ
ِ
يــح ،وم ْن ُه ْم َم ْن ِ َ ِ
الصح ُ َ َّ و ه
ُ ا ذ ــ ه
َ ، َالء والر ْخص ِ والغ ّ
واخ َت َل ُفوا في ذلــك ،وأ ْك َث ُر ق َْول ِ َم ْن ِ
َح َّد َد َها بِمق َْدارٍْ ،
ِ ِ
الذهب ِ ََّ َح َّد َد َها :أنَّها َع َلى الغَنِ ِّي م ْن ُه ْم ْأر َب َع ُة َد َنان ِ َير م َن
يرالف ِق ِ ط دِي َن َارانِ ،وعلى َ أو ما يعادِ ُلها ،وعلى ا ْلمتوس ِ
ُ َ َ ِّ َُ َ
دِينار ،وذلــك في ك ِّل عــامٍ ،وال يؤ َخ ُذ علــى امرأَةٍ
َْ ُْ ُ َ ٌ
ِ وال َعبــد ٍ وال َم ْج ُنون ٍ وال َشــيخ ٍ َه ِ
ــرم ٍ وال َراهبٍ، ْ ْ
ت عليه جِ ْز َيةٌ ،وهذا ِ ِ
ف في ا ْل ُم ْفلسِ ،فقيلَ :ل ْي َس ْ واخ ُتل َ ْ
َّ ِ
يل َب ْل هي َع َل ْيهِ ،ألنَّ ُه ـ َو ِإ ْن َل ْم ُي ْم ِك ْن ُه ِ
الظاه ُر ،وق َ هو
باإل ْسالمِ. َدفْعها ـ قَادِر على َدرئِها َعن َن ْف ِسهِ ِ
ْ ْ َ ٌ ُ َ
المحتويات 276
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
اء ا ْل َم ُجوس ِ وال ُت ْؤ َك ُل َذ َبائ ِ ُح ُه ْم ُْ ُ َ ُس هذا؛ وال تنكَ ح ن ِ
الكتاب ِ وإنَّما ي ْلحقُو َن بِأَهل ِ ِ ِ ، و ِإن دانوا بِأَد ِاء ا ْلجِزيةِ
َ ْ ُ َ َْ َ َ ْ َ ُ
ِ
ــن أ َ ْمنِ ِه ْم على ْ م عليه ب َّ
ت
َ َ ُ ر ت
َ ي ومــا منهم ا هفــي قَبول ِ
ُ َ
أم َوال ِ ِه ْم. ِ ِ ِ ِ ِ ُ ِ ِ
أنفسه ْم وعلى ن َسائه ْم و َذ َراريه ْم وعلى ْ
ت جِ ْز َي ًة ألنَّها ُت ْج ِزي َع ْن َد ِم ِهم و َذ َرار ِ ِ
يه ْم وســ ِّم َي ْ
ْ َ ُ
ص ْون َها بذلك. ِ ِ ِ ِ
وأم َواله ْم ب َ ْ
ِ ِ و ِإ ْن أَبوا ِ
ــم ُيقَا َت ُلونَ، ــام والج ْز َي َة َم ًعا فَإنَّ ُه ْ َ اإل ْس َ َ
ِ ِ ْ ِ ِ ِ ِ ِ وي ِحلُّ في قتال ِ
ِ
ين م ْن غنم َ ك رشْ م
ُ ل ا ال ت
َ ق في لُّ ح ي
َ ْ َ ما م ه َ
يه ْم َون ِ َسائ ِ ِه ْم. أموال ِ ِهم وسبي ِ َذ َرار ِ ِ
َْ ْ َ َ ْ
ــم َي ْع ُب ُدو َن ه َّ ن أ عنهم يــل النَّــار ،والصابِئِين الذين ق ِ
ُ ْ َ َ َّ َ
ابن ر ي ز ع قالوا الذين الكَ واكِب أو ا ْلمالئكةَ ،واليهودِ
ٌْ ُ َ ُ َُ َ َ َ
ابن اهللَ ،وقَا ُلوا ِ اهلل ِ
ــيح ُ َّص َارى الذين قالوا ا ْل َمس ُ َ ن وال ،
ِ ِ ٍ ِ
ابن َم ْر َي َميح ُ ث ثَالثَة ،وقالوا بأَ َّن اهللَ ُه َو ا ْل َمس ُ بِأَنَّ ُه ثَال ُ
الشــر ِ هؤالء أَعمــق في وصفِ ِ
ك ،فكان َل ُه ْم ْ ِّ َ ْ َْ ُ ـ أل َّن
ِ ُّ ِ ْ وص ًفا َغال ِ
ينــيوع ِّي َ ُ كالش ة
ُ د
َ الح م َ ل ا فيهم ل
ُ خ ُ د
ْ وي
َ ــا، ب
ً َ ْ
الد َيانات التي أص َحاب ِ ِّ لُّ وك
ُ ، ين ي والد ْه ِ
ر َّ ين ي والوجودِ
ْ َ ِّ َ ِّ ُ ُ
هــؤالء ج ِ ِ اءِ ، ِ ِ
يعا َ ً م ن َّ فــإ ــم
الس َ ال ص َل َة َل َهــا ب ِ َو ْحي ِ َّ
ِ
الس ْيفِ ِإ َّل أ ْن ُيقْلِ ُعوا َع َّما ُه ْم َّ ِ م ك
ْ حالم َة َل ُه ْم ْ ُ
ن م ال َس َ
َ ِ ِ
ق ،لِق َْولِهِ: الح ِّ ين َ
ِ
ويدي ُنوا د َ
والضاللِِ ،
َ َّ ك الشر ِ
ْ ِّ نَ م َعل ْيه
﴿ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﴾ [التوبة.]5 :
هـــؤالء جِزيةٌ ،وال ت ِحلُّ ن ِ ِ ِ
ــاؤ ُه ْم
َ ُ س َ َْ وال ُت ْؤ َخ ُذ م ْن
ـه ْم ب ِ َحالٍ ،لِق َْولِه َت َعا َلى﴿ :ﯕ ﯖ ﯗ
ِ ح وال َذبائ ِ
َ ُ ُ
ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﴾ [األنفــال،]39 :
ــم ُم ْســلِ َم ًة لِق َْولِهِ تعالى: اح ُه ْ أيضا إ ْنكَ ُ
ــوز ً ِ وال َي ُج ُ
﴿ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ
ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ
ــذاِ ،
ــب َق َت ْح ِر ُير َه َ وهم َك َذل ِ
وإنَّ َما َخ َر َج ْ
ت َ َ س َد
ْ قوَ ، ك
َ َ ُ ْ
ِ ِ
اؤ ُه ْم م ْن ُع ُموم ِ ُح ْكمِ ﴿ :ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ن َس ُ
يصهِ بِق َْولِهِ َت َعا َلى ﴿ :ﯚ ﯛ ص ِ ﭶ ﴾ ِمن أَجل ِ َتخْ ِ
ْ ْ
ﯜ ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ
ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ
ﯰ ﯱ ﯲ﴾ [المائدة.]5 :
اء َتق ََّد َم ُه ْأو و س ،ِ وم م الع على ي ْض وا ْلخُ صوص يق ِ
َ َ ً ُ ُ ُ ُ َ
تأَ َّخر عنهَ ،كيف وهو متأَ ِّخر عنه؛ أل َّن ســور َة ا ْلمائ ِ َدةِ
ُ َ َ َ َ َُْ ْ َ َ ُ َ َُ ٌ َُْ
ــك ا ْن َعق ََد ِ ِ ِ آخ ِر الق ُْرآن ِ ُن ُز ً ِمن ِ
اع على اإل ْج َم ُ ول ؟ فَل َذل َ ْ
الكتــاب ِ ل ِ ْلمؤ ِمنِين ،علــى أ َّن ه ِذهِ حلِّيةِ نِســاء أهل ِ ِ ِ ِ
َ ُ ْ َ َ ْ َّ َ
اء بِكَ ون ِ َ ِ ِ ٍ ِ ا ْل ِحلِّي َة م َقيدة ِعندنــا ِ
ْ م ل الع
َ ُ َ ــن م ير ث ك
َ د َ ن
ْ وع َّ ُ َّ َ ٌ ْ َ َ
الك َتاب ِ َّيةِ ذِ ِّمـ َّي ًة َغ ْي َر ُم َحار ِ َبةٍ ،أ َّما ِإ ْن َل ْم َت ُك ْن كذلك فال ِ
احها كما َتق ََّد َم. كَي ِحلُّ ن ِ
ُ َ
ات ـ ِع ْن َد َما َي ُك َّن َع َلى بالكتابِي ِ
َ َّ
وعي ُة ال َّزواج ِ ِ
َ
ِ
وم ْش ُر َّ َ
ِ ِ ِ الذمةِ ِّ
اخ ُل ص َل الت ََّد ُ ح
َ ْ ُ ي ن ْ أ ي َ ه و
َ ٌ، ة غ
َ بال ٌ
ة م َ ك
ْ ح فيها ـ َّ
الكتابِ ،ويجِدوا في معام َلةِ بين ا ْلمســلِ ِمين وأهل ِ ِ
ُ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ
ِ
وأخالق ِه ْم ما َي ْد ُعو ُه ْم ِإ َلى ا ِّتباع ِ دِين ِه ْم، ِ ا ْلمســلِ ِ
ين ْ َ م ُ ْ
المحتويات 280
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
َ .65وال ُحكْ ُم ِإ ْن َح َار ُبوا فِي الكُ ِّل ُم َّت ِح ٌد
ــم ف ُِعــا ــل فيه ُ
ــب َوســبي َو َق ْت ٌ ِ ِ
َ ْ ٌ َن ْه ٌ
ــب َي ُم ْم َتن ِ ٌع الس ْ
ِ
َ .66حا َشــا ق َُر ْي ًشا َفإ َّن َّ
ُضال يه ْم َع َلى َق ْول ِ أَ ْهــل ِ ا ْل َم ْغرِب ِ الف َ فِ ِ
ور أصحاب ِ َنا ه م َج ف ، م ِ
ه ح ــل َذبائ ِ ِ ِّ حواختلِف في ِ
ُ ْ ُ ُ ْ َ ُْ َ
ِ َ حلَّها حتَّى يكونوا أهل ذِمةٍ ِ
يلـب قَل ٌ َ ه
َ ذ و
َ ، َّ َ ْ ُ ُ َ َ َ ال َي َر ْو َن
اهب ِ ا ُ ِ ْ َ ِ ِ
ـــرى ِإ َلى َ خ
ْ أل ذ مَ ل ا اب ح أص ور ه م ج
ُ ْ َ ُ ْ ُ ُ ْ َ و م ه ن
ْ م
ــب َما َيدِي ُنو َن ف َِه َي س ح ً
ة ي أنَّهم ِإن َذ ُّكوها َذكاة شــر ِ
ع
ْ َ َ َّ َ َ ً َ ْ ْ
يما َك َت ْبـ ُت ُه يل كما بسطْ ـــته فِ ً الل ،وهو أقْوى دل ِ
ُ َ ُ َ َ َ َ ُ َ َ َ َح ٌ
الذ َبائِحِ.
في َّ
ِ
صا فــي ا ْعتِ َبارِه ْم ــم َي ُك ْن َن ًّ ِ
َــاء» ،وهو َوإ ْن َل ْ الط َلق ُ ُّ
ـب َايا ق َْب َل أ ْن ُيـــ ْن ِع َم عليهم ـ صلوات اهلل وسالمه َس َ
اإلطْ القِ؛ ف َِإنَّ ُه َي ُسو ُغ عليه ـ بِما أ ْن َعم به َع َلي ِهم ِمن ِ
ْ ْ َ َ َ
ــذا ا ْلح ْكم لِمــن رأَى ذلكِ ،إذِ أ ْن ُي ْســ َت ْن َت َج منه َه َ
ُ ُ َ ْ َ
مـا َوْ ق ژ ى ب
َ س
َ وقد ،ق ِإنَّ َما َي ُكو ُن َب ْع َد قَبض ٍ ُ ال طْ اإل ِ
ً ْ
وبنِي هــوازن في ذلــك َع ق و كمــا ِمــن العــرب ِ
َ َ َ َ َ َ
ق على َعربِي ٍ َّ ا ْلمصطلق .وما و َر َد ِمن أنَّ ُه قَا َل« :ال ر ِ
َ ّ ْ َ ُ
ت ذلك َل َما َ َ بع َد اليومِ» َلم أَجِ
ــو ث ََب َ ْ ل و ا،دً ن
َ ــ س
َ هُ ل د
ْ ْ َْ َْ
وقَع ِ
ض ُمونِهِ. َ ْ م في الف
ٌ خ َ َ
الس ْب َي ِإنَّما ُه َو ِإ ْج َر ٌاء َع ْسكَ ِر ٌّي ،وال َي ْل َز ُم َع َلى أ َّن َّ
ِ قِ ، ِ أن يتر َّتب عليهِ
وإنَّمــا كا َن ما كا َن من االســت ْرقَا ُ ْ ْ َََ َ
ام َلةِ بِا ْل ِم ْثلِ، عم ْ
ل ا اإلجــر ِاء ألَجل ِ ضــرورةِ ا ِّتباع ِ هذا ِ
َ ُ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ
ِ ِ ل ِ َئال ُيكَ ا َل َّ
اإل ْســام ِ َوه َي َم ْك ُتو َف ُة األَ ْيدِي أل َّمة ِ الش ُّر ُ
ِ الــر ٍّد ب ِ ِم ْثلِهَِ ،م َع ما فِيــهِ ِم َن األَ
ــباب ِ ال ْهتِ َداء ْ َ س َعن ِ َّ
وضاللِهِ، وإنقَاذِ ِهم ِمن ِّ ِ
الش ْرك َ ْ َ اإل ْســام ِ ِ ْ السبايا ِإ َلى ِ
َّ َ
أل َّمــةِ في َع َدم ِ اإل ْســام ِ وا ُ ت مص َل َح ُة ِ
ْ َ ْ ن َ كا ن
ْ و ِإ َّل ف ِ
َــإ َ
االستِ ْرقَاقِ ِفإ َّن ذلك ُه َو الذي ُي ْؤ َخ ُذ بِهِ. ْ
المحتويات 285
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ِ
وم َّما َي ُد ُّل عليه قو ُل ُه تعالى ﴿ :ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ
ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﴾ [محمد.]4 :
ِإ ْذ َلم ي ْذكر سبحانه وتعالى هنا ِإ َّل طَ ِريقَين ِ في معام َلةِ
َُ َ ْ َُ ْ َ ُْ ُ
ِ
وم َفا َدا ُة
ْ ُ م اح ِ
ه األَ ْس َرىَ ،و ُه َما :ا ْل َم ُّن عليهم ب ِ ِإطْ القِ َس َر
ين ب ِ ِه ْمِ ،إذِ األَ ْص ُل في اإلنسان ِ ا ْل ُح ِّريَّةُ، أسرى ا ْلمسلِ ِ
م
َ ُ ْ َْ
ض َل ُه. والر ُّ ِ
ق َعار ٌ ِّ
ول ِ َذلِــك أبطَ ل اإلســام جميع وســائِلِه ِإ َّل ه ِذهِ
َ َ َ َ ُ َ ْ َ
َّعامل ِ َّ ِ
ُ ت ال ة
ُ ور
َ َ ُ َــر ض ا ه ت
ْ ض
َ ت
َ ق
ْ ا تــي ال ة
َ ــد
َ اح الوســي َل َة َ
الو َ
والضعفِ ف ُّ
الذ ِّل بِا ْل ِمثلِ ،لِئ َّل ي ِقف ا ْلمســلِمو َن موق ِ
َّْ َْ َ َ َ َ ُ ْ ُ ْ
وب ْي َن أمــام أع َدائ ِ ِهم ،ومع قِيــام ِ ا ْلمعاه َ ِ
ــدات َب ْي َن ُه ْم َ ُ َ َ َ ْ َ ْ
ــرى ا ْل َح ْرب ِ وا ْلتِ َزام ِ أس َغي ِر ِهم على َع َدم ِ اســتِرقَاقِ
ْ َ ْ ْ ْ ْ
اع َي ٌة ِإ َل ْيهَِ ،و َل ْي َس ذلك ِمن قِبل ِ الغَي ِر ال تبقَى ضرورة د ِ
َُ ٌَ َ َْ ْ ْ َ
يل الف َد ِاء في اآليــةِ الكَ ِر ْي َمةِ ِإ َّل َدل ِ ً تقْدِيم ا ْلمن على ِ
َ ْ ُ َ ِّ
اإل ْسالم ِ و َعظَ َمتِهِ وا ْعتِ َدالِهِ ورِف ِْقهِ ،وذلك احةِ ِ على َس َم َ
ِ
صاق َُه بِهِ م َّما َ ْ
ل الف ما ير ِّوج ُه ُخصوم ُه وي َحاوِ ُلو َن ِ
إ ُ ُ ُ ُ َُ
ب ِ ِخ ِ
ِ
ُه َو م ْن ُه َب َر ٌاء.
المحتويات 286
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
َّأو ُل ُهما:
أ ْن َي ُكو َن ذلك في َحا َلةِ ِســ ْلم ٍ ال في َحا َلةِ َح ْربٍ،
ــبي ِ ـ كما َتق ََّد َم ـ ُ ،ث َّم ِإنَّها لس أل َّن ا ْلمحارِب َة عرض ٌة ل ِ
ْ َّ ُ َ َ ُْ َ
ِ ِ
ال ُي ْؤ َم ُن م ْن َها أ ْن َت ُكو َن َع ْيـ ًنا أل ْهل ِ ملَّتِ َهاَ ،ت ُد ُّل ُه ْم على
الي ْو َم ن م ْ أ ي ذي ين َو َعو َرات ِ ِهمَ ،ومن ِ الَّ ات ا ْلمسلِ ِ
م َثغَـر ِ
َ ُ َ َ َ ْ ْ َ ُ ْ َ
ِ
َــد َتحا َل َفــتِ اليهودِيَّــ ُة والصليبِيــ ُة على حرب ِ
َ ْ َّ َّ َُ ـ َوق ْ َ
ص ِر الن َِّســائ ِ ِّي في ن
ْ الع ِ ــام ْح
َ ق اإلســام ِ وأ َ ْهلِهِ ـ ِمن ِ
إ ِ
ُ ُ ْ َ ْ
ِسياستِ ِهم ا ْلحربِيةِ ،وا ِّت َخاذِ اللَّواتِي ي ْقت ِر َّن ِمنه َّن ب ِ ِرجال ِ
َ ُْ َ َ َ َ َ ُ َ ْ َّ
ِ ين ُع ُيو ًنا عليهم َي ْك ِش ْ ِِ
ــف َن ألَق َْوام ِه َّن ما َخ ِف َي ا ْل ُم ْســلم َ
اإل ْســام ِ و َع ْو َرات ِ َها ،ال ِســ َّيما ات أ ُ َّمةِ ِ عليهم ِمن َثغَر ِ
ْ َ
المحتويات 288
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
﴿ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ
ﮊﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ﴾
ِإ َلى قولِهِ ﴿ :ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ
ﯟ﴾ [النساء.]25 :
وهذا الت َّْشد ِ ُيد ِإنَّما ُه َو ألَ ْجل ِ ا ْل ُم َحافَظَ ةِ ِم َن ا ْل ُم ْسلِم ِ
ض ًة ر ع وا ن و ك ُ ي ــا ئ ات فُؤادِهِ ل ِ على أَفْالذِ َكبِــدِهِ وثَمر ِ
ْ َ ُ ُ َ َ َ َ ََ
ين ،ف َِإ َّن األَ ْوال َد ِِ ِ لِلر ِّ ِ
قَ ،ول َئ َّل َي ُكو ُنوا َت َب ًعا لغ َْي ِر ا ْل ُم ْسلم َ ِّ
َك َما َي ْت َب ُعو َن آباءَ ُه ْم في األَ ْن َســاب ِ َي ْت َب ُعو َن أ ُ َّم َهات ِ ِه ْم في
ق ،فلذلك ما كا َن ل ِ ْل ُم ْسلِم ِ أ ْن َي ْل َجأَ ِإ َلى الر ِّ أو ا ْلحريةِ
ِّ ُ ِّ َّ
ِ
َضاء َش ْه َوتِهِِ ،إ َّل أ ْن ال َيجِ َد ق أوال َده في َسبِيل ِ ق َ َما ُي ِر ُّ
مناصا ِمن ذلك ،بِحيث ال يقْدِر على مقَاومةِ َغ ِريزتِهِ
َ ُ َ َ َ ُ َْ ُ ْ ََ ً
ِ
ص بِهِ م ْن ُ
ــرةِ ،فَي َت َخلَّ
َ ُ َّ ح ْ
ل ا ِ ح ا كَ يل ِإ َلى ن ِ وال َيجِ ُد َســبِ ً
تأثير تلك الغ َِر َيزةِ. ِ
ِ
ومنِ َع م ْن أ ْن َت ُكو َن األَ َم ُة الَّتي َي ْن ِك ُحها َغ ْي َر ُم ْسلِ َمةٍ؛ ُ
الك َتابِ، ق أوالد ا ْلمســلِ ِمين ِمن قِبل ِ أهل ِ ِ َّ ر ت ــس ي لل ِ َئ َّ
َ ْ َ ْ ُ ْ ُ ْ َ َ ُ
ِ
الفهذا ُه َو ق َْو ُل أصحاب ِ َنا وا ْل ُج ْم ُهــورِ ،وفي ذلك خ ٌ
اوى َف ْل َي ْرجِ ْع ِإ َل ْيهِ َم ْن َشاءَ. َب َسطْ ُت ُه في َب ْعض ِ َ
الف َت َ
المحتويات 290
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
أسئلـة:
بين معنى ِ
الم ّلة في اللغة العربية؟ .1
ّ
.2ما المقصود با ْل ِم َلل الست؟
.3في ّ
أي م ّلة يندرج الشيوعيون والمالحدة؟
.4اختلف العلماء في وجوب معرفة الملل الست؟ ّبين
هذا الخالف ،وما القول الذي ُيؤيِّده الشارح؟
استدل بهما الشارح لما ذهب إليه؟
ّ .5اذكر دلي َلين
.6كيف تر ّد على َمن قال بوجوب معرفة الملل الســت
لذكرها في القرآن؟
.7هل أحكام الملل الســت مذكورة في آيــة واحدة أو
سورة واحدة؟
ِ
ّ .8بين ّ
صحة هذه العبارة م ْن عدمها( :اتفق العلماء على
أحكام الملل الست)؟
.9متى يلزم اإلنسان معرفة الملل الست وأحكامها؟
َ .10من ِ الذي يعنيه في األكثر معرفة أحكام الملل الست؟
َ .11من هم الذين ُيحسبون على م ّلة اإلسالم؟ وما أقسامهم؟
قســمين؟
َ .12ينقســم الذين يرتكبون المحرمات إلى
اذكرهما؟
.18أيهما ّ
أشد :توبة المنتهك ،أم توبة المستحل؟
ّ .24
عرف النصارى؟ وهل هناك شيء مشترك بينهم واليهود؟
.25الصابئون قوم لم تتضح للناس عقائدهم ،اذكر خالف
العلماء في ذلك؟
.26بسط الشارح الكالم عن الصابئين في كتاب آخر ،ما
اسم ذلك الكتاب؟
.27إلى َم ْن ُينسب المجوس؟ وماذا يعبدون؟
.28كيف تر ّد على َم ْن جزم بأ َّن المجوس أهل كتاب؟
.29ذكر الناظم حكما واحدا ألربع ملل؟ اذكر هذه الملل
وحكمها المشترك؟
.30ما هي اآلية التي تــدل على الحكم المذكور في أهل
الكتاب؟
.31لماذا أجري على الصابئين حكم أهل الكتاب؟
.32من أين عرفنا إلحاق المجوس بأهل الكتاب؟
وبين المقصود منها؟ ّ .33
عرف الجزيةّ ،
.34ما حكم أكل ذبائــح أهل الذمة ونكاح الحرائر من
نسائهم؟
المحتويات 294
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ِ
بقيدين ،اذكرهما إجماال؟
مقـيد َ
ّ الكتابيات زواج ل
ّ ح .56
.57ب ِّين خطر الزواج بالكتابية في حال الحرب؟
.58ما هي شروط نكاح األمة؟ وما الدليل على ذلك؟
.59لماذا َّ
شدد اإلسالم في شروط نكاح اإلماء؟
.60هل يجوز نكاح اإلماء من الكتابيات؟
َ َ ُ
ـامــة اإلم
ِ
ــت بِهِ عا َهةٌ ،وأ ْن يكو َن ُح ًّرا والع ْقلَِ ،ل ْي َس ْ َ الحواس
ِّ
وحســن ِ ِ ِ ِ ِ ِ بالِغًا ،م َتمت ًِّعا ب ِ
ْ ُ اإلقدام ن
َ م ؛ادة ي
َ الق ِّالت ه ؤ َ مُ ُ َ
ِ ِ ِ ِ ِ
الجأْش ِ ور َباطَ ة َ الص ْدر ِ َ وس َعـــة َّ السياســة وا ْلح ْنكَ ة َ
والخ ْب َرةِ بشؤون الدين ِ والدنيا ،ومعنى ِ اله َّمةِ، و ُع ُل ِّو ِ
ِ
َهـــذا أنَّه ال ُب َّد م ْن أ ْن يكو َن عال ِ ًمــا ُم ْج َت ِه ًدا ،أو أ ْن
يكون ِمن حولِهِ ع َلماء يســـت ِم ُّد منهم ِ
وي ْرجِ ُع َ ه ت
َ ر ب
َْ خ َ ْ َ ْ ُ ُ َ ْ َ
الت.إليهم في ح ِّل ا ْلم ْش ِك ِ
ُ َ
ــورى، ِ وعلى كِ
الش َ اص َل ُه عن ُّ َ َ ن
َ م ال ــن ي
ْ ر َْاألم ال
أهل الخ ْب َرةِ بِه ،ففي ِ ٍ
وذلك بأ ْن َي ْستشير في ك ِّل شأن َ
الشؤون ِ الحربيةِ الفق ََهاءَ ،وفي ُّ تشــير ُ الش ْرع ِ َي ْس َم َجال ِ َّ
َ ْ َّ ُ
الشؤون ِ ا ْل َمال ِ َّية الع ْسكَ ريَّةِ ،وفي ُّ ِ ِ
يستشير َذوِي الخ ْب َرة َ ُ
ِ
َي ْرجِ ُع إلى َذوِي الخ ْبــرة االقتصادية ،وهكذا في ُك ِّل ِ ِ
ط هذه مجال ٍ يرجِــع إلــى ا ْلمختصين بِه ،مــع ضب ِ
َ َ َ ْ ُ َ ِّ َ ُ َ َ َْ
ِ َّ َّ الشر ِعيةِ ِ
يع َة الر َّباني َة هي َ ر الش ن أل ، شورة باألحكام ِ َّ ْ َّ ا ْل َم َ
اس هذا النِّظامِ. أس ُ
َ
ــوةِ ،فَل َذل َ
ِ ِ ب ن لل ٌ
ة َ
ث ا ر ِ و َّ وهذا ا ْلمن ِ
ك ُ َّ ُّ َ هــو ما ن إ ــب
ُ ص َْ
األنبياء ،ف ََما ألهـل ِ ِ ال َي َت َب َّو ُؤ ُه إال َم ْن كان على ِم ْن َهاج ِ
ِ
والظ ْلم ِ فيه م ْن نصيبٍ ،ب ِ َدليل ِ قولِهِ تعـــالى:
الج ْور ِ ُّ
َ
﴿ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ﴾
ِ ِ
ك [البقرة ،]124 :فكَ َما أ َّن الظال َم ال يكو ُن َنبِـــ ًّيا ق َُّط كذل َ
خالفةِ ال يقْعد على عرش ِ ِ
ُّـب َّوةِ. ُ ن ال َْ َ ُُ
ِ ِ ِِ ِ ِ ِ
وال ُي ْشـــ َت َر ُط ل َهذا ا ْل َم ْنصب َن َس ٌب ب َع ْينه ،ف ََجم ُ
يع
ــم عندمــا َت َت َوفَّ ُر فيهم هُ ام
ُ ْدَ ق الناس ِ ُم َت َســاوِ َي ٌة فيــه أ َ
ْ
ِ
الع َرب ِ ُّي أ َ ْو َلــى بِه من ُّ
ــس َ وط ا ْل َمطْ ُلوبــةَُ ،ف َل ْي َ ــر ُ الش ُ
األ ْع َج ِم ِّي ،وال الق َُر ِش ُّي ْأو َلى بِهِ من َغ ْي ِرهِ.
فاء الر ِ
اشد ِ َ ِ
ين من ق َُر ْيش ٍ في َ َّ اختيار الخُ ل ُ وإنَّما كا َن
عهد ِ الصحابةِ ـ رِضوان اهلل ِ عليهم ـ مراعاة لِمص َلحةِ
َُ َ ً َ ْ َ ْ َ ُ َّ َ َ َْ
يومئِذٍ على كانت قائمــ ًة َ ْ أل َّمةِ ،فإ َّن الدو َل َة اســةِ ا ُ َ َ ي ِ
س
ِ ِ ِ
اإلســام ِ كا ُنوا ْ الرا َدة في الع َرب ،أل َّن ُم ْعظَ َم َّ أ ْك َتاف َ
او َرت ِ َها ج مِمنهم ،وكانت العرب جميعا تجِلُّ قُريشً ــا ل ِ
َ
ُ َ َْ ُ َ ً ُ ُْ ْ
يمه ،وألنَّها ِ ت اهلل ِ تعا َلى الذي ور ِ
ب َت ْعظ َ ــر ُ َ الع
َ َت ث َ َب ْي َ
ــك ِم َّما ْأو َرثَها َمكَ انــ ًة في ُن ُفوس ِ ِ
القائم ُة عليه ،و َذل َ
اهلل تعالى َع ْب َده اخ َت َار ُ جميعا ،و َع َّم َق ذلك أَن ِ ْ ً
العرب ِ
ََ
المحتويات 300
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ضِئ ضئ ِ ِ َ خْ ورسو َله محمدا ژ ِمن بينِ
ص ُه من ْ َ ل ت
َ واس
ْ هم ْ َّ ً َ ُ
ِ ِ
ك كا َن َج ْم ُع َن َسبِ ِه ْم ،فزا َد ُه ْم ذلك ق َْد ًرا ومكانةً ،فَل َذل َ
ِ ِ
َش َتات ِ ِه ْم بِأَ ْن َي َت َب َّوأ َ َه ِذهِ ا ْل َمكا َن َة واح ٌد م َّم ْن َي ْن َت ِمي إلى
ُِ ِ ِ ِِ
ف م ْن شــأن ِ ِه ْم و ُع ِه َد في ب إلى ما أل َ َ َ ْــر ق أ مَم ْحتد ْ
ه
بكر ƒقــال« :إ َّن وي َؤ ِّك ُد ذلــك أ َّن أبا ٍ اع ِ ِطب ِ
ــمُ ، ْ ه َ
الح ِّي من قريش». ِ ِ
ين إال ل َهذا َ ب ال َتد ُ الع َر َ َ
اء ِم ْنهم كا َن ِ ََ ِ وهذا ِمما يؤ ِّكد أ َّن اختِ
اء َْ ً ر ج إ ُ ْ ف ل الخُ ار
ْ َ َ ي َّ ُ َ ُ
الدين ِ في ذلك العـــهد ِ ِّ اســيا ِمن أَجــل ِ مص َلحةِ ِسي ِ
ْ َ َ َ ْ ْ ْ ًّ َ
َ َُ ِ َ ِ ِ
ف ََح ْسب ،وفيما َب ْع َد ذلك إذا ُوجِ َد األ ْكـفأ م ْن غ ْيره ْم
الشأْنِ ،مع أ َّن الذين اختِـيروا ل ِ ْل ِخالفَةِ فهو أ َ ْو َلى ب ِ َه َذا َّ
ْ ُ َ َ
ــدةِ َل ْم ُيخْ ـــ َت ُاروا لِق َُر ِشــ َّيتِ ِه ْم ف ََح ْســب ،وإنَّما الراش َ
ِ
َّ
ِ
األولِين السـابقين َّ ُ ْ َ َّ ن م م ه َّ ن وأل ، ِ ل ضْ َ
الف في م ْ
ِ
ه لِسابِقَتِ
َ
ين ،فكا ُنوا أ َ ْح ِر َياءَ بذلك. ِ
الم َهاج ِر َ من ُ
ِِ فإذا وجِ َد القائم ب ِ
ين الم ْسلم َ ت على ُ األم ِر َو َج َب ْ ْ ا ذَ ه َ ُ ُ
ــي ُذ ِّك َر، صيحته ،فإ ْن أَخطَ أَ صوب ،وإ ْن َن ِ طاعته و َن ِ
َ س َ ِّ ُ ْ ُ ُ َ َُُ
ق أعوا ٌن ،وهم كالجســد ِ ــ الح على يــن أل َّن ا ْلمؤ ِمنِ
َ َ ْ ُ َ ْ ِّ َ َ ُ ْ
ِ
جميعا مع ك ِّل ما َي ْعنِيهِ ،وقد ً ه اؤ
ُ
َ َ ُ ْ َ ُ ض ع أ ل ع ا َ
ف ت ت َ
احد ِ الو َ
المحتويات 301
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
والدَّ ل ِ ُ
ــدم ِ جواز ِ اإلمامةِ ال ْثنين ِ في وقْتٍ يل على َع َ
َ َْ َ َ ََ
األنصار @ َّ ِ واحدٍ :ان ِ ِ
َ ن أ وذلك عليــه، ع ا م اإلج
ْ َ د ُ َا ق ع ْ
ِ ِ ِ
أو ًل عندما قال قائ ُل ُه ْم« :منَّا أَم ٌير وم ْن ُك ْم أرا ُدوا ذلك َّ
ضهــم ا ْلمهاجِــرو َن وفــي مق َِّدمتِ ِ َِ
ــم ُ ه ُ َ ُ ُ ُ ُ َ َ ار
َ َع
َ ف »، يــر
أ ٌ م
ِ
اهلل واح ٌد، اتُ . ات َه ْي َه َ يق ƒالذي قالَ « :ه ْي َه َ الص ِّد ُ ِّ
ِ ِ
الك ِّلاع ُ فاس َتق ََّر ِإ ْج َم ُ ْ ». د
ٌ واح ام
َ ُ واإلم ، د ٌ واح ولوالر ُس ُ َّ
ِِ ِ
ــن ق َْوله ژ « :إذا ُبوي ِ َ
ـــع ْ م ــع ما جاءَ على ذلكَ ،م َ
فاضر ِ ُبوا ُع ُن َق ال َّثانِي منهما»(((. ل ِ َر ُج َل ْين ِ ْ
((( أخرجه مســلم في كتاب :الجهاد والســير /باب :إذا بويع لخليفتين
(.)1853
مين ُم ْمـــ َت ًّدا في هذا ك ُّله إن كان ن ُفو ُذ دو َلةِ المسلِ
َ َْ ُ ُ ُ ْ
صــل بين جانب ٍ ِمــن مكَ ان ِ ــث ال ي ْف ِ األرضِ ،ب ِ َح ْي ُ
َ ْ َ ْ َ ُ َ
ص ،أل َّن االجـــتما َع ب ر ت م و د ع ر آخ ٍ ب ن ُفوذِ ِهم وجان ِ
ِّ
َ َ ٌّ ُ َ َ ٌ ُ َ ْ ُ
الحا َلــةِ ُم ْم ِك ٌن ،فال َو ْجــ َه ل ِ ْل ُع ُدول ِ عنه إلى في هذه َ
التَّشَ تُّتِ واالفْتِ َراقِ.
المســلمين في ج ِ َه َت ْين ِ ُم َت َنائ ِ َي َت ْين ِ، َ أ َّما إ ْن كا َن نُفُو ُذ
والسياس َّي ُة ِّ الدين َّي ُة ث َي َت َع َّذ ُر أ ْن َت َت َو َّح َد َم ْرجِ ِع َّي ُت ُهم ِّ ب ِ َح ْي ُ
اإلمام ِ إ ْن َكا َن فــي جِ َهةٍ إلى َ َ
ذ ــو ف ُ ن
ُ ُّ
د صُ ي
َ ما لِوجــودِ
ُ ُ
ألخرى؛ فَال مانِع ِمن أن يجت ِمع أهل ك ِّل جِهةٍ ُ ا الجِهةِ
َ ُ َ َْ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ
ص َل ذلك في القَر َنين ِ ِ
ْ ْ على إ َمام ٍ َل ُه ْم َو ْح َد ُه ْم ،كما َح َ
ق الح ِّ ــوة َ
الهج ِريين ِ فــي أهل ِ دع ِ
ْ َ َّ ْ الثَّانِــي والثَّالِــثِ ِ
َ ْ
واالســتِقَامةِ ،حيث بويِع ألَئِمةٍ منهم با ْلمش ِرقِ وأئِمةٍ
َّ َ ْ َّ ُ ُ َ َ
أم ِر اإلمام ا ْلمش ِرقِي ب ِ ِرعايةِ با ْلم ْغ ِربِ ،ل ِ َت َع ُّذر ِ أ ْن يقُوم ِ
ْ َ َ ُّ ْ َ َ َ ُ َ َ
ِ ِِ
الع ْك ُس ،و َل ْم الذين ُه ْم بِا ْل َم ْغ ِرب ،وكذا َ َ ينا ْل ُم ْســلم َ
َي ُك ْن َن ِك ٌير ل ِ َه َذا األَ ْم ِر.
اص ُل و ت ي ث ي ح ِ ن ي ت َ
ل و َّ
الد ن ي ب ز ول الحاجِ
َ َ َ َ ُ ْ َ َ
ْ ْ َ ْ َ ُ وعندما َي ُز ُ َ َ
صل حدود دو َلةِ ُك ِّل إمام ٍ إلى حدودِ ِ
ُ ُ َ َف ْت ُح ُه َما إلى أ َ ْن َت َ ُ ُ ُ َ ْ
المحتويات 307
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ﴾ [الحشر،]8 :
الح ْسنى بِق َْولِهِ﴿ :ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ
َو َو َع َد ُه ُم ُ
ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ
ﰃ ﴾ [النحــل ،]41 :وقولِهِ ﴿ :ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﴾ [النساء.]100 :
ِ ْ ِِ ِ
اإلســام ِّي كانت َهذه اله ْج َر ُة إلى ا ْل ُم ْج َت َمع ِ ْ َو َما
ِ
والف ُســوقِ، الك ْف ِر ُ الن َِّظيفِ النَّاشــئ إال َر ْم ًزا ل ِ ِه ْج َرةِ ُ
وتولِيةِ الوجهِ َنحو مرضاتِهِ ، 8مع أ َّن ا ْلمجـتمع ِ
ات ُ ْ َََ َ َ ْ َ َْ َ ََْ َ َ ْ
والف ُسوقَِ ،ف َل ْم َت ُك ْن الك ْف ِر ُ كانت َع ِف َن ًة ب ِ َنـ ْتن ِ ُ ْ ا ُ
أل ْخ َرى
بِيئتها صالِحــ ًة الســتِقْرار ِ ا ْلمؤ ِمن ِ بِهــا ،ل ِ َذلِك كلِّهِ
َ ُ َ ُ ْ َ ْ َُ َ َ َ
وكانت ل ِ َز ًاما.
ْ ُش ِر َعت ِ
اله ْج َر ُة
ِ
ُــرى أي َم َّكــة ا ْل ُمكَ َّر َمة ــت أ ُ ُّم الق َ َو َب ْعــدَ َما فُت َح ْ
اله ْج َرةِ ،كما جاءَ في ــخ و ُجوب ِ
ُ ُ َ ـ حرســها اهلل ـ ن ِ
س ََ َ َ ُ ُ
الحديث« :ال ه ِ ْج َر َة َب ْعدَ ال َف ْتح َِ ،و َل ِك ْن ج ِ َه ٌاد َون ِ َّي ٌة»(((.
ِ
وي ُكو ُن آم ًنا على َن ْف ِسهِ وعلى الم ُه فيها ُم َت َن َّف ًســاَ ،
إس ُ
ْ
الدين ِ والص ِّد عن ذِك ِر اهلل ِ أهلِهِ وأوالدِهِ ِمن ِ
الف ْت َنةِ في ِّ
ْ َّ َ ْ
وعن الصالةِ ،أل َّن الحري َة ِّ ِ
يض ُرور ِ ٌّ
الدين َّيــ َة َمطْ َل ٌب َ ُ ِّ َّ َّ
في حياة ا ْل ُم ْسلِمِ.
اله ْج َر َة ال َتجِ ُب إلى َب َلــد ٍ ُم َع َّين ٍ كما و َل ِك َّن هــذه ِ
ِ
المدِي َنةِ ،وإنَّما َتجِ ُب إلى َ ِ ض أر
ْ إلــى ل
ُ َب
ت ْ ْ
ق ن م َو َج َب ْ
الم ْسلِم ِ ُ عن فيها َع ف ر
ُْ ُ ي التي ِ الم اإلس
ْ
أي ب َلد ٍ من بالدِ
ِّ َ
ِ الدين ،فإ ْن ر ِ ــدهِ عن ِّ ط لِأي ض ْغ ٍ
ــي بِأَ ْن َيع َ
يش َ ض َ ص ِّ َ ُّ َ
الح َدةِ والكَ َفرةِ وهو قَادِ ٌر على الت ََّخ ُّلص ِ ِ
َ َم ْف ُتو ًنا َب ْي َن ا ْل َم
َ ِ ِ
ــم كان َهالِكً ا ،لقولِهِ تعالى: ْ ه ر ي
ْ غ إلى بالهجرةِ
َْ
منهم ِ
﴿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ
ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ
ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ❁ ﮠ
ﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨ
ﮩ ﮪ ﮫ ﴾ [النساء.]98 ،97 :
ِِ
ين الذين وهـــذا ا ْل ُح ْك ُم َي ْنطَ بِ ُق على ُك ِّل ا ْل ُم ْسلم َ
ــن ق ِ َبل ِ ِ ِ يــر االستِعـــبادِ ِ ي ِق ُفو َن تحــت ن ِ
ْ م ي
ِّ ر َه
ْ ق ال ْ ْ َ َ ْ َ َ
المحتويات 312
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ِ أعدائ ِ
عندما ـــل ل ِ ُم ْســل ِمي األ ْن َد ُلسِ َ ص َ ح
ْ َ َ َ ام ك
َ ،ــم ِ
ه َْ
ِ ِ ٍ ِ
ير م ْن الصلِيـبِ َّيةُ ،وما َح َّل بكَ ثوب َّ اجتاحـــ ْتهم ا ْل ُح ُر َُ
ص ِرم ِ َ ِ ِِ ِ ِ
اح ْت َها
اج َت َ
عندما ْ ين في الق َْرن ا ْل ُم ْن َ بالد ا ْل ُم ْســلم َ
الشـي ِ
وع َّيةُ. ات ُّ ُ الثَّ ْو َر ُ
الف ْتح ِ في ــخ ا ْل ِه ْج َرةِ َب ْع َد َ صنِّفِ َ 5ن ْس َ م
ُ ُ َ ْ
ل ا ر ك ْ
وذِ
ِ ِ ِ ِ
ب اء إلى ما َذ َه َ يـم ٌ
وأحكامها فيه إ َ امة ْ اإلم َ َم ْع ِرض ِ ذ ْك ِر َ
ِ
َامةِ ـ َرح َم ُه ُم اهلل ـ َ قِإ َليهِ أصحابنا أهل الحق واالســتِ
ْ ْ َ ُ ْ ُ َ ِّ
ين ِإ َل ْي ِه ْم ِِ ٍ ِ ِمن ع َدم ِ وجوب ِ ِهج ِ
ــرة أ َ َحد م َن ا ْل ُم ْســلم َ ْ َ ْ َ ُ ُ
ِ عندما تقُوم دو َلتهم ،أل َّن ج ِميع بِالدِ
اإلسالم ِ واح َد ٌة ْ َ َ َ َ ُ َْ ُُ ْ
الح ْكمِ. في ُ
ِ
ات و ُت َم َار ُس الص َل َو ُ
َام َّ ص َد ُح باألَ َذان و ُتق ُ فح ْي ُث َما ُي ْ َ
وز ل ِ ْل ُم ْسلِم ِ ِ ٍ َّ ِ ِّ ِ ِ
الدين َّي ُة م ْن َغ ْي ِر ف ْت َنة وال إ ْك َراهٍ َي ُج ُ الش َعائ ُر
الخوارِج ِمن األَزارِقَةِ ِ َ خالفًا ل ِ أن ي ِقيمِ ،
ب إليه َ َ ُ َ َ َ ه
َ ذ ا م
َ ْ ُ َ
ِ ِ ِ ِ
الح ْكم ِ علــى َم ْن َع َدا ُه ْم والص ْف ِريَّــة والن َّْجديَّة م َن ُ ُّ
كينَ ،و ِإ ْل َزام ِ جميع ِ النَّاس ِ أ ْن َي ْع َت ِق ُدوا بأحكَ ام ِ ا ْل ُم ْش ِر َ ْ
ير ًة، القب َلةِ إ ْن ق ََارفُوا َكبِ معتق ََدهم ـ وهو ت ْش ِريك أهل ِ ِ
ُ ْ َ
َ ْ َُْ ُ ْ
ِ ِْ ِ وقيل و َلو ص ِ
ــر َة إلى َدارِه ُم َ ج ْ ِ
اله م
ُ
ِ
ه ام ز
َ ل وإ ـ ة
ً يــر
َ غ َ َ ْ َ
المحتويات 313
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ِ
وأو َج َدت ْ ، الضعفــاء ت هذه الحيلــ ُة على فا ْنطَ َل ْ
أصحاب وف المؤمنين ،مع أ َّن خ َل ًة بالغ ًة في ص ُف ِ َخ ْل َ
َ ُ
أول ِ ِ البصائر وعلى ِ ِ
ــبطَ ْين ِ َنا َد ْوا م ْن َّ ْ الس
ِّ أبو ــهم رأس
ْضهــا ،وأ َ ْد َر ُكوا أنَّها خديعــ ٌة ُم َب َّط َن ٌة ل ِ َتكو َن األمر بِرف ِ
َ
ِ
ِ
للباطل ِ
وط ض ُغ َ غيــر أ َّن ُ َ ، ق
ُ ه َ ز ْ ي
َ كاد ن ْ أ بعــد
َ ــر ُة
الكَ َّ
أمير ل َ از َ ن ت ي نْ أ إلى َّت د أ ه َ أل ا م ن وم ٍ س قي ِ بن األشعثِ
ُ َ َ َ ْ َ ْ َ ْ َ
ِ ِِ
الصامدِ. المؤمنين عن موقفه َّ
ِ
ينــدى ُم َعارِض َ واله َأصحــاب البصائر ُ ُ َف
وقــد َوق َ
بديل عن الجهاد الحاســم ِ على َرغْم ِ لذلك ،ال يبغون ً
خ هذه ــاوى في فَــ ِّ َ قيــادات الجيشِ ِ أ َّن
ت َت َت َه َ أخــذ ْ
خضت عن تحكيــم ِ ح مين ِ في القضيةِ
َّ َ كَ َ ْ َ ْ الخديعة ،و َت َم َّ َ ْ
ضةِ كانت أصــوات ا ْل ُم َع َار َ َ ــرانِ ،مع أ َّن َ خ ِّ ؤَ وي
ُ
يق َِّدمان ِ
ُ
ِ ِ ِ ِ
ُت َج ْلج ُل بالدعوة إلــى ا ْل ُمض ِّي ق ُُد ًما حتــى َيقْض َي ُ
اهلل
ِ ِ
اهلل به في شــأ َنهُ ،م َنادي ًة ب َر ْفض ِ ك ِّل ُح ْكم ٍ إال ما َحكَ َم ُ
قولِـه ﴿ :ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ
ﮫ ﮬ ﮭ ﴾ [الحجــرات ،]9 :ولِسا ُن حالِها يعبر عن م ْكنون ِ
َ ُ َ ُ َ ِّ ُ َ ُ ُ
اع ِرها ا ْلم ْفعمةِ بالحب ل ِ َخلِ َيفةِ ا ْلمسلِ ِمين ويعسوب ِ م ِ
َ شَ
َ َْ ُ ُ ْ ُ ِّ ُ َ َ
األمر وهو يقول: إليه ل
َ آ ما على ا ْلمؤ ِمنِين ،والحسرةِ
ُ َ َْ ُ ْ َ
المحتويات 317
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ِ
ــق إال َغ ْل َو ٌة أ َ ْو َت ُح َّس ُ
ــه ْم َف َل ْ
ــم َي ْب َ
ابــن صخْ ٍر ُقبَّ ٌة َوس ِ
ــر ُير ي كويب ِ
َ َ َ َ َْ
ِ فَما َلك والتَّح ِ
الح ْك ُم ظَ اه ٌر َ ُ و يم ك َ َ َ ْ
ِ
ــور
ــآم َت ُم ُ
الش ُ ــي َو َّ ــت َعل ٌّ َوأ َ ْن َ
اتفقَا على َخ ْلع ِ الحكَ َم ْيــن ِ إال أن َ يكن مــن َ ْ و َل ْم
كر َم اهلل َو ْج َهه ـ ٍ اإلمام ِ
علي بن أبي طالب ـ َّ الشرعي ِّ ِّ
يمهِ معاوي َة بن أبي سفيان، ص ِ أمر َخ ِ مع اختالفِهما في ِ
ِ ِِ
بن ض ُم َمثِّ ُل ف َئته في التحكيم ِ ـ وهو َع ْم ُرو ُ إ ْذ َل ْم َي ْر َ
ين العــاص ـ أ ْن يع ِز َله ،وإنَّما نادى بِهِ أميــرا للمؤ ِمنِ
ً ُ ْ َ َ َْ
ِ
ــفت ا ْل ُم َ
ؤام َر ُة يــن ،فانكَ شَ َ علــى رأس ِ ُك ِّل الحاض ِر َ
الص ْب ُح ل ِ ِذي َع ْي َن ْينِ. وا ْن َج َلى ُّ
أص َب ُحوا هم َّ ن أ يــم كوهنا وجد الذين رفَضوا التَّح ِ
ْ َ ْ َ ُ َ َ َ
الناس قُطْ عـــا ًنا ح ب وأص مام زِّ ال ت َ
ل َ
ف ن ا وقد ، بال قائد ٍ
ُ َ َ ْ ُ َ ْ
ت فَا َها ِ بال راعٍ ،وقد أطلَّتِ ِ
َــر ْ
َ غ ف
َ و ــها برأس ةُ ن َ ـــ ت
ْ الف
ِ ِ ِ ِ
أم ِر
صل ِ ل َت ْل َته َم ما َت َب َّقى م ْن ْ الع ْ ـــر ًة عن أنياب َها ُ ُمكَ ِّش َ
أحدهم ـــبايِعوا َ ي ن
ْ أ ا ًّ
د ب ا و ــر ي فلم ، ژ أمةِ محمــد ٍ
َ ُ ُ َ ْ َ َّ َّ
ِ ِّ والذب عن حر ِ َّ ِ ِّ
فوق ََع َ ، ين الد مات ُُ ِّ م ه للدفاع ِ عن َ ُ
ا م ح
المحتويات 319
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ين، الظال ِ ِ
م َّ رِ َه ق و ين ِ ار ب ج ْ
ل ا ِ
ير ألم ُة تحت ن ِ ُ ا ور َزحتِ
َ َ َ ْ َّ َ َ ْ َ َّ ََ َ
ِ مســ َتم ِر َئ ًة ُّ
أص َاب َها م َن ــر َر ًة ُك َّل ما َ اله َوانَُ ،م َب ِّ الذ َّل َو َ ُ ْ ْ
ِ ٍ ا ْلم َتســلِّ ِط ِ
اهلل ب ِ َها م ْن ُســلْطَ انٍ، ين ب ُم َب ِّر َرات ما أ َ ْن َز َل ُ َ ُ َ
ص َف َة َّ ِ ِ الظال ِ ِمين ِ
ت الش ْرع َّيةَ ،و َج َع َل ْ َ ت على ُظ ْلم ِ َّ ض َف ْ فَأَ ْ
ض ْم َن العبــادِ بِاندِراجِهِ ِ طَ اعتهم أَمرا محتومــا ع َلى ِ
َ ْ َ َ ََُ ْ ًْ َ ْ ُ ً
طَ اعةِ اهلل ِ تعا َلى ،وبِه َذا ان َق َلبــتِ ا ْلمقَايِيس ،وتب َّد َلتِ
ُ َ ََ َ َ َ ْ َ ََ َ
ألمور ،حتَّى أَصبح الحق ب ِ ِ ِ
اط ًل ْ َ َ َ ُّ َ اش َت َب َهت ا ُ ُ ُ َ ينَ ،و ْ ا ْل َم َواز ُ
اط ُل َح ًّقا. والب ِ
َ َ
المحتويات 322
االع ِتقَاد
َش ْر ُح َغ َاية ْال ُم َراد في نَ ْظ ِم ْ
ف َِإ َّن ك َّل الَّ ِذين كانوا مع ابن ِ وهب ٍ حكمهم كحك ِمهِ
ُ ْ ُ ُ ْ َ ُ ْ َ َ ْ َ ْ َ ُ
ِ في َذل ِ
َاموا ِإ َّل م ْن ُ ق وال ، ق
َّ الح
َ ل َّ ِ
إ وا دُ أرا ــا مَ ْ
ذ ِ
إ ،ك َ
ين َكا ُنوا على َرأْي ِ ْابن ِ ِإ َباض ٍ في أَجلِهِ ،وك َذلِك الَّ ِ
ذ
َ َ َ َ ْ
ِ ِ عص ِرهِ أو بع َد ع ِ
اشتِ َهارِه َما، ص ِرهَ ،و ِإنَّ َما ُه َو م ْن أ َ ْجل ِ ْ ْ َْ َ ْ َ ْ
ألو َلى ألَنَّ ُه اشـــ َت َهر ِم ْن َب ْين ِ ا ْل ُم َح ِّك َم ُة ا ُ ف َْاب ُن َو ْهب ٍ ْ
َ
ِ
ات وا ْل ُم َحافَظَ ــةِ على أ َ َداء الشــت ِ
ام َة ل َج ْمع ِ َّ َ
ِ ِ
قُلِّ َد اإل َم َ
ِ
ــو ا ْل ُم َنافِ َح ظَ اه ًرا َع ْن واب ُن إ َباض ٍ َكا َن ُه َ
ِ
الواجــبْ ،
ِ ِ
َ
ِ ِ
الف َئةِِ ،إ ْذ َكا َن ُي َجاه ُر ب ِ َما َل ْم ُي َجاه ْر بِهِ َغ ْي ُر ُه في ه ِذهِ ِ
َ
الظ ْلمِ. ُو ُجوهِ أ ْهل ِ ُّ
أسئلـة:
موجزا؟
ً ً
تعريفا عرف اإلمامة
ِّ .1
.8لماذا ّ
تم اختيار الخلفاء الراشدين من قريش في عهد
الصحابة؟
ًّ
حــدا؛ فمن يقوم .11إذا وقع اإلمام فــي معصية ُتوجب
بإنفاذ الحكم الشرعي عليه؟
.32من أين علمنا أ َّن اإلمام علي بن أبي طالب كان على
ضد معاوية؟
حق في حربه ّ
.45لماذا ّ
خصص اإلباضية ابن وهب وابن إباض بالوالية؟
ِ
كل َ .46م ْ
ــن يقصد الناظم بقولــه( :ومن قفا إثرهــم من ّ
مجتهد..إلى آخر البيت)؟
ٌ َ
خـاتِـ َمـة
ُثم اختتم ا ْلمصنِّف 5ه َذا ال َّن ــم بِما ابتدأَه بِهِ
ظْ َ َ ْ َ َ ُ َ َّ ْ َ َ َ ُ َ ُ
ِمن حمد ِ اهلل ِ والصالةِ والسالم ِ على نبِيهِ ژ وع َلى آلِهِ
َ َ َ ِّ َّ َّ ْ َ ْ
ِ
َو َص ْحبِه َح ْي ُ
ث قَا َل:
ــب َحا َن ُه ُه َنا َح ْم ًدا ِّف َ 5ر َّب ُه ُس ْ صن ُ َوق َْد َح َم َد ا ْل ُم َ
ِ
ــر الن ِّْع َمةِ الَّتِي ه َي َم ْنشَ ــ ٌأ ل ِ ْل ِق َيــام ِ ب ِ َه َذا َمقْرو ًنــا ب ِ ِذ ْك ِ
ُ
ِ ِ
الحمد ،وهي التَّوف ِ ِ ِ
َص َد ُه ـ أي ق َامه ـ ْ يق إل ْن َجــاز ما َر َ َ ْ َ َ ْ ُ
صــرةِ ِم ْن َعقَائِد ِ أ ْهل ِ ت
َ خْ م ْ
ل ا ِمن ن م ِ ه ِذهِ ا ْلمجموعةِ
َ ْ ُ َ ُ ْ َظْ َ
َ َ
االختِ َتام ِ ب ِ َح ْمد ِ اهلل ِ َت َعا َلى ُش ْكر َل ُه 8 ق ،وفي َه َذا ْ الح ِّ
َ
ٌ
ِ
َع َلى َه ِذهِ الن ِّْع َمةَ ،و َت َب ُّر ٌك ب ِ ِذ ْك ِرهِ َو َح ْمدِهَِ ،و َت َف ُاؤ ٌل ب ِ َخ ْتم ِ
الصالِحِ.الع َمل ِ َّ األَ َجل ِ ب ِ َ
أسئلـة:
ما معنى كلمة (الرب)؟ .1
ّ .2بين معنى (العالم) بفتح الالم؟ ومن أين جاء اشتقاق
هذه الكلمة؟
.3على ماذا حمد الناظم ربه في آخر قصيدته؟
.4من يقصد الناظم بقوله( :ومن لهم في سبيل المكرمات
تال)؟
.5هل كان الشــارح يعود إلى المراجع دائما في أثناء
الشرح؟
.6متى فرغ الشارح من تأليفه هذا؟
.7ماذا قصد الشارح بشرحه للقصيدة؟
سجـل دعاءك الخاتم لحفظ النظم وقراءة الشرح؟
ِّ .8