‫المقدمة‪:‬‬

‫يعتبر التعليم مهنة األنبياء والرسل المقدسة‪ ،‬والتي ينظر إليها بإكبار واحترام على مر العصور‪ ،‬وال تخلو‬
‫منهـا حضارة بشرية مهما كان مستواها ‪ ،‬وهي المهنة التي تتولى التعامل مع عقل اإلنسان ‪ ،‬وهو أشرف‬
‫ما لديه ‪ ،‬وهي تنتمي فيه أعظم ميزة ميزها هللا الخالق وهي ميزة العقل‪ .‬فقد بعث األنبياء معلمين يعلمون‬
‫الناس الكتاب والحكمة‪ ،‬وجعـل هللا العلماء ورثة األنبياء‪.‬‬
‫ويواجه المعلمون عالما سريع التغيرات في جميع المجاالت المعرفية والتكنولوجية والمجتمعية‪ ،‬مما يجعلهم‬
‫غير قادرين على اللحاق بهذا التغير والتطور السريعين ومعالجتهم للقضايا اليومية‪.‬‬
‫لذلك تهتم المجتمعات بالمعلمين اهتماما واضحا الغرض من ذلك إعدادهم إعدادا متكامال من مختلف‬
‫الجوانـب‪ ،‬علميا ومهنيا وثقافيا‪ ،‬وخاصة اجتماعيا‪ .‬حيث أنهم تقع على عاتقهم مسؤولية تربية النشء وإعداد‬
‫األجيـال المسـتقبلية‪ ،‬لذلك فقد تغير دور المعلم من ملقن للدروس إلى تنمية قدرات التالميذ وعلى إكسابهم‬
‫المهارات المطلوبة لكي يعيشـون حياتهم المتغيرة والمتطورة باستمرار‪.‬‬
‫ولم يعد خافيا على أحد ذلك الدور الذي يقوم به المدرس بالنظر للتأثيرات المختلفة التي يحدثها لـدى‬
‫تالميذه‪ ،‬والتي تنعكس على المجتمع‪ .‬فقد أصبح باإلمكان الحكم على مستوى المدرسة من خـالل مالحظـة‬
‫مختلـف مظـاهر المجتمع‪ ،‬ودرجة تطوره‪ ،‬ومستوى وعى أفراده‪ ،‬أو مواطنيه‪ ،‬ويؤكد بعض الباحثين على‬
‫إن « رسم أي خطة تنموية‪ ،‬ال يم كن لها أن تتحقق أهدافها مهما توفرت من شروط‪ ،‬وإمكانيات لم تتوفر‬
‫على مدرس الكفء الذي أحسن تنميتـه فـي جميع النواحي ‪،‬وفي حالة العكس تكون العملية التنموية محكوما‬
‫عليها بالفشل»‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق علينا أن نتساءل عن نوعية المعلمين وعن صفاتهم ومؤهالتهم فهناك أمور كثيرة ينبغي‬
‫أن نعرفها حول الطريقة التي يصبح بها المعلم فعاال فثمة أسئلة ال بد أن يجيب عليها البحث التجريبي في‬
‫موضوعنا منها ‪ :‬من هم أولئك األشخاص الذين يملكون االستعداد ألن يهبوا أنفسهم للتعليم فالمعلم واألستاذ‬
‫والمدرس مطلوب منهم جميعا التحلي بأكمل الصفات والظهور بأجمل الخصائص وأن يكونوا نموذجا‬
‫وقدوة للتالميذ في مختلف الجوانب حتى يبرزوا الصورة الالئقة بأشرف وأقدس مهنة ألن نجاح المعلم في‬
‫مهنته متوقف على مدى ما يملك من خصائص وصف ات شخصية ومهنية واجتماعية فكلما توفرت فيه‬
‫المواصفات الالزمة نجح المعلم في تحقيق الفعالية التربوية ‪.‬‬