You are on page 1of 12

‫تقييم مدي تطبيق إستراتيجيات الراحة الحرارية السالبة في تصميم المباني في اإلقليم الصحراوي المصري‬

‫د‪.‬م‪ /‬مدحت محمد أحمد عثمان***‬ ‫م‪ /.‬كريمة أحمد محمد عطية**‬ ‫أ‪.‬د‪ /.‬أشرف ابوالعيون عبدالرحيم*‬
‫* أستاذ العمارة بقسم الهندسة المعمارية – كلية الهندسة – جامعة المنيا ‪ -‬مصر‬
‫** معيدة بقسم الهندسة المعمارية – المعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا بالمنيا الجديدة ‪ -‬مصر‬
‫*** مدرس التصميم البيئي بقسم الهندسة المعمارية – كلية الهندسة – جامعة المنيا ‪ -‬مصر‬
‫بريد أليكتروني المراسلة‪medhat.osman@mu.edu.eg :‬‬

‫ملخص البحث‪:‬‬
‫يظهر بوضوح قصور اآلداء الحراري للمباني المعاصرة في القطر المصري بإختالف أقاليمه المناخية‪ ،‬وعدم قدرتها علي تحقيق‬
‫الراحة الحرارية لمستعمليها والناتج من تغافل المعماريين عن تبني وتطبيق مفردات وإستراتيجيات العمارة البيئية سواء الموروثة‬
‫من المباني التقليدية المحلية بآدائها المتميز حراريا ً أو المستحدثة بحثيا ً‪ .‬وفي ضوء هذا تتمثل إشكالية البحث في عدم وجود أسباب‬
‫واضحة لهذا القصور‪ .‬يهدف هذا العمل البحثي إلي قياس مدي تطبيق إستراتيجيات الراحة الحرارية السالبة في تصميم المباني في‬
‫أكبر أقاليم مصرالمناخية التصميمية (اإلقليم الصحراوي)‪ .‬هذا بجانب محاولة الوقوف علي األسباب الحقيقية وراء هذا التدهور في‬
‫اآلداء الحراري للمباني المصرية المعاصرة بهذا اإلقليم‪ .‬ينتهج البحث منهجا ً مختلطا ً بين المنهج التحليلي والمنهج اإلستقصائي‪ .‬في‬
‫الجزء التحليلي يتم تحليل البيانات المناخية لمدينة (المنيا) كممثلة لإلقليم الصحراوي بإستخدام طريقة التحليل السكروميتري‬
‫إلستراتيجيات الراحة الحرارية التصميمية السالبة بهدف تحديد أهم اإلستراتيجيات السالبة المؤثرة في تحقيق الراحة الحرارية في‬
‫اإلقليم لتكون هذه اإلستراتيجيات الفاعلة أساس يبني عليه الجزء اإلستقصائي للبحث‪ .‬أما الجزء اإلستقصائي في المنهجية فقد تبني‬
‫وسيلة إستطالع رأي المصممين المعماريين بمختلف مستوياتهم التعليمية وخبراتهم المهنية باإلقليم مقيما ً معرفتهم ومدي تطبيقهم‬
‫لإلستراتيجيات الفاعلة باإلقليم وراصدا ً المعوقات وراء عدم التطبيق‪ .‬أظهرت النتائج مدي نجاح اإلستراتيجيات السالبة في تحقيق‬
‫المرجو منها علي صعيد الراحة الحرارية باإلقليم مع أكبر تأثير إلستراتيجيتي التهوية الليلية وإستعمال كتلة حرارية ثقيلة‪ .‬كما بينت‬
‫نتائج إستطالع الرأي ضعف المعرفة بهذه اإلستراتيجيات وتقنياتها لدي المعمارين باإلقليم حيث حققت مستويات وزن نسبي تزيد‬
‫قليالً عن المتوسط‪ .‬كذلك ظهر القصور الشديد في تطبيق اإلستراتيجيات السالبة في تصميم المباني باإلقليم‪ ،‬وقد أرجع المبحوثون هذا‬
‫القصور لمجموعة من األسباب علي رأسها الزيادة متوسطة القيمة التي يضيفها تطبيق تلك اإلستراتيجيات علي تكلفة المنشأ بجانب‬
‫عدم رغبة المالك والمستثمرين وضعف إدراكهم ألهمية اإلستراتيجيات‪ ،‬والمعوقات التي تضفيها القوانين المنظمة للعمران ناهيك‬
‫عن القصور في التعليم المعماري الموجه للعمارة البيئية وعدم إهتمام المعنيين بنشر هذه الثقافة في المجتمع أو اإللمام بالمستحدث من‬
‫تقنياتها‪ ،‬مما أثر سلبا ً علي معرفة المعماريين بهذه اإلستراتيجيات واإلفتقاد إلي حرفية تطبيقها‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬اآلداء الحراري للمباني – الراحة الحرارية ‪ -‬اإلستراتيجيات السالبة – اإلقليم الصحراوي – مصر‪.‬‬

‫‪1‬‬
Evaluating the application of thermal comfort passive strategies in buildings'
design within the Egyptian desert climatic design region

Ashraf A. Abd Al-Raheem* Karima A. M. Attia** Medhat M. A. Osman***


* Architectural professor, Architecture Dept., Faculty of engineering, Minia university, Egypt
** Instructor, Architecture Dept., El-Minya high institute for engineering and technology in New El-Minya, Egypt
*** Environmental design assistant prof., Architecture Dept., Faculty of engineering, Minia university, Egypt
Corresponding author email: medhat.osman@mu.edu.eg

Abstract:
The deficiency of the thermal performance of contemporary buildings in Egypt, with its different
climatic design regions, lead to poor thermal comfort for buildings' users. This is probably caused by
designs that neglect adopting the Environmental techniques and strategies in. The problem is that
there are no clear reasons for this deficiency. This research aims to evaluate the application of passive
thermal comfort strategies in buildings' design within the largest Egyptian climatic design region,
namely (the desert region). In addition, it tries to identify the causes behind the deterioration in the
thermal performance of contemporary Egyptian buildings across this region. The research employs a
mixed methodology that includes analytical and investigative approaches. In the analytical part, the
climatic data for (Minya) city (the representative city of the desert region) are analyzed and the most
effective strategies in achieving thermal comfort within the region are identified. These effective
strategies are the basis upon which the investigative part of the research is based. As for the
investigative part of the methodology, questionnaire technique is adopted to collect data from local
architects and experts with various qualifications and professional experiences. They are asked to
assess their knowledge with effective passive strategies and their usage in design, as well as, define
the constrains behind non-implementation. The results showed that the passive strategies were
significantly effective in achieving thermal comfort in the region, with the greatest effect of both;
night purge ventilation strategy and using heavy thermal mass strategy. The results also indicated a
lack of knowledge of these strategies among local architects with relative weight slightly higher than
average level. In addition, there was a significant deficiency in their application of passive strategies
in their designs. The respondents referred this deficiency to some reasons. The medium-value increase
in building's cost, that these strategies application add, was on the top of these reasons. Other reasons
were; the unwillingness of owners / investors along with their poor awareness of these strategies'
importance, the obstacles that buildings' laws add, and finally, the shortcomings in architectural
education concerned with environmental design. This in turn, negatively affects architects' knowledge
of these strategies and causes their weak application in practice.

Keywords: Buildings' performance, Thermal comfort, passive strategies, Desert Region, Egypt

2
‫أما علي مستوي المباني التقليدية وتصميمها وآدائها الحراري‪،‬‬ ‫‪ .1‬المقدمة والخلفية العلمية للدراسة ‪:‬‬
‫وفي دراسة مقارنة بين اآلداء الحراري للمباني التقليدية الطينية‬
‫علي مدار أكثر من نصف قرن تباينت وإختلفت رؤية‬
‫والمباني الخرسانية متعددة األدوار المعاصرة في واحة سيوه‬
‫المعماريين لمفاهيم وموروثات معمارية عده من بينها المعايير‬
‫تبين القدرة العالية للمباني التقليدية علي تحقيق الراحة الحرارية‬
‫البيئية والتي كانت في السابق من أهم المعايير التي يحرص‬
‫لمستخدميها مقارنة بالمباني الخرسانية المعاصرة التي فشلت‬
‫المصممين علي تحقيقها والسعي إلي تطويرها‪ .‬وبنظره سريعة‬
‫في ذلك [‪ .]4‬وقد كانت هذه الدراسة تأكيداً للنتائج التي توصل‬
‫علي تاريخ العمارة المصرية‪ ،‬نجد أن المعايير البيئية في‬
‫إليها حسن فتحي في الثمانينيات من خالل دراسة مماثلة [‪.]5‬‬
‫التصميم كانت دوما حاضرة وبقوة‪ .‬ولعل القاهرة الفاطمية وما‬
‫ومؤخراً أكدت دراسة أجريت حديثا ً القدرة المتميزة لمباني‬
‫تالها من أشكال العمارة اإلسالمية وصوالً إلي العمارة‬
‫الطوب اللبن علي تحقيق راحة حرارية مقبوله لمستخدمي هذا‬
‫األوروبية آواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين‬
‫النوع من المباني [‪.]6‬‬
‫خير مثال علي اإلهتمام الكبير بالقيمة البيئية للمباني في‬
‫ورغم األداء الحراري المتميز لهذا النوع من المباني إال أنه‬ ‫التصميم والسعي دوما إلي تحقيقها واإلضافة إليها‪ .‬وقد بينت‬
‫إندثر وأصبح غير مقبول بالنسبة للمستخدمين الذين يصبون‬ ‫العديد من الدراسات عدم تحقق الراحة الحرارية في معظم‬
‫إلي الحداثة‪ .‬وقد بين (جادو وآخرون ‪ ]7[ )2010‬في دراسة‬ ‫المباني المعاصرة التي قاموا بدراسة آدائها الحراري باألقاليم‬
‫إستهدفت جدوي إعادة إستخدام مباني الطوب اللبن بالواحات‬ ‫المناخية المصرية المختلفة‪ .‬وعلي النقيض من هذا فقد بينت‬
‫أنه هناك جدوي قوية من إستخدامه من وجهة نظر بيئية إال أنه‬ ‫دراسات أخري تميز اآلداء الحراري للمباني المصرية‬
‫هناك بعض المعوقات متمثلة في قدرة تحمله ومقاومته للعوامل‬ ‫التاريخية مثل منازل القاهرة الفاطمية والمباني القديمة بالطوب‬
‫الجوية والمياه وكذلك عدم قبول سكان الواحات لهذا النمط من‬ ‫اللبن‪.‬‬
‫البناء رغم إعترافهم بمميزاته البيئية واآلداء الحراري المتميز‬
‫لكتلته الحرارية (‪ .)Thermal mass‬إال أن المعماري "حسن‬
‫فتحي" نجح في تصميم بعض المباني السكنية مستخدما ً نفس‬ ‫‪ 1 . 1‬اآلداء الحراري للمباني المصرية التراثية ‪:‬‬
‫المواد المحلية ولكن بصورة تحمل بعض الحداثة وأثبت (إيهاب‬
‫علي مستوي الفراغات شبه الخاصة واألفنية الداخلية في‬
‫الزيادي ‪ ]8[)1998‬بالدراسة اآلداء الحراري المتميز لها مقارنة‬
‫المباني التقليدية المصرية متمثلة في مباني القاهرة اإلسالمية‪،‬‬
‫بفيال معاصرة بالقاهرة مع قبول المجتمع المحلي لها وإشغالها‬
‫تم دراسة دورعناصر التنسيق الحضري (زراعات ومسطحات‬
‫بأسر الطبقة الغنية بالمجتمع‪.‬‬
‫مائية) واألفنية الداخلية في تحسين اآلداء الحراري للبيئة‬
‫وقد أثبتت الدراسات حرفية إستخدام إستراتيجيات التبريد‬ ‫الداخلية للمبني‪ .‬وقد بينت نتائج الدراسة والتي إتخذت بيت‬
‫السلبي في البيئات التقليدية كما بقري واحة الداخلة ومفردات‬ ‫السحيمي كأحد حاالت الدراسة الدور المتميز لتلك العناصر‬
‫التصميم البيئي وخاصة إستخدام الكتلة الحرارية الثقيلة مع‬ ‫وإستخدامها كوسيلة تبريد سلبية فاعلة في األجواء الحارة‬
‫أنظمة تهوية طبيعية متفردة [‪ .]9‬وعلي صعيد آخر أثبت‬ ‫الجافة وأوصت الدراسة بمحاولة تطبيقها في المباني المعاصرة‬
‫(الزيادي ‪ ]10[ )2001‬في دراسة مقارنه بين عشرة قصور من‬ ‫[‪.]1‬‬

‫قصور القاهرة الخديوية التي تم تحويلها لمقرات إدارية نجاح‬


‫دراسة أخري [‪ ]2‬إهتمت بالنظر في النسق العمراني لبعض‬
‫تلك المباني التاريخية في تحقيق جوده عالية للبيئة الداخلية ملبية‬
‫قري الوادي الجديد المبنية بالطوب اللبن وتحليل األسباب وراء‬
‫لمتطلبات المستعملين المختلفة علي وجه العموم وموفرة لهم‬
‫نشأته إجتماعيا ً وإقتصاديا ً وبيئياً‪ .‬وقد أقرت نتائج الدراسة‬
‫بيئة حرارية وضوئية وصوتية ووظيفية ونفسية مريحة ولها‬
‫بمرونة النسق العمراني التقليدي وتجانسه مع البيئة المحيطة‬
‫آداء بيئي متميز بشكل خاص‪ .‬وقد إستخلص (ماضي محمد‬
‫وأن هذا النوع من التناسق بين البيئة المبنية واإلستجابة المناخية‬
‫‪ ]11[ )2010‬وصنف المفردات والعناصر البيئية في المباني‬
‫المتميزة البد أن تكون محط إهتمام المصممين وأخذ هذا النسق‬
‫التاريخية التقليدية بمصر مع ربطها باإلستراتيجيات السالبة‬
‫في اإلعتبار في التجمعات العمرانية المعاصرة‪ .‬وفي دراسة‬
‫لتحقيق الراحة الحرارية مقدما ً دليالً كامالً للمصمم المعماري‬
‫مقارنه بين النسق العمراني التقليدي والمستحدث بالقاهرة‬
‫بتأثيرها وكيفية إستخدامها في المباني المعاصرة‪.‬‬
‫واآلداء الحراري لكل منهما والقدرة علي تحقيق إستراتيجيات‬
‫التبريد السالبة [‪ ]3‬بهدف الوصول للنسق العمراني األفضل‬
‫إستجابة للمناخ المحلي بالقاهرة‪ .‬أكدت الدراسة علي أن النسق‬
‫‪ 2 . 1‬اآلداء الحراري للمباني المصرية المعاصرة ‪:‬‬
‫العمراني التقليدي له آداء حراري أفضل برغم عدم توافقه مع‬
‫وفي سياق آخر فقد تنوعت األدبيات والدراسات التي إهتمت‬ ‫أسلوب الحياه المعاصر لحد ما‪ .‬لذا إقترحت الدراسة المزج بين‬
‫بدراسة اآلداء الحراري والبيئي للمباني المعاصرة بإختالف‬ ‫النسقين في تكوين عمراني يناسب الحياه المعاصرة من ناحية‬
‫إستخداماتها ومحيطها المناخي في مصر‪ ،‬فمنها من قام بتقييم‬ ‫ويحقق آداء حراري متميز من خالل إستخدام مفردات‬
‫الراحة الحرارية داخل تلك المباني ومنها من قام بمحاولة‬ ‫وإستراتيجيات التجواب مع البيئة المستلهمة من النسق التقليدي‪.‬‬
‫معالجة قصور اآلداء الحراري لها بإستخدام مفردات العمارة‬

‫‪3‬‬
‫(نجات ‪ ]17[ )2018‬بدراسة مدي مالئمة تصميم المباني‬ ‫البيئية المستنبطة من العمارة التقليدية‪ .‬فمنذ مطلع الثمانينيات‬
‫السكنية للخصائص المناخية واإلجتماعية بالمدن الجديدة في‬ ‫ومع ظهور النماذج المعاصرة الموحدة من اإلسكان والمدارس‬
‫اإلقليم الصحراوي بمصر متخذة دراسة حالة نموذج اإلسكان‬ ‫التي تم نشرها علي مختلف ربوع مصر دون إعتبار إلختالف‬
‫اإلجتماعي المنفذ بمدينة المنيا الجديدة‪ .‬وأفرزت النتائج عدم‬ ‫الخصائص المناخية لألقاليم المصرية المختلفة‪ ،‬ظهرت مشكلة‬
‫مالئمة النموذج حراريا ً حيث تخطي حدود الراحة الحرارية‬ ‫عدم تجاوب تلك المباني مع الظروف المناخية في مواقعها وكذا‬
‫بنسبة (‪ )% 42.2‬من وقت العام باإلضافة إلي عدم تحقيقه‬ ‫عدم توافقها مع المتطلبات اإلجتماعية لمستعمليها وقصورها‬
‫للمتطلبات اإلجتماعية للسكان بنسبة (‪ .)% 49.7‬وأثبتت دراسة‬ ‫في تحقيق أي من الراحة الحرارية أو التوافق الوظيفي‬
‫مؤخرا ً (‪2018‬م) [‪ ]18‬إستهدفت تقييم آداء نماذج إسكان الشباب‬ ‫واإلجتماعي بداخلها‪.‬‬
‫بعد اإلشغال‪ ،‬أن التعديالت التي أجريت بواسطة السكان علي‬
‫الحظ (جون هاريس ‪ ]12[ )1982‬أن النماذج السكنية‬
‫تصميم الوحدة السكنية محاولة منهم للتكيف مع المناخ قد حسنت‬
‫المخصصة لمحدودي الدخل آنذاك تفتقر لتحقيق الراحة‬
‫اآلداء الحراري للمباني بشكل مؤثر وبنسبة تراوحت بين (‪60‬‬
‫الحرارية للسكان وأرجع ذلك إلي عدم إستخدام العزل الحراري‬
‫‪ )%‬و(‪.)% 87‬‬
‫المطلوب وقد إستحدث منهجية لحساب العزل المطلوب في‬
‫وفي مجال اآلداء الحراري لنماذج المدارس‪ ،‬قام (جادو‬ ‫المناطق المختلفة وأشار إلي أهمية تطبيقها في مراحل التصميم‬
‫وآخرون ‪2005‬م) [‪ ]19‬بعمل إستطالع رأي للتالميذ والمدرسين‬ ‫األولي لتحسين اآلداء الحراري لمباني اإلسكان اإلقتصادي‪.‬‬
‫المستخدمين لثمانية عشر مدرسة بمحافظة المنيا الممثلة لإلقليم‬ ‫ومع إستمرار إستخدام النماذج التكرارية المختلفة لمختلف‬
‫المناخي الصحراوي المصري‪ .‬وأفرزت النتائج تأكيد معظم‬ ‫المباني دون إعتبار للظروف المناخية‪ ،‬توالت الدراسات‬
‫المستعملين لتلك المباني أنها غير مريحة حراريا ً وبصريا ً‬ ‫المقيمة لهذه المباني وآدائها الحراري مثبتة بمنهجيات مختلفة‬
‫معظم أوقات تواجدهم بالمبني‪ .‬وتم تأكيد هذه النتائج في دراسة‬ ‫قصور اآلداء الحراري لهذه المباني وفشلها في تحقيق الراحة‬
‫أخري [‪ ]20‬تناولت تقييم اآلداء البيئي لتلك المدارس بأجهزة‬ ‫الحرارية لمستعمليها وعدم إستعمالها ألي من اإلستراتيجيات‬
‫القياس وبرامج المحاكاه الحاسوبية بل وذهبت إلي أكثر من ذلك‬ ‫السالبة لتحقيق الراحة الحرارية سواء الموروثة من المباني‬
‫وقدمت معالجات مناخية لها مستنبطة من العمارة التقليدية‬ ‫التقليدية أو المستحدثة بحثياً‪ .‬في عام (‪2000‬م) أثبتت دراسة‬
‫المصرية‪ .‬ومؤخرا ً قامت (هالة وآخرون ‪2017‬م) [‪ ]21‬بتقييم‬ ‫[‪ ]13‬أجريت علي إسكان الشباب في مدينة العبور اآلداء‬
‫اآلداء الحراري لمبني مدرسة إبتدائية في القاهرة مستخدمة‬ ‫الحراري السئ لهذه النماذج وقامت الدراسة بوضع منهجية‬
‫أجهزة القياس وبرامج المحاكاه وأفرزت النتائج معدل عدم‬ ‫لمعالجتها بإضافة بعض التقنيات المعمارية المعدلة لخصائص‬
‫راحة حرارية علي مدار العام الدراسي وأن حوالي (‪)% 45‬‬ ‫الكتلة الحرارية للمبني وغالفه الخارجي وأوصت بتنفيذ تلك‬
‫من ساعات العمل بالمدرسة خالل العام تعدي حدود الراحة‬ ‫التقنيات حال إستخدام هذا النموذج مرة أخري‪.‬‬
‫الحرارية‪ .‬كما أكدت الدراسة ضرورة إستخدام إستراتيجيات‬
‫وقامت دراسة أخري (‪2008‬م) [‪ ]14‬بإختبار اآلداء الحراري‬
‫وتقنيات الراحة الحرارية السلبية لتحسين آداء المبني‪.‬‬
‫لنموذجين من نماذج إسكان محدودي الدخل في جميع األقاليم‬
‫ومن جهة أخري وبعيدا ً عن النماذج الثابتة للمباني‪ ،‬تناولت أحد‬ ‫المناخية التصميمية المصرية مستخدمة برامج المحاكاه البيئية‬
‫الدراسات [‪ ]22‬اآلداء الحراري للمباتي الملتصقة من جهة واحدة‬ ‫وأثبتت أن أي من النموذجين لم يحقق نتائج مقبولة للراحة‬
‫مثل النسق الشائع في المدن الجديدة المصرية والمصمم بمعرفة‬ ‫الحرارية في أي من األقاليم المناخية قيد الدراسة وقد أفرزت‬
‫األفراد وبحسب رغباتهم‪ ،‬وقد كانت نتائج المحاكاه التي أجرتها‬ ‫الدراسة دليالً بكيفية معالجة النموذجين بإستخدام التقنيات‬
‫الدراسة ليست ببعيده عن الدراسات سالفة الذكر حيث أكدت‬ ‫المعمارية الخاصة باإلستراتيجيات السلبية لتحقيق الراحة‬
‫ضعف اآلداء الحراري لهذه المباني مع تقديم العديد من الحلول‬ ‫الحرارية بكل إقليم مناخي علي حدة‪ .‬وفي ذات السياق تمت‬
‫للمعالجة عن طريق إجراء تحليل باراميتري لعوامل مستنبطة‬ ‫دراسة ثالث نماذج إسكان لمحدودي الدخل بالمنيا كممثلة‬
‫من عمارتنا التاريخية مثل تغيير الخصائص الحرارية لكتلة‬ ‫لإلقليم الصحراوي المصري فيما يخص اآلداء الحراري لهذه‬
‫المبني وتوجيهها ومواصفات الفتحات وعناصر اإلظالل علي‬ ‫النماذج مع إستخدام إستراتيجيات التبريد السلبي الخاصة‬
‫كتلة المبني والتهوية الطبيعية والتي بتطبيقها أجرت تحسن‬ ‫بالتهوية الطبيعية وبرهنت نتائج الدراسة علي عدم تحقق‬
‫ملموس ومؤثر في اآلداء الحراري للمبني خاصة إستراتيجية‬ ‫الراحة الحرارية داخل تلك النماذج مع عدم فاعلية إستراتيجيات‬
‫التهوية الليلية (‪ .)Night purge ventilation‬بينما قام‬ ‫التهوية الطبيعية في التبريد نظرا ً لسوء نسق حركة الهواء داخل‬
‫(عمرو ‪2015‬م) [‪ ]23‬بدراسة الراحة الحرارية داخل ستة‬ ‫الوحدات مما يتطلب إعادة النظر في التصميم ليواكب‬
‫قاعات تعليمية بكلية الهندسة – جامعة أسيوط وأقرت النتائج‬ ‫المحددات المناخية بالموقع [‪ .]15‬نفس تلك النتائج أفرزتها‬
‫بأن القاعات غير مريحة حراريا ً في معظم األوقات وهذا ما‬ ‫دراسة لنفس الباحث في (‪2011‬م) [‪ ]16‬علي نموذج اإلسكان‬
‫أكده (‪ )% 83‬من الطالب مستخدمي تلك الفراغات الدراسية‪.‬‬ ‫القومي في نفس اإلقليم المناخي وقدمت هذه الدراسة معالجة‬
‫كامله لهذا النموذج ونظام التهوية به محققة تحسين بنسبة (‪300‬‬
‫مما تقدم تظهر مشكله عدم تحقق الراحة الحرارية في المباني‬
‫‪ )%‬ومع ذلك أوصي الباحث بإعادة النظر في التصميم حيث‬
‫المصرية المعاصرة بمختلف أنواعها ومواقعها ‪ ،‬باإلضافة إلي‬
‫أنه مع التحسين ال زال آداء النموذج ضعيفاً‪ .‬مؤخرا ً قامت‬
‫‪4‬‬
‫ويعتبر اإلقليم الصحراوي أكبر األقاليم المناخية مساحة حيث‬ ‫أن الدراسات سالفة الذكر ألقت الضوء علي قصور في تبني‬
‫يمثل حوالي ثلث مساحة مصر شامالً معظم محافظات الصعيد‬ ‫مفردات العمارة التراثية واستراتيجياتها البيئية من قبل‬
‫مع غالبية مساحة الصحراء الغربية (شكل رقم ‪ .)1‬ولهذا السبب‬ ‫المصممين وربما ضعف بالمعرفة بها‪ .‬وقد أثار هذا حفيظة‬
‫فقد تم إختياره مع مدينة المنيا ليكون النطاق الجغرافي‬ ‫البحث لمحاولة الوقوف علي األسباب الحقيقية وراء هذا‬
‫والمناخي للبحث‪.‬‬ ‫التدهور في اآلداء الحراري للمباني المصرية المعاصرة‬
‫خاصة في اإلقليم المناخي الصحراوي المصري‪.‬‬

‫‪ .2‬المشكلة البحثية ‪:‬‬


‫تتمثل إشكالية البحث في عدم وجود أسباب واضحة للقصور‬
‫في اآلداء الحراري للمباني المصرية المعاصرة وإهدار‬
‫المصممين حتي للمعايير البيئية الموروثة برغم هذا الكم من‬
‫الدراسات المتنوعة والمتعددة التي تتناول تحسين البيئة‬
‫الحرارية داخل المباني بإستخدام اإلستراتيجيات والتقنيات‬
‫السلبية في أقاليم مصر المختلفة‪.‬‬

‫‪ .3‬أهداف البحث ‪:‬‬


‫يهدف البحث إلي الوقوف علي األسباب الحقيقية وراء هذا‬
‫التدهور في اآلداء الحراري للمباني المصرية المعاصرة‬
‫خاصة في اإلقليم المناخي الصحراوي المصري‪ .‬وذلك من‬
‫[‪]25‬‬
‫شكل رقم (‪ :)1‬األقاليم المناخية التصميمية لمصر‬ ‫خالل محاولة اإلجابة علي األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ .5‬منهجية البحث ‪:‬‬ ‫▪ ما هو مستوي معرفة المصممين والخبراء المعماريين في‬
‫لتحقيق أهداف البحث واإلجابة علي أسئلته البحثية إعتمد البحث‬ ‫اإلقليم باإلستراتيجيات السالبة الفاعلة لتحقيق الراحة‬
‫علي منهجية مختلطة ما بين المنهج التحليلي والمنهج‬ ‫الحرارية داخل مباني اإلقليم وهل يطبقونها في تصميماتهم؟‬
‫اإلستقصائي (شكل رقم ‪.)2‬‬ ‫▪ ما هي المعوقات التي تعوق تطبيق تلك اإلستراتيجيات؟‬

‫المنهج اإلستقصائي‬ ‫المنهج التحليلي‬


‫‪ .4‬نطاق البحث ‪:‬‬
‫المستخدمة‬
‫المنهجية‬

‫‪Investigative approach‬‬ ‫‪Analytical approach‬‬ ‫تتنوع األقاليم المناخية التصميمية المصرية في خصائصها‬
‫وبالتالي في متطلباتها المعمارية التصميمية للتوافق مع تلك‬
‫الخصائص موفرة الراحة الحرارية للمستخدمين‪ .‬وقد قسمت‬
‫إستطالع رأي‬ ‫تحليل اإلستراتيجيات السلبية‬ ‫الهيئة المصرية لتخطيط الطاقة مصر إلي سبعة أقاليم تصميمية‬
‫الوسائل‬
‫البحثية‬

‫بإستخدام ‪Weathertool‬‬
‫‪Questionnaire‬‬ ‫مناخية هي]‪( : [20, 24‬شكل رقم ‪ )1‬إقليم ساحل البحر المتوسط‬
‫(‪ )Mediterranean sea coast region‬والمدينة الممثلة‬
‫له اإلسكندرية‪ ،‬إقليم ساحل البحر األحمر ( ‪Red sea coast‬‬
‫قياس مدي تطبيق‬ ‫إستراتيجيات الراحة‬ ‫‪ )region‬والمدينة الممثلة له الغردقة‪ ،‬اإلقليم شبه المعتدل‬
‫النتائج‬

‫إستراتيجيات الراحة الحرارية‬ ‫الحرارية السالبة الفاعلة في‬


‫السالبة والمعوقات التي تواجه‬ ‫مناخ اإلقليم الصحراوي‬ ‫(‪ )Semi-moderate region‬والمدينة الممثلة له طنطا‪،‬‬
‫تطبيقها في اإلقليم الصحراوي‬ ‫اإلقليم شبه الصحراوي (‪ )Semi-desert region‬والمدينة‬
‫الممثلة له القاهرة‪ ،‬اإلقليم الصحراوي (‪)Desert region‬‬
‫شكل رقم (‪ :)2‬المنهجية العامة للبحث والوسائل البحثية والنتائج المستهدفة‬ ‫والمدينة الممثلة له المنيا‪ ،‬اإلقليم الصحراوي شديد الجفاف‬
‫(‪ )Very dry desert region‬والمدينة الممثلة له أسوان‪،‬‬
‫وأخيرا ً اإلقليم الجبلي (‪ )Mountain region‬وهو غير‬
‫‪ 1 . 5‬المنهج التحليلي للبحث ‪:‬‬ ‫مأهول‪.‬‬
‫يهدف الجزء التحليلي إلي تحديد أهم اإلستراتيجيات السالبة‬
‫لتحقيق الراحة الحرارية في اإلقليم المناخي الصحراوي في‬
‫‪5‬‬
‫تم تصميم إستمارة إستطالع الرأي ‪ ،‬وإلزالة أي غموض بها‬ ‫مصر والمؤثرة في تحقيق الراحة الحرارية داخل مباني اإلقليم‪،‬‬
‫وضمان وضوحها تم توزيع نسخ تجريبية علي بعض الخبراء‬ ‫وسوف تكون هذه اإلستراتيجيات الفاعلة أساس يبني عليه‬
‫إلعطاء تغذية راجعة بأي نقاط لبس بها‪ .‬وبناء علي مالحظاتهم‬ ‫الجزء اإلستقصائي للبحث‪ .‬هذا التحليل تم بإستخدام طريقة‬
‫تم تعديل إستمارة إستطالع الرأي وعملها بصورة أليكترونية‬ ‫التحليل السكروميتري إلستراتيجيات الراحة الحرارية‬
‫بإستخدام منصة (‪ )Google forms‬الرقمية وإرسال رابط‬ ‫التصميمية السلبية لـ (زوكوالي ‪ ]26[ )Szokolay‬والمدمجة‬
‫اإلستمارة أليكترونيا ً للمبحوثين لسهولة نشره وزيادة إمكانية‬ ‫في برنامج (‪ )Autodesk Weathertool‬الحاسوبي لتحليل‬
‫الوصول لعينة كبيرة وفي نطاق اكبر مع تكلفه قليلة وسرعه‬ ‫البيانات المناخية ألي موقع علي مدار العام‪ .‬وقد تم تغذية‬
‫إستجابة أعلي والتي تعتبر من مميزات هذا اإلسلوب في جمع‬ ‫البرنامج بملف البيانات المناخية الساعية المتكررة ( ‪Typical‬‬
‫البيانات [‪.]29‬‬ ‫‪ )Metrological Year – TMY file‬لمدينة المنيا الممثلة‬
‫لإلقليم الصحراوي‪.‬‬

‫‪ .6‬تحليل اإلستراتيجيات السالبة وتأثيرها علي الراحة‬


‫الحرارية في مناخ المنيا ‪:‬‬ ‫‪ 2 . 5‬المنهج اإلستقصائي للبحث ‪:‬‬
‫الظروف المناخية القاسية في اإلقليم الصحراوي المصري‬ ‫أما الجزء اإلستقصائي في المنهجية فقد تبني وسيلة إستطالع‬
‫خاصة خالل فصل الصيف فرضت علي المصمم حتمية تطبيق‬ ‫الرأي (‪ )Questionnaire‬والتي ينصح بإستخدامها عندما‬
‫اإلستراتيجيات السلبية لتحقيق الراحة الحرارية‪ ،‬ليس فقط لخلق‬ ‫يتطلب األمر الحصول علي معلومات بكم كبير لعينة كبيرة من‬
‫بيئة حرارية مرضية للمستعملين داخل المباني ولكن أيضا ً لما‬ ‫المبحوثين مع عدم وجود الباحث وفي وقت قصير [‪.]27‬‬
‫لها من تأثير ملموس علي توفير الطاقة‪ .‬وتتمثل اإلستراتيجيات‬ ‫إستهدف إستطالع الرأي المصممين المعماريين بمختلف‬
‫السالبة لتحقيق الراحة الحرارية داخل المباني في ست‬ ‫مستوياتهم التعليمية وخبراتهم المهنية والممارسين للتصميم‬
‫إستراتيجيات رئيسية وهي‪:‬‬ ‫بمدينة المنيا والممثلة لإلقليم الصحراوي‪ .‬صممت إستمارة‬
‫إستطالع الرأي من ثالثة أجزاء‪ :‬الجزء األول تناول أسئلة‬
‫إستراتيجية إستعمال كتلة حرارية ثقيلة ( ‪Using‬‬ ‫•‬
‫لجمع معلومات عامة عن المبحوث مثل‪ ،‬اإلسم ‪ ،‬المؤهل ‪،‬‬
‫‪)heavy thermal mass‬‬
‫سنوات الخبرة في مجال التصميم‪ .‬أما الجزء الثاني فقد تبني‬
‫إستراتيجية التهوية الليلية مع كتلة حرارية معرضة‬ ‫•‬
‫تقنية األسئلة ذات النهايات المغلقة ( ‪Closed ended‬‬
‫لها ( ‪Night purge ventilation + exposed‬‬
‫‪ )questions‬متعددة الخيارات لسهولة التحليل الكمي للبيانات‬
‫‪)thermal mass‬‬
‫وطلب من المبحوثين في هذا الجزء تقييم مدي معرفتهم‬
‫إستراتيجية التدفئة الشمسية السالبة ( ‪Passive‬‬ ‫•‬
‫باإلستراتيجيات الناتجة من التحليل بجزء المنهجية السابق علي‬
‫‪)solar heating‬‬
‫المقياس الخماسي لليكرت (‪.]28[ )Likert 5 points' scale‬‬
‫إستراتيجية التهوية الطبيعية ( ‪Natural‬‬ ‫•‬
‫‪)ventilation‬‬ ‫وأخيرا ً فقد هدف الجزء الثالث واألخير من إستطالع الرأي إلي‬
‫إستراتيجية التبريد بالتبخير المباشر ( ‪Direct‬‬ ‫•‬ ‫قياس مدي تطبيق المبحوثين لتك اإلستراتيجيات في تصميماتهم‬
‫‪)evaporative cooling‬‬ ‫والمعوقات التي تعوق تضمين تصميماتهم تلك اإلستراتيجيات‪.‬‬
‫إستراتيجية التبريد بالتبخير غير المباشر‬ ‫•‬ ‫وإحتوي هذا الجزء علي سؤالين علي كل إستراتيجية‪ ،‬السؤال‬
‫(‪)Indirect evaporative cooling‬‬ ‫األول من نوعية األسئلة ذات النهايات المغلقة متعددة‬
‫اإلختيارات (هل يتم تضمين التصميم المعماري الذي يقوم به‬
‫يختلف تأثير هذه اإلستراتيجيات من مكان آلخر بإختالف‬ ‫المبحوث إستخدام هذه اإلستراتيجية؟) مع اإلجابة عليه بـ (نعم‬
‫الخصائص المناخية به وتتحقق كل إستراتيجية بتضمين‬ ‫أو ال أو أحياناً)‪ .‬والسؤال الثاني من نوعية األسئلة المختلطة‬
‫التصميم المعماري للمبني أو محيطه بعض التقنيات المعمارية‬ ‫بين أسئلة النهايات المغلقة وأسئلة النهايات ذات خيارات الرد‬
‫والتي يجب علي المصمم المعماري إتقان تطبيقها أو علي األقل‬ ‫المفتوحة (‪ )Open response option question‬حيث‬
‫إتقان تطبيق اإلستراتيجيات المؤثرة بشكل كبير في إقليمه‪.‬‬ ‫طلب منه عند اإلجابة بـ (ال) علي السؤال السابق تحديد السبب‬
‫تبين األشكال (‪ )8 -3‬نتائج تحليل اإلستراتيجيات السالبة‬ ‫بين مجموعة من األسباب المحدده سلفا ً بجلسات العصف‬
‫والتأثير الفاعل لتطبيق تلك اإلستراتيجيات علي نسبة الوقت‬ ‫الذهني مع الخبراء مع ترك مساحة من الحرية لذكر أي أسباب‬
‫الذي يقضيه المستعملين للمباني بمدينة المنيا في منطقة الراحة‬ ‫أخري يراها وكانت الخيارات المتاحه له أربعة خيارات هي‬
‫الحرارية لهم شهريا ً وخالل العام‪ .‬ويمثل اللون األصفر (الفاتح)‬ ‫(عدم رغبة المالك بذلك – القوانين التنظيمية تمنع ذلك – يؤثر‬
‫نسبة الوقت المنقضي في ظروف حرارية مريحة قبل تطبيق‬ ‫بالزيادة علي تكلفة المنشأ – أخري برجاء ذكرها) مع تقييم‬
‫اإلستراتيجية‪ ،‬بينما يمثل اللون األحمر (الغامق) نسبة الوقت‬ ‫الزيادة في التكلفة علي المقياس الخماسي عند إختياره لخيار‬
‫التي يمكن أن يقضيها المستعمل في منطقة الراحة الحرارية بعد‬ ‫(يؤثر بالزيادة علي تكلفة المنشأ)‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫شكل رقم (‪ :)4‬تأثير إستراتيجية الكتلة الحرارية المعرضة للتهوية الليلية‬ ‫إضفاء تأثير اإلستراتيجية لمناخ المنيا كممثل لإلقليم‬
‫علي الراحة الحرارية بالمنيا [الباحث]‪.‬‬ ‫الصحراوي المصري قيد الدراسة‪.‬‬
‫كمتوسط سنوي جاء تأثير إستراتيجية إستعمال كتلة حرارية‬
‫معرضة للتهوية الليلية (شكل رقم ‪ )4‬األعلي تأثيرا ً حيث أن‬
‫تطبيقها ساهم في رفع نسبة الوقت من العام تحت ظروف‬
‫حرارية مريحة من حوالي (‪ )% 12‬قبل تطبيقها إلي حوالي‬
‫(‪ )% 70‬بعد تطبيقها‪ .‬تالها في التأثير ترتيبا ً ‪ ،‬إستعمال كتلة‬
‫حرارية ثقيلة بشكل منفرد (شكل رقم ‪ ،)3‬ثم التبريد بالتبخير‬
‫غير المباشر (شكل رقم ‪ ،)8‬فالتهوية الطبيعية (شكل رقم ‪)6‬‬
‫محققين رفع لنسبة الوقت في منطقة الراحة الحرارية من العام‬
‫إلي حوالي (‪ )% 32 ، % 42 ،% 65‬علي التوالي‪ .‬تالهم في‬
‫المركز األخير بنسب متساوية تقريبا ً إستراتيجيتي التدفئة‬
‫شكل رقم (‪ :)5‬تأثير إستراتيجية التدفئة الشمسية السالبة علي الراحة‬ ‫الشمسية السالبة (شكل رقم ‪ )5‬والتبريد بالتبخير المباشر (شكل‬
‫الحرارية بالمنيا [الباحث]‪.‬‬ ‫رقم ‪ )7‬محققتين رفع لنسبة الوقت في منطقة الراحة الحرارية‬
‫من العام إلي حوالي (‪.)% 22‬‬
‫كذلك تظهر نتائج التحليل أن التأثير األكبر كان إلستراتيجيات‬
‫التبريد السالبة حيث حققت أعلي نسب تأثير لها في أشهر المنيا‬
‫الحارة من أبريل إلي أكتوبر مع ذروة التأثير في شهر مايو‬
‫إلستراتيجية التهوية الليليه حيث حققت ما يقارب (‪)% 98‬‬
‫من وقت الشهر تحت ظروف مريحة (شكل رقم ‪ .)4‬هذه النتائج‬
‫تعطي مؤشرا ً واضحا ً أن مناخ المنيا كممثل لإلقليم الصحراوي‬
‫المصري ومبانيه تحتاج لمعالجة خاصة في األشهر الحارة وأن‬
‫الغاية األهم التي يجب علي المصمم الحرص علي تطبيقها‬
‫تتمثل في التبريد السلبي‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)6‬تأثير إستراتيجية التهوية الطبيعية علي الراحة الحرارية‬


‫بالمنيا [الباحث]‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)3‬تأثير إستراتيجية إستعمال كتلة حرارية ثقيلة علي الراحة‬
‫الحرارية بالمنيا [الباحث]‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مجال التصميم المعماري من ‪ 5‬إلي ‪ 10‬سنوات (‪ 33‬مبحوث)‬ ‫شكل رقم (‪ :)7‬تأثير إستراتيجية التبريد بالتبخير المباشر علي الراحة‬
‫وبنسبة (‪ )% 33.67‬من العينة‪ .‬تلتها شريحة من لديهم خبرة‬ ‫الحرارية بالمنيا [الباحث]‪.‬‬
‫أقل من ‪ 5‬سنوات (‪ 25‬مبحوث) بنسبة (‪ )% 25.51‬من العينة‪.‬‬
‫ثم جائت بالترتيب شرائح الخبرة من ‪ 15 : 10‬عام (‪20‬‬
‫مبحوث)‪ ،‬وأكثر من ‪ 20‬عام (‪ 13‬مبحوث)‪ ،‬وأخيرا ً من ‪: 15‬‬
‫‪ 20‬عام (‪ 7‬مبحوثين) وبنسب من العينة تعادل (‪،% 20.41‬‬
‫‪ )% 7.14 ،% 13.27‬علي الترتيب‪.‬‬

‫شكل رقم (‪ :)8‬تأثير إستراتيجية التبريد بالتبخير غير المباشر علي الراحة‬
‫الحرارية بالمنيا [الباحث]‪.‬‬

‫مما تقدم يتبين أن اإلستراتيجتين األكثر تأثيرا ً في تحقيق الراحة‬


‫شكل رقم (‪ :)9‬نسب المستويات التعليمية المختلفة للمبحوثين [الباحث]‪.‬‬
‫الحرارية بمناخ المنيا كممثل لإلقليم الصحراوي المصري هما‪:‬‬
‫إستراتيجية التهوية الليلية مع كتلة حرارية معرضة لها‬ ‫•‬
‫( ‪Night purge ventilation + exposed thermal‬‬
‫‪)mass‬‬
‫إستراتيجية إستعمال كتلة حرارية ثقيلة ( ‪Using heavy‬‬ ‫•‬
‫‪)thermal mass‬‬
‫هاتان اإلستراتيجيتان تمثالن الحد األدني المطلوب معرفته‬
‫وممارسته بواسطة المصممين المعماريين والخبراء باإلقليم‪،‬‬
‫لذا فقد تم إختيارهم كمحور األسئلة في إستمارة إستطالع الرأي‬
‫بالجزء الثاني من منهجية البحث والتي تهدف لقياس مدي‬
‫معرفة الخبراء والمصممين المعماريين بتلك اإلستراتيجيات‬
‫ومدي تطبيقهم لها والوقوف علي أهم معوقات التطبيق‪.‬‬
‫شكل رقم (‪ :)10‬نسب سنوات الخبرة المختلفة للمبحوثين [الباحث]‪.‬‬

‫‪ .7‬تحليل ومناقشة نتائج إستطالع الرأي ‪:‬‬


‫‪ 2 . 7‬الجزء الثاني‪ :‬قياس مدي معرفة المبحوثين‬ ‫‪ 1 . 7‬الجزء األول‪ :‬البيانات العامة للمبحوثين ‪:‬‬
‫باإلستراتيجيات قيد الدراسة ‪:‬‬
‫تم توزيع إستمارة إستطالع الرأي أليكترونيا ً علي عدد كبير من‬
‫تحليل التقييم الذاتي للمبحوثين لمدي معرفتهم بتفاصيل‬ ‫ممارسي مهنة التصميم المعماري بإقليم المنيا من مستويات‬
‫اإلستراتيجيتين قيد الدراسة (التهوية الليلية وإستعمال كتلة‬ ‫تعليمية وخبرات تطبيقية متباينة وفتحت اإلستمارة أليكترونيا ً‬
‫حرارية ثقيلة) أظهر مستوي معرفة متوسط للمبحوثين بكال‬ ‫للتعبئة لمدة شهر لمحدودية وقت البحث‪ .‬خالل هذه المدة قام‬
‫اإلستراتيجيتين‪ .‬يبين شكل رقم (‪ )11‬عدد المبحوثين ونسبتهم‬ ‫بملئ اإلستمارة عدد (‪ )98‬مبحوث مثلوا في مجملهم عينة‬
‫بالنسبة إلجمالي العينة المقابل لكل درجة من درجات المعرفة‬ ‫الدراسة‪ .‬تباينت المستويات التعليمية للمبحوثين (شكل رقم ‪)9‬‬
‫باإلستراتيجية والتي تتدرج من غير متأكد ثم من (‪ )1‬إلي (‪)5‬‬ ‫ما بين حاصلين علي الدكتوراه (‪ 15‬مبحوث) بنسبة (‪15.31‬‬
‫حيث (‪ )1‬األقل تقييما ً و(‪ )5‬األعلي تقييماً‪.‬‬ ‫‪ )%‬من العينة‪ ،‬وحاصلين علي الماجستير (‪ 18‬مبحوث) بنسبة‬
‫من خالل دراسة شكل رقم (‪ )11‬يتبين أن النسبة األكبر من‬ ‫(‪ )% 18.37‬من العينة وحاصلين علي البكالوريوس (‪65‬‬
‫المبحوثين (‪ )% 62.24‬أظهر معرفة تتراوح ما بين المتوسط‬ ‫مبحوث) بنسبة (‪ )% 66.33‬من العينة‪.‬‬
‫(تقييم ‪ )3‬إلي أعلي من المتوسط (تقييم ‪ )4‬إلستراتيجية التهوية‬ ‫كما تباينت وتدرجت سنوات الخبرة بين المبحوثين (شكل رقم‬
‫الليلية ‪ ،‬بينما أظهرت نسبة (‪ )% 16.33‬معرفة عالية بنفس‬ ‫‪ ،)10‬فمثلت الشريحة الكبري من المبحوثين من لديهم خبرة في‬
‫‪8‬‬
‫اإلستراتيجية‪ .‬أما بالنسبة إلستراتيجية إستعمال كتلة حرارية‬
‫ثقيلة‪ ،‬فقد قيم السواد األعظم من المبحوثين (‪)% 76.53‬‬
‫معرفتهم بها من متوسطة (تقييم ‪ )3‬إلي عالية (تقييم ‪ .)5‬ومن‬
‫الواضح من شكل رقم (‪ )11‬أن المبحوثين في تقييم درجة‬
‫المعرفة العالية (تقييم ‪ )5‬نسبتهم أعلي (‪ )% 25.51‬في‬
‫إستراتيجية إستعمال كتلة حرارية ثقيلة عنها في إستراتيجية‬
‫التهوية الليلية (‪.)% 16.33‬‬

‫شكل رقم (‪ :)12‬الوزن النسبي المتوسط لمقدار معرفة المبحوثين‬


‫باإلستراتيجيات السالبة [الباحث]‪.‬‬

‫‪ 3 . 7‬الجزء الثالث‪ :‬قياس مدي تطبيق المبحوثين‬


‫لإلستراتيجيات قيد الدراسة ومعوقات التطبيق ‪:‬‬
‫بينت أجوبة المعماريين المبحوثين عن ما إذا كانوا يقومون‬
‫بتضمين التقنيات المعمارية المحققة إلستراتيجيات الراحة‬
‫شكل رقم (‪ :)11‬التقييم الذاتي لمعرفة المبحوثين باإلستراتيجيات علي‬
‫الحرارية قيد الدراسة في تصميماتهم (شكل رقم ‪ )13‬أن ما‬
‫المقياس الخماسي [الباحث]‪.‬‬
‫يقارب نصفهم (‪ )% 49.62‬ال يقومون بذلك بالنسبة‬
‫إلستراتيجية التهوية الليلية‪ ،‬وأن (‪ )% 37.24‬منهم ال‬
‫يستخدمون تقنيات إستراتيجية الكتلة الحرارية الثقيله في‬ ‫ولتقييم الوزن النسبي لمتوسط معرفة المبحوثين بإستراتيجيتي‬
‫تصميماتهم‪ .‬بينما أقر (‪ )% 34.01 ، % 23.98‬من المبحوثين‬ ‫الدراسة تم إستعمال المعادلة التالية‪:‬‬
‫أنهم يستخدمون في تصميماتهم تقنيات إستراتيجيتي التهوية‬
‫الليلية والكتلة الحرارية الثقيلة علي الترتيب‪ .‬وما يتراوح حول‬
‫ربع المبحوثين أقروا أنهم يستخدمون تقنيات اإلستراتيجيتين‬
‫𝑖𝑛 ∗ 𝑖𝑘 ‪∑5𝑖=1‬‬
‫أحيانا وليس دائماً‪.‬‬ ‫= 𝑊𝐴‬
‫𝑖𝑛 ‪∑5𝑖=1‬‬

‫حيث‪:‬‬
‫‪ = AW‬الوزن النسبي المتوسط للمعرفة باإلستراتيجية‬
‫‪ = ki‬درجة المعرفة باإلستراتيجية‬
‫‪ = ni‬عدد المبحوثين اللذين قيموا معرفتهم بدرجة معرفة ‪ki‬‬

‫ويوضح شكل رقم (‪ )12‬الوزن النسبي لمعرفة المبحوثين بكال‬


‫اإلستراتيجيتين‪ .‬ويظهر بوضوح أنه بشكل عام فإن الوزن‬
‫النسبي المتوسط لمعرفة المبحوثين متقارب في اإلستراتيجيتين‬
‫حيث حققت إستراتيجية إستعمال كتلة حرارية ثقيلة متوسط‬
‫وزن نسبي (‪ )3.42‬بينما كان الوزن النسبي المتوسط (‪)3.33‬‬
‫شكل رقم (‪ :)13‬مدي تطبيق المبحوثين لإلستراتيجيات قيد الدراسة في‬ ‫لمعرفتهم بإستراتيجية التهوية الليلية‪.‬‬
‫تصميماتهم المعمارية [الباحث]‪.‬‬
‫وتعبر هذه النتائج عن معرفة أعلي قليالً من المتوسطة‬
‫وبسؤالهم عن أسباب عدم إستخدامهم لهذه اإلستراتيجيات‪ ،‬أقر‬
‫إلستراتيجيتي الدراسة من قبل معماري العينة‪ .‬ويفترض‬
‫المبحوثون أن السببين الرئيسيين المعوقين لتطبيق تلك‬
‫الباحث أن يكون هذا لضعف ما في مقررات التصميم البيئي‬
‫اإلستراتيجيات هو أنها تؤثر بالزيادة علي تكلفة المنشأ (‪51.69‬‬
‫بالمرحلة الجامعية‪ .‬وبمراجعة الئحة قسم العمارة بكلية الهندسة‬
‫‪ %‬إلستراتيجية الكتلة الحرارية‪ % 33.19 ،‬للتهوية الليلية)‬
‫بالمنيا وجد أن التصميم البيئي ينحصر تدريسه في مقرر واحد‬
‫مع عدم رغبة المالك في تطبيقها (‪ % 43.01‬إلستراتيجية‬
‫بالفرقة الثالثة عمارة ويمثل في مجموع درجاته نصف مقرر‬
‫الكتلة الحرارية‪ % 41.78 ،‬للتهوية الليلية)‪ ،‬ثم يأتي في المركز‬
‫عادي‪ ،‬مما يعضض ويثبت هذه الفرضية‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫عالوة علي ذلك فإن العديد من المعوقات األخري تم ذكرها‬ ‫األخير بعض العراقيل من القوانين التنظيمية المنظمة لحركة‬
‫بواسطة المبحوثين والتي تعرقل تطبيق إستراتيجيات الراحة‬ ‫العمران في مصر خاصة بالنسبة إلستراتيجية التهوية الليلية‬
‫الحرارية الفاعلة باإلقليم ويمكن تلخيصها في اآلتي‪:‬‬ ‫(شكل رقم ‪.)14‬‬
‫بعض اإلستراتيجيات تسبب هدر في المساحات‬ ‫▪‬
‫وبذلك تزيد التكلفة ويقل العائد اإلستثماري بعكس‬
‫رغبة المالك والمستثمرين‪.‬‬
‫عدم وجود الوعي والمعرفة الكافية لدي المالك‬ ‫▪‬
‫والمصممين وعدم إقتناعهم بأهمية هذه اإلستراتيجية‬
‫وإدراكهم للعائد اإلقتصادي لها علي المدي البعيد‬
‫وإتجاههم إلستخدام الوسائل البديلة كمكيفات الهواء‬
‫الميكانيكية‪.‬‬
‫عدم توافر العمالة الماهرة لتنفيذ التقنيات المعمارية‬ ‫▪‬
‫لتلك اإلستراتيجيات مع القصور في صيانتها‪.‬‬
‫عدم وجود قوانيين وتشريعات صارمة تجبر كل من‬ ‫▪‬ ‫شكل رقم (‪ :)14‬معوقات مدي تطبيق اإلستراتيجيات قيد الدراسة من‬
‫وجهة نظر المبحوثين [الباحث]‪.‬‬
‫المصمم والمالك علي تضمين المباني حلول بيئية‬
‫سليمة ومناسبة لمحيطه المناخي‪.‬‬ ‫وقد قدر المبحوثون مقدار الزيادة في تكلفة المنشأ التي تضفيها‬
‫القصور في التعليم المعماري الموجه للعمارة البيئية‬ ‫▪‬ ‫تطبيق تلك اإلستراتيجيات علي المقياس الخماسي وتم تحليل‬
‫وعدم إهتمام المعنيين بنشر هذه الثقافة في المجتمع‬ ‫نتائج ذلك بإستخدام المعادلة التالية لحساب مؤشر التأثير علي‬
‫أو اإللمام بالمستحدث من تقنياتها مما جعل المصمم‬ ‫تكلفة المبني (‪: ]30[)Impact Index for Cost IIC‬‬
‫يهتم بالشكل دون الوظيفة وراحة المستعملين‪.‬‬
‫إعتقاد المالك أن تلك اإلستراتيجيات وتقنياتها طرز‬ ‫▪‬ ‫𝑖𝑁 ∗ 𝑖𝑐𝐼 ‪∑5𝑖=1‬‬
‫= 𝐶𝐼𝐼‬
‫قديمة وتضفي مظهر تقليدي علي عقاراتهم وإتجاههم‬ ‫𝑖𝑁 ‪∑5𝑖=1‬‬
‫إلستخدام بدائل تعطي للعقارات مظهر الحداثة‪.‬‬
‫حيث‪:‬‬
‫نوعية المبني وظروف الموقع ومتطلبات المالك في‬ ‫▪‬
‫فراغات المبني أحيانا ً تقيد يد المصمم في تطبيق هذه‬ ‫‪ = IIC‬مؤشر التأثي علي تكلفة المبني (‪)Impact Index for Cost‬‬
‫اإلستراتيجيات‪.‬‬ ‫‪ = Ici‬الوزن النسبي لتأثير التكلفة (‪)Impact weight for cost‬‬
‫ال يراعي التخطيط في مصر إال الوظيفة للشوارع‬ ‫▪‬ ‫‪ = Ni‬عدد المبحوثين اللذين قيموا تأثير التكلفة باإلختيار ‪i‬‬
‫والفراغات مع إسقاط واضح ألي معايير بيئية علي‬
‫هذا المستوي‪.‬‬ ‫وأقرت نتائج تقييمهم للزيادة في التكلفة بدرجة أقل من‬
‫المتوسطة وبقيمة مؤشر تأثير علي التكلفة تعادل (‪)2.64‬‬
‫إلستراتيجية التهوية الليلية أعلي منه في إستراتيجية الكتلة‬
‫‪ .8‬ملخص نتائج البحث ‪:‬‬ ‫الحرارية والتي كان مؤشر التأثير علي تكلفة المنشأ لها‬
‫خلص البحث من خالل منهجيته والوسائل البحثية التي إتبعها‬ ‫(‪( .)2.47‬شكل رقم ‪.)15‬‬
‫لتحقيق أهدافه إلي بعض النتائج الهامه يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1 . 8‬مدي فاعلية وتأثير اإلستراتيجيات السالبة لتحقيق‬


‫الراحة الحرارية في اإلقليم الصحراوي المصري ‪:‬‬
‫أظهرت نتائج تحليل اإلستراتيجيات السالبة في مناخ المنيا‬
‫كممثل لإلقليم الصحراوي المصري ما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬فاعلية دور جميع اإلستراتيجيات السلبية في تحسين‬
‫مستوي الراحة الحرارية عند تطبيقها علي المباني في‬
‫مناخ اإلقليم‪ ،‬وظهرتأثيرها بشكل ملموس خالل الفترة‬
‫الحارة من العام في الشهور من أبريل إلي أكتوبر في‬ ‫شكل رقم (‪ :)15‬مدي تأثير تطبيق اإلستراتيجيات قيد الدراسة علي زيادة‬
‫إشارة ألهمية وضع إستراتيجيات التبريد السلبي في‬ ‫تكلفة المنشأ من وجهة نظر المبحوثين [الباحث]‪.‬‬
‫الحسبان عند التصميم في هذا اإلقليم‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫الليلية‪ .‬مع اإلفتقار لوجود قوانيين وتشريعات صارمة‬ ‫‪ -2‬إستراتيجية التهوية الليلية األعلي تأثيرا ً في مناخ‬
‫تجبر كل من المصمم والمالك علي تضمين المباني‬ ‫اإلقليم الصحراوي حيث أنها تستطيع في المتوسط‬
‫حلول بيئية سليمة‪.‬‬ ‫السنوي رفع نسبة الوقت من العام المحقق بها الراحة‬
‫‪ -4‬القصور في التعليم المعماري الموجه للعمارة البيئية‬ ‫الحرارية من (‪ )% 12‬إلي (‪ .)% 70‬ويقاربها في‬
‫وعدم إهتمام المعنيين بنشر هذه الثقافة في المجتمع أو‬ ‫التأثير إستراتيجية إستعمال كتلة حرارية ثقيلة برفعها‬
‫اإللمام بالمستحدث من تقنياتها مما جعل المصمم يهتم‬ ‫إلي (‪.)% 65‬‬
‫بالشكل دون الوظيفة وراحة المستعملين‪.‬‬
‫‪ -5‬نوعية المبني وظروف الموقع ومتطلبات المالك في‬
‫‪ 2 . 8‬مستوي معرفة المصممين والخبراء باإلستراتيجيات‬
‫فراغات المبني أحيانا ً تقيد يد المصمم في تطبيق هذه‬
‫السالبة ومدي تطبيقهم لها ‪:‬‬
‫اإلستراتيجيات مع عدم مراعاة المخطط ألي معايير‬
‫بيئية علي مستوي المدينة تييسر مهمة المعماري في‬ ‫فيما يخص مستوي معرفة المصممين والخبراء المعماريين في‬
‫التطبيق‪.‬‬ ‫اإلقليم باإلستراتيجيات السالبة الفاعلة لتحقيق الراحة الحرارية‬
‫داخل مباني اإلقليم ومدي تطبيقهم لها في تصميماتهم‪ ،‬دللت‬
‫النتائج علي‪:‬‬
‫‪ .9‬التوصيات ‪:‬‬
‫بناء علي ما تقدم يوصي البحث باآلتي‪:‬‬ ‫‪ -1‬معرفة تزيد علي المتوسطة قليالً للمبحوثين بتقنيات‬
‫ضرورة توقف سياسة تصميم النماذج الموحدة ألي نوع‬ ‫▪‬ ‫وإستراتيجيات الراحة الحرارية السالبة الفاعلة باإلقليم‬
‫من المباني بمختلف إستخداماتها ونشرها في أنحاء الدولة‬ ‫بمتوسط وزن نسبي (‪ 3.42‬للكتلة الحرارية ‪،‬و‪3.33‬‬
‫دون األخد في اإلعتبار تباين الظروف المناخية‬ ‫للتهوية الليلية) من المقياس الخماسي المستخدم‪.‬‬
‫واإلجتماعية‪.‬‬ ‫‪ -2‬القصور الشديد في تطبيق اإلستراتيجيات السالبة في‬
‫ضرورة حث المعمارين علي تبني تطبيق اإلستراتيجيات‬ ‫▪‬ ‫تصميم المباني باإلقليم حيث أن (‪ )% 49.62‬من‬
‫السالبة لتحقيق الراحة الحرارية ومراعاتها في تصميماتهم‬ ‫المعماريين المبحوثين ال يطبقون أي من تقنيات‬
‫لما لها من تأثير فاعل وكبير ليس فقط علي راحة المستخدم‬ ‫إستراتيجية التهوية الليلية في أعمالهم‪ ،‬وأن (‪37.24‬‬
‫الحرارية ولكن أيضا ً في توفير إستهالك الطاقة‪.‬‬ ‫‪ )%‬منهم ال يستعملون إستراتيجية الكتلة الحرارية‬
‫تفعيل المقررات الحديثة للتصميم البيئي وتكثيف جرعتها‬ ‫▪‬ ‫الثقيلة الفاعلة بمناخ اإلقليم‪.‬‬
‫داخل كليات الهندسه لتصبح جزء أساسي من المنظومه‬
‫التعليمية والذي من شأنه أن يساعد علي رفع كفاءه ودرجه‬ ‫‪ 3 . 8‬المعوقات وراء ضعف تطبيق اإلستراتيجيات السالبة‬
‫المعرفة بأهمية المعايير البيئية وإسلوب تطبيقها في‬ ‫باإلقليم الصحراوي المصري ‪:‬‬
‫التصميم لدي المعماريين‪.‬‬
‫العمل علي رفع الوعي العام وثقافة المجتمع بأساليب‬ ‫▪‬ ‫فيما يخص األسباب والمعوقات التي تعوق تطبيق تلك‬
‫التصميم البيئي ومفرداتها التقليدية والحديثة إلزالة‬ ‫اإلستراتيجيات باإلقليم المناخي الصحراوي المصري أفرزت‬
‫اإلعتقاد السائد بأنها تضفي مظهر تقليدي ال يتسم بالحداثة‬ ‫النتائج مجموعة من األسباب هي‪:‬‬
‫ذو تكلفة إنشاء وصيانة عالية‪.‬‬
‫تفعيل دور أكواد المباني الخاصة بمفردات التصميم البيئي‬ ‫▪‬ ‫‪ -1‬إضفاء تطبيق تلك اإلستراتيجيات زيادة علي التكلفة‬
‫ودمجها في قوانين وتشريعات صارمة تجبر كل من‬ ‫للمنشأ سواء زيادة مباشرة أو غير مباشرة بتقليل العائد‬
‫المصمم والمالك علي تضمين المباني حلول بيئية سليمة‬ ‫اإلستثماري منها بهدر المساحات والحاجة للصيانة مع‬
‫مناسبة لظروف البيئة المحيطة‪.‬‬ ‫عدم إدراك األطراف ذو الصله للعائد اإلقتصادي لها‬
‫علي المدي البعيد‪ .‬وقدر هذا التأثير بدرجة أقل من‬
‫المتوسطة بمؤشر تأثير علي التكلفة ‪2.64( IIC‬‬
‫للتهوية الليلية) ‪ ،‬و(‪ 2.47‬للكتلة الحرارية الثقيلة)‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم رغبة المالك والمستثمرين في تطبيقها إلعتقادهم‬
‫أن تلك اإلستراتيجيات وتقنياتها طرز قديمة وتضفي‬
‫مظهر تقليدي علي عقاراتهم وإتجاههم إلستخدام بدائل‬
‫تعطي للعقارات مظهر الحداثة‪.‬‬
‫‪ -3‬عراقيل التطبيق التي تضفيها القوانين المنظمة‬
‫للعمران في مصر خاصة في تنفيذ تقنيات التهوية‬

‫‪11‬‬
.16 Osman, M.M.A., Evaluating and enhancing design for : ‫المراجع‬ .10
natural ventilation in walk-up public housing blocks in the
Egyptian desert climatic design region, in Dundee school of .1 Attia, S. The role of landscape design in improving the
architecture. 2011, University of Dundee. microclimate in traditional courtyard-buildings in hot arid
.17 Makhlouf, N.A., The suitability of residential buildings climate. in PLEA2006 - The 23th conference on passive and
design to climatic and social attributes within the new cities low energy architecture. 2006. Geneva - Switzerland:
of the Egyptian desert region (With application to New Universite de Geneve.
Minya city), in Architectural Engineering Dept. 2018, Minia .2 Balbo, R., Shape, culture and environment: a lesson of
University. urban design from Dakhleh oasis, Egypt, in PLEA2006 - The
.18 Moustafa, W.S., M.M. Abdelrahman, and I.R. Hegazy, 23rd Conference on Passive and Low Energy Architecture.
Building performance assessment of user behaviour as a 2006: Geneva, Switzerland.
post occupancy evaluation indicator: Case study on youth .3 Fahmy, M. and S. Sharples, Passive design for urban
housing in Egypt. Building Simulation, 2018. 11(2): p. 389- thermal comfort: A comparison between different urban
403. forms in Cairo, Egypt, in PLEA 2008 – 25th Conference on
.19 Gado, T., M. Mohamed, and S. Unwin. The environmental Passive and Low Energy Architecture, P. Kenny, V. Brophy,
performance of classrooms in Egypt: a case study from El- and J.O. Lewis, Editors. 2008, University College Dublin:
Minya governorate. in The Second Scottish Conference for Dublin, Ireland.
Postgraduate Researchers of the Built & Natural .4 Sameh, H., A.E. Zafrany, and D.N. Attiya, Analysis of
Environment (PRoBE 2005). 2005. Glasgow Glasgow thermal comfort enhancement using vernacular
Caledonian University. architecture in Siwa Oasis, Egypt. Journal of Engineering
.20 Mohamed, M., Investigating the environmental and Applied Science, 2019. 66(6): p. 679-701.
performance of government primary schools in Egypt: With .5 Fathy, H., Natural energy and vernacular architecture -
particular concern to thermal comfort, in Dundee School of principles and examples with reference to hot arid climates.
Architecture. 2009, University of Dundee: Dundee - Uk. 1986, Chicago and London: The university of Chicago
.21 Hammad, H., M. Abdelkader, and A.A. Faggal, press
Investigating the thermal comfort conditions in an existing .6 Fernandes, J., et al. Thermal performance and comfort of
school building in Egypt. Journal of Engineering Sciences, vernacular earthen buildings in Egypt and Portugal. in
Assiut University, Faculty of Engineering, 2017. 45(3): p. International Conference on Vernacular Earthen
344-359. Architecture, Conservation and Sustainability, SOStierra
.22 Mostafa, A.M., Climatic evaluation of semi-attached 2017, September 14, 2017 - September 16, 2017. 2018.
residential units: A case study of units in new towns in Valencia, Spain: CRC Press/Balkema.
Egypt, in AEE "Architecture, Energy & Environment" - .7 Gado, T., M. Mohamed, and M. Osman, Investigating the
Tools for climatic design - Advanced International Training intelligence of the low-tech earth architecture of the Sahara:
Programme. 2001, Lund University: Lund - Sweden. A feasibility study from the western desert of Egypt.
.23 Abdallah, A.S.H., Analysis of Thermal Comfort and Energy Intelligent Buildings International, 2010. 2(3): p. 179-197.
Consumption in Long Time Large Educational Halls .8 Elzeyadi, I., A Tale of Two Houses: Environmental Quality,
(Studios), Assiut University, Egypt. Procedia Engineering, Sustainability, and Indoor Comfort Inside Hassan Fathy's
2015. 121: p. 1674-1681. Mit Rehan And A Contemporary Villa in Cairo, Egypt. 1998,
.24 The Egyptian organization for energy conversation and The Center for Environmental Design, University of
planning, Architecture and energy manual, EOECP, Editor. California: Berkeley.
1998: Cairo. .9 Gado, T. and M. Osman, Investigating traditional natural
.25 Gado, T. and S. Hosny, Impact of climatic conditions on the ventilation methods used in El-Dakhla Oasis, old village.
thermal comfort in six Egyptian climatic design regions. . Intelligent Buildings International, 2010. 2(4): p. 267-285.
Scientific Bulletin of the Faculty of Engineering, Ain Shams .10 Elzeyadi, I.M.K., Ten palaces tell their stories:
University, 2004: p. 100-125. Environmental quality assessment of offices inside
.26 Szokolay, S.V., Thermal design of buildings. 1987, adaptively re -used historical palaces in Cairo, Egypt. 2001,
Canberra: RAIA Education Division. The University of Wisconsin - Milwaukee: Ann Arbor. p.
.27 Cohen, L., L. Manion, and K. Morrison, Research methods 287.
in education. 2000, London :Routledge Falmer. .11 Mohamed, M., Traditional Ways of Dealing with Climate in
.28 Harry N. Boone, J. and D.A. Boone, Analyzing Likert Data. Egypt. 2010.
Journal of extension, 2012. 50.)2( .12 Harris-Bass, J., Thermal Insulation of Low-Cost Housing in
.29 Crawford, I.M., Marketing research and information Egypt. Journal of Building Physics, 1982. 5.)153(
systems. Marketing and agribusines texts. Vol. 4. 1997, .13 El-Hefnawi, A.I.K., Climatic design for lowcost housing in
Rome, Italy: Food and agriculture organization of the united Egypt "Case of the Youth Housing Project in El-Obour
nations. City", in AEE "Architecture, Energy & Environment" -
.30 Osman, M.M.A., U.H. Issa, and A.M.Z. Eraqi, Identifying Tools for climatic design - Advanced International Training
the risk impact on cost and time of the Egyptian non- Programme. 2000, Lund University: Lund - Sweden.
residential buildings projects. International Journal of .14 Moustafa, W.S.A., The climatic design of residential
Scientific Research in Science, Engineering and buildings in Egypt: Case study Mansoura city, in
Technology, 2020. 7(1): p. 1-12. Department of Architecture. 2008, Mansoura University:
Mansoura, Egypt.
.15 Gado, T. and M. Osman, Investigating natural ventilation
inside walk-up housing blocks in the Egyptian desert
climatic design region. International journal of ventilation,
2009. 8(2): p. 145-160.

12

You might also like