You are on page 1of 7

‫( ُخطُورةُ التَّربُِج )‬

‫_ح ِفظَهُ هللاُ تعاىل‬ ‫نذ ِر منِ ٍري َّ ِ‬


‫ِ‬ ‫ُخطْبةُ ُُجُع ٍة لِ َ ِ‬
‫الع َدِِني َ‬
‫الس ْعد ِي َ‬ ‫شيخنَا ِأِب املُ ُ‬ ‫َ َ‬
‫املوافق ‪ – 14 :‬صفر – ‪ 1439‬هـ‬

‫إن احلمد هلل حنمده ونستغفره ونستهديه ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده هللا فال مضل‬
‫له ومن يضلل فال هادي له وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له وأشهد أن حممدا عبده ورسوله‬
‫(اي أيها الذين آمنوا اتقوا هللا حق تقاته وال متوتن إال وأنتم مسلمون)‬
‫(اي أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجاال كثريا ونساء واتقوا‬
‫هللا الذي تسآءلون به واألرحام إن هللا كان عليكم رقيبا)‬
‫(اي أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وقولوا قوال سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع هللا ورسوله‬
‫فقد فاز فوزا عظيما)‬
‫أما بعد فإن أصدق احلديث كتاب هللا وخري اهلدي هدي حممد صلى هللا عليه وسلم وشر األمور حمداثهتاوكل‬
‫حمدثة بدعةوكل بدعة ضاللةوكل ضاللة يف النار‬
‫أيها املسلمون عباد هللا‬
‫عمت به البلوى من تربج كثري من نساء املسلمني‪ ،‬وعدم حتجبهن‪ ،‬وعدم تسرتهن عن‬
‫فال خيفى عليكم ما َّ‬
‫الرجال‪ ،‬وهذا من املنكرات العظيمة‪ ،‬ومن اجملاهرة ابملعاصي‪ ،‬وهو من أعظم أسباب حلول العقوابت‪ ،‬ونزول‬
‫النقم ملا يرتتب على التربج من ظهور الفواحش‪ ،‬وارتكاب اجلرائم‪ ،‬وقلة احلياء‪ ،‬وعموم الفساد‪ ،‬فكان لزاما على‬
‫كل من اسرتعاه هللا رعية فيها من النساء وفيها من الفتيات أن يقوم بمر هللا عز وجل فيهن‪ ،‬وأن يلزمهن‬
‫احلجاب‪ ،‬وأن َّ‬
‫يكفهن عن التربج‪ ،‬انطالقا من قوله سبحانه‪( :‬اي أيها الذين آمنوا قُوا أنفسكم وأهليكم انرا وقودها‬
‫الناس واحلجارة) ومن قوله ﷺ ‪( :‬من رأى منكم منكرا فليغريه بيده‪ ،‬فإن مل يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن مل يستطع‬
‫فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف الميان)‪.‬‬

‫وحىت ال نكون كبين إسرائيل الذين لعنهم هللا تبارك وتعاىل‪ ،‬وكان من أسباب لعنهم أهنم كانوا ال يتناهون عن‬
‫املنكر‪ ،‬قال سبحانه‪( :‬لعن الذين كفروا من بين إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مرمي ذلك مبا عصوا وكانوا‬
‫يعتدون * كانوا ال يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)‪.‬‬

‫وحىت ال يعمنا ربنا تبارك وتعاىل بعقابه‪ ،‬فقد جاء عن النب ﷺ أنه قال‪( :‬إن الناس إذا رأوا املنكر فلم يغريوه‬
‫يعمهم بعقابه)‪.‬‬
‫أوشك هللا أن َّ‬
‫النساء ابلتحجب‪ ،‬وأمرهن ابلتسرت عن الرجال‪ ،‬وعدم اخلضوع‬
‫َ‬ ‫أيها املسلمون عباد هللا ‪ ..‬أمر هللا جل وعال‬
‫لست كأحد‬
‫ابلقول للرجال؛ صيانة هلم عن الفساد‪ ،‬وإبعادا هلن عن أسباب الفتنة‪ ،‬فقال سبحانه‪( :‬اي نساء النب َّ‬
‫من النساء إن اتقيت فال ختضعن ابلقول فيطمع الذي فيه قلبه مرض وقلن قوال معروف) واخلضوع ابلقول‪ :‬هو‬
‫مرض شهوةِ الزان أهنن يوافقنه على ذلك‪.‬‬
‫تَليينُه وترقيقه‪ ،‬فيظن من يف قلبه ُ‬
‫قال‪( :‬وقلن قوال معروفا * وقرن يف بيوتكم وال تربجن تربج اجلاهلية األوىل) أمرهن بلزوم البيوت‪ ،‬وهناهن وحذرهن‬
‫عن التربج‪ ،‬وهو إظهار احملاسن‪ ،‬وإظهار املفاتن‪ ،‬وإظهار الزينة للجانب كما كانت تفعل املرأة يف أايم اجلاهلية‪.‬‬

‫وهن أمهات املؤمنني‪ ،‬وهن من خري نساء‬


‫فهذا حتذير من هللا تبارك وتعاىل لنساء النب ﷺ ورضي هللا عنهن َّ‬
‫العاملني ومن أطهر نساء العاملني‪ ،‬حذرهن هللا عز وجل مع صالحهن مع امياهنن مع طهارهتن‪ ،‬فغريهن أوىل‬
‫ابلتحذير‪ ،‬وغريهن أوىل بن ُخياف عليهن‪ ،‬وغريهن أوىل بن يُبعدن عن أسباب الفت ‪ -‬عصمنا هللا وإايكم ‪.-‬‬

‫وهللا تبارك وتعاىل أيضا يقول يف كتابه الكرمي‪( :‬وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب) فهذا نص‬
‫وبني هللا سبحانه أن التحجب طهارة للجميع‪،‬‬
‫صريح‪ ،‬ودليل واضح على وجوب حتجب النساء عن الرجال‪َّ ،‬‬
‫طهارة لقلوب الرجال‪ ،‬وطهارة لقلوب النساء‪ ،‬فاحلجاب سالمة وطهارة‪ ،‬والتربج خبث وجناسة‪ ،‬وقال هللا تبارك‬
‫وتعاىل يف كتابه الكرمي‪( :‬ذلك أدىن أن يُعرفن فال يؤذين وكان هللا غفورا رحيما) أمر من هللا تبارك وتعاىل جلميع‬
‫سرت به رأسها وبدهنا ووجهها‪.‬‬
‫نساء املؤمنني أن يدنني عليهن من جالبيبهن‪ ،‬وهي ما تضعه املرأة فوق رأسها‪ ،‬فتَ ُ‬

‫قال ابن عباس رضي هللا تعاىل عنهما‪ :‬أُِمرت املرأة إذا خرجت من بيتها حلاجة أن تدن عليها من جلباهبا‪ ،‬أي أن‬
‫تُغطي رأسها ووجهها‪ ،‬وال تبدي إال عينا واحدة‪.‬‬

‫(ذلك أدىن أن يُعرفن) إذا جتلببت املرأة‪ ،‬وخرجت يف جلباهبا‪ ،‬عُرفِت مباذا ؟ (ذلك أدىن أن يُعرفن) عرفت مباذا ؟‬
‫عُ ِرفت ابلعفة‪ ،‬عرفت ابلطهارة‪ ،‬عرفت ابلنقاوة‪ ،‬فال تُؤذى‪ ،‬وال تكون ملفتة للنظار‪ ،‬وال تكون َّ‬
‫حمط أنظار‬
‫الرجال‪ ،‬فال تؤذى يف الغالب‪ ،‬خبالف املتربجة اليت قد أظهرت شيئا من حماسنها‪ ،‬وشيئا من مفاتنها‪ ،‬وشيئا من‬
‫زينتها‪ ،‬فإهنا يف الغالب تُؤذى من قِبَل من يف قلبه مرض شهوة الزان‪ ،‬من أولئك الرجال الذين يتتبعوهنا بنظراهتم‪،‬‬
‫ورمبا تطور األمر إىل أبعد من ذلك‪ ،‬إىل ما ال حيمد عقباه (ذلك أدىن أن يُعرفن فال يؤذين وكان هللا غفورا رحيما)‬
‫عما سلف من التقصري‪ ،‬وعما سلف من التساهل‪ ،‬وعما سلف من التهاون يف أمر احلجاب (وكان هللا غفورا‬
‫رحيما) ‪.‬‬

‫عليهن جناح أن يَضعن ثياهبن‬


‫َّ‬ ‫وهكذا يقول هللا تبارك وتعاىل‪( :‬والقواعد من النساء الاليت ال يرجون نكاحا فليس‬
‫غري متربجات بزينة وأن يستعففن خري هلن وهللا مسيع عليم)‪.‬‬

‫وهن العجائز الاليت ال ترجوا نكاحا‪ ،‬وليس هلا رغبة يف الزواج‪ ،‬أنه‬
‫خيرب هللا جل جالله عن القواعد من النساء‪َّ ،‬‬
‫ال جناح عليها أن تضع ثياهبا‪ :‬أي أن تكشف عن وجهها وعن يديها إذا كانت غري متربجة بزينة‪ ،‬فليس عليها‬
‫إمث‪ ،‬أما إذا كانت متربجة بزينة يف وجهها أو يف يديها فيجب عليها أن تتسرت‪ ،‬وأن تتحجب احلجاب التام الكامل‬
‫ولو كانت عجوزا؛ فإن تربجها وإظهار شيء من زينتها قد يكون مدعاة للفتنة هبا‪ ،‬وكما قيل ‪ :‬لكل ساقطة القطة‪.‬‬

‫وللمرأة العجوز أن تكشف عن وجهها وعن يديها إذا كانت غري متربجة بزينة‪ ،‬وإذا كانت ال ترجو نكاحا وال‬
‫ترغب يف الزواج‪ ،‬ومع ذلك َّ‬
‫حضها هللا وحرضها هللا وحثها هللا تبارك وتعاىل على التعفف ولو كانت عجوزا‪،‬‬
‫حضها هللا عز وجل على أن تتسرت وأن تتحجب احلجاب الكامل‪ ،‬وتسرت وجهها ويديها‪ ،‬ولو كانت عجوزا (وأن‬
‫يستعففن خري هلن وهللا مسيع عليم)‪.‬‬

‫فكيف ابلشابة ؟!‬

‫كيف ابلشابة إذا كشفت عن وجهها أو عن يديها‪ ،‬فاجلناح عليها أشد‪ ،‬والمث يف حقها أعظم‪ ،‬والفتنة هبا أكرب‪،‬‬
‫واالستعفاف يف حقها أوجب‪.‬‬

‫معاشر املؤمنني لقد جاء الوعيد الشديد‪ ،‬والتغليظ األكيد يف املرأة املتربجة يف الدنيا ويف اآلخرة‪ ،‬وعيد شديد يف‬
‫الدنيا‪ ،‬ووعيد شديد يف اآلخرة‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم ‪ -‬وقد استيقظ ليلة وهو يقول ‪( :-‬سبحان هللا !! ما‬
‫أنزل هللا من اخلزائن !! ما أنزل هللا من الفت !! من يوقظ صواحب احلجرات ليصلني ؟!) يعين أزواجه عليه‬
‫الصالة والسالم ورضي هللا عنهن‪ ،‬مث قال‪( :‬رب كاسية يف الدنيا عارية يف اآلخرة) املرأة تظن أهنا كاسية بثياب‬
‫شفافة !!‬

‫تظن أهنا كاسية بثياب قصرية !!‬

‫تظن أهنا كاسية بثياب ضيقة‪ ،‬وهي عارية عن التقوى‪ ،‬ال تبايل مبن ينظر إليها‪ ،‬ورمبا قصدت أن ينظر إليها‬
‫الرجال‪ ،‬فهي كاسية عارية عن التقوى والعياذ ابهلل‪.‬‬

‫قال عليه الصالة والسالم‪( :‬صنفان من أهل النار مل أرمها‪ :‬قوم معهم سياط كأذانب البقر يضربون هبا الناس‪،‬‬
‫ونساء كاسيات عارايت مميالت مائالت‪ ،‬رءوسهن كأسنمة البخت املائلة ال يدخلن اجلنة‪ ،‬وال جيدن رحيها‪ ،‬وإن‬
‫رحيها ليوجد من مسرية كذا وكذا) وعيد شديد ملن تربجت من نساء املسلمني‪.‬‬

‫وهكذا يقول عليه الصالة والسالم يف املرأة املتربجة قوال شديدا‪ ،‬قال‪( :‬أميا امرأة استعطرت‪ ،‬فمرت بقوم ليجدوا‬
‫رحيها فهي كذا وكذا) قال الراوي ‪ :‬قال فيها قوال شديدا‪.‬‬

‫فشم شيئا من طيبها‪ ،‬فقال‪ :‬اي أَ َمةَ اجلبار إىل‬


‫ورأى أبو هريرة رضي هللا عنه امرأة ذاهبة إىل املسجد‪ ،‬وقد تطيبت‪َّ ،‬‬
‫أين ؟! ‪.‬‬

‫قالت‪ :‬إىل املسجد‪.‬‬

‫قال‪ :‬وتطيبيت للمسجد ؟‬


‫قالت‪ :‬نعم ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فإن مسعت أاب القاسم عليه الصالة والسالم يقول‪( :‬ال تُقبل صالة امرأة تطيبت للمسجد حىت ترجع‬
‫فتغتسل غسل اجلنابة)‪.‬‬

‫ال إله اال هللا ‪!...‬‬

‫وهلذا هنى رسول ﷺ أن تتبخر املرأة‪ ،‬فتأيت املسجد‪ ،‬فقال عليه الصالة والسالم‪( :‬أميا امرأة أصابت خبورا فال‬
‫تشهد معنا العشاء اآلخرة)‪.‬‬

‫تُنهى املرأة عن التطيب‪ ،‬وهي ذاهبة اىل بيت هللا؛ لتعبد هللا‪ ،‬وتصلي هلل‪ ،‬فكيف مبن تطيبت وأصابت البخور‬
‫وخرجت ليشمها الرجال األجانب يف األسواق ويف املرافق ويف الطرقات ؟!!‬

‫وعيد شديد‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم‪( :‬سيكون نساء يف آخر أميت كاسيات عارايت رءوسهن كأسنمة البخت‬
‫العجاف‪ ،‬العنوهن فإهنن ملعوانت) أو كما قال ﷺ‪.‬‬

‫أترضني لنفسك أيتها املرأة املسلمة أن تكون أهال للعن ؟! أن تكون مستحقة للعن والطرد من رمحة هللا (العنوهن‬
‫فإهنن ملعوانت)‪.‬‬
‫املرأة املتربجة معاشر املسلمني ال تسأل عنها‪ ،‬ال تسأل عن سقوطها‪ ،‬ال تسأل عن خزيها‪ ،‬وهواهنا‪ِ ،‬‬
‫وعظَم‬
‫جِ‬
‫رمها‪ ،‬قال عليه الصالة والسالم‪( :‬ثالثة ال تسأل عنهم‪ :‬رجل فارق اجلماعة‪ ،‬وعصى إمامه‪ ،‬فمات عاصيا‪ ،‬وأمة‬ ‫ُ‬
‫أو عبد آبق‪ ،‬وامرأة غاب عنها زوجها‪ ،‬وقد كفاها مؤنة الدنيا‪ ،‬فتربجت بعده فال تسأل عنهم)‪.‬‬

‫املرأة املتربجة ظاملة إي ورِب ظاملة‪ ،‬ظلمت نفسها‪ ،‬وظلمت غريها بتربجها؛ وذلك أن الظلم هو‪ :‬وضع الشيء يف‬
‫غري موضعه‪ ،‬فهذه الزينة‪ ،‬وهذه املفاتن وهذه احملاسن حقها أن توضع وأن تُظهر للزوج‪ ،‬فعندما تظهر هذه احملاسن‬
‫يف األسواق ويف املرافق ويف الطرقات قد وضعت الشيء يف غري موضعه‪ ،‬فهي ظاملة لنفسها‪ ،‬ظاملة لغريها‪.‬‬

‫املرأة املتربجة معاشر املسلمني جماهرة هبذا املنكر العظيم‪ ،‬جماهرة هبذه املعصية العظيمة‪ ،‬أال وهي التربج‪ ،‬فيخشى‬
‫عليها أن تُسلب العافية‪ ،‬فقد قال عليه الصالة والسالم‪( :‬كل أميت معاىف إال اجملاهرين)‪.‬‬

‫كل أميت يف عافية‪ ،‬يف عافية من عذاب هللا يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬يف عافية من الفضيحة‪ ،‬يف عافية من اخلزي‪ ،‬يف‬
‫عافية من العار‪ ،‬يف عافية من الشنار‪ ،‬إال اجملاهرين الذين جياهرون ابملعاصي‪ ،‬ويعلنون املنكرات‪ ،‬فهؤالء ليسوا من‬
‫أهل العافية‪.‬‬

‫وال يقتصر معاشر املسلمني العقاب والوعيد والعذاب ابملرأة املتربجة نفسها فحسب‪ ،‬وإمنا قد يتعدى إىل غريها‬
‫بل إىل اجملتمع بسره‪.‬‬
‫خطب معاويةُ رضي هللا عنه وأرضاه على منرب املدينة‪ ،‬فقال‪ :‬اي أهل املدينة أين علماؤكم؟ ‪ -‬وقد أخذ كبة من‬
‫الشعر فقال ‪ :-‬اي أهل املدينة أين علماؤكم ؟ إمنا هلك بنو إسرائيل عندما اختذ نساؤهم مثل هذه ‪.‬‬

‫يعين تصل املرأة شعرها بشعر آخر‪ ،‬أو تضع كبة شعر يف رأسها حىت يكرب شعرها‪ ،‬فتلفت األنظار‪ ،‬وهي اليت قال‬
‫فيهن عليه الصالة والسالم‪( :‬رءوسهن كأسنمة البخت املائلة)‪.‬‬

‫قال معاوية فان مسعت رسول هللا ﷺ يقول‪( :‬إمنا هلك بنو اسرائيل عندما اختذ نساؤهم مثل هذه)‪.‬‬

‫فالعذاب ال يقتصر واهلالك ال يقتصر على املرأة املتربجة نفسها‪ ،‬وإمنا قد يتعدى إىل اجملتمع بسره؛ وهلذا قال‬
‫عليه الصالة والسالم‪( :‬اتقوا الدنيا‪ ،‬واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بين إسرائيل كانت يف النساء)‪.‬‬

‫وقال عليه الصالة والسالم‪( :‬ما تركت فتنة بعدي أضر على الرجال من النساء)‪.‬‬

‫وصدق هللا إذ يقول‪( :‬واتقوا فتنة ال تصينب الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن هللا شديد العقاب)‪.‬‬

‫أقول ما تسمعون وأستغفر هللا إنه هو الغفور الرحيم‬

‫‪-----------------------------------‬‬

‫احلمد هلل وأشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له وأشهد أن حممدا عبده ورسوله صلى هللا عليه وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم تسليما كثريا أما بعد ‪:‬‬
‫عرف العلماء التربج بنه إظهار احملاسن وإظهار الزينة للرجال األجانب‪ ،‬سواء كان يف األسواق أو كان يف املرافق‬
‫َّ‬
‫أو حىت البيت‪ ،‬تظهر زينتها ألخي زوجها أو لعم زوجها أو خلال زوجها‪ ،‬فهؤالء أجانب‪ ،‬إن أظهرت الزينة أو‬
‫شيئا من احملاسن هلم فهي متربجة‪.‬‬

‫وهكذا من التربج أن تظهر شيئا من شعرها أو تكشف وجهها أو تظهر جزءا من وجهها كما تفعل كثري من‬
‫فتيات املسلمني يف هذه األايم من توسيع فتحة الربقع‪ ،‬فيظهر جزء من وجهها‪.‬‬

‫وهكذا رمبا بعضهن تظهر شيئا من عنقها أو شيئا من ساعديها أو شيئا من رجليها‪ ،‬ال تلبس القفازات‪ ،‬وال تطيل‬
‫اجللباب‪ ،‬وال تطيل العباءة فتسرت قدميها أو تضع ُش َّرااب؛ حىت يسرت بشرهتا‪ ،‬فإن أظهرت شيئا من جسمها فهذا‬
‫من التربج‪.‬‬

‫بل قال بعض العلماء‪ :‬ظفرها عورة‪.‬‬


‫كم نرى وكم يرى الكثري من التساهل من قبل فتيات املسلمني يف هذا الباب‪ ،‬وهكذا إظهار شيء من احللي‪ ،‬هللا‬
‫عز وجل يقول‪( :‬وال يضربن برجلهن ليُعلم ما خيفني من زينتهن) فكيف ابليت تظهر احللي للرجال األجانب‪ ،‬فهي‬
‫من املتربجات‪.‬‬

‫وهكذا معاشر املسلمني لبس املرأة حلذاء كعبه عايل‪ ،‬هذا من التربج‪ ،‬إذا مرت به يف األسواق وأمام الرجال‬
‫األجانب‪ ،‬فهذا من التربج؛ ألنه يظهر شيئا من مفاتنها‪.‬‬

‫وهكذا معاشر املسلمني لبس الشفاف من الثياب الذي يرى أو تُرى البشرة من خالله‪.‬‬
‫ِ‬
‫حيجم املفاتن‪ ،‬ويربز احملاسن‪ ،‬كما يرى اجلميع من هذه العباءات الضيقة‬
‫وهكذا لبس الضيق من الثياب الذي ي‬
‫اليت تلبسها فتيات املسلمني إال من رحم هللا‪ ،‬ضيقة من مكان‪ ،‬وواسعة من آخر‪ ،‬تُظ ِهر مفاتن املرأة‪ ،‬وتربز‬
‫حماسنها‪.‬‬

‫وهكذا يف هذه األايم هذه العباءات امللونة امللفتة للنظار أنظار الرجال‪ ،‬وأنظار الشباب‪ ،‬فلبسها من التربج‪،‬‬
‫معاشر املسلمني هذه العباءات امللونة أو املطرزة تُلفت األنظار‪ ،‬وتفت املرأة يف نفسها‪ ،‬وتكون فتنة لغريها‪.‬‬

‫مر‪.‬‬
‫هكذا مأمورة املرأة ابلتحجب يف بيتها من أقارب زوجها كما َّ‬

‫وهكذا عليها ابلتسرت عند الظهور يف النوافذ‪ ،‬وعند األبواب‪ ،‬التسرت والتحجب‪ ،‬وعدم التربج على النوافذ وعلى‬
‫األبواب‪ ،‬فرمبا تساهلت املرأة أو تغافلت‪ ،‬فتحصل الفت‪ ،‬وحيصل ما ال حيمد عقباه‪.‬‬

‫وهكذا معاشر املؤمنني معاشر املسلمني كما أن املرأة مأمورة ابلتحجب والتسرت فأنت أيها الرجل مأمور بغض‬
‫البصر‪ ،‬بغض البصر عن النوافذ‪ ،‬بغض البصر عن األبواب‪،‬‬

‫حىت يواري جاريت مثواها‬ ‫***‬ ‫وأغض طريف إن بدت يل جاريت‬

‫مأمور بغض البصر يف الطرقات ويف األسواق كما أمر بذلك النب ﷺ‪ ،‬وكل حماسب أمام ربه تبارك وتعاىل‪ ،‬حتاسب‬
‫املرأة على تربجها‪ ،‬وحياسب الرجل على إطالقه بصره‪.‬‬

‫وهكذا نصيحة ألصحاب احملالت‪ ،‬تلك احملالت اليت يراتدها النساء‪ ،‬فرمبا دخلت عليه املرأة متربجة‪ ،‬فعليه أن‬
‫يكون آمرا ابملعروف‪ ،‬انهيا عن املنكر‪ ،‬أيمرها ابحلجاب‪ ،‬وأيمرها ابلتسرت‪ ،‬وال يسرتسل معها يف الكالم‪،‬‬
‫ضحكات‪ ،‬وطول حديث‪ ،‬وما شابه ذلك‪ ،‬فيقع ما ال حيمد عقباه‪ ،‬بل عليه أن أيمرها ابلتسرت واحلجاب‬
‫الشرعي‪ ،‬وإن نَـ َفر الناس عنه‪ ،‬نعم تنفر النساء عن هذا الرجل الذي أيمرها ابحلجاب وابلتسرت‪ ،‬فال يضرك وهللا‪،‬‬
‫وهللا يعوضك خريا من ذلك‪ ،‬فلنكن آمرين ابملعروف انهني عن املنكر ما استطعنا إىل ذلك سبيال‪.‬‬

‫فيا نساء املسلمني تقيدن بشرع هللا‪ ،‬واخضعن ألمر هللا‪ ،‬واعلمن أن احلجاب فريضة كما أن الصالة فريضة‪،‬‬
‫واعلمن أن احلجاب عبادة هلل كما أن الصالة عبادة تبارك وتعاىل‪.‬‬
‫ذكِر اجلميع حبديث وأثر‪ ،‬جتعلهما املرأة نصب عينيها‪ ،‬حديث املرأة السوداء تلك املرأة اليت كانت تصرع‬
‫وإن أ ي‬
‫فجاءت إىل النب ﷺ فقالت‪ :‬اي رسول هللا إن أُصرع فادعُ هللا يل‪.‬‬
‫ِ‬
‫صربت ولك اجلنة)‪.‬‬ ‫قال‪( :‬إن شئت دعوت هللا لك‪ ،‬وإن شئت‬

‫قالت‪ :‬أصرب‪ ،‬ولكن ادعُ هللا أال أتكشف‪.‬‬

‫مع أهنا ال لوم عليها‪ ،‬وال جناح عليها إذا َّ‬


‫تكشفت حال الصرع‪ ،‬فإن هذا أمر ليس بيدها‪ ،‬ومع ذلك انظروا اي‬
‫معاشر املسلمني اي معاشر املسلمات (ادعُ هللا يل أال أتكشف) فدعا هلا‪.‬‬

‫قال ابن عباس‪ :‬فكانت تُصرع وال تتكشف‪.‬‬

‫واألثر أثر عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬ملا ُدفِن رسول هللا ﷺ ودفن أبو بكر يف حجريت كنت أضع ثياِب‪ ،‬وأقول‪:‬‬
‫علي ثياِب حياء من عمر‪.‬‬
‫ما يف احلجرة إال زوجي وأِب‪ ،‬قالت‪ :‬فلما مات عمر‪ ،‬ودفن معهما شددت َّ‬
‫فاهلل هللا يف السرت‪ ،‬هللا هللا يف احلجاب‪ ،‬هللا هللا يف البعد على أسباب الفواحش‪ ،‬وعن أسباب الفت‪.‬‬

‫قام بتفريغها‪ :‬أحد طلبة الشيخ‪.‬‬

You might also like