You are on page 1of 48

‫اعداد أ‪.‬د‪ .

‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫‪1‬‬
‫اإلسمنت البورتالندي‬
‫‪Portland Cement‬‬
‫مقدمة‬
‫يمكن وصف اإلسمنت بشكل عام على أنه مادة ذات خصائص الصقة ومتماسكة تجعلها قادرة على ترابط مكونات أي خليط في قالب‪ .‬يشمل هذا‬
‫التعريف مجموعة كبيرة ومتنوعة من المواد اإلسمنتية االخرى‪.‬‬

‫لألغراض اإلنشائية‪ ،‬يقتصر معنى مصطلح "اإلسمنت " على مواد الترابط المستخدمة مع األحجار والرمال والطوب وكتل البناء وما إلى ذلك‪ .‬المكونات‬
‫الرئيسية لهذا النوع من اإلسمنت هي مركبات الجير‪ ،‬لذلك سيتم االهتمام باإلسمنت الكلسي في اعمال البناء ومشاريع الهندسة المدنية‪ .‬تتمتع اإلسمنتيات‬
‫ذات األهمية في صناعة الخرسانة بعد إضافة الماء بخاصيتي الشك االبتدائي والنهائي والتصلب من خالل التفاعل الكيميائي‪ ،‬وبالتالي يسمى باإلسمنت‬
‫الهيدروليكي‪.‬‬

‫يتكون اإلسمنت الهيدروليكي بشكل رئيسي من سليكات وألمنيوم الجير‪ ،‬ويمكن تصنيفه على نطاق واسع كإسمنت طبيعي وإسمنت بورتالندي وإسمنت‬
‫عالي األلومينا‪ .‬يتناول هذا الفصل تصنيع اإلسمنت البورتالندي وبنيته وخصائصه‪ ،‬عندما يكون غير مميه وفي حالته الصلبة‪ .‬يتم النظر في أنواع‬
‫اإلسمنت البورتالندي األخرى في الفصل من هذا الكتاب والمتعلق بالمواد االسمنتية االخرى‪.‬‬

‫نبذة تاريخية على صناعة اإلسمنت‬


‫تم استخدام مواد اإلسمنت قديما جدا‪ ،‬من قبل قدماء المصريين حيث استخدموا الجبس غير النقي المكلس‪ .‬اإلغريق والرومان هم أول من استخدام‬
‫اسمنت سليكات الكالسيوم‪ ،‬الذين اكتشفوا عند طحن الرماد البركاني بدقة وخلطه مع الجير‪ ،‬إلنتاج ما أصبح يعرف باسم اإلسمنت البوزوالني الذي‬
‫استخدم في بعض الهياكل الرومانية التي تم فيها ربط البناء بالمونة‪ ،‬مثل الكولوسيوم في روما والقائم حتى يومنا هذا‪ ،‬غالبا ما تكون مونة اإلسمنت‬
‫البوزوالني أقل تعرضا للعوامل الجوية من الحجر اللين إلى حد ما‪ ،‬وذلك بسبب التفاعل البوزوالني الذي يساهم بشكل أساسي في المقاومة واألداء‬
‫بواسطة مواد مثل الرماد المتطاير وميكروسليكا وميتاكاولين في الخرسانة الحديثة‪.‬‬

‫شهدت العصور الوسطى انخفاضا عاما في جودة واستخدام اإلسمنت‪ ،‬ولم يحدث أي تقدم في معرفة اإلسمنت إال في القرن الثامن عشر‪ ،‬عندما اكتشف‬
‫جون سميتون أن خلط البوزوالنا بالحجر الجيري الذي يحتوي على نسبة كبيرة من مادة الطين إلنتاج افضل مونة والتي تم استخدامها في بناء منارة‬
‫إديستون في ‪.1759‬‬

‫تم تطبيق مصطلح "اإلسمنت البورتالندي" ألول مرة بواسطة جوزيف أسبدين (‪ )Joseph Aspdin‬في براءات االختراع البريطانية رقم ‪ 5022‬لسنة‬
‫‪ ،1824‬التي لم يكن جوزيف أسبدين (‪ )Joseph Aspdin‬أول من أنتج أسمنت سليكا ت الكالسيوم‪ ،‬لكن براءة اختراعه البريطانية رقم ‪ 5022‬لسنة‬
‫‪ 1824‬أعطته األولوية الستخدام مصطلح "اإلسمنت البورتالندي"‪ .‬كان عمال آخرون نشطين في نفس الوقت أو قبل ذلك‪ ،‬وأبرزهم لويس فيكات‬
‫(‪ )Louis Vicat‬في فرنسا‪ .‬قام جوزيف أسبدين بوصف عملية صنع الحجر الصناعي عن طريق خلط الجير بالطين في شكل مالط وتكلس (التسخين‬
‫إلخراج ثاني أكسيد الكربون والماء) الكتل المجففة من المواد في الفرن تسمى الكلنكر بعد التبريد يتم اضافة الجبس وطحنهما إلنتاج اإلسمنت‪ .‬تم‬
‫استخدام مصطلح "البورتالندي" بسبب تشابه المنتج المقوى مع ذلك المنتج من حجر بورتالند من دورست (‪ )Dorset‬وأيضا ألن هذا الحجر يتمتع‬
‫بسمعة ممتازة في األداء‪ .‬تم عمل النموذج األولي لإلسمنت الحديث في عام ‪ 1845‬من قبل إسحاق جونسون‪ ،‬الذي أحرق خليطا من الطين والحجر‬
‫الجيري‪ ،‬حيث حدثت التفاعالت الالزمة لتشكيل مركبات إسمنتية قوية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫لم يكن لإلسمنت المنتج في النصف األول من القرن التاسع عشر نفس تركيبة المركب مثل اإلسمنت البورتالندي الحديث ألن درجة الح اررة التي تم‬
‫تحقيقها لم تكن عالية بما يكفي لتشكيل المعادن الرئيسية ألنواع اإلسمنت الحديثة‪ ،‬ثالثي سليكات الكالسيوم ‪ .C3S‬السليكات الموجودة األقل تفاعال ثنائي‬
‫سليكات الكالسيوم ‪. C2S‬‬

‫االبتكارات التقنية الرئيسية في صناعة اإلسمنت التي حدثت على مدى السنوات الـ ‪ 150‬الماضية تقريبا‪ .‬كان دخول الفرن الدوار في نهاية القرن التاسع‬
‫عشر هو الذي سمح بتصنيع منتج متجانس‪ ،‬والذي شهد درجة ح اررة عالية بما يكفي لضمان تركيب ‪ .C3S‬خالل القرن العشرين‪ ،‬تغيرت طبيعة المنتج‬
‫بشكل طفيف نسبيا من حيث التركيب الكيميائي والمعدني ولكن كان هناك تقدم كبير في تكنولوجيا اإلنتاج مما أدى إلى تحسين كفاءة الطاقة وتحسين‬
‫مراقبة الجودة وانخفاض األثر البيئي وانخفاض كثافة العمالة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن إدخال تقنية الفرن الدوار في أوائل القرن العشرين تزامنت مع نشر معايير اإلسمنت في المملكة المتحدة والواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ .‬كال المعيارين يتطلب مقاومة فحم حجري للعجينة اإلسمنتية للوصول إلى الحد األدنى من القيم عند ‪ 7‬و‪ 28‬يوما‪.‬‬

‫التحكم في نسب وحجم مكونات الكلنكر تم الوصول إليه بالتجربة والخطأ في أواخر القرن التاسع عشر إلى التحكم الدقيق باستخدام تقنيات األشعة‬
‫الحيادية الضوئية السريعة‪ .‬أدت التحسينات المستمرة في أساليب التصنيع ومراقبة الجودة جنبا إلى جنب مع الضغوط التنافسية في السوق إلى زيادة‬
‫أربعة أضعاف في مقاومة ‪ 28‬يوما التي قدمها اإلسمنت البورتالندي األوروبي النموذجي في ‪ 28‬يوما منذ أواخر القرن التاسع عشر ‪.1998 Blezard‬‬
‫في أوروبا‪ ،‬تم التحكم في زيادة حد المقاومة بشكل فعال من خالل إدخال معايير اإلسمنت مع حدود المقاومة العلوي والسفلي‪ .‬تم تحديد المعيار‬
‫األوروبي لإلسمنت االكثر استخداما ‪ EN 197-1‬في القسم ‪.1.6.3‬‬

‫صناعة اإلسمنت البورتالندي‬


‫من تعريف اإلسمنت البورتالندي الموضح أعاله‪ ،‬يمكن مالحظة أنه مصنع في األساس من مادة كلسية‪ ،‬مثل الحجر الجيري ومن األلومينا والسليكا‬
‫الموجودة في الطين‪ .‬كما يستخدم الطين الغنى بكربونات الكلسيوم‪ ،‬وهو خليط من المواد الجيرية والطينية‪ .‬هذه المواد لتصنيع اإلسمنت البورتالندي يمكن‬
‫العثور عليها في معظم البلدان تقريبا‪ ،‬وبهذه المواد الخام تعمل مصانع اإلسمنت في جميع أنحاء العالم‪.‬‬

‫تتكون عملية تصنيع اإلسمنت بشكل أساسي من طحن المواد الخام‪ ،‬وخلطها بشكل دقيق بنسب معينة وحرقها في فرن دوار كبير عند درجة ح اررة تصل‬
‫إلى حوالي ‪ 1450‬درجة مئوية عندما تتلبد المواد وتندمج جزئيا في كرات تعرف باسم الكلنكر‪ .‬يتم تبريد الكلنكر ويطحن إلى مسحوق ناعم‪ ،‬مع إضافة‬
‫بعض الجبس‪ ،‬ويصبح المنتج الناتج هو اإلسمنت البورتالندي التجاري المستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم‪ .‬سيتم اآلن إعطاء بعض‬
‫تفاصيل تصنيع اإلسمنت ‪ ،‬ويمكن اتباعها بشكل أفضل بالرجوع إلى التمثيل التخطيطي للعملية الموضحة في الشكل ‪.1.1‬‬

‫يمكن إجراء خلط وطحن المواد الخام إما في الماء أو في حالة جافة؛ ومن هنا جاءت تسمية العملية الرطبة والعملية الجافة‪ .‬تعتمد طرق التصنيع الفعلية‬
‫أيضا على صالبة المواد الخام المستخدمة والمحتوي الرطوبي بها‪ .‬بالنسبة ل لعملية الرطبة‪ .‬عند استخدام الطباشير‪ ،‬يتم تفتيته بدقة وتشتيته في الماء في‬
‫طاحونة الغسيل‪ .‬هذه عبارة عن حفرة دائرية مع أذرع نصف قطرية دوارة تحمل مكابس لتفكيك وتقليب كتل المواد الصلبة‪ .‬يتم أيضا فصل الطين وخلطه‬
‫بالماء‪ ،‬عادة في طاحونة غسيل مماثلة‪ .‬يتم ضخ الخليطين لمزجهما بنسب محددة مسبقا ويمران عبر سلسلة من الغرابيل‪ .‬يتدفق مالط اإلسمنت الناتج‬
‫إلى خزانات التخزين‪.‬‬

‫عند استخدام الحجر الجيري‪ ،‬يتم تفجيره وسحقه‪ ،‬عادة في كسارتين صغيرتين تدريجيا ‪ ،‬ثم تغذيته في طاحونة كروية مع الطين المنتشر في الماء‪ .‬هناك‪،‬‬
‫يتم االنتهاء من تفتيت الحجر الجيري (إلى نعومة الدقيق)‪ ،‬ويتم ضخ المالط الناتج في خزانات التخزين‪ .‬من هذه المرحلة تصبح العملية هي نفسها‬
‫بغض النظر عن الطبيعة األصلية للمواد الخام‪.‬‬

‫المالط ذو قوام رقيق‪ ،‬مع محتوى مائي يتراوح بين ‪ 35‬و‪ 50‬في المائة‪ ،‬وجزء صغير فقط من المواد حوالي ‪ 2‬في المائة حجمها أكبر من حجم الغربال‬
‫رقم ‪ ASTM 170‬مقاس ‪ 90‬ميكرومتر‪ .‬عادة ما يكون هناك عدد من صهاريج التخزين التي يتم فيها حفظ المالط‪ ،‬ويتم منع ترسب المواد الصلبة‬
‫العالقة بواسطة أداة تحريك ميكانيكية أو بواسطة فقاعة الهواء المضغوط‪ .‬يتم التحكم في محتوى الجير من المالط بنسبة المواد الجيرية والطينية‬

‫‪2‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫الشكل ‪ .1.1‬تمثيل بياني لكل من (‪ )a‬العملية الرطبة و (‪ )b‬العملية الجافة لتصنيع اإلسمنت‬

‫‪3‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫األصلية‪ ،‬كما ذكرنا سابقا‪ .‬يمكن إجراء التعديل النهائي من أجل تحقيق التركيب الكيميائي المطلوب من خالل مزج الطين من خزانات التخزين المختلفة‪،‬‬
‫وأحيانا باستخدام نظام متقن من خزانات المزج‪ .‬في بعض األحيان‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في المصانع الواقعة في أقصى شمال العالم في النرويج‪ ،‬تعد‬
‫المادة الخام صخرة من هذا النوع بحيث يتم سحقها بمفردها وال يلزم مزجها‪ .‬على الرغم من أن العملية الرطبة حققت تجانس لمزيج الخام بسهولة‪ ،‬إال‬
‫أنها زادت من استخدام الوقود الثقيلة إلخراج الماء الموجود في الفرن‪ .‬لذلك فان أكبر مصنع للمعالجة الجافة في العالم ينتج ‪ 10000‬طن من الكلنكر‬
‫يوميا باستخدام فرن يبلغ قطره ‪ 6.2‬متر وطوله ‪ 105‬متر‪ .‬الواليات المتحدة تستخدم تقنية العملية الجافة إلنتاج أكثر من ‪ %80‬من اإلسمنت المستهلك‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬يمر المالط بمحتوى الجير المطلوب إلى الفرن الدوار‪ .‬وهو عبارة عن أسطوانة فوالذية كبيرة مبطنة بالطوب الحراري لمقاومة الح اررة‪ ،‬يصل قطر‬
‫الفرن إلى ‪ 8‬أمتار‪ ،‬وأحيانا يصل طوله إلى ‪ 230‬مترا‪ ،‬يدور ببطء حول محوره‪ ،‬ويميل قليال في المستوي األفقي‪ .‬يتم تغذيته بالمالط في الطرف العلوي‬
‫بينما يتم نفخ الفحم المسحوق بواسطة مطلق لهب النار في الطرف السفلي من الفرن‪ ،‬حيث تصل درجة الح اررة إلى حوالي ‪ 1450‬درجة مئوية‪ .‬الفحم‬
‫المسحوق يجب أال يحتوي على نسبة عالية جدا من الرماد‪ ،‬إشارة خاصة ألنه يتم استخدام ‪ 220‬كجم من الفحم عادة إلنتاج طن واحد من اإلسمنت‪.‬‬
‫لتر لكل طن من اإلسمنت أو الغاز‬
‫هذا يجب أن يؤخذ في االعتبار عند النظر في سعر اإلسمنت‪ .‬كما تم استخدام النفط يترتب عليه استخدام ‪ 125‬ا‬
‫الطبيعي‪ ،‬ولكن منذ الثمانينيات تم تحويل معظم المصانع التي تعمل بالنفط إلى الفحم‪ ،‬وهو إلى حد بعيد الوقود األكثر استخداما في اغلب الدول‪.‬‬
‫نظر ألنه يتم حرقه في الفرن‪ ،‬يمكن استخدام الفحم الذي يحتوي على نسبة عالية من الكبريت دون انبعاثات ضارة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه ا‬

‫ميول ودوران الفرن يوجه المالط‪ ،‬في حركته إلى أسفل الفرن‪ ،‬بدرجات ح اررة ترتفع تدريجيا‪ .‬في البداية‪ ،‬يتم طرد الماء وتحرير ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬تخضع المادة الجافة لسلسلة من التفاعالت الكيميائية وخاصة في الجزء األكثر سخونة من الفرن‪ ،‬يصبح حوالي ‪ 20‬إلى ‪ 30‬في المائة‬
‫من المادة سائلة‪ ،‬ويتم إعادة اتحاد الجير والسليكا واأللومينا‪.‬‬

‫ثم تندمج الكتلة في كرات‪ ،‬قطرها من ‪ 3‬إلى ‪ 25‬ملم‪ ،‬والمعروفة باسم الكلنكر‪ .‬يسقط الكلنكر في مبردات‪ ،‬وهي من أنواع مختلفة وغالبا ما توفر وسائل‬
‫لتبادل الح اررة مع الهواء المستخدم الحقا الحتراق الفحم المسحوق‪ .‬لذلك يجب أن يعمل الفرن باستمرار من أجل ضمان نظام حراري ثابت‪ ،‬وبالتالي‬
‫انتظام وتوحيد الكلنكر‪ ،‬وكذلك للحد من تدهور البطانة الح اررية للفرن ‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن درجة ح اررة اللهب تصل إلى ‪ 1650‬درجة مئوية‪ .‬ينتج‬
‫أكبر فرن موجود في مصانع المعالجة الرطبة ‪ 3600‬طن من الكلنكر يوميا‪ .‬ا‬
‫نظر ألن تصنيع اإلسمنت بواسطة العملية الرطبة يتطلب الكثير من‬
‫الطاقة‪ ،‬كما لم يعد إنشاء مصانع معالجة رطبة جديدة اقتصاديا‪.‬‬

‫باستثناء الحاالت التي تتطلب المواد الخام استخدام العملية الرطبة‪ ،‬يتم استخدام العملية الجافة في الوقت الحاضر لتقليل الطاقة الالزمة للحرق‪ .‬عادة ‪،‬‬
‫تمثل عملية الحرق ‪ 40‬إلى ‪ 60‬في المائة من تكلفة اإلنتاج‪ ،‬بينما يمثل استخراج المواد الخام لتصنيع اإلسمنت ‪ 10‬في المائة فقط من إجمالي تكلفة‬
‫اإلسمنت‪.‬‬

‫في العمليات الجافة وشبه الجافة‪ ،‬يتم سحق المواد الخام وتغذيتها بالنسب الصحيحة في مطاحن السحق‪ ،‬وفيها يتم تجفيفها وتقليل حجمها إلى مسحوق‬
‫ناعم‪ .‬يتم بعد ذلك ضخ المسحوق الجاف‪ ،‬المسمى بالخام المطحون‪ ،‬إلى صوامع المزج‪ ،‬ويتم إجراء الضبط النهائي لنسب المواد المطلوبة لتصنيع‬
‫اإلسمنت‪ .‬للحصول على خليط منتظم وموحد‪ ،‬يتم خلط الخام المطحون‪ ،‬عادة عن طريق الهواء المضغوط الذي يؤدي إلى تحريك المسحوق ألعلى‬
‫وتقليل كثافته الظاهرية‪ .‬يتم ضخ الهواء فوق ال ربع من الصومعة في وقت واحد‪ ،‬وهذا يسمح للمواد الثقيلة على ما يبدو من األرباع غير المهواة بالتحرك‬
‫أفقيا في الربع المهوى وتصبح كالسائل‪ .‬تقريبا ومن خالل تهوية جميع األرباع بدورها لمدة إجمالية تبلغ حوالي ساعة واحدة‪ ،‬يتم الحصول على خليط‬
‫منتظم‪ .‬في بعض مصانع اإلسمنت ‪ ،‬يتم استخدام المزج المستمر‪.‬‬

‫في العملية شبه الجافة‪ ،‬يتم اآلن غربلة الخام المطحون والمخلوط وتغذيته في وعاء دوار يسمى المحبب‪ ،‬يزن الماء حوالي ‪ 12‬في المائة من الخام‬
‫المطحون الذي يتم إضافته في نفس الوقت‪ .‬بهذه الطريقة‪ ،‬يتم تشكيل حبيبات صلبة قطرها حوالي ‪ 15‬مم‪ .‬هذا ضروري‪ ،‬حيث أن المسحوق البارد الذي‬
‫يتم تغذيته مباشرة في الفرن لن يسمح بتدفق الهواء وتبادل الح اررة الالزمة للتفاعالت الكيميائية لتشكيل الكلنكر اإلسمنتي‪.‬‬

‫يتم تحميص الكريات بقوة في شبكة التسخين المسبق عن طريق الغازات الساخنة من الفرن‪ .‬تدخل الكريات بعد ذلك إلى الفرن‪ ،‬والعمليات الالحقة هي‬
‫نظر ألن محتوى الرطوبة في الكريات يبلغ ‪ 12‬في المائة فقط مقارنة بمحتوى رطوبة ‪ 40‬في المائة من‬
‫نفسها كما في عملية التصنيع الرطبة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ا‬
‫المالط الرقيق القوام المستخدم في العملية الرطبة‪ ،‬فإن فرن المعالجة شبه الجافة أصغر بكثير‪ .‬كما أن كمية الح اررة المطلوبة أقل بكثير ألن حوالي ‪12‬‬
‫في المائة فقط من الرطوبة يجب التخلص منها‪ ،‬ولكن تم استخدام الح اررة اإلضافية بالفعل إلزالة المحتوى الرطوبي في مواد الخام االولية (عادة ‪ 6‬إلى‬

‫‪4‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫‪ 10‬في المائة)‪ .‬هذه العملية اقتصادية للغاية فقط عندما تكون المواد الخام جافة نسبيا‪ .‬في مثل هذه الحالة‪ ،‬يمكن أن يكون إجمالي استهالك الفحم أقل‬
‫من ‪ 100‬كجم لكل طن من اإلسمنت‪.‬‬

‫في النصف الثاني من القرن العشرين تم إحراز تقدم كبير حيث بلغت ذروته في تطوير فرن العملية الجافة سابق التكليس‪ .‬في هذا النوع من اال ا‬
‫فرن‪،‬‬
‫تكتمل مرحلة استهالك الطاقة من إزالة الحجر الجيري الموجودة في الخليط الخام قبل دخول التغذية إلى الفرن الدوار‪ .‬يجلب التحصين المسبق للتغذية‬
‫العديد من المزايا‪ ،‬أهمها إنتاج الفرن العالي من الفرن الدوار قصير وصغير القطر نسبيا‪ .‬تقريبا جميع األفران الجديدة التي تم تركيبها منذ عام ‪1980‬‬
‫يوضح الشكل ‪ b1‬السمات الرئيسية لفرن سابق التكليس‪ .‬المواد الخام المطحونة لدرجة النعومة‪ ،‬والتي تحتوي على نسبة رطوبة تبلغ حوالي ‪ 0.2‬في‬
‫المائة‪ ،‬تحقق تركيبة مرضية في ظل ظروف التشغيل العادية‪ .‬تعتمد النعومة المطلوبة على طبيعة المواد الخام ولكنها تتراوح عادة ما بين ‪%30-10‬‬
‫المحتجزة على منخل ‪ 90‬ميكرون‪ .‬لذلك فان عملية التسخين المسبق نتيجة لطول الفرن أقصر مما هو عليه في العملية الرطبة‪.‬‬

‫يتم إدخال المواد الخام المتجانسة في الجزء العلوي من وعاء التسخين المسبق حتى ‪ 900‬درجة مئوية تقريبا وتمريرها ألسفل في وعاء ما قبل التكليس‪.‬‬
‫درجة ح اررة التسخين المسبق تكون مستقرة بحيث يكون التكليس منتظما وذو كفاءة عالية للتبادل الحراري‪ .‬يتم تعليق المواد في مجرى الغاز والتبادل‬
‫الحراري السريع‪ .‬يستخدم الغاز الساخن الخارج من الفرن والح اررة المنبعثة منه لتسخين هواء االحتراق في عملية التسخين المسبق‪ .‬ا‬
‫نظر ألن هذا الغاز‬
‫يحتوي على نسبة كبيرة من القلويات المتطايرة إلى حد ما والكلوريدات‪ ،‬فقد يلزم إزالة جزء من الغاز لضمان عدم وجود نسبة عالية جدا من المحتوى‬
‫القلوي في اإلسمنت‪ .‬وعلى الرغم من أن مدة بقاء المادة في وعاء التسخين المسبق ليست سوى بضع ثو ٍ‬
‫ان‪ ،‬إال أن ما يقرب من ‪ %90‬من الحجر‬
‫الجيري في المواد تكون خالية من الكربونات قبل دخولها للفرن الدوار‪ .‬كما يجب التأكيد على أن جميع العمليات تتطلب خليطا متجانسا من المواد الخام‬
‫ألن جزءا من التفاعالت في الفرن يجب أن يتم عن طريق االنتشار في المواد الصلبة‪ ،‬والتوزيع المنتظم للمواد ضروري لضمان منتج منتظم‪ .‬في الفرن‬
‫الدوار يتم تسخين المواد إلى درجة ح اررة تقريبا ‪ 1500‬درجة مئوية ونتيجة لعملية االنصهار الجزئي يتم تحويلها إلى مادة حبيبية تعرف باسم الكلنكر‪،‬‬
‫الذي يتميز باللون األسود الالمع والصلب‪ .‬مدة بقاء المادة في الفرن الدوار لعملية ما قبل التكليس عادة ‪ 30‬دقيقة‪.‬‬

‫بغض النظر عن العملية الرطبة او الجافة يخرج الكلنكر من الفرن الدوار عند درجة ح اررة تقريبا ‪ 1200‬درجة مئوية ويتم تبريده إلى ‪ 60‬درجة مئوية‬
‫تقريبا في منطقة التبريد قبل نقله إلى مستودعات التخزين ثم طحنه بالجبس (كبريتات الكالسيوم) إلنتاج اإلسمنت‪ .‬يتم استخدام الهواء الذي يبرد الكلنكر‬
‫كهواء ساخن في وعاء التسخين المسبق‪ ،‬وبالتالي يعمل على تحسين الكفاءة الح اررية للعملية‪ .‬تتم إضافة كبريتات الكالسيوم للتحكم في تفاعالت االماهة‬
‫األولية لإلسمنت ومنع الشك السريع‪.‬‬

‫جاهز للتسويق‪ .‬تعبئة اإلسمنت‬


‫ا‬ ‫بمجرد أن يتم طحن اإلسمنت بشكل ناعم ومقبول‪ ،‬عندما يصل إلى جسيمات دقيقة ‪ 1.1 × 1012‬لكل كيلوغرام‪ ،‬يصبح‬
‫في أكياس أو براميل تعتبر اقل استخداما‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن بعض أنواع اإلسمنت‪ ،‬مثل األبيض والمقاومة للرطوبة والمتمدد والمستخدم في ابار النفط‬
‫والعالي ألومينا‪ ،‬يتم تعبئتها دائما في أكياس أو براميل‪ .‬تحتوي االكياس القياسية على ‪ 50‬كجم من اإلسمنت؛ وفي بعض البلدان ‪ 42.6‬كجم؛ واحيانا‬
‫تستخدم أحجام أكياس أخرى‪ .‬في معظم األسواق التجارية أصبحت أكياس بوزن ‪ 25‬كجم هي األكثر استخداما‪.‬‬

‫حوالي عام ‪ ،1990‬كان متوسط استهالك الطاقة في الواليات المتحدة إلنتاج طن واحد من اإلسمنت في العملية الجافة ‪ 1.6‬ميجاوات‪/‬ساعة‪ .‬في‬
‫‪96.1‬‬
‫استهالك الكهرباء الذي يمثل حوالي ‪ 6‬إلى ‪8‬‬ ‫كثير‪ ،‬ويقل استهالك الطاقة عن ‪ 0.8‬ميجاوات‪/‬ساعة في النمسا‪.‬‬
‫المصانع الحديثة‪ ،‬ينخفض هذا الرقم ا‬
‫في المائة من إجمالي الطاقة المستخدمة‪ ،‬يكون عادة ‪ 10‬كيلووات‪/‬ساعة لسحق المواد الخام و‪ 28‬كيلووات‪/‬ساعة في إعداد الخام المطحون و‪24‬‬
‫تكلفة رأس المال إلنشاء مصنع أسمنت مرتفعة جدا‪ :‬حوالي ‪ 200‬دوالر أمريكي لكل طن‬ ‫‪18.1‬‬
‫كيلووات‪/‬ساعة في الحرق و‪ 41‬كيلووات‪/‬ساعة في الطحن‪.‬‬
‫من اإلسمنت المنتج سنويا‪.‬‬

‫كيمياء المواد االولية لصناعة الكلنكر‬


‫صناعة اإلسمنت هي في األساس صناعة معالجة كيميائية ولديها الكثير من القواسم المشتركة مع تصنيع ما يسمى بالمواد الكيميائية الثقيلة مثل‬
‫هيدروكسيد الصوديوم وكلوريد الكالسيوم‪ .‬إن التحكم الدقيق في كيمياء المنتج تكون ضرورية إلنتاج إسمنت ذو خصائص متسقة‪ .‬ينطبق هذا في التحكم‬
‫على األكاسيد الرئيسية الموجودة والشوائب‪ ،‬والتي يمكن أن يكون لها تأثير ملحوظ على كل من عملية التصنيع وخصائص اإلسمنت‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫كما هو موضح في الشكل ‪ ،2.1‬الذي يظهر التحليل الكيميائي لكلنكر اإلسمنت البورتالندي أنها تتكون بشكل رئيسي من أربعة أكاسيد‪( CaO :‬الجير)‬
‫و‪( SiO2‬السليكا) و‪( Al2O3‬األلومينا) و‪ ( Fe2O3‬أكسيد الحديد)‪ .‬من أجل تبسيط وصف التركيب الكيميائي‪ ،‬يتم استخدام شكل من االختصارات‬
‫المستخدمة من قبل كيمياء اإلسمنت حيث يشار إلى األكاسيد األربعة على التوالي ‪ C‬و ‪ S‬و ‪ A‬و‪.F‬‬

‫إن التعبير عن التحليل الكيميائي في شكل أكاسيد‪ ،‬بدال من العناصر الفردية للسليكون )‪ (Si‬والكالسيوم )‪ (Ca‬وما إلى ذلك‪ ،‬لديه ميزة أن إجمالي‬
‫التحليل يجب أن يقترب من ‪ ،100‬وهذا يوفر فحصا مفيدا لألخطاء‪ .‬يتم الحفاظ على ظروف األكسدة أثناء عملية الحرق وهذا يضمن أن العناصر‬
‫المعدنية الموجودة تكون موجودة بشكل فعال كأكاسيد على الرغم من اندماجها في الكلنكر كمعادن‪.‬‬

‫‪%‬‬ ‫المكونات الثانوية‬ ‫كيمياء االسمنت‬ ‫االختصار‬ ‫المكونات الرئيسية‬


‫‪%‬‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪Mn2O3‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪SiO2‬‬
‫‪0.15‬‬ ‫‪P2O5‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪Al2O3‬‬
‫‪0.30‬‬ ‫‪TiO2‬‬ ‫‪3.0‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪Fe2O3‬‬
‫‪1.50‬‬ ‫‪MgO‬‬ ‫‪65.5‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪CaO‬‬
‫‪1.20‬‬ ‫)‪SO3(S‬‬ ‫‪95.2‬‬
‫‪0.50‬‬ ‫الفاقد الحراري‬
‫‪0.72‬‬ ‫‪K2O‬‬
‫‪0.18‬‬ ‫‪Na2O‬‬
‫‪0.04‬‬ ‫الفلورين‬
‫‪0.02‬‬ ‫الكلوريد‬
‫‪0.01‬‬ ‫‪Trace elements‬‬

‫‪4.67‬‬

‫الشكل ‪ :2.1‬التركيب الكيميائي النموذجي لكلنكر اإلسمنت البورتالندي‪.‬‬


‫تفاعالت الكلنكر والمعادن الموجودة في اإلسمنت البورتالندي‬
‫يحتوي كلنكر اإلسمنت البورتالندي على أربعة مركبات كيميائية رئيسية‪ ،‬والتي يشار إليها عادة باسم معادن الكلنكر‪ .‬ويلخص الجدول ‪ 1.1‬المركبات‬
‫الرئيسية ومكونات المعادن والنطاق الطبيعي لمستويات كلنكر اإلسمنت البورتالندي الحالي والمستخدم في اعمال الخرسانة‪.‬‬

‫الجدول ‪ :1.1‬المركبات الرئيسية لإلسمنت البورتالندي‬


‫النطاق النموذجي‬ ‫المستوي النموذجي‬
‫االسم المعدني‬ ‫الصيغة الكيميائية‬ ‫االسم المختصر‬ ‫اسم المركب‬
‫(الكتلة ‪)%‬‬ ‫(الكتلة ‪)%‬‬
‫الاليت‬ ‫‪3CaO·SiO2‬‬ ‫ثالثي سليكات الكالسيوم‬
‫‪45–65‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪Alite‬‬ ‫‪or Ca3SiO5‬‬ ‫‪C3S‬‬ ‫‪Tricalcium silicate‬‬
‫‪10–30‬‬ ‫‪16‬‬ ‫البياليت‬ ‫‪2CaO·SiO2‬‬ ‫‪C2S‬‬ ‫ثنائي سليكات الكالسيوم‬
‫‪Belite‬‬ ‫‪or Ca2SiO4‬‬ ‫‪Dicalcium silicate‬‬
‫االلومينات‬ ‫‪3CaO·Al2O3‬‬ ‫ثالثي سليكات االلومينات‬
‫‪5–12‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪Aluminate‬‬ ‫‪or Ca3Al2O6‬‬ ‫‪C3A‬‬ ‫‪Tricalcium aluminate‬‬
‫‪6–12‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الفريت‬ ‫‪4CaO·Al2O3·Fe2O3‬‬ ‫‪C4AF‬‬ ‫رباعي سليكات الومينافريت‬
‫‪Ferrite‬‬ ‫‪or Ca4Al2Fe2O10‬‬ ‫‪Tetracalcium aluminoferrite‬‬

‫معادن سليكات الكالسيوم‪ C3S ،‬و‪ ، C2S‬هما المسؤوالن إلى حد كبير عن تطوير المقاومة وخصائص المتانة الهيكلية والمتانة على المدى الطويل‬
‫لإلسمنت البورتالندي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن التفاعل بين ‪( CaO‬الجير من الحجر الجيري) و ‪( SiO2‬السليكا من الرمل) يصعب تحقيقه‪ ،‬حتى في درجات‬
‫الح اررة المرتفعة‪ .‬يتم تسهيل االتحاد الكيميائي إلى حد كبير في حالة وجود كميات صغيرة من األلومينا وأكسيد الحديد (عادة ‪ Al2O3 %5‬و‪%3‬‬
‫‪ ،)Fe2O3‬حيث تساعد هذه على تركيب تدفق منصهر يمكن من خالله الجير والسليكا أن تحل جزئيا‪ ،‬ثم يتفاعالن إلنتاج ‪ C3S‬و‪ .C2S‬التفاعل‬
‫يتطلب أكبر قدر من الطاقة للتخلص من الكلس ‪ ، CaCO3‬والذي يحدث بشكل رئيسي في نطاق درجة الح اررة ‪ 1000-700‬درجة مئوية‪ .‬بالنسبة‬
‫للمزيج النموذجي الذي يحتوي على ‪ %80‬من الحجر الجيري‪ ،‬فإن مدخالت الطاقة للتخلص من الكلس ‪ CaCO3‬تبلغ حوالي ‪ 400 kCal/kg‬من‬
‫الكلنكر‪ ،‬وهو ما يقرب من نصف إجمالي متطلبات الطاقة في فرن العملية الجافة الحديثة‪ .‬عند اكتمال التخلص من الكلس عند حوالي ‪ 1100‬درجة‬
‫مئوية‪ ،‬ترتفع درجة ح اررة التغذية بشكل أسرع‪ .‬يتفاعل الجير مع السليكا لتركيب البياليت ‪ C2S‬ولكن يبقى مستوى الجير غير المتفاعل مرتفعا حتى‬
‫تصل درجة الح اررة تقريبا إلى ‪ 1250‬درجة مئوية‪ .‬هذا هو الحد األدنى من االستقرار الديناميكي الحراري الاليت ‪ .C3S‬عند درجة ح اررة تقريبا ‪1300‬‬
‫درجة مئوية يحدث انصهار جزئي‪ ،‬تكون فيه المواد سائلة بواسطة األلومينا وأكسيد الحديد الموجود‪ .‬ينخفض مستوى الجير غير المتفاعل ويتم تحويل‬
‫‪C2S‬إلى ‪ .C3S‬عندها التأكد من أن مستوى الجير غير المتفاعل (الجير الحر) أقل من ‪.%3‬‬

‫‪6‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫عادة‪ ،‬يكتمل تركيب ‪ C3S‬بشكل فعال عند درجة ح اررة المادة التي تبلغ حوالي ‪ 1450‬درجة مئوية‪ ،‬ويقل مستوى الجير غير المتحد ببطء فقط مع المزيد‬
‫من الوقت‪ .‬تتأثر السهولة التي يمكن بها االتحاد بين الكلنكر بشدة بمعادن المواد الخام‪ ،‬وعلى وجه الخصوص‪ ،‬مستوى السليكا الخشنة (الكوارتز)‬
‫الموجودة‪ .‬كلما ارتفع مستوى السليكا الخشنة في المواد الخام‪ ،‬يجب طحن الخليط بدقة لضمان تركيبة مرضية في درجات ح اررة الفرن المقبولة‪.‬‬

‫ترتبط السليكا الخشنة أيضا بحدوث عناقيد من بلورات بليت كبيرة نسبيا حول مواقع جسيمات السليكا‪ .‬الشكالن ‪ a6.1‬و‪ b6.1‬عبارة عن صورة ضوئية‬
‫لكلنكر "عادية" تحتوي على االيت وبيليت موزعة جيدا وكلنكر يتم إنتاجهما من مواد خام تحتوي على سليكا خشنة نسبيا‪.‬‬

‫‪ C2S‬الكتلة الناجمة عن السليكا الخشنة في خلط‬ ‫كلنكر ذات نوعية جيدة‪ ،‬صغيرة منتظم الحجم ‪ C3S‬و‪C2S‬‬

‫االليت‬ ‫البياليت‬ ‫الصهور‬ ‫االليت‬


‫(واقع بين فرجتين) البياليت‬
‫)‪(a‬‬ ‫)‪(b‬‬
‫شكل ‪ :6.1‬صورة ضوئية تعكس كلنكر اإلسمنت البورتالندي‪.‬‬

‫يعتبر البياليت الموجود في العناقيد أقل تفاعال من البليت الصغير الموزع جيدا وهذا له تأثير سلبي على مقاومة اإلسمنت‪.‬‬

‫عندما يمر الكلنكر تحت اللهب‪ ،‬يبدأ في التبريد ويتبلور ‪ C3A‬و‪ C4AF‬المنصهر‪ ،‬اللذان يشكالن مرحلة التدفق والتبلور‪ .‬عادة ما يكتمل هذا التبلور‬
‫عندما يخرج الكلنكر من الفرن الدوار ويدخل المبرد عند درجة ح اررة تقريبا ‪ 1200‬درجة مئوية‪ .‬يجب تجنب التبريد البطيء حيث يمكن أن يؤدي ذلك‬
‫إلى زيادة محتوى البياليت على حساب االليت وكذلك تركيب بلورات ‪ C3A‬كبيرة نسبيا والتي يمكن أن تؤدي إلى ريولوجيا الخرسانية غير مقبولة (الطلب‬
‫على الماء والتصلب)‪.‬‬

‫نسب التحكم‬
‫التحكم في تركيب الكلنكر‪ ،‬وتحسين أداء المصنع إلى حد كبير يساعده استخدام ثالث نسب‪:‬‬
‫معامل تشبع الجير‪LSF = [C/(2.8S + 1.2A + 0.65F)] × 100% :‬‬
‫نسبة السليكا‪SR = S/ A+F :‬‬
‫نسبة االلومينيا‪AR = A/F :‬‬

‫إن نسبة التحكم األكثر أهمية هو م عامل تشبع الجير‪ ،‬والذي يتم تحديده بنسبة الجير‪ ،‬إلى السليكا واأللومينيا وأكسيد الحديد‪ ،‬ويحكم النسب النسبية لـ‬
‫‪ C3S‬و‪ .C2S‬تم اشتقاق صيغة ‪ LSF‬من دراسات توازن درجة الح اررة العالية‪ .‬عندما يكون ‪ LSF‬أعلى من ‪ ،%100‬يكون هناك فائض من الجير‪،‬‬
‫والذي ال يمكن اتحاده بغض النظر عن مدة حرق الكلنكر‪ ،‬ويظل هذا الجير الحر في الكلنكر‪ .‬ا‬
‫نظر ألنه يجب تحقيق مستوى منخفض من الجير غير‬
‫المتحد (تقريبا ‪ %3‬كحد أقصى ويفضل أقل من ‪ ،)%2‬يقع ‪ LSFs‬للكلنكر عادة في النطاق ‪ .%98-95‬يوضح الشكل ‪ 7.1‬تأثير ‪ LSF‬على محتوى‬
‫‪C3S‬و‪ ،C2S‬ودرجة ح اررة الحرق المطلوبة للحفاظ على الجير الخالي من الكلنكر أقل من ‪( %2‬يشار إليها عادة باسم درجة ح اررة الدمج)‪ .‬تم حساب‬
‫محتويات ‪ C3S‬و‪ C2S‬بالطريقة المسماة ‪ .Bogue‬تتم مناقشة هذا اإلجراء بمزيد من التفاصيل الحقا‪ .‬عادة‪ ،‬إذا تم زيادة ‪ LSF‬في مصنع أسمنت‬
‫معين‪ ،‬فيجب أن يكون الخليط الخام مطحون بشكل ناعم‪ ،‬أي يتم تقليل نسبة الجسيمات الخشنة من ‪ 90‬ميكرون‪.‬‬

‫من أجل ضمان األداء األمثل للفرن وجودة اإلسمنت المنتظم‪ ،‬من الضروري الحفاظ على ‪ LSF‬للمزيج الخام ضمن نطاق ضيق‪ ،‬بشكل مثالي ‪ %2‬أو‪،‬‬
‫بشكل أدق‪ ،‬مع انحراف معياري أفضل من ‪ ، %1‬يتم تحديده على عينات كل ساعة‪ .‬بما أن التغيير في ‪ LSF‬بنسبة ‪( %1‬في الجير الحر الثابت)‬
‫يتوافق مع التغيير في ‪ ،C3S %2‬فإن نطاق التغير ‪ C3S‬هو تقريبا ضعف نطاق ‪.LSF‬‬

‫‪7‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫الشكل ‪ 7.1‬تأثير الكلنكر ‪ LSF‬على تركيب مركب وسهولة االتحاد‪.‬‬

‫نسبة السليكا (‪ )SR‬هي نسبة السليكا إلى األلومينيا وأكسيد الحديد‪ .‬بالنسبة لـ ‪ LSF‬معطى‪ ،‬كلما زادت نسبة السليكا زاد إنتاج ‪ C3S‬وقل انتاج ‪C3A‬‬
‫و‪ ، C4AF‬فيما يتعلق بتصنيع الكلنكر‪ ،‬أنه كلما زادت نسبة السليكا ‪ ،SR‬يقل تشكل السائل المنصهر‪ .‬هذا يجعل تركيبة الكلنكر أكثر صعوبة ما لم يتم‬
‫تقليل ‪ LSF‬للتعويض‪ .‬تسهل مرحلة الجريان اندماج الكلنكر في العقيدات وكذلك تشكيل طالء و ٍ‬
‫اق على بطانة الفرن الحراري‪ .‬كالهما أكثر صعوبة في‬
‫تحقيقه مع زيادة ‪.SR‬‬

‫عادة ما تكون نسبة األلومينيا ‪ AR‬هي النسبة الثالثة التي يجب أخذها في االعتبار‪ .‬عادة ما يكون ‪ AR‬تقريبا من ‪ 1.4‬مثاليا لحرق الكلنكر‪ ،‬حيث يتم‬
‫عند هذه القيمة زيادة كمية الطور السائل المتشكل عند حدوث ذوبان جزئي ألول مرة عند ‪ 1300‬درجة مئوية‪ .‬اإلسمنت الذي يحتوي على نسبة عالية‬
‫من األلومينيا يكون ذو محتوى عالي من ‪ ،C3A‬ويمكن أن يكون هذا غير مالئم في بعض تطبيقات اإلسمنت‪ ،‬على سبيل المثال حيث يكون من‬
‫المرغوب فيه تقليل ارتفاع درجة ح اررة الخرسانة‪ .‬لحسن الحظ‪ ،‬من السهل نسبيا التحكم في نسبة ‪ AR‬عن طريق إضافة صغيرة من أكسيد الحديد إلى‬
‫المزيج‪.‬‬

‫نتيجة لمتطلبات السوق لإلسمنت من مصادر مختلفة للحصول على خصائص متشابهة وأيضا لتحسين إنتاج الكلنكر‪ ،‬كان هناك اتجاه لتقارب كيمياء‬
‫الكلنكر "القياسي"‬
‫‪95–97%‬‬ ‫‪LSF‬‬
‫‪2.4–2.6‬‬ ‫‪SR‬‬
‫‪1.5–1.8‬‬ ‫‪AR‬‬
‫في معظم المصانع‪ ،‬يتطلب تحقيق هذه الكيمياء المثالية استخدام المواد التصحيحية مثل الرمل وأكسيد الحديد‪.‬‬

‫حساب تركيبة مركب الكلنكر‬


‫يمكن تقدير مستويات معادن الكلنكر األربعة باستخدام طريقة حساب اقترحها ‪ Bogue‬ألول مرة في عام ‪( 1929‬انظر ‪ .)Bogue 1955‬تتضمن‬
‫الطريقة االفتراضات التالية‪:‬‬
‫• يتم دمج جميع ‪ Fe2O3‬في صورة ‪C4AF‬‬
‫• يتم دمج المتبقي من ‪( Al2O3‬أي بعد خصم ذلك المدمج في ‪ )C4AF‬في صورة ‪C3A‬‬
‫‪ CaO‬مجتمعة في المستويات المحسوبة لـ ‪ C3A‬و‪ C4AF‬وأي جير حر يتم خصمه من إجمالي ‪ CaO‬ويحدد مستوى ‪ SiO2‬نسب كل من ‪C3S‬‬
‫و‪ .C2S‬يمكن التعبير عن اإلجراء رياضيا (بالكتلة ‪ )%‬على النحو التالي‪:‬‬
‫‪) – 7.600 SiO2 – 6.718 Al2O3 – 1.430 Fe2O3‬الجير الحر – ‪ CaO‬اجمالي(‪C3S = 4.071‬‬
‫‪C2S = 2.867 SiO2 – 0.7544 C3S‬‬
‫‪C3A = 2.65 Al2O3 – 1.692 Fe2O3‬‬
‫‪C4AF = 3.043 Fe2O3‬‬

‫‪8‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫قد ال تتوافق األرقام المحسوبة تماما مع نسب معادن الكلنكر المحددة بواسطة حيود األشعة السينية الكمية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإنها تعطي دليال جيدا‬
‫لخصائص اإلسمنت من حيث تطوير المقاومة وح اررة االماهة ومقاومة الكبريتات‪.‬‬

‫عند حساب مركب مكونات اإلسمنت (بدال من الكلنكر)‪ ،‬فإن االصطالح الطبيعي هو افتراض أن كل ‪ SO3‬الموجودة مدمجة مع ‪( Ca‬أي أنه موجود‬
‫على شكل كبريتات الكالسيوم)‪ .‬وبالتالي يتم تقليل إجمالي ‪ CaO‬بواسطة مستوى الجير الحر و‪.SO3 × 0.7‬‬

‫تأثير المكونات الثانوية‬


‫كما هو موضح في الشكل ‪ ،2.1‬يتكون ما يقرب من ‪ %95‬من الكلنكر من أكاسيد ‪ CaO‬و‪ SiO2‬و‪ Al2O3‬و‪( Fe2O3‬لكنها موجودة في شكل متحد‬
‫كمعادن الكلنكر) ويتكون الباقي ب ما يسمى المكونات الثانوية‪ .‬تمت مراجعة تأثير المكونات الثانوية على صناعة وخصائص اإلسمنت ‪(Moir and‬‬
‫)‪Glasser, 1992; Bhatty, 1995‬‬

‫يشير الجدول ‪ 2.1‬إلى المستويات النموذجية للمملكة المتحدة للمكونات الثانوية األكثر شيوعا ويلخص تأثيرها على عملية تصنيع اإلسمنت‪ .‬يجب‬
‫التحكم في مدخالت أكاسيد الفلزات القلوية (‪ Na2O‬و‪ )K2O‬و‪ SO3‬والكلوريد ألنها متطايرة في الفرن ويمكن أن تسبب مشاكل تشغيلية شديدة مرتبطة‬
‫بتكثيفها وتشكيل تراكم في النهاية الخلفية للفرن ومقدمة مطلق لهب التسخين‪.‬‬

‫الجدول ‪ :2.1‬تأثير المكونات الثانوية األكثر شيوعًا على عملية التصنيع‬


‫التأثير على العملية‬ ‫النطاق النموذجي لمستويات الكلنكر في المملكة المتحدة‬ ‫المكون الثانوي‬
‫تتطاير الكبريتات القلوية في الفرن وتتكثف في مناطق درجة حرارة منخفضة‬ ‫‪0.07–0.22‬‬ ‫أكسيد الصوديوم ‪Na2O‬‬
‫مما يؤدي إلى تراكم وانسداد‬ ‫‪0.52–1.0‬‬ ‫أكسيد البوتاسيوم ‪K2O‬‬
‫‪0.5–1.5‬‬ ‫أكسيد الكبريت ‪SO3‬‬
‫يساعد بشكل كبير على الجمع بفضل عمل التمعدن‬ ‫‪0.01–0.20‬‬ ‫الفلورين ‪Fluorine‬‬
‫الكلوريدات القل ية شديدة التقلب وتتسبب في تراكم وانسداد‬ ‫‪0.005–0.05‬‬ ‫الكلوريدات ‪Chloride‬‬
‫عمل الجريان الطفيف‬ ‫‪0.8–2.5‬‬ ‫أكسيد الماغنيسيوم ‪MgO‬‬
‫طفيف ‪ -‬ولكن يجب تقليل بعضها (مثل الثاليوم) للحد من االنبعاثات إلى البيئة‬ ‫‪5–100ppm‬‬ ‫‪Trace metals‬‬

‫الفلزات القلوية ‪ Na2O‬و‪ K2O‬لها صلة قوية جدا لـ ‪ SO3‬والمرحلة السائلة تحتوي على ‪ Na+‬و‪ K+‬و‪ Ca2+‬و‪ SO42-‬أيونات غير قابلة لالمتزاج مع‬
‫الكلنكر الرئيسي السائل ( ‪ C3A‬و‪ C4AF‬المنصهر)‪ .‬عند التبريد يتبلور هذا إلنتاج كبريتات قلوية مثل ‪ K2SO4‬وأفثيتاليت ‪aphthitalite‬‬
‫)‪ (3K2SO4·Na2SO4‬و النجبينيت الكالسيوم ‪ .(K2SO4· 2CaSO4) langbeinite‬تعتمد منتجات التبلور على المستويات النسبية الثنان من‬
‫األكاسيد القلوية ومستوى ‪ .SO3‬إذا كان هناك ‪ SO3‬غير كاف للدمج مع أكاسيد الفلزات القلوية‪ ،‬فقد تدخل هذه في محلول صلب في أطوار األلمنيوم‬
‫والسليكات‪ .‬يمكن يستقر ‪ C2S‬عند درجات ح اررة أعلى من ‪ 1250‬درجة مئوية مما يعوق تركيب ‪ .C3S‬يمكن أن يحدث استقرار مماثل لـ ‪ ،C2S‬يتطلب‬
‫"حرقا شديدا" لخفض مستوى الجير الحر إلى مستوى مقبول‪ ،‬إذا كان هناك فائض كبير من ‪ SO3‬على القلويات‪.‬‬

‫ويرتبط نقص ‪ SO3‬في الكلنكر بتحسين نشاط ‪ C3A‬والصعوبات في تحقيق ريولوجيا الخرسانية المرضية في عمر مبكرة‪.‬‬

‫يحدث الفلورين بشكل طبيعي في بعض رواسب الحجر الجيري‪ ،‬وله تأثير مفيد على مزيج الكلنكر‪ .‬كما إنه يعمل كمعدن ومدفق‪ ،‬مما يزيد من كمية‬
‫السائل المتكون عند درجة ح اررة معينة واستقرار ‪ C3S‬أقل من ‪ 1250‬درجة مئوية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب التحكم في مستوى الكلنكر أقل من ‪ %0.25‬تقريبا‬
‫لتجنب انخفاض ملحوظ في التفاعل المبكر لإلسمنت‪.‬‬

‫يجب أيضا التحكم في المكونات الثانوية بسبب تأثيرها على خصائص اإلسمنت ومتانة الخرسانة أيضا‪ .‬لذلك فإن مستويات القلويات وثاني أكسيد‬
‫الكبريت وكلوريد واكسيد الماغنيسيوم محدودة أيضا بالمعايير الوطنية لإلسمنت أو الكودات العملية ‪ .‬تتم مراجعة هذه الجوانب الحقا‪.‬‬

‫طحن اإلسمنت‬
‫عادة ما يتم نقل الكلنكر إلى مخزن مغطى‪ ،‬بشرط أن تكون المخزونات كافية‪ ،‬ويبرد الكلنكر من درجة ح اررة الخروج من الفرن الى درجة ح اررة من ‪-50‬‬
‫‪ 80‬درجة مئوية او إلى درجة حراره تقترب من البيئة المحيطة‪ .‬إذا كان مخزون الكلنكر منخفضا‪ ،‬فقد يتم طحن الكلنكر إلنتاج اإلسمنت دون وجود‬
‫فرصة لتبريده أكثر أثناء التخزين‪ .‬يتم طحن الكلنكر إلى مسحوق ناعم يحتوي على ما يقرب من ‪ %5‬من كبريتات الكالسيوم‪ ،‬والذي يتم إضافته للتحكم‬
‫في التفاعالت المبكرة لمرحلة األلومينات‪ .‬يتم تناول هذه التفاعالت بالتفصيل في القسم التالي‪ .‬كما تسمح المعايير األوروبية ألنواع اإلسمنت الشائعة‬

‫‪9‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫بإضافة ما يصل إلى ‪ %5‬من مكون إضافي ثانوي )‪ ،(mac‬والذي يكون في الواقع عمليا من الحجر الجيري‪ .‬يمكن أن تكون ‪ Macs‬مفيدة في تحسين‬
‫خصائص انسيابية اإلسمنت‪.‬‬

‫الغالبية العظمى من اإلسمنت المنتج في جميع أنحاء العالم مطحون في المطاحن الدوارة المغلقة‪ ،‬وهي عبارة عن أنابيب دوارة تحتوي على مجموعة من‬
‫أحجام كرات من الحديد‪ .‬يوضح الشكل ‪ 8.1‬تركيب الطاحونة الدوارة المغلقة‪.‬‬

‫الشكل ‪ 8.1‬الشكل التخطيطي لطاحونة الطحن الدوارة المغلقة‪.‬‬

‫عادة ما تحتوي الطواحين الدوارة المغلقة على غرفتين مفصولة بحاجز به فتحة تسمح لإلسمنت المطحون جزئيا بالمرور عبره ويحتفظ بكرات الطحن‪.‬‬
‫تحتوي الغرفة األولى على كرات حديدية كبيرة (قطر ‪ )90 mm-60‬ل سحق الكلنكر‪ .‬تتراوح أحجام الكرة في الغرفة الثانية عادة ما بين ‪.38 mm-19‬‬
‫تعمل المطحنة في دائرة مغلقة يمر فيها منتج المطحنة إلى جهاز ال فصل حيث يتم رفض الجسيمات الخشنة وإعادتها إلى الطاحونة لمزيد من الطحن‪.‬‬
‫وبالتالي يمكن أن يكون المنتج النهائي أفضل بكثير من المواد التي تخرج من المصنع‪ .‬تُعرف المطاحن التي ال تحتوي على هذه المرحلة الفاصلة‬
‫بمطاحن الدوارة المفتوحة وهي أقل كفاءة خاصة في صقل اإلسمنت العالي (فوق ‪ .)350 m2/kg‬كفاءة عملية طحن الكلنكر منخفضة للغاية‪ .‬حيث انه‬
‫في الواقع يتم استخدام أقل من ‪ %2‬من الطاقة الكهربائية المستهلكة في تكسير الجسيمات؛ يتم تحويل الباقي إلى ح اررة‪ .‬تم تجهيز المطاحن الحديثة‬
‫برشاشات المياه الداخلية‪ ،‬والتي تبرد العملية عن طريق التبخر‪ .‬عادة ما تكون درجات ح اررة مطحنة اإلسمنت في نطاق ‪ 130-110‬درجة مئوية وعند‬
‫درجة الح اررة هذه‪ ،‬يتم إضافة كبريتات الكالسيوم في صورة اماهة (الجبس‪ )CaSO4•2H2O ،‬للتحكم في تفاعالت االماهة األولية التي تتعرض‬
‫للجفاف‪ .‬هذا له بعض المزايا ولكن يجب التحكم في مستوى كبريتات الكالسيوم غير مميه لتحسين خصائص الطلب على الماء في اإلسمنت‪ .‬أدى‬
‫انخفاض كفاءة عملية الطحن إلى بذل جهود كبيرة إليجاد عمليات أكثر كفاءة‪ .‬كقاعدة عامة كلما زادت كفاءة عملية الطحن‪ ،‬كلما كان تصنيف حجم‬
‫الجسيمات أكثر حدة‪ .‬نطاق حجم الجسيمات األ صغر يمكن أن يؤدي هذا إلى زيادة الطلب على الماء من اإلسمنت‪ ،‬على األقل في العجائن وخلطات‬
‫الخرسانة الغنية‪ .‬هذا ألنه مع اقتراب التوزيع الحجمي ال توجد جسيمات دقيقة كافية لملء الفراغات بين الجسيمات األكبر ويجب ملء هذه الفراغات‬
‫بالماء‪ .‬أدت المخاوف بشأن أداء المنتج في السوق وأيضا المشكالت الميكانيكية والصيانة مع بعض تقنيات الطحن الجديدة احتفظت الطاحونة الدوارة‬
‫بموقعها المهيمن‪ .‬أحد الحلول الوسط‪ ،‬التي تقلل من متطلبات طاقة الطحن دون اإلخالل بجودة المنتج‪ ،‬هي الطحن المسبق في طاحونة قبل‪ ،‬مثل‬
‫مكبس لفة الضغط العالية‪ ،‬لسحق الكلنكر ناعما مما يجنب الحاجة إلى وسائط طحن كبيرة في الغرفة األولى لكرات الطحن‪.‬‬

‫التركيب الكيميائي لإلسمنت البورتالندي‬


‫لقد رأينا أن المواد الخام المستخدمة في صناعة اإلسمنت البورتالندي تتكون بشكل أساسي من الجير والسليكا واأللومينا وأكسيد الحديد‪ .‬تتفاعل هذه‬
‫المركبات مع بعضها البعض في الفرن لتشكيل سلسلة من المنتجات األكثر تعقيدا‪ ،‬وبصرف النظر عن بقايا صغيرة من الجير غير المركب والتي لم‬
‫يكن لديها الوقت الكافي للتفاعل‪ ،‬يتم الوصول إلى حالة توازن كيميائي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يتم الحفاظ على هذا التوازن أثناء التبريد‪ ،‬وسيؤثر معدل التبريد‬
‫على درجة التبلور وكمية المواد غير المتبلرة الموجودة في الكلنكر المبرد‪ .‬تختلف خصائص هذه المادة غير المتبلورة‪ ،‬والمعروفة باسم الزجاج‪ ،‬بشكل‬
‫كبير عن خصائص المركبات البلورية ذات التركيبة الكيميائية المتشابهة نظريا‪ .‬تعقيدات أخرى تظهر من تفاعل الجزء السائل من الكلنكر مع المركبات‬
‫البلورية الموجودة بالفعل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن اعتبار اإلسمنت في حالة توازن مجمد‪ ،‬أي ان المنتجات المبردة من المفترض أن تعيد إنتاج التوازن الموجود‬
‫عند درجة ح اررة الكلنكر‪ .‬هذا االفتراض يتم حسابه في تركيبة مكونات اإلسمنت التجاري‪ :‬حيث يتم حساب التركيبة "المحتملة" من الكميات المقاسة‬

‫‪10‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫لألكاسيد الموجودة في الكلنكر كما لو حدث تبلور كامل لمنتجات التوازن‪ .‬عادة ما يتم اعتبار أربعة مركبات كمكونات رئيسية لإلسمنت‪ :‬وهي مدرجة في‬
‫الجدول ‪ ، 1.1‬مع رموزها المختصرة‪ .‬يصف هذا التدوين المختصر‪ ،‬الذي يستخدمه كيميائيو اإلسمنت‪ ،‬كل أكسيد بحرف واحد‪ ،‬بمعنى‪:‬‬

‫‪CaO = C‬؛ ‪SiO2 = S‬؛ ‪Al2O3 = A‬؛ و‪Fe2O3 = F‬‬

‫وبالمثل‪ H2O ،‬في اإلسمنت الممويه يُشار إليه بـ ‪ ، H‬و‪ SO3‬بي‪.‬‬


‫في الواقع‪ ،‬السليكات في اإلسمنت ليست مركبات نقية‪ ،‬ولكنها تحتوي على أكاسيد طفيفة في محلول صلب‪ .‬هذه األكاسيد لها تأثيرات كبيرة على‬
‫الترتيبات الذرية والشكل البلوري والخصائص الهيدروليكية للسليكات‪ .‬يعتمد حساب المكونات المحتملة لإلسمنت البورتالندي على عمل ‪R. H. Bogue‬‬
‫وغيره‪ ،‬وغالبا ما يشار إليه باسم "مكونات ‪ ."Bogue‬فيما يلي معادالت ‪ Bogue1.2‬للنسب المئوية للمركبات الرئيسية في اإلسمنت‪ .‬تمثل المصطلحات‬
‫بين قوسين النسبة المئوية ألكسيد معين في إجمالي كتلة اإلسمنت‪.‬‬

‫)‪C3S = 4.07(CaO) – 7.60(SiO2) – 6.72(Al2O3) – 1.43(Fe2O3) – 2.85(SO3‬‬


‫)‪C2S = 2.87(SiO2) – 0.75(3CaO.SiO2‬‬
‫)‪C3A = 2.65(Al2O3) – 1.69(Fe2O3‬‬
‫‪C4AF = 3.04(Fe2O3).‬‬
‫وهذا ليس ضمن نطاق هذا الكتاب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب أن نالحظ أن تركيبة ‪ Bogue‬تقلل من محتوى ‪C3S‬‬ ‫هناك أيضا طرق أخرى لحساب التركيب‪،‬‬
‫‪1.1‬‬

‫(وتبالغ في تقدير‪ )C2S‬ألن أكاسيد أخرى تحل محل بعض من ‪ CaO‬في ‪C3S‬؛ كما سبق ذكره‪ ،‬ال يمكن ان نجد ‪ C3S‬و ‪ C2S‬كيميائيا في حالة نقية‬
‫في كلنكر اإلسمنت البورتالندي‪ .‬تم تطوير وتعديل مكونات ‪ Bogue‬التي ت أخذ في االعتبار وجود أيونات بديلة في المركبات الرئيسية النقية نظريا‬
‫بواسطة ‪ Taylor1.84‬للكلنكر المبرد بسرعة منتج في مصانع اإلسمنت الحديثة‪ .‬باإلضافة إلى المركبات الرئيسية المدرجة في الجدول ‪ ، 1.1‬توجد‬
‫مركبات ثانوية‪ ،‬مثل ‪ MgO‬و‪ TiO2‬و‪ Mn2O3‬و‪ K2O‬و‪ Na2O‬؛ عادة ما ال تصل إلى أكثر من بضعة في المائة من كتلة اإلسمنت‪ .‬اثنان من‬
‫المركبات الثانوية ذات أهمية خاصة‪ :‬أكاسيد الصوديوم والبوتاسيوم‪ Na2O ،‬و‪ ،K2O‬والمعروفة باسم القلويات (على الرغم من وجود قلويات أخرى أيضا‬
‫في اإلسمنت)‪ .‬قد وجد أنها تتفاعل مع بعض الركام‪ ،‬ونواتج التفاعل المسببة لتفتت الخرسانة‪ ،‬ولوحظت أيضا أنها تؤثر على معدل زيادة مقاومة‬
‫‪1.3‬‬
‫لذلك‪ ،‬يجب اإلشارة إلى أن المصطلح الذي يشير الى "المركبات الثانوية" في المقام األول إلى كميتها وليس بالضرورة إلى أهميتها‪ .‬يمكن‬ ‫اإلسمنت‪.‬‬
‫تحديد كمية القلويات و‪ Mn2O3‬بسرعة باستخدام جهاز قياس الطيف الضوئي‪ .‬تم إنشاء التركيب المركب لإلسمنت إلى حد كبير على أساس دراسات‬
‫توازن الطور لألنظمة الثالثية ‪ C-A-S‬و‪ ،C-A-F‬والنظام الرباعي ‪ ،C-C2S-C5A3-C4AF‬وغيرها‪ .‬تم تتبع مسار الذوبان أو التبلور وتم حساب‬
‫تركيبات المراحل السائلة والصلبة في أي درجة ح اررة‪ .‬باإلضافة إلى طرق التحليل الكيميائي‪ ،‬يمكن تحديد التركيب الفعلي للكلنكر عن طريق الفحص‬
‫المجهري لمستحضرات المسحوق وتحديدها بقياس معامل االنكسار‪ .‬يمكن استخدام المقاطع المصقولة والحفر في الضوء المنعكس والمرسل‪ .‬وتشمل‬
‫الطرق األخرى استخدام حيود مسحوق األشعة السينية لتحديد األطوار البلورية وكذلك لدراسة التركيب البلوري لبعض المراحل‪ ،‬والتحليل الحراري‬
‫‪1.68‬‬
‫تشمل التقنيات الحديثة تحليل الطور من خالل مجهر إلكتروني ضوئي وتحليل‬ ‫التفاضلي؛ التحليل الكمي ممكن أيضا‪ ،‬ولكن هناك معايرة معقدة‪.‬‬
‫الصور من خالل مجهر ضوئي أو مجهر إلكتروني‪.‬‬

‫إن تقدير تركيبة اإلسمنت مدعوم بطرق أكثر سرعة لتحديد التركيب العنصري‪ ،‬مثل مضان األشعة السينية‪ ،‬وطيف األشعة السينية واالمتصاص الذري‬
‫والقياس الضوئي للهب والتحليل الدقيق للمسبار اإللكتروني‪ .‬يُعد قياس حيود األشعة السينية مفيدا في تحديد الجير الحر‪ ،‬أي ‪ CaO‬المتميز عن‬
‫‪1.67‬‬
‫‪ ،Ca(OH)2‬وهو مناسب في التحكم في أداء الفرن‪.‬‬

‫يحدث ‪ ،C3S‬الموجود عادة بكميات كبيرة‪ ،‬في شكل حبيبات صغيرة متساوية األبعاد عديمة اللون‪ .‬عند التبريد أقل من ‪ 1250‬درجة مئوية‪ ،‬فإنه يتحلل‬
‫ببطء‪ ،‬ولكن إذا لم يكن التبريد بطيئا جدا‪ ،‬فإن ‪ C3S‬يبقى دون تغيير وهو مستقر نسبيا في درجات الح اررة العادية‪.‬‬
‫من المعروف أن ‪ C2S‬لها ثالثة أو حتى أربعة أشكال‪ ، α-C2S .‬الموجود في درجات ح اررة عالية ينقلب إلى شكل ‪ β‬عند حوالي ‪ 1450‬درجة مئوية‪.‬‬
‫يخضع ‪ β-C2S‬لمزيد من االنقالب إلى ‪ γ-C2S‬عند حوالي ‪ 670‬درجة مئوية‪ ،‬ولكن بمعدالت تبريد اإلسمنت التجاري‪ ،‬يتم الحفاظ على ‪ β-C2S‬في‬
‫الكلنكر‪ β-C2S .‬تشكل حبيبات مستديرة وتظهر عادة توأمة‪.‬‬

‫يشكل ‪ C3A‬بلورات مستطيلة‪ ،‬ولكن ‪ C3A‬في الزجاج المجمد يشكل طور خاللي غير متبلور‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫‪4.1‬‬
‫‪ C4AF‬هو بالفعل محلول صلب يتراوح من ‪ C2F‬إلى ‪ ،C6A2F‬لكن الوصف ‪ C4AF‬هو تبسيط مناسب‪.‬‬

‫كبير من اإلسمنت إلى اإلسمنت‪ ،‬وفي الواقع يتم الحصول على أنواع مختلفة من اإلسمنت عن طريق‬
‫تختلف النسب الفعلية للمركبات المختلفة اختالفا ا‬
‫التناسب المناسب للمواد الخام‪ .‬في الواليات المتحدة‪ ،‬جرت محاولة في وقت واحد للسيطرة على خصائص اإلسمنت المطلوبة ألغراض مختلفة من خالل‬
‫تحديد حدود المركبات الرئيسية األربعة‪ ،‬كما تم حسابها من تحليل األكسيد‪ .‬سيؤدي هذا اإلجراء إلى قطع العديد من االختبارات الفيزيائية التي يتم‬
‫إجراؤها عادة‪ ،‬ولكن لألسف فإن التركيبة المركبة المحسوبة ليست دقيقة بما فيه الكفاية‪ ،‬كما أنها ال تأخذ في االعتبار جميع الخصائص ذات الصلة‬
‫باإلسمنت‪ ،‬وبالتالي ال يمكن أن تكون بديال لالختبار المباشر للخصائص المطلوبة‪ .‬يمكن الحصول على فكرة عامة عن تركيب اإلسمنت من الجدول‬
‫‪ ،2.1‬والذي يعطي حدود تركيب األكسيد لإلسمنت البورتالندي‪ .‬يوضح الجدول ‪ 3.1‬تركيبة أكسيد اإلسمنت النموذجي في الستينيات وتركيب المركب‬
‫‪5.1‬‬
‫الذي تم الحصول عليه عن طريق معادالت ‪.Bogue‬‬ ‫المحسوب‪،‬‬

‫الجدول ‪ :2.1‬حدود التركيب المعتاد ألكاسيد اإلسمنت البورتالندي‬

‫الجدول ‪ :3.1‬تركيبات أكسيد ومركب من أسمنت بورتالند نموذجي من ‪1960s‬‬


‫‪5.1‬‬

‫يتطلب مصطلحان يستخدمان في الجدول ‪ 3.1‬شرحا‪ .‬البقايا غير القابلة للذوبان‪ ،‬التي يتم تحديدها عن طريق المعالجة بحمض الهيدروكلوريك‪ ،‬هي‬
‫مقياس لغش اإلسمنت ‪ ،‬وينشأ بشكل كبير من الشوائب في الجبس‪ .‬المعيار البريطاني ‪( BS 12: 1996‬المسحوب) يحد من البقايا غير القابلة للذوبان‬
‫إلى ‪ 1.5‬في المائة من كتلة اإلسمنت‪ .‬المعيار األوروبي‪ ، BS EN 197-1: 2000‬الذي يسمح بنسبة ‪ 5‬في المائة من مادة الحشو‪ ،‬يحد من البقايا‬
‫غير القابلة للذوبان إلى ‪ 5‬في المائة من كتلة اإلسمنت باستثناء مادة الحشو‪ .‬يوضح الفاقد في االحتراق مدى كربنة واماهة الجير الحر والمغنيسيوم‬
‫الحر بسبب تعرض اإلسمنت للغالف الجوي‪ .‬الحد األقصى للفاقد في االحتراق (عند ‪ 1000‬درجة مئوية) المسموح به من قبل ‪BS EN 197-1:‬‬
‫‪ 2000‬يكون ‪ 5‬في المائة و‪ ASTM C 150-09‬يكون ‪ 3‬في المائة باستثناء اإلسمنت من النوع األول (‪ 2.5‬في المائة)؛ ‪ 4‬في المائة مقبول‬
‫لإلسمنت في المناطق االستوائية‪ .‬ألن الجير الحر المائي غير ضار‪ ،‬بالنسبة لمحتوى الجير الحر المعطى من اإلسمنت‪ ،‬فإن الفاقد األكبر في االحتراق‬
‫مفيد حقا‪ .‬مع اإلسمنت الذي يحتوي على مادة مالئة كلسية‪ ،‬يلزم حد أعلى لفاقد االحتراق‪ 5 :‬في المائة من كتلة نواة اإلسمنت المسموح بها من قبل‬
‫‪.BS EN 197-1: 2000‬‬

‫‪5.1‬‬
‫في‬ ‫من المثير لالهتمام مالحظة التأثير الكبير للتغيير في تركيبة األكسيد على التركيب المركب لإلسمنت‪ .‬تم عرض بعض البيانات من ‪Czernin's‬‬
‫الجدول ‪4.1‬؛ يوضح العمود (‪ )1‬تركيب أسمنت سريع التصلب نموذجي إلى حد ما‪ .‬إذا انخفض محتوى الجير بنسبة ‪ 3‬في المائة‪ ،‬مع الزيادات المقابلة‬
‫تغير في المائة في محتوى األلومينا والحديد مقارنة‬
‫ا‬ ‫كبير في نتائج نسبة ‪ C3S:C2S.‬يوضح العمود (‪)3‬‬
‫تغير ا‬
‫ا‬ ‫في األكاسيد األخرى العمود (‪ ،)2‬فإن‬
‫بإسمنت العمود (‪ .)1‬لم يتغير محتوى الجير والسليكا‪ ،‬ومع ذلك فإن نسبة السليكات‪ ،‬وكذلك المحتوي ‪ C3A‬و‪ ،C4AF‬تتأثر بشكل كبير‪ .‬من الواضح أنه‬
‫ال يمكن المبالغة في التأكيد على أهمية التحكم في تركيب أكاسيد اإلسمنت‪ .‬ضمن النطاق المعتاد لإلسمنت البورتالندي العادي والسريع التصلب‪،‬‬
‫يختلف مجموع محتويات السليكات فقط ضمن حدود ضيقة‪ ،‬بحيث يعتمد التباين في التركيب إلى حد كبير على نسبة ‪ CaO‬إلى ‪ SiO2‬في المواد الخام‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫الجدول ‪ :4.1‬تأثير التغيير في تركيب األكاسيد على تركيب المركب‬


‫‪5.1‬‬

‫في بعض بلدان االتحاد األوروبي‪ ،‬هناك حد على الكروم سداسي التكافؤ القابل للذوبان عادة من ‪ 2‬جزء في المليون من اإلسمنت الجاف الشامل‪ .‬قد‬
‫يؤدي التماس مع الكروم الزائد في الخرسانة الطازجة إلى التهاب الهالمد‪ .‬قد يكون من المالئم في هذه المرحلة تلخيص نمط تركيب واماهة اإلسمنت؛‬
‫ويظهر هذا بشكل تخطيطي في الشكل ‪.2.1‬‬

‫الشكل ‪ .2.1‬التمثيل التخطيطي لتركيب واماهة اإلسمنت البورتالندي‬

‫اماهة اإلسمنت البورتالندي‬


‫تتضمن اماهة اإلسمنت البورتالندي على تفاعل سليكات الكالسيوم غير المميه وأطوار األلمنيوم مع الماء لتشكيل أطوار مميه‪ .‬تحتل هذه االماهة‬
‫الصلبة مساحة أكبر من الجسيمات غير المميه والنتيجة هي كتلة متشابكة جامدة تكون مسامتها دالة لنسبة الماء إلى اإلسمنت (‪ )w/c‬في الخليط‬
‫األصلي‪ .‬شريطة أن يكون الخليط به من اللدونة الكافية لتتم عملية المناولة والدمك بالكامل‪ ،‬فكلما انخفض ‪ ،w/c‬كلما زادت مقاومة الضغط للعجينة‬
‫والمونة والخرسانة اإلسمنت ية كلما زادت مقاومة االختراق من المواد الضارة المحتملة من البيئة المحيطة‪ .‬التفاعالت التي يصبح بها اإلسمنت البورتالندي‬
‫عامل ترابط يحدث في العجينة اإلسمنتية‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬في وجود الماء‪ ،‬تتشكل السليكات واأللومينات المدرجة في الجدول ‪ 1.1‬منتجات االماهة التي‬
‫تنتج في الوقت المناسب كتلة صلبة للعجينة اإلسمنتية‪.‬‬

‫هناك طريقتان يمكن أن تتفاعل فيها المركبات من النوع الموجود في اإلسمنت مع الماء‪ .‬في البداية‪ ،‬تحدث إضافة مباشرة لبعض جزيئات الماء‪ ،‬وهذا‬
‫هو التفاعل الحقيقي لإلماهة‪ .‬النوع الثاني من التفاعل مع الماء هو التحلل المائي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من المالئم والمعتاد تطبيق مصطلح االماهة على جميع‬
‫تفاعالت اإلسمنت بالماء‪ ،‬أي االماهة الحقيقية والتحلل المائي‪.‬‬

‫كان لوشاتيليه أول من الحظ ‪ ،‬منذ حوالي ‪ 130‬عاما‪ ،‬أن منتجات اماهة اإلسمنت هي نفسها كيميائيا مثل منتجات اماهة المركبات الفردية في ظروف‬
‫‪7.1‬‬ ‫‪6.1‬‬
‫مع شرط أن منتجات التفاعل قد تؤثر على بعضها البعض أو قد‬ ‫وبواسطة بوغ وليرش‪،‬‬ ‫مماثلة‪ .‬وقد أكد هذا في وقت الحق من قبل شتاينور‬
‫تتفاعل هي نفسها مع المركبات األخرى في النظام‪ .‬سليكات الكالسيوم هما المركبتان اإلسمنتيتان الرئيسيتان في اإلسمنت‪ ،‬والسلوك الفيزيائي لإلسمنت‬
‫‪8.1‬‬
‫سيتم وصف اماهة المركبات الفردية بمزيد من التفصيل في األقسام التالية‪.‬‬ ‫أثناء االماهة مشابه لسلوك هذين المركبين فقط ‪.‬‬

‫تربط‬
‫إن منتجات اماهة اإلسمنت لها قابلية ذوبان منخفضة للغاية في الماء كما يتضح من استقرار عجينة اإلسمنت المميه عند اتصالها مع الماء‪ .‬ا‬
‫اإلسمنت المميه بقوة باإلسمنت غير المتفاعل‪ ،‬ولكن الطريقة الدقيقة لتحقيق ذلك غير مؤكدة‪ .‬من الممكن أن تشكل االماهة المنتجة حديثا غالفا ينمو‬

‫‪13‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫من الداخل بفعل الماء الذي اخترق طبقة االماهة المحيطة‪ .‬وبدال من ذلك‪ ،‬قد تمر السليكات الذائبة عبر الغالف وتترسب كطبقة خارجية‪ .‬االحتمال‬
‫الثالث هو أن يتم ترسيب المحلول الغروي في جميع أنحاء الكتلة بعد الوصول إلى حالة التشبع‪ ،‬وتستمر االماهة اإلضافية داخل هذا البنية‪ .‬مهما كانت‬
‫طريقة الترسيب لمنتجات االماهة‪ ،‬ينخفض معدل االماهة باستمرار‪ ،‬حتى أنه بعد فترة طويلة ال يزال هناك كمية ملحوظة من اإلسمنت غير مميه‪ .‬على‬
‫‪9.1‬‬
‫و‪ 8‬ميكرومتر بعد‬ ‫على عمق ‪ 4‬ميكرومتر‬ ‫سبيل المثال‪ ،‬بعد ‪ 28‬يوما من االتصال بالماء‪ ،‬وجد أن حبيبات اإلسمنت قد أصبحت مميه‬
‫‪10.1‬‬
‫وجد بانه ال يمكن ان تحصل اماهة كاملة في الظروف العادية إال لجزيئات اإلسمنت التي يقل حجمها عن ‪ 50‬ميكرومتر‪ ،‬ولكنه تم‬ ‫عام‪Powers.‬‬
‫الحصول على االماهة الكاملة عن طريق طحن اإلسمنت في الماء باستمرار لمدة خمسة أيام‪.‬‬

‫ال يظهر الفحص المجهري لإلسمنت المميه أي دليل على توجيه الماء إلى حبيبات اإلسمنت إلماهة انتقائية للمركبات األكثر تفاعال (على سبيل المثال‬
‫‪ )C3S‬التي قد تقع في وسط الجسيم‪ .‬يبدو إذن أن االماهة تتقدم بانخفاض تدريجي في حجم جسيم اإلسمنت ‪ .‬في الواقع‪ ،‬تم العثور على حبيبات غير‬
‫‪11.1‬‬
‫ومن المحتمل أنه قد حصلت اماهة للحبيبات للصغيرة من ‪C2S‬‬ ‫مميه من اإلسمنت الخشن تحتوي على ‪ C3S‬وكذلك ‪ C2S‬في عمر عدة أشهر‪،‬‬
‫قبل اكتمال اماهة الحبوب الكبيرة من ‪ .C3S‬يتم خلط المركبات المختلفة في اإلسمنت بشكل عام في جميع الحبوب‪ ،‬وقد اقترحت بعض الدراسات أن‬
‫‪12.1‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فإن تركيبة البقايا تتغير طوال فترة اماهة‬ ‫بقايا الحبوب بعد فترة معينة من االماهة لها نفس النسبة المئوية لتركيبة الحبوب األصلية‪.‬‬
‫‪49.1‬‬
‫وخاصة خالل الـ ‪ 24‬ساعة األولى قد تحدث اماهة انتقائية‪.‬‬ ‫اإلسمنت‪،‬‬

‫يمكن تصنيف االماهة الرئيسية على نطاق واسع على أنها اماهة سليكات الكالسيوم واماهة ثالثي ألومينات الكالسيوم‪ .‬يعتقد أن ‪ C4AF‬تحصل له‬
‫اماهة لثالثي ألومينات الكالسيوم ومرحلة غير متبلورة‪ ،‬على األرجح ‪ CaO.Fe2O3.aq.‬من الممكن أيضا وجود بعض ‪ Fe2O3‬في محلول صلب في‬
‫ثالثي ألومينات الكالسيوم المييه‪ .‬يمكن تحديد تقدم اماهة اإلسمنت بوسائل مختلفة‪ ،‬مثل قياس‪( :‬أ) كمية ‪ Ca(OH)2‬في العجينة؛ (ب) الح اررة الناتجة‬
‫عن االماهة‪( .‬ج) الوزن النوعي للعجينة؛ (د) كمية المياه المجمعة كيميائيا؛ (هـ) كمية اإلسمنت غير المميه الموجود (باستخدام التحليل الكمي باألشعة‬
‫السينية)؛ (و) أيضا بشكل غير مباشر من مقاومة العجينة المميه ‪ .‬يمكن استخدام تقنيات قياس الوزن الحراري (‪ )Thermogravimetric‬ومسح حيود‬
‫األشعة السينية المستمر (‪ )X-ray diffraction scanning‬للعجائن الرطبة التي تخضع لإلماهة‪ ،5.1‬يمكن استخدمها في دراسة التفاعالت المبكرة‪.‬‬
‫يمكن أيضا دراسة البنية المجهرية لعجينة اإلسمنت المميه من خالل التصوير اإللكتروني المتناثر في مجهر المسح اإللكتروني‪ .‬من أجل دراسة اماهة‬
‫اإلسمنت‪ ،‬من الضروري إزالة الماء الحر وإيقاف االماهة‪ .‬يتم ذلك عادة عن طريق غمر العينة في األسيتون وتجفيفها عند درجة ح اررة منخفضة‬
‫)‪ (<50°C‬في فراغ جزئي‪.‬‬

‫التحليل الحراري‬
‫التقنية األكثر شيوعا هي التحليل الحراري الوزني‪ .‬يتم وضع عينة صغيرة من اإلسمنت المميه في ميزان حراري ويتم تسجيل التغيير في الوزن أثناء‬
‫تسخين العينة بمعدل محكم من المحيط إلى تقريبا ‪ 1000‬درجة مئوية‪ .‬تتيح التقنية تحديد نسبة بعض االماهة الموجودة ‪ ،‬مثل اإليترينجيت و‪Ca(OH)2‬‬
‫كميا‪.‬‬

‫حيود األشعة السينية‬


‫هذه التقنية سريعة ولكنها توفر معلومات محدودة حيث أن العديد من االماهة الموجودة‪ ،‬ال سيما الهالم ‪ C-S-H‬وألومينات الكالسيوم أحادية الكبريتات‬
‫هي بلورية ضعيفة وتعطي أنماط حيود غير محددة‪.‬‬

‫المسح المجهري اإللكتروني )‪(SEM‬‬


‫مجهز بمحلل ميكروب‪ .‬يتضمن تقنيات شبيهة باألشعة السينية لتحديد التركيب الكيميائي لالماهة في مجال‬
‫ا‬ ‫هذه تقنية قوية‪ ،‬خاصة عندما يكون المجهر‬
‫الرؤية‪ .‬تسمح الدقة العالية ل ‪ SEM‬بدراسة البنية المجهرية لعجينة اإلسمنت المميه في الخرسانة أو المونة ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب توخي الحذر عند تفسير‬
‫الصور على أنها تحضير عينة ويمكن أن يولد الفراغ الذي تتطلبه معظم المجاهر ميزات ال توجد في العجينة الرطبة‪.‬‬

‫اماهة سليكات الكالسيوم‬


‫إن اماهة اإلسمنت عملية معقدة ومن المناسب النظر في تفاعالت أطوار السليكات (‪ C3S‬و‪ )C2S‬واطوار األلومينات (‪ C3A‬و‪ )C4AF‬بشكل منفصل‪.‬‬
‫تمت مراجعة عملية االماهة بشكل شامل )‪.(Taylor, 1997‬‬

‫‪14‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫تختلف معدالت اماهة ‪ C3S‬و‪ C2S‬في حالة نقية بشكل كبير‪ ،‬كما هو موضح في الشكل ‪ .3.1‬عندما تتواجد المركبات المختلفة معا في اإلسمنت‪،‬‬
‫تتأثر معدالت االماهة بتفاعل المركبات‪ .‬في اإلسمنت التجاري‪ ،‬تحتوي سليكا ت الكالسيوم على شوائب صغيرة لبعض األكاسيد الموجودة في الكلنكر‪.‬‬
‫تُعرف" ‪ C3S‬غير النقي" باسم االليت (‪ )alite‬و"‪ C2S‬غير النقي" باسم البياليت (‪ )belite‬هذه الشوائب لها تأثير قوي على خصائص سليكات‬
‫الكالسيوم المميه‪ .‬يتفاعل كل من ‪ C3S‬و‪ C2S‬مع الماء إلنتاج اماهة سليكات الكالسيوم غير المتبلورة المعروفة باسم الهالم ‪ C-S-H‬وهو "المادة‬
‫الرابطة" الرئيسية التي تربط الرمل وجزيئات الركام معا في الخرسانة‪ .‬تم تلخيص التفاعالت في الجدول ‪ C3S .3.1‬أكثر تفاعلية بكثير من ‪ C2S‬وتحت‬
‫ظروف درجة ح اررة "قياسية" التي تبلغ ‪ 20‬درجة مئوية‪ ،‬سيتم اماهة ما يقرب من نصف ‪ C3S‬الموجود في أسمنت نموذجي لمدة ‪ 3‬أيام و‪ %80‬لمدة‬
‫‪ 28‬يوما‪ .‬في المقابل ال تتم اماهة ‪ C2S‬عادة إلى حد كبير حتى تقريبا ‪ 14‬يوما‪.‬‬

‫‪47.1‬‬
‫الشكل ‪ .3.1‬التطور النموذجي إلماهة المركبات النقية‬

‫اماهة سليكات الكالسيوم‬


‫من الخصائص الهامة إلماهة ‪ C3S‬أنه بعد االندفاع األولي للتفاعل مع الماء عند الخلط األول‪ ،‬يمر خالل فترة خاملة‪ ،‬أو تحريضية‪ ،‬حيث يبدو أن‬
‫التفاعل معلق‪ .‬هذا له أهمية عملية ألنه يسمح بمناولة وصب الخرسانة ودمكها قبل الشك والتصلب‪.‬‬

‫الجدول ‪ :3.1‬اماهة سليكات الكالسيوم‬


‫‪Mineral‬‬ ‫‪Reaction rate‬‬ ‫‪Products of reaction‬‬
‫‪C 3S‬‬ ‫‪Moderate‬‬ ‫)‪C–S–H with Ca:Si ratio ~ 1.7 CH (calcium hydroxide‬‬
‫‪C 2S‬‬ ‫‪Slow‬‬ ‫‪C–S–H with Ca:Si ratio ~ 1.7 Small quantity of CH‬‬

‫تم تطوير العديد من النظريات لتفسير هذه الفترة الخاملة‪ .‬األكثر تفضيال هو أن التفاعل األولي يشكل طبقة واقية من ‪ C-S-H‬على سطح ‪C3S‬‬
‫وتنتهي الفترة الخاملة عندما يتم تدميرها أو تصبح أكثر نفاذية بسبب الفترة الطويلة أو تغيير في البنية‪ .‬يمكن تثبيط التفاعل أيضا بالوقت الذي يستغرقه‬
‫نواة المنتج الرئيسي لـ ‪ C–S-H‬بمجرد أن يستعيد الماء الوصول إلى بلورات ‪.C3S‬‬

‫عندما تحدث االماهة في كمية محدودة من الماء ‪ ،‬كما هو الحال في عجينة اإلسمنت‪ ،‬في المالط أو في الخرسانة‪ ،‬يعتقد أن ‪ C3S‬يخضع للتحلل‬
‫المائي إلنتاج سليكات الكالسيوم ذات األساس األقل‪ ،‬في النهاية ‪ ،C3S2H3‬مع فصل الجير المطلق باسم ‪ .Ca(OH)2‬ومع ذلك‪ ،‬يوجد بعض عدم‬
‫‪6.1‬‬
‫والمساحة السطحية‬ ‫اليقين بشأن ما إذا كانت ‪ C3S‬و‪ C2S‬تؤدي في النهاية إلى نفس االماهة ‪ .‬قد يبدو األمر كذلك من اعتبارات ح اررة االماهة‬
‫لكن المالحظات الفيزيائية تشير إلى أنه قد يكون هناك أكثر من واحد ‪ -‬ربما عدة – اماهة سليكات الكالسيوم المتميزة‪.‬‬ ‫‪13.1‬‬
‫لمنتجات االماهة‪،‬‬
‫‪ C-S–H‬التي ينتجها كل من ‪ C3S‬و‪ C2S‬لها نسبة نموذجية من ‪ Ca‬إلى ‪ Si‬تبلغ حوالي ‪ .1.7‬هذا أقل بكثير من نسبة ‪ 1:3‬في ‪ C3S‬ويترسب ‪Ca‬‬
‫الزائد كبلورات هيدروكسيد الكالسيوم )‪ .(CH‬تنتج اماهة ‪ C2S‬أيضا تركيب بعض ‪ .CH‬قد يكون هذا بسبب حقيقة أن اماهة ‪ C3S‬يتم التحكم فيها عن‬
‫‪14.1‬‬
‫عالوة‬ ‫طريق معدل انتشار األيونات من خالل أغشية االماهة المتراكبة بينما يتم التحكم في اماهة ‪ C2S‬من خالل معدل التفاعل الداخلي البطيء‪.‬‬
‫على ذلك‪ ،‬قد تؤثر درجة الح اررة على منتجات اماهة السليكات ألن نفاذية الهالم تتأثر بدرجة الح اررة‪ .‬المعادالت التالية تلخص تقريبا تفاعالت االماهة‪:‬‬

‫‪C3S + 4.3H ⇒ C1.7SH3 + 1.3CH‬‬


‫‪C2S + 3.3H ⇒ C1.7SH3 + 0.3CH‬‬

‫‪15‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫يمكن أن يكون االختالف بنطاق ‪ 1.5‬مثل االستخراج‬ ‫‪74.1‬‬


‫لم يتم تحديد نسبة ‪ C:S‬بشكل مطلق ألن طرق االختبار المختلفة تؤدي إلى نتائج مختلفة‪.‬‬
‫النسبة تختلف أيضا بمرور الزمن‬ ‫‪72.1‬‬
‫الكيميائي و‪ 2.0‬بطريقة الوزن الحراري‪ 66.1.‬القياسات الضوئية اإللكترونية تعطي أيضا قيما منخفضة لنسبة‪C:S.‬‬
‫وتتأثر بوجود عناصر أو مركبات أخرى في اإلسمنت‪ .‬في الوقت الحاضر‪ ،‬يتم وصف اماهة سليكات الكالسيوم على نطاق واسع باسم ‪،C-S-H‬‬
‫‪19.1‬‬
‫ألن البلورات التي تكونت بسبب االماهة غير كاملة وصغيرة للغاية‪ ،‬وال تحتاج نسبة الماء إلى‬ ‫ويعتقد أن نسبة ‪ C:S‬قريبة على األرجح من ‪.2‬‬
‫السليكا إلى عدد صحيح‪ .‬يحتوي ‪ C–S–H‬عادة على كميات صغيرة من ‪ Al‬و‪ Fe‬و‪ Mg‬وأيونات أخرى‪.‬‬

‫من خالل االفتراض التقريبي بأن ‪ C3S2H3‬هو المنتج النهائي إلماهة كل من ‪ C3S‬و‪ ،C2S‬يمكن كتابة تفاعالت االماهة (كدليل‪ ،‬على الرغم من أنها‬
‫ليست كمعادالت متكافئة بالضبط) على النحو التالي‪.‬‬
‫‪2C3S + 6H → C3S2H3 + 3Ca(OH)2.‬‬
‫الكتل المقابلة المعنية هي‪:‬‬
‫‪100 + 24 → 75 + 49.‬‬
‫‪2C2S + 4H → C3S2H3 + Ca(OH)2.‬‬
‫الكتل المقابلة المعنية هي‪:‬‬
‫‪100 + 21 → 99 + 22.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬على أساس الكتلة‪ ،‬يتطلب كال السليكات نفس الكمية تقريبا من الماء إلماهة كل منها‪ ،‬لكن ‪ C3S‬ينتج أكثر من ضعف كمية ‪ Ca(OH)2‬كما‬
‫يتشكل من اماهة ‪ .C2S‬سليكات الكالسيوم غير المميه في الحالة الصلبة ولكن من المحتمل أن تمر السليكات غير المميه أوال إلى محلول ثم تتفاعل‬
‫لتشكيل سليكات مميه أقل قابلية للذوبان والتي تنفصل عن المحلول المشبع‪ 17.1.‬هذا هو نوع آلية االماهة التي قام بفحصها ألول مرة لو شاتيليه في عام‬
‫‪.1881‬‬

‫‪60.1‬‬
‫إلى أن اماهة سليكات الكالسيوم موجودة في مجموعة متنوعة من األشكال‪ :‬جسيمات ليفية وجسيمات‬ ‫تشير الدراسات التي أجراها ‪Diamond‬‬
‫مسطحة ‪ reticular network‬وشبكية وحبيبات غير منتظمة‪ ،‬وكلها صعبة التحديد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الشكل السائد هو الجسيمات الليفية‪ ،‬والتي ربما‬
‫تكون صلبة‪ ،‬وربما مجوفة وأحيانا مسطحة وأحيانا تتفرع في النهايات‪ .‬عادة‪ ،‬يبلغ طولها ‪ 0.5‬ميكرومتر إلى ‪ 2‬ميكرومتر وعرضها أقل من ‪0.2‬‬
‫ميكرومتر‪ .‬هذه ليست صورة دقيقة‪ ،‬ولكن بنية اماهة سليكات الكالسيوم غير منظمة بحيث ال يمكن تحديدها من خالل التقنيات الحالية‪ ،‬بما في ذلك‬
‫مزيج من مجهر المسح اإللكتروني وطيف األشعة السينية المشتتة للطاقة‪ .‬يميز اماهة ‪ C3S‬إلى حد كبير سلوك اإلسمنت وقد يكون وصف األخير‬
‫مناسبا‪ .‬ال يتم االماهة بمعدل ثابت أو حتى بمعدل تغير ثابت‪ .‬إن اإلطالق السريع األولي لهيدروكسيد الكالسيوم في المحلول يترك طبقة خارجية من‬
‫هذه الطبقة تعوق المزيد من االماهة بحيث‪ ،‬لبعض الوقت بعد ذلك ‪ ،‬يحدث القليل من االماهة‪.‬‬ ‫‪61.1‬‬
‫اماهة سليكات الكالسيوم‪ ،‬ربما بسمك ‪ 10‬نانومتر‪.‬‬
‫بما أن اماهة اإلسمنت هو تفاعل طارد للح اررة‪ ،‬فإن معدل تطور الح اررة هو مؤشر على معدل االماهة‪ .‬هذا يدل على أن هناك ثالث قمم في معدل‬
‫االماهة في األيام الثالثة األولى أو نحو ذلك‪ ،‬من الوقت الذي يتالمس فيه اإلسمنت الجاف مع الماء‪ .‬يوضح الشكل ‪ 4.1‬مخططا لمعدل تطور الح اررة‬
‫في مقابل الزمن‪ 81.1.‬يمكننا أن نرى الذروة األولى‪ ،‬وهي عالية جدا‪ ،‬والتي تتوافق مع االماهة األولي على سطح جزيئات اإلسمنت‪ ،‬التي تنطوي إلى حد‬
‫كبير ‪ .C3A‬مدة هذا المعدل العالي من االماهة قصيرة جدا‪ ،‬ويتبع ذلك ما يسمى بفترة الخمول‪ ،‬وتسمى أحيانا أيضا فترة االستقراء‪ ،‬حيث يكون المعدل‬
‫منخفضا جدا‪ .‬تستمر هذه الفترة لمدة ساعة أو ساعتين يمكن خاللها استخدام العجينة اإلسمنتية‪.‬‬

‫الشكل ‪ :4.1‬معدل تطور حرارة اإلسمنت البورتالندي بنسبة الماء\اإلسمنت ‪ 81.1 .0.4‬أول ذروة ‪ 3200‬جول‪/‬ث لكل كجم خارج الرسم البياني‬

‫‪16‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫في النهاية‪ ،‬تتكسر الطبقة السطحية‪ ،‬ربما عن طريق آلية تناضحية أو عن طريق نمو بلورات هيدروكسيد الكالسيوم‪ .‬يزداد معدل الماء (وبالتالي تتطور‬
‫الح اررة) ببطء إلى حد ما وتتالمس منتجات اماهة الحبوب الفردية مع بعضها البعض؛ ثم يحدث الشك ‪ .‬يصل معدل تطور الح اررة إلى ذروة ثانية‪ ،‬عادة‬
‫في عمر حوالي ‪ 10‬ساعات‪ ،‬ولكن في بعض األحيان في وقت مبكر من ‪ 4‬ساعات‪ .‬بعد هذه الذروة‪ ،‬يتباطأ معدل االماهة على مدى فترة طويلة‪،‬‬
‫‪62.1‬‬
‫مع معظم اإلسمنت‪ ،‬ولكن ليس كل‪ ،‬هناك زيادة متجددة في معدل االماهة يصل‬ ‫ويصبح االنتشار عبر المسام في منتجات االماهة عامل التحكم‪.‬‬
‫إلى الذروة الثالثة المنخفضة في عمر ما بين ‪ 18‬و‪ 30‬ساعة‪ .‬ترتبط هذه الذروة برد فعل متجدد لـ ‪ ،C3A‬بعد استنفاد الجبس‪ .‬يتم تسريع ظهور الذروة‬
‫نظر للتشابه في تقدم اماهة سليكات الكالسيوم واإلسمنت‬
‫الثانية من خالل وجود القلويات‪ ،‬وزيادة نعومة جزيئات اإلسمنت‪ ،‬وزيادة في درجة الح اررة‪ .‬ا‬
‫‪20.1‬‬
‫تمتلك مقاوم ة كبيرة قبل وقت طويل من اكتمال تفاعالت االماهة وبالتالي يبدو أن‬ ‫تطور متماثال في المقاومة‪.‬‬
‫ا‬ ‫البورتالندي التجاري‪ ،‬فإنها تظهر‬
‫كمية صغيرة من ت اربط االماهة مع الباقي غير المميه؛ مزيد من االماهة يؤدي إلى زيادة طفيفة في المقاومة‪ .‬يتم تحرير ‪ Ca(OH)2‬من خالل التحلل‬
‫‪60.1‬‬
‫المائي لسليكات الكالسيوم تتشكل صفائح سداسية رقيقة‪ ،‬غالبا قطرها عشرات ميكرومتر‪ ،‬ولكن في وقت الحق يتم دمجها في رواسب ضخمة‪.‬‬

‫اماهة ثالثي سليكات ألومينات وعمل الجبس‬


‫كمية ‪ C3A‬الموجودة في معظم اإلسمنت صغيرة نسبيا ولكن سلوكها وعالقتها البنيوية مع المراحل األخرى في اإلسمنت تجعلها ذات أهمية‪ .‬تشكل اماهة‬
‫ثالثي سليكات ألومينات مادة خاللية داكنة منشورية‪ ،‬ربما مع مواد أخرى في محلول صلب‪ ،‬وغالبا ما تكون في شكل لوحات مسطحة محاطة بشكل‬
‫فردي باماهة سليكات الكالسيوم‪ .‬تفاعل ‪ C3A‬النقي مع الماء عنيف للغاية ويؤدي إلى تصلب فوري للعجينة‪ ،‬والمعروفة باسم الشك االبتدائي‪ .‬كما غياب‬
‫كبريتات الكالسيوم القابلة للذوبان ‪ C3A‬يتفاعل بسرعة لتشكيل أطوار ‪ C2AH8‬و‪ ،C4AH19‬والتي تتحول بعد ذلك إلى ‪ .C2AH6‬هذا هو التفاعل الطاردة‬
‫للح اررة العالية والسريعة‪ .‬لمنع حدوث ذلك‪ ،‬يضاف الجبس )‪ (CaSO4.2H2O‬إلى الكلنكر اإلسمنتي قبل الطحن‪ .‬يتم التحكم في التفاعالت األولية من‬
‫خالل تركيب طبقة واقية من الترينجات على سطح بلورات ‪ .C3A‬يمكن تلخيص التفاعل على النحو التالي‪:‬‬

‫‪C3A + 3C + 3S + 32H ⇒ C3A·3CS ·32H‬‬

‫حيث في الترميز كيميائيي اإلسمنت ‪ S‬يمثل ‪ SO3‬و ‪ H‬يمثل ‪ ،H2O‬أي‬

‫)‪C3A + (Ca2+‬الكالسيوم المذاب )–‪ + (SO42‬كبريتات مذابة ‪ +‬ماء ⇒ الترينجات (اترنجات)‬

‫إن وجود ‪ C3A‬في اإلسمنت غير مرغوب فيه‪ :‬فهو ال يساهم إال بالقليل أو ال شيء في مقاومة اإلسمنت إال في األعمار المبكرة‪ ،‬وعندما يتم مهاجمة‬
‫عجينة اإلسمنت المتصلب بواسطة الكبريتات‪ ،‬فإن التمدد بسبب تركيب سلفونات الكالسيوم من ‪ C3A‬قد يؤدي إلى تعطيل العجينة المتصلبة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫يعمل ‪ C3A‬كتدفق وبالتالي يقلل من درجة ح اررة حرق الكلنكر ويسهل الجمع بين الجير والسليكا؛ لهذه األسباب‪ ،‬يعتبر ‪ C3A‬مفيدا في تصنيع اإلسمنت‪.‬‬
‫يعمل ‪ C4AF‬أيضا كتدفق‪ .‬يمكن مالحظة أنه إذا لم يتم تركيب بعض السوائل أثناء الحرق‪ ،‬فإن التفاعالت في الفرن ستتقدم ببطء أكثر وقد تكون غير‬
‫مكتملة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬يزيد محتوى ‪ C3A‬العالي من الطاقة المطلوبة لطحن الكلنكر‪ .‬يتفاعل الجبس ليس فقط مع ‪ C3A:‬مع ‪ C4AF‬فإنه يشكل‬
‫كبريتيت الكالسيوم وكذلك سلفونات الكالسيوم‪ ،‬وقد يؤدي وجوده إلى تسريع اماهة السليكات‪ .‬كما يؤدي محتوى الجبس األمثل إلى معدل مرغوب فيه من‬
‫‪78.1‬‬
‫التفاعل المبكر ويمنع التركيز العالي لمنتجات االماهة المحلية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يتم تقليل حجم المسام في العجينة اإلسمنتية المميه وزيادة القوة‪.‬‬

‫تزداد كمية الجبس المطلوبة مع محتوى ‪ C3A‬وكذلك مع المحتوى القلوي لإلسمنت‪ .‬إن زيادة نعومة اإلسمنت لها تأثير في زيادة كمية ‪ C3A‬المتاحة في‬
‫المراحل المبكرة‪ ،‬وهذا يزيد من متطلبات الجبس‪ .‬يعتمد تحسين العجينة اإلسمنتية على المقاومة بعد ‪ 24‬ساعة من الصب‪ ،‬والتي تنتج أيضا أقل‬
‫انكماش‪ .‬يتم التعبير عن كمية الجبس المضافة إلى كلنكر اإلسمنت على أنها كتلة ‪ SO3‬الموجودة؛ يقتصر هذا على المعيار األوروبي ‪BS EN‬‬
‫‪ 197-1: 2000‬بحد أقصى ‪ 3.5‬في المائة‪ ،‬ولكن في بعض الحاالت يُسمح بنسب أعلى‪ .‬وثاني أكسيد الكبريت ذو الصلة كيميائيا هو الكبريتات‬
‫القابلة للذوبان التي يساهم بها الجبس وليس من الوقود عالي الكبريت‪ ،‬المرتبط في الكلنكر؛ هذا هو السبب في أن الحد اإلجمالي الحالي ‪ SO3‬أعلى‬
‫مما كان عليه في الماضي‪ .‬تعتمد القيم القصوى لـ ‪ SO3‬الموضحة في ‪ ASTM C 150-09‬على محتوى ‪ ،C3A‬وهي أعلى في اإلسمنت سريع‬
‫التصلب‪ .‬في معظم اإلسمنت البورتالندي التجاري‪ ،‬لن يكون هناك كبريتات كافية للحفاظ على تركيب اإليترينجات‪ .‬عندما يتم استهالك الكبريتات‬
‫المتاحة‪ ،‬يتفاعل اإليترينجات مع ‪ C3A‬لتشكيل طور بمحتوى ‪ SO3‬أقل يعرف باسم احادي الكبريتات‪ .‬يمكن تلخيص التفاعل على النحو التالي‪:‬‬

‫)‪C3A·3CS·32H + 2C3A + 4H ⇒ 3(C3A·CS·12H‬‬

‫‪17‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫وقد أظهرت العديد من الدراسات أن اماهة ‪( C4AF‬أو بشكل صحيح أكبر محلول الصلب ‪ )C2A-C2F‬مماثل لتلك الموجودة في ‪ C3A‬ولكنه يتقدم‬
‫ببطء أكثر )‪ .(Taylor, 1997‬يدخل الحديد في محلول صلب في التركيبات البلورية اإليترينجات وأحادي الكبريتات الستبدال األلمنيوم‪ .‬من أجل عكس‬
‫تركيب متغير اإليترينجات وأحادي الكبريتات المكونة من مزج من ‪ C3A‬و‪ C4AF‬يشار إليهما على التوالي باسم ‪( AFt‬ألومينو‪-‬فيريت ثالثي الكبريتات‬
‫المميه) و‪( AFm‬ألومينو‪-‬فيريت احادي الكبريتات المميه)‪ .‬تم تلخيص تفاعالت الماء من ‪ C3A‬و‪ C4AF‬في الجدول ‪.4.1‬‬

‫جدول ‪ :4.1‬اماهة االومينات‬


‫توجد كبريتات‬
‫منتجات التفاعل‬ ‫معدل التفاعل‬ ‫الكالسيوم القابلة‬ ‫المعدنية‬
‫للذوبان‬
‫اماهة من النوع ‪ C2AH8‬و‪ C4AH19‬والتي تتحول بعد ذلك إلى ‪C2AH6‬‬ ‫سريع جدًا مع إطالق الحرارة‬ ‫ال توجد‬ ‫‪C3A‬‬
‫اإليترينجات ‪ C3A3CS 32H‬الذي يتفاعل الحقًا لتركيب أحادي الكبريتات )‪3(C3A·CS ·12H‬‬ ‫سريع في البداية‬ ‫توجد‬ ‫‪C3A‬‬
‫اماهة من النوع ‪ C2(A,F)H8‬و‪ C4(A,F)Hx‬والتي تتحول بعد ذلك إلى ‪( C3(A,F)H6‬الهيدروجارنت)‬ ‫متغير (يعتمد على نسبة)‪Al/Fe‬‬ ‫ال توجد‬ ‫‪C4AF‬‬
‫استبدال اإليترينجات بالحديد )‪ (AFt‬وبعد ذلك أحادي الكبريتات المستبدلة بالحديد)‪(AFm‬‬ ‫متغير ولكنه بطيء بشكل عام‬ ‫توجد‬ ‫‪C4AF‬‬

‫زمن الشك‬
‫هذا هو المصطلح المستخدم لوصف تصلب عجينة اإلسمنت ‪ ،‬على الرغم من أن تعريف صالبة العجينة التي تعتبر الشك إلى حد ما‪ .‬بشكل عام‪ ،‬يشير‬
‫الشك إلى التغيير من الحالة السائلة إلى الحالة الصلبة‪ .‬يتأثر سلوك شك عجينة اإلسمنت بشدة بفاعلية الكلنكر ونعومة اإلسمنت‪ .‬العوامل الرئيسية‪ ،‬التي‬
‫تميل إلى تقصير زمن الشك‪ ،‬هي زيادة في مستويات‪:‬‬
‫• الكلنكر الخالي من الجير‬
‫• نعومة اإلسمنت (المساحة السطحية ‪)SA‬‬
‫• محتوى ‪C3S‬‬
‫• محتوى ‪C3A‬‬
‫على الرغم من أنه أثناء الشك‪ ،‬تكتسب العجينة بعض المقاومة‪ ،‬لألغراض العملية من المهم تمييز الشك عن التصلب‪ ،‬مما يشير إلى زيادة مقاومة‬
‫العجينة اإلسمنت‪.‬‬

‫من الناحية العملية‪ ،‬يتم استخدام المصطلحين الشك االبتدائي والشك النهائي لوصف مراحل الشك المختارة بشكل تعسفي‪. arbitrarily‬‬

‫يبدو أن الشك ناتج عن اماهة انتقائية لمركبات اإلسمنت‪ :‬أول مركبين يتفاعالن هما ‪ C3A‬و‪ .C3S‬تم ذكر خصائص الشك المفاجئ السابق في القسم‬
‫السابق ولكن إضافة الجبس يؤخر تركيب اماهة ألومينات الكالسيوم‪ ،‬وبالتالي فإن ‪ C3S‬هو الذي يحدد أوال‪ .‬يظهر ‪ C3S‬النقي الممزوج بالماء أيضا شك‬
‫ابتدائي ولكن ‪ C2S‬يتصلب بشكل تدريجي‪ .‬في اإلسمنت المؤخر بشكل صحيح‪ ،‬يتم إنشاء إطار العجينة اإلسمنتية المميه بواسطة اماهة سليكات‬
‫الكالسيوم‪ ،‬بينما‪ ،‬إذا تم السماح لـ ‪ C3A‬بالتعيين أوال‪ ،‬فإن اماهة ألومينات الكالسيوم المسامية إلى حد ما ستتشكل‪ .‬ثم اماهة مركبات اإلسمنت المتبقية‬
‫في هذا اإلطار المسامي وخصائص مقاومة العجينة اإلسمنتية سوف تتأثر سلبا‪ .‬بصرف النظر عن سرعة تشكل المنتجات البلورية‪ ،‬تم اقتراح تطوير‬
‫أفالم حول حبيبات اإلسمنت والتخثر المتبادل لمكونات العجينة كعوامل في تطوير شك اإلسمنت‪ .‬في زمن الشك النهائي‪ ،‬كان هناك انخفاض حاد في‬
‫الموصلية الكهربائية لعجينة اإلسمنت ‪ ،‬وقد بذلت محاوالت لقياس الشك بالوسائل الكهربائية‪.‬‬

‫‪1.1‬‬
‫في درجات الح اررة‬ ‫ينخفض زمن شك اإلسمنت مع ارتفاع في درجة الح اررة‪ ،‬ولكن أعلى من ‪ 30‬درجة مئوية يمكن مالحظة التأثير العكسي‪.‬‬
‫المنخفضة يتم تأخير الشك‪ .‬قد يتم تمديد زمن الشك أيضا من خالل وجود بعض المكونات الصغيرة‪ .‬مثال على ذلك هو الفلور‪ .‬من المتوقع أن تؤدي‬
‫زيادة مستوى فلور الكلنكر بنسبة ‪ %0.1‬إلى زيادة زمن الشك بمقدار ‪ 60‬دقيقة تقريبا‪ .‬سيزيد كل من الرماد المتطاير وخبث االفران من زمن الشك بينما‬
‫زمن الشك اإلسمنت البورتالندي من الحجر الجيري قد يكون أقصر قليال من اإلسمنت البورتالندي النقي المطابق‪.‬‬

‫الشك الخاطئ (‪)False set‬‬


‫الشك الخاطئ هو االسم الذي يطلق على التصلب غير الطبيعي المبكرة لإلسمنت في غضون بضع دقائق من الخلط بالماء‪ .‬وهو يختلف عن الشك‬
‫المفاجئ في أنه ال توجد ح اررة ملحوظة‪ ،‬وإعادة خلط العجينة اإلسمنتية دون إضافة الماء يعيد لدونة العجينة حتى يتم ضبطها بالطريقة العادية ودون‬
‫فقدان المقاومة‪ .‬يمكن العثور على بعض أسباب الشك الخاطئ في الجفاف في الجبس عندما يتداخل مع الكلنكر الساخن‪ :‬نصف اماهة ‪hemihydrate‬‬
‫)‪ (CaSO4.H2O‬أو األنهيدريت )‪ (CaSO4‬وعندما يتم خلط اإلسمنت بالماء فإن هذه االماهة لتركيب بلورات الجبس على شكل إبر‪ .‬وبالتالي فإن ما‬

‫‪18‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫يسمى بـ "شك مونة اللياسة" يحدث مع تصلب ناتج عن العجينة‪ .‬قد يرتبط سبب آخر للشك الخاطئ بالقلويات في اإلسمنت ‪ .‬أثناء التخزين‪ ،‬قد تتراكم‬
‫الكربونات وتتفاعل كربونات القلويات مع ‪ ،Ca(OH)2‬الذي يتم تحريره بواسطة التحلل المائي لـ ‪ ،C3S‬لتشكيل ‪ .CaCO3‬هذا يعجل ويحث على صالبة‬
‫العجينة‪ .‬وقد اقترح أيضا أن الشك الخاطئ يمكن أن يكون بسبب تنشيط ‪ C3S‬عن طريق التهوية عند الرطوبة العالية المعتدلة‪ .‬يتم امتصاص الماء‬
‫على حبيبات اإلسمنت‪ ،‬ويمكن أن تتحد هذه األسطح النشطة حديثا بسرعة كبيرة مع المزيد من الماء أثناء الخلط‪ :‬ستؤدي هذه االماهة السريعة إلى‬
‫‪21.1‬‬
‫الشك الخاطئ‪.‬‬

‫االختبارات المعملية في مصانع اإلسمنت تضمن بشكل عام خلو اإلسمنت من الشك الخاطئ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إذا تم العثور على الشك الخاطئ‪ ،‬فيمكن‬
‫التعامل معها عن طريق إعادة خلط الخرسانة دون إضافة أي ماء‪ .‬على الرغم من أن هذا ليس سهال‪ ،‬سيتم تحسين قابلية التشغيل ويمكن وضع‬
‫نظر ألن اختبار زمن الشك يتم على عينة من عجينة اإلسمنت ‪ ،‬والتي يتم قياسها بالماء إلعطاء قوام قياسي‪ ،‬فإن أي تغيير‬
‫الخرسانة بالطريقة العادية‪ .‬ا‬
‫في خصائص اإلسمنت ‪ ،‬مما يزيد من المياه المطلوبة‪ ،‬على سبيل المثال انحدار التوزيع الحجمي للجسيمات‪ ،‬سيمدد زمن الشك‪ .‬تظهر تأثيرات التوزيع‬
‫الحجمي األكثر حدة في العجينة بشكل أكبر بكثير منه في الخرسانة والخرسانة المصنوعة من نفس اإلسمنت قد ال تظهر نفس حجم التمديد في زمن‬
‫الشك‪.‬‬

‫نعومة اإلسمنت‬
‫نظر ألن االماهة تبدأ عند سطح جزيئات‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن إحدى الخطوات األخيرة في صناعة اإلسمنت هي طحن الكلنكر الممزوج بالجبس‪ .‬ا‬
‫اإلسمنت‪ ،‬فإن المساحة اإلجمالية لإلسمنت هي التي تمثل المادة المتاحة لإلماهة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن معدل االماهة يعتمد على نعومة جسيمات اإلسمنت‪،‬‬
‫من أجل التطور السريع للمقاومة‪ ،‬من الضروري النعومة العالية‪ ،‬يوضح الشكل ‪ 5.1‬العالقة بين مقاومة الخرسانة في مختلف األعمار ونعومة‬
‫اإلسمنت؛ ال تتأثر المقاومة على المدى الطويل‪ .‬يعني معدل االماهة المبكر األعلى‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬أيضا معدل أعلى لتطور الح اررة المبكر‪.‬‬

‫‪43.1‬‬
‫الشكل ‪ :5.1‬العالقة بين مقاومة الخرسانة في مختلف األعمار ونعومة اإلسمنت‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬فإن تكلفة الطحن إلى نعومة أعلى‪ ،‬وكذلك كلما كان اإلسمنت اكثر نعومة كلما تدهور بشكل أسرع عند التعرض للغالف الجوي‪ .‬يؤدي‬
‫‪44.1‬‬
‫ويجعل عجينة اإلسمنت‪ ،‬وإن لم يكن بالضرورة خرسانيا‪ ،‬يظهر انكماشا أعلى‬ ‫اإلسمنت األكثر نعومة إلى تفاعل أقوى مع القلويات في الركام‪،‬‬
‫ووضوح أكبر للتشققات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬نزيف اإلسمنت الناعم أقل من األكثر خشونة‪ .‬تؤدي الزيادة في النعومة إلى زيادة كمية الجبس المطلوبة للتأخير‬
‫المناسب ألنه في اإلسمنت الناعم‪ ،‬يتوفر المزيد من ‪ C3A‬لإلماهة المبكرة‪ .‬يكون محتوى الماء عجينة القوام القياسي أكبر كلما كان اإلسمنت اكثر‬
‫نعومة‪ ،‬ولكن على العكس فإن زيادة نعومة اإلسمنت تحسن قليال من القابلية التشغيلية للخرسانة‪ .‬قد يرجع هذا الشذوذ جزئيا إلى حقيقة أن اختبارات قوام‬
‫عجينة اإلسمنت والقابلية التشغيلية تقيس الخصائص المختلفة للعجينة الطازجة؛ أيضا‪ ،‬يؤثر الهواء العرضي على تشغيلية عجينة اإلسمنت‪ ،‬وقد تحتوي‬
‫اإلسمنتات ذات النعومة المختلفة على كميات مختلفة من الهواء‪ .‬يمكننا أن نرى بعد ذلك أن النعومة خاصية حيوية لإلسمنت ويجب التحكم فيها بعناية‪.‬‬
‫يمكن تحديد جزء اإلسمنت المحتفظ به على منخل اختبار ‪ 45‬ميكرومتر (رقم ‪ )ASTM 325‬باستخدام ‪ .ASTM C 430-08‬سيضمن ذلك عدم‬
‫صغير فقط في عملية‬
‫ا‬ ‫دور‬
‫احتواء اإلسمنت على فائض من الحبيبات الكبيرة التي‪ ،‬بسبب مساحتها السطحية الصغيرة نسبيا لكل وحدة كتلة‪ ،‬ستلعب ا‬
‫االماهة وزيادة المقاومة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يعطي اختبار المناخل أي معلومات عن حجم الحبيبات التي يقل حجمها عن ‪ 45‬ميكرون (رقم ‪، )ASTM 325‬‬
‫اختبار للنعومة من خالل تحديد سطح‬
‫ا‬ ‫والجسيمات الناعمة هي التي تلعب الجزء األكبر في االماهة المبكرة‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬تصف المعايير الحديثة‬
‫معبر عنه بالمساحة السطحية اإلجمالية بالمتر المربع لكل كيلوغرام‪ .‬النهج المباشر هو قياس توزيع حجم الجسيمات عن طريق‬
‫ا‬ ‫اإلسمنت المحدد‬

‫‪19‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫الترسيب‪ :‬تعتمد هذه الطريقة على اعتماد معدل السقوط الحر لجسيمات على قطرها‪ .‬يعطي قانون ‪ Stokes‬السرعة النهائية للسقوط تحت جاذبية‬
‫الجسيمات الكروية في وسط مائع؛ جزيئات اإلسمنت‪ ،‬في الواقع‪ ،‬ليست كروية‪ .‬يجب أن تكون هذه الوسيلة بالطبع خاملة كيميائيا فيما يتعلق باإلسمنت‪.‬‬
‫من المهم أيضا تحقيق التشتت المرضي لجزيئات اإلسمنت حيث أن التلبد الجزئي سيؤدي إلى انخفاض في المساحة السطحية الواضح‪.‬‬

‫تطور هذه األساليب هو ‪ Wagner‬لمقياس العكر المستخدم في الواليات المتحدة (‪ .)ASTM C 115-10‬في هذا االختبار‪ ،‬يتم تحديد تركيز‬
‫الجسيمات في التعليق عند مستوى معين من الكيروسين باستخدام حزمة من الضوء‪ ،‬ويتم قياس نسبة الضوء المرسلة بواسطة خلية ضوئية‪ .‬يعطي‬
‫مقياس العكر نتائج متسقة بشكل عام‪ ،‬ولكن يتم تقديم خطأ بافتراض توزيع حجم موحد للجسيمات أصغر من ‪ 7.5‬ميكرومتر‪ .‬هذه الجسيمات الناعمة‬
‫هي على وجه التحديد التي تساهم بشكل أكبر في سطح اإلسمنت المحدد والخطأ مهم بشكل خاص مع اإلسمنت الناعم المستخدم في الوقت الحاضر‪.‬‬
‫‪51.1‬‬
‫الشكل ‪ 1.6‬يظهر منحنى‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬يمكن تحسين الطريقة القياسية إذا تم تحديد تركيز الجسيمات بحجم ‪ 5‬ميكرومتر وتم إجراء تعديل للحسابات‪.‬‬
‫نموذجي للتوزيع الحجمي للجسيمات‪ ،‬والذي يعطي أيضا المساهمة المقابلة من هذه الجسيمات إلى المساحة اإلجمالية للعينة‪ .‬يعتمد التوزيع الحجمي‬
‫للجسيمات على طريقة الطحن ويختلف من مصنع إلى آخر‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب االعتراف بأنه ليس من الواضح تماما ما هو تصنيف "جيد" لإلسمنت‪ :‬هل‬
‫يجب أن تكون جميع الجسيمات من نفس الحجم أم يجب أن يكون توزيعها بحيث تكون قادرة على التعبئة بكثافة؟ يُعتقد اآلن أنه بالنسبة للسطح النوعي‬
‫لإلسمنت‪ ،‬فإن التطور المبكر للمقاومة يكون أفضل إذا كانت نسبة ‪ 50‬في المائة على األقل من الجسيمات تقع بين ‪ 3‬و‪ 30‬ميكرومتر‪ ،‬مع نظير أقل‬
‫من ذلك بكثير وجسيمات خشنة للغاية‪ .‬ويعتقد أن نسبة أعلى من الجسيمات في نطاق ‪ 3‬إلى ‪ 30‬ميكرومتر‪ ،‬تصل إلى ‪ 95‬في المائة‪ ،‬تؤدي إلى‬
‫مقاومة مبكرة محسنة وأيضا إلى مقاومة نهائية جيدة للخرسانة المصنعة بمثل هذا اإلسمنت‪ .‬لتحقيق مثل هذه السيطرة بالنسبة للتوزيع الحجمي للجسيمات‬
‫فمن الضروري استخدام المصنفات عالية الكفاءة في المطاحن الدوارة المغلقة لطحن الكلنكر‪ .‬حيث تقلل هذه المصنفات من كمية الطاقة المستخدمة في‬
‫‪80.1‬‬
‫الطحن ‪.‬‬

‫الشكل ‪ :6.1‬مثال على التوزيع الحجمي للجسيمات والمساحة السطحية التراكمية التي ساهمت بها الجسيمات حتى أي حجم معين لـ ‪ 1‬غرام من اإلسمنت‬

‫الذين وجدوا أن طحن اإلسمنت ينتج عنه قدر‬ ‫‪91.1‬‬


‫يمكن العثور على سبب التأثير المفيد للجسيمات متوسطة الحجم في نتائج اختبار ‪ Aïtcin‬واخرون‬
‫معين من انفصال المركب‪ .‬على وجه التحديد‪ ،‬الجزيئات األصغر من ‪ 4‬ميكرومتر غنية جدا بـ ‪ SO3‬وغنية بالقلويات‪ .‬تحتوي الجسيمات الخشنة من‬
‫‪ 30‬ميكرومتر على نسبة كبيرة من ‪ ،C2S‬في حين أن الجسيمات بين ‪ 4‬و‪ 30‬ميكرومتر غنية بي ‪ .C3S‬ومع ذلك‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أنه ال توجد‬
‫عالقة بسيطة بين المقاومة والتوزيع الحجمي لجزيئات اإلسمنت ‪ :‬على سبيل المثال‪ ،‬الكلنكر المعرض للعوامل الجوية والمميه جزئيا‪ ،‬بعد الطحن ينتج‬
‫عنه إسمنت بمساحة سطحية مضللة‪ .‬يمكن أيضا تحديد المساحة السطحية لإلسمنت بطريقة نفاذية الهواء‪ ،‬باستخدام جهاز طورته ‪.Lea and Nurse‬‬
‫تعتمد الطريقة على العالقة بين تدفق مائع من خالل طبقة حبيبية ومساحة سطح الجسيمات التي تشتمل على الطبقة‪ .‬من هذا‪ ،‬يمكن أن تكون المساحة‬
‫السطحية لكل وحدة كتلة من مادة الطبقة مرتبطة بنفاذية الطبقة من مسامية معينة‪ ،‬أي تحتوي على حجم ثابت من المسام في الحجم الكلي للطبقة‪.‬‬
‫يظهر جهاز النفاذية بشكل تخطيطي في الشكل ‪ .7.1‬من خالل معرفة كثافة اإلسمنت‪ ،‬يمكن حساب الكتلة المطلوبة لصنع طبقة مسامية بسمك‬
‫‪ 0.475‬و‪ 10‬مم‪ .‬يتم وضع هذه الكمية من اإلسمنت في وعاء أسطواني‪ ،‬ويتم تمرير تيار من الهواء الجاف عبر طبقة اإلسمنت بسرعة ثابتة‪ ،‬ويتم‬

‫‪20‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫قياس انخفاض الضغط الناتج بواسطة مقياس ضغط متصل أعلى وقاع الطبقة‪ .‬يتم قياس معدل تدفق الهواء بواسطة مقياس تدفق يتكون من انبوب‬
‫شعري يوضع في الدائرة وجهاز قياس عبر نهايته‪.‬‬

‫شكل ‪ :7.1‬جهاز ‪ Lea and Nurse‬للنفاذية‬

‫معادلة وضعتها ‪ Carman‬تعطي سطح نوعي في سنتيمتر مربع لكل غرام‬

‫حيث ان‬
‫‪3‬‬
‫‪ = ρ‬كثافة اإلسمنت ( ‪)g/cm‬‬
‫‪ = ε‬المسامية طبقة اإلسمنت (‪ 0.475‬في اختبار ‪)BS‬‬
‫‪ = A‬مساحة المقطع العرضي للطبقة ( ‪(5.066 cm2‬‬
‫‪ = L‬طول الطبقة (‪)1 cm‬‬
‫‪ = h1‬انخفاض الضغط خالل الطبقة‬
‫‪ = h2‬انخفاض الضغط خالل انبوب شعري مقياس التدفق ( بين ‪ 25‬و ‪ 55 cm‬من الكيروسين)‬
‫و‪ = K‬ثابت مقياس التدفق‬
‫لجهاز معين ومسامية الصيغة تبسط إلى‬
‫‪K1‬‬ ‫‪h1‬‬
‫= ‪Sw‬‬
‫‪ρ‬‬ ‫‪h2‬‬
‫حيث ‪ K1‬هو ثابت‪.‬‬
‫في الواليات المتحدة وفي الوقت الحاضر في أوروبا‪ ،‬يتم استخدام تعديل طريقة ‪ ،Lea and Nurse‬التي طورها ‪Blaine‬؛ تمت الموافقة على هذه‬
‫الطريقة بواسطة ‪ ASTM C 204-07‬و‪ .BS EN 196-6: 2010‬هنا‪ ،‬ال يمر الهواء خالل الطبقة بمعدل ثابت ولكن حجما معروفا من الهواء يمر‬

‫‪21‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫بمتوسط ضغط محدد‪ ،‬ومعدل تدفق يتناقص بثبات‪ .‬يتم قياس الوقت ‪ t‬الذي يحدث فيه التدفق‪ ،‬وبالنسبة لجهاز معين ومسامية قياسية تبلغ ‪ ،0.500‬يتم‬
‫إعطاء المساحة السطحية حيث يكون ‪ K2‬ثابتا‪.‬‬
‫‪S = K2t‬‬
‫تعطي طريقتا ‪ Lea‬و ‪ Nurse‬وكذلك ‪ Blaine‬قيما لسطح معين باالتفاق الوثيق مع بعضهما البعض ولكنها أعلى بكثير من القيمة التي تم الحصول‬
‫عليها بواسطة طريقة ‪ .Wagner‬هذا يرجع إلى افتراضات ‪ Wagner‬حول التوزيع الحجمي للجسيمات أقل من ‪ 7.5‬ميكرومتر‪ ،‬المذكورة سابقا‪ .‬التوزيع‬
‫الفعلي في هذا النطاق هو أن متوسط القيمة ‪ 3.75‬ميكرومتر‪ ،‬المفترضة من قبل ‪ ، Wagner‬يقلل من المساحة السطحية لهذه الجسيمات‪ .‬في طريقة‬
‫نفاذية الهواء‪ ،‬يتم قياس مساحة جميع الجسيمات مباشرة‪ ،‬والقيمة الناتجة للسطح المحدد أعلى بنحو ‪ 1.8‬مرة من القيمة المحسوبة بطريقة ‪.Wagner‬‬
‫يتراوح النطاق الفعلي لمعامل التحويل بين ‪ 1.6‬و ‪ ،2.2‬اعتمادا على نعومة اإلسمنت ومحتوى الجبس‪ .‬كلتا الطريقتين تعطي صورة جيدة لالختالف‬
‫النسبي في نعومة اإلسمنت‪ ،‬وألغراض عملية هذا يكفي‪ .‬تعد طريقة ‪ Wagner‬أكثر إفادة إلى حد ما من حيث أنها تعطي إشارة إلى التوزيع الحجمي‬
‫بينما‬ ‫‪55.1‬‬
‫للجسيمات‪ .‬يمكن الحصول على قياس مطلق للسطح المحدد بواسطة طريقة امتصاص النيتروجين‪ ،‬استنادا إلى عمل ‪ Brunauer‬واخرون‪.‬‬
‫في طرق نفاذية الهواء‪ ،‬فإن المسارات المستمرة فقط خالل طبقة اإلسمنت تساهم في المساحة المقاسة‪ ،‬في طريقة امتصاص النيتروجين‪ ،‬يمكن الوصول‬
‫إلى المنطقة "الداخلية" أيضا لجزيئات النيتروجين‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬فإن القيمة المقاسة لسطح معين أعلى بكثير من تلك التي تحددها طرق نفاذية الهواء‪ .‬يتم‬
‫إعطاء بعض القيم النموذجية في الجدول ‪.5.1‬‬
‫‪1.1‬‬
‫الجدول ‪ :5.1‬قياس المساحة السطحية لإلسمنت بطرق مختلفة‬
‫المساحة السطحية ‪m2/kg‬‬
‫اإلسمنت‬
‫امتصاص النيتروجين‬ ‫طريقة ‪ Lea‬و‪Nurse‬‬ ‫طريقة ‪Wagner‬‬
‫‪790‬‬ ‫‪260‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪A‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪415‬‬ ‫‪230‬‬ ‫‪B‬‬

‫ال يمكن تحديد مساحة المساحيق الناعمة أكثر من اإلسمنت البورتالندي‪ ،‬مثل غبار السليكا والرماد المتطاير‪ ،‬بطريقة نفاذية الهواء ولكنها تتطلب‬
‫استخدام طرق امتصاص الغاز‪ ،‬مثل طريقة امتصاص النيتروجين‪ .‬وهذه األخيرة تستغرق وقتا طويال‪ ،‬وقد يكون من األفضل استخدام قياس المسامية‬
‫‪69.1‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬لم يتم قبول هذه التقنية بعد بشكل عام‪.‬‬ ‫بحقن الزئبق؛‬

‫لم تعد المواصفات الحديثة تحدد الحد األدنى من قيم المساحة السطحية لإلسمنت البورتالندي‪ ،‬حيث يتم التحكم في هذا بشكل غير مباشر من خالل‬
‫متطلبات المقاومة المبكرة عند االقتضاء‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد يكون من المفيد أن نذكر أن اإلسمنت البورتالندي العادي سيكون له سطح نوعي يبلغ حوالي‬
‫‪ 350‬أو ‪380 m2/kg‬؛ عادة ما يكون المساحة السطحية لإلسمنت البورتالندي سريع التصلب أعلى‪.‬‬

‫بنية اإلسمنت المميه‬


‫كثير على التركيب الكيميائي لإلسمنت المميه كما تعتمد على التركيب‬
‫يبدو أن العديد من الخواص الميكانيكية لإلسمنت المتصلب والخرسانة ال تعتمد ا‬
‫الفيزيائي لمنتجات االماهة‪ ،‬التي يتم النظر إليها على مستوى األبعاد الغروية‪ .‬لهذا السبب من المهم أن يكون لدينا صورة جيدة للخصائص الفيزيائية من‬
‫هالم اإلسمنت‪ .‬العجينة اإلسمنتية الطازجة عبارة عن شبكة لدنة من جزيئات اإلسمنت في الماء‪ ،‬ولكن بمجرد شك العجينة‪ ،‬يظل حجمها الظاهري أو‬
‫اإلجمالي ثابتا تقريبا‪ .‬في أي مرحلة من مراحل االماهة‪ ،‬تتكون العجينة المتصلبة من اماهة متبلرة بشكل سيء للغاية من مركبات مختلفة‪ ،‬يشار إليها‬
‫مجتمعة بالهالم ‪ ،‬من بلورات ‪ ،Ca (OH)2‬وبعض المكونات الثانوية‪ ،‬واإلسمنت غير المميه‪ ،‬وبقايا الفراغات المملوءة بالماء في العجينة الطازجة‪.‬‬
‫وتسمى هذه الفراغات ب المسام الشعرية‪ ،‬ولكن يوجد داخل الهالم نفسه فراغات خاللية تسمى مسام الهالم‪ .‬يبلغ القطر النظري لمسام الهالم حوالي ‪3‬‬
‫نانومتر بينما المسام الشعرية أكبر بمرتين أو اثنين‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يوجد في العجينة المميه فئتان متميزتان من المسام ممثلة رسميا في الشكل ‪.8.1‬‬

‫‪22‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫الشكل ‪ :8.1‬نموذج مبسط لبنية العجينة‪ 22.1.‬النقاط الصلبة تمثل جزيئات الهالم‪ .‬الفراغات الخاللية هي مسام جل‪ .‬المساحات مثل تلك المميزة بعالمة ‪ C‬هي المسام الشعرية‪ .‬حجم المسام‬
‫هالم مبالغ فيه‪.‬‬

‫نظر ألن معظم منتجات االماهة تكون غروانية (تكون نسبة اماهة سليكات الكالسيوم إلى ‪ Ca(OH)2‬بنسبة ‪ 2 : 7‬بالكتلة‪ )60.1‬أثناء االماهة‪ ،‬تزداد‬
‫ا‬
‫ممتز على هذا السطح‪ .‬في حالة عدم السماح بحركة الماء من‬
‫ا‬ ‫المساحة السطحية للمرحلة الصلبة بشكل كبير‪ ،‬وكمية كبيرة من الماء الحر يصبح‬
‫عجينة اإلسمنت أو منها‪ ،‬فإن تفاعالت الماء تستهلك الماء حتى يتم ترك القليل جدا إلشباع األسطح الصلبة‪ ،‬وتنخفض الرطوبة النسبية داخل العجينة‪.‬‬
‫نظر ألن الهالم ال يمكن أن يتشكل إال في مساحة مملوءة بالماء‪ ،‬فإن الجفاف الذاتي يؤدي إلى انخفاض االماهة مقارنة‬
‫يُعرف هذا بالتجفيف الذاتي‪ .‬ا‬
‫بالعجينة المعالجة بالرطوبة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في العجائن المجففة ذاتيا مع نسب الماء\اإلسمنت تزيد عن ‪ ،0.5‬فإن كمية ماء الخلط كافية لإلماهة بنفس‬
‫المعدل كما هو الحال عند معالجة الرطوبة‪.‬‬

‫حجم منتجات االماهة‬


‫تتكون المساحة اإلجمالية المتاحة لمنتجات االماهة من الحجم المطلق لإلسمنت الجاف مع حجم الماء المضاف إلى الخليط‪ .‬سيتم تجاهل فقدان الماء‬
‫الصغير بسبب النزيف وانكماش العجينة بينما ال تزال لدنة في هذه المرحلة‪ .‬يظهر الماء المرتبط كيميائيا بـ ‪ C3S‬و‪ C2S‬يكون حوالي ‪ 24‬و‪ 21‬في‬
‫المائة من كتلة السليكات على التوالي‪ .‬واألرقام المقابلة لـ ‪ C3A‬و‪ C4AF‬هي ‪ 40‬و‪ 37‬في المائة على التوالي‪ .‬يتم حساب القيمة األخيرة على افتراض‬
‫أن التفاعل النهائي إلماهة ‪ C4AF‬هو‪ ،‬من حيث القيمة التقريبية‪،‬‬

‫‪C4AF + 2Ca(OH)2 + 10H → C3AH6 + C3FH6.‬‬

‫كما ذكرنا سابقا‪ ،‬فإن هذه األرقام ليست دقيقة ألن معرفتنا بقياس العناصر المتوازنة لمنتجات اماهة اإلسمنت غير كافية لتحديد كميات المياه المتحدة‬
‫كيميائيا‪ .‬لذلك‪ ،‬من األفضل اعتبار الماء غير المتبخر كما تم تحديده بطريقة معينة‪ .‬هذه المياه‪ ،‬التي تم تحديدها في ظل ظروف محددة‪ 48.1،‬تؤخذ على‬
‫أنها ‪ 23‬في المائة من كتلة اإلسمنت غير المميه (على الرغم من أن القيمة في النوع الثاني من اإلسمنت قد تكون منخفضة حتى ‪ 18‬في المائة)‪ .‬الوزن‬
‫النوعي لمنتجات اماهة اإلسمنت هي أنها تحتل حجما أكبر من الحجم المطلق لإلسمنت غير المميه ولكنها أصغر من مجموع أحجام اإلسمنت الجاف‬
‫والماء غير المتبخر بحوالي ‪ 0.254‬من حجم األخير‪ .‬يبلغ متوسط قيمة الوزن النوعي لمنتجات االماهة (بما في ذلك المسام في البنية األكثر كثافة‬
‫ممكنة) في الحالة المشبعة ‪.2.16‬‬

‫كمثال‪ ،‬دعنا نأخذ في االعتبار اماهة ‪ 100‬غرام من اإلسمنت‪ .‬مع أخذ الوزن النوعي لإلسمنت الجاف على أنه ‪ ،3.15‬فإن الحجم المطلق لإلسمنت‬
‫غير المميه يكون ‪ .100/3.15 = 31.8 ml‬فالمياه التي ال يمكن تبخرها هي‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬حوالي ‪ 23‬في المائة من كتلة اإلسمنت‪ ،‬أي ‪ .23 ml‬تحتل‬
‫المنتجات الصلبة من االماهة كمية مساوية لمجموع كميات اإلسمنت غير المميه والماء أقل من ‪ 0.254‬من حجم المياه غير القابلة للتبخر‪ ،‬أي‬

‫‪31.8 + 0.23 × 100(1 – 0.254) = 48.9 ml‬‬

‫نظر ألن العجينة في هذه الحالة لها مسامية مميزة تبلغ حوالي ‪ 28‬في المائة‪ ،‬فإن حجم ماء الهالم‪ ،wg ،‬يُعطى‬
‫ا‬
‫‪wg‬‬
‫‪= 0.28‬‬
‫‪48.9 + w g‬‬
‫من حيث ‪ ،wg = 19.0 ml‬وحجم اإلسمنت المميه يكون‬

‫‪23‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫‪48.9 + 19.0 = 67.9 ml‬‬


‫تلخيص لدينا‪:‬‬
‫= ‪100.0 g‬‬ ‫كتلة اإلسمنت الجاف‬
‫= ‪31.8 ml‬‬ ‫الحجم المطلق لإلسمنت الجاف‬
‫= ‪23.0 g‬‬ ‫وزن الماء المتحد‬
‫= ‪19.0 ml‬‬ ‫حجم ماء الهالم‬
‫= ‪42.0 ml‬‬ ‫الماء اإلجمالي في الخلطة‬
‫= ‪0.42‬‬ ‫نسبة الماء\اإلسمنت بالكتلة‬
‫= ‪1.32‬‬ ‫نسبة الماء اإلسمنت بالحجم‬
‫= ‪67.9 ml‬‬ ‫حجم اإلسمنت المميه‬
‫= ‪73.8 ml‬‬ ‫الحجم األصلي لإلسمنت والماء‬
‫= ‪5.9 ml‬‬ ‫االنخفاض في الحجم نتيجة االماهة‬
‫= ‪2.1 ml‬‬ ‫حجم منتجات االماهة لي ‪ 1 ml‬لإلسمنت الجاف‬
‫يجب مالحظة أن االماهة كان يفترض أن تحدث في أنبوب اختبار مغلق بدون حركة مائية من أو إلى النظام‪ .‬ويبين الشكل ‪ 9.1‬التغييرات الحجمية‪.‬‬
‫تمثل "انخفاض في الحجم" ‪ 5.9 ml‬المساحة الشعرية الفارغة الموزعة في جميع أنحاء عجينة اإلسمنت المميه‪.‬‬

‫الشكل ‪ :9.1‬تمثيل بياني لتغيرات الحجم في اماهة العجينة اإلسمنتية بنسبة الماء\اإلسمنت ‪0.42‬‬

‫القيم المذكورة أعاله تقريبية فقط‪ ،‬ولكن‪ ،‬إذا كانت الكمية اإلجمالية من الماء أقل من حوالي ‪ ،42 ml‬لكانت غير كافية لإلماهة الكاملة حيث يمكن أن‬
‫يتكون الهالم فقط عندما يتوفر الماء الكافي للتفاعالت الكيميائية ولملء الفراغات يتم تشكيل مسام الهالم‪ .‬ال يمكن لماء الهالم‪ ،‬ا‬
‫نظر لالحتفاظ به بقوة‪،‬‬
‫أن ينتقل إلى الشعيرات بحيث ال يكون متاحا إلماهة اإلسمنت الذي ال يزال غير مميه‪ .‬وهكذا‪ ،‬عندما تتقدم االماهة في عينة مغلفة لمنع التسرب إلى‬
‫مرحلة عندما يصبح الماء المتحد حوالي نصف المحتوى المائي األصلي‪ ،‬لن تحدث اماهة آخري‪ .‬يترتب على ذلك أيضا أن االماهة الكاملة في عينة‬
‫مغلفة ال يمكن تحقيقه إال عندما يكون ماء الخلط ضعف الماء المطلوب على األقل للتفاعل الكيميائي‪ ،‬أي أن الخليط لديه نسبة الماء\اإلسمنت حوالي‬
‫‪ 0.5‬بالكتلة‪ .‬من الناحية العملية‪ ،‬في المثال الموضح أعاله‪ ،‬لم تكن االماهة قد تقدمت في الواقع إلى االكتمال ألن االماهة تتوقف حتى قبل أن تصبح‬
‫‪23.1‬‬
‫الشعيرات فارغة‪ .‬لقد وجد أن االماهة تصبح بطيئة جدا عندما ينخفض ضغط بخار الماء إلى أقل من حوالي ‪ 0.8‬من الضغط المشبع‪.‬‬

‫دعونا اآلن ننظر في اماهة عجينة اإلسمنت معالجة تحت الماء بحيث يمكن أن يكون الماء مشربة كما تصبح بعض الشعيرات فارغة عن طريق‬
‫االماهة‪ .‬كما هو موضح من قبل‪ ،‬فإن ‪ 100‬غرام من اإلسمنت ‪ ،31.8 ml‬في االماهة الكاملة‪ ،‬سيشغل ‪ .67.9 ml‬وبالتالي‪ ،‬لعدم ترك اإلسمنت غير‬
‫المميه وعدم وجود مسام شعرية‪ ،‬يجب أن يكون ماء الخلط األصلي تقريبا ‪ .67.9 – 31.8 = 36.1 ml‬هذا يقابل نسبة الماء\اإلسمنت ‪ 1.14‬بالحجم‬
‫‪22.1‬‬
‫أو ‪ 0.36‬بالكتلة‪ .‬من أعمال أخرى‪ ،‬تم اقتراح قيم حوالي ‪ 1.2‬و‪ 0.38‬على التوالي‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫إذا كانت نسبة الماء\اإلسمنت الفعلية للخليط‪ ،‬مما يسمح بالنزيف‪ ،‬أقل من حوالي ‪ 0.38‬بالكتلة‪ ،‬فال يمكن االماهة الكاملة ألن الحجم المتاح غير ٍ‬
‫كاف‬
‫الستيعاب جميع منتجات االماهة‪ .‬يُذكر أن االماهة ال يمكن أن تحدث إال في الماء داخل الشعيرات ‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬إذا كان لدينا خليط من ‪100 g‬‬
‫من اإلسمنت ‪ 31.8 ml‬و‪ 30 g‬من الماء‪ ،‬فإن الماء يكفي إلماهة ‪ x g‬من اإلسمنت‪ ،‬معطاة بالحسابات التالية‪.‬‬
‫تقلص حجم االماهة‪:‬‬
‫‪0.23x × 0.254 = 0.0585x.‬‬
‫الحجم الذي تشغله المنتجات الصلبة من االماهة هو‪:‬‬
‫‪x‬‬
‫‪+ 0.23x 0.0585x = 0.489x‬‬
‫‪3.15‬‬
‫المسامية تكون‪:‬‬
‫‪wg‬‬
‫‪= 0.28‬‬
‫‪48.9 + w g‬‬
‫وإجمالي الماء‬
‫‪0.23x + wg = 30‬‬
‫وبالتالي‪،‬‬
‫‪x = 71.5 g = 22.7 ml‬‬
‫‪wg = 13.5 g‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬يبلغ حجم اإلسمنت المميه‬
‫‪0.489 × 71.5 + 13.5 = 48.5 ml.‬‬
‫حجم اإلسمنت غير المائي هو‬
‫‪31.8 – 22.7 = 9.1 ml‬‬
‫لذلك‪ ،‬حجم الشعيرات الفارغة‬
‫‪(31.8 + 30) – (48.5 + 9.1) = 4.2 ml.‬‬

‫إذا كان الماء متاحا من الخارج‪ ،‬يمكن لبعض اإلسمنت اإلضافي أن يتميه‪ ،‬وتكون كميته بحيث تشغل منتجات االماهة ‪ 4.2 ml‬أكثر من حجم‬
‫اإلسمنت الجاف‪ .‬وجدنا أن ‪ 22.7 ml‬من اماهة اإلسمنت ليشغل ‪ ،48.5 ml‬أي أن منتجات اماهة ‪ 1 ml‬من اإلسمنت تشغل ‪48.5/22.7 = 2.13‬‬
‫‪ .ml‬وبالتالي سيتم تعبئة ‪ 4.2 ml‬من خالل اماهة ‪ y ml‬من اإلسمنت بحيث يكون ‪(4.2 + y)/y = 2.13‬؛ وبالتالي‪ .y = 3.7 ml ،‬وبالتالي فإن‬
‫حجم اإلسمنت الذي ال يزال غير مميه هو ‪ ،31.8 – (22.7 + 3.7) = 5.4 ml‬والذي يحتوي على كتلة ‪ .17 g‬بعبارة أخرى‪ ،‬ظلت ‪ 19‬في المائة‬
‫من الكتلة األصلية لإلسمنت غير مميه وال يمكنها االماهة أبدا ألن الهالم يشغل بالفعل كل الفراغ المتاح‪ ،‬أي أن نسبة الهالم‪/‬الفراغ من عجينة اإلسمنت‬
‫المميه هي ‪ .1.0‬يمكن أن يضاف أن اإلسمنت غير المميه ال يضر بالمقاومة‪ ،‬وفي الواقع ‪ ،‬بين معاجين اإلسمنت جميعها ذات نسبة الهالم‪/‬الفراغ ‪1.0‬‬
‫تلك التي تحتوي على نسبة أعلى من اإلسمنت غير مميه (أي نسبة الماء\اإلسمنت األقل) لديها مقاومة أعلى‪ ،‬ربما ألنه في مثل هذه المعاجين تكون‬
‫‪24.1‬‬
‫طبقات العجينة المميه المحيطة بحبيبات اإلسمنت غير المميه أرق‪.‬‬

‫حصل ‪ Abrams‬على مقاومة تبلغ حوالي ‪ 280 MPa‬باستخدام خلطات مع نسبة الماء\اإلسمنت ‪ 0.08‬بالكتلة‪ ،‬ولكن من الواضح أن الضغط الكبير‬
‫مسحوق اإلسمنت المدموك في مجموعة‬ ‫‪52.1‬‬
‫ضروري للحصول على خلطة مدموكه بشكل صحيح من هذه النسب‪ .‬في وقت الحق‪ ،‬صنع ‪Lawrence‬‬
‫قوالب تحت ضغط مرتفع جدا (حتى ‪ ،)672 MPa‬باستخدام تقنيات تعدين المسحوق‪ .‬عند االماهة الالحقة لمدة ‪ 28‬يوما‪ ،‬تم قياس مقاومة الضغط‬
‫حتى ‪ 375 MPa‬ومقاومة الشد حتى ‪ .25 MPa‬مسامية هذه الخلطات وبالتالي فإن نسبة الماء\اإلسمنت "المكافئة" منخفضة للغاية‪ .‬حتى انه اعلى‬
‫تم الحصول على مقاومة تصل إلى ‪ 655 MPa‬باستخدام ضغط مرتفع للغاية ودرجة ح اررة عالية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كانت منتجات التفاعل في هذه الحاالت‬
‫‪89.1‬‬
‫مختلفة عن تلك الناتجة عن االماهة الطبيعية لإلسمنت‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫على النقيض من هذه الحاالت التي كانت بها نسبة الماء\اإلسمنت منخفضة للغاية‪ ،‬إذا كانت نسبة الماء\اإلسمنت أعلى من حوالي ‪ 0.38‬بالكتلة‪،‬‬
‫يمكن أن تتم اماهة كل اإلسمنت ولكن المسام الشعرية ستكون موجودة أيضا‪ .‬ستحتوي بعض الشعيرات على الماء الزائد من الخليط‪ ،‬وسيمأل البعض‬
‫اآلخر من خالل امتصاص الماء من الخارج‪ .‬يوضح الشكل ‪ 10.1‬األحجام النسبية لإلسمنت غير المميه‪ ،‬ومنتجات االماهة‪ ،‬والشعيرات للخلطات‬
‫بنسب مختلفة من الماء\اإلسمنت ‪.‬‬

‫‪10.1‬‬
‫تنطبق النسبة المئوية المشار إليها فقط على العجائن ذات المساحة المليئة بالمياه الكافية الستيعاب المنتجات عند‬ ‫الشكل ‪ :10.1‬تركيب عجينة اإلسمنت في مراحل مختلفة من الماء‪.‬‬
‫درجة االماهة المشار إليها‬

‫كمثال أكثر تحديدا‪ ،‬نأخذ في االعتبار اماهة عجينة بنسبة ماء‪/‬أسمنت ‪ ،0.475‬مغلفة في أنبوب‪ .‬دع كتلة اإلسمنت الجاف تكون ‪ ،126 g‬والتي تقابل‬
‫‪ .40 ml‬حجم الماء يكون بالتالي ‪ . 0.475 × 126 = 60 ml‬تظهر نسب الخلط هذه في الرسم البياني األيسر من الشكل ‪ ،11.1‬ولكن في الواقع يتم‬
‫خلط اإلسمنت والماء‪ ،‬ويشكل المياه نظاما شعريا بين جزيئات اإلسمنت غير المميه‪.‬‬

‫الشكل ‪ :11.1‬تمثيل بياني للنسب الحجمية من العجينة اإلسمنتية في مراحل مختلفة من االماهة‬

‫دعونا ننظر اآلن في الوضع عندما يكون اإلسمنت مميه بالكامل‪ .‬الماء غير المتبخر هو‬
‫‪0.23 × 126 = 29.0 ml‬‬
‫وماء الهالم هو ‪wg‬‬
‫𝑔𝑤‬
‫‪= 0.28‬‬
‫𝑔𝑤 ‪40 + 29.0(1 − 0.254) +‬‬

‫‪26‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫حيث يكون حجم ماء الهالم ‪ ،24.0 ml‬وحجم اإلسمنت المميه ‪ .85.6 ml‬وبالتالي هناك ‪ 7.0 = )24.0 + 29.0( - 60‬مل من الماء المتبقي كماء‬
‫شعري في العجينة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ 60 – (29.0 + 24.0) = 7.0 ml ،‬من الشعري الفارغة‪ .‬إذا كانت عجينة اإلسمنت تحصل على الماء أثناء‬
‫المعالجة فإن هذه الشعيرات ستمأل بالماء الممتص‪.‬‬

‫هذا هو الوضع عند نسبة ‪ 100‬في المائة من االماهة عندما تكون نسبة الهالم‪/‬الفراغ ‪ ، 0.856‬كما هو موضح في الرسم البياني األيمن في الشكل‬
‫‪ .11.1‬كمثال إضافي‪ ،‬يوضح المخطط االوسط أحجام المكونات المختلفة عندما يكون نصف اإلسمنت فقط مميه‪ .‬نسبة الهالم‪/‬الفراغ ثم‬

‫]‪0.5[40 + 29(1 − 0.254) + 24‬‬


‫‪= 0.535‬‬
‫‪100 − 20‬‬
‫‪97.1‬‬
‫تم تطبيق نهج مشابه لمنهج ‪ ،Powers‬الموضح أعاله ‪ ،‬على اإلسمنت الذي يحتوي على حشو الحجر الجيري‪.‬‬

‫المسام الشعرية‬
‫وهكذا يمكننا أن نرى أنه في أي مرحلة من مراحل االماهة‪ ،‬تمثل المسام الشعرية ذلك الجزء من الحجم اإلجمالي الذي لم يتم ملؤه بمنتجات االماهة‪.‬‬
‫نظر ألن هذه المنتجات تشغل أكثر من ضعف حجم المرحلة الصلبة األصلية (أي اإلسمنت) وحده‪ ،‬فإن حجم النظام الشعري ينخفض مع تقدم االماهة‪.‬‬
‫ا‬
‫وبالتالي فإن المسامية الشعرية للعجينة تعتمد على كل من نسبة الماء\اإلسمنت للخليط ودرجة االماهة‪ .‬معدل اماهة اإلسمنت ليس له أهمية في حد‬
‫ذاته‪ ،‬ولكن نوع اإلسمنت يؤثر على درجة االماهة التي يتم تحقيقها في عمر معين‪ .‬كما ذكر سابقا‪ ،‬عند نسب الماء\اإلسمنت التي تزيد عن حوالي‬
‫‪ ،0.38‬فإن حجم الهالم ال يكفي لملء كل الفراغ المتاح له بحيث يكون هناك بعض حجم المسام الشعرية المتبقية حتى بعد اكتمال عملية االماهة‪.‬‬

‫ال يمكن رؤية المسام الشعرية مباشرة ولكن تم تقدير حجمها الوسطي من قياس ضغط البخار بحوالي ‪ 1.3‬ميكرومتر‪ .‬في الواقع‪ ،‬يختلف حجم المسام‬
‫‪85.1‬‬
‫إلى أن عجائن اإلسمنت الناضجة تحتوي على عدد قليل من المسام أكبر من‬ ‫في عجينة اإلسمنت المميه بشكل كبير‪ .‬تشير دراسات ‪Glasser’s‬‬
‫‪ 1‬ميكرومتر‪ ،‬ومعظم المسام أصغر من ‪ 100‬نانومتر‪ .‬وهي تختلف في الشكل ولكن‪ ،‬كما هو موضح بقياس النفاذية‪ ،‬تشكل نظاما مترابطا يتم توزيعه‬
‫عشوائيا في جميع أنحاء عجينة اإلسمنت‪ .25.1‬هذه المسام الشعرية المترابطة مسؤولة بشكل رئيسي عن نفاذية عجينة اإلسمنت المتصلبة وعن ضعفها‬
‫لدورات التجميد والذوبان‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬االماهة تزيد من محتوى المنتجات الصلبة في العجينة‪ ،‬وفي العجائن الناضجة والكثيفة‪ ،‬يمكن أن تسد الشعرية‬
‫بواسطة الهالم وتقسيمها بحيث تتحول إلى مسام شعرية مترابطة فقط بواسطة مسام الهالم ‪ .‬يرجع عدم وجود الشعرية المستمرة في الخليط لنسبة‬
‫الماء\اإلسمنت المناسبة والزمن الكافي للمعالجة الرطبة؛ أي بمعني ان درجة النضج المطلوبة تتحقق مع زيادة نسب الماء\اإلسمنت المختلفة لإلسمنت‬
‫البورتالندي العادي‪ .‬كما يعتمد الوقت الفعلي لتحقيق النضج المطلوب على خصائص اإلسمنت المستخدم‪ .‬بالنسبة لنسب الماء\اإلسمنت التي تزيد عن‬
‫‪ 0.7‬تقريبا‪ ،‬حتى االماهة الكاملة لن تنتج هالما كافيا لحجب جميع الشعرية‪ .‬بالنسبة لإلسمنت الناعم للغاية‪ ،‬ستكون النسبة القصوى للماء‪/‬اإلسمنت‬
‫أعلى‪ ،‬وربما تصل إلى ‪1.0‬؛ على العكس من ذلك‪ ،‬بالنسبة لإلسمنت الخشن‪ ،‬سيكون أقل من ‪ .26.10.7‬إن أهمية القضاء على الشعرية المستمرة هي‬
‫من الممكن اعتبارها شرطا ضروريا لتصنيف الخرسانة على أنها "جيدة‪".‬‬

‫مسام الهالم‬
‫من حقيقة أن الهالم يمكن أن يحتفظ بكميات كبيرة من الماء المتبخر‪ ،‬يستتبع ذلك أن الهالم مسامي‪ ،‬لكن مسام الهالم هي بالفعل فراغات متداخلة‬
‫مترابطة بين جزيئات الهالم‪ ،‬والتي تكون على شكل إبر والواح وعلى شكل رقائق‪ .‬مسام الهالم أصغر بكثير من المسام الشعرية‪ :‬أقل من ‪ 2‬أو ‪3‬‬
‫نانومتر في القطر النظري ‪ .‬هذا هو ترتيب واحد فقط بحجم أكبر من حجم جزيئات الماء‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬يختلف ضغط البخار وحركة الماء الممتص عن‬
‫الخصائص المقابلة للماء الحر‪ .‬تشير كمية الماء الممكن قلبه مباشرة إلى مسامية الهالم‪ .24.1‬تحتل مسام الهالم حوالي ‪ 28‬في المائة من الحجم الكلي‬
‫‪48.1‬‬
‫كمواد صلبة‪ .‬القيمة الفعلية مميزة إلسمنت معين ولكنها مستقلة إلى حد كبير عن نسبة‬ ‫للهالم‪ ،‬ويتم ترك المادة بعد التجفيف بطريقة قياسية‬
‫الماء\اإلسمنت للخليط وتقدم االماهة‪ .‬يشير ذلك إلى أن هالم الخواص المتشابهة يتشكل في جميع المراحل وأن االماهة المستمرة ال تؤثر على‬
‫المنتجات التي تكون بالفعل موجودة ‪ .‬وبالتالي‪ ،‬كلما زاد الحجم الكلي للهالم مع تقدم االماهة‪ ،‬زاد الحجم الكلي لمسام الهالم أيضا‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬كما‬
‫ذكرنا سابقا‪ ،‬ينخفض حجم المسام الشعرية مع تقدم االماهة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫المسامية بنسبة ‪ 28‬في المائة تعني أن مسام الهالم تحتل مساحة تساوي حوالي ثلث حجم المواد الصلبة الهالمية‪ .‬نسبة سطح الجزء الصلب من الهالم‬
‫إلى حجم المواد الصلبة تساوي نسبة الكريات التي يبلغ قطرها حوالي ‪ 9‬نانومتر‪ .‬يجب أال يفسر هذا على أنه يعني أن الهالم يتكون من عناصر كروية؛‬
‫‪27.1‬‬
‫تكون الجسيمات الصلبة ذات أشكال متنوعة‪ ،‬وتشكل حزم هذه الجسيمات شبكة مترابطة تحتوي على بعض أو أكثر من المواد البينية غير المتبلورة‪.‬‬
‫طريقة أخرى للتعبير عن مسامية الهالم هي أن نقول أن حجم المسام يبلغ حوالي ثالثة أضعاف حجم الماء الذي يشكل طبقة جزيء واحد سميك على‬
‫السطح الصلب بأكمله في الهالم‪.‬‬

‫‪27.1‬‬
‫وقد أسفرت‬ ‫من قياسات امتصاص الماء‪ ،‬تم تقدير المساحة السطحية للهالم بترتيب ‪ ،5.5 × 108 m2/m3‬أو ما يقرب من ‪.200 000 m2/kg‬‬
‫‪63.1‬‬
‫على‬ ‫قياسات تشتت األشعة السينية الصغيرة الزاوية عن قيم الترتيب تبلغ ‪ ، 600 000 m2/kg‬مما يشير إلى سطح داخلي كبير داخل الجسيمات ‪.‬‬
‫النقيض من ذلك‪ ،‬يحتوي اإلسمنت غير المميه على مساحة سطحية يتراوح من ‪ 200‬إلى ‪ .500 m2/kg‬على الجانب اآلخر‪ ،‬يحتوي غبار السليكا على‬
‫مساحة سطحية تبلغ ‪.22 000 m2/kg‬‬

‫فيما يتعلق ببنية المسام‪ ،‬قد يكون من المناسب مالحظة أن عجينة اإلسمنت بالبخار عالي الضغط لها مساحة سطحية تبلغ حوالي ‪7000 m2/kg‬‬
‫فقط‪ .‬هذا يشير إلى حجم جسيم مختلف تماما لمنتجات االماهة عند ضغط مرتفع ودرجة ح اررة عالية‪ ،‬وفي الواقع‪ ،‬ينتج عن هذا العالج مادة بلورية‬
‫دقيقة تماما تقريبا بدال من مادة هالمية‪ .‬تعتمد المساحة السطحية لعجينة اإلسمنت المعالجة عادة على درجة ح اررة المعالجة والتركيب الكيميائي‬
‫لإلسمنت‪ .‬تم اقتراح‪ 1.27‬أن نسبة المساحة السطحية إلى كتلة الماء غير المتبخر (والذي يتناسب بدوره مع مسامية عجينة االسمنت المميه) تتناسب مع‬

‫‪(C4AF), (C3A) + 0.368 (C2S) + 0.317 (C3S) + 0.320 0.230‬‬

‫حيث تمثل الرموز بين قوسين النسب المئوية للمركبات الموجودة في اإلسمنت‪ .‬يبدو أن هناك اختالفا طفيفا بين المعامالت العددية للمركبات الثالثة‬
‫كثير مع تغير في تركيب اإلسمنت‪ .‬يرجع المعامل األقل إلى حد ما لـ‬
‫األخيرة‪ ،‬وهذا يشير إلى أن المساحة السطحية لعجينة االسمنت المميه ال تختلف ا‬
‫‪ C3S‬إلى حقيقة أنه ينتج كمية كبيرة من البلورات الدقيقة ‪ ،Ca(OH)2‬التي لها مساحة سطحية أقل بكثير من الهالم‪ .‬التناسب بين كتلة الماء التي‬
‫تشكل طبقة أحادية الجزيئات على سطح الهالم وكتلة الماء غير المتبخر في العجينة (لإلسمنت المعطاة ) يعني أنه يتم تشكيل هالم من نفس المساحة‬
‫السطحية تقريبا طوال فترة االماهة‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬يتم تركيب جسيمات من نفس الحجم طوال الوقت وال تنمو جزيئات الهالم الموجودة بالفعل في الحجم‪.‬‬
‫‪28.1‬‬
‫لكن هذا ليس هو الحال في اإلسمنت الذي يحتوي على نسبة عالية من‪.C2S‬‬

‫المقاومة الميكانيكية لهالم اإلسمنت‬


‫هناك نوعان من النظريات الكالسيكية لتصلب أو لتطور مقاومة اإلسمنت‪ .‬التي طرحها ‪ H. Le Chatelier‬في عام ‪ 1882‬تنص على أن منتجات‬
‫اماهة اإلسمنت لديها قابلية ذوبان أقل من المركبات األصلية‪ ،‬حيث تترسب االماهة من محلول فائق التشبع‪ .‬يكون هذا الترسب على شكل بلورات‬
‫متداخلة متشابكة ذات خصائص عالية االلتصاق‪ .‬تنص نظرية الغروية التي طرحها ‪ W. Michaëlis‬في عام ‪ 1893‬على أن األلومينات البلورية‬
‫وألومينات السلفونات وهيدروكسيد الكالسيوم تعطي المقاومة األولية‪ .‬ثم تهاجم المياه المشبعة بالجير السليكات وتشكل سليكات الكالسيوم المميه‪ ،‬والتي‬
‫تكون غير قابلة للذوبان تقريبا‪ ،‬وتشكل كتلة هالمية‪ .‬تصلب هذه الكتلة تدريجيا بسبب فقدان الماء إما عن طريق التجفيف الخارجي أو عن طريق اماهة‬
‫القلب الداخلي غير المميه لحبيبات اإلسمنت ‪ :‬وبهذه الطريقة يتم الحصول على التماسك‪ .‬في ضوء المعرفة الحديثة‪ ،‬يبدو أن كلتا النظريتين تحتويان‬
‫على عناصر الحقيقة وال يمكن التوفيق بينهما بأي حال من األحوال‪ .‬على وجه الخصوص‪ ،‬وجد الكيميائيون الغروانيون أن العديد من الغرويات‪ ،‬إن لم‬
‫نظر لكونها صغيرة للغاية‪ ،‬تحتوي على مساحة سطحية كبيرة تمنحها ما يبدو أنها خصائص‬
‫ا‬ ‫يكن معظمها‪ ،‬تتكون من جسيمات بلورية ولكن هذه‪،‬‬
‫مختلفة عن المواد الصلبة المعتادة‪ .‬وبالتالي فإن السلوك الغروي هو في األساس دالة لحجم المساحة السطحية بدال من عدم انتظام البنية الداخلية‬
‫‪42.1‬‬
‫للجسيمات المعنية‪.‬‬

‫في حالة اإلسمنت البورتالندي‪ ،‬وجد أنه عند خلطه بكمية كبيرة من الماء‪ ،‬ينتج اإلسمنت في غضون ساعات قليلة محلوال مشبعا بي ‪Ca(OH)2‬‬
‫تترسب هذه االماهة بسرعة باالتفاق مع فرضية ‪ Le Chatelier.‬قد يكون‬ ‫‪2.1‬‬
‫ويحتوي على تركيزات سليكات الكالسيوم المميه في حالة شبه مستقرة‪.‬‬
‫التصلب الالحق ناتجا عن سحب الماء من المادة المميه كما يفترضه ‪ .Michaëlis‬بعد فترة السكون‪ ،‬يستمر ترسيب سليكات الكالسيوم المميه‬
‫و‪ .Ca(OH)2‬وقد أظهرت المزيد من األعمال التجريبية أن اماهة سليكات الكالسيوم هي في الواقع في شكل بلورات متشابكة صغيرة للغاية (مقاسة‬

‫‪28‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫وبالنظر لحجمها يمكن وصفها بشكل جيد مثل الهالم‪ .‬عندما يتم خلط اإلسمنت بكمية صغيرة من الماء‪ ،‬فإن درجة التبلور تكون على‬ ‫‪20.1‬‬
‫بالنانومتر)‬
‫األرجح أكثر فق ار‪ ،‬حيث تكون البلورات سيئة التركيب‪ .‬وهكذا فإن الجدل بين ‪ Le Chatelier-Michaëlis‬قد اختزل إلى حد كبير إلى مسألة‬
‫المصطلحات حيث أننا نتعامل مع هالم يتكون من بلورات‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬تزداد قابلية ذوبان السليكا بشكل كبير جدا عند درجة حموضة أعلى من‬
‫‪ ،10‬بحيث يمكن آللية ‪ Michaëlis‬أن تعمل في البداية ول ‪ Le Chatelier‬الحقا‪ .‬تم عرض مناقشة لآلليتين أكثر تفصيال من قبل ‪Baron‬‬
‫‪94.1‬‬
‫و‪.Santeray‬‬

‫يعتبر مصطلح "هالم اإلسمنت"‪ ،‬مالئم ‪ ،‬وإن لم يكن بشكل صحيح‪ ،‬ليشمل هيدروكسيد الكالسيوم المتبلور‪ .‬وبالتالي يُعتبر الهالم بمثابة الكتلة المتماسكة‬
‫لإلسمنت المميه في العجينة األكثر كثافة‪ ،‬أي بما في ذلك مسام الهالم‪ ،‬وتكون المسامية المميزة حوالي ‪ 28‬في المائة‪ .‬المصدر الفعلي لمقاومة الهالم‬
‫‪27.1‬‬
‫النوع األول هو الجذب الطبيعي بين األسطح الصلبة‪ ،‬والمفصولة‬ ‫ليس مفهوم تماما ولكن من المحتمل أن ينشأ من نوعين من الروابط المتماسكة ‪.‬‬
‫فقط بواسطة مسام هالم صغيرة (أقل من ‪ 3‬نانومتر)؛ يشار إلى هذا الجذب عادة باسم قوى فان دير والز (’‪ .)van der Waals‬مصدر النوع الثاني‬
‫نظر ألن هالم اإلسمنت من نوع االنتفاخ المحدود (أي أنه ال يمكن تشتيت الجسيمات بإضافة الماء)‪ ،‬يبدو أن‬
‫من التماسك هي الروابط الكيميائية‪ .‬ا‬
‫جزيئات الهالم مرتبطة ببعضها البعض بواسطة القوى الكيميائية‪ .‬هذه أقوى بكثير من قوى فان دير والز‪ ،‬لكن الروابط الكيميائية ال تغطي سوى جزء‬
‫صغير من حدود جزيئات الهالم‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬فإن المساحة السطحية العالية كالتي عند هالم اإلسمنت ليست شرطا ضروريا لتطوير مقاومة عالية‪،‬‬
‫‪14.1‬‬
‫حيث إن عجينة اإلسمنت المعالج بالبخار عالي الضغط‪ ،‬والتي تحتوي على مساحة سطحية منخفضة‪ ،‬تظهر خصائص هيدروليكية جيدة للغاية‪.‬‬
‫وبالتالي ال يمكننا تقدير األهمية النسبية للروابط الفيزيائية والكيميائية ولكن ليس هناك شك في أن كالهما يساهم في المقاومة الكبيرة للغاية لعجينة‬
‫اإلسمنت المتصلب‪ .‬يجب االعتراف بأن فهم الطبيعة المتماسكة لعجينة االسمنت المميه والتصاقها بالركام ال يزال غير كامل‪ .‬كما قال ‪Nonat‬‬
‫و‪ ،92.1Mutin‬لم ترتبط البنية المجهرية بشكل عام بالخصائص الميكانيكية‪.‬‬

‫الماء المحتجز في عجينة اإلسمنت المميه‬


‫حيث ان وجود الماء في االسمنت المميه تمت اإلشارة اليه سابقا‪ .‬العجينة اإلسمنتية هي في الواقع ماصه للرطوبة ومحتفظة بها نظ ار لخاصية شراهة‬
‫االسمنت للماء إلى جانب وجود المسام شبه المجهرية‪ .‬يعتمد المحتوى المائي الفعلي للعجينة على الرطوبة المحيطة‪ .‬على وجه الخصوص‪ ،‬المسام‬
‫الشعرية‪ ،‬بسبب حجمها الكبير نسبيا‪ ،‬تكون فارغة عندما تنخفض الرطوبة النسبية المحيطة إلى أقل من حوالي ‪ 45‬في المائة‪ 25.1،‬ولكن يتم امتصاص‬
‫الماء في مسام الهالم حتى في الرطوبة المنخفضة جدا‪ .‬وهكذا يمكننا أن نرى أن الماء في االسمنت المميه يتم االحتفاظ به بدرجات متفاوتة من‬
‫الصالبة‪ .‬من جهة‪ ،‬هناك ماء حر ‪ .‬في الجانب اآلخر‪ ،‬الماء المتحد كيميائيا يشكل جزءا محددا من المركبات المميه ‪ .‬بين هاتين الفئتين‪ ،‬يتم االحتفاظ‬
‫بالماء الهالمي بعدة طرق أخرى‪ .‬يسمى الماء الذي تمسكه القوى السطحية لجزيئات الهالم بالماء الممتص ‪ ،‬ويسمى هذا الجزء الذي يتم االحتفاظ به بين‬
‫أسطح مستويات معينة في البلورة بالمياه البينية أو الزيوليتية‪ .‬ماء الشبكة هو جزء من ماء التبلور غير المرتبط كيميائيا بالمكونات الرئيسية للشبكة‪ .‬قد‬
‫يكون التمثيل التخطيطي للشكل ‪ 13.1‬مفيدا للتوضيح اكثر‪.‬‬

‫الشكل ‪ :13.1‬التركيب المحتمل للسليكات المميه‬


‫‪53.1‬‬

‫يتم االحتفاظ بالماء الحر في الشعرية وتتجاوز نطاق القوى السطحية للمرحلة الصلبة‪.‬‬

‫ال توجد تقنية متاحة لتحديد كيفية توزيع الماء بين هذه الحاالت المختلفة‪ ،‬كما أنه ليس من السهل التنبؤ بهذه التقسيمات من االعتبارات النظرية حيث أن‬
‫طاقة ربط الماء المتحد في االماهة هو من نفس ترتيب قدر طاقة ربط الماء الممتص‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تشير األبحاث التي تستخدم الرنين المغناطيسي النووي‬
‫إلى أن ماء الهالم له نفس طاقة الربط مثل الماء البيني في بعض الطين المنتفخ؛ وبالتالي يمكن أن يكون ماء الهالم في شكل طبقات‪ 54.1.‬تقسيم الماء‬
‫المالئم في االسمنت المميه والضروري ألغراض التحقق‪ ،‬على الرغم من أنه اعتباطي (‪ )arbitrary‬إلى حد ما‪ ،‬إلى فئتين‪ :‬المتبخر وغير المتبخر‪ .‬يتم‬

‫‪29‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫تحقيق ذلك عن طريق تجفيف عجينة اإلسمنت لتحقيق التوازن (أي إلى كتلة ثابتة) عند ضغط بخار معين‪ .‬القيمة المعتادة هي ‪ 1 Pa‬عند ‪ 23‬درجة‬
‫مئوية‪ ،‬تم الحصول عليها أكثر ‪ .Mg(ClO4)2.2H2O‬كما تم استخدام التجفيف في مكان مفرغ ومتصل بمحبس رطوبة مسجلة عند – ‪ 79‬درجة مئوية؛‬
‫هذا يتوافق مع ضغط بخار يبلغ ‪ 48.10.07 Pa‬بدال من ذلك‪ ،‬يمكن تحديد الماء المتبخر عن طريق الفا قد عند التجفيف عند درجة ح اررة عالية‪ ،‬عادة‬
‫‪ 105‬درجة مئوية‪ ،‬أو عن طريق التجميد أو بإزالة الماء بمذيب‪.‬‬

‫كل هذه الطرق تقسم الماء بشكل أساسي وفقا لما إذا كان يمكن إزالته عند ضغط بخار مخفض معين أم ال‪ .‬مثل هذا التقسيم هو اعتباطي بحكم‬
‫الضرورة ألن العالقة بين ضغط البخار ومحتوى الماء من اإلسمنت مستمرة؛ على عكس االماهة البلورية‪ ،‬ال تحدث فواصل في هذه العالقة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬يحتوي الماء غير القابل للتبخر على جميع المياه المتحدة كيميائيا تقريبا وكذلك بعض المياه التي ال تحتفظ بها الروابط الكيميائية‪ .‬يحتوي‬
‫هذا الماء على ضغط بخار أقل من الضغط الجوي المحيط وكمية هذه المياه هي في الواقع وظيفة مستمرة لضغط البخار المحيط‪ .‬تزداد كمية الماء غير‬
‫قابل للتبخر مع استمرار عملية االماهة‪ ،‬ولكن في العجينة المشبعة‪ ،‬ال يمكن أن يصبح الماء غير قابل للتبخر أكثر من نصف إجمالي الماء الموجود‪.‬‬
‫في االسمنت المميه جيدا‪ ،‬يكون الماء غير قابل للتبخر حوالي ‪ 18‬في المائة من كتلة المادة الالمائية؛ ترتفع هذه النسبة إلى حوالي ‪ 23‬في المائة في‬
‫‪1.1‬‬
‫ويعزى ذلك إلى التناسب بين كمية الماء غير القابل للتبخير والحجم الصلب لعجينة اإلسمنت بما يمكن استخدام الحجم‬ ‫االسمنت المميه بالكامل‪.‬‬
‫السابق كمقياس لكمية هالم اإلسمنت الموجود‪ ،‬أي درجة االماهة‪.‬‬

‫تحدد الطريقة التي يتم بها االحتفاظ بالماء في عجينة إسمنتية طاقة الربط ‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬يتم استخدام ‪ 1670 J‬في إنشاء رابطة ‪ 1.0 g‬من الماء‬
‫غير المتبخر‪ ،‬في حين أن طاقة ماء تبلور ‪ Ca(OH)2‬هي ‪ .3560 J/g‬وبالمثل‪ ،‬تختلف كثافة الماء؛ تكون تقريبا ‪ 1.2‬بالنسبة للماء غير المتبخر‪،‬‬
‫‪24.1‬‬
‫وقد اقترح أن الزيادة في كثافة الماء الممتص بتركيزات منخفضة من السطح ليست نتيجة للضغط ولكنها‬ ‫و‪ 1.1‬لماء الهالم‪ ،‬و‪ 1.0‬للماء الحر‪.‬‬
‫‪12.1‬‬
‫مما أدى إلى ما يسمى الضغط المنفصل‪ .‬الضغط المنفصل‬ ‫ناتجة عن االتجاه‪ ،‬أو ترتيب الجزيئات في مرحلة االمتصاص بسبب تأثير قوى السطح‪،‬‬
‫هو الضغط المتوقع للحفاظ على طبقة الجزيئات الممتصة ضد الفعل الخارجي‪ .‬تأكيد الفرضية القائلة بأن خصائص الماء الممتص تختلف عن‬
‫خصائص الماء الحر‪.‬‬

‫حرارة اماهة اإلسمنت‬


‫كما هو الحال مع العديد من التفاعالت الكيميائية‪ ،‬تكون اماهة مركبات اإلسمنت طاردا للح اررة‪ ،‬ويتم تحرير طاقة تصل إلى ‪ 500 J/g‬من اإلسمنت‪.‬‬
‫نظر ألن الموصلية الح اررية للخرسانة منخفضة نسبيا‪ ،‬فإنها تعمل كعازل‪ ،‬وفي داخل كتلة خرسانية كبيرة‪ ،‬يمكن أن تؤدي االماهة إلى ارتفاع كبير في‬
‫ا‬
‫درجة الح اررة‪ .‬في الوقت نفسه‪ ،‬يفقد الجزء الخارجي من الكتلة الخرسانية بعض الح اررة بحيث تكون درجة الح اررة شديدة االنحدار قد يتم إنشاء التدرج‪،‬‬
‫وأثناء التبريد الالحق في الداخل‪ ،‬قد ينتج عنه تشقق خطير‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتم تعديل هذا السلوك عن طريق زحف الخرسانة أو عن طريق عزل أسطح‬
‫الكتلة الخرسانية‪ .‬في الطرف اآلخر‪ ،‬قد تمنع الح اررة الناتجة عن اماهة اإلسمنت تجميد الماء في الشعرية للخرسانة المصبوبة حديثا في الطقس البارد‪،‬‬
‫وبالتالي فإن التطور العالي للح اررة مفيد‪ .‬من الواضح‪ ،‬إذن‪ ،‬أنه من المستحسن معرفة خصائص إنتاج الح اررة لإلسمنتات المختلفة من أجل اختيار‬
‫اإلسمنت األنسب لغرض معين‪ .‬يمكن إضافة أن درجة ح اررة الخرسانة الجديدة يمكن أن تتأثر أيضا بالتدفئة أو التبريد االصطناعي‪ .‬ح اررة االماهة هي‬
‫كمية الح اررة ‪ ،‬بالجول لكل جرام من اإلسمنت غير المميه‪ ،‬التي تطورت عند االماهة الكاملة عند درجة ح اررة معينة‪ .‬الطريقة األكثر شيوعا لتحديد ح اررة‬
‫االماهة هي عن طريق قياس درجات ح اررة محلول اإلسمنت غير المميه والمميه في خليط من أحماض النيتريك والهيدروفلوريك‪ :‬يمثل الفرق بين‬
‫القيمتين ح اررة االماهة ‪ .‬تم وصف هذه الطريقة في المواصفة ‪ ،BS 4550-3.8: 1978‬وهي مشابهة لطريقة ‪ ASTM C 186-05.‬على الرغم من‬
‫عدم وجود صعوبات خاصة في هذا االختبار‪ ،‬يجب توخي الحذر لمنع كربنة اإلسمنت غير المميه ألن امتصاص ‪ 1‬في المائة من ‪ CO2‬ينتج عنه‬
‫انخفاض واضح في ح اررة االماهة ‪ 24.3 J/g‬من إجمالي ما بين ‪ 250‬وما فوق ‪ 29.1.420 J/g‬تؤثر درجة الح اررة التي تحدث فيها االماهة بشكل‬
‫كبير على معدل تطور الح اررة‪ ،‬كما هو موضح في بيانات الجدول ‪ ،7.1‬والتي تعطي الح اررة التي تم تطويرها في ‪ 72‬ساعة عند درجات ح اررة‬
‫‪82.1‬‬ ‫‪30.1‬‬
‫هناك تأثير ضئيل لدرجة الح اررة على القيمة طويلة المدى لح اررة االماهة‪.‬‬ ‫مختلفة‪.‬‬
‫‪30.1‬‬
‫الجدول ‪ :.7‬تطور حرارة االماهة بعد ‪ 72‬ساعة عند درجات حرارة مختلفة‬

‫‪30‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫بالمعنى الدقيق للكلمة‪ ،‬تتكون ح اررة االماهة ‪ ،‬كما تم قياسها‪ ،‬من الح اررة الكيميائية لتفاعالت االماهة وح اررة امتصاص الماء على سطح الهالم المتكون‬
‫من عمليات االماهة ‪ .‬تمثل الح اررة األخيرة حوالي ربع إجمالي ح اررة االماهة ‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن ح اررة االماهة تكون حقا كمية مركبة‪ 24.1‬ألغراض عملية‪،‬‬
‫ليس بالضرورة أن يكون إجمالي ح اررة االماهة مهم ولكن معدل تطور الح اررة‪ .‬يمكن تبديد نفس الح اررة الكلية المنتجة على مدى فترة أطول إلى درجة‬
‫أكبر مع ما يترتب على ذلك ارتفاع أقل في درجة الح اررة‪ .‬يمكن قياس معدل تطور الح اررة بسهولة في مقياس السعرات الح اررية ثابت الح اررة ‪ ،‬وتظهر‬
‫في الشكل ‪ 1.14‬منحنيات الوقت ودرجة الح اررة النموذجية التي تم الحصول عليها في ظل ظروف ثابتة‪( .‬تمثل النسبة ‪ 4 :2 :1‬النسبة حسب كتلة‬
‫اإلسمنت ‪ :‬الركام الناعم‪ :‬الركام الخشن‪).‬‬

‫‪31.1‬‬
‫تظهر الحرارة اإلجمالية إلماهة كل‬ ‫الشكل ‪ :14.1‬ارتفاع درجة الحرارة في الخرسانة ‪( 4 :2 :1‬نسبة الماء\اإلسمنت ‪ )0.60‬المصنعة من إسمنتات مختلفة ومعالجة بشكل ثابت‪.‬‬
‫أسمنت في ثالثة أيام (حقوق النشر لشركة ‪)Crown‬‬

‫‪2.1‬‬
‫أن حوالي نصف الح اررة اإلجمالية تتطور بين ‪ 1‬و‪ 3‬أيام‪ ،‬وحوالي ثالثة أرباع في‬ ‫بالنسبة للنطاق المعتاد من اإلسمنت البورتالندي‪ ،‬الحظ ‪Bogue‬‬
‫‪ 7‬أيام و‪ 83‬إلى ‪ 91‬في المائة من الح اررة اإلجمالية في ‪ 6‬أشهر‪ .‬تعتمد القيمة الفعلية لح اررة االماهة على التركيب الكيميائي لإلسمنت‪ ،‬وهي تقريبا‬
‫عبارة عن مجموع درجات ح اررة اماهة المركبات الفردية عند االماهة بشكل منفصل‪ .‬ويترتب على ذلك أنه بالنظر إلى تركيب المركب لإلسمنت‪ ،‬يمكن‬
‫حساب ح اررته من االماهة بدرجة معقولة من الدقة‪ .‬يتم إعطاء القيم النموذجية لح اررة اماهة المركبات النقية في الجدول ‪.8.1‬‬
‫‪33.1‬‬
‫الجدول ‪ :8.1‬حرارة اماهة المركبات النقية‬

‫‪33.1‬‬
‫عددا من‬ ‫يمكن مالحظة أنه ال توجد عالقة بين ح اررة االماهة وخصائص اإلسمنت للمركبات الفردية‪ .‬اختبر ‪ Woods‬و‪ Steinour‬و‪Starke‬‬
‫اإلسمنت التجاري‪ ،‬وباستخدام طريقة المربعات الصغرى‪ ،‬تم حساب مساهمة المركبات الفردية في الح اررة اإلجمالية إلماهة اإلسمنت‪ .‬حصلوا على‬
‫معادالت من النوع التالي‪ :‬ح اررة اماهة ‪ 1.0 g‬من اإلسمنت تكون‬

‫)‪136(C3S) + 62(C2S) + 200(C3A) + 30(C4AF‬‬

‫حيث تشير المصطلحات بين قوسين إلى المركبات الفردية في اإلسمنت‪ .‬أكد العمل الالحق‪ 83.1‬على نطاق واسع مساهمة المركبات المختلفة في ح اررة‬
‫اماهة اإلسمنت باستثناء ‪ C2S‬التي تبين أن مساهمتها حوالي نصف تلك المذكورة أعاله‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫ان اماهة المركبات المختلفة بمعدالت مختلفة‪ ،‬في المراحل األولى من االماهة‪ ،‬فان معدل تطور الح اررة وكذلك الح اررة الكلية‪ ،‬تعتمد على تركيب المركب‬
‫لإلسمنت ‪ .‬ويتبع ذلك أنه من خالل تقليل نسب المركبات المييه بسرعة أكبر (‪ C3A‬و‪ ،)C3S‬يمكن تخفيض المعدل العالي لتطور الح اررة في عمر مبكر‬
‫للخرسانة‪ .‬نقاوة اإلسمنت تؤثر أيضا على معدل تطور الح اررة‪ ،‬زيادة النعومة تسرع تفاعالت االماهة وبالتالي الح اررة تتطور‪ .‬من المعقول أن نفترض أن‬
‫معدل االماهة المبكرة لكل مركب في اإلسمنت يتناسب مع المساحة السطحية لإلسمنت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في مراحل الحقة‪ ،‬يكون تأثير المساحة السطحية‬
‫ضئيال وال تتأثر الكمية اإلجمالية للح اررة التي تطورت بنعومة اإلسمنت‪ .‬يمكن قياس تأثير ‪ C3A‬و‪ C3S‬من الشكلين ‪ 1.15‬و‪ .1.16‬كما ذكرنا سابقا‪،‬‬
‫بالنسبة للعديد من استخدامات الخرسانة‪ ،‬فإن التطور الحراري الخاضع للرقابة مفيد وقد تم تطوير اإلسمنت المناسب‪ .‬أحد هذه اإلسمنت هو أسمنت‬
‫بورتالند منخفض الح اررة الذي نوقش بمزيد من التفصيل في الفصل ‪ .2‬ويظهر في الشكل ‪ 1.17‬معدل التطور الحراري لهذا اإلسمنت وغيرها‪.‬‬

‫الشكل ‪ :15.1‬تأثير محتوى ‪ C3A‬على تطور الحرارة‪( 32.1‬محتوى ‪ C3S‬ثابت تقريبًا)‬

‫الشكل ‪ :16.1‬تأثير محتوى ‪ C3S‬على تطور الحرارة‪( 32.1‬محتوى ‪ C3A‬ثابت تقريبًا)‬

‫‪34.1‬‬
‫الشكل ‪ :17.1‬تطوير حرارة اماهة اإلسمنتات المختلفة المعالجة عند ‪ 21‬درجة مئوية (نسبة الماء\اإلسمنت ‪)0.40‬‬

‫‪32‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫تؤثر كمية اإلسمنت في الخليط أيضا على التطور الحراري الكلي‪ :‬وبالتالي يمكن أن يتنوع محتوى اإلسمنت في الخليط‪ ،‬للمساعدة في التحكم في تطور‬
‫الح اررة‪.‬‬

‫تأثير تركيب المركب على خصائص اإلسمنت‬


‫في القسم السابق‪ ،‬تبين أن ح اررة اماهة اإلسمنت هي وظيفة مضافة بسيطة لتركيب مركب اإلسمنت‪ .‬لذلك‪ ،‬يبدو أن االماهة المختلفة تحتفظ بهويتها في‬
‫هالم اإلسمنت‪ ،‬والذي يمكن اعتباره بالتالي خليطا فيزيائيا جيدا أو يتكون من بوليمرات مشتركة من االماهة‪ .‬يتم الحصول على مزيد من التثبت من هذا‬
‫االفتراض من قياس المساحة السطحية لإلسمنت المميه الذي يحتوي على كميات مختلفة من ‪ C3S‬و‪ :C2S‬تتوافق النتائج مع المساحة السطحية‬
‫المحددة من ‪ C3S‬و‪ C2S‬المميه‪ .‬وبالمثل‪ ،‬يوافق ماء االماهة مع إضافة المركبات الفردية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال تمتد هذه الحجة إلى جميع خصائص عجينة‬
‫اإلسمنت المتصلب ‪ ،‬وال سيما االنكماش والزحف والمقاومة؛ ومع ذلك‪ ،‬يعطي تركيب المركب بعض المؤشرات على الخصائص المتوقعة‪ .‬على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬يتحكم التركيب في معدل تطور ح اررة االماهة ومقاومة اإلسمنت ل هجوم الكبريتات‪ ،‬بحيث يتم تحديد قيم الحد من أكسيد أو تركيب مركب من‬
‫أنواع مختلفة من اإلسمنت بواسطة بعض المواصفات‪ .‬حدود ‪ ASTM C 150-09‬أقل تقييدا مما كانت عليه في السابق انظر الجدول ‪.9.1‬‬

‫الجدول ‪ .1.9‬حدود تركيب مركب إسمنتات ‪ASTM C 150-09‬‬

‫تم ذكر االختالف في معدالت اماهة ‪ C3S‬و‪ C2S‬المبكرة ‪ -‬وهما السليكات المسؤوالن بشكل أساسي عن مقاومة عجينة االسمنت المميه‪ .‬تفترض‬
‫القاعدة التقريبية المالئمة أن ‪ C3S‬يساهم بشكل أكبر في تطوير المقاومة خالل األسابيع األربعة األولى وأن ‪ C2S‬تؤثر على اكتساب المقاومة من ‪4‬‬
‫‪36.1‬‬ ‫‪35.1‬‬
‫تم العثور على ‪C3S‬‬ ‫في عمر عام واحد تقريبا‪ ،‬يساهم المركبان‪ ،‬جنبا الى جنب بشكل متساو تقريبا في المقاومة النهائية‪.‬‬ ‫أسابيع وما بعدها‪.‬‬
‫و‪ C2S‬النقية لديها مقاومة حوالي ‪ 70 MPa‬في عمر ‪ 18‬شهرا‪ ،‬ولكن في عمر ‪ 7‬أيام ‪ C2S‬لم يكن لديه مقاومة في حين أن مقاومة ‪ C3S‬كان حوالي‬
‫‪ .40 MPa‬يظهر الشكل ‪ 1.18‬التطور المقبول عادة لمقاومة المركبات النقية‪.‬‬

‫‪2.1‬‬
‫الشكل ‪ .1.18‬تطوير مقاومة المركبات النقية وف ًقا لـ‪Bogue‬‬

‫‪87.1‬‬
‫االختبارات‪ ،‬باستخدام جسيمات لها نفس‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد تم تحدي هذه القيم النسبية للمساهمة في مقاومة المركبات الفردية في اإلسمنت البورتالندي‪.‬‬
‫التوزيع الحجمي وبنسبة ثابتة ماء‪/‬صلبة تبلغ ‪ ،0.45‬أظهرت أنه‪ ،‬على األقل في عمر ‪ 1‬سنة‪ ،‬يظهر ‪ C2S‬مقاومة أقل من ‪ .C3S‬ومع ذلك‪ ،‬فإن كال‬
‫‪87.1‬‬
‫(انظر الشكل‬ ‫السليكات أقوى بكثير من ‪ C3A‬و‪ ، C4AF‬على الرغم من أن المركب األخير يظهر مقاومة كبيرة بينما ‪ C3A‬لديه مقاومة مهملة‬
‫‪.)19.1‬‬

‫‪33‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫‪87.1‬‬
‫الشكل ‪ :19.1‬تطوير مقاومة المركبات النقية وفقًا لـ ‪ Beaudoin‬و‪Ramachandran‬‬

‫تظهر سليكات الكالسيوم في اإلسمنت التجاري في شكل "غير نقي "‪ .‬قد تؤثر هذه الشوائب بشدة على معدل التفاعل وتطور مقاومة االماهة‪ .‬على سبيل‬
‫المثال‪ ،‬تؤدي إضافة ‪ 1‬في المائة من ‪ A12O3‬إلى ‪ C3S‬النقي إلى زيادة المقاومة المبكرة للعجينة المميه‪ ،‬كما هو موضح في الشكل ‪ .1.20‬وفقا ل‬
‫‪55.1‬‬
‫هذه الزيادة في المقاومة ربما تنتج عن تنشيط شبكة البلورات للسليكات بسبب إدخال األلومينا (أو المغنيسيا) في الشبكة البلورية مع‬ ‫‪،Verbeck‬‬
‫تنشيط التشوهات البنية الناتجة‪.‬‬

‫‪55.1‬‬
‫الشكل ‪ :20.1‬تطوير مقاومة ‪ C3S‬و‪ C3S‬النقي بنسبة ‪ 1‬في المائة من ‪Al2O3‬‬

‫يتم تسريع معدل اماهة ‪ C2S‬أيضا من خالل وجود مركبات أخرى في اإلسمنت‪ ،‬ولكن في النطاق المعتاد لمحتوى ‪ C2S‬في اإلسمنت البورتالندي‬
‫كبير‪ .‬وقد ثبت أن تأثير المركبات الرئيسية األخرى على تطوير مقاومة اإلسمنت أقل وضوحا‪ .‬يساهم‬
‫ا‬ ‫الحديث (حتى ‪ 30‬في المائة) فإن التأثير ليس‬
‫‪ C3A‬في مقاومة عجينة اإلسمنت في يوم إلى ثالثة أيام ‪ ،‬وربما لفترة أطول‪ ،‬ولكنه يتسبب في التراجع في عمر متقدم‪ ،‬خاصة في اإلسمنت الذي يحتوي‬
‫مثير للجدل‪ ،‬ولكنه ليس مهما فيما يتعلق بالمقاومة من الناحية العملية‪ .‬دور ‪C4AF‬‬
‫على نسبة عالية من ‪ C3A‬أو (‪ .)C3A + C4AF‬ال يزال دور‪ C3A‬ا‬
‫في تطوير مقاومة اإلسمنت قابل للنقاش أيضا‪ ،‬ولكن بالتأكيد ليس هناك مساهمة إيجابية ملحوظة‪ .‬من المحتمل أن يتم ترسيب ‪ CaO.Fe2O3‬المميه‬
‫الغرواني على حبيبات اإلسمنت‪ ،‬مما يؤخر تقدم اماهة المركبات األخرى‪ .‬من معرفة المساهمة في مقاومة المركبات الفردية الموجودة‪ ،‬قد يُعتقد أنه من‬
‫الممكن التنبؤ بمقاومة اإلسمنت على أساس تركيبه المركب‪ .‬سيكون هذا في شكل تعبير من النوع‪:‬‬

‫المقاومة‪= a(C3S) + b(C2S) + c(C3A) + d(C4AF),‬‬

‫حيث تمثل الرموز الموجودة بين قوسين المركب‪ ،‬و‪ a‬و‪ b‬و‪ c‬و‪ d‬هي ثوابت تمثل مساهمة ‪ 1‬في المائة من المركب المقابل في مقاومة عجينة االسمنت‬
‫المميه‪ .‬إن استخدام مثل هذا التعبير سيجعل من السهل‪ ،‬في وقت التصنيع‪ ،‬توقع مقاومة اإلسمنت وسيقلل من الحاجة إلى االختبارات التقليدية‪ .‬هذه‬
‫العالقة موجودة بالفعل في االختبارات المعملية باستخدام اإلسمنت المحضر من المركبات الرئيسية األربعة النقية‪ .‬في الممارسة العملية‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫مساهمة المركبات المختلفة ليست مجرد إضافات وقد وجد أنها تعتمد على العمر وظروف المعالجة‪.‬‬

‫‪56.1‬‬
‫يوضح الشكل ‪ 21.1‬مقاومة ‪ 7‬أيام من المونة القياسية‬ ‫كل ما يمكن قوله هو‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬أن زيادة محتوى ‪ C3S‬تزيد من المقاومة حتى ‪ 28‬يوما؛‬
‫المصنعة من اإلسمنت من تركيبة مختلفة والتي تم الحصول عليها من مصانع مختلفة‪ .‬محتوى ‪ C2S‬له تأثير إيجابي على المقاومة عند ‪ 5‬و‪ 10‬سنوات‬
‫تأثير سلبيا في وقت الحق‪ 57.1،56.1.‬ال يمكن التنبؤ بتأثيرات المركبات غير السليكات على‬
‫ا‬ ‫فقط‪ ،‬و‪ C3A‬له تأثير إيجابي يصل إلى ‪ 7‬أو ‪ 28‬يوما ولكن‬
‫قد تكون هذه االختالفات بسبب وجود الزجاج في الكلنكر‪ ،‬الذي ستتم مناقشته بشكل كامل الحقا‪.‬‬ ‫‪38.1‬‬
‫المقاومة وفقا لـ ‪،Lea‬‬

‫‪34‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫الشكل ‪ :21.1‬العالقة بين مقاومة ‪ 7‬أيام من عجينة اإلسمنت ومحتوى ‪ C3S‬في اإلسمنت‪ 37.1 .‬تمثل كل عالمة اإلسمنت من مصنع واحد‬

‫أظهرت مراجعة شاملة قام بها ‪ ،79.1 Odler‬عالوة على ذلك‪ ،‬أن معادلة التنبؤ بالمقاومة المطبقة بشكل عام لإلسمنت التجاري غير ممكنة لعدة أسباب‪.‬‬
‫هي‪ :‬التفاعل بين المركبات وتأثير القلويات والجبس وتأثير التوزيع الحجمي لجسيمات اإلسمنت‪ .‬إن وجود الزجاج‪ ،‬الذي ال يحتوي على جميع المركبات‬
‫بنفس النسب مثل باقي الكلنكر‪ ،‬ولكنه يؤثر على التفاعل‪ ،‬وكذلك كمية الجير الحر‪ ،‬هي أيضا عوامل تختلف بين اإلسمنت مع نفس التركيبة النظرية‬
‫‪93.1‬‬
‫إلنتاج معادالت تنبؤ المقاومة للمونة على أساس المتغيرات التي تشمل‪ ،‬باإلضافة إلى تركيب المركبات‬ ‫ألربعة مركبات رئيسية‪ .‬جرت محاوالت‬
‫الرئيسية‪ ،‬مصطلحات ‪ SO3‬و‪ CaO‬و‪ MgO‬ونسبة الماء\اإلسمنت ‪ ،‬ولكن موثوقية التنبؤ هامشية‪.‬‬

‫مما سبق‪ ،‬يمكننا أن نستنتج أن العالقات بين المقاومة وتركيب المركب ألسمنت بورتالندي بشكل عام والتي لوحظت هي عشوائية في طبيعتها‪ .‬تنشأ‬
‫‪14.1‬‬
‫يمكن القول‪ ،‬على أي حال‪ ،‬أن جميع مكونات اإلسمنت البورتالندي‬ ‫االنحرافات عن هذه العالقات من حقيقة أنها تتجاهل بعض المتغيرات المعنية‪.‬‬
‫المميه تساهم إلى حد ما في المقاومة بقدر ما تمأل جميع منتجات االماهة الفرغات وبالتالي تقليل المسامية‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬هناك بعض الدالئل على‬
‫‪22.1‬‬
‫أن يتم تشكيل نفس المنتجات في جميع مراحل اماهة عجينة‬ ‫أن السلوك اإلضافي ال يمكن إدراكه بالكامل‪ .‬على وجه الخصوص‪ ،‬اقترح ‪Powers‬‬
‫اإلسمنت ؛ ويأتي هذا من حقيقة أنه بالنسبة إلسمنت معين‪ ،‬فإن المساحة السطحية لإلسمنت المميه تتناسب مع كمية ماء االماهة‪ ،‬مهما كانت نسبة‬
‫الماء\اإلسمنت والعمر‪ .‬وبالتالي فإن معدالت اماهة جميع المركبات في إسمنت معين ستكون هي نفسها‪ .‬ربما يكون هذا هو الحال فقط بعد أن أصبح‬
‫‪49.1‬‬ ‫‪65.1‬‬
‫تم الحصول على تأكيد‬ ‫يقول حتى ‪ 7‬أيام‪.‬‬ ‫معدل االنتشار من خالل طالء الهالم هو المعامل المحدد للمعدل‪ ،‬ولكن ليس في األعمار المبكرة‪،‬‬
‫‪70.1‬‬
‫ولكننا نقبل اآلن أن االماهة المبكرة للمركبات المختلفة تسير بمعدالت مختلفة؛ في وقت‬ ‫من معدل متساوي من االماهة بواسطة ‪ Khalil‬و‪،Ward‬‬
‫الحق‪ ،‬تصبح المعدالت متساوية‪.‬‬

‫هناك عامل آخر يؤثر على معدل االماهة‪ :‬حقيقة أن التركيب ليس هو نفسه في نقاط مختلفة في الفضاء ‪ .‬وينشأ ذلك من حقيقة أنه‪ ،‬من أجل االنتشار‬
‫من وجه الجزء الذي ال يزال غير مميه من حبات اإلسمنت إلى الفضاء الخارجي‪ ،‬يجب أن يكون هناك اختالف في تركيز األيونات‪ :‬الفضاء الخارجي‬
‫مشبع ولكن أن الداخل فائق التشبع‪ .‬هذا االنتشار يختلف معدل االماهة‪ .‬لذلك‪ ،‬من المحتمل أال يكون اقتراح أي معدالت متساوية من االماهة‪ ،‬وال‬
‫االفتراض بأن كل مركب مميه بمعدل مستقل عن المركبات األخرى‪ ،‬صحيحا‪ .‬في الواقع‪ ،‬علينا أن نعترف بأن فهمنا لمعدالت االماهة ال يزال غير‬
‫انظر الشكل ‪،22.1‬‬ ‫‪34.1‬‬
‫ٍ‬
‫مرض‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬تم العثور على كمية ح اررة االماهة لكل وحدة كتلة من المواد المميه لتكون ثابتة في جميع األعمار‬
‫مما يشير إلى أن طبيعة منتجات االماهة ال تختلف مع الوقت‪ .‬لذلك من المعقول استخدام افتراض معدالت متساوية من االماهة ضمن النطاق المحدود‬
‫لتركيب أسمنت بورتالند العادي والسريع التصلب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن اإلسمنتات األخرى التي تحتوي على نسبة ‪ C2S‬أعلى من اإلسمنت العادي أو‬
‫اإلسمنت سريع التصلب ال تتوافق مع هذا السلوك‪ .‬تشير قياسات ح اررة االماهة إلى أن اماهة ‪ C3S‬في وقت مبكر‪ ،‬ويترك بعض ‪ C2S‬لإلماهة الحقا‪.‬‬

‫‪22.1‬‬
‫الشكل ‪ :22.1‬العالقة بين حرارة االماهة وكمية الماء غير المتبخر لإلسمنت البورتالندي العادي‬

‫‪35‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن اإلطار األولي للعجينة التي تم إنشاؤه في وقت الشك يؤثر إلى حد كبير على البنية الالحقة لمنتجات االماهة‪ .‬يؤثر هذا اإلطار‬
‫لذلك ليس من المستغرب أن تكون هناك عالقة محددة بين درجة اماهة والمقاومة‪ .‬يوضح الشكل‬ ‫‪14.1‬‬
‫بشكل خاص على انكماش وتطور المقاومة‪.‬‬
‫‪39.1‬‬
‫تتوافق هذه‬ ‫‪ ،23.1‬على سبيل المثال‪ ،‬عالقة تجريبية بين مقاومة ضغط الخرسانة والماء المتحد في عجينة أسمنت بنسبة ماء‪/‬أسمنت تبلغ ‪0.25‬‬
‫البيانات مع مالحظات ’‪ Powers‬على نسبة الهالم‪/‬الفرغ‪ ،‬وفقا لـ التي تعتبر الزيادة في مقاومة عجينة اإلسمنت دالة على الزيادة في الحجم النسبي‬
‫للهالم‪ ،‬بغض النظر عن العمر أو نسبة الماء\اإلسمنت أو تركيب المركب لإلسمنت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن المساحة السطحية اإلجمالية للمرحلة الصلبة‬
‫‪22.1‬‬
‫مرتبطة بتركيب المركب‪ ،‬والتي تؤثر بالفعل على القيمة الفعلية للمقاومة النهائية‪.‬‬

‫الشكل ‪ :23.1‬العالقة بين مقاومة الضغط ومحتوى الماء المتحد‪ 1.1‬تأثيرات القلويات‪.‬‬

‫إن تأثيرات المركبات الثانوية على مقاومة عجينة اإلسمنت معقدة وغير مثبتة بعد‪ .‬أظهرت االختبارات التي أجريت على تأثير القلويات أن الزيادة في‬
‫المقاومة بعد عمر ‪ 28‬يوما تتأثر بشدة بالمحتوى القلوي‪ :‬فكلما زادت كمية القلويات‪ ،‬كلما قلت الزيادة في المقاومة‪ .‬هذه تم تأكيده من خالل تقييمين‬
‫إحصائيين لمقاومة عدة مئات من اإلسمنت التجاري‪ .57.1،56.1‬يمكن أن يعزى ضعف المكاسب في المقاومة بين ‪ 3‬و‪ 28‬يوما بشكل أكثر تحديدا إلى‬
‫‪ K2O‬القابل للذوبان في الماء الموجود في اإلسمنت‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬في الغياب الكلي للقلويات‪ ،‬يمكن أن تكون المقاومة المبكرة لعجينة اإلسمنت‬
‫منخفضة بشكل غير طبيعي‪ .58.1‬أظهرت اختبارات المقاومة المعجلة أنه‪ ،‬حتى ‪ 0.4‬في المائة من ‪ ،Na2O‬تزداد المقاومة مع زيادة في المحتوى‬
‫القلوي‪ 75.1‬كما هو موضح في الشكل ‪.24.1‬‬

‫‪75.1‬‬
‫الشكل ‪ :24.1‬تأثير المحتوى القلوي على المقاومة المعجلة‬

‫إن تأثير القلويات على المقاومة معقد بسبب حقيقة أنها قد يتم دمجها في اماهة سليكات الكالسيوم أو قد تكون موجودة في شكل كبريتات قابلة للذوبان‪.‬‬
‫عملهم في الحالتين ليست هي نفسها‪ .‬يعتقد أن ‪ K2O‬يحل محل جزيء واحد من ‪ CaO‬في ‪ C2S‬مع ارتفاع الحق في محتوى ‪ C3S‬فوق ذلك‬
‫‪95.1‬‬
‫المحسوب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكننا القول أنه بشكل عام‪ ،‬تزيد القلويات من تطور المقاومة المبكر وتقلل من المقاومة طويلة المدى‪ .79.1‬أكد ‪Osbæck‬‬
‫أن المحتوى القلوي العالي في اإلسمنت البورتالندي يزيد من المقاومة المبكرة ويقلل من المقاومة طويلة المدى‪ .‬من المعروف أن القلويات تتفاعل مع ما‬
‫يسمى بالركام التفاعلي القلوي‪ ،‬واإلسمنت المستخدم في ظل هذه الظروف غالبا ما يكون محتواه القلوي محدودا بنسبة ‪ 0.6‬في المائة (تقاس بمكافئ‬
‫‪ .)Na2O‬ويشار إلى هذا اإلسمنت باسم اإلسمنت القلوي المنخفض‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫يجب ذكر نتيجة أخرى لوجود القلويات في اإلسمنت‪ .‬تحتوي عجينة اإلسمنت البورتالندي الطازجة على قلوية عالية جدا (الرقم الهيدروجيني أعلى من‬
‫‪ ،)12.5‬ولكن في اإلسمنت ذو المحتوى القلوي العالي‪ ،‬يكون الرقم الهيدروجيني أعلى‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يتم مهاجمة جلد اإلنسان وقد ينتج عنه التهاب أو‬
‫الحروق؛ يمكن أن تصاب العيون أيضا‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬من الضروري استخدام المالبس الواقية‪ .‬يمكننا أن نرى بعد ذلك أن القلويات هي مكون مهم‬
‫لإلسمنت ‪ ،‬ولكن لم يتم الحصول على معلومات كاملة عن دورها‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن استخدام التسخين المسبق في مصانع اإلسمنت الحديثة‬
‫المعالجة الجافة أدى إلى زيادة المحتوى القلوي لإلسمنت المصنع من مواد خام معينة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يجب التحكم في المحتوى القلوي‪ ،‬ولكن الحد من‬
‫المحتوى القلوي يؤدي بشدة إلى زيادة استهالك الطاقة‪ .76.1‬تزيد مجموعة الغبار األكثر كفاءة أيضا من المحتوى القلوي لإلسمنت عند إعادة دمج الغبار‬
‫في اإلسمنت ألن الغبار يحتوي على كمية كبيرة من القلويات؛ قد يصل إلى ‪ 15‬في المائة‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب التخلص من الغبار‪ ،‬أو بعضه‪.‬‬

‫تأثير الزجاج في الكلنكر‬


‫وتجدر اإلشارة إلى أنه خالل تركيب الكلنكر اإلسمنتي في الفرن‪ ،‬يصبح حوالي ‪ 20‬إلى ‪ 30‬في المائة من المادة سائلة؛ عند التبريد الالحق‪ ،‬يحدث‬
‫التبلور ولكن هناك دائما بعض المواد التي تعمل على تبريد الزجاج‪ .‬في الواقع‪ ،‬يؤثر معدل تبريد الكلنكر بشكل كبير على خصائص اإلسمنت‪ :‬إذا كان‬
‫التبريد بطيئا جدا بحيث يمكن تحقيق التبلور الكامل (على سبيل المثال في المختبر)‪ ،‬فقد يتحول ‪ β-C2S‬إلى ‪ ،γ-C2S‬يرافق هذا التحويل التمدد‬
‫والمسحوق‪ ،‬المعروف باسم الغبار‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬اماهة ‪ γ-C2S‬ببطء شديد لتكون مادة إسمنتية مفيدة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد يستقر ‪ Al2O3‬و‪MgO‬‬
‫والقلويات ‪ ،β-C2S‬حتى على التبريد البطيء جدا في جميع الحاالت العملية‪ .‬سبب آخر يجعل بعض الزجاج مرغوبا فيه هو تأثير الزجاج على‬
‫األطوار البلورية‪ .‬يتم تسييل األلومينا وأكسيد الحديديك بالكامل في درجات ح اررة الكلنكر‪ ،‬وعند التبريد ينتجان ‪ C3A‬و‪ .C4AF‬وبالتالي فإن مدى تركيب‬
‫الزجاج سيؤثر على هذه المركبات إلى حد كبير في حين أن السليكات‪ ،‬التي تتكون بشكل أساسي كمادة صلبة‪ ،‬لن تتأثر نسبيا‪ .‬يمكن أيضا مالحظة أن‬
‫‪1.40‬‬
‫الزجاج يمكن أن يحتوي أيضا على نسبة كبيرة من المركبات الصغيرة مثل القلويات و‪MgO‬؛ وبالتالي‪ ،‬فإن هذا األخير غير متاح لإلماهة المتمددة‪.‬‬
‫نظر ألن األلومينات تتعرض للهجوم بواسطة الكبريتات‪ ،‬فإن وجودها في الزجاج‬
‫ويترتب على ذلك أن التبريد السريع للكلنكر عالي المغنسيوم مفيد‪ .‬ا‬
‫سيكون أيضا ميزة‪ C3A .‬و‪ C4AF‬في شكل الزجاج يمكن أماهته إلى محلول صلب من ‪ C3AH6‬و‪ C3FH6‬المقاوم للكبريتات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن المحتوى‬
‫الزجاجي العالي يؤثر سلبا على إمكانية طحن الكلنكر‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬هناك بعض مزايا المحتوى الزجاجي المنخفض‪ .‬في بعض أنواع اإلسمنت ‪ ،‬تؤدي درجة أكبر من التبلور إلى زيادة كمية ‪ C3S‬المنتجة‪.‬‬
‫يمكن مالحظة‪ ،‬إذن‪ ،‬أن السيطرة الصارمة على معدل تبريد الكلنكر وذلك إلنتاج الدرجة المطلوبة من التبلور أمر مهم جدا‪ .‬يتراوح نطاق محتوى الزجاج‬
‫في الكلنكر التجاري‪ ،‬الذي تحدده طريقة ح اررة المحلول‪ ،‬بين ‪ 2‬و ‪ 21‬في المائة‪ .41.1‬يشير المجهر الضوئي إلى قيم أقل بكثير‪ .‬يمكن التذكير بأن‬
‫تركيب مركب ‪ Bogue‬يفترض ان الكلنكر تبلور تماما لينتج عنه منتجاته متوازنة‪ ،‬وكما رأينا‪ ،‬فإن تفاعل الزجاج يختلف عن بلورات ذات تركيب مماثل‪.‬‬
‫يمكن مالحظة أن معدل تبريد الكلنكر‪ ،‬وربما الخصائص األخرى لعملية تصنيع اإلسمنت‪ ،‬تؤثر على مقاومة اإلسمنت‪ ،‬وهذا يتحدى محاوالت تطوير‬
‫تعبير عن المقاومة كدالة لتركيب اإلسمنت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬إذا تم استخدام عملية تصنيع واحدة وظل معدل تبريد الكلنكر ثابتا‪ ،‬فهناك عالقة محددة بين‬
‫تركيب المركب والمقاومة‪.‬‬

‫اختبارات على خصائص اإلسمنت‬


‫يتطلب تصنيع اإلسمنت رقابة صارمة‪ ،‬ويتم إجراء عدد من االختبارات في مختبر مصنع اإلسمنت للتأكد من أن اإلسمنت من الجودة المطلوبة وأنه‬
‫يتوافق مع متطلبات المعايير القياسية ذات الصلة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من المستحسن أن يقوم المشتري أو المختبر المستقل بإجراء اختبارات القبول أو‪ ،‬في كثير‬
‫من األحيان‪ ،‬فحص خصائص اإلسمنت الذي سيتم استخدامه لبعض األغراض الخاصة‪ .‬يتم تحديد االختبارات على التركيب الكيميائي والنعومة في‬
‫المعايير األوروبية ‪ BS EN 196-1: 2005‬و‪ BS EN 196-6: 2010‬على التوالي ؛ يتم وصف المزيد من االختبارات بواسطة ‪BS 4550-3-‬‬
‫‪ 1: 1978‬لإلسمنت البورتالندي العادي سريع التصلب‪ .‬يتم ذكر المعايير األخرى ذات الصلة عند مناقشة أنواع أخرى من اإلسمنت الحقا‪.‬‬

‫قوام العجينة القياسية‬


‫لتحديد زمن الشك االبتدائي والنهائي واختبار ‪ Le Chatelier‬لثبات الحجم‪ ،‬يجب استخدام عجينة أسمنت صاف للقوام القياسي‪ .‬لذلك‪ ،‬من الضروري‬
‫تحديد المحتوى المائي للعجينة ألي إسمنت مما ينتج عنه القوام المطلوب‪ .‬يتم قياس القوام بواسطة جهاز ‪ Vicat‬الموضح في الشكل ‪ ،25.1‬باستخدام‬

‫‪37‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫مكبس بقطر ‪ 10 mm‬مثبت في حامل اإلبرة‪ .‬يتم خلط عجينة تجريبية من اإلسمنت والماء بطريقة محددة وتوضع في القالب‪ .‬يتم بعد ذلك مالمسة‬
‫المكبس مع السطح العلوي للعجينة وتحريره‪ .‬تحت تأثير وزنها سوف يخترق المكبس العجينة‪ ،‬عمق االختراق يعتمد على القوام‪ .‬يعتبر هذا معيارا‪ ،‬بمعنى‬
‫‪ ،BS EN 196-3: 2005‬عندما يخترق المكبس العجينة إلى نقطة ‪ 6 ± 1 mm‬من أسفل القالب‪ .‬يتم التعبير عن المحتوى المائي للعجينة القياسية‬
‫كنسبة مئوية من كتلة اإلسمنت الجاف‪ ،‬ويتراوح نطاق القيم المعتاد بين ‪ 26‬و‪ 33‬في المائة‪.‬‬

‫الشكل ‪ :25.1‬جهاز فيكات‬

‫زمن الشك‬
‫تمت مناقشة العمليات الفيزيائية للشك ؛ هنا‪ ،‬سيتم التعامل مع التحديد الفعلي لزمني الشك‪ .‬يتم قياس زمني الشك لإلسمنت باستخدام جهاز ‪ Vicat‬كم هو‬
‫موضح في الشكل ‪ 25.1‬مع ملحقات اختراق مختلفة‪ .‬يتم وصف طريقة االختبار بواسطة ‪ .BS EN 196-3: 2005‬لتحديد الشك االبتدائي‪ ،‬يتم‬
‫استخدام إبرة مستديرة قطرها ‪ .1.13 ± 0.05 mm‬يتم استخدام هذه اإلبرة‪ ،‬التي تعمل تحت وزن محدد‪ ،‬الختراق عجينة للقوام القياسي الموضوعة في‬
‫كاف حتى تخترق اإلبرة ليس أعمق من نقطة ‪ 5 ± 1 mm‬من األسفل‪ ،‬يقال أن الشك االبتدائي قد حدثت‪.‬‬ ‫قالب خاص‪ .‬عندما العجينة تتصلب بشكل ٍ‬
‫يتم التعبير عن الشك االبتدائي بالزمن المنقض منذ الخلط تم إضافة الماء إلى اإلسمنت‪ .‬تحدد المواصفة ‪ BS EN 197-1: 2000‬مدة ال تقل عن‬
‫‪ 60‬دقيقة لإلسمنت بمقاومة ‪ 42.5 MPa‬و‪ 75‬دقيقة لإلسمنت بمقاومة ‪ 52.5 MPa‬و‪ 45‬دقيقة لإلسمنت ذو المقاومة العالية‪ .‬تحدد المواصفة‬
‫القياسية األمريكية ‪ ASTM C 150-09‬الحد األدنى من زمن الشك االبتدائي التي تبلغ ‪ 45‬دقيقة‪ ،‬أيضا باستخدام جهاز ‪ Vicat‬الموصوف في‬
‫‪ .ASTM C 191-08‬اختبار بديل باستخدام إبر ‪ (ASTM C 266-08) Gillmore‬يعطي قيمة أعلى لزمن الشك‪ .‬يتم تحديد زمن الشك االبتدائي‬
‫لإلسمنت عالي األلومينا من قبل )‪ BS 915-2: 1972 (1983‬بين ساعتين و ‪ 6‬ساعات‪.‬‬

‫يتم تحديد الشك النهائي بإبرة مماثلة مزودة بملحق معدني مفرغ بحيث تترك حافة قطع دائرية بقطر ‪ 0.5 mm‬وتضع ‪ 0.5 mm‬خلف طرف اإلبرة‪.‬‬
‫يقال أن الشك النهائي قد حدثت عندما تخترق اإلبرة‪ ،‬التي تم إنزالها بلطف على سطح العجينة‪ ،‬إلى عمق ‪ 0.5 mm‬ولكن حافة القطع الدائرية تفشل‬
‫في ترك انطباع على سطح العجينة‪ .‬الشك النهائي محسوب من لحظة إضافة الماء إلى اإلسمنت‪ .‬لم تعد حدود زمن الشك النهائي تظهر في المعايير‬
‫األوروبية أو معايير ‪ .ASTM‬إذا كانت المعرفة بزمن الشك النهائي مطلوبة‪ ،‬ولكن ال تتوفر بيانات اختبار‪ ،‬فقد يكون من المفيد االستفادة من المالحظة‬
‫أنه بالنسبة لغالبية اإلسمنت البورتالندي العادي وسريع التصلب في درجة ح اررة الغرفة‪ ،‬يرتبط زمن الشك االبتدائي والنهائي تقريبا على النحو التالي‪:‬‬
‫زمن الشك النهائي بالدقائق يساوي ‪ × 1.2 + 90‬زمن الشك االبتدائي (بالدقائق) ا‬
‫نظر ألن وضع اإلسمنت يتأثر بدرجة الح اررة والرطوبة في الهواء‬
‫المحيط‪ ،‬يتم تحديد ذلك من خالل ‪ BS EN 196-3: 2005:‬درجة ح اررة ‪ 2 ± 20‬درجة مئوية والحد األدنى من الرطوبة النسبية لـ ‪ 65‬في المائة‪.‬‬
‫أن وضع عجينة اإلسمنت مصحوبا بتغيير في سرعة النبض بالموجات فوق الصوتية من خالله ولكن لم يكن من الممكن تطوير‬ ‫‪59.1‬‬
‫أظهرت االختبارات‬
‫طريقة بديلة لقياس زمن الشك لإلسمنت‪ .‬كما لم تنجح محاوالت استخدمت فيها القياسات الكهربائية‪ ،‬ويرجع ذلك أساسا إلى تأثير االضافات على‬
‫الخصائص الكهربائية‪.73.1‬‬

‫يجب أن نتذكر أن سرعة الشك وسرعة التصلب‪ ،‬أي اكتساب المقاومة‪ ،‬مستقلة عن بعضها البعض‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬ال يختلف زمني الشك المحدد‬
‫لإلسمنت المتصلب السريع عن تلك الخاصة باإلسمنت البورتالندي العادي‪ ،‬على الرغم من أن اإلسمنتين يتماسكان بمعدالت مختلفة‪ .‬قد يكون من‬
‫المناسب أن نذكر هنا أنه يمكن أيضا تحديد زمن شك الخرسانة‪ ،‬ولكن هذه خاصية مختلفة عن زمن شك اإلسمنت‪ .‬تضع ‪ASTM C 403-08‬‬

‫‪38‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫المنخل من الخرسانة المعطاة‪ .‬تعريف زمن الشك هذا اعتباطي ألنه‬


‫اإلجراء الخاص باألول‪ ،‬والذي يستخدم مسبار اختراق بروكتور المطبق على المونة ُ‬
‫ال يوجد ظهور مفاجئ للشك في الممارسة العملية‪ .73.1‬حاول الروس تحديد زمن شك الخرسانة عن طريق الحد األدنى من المقاومة بين قطبين من‬
‫المعدن المضمن الذي يمر بينهما تيار كهربائي عالي التردد‪.77.1‬‬

‫ثبات الحجم‬
‫من الضروري أال تخضع عجينة اإلسمنت‪ ،‬بمجرد صبها لتغيير كبير في الحجم‪ .‬على وجه الخصوص‪ ،‬يجب أال يكون هناك تمدد للخرسانة قد يؤدي‪،‬‬
‫في ظل ظروف تقييد‪ ،‬إلى تعطيل عجينة اإلسمنت المتصلب‪ .‬قد يحدث هذا التمدد بسبب االماهة المتأخر أو البطيئة‪ ،‬أو تفاعل آخر‪ ،‬لبعض المركبات‬
‫الموجودة في اإلسمنت المتصلب‪ ،‬أي الجير الحر والمغنيسيوم وكبريتات الكالسيوم‪ .‬إذا كانت المواد الخام التي يتم تغذيتها في الفرن تحتوي على كمية‬
‫من الجير أكثر مما يمكن أن تتحد مع أكاسيد حمضية‪ ،‬أو إذا كان الحرق أو التبريد غير مرض‪ ،‬فسيظل الجير الزائد في حالة حرة‪ .‬اماهة هذا الجير‬
‫عالي االحتراق ببطء شديد وألن الجير المطفأ يشغل حجما أكبر من أكسيد الكالسيوم الحر األصلي ‪ ،‬يتم التمدد‪ .‬يتم وصف اإلسمنت الذي يظهر هذا‬
‫التمدد بأنه غير سليم‪ .‬ال ينتج الجير المضاف إلى اإلسمنت أي ثبات للحجم ألنه يتميه بسرعة قبل أن تشك العجينة‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬يتم تبلور الجير‬
‫الحر الموجود في الكلنكر مع مركبات أخرى ويتعرض جزئيا للماء فقط خالل زمن قبل أن يتم شك العجينة‪ .‬ال يمكن تحديد الجير الحر عن طريق‬
‫التحليل الكيميائي لإلسمنت ألنه ال يمكن التمييز بين ‪ CaO‬و‪ Ca(OH)2‬غير المتفاعلين الناتجة عن االماهة الجزئية لسليكات الكالسيوم عند تعرض‬
‫اإلسمنت للغالف الجوي‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬سيظهر االختبار على الكلنكر‪ ،‬فور خروجه من الفرن‪ ،‬محتوى الجير الحر حيث ال يوجد أسمنت مميه‪.‬‬

‫يمكن أن يكون اإلسمنت غير تابت الحجم أيضا بسبب وجود ‪ ،MgO‬الذي يتفاعل مع الماء بطريقة مشابهة لـ ‪ .CaO‬ومع ذلك‪ ،‬فإن بريكالز (مغنيسيا‬
‫طبيعية) فقط‪ ،‬أي ‪ MgO‬البلوري "المحترق‪-‬المطفأ"‪ ،‬هو تفاعل ضار بالصحة‪ ،‬و‪ MgO‬الموجود في الزجاج غير ضار‪ .‬يتحد تقريبا ‪ 2‬في المائة من‬
‫مادة بريكالز (بكتلة اإلسمنت) مع مركبات اإلسمنت الرئيسية‪ ،‬لكن زيادة بريكالز بشكل عام تتسبب في التمدد ويمكن أن تؤدي إلى تعطيل بطيء‪.‬‬
‫كبريتات الكالسيوم هو المركب الثالث المسؤول عن التمدد ‪ :‬في هذه الحالة‪ ،‬يتم تشكل سلفونات الكالسيوم‪ .‬يمكن أن نتذكر أن اماهة كبريتات الكالسيوم‬
‫(الجبس) تضاف إلى الكلنكر اإلسمنتي لمنع الشك السريع‪ ،‬ولكن إذا كان الجبس موجودا أكثر من الكمية التي يمكن أن تتفاعل مع ‪ C3A‬أثناء الشك‪،‬‬
‫فإن عدم ثبات الحجم سيؤدي الى تمدد بطيء‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬تحدد المعايير بدقة شديدة مقدار الجبس الذي يمكن إضافته إلى الكلنكر؛ الحدود جيدة في‬
‫الجانب اآلمن فيما يتعلق بخطر عدم ثبات الحجم‪.46.1‬‬

‫نظر لعدم ثبات حجم اإلسمنت إال بعد فترة من األشهر أو السنوات‪ ،‬فمن الضروري اختبار ثبات حجم اإلسمنت بشكل عاجل‪ :‬يتم اختبار مبتكر من قبل‬
‫ا‬
‫‪ Le Chatelier‬تم وصفها في المواصفة ‪ BS EN 196-3: 2005‬يتكون جهاز ‪ ، Le Chatelier‬الموضح في الشكل ‪ ،26.1‬من اسطوانة نحاسية‬
‫صغيرة مقسمة على طول راسم السطح االسطواني‪ .‬يتم إرفاق مؤشرين مع نهايات مدببة على االسطوانة على جانبي االنقسام؛ بهذه الطريقة‪ ،‬يتم توسع‬
‫االنقسام‪ ،‬الناجم عن تمدد اإلسمنت ‪ ،‬بشكل كبير ويمكن قياسه بسهولة‪ .‬يتم وضع األسطوانة على لوح زجاجي‪ ،‬مملوءة بعجينة إسمنتية ذات قوام قياسي‪،‬‬
‫ويغطى القالب بلوح زجاجي أخر‪ ،‬ويوضع عليها ثقل صغير‪ .‬ثم يتم وضع القالب في خزانة عند ح اررة ‪ 1 ± 20‬درجة مئوية ورطوبة نسبية ال تقل عن‬
‫‪ 98‬في المائة‪ .‬بعد ‪ 24‬ساعة يتم قياس المسافة بين المؤشرات‪ ،‬ويتم غمر القالب في الماء ويغلى تدريجيا في الغليان في ‪ 30‬دقيقة‪ .‬بعد الغليان لمدة ‪3‬‬
‫ساعات‪ ،‬يتم اخراج القالب وبعد التبريد‪ ،‬يتم قياس المسافة بين المؤشرات مرة أخرى‪ .‬تمثل الزيادة في هذه المسافة تمدد اإلسمنت‪ ،‬وبالنسبة لإلسمنت‬
‫البورتالندي المواصفة ‪ BS EN 197-1: 2000‬تحدد ‪ ،10 mm‬إذا تجاوز التمدد هذه القيمة‪ ،‬يتم إجراء اختبار آخر بعد نشر وتهويته اإلسمنت لمدة‬
‫‪ 7‬أيام‪ .‬خالل هذا الوقت‪ ،‬قد يتميه بعض الجير أو حتى كربونات‪ ،‬وقد يحدث أيضا انهيار فيزيائي في الحجم‪ .‬في نهاية فترة ‪ 7‬أيام‪ ،‬يتكرر اختبار ‪Le‬‬
‫‪ ،Chatelier‬ويجب أال يتجاوز تمدد اإلسمنت المهواة قيمة محددة‪ ،‬والتي كانت في الماضي ‪ .5 mm‬يجب عدم استخدام اإلسمنت الذي ال يفي بواحد‬
‫على األقل من هذه االختبارات‪.‬‬

‫الشكل ‪ .1.26‬جهاز لو شاتلييه‬

‫‪39‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫نادر ما تتواجد المغنيسيا بكميات كبيرة في المواد الخام التي يتم‬


‫يكتشف اختبار ‪ Le Chatelier‬عدم ثبات الحجم بسبب الجير الحر فقط‪ .‬في بريطانيا ا‬
‫تصنيع اإلسمنت منها‪ ،‬وفي بلدان أخرى مثل الهند‪ ،‬حيث يحدث الحجر الجيري منخفض المغنيسيا إلى حد محدود فقط‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن الجزء األكبر من‬
‫اإلسمنت يحتوي على نسبة عالية من ‪ MgO‬ولكن يمكن تقليل التمدد بشكل كبير عن طريق إضافة مادة سليكونية نشطة مثل الرماد المتطاير أو الطين‬
‫المحروق المطحون بنعومة‪.‬‬

‫نظر ألهمية تجنب تأخر التمدد ‪ ،‬في الواليات المتحدة‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬يتم فحص ثبات حجم اإلسمنت بواسطة اختبار األوتوكالف‪ ،‬وهو حساس لكل‬
‫ا‬
‫من المغنيسيا الحرة والجير الحر‪ .‬في هذا االختبار المنصوص عليه في ‪ ،ASTM C 151-09‬عينة االسمنت مقطعها العرضي ‪ 25 mm‬وبطول‬
‫‪ ،250 mm‬في الهواء الرطب لمدة ‪ 24‬ساعة‪ .‬يتم بعد ذلك وضع العينة في جهاز التعقيم (غالية بخار عالية الضغط)‪ ،‬والتي يتم رفعها إلى درجة‬
‫ح اررة ‪ 216‬درجة مئوية (ضغط بخار ‪ )2 ± 0.07 MPa‬في ‪ 15 ± 60‬دقيقة‪ ،‬ويتم االحتفاظ على درجة الح اررة هذه لمدة ‪ 3‬ساعات‪ .‬ارتفاع ضغط‬
‫البخار يسرع اماهة المغنيسيا والجير‪ .‬يجب أال يتجاوز تمدد العينة بسبب التعقيم ‪ 0.8‬في المائة‪ .‬نتائج اختبار األوتوكالف ال تتأثر فقط بالمركبات‬
‫المسببة للتمدد‪ ،‬ولكن أيضا بمحتوى ‪ ،C3A‬والمواد المخلوطة مع اإلسمنت‪ ،71.1‬وهي أيضا عرضة لتشوهات أخرى‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ال يعطي االختبار أكثر‬
‫‪1.1‬‬
‫ولكنه شديد بشكل عام حيث قد تبقى بعض ‪ MgO‬خاملة ؛ وبالتالي‬ ‫من مؤشر واسع على خطر التمدد على المدى الطويل في الممارسة العملية‪،‬‬
‫يخطئ االختبار في الجانب اآلمن‪ .86.1‬ال يتوفر اختبار للكشف عن عدم ثبات الحجم بسبب زيادة كبريتات الكالسيوم‪ ،‬ولكن يمكن تحديد محتواه بسهولة‬
‫عن طريق التحليل الكيميائي‪.‬‬

‫مقاومة اإلسمنت‬
‫إن المقاومة الميكانيكية لإلسمنت المتصلب هي خاصية المادة التي ربما تكون مطلوبة بشكل واضح لالستخدام الهيكلي‪ .‬لذلك‪ ،‬ليس من المستغرب أن‬
‫اختبارات المقاومة تحددها جميع مواصفات اإلسمنت‪ .‬تعتمد مقاومة المونة أو الخرسانة على تماسك عجينة اإلسمنت‪ ،‬وعلى االلتصاق بجسيمات الركام‪،‬‬
‫وإلى حد ما على مقاوم ة الركام نفسه‪ .‬ال يتم أخذ العامل األخير بعين االعتبار في هذه المرحلة‪ ،‬ويتم التخلص منه في اختبارات جودة اإلسمنت‬
‫نظر لصعوبات التشكيل واالختبار مع التباين الكبير في نتائج‬
‫ا‬ ‫باستخدام الركام القياسي‪ .‬ال يتم إجراء اختبارات المقاومة على عجينة أسمنت متقنة‬
‫االختبار‪ .‬يتم استخدام مونة اإلسمنت والرمل‪ ،‬وفي بعض الحاالت‪ ،‬الخرسانة ذات النسب الموصوفة والمصنعة من مواد محددة تحت ظروف خاضعة‬
‫لرقابة صارمة‪ ،‬لغرض تحديد مقاومة اإلسمنت‪.‬‬

‫هناك عدة أشكال من اختبارات المقاومة‪ :‬الشد المباشر والضغط المباشر واالنحناء‪ .‬هذا األخير يحدد في الواقع مقاومة الشد في االنحناء ألنه‪ ،‬كما هو‬
‫معروف‪ ،‬عجينة االسمنت المميه أقوى بكثير في الضغط منه في الشد‪ .‬في السابق‪ ،‬كان اختبار الشد المباشر على القوالب يستخدم بشكل شائع ولكن‬
‫نظر ألن التقنيات الهيكلية‬
‫كان من الصعب تطبيق الشد الصافي بحيث تظهر نتائج هذا االختبار مبعثرة بشكل كبير إلى حد ما‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬ا‬
‫مصممة بشكل أساسي الستغالل المقاومة الجيدة للخرسانة في الضغط‪ ،‬فإن قوة الشد المباشرة لإلسمنت تكون اهتمام أقل من مقاومته للضغط‪ .‬وبالمثل‪،‬‬
‫فإن مقاومة االنحناء للخرسانة تكون أقل أهمية بشكل عام من مقاومتها للضغط‪ ،‬على الرغم من أن معرفة مقاومة الخرسانة في الشد تكون ذات أهمية‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك‪ ،‬في الوقت الحاضر‪ ،‬تعتبر مقاومة ضغط اإلسمنت حاسمة‪ ،‬ويعتقد أن االختبار المناسب على اإلسمنت هو اختبار مونة اإلسمنت‪ -‬الرمل‪.‬‬

‫يصف المعيار األوروبي ‪ BS EN 196-1: 2005‬اختبار مقاومة الضغط على عينات المونة ‪ .‬يتم اختبار العينات كمكعبات مكافئة ‪40 mm‬؛ يتم‬
‫اشتقاقها من المنشور ‪ ،40 × 40 × 160 mm‬والتي يتم اختبارها أوال في االنحناء بحيث يتم كسرها إلى نصفين‪ .‬وبالتالي يمكن إجراء اختبار نقطة‬
‫مركز االنحناء على مسافة ‪.100 mm‬‬

‫يتم إجراء االختبار على مونة ذات تركيبة ثابتة‪ ،‬مصنعة من "رمل قياسي ‪ CEN( ."CEN‬هو اختصار لالسم الفرنسي للجنة األوروبية للتوحيد‬
‫القياسي)‪ .‬الرمل طبيعي وسليكوني ومستدير يمكن الحصول عليه من مصادر مختلفة‪ .‬على عكس رمال ‪ ،Leighton Buzzard‬فهي ليست ذات حجم‬
‫موحد ولكنها متدرجة بين ‪ 80 μm‬و‪ 1.6 mm‬نسبة الرمل‪/‬اإلسمنت ‪ 3‬ونسبة الماء\اإلسمنت ‪ .0.50‬يتم خلط المونة في خالط صغير ودمكه على‬
‫طاولة هزاز بقطر ‪15 mm‬؛ يمكن أيضا استخدام طاولة اهتزاز‪ ،‬بشرط أن ينتج عنها دمك مماثل‪ .‬يتم فك العينات بعد ‪ 24‬ساعة في جو رطب ثم‬
‫نظر الستخدام االختبارات البريطانية السابقة أو ما شابه ذلك في بعض البلدان‪ ،‬فقد يكون من المناسب إعطاء‬
‫معالجتها في الماء عند ‪ 20‬درجة مئوية‪ .‬ا‬
‫وصف موجز لتلك االختبارات‪ .‬بشكل أساسي‪ ،‬هناك طريقتان قياسيتان بريطانيتان الختبار مقاومة ضغط اإلسمنت‪ :‬تستخدم إحداهما المونة‪ ،‬واألخرى‬
‫من الخرسانة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫في اختبار المونة‪ ،‬يتم استخدام مونة بنسبة ‪ 3:1‬من اإلسمنت والرمل على التوالي‪ .‬الرمل هو رمل ‪ Leighton Buzzard‬القياسي‪ ،‬الرمل ذو حجم‬
‫واحد‪ .‬تبلغ كتلة الماء في الخليط ‪ 10‬في المائة من كتلة المواد الجافة‪ .‬يتم التعبير عنه كنسبة الماء\اإلسمنت ‪ ،‬وهذا يتوافق مع ‪ 0.40‬بالكتلة‪ .‬يتم اتباع‬
‫إجراء قياسي‪ ،‬موصوف من قبل ‪ ،BS 4550-3.4: 1978‬في الخلط‪ ،‬ويتم تصنيع مكعبات ‪ 70.7‬مم باستخدام طاولة اهتزاز بتردد ‪ 200 Hz‬يتم‬
‫تطبيقه لمدة دقيقتين‪ .‬يتم فك المكعبات بعد ‪ 24‬ساعة ويتم معالجتها في الماء حتى يتم اختبارها في حالة سطح رطب‪ .‬يعطي اختبار المونة المهتزة‬
‫نتائج موثوقة إلى حد ما ولكن تم اقتراح أن المونة المصنعة من الركام أحادي الحجم يؤدي إلى تشتت قيم مقاومة أكبر مما يمكن الحصول عليه مع‬
‫الخرسانة المصنعة في ظروف مماثلة‪ .‬يمكن القول أيضا أننا مهتمون بأداء اإلسمنت في الخرسانة وليس في المونة‪ ،‬خاصة المصنعة من ركام احادي‬
‫الحجم وال يتم استخدامه مطلقا في الممارسة العملية‪ .‬لهذه األسباب‪ ،‬تم إدخال االختبار على الخرسانة في المعايير البريطانية‪.‬‬

‫في اختبار الخرسانة‪ ،‬يمكن استخدام ثالث نسب من الماء\اإلسمنت ‪ ،‬بمعنى ‪ 0.60‬و‪ 0.55‬و‪ 0.45‬حسب نوع اإلسمنت ‪ .‬يتم تحديد كميات الركام‬
‫الخشن والناعم‪ ،‬والتي يجب أن تأتي من محاجر معينة‪ ،‬في ‪ BS 4550:4‬و ‪ .1978:5‬يتم عمل خلطات بحجم ‪ 100 mm‬يدويا بطريقة محددة؛ يتم‬
‫فيها تحديد ظروف درجة الح اررة والرطوبة في غرفة الخلط وغرفة المعالجة وغرفة اختبار الضغط ودرجة ح اررة خزان معالجة المياه‪ .‬بصرف النظر عن‬
‫تلبية الحد األدنى من المقاومة في أعمار محددة‪ ،‬يجب أن تكون المقاومة في األعمار الالحقة أعلى مما كانت عليه في العمر المبكر‪ ،‬ألن تراجع‬
‫المقاومة قد يكون عالمة على عدم ثبات الحجم أو أخطاء أخرى في اإلسمنت‪ .‬تنطبق متطلبات زيادة المقاومة مع التقدم في العمر أيضا على مكعبات‬
‫المونة المهتزة ولكن لم يتم تضمينها في ‪ .BS EN 197-1: 2000‬تم تحديد المقاومة المميزة‪ .‬هناك ثالث فئات‪ 32.5 :‬و ‪ 42.5‬و ‪ .52.5‬هذه هي‬
‫القيم في ‪ 28‬يوما‪ ،‬واألخيران بمقاومة عادية أو مبكرة في يومين ‪ .BS1881: 131:1998‬تحدد طريقة االختبار على المكعبات الخرسانية مع الركام‬
‫المصنع الذي يتم تحديد درجاته في ‪ .BS EN 196-1:2005‬توصف ‪ ASTM C 109-08‬طريقة ‪ ASTM‬الختبار المقاومة المتوسطة لإلسمنت‬
‫وتستخدم المونة ‪ 2.75 :1‬المصنعة من الرمل المتدرج القياسي بنسبة الماء\اإلسمنت ‪0.485‬؛ يتم اختبار مكعبات ‪.50 mm‬‬

‫قد يكون من المناسب النظر في السؤال‪ :‬هل يجب إجراء اختبارات على مقاومة اإلسمنت على عينات من عجينة اإلسمنت أو المونة أو الخرسانة؟ لقد‬
‫ذكرنا بالفعل أنه يصعب صنع عينات من عجينة اإلسمنت متقنة ‪ .‬فيما يتعلق بالخرسانة‪ ،‬فهي وسيلة مناسبة لالختبارات ولكن مقاومة عينات الخرسانة‬
‫تتأثر بخصائص الركام المستخدم‪ .‬سيكون من الصعب أو حتى غير عملي استخدام ركام قياسي لالختبارات على الخرسانة في أجزاء مختلفة من البالد‪،‬‬
‫ناهيك عن استخدامها في بلدان مختلفة‪ .‬إن استخدام المونة بركام قياسي معقول هو حل وسط معقول‪ .‬على أي حال ‪ ،‬فإن جميع االختبارات ذات طبيعة‬
‫مقارنة‪ ،‬بدال من قياس مباشر لمقاومة الضغط من عجينة االسمنت المميه‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬فإن تأثير اإلسمنت على خصائص المونة والخرسانة هو‬
‫نفسه من الناحية النوعية‪ ،‬والعالقة بين مقاوم ة العينات المقابلة من المادتين خطية‪ .‬ويظهر هذا‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬في الشكل ‪ :27.1‬تم استخدام‬
‫المونة والخرسانة ذات النسب الثابتة‪ ،‬لكل منها نسبة الماء\اإلسمنت ‪ .0.65‬المقاومة ليست هي نفسها بالنسبة لعينات كل زوج‪ ،‬على األقل جزئيا ألنه‬
‫تم استخدام عينات ذات شكل وحجم مختلفين‪ ،‬ولكن قد يكون هناك أيضا فرق كمي متأصل بين مقاومة المونة والخرسانة بسبب الكمية األكبر من الهواء‬
‫المحاصر في المونة‪.‬‬

‫‪37.1‬‬
‫الشكل ‪ :27.1‬العالقة بين مقاومة الخرسانة والمونة لنفس نسبة الماء\اإلسمنت‬

‫‪41‬‬
‫اعداد أ‪.‬د‪ .‬مختار معمر ابوراوي‬ ‫الفصل األول‪ :‬االسمنت البورتالندي‬

‫مقارنة أخرى مثيرة لالهتمام هي أنه بين مقاومة الخرسانة المصممة لـ ‪ BS 4550-3.4: 1978‬مع نسبة الماء\اإلسمنت ‪ 0.60‬ومقاومة المونة‬
‫المصنعة ل ـ‪ .BS EN 196-1:2005‬مع نسبة الماء\اإلسمنت ‪ .0.50‬ليس فقط نسبة الماء\اإلسمنت ولكن أيضا تختلف الظروف األخرى بين‬
‫‪88.1‬‬
‫العالقة التالية‪:‬‬ ‫االختبارين‪ ،‬بحيث تختلف قيم المقاومة الناتجة أيضا‪ .‬وجد ‪Harrison‬‬

‫‪loge(M/C) = 0.28/d + 0.25‬‬


‫حيث ان‬
‫‪ = C‬مقاومة الضغط ‪ BS 4550‬مكعبات الخرسانة ‪MPa‬‬
‫‪ = M‬مقاومة الضغط ‪ BS EN 196‬موشور المونة ‪MPa‬‬
‫‪ = d‬عمر االختبار بااليام‬
‫بشكل أكثر مالءمة‪ ،‬يمكن جدولة النسبة ‪ M/C‬على النحو التالي‪:‬‬

‫‪28‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العمر(بااليام)‬


‫‪1.30‬‬ ‫‪1.34‬‬ ‫‪1.41‬‬ ‫‪1.48‬‬ ‫النسبة ‪M/C‬‬

‫باإلضافة إلى خصائص عينات االختبار‪ ،‬هناك فرق مهم بين أهمية قيم المقاومة التي تم الحصول عليها في المعيار األوروبي ‪BS EN 196-1:‬‬
‫‪ 2005‬وفي المعايير البريطانية القديمة ومعظم المعايير األخرى‪ :‬يتعلق هذا بمعنى مصطلح "الحد األدنى من المقاومة"‪ .‬في المعايير التقليدية‪ ،‬يجب‬
‫تجاوز الحد األدنى للقيمة المقررة من قبل جميع نتائج االختبار‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬في ‪ ،BS EN 196-1: 2005‬يمثل الحد االنى للمقاومة قيمة مميزة‬
‫بحيث يتم تجاوزها بنسبة ‪ 95‬في المائة من نتائج االختبار؛ باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك وضع قيمة مطلقة أدناه المقاومة المحددة يجب أن ال تقع‪.‬‬

‫تطبيقات ألنواع مختلفة من اإلسمنت‬


‫يلخص الجدول ‪ :15.1‬التطبيقات الرئيسية التي من المحتمل أن يتم اختيارها ألنواع اإلسمنت العامة الرئيسية‪ .‬الحظ أنه تم إعداد هذه القائمة في عام‬
‫‪ 2002‬وتتوقع نشر ان ‪ BS EN 413-1‬تنشر أنواع اإلسمنت اإلضافية (المستمدة من الخيارات المتاحة في ‪ )BS EN 197-1‬ذات أهمية تجارية‬
‫في المستقبل‪ .‬يجب إدراك أنه في العديد من التطبيقات ‪ ،‬فإن اختيار اإلسمنت له تأثير أقل بكثير على أداء الخرسانة على المدى الطويل من الجوانب‬
‫العملية للتحكم في الخلط‪ ،‬ومحتوى اإلسمنت ومحتوى الماء وجودة الركام والدمك والتشطيب والمعالجة‪.‬‬

‫الجدول ‪ :15.1‬تطبيقات أنواع اإلسمنت البورتالندي‬


‫محتوي‬ ‫‪BS EN 196-1‬‬
‫التطبيقات الرئيسية‬ ‫‪BS‬‬ ‫نوع االسمنت‬
‫الكلنكر*‬ ‫‪designation‬‬
‫جميع أنواع اإلنشاءات العامة حيث ال تكون مقاومة الكبريتات أو التحكم في ارتفاع‬
‫‪95–100‬‬ ‫‪CEM I 42,5 & 52,5 N BS EN 197-1‬‬ ‫االسمنت البورتالندي‬
‫درجة حرارة الخرسانة مطلوبة‪.‬‬
‫بالنسبة لـ ‪ 42.5‬ولكن عندما تكون هناك حاجة إلى نقاط مقاومة مبكرة أعلى (على سبيل‬
‫‪95–100‬‬ ‫‪CEM I 52,5 R‬‬ ‫‪BS EN 197-1‬‬ ‫االسمنت البورتالندي‬
‫المثال‪ ،‬في إنتاج الخرسانة سابقة الصب أو خرسانة في المناطق الباردة)‬
‫حيث تكون خواص وضع وتشطيب الخرسانة المحسنة ومقاومة دورات التجميد‪ -‬ذوبان‬ ‫اسمنت بورتالندي معبأ مع معامل‬
‫‪95–100‬‬ ‫‪CEM I 32,5‬‬ ‫‪BS EN 197-1‬‬
‫مطلوبة دون الحاجة إلى استخدام الهواء المحبوس‬ ‫احتواء هواء المحبوس‬
‫حيث تتطلب مقاومة الكبريتات الموجودة في المياه الجوفية‪ .‬محتوى قلوي أقل من‬
‫‪100‬‬ ‫‪Class 42.5‬‬ ‫‪BS4027‬‬ ‫االسمنت المقاوم للكبريتات‬
‫‪( ٪0.60‬اختياري) ويمكن استخدامه لتقليل خطر تفاعل السليكا القلوي‬
‫مونة وضع الطوب‪ .‬يمنح اللدونة وااللتصاق المحسنين باإلضافة إلى االحتفاظ المحسن‬
‫‪≥40‬‬ ‫‪MC 22,5‬‬ ‫‪BS EN 413-1‬‬ ‫اسمنت البناء‬
‫بالماء والمتانة‬
‫جميع أنواع اإلنشاءات العامة‪ .‬عندما يتجاوز مستوى الرماد المتطاير ‪ ٪ 25‬يعطي‬ ‫اسمنت الرماد المتطاير‬
‫مقاومة الكبريتات والحماية ضد تفاعل السليكا القلوي‪ .‬معتدل الحرارة المنخفضة في‬ ‫‪65–79‬‬ ‫‪CEM II/B-V‬‬ ‫‪BS EN 197-1‬‬
‫البورتالندي‬
‫الطرف العلوي من نطاق الرماد المتطاير (حد أقصى ‪)٪35‬‬
‫للجص وتطبيقات الحرارة المنخفضة‬ ‫‪45–64‬‬ ‫‪CEM IV/B2‬‬ ‫‪BS EN 197-1‬‬ ‫االسمنت البوزوالني‬
‫جميع أنواع اإلنشاءات العامة‪ .‬حيث يعطي مستوى الخبث فوق ‪ ٪40‬حماية ضد تفاعل‬
‫‪35–64‬‬ ‫‪CEM IIIA‬‬ ‫‪BS EN 197-1‬‬ ‫اسمنت خبث االفران‬
‫السليكا القلوي‪ .‬خصائص معتدلة الحرارة‬
‫حيث تتطلب مقاومة الكبريتات و‪/‬أو خصائص الحرارة المنخفضة‬ ‫‪20–34‬‬ ‫‪CEM IIIB‬‬ ‫‪BS EN 197-1‬‬ ‫اسمنت خبث االفران‬
‫لجميع أنواع اإلنشاءات العامة باستثناء الحاالت التي تتطلب مقاومة للكبريتات‬ ‫اسمنت الحجر الجيري‬
‫‪80–94‬‬ ‫‪CEM II/A-L‬‬ ‫‪BS EN 196-1‬‬
‫البورتالندي‬
‫*كنسبة مئوية من النواة‪ ،‬أي باستثناء الجبس‪.‬‬

‫جوانب الصحة والسالمة الستخدام اإلسمنت‬


‫االسمنت الجاف عادة ليس له تأثير ضار على الجلد الجاف‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عندما يتم خلط اإلسمنت بالماء‪ ،‬يتم إنتاج محلول قلوي للغاية‪ .‬يتجاوز الرقم‬
‫الهيدروجيني بسرعة ‪ 13‬وهو شديد التآكل للجلد‪ .‬يجب اتخاذ االحتياطات الالزمة لتجنب دخول اإلسمنت الجاف إلى العين والفم واألنف ومالمسة الجلد‬

‫‪42‬‬
‫ مختار معمر ابوراوي‬.‫د‬.‫اعداد أ‬ ‫ االسمنت البورتالندي‬:‫الفصل األول‬

‫ العمال اللذين يعملون لفترة طويلة في الخرسانة يتطلب منهم‬،‫ حدثت حروق خطيرة بالجلد تتطلب معالجة جلدية‬.‫لإلسمنت الرطب أو المونة أو الخرسانة‬
‫ قد يؤدي التعرض للمونة أو الخرسانة الرطبة على مدى فترة من الزمن إلى‬،‫ باإلضافة إلى الحروق الحادة الموصوفة أعاله‬.‫ارتداء مالبس واحدية وقائية‬
‫ بعض األشخاص حساسون (أو بعد التعرض لعدة سنوات سيصبحون حساسين) للكرومات القابلة للذوبان في الماء‬.‫التهاب الجلد التماسي المهيج‬
‫ تمت إضافة كبريتات الحديد إلى اإلسمنت أثناء التصنيع لتعجيل الكروم سداسي التكافؤ القابل للذوبان‬، ‫ في الدول االسكندنافية‬. ‫الموجودة في اإلسمنت‬
‫ على الرغم‬.‫ جزء في المليون‬2 ‫ الحد األقصى المسموح به من الكروم القابل للذوبان في الماء في هذه البلدان هو‬.‫كشكل ثالثي التكافؤ غير قابل للذوبان‬
‫ على األقل في‬،‫ إال أن هناك تحركات في أوروبا لتبني هذا النهج على نطاق أوسع‬،‫من أن األدلة السريرية على فعالية هذا اإلجراء غير حاسمة‬
‫ في المملكة‬.‫ إن إضافة الكبريتات الحديدية له تأثير على خصائص االنسيابية الخرسانية ولون الخرسانة أيضا‬.‫اإلسمنت المعبأ إن لم يكن بالجملة‬
.‫ قرر المصنعون مراقبة مستوى الكروم القابل للذوبان وتقليل المستويات عن طريق االختيار الدقيق للمواد الخام‬، ‫المتحدة‬

References
1.1. F. M. LEA, The Chemistry of Cement and Concrete (London, Arnold, 1970). 1.2. R. H. BOGUE, Chemistry
of Portland Cement (New York, Reinhold, 1955).
1.3. A. M. NEVILLE, Role of cement in creep of mortar, J. Amer. Concr. Inst., 55, pp. 963–84 (March 1959).
1.4. M. A. SWAYZE, The quaternary system CaO–C5A3–C2F–C2S as modified by saturation with magnesia,
Amer. J. Sci., 244, pp. 65–94 (1946).
1.5. W. CZERNIN, Cement Chemistry and Physics for Civil Engineers (London, Crosby Lockwood, 1962).
1.6. H. H. STEINOUR, The reactions and thermochemistry of cement hydration at ordinary temperature, Proc. 3rd
Int. Symp. on the Chemistry of Cement, pp. 261–89 (London, 1952).
1.7. R. H. BOGUE and W. LERCH, Hydration of portland cement compounds, Industrial and Engineering
Chemistry, 26, No. 8, pp. 837–47 (Easton, Pa., 1934).
1.8. E. P. FLINT and L. S. WELLS, Study of the system CaO–SiO2–H2O at 30 °C and the reaction of water on
the anhydrous calcium silicates, J. Res. Nat. Bur. Stand., 12, No. 687, pp. 751–83 (1934).
1.9. S. GIERTZ-HEDSTROM, The physical structure of hydrated cements, Proc. 2nd Int. Symp. on the
Chemistry of Cement, pp. 505–34 (Stockholm, 1938).
1.10. T. C. POWERS, The non-evaporable water content of hardened portland cement paste: its significance for
concrete research and its method of determination, ASTM Bul. No. 158, pp. 68–76 (May 1949).
1.11. L. S. BROWN and R. W. CARLSON, Petrographic studies of hydrated cements, Proc. ASTM, 36, Part II,
pp. 332–50 (1936).
1.12. L. E. COPELAND, Specific volume of evaporable water in hardened Portland cement pastes, J. Amer.
Concr. Inst., 52, pp. 863–74 (1956).
1.13. S. BRUNAUER, J. C. HAYES and W. E. HASS, The heats of hydration of tricalcium silicate and beta-
dicalcium silicate, J. Phys. Chem., 58, pp. 279–87 (Ithaca, NY, 1954).
1.14. F. M. LEA, Cement research: retrospect and prospect, Proc. 4th Int. Symp. On the Chemistry of Cement,
pp. 5–8 (Washington DC, 1960).
1.15. H. F. W. TAYLOR, Hydrated calcium silicates, Part I: Compound formation at ordinary temperatures, J.
Chem. Soc., pp. 3682–90 (London, 1950).
1.16. H. H. STEINOUR, The system CaO–SiO2–H2O and the hydration of the calcium silicates, Chemical
Reviews, 40, pp. 391–460 (USA, 1947).

43
‫ مختار معمر ابوراوي‬.‫د‬.‫اعداد أ‬ ‫ االسمنت البورتالندي‬:‫الفصل األول‬

1.17. J. W. T. SPINKS, H. W. BALDWIN and T. THORVALDSON, Tracer studies of diffusion in set Portland
cement, Can. J. Technol., 30, Nos 2 and 3, pp. 20–8 (1952).
1.18. M. NAKADA, Process operation and environmental protection at the Yokoze cement works, Zement-Kalk-
Gips, 29, No. 3, pp. 135–9 (1976).
1.19. S. DIAMOND, C/S mole ratio of C-S-H gel in a mature C3S paste as determined by EDXA, Cement and
Concrete Research, 6, No. 3, pp. 413–16 (1976).
1.20. J. D. BERNAL, J. W. JEFFERY and H. F. W. TAYLOR, Crystallographic research on the hydration of
Portland cement: A first report on investigations in progress, Mag. Concr. Res., 3, No. 11, pp. 49–54 (1952).
1.21. W. C. HANSEN, Discussion on “Aeration cause of false set in portland cement”, Proc. ASTM, 58, pp.
1053–4 (1958).
1.22. T. C. POWERS, The physical structure and engineering properties of concrete, Portl. Cem. Assoc. Res.
Dept. Bul. 39 pp. (Chicago, July 1958).
1.23. T. C. POWERS, A discussion of cement hydration in relation to the curing of concrete, Proc. Highw. Res.
Bd., 27, pp. 178–88 (Washington, 1947).
1.24. T. C. POWERS and T. L. BROWNYARD, Studies of the physical properties of hardened Portland cement
paste (Nine parts), J. Amer. Concr. Inst., 43 (Oct. 1946 to April 1947).
1.25. G. J. VERBECK, Hardened concrete –pore structure, ASTM Sp. Tech. Publ. No. 169, pp. 136–42 (1955).
1.26. T. C. POWERS, L. E. COPELAND and H. M. MANN, Capillary continuity or discontinuity in cement pastes,
J. Portl. Cem. Assoc. Research and Development Laboratories, 1, No. 2, pp. 38–48 (May 1959).
1.27. T. C. POWERS, Structure and physical properties of hardened portland cement paste, J. Amer. Ceramic
Soc., 41, pp. 1–6 (Jan. 1958).
1.28. L. E. COPELAND and J. C. HAYES, Porosity of hardened portland cement pastes, J. Amer. Concr. Inst.,
52, pp. 633–40 (Feb. 1956).
1.29. R. W. CARLSON and L. R. FORBRICK, Correlation of methods for measuring heat of hydration of cement,
Industrial and Engineering Chemistry (Analytical Edition), 10, pp. 382–6 (Easton, Pa., 1938).
1.30. W. LERCH and C. L. FORD, Long-time study of cement performance in concrete, Chapter 3: Chemical
and physical tests of the cements, J. Amer. Concr. Inst., 44, pp. 743–95 (April 1948).
1.31. N. DAVEY and E. N. Fox, Influence of temperature on the strength development of concrete, Build. Res.
Sta. Tech. Paper No. 15 (London, HMSO, 1933).
1.32. W. LERCH and R. H. BOGUE, Heat of hydration of portland cement pastes, J. Res. Nat. Bur. Stand., 12,
No. 5, pp. 645–64 (May 1934).
1.33. H. WOODS, H. H. STEINOUR and H. R. STARKE, Heat evolved by cement in relation to strength, Engng
News Rec., 110, pp. 431–3 (New York, 1933).
1.34. G. J. VERBECK and C. W. FOSTER, Long-time study of cement performance in concrete, Chapter 6: The
heats of hydration of the cements, Proc. ASTM, 50, pp. 1235–57 (1950).
1.35. H. WOODS, H. R. STARKE and H. H. STEINOUR, Effect of cement composition on mortar strength,
Engng News Rec., 109, No. 15, pp. 435–7 (New York, 1932).

44
‫ مختار معمر ابوراوي‬.‫د‬.‫اعداد أ‬ ‫ االسمنت البورتالندي‬:‫الفصل األول‬

1.36. R. E. DAVIS, R. W. CARLSON, G. E. TROXELL and J. W. KELLY, Cement investigations for the Hoover
Dam, J. Amer. Concr. Inst., 29, pp. 413–31 (1933).
1.37. S. WALKER and D. L. BLOEM, Variations in portland cement, Proc. ASTM, 58, pp. 1009–32 (1958).
1.38. F. M. LEA, The relation between the composition and properties of Portland cement, J. Soc. Chem. Ind.,
54, pp. 522–7 (London, 1935).
1.39. F. M. LEA and F. E. JONES, The rate of hydration of Portland cement and its relation to the rate of
development of strength, J. Soc. Chem. Ind., 54, No. 10, pp. 63–70T (London, 1935).
1.40. L. S. BROWN, Long-time study of cement performance in concrete, Chapter 4: Microscopical study of
clinkers, J. Amer. Concr. Inst., 44, pp. 877–923 (May 1948).
1.41. W. LERCH, Approximate glass content of commercial Portland cement clinker, J. Res. Nat. Bur. Stand.,
20, pp. 77–81 (Jan. 1938).
1.42. F. M. LEA, Cement and Concrete, Lecture delivered before the Royal Institute of Chemistry, London, 19
Dec. 1944 (Cambridge, W. Heffer and Sons, 1944).
1.43. W. H. PRICE, Factors influencing concrete strength, J. Amer. Concr. Inst., 47, pp. 417–32 (Feb. 1951).
1.44. US BUREAU OF RECLAMATION, Investigation into the effects of cement fineness and alkali content on
various properties of concrete and mortar, Concrete Laboratory Report No. C-814 (Denver, Colorado, 1956).
1.45. S. BRUNAUER, P. H. EMMETT and E. TELLER, Adsorption of gases in multimolecular layers, J. Amer.
Chem. Soc., 60, pp. 309–19 (1938).
1.46. W. LERCH, The influence of gypsum on the hydration and properties of Portland cement pastes, Proc.
ASTM, 46, pp. 1252–92 (1946).
1.47. L. E. COPELAND and R. H. BRAGG, Determination of Ca(OH)2 in hardened pastes with the X-ray
spectrometer, Portl. Cem. Assoc. Rep. (Chicago, 14 May 1953).
1.48. L. E. COPELAND and J. C. HAYES, The determination of non-evaporable water in hardened portland
cement paste, ASTM Bul. No. 194, pp. 70–4 (Dec. 1953).
1.49. L. E. COPELAND, D. L. KANTRO and G. VERBECK, Chemistry of hydration of portland cement, Proc. 4th
Int. Symp. on the Chemistry of Cement, pp. 429–65 (Washington DC, 1960).
1.50. P. SELIGMANN and N. R. GREENING, Studies of early hydration reactions of portland cement by X-ray
diffraction, Highway Research Record, No. 62, pp. 80–105 (Highway Research Board, Washington DC, 1964).
1.51. W. G. HIME and E. G. LABONDE, Particle size distribution of portland cement from Wagner turbidimeter
data, J. Portl. Cem. Assoc. Research and Development Laboratories, 7, No. 2, pp. 66–75 (May 1965).
1.52. C. D. LAWRENCE, The properties of cement paste compacted under high pressure, Cement Concr. Assoc.
Res. Rep. No. 19 (London, June 1969).
1.53. R. F. FELDMAN and P. J. SEREDA, A model for hydrated Portland cement paste as deduced from
sorption-length change and mechanical properties, Materials and Structures, No. 6, pp. 509–19 (Nov.–Dec.
1968).
1.54. P. SELIGMANN, Nuclear magnetic resonance studies of the water in hardened cement paste, J. Portl.
Cem. Assoc. Research and Development Laboratories, 10, No. 1, pp. 52–65 (Jan. 1968).
1.55. G. VERBECK, Cement hydration reactions at early ages, J. Portl. Cem. Assoc. Research and Development
Laboratories, 7, No. 3, pp. 57–63 (Sept. 1965).

45
‫ مختار معمر ابوراوي‬.‫د‬.‫اعداد أ‬ ‫ االسمنت البورتالندي‬:‫الفصل األول‬

1.56. R. L. BLAINE, H. T. ARNI and M. R. DEFORE, Interrelations between cement and concrete properties,
Part 3, Nat. Bur. Stand. Bldg Sc. Series 8 (Washington DC, April 1968).
1.57. M. VON EUW and P. GOURDIN, Le calcul prévisionnel des résistances des ciments Portland, Materials
and Structures, 3, No. 17, pp. 299–311 (Sept.–Oct. 1970).
1.58. W. J. MCCOY and D. L. ESHENOUR, Significance of total and water soluble alkali contents of cement,
Proc. 5th Int. Symp. on the Chemistry of Cement, 2, pp. 437–43 (Tokyo, 1968).
1.59. M. DOHNALIK and K. FLAGA, Nowe spostrzezenia w problemie czasu wiazania cementu, Archiwum
Inzynierii Ladowej, 16, No. 4, pp. 745–52 (1970).
1.60. S. DIAMOND, Cement paste microstructure – an overview at several levels, Proc. Conf. Hydraulic Cement
Pastes: Their Structure and Properties, pp. 2–30 (Sheffield, Cement and Concrete Assoc., April 1976).
1.61. J. F. YOUNG, A review of the mechanisms of set-retardation in Portland cement pastes containing organic
admixtures. Cement and Concrete Research, 2, No. 4, pp. 415–33 (July 1972).
1.62. S. BRUNAUER, J. SKALNY, I. ODLER and M. YUDENFREUND, Hardened Portland cement pastes of low
porosity. VII. Further remarks about early hydration. Composition and surface area of to be rmorite gel, Summary,
Cement and Concrete Research, 3, No. 3, pp. 279–94 (May 1973).
1.63. D. WINSLOW and S. DIAMOND, Specific surface of hardened portland cement paste as determined by
small angle X ray scattering, J. Amer. Ceramic Soc., 57, pp. 193–7 (May 1974).
1.64. F. H. WITTMANN and F. SCHLUDE, Microwave absorption of hardened cement paste, Cement and
Concrete Research, 5, No. 1, pp. 63–71 (Jan. 1975).
1.65. I. ODLER, M. YUDENFREUND, J. SKALNY and S. BRUNAUER, Hardened Portland cement pastes of low
porosity. III. Degree of hydration. Expansion of paste. Total porosity, Cement and Concrete Research, 2, No. 4,
pp. 463–81 (July 1972).
1.66. V. S. RAMACHANDRAN and C.-M. ZHANG, Influence of CaCO3, Il Cemento, 3, pp. 129–52 (1986).
1.67. D. KNÖFEL, Quantitative röntgenographische Freikalkbestimmung zur Produktions-kontrolle im
Zementwerk, Zement-Kalk-Gips, 23, No. 8, pp. 378–9 (Aug. 1970).
1.68. T. KNUDSEN, Quantitative analysis of the compound composition of cement and cement clinker by X-ray
diffraction, Amer. Ceramic Soc. Bul., 55, No. 12, pp. 1052–5 (Dec. 1976).
1.69. J. OLEK, M. D. COHEN and C. LOBO, Determination of surface area of Portland cement and silica fume
by mercury intrusion porosimetry, ACI Materials Journal, 87, No. 5, pp. 473–8 (1990).
1.70. S. M. KHALIL and M. A. WARD, Influence of a lignin-based admixture on the hydration of Portland
cements, Cement and Concrete Research, 3, No. 6, pp. 677–88 (Nov. 1973).
1.71. J. CALLEJA, L’expansion des ciments, Il Cemento, 75, No. 3, pp. 153–64 (July–Sept. 1978).
1.72. J. F. YOUNG et al., Mathematical modeling of hydration of cement: hydration of dicalcium silicate, Materials
and Structures, 20, No. 119, pp. 377–82 (1987).
1.73. J. H. SPROUSE and R. B. PEPPLER, Setting time, ASTM Sp. Tech. Publ. No. 169B, pp. 105–21 (1978).
1.74. I. ODLER and H. DÖRR, Early hydration of tricalcium silicate. I. Kinetics of the hydration process and the
stoichiometry of the hydration products, Cement and Concrete Research, 9, No. 2, pp. 239–48 (March 1979).
1.75. M. H. WILLS, Accelerated strength tests, ASTM Sp. Tech. Publ. No. 169B, pp. 162–79 (1978).

46
‫ مختار معمر ابوراوي‬.‫د‬.‫اعداد أ‬ ‫ االسمنت البورتالندي‬:‫الفصل األول‬

1.76. J. BROTSCHI and P. K. MEHTA, Test methods for determining potential alkali–silica reactivity in cements,
Cement and Concrete Research, 8, No. 2, pp. 191–9 (March 1978).
1.77. RILEM NATIONAL COMMITTEE OF THE USSR, Method of determination of the beginning of concrete
setting time, U.S.S.R. Proposal to RILEM Committee CPC-14, 7 pp. (Moscow, July 1979).
1.78. R. SERSALE, R. CIOFFI, G. FRIGIONE and F. ZENONE, Relationship between gypsum content, porosity
and strength in cement, Cement and Concrete Research, 21, No. 1, pp. 120–6 (1991).
1.79. I. ODLER, Strength of cement (Final Report), Materials and Structures, 24, No. 140, pp. 143–57 (1991).
1.80. ANON, Saving money in cement production, Concrete International, 10, No. 1, pp. 48–9 (1988).
1.81. G. C. BYE, Portland Cement: Composition, Production and Properties, 149 pp. (Oxford, Pergamon Press,
1983).
1.82. Z. BERHANE, Heat of hydration of cement pastes, Cement and Concrete Research, 13, No. 1, pp. 114–18
(1983).
1.83. M. KAMINSKI and W. ZIELENKIEWICZ, The heats of hydration of cement constituents, Cement and
Concrete Research, 12, No. 5, pp. 549–58 (1982).
1.84. H. F. W. TAYLOR, Modification of the Bogue calculation, Advances in Cement Research, 2, No. 6, pp. 73–
9 (1989).
1.85. F. P. GLASSER, Progress in the immobilization of radioactive wastes in cement, Cement and Concrete
Research, 22, Nos 2/3, pp. 201–16 (1992).
1.86. V. S. RAMACHANDRAN, A test for “unsoundness” of cements containing magnesium oxide, Proc. 3rd Int.
Conf. on the Durability of Building Materials and Components, Espoo, Finland, 3, pp. 46–54 (1984).
1.87. J. J. BEAUDOIN and V. S. RAMACHANDRAN, A new perspective on the hydration characteristics of
cement phases, Cement and Concrete Research, 22, No. 4, pp. 689–94 (1992).
1.88. T. A. HARRISON, New test method for cement strength, BCA Eurocements, Information Sheet No. 2, 2 pp.
(Nov. 1992).
1.89. D. M. ROY and G. R. GOUDA, Optimization of strength in cement pastes, Cement and Concrete Research,
5, No. 2, pp. 153–62 (1975).
1.90. F. MASSAZZA and M. TESTOLIN, Latest developments in the use of admixtures for cement and concrete,
Il Cemento, 77, No. 2, pp. 73–146 (1980).
1.91. P.-C. AÏTCIN, S. L. SARKAR, M. REGOURD and D. VOLANT, Retardation effect of superplasticizer on
different cement fractions. Cement and Concrete Research, 17, No. 6, pp. 995–9 (1987).
1.92. A. NONAT and J. C. MUTIN (eds), Hydration and setting of cements, Proc. Of Int. RILEM Workshop on
Hydration, Université de Dijon, France, 418 pp. (London, Spon, 1991).
1.93. M. RELIS, W. B. LEDBETTER and P. HARRIS, Prediction of mortar-cube strength from cement
characteristics, Cement and Concrete Research, 18, No. 5, pp. 674–86 (1988).
1.94. J. BARON and R. SANTERAY (Eds), Le Béton Hydraulique – Connaissance et Pratique, 560 pp. (Presses
de l’Ecole Nationale des Ponts et Chaussées, Paris, 1982).
1.95. B. OSBÆCK, On the influence of alkalis on strength development of blended cements, in The Chemistry
and Chemically Related Properties of Cement, British Ceramic Proceedings, No. 35, pp. 375–83 (Sept. 1984).

47
‫ مختار معمر ابوراوي‬.‫د‬.‫اعداد أ‬ ‫ االسمنت البورتالندي‬:‫الفصل األول‬

1.96. H. BRAUN, Produktion, Energieeinsatz und Emissionen im Bereich der Zementindustrie, Zement + Beton,
pp. 32–34 (Jan. 1994).
1.97. D. P. BENTZ et al., Limestone fillers conserve cement, ACI Journal, 31, No. 11, pp. 41–6 (2009).

48

You might also like