You are on page 1of 7

‫املحاضرة ‪ :03‬األنظمة السياسية في روما‬

‫ّ‬
‫مر نظام الحكم بروما منذ تأسيسها لغاية سقوطها بثالث مراحل متتالية‬
‫‪ -1‬النظام امللكي‪ 510-753( :‬ق‪.‬م)‬
‫املعلومات قليلة نوعا ما‪ ،‬مأخوذة من نقش واحد من القرن السادس قبل امليالد‪ُ ،‬سجل على‬
‫عامود من الحجر األسود )‪ (lapis niger‬عثر عليه تحت أرضية الفورورم املرصوفة‪ ،‬وهذا النقش‬
‫ذكر فيه بوضوح كلمة امللك ‪Rex‬‬
‫ويبدو من مجموعة استنتاجات الباحثين أن املجتمع حافظ على العالقات القرابية كأساس‬
‫للتنظيم االجتماعي للمجتمع الروماني‪ ،‬قائم على أساس الوحدات األبوية‪ ،‬واألب أساس العائلة‬
‫وممثلها‪ ،‬لذا من غير شك أنه عند إنشاء روما كان نظام امللكية هو النظام السائد‪ .‬فمن خالل كل‬
‫الروايات من طرف املؤرخون القدماء‪ ،‬تجمع أنه منذ إنشاء روما ‪ 753‬ق‪.‬م حتى سقوط امللكية سنة‬
‫‪ 509‬ق‪.‬م كان يحكمها ملوك‪ ،‬فقسموا فترة الحكم امللكي الذي دام حوالي قرن ونصف‪ ،‬على‬
‫مرحلتين‪:‬‬
‫املرحلة األولى‪ :‬امللوك الرومان الالتين وهم‪ :‬روملوس‪ 715-753( Romulus‬ق‪.‬م)‪ ،‬نوما‬
‫بومبليوس (‪ 673-715‬ق‪.‬م) ‪ ،Numa Pompilius‬تولوس هوستيليوس (‪Tullus )641-673‬‬
‫‪ ،Hostilius‬أنقوس ماركيوس (‪.Ancus Marcuis )616-641‬‬
‫املرحلة الثانية‪ :‬امللوك األتروسكيون وهم‪ :‬لوكيوس تاركوينيوس بريسكوس (أو العتيق)‬
‫(‪ 578-616‬ق‪.‬م) ‪ ،Lucius Tarquinius Priscus‬سرفيوس توليوس (‪ 535-578‬ق‪.‬م) ‪servius‬‬
‫‪ ،Tullius‬لوكيوس تاركوينيوس سوبربوس (أو املتكبر) (‪ 510-534‬ق‪.‬م) ‪Lucius Tarquinius‬‬
‫‪.Superbus‬‬

‫‪1‬‬
‫يتألف النظام السياس ي في العهد امللكي من امللك‪ ،‬ومجلس الشيوخ‪ ،‬وأخيرا ملجالس الشعبية‬
‫أ ‪-‬امللك‪:‬‬
‫يبدو أن امللك ال يرتق عرش روما بحق اإلرث وحده‪ ،‬إذ يبدو أنه إزاء ما كان يمارسه فعال من‬
‫مهام هامة‪ ،‬كان ال يشترط فيه أن يكون أحد أفراد األسرة املالكة فحسب‪ ،‬بل أيضا أن تتوافر لديه‬
‫من الصالحيات ملباشرة مهامه‪ ،‬ما يجعل مجلس الشيوخ ينتخبه دون غيره من أقاربه‪ ،‬ملدى الحياة‪.‬‬
‫له سلطة مطلقة‪ ،‬يمثل السلطة العليا في الشؤون السياسية‪ ،‬العسكرية‪ ،‬الدينية‬
‫والقضائية‪ .‬ويعتبر رئيسا ملجلس الشيوخ ومجلس الجمعيات الشعبية‪ ،‬ومن حقه تعيين أعضائه‬
‫ب‪ -‬مجلس الشيوخ‪:‬‬
‫يتألف من رؤساء العائالت النبيلة‪ ،‬لذلك يختلف عدد أعضائه باختالف عدد العائالت‬
‫االرستقراطية حتى بلغ ‪ 300‬عضو‪ ،‬مهمته استشارية‪ ،‬دون أن تكون آرائه إلزامية‬
‫من وظائفه أن يشير على مجلس الجمعيات الشعبية بالشخص الذي اختارته اآللهة للحكم‪،‬‬
‫عند وفاة امللك‪ ،‬كانت سلطته تنتقل إلى املجلس فيعين أحد أعضاءه حاكما مؤقتا‪ ،‬إلى أن يختار‬
‫املجلس امللك الجديد وتصادق الجمعية عليه‪.‬‬
‫ج‪ -‬الجمعيات الشعبية‪ :‬أو جمعية األحياء أو الوحدات‬
‫تعتبر هذه الجمعية كمجلس شعبي‪ ،‬صالحياته اختلفت باختالف الفترات الزمنية‪ ،‬لكن غالبا‬
‫ما تجتمع الجمعية بأمر من امللك ملناقشة أمور تهم الشعب‪ .‬أو رغبة امللك في أن يحصل منها على‬
‫إبرام حكم صدر بإعدام أحد املواطنين‪ ،‬أو على شد أزره والوقوف إلى جانبه في ايه حرب يخوض‬
‫غمارها‪ ،‬وتوافق الجمعية بالهتاف على الشخص الذي اختاره مجلس الشيوخ ليكون ملكا‬
‫‪ -2‬النظام الجمهوري‪ 27-509( :‬ق‪.‬م)‬
‫جاءت هذه الفترة بسبب تمرد الرومانيون على هيمنة النبالء األتروسكيون‪ ،‬وبسبب فساد‬
‫النظام‪ ،‬نشبت ثورة عارمة بقيادة النبالء وعلى رأسهم زعيم يدعى لوكيوس لونس ‪ L.Lunus‬وأطلق‬
‫عليه فيما بعد بروتس ‪ ،Brutus‬كما أنه في الوقت الذي ثارت فيه روما على ملكها األتروسكي‬
‫تاركوينوس‪ ،‬ثارت ثالث مدن التيوم الالتينية (أنتيوم‪ ،‬أريكيا وتوسكولوم) ضد ملوكها‬

‫‪2‬‬
‫األتروسكيين‪ ،‬ومن ثم فإنه يمكن اعتبار طرد امللك األتروسكي من روما إحدى الحلقات الرئيسية‬
‫في انهيار السيادة األتروسكية في الالتيوم‪ .‬وتم القضاء على النظام امللكي عام ‪ 509‬ق‪.‬م‬
‫اتسمت هذه الفترة بحدثين هامين‪:‬‬
‫‪ -‬اتباع روما لسياسة توسعية عسكرية أدت إلى زيادة األعباء على الطبقة العامة‪.‬‬

‫‪ -‬نشوب صراع حاد بين الطبقتين األرستقراطية والعامة‪ ،‬حيث زادت أعباء مسؤولية‬
‫األخيرة‪ ،‬ليتم في األخير قبول مطالبها في املساواة في الحقوق املدنية والسياسية‪ ،‬فتم إعادة‬
‫توزيع أراض ي الدولة‪ ،‬ولم تعد ملكيتها مقتصرة على طبقة النبالء‪.‬‬

‫سمي النظام الجديد باسم ‪ ،Res Publica‬أي النظام الذي يهتم بأمور الشعب‪ ،‬وليس الذي‬
‫يراعي فقط مصلحة النبالء واألشراف‪ .‬وعندما ألغى الرومان النظام امللكي‪ ،‬لم يلغوا سلطة امللك‪،‬‬
‫وإنما وضعوا ضوابط ما اعتقدوا أنها كفيلة بالحيلولة دون االستبداد في استخدام السلطة‪.‬‬

‫تمثل هذا النظام فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬القنصالن ‪ :Consules‬هما اثنان من الحكام ينتخبان سنويا ملدة عام واحد‪ ،‬يتم‬
‫اختيارهما عن طريق االنتخاب املباشر من طرف الشعب‪ .‬لهما سلطة مطلقة‪ ،‬ولكل واحد‬
‫منهما حق االعتراض ‪ intercessio‬على تصرفات زميله التي ال تروق له‪.‬‬
‫ُعرف الحاكمان في البداية باسم برايتورس (‪=Praetores‬الرئيسين)‪ ،‬وبعد سنة ‪ 367‬ق‪.‬م‬
‫عرفا باسم القنصلين (‪=Consules‬الزميلين)‪.‬‬
‫من مهام القنصلين‪ :‬الحفاظ على استتباب األمن والنظام في الدولة‪ ،‬تعيين حكاما ‪arbitri‬‬
‫للفصل في املنازعات‪ ،‬وهيئتين قضائيتين تفصل إحداها في قضايا الخيانة ‪duoviri‬‬
‫‪ ،perduellionis‬واألخرى في قضايا القتل دون مبرر ‪ ،Quaestores parricidii‬تعيين حكام‬
‫املقاطعات‪ :‬بروقنصل ‪ ،Pro-consules‬دعوة مجلس الشيوخ والجمعية املئوية لالجتماع‪،‬‬
‫تولي قيادة الجيوش الرومانية‪ ،‬وفي حال خروج القنصلين سويا للحرب ‪ ،‬يتوليان القيادة‬
‫العليا بالتعاقب يوما بيوم‪.‬‬
‫ب‪ -‬السناتوس ‪ :Senatus‬بما أن البطارقة تزعموا الثورة التي أطاحت بامللكية‪ ،‬ترتب عن‬
‫ذلك عدم احتكار عضوية الجماعات الدينية واملناصب الكهنوتية فحسب‪ ،‬بل تولي‬

‫‪3‬‬
‫مناصب القنصلية وقيادة الفرسان‪ .‬وقاعدة اختيار أعضاء السناتوس من بين عشائر‬
‫البطارقة ثابتة‪ .‬والعضوية ملدى الحياة‪ ،‬إال إذا ارتكب العضو سلوكا غير أخالقيا‪.‬‬
‫كان مجلس السناتوس في العهد امللكي مجلس استشاري فقط‪ .‬غير أنه في العهد‬
‫الجمهوري‪ ،‬وبما أن القناصل يتولون الحكم ملدة سنة واحدة‪ ،‬وكان املجلس هيئة دائمة‬
‫ويضم بين أعضائه كثيرين ممن سبق لهم تولية القنصلية وذو تجارب طويلة‪ ،‬فإن مجلس‬
‫الشيوخ مارس على القناصل نفوذا أوسع‪ .‬وبالتالي تحول املجلس من هيئة استشارية إلى‬
‫هيئة رقابة عليا‪ .‬مع الحفاظ على مصالح الطبقة االرستقراطية‪ ،‬فترتب عنه صراع طويل‬
‫بينهم وبين الطبقة العامة‪.‬‬
‫ج‪ -‬الجمعية الشعبية‪ :‬في بداية العهد الجمهوري‪ ،‬لم يعرف الرومان جمعية شعبية غير‬
‫جمعية الكور ‪ ،Comitia Curiata‬وهي املعروفة منذ العهد امللكي‪ ،‬تنتخب القنصلين‬
‫سنويا‪ ،‬وتوافق على املقترحات املعروضة عليها من طرفها‪ ،‬أو ترفض دون أن يحق لها‬
‫اقتراح بديل (بمعنى إبداء الرأي فقط)‪ ،‬أي ما اكتسبه مجلس السيناتوس من حقوق‪،‬‬
‫حد من سلطتها الضيقة‪.‬‬‫ّ‬
‫ظلت الجمعية تقوم بدور املحكمة التي كان املواطنون الرومان يستأنفون أمامها ما صدر‬
‫عليهم من أحكام باإلعدام أو النفي أو الجلد او دفع غرامة كبيرة‪ .‬واحتفظت بحق االشهاد‬
‫على الوصايا وحاالت التبني‪ ،‬وحق الفصل في شرعية البنوة‪.‬‬
‫عملية التصويت تجرى علنا إما شفاهة أو برفع اليد‪.‬‬

‫تطورالنظم الرومانية في العهد الجمهوري‪:‬‬

‫نتيجة التساع رقعة اإلقليم الروماني‪ ،‬وزيادة عدد املواطنين الرومان‪ ،‬وما نتج عنه زيادة عدد‬
‫القبائل‪ ،‬ترتب عنه إنشاء وظائف جديدة للحكام الرومان‬

‫وظائف جديدة للحكام الرومان‬

‫‪ -‬الترابنة العسكريون ذوو السلطة القنصلية ‪Tribuni militum consulari‬‬


‫‪ :potestate‬ترتب على اتساع نطاق حروب روما اتباع إصالحات عسكرية وإنشاء‬
‫جمعيات املئينات‪ ،‬وخاضت تجربة كيفية ممارسة السلطة العليا املدنية والعسكرية في‬
‫ظروف كثيرا ما كانت تقض ي بوجود أكثر من قنصلين‪ .‬يستطيعان ممارسة السلطة في‬

‫‪4‬‬
‫عدة أماكن في وقت واحد‪ .‬مما ترتب عنه أنه بين ‪ 367-444‬ق‪.‬م استبدل الرومان‬
‫بالقنصلين مرارا عديدة في فترات غير منتظمة هيئة من الحكام يدعون الترابنة‬
‫العسكريون ذوي السلطة القنصلية‪ ،‬كانوا الضباط الرئيسيون للقوات الرومانية‬
‫ويتمتعون بالسلطة التنفيذية التي كان القناصل يتمتعون بها‪ .‬وكانت جمعية املئينات هي‬
‫التي تنتخبهم‪.‬‬
‫في عام ‪367‬ق‪.‬م تقرر العدول نهائيا عن تجربة انتخاب الترابنة العسكريين ذوي السلطة‬
‫القنصلية‪ ،‬والعودة إلى نظام القنصالن املنتخبان سنويا لتولي السلطة العليا املدنية‬
‫والعسكرية اعتبارا من العام املوالي ‪ 366‬ق‪.‬م‪ .‬وأصبح الترابنة العسكريون ضباط وحدات‬
‫في الجيش تحت إمرة القائد العام‪.‬‬
‫‪ -‬البرايتورس القضائي‪ :‬عندما أعيدت القنصلية ملكانتها السابقة‪ ،‬قررت جمعية املئينات‬
‫انتخاب سنويا حاكما جديدا يدعى برايتور ‪ Praetor‬ملساعدة القنصلين‪ ،‬تسند إليه مهمة‬
‫تصريف العدالة يختار من البطارقة‪ ،‬وفي عام ‪ 242‬ق‪.‬م تقرر انتخاب برايتور ثان ليشرف‬
‫على الفصل في القضايا التي يكون أحد طرفيها أو كالهما من األجانب‪ .‬وللتفرقة بين‬
‫الحاكمين‪ ،‬يدعى األول برايتور املدينة ‪ ،Praetor urbanus‬إذ مكلف بتصريف العدالة في‬
‫مدينة روما‪ .‬والثاني يسمى برايتور األجانب ‪ ،Praetor peregrinus‬مكلف في أمور األجانب‬
‫اختصاص البرايتور القضائي مقصورا على القضايا املدنية‪ ،‬يكتفي بسماع املرافعات‪ ،‬ثم‬
‫يصدر تعليماته إلى قاض لفحص األدلة وإصدار الحكم‪.‬‬
‫ومع اتساع نطاق التوسع الروماني‪ ،‬زادت صالحيات البرايتورس‪ ،‬حيث أصبح يسند لهم‬
‫حكم بعض الواليات‬
‫‪ -‬الكنسورس ‪:Censores‬‬
‫منذ حوالي عام ‪ 443‬ق‪.‬م اتخذت ثروة املواطنين الرومان أساسا لتنظيم الخدمة‬
‫العسكرية‪ ،‬لذلك أنشئت وظيفة جديدة هي وظيفة الكنسورية من أجل ضبط عملية‬
‫إحصاء املواطنين الرومان وممتلكاتهم‪ ،‬وبما أن اإلحصاء يجرى في الربيع كل خمس‬
‫سنوات‪ ،‬فإنه في بداية كل فترة إحصاء‪ ،‬أي كل خمس سنوات‪ ،‬نتخب جمعية املئينات‬
‫كنسورين ليتوال منصبهما‪ ،‬من مهامها‪ -1 :‬تسجيل املواطنين الرومان وممتلكاتهم تبعا‬
‫لقبائلهم وتوزيعهم على الفئات واملئينات‪ -2 ،‬فحص قوائم اإلحصاء ومعاقبة من أعطوا‬

‫‪5‬‬
‫بيانات مغلوطة‪ ،‬بتسجيلهم في فئة أدنى من فئتهم‪ -3 .‬تقدير ضريبة امللكية التي تجمع‬
‫وقت الحرب‪.‬‬
‫ينتخب لهذه الوظيفة من تولى وظيفة القنصلية سابقا‪ .‬ويتحلى بخلق عظيم‪ .‬وفي عام‬
‫‪ 339‬ق‪.‬م لم تعد وقفا على البطارقة‪ ،‬حيث تقرر ان يكون على القل أحدهما من العامة‪.‬‬
‫‪ -‬الكوايستورس‪Quaestores :‬‬
‫تقرر عام ‪ 449‬ق‪.‬م أن تنتخب جمعية القبائل في كل عام من البطارقة‪ ،‬وعندما سمح‬
‫للعامة تولي هذه الوظيفة عام ‪ 421‬ق‪.‬م أصبح عددهم أربعة‪ :‬إثنان منهم "أميني الخزانة‬
‫العامة" واإلثنان اآلخران يقومان بمساعدة القنصلين ويصحبانهما إلى ميدان الحرب‪،‬‬
‫فيتوليان مهمة توفير مؤونة الجيش وصرف مرتبات الجنود‪.‬‬
‫‪ -‬األيديليس ‪Aediles‬‬
‫أنشأت الوظيفة بسبب حاجة تراينة العامة ملوظفين مساعدين‪ ،‬ومن أهم اختصاصات‬
‫األيديليس هي حفظ سجالت العامة في معبد كرس ‪Ceres‬‬
‫تقرر ‪ 367‬ق‪.‬م انتخاب أيديلين من البطارقة يسمان أيديليس كورولس ‪،Aediles curules‬‬
‫إلى جانب اإليديلين من العامة يسمان أيديلس العامة ‪ .Aediles plebii‬وبمرور الزمن‬
‫تعادال في املرتبة‪ .‬تتمثل مهامهم في رعاية شؤون املدينة مثل‪ :‬صيانة شوارع روما‪ ،‬تطبيق‬
‫قواعد املرور فيها‪ ،‬حفظ األمن والنظام في الحفالت الدينية‪ ،‬إمداد روما باملياه‪ ،‬اإلشراف‬
‫على املعامالت التجارية في السوق‪ ،‬ومراقبة املوازين واملكاييل‪.‬‬

‫تمكنت طبقة العامة من الحصول قانونا على املساواة مع األشراف وبعض الحقوق‪ ،‬إال أنها‬
‫كانت مساواة شكلية في الكثير من األحيان‪ ،‬فالبطارقة استولوا على املناصب املهمة‪ .‬لذا لم يكن‬
‫النظام الجمهوري نظاما ديمقراطيا ملعنى الكلمة‪ ،‬وإنما ظل نظاما ارستقراطيا‪.‬‬
‫شهدت روما خالل الفترة األخيرة من العصر الجمهوري أحداثا سياسية خطيرة‪ ،‬حيث كان‬
‫الصراع بين حزبي العامة برئاسة يوليوس قيصر وحزب النبالء برئاسة بومبي‪ .‬وتشكلت حكومة‬
‫ثالثية األولى (‪ 44 -60‬ق‪.‬م) اشترك فيها كل من بومبي وقيصر وغراكوس‪ ،‬لكن نشب صراع بين‬
‫هؤالء الثالثة‪ ،‬انتهت بمقتل بومبي عام ‪ 48‬ق‪.‬م‪ ،‬وتمكن قيصر من االنفراد بالحكم واستأثر‬
‫بمناصب عليا ملدى الحياة متعديا على النظام الجمهوري ومخالفا لدستور روما مما أدى إلى‬
‫اغتياله سنة ‪ 44‬ق‪.‬م‬

‫‪6‬‬
‫تكون بعدها تكتل عسكري وتشكلت الحكومة الثالثية الثانية (‪ 31-43‬ق‪.‬م) أكتافيوس ‪،‬‬
‫أنطونيوس‪ ،‬ليبدوس‪ ،‬دامت قرابة عشر سنوات ‪ ،‬لكن انتهت بصراع بين ألنطونيوس واكتافيوس‪،‬‬
‫وكتب النجاح لألخير الذي يعتبر مؤسس النظام االمبراطوري في روما‬

‫‪ -3‬النظام اإلمبراطوري (‪27‬ق‪.‬م‪476 -‬م)‬

‫ظهر هذا النظام مع توسع روما‪ ،‬وضمها ألراض ي شاسعة وشعوب متعددة‪ ،‬فلم يعد بمقدور‬
‫النظام الجمهوري مالئم لحكم وإدارة إمبراطورية واسعة ومترامية األطراف‪ .‬فأعلن القائد‬
‫العسكري أوكتافيوس قيام النظام اإلمبراطوري سنة ‪ 27‬ق‪.‬م امللقب بأغسطس العظيم‪،‬‬

‫صفات الحكم االمبراطوري‬

‫‪ -‬نظام الوراثة امللكية في الحكم‪ ،‬بمعنى أن يكون منصب وراثيا‪ ،‬لكن طبق اكتافيوس هذه‬
‫الوراثة مع بعض التعديل‪ ،‬بتبنيه أحد أقربائه تبيريوس وإشراكه في الحكم‬
‫‪ -‬امللكية اإللهية املقدسة‬
‫‪ -‬نظام الحكم البيروقراطي املمارس من طرف سلطة مركزية‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like