‫كلية السياحة والفنادق‬

‫جامعة المنصورة‬

‫صناعة المنسوجات في مصر القديمة‬

‫إعداد‬

‫أمل أبو المجد إبراهيم‬

‫بحث تكميلي من متطلبات درجة الحصول علي درجة الدكتوراه في الرشاد السياحي‬
‫كلية السياحة والفنادق – جامعة المنصورة‬

‫تحت اشراف‬

‫د‪ .‬رحاب الشرنوبي‬

‫أستاذ بقسم االرشاد السياحي‬
‫كلية السياحة والفنادق – جامعة المنصورة‬
‫مادة حضارة مصر القديمة‬

‫ديسمبر ‪2020‬‬
 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫المقدمة‬
‫كانت صناعة المنسوجات واحدة من اهم الصناعات التي قامت في مصر القديمة وتعكس‬
‫المناظر التي تزخر بها جدران المقابر علي أن مصر القديمة كانت تشتهر بإنتاج الكتان كونه الخامة‬
‫األكثر شهرة وإستخداما في المنسوجات المصرية القديمة ‪ ،‬ولم‬
‫يكن الكتان وحده هو النسیج الذي صنعت منه معظم‬
‫المنسوجات المصرية القديمة‪ .‬فقد عثر أيضا علي منسوجات‬
‫مصنوعة من صوف األغنام وشعر الماعز‪ ،‬وألیاف النخيل‬
‫والحشائش وقصب بوص السالل (الغاب)‪.‬‬

‫وقد إحتوت مقابر العمال في تل العمارنة علي بعض المنسوجات من شعر الماعز التي تعود إلي‬
‫منتصف القرن ‪ 14‬قبل الميالد‪ .‬ولم يكن لﻸلیاف الحيوانیة نفس األهمیة في صناعة األقمشة حيث لم‬
‫يكن الصوف في تلك العصور مناسبا للغزل‪ ،‬كما أن قدماء المصرﯾن كانوا يعتقدون بأن الصوف‬
‫غﯾر طاهر‪ ،‬فأستخدموه فقط في الثیاب الخارجیة التي تترك خارج المعبد ‪ ،‬و ووجدت في بعض‬
‫الحفائر بمقبر العمال بحلوان جثة ملفوفة بالصوف تعود لﻸسرة األولي‪ .‬وفي العصر البطلمي عرفت‬
‫مصر القديمة المنسوجات الحريرية‪ .‬ﯾتناول البحث بنوع من التفصيل لحرفة وصناعة النسیج في‬
‫الحضارة المصرية القديمة‪ .‬تنقسم الدراسة لستة محاور رئیسیة باإلضافة لقائمة المصادر والمراجع‬

‫_المحور األول‪ :‬مكانة النسیج والمنسوجات في المعتقدات المصرية القديمة‪.‬‬

‫_المحور الثاني‪ :‬مواطن صناعة النسیج في مصر القديمة‪.‬‬

‫_المحور الثالث‪ :‬حرفة صناعة النسیج و النساجون في مصر القديمة‪.‬‬

‫ـ ـ المحور الرابع‪ :‬زراعة وحصاد وتعطين المنسوجات في مصر القديمة ‪.‬‬

‫ـ ـ المحور الخامس‪ :‬تصنیع و غزل و نسج المنسوجات في مصر القديمة‪.‬‬

‫ـ ـ المحور السادس‪ :‬األدوات المستخدمة في عملیات الغزل والنسیج في مصر القديمة‪.‬‬

 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫المحور األول ‪ /‬مكانة النسيج والمنسوجات في المعتقدات المصرية القديمة‬

‫( آلهة النسيج – المنسوجات كقرابين لل لهة )‬

‫آلهة النسيييييج‪ :‬ومن بين االلهة التي إرتبط النس ـ ــیج وص ـ ــناعته بهم‪ :‬المعبودة "تاﯾت"‬
‫التي وص ـ ـ ــفت في متون األهرام بأنها ربة صناعة المنسوجات واألقمش ـ ـ ــة وكان ﯾلقب المش ـ ـ ــرف‬
‫علي أي ورش ــة منس ــوجات ب يخادم تاﯾيتي‪ ،‬وكانت أيض ــا زوجة المعبود "حييييييييييييﭻ حتب" رب‬
‫المنسوجات واألقمشة في الدولة القديمة باإلضافة إلﻰ العدﯾد من المعبودات اﻵخري مﺛل إﯾزيس‬
‫)‪ (Isis‬و نفتيس )‪ (Nephtes‬والالتي أطلق عليهن إس ــم الغزالتين والمتخصـ ـص ــتان في غزل‬
‫ونسـج منسـوجات التحنیط‪ .‬و أيضـا اإللهة سرقت )‪ (Serqet‬و سخمت )‪ (Sekhmet‬و نيت‬
‫)‪ (NIETH‬و رننوتت )‪ (Renennut‬و حورس )‪ (Horus‬و رع )‪.(Ra‬‬

‫المنسييييوجات كقرابين لل لهة‪ :‬كانت طقوس التقدمة في حیاة المص ـ ــري القديم من أبرز الش ـ ــعائر‬
‫الدﯾنیة التي تقوي عالقته باﻵلهة وتس ـ ــاعد علي التقرب منهم فﻰ األعياد والمناسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبات الدﯾنیة‬
‫المختلفة‪ ،‬وكانت ه ـ ـ ـ ــذه التقـ ـ ــدمات تـ ـ ـ ـ ـتم ف ـ ـ ـﻰ السـ ـ ـ ـ ـاحات العامـ ـ ـ ـ ـة للمعبـ ـ ــد ‪ ،‬أو فـ ـ ـ ـ ـﻰ المقاص ـ ـ ـﯾر‬
‫الخارجية ‪ ،‬وكانت المنسـ ــوجات من أهم القرابين التي تقدم للمعابد واإللهة و كان ﯾتم تص ـ ـويرها‬
‫علي مقابر الموتي ليتم اســتدعائها كنوع من الضــروريات واألســاســیات للمتوفي الحقا في الحیاة‬
‫األخري‪ .‬كما إرتبطت المنسوجات بالعدﯾد من الطقوس الدﯾنیة لدي المصري القديم مثل‪:‬‬

‫طقس قرابين األ ردييية ‪ :‬وكــان دومــا مــا يــأتي بعــد ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعــائر‬
‫التطهير والذي كان يقوم فیه الملك بتقديم المنس ــوجات الكتانیة‬
‫لآللهة‪ ،‬و يعرف انه مع بداية كل سـ ـ ــنة جدﯾدة في اليوم األول‬
‫كان ﯾتم اإلحتفال ب عيد رع وعيد النسيييييج معا و المقص ـ ــود‬
‫بالنســیج هو النســیج الذي كان ﯾالمس صــور اإللهة ويس ـتخدم‬
‫إلخفاء وجوههم وكان الملك يقدم ‪ 5‬أردية مختلفة وملونة لإلله‬
‫وكان جزء هام في طقس فتح الفم وطقوس الخدمة اليومیة لﻸلهه بالمعابد ‪ ،‬تحفظ في خزائن‬
‫خاصة ‪ ،‬وكانت أردية االلهة تقدم في ‪ 4‬ألوان األبیض واألخضر والبنفسجي واألحمر‪.‬‬
 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫المحور الثاني ‪ /‬مواطن صناعة النسيج في مصر القديمة‬

‫( مناسج ملكية – مناسج المعابد ‪ -‬مناسج خاصة باألفراد)‬

‫كــانــت صناعة النسﯾج في مصر القــديمــة تمــارس في كــل من المنــازل و المصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانع‬
‫والقص ــور و المعابد علي حد سـ ـواء‪ ،‬وكانت من الص ــناعات الش ــائعة والمنتشـ ـرة علي مس ــتويات‬
‫مختلفة ‪ ،‬ويرجع ذلك لسببين‪:‬‬

‫السبب األول‪ :‬سهولة تعلم وممارسة هذه الحرفة نسبیا‪ .‬و السبب الثاني‪ :‬أهمیة هذه الحرفة أو‬
‫المهنة في صناعة المالبس التي تعتبر من األسا سیات الضرورية للمعیشة و ال تقل أهمیة عن‬
‫صناعة المأكوالت والمشروبات‪.‬‬

‫وفي البداية كانت هذه الصـ ـ ـ ــناعة تمارس بواسـ ـ ـ ــطة بعض أو كل افراد األس ـ ـ ـ ـرة لتحقيق نوع من‬
‫اإلكتفاء الذاتي و كان ما ﯾزيد عن حاجتهم ﯾتم تبادله بسلع اخري من مستلزمات الحیاة اليومیة‪،‬‬
‫و أكدت علي ذلك مناظر مقابر بني حس ــن في المنیا والتي تعود لعص ــر الدولة الوس ــطي والتي‬
‫تم تصويرها كورشات عمل تقع داخل المنزل أو ملحقة به‪.‬‬

‫كما كانت هناك إدارات وورش خاص ــة للنس ــیج تتبع القص ــر الملكي تنتج مايحتاجه القصـ ـر من‬
‫منسـ ــوجات بمواصـ ــفات ملكیة ‪ ،‬و كانت تتبع إدارة خاصـ ــة تشـ ــرف علي العدﯾد من الورش ‪ ،‬و‬
‫تقوم بعمل حصر للمنتجات و تقدم تقارير مباشرة للقصر عن منسوجات الورش‪.‬‬

‫وكانت المعابد تحتاج الي كمیات كبيرة من األقمشـ ـ ـ ــة كأجور للكهنة ‪ ،‬واألقمشـ ـ ـ ــة تسـ ـ ـ ــتخدم في‬
‫طقوس الخدمة اليومیة ‪ ،‬كأردية المعبودات واألعالم التي تعلو س ــاريات المعابد ‪ ،‬مما إس ــتدعي‬
‫وجود ورش نسیج خاصة بالمعابد وكانت تدار بواسطة إدارة خاصة بها‪.‬‬

‫ولذلك ومن خالل رصد أنواع محتلفة من األماكن المتخصصة وورش ومغازل لغزل ونسج‬
‫األقمشة في مصر القديمة ‪ ،‬نستطیع تحدﯾدها بانها كانت تنقسم ل‪ 4‬أنواع ‪ :‬المناسج الخاصة‬
‫بالمعابد مثال مناسج أمون رع بالكرنك – المناسج الخاصة بالقصور الملكية – والمناسج‬
‫الخاصة باألفراد مثل منسج مكت رع في الدولة الوسطي وبتاح حتب‪.‬‬
 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫المحور الثالث ‪ /‬النساجون أو عمال النسيج في مصر القديمة‬

‫(المكانة الجتماعية و األ لقاب)‬

‫قسم المصرين القدماء عمال النســیج الي طوائف أيضــا شــأنهم في ذلك شــأن أصــحاب أي حرفة‬
‫أخري‪ ،‬ونالت النس ــاجات تكريما علي ماقمن به من أعمال النس ــیج لص ــالح ص ــاحب المقبرة في‬
‫ورش النسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــیج التــابعــة لــه ‪ ،‬وكــان هــذا التكريم أمــا الــذهــب أو الفــاكهــة أو المالبس أو الحلي‬
‫المختلفة وذلك علي حسب الدرجة الوظیفیة والتفوق في العمل‪.‬‬

‫ويدل ذلك علي حس ـ ـ ـ ــن المكانة االجتماتیة لعامالت النس ـ ـ ـ ــیج ‪ ،‬و كانوا يص ـ ـ ـ ــنفن من الطبقات‬
‫الكادحة الفقيرة‪ ،‬في عصــر الدولة القديمة كان للمناســج مكانة مرموقة وكانت العامالت بالنسـیج‬
‫أيض ـ ـ ـ ــا لهن مكانة إجتماتیة جدﯾرة باإلحترام‪ ،‬ويالحظ ذلك من األوس ـ ـ ـ ــمة واأللقاب الهامة التي‬
‫حصلوا عليها‪.‬‬

‫أما في عصــر الدولة الحدﯾثة نعلم من نصوص يتحتمس الﺛالثي أن طبقة النساجون كانت من‬
‫الطبقة المختارة للعمل بالمعابد الكبري مثل معبدي االقص ـ ـ ـ ـ ــر والكرنك ‪ ،‬ويض ـ ـ ـ ـ ــاف إلﻰ هذا ما‬
‫حازه النساجون من ألقاب إستمرت حتﻰ العصر البطلمي ‪ ،‬ومنها اللقب (‪ )MSNTY‬الذي‬
‫حملته صانعات الغزل لكبريات المعبودات آنذاك ‪ ،‬مﺛل يإﯾزسي في معبدها في يفﯾلةي‪ ،‬وينفتيسي‬
‫ويتاﯾﯾتي ويحتحوري في معابد يدندرةي‪ ،‬ويإدفوي‪ ،‬وي كوم أمبوي‪.‬‬

‫وقد أمدتنا نقوش ومناظر النسﯾج عبر العصور التاريخیــة المختلفة معلومات تُعطﻰ تصور ال‬
‫بأس به حول الم كانة اإلجتماتیة والوظیفیة لعمال وعامالت النسﯾج والمشرفﯾن علﯾهم ‪ ،‬والتﻰ‬
‫من خاللها يمكن الوقوف علﻰ األلقاب المختلفة التﻰ حملها النساجون والمشرفون خالل عملیة‬
‫النسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــیج كله ــا ‪ ،‬فضالً عن اإللمام بم ــا ما ﯾتیح لنا تصور األوضاع اإلجتماتی ــة و الحالة‬
‫اإلقتصاديــة أو المستوي المادي لهذه الشريحــة العاملة ‪ ،‬والتﻰ كــان ـت تُشكــل عنص اًر حﯾوي ـاً فﻰ‬
‫نسﯾج المجتمع المصري القديم‪ .‬أما عن األلقاب فقد كان لهم ألقاب خاصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة بداية من الدولة‬
‫القديمة وحتي الدولة الحدﯾثة و كان تصنف وفقا للمهام الوظیفیة لكل عامل أو مشرف‪.‬‬
 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫المحور الرابع ‪ /‬زراعة وحصاد وتعطين المنسوجات في مصر القديمة‬

‫_ زراعة المنسوجات في مصر القديمة‪:‬‬

‫كان المصري القديم دائم التأمل والبحث في البيئة التي تحیطه مستخدما ذكائه وخبرته و التي‬
‫أخذت في التطور ﯾوما عقب األخر في البحث عن ماﯾتوافر في هذه البيئة من أشیاء تشبع‬
‫حاجاته ورغباته اليومیة ‪ ،‬وكانت هذه اإلحتیاجات ال تتوقف علي المأكل والمشرب أو المسكن‬
‫فقط وإنما تطرقت ألمور وإحتیاجات أخري من بين أساسیة وﺛانوية ‪ ،‬ومنها المأوي و الملبس‬
‫لحماﯾته من البرد ومن أشعة الشمس‪.‬‬

‫وكان في سعي دائم إلستخدام العناصر الطبیعیة في صنع المنسوجات والمالبس‪ ،‬وقد وجد‬
‫المصري القديم في نبات الكتان الذي إحترف المصري القديم زراعته وفي األصواف التي تستخرج‬
‫من الماعز واألغنام موادا مميزة لإلستخدام في صناعة النسیج ومتوفرة بكثرة‪.‬‬

‫_ زراعة وحصاد الكتان‪:‬‬

‫لقد كان الكتان مص ــنع من ألیاف نبات الكتان ‪ ،‬والذي يس ــتغرق حوالي ‪ 3‬أش ــهر لكي ﯾنض ــج ‪،‬‬
‫وكان الكتان نبات نحيل الس ـ ـ ـ ــاق بأزهار س ـ ـ ـ ــنوية زرقاء بس ـ ـ ـ ــیطة‪ ،‬وعندما تموت األزهار تظهر‬
‫رؤؤس البذور وتكون النباتات جاهزة للحصـ ـ ـ ــاد‪ ،‬كانت حزم سـ ـ ـ ــیقان الكتان تربط معا وتنزع من‬
‫األرض بدال من إستئصال جذورها‪.‬‬

‫وبعد جفاف النیاتات‪ ،‬تنزع رؤؤس البذور ﯾدويا بالهز ‪ ،‬أو تمش ـ ــط بلوحة طويلة مس ـ ــننة تس ـ ــمي‬
‫بالمشــط الهزاز ‪ ،‬ويســاعد البلل من خالل التعرض للماء أو الندي مع ضوء الشمس علﻰ تفكك‬
‫األلیاف في الساق‪ ،‬وذلك من خالل عملية تعرف بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ (التعطﯾن)‪ ،‬حﯾث تصبح األلياف جاهزة‬
‫للغزل بعد الغسيل‪ ،‬والتجفﯾف‪ ،‬والضرب‪ ،‬والتمشيط ‪.‬‬

‫وقد وردت مناظــر ز ارعة الكتان في مقابر يالجﯾزةي‪ ،‬يبني حسني‪ ،‬ويمﯾري‪ ،‬دﯾــر الـجـبـراويي‬
‫ويطﯾبةي‪ ،‬وغﯾرها‪.‬‬
 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫وكـ ــانـ ــت ز ارعة الكتان وإستخدام ألیـ ــافـ ــه فﻰ صناعة المالبس فﻰ مصر القديمـ ــة إحدي أهم‬
‫الز ارعات المصرية القديمة علﻰ اإلطالق‪ ،‬وهو ما ﯾنعكس بوضوح ودون عناء ُﯾذكر من خالل‬
‫نقوش المقابر المختلفة ‪ ،‬والتﻰ تصور تفصﯾال م ارحل ز ارعة الكتان وحصاده أو نزع عﯾدانه ‪،‬‬
‫ﺛم م ارحل إعداده للنسج ونسج األقمشة المختلفة منه – أو ما هو مُصو اًر الصور الناطقة علﻰ‬
‫جدران هذه المقابر منذ بداية الدولة القديمة – و ذلك من خالل نصوص هذه المقابر أو المعابد‬
‫دﯾنیة كانت ام جنائزية‪.‬‬

‫وكان نبات الكتان المسـ ـ ـ ــتخدم في النسـ ـ ـ ــیج وصـ ـ ـ ــناعة المنسـ ـ ـ ــوجات ﯾتميز بقوة التحمل وجودة‬
‫المنسـ ــوجات ‪ ،‬وتميز أيضـ ــا بالقدرة العالیة علي إمتصـ ــاص الرطوبة و عزل الح اررة من الجسـ ــم‬
‫وهو األنسب للجو الحار والصیف الجاف الذي تتسم به مصر القديمة‪.‬‬

‫كما تم إس ــتخدامه في ص ــناعات آخري بخالف ص ــناعة المالبس ولفائف التحنیط ‪ ،‬مثل شـ ـباك‬
‫الص ـ ـيد و األحبال والسـ ــاريات ‪ ،‬بينما إسـ ــتخدمت أنسـ ــجته الخشـ ــنة في صـ ــناعة قلوع المراكب‪،‬‬
‫وإسـ ـ ـ ــتخدمت عيدان الكتان حشـ ـ ـ ــو لبعض قطع االﺛاث المنزلي علي نحو ما يسـ ـ ـ ــتخدم األن في‬
‫حشو قطع االﺛاث‪.‬‬

‫وكان ﯾتم إسـ ــتخراج زيت الكتان ومازال في تصـ ــنیع زيت الطعام وألغراض طبیة مثل التدلیك و‬
‫في طقوس المعابد كما سبق وفصلنا في المحور األول من الدراسة محل البحث‪.‬‬

‫كما عرفت وإنتش ـ ـ ــرت زراعة الكتان في مص ـ ـ ــر عامة و إش ـ ـ ــتهرت بعض المناطق بوجه خاص‬
‫بزراعة الكتان مثل أخميم ‪ ،‬و العرابة المدفونة و نقادة ‪ ،‬و دندرة ‪ ،‬و تانيس ‪ ،‬و بوتو ‪ ،‬و‬
‫منف وماحولها‪.‬‬

‫‪ ‬و يمكن اي جاز مراحل زراعة وحصيييييييييياد الكتان إلي عدة مراحل تبدأ بمرحلة حرث‬
‫األ رض التي تتم من خالل تنقيييية األرض من الحشاﺋش والشواﺋب ‪ ،‬ثم البذر ‪-‬‬
‫تثبﯾت البذور فﻰ األرض – ثم الري – ثم حصاد المحصول – ثم حزم المحصول‬
‫– ثم نقل وتكويم المحصول فﻰ الجرن ‪ ،‬ثم الدرس ‪ ،‬التذزية ‪ ،‬كيل وتدوين كمية‬
‫المحصول ‪ ،‬وتخزن الحبوب فﻰ الصوامع والمخازن وذلك فﻰ حالة الﻐالل‪.‬‬
 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫_ مراحل الزراعة و الحصاد بالتفصيل‪:‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬حرث األرض‪ :‬كان الحرث ﯾتم عادة بإسـ ـ ــتخدام الثيران و األبقار أو الخراف التي‬
‫تجر المحراث ‪ ،‬وعادة ما يقوم بالعمل شخصين أحدهم ليتقدم المحراث و اﻵخر ﯾتبعه‬
‫ويقود األبقار بعصـ ـ ـ ـ ـ ــي أو بواسـ ـ ـ ـ ـ ــطة السـ ـ ـ ـ ـ ــوط ‪ ،‬وهو ما يقوم بدفعهم لﻸمام وتحريك‬
‫المحراث ‪ ،‬وكان ذلك ش ـ ـ ـ ـ ــائعا في عص ـ ـ ـ ـ ــر الدولة القديمة والوس ـ ـ ـ ـ ــطي ‪ ،‬أما في الدولة‬
‫الحدﯾثة استخدمت البغال و الحمير والرجال أنفسهم في سحب المحارث‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬تطهير األ رض وتجهيزها للزراعة ‪ :‬بعــد حرث األرض ﯾتم تنقیــة الحش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائش‬
‫وعرق كتل الطمي وإستخدام الفؤؤس لتجهيز األرض للزراعة‪.‬‬

‫‪ ‬ثالثا ‪ :‬بذر البذور‪ :‬لیس لـه تقنیـات محـددة ولكن يكون العـاملون المختصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون ببـذر‬
‫البذور يظهرون دوما خلف المحراث‪.‬‬

‫‪ ‬ار بعيييييا‪ :‬ت ث بييييييت الحبوب‬

‫بواسيييييييييطيييية الحيوانييييات ‪:‬‬
‫تسـ ــتخدم قطعان الض ـ ـ ن و‬
‫المــاعز والثيران في تثبي ـت‬
‫و تورية البذور في االرض‬
‫وكــانــت تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتخــدم احیــانــا‬
‫قطیع من الم ــاعز الدخ ــال‬
‫وتثبي ـ ـ ــت الب ـ ـ ــذور ويوج ـ ـ ــد‬
‫عاملون متخصصون لقیادة‬
‫القطیع بالسوط‪.‬‬
 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫‪ ‬خامسا ‪ :‬مرحلة الحصاد ‪ :‬تقدم لنا مقبرتي يتيي و يميريروكاي مناظر تفصيلیة لحصاد‬
‫الكتان في الدولة القديمة حتي الدولة الحدﯾثة ‪ ،‬وكان ﯾتم حص ـ ــاد الكتان من خالل نزع‬
‫عيدان الكتان كاملة مع بعضها‪ ،‬والﯾتم تمزيقها كما ﯾتم في محاصيل القمح أو الشعير‪.‬‬

‫‪ ‬سادسا ‪ :‬مرحلة تعطين و تمشيط الكتان ‪:‬‬

‫تعتبر مقبرة يخنوم حتب" في بني حس ـ ـ ـ ــن واحدة من أفضـ ـ ـ ـ ــل المص ـ ـ ـ ــادر التي قدمت لنا مرحلة‬
‫تعطين وتمش ـ ـ ـ ـیط الكتان ‪ ،‬حيث كان ﯾتم تقسـ ـ ـ ــیم العمال إلي ﺛالث مجموعات ‪ ،‬وتبدأ من جهة‬
‫الیمين بالعامل الذي يقوم بتعطين أو تبليل الكتان ‪ ،‬ﺛم ﯾلیه في المنتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف عاملين يقومون‬
‫بجمع ماقام بتبليله وتجهيزه لعملیة التمشیط ‪ ،‬التي ﯾتوالها العامالن في أقصي الیسار‪.‬‬
 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫المحور الخامس ‪ /‬تصنيع و غزل و نسج المنسوجات في مصر القديمة‬

‫_ مراحل تصنيع النسيج بالتفصيل‪:‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬مرحلة الﻐزل عامة و المسماة‬

‫وكانت هذه الكلمة تدل علي الغزل بشكل عام ‪ ،‬وتم إستخدامها منذ عصر الدولة القديمة‬
‫حتي العص ـ ـ ــر البطلمي ‪ ،‬وكانت تبارة عن غزل الكتان في وعائين ذو ش ـ ـ ــكل مخروطي‬
‫الشكل‪ ،‬وتقوم العامالت بغزل ما تحتويه األنیة من خيوط‪.‬‬

‫‪ ‬ثانيا‪ :‬مرحلة غزل خيوط النسيج والمسماة‬

‫كانت عملیة الغزل هذه تشبه إلي حد كبير الغزل من خالل المغزل اليدوي‪ ،‬وكانت أيضا‬
‫تعني تفتيل الخيوط بعد تمش ـ ـ ـ ــطيها ‪ ،‬و كانت تهتم بتمش ـ ـ ـ ــیط الخيوط و تجهيزها للنس ـ ـ ـ ــج‬
‫مباشرة سواء ﯾدويا أو بواسطة المغزل‪.‬‬

‫‪ ‬ثالثا‪ :‬مرحلة النسيج والمسماة‬

‫كان الكلمة معروفة منذ الدولة القديمة ‪ ،‬ونعرف من مقابر بني حس ـ ـ ــن إنها تعني (عملیة‬
‫النســیج نفســها ) التي تتم علي األنوال‪ ،‬و جاء ذكرها بالتفصــيل في مقبرة خنوم حتب في‬
‫بني حسن‪.‬‬
 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫المحور السادس ‪ /‬األدوات المستخمة في غزل و نسج‬

‫المنسوجات في مصر القديمة‬

‫‪ -1‬المﻐزل‬

‫ورد إسم المغزل وشكله في المناظر التي تمثل مقابر بني حسن والبرشا ‪ ،‬وقد عثر علي‬
‫أجزاء منه في مقبرة طيبة ومحفوظ حالیا بالمتحف المصري والمتحف الزراعي‬
‫بالقاهرة‪ .‬ويتكون المغزل من قرص مستدﯾر من الخشب مركب علي قائم رفیع ‪ ،‬ﯾنتهي‬
‫بطرف مدبب للتمكين من إدارته بسهولة‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫‪ -2‬العمود‬

‫وهو هذا العمود الذي وجد علي حوائط جدران مقبرة خنوم حتب في بني حسن ‪ ،‬وقد‬
‫عرف بالشنت ‪ ،‬ووجد في مناظر المقبرة تمثيل للعمود معلق به منسوجات ﯾتم غزلها‪.‬‬
 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫‪ -3‬نول النسيج‬

‫لم ﯾتم العثور علي كل األجزاء الفعلیة‬

‫المكونة للنول في مصر القديمة وما وجد ال‬
‫يعطي صورة كافیة عن نول النسیج في‬
‫مصر القديمة‪ .‬ويتكون النول في أبسط‬
‫صورة من عارضتين خشبيتين ‪ ،‬مثبت فيها‬
‫خطوط طولیة تسمي (خيوط السداة) وكان‬
‫هناك النول األفقي والنول الرأسي‪.‬‬

‫‪ -4‬أدوات تنعيم وتمشيط النسيج‬

‫وصلتنا العدﯾد من األدوات التي كانت تستخدم لتنعیم الخیط وتمشیطه ‪ ،‬وكانت تصنع‬
‫من الخشب او الحدﯾد ولها سنون يختلف عددها من مشط ألخر ‪ ،‬وكانت عملیة‬
‫التمشیط هي العملیة النهائیة أللیاف الكتان ‪ ،‬والتي تصبح بعدها جاهزة للغزل وكانت‬
‫تتحول خيوط الكتان للون الرصاصي بعد تمشیطها‪.‬‬

‫‪ -5‬بكرة الخيط‬

‫كان عندما يصبح الخیط جاهز لإلستخدام كان ﯾلف حول بكرات بسیطة إتخذت شكال‬
‫إسطوانیا عموديا ‪ ،‬وقد عثر علي الكثير منها المحفوظ حالیا بالمتحف المصري ‪ ،‬وتشبه‬
‫إلي حد كبير البكرات المستخدمة في الوقت الحالي ‪ ،‬و كانت هذه البكرات تصنع من‬
‫الخشب واحیانا من الطمي ‪ ،‬إلي جانب ظهور بعضها من الفخار الملون باللونين‬
‫األحمر واألخضر‪.‬‬
 ‫صناعة المنسوجات يف مرص القديمة‬

‫المصادر والمراجع‬

‫‪ -1‬عبد الحلیم نور الدﯾن‪ ،‬الديانة المصرية القديمة‪ ،‬ج‪: 1‬المعبودات‪ ،‬القاهرة ‪، 2009‬ص‬
‫‪. 193‬‬

‫‪ -2‬هبه مصطفﻰ كمال ‪ ،‬المنسوجات في مصر القديمة من خـالل النصـوص الهيراطیقیة‬

‫والهيروغلیفیة ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬إشراف ‪ .‬أ‪.‬د ‪ :‬فائزة هالل‪( ،‬كلیة اﻵﺛار ‪ -‬جامعة‬
‫القاهرة‪.1987 ،‬‬

‫‪ -3‬رمضان عبده علي‪ ،‬حضارة مصر القديمة‪ ،‬ج‪، 1‬سلسلة الثقافة األﺛرية والتاريخیة‪، ،‬‬
‫ص ‪.620‬‬

‫‪ -4‬مرجريــت مــري ‪،‬مصـر ومجـدها الغـابر‪ ،‬ترجمـة‪ :‬محـرم كمـال‪ ،‬مراجعـة‪ :‬نجيـب‬
‫میخائيـل‪ ،‬الهيئـة المصرية العامة للكتاب‪ ،‬األلف كتاب الثانﻰ‪ ،‬القاهرة‪ 1998 ،‬ص‬
‫‪.243‬‬

‫‪ -5‬بييــر مونتيــه‪ ،‬الحيــاة اليوميــة فــي مصــر فــي عصــر الرعامســة‪ ،‬ترجمــة‪ :‬عزيـز مــرقس‬
‫منصــور‪ ،‬مراجعة‪ :‬عبد الحميد الدواخلي‪ ،‬الدار المصرية للتألیف والترجمة‪( ،‬القاهرة)‬
‫‪.1965‬‬

‫‪ -6‬عبد المنعم أبو بكر‪ ،‬الصناعات‪ ،‬في‪ :‬تـاريخ الحضـارة المصـرية‪ ،‬المجلـد األول‪،‬‬
‫العصـر الفرعـوني‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية (د‪.‬ت) ‪ ،‬ص ‪.485‬‬

‫‪ -7‬دومينــك فالبي ــل‪ ،‬النــاس والحيــاة فــﻰ مصــر القديمــة‪ ،‬ترجمــة‪ :‬مــاهر جو جــاتﻰ‪،‬‬
‫مراجعــة‪ :‬زكیة طبوزادة‪ ،‬القاهره ‪، 2001‬ص ‪.158‬‬

‫‪ -8‬أحمد تیسﻰ‪ ،‬الحج والزيارات الجنائزية والرمزية فـﻰ المنـاظر والنصـوص المصـرية‬
‫القديمـة‪ ،‬رسـالة ماجستير‪ ،‬القاهرة‪ ، 1983 ،‬ص ‪.119‬‬