You are on page 1of 11

‫‪1121 -2691‬‬ ‫تطـــور ســـياسة الجزائر الخارجيـــة‪:‬‬

‫أ‪.‬موسى العيدي‬
‫كلية االداب واتلغات والعلوماالنسانية‬
‫قسم اعالم واتصال‬
‫جامعة المدية‬

‫‪Résumé‬‬
‫‪La politique éxterieure de l’Algérie est une étape importante dans le processus du développement du‬‬
‫‪pays depuis l'indépendance, grâce au dynamique et à la richesse qui caractérise le résultat de ses‬‬
‫‪réalisations, par rapport à la nouveautéde l'existence même de l'Etat et de l'ampleur des défis qui‬‬
‫‪les entourent, dans un contexte de transformation géopolitique rapide et extrêmement complexe.‬‬

‫‪Cet article évoque le contexte historique de l'évolution de la politique éxterieure de l'Algérie en‬‬
‫‪quatre étapes, dont chacune reflète le chemin de ce développement, les déterminants internes et‬‬
‫‪externes de la plus influente dans la formulation et la mise en œuvre de la politique exterieure et les‬‬
‫‪modalités de traitement des questions de politique international‬‬ ‫‪.‬‬

‫الملخص‬

‫تعد سياسة الجزائر الخارجية عالمة فارقة في مسار تطور البالد منذ االستقالل‪ ،‬بفضل طابع الديناميكية والثراء‬
‫اللذان مي از حصيلة منجزاتها‪ ،‬قياسا الى حداثة وجود الدولة نفسها وحجم التحديات المحيطة بها‪ ،‬في بيئة جيوسياسية‬
‫سريعة التحول وبالغة التعقيد‪ .‬تستحضر هذه المقالة السياق التاريخي لتطور سياسة الجزائر الخارجية ضمن أربع‬
‫مراحل‪ ،‬تعكس كل منها مسار ذلك التطور‪ ،‬المحددات الداخلية والخارجية األكثر تأثي ار في صياغة وتنفيذ السلوك‬
‫السياسي الخارجي وأنماط التعاطي مع قضايا السياسة الدولية‪.‬‬
‫مقدمة‬
‫محدد للمبادئ وشبكة‬
‫ورثت الجزائر المستقلة من حرب التحرير تجربة غنية في مجال السياسة الخارجية‪..‬إطار ّ‬
‫طي‬‫عالقات متعددة وحركية‪ ،‬وحضور ديبلوماسي نشط في بيئة دولية مواتية‪.‬هذه المعطيات ساعدت صانع القرار على تخ ّ‬
‫المرحلة اإلنتقالية ‪-‬على مستوى السلوك الخارجي‪ -‬من دولة مستعمرة إلى دولة مستقلة وذات سيادة‪ ،‬ومكنته من صياغة‬
‫سلوك سياسي خارجي يعكس حضو اًر ايجابيا على المستوى االقليمي والدولي‪.‬‬
‫فبعد سنوات قليلة من استقاللها‪ ،‬وفي منحى تصاعدي‪ ،‬أصبحت الجزائر قوة مؤثرة في صياغة السياسات االقليمية‬
‫والدولية‪ ،‬توازيا مع استقرار داخلي ومسار تطور اقتصادي واجتماعي الفت‪ ،‬غير أن هذا المسار تحول إلى تراجع وانكفاء‬
‫تكرس خصوصا خالل سنوات األزمة األمنية‪ ،‬لتلتفت الجزائر من جديد إلى جوارها اإلقليمي وتبدأ مسار البحث عن استعادة‬
‫مجدها الدبلوماسي في مطلع القرن العشرين‪.‬‬
‫تبحث هذه الورقة في مدى تأثير التحول في البيئة الداخلية والخارجية على صياغة وتنفيذ سياسة الجزائر الخارجية‬
‫خالل نصف قرن عبر تمييزها إلى أربع مراحل تعكس كل واحدة منها مسار التطور والمحددات األكثر تأثي ار ونمط التعاطي‬
‫مع قضايا السياسة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة األولى‪ :‬سنوات االزدهار‬
‫كان الرهان األساسي غداة االستقالل هو إيجاد توافق بين الحاجة إلى تأمين "اإلنتقال نحو االستقالل" ومتطلباته‬
‫الداخلية (االستقرار السياسي‪ ،‬التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،)...‬وبين ضرورة التموقع في السياسات اإلقليمية والدولية‪،‬‬
‫بصورة تالئم الرمزية التي اكتسبتها الجزائر من ثورتها‪ ،‬وسرعان ماأدرك القادة السياسيون أن االنفتاح على العالم الخارجي‬
‫يمثل أولوية ورهانا حتميا‪.‬‬
‫انطالقا من فكرة بسيطة لكنها عميقة‪ :‬الجزائر التي حررت بثورتها إفريقيا ومثلت للعالم الثالث أنموذج التحرر‬
‫يجب أن تتبوأ موقعا قياديا في السياسات اإلقليمية والعالمية‪ ،‬فانعكست مخرجات هذه الفكرة على توجهات السياسية‬
‫الخارجية في السنوات األولى لالستقالل‪ .‬خالل حكم الرئيس أحمد بن بلة (‪ ،)3691-3691‬والتي هيمنت عليها مسألة‬
‫تحرير إفريقيا‪ ،‬والعالقات العربية‪ ،‬خصوصا مع مصر الناصرية‪ ،‬مما يعكس إرادة غير معلنة في فرض الجزائر "كمحاور‬
‫(‪)2‬‬
‫البديل عنه للقوى الكبرى في القضايا اإلفريقية"‪.‬‬
‫في نهاية ‪ 3691‬وافقت الجزائر على احتضان المؤتمر األفرو آسيوي الثاني بعد مؤتمر باندونغ ‪ ،3611‬وجرى‬
‫التحضير له كحدث تاريخي يعكس االتجاه التحرري لسياسة الجزائر المستقلة‪ ،‬وطموح الرئيس بن بلة في الزعامة على‬
‫مستوى العالم الثالث‪ ،‬غير أن التغيير الذي حدث في هرم السلطة في (‪ 36‬جوان ‪ )3691‬من جهة‪ ،‬والخالفات الصينية‬
‫الروسية‪ ،‬وتزامن الحدث مع قمة منظمة الوحدة اإلفريقية في أك ار ‪ ACCRA‬بغانا‪ ،‬أدى إلى انعقاد المؤتمر على مستوى‬
‫(‪)1‬‬
‫وزراء الخارجية (‪ 21-23‬أكتوبر ‪.)3691‬‬
‫يمكن وصف سياسة الجزائر الخارجية‪ ،‬حتى سنة ‪ 3691‬بأنها "ثورية وافريقية بامتياز"‪ .‬لتفسير ذلك يجب أن نذكر‬
‫أن الخالفات الحدودية وااليدولوجية حالت دون االتجاه إلى المغرب العربي‪ ،‬وبالنسبة آلسيا وأمريكا الالتينية كان العامل‬
‫(‪)4‬‬
‫بقيت إفريقيا‪...‬كانت الساحة اإلفريقية عذراء بالنظر إلى الروابط التي‬ ‫الجغرافي معيقا لبناء عالقات سياسية عميقة‪،‬‬
‫تشكلت طيلة السنوات السابقة "وضعية دفعت الرئيس بن بلة إلى جعلها بوابة سياسته نحو العالم الثالث"‪ ،‬مستفيدا في ذلك‬
‫من صداقاته الشخصية مع زعامات إفريقية أثناء تواجده في (تيركوان) ‪ Turquant‬و(أولنوي) ‪ ،Aulnoy‬فزار كال من‬
‫غانا‪ ،‬غينيا‪ ،‬مالي‪ ،‬السنغال‪ ،‬ليبيريا وأثيوبيا‪ ،‬واستقبل عدداُ من الزعماء األفارقة‪ ،‬مثل (سيكوتوري) ‪ Sekou Touré‬و‬
‫(موديبو كايتا) ‪.Modibo Keita‬‬
‫فتحت الجزائر أبوابها أمام حركات التحرر اإلفريقية ودعمتها سياسيا وماليا‪ ،‬فبدءاً من جانفي ‪3691‬وصل عدد‬
‫غرار (الحركة الشعبية لتحرير أنغوال ‪ (M.P.L.A -‬و(جبهة تحرير الموزمبيق ‪-‬‬ ‫من ممثليها إلى الجزائر‪ ،‬على‬
‫‪ )-F.R.EL.I.M.O‬و(الحزب اإلفريقي الستقالل غينيا والرأس األخضر ‪ ...)- P.A.I.G.C -‬و ممثلي حركات‬
‫(‪)1‬‬
‫كما كانت الجزائر أحد األعضاء التسعة المؤسسيين للجنة التحرير‬ ‫وتنظيمات بلدان أخرى مثل الكونغو‪ ،‬تنزانيا وغينيا‪،‬‬
‫"‪ "Comité de Liberation‬التي أنشأتها منظمة الوحدة اإلفريقية (‪ ، )O.U.A‬ومقابل الدعم الحكومي أخذ الكفاح من‬
‫(‪)9‬‬
‫أجل تحرير افريقيا طابعا شعبيا تجلى في المهرجانات والتظاهرات المختلفة‪ ،‬فصارت الجزائر "منتدى لتحرير افريقيا"‪.‬‬
‫ورغم التعقيدات التي واجهت سياسة الجزائر االفريقية‪ ،‬خصوصا تعمق الخالفات بين الدول االفريقية نفسها‪،‬‬
‫وانقسامها بين مجموعتي "الدار البيضاء" و "منروفيا"(*)‪ ،‬والفشل النسبي في تحقيق أهداف ثالثة تعكس تصور الرئيس بن‬
‫(‪)7‬‬
‫رغم ذلك فإن النشاط‬ ‫بلة وزعماء أفارقة لمستقبل القارة(**)‪ ،‬وهي‪ :‬تحرير إفريقيا‪ ،‬الثورة في الكونغو‪ ،‬وتوحيد القارة‪.‬‬
‫مهد ألداء الجزائر دو ار أوسع وأكثر طموحاً‪.‬‬
‫السياسي الخارجي في تللك المرحلة ّ‬
‫بدأ الدور الجزائري في الظهور بدءا من مؤتمر األمم المتحدة للتجارة والتنمية ‪ .C.N.U.C.E.D‬في جنيف ما‬
‫بين ماي وجوان ‪ ، 3694‬أين دافعت الجزائر آنذاك عن مصالح البلدان النامية في االستفادة من التقدم الصناعي‪ ،‬وقد‬
‫مهدت هذه الدورة لتوحيد الموقف حول "المراجعة الجذرية للنظام االقتصادي"‪ ،‬في قمة عدم االنحياز بالقاهرة في أكتوبر‬
‫‪.3694‬‬
‫مع نهاية سنة ‪ ،3691‬بدى تأثير التحوالت الداخلية والخارجية جليا في سياق الصعود المتنامي للدور الجزائري‬
‫إقليميا ودوليا‪ ،‬فعلى الصعيد الداخلي كان اختفاء بن بلة عن المشهد السياسي ومجئ الرئيس بومدين إلى السلطة‪ ،‬البداية‬
‫الفعلية لسنوات من االستقرار اقترنت بازدهار سياسة الجزائر الخارجية‪ ،‬وعلى المستوى الدولي شهد النصف الثاني من عقد‬
‫الستينات انقسام العالم الثالث بين ايديولوجيتين‪ ،‬الصين واالتحاد السوفييتي‪ ،‬ونهاية عهد "الزعماء المحافظين" على غرار‬
‫"نهرو" ‪" ،)3694( Nehro‬نكروما" ‪ N'Krumah‬و "سوكارنو" ‪" ،)3699( Soekarno‬موديبو كاتيا" ‪Modibo Keita‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪ )3691‬و "عبد الناصر" (‪.)3671‬‬
‫في هذا السياق باشر الرئيس بومدين‪ ،‬إعادة ترتيب أولويات السياسة الخارجية من خالل حل المشاكل الداخلية‬
‫أوال‪ ،‬وتسوية النزاعات مع دول الجوار‪ ،‬ومن ثم مباشرة عملية صعود بطيء نحو النفوذ والزعامة بدءاً من سنة ‪ 3691‬إلى‬
‫(‪)6‬‬
‫ورغم العراقيل التي واجهت عملية إعادة التموقع هذه فإنها أدت في النهاية إلى بناء سياسة خارجية أكثر واقعية‬ ‫‪،3696‬‬
‫وثراءاً‪.‬‬
‫عزز‬
‫في نوفمبر ‪ 3697‬استضافت الجزائر دورة هامة لمجموعة ‪ ،77‬وتم اعتماد "ميثاق الجزائر" كإطار مرجعي ّ‬
‫(‪)31‬‬
‫وفي ‪ 3691‬تم جالء القوات البحرية الفرنسية عن قاعدة المرسى الكبير‬ ‫مكانتها كفاعل مشترك في السياسة الدولية‪،‬‬
‫بوهران‪ ،‬وعلى المستوى اإلفريقي مثّل تنظيم المهرجان الثقافي اإلفريقي (‪ ،)3696‬تأكيدا على أهمية الدائرة اإلفريقية ولكن‬
‫وفق "سياسة الممكن" وفي اطار منظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬كان ذلك إيذاناً بنهاية السياسة اإلفريقية القائمة على مركزية‬
‫التحالفات االيدولوجية‪ .‬وأثناء شغلها لمقعد غير دائم في مجلس األمن الدولي سنة ‪ ،3696‬عملت الجزائر على تشديد‬
‫(‪)33‬‬
‫ضد روديسيا (زيمبابوي)‪ ،‬وادانة نظام األبارتيد (‪ )Apartheid‬في جنوب إفريقيا واحتالله لناميبيا‪.‬‬
‫العقوبات االقتصادية ّ‬
‫عمل النظام السياسي الجزائري آنذاك على تحويل السياسة الخارجية إلى عنصر أساسي للمشروعية‪ ،‬فالنجاحات‬
‫وتدعم مشروعيته‪ ،‬لذلك أخذ النشاط الخارجي منحى تصاعديا‪ ،‬فقامت الجزائر منذ حرب‬
‫الديبلوماسية تزيد من قوة النظام ّ‬
‫جوان (حزيران) ‪ ،3697‬وطوال سنوات االستنزاف ‪ ،3673-3696‬بمساندة القضية الفلسطينية ماديا وديبلوماسيا وعملت‬
‫على حل النزاعات الناشئة بين دول الجوار عبر الوساطة‪ ،‬بين كل من‪( :‬المغرب‪ -‬موريتانيا ‪( )3696‬تونس‪ -‬ليبيا ‪)3674‬‬
‫(‪)32‬‬
‫كما عملت على محاصرة النفوذ االسرائلي المتزايد في افريقيا وكسب الدعم االفريقي للعرب في‬ ‫(مصر‪ -‬ليبيا ‪.)3671‬‬
‫روج لها الرئيسان بومدين وعبد الناصر‪ ،‬ولقيت مساندة كل من القائد الليبي معمر‬
‫صراعهم مع اسرائيل من خالل مقاربة ّ‬
‫القذافي والعاهل السعودي الملك فيصل‪ ،‬وتقوم على أساس المقارنة والتماثل بين خطر النظام الصهيوني والنظام العنصري‬
‫(‪)31‬‬
‫في جنوب افريقيا‪.‬‬
‫وبعد أن استجمع الرئيس بومدين عوامل القوة أقدم على تأميم المحروقات في ‪ 24‬فبراير ‪ ،3673‬مستفيدا من‬
‫تجربة تأميم قناة السويس وانعكاساتها على مصر‪ ،‬وكان للديبلوماسية الجزائرية دور حيوي في تأمين نجاح ذلك القرار‪ ،‬من‬
‫خالل اقناع وتحضير عواصم البلدان الصناعية خاصة في الضفة الشمالية للمتوسط‪ ،‬وضمان تأييد دول المعسكر‬
‫(‪)34‬‬
‫وربما كانت الترتيبات الديبلوماسية لقرار التأميم ايذاناً ببدء مرحلة‬ ‫االشتراكي‪ ،‬وتضامن كل من ليبيا وبلدان الخليج‪،‬‬
‫الزعامة وعصر النجاحات (‪.)3671-3671‬‬
‫بدءاً من سنة ‪ 3672‬قررت الجزائر تقديم نفسها "كدولة رائدة"‪ ،‬والبداية كانت من نجاح قمة مجموعة عدم االنحياز‬
‫التي عقدت بالجزائر في سبتمبر‪(3671‬الدورة الرابعة)‪ ،‬وقد سبقت هذه الخطوة تحركات ديبلوماسية نشطة‪ ،‬إذا كان الحضور‬
‫الجزائري بار اًز في سياق ردود الفعل على األزمة النقدية (‪ )3673‬بعضويتها للجنة الخاصة التي أنشأتها مجموعة (‪ )77‬في‬
‫مارس ‪ ،3672‬ولجنة العشرين التي أنشأها صندوق النقد الدولي ‪ FMI‬في سبتمبر ‪ ،3672‬كما عرفت الشبكة الديبلوماسية‬
‫توسعا في هذه الفترة‪ ،‬وانتشا ار باتجاه أمريكا الالتينية على الخصوص‪( :‬فنزويال ‪( ،)3673‬البيرو ‪( ،)3672‬االيكوادور‬
‫‪ :)3671‬وافريقيا أيضا‪ ،‬بتطبيع العالقات مع غانا (‪ ،)3673‬تعزيز المبادالت التجارية مع افريقيا التي بلغت في ‪3671‬‬
‫(‪)31‬‬
‫نسبة ‪ 3226‬من الصادرات الجزائرية و‪ 3261‬من الواردات‪.‬‬
‫أعطى نجاح الدورة الرابعة لدول عدم االنحياز دفعاً للمطالبة بنظام اقتصادي عالمي جديد يضع حدا لالستغالل‬
‫البشع لموارد الدول النامية من قبل الدول المصنعة‪ .‬لقد أدركت الجزائر أن أحسن طريقة للدفاع عن مصالحها بفاعلية هي‬
‫المعركة الجماعية‪" :‬نريد الدفاع عن مصالحنا في اطار التضامن"‪ ...‬قال الرئيس بومدين في افتتاح الدورة بهدف تأمين‬
‫(‪)39‬‬
‫وتعزيز دور دول عدم االنحياز على الساحة الدولية"‪.‬‬
‫كانت الظروف الدولية مالئمة خصوصا بعد حرب أكتوبر ‪ 3671‬والدور الجزائري البارز فيها‪ ،‬فقد عمل الرئيس‬
‫بومدين على إحداث تقارب عربي إفريقي على أساس التضامن المشترك والمصالح المتبادلة‪ ،‬وبعدها الحظر البترولي مما‬
‫مهد الطريق أمام عقد الدورة االستثنائية للجمعية العامة لألمم المتحدة (‪ 16‬أفريل ‪ 12 -3674‬ماي ‪ )3674‬وانتهت إلى‬
‫وقرار ثالث مكمل صدر عن الدورة العادية (‪ ،)*( )26‬التي‬ ‫(‪)37‬‬
‫إصدار ق اررين حول النظام االقتصادي العالمي الجديد‪،‬‬
‫ترأسها وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بوتفليقة‪ ،‬كما حظيت المبادرة الجزائرية بنقاش واسع في مؤتمر التعاون‬
‫(‪)31‬‬
‫االقتصادي الدولي بباريس‪ -‬أكتوبر ‪.3671‬‬
‫أخذ العمل من أجل نظام اقتصادي دولي جديد حي از هاما من سياسة الجزائر الخارجية واصبح سفرائها خبراء في‬
‫(‪)36‬‬
‫فقد كان بومدين يريد بناء دولة قوية بمشروع اقتصادي ضخم‪ ،‬لذلك وجه السياسة الخارجية‬ ‫ديبلوماسية المؤتمرات‪،‬‬
‫لمحاربة العوامل الخارجية للتخلف‪ ،‬وبفضل عائدات البترول صارت الجزائر قطبا تنمويا‪)Pole de developpement( ،‬‬
‫ودولة بإمكانها التأثير في السياسة الدولية‪ ،‬فاتجهت إلى استثمار هذا الرصيد في حل النزاعات اإلقليمية‪ ،‬وكان "اتفاق‬
‫(‪)21‬‬
‫وباألخص‬ ‫الجزائر" في ‪ 19‬مارس ‪ 3671‬بين العراق وايران‪ ،‬انجا از ديبلوماسيا ورسالة قوية إلى المجموعة الدولية‪،‬‬
‫الفاعلون التقليديون في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬إضافة إلى المساهمة في حل النزاعات الدائرة حول حدودها الجنوبية‪ ،‬بين‬
‫(‪)23‬‬
‫السنغال وموريتانيا وبين حركات التوارق وكل من مالي والنيجر‪.‬‬
‫دفعت التحوالت الدولية واإلقليمية الحاصلة‪ ،‬بدءاً من صيف ‪ 3671‬إلى خلق مناخ جديد أقل مالئمة لنشاط‬
‫الديبلوماسية الجزائرية‪ ،‬فقد تبين أن إقامة نظام اقتصادي دولي جديد يمر عبر تعديل موازين القوى الدولية‪ ،‬الذي تهيمن‬
‫عليه أطراف ترفض التغيير كما أن التفكك واالنقسامات بين دول العالم الثالث تعيق هذا المسار‪ ،‬وعلى الصعيد اإلقليمي‬
‫انعكس بروز مشكلة الصحراء الغربية عقب االنسحاب اإلسباني على ترتيب أولويات سياسة الجزائر الخارجية‪ ،‬إذ أخذ‬
‫طابعها "العالمي" في االنكفاء رغم الجهود الديبلوماسية في اطار التعاون جنوب‪-‬جنوب‪ ،‬الذي برز في أعقاب فشل الحوار‬
‫(‪)22‬‬
‫وكذا زعامة‬ ‫شمال ‪-‬جنوب‪ ،‬خصوصا مع الشركاء األفارقة في قطاعات الطاقة‪ ،‬االتصاالت والبحث العلمي‪ ...‬إلخ‪،‬‬
‫جبهة الصمود والتصدي بعد اتفاقيات "كامب ديفيد" عام ‪.3677‬‬
‫‪-‬المرحلة الثانية‪ :‬االنكفاء على الذات‬
‫فرضت التحوالت الدولية واإلقليمية منذ منتصف سبعينيات القرن العشرين على صناع السياسة الخارجية للجزائر‬
‫مراجعة توجهها القائم على "مقترب شمولي" يهدف إلى اكتساب النفوذ من خالل سياسة المؤتمرات الدولية‪ ،‬وتعمقت هذه‬
‫المراجعة غداة رحيل الرئيس هواري بومدين في ديسمبر ‪ ،3671‬لتبدأ مرحلة ترويض السياسة الخارجية بالتخفيف من‬
‫(‪)21‬‬
‫فبدى أن نفوذ الجزائر المكتسب بين الستينات والسبعينات‬ ‫طابعها الثوري وتوجيهها نحو االهتمام بالقضايا الداخلية‪،‬‬
‫تعرض لحركات عكسية‪ ،‬بسبب مواقف القوى العظمى تجاه المطالبة بنظام اقتصادي دولي جديد‪ ،‬وتشكل بيئة إقليمية‬
‫ضاغطة ووضع داخلي قابل للتأثر بالتحوالت الخارجية‪.‬‬
‫وتكشف معاينة نشاط الجزائر الخارجي في بداية الثمانينات عن حالة تراجع تدريجي‪ ،‬فقد خفت المطالبة باصالح‬
‫عراب مجموعة عدم االنحياز وراعي المؤتمؤات الدولية‪ ،‬وبالمقابل اتجه النشاط الخارجي إلى‬
‫النظام الدولي‪ ،‬ولم تعد الجزائر ّ‬
‫تسوية المشاكل الحدودية مع دول الجوار‪ ،‬واحتواء النزاعات المتفجرة خصوصا في دول الحزام األمني‪ ،‬واستثمار الرصيد‬
‫الديبلوماسي في سياسة الوساطات‪.‬‬
‫طغى البعد األمني على التحرك الجزائري باتجاه تسوية حدودها مع دول الجوار‪ ،‬إذ أدى بروز مسألة الصحراء‬
‫الغربية إلى جعل األمن القومي الجزائري أكثر انكشافا‪ ،‬وأصبحت الجزائر في شبه عزلة إقليمية‪ ،‬مما جعل تأمين الحدود‬
‫الجنوبية أولوية قصوى‪ ،‬وكانت أولى ثمار هذا التوجه إنشاء "مجموعة البلدان الصحراوية" التي تضم الجزائر‪ ،‬النيجر‪،‬‬
‫(‪)24‬‬
‫سهل النشاط ضمن هذا الفضاء اإلقليمي حل إشكالية الحدود مع البلدان المجاورة‪،‬‬
‫مالي وموريتانيا سنة ‪ .3611‬وقد ّ‬
‫فتمت تسوية الحدود مع النيجر في ‪ 11‬جانفي ‪ ،3611‬ومع مالي في ‪ 11‬ماي ‪ ،3611‬ومع موريتانيا في ‪ 31‬ديسمبر‬
‫(‪)29‬‬
‫تطبيقا لمبدأ حسن الجوار االيجابي(*) المتضمن انهاء الخالفات الحدودية والتأسيس لتعاون جهوي‪.‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫‪،3611‬‬
‫وأبرمت معاهدة وفاق مع تونس في ‪ 36‬مارس ‪.3611‬‬
‫وشكل العمل على احتواء النزاعات الركيزة الثانية لنشاط الجزائر اإلقليمي الهادف إلى تأمين االستقرار في محيطها‬
‫المباشر‪ ،‬إذ تمكنت الديبلوماسية الجزائرية من تسوية النزاع الحدودي بين مالي وبوركينا فاسو‪ ،‬كما قامت بدور نشط لتسوية‬
‫األزمة التشادية الداخلية والخالف التشادي الليبي بشأن شريط "أوزو" الحدودي‪ ،‬وتدخلت لتطويق النزاع الحدودي بين‬
‫السلم عبر الوساطة بين المتمردين التوارق والحكومات المركزية في كل من مالي‬ ‫(‪)27‬‬
‫موريتانيا والسنغال‪ ،‬والسعي إلى احالل ّ‬
‫(‪)21‬‬
‫والنيجر‪ ،‬والتي توجت بتوسيع اتفاق يخص توارق مالي عام ‪ 3662‬بتمنراست وآخر يخص توارق النيجر عام ‪.3661‬‬
‫أما سياسة الوساطات على الصعيد الدولي كخيار ديبلوماسي فإن مرجعية نجاحها هي حادثة الرهائن األمريكيين‬
‫في إيران‪ ،‬جانفي ‪ ،3613‬إذ قادت الجزائر أكبر عملية مفاوضات دون لقاء مباشر بين أطراف األزمة وانتهت بنقل الرهائن‬
‫من طهران على متن طائرة للخطوط الجوية الجزائرية‪ .‬عّلق على ذلك رئيس الوفد األمريكي المفاوض "وارن كريستوفر"‬
‫إن هذا النجاح لم يكن ممكنا دون مساعدة الجزائر‪ ،‬بصفة خاصة وزير خارجيتها وفريق المفاوضة وديبلوماسيتها‪.‬‬
‫بالقول‪ّ " :‬‬
‫(‪)26‬‬
‫أن مقتل وزير‬‫كما نجح المفاوضون الجزائريون في ‪ 21‬أفريل ‪ 3611‬في إطالق سراح طائرة كويتية تم اختطافها‪ ،‬غير ّ‬
‫الخارجية الجزائري "دمحم الصديق بن يحي" في حادث تحطم طائرة‪ ،‬عندما كان يقود وساطة جزائرية إلنهاء الحرب العراقية‬
‫(‪)11‬‬
‫بالتزامن مع‬ ‫اإليرانية‪ ،‬يعد نقطة تحول فاصلة‪ ،‬إذ يؤشر النسحاب الديبلوماسية الجزائرية من قضايا الشرق األوسط‪،‬‬
‫اإلجتياح اإلسرائيلي للبنان وبداية اإلعتراف بدولة اسرائيل‪ ،‬وان كان هذا التراجع قد تم بتحفظ ودون اإلخالل بااللتزامات‬
‫األساسية‪ ،‬فقد احتضنت الجزائر سنة ‪ 3611‬أول دورة للمجلس الوطني الفلسطيني منذ ‪ ،3677‬وكانت أول بلد اعترفت‬
‫(‪)13‬‬
‫بالدولة الفلسطينية المعلنة بالجزائر في ‪ 31‬نوفمبر ‪.3611‬‬
‫ويؤشر رحيل بن يحي أيضا إلى البداية الفعلية لمرحلة االنكفاء على الذات‪ ،‬ففي أواسط عقد الثمانينات‪ ،‬وفي ظل‬
‫فترة ذات رهانات عالية‪ ،‬بدأت األزمة االقتصادية والمالية (‪ ،)3619‬فأصبحت مخرجات السياسة الخارجية (المواقف‬
‫تعبر عن أوضاع السياسة الداخلية‪ .‬وعندما بدأت أعمق التحوالت العالمية منذ سنة ‪( 3616‬انهيار‬
‫والق اررات واألفعال‪ّ )...‬‬
‫أن صورة السياسة الخارجية هي‬‫المعسكر االشتراكي‪ ،‬حرب الخليج‪ ،‬أحداث البوسنة‪ ...‬إلخ)‪ ،‬بدى غياب الجزائر جليا و ّ‬
‫(‪)12‬‬
‫ويعكس الموقف الجزائري من حرب الخليج (‪ )3663-3661‬مثال هذه الوضعية‪،‬‬ ‫انعكاس لوضعية داخلية غير مستقرة‪،‬‬
‫فقد أدانت الحكومة الجزائرية الغزو العراقي للكويت ثم عملت على بلورة حل عربي وحينما تم إفشال محاوالت أي حل سلمي‬
‫رفضت المشاركة أو الموافقة على الحرب ضد العراق‪ ،‬وهو موقف ينم عن "ذكاء وواقعية" ولكنه بالمقابل يختزل حالة‬
‫(‪)11‬‬
‫التراجع المستمر التي انتهت إلى ما يمكن التعبير عنه بـ "فقدان الدولة لبوصلة قيادة سياستها الخارجية"‪.‬‬
‫والواقع أن حالة االنكفاء هذه بدت طبيعية في صيرورتها بالنظر إلى التحوالت الحاصلة في البيئة العملية الداخلية‬
‫والخارجية خصوصا عقب أحداث أكتوبر ‪ ،3611‬إذ يعتقد بعض الباحثين أن التغيرات الداخلية والهيكلية أفرزت سياسة‬
‫(‪)14‬‬
‫فاالنتقال السياسي الموسوم بعدم االستقرار فرض إعادة ترتيب‬ ‫خارجية جديدة أو قامت بإعادة توجيه السياسة الخارجية‪،‬‬
‫أن البيئة الدولية الناشئة منذ ‪ ،3616‬لم تعد تتيح للدول النامية استخدام مواقعها االستراتيجية لمساومة القوى‬
‫األولويات‪ ،‬كما ّ‬
‫العظمى‪ )11(،‬لذلك عمل صناع السياسة الخارجية الجزائرية على توجيهها لالنخراط في بناءات عضوية جديدة (االتحاد‬
‫(‪)19‬‬
‫بيد أن بداية التسعينات شكلت منعطفا جديدا في سياسة‬ ‫المغاربي‪ ،‬مجموعة الـ ‪ )...31‬والعمل على حل قضية التوارق‪،‬‬
‫الجزائر الخارجية‪ ،‬عنوانه "سياسة بلد في حالة أزمة"‪.‬‬

‫‪-‬المرحلة الثالثة‪ :‬ديبلوماسية األزمة‬


‫أقدمت السلطة الحاكمة على إلغاء المسار االنتخابي في جانفي ‪ ،3662‬غداة فوز اإلسالميين (الجبهة اإلسالمية‬
‫لإلنقاذ) بأغلبية مقاعد الدور األول لالنتخابات التشريعية التي جرت في ‪ 29‬ديسمبر ‪ 311( ،3663‬مقعدا) واستقالة‬
‫الرئيس الشا>لي بن جديد‪ ،‬وبإعالن حالة الطوارئ دخلت البالد في أزمة سياسية وأمنية عميقة‪ ،‬فاختفت المؤسسات‬
‫الدستورية (الرئاسة‪ ،‬البرلمان‪ :‬تم حله في ‪ 11‬جانفي ‪ ،)3662‬وحلت محلها هيآت انتقالية (المجلس األعلى للدولة‪ ،‬المجلس‬
‫الوطني االنتقالي)‪ .‬على الصعيد األمني بدت االنعكاسات أخطر‪ ،‬فقد حصد العنف الدموي الناجم عن إلغاء المسار‬
‫االنتخابي ولجوء بعض اإلسالميين إلى العمل االرهابي‪ ،‬ما يزيد عن ‪ 41111‬قتيل في الثالث سنوات األولى من‬
‫األزمة(‪.)17‬‬
‫وترافقت بداية األزمة السياسية‪ -‬األمنية مع وضع اقتصادي خانق‪ ،‬فلم تعد الدولة قادرة على سداد ديونها‪،‬‬
‫واضطرت إلى قبول شروط صندوق النقد الدولي إلعادة جدولة الديون‪ ،‬فوقعت معه اتفاق ‪ stand-by‬في أفريل‬
‫‪،3664‬مقابل تخفيض قيمة الدينار بـ ‪ ،% 11‬تحرير األسعار‪ ،‬رفع الدعم عن السلع االستهالكية‪ ،‬وخصخصة القطاع‬
‫العام‪.‬‬
‫جاءت األزمة في سياق جيوسياسي دولي تميز بطغيان المنطق االقتصادي والمصالح التجارية‪ ،‬ظهور التكتالت‬
‫االقتصادية‪ ،‬وبروز الواليات المتحدة كقوة عالمية مهيمنة‪ ،‬مع تراجع دور العامل اإليديولوجي‪ ،‬وتفكك النظام اإلقليمي‬
‫العربي‪ ...‬هذه المعطيات الداخلية والخارجية تعطي صورة عن البيئة التي تبلور ضمنها السلوك الخارجي السياسي للجزائر‬
‫في عقد التسعينات‪ ،‬فقد دخلت البالد تدريجيا في عزلة إقليمية ودولية‪ ،‬فرضت على صانع القرار الخارجي إعادة ترتيب‬
‫األولويات (التقليل في انعكاسات األزمة‪،‬والخروج من العزلة الدولية)‪ ،‬فقد تعين على الديبلوماسية الجزائرية في مرحلة أولى‬
‫إقناع العواصم الغربية بقبول قرار إلغاء المسار االنتخابي‪ ،‬والتعامل مع المؤسسات االنتقالية غير المنتخبة(‪.)11‬‬
‫وفي ظل غياب الشرعية عن مؤسسات الدولة سعى النظام إلى إيجادها أمام الشركاء األجانب والبحث عن دعم‬
‫دولي للخروج من حالة العزلة‪ ،‬وضمن هذه المقاربة تمحور النشاط الدبلوماسي متخذا عدة مظاهر‪ ،‬عبر ثالثة أبعاد‪:‬‬
‫‪ ‬البعد السياسي‪:‬‬
‫بالنسبة لصناع القرار كانت األولوية للبحث عن الخروج من العزلة‪ ،‬وطمأنة عواصم القرار الدولي المؤثرة على‬
‫مصالحها في الجزائر‪ ،‬فقد أوفد المجلس األعلى للدولة مباشرة بعد تنصيبه مبعوثين خاصين إلى عدة عواصم أوروبية(*)‪،‬‬
‫لشرح الطابع االستثنائي والمؤقت للمؤسسات القائمة‪ ،‬وفي مرحلة الحقة ارتكز النشاط الديبلوماسي حول مسألة البناء‬
‫الديموقراطي للمؤسسات (استعادة الشرعية بعد انتخابات ‪ 39‬نوفمبر ‪ ،)3661‬وقضية حقوق اإلنسان‪ ،‬فمع اشتداد األزمة‬
‫الدموية بدأت في أوروبا حمالت إعالمية وسياسية للتشكيك في طبيعة التجاوزات الحاصلة ومرتكبيها‪ ،‬واستنفر النظام كل‬
‫إمكاناته لنفي أطروحات التشكيك تلك‪ ،‬معتب ار إياها تدخال في الشؤون الداخلية وأن ما يجري هو معركة ضد اإلرهاب‪ ،‬كما‬
‫طالب العواصم الغربية بوقف إيواء ودعم اإلسالميين المتطرفين على أراضيها‪.‬‬
‫(**)‬
‫‪ ،‬ونجح‬ ‫في نهاية عام ‪ ،3661‬كان النظام الجزائري قد بدأ في تخطي العواصف‪ ،‬فتجاوز معضلة العقد الوطني‬
‫في تنظيم انتخابات رئاسية تعددية (‪ 39‬نوفمبر ‪ ،)3661‬شكلت بداية العودة إلى المسار اإلنتخابي متجها إلى "إعادة تمركزه‬
‫الخارجي واستعادة المواقع التي فقدها"(‪ ،)93‬مستفيدا في ذلك من تحول في المواقف الدولية ‪ ،‬ودعم مالي وسياسي بدى‬
‫مؤش ار على بداية الخروج من األزمة‪.‬‬
‫البعد االقتصادي‪:‬‬
‫جاءت األزمة السياسية األمنية في سياق اقتصادي ومالي داخلي صعب‪ ،‬واذ أن التدابير االقتصادية التي بدأت‬
‫منذ ‪ 3661‬مع حكومة حمروش ثم موضوع استغالل المحروقات في حكومة غزالي لم تنجح‪ ،‬فاتجهت السلطات في عهد‬
‫رئيس الحكومة رضا مالك إلى اقناع صندوق النقد الدولي )‪ (FMI‬بإبرام اتفاق إعادة الجدولة في أفريل ‪ ،3664‬وقد كانت‬
‫كفالة صندوق النقد بدعم فرنسي تغلب على التحفظات األمريكية والبريطانية(‪ .)41‬وبدأ رأس المال األجنبي في التدفق فوقعت‬
‫شركة سوناطراك )‪ (SONATRACH‬عقود شراكة مع ‪ 19‬شركة نفطية عالمية‪ ،‬وفي سنة ‪ 3661‬بدأ إنتاج أحواض‬
‫جديدة في كل من بئر الربيع مع شركة )‪ (AGIP‬والحامة مع شركة)‪.)43( (Total‬‬
‫بالنسبة إلى قطاع يمول ‪ % 61‬من مداخيل الصادرات‪ ،‬ويمثل ‪ % 24‬من الناتج الداخلي الخام‪ ،‬فإن مراهنة النظام عليه‬
‫إلنهاء عزلته بدت مسألة في غاية الحيوية‪ ،‬يلخص الباحث ميلود شنوفي هذه الفكرة كاآلتي‪ :‬يمثل قطاع المحروقات‬
‫الدعامة األساسية لالستقرار السياسي واالجتماعي‪ ،‬وأوروبا بحاجة إلى ضمان أمنها الطاقوي‪ ،‬لذلك ال تعد مصادفة كونه‬
‫القطاع الوحيد الذي يستقطب كبرى الشركات العالمية(‪ .)24‬ولكون المسألة ليست اقتصادية صرفة فقد كان النفط موضوع‬
‫توظيف سياسي بين أجنحة النظام في عالقتها بفرنسا والواليات المتحدة األمريكية(‪.)41‬‬
‫‪ ‬البعد األمني‪:‬‬
‫انطوت األزمة األمنية التي بدأت مطلع عام ‪ 3662‬على تحديات خطيرة كادت تعصف بتماسك النظام السياسي‬
‫والدولة معا‪ .‬في مواجهة التحدي األمني بلور صانع القرار استراتيجيات لالنتصار في الحرب ضد الجماعات االرهابية على‬
‫مراحل عدة(‪ ،)44‬ونجح في إضعافها وتفكيك بنيتها‪ ،‬وعلى المستوى الخارجي كان االنشغال األساسي للنظام هو تفكيك‬
‫االرتباط بين تلك الجماعات في الداخل ومصادر الدعم والتأييد في الخارج‪ ،‬واقناع العواصم الغربية بأن الجزائر تخوض‬
‫حربا ضد اإلرهاب العالمي(‪ .)41‬بالفعل وبعد ثالث سنوات من العزلة‪ ،‬استطاعت الجزائر منذ عام ‪ 3661‬أن تحصل على‬
‫تأييد دولي (موارد مالية ودعم سياسي‪ ،‬وأكثر من ذلك االعتراف بأنها بلد رائد في مكافحة اإلرهاب‪ ،‬كان ذلكِ إنجا از‬
‫ديبلوماسيا معتب ار مقابل مكاسب إقتصادية وسياسية للشركاء الدوليين‪ ،‬بالنسبة ألوروبا وفرنسا على الخصوص اقتضى‬
‫األمر فتح السوق الجزائرية أمام المنتجات األوروبية‪ ،‬وضمان األمن الطاقوي ألوروبا ومكافحة التطرف‪ ،‬أما الواليات‬
‫المتحدة األمريكية فقد أصبحت منذ ‪ 3669‬شريكا اقتصاديا أساسيا في مجال الطاقة والتعاون العسكري‪.‬‬
‫أحدثت األزمة إعادة ترتيب لألولويات وتحوال في نمط التعاطي مع قضايا السياسة الخارجية‪ ،‬فقد تراجع حضور‬
‫الدبلوماسية الجزائرية وثقلها في المسائل ذات األولوية التقليدية (القضية الفلسطينية ومسألة الصحراء الغربية)‪ ،‬توازيا مع‬
‫إعادة تشكل بنية السلطة التي هيمنت عليها ثالث مكونات هي‪ :‬أجهزة االستخبارات (الفاعل األساسي)‪ ،‬بيروقراطية الدولة‪،‬‬
‫والبورجوازية الجديدة(‪ .)49‬لقد خلقت األزمة األمنية مظاهر عدم استقرار سيطرت على اهتمامات الدولة ووضعت قيودا على‬
‫حركة سياساتها الخارجية‪ ،‬فأصبحت في دائرة المتغير التابع أمام المتغيرات المستقلة للسياسة الداخلية‪.‬‬
‫‪-‬المرحلة الرابعة‪:‬االنبعاث‬
‫في نهاية العقد األخير من القرن العشرين كانت الجزائر قد انتصرت في حربها ضد الجماعات االرهابية‪ ،‬واألزمة‬
‫األمنية التي عصفت بالبلد قرابة عشر سنوات صارت على مشارف اإلنتهاء‪ ،‬أزمة فرضت تداعياتها الداخلية والخارجية‬
‫ضرورة إحداث تغييرات في صلب نظام الحكم‪ ،‬بما يستجيب لطبيعة المرحلة الجديدة‪ .‬فإذا كانت االنتصارات المحققة منذ‬
‫عام ‪ 3661‬قد أفضت إلى استعادة السيطرة على مناحي الحياة األمنية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬فإن التحديات الخارجية‬
‫كانت ال تزال ماثلة‪ ...‬معارضة سياسية نشطة مدعومة بقوى سياسية وحقوقية دولية تشكك في التجاوزات المرتكبة خالل‬
‫سنوات العنف وتتهم األجهزة الرسمية بالضلوع فيها‪،‬وعزلة دولية مستمرة رغم المكاسب السياسية واالقتصادية المحققة‪.‬‬
‫فرضت هذه الظروف على صناع القرار البحث عن شخصية قادرة على استعادة صورة النظام في الخارج وخلق ديناميكية‬
‫سياسية لطي صفحة األزمة‪ ،‬وكان اختيار السيد عبد العزيز بوتفليقة في قلب هذه المعادلة‪" .‬إن الماضي الدبلوماسي الذي‬
‫يتمتع به بوتفليقة لعب دو ار حاسما في ترشحه لخالفة الرئيس زروال"(‪.)47‬‬
‫وغداة ترشحه قدم بوتفليقة برنامجا سياسيا جريئا يعكس طموحه في االنتقال بالبالد إلى مرحلة جديدة‪ .‬تضمن‬
‫البرنامج انهاء العنف وتكريس المصالحة الوطنية وانعاش االقتصاد الوطني‪ ،‬وكذا استعادة المكانة اإلقليمية والدولية‬
‫للجزائر‪.‬‬
‫توفرت لرئاسة بوتفليقة ظروف داخلية وخارجية متميزة‪ ،‬إذ انحسر حجم العمل االرهابي‪ ،‬وانخرطت أغلب‬
‫الجماعات االرهابية في مشروع الوئام المدني‪ ،‬وتضاعفت مداخيل البالد بفضل ارتفاع مضطرد ألسعار النفط‪ ،‬أما خارجيا‬
‫فقد أعطت أحداث ‪ 33‬سبتمبر ‪ 2113‬مصداقية لطروحات الجزائر حولت الطبيعة الكونية لإلرهاب وأصبحت الجزائر شريكا‬
‫أساسيا للواليات المتحدة األمريكية وبلدا رائدا في مكافحته‪.‬‬
‫تولى الرئيس بوتفليقة بنفسه قيادة سياسة البالد الخارجية‪ ،‬معتمدا على رصيده الالمع كوزير للخارجية في سنوات‬
‫اإلزدهار‪ ،‬وكانت "دبلوماسيته اإلندفاعية"(‪ ،)47‬تهدف إلى تحقيق غايتين أساسيتين هما‪ :‬تحسين صورة الجزائر في الخارج‬
‫وجلب االستثمارات األجنبية‪ ،‬لذلك رافع ألجل اندماج الجزائر في المنظومة العالمية‪ .‬وشكلت هذه األهداف محور تحركاته‬
‫عبر العالم خصوصا الدول الصناعية‪.‬‬
‫أدرك الرئيس بوتفليقة مبكرا‪ ،‬وبفضل تجربته الطويلة في مجال السياسة الخارجية أن استرجاع مكانة الجزائر الدولية‬
‫مرهون بتجاوز االزمة الداخلية وتحقيق اإلنسجام الداخلي‪ ،‬وكسب التأييد الجماهري للمواقف الدولية حيال القضايا المختلفة‪،‬‬
‫واستطاع بفضل حنكته تحقيق نوع من الشرعية السياسية بفضل الوئام المدني و المصالحة الوطنية دون الحاجة إلى تقديم‬
‫تنازالت القتسام السلطة مع األحزاب السياسية‪ ،‬وانتزع إعتراف المجموعة الدولية بذلك‪ ،‬مغلقا الباب أمام أي محاولة للتأثير‬
‫على خياراته في مجال السياسة الخارجية‪.‬‬
‫ولم يكتف الرئيس بوتفليقة بالدفاع عن أحقية الجزائر في إنتزاع مكانة على الصعيد الجهوي والعالمي‪ ،‬بل عمل‬
‫على اعطائها طابعا عمليا من خالل مساهمته في حل النزاع بين أرتيريا و أثيوبيا‪ ،‬والعمل على حل المشكلة السودانية ‪.‬‬
‫وقد تجلت عودة وانبعاث سياسة الجزائر الخارجية من جديد بعد سنوات األزمة والركود‪ ،‬من خالل إستضافة‬
‫الجزائر للدورة ال‪ 53‬لمنظمة الوحدة اإلفريقية في جويلية ‪ ،9111‬إذ حضر ‪ 24‬رئيس دولة‪ ،‬في مؤشر الفت على تجاوز‬
‫الجزائر لعزلة دامت قرابة ‪ 91‬سنوات ‪.‬‬
‫ثم برزت هذه المكانة بالتدريج من خالل مشاركة الجزائر في عدد من المحافل اإلقليمية و الدولية مثل إنشاء‬
‫اإلتحاد اإلفريقي –سيرت ‪ ،911‬منتدي دافوس اإلقتصادي العالمي‪ ،‬مبادرة النيباد ‪......‬إلخ‪،‬وخالل الفترة مابين ماي‬
‫‪ 9111‬و‪ 4114‬قام الرئيس بوتفليقة بأكثر من ‪ 51‬زيارة إلى مناطق عدة من العالم‪.‬‬
‫إتضحت النزعة الهجومية لسياسة الجزائر الخارجية منذ سنة ‪ 4119‬إلى ‪ 4114‬أين كثف الرئيس بوتفليقة من‬
‫زياراته إلي عواصم العالم (‪ 92‬زيارة في ‪ ،)4119‬والمشاركة في منتدى (كرانس مونتانا)‪ ،‬ثم قمة الثمانية على مدار سنوات‬
‫عديدة‪ ،‬ومقابل ذلك إستقبلت الجزائر في غضون ‪ 12‬سنوات حوالي ‪ 31‬رئيس دولة و حكومة بمعدل زيارة رسمية كل شهر‬
‫‪.‬‬
‫ويمكن القول أن هذا التحول الالفت قد تأثر فضال عن التحول في البيئة الداخلية (نهاية األزمة األمنية ‪،‬اإلستقرار‬
‫السياسي‪ ،‬والرخاءاإلقتصادي)‪،‬وكذا البيئة الدولية‪ ،‬بنمط القيادة الشخصية للرئيس بوتفليقة الذي وضع ثقله الديبلوماسي‬
‫وتجربته الثرية في تجسيد أحد أهداف برنامجه اإلنتخابي سنة ‪ 9111‬أي إسترجاع مكانة الجزائر الدولية ‪.‬‬
‫خالصة‪:‬‬
‫يمكن القول من خالل معاينة سياسة الجزائر الخارجية منذ ‪ 3692‬ولغاية ‪ 2132‬أنها تعكس تجربة الجزائر في‬
‫مسار تطورها كدولة ومجتمع‪ ،‬إذ أن سنوات االزدهار الدبلوماسي والحضور اإليجابي في قضايا السياسة الدولية‪-3691( ،‬‬
‫‪ )3671‬و(‪ )2131-2111‬تقترن بمراحل االستقرار السياسي واالجتماعي والرخاء االقتصادي‪ ،‬ويمكن إدراج تأثير البيئة‬
‫الخارجية (التحوالت اإلقليمية والدولية) كمحدد ثان في صياغة وتنفيذ السلوك السياسي الخارجي‪ .‬فضال عن ذلك يندرج‬
‫أيضا نمط القيادة وتأثير شخصية صانع القرار على كيفية تعاطي سياسة الجزائر الخارجية مع قضايا السياسة الدولية‪.‬‬

‫الهوامش‬

‫‪1. Nicol Grimaud,la politique exteriure de l’Algérie.paris :lharmatan,1994,p11.‬‬


‫‪2. Akram Belkaid, "la Diplomacie Algerienne A la Recherche du son Age" politique etrangere,‬‬
‫‪N02, 2009, p338.‬‬
‫‪3. Abdelkader Bousselham, Regards sur la Diplomatique Algerienne, Alger: Casbah editions,‬‬
‫‪2005, p30.‬‬
‫‪4. Grimaud, op-cit, p266.‬‬
‫‪5. Idem, p267. -‬‬
‫‪6. Idem, p272.‬‬
‫*‪ -‬تضم األولى الجزائر‪ ،‬مصر‪ ،‬غانا‪ ،‬غينيا‪ ،‬مكالي‪ ،‬والمغرب (انسحبت الحقا‪ ،‬فيما تضم الثانية ثلثي الدول اإلفريقية‬
‫تونس وليبيا‪...‬‬
‫**‪ -‬سيكوتورمي )‪ (Sekou Touré‬نكروما (‪ )N’ Krumah‬وموديبوكايتا (‪.)Modibokeita‬‬
‫‪7. Slimane Chike, "la politique Africaine du l'Algerie" in‬‬
‫‪8. Nicole Grimaud, la politique Exterieure de L'algerie … op-cit, p281.‬‬
‫‪9. Grimaud, op-cit, p279.‬‬
10. Idem.
11. Nicole Grimaud, "La Diplomatie Algerienne: un Bilan Historiquement positif" in: Mokhtar
alKahdi, (ed) Algerie de L'independance a L'etat d'urgence, paris: L'harmattan, 1992, p252.
12. Salih Benkobbi, La Diplomatie Algerienne, Alger: Edition ANEP, 2010, p 28.
13. Grimaud, La politque exterieure … op-cit, p282.
14. Belkaid, op-cit, p341.
15. Grimaud, op-cit, pp 288-291.
16. Grimaud, op-cit, p296.
17. Grimaud, La Diplomatie Algerienne…. op-cit, p253.
. (XXIX) 3281 & (SVI) 3202 & (SVI) 1213 :‫ الق اررات‬-*
18. Idem.
19. Ibid, p246.
20. Belkaid, op-cit, p340.
21. Idem.
22. Grimaud, La politie exterieur de L'algerie…… op-cit? pp323-324.
‫ مرجع سبق‬،‫ قرني وهالل‬:‫ من الثورية إلى االنكفاء على الذات" في‬:‫ "السياسة الخارجية الجزائرية‬،‫ بهجت قرني‬.21
.319‫ ص‬،‫ذكره‬
،‫ مذكرة ماجستير غير منشورة‬،3692 ‫ البعد األمني لسياسة وديبلوماسية الجزائر اإلقليمية منذ‬،‫ العايب احسن‬.24
.319‫ ص‬،3662 ،‫ جامعة الجزائر‬،‫معهد العلوم السياسية والعالقات الدولية‬
.3611 ‫ سنة‬،21-22 ‫ األعداد‬،‫ الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‬:‫ أنظر‬.21
.3613 ‫ ديسمبر‬21 ‫ في‬:‫ ورد في خطاب الرئيس الشاذلي بن جديد‬-*
:‫ نقال عن‬،22‫ ص‬،‫ مرجع سبق ذكره‬،‫ بالحبيب‬.29
.316-317 ‫ ص ص‬،‫ مرجع سبق ذكره‬،‫ العايب‬.27
28. Belkacem Iratni, "The Strategic Intersts of The Maghreb States" NATO Defence callege,
Rome, Novemnre, 2008, p37.
Keesing Record of World avent, 1988, pp 35916-35917. :‫ نقال عن‬،‫ مرجع سبق ذكره‬،‫ قرني وهالل‬.26
30. Belkaid, op-cit, p342.
31. Grimaud, La Diplomatie Algérienne…. op-cit, p253.
32. Grimaud, La Diplomatie Algerienne…. op-cit, p254
33. Ibid, p255.
Herman Charles, "Changing Course: When Gouverment :‫ نقال عن‬،19‫ ص‬،‫ مرجع سبق ذكره‬،‫ بالحبيب‬.14
choose to redirect Foreign policy", International studies, Quetely n01, vol, 43, 1991,
p321.
35. Aluko olajide, "The Foreign Policy of African states in the 1990", Round Table, Jan 1993. vol
317, Issue, 1, p33.
36. Grimaudn op-cit, p255.
37. Caroline Ardovin, « économie Algérienne : quelles perspectives ?» , Monde Arabe-Magreb,
Machrek, N°149, juillet septembre 1995, P113.
‫‪38. Belkaid, Op.cit, p342.‬‬
‫*‪ -‬توجه السيدان رضا مالك وعلي هارون إلى كل من هولندا‪ ،‬الدنمارك والسويد في ‪.3662/11/32‬‬
‫**‪-‬وقع سانت إيجيديو )‪ (saint Egidio‬بروما‪ ،‬في جانفي ‪ ،3661‬بين مجموعة من القوى السياسية الجزائرية‬
‫أبرزها جبهة اإلنقاذ المنحلة‪ ،‬جبهة التحرير الوطني‪ ،‬جبهة القوى االشتراكية‪...‬‬
‫‪ .16‬حديث للسيد أحمد عطاف وزير الخارجية لإلذاعة الجزائرية‪ 22( ،‬أوت ‪.)3669‬‬
‫‪40. Rachid Tlemçani, les conditions d’émergence d’un nouvel autoritarisme en Algérie, R.E.M.M,‬‬
‫‪1995, P 109.‬‬
‫‪41. Miloud Chenoufi, Politique étrangère: sortir le régime de l’isolement auncrer le pays dans la‬‬
‫‪dépendance, moyen orient, N°: 07, Aout – septembre 2010, P43.‬‬
‫‪ .42‬أنظر‪ :‬عبد القادر مشري‪ ،‬النخبة الحاكمة في الج ازئر (‪ ،)2112-3616‬أطروحة دكتوراه في في العلوم السياسية‬
‫جامعة الجزائر ‪.2111‬‬
‫‪ .41‬نفس المرجع‪ ،‬ص ص ‪،112-141‬‬
‫‪ .44‬عبد الحميد معمري‪ ،‬األزمة الجزائرية‪ ،‬المستقبل العربي‪ ،‬السنة ‪ ،32‬عدد ‪ ،312‬فيفري ‪ ،3669‬ص‪.19‬‬
‫‪45. Chennoufi, op.cit, p42..‬‬
‫‪ .49‬عبد القادر مشري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪-Yahia H. Zoubir, « The resurgence of Algeria’s, Foreign policy in twenty first century », in Michel 47‬‬
‫‪Bonner and other (Ed), Islam, Democracy and the state in Algeria, London and New York, Rutledge‬‬
‫‪ .47‬يحي‪.‬ح‪.‬زوبير‪ »،‬جدلية السياسة الخارجية الجزائرية من ‪ 2334‬ليومنا هذا « ‪،‬في دمحم يحياوي (تحرير)‪،‬أفاق الجزائر‬
‫‪ ،4222‬الدمقراطية و التطور‪.‬ترجمة مشوام بو شامة (وهران‪ ،‬دارالغرب ‪،4229،‬ص ‪422 - 231‬‬

You might also like