You are on page 1of 71

‫مي زيادة‬

‫أديبة وكاتبة فلسطينية‬

‫مي زيادة (‪ )1941-1886‬أديبة وكاتبة عربية ُو لدت‬


‫في الناصرة عام ‪ ،1886‬اسمها األصلي كان ماري‬
‫إلياس زيادة‪ ،‬واختارت لنفسها اسم مي فيما بعد‪.‬‬
‫أتقنت مي تسع لغات هي‪ :‬العربية‪ ،‬والفرنسية‬
‫واإلنجليزية واأللمانية واإليطالية واإلسبانية‬
‫والسريانية‪]2[.‬‬ ‫والالتينية واليونانية‬
‫مي زيادة‬

‫معلومات شخصية‬
‫ماري إلياس زيادة‬ ‫اسم الوالدة‬
‫‪ 11‬فبراير ‪1886‬‬ ‫الميالد‬
‫فلسطين‬
‫‪ 17‬أكتوبر ‪ 55( 1941‬سنة)‬ ‫الوفاة‬
‫القاهرة‬
‫الدولة العثمانية (‪)1914–1886‬‬ ‫مواطنة‬
‫السلطنة المصرية (‪)1922–1914‬‬
‫المملكة المصرية (‪)1941–1922‬‬
‫الحياة العملية‬
‫مي زيادة‪ ،‬وإيزيس كوبيا[‪ ،]1‬و‪Isis‬‬ ‫االسم األدبي‬
‫‪Copia‬‬
‫مدرسة مار يوسف ‪ -‬عينطورة‬ ‫المدرسة األم‬
‫صاحب صالون أدبي‪ ،‬وشاعرة‪ ،‬وكاِت بة‪،‬‬ ‫المهنة‬
‫وروائية‪ ،‬ومترجمة‬
‫الفرنسية‪ ،‬واإلنجليزية‪ ،‬واأللمانية‪،‬‬ ‫اللغات‬
‫والعربية‪ ،‬واإليطالية‪ ،‬واإلسبانية‪،‬‬
‫والالتينية‪ ،‬واليونانية‪ ،‬والسريانية‬
‫بين الجزر والمد‪ :‬صفحات في اللغة‬ ‫أعمال بارزة‬
‫واآلداب والفن والحضارة‏‬
‫التوقيع‬

‫مؤلف‪:‬مي زيادة ‪ -‬ويكي مصدر‬


‫بوابة األدب‬
‫تعديل مصدري ‪ -‬تعديل‬
‫كانت مدينة الّناصرة موطن والدّي مي‪ ،‬فأُّم ها من أصل‬
‫سورّي إاّل أّن موطنها فهو فلسطين‪ ،‬ووالدها إلياس‬
‫زيادة أصلُه من ُلبنان‪ ]3[،‬كان معلًم ا في مدرسة األرض‬
‫المقدسة‪ ،‬كانت مهتمًة بدراسة اّللغة العربّي ة‪ ،‬وتعّلم‬
‫اّللغات األجنبّي ة‪ ،‬فتمّي زت مّي منذ صباها ونشرت‬
‫مقاالت أدبية ونقدية واجتماعية‪ ،‬أما عن حياتها‬
‫العاطفّي ة‪ ،‬فقد أحّب ت جبران خليل جبران على الرغم‬
‫من عدم لقاءهما؛ حيث دامت المراسالت بينهما‬
‫عشرين عامًا منذ عام ‪ 1911‬وحتى وفاة ُج بران في‬
‫نيويورك عام ‪ .1931‬سافرت إلى عدة دوٍل وعانت‬
‫من اضطرابات نفسية بعد أن أدخلها أقرباؤها إلى‬
‫مستشفى األمراض العقلية في لبنان لتلقّي‬
‫العالج‪]4[.‬‬

‫بدأت مّي زيادة أول مراحلها الّت عليمّي ة في مدارس‬


‫الّناصرة االبتدائّي ة ثّم تابعت دراستها الثانوّي ة في دير‬
‫الّر اهبات في َم نطقة عينطورة‪ ،‬ثم استكملت دراستها‬
‫في كلية اآلداب بالقاهرة‪.‬‬
‫أبدعت مي في َم جال الّص حافة‪ ،‬وكانت تنشر مقاالتها‬
‫في الصحافة المصرية‪ ،‬وُت مضي في ِن هايتها بأسماء‬
‫ُم ستعارة‪ ،‬كان من أسمائها المستعارة‪« :‬شجية‪ ،‬خالد‬
‫رأفت‪ ،‬إيزيس كوبيا‪ ،‬عائدة‪ ،‬كنار‪ ،‬السندبادة البحرية‬
‫األولى»‪ ]5[.‬كاَن ِل مي زيادة َد ور في الِّد فاع َع ن ُح قوق‬
‫الَم رأة‪ ،‬وِب ُم طالبة الُم ساواة َكما أّن ها اسَت حّق ت أن َت كون‬
‫راِئ دة ِم ن راِئ دات الَّنهضة الِّن سائية الَع ربَّي ة الَح ديثة‪،‬‬
‫َح يُث كاَن ت ُم تطلَع ة َع لى تاريخ المرأة في الَف ترة التي‬
‫َس َب قت َس جنها َف أكثرت ِم ن الِك تابة والُم حاضرات‬
‫والّندوات؛ ِل لُم طالبة ِب حقوق المرأة‪.‬‬

‫ُت وفيت َم ّي في ُم ستشفى الُم عادي في ‪ 17‬تشرين‬


‫األول ‪1941‬م في َم دينة القاهرة عن عمر ُي ناهز ‪55‬‬
‫عامًا ‪]6[.‬‬
‫َس نواُت ها األولى‬

‫الَّن شأة‬

‫ُو ِل دت مّي زيادة في فلسطين في مدينة الّناصرة‬


‫تحديدًا ‪ ،‬وذلك في الحادي عشر من شهر شباط عام‬
‫ماروني‪]7[،‬‬‫‪1886‬م‪ ،‬والُد ها هو إلياس زيادة‪ ]3[،‬وهو‬
‫أصلُه من ُلبنان‪ ،‬وكان معلًم ا في مدرسة األرض‬
‫المقدسة‪ ،‬أّم ا أُّم ها فهي ُن زهة معمر‪ ،‬وهي فلسطينّي ة‬
‫الجنسّي ة‪ ،‬والتي ُت عّد من أصحاب األدب الذين ُي عَنون‬
‫بحفظ األشعار‪ ،‬وقد َح ظيت األديبة مّي زيادة باهتمام‬
‫كبير من والديها كونها االبنة الوحيدة لهما بعد وفاة‬
‫فيها‪]3[:‬‬ ‫أخيها‪ ،‬ومّم ا قالته أُّم ها‬

‫أن من ينجْب مّي ًا‪ ،‬ال ُي نجْب غيرها‬


‫انتقل والُد ها للعيش في مدينة الّناصرة الفلسطينّي ة‬
‫في الّنصف الّث اني من القرن العشرين‪ ،‬وذلك بعد أن‬
‫كان يسكن في قرية شحتول في لبنان‪ ،‬وكانت مدينة‬
‫الّناصرة موطن اجتماع والدّي مي‪ ،‬فأُّم ها من أصل‬
‫سورّي إاّل أّن موطنها فهو فلسطين‪ ،‬ومن الجدير‬
‫بالِّذ كر أّن لخلفّي ة أِّم ها الّث قافّي ة واألدبّي ة سببًا في‬
‫إعجاب إلياس زيادة بها‪ ]8[]4[]3[.‬تلقت مّي مبادئ‬
‫القراءة والكتابة في قرية الناصرة‪ ،‬وقد انتقل والد مّي‬
‫«إلياس» هو وأسرته الصغيرة إلى لبنان وعمل‬
‫بالتدريس في قرية عينطورة‪ ،‬وهكذا فارقت مّي بلدة‬
‫الناصرة مرتع طفولتها وصباها‪ ،‬فكتبت مذكراتها‬
‫الناصرة‪]9[:‬‬ ‫لمدينة‬
‫إيه يا ناصرة! لن أنساك ما ُد مت حّي ة‪َ ،‬س أعيش‬
‫دومًا تلك الهنيهات الَع ذبة التي َق ضيتها في كنف‬
‫منازلك الصامتة‪ ،‬وسأَح ّف ظ نفسي الفتية ِذ كرى‬
‫ُه تافات َق لبي وَخ لَج ات أعماقي‪َ ،‬لقد ُكنت لي‬
‫َم دينة األزاِه ر الَع ذبة‪ ،‬وَم جاَل الّت نعم بأطايب‬
‫األوقاِت في وجودي‬

‫بعد دراسة مّي بدير المدينة التحقت بمدرسة راهبات‬


‫عينطورة لتدرس في القسم الداخلي بين عاميّ ‬
‫(‪)1903-1900‬م‪ .‬إلى جانب دراستها كانت مهتمًة‬
‫بدراسة اّللغة العربّي ة‪ ،‬وتعّلم اّللغات األجنبّي ة‪ ،‬فتمّي زت‬
‫مّي ونشرت مقاالت أدبية ونقدية واجتماعية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى جوانب أخرى تتعّلق بالفّن ‪ ،‬والغناء‬
‫والموسيقى‪ ،‬فتعّلمت العزف على آلة البيانو‪ ،‬ومّم ا‬
‫فيها‪]8[:‬‬ ‫قالت‬
‫إّن ها ُت نِّي ُلني أجنحة‪ ،‬وتطير بي إلى َع والَم ال َي طُر قها‬
‫َغ يرها‬

‫أما عن حياتها العاطفّي ة‪ ،‬فقد أحّب ت جبران خليل‬


‫جبران َع لى الُّر غم ِم ن َع دم ِل قاءهما؛ َح يُث داَم ت‬
‫الُم راسالت َب ينهما ِع شرين عامًا منذ عام ‪ 1911‬وحتى‬
‫َل‬
‫وفاة ُج بران في نيويورك عام ‪ ،1931‬م تتزوج مّي‬
‫بأحٍد من َب عد ُح بها لجبران‪َ ،‬ف عاشت فترة َع صيبة‬
‫وعاَن ت من الوحدة بعد وفاة أحبائها ومن كانوا َس ندها‬
‫في الحياة‪َ ،‬ف تفرّغ ت ِل لكتابة والِق راءة والّت أليف‪ ،‬وفي‬
‫عام ‪ 1932‬سافرت إلى عدة دوٍل ‪ ،‬عاَن ت ِم ن حالة‬
‫َن فسّي ة َص عبة‪َ ،‬ب عَد أن أدَخ َلها أقرباُؤ ها إلى ُم ستشفى‬
‫لتلق‬ ‫بنان‬ ‫األمراض العقلية في الَع صفورّي ة بُل‬
‫ّي‬
‫العالج‪]10[.‬‬
‫الَّت عليم‬

‫بدأت مّي زيادة أول مراحلها الّت عليمّي ة في مدارس‬


‫الّناصرة االبتدائّي ة‪ ،‬وعلى وجه التحديد في دير‬
‫المدينة الذي َذ كرته في ِك تاباِت ها‪ ،‬ثّم عاَد ت ِل موطن أبيها‬
‫في لبنان‪ ،‬وفي كسروان َت حديدًا وهي في ِس ّن الّر ابعة‬
‫عشر‪ ،‬ثّم تابعت دراستها الثانوّي ة في دير الّر اهبات في‬
‫َم نطقة عينطورة‪ ،‬وتعّر فت هناك َع لى األدب الفرنسي‬
‫والرومنسي الذي أخذ يروقها بشكٍل خاص‪ .‬كما‬
‫التحقت بعدة مدارس أخرى في لبنان عام ‪1904‬‬
‫لتنتقل العائلة بعدها عائدًة إلى الناصرة‪ ،‬ويشاع أنها‬
‫نشرت أولى مقاالتها في سن السادسة عشر‪ .‬إاّل أّن‬
‫ذلك لم ُي نسها المدينة التي ُو لدت فيها‪.‬‬

‫أجادت مي العزف على البيانو‪ ،‬وقرأت أشعار‬


‫الصوفيين العرب‪ ،‬وأعجبت إعجابًا كبيًر ا بابن الفارض‪،‬‬
‫وعلى أيدي الراهبات أجادت اللغة الفرنسية‪ ،‬وحفظت‬
‫الكثير من أشعار الفرنسيين أمثال دي موسيه‪،‬‬
‫والمرتين‪ .‬وفي عام ‪ 1904‬تخّر جت مي من مدرسة‬
‫الراهبات عينطورة ورجعت إلى الناصرة عند أهلها‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1908‬انتقلت مع أسرتها لإلقامة في‬
‫القاهرة‪ .‬دخلت الجامعة المصرية عام ‪1916‬م‪،‬‬
‫ودرست الفلسفة واآلداب وأتقنت اللغة الفرنسية‬
‫واإلنجليزية واإليطالية واأللمانية ولكن معرفتها‬
‫بالفرنسية كانت عميقة جدًا وكانت بدايات نشرها‬
‫بتلك اللغة في القاهرة‪ ،‬عملت بتدريس اللغتين‬
‫الفرنسية واإلنجليزية‪ ،‬وتابعت دراستها لأللمانية‬
‫واإلسبانية واإليطالية‪ .‬وفي الوقت ذاته‪ ،‬كما عكفت‬
‫على إتقان اللغة العربية‪ ،‬فكتبت بهذه اللغات في‬
‫الصحف حول قضايا الثقافة‪ ،‬وقضية نهضة الِّن ساء‬
‫العرب والشرقيات عامة وحول اللغة العربية ونهضة‬
‫األمم الشرقية‪ ،‬كما أّن ها دخلت مسيرة الّت ربية والّت عليم‬
‫فيها‪]4[.‬‬ ‫فعملت‬
‫تفوقت مّي زيادة في الدراسة والتحصيل العلمي‪.‬‬
‫وأكسبها اّط الُع ها الواِس ع َع لى الّت راث الَع ربي‪ ،‬واألدب‬
‫األوروبي فصاحًة وتعبيًر ا واضًح ا‪ .‬ومنحها الترحال‬
‫بين كسروان ويافا وحيفا وبيروت والناصرة والقاهرة‬
‫ثقًة عاليًة ِب نفسها‪ ،‬وَم عرفة َع ميقة ِب معاناِة السكان‬
‫وحاجاِت هم وأحواِل هم‪َ .‬ف َت ح َلها التعليم والصحافة‬
‫أبواَب الصداقة والَّت عارف َم ع صحفيين ومفكرين‬
‫وأدباء َكثيرون في لبنان ومصر وبالد المهجر‪ .‬أفادت‬
‫من ثقافة والديها الُم تعلمين‪ ،‬وِم ن ُم الحظات أساِت ذتها‬
‫وِع لمهم‪ ،‬كما تأثرت بأسلوب َع دد ِم ن راِئ دات الّنهضة‬
‫ورّو ادها ومن بين هؤالء‪ :‬أحمد لطفي السيد الذي‬
‫ُس مي «أستاذ الجيل» وكان أستاًذ ا للدكتور طه‬
‫حسين‪ ،‬وتردد أحمد لطفي السيد والدكتور طه حسين‬
‫إلى صالون مّي األسبوعي‪ .‬تأثرت مي بفارس الخوري‬
‫وفخري البارودي وخليل مردم وخليل مطران وأحمد‬
‫حسن الزيات وتوفيق الحكيم وروز اليوسف والدكتور‬
‫أنيس المقدسي وشكيب أرسالن وأنستاس ماري‬
‫الكرملي والدكتور يعقوب صّر وف صاحب مجلة‬
‫(المقتطف) وجبران خليل جبران وعباس محمود‬
‫العقاد وأسلوب الشيخ مصطفى عبد الرازق وأسلوب‬
‫المتقن‪]11[.‬‬ ‫مصطفى صادق الرافعي ونثره‬

‫االنِت قال إلى َم صر‬

‫انَت قلت َم ي زيادة إلى مصر َس نة ‪ ،1907‬أقاَم ت في‬


‫العاِص مة القاهرة‪ ،‬حيُث َع ملت ِب تدريس اُّللغتين‬
‫الفرنسية واإلنجليزية‪ ،‬وقاَم ت ِب دراسة األلمانية‬
‫واإلسبانية واإليطالية‪ .‬وفي الَو قت ذاته‪َ ،‬ب ذلت الُج هد‬
‫في إتقان الُّلغة الَع ربية والَّت عبير ِب ها وفيما َب عد‪ ،‬تاَب عت‬
‫في جامعة القاهرة ِد راسة األدب العربي والتاريخ‬
‫اإلسالمي والفلسفة‪ ]6[.‬بعد أن تخّر جت من كلية‬
‫اآلداب في القاهرة‪ُ ،‬و لدت فكرة مي بإنشاء صالونها‬
‫األدبّي الخاص‪ ،‬وعقدِه كل ثالثاء من كل أسبوع وقد‬
‫امتازت بسعة األفق ودقة الشعور وجمال اللغة‪ .‬كما‬
‫أنها نشرت مقاالٍت وأبحاثًا في الُص حف والمجالت‬
‫المصرّي ة‪ ،‬مثل المقطم‪ ،‬واألهرام‪ ،‬والزهور‪،‬‬
‫والمحروسة‪ ،‬والهالل‪ ،‬والمقتطف‪ .‬أما الكتب‪ ،‬فقد كان‬
‫باكورة إنتاجها في عام ‪ 1911‬ديوان شعر كتبته‬
‫باللغة الفرنسية وأول أعمالها بالفرنسية كان بعنوان‬
‫«أزاهير حلم»‪ .‬وفيما بعد صدر لها «باحثة البادية»‬
‫عام ‪ ،1920‬و«كلمات وإشارات» عام ‪،1922‬‬
‫و«المساواة» عام ‪ ،1923‬و«ظلمات وأشعة» عام‬
‫‪ ،1923‬و«بين الجزر والمد» عام ‪،1924‬‬
‫‪]8[.1924‬‬ ‫و«الصحائف» عام‬

‫حياُت ها في َم صر‬

‫َع مُلها في الَّص حافة‬

‫ُت عّد مّي مّم ن أبدعوا في َم جال الّص حافة‪ ،‬فكانت‬


‫تكتب المقاالت ذي األثر االجتماعّي في الّص حافة‬
‫المصرّي ة‪ ،‬ومن الُّص حف التي كتبت فيها صحيفة‬
‫«المحروسة» التي كان لها فيها باب خاص وثابت‬
‫اسمه «يومّي ات فتاة»‪ ،‬كاَن ت تستعرض في هذا الباب‬
‫َم قاالِت ها وُت مضي في ِن هايتها بأسماء ُم ستعارة‪ ،‬كان من‬
‫أسمائها المستعارة‪« :‬شجية‪ ،‬خالد رأفت‪ ،‬إيزيس كوبيا‪،‬‬
‫عائدة‪ ،‬كنار‪ ،‬السندبادة البحرية األولى»‪ .‬ومّم ا أضافته‬
‫مّي إلى َع ملها في سنة ‪ 1926‬أّن ها ابَت كرت باًب ا َج ديًد ا‬
‫في َص حيفة «الّس ياسة األسبوعّي ة» وَت سِم يٌت ه «َخ لّي ة‬
‫الّنحل»‪ ،‬وكاَن هذا الباب قاِئ مًا َع لى أساس األسِئ لة‬
‫َو األجِو بة الّص اِد َر ة ِم ّم ن ُي ريُد من ُق ّر اء الّص حيفة أن‬
‫لى ؤال طروح‪]12[.‬‬
‫َم‬ ‫َي سأل ُس ؤاًال أو ُي جيَب َع ُس‬

‫َز ادت مّي زيادة ِم ن إقبال الِف ئة الّش بابّي ة َع لى الِق راءة‬
‫ِم ن الَج ريدة بإنشائها باب خلّي ة الّنحل الّت فاعلّي ‪َ ،‬و ِب هذا‬
‫َت كوُن َق د أضاَف ت عاِم ًال ُم همًا في الّص حافة‪ ،‬وَم ع أّن‬
‫هذا الباب ُي عُّد َع ملها «الفن » األول في الّص حافة إاّل‬
‫ّي‬
‫أّن ه كاَن األخير؛ أِل ّن ها فّض لت أن َت كون كاِت بة َغ ير ُم قَّي دة‬
‫َلُه م‪]13[.‬‬
‫بأَح د وأْن َت كوَن ُح ّر ة ال َت خَت ِل ط َم ع َم ن َت كتب‬
‫حاَو لت َص حيفة «األهرام» أن َت جتذب َم ي ِل َت كون‬
‫ُع ضًو ا في أسرة َت حريرها وأَع ّد ت َلها َم كتًب ا خاًص ا في‬
‫ُغ رفة َر ئيس الّت حرير‪ ،‬ولكّنها َر فضت الَع رض‪ ،‬وَبِق يت‬
‫ة‪]5[.‬‬
‫ِص لتها قاِئ مًة َع لى الِك تابة الُح ّر‬

‫الَّص الون األدبّي‬

‫ُو لدت ِف كرة مي زيادة بصالونها األدبي في َف ترة َت حّو ل‬


‫َج ذرٍي شاِم ٍل في َج ميع َم ناحي الحياة‪َ ،‬ب عد الَّد عوة إلى‬
‫االستقالل السياسي‪ ،‬وُظ هور الَّر غبة الُم لّح ة في الحرّي ة‬
‫المرأة‪]14[،‬‬ ‫الفردّي ة والمساواة‪ ،‬والدعوة إلى تحرير‬
‫فكانت بداية انعقاد صالون مي ‪ 24‬نيسان‬
‫‪1913‬م‪ ]16[]15[،‬حيُث َو قفت في خطاٍب ألول َم رة‬
‫في بهو الجامعة المصرية‪ ،‬إللقاء َكلمة جبران خليل‬
‫جبران نيابًة عنه اشتراكًا في َت كريم الشاعر خليل‬
‫مطران‪ ،‬وفي نهايِة الَكلمة َو ّج هت الَّد عوة ِل عقد صالون‬
‫أدبي في َم نِز لها‪َ ،‬ف تلقت َي ومها َت شجيعًا كبيرًا من‬
‫الحاضرين‪ ،‬وبعد ذلك ابتدأ يجتمع في بيتها َم جموعة‬
‫ِم ن األشخاص الذين َح َض روا صالونها األدبي كل يوم‬
‫ثالثاء من كل أسبوع‪ ،‬وبقي أعوامًا َت حت ِرئاسة‬
‫الشاعر إسماعيل صبري‪ .‬كاَن الصالون في باِد ئ‬
‫انِع قاده عام ‪ُ 1913‬ي عقد بمسكنها في الّط ابق العلوي‬
‫باشا‪]17[،‬‬ ‫من َم باني جريدة األهرام في شارع مظلوم‬
‫واستقطبت فيه المفكرين والكّت اب والشعراء‪،‬‬
‫وَن وعياٍت ُم ختلفة ِم ن علّي ة الَق وم واألثرياء واألدباء‬
‫المعدومين ومنهم إسماعيل صبري‪ ،‬منصور فهمي‪،‬‬
‫ولي الدين يكن‪ ،‬أحمد لطفي السيد‪ ،‬أحمد زكي‪ ،‬رشيد‬
‫رضا‪ ،‬محيي الدين رضا‪ ،‬مصطفي عبد الرازق‪ ،‬األمير‬
‫مصطفي الشهابي‪ ،‬أمين المعلوف‪ ،‬الدكتور يعقوب‬
‫صروف‪ ،‬الدكتور شبلي شميل‪ ،‬سالمة موسى‪،‬‬
‫إسماعيل مظهر‪ ،‬محمد حسين المرصفي‪ ،‬أحمد شوقي‪،‬‬
‫خليل مطران‪ ،‬إبراهيم المازني‪ ،‬عباس محمود العقاد‪،‬‬
‫أنطون الجميل‪ ،‬مصطفى صادق الرافعي‪ ،‬طه حسين‪،‬‬
‫داوود بركات‪ ،‬زكي مبارك‪ ،‬عبد الرحمن‬
‫شكري‪ ]19[]18[]17[]16[.‬وكان صالونها واسعًا رحبًا‪،‬‬
‫اختارت أثاثه بنفسها‪ ،‬وعلقت في صدره أبيات من‬
‫اإلمام الشافعي وهي‪:‬‬

‫إذا شئت أن تحيا سليمًا من األذى وذنبك موفور‬


‫وعرضك صينُ ‬

‫لسانك ال تذكر به عورة امرئ فكلك عورات‬


‫وللناس ألسنُ ‬

‫وعينك إن أبدت إليك معايبًا فصنها وقل يا عين‬


‫للناس أعين‬

‫وعاشر بمعروف‪ ،‬وسامح من اعتدى وفارق‪ ،‬ولكن‬


‫بالتي هي أحسنُ ‬
‫كانت ُت قدم شراب الورد أو القهوة في صالونها َع لى‬
‫الَّط ريقة الَّش رقية‪ ،‬وَكاَن ت َت جلس في َص دِره ُت رّح ب‬
‫ِب ضيوِف ها‪ ]16[.‬وكاَن صالونها الّص الون األدبي الَو حيد‬
‫في مصر الذي ُت ديره امرأة وتستقبل فيه ضيوفًا من‬
‫الجنسين‪ ]20[.‬تمّي ز بما فيه من حرّي ة فكرّي ة‬
‫واجتماعّي ة وحركة ثقافّي ة وّف رها كٌّل من المضيفة‬
‫والضيوف‪ ،‬وشّكل منبعًا لإلنتاج األدبي‪ ،‬وهي أحد‬
‫أسباب نجاح هذا الصالون‪ ]20[]14[،‬فأثرت في أدباء‬
‫عصرها من الناحيتين اإلنسانية والفنية‪ ،‬كان َح ديثها‬
‫يغلب عليه التسامح والود والَّت هذيب الَّر فيع والفكر‬
‫العميق‪ ]16[،‬فكاَن ت تحرص على إفساح الَم جال‬
‫َلزائريها ِل ُي عطي كل منهم رأيه‪َ ،‬ف ال َي شعر أحد‬
‫مجلسها‪]16[.‬‬ ‫باالغتراب في‬

‫أما الُم رتادون َف كانوا َي تحدثون في َش تى الَم واضيع‬


‫الفكرية واألدبية‪ ،‬وَي تكلموَن بالعربية أو ِب غيرها ِم ن‬
‫اللغات األجنبية‪ ،‬أّم ا َم ي فكاَن حديثها دائمًا باللغة‬
‫العربية الفصحى‪ ،‬وكاَن ت في صالونها وأحاديثها ُت باعد‬
‫َب ينها وَب ين الّت يارات الِح زبية والَّت عصبية‪َ ،‬ف ما‬
‫استطاَع ت أن ُت دير َلها َظ هرها والُم جتمع ُي عاني ِم ن‬
‫ُه مومه‪ ،‬كاَن ت ِس مة صالونها األساسية أنه أدبي فكري‪،‬‬
‫ولم يكن اجتماعًي ا أو سياسيًا‪ ،‬وكاَن الطابع ُه و الّط ابع‬
‫األدبي اّلذي َلم َي تغير‪ ]16[.‬كان أبرز أهداف صالونها‬
‫الَب حث َع ن إنشاء َج ديد ُي قّر ب َب ين َط رفي اللغة‬
‫الفصحى التقليدية والُّلغة العامية‪ ،‬والَّت قريب َب ين الِف كر‬
‫الشرقي والغربي بواسطة تعريب الروائع األوروبية‪،‬‬
‫وُم ناقشة الُكتب الَج ديدة والَق صاِئ د الَح ديثة‬
‫والَح مالت الّص حفية‪ ]16[.‬كما كاَن ِل مي وصالونها َد وٌر‬
‫في المعارك الفكرية في ذاَك الَو قت‪َ ،‬ش هدت مصر في‬
‫الِع شرينيات والثالثينيات َم عاِرَك ِف كرية َع ديدة‪ ،‬وَلم‬
‫َت كن مي في عزلة َع ن تلك الَم عارك الفكرية‪ ،‬وكان‬
‫بمقدورها أن ُت ؤثر في الَكثير ِم ن األحداِث ِب تدخلها‪،‬‬
‫لكّنها كاَن ت ال َت تدخل َت دخًال مباشرًا ‪َ ]16[.‬لقد استمر‬
‫صالون َم ي ُق رابة َخ مسة وعشرين عامًا ُم تواِص لة ال‬
‫َي ثنيها َع ن ذلك طاِرئ ِم ن َم رض أو سفر‪ ،‬وِه ي أطول‬
‫َف ترة رفها صالون أدبي في الشرق أو الغرب‪]20[]16[.‬‬
‫َع‬

‫أَخ َذ ت َم ي َع ن واِل دها المعلم والصحفي وصاِح ب‬


‫جريدة «الَم حروسة» الُق درة َع لى ُم حاورة ِرجال الفكر‬
‫والقلم‪ .‬وإتقاِن ها اللغات األجَن ِب ية واالطالع الواِس ع َع لى‬
‫ُم ختلف ألواِن الثقافة‪ ،‬وتوّف ر فيها ُم قومات ُق وة‬
‫الُح ضور والتأثير‪ ،‬وَب راَع ِت ها في إدارة حوار َج َلسات‬
‫الصالون‪ ،‬فكاَن أحد أسباب َن جاح صالونها وُش هرتها‬
‫َب راَع تها في إدارة الحوار‪ ،‬وكاَن ت ِح واراتها حاِف زًا‬
‫ِل إلنتاج اإلبداعّي والفكرّي ‪َ ،‬ف كانت ِم ن األواِئ ل اّلذين‬
‫ُد عوا إِل قامة ُج سور ِم ن الحوار والَّت فاهم والَّت بادل َب ين‬
‫الثقافات اإلنسانّي‬
‫ة‪]22[]21[.‬‬

‫َذ كر عباس محمود العقاد أحد ُر واد صالونها َب راعتها‬


‫في إدارة الحوار وتوجيهه ََف قال‪]20[:‬‬
‫ما َت تحدث ِب ه مي ُم مِت ع كاّلذي َت كتبه َب عد ُر ؤية‬
‫وَت حضير‪َ ،‬ف قد َو هبت َم لكة الَح ديث‪ ،‬وِه َي ملكة‬
‫الَّت وجيه وإدارة الَح ديث َب ين َم جلس الُم ختلفين‬
‫في الرأي والمزاج والثقافة واللغة‬

‫أدباء َي صفون صالون َم ي‬

‫‪]20[:‬‬ ‫َو َص ف د‪ .‬طه حسين صالونها قائاًل‬

‫كاَن صالونًا ديمقراطيًا مفتوحًا‪ ،‬وقد َظ للت أتردد‬


‫َع ليه أّي ام الثالثاء إلى أن سافرُت إلى أوروبا‬
‫ِلُم تابعة الِّد راسة‪ ،‬وأعََج بني ِم نُه اِّت ساَع ه ِل مذاهب‬
‫الَق ول وأشتاِت الكالم وُف نون األدب‪ ،‬وأعَج َب ني ِم نُه‬
‫أّن ه َم كان ِل لحديِث ِب كل لسان‪ ،‬وُم نتدى ِل لكالم في‬
‫ُكل ِع لم‪.‬‬

‫أّم ا الشاعر إسماعيل صبري اّلذي اضطر ِل لغياب َع ن‬


‫عتذ ا ن ال ياب قا اًل ‪]16[:‬‬
‫ِئ‬ ‫الَّص الون‪َ ،‬ف كتَب ُم ًر َع ِغ‬
‫روحي َع لى بعِض دور الحي حاِئ مة َكظاِم ئ الطير‬
‫حواًم ا َع لى الماء‪ ،‬إن َلم أمتع ِب مي ناظري غدا‬
‫أنَكرت ُص بحك يا يوم الثالثاء‬

‫بولص‪]16[:‬‬ ‫وَي قوُل الّد كتور مترى‬


‫َلم َي ُكن صالون مي واقفًا َع لى ِف ئة ِم ن الُم ؤلفين‬
‫الُم نتميَن إلى َط بقة أو اّت جاه دوَن ِف ئة أخرى‪ ،‬إاّل‬
‫أّن ه في َم نحاُه االجِت ماعي كاَن واقفًا َع لى الفئة‬
‫الفنّي ة‪ ..‬واألدب َت حول في صالون مي إلى تياٍر‬
‫ِف كرّي َب عيد َع ن الَّت يارات االجِت ماعّي ة والسياسية‬
‫اّلتي كاَن َي ضطرُب ِب ها المجتمع المصري‪ ،‬وِب ذلك‬
‫َن أت مي باألدب َع ن االلِت زام االجِت ماعي الواِق عي‪،‬‬
‫وَح َص رتُه في ُبرج عاجي ُت طل ِم نُه َع لى الّناس‪،‬‬
‫وإن صالون مي في جانٍب ِم ن َج وانبه اإليجابية‬
‫َلدليل َع لى رقي الِف كر وُس مّو الثقافة‪ ،‬إال أنه من‬
‫ناحيته الَّس لبية سمة ِم ن ِس مات َن زعتها الَف ردّي ة‪،‬‬
‫وأرستقراطيتها الِف كرّي ة‪ ..‬وهذا ما َج َع ل صالونها‬
‫عيد األصوِل َع ن الشعب ُم نقطع الِّص لة بالعادّي ين‬
‫من الناس‬
‫—مترى بولص‬
‫وأما أمير الشعراء أحمد شوقي َف ترجم انِط باعاته َع ن‬
‫ي وصالونها بقصيدة قوُل فيها‪]24[]23[]20[:‬‬
‫َي‬ ‫َم‬

‫ُأ سائُل خاطرْي عّم ا سباني‬

‫البيا‬ ‫ُن‬ ‫ْس‬ ‫ُح‬ ‫ْم‬ ‫أ‬ ‫أُح ْس ُن الَخ ْل‬


‫ِن‬ ‫ِق‬

‫رأيُت تنافَس الُح ْس نيِن فيها‬

‫ِن‬ ‫عاشقا‬ ‫”‬ ‫َة‬ ‫ّي‬ ‫ِلَم‬ ‫”‬ ‫هما‬ ‫ّن‬‫كأ‬

‫زار صالون مي اثنان من المفكرين األمريكيين‪ ،‬كان‬


‫أَح دهم ِه نرى جايمس الَق صصي األمريكي وهو شقيق‬
‫وليم جايمس العالم النفسي الَم شهور‪ ،‬وكانت مي‬
‫المثقفة‪]16[.‬‬ ‫َم عُه ما مثاًال للمرأة الشرقية‬
‫َف ن الُم راَس لة‬

‫راسلت مّي زيادة أعالم عصرها من سياسيين‬


‫ومفكرين وصحفيين وشعراء وكتاب‪ ،‬وراسلت عدًد ا‬
‫من الناشطات في الحركة النسائية في سوريا ولبنان‬
‫ومصر‪ ،‬وممن راسلتهم وراسلوها‪ :‬الشاعر واألديب‬
‫جبران خليل جبران‪ ،‬وتأثرت بأسلوبه إذ كانت مّي في‬
‫الشرق‪ ،‬وكان حبران مهاجًر ا إلى الواليات المتحدة‬
‫األمريكية في أقصى الغرب‪ ،‬وراسلت دكتور يعقوب‬
‫صروف ونشرت في مجلته (المقتطف) مقاالت‬
‫وخواطر‪ ،‬وعّد ته أستاذها‪ ،‬وروز اليوسف صاحبة مجلة‬
‫روز اليوسف التي َت حِم ل اسَم ها‪ ،‬والشيخ مصطفى عبد‬
‫الرازق‪ ،‬والمستشرق إتوري روسي‪ ،‬ومحمد لطفي‬
‫جمعة‪ ،‬والدكتور مرشد خاطر‪ ،‬وباحثة البادية ملك‬
‫حفني ناصف‪ ،‬واألمير عبد القادر الجزائري‪ ،‬واألديب‬
‫عباس محمود العقاد‪ ،‬والشاعر خليل مطران‪.‬‬
‫َط ّو رت مّي فن الُم راسلة َم ضموًن ا وشكاًل مثل‪ :‬األسِئ لة‬
‫الُو جودية‪ ،‬والَو صف الباِرع ِل تحوالت الّط بيعة‪،‬‬
‫والّنجوى الّد اخلية‪ ،‬وَن قد الكتب‪ ،‬وحقوق المرأة‪ ،‬كاَن‬
‫أسلوُبها َي قوُم َع لى ُح سن االنتقال إلى الفكرة الرئيسية‬
‫وَب راعة الُم حاورة‪ ،‬ودّق ة العبارة والتكثيف‪ ،‬والطرافة‬
‫والطالوة والوضوح‪ ،‬وَج علت ِم ن الرسالة ِم حوًر ا ِف كرًي ا‬
‫ال َع القَة َلُه بالعاطفة‪ ،‬كاَن ت َت صُّب في رساِئ لها ثقافتها‬
‫الواسعة وقلبها وعقلها‪ ،‬كتبت مّي رسالة إلى إميل‬
‫زيدان ناشر كتابها سوانح فتاة في تموز عام ‪1922‬‬
‫تقول‪:‬‬

‫وأّم ا َكلماتك الُم شّج عة الّد الة َع لى َن فس‪ ،‬فيها ِم َن‬


‫الِّر قة ِب قَد ر ما فيها ِم َن الَّت وقد فإني أتلقاها بالَّت مني‬
‫الحار ِب تحقيق آماِل ك‬

‫َكَت بت ِرساَلة إلى األمير خالد الجزائري‪َ ،‬ح فيد األمير‬


‫عبد القادر الجزائري‪ ]25[،‬الُم قيم في بيروت َت شكُر ه‬
‫َع لى اهِت ماِم ه ِب أخباِرها وُت ظِه ر اهِت ماَم ها ِل ُكل َف رٍد ِم ن‬
‫أفراد ُأ س ته‪ :‬البنات واألبناء‪ ،‬وقالت‪]11[:‬‬
‫َر‬

‫أوُّد أن َي كتب إلي ُكل واحٍد ِم نهم بالُّلغة التي‬


‫َت روُق ه‪َ ،‬ف ُي حدثني َع ن ُد روِس ه وَع ن ُكِّل ما َي ُه مه ِم ن‬
‫الُّش ؤون‬

‫َكتبت إلى عباس محمود العقاد َب عد ِق راءتها ِك تابه‬


‫(الُف صول) اّلذي أهداُه إليها‪َ ،‬و َو َق فت ِع نَد الَف صل اّلذي‬
‫انَت قد فيِه كتاب جبران خليل جبران (المواكب) كاِش ًف ا‬
‫فيه أخطاء لغوية‪ ،‬وآَلمتها َق سوته بوصف أسلوب‬
‫جبران‪َ ،‬ف كتبت َت قول‪:‬‬

‫الحظت قسوتك على جبران‪ ،‬وإن كنت أوافقك‬


‫على بعض ما قلت‪ ،‬وأعارضك في بعضه اآلخر‪ ،‬وال‬
‫تتسع الرسالة ألقول لك ما أوافقك عليه وما‬
‫أعارضك فيه‬
‫وكتبت إلى الدكتور يعقوب صّر وف منتقدة أداء‬
‫الصحافة قاِئ لة‪:‬‬

‫أفهم باالختبار أَّن النقد عمٌل شاق وَد قيق‪،‬‬


‫َي ستغرق وقًت ا طوياًل ‪ ،‬وَي َت طلب َم عرفًة واسعًة‬
‫وذوًق ا مهذًب ا وبصيرة شفافة‪ ،‬وإحساًس ا حًي ا يفهم‬
‫العدل كما يفهم الجمال‪ ،‬وكما يفهم أنظمة الحياة‪،‬‬
‫فهو بذلك غير َم يسور ِل ُكل من اّد عى ِح مل ِل وائه‪.‬‬
‫والُّص حف في شاِغ ل النهاكهما بالمشاكل السياسية‬
‫والقومية‪ِ ،‬ل تعرَض َع لى األقل أسماُء الُكتل الّص اِد رة‬
‫َح ديّث ا َكي َي نتفع القارئ باالِّط الِع َع ليها‬

‫وكتبت إليه أيًض ا رسالة تشير إلى أهمية الصحافة‬


‫قائلة‪[:‬بحاجة لمصدر]‬ ‫ودور (المقتطف)‪،‬‬

‫الُم ساعدة التي َق دمها صاِح ب الُم قتطف ِل لحركة‬


‫الِّن سائية في ُكل الشرق أعظم ِم ن َم جموعة‬
‫الِخ دمة التي َت قوُم ِب ها َج ميع ِن سائنا‬
‫تبادلت أيًض ا رسائل َع ديدة مع محمد لطفي جمعة‬
‫اّلذي حاَو َر ته وُأ عجبت ِب أفكاره‪ ،‬وكاَن َم وضوع إحدى‬
‫َر سائلها َع ن َم ضمون ِك تاِب ه (ليالي الّر وح الحاِئ ر) الذي‬
‫أصَد ره عام ‪ 1912‬في القاهرة وأهداه إليها‪ .‬وفي‬
‫ِرسالة ُم ؤرخة في ‪ 24‬أيلول عام ‪َ 1913‬كتبت إليه‬
‫َت قول‪]25[:‬‬
‫جاَء في ِك تاِب َك يا سيدي َف صٌل ُع نواُن ه (الّر وح‬
‫الُم هتدي) وأراني ُم ضطرة إلى اإلقراِر ِب جماِل ه‪ ،‬وإن‬
‫ساَء ني ِم نُه إصراُر ك َع لى ُظ لم ِج نسنا الَم سكين‪،‬‬
‫َف ضًال َع ن الُّت هم الَف ظيعة التي َت تِه ُم ني ِب ها‪َ ،‬لقد َش ّق‬
‫َع لي ُظ لمك أكثر ِم ن ُت همك‪ ،‬أِل ني أوثر أن أكوَن‬
‫َم ظلومة َو حدي َع لى أن َي كون ِج نسي َج ميُع ه‬
‫َم ظلومًا‪ .‬وإّن ِم ن الُّظ لم الَم قصود ما ال َت طيُق ه‬
‫األرواح‪ .‬يا سيدي األستاذ؛ َلقد َت ألمنا كثيرًا وصمتنا‬
‫طويًال‪ ،‬وها َن حُن جامعاٌت كما بقي ِم ن عزائٍم‬
‫هاَن ت َع لى ُص روف الَّد هر‪َ ،‬ن جمعها وَن تحفز‬
‫ِل لنهوض‪َ ،‬ف نحن ِب ال حاَج ة إلى ُم ساعدة األيدي‬
‫القوية‪ُ ،‬ن ريد ُق لوب جا َح ساسة َت شفق‪ ،‬وأقالمًا‬
‫ِر ٍل‬
‫قاِد رة ُت شجع‪ ،‬وِب دون هذه الُم ساعدة ال َت ِت م َن هضتنا‬
‫إال ِب بطء ال َن تمناه‪ .‬يا َس يدي األستاذ‪ ،‬ال َي َس ُع ني ُه نا‬
‫إال ُش كرك َع لى ما َت فضلت ِب ه من ِع باراِت الثناء‬
‫والتشجيع‪ ،‬وَلقد َذ كرتني ِب قول َح كيٍم ِه ندي‪ :‬إذا‬
‫ِش ئَت أن َت نبه إلى َم حبة األعماِل العظيمِة في َن فِس‬
‫امرئ‪ ،‬باِل غ ِب مدِح َح سناِت ه وإن كاَن ت َص غيرة‬

‫قاَل لها فارس الخوري رئيس وزراء سوريا األسبق في‬


‫ولبنان‪]25[:‬‬ ‫رسالة َي حُث ها فيها َع لى ِزيارة سوريا‬

‫َز وجتي َكثيرة الَّت حدث َع نِك والَّش وُق إليك‪،‬‬


‫والّناس أربعُة أصناف‪َ :‬ص ديٌق ال َع شير‪ ،‬وَع شيٌر ال‬
‫َص ديق‪ ،‬وال َع شيٌر وال َص ديق‪ ،‬وَص ديٌق وَع شير‪،‬‬
‫وختم رسالته بالقول‪" :‬يعُّز علّي أن أختم هذه‬
‫الرسالة وأقطع ما أشعر به وأنا أكتبها من لذة‬
‫النجوى‬

‫وُي لحظ في رساِئ لها َع دم إصدار األحكام إال ِب روّي ة‬


‫واّت زان وَب عد اطالٍع كاٍف َع لى الَم وضوع الَم عنّي ‪،‬‬
‫واإليجاز‪]26[.‬‬ ‫واحِت رام الُم خاَط ب‪ ،‬والَم وضوعية‬
‫الِّد فاع َع ن ُح قوق المرأة‬

‫كاَن ِل مي َد ور في الِّد فاع َع ن ُح قوق الَم رأة‪ ،‬وِب ُم طالبة‬


‫الُم ساواة َكما أّن ها اسَت حّق ت أن َت كون راِئ دة ِم ن راِئ دات‬
‫الَّنهضة الِّن سائية الَع ربَّي ة الَح ديثة‪َ ،‬ح يُث كاَن ت ُم تطلَع ة‬
‫َع لى تاريخ المرأة في الَف ترة التي َس َب قت َس جنها‬
‫َف أكثرت ِم ن الِك تابة والُم حاضرات والّندوات؛ ِل لُم طالبة‬
‫ِب حقوق المرأة‪ .‬طاَلبت بإنصاِف المرأة وِب أن َت تحرر َع لى‬
‫أال َت خُر َج ِم ن ُق يود الَم عقول والَم قبول‪َ ،‬ر فضت أن‬
‫َت عيَش المرأة أَش د أنواِع االسِت غالل‪َ ،‬ف قد أفَق دها ذلك‬
‫َم كوناِت ها الّش خصية‪َ ،‬كما َكَت بت َع ن َت عليم الَم رأة فقالت‪:‬‬

‫الّنور الّنور‪ُ ،‬ن ريد الّنور دوًم ا وفي ُكّل َم كان‪ُ ،‬ن ريُد‬
‫أن َي فهم الَّر جل َكرامة الَم رأة‪ ،‬وأن َت فهم الَم رأة‬
‫َكراَم ة اإلنسانية‬
‫برز الّد فاع َع ن ُح قوق الَم رأة في كتابها (المساواة)‬
‫الصادر عام ‪1923‬م‪ ،‬إلى جاِن ب ُكتبها َع ن راِئ دات‬
‫التنوير ِم ن الّس يدات‪َ ،‬ف كتبت عن عائشة التيمورية‬
‫ووردة اليازيجي‪ ]27[.‬وعن ُم ساواة الّر جل والمرأة‬
‫قائلًة ‪:‬‬

‫ال أطلب للمرأة المساواة بالّر جل العتقادي أّن ها‬


‫تفوقه سمّو ًا بقلبها‪ .‬والّن ظرّي ات اّلتي ترمي إلى‬
‫تسويتها بالّر جل تحول حتمًا بينها وبين عالمها‬
‫الخاّص اّلذي به‪ -‬به وحده‪ -‬تظّل محّلقة فوق كّل‬
‫أفق يستطيع الّر جل في جّد ه وعبقرّي ته أن يبلغه‪.‬‬
‫فالمساواة هبوط لها‪ ،‬ال صعود‪( .‬مّي زيادة)‬

‫تقول أيًض ا أنه ال ُي مكن ِل لرجل أن َي خَت رق عاَلم الَم رأة‬


‫َح تى وإن نادى ِب تحرير الَم رأة وَت ثقيفها وَت عليمها َف هو‬
‫َي نظر ِل لموضوع ِم ن خاِرج الَم رأة َف قط‪ ،‬لذلك كاَن ت ُت قّد ر‬
‫ُم بادرة الّر جل أمثال بطرس البستاني‪ ،‬ورفاعة‬
‫الطهطاوي وقاسم أمين في الُم ناداة ِب تعليم الَم رأة في‬
‫َع صِر هم‪ ،‬لكن ِب رأِي ها أّن َم ن ُي حّر ر الَم رأة ِه ي الَم رأة‬
‫ذاَت ها‪ .‬وقد أّكدت َع لى ذلك في ُم حاضرة َلها ِب ُع نوان‬
‫«غاية الحياة» ألَق تها في َج معّي ة «فتاة مصر الفتاة»‪،‬‬
‫وَم قال ِب عنوان «الَف تاة الَم صرّي ة وَم وِق فها الَي وم» اّلذي‬
‫ة‪]28[.‬‬
‫َت م َن شُر ه في َص حيفة «الّس ياسة» الّم صرَي‬

‫َت ناولت َم ي الحرية ِب شكل أكَث ر ُع مقًا َح يُث كاَن ت َت ُح ّث‬


‫المرأة ال َع لى الُم طاَلبة ِب حقوِق ها وَح سب‪َ ،‬ب ل َع لى إدراِك‬
‫واِج باِت ها والّت مُّس ك ِب ها وَت طوير أساليِب الّت عامل فيها‬
‫َكي ُت تحّق ق ُح قوقها‪َ .‬ف من ال َي عِر ف واِج باته وَي لتزم ِب ها‬
‫ال َي ستطيُع أن ُي طالب ِب ُح قوقه‪ .‬لذلك فالُح رّي ة ِع نَد‬
‫الَم رأة ِب حسب مي َت تكّو ن ِم ن ُع نصرين أساسّي ين‪:‬‬
‫الّت عليم والَع مل‪ .‬الّت عليم اّلذي ُي سهم في َت ثقيفها‬
‫وارتقائها الفكرّي والعلمّي وَت هذيب ِط باِع ها وَت نمية‬
‫َم واِه بها‪ .‬والَع مل اّلذي ُي حّق ق ُح ّر ّي تها ِب معناه الَع ميق‬
‫والُم ستقل‪َ ]28[.‬ت حدثت َكذلك َع ن الِح جاب ِل لمرأة‬
‫وَن ظرة المجتمع إليه َف في إحدى َم قاالتها هاَج مت‬
‫الِح جاب ال ِل كونه ِل باس ِح شمة وَو قار لكّنها َر أت فيه‬
‫ِح جاًب ا وهمًي ا َف رضه الَّر جل َع لى الَم رأة ِل تبقى َم حجوَب ة‬
‫قالت‪]28[:‬‬ ‫َع ن الّت طور والَف عالية حيُث‬

‫هذا الِح جاب الَو همي انبذه َب عيدًا فهو ال َي حجب‬


‫ُو جوهًا َكال‪ ،‬وال َم الِم ح‪ .‬إّن ما َي حِج ب ُع قوًال راِج حة‬
‫وَن شاطًا فتيًا ونفوسًا وثابة إلى الُع ال‪ ،‬وإن أبِّي تن إال‬
‫إسداله فأسَد لنه‬

‫حياُت ها العاِط فّي ة‬

‫أدباء أحّب وها‬

‫كاَن ت َم ي َم حط اهتماِم العديد ِم َن الُّش عراء والكّت اب‬


‫واألدباء ورجال الّد ين في َع صِر ها‪ ،‬وخاًص ة الذين‬
‫التقوا ِب ها في الواقع ُم باشرة أو في صالونها األدبي أو‬
‫َع رفوها ِم ن الجريدة‪ ]30[]29[.‬نشأت أيًض ا عالقة‬
‫عاطفية بعدٍد من ُر واد صالوِن ها األدبي َف قد َكتب‬
‫إسماعيل صبري وهو ِم ن ُش عراء الّط بقة األولى في‬
‫عصر النهضة ومن شيوخ اإلدارة والقضاء يقول‪:‬‬

‫ُر وِح ي َع لى بعِض دوِر الحي قائمًة كظاِم ئ الّط ير‬


‫تواقًا إلى الماء إن لم أمتع بمّي ناظري غدًا أنكرت‬
‫ُص بحك يا يوم الثالثاِء‬

‫أّم ا العقاد َف قد َكتب في ِك تابه «رجاٌل َع رفتهم» َي قول‪:‬‬

‫أكُل َه ؤَالء عشاٌق ؟ وعلى كٍل من َه ؤَالء َي نَب غي لمََي‬


‫َأ ن ُت جيب َج َو اب المحبوبَة اََلتي َت َت قبُل العشق مَم ن‬
‫يَّد عيه؟ َه َذ ا ُه و الَخ اطر الذي تصحُح ه لمَح ٌة‬
‫سريعٌة أيضًا إلى طبيعة الندوة وطبيعِة الَت حية‬
‫الُع رفية التي ُت ناِس بها‪..‬‬

‫َو الّش يخ ُم صطفى َع بد الرازق َش يخ األزهر آنذاك أرَس َل‬


‫قال‪]30[:‬‬
‫َر ساِئ َل من باريس ُي عّب ر فيها َع ن ُح ّب ه َلها حيَن‬
‫وإني أحّب باريس إَن فيها َش بابي وأَم لي‪ ،‬وَم ع‬
‫ذلك فإّن ي أَت عجل الَع ودة إلى القاهرة َي ظهر أن في‬
‫القاهرة ما هو أحب إلَّي من الشباب واألمل"‪.‬‬

‫أما َع ن الّش اعر المصري التركي ولي الدين يكن َف قد‬


‫قاَل فيها‪:‬‬
‫أَع لمِت الهوى الذي أخفيِه ؟ أُّي ِس ر يا َم ي َلم‬
‫َت علميه؟ وَق د قاَل فيها ِش عرًا أيضًا عندما جاءت‬
‫لزيارته وهو مريض حيث قال‪:‬‬

‫" تبدت مع الصبح لما تبدى فأهدت إلَّي السالم‬


‫وأهدى‬

‫تقابل في األفق خداهما‪ ،‬فح ت خدََا وقبلت خدََا‬


‫ّي‬
‫ََّا‬
‫لقد بَّد ل اهلل بالبعد قربََا‪ ،‬فال بَّد ل اهلل بالقرب بعد‬

‫تعالي فجسي بقلبك كبدي‪ ،‬إن كان قد أبقى لي‬


‫الهجر كبدََا‬

‫[‪]30‬‬ ‫—ولي الدين يكن‪،‬‬

‫يقال أن مي زيادة كانت تعامل الّش اعر ولي الدين يكن‬


‫ُم عاملًة خاّص ة؛ أِل نه كاَن َم ريضََا بالربو اّلذي َلم َي ُكن َله‬
‫ِع الج آنذاك ولكن عندما توفي عام ‪1921‬م َلبست‬
‫َع ليه األسَو د عاَم ين كاِم لين‪ .‬وِم َن الَج دير ِذ كره أّن‬
‫ُه ناك آخرين ِم ن ِك بار الُّش عراء وِم ن ُر واد صالوِن ها‬
‫األدبي َو قعوا في ُح ّب ها أيًض ا مثل‪ :‬طه حسين‪،‬‬
‫ومصطفى صادق الرافعي‪ ،‬وأنطون الجمّي ل‪ ،‬وأمير‬
‫الشعراء "أحمد شوقي"‪ ]29[.‬وَع لى الُّر غم ِم ن ِك ثرتهم لم‬
‫ُت حب سوى جبران خليل جبران بُر غم َع دم‬
‫التقاِئ ِه‬
‫ما‪]30[.‬‬

‫ِق صة َم ي وُج بران‬

‫َت عارف مي وجبران عبر الرسائل ِع ندما َكتبت َم ي‬


‫زيادة َم قالة ُت عّب ر فيها َع ن رأيها ِب قصيدة جبران خليل‬
‫جبران «المواكب»‪َ ،‬ح يُث كانت مي ُم عجبة ِب أفكاره‬
‫وآراءه‪ُ ،‬ث َم َكتبت َله سالة ُت عّب ر فيها َع ن رأيها أيضًا‬
‫ِر‬
‫ِب قصة «األجنحة المتكسرة» اّلتي َن شرها في المهجر‬
‫عام ‪1912‬م حيث كتبت َلُه ‪]29[:‬‬
‫إّن نا ال َن تفق في َم وضوع الّز واج يا ُج بران‪ .‬أنا‬
‫أحترُم أفكاَر ك وأجُل َم بادئك‪ ،‬أِل نني أع ُف ك صاِد قًا‬
‫ِر‬
‫في َت عزيزها‪ُ ،‬م خلصًا في الِّد فاع َع نها‪ ،‬وُكُلها َت رمي‬
‫إلى َم قاِص َد َش ريفة‪ .‬وُأ شاركك أيضًا في الَم بدأ‬
‫األساسّي القاِئ ل ِب حرية الَم رأة‪ ،‬فكالرجل َي جُب أن‬
‫َت كون المرأة ُم طلقة الُح رّي ة في انِت خاب َز وجها من‬
‫َب ين الُّش بان‪ ،‬تاِب عة بذلك ُم يوَلها وإلهاماِت ها‬
‫الّش خصية‪ ،‬ال َم كيفة َح ياتها في القاِل ب اّلذي‬
‫اختاَر ُه َلها الجيراُن والَم عارف‪".......‬‬

‫ِع ندما أقيم احتفاٌل َكبير ِل لشاعر «خليل مطران» في‬


‫القاهرة وَط َلب َم نشئ الِه الل «جرجي زيدان» ِم ن‬
‫جبران أن ُي رسَل َكلمته‪ ،‬طلَب زيدان ِم ن َم ي زيادة أن‬
‫َت قرأ َن ص جبران في ذلك الَح فل ِن يابًة َع نه‪ ،‬وفي عام‬
‫‪1914‬م َب دأت الَع القة الّت راُس لية َب ينهما‪ ،‬وَت وثقت‬
‫الَع القة َب ينُه ما شيئًا فشيئًا َف تدّر جت ِم ن الّت حفظ إلى‬
‫الّت ودد إلى اإلعجاب وِم ن ُث م الّص داقة َح تى َو صل‬
‫األمُر إلى الحب في عام ‪1919‬م‪َ .‬ع لى الُّر غم ِم ن ذلك‬
‫إال أّن ِك الهما كاَن َي خشى الّت صريح ِب حبه ِل آلخر‪َ ،‬ف يلجأ‬
‫إلى الّت لميح َف لم ُي خاطبا َب عضُه ما باّلطريقة الَم ألوفة‬
‫َب يَن الُع شاق‪ ،‬فجبران َلم َي كن ُي سمي األشياَء والَم شاِع ر‬
‫بأسماِئ ها إنّم ا كاَن َي رِم ز إليها َف عّب ر َع ن ُح به ِل مي‬
‫قوله‪]31[:‬‬
‫ِب‬

‫أنت تحيين فّي ‪ ،‬وأنا أحيا فيِك "‪ ،‬ووصف عالقتهما‬


‫أيضًا بقوله‪ " :‬الّد قيقة‪ ،‬والقوّي ة‪ ،‬والَغ ريبة" وأّن ها‬
‫"أصَلُب وأبقى‪ِ ،‬ب ما ال ُي قاس ِم ن الّر واِب ط الّد موية‬
‫والَج نينّي ة حتى واألخالقية‬

‫َع لى الُّر غم ِم ن ارتباط ُج بران بالعديِد ِم ن الّنساء‬


‫اُألخريات ِم ثل‪ :‬ميشيلين وماري هسكل وَغ يرهن‪ ،‬إاّل‬
‫أَّن مي كاَن ت َص ديَق ته وَح بيبته َو لطاَلما َع ّب رَع ن إعجاِب ه‬
‫ِب كتاَب تها وِب ذوِق ها وَث قافتها َع بر َر ساِئ له إَليها‪َ ،‬و أخَب رها‬
‫ِب ما َلم ُي خبرَغ يرها ِب ه‪ُ ،‬ط فوَلته وأحالَم ه وِك تاباته‪ ،‬أحّب‬
‫فيها أيضًا ُح بها َلُه َف قد كاَن جبران الُح ب الَو حيد في‬
‫َح ياة مي‪ ،‬وَع لى الّر غم ِم ن هذا الُح ب الَكبير َب ينهما إاّل‬

‫أَّن أحدًا َلم َي لتقي ِب اآلخر وُي قال أيضًا أّن ُه ما َت جنبا ِل قاَء‬
‫َب عضهما‪ ،‬واستمّر ا َف قط ِب كتابِة الّر سائل ِل بعِض هما‪،‬‬
‫واستمرت الُم راسلة َب ينهما ما ُي قارب العشرين عامًا‪،‬‬
‫وانَت هت ِب وفاة جبران خليل جبران في نيويورك عام‬
‫‪1931‬م‪ ،‬ما َش ّكل َص دمة َكبيرة لمي وعاَش ت َب قية‬
‫حياتها َو حيدة‪ُ ]32[.‬ت عد َر سائلهما أَح د أَه م األعمال في‬
‫فن المراسلة‪َ ،‬ح يُث قاَم جبران خليل جبران ِب تأليف‬
‫ِك تاب َي ضم َج ميع َر ساِئ ُله َلها وَع دُد ها ‪ 37‬رسالة‬
‫بعنوان «الشعلة الزرقاء»‪ .‬وهذه َب عُض الُم قَت طفات‬
‫ِم نها‪:‬‬
‫َو فاتها‬

‫«أنا امَر أة َق ضيُت َح ياتي َب ين َق لمي وأدواتي وُكتبي‪،‬‬


‫وِد راساتي وقد انَص رفُت ِب كل َت فكيري إلى الَم ثل األعلى‪،‬‬
‫وهذه الَح ياة "األيدياليزم" أّي الِم ثالية التي حييُت ها‬
‫َج علتني أجَه ُل ما في هذا الَب شر ِم ن َد ساِئ س‪».‬‬
‫— مي زيادة‬
‫َب عد أن ُت وفي واِل دها في عام ‪1929‬م ثَّم والَد تها في‬
‫عام ‪1932‬م‪ ،‬تبعها وفاة ُج بران‪ ،‬عاَد ت على إثر ذلك‬
‫إلى لبنان ‪1938‬م‪َ ،‬ح يُث أساَء أقاُر بها ُم عاملتها‪ ،‬وَت م‬
‫إدخالها َم شفى ِل ألمراض الَع قلية في العصفورّي ة قرب‬
‫بيروت‪ ،‬وَب عد أن َخ رجت ِم نه أقاَم ت ِع ند األديب‬
‫والُم فّكر اُّللبناني أمين الريحاني‪ ،‬ثم عاَد ت إلى مصر‬
‫وزارت الَع ديد ِم ن الُب لدان األوروبّي ة ِل لتخفيف َع ن‬
‫َن فِس ها واستقرت في مصر‪ُ ،‬ت وفيت في ُم ستشفى‬
‫الُم عادي في ‪ 17‬تشرين األول ‪1941‬م في َم دينة‬
‫القاهرة عن عمر ُي ناهز ‪ 55‬عامًا‪َ ]6[.‬و َلم َي مِش في‬
‫جنازتها ِس وى َث الثة‪ :‬أحمد لطفي السيد‪ ،‬خليل مطران‪،‬‬
‫وأنطوان الجميل‪ ]34[]33[.‬قاَلت ُه دى شعراوي في‬
‫ها‪]35[]7[:‬‬
‫تأبيِن‬
‫كانت مي المثل األعلى للفتاة الشرقية الراقية‬
‫المثقفة»‪ .‬وُكتبت في رثائها َم قاالت َكثيرة َب ينها‬
‫َم قالة ألمين الريحاني ُن شرت في «جريدة‬
‫المكشوف» اللبنانية ُع نوانها «انطفأت مي»‬

‫الميراث‬

‫األسلوب األدبّي‬

‫قاَل أحد أساِت ذة جامعة هامبورغ َع ن أسلوبها في‬


‫كتاَب تها‪« :‬أّن الَم رء يجد فيه توازن اإلنجليزّي ة‪،‬‬
‫وُد عابتها‪ ،‬ودّق ة األلمانّي ة وأحكامها‪ ،‬ورشاقة الفرنسّي ة‪،‬‬
‫وحيوّي ة باقي اّللغات اّلالتينّي ة»‪ .‬باإلضافة إلى أخِذ ها‬
‫ما َت قوُم ِب دراَس ته َع لى َم حمل الِّج د‪ ،‬فكانت ُت جيد‬
‫اإلقناع وتعرض رأيها بقّو ة وتدعو إلى اآلخذ به‪،‬‬
‫وُت شير سلمى الّص ائغ أّن لكتابات غوستاف لوبون سببًا‬
‫في ُن ضج كتابات مّي زيادة‪ِ ،‬م ن األمور التي اّت بعتها‬
‫ي في ُأ سلوب تابتها ما يلي‪]36[:‬‬
‫ِك‬ ‫َم‬

‫الَع رض الَم نطقّي ِل ما َت طرحه‪.‬‬


‫استخدام َط ريقة الّس رد الّت شويقّي في َع رض‬
‫أفكارها‪.‬‬
‫االنِت قال َب ين األفكار ِب ُط رق ُم ختلفة باستخدام‬
‫األساليب اإلنشائّي ة الُم ختلفة‪ ،‬كاالستفهام‬
‫االستنكارّي ‪ ،‬والّت عجب‪.‬‬
‫إيراد الِح كمة في ِن هاية الّنص األدبّي ‪.‬‬
‫اسِت خدام الُم فردات التي ُت صّو ر للقارئ خياًال جميًال‬
‫في ِذ هنه‪ ،‬وَي عوُد هذا ِل ما َت ملُكه ِم ن َح صيلة ُم فردات‬
‫من اّللغات والّث قافات الُم ختلفة‪.‬‬
‫اسِت حضار الِو جدانّي ات ِب أسلوب غاِم ض‪ ،‬وألفاظ‬
‫روحّي ة‪ .‬توجيه نصوصها للّناس كاّف ًة ‪ ،‬وبطبقاتهم‬
‫الُم ختلفة‪.‬‬
‫االبِت عاد َع ن الُم حاكاة والّت قليد‪.‬‬

‫ُم ؤلفاتها‬

‫كاَن أّو ل ِك تاب َو ضعتُه باالسم الُم ستعار (إيزيس‬


‫كوبيا)‪ ،‬وهو َم جموعة ِم ن األشعار باللغة الفرنسية‪،‬‬
‫قاَم ت ِب عدة ِرحالت إلى أوروبا وَغ ّذ ت الَم كتبة العربية‬
‫ِب طائفٍة من الُكتب وَب لغت ِم ن غاَي تها في األدب والعلم‬
‫والفن‪َ .‬ظ لت َس نواٍت طويلٍة َت غرس األشعار والنثر‬
‫وتتهادى بُم ؤلفاتها في األدب إلى أن وافتها المنية سنة‬
‫‪1941‬م في المعادي بمصر‪ ،‬وَت ركت َو راَء ها َم كتبة ال‬
‫َت زال َم حفوظة بالقاهرة‪ ،‬ومن هذه الُم ؤلفات‪:‬‬
‫سنة الصدور (م) المرجع‬ ‫الكتاب‬
‫[‪]37‬‬
‫‪1914‬‬ ‫رجوع الموجة‬
‫[‪]11‬‬
‫‪1920‬‬ ‫باحثة البادية‬
‫[‪]38‬‬
‫‪1921‬‬ ‫غاية الحياة‬
‫[‪]39‬‬
‫ترجمة ابتسامات ودموع أو الحب إلى األلمانية ‪1921‬‬
‫[‪]40‬‬
‫‪1922‬‬ ‫سوانح فتاة‬
‫[‪]41‬‬
‫‪1922‬‬ ‫وردة اليازجي‬
‫[‪]42‬‬
‫‪1923‬‬ ‫ظلمات وأشعة‬
‫[‪]43‬‬
‫‪1923‬‬ ‫المساواة‬
‫[‪]44‬‬
‫‪1924‬‬ ‫بين الجزر والمد‬
‫[‪]45‬‬
‫‪1924‬‬ ‫الصحائف‬
‫[‪]46‬‬
‫‪1926‬‬ ‫عائشة تيمور‬
‫[‪]47‬‬
‫‪1981‬‬ ‫من أدب مي زيادة‬
‫[‪]48‬‬
‫‪1989‬‬ ‫الحب في العذاب‪ ،‬ترجمة مي زيادة‬
‫[‪]49‬‬
‫‪1996‬‬ ‫األعمال المجهولة‬
‫[‪]50‬‬
‫‪2009‬‬ ‫كتابات منسية‬
‫[‪]51‬‬
‫‪----‬‬ ‫كلمات واشارات (‪)1‬‬
‫[‪]52‬‬
‫‪----‬‬ ‫كلمات واشارات (‪)2‬‬

‫الَج وائز‬

‫في عام ‪1999‬م‪ ،‬اختاَر ت ِو زارة الَّث قافة اُّللبنانية َم ي‬


‫زيادة َكشخصية العام اّلذي َس يقام َح وله االحتفال‬
‫العربي»‪]12[.‬‬ ‫الَّس نوي «بيروت‪ ،‬العاصمة الثقافية للعالم‬
‫َم عَر ض الُّص ور‬

‫رسائل مي زيادة‬
‫صور إضافية‬

‫مي زيادة مع شارلز وسامية كروم وإيميلي ريحاني‬

‫تمثال لمي زيادة بقرية شحتول بمحافظة جبل لبنان‪.‬‬


‫كتاب به مجموعة من الرسائل التي كتبها جبران خليل‬
‫جبران لمي زيادة‪.‬‬

‫شعار جوجل لمي زيادة بمناسبة ذكرى ميالد جبران‬


‫خليل جبران ال‪.125‬‬
‫مي زيادة والبيانو الخاص بها‪.‬‬

‫والدة مي زيادة نزهة خليل‬


‫مي زيادة عند ُو صولها إلى مطار اإلسكندرَّي ة بمصر‪ ،‬سنة‬
‫‪1941‬م‬

‫رسمة بورتريه لمّي زيادة بقلم جبران خليل جبران‬


‫التقرير الخاص بحالة مي زيادة في العصفورية‪ ،‬لبنان‬

‫والد مي إلياس زيادة‬


‫مي زيادة في الصبا‬
‫نماذج لرسائل جبران لمّي زيادة‬
‫انظر أيًض ا‬

‫جبران خليل جبران‬


‫أحمد شوقي‬
‫جهان غزاوي عوني‬
‫حياة مي (كتاب)‬
‫مي‪ :‬أديبة الشرق والعروبة (كتاب)‬

‫المراِج ع‬

‫‪ .1‬ملف استنادي دولي افتراضي (باللغات المتعددة)‪,‬‬


‫دبلن‪ ،‬أوهايو‪Q190593, OCLC:609410106, :‬‬
‫‪QID:Q54919‬‬

‫‪ .2‬مي زيادة‪ :‬نشأتها وطفولتها[وصلة مكسورة] نسخة‬


‫محفوظة ‪ 25‬سبتمبر ‪ 2015‬على موقع واي باك‬
‫مشين‪.‬‬

‫‪ .3‬الوادي‪ ،‬هبة (‪ .]1965[ )2007‬مي زيادة بين أديبات‬


‫العرب قديمًا وحديثًا (ط‪ .‬العشرين)‪ .‬المستودع‬
‫الرقمي للجامعة األمريكية لبيروت‪.‬‬

‫‪ .4‬محمد غازي‪ ،‬د‪ .‬خالد (‪ .]2010[ )2015‬مي زيادة‪..‬‬


‫سيرة حياتها وأدبها وأوراق لم تنشر (ط‪.)2015 .‬‬
‫وكالة الصحافة العربیة (ناشرون)‪.‬‬
‫‪ .5‬سكاكيني‪ ،‬وداد‪" .،1991-1913 ،،‬مي زيادة في‬
‫حياتها وآثارها ‪ -‬مكتبة قطر الوطنية"‪ .‬مؤرشف من‬
‫األصل في ‪ .05-07-2020‬اطلع عليه بتاريخ‬
‫‪{{ .05-07-2020‬استشهاد ويب}}‪ :‬الوسيط |‬
‫األول= يحوي أسماء رقمية (مساعدة)‬

‫‪ .6‬مي زيادة ‪ -‬أبجد نسخة محفوظة ‪ 03-07-2020‬على‬


‫موقع واي باك مشين‪.‬‬

‫‪" .7‬معلومات عن حياة مي زيادة | معلومة ثقافية"‪.‬‬


‫ثقافية‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪ .10-07-2020‬اطلع‬
‫عليه بتاريخ ‪.09-07-2020‬‬

‫‪ .8‬كل العرب نسخة محفوظة ‪ 2‬يوليو ‪ 2020‬على موقع‬


‫واي باك مشين‪.‬‬

‫‪ .9‬البيطار‪ ،‬خليل (‪ .]2012[ )2012‬مّي زيادة‪ ،‬ياسمينة‬


‫النهضة والحرّي ة (ط‪ .)12 .‬الهيئة العامة السورية‬
‫للكتاب‪.‬‬

‫‪ .10‬شرارة‪ ،‬عبد اللطيف‪ .‬مي زيادة‪ :‬دراسة تحليلية‪.‬‬


‫‪ .11‬مي؛ زيادة (‪ .)1983‬باحثة البادية‪ .‬القاهرة جمهورية‬
‫مصرالعربية‪ :‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪.‬‬

‫‪" .12‬الفن والثقافة"‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪-06-2017‬‬


‫‪ .25‬اطلع عليه بتاريخ ‪.25-06-2020‬‬

‫‪" .06 .13‬أبوالحسن الجمال‪ :‬طاهر الطناحي‪ ..‬الصحفي‬


‫األديب"‪ .‬رأي اليوم (باإلنجليزية األمريكية)‪.‬‬
‫‪Archived from the original on 2020-07-05.‬‬
‫‪{{ .Retrieved 2020-07-05‬استشهاد ويب}}‪:‬‬
‫الوسيط |األخير= يحوي أسماء رقمية (‪)help‬‬

‫‪ .14‬صالون مي زيادة األدبي ‪ -‬األيام السورية نسخة‬


‫محفوظة ‪ 4‬يوليو ‪ 2020‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬

‫‪ .15‬مي زيادة‪ ..‬امرأة عابرة عاشت عشرات قصص الحب‬


‫وماتت وحيدة نسخة محفوظة ‪ 4‬يوليو ‪ 2020‬على‬
‫موقع واي باك مشين‪.‬‬

‫‪ .16‬محمدغازي‪ ،‬د‪.‬خالد (‪ .]2010[ )2015‬مي زيادة‪..‬‬


‫سيرة حياتها وأدبها وأوراق لم تنشرالطبعة = ‪.2015‬‬
‫وكالة الصحافة العربية (ناشرون)‪.‬‬
‫‪ .17‬الوادي‪ ،‬هبة (‪ .]1965[ )2007‬مي زيادة بين أديبات‬
‫العرب قديمًا وحديثًا (ط‪ .‬العشرون)‪ .‬دائرة اللغة‬
‫العربية في الجامعة األمريكية في بيروت‪.‬‬

‫‪ .18‬مي زيادة‪ :‬مساواة بين الرجل والمرأة وريادة متميزة‬


‫في الحوار الثقافي نسخة محفوظة ‪04-07-2020‬‬
‫على موقع واي باك مشين‪.‬‬

‫‪ .19‬نبذة عن مي زيادة ‪ -‬سطور نسخة محفوظة ‪ 4‬يوليو‬


‫‪ 2020‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬

‫‪ .20‬البيطار‪ ،‬خليل (‪ .]2012[ )2012‬مي زيادة‪..‬ياسمينة‬


‫النهضة والحرية (ط‪ .)928 .‬الهيئة العامة السورية‬
‫للكتاب ‪ -‬منشورات الطفل‪.‬‬

‫‪ .21‬أحمد العزام‪ ،‬هيثم‪ .‬المراة في الخطاب االدبي‬


‫االعالمي والثقافي‪..‬وقائع المؤتمر الدولي األدبي‬
‫الثالث‪ .‬دار الكتاب الثقافي‪.‬‬

‫‪ .22‬المراة في الخطاب االدبي االعالمي والثقافي ‪ -‬دار‬


‫الكتاب الثقافي ‪ -‬نسخة محفوظة ‪ 04-07-2020‬على‬
‫موقع واي باك مشين‪.‬‬
‫‪ .23‬الدغيدي‪ ،‬أنيس (‪ .)2010‬غرام الكبار في صالون مي‬
‫زيادة‪ .‬مكتبة جزيرة الورد‪.‬‬

‫‪ .24‬الطويلي‪ ،‬أحمد (‪ .)2003‬مي زيادة وعشاقها األدباء‪.‬‬


‫المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية‪.‬‬

‫‪ .25‬مي زيادة‪ ،‬مي؛ زيادة‪ .‬مي وأعالم عصرها‪ .‬القاهرة‪:‬‬


‫مؤسسة نوفل‪.‬‬

‫‪ .26‬خليل؛ البيطار (‪ .)2012‬مّي زيادة ياسمينة النهضة‬


‫والحرية‪ .‬دمشق‪ :‬سلسلة أعالم للناشئة العدد ‪.12‬‬

‫‪ .27‬زيادة‪ ،‬مي‪ .‬الكتاب المساواة (ط‪ .‬الثالثة)‪ .‬مؤسسة‬


‫هنداوي للتعليم والثقافة‪.‬‬

‫‪ .28‬عبد الرحيم مراشدة‪ ،‬هيثم أحمد العزام‪ .‬الكتاب المرأة‬


‫في الخطاب األدبي اإلعالمي والثقافي (ط‪ .‬األولى)‪.‬‬
‫دار الكتاب الثقافي‪.‬‬

‫‪ .29‬فراشة األدب‪ ...‬مي زيادة (فلم وثائقي)‪ .‬الجزيرة‬


‫الوثائقية‪ .2016 .‬مؤرشف من األصل في ‪-03-2020‬‬
‫‪.30‬‬
‫‪" .30‬أدباء أحبوا مي زيادة‪ ...‬ماذا قالوا لها في رسائلهم‬
‫إليها؟"‪ .‬رصيف ‪ 17 .22‬أكتوبر ‪ .2016‬مؤرشف من‬
‫األصل في ‪ .02-07-2020‬اطلع عليه بتاريخ‬
‫‪.01-07-2020‬‬

‫‪ .31‬خليل البيطار‪ ،‬خليل (‪ .)2012‬ياسمينة النهضة‬


‫والحرية‪ .‬دمشق‪ :‬الهيئة العامة السورية للكتاب‪-‬‬
‫منشورات الطفل‪.‬‬

‫‪ .32‬جبران خليل جبران‪ ،‬جبران (‪ .)2017‬الشعلة الزرقاء‪.‬‬


‫نوفل‪.‬‬

‫‪ .33‬جنازة مي وأوفياء الدهر‪ :‬مي حياتها وسيرتها وأدبها‬


‫وأوراق لم تنشر‪( ،‬مقالة) نسخة محفوظة ‪ 14‬نوفمبر‬
‫‪ 2017‬على موقع واي باك مشين‪.‬‬

‫‪" .34‬مي زياده ‪ :‬كاتبه صقلتها المعاناة | دار الفكر ‪ -‬آفاق‬


‫معرفة متجددة"‪ .‬دار الفكر‪ .‬مؤرشف من األصل في‬
‫‪ .09-07-2020‬اطلع عليه بتاريخ ‪.07-07-2020‬‬

‫‪" .35‬مي زيادة‪ ،‬مقالة باإلنجليزية"‪ .‬مؤرشف من األصل‬


‫في ‪ .08-07-2020‬اطلع عليه بتاريخ ‪.07-07-2020‬‬
‫‪ .36‬خالد محمد غازي (‪ .)2015‬مي زيادة ‪ -‬سيرة حياتها‬
‫وأدبها وأوراق لم تنشر (‪ .)PDF‬دار الكتب المصرية‪.‬‬
‫‪ .OCLC:643020303‬مؤرشف من األصل (‪)PDF‬‬
‫في ‪.01-11-2019‬‬

‫‪ .37‬مي؛ زيادة (‪ .)1914‬رجوع الموجة‪ .‬بيروت‪ -‬لبنان‪:‬‬


‫دار نوفل للنشر‪.‬‬

‫‪ .38‬مي؛ زيادة (‪ .]1867[ )1921‬غاية الحياة‪ .‬القاهرة‬


‫جمهورية مصرالعربية‪ :‬مؤسسة هنداوي للتعليم‬
‫والثقافة‪.‬‬

‫‪ .39‬فريدريخ مكس؛ مولر (‪ .)1867‬ابتسامات ودموع أو‬


‫الحب األلماني‪ .‬القاهرة جمهورية مصر العربية‪:‬‬
‫مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪.‬‬

‫‪ .40‬مي؛ زيادة (‪ .)1922‬سوانح فتاة‪ .‬بيروت‪ -‬لبنان‪ :‬دار‬


‫نوفل للنشر‪.‬‬

‫‪ .41‬مي؛ زيادة (‪ .)1922‬وردة اليازجي‪ .‬القاهرة جمهورية‬


‫مصرالعربية‪ :‬الدار الثقافية للنشر‪.‬‬

‫‪ .42‬مي؛ زيادة (‪ .)1923‬ظلمات وأشعة‪ .‬بيروت‪ :‬دار‬


‫بيروت للطباعة والنشر‪.‬‬
‫‪ .43‬مي؛ زيادة (‪ .)1923‬المساواة‪ .‬القاهرة جمهورية‬
‫مصرالعربية‪ :‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪.‬‬

‫‪ .44‬مي؛ زيادة (‪ .)1924‬بين الجزر والمد‪ .‬القاهرة‬


‫جمهورية مصرالعربية‪ :‬مؤسسة هنداوي للتعليم‬
‫والثقافة‪.‬‬

‫‪ .45‬مي؛ زيادة (‪ .)1924‬الصحائف‪ .‬بيروت‪ -‬لبنان‪:‬‬


‫مؤسسة نوفل‪.‬‬

‫‪ .46‬مي؛ زيادة (‪ .)1926‬عائشة تيمور‪ .‬القاهرة جمهورية‬


‫مصرالعربية‪ :‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪.‬‬

‫‪ .47‬مي؛ زيادة‪ .‬من أدب مي زيادة‪ .‬االسكندرية‪ :‬دار عواد‬


‫للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ .48‬ارثر كونان؛ دويل (‪ 1‬يناير ‪ .)1989‬الحب في‬


‫العذاب‪ .‬بيروت‪ -‬لبنان‪ :‬مؤسسة نوفل‪.‬‬

‫‪ .49‬مي؛ زيادة (‪ 6‬يونيو ‪ .)1996‬األعمال المجهولة‪ .‬أبو‬


‫ظبي‪-‬اإلمارات العربية المتحدة‪ :‬المجمع الثقافي‪.‬‬

‫‪ .50‬مي؛ زيادة‪ .‬بيروت‪ -‬لبنان‪ .‬بيروت‪ -‬لبنان‪ :‬دار نوفل‬


‫للنشر – عبر بيروت‪ -‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .51‬مي؛ زيادة‪ .‬كلمات واشارات (‪ .)1‬بيروت‪ -‬لبنان‪:‬‬
‫مؤسسة نوفل‪.‬‬

‫‪ .52‬مي؛ زيادة‪ .‬كلمات واشارات (‪ .)2‬بيروت‪ -‬لبنان‪:‬‬


‫مؤسسة نوفل‪.‬‬

‫وصالت خارجية‬

‫مي زيادة في المشاريع الشقيقة‪:‬‬


‫صور وملفات صوتية من كومنز‪.‬‬
‫نصوص مصدرية من ويكي مصدر‪.‬‬
‫اقتباسات من ويكي االقتباس‪.‬‬

‫مي زيادة على موقع أرشيف الشارخ‪.‬‬


‫صفحة مي زيادة على موقع أبجد‬
‫صفحة اقتباسات مي زيادة على موقع أبجد‬
‫بوابة المرأة‬
‫بوابة الدولة العثمانية‬
‫بوابة أدب عربي‬
‫بوابة لبنان‬
‫بوابة أدب‬
‫بوابة فلسطين‬
‫بوابة شعر‬
‫بوابة أعالم‬
‫بتاريخ ‪ 10‬أغسطس‬
‫(قارن بالنسخة الحالية · صفحة النقاش· صفحة التصويت· مراجعة الزمالء‬ ‫هذه مقالٌة مختارٌة ‪ ،‬اعتباًر ا من نسخة ‪ 28‬أكتوبر ‪2020‬‬
‫معرفة المزيد‬ ‫‪)2020‬‬

‫مجلوبة من «?‪https://ar.wikipedia.org/w/index.php‬‬
‫‪&oldid=65621541‬مي_زيادة=‪»title‬‬

‫آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم ‪ 6‬يناير ‪ ،2024‬الساعة‬


‫‪• .10:17‬‬
‫المحتوى متاح وفق ‪ CC BY-SA 4.0‬ما لم يرد خالف ذلك‪.‬‬

You might also like