You are on page 1of 3

‫الهند‪ :‬ماذا يجري في وﻻية مانيبور التي شهدت تجريد‬

‫نﺳاء من مﻼبﺳهن‬
‫‪bbc.com/arabic/articles/c2vzqyw921zo‬‬

‫ماذا يجري في وﻻية مانيبور الهندية المضطربة؟‬

‫أدى العنف العرقي إلى إغراق وﻻية مانيبور الهندية الصغيرة فيما وصفه كثيرون بحرب أهلية‬
‫بين أكبر مجموعتين عرقيتين في الوﻻية‪ ،‬أكثرية الميتي وأقلية الكوكي اللتين تتصارعان على‬
‫اﻷرض والنفوذ‪.‬‬

‫ظهر مقطع فيديو صادم هذا اﻷسبوع لهجوم وقع في مايو‪ /‬أيار الماضي عندما قاد رجال من‬
‫أغلبية الميتي امرأتين من اقلية الكوكي عاريتين بعد وقت قصير من تدمير قريتهم في أحدث‬
‫فصول استخدام اﻹرهاب ضد النساء في المنطقة‪.‬‬

‫أين تقع مانيبور ومن يقطنها؟‬

‫تقع الوﻻية الهندية ذات الطبيعة الجبلية في شمال شرق البﻼد‪ ،‬شرق بنغﻼديش وبجوار ميانمار‬
‫وهي موطن لما يقدر بنحو ‪ 3.3‬مليون شخص‪.‬‬

‫أكثر من نصفهم من عرقية ميتي في حين أن حوالي ‪ 43‬في المئة هم من اقليتي الكوكي و ناغاس‬
‫اللتين يغطى عليهما الطابع القبلي‪.‬‬

‫ماذا يجري فيها؟‬

‫قتل ما ﻻ يقل عن ‪ 130‬شخصا وأصيب ‪ 400‬في أعمال عنف بدأت في مايو‪ /‬أيار‪ .‬وأجبر أكثر‬
‫من ‪ 60‬أ لف شخص على ترك منازلهم فيما يكافح الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة‬
‫للسيطرة على أعمال العنف‪.‬‬

‫كيف بدأت أعمال العنف؟‬

‫تفاقمت التوترات عندما بدأت أقلية كوكي في اﻻحتجاج على مطالب اكثرية ميتي بمنحها وضعًا‬
‫قبليًا رسميًا مما سيؤدي إلى تعزيز تأثيرهم القوي بالفعل على الحكومة والمجتمع كما ترى أقلية‬
‫كوكي ‪ ،‬مما يسمح لهم بشراء اﻷراضي أو اﻻستقرار في المناطق التي يشكل أبناء كوكي الغالبية‬
‫فيها‪.‬‬
‫ولكن هناك عدد ﻻ يحصى من اﻷسباب الكامنة وراء ذلك‪ .‬يقول أبناء كوكي إن الحرب على‬
‫المخدرات التي تشنها الحكومة التي تسيطر عليها أكثرية ميتي ليست سوى غطا ًء ﻻقتﻼع‬
‫مجتمعاتهم‪.‬‬

‫أدت الهجرة غير الشرعية من ميانمار إلى الوﻻية إلى تصعيد التوترات‪ .‬هناك تنافس على‬
‫اﻷراض جراء تزايد عدد السكان فيما دفعت البطالة الشباب نحو الميليشيات المختلفة‪.‬‬

‫غضب شديد في الهند بعد تجريد امرأتين من مﻼبسهما والتحرش بهما في وﻻية مانيبور‪20‬‬
‫يوليو‪ /‬تموز ‪2023‬‬
‫ﻻئحة اتهامات جنسية ضد رئيس اتحاد المصارعة الهندي‪ 15‬يونيو‪ /‬حزيران ‪2023‬‬
‫ما اﻷداة الصغيرة التي تستخدمها نساء الهند ضد التحرش الجنسي؟‪ 21‬مارس‪ /‬آذار ‪2023‬‬

‫ما اﻻطراف المتصارعة؟‬

‫لقد قاتلت ميليشيات ميتي وكوكي وناغا بعضها البعض على مدى عقود بسبب الصراع على‬
‫اﻷرض والهوية القومية وبسبب اﻻختﻼفات الدينية‪ .‬كما اشتبكت جميع اﻷطراف مع قوات اﻷمن‬
‫الهندية‪.‬‬

‫لكن أحداث العنف الراهنة جلها تقريبًا بين ميتي وكوكي حصراً‪.‬‬

‫يقول ديرين سادوكبام ‪ ،‬محرر موقع فرونتير مانيبور "هذه المرة‪ ،‬الصراع عرقي تماما ً وﻻ دور‬
‫للدين"‪.‬‬

‫من هم الميتي ومن هم الكوكي؟‬

‫الغالبية الميتي تعود أ صولهم إلى مانيبور وميانمار والمناطق المحيطة بهما‪ .‬غالبية العظمى هم‬
‫من الهندوس من الناحية الدينية رغم أن البعض منهم يتبع ديانة سناماهي‪ .‬اما أبناء عرقية كوكي‬
‫ومعظمهم من المسيحيين‪ ،‬فهم منتشرون في شمال شرق الهند وتعود أصول العديد من هؤﻻء‬
‫ضا‪.‬‬‫الموجودين في مانيبور إلى ميانمار أي ً‬
‫يقطن ميتي في وادي ايمفال‪ ،‬بينما يعيش افراد كوكي في التﻼل المحيطة وما وراءها‪.‬‬

‫لماذا تتعرض النﺳاء لﻼعتداء والمهانة؟‬

‫قالت غيتا باندي‪ ،‬مراسلة بي بي سي في دلهي‪ ،‬إن الفيديو هو أحدث مثال على استخدام‬
‫اﻻغتصاب واﻻعتداء الجنسي كأدوات عنف في النزاعات ‪ ،‬والتي يمكن أن تتحول في كثير من‬
‫اﻷحيان إلى دوامة من الهجمات اﻻنتقامية المتبادلة‪.‬‬
‫ووفقًا لوسائل اﻹعﻼم المحلية ‪ ،‬فإن الهجوم الذي وقع في مايو ‪ /‬أيار جاء بعد اخبار مزيفة عن‬
‫اغتصاب أفراد ميليشيات كوكي ﻻمرأة من ميتي‪ .‬وقد أطلق هذا العنان لـ "دائرة جديدة دامية من‬
‫العنف اﻻنتقامي ضد نساء قبائل كوكي على يد عصابات ميتي" كما تقول صحيفة "ذا برينت"‬
‫المحلية‪.‬‬

‫ماذا تفعل الحكومة المركزية؟‬

‫ظل رئ يس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي يحكم حزبه بهاراتيا جاناتا الوﻻية المضطربة‬
‫صامتًا بشأن العنف في مانيبور حتى ظهور مقطع فيديو تعرية واستعراض المرأتين وتعرضما‬
‫ﻻغتصاب جماعي هذا اﻷسبوع‪ .‬وصف مودي الحادث بأنه "عار الهند" وأنه "لن يسلم أي مذنب‬
‫‪ ...‬ما حدث مع بنات مانيبور أمر ﻻ يغتفر"‪.‬‬

‫لكن العديد من الهنود يتساءلون عن سبب صمته كل هذا الوقت للحديث عن ما يجري في مانيبور‪.‬‬

‫نشرت الحكومة الهندية ‪ 40‬ألف جندي وقوات شبه عسكرية وشرطة في الوﻻية في محاولة‬
‫لوقف موجة العنف اﻷخيرة‪ .‬حتى اﻵن ترفض الحكومة تلبية دعوات زعماء القبائل لفرض حكم‬
‫مباشر عليها‪.‬‬

‫لكن العنف استمر في اﻻنتشار وأجبر المزيد من القرويين على ترك منازلهم‪.‬‬

‫من يحكم مانيبور؟‬

‫يدير حزب بهاراتيا جاناتا الذي ينتمي إليه مودي ويحكم الهند‪ ،‬حكومة الوﻻية في مانيبور بقيادة‬
‫إن بيرين سينغ الذي ينتمي لعرقية ميتي‪.‬‬

‫ضا على ‪ 40‬مقعدًا من مقاعد البرلمان اﻹقليمي البالغ عددها ‪ 60‬مقعدًا رغم‬
‫يسيطر أبناء ميتي أي ً‬
‫أن نسبتهم تبلغ ‪ 53‬في المئة من السكان‪ .‬يقول أبناء كوكي أن الحرب التي يشنها سينغ على‬
‫زراعة الخشخاش التي تستخدم لصناعة الهيروين تستهدفت مناطق كوكي فقطـ‪ ،‬فيما اتهمت‬
‫حكومة سينغ مسلحي كوكي كوكي بتحريض المجتمع ضد الحكومة‪.‬‬

You might also like