‫ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺩ )ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻻﺒﺘﺩﺍﺌﻲ(‬

‫ﺍﻟﺘﻌﺭﻴﻑ ﺒﻪ ﺃﻨﻭﺍﻋﻪ‪،‬ﺃﺤﻜﺎﻤﻪ‪:‬ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻋﻘﺩ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﺤﺩ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ)ﺃﻭ ﻜﻼﻫﻤﺎ(‬

‫ﺒﺈﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﻭﻫﻭ ﻴﺘﻡ ﺒﺈﻴﺠﺎﺏ ﻭﻗﺒﻭل ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻋﻘﺩ ﺘﻤﻬﻴﺩﻱ ﻴﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﻭﺭﺍﺌﻪ ﺇﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ‬
‫ﺍﻻﺼﻠﻲ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﺒﺤﻴﺙ ﺍﺫﺍ ﺍﺒﺩﻯ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺜﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺩﻭﻥ ﺤﺎﺠﺔ‬
‫ﺍﻟﻰ ﺘﺩﺨل ﺍﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﻤﻥ ﺠﺩﻴﺩ ﻤﺜل ﺫﻟﻙ ﺍﻥ ﻴﺭﻏﺏ ﺸﺨﺹ ﻓﻲ ﺸﺭﺍﺀ ﻤﻨﺯل ﻴﺴﻜﻨﻪ‬
‫ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻴﻤﻠﻙ ﺜﻤﻨﻪ ﻓﻴﺘﻔﻕ ﻤﻊ ﻤﺎﻟﻜﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻥ ﻴﺒﻴﻌﻪ ﻟﻪ ﺒﺜﻤﻥ ﻤﻌﻴﻥ ﺍﺫﺍ ﺍﺒﺩﻯ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ‬
‫ﺸﺭﺍﺌﻪ ﺨﻼل ﻤﺩﺓ ﻴﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ‪،‬ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﻭﺠﺩ ﻭﻋﺩ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﺒﻤﻘﺘﻀﺎﻩ ﻗﺒل‬
‫ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻻﺨﺭ ﻓﺎﺫﺍ ﺍﺒﺩﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺨﻴﺭ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﺍﺀ ﺘﻡ ﺒﻴﻨﻬﻤﺎ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻫﺫﺍ‬
‫ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻤﻠﺯﻤﺎ ﻟﺠﺎﻨﺏ ﻭﺍﺤﺩ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺭﺽ ﺍﻟﺴﺎﺒﻕ ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ‬
‫ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ‪،‬ﻭﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﻭﻋﺩﺍﹰ ﺒﺎﻟﺸﺭﺍﺀ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﺒﺎﻟﺸﺭﺍﺀ ﺇﺫﺍ ﺃﺒﺩﻯ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﺭﻏﺒﺘﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺍﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ‪.‬‬
‫ﻟﻜﻥ ﻴﺜﻭﺭ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺤﻭل ﻤﺎ ﺍﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﻴﻤﻜﻥ ﺍﻥ ﻴﻭﺠﺩ ﻭﻋﺩ ﻤﺘﺒﺎﺩل ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﺤﻴﺙ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺍﻟﺠﺎﻨﺒﺎﻥ ﻜﺄﻥ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺍﻟﺒﺎﺌﻊ ﺒﺄﻥ ﻴﺒﻴﻊ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﺒﺎﻟﺸﺭﺍﺀ ﻤﻨﻪ؟‬
‫ﻓﻘﺩ ﻗﻴل ﺍﻥ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩل ﺒﺈﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻨﻤﺎ ﻫﻭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﻭﻤﻊ ﺫﻟﻙ ﻓﺈﻨﻨﺎ ﻨﺭﻯ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ‬
‫ﻓﺎﺭﻗﺎﹰ ﺒﻴﻥ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﻟﻤﻠﺯﻡ ﻟﻠﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﻭﺍﻟﻌﻘﺩ ﺫﺍﺘﻪ ﺫﻟﻙ ﺍﻨﻪ ﻓﻲ ﺤﺎل ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﺫﺍ ﻜﺎﻥ‬
‫ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﻗﺒل ﺍﻻﺨﺭ ﻓﺎﻥ ﻫﺫﺍ ﻻ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﺒﻪ ﻗﺩ ﺼﺎﺭ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎﹰ‬
‫ﻭﺫﻟﻙ ﻻﻨﻪ ﺍﺫﺍ ﻟﻡ ﻴﺒﺩ ﻜل ﻤﻥ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ‬
‫ﺴﻘﻁ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻭﻻﺒﺩ ﻤﻥ ﺍﻥ ﻴﺒﺩﻱ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻴﺘﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻤﻜﺎﻥ‬
‫ﺍﻅﻬﺎﺭ ﺭﻏﺒﺘﻬﻤﺎ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻨﻬﻤﺎ ﻟﻡ ﻴﺭﻴﺩﺍ ﺍﻥ ﻴﺠﻌﻼ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻋﻘﺩﺍﹰ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎﹰ ﻭﻗﺩ ﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺍﻟﻌﺭﺍﻗﻲ ﻨﻅﺭﻴﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻟﻠﻭﻋﺩ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﺤﻴﺙ ﻨﺹ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ )‪ (٩١‬ﻤﺩﻨﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻥ‪):‬ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻌﻬﺩ ﺒﻤﻭﺠﺒﻪ ﻜﻼ ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩﻴﻥ ﺍﻭ ﺍﺤﺩﻫﻤﺎ ﺒﺈﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﻤﻌﻴﻥ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒل ﻻ ﻴﻨﻌﻘﺩ ﺍﻻ ﺍﺫﺍ ﻋﻴﻨﺕ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺍﺒﺭﺍﻤﻪ ﻭﺍﻟﻤﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺍﺒﺭﺍﻤﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻓﻬﺫﺍ ﺍﻟﺸﻜل ﺘﺠﺏ ﻤﺭﺍﻋﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺘﻀﻤﻥ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﺈﺒﺭﺍﻡ‬
‫ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ‪.‬‬
 ‫ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﺴﺎﺱ ﻨﻌﺭﺽ ﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺜﻡ ﻵﺜﺎﺭﻩ‪:‬‬
‫ﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺩ‬
‫ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻋﻘﺩ ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﻠﺯﻡ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﻻﻨﻌﻘﺎﺩ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﻟﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻓﻲ‬
‫ﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﻟﻤﻠﺯﻡ ﻟﺠﺎﻨﺏ ﻭﺍﺤﺩ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﻐﺎﻟﺏ ﻜﻤﺎ ﻗﺩﻤﻨﺎ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﻤﻨﺫ ﺍﻟﺒﺩﺍﻴﺔ ﺃﻱ ﻤﻨﺫ‬
‫ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻓﺎﻨﻪ ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍﻥ ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻟﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺘﺤﺩﻴﺩ ﻋﻴﻭﺏ ﺍﻟﺭﻀﺎ ﻭﻨﻘﺹ ﺍﻻﻫﻠﻴﺔ‬
‫ﺨﺎﺼﺔ ﺍﻨﻪ ﻟﻥ ﻴﺼﺩﺭ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﺃﻱ ﺭﻀﺎ ﺒﻌﺩ ﺫﻟﻙ ﺍﻤﺎ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﻓﺎﻨﻪ ﻴﻨﻅﺭ ﺍﻟﻰ‬
‫ﻭﻗﺕ ﺍﺒﺩﺍﺀ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻭﻫﻭ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺼﻴﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻨﻬﺎﺌﻴﺎﹰ ﺴﻭﺍﺀ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻴﻭﺏ ﺍﺭﺍﺩﺘﻪ‬
‫ﺍﻡ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻻﻫﻠﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﺒﺭﺍﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﺒﻪ ﻭﻴﻠﺯﻡ ﻓﻀﻼ ﻋﻥ ﺘﻭﺍﻓﺭ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫ﻟﻠﻌﻘﻭﺩ ﺍﻥ ﻴﺘﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﺒﻴﻥ ﻁﺭﻓﻲ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﺩ ﺒﻪ ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻤﺜﻼ‬
‫ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻴﻊ ﻭﺍﻟﺜﻤﻥ ﻜﻤﺎ ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻴﺠﺏ ﺍﻥ ﻴﺒﺩﻱ‬
‫ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻓﺎﻟﻤﺩﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻭﺍﺫﺍ ﻤﺎ ﺘﺨﻠﻑ ﺍﻻﺘﻔﺎﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ‬
‫ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﺎﻁﻼ ﻭﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺤﺩﺩ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﻤﺩﺓ ﻓﺎﻨﻪ ﻴﺠﺏ ﺍﻥ ﻴﻌﺒﺭ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﻋﻥ ﺭﻏﺒﺘﻪ‬
‫ﺨﻼﻟﻬﺎ ﻭﺍﻻ ﺘﺤﻠل ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﺯﺍﻤﻪ ﻗﺒﻠﻪ ﻭﻗﺩ ﻋﺭﺽ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﻟﻀﺭﻭﺭﺓ ﻤﺭﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﺸﻜل‬
‫ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﺒﺈﺒﺭﺍﻤﻪ ﻤﻥ ﺍﻟﻌﻘﻭﺩ ﺍﻟﺸﻜﻠﻴﺔ ﻭﻟﻬﺫﺍ ﻴﺘﻌﻴﻥ ﻟﺼﺤﺔ‬
‫ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﻥ ﻴﺘﻭﺍﻓﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺴﺘﻠﺯﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﺒﺈﺒﺭﺍﻤﻪ‬
‫ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﻭﺍﻀﺤﺔ ﻭﻫﻲ ﻋﺩﻡ ﺍﻟﺘﻬﺭﺏ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ ﻴﺴﺘﻠﺯﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ‬
‫ﺒﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﻘﺩ ﺍﻻﺼﻠﻲ ﻻﻨﻪ ﻟﻭ ﻓﺭﺽ ﺍﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﻟﻡ ﻴﺭﺍﻉ ﻓﻲ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺜﻡ ﻨﻜل ﺍﻟﻭﻋﺩ‬
‫ﻭﻗﺎﻀﺎﻩ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﻁﻠﺒﺎ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻻﺨﺭﻯ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ‬
‫ﻤﺘﻭﺍﻓﺭﺓ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﺘﻰ ﺠﺎﺯ ﻗﻭﺓ ﺍﻻﻤﺭ ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻓﺎﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﻗﺩ‬
‫ﺘﺨﻠﻑ ﺍﺴﺘﻁﺎﻉ ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﺒﺫﻟﻙ ﺍﻟﺘﺨﻠﺹ ﻤﻨﻪ ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻭﻫﻭ ﻤﺎﻴﻌﺩ ﺘﺤﺎﻴﻼ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﺫ ﻴﺘﻭﺼل ﺍﻟﻁﺭﻓﺎﻥ ﺒﻁﺭﻴﻕ ﻏﻴﺭ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﺹ ﻤﻥ ﺍﻟﺸﻜل ﺍﻟﺫﻱ ﻗﺩ‬
‫ﻴﺴﺘﻠﺯﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ‪.‬‬
 ‫ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺩ‬
‫ﺴﻭﺍﺀ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺒﺎﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻤﻠﺯﻤﺎ ﻟﺠﺎﻨﺏ ﻭﺍﺤﺩ ﺍﻭ ﻤﻠﺯﻤﺎ ﻟﻠﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﻓﺈﻨﻪ ﺍﺫﺍ ﺍﻨﻌﻘﺩ ﺼﺤﻴﺤﺎﹰ‬
‫ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﺒﺄﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﺒﻪ ﻤﺘﻰ ﺍﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺨﻼل ﺍﻟﻤﺩﺓ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻜﻥ ﻻ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻱ ﻤﻥ ﺁﺜﺎﺭ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﺒﻪ ﻓﻠﻭ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻋﺩﺍﹰ‬
‫ﺒﺎﻟﺒﻴﻊ ﻤﺜﻼ ﻓﺎﻨﻪ ﻴﻠﺯﻡ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﺒﺎﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺍﺫﺍ ﺍﺒﺩﻯ ﺍﻟﻁﺭﻑ ﺍﻻﺨﺭ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ‬
‫ﻗﺒل ﻓﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻜﻥ ﻻ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﺒﻨﻘل ﻤﻠﻜﻴﺔ‬
‫ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻴﻌﻪ ﺍﻭ ﺘﺴﻠﻴﻤﻪ ﻭﻻ ﺍﻟﺘﺯﺍﻡ ﺍﻟﻤﺸﺘﺭﻱ ﺒﺩﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻥ ﻓﻬﺫﻩ ﻜﻠﻬﺎ ﺍﺜﺎﺭ ﻻ ﻴﺭﺘﺒﻬﺎ‬
‫ﺇﻻ ﻋﻘﺩ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﺍﺫﺍ ﺘﻡ ﻭﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﺍﻥ ﻴﻅل ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺜل ﻤﺎﻟﻜﺎﹰ‬
‫ﻟﻠﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻌﻴﻥ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺭﺍﺩ ﺒﻴﻌﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻠﻙ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻗﻀﺎﺀ ﻭﻗﺩﺭﺍﹰ ﺘﺤﻤل ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﺘﺒﻌﺔ‬
‫ﻫﻼﻜﻪ ﻻﻨﻪ ﻤﺎ ﻴﺯﺍل ﻫﻭ ﺍﻟﻤﺎﻟﻙ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ ﻴﺴﺄل ﻋﻥ ﺍﻟﻀﻤﺎﻥ ﻨﺤﻭ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﻤﺎﺩﺍﻡ ﺍﻥ‬
‫ﺍﻟﻬﻼﻙ ﻜﺎﻥ ﻗﻀﺎﺀ ﻭﻗﺩﺭﺍﹰ ﻜﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻙ ﻭﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻷﺼل ﺍﻨﻪ ﺍﺫﺍ ﺘﺼﺭﻑ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻗﺒل ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﺴﺭﻯ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺘﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺤﻕ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﺍﺫﺍ ﺍﻅﻬﺭ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺭﺍﺀ ﺍﻻ ﺍﻥ ﻴﺭﺠﻊ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺨل ﺒﻭﻋﺩﻩ ﻭﻴﺴﺘﻁﻴﻊ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻴﺘﺼﺭﻑ ﻓﻲ ﺤﻘﻪ ﺍﻟﺫﻱ ﻜﺴﺒﻪ‬
‫ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻗﺒل ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﻓﻴﻨﻘﻠﻪ ﺍﻟﻰ ﺸﺨﺹ ﺍﺨﺭ ﻭﺍﺫﺍ ﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﺍﻨﺘﻘل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﻰ‬
‫ﻭﺭﺜﺘﻪ‪.‬‬
‫ﻫﺫﺍ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻨﺸﺄ ﻤﻥ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻁﺎﻟﻤﺎ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﺘﻔﻕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻡ ﺘﻨﺘﻪ ﺒﻌﺩ ﻭﻟﻡ ﻴﺘﻀﺢ‬
‫ﻤﻭﻗﻑ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﻓﺈﺫﺍ ﺍﻨﺘﻬﺕ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ‬
‫ﺴﻘﻁ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻭﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻴﺯﻭل ﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻪ ﺍﺤﺩ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﺍﻭ ﻜل ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻨﺤﻭ‬
‫ﺍﻻﺨﺭ ﻻ ﻓﺭﻕ ﻓﻲ ﺫﻟﻙ ﺒﻴﻥ ﺍﻥ ﻴﻜﻭﻥ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻤﻠﺯﻤﺎﹰ ﻟﺠﺎﻨﺏ ﻭﺍﺤﺩ ﺍﻭ ﻤﻠﺯﻤﺎﹰ ﻟﻠﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﻭﻻ‬
‫ﻴﺼﺢ ﺍﻥ ﻨﻘﺼﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﻟﻤﻠﺯﻡ ﻟﺠﺎﻨﺏ ﻭﺍﺤﺩ ﻻﻥ ﺍﺘﻔﺎﻕ ﺍﻟﻁﺭﻓﻴﻥ ﻓﻲ‬
‫ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﻟﻤﻠﺯﻡ ﻟﻠﺠﺎﻨﺒﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﻤﺩﺓ ﻻﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻴﻌﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﺭﺍﺩﺘﻬﻤﺎ ﻗﺩ ﺍﺘﺠﻬﺕ‬
‫ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠل ﻤﻥ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﺫﺍ ﻟﻡ ﺘﻅﻬﺭ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻤﻥ ﺠﺎﻨﺏ ﺃﻱ ﻤﻨﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺨﻼل ﻫﺫﻩ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻜﻤﺎ ﺴﺒﻕ ﺍﻥ ﺫﻜﺭﻨﺎ‪،‬ﻭﻜﺫﻟﻙ ﻴﺴﻘﻁ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﻟﻡ ﺘﻨﺘﻪ ﻭﻟﻜﻥ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ‬
‫ﺍﻋﻠﻥ ﻋﺩﻡ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﺍﺫ ﻴﻜﻭﻥ ﻗﺩ ﻨﺯل ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻕ ﺍﻟﺫﻱ ﻟﻪ ﻗﺒل ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﺍﻤﺎ ﺍﺫﺍ‬
‫ﺍﻅﻬﺭ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻗﺒل ﻓﻭﺍﺕ ﺍﻟﻤﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﻴﻨﺔ ﻟﺫﻟﻙ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻴﺘﻡ‬
‫ﻭﻴﻌﺘﺒﺭ ﺘﻤﺎﻤﻪ ﻫﺫﺍ ﻤﻥ ﻭﻗﺕ ﺍﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻻ ﻤﻥ ﻭﻗﺕ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻭﺫﻟﻙ ﻻﻥ ﺍﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻤﺜﺎﺒﺔ ﻗﺒﻭل ﺍﻻﻴﺠﺎﺏ ﻴﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﺍﻟﺫﻱ ﻴﻠﺘﺯﻡ ﺒﻪ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﻭﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺎﺌل ﺍﻟﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻟﻠﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻓﻭﻗﺕ ﺍﺒﺩﺍﺀ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻫﻭ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ‬
‫ﻴﺘﻡ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ ﻭﻫﻭ ﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﺍﻟﺫﻱ ﺘﺘﺭﻗﺏ ﻓﻴﻪ ﺁﺜﺎﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺘﻘﻭل ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬
‫)‪ (١٠٢‬ﻤﺩﻨﻲ ﻤﺼﺭﻱ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺼﺩﺩ ﺍﻨﻪ‪ ):‬ﺍﺫﺍ ﻭﻋﺩ ﺸﺨﺹ ﺒﺈﺒﺭﺍﻡ ﻋﻘﺩ ﻨﻜل ﻭﻗﺎﻀﺎﻩ‬
‫ﺍﻟﻤﺘﻌﺎﻗﺩ ﺍﻻﺨﺭ ﻁﺎﻟﺒﺎﹰ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻭﻋﺩ ﻭﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﺸﺭﻭﻁ ﺍﻟﻼﺯﻤﺔ ﻟﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺒﺨﺎﺼﺔ ﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ‬
‫ﻤﻨﻬﻤﺎ ﺒﺎﻟﺸﻜل ﻤﺘﻭﺍﻓﺭﺓ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﻤﺘﻰ ﺤﺎﺯ ﻗﻭﺓ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻘﻀﻲ ﺒﻪ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ( ‪.‬‬
‫ﻓﺈﺫﺍ ﺃﻋﻠﻥ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻗﺩ ﻭﺠﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﺍﻥ ﻴﻘﻭﻡ ﺒﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺌﻲ‬
‫ﺍﻟﺫﻱ ﺘﻡ ﺒﺎﻋﻼﻥ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺭﻏﺒﺔ ﻓﺎﺫﺍ ﻨﺎﺯﻉ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﻓﻲ ﺼﺤﺔ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻭ ﺍﻤﺘﻨﻊ ﻋﻥ ﺘﻨﻔﻴﺫﻩ‬
‫ﻜﺎﻥ ﻟﻠﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻴﺘﺼﺩﺭ ﺤﻜﻤﺎﹰ ﻴﻘﻭﻡ ﻤﻘﺎﻡ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﻭﺍﺫﺍ ﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﺒﻪ ﺒﻴﻊ ﻋﻘﺎﺭ‬
‫ﻓﺎﻨﻪ ﺒﺘﺴﺠﻴل ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺤﻜﻡ ﺘﻨﺘﻘل ﻤﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻌﻘﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﻏﻴﺭ ﺍﻨﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﺤل ﺍﻟﻌﻘﺩ ﺒﻪ‬
‫ﺸﻴﺌﺎﹰ ﻤﻌﻴﻨﺎﹰ ﺒﺎﻟﺫﺍﺕ ﻭﺘﺼﺭﻑ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﺨﻼﻻﹰ ﻤﻨﻪ ﺒﻭﻋﺩﻩ ﻓﻼ ﻴﺒﻘﻰ ﺍﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﻭﻋﻭﺩ ﻟﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻫﺫﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺴﻭﻯ ﺍﻟﺭﺠﻭﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻭﺍﻋﺩ ﺒﺎﻟﺘﻌﻭﻴﺽ ﻭﺍﻟﻤﺘﺄﻤل ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻨﺹ ﻻ ﻴﺠﺩ ﻓﻴﻪ‬
‫ﺍﻻ ﺘﻁﺒﻴﻘﺎﹰ ﺴﻠﻴﻤﺎﹰ ﻟﻠﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﻌﺎﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻨﻅﻡ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺫ ﺍﻟﻌﻴﻨﻲ ﺍﻟﺠﺒﺭﻱ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻘﻭﺍﻋﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺠﺒﺭ‬
‫ﺍﻟﻤﺩﻴﻥ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻔﻴﺫ ﻤﺎ ﺍﻟﺘﺯﻡ ﺒﻪ ﺘﻨﻔﻴﺫﺍﹰ ﻋﻴﻨﻴﺎﹰ ﻤﺘﻰ ﻜﺎﻥ ﺫﻟﻙ ﻤﻤﻜﻨﺎﹰ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ )‪ (١/٢٤٦‬ﻤﺩﻨﻲ‬
‫ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﻼ ﻤﺎﻨﻊ ﻤﻥ ﺍﻻﺨﺫ ﺒﻪ ﻭﺍﻥ ﺠﺎﺀ ﻗﺎﻭﻨﻨﺎ ﺍﻟﻤﺩﻨﻲ ﺨﺎﻟﻴﺎ ﻤﻥ ﻨﺼل ﻤﻤﺎﺜل ﻟﻪ‪.‬‬