Professional Documents
Culture Documents
للتنمية والتنمية الاقتصادية
للتنمية والتنمية الاقتصادية
net
المقدمة العامة:
الفصل األول :مدخل عام للتنمية والتنمية االقتصادية:
المبحث األول :ماهية التنمية ومستوياتها:
المطلب األول :نظرة عامة القتصاديات الدول النامية.
المطلب الثاني :ماهية التنمية.
المطلب الثالث :العوامل المساعدة للتنمية.
المطلب الرابع :مستويات ومجاالت التنمية.
المبحث الثاني :التنمية االقتصادية:
المطلب األول :نظريات التنمية االقتصادية.
المطلب الثاني :أنماط التنمية واستراتيجياتها.
المطلب الثالث :نماذج تخطيط التنمية االقتصادية.
المطلب الرابع :التغيرات االقتصادية العالمية وأثرها على التنمية االقتصادية.
خالصة الفصل:
الفصل الثاني :مشكل التمويل في الدول النامية:
المبحث األول :مصادر التمويل في التنمية:
المطلب األول :ماهية التمويل.
المطلب الثاني :المصادر الداخلية لتمويل التنمية.
المطلب الثالث :المصادر الخارجية لتمويل التنمية.
المبحث الثاني :مشاكل التمويل وإجراءات إنعاش مصادره:
المطلب األول :عوائق المصادر الداخلية لتمويل التنمية.
المطلب الثاني :عوائق المصادر الخارجية لتمويل التنمية.
المطلب الثالث :إجراءات إنعاش مصادر التمويل.
خالصة الفصل
www.elbassair.net
خاتمة
قائمة المراجع
المقدمة العامة:
تعتبر التنمية بمفهومها الشامل والمعاصر عملية تخص جميع مستويات الحياة ومجاالتها ،وهي
فكرة ولدت بين الحربين العالميتين واتسعت اآلن ،وتجسيد هذه العملية يتوقف على عدة عوامل
تتفاوت أهميتها من ظرف آلخر ،ومن بلد آلخر.
وفي الموضوع الذي سنتناوله في بحثنا هذا كما هو مشار إليه حول عملية التنمية وسنتطرق بصفة
خاصة إلى التنمية االقتصادية ،كما سنحاول التعرض إلى مشكل تمويل التنمية في الدول النامية.
وهذا في محاولة لإلجابة على التساؤالت التالية:
-ما هي التنمية والمستويات التي تمسها ؟
-ما هي التنمية االقتصادية ؟ واستراتيجياتها ؟
-ما هو الدافع لعملية التنمية االقتصادية وما هي مختلف العوائق التي تتعرض لها ؟
-كيف يعتبر التمويل من أهم عقبات التنمية ؟ وكيف يتم إنعاش مصادره ؟
www.elbassair.net
الفصل األول:
مقدمة الفصل:
من خالل هذا الفصل سوف نتطرق إلى التنمية وكمجال منها :التنمية االقتصادية حيث سنبرز:
ماهية التنمية ومستوياتها ومختلف المجاالت التي تمسها بعد إعطاء نظرة عامة على اقتصاديات
الدول النامية ،وسنعرض نظريات التنمية االقتصادية وعملية تنميطها ومختلف التغيرات
االقتصادية العالمية المؤثرة فيها ايجابيا وسلبيا.
www.elbassair.net
* انخفاض الدخل القومي ومعدل نموه :وتتسم معظم الدول النامية بانخفاض مستوى دخلها
القومي ،ونظرا ألن معدل نموها السكاني يعد مرتفعا فإن معدل نمو دخلها الفردي أيضا يتسم
باالنخفاض .ويعود ذلك بصفة أساسية إلى انخفاض كفاءة استخدام الموارد االقتصادية ،باإلضافة
إلى سوء توزيع الدخل القومي بين أفراد المجتمع.
* انخفاض إنتاجية القطاعات الخاصة :تسود ظاهرة تدني مستوى إنتاجية العمل في عدد من
الدول النامية نتيجة ندرة الموارد الرأسمالية المكملة لعناصر اإلنتاج األخرى كالعمل واألرض.
ومن ثم يظهر مبدأ تناقص اإلنتاجية الحدية في النشاطات اإلنتاجية وخاصة الزراعية.
* ارتفاع األهمية بالنسبة للنشاط الزراعي :يمثل الناتج المحلي الزراعي مكانة رئيسية في إجمال
الناتج المحلي في الدول النامية ،كما يتصف معه النشاط الزراعي بارتفاع نسبة العاملين فيه مقارنة
بالعاملين في النشاطات االقتصادية غير الزراعية.
* ارتفاع معدالت النمو السكاني :تسود ظاهرة ارتفاع معدل النمو السكاني في الدول النامية
مقارنة بالدول المتقدمة حيث يتراوح في الدول النامية ( ) %3.5 - %3.0مقارنة بـ %1في
الدول المتقدمة..
* ضيق السوق المحلية واالعتماد المتزايد على السوق العالمية :ويعود ضيق ومحدودية السوق
المحلية النخفاض القدرة الشرائية لألفراد وهذا يترتب عليه آثار سلبية في مقدمتها عدم إمكان إقامة
وحدات إنتاجية ذات طاقات تتسم بتدني التكاليف وفقا للمفهوم االقتصادي ،وعدم استفادتها من
وفرات اإلنتاج الواسع ،كما أن هذه الدول تعتمد في تجارتها الخارجية على تصدير المواد األولية
واستيراد المواد المصنعة ،وال يكون معدل التبادل التجاري في صالحها.
* عدم كفاية البنى التحتية :تعاني معظم الدول النامية من ظاهرة عدم كفاية وكفاءة البنى التحتية
أو االرتكازية كالوسائل الصحية أو التعليمية وضعف كفاءة الوسائل التكميلية للعمليات اإلنتاجية
كالنقل ووسائل التخزين والطرق وغيرها.
()2
سالم توفيق النجفي ،أساسيات علم االقتصاد ،الدار الدولية لالستثمارات الثقافية ،مصر ،2000،ص،ص.302،300.
www.elbassair.net
( )1السبتي وسيلة ،تمويل التنمية المحلية في إطار صندوق الجنوب ( دراسة واقع المشاريع التنموية في والية بسكرة ،مذكرة
ماجستير في االقتصاد غير منشورة ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،السنة الجامعية ، 2005.2004ص،ص.4.3.
www.elbassair.net
االرتقاء بمستوى المعيشة لكل أفراد المجتمع والتحسن المستمر لنوعية الحياة فيه باالستخدام
األمثل للموارد واإلمكانات المتاحة.
()2
نفس المرجع،ص.5
()1
محمد أحمد الدوري ،مرجع سابق ،ص.53.
()2
السبتي وسيلة ،مرجع سابق ،ص.6.
www.elbassair.net
( )1هوشيار معروف ،دراسات في التنمية االقتصادية ( استراتيجيات التصنيع والتحول الهيكلي) ،جامعة البلقاء التطبيقية ،دار
الصفاء للنشر ،ط،)2005(1ص.11.
( )2نعمة اهلل نجيب إبراهيم ،أسس علم االقتصاد ،مؤسسات شباب الجامعة ،اإلسكندرية،2000 ،ص.499،
( )3محمد عبد العزيز عجمية ،محمد علي الليثي ،التنمية االقتصادية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،2001 ،ص،ص.65.64.
www.elbassair.net
* بالنسبة لالقتصاديين الكالسيك بينوا كيف أن التنمية االقتصادية يمكن ان تعاق بسبب الضغوط
السكانية مقترنة بندرة الموارد الطبيعية.
* أضاف النيو كالسيك تحليل عملية االدخار واالستثمار واآلثار الموالية للتقدم التكنولوجي.
* أما كارل ماركس فأكد أن عالقات اإلنتاج في ظل النظام الرأسمالي ( )Capitaliste System
تتعارض مع التقدم التكنولوجي فيه ،ومن ثم حدوث كساد دوري في االقتصاد ثم لركود حتمي ،كما
أشار على التكاليف الباهضة والمتكررة لعملية النمو االقتصادي في ظل النظام الرأسمالي والتي
تتمثل في صورة التمزق االجتماعي واالقتصادي الذي يحل بالمجتمع.
* قدمت بعض التعديالت األساسية على التغيرات السابقة وخصوصا كيفية تحقق التراكم
الرأسمالي المتحقق عن التنمية االقتصادية وتتمثل هذه التعديالت في:
-نظرية شومبيتر بإضافته الهامة في إبراز دور المنظم في قيادة عملية التراكم.
-كينز بدمج نظرية أفضل عن الطلب الكلي مع نظرية التنمية االقتصادية غير أنه لم يكن إال
جزئيا ،وبقي للكينزيين تكملة مسألة تزاوج نتائج التراكم الرأسمالي في مجال خلق الطلب وخلق
العرض.
* نشأ اهتمام كبير منذ الحرب العالمية الثانية حول التنمية االقتصادية ،وقد كانت هناك محاولة من
بعض المحللين تطبيق نظريات التنمية االقتصادية على الدول النامية ،كما برزت بعض اإلضافات
الجديدة والهامة التي سارت في اتجاهين ركز االتجاه األول بتحليل أسباب فشل الدول النامية في
تحقيق معدل سريع للنمو رغم إمكانية االستفادة من التكنولوجيا األكثر تقدما.
بينما ركز االتجاه الثاني على دراسة العوامل األساسية التي تنتج على النمو والعمليات المتداخلة
المتشابكة والتي يأخذ كل من التراكم الرأسمالي والنمو مكانه ،كما أعطى اهتمام للعالقة الهامة بين
الزراعة والصناعة أثناء عملية التنمية ،وخصوصا مدى إمكانية استخدام العمل الزراعي الفائض
()1
كأداة لتمويل التنمية الصناعية.
المطلب الثاني :أنماط التنمية واستراتيجياتها:
()1
المرجع السابق ،ص،ص.69.66.
www.elbassair.net
وإن كان هناك عدم اتفاق على األسلوب األمثل للتنمية ،إال أنه هناك نوعين منذ نهاية الحرب
العالمية الثانية وهما :إستراتيجية النمو المتوازن وإستراتيجية النمو غير المتوازن نلخصهما فيما
()2
يلي:
-1إستراتيجية أو نمط النمو المتوازن :ويرجع عرضها إلى االقتصادي المعروف " نيركسه "
والذي يرى ضرورة توجيه دفعة قوية إلى مجموعة من الصناعات االستهالكية المتكاملة أفقيا
وذلك لمواجهة عقبة ضيق نطاق السوق المحلي في الدول النامية وكسر الدوائر المفرغة المؤدية
للفقر ،وحسب " نيركسه " فإن كسر الدائرة المفرغة للفقر يمكن تفسيرها من جانب العرض
والطلب ،وبالتالي ال بد من إنشاء العديد من الصناعات االستهالكية المتزامنة حيث تؤدي إلى
توسيع نطاق السوق وخلق العديد من الصناعات المتكاملة ،كما يرى نيركسه :ضرورة تحقيق
التوازن بين الصناعة والزراعة << حتى ولو كانت مشكلة تمويل هذه الصناعات وأيضا قطاعي
الزراعة والصناعة تمثل عقبة أمام نجاح هذه اإلستراتيجية.
-2إستراتيجية النمو غير المتوازن :وترجع هذه النظرية إلى االقتصادي " هيرشمان " حيث
هاجم اإلستراتيجية األولى والتي كانت ترتكز على إنماء مجموعة عريضة من الصناعات
االستهالكية في آن واحد ،نتيجة لقصور الموارد المالية في الدول النامية ،ويرى " هيرشمان " بدال
من ذلك أنه يجب التركيز على عدد من الصناعات الرائدة التي لها القدرة على حث االستثمار في
الصناعات األخرى ،بمعنى إحداث خلل مقصود في توازن االقتصاد القومي عن طريق توجيه
االستثمارات إلى عدد محدود من الصناعات الرائدة التي تقود بدورها عملية النمو االقتصادي في
االقتصاد القومي ككل .كما يرى هيرشمان أن عمليات اختيار هذه الصناعات يتوقف على مدى
قدرتها على الحث على االستثمار في المشروعات والصناعات األخرى أي ما يعرف بالتكامل
لألمام أو التكامل للخلف فالتكامل للخلف يعني االستثمار في مشروع ما يؤدي إلى زيادته في
مشروع آخر سابق عليه والتكامل لألمام يعني االستثمار في مشروع ما يؤدي إلى زيادته في
مشروع الحق عليه.
()1
وفيما يلي الخطوط العريضة التي يجب أن تتضمنه إستراتيجية التنمية الشاملة:
()2
محمد فوزي أبو السعود ،مقدمة في االقتصاد الكلي ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2004ص،ص.342.340.
()1
د :جمال الدين لعويسات ،العالقات االقتصادية الدولية والتنمية ،دار هومة للطباعة والنشر ،الجزائر ،2000ص،ص.78.77.
www.elbassair.net
ميادين العمل الحكومي ال بد أن تضم
-تحديد المشروع االجتماعي.
-المشروعات اإلنتاجية الحكومية في المجاالت التي هي خارجة عن النشاط االقتصادي
الخاص ( المشروعات االقتصادية االجتماعية الضخمة.)...
-التوجيه الحكومي والتخطيط لتشجيع التكامل واالندماج االقتصادي بين القطاع العام
والخاص.
-تشجيع ومعاونة المستثمرين في الميادين العمة للتعليم ،الصحة ،واإلسكان.
-سياسة زراعية في المدى القصير ،المتوسط والطويل تحدد األهداف اإلنتاجية.
-سياسة مالية نقدية وتجارية عامة مالئمة.
()1
نفس المرجع ،ص.64 ،
()2
جمال الدين لعويسات ،مرجع سابق ،ص،
www.elbassair.net
-مرحلة التهيؤ لالنطالق
-مرحلة االنطالق
-مرحلة النضج
-مرحلة االستهالك الكبير
المطلب الرابع :التغيرات االقتصادية العالمية وأثرها على التنمية بالدول النامية:
ويمكن تلخيص أهم التغيرات االقتصادية العالمية في أواخر القرن العشرين في أربعة نقاط أساسية
()3
تتمثل في
-زيادة موجة التحرر االقتصادي
-إقامة منظمة التجارة العالمية
-تزايد قوة التكتالت االقتصادية الدولية.
-ظهور العولمة وسرعة انتشارها.
()1
اآلثار اإليجابية للتغيرات االقتصادية:
-التخلص من عناصر عدم الكفاءة في وحدات القطاع العام.
-إعادة تخصيص الموارد في صالح القطاع الخاص وفي غير صالح القطاع العام مما يرفع
من اإلنتاجية ويزيد من معدالت األرباح وذلك باعتبار وحدات القطاع الخاص أكفأ من
وحدات القطاع العام.
-تخفيض األنفاق الحكومية بسبب التخلص من الدعم الذي كانت تمنحه الحكومة لشركات
القطاع العام ،وزيادة حصيلة الضريبة المفروضة على أرباح المشروعات بعد إصالحها
وتحويلها للقطاع الخاص.
-رفع إنتاجية المشروعات التي تتبع مبادئ السوق الحر ،وفتح فرص جديدة أمام المدخرات
الخاصة لتستثمر في مشروعات قائمة أو جديدة وإعادة تدوير األموال المحررة من
المشروعات العامة بعد بيعها للقطاع الخاص وهذا كله يدفع عجلة التنمية االقتصادية.
()3
عبد القادرمحمد عبد القادر عطية ،اتجاهات حديثة في التنمية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،2002/2003،ص.229.
()1
نفس المرجع السابق ،ص.232.231 ،
www.elbassair.net
-إعادة توزيع الثروة والدخل في صالح الطبقات الفقيرة والمتوسطة من خالل إتاحة الفرصة
لها لتملك بعض أجزاء وحدات القطاع العام.
()2
اآلثار السلبية:
-فقدان الدول النامية ألسواقها بالدول االشتراكية والتي كانت تتحصل عليها من خالل
االتفاقات الثنائية ،بعدما انتهجت هذه الدول سياسات التحرر.
-مزاحمة االقتصاديات المتحولة للدول النامية في تحركات رؤوس األموال والمعونات
المتدفقة من الدول المتقدمة.
-احتمال أن تدخل بعض االقتصادات المتحولة في اتحاد اقتصاد الدول األوروبية المتقدمة
وهو ما يحولها من قوى داعمة للدول النامية إلى قوى منافسة لها.
-زيادة معدل البطالة الرسمي بين الفقراء بسبب التحول من القطاع العام إلى القطاع الخاص
وصرف العمال.
-يؤدي تحديد األسعار إلى ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة عدد األسر تحت خط الفقر.
-مخاوف من سيطرت األجانب على رأس المال الوطني بوجه عام واألنشطة اإلستراتيجية
بوجه خاص من خالل شراء أجزاء كبيرة من المشروعات العامة المطروحة للبيع.
* باإلضافة إلى هذه اآلثار السلبية هناك عدة عوامل تعيق عملية التنمية االقتصادية نذكرها فيما
()1
يلي:
-1العوائق االقتصادية وتتمثل في - :دائرة الفقر المفرغة ( The vicious circle of
– ) povertyضيق حجم السوق ( .) The limited of the market
-2العوائق الحكومية للتنمية :وتتمثل في توفير وتعزيز لبيئة مستقرة للمشروعات الحديثة أي
استقرار سياسي واستقالل سياسي والدعم الحكومي لها.
( )2عبد القادر محمد عبد القادر عطية ،مرجع سابق ،ص،ص.233.232.
( << )1مالكولم جيلز ،دوايت بيركنز ،مايكل رومر ،دونالد سودجراس >> ،اقتصاديات التنمية ،دار المريخ ،الرياض،ص،ص.
63.51
www.elbassair.net
-3القيم االجتماعية كعوائق للتنمية :وتتمثل في قيم المجتمع التي لها دور مباشر في تحقيق التنمية
من عدمه وتتمثل العالقة بينهما حسب التحليالت في خلق عدد كفىء من المنظمين للقيام بعملية
التنمية.
<< المنظم :يمكنه تبني اختراع جديد أو طريقة حديثة رفي اإلدارة >> حسب شومبيتر.
خالصة الفصل:
تعرفنا على التنمية االقتصادية التي تعتبر عملية تحول شامل لكافة مكونات اقتصاد ما وذلك من
خالل إحداث تغيير واضح في أحجام وقيم هذه المكونات وعالقاتها الهيكلية البينية والضمنية.
ولكن أن أهم إشكاليات التنمية االقتصادية هو كيفية تمويل متطلبات هذه التنمية وهذا ما سنبرزه من
خالل الفصل القادم.
www.elbassair.net
الفصل الثاني
www.elbassair.net
مشكل تمويل
التنمية في البلدان النامية
مقدمة الفصل:
على الرغم من األساس الذي يجب أن تعتمد عليه الدول النامية في تمويل تنميتها االقتصادية يجب
أن يرتكز على مواردها المحلية ،إال أن الواقع يظهر في كثير من األحيان وجود قصور شديد في
مصادر التمويل المحلي مما يجعل هذه الدول تستعين بمصادر التمويل الخارجي وعموما فإن
مشكل التمويل أهم عقبة تعترض عملية التنمية وهذا ما سنتطرق إليه من خالل هذا الفصل.
www.elbassair.net
()1
مالكولم جيلز وآخرون ،مرجع سابق ،ص،ص535.534.
www.elbassair.net
وقد استمر هذا التقليد بصعوبة ،وضل الكثير من االقتصاديين في الدول الصناعية والدول النامية
في األربعينيات والخمسينيات مقتنعين بأن تأثير العوامل الثانوية للسياسة التمويلية وهي السياسة
النقدية ،وقد تميزت هذه األخيرة في الدول النامية أقل كفاءة من الدول المتقدمة ألن جزءا كبيرا من
العمليات االقتصادية كان يتم على أساس المقايضة وغيرها من المعامالت خارج االقتصاد النقدي،
وكانت نسبة استخدام النقد أي نسبة مجموع السلع والخدمات التي يتم تبادلها بالنقود منخفضة نسبيا
في الدول النامية خاصة في الدول اإلفريقية منخفضة الدخل.
ويصعب االستخدام الكفء ألدوات السياسة النقدية في مواجهة التغيرات الدورية حتى في الدول
ذات االستخدام النقدي العالمي مثل الو.م.أ ،وأخيرا ساءت أسعار الصرف الثابتة في الدول جميعها
ومنها الدول النامية منذ الحرب العالمية الثانية ،وحتى 1972وقد تراخى االلتزام بتثبيت سعر
الصرف في السبعينات في عدة دول.
ومن بداية الثمانينات ازدادت إمكانية إسهام السياسة النقدية عند تطبيقها السليم في الحفاظ على
االستقرار االقتصادي في اآلجال القصيرة.
أما فعاليتها في األجل الطويل فكانت أقل قبوال.
لم ينظر للتمويل على أنه يؤدي إلى تحسين المستويات المعيشية على أي حال حاول بعض
المحللين في السنوات األخيرة مثل () EDWARD CHAW ( :ادوارد شاو ) ( RONALD
( ) MAKINNONرونالد ماكنين ) أن للسياسة التمويلية تأثير قوي على التنمية (.)2
* ومن خالل ما سبق تحدد تعريفا للتمويل كما يلي:
<< توفير األموال ( السيولة النقدية) من أجل إنفاقها على االستثمارات وتكوين رأس المال الثابت
بهدف زيادة اإلنتاج واالستهالك >>.
ويعرف كذلك بأن << البحث عن الطرائق المناسبة للحصول على األموال واالختيار وتقسيم تلك
الطرائق والحصول على المزيج األفضل بينهما بشكل يناسب كمية ونوعية احتياجات المنشأة
>>(.)1
()2
نفس المرجع ،ص..536 ،
()1
هيثم محمد الزغبي ،اإلدارة والتحليل المالي ،األردن ،دار الفكر ،ط ،2000 ، 1ص.77
www.elbassair.net
ومنه فالتعريف اإلجرائي لتمويل التنمية فيعني تلك التدفقات المالية المحلية واألجنبية الموجهة
إلنجاز وإحقاق برامج ومشروعات التنمية الضرورية لهيكل االقتصاد الوطني وتحقيق الرفاهية
االقتصادية للمجتمع (.)2
المطلب الثاني :المصادر الداخلية لتمويل التنمية :ويمكن تقسيمها إلى (:)3
-Iاالدخارات االختيارية :هي تلك االدخارات التي يقبل األفراد والمشروعات طواعية واختيارا
وتتمثل في:
-1مدخرات القطاع العائلي :وتمثل الفرق بين الدخل المتاح أي الدخل بعد تسديد الضرائب وبين
اإلنفاق على أوجه االستهالك المختلفة وتتمثل مصادر االدخار فيه فيما يلي:
* مدخرات التقاعد كأقساط التأمين والمعاشات.
* الودائع في البنوك وصناديق التوفير.
* االستثمار المباشر في اقتناء األراضي.
* سداد الديون ومقابلة التزامات سابقة.
-2مدخرات قطاع األعمال :ويقصد به كافة المشاريع اإلنتاجية التي تستهدف تحقيق األرباح من
مبيعاتها التي تشكل بدورها مصدرا لالدخارات وتنقسم هذه المدخرات إلى نوعين هما ادخارات
قطاع األعمال الخاص ،وادخارات قطاع األعمال العام << االدخار الخاص يكون من طرف
األفراد والمؤسسات بينما االدخار العام يتكون من الضرائب ،القروض ،شهادات االستثمار،
اإلصدار النقدي أو ما يسمى بالتمويل بالعجز ( ) Deficit. Spendingوهو زيادة حجم السيولة
النقدية عن طريق إصدار نقود جديدة وهذا األمر قد يتسبب أحيانا في حاالت تضخمية >> (.)1
-IIاالدخارات اإلجبارية :وهي ادخارات تقطع من الدخول المتحققة لدى األفراد بطريقة إلزامية
ويتمثل في االدخار الحكومي واالدخار الجماعي والتمويل التضخمي.
-1االدخار الحكومي :يتحقق االدخار الحكومي بالفرق بين اإليرادات الحكومية الجارية
والمصروفات الحكومية الجارية .فإذا كان هناك فائض اتجه إلى تمويل االستثمارات وتسديد
()2
السبتي وسيلة ،مرجع سابق ،ص.8.
()3
محمد عبد العزيز عجمية ،محمد علي الليثي ،مرجع سابق ،ص.288،
()1
جمال الدين لعويسات ،مرجع سابق،ص،ص.64.63.
www.elbassair.net
أقساط الديون ( في حالة مديونية الحكومة ) ،أما إذا زادت النفقات الجارية عن اإليرادات الجارية
أي في حالة وجود عجز فإنه يتم تمويله عن طريق السحب من مدخرات القطاعات األخرى أو عن
طريق طبع نقود جديدة ،وتعمل الحكومات دائما إلى تنمية مواردها وإلى ضغط نفقاتها بغية تحقيق
()2
فائض توجهه إلى ضروب ومجاالت االستثمار والتنمية المستهدفة.
-2التمويل التضخمي :وهو أسلوب تستخدمه السلطات العامة للحصول على تمويل إضافي
عندما تعجز المصادر االعتيادية لإليرادات العامة من تمويل النفقات العامة ويتلخص هذا باالعتماد
على إصدار نقود ورقية جديدة أو االقتراض من البنك المركزي والبنوك التجارية ويسمى بالتمويل
التضخمي نتيجة لزيادة اإلصدار النقدي لتمكين الوحدات االقتصادية من الحصول على موارد
()3
إضافية عندما تعجز مواردها المستقلة في اإلنتاج ومن مساوئ هذا األسلوب نجد:
-انخفاض القيمة الخارجية للعملة وتأكل قيمتها ومنه انخفاض المدخرات وارتفاع االستهالك.
-انخفاض القوة الشرائية للعملة المحلية وبالتالي ترتفع األسعار وهذا يدفع األفراد الكتناز العملة
األجنبية والسلع بدال من العملة المحلية وهذا يقلل من عملية االستثمار.
-تفاقم العجز في الموازنة العامة وفي ميزان المدفوعات << زيادة الواردات ونقص الصادرات
>>.
-إعادة توزيع الدخل والثروة بشكل متفاوت وينجم عنه اضطرابات اجتماعية وسياسية.
-يعرقل عمليات التخطيط والتنفيذ بما يؤدي على استحالة حساب التكاليف الحقيقية للمشروع.
-3االدخار الجماعي :هي ادخارات تقتطع من دخل بعض الجماعات بطريقة إجبارية طبقا
لقوانين معينة منها أرصدة صناديق التأمينات االجتماعية بأنواعها المختلفة ويحتل هذا النوع مكانة
هامة في الدول النامية ألته يقلل من حدة االتجاهات التضخمية المتمثلة في ارتفاع األسعار ،كما
يتميز هذا النوع من االدخار بمزايا مباشرة مثل خدمات الصحة والتعويضات والمعاشات (.)1
* إن قصور المدخرات المحلية عن تمويل كافة مشروعات التنمية يؤدي بالدول النامية على
اللجوء إلى مصادر خارجية لسد عجز المدخرات المحلية.
المطلب الثالث :المصادر الخارجية لتمويل التنمية:
()2
د :محمد فوزي أبو السعود ،مرجع سابق،ص.347،
()3
عرفان تقي الحسيني :التمويل الدولي ،عمان ،المجدالوي،1999،ص،ص.47.46.
()1
السبتي وسيلة ،مرجع سابق،ص.11،
www.elbassair.net
تتعدد صور وأشكال المساعدات اإلنمائية والتمويل الخارجي لعملية التنمية كما يلي:
-Iالتدفقات والتحويالت من المؤسسات والمنظمات الدولية:
لعل أهم هذه المؤسسات هي البنك الدولي لإلنشاء والتعمير ومؤسسة التنمية الدولية ومؤسسة
التمويل الدولي.
()2
-1البنك الدولي لإلنشاء والتعمير :وأنشئ هذا البنك لعدة أغراض أهمها:
* تقديم القروض للدول األعضاء أو المؤسسات االقتصادية الخاصة القائمة في أراضيها ،من
األرصدة الرأسمالية المتاحة ،في حالة عدم كفاية االستثمارات الخاصة أو عدم توفير القروض
الالزمة من مصادر أخرى بشروط مقبولة.
* تشجيع االستثمارات الخاصة األجنبية سواء بتقديم الضمانات الالزمة أو بالمشاركة بنصيب في
القروض األجنبية المقدمة للدول األعضاء.
* توفير المعونات الفنية إلعداد وتنفيذ الخطط االستثمارية واإلنمائية والمساهمة في إعداد وتدريب
الكوادر الفنية واإلدارية التي تحتاجها الدول النامية عن طريق معهد التنمية االقتصادية التابع
للبنك.
يقدم هذا البنك قروض طويلة األجل للتنمية االقتصادية خاصة في الدول النامية.
-4االستثمار األجنبي :يتمثل في استثمار الموارد األجنبية في رؤوس أموال مشروعات التنمية
()1
وهو في الدول النامية بهدف االستفادة منالتكنولوجيا التي ينقلها معه لدفع عجلة التنمية بها:
()2
نوعان:
* االستثمار األجنبي المباشر :يقوم المستثمر األجنبي بامتالك رأس المال المشروع اإلنتاجي
ويتولى إدارته أو مساهمته في رأس المال للمشروع كبيرة وتمنحه الحق باالشتراك في اإلدارة.
* االستثمار األجنبي غير المباشر :ويقتصر على قيام األشخاص الطبيعيين أو المعنويين المقيمين
في دولة أجنبية على مجرد شراء أسهم المشروعات القائمة أو االكتتاب في أسهم المشروعات
المراد القيام بها كما ال يحول للمستثمر األجنبي الحق في اإلدارة.
()3
السبتي وسيلة ،مرجع سابق،ص.13.
)(1
WWW.ULUMINSANIA.NET. LE 21/2/2006
()2
عرفان تقي الحسيني ،مرجع سابق،ص،ص.54.52.
www.elbassair.net
المبحث الثاني :مشاكل مصادر التمويل وإجراءات إنعاشها في الدول النامية:
كما سبق وأشرنا أن أهم العراقيل التي تواجه إخفاق برامج التنمية في البلدان النامية هي مشكلة
التمويل األداة الرئيسية للتنمية في الدول النامية إلى جانب اإلدارة االقتصادية الكفأة للموارد
المتاحة .وسوف نبرز عوائق مصادرة كل نوع منها على حدا.
المطلب األول :عوائق مصادر التمويل الداخلي:
بالنسبة لالدخار العائلي :نواجه عدة عوائق تعيق التنمية نذكر منها:
-1انخفاض الدخول :بلغ متوسط دخل الفرد في إفريقيا في أواخر السبعينيات حوالي400 :
دوالر سنويا ،وفي بعض دول آسيا لم يتجاوز 300 :دوالر سنويا .وذلك الرتفاع الميل
لالستهالك وبالتالي انخفاض حجم االدخارات(.)3
-2أثر المحاكاة :أي تقليد األفراد في هذه الدول ألنماط االستهالك في الدول المتقدمة.
-3عدم كفائية أجهزة تجميع المدخرات مثل المؤسسات المالية والتي تتالئم وظروف كل دولة
ومرحلة التنمية التي بلغتها.
-4عدم استقرار القوة الشرائية للنقود حيث أن األموال التي يدخرها األفراد باالمتناع عن
اإلنفاق ،تضعف مقدرتها في المستقبل على شراء السلع والخدمات.
بالنسبة لقطاع األعمال :وتتعرض لمجموعة من الصعاب في الدول النامية مثل عدم كفاية البيانات
المتاحة وعدم وجود حدود فاصلة بين هذا القطاع والقطاع العائلي .نظرا لتخلف النظم والقوانين
في هذه الدول ،كما أن مدخرات قطاع األعمال قد ال توجه إلى عملية التنمية.
()1
من أهم أسباب انخفاض اإليرادات الجارية للدولية قصور نظامها بالنسبة للقطاع الحكومي:
الضريبي وذلك عن طريق:
-ضآلة نسبة الضرائب إلى الدخل القومي بسبب انخفاض متوسط دخل الفرد السنوي.
-اتساع نطاق العمليات العينية << المقايضة >>.
-عدم إمساك حسابات منظمة في قطاع األعمال.
()3
محمد فوزي أبو السعود ،مرجع سابق ،ص.352،
()1
السبتي وسيلة ،مرجع سابق ،ص.16
www.elbassair.net
-انخفاض مستوى الوعي الضريبي الذي يتجسد بالتهرب الضريبي وعدم خضوع بعض
األنشطة للضريبة.
()2
-باإلضافة إلى ما سبق هناك عوامل أخرى تعيق عملية التمويل الداخلي منها:
-فقدان الثقة في المصارف وبالتالي اللجوء لالكتناز.
-االبتعاد عن المنافسة المحافظة على األنشطة التقليدية التي تعرقل التنمية.
-ضيق أسواق األوراق المالية.
-هروب رؤوس األموال للخارج نتيجة األوضاع االجتماعية واالقتصادية للدول النامية
خاصة في حالة التضخم خوفا من احتمال تدهور قيمة العملة المحلية.
المطلب الثاني :عوائق مصادر التمويل الخارجي:
إن أول ما يواجه الدول النامية ويعترض سبيلها في تحقيق التنمية هو العراقيل التي تواجه
صادراتها ونذكر منها:
-1عدم توفر األيدي العاملة الماهرة بالقدر الكافي.
-2ضيق حجم السوق المحلية إذ يصعب دخول مجال التصدير للسوق الدولية قبل االستفادة
من مزايا اإلنتاج في السوق المحلية.
-3صعوبة القدرة على المنافسة في األسواق الدولية بسبب استيراد معظم لوازم اإلنتاج
للعملية الصناعية.
-4عدم توفر االستقرار السياسي واالقتصادي في البلدان النامية.
-5عدم توفر اإلحصاءات الصحيحة التي تمكن المستثمر من دراسة الجدوى االقتصادية
للمشروع.
-6فرض معاملة ضريبية مجحفة على أرباح المستثمر األجنبي.
* ومن أهم هذه العوامل التي كان تأثيرها كبيرا على المديونية الخارجية للبلدان النامية في هروب
رؤوس األموال المحلية إلى المراكز المالية الدولية لدى البنوك المحلية وتراكمها لدى المراكز
المالية الدولية والتي تقوم فيما بعد بدور الوسيط في تقديم القروض للبلدان النامية والتبعية المالية
()2
محمد عبد العزيز عجمية ،علي الليثي ،مرجع سابق ،ص.262
www.elbassair.net
لها والقبول بشروطها المجحفة ،أي بالرغم من مساعدتها للدول النامية فهي تخدم أكبر الدول
()1
المقرضة.
المطلب الثالث :اإلجراءات المقترحة إلنعاش مصادر التمويل:
أوال :إنعاش مصادر التمويل الداخلي:
تعاني المدخرات في البلدان النامية من مشكل تحصيلها ومن أجل مواجهة ذلك يجب إتباع سياسة
اقتصادية تنموية تعمل على جذب االدخار وذلك من خالل:
()2
-1مدخرات القطاع العائلي :ومن أهم الوسائل التي يمكن استخدامها لتعزيزها ما يلي:
-التوسع في صور االدخار التعاقدي بتشجيع التأمين على الحياة وتنظيم نظم المعاشات والتأمينات
االجتماعية وتوسيع نطاقها لتشمل جميع األفراد.
-تأمين استقرار القوة الشرائية لبعض أدواة االدخار لتشجيع األفراد على اقتنائها واالحتفاظ بها.
-انتهاج سياسة مرنة ألسعار الفائدة تجعل األوراق المالية أكثر إغراء من األموال العينة.
-توفير أنواع مختلفة من السندات وشهادات االستثمار ترضي رغبات مختلف المدخرين وتقرير
إعفاءات ضريبية محدودة للمدخرات التي تستثمر فيها.
-تنمية الوعي االدخاري بين األفراد وفائدته في تأمين مستقبلهم.
-زيادة كفاءة األجهزة القائمة على تجميع المدخرات مثل صناديق توفير البريد وبنوك التنمية
وبنوك االدخار.
-2مدخرات قطاع األعمال :تتوقف مدخراته على السياسة التبعة من طرف الشركات العامة
والخاصة بتوزيع األرباح ،أيضا تتعلق بالسياسة المالية التي تنتهجها الدولة اتجاه هذه الشركات.
-3المدخرات اإلجبارية :يكون االدخار الحكومي من خالل فرض ضرائب مالئمة من خالل
كفاءة الجهاز الضريبي ومنع التهرب الضريبي والزيادة من مستوى اإليرادات الجارية والتقليل
من النفقات إلى جانب تحسين الكفاءة االجتماعية للجهاز الحكومي.
()1
السبتي وسلة ،مرجع سابق ،ص،ص.18.17.
()2
نفس المرجع.
www.elbassair.net
أما فيما يخص التمويل الضخمي فمن أجل تفادي مخاطره يجب على الدول النامية المتبعة لهذه
السياسة أن تعمل على زيادة إنتاجها من السلع والخدمات مما يحول دون استمرار ارتفاع معدالت
األسعار(.)1
ثانيا :اإلجراءات الالزمة لجذب رؤوس األموال األجنبية:
يعد رأس المال األجنبي عنصرا هاما في عملية التنمية خاصة في المراحل األولى لها ،ومن هنا
وجب على الدول النامية تبني سياسة تعمل على جذب رؤوس األموال األجنبية وتوفير جو
استثماري لألجانب من خالل إنشاء بعض المرافق العامة وتقديم العديد من التسهيالت واألولويات
ومنح العديد من اإلعفاءات والحوافز الضريبية إضافة إلى ضرورة توافر مايلي:
-البيئة السياسية واالستقرار السياسي.
-واقع ترتيبات سعر الصرف في القطر المضيف والنظام المصرفي له.
-التنظيمات اإلدارية المتعلقة بالعالقات بين المستثمرين األجانب والحكومة المضيفة إضافة
إلى هذا نجد أنه بالرغم من أزمة المديونية التي تعاني منها هذه الدول ،إال أن هذه الهيئات
الدولية يجب اقتناعها بالمسؤولية في األزمة االقتصادية ودفع للمساهمة في جعل البيئة
التجارية الدولية داعمة للتنمية .باإلضافة أنه يجب على الدول النامية أن تحقق تكامل
اقتصادي إقليمي من خالل التناسق والتعاون فيما بينها ،ويجب أن تنظم إلى األسواق
()2
العالمية ( على المستوى الدولي ) بإصالح االختالالتفي نظمها.
خالصة الفصل:
تأسيسا على ما سبق يمكن القول بأن الحاجة إلى التمويل الخارجي للتنمية ،إنما نشأ نتيجة لقصور
المدخرات المحلية عن الوفاء باالستثمارات المطلوبة وهو ما يطلق عليه فجوة الموارد المحلية.
ولذلك كانت اإلجراءات إلنعاش مصادر تمويل التنمية للنهوض بهذه األخيرة نحو تحقيق معدالت
أعلى وأفضل.
( )1محمد عبد العزيز عجمية ،إيمان عطية ناصف التنمية االقتصادية دراسات نظرية وتطبيقية ،اإلسكندرية ،الدار الجامعية،2000،
ص.177
)(2
WWW.esawa.Org. Le 22/02/2005.
www.elbassair.net
الخاتمة:
لقد استحوذت قضية التنمية على اهتمام الكثير من الدول بعد الحرب العالمية الثانية وهو ما تبرزه
الجهود العديدة إلحقاق برامج التنمية ،إال أن تحقيق عمليات التنمية يتطلب موارد ضخمة تتعدى
المصادر الداخلية لتمويلها وتدفع الدولة إلى التمويل الخارجي وبهذا فإن التنمية تتطلب مصدرين
أحدهما :محلي ( داخلي ) واآلخر خارجي .ولكل من المصدرين عوائق يجب على حكومات
www.elbassair.net
الدول النامية إتباع إجراءات إلنعاش هذه المصادر وتعزيزها لتحقيق درجات أعلى وأفضل للتنمية
بهذه الدول.
قائمة المراجع:
Iالكتب:
)1أحمد الدوري ،التخلف االقتصادي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر.1983،
)2أحمد عادل حشيش ،العالقات االقتصادية الدولية ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية.2000،
)3جمال الدين لعويسات ،العالقات االقتصادية الدولية والتنمية ،دار هومة للطباعة والنشر،
الجزائر.2000،
www.elbassair.net
)4سالم توفيق النجفي ،أساسيات علم االقتصاد ،الدار الدولية لالستثمارات الثقافية ،مصر.2000،
)5عبد القادر محمد عبد القادر عطية ،اتجاهات حديثة في التنمية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،
.2003.2002
)6عرفان تقي الحسيني ،التمويل الدولي ،عمان ،المجدالوي.1999 ،
)7مالكوم جيلز ،دوايت بيركنز ،مايكل رومر ،دونالدنسودجراس ،اقتصاديات التنمية ،دار
المريخ ،الرياض.
)8محمد عبد العزيز عجمية ،إيمان عطية ناصف ،التنمية االقتصادية( دراسة نظرية وتطبيقية)
الدار الجامعية ،اإلسكندرية.2000 ،
)9محمد عبد العزيز عجمية ،محمد علي الليثي ،التنمية االقتصادية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،
.2004
)10محمد فوزي أبو السعود ،مقدمة في االقتصاد الكلي ،الدار الجامعية اإلسكندرية.2004 ،
)11نعمة اهلل نجيب إبراهيم ،أسس علم االقتصاد ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية.2000 ،
)12هوشيار معروف ،دراسات في التنمية االقتصادية ( استراتيجيات التصنيع والتحول الهيكلي)،
دار الصفاء للنشر،ط.2005 ، 1
)13هيثم محمد الزغبي ،اإلدارة والتحليل المالي ،دار الفكر األردن ،ط.2000 ،1
)14يونس أحمد البطريق ،السياسات الدولية في المالية العمة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،ط.2
-IIمذكرات:
)15السبتي وسيلة ،تمويل التنمية المحلية في إطار صندوق الجنوب << دراسة واقع المشاريع
التنموية في والية بسكرة >> ،مذكرة ماجستير في االقتصاد تخصص << نقود وتمويل >> ،غير
منشورة ،جامعة بسكرة.2005.2004 ،
-IIIالمواقع االلكترونية:
1) www.esawa.org. Ib/arabic
2) www.uluminsania.net.
www.elbassair.net