You are on page 1of 4

‫عودة الورود‬

‫اعداد ‪:‬‬

‫‪ -‬مودة المجبري‬

‫‪ -‬إسكندر معالل‬

‫السنة السابعة أساسي"‪"5‬‬

‫االستاذة ‪ :‬هاجر بو عزة‬

‫المدرسة اإلعدادية النموذجية الباب الشمالي بسوسة‬


‫اتفق أهل القرية على اسقاط ذلك المتعجرف فنصب له الرجال كمينا أسفل "الجبل الحنون" وأرسل‬

‫له قرنفل عقد صلح مزيف عبر نسر يزعم فيه إقامة السالم بين الطرفين فال أحد يجرأ على‬

‫االقتراب من ذلك الغمام السرمدي الذي يحيط بالقلعة من جميع االتجاهات والنواحي فال تشوبه ذرة‬

‫نور‪ .‬وبعد االنتهاء من حفر الجب اجتمع جميع أهل القرية مكونين جموعا يترأسه ذلك الهمام‬

‫"قرنفل" ويليه الصبية فاآلباء واألمهات ثم كبار السن حاملين شماعد ومشاعل من صنع يدوي‪ .‬هي‬

‫تلك األدوات التي شيدها قوم حاقدون على البشرية فاتخذوها أدوات تنكيل وسوط عذاب‪ .‬اجتمع‬

‫المعشر أمام مدخل القرية واختبأ البعض منهم قرب الكمين إلعالم البقية بقدوم "شرار"‪ .‬إنها حرب‬

‫أعصاب في مقتبل ساعات السلم! مرت الدقائق كأنها هنيدة وبدا االرتياب يسكن قلوب المحاربين‬

‫هل يا ترى سيقع شرار في المكيدة المعدة له؟ ام سيلقى هؤالء الشجعان حدفهم على يد ذلك الوغد‬
‫الحقير؟‬
‫بعد لحظات‪ ،‬أشار المختبئون بقدوم شرار فاستعدت العاديات‪ ،‬وتأهب الجنود وتحدروا من القمم‬

‫السامقة الى السفوح الدنيا تحسبهم جنا قد انفرجت عنهم أبراج السماء انهم يمرقون ال تكاد تقيدهم‬

‫األبصار‪ .‬وإننا لنذكر ما وصف به" امرؤ القيس “حصانه في قوله"‬

‫مكر مفر مقبل مدبر معا‬

‫كجلمود صخر خطه السيل من عل‬


‫فنسأل “لو كان "امرؤ القيس " قد شهد هذه الثورة فبأي شيء كان يشبه أولئك الجن من االدميين‬

‫وهم أعدى من الريح وأسرع من وثبات الخيال!؟‪...‬‬

‫بدأت الحرب بين شرار وسكان القرية وبلغت أشدها فال شيء يمكن أن يردع هذه الموجة الغاضبة‪.‬‬

‫لم يستطع الشرير مقاومة هجوم أفراد القرية وسقط في الجب كما كان مخططا له تماما‪ .‬مضى‬

‫الوقت في صمت ال يقطعه اال نثار ألفاظ وظالل ابتسامات تضطرب بها الشفاه وسرعان ما شبت‬

‫في القرية يقظة عارمة وأشرق فيها نور وهاج وجلجلت ضجة وعجيج ولكن من وسط ذلك‬

‫الضجيج جلب انتباه الشيخ حركة من قرنفل وصوت أشبه بالصراخ فالتلفت فاذا قرنفل ال ظل‬

‫له‪...‬لقد كان بجواره للحظة ازدحمت على السكان الهواجس وأحسوا تخاذال وحيرة‪ .‬واذ بشرار‬

‫يمسك بساق قرنفل ويعزم على جذبه معه الى األسفل‪...‬رب ارحم األرض من عقول شياطين‬

‫البشر!‪ُ ،‬و ضع أفراد القرية في موقف ال يحسدون عليه كيف سيتصرفون؟ وبينما أفراد القرية‬

‫يحاولون جذبه اذ بالنسر الذي بعث به لشرار عاد! وبدون أي سابق انذار أسقط النسر شمعة عن طريق‬

‫الخطأ وبهذا ينقلب السحر على الساحر ويسقط شرار في الحفرة وينجو قرنفل من الهالك المحتم‪ .‬انها حقا‬

‫لمعجزه!‬

‫مضت أيام وعادت الشمس وضاحة برز لك الجبل الحنون جلي المعالم ناطق المالمح كأنك تشهده‬

‫خلف مجهر توضحت لك األلوان نيرة مشرقة فهذه أشجار مورقة فينانه وهذا صقع قاحل ناتئ‬

‫الصخور واألحجار‪ .‬ان صورة القرية في هذه الحالة هي صورة للسفور والوضوح في أجلى‬

‫مظاهره وأصبح شرار اسطورة تتناقلها الجدات على مدار األجيال وهكذا انتهت قصتنا وعادت حياة‬

‫اهل مدينة الورود الى سالف عهدها‪.‬‬

You might also like