Professional Documents
Culture Documents
اعداد :
-مودة المجبري
-إسكندر معالل
له قرنفل عقد صلح مزيف عبر نسر يزعم فيه إقامة السالم بين الطرفين فال أحد يجرأ على
االقتراب من ذلك الغمام السرمدي الذي يحيط بالقلعة من جميع االتجاهات والنواحي فال تشوبه ذرة
نور .وبعد االنتهاء من حفر الجب اجتمع جميع أهل القرية مكونين جموعا يترأسه ذلك الهمام
"قرنفل" ويليه الصبية فاآلباء واألمهات ثم كبار السن حاملين شماعد ومشاعل من صنع يدوي .هي
تلك األدوات التي شيدها قوم حاقدون على البشرية فاتخذوها أدوات تنكيل وسوط عذاب .اجتمع
المعشر أمام مدخل القرية واختبأ البعض منهم قرب الكمين إلعالم البقية بقدوم "شرار" .إنها حرب
أعصاب في مقتبل ساعات السلم! مرت الدقائق كأنها هنيدة وبدا االرتياب يسكن قلوب المحاربين
هل يا ترى سيقع شرار في المكيدة المعدة له؟ ام سيلقى هؤالء الشجعان حدفهم على يد ذلك الوغد
الحقير؟
بعد لحظات ،أشار المختبئون بقدوم شرار فاستعدت العاديات ،وتأهب الجنود وتحدروا من القمم
السامقة الى السفوح الدنيا تحسبهم جنا قد انفرجت عنهم أبراج السماء انهم يمرقون ال تكاد تقيدهم
بدأت الحرب بين شرار وسكان القرية وبلغت أشدها فال شيء يمكن أن يردع هذه الموجة الغاضبة.
لم يستطع الشرير مقاومة هجوم أفراد القرية وسقط في الجب كما كان مخططا له تماما .مضى
الوقت في صمت ال يقطعه اال نثار ألفاظ وظالل ابتسامات تضطرب بها الشفاه وسرعان ما شبت
في القرية يقظة عارمة وأشرق فيها نور وهاج وجلجلت ضجة وعجيج ولكن من وسط ذلك
الضجيج جلب انتباه الشيخ حركة من قرنفل وصوت أشبه بالصراخ فالتلفت فاذا قرنفل ال ظل
له...لقد كان بجواره للحظة ازدحمت على السكان الهواجس وأحسوا تخاذال وحيرة .واذ بشرار
يمسك بساق قرنفل ويعزم على جذبه معه الى األسفل...رب ارحم األرض من عقول شياطين
البشر!ُ ،و ضع أفراد القرية في موقف ال يحسدون عليه كيف سيتصرفون؟ وبينما أفراد القرية
يحاولون جذبه اذ بالنسر الذي بعث به لشرار عاد! وبدون أي سابق انذار أسقط النسر شمعة عن طريق
الخطأ وبهذا ينقلب السحر على الساحر ويسقط شرار في الحفرة وينجو قرنفل من الهالك المحتم .انها حقا
لمعجزه!
مضت أيام وعادت الشمس وضاحة برز لك الجبل الحنون جلي المعالم ناطق المالمح كأنك تشهده
خلف مجهر توضحت لك األلوان نيرة مشرقة فهذه أشجار مورقة فينانه وهذا صقع قاحل ناتئ
الصخور واألحجار .ان صورة القرية في هذه الحالة هي صورة للسفور والوضوح في أجلى
مظاهره وأصبح شرار اسطورة تتناقلها الجدات على مدار األجيال وهكذا انتهت قصتنا وعادت حياة