You are on page 1of 159

‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮ‬

‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮ‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮ‬

‫فَاطــ َمــ ِئ‬


‫»خــواطـــر«‬

‫عمر آل عوضه‬

‫دريم بوك للنرش‬


‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮ‬

‫‪ ‬الكتاب‪ :‬فاطمنئ‬
‫‪ ‬املؤلف‪ :‬عمر آل عوضه‬
‫‪ ‬دار دريم بوك – الكويت‬

‫التدقيق اللغوي‪ :‬بدر الحسن‬


‫اإلخراج الداخيل‪ :‬مطابع الرسالة‬
‫النارش‪ :‬دريم بوك‬
‫اإلرشاف العام‪ :‬فيصل املشوح‬

‫للتواصل مع دار دريم بوك للنرش والتوزيع‬


‫‪dreambookq8‬‬
‫‪@dreambookq8‬‬
‫‪dream-book@hotmail.com‬‬
‫‪0096566016006‬‬
‫‪00965514555‬‬
‫جميع حقوق الطبع محفوظة للنارش‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الـمقدمة‬

‫الحمد لله رب العاملني والصالة والسالم عىل أرشف األنبياء‬


‫واملرسلني سيدنا محمد صىل الله عليه وسلم‪ ..‬أما بعد‬
‫بعض من خواطري التي كتبتها ليك تقوي‬ ‫إ ّن هذا الكتاب ٌ‬
‫أرواح جميع الناس بإذن الله تعاىل وليك تقربنا إليه سبحانه‪.‬‬
‫رمبا تتساءلون كيف يل أن أكتب هذه الخواطر وكأنني أعرف الدنيا‬
‫ري يف السن !!؟‬
‫أو كأنني كب ٌ‬
‫أنا صغري يف س ّن الشباب لكنني مررت بتجارب قاسية منذ‬
‫الصغر‪ ،‬وأمور ال يعلم بها إال الله وأحداث تهتز لها الجبال‪ ،‬ولكن‬
‫الله سبحانه وتعاىل أَ َم ّدين بالقوة والطاقة التي ساعدتني عىل‬
‫التعامل معها وتجاوزها وأَ ِ‬
‫خذ ال ِع ََب والدروس منها‪.‬‬
‫اقرؤوا هذه الخواطر وتأملوها جيدا ً ألنكم إن تفكّرتم مبعاين‬
‫كلامتها ستجدون فيها الراحة والسكينة والطاقة اإليجابية إن شاء‬
‫الله‪.‬‬
‫الـمؤلف‬

‫‪5‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮ‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ضع نفسك يف مكاين‪ ،‬واحسب حساب كل كلمة تقولها ألي‬


‫شخص حولك‪.‬‬
‫اسأل نفسك‪ :‬هل ميكن أن تتق ّبل هذه الكلمة وترتضيها‬
‫لنفسك؟ هل ميكن لهذه الكلمة أن تجرحك أو تؤذي مشاعرك؟‬
‫إن تأكدت من ذلك‪ ،‬ووضعت نفسك يف مكان الشخص‬
‫املتلقي‪ ،‬فإنّك لن تخرس أحدا ً ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫األجل محسوب عند الله عز وجل‪ ،‬فال تخف‪.‬‬


‫كل يشء مكتوب عند الله سبحانه ولو أجمع اإلنس والجن‬
‫والبهائم والجبال والبحار عىل أن يرضوك فلن يرضوك إال‬
‫بيشء قد كتبه الله يف صحيفتك‪ ،‬فال داعي للخوف وكن واثقاً‬
‫بنفسك‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫من أروع األمنيات يف حياتك هو حبيبك الذي تجده دامئاً‬


‫يف كتاب التخيالت بعقلك‪ ،‬والذي ال تريد سوى أن تبقى معه‪ ،‬وإن‬
‫تحققت هذه األمنية فسدت جميع األمنيات التي بعدها‪ ،‬ألنك تعلم‬
‫أنّها إن تحققت سوف تصبح ملكاً مع أمري األمنيات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫جميل جدا ً‪.‬‬


‫جميل أن تكون عزيز النفس ٌ‬
‫لكن الكثريين يعتقدون أ ّن عزة النفس هي التكَب وعدم‬
‫ّ‬
‫بأي أحد من حويل‬
‫مراعاة مشاعر اآلخرين‪ ،‬وأ ّن عدم اهتاممي ّ‬
‫هي عزة نفس‪ ،‬وهذا االعتقاد الفاسد مصيبة ألنه يهدم نفسك‬
‫وعالقاتك مع اآلخرين‪ ،‬فعزة النفس هو ثبايت وصمودي يف وقت‬
‫الهم والخوف والحاجة‪.‬‬
‫أي باختصار شديد‪:‬‬
‫»كرامتي أرقى وأعىل من حضوري ووجودي«‬
‫أل ّن مويت بكرامة أفضل من وجودي بال كرامة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال تسأل اليتيم عن سبب موت والديه‪..‬‬


‫وال تسأل الفقري عن سبب فقره‪..‬‬
‫وال تسأل األسري عن سبب سجنه‪..‬‬
‫صحيح أنها مجرد أسئلة‪ ،‬ولكنها يف الحقيقة هي أسلحة‬ ‫ٌ‬
‫األْس‪.‬‬
‫تؤذيهم وتؤملهم أكرث من إيالم ال ُيتم أو الفقر أو ر‬

‫‪11‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫واعف لوجه الله‪ ..‬لكن ال تضع الشخص‬ ‫سامح لوجه الله‪ُ ،‬‬
‫يف مكانته السابقة إن كان من هؤالء‪:‬‬
‫‪ -1‬الخائن‬
‫‪ -2‬الغدار‬
‫‪ -3‬املاكر‬
‫أل ّن كل هؤالء أنكروا أفضالك عليهم‪ ،‬ولتَعلَ رم أ ّن هؤالء هم من‬
‫خرسوك ولست أنت من خرستهم‪..‬‬
‫فاطمنئ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الله سبحانه يعلم بأنك حزين ويعلم بأنك مغلوب‬


‫ويعلم بأنك مظلوم ويعلم بأن قلبك ينزف‪..‬‬
‫وجل يريدك أن ت ُناجيه وأنت مكسور‬
‫لكن اعلم أ ّن الله ع ّز ّ‬
‫وذليل أمامه حينها ودع الحزن‪.‬‬
‫رضع إليه وهو مكسور‪..‬‬
‫ما خاب من رفع كفّيه لله وت ّ‬
‫الله سبحانه ال يريد لعبده أن يحزن‪ ،‬بل آتاك الحزن ليسمع‬
‫صوتك رب العباد وسينقذك ألنه وكيلك ونعم الوكيل‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫استخر يف جميع الظروف‬


‫ري لك أم رش؟!‬
‫ألنك ال تعلم بأن حاجتك أهي خ ٌ‬
‫فلام تستخري‪ ..‬أنت تلتجئ وتثق بالله عز وجل‬
‫مل يكن الصحابة رضوان الله عليهم يرتكونها يف سهل األمور‬
‫أو يف أصعبها‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫أمران اثنان ال تذكرهام عند أحد أبدا ً‪:‬‬


‫‪ -1‬إحسانك للناس فتصبح مكروه وم ّنان‪.‬‬
‫‪ -2‬إساءة الناس لك فتصبح خفيف وبال هيبة‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫كلنا نعلم بأن الله عز وجل يغضب ويرحم‪ ،‬لكن اعلم أيضا ً‬
‫‪ -1‬أ َّن الله يستحي من عبده‬
‫حديث سلامن ريض الله عنه قال‪ :‬قال رسول الله صىل الله‬
‫عليه وسلم‪... »:‬إ ّن ربَّكم َحي ٌِي كريم‪ ،‬يستحي من عبده إذا رفع إليه‬
‫يديه أن يردهام صفرا ً خائبتني« رواه أحمد و أبو داوود والرتمذي‬
‫وابن ماجه‪.‬‬
‫‪ -2‬أ ّن الله يضحك إىل عبده‬
‫ورد عن أيب الدرداء ريض الله عنه أ ّن النبي صىل الله عليه‬
‫وسلم قال‪» :‬ثالثة يحبهم الله ويضحك إليهم‪ ،‬ويستبرش بهم فيقول‬
‫الله‪ ...:‬والذي له امرأة حسناء‪ ،‬وفراش لني حسن‪ ،‬فيقوم من الليل‪،‬‬
‫فيذر شهوته‪ ،‬فيذكرين ويناجيني‪ ،‬ولو شاء رقد‪ «...‬رواه الحاكم‬
‫وحسنه األلباين‪.‬‬
‫والبيهقي ّ‬
‫‪ -3‬أ ّن الله يغار عىل عبده‬
‫عن أيب هريرة ريض الله عنه – عن النبي – صىل الله عليه‬
‫وسلّم قال‪ »:‬إ ّن الله تعاىل يغار‪ ،‬وغرية الله تعاىل أن يأيت املرء ما‬
‫ح ّرم الله عليه« متفق عليه‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫يستحي ويضحك ويغار سبحانه كام يليق بجالله‬


‫قال تعاىل‪ »:‬ليس كمثله يشء وهو السميع البصري«‬
‫فلذلك مل نعدم خريا ً من رب يستحي ويضحك ويغار ّ‬
‫جل‬
‫جالله‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫إن حزنت نفسك‬


‫فحا ِو ررها بهذه اآلية‪» :‬ال تحزن إ َّن الله معنا فأنزل سكينته‬
‫عليه«‬
‫وإن َد َعترك نفسك إىل معصية‬
‫ري أم جنة الخلد التي ُو ِع َد‬
‫فحا ِو ررها بهذه اآلية‪ »:‬قل أذلك خ ٌ‬
‫املتّقون«‬
‫وإن أتاك الهم واليأس والغم وتكلّم عليك الناس‬
‫فحا ِو رر ه ّمك و َغ َّمك بهذه اآلية‪ »:‬ولقد نعلم أنك يضيق صدرك‬
‫مبا يقولون فس ِّبح بحمد ربك وكن من الساجدين« ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال تستسلم لليأس‪ ،‬وال تسمح لآلخرين بأن يؤثروا عليك أو‬
‫يقنعوك بأنّك إنسان ضعيف غري قادر عىل فعل يشء‪.‬‬
‫تذكّر دامئاً بأ ّن الله سبحانه وتعاىل ربُّك وأنت عبده‪ ،‬وأنّك‬
‫خليفته عىل أرضه‪ ،‬وهذا يكفي لتشعر بقوتك‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال تذهب مع آراء الناس تجاه أي قض ّية‬


‫تف ّرد برأيك أنت‪ ،‬وقل الحق دامئاً‪ ،‬فآراء الناس ليست‬
‫متوازنة‪ ..‬ال تجعل عقلك لهم ومعهم‪ ،‬كن أنت يف الحق موجود‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫أنت ال ترى نفسك إيجايب أم سلبي‬


‫وليك تعلم ألي فئة تنتمي ا ُنظر إىل َمن هم حولك وإىل بيئتك‬
‫التي تعيش فيها‪ ،‬فهم سيح ّددون لك الفئة التي تنتمي إليها‪.‬‬
‫اِحرص دامئاً عىل أن يكون الذين من حولك إيجابيني ألن‬
‫ذلك سيجعلك ايجابياً ال إرادياً‪ ،‬أما إن كانوا سلبيني فسوف تصبح‬
‫سلبياً ال إرادياً‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫عامل الناس كصفحة بيضاء‪ ،‬إن أخطأ أح ُدهم‪ ،‬قم بوضع‬


‫نقطة سوداء‪ ،‬وانظر إىل املساحة البيضاء‪ ،‬ستجد أنها ما تزال هي‬
‫املتفوقة‪ ،‬لذلك أكمل حياتك معه‪.‬‬
‫أ ّما إذا تجاوز يف أخطائه وبالَ َغ فيها‪ ،‬فسرتى أن املساحة‬
‫البيضاء صارت تتناقص‪ ،‬عندها كن واثقاً متاماً بأنه حان وقت‬
‫رحيلك عن ذلك الشخص‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫إياك والتلميحات فإنها من أبشع األساليب‪ ،‬فأنت حني‬


‫تقول بأ ّن شخصاً فعل كذا وكذا أو قال كذا وكذا وهم بجوارك‪،‬‬
‫فتشكّكه بنفسه‪ ،‬يف هذه اللحظة فإ ّن ذلك الشخص الذي بجوارك‬
‫سيحاول االبتعاد عن ذلك املجلس الذي يجمعكام بسبب أنت‪ ،‬فلام‬
‫يبتعد سيبتعد عنك نهائياً ولن يستمع إليك مرة أخرى‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫انصح وال تفضح‪..‬‬


‫انصح الشخص بأسلوب وأخالق عالية‪ ،‬وأمسك بيديه ليشعر‬
‫بأنّك تعطيه النصيحة مبحبة منك وليس ببغض‪ ،‬وتفضحه أمام‬
‫الناس وتقول‪ :‬ملاذا غضب مني وأنا أنصحه !؟‬
‫أنت مل تنصحه‪ ،‬بل فضحته وقلّلت أدبك أمامه‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫إن أخطأ شخص فلنفسه‪ ،‬ال داعي ِألَنر تع ِّمم بغلطه‪ ،‬أو أن‬
‫تقول‪ :‬إ َّن أهله مثله‪ ،‬أو إ َّن أهله مل يحسنوا تربيته‪ ،‬ف نوح عليه‬
‫السالم كان مؤمناً بالله ولكن ابنه كان عاق ألبيه وعايص للَّه‪.‬‬
‫وال تتع ِّمم قبيلته أو بلده‪ ،‬فكل مسؤول عن ذنبه وخطئه يوم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫اللَّه عز وجل يوم القيامة ال يسألك عن أخطاء اآلخرين‬
‫فالتعميم لغة الجهال‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال يتأمل حبيبك من فقدانك وال يحن إليك وال يدق قلبه‬
‫من غريته عليك وال تدمع عينه بسببك‪.‬‬
‫سوى أنَّه اعتَبك اعتبار األم واألب واألخ واألخت فكن كام‬
‫يعتَبك‪ ،‬فهو أوصلك مبقام وبيت أهله وعائلته‪..‬‬
‫يف هذه املرتبة تسمى العشق املؤبّد ال أقلها وقابله ألعلها‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الذي يقسو عىل املرأة مثل الذي يقسو عىل وردة‬


‫وترى دامئاً الذي يقسو عىل املرأة ال هيبة له عند الرجال‪..‬‬
‫وترى دامئاً أفعاله أفعال طفل صغري ال يكَب وال ينضج أبدا ً‪..‬‬
‫مجرد مكتوب يف هويته ذكر لن يصبح رجل‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫كن َح ِذرا ً يف عالقاتك مع الناس‪ ،‬فالبعيد طعناته ليست‬


‫خطرية‬
‫فهي تأيت من مسافة بعيدة‬
‫أ ّما القريب طعناته خطرية ج ّدا ً‬
‫فهي تأيت من مسافة قريبة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال تحب شخص لجامله ألنّه سيشيخ‬


‫وال تحب شخص لعذوبة كالمه ألنه سيلدغك‬
‫أح َّب الشخص الصبور ألنه سيقف معك‪..‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫وأح َّب الشخص اللّبِق يف ت ّ‬
‫رصفاته ألنّك ستفتخر به‪..‬‬
‫وأح َّب الشخص القنوع ألنّك سرتتاح‪..‬‬‫ِ‬
‫واعشق الشخص الذي يحب دينه ألنه سيقف معك وستفتخر‬
‫به وسرتتاح مدى الحياة فهو قدوة حسنة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫استمع لِ َمن يعاتبك‪ ،‬فإ ّن قلبه أبيض‪ ،‬وال يُخفي عليك شيئاً‪،‬‬
‫واعلم أ ّن العتاب هو لغة املح ّبني‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫إن تكلموا عليك وقالوا عنك ما ليس فيك فابتسم‪.‬‬


‫كان النبي صىل اللَّه عليه وسلم مييش‪ ،‬وإذا به مير عىل أناس‬
‫يقولون عنه‪» :‬م َّذ ِّمم« و»مجنون«‬
‫ماذا كان يفعل الرسول بأيب هو وأمي !؟‬
‫ابتسم ومىش!‬
‫أعطاهم عىل جوهم ومىش‬
‫ال ت َ رنز رِل بنفسك إىل مستواهم لِ َ ُ‬
‫رت ّد عىل التافهني‪ ،‬ألنك أعىل‬
‫وأرقى من تفاهاتهم‪ ،‬اجعل استفزازهم يستفزهم هم‪.‬‬
‫ببساطة‪ »..‬فقط ابتسم« ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫يف بعض األحيان ال تريد أن تظهر للشخص بأنك زعالن‬


‫منه لكيال يزعل لزعلك‪..‬‬
‫فتحاول بقدر املستطاع أن تخفي مالمح الزعل عن وجهك‪،‬‬
‫أو الهروب ملكان بعيد وتفكر كثريا ً‪ ،‬وترسح بعيدا ً‪ ..‬لكن أريد منك‬
‫يف تفكريك وصمتك أن ت ُح ِّوله إىل فضفضة‪ ،‬ولتفضفض للَّه‪ ،‬ستجد‬
‫حينها وكأن اللَّه عز وجل يطبطب عليك ويقول لك‪ :‬اطمنئ يا‬
‫عبدي‪..‬‬
‫استشعر لذة التحدث مع رب جميل ال يخيب من تكلم ورفع‬
‫يديه إليه سبحانه‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫أحببت شخصا ً ورأيت أسلوبه معك واهتاممه بك ق َُّل‬ ‫َ‬ ‫إذا‬


‫تتمسك به‬ ‫وتغري‪ ،‬والحظت أنَّه يحاول االبتعاد عنك بأي وسيلة فال َّ‬
‫َّ‬
‫وال تحزن عىل فراقه أل َّن اللَّه عز وجل أَبع َدك عنه لسبب ما‪ ،‬ويريد‬
‫لك األفضل بإذنه تعاىل‪ .‬فقط ثق بربك‪ ،‬وخذ قاعدة ال ترمي نفسك‬
‫عىل أي شخص كان‪ ،‬وخذ قاعدة ثانية كرامتك ونفسك فوق كل‬
‫يشء‪ ،‬وأهم من كل يشء‪.‬‬
‫ويف األخري‪ ،‬من يحبك سيأيت إليك ال محال‪ »..‬انتهى«‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫أقوالنا كثرية وأفعالنا إما أن تدل عىل ثبوت وصدق أقوالنا‬


‫أو عىل خالف ذلك‪.‬‬
‫دامئاً راقب َمن يتح ّدث وراقب أفعاله وانظر إن كانت‬
‫متطابقة أم ال‪ ،‬ألن كثريا ً من الناس يقولون لشخص » أنا أحبك‪،‬‬
‫أنا ال أستطيع العيش من دونك«‪ ،‬يف حني أنّك تجده سعيدا ً من‬
‫دونك‪.‬‬
‫ال فائدة من الكالم العذب املعسول إن كانت أفعالك ال تطابق‬
‫أقوالك‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الشعوب هي القوة العظمى يف هذه األرض‪ ،‬ولألسف تجد‬


‫بعض الشعوب عقولهم فارغة ال يعملون وال يتطورون‪ ،‬وتجد شعوبا ً‬
‫عقولهم بارعة يعملون ويتطورون ويصنعون الجديد من ال يشء‪.‬‬
‫اللَّه عز وجل خلقنا لنعيش نحن كشعوب أمة واحدة وخليفة‬
‫الله يف أرضه‪.‬‬
‫لنكن يدا ً واحدة‪ ،‬ولو أردنا النجاح والتفوق ألدركناه بسهولة‬
‫ألننا األقوى يف هذه األرض‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫دينك وتقاليدك صحيحة‪ ،‬إذا ً ملاذا أنت شقي وعنيد؟‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫إذا كنت يف حالة ضعف وتتع ّجب من أناس يؤذوك فاعلم‬


‫أ ّن األسد إن وقع يف مأزق حتى الفأر يستطيع أن يرفسه‪ ،‬لك ّن‬
‫قوتك وهيبتك قامئة عندما تنتهي فرتة الضعف‪ ..‬فاطمنئ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫من منا ال يحب !؟‬


‫» كلنا نحب« املؤمن والكافر‪ ،‬الرجل واملرأة‪ ،‬حتى نبينا محمد‬
‫صىل اللَّه عليه وسلم كان يحب‪ ،‬كانت بينه وبني خديجة ريض الله‬
‫عنها قصة حب رائعة‪ ،‬قصة ت ُكتَب مباء الذهب‪ ،‬ألن حبهم كان‬
‫رشيفاً طاهرا ً‪ ،‬وليس مثل الحب الوهمي لهذا الزمن » إال من رحم‬
‫حب مبني عىل الشهوة واشباع الغريزة فقط‪ ،‬وْسعان‬ ‫ريب« ألنه ٌّ‬
‫ما يتالىش ويرحل‪.‬‬
‫خذها مني قاعدة‪َ » :‬م رن يح َّبك لن ينظر إليك نظرة شهوة‪ ،‬بل‬
‫سريى فيك ح ّباً رشيفاً وعشقاً أبدياً«‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫قالوا‪ :‬يا ابراهيم‪ ،‬هل تخاف من مشاهد يوم القيامة؟‬


‫قال‪ :‬نعم‪ .‬قالوا‪ :‬وخلتك؟ قال‪ :‬أهوال القيامة سوف تنيس خلتي‪.‬‬
‫حتى يُقال‪ :‬إ َّن سيدنا موىس عليه السالم يقول‪ :‬يا رب ال‬
‫أسألك عن أخي هارون ويقول سيدنا عيىس عليه السالم‪ :‬يا رب ال‬
‫أسألك عن مريم أمي ويقول سيدنا إبراهيم عليه السالم‪ :‬يا رب ال‬
‫أسألك عن إسامعيل ابني » لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه« إال‬
‫أ َّن الثابت الوحيد هو أ َّن سيدنا محمد صىل الله عليه وسلم أراه‬
‫وجل ملك املوت من قبل وأراه النار‪ » ،‬عىس أن يبعثك ربك‬ ‫اللَّه ع َّز َّ‬
‫رسل إال ودعوته يوم‬ ‫مقاماً محمودا ً« ما من ملك ُمق َّرب‪ ،‬وال نبي ُم َ‬
‫رب سلِّ رم‪ ،‬إال نبينا محمد صىل اللَّه عليه وسلم‬ ‫رب سلِّم يا ُّ‬
‫القيامة‪ :‬يا ُّ‬
‫رب أمتي‪.‬‬‫رب أمتي يا ُّ‬ ‫يقول‪ :‬يا ُّ‬
‫رت ُك س َّنتُه !؟‬
‫هل هذا رسول يُرتك !؟ هل هذا رسول ت ُ َ‬
‫اللهم َص ِّل وسلِّم عىل سيدنا محمد‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫صادق‪ ،‬إال لِ َم رن ت ُحبه‪.‬‬


‫ٌ‬ ‫ال تَُبِز ألحد أنّك‬
‫قك » دعه«‪ ،‬أ َّما البقية‬‫ب ِّرر له‪ ،‬فإن مل يسمع منك ومل يُص ِّد َ‬
‫صادق‪ ،‬مل يُكتب عىل‬ ‫ٌ‬ ‫فأنت لست ُمجَبا ً بأن ت ُعلِم ذاك وذاك بأنك‬
‫جبينك أنّك » الكاذب«‪.‬‬
‫فمن ص َّدقك فسوف يكون معك بكل األوقات‪..‬‬
‫ومن مل يُص ِّدقك فسوف يتعبك كثريا ً لسنوات‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ستعيش طويالً إن شاء الله‪ ،‬ولكن ال ت َ ِع رش لتتف ّرج فقط‬


‫وكأن العامل مرسح أمامك‪.‬‬
‫تعلَّم واع َمل واقرأ ليك تتجاوز عرثات الحياة‪ ،‬فمثالً البُ ّد أن‬
‫ستخف‬
‫ُّ‬ ‫يتعلَّم قبل الصدمة كيف سيتعامل معها‪ ،‬ألنه إن تعلَّم قبلها‬
‫عليه ُّكل الصدمات‪.‬‬
‫كرس‪.‬‬
‫ال تتف ّرج فتُ َ‬

‫‪41‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الندم جميل‪ ،‬وذلك يدل عىل أ َّن الضمري الذي يوجد‬


‫بداخلك ما يزال ح ّياً‪.‬‬
‫إن نَ ِد رم َت عىل خطأ فاطمنئ‪ ،‬فأنت بخري‪.‬‬
‫اللَّه يحب العبد الذي يعرتف بذنبه وخطئه‪.‬‬
‫اعتذر ملن أسأت إليه وسوف تصبح شجاعاً‪.‬‬
‫الرسول صىل الله عليه وسلم مات متواضعاً فلامذا نحن‬
‫نتكَب !!؟‬
‫ّ‬
‫لتتكَب !!؟‬
‫ماذا قدمت للَّه ّ‬
‫يتكَب‪ ،‬بل هو‬
‫الرسول صىل اللَّه عليه وسلم أفضل من ومل ّ‬
‫أعظم رجل يف التواضع ويف كل يشء‪.‬‬
‫بأيب هو وأمي‬
‫تتكَب ودع ضمريك يعيش‪.‬‬
‫سامح وتواضع وال ّ‬

‫‪42‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫أهلك هم نعمة من الله سبحانه وتعاىل‪ ،‬بل هم من أكَب‬


‫النعم وأعظمها‪ .‬حيث تجد الراحة النفسية والطأمنينة يف جلوسك‬
‫معهم‪ ،‬وحديثك معهم‪.‬‬
‫هناك الكثري من الناس يف هذه الحياة م ّمن فقدوا أهلهم‬
‫وهم يتم ّنون لو أن الزمان يعود إىل الوراء ليك يستمتعوا بلحظات‬
‫الحياة معهم‪ ،‬ويجالسونهم‪ ،‬ويحادثونهم‪.‬‬
‫كم يتمنى أولئك األشخاص املحرومون من نعمة األهل لو أ ّن‬
‫لديهم أهل يعيشون يف هذه الحياة‪ ،‬وامنيتهم أن يرجعوا‪.‬‬
‫أهلك وإ رن قسوا عليك يحبونك‪ ،‬واعلم أ ّن قسوتهم كانت‬
‫ألجلك ولصالحك‪.‬‬
‫ال تعتقد أنهم يريدون عداوتك‪ ،‬بل عىل العكس متاماً‪،‬‬
‫تدل عىل توجيه لك ليك تذهب إىل الطريق‬ ‫فقسوتهم عليك ُّ‬
‫الصحيح ومتيش عليه‪.‬‬
‫هم استشارة عظيمة ال تقدر بثمن‪ ،‬فكن متسامحاً معهم وتق ّبل‬
‫منهم ألنهم إن رحلوا رحلت سعادة الحياة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫تألّم لتتعلّم‪.‬‬
‫هذه الحياة مدرسة تعطينا الدروس وال ِع ََب‪.‬‬
‫ال تستغرب إن غدر بك أقرب الناس إليك‪ ،‬ال تستغرب إطالقاً‪.‬‬
‫كرث رت خيبات األمل والهجران وقَطرعِ‬ ‫يف هذا الزمن العجيب ُ َ‬
‫العالقات‪.‬‬
‫رصف بالنهاية‪.‬‬ ‫تعرف كيف تت ّ‬ ‫تألّم بالبداية لِ َ‬
‫هي أيام أو لحظات بسيطة تشعر من خاللها بأ ّن هذه الدنيا‬
‫ال قيمة لها‪.‬‬
‫وجل فوق‪ ،‬عند ذلك ستطمنئ‬ ‫لكن فكّر وتع ّمق بأن الله ع ّز ّ‬ ‫ر‬
‫وتقول‪ :‬اللّه مع املظلومني ومع كل قلب معاق‪.‬‬
‫ستج ٌد سطوعاً يف قلبك بعدما كان يف ظالم حالك‪ ،‬فك ُُّل يشء‬
‫سيسري عىل ما يُرام بإذن الله‪.‬‬
‫قال الله تعاىل‪» :‬إ َّن مع العرس يُرسا«‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الصمت جميل‪ ،‬والحظ أنّك تصمت عندما ترى شيئاً جميالً‬


‫ُمتَمثِّالً أمامك‪.‬‬
‫يف التأمل‪ ،‬فمثال تتأ ّمل مخلوقات اللّه سبحانه‬
‫وتتأ ّمل عظمته‪ ،‬خلق األرض والسموات بال أعمدة والجبال‬
‫والبحار فتصمت لجامل التأمل‪..‬‬
‫الصمت فيه خري كثري‪.‬‬
‫فمثال لو كنت غاضباً وصمت أفضل لك من أن تقول كالماً‬
‫جارحاً‪ ،‬ورمبا تخرس أشخاصاً كثريين بسبب عدم صمتك ! فتقول‪:‬‬
‫يا ليتني صمت حينها‪..‬‬
‫فالصمت باب كبري للخري‪ ،‬الرسول صىل الله عليه وسلم‬
‫يقول‪ » :‬قل خريا ً أو اصمت«‪.‬‬
‫قلت لجابر بن سمرة‪ :‬أكنت‬ ‫فعن سامك بن حرب‪ ،‬قال‪ُ » :‬‬
‫تجالس النبي صىل الله عليه وسلم؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬كان طويل الشعر‬
‫واليشء من أمورهم‪ ،‬فيضحكون‪ ،‬ورمبا يبتسم«‪.‬‬
‫رواه أحمد والطَباين وصححه ابن تيميه وحسنه ابن هجر‬
‫واأللباين‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫وقال ابن بريدة‪ :‬رأيت ابن عباس آخذا ً بلسانه‪ ،‬وهو‬


‫يقول‪ » :‬ويحك‪ ،‬قل خريا ً تغنم‪ ،‬أو اسكت عن سوء تسلم‪ ،‬وإال فاعلم‬
‫أنّك ستندم«‪.‬‬
‫وقال رجل لسلامن ريض الله عنه‪ :‬اوصني‬
‫قال‪ :‬ال تتكلم‬
‫فقال الرجل‪ :‬وكيف يصَب الرجل عىل أال يتكلم؟‬
‫فقال سلامن ريض الله عنه‪ :‬فإن كنت ال تصَب عن الكالم‪،‬‬
‫فال تتكلم إال بخري أو اصمت‪.‬‬
‫رواه ابن ايب الدنيا‪.‬‬
‫ولنتأمل قليالً يف القرآن الكريم عن جامل الصمت‪.‬‬
‫قال سيدنا زكرياً عليه السالم لله سبحانه‪:‬‬
‫رب اجعل يل آية«‪.‬‬‫»قال ّ‬
‫ماذا قال الله عز وجل لزكريا عليه السالم؟ !‬
‫قال سبحانه‪» :‬آيتك أال تكلم الناس ثالثَ ليال سويا« أي أن‬
‫تحبس لسانك عن الكالم ثالث ليال من غري مرض وال علة‪.‬‬
‫»تفسري ابن كثري« »سورة مريم«‪.‬‬

‫ويف سورة آل عمران قال الله سبحانه‪» : :‬قال رب اجعل يل‬


‫‪46‬‬
‫ً‬ ‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫آية قال آيتك أال تكلم الناس ثالثة أيام إال رمزا واذكر ربك كثريا‬
‫وس ِّب رح بال َع ِ ِّ‬
‫يش واإلبكار«‬ ‫َ‬
‫وهذا دليل عىل أنه مل يكن يكلم الناس يف هذه الليايل الثالث‬
‫وأيامها‪ ،‬امتنع عن الكالم لكن أكرث من ذكر األذكار‪.‬‬
‫لنتأمل أكرث وأكرث‪..‬‬
‫نت يف كالم الله لوجدت‬ ‫نحن مقرصون جدا ً باألذكار ولو مت ّع َ‬
‫أ َّن الخري والَبكة يف الرزق باملال والذرية وكل يشء يرسك وجدته‬
‫فأكرث من األذكار وكن طويل الصمت فهو أعظم باب‬ ‫باألذكار‪ِ ،‬‬
‫للخري‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫اعلم أنّك إذا كنت تحيط نفسك بأناس يحفزونك‪،‬‬


‫ويساعدونك لتنمي نفسك وتنجح يف كل األمور وتصبح األفضل‬
‫بسببهم‪ ،‬ستصبح عظيامً‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬إذا كنت تحيط نفسك بأناس يسببون لك‬
‫اإلحباط ويقولون لك كل األسباب واملعوقات التي لن تجعلك أفضل‬
‫وأقوى ويخَبونك أنّك غري قادر وأنك غري قوي مبا يكفي‪ ..‬فهؤالء‬
‫الناس هم بؤساء‪.‬‬

‫إذا كنت تحيط نفسك بأمثال هؤالء الناس البؤساء فبلحظة‬


‫ستصبح بائساً مثلهم‪ ،‬لذلك صوتك الداخيل جدا ً قوي ويهد الصخر‬
‫من قوته‪ ..‬فافعل ما تريد وعش كام تريد يف غري ما ح ّرم الله‬
‫سارع لتحقيق ما تريد مهام تحاول تعلمه أو حتى مهارة جديدة‬
‫تحاول أن تكتسبها‪.‬‬
‫ابدأ عىل مراحل يف البداية ستكون األمور صعبة جدا ً لكن ال‬
‫تستسلم فالروح اإلنسانية أقوى مام تتخيل‪ .‬تد ّرب وإذا واصلت‬
‫التدريب عىل ما تريده ستصبح أفضل وأفضل‪ ،‬وْسيعاً ما ستجد‬
‫أنها ليست صعبة كام كنت تتصور وسوف ترى املزيد من النتائج‬
‫الناجحة بإذن الله‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ازرع قوتك العظيمة بداخلك‪ ،‬ازرعها ونّها أكرث‪..‬‬


‫فالناس محبطون »إالَّ َمن رحم ريب«‬
‫سيقولون لك‪ :‬ال‪ ،‬ال‪ ،‬ال‪ ..‬ويقولون لك كل األسباب املعوقة‬
‫لنجاحك‪ ،‬وهذا من شأنه أن يُولّ َد لك ظالماً بداخلك‪ ،‬تجاهل من‬
‫ال يؤمن بأنك قوي‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫يصفق لك الناس إذا ارتفعت !؟‬


‫ُ‬
‫رت‪ ،‬حتى الشيطان يصفق لك إذا ارتفعت‪..‬‬ ‫ال تغ َّ‬
‫إذا فعلت أي يشء يعجبه سوف يصفق لك‪..‬‬
‫إن كنت أنت يف حالة الرخاء والسعادة صفقوا لك‪..‬‬
‫والصديق الحقيقي !؟‬
‫الصديق الحقيقي هو الذي يقف أمامك إن سقطت وليس‬
‫كلام ارتفعت‪ ،‬والذي يقف معك حني يتخىل عنك كل الذين هم من‬
‫حولك‪.‬‬
‫الصديق الحقيقي يحبك بدون رشوط وبدون أسباب‪ ،‬وال‬
‫يحتاج ألصدقاء جدد بسببك‪.‬‬
‫يكون راضيا عنك متاماً وأنت راضياً عنه متاماً‪.‬‬
‫رمبا يكون قد خطر شخص أو صديق ما ببالك وأنت تقرأ‬
‫كالمي هذا‪ ،‬ومع أنه عندك أصدقاء ك ُُرث‪ ،‬لكن هناك شخص واحد‬
‫فقط أىت ملخيلتك‪..‬‬
‫اعلم أ ّن هذا الشخص الذي أتاك مبخ ّيلتك حقاً هو درعك‬
‫للوقوف‪ ..‬فحافظ عليه‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫َمن أفضل املسلم؟ أم فرعون؟!‬


‫ستقف متع ّجباً وتقول ما هذا السؤال؟ ألنه ما يف وجه‬
‫للمقارنة أبدا ً‪ ،‬ألن املسلم يقول‪ :‬ال إله إال اللّه مح ّمد رسول الله‪،‬‬
‫وفرعون يقول‪ :‬أنا ربكم األعىل‪.‬‬
‫الله عز وجل قال ملوىس‪» :‬اذهبا إىل فرعون إنه طغى* فقوال‬
‫له قوالً لينا« دقّق القول عىل آخر كلمتني يف اآلية‪ ،‬فام بالك مبسلم‬
‫ينطق ال إله إال الله محمد رسول الله أذنب ذنب ترهبه بدل من أن‬
‫تحببه وترغبه للرجوع إىل الله‪ ،‬انصحه بالقول اللني ال بالتخويف‬
‫والرتهيب‪ ،‬ألنك إن ذكرته برحمة الله عز وجل سيعود منكرسا ً لله‬
‫مبحبة وخوف ورجاء مبجرد نُص ِحك له بالقول اللني‪ .‬ولذلك فإن‬
‫الله سبحانه وتعاىل ذكر عباده العاصني برحمته فقال‪» :‬قل يا‬
‫عبادي الذين أْسفوا عىل أنفسهم ال تقنطوا من رحمة الله«‬
‫الله سبحانه ذكر عباده العاصني برحمته فلامذا ت ُخ ِّوف عباد‬
‫الله بدالً من أن تذكّرهم بحب الله لهم؟‬
‫الله شديد العقاب بال شك‪ ،‬لكن اعلم أن رحمة الله سبقت‬
‫غضبه‪ ..‬فاطمنئ‪ ،‬و ُع رد إىل الرحيم‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫أنت أبيض؟ افتخر بلونك فإ ّن أجمل من ُخلِق عىل وجه‬


‫البرشية إىل يوم القيامة هو سيدنا يوسف عليه السالم وكان أبيض‪،‬‬
‫افتخر بلونك فإنّك الجامل‪ ،‬وإن كنت أسمر؟ افتخر بلونك فإن‬
‫سيدنا موىس عليه السالم كان أسمر البرشة‪ ،‬افتخر بلونك فإن‬
‫لونك جذاب وفاتن‪ ،‬وإن مل تكن شديد البياض ومل تكن أسمر؟‬
‫افتخر بلونك فإن سيدنا محمد صىل الله عليه وسلم وسيد ولد آدم‬
‫ما كان شديد البياض وال أسمر‪ ،‬فافتخر بلونك فإن لونك لون‬
‫مليك‪..‬‬
‫افتخروا بألوانكم‪ ،‬فإن كل لون له سيد عظيم‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫البعض يظن بأن القوة يف الشخصية أن تغضب وتنفعل‬


‫بالعكس هكذا تجلب األعداء بدل من أن تحبب الناس لك‪ ،‬فقوة‬
‫الشخصية بإحرتامك للناس‪ ،‬فإن غلطوا عليك فقوتك الشخصية‬
‫بأال تنزل كرامتك وترد‪ ،‬هكذا تقلل من كرامتك العالية ألنك إن‬
‫استجبت له فسوف تعامله بنفس طريقة أسلوبه وأخالقه الدنيئة‪.‬‬
‫فاصمت أل ّن أخالقك ال تسمح لك بأن تدنو‪ ،‬ألنه دينء‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫دامئاً تفاءل فمثالً‪:‬‬


‫إن فشلت قل سأنجح يف املرة القادمة إن شاء الله‪.‬‬
‫إن حزنت قل سأكون سعيدا ً بإذن الله فأنا قوي‪.‬‬
‫إن تركك فالن قل فيه خري من رب الناس‪ ،‬فقد يبعدين هذا‬
‫الشخص عن الله‪ .‬فرصفه الله عني‪.‬‬
‫إن مل تحقق هدفاً قل سأحققه يف املرة القادمة إن شاء الله‬
‫فأنا ال أستسلم أبدا ً‪.‬‬
‫هكذا تولد لك القوة يف ذاتك‪ ،‬وعقلك الباطن يستوعب كل‬
‫تلك الكلامت ويخ ّزنها فتنفعك بإذن الله كثريا ً‪ ،‬وكان النبي صىل‬
‫الله عليه وسلم يحب الفأل والكلمة الطيبة ف ُيرس بها ومييش يف‬
‫حاجته فيسمع إنسان يقول‪ :‬يا واحد‪ ،‬أو يا ناجح‪ ،‬فيفرح بذلك‪ ،‬أو‬
‫مريض يسمعه يقول‪ :‬يا معاىف‪ ،‬يا مشفي‪ ،‬أو ما أشبه ذلك‪ ،‬فيفرح‬
‫بذلك وال يرده عن حاجته‪.‬‬
‫تفاءل بالخري وال تتشاءم‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫هل تعلم أن للوحدة فائدة عظيمة !؟‬


‫رغم قسوتها وأملها إال أنها عظيمة يف بعض األحيان‪ ..‬تعلم‬
‫ملاذا؟‬
‫وجل وتزيد يف إميانك‬‫ألن الوحدة ستقربك إىل الله عز ّ‬
‫وتتعلق به يف حزنك وسعادتك‪ ،‬فدامئاً كن يف وحدتك مع اللّه‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ا َعلِم َّكل شخص بأنك تحبه لكيال يرحل فتندم ألنك مل‬
‫تخَبه‪ ،‬بادر باالعرتاف وال تكتم‪.‬‬
‫َ‬
‫اعرتف‪ ،‬فقد قال صىل‬ ‫الرسول صىل الله عليه وسلم إن أَ َح َّب‬
‫الله عليه وسلم‪» :‬يا معاذ‪ ،‬والله إين ألحبك‪ ،‬والله إن ألحبك«‪ .‬رواه‬
‫ابن داوود‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫صل عىل حبيبِك ُمح ّمد َصىل الله علي ِه‬


‫طلب بسيط‪ِّ ،‬‬
‫وسلَّ َم‪.‬‬
‫َ‬

‫‪57‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫أقبح الناس من يستغل نقطة ضعفك‪ ،‬فيستغلها يف ما يشاء‪.‬‬


‫وجل سيفعل به كام فعل ذاك بك فقط اصَب‬‫اعلم أ ّن الله ع َّز َّ‬
‫وانظر كيف يصبح آلة مضحكة للناس‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫البكاء يف الحب له وجهان‪:‬‬


‫فالوجه األول‪ :‬تفسريه االشتياق واالحتياج‪.‬‬
‫أما الوجه الثاين‪ :‬تفسريه الكرس وتلقّي الصدمة‪.‬‬
‫فانتبه للوجه الثاين فمن املمكن أن يرحل‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الدنيا بسيطة وبإمكانك أن تجعل الناس بسطاء بأخالقك‪،‬‬


‫فيسء الخلق ستُ رحرجه أخالقُك ويصمت‪.‬‬
‫أخالقك سالح قوي‪ ،‬فالكلمة قد تهدم بيوتاً كثرية‪ ،‬وقد تبني‬
‫بيوتا أكرث‪ ،‬فمثالً كلمة »أحبك« من وراءها تكسب قلوب كثرية‪،‬‬
‫لذلك فإن صاحب األخالقِ الحسن ِة ينت ُ‬
‫رص دامئاً يف ّكل يشء‬

‫‪60‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الخوف هو صديقُك الناصح‪.‬‬


‫يعلمك أخطاءك لكيال ت ُك ّررها‪ ،‬فاستفد منه‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫إن خد رعت شخصاً ما فال تظن أنه مغفل‪،‬‬


‫فقد أعطاك كرت الثقة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫يف بعض األحيان تفعل أي يشء ليك يثني عليك الناس‪،‬‬


‫ألنه يوجد بداخلك فراغ فرتيد أن تفعل كذا وكذا ليمتدحك الناس‪،‬‬
‫وهذا من الصعب أن تجده‪ ،‬والحل الوحيد هي القناعة الذاتية‬
‫فمثالً‪ ،‬إن أعجبتك صورة لك ال تنتظر من الناس أن يقولوا لك‪:‬‬
‫أنت جميل‪ ،‬ألنك مقتنع بجاملك‪ ،‬فال داعي للثناء فقد أثنيت أنت‬
‫عىل نفسك‪ ،‬وتأكدت بالفعل أنك جميل‪.‬‬
‫ِع رش ُح ّرا ً لذاتك‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫يوجد لديك صديق رائع !‬


‫من املمكن أن يرحل‬
‫لكن ال بد له من أن يعود !‬
‫إنه األمل‪ ،‬ولن يخونك قط‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫إذا وقعت يف معصية فال تخَب بها أحدا ً‬


‫رت‪.‬‬
‫الس ر ُ‬
‫فقد أعطاك الله هدية ال تقدر بثمن وهي ُ‬
‫الله يعفو ويصفح‪ ،‬والناس متيش وتفضح‬
‫»إال من رحم ريب«‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫يف الحب ال يشء يعود كام كان سابقاً‪.‬‬


‫ركز يف كالمي جيدا ً‪ ،‬واقرأ بتم ُّعن‪.‬‬
‫لكيال تكرس قلباً أحبك‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫لدي رغبة كبرية يف التواصل معك‪..‬‬


‫اعلم أن َّ‬
‫لكن ردودك الباردة تجعلني أحرتق »أح ّر ما عندي أبرد ما‬
‫عندك«‬
‫واعلم ان ردودك هذه تجعلني أرحل‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫هناك أحالم نريد لها أن تتحقق‪ ،‬وهنالك حقائق نتمنى لو‬


‫كانت أحالماً‪ ،‬فال تستعجل بأحالمك‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫يف بعض األحيان تجد الكل من حولك يهتمون بك أكرث‬


‫من الشخص الذي تحبه بينام‪ ،‬هو ال يبدي أي اهتامم‪.‬‬
‫كم هو مؤمل ذلك الشعور‪.‬‬
‫وقد نجلس مع كثري من الناس ليك ال نشعر بالسعادة‪ ،‬بل‬
‫نشعر بالوحدة‪ ،‬عكس الشخص الذي تحبه وهو الوحيد الذي‬
‫يساوي سكان العامل‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫من الناس من يراك األفضل يف نظره‪..‬‬


‫ومن الناس من يراك بأنك ال يشء يف نظره‪..‬‬
‫الله عز وجل مل يخلقُك لتكون يف نظر هذا أو ذاك شيئاً أو‬
‫ال يشء‪..‬‬
‫خلقك الله عز وجل لتكون يف نظر الله عبدا ً صالحاً‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫رحل من حياتك‪ ،‬فقد أعطاك قلبه‬


‫ال تجحد أفضال من َ‬
‫يوماً ما‪ ،‬وهذا أكَب »جاميله« عليك‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫اقتنع دامئاً فيام متلكه وليس فيام ال متلكه‪..‬‬


‫فإن كل يشء متلكه هو من عطايا الله وكرمه‪..‬‬
‫وكل يشء ال متلكه من قدر الله وحكمته‪..‬‬

‫‪72‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الحب سالح ذو ح ّدين‪ ،‬قادر عىل اعطائك الحياة‪ ،‬وقتلك‬


‫يف أي وقت‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ابتسم واضحك فال أحد سيطالبك بثمن سعادتك ما دمت‬


‫تفعل ما تحب دون أن تؤذي ما يحبه اآلخرون‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫التشاؤم كابوس بشع‪ ،‬يرسق فرحك ويجلب لك الحزن‪،‬‬


‫ويجعلك ال تريد سوى أن تكون ال يشء‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫أعظم صداقة هي مصادقة الشخص مع نفسه‪.‬‬


‫ألبس كام تريد‪ ،‬واذهب إىل حيث تريد‪ ،‬وك رُل وارشب ما تريد‪،‬‬
‫ألنه ال أحد يستحق كل هذا االهتامم سوى نفسك‪ ..‬باختصار‬
‫»دلّل نفسك«‪..‬‬
‫عش كام تريد يف غري ما حرم الله‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫قلبك يرى الجامل الكيل وليس عيناك‪.‬‬


‫عندما نحلم نغلق أعيننا‪.‬‬
‫عندما نبيك نغلق أعيننا‪.‬‬
‫عندما نتعانق نغلق أعيننا‪.‬‬
‫عندما نتمنى نغلق اعيننا‪.‬‬
‫فالجامل الكيل ال يُرى بالعني‪..‬‬
‫الجامل الكيل هو اإلحساس بالقلب فقط‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫اللّه عز وجل ذكر الحزن يف القرآن الكريم بالنفي‬


‫والنهي‪..‬‬
‫هل تعلم ملاذا !؟‬
‫قال اللّه تعاىل‪» :‬وال تهنوا وال تحزنوا«‪.‬‬
‫قال الله تعاىل‪» :‬فال خوف عليهم وال هم يحزنون‪«.‬‬
‫والشيطان يريد العبد املسلم أن يحزن وهذه أمنيته‪.‬‬
‫ليس يف الدين فقط‪ ،‬بل يف كل يشء يف حياته الدينية‬
‫والدنيوية‪ ،‬والرسول صىل الله عليه وسلم استعاذ بالله من الحزن‪،‬‬
‫قال صىل الله عليه وسلم‪» :‬اللهم إين أعوذ بك من الهم والحزن‪«...‬‬
‫رواه البخاري‪.‬‬

‫ويقول ابن القيم رحمه الله‪» :‬الحزن يضعف القلب ويوهن‬


‫أحب للشيطان من أن يحزن العبد املؤمن‪«.‬‬ ‫العزم واإلرادة وال يشء ّ‬
‫قد تتساءل وتقول‪ :‬ال بد من مجيء أيام الحزن‪ ،‬وأنا أوافقك‬
‫الرأي ألنك يف الدنيا‪ ،‬والدنيا سميت دنيا ألنها دنيئة‪..‬‬
‫الله عز وجل يقول‪» :‬ال تحزن إ ّن الله معنا«‬
‫دقق يف اآلية جيدا ً وتأ ّمل‬

‫‪78‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫هل ترى الحل؟‬


‫إن كنت مع الله فلن تحزن‪.‬‬
‫إن كنت واثقاً بالله فلن تحزن‪.‬‬
‫فكن مع الله يكن معك ويبدل حزنك إىل سعادة مؤبدة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫بحر مل يغرق موىس عليه السالم‪.‬‬


‫نار مل تحرق إبراهيم عليه السالم‪.‬‬
‫حوت مل يأكل يونس عليه السالم‪.‬‬
‫سكني مل يقتل إسامعيل عليه السالم‪.‬‬
‫وجامعة أرادوا قتل محمد صىل الله عليه وسلم فلم يُقتل‪.‬‬
‫وإخوة يوسف أرادوا قتل يوسف عليه السالم فلم يُقتل‪.‬‬
‫وتم بيعه ليكون عبدا ً فأصبح ملكاً‪..‬‬
‫مكر وتدبري البرش يفشل دامئاً‪ ،‬فاطمنئ‪.‬‬
‫إرادة الله تعاىل وتدبريه فوق الجميع‪ ،‬قال الله تعاىل‪:‬‬
‫»قل لن يصيبنا إال ما كتب الله لنا«‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الحب يف هذا الزمن ناد ٌر‪..‬‬


‫اعلم أ ّن ّ‬
‫واعلم أن الصداقة الحقيقية أندر‪.‬‬
‫فأرجوك أخَب قلبك ليك يحذر‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫القرآن الكريم احتوى عىل الكثري من صور الحياة‬


‫الروحية يف اإلسالم‪ ،‬إذ أفصحت آياته بقوة عن رابطة خاصة‪،‬‬
‫متميزة‪ ،‬تجمع العبد بربه وهي الحب واملحبة ِذكر الله يف كتابه بني‬
‫‪ 84‬مرة لكلمة الحب ومشتقاتها‪..‬‬
‫جاءت هذه اآليات مخَبة عن حب الله لعباده وحبهم له‬
‫تصور لو أرسلت لفالن بأنك تحبه ‪ 84‬رساله ولله املثل األعىل‪،‬‬
‫ماذا سيجيبك؟‪ ،‬سوف يعلم بأنك تريد أن تتعلّق به وتريد أن يبادلك‬
‫برب العباد يخاطبنا ويرسل لنا كالم يف الحب‬ ‫هذا الشعور‪ ..‬فكيف ّ‬
‫رب جميل‪.‬‬
‫لنتعلّق به سبحانه‪ٌّ ..‬‬

‫‪82‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال يسحرك الكالم الجميل من شخص ال تعرفه‪..‬‬


‫ألنك ال تعلم مبا يخفيه يف قلبه‪.‬‬
‫اس َم رن يُ رع ِج ُب َك قَ رولُ ُه يف الحيا ِة‬‫قال الله تعاىل‪َ » :‬و ِم َن ال َّن ِ‬
‫الخ َصام«‪.‬‬ ‫ال ُّدنيا َويُشر ِه ُد اللَّه عىل ما يف قَلر ِب ِه وهو أَلَ ُّد ِ‬

‫‪83‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫لست ُمنافقاً وال مثالياً وال متناقضاً‪.‬‬


‫قد أنصحك لتكون أفضل مني‪ ،‬فقد يعطيك الله القوة لتبلغ‬
‫مكانك يف الفردوس‪..‬‬
‫فأنا أنصح مح ّب ًة‪ ،‬ال إثباتاً بأنني أفضل من الجميع‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال تتحدث وتخَبين بأنك تحبني‪ ،‬ترصف ليك أعلم بأنك‬


‫تحبني‪ ،‬فالحب أفعال وليس أقوال‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫رجا ًء‪...‬‬
‫ال تقنعني بأن شخصاً رحل من حياتك لسبب أي كان السبب‪،‬‬
‫تعلم ملاذا !؟‬
‫ألن الحب يظهر عندما يكون لديك ألف سبب لرتحل وكنك‬
‫تبقى ال ترحل‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫النظر يف أجساد النساء‬


‫والنظر يف أجساد الرجال‬
‫ال يدل عىل حب بل عىل إعجاب فقط‬
‫فالذي يحبك يخاف الله فيك‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫يفسدون النساء ثم يبحثون عن زوجات صالحات يف‬


‫مستقبل حياتهم‪ ،‬ويتعجبون بالرجال ث ّم يقولون‪ :‬يا رب ارزقنا‬
‫الرجل الصالح !!‬
‫اعلم يا عزيزي‪..‬‬
‫واعلمي يا عزيزيت‪..‬‬
‫إن كنتم غري صالحني فال تتعبوا أنفسكم لريزقكم الله الزوجة‬
‫الصالحة أو الزوج الصالح‪..‬‬
‫فهذا وعد الله تعاىل‪.‬‬
‫قال الله تعاىل‪» :‬الخبيثات للخبيثني والخبيثون للخبيثات‬
‫والطيبات للطيبني والطيبون للطيبات«‪ُ ..‬ع ِلم؟‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫إن قالت الفتاة التي تحبك‪ :‬اذهب‬


‫فال تذهب‪.‬‬
‫ألنك إن ذهبت‪ ،‬اعلم أ ّن الفتاة ستقتلع عينيك معاً‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫اكتم أْسارك وأعاملك لتسعد‪.‬‬


‫ومن أسباب السعادة هذه التي قد ذكرها الرسول صىل الله‬
‫عليه وسلم يف حديثه حني قال‪» :‬أرب ٌع من السعادة‪ :‬املرأة الصالحة‪،‬‬
‫واملسكن الواسع‪ ،‬والجار الصالح‪ ،‬واملركب الهنيء«‪.‬‬
‫ومن أسباب الشقاء التي ذكرها أيضاً النبي صىل الله عليه‬
‫وسلم فقال‪» :‬وأرب ُع من الشقاء‪ :‬املرأة السوء‪ ،‬والجار السوء‪،‬‬
‫واملركب السوء‪ ،‬واملسكن الضيق« رواه حبان يف صحيحه‬
‫والحاكم‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫القرآن الكريم ليس عالجا للحزن والنفسية فقط‪ ،‬بل عالج‬


‫لجميع األمراض‪ :‬كالرسطان والقلب وآالم الظهر وغريه‪ ،‬وكل يشء‬
‫متعلق بأمراض طبية ونفسية يعالجها كالم الله سبحانه‪ ،‬قال الله‬
‫تعاىل‪» :‬وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنني«‬
‫أخَبين صديقي بأن أخيه كان يعاين من مرض الرسطان‪،‬‬
‫وقد يئس من الحياة ومن العالج‪ ،‬وكان يذهب ويتعالج باملستشفيات‬
‫وال يجدي نفعاً ملدة ‪ 3‬سنوات‪ ،‬وآخر سنة قرر أخوه بأن يتعالج‬
‫بالقرآن فقط‪.‬‬
‫بعد مرور ‪ 3‬شهور اتصل يب صديقي يجهش بالبكاء وقال‪:‬‬
‫لقد شُ ِف َي أخي من املرض‪.‬‬
‫فرحت له كثريا ً‪ ،‬وتقشعر جسمي بأكمله عندما قال يل بأ ّن‬
‫أخيه كان دامئاً يقرأ القرآن الكريم منذ ‪ 3‬شهور‪ ،‬ففرج الله عنه‬
‫أعظم مصيبة كانت له‪.‬‬
‫لذلك دامئاً اقرأ القرآن الكريم‪ ،‬وستجد طأمنينة وراحة بعد‬
‫تعب جسدي وروحي‪ ،‬والقرآن يأيت يوم القيامة شفيعاً ألصحابه فقد‬
‫قال النبي صىل الله عليه وسلم‪» :‬اقرؤوا القرآن فإنه يأيت يوم‬
‫القيامة شفيعاً ألصحابه« رواه مسلم‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫يرحلون لكن ال يؤذون‪.‬‬


‫صحيح بأن رحيلهم مؤمل جدا ً‪..‬‬
‫لكن ارحل بأدبك كام عرفتك بأدبك وكام أحببتك بأدبك‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال تخلط بني الحب واإلعجاب‪..‬‬


‫فالحب يأيت نادرا ً‪..‬‬
‫واإلعجاب يأيت كثريا ً‪..‬‬
‫وإن اجتمع الحب واإلعجاب فاعلم بأنك عاشق‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫نظرة الناس لك مختلفة‪..‬‬


‫فال تحزن إن رآك هذا أو ذاك بأنك يسء‪..‬‬
‫فالله وحده يعلم حقيقتك‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫رمبا يرحل األشخاص لعدة أسباب‪.‬‬


‫أسباب كثرية ال ت ُع ُّد وال ت ُحىص‪ ،‬لكن اعلم أن من يأيت إليك‪:‬‬
‫إما صدفة‪..‬‬
‫أو شوق دمر قلبه‪..‬‬
‫أو مصلحة يريد أن يكتسبها‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال تكن كالذهب ب َّراق والمع أمام الجميع‪.‬‬


‫كن كالجوهرة يف أعامق األرض ال يحصل عليها سوى من‬
‫يتعب ألجلها‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫لقد كنت جاهال لدرجة أنني رأيت حيايت تحت ترصف‬


‫أحدهم ومل أكن أفعل شيئاً سوى مجاراة األمر وكأنني تحت تأثري‬
‫مخدر ما‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫نعطي الثقة ألحدهم ويقوم بكرسها‪..‬‬


‫نحب أحدهم ويقتلنا بتجاهله‪..‬‬
‫فقط ثق بنفسك واعشق ذاتك‪ ،‬اجعل حبك الصادق لنفسك‪..‬‬
‫ألن من يستحق ذلك هو أنت فقط‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫جلست أقطع طريق نلة مرارا ً وتكرارا ً‪ ،‬وكانت النملة يف‬


‫كل مرة تحاول شق طريق آخر للعبور‪ ،‬فجلست افكر‪..‬‬
‫كيف للنملة القدرة عىل الصَب واملكافحة لتصل إىل ما تريد‪،‬‬
‫عام‬
‫ونحن البرش إذا مل تتحقق لنا أمنية واحدة نستسلم ونتخىل َّ‬
‫أردناه !!؟‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫يل‪ ،‬بل احكموا عىل أنفسكم‪ ،‬فأنا كاملرآة ال‬


‫ال تحكموا ع َّ‬
‫أعكس ما بداخيل‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال تأخذ دور القايض وتحكم عىل اآلخرين‪ ،‬فلم يطلب منك‬
‫أحد التدخل يف شؤونهم‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ستأيت أوقات الفرح وأوقات الحزن‪..‬‬


‫ال يهمني ذلك‪ ،‬ألنها سوف تبقى ذكرى‪..‬‬
‫سأستمتع بلحظات الفرح‪ ،‬ويف املستقبل سأضحك عىل حزين‬
‫ملاذا حزنت حينها‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫إن كان الحزن ميأل روحك حاول إسعاد غريك فهذه أفضل‬
‫طريقة للشعور بالرىض‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫أحياناً أحزن عىل نفيس عندما أُ َؤيِّ ُد قلبي يف مسألة كان‬


‫عقيل هو صاحب القرار الصحيح فيها‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫عندما تقوم مبساعدة اآلخرين وإسعادهم‬


‫ال تنتظر منهم املثل أبدا ً‪ ،‬فحتى إن ُو ِج َد أربعون شبيها لك لن‬
‫يكونوا مثل معدنك‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫كلام شعرت بضيق يف هذا العامل أتذكر أستاذي حني قال‬


‫يل‪ :‬إ ّن الهم يف هذه الدنيا كالدائرة سيضيق ويضيق ويضيق‪..‬‬
‫وتصبح الدائرة الضيقة نقطة صغرية وتختفي وهذا فرج الله‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫هناك أناس ال يستحقون مح َّبتك لهم‪ ،‬ألنهم يعلمون أ َّن‬


‫قلبك مسكني أمامك فيجرحون هذا القلب‪..‬‬
‫ويعلمون أ ّن قلبك يريدهم فقط‪ ،‬فيدمرون هذا القلب‪..‬‬
‫هكذا القلب املحب ال يريد سوى الهالك مع هؤالء الذين‬
‫ظننتهم أناس‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫أتعجب دامئاً من الفتيات اللوايت تتمحور حياتها عىل‬


‫الرجال‪ ،‬وتصبح غايتها األوىل هي الزواج !‬
‫عزيزيت‪..‬‬
‫هم الذين يف حاجة ِ‬
‫إليك وليس العكس‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫مهام بلغ حب رجل المرأة‪ ،‬ستظل دوما أمه صاحبة املكانة‬


‫األوىل يف قلبه‪ ،‬فال تحاويل أخذ هذا املكان لكيال تخرسي حبه‬
‫ِ‬
‫لك‪..‬‬
‫أعطاك هذا املكان‪ ،‬فامسحي كلمة »رجل« يف السطر‬ ‫ِ‬ ‫وإن‬
‫األول واكتبي بدالً منها »ال يشء«‪ .‬ألنه حقاً ال يشء أعظم من األم‬
‫بعد الله سبحانه وتعاىل‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الله عز وجل كتب عىل نفسه الرحمة‬


‫ورحمة الله سبحانه وتعاىل سبقت غضبه‪..‬‬
‫هذه الصفة وردت يف القرآن الكريم يف أكرث من مائة‬
‫وستني موضعاً باشتقاقاتها وتعريفاتها‪ .‬يقول الله عز وجل‪:‬‬
‫»ورحمتي وسعت كل يشء فسأكتبها للذين يتقون«‪ .‬تأمل يا‬
‫عزيزي‪ ..‬تأميل يا عزيزيت‪ ..‬الله رحمته وسعت كل يشء صحيح؟‬
‫إذا ً كيف ال تسعك أنت الذي ال يشء يف هذا الكون بأكمله‪ ،‬فلذلك‬
‫ال تقنط من رحمة الله ما دام ضمريك يؤنبك يف فعل معصية ما‪..‬‬
‫اطمنئ‪ ،‬فمن رحمة الله سبحانه أنه خلق مائة رحمة‪ ،‬كام أخَب‬
‫بذلك نبينا محمد صىل الله عليه وسلم‪» :‬إ َّن الله يوم خلق السموات‬
‫واألرض مائة رحمة‪ ،‬كل رحمة طباق ما بني السامء واألرض‪ ،‬فجعل‬
‫منها يف األرض رحمة‪ ،‬فيها تعطف الوالدة عىل ولدها‪ ،‬والوحش‬
‫والطري بعضها عىل بعض‪ ،‬فإذا كان يوم القيامة أكملها بهذه‬
‫الرحمة«‪ .‬صحيح مسلم‪.‬‬
‫تصور رحمة أمك وعطفها عليك هذه ال يشء من ‪ 99‬رحمة‬
‫يوم القيامة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫يحدث ذلك‪..‬‬
‫بأن الله عز وجل يجعلك تقابل أشخاصاً صدفة فتجد فيهم‬
‫الخري الكثري ليطمنئ قلبك أن الدنيا مازالت بخري‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫عندما تجالس صغار السن تصبح سعيدا ً بال سبب‪..‬‬


‫وعندما تجالس كبار السن تصبح خائفاً‪ ،‬وال تدري من أين‬
‫أىت هذا الخوف‪.‬‬
‫ال تقلق فكبار السن هم من حاربوا الحياة مبصاعبها بينام‬
‫صغار السن بريئون من مصاعب الحياة‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ليس من الرضوري أن تكون الهدية غالية الثمن‪..‬‬


‫وليس من الرضوري أن تكون مادية‪..‬‬
‫فوقوفك إىل جانب الحزين هي أفضل هدية ميكن أن‬
‫تقدمها لشخص وهو يف أمس الحاجة إليها‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫ﻋﻮﺿﻪ‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ً‬

‫أحيانا يأيت الحب بعد الكره‪ ،‬ولكن ال يحدث العكس أبدا‬


‫ألنه عندما تحب أحدهم فعالً وليس قوالً وتتقبله أنت بجميع عيوبه‪،‬‬
‫فلن يبقى أي سبب لتأيت الكراهية بعد ذلك‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫فكِّر جيدا ً قبل أن تنتقم من شخص ستجد أنه ال يستحق‬


‫حتى أن تضيع وقتك عليه‪ ،‬فمسألة تصفية الحسابات تلك عىل‬
‫الخالق وليس الخلق‪ ..‬فاطمنئ‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال تنخدع بأصحاب الوجوه الَبيئة‪ ،‬فليس كل ما يلمع‬


‫ذهباً‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال تحكم عىل فالن مبظهره الخارجي‪ ،‬فال تعلم ما بداخله‬


‫من خري أو رش‪ .‬ال ت ُسئ الظن وتأخذ إمثاً عليه‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ُ‬
‫أضحك عندما أرى الزوجة تقول لزوجها‪ :‬إنَّ ذوقك ليس‬
‫جميالً‪ ،‬وكذلك العكس مع الزوجة حني يقول لها زوجها‪ :‬إ َّن ذوقك‬
‫ليس جميالً‪ ،‬فهم يسيئون ألنفسهم‪ .‬إذا كان زوجك ذوقه قبيح فقد‬
‫اختارك لتكوين زوجته بني ماليني النساء‪ ،‬والعكس مع الزوجة فقد‬
‫اختارتك لتكون زوجها‪ ،‬فال تقولوا عىل أنفسكم‪ :‬إنكم قبحاء‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫عندما أرى مولودا ً جديدا ً ينفطر قلبي تعلم ملاذا؟‬


‫ألنني أعلم أنه سيواجه أبشع مام نواجهه نحن اآلن‪ ،‬فالزمن‬
‫يف تقدم وأخالق الكثري يف انحدار‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ق رُل يل األشخاص الذين ت ُِح ُّبهم وت ُب ِّجلُهم‪ ...‬وسأعرف من‬


‫أنت‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫تعلّ رم من املايض لكيال تندم‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ُ‬
‫جامل الرجل يف علمه وليس جيبه‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫انظر دامئاً يف الجانب اإليجايب من الحياة‪ ،‬وإذا مل تجده‬


‫فكِّر كيف ت ُح ِّول الجانب السلبي إىل إيجايب‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫استمع للبرش جيدا ً لكن ال تص ِّدق كل ما يقولون‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫اجعل أْسارك يف بطنك‪ ،‬فهو مل يخلق للطعام فقط‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ارحم اآلخرين واعطف عليهم‪ ،‬فنحن لن ندخل الجنة‬


‫بأعاملنا‪ ،‬بل سندخلها برحمة الله إن شاء الله‪ ،‬ولو كنت تظن أننا‬
‫ندخلها بأعاملنا لدخلها كلبك الويف لوال مل يكن تراباً إذا شاء الله‬
‫بذلك‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫املستحيل أوجده الضعفاء‪..‬‬


‫ألن املستحيل ال وجود له عند أهل العزمية‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫عقول الحكامء كالبحار‪..‬‬


‫واسعة بالعلم وهادئة للتأمل‪..‬‬
‫والحكيم ال يرفع صوته عىل أحد‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الكيد العظيم ليس يف النساء فقط !!‬


‫قال يعقوب عليه السالم البنه يوسف عليه السالم‪» :‬يا بني ال‬
‫تقصص رؤياك عىل اخوتك فيكيدوا لك كيدا ً«‪.‬‬
‫فالرجال كي ُدهم عظيم أيضاً‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫من كان مع الله يف الدنيا خدمته الدنيا‪..‬‬


‫ومن ابتعد عن الله يف الدنيا أَ َذلَّتر ُه الدنيا‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ثالثة أمور تصبح املرأة عظيمة‪:‬‬


‫‪ -1‬يف سرتها‬
‫‪ -2‬يف حسن خلقها‬
‫‪ -3‬يف علمها‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫صديق يعلم أْسارك أش ُّد خطرا ً عليك من عدو غاضب‬


‫ف ُخ رذ حذرك‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫نحن أقوياء يف شخصياتنا‪..‬‬


‫لكن ال بد من وجود شخص نضعف أمامه‪.‬‬
‫ليس خوفاً وال ذالً‪ ،‬إنا هي مكانته يف القلب‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال أحد يعيش حياة سعيدة بالكامل‪ ،‬فحتى السعادة الكاملة‬


‫ُم ِملَّة‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الحب ليس تنا ُزالً أو ضعفاً‪ ،‬الحب قوة وتضحية‪ ،‬فمن‬


‫يحبك حقاً‪ ،‬لن يبيك عىل ما حدث لك‪ ،‬بل سيعطيك بعد الله قوة‬
‫لتصمد بها‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ال يوجد بني األحباب كرامة‪ ،‬ألن كرامتك من كرامته‪ ،‬أنتام‬


‫شخصان يف جسد واحد‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫الحمد لله عىل كل يشء‪..‬‬


‫الحمد لله عىل ما كان‪..‬‬
‫والحمد لله عىل ما سيكون‪..‬‬
‫أنت حقاً ال تعلم ألي درجة الله رحيم بك !‬
‫ال تعلم كيف يرصف عنك ما تحب لرش ال تعلمه ووحده يعلمه‬
‫سبحانه‪..‬‬
‫ال تعلم كيف يسخر لك األشخاص والصدف واملفاجآت‪..‬‬
‫ال تعلم كيف يقرب لك الخري الذي تظن أنه رش‪..‬‬
‫ال تعلم كيف يرد لك روحك وأنت نائم لتعمل صالحا ً قبل‬
‫فوات األوان‪..‬‬
‫ال تعلم كيف يبتليك ليك يطهرك من الذنوب‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫االنحناء الوحيد الذي يدل عىل كرامة واستقامة هو‬


‫انحناؤك بني يدي الله ع ّز وجل‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫خمسة أمور تنقص الرجولة‪:‬‬


‫‪ -1‬ترك الصالة‬
‫‪ -2‬عقوق الوالدين‬
‫‪ -3‬اإلساءة للمرأة‬
‫‪ -4‬الكذب‬
‫‪ -5‬البخل‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫أجمل حديث هو حديث السجود بني يدي الله‪..‬‬


‫ت ُخرج به كل وجع وأمل كان يف قلبك ويصبح مليئاً بالسعادة‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫رب هناك أناس يريدون أن يعلقوين بهم‪..‬‬‫قل دامئاً‪ِّ :‬‬


‫فيا رب علقني بك فأنا أحتاجك أكرث ِمام أحتاجهم‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫جميل أن تتجاهل حزناً عميقاً بداخلك‪ ،‬وتتذكر هذه اآلية‪:‬‬


‫لعل الله يُ رح ِدثُ بعد ذلك أمرا« ‪.‬‬
‫»ال تدري ّ‬

‫‪142‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫من يحبك حقاً لن يتخىل عنك‪..‬‬


‫وسيصنع من الال يشء يشء ليكلمك‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫افعل الخري والصواب ثم اِ رر ِمه يف اليَم‬


‫ال تذكر محاسنك للناس إطالقاً‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫طلبت من الله السعادة فأعطاين إياك‪..‬‬


‫فَلر َي رذ َه ِب الجمي ُع‪َ ،‬ولرتَ َبق أنت‪..‬‬
‫ألنني ال أرى السعادة إال بك‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫من املحزن أن ترى أشخاصاً جيدين يف كل األمور ثم‬


‫يصبحون سيئني‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫كثري من الناس حينام تحدثهم عن رحمة الله يبتعدون‬


‫عنك‪ ،‬ليس ألنهم ال يريدون سامعك‪..‬‬
‫بل ألنهم غارقون يف الذنوب ويستحون أن يسمعوا كيف‬
‫وسعتهم رحمة الله‪ ،‬ووسعت كل يشء‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫عندما يفتخر اليسء بأفعاله‪ ،‬ويصمت األخيار‪..‬‬


‫هنا تشعر بقبح الدنيا‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫دعوة يل ولك‪:‬‬
‫عسانا نلقاك يا رسول الله عند الحوض مبتسامً‪ ،‬فنأيت إىل‬
‫كفك الرشيف ونقبله لتسقينا رشبة ال نظأم بعدها أبدا ً‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫هناك أشخاص يلبسون الدين زينة‬


‫ويجعلون األخالق حذاء‬
‫فإياك أن تعتقد بأنك مسلم فقط‪ ،‬وتؤدي فرائضك بانتظام‬
‫ولسانك ال يريد أن يبقى معك من كرث دناءته‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫ما أعددت كثريا ً لآلخرة‪ ،‬ولكن قلبي ناجياً بحبك يا الله‬


‫ويا رسول الله فأسألك يا الله أن تجمعني مع رسول الله يف اآلخرة‬
‫ألنني ال أعظم أحدا ً من البرش سواه‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫كل الذين آذوك ولو بكلمة سيحاسبهم الله‪..‬‬


‫ال تقلق‪ ،‬ربك عادل سبحانه‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫بعض األشياء التي تسعد‪:‬‬


‫‪ -1‬الدعاء‬
‫‪ -2‬جمعة األهل‬
‫‪ -3‬القهوة الصباحية‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫اعرف قيمة نفسك ليك ال يؤثر الناس بشخصيتك‪ ،‬فليس‬


‫كل من يرحل مأسوفاً عليه‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫هل تعلم أن الله عز وجل ال يريد لك العذاب؟‬


‫فهو مل يضع لك التوبة واالستغفار والتسبيح عبثاً‪..‬‬
‫الله عز وجل يبتيل العباد ليك يطهرهم من الذنوب فكيف‬
‫باملقبلني إليه سبحانه !؟‬
‫كن مع الله واطمنئ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫»ضع ما تشاء فإنك مالقيه‪ ..‬قاعدة جميلة«‬


‫من ف ّرج عن مسلم كربة ف ّرج الله عنه بها كربة من كربات‬
‫يوم القيامة‪..‬‬
‫ومن سرت مسلامً سرته الله يف الدنيا واآلخرة‪..‬‬
‫ارحموا من يف األرض يرحمكم من يف السامء‪..‬‬
‫ومن كان يف حاجة أخيه كان الله يف حاجته‪..‬‬
‫والله يف عون العبد ما كان العبد يف عون أخيه‪..‬‬
‫ويقول ابن مسعود‪:‬‬
‫من أطعم لله أطعمه الله‪..‬‬
‫ومن سقى لله سقاه الله‪..‬‬
‫ومن عفا لله عفا الله عنه‪..‬‬
‫فأرجوك‪..‬‬
‫ال تحزن إذا أساء إليك األدب ما‪..‬‬
‫ابتسم فقط أل َّن الله عز وجل سيجازيه‪..‬‬
‫عامل الناس كام تحب أن يعاملك الله‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫من هو الشخص الذي تتمنى أن يَ ُر َّد عليك؟‬


‫قد يجيب أحدهم بأنه يتمنى لو يجيبه أحد أقاربه أو أحبابه‬
‫أو أصدقائه ممن فارقوا الحياة‪..‬‬
‫وتختلف األجوبة‪..‬‬
‫فام بالك لو قلت لك بأن رسول الله محمد عليه الصالة‬
‫والسالم يرد عليك !؟‬
‫يل إال ر ّد‬
‫قال النبي صىل الله عليه وسلم‪» :‬ما من أحد يسلم ع ّ‬
‫يل روحي حتى أر َّد عليه«‬ ‫الله ع ّ‬
‫يل فإن صالتكم‬ ‫وصلّوا ع ّ‬
‫ويقول النبي صىل الله عليه وسلم‪َ » :‬‬
‫تبلُ ُغني حيث كُنتم«‬
‫وهذا فخر لجميع الناس بأن أرشف الخلق محمد صىل الله‬
‫عليه وسلم يرد عىل من سلَّ َم عليه‪ ..‬فصلّوا عليه‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫رسالة إىل اخوايت‪..‬‬


‫أنت جميلة شكالً‪ ،‬لكن‪! ...‬‬ ‫رمبا ِ‬
‫ترين من حولك يتزوجن وأشكالهن عادية ج ّدا ً‪..‬‬
‫تعلمني ملاذا !؟‬
‫قاعدة بسيطة عن مدى قربك وتعل ِق ِك لله عز وجل‬
‫الرسول صىل الله عليه وسلم قال‪» :‬إ ّن الله ال ينظر إىل‬
‫أجسامكم وال إىل صوركم ولكن ينظر إىل قلوبكم« إن كان قل ُب ِك‬
‫وتركت اإلعجاب بفالن وفالن سيأيت الرجل الصالح‬ ‫ِ‬ ‫يخىش الله‬
‫بإذن الله‪..‬‬
‫يت‪ ،‬فلن يأيت إال الرجل الخبيث‪ ،‬وسيعجب‬ ‫أما إن استم ّر ِ‬
‫بفالنة وفالنة كام تفعلني ِ‬
‫أنت‪..‬‬
‫فكوين مع الله يكن كل يشء معك‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫ﻋﻤﺮ ﺁﻝ ﻋﻮﺿﻪ‬

‫حتى لو كنت تستمع إىل األغاين ال تهجر القرآن‬


‫حتى لو تعيص الله ال تقطع الصالة أبدا ً‬
‫لو حياتك يف ضياع ال توقف عمل الخري أبدا ً‬
‫ال تغلق الباب الذي بينك وبني الله عز وجل‪.‬‬

‫‪159‬‬

You might also like