Professional Documents
Culture Documents
الفوج الثاني
وحدة :القانون المسطري والوسائل البديلة لفض
المنازعات
عرض تحت عنوان:
▪ حنان مركول
▪ سعد الستاتي
▪ كنزة حركات
▪ محمد الحلوي
▪ محمد اليوسفي
السنة الجامعية2024/2023:
1
▪ عزيز الحريري
الئحة فك الرموز
ز
االلتامات والعقود قانون قلع
مرجع سابق مس
صفحة ص
طبعة ط
سنة س
2
تقديم
ال شك أن استخدام شبكات االتصال في إبرام العقود يحتم فتح المجال أمام آليات
جديدة تالئم مثل هذا االستخدام فإذا كان اإلبرام العادي قد افرز آليات تتسم بالسرعة
والسهولة بعيدا عن اإلجراءات الطويلة المعقدة أمام القضاء العادي ،فإنه من المنطقي أن
يفرز الواقع العملي آلية جديدة لتسوية المنازعات التي تثيرها المعامالت اإللكترونية ،يجرى
اتخاذ إجراءاتها على قنوات إلكترونية مماثلة لتلك التي جرى من خاللها التعامل محل
النزاع ،وبعد شيوع استخدام التقنيات الحديثة في إبرام العقود وإتمام الصفقات اتجه الفكر
إلى تسويتها إلكترونيا عبر شبكات االتصال دون حاجة النتقال أو تواجد أطراف العملية في
مكان واحد وعلى الرغم من مراعاة التحكيم اإللكتروني للضمانات األساسية للتقاضي كتلك
المتعلقة بحقوق الدفاع وتسبيب قرارات التسوية فضال عن تميزه بالسرعة واالقتصاد في
اإلجراءات ،إال أنه يصادفه العديد من التحديات يتعلق البعض منها بأدوات تشغيل هذا
النظام كالكتابة أو التوقيع أو نقل المستندات أو إصدار الحكم والبعض اآلخر يتعلق
باالعتراف باألحكام الصادرة وإمكانية تنفيذها ومع هذا ،فإن العقبة األساسية التي تواجه
أحكام التحكيم الصادرة بناء على استخدام التقنيات الحديثة في االتصال كتلك المتعلقة
بالتركيز المكاني الذي تتبناه بعض قواعد نظم التحكيم سواء فيما يتعلق بمكان التحكيم ذاته
أو فيما يتعلق بمكان صدور الحكم ،وعليه يتعين البحث عن كيفية هذا التحديد في حالة
جريان التحكيم عبر شبكات االتصال اإللكترونية ،فكيف يمكن الجزم بتحديد المكان والوقت
اللذين يعد حكم التحكيم قد صدر فيهما ،وفي الواقع وأي كانت الصعوبات التي تواجه هذه
اآللية الجديدة ،فإن االستخدام األمن والفعال لها سوف يحتاج مزيد من الوقت وعديد من
الدراسات ،لهذا فإننا سوف نقتصر في دراستنا على هذا الجانب الذي أثار جدال واسعا
ونعني به التحكيم اإللكتروني ومدى االعتراف به رغم صدوره بناء على إجراءات جرى
إنجازها عبر شبكات االتصال اإللكترونية ولكن قبل التطرق إلى هذه الجزئية يجدر بنا إلقاء
الضوء على طريقة عملية التحكيم اإللكترونية وكيفية سريانها 1و تطور تحكيم اإللكتروني
1رجاء نضام رسالة ماستر حول التحكيم اإللكتروني دراسة مقارنة الطبعة الثانية ص 4سنة 2020/2019
3
يعكس التطور التكنولوجي والحاجة المتزايدة لحل النزاعات عبر اإلنترنت ،بدأت محاكمة
كبيرا في
ً تطورا
ً التحكيم اإللكتروني في التوسع في أوائل القرن العشرين ،2ولكن شهدت
العقود األخيرة وفي التسعينيات ،بدأت الهيئات الدولية والوطنية في إصدار تشريعات
وقوانين لتحكيم اإللكتروني ،مما ساهم في تعزيز مصداقية هذه الوسيلة ،ثم تقدمت تقنيات
التشفير واألمان لتعزيز الحماية في عمليات التحكيم اإللكتروني الظهور المتزايد لمنصات
التحكيم عبر اإلنترنت واستخدام التكنولوجيا الذكية مثل الذكاء االصطناعي في تحكيم
ً
تحوال نوعيًا هذا يساعد في تسريع العمليات وتقليل التكاليف ،مما يجعل النزاعات عكس
خيارا أكثر فعالية لألطراف وفي الفترة األخيرة ،ازدادت الجهود
ً التحكيم اإللكتروني
لتحسين قوانين التحكيم اإللكتروني على الصعيدين الوطني والدولي ،مما أدى إلى تعزيز
تطورت اإلجراءات التقنية للتحكيم اإللكتروني ،مع
قبول واستخدام هذه الوسيلة بشكل أكبرّ .
تبني العديد من الهيئات التحكيمية للتكنولوجيا لتسهيل عملياتها وتوسعت نطاقات التحكيم
اإللكتروني لتشمل مختلف المجاالت ،بد ًءا من التجارة اإللكترونية وصوالً إلى النزاعات
تطورت المنصات الرقمية المخصصة للتحكيم ،وظهرت حلول تقنية مبتكرة
ّ االستهالكية.
لتيسير إجراءات التحكيم وتحسين فعاليته.
على الرغم من التطور اإليجابي ،تظل هناك تحديات ،مثل التوافق القانوني واألمان
مستمرا لضمان تطور مستدام وفعّال في ميدان التحكيم
ً الرقمي ،تتطلب اهتما ًما
اإللكتروني.3
إذن التحكيم اإللكتروني هو نوع من أنواع التحكيم حيث يتم حل النزاعات عبر
اإلنترنت باستخدام التكنولوجيا الرقمية .يشمل هذا النوع من التحكيم استخدام وسائط
إلكترونية لتبادل المعلومات وإجراء جلسات التحكيم عبر الشبكة تتضمن عمليات التحكيم
اإللكتروني تقديم الحقائق واألدلة عبر الوسائل اإللكترونية ،واتخاذ القرارات من قبل هيئة
تحكيم إلكترونية .يهدف التحكيم اإللكتروني إلى تسهيل وتسريع عمليات حل النزاعات،
2
3منير محمد الجنيمي كتاب التحكيم اإللكتروني مطبعة الرشاد الطبعة األولى الصفحة 2سنة 2019
4
خيارا ف ّع ً
اال لألطراف الراغبة في تجنب اإلجراءات التقليدية والتكاليف ً ويمكن أن يكون
الزائدة
تم اعتماد قانون التحكيم في المغرب 17-95والذي يغطي جوانب عدة من إجراءات
التحكيم ،بما في ذلك التحكيم اإللكتروني .يهدف هذا اإلطار القانوني إلى تسهيل وتشجيع
4
استخدام التحكيم كوسيلة لحل النزاعات.
تحظى الغرفة التجارية الدولية بشعبية في تسوية المنازعات التجارية في المغرب ،وقد
تم تسجيل تقدم في استخدام التحكيم اإللكتروني عبر هذه الغرفة وفقًا للمعايير الدولية
ويفضل دائ ًما لألطراف المعنية أن تستشير المحامين المتخصصين لفهم التطورات األخيرة
وضوابط التحكيم اإللكتروني في المغرب بشكل أفضل استنادًا إلى القوانين والتطورات
الحالية .5
أهمية الموضوع
التحكيم اإللكتروني يحمل أهمية كبيرة في تسهيل وتسريع عمليات فض النزاع وتسوية
المنازعات عبر اإلنترنت .يُعزز هذا النهج فعالية العدالة ويقلل من التكاليف والوقت
المستغرقين في اإلجراءات القانونية التقليدية .كما يشجع على االعتماد على التقنيات الحديثة
لضمان األمان وحماية البيانات ،مما يعزز الثقة في هذه العمليات ،باإلضافة إلى ذلك ،يسهم
إطارا قانونيًا
ً التحكيم اإللكتروني في تعزيز التجارة الدولية وجذب االستثمارات ،حيث يوفر
موثوقًا وسري ًعا لحل النزاعات العابرة للحدود ،يُعزز أيضًا التحكيم اإللكتروني مفهوم التنمية
المستدامة من خالل تحفيز المحافظة على الموارد وتجنب اإلجراءات القضائية الطويلة
وبصفة عامة ،يعكس التحكيم اإللكتروني تطور العصر الرقمي ويلبي حاجات المجتمع
العالمي المتسارع التغيير.
إشكالية الموضوع
5م حمد شرغو رسالة لنيل شهادة الماستر التحكيم اإللكتروني ماهيته وإجراءاته الصفة 2السنة الجامعية , 2019/2020
5
وفي هذا اإلطار فإن السؤال الذي يطرح نفسه هل التشريعات الوطنية التي وضعت
أصال لتنطبق على التحكيم التقليدي ،تصلح للتطبيق على التحكيم اإللكتروني أم أن هذه
القواعد تعجز عن استيعاب المشاكل التي تتولد عن استخدام التقنيات الحديثة في إجراء
التحكيم فتكون عندئذ بحاجة إلى قواعد وتشريعات جديدة لحكم هذا النوع من التحكيم؟
وتزداد أهمية هذا السؤال في ظل ندرة التشريعات الوطنية واالتفاقات الدولية التي
تعالج مثل هذا الموضوع سنطرح تساؤالت التي سنحاول اإلجابة عليها في هاذا العرض
إذن.
ما هي األحكام العامة المنظمة لتحكيم اإللكتروني ؟ وما الذي يميزه عن باقي النظم
المشابهة له ؟وما مدى إجابية التحكيم اإللكتروني في حل النزاعات التي تنشأ بين األطراف
؟وما التحديات التي واجهت هاذا النوع من التحكيم ؟
منهجية الموضوع
دراسة التحكيم اإللكتروني تتطلب التفرغ لتحليل اإلجراءات ،ابتدا ًء من مراحلها مرونا
بالنظم المقارن له وصوال إلى الفرص والتحديات التي تنوط به ،يتميز هذا النهج عن
وسائل حل النزاعات البديلة األخرى ،حيث يتم فحص القواعد القانونية المنظمة له بشكل
مميز ومقارنتها بتلك المتعلقة بالتحكيم التقليدي ،يتبع البحث منه ًجا وصفيًا تحليليًا مقارنًا،
حيث يتم جمع لمعلومات من مصادر متعددة وتحليلها لتحقيق أهداف الدراسة ،يتناول البحث
محاسن ومساوئ القوانين المقارنة ولوائح مراكز التحكيم اإللكتروني المتعددة ،بهدف
الوصول إلى نظام شامل.
خطة البحث
6
المبحث األول :األحكام العامة للتحكيم اإللكتروني
يشهد العالم ازدهارا على مستوى المعامالت و التجارة ،وذلك بفضل ظهور اإلنترنت 6و
التطور التكنولوجي و حرية التبادل التجاري و مبدأ سلطان اإلرادة ،الشيء الذي يجعل
التحكيم الوسيلة الفضلى في حالة النزاع ،ذلك نظرا بما يتسم به من امتيازات سواء من
خالل سرعة إجراءاته و فعاليته ،أو من خالل مواكبته للتطورات التكنولوجيا لنصبح أمام
التحكيم اإللكتروني كصورة مطورة للتحكيم التقليدي ،وهذا ما يدفعنا للحديث عن ماهية
التحكيم اإللكتروني (المطلب األول) وأيضا إسقاط مفهوم التحكيم اإللكتروني على التحكيم
الداخلي بين أفراد القانون المغربي (المطلب الثاني).
يعتبر التحكيم اإللكتروني وسيلة مستحدثة للحل المنازعات ،وخاصة المتعلقة بالتجارة
الدولية و المعامالت االلكترونية ،بحيث أصبحت من أهم اآلليات األكثر شيوعا ولجوءا
مقارنة بالتحكيم التقليدي ،و ذلك ما يستدعي الحديث عن مفهوم التحكيم االلكتروني (الفقرة
األولى) ،ثم تمييزه عن باقي النظم المتشابهة (الفقرة الثانية).
ال يختلف التحكيم اإللكتروني عن التحكيم التقليدي ،باعتبارهما يشكالن وسيلة من وسائل
فض النزاعات ،بحيث يعتمد لفض نزاعات معينة بدل اللجوء للقضاء .و يعرف التحكيم
بشكل عام بأنه وسيلة لفض النزاع بين طرفين يقوم على اتفاقهما بطرح النزاع على شخص
أو أكثر ليقوم هذا األخير بالفصل في النزاع بإصدار حكم نهائي و ملزم بدال من المحكمة
المختصة.7
أما بخصوص التحكيم اإللكتروني فينقسم إلى شقين ،األول بمعناه التقليدي وذلك حسب ما
ورد فالمادة األولى من قانون 95.17المتعلق بالتحكيم و الوساطة ،أن التحكيم هو عرض
- 6االنترنت :نظام اتصال عالمي لنقل البيانات عبر أنواع مختلفة من الوسائط
- 7عبد الحق كوريتي ،التحكيم االلكتروني كآلية لتسوية منازعات التجارة االلكترونية ،مطبعة دار السالم،الرباط الطبعة
األولى،2017،ص.24
7
النزاع على هيئة تحكيمية إما بمحكم منفرد أو مجموعة محكمين،بحيث تتلقى من األطراف
مهمة الفصل في النزاع بناء على اتفاق التحكيم ،وشق الثاني إلكتروني 8يعني االعتماد على
تقنيات استخدام الوسائط و األساليب و الشبكات االلكترونية منها االنترنت.
كما أن بعض الفقه عرفه "ذلك التحكيم الذي يتفق بموجبه األطراف على إخضاع منازعاتهم
الناشئة عن الصفقات أبرمت في الغالب األعم بوسيلة الكترونية ،إلى شخص ثالث للفصل
فيها بموجب سلطة مسندة ومستمدة من اتفاق أطراف النزاع وباستخدام وسائل االتصال
حديثة تختلف عن الوسائل التقليدية المستخدمة".
وعرفه البعض األخر"أنه تحكيم يتم استخدام وسائل االتصال الحديثة فيه ترتكز على تقنية
المعلوميات و االتصاالت ،والتي تتمثل على وجه الخصوص بشبكة االنترنت التي اتسع
نطاق استخدامها في شتى المجاالت القانونية."9
ويعتبره اتجاه اخر"أن التحكيم االلكتروني ال يختلف عن إجراءات التحكيم إال في
طريقته،فكل إجراءاته تتم الكترونيا على شبكة االنترنت ابتداء من ملء النموذج الخاص
بموافقة على التحكيم عبر الشبكة ،و مرورا بتبادل الرسائل و مستندات االلكترونية ،وتعين
المحكم ،و سماع الخبراء و الشهود ،و أخيرا صدور قرار التحكيم."10
وعرفه البعض األخر على أنه" التحكيم الذي تتم إجراءاته عبر شبكة اإلنترنت وفق قواعد
خاصة دون الحاجة إلى التقاء أطراف النزاع و المحكمين في مكان معين".11
ومن خالل التعريفات التي قدمها الفقه ،أمكننا القول أن ما يميزالتحكيم االلكتروني و
التحكيم التقليدي هو استعمال وسائل االتصال الحديثة ،فإن التساؤل المطروح عما إذا كان
من الضروري إجراء التحكيم بأكمله عبر الوسائل االلكترونية العتباره الكترونيا أم يكفي
استعمال الوسائل االلكترونية في أي مرحلة من مراحله؟
- 8جمع إلك ترونيات المنسوب إلى اإللكترون و علم اإللكترونيات هو و استخدامها و تناولها ،وهو فرع من فروع الفيزياء ،فآلة
الحاسوب تعتمد على المادة اإللكترون إلجراء أدق العمليات الحسابية بأسرع وقت ممكن.
- 9عبد الحق كوريتي ،التحكيم االلكتروني كآلية لتسوية منازعات التجارة االلكترونية،م.س ،ص24
- 10محمد أمين الرومي ،النظام القانوني للتحكيم االلكتروني،مطبعة دار الفكر الجامعي،الطبعة األولى،2006،ص 93
- 11كريم بوديسة ،التحكيم اإللكتروني كوسيلة لتسوية منازعات العقود التجارة اإللكترونية ،رسالة لنيل شهادة الماجستير في القانون
تخصص قانون التعاون الدولي ،كلية الحقوق و العلوم السياسية تيزي وزو ،ص10
8
ذلك ما أثار نقاش فقهيا حول تعريف التحكيم االلكتروني ،وانقسم بهذا إلى اتجاهين:
فبخصوص اتجاه أول يرى أن التحكيم ال يكون الكترونيا إال إذا تم بأكمله عبر الوسائل
االلكترونية ،أي عبر جميع مراحله من اتفاق التحكيم إلى أن يصدر حكم الكتروني .أما
بخصوص االتجاه الثاني يري أن التحكيم يكون الكترونيا سواء تم بأكمله عبر وسائل
االلكترونية أو اقتصر على بعض مراحله ،كاتفاق التحكيم مثال.12
وعليه أمكننا القول أن االتجاه األول يرجح حسب منظورنا ،إذ يعتبر التحكيم الكترونيا في
الحالة التي تتم جميع مراحله عبر وسائل الكترونية،وليس احدى مراحله فقط و خاصة في
عصرنا الحالي ،إذ ال يمكن االستغناء عن بعض وسائل االتصال ،كالتواصل عبر البريد
االلكتروني .
رجوعا إلى قانون رقم 95.17المتعلق بالتحكيم و الوساطة ،حيث لم يقم بالنصيص عن
مفهوم التحكيم االلكتروني و لم يعرفه ،و اكتفى بذكر بعض اإلجراءات التي يمكن القيام بها
عن طريق وسائل الكترونية ،كما ورد في المادة 3من نفس القانون أن اتفاق التحكيم يعتبر
مبرما كتابة بموجب رسالة الكترونية معدة وفق للنصوص القانونية الجاري بها العمل،
وأيضا حسب منطوق المادة 35من قانون رقم 59.17أنه يجب على طالب التحكيم أن
يتقدم خالل الموعد المتفق عليه بين األطراف و الذي تحدده الهيئة التحكيمية ،بمقال التحكيم
مكتوبا أو بطريقة إلكترونية ،وكما هو الشأن بالنسبة للمطلوب في التحكيم له الحق أن يجيب
بواسطة مذكرة مكتوبة أو موجهة بطريقة الكترونية وذلك حسب ما ورد في المادة 36من
نفس القانون .وأمام غياب أي تعريف قانوني للتحكيم االلكتروني من طرف المشرع
المغربي هذا ما يستدعي تمييزه عن باقي النظم المتشابهة.
12عبد الحق كوريتي ،التحكيم االلكتروني كآلية لتسوية منازعات التجارة االلكترونية،م.س ،ص .26
9
تعتبر المفاوضات من الوسائل البديلة لفض النزاعات ،إذ هي عملية نقاش األطراف
لمعامالتهم من أجل التوصل إلى توافق ،وتعتمد التواصل عن طريق استعمال المعلومات
المتوفر عليها للتأثير على الموقف فهي وسيلة للتداول ترمي إلى إنشاء أو تعيل أو إنهاء
إذ تتم مباشرة بين األطراف دون 13
عالقة عن طريق التواصل و التحاور من أجل اإلقناع.
الحاجة إلى طرف ثالث ،عن طريق المناقشة والمساومة وتبادل اآلراء للتوصل إلى حلول
للمجموعة من المشكالت سواء كانت اقتصادية أو قانونية أو غيرها ،وهي عملية يتم اللجوء
إليها في حالة العقود االستهالكية و التجارية ،وتتم بطريقة مباشرة بين األطراف.
وتعتبر المفاوضة االلكترونية من أبسط الوسائل البديلة لفض النزاعات ،كما هو شأن بالنسبة
للتحكيم االلكتروني إذ يتفقان في كونهم وسيلة تغني طرفي النزاع للجوء إلى المحاكم تستلزم
منهم التراضي و التوافق للجوء إليهما ،كما يتفقان أيضا في مواكبتهم للتطورات التكنولوجيا
وذلك يتجلى في اعتماد وسائل االتصال الحديثة للقيام بإجراءاتهم .إال أنهم يختلفون في كون
أن المفاوضات تكون بين األطراف بشكل مباشر دون الحاجة للطرف ثالث محايد للنظر في
النزاع ،كما هو الشأن بالنسبة للتحكيم االلكتروني إذ يعرض المحكم الذي له سلطة إصدار
الحكم ،كما أن المفاوضات تنتهي اتفاق األطراف أما التحكيم االلكتروني ينتهي بصدور حكم
تحكيمي ملزم لألطراف.
تعتبر الوساطة وسيلة بديلة شبيهة لكل الوسائل البديلة التي تعتمد على الغير لمساعدة
األطراف على إيجاد حل لنزاعها عبر إدارته لمفاوضاتها ،14و حسب المادة 86من قانون
رقم ،95.17أنه يجوز ألطراف ألجل تجنب نزاع أو تسويته ،االتفاق على تعيين وسيط
- 13طارق زهير ،الوسائل البديلة لفض النزاعات التجارية،مطبعة دار النشر المغربية،الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،2019 ،ص
.91
- 14طارق زهير ،الوسائل البديلة لفض النزاعات التجارية ،م.س ،ص112
10
يكلف بتسهيل إبرام الصلح ينهي النزاع ،إضافة إلى المفهوم التقليدي هناك مفهوم حديث و
المتمثل في الوساطة االلكترونية ،بحيث يتم اعتماد مجموعة من وسائل االتصال الحديثة
وذلك للمواكبة التطورات التكنولوجيا التي يفرضها الواقع العملي،ولعل من أبرز مراكز
الوساطة والتحكيم االلكترونية التي تقدم خدمة لتسوية المنازعات بالطرق االلكترونية مركز
( 16
) ومركز الوساطة square 15
الوساطة (مركز الويبو للتحكيم والوساطة
)Tradeالذي يتيح للمتعاملين في ميدان التجارة الدولية خدمة أخرى غير خدمة الوساطة
االلكترونية ،أال وهي خدمة المفاوضات المباشرة.17
أما فيما يخص الفرق بين التحكيم االلكتروني و الوساطة االلكترونية ،يكمن أوال في أن
المحكم يصدر حكم تحكيمي ملزم لألطراف ،أما الوسيط فله سلطة اقتراح الحلول البرام
الصلح لتجنب النزاع .إال أنه يتقفان في كونهما يتم اللجوء إلى طرف ثالث محايد ،ويستلزم
أن يتوفر فيه عنصر الحياد واالستقاللية.
المطلب الثاني؛ إسقاط مفهوم التحكيم اإللكتروني على التحكيم الداخلي بين أفراد في
القانون المغربي
نصت المادة 14من قانون 95.17المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية على أنه يجوز
لجميع األشخاص من ذوي األهلية الكاملة ،سواء كانوا ذاتيين أو اعتباريين ،أن يبرموا اتفاق
تحكيم لتسوية النزاعات الناشئة عن الحقوق التي يملكون حق التصرف فيها ،نسجل في هذا
الخصوص أن هذه المادة تخاطب كل األفراد الموجودين على التراب الوطني ،سواء
مغاربة أو أجانب،وعليه أطراف النزاع الذين ينطبق عليهم التحكيم الداخلي الحرية في
اختيار التحكيم كوسيلة لحل نزاعهم بدل القضاء الوطني ،بشرط أن يكون مبني على سبب
- 15مركز المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO .تم إنشاء هذا المركز عام ، 1994وهو يقدم خدمات لتسوية النزاعات التجارية
الدولية بين األطراف الخاصة في مجال الملكية الفكرية ،وهو جزء من مكتب الويبو الدولي ويدير اإلجراءات الوساطة التحكيم
التحكيم المعجل ،كما يقدم المركز خدمات استشارية بشأن اتفاقات االحتكام وصياغتها عنداالقتضاء
- 16يعد مركز Square tradeمن أشهر وأول المراكز المتخصصة في مجال حل المنازعات بطريق الوساطة اإللكترونية ،وقد
نظر المركز في الكثير من المنازعات الناشئة عن المعامالت التي تتم من خالل سوق البيع بالمزاد عبر األنترنت " E-BAY
"والذي يعد أول موقع أمريكي للبيع بالمزاد العلني ،وتحديدا المنازعات التي تنشأ بين الشركة القائمة على المركز وبين المتعاملين
بالمزاد بيعا أو شراء من خالل السوق
- 17عبد هللا منيوي ،الوساطة االلكترونية ودورها في حل المنازعات التجارية،منشور بتاريخ 2022/10/12على الموقع
https://www.allbahit.com/2022/10/blog-post_26.htmlثم االطالع عليه بالتاريخ 2022 /11/13على الساعة
22:01
11
مشروع ،وأن ال يكون مخالفا للنظام العام بمفهوم الفصل 62من ق ل ع ، 18وعليه فإن
التحكيم اإللكتروني يتطلب وجود اتفاق تحكيم مبرم عبر االنترنت (الفقرة األولى ) إلى
جانب ضرورة تعيين هيئة تحكيم من قبل األطراف (الفقرة الثانية )
الفقرة األولى :اتفاق تحكيم مبرم عبر االنترنت
عرف المشرع المغربي في المادة 2من قانون المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية ،بأنه
اتفاق التحكيم هو التزام األطراف باللجوء إلى التحكيم قصد حل نزاع نشأ أو قد ينشأ عن
عالقة قانونية ،تعاقدية أو غير تعاقدية.
يكتسي اتفاق التحكيم شكل عقد تحكيم أو شرط
( ويمكن الرجوع لبعض التعاريف الواردة بهذا الخصوص في اإلحالة )19
ومن خالل التمعن في التعاريف والتشريعات التي حدد مفهوم اتفاق التحكيم يتضح أنها
ركزت على تحديده في شكل التقليدي،كما أنها في نفس الوقت تحدد الصورة التي يمكن أن
يتم بها هذا االتفاق ،20فاتفاق التحكيم هو أساس مشروعية التحكيم ومنه يستمد المحكم في
-18الفصل 62من ق ل ع ؛ االلتزام الذي ال سبب له أو المبني على سبب غير مشروع يعد كأن لم يكن.
يكون السبب غير مشروع إذا كان مخالفا االخالق الحميدة أو للنظام العام أو للقانون.
يتضح من خالل قراءة التعاريف التي أوردتها مجموعة من التشريعات حول اتفاق التحكيم أنها تأثرت كثيرا بالقانون النموذجي للتحكيم التجاري 19
أوال :أنه تراضي بين طرفي عالقة قانونية معينة و تألقي إرادتهما على اتخاذ التحكيم وسيلة لتسوية المنازعات الناشئة عن تلك العالقة أيا كانت
أساس تلك العالقة ،هل هي تصرف قانوني ،أي هل هو عقد وهو الفرض أكثر شيوعا في الحياة العملية للتحكيم أم واقعة قانونية كالمسؤولية عن
العمل الضار ،وأيا كان نوع تلك العالقة مدنية ،تجارية ،إدارية كل ذلك طالما أن العالقة القانونية الناشئ عنها النزاع تدخل في المسائل التي يجوز
بشأنها التحكيم.
ثانيا :أنه يعطي للمحكمين أو هيئة التحكيم سلطة افصل في كل أو بعض المنازعات الناشئة عن عالقة قانونية معينة ،وقد تتعلق المنازعة بتفسير أو
تحديد أو تنفيذ أو بالتعويض عن تأخير الوفاء بااللتزامات المتولدة عن تلك العالقة ،والغالب عمال أن تحدد المسالة محل التحكيم في مستند أو اتفاق
التحكيم كما يتناول بيان الدعوى تحديد تلك المسألة ،أي تحديد موضوع النزاع.
ثالثا :أنه قد يكون سابق على نشوء النزاع بين الطرفين ،وهذا هو الغالب عمال ،وهو ما يسمى بشرط التحكيم وقد يكون الحقا على نشوب النزاع
وهو نادر عمال في مجال منازعات العقود الدولية وهو ما يسمى بعقد أو مشارطة اتفاق التحكيم.
أحمد عبد الكريم سالمة ،فن وأصول صياغة اتفاق التحكيم ،بحث مقدم أثناء ورشة عمل حول مهارات إدارة الجلسات التحكيمية و أصول صياغة
أحكام التحكيم ،غرفة التجارة و الصناعة الدار البيضاء ،المغرب ،الفترة الممتدة من 28يونيو إلى غاية فاتح يوليوز ، 2011ص 81و. 82
- 20وفي هذا االتجاه قضت محكمة االستئناف التجارية بفاس على أن اتفاق طرفي العقد على اللجوء لمسطرة التحكيم في حال نشوب خالف حول
تنفيذ
12
الفصل في النزاع ،كما أنه يعد األساس القانوني المباشر إلفراغ موضوع النزاع من
اختصاص المحاكم صاحبة الوالية العامة ،مما يعني أن عدم وجود اتفاق التحكيم ،يؤدي إلى
انعدام حكم التحكيم انعدام والية المحكم في إصدار التحكيمي، 21
و يالحظ أنه يكفي بتوفر اتفاق ارادتي الطرفين على االلتجاء إلى التحكيم بشأن عالقة
قانونية معينة ،كما انه ،ماهو االتفاق التحكيم ضمن جوهره التقليدي ولكن بإستخدام شبكة
اإلنترنت.
غير أن هذا الواقع ليس بهذه البساطة حيث مسألة مشروع اتفاق التحكيم المبرم إلكترونيا في
المحك األمر الذي يدعو إلى التساؤل حول طبيعة شكلية الكتابة المطلوبة هل هي شكلية
إثبات أم انعقاد؟
وبالرجوع إلى المشرع المغربي من خالل نصوص القانونية المنظمة لالتفاق التحكيم،
يتبين لنا أن استلزم الشكلية في اتفاق التحكيم صراحتا من خالل المادة 3من قانون
95.17؛ حيث بين لنا أن اتفاق التحكيم من العقود الشكلية ،التي يتوقف انعقادها على
افرغها في سند كتابي ،وال يمكن إقامة اتفاق التحكيم شفويا أو بأي وسيلة أخرى ،بتمعن
في المادة 3و 4و 5من قانون 95.17المتعلق بالتحكيم والوساطة االتفاقية ،يتضح لنا
بأن اتفاق التحكيم ،سواء اتخذ شرط تحكيم أو عقد تحكيم يجب أن يكون مكتوب ،والكتابة
هنا شرط صحة يترتب عن غيابها البطالن ،وهي وسيلة انعقاد وليس شرط إلثبات ،وهي
المفتاح الذي يدخلك إلى التحكيم ،ويبقى التساؤل هنا حول ما إذا كانت الكتابة شرط لصحة
اتفاق التحكيم االلكتروني؟
في هذا الصدد نص المشرع المغربي في قانون 95.17المتعلق بالتحكيم والوساطة
االتفاقية في المادة 3الفقرة الثانية يعتبر اتفاق التحكيم مبرما كتابة إذا ورد في وثيقة موقعة
من لدن األطراف أو في رسائل متبادلة أو برقيات أو أي وسيلة أخرى من وسائل االتصال
المكتوبة ،أو بموجب رسالة إلكترونية معدة وفقا للنصوص القانونية الجاري بها العمل ،أو
بتبادل مذكرات األطراف أوالدفاع التي يدفع فيها أحدهم أمام الهيئة التحكيمية ،بوجود اتفاق
تحكيم دون أن ينازعه الطرف اآلخر في ذلك،
قرار عدد 1617الصادر عن محكمة االستئناف التجارية بفاس بتاريخ 13/11/2007في الملف عدد .6/ 668
-أشار إليه مصطفى بونجة ونهال اللواح ،التحكيم التجاري من خالل العمل القضائي المغربي ،الطبعة األولى ، 2014ص .230- 227
وفي هذا االتجاه قضت محكمة االستئناف بالقاهرة في حكم عدد 119 / 12الدائرة 91جلسة .2002/ 12/ 30 21
إن عدم وجود اتفاق على التحكيم يبطل حكم المحكمين إلى درجة االنعدام لصدوره ممن ليست له والية إصداره ويتعلق بطالب التحكيم في هذه
الحالة بالنظام العام و لذلك تقضي به المحكمة من تلقاء نفسها .للمزيد راجع الياس ناصف ،لعقود الدولية للتحكيم اإللكتروني ،منشورات الحلبي
الحقوقية الطبعة األولى 2012ص .54
13
هو ما يدل على اعتراف المشرع المغربي بمشروعية استخدام وسائل اإلتصال الحديث
؛كالرسائل اإللكترونية في إبرام اتفاق التحكيم ،وهذه مرونة مقصودة من المشرع ،الغاية
منها فتح المجال أمام إمكانية إثبات اتفاق التحكيم بكل الوسائل وبأي وسيلة يمكن الوثوق بها
،أي أنه جاز التعبير عن اإلرادة بالكتابة على دعامة غير ورقية ،وهو ما يتوافق مع قانون
53.05الذي أقر مبدأ المعادلة بين الوثائق المحررة على الورق وتلك المعدة على دعامة
إلكترونية .22
يجب االعتراف في هذا اإلطار أن المشرع المغربي ساير توجه االتفاقيات الدولية واخد
بمفهوم الواسع للكتابة لتشمل الدعامة اإللكترونية وهو ما نص عليه الفصل 417من ق ل
ع ، 23
كما كرس هذا المفهوم العديد من األحكام القضائية ، 24
بل أن الئحة المحكمة أقرت صحة شرط التحكيم ،شريطة أن تكون المستندات المعلوماتية
المودعة من جانب األطراف تقدم ضمانات جدية وكافية حتى يمكن االعتماد عليها لذلك ال
يوجد ما يمنع أن تكون الكتابة محررة على دعامة إلكترونية طالما أنها تحقق نفس الهدف ،
فالمهم أن يتم حفظ البيانات المتداولة إلكترونيا بحيث يمكن االحتفاظ بها والرجوع إليها عند
النزاع دون أن يطرا عليها أي تعديل أو تحريف ،وتأسيسا على ماسبق يمكن القول أن
الكتابة في اتفاق التحكيم تعتبر شرطا إلزامي ،يدور معه التحكيم وجوبا وعدما حتى ولو
تعلق األمر بالنزاعات التجارية التي تعتمد على حرية اإلثبات.
فالمناط اذن في منح القوة الثبوتية للكتابة اإللكترونية ،ليس في طبيعة الدعامة المستعملة
التي تحتوي على مضمون الرسالة ،وال في طريقة تعبير عن اإلرادة ،وإنما التأكد من أن
ويمكن أن ينتج كذلك عن المراسالت والبرقيات ودفاتر الطرفين وكذلك قوائم السماسرة الموقع عليها من الطرفين على الوجه المطلوب والفواتير
المقبولة والمذكرات والوثائق الخاصة أو عن أي إشارات أو رموز أخرى ذات داللة واضحة ،كيفما كانت دعامتها
وطريقة إرسالها.
إذا لم يحدد القانون قواعد أخرى ولم تكن هناك اتفاقية صحيحة بين األطراف ،قامت المحكمة بالبت في المنازعات المتعلقة بالدليل الكتابي بجميع
الوسائل وكيفما كانت الدعامة المستعملة.
محمد لمسلك ،تسوية منازعات التجارة االلكترونية ،دراسة تحليلية مقارنة إشكالية اإلختصاص واالرتباط باألنظمة القانونية ،أطروحة لنيل 24
شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية سلت جامعة محمد الخامس الرباط ،السنة الجامعية،
2015،2014ص .26
14
الكتابة صدرت من صاحبها ،ولم يتالعب اي احد في مضمونها ومصدرها ،وأنه قد جرى
حفظها بشكل ال يؤثر على مضمونها ،
وعليه انتقل الى الفقرة الموالية .
الفقرة الثانية؛اختيار هيئة التحكيم
نص قانون التحكيم والوساطة االتفاقية في مادته 20على أنه تتشكل الهيئة التحكيمية من
محكم واحد أو عدة محكمين ،تكون لألطراف حرية تحديد عددهم وإجراءات تعيينهم ،بمن
فيهم الرئيس ،إما في اتفاق التحكيم وإما باالستناد إلى نظام التحكيم الموضوع للمؤسسة
المختارة.
فإذا لم يتفق األطراف على عدد المحكمين كان العدد ثالثة ،مع مراعاة أحكام المادة 22
بعد.
إذا تعدد المحكمون ،وجب أن يكون عددهم وترا ،وإال كان التحكيم باطال .
ونتالقى من هذا النص يتبين على أن أطراف هم من يتكلفون بإختيار المحكمين وبشكل
هيئة التحكيم وكذا تحديد عدد المحكمين ،وذلك إما بإختيار المحكمين بأسمائهم ،أما عن
تعيين المحكمين في التحكيم اإللكتروني فال يختلف عن التحكيم التقليدي إال في أداة تفعيله،
ونعني هنا وسائل االتصال اإللكترونية ،باعتبارها الفضاء الذي تجرى من خالله تسوية
المنازعات.
أما بخصوص قبول المحكم مهمته فقد نصت المادة 30من قانون المتعلق بالتحكيم
والوساطة االتفاقية " ال يعتبر تشكيل الهيئة التحكيمية كامال إال إذا قبل المحكم أو المحكمون
المعينون المهمة المسندة إليهم.
يثبت قبول المهمة كتابة بالتوقيع على اتفاق التحكيم أو بتحرير وثيقة الشروع في المهمة.
يجب على المحكم الذي قبل مهمته أن يفصح كتابة عند قبولها عن أي ظروف من شأنها
إثارة شكوك حول حياده واستقالله.
يجب على المحكمين التصريح بقبول المهمة داخل أجل خمسة عشر( )15يوما من تاريخ
إشعارهم بهوية المحكمين المعينين.
يجب على كل محكم أن يستمر في القيام بمهمته إلى نهايتها ،وال يجوز له بعد قبولها ،تحت
طائلة تحميله المسؤولية المدنية ،أن يتنخلى عنها دون سبب مشروع .و يتعين عليه إرسال
إشعار األطراف يذكر فيه أسباب تخليه.
15
وهو األمر الذي أشارت إليه قواعد التحكيم السريعة التابعة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية
من خالل المادة ، 18على أنه يجب على المحكم الذي قبل مهمة التحكيم ،أن يخطر كتابتا
المركز بقبوله مهمة التحكيم والتزامه بتوفير الوقت الالزم إلجراء التحكيم من أجل إنصاف
على أتم وجه وشفافية، 25
وعليه المشرع المغربي اشترط أن يتم القبول في شكل إبرام عقد الشروع في القيام بالمهمة
أو توقيع على االتفاق ،وذلك بموجب الفقرة الثانية من المادة 30من قانون 95.17
المذكور أعاله،
ونرى أنه على المحكم الذي وافق على مهمته أن يبعث بموافقة عبر البريد االلكتروني أو
عبر رسالة نصية ،يعبر فيها عن قبول او رفض المهمة المسند إليه .
a(l’arbitre est réputé en acceptant sa nomination s’être engagé à consacrer à la procédure d’arbitrage
le temps
.b( l’arbitre pressenti doit accepter sa nomination par écrit et communiquer son acceptation au centre
16
المبحث الثاني :األبعاد اإليجابية للتحكيم اإللكتروني و تحدياته
إن التطور الرقمي الذي يشهده العالم اليوم ،له تأثير واضح على المعامالت ،التي أضحت
هي األخرى تتم باستخدام وسائل التكنولوجيا.
وبهذا فتوجه األفراد ،إلى القيام بجل معامالتهم بطريقة إلكترونية ،يجعلهم بحاجة إلى فض
المنازعات ،التي قد تنشأ عن هذه المعامالت بنفس الطريقة .التي نجدها في التحكيم
اإللكتروني ،باعتباره وسيلة لحل النزاعات باالعتماد على وسائل التكنولوجيا
فالتحكيم اإللكتروني ،يتسم بالعديد من الخصائص اإليجابية (المطلب األول) التي تحفز
األفراد ،على التعامل بهذه الطريقة ،لكن التحكيم اإللكتروني هو االخر قد تشوبه بعض
النواقص و السلبيات (المطلب الثاني).
يتسم التحكيم اإللكتروني بمجموعة من الخصائص العملية ،التي تجعله متفوقا على التحكيم
العادي .هذا ما يجعل األفراد يعتمدون على التحكيم اإللكتروني لفض نزاعاتهم نظرا لما
يضمنه لهم من سرعة و سرية ( الفقرة األولى).
كذلك بالنسبة للتكاليف فتكون أقل .باإلضافة إلى استجابته ،لنمط عيش أطراف النزاع
(الفقرة الثانية).
تعد السرية و السرعة ،من أهم الميزات التي يتسم بها التحكيم اإللكتروني و لهذا سنتطرق
لكل خاصية منهم على حدى:
أ -السرعة:
إن أهم ما يميز التحكيم اإللكتروني السرعة في فض النزاع ،متجاوزا بذلك البطئ الذي
تشهده المحاكم نتيجة كثرة القضايا و حتى بالمقارنة مع التحكيم العادي الذي يحتاج إلى مدة
17
أطول .فالتحكيم اإللكتروني يتسم بالسهولة ،في تقديم المستندات و األوراق المطلوبة عن
طريق اللجوء إلى استخدام البريد اإللكتروني بدل البريد التقليدي ،الذي يحتاج إلى وقت
26
أطول.
ب -السرية:
إن خاصية السرية ،تحفز األشخاص للجوء إلى التحكيم اإللكتروني ،خاصة في المجال
التجاري الذي ينبني على االئتمان ،فخبر دخول مقاولة أو شركة في نزاع قد يكون له تأثير
سلبي على مركزها االئتماني .و ضمان سرية المعلومات ،هي خاصية يوفرها التحكيم
اإللكتروني و ذلك من خالل ،استخدام الوسائل الفنية في إدارة التحكيم اإللكتروني ،التي من
شأنها أن تجعل إمكانية الوصول إلى هذه األحكام أمر شبه مستحيل ،كما أنها تقضي على
27
حاالت اإلهمال المادي ،التي تؤدي إلى الكشف عن مضمون بعض األحكام.
توفر مسطرة التحكيم العديد من الحلول و االمتيازات على المستوى العملي و لعل من
أبرزها:
يساهم التحكيم اإللكتروني في خفض التكاليف المرتبطة بعملية التحكيم .بحيث ال يحتاج
المحتكمون و الشهود و المحكمون ،إلى التنقل من دولة ألخرى ،ما يوفر مصاريف اإلقامة
و بهذا يتم عقد جلسات 28
في الفنادق ،و غيره من المصاريف كرسوم المحاكم و الخبرة.
عبر اإلنترنيت و كذلك تبادل المستندات و الوثائق بنفس الوسيلة ،التي تخفض من تكاليف
هذه اإلجراءات .
- 26كريم الصبونجي ،التحكيم اإللكتروني كوسيلة بديلة لحل منازعات التجارة اإللكترونية،مقال منشور في مجلة المهن القانونية والقضائية،
عدد،56سنة،2020ص .8
- 27ياسر أحمد العجلوني ،التحكيم اإللكتروني كوسيلة لفض المنازعات ،مقال منشور في مجلة المنارة للدراسات القانونية و اإلدارية،عدد
خاص،سنة 2020ص.8
- 28بوديسة كريم"،التحكيم اإللكتروني كوسيلة لتسوية منازعات عقود التجارة اإللكترونية"،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون،جامعة مولود
معمري تيزي وزو،السنة الجامعية ،2012ص.21
18
ب-المالئمة:
خالفا للمحاكم أو هيئات التحكيم التقليدية ،فإن التحكيم اإللكتروني متاح على مدار أربع
وعشرين ساعة ،في اليوم و سبعة أيام في األسبوع،29هذه الخاصية تمكن األطراف من
التواصل و تدارس كل مستجد متعلق بالنزاع ،عن طريق البريد اإللكتروني دون عناء فقط
بجهاز الكمبيوتر ،يمكن لكل من أطراف النزاع و المحكمين التواصل دون الحضور إلى
مكان معين.
فالبرغم من المزايا المتعددة التي يتميز بها التحكيم اإللكتروني ،إال أنه يواجه مجموعة من
التحديات 30من أبرزها إشكالية توقيع إتفاق التحكيم اإللكتروني ( الفقرة األولى ) ،و صعوبة
تنفيذ حكم التحكيم اإللكتروني (الفقرة الثانية ) .
الفقرة األولى :إشكالية توقيع إتفاق التحكيم اإللكتروني .
عرفت المادة الثانية في فقرتها (أ) من القانون النمودجي بشأن التوقيعات اإللكترونية ،الذي
وضعته لجنة األمم المتحدة ،التوقيع اإللكتروني ،حيث نصت على انه " توقيع الكتروني
يعني بيانات في شكل الكتروني مدرجة في رسالة او بيانات أو مضافة إليها أو مرتبطة بها
منطقيا ،يجوز ان تستخدم لتعيين هوية الموقع بالنسبة إلى رسالة البيانات و لبيان موافقة
الموقع بالنسبة إلى رسالة البيانات ،و لبيان موافقة الموقع على المعلومات الواردة في
رسالة البيانات ، 31وعرفته المادة الثانية من القانون رقم 43.20المتعلق بخدمات الثقة
بشأن المعامالت اإللكترونية على أنه " توقيع يتجلى في استعمال طريقة ذات موثوقية
للتعريف اإللكتروني تضمن ارتباط التوقيع بالوثيقة المتعلقة به و يعبر عن رضى صاحب
التوقيع " .32
و من ابرز صور هذا التوقيع مايلي :
● التوقيع البيومتري :هذا التوقيع يتم باستخدام الخواص الذاتية أو الطبيعية مثل بصمة
األصبع و مسح شبكة العين و نبرة الصوت .
- 29كريم الصبونجي ،التحكيم اإللكتروني كوسيلة بديلة لحل منازعات التجارة اإللكترونية،مرجع سابق،،ص 11
30و هذه التحديات مثل ضعف البنية التحتية لإلتصاالت و التي تشكل واحدة من أكبر التحديات ،باالضافة إلى االثمنة المرتفعة لها ،و أيضا غياب
تشريعات دقيقة تسهل من مهمة المحكم اإللكتروني و أطراف النزاع ،و كل هذا ينعكس سلبا على المجتمع ،و يصبح ضعف إجتماعي و تخوف
من هذا التحكيم بعتباره حديث و يعتقد الكثير انه ليس فعال و غير ناجح ،ألن التحكيم اإللكتروني يتطلب تحويل المجتمع إلى مجتمع معلوماتي
لديه القدرة على فهم التقنية و التعامل معها بكل كفاءة ،و هذا ما يجب على المشرع نهجه.
31المادة الثانية من القانون النمودجي بشأن التوقيعات اإللكترونية الذي وضعته لجنة األمم المتحدة للقانون التجاري الدولي ( األونسيترال ) .2001
المادة الثانية من القانون رقم 43.20المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية. 32
19
● التوقيع بالقلم اإللكتروني :هذه الطريقة تتم بقلم الكتروني يمكنه الكتابة على شاشة
الكمبيوتر و هذه الطريقة تتم بعمليتين األولى من أجل التقاط التوقيع و الثانية من أجل التأكد
من صحة التوقيع . 33
● التوقيع الرقمي :هذا التوقيع هو عبارة عن رقم سري أو رمز ينشأه صاحبه باستخدام
برنامج حساب و يسمى الترميز .
و يعتبر التوقيع اإللكتروني ضروريا في اتفاق التحكيم ،باعتباره تعبير واضح عن إرادة
كل منهما و لذلك يجب أن يكون هذا التوقيع قادر على تحديد شخصية الموقع و مميزا له
عن غيره من األشخاص ،حتى ال يقع الخلط ممى قد يؤثر على اتفاق التحكيم ككل ،و أن
يسمح هذا التوقيع بكشف اية محاولة لتعديل هذه البيانات.
كما هنالك مجموعة من المخاطر التي تحيط بالتوقيع اإللكتروني باعتباره منفصل عن
الشخص صاحبه و وجوده ضمن محرر على وسيط الكتروني ،و هذا ما ال يحقق نفس
الضمانة للتوقيع التقليدي ،اذ يمكن للقرصنة اختراق أنظمة المعلومات و اكتشاف التوقيع و
فك شفرته أو االستالء عليه ،و استخدامه بدون موافقة صاحبه أو علمه بذلك _صاحب
التوقيع اإللكتروني _ ،و هذه كلها مخاطر تدعو إلى التشكيك في قيمة التوقيع اإللكتروني
ممى يؤثر سلبا على التحكيم اإللكتروني ككل .
و كما اغفل المشرع المغربي في القانون رقم 53.05المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات
القانونية ضرورة استشارة أهل االختصاص التقني ،بحيث يجب تكوين فريق عمل يضم
أهل االختصاص التقني و القانوني و ذلك من أجل تطوير الوسائل التقنية الحديثة عمليا و
حمايتها قانونا .
33خالد ممدوح ،التحكيم اإللكتروني في العقود الدولية ،دار الفكر الجامعي ،سنة ، 2008ص421
20
الفقرة الثانية :صعوبة تنفيذ حكم التحكيم اإللكتروني :
فبعد إجراء التحكيم اإللكتروني بكافة مراحله ،و إصدار الحكم في الموضوع على هيئة
التحكيم ،فهو له نفس آثار الحكم العادي ،ماعدا فيما يتعلق بتنفيذه ،الذي يخضع لقواعد
خاصة فتنفيذ الحكم التحكيمي يتم بطريقة رضائية من قبل اطرافه ،و ذلك من خالل طلب
التذييل بالصيغة التنفيذية حتى يتأتى لصاحب الحق تنفيذ الحكم .
و تعتبر رقابة القاضي الذي يمنح امر التنفيذ جد محدودة ،بحيث يراقب ذلك الحكم
للوقوف على صحته ،بحيث قد يكون _ حكم التحكيم اإللكتروني _ مشوب بعيب أو علة
جسيمة ،بإستثناء مراجعة الجوهر ال يمكنه مراجعته ،بحيث له حق رفض التذييل بالصيغة
التنفيذية كلما كان ذلك المقرر التحكيمي غير موافق للنظام العام ،أو عندما ال ينص
القانون الوطني على المعادلة بين الكتابة اإللكترونية و الكتابة على الورق ،و هذا ما قد ال
يخدم مصلحة أحد األطراف.
و من جهة اخرى فإن تعرض الحكم التحكيمي للبطالن نتيجة الطعن أمام محاكم الدولة التي
صدر فيها ،فإن قاضي الصيغة التنفيذية سيرفض مباشرة مسطرة التنفيذ الجبري باعتبار
أن بطالن الحكم التحكيمي ،يشكل سببا مانع ألمر التنفيذ بمفهوم اتفاقية نيويورك ، 34
حيث نصت هذه االخيرة في المادة الخامسة في الفقرة ( ه ) على أنه " أن القرار لم يصبح
بعد ملزما للطرفني أو أنه نقض أو وقف تنفيذه من قبل سلطة مختصة في البلد الذي صدر
فيه أو مبوجب قانون هذا البلد.
•يجوز كذلك رفض االعتراف بقرار التحكيم ورفض تنفيذه إذا تبين للسلطة المختصة في
البلد الذي يطلب فيه االعتراف بالقرار وتنفيذه .
• أنه ال ميكن تسوية موضوع النـزاع بالتحكيم طبقا لقانون ذلك البلد .
• االعتراف بالقرار أو تنفيذه يتعارض مع السياسة العامة لذلك البلد.
و هذا ما يؤدي إلى رفض تذييل مجموعة من األحكام بالصيغة التنفيذية ،وهذا ما يعود
سلبا على مهمة التحكيم اإللكترونية و نقص مفعولها .
21
خاتمة
نظرا لفاعليته
ً ً
ومفضال لتسوية المنازعات خيارا فعّ ً
اال ً يظهر أن التحكيم اإللكتروني يشكل
وتكلفته المنخفضة والسرعة التي يتميز بها .رغم التحديات القانونية والفنية ،يمكن تجاوزها
من خالل االتفاق المسبق بين األطراف واعتماد آليات وتنظيم يتناسب مع خصوصيات
المعامالت اإللكترونية .تسليط الضوء على هذه الجوانب يعزز فهمنا لألهمية الكبيرة للتحكيم
اإللكتروني كبديل لحل المنازعات في سياق التقنيات الحديثة والصفقات اإللكترونية حيت
حاولنا أن نعرف باألحكام العامة حول هاذا النوع من التحكيم مرورا بتمييزه عن باقي النظم
المشابهة ووصوال إلى مزياه وعيوبه والسؤال الذي أتارنا في دراستنا لهاذا الموضوع هو
أن التحكيم اإللكتروني يتميز باتفاق يبرم عبر اإلنترنت ،وتتطلب خصوصياته إهتماما
خاصا في األحكام المطبقة عليه والسؤال الذي يمكننا إستخالصه من كل هل فعال التحكيم
اإللكتروتدني واكب التطور الذي يعيشه العالم في عصر الرقمنة أم أنه ال زال لم يحط
بالمنازعات المتعلقة بالتجارة الرقمية .
22
الئحة المراجع
الكتب العامة:
طارق زهير ،الوسائل البديلة لفض النزاعات التجارية،مطبعة دار النشر •
المغربية،الدار البيضاء ،الطبعة األولى.2019 ،
الكتب الخاصة:
عبد الحق كوريتي ،التحكيم االلكتروني كآلية لتسوية منازعات التجارة االلكترونية، •
مطبعة دار السالم ،الرباط الطبعة األولى2017،
محمد أمين الرومي ،النظام القانوني للتحكيم االلكتروني ،مطبعة دار الفكر •
الجامعي ،الطبعة األولى.2006،
المقاالت االلكترونية:
www.wipo.int/amc/fr/arbitration/expedilred-rules
23
عبد هللا منيوي ،الوساطة االلكترونية ودورها في حل المنازعات التجارية،منشور •
بتاريخ 2022/10/12على الموقع https://www.allbahit.com/2022/10/blog-
post_26.html
• ياسر أحمد العجلوني ،التحكيم اإللكتروني كوسيلة لفض المنازعات ،مقال منشور في
مجلة المنارة للدراسات القانونية و االدارية،عدد خاص،سنة 2020
24
الفهرس
الئحة فك الرموز 2.....................................................................................
تقديم 3.............................................................................................
المبحث األول :األحكام العامة للتحكيم اإللكتروني 7..................................................
المطلب األول :ماهية التحكيم اإللكتروني 7.........................................................
الفقرة األولى :مفهوم التحكيم االلكتروني 7......................................................
الفقرة الثانية :تمييز التحكيم اإللكتروني عن باقي النظم المتشابهة 9......................
أوال :التحكيم االلكتروني و المفاوضات االلكترونية 9.......................................
ثانيا :التحكيم االلكتروني و الوساطة االلكترونية 10........................................
المطلب الثاني؛ إسقاط مفهوم التحكيم اإللكتروني على التحكيم الداخلي بين أفراد في
القانون المغربي 11......................................................................................
الفقرة األولى :اتفاق تحكيم مبرم عبر االنترنت 12.............................................
الفقرة الثانية؛اختيار هيئة التحكيم 15.............................................................
المبحث الثاني :األبعاد اإليجابية للتحكيم اإللكتروني و تحدياته 17...............................
المطلب األول :األبعاد اإليجابية للتحكيم اإللكتروني 17...........................................
الفقرة األولى :السرعة و السرية في حسم النزاع 17.........................................
الفقرة الثانية :المالئمة و خفض التكاليف 18...................................................
المطلب الثاني :تحديات التحكيم اإللكتروني19................................................. .
الفقرة األولى :إشكالية توقيع إتفاق التحكيم اإللكتروني 19............................... .
الفقرة الثانية :صعوبة تنفيذ حكم التحكيم اإللكتروني 21.................................. :
22 خاتمة
الئحة المراجع 23
25