You are on page 1of 544

‫كارين تويل القرار‬

‫رواية‬
‫جاليمار‬
‫صدق الذين يبحثون عن"‬
‫الحقيقة‪ ،‬شكك ف الذين يجدونها‬
‫‪،‬أندريه جيد‬
‫سواء كان األمر كذلك أو سقطت الرقائق‬

‫ل توجد طريقة للتحقق من القرار"‬


‫الصحيح ألنه ل توجد مقارنة يتم تجربة‬
‫كل شء عىل الفور ألول مرة وبدون‬
‫تحضي‬
‫‪،‬ميالن كونديرا‬
‫خفة الكائن الت ل تحتمل‬
‫]منطقة األمان[‬

‫األمن هو العدو األكي للبش"‬


‫‪،‬وليم شكسبي‬
‫ماكبث‬

‫عندما ل نستطيع أن نملك‪ ،‬فإننا"‬


‫ندمر‬
‫‪،‬تشارلز فرديناند راموز‬
‫الجمال عىل األرض‬
‫‪1‬‬
‫ً‬
‫هل تريد حقا رؤية صور الهجوم؟‬

‫لفية طويلة‪ ،‬كنت أنا من طرح هذا‬


‫السؤال باعتباري قاض تحقيق ف قضايا‬
‫اإلرهاب‪ ،‬كان هذا يمثل ً‬
‫دائما مشكلة‬
‫أخالقية كيى بالنسبة ل‪ :‬هل يجب أن‬
‫أعرض صور الهجمات عىل عائالت‬
‫الضحايا الت طلبت ذلك؟ هل كان هذا‬
‫دوري؟ باسم الحقيقة‪ ،‬هل كان من‬
‫الضوري أن نرى بأي ثمن؟ هل كانت صور‬
‫‪،‬الجثث المشوهة‪ ،‬والجماجم المنفجرة‬
‫وأجساد األطفال الممزقة ضورية‬
‫‪:‬للحقيقة؟ حاولت ثت العائالت عن ذلك‬
‫أردت أن أحميهم من فاحشة الموت لكن‬
‫اآلن أنا من يحاول قاض التحقيق إقناعه‬
‫بعدم مشاهدة عملية اإلعدام الت صورها‬
‫اإلرهاب باستخدام الكاميا الت علقها عىل‬
‫‪،‬صدره يوم الهجوم‪ ،‬أنا من يحاول حمايت‬
‫لكنت أض‪ ،‬أريد أن أعرف‪ ،‬ربما أحتاج إل‬
‫رؤية ألصدق ذلك‪ ،‬هناك شعور بالغربة‬
‫عن الواقع ف مواجهة الرعب‪ ،‬لدينا مهما‬
‫كررت أنه حدث‪ ،‬كل شء بداخلك يرفض‬
‫‪،‬هذا الدليل فرانسوا ل يتكلم‪ ،‬ل يتحرك‬
‫‪،‬أعلم أنه تناول مزيل القلق قبل مجيئه‬
‫عرض عىل واحدة ف مكتبه فرفضت‪ ،‬لقد‬
‫ابتلعت بالفعل حبتي أثناء الليل وقضيت‬
‫ً‬
‫مستلقيا ف الشير؛ فهو هو أول من‬ ‫معظمه‬
‫طلب رؤية الصور‪ ،‬لكنه ليس القاض‬
‫‪،‬الرئيس ف هذه القضية؛ ف أسوأ األحوال‬
‫سيشعر بتسارع نبضات القلب‪ ،‬وف أسوأ‬
‫األحوال‪ ،‬سيشعر بالسوء لمدة ثمانية‬
‫وأربعي ساعة‪ ،‬ثم سيعود إل المطعم‪ ،‬إل‬
‫صالة األلعاب الرياضية‪ ،‬وسيمارس الحب‬
‫وصل فرانسوا فاسور إل القسم ف اليوم‬
‫التال لهجمات شارل إبدو؛ كان هذا أحد‬
‫ً‬
‫وغالبا ما نعمل ف أزواج؛‬ ‫ملفاته األول‪،‬‬
‫نحن‪ ،‬كما يقولون‪ ،‬متكامالن‪ :‬أنا القاض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األحمر‪ ،‬يساري جدا‪ ،‬ومرن جدا بالنسبة‬
‫لهذا الرجل الموجود عىل اليمي الذي يكرر‬
‫للمقربي منه أننا يجب أل نستسلم ألي‬
‫شء‪ ،‬وأننا كنا متساهلي للغاية‪ ،‬وأننا لقد‬
‫توصلت فرنسا إل تسوية نجلس ً‬
‫جنبا إل‬
‫جنب ف مكتب القاض المخصص للنظر‬
‫ف القضية‪ :‬إيريك ماكري وتم القبض‬
‫ً‬
‫عىل القاتل حيا بعد أن اختبأ ألكي من‬
‫أرب ع وعشين ساعة ف مكتب يقع ف مكان‬
‫المأساة؛ فهو الذي سيسأله قام إريك‬
‫بتشغيل الضوء األحمر الذي يشي‪ ،‬عىل‬
‫قاعدة الباب الخارج‪ ،‬إل عدم إزعاجه من‬
‫قبل‪ ،‬كان األمر محل نكتة بيننا‪ :‬ربما كان مع‬
‫إحدى فتوحاته الكثية ضحكنا ً‬
‫كثيا – لقد‬
‫كانت طريقة مثل أي طريقة أخرى لدرء كل‬
‫هذا العنف ولكن اآلن‪ ،‬نحن الثالثة عىل‬
‫وشك البكاء‬

‫يسألنا إريك عما إذا كنا نرغب ف‬


‫التصال بالطبيب النفس ف المحكمة؛‬
‫وه الت تهت أهال الضحايا لرعب ما‬
‫سيشاهدونه وتساعدهم عىل عدم النهيار‬
‫التام بعد البث – عندما نتعرض لصدمة‬
‫نفسية بهذا الحجم فإننا ل نأمن أبدا منها‬
‫أزمة الجنون من المعاوضة اقول ل ؛ أومأ‬
‫فرانسوا برأسه من اليسار إل اليمي‬
‫سألت إيريك للمرة األخية وهو ينظر ي‬
‫إل‬
‫مباشة ف عيت‪ :‬ألما‪ ،‬هل أنت متأكدة؟‬
‫لماذا تفعل هذا بنفسك؟ يخاطبت بشكل‬
‫غي رسم‪ ،‬من الواضح أننا قريبون‪ ،‬لقد‬
‫معا لسنوات‪ ،‬يجب أن تحم‬ ‫عملنا ً‬
‫نفسك‪ ،‬وأكرر‪ ،‬مع القليل من التوتر ف‬
‫صوب ‪ -‬أعتقد أنت يمكن أن أغم عليه‬
‫ألنت أخاف الصور كما أخافها هو عىل‬
‫وشك أن يريت‪ ،‬أنا أرتجف ً‬
‫كثيا (لكن إذا‬
‫(انهارت سأسحب الجميع مع إل األسفل‬
‫أكرر ذلك‪ ،‬نعم‪ ،‬أنا متأكد من ذلك؛ –‬
‫خالل مسيب المهنية‪ ،‬شاهدت مقاطع‬
‫ً‬
‫‪:‬فيديو لعمليات إعدام‪ ،‬حت معه أحيانا‬
‫مقتطفات من كاميات المراقبة‪ ،‬وقطع‬
‫الرؤوس‪ ،‬ومقاطع فيديو من كاميات‬
‫الصغية الت يشيي ها عشاق ‪GoPro‬‬
‫الرياضة المتطرفة لتصوير أنفسهم والت‬
‫حول اإلرهابيون استخدامها ألغراض‬
‫مرضية ‪ -‬إنهم يضعون كاميا عىل صدورهم‬
‫باستخدام حزام وتشغيلها عندما يرتكبون‬
‫الفعل‪ ،‬ل يكفيهم أن يقتلوا‪ ،‬يريدون أن‬
‫‪،‬يظهروا كيف قتلوا‪ ،‬بأي حقد‪ ،‬بأي دم بارد‬
‫بأي عنف‪ ،‬يقتلون وهم موجودون يبدأ‬
‫إريك الفيديو بقول "هيا بنا" كما لو كنا‬
‫جميعا عىل وشك دخول مبت محيق ً‬
‫معا؛‬ ‫ً‬
‫وأنا أعلم – كلنا نعلم – أن الذي سيفت هو‬
‫أنا‬
‫ا‬
‫ما أراه أول هو الصورة الظلية الضخمة‬
‫لرجل يتجمد‪ ،‬شفتاه مفيقتان‪ ،‬ونظرته من‬
‫الرعب‪ ،‬وما أراه هو رأسه ينفجر تحت تأثي‬
‫انفجار بندقية كالشينكوف‪ ،‬وينهار جسده‬
‫ً‬
‫خارجا‬ ‫مقطوع الرأس نهض فرانسوا واندفع‬
‫‪،‬من المكتب‪ ،‬وإحدى يديه عىل قلبه‬
‫ً‬
‫مستعدا لتقيؤ أحشائه عىل أرضية الباركيه‬
‫‪،‬أبق تنفس يا ألما ‪fin de siècle‬‬
‫‪،‬يرتعش كياب كله‪ ،‬إنه ليس مجرد إحساس‬
‫هذا صحيح‪ ،‬لكنت ل أرمش‪ ،‬لقد تعلمت‬
‫‪،‬التحكم ف مشاعري ‪ -‬أثناء الستجواب‬
‫ً‬
‫يجب أل تظهر مشاعرك أبدا إريك ل ينظر‬
‫إل الشاشة هذا الفيديو‪ ،‬لقد شاهده‬
‫بالفعل ألغراض التحقيق‪ ،‬وأنا اآلن المتفرج‬
‫الوحيد للدراما الوطنية‪ ،‬لدراماب ترتعش‬
‫الصور تحت خىط القاتل فه متقطعة‬
‫ً‬
‫وضبابية قليال نسمع طلقات نارية وضاخا‬
‫وهذه الكلمات من القاتل الذي تعرفت عىل‬
‫صوته عىل الفور – ألنت أعرفه‪ :‬هللا أكي‬
‫كل شء مظلم‪ ،‬بالكاد تضاءه أشعة من‬
‫الضوء متعدد األلوان الذي ينحرف تقزحه‬
‫اللوب عىل وجوه مصنوعة من تماثيل‬
‫الخوف تقوم الكاميا الموجودة عىل مي‬
‫الطائرة بالتصوير عىل مستوى العي‬
‫الضحايا يسقطون تحت نيان‬
‫الكالشينكوف لدي شعور فظيع بأن يدي‬
‫ه الت تحمل البندقية‪ ،‬وأنت أنا من يطلق‬
‫النار بأنت أنا من يقتل‬
‫نسخ المحادثة رقم ‪ 67548‬عىل الخط‬
‫‪06XXXXXX‬‬

‫أحبك يا سونيا ‪-‬‬


‫أنا زوجتك اآلن‪ ،‬هههه –‬
‫ألجل الحياة ‪-‬‬
‫نعم مدى الحياة ‪-‬‬
‫هل تشعر أنك مستعد ليك كل ‪-‬‬
‫شء خلفك؟‬
‫ستكون الجنة ‪-‬‬
‫ا‬
‫سنبق قليل ف تركيا لقضاء شهر –‬
‫العسل‪ ،‬يومي أو ثالثة أيام قبل السفر إل‬
‫سوريا‬
‫هل أنت متأكد من نفسك؟ ‪-‬‬
‫نعم وإل أن أحقق هذه الرغبة‪ ،‬لن ‪-‬‬
‫أكون بخي‬
‫ً‬
‫جميعا ‪-‬‬ ‫‪،‬أتمت أن تقوموا بذبحهم‬
‫وسوف أشجعكم عند الضورة‪ ،‬هههه‬
‫هههه‪ ،‬هذا لطيف أنا يائس‪ ،‬لقد –‬
‫وصلت إل الحد األقىص ول تقلقوا فكل‬
‫شء مخطط لزوجات المقاتلي‬
‫أعرف ‪-‬‬
‫إن شاء هللا سنكون سعداء –‬
‫خطي ‪-‬‬
‫وبالمناسبة‪ ،‬هل شاهدت الفيديو –‬
‫الذي أرسلته لك؟‬
‫ً‬
‫نعم‪ ،‬إنه أمر رائع جدا عندما يقوم —‬
‫األخ بقطع رأسه‬

‫( يضحكون(‬
‫‪2‬‬

‫اسم ألما ريفيل ولدت ف ‪ 7‬فياير‬


‫ف باريس عمري تسعة وأربعون ‪1967‬‬
‫عاما‬
‫أنا البنة الوحيدة لروبرت ريفيل‬
‫وماريان داروا‬
‫جنسيت فرنسية‬
‫مطلقة وأم لثالثة أطفال‬
‫أنا قاض تحقيق ف مكافحة اإلرهاب‬

‫‪،‬قبل ثالثة أشهر‪ ،‬أثناء قيام بواجباب‬


‫ً‬
‫صائبا ولكن كانت له‬ ‫اتخذت قر ًارا بدا ل‬
‫عواقب وخيمة بالنسبة ل‪ ،‬عائلت من‬
‫أجل بلدي‬

‫نحن مخطئون بشأن الناس ول نعرف‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫عنهم شيئا‪ ،‬أو القليل جدا هل هم‬
‫يكذبون؟ هل هم صادقون؟ لقد علمتت‬
‫وظيفت أن اإلنسان ليس كتلة متجانسة‬
‫‪،‬ولكنه كائن متحرك ومبهم وغامض للغاية‬
‫يمكنه أن يفاجئك ف أي وقت بوحشيته‬
‫وكذلك بإنسانيته لماذا ندمر حياتنا أو حياة‬
‫اآلخرين بال هوادة؟ ل أعلم‪ ،‬ل أملك‬
‫الحقيقة‪ ،‬أبحث عنها‪ ،‬بال كلل؛ هدف‬
‫الوحيد هو إظهار هذه الحقيقة أنا مثل‬
‫صحق‪ ،‬ومؤرخ‪ ،‬وكاتب‪ ،‬أقوم بعمل إعادة‬
‫البناء والتعويض‪ ،‬وأحاول أن أفهم الجاذبية‬
‫المرضية للعنف‪ ،‬وأكي تجاويف الوع‬
‫ً‬
‫غموضا‪ ،‬تلك الت ل نستكشفها‪ ،‬ليس دون‬
‫اإلضار بالنفس كل ما أتذكره من هذه‬
‫السنوات هو مدى تعقيد الرجال إنهم ل‬
‫يمكن التنبؤ بهم‪ ،‬بعيد المنال يتضفون‬
‫كما لو كانوا ممسوسي؛ ً‬
‫غالبا ما يتعلق األمر‬
‫بالوضع الجتماع‪ ،‬فهم يشعرون باألذى‬
‫واإلهانة‪ ،‬ف المكان الخطأ‪ ،‬ويبدأون ف‬
‫ً‬
‫الكراهية ويقتلون؛ لكنهم أيضا يقتلون بهذه‬
‫الطريقة‪ ،‬بدافع الندفاع‪ ،‬وهذا أسوأ شء‬
‫بالنسبة لنا‪ ،‬عدم القدرة عىل تفسي الفعل‬
‫‪،‬نحن نسي العقول‪ ،‬وصدق الكلمات‬
‫– ونبحث عن النوايا‪ ،‬ونحتاج إل العقالنية‬
‫وألي غرض ألننا ف النهاية ل نجد سوى‬
‫الفراغ وهشاشة اإلنسان‬

‫انضممت إل مركز التدريب عىل‬


‫مكافحة اإلرهاب عام ‪2009‬؛ لقد كنت‬
‫ً‬
‫منسقا لها منذ عام ‪ 2012‬داخل‬
‫المعرض ‪ -‬وهو جناح شديد األمان ف‬
‫محكمة باريس ‪ -‬أقوم بتنسيق فريق من‬
‫ً‬
‫قاضيا ل يعرف الناس سوى‬ ‫أحد عش‬
‫القليل عن قضاة التحقيق ف قضايا‬
‫‪،‬مكافحة اإلرهاب؛ ومع عمالء المخابرات‬
‫نحن رجال ونساء الظل؛ نحن من ندير‬
‫‪،‬التحقيقات‪ ،‬ونستجوب المتهمي‬
‫والمتواطئي‪ ،‬ونستقبل أهال الضحايا‬
‫نحن ل نوجه التهمة‪ ،‬ول نعمل عىل‬
‫الشعور بالذنب – هناك مدعون عامون‬
‫لذلك؛ مهمتنا ه التهامات‪ :‬نحن نثق‬
‫فقط بالعناض الموضوعية ألنه إذا لم يكن‬
‫لدينا شء‪ ،‬فإننا نغذي خيال السع‬
‫السياش‬

‫نحن نعمل ف أزواج وفيما يتعلق‬


‫بالقضايا األكي أهمية‪ ،‬هناك ثالثة منا‪ ،‬أو‬
‫حت أربعة أو خمسة القاض األول الذي‬
‫تم ضبطه هو المسؤول عن القضية ولكن‬
‫‪ ،‬ف الجتماعات وعند اتخاذ القرارات‬
‫هناك اثنان منا تتعاون معنا ثالث دوائر‬
‫‪،‬تحقيق‪ :‬المديرية العامة لألمن الداخىل‬
‫المديرية العامة لمكافحة اإلرهاب‪ ،‬المديرية‬
‫الفرعية لمكافحة اإلرهاب التابعة للشطة‬
‫القضائية‪ ،‬مديرية مكافحة اإلرهاب‪ ،‬وقسم‬
‫‪،‬مكافحة اإلرهاب التابع للفرقة اإلجرامية‬
‫‪،‬صفوة المحققي بالنسبة للهجمات‬
‫تشارك الخدمات الثالث وظيفت ه‬
‫تنسيق وتوجيه أعمال الشطة أتبادل‬
‫حوال خمسي رسالة بريد إلكيوب ً‬
‫يوميا‬
‫مع المحققي لدينا اجتماعات منتظمة‬
‫يمكننا القيام بالكثي من الخيات‪ :‬الحمض‬
‫النووي‪ ،‬وعلوم الكمبيوتر‪ ،‬وغيها حول‬
‫الشخصية النفسية؛ تم تكليف األطباء‬
‫النفسيي ومحقق الشخصية بإعادة بناء‬
‫المسارات‬

‫يعد مركز مكافحة اإلرهاب من أكي‬


‫مراكز المراقبة والعمل المكشوفة‪ :‬عليك أن‬
‫حازما‪ ،‬قليل المغامرة‪ً ،‬‬
‫قادرا‬ ‫ً‬ ‫تكون ً‬
‫صلبا‪،‬‬
‫عىل تحمل الضبات‪ ،‬تحمل العنف‬
‫‪(،‬داخىل‪ ،‬خارج‪ ،‬سياش‪ ،‬مسلح(‪ ،‬ديت‬
‫اجتماع (‪ ،‬العنف‪ ،‬ف كل مكان‪ ،‬وف كل‬
‫ً‬
‫وقت ‪ -‬ل شء يهيئنا له حقا لقد حذرب‬
‫سلق‪ :‬سوف يبتلعك هذا الظالم‪ ،‬وسوف‬
‫يلوثك‪ ،‬ولن تنام بعد اآلن؛ لم أكن أتخيل‬
‫أن ذلك سيضب إل هذا الحد نشعر‬
‫ً‬
‫أحيانا بالوحدة الشديدة‪ ،‬ف مواجهة خطر‬
‫الستغالل السياش والتالعب والهجمات‬
‫والتغطية اإلعالمية لشؤوننا عندما نحقق‬
‫ف قضايا خطية مثل هجمات ‪2012‬‬
‫و‪ 2015‬عىل وجه الخصوص‪ ،‬فإننا‬
‫نسحق تحت وطأة األلم الجماع‪ ،‬ويتوقع‬
‫الناس منا الكثي ‪ -‬مما ل شك فيه أن الكثي‬
‫ً‬
‫ألن صالحياتنا محدودة؛ نقاط قوتنا أيضا‬
‫أواجه كل صباح حدود مقاومت وإدارة‬
‫التوتر أصل إل مكتت الساعة ‪8:30‬‬
‫ً‬
‫نظريا‬ ‫ا‬
‫مساء‪،‬‬ ‫ً‬
‫صباحا‪ ،‬وأغادر الساعة ‪7‬‬
‫ألنه ف الواقع‪ ،‬األرض مفتوحة ً‬
‫أربعا‬
‫وعشين ساعة ً‬
‫يوميا أقوم بإعداد‬
‫استجواباب أو كتابة وصفاب الطبية ف‬
‫الميل ف المساء؛ أعود ف عطالت نهاية‬
‫ً‬
‫‪،‬األسبوع‪ ،‬عندما أكون ف الخدمة‪ :‬إنها أيضا‬
‫كما أعتقد‪ ،‬طريقة للهروب من حياب‬
‫اليومية‪ ،‬لتجنب مواجهة انهيار زواج‬
‫أيام مكثفة‪ ،‬تتخللها استجوابات‬
‫واجتماعات ومناقشات مع المحققي‬
‫والمحامي والقضاة اآلخرين‪ ،‬إنها نفق‬
‫طويل من صنع القرار الحساس‬
‫والمسؤوليات ‪ -‬التوتر مستمر ودائم خطأ‬
‫إجراب بسيط يمكن أن يكون قاتال عندما‬
‫ً‬
‫قاضيا ف القانون العام؛ إذا‬ ‫بدأت‪ ،‬كنت‬
‫تجرين‪ ،‬كنت أعرف‬ ‫أطلقت شاح أحد ُ‬
‫الم‬
‫ِ‬
‫أنه ف أسوأ األحوال كان سيذهب إل‬
‫ً‬
‫المرور‪ ،‬لكن اآلن‪ ،‬إذا كنت مخطئا‪ ،‬يمكن‬
‫أن ُيقتل الناس بسبت‬
‫ً‬
‫تتضمن حياب اليومية أيضا مهام ‪ -‬ما‬
‫ً‬
‫سنويا ‪ -‬ف مناطق الضاع‬ ‫يصل إل أرب ع‬
‫‪ Raid‬الت تقوضها الجهادية ‪ ،‬بي عمالء‬
‫‪،‬المدججي بالسالح ‪ GIGN‬أو‬
‫والتدريبات األمنية‪ ،‬والليام بتغيي الغرف‬
‫ف منتصف الليل حت ل يتم التعرف‬
‫عليهم‪ ،‬المواجهة مع حراس المعتقلي‬
‫الذين جئت لستجوابهم‪ ،‬رجال ل أعرف‬
‫ً‬
‫‪،‬شيئا عنهم‪ ،‬متفائلون وغي متوقعي‬
‫ملثمي بالجماجم‪ ،‬الشعارات الت ترددت‬
‫ف منتصف الليل‪" :‬فرنسيون " غادر اآلن‬
‫أو سيكون قد فات األوان »‪ ،‬مخاطر‬
‫المرض‪ ،‬ف الموقع‪ ،‬العالجات الوقائية الت‬
‫تجعلت أشعر باليد‪ ،‬وهذه اللحظة الت‬
‫قبل مغادرب أقبل أطفال دون أن أظهر‬
‫لهم مشاعري‪ ،‬معتقدة أنها ربما تكون المرة‬
‫األخية أنا عىل علم بجميع الهجمات الت‬
‫ارتكبت ف جميع أنحاء العالم والت تسببت‬
‫ف وقوع ضحايا فرنسيي‪ ،‬وأنا أذهب‬
‫بانتظام إل الديكتاتوريات المتضرة من‬
‫اإلرهاب‪ ،‬ومسارح الحرب حيث تسود‬
‫الفوض‪ ،‬واألنظمة األبوية القديمة‪ ،‬فهذه‬
‫مواقف محفوفة بالمخاطر ً‬
‫دائما‪ ،‬أعلم أنت‬
‫أستطيع ذلك يتعرضون لسوء المعاملة‬
‫واإلذلل‪ ،‬وف أسوأ الحالت‪ ،‬يتم‬
‫اختطافهم وعىل مقياس القلق الذي أشعر‬
‫به‪ ،‬فإن الغتصاب وقطع الرأس أقل بقليل‬
‫من موت أطفال ف كثي من األحيان كنت‬
‫خائفا؛ ولكن بعد فية معينة‪ ،‬ينته بنا‬
‫األمر بالسيطرة عىل الخوف‬

‫والحقيقة ه أننا اعتدنا عىل احتمال‬


‫ً‬
‫موتنا ولكننا لم نعتاد أبدا عىل الكراهية‬
‫الكراهية تنشأ وتلوث كل شء كانت هناك‬
‫‪،‬عندما أفتح رسائل اليلء ]ألما ريفيل‬
‫ستموتي ف الجحيم[‪ ،‬تقرير التنصت الذي‬
‫‪،‬تم اعياضه ف غرف الصوت ]القاض‬
‫هذه العاهرة[؛ إنها موجودة عندما أشاهد‬
‫مقاطع فيديو لعمليات اإلعدام أو الصور‬
‫الملتقطة ف مشاهد المذبحة ]سنقوم‬
‫بتخويف بلدك بالكفار[‪ ،‬وتكون هناك‬
‫عندما أستجوب الرجال والنساء‬
‫والمراهقي ]ل أعرف عدالتكم‪ ،‬ول عدلكم‬
‫القواني‪ ،‬أنت ل شء[‪ ،‬وه موجودة‬
‫هناك ف اللحظة الت أتلق فيها رسائل‬
‫‪،‬نصية تهديدية ]سيقتل اإلخوان وجهك‬
‫أيتها العاهرة الكبية[ ف النهاية‪ ،‬تسبب‬
‫كشا‪ ،‬فجوة يجب‬ ‫هذه الشقوق الصغية ً‬
‫سدها بطريقة أو بأخرى‪ ،‬من خالل الشد‬
‫‪،‬العاطق‪ ،‬ولو بشكل مصطنع ومع ذلك‬
‫‪،‬بشكل عام‪ ،‬الناس ل يحبون القضاة‬
‫‪،‬ويعتيوننا حجر األساس لجهاز عقاب‬
‫ونحن جامدون وأقوياء للغاية‪ ،‬بلطجية‬
‫القانون ‪ -‬الذراع المسلحة لإلكراه‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪،‬كان والدي قارئا عظيما وتلميذا لفوكو‬
‫الذي كان ً‬
‫كثيا ما يقتبس منه‪“ :‬من القبيح‬
‫أن نعاقب‪ ،‬ولكن من العار أن نعاقب » أنا‬
‫البنة الوحيدة لروبرت ريفيل‪ ،‬لقد نس‬
‫التاري خ والدي‪ ،‬لكنه كان مع ذلك أحد‬
‫أنشط نشطاء اليسار اليوليتاري ف‬
‫الستينيات‪ ،‬وكان ً‬
‫قريبا من جان بول سارتر‬
‫ً‬
‫سكرتيا له قبل أن يقع فيه‬ ‫ً‬
‫تقريبا‬ ‫الذي كان‬
‫المخدرات والعصابات أخيب أن‬
‫‪،‬أجدادي‪ ،‬من مقاتىل المقاومة الشيوعية‬
‫أخفوا أسلحة ومنشورات مناهضة للنازية‬
‫‪،‬ف شيره؛ أعتقد أن كل شء يبدأ من هناك‬
‫من فكرة أن األسوأ ممكن ً‬
‫دائما‪ ،‬ولكن ل‬
‫ً‬
‫ينبع عليك أبدا الستسالم لخصمك لقد‬
‫التق بوالدب عىل مقاعد نورمال سوب لقد‬
‫ً‬
‫كانا واحدا من هؤلء األزواج المتحمسي‬
‫الذين آمنوا بالثورة ف وقت اندمج فيه‬
‫الفكر والجنس‪ ،‬عندما كان ل يزال ُيعتقد أن‬
‫األدب واألفكار يمكن أن تغي العالم وأنه‬
‫يتعي عىل المرء أن يفكر ضد نفسه حت‬
‫تكون لديه إمكانية بناء الشخصية‬
‫والرتقاء بها – لقد صنعوا من تشنجات‬
‫التاري خ قالب حياتهم المشيكة‬
‫كان من الممكن أن تكون قصة العائلة‬
‫مجيدة لو لم يختار والدي‪ ،‬بي عشية‬
‫وضحاها‪ ،‬أن يتبع بيي جولدمان‪ ،‬ابن‬
‫مقاتىل المقاومة اليهودية‪ ،‬أيقونة اليسار‬
‫المثقف المتمرد‪ ،‬رجل لمع‪ ،‬محموم ولكن‬
‫غي مستقر‪ ،‬مقتنع بأن اليامه ينطوي عىل‬
‫الكفاح المسلح وهو ما دفعه إل حمل‬
‫السالح والنضمام إل الثوار ف فيويال‬
‫منتصف عام ‪1968‬‬

‫وعندما عادوا عام ‪ ،1969‬وقع والدي‬


‫معه ف أعمال اللصوصية وبعد سنوات‬
‫ُ‬
‫قليلة‪ ،‬اتهم جولدمان بقتل اثني من‬
‫الصيادلة‪ ،‬فكتب كتابه "ذكريات غامضة‬
‫فرنسا"‪ ،‬وهو نص‬‫ليهودي بولندي ولد ف ُ‬
‫مذهل أعلن فيه براءته‪ ،‬وأطلق شاحه قبل‬
‫أن ُيغتال وسط شارع تم القبض عىل‬
‫والدي أثناء عملية السطو عىل الشقة‬
‫‪،‬الباريسية لرئيس كبي ف ذلك الوقت‬
‫وسجن لمدة أحد عش ً‬
‫عاما ونسيها‬ ‫ُ‬
‫الجميع أخذتت والدب ألعيش معها ف‬
‫مجتمع ف جنوب فرنسا يتكون من‬
‫مثقفي‪ ،‬معظمهم من أبناء الطبقة‬
‫اليجوازية‪ ،‬العازمي عىل تعديل الهياكل‬
‫الجتماعية من خالل تبت أسلوب حياة‬
‫ريق ‪ -‬وهو المجتمع الذي تركته منذ بضع‬
‫ً‬
‫برجوازيا صغياً‬ ‫ً‬
‫لحقا‪ ،‬عقد زواجاً‬ ‫سنوات‬
‫تمليه الثالثية ألسباب تتعلق باألمن‬
‫والراحة مع طبيب مشهور من قرية ف‬
‫‪،‬جبال األلب الجنوبية؛ لقد نشأت هناك‬
‫ً‬
‫ضائعا ف جبال فالجودمار‬

‫عندما خرج والدي من السجن ف‬


‫ً‬ ‫ا‬
‫أوائل الثمانينيات‪ ،‬كان رجل منحطا‪ ،‬بال أي‬
‫تماسك داخىل مكسور ومهي؛ ومن هنا‬
‫فإن قناعت بأن السجن‪ ،‬إذا كان يمكن أن‬
‫ً‬
‫يؤدي إل شكل من أشكال الوع‪ ،‬له أيضا‬
‫آثاره التخريبية ‪ -‬الحبس يكشف أسوأ ما‬
‫فيك‪ ،‬ومن لم يتعرض لهذا التضييق ف‬
‫األفق ل يعرف ما هو الخراب انتقل إل‬
‫‪ Champigny-sur-Marne‬ف ‪HLM‬‬
‫ووقع ف تعاط المخدرات القوية والدب‬
‫تحد من اتصال به حت بلوع سن الرشد‬
‫توف ف أواخر التسعينيات بسبب جرعة‬
‫زائدة كان عمره خمسة وخمسي ً‬
‫عاما‬
‫فقط خالل السنوات القليلة الت تقربت‬
‫منه‪ ،‬لم يوبخت إل ألنت وضعت نفس ف‬
‫جانب القمع‪" :‬وظيفتك ه إزعاج‬
‫األشخاص الذين لديهم مشاكل وحبسهم‬
‫ا‬
‫لقد كان مخيًل‪ ،‬بوضوح والحكم هو‬
‫أيضا عمل سياش‬
‫ً‬
‫وبعيدا عن الجانب القشي‪ ،‬هناك‬
‫شء رائع ف نشاط‪ :‬أيها القاض‪ ،‬إنه‬
‫يغرقك ف هاوية الطبيعة البشية‪ ،‬ويضع‬
‫الناس أنفسهم ف مواقف رهيبة‪ ،‬وأنا أرافق‬
‫هذه العلوم اإلنسانية المأساوية أمام‬
‫أناس سحقهم القدر‪ ،‬من جميع الخلفيات‬
‫الجتماعية‪ ،‬سوء الحظ متساوي‪ ،‬يجب أل‬
‫نعتقد أن البعض يخرج أفضل من البعض‬
‫اآلخر؛ ف الحياة‪ ،‬كل شخص يفعل ما‬
‫ً‬
‫يستطيع‪ ،‬وفقا لفرصه وقدراته‪ ،‬وهذا كل‬
‫شء عىل مكتت‪ ،‬قمت بصياغة هذه‬
‫الجملة من ماري كوري‪" :‬ف الحياة‪ ،‬ل‬
‫شء يدعو للخوف‪ ،‬كل شء يجب أن‬
‫يكون مفهوما‬
‫ً‬
‫لكن ف بعض األحيان ل نفهم شيئا‬
‫‪3‬‬

‫كنت بالكاد ف الرابعة والعشين من‬


‫عمري عندما واجهت قسوة وظيفة قاض‬
‫التحقيق؛ وكانت الحقائق فظيعة‪ :‬فقد ُعي‬
‫عىل فتاة تبلغ من العمر ست سنوات‬
‫مطعونة ف شيرها؛ وكان والدها هو من‬
‫اكتشفها عندما استيقظت؛ لقد اختفت‬
‫األم لقد اتصل بالشطة‪ ،‬وبحث عنها‬
‫المحققون ف كل مكان‪ ،‬ف الغابات‬
‫المجاورة‪ ،‬وف األقبية غي المأهولة‪ ،‬وف‬
‫المنطقة المثقلة باألعباء لقد عيوا عىل‬
‫جثته وقد جرفتها األمواج عىل حافة‬
‫البحية لقد ماتت غرقا وخلص التحقيق‬
‫إل أنها انتحرت بعد أن قتلت طفلها ف‬
‫نوبة جنون لماذا ؟ كيف ؟ لن نعرف ابدا‬
‫علينا أن نعيش مع ش هذا المقطع إل‬
‫العمل كان عىل أن أعلن لهذا األب‪ ،‬هذا‬
‫ً‬
‫صغيا‬ ‫الزوج المدمر‪ ،‬نهاية اإلجراء كنت‬
‫ً‬
‫جدا – ما ه الموارد النفسية الت سأصل‬
‫بها ف نهاية مقابلت؟ أرى هذا الرجل يبك‬
‫مرة أخرى‪ ،‬وأرى الكاتب والمحام يبكيان‬
‫مرة أخرى كان ي‬
‫عىل أن أجد القوة‬
‫ً‬
‫فظيعا لكنت فعلت‬ ‫والكلمات؛ كان األمر‬
‫ذلك‬

‫انضممت إل مكافحة اإلرهاب بعد‬


‫ثماب سنوات من هجمات ‪ 11‬سبتمي؛‬
‫وأجريت مقابالت مع رجال ونساء‪ ،‬كان‬
‫بعضهم يغت ويرقص أمام صور انهيار‬
‫اليجي‪ ،‬الذين أنكروا الرواية الرسمية‬
‫ووصفوها بالمؤامرة منذ عام ‪ ،1995‬لم‬
‫تقع أي هجمات ف فرنسا‪ ،‬وف عام‬
‫قام إرهاب إسالم يبلغ من العمر ‪2012،‬‬
‫عاما بقتل ثالثة جنود شباب بمالبس ‪23‬‬ ‫ً‬
‫مدنية عىل التوال قبل دخول مدرسة‬
‫ً‬
‫مسدسا ف يده‪ ،‬ليقتل‬ ‫يهودية‪ ،‬وهو يحمل‬
‫ثالثة أطفال واألب اثني منهم ف ذلك‬
‫الوقت‪ ،‬وافقت عىل أن أصبح منسقة‬
‫ً‬
‫الخدمة – تخليدا لذكرى هؤلء األطفال‬
‫لقد ثارت ضد جمود الدولة‪ ،‬وجي‬
‫المجتمع وعمىه‪ ،‬وأردت أن أفهم كيف‬
‫ً‬
‫وصلنا إل هناك لم يكن القاتل مجنونا ول‬
‫ً‬
‫منحرفا ومتفاخراً‬ ‫نفسيا‪ ،‬بل كان شاباً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مريضا‬
‫ً‬
‫ومتباهيا‪ ،‬يشق الدراجات النارية من أجل‬
‫مسابقات رعاة البقر أن ً‬
‫شابا مثله – وهو‬
‫الملف الذي فكرت أجهزة المخابرات ف‬
‫قادرا عىل قتل شباب ف مثل‬ ‫تجنيده – كان ً‬
‫عمره حينها‪ ،‬ف ذلك المساء نفسه‪ ،‬عندما‬
‫ذهب لتناول البييا مع أخيه وأخته قبل أن‬
‫يستهدف األطفال بدم بارد ف بعد أربعة‬
‫أيام‪ ،‬أظهرت مدرستهم ‪ -‬األطفال الذين ل‬
‫يزال أحدهم يحمل مصاصة ف فمه ‪ -‬أنه‬
‫لم يعد هناك أي حد للهمجية ول توجد‬
‫وسيلة أكيدة للكشف عن خطر اتخاذ‬
‫ً‬
‫مسلحا‪ ،‬وقد ناقش األمر من‬ ‫إجراء كان‬
‫أجل أكي من عشين ساعة مع مفاوض‬
‫المداهمة والمركز دون أن تظهر عليهم أي‬
‫عالمة ضعف‪ ،‬ول إمكانية لالستسالم كان‬
‫هذا كل ما تحدثنا عنه ف القسم‪ :‬هل تم‬
‫ارتكاب أية أخطاء‪ ،‬وما ه األخطاء؟ لم‬
‫نفهم الكثي وقتها‪ ،‬كنا ضائعي‪ ،‬لكن منذ‬
‫ذلك الحي‪ ،‬عملنا عىل جميع القطاعات‬

‫‪،‬ف عام ‪ ،2015‬تلقينا الضبات فقط‬


‫وكافحنا لمحاولة تحديد كيفية تنظيم‬
‫الشبكات الجهادية‪ ،‬وكانت فية صعبة‬
‫للغاية‪ ،‬وكان علينا أن نخيع كل شء‪ ،‬لكننا‬
‫بدأنا نعرف كيفية التعامل مع هذا النوع من‬
‫الملفات منذ بداية العام‪ ،‬ف ‪ 7‬يناير‬
‫كان علينا التعامل مع هجوم ‪2015،‬‬
‫شارل إيبدو‪ ،‬وكان القتلة قد ماتوا‪ ،‬ولم تكن‬
‫لدينا أي فكرة عن كيفية العثور عىل‬
‫المتواطئي لم يكن لدينا أي فكرة أن هذه‬
‫كانت البداية فقط ف اليوم التال‪ ،‬تم‬
‫اغتيال شطية ف مونيوج‪ ،‬وبعد أرب ع‬
‫وعشين ساعة‪ ،‬تم احتجاز الرهائن ف‬
‫وأطلق النار عىل ‪Hyper Cacher،‬‬
‫العمالء الجباني‪ ،‬وأطلقوا النار عىل‬
‫العمالء اعتداءات ميامنة للمداهمة وف‬
‫ثالثة أيام انهارت بالدنا ف هذا الوقت‬
‫وصل فرانسوا كتعزيز كان حت ذلك الحي‬
‫قاض اتصال ف إسبانيا كنا حينها‬
‫مجموعة صغية من ثالثة قضاة ميابطي‬
‫للغاية من بي األحد عش الذين يشكلون‬
‫القسم‪ :‬إيريك ماكري ‪ ،‬البالغ من العمر‬
‫عاما‪ ،‬وهو ابن لطبيبي من‬‫ثالثة وخمسي ً‬
‫أصل أرجنتيت‪ ،‬شاركا ف إنشاء " جرائم ضد‬
‫اإلنسانية" ف عام ‪ 2012‬قبل النضمام‬
‫إلينا؛ وإيزابيل دانديت‪ ،‬البالغة من العمر‬
‫خمسي ً‬
‫عاما‪ ،‬والت عملت ف اإلدارة‬
‫المالية لفية طويلة قبل أن تتول منصب‬
‫‪،‬مقيمة ف العديد من المحاكمات الجنائية‬‫ي‬
‫جدا‪ ،‬وتحدثنا ً‬‫ً‬
‫كثيا عن‬ ‫وأنا لقد كنا قريبي‬
‫مخاوفنا‪ ،‬عما شعرنا به‪ ،‬وكنا بحاجة إل‬
‫مشاركة هذه التجربة الستثنائية وبعد‬
‫بضعة أشهر‪ ،‬عندما كنا بالكاد نرفع رؤوسنا‬
‫عن الماء‪ ،‬أوقعتنا هجمات ‪ 13‬تشين‬
‫الثاب‪/‬نوفمي ف قلب الفوض وشهدت‬
‫باريس وضواحيها سلسلة من عمليات‬
‫إطالق النار والتفجيات النتحارية‪ ،‬نفذها‬
‫ثالثة كوماندوز ينتمون إل تنظيم الدولة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مساء اليوم‪ ،‬ما أدى إل مقتل‬
‫أكي من مائة وثالثي شخصا ومئات‬
‫الجرج فقد تم استهداف استاد فرنسا‬
‫والمقاه الباريسية وقاعة باتاكالن‪ ،‬وه‬
‫رموز لفرنسا الشابة والحديثة والمفتوحة‬
‫والحتفالية أتذكر المراسالت والرسائل‬
‫النصية المستمرة‪ ،‬والشعور بنهاية العالم‬
‫تم إرسال المدع العام لنيابة مكافحة‬
‫اإلرهاب وزمالئنا إل موقع المأساة‪ ،‬عىل‬
‫‪،‬خط المواجهة؛ لقد خرجوا محطمي‬
‫عاجزين عن الكالم أمام األطباء النفسيي‬
‫الذين تم إرسالهم إل مكان الحادث وبعد‬
‫شهر‪ ،‬دخلت باتاكالن برفقة فرانسوا‬
‫ً‬
‫وإيزابيل كان كل شء مغلقا لكن المكان‬
‫ً‬
‫كان ل يزال غارقا ف الدماء‬
‫تدخل وف ذهنك مشهد المذبحة؛‬
‫‪،‬الموت يزحف ف كل مكان‪ ،‬تشعر به‬
‫يخيقك ويجرحك تدخل‪ ،‬يعوقك تاريخك‬
‫وهويتك الجتماعية والسياسية؛ تخرج‬
‫وتدرك أن كيانك بأكمله قد تم تشوي هه‬
‫وتلويثه لن تكون ه نفسها مرة أخرى‬
‫ً‬
‫أبدا‬

‫لقد كتبنا قصة العنف الوطنية بشكل‬


‫جماع لقد حاولنا الصمود‪ ،‬وأن نكون‬
‫متفاعلي‪ ،‬وفعالي‪ ،‬لكننا تحطمنا منذ عام‬
‫‪:‬رفعنا كل شء إل المحكمة ‪2015،‬‬
‫ً‬
‫بمجرد المغادرة إل سوريا‪ ،‬فتحنا تحقيقا ف‬
‫مؤامرة إجرامية بهدف مشوع إرهاب‪ ،‬ولم‬
‫نعد نقوم بتسوية األمر بدأنا ف اتخاذ‬
‫إجراءات وقائية عىل الجميع‪ ،‬وكان ذلك‬
‫بمثابة انتقام عىل الحدود‪ ،‬وقمنا بسجن‬
‫القاضين والكبار‪ ،‬وعشنا ف معاناة‪ ،‬ولم‬
‫نتمكن من النوم بعد اآلن استيقظنا‬
‫والخوف ف بطوننا وذهبنا إل الشير مع‬
‫ليكسوميل‬

‫وكانت حالت الضمي يومية بعد‬


‫الهجوم‪ ،‬استقبلت عائالت الضحايا‪ :‬سألوا‬
‫ً‬
‫عن الجناة الذين كانوا ف العادة أمواتا‬
‫ولتهدئة حاجتهم إل العدالة‪ ،‬أبقيت رهن‬
‫الحتجاز لسنوات ف بعض األحيان‬
‫ً‬
‫أشخاصا كان خطأهم هو أنه كانت لهم‪ ،‬ف‬
‫لحظة معينة‪ ،‬صلة بعيدة وغي مؤكدة‬
‫بمرتكت الجرائم؛ هل كنت فقط أفعل‬
‫ذلك؟ وشحت لهم أنه من األفضل رفض‬
‫ا‬
‫القضية اآلن بدل من تيئتهم بعد محاكمة‬
‫صعبة سيخرجون منها محطمي؛ لم أجرؤ‬
‫عىل إخبارهم أن إدانة شخص بريء لن‬
‫يخفف عقوبته‬
‫ً‬
‫لكن عائالت الضحايا ل تقبل أبدا‬
‫غياب الجاب وحكمهم نهاب‪ :‬إذا قمت‬
‫بإطالق شاحهم‪ ،‬فسيكون األمر كما لو أن‬
‫عائلت ماتت ا‬
‫هباء‬

‫كان اإلرهابيون اإلسالميون يمثلون‬


‫من قضايانا القضائية فقد وجدت ‪90%‬‬
‫دعايتهم طريقة لستغالل العيوب ف‬
‫ً‬
‫مجتمعنا ولكن كان لدينا أيضا إرهابيون من‬
‫اليمي المتطرف واليسار المتطرف لقد‬
‫عشنا مع تهديد دائم يخيم فوق رؤوسنا‬
‫وعندما وقع الهجوم‪ ،‬كنا ننادي بي‬
‫القضاة‪ :‬من تظنونه؟ كنا نبحث عن‬
‫معلومات عن صاحب البالغ‪ ،‬وأردنا أن‬
‫ً‬
‫نعرف ما إذا كان معروفا أم ل أثناء‬
‫التحقيق‪ ،‬وإذا كان أحدنا قد استجوبه‬
‫بالفعل معاناتنا لم تكن بسبب إلقاء‬
‫القبض عىل شخص اتخذ إجر ااء‬
‫‪،‬المديرية العامة لألمن الداخىل‬
‫كانون الثاب (يناير( ‪ 2015‬الساعة ‪4‬‬
‫ً‬
‫ظهرا ‪2:34‬‬

‫‪ née‬اسم مريم قاسم ‪- - -‬‬


‫‪Benachour‬‬
‫ولدت يوم ‪ 3‬جويلية ‪- - - 1966‬‬
‫بالجزائر العاصمة‬
‫جنسيت فرنسية ‪- - -‬‬
‫أعمل كعامل مقصف ف مجلس ‪- - -‬‬
‫مدينة بوندي‬
‫أنا مطلقة من السيد قاسم فريد ‪- - -‬‬
‫متوف‬
‫لدي خمسة أبناء‪ :‬محمد ثالثون ‪- - -‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عاما‪ ،‬قادر ثمانية وعشون عاما‪ ،‬أنيسة‬
‫ً‬
‫خمسة وعشون عاما ‪ ،‬مهدي سبعة عش‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عاما‪ ،‬وعبدالجليل واحد وعشون عاما‬
‫ابت عبد الجليل مفقود منذ ‪- - -‬‬
‫‪ 30‬ديسمي ‪ 2014‬مع زوجته الشابة‬

‫السؤال‪ :‬هل أنتم مؤمنون؟‬


‫الجواب ‪ :‬أنا مسلم مؤمن منذ عام‬
‫ً‬
‫مىص‪ ،‬بدأ عبد الجليل يصبح أكي تدينا‬
‫شيئا ً‬ ‫ً‬
‫قادما حت اكتشفت مواعيد‬ ‫لم أر‬
‫تذكرة المغادرة إل إسطنبول ف متعلقاته‬
‫أخيب بالخي‪ ،‬أن بشار األسد يذبح‬
‫شعبه وأن فرنسا لم تفعل شيئا وقال إن‬
‫فرنسا تهاجم المسلمي‪ ،‬وأنه ل يستطيع أن‬
‫يعيش دينه كما يريد‬
‫وف أحد األيام قال إن حلمه هو العيش‬
‫ف بلد مسلم‬
‫بالنسبة لعبد الجليل‪ ،‬لم يكن األمر‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ا‬
‫سهل معه دائما لقد سحبت مت‬
‫ً ً‬
‫الحضانة ألن والده كان عنيفا جدا وأعيدت‬
‫ل عندما طلقت إنه لطيف‪ ،‬لكنه كان‬
‫ً‬
‫يعاب من مشاكل سلوكية عندما كان مراهقا‬
‫ذهب ابت إل الحضانة هذا هو المكان‬
‫الذي بدأت تسوء فيه وبعد ذلك عاد‬
‫ليعيش مع تزوج من سونيا دوس‬
‫سانتوس وعاشا مع حت رحيلهما‬

‫سؤال‪ :‬هل تعرف من يواعد ابنك؟‬


‫الجواب ‪ :‬كان يرافق الرجال الذين‬
‫دفعوه إل شقة وبيع المخدرات‪ ،‬ثم ف‬
‫ً‬
‫أحد األيام تغي أصبح أكي تدينا وبدأ ف‬
‫التسكع مع األشخاص الذين أزعجوه‬
‫سؤال‪ :‬ماذا كان يفعل من أجل لقمة‬
‫العيش؟ عمل ؟‬
‫الجواب ‪ :‬قام بسلسلة من الوظائف‬
‫ً‬
‫منصبا‬ ‫الغريبة وف مرحلة ما‪ ،‬وجدت له‬
‫ف إحدى الجمعيات كان يعتت بالشباب‬
‫ذوي اإلعاقة ولكن لبعض الوقت‪ ،‬كان‬
‫‪ RSA‬يعيش ف‬

‫سؤال‪ :‬برأيك‪ ،‬هل انضم ابنك إل‬


‫تنظيم الدولة اإلسالمية ف سوريا؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل أعرف‬

‫سؤال‪ :‬هل كان مقاتال؟‬

‫ولنذكر أن السيدة بنعاشور تبتسم(‬


‫(لهذه اإلشارة‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬ل ابت لن يؤذي ذبابة‬
‫‪4‬‬

‫وف خضم هذا السبات‪ ،‬كان ل عالقة‬


‫غرامية الحياة كلها تعرضنا لنقطة كش‬
‫‪:‬واحدة أو أكي ف قصت‪ ،‬كان هناك اثنان‬
‫قصة حب والهجوم‬

‫ف وقت األحداث‪ ،‬كانت عالقت تسي‬


‫بشكل شء لقد تزوجت منذ خمسة‬
‫وعشين ً‬
‫عاما من عزرا هاليق‪ ،‬وهو كاتب‬
‫يبلغ من العمر خمسي ً‬
‫عاما أنجبنا ً‬
‫معا‬
‫‪،‬ثالثة أطفال‪ :‬ميلينا‪ ،‬ثالثة وعشون ً‬
‫عاما‬
‫وتوأمنا‪ ،‬ماري وإيىل‪ ،‬اثت عش ً‬
‫عاما‬
‫التمثيل الغامض للنجاح الشخىص‪ :‬لقد‬
‫‪،‬بدانا متحدين‪ ،‬سعداء‪ ،‬دون أن نتظاهر‬
‫دون أن نجي أنفسنا ‪ -‬لم نتمكن‪ ،‬للوهلة‬
‫األول‪ ،‬من تميي عملية التفكك‪ ،‬وقد توج‬
‫عزرا ف وسطنا بالثقة األبوية ألولئك الذين‬
‫وضعوا كل ما لديهم من قوة جهودهم ف‬
‫بناء ضح عائلتهم من مسافة بعيدة‪ ،‬بدا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مستقرا وهادئا ‪ -‬ف عالم يتأرجح فيه‬ ‫األمر‬
‫كل شء‪ ،‬وما يدوم له سحره ‪ -‬ولكن ما‬
‫ا‬
‫عليك سوى أن تقيب قليل ليى أن كل‬
‫شء كان ينهار لقد انته األمر بخيانة عزرا‬
‫للوع لنا‪ :‬ف روايته األخية‪ ،‬سلط الضوء‬
‫عىل هذه الجملة من جيونو‪ :‬ل شء‬
‫صحيح ول حت أنا؛ ل ل ول أصدقاب‬
‫كل شء باطل‬

‫ومع ذلك‪ ،‬كانت هناك لحظة أصبح‬


‫ً‬
‫صحيحا التقينا ف بوردو ف‬ ‫فيها كل شء‬
‫أوائل التسعينيات‪ ،‬وكنت أتلق دورات ف‬
‫مدرسة القضاة بينما كان عزرا يكتب روايته‬
‫الثانية لم يكن هناك مصدر سياش أو‬
‫هوية مشيك بيت وبي ابن المهاجرين‬
‫اليهود من أوروبا الشقية الذين استبدلوا‬
‫المثل الستهالكية بالدين ف أكي أشكاله‬
‫عقائدية ف منتصف السبعينيات‪ ،‬ومع ذلك‬
‫كان الحب من النظرة األول ً‬
‫فوريا‪ :‬الثقافة‬
‫األدبية والموهبة والفكاهة ‪ -‬كان لديه كل‬
‫شء إلرضاب ولكن والديه ‪ -‬اليهود‬
‫األرثوذكس ‪ -‬عارضوا اتحادنا إل حد رفض‬
‫ً‬
‫يهوديا‬ ‫استقبالنا لسنوات ألنت لم أكن‬
‫كنت قد حصلت للتو عىل مركزي األول ف‬
‫جنوب فرنسا عندما فاز عزرا بجائزة‬
‫‪ La Force sauvage،‬غونكور عن روايته‬
‫الميجمة إل أربعي لغة ‪ -‬قصة تحرره من‬
‫البيئة اليهودية ف سن العشين والت‬
‫بيعت ما يقرب من خمسمائة ألف نسخة‬
‫بعد حصوله عىل جائزته‪ ،‬سافر حول‬
‫العالم كله‪ ،‬بمفرده‪ ،‬واستجاب لجميع‬
‫‪،‬الطلبات (بما ف ذلك الطلبات الجنسية‬
‫وانته ب األمر باكتشاف ذلك لكنه أنكر‬
‫ذلك؛ وكنت قد أنجبت بالكاد‪ ،‬وف الحالة‬
‫(الت وجدت نفس فيها‪ ،‬قررت أن أتزوج‬
‫ً‬
‫تقريبا من حياتنا‬ ‫‪،‬صدقوه(‪ ،‬كان قد اختق‬
‫ً‬
‫عاجزا مع ابنتنا الكيى كان قد‬ ‫وتركت‬
‫‪،‬أمىص عامي عىل الطرقات‪ ،‬وعند عودته‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مشبعا بالتكريم ومنتفخا بالفخر‪ ،‬اشيى‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫ميًل منعزل بالقرب من غابة فونتينبلو‬
‫أخيا ف الكتابة مرة أخرى‪ ،‬ولكن دون‬ ‫وبدأ ً‬
‫جدوى هذه المرة‪ ،‬ف حالة القلق الناتجة‬
‫عن ذلك الفراغ والتفاهة‪ ،‬الذي تفاقمه‬
‫– الشكوك والخوف من عدم النجاح‬
‫يأت شء‪ ،‬ولن يأب‬ ‫البحث عن ماذا؟ لم ِ‬
‫‪ quelque chose avait‬شء بعد اآلن؛‬
‫‪été cassé par ce succès obtenu à‬‬
‫‪un âge trop jeune, non pas‬‬
‫‪l'ambition, mais la dynamique‬‬
‫‪interne qui impulse l'écriture, et il‬‬
‫‪ne savait plus où ni comment‬‬
‫‪retrouver ses combustibles‬‬
‫حزن ؛ ‪intimes : la rage/la colère/‬‬
‫لقد هدأه النجاح والمال كان يحلم بسء‬
‫آخر لنفسه بعد حصوله عىل جائزته‬
‫األدبية‪ ،‬وهو التثبيت‪ ،‬لكن آماله ظلت‬
‫خائبة هدم النقاد كتبه الالحقة‪ ،‬وحكموا‬
‫بشكل قاطع عىل أن " عزرا هاليق لن يكون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أبدا مؤلفا ألكي من كتاب عظيم" ومنذ‬
‫ً‬
‫اقتناعا بأنه كان ضحية‬ ‫ذلك الحي‪،‬‬
‫‪،‬مضايقات ذات إيحاءات معادية للسامية‬
‫قام بيويد نفسه بمزيالت القلق ولمن‬
‫"سأله ماذا يعمل فأجاب‪" :‬أنا مدبرة ميل‬
‫‪،‬ولكننا اكتشفنا‪ ،‬تحت برودة السخرية‬
‫استياء شخص لم يجت‪ ،‬أجرا عىل كل‬
‫األمور‪ ،‬سوى الجحود شعبه والالمبالة‬
‫الجتماعية لقد أمىص اآلن أيامه عىل‬
‫ً‬
‫شبكات التواصل الجتماع‪ ،‬مختبئا وراء‬
‫شخص مزدوج‪ ،‬جان ‪ ،500‬الذي نش‬
‫تحت اسمه المستعار أعمدة لذعة‬
‫وعنيفة‪ ،‬وتعليقات مليئة بالحدة‬
‫ً‬
‫والغطرسة ضد كتاب أصغر منه سنا‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫أكي توجها نحو وسائل اإلعالم‪ ،‬أو استنكروا‬
‫قرب البيئة الت انتقدها بشدة بينما كان‬
‫يحلم بالنتماء إليها ‪ -‬وه جسدية‬
‫افياضية سمحت له بالوصول إل الرقم‬
‫القياش البالغ ستي ألف مشيك كان‬
‫يشارك ف عطلت نهاية األسبوع ف الشهر‬
‫ف الصالونات األدبية ف المحافظات كنت‬
‫مقتنعا بأنه فعل ذلك بهدف وحيد هو‬ ‫ً‬
‫البتعاد عنا‪ ،‬والحصول عىل فرص للشب‬
‫دون أن ُيالم‪ ،‬والحفاظ عىل اتصالت‬
‫قصية مع النساء الالب ُيعرض عليهن‬
‫احتمال الوقوف عىل ذراع كاتب‪ ،‬حت لو‬
‫كان ف حالة تراجع‪ ،‬ل تزال مستأنفة‬

‫بدأت مشاكلنا عندما قررنا إنجاب‬


‫ثان‪ ،‬بعد سنوات قليلة من ولدة‬‫طفل ٍ‬
‫ميلينا لقد فشلت ف الحمل بشكل طبيع‬
‫وخضعنا – وهو مصطلح – لعالجات‬
‫العقم أولئك الذين عانوا من هذه العقبات‬
‫يعرفون ما أتحدث عنه قياس درجة‬
‫حرارتك كل صباح لتحديد موعد اإلباضة‬
‫ً‬
‫‪،‬وتوقيت عالقاتك الجنسية وفقا لذلك‬
‫وتخيل شيكك يستمت أمام المجالت‬
‫اإلباحية ويجمع حيواناتك المنوية ف‬
‫أنبوب اختبار ‪ -‬لقد وجدت كل حياتنا‬
‫الجنسية نفسها ذات طابع طت‪ ،‬وكل‬
‫جهودنا تركز عىل هذه الرغبة الوحيدة‬
‫للطفل وقد تبعت عمليات التخصيب ف‬
‫المختي بعضها البعض دون نجاح حت‬
‫‪:‬اليوم الذي حدثت فيه المعجزة ً‬
‫أخيا‬
‫كنت أتوقع توأمان كان يجب أن أكون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سعيدا – لقد كنت يائسا كان الحمل‬
‫عىل الطبيب الراحة‬‫محنة‪ ،‬وقد فرض ي‬
‫التامة ف الفراش مع ربط األربطة لمدة ستة‬
‫أشهر‪ ،‬وولد األطفال قبل األوان‪ ،‬مع فشل‬
‫ف الجهاز التنفس‪ ،‬واعتقدنا أننا‬
‫سنفقدهم‪ ،‬وألسابيع‪ ،‬كنا نتناوب ف العمل‬
‫المستشق لرعايتهم – وذلك عندما عاد‬
‫عزرا – ببطء ف البداية‪ ،‬ثم بقوة‪ ،‬وغي‬
‫متماسك – إل الدين بدأ يصىل‪ ،‬وهو ف‬
‫يده كتاب‪ ،‬أمام المهد؛ ذهب إل الكنيس‬
‫صورا للحاخامات والتمائم تحت‬‫ً‬ ‫ووضع‬
‫ً‬
‫مراتب أطفاله ‪ -‬لقد جعلته الولدة مؤمنا‬
‫بالخرافات بمجرد وصوله إل الميل‪ ،‬قام‬
‫بيكيب صندوق صغي يحتوي عىل ورق‬
‫من المفيض أن يحميهم عىل قاعدة باب‬
‫غرفة نومهم وقرر أن ننام‪ ،‬بالتناوب‪ ،‬عىل‬
‫مرتبة موضوعة عىل األرض‪ ،‬بجوار‬
‫ً‬
‫شيرهم عندما كنت بعيدا‪ ،‬كان يعتت بكل‬
‫شء ويجعلت أشعر بالذنب‪ :‬إذا لم يعد‬
‫ً‬
‫قادرا عىل الكتابة‪ ،‬فهذا بسببنا كان علينا أن‬
‫ننتظر حت عيد ميالد توأمنا الخامس حت‬
‫نخفف الضغط عنهم لكننا لم نعد أكي‬
‫من أب وأم مرة أخرى وقعنا عىل مذكرة‬
‫ً‬
‫تدريجيا‪ ،‬أستطيع أن أقول‬ ‫الموت لعالقتنا‬
‫بشكل طبيع (عىل الرغم من أنه لم يكن‬
‫هناك شء غي طبيع أكي(‪ ،‬لقد توقفنا‬
‫تقريبا عن ممارسة الحب‪ ،‬وكان ذلك‬ ‫ً‬
‫ليمنحنا مرة أخية الوهم بتصميمنا عىل‬
‫إنقاذ حفل زفافنا الذي قررنا الذهاب إليه‬
‫لقضاء عطلة نهاية األسبوع بمناسبة عيد‬
‫بناء عىل طلب‬‫ميالدي التاسع واألربعي‪ ،‬ا‬
‫معالج تمت استشارته قبل وقت قصي من‬
‫ً‬
‫‪،‬مغادرتنا ‪ -‬عبثا ألنه ف ذلك المساء بالذات‬
‫ف غرفة الفندق هذه‪ ،‬عىل الرغم من‬
‫الحرارة المحيطة‪ ،‬والجهود الت بذلها‬
‫الجميع‪ ،‬لم نلمس بعضنا البعض ‪ ،‬لم نكن‬
‫قد قبلنا حت‬
‫كان عزرا هو من اختار الفندق‪ ،‬وهو‬
‫قض بال روح ف جنوب غرب فرنسا صممه‬
‫مصمم عضي‪ ،‬وقاعدة للرأسمالية‬
‫العدوانية الت أظهرت نفسها دون‬
‫مجمعات ‪ -‬أخرج أموالك أو اخرج؛ كنت‬
‫ً‬
‫عائدا من مهمة ف كابول – ثماب وأربعي‬
‫ساعة من التوتر الشديد‪ ،‬اعتقدت خاللها‬
‫أنت سأموت ف كل لحظة‪ ،‬لينته ب األمر‬
‫ف مالبس السباحة بجوار حمام السباحة‬
‫مع رجل لم يعجبت لم أغادر‪ ،‬ومنذ لحظة‬
‫وصول‪ ،‬كانت لدي رغبة واحدة فقط‪ ،‬وه‬
‫العودة إل باريس إل الستوديو الذي كنت‬
‫أشغله خمسة أيام ف األسبوع ألكون أقرب‬
‫إل الملعب نعم‪ ،‬كان هناك‪ ،‬العنف‪ ،‬ف‬
‫‪،‬اإلنكار الخق ‪ -‬ولكن ف بداية عام ‪2016‬‬
‫من لم يغرق ف فوض مجتمع معولم‬
‫مشبع بالحتياجات والرغبات‪ ،‬عىل وشك‬
‫النفجار؟‬

‫خالل عطلة نهاية األسبوع هذه‪ ،‬كنت‬


‫أحاول تجنب عزرا بقيت ف الغرفة معظم‬
‫الوقت‪ ،‬أقرأ ملفاب ف صباح مغادرتنا‪ ،‬بينما‬
‫كنت أتناول وجبة اإلفطار ف غرفة‬
‫المطعم‪ ،‬خلعت مالبس‪ ،‬ورأيت جسدي‬
‫ً‬
‫منعكسا ف المرآة المربعة الكبية المصممة‬
‫‪،‬عىل طراز آرت ديكو والمثبتة ف السقف‬
‫ا‬
‫فوق شيرنا مباشة ‪ -‬وهو ترتيب تم التفكي‬
‫فيه وتصميمه لألزواج الذين أحبوا بعضهم‬
‫البعض‪ ،‬والذين كانوا متحمسي لمشاهدة‬
‫‪ -‬بعضهم البعض عراة أثناء ممارسة الحب‬
‫والذين صدم وجودهم عزرا؛ لقد أوضح أن‬
‫‪،‬هذا لم يتم توضيحه له ف وقت الحجز‬
‫ّ‬
‫وكنت أنا ‪ -‬إلنهاء المناقشة الت ذكرب‬
‫تفاهةها بألم بمدى الكارثة الت وصلت‬
‫إليها حياب كامرأة ‪ -‬الذي اتصلت الستقبال‬
‫لمعرفة ما إذا كان يمكن القيام بأي شء؛‬
‫لكن ماذا ؟ تغيي الغرف ؟ عصا ورقة ملونة‬
‫داكنة عىل المرآة؟ خمسة وعشون ً‬
‫عاما‬
‫من الزواج‪ ،‬وها نحن نبحث عن غطاء من‬
‫القماش المشمع حت ل نضطر بعد اآلن‬
‫ً‬
‫أخيا‬ ‫إل تحمل مشهد أجسادنا العارية‬
‫سلمت سماعة الهاتف إل عزرا الذي وجد‬
‫نفسه يطلب من مضيفة شابة ودودة‬
‫ا‬
‫متذللة أن تقدم لنا حل‪ ،‬وكان عىل وشك‬
‫استخدام مصطلح التواضع عندما قررت‬
‫الموظفة اقياح خصم بنسبة ‪ ٪50‬عىل‬
‫سعر الغرفة وافق عزرا نهاية الدراما‬

‫نظرت إل نفس ف هذه المرآة بنظرة‬


‫انتقادية لشخص يقوم بالتقييم‪ :‬كنت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫رياضيا سابقا‪ ،‬وتدربت عىل اليلج عىل‬
‫الجليد؛ كان لدي جسم عضىل قوي منذ‬
‫صغري عىل الرغم من أنت لم أمارس‬
‫اليلج بالقدر الذي اعتدت عليه‪ ،‬إل أنت‬
‫كنت أركض مرتي ف األسبوع وأسبح‬
‫بنفس الوتية ف حمام سباحة تابع للبلدية‬
‫‪،‬بالقرب من المحكمة خالل العطالت‬
‫كنت أذهب إل الجبال ف نزهة لمدة‬
‫ً‬
‫وكثيا ما أنقذت الرياضة‬ ‫ثالثة أسابيع ‪-‬‬
‫ً‬
‫حياب لكنت لم أعد أفعل شيئا بهذا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الجسد‪ ،‬فقد بدا جامدا‪ ،‬ومنقرضا‪ ،‬وغي‬
‫صالح نهضت وتوجهت نحو الحمام‬
‫الرخام األبيض‪ :‬بدا أن كل شء يطيع‬
‫وصية النقاء الت ضايقتت كنت بحاجة إل‬
‫القوة والشهوانية والحياة ف الحمام‪ ،‬قمت‬
‫ً‬
‫منتصبا‬ ‫برفع الماء الساخن كل ما أبقاب‬
‫ً‬
‫خالل فية القيامة القصية جدا قد مات‬
‫جالسا‬‫ً‬ ‫اآلن ‪ -‬الحب‪/‬الرغبة ‪ -‬وتحت الماء‪،‬‬
‫ً‬
‫عىل المينا المحيق‪ ،‬بدأت ف البكاء‪ ،‬مدركا‬
‫‪ -‬أنه بعد الستيقاظ سأشعر مرة أخرى‬
‫وبالمزيد العنف – الحالة العبثية للمرأة الت‬
‫تخلت عن كل ما سمح لها بتحمل تقلبات‬
‫الوجود لقد كنت أؤمن بشدة بالتخىل عن‬
‫العمل من خالل العمل‪ ،‬لكن الستثمار‬
‫المهت‪ ،‬وتكريس مهنة‪ ،‬والعياف ببيئت ‪-‬‬
‫رغم أنها ترض الطموحات‪ -‬لم تكن كافية‬
‫ا‬
‫لملء فراع الداخىل أستطيع أن أعمل ليل‬
‫ً‬
‫ونهارا‪ ،‬وأمارس الكثي من األلعاب‬
‫الرياضية‪ ،‬وأتناول العشاء ف أفضل‬
‫ً‬
‫المطاعم‪ ،‬وأن أكون محبوبا من قبل‬
‫عائلت‪ ،‬وأستطيع أن أحمل أطفال بي‬
‫ذراع‪ ،‬وأجمع أصدقاب حول طاولت‬
‫سعيدة حيث نتحدث مرة أخرى العالم‬
‫بالتدخي بال حدود كان بإمكاب كتابة‬
‫‪،‬مقالت ف أرف المجالت القانونية‬
‫والتدريس ف مؤسسات مرموقة‪ ،‬ولم‬
‫يخفف أي شء من معاناة الستسالم ربما‬
‫يكون الفوز ف اللعبة الجتماعية‪ ،‬ولكن‬
‫التنازل عن العرش‬

‫النزلق‬

‫تتفكك‬

‫ينهار‬
‫كفرد‪ ،‬يخش‬

‫‪:‬جفت‪ ،‬وارتديت مالبس بسيطة‬


‫‪،‬بنطال جيي‪ ،‬وقميص أزرق شاحب‬
‫وحذاء أسود حت الكاحل‪ ،‬وبدأت ف وضع‬
‫جانبا‪ ،‬وخططنا للعودة إل‬ ‫أغراض ً‬
‫فونتينبلو ف نفس اليوم لالحتفال بعيد‬
‫ميالدي مع التوأم اقتحم عزرا الغرفة‬
‫عندما رن هاتق الخلوي لقد كانت مكالمة‬
‫فيديو من ابنتنا ميلينا قبلت ذلك‪ ،‬وعىل‬
‫الفور ظهر وجهه عىل الشاشة كانت تبلغ‬
‫من العمر ثالثة وعشين ً‬
‫عاما‪ ،‬بشعر بت‬
‫يصل إل كتفيها وعيني زرقاوين‪ ،‬وكانت‬
‫ً‬
‫تقريبا بالنسبة ل‬ ‫تبدو وكأنها ثنائية مثالية‬
‫تمنت ل "عيد ميالد سعيد" ووجهت‬
‫الهاتف نحو صورة ظلية لرفيقها عىل‬
‫أرزف‪ ،‬وهو رجل ذو بشة داكنة وعيني‬
‫ا‬
‫داكنتي وشعر مجعد قليل مصفف إل‬
‫ً ً‬
‫‪،‬الخلف وتمت ل عيد ميالد سعيدا أيضا‬
‫وعىل الفور ابتعد عزرا كانت ميلينا قد‬
‫انتقلت للتو للعيش مع عىل كان لديهم‬
‫حلم العيش لبضع سنوات عىل الساحل‬
‫الشف للوليات المتحدة بعد أن كان‬
‫ً‬
‫مساعدا بر ً‬
‫لمانيا‪ ،‬اجتاز عىل نقابة المحامي‬
‫ف باريس بينما كانت ميلينا تستعد‬
‫لالنضمام إل مدرسة هارفارد كينيدي ف‬
‫كامييدج لمتابعة برنامج التصالت‬
‫‪ ،‬السياسية ناشطة ف الحزب الشياك‬
‫كانت تسع للعمل ف فرنسا عندما أغلقت‬
‫الخط‪ ،‬التفتت إل عزرا ونطقت بهذه‬
‫الكلمات‪ ،‬الت لم أدرك مدى عنفها إل‬
‫عندما قلتها‪" :‬يبدو أنهما سعيدان"‪ ،‬مما‬
‫أعاد الزوجي إل فوض خيبة األمل‬
‫ل يهمت إذا كانت سعيدة‪ ،‬هذا —‬
‫الرجل ليس لها‪ ،‬ليس لديهم أي شء‬
‫مشيك‪ ،‬عليها أن تيكه‬
‫معا‪ ،‬ويحبون بعضهم ‪-‬‬ ‫يعيشون ً‬
‫البعض‬
‫سوف تستمر سنتي‪ ،‬ثالث —‬
‫سنوات‪ ،‬وبعد ذلك؟‬
‫لماذا أنت ساخر جدا؟ ماذا لديك‪-‬‬
‫ضده؟‬
‫ل شء أنا ببساطة مقتنع بأن ‪-‬‬
‫‪:‬التنوع يؤدي إل طريق مسدود انظر إلينا‬
‫ً‬
‫أطفال ل يعرفون شيئا عن اليهودية وهذا‬
‫يجعلت غي سعيد السء الوحيد الذي‬
‫تمكنت من فرضه عليك هو ختان إيليا‬
‫ً‬
‫لقد كان عربيا‪ ،‬وهذا ما أزعجه كان‬
‫العتقاد أنه عىل الرغم من أن ميلينا بدت‬
‫سعيدة بالنسبة له ‪ -‬وقد رآها مكتئبة للغاية‬
‫‪،‬وقت انفصالها عن شيكها السابق‪ ،‬دانيال‬
‫وهو يهودي مليم تركها بعد عالقة غرامية‬
‫استمرت ثالث سنوات تحت ضغط من‬
‫زوجته والدي ألن ميلينا لم تكن يهودية‬
‫ً‬
‫وفقا للقانون الديت ألنت لم أكن يهودياً‬ ‫‪-‬‬
‫‪،‬حت لو كان لقصته أي فرصة لالستمرار‬
‫ً‬
‫فلن يتمكن أبدا من العياف لعائلته‪ ،‬الت‬
‫أعاد التصال بها ً‬
‫أخيا بعد سنوات من‬
‫الرفض والصمت‪ ،‬أنه وكانت ابنته ستيوج‬
‫مسلما والديه لم يحبا العرب لم يتمكنوا‬
‫ً‬
‫‪،‬حت من تحمل السفارديم‪ :‬أسمر جدا‬
‫ً‬
‫ومفعم بالحيوية‪ ،‬وعرب جدا كان عزرا‬
‫يكره دانيال ووالديه‪ ،‬التجار الصغار‪ ،‬منذ‬
‫لقائهما األول‪" :‬اليهود التونسيون من‬
‫جربة‪ ،‬غي ممكن‪ ،‬الذين ل يتحدثون‬
‫‪"،‬العربية إل فيما بينهم‪ ،‬إنهم متخلفون‬
‫‪ HLM de Sarcelles -‬الذين عاشوا ف‬
‫ً‬
‫‪،‬وليس عالمه عىل أرزف – لم تعد عربيا‬
‫ستموت "إذا بقيت ميلينا معه‪ ،‬فلن تراب‬
‫بعد اآلن"‪ :‬بعد أن عانت ً‬
‫كثيا‪ ،‬احتفظ لها‬
‫بنفس المصي الذي فرضه علينا والديها‬

‫كان عزرا يعرف تحياته‪ ،‬ونقاط‬


‫ً‬
‫طبيبا‬ ‫ضعفه‪ ،‬وكنت أعرف أنه كان يرى‬
‫ً‬
‫نفسيا لبضعة أسابيع‪ ،‬وكان يدفع له مقابل‬
‫الستماع إليه وهو يقول‪ :‬ابنت تواعد ً‬
‫عربيا‬
‫ول أستطيع تحمله هل كان الطبيب‬
‫النفس ً‬
‫ملزما بسماع ذلك أم أنه يمكنه‬
‫ً‬
‫الحتجاج بنوع من شط الضمي؟ وكثيا ما‬
‫‪:‬أوضح عزرا عندما انتقدته بسبب تعصبه‬
‫ً‬
‫أنه لم يكن عنضيا لم يكن لديه أي‬
‫عداء تجاه العرب لكنه أراد أن تلتق ابنته‬
‫بيهودي لقد فكر ف ذلك دون أن يتمكن‬
‫من إخبار ميلينا‪ :‬فهو ل يريدها أن ترتكب‬
‫نفس الخطأ الذي ارتكبه‬

‫انتهت محادثت مع ابنت‪ ،‬وبدأ عزرا‬


‫يتحقق بشكل محموم تحت األشة وف‬
‫الخزانات من أننا لم ننس أي شء شاهدته‬
‫وهو يفعل ذلك‪ ،‬ف صمت‪ ،‬وفجأة‪ ،‬رأيته‬
‫يدخل الحمام‪ ،‬ثم يخرج عىل الفور‪ ،‬وف‬
‫‪:‬يده زوجان من النعال‪ ،‬وهو يضخ‬
‫نأخذهم أم نيكهم؟" » من قبل‪ ،‬كان"‬
‫جانبه الحزين وودي آلن يجعلت أضحك؛‬
‫اآلن جعلت أرغب ف البكاء ل أعرف لماذا‬
‫أثارت رؤيت لهذا النعال الملفوف‬
‫بالسيلوفان الذي كان عزرا يلوح به كما لو‬
‫كانا تذكرب سفر من الدرجة األول بي‬
‫ً‬ ‫‪،‬باريس ونيويورك‪ً ،‬‬
‫فزعا شديدا ف داخىل‬
‫لكنت انطلقت ف حديث طويل وكامل‬
‫اللوم – كل ما منعت مستشار الزواج من‬
‫تماما صمت فجأة‪" :‬أنت تريد أن‬ ‫قوله ً‬
‫تيكت‪ ،‬أليس كذلك؟ تدمي عائلتنا؟‬

‫‪Notre famille – sa‬‬


‫‪possessivité asphyxiante… J'étais‬‬
‫‪trop attachée à mon autonomie‬‬
‫‪pour adhérer à son idéal d'une‬‬
‫‪collectivité indestructible mais il‬‬
‫‪savait qu'il touchait une zone‬‬
‫‪sensible, mes enfants‬‬
‫‪cristallisaient un point de‬‬
‫‪vulnérabilité totale : je ne pouvais‬‬
‫بدونهم ‪pas vivre‬‬
‫كيف يمكنك أن تفعل ذلك؟ أسبوع ‪-‬‬
‫ف باريس‪ ،‬أسبوع ف الميل؟ أنت تعرف أنه‬
‫سيؤذي الصغار‬
‫لقد استخدم "الصغار" هذا المصطلح‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عمدا‪ ،‬مشددا عىل هشاشتهم ألق‬
‫‪ :‬النعال عي الغرفة واصلت‬
‫أنا بحاجة إل البتعاد لفية من —‬
‫الوقت للتفكي‬
‫سنفكر ف األمر مع الوسيط‪ ،‬ألم —‬
‫ً‬
‫تنس أن لدينا موعدا؟‬
‫ماذا سيتغي؟ ما الذي ستقدمه –‬
‫بشكل مختلف؟ لقد جربنا كل شء‬
‫لقد ندمت عىل الفور ألنت كنت‬
‫ً ً‬
‫‪:‬‬
‫وحشيا جدا فعجزنا جعلنا عدوانيي كان‬
‫لدي انطباع بأنت ملكه‪ ،‬ولم يعد الزواج‬
‫يبدو ل سوى محاولة لألش‪ ،‬بالنسبة ل‬
‫الت كانت ً‬
‫دائما ف حاجة ماسة إل العزلة‬
‫والستقاللية نظر عزرا بعيدا عندها أصبح‬
‫ً‬
‫جادا مرة أخرى وسألت السؤال الذي كنا‬
‫نخشاه‪" :‬هل هناك رجل آخر؟" " كان‬
‫هناك صمت طويل‬

‫ل‪ ،‬ل يوجد أحد‬

‫كان ف هذا النق كل األكاذيب‬


‫والتنازلت ف الحياة المكرسة لمنع تفكك‬
‫عائلت ‪ -‬اإلنكار‪ ،‬المسار الذي استبدلته‬
‫‪:‬بالواقع حت أتمكن من تحمله ل أحد‬
‫هكذا وصفت الرجل الذي أحببته والذي‬
‫أردت منذ ستة أشهر أن أترك كل شء من‬
‫أجله؛ وهو ما يسم الخيانة لكن عزرا‬
‫حصل عىل الجواب الذي كان يأمل فيه‬
‫لم يض‬
‫سؤال من القاض‪ :‬ما ه األسباب‬
‫الت دفعتك فجأة إل مغادرة ميل والدتك‬
‫مع زوجتك الحامل الصغية ف ‪30‬‬
‫ديسمي ‪2014‬؟‬
‫ا‬
‫الجواب ‪ :‬أول‪ ،‬لم نحذرها ‪ ،‬ول حت‬
‫والدة زوجت‪ ،‬حت ل تقلقهم لقد بدأ األمر‬
‫ف األساس بنية حسنة‪ ،‬فقد علموا أننا ل‬
‫نريد البقاء ف فرنسا‪ ،‬وقد قلت بالفعل‬
‫إنت أريد أن أعيش ف بلد مسلم‪ ،‬فمن‬
‫األفضل أن نمارس مثىل وزوجت أردنا‬
‫الذهاب إل سوريا لمساعدة الشعب‬
‫السوري والقيام باألعمال اإلنسانية‬
‫ً‬
‫وممارسة ديننا لم أرغب أبدا ف النضمام‬
‫إل جماعة جهادية هناك‬

‫سؤال القاض‪ :‬ماذا كنت تعرف عن‬


‫سوريا ف ذلك الوقت؟‬
‫الجواب ‪ :‬ليس كثيا ف الواقع أن بشار‬
‫كان يقتل شعبه لقد أصابنا بالمرض‪ ،‬ولم‬
‫نفهم لماذا سمح الجميع بحدوث ذلك‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل تعلم أن‬


‫هناك فرنسيي ذهبوا إل هناك للقتال؟‬
‫الجواب ‪ :‬سمعت ذلك‪ ،‬ولكن لم يكن‬
‫ً ً‬
‫هذا ما أردت لم أكن عنيفا أبدا‪ ،‬لقد بنيت‬
‫نفس ضد العنف‬

‫‪:‬سؤال من القاض‪ :‬لماذا تقول‬


‫بنيت نفس ضد العنف"؟"‬
‫الجواب ‪ :‬ألنت عانيت منه لكنت ل‬
‫ً‬
‫أريد حقا التحدث عن ذلك‬
‫ً‬
‫سؤال من القاض‪ :‬ألم تكن مهتما‬
‫بالدولة اإلسالمية ف العراق والشام‬
‫(داعش( قبل رحيلك ؟‬
‫الجواب ‪ :‬لم أكن أرغب ف النضمام‬
‫إل داعش ما يهمت هو معرفة كيف شكلوا‬
‫دولتهم‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل تعرف فرنسيي‬


‫أو أشخاص آخرين انضموا إل داعش؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ألم تكن تريد‬


‫مساعدة الشعب السوري بالقتال؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬فقط من خالل القيام‬
‫بالعمل اإلنساب‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ماذا كنت تعرف‬


‫عن أعمال داعش؟‬
‫الجواب ‪ :‬أنهم كانوا يقاتلون بشار‬
‫ا‬
‫بالنسبة ل‪ ،‬كان ذلك شكل من أشكال‬
‫المقاومة عندما غادرت‪ ،‬اعتقدت أن‬
‫الدولة اإلسالمية تقوم بعمل جيد‪ ،‬وأنها‬
‫كانت الجنة أعلم اليوم أن تنظيم الدولة‬
‫اإلسالمية أو الجماعات األخرى إرهابيون‬
‫السماح لهم بقتل الناس وه فرقة تمرر‬
‫الباطل كحق‬

‫سؤال من القاض‪ :‬كنت ل تزال عىل‬


‫علم بأنك ستدخل منطقة حرب وأن‬
‫الخطر عىل حياتك وحياة زوجتك الحامل‬
‫كان قائما حقيق ؟‬
‫اإلجابة ‪ :‬ليس ً‬
‫كثيا وإل لما غادرت‬

‫سؤال من القاض‪ :‬كيف تفش هذه‬


‫الرغبة ف عمرك ووضعك ف ذلك الوقت ؟‬
‫رد ‪ :‬أردت أن أغي حياب‬

‫سؤال من القاض‪ :‬لماذا قمت‬


‫بحذف حسابك عىل الفيسبوك قبل‬
‫المغادرة؟‬
‫اإلجابة ‪ :‬أتخيل أن أبدأ من جديد‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ألم تظن أن‬


‫منشوراتك يمكن أن تسبب لك مشاكل؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬لم يكن هناك أي شء‬
‫جدي أو ربما مجرد أشياء ضد بشار‬

‫سؤال من القاض‪ :‬كثيون يقولون‬


‫إن الدولة اإلسالمية تدافع عن نفسها فقط‬
‫ما رأيك؟ ‪،‬‬
‫الجواب ‪ :‬هذا صحيح إل حد ما‪ ،‬فهم‬
‫يتعرضون للهجوم‪ ،‬ويريدون الدفاع عن‬
‫أنفسهم‪ ،‬وهذا طبيع‪ ،‬لكنهم يصبحون‬
‫مثل اآلخرين عندما يفعلون الش معتقدين‬
‫‪،‬أنهم يفعلون الخي ولهذا السبب‪ ،‬وبشعة‬
‫عندما رأيت وجههم الحقيق وفهمت ما‬
‫كانوا يتوقعونه منا‪ ،‬أردت العودة إل فرنسا‬

‫سؤال من القاض‪ :‬قبل رحيلك هل‬


‫شاهدت األفالم الدعائية؟‬
‫الجواب ‪ :‬ليس حقا‬

‫سؤال من القاض‪ :‬بعد العثور عىل‬


‫مقطع فيديو لقطع الرأس عىل هاتفك‬
‫الجواب ‪ :‬قيل إنه فيديو مفيك‪ ،‬وأن‬
‫األمريكان يصنعون هذه األفالم ثم يبثونها‬
‫إلثناء الناس عن الذهاب إل سوريا‬

‫سؤال القاض ‪ :‬ما تأثي ذلك عليك؟‬


‫‪،‬الجواب ‪ :‬لقد اشميت‪ ،‬صدمتت‬
‫ولكن قلت لك‪ ،‬اعتقدت أنها مكيدة من‬
‫صنع األميكيي‬

‫سؤال القاض‪ :‬هل تركت الجهاد؟‬


‫ً‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬ل‪ ،‬أبدا ف الحياة‬

‫سؤال من القاض ‪ :‬هل بايعت الدولة‬


‫اإلسالمية ؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‬

‫سؤال القاض ‪ :‬هل تلقيت أي تدريب‬


‫؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‬

‫سؤال القاض ‪ :‬هل شاركت ف أي‬


‫قتال؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل شهدت أو‬


‫شاركت ف النتهاكات وقطع الرؤوس‬
‫والصلب واإلعدام بإجراءات موجزة؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل قمت بتطبيق‬


‫الشيعة أو شهدت تطبيقها‪ ،‬مثل الجلد‬
‫ً‬
‫علنا أو قطع األيدي أو غيها من أعمال‬
‫ً‬
‫العنف المرتكبة تطبيقا للشيعة؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل أردت أن‬


‫تقتل؟‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫‪ً :‬‬
‫اإلجابة أبدا‪ ،‬أبدا‪ ،‬أبدا لكنت كنت‬
‫أعلم أنه بمجرد وصول قد ُيطلب مت‬
‫القيام بذلك وأنت لن أتمكن من القيام‬
‫بذلك‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ما الذي يجعلك‬


‫تقول ذلك؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل أستطيع حت أن أتحمل‬
‫منظر الدم ف العيد أغمض عيت عندما‬
‫يذبح الخروف‬

‫(ولنذكر أن السيد قاسم يضحك(‬


‫‪5‬‬

‫أنا مثل اآلخرين‪ ،‬لست أفضل ول‬


‫ً‬
‫أسوأ‪ ،‬ولست أفضل استعدادا إلغراءات‬
‫‪،‬الوجود بعد فية معينة من العيش ً‬
‫معا‬
‫لماذا تكذب عىل نفسك‪ ،‬يبدأ التعب‪ ،‬تجد‬
‫‪،‬نفسك تحلم بمكان آخر البعض يغامر‬
‫والبعض اآلخر يستسلم للحفاظ عىل‬
‫‪،‬استقرار وهم‪ ،‬ربما من منطلق أخالف‬
‫ً‬
‫‪،‬دون أن يؤمنوا به حقا ‪ -‬وف كلتا الحالتي‬
‫ً‬
‫شعان ما يصبح األمر مخيبا لآلمال؛ تفكك‬
‫الزوجي تجربة مأساوية اعتقدت أنت‬
‫سأتمكن من المقاومة‪ ،‬وأنت لن أترك‬
‫ً‬
‫المناطق المحددة أبدا‪ ،‬وأنت سأتمكن من‬
‫قول ل‪ ،‬وأن أهرب ف اللحظة المناسبة‪ ،‬أي‬
‫ً‬
‫قبل المعاناة ‪ -‬لقد كنت مخطئا كان ذلك‬
‫قبل العالج الطت‪ ،‬وولدة أطفال‪ ،‬وليال‬
‫األرق‪ ،‬ونهاية الرغبة المخطط لها وف أحد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األيام استسلمت أنا أيضا ‪ -‬خوفا من‬
‫الموت‪ ،‬ومن الملل‪ ،‬ومن الجمود‪ ،‬لم‬
‫ا‬ ‫ً‬
‫‪:‬يستغرق األمر وقتا طويل حت أسقط‬
‫أعتقد أنت أردت أن أخيب التوقعات الت‬
‫ً‬
‫مقتنعا‬ ‫توقعها اآلخرون عىل كنت حينها‬
‫ً‬
‫بأن المرء ل يمكن أن يكون سعيدا دون‬
‫‪،‬ممارسة حريته ‪ -‬مع مخاطر الخطأ‬
‫ومخاطر العزلة‬

‫هل من الصواب أن تقول الحقيقة‬


‫لشخص ما وأنت تعلم أن ذلك سيؤذيه؟‬
‫ماذا كان يجب أن أقول لعزرا؟ نعم‪ ،‬لقد‬
‫كانت لدي عالقة غرامية منذ بضعة أشهر‬
‫محام جناب ف عمري‪ ،‬إيمانويل‬
‫ٍ‬ ‫مع‬
‫فورست‪ ،‬ليست مغامرة بسيطة‪ ،‬ل‪ ،‬قصة‬
‫حب‪ ،‬ولم يكن لدي الشجاعة ألتركك‬
‫الخفة وعدم الولء – من ُ صناعات‬
‫المجتمع المعاض – لم أهيأ لذلك‬

‫عندما التقيت بإيمانويل‪ ،‬كنت‬


‫منغمسا ف عمىل‪ ،‬ولم أعد أفكر ف الجنس‬‫ً‬
‫كما كان من قبل؛ ل‪ ،‬هذا غي صحيح‪ ،‬لقد‬
‫‪،‬فكرت ف األمر‪ ،‬بواجهة من النفصال‬
‫كسء ل ينبع أن يكون أولوية ف حياب‬
‫بعد اآلن‪ ،‬أقنعت نفس أن نشاط المهت‬
‫‪،‬يشغل كل المساحة ولكت كنت أعرف‬
‫عىل أقل تقدير‪ ،‬ف أعماق قلت – كلنا نعلم‬
‫بشكل غريزي – أنه ف يوم من األيام‬
‫سيتعي علينا أن ندفع ثمن هذه‬
‫الستقالة بغض النظر عن مدى إبعادنا‬
‫‪،‬للرغبة الجنسية عن عالمنا العقىل‬
‫‪،‬والتظاهر بأننا نستطيع الستغناء عنها‬
‫دائما بالنفجار ف‬‫واحتوائها‪ ،‬فإنها تنته ً‬
‫وجهك ‪ -‬وذلك مهما كان عمرك وحالتك‬
‫الجتماعية‬

‫‪،‬لم أكن أبحث عن عالقة غرامية‬


‫محام هناك قاعدة غي معلنة‬‫ٍ‬ ‫‪:‬خاصة مع‬
‫ل شء يمنع القاض من إقامة عالقة ودية‬
‫محام‪ ،‬لكن ف الواقع‪ ،‬من‬‫ٍ‬ ‫أو رومانسية مع‬
‫‪،‬األفضل المتناع‪ ،‬فهذا يتجنب المشاكل‬
‫خاصة عندما تكون لدينا قضايا معلقة‬
‫اهتمام لقد حرصت ً‬
‫دائما عىل الحفاظ‬
‫‪،‬عىل عالقات مهنية صارمة مع الجميع‬
‫‪،‬وخاصة المحامي هناك عدم ثقة‬
‫وعداء‪ ،‬وهم يخضعون لقراراتنا‪ ،‬وينتقدوننا‬
‫لكوننا قساة للغاية ونريد تجنب التأثر أو‬
‫التالعب بنا؛ نحن نقدر استقاللنا أكي من‬
‫أي شء آخر عدم الثقة هذا ل يستبعد‬
‫الحيام أو الود أو اإلعجاب أو الصداقة‬
‫ً‬
‫أحيانا‪ ،‬ويتم إنشاء التواطؤ اعتقدت أنت‬
‫ً‬
‫متحديا‬ ‫ف مأمن من أي انزلق‪ ،‬وكنت‬
‫ً‬
‫بطبيعت‪ ،‬ويمكن أن أكون باردا ‪ -‬ولم يكن‬
‫األمر مجرد وضعية؛ لم يكن اإلغواء‬
‫المباش وسيلت للتواصل‪ ،‬أو الفكاهة‪ ،‬أو‬
‫السخرية‪ ،‬أو تقديمها بشكل جيد‪ ،‬نعم‪ ،‬لقد‬
‫أحببت ذلك‪ ،‬ولكن ليس اإلثارة الجنسية ف‬
‫‪ -‬التبادلت‪ ،‬وليس العالقات المضطربة‬
‫ً‬
‫‪،‬الجنس أيضا هو عمل يتعلق بالسلطة‬
‫وعالقات القوة‪ ،‬وأنا لم أرغب ف إعطاء أي‬
‫شخص وسيلة لزعزعة استقراري أو‬
‫ممارسة أي ضغط عىل كل هذا بالطبع هو‬
‫نظرية‪ ،‬إنها أخالق مقننة‪ ،‬لكن الحياة‬
‫تتدخل‪ ،‬وتنهار المبادئ‪ ،‬وينته بنا األمر‬
‫بخيانة أنفسنا‬

‫‪،‬محام من صف كبي من الحقوقيي‬


‫ٍ‬
‫‪،‬مناضل‪ ،‬إعالم‪ ،‬رجل ذو سمعة كييتية‬
‫‪،‬معروف بمعاركه ضد عنف الشطة‬
‫وتجاوزات حالة الطوارئ‪ ،‬رجل تم‬
‫إحضاري للعمل معه منذ أن كان دافعت‬
‫‪،‬عن العديد من الشباب العائدين من سوريا‬
‫ا‬
‫وهو شخص كان ينبع ل عادة أن أبقيه‬
‫ً‬
‫بعيدا‪ ،‬وكان هذا بالفعل أسوأ خيار يمكن أن‬
‫كثيا كيف كان‬ ‫أستسلم له لقد تساءلت ً‬
‫من الممكن أن أقع ف حب الرجل الوحيد‬
‫الذي كان يجب أن أتجنبه‪ ،‬وكيف يمكن‬
‫لمرأة مثىل أن تيك نفسها تقع ف مثل هذا‬
‫‪،‬الفخ السهل المتوقع أنا لست أحمق‬
‫ً‬
‫رومانسيا‪ ،‬ولست‬ ‫ً‬
‫ساذجا‪ ،‬ولست‬ ‫ولست‬
‫ً‬
‫مثاليا‬

‫لكنت تعرضت لأللم كان الناس‬


‫‪،‬يبكون ف مكتت‪ :‬الضحايا‪ ،‬وأهال الضحايا‬
‫ُ‬
‫وأهال المعتقلي‪ ،‬والنساء الالب أخذ‬
‫ً‬
‫أطفالهن‪ ،‬وأحيانا حت المعتقلون أنفسهم‬
‫لقد كنت الوض عىل هذه المعاناة ما‬
‫أحاول قوله هو أنت كنت بحاجة لهذه‬
‫ً‬
‫مستمرا لقد كان هذا الحب‬ ‫‪،‬القصة إلبقاب‬
‫‪،‬ف تلك اللحظة بالذات من وجودي‬
‫ضورة‬

‫لقد حدث ذلك ذات مساء‪ ،‬بعد‬


‫استجواب مرهق للغاية؛ أريد أن أقوم‬
‫بتدوين بعض المحادثات المتبادلة حت‬
‫نفهم البعد المأساوي لدوري بعد ظهر‬
‫ذلك اليوم‪ ،‬استقبلت زوجي ماتت ابنتهما‬
‫البالغة من العمر تسع سنوات ف هجوم ل‬
‫توجد كلمة ف اللغة الفرنسية لتعيي من‬
‫فقد طفله‪ ،‬ف حي أن هناك كلمة واحدة‬
‫يتيم” – لمن فقد أباه أو أمه‪ ،‬كما لو“ –‬
‫‪،‬كان الوضع خارج عن الفهم‪ ،‬خارج اللغة‬
‫حالة مستحيلة لتحديد والتأهيل‪ :‬الفراغ‬
‫األخالف والقانوب عندما استقبلت هؤلء‬
‫اآلباء الذين دمرهم الحزن‪ ،‬كان عىل أن‬
‫ً‬
‫وصلبا‪ ،‬وأن أظهر اللباقة‬ ‫ً‬
‫حاضا‬ ‫أبدو‬
‫ً‬
‫واليبية‪ ،‬وأن أستمع ولكن أعلم أيضا أنهم‬
‫قد يسعون ف المقابل إل زعزعة استقراري‬
‫وكان الوالدان قد طلبا مقابلت برفقة‬
‫محاميهما وبعد مرور أكي من عام عىل‬
‫المأساة‪ ،‬علموا بالصدفة‪ ،‬من خالل فتح‬
‫القرص المدمج الذي يحتوي عىل ملف‬
‫التحقيق كامال‪ ،‬أن أعضاء ابنتهم قد تم‬
‫‪ -‬استئصالها أثناء التشي ح‪ ،‬دون موافقتهم‬
‫مهما حاولوا الحفاظ عىل العائالت أخيهم‬
‫‪،‬أن يتجنبوا قراءة المستندات اإلجرائية‬
‫فإنهم يبحثون ويريدون المعرفة كان األب‬
‫ً‬
‫‪:‬الشاب ساجدا وكان رفيقه هو الذي تحدث‬
‫هل تدركي شعور رؤية جثة ابنتك ‪-‬‬
‫عىل طاولة المشحة؟‬
‫أفهم يا سيدب‪ ،‬أستطيع أن أتخيل –‬
‫ل ل يمكنك ل تقل ذلك‪ ،‬مرة ‪-‬‬
‫أخرى هذا ليس طفلك‪ ،‬اسيجع كالمك‬
‫انت ل تعرف شيئا‬

‫هل يجب أن أخيه أن صديق‬


‫ُ‬
‫المفضل‪ ،‬وهو مراسل إذاع كبي‪ ،‬قتل عىل‬
‫يد طالبان ف عام ‪2007‬؟ أعيف له بأن‬
‫هذا هو السبب الذي جعلت أطلب‬
‫اللتحاق بمركز تدريب مكافحة اإلرهاب‬
‫ً‬
‫بعد عامي؟ لكنت لم أقل شيئا وتركت‬
‫‪:‬األمر يغمرب‬
‫أنت تتحدث عما ل تعرفه اسكت –‬
‫!‬
‫صمتت‪ ،‬لم أرد أن أزيد كالم عىل‬
‫وجعه‬
‫أنت بال قلب‪ ،‬أنت من أمرت بيع ‪-‬‬
‫أعضاء ابنتنا‪ ،‬وألي غرض؟‬
‫ل‪ ،‬لست أنا‪ ،‬بل زمالب من النيابة ‪-‬‬

‫لقد انهارت بالبكاء عانقها زوجها عىل‬


‫الفور "لم تعد لدينا حياة‪ ،‬لقد فقدنا كل‬
‫‪،‬شء " لقد عزيتهم بأفضل ما أستطيع‬
‫لكنت اهيت‪ ،‬لقد لوثتت معاناتهم وفجأة‬
‫تحدث مع محاميهم بلهجة قشية‬
‫ً‬ ‫‪:‬ورسمية بعض السء كان مي ً‬
‫عجا أيضا‬
‫أطلب منك إزالة األختام القضائية ‪-‬‬
‫حت يتمكن عمالب من إزالة األعضاء من‬

‫لكنت لم أستمع إليه لقد ركزت عىل‬


‫تبادل مع األم‬
‫أتمت لو أستطيع مساعدتك ‪-‬‬
‫اخيب ماذا يمكنت أن أفعل‬

‫‪،‬بكت األم تحت أنظار زوجها العاجزة‬


‫المنعزلة ف حزن ل يمكن كبته أعطيتها‬
‫‪،‬علبة مناديل وأخيتها أنت أريد مساعدتهم‬
‫‪:‬لكنها ابتعدت‬
‫ل يمكنك فهم ما أشعر به‪ ،‬تريد —‬
‫ً‬
‫أن تبدو لطيفا عندما ل تهتم بحزب‪ ،‬لقد‬
‫انته األمر بالنسبة ل‪ ،‬لدي ماء يصل إل‬
‫رأش وقررت أن أغرق نفس‬

‫ل ما تشعر به يؤثر عىل‬

‫أصيب بعض زمالب بالشلل بسبب‬


‫التعبي عن معاناة الناس‪ ،‬فحاولوا تجنبها‬
‫ً‬
‫كثيا ما طرحت‬ ‫بأي ثمن‪ ،‬لكنت لم أفعل‬
‫ي‬
‫عىل عائالت الضحايا هذا السؤال‪ :‬هل‬
‫يمكنك أن تخيب إذا كان لدى زوجت‬
‫ً‬
‫وصديق وطفىل وقت للمعاناة؟ أحيانا‬
‫أطرح هذا السؤال عىل الخياء؛ أجابوب‬
‫بضاحة تذكرت عائلة ضحية تحطم‬
‫الطائرة لقد صدمت رد الخبي‪ ،‬أنا ل أكتبه‬
‫حت ل أصدم‪ ،‬أريد ببساطة أن يفهم‬
‫الناس حقيقة وظيفت‪ ،‬وعنف ما ينكشف‬
‫‪،‬لنا‪ ،‬فأنا لست أقوى من أي شخص آخر‬
‫ول أكي شجاعة ‪ ،‬أتحمل التفاعالت‬
‫البشية دون أن أحاول تجنب قسوتها‪ ،‬ربما‬
‫هنا تتبلور جدية وظيفت أريد أن نعرف‬
‫‪،‬عن الليال الطوال‪ ،‬والشعور بالهزيمة‬
‫ً‬
‫واستحالة التحكم ف عواطفنا أحيانا ‪ -‬تلك‬
‫شا ف مكتبنا أو ف‬‫اللحظة الت نبك فيها ً‬
‫مراحيض القض‪ ،‬ونكرر ألنفسنا أن هذه‬
‫الوظيفة تتطلب الكثي من الجهد نحن‬
‫وبينما نبق ضيحي‪ ،‬يجب علينا أن نختار‬
‫ً‬
‫الكلمات نحن نقدم ردودا متعاطفة‬
‫ومخففة نحن نكذب باإلهمال – لحماية‬
‫ً‬
‫عائالتنا‪ ،‬وربما نحم أيضا القليل من‬
‫أنفسنا‬

‫كل ما أعرفه هو أن ابنتك لم يكن —‬


‫لديها الوقت للمعاناة‪ ،‬فقد ماتت عىل‬
‫الفور‬
‫ربما ابنت‪ ،‬ولكن أنا؟ أعاب ف كل –‬
‫ثانية من وجودي‬
‫كان الزوج والمحام يراقباننا دون أن‬
‫ينطقا بكلمة واحدة‪ ،‬كما لو كانا عىل الجانب‬
‫اآلخر من البنك‬
‫أعرف أفهم مع مرور —‬
‫الوقت‬
‫نظرت إل بنظرة مليئة بالحزن‬
‫مع مرور الوقت‪ ،‬ل شء‪ ،‬إنه هراء ‪-‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬كنت أعلم ذلك‪ :‬كان ردي فاحشا‬
‫لكننا فاحشون ً‬
‫دائما عندما يتعلق األمر‬
‫بمواساة األب أو األم الت فقدت طفلها‬
‫ا‬
‫‪،‬ل‪ ،‬أنت ل تفهم‪ :‬عندما تفقد طفل ‪-‬‬
‫فإنك تحزن مدى الحياة‬
‫سؤال من القاض‪ :‬لقد أكدت أنك‬
‫غي قادر عىل القتل ولكن ذلك لم يمنعك‬
‫من المشاركة بشكل غي مباش ف عمليات‬
‫القتل من خالل النضمام إل أفراد ف سوريا‬
‫يهدفون إل تجنيد أو قيادة مجموعات من‬
‫الجهاديي القادمي من فرنسا‪ ،‬ما رأيك؟‬
‫الجواب ‪ :‬لم أكن أعرف شيئا‪ ،‬كنت‬
‫ساذجا لقد سمعت أن تنظيم الدولة‬
‫اإلسالمية كان يرتكب فظائع‪ ،‬ولكن حت‬
‫رأيت ذلك‪ ،‬لم أكن أعرف؛ لقد غادرت‬
‫ألنت أردت أن أعرف ذلك عىل وجه‬
‫اليقي‪ ،‬بدافع الفضول‬

‫سؤال من القاض‪ :‬أنت تخيب أنك‬


‫عرفت أن الدولة اإلسالمية كانت ترتكب‬
‫فظائع وأنك أردت التحقق من ذلك بأم‬
‫عينيك ولكن ف أقوالك السابقة تضيحك‬
‫‪،‬بأنك تعتقد أن الدولة اإلسالمية ه الجنة‬
‫هذا تناقض كامل‪ ،‬أل تعتقد ذلك؟‬
‫الجواب ‪ :‬بضاحة‪ ،‬لم أكن أعرف أي‬
‫شء‪ ،‬أنا أقول لك الحقيقة‬

‫‪ Hyper‬سؤال من القاض‪ :‬هل رأيت‬


‫يأخذ رهائن؟ ‪Cacher‬‬
‫الجواب ‪ :‬سمعت عنها عندما كنت ف‬
‫سوريا‬

‫سؤال من القاض‪ :‬القاتل يدع أنه من‬


‫تنظيم الدولة اإلسالمية‪ ،‬كان من الممكن‬
‫أن يوقظ ذكائك‪ ،‬أل تعتقد ذلك؟‬
‫الجواب ‪ :‬قيل إنها مؤامرة إللقاء اللوم‬
‫عىل المسلمي‪ ،‬تماما مثل هجوم شارل‬
‫إيبدو وحت ‪ 11‬سبتمي ‪2001‬‬
‫سؤال القاض ‪ :‬ما الذي جعلك‬
‫مهتما بالدولة اإلسالمية؟‬
‫الجواب ‪ :‬لقد سئمت من حياب‪ ،‬ولم‬
‫يحدث شء جيد لذا ف البداية‪ ،‬بدافع‬
‫‪،‬الفضول أردت أن أعرف ما هو هدفهم‬
‫‪،‬وما هو اليامهم التقيت برجل ف المسجد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫كان ً‬
‫مخلصا حقا؛ ما قاله منطق‬ ‫تقيا‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل هذا فريد‬


‫يحياوي الذي نعرض لكم صورته؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم إنه هو وقال إن من‬
‫غادروا هم من مقاتىل المقاومة لقد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أجريت بحثا صغيا عىل اإلنينت لفهم‬
‫هدف داعش‬
‫ً‬
‫سؤال من القاض‪ :‬وأخيا ماذا فهمت‬
‫عىل الفور؟‬
‫الجواب ‪ :‬أن هدفهم الوحيد كان‬
‫القتل‪ ،‬القتل‪ ،‬باسم اإلسالم‬
‫‪6‬‬

‫كل قصة حب لها جغرافيتها تم‬


‫تصميم غرفتنا ف الطابق السفىل الخامس‬
‫‪،‬بعد أن سمعت من األم الت فقدت طفلها‬
‫أردت البقاء وحدي لقد فقدت ضباط‬
‫األمن‪ ،‬وعندما غادرت المحكمة‪ ،‬دخلت‬
‫‪،‬أقرب موقف للسيارات تحت األرض‬
‫واستخدمت المصعد للوصول إل الطابق‬
‫ً‬
‫‪،‬العلوي‪ ،‬ألشعر حقا أنت تحت األرض‬
‫وأختق؛ لقد انهارت عىل عمود ألبك‬
‫‪ ،‬وهناك‪ ،‬عىل بعد أمتار قليلة من سيارته‬
‫رأيت إيمانويل أتذكر إحراج‪ ،‬مارست‬
‫منصب سلطة‪ ،‬كانت لدينا ملفات مشيكة‬
‫قيد التحقيق‪ ،‬وجدت نفس ف موقف‬
‫ضعيف ل أستطيع تحمله‪ ،‬تمالكت نفس‬
‫عىل الفور لكنه تعاف‪ ،‬سار نحوي وأخذب‬
‫بي ذراعيه رأيت وجه األم الجدي مرة‬
‫أخرى‪ ،‬وسمعت إهاناتها‪ ،‬ولم أستطع‬
‫التوقف عن البكاء سألت إيمانويل إذا كان‬
‫‪،‬شخص ما قد هاجمت‪ ،‬أجبت بالنق‪ ،‬أض‬
‫أريد أن أعرف ماذا حدث ل‪ ،‬ومن الذي‬
‫وضعت ف مثل هذه الحالة وضع يده عىل‬
‫شعري‪ ،‬عىل مستوى صدع‪ ،‬وأعتقد أن‬
‫كل شء بدأ من هناك‪ ،‬من هذه البادرة‬
‫الحميدة‪ :‬انفجار الحنان ف الفوض‬
‫‪،‬أخرجت علبة سجائر من جيب سيب‬
‫‪،‬وعرضت عليه واحدة‪ ،‬ودخنا هناك‬
‫وسط موقف السيارات الكئيب هذا‬
‫نظرت إل هاتق لم أستطع الحصول عىل‬
‫أي شبكة فقلت‪" :‬هذا هو المكان المثال‬
‫لالغتيال المستهدف لقاض مكافحة‬
‫اإلرهاب" » وأضفت‪ :‬أتلق الكثي من‬
‫رسائل التهديد اآلن » أريتهم له ضحكنا‬
‫يا له من عمل جميل‪ ،‬إنه حلم‬

‫كنت جالسا عىل غطاء محرك‬


‫‪،‬السيارة‪ ،‬وظل واقفا لقد جعلت أضحك‬
‫وتحدث مع بلطف شديد‪ ،‬ولكن كل ما‬
‫أردته ف تلك اللحظة هو أن يقبلت‬
‫ويحتضنت لم يكن لدي أي عالقة غرامية‬
‫عىل اإلطالق ‪ -‬مرة واحدة فقط‪ ،‬خالل‬
‫رحلة شاقة للغاية إل الجزائر‪ ،‬أمضيت‬
‫‪،‬جزءا من الليل بي ذراع زميىل فرانسوا‬‫ً‬
‫شبنا ً‬
‫كثيا‪ ،‬وقبلنا‪ ،‬وتوقف األمر عند هذا‬
‫الحد لم يكن هناك نقص ف الفرص‪ ،‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬كان هناك شء يعيقت ً‬
‫دائما‪ :‬لم‬
‫ً‬
‫تكن األخالق‪ ،‬ل‪ ،‬لم أفكر أبدا أن فسخ‬
‫ً‬
‫نهائيا عالقة‬ ‫عقد الزواج يمكن أن يقوض‬
‫ً‬
‫‪،‬قوية ودائمة‪ ،‬لكنت كنت خائفا من نفس‬
‫ً‬
‫خائفا من عندما سقطت‪ ،‬عرفت متطلبات‬
‫‪،‬الجنس والرتباط‪ ،‬وهذا العتماد المنفر‬
‫وهذا التوتر ‪ -‬كل شء بدا ل غي قابل‬
‫للتوفيق بي واجباب الت تتطلب تر ً‬
‫كيا‬
‫ً‬
‫مستمرا‬

‫لقد أردته‪ ،‬أردته لنفس أستطيع أن‬


‫‪،‬أفش هذا النجذاب من خالل ضعق‬
‫ورغبت الجنسية‪ ،‬والتفاهات الت يكدسها‬
‫علينا حراس معبد الزوجية ف كل مرة‬
‫نغادر فيها الطريق – سيكون ذلك ً‬
‫كاذبا‬
‫شعرت عىل الفور بعالقة حميمة عميقة‬
‫معه‪ :‬فكرية وجسدية المجموع هذه‬
‫ليست تفاصيل؛ عىل مدار العمر‪ ،‬تكون‬
‫ً‬
‫هذه اللقاءات نادرة جدا‪ ،‬مما يمنحك‬
‫هذا الشعور بالوحدة المطلقة مع كائن لم‬
‫تكن تعرفه قبل ساعات قليلة؛ يحدث ذلك‬
‫مرة أو مرتي‪ ،‬ثم مرة أخرى‪ ،‬إذا كنت‬
‫ً‬
‫محظوظا لقد قبلنا ولكننا لم نمارس الحب‬
‫ف ذلك المساء‪ :‬قال ل‪ ،‬ل أريد أن أتضف‬
‫معك كما أفعل مع اآلخرين‪ ،‬أنت خياري‬
‫الواضح وبعد أيام قليلة كتب ل‪ :‬أنت حت‬
‫األبدي الذي ل ينضب أنت كل شء‬

‫‪،‬ف القض‪ ،‬تم وصفه بأنه إلكيون حر‬


‫واضحا حت لو‬‫ً‬ ‫مراوغ‪ ،‬ومغري وكان األمر‬
‫أنكره‪ :‬ل تصدق كل ما يقولونه عت يمكن‬
‫ً‬
‫ورجوليا للغاية بينما يقسم‬ ‫أن يبدو ً‬
‫قويا‬
‫عىل العكس‪ :‬أنا أقل صالبة بكثي مما‬
‫تعتقد‪ ،‬وصحيح أنه بدا غي آمن بالنسبة ل‬
‫ف المرة األول الت قبلت فيها‪ ،‬عندما‬
‫أخيب أنه ميعج ‪ -‬ميعج مت؟ انا‬
‫ً‬
‫‪،‬ضحكت؛ أنا أيضا كانت لدي نقاط ضعف‬
‫‪،‬فسجن والدي جعلت أشعر بعدم األمان‬
‫وهو األمر الذي تمكنت من استخالص قوة‬
‫ً‬
‫مقتنعا بأنه ل يمكن للمرء‬ ‫معينة منه‪ :‬كنت‬
‫ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قاضيا جيدا دون أن يتضر قليل‬ ‫أن يكون‬

‫لم نمارس الحب حت نهاية األسبوع‬


‫التال ف الستوديو الخاص ب‪ ،‬بي ملفات‬
‫ً‬
‫وحشيا‬ ‫– التعليمات والكتب لقد تخيلته‬
‫ً‬
‫كان رقيقا؛ متغطرس‪ ،‬نرجس ‪ -‬بدا ل‬
‫‪:‬متواضعا؛ المهيمن ‪ -‬كان يحب الخضوع‬
‫افعل ما تريد مع"‪ ،‬كرر‪ ،‬ولكن عندما"‬
‫كنت معه‪ ،‬شعرت وكأنت أحمل قنبلة‬
‫يدوية غي مثبتة ف يدي حت لو‪ ،‬للوهلة‬
‫األول‪ ،‬كانت قامته‪ ،‬وعقله‪ ،‬وتفكيه‬
‫المنهج يوج بالثقة‪ ،‬فقد اكتشفت بشعة‬
‫عظيما كان يكتب ل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ظالما‬ ‫كبية أنه يخق‬
‫عش أو عشين مرة ف اليوم‪ ،‬ف نوبات‬
‫عاطفية‪ ،‬ثم يختق دون تفسي لعدة أيام‬
‫ً‬
‫‪،‬كما أنه كذب دون توقف‪ ،‬أو ظل غامضا‬
‫ً‬
‫مراوغا‪ ،‬بشأن نواياه؛ لقد نقل أو ألع‬
‫مواعيدنا ف اللحظة األخية دون أن يير‬
‫نفسه عىل اإلطالق‪ ،‬وكان عىل أن أتكيف‬
‫باستمرار‪ ،‬وأفش ما ليس له عقالنية منذ‬
‫الليلة األول‪ ،‬اعيف ل بذلك‪" :‬كانت‬
‫دائما ف حالة من الفوض" ‪ -‬قالها‬ ‫حياب ً‬
‫ً‬
‫بسء من اإلثارة كما لو أنه ل يمكنه حقا‬
‫ا‬
‫أن يزدهر إل ف الفوض‪ ،‬وبدل من أن‬
‫يجعلت أهرب بشكل مشوع‪ ،‬هذا‬
‫‪:‬العياف لقد جعله أكي جاذبية بالنسبة ل‬
‫كان استقرار عائلت مجرد واجهة إلخفاء‬
‫تقلباب ‪ -‬مثله‪ ،‬واجهت‪ ،‬ف وقت مبكر‬
‫ً‬
‫جدا‪ ،‬اندلع المأساة‬

‫قد نخطط لكل شء‪ ،‬ونخطط لكل‬


‫شء‪ ،‬لكن كل لقاء يحمل معه ثوماتورجيا‬
‫خاصة به ل شء يهيئنا للعالقة الحميمة‬
‫سمحت لنفس أن أتفاجأ بغزو الصدفة‬
‫القاتل للحياة الت كنت أسع للسيطرة‬
‫عليها‪ ،‬وبالشعور بالحرية الناتج عن اهياز‬
‫كل ما اعتقدت أنه مكتسب ونهاب‪ ،‬وحت‬
‫ً‬
‫لو حدث ذلك حتما بعد بضع ساعات‬
‫ً‬
‫وفقا لعملية الزنا الممية‪ ،‬سحقت ثقل‬
‫الندم‪ ،‬وتعلقت منذ الليلة األول بوهم‬
‫الحب الجذري المطلق لقد وصلت إل‬
‫مرحلة الذروة‪ ،‬وشعرت أنه يجب عىل أن‬
‫أعيش بشكل مكثف‪ ،‬وكان ذلك الوقت‬
‫يتقلص كان هذا دون األخذ بعي العتبار‬
‫‪،‬قوة الذنب المفسدة‪ ،‬وهذا المرض العقىل‬
‫‪،‬وف اليوم التال‪ ،‬وف حالة هياج مفاجئة‬
‫أخيته أن ذلك كان خطأ‪ ،‬وأننا ل ينبع أن‬
‫نرى بعضنا البعض مرة أخرى وأنت فضلت‬
‫ذلك اترك األمر عىل هذا النحو ‪ -‬لم أكن‬
‫أريد أن أتهم ف يوم من األيام بوضع‬
‫مصالج الخاصة قبل واجباب المهنية لقد‬
‫ً‬
‫كان رد فعله هادئا وأخيب أنه يحيم‬
‫قراري لقد اختق من حياب لمدة‬
‫‪،‬أسبوعي‪ ،‬ثم بدأ يكتب ل مرة أخرى‬
‫‪،‬ويرسل ل األغاب‪ ،‬ومقتطفات من الكتب‬
‫وصوره‪ ،‬واألماكن الت أحبها ‪ -‬ولم يكن‬
‫يعرف أين مكان مؤش الخصوصية لقد‬
‫ً‬
‫أحيانا يكون واضحاً‬ ‫‪،‬جاء وذهب ف حياب‪،‬‬
‫ً‬
‫بعيدا بقيت دفاعياً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪،‬عاطفيا‪ ،‬وأحيانا‬
‫وأستجيب بشكل متقطع ومنفصل كنت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خائفا من الستسالم‪ ،‬خائفا من المعاناة‬
‫قال ل‪ :‬أنت المرأة الوحيدة ف حياب‪ ،‬وأكي‬
‫شخص قابلته شاعرية ف حياب – ثم‬
‫‪،‬نظرت إل نفس كقاض صارم إل حد ما‬
‫ف‪ ،‬والت اكتشفتها‬ ‫أحببت المرأة الت رآها ي‬
‫من خالل حبه ظل يخيب أنت كل شء‬
‫بالنسبة له‪ ،‬قاومت‪ :‬اعتقدت أن الشخص‬
‫ً‬
‫الذي يحبك بشعة كبية جدا‪ ،‬وبقوة كبية‬
‫ً‬
‫جدا‪ ،‬حت دون أن يعرفك‪ ،‬سينته به األمر‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫عاجل أم آجل إل خيانتك أو كرهك‬

‫كان ممارسة الجنس معه تجربة‬


‫مكثفة لكنت لم أستطع شح سبب هذه‬
‫الكيمياء الستثنائية قال ف داخىل‪“ :‬أنت‬
‫مثية للغاية؛ معك أمارس الحب‪ ،‬لم أشعر‬
‫قط بذلك مع أي امرأة أخرى‪ ،‬لم أحب قط‬
‫كما أحبك” وف كل مرة‪ ،‬وصلنا إل المتعة‬
‫‪،‬ف نفس الوقت وربما تقوى تعلق هناك‬
‫ف رغبته ف جعىل أقذف‪ ،‬كما لو كان ذلك‬
‫أهم شء ف حياته كان بإمكاننا قضاء‬
‫ساعات ف ممارسة الحب‪ ،‬وقد استغرق‬
‫ً‬
‫األمر مت وقتا حت أتمكن من استعادة‬
‫قدرب عىل اليكي ‪ -‬لقد شعرت باإلرهاق‬
‫من هذا الشغف؛ كان عىل أن أسيطر عىل‬
‫هذا النفعال طوال الوقت اتخذت الحياة‬
‫ً‬ ‫ا‬ ‫ُ ً‬
‫إل جانبه بعدا مذهل ومثيا للقلق‪ ،‬عىل‬
‫عكس أي شء عرفته من قبل فقد يكون‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫جادا‪ ،‬وذو عقل عقالب يفكر ويسيس كل‬
‫شء وف اللحظة التالية‪ ،‬قد يكون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مضحكا‪ ،‬وعفويا‪ ،‬وغي ناضج لقد سامحته‬
‫‪،‬عىل دوافعه المتقلبة‪ ،‬ونوبات حزنه‬
‫وابتعاده المزمن‪ ،‬ألنه فتح مجال‬
‫ً‬
‫واسعا‪ ،‬وأحبت كما لم يحبت‬ ‫الحتمالت‬
‫أي رجل قبله‬
‫ً‬
‫لكن معه لم أشعر باألمان أبدا‬
‫سؤال من القاض‪ :‬أنت تقول ل أنك‬
‫مسلم‪ ،‬هل أنت مليم؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم‪ ،‬أمارس الرياضة منذ‬
‫حوال عامي‪ ،‬وأحاول أن أصىل كل يوم‬
‫وعندما تمكنت من ذلك‪ ،‬ذهبت إل‬
‫ً‬
‫المسجد أيضا‬

‫سؤال من القاض‪ :‬لماذا أصبحت‬


‫ً‬
‫ممارسا؟‬
‫الجواب ‪ :‬سألت نفس الكثي من‬
‫األسئلة الوجودية شعرت بالتعاسة‬
‫والحزن بسبب حياب وانحرافت طريق‬
‫النحراف أو طريق الدين‪ ،‬هذا هو السء‬
‫الوحيد الذي ظهر ل ف الج الذي أعيش‬
‫فيه‪ ،‬كان العنف هو حياتنا اليومية كنت‬
‫ً‬
‫خائفا من أن أصبح مثل والدي‪ ،‬الشخص‬
‫الذي فشل ف الحياة‪ ،‬والذي وقع ف‬
‫إدمان الكحول‪ ،‬والذي سبب لنا الكثي من‬
‫األذى لقد كافحت ً‬
‫كثيا‪ ،‬ولم أكن أعرف‬
‫كيف أخرج منه كان األمر كما لو أنت لن‬
‫ً‬
‫أرى النهاية أبدا‪ ،‬شعرت بالضياع بدأت‬
‫ف قراءة األشياء وأدركت أن اإلسالم هو‬
‫أنجح دين ف الرد عىل شكوك شاهدت‬
‫فيديوهات عىل اليوتيوب عن وجود هللا‬
‫واإلسالم‪ ،‬جلبت ل السالم الداخىل ألنت‬
‫‪،‬كنت وقتها إنسانة غي مستقرة وعصبية‬
‫كثيا ف عائلت‪ ،‬فعلت أشياء غبية‬ ‫‪،‬عانيت ً‬
‫أعطت معت لحياب‪ ،‬أعطاب التجاه ومن‬
‫ثم‪ ،‬لم أرغب ف أن ينته ب األمر كالكافر‬

‫سؤال القاض ‪ :‬ما هو الكافر ؟‬


‫الجواب ‪ :‬إنه عدو لإلسالم‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل قتل الكافر‬


‫جائز ف الدين؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬ألنه جاء ف القرآن أنه‬
‫ً‬
‫من قتل نفسا بغي حق فكأنما قتل " الناس‬
‫ً‬
‫" جميعا‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل كان والداك‬


‫مسلمي مليمي؟‬
‫الجواب ‪ :‬كانوا يمارسون المهنة‬
‫بطريقة تقليدية‪ ،‬يعت كانوا مؤمني‬
‫بالخرافات أكي من المتديني‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل تعتقد أنه من‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫الممكن ف فرنسا أن تكون مسلما صالحا؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم‪ ،‬هذا ممكن‪ ،‬لكن‬
‫األفضل أن تعيش ف بلد مسلم عىل سبيل‬
‫المثال‪ ،‬نرى هنا ملصقات لنساء أو رجال‬
‫عاريي يمسكون بأيديهم‪ ،‬وهذا يزعجت‬
‫سؤال من القاض‪ :‬هل تعتقد أنك‬
‫تستطيع ممارسة دينك كما يحلو لك؟‬
‫الجواب ‪ :‬ليس حقا ف وظيفت‬
‫السابقة تم التبليغ عت ف مكان عمىل ألب‬
‫كنت أرغب ف الصالة أثناء قيام بها أثناء‬
‫‪،‬فية الراحة‪ ،‬أضع نفس ف غرفة منفصلة‬
‫ً‬
‫لم أزعج أحدا كثيا ما تعرضت سونيا‬
‫لإلهانة بسبب حجابها‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ف رأيك هل يحق‬


‫للمسلمات مثال لبس الحجاب ف أماكن‬
‫مثل المدرسة الثانوية أو ف مكان العمل؟‬
‫الجواب ‪ :‬ولماذا ل؟ بضاحة‪ ،‬اتخذت‬
‫هذه القصة أبعادا ل تصدق عندما يكون‬
‫الحجاب نقول إنه أمر جدي‪ ،‬لكن عندما‬
‫تصل الفتيات بالتناني القصية والقمصان‬
‫المنخفضة للغاية‪ ،‬نجده ً‬
‫عاديا‬

‫سؤال من القاض‪ :‬بالتأكيد‪ ،‬لكن‬


‫القميص أو التنورة القصية ل عالقة لها‬
‫بالدين‬
‫الجواب ‪ :‬نعم‪ ،‬أعلم أننا ف بلد‬
‫علماب‪ ،‬لكن هذا ل يمنعك من أن تعيش‬
‫ً‬
‫دينك كما تريد الحجاب ليس برقعا ف‬
‫ً‬
‫نهاية المطاف‪ ،‬فهو ل يزعج أحدا أنا أؤيد‬
‫حرية الجميع‪ ،‬وليس علينا أن نحكم عىل ما‬
‫يفعله اآلخرون؛ عليك أن تكون متسامحا‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل تقرأ اللغة‬


‫العربية أو تفهمها أو تكتبها ؟‬
‫‪،‬اإلجابة ‪ :‬ل‪ ،‬أنا أفهم بعض الكلمات‬
‫هذا كل شء‪ ،‬لكت أود أن أتعلمها ً‬
‫يوما ما‬
‫سؤال من القاض‪ :‬هل تفهم ما المتهم‬
‫به؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم‪ ،‬بالطبع‪ ،‬أفهم أن الناس‬
‫يشعرون بالقلق ألنه بي رحيىل ف نهاية‬
‫عام ‪ 2014‬واليوم ف عام ‪ ،2016‬كان‬
‫هناك الكثي من الهجمات ولكن ليس لدي‬
‫أي عالقة بها‪ ،‬لقد غادرت قبل كل هذا‬
‫لم أكن أعرف ما سيأب أعتقد أنت أعامل‬
‫بقسوة شديدة‪ ،‬فأنا ف السجن منذ عام‬
‫الناس ل يحاولون أن يفهموب‪ ،‬ول‬
‫يصدقونت عندما أقول إنت لم أتضف‬
‫بهدف شء ولكن هذه ه الحقيقة‪ ،‬لقد‬
‫بدأت من نية حسنة‪ ،‬وفعل الخي‪ ،‬وأن‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫أكون رجل صالحا‪ ،‬وأعاقب عىل ذلك‪ ،‬رغم‬
‫أنت فعلت ماذا؟ عيت الحدود واستدارت‬
‫إلنقاذ زوجت وطفىل؟ هل هذه جريمة؟‬
‫هل سيبقونت ف السجن لسنوات بسبب‬
‫هذا؟‬

‫سؤال القاض ‪ :‬ما قولك ف هذا؟‬


‫الجواب ‪ :‬لقد ارتكبت أخطاء‪ ،‬وأنا‬
‫أعيف بذلك‪ ،‬وأتقبلها ذهبت إل سوريا‬
‫مع زوجت كمثل أعىل‪ ،‬ووجدت نفس ف‬
‫كابوس أنا لست إرهابيا عدت بشعة إل‬
‫فرنسا ألنت أدركت خطأي بمجرد وصول‬
‫وليس لدي سوى هدف واحد اآلن‪ ،‬وهو أن‬
‫أعيش بسالم دون أن أتسبب ف مشاكل‬
‫ألحد‬
‫‪7‬‬

‫ولم يعد كرموش إل ميله ماذا نفعل ؟‬

‫كنت ل أزال ف غرفة الفندق مع عزرا‬


‫ف هذه المساحة من التبادلت المتوترة‬
‫حيث لم نعد نعرف كيف نتضف تجاه‬
‫بعضنا البعض‪ ،‬البقاء أو الرحيل‪ ،‬الصيانة أو‬
‫التدمي‪ ،‬عندما رأيت أنت تلقيت سبع‬
‫مكالمات فائتة من مالك عبود ‪ ،‬السم‬
‫المستعار ‪ 142‬س إ ‪ ،‬اسمه الرمزي‬
‫‪،‬كعميل للمخابرات الداخلية‪ ،‬رجل متمرد‬
‫ذك‪ ،‬حساس‪ ،‬ابن صحق جزائري اغتيل ف‬
‫‪،‬منتصف التسعينيات‪ ،‬خالل العقد األسود‬
‫عىل يد إسالميي مسلحي لقد تم‬
‫إحضاري للعمل معه بمجرد وصول إل‬
‫القسم‪ ،‬وكان أحد محقق المديرية العامة‬
‫للتحقيقات واألمن‪ ،‬وكنا نتصل ببعضنا‬
‫البعض ونرى بعضنا البعض بانتظام ف‬
‫ا‬
‫مكتت وحت خارج القسم كان رجل ف‬
‫الثالثي من عمره‪ ،‬ذو شعر داكن‪ ،‬وسيم‬
‫ً‬
‫جدا‪ ،‬ذو عيون سوداء‪ ،‬متوسط الطول‪ ،‬ذو‬
‫جسم عضىل وكان قد درس القانون‪ ،‬ثم‬
‫السياتيجية العسكرية‪ ،‬وعمل ف وزارة‬
‫الدفاع قبل التحاقه بالمخابرات كنت‬
‫ً‬
‫أعرفه عندما كان قائدا للمجموعة؛ كان قد‬
‫أصبح رئيس القسم عندما توليت منصب‬
‫منسق وحدة مكافحة اإلرهاب‪ ،‬وكان يقود‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شخصا أحببت‬ ‫فريقا من خمسة وعشين‬
‫التحدث معه‪ ،‬وكانت لدينا مناقشات‬
‫‪:‬ساخنة بالنسبة له‪ ،‬كان الجميع مذنبي‬
‫أنت تحقق ف التهامات والدفاعات‪ ،‬وأنا"‬
‫‪،‬هناك لتوجيه التهامات لكل شء‬
‫ولدفعهم إل األسفل‪ ،‬الرجل أو المرأة أمام‬
‫‪،‬هو خصم‪ ،‬عدو إذا غادروا إل سوريا‬
‫فذلك بسبب وجود أساس أيديولوج‬
‫ليس لدي أي وازع‪ ،‬فمن المحتمل أننا‬
‫ً‬
‫أشخاصا قد يذبحون المدنيي‪ ،‬لذا‬ ‫نواجه‬
‫ل أهتم » ف بعض األحيان‪ ،‬عندما كان‬
‫ً‬
‫أمام إسالميون متطرفون‪ ،‬لم أكن بعيدا‬
‫عن التفكي مثله‬
‫اتصلت به مرة أخرى عىل الفور‬

‫ولم يعد كرموش إل ميله ولم تبلغ‬


‫مركز شطة كريتيل نادية كرموش ‪ ،‬ستة‬
‫ً‬
‫عش عاما‪ ،‬لم تحض إل مركز الشطة‬
‫بسبب ما تتطلبه رقابتها القضائية هاتفه‬
‫عىل الييد الصوب والدتها ل تعرف أين‬
‫ه وقبل ستة أشهر‪ ،‬تم القبض عليها ف‬
‫تركيا بينما كانت تستعد للعبور إل سوريا‬
‫ف تلك اللحظات‪ ،‬إنه رعب أنت مقتنع‬
‫بأن الشخص قد انتهك رقابته القضائية‬
‫لرتكاب اعتداء ل تفكر ف التأخي أو تعطل‬
‫ميو األنفاق أو النزعاج أنت تتخيل األسوأ‬
‫منذ عمليات المغادرة األول إل سوريا‬
‫ف الفية ‪ ،2012-2011‬كان لدينا المزيد‬
‫والمزيد من الشباب تحت الرادار‪ ،‬أي غي‬
‫معروفي ألجهزة المخابرات وف منتصف‬
‫عام ‪ ،2013‬أكد فرانسوا هولند نفسه أن‬
‫ً‬
‫فرنسا مستعدة لضب األراض السورية ردا‬
‫عىل الهجمات الكيميائية الت نفذتها قوات‬
‫حكومة بشار األسد‪ ،‬وبذلك ميت نفسها‬
‫عن نظيتها األمريكية‪ ،‬وماذا حدث؟ لقد‬
‫‪،‬أعطت األفكار ألكي من شخص عاطل‬
‫والعديد من المقاتلي الشباب قرروا‬
‫النضمام إل صفوف الجهاديي ف نهاية‬
‫عام ‪ ،2012‬حصلنا عىل ردود الفعل‬
‫األول‪ ،‬وقمنا بالتصال بهم لقد كان‬
‫األتراك بمثابة البوابة‪ ،‬وقد فهموا أنها‬
‫ستكون بمثابة أداة ضغط بالنسبة لهم؛‬
‫لقد جعلوا حدودهم محكمه إل حد ما؛‬
‫لقد لعبوا عىل أعصابنا تم إيقاف‬
‫الفرنسيي عىل الحدود اليكية السورية‬
‫‪،‬سألهم األتراك عما إذا كانت لديهم تأشية‬
‫ثم حبسوهم ف مراكز الحتجاز‪ ،‬لعدة‬
‫أشهر ف بعض األحيان وتم مبادلتهم بدعم‬
‫مال أو تعهدات من األكراد‪ ،‬مثل ضب‬
‫خلية لحزب العمال الكردستاب؛ لقد كانت‬
‫حالة رهائن أسبوعية كان لديهم خزان‬
‫ليجعلونا نغت علم المحققون يوم‬
‫األربعاء أو الخميس أن السلطات اليكية‬
‫كانت تعيد فرنسيي إلينا عىل مي طائرة‬
‫وصلت إل أورل مساء الجمعة ف الساعة‬
‫مساء ثالثة‪ ،‬أربعة محققي‬‫ا‬ ‫السادسة‬
‫باإلضافة إل اثني‪ ،‬ثالثة عمالء من‬
‫مجموعة التدخل ذهبوا إل المطار ووقفوا‬
‫عند جش المشاة واستجوبوا وتحققوا من‬
‫هوياتهم واقتادوا األشخاص المعتقلي إل‬
‫مقر شطة الحدود ف أورل حيث تم‬
‫إبالغهم بحقوقهم اتصلوا بمقر المديرية‬
‫العامة لألمن العام ف لوفالوا‪ ،‬وحذروهم‬
‫محام وطبيب‬‫ٍ‬ ‫من أنهم سيحتاجون إل‬
‫لقد تم فصل اآلباء عن أطفالهم – وكان هذا‬
‫هو الجزء األصعب قام العمالء بتفتيش‬
‫‪،‬الممتلكات الشخصية‪ ،‬وصادروا كل شء‬
‫وسألوا عما إذا كان هناك أي أمتعة مسجلة‬
‫وتم إرسال رجل من شطة الحدود مع‬
‫الشخص الموقوف للتعرف عىل األمتعة‬
‫وتأمينها كان من المهم أن تكون هناك وإل‬
‫ً‬
‫يمكنها أن تدع لحقا أنهم أضافوا أشياء‬
‫ثم عادوا إل مقر القوات الجوية‬
‫الباكستانية وأغلقوا األمتعة استغرق األمر‬
‫ساعتي جيدتي وصلوا إل لوفالوا‪ ،‬ونزعوا‬
‫أربطة وأحذية المعتقلي‪ ،‬وأعطوهم‬
‫مستلزمات النظافة‪ ،‬وحبسوهم ف زنازين‬
‫فردية مع إمكانية الوصول إل المياه‬
‫والمراحيض وكان لهم الحق ف طلب‬
‫التصال بعائالتهم ولكن يمكن للوكالء‬
‫تأجيل ذلك إذا سمح لهم القاض بذلك‬
‫اتصل المحقق بالعائلة‪ ،‬وقال ببساطة إن‬
‫الشخص محتجز لدى الشطة دون تحديد‬
‫السبب ف صباح اليوم التال بدأ‬
‫الستجواب عمل ثالثة محققي عىل‬
‫الملف‪ :‬أحدهم أجرى مقابالت مع العناض‬
‫القليلة الت كان لديه‪ ،‬واآلخر الذي استغل‬
‫األختام‪ ،‬واألخي قام بالباف‪ ،‬وقام بفحص‬
‫الملفات‪ ،‬وجميع شبكات التواصل‬
‫الجتماع؛ كانوا يجرون استجواب الهوية‬
‫الكيى ف السابق‪ ،‬أخينا كل من اعتقلناه‬
‫أنهم غادروا لالنضمام إل الجيش السوري‬
‫الحر‪ ،‬والجيش السوري الحر – وقد باعتهم‬
‫فرنسا نفسها أسلحة – ولكن منذ عام‬
‫غيوا لهجتهم‪ ،‬وقالوا لنا‪" :‬لقد ‪2013،‬‬
‫قمت فقط باألعمال اإلنسانية » تم‬
‫القبض عىل كرموش قبل أن تتمكن حت‬
‫من عبور الحدود‪ ،‬ولهذا السبب لم أتركها‬
‫رهن الحتجاز ‪ -‬بشكل عام‪ ،‬تم إطالق‬
‫شاح النساء بسهولة أكي ‪ -‬لكنها تعهدت‬
‫بالولء لمنظمة العفو الدولية‪ ،‬ومن‬
‫المحتمل أن تكون خطرة‬

‫ً‬
‫مستلقيا عىل الشير ف غرفتنا‬ ‫كان عزرا‬
‫بالفندق‪ ،‬وذراعيه خلف رأسه‪ ،‬وكانت‬
‫صورته تنعكس ف مرآة السقف شعرت‬
‫كأنت مراقب؛ لقد استمع إل محادثت‬
‫بأكملها سألت مالك عن رأيه ف اختفاء‬
‫نادية كرموش أخيب أنه ليس قلقا "أنا ف‬
‫الجنوب الغرب‪ ،‬هنا‪ ،‬هل يجب أن أعود؟‬
‫عند هذه اإلشارة‪ ،‬استقام عزرا‪ ،‬وعلمت‬
‫أنه سيجعلت أدفع مقابل المغادرة – لقد‬
‫لمت ألنت أضع عمىل قبل كل شء آخر‬
‫أنا علقت أخيت عزرا أنت سأعود إل‬
‫ً‬
‫مبكرا‪ ،‬وأننا سنحتفل بعيد ميالدي‬ ‫باريس‬
‫ف وقت آخر‬
‫هذا ما كنت تأمل فيه طوال الوقت"‬
‫لم أجب عىل أي شء‬
‫سيصاب األطفال بخيبة أمل –‬
‫سأشح لهم ‪-‬‬
‫‪،‬حزمت حقيبت بشعة وغادرت‬
‫وركضت إل المحطة وركبت أول قطار‬
‫‪ ،‬متجه إل باريس تخيلت نادية كرموش‬
‫ً‬
‫‪،‬وه تحمل سكينا ف شوارع المدينة‬
‫تبحث عن هدف لتقتله ‪ -‬ترو يقودك إل‬
‫الجنون‬

‫طوال الرحلة‪ ،‬كنت أحتفظ بالهاتف‬


‫ف يدي شاهدت المناظر الطبيعية‬
‫تتكشف من خالل النافذة‪ ،‬وحقول عباد‬
‫ً‬
‫الشمس ترتفع‪ ،‬وأحيانا تكون ممتلئة‬
‫ً‬
‫ومفتوحة‪ ،‬وأحيانا أخرى منطوية عىل‬
‫نفسها‪ ،‬وتحيق‪ ،‬وتنطق ‪ -‬مجرد استعارة‬
‫لحياة تتناوب فيها الدورات بانتظام‬
‫مأساوي حلمت بالهروب والمساحات‬
‫المفتوحة الواسعة شعرت بالختناق‬
‫بسبب الحياة اليومية الت لم يعد لدي أدب‬
‫‪،‬سيطرة عليها بدت ل عالقت مصطنعة‬
‫فكرت أكي فأكي ف النفصال‪ ،‬لكن‬
‫الطالق بالنسبة لمرأة لم تستطع مواجهة‬
‫شاسة عالمها المهت إل بالحفاظ عىل‬
‫الستقرار العاطق‪ ،‬كان قرارا هز كل‬
‫شء ثقة داخلية آلية كنت خائفة من‬
‫اتخاذ القرار الخاط ألن يؤدي تفجي‬
‫وحدة عائلت‪ ،‬مثل األضار الجانبية‪ ،‬إل‬
‫تدمي نفس – إل األبد؟ فهل نستطيع أن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫نتخذ خيارا جذريا اختيارا يتضمن رفاهية‬
‫العديد من الناس من دون المساس‬
‫بالصورة الت لدينا عن أنفسنا؟ لم أكن‬
‫أرغب ف جعل أطفال يعانون‪ ،‬لكن الشعور‬
‫بالواجب‪ ،‬والحاجة إل العدالة ‪ -‬كل ما‬
‫يشكل ضورات الحياة ‪ -‬بدا ل اآلن كنظي‬
‫بغيض للرغبة ف التوافق الجتماع‪ ،‬وربما‬
‫حت أن يكون كذلك أخالف لكن ليس ‪-‬‬
‫هناك ما هو أخطر من السع إل النقاء‬
‫عندما يفرض نفسه كأسلوب للتنظيم‬
‫الداخىل كان عىل أن أهرب من كل ما كنت‬
‫أخشاه ف دوري‪ :‬إغراء القيام بدور الحارس‬
‫هذا الوجود الخال من العيوب وغي‬
‫المتغي‪ ،‬رفضته بعنف كنت سأرتكب‬
‫أخطاء‪ ،‬وأتخذ قرارات سأندم عليها‪ :‬كان‬
‫هذا هو ترتيب األشياء مثل العديد من‬
‫الرجال والنساء المقيدين باألبوة‪ ،‬تخليت‬
‫عن حريت من أجل سالمت وسالمة أطفال‬
‫فالفرد يستسلم ً‬
‫دائما للجماعة ‪-‬‬

‫كنت ف منتصف الطريق عندما اهي‬


‫‪،‬هاتق لقد كانت رسالة مجهولة المصدر‬
‫مليئة باألخطاء اإلمالئية ً‬
‫دائما – الثالثة من‬
‫‪:‬األسبوع‬

‫سوف تموت إذا تحدثت‬

‫لقد تعرضت للتهديد أكي فأكي‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عقليا‬ ‫جسديا‪ ،‬ولكن أيضا‬ ‫‪:‬شعرت بالخطر‬
‫لقد سئمت من لعب الدور‪ ،‬ومن القيام بما‬
‫هو متوقع مت ربما كانت أزمة منتصف‬
‫‪:‬العمر الشهية هذه أو موجة من الوضوح‬
‫لم أركز عىل احتياجاب التوترات اليومية‬
‫‪،‬داخل الخدمة‪ ،‬مسؤولياب‪ ،‬تعليم أبناب‬
‫ضغط مناصت المتعاقبة‪ ،‬الرحالت إل‬
‫الخارج‪ ،‬انهيار زواج‪ ،‬واجب الظهور‬
‫القوي ف كل الظروف‪ ،‬لك أكون عىل قدر‬
‫المهمة‪ ،‬أنا أخذت األمر بأفضل ما أستطيع؛‬
‫ولكن بغض النظر عن مدى مقاومتنا‬
‫وقدرتنا عىل القتال‪ ،‬يأب وقت ننهار فيه‬
‫‪8‬‬

‫كنت أتلق رسائل تهديد بشكل شبه‬


‫يوم وبعد مهاجمة الصحفيي وضباط‬
‫الشطة‪ ،‬ادع اإلسالميون أن الدور سيأب‬
‫عىل حراس السجن والقضاة لقد كان‬
‫القضاة المناهضون لإلرهاب والمافيا‬
‫مستهدفي ً‬
‫دائما من قبل أولئك الذين‬
‫يرغبون ف تكميم أفواههم ومنعهم من‬
‫القيام بعملهم؛ إنها وظيفة تخاطر فيها‬
‫‪،‬بجلدك ولكنك تقوم بها دون طرح أسئلة‬
‫ً‬
‫‪،‬تماما مثل الجنود الذين يذهبون ف مهمة‬
‫إنها جزء من الوظيفة‪ ،‬والموت خيار أحب‬
‫عمىل‪ ،‬فكرة خدمة بلدي هل كنت خائفا؟‬
‫‪،‬بالنسبة ل ً‬
‫نادرا‪ ،‬لكن بالنسبة ألطفال‬
‫نعم‪ ،‬طوال الوقت لقد تحققت للتأكد من‬
‫أنهم ف الميل‪ ،‬وكان عزرا قد قام بيكيب‬
‫‪،‬كاميات ونظام أمت عال األداء ف الميل‬
‫ولكن عىل الرغم من ذلك‪ ،‬لم أشعر‬
‫ً‬
‫بالطمئنان أبدا كان مع اثنان من ضباط‬
‫األمن الذين رافقوب ف كل مكان وقاموا‬
‫بتفتيش األماكن الت ذهبت إليها لم يكن‬
‫‪،‬من المسموح ل أن أسي وحدي ف الشارع‬
‫‪،‬أو أجلس بالقرب من نافذة أحد المطاعم‬
‫ً‬
‫أو أركب مركبة لم يتم تفتيشها مسبقا ف‬
‫البداية‪ ،‬أعجبت ذلك‪ ،‬هناك شء مثي ف‬
‫مرافقة الحراس الشخصيي‪ ،‬والصعود إل‬
‫سيارة مسموح لها بالقيادة مع انطالق‬
‫صفارات اإلنذار ‪ -‬وبشعة‪ ،‬كما لو كنت أهم‬
‫ً‬
‫شعورا‬ ‫شخص ف العالم ‪ -‬فهذا يعىط‬
‫ا‬
‫مضلل بالتفرد ‪ ،‬مقاومة خطر منتش حت‬
‫لو علمنا أن هذه الهالة موجودة فقط من‬
‫خالل الوظيفة وشعان ما أصبحت‬
‫ً‬
‫قيدا‬
‫كان اثنان من ضباط األمن ينتظرانت‬
‫عىل رصيف المحطة؛ ولم أذكر عىل وجه‬
‫‪،‬التحديد التهديدات الت كنت أتعرض لها‬
‫ً‬
‫وكنت أخس أن يفرض عىل وجودهم أربعا‬
‫‪،‬وعشين ساعة ف اليوم عىل مي السيارة‬
‫اتصلت بإيىل وماري شحت لهم أن لدي‬
‫ا‬
‫عمل‪ ،‬ووعدتهم بأننا سنحتفل بعيد‬
‫ميالدي ف وقت آخر لقد كانوا محور‬
‫حياب وعمىل أبعدب عنهم لقد أوفيت‬
‫بالياماب بأفضل ما أستطيع‪ ،‬وحضت‬
‫جميع اجتماعات المدرسة‪ ،‬ورافقتهم إل‬
‫الطبيب وكرست نفس لهم ف نهاية كل‬
‫أسبوع‪ ،‬لكن خالل األسبوع كنت أفتقدهم‬
‫بشدة وتساءلت‪ ،‬األيام الت كان فيها عبء‬
‫ً‬
‫‪،‬العمل مرهقا للغاية‪ ،‬التوترات قوية للغاية‬
‫إذا كان اليام المهت يير ما شهدته من‬
‫ّ‬
‫تضحية شخصية أغلقت الهاتف وذكرتهم‬
‫بأنت أحبهم – لقد وصلنا أمام المبت الذي‬
‫أقيم فيه‪ ،‬ف الدائرة الرابعة ف باريس عرض أحد‬
‫‪،‬الضباط أن يحمل حقيبت إل ميل‬
‫فرفضت‪ ،‬لم يكن لدي مصعد ولكت كنت‬
‫قادرا عىل صعود خمسة طوابق وف‬ ‫ل أزال ً‬
‫يدي حقيبة يبلغ وزنها خمسة عش‬
‫كيلوجر ًاما؛ وهذا ما فعلته باقتناع من‬
‫اعتقدت أنها تمتلك كامل وسائلها‬
‫الجسدية لكن بعد صعود ثالثة طوابق‬
‫بشكل مؤلم‪ ،‬وجدت صعوبة ف التنفس‬
‫‪ -‬دون الشعور بخفقان القلب ظل هاتفاي‬
‫المهت والشخىص ‪ -‬يهيان‪ :‬لقد ترك ل‬
‫عزرا رسالتي‪ ،‬وكان زمالب يسألونت أسئلة‬
‫حول الملفات الجارية‪ ،‬وكان كاتت لديه‬
‫وثائق عاجلة يجب أن أوقعها‪ ،‬وكان‬
‫المحققون يتصلون ب وكانوا يرسلون ل‬
‫رسائل جديدة المعلومات‪ ،‬كنت بالكاد قد‬
‫وصلت إل مهبىط عندما رأيت صفائح من‬
‫المياه قادمة من شقت تغزو األرض هرعت‬
‫لفتح الباب‪ ،‬وتدفق الماء فجأة‪ ،‬وبشعة‬
‫كبية لدرجة أنه ف غضون ثوان قليلة‬
‫غمرت المياه كل شء دخلت ووضعت‬
‫‪،‬حقيبت عىل شيري‪ ،‬وقبل أن أغلق الباب‬
‫ألقيت المناشف والمالءات وأي شء‬
‫يمكن أن يمتص الماء عىل األرض ربما‬
‫حدث الفيضان للتو ألن جياب‪ ،‬وهما‬
‫طالبان شابان‪ ،‬لم يتصلوا ب ‪ -‬فهؤلء الذين‬
‫يعيشون ف الطابق السفىل يعيشون ف‬
‫الريف معظم الوقت لقد أغلقت الباب‬
‫‪،‬كانت المياه راكدة ف جميع أنحاء الغرفة‬
‫وانفجر بالون الماء‪ ،‬ورأيت الكارثة‪ ،‬وغرقت‬
‫الغرفة‪ :‬لم تكن مستنداب ومتعلقاب وكتت‬
‫أكي من كتلة ل شكل لها‪ ،‬نوع من الورق‬
‫الممضوغ الذي تفتت بي دفاتري أصابع‬
‫ً‬
‫لقد كنت منهكا من التوتر الذي سادت‬
‫‪،‬خالل األرب ع والعشين ساعة الماضية‬
‫بسبب الرحلة؛ كانت الرسائل تياكم عىل‬
‫هاتق‪ ،‬ولم أعرف من أين أبدأ‪ ،‬جلست‬
‫ا‬ ‫مي ً‬
‫بعا عىل شيري كان كل شء مبتل‬
‫ومعاديا عندما نظرت إل السقف‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪،‬ورطبا‬
‫شعرت بعدم القدرة عىل الرد فجأة‬
‫سمعت ضجة ف الردهة لقد جعلتت‬
‫وظيفت مشبوهة‪ ،‬وشديدة اليقظة ذهبت‬
‫إلحضار بندقيت الت تركتها ف صندوق‬
‫سيارب غلوك الت اشييتها ف منتصف‬
‫عام ‪ ،2015‬وهو اليوم الذي ُعي فيه عىل‬
‫رأس مدير أعمال مقطوع الرأس معلقا عىل‬
‫سياج محله‪ ،‬ومحاطا بأعالم تنظيم الدولة‬
‫اإلسالمية أيتها المرأة‪ ،‬القاضية‪ ،‬منسقة‬
‫ً‬
‫وحدة مكافحة اإلرهاب‪ ،‬لقد كنت هدفا‬
‫ً‬
‫مثاليا اشييته دون إخبار أحد حت أتمكن‬
‫من حماية أطفال عندما أكون معهم‬
‫حملت السالح ف وجه‪ ،‬مع إحساس‬
‫منتش بأنت وجدت نفس عىل مي قارب‬
‫مضطرب ف وسط المحيط‪ ،‬وكانت حياب‬
‫تغرق‪ ،‬وكنت أغرق اهي هاتق‪ ،‬فقلبته‬
‫لكنها كانت رسالة من مركز شطة كريتيل‬
‫هذه المرة‪ :‬نادية كرموش عادت ً‬
‫أخيا إل‬
‫ميلها‪ ،‬وه تبك‪ ،‬تتوسل إل الشطة أل‬
‫تعاقبها‪ :‬لقد سقط هاتفها ف فتحة‬
‫التفتيش وحاولت كل شء لستعادته‬

‫ف تلك اللحظات‪ ،‬نكره ما صنعه‬


‫الخوف فينا‬
‫سؤال من القاض‪ :‬لقد غادرت فرنسا‬
‫ف ‪ 30‬ديسمي ‪ 2014‬إل تركيا كيف‬
‫غادرت؟‬
‫الجواب ‪ :‬طرت مع زوجت‬

‫سؤال من القاض‪ :‬عندما أبلغت‬


‫والدتك الشطة عن اختفائك‪ ،‬تم إجراء‬
‫مقابلة مع أختك قالت أنك توقفت فجأة‬
‫عن التدخي‪ ،‬وأنك أطلقت لحيتك‪ ،‬وأنك‬
‫استمعت إل األغاب الجهادية‪ ،‬هل هذا‬
‫صحيح؟‬
‫الجواب ‪ :‬أخت غي قادرة عىل التعرف‬
‫عىل األغاب الجهادية‪ ،‬قالت ذلك ألنها لم‬
‫ً‬
‫تتسامح أبدا مع اهتمام باإلسالم؛ إنها‬
‫‪،‬تكره الدين ولكن هذا عملها أنا مع الحرية‬
‫كل شخص يفعل ما يريد‬
‫سؤال من القاض‪ :‬لماذا حددت‬
‫أختك ذلك؟‬
‫الجواب ‪ :‬ربما كانت المديرية العامة‬
‫لألمن الداخىل ه الت دفعتها إل قول‬
‫ذلك سأخيك‪ ،‬ف مرحلة ما‪ ،‬يدفعونك‬
‫إل الجنون لدرجة أنه يمكنك قول أي شء‬
‫فقط لحملهم عىل التوقف عن مضايقتك‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ما رأيك ف الجهاد‬


‫المسلح؟‬
‫ا‬
‫الجواب ‪ :‬ل شء ألنت لست مقاتل‬

‫سؤال القاض ‪ :‬ما رأيك ف داعش؟‬


‫الجواب ‪ :‬إنهم قتلة وبربر يعطون‬
‫صورة سيئة عن اإلسالم لم يكن لدي أي‬
‫عالقة معهم‬
‫سؤال من القاض‪ :‬سنتحدث عن‬
‫زوجتك التقيت بسونيا دوس سانتوس ف‬
‫يونيو‪/‬حزيران ‪ 2014‬ف منتدى للنقاش‬
‫حول اإلسالم‪ ،‬وقررت بعد شهر الزواج‬
‫عندما تتحول زوجتك المستقبلية‪ ،‬تقول‬
‫ً‬
‫إنك كنت خائفا من رد فعل والدتك ولكنك‬
‫مصمما عىل فرضه‬‫ً‬ ‫كنت‬
‫ً‬
‫صعبا عىل كال‬ ‫اإلجابة ‪ :‬كان األمر‬
‫الجانبي‪ :‬أم لم تكن تريدها ووالدة سونيا‬
‫لم تكن تريدب ألنها قالت إنت قمت بتلقي‬
‫ابنتها عقيدة عىل الرغم من أنها اعتنقت‬
‫‪،‬اإلسالم قبل أن تعرفت‪ ،‬فه برتغالية‬
‫وكاثوليكية‪ ،‬وه ل تريدب ل تحب العرب‬

‫سؤال من القاض‪ :‬لقد تزوجتما ف‬


‫يوليو ‪ 2014‬لماذا لم تبلغا عائالتكما؟‬
‫الجواب ‪ :‬كانوا سيعارضون ذلك لم‬
‫نقول أي شء‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ف أي مرحلة‬


‫قررت تكوين أشة والذهاب إل سوريا؟‬
‫الجواب ‪ :‬عىل الفور أردنا أن ي‬
‫نكون‬
‫أشة‪ ،‬ونعلم أطفالنا كمسلمي صالحي ف‬
‫بلد يحيمنا‪ ،‬ل أكي‬
‫‪9‬‬

‫ل يسأل القاض بنفس الطريقة‪ :‬لدى‬


‫البعض نهج أمام‪ ،‬وأنا منفتح إل حد ما‬
‫عىل خطابات األفراد الذين أستقبلهم‪ ،‬وأنا‬
‫مقتنع بأنه‪ ،‬للوصول إليهم‪ ،‬علينا أن نمر‬
‫عي ذلك‪ ،‬فلن يخطووا خطوة نحوي إذا‬
‫ً‬
‫‪،‬لم أتخذ موقفا تجاههم – فمع اإلسالموية‬
‫لسنا بعيدين عن النهج الطائق‪ ،‬أحاول‬
‫تفكيك خطابهم دون أن أكون ف تبادل‬
‫‪:‬أيديولوج ف أغلب األحيان يقولون ل‬
‫أنا أرفض قوانينك » أنت فرنس‪ ،‬وهم“‬
‫ً‬
‫لك أيضا » أنا أرفض أولئك الذين‬
‫يطبقونها " "بعض؟" " " نعم » أبحث‬
‫عن الحقيقة لديهم ما يخصهم‪" :‬كيف ل‬
‫" تكون حقيقت ه الحقيقة؟‬
‫إن نسبة كبية من األشخاص الذين‬
‫أجريت معهم مقابالت يأتون من مناطق‬
‫الهجرة واألحياء المحرومة‪ ،‬ويواجهون عدم‬
‫الستقرار والنحراف‪ ،‬وف كثي من األحيان‬
‫ً‬
‫تهريب المخدرات‪ ،‬وأحيانا حت الجريمة‬
‫المنظمة‪ ،‬ومع ذلك‪ً ،‬‬
‫نادرا ما يتم التطرق‬
‫إل مسألة المعاناة الجتماعية‪ ،‬كما هو‬
‫الحال مع الستعمار إذا قدم لنا الباحثون‬
‫تصنيفات‪ ،‬فأنا مقتنع بأنه ل يوجد ملف‬
‫تعريف نموذج‪ ،‬بل هناك مصدر مشيك‬
‫فقط‪ :‬انعدام األمل سيكون من السهل‬
‫تفسي ظاهرة تدهشنا‪ ،‬لكن يجب أن نظل‬
‫متطلبي‪ ،‬وأل نستسلم لهذه السهولة ما‬
‫ا‬
‫يأب أول ف الستجوابات هو الرغبة ف‬
‫إعطاء معت للوجود الفارغ الجهادية‬
‫تتغذى عىل اليأس أجد نفس كل يوم‬
‫أواجه رحالت المعاناة‪ ،‬والطفولة‬
‫المتضرة‪ ،‬والكائنات العنيفة ‪ -‬الت تم‬
‫ً‬
‫انتهاكها ل أحاول أبدا التقليل من شأن‬
‫الشخص المتهم بما فعله‬

‫أبدأ ً‬
‫دائما بعناض عىل الخلفية‬
‫األيديولوجية والدينية‪ ،‬ثم أصل إل‬
‫الحقائق‪ ،‬وأحاول أن أفهم شخصية األفراد‬
‫الذين أستقبلهم‪ ،‬وأسألهم عن نقطتي‪ :‬ما‬
‫إذا كانوا قادرين عىل التعامل مع األشخاص‬
‫الذين ل يفكرون ومثلهم‪ ،‬إذا فرقوا بي‬
‫الكفار وغي الكفار – فيمكنهم التهرب‬
‫– ولكنهم لن يتنازلوا عن قناعات معينة‬
‫وعن مشوع حياتهم ل أتردد ف طرح أي‬
‫‪،‬أسئلة‪ ،‬أذهب إل النهاية ألفهم أفعالهم‬
‫إنها طريقة لطمأنتهم عىل حيادي‪ ،‬وأنا‬
‫لست هناك ألوقعهم ف شك – هذه ه‬
‫‪ ،‬شدة التهامات الت تسمح بمرور العدالة‬
‫وليس خيانة العمليات يصل المتهمون‬
‫تحت الحراسة‪ ،‬مكبلي باألغالل‪ ،‬وهناك‬
‫‪،‬خلل نفس كبي‪ :‬ف أذهانهم‪ ،‬لدي القوة‬
‫وأنا أقرر حياتهم أصافحهم ً‬
‫دائما عندما‬
‫يدخلون مكتت‪ ،‬حت عندما ُيتهمون‬
‫بارتكاب جرائم بغيضة‪ :‬إنها طريقت للتأكيد‬
‫‪،‬عىل أولوية اإلنسانية عىل اليبرية‬
‫ولتذكيهم بأننا ف مساحة مخصصة‬
‫للعدالة‪ ،‬إلعادة التصال مع شكل من‬
‫أشكال الكياسة‪ ،‬ألقول لهم‪ :‬لقد فعلتم‬
‫ً‬
‫أشياء فظيعة ولكت أعرف مكانا لكم ف‬
‫‪،‬مجتمع الرجال ‪ -‬إذا وصفناهم بالوحوش‬
‫فإننا نفتقد أنهم يفقدون كل عقلهم‬
‫تعجبت هذه اللحظة عندما يريت الشخص‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شيئا آخر غي ما هو أكي عنفا فيه أنا‬
‫مستمر ف العتقاد بأن األشخاص الذين‬
‫أمام "قابلون للشفاء" وحدث ل أن أحد‬
‫المعتقلي قال ل‪ :‬هذه ه المرة األول الت‬
‫ينظر إل فيها أحد بهذه الطريقة‪ ،‬عادة‬
‫وظيفت ه مكافحة اإلفالت من العقاب‬
‫عىل معظم األعمال الوحشية‪ ،‬ولكن‬
‫لتحقيق ذلك‪ ،‬ل يتعي عىل أن أتضف‬
‫بشكل ست ف بعض األحيان يكون األمر‬
‫ا‬
‫مستحيل‪ ،‬مما يؤدي إل التوتر‪ ،‬والرجل‬
‫المقابل يكرهت ويقول ل ذلك‬
‫‪:‬وهذا ما يحدث ف ذلك اليوم‬
‫المعتقل ليس ف مكتت‪ ،‬أمام كالعادة‪ ،‬بل‬
‫‪،‬خلف ستار‪ ،‬بسبب عدم وجود مرافقة‬
‫من سجن المحافظة الت يعتقل فيها أقوم‬
‫بإجراء هذه المقابلة عي الفيديو‪ ،‬مع‬
‫جولييت‪ ،‬كاتبت‪ ،‬ف أحد مكاتب اإلدارة‬
‫سيقول لك جميع الحكام‪ :‬إنهم ل شء‬
‫بدون هذا الشيك اليوم أو ذاك الذي يدير‬
‫‪،‬المسائل اإلجرائية‪ ،‬ويساعد‪ ،‬ويستمع‬
‫ويقدم النصائح ه الت تأخذ‬
‫الستجوابات مع أمىل عليها ما يقوله‬
‫المتهم لتكتبه‪ ،‬أو تفعله مباشة إذا لم‬
‫تسمع نفس السء الذي سمعته‪ ،‬فعليها‬
‫أن تشي إل ذلك هناك توتر عصت‬
‫حقيق إنها هادئة‪ ،‬وأنا قلقة‪ :‬أنا من‬
‫يوقع‪ ،‬إنها مسؤوليت الت أتحملها‬

‫وف حالة المقابالت عن بعد‪ ،‬تقوم‬


‫ً‬
‫أيضا بالتحقق من التفاصيل الفنية‪ ،‬وهذا‬
‫ما تفعله أثناء إعادة قراءة أسئلت‬
‫محتجزي‪ ،‬وهو مقاتل من داعش تم‬
‫اعياضه عند عودته من سوريا‪ ،‬ينتظر ف‬
‫غرفة صغية تشبه غرفة الزيارة لديه ملف‬
‫ثقيل‪ :‬فقد تم العثور عىل العشات من‬
‫‪،‬مقاطع فيديو قطع الرؤوس عىل هاتفه‬
‫وعىل جدار غرفة نومه‪ ،‬صورة كبية ألبراج‬
‫مركز التجارة العالم وه تحيق وإل‬
‫جانبه محاميه شاب ف الثالثي من عمره‬
‫يقرأ أوراقه الكاميا تعمل بشكل طبيع‪ ،‬إنها‬
‫جيدة‪ ،‬يمكننا أن نبدأ أقوم بصياغة‬
‫التبادلت المعتادة ولكن المحام يحذرب‬
‫بالفعل‪ :‬موكله ل يريد التحدث – أنا من‬
‫ذوي الخية‪ ،‬وميان القوى‪ ،‬وأنا معتاد عىل‬
‫ذلك‪ ،‬وأقول له بحزم أن ذلك لن يؤدي إل‬
‫‪،‬تحسي وضعه‪ ،‬ولكن السجي يسخر مت‬
‫يقف عىل األرض‪ ،‬ويده عىل الطاولة أما‬
‫ً‬
‫أولئك المتهمون الذين يتبنون خطابا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫متطرفا ويتخذون موقفا متشددا فهم‬
‫نادرون‪ ،‬وذلك ألنهم يعلمون أنهم سوف‬
‫ً‬
‫ينالون أحكاما أشد ضامة‬
‫ف المرة األخية‪ ،‬رفضت الكالم ‪-‬‬
‫ً‬
‫لم يقل شيئا‪ ،‬وألق نظرة عدائية تجاه‬
‫الكاميا‬
‫فكر ف زوجتك وأطفالك‪ ،‬إذا كنت ‪-‬‬
‫تريد رؤيتهم مرة أخرى ً‬
‫قريبا‪ ،‬فيجب أن‬

‫ل تتحدث عن أطفال‪ ،‬وإل —‬


‫سأفقد أعصاب أنا ف سجن عىل بعد‬
‫ثمانمائة كيلومي من الميل‪ ،‬لم أعد أرى‬
‫عائلت‪ ،‬أنت تدمر حياب‪ ،‬هذا يجعلك‬
‫ً‬
‫سعيدا‪ ،‬أليس كذلك‪ ،‬يجعلك غاضباً‬
‫لمعاملت مثل القرف؟‬
‫ومحاميه يحاول تهدئته أنظر إليه‬
‫دون ردة فعل‪ ،‬أتمت أن يكشف ل بعض‬
‫‪:‬المعلومات‪ ،‬لكنه يفقد أعصابه‬
‫عىل أية حال‪ ،‬منذ البداية قررت ‪-‬‬
‫أنت مذنب أنت كاره لإلسالم مثل اآلخرين‬
‫حكومتك تقتل إخوب‪ ،‬ثم تتساءل لماذا‬
‫يريدون قتل إخوتك ف بلدك‬
‫أنت فرنس‪ ،‬ولدت ف فرنسا‪ ،‬وه –‬
‫ً‬
‫…بلدك أيضا‬
‫لماذا تعتقد أنت ذهبت إل سوريا؟ –‬
‫فرنسا تهاجم المسلمي يوميا لماذا تعتقد‬
‫أنت ف السجن؟ ألنت ل أفكر مثل‬
‫الفرنسيي أفيض ما أنا عليه‪ ،‬أفيض أنت‬
‫مع الشيعة ليست قواني الجمهورية ه‬
‫الت يجب أن تطبق بل قواني هللا‬
‫فرنسا ليست دولة مسلمة –‬
‫ف هته اللحظة ‪-‬‬
‫هو الذي يتول األمر‬
‫كم عدد أطفالك يا سيدب –‬
‫القاضية؟‬
‫من الواضح أنت ل أجيب لكنه يواصل‬
‫‪،‬ألنت ف الثالثة والثالثي من عمري –‬
‫وعمري ستة أعوام‪ ،‬مما يعت أننا ف يوم‬
‫من األيام سنصبح األغلبية ف هذا البلد‬
‫ف هذه الحالة‪ ،‬إذا كنت تريد رؤية –‬
‫أطفالك مرة أخرى‪ ،‬فعليك اإلجابة عىل‬
‫أسئلت‬
‫‪،‬ل أريد التحدث معك بعد اآلن ‪-‬‬
‫ً‬
‫أنت تشعر بالملل أنا شخصيا ل أهتم‬
‫بتهديداتك‪ ،‬أتعرف ماذا؟ سأغلق فم‪ ،‬ولن‬
‫أقول أي شء ‪ ،‬ول تقيب من أطفال وإل‬
‫فسيتعي عليك التعامل مع ومع إخوب‬

‫وقام فجأة واقيب من الكاميا وبصق‬


‫عليها أنا أتراجع بشكل انعكاش أنا ل أظهر‬
‫ً‬
‫أي شء‪ ،‬يجب أن أبق صامدا حت تنقطع‬
‫الكاميا ييلق السائل اللزج عي الشاشة‬
‫عندها فقط يبدأ بالضاخ‪ :‬أنا بصق عليك‬
‫وأبصق عىل فرنسا‬
‫‪10‬‬

‫إن هذه الكراهية لفرنسا‪ ،‬والت عي‬


‫عنها الشباب الذين ولد معظمهم هناك‬
‫ونشأوا هناك‪ ،‬ل تزال غي مفهومة ً‬
‫تماما‬
‫البعض ل يشعر حت بأنه فرنس‪ ،‬ويطالب‬
‫ً‬
‫بجنسية أخرى ل نعرف أبدا عىل وجه‬
‫التحديد سبب هذه الكراهية مغسولة‬
‫الدماغ؟ من الرفض الجتماع؟ إذلل؟ من‬
‫نقل الذل؟ من عملية السجن الت جعلتهم‬
‫عىل اتصال باألشخاص الخطأ؟ عملية‬
‫قانونية؟ بالنسبة للكاتب األمريك جيمس‬
‫بالدوين‪ ،‬إذا تمسك الناس بشدة‬
‫بكراهيتهم‪ ،‬فذلك ألنهم يشعرون أنهم إذا‬
‫تخلوا عنها‪ ،‬فسوف يجدون أنفسهم‬
‫وحيدين ف مواجهة آلمهم يشعر الرجال‬
‫والنساء الذين أراهم ف مكتت بأنهم‬
‫يتعرضون للعنضية بشكل يوم‪ ،‬وأنهم‬
‫ُيعادون باستمرار إل حالتهم األولية ف‬
‫ً‬
‫فكريا ولكن‬ ‫بعض األحيان يكونون أقوياء‬
‫لديهم عيوب عميقة ف الهوية إنهم ل‬
‫ً‬
‫يعرفون من هم حقا‪ ،‬وما هو مكانهم‬
‫يذهبون إل اإلنينت للبحث عن إجابات‬
‫لمشاكلهم‪ ،‬وهناك يلتقون بأيديولوجيي‬
‫خطرين يغيون عقولهم باستخدام تقنيات‬
‫دعاية أولية ولكنها فعالة‪ :‬المجند الشاب‬
‫مشبع برؤية شيطانية لبيئته الت لن تهدف‬
‫إل إل إذلل اإلسالم والمسلمي األعداء‬
‫هم اليهود‪ ،‬واألمريكيون‪ ،‬والمجتمع‬
‫‪،‬الفرنس‪ ،‬والمذهب التجاري‪ ،‬والرأسمالية‬
‫والمواد اإلباحية إنهم يتدربون ويتواصلون‬
‫‪،‬ويطلقون العنان ألنفسهم خلف شاشاتهم‬
‫وخوفنا الوحيد هو معرفة ما إذا كانت هذه‬
‫الكراهية الت يتم التعبي عنها بحرية‬
‫يوما ما عىل اإلنينت‪ ،‬نقدم لهم‬ ‫ستتحقق ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شيئا جاهزا لالستهالك والتفكي ف مفهوم‬
‫مغلق للعقيدة‪ :‬خط الحياة واألخالق؛ فه‬
‫تستبدل الشد الجمهوري الذي لم يعد‬
‫موحدا بالقدر الكاف بشد ديت قائم عىل‬
‫‪،‬قواعد أخالقية ف قصة شخصية معقدة‬
‫ً‬
‫وغالبا ما تتخللها‬ ‫يهيمن عليها انعدام األمن‪،‬‬
‫الدراما‪ ،‬تكون هذه القصة المنظمة حول‬
‫اإلخالص منظمة للغاية وف بعض‬
‫ً‬
‫األحيان‪ ،‬يكون هؤلء شبابا مشبعي‬
‫بالغضب والغيظ‪ ،‬ولديهم سجالت‬
‫إجرامية ثقيلة وهناك تهجي بي‬
‫النحراف والجهاد ‪ :‬حيث يحول القائمون‬
‫عىل التجنيد العنف الجتماع إل عنف‬
‫أيديولوج وديت ولم تعد الجمهورية‬
‫تلعب دورها التكامىل؛ هؤلء الشباب ل‬
‫يعيفون بقيم فرنسا‪ ،‬وبالتال ينته بهم‬
‫األمر إل استبعاد أنفسهم‬

‫لقد أجريت هذه المناقشات ً‬


‫كثيا مع‬
‫عزرا‪ ،‬الذي كان والداه يهوديي من أوروبا‬
‫الشقية لقد نشأ ف كنف عبادة فرنسا‬
‫ً‬
‫‪،‬المطلقة (عبادة كان يسخر منها أحيانا(‬
‫وأوضح ل أن اليهودية قد حلت هذه‬
‫المسألة من خالل تبت القول التلمودي‬
‫المأثور الذي بموجبه قانون بلدك هو‬
‫قانونك حت أن اليهودية الفرنسية كانت‬
‫قد أدمجت‪ ،‬قبل مائت عام‪ ،‬صالة من أجل‬
‫الجمهورية الفرنسية يقرأها اليهود‬
‫المتدينون كل صباح‪ :‬يطلبون من هللا أن‬
‫يبارك بلدهم والجمهورية الفرنسية‬
‫والشعب الفرنس‬

‫ذهبت إل مكتت‪ ،‬وعندما عيت‬


‫الممر‪ ،‬رأيت إيمانويل ينتظر أمام الباب‬
‫لقد أخافت هذه اللحظة‪ :‬ف كل مرة كنت‬
‫أستغرق عدة أيام لتجاوزها لقد أيقظ‬
‫حضوره الجسدي كل ما كنت أحاول‬
‫السيطرة عليه‪ :‬الرغبة‪ ،‬وذكرى عالقتنا‬
‫الحميمة‬
‫ً‬
‫‪:‬‬
‫بدا أشعثا بعض السء لحية بضعة‬
‫أيام‪ ،‬ودوائر أرجوانية تحت عينيه كما لو أنه‬
‫ا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وقميصا مجعدا قليل‬ ‫لم ينم طوال الليل‪،‬‬
‫كان يرتديه مع سية وجيي‬
‫أود أن أتحدث إليكم ‪-‬‬
‫نظرت إل ساعت بشكل ميكانيك‬
‫لدي موعد بعد خمسة عش دقيقة –‬
‫ليس لدي وقت طويل ‪-‬‬
‫لقد سمحت له بالدخول أغلقت‬
‫الباب وأشعلت الضوء األحمر حت ل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أزعجت كان عىل أن أبدو باردا وبعيدا‬
‫‪،‬عندما أردت تقبيله‪ ،‬وممارسة الحب‬
‫وإخباره أنت أحبه؛ لقد سيطرت عىل نفس‬
‫حت ل يشعر بسء من رغبت‪ ،‬بل ظهرت‬
‫ف كل كياب كنت أختنق تحت القناع‬
‫‪،‬الجتماع‪ ،‬وثقل وظيفت؛ ومع ذلك‬
‫ً‬
‫متوقعا مت ‪ -‬وهو ما توقعه‬ ‫فعلت ما كان‬
‫مت الجميع ف القسم وف عائلت ‪ -‬وبقيت‬
‫ً‬
‫محيفا‬
‫هل تحاول ترويضت قبل محاكمة –‬
‫عبد هللا؟‬
‫‪،‬وشدد وجهه قبل حوال عشة أيام‬
‫علمت أن مكتب المحاماة الخاص به كان‬
‫يتصل ب كشاهد ف محاكمة جنائية كيى‬
‫كانت تحاكم اإلرهاب الذي حققت ف‬
‫قضيته‪ ،‬وهو محمد عبد هللا كقضاة‬
‫تحقيق‪ ،‬كان من الممكن أن يتم استجوابنا‬
‫لتقديم تفاصيل حول عملنا‪ ،‬لكن هذا كان‬
‫ً‬
‫نادرا ولم يكن لدينا سوى ضبات لنتلقىها‬
‫شكرا لك عىل دعوب للمثول —‬ ‫ً‬
‫‪،‬سيكون هناك جميع زمالئك‪ ،‬كل الصحافة‬
‫يمكنك مهاجمت‬
‫‪،‬أنت تعلم أنها كانت فكرة شيك ‪-‬‬
‫ً‬
‫ولم أكن ألفعل ذلك بك أبدا‬
‫ً‬
‫شيكتك وه أيضا زوجتك السابقة ‪-‬‬
‫سيلق فاريت ‪ -‬فورست‪ ،‬تسعة‬
‫وخمسون ً‬
‫عاما‪ ،‬محامية ذات سمعة‬
‫كييتية‪ ،‬انخرطت ف الدفاع عن أسوأ‬
‫‪،‬اإلرهابيي ف العشين ً‬
‫عاما الماضية‬
‫والفناني المغرضي‪ ،‬والتحريفيي سيت‬
‫السمعة وف كلية الحقوق ‪ -‬كان ف سنته‬
‫الثالثة‪ ،‬وكانت المشفة عليه ‪ -‬التق بالمرأة‬
‫الت أصبحت‪ ،‬ثم ظلت‪ ،‬زوجته لمدة عش‬
‫ً‬
‫مقتنعا‬ ‫سنوات وشيكته حت اليوم كنت‬
‫‪،‬بأنها كانت عىل علم بعالقت مع إيمانويل‬
‫وأنها استدعتت أمام محكمة الجنايات‬
‫لتسع إل إذلل‬
‫سوف تسي األمور عىل ما يرام ‪-‬‬
‫أنا لست شي ع التأثر‪ ،‬كما تعلم لن"‬
‫ا‬
‫يكون األمر سهل‪ ،‬هذا كل شء ليس كل‬
‫يوم يستدع محام الدفاع قاض التحقيق‬
‫إل المحكمة ستواجهت برجل ل يفعل‬
‫ذلك ولن يفعل سوى تهديدي أول يوم‬
‫يخرج من السجن أول شء سيفعله هو‬
‫محاولة قتىل‪ ،‬قال ل وكتبها ل‪ ،‬ل تنساها‬
‫عندما تأب لتبك عند قيي‬
‫اقيب مت وأمسك بخصلة من شعري‬
‫ووضعها خلف أذب‬
‫لن يلمس أحد شعرة واحدة منك –‬
‫لقد تصلبت وتراجعت‬
‫ا‬
‫ما الذي أتيت من أجله فعل؟ ‪-‬‬
‫لهذا ‪-‬‬
‫ً‬
‫أخرج ظرفا من جيب سيته‪ :‬عيد‬
‫ميالد سعيد » أخذت المظروف‪ ،‬وشعرت‬
‫به‪“ :‬محاولة إفساد قاض ف الخدمة‬
‫بدأت بفتحه عندما وضع يده عىل يدي‬
‫ليمنعت‬
‫أفضل أن تفتحه عندما أرحل ‪-‬‬
‫ً‬
‫وماذا أتيت من أجله أيضا؟ –‬
‫ملف قاسم –‬
‫سؤال من القاض‪ :‬يبدو من المحادثة‬
‫الت أجريتها مع سونيا دوس سانتوس ف‬
‫نوفمي‪/‬تشين الثاب ‪ 2014‬أنكما‬
‫تخططان للذهاب إل سوريا أنت تقول‬
‫أشياء معجبة بأعمال الدولة اإلسالمية‬
‫وتريد النضمام إليهم ف أشع وقت ممكن‬
‫والمشاركة ف العمليات القتالية؛ لقد‬
‫وصفت مقطع الفيديو الذي أرسلته لها‬
‫والذي يظهر قطع رأس رجل بأنه "رائع‬
‫ً‬
‫جدا" ماذا لديك لتقوله ؟‬
‫اإلجابة ‪ :‬كانت هذه المحادثة بمثابة‬
‫لعبة‪ ،‬كانت التضف بذكاء‪ ،‬إلظهار أنت‬
‫ً‬
‫رجل حقيق أحيانا نقول أشياء ل‬
‫نقصدها‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ما هو الغرض من‬


‫زواجك؟‬
‫رد ‪ :‬لقد أحببنا بعضنا البعض‬

‫سؤال من القاض‪ :‬أليس من األفضل‬


‫أن نكون أكي ً‬
‫تكتما للقيام بالرحلة إل‬
‫سوريا؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل مهما قلت فقد جاء‬
‫بنتائج عكسية عىل لماذا ل أكون صادقا؟‬
‫ماذا عىل أن أفعل لك تصدقت؟ إذا رأيت‬
‫األكاذيب ف كل مكان‪ ،‬فمن األفضل أن‬
‫تليم الصمت‬

‫سؤال من القاض‪ :‬أل تعتقد أن‬


‫السبب الحقيق لرحيلك هو بكل بساطة‬
‫رغبتك ف اللتحاق بصفوف تنظيم الدولة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وهو جزء من عملية التجنيد‬
‫الجهادية الت تقوم بها؟‬
‫اإلجابة ‪ :‬ل‪ ،‬ل‪ ،‬عىل اإلطالق‪ ،‬سأقول‬
‫لك‪ ،‬هناك الكثي من الشباب مثلنا الذين‬
‫ً‬
‫وجدوا السالم ف اإلسالم والذين آمنوا حقا‬
‫أنهم يستطيعون أن يعيشوا عقيدتهم ف‬
‫بلد مسلم البعض اختار المغرب أو مض‬
‫والبعض اآلخر سوريا ربما كان خطأي‪ ،‬كان‬
‫…يجب أن أذهب إل المغرب‬

‫سؤال من القاض‪ :‬أنت تصف‬


‫نقابتك بأنها سعيدة للغاية ومن هذا‬
‫التحاد ولد سليم ف تركيا‪ ،‬ف مارس‪/‬آذار‬
‫أثناء وجودك ف أحد مراكز ‪2015،‬‬
‫ً‬
‫العتقال إذا‪ ،‬لقد حدث جزء من حمل‬
‫ً‬
‫زوجتك ف سوريا‪ ،‬وتقول إنك كنت قلقا‬
‫للغاية هل كانت زوجتك عىل علم‬
‫بالمخاطر الت ستضع فيها طفلها؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬وإل لما غادرنا إنه يثبت‬
‫ً‬
‫‪،‬أننا لم نعرف شيئا‪ ،‬وكنا ساذجي‬
‫ا‬
‫واعتقدنا أن كل شء سيكون سهل‪ ،‬وأننا‬
‫سنكون سعداء هناك‪ ،‬ولم يعد لحياتنا ف‬
‫فرنسا أي معت‬

‫سؤال‪ :‬شيكك يصفك بأنك "أب‬


‫صالح وزوج حنون" كيف تسي عالقتك‬
‫مع طفلك؟‬
‫الجواب ‪ :‬هدف الوحيد ف الحياة هو‬
‫إسعاد زوجت وضمان مستقبل أفضل‬
‫لطفىل الصغي لقد فاتت الكثي من األشياء‬
‫ولكن أعتقد أنت أستطيع أن أقول إنت أب‬
‫يعرف كيف يمنح الحب‬
‫‪11‬‬

‫التقيت بإيمانويل للمرة األول ف‬


‫معرض مكافحة اإلرهاب ف منتصف عام‬
‫حيث دافع عن العديد من ‪2014،‬‬
‫المرشحي الذين غادروا إل سوريا لقد كان‬
‫متفاخرا بعض السء‪ ،‬وذو شخصية جذابة‬ ‫ً‬
‫للغاية ‪ -‬مثل العديد من المحامي‬
‫الجنائيي ف وسائل اإلعالم اليافع يعت‬
‫ً‬
‫فصيحا‬ ‫‪،‬اإلقناع‪ ،‬واإلقناع يجب أن تكون‬
‫أي من فضلك وتحرك ومع ذلك‪ ،‬ف‬
‫ً‬
‫البداية‪ ،‬لم يعجبت‪ ،‬فقد أظهر شيئا‬
‫ً‬
‫محموما ‪ -‬عيون بنية تميل إل اللون‬
‫األخض‪ ،‬ودوائر داكنة‪ ،‬تتناقض مع بشة‬
‫ي‬ ‫ا‬
‫غي لمعة قليل‪ ،‬وشعر بت مخطط‬
‫بالشيب‪ ،‬ومشية عصبية ‪ -‬ولكن وراء هذا‬
‫ً‬
‫كان مظهره غي مؤكد إل حد ما‪ ،‬وكان حادا‬
‫‪،‬وقاطعا – كالشفرة بدا كل شء عنه ً‬
‫خاما‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫مسكونا باألشباح لقد أخق بشكل ست‬
‫ا‬
‫شكل من أشكال الفوض الداخلية الت بدا‬
‫أن اليامه المهت هو اليياق‪ :‬معاركه جعلته‬
‫مستقرا‪ ،‬وكان محام دفاع بشكل عميق ما‬ ‫ً‬
‫‪،‬كان يثي اهتمامه هو الحالت اليائسة‬
‫أولئك الذين خربوا أنفسهم ودمروا كل من‬
‫حولهم كانت حياته عبارة عن غرف زيارة‬
‫ً‬
‫‪،‬كئيبة ف أكي السجون تهالكا ف فرنسا‬
‫حيث المجرمي والمغتصبي والقوادين‬
‫واللصوص والجهاديي وكان منتقدوه‬
‫يحبون أن يقولوا إن ذلك بالنسبة لحفيد‬
‫ً‬
‫إحدى أكي العائالت نفوذا ف فرنسا‪ ،‬كان‬
‫مجرد وسيلة أخرى للتدهور كان إيمانويل‬
‫يحب أن يقول إنه تعلم الكتابة عىل ورق‬
‫المجلس الدستوري لقد تحدث عن األمر‬
‫بطريقة طبيعية مستعارة ألولئك الذين لم‬
‫‪،‬يعرفوا سوى أماكن السلطة منذ الطفولة‬
‫والذين ل يفاجأون برؤية مراجعة صحفية‬
‫عىل مائدة اإلفطار ورؤساء الجمهورية‬
‫السابقي يناقشون السياسة القتصادية‬
‫الفرنسية ف غرفة المعيشة العائلية كان‬
‫ً‬
‫لقبه كافيا لتعريفه لقد عي عن مكانته‬
‫وقوته وهو حفيد مارسيل فورست‪ ،‬أحد‬
‫‪ ،‬واضع دستور الجمهورية الخامسة‬
‫ورئيس الوزراء األسبق؛ نجل بول فورست‬
‫القاض األعىل؛ ابن شقيق فيكتور‬
‫فورست رئيس المجلس الدستوري لقد‬
‫قفز عىل ركبت بيي منديس فرانس‬
‫ً‬
‫وأراغون وتضم عائلتهم أيضا خمسة‬
‫أكاديميي واثني من رواد األعمال لقد‬
‫فكرنا بشعة وبشكل جيد‪ ،‬وعينا عن‬
‫أنفسنا بسهولة كانت حياتهم عبارة عن‬
‫السحر الخق لليجوازية الفكرية الباريسية‬
‫العظيمة‪ ،‬حيث كانوا يقضون إجازاتهم ف‬
‫ميل العائلة ف إيل دو ري حيث كان لكل‬
‫عضو وعاء فخاري خاص به باسمه وحيث‬
‫تم استحضار أفكارهم التقدمية تحت أعي‬
‫عمال النظافة وعمال النظافة الذين‬
‫ً‬
‫يتقاضون أجورا زهيدة جليسات أطفال‬
‫تحت سن العشين‪ ،‬والت ل يزال بإمكان‬
‫الرجال األكي جاذبية ف األشة أن يأملوا ف‬
‫لمسها ف منتصف السبعينيات دون خوف‬
‫من القلق تظاهرت الزوجات بعدم رؤية‬
‫أي شء‪ ،‬باسم الحرية الجنسية – ولكن‬
‫عىل حساب المعاناة لم نكن نشكو‪ ،‬كنا‬
‫نبك ف الحمام أطلق عىل الميل اسم‬
‫الجنة الصطناعية" تكريما لبودلي ربما"‬
‫ً‬
‫أيضا ألن المخدرات والكحول كانت تنتش‬
‫ً‬
‫هناك شا ف األيام الت كانت فيها األقنعة‬
‫والملل أكي من أن يتحملهما‬
‫ساللة مرموقة من المثقفي – كان‬
‫ذلك هو الجانب الجتماع؛ ولم ينكشف‬
‫الجانب المظلم إل عىل أرائك المحللي‬
‫النفسيي المشهورين لقد أطلق عليهم‬
‫‪،‬اسم كينيدي الفرنسيي‪ :‬القوة‪ ،‬والذكاء‬
‫والجمال ‪ -‬األمر بالنجاح وتقلبات القدر؛‬
‫أخيب إيمانويل أنه كان ف الثامنة والعشين‬
‫ا‬
‫من عمره عندما فقد طفل عند ولدته كان‬
‫ً‬
‫األلم شديدا لدرجة أنه لم يرغب ف الشعور‬
‫به مرة أخرى انفصل هو وزوجته ف‬
‫النهاية لماذا استمر إيمانويل ف العمل‬
‫معه؟ أن أبق بهذا القرب منها؟ وباسم أي‬
‫ولء؟ لقد كان لغزا بالنسبة ل‬
‫ً‬
‫لقد عاش فقط من أجل مهنته وبعيدا‬
‫عن القناعات ومثل العدالة الذي ينته كل‬
‫محام إل الستشهاد به عندما تسأله عن‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫سبب اختياره لهذه المهنة‪ ،‬رأيت شيئا آخر‬
‫هناك‪ :‬الرغبة ف الفهم‪ ،‬من الداخل‪ ،‬عقلية‬
‫الضطراب الت لم يفلت منها هو نفسه‬
‫هزته ضاعات داخلية سع للهروب منها‬
‫من خالل إثارة الضطراب حوله كان لديه‬
‫جانب متمرد أذهلت‪ ،‬وطاقة كاشطة‬
‫تتأرجح بي الفكاهة والعدوان؛ لقد كان‬
‫ً‬
‫غاضبا من كل‬ ‫مسيسا‪ ،‬ويسا ًريا للغاية‪،‬‬
‫ً‬
‫شء‪ ،‬وقد أحببت قوة سخطه‪ ،‬وهذا‬
‫التطرف ف الفتنة‪ ،‬وهو شكل من أشكال‬
‫التوهج‪ ،‬وعدم النضج الجبه الذي أعادب‬
‫بال شك إل نشاط والدي لقد أدت شكة‬
‫األفكار هذه إل إثارة عالقاتنا كنت ً‬
‫واعيا‬
‫بالستسالم للرومانسية الغامضة‪ ،‬هذا‬
‫الخيال األيديولوج الذي ل يمكن أن‬
‫يقودنا إل إل العدم – ازدواجيته تجعل أي‬
‫عالقة مستحيلة‪ ،‬وكان يتقلب مثل التاري خ‬
‫لكنت أحببته‬

‫بمجرد أن غادر‪ ،‬فتحت المظروف‬


‫الذي تركه ل ف الداخل‪ ،‬كانت هناك‬
‫رسالة حب كتبتها ماريا كاساريس إل ألبي‬
‫كامو بتاري خ الثني ‪ 18‬يوليو ‪1949‬‬
‫ليس لدينا ما نفعله‪ ،‬ل نستطيع ] [‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أن نفعل شيئا‪ ،‬يجب أن نفعل شيئا سوى‬
‫أن نحب بعضنا البعض‪ ،‬نحب بعضنا‬
‫‪،‬البعض بأقىص قوة وأفضل ما نستطيع‬
‫حت النهاية‪ ،‬ف عالمنا الخاص‪ ،‬منفصلي‬
‫‪،‬عن الباف‪ ،‬ف عالمنا الخاص الجزيرة‬
‫‪،‬ونتك عىل بعضنا البعض لينتض حبنا‬
‫بقوته وحدها‪ ،‬بطاقته وحدها‪ ،‬ف صمت‬
‫عندها‪ ،‬ربما‪ ،‬وعندها فقط‪ ،‬سيكون لنا‬
‫‪،‬الحق ف أن نجعلها تتألق ف أعي الجميع‬
‫]…[ عىل مرأى ومسمع من الجميع‬
‫ً‬
‫أشهرا للتعاف‬ ‫لقد استغرق األمر مت‬
‫من هذه القصة‪ ،‬وعاد إل التهمة دون‬
‫القلق بشأن الضطراب الذي ستسببه ل‬
‫حتما شعرت أن كل دفاعاب‬ ‫هذه الكلمات ً‬
‫‪،‬قد انهارت‪ ،‬وأنت كنت أغوص مرة أخرى‬
‫ولك أحم نفس‪ ،‬اكتفيت بكتابة رسالة‬
‫"شكرا لك عىل الهدية‬‫ً‬ ‫‪"،‬مقتضبة له‪:‬‬
‫فأجاب عليها بهذه الكلمات‪" :‬أنت ل‬
‫أستطيع أن أتخيل كم أحبك " لم أجب‬
‫لقد قمت بأرشفة رسالته النصية‬
‫ً‬
‫يؤكد كل واحد منا علنا أنه يحلم‬
‫بتجربة الحب الكبي؛ ولكن لحظة حدوث‬
‫ذلك‪ ،‬يهرب الجميع‬
‫‪12‬‬

‫ف أمسيتي أو ثالث ف األسبوع‪ ،‬بعد‬


‫مغادرة مكتت‪ ،‬كنت أركض‪ ،‬وأمس عىل‬
‫طول ضفاف نهر السي ‪ -‬عشة‬
‫ً‬
‫كيلوميات‪ ،‬وأحيانا أكي‪ :‬وبدون النشاط‬
‫الرياض‪ ،‬لن أتمكن من مواكبة الوتية الت‬
‫تفرضها وظيفت مع سماعاب المثبتة ف‬
‫أذب‪ ،‬كنت أتعلم اللغة العربية لمدة‬
‫عامي كان زمالب ساخرين‪" :‬يعتقد الناس‬
‫أنك تستمع إل ديفيد باوي أو ليونارد‬
‫كوهي عندما نعلم أنك تستمع إل‬
‫األناشيد الدينية اإلسالمية أثناء ركضك‬
‫إل أحدهم‪ ،‬ولكن‬ ‫ف بعض األحيان انضم ي‬
‫ألسباب تتعلق بالسالمة‪ ،‬تجنبنا التدرب ف‬
‫مجموعات لقد اعتاد مالك عىل الركض‬
‫مع كقاعدة عامة‪ ،‬حافظت عىل مسافة‬
‫من المحققي‪ ،‬ولكن كان لدي تقارب‬
‫فكري وودود كبي معه ألنه كان‪ ،‬مثىل‪ ،‬من‬
‫عشاق الجبال كان ً‬
‫قادرا عىل الذهاب‬
‫بمفرده ف نزهة لمدة ثالثة أسابيع ف‬
‫حديقة إكريي‪ ،‬وكويراس‪ ،‬وجورا؛ لقد شاركنا‬
‫هذا الذوق للصمت والمساحات المفتوحة‬
‫الواسعة‪ ،‬للجمال اليي الخام الذي توفره‬
‫بانوراما الجبال العالية تبادلنا الكتب‬
‫والصور‪ ،‬وكانت هذه طريقتنا للتعويض‬
‫عن العنف الذي نتعرض له ف وظائفنا‬

‫‪،‬وبعد أن ركضت معه لمدة ساعة‬


‫ذهبت إل زميلت إيزابيل سألتها إن كان‬
‫بإمكاب قضاء الليلة ف ميلها‪ ،‬فلم أرغب ف‬
‫إثارة قلق ابنت لم تيك الحياة المهنية‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫مجاًل كبيا ألي شء آخر؛ كرست كل‬
‫وقت فراع ألطفال‪ ،‬ولم يكن لدي اتصال‬
‫يذكر مع والدب الت كانت تعيش عىل بعد‬
‫سبعمائة كيلومي مت؛ كان لدي عدد قليل‬
‫من األصدقاء ولكن الروابط انتهت‬
‫بالضعف‪ ،‬باستثناء إيزابيل أحببت مطالبه‬
‫الفكرية‪ ،‬ونزاهته‪ ،‬وطريقته ف تأكيد نفسه‬
‫بشكل طبيع منذ طالقها قبل خمس‬
‫سنوات‪ ،‬عاشت بمفردها مع ابنتيها اللتي‬
‫تبلغان من العمر ستة عش وثمانية عش‬
‫عشة‬ ‫ً‬
‫عاما ف شقة ف الدائرة الثامنة‬

‫وصلت إل ميلها‪ ،‬مرهقة‪ ،‬وأتعرق‬


‫عندما فتحت الباب‪ ،‬رأيت أنها دعت إريك‬
‫ا‬
‫عشاء بمناسبة عيد‬ ‫وفرانسوا ونظمت‬
‫ً‬
‫ميالدي لقد طلبت أطباقا مختلفة من‬
‫مطعم إيطال‪ ،‬بينما أحض اآلخرون‬
‫المشوبات كنت أفكر كل يوم ف الوقت‬
‫الذي ستتخذ فيه مسيتنا المهنية مسارات‬
‫مختلفة‪ ،‬وكانت لدينا عالقة استثنائية‬
‫شحت لهم أسباب عودب المتشعة إل‬
‫باريس‬
‫ف كل مرة يتجاوز فيها أحد ‪-‬‬
‫المتهمي رقابته القضائية‪ ،‬أعاب من عدم‬
‫ً‬
‫"أجاب فرانسوا‪" :‬إنه خوفنا جميعا‬
‫قالت إيزابيل‪ :‬لم أعد أستطيع –‬
‫تحمل اإلسالميي واحتقارهم للمرأة اليوم‬
‫سألت أحدهم‪ :‬هل تعرفي ماذا تسم‬
‫النساء قبل الزواج يا سيدب القاضية؟‬
‫الكندر ألننا ل نعرف ما بداخله‬
‫‪ :‬واصلت‬
‫ف األسبوع الماض‪ ،‬رفض أحد —‬
‫‪،‬المتهمي أن ينظر إل‪ :‬إذا نظرت إليك‬
‫سيدب القاضية‪ ،‬فسوف يتعي عىل أن‬
‫أتزوجك‬
‫وماذا أجبت عليه؟ –‬
‫انظر خارج النافذة ‪-‬‬
‫هناك حالة من اإلرهابيي اليمينيي –‬
‫‪،‬المتطرفي القادمي ف نهاية هذا األسبوع‬
‫أجاب إريك‪ ،‬سوف يغيك محاولة تسميم‬
‫منتجات حالل‬
‫ي‬
‫فتحت إيزابيل الشمبانيا وشغلت‬
‫بعض الموسيق شبنا وضحكنا ورقصنا‬
‫واعتقدت أن زمالب يشغلون اآلن مجال‬
‫الحميم بالكامل‪ ،‬وكنا بحاجة لبعضنا‬
‫‪ terro -‬البعض لدعم حياتنا اليومية ف‬
‫والت ل تشبه أي شء آخر ظل هاتق‬
‫‪،‬يهي‪ :‬إنه عزرا لكنت لم أرغب ف الرد عليه‬
‫فقد أصبحت عالقتنا سامة‪ ،‬وكنت أحاول‬
‫حماية نفس‬

‫حوال منتصف الليل‪ ،‬عاد إيريك‬


‫وفرانسوا إل الميل ‪ -‬عاش إيريك بمفرده‬
‫مع ابنته البالغة من العمر خمسة عش ً‬
‫عاما‬
‫وكان فرانسوا ًأبا لثالثة أطفال تزيد‬
‫ً‬
‫محاضا مع‬ ‫أعمارهم عن عشين ً‬
‫عاما‪،‬‬
‫امرأة ادع أنه لم يعد يريدها ولكن بدا أنه‬
‫ً‬
‫عاطفيا ; لقد مكثت مع‬ ‫يعتمد عليها‬
‫إيزابيل استلقينا عىل األريكة وكأس من‬
‫النبيذ ف أيدينا ودعا عزرا مرة أخرى قالت‬
‫إيزابيل‪" :‬يمكنك اإلجابة" تبادلت بضع‬
‫‪،‬كلمات مع عزرا كل محادثة من محادثاتنا‬
‫حت األقض‪ ،‬كانت تثي التوترات من جديد‬
‫أليس هذا بخي؟ ‪-‬‬
‫ً‬
‫ليس حقا لم أعد أعرف أين أنا —‬
‫عىل اإلطالق‬
‫اقيبت إيزابيل مت ووضعت يدها عىل‬
‫ساعدي لم أتحدث معها قط عن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪،‬إيمانويل‪ ،‬ألن لديها أيضا ملفا مشيكا معه‬
‫لقد أشت لها ببساطة بأنت كنت عىل‬
‫عالقة غرامية مع صديق جامع سابق‬
‫هل ترى هذا الرجل الذي أحببته ‪-‬‬
‫مرة أخرى؟‬
‫…نعم ‪-‬‬
‫أل تريد أن تخيب من هو؟ ‪-‬‬
‫ل أريد أن أتحدث عنه كل ما ‪-‬‬
‫يمكنت قوله هو أنه معقد‬
‫‪ :‬ضحكت‬
‫هل تعرف من ليس كذلك؟ ‪-‬‬
‫نهضت وفتحت النافذة واستندت إل‬
‫السور وأشعلت سيجارة‬
‫ما الذي تخشينه يا ألما؟ –‬
‫أن أخدع نفس إليذاء أطفال ‪-‬‬
‫ألجد نفس وحيدا‬
‫يمكننا أن نكون وحدنا كزوجي –‬
‫نعم‪ ،‬ولكت أعلم أنه إذا حدث ل أي"‬
‫شء‪ ،‬فإن عزرا سيكون هناك يمكنت‬
‫العتماد عليه‬
‫ببقائك مع زوجك فإنك تختارين ‪-‬‬
‫األمان؛ هذا ل يعت أنه سوف يجعلك‬
‫سعيدا‬
‫هذه القضية جعلتت أشعر بعدم ‪-‬‬
‫األمان مع العمل الذي نقوم به‪ ،‬نحن‬
‫بحاجة إل توازن معي وبعد ذلك‪ ،‬كما ترى‬
‫بوضوح ف تمريننا اليوم‪ ،‬علينا أن نكون‬
‫أقوياء‪ ،‬فالخطأ قد يكلفك حياة‬
‫ل يمكنك العيش دون ارتكابها أو –‬
‫ً‬
‫تجمده‪ ،‬ل تفعل شيئا؛ موقف النتظار‬
‫واليقب والسلبية‪ ،‬ليس هناك ما هو أسوأ‬
‫من ذلك‪ :‬عليك أن تجرؤ عىل المخاطرة‬
‫عندما تطلقت‪ ،‬لم أكن أعرف ما الذي‬
‫ينتظرب هل كان صعب؟ نعم جدا هل أنا‬
‫نادم؟ ل ف األرض ‪ ،‬يمكن أن يؤدي‬
‫القرار إل أحداث دراماتيكية‪ ،‬ولهذا ًالسبب‬
‫نحن خائفون للغاية إذا ارتكبت خطأ ف‬
‫حياتك الخاصة‪ ،‬فسوف تتحمل مسؤولية‬
‫خطأك‪ ،‬وسوف تعاب‪ ،‬وسوف تسبب‬
‫معاناة‪ ،‬لكنه جزء من الوجود‪ ،‬وهو محتمل‬
‫أغلقت النافذة وجلست بجانبها‬
‫هل أنت راض عن حياتك اليوم؟ –‬
‫ل ‪-‬‬
‫هل تشعر بالكتئاب؟‪-‬‬
‫ً‬
‫نعم قليال أحيانا أريد أن أذهب ‪-‬‬
‫ً‬
‫بعيدا‪ ،‬إل الخارج‪ ،‬ألبدأ من جديد مع هذا‬
‫الرجل الذي أحبه‬
‫سؤال القاض ‪ :‬هل أنت راض عن‬
‫حياتك؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬أنا ف السجن‪ ،‬لم أفعل‬
‫ً‬
‫أي شء ف حياب بعد‪ ،‬لست متأكدا من‬
‫أنت سأرى طفىل مرة أخرى وأنت تسألت‬
‫ً‬
‫إذا كنت راضيا عن حياب؟‬

‫سؤال القاض ‪ :‬هل أنت شخص‬


‫مكتئب؟‬
‫ً‬
‫الجواب ‪ :‬قليال‪ ،‬نعم أحيانا أرغب ف‬
‫الموت‪ ،‬وف أحيان أخرى يكون لدي أمل ف‬
‫أن أخرج من السجن وأبدأ من جديد مع‬
‫زوجت‬
‫‪13‬‬

‫لدي أربعون قضية قيد التحقيق لكن‬


‫بعض الحالت تمينا أكي من غيها؛ يتعلق‬
‫األمر بشخصية المتهمي‪ ،‬ووحدة‬
‫ً‬
‫خلفياتهم‪ ،‬وأحيانا الرابطة الت تنشأ عندما‬
‫استقبلتهما ف مكتت‪ ،‬ف مارس‪/‬آذار‬
‫كان عبد الجليل وسونيا قاسم قد ‪2015،‬‬
‫عادا للتو من تركيا عي سوريا حيث أقاما‬
‫لبضعة أشهر إنهما شابان يبلغان من العمر‬
‫اثني وعشين ً‬
‫عاما التقيا عي اإلنينت‪ ،‬ثم‬
‫ً‬
‫‪،‬تزوجا دون أن يعرفا بعضهما البعض حقا‬
‫معا‪ ،‬ف حي‬‫بدافع الحب‪ ،‬كما يقولن ً‬
‫يبدو أنهم كانوا يحاولون الهروب من أشهم‬
‫وبناء عائلة المشوع المشيك‪ :‬الذهاب إل‬
‫ً‬
‫سوريا للعيش هناك وفقا للشيعة‬
‫اإلسالمية – ف هذه النقطة‪ ،‬أصدقهم – أو‬
‫للقتال ف صفوف داعش – وهو ما ينكرونه‬
‫بشدة؛ هذا هو السؤال الذي يجب أن‬
‫أحله يزعمون أنهم بمجرد وصولهم إل‬
‫هناك لم يجدوا ما كانوا يبحثون عنه‬
‫سقطنا من ارتفاع‪ ،‬لم يكن هذا ما"(‬
‫وعدونا به‪ ،‬لقد خدعنا"( وبقيا ف سوريا‬
‫بضعة أسابيع‪ ،‬ثم قررا العودة إل فرنسا‬
‫اعيضتهم السلطات اليكية عىل الحدود‬
‫أثناء محاولتهم الفرار ووضعتهم ف مركز‬
‫احتجاز حيث أنجبت الشابة ف ظروف‬
‫محفوفة بالمخاطر للغاية (“فهمت أنت‬
‫ً‬
‫كنت فاقدا للوع‪ ،‬وكان من الممكن أن‬
‫يموت طفىل‪ ،‬لقد استشهدت‪ ،‬كنت خائفة‬
‫عىل حياب( يتم إعادتهم إل فرنسا‪ ،‬ويتم‬
‫القبض عليهم عند وصولهم‪ ،‬ويتم أخذ‬
‫الطفل منهم ووضعه ( "ل أعرف إذا كان‬
‫بإمكانك تخيل ما تشعر به عندما يأخذ‬
‫شخص ما طفلك‪ ،‬الذي يبلغ من العمر‬
‫‪،‬بضعة أسابيع‪ ،‬من بي ذراعيك‪ ،‬هكذا‬
‫عند نزولك من الطائرة‪ ،‬ل تعرف إذا كنت‬
‫سياه مرة أخرى ً‬
‫يوما ما‪ ،‬وكل ذلك ألننا كنا‬
‫ساذجي وأغبياء( تستجوب هم المديرية‬
‫العامة للتحقيقات لمدة أربعة أيام ثم‬
‫يعرضون عىل‪ :‬أضع الشابة تحت المراقبة‬
‫القضائية وأتصل بقاض الحريات‬
‫والتوقيف الذي يأمر بالحبس الحتياط‬
‫للزوج‬

‫ولد عام ‪ 1993‬لعائلة من أصل‬


‫جزائري متواضع إل حد ما األب عامل ف‬
‫شكة إنشاءات‪ :‬وهو رجل قليل الكالم‬
‫‪،‬يظهر عليه اضطرابات مزاجية‪ً ،‬‬
‫مريرا‬
‫ً‬ ‫مز ً‬
‫اجيا ("ف أحد األيام‪ ،‬كان لطيفا‪ ،‬وف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫آخر‪ ،‬كان وحشا لحقا‪ ،‬عرفت أن والدي‬
‫ً ً‬
‫كان لطيفا جدا" يقع ف حب امرأة ف‬
‫الجزائر‪ ،‬لكن أهل زوجته المستقبليي‬
‫عارضوا الزواج بسبب خلفيته‪ ،‬وربما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مزاجه أيضا‪ ،‬لم يكن األمر واضحا‪ ،‬لقد‬
‫ً‬
‫وكثيا ما‬ ‫شعر باإلهانة بسبب هذا الرفض‪،‬‬
‫تحدث عن ذلك ‪ -‬أنه لم يكن كذلك الحياة‬
‫الت كان يحلم بها بالنسبة له ‪ -‬لم يتجاوزها‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫أبدا؛ والدب‪ ،‬قال إنها فرضت عليه‪ ،‬ولم‬
‫ً‬
‫يحبها أبدا‪ ،‬وربما من هنا جاء كل هذا‬
‫العنف" ف ذلك الوقت‪ ،‬كانت األم تعمل‬
‫ف نوبات ليلية لدى إحدى شكات المخابز‬
‫ف مطار رواش؛ إنها موظفة جادة‪ ،‬امرأة‬
‫‪،‬مطيعة‪ ،‬خاضعة‪ ،‬ضيحة إل حد ما‬
‫تتحمل حياة يومية مملة‪ ،‬تعمل بجد دون‬
‫شكوى أو طرح أسئلة ("ف الميل‪ ،‬كنت‬
‫("أعتت بزوج وأطفال‪ ،‬وأتحمل كل شء‬
‫كان األمر كذلك ف ميلنا‪ ،‬أخيتت أم أن ‪،‬‬
‫الزوج هو تاج عىل رأس المرأة( لديهما‬
‫خمسة أطفال‪ ،‬عبد الجليل هو الرابع‬
‫يفرض األب سلطوية وحشية ("لقد لعب‬
‫دور الرئيس الصغي‪ ،‬ف عمله‪ ،‬كان يعامل‬
‫معاملة سيئة‪ ،‬وصب غضبه علينا"(؛‬
‫تتحمل األم أزماتها‪ ،‬ينكش جسدها تحت‬
‫الضبات حسب تقلبات المزاج‪ ،‬الجميع‬
‫ً‬
‫("ماديا‪ ،‬لم ينقصت أي‬ ‫يعيش ف خوف‬
‫ً‬
‫شء أبدا‪ ،‬لقد رأيت والدي يعمالن بجد‬
‫كثيا ما كان يضبنا وكان‬ ‫ً‬
‫دائما‪ ،‬لكن والدي ً‬
‫يضبنا"( ضب والدب أمامنا‪ ،‬كان هذا‬
‫أسوأ شء بالنسبة لنا‪ ،‬أن نشاهد ذلك دون‬
‫أن نقول أي شء‪ ،‬فقد منعتت والدب من‬
‫التورط ف جدالهم‪ ،‬وقالت إنها تفضل أن‬
‫ا‬
‫‪( Dans ces moments‬يهاجمها بدل منا‬
‫‪de tension, Abdeljalil se réfugie‬‬
‫‪auprès de sa sœur (» je voulais‬‬
‫‪protéger mon frère de notre père‬‬
‫‪; tant que j'étais à la maison, ça‬‬
‫‪allait ; c'est quand j'ai quitté le‬‬
‫(" له ‪domicile que ça a empiré‬‬
‫ف ‪ HLM‬يتشاركون ف شقة صغية ف‬
‫أوبيفيلييه ف بداية العقد األول من القرن‬
‫الحادي والعشين‪ ،‬تعرض األب لحادث‬
‫عمل أجيه عىل قضاء عام ف مركز تأهيل‬
‫ً‬
‫صغارا‬ ‫مغلق ‪ -‬انهارت عليه سقالة ("كنا‬
‫ً‬
‫لكننا نتذكر ذلك‪ ،‬كل شء كان هادئا ف‬
‫ً‬
‫الميل‪ ،‬بقينا هادئي"( لقد عملت جيدا ف‬
‫المدرسة( عندما يعود إل الميل‪ ،‬وهو‬
‫مخدر بمسكنات األلم ومضادات‬
‫الكتئاب‪ ،‬فهو رجل ضعيف وشي ع‬
‫الغضب ومكتئب رعاية أطفاله تبدو فوق‬
‫طاقته‪ ،‬ومشاكله النفسية تتفاقم فجأة؛‬
‫ينعزل لساعات طويلة أمام التلفاز‪ ،‬ويشب‬
‫ً‬
‫شا‪ ،‬ويضب زوجته وأولده ألنهم يتعبونه؛‬
‫كانوا يبحثون عنه‪ ،‬كما قال للشطة بعد أن‬
‫تقدمت زوجته بشكوى بشأن العنف‬
‫كان يلومنا عىل وجودنا‪ ،‬ف الواقع كان"(‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪:‬‬
‫يقول أحيانا كل شء كان مفروضا عىل‬
‫ً‬
‫دائما‪ :‬ف البداية امرأة لم أحبها‪ ،‬ثم يا‬
‫أطفال‪ ،‬وظيفة قذرة‪ ،‬لم أخي أي شء‬
‫ً‬
‫‪،‬أبدا‪ ،‬وعندما تدركون ذلك‪ ،‬سينته األمر‬
‫أنت ف نهاية حياتك‪ ،‬عليك فقط أن‬
‫تموت( التقليد العدواب يفرض نفسه‬
‫باعتباره النقل الوحيد‪ :‬األب يضب‬
‫الجميع‪ ،‬الكبار يضبون الصغار؛ ف هذه‬
‫العائلة المفككة‪ ،‬يشبع العنف الجو‬
‫الحب غي مستقر – وهو ف األساس‬
‫أموم لكن األم تعود إل الميل عندما‬
‫يغادر األطفال الميل ("لقد فعلت ما‬
‫بوسع من أجلهم كان عىل أن أعمل‬
‫("إلطعامهم‪ ،‬ولم أتمكن من تقديم شكوى‬

‫كان عبد الجليل ف السابعة من عمره‬


‫عندما وقعت المأساة ف صباح أحد أيام‬
‫األحد ‪ ،‬أمسك األب‪ ،‬الذي أصيب بنوبة‬
‫ذهانية‪ ،‬ابنه من رقبته وألق به من نافذة‬
‫الطابق الثاب األم غائبة؛ اثنان من أطفال‬
‫الزوجي موجودان ف الغرفة المجاورة‬
‫وكان المارة هم الذين اتصلوا بالشطة‬
‫وخدمات الطوارئ يعاب عبد الجليل من‬
‫صدمة ف الرأس وكدمات متعددة‪ ،‬ويدخل‬
‫ف غيبوبة صناعية الخدمات الجتماعية‬
‫تزيله من عائلته وبعد أسابيع ف‬
‫المستشق‪ ،‬تم العثور عليه لدى عائلة‬
‫حاضنة يتوقف عن الكالم لعدة أشهر يتم‬
‫إدخال األب إل وحدة الطب النفس والدة‬
‫عبد الجليل تطلب الطالق كان ابنها يبلغ‬
‫من العمر تسع سنوات عندما التقطته‬
‫واهية هاوية خشية يتمتع عبد الجليل‬
‫ً‬
‫بمستوى تعليم متوسط‪ ،‬وكثيا ما يتم‬
‫استدعاء األم بسبب سلوكها العدواب‬
‫ً‬
‫عندما كان مراهقا‪ ،‬بدأ حياته المهنية‬
‫‪،‬كمجرم صغي وبتشجيع من والدته‬
‫ا‬
‫‪،‬يستقر قليل‪ ،‬ويعمل ف وظائف غريبة‬
‫ً‬
‫‪:‬‬
‫غالبا ف السوق السوداء يبلغ من العمر‬
‫ً‬
‫عشين عاما‪ ،‬وهو ف حالة نباتية ("أخيب‬
‫أج األكي‪ :‬لماذا ف رأيك هجرك أب من‬
‫النافذة؟" ؟ ألنك عديمة الفائدة " ف هذا‬
‫ً‬
‫الوقت أصبح مهتما بالدين من خالل‬
‫المنظر اإليديولوج الكاريزم فريد يحياوي‬
‫اإلسالم فتح ل أبواب الحياة ولم أعد"(‬
‫ا‬
‫فاشل"( التق بسونيا دوس سانتوس عي‬
‫ا‬
‫اإلنينت وتزوجها وأنجب منها طفل‬
‫تنحدر سونيا دوس سانتوس من عائلة‬
‫‪،‬برتغالية هاجرت إل فرنسا ف السبعينيات‬
‫والداها كاثوليكيون متدينان ولديهما أربعة‬
‫أطفال‪ :‬دييغو‪ ،‬غيدو‪ ،‬سونيا وروزا‪ ،‬الت‬
‫تصغرها بعامي تعمل األم مصففة شعر ف‬
‫مركز تسوق ف مدينة روزب سو بوا؛ األب‬
‫‪ F3‬ميكانيك ف أولناي إنهم يعيشون ف‬
‫‪ Épinay-sur-Seine‬ف ‪ HLM‬ف‬
‫ً‬
‫‪ ،‬الطفولة سعيدة جدا ( "لم ينقصنا شء‬
‫كان والداي رائعي‪ ،‬كانا يعشقان بعضهما‬
‫البعض ويعشقاننا"(؛ حصلت سونيا عىل‬
‫تعليم مثال ("أحببت المدرسة‪ ،‬وكان حلم‬
‫أن أصبح سيدة أعمال‪ ،‬وأن أصبح‬
‫مليارديرة"( ف مرحلة المراهقة كل شء‬
‫يتغي توف األب بشطان الكبد خالل ثالثة‬
‫ً‬
‫أشهر ("كان األمر مرعبا‪ ،‬كان مثل سقوط‬
‫مبت عىل رؤوسنا‪ ،‬كنت أعاب وكان عىل‬
‫ً‬
‫أيضا أن أتعامل مع آلم والدب الت كانت‬
‫ً‬
‫تحت تأثي الكحول تماما( "المياه "( تجد‬
‫والدته نفسها وحيدة‪ ،‬غي قادرة عىل توفي‬
‫احتياجات أطفالها ثم تدخل ف عالقة مع‬
‫تاجر يعمل ف أسواق الضواج نقلها‬
‫وأطفاله إل ميل صغي خشن ف إيبيناي‬
‫قام بيميمه بيديه كانت سونيا ف الرابعة‬
‫عشة من عمرها عندما هربت بعد أن‬
‫أشت لوالدتها بأن زوج أمها كان يسء‬
‫معاملتها منذ أن انتقال للعيش معه ("كل ما‬
‫استطاعت أن تقوله ل هو أنت ل بد أنت‬
‫استفزته"( تجد ملجأ ف ميل للقاضين‬
‫الصغار وهناك اكتشفت أساسيات‬
‫اإلسالم‪ ،‬كما قالت‪ ،‬األمن ("الهدوء ف‬
‫ً‬
‫تقريبا‪،‬‬ ‫رأش"( قررت‪ ،‬بي عشية وضحاها‬
‫ً‬
‫تقريبا‪ ،‬أن تتحول وترتدي الحجاب‬
‫شعرت بالحيام بحجاب‪ ،‬كنت ل يمكن"(‬
‫المساس ب‪ ،‬ول أقهر‪ ،‬وشعرت أنت بحالة‬
‫("جيدة‪ ،‬ومحمية من كل شء‬

‫يقيب عبد الجليل أكي فأكي من فريد‬


‫يحياوي ف المسجد الذي يصىل فيه ("كان‬
‫يعتقد أنت أستطيع فعل األشياء‪ ،‬والعودة‬
‫إل المسار الصحيح ف حياب‪ ،‬ومنحت‬
‫الثقة"( وهو الذي سيشجعهم عىل‬
‫الذهاب إل سوريا ينظم عبد الجليل‬
‫وسونيا ً‬
‫شا مغادرتهما دون إبالغ‬
‫عائالتهما‪ ،‬ويستقالن رحلة جوية إل‬
‫إسطنبول ومن هناك يذهبون إل غازي‬
‫عنتاب حيث يقضون ليلتي وف صباح‬
‫أحد األيام‪ ،‬تم نقلهم مع اثني من المغاربة‬
‫بسيارة أجرة‪ ،‬ثم بشاحنة صغية ييلهم‬
‫السائق أمام ميل يتواجد فيه نحو عشة‬
‫أشخاص من جنسيات مختلفة‪ ،‬رجال‬
‫ونساء وف منتصف الليل‪ ،‬غادروا ف‬
‫شاحنتي‪ ،‬تاركي أمتعتهم وراءهم وبعد‬
‫ساعة بالسيارة‪ ،‬يصلون إل قطعة أرض‬
‫خالية‪ ،‬ويمشون مسافة كيلومي واحد عي‬
‫الحقول قبل أن يصلوا إل قرية يرفع عند‬
‫مدخلها علم تنظيم الدولة اإلسالمية‬
‫‪:‬يأخذهم رجالن مسلحان إل مبت كبي‬
‫أخيا وف صباح‬ ‫يمكنهم أن يسييحوا ً‬
‫اليوم التال‪ ،‬يتم استدعاء كل منهم بدوره‬
‫لتسليم وثائق هويته وأغراضه اإللكيونية‬
‫‪،‬بمجرد النتهاء من اإلجراءات اإلدارية‬
‫يستقلون حافلة صغية تقلهم مع رفاقهم‬
‫ا‬
‫اآلخرين ف السفر أول إل المدرسة حيث‬
‫يقيمون لمدة ساعتي أو ثالث ساعات‪ ،‬ثم‬
‫إل الرقة تتباعد مساراتهما‪ :‬تغادر سونيا‬
‫مع نساء أخريات ف ميل كبي‪ ،‬ويتم نقل‬
‫عبد الجليل إل الطابق العلوي من مبت‬
‫حيث يوجد حوال مائة شخص‪ ،‬من‬
‫‪،‬مختلف األعمار والجنسيات (روس‬
‫شيشان‪ ،‬فلبينيي‪ ،‬هنود( بوسنيي‪،‬‬
‫مغاربة‪ ،‬جزائريي…( وف مساء اليوم‬
‫نفسه‪ ،‬تم نقله مع اآلخرين عىل مي‬
‫شاحنات عسكرية أنزلهم رجال مسلحون‬
‫ف مبت جديد حيث مكثوا لمدة يومي‬
‫يتعلم عبد الجليل آيات من القرآن ويقوم‬
‫باألعمال الميلية وف نهاية اليوم الثاب يأب‬
‫رجل ليأخذه يطلب منها أن تأخذ أغراضها‬
‫وتتبعه ويدع أنه الفرنس الوحيد‬
‫والوحيد الذي تم التصال به ("بضاحة‪،‬‬
‫لم أفهم السبب وقد أخافت ذلك"( يعتقد‬
‫ً‬
‫جاسوسا ("رأيت‬ ‫يعتقد أنه تم اعتباره‬
‫ساعت األخية قادمة"( يغادر ف شاحنة‬
‫أثناء الرحلة ُيطلب منه أن يخفض‬
‫عينيه ول ينظر حوله وجه السائق مخق‬
‫بالوشاح ويطرح عليه أسئلة تتعلق بعمله‬
‫وأسباب قدومه إل سوريا يوضح عبد‬
‫الجليل أنه موجود هناك ألغراض إنسانية‬
‫ما سيحدث بعد ذلك غي واضح‪ :‬يقول‬
‫عبد الجليل إنه فهم ف تلك اللحظة أنهم‬
‫يعيمون رعاية الهجمات ف فرنسا من‬
‫‪،‬سوريا ("كانوا يبحثون عن أشخاص لذلك‬
‫ا‬
‫أخيتهم أنت سأنجب طفل وأردت فقط‬
‫المساعدة"( المصاب وبعد ذلك مرضت‬
‫فلم يضوا وتركوب( تقول سونيا إن البلد‬
‫الذي اكتشفته ل يتوافق مع أحالمها وبعد‬
‫بضعة أسابيع‪ ،‬قررا الفرار لحماية طفلهما‬
‫الذي لم يولد بعد ("وهذا يثبت أننا كنا‬
‫("واضحي ف رؤوسنا‬

‫عبد الجليل وسونيا‪ ،‬لقد استجوبتهما‬


‫مطول إنهم يلهمونت بالثقة لها‪ ،‬وخاصة‬
‫إنها ضعيفة‪ ،‬وأصيلة‪ ،‬وأشعر أنها وجدت‬
‫نفسها محاضة‪ ،‬وأنها ف الواقع ل تطمح إل‬
‫إل تربية طفلها‪ :‬أريد أن أنقذها إنه ل‬
‫يمكن التنبؤ به ولكت مقتنع بأن هذه‬
‫الشخصية المراوغة وسلوكه غي المستقر‬
‫إل حد ما يرجعان إل إحجامه عن الثقة‬
‫بعد العنف الذي تعرض له أكي من أي مكر‬
‫من جانبه أعتقد أنه قادر عىل إدراك‬
‫أخطائه والتغيي‪ ،‬حت لو كانت نظرته‬
‫ا‬
‫الثابتة الغائبة تقلقت قليل ف بعض‬
‫األحيان‪ :‬ل أستطيع فهم نواياه انته ب‬
‫األمر بإقناع نفس بأنت يجب أن أحكم‬
‫عليه بسبب ما فعله وليس بسبب الخوف‬
‫الذي يلهمت‬
‫‪،‬نقىص ساعات مع المتهمي‪ ،‬لسنوات‬
‫ساعات معقدة نتالعب خاللها بالمادة‬
‫الصلبة المظلمة وف نهاية التحقيق الذي‬
‫أقوم به‪ ،‬يجب أن أحدد ما إذا كانت التهم‬
‫الموجهة إل كافية لمحاكمة هؤلء األفراد‬
‫من قبل اآلخرين إنه تعذيب عقىل‪ :‬هل‬
‫أتخذ القرار الصحيح؟ وما هو القرار‬
‫الجيد؟ جيد لمن؟ المتهم ؟ المجتمع ؟‬
‫ضميي ؟‬
‫‪14‬‬

‫العالقة بي القاض والمتهم لها‬


‫جذورها ومناطقها الرمادية الفرد يعتمد‬
‫علينا‪ :‬رابط واحد وكل شء يتغي ف مكتبنا‬
‫يتم النظر إليه بنفسه إنه حوار مكثف‬
‫‪،‬وغريب بي كائني ربما لم يلتقيا قط‬
‫ً‬
‫ويجدان نفسيهما رغما عنهما ف عالقة‬
‫معقدة بي المسافة والقرب‪ ،‬والسلطة‬
‫والثقة لماذا تكذب عىل نفسك؟ نتأثر‬
‫ً‬
‫أحيانا بالكائنات الت أمامنا‪ ،‬ويعيدنا‬
‫المقطع العاطق إل حياتنا الخاصة‪ ،‬إل‬
‫شقوقنا ‪ -‬إل ما نود إخفاءه لقد كنت‬
‫مقتنعا بأن كل شء حدث ف مرحلة‬
‫الطفولة المبكرة‪ ،‬وأنه كان علينا أن نبدأ من‬
‫هناك لنتساءل‪ ،‬لنفهم قبل أن أصبح‬
‫قاضيا للتحقيق ف قضايا اإلرهاب‪ ،‬كنت‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫قاضيا لألطفال ف بوبيت ف أوائل العقد‬
‫األول من القرن الحادي والعشين لقد كان‬
‫مأساويا‪ ،‬حيث كان ُيطلب مت‬‫ً‬ ‫مركز مراقبة‬
‫ً‬
‫يوميا اتخاذ قرارات بشأن قطيعة األشة؛‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ل يوجد قرار أصعب من إعالن‬
‫األم أنها سوف تنفصل عن طفلها‪ :‬عليك‬
‫أن تشجعها عىل دعمها‪ ،‬وتجعلها تفهم أنه‬
‫ليس عىل ما يرام‪ ،‬وتخيها كيف الطريقة‬
‫الت تعلمه بها يعرضه للخطر ‪ -‬األم الت‬
‫تطق سيجارتها عىل جسد طفلها‪ ،‬عىل‬
‫سبيل المثال‪ ،‬هكذا‪ ،‬ألنه يبك‪ ،‬والت ل‬
‫‪،‬تفهم سبب خطورة األمر ف أحد األيام‬
‫استقبلت ًأما تبلغ من العمر حوال الثالثي‬
‫عاما‪ ،‬وصفتها الخدمات الجتماعية بأنها‬ ‫ً‬
‫مدمنة عىل الكحول ومكتئبة‪ ،‬وترك أبناؤها‬
‫‪،‬األربعة بمفردهم ف شقة قذرة ومتداعية‬
‫وهو ما أكدته سمعات األطفال عندما‬
‫سمعت األم الشابة قراري‪ ،‬فتحت بلوزتها‬
‫بخشونة ووضعت طفلها عىل صدرها ف‬
‫لفتة أخية من التحدي والحيازة‪ ،‬وعندما‬
‫انيع األخصائيون الجتماعيون طفلتها من‬
‫‪: ،‬ذراعيها‪ ،‬بعد بضع دقائق‪ ،‬ضخت‬
‫وطرقت عىل مكتت‬
‫عاهرة ‪-‬‬

‫ماذا يمكنت أن أجيبه؟ وحت لو كنت‬


‫‪،‬قد اتخذت هذا القرار لمصلحة الطفل‬
‫وحت لو كان بإمكاب أن أطمي نفس بأنت‬
‫أنقذت حياته بال شك‪ ،‬فقد بكيت بعد‬
‫رحيله ولم أنم لمدة ثالث ليال‬

‫ً‬
‫قاضيا عىل األطفال يمنحك‬ ‫كونك‬
‫ً‬
‫أسلوبا للتقرب من الناس‪ ،‬ل يمكنك الكذب‬
‫ً‬
‫عىل األطفال‪ ،‬عليك أن تكون صادقا وإل‬
‫فسيشعرون بذلك ول يثقون بك أخذ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التحقيق مع قاسم منعطفا خاصا عندما‬
‫تحدثنا عن طفولته وأنا أعلم أنه من هنا‬
‫بالتحديد تغيت قناعت‪ ،‬حيث أردت أن‬
‫أعطيه فرصة‬
‫سؤال من القاض‪ :‬يتبي من‬
‫التحقيق ف شخصيتك أنك مررت بطفولة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مكتئبا‪ ،‬ومدمنا‬ ‫صعبة‪ ،‬وأن والدك كان‬
‫عىل الكحول‪ ،‬وأنه ضبك‬
‫الجواب ‪ :‬أجد صعوبة ف الحديث عن‬
‫ذلك‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل لديك أي‬


‫ذكريات معينة عن ظروفك المعيشية أثناء‬
‫طفولتك؟‬
‫الجواب ‪ :‬كان األمر صعبا تسألت إذا‬
‫ً‬
‫كنت سعيدا‪ ،‬لم أكن كذلك كان والدي‬
‫ً‬ ‫ً ً‬
‫غاضبا جدا‪ ،‬كان غاضبا من العالم كله‪ ،‬كان‬
‫‪،‬يشب ف الخفاء‪ ،‬وكانت والدب ضعيفة‬
‫ً‬
‫وحشيا‬ ‫لطيفة لكنها ضعيفة كان والدي‬
‫كان يعامل والدب مثل طفلته شعرت أنه‬
‫لم يفهم ما كنت أشعر به مع والدب‪ ،‬كان‬
‫حد ما‬
‫األمر عىل ما يرام إل ٍ‬

‫سؤال من القاض‪ :‬العالقات الت‬


‫حافظت عليها ووصفتها مع والدك تتسم‬
‫بالعديد من أعمال العنف الجسدي‬
‫والنفس الت تتسم بها اإلساءة لقد‬
‫وصفت قسوته تجاهك ‪" :‬لقد كان األمر‬
‫ً‬
‫فظيعا‪ ،‬لقد كان يكرهت » إخوانك وأختك‬
‫أكدوا الحقائق‪“ :‬كان عبد الجليل كبش‬
‫فداء له » هل تؤكد هذا؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم لم أكن أعرف كيف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أحم نفس حياب كلها كانت عنفا ومزيدا‬
‫من العنف‬

‫سؤال من القاض‪ :‬يبدو أن جدتك‬


‫ألمك كانت ستبلغ الخدمات الجتماعية‬
‫ولكن لم تتم متابعة هذه اإلجراءات‬
‫بسبب نقص األدلة كيف كان رد فعل‬
‫والدتك؟ هل قامت بحمايتك بما فيه‬
‫الكفاية؟‬
‫الجواب ‪ :‬لم تكن تريد أن ترى الواقع‬
‫أعتقد أنها كانت خائفة من أن ينته بها‬
‫األمر ف الشارع مع أطفالها‬

‫سؤال من القاض‪ :‬أنت تشي إل أنك‬


‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫قديما إل حد ما‪ ،‬مرتبطا‬ ‫"تعليما‬ ‫تلقيت‬
‫ً‬
‫بالقيم القديمة" أنت تقول أيضا أنك‬
‫نشأت مع مشاعر معادية لفرنسا عرف‬
‫نفسك‬
‫ُ‬
‫الجواب ‪ :‬قتل والدا والدب عىل يد‬
‫الجيش الفرنس خالل حرب الجزائر‪ ،‬وهذا‬
‫ما يفش هذا الشعور المعادي لفرنسا قالوا‬
‫مثال‪ :‬نحن ل نفعل مثل الفرنسيي‪ ،‬لسنا‬
‫مثلهم كان هناك هم ونحن تسألت لماذا‬
‫جاء والداي إل فرنسا‪ :‬لكسب لقمة‬
‫العيش المال هو جوهر األمر‪ ،‬أليس‬
‫كذلك؟ هذا هو كل ما يهم ف هذا‬
‫المجتمع‪ :‬ما تكسبه‪ ،‬وما تعود به تسألت‬
‫إذا كنت أخطط لالنتقال إل فرنسا‪ :‬ل‬
‫‪،‬أعرف‪ ،‬ليس لدي أي شء ضد فرنسا‬
‫فرنسا ه ضدي‬

‫سؤال من القاض‪ :‬لحظ محقق‬


‫الشخصية أنك تواجه صعوبة ف التعرف‬
‫عىل الصفات الموجودة ف والديك وأنك‬
‫لم تظهر أي حنان تجاههما لماذا ؟‬
‫الجواب ‪ :‬والدي جرحت أم لم‬
‫تحميت وكان يجب أن أرفق بهم؟ إذا‬
‫عضك شخص ما‪ ،‬هل تقبله؟‬

‫سؤال من القاض‪ :‬لقد وصفت‬


‫لمحقق الشخصية العالقات الصعبة مع‬
‫والدك ف ذلك الوقت والعديد من حوادث‬
‫سوء المعاملة‪ :‬تشي إل أنه قام بحروقك‬
‫بمملس الشعر ووضعك عىل الشفة‬
‫بمالبسك الداخلية وكانت درجة الحرارة‬
‫ً‬
‫صفرا‬
‫الجواب ‪ :‬نعم‬

‫سؤال من القاض‪ :‬حت اليوم الذي‬


‫ألق بك من النافذة‪ ،‬أثناء نوبة ذهانية‪ ،‬كان‬
‫عمرك سبع سنوات‬

‫(دعونا نذكر أن السيد قاسم يبك(‬


‫‪15‬‬

‫وف ملف قاسم‪ ،‬طلب مت إيمانويل‬


‫األمر بإجراء تحقيق جدوى بهدف اإلقامة‬
‫الجيية تحت سوار إلكيوب كان عىل أن‬
‫أجمع العناض الت من شأنها أن تجعل من‬
‫‪،‬الممكن إثبات موثوقية المتهم‪ ،‬وخطورته‬
‫ومصداقيته‪ ،‬وقدرته عىل القيام بما هو‬
‫مطلوب منه‪ :‬أن يظل من الممكن الوصول‬
‫إليه ف أي وقت مقابل إطالق شاحه كما‬
‫ً‬
‫هجوميا‬ ‫‪،‬هو الحال ً‬
‫دائما‪ ،‬كان إيمانويل‬
‫ً‬
‫عدوانيا‬ ‫‪،‬حت أن بعض زمالب وجدوه‬
‫لكنت أحببت ذلك‪ ،‬واعتيت أن دوره هو‬
‫زعزعة استقرارنا‪ ،‬ومحاولة كل شء إلنقاذ‬
‫موكله؛ المواجهة ديمقراطية‪ ،‬ولم يزعجت‬
‫شء أكي من المحامي الذين أعطوب‬
‫النطباع بالرتجال وكرر إيمانويل أنه ل‬
‫‪،‬يوجد شء ف هذا الملف؛ لكن بالنسبة ل‬
‫ً‬
‫كانت هناك عناض تفتقد الوضوح‪ ،‬بدءا‬
‫بالمهام الدقيقة لعبد الجليل قاسم ف‬
‫سوريا والتدريب عىل األسلحة الذي نق‬
‫تلقيه رغم أنه كان خطوة إلزامية‬
‫‪،‬للمجندين الشباب قبل بضعة أشهر‬
‫طلب زميله ف السجن تغيي الزنزانة‪ :‬لم‬
‫يعد بإمكاب البقاء مع عبد الجليل‪ ،‬فهو‬
‫يغضب بال سبب أو يبدأ ف البكاء وهو‬
‫غي مستقر نفسيا إنه يحاول تلقيت‪ ،‬لن‬
‫يسمح ل بالرحيل‪ ،‬إنه مجنون‬
‫‪:‬فقد إيمانويل أعصابه‬
‫ليس لديك أي شء ملموس‪ ،‬هذا ‪-‬‬
‫هو الواقع‬
‫ليس لدي "ل شء"‪ ،‬لدي حزمة ‪-‬‬
‫من التهم‬
‫ليس لديك أي شء‪ ،‬واليوم‪ ،‬ف —‬
‫ً‬
‫مظهرا‬ ‫األرض ‪ ،‬ل شء يمكن أن يكون‬
‫‪،‬لوجود شء ما‪ ،‬إنه كافكاوي عىل أية حال‬
‫نعود ً‬
‫دائما إل الرغبة ف القمع‪ ،‬وه رغبة‬
‫ثابتة لدى البش‬
‫لم أجب‬
‫ل تبقيه ف السجن يا ألما‪ ،‬فهذا —‬
‫سيدمره إنه ف الثالثة والعشين إنه‬
‫ً‬
‫بعمر ابنتك ل يمكن اخيال فرد صغي جدا‬
‫ف عدد قليل من األخطاء‬
‫أعرفه ‪-‬‬
‫يجب أن يكون ‪-‬‬ ‫الحبس الحتياط ً‬ ‫ً‬
‫استثنائيا‪ :‬لكنه يصبح مبدأ‬
‫خطأ الذي هو عليه ؟ هل تريد مت ‪-‬‬
‫أن أقدم لك قائمة بجميع الهجمات الت‬

‫إذن ماذا ؟ هل نقوم بحبس ‪-‬‬


‫الجميع؟‬
‫ل تقلق‪ ،‬نحن ف دولة القانون –‬
‫نحن نحاول عدم القيام بأي شء‪ ،‬بما ف‬
‫ذلك ف أوقات الهجمات الحرية ه‬
‫القاعدة وليست الستثناء‬
‫نعم نظريا ولكن عمليا؟ لقد أثبتت –‬
‫الديمقراطيات ضعفها من خالل فرض‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫‪:‬األمن باعتباره هاجسا وطنيا جديدا‬
‫‪،‬فنحن عىل استعداد للتضحية برغباتنا‬
‫وقيمنا‪ ،‬والستهزاء بحقوقنا من أجل حماية‬
‫أنفسنا ولكن من ماذا؟ الموت ؟ معاناة؟‬
‫من تهمة الحياة العدوانية؟ بقبولنا هذه‬
‫المعاملة السياسية فقدنا كل شء‪ :‬األمن‬
‫والحرية‬
‫ً‬
‫لقد كان محقا كنت أطالب أحيانا‬
‫بحبس أطفال يبلغون من العمر خمسة‬
‫دائما مسألة ضمي‬‫عاما‪ ،‬وكان األمر ً‬‫عش ً‬
‫مقتنعا‪ ،‬دون أن أتمكن من قول‬ ‫ً‬ ‫ألنت كنت‬
‫ً‬
‫‪،‬ذلك علنا‪ ،‬بعدم جدوى‪ ،‬بل وخطورة‬
‫السجن لملفات معينة‬
‫ف كلتا الحالتي‪ ،‬ل يهمك‪ ،‬نعلم —‬
‫‪،‬جميعا أن عمالؤنا لن يخرجوا خذ وقتك‬ ‫ً‬
‫تقوم بكل العمل نيابة عنك ولن ‪DGSI‬‬
‫يلومك أحد عىل عدم التحرك بالشعة‬
‫الكافية لديك القوة‪ ،‬لكن وضع الناس ف‬
‫السجن ليس سوى قوة متواضعة‬
‫كنت سأطلب منه المغادرة عندما‬
‫خفف‬
‫ما أريد أن أخيكم به هو أنه علينا أن –‬
‫نفهم القصة وراء ذلك‪ ،‬قصة الشباب‬
‫ً‬
‫الذين سلكوا طرقا صعبة‪ ،‬والذين ارتكبوا‬
‫أخطاء والذين يطالبون بالحق ف الفداء‬
‫لقد شاركت وجهة النظر هذه لقد‬
‫جعلت أنتيفون الرئيس السابق لمحكمة‬
‫النقض بيي دراي خاص ب وف إشارة إل‬
‫القضاة الذين أعادوا تأهيل الكابي دريفوس‬
‫ف عام ‪ 1906‬والذين لم يسجل التاري خ‬
‫أسمائهم‪ ،‬كتب‪" :‬لقد علمونا أن الحكم‬
‫‪،‬يعت أن نحب الستماع‪ ،‬وأن نحاول الفهم‬
‫وأن نريد أن نقرر " الفهم من أجل الحكم‬
‫بشكل أفضل لم يكن للعذر لكنت كنت‬
‫ً‬
‫‪،‬أعلم أيضا أن بعضها غي قابل للشفاء‬
‫وهذا ما أخيت به إيمانويل‬
‫ل يمكنك أن تقول ذلك وهذا ليس ‪-‬‬
‫ما تعتقده بعمق‪ ،‬أنا أعرف ذلك‪ ،‬أنا‬
‫أعرفك لقد كنت أول من أعطاب كمثال‬
‫القياح الذي اعتمده اتحاد القضاة ف‬
‫…منذ عام ‪ ،2012‬تغي كل شء —‬
‫ف العشينات من عمرك‪ ،‬عندما ل ‪-‬‬
‫تتخذ أي إجراء‪ ،‬يمكن أن يتم شفاءك‬
‫ً‬
‫لست متأكدا بعد اآلن‪ ،‬كما ترى‪-‬‬
‫قبل عام‪ ،‬كان لدي عميل تم —‬
‫وضعه ف الحبس الحتياط عىل الرغم من‬
‫ً‬
‫تقريبا ضده كان‬ ‫عدم وجود أي شء‬
‫السجن بالنسبة له تجربة مؤلمة للغاية‬
‫يخرج ف حالة كارثية‪ ،‬يأب لرؤيت ف‬
‫المكتب لدفع أتعاب‪ ،‬ثم يختق‪ ،‬ليس لدي‬
‫أي أخبار أخرى وبعد مرور عام ‪ ،‬علمت‬
‫ً‬ ‫أنه كان ً‬
‫قناصا ف سوريا لقد أصبح متطرفا‬
‫ف السجن استشهد أثناء قصف قوات‬
‫التحالف‬
‫هل تريد مت أن أبك عىل مصيه؟ –‬
‫هل يجب أن تكون بهذه القسوة؟ ‪-‬‬
‫‪،‬لديك وظيفة خطية‪ ،‬خطرة عىل اآلخرين‬
‫ً‬
‫ل تنس ذلك أبدا‬

‫كانت هذه كلمات القاض الشهي بيي‬


‫تروش قبل اثني وأربعي ً‬
‫عاما‪ ،‬ف عام‬
‫ظل قاض آخر‪ ،‬ثم نائب المدع ‪1974،‬‬
‫ً‬
‫وعضوا ف اتحاد القضاة‬ ‫‪،‬العام ف مرسيليا‬
‫‪،‬مشهورا ألنه نطق بنص يحمل اسمه اآلن‬‫ً‬
‫خطبة أوزوالد بودو‪ ،‬والت قال فيها وقدم‬
‫نصيحته للقضاة الشباب‪ ،‬وهو خطاب‬
‫إنساب ورجع أثار تحفظ وزير العدل ف‬
‫ُ‬
‫ذلك الوقت‪ ،‬جان لوكانويه اتهم أوزوالد‬
‫بودو بانتهاك اليام الشية ومثل ف ‪28‬‬
‫يناير ‪ 1975‬أمام اللجنة التأديبية التابعة‬
‫لمكتب المدع العام الت أوصت بتوبيخ‬
‫الوزير مع إدخاله ف الملف وف مواجهة‬
‫‪،‬تعبئة اتحاد القضاة ودعم اتحاد القضاة‬
‫قام وزير العدل بسحب العقوبة لقد‬
‫اتخذت كل قراراب وكالمه ف ذهت‪“ :‬ل‬
‫تحسب السجن بالسنوات أو األشهر‪ ،‬بل‬
‫بالدقائق والثواب‪ ،‬كما لو كان عليك أن‬
‫تتحمله بنفسك » لقد رأيت والدي‬
‫ً‬
‫متضرا من الحتجاز ولم أعيف ألحد بما‬
‫شعرت به من خوف وخجل عندما ذهبت‬
‫لزيارته ف غرفة الزيارة ف السجن الذي كان‬
‫مسجونا فيه أردت أن أقول إليمانويل أل‬
‫يلقنت ً‬
‫درسا‪ ،‬فهو ابن عائلة تطورت ف بيئة‬
‫ممية أين كان يتحدث عنه؟ من مرتفعات‬
‫اليجوازية الكبية‬

‫وقف إيمانويل وذلك عندما رأى‬


‫حقيبت بالقرب من الباب‬
‫هل أنت ذاهب ف رحلة؟ ‪-‬‬
‫شحت له أن الستوديو الخاص ب قد‬
‫تعرض ألضار بسبب المياه‬
‫كل مساء أبحث عن مكان جديد ‪-‬‬
‫للنوم أنا القرفصاء بينما يجف‬
‫‪ :‬هو ضحك‬
‫تعال عندي ‪-‬‬
‫ل أض وسمعت نفس أردد نفس‬
‫الكلمة بثبات هذه المرة‪ :‬ل‬

‫لم أعد أرغب ف تعريض نفس لعدم‬


‫الستقرار اكتشفت معه أن الحب ليس‬
‫مجرد تجربة مرضية تسمو عليك‪ ،‬بل هو‬
‫مغامرة ممرضة لقد كشف الحب عن أسوأ‬
‫ما ف داخىل – فقد أنتج عدم اليقي والتوتر‬
‫الجنس ف داخىل شحنة عدوانية لم أكن‬
‫أشك فيها؛ رأيت نفس أتغي‪ ،‬انجرف ببطء‬
‫نحو منطقة مجهولة ل أستطيع الدخول‬
‫إليها دون المساس بسالمت النفسية‪ ،‬رأيت‬
‫نفس أفقد ثقت وحيويت‪ ،‬وبعد أن أيقنت‬
‫أنت سأمتلك الشجاعة للطالق‪ ،‬فجأة نأت‬
‫بنفس ف اليوم التال لهجمات ‪13‬‬
‫نوفمي‪/‬تشين الثاب كان الضغط والصدمة‬
‫قويي للغاية لدرجة أنت انجرفت ف‬
‫الرعب‪ ،‬وقضيت األسابيع التالية ف حالة‬
‫من الدهشة‪ ،‬غي قادر عىل دعم‬
‫الختالفات العاطفية الناتجة عن التداخل‬
‫بي العاطفة المحببة والدراما الوطنية‪ ،‬و‬
‫لقد توقفت عن الرد عىل مكالمات إيمانويل‬
‫لقد فرضت عليه العنف النفس ‪-‬‬
‫المتمثل ف صمت غي متبادل‪ ،‬وغي قادر‬
‫عىل العياف له بأنت لم أعد أستطيع‬
‫تحمل الضغط اليوم الذي تفرضه عىل‬
‫ً ً‬
‫وظائق وأنت كنت خائفا جدا من الضر‬
‫‪،‬المدمر عواقب النفصال عىل أطفال‬
‫وعدم القدرة عىل العياف لنفس بأنت لم‬
‫أتمكن من التكيف مع عمل رجل لم أفهمه‬
‫ً‬
‫جيدا‪ ،‬وشخصيته المندفعة والمتعددة‬
‫‪،‬الستخدامات جذبتت بقدر ما أقلقتت‬
‫ً‬
‫وغائبا آخر‪ ،‬الذي‬ ‫رجل كان حاض ً‬
‫يوما‬
‫‪،‬جاء وذهب ف حياب‪ ،‬أعىط حبه وأخذه‬
‫ً‬
‫مطالبا بالروابط لفكها عىل الفور معه‬ ‫‪-‬‬
‫ولكن ربما كان ذلك مجرد نتيجة لكل‬
‫الحب الحقيق ‪ -‬بدا كل شء ً‬
‫مؤثرا‪ ،‬غي‬
‫ً‬
‫مفعما بالحيوية للغاية‪ ،‬وقد هربت‬ ‫ثابت‪،‬‬
‫إلنقاذ نفس‪ ،‬وأقنعت نفس‪ ،‬ف لحظات‬
‫الصحيح كنت‬ ‫الشك‪ ،‬بأنت اتخذت الخيار ً‬‫ً‬
‫مخلصا‪ ،‬هذا ما اعتقدته ‪ -‬خطأ‪ ،‬ألنت ف‬
‫عرضت نفس للخطر من خالل‬ ‫الواقع قد ي‬
‫الستسالم لهوس األمن‪ ،‬لهذه الفكرة‬
‫القائلة بأننا نستطيع الهروب من‬
‫المخاطرة‪ ،‬من الحادث المؤسف‪ ،‬وأن كل‬
‫شء يستحق العناء‪ ،‬الصداقة‪/‬الحب ‪ ،‬أن‬
‫ا‬
‫‪،‬الجميع كان قابل لالستبدال‪ ،‬هو أو غيه‬
‫‪،‬أننا نستطيع أن نبتعد عن من أحببناهم‬
‫‪،‬من يوم إل آخر‪ ،‬فجأة‪ ،‬دون تفسي‬
‫وننساهم ف نفس الوقت‪ ،‬ننهض من كل‬
‫شء وننكش دون أدب تأثي ‪ ،‬دون اإلضار‬
‫بياهة المرء‪ :‬دون معاناة‬
‫سؤال من القاض‪ :‬يبدو من ملف‬
‫المساعدة التعليمية أنه بعد دخول والدك‬
‫إل المستشق‪ ،‬تم وضعك ف أشة حاضنة‬
‫ماذا يمكنك أن تقول عن هذه الفية؟‬
‫‪،‬الجواب ‪ :‬شعرت بالسوء تجاه نفس‬
‫كنت حزينا شعرت بالخجل من قول‬
‫سبب وصول إل هناك‬

‫سؤال القاض ‪ :‬بعد عامي حصلت‬


‫والدتك عىل حضانتك لكن عندما كنت‬
‫ً‬
‫مراهقا‪ ،‬تدهورت العالقة بينك وبي‬
‫والدتك بشكل كبي إل حد تطورها إل‬
‫عنف لفىط وجسدي‪ ،‬مما يستلزم ً‬
‫قدرا‬
‫من النفصال عن األشة‬
‫الجواب ‪ :‬رحلت ألب ضبت أم ذات‬
‫‪،‬يوم؛ شعرت بأنت سأصبح مثل والدي‬
‫وأنت سأؤذي والدب لقد جعلتها تدفع‬
‫ثمن وضعها عىل الرغم من أن ذلك لم يكن‬
‫‪،‬خطأها‪ ،‬بل كان القاض هو من اتخذ القرار‬
‫وليس ه‬

‫سؤال من القاض‪ :‬عىل الرغم من‬


‫الطفولة والمراهقة الصعبة الت تميت‬
‫بالعديد من أوجه القصور العاطفية‬
‫والتعليمية‪ ،‬إل أنك تعتقد أنك لم تواجه أي‬
‫قصور كيف تفشون ذلك؟‬
‫الجواب ‪ :‬لقد فعلت ما بوسع‬
‫للتغلب عىل ذلك‪ ،‬لقد سمح ل اإلسالم‬
‫بإعادة بناء نفس‪ ،‬وأن أسامح والدي‬
‫ً‬
‫مجتمعا‬ ‫‪،‬الدين أنقذ حياب لقد اكتشفت‬
‫أخوة حقيقية‪ ،‬لم تكن مجرد كلمات‪ ،‬إخوة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫آمنوا ب‪ ،‬لم أعد ً‬
‫شخصا‬ ‫لوحا فاسدا‪ ،‬كنت‬
‫ما‪ ،‬كان لدي مستقبل‬
‫‪16‬‬

‫ا‬
‫مساء عندما‬ ‫كانت الساعة ‪8:30‬‬
‫وصلت إل الشقة الت تشغلها ابنت ميلينا‬
‫مع شيكها‪ ،‬وه شقة من غرفتي تقع ف‬
‫الدائرة العشين ‪ ،‬بالقرب من حديقة بوت‬
‫شومو‪ ،‬حيث كانا يركضان ً‬
‫معا كل يوم؛‬
‫خمنت ذلك من خالل وجود أحذية‬
‫رياضية عند المدخل‪ ،‬وسياتهم الرياضية‬
‫وشارات الهواتف المحمولة‬

‫تم تزيي الشقة باألثاث الموجود ف‬


‫أسواق السلع المستعملة صور فنية معلقة‬
‫عىل الحائط ف ذلك المساء‪ ،‬قاموا بدعوة‬
‫بعض األصدقاء ليي هم الشقة الت انتقلوا‬
‫إليها للتو قام عىل بإعداد العشاء وإعداد‬
‫البوفيه والتقط صورة شخصية له ولميلينا‬
‫عىل ضوء الشموع الت أضاءتها‪ ،‬وهو‬
‫فليا قبل نشها عىل‬‫يضحك وهو يختار ً‬
‫لم أكن ‪ Instagram‬حسابه عىل‬
‫مسجال عىل الشبكات الجتماعية؛ عزرا‬
‫ً‬
‫استطالعا‬ ‫نعم كان يحب أن يقول إنه قرأ‬
‫يوضح أنه كلما زاد شك الفرد ف عالقته أو‬
‫سعادته‪ ،‬كلما زاد عرضه عىل الشبكات لكن‬
‫من خالل مراقبة ابنت وعىل‪ ،‬شعرت‬
‫بالحب الحقيق جلسنا حول طاولة‬
‫القهوة الت وضع عليها ميلينا وعىل‬
‫المشهيات لقد ضحكوا عىل نكاتهم الت‬
‫يبدو أنهم هم فقط من يفهمونها كان‬
‫لديهم تلك الحيوية الخاصة باألزواج‬
‫الشباب الذين لم يتضروا بعد من خيبات‬
‫األمل والحجج – كل ما يمكن أن يحدث‬
‫ف نهاية المطاف مع األبوة والتجارب‬
‫والفشل تساءلت عما إذا كان حبهم‬
‫سيستمر حاولت أن أتذكر بالضبط اليوم‬
‫‪،‬الذي توقفت فيه عن محبة عزرا‬
‫وباإلضافة إل ذلك‪ ،‬هل كانت تلك نقطة‬
‫فاصلة أم عملية طويلة؟ يبدو أن عىل قد‬
‫رأى ابنت محاضة ف مرحلة الدهشة‬
‫الغرامية حيث أن اآلخر هو كل شء‬
‫بالنسبة لك وف كل مرة يقيب منها‪ ،‬ل‬
‫يستطيع إل أن يلمسها الطريقة الت نظر‬
‫بها إليها‪ ،‬قبل كل شء‪ ،‬كشفت عن رغبته‬
‫‪،‬تجاهها والت لم يكن ً‬
‫قادرا عىل احتوائها‬
‫ً ً‬
‫حت ف حضوري لقد كنت سعيدا جدا‬
‫بسعادة ابنت‪ ،‬وف الوقت نفسه‪ ،‬ذكرب‬
‫ً‬
‫مظهر حبهم بكل ما فقدته أنا أيضا كنت‬
‫‪،‬تلك المرأة العاشقة والمحبوبة‪ ،‬لكن اآلن‬
‫شعرت بأنت غي مؤهل‪ ،‬عىل الهامش‪ ،‬ف‬
‫منتصف حياب‬
‫نهض عىل وقال إنه يجب عليه‬
‫النتهاء من إعداد البوفيه‪ ،‬وطلبت مت‬
‫ميلينا إعدادها للمقابلة الت ستجري ها ف‬
‫اليوم التال – فقد أرادت اللتحاق بينامج‬
‫اتصالت سياسية ف جامعة هارفارد‬
‫ً‬
‫أخرجت دفيا من جيت جلست ميلينا عىل‬
‫الكرش وبدأت ف استجوابها‬
‫لماذا تريد الدراسة ف الوليات ‪-‬‬
‫المتحدة؟‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تعليما فريدا —‬ ‫تقدم جامعة هارفارد‬
‫يكمل تعليم أريد أن أتدخل ف السياسة‬
‫أنا متخصص ف الفنون التطبيقية‪ ،‬ولذلك‬
‫تم تحديدي عىل أنت تكنو؛ لقد درست‬
‫بشكل أساش الرياضيات والفيياء‬
‫والقتصاد وهناك أشياء أود إتقانها‪ ،‬وتطوير‬
‫الجزء األكي سياسية‪ :‬كيفية قيادة حملة‬
‫‪،‬انتخابية‪ ،‬وكتابة الخطب السياسية‬
‫والمذكرات‪ ،‬والمالحظات‬
‫لماذا تريد النخراط ف السياسة؟ –‬
‫دائما ف العمل من —‬‫كنت أرغب ً‬
‫أجل المصلحة العامة‪ ،‬والنضمام إل سلك‬
‫الدولة نحن نمر بأزمة ديمقراطية كبية‬
‫ولم تعد هناك هوية سياسية واضحة‬
‫لليسار أريد الليام بإعادة بناء األحزاب‬
‫اليسارية ف فرنسا‬

‫لقد أعجبت بثباتها ف التعبي عن‬


‫‪ ،‬اليامها السياش‪ ،‬ولكن ف الوقت نفسه‬
‫كنت أخس خيبة األمل الت ستغمرها‬
‫ً‬
‫حتما عندما تيك مجالها المعجم‪ ،‬وعالم‬
‫أفكارها الصامت مهيأ إل حد ما للواقع عىل‬
‫األرض فه لم تدرك بعد وحشية وسخرية‬
‫ممارسة السلطة‪ ،‬وأزمة التمثيل الت‬
‫خلعت" اليسار ‪ -‬ولم أر أي مصطلح آخر"‬
‫لوصف هذا التفكك ‪ -‬والمحسوبية‬
‫السياسية‪ ،‬وواقع ألعاب النفوذ وتضارب‬
‫‪،‬المصالح‪ ،‬واستهزاء النخب والجمود‬
‫الذي يمكن وصفه اليوم بالالوع أو عدم‬
‫المسؤولية‪ ،‬لدى كل أولئك الذين سمحوا‬
‫لإلسالموية بالزدهار ف األحياء حت‬
‫"السماح لها بتعصيب المجتمع بأكمله"‬
‫لقد رأيت كل هذه اآلليات تعمل ف مركز‬
‫المراقبة السياتيج الذي كان ملك كنت‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫أود أن أصدق أن جيل جديدا سيغي الوضع‬
‫‪،‬من خالل قوة قناعاته وفكره المتطلب –‬
‫ولكن ف أعماف شعرت أننا سنواجه صعوبة‬
‫كبية ف التعاف من مجتمعنا الجتماع‬
‫والديمقراط وانتشار التصالت الرقمية‬
‫ف الحياة السياسية المعاضة‪ ،‬والتخىل عن‬
‫حرياتنا باسم حالة الطوارئ والتحول‬
‫السياش لإلسالم ف أماكن معينة ‪ -‬هذا‬
‫التحول‪ ،‬الذي رأيناه ً‬
‫يوميا ف خدمتنا‪ ،‬كان‬
‫ً‬
‫موجودا‪ ،‬وكان ل بد من محاربته بالسالح‬
‫القانون ول شء آخر‪ :‬لم يكن األمر يتعلق‬
‫‪،‬بمنع ظهور اإليمان‪ ،‬بل بيجمته السياسية‬
‫دون أن يكون هناك هدف خاط عىل‬
‫اإلطالق‬
‫إذا كنت تعمل ف أحد األيام ف ‪-‬‬
‫مكتب وزاري وطلب منك القيام بسء‬
‫تعارضه بشكل أساش‪ ،‬فماذا ستفعل؟‬
‫‪:‬ترددت لحظة ثم قالت‬
‫نحن دولة ديمقراطية‪ ،‬الشعب هو –‬
‫الذي يقرر‪ ،‬الوزير لديه شعية شعبية‪ ،‬أنا‬
‫فقط أحمل خيب الفنية لذلك أنفذ‬
‫لن آخذك ‪-‬‬
‫تجمد وجه ابنت‬
‫عليك أن تؤكد قناعاتك‪ ،‬فهذا ما ‪-‬‬
‫يتوقعونه منك نحن نتخذ القرارات مع كل‬
‫ا ً‬
‫ما يشكلنا بعمق ل تكن فاعل أبدا يجب‬
‫عليك ً‬
‫دائما أن تفضل العدالة عىل النظام‬

‫رن جرس الباب لقد وصل الضيوف‬


‫األوائل وف أقل من نصف ساعة‪ ،‬امتألت‬
‫الشقة بأصدقاء ف مثل سنهم‪ ،‬معظمهم‬
‫من الشباب من المدارس الثانوية‪ :‬معظمهم‬
‫كانوا ذاهبي إل الوليات المتحدة‬
‫شاهدتهم وهم‬
‫يرقصون‪/‬يدخنون‪/‬يضحكون‪ ،‬ويشكلون‬
‫مجموعات صغية؛ يمكننا أن نمي للوهلة‬
‫األول القادة‪ ،‬الخجولي‪ ،‬والمتغطرسي‬
‫وكان عدد قليل من األزواج التقبيل‬
‫توجهت نحو غرفة ابنت وعىل كانت غرفة‬
‫‪،‬كبية ذات جدران بيضاء‪ ،‬وديكور بسيط‬
‫وف وسطها شير مغىط بمالءات من‬
‫الكتان ووسائد متعددة األلوان كانت‬
‫عشات الكتب مكدسة عىل طاولتي‬
‫‪،‬بجانب الشير من الخيران أمام الشير‬
‫رأيت عىل الفور مرآة ضخمة وأعادتت هذه‬
‫الرؤية إل تراجع حياب العاطفية جلست‬
‫عىل األرض وأواجه المرآة وأشعلت‬
‫سيجارة اهي هاتق لقد كانت رسالة‬
‫‪:‬تهديد جديدة‬

‫أغلق فمك ‪DEM1‬‬

‫نقلتها عىل الفور إل إيمانويل‬


‫ً‬
‫“شكرا لك عىل‬ ‫مصحوبة بهذه الكلمات‪:‬‬
‫الغد » كنت سأجري مقابلة أمام محكمة‬
‫الجنايات‪ ،‬وقد أزعجت هذا الحتمال كان‬
‫وجودي ف قاعة المحكمة أمام القاض‬
‫ومستشاريه ‪ ،‬وعشات األشخاص‪ ،‬بما ف‬
‫ذلك العديد من الصحفيي الذين لم‬
‫يفشلوا ف وصف مداخلت بطريقة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مصدرا جديدا للتوتر اتصل ب‬ ‫‪،‬انتقادية‪،‬‬
‫وكرر أنه آسف‪ ،‬وأن كل شء سيكون عىل‬
‫‪:‬ما يرام ف الجلسة‪ ،‬لكنت قطعت المحادثة‬
‫غاضبا منه لقد أغلقت هاتق بعد‬‫ً‬ ‫كنت‬
‫أربعة أشهر من انفصالنا‪ ،‬وجدت ما يشبه‬
‫الهدوء الداخىل لكنت كنت وحدي؛ حت‬
‫ً‬
‫عندما كنت محاطا بعائلت‪ ،‬شعرت‬
‫بالوحدة ‪ -‬ولم أشعر قط بالوحدة كما‬
‫شعرت ف غرفة الفندق تلك مع عزرا ‪ -‬وف‬
‫هذه العزلة الت فرضتها عىل نفس من‬
‫أجل الحماية‪ ،‬كنت أعيش بشكل غي‬
‫مباش عزلة والدي‪ ،‬منذ ذلك الوقت كان‬
‫ً‬
‫مسجونا وهو يقرأ كتبه عندما لم أكن‬
‫أستعد لستجواباب‪ ،‬كنت أقىص أمسياب‬
‫ف قراءة األعمال الت تركها ل‪ :‬مقالت‬
‫سياسية‪ ،‬وروايات مشوحة بخط يده لقد‬
‫ً‬
‫قرأت الكثي عندما كنت مراهقا‪ ،‬وتشكل‬
‫وعت السياش هناك‪ ،‬ف صفحات‬
‫متوهجة تحك الهمجية دون أن تسميها‬
‫عىل اإلطالق عندما يطع العنف عىل‬
‫حياتك اليومية‪ ،‬فإنه ينتقل وينتش ف‬
‫كيانك‪ ،‬ويحدد حالتك ويؤثر عىل‬
‫وجودك لقد استغل األدب تعقيد الكائنات‬
‫وكشفها؛ تلك الت كنت أواجهها أمام كل‬
‫يوم‪ ،‬إن لم يكن إلخفائها‪ ،‬فعىل األقل‬
‫ً‬
‫وضوحا‪ ،‬لتخفيف كل ما كان‬ ‫لجعلها أقل‬
‫‪،‬وحشيا وش ًسا فيهم‪ ،‬وخلف هذه العملية‬
‫ً‬
‫ً‬
‫تالعبا أقل مما رأيته محاولة يائسة‬ ‫رأيت‬
‫لعدم الوقوف ضد الذات القراءة تعت‬
‫مواجهة اآلخر‪ ،‬ورفض التمثيالت الزائفة‬
‫عن العالم‬
‫لقد أحضت مع كتاب روبرتو‬
‫سكاربيناتو ‪ ،‬القاض اإليطال الذي عمل مع‬
‫‪،‬القاضيي المشهورين فالكوب وبورسيلينو‬
‫وهما قدوب المطلقة لقد حقق ف أكي‬
‫القضايا المتعلقة بالمافيا لقد عاش ألكي‬
‫عاما تحت حماية الشطة‬ ‫من عشين ً‬
‫‪:‬الدائمة وذكر لإلنسان الحق ف الهشاشة‬
‫يجب عىل المؤسسات أن تضمن حق“‬
‫األفراد ف الهشاشة ]…[ باختصار‪ ،‬حق‬
‫الفرد ف عدم التخىل عن إنسانيته‬

‫مدى ضعف الرجال‪ ،‬بغض النظر عن‬


‫وضعهم الجتماع‪ ،‬كان هذا كل ما كان‬
‫علينا استخالصه من هذه الوظيفة‬

‫‪،‬وفجأة سمعت ابنت تضخ باسم‬


‫فعدت إل غرفة المعيشة لقد أعدت‬
‫‪"،‬كعكة‪ ،‬وغت الضيوف "عيد ميالد سعيد‬
‫وأطفأت الشموع‪ ،‬وشبت القليل من‬
‫الشمبانيا كان رأش يدور‪ ،‬ولكن ألول مرة‬
‫‪،‬منذ ثمان وأربعي ساعة‪ ،‬شعرت بالرتياح‬
‫وآمنت بإمكانية الولدة من جديد غادر‬
‫الضيوف‪ ،‬وأعد عىل شيري ف غرفة‬
‫‪،‬المعيشة لقد شاهدته وهو يفعل ذلك‬
‫ً‬
‫ومنتبها ثم انضم إل‬ ‫ً‬
‫حساسا‬ ‫لقد كان‬
‫ابنت أخرجت األشياء من حقيبت عشات‬
‫الصفحات من كتاباب كانت مياكمة عىل‬
‫ً‬
‫صباحا‪ ،‬أعدت‬ ‫طاولة القهوة حت الثالثة‬
‫قراءة ملف عبد هللا وأعدت األسئلة‬
‫لالستجواب الذي كان من المقرر أن أجريه‬
‫ً‬
‫بعد ظهر اليوم التال وأخيا‪ ،‬غفوت كانت‬
‫صباحا عندما اقتحم عىل‬ ‫ً‬ ‫الساعة ‪6:30‬‬
‫غرفة المعيشة‬
‫مستيقظ بالفعل ؟ ‪-‬‬
‫أنا ف المحكمة هذا الصباح‪ ،‬ألقوم ‪-‬‬
‫بإعداد خطاب‬
‫أعد ل القهوة وسألت إن كان بإمكانه‬
‫الجلوس بالقرب مت عىل طاولة غرفة‬
‫الطعام للعمل أومأت برأش وانضم إل‬
‫ل بد ل من كتابة حجت للمنافسة –‬
‫عىل أمناء المؤتمر‬
‫مؤتمر التدرج كان بمثابة نوع من‬
‫التآج الذي ل يدخل إليه إل بعد الفوز ف‬
‫مسابقة للبالغة‪ ،‬والذي أتاح الحصول عىل‬
‫جميع القضايا الجنائية الت قدمت نفسها‬
‫ف هذا العام ‪ ،2016‬العديد من قضايا –‬
‫اإلرهاب‬
‫ما هو الموضوع ؟ ‪-‬‬
‫هل يجب أن تدمر حياتك؟ ‪-‬‬
‫ضحكت‬
‫‪،‬يجب أن أجيب باإليجاب‪ :‬نعم —‬
‫عليك أن تدمر حياتك‬
‫هل لديك أي أفكار؟ يمكنت ‪-‬‬
‫‪،‬مساعدتك‪ ،‬أعرف عن حالت الهيجان‬

‫لكن هؤلء الشباب الذين لم –‬


‫يتحركوا‪ ،‬هل نسميهم إرهابيي؟‬
‫هدف اإلرهابيي هو تخويف –‬
‫الخصم وحشد السكان لقضيتهم وقد‬
‫أطلق عىل بعض رؤساء الدول لقب‬
‫اإلرهابيي ف وقتهم بي عام ‪1981‬‬
‫و‪ ،1986‬كانت باريس عاصمة اإلرهاب‬
‫العالمية كان األرمن يتخطون الطوابي أمام‬
‫الخطوط الجوية اليكية ف أورل‬
‫اإلشائيليون والفلسطينيون حسموا‬
‫حساباتهم ف باريس‪ ،‬واإليرانيون شاركوا ف‬
‫ً‬
‫مناوراتهم الدموية هنا أيضا واألمر نفسه‬
‫‪،‬ينطبق عىل الباسك‪ ،‬واأللوية الحمراء‬
‫وعصابة بادر كل اإلرهابيي سيقولون‬
‫لك إنهم مقاومون إنه يضق الشعية عىل‬
‫أفعالهم‬
‫أعتقد أن اإلرهاب ل يمكن تييره –‬
‫ً‬
‫أبدا ف دولة ديمقراطية‬
‫اإلرهاب ليس مجرد أسلوب‪ ،‬بل –‬
‫هو حب الموت اإلرهابيون يحلمون فقط‬
‫بذلك‪ :‬ما يعطونه لآلخرين وما يعطونه‬
‫ألنفسهم إنهم يستبدلون معركة األفكار‬
‫بعقوبة اإلعدام‬
‫ً‬
‫مهتما‬ ‫ً‬
‫متعبا‪ ،‬لكن عىل بدا‬ ‫لقد كنت‬
‫بعمىل‬
‫هل تفهم اليوم ما الذي يؤدي إل —‬
‫التطرف؟‬
‫ل أحب استخدام مصطلح التطرف ‪-‬‬
‫كقاض‪ ،‬أفضل التجنيد الجهادي‬
‫ما الذي يدفع الفرد إل اتخاذ إجراء؟ ‪-‬‬
‫سيقول لك البعض أن هذه نقطة –‬
‫…تحول‪ ،‬لكنت أعتقد أنها نتيجة لعملية‬
‫‪:‬فصمت‪ ،‬ثم قال عىل‬
‫أنا بالتأكيد ل أفهم لماذا يكون ‪-‬‬
‫قصف مدينة محاضة بالمقذوفات أكي‬

‫لقد أذهلتت مالحظته‪ ،‬ولم أستطع‬


‫إخفاء حيب ضحك‬
‫هل تعرف من قال ذلك؟ ‪-‬‬
‫جهاد متمت‪ ،‬عىل ما أعتقد –‬
‫ل‪ ،‬إنه دوستويفسك‪ ،‬ف الجريمة —‬
‫والعقاب‪ 1866 ،‬راسكولنيكوف ‪ ،‬هذا‬
‫مثال عىل الدمار الشامل‪ ،‬سأكتب حجت‬
‫عنه‬
‫‪:‬أخذ الكتاب من المكتبة‬
‫أنا أحب هذا النص‪ ،‬كل شء هناك ‪-‬‬
‫فتح صفحة بشكل عشواب‪ ،‬وقرأ‬
‫ً‬
‫‪:‬مقتطفا منها‬
‫أردت أن أقتل يا سونيا‪ ،‬دون أي ‪-‬‬
‫محاكمة‪ ،‬أن أقتل لنفس‪ ،‬لنفس وحدي‬

‫‪،‬هذا السم األول‪ ،‬سونيا‪ ،‬جعلت أقفز‬


‫وفكرت ف ملف قاسم اتصلت ابنت عىل‬
‫‪ :‬ابتسم‬
‫يجب أن أذهب ‪-‬‬
‫ً‬
‫وشاهدته وهو يمس مبتعدا نحو‬
‫‪،‬غرفة النوم لقد أحسدته عىل هدوئه‬
‫وسكينته‪ ،‬وهذا الشكل من الفرح الكامل‬
‫الذي يوفره الحب عندما يتم مشاركته‬
‫بالنسبة ل‪ ،‬لم يكن هناك سوى الحب‬
‫الذي تم إعاقته‬
‫سؤال من القاض‪ :‬من هم‬
‫األشخاص الذين كنت عىل اتصال بهم من‬
‫أجل هذه المغادرة إل سوريا والذين تمكنوا‬
‫من مساعدتك؟‬
‫الجواب ‪ :‬لقد تحدثت مع عدة‬
‫‪،‬أشخاص‪ ،‬الرجال فقط كانوا فرنسيي‬
‫لكت ل أتذكر أسمائهم كانوا جميعا بالفعل‬
‫ف المنطقة‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ولكن فريد‬


‫يحياوي هو الذي ساعدك بشكل أساش؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم‬

‫سؤال من القاض‪ :‬كيف قمت‬


‫بتمويل هذه الرحلة‪ ،‬مع أنه لم يعد لديك‬
‫عمل ف ذلك الوقت؟‬
‫ل بد ‪ RSA‬الجواب ‪ :‬لقد تلقيت‬
‫أنت قد وفرت ألف يورو لقد دفعت ثمن‬
‫ً‬
‫تذكرب ومشيياب وغادرت بالباف نقدا‬

‫سؤال من القاض‪ :‬أود أن تخيب‬


‫ا‬
‫قليل عن لقائك مع فريد يحياوي‬
‫الجواب ‪ :‬أول مرة كلمته كان أمام‬
‫‪،‬المسجد كنت أعرفه عن طريق البض‬
‫لقد مررنا ببعضنا البعض ف الج ولكن‬
‫ليس أكي وقيل عنه أنه كان شديد التقية‬
‫ف ذلك اليوم ‪ ،‬كان قد وقع ف مشكلة مع‬
‫رجل اتهمه بالتبشي‪ ،‬لذلك ذهبت لرؤيته‬
‫قال ل‪ :‬لم أعد أحتمل ف فرنسا‪ ،‬سأستقل‬
‫الطائرة وأحزم حقائت وأغادر فهمت عىل‬
‫الفور أنه يريد النضمام إل تنظيم الدولة‬
‫اإلسالمية قلت له‪ :‬سنتحدث ف هذا األمر‬
‫مت شئت التقينا مرة أخرى ف اليوم التال‬
‫ف مطعم ماكدونالدز ومنذ ذلك الحي‬
‫جلسنا ً‬
‫معا‬

‫سؤال من القاض‪ :‬صف ل مزاجه‬

‫اإلجابة ‪ :‬إنه شخص مندفع‪ ،‬يحب‬


‫ً‬
‫الضحك‪ ،‬وهو رائع جدا إنه متعمق ف‬
‫ً‬
‫الدين لكنه يسمح لنفسه أيضا باإلغراء ف‬
‫بعض األحيان عىل سبيل المثال‪ ،‬ل‬
‫يستطيع إل أن يدل بتعليقات حول أجساد‬
‫الفتيات إنه شخص يعرف كيف يتحدث‬
‫ً‬
‫جيدا أقول ذلك بمعت أنه قادر عىل إقناع‬
‫الناس من حوله بسهولة‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل هو ف نظرك‬


‫قادر عىل إزهاق أرواح الناس؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل أعرف‬
‫سؤال من القاض‪ :‬مت أخيك برغبته‬
‫ف الذهاب إل سوريا؟‬
‫الجواب ‪ :‬ف ماكدونالدز‪ ،‬عندما رأى‬
‫البية فقط فخدم ‪ ،‬قال‪ :‬فلنقتلهم أجمعي‬
‫ثم جاء ليخيب أنه سيقاتل ف سوريا‬
‫وبعد بضعة أسابيع‪ ،‬غادر واصلنا‬
‫الحديث أخيب أنها الجنة‪ ،‬حلم‬
‫المسلمي وف تلك اللحظة تمكن من‬
‫إقناع بالنضمام إليه ف سوريا‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل تعلم لماذا كان‬


‫ينوي القتال داخل الدولة اإلسالمية؟‬
‫الجواب ‪ :‬قال أنه كان يبغض الكفار‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ماذا قال لك عن‬


‫الكفار"؟"‬
‫الجواب ‪ :‬قال أنه ل ينبع لنا أن نيدد‬
‫ف قتلهم‬
‫‪17‬‬

‫السء المعقد ليس مفيدا‪ ،‬وكل شء"‬


‫مفيد بسيط" ‪ -‬هذا هو شعار المهندس‬
‫الروش ميخائيل كالشينكوف‪ ،‬مبتكر‬
‫البندقية الت تحمل اسمه يقال عن هذا‬
‫السالح أنه يقاوم جميع البيئات‪" :‬تضعه ف‬
‫الماء‪ ،‬ف الطي‪ ،‬ف الرمل‪ ،‬وتعطيه لطفل‬
‫ول يزال بإمكانه إطالق النار به " قال‬
‫المأمور إنه فتح األختام ف الحضور من‬
‫– خياء المقذوفات ُعرضت األسلحة‬
‫بندقيتان هجوميتان آليتان – عىل‬
‫المحكمة‪ :‬كانتا بندقيتي كالشينكوف من‬
‫كان وزن ‪ AK-74‬عيار ‪ 5 45‬من طراز‬
‫كل منهما حوال خمسة كيلوغرامات‬
‫ً‬
‫وطوله ستة وتسعي سنتيميا وه تلك‬
‫الت استخدمها محمد عبد هللا لقتل ثالثة‬
‫أشخاص خالل هجوم أعلن تنظيم الدولة‬
‫اإلسالمية مسؤوليته عنه‬

‫وصلت إل غرفة فولتي ف محكمة‬


‫مبكرا بعض السء كنت أعلم‬ ‫ً‬ ‫الجنايات‬
‫أنه يمكنت العتماد عىل وجود زمالب عىل‬
‫ً‬
‫المقاعد بي الجمهور‪ ،‬ولكن كان هناك أيضا‬
‫كل الالعبي األساسيي ف مكافحة‬
‫اإلرهاب دخلت وقد غمرتت هيبة المكان‬
‫وجماله أحسست بنظرة محمد عبد هللا‬
‫ً‬
‫متوترا‬ ‫‪،‬المتوعدة إل لقد كان ف صندوقه‪،‬‬
‫ساخرا ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫نادرا‬ ‫عصبيا‪ ،‬ولكنه أيضا متعجرف‪،‬‬
‫‪،‬ما شعرت بالكراهية‪ ،‬لكنت كرهته بشدة‬
‫ولم يكن هناك ما يمكن إنقاذه‪ ،‬لقد كان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫نفسيا وجد ف الجهاد أرضا خصبة‬ ‫مريضا‬
‫للتعبي عن قسوته وساديته ف بعض‬
‫‪،‬األحيان واجهنا الش المطلق عندما بدأت‬
‫كانت لدي حالة أحد كبار المسؤولي‬
‫التنفيذيي‪ ،‬الذي اغتصب طفله قبل‬
‫تسليمه إل رجال آخرين حت المحام‬
‫استخدم شط الضمي ولم يكن لألب أي‬
‫تأثي عىل اإلطالق الوحوش ؟ بل الرجال‬
‫الذين قلبوا المفتاح عىل الطاقة العاطفية‬
‫والذين‪ ،‬من الناحية الهيكلية‪ ،‬لم يعودوا‬
‫قادرين عىل الشعور بالمشاعر‬

‫كنت ف الحانة‪ ،‬أواجه الرئيس وظهري‬


‫إل الغرفة‪ ،‬لكنت كنت أعلم أن الجمهور‬
‫والصحفيي والمحامي كانوا يدققون ف كل‬
‫إيماءة أقوم بها‪ ،‬ويشحون بالتفصيل‬
‫وقفاب وحت مشاعري شعرت بأنت‬
‫مكشوف‪ ،‬وحكمت عىل يميت‪ ،‬كان‬
‫إيمانويل وزوجته السابقة‪ ،‬سيلق فاريت‬
‫فورست‪ ،‬يتحدثان إل عبد هللا حاولت أل‬
‫ً‬
‫مقتنعا‬ ‫أفكر فيهم‪ ،‬وأن أخفيهم ً‬
‫تماما كنت‬
‫بأنها ستحاول إذلل وكانت معروفة‬
‫بغطرستها وعدوانيتها ف المحكمة‬
‫وكراهيتها للقضاة شككت ف أنها كانت‬
‫عىل علم بعالقت بإيمانويل‪ ،‬مما زاد من‬
‫الرتباك طلب مت رئيس المحكمة أن‬
‫أتكلم‬
‫أنا قاض تحقيق منسق وحدة ‪-‬‬
‫مكافحة اإلرهاب ومقره محكمة باريس‬
‫عمري تسعة وأربعون عاما وصلت إل‬
‫مركز مكافحة اإلرهاب ف عام ‪ 2009‬منذ‬
‫عام ‪ ،1995‬لم تكن هناك هجمات‪ ،‬ولكن‬
‫ف اليوم التال لهجمات ‪ 11‬سبتمي‪ ،‬بدأ‬
‫الناس ف تنظيم أنفسهم لقد استلمت‬
‫ملف السيد عبد هللا ف عام ‪ 2012‬لقد‬
‫أراد إعادة إنتاج عمليات القتل ف تولوز ما‬
‫‪،‬يمي محمد عبد هللا هو رحلته المذهلة‬
‫واستقالليته الحقيقية ف العمل وأعتي أن‬
‫لها نكهة جهادية حقيقية بالنسبة ل‪ ،‬هو‬
‫ً‬
‫داعية ومقاتل إنه خطي جدا‬
‫التفت الرئيس إل المستشار العام‬
‫السيد المحام العام‪ ،‬هل لديك أية –‬
‫أسئلة؟‬
‫ل‪ ،‬ل شء‪ ،‬سيدب الرئيسة ليس –‬
‫‪،‬من عادب استدعاء قضاة التحقيق‬
‫فمكانهم ليس هنا‬
‫للدفاع الكلمة ‪-‬‬
‫وقفت سيلق فورست كان لديها شء‬
‫‪:‬صعب للغاية ف عينيها‬
‫ً‬
‫حسنا‪ ،‬كما ترى‪ ،‬أعتقد أن منصب ‪-‬‬
‫قاض التحقيق هنا بل إن هناك العديد‬
‫من البلدان الت ُيطلب فيها من قاض‬
‫نعم أمسك السيد عبد هللا بفتاحة ‪-‬‬
‫الرسائل من مكتت وحاول ذبحه‬
‫ماذا حدث بعد ذلك؟‪-‬‬
‫ً‬
‫لقد كان خاضعا –‬
‫و أنتم ؟ كيف كانت ردة فعلك ؟ ‪-‬‬
‫بهدوء ‪-‬‬
‫لم يصدمك أو يحركك؟ ‪-‬‬
‫ليس من الضوري أن أعي عن –‬
‫مشاعري ف هذه المحكمة‬
‫هل سبق له أن أعرب عن رغبته ف –‬
‫النتحار؟‬
‫نعم‪ ،‬مرة واحدة‪ ،‬أثناء الستجواب –‬
‫أل تظن أن كل ما فعله‪ ،‬ورغبته ف ‪-‬‬
‫ً‬
‫الموت شهيدا‪ ،‬كان ف الواقع يعي عن نزعة‬
‫‪،‬انتحارية؟ النتحار‪ ،‬الذي يحرمه القرآن‬
‫هو طريقة ملتوية بالنسبة للبعض لقتل‬
‫أنفسهم فهل كان هذا هو الحال بالنسبة‬
‫للسيد عبد هللا؟‬
‫أحد تحديات األسئلة الت نطرحها ‪-‬‬
‫خالل استجواباتنا هو التميي بي الميل‬
‫النتحاري الحقيق والهدف اإلرهاب‬
‫اليوم‪ ،‬بعد سبع سنوات من هذه الدعوى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫القضائية‪ ،‬أعتقد ف الواقع أن عددا معينا‬
‫من هؤلء األشخاص وقعوا ف مشاكل‬
‫الكتئاب وأن وراء تضفاتهم هناك ف‬
‫الواقع رغبة غي معيف بها ف الموت من‬
‫خالل النتحار‪ ،‬لكن هذا لم يكن الحال‬
‫بالنسبة للسيد عبدهللا ما أراده هو القتل‬
‫ا‬
‫– قتل اآلخرين أول‬
‫لعبت بأوراقها بعصبية‪ ،‬بالكاد تخق‬
‫انزعاجها‬
‫أود أن أعود إل مسألة شاء –‬
‫األسلحة الت كان من الممكن أن يقوم بها‬
‫السيد عبد هللا‪ ،‬أستخدم الشط ألنه لم‬
‫يتم إثبات أي شء ف رأيك هل تم إجراء‬
‫كافة التحقيقات؟‬
‫نعم بالطبع ‪-‬‬
‫أنا ل أنتقدك‪ ،‬أريد فقط أن أعرف ‪-‬‬
‫كيف توصلت إل استنتاج مفاده أن موكىل‬

‫كان هناك وسطاء‪ ،‬وتلقينا رسائل —‬


‫نصية متبادلة‬
‫أعتقد أنك لم تستكشف كل شء –‬
‫كان لدي دليل عىل تورطه –‬
‫كنت أعرف المناطق الرمادية ف ملق؛‬
‫رأيت أين كانت ذاهبة مع هذا‬
‫سمعت فقط من شخص واحد —‬
‫ادع أنه باع البندقية للسيد عبد هللا كان‬
‫ً‬
‫جميعا‬ ‫‪،‬من المثي لالهتمام أن نسمع منهم‬
‫أليس كذلك؟‬
‫لم يتم العثور عىل اآلخرين ‪-‬‬
‫كان من الجيد أن تبحث عنهم ‪-‬‬
‫وتجعلهم يشهدون‪ ،‬للقيام بعملك‪ ،‬أل‬

‫نحن نبذل ما ف وسعنا إلظهار –‬


‫الحقيقة‬
‫ترى‪ ،‬هذا مهم بالنسبة لنا ألنه –‬
‫متهم بشاء سالح ف المدينة ولم تسمع‬
‫سوى شاهد واحد‬
‫قلت لك‪ ،‬ل يمكن العثور عىل ‪-‬‬
‫اآلخرين‬
‫أكرر‪ :‬أنت لم تقم بعملك –‬
‫رأيت إيمانويل يسحب زوجته السابقة‬
‫من كم فستانها شعرت أنت أستطيع‬
‫مهاجمته بدوري لكنت حافظت عىل‬
‫هدوب‬
‫لقد قمت بعمىل بضمي ج لقد –‬
‫قلت كل ما أعرفه ف لئحة التهام الخاصة‬
‫ب‪ ،‬عليك فقط قراءتها مرة أخرى‪ ،‬يا‬
‫سيدي‬
‫‪:‬لكنها تابعت‬
‫لقد تغلبت عىل رجل بشعة قليلة ‪-‬‬
‫ألنه لم يكن لديك الدقة المهنية لمتابعة‬

‫لم يسعفت الوقت للرد‪ ،‬فتحدث‬


‫‪:‬رئيس المحكمة نيابة عت‬
‫ً‬
‫يا معلمة‪ ،‬نحن نفهم جيدا‪ ،‬عىل ما ‪-‬‬
‫أعتقد‬
‫سيدب الرئيسة‪ ،‬أنت تحيم قاض –‬
‫ً‬
‫التحقيق‪ ،‬ولكنت أريد أيضا أن يحىط موكىل‬
‫بالحيام دعونا ندرك أن األمور كانت‬
‫ا‬
‫فاشلة وتم تجنبها نحن نتهم رجل بال‬
‫دليل‬
‫جلست ونظرت ف عيت مباشة‬
‫‪:‬وقالت‬
‫‪،‬بضاحة‪ ،‬عندما أرى عملك –‬
‫…أتساءل ف أي جانب يقف اإلرهاب‬
‫وقف إيمانويل فجأة وطلب منه‬
‫التوقف كانت هناك ضخات استنكار ف‬
‫الغرفة وطلبت الرئيسة الصمت ووعدت‬
‫بتعليق الجلسة إذا استمرت م فاريت‬
‫فورست ف هذا الموقف العداب توقف‬
‫الضجيج جلس المحام مرة أخرى كنت‬
‫ً‬
‫ل أزال واقفا‪ ،‬أشعر باإلرهاق‪ ،‬كما لو كنا‬
‫نخوض معركة جسدية أعطاب إيمانويل‬
‫نظرة غارقة‬
‫ليس لدي أي أسئلة أخرى –‬
‫توجهت نحو المخرج‪ ،‬كنت أرتجف‬
‫بمجرد خروج من الغرفة‪ ،‬قمت بتشغيل‬
‫هاتق مرة أخرى كانت هناك ثالث رسائل‬
‫من إيمانويل وكانت هناك رسالة أخية‬
‫‪:‬مرسلة من رقم مجهول‬

‫أيها الكافر القذر‪ ،‬سوف نقطع رأسك‬


‫‪18‬‬

‫أي قاض متخصص ف قضايا اإلرهاب‬


‫‪،‬يعرف أنه يمكن استهدافه ف أي وقت‬
‫ونحن نعيش مع هذا التهديد كنت أخس‬
‫هجوم السيارة المفخخة أقل من خوف‬
‫من إطالق النار وقطع الرأس ربما دون‬
‫‪،‬وع‪ ،‬أو ببساطة‪ ،‬ألننا نركز عىل مهمتنا‬
‫مقتنعي بفائدة عملنا‪ ،‬نبق (نحاول أن‬
‫نبق( هادئي لكن ف اليوم الذي وقع فيه‬
‫الهجوم بالفعل‪ ،‬كان األمر عىل عكس أي‬
‫شء يتخيله أي شخص‪ ،‬وبعد دقائق من‬
‫مغادرة قاعة المحكمة‪ ،‬قفز رجل مقنع عىل‬
‫حنجرب ف مرحاض النساء‪ ،‬عىل الرغم من‬
‫أنت توقعت أن هذا قد يحدث ً‬
‫يوما ما‪ ،‬إل‬
‫أنت خشت استجابت‪ ،‬وسائىل‪ ،‬كنت‬
‫مرعوبا ببساطة فكرت عىل الفور ف‬‫ً‬
‫الموت (لم أرى حياب تمر‪ ،‬فقط ظهرت ل‬
‫وجوه أطفال( لقد أتيحت ل الفرصة‬
‫لرؤية الرجل ف المرآة الصغية المتصدعة‬
‫‪،‬فوق الحوض وهو يمسكت من حلق‬
‫ويضغط عىل رقبت بإبهامه لم أضخ‬
‫كنت أعلم أنه‪ ،‬ف المخطط الكبي(‬
‫ً‬
‫لألشياء‪ ،‬كان سيسحب سكينا ويقطع رأش‬
‫إذا قاتلت( قلت له اتركت‪ ،‬حاولت أن‬
‫أتخلص من قبضته لكنه أمسكت بقوة وهو‬
‫يواصل تهديداته‪" :‬هذه مجرد مقدمة لما‬
‫سيحدث عندما يخرج عبد هللا‪ ،‬ف المرة‬
‫القادمة‪ ،‬إنه منجل سوف ينفجر" كن‬
‫عىل حلقك أيتها العاهرة القذرة‪ ،‬سوف‬
‫نتعفنك ومن بعدك سيكون أطفالك‪ ،‬نحن‬
‫نعرف أين تعيشي » أمسك بشعري‬
‫وضب وجه ف المرآة‪ ،‬ليس بقوة شديدة‬
‫ولكن بما يكق لجعىل أنزف وذلك عندما‬
‫ضخت تركت عىل الفور وهرب لقد‬
‫ذهلت (لكنت عىل قيد الحياة(‪ ،‬وخبأت‬
‫وجه بي يدي‪ ،‬وكان الدم يسيل ف‬
‫صدع‪ ،‬وانهارت عىل األرض كان لدي‬
‫شعور بالتفكك‪ ،‬كنت أختنق‪ ،‬أحسست‬
‫‪،‬بقلت ينبض بعنف‪ ،‬كنت سأموت (أموت(‬
‫هكذا‪ ،‬عىل األرض‪ ،‬بسبب سكتة قلبية عىل‬
‫األرضية المبلطة لمراحيض القض بالكاد‬
‫‪،‬كانت لدي القوة للتقاط هاتق الخلوي‬
‫لقد اتصلت بإيمانويل وبعد دقيقتي‪ ،‬كان‬
‫ً‬
‫هناك‪ ،‬لهثا‪ ،‬أمام‪ ،‬وكان ل يزال يرتدي‬
‫رداء المحام الخاص به لقد ساعدب عىل‬
‫النهوض‪ ،‬وعانقت‪ ،‬وبدأت ف البكاء‪ ،‬ولم‬
‫أستطع التوقف ثم أمسكت بلطف من‬
‫كتق انضممنا إل ضباط األمن التابعي ل‬
‫وهاجمهم إيمانويل‪ :‬أين كانوا عندما‬
‫تعرضت للهجوم؟ لماذا لم يحموب؟ أنا من‬
‫‪،‬طلبت منهم أن ييكوب وشأب للحظة‬
‫وكنت أنا من انتقدتهم لكونهم يقفون وراب‬
‫باستمرار‪ :‬شعرت بالقمع عندما تبعوب؛‬
‫ً‬
‫واآلن أنا أيضا مستاء منهم‪ ،‬وكان لدي‬
‫شعور بالتخىل عنهم اتصلت بزمالب من‬
‫النيابة وذهبت إل قسم المباحث لتقديم‬
‫‪،‬شكوى ظل هاتق يرن‪ ،‬لم أتمكن من الرد‬
‫لم أستطع التحدث‪ ،‬لقد شعرت بالصدمة‬
‫واإلرهاق وبعد شهادب بكيت كان‬
‫إيمانويل ينتظرب عند المخرج اقيب مت‬
‫وأمسك بذراع وقال‪" :‬اجمع أغراضك‬
‫‪،‬وانتقىل إل مكاب" » وهذا ما فعلته‬
‫انضممت إليه ف ميله‪ ،‬دون أن أتخيل أنت‬
‫باعتقادي أنت أحم نفس سأكشف نفس‬
‫أكي‬
‫‪19‬‬

‫خالل األشهر الستة الت استمرت فيها‬


‫عالقتنا‪ ،‬لم يدعوب إيمانويل قط إل ميله‬
‫دائما ف ميل‪" ،‬ألسباب أمنية‬‫‪"،‬كنا نلتق ً‬
‫برر نفسه‪ ،‬لكنت كنت أشك ف أن هناك‬
‫ً‬
‫شيئا آخر عندما يرفض رجل دخولك إل‬
‫ً‬
‫عموما ألنه ميوج أو يعيش‬ ‫ميله‪ ،‬فذلك‬
‫مع شيكة‪ ،‬حت لو ادع العكس‪ ،‬فهو لديه‬
‫ما يخفيه لم أحاول فرض نفس أو‬
‫استجوابه‪ ،‬كنت ل أزال ميوجة‪ ،‬ولم أرغب‬
‫ً‬
‫ف استعجال األمور وأعتقد أيضا أنت كنت‬
‫ً ً‬ ‫ً ً‬
‫فخورا جدا‪ ،‬فخورا جدا بذلك‬

‫عندما اكتشفت مكان إقامته‪ ،‬اعتقدت‬


‫ً‬
‫(لكنت كنت مخطئا مرة أخرى( أنه لم يكن‬
‫يخق امرأة أخرى بل ثروته بمظهره غي‬
‫‪،‬الرسم إل حد ما‪ ،‬وأسلوبه الرصي‬
‫تخيلته يتطور ف أحد أحياء الطبقة العاملة‬
‫الت كان يحبها وحيث يقيم جميع وجبات‬
‫الغداء المهنية لقد عاش بالفعل ف شقة‬
‫مزدوجة كبية تواجه مجلس الشيوخ‪ ،‬ف‬
‫الدائرة‬
‫الطابق العلوي من مبت هوسمان ف‬
‫ً‬
‫انطباعا للجميع‬ ‫السادسة بباريس لقد أعىط‬
‫بأنه قطع العالقات مع عائلته‪ ،‬وكان خطابه‬
‫يسا ًريا بشكل ملحوظ‪ ،‬ودافع عن العديد‬
‫من نشطاء اليسار المتطرف لدرجة أنت لم‬
‫ً‬
‫أتخيل أنه لم يتخىل أبدا عن المزايا المادية‬
‫الت تتمتع بها الدولة برجوازية كبية لقد‬
‫انتقلت من غرفة خادمة شوهتها الرطوبة‬
‫إل شقة بها لوحات فنية وتحف ف كل‬
‫غرفة قلت بسخرية‪ :‬لقد فزت بالجائزة‬
‫الكيى » بدا غي مرتاح‪ ،‬مثل هؤلء‬
‫األشخاص الذين ل يقبلون أن يكونوا ورثة‬
‫دون أن يستسلموا لفقدان امتيازاتهم‬
‫ل أحد يعرف أين أعيش أنا ل –‬
‫أستقبل‪ ،‬أنا فقط أعمل الناس يسيون عي‬
‫الباب وهو أمر سخيف‬
‫لكنك جعلتت آب ‪-‬‬
‫ً‬
‫أعرفك جيدا بما يكق ألعلم أن ‪-‬‬
‫المال ليس هو ما يهمك‬
‫ً‬
‫ل تخىط‪ ،‬أنا فاسد جدا –‬
‫ً‬
‫هل كان يعلم أنت ابنة رجل قىص جزءا‬
‫من حياته ف السجن بتهمة اختطاف رئيس‬
‫فرنس كبي؟ اقيب مت وقبلت‬
‫معا‪ ،‬فسوف‪-‬‬‫إذا علمت شيكتك أننا ً‬
‫تقتلت‬
‫ممكن ‪-‬‬
‫وستكون ً‬
‫قادرا عىل الدفاع عنها –‬
‫نعم‪ ،‬أحب القضايا الخاشة –‬
‫أردت أن أنه األمر معها‬
‫ً‬
‫لماذا تبق مرتبطا بامرأة ذات ‪-‬‬
‫مناصب مقيتة؟ لماذا ل تزال تحمل اسمك‬
‫رغم انفصالكما؟ كيف أتمت أن أجد مكاب؟‬
‫أصبح وجهه فجأة صعبا‬
‫ً‬
‫استجوابا هناك؟ –‬ ‫هل تجري‬
‫أنا فقط أريد أن أفهم ‪-‬‬
‫‪:‬قال ل بجفاف‬
‫هكذا ‪-‬‬
‫لم أض مس نحوي وأخذ وجه بي‬
‫‪:‬يديه‬
‫أريد أن أعيش معك أريد أن أنام ‪-‬‬
‫بجانبك وأستيقظ بجانبك‬
‫وسألت وهو يشي إل شير كبي‬
‫‪:‬الحجم‬
‫ف هذا الشير الملك؟ ‪-‬‬
‫ضحكنا‬
‫ً‬
‫لدي أيضا شير تخييم ف القبو إذا –‬
‫كنت تفضل ذلك‬

‫احيق وجه وقام بوضع كمادات عىل‬


‫ً‬
‫الجرح لقد كان هناك أمام‪ ،‬وأظهر ل شيئا‬
‫ً‬
‫من نفسه‪ ،‬لكنت لم أعرف من هو حقا؛‬
‫يمكنت أن أتردد عليه‪ ،‬وأحبه‪ ،‬ول أتمت أن‬
‫ً‬
‫أفهم طبيعته العميقة‪ ،‬ولن أذهب أبدا إل‬
‫الطابق السفىل األول‪ ،‬وحت هناك‪ ،‬لن‬
‫أجد سوى التعتيم ‪ -‬منه‪ ،‬لن أرى سوى ما‬
‫‪،‬يريد أن يريت إياه استلقينا عىل شيره‬
‫‪:‬وكنت بي ذراعيه عندما قلت‬
‫أريد أن أعيف لك‪ ،‬كل الوقت الذي ‪-‬‬
‫مر بعد انفصالنا استيقظت ف منتصف‬
‫‪،‬الليل‪ ،‬قلت ممزق ألنت كنت ل عزاء له‬
‫اشتقت لك‪ ،‬لم أستطع قبول ما حدث‪ ،‬أنا‬
‫لم أفهم كيف وصلنا إل هناك‪ ،‬وهذا ما‬
‫جعلت أعاب أكي ف هذه القصة‪ :‬أنك‬
‫ومن قال لك أنت قبلتها؟ كنت –‬
‫أنتظر أن تكوب جاهزة‪ ،‬وأن تعودي‪ ،‬هذا‬
‫كل شء رأيت أنك ضائع‪ ،‬وأنك كنت‬
‫ً‬
‫خائفا من جعل أطفالك يعانون‬
‫‪،‬أنا خائف عليهم‪ ،‬طوال الوقت —‬
‫خائف أن يحدث لهم شء‬
‫عانقت ضده‬
‫لن يحدث لهم شء –‬
‫‪،‬ماذا تعرف حيال ذلك ؟ اليوم ‪-‬‬
‫عليك أن تتوقع أي شء ف رواية كامو‬
‫للمخرج براين دي بالما‪ ،‬لكنهم ‪Scarface‬‬
‫يرونه ف ظاهره‪ ،‬ول يقرأون فيه سقوط‬
‫الرأسمالية‪ ،‬وتفاهة العنف هل تتذكر‬
‫ذلك المشهد الذي يرفض فيه توب مونتانا‬

‫هز إيمانويل رأسه ل‬


‫آل باتشينو يلعب دور توب —‬
‫مونتانا‪ ،‬إنه ل يصدق ف هذا المشهد ف‬
‫ذلك اليوم‪ ،‬أخذ الرجل الذي يجب أن‬
‫يقتله بشكل استثناب زوجته وأطفاله معه‬
‫ً‬
‫ف سيارته‪ ،‬وهذا لم يكن مخططا له نرى‬
‫ً‬
‫غاضبا من الرجل الجالس ف مقعد‬ ‫مونتانا‬
‫الراكب الذي يجب عليه تفجي القنبلة‬
‫الموضوعة أسفل السيارة ويضخ‪ :‬هل‬
‫تحب قتل األم وأولدها؟ هل هذا يجعلك‬
‫ا َ َ َّ ْ ْ‬
‫رجل؟ تمللق ِت من تظنت أنا؟ هل تعتقد‬
‫أنت سأقتل طفلي وزوجة؟ ل أحتاج هذا‬
‫القرف ف حياب » ; وف النهاية أخرج‬
‫بندقيته وأطلق النار عىل الجالد ليمنعه من‬
‫ً‬
‫قتل األطفال حسنا‪ ،‬هذا ما تغي‪ ،‬اليوم‪ ،‬لم‬
‫يعد اإلرهابيون ييددون ف قتل األطفال‬
‫قام بضب شعري‬
‫أنا خائف عليك بل وأكي من ذلك ‪-‬‬
‫‪،‬بعد ما حدث للتو أريدك أن تبق هنا‬
‫ً‬
‫‪،‬لقد قبلت‪ ،‬وخلع مالبس‪ ،‬وكان رقيقا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ومنتبها لكل شء‪ :‬لم أشعر أبدا‬ ‫وعاطفيا‪،‬‬
‫ً ً‬ ‫ا‬
‫مرغوبا جدا‪ ،‬كنت أريده طوال‬ ‫أن رجل‬
‫الوقت "أريد أن أكون بداخلك" ‪ -‬أحببت‬
‫سماعه يقول هذه الكلمات " يأب » لقد‬
‫دفعت وهو ما يسم المحبة‬
‫‪20‬‬

‫‪،‬تاكو تسوبو – السم الياباب شعري‬


‫ولكن األلم المرتبط به شديد بعد أيام‬
‫قليلة من انفصال األول عن إيمانويل‪ ،‬ف‬
‫‪،‬اليوم التال لهجمات ‪ 13‬نوفمي‬
‫ً‬
‫حرفيا‬ ‫تعرضت ألزمة قلبية‪ ،‬تاكو تسوبو ‪،‬‬
‫فخ األخطبوط" ‪ -‬هذا هو السم الذي"‬
‫اختاره أطباء القلب اليابانيون ف نهاية‬
‫السبعينيات لإلشارة إل ما وصفوه ب‬
‫متالزمة القلب المكسور"‪ ،‬ألن البطي"‬
‫األيش ف النقباض يأخذ شكل األخطبوط‬
‫من الناحية البطينية الفخ الذي‬
‫يستخدمه الصيادون لقد لحظوا أنه بعد‬
‫النفعال أو التوتر الشديد ‪ ،‬لم يعد القلب‬
‫يقوم بوظيفة الضخ ويياجع إل درجة‬
‫التسبب ف إحساس بالنكسار ف‬
‫المستشق‪ ،‬شخصت األطباء بهذه‬
‫المتالزمة‪ :‬الصدمة الناجمة عن الحزن‬
‫والقلق أدت إل إفراز مفاج للهرمونات الت‬
‫استقرت بعد ذلك عىل المستقبالت‬
‫الصغية لألوعية الدقيقة للقلب وعضلة‬
‫القلب‪ ،‬مما أدى إل شلل طفيف كان‬
‫الخطر هو السكتة القلبية عىل الرغم من‬
‫أن هذه الحادثة كانت قابلة للعكس‪ ،‬إل‬
‫أنت خضعت بانتظام لعدة فحوصات من‬
‫قبل أحد أصدقاب‪ ،‬وهو طبيب قلب أثناء‬
‫النوبة‪ ،‬ارتفع معدل ضبات القلب بشكل‬
‫كبي‪ ،‬واعتقدت أنت أعاب من نوبة ضع‬
‫ف حالة الطوارئ‪ ،‬ذهبت للتشاور ف‬
‫الصباح الباكر وكان المكتب يقع عىل بعد‬
‫عشات األمتار من المحكمة‬

‫أحضتت صديقت إل مكتبها كانت‬


‫ً‬
‫تقريبا ‪ ،‬وكان‬ ‫امرأة ف الخمسي من عمرها‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫رماديا مربوطا عىل شكل ذيل‬ ‫شعرها‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫حصان لقد نبحت شيئا هادئا ومتعاطفا‬
‫هدأب طلبت مت أن أخلع قميىص‬
‫وأستلق عىل طاولة المتحان لقد‬
‫استمعت إل قلت‪ ،‬ثم سألتت‪ ،‬أثناء قياس‬
‫ضغط دم‪ ،‬عن شعوري وشحت له أنت‬
‫أمر بوقت عصيب‬
‫ل ينبع أن يكون لديك الكثي من –‬
‫التوتر‪ ،‬ألما‬
‫لقد شاهدتها وه تؤدي امتحاناتها‬
‫‪،‬لديك ارتفاع ف ضغط الدم —‬
‫وعدم انتظام ضبات القلب بشكل ‪16/9،‬‬
‫طفيف هل أنت قلق ف هذه اللحظة؟‬
‫‪ :‬ضحكت‬
‫طوال الوقت‪ ،‬ف الواقع وظيفت ‪-‬‬
‫جحيم‪ ،‬فأنا أتعرض للضغط ‪ 24‬ساعة ف‬
‫اليوم وقد تعرضت للهجوم باألمس‬
‫قلت له الحقائق فأجابت وه تشي‬
‫‪:‬إل معبدي‬
‫هل مهاجمك فعل هذا بك؟ ‪-‬‬
‫نعم ‪-‬‬
‫سأصف لك أشعة سينية وإجازة –‬
‫مرضية‬
‫فمن المستحيل ‪-‬‬
‫سوف ينته بك األمر إل النهيار –‬
‫ً‬
‫نظرت بعيدا‪ ،‬ولم أرغب ف إجراء هذه‬
‫المحادثة‪ ،‬فلن تكون قادرة عىل فهم أنت ل‬
‫أملك نوع الوظيفة الت يمكنك تركها لمجرد‬
‫نزوة‬
‫يجب أن تحم نفسك يا ألما‪ ،‬وإل —‬
‫فأنت تعرف ما تعرض نفسك له‪ ،‬فقد‬
‫تلقيت ً‬
‫تنبيها بالفعل‬
‫أعطتت مخطط كهربية القلب وبينما‬
‫ كنت أسمع طني اآللة‬،‫كنت أتحدث معه‬
‫ وسارت إل مكتبها‬،‫نهضت‬
— Les manifestations
organiques que tu as eues, ta
tension, ton trouble du rythme
cardiaque, sont une façon de te
dire que tu es en surchauffe, je
vais te prescrire quelque chose
mais il faut que tu changes ta
façon de vivre ou que tu prennes
‫عطل‬
‫ وانزلقت أصابع عىل‬،‫أغلقت بلوزب‬
‫ وكنت أرتجف‬،‫األزرار‬
– ‫أنا ف طور النفصال عن زوج‬
‫ هل تعلم؟ أنا ل أنام‬،‫أشعر بالضياع التام‬
‫بعد اآلن‬
- ‫سأصف لك بعض الحبوب المنومة‬
‫ومزيل القلق الخفيف‬

‫ولم يعد من الممكن حل الفوض‬


‫المعاضة دون وصفة طبية‬
‫‪21‬‬

‫لقد ألغيت جميع مواعيدي ف الصباح‬


‫وتوجهت إل الطريق لرؤية أطفال كنت‬
‫بحاجة لهم ف الطريق‪ ،‬حذرت عزرا دون‬
‫أن أخيه عن الهجوم‪ ،‬أخيته أنت‬
‫سأصطحب األطفال من المدرسة‪ ،‬وأنت‬
‫سأصطحبهم إل الميل لتناول طعام الغداء‬
‫ً‬
‫كان باردا عىل الهاتف‪ ،‬وأخيب أنه لن ‪-‬‬
‫يفعل ذلك كن هناك وذكرب بالجتماع مع‬
‫‪:‬‬ ‫ا‬
‫الوسيط واختتم كالمه قائل "حاول أن‬
‫"تكون ف الوقت المحدد‬
‫ً‬
‫وف الساعة ‪ 11:30‬صباحا‪ ،‬رأيت‬
‫‪،‬أطفال يظهرون عند مخرج المؤسسة‬
‫وقد أضاءت المفاجأة والفرحة وجوههم‬
‫سارعوا إل احتضاب وسألوب عما حدث‬
‫لمعبدي؛ شحت لهم أنت انزلقت أثناء‬
‫تنظيف الستوديو الخاص ب‪ ،‬ولم يضوا‬
‫ذهبنا إل الميل منذ الهجوم‪ ،‬كنت أخس‬
‫أن أظهر نفس ف مكان عام‪ ،‬خاصة أمام‬
‫أطفال طلبت البييا‪ ،‬وتناولنا الغداء‪ ،‬ثم‬
‫استلقيت عىل األريكة واحتضنا ذراع‬
‫وبعد دقائق قليلة غادروا إل غرفتهم‬
‫ً‬
‫عندما عادوا‪ ،‬كانوا يحملون طردا ف أيديهم‬
‫" " ويضخون "عيد ميالد سعيد يا أم‬
‫فتحت العبوة‪ :‬كانت تحتوي عىل تمثالي‬
‫معا‪ ،‬باإلضافة‬ ‫صغيين من الطي صنعاهما ً‬
‫ً‬
‫مصحوبا‬ ‫إل رسم يمثلت كبطل خارق‬
‫‪،‬بمالحظة مكتوبة بخط اليد‪ ،‬كتبوا فيها ل‬
‫مثل جميع األطفال‪ ،‬أنت كنت أفضل أم ف‬
‫العالم العالم وأنهم أحبوب مدى الحياة‬
‫‪22‬‬

‫لقد نظمت اجتماعات منتظمة مع‬


‫‪،‬القضاة ف إدارب‪ ،‬وناقشنا ملفاتنا الحالية‬
‫وحاولنا مقارنة بعضنا البعض لقد أجرينا‬
‫ً‬
‫مناقشات كبية‪ ،‬بل وتوترت أحيانا ‪ -‬كان‬
‫ً‬
‫‪،‬من الصعب جدا التنسيق بي القضاة‬
‫لكت أحب ثقافة الستقالل هذه‪ :‬عليك أن‬
‫ً‬
‫‪،‬تقنع‪ ،‬ول تفرض أبدا ف ذلك اليوم‬
‫تحدثنا عن الهجوم‪ ،‬وطمأنتهم بأفضل ما‬
‫‪،‬أستطيع وبشعة كبية‪ ،‬احتج أنطوني‬
‫وهو قاض ف الخمسينيات من عمره وكان‬
‫‪،‬ييشح للمنصب الذي حصلت عليه أخيا‬
‫عىل اإلجراء الذي اتهمت بأنت اقيحته من‬
‫جانب واحد‬

‫قبل ذلك بأيام كنت قد أرسلت رسالة‬


‫إل جميع زمالب اقيحت فيها مطالبة‬
‫حراس السجن بعدم إجبار السجينات بعد‬
‫اآلن عىل كشف شعرهن عند وصولهن إل‬
‫القسم – لم أقصد الحجاب الكامل ولكن‬
‫وإل الحجاب الذي يحق لبعض النساء‬
‫ارتدائه ف السجن؛ كتبت أن هذا الوج‬
‫ا‬
‫أضاف ف رأب إذلًل بالنسبة للعديد من‬
‫زمالب‪ ،‬كان هذا القياح يقوض العلمانية‬
‫بشكل خطي؛ لقد عارضوه بشكل قاطع؛‬
‫لقد صدموا ألنت تمكنت من تقديمه لهم‬
‫التقيت ذات يوم بنظرة نزيلة شابة وه‬
‫‪:‬تخلع حجابها‬
‫لقد شعرت باإلهانة ول أعتقد أن —‬
‫هذه طريقة جيدة لجعلها تتعاون معنا‬
‫وعندما يخيك الرجال الذين تراهم ‪-‬‬
‫ف مكتبك أنهم يريدون تنفيذ هجوم انتقاما‬
‫لسياسة فرنسا بشأن ارتداء الحجاب‪ ،‬أل‬
‫يمثل ذلك مشكلة بالنسبة لك؟ سأل‬
‫أنطوني‬
‫ً ً‬
‫لقد وجدته مهينا جدا‪ ،‬ولم أرد عىل‬
‫‪:‬الفور‪ ،‬لذلك تابع‬
‫هل يعت حياد الخدمة العامة أي ‪-‬‬
‫شء بالنسبة لك يا ألما؟‬
‫إنه يستهدف موظق الخدمة –‬
‫العامة‪ ،‬أي نحن‪ ،‬وليس السجناء‬
‫وقد احتشدت إيزابيل خلفه‬
‫‪،‬نحن ف بلد علماب‪ ،‬يا ألما –‬
‫متمسكون بعلمانيتنا‪ ،‬فال مجال للسماح‬
‫للرجال الملتحي بفرض قانونهم علينا‬
‫بالطبع يجب أن نحافظ عىل هذه —‬
‫العلمانية‪ ،‬فه ضورية كنت أقيح فقط‬
‫تخفيف التوترات وأنا عىل قناعة أنه إذا‬
‫اتخذنا هذا اإلجراء ستشعر هؤلء النساء‬
‫بالثقة وسيتحدثن‬
‫إنك بهذا تنتهك الميثاق ‪-‬‬
‫الجمهوري‪ ،‬وتدوس عىل قيمنا ‪ ،‬غضب‬
‫أنطوني‬
‫لقد جاء إريك إلنقاذي‬
‫أل تعتقد أنك ستتضف بصعوبة ‪-‬‬
‫بعض السء؟‬
‫أتحدث معك عن العلمانية –‬
‫‪:‬لقد خففت‬
‫أعتقد أن كل فرد يجب أن يكون ‪-‬‬
‫ً‬
‫قادرا عىل أن يعيش دينه كما يرغب طالما‬

‫سألت من يريد اعتماد هذا الحكم‬


‫فقط يد إريك ه الت رفعت فقلت إنت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أخذت علما بتصويتهم‪ ،‬ولم أغي شيئا ف‬
‫عاداتنا‬

‫لقد كانت حقيقة خدمة مكونة من‬


‫أشخاص ذوي حساسيات مختلفة كان‬
‫هناك المتشائمون الذين أوضحوا لك أن‬
‫الوقت قد فات بالفعل‪ ،‬وأن الدولة‬
‫سمحت لإلسالميي بتنظيم أنفسهم وكان‬
‫هناك آخرون‪ ،‬أولئك الذين أرادوا أن‬
‫يؤمنوا بإمكانية السيضاء وظلوا واثقي من‬
‫ذلك دون أن يكونوا ساذجي‬
‫سؤال من القاض‪ :‬ما ه الجماعة‬
‫الجهادية الت انضممت إليها عند‬
‫وصولك؟‬
‫اإلجابة ‪ :‬ل‪ ،‬لم نكن نذهب إل هناك‬
‫من أجل ذلك وصلت أنا وسونيا إل‬
‫غازي عنتاب كنت أعلم أن المهربي‬
‫سيساعدوننا ف ذلك الوقت ‪ ،‬كان بإمكانك‬
‫‪،‬الذهاب إل أي مكان جاء الناس ألخذنا‬
‫وكانوا من تنظيم الدولة اإلسالمية لكننا‬
‫جئنا لدعم الشعب السوري قالوا لنا إننا‬
‫ذاهبون إل الرقة‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ماذا فعلت ف‬


‫الرقة؟‬
‫ا‬
‫الجواب ‪ :‬كنت مسؤول عن توزي ع‬
‫الطعام‪ ،‬فأعطوب شاحنة صغية‬
‫سؤال القاض ‪ :‬من مخصص لهذا‬
‫الطعام؟‬
‫الجواب ‪ :‬للسكان ومن المعروف أن‬
‫تنظيم الدولة اإلسالمية كان يوزع المواد‬
‫الغذائية عىل السكان‬

‫سؤال القاض‪ :‬هل كنتم تنقلون‬


‫الطعام لمقاتليه؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‬
‫سؤال من القاض‪ :‬من الذي وفر لك‬
‫الميل الذي كنت تقيم فيه؟‬
‫الجواب ‪ :‬الدولة اإلسالمية‬
‫ا‬
‫سؤال من القاض‪ :‬هل تلقيت أموال‬
‫لتعيش بها من الدولة اإلسالمية ؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬إنهم يعطون المال فقط‬
‫للمبايعي‬
‫سؤال القاض ‪ :‬كم كنت تعيش من‬
‫المال؟‬
‫الجواب ‪ :‬بأموال الشخصية‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ما ه أنشطة‬


‫فريد يحياوي ف الموقع؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل أعلم‪ ،‬لم أره هناك‪ ،‬نحن‬
‫ل نطرح األسئلة‬
‫‪23‬‬

‫ف ذلك المساء نفسه‪ ،‬تحدث مع‬


‫إيمانويل مرة أخرى عن قضية قاسم هذا‬
‫المزي ج بي الحياة الخاصة والمهنية‬
‫جعلت أشعر بعدم الرتياح أكي فأكي‬
‫شاهدته وهو يعد الوجبة وف يده كأس من‬
‫النبيذ‪ ،‬لم أرغب ف إثارة هذا األمر لكنه‬
‫أض‬
‫ل يمكنك ترك األطفال محتجزين —‬
‫لسنوات ذنبهم الوحيد هو رغبتهم ف‬
‫الذهاب إل سوريا‬
‫للقتال تنظيم الهجمات عىل ‪-‬‬
‫أراضينا‬
‫ليس كل شء توقفوا علينا أن —‬
‫نعود إل األساسيات‪ ،‬إل العدالة‬
‫‪،‬عدالة بالدهم كما تقول –‬
‫الجهاديون الذين تمثلهم ل يؤمنون بها‪ ،‬ل‬
‫…يعيفون بها‬
‫ألنهم يشعرون أن فرنسا ترفضهم –‬
‫أنها ل تعتيهم مواطني كاملي إنهم‬
‫يعانون من عدم الشعية وهذا أمر ل‬
‫…يطاق‬
‫اعفيت من هذا الخطاب —‬
‫الضحوي سونيا قاسم من الطبقة‬
‫كيف عاشت الالشعية؟‬ ‫الوسىط‪ُ ،‬‬
‫أخيب مت أذلت هذه الفتاة؟ ومن ثم‬
‫تنس كالم زميل قاسم ف السجن‬
‫لكن هذا الرجل ليس أكي مصداقية ‪-‬‬
‫من المحتال طلب تغيي الزنزانة ألنه أراد‬

‫وضع أمامنا طبقي مليئي بمكرونة‬


‫الليمون وأضاف الفلفل كان يتجول حول‬
‫ا‬
‫محاول إقناع‬
‫‪:‬أنت تعرف المشكلة الحقيقية ‪-‬‬
‫اليوم‪ ،‬عندما يتعلق األمر باإلرهاب‪ ،‬لدينا‬
‫ً‬
‫مقدما قدر‬ ‫جريمة استباقية‪ ،‬نطلبها‬
‫اإلمكان‪ ،‬ونجرم نية بسيطة‬
‫هل أعطونا الختيار؟ –‬
‫نعم‪ ،‬لديك خيار‪ ،‬وإل فإنك –‬
‫تستسلم فقط للرأي العام‪ ،‬لم تعد هذه‬
‫عدالة‪ ،‬إنها شعبوية جزائية‬
‫لقد ذاقت المعكرونة‬
‫محام مجنون لكنك تطبخ ‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫أنت‬
‫ً‬
‫جيدا‬
‫مشيت إليه وقبلته لكنه ابتعد‪ ،‬بدا‬
‫ً‬
‫ً‬ ‫‪:‬غي ٍ‬
‫مبال‪ ،‬منجرفا بقناعاته‬
‫ليس من العدل إطالقا وصف —‬
‫شخص ما بأنه إرهاب لم يرتكب الفعل‪ ،‬هذا‬
‫كل شء من خالل التعبي عن إرادتنا‬
‫وتنظيم أنفسنا حول المشوع‪ ،‬نكون قد‬
‫ً‬
‫اتخذنا خطوة بالفعل‪ ،‬حسنا‪ ،‬ولكن إذا كان‬
‫الرجل بمفرده‪ ،‬فمن يخيب أنه ل‬
‫يستطيع الستسالم؟ واليوم‪ ،‬لم يعد هناك‬
‫مجال لالنسحاب الطوع‬
‫سؤال القاض‪ :‬هل خضعت‬
‫للتدريب عند وصولك إل سوريا؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‬

‫سؤال القاض ‪ :‬هل قاتلت؟‬


‫الجواب ‪ :‬ل‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل تعلمت‬


‫إطالق النار عىل الكالشينكوف؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬لم أقم بمعسكر عسكري‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ليست هناك‬


‫حاجة للذهاب إل معسكر للجيش لتعلم‬
‫كيفية إطالق النار عىل الكالتش ألم تطلق‬
‫بضع جولت لتتعلم؟‬
‫اإلجابة ‪ :‬لقد أوضحت للتو كيفية‬
‫التحميل وكيفية التصوير‬
‫سؤال من القاض‪ :‬عندما وصلت إل‬
‫سوريا‪ ،‬تمت مصادرة جواز سفرك وهاتفك‬
‫لقد تم سؤالك عن هويتك وأصلك‬
‫وأسباب مجيئك إل سوريا ماذا قلت‬
‫بالضبط؟‬
‫رد ‪ :‬الحقيقة‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل قمت‬


‫بالتصال بأي أشخاص معيني عند‬
‫وصولك؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬كنت الفرنس الوحيد‬

‫سؤال القاض ‪ :‬بعد يومي من‬


‫وصولك‪ ،‬جاء رجل إل الميل الذي كنت‬
‫فيه مع مئات من الغرباء اآلخرين واتصل‬
‫بك لقد ذكرت أنك شعرت بالذعر لماذا ؟‬
‫الجواب ‪ :‬ألنت اعتقدت أنهم اعتيوب‬
‫ً‬
‫جاسوسا وأنهم قادمون للقبض عىل‬
‫ً ً‬
‫إلعدام لقد كان األمر مرهقا حقا لقد‬
‫حصلت عىل الخوف من حياب‬
‫ا‬
‫سؤال من القاض‪ :‬لقد قابلت رجل‬
‫كان وجهه مغىط بوشاح لقد تضف‬
‫ً‬
‫كقائد‪ ،‬وكان يتحدث الفرنسية جيدا وبدا‬
‫وكأنه مقاتل يسألك عن أهلك‪ ،‬ورغبتك ف‬
‫‪،‬عبادة هللا‪ ،‬وعزمك لقد أراد اختبارك‬
‫ً‬
‫لمعرفة ما إذا كنت مستعدا للعودة إل‬
‫أوروبا للقتال وارتكاب هجوم‪ ،‬عىل سبيل‬
‫المثال "ف قاعة حفالت موسيقية‪ ،‬مكان‬
‫مىلء بالناس" ماذا أجبت؟‬
‫ً‬
‫‪،‬الجواب ‪ :‬أخيته أنت سأصبح أبا‬
‫وأخيته عن زوجت وطفلنا الذي سيولد‬
‫فقلت إنت أريد المساعدة ف عالج‬
‫المصابي وتربية أطفال عىل اإلسالم كنت‬
‫ً ً‬
‫خائفا جدا مما سيحدث عندما قلت ذلك‬

‫سؤال من القاض‪ :‬بالنسبة لك‪ ،‬هذا‬


‫الرجل أصبح يهدد عندما أخيته أنك ل‬
‫تريد تنفيذ هجوم ف أوروبا وأوضح أنه ف‬
‫هذه الحالة‪ ،‬لن يتم إعادة جواز سفرك‬
‫ً‬
‫إليك أبدا‪ ،‬بل سيتم إعطاؤه لشخص آخر‬
‫قد يغتصب هويتك للعودة إل أوروبا‬
‫وارتكاب هجوم هل تقف عند هذه‬
‫التضيحات؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم‪ ،‬لقد شعرت بالرعب‬
‫لقد دخلت ف فخ شعرت أن األمر قد‬
‫ً‬
‫انته بالنسبة ل‪ ،‬وأنت لن أخرج منه أبدا‬

‫سؤال من القاض‪ً :‬‬


‫أخيا‪ ،‬لك "تحافظ‬
‫عىل جلدك" وتتمكن من العودة إل‬
‫فرنسا‪ ،‬تزعم أنك تظاهرت بقبول اقياحه‬
‫بارتكاب أعمال عنف ف أوروبا‬
‫الجواب ‪ :‬ماذا يمكنت أن أفعل؟ لو لم‬
‫أقل ما كان يتوقعه ف تلك اللحظة لكان قد‬
‫أعدمت‬

‫سؤال من القاض‪ :‬لقد حددت أن‬


‫هناك مئات من الغرباء ينتظرون ف هذا‬
‫ً‬
‫الميل ل يزال من المفاج جدا أنك كنت‬
‫الشخص الوحيد الذي تم "اختياره" لهذا‬
‫المشوع لماذا تعتقد أنه تم اختيارك وليس‬
‫أي شخص آخر؟‬
‫ً‬
‫الجواب ‪ :‬ربما ألنت كنت ميوجا‬
‫وأعيش ف منطقة باريس وكان جواز سفري‬
‫ل يزال ساري المفعول ف نظرهم كنت‬
‫ً‬
‫بالتأكيد نظيفا‪ ،‬المرشح المثال‬
‫سؤال من القاض‪ :‬بعد ذلك‪ ،‬تم نقلك‬
‫إل الرقة ووضعك ف مبت نصف مدمر‬
‫يأوي مقاتلي لقد لحظت أنه تم تخزين‬
‫العديد من األسلحة والذخية ف الغرفة‬
‫ولكن بعد ذلك تمرض‬
‫الجواب ‪ :‬نعم كان عندي التهاب‬
‫الصفاق‪ ،‬وكدت أموت لقد دخلت‬
‫المستشق‪ ،‬وكان هذا حىط تظاهرت‬
‫بالهذيان‪ ،‬لك أفقد عقىل بعد ذلك‪ ،‬نسوا‬
‫عت‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل شاهدت‬


‫مشاهد ف الرقة صدمتك؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‬

‫دعونا نذكر أن السيد قاسم يبدو(‬


‫(ميعجا من سؤالنا ويبدو ميددا‬
‫(بشكل عفوي ( ف الواقع‪ ،‬إذا رأيت‬
‫ً‬
‫البعض رأيت جثثا مقطوعة الرأس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪،‬رؤوسا مزروعة عىل األوتاد لن أنس أبدا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أبدا لقد كان رعبا ورأيت عمليات إعدام‬
‫ُ‬ ‫ا‬
‫ف منتصف الشارع‪ ،‬ورجاًل يلقون من أعىل‬
‫أحد المباب وقلت لنفس إنت كنت بي‬
‫اليابرة وأن عىل الهرب ف أشع وقت‬
‫ممكن‪ ،‬وبأي وسيلة ممكنة أقول لك مرة‬
‫أخرى‪ ،‬لهذا السبب تظاهرت بالقبول‪ ،‬لك‬
‫أتمكن من العودة‪ ،‬للهروب من هذا‬
‫الكابوس‬

‫سؤال من القاض‪ :‬منذ عودتك إل‬


‫فرنسا‪ ،‬هل تمكنت من التحدث عن‬
‫النتهاكات الت شهدتها أمام أقاربك أو‬
‫طبيب أو طبيب نفساب؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل أفضل أن أنس‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ف محادثة هاتفية‬


‫‪،‬تم التقاطها ف ‪ 10‬مارس‪/‬آذار ‪2015‬‬
‫بي زوجتك ووالدتها‪ ،‬لوحظ أن زوجتك‬
‫"تتحدث عنك‪ ،‬وتشبهك ب "طفل هش‬
‫‪،‬قالت هذا‪“ :‬عبد‪ ،‬لقد رأى أشياء صعبة‬
‫أشياء‪ ،‬أنت حت ل تصدق أنها موجودة‬
‫رأيت الخوف ف عينيه أخيته أنه ل ينبع‬
‫أن يخجل من الحديث عن ذلك‪ ،‬فنحن‬
‫بش فقط » أل تعتقد أنه سيكون من‬
‫المناسب لك مقابلة طبيب نفس أو‬
‫طبيب نفس أثناء الحتجاز؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل أنا ل أريد التكلم عنه‬

‫سؤال من القاض‪ :‬بعد عودتك إل‬


‫فرنسا هل تعرضت للتهديد؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬لقد تم وضع ف السجن‬
‫ولم يأت أحد ليحييت لكن عندما رأيت كل‬
‫‪،‬الهجمات بعد ذلك‪ ،‬كل هؤلء الضحايا‬
‫أدركت أنت نجوت من األسوأ هذا ما‬
‫كانوا يريدون مت أن أفعله‪ ،‬لكنت لم أفعل‬
‫ً‬
‫ذلك أبدا‪ ،‬عليك أن تصدقت‪ ،‬لم أكن‬
‫ً‬
‫ألفعل ذلك أبدا شء من هذا القبيل‬
‫‪24‬‬

‫لدي عمل صعب‪ ،‬عمل مىلء‬


‫بالضاع‪ ،‬مع مرور الوقت اعتدت عليه‪ ،‬أنا‬
‫ف ضاع مع المحامي والمحققي والنيابة‬
‫والضحايا والمعتقلي‪ ،‬وعندما أعود إل‬
‫الميل أكون ف أتعارض مع المقربي مت‬
‫‪،‬ألنت لم أعد أملك الطاقة لالستماع إليهم‬
‫أصل وجسدي مكهرب من الغضب الذي‬
‫تطلقه القصص ‪ -‬أقىص أيام ف سؤال‬
‫‪،‬األشخاص الذين يكرهونت‪ ،‬ول يثقون ب‬
‫ً‬
‫لفظيا‬ ‫– ويستفزوب‪ ،‬حت الهجوم ي‬
‫عىل‬
‫ومن بي هذه الضاعات الت ل تعد ول‬
‫تحىص‪ ،‬هناك ضاع أخاف منه أكي من‬
‫ً‬
‫عاطفيا يصعب‬ ‫اآلخرين ألنه يولد ً‬
‫ربيعا‬
‫‪،‬السيطرة عليه‪ ،‬وهو المواجهة مع الضحايا‬
‫جمعيات مباشة أو غي مباشة‪ ،‬كلها مدنية‬
‫الحفالت – ألننا لسنا قادرين ً‬
‫دائما عىل‬
‫مواجهة أحزان اآلخرين بي الهجوم‬
‫والمحاكمة‪ ،‬تمر عدة سنوات‪ ،‬وف هذه‬
‫الفية الزمنية‪ ،‬هناك مرحلة التحقيق الت‬
‫نقوم بها‪ ،‬وهذه اللحظة الت يجب علينا‬
‫فيها‪ ،‬خالل اجتماع كبي لجميع األطراف‬
‫المدنية‪ ،‬تقديم ملخص للقضية عناض‬
‫التحقيق مع كل من المتهمي – ما نعرفه‬
‫عن شخصيتهم‪ ،‬التحقيقات الت أجريت‬
‫واستخدام العناض الت تم ضبطها أثناء‬
‫‪،‬عمليات التفتيش‪ ،‬إعادة بناء الطرق‬
‫الخيوط‪ ،‬المواد الت بحوزتنا – ف أمام‬
‫ً‬
‫شخصيا أو فقدوا‬ ‫األشخاص الذين أصيبوا‬
‫أحد أفرادهم بالنسبة للهجمات واسعة‬
‫النطاق‪ ،‬يمكننا أن نستقبل العشات من‬
‫‪ -‬المحامي‪ ،‬والمئات من األطراف المدنية‬
‫جميعهم نزحوا بسبب الحداد‪ ،‬ويوحدهم‬
‫نفس العذاب وأحيانا الكراهية لقد فقدوا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ا‬
‫طفل وأبا وحبيبا وصديقا؛ يريدون أن‬
‫‪،‬يفهموا كيف‪ ،‬ولماذا‪ ،‬ومن يقع عليه اللوم‬
‫ومن يجب أن يعاقب؛ إنهم يبحثون عن‬
‫المسؤوليات‪ ،‬والجناة‪ ،‬والمسارات الفردية‬
‫أو الجماعية الت أدت إل المأساة‪ ،‬الت‬
‫يحتاجون إل معرفتها نعطيهم أشياء‬
‫‪،‬ليتمسكوا بها ‪ -‬إنها قليلة مقارنة بألمهم‬
‫‪،‬والمحنة الت تعرضوا لها منذ يوم واحد‬
‫بسبب جنون الرجال‪ ،‬تحولت حياتهم إل‬
‫رعب‬

‫ف ذلك الصباح‪ ،‬ف الساعة العاشة‬


‫ً‬
‫جميعا‬ ‫ً‬
‫صباحا‪ ،‬ف مدرج المحكمة‪ ،‬كانوا‬
‫‪،‬هناك‪ ،‬ضحايا أو عائالت الضحايا‬
‫مخلوعي بسبب إصاباتهم وآلمهم‪ ،‬مائت‬
‫شخص يعانون معاناة شديدة رافقت‬
‫القضاة الثالثة اآلخرون الذين نظروا مع ف‬
‫القضية‪ :‬إيريك وفرانسوا وإيزابيل‬
‫ً‬
‫كن مطمئنا إل أننا مليمون ببذل كل‬
‫طاقتنا لستكمال هذه التعليمات ومحاولة‬
‫تحقيق إظهار الحق‬
‫كان عىل أن ألخص أشهر العمل ف‬
‫ثالث ساعات لقد عرضت الحقائق وسي‬
‫التحقيق‪ ،‬وسميت المسؤولي‪ ،‬ووصفت‬
‫ً‬
‫مساراتهم‪ ،‬ولم أخق شيئا قرأت مقتطفات‬
‫من نصوص الرسائل النصية والمحادثات‬
‫مع المشاركي‪ ،‬والت كانت ف كثي من‬
‫‪،‬األحيان وحشية للغاية‪" :‬أنا لست تشارل‬
‫هل تسمع؟ اللعنة عليهم جميعا‬
‫ارجعوا إل هللا يصىل ابتعد عن هؤلء»‬
‫الكفار الذين يشتمون نبينا أنقذ نفسك‬
‫لقد طرحت األسئلة الت أثارها التحقيق‬
‫دائما لحظات صعبة للغاية‬ ‫‪،‬لقد كانت هذه ً‬
‫حيث لمسنا جوهر الحالة اإلنسانية‬
‫ً‬
‫ومنتبها‬ ‫ً‬
‫وواضحا‬ ‫ً‬
‫طبيعيا‬ ‫حاولت أن أكون‬
‫ومتاحا إن مسألة المسافة أمر أساش ف‬ ‫ً‬
‫مهنتنا‪ :‬المسافة الجسدية والعقلية؛ ل‬
‫يمكننا أن نكون قريبي‪ ،‬ولكن يجب أل‬
‫ً ً‬
‫نكون بعيدين جدا أيضا‪ ،‬معرضي لخطر‬
‫الالمبالة يجب أن تتجنب أن تكون‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ا‬
‫وتقنيا للغاية‪ ،‬وأن تظل دقيقا دون‬ ‫منعزل‪،‬‬
‫‪،‬قراءة مالحظاتك‪ ،‬وتتحدث بلطف وحزم‬
‫دائما لحظة يقول فيها شخص‬ ‫ولكن هناك ً‬
‫ما‪ ،‬ف الجزء الخلق من الغرفة‪" :‬أنت‬
‫تخق أشياء عنا " أنت تكذب علينا‬
‫هناك من يعاتبنا عىل تحييد القاتل‬
‫وحرمانهم من المحاكمة بحضوره ومن‬
‫يستغرب أن حياته محفوظة وكأننا نحن‬
‫قضاة التحقيق من كان لنا الحق ف الحياة‬
‫أو الموت أحاول ً‬
‫دائما تقديم بعض‬
‫اإلجابات‪ ،‬وعدم تركهم مع أسئلتهم‬
‫وتسألنا عائالت الضحايا بشكل منهج‬
‫كيف كان هذا ممكنا؛ يبحثون عن‬
‫النقائص‪ ،‬ويعتقدون أن الحقيقة مخفية‬
‫عنهم‪ ،‬وعليهم أن يواجهوا‪ ،‬ف الوقت‬
‫نفسه‪ ،‬التغطية اإلعالمية لمنفذي‬
‫الهجمات وأصداء بطولتهم ف المناطق‬
‫المعزولة الت ازدهر فيها اإلسالم‬
‫المتطرف بشكل كامل‬
‫ل أستطيع أن ‪freedom impunity‬‬
‫أقول لهم‪ :‬الدولة سمحت بحدوث ذلك‬
‫اشيى رؤساء البلديات سالمهم الجتماع‬
‫أجهزة المخابرات مشبعة ول يتمتع‬
‫النظام القضاب بالموارد الكافية‪ ،‬ويستغرق‬
‫التحقيق أرب ع سنوات نحن عاجزون أمام‬
‫ظاهرة تفلت منا يمكنك ً‬
‫دائما أن تحاول‬
‫أن تفهم‪ ،‬فلن تشح ما الذي يمكن أن يدفع‬
‫ً‬
‫شابا لم يتجاوز سن المراهقة إل حمل‬
‫بندقية كالشينكوف وإطالق النار عىل‬
‫‪،‬األطفال لحظة عبورهم بوابة مدرستهم‬
‫وحقائبهم المدرسية معلقة عىل أكتافهم‬
‫الصغية‬

‫وف نهاية الجتماع‪ ،‬وقف رجل يرتدي‬


‫سية يطفو فيها جسده وطلب التحدث‬
‫عاما‪ ،‬متوسط‬‫كان عمره حوال خمسي ً‬
‫ً ً‬
‫القامة‪ ،‬نحيفا جدا وقدم نفسه عىل أنه‬
‫والد أحد الضحايا وقال‪“ :‬لقد ماتت ابنت‬
‫ف الهجوم‪ ،‬وكانت ف الثانية والعشين من‬
‫عمرها‪ ،‬وكان اسمها لوسيل بيار منذ وقت‬
‫سابق‪ ،‬كنت تسخر منا‪ ،‬وكنت تخينا عن‬
‫تحقيقاتك والملف التعريق لإلرهابيي‬
‫التابعي لك‪ ،‬وأنت تتحدث إلينا فقط‬
‫عنهم مر ًارا وتكر ًارا‪ ،‬لكن لم تنبس ببنت‬
‫شفة لبنت أريد أن أعرف لماذا لم تر‬
‫أجهزة المخابرات شيئا أريد أن أعرف‬
‫لماذا قتلت الغارة القاتل عندما لم يعد‬
‫قادرا عىل الهروب أريد أن أعرف بسبب‬
‫من ماتت ابنت أريد إجابات وهذا ما أنت‬
‫هنا من أجله‪ :‬ليويدنا باإلجابات‬

‫استجاب إريك بهدوء وكانت وظيفته‬


‫ه تقديم تقرير عن التحقيق‪ ،‬وليس‬
‫استحضار ذكرى الضحايا‪ ،‬حت لو كان‬
‫‪:‬يفهم بوضوح آلمهم فقد الرجل أعصابه‬
‫لقد كنت تكذب علينا منذ البداية‪ ،‬كانت"‬
‫هناك إخفاقات‪ ،‬هذه ه الحقيقة الدولة‬
‫ً‬
‫‪،‬تسمح بقتل ابنت قادتنا ل يفعلون شيئا‬
‫فهم ييكون األسلحة تنتش بحرية ثم‬
‫يفرضون علينا قواني حالة الطوارئ‬
‫ويأتون لإلدلء بإعالناتهم عىل شاشة‬
‫التلفزيون حول حرب هم ضد اإلرهاب‬
‫‪،‬والحقيقة ه أنهم سمحوا بحدوث ذلك‬
‫وأيديهم ملطخة بالدماء‪ ،‬وف غضون‬
‫سنوات قليلة‪ ،‬سوف يقومون بتمويل‬
‫المحاكمات الت يريدون أن تكون تاريخية‬
‫عىل حساب دافع الضائب والت ستكلف‬
‫الماليي‪ ،‬أموال كان ل بد من إنفاقها‬
‫واستثمروا ف التعليم‪ ،‬المنبع‪ ،‬لتجنب هذه‬
‫المآش » كان يرتجف‪ ،‬وأصبح خارج‬
‫ً‬
‫نطاق السيطرة أكي فأكي‪ ،‬محتفظا بيده‬
‫اليمت ف جيب سيته كما لو كان عىل وشك‬
‫سحب سالح " تريد مت أن أقول لك ؟‬
‫ً‬
‫جميعا هنا نستمع إليك بحكمة بينما‬ ‫نحن‬
‫ل تفكر إل ف إطالق شاح المتواطئي‬
‫الذين سمحوا لقاتل بتدمي حياتنا لم يكن‬
‫لديك كلمة لبنت ليس واحد أنت ل‬
‫تهتم بالضحايا » بدأ ف البكاء اقيب منه‬
‫ً‬
‫طبيب نفس كان موجودا هناك لكنه دفعها‬
‫ً‬
‫‪:‬‬
‫بعيدا بعنف “ل أريد التحدث معك ليس‬
‫لدي ما أقوله لك لقد سمحوا بقتل ابنت‬
‫لم يكن لديهم كلمة واحدة لها‪ ،‬لقد‬
‫حصلوا عىل أجر للحديث عن تحقيقاتهم‬
‫ولكت أتحدث إليكم عن العدالة حياتنا‬
‫انتهت انته وتيج تقولنا إنها ليست‬
‫مشكلتك الليلة‪ ،‬ستعودون إل منازلكم‬
‫وتقبلون أطفالكم الذين‬‫الصغية القذرة‪ ،‬ي‬
‫هم عىل قيد الحياة‪ ،‬وبي الطبق الرئيس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شخصا مجنونا‬ ‫والحلوى‪ ،‬ستقولون إن‬
‫‪،‬أهانكم‪ ،‬لكن هذا الشخص المجنون‬
‫تعرفون أنه يمكن أن يكون أنت » وفجأة‬
‫تجمد‪ ،‬وفهمنا أنه كان يحاول إخراج شء‬
‫من جيبه‪ ،‬وتدخل ضباط األمن ولكن‬
‫عندما وصلوا إليه‪ ،‬لم يحمل الرجل أي‬
‫شء سوى صورة ابنته‪" :‬هذه هكذا‬
‫نتعامل مع أهال الضحايا عدالة سخيفة‬
‫وكان من الممكن تجنب القتل لو قامت‬
‫الدولة بواجبها لقد قتلت ابنت انظروا‬
‫إل وجهها‪ ،‬تذكروا اسمها‪ ،‬لوسيل بيار‪ ،‬ألن‬
‫وسائل اإلعالم ل تذكر سوى أسماء‬
‫اإلرهابيي‪ ،‬ول تنش سوى صورهم " لم‬
‫نتمكن من قول أي شء‪ ،‬أو عدم القيام‬
‫بأي شء ‪ -‬باستثناء الستماع إليها طلب‬
‫من الرجل الرحيل كان قلت ينفجر لكنت‬
‫لم أتمكن من مغادرة الغرفة ‪ -‬لم يكن‬
‫بوسع إل أن أتراجع إل نفس‬

‫بعد الجتماع بقيت وحدي ف الغرفة‬


‫‪،‬المهجورة كان حار جدا لقد تحدثت ً‬
‫كثيا‬
‫ً‬
‫متوترا‪ ،‬حت أن صوب جف فجأة لقد‬
‫كانت تجربة كان من المستحيل مشاركتها‬
‫مع أي شخص آخر غي زمالب لقد خرجنا‬
‫من هذه الجتماعات مكسورين ومتضرين‬
‫أخالقيا للغاية‬
‫خرجت من المبت ألدخن كان فرانسوا‬
‫‪:‬هناك‪ ،‬وكان ينتظرب‬
‫هل نتناول القهوة؟ لقد كان األمر ‪-‬‬
‫ً ً‬
‫صعبا جدا‪ ،‬لكنك قمت بعمل جيد‬
‫يجب أن نكون قادرين عىل شح —‬
‫كل شء ولكن ف بعض األحيان ل نعرف‬
‫أنفسنا ومع كل هجوم يكون لدينا انطباع‬
‫بأننا وصلنا إل مستوى جديد من الرعب‬
‫ً‬
‫مكسورا‪ ،‬وكنت أجهد‬ ‫كان صوب‬
‫نفس إلخراج بضع كلمات‬
‫‪،‬التاري خ يعيد نفسه‪ ،‬هذا كل شء —‬
‫بأشكال أخرى‪ ،‬مع جهات فاعلة أخرى‬
‫أريته يدي‪ ،‬وكانتا ترتجفان‬
‫انظر رد فعل هذا األب‪ ،‬ل —‬
‫ً‬
‫جسديا بمعاناته‬ ‫أستطيع تجاوزه‪ ،‬أشعر‬
‫وضع فرانسوا يده عىل ذراع‬
‫األحزاب المدنية تطلب منا الكثي –‬
‫يجب أن نعلمهم كما يريدون‪ ،‬وأن نشبع‬
‫رغبتهم ف النتقام وتآمرهم‪ ،‬ولكن بأي‬
‫ثمن؟ ل يمكننا إبقاء األشخاص ف السجن‬
‫ً‬
‫الذين لم يفعلوا شيئا لتخفيف آلمهم‬

‫انتحر أحد‬ ‫‪،‬قبل خمسة أشهر‬


‫المتهمي ف عهد فرانسيس ف السجن‬
‫وهو شاب شيشاب عمل بشكل غامض‬
‫كوسيط لصفقة أسلحة؛ وقد ظل رهن‬
‫الحتجاز عىل الرغم من عدم وجود أي تهم‬
‫ً‬
‫تقريبا ضده لقد مر فرانسوا بهذا األمر‬
‫بشكل شء للغاية‪ ،‬وشعر بالمسؤولية لم‬
‫‪،‬يعد يستطيع النوم مشينا إل أقرب مقه‬
‫وكان اآلخرون قد سبقونا إليه فجأة‪ ،‬التفت‬
‫إل فرانسوا وأخيب أنه ل يزال يفكر ف‬
‫‪ -‬اليوم الذي قبلنا فيه ف الجزائر ضحكت‬
‫مثل طالب الطب الذين يتحدثون بشكل‬
‫فظ عن الجنس لالسيخاء بعد المناوبات‬
‫الت كانوا يواجهون فيها الموت‪ ،‬كنا بحاجة‬
‫إل الفكاهة‪ ،‬واإلفراط‪ ،‬والتخىل عن األمور‬
‫بعد ساعات من السيطرة عليها‬
‫هل تتذكرين ما قلناه لبعضنا ‪-‬‬
‫البعض؟ ما يحدث ف الجزائر يبق ف‬

‫ضحك لكت أستطيع أن أقول أنه‬


‫فوج وذلك عندما اعيفت له أنت التقيت‬
‫بشخص ما‪ ،‬وأنت سأترك زوج قلتها‬
‫دون تأكيد ولكنت رأيت وجهه ً‬
‫قريبا؛ لقد‬
‫ندمت عىل الفور ألنت أثقت به وصلنا‬
‫أمام المقه وجلسنا عىل الشفة‬
‫من هذا ؟ هل يمكن أن تخيب؟ ‪-‬‬
‫أعرفه ؟‬
‫وألول مرة أدركت أنت ل أستطيع‬
‫الكشف عن هوية الرجل الذي أحببته دون‬
‫المساس بحياب المهنية وحياب‬
‫سؤال من القاض‪ :‬هل تؤكد أنه تم‬
‫اعتقالك من قبل السلطات اليكية أثناء‬
‫مغادرتك سوريا مع زوجتك؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل تعرضت‬


‫للعنف والتعذيب من قبل الدولة‬
‫اإلسالمية؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‬

‫سؤال من القاض‪ :‬لماذا أردت‬


‫العودة إل فرنسا؟‬
‫الجواب ‪ :‬بعد هجمات يناير ‪2015‬‬
‫فهمت أن هدف داعش هو القتل أدركت‬
‫خطأي وأردت الياجع‬

‫‪،‬سؤال من القاض‪ :‬بالستماع إليك‬


‫نتساءل لماذا انضممت إليهم‬
‫الجواب ‪ :‬لم أذهب إل هناك‬
‫لالنضمام إليهم‬

‫سؤال من القاض‪ :‬قبل شهر من‬


‫رحيلك‪ ،‬ف ‪ 19‬نوفمي‪/‬تشين الثاب‬
‫‪،‬ظهر فيديو من الدولة اإلسالمية ‪2014،‬‬
‫باللغة الفرنسية‪ ،‬ميجم إل اللغتي‬
‫" اإلنجليية والعربية بعنوان‪ " :‬ما أنت ؟‬
‫منتظر من أجل"‪ ،‬تم نشه عىل اإلنينت ف‬
‫هذا الفيديو‪ ،‬تمكنا من رؤية شخص مقنع‬
‫ا‬
‫أول‪ ،‬ثم ثالثة فرنسيي اعتنقوا اإلسالم‬
‫وأحرقوا جوازات سفرهم الفرنسية ودعوا‬
‫المسلمي إل مغادرة بالد الكفر لالنضمام‬
‫إل تنظيم الدولة اإلسالمية أو ارتكاب‬
‫أعمال عنف ف فرنسا ومع ذلك‪ ،‬تم العثور‬
‫عىل هذا الفيديو عىل جهاز الكمبيوتر‬
‫"الخاص بك تحت اسم "ملف الطبيب‬
‫ماذا لديك لتقوله ؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل أتذكر‬

‫سؤال من القاض‪ :‬لقد رأيت ذلك‬


‫بالرغم من ذلك وهذا ل يثنيك عن‬
‫الرحيل؟‬
‫الجواب ‪ :‬لم أشعر بالستهداف كنت‬
‫أعرف أنت لن أفعل ذلك ليس لدي أي‬
‫عالقة به‬

‫سؤال من القاض‪ :‬سنناقش بث‬


‫فيديو آخر ف ‪ 10‬مارس ‪ ،2015‬قبل‬
‫ا‬
‫يومي من مغادرتك إل تركيا نرى رجل‬
‫يأمر ابن زوجته البالغ من العمر اثت عش‬
‫ً‬
‫عاما باغتيال رهينة من تنظيم الدولة‬
‫اإلسالمية يرتدي بذلة برتقالية هذه‬
‫الرهينة شاب إشائيىل يبلغ من العمر تسعة‬
‫ويعتقد أنه جاسوس‬ ‫عاما ‪ُ ،‬‬
‫عش ً‬
‫للموساد الرهينة عىل ركبتيه أطلق‬
‫المراهق النار عىل رأسه ينهار الرهينة‬
‫ويطلق المراهق النار عليه عدة مرات‬
‫ونقدم لكم الصور الملتقطة من هذا‬
‫الفيديو ماذا لديك لتقوله أثناء النظر‬
‫إليهم؟‬
‫الجواب ‪ :‬رأيت هذا الفيديو‪ ،‬لقد تم‬
‫كثيا وذلك عندما أخيت سونيا‬ ‫تشغيله ً‬
‫أنه يتعي علينا العودة إل الميل ف أشع‬
‫وقت ممكن عندما يريد شخص ما ترك‬
‫داعش‪ ،‬يقدم نفسه عىل أنه جاسوس‬
‫ويقوم بإعدامه فكرت ف طفىل‪ ،‬حلمت‬
‫ا‬ ‫به‪ ،‬ولم أرغب ف أن يصبح ً‬
‫يوما ما قاتل‬
‫مثل ذلك الصت‬
‫‪25‬‬

‫هناك طريقان مفتوحان أمام الرجل"‬


‫والمرأة‪ :‬الشاسة أو الالمبالة كل شء‬
‫‪،‬يشي لنا إل أنهما سيسلكان الطريق الثاب‬
‫‪،‬ولن يكون هناك تفسي ول قطيعة بينهما‬
‫بل سيستمران ف البتعاد عن بعضهما‬
‫البعض” – كانت هذه كلمات الكاتب‬
‫الروماب إميل سيوران‪ ،‬وهو يراقب عزرا وف‬
‫المقه المقابل لمكتب الوسيط حيث‬
‫رتب لمقابلت‪ ،‬كان لدي شعور بأنها مكتوبة‬
‫ً‬
‫متأخرا بعش دقائق‪ ،‬وحت قبل‬ ‫لنا وصلت‬
‫أن أعرف السبب‪ ،‬وحت قبل أن يسمح ل‬
‫بإخباره بوقوع هجوم بسكي ف باريس‪ ،‬بدأ‬
‫ً‬
‫عزرا يوبخت‪ :‬لم أكن دقيقا‪ ،‬وغي جدير‬
‫بالثقة‪ ،‬وبدأت األمور بشكل شء ‪ ،‬لم‬
‫أطلب حت القهوة‪ ،‬أخيب أن الوقت قد‬
‫حان وتبعته وهو الذي أض عىل مشاركت‬
‫ف هذا الجتماع‪ ،‬وكان قد عقد بالفعل‬
‫اجتماعي منفصلي مع الوسيط؛ لقد‬
‫أجريت معها محادثة هاتفية دون أن أتمكن‬
‫من قول أي شء آخر غي‪ :‬أود أن أجد‬
‫الشجاعة لالنفصال‬

‫للوصول إل مكتبه ف الطابق األول‬


‫من مبت هوسمان‪ ،‬مررنا أمام غرفة تبديل‬
‫المالبس الخاصة بالبواب والت كانت‬
‫تهرب منها زقزقة العصافي كان الباب‬
‫ً‬
‫صغيا به ببغاءان‬ ‫مفتوحا‪ ،‬ورأيت ً‬
‫قفصا‬ ‫ً‬
‫يرفرفان ف كل التجاهات‪ ،‬ويطلقان‬
‫ضخات هستيية كما لو أنهما يشنان ً‬
‫حربا‬
‫ل هوادة فيها ف غرفة النتظار‪ ،‬بينما كان‬
‫عزرا يقرأ الصحافة األدبية ‪ ،‬يقاطع نفسه‬
‫كل دقيقة للتعليق‪ :‬نحن نتحدث ً‬
‫دائما عن‬
‫‪،‬نفس األشخاص‪ ،‬وهذا بيننا غي ممكن‬
‫كتبت "الببغاوات" ف محرك البحث‬
‫الخاص ب‪" :‬الببغاوات طيور اجتماعية" أن‬
‫نعيش معا ومع ذلك‪ ،‬فإن وصول طائر‬
‫جديد للزوجي يمكن أن يسبب بعض‬
‫الستياء من جانب الشخص الذي كان‬
‫ا‬
‫هناك أول ل داع للذعر إذا شهدت‬
‫مشاجرات أو ضاخ طيورك‪ ،‬فهذا أمر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫طبيع ً‬
‫تماما طالما أنها ل تتبت سلوكا عنيفا‬
‫مازلت ف ذهت رؤية الببغاوات وه‬
‫تطي ف هذه المساحة الصغية‪ ،‬وتكاد‬
‫تصطدم ببعضها البعض ظهر الوسيط؛‬
‫‪،‬كانت امرأة جميلة ف الخمسي من عمرها‬
‫محامية‪ ،‬سمراء مرحة ومتعاطفة تبعناها‬
‫إل غرفة كبية ذات جدران رمادية‪ ،‬وف‬
‫وسطها أريكة وطاولة قهوة وكراش‬
‫بذراعي عىل الحائط‪ ،‬لحظت صورة فنية‬
‫‪،‬تمثل زوجي شابي يقبالن بعضهما‬
‫‪،‬والمرأة تجلس فوق الرجل‪ ،‬ف وضع مثي‬
‫تساءلت ما الذي دفعه إل اختيار هذه‬
‫الصورة ف حي أن معظم األزواج يشكون‬
‫من ذبولها‪ ،‬أو حت‪ ،‬لألصدق‪ ،‬من تراجع‬
‫نشاطهم الجنس كل شء ف المجتمع كان‬
‫يتم ف ظل توازن قوى مدمر وغي متكاف‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫وتنافسيا (مع‬ ‫كان عليك أن تكون فعال‬
‫الحفاظ عىل الحساسية(‪ ،‬وأن تظهر أنك‬
‫عاطفيا(‪ ،‬وتعرف كيف‬‫ً‬ ‫مستقل (لكن‬
‫تحرر نفسك من المعاناة‪ ،‬وتؤكد‬
‫طموحاتك (دون أن تكون انتهازية(‪ ،‬وتبدو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫( واثقا وواثقا من نفسك ف جميع الظروف‬
‫حت عندما شككنا‪ ،‬حت عندما وقفنا عىل‬
‫حافة الهاوية‪ ،‬سئمنا من تقييمنا كمنتجات‬
‫استهالكية جماعية لها تاري خ انتهاء‬
‫الصالحية‪ ،‬يتم استبدالها‪/‬استبدالها‪ ،‬يتم‬
‫التخلص منها بعد الستخدام بي عشية‬
‫وضحاها‪ ،‬كان ً‬
‫كافيا أن نختق‪ ،‬أن‬
‫نحذف‪ /‬قطع التصال أصبحت العالقات‬
‫الرومانسية مثية للشفقة فقط الروابط‬
‫ً‬
‫مظهرا من‬ ‫الودية والعائلية ه الت ضمنت‬
‫‪،‬الحياة العاطفية أما العالقات المهنية‬
‫ً‬
‫عموما ف اليوم الذي لم تعد‬ ‫فقد انتهت‬
‫يفرض فيه الدور‪ ،‬نظمنا المشوبات ً‬
‫بدءا‬
‫من هدية مشيكة‪ ،‬وعدنا لرؤية بعضنا‬
‫البعض مرة أخرى‪ ،‬كنا ف النهاية نرى‬
‫بعضنا البعض مرة أو مرتي إذا كنا‬
‫عاطفيي‪ ،‬لكن سحر التفاعالت اليومية لم‬
‫ا‬
‫يعد فعال‪ ،‬تبادلنا بعض الرسائل عىل‬
‫قبل النتقال إل الوضع ‪WhatsApp‬‬
‫الصامت لينته األمر بمغادرة المجموعة‬
‫(فجأة‬
‫جلسنا أنا وعزرا عىل األريكة‪ ،‬عىل‬
‫‪،‬مسافة جيدة من بعضنا البعض‬
‫واستطعت أن أرى أن هذه كانت تفاصيل‬
‫لحظتها الوسيطة‪ ،‬وربما تكون قد‬
‫استخلصت بالفعل استنتاجاتها‪ :‬إنهما‬
‫ً‬
‫جسديا = لم يعودا يمارسان‬ ‫يبتعدان‬
‫الحب = لم يعودا يمارسان الجنس يعدون‬
‫نحب بعضنا البعض؛ كانت تراقبنا‪ ،‬ول‬
‫شك أنها تراقب اإليماءات والمواقف‬
‫والمواقف الت من شأنها أن تخون نهاية‬
‫الحب‪ ،‬وتتعقب بقايا المودة تحدثت‬
‫بهدوء‪ ،‬ف محاولة لخلق اتصال بيننا لقد‬
‫هنأتنا عىل نهجنا‪ ،‬لقد كان من الشجاعة‬
‫‪،‬محاولة التوصل إل تسوية ودية‬
‫واستئناف التصالت‪ ،‬ولم أجرؤ عىل‬
‫العياف بأنت خرجت من الجي‪ ،‬ألنت لم‬
‫ّ‬
‫يكن لدي القوة لمواجهة عزرا وذكرت‬
‫بشية المناقشات وحقيقة أنه يمكننا ف أي‬
‫وقت أن نقطع الجلسة‪ ،‬إما ألننا لم نعد‬
‫ً‬
‫نملك القوة للمىص قدما‪ ،‬أو ألننا نريد‬
‫ً‬
‫جلسة جانبا ثم سألتنا عما نتوقعه من‬
‫الوساطة‪ ،‬وما الذي يتعي علينا التحدث‬
‫عنه لم يستجب أحد منا التفتت إل‬
‫هل تريد أن تقول شيئا ؟ ‪-‬‬
‫حت اآلن‪ ،‬كنت أحتفظ بكل شء ف‬
‫ظهر الناس‬ ‫نفس من حيث أتيت‪ ،‬لم ُ‬
‫ي‬
‫ِ‬
‫مشاعرهم‪ ،‬وتعلمت أن أحل مشاكىل‬
‫ً‬
‫مدرعا عزرا‬ ‫بنفس‪ :‬كما يقولون‪ ،‬كنت‬
‫تحدث نيابة عت‬
‫جسديا‪ ،‬هذا ما —‬ ‫ً‬ ‫لقد ابتعدنا‬
‫ستخيك به إنها تعيش نصف الوقت ف‬
‫‪،‬باريس‪ ،‬وأنا ف ميلنا ف وسط الغابة‬
‫وعندما تنضم إلينا ف عطالت نهاية‬
‫األسبوع‪ ،‬فإنها تكرس نفسها لألطفال فقط‬
‫ً‬
‫مهتما ب منذ فية طويلة‬ ‫لم يكن‬
‫دع زوجتك تتكلم‪-‬‬
‫كان هناك صمت طويل‬
‫أنا قاض تحقيق ف مكافحة –‬
‫اإلرهاب عقىل‪ ،‬لمدة سبع سنوات‪ ،‬كان‬
‫ا‬
‫مشغول بالكامل بالرعب والموت واأللم‬
‫ليس لدي أي راحة تقريبا إنها وظيفة‬
‫ضارة‪ ،‬هل تفهمي؟ ل أقول ذلك لتيير‬
‫نفس بل ألنه واقع‬
‫هل تعت أنه ل يوجد مجال ألي شء‪-‬‬
‫آخر؟‬
‫أجاب عزرا دون أن يمنحت الوقت‬
‫‪:‬للرد‬
‫ولكن هل تريد ذلك؟ ‪-‬‬

‫حاول الوسيط تهدئة األمور‪ ،‬فسألتنا‬


‫كيف نعرف بعضنا البعض وف أي مرحلة‬
‫معا لم يقل عزرا‬ ‫من حياتنا كنا جيدين ً‬
‫شيئا وكانت عيناه باهتتي حاول أن‬
‫‪،‬تتذكرها لقد انفصلت عن المشهد‬
‫وأصبحت اآلن أراقبنا من الخارج‪ ،‬وكما لو‬
‫كنت ف مونتاج بديل‪ ،‬رأيتنا مرة أخرى ف‬
‫الخامسة والعشين من عمري‪ ،‬ف الوقت‬
‫الذي كان فيه بمثابة إله بالنسبة ل وأنا من‬
‫‪:‬تحدث هذه المرة‬
‫التقينا ف الرابعة والعشين من —‬
‫عمرنا‪ ،‬وكنا ف حالة حب شديدة‪ ،‬وتزوجنا‬
‫عن حب‪ ،‬عىل عكس نصيحة والديه‬
‫ً‬
‫يهوديا كان‬ ‫اللذين عارضا ذلك ألنت لم أكن‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫من الصعب جدا عىل أن أرفض بهذه‬
‫الطريقة من قبل عائلت‪ ،‬كان لدي انطباع‬
‫بأن ل قيمة ل‪ ،‬لقد تعاملت مع األمر‬
‫بشكل شء‬
‫التفت عزرا إل‬
‫لقد قطعت كل عالقاب مع عائلت –‬
‫‪،‬منذ أكي من عش سنوات من أجلك‬
‫نسيت ذلك‬
‫تحدثت مع الوسيط‪ ،‬كنت خائفة من‬
‫الدخول ف حوار مباش معه‪ ،‬خائفة من‬
‫ردود أفعاله‬
‫لقد كان عىل خالف تام مع بيئته ‪-‬‬
‫عندما التقيت به عندما ولد توأمنا‪ ،‬بدأت‬
‫عالقته بالدين غامضة‪ ،‬وكأنه يبحث عن‬
‫نفسه‬
‫ولكن ما الذي تتحدث عنه؟ ‪-‬‬
‫كنت غي ثابت‪ ،‬غي متساو ف —‬
‫أحد األيام‪ ،‬لم تعد تأكل لحم الخيير‪ ،‬بعد‬
‫أسبوع‪ ،‬نعم؛ لقد كان األمر كذلك طوال‬
‫الوقت وبعد ذلك‪ ،‬منذ عامي‪ ،‬عدت‬
‫ً‬
‫‪،‬فجأة إل اليهودية‪ ،‬وأصبحت أكي تدينا‬
‫ً‬
‫ولم أكن مستعدا لذلك‬
‫عزرا خفض رأسه وأشار إل أنه فقد‬
‫والده قبل عامي‬
‫هذا هو المكان الذي أخفقت فيه ‪-‬‬
‫ً‬
‫‪،‬حقا أردت أن أحيم كل قواني الحداد‬
‫‪،‬كنت أنام عىل األرض‪ ،‬لم أحلق لمدة شهر‬
‫كنت أتلو صالة الكاديش عىل الموب‪ ،‬كل‬
‫يوم لمدة عام‬
‫لم يكن هذا ما أزعجت أستطيع —‬
‫أن أفهم أنها عملية شخصية‪ ،‬لكنه بدأ يريد‬
‫فرض أشياء علينا‪ ،‬وخاصة عىل األطفال‬
‫بدأت أشعر أنه نادم ف أعماف عىل الزواج‬
‫مت‬
‫ً‬
‫مع األزواج المختلطي‪ ،‬أحيانا ما —‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نشهد اندلعا مفاجئا للعنف‪ ،‬كما قال‬
‫التسامح معه‬
‫الوسيط‪ ،‬كما لو أن كل ما تم ُ‬
‫بدافع الحب ظهر إل السطح وأعيد‬
‫بوحشية إل اآلخر‬
‫لم نحىط بنفس التعليم‪ ،‬ولم تعد —‬
‫لدينا نفس األولويات؛ وأضاف عزرا أن هذه‬
‫‪،‬مشكلة اليوم‪ ،‬ولكن‪ ،‬عىل عكس زوجت‬
‫ا‬
‫أعتقد أن هناك حلول‬
‫ماذا لديك لتضيفه؟ سألت الوسيط ‪-‬‬
‫هناك أشياء كثية تفرقنا اآلن ‪-‬‬
‫ا‬
‫كانت عىل وشك أن تسألت سؤال‬
‫‪:‬عندما قال عزرا‬
‫أعيف أن هناك نقاط توتر‪ ،‬لكننا ‪-‬‬
‫معا منذ خمسة وعشين ً‬
‫عاما‪ ،‬وليس علينا‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫أن نرم كل شء بعيدا‬
‫ل أعرف لماذا ف تلك اللحظة بالذات‬
‫غزت ف ذهت رؤية زوج من الببغاوات‬
‫يتقاتالن ف القفص‬
‫ما رأيك فيما قاله زوجك للتو؟ ‪-‬‬
‫أن هذا كاذب نحن ل نرم أي شء ‪-‬‬
‫بعيدا إنها ليست مسألة إنكار الماض ‪ ،‬بل‬
‫المىص ً‬
‫قدما بشكل منفصل‬
‫ي‬
‫حدق الوسيط ف عزرا‬
‫عائلت ه كل ما حققته ف الحياة ‪-‬‬
‫ً‬
‫مهنيا‪ ،‬فشلت رغم المظاهر أنا كاتب‬
‫فاشل‪ ،‬هل تعلم ذلك؟‬
‫فشل فيما يتعلق بأي معايي —‬
‫الحياة الطبيعية؟‬
‫نجاحا ً‬
‫مبهرا —‬ ‫ً‬ ‫ككاتبة‪ ،‬حققت‬
‫بفضل كتاب أنكرت فيه أصول هذا‬
‫النجاح هو مجرد خدعة لقد فزت بجائزة‬
‫ً‬
‫أدبية كبية جدا ف السابعة والعشين من‬
‫عمري‪ ،‬هل تعلم ماذا؟ ل أتمت ذلك عىل‬
‫أي شخص وما تبع ذلك كان سلسلة من‬
‫‪،‬اإلخفاقات واإلهانات ف ذلك الوقت‬
‫كانت زوجت مزدهرة ف عملها‪ ،‬وكانت‬
‫‪،‬تحب ما تفعله‪ ،‬وكانت تحىط بالحيام‬
‫وكان هناك نقص تام ف الفهم‪ ،‬ولم أشعر‬
‫بالدعم أنا حمامة‬
‫ً‬
‫لم تسمح لنفسك أبدا أن تقول أنك ‪-‬‬
‫بحاجة ل‬

‫لم يتفاعل‪ ،‬وكأنه حبيس هاجسه‪ ،‬عي‬


‫‪:‬عن شكواه بمخاطبت هذه المرة‬
‫ربما لم تفهم مقدار الكتابة الت ‪-‬‬
‫تشغل مساحت العقلية الصعوبة‬
‫ً‬
‫والشكوك والنش لقد كنت مستغرقا ف‬

‫شعرت بنظرة الوسيط ي‬


‫عىل ربما كانت‬
‫ً‬
‫تنتظر مت أن أقول شيئا‬
‫لم أستطع مساعدته‪ ،‬لم يعد —‬
‫يستطيع الكتابة وبعد ذلك‪ ،‬كان هناك‬
‫شء آخر تزامن نجاحه مع ولدة ابنتنا‬
‫الكيى‬
‫كنت اآلن عىل وشك البكاء‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫لقد كان وقتا عصيبا جدا بالنسبة ‪-‬‬
‫ل‪ ،‬لقد أنجبت للتو‪ ،‬وكنت أعاب من‬

‫للعمل لدعم عائلت ‪-‬‬


‫أوقف هذا ‪-‬‬
‫توقف عن الحديث‬
‫اكتشفت أنه كان لديه شؤون ‪-‬‬
‫حدث ذلك مرة أو مرتي‪ ،‬ولم يكن ‪-‬‬
‫يهمت ولم أهتم كما يقولون‬
‫هذا خطأ ‪-‬‬
‫‪:‬ثم التفت إل عزرا‬
‫ً‬
‫لقد تضفت وكأنت ل أعرف شيئا —‬
‫للحفاظ عىل توازننا اآلن‪ ،‬ل أريد ذلك‬
‫بعد اآلن‬
‫‪:‬وأضفت‬
‫لم يعد هناك شء بيننا –‬
‫ألن لديها شخص ما‪ ،‬هذه ه —‬
‫الحقيقة‬
‫بقيت صامتا ومن الواضح أن الوسيط‬
‫كان ينتظرب أن أتكلم كنت أرى اإلثارة ف‬
‫أخيا‪ ،‬هناك شء‬‫عينيه‪ ،‬بطريقة ما للقول‪ً :‬‬
‫‪،‬ما يحدث ف هذا الثناب المثي للشفقة‬
‫أخيا بعض الحركة‪ ،‬بعض الجنس‪ ،‬بعض‬ ‫ً‬
‫تصفية الحسابات ‪ -‬شء ثقيل ثم فجأة‬
‫أوضحت أنت سئمت من الكذب عىل‬
‫نفس يبدو أن الوسيط يعتقد أننا وصلنا‬
‫‪،‬إل هذا الحد‪ ،‬فلنيك األمر قضية الزنا‬
‫‪،‬قصة كالسيكية عظيمة‪ ،‬رأتها طوال اليوم‬
‫كل زوجي استقبلتهما كان لديهما انطباع‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بأنهما يعيشان موقفا فريدا وفريدا‪ ،‬لم تجرؤ‬
‫عىل أن تكشف لهما أن األزمة الزوجية‬
‫‪ /‬تخضع ً‬
‫دائما لنفس اآللية‪ :‬لقاء رومانس‬
‫دافع جنس جديد ‪ /‬التشكيك ف البنية‬
‫الشخصية‬

‫أراد الوسيط استعادة السيطرة‪ ،‬وكانت‬


‫تبحث عن الهدوء‪ ،‬ونقطة التقاء‪ ،‬وسألتنا‬
‫مرة أخرى إذا كانت لدينا لحظات من‬
‫‪:‬الفرح أجبت أنه كان لدينا حت حمىل الثاب‬
‫اضطررت إل إجراء العديد من ‪-‬‬
‫عمليات التلقيح الصناع للحصول عىل‬
‫‪:‬ثم فقد عزرا أعصابه‬
‫التقت بشخص ما أنا واثق من ‪-‬‬
‫هناك شخص ما‪ ،‬وهذه ه المشكلة‬

‫قال الوسيط إن هذه النية الفضولية‬


‫جعلتها غي مرتاحة كان هناك الكثي من‬
‫التوتر‪ ،‬وكنا بحاجة إل اسياحة وطلبت‬
‫التحدث معه ً‬
‫وجها لوجه خرجنا إل‬
‫الشفة‪ ،‬جلسنا‪ ،‬أشعلت سيجارة وأكدت‬
‫ل أن أي شء أثق به لها سيظل ً‬
‫شيا ولن‬
‫يستخدم ف سياق إجراءات الطالق‬
‫سمعت نفس أقول‪ :‬إنه عىل حق‪ ،‬لقد‬
‫التقيت بشخص ما نهضت للمغادرة‬
‫دائما ه اللحظة الت يكشف‬ ‫وكانت هذه ً‬
‫فيها المعتقلون‪ ،‬ف المقابالت‪ ،‬عن عناض‬
‫أساسية خارج نطاق اإلجراءات‬
‫أريد الطالق‪ ،‬ليس من أجل هذا ‪-‬‬
‫الرجل‪ ،‬بل من أجل نفس‪ ،‬لم أعد أرغب‬
‫ف الرضا بهذه الحياة‪ ،‬لكت أخس تدمي كل‬
‫شء‪ ،‬من الندم‪ ،‬من خسارة كل شء أنا‬
‫خائف‪ ،‬ف الواقع‪ ،‬من اتخاذ قرار شء‬
‫إن خطر اتخاذ قرار شء ل يقارن ‪-‬‬
‫بالرعب من اليدد‬

‫عدنا إل المكتب كان عزرا قد غي‬


‫‪،‬أماكنه‪ ،‬وجلس عىل أحد الكراش ف عمىل‬
‫كنت أشك ف كثي من األحيان‪ ،‬وكنت‬
‫ً‬
‫خائفا‪ ،‬واضطررت إل اتخاذ قرارات‬
‫حساسة‪ ،‬تتعلق بأمن أمة بأكملها البقاء‬
‫أو الرحيل‪ ،‬هذا القرار‪ ،‬لم أعرف قط كيف‬
‫أتخذه واآلن شعرت قادر عىل تكرار‬
‫الكلمات الت تحدثت بها للتو مع الوسيط‬
‫أريد الطالق ثم تابعت‪“ :‬لدينا ثالثة –‬
‫معا‪ ،‬سنبق قريبي‪ ،‬نريد الحفاظ‬ ‫أطفال ً‬
‫عليهم ثم خلص الوسيط إل أن هذه‬
‫ستكون بداية حياة أخرى لكلينا‪" :‬قد يكون‬
‫ً‬
‫صعبا‪ ،‬لكنه عىل األقل لن يكون‬ ‫األمر‬
‫‪،‬خدعة"‪ ،‬وعىل الرغم مما كنت أخشاه‬
‫قال عزرا إنه وافق‬

‫إذا لم تعد طيورك قادرة عىل تحمل‬


‫‪،‬بعضها البعض والتقاتل طوال الوقت‬
‫فاحتفظ بها ف أقفاص منفصلة‬
‫سؤال من القاض‪ :‬ألم تعد إل فرنسا‬
‫ليتكب اعتداء؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬وخروج من سوريا يثبت‬
‫أن هذا لم يكن هدفنا أظهرنا جوازات‬
‫سفرنا للشطة اليكية الت سألتنا إذا كنا‬
‫نريد العودة إل سوريا‪ ،‬فقلنا لهم ل‬
‫الطريقة الت غادرنا بها سوريا ليست‬
‫الطريقة الرسمية للدولة اإلسالمية لو تم‬
‫إرسالنا إل فرنسا لتنفيذ هجمات‪ ،‬لكان قد‬
‫حصلنا عىل جوازات سفر مزورة وأموال‬
‫وتم نقلنا عي طريق آمن‬
‫‪26‬‬

‫هل يجب أن تدمر حياتك؟ » – وف"‬


‫هذا الموضوع سيتنافس عىل عىل المنصب‬
‫المرموق سكرتي مؤتمر التدريب العمىل‬
‫الضيف هو وزير الداخلية األسبق‪ ،‬واألمن‬
‫مشدد عند مدخل القض انضممت أنا‬
‫وميلينا إل والدة عىل‪ ،‬كريمة شبل‪ ،‬ف‬
‫الغرفة الت تجري فيها المسابقة‬
‫ا‬
‫جمال والدة عىل ‪ -‬هذا ما لحظته أول‬
‫ف هذه المرأة الفرنسية‪-‬الجزائرية ف أوائل‬
‫‪،‬الخمسينيات من عمرها ‪ ،‬نحيلة ونحيلة‬
‫ربما يبلغ طولها ‪ً 1 85‬‬
‫ميا‪ ،‬ساقاها‬
‫مصبوبتان ف بنطال جلدي أسود‪ ،‬شفاهها‬
‫مطلية باللون األحمر الفاتح‪ ،‬وشعرها‬
‫ً‬
‫األسود قصي جدا وه عارضة أزياء‬
‫سابقة‪ ،‬سارت ف الثمانينات لدى كبار‬
‫المصممي ووقفت أمام كبار المصورين‬
‫قبل أن تيوج من مخرج جزائري تركته بعد‬
‫عامي من ولدة عىل الكاريزما الت تتمتع‬
‫بها كريمة تبهرب‪ ،‬فه تتحدث بشعة‬
‫وبشكل جيد‪ ،‬بثقة كبية‪ ،‬وه تنضح‬
‫باألناقة الطبيعية والثقة والتعاطف‬
‫‪،‬التواصىل لقد قامت بيبية ابنها بمفردها‬
‫‪،‬إنه سبب حياتها‪ ،‬كررت ذلك عدة مرات‬
‫تقارن نفسها بوالدة رومان غاري‪ ،‬باستثناء‬
‫ً‬ ‫عدم الستقرار‪ ،‬لقد كسبت ً‬
‫دائما عيشا‬
‫ً‬
‫جيدا للغاية‪ ،‬وشاركت الحياة اليومية‬
‫للرجال األثرياء‪ ،‬ولكن‪ ،‬مثل قررت أن‬
‫تكرس نفسها لما تسميه بإعجاب ساذج إل‬
‫حد ما "المصي العظيم لبنها"‪ :‬التعليم ف‬
‫مدرسة ثنائية اللغة‪ ،‬والعطالت مع‬
‫األصدقاء من الفن اليجوازي بي فورمينتيا‬
‫وبونيفاسيو ف فيالت بسعر ‪10000‬‬
‫يورو ف األسبوع‪ ،‬عطلة معسكرات ف‬
‫المعسكرات الصيفية األمريكية لم تكن‬
‫ا‬
‫تريد طفل آخر‬

‫عىل يندفع إل األمام ببالغة؛ لقد بت‬


‫‪ -‬تدخله بالكامل حول الجريمة والعقاب‬
‫فهو ذك‪ ،‬لذع‪ ،‬واثق من نفسه بعد مروره‬
‫مباشة‪ ،‬تتحدث محامية شابة‪ ،‬وعليها أن‬
‫تجيب عىل نفس السؤال بالنق‪ :‬ل‪ ،‬يجب‬
‫أل تدمر حياتك‪ ،‬كما تقول وحي تكشف‬
‫أفكارها حول التدهور البىطء للزواج‪ ،‬يتولد‬
‫لدي انطباع بأنها تتحدث مع‪ ،‬وأنها تقوم‬
‫بعمل صورة علنية لحياب‪ ،‬و"الدمار" الذي‬
‫ارتكبته تتمحور مداخلته حول الحب‬
‫وتعريض الذات للخطر ‪ -‬يبدو أن كل شء‬
‫معروض لنا ولكن ل شء ينتم إلينا‬
‫أتساءل عما إذا كنت‪ ،‬باختياري أن أعيش‬
‫‪،‬هذا الحب‪ ،‬ل ألق بوجودي ف الفوض‬
‫أشك‪ ،‬أنا خائف‪ ،‬وف هذه اللحظة بالذات‬
‫ظهر إيمانويل ف الغرفة‪ ،‬ولم يحذرب من‬
‫أنه قادم‪ ،‬يجلس بالقرب مت‪ ،‬بالكاد يرحب‬
‫‪،‬ب حت ل يثي أسئلة ابنت‪ ،‬أشعر بحضوره‬
‫أحاول اليكي عىل توسالت الشابة ‪ -‬دون‬
‫جدوى وعندما انتهت‪ ،‬وقف أحد‬
‫‪،‬السكرتيين‪ ،‬الذي تعرف عىل إيمانويل‬
‫وأدخله إل الغرفة بخنوع مفرط نحن‬
‫ندرك وجود تواطؤ‪ ،‬تفاهم متبادل‪ ،‬األمر‬
‫الذي ل يرضيت‪ ،‬أشعر بعدم الرتياح‬
‫بجانبه‪ ،‬ف هذا الوضع من الثناء العام‬
‫يقف إيمانويل‪ ،‬ويعلق عىل سي عمل‬
‫المؤتمر‪ ،‬ويتذكر أنه كان هو نفسه سكرتيه‬
‫ً‬
‫ف هذا الموضوع‪“ :‬هل يتطلب البقاء أمينا‬
‫الشجاعة؟ » نسمع الضحك ف الغرفة؛‬
‫يجلس مرة أخرى انا لم اقل شيئا وبعد‬
‫خمس دقائق‪ ،‬نهض وابتعد وهاتفه ف يده‬
‫لماذا جاء وغادر فجأة؟ إنه أمر محي ول‬
‫‪:‬يمكن التنبؤ به وأنا أغادر‪ ،‬تسألت ابنت‬
‫هل تعرف هذا المحام؟ ‪-‬‬
‫ً‬
‫أقابله أحيانا ف األرض ‪-‬‬
‫ل أعرف ما الذي جاء ليفعله –‬
‫ويرتبط بشخص مجنون ل يدافع إل عن‬
‫الملتوي فهو ل مفر منه‬
‫سؤال من القاض‪ :‬لماذا ل تعيفون‬
‫بأنكم‪ ،‬مثل كل الشباب الذين غادروا إل‬
‫سوريا‪ ،‬ذهبتم إل هناك للقتال والمشاركة‬
‫ف الجهاد‪ ،‬حت لو لم يحدث ذلك ؟‬
‫الجواب ‪ :‬ألنها ليست الحقيقة‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل سبق لك أن‬


‫قاتلت؟‬
‫الجواب ‪ :‬عندما كنت ف الجامعة‬
‫نعم‪ ،‬لكن هذا ليس من طبيعت فيما‬
‫يتعلق بسوريا ‪ ،‬لن أتمكن من ضب شخص‬
‫مقيد أو معذب‬

‫سؤال من القاض‪ :‬لماذا عندما نسألك‬


‫إذا كنت لقد تعرضوا للضب بالفعل ‪ ،‬هل‬
‫تخينا عن التعذيب الذي تمارسه الدولة‬
‫اإلسالمية؟‬
‫الجواب ‪ :‬سمعت ذلك عىل شاشة‬
‫التلفزيون‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل سبق لك أن‬


‫أردت المشاركة ف القتال أو "الذهاب إل‬
‫الحرب"؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل أستطيع إطالق النار عىل‬
‫أي شخص أبدا‬
‫‪27‬‬

‫أنت متهور" ‪ -‬وقفت زميلت إيزابيل"‬


‫أمام‪ ،‬وجهها مغلق‪ ،‬وجسدها متصلب‪ ،‬ف‬
‫وضعية أعطت لمحة من ارتباكها إنها‬
‫قاضية جيدة‪ ،‬وصارمة ولكنها قاسية بعض‬
‫السء؛ مقارباتنا مختلفة لكت أحب‬
‫مواجهة وجهات نظرنا ف ملفاتنا انا اثق‬
‫بها‬
‫وتابعت‪" :‬أنت تخاطر بجنون" نحن‬
‫ً‬
‫جميعا‬ ‫قريبون‪ ،‬دعت أخيك‪ ،‬لقد فهمنا‬
‫أنك كانت عىل عالقة غرامية مع إيمانويل‬
‫فورست‪ ،‬إنها حياتك الخاصة‪ ،‬افعىل ما‬
‫تريدينه يا ألما‪ ،‬لكنه يقىص الكثي من‬
‫الوقت ف مكتبك‪ ،‬لقد حدث ذلك مرتي‬
‫هذا األسبوع تجينا عىل تناول طعام‬
‫صحيا‪ ،‬وليس ً‬
‫مانعا بما‬ ‫ً‬ ‫الغداء‪ ،‬إنه ليس‬
‫فيه الكفاية‪ ،‬يجب أل تكون لدينا روابط‬
‫ً‬
‫وثيقة جدا مع المحامي الذين يعملون ف‬
‫قضايانا‪ ،‬انتبه‪ ،‬الناس بدأوا يتحدثون‪ ،‬ل‬
‫أريدك أن تفعل ذلك لدي أي مشاكل وأنا ل‬
‫أريد أن يكون أي سواء‬
‫لقد استمعت إليها وأنا أعلم أنه لن‬
‫يكون لها أي تأثي عىل‪ ،‬وأن ل شء‬
‫سيجعلت أتخىل عن عالقت مرة أخرى‬
‫معا طوال الوقت‪ ،‬ولم أعد‬ ‫أردنا أن نكون ً‬
‫ً‬
‫قادرا عىل الفصل أو اتخاذ قرار بيك‬
‫ً‬
‫مهتما‬ ‫الوظيفة الت أحببتها كان إيمانويل‬
‫ً‬
‫جدا بهذه القضية‬
‫إذا كنت تريد تجربة هذه القصة –‬
‫معه‪ ،‬عليك تغيي األقسام‪ ،‬ليس لديك‬
‫خيار‪ ،‬أو اطلب منه التنازل عن ملف قاسم‬
‫‪:‬ومرت ثواب ثم قلت‬
‫يعجبت ما أقوم به هنا ول أريد أن ‪-‬‬
‫أفرض عليه أي شء‬
‫ً‬
‫‪:‬‬
‫ليس لديك حقا خيار لديك ملف —‬
‫مشيك معه‬
‫ً‬
‫موضوعيا‪ ،‬ل —‬ ‫أعرف كيف أبق‬
‫تقلق‬
‫لكن من نظرتها فهمت أنها تشك ف‬
‫ذلك‬

‫ف فية ما بعد الظهر‪ ،‬طلب إيمانويل‬


‫أن أستمع إليه أنا وفرانسوا‪ ،‬وكنا نعمل‬
‫‪،‬بشكل ثناب عىل ملف قاسم‪ ،‬قبلت‬
‫وبمجرد وصول إل مكتت‪ ،‬حددت مسافة‬
‫معينة جلس فرانسوا ً‬
‫جانبا ف مكان كاتت؛‬
‫ً‬ ‫جلس إيمانويل أمامنا لقد بدا ً‬
‫عازما‪ ،‬وجادا‬
‫بعض السء‬
‫أردت أن أخيك أنت سأطلب –‬
‫إطالق شاح عبد الجليل قاسم ووضعه‬
‫‪،‬تحت سوار إلكيوب هو وزوجته شابان‬
‫وليس لديهما سجل إجرام‪ ،‬ولديهما‬
‫ضمانات‪ ،‬ويندمان بشدة عىل مغادرتهما‬
‫إذا بق عبد الجليل ف السجن‪ ،‬فسيتم‬
‫‪،‬تلقينه وتدميه إل األبد أنت تعرف ذلك‬
‫ويقول لك مديرو مراكز الحبس‬
‫الحتياط‪ :‬الخطر هو التبشي يجب أن‬
‫‪،‬تمنحه فرصة إلعادة بناء نفسه ف الخارج‬
‫ً‬
‫إلعادة بناء حياته مع زوجته وطفله‪ ،‬بعيدا‬
‫عن التأثيات السيئة‪ ،‬يجب أن تحرره‬
‫‪:‬أجاب فرانسوا بجفاف‪ ،‬وأعاد سلطته‬
‫بادئ ذي بدء‪ ،‬نحن لسنا ملزمي بفعل أي"‬
‫شء" ومن يقول ل أنها ليست تقية ؟‬
‫ً‬
‫أنت تعلم جيدا أن اإلخفاء ل —‬
‫يمكن إثباته‪ ،‬بل هو مجرد حجة مانعة‬
‫لمنع الجدل الخصوم إذا كان كل ما‬
‫‪ ،‬يفعله الرجل ُينظر إليه عىل أنه التقية‬
‫فلن يكون هناك أي نقاش قانوب ومزيد من‬
‫العدالة‬
‫ماذا لو أطلقنا شاحه وقام ‪-‬‬
‫بالهجوم؟ ل أريد المجازفة بما أننا لم نشهد‬
‫هذا العدد الكبي من أعمال العنف من قبل‬
‫لن يفعل أي شء انه ليس خطيا ‪-‬‬
‫فهو لم يرتكب أي خطأ‪ ،‬ولم تصفه‬
‫خدمات السجون بأنه متطرف‬
‫ل تزال لدينا رسالة من زميل سجي –‬
‫…‬
‫ومن كان يكرهه قال إن تغيي ‪-‬‬
‫الخاليا ثبت وبعد ذلك‪ ،‬لم يعرب قاسم‬
‫ً‬
‫أبدا عن رغبته ف ارتكاب هجوم‪ ،‬فهو‬
‫وزوجته يريدان فقط تربية طفلهما وهل‬
‫رأيت العائالت؟ إنهم موثوقون‬
‫ومستقرون والدة عبد الجليل وإخوته‬
‫وأخته مواطنون مثاليون المعلمون‬
‫الجتماعيون‪ ،‬واألطباء النفسيون‪ ،‬قالوا‬
‫جميعا إن كل شء عىل ما يرام لن تبقيه‬‫ً‬
‫هكذا ف السجن إل األبد‬
‫من قال ل أنه ل توجد خلية نائمة —‬
‫سيقوم داعش بتنشيطها فور خروجه؟‬
‫‪ :‬أضفت‬
‫نحن نعرف تقنيات داعش إنهم –‬
‫يعيدون األشخاص إل فرنسا ف كل‬
‫التجاهات عىل أمل أن يرتكبوا هجمات‬
‫عىل أراضينا‬
‫‪،‬ل هؤلء شباب لديهم عيوب ‪-‬‬
‫ً‬
‫حسنا‪ ،‬لكن ل مكان للدين ف خطابهم قد‬
‫والمغادرة إل سوريا كانت للقيام –‬
‫بعمل إنساب‪ ،‬أليس كذلك؟ سخر فرانسوا‬
‫كان لديه نموذج مراهق‪ ،‬بحث عن ‪-‬‬
‫الهوية لقد أساء فهم ما ينتظره ف سوريا‬
‫ا‬
‫‪،‬أخيناه أننا سنعطيه ميل‪4 × 4 ،‬‬

‫لقد سئمت من هذه الخطب إنهم –‬


‫يذهبون إل هناك للقتال‪ ،‬يا سيدي‪ ،‬كما‬
‫تعلم‪ ،‬وليس للحياكة أعتقد أنه من‬
‫المعقول أكي إبقاؤه رهن الحتجاز‬
‫وب هذه الكلمات‪ ،‬قطع فرانسيس فجأة‬
‫الحديث؛ قال أنه يجب أن ييكنا‪ ،‬كان‬
‫لديه موعد وبمجرد أن أغلق الباب‪ ،‬فقد‬
‫إيمانويل أعصابه‬
‫هل يثيه ترك شاب ف الثالثة ‪-‬‬
‫والعشين من عمره ف السجن؟ أنا‪ ،‬كما‬
‫ترى‪ ،‬ل أفهم ضورة ضب شخص موجود‬
‫بالفعل عىل األرض‬
‫هل هذا كل ما تفهمه من رده؟ يقوم ‪-‬‬
‫بعمله‬
‫وظيفتك‪ ،‬كما تقول‪ ،‬ه ممارسة ‪-‬‬
‫العنف المؤسس هل تعرف ما أعتقد؟ أن‬
‫لديك الكثي من القوة‬
‫من األفضل أن تغادر –‬

‫لقد قمت بتشغيل الضوء األحمر مما‬


‫يعت عدم إزعاج لقد اقيب مت‬
‫واحتجزب ضده ف لفتة استحواذ أدت إل‬
‫زعزعة استقراري ف هذا المكان‪ ،‬بعد هذا‬
‫التبادل؛ لقد دفعته بعيدا لم يعد بإمكاب‬
‫فصل عمىل عن حياب الخاصة‬
‫ماذا بك ؟ لماذا أنت قاسية جدا؟ ‪-‬‬
‫‪:‬ثم أضاف‬
‫لقاسم‪ ،‬أعد قراءة قرار قاض –‬
‫الحريات والعتقال‬
‫وأخرج وثيقة من جيبه‪ ،‬قرأ منها‬
‫‪:‬مقتطفا‬
‫لقد أصبح المتهم واعيا بتفاهة ‪-‬‬
‫أطروحات اإلسالم الراديكال وأخطاء‬
‫الماض‪ ،‬وهو ما يبدو مشجعا للمستقبل‬
‫عىل أقل تقدير ها أنت ذا‪ ،‬قاض الحريات‬
‫ً‬
‫هو من يقول ذلك أعتقد حقا أنه دفع‬
‫الكثي بالفعل استيفاء جميع الشوط‬
‫‪،‬المادية‪ :‬موافقة األم عىل إيواء ابنها‬
‫‪،‬وزوجته عىل وشك العثور عىل عمل‬
‫ودراسة الجدوى إيجابية يمكنك أن ترى‬
‫ذلك بوضوح يا ألما‪ ،‬بموضوعية‪ ،‬كل‬
‫سؤال من القاض‪ :‬أنت تؤكد أنك‬
‫تخلت عن أي خطط إجرامية كيف‬
‫يمكنت أن أصدقك؟‬
‫الجواب ‪ :‬ف الواقع‪ ،‬لم تكن لدي‬
‫خطة إجرامية قط تظاهرت بالقبول حت‬
‫ً‬
‫يطلقوا شاج‪ ،‬حفاظا عىل بشب وبشة‬
‫عائلت لقد علقت ف دوامة‬
‫‪28‬‬
‫ً‬
‫وظيفت ه تقدير الخطورة ولكن أيضا‬
‫اإليمان بالبش أريد أن أستمر ف العتقاد‬
‫بأن الشخص يمكن أن يجمع نفسه ويتغي‬
‫عندما يجد شاب يبلغ من العمر سبعة‬
‫عاما نفسه ف مكتت بعد بالغ ‪ً -‬‬
‫غالبا‬ ‫عش ً‬
‫ما يقدمه األهل أنفسهم‪ ،‬بهدف وحيد هو‬
‫حماية طفلهم ألنه اختق بي عشية‬
‫تغييا جذ ًريا يعتيونه‬
‫ً‬ ‫وضحاها أو لحظوا‬
‫ً‬
‫مريبا ف سلوكه ‪ -‬عندما يخيب أنه يريد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪،‬فرصة أخية‪ ،‬عندما يبدو مينا وصادقا‬
‫ماذا يفيض ب أن أفعل؟ تركه ف السجن‬
‫عندما يكون هذا هو المكان الذي قد‬
‫يتعرض فيه لخطر التجنيد أو التدمي‬
‫‪،‬النفس؟ وضعه تحت المراقبة القضائية‬
‫‪،‬أي إطالق شاحه بفرض قيود معينة عليه‬
‫مثل وجوب الحضور كل يوم‪ ،‬ف وقت‬
‫محدد‪ ،‬إل أقرب مركز شطة‪ ،‬مع العلم أنه‬
‫يمكن أن يستفيد من هذه الحرية‬
‫المشوطة ف القتل الناس؟ ويتعي علينا‬
‫أن نكتشف مدى الخطورة وأن نقيم‬
‫ً‬
‫المخاطر مع إدراكنا أن هذا األمر ليس علما‬
‫ً‬
‫دقيقا نحن نشك ف صدق األشخاص‬
‫‪،‬الذين أمامنا‪ ،‬وف تنفيذ أفعالنا‪ ،‬وقراراتنا‬
‫‪،‬طوال الوقت هذا الرجل‪ ،‬ف مكتت‬
‫الذي يحتقرب ألنت امرأة‪ ،‬يرفض أن ينظر‬
‫إل ف عيون ويتكلم مليئة بالكراهية‪ ،‬هل‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫سيتحرك ف يوم من األيام؟ لست متأكدا‬
‫‪،‬وهؤلء السجناء المتعاونون‪ ،‬الودودون‬
‫التائبون عىل ما يبدو‪ ،‬والذين أريد‬
‫مساعدتهم‪ ،‬يريدون أن يصدقوا‪ ،‬ألن‬
‫ً‬
‫يشيون سكينا ويطعنوا المارة عندما يتم‬
‫إطالق شاحهم؟ شارع كامل؟ أما بالنسبة‬
‫للقاضين‪ ،‬فاألمر أسوأ‪ :‬تبلغ أعمارهم‬
‫خمسة عش أو ستة عش ً‬
‫عاما‪ ،‬وهم بالكاد‬
‫أكي من طفىل األخيين‪ ،‬وقد حاولوا‬
‫الذهاب إل سوريا بمفردهم ماذا أفعل‬
‫عندما يكون خياء الطب النفس‬
‫والمربون‪ ،‬أخيب عمالء إدارة السجن أن‬
‫اإلشارات مواتية؟ عندما يزعمون هم‬
‫أنفسهم أنهم نادمون عىل اليامهم‪ ،‬وأنهم‬
‫سمحوا ألنفسهم بالتأثي عليهم ويتوسلون‬
‫إل أن أعطيهم فائدة الشك‪ ،‬وأن أقدم لهم‬
‫فرصة أخية؟ هل أعطيهم الفرصة‬
‫لستعادة مكانتهم الجتماعية؟ هل أبقيهم‬
‫ف السجن وأخاطر بكشهم بشكل ل رجعة‬
‫فيه؟ أعلم أن األسوأ هو عقوبة اإلقصاء‬
‫الجتماع؛ بالنسبة للملفات الشخصية‬
‫الشابة والمرنة‪ ،‬أريد أن أجرب كل شء‬
‫إلعادة دمجهم ف المجتمع وف السجن‬
‫يعاملون معاملة سيئة يجب أل نستسلم‬
‫للذعر والرفض األخالف عندما أطلق شاح‬
‫شخص ما‪ ،‬فإنت أراهن عىل المستقبل؛ وما‬
‫تصبح عليه بعد ذلك‪ ،‬واألفعال الت تقوم‬
‫ا‬
‫بها‪ ،‬أقنع نفس بأنت لست مسؤول عنها‬
‫ومن الواضح أن األمور أكي تعقيدا‬

‫وف قضية قاسم‪ ،‬أصدر تقرير دائرة‬


‫ً‬
‫إيجابيا‬ ‫المراقبة واإلدماج ف السجون ر ًأيا‬

‫أعيد قراءة مقتطفات من تقارير إدارة‬


‫األطفال‪“ :‬عبد الجليل قاسم يهي إنه‬
‫متمرد ُينظر إل األم عىل أنها تتمتع‬
‫بحسن النية لكنها هشة إنها تشعر‬
‫باإلرهاق ل تستطيع حماية أطفالها‬
‫ً‬
‫تعليميا عبد الجليل فت‬ ‫ومنحهم ً‬
‫إطارا‬
‫ذك يريد أن ُيعيف به كشخص جيد لكنه‬
‫يوصف بأنه متالعب‬

‫تقرير جديد‪“ :‬عبد الجليل ذك‪ ،‬مفعم‬


‫بالحيوية‪ ،‬لكنه يبحث ً‬
‫دائما عن الخطوة‬
‫الخاطئة‬

‫تقرير سلوك جديد‪" :‬عبد الجليل‬


‫ً‬
‫رفيق جيد جدا إنه هادئ ويحىط بتقدير‬
‫الجميع إنه لطيف للعيش معه احيام‬
‫المعلمي لحظات صعوبة تتعلق بعالقته‬
‫بأمه‪ :‬غياب األب وانعدام سلطة األم‬

‫تقرير جديد‪“ :‬عبد الجليل مراهق‬


‫يعاب من ألم شديد األم ل تضع أي حدود‬
‫عىل أطفالها إنها ليست مطمئنة بما فيه‬
‫الكفاية‪ :‬فه تيكهم وشأنهم غادرت إل‬
‫الجزائر عشية بداية العام الدراش‬
‫أنا وفرانسوا مجتمعان ف مكتت‬
‫لمناقشة مصي عبد الجليل نعيد ً‬
‫معا قراءة‬
‫جميع التحقيقات والتقارير‬
‫طلب فورست إطالق شاحه ‪-‬‬
‫ووضعه تحت سوار إلكيوب‪ ،‬والرأي‬
‫إيجاب‬
‫أعتقد أن علينا أن نكون حذرين –‬
‫للغاية‬
‫أعتقد أنه صادق ‪-‬‬
‫وإذا أخفاه؟ –‬
‫أبدأ من مبدأ أنه عندما يخيب ‪-‬‬
‫ً‬
‫تسيا‬ ‫شخص ما بسء ما‪ ،‬فلن أعتيه‬

‫ً‬
‫فرانسوا ل يخق مشاكله جيدا أحاول‬
‫إقناعه‬
‫ً‬
‫حسنا‪ ،‬نحن نتعامل مع متطرف ‪-‬‬
‫صغي ُيزعم أنه أضق الشعية عىل‬

‫…ذهب إل سوريا‪ ،‬ألما —‬


‫وشعان ما أدرك خطأه ‪-‬‬
‫من يخيك أنه ل يكذب ولن يقوم ‪-‬‬
‫بهجوم بمجرد خروجه؟‬
‫أنا أثق بتضيحاته األخية وتقارير –‬
‫الخياء قرأتم تقرير إدارة السجن‬
‫صحيح أنه مطمي إل حد ما –‬
‫اليوم لدينا حبس احتياط لمدة ‪-‬‬
‫أرب ع سنوات ل يمكننا أن نفعل ذلك‬
‫ويفيض أن هؤلء المتهمي الذين ينتظرون‬ ‫ُ‬
‫المحاكمة أبرياء؛ وهم ف العتقال أشبه‬
‫بالقنابل الموقوتة إذا كنا نؤمن بصدقهم‬
‫وبراءتهم‪ ،‬فماذا يفعلون ف السجن؟‬
‫ل يتكلم‬
‫لقد استحوذنا بشكل منهج عىل ‪-‬‬
‫جميع العناض المادية أنت تعلم مثىل يا‬
‫فرانسوا أن اتخاذ قرار غي عادل هو أسوأ‬
‫شء‬
‫سؤال من القاض‪ :‬ما ه أنشطتك‬
‫ف الحبس الحتياط ؟‬
‫‪،‬اإلجابة ‪ :‬أمارس القليل من الرياضة‬
‫ولكن األهم من ذلك أنت بدأت ف اتخاذ‬
‫خطوات للعودة إل دراست أنا ف السجن‬
‫منذ عام‪ ،‬العام هو وقت طويل أحاول‬
‫‪،‬الصمود‪ :‬أنا أقرأ قبل بضعة أسابيع‬
‫ً‬
‫أحضوا كاتبا إل السجن؛ أعطانا كتابا‬
‫بدأت قصت عىل هذا النحو‪ :‬كان عمري‬
‫عاما لن أسمح ألحد أن يقول أن‬‫عشين ً‬
‫هذا هو أفضل عمر للحياة وهذا ما أشعر‬
‫به أيضا‬

‫سؤال القاض ‪ :‬هل لديك ما تضيفه؟‬


‫الجواب ‪ :‬نعم‪ ،‬أنا أسف‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ما الذي تندم‬


‫عليه؟‬
‫الجواب ‪ :‬ألنه خدع لتخريب فرصت‬
‫اليوم‪ ،‬لم أعد أحتمل‪ ،‬لقد آذيت أم‬
‫وإخوب وأخت‪ ،‬هذه القصة أخذتت إل‬
‫السجن أريد أن أستأنف حياب‪ ،‬وأن أرى‬
‫زوجت وعائلت وطفىل مرة أخرى "أنا‬
‫ً‬
‫سعيد جدا لوجودي ف السجن‪ ،‬لقد ساهم‬
‫ا‬ ‫ً‬
‫عقليا‪ ،‬كنت طفل‪ ،‬كنت‬ ‫ذلك ف تكويت‬
‫وكأنت ف لعبة هناك‪ ،‬أرى أن هذه ليست‬
‫ا‬
‫الحياة‪ ،‬يجب أن تكون مسؤول عن أفعالك‬
‫وتضفاتك طريقة التفكي‪ ،‬لقد أصبحت‬
‫أكي ناضجة لقد دمرت حياب بالرحيل‬
‫وسأفعل أي شء اليوم للعودة وإصالح‬
‫خطأي‬
‫‪29‬‬

‫وما يىل‪ ،‬رغم المخاوف‪ ،‬هو منطق‬


‫‪،‬التحرر تمت مقابلة عائلة عبد الجليل‬
‫وهم مطمئنون تقول األم إنها تستطيع‬
‫‪ Freebox‬اليحيب بابنها يحتوي عىل‬
‫الذي يسمح بيكيب نظام المراقبة لذلك‬
‫هناك ضمانات تعليمية وقاعدة يتم تنظيم‬
‫إطار األشة وقد أعرب عبد الجليل عن‬
‫أسفه ف عدة مناسبات يكشف مسح‬
‫الشخصية عن الصعوبات الت يواجهها‬
‫‪،‬خالل فية المراهقة‪ ،‬واألفكار النتحارية‬
‫لكنه يصفه بأنه ل يتأثر بسهولة ويحرص‬
‫عىل البدء ف خطوات إعادة الندماج كما‬
‫مؤخرا طبيب نفس وطبيب نفس‬ ‫ً‬ ‫‪:‬فحصه‬
‫فهو هادئ ومتماسك ومصمم عىل أن‬
‫يعيش حياة هادئة‬
‫استنتاجات دراسة الجدوى إيجابية‬
‫ً‬
‫لدي أيضا رسالة من عمدة المدينة الت‬
‫تعيش فيها عائلة عبد الجليل يتعهد فيها‬
‫بالعمل من أجل إعادة إدماجه إذا تم إطالق‬
‫شاحه ‪ -‬لمدة ستة أشهر‪ ،‬تعمل األم ف‬
‫ً‬
‫مجلس المدينة كطاهية‪ ،‬وه جيدة جدا‬
‫موضع تقدير‪ ،‬رئيس البلدية يريد‬
‫مساعدتها إنها امرأة موثوقة تتطوع ف‬
‫جمعية خيية محلية غادر عبد الجليل إل‬
‫سوريا قبل عمليات القتل ف شارل إيبدو؛‬
‫ومع ذلك‪ ،‬كانت اللحظة المحورية ه‬
‫هجمات ‪ 13‬نوفمي ولو خرج بعد ذلك‬
‫لبق ف السجن ألنه حينها لم يكن ليتمكن‬
‫من القول بأنه ل يعرف أهداف الدولة‬
‫اإلسالمية كما أنه ليس له أي صلة‬
‫بالجريمة المنظمة‪ ،‬مما يحد من مخاطر‬
‫حصوله عىل األسلحة بسهولة‬

‫تم استيفاء جميع الشوط لكت‬


‫أخس أن أكون مخطئا أنا أفكر فقط ف‬
‫هذا أتحدث عن ذلك مرة أخرى إل‬
‫فرانسوا‪ ،‬ثم إل إيريك أريد أن أصدق أن‬
‫عبد الجليل قابل للشفاء – ل يمكننا حبس‬
‫األشخاص فحسب‪ ،‬بل نحتاج إل‬
‫إنقاذهم‪ ،‬لتقديم بديل‪ ،‬مستقبل محتمل‬
‫وبعد ساعات من المناقشات والشكوك‬
‫والتفكي‪ ،‬قررت الموافقة عىل طلب‬
‫اإلفراج‬
‫سؤال من القاض‪ :‬هل تمثل خطرا‬
‫عىل فرنسا؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬ل عىل الطالق لقد‬
‫كانت فرنسا ه الت كانت صعبة عىل أنا‬
‫ل أشكل خطرا عىل أي شخص‬
‫‪30‬‬

‫ف تلك الليلة‪ ،‬بالطبع‪ ،‬لم أنم إنت‬


‫أتمسك بقناعت األول‪ :‬علينا أن نعرف‬
‫كيف نعىط الفرصة ألولئك الذين يقدمون‬
‫ضمانات إعادة اإلدماج إن أحد أكي‬
‫مخاوفنا كقضاة هو الستسالم لإلدارة‬
‫الميكانيكية لقضايانا‪ :‬فنحن نواجه‬
‫ً‬
‫أشخاصا يتوقعون منا العدالة‪ ،‬ويجب أن‬
‫‪،‬نبق منتبهي لهم‪ ،‬متواضعي‪ ،‬وإنسانيي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ول نعتي اآلخر أبدا عدوا اجتماعيا بل‬
‫ا‬
‫باألحرى‪ ،‬باعتبارنا فاعل ف إعادة تأهيل‬
‫المرء‪ ،‬يجب أن نحافظ عىل شكل من‬
‫أشكال الثقة عندما يدعونا كل شء ‪ -‬بما ف‬
‫ذلك الخطاب السياش واألحكام التعسفية‬
‫الصادرة عىل الشبكات الجتماعية أو داخل‬
‫دائرتنا الداخلية ‪ -‬إل عدم الثقة‬
‫أرسلنا أنا وفرانسوا طلبنا إل مكتب‬
‫المدع العام – الذي يرفضه بطبيعة‬
‫الحال ثم أمام خياران‪ :‬التصال بقاض‬
‫الحريات والعتقال ليحكم ف هذا الطلب‬
‫أو السماح باإلفراج بنفس – وأنا أؤيد هذا‬
‫ً‬
‫تماما؛ ولذلك أصدر األمر بمفردي‪ ،‬مع‬
‫العلم أن النيابة العامة ستستأنف‬
‫سؤال من ميي فوريست ‪ :‬هل تدركون‬
‫اليوم أن إضفاء المثالية عىل الحياة ف‬
‫ً‬
‫سوريا كان وهما وخطأ؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم‪ ،‬لقد ارتكبت خطأ‬
‫حياب أدركت أن داعش كانت طائفة تفعل‬
‫أشياء فظيعة‬

‫سؤال من ميي فورست ‪ :‬ألم تكن عىل‬


‫علم كاف بحقائق ما يحدث ف سوريا‬
‫لتعرف بالضبط أين تطأ قدمك؟‬
‫ً‬
‫الجواب ‪ :‬ل‪ ،‬إطالقا‪ ،‬لم أكن أعرف‬
‫ً‬
‫حت أساسيات اإلسالم‪ ،‬كنت ساذجا‬

‫سؤال من ماسي فورست ‪ :‬أين تعلمت‬


‫المبادئ األساسية للدين؟‬
‫الجواب ‪ :‬ف الغالب عىل شبكة‬
‫اإلنينت‬
‫سؤال من مايي فوريست ‪ :‬هل تعتقد‬
‫أن اإلنينت هو أفضل مكان لتعلم الدين؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل‬
‫‪31‬‬

‫وبي هذا القرار وجلسة الستماع‬


‫بشأن موضوع الستئناف‪ ،‬تمر بضعة أيام‬
‫أنا وإيمانويل سنذهب إل الجبال‪ ،‬إل قلب‬
‫الدولوميت‪ ،‬ف إيطاليا‪ ،‬حيث كنت أحلم‬
‫بالذهاب منذ سنوات يحدث شء قوي‬
‫ً‬
‫جدا خالل هذه اإلقامة القصية‪ ،‬ول‬
‫يستطيع أي منا تفسيه‪ ،‬هناك عالقة‬
‫حميمة معينة وواضحة‪ ،‬وه بالنسبة لكل‬
‫واحد منا شكل من أشكال الدهشة المبهرة‬
‫الت يختيها‪ ،‬ف لحظة من حياتنا عندما ل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نتوقع شيئا‪ ،‬قصة حب رائعة جدا‬
‫لم أكن أعرف عىل اإلطالق ما إذا كان‬
‫‪،‬سيستمر‪ ،‬أو إذا كنت سأعاب مرة أخرى‬
‫لقد وضعت هذا الحب ف حالة من عدم‬
‫الستقرار التام‪ ،‬ف اضطراب عقىل لم‬
‫أختيه من قبل‪ ،‬وف الوقت نفسه‪ ،‬جعلت‬
‫أتمكن من الوصول إل جزء من نفس لم‬
‫أكن أعلم بوجوده كنت أول من سخر من‬
‫‪،‬وهم الحب األسطورة‪ ،‬والخياع األدب‬
‫والتلفيق الجتماع‪ ،‬والتصور الذي‬
‫يستطيع المرء أن يهيمن عليه‪ ،‬ول شء‬
‫ً‬
‫يمكن أن يعطل حياته كنت مخطئا لقد‬
‫فهمت فجأة األشخاص الذين تركوا كل‬
‫‪،‬شء‪ ،‬بي عشية وضحاها ‪ -‬العمل‬
‫‪،‬الزوج‪ ،‬األطفال ‪ -‬إلطاعة أمر المحبة‬
‫أولئك الذين اختاروا المخاطرة‪ ،‬وبالتال‬
‫الحياة‪ ،‬والذين ضلوا عن منطقة األمان‬
‫الخاصة بهم مع شكل من أشكال الضمان‬
‫الوحس‪ ،‬مدركي أن هذه الحالة من‬
‫ً‬
‫النشوة لن يدوم ألنه يعت ضمنا التوفر‬
‫الكامل‪ ،‬وهو ما ل يستطيع أي كائن‬
‫‪ -‬اجتماع أن يمنحه عىل المدى الطويل‬
‫وهذا لم يثنيت عن أي شء اتركه ألعيشه‬
‫لقد علمتت وظيفت أن كل شء يمكن‬
‫أن يتحول إل مأساة ف لحظة‪ ،‬وأنه ل‬
‫يوجد شء دائم‪ ،‬وأن السعادة لن تكون إل‬
‫– حالة عابرة وعابرة إن خيار الستقرار‬
‫هذا الخيار الذي يشجعنا المجتمع‪ ،‬ف‬
‫تعنته الحازم‪ ،‬عىل تفضيله – لم يعد يبدو‬
‫‪،‬ل كنتيجة خاطئة لنقص الشجاعة‬
‫وب هذه الروح أعلنت إليمانويل أنت سأذهب‬
‫إل إذا طلبت نقىل المبكر‪ ،‬كنت آمل أن‬
‫‪،‬أحصل عىل منصب جيد‪ ،‬رئاسة محكمة‬
‫ربما كنت‪ ،‬كما يقولون‪ ،‬بتقدير جيد لقد‬
‫قررت ذلك بمفردي ولكن ف أعماف‪ ،‬كنت‬
‫غاضبة بعض السء منه ألنه لم يتخىل‬
‫بشكل عفوي عن هذه القضية‪ ،‬ألنه فرض‬
‫هذه المبادرة ي‬
‫عىل‪ ،‬لحظت أنه ل يزال‬
‫هناك عدم مساواة عميقة بي الرجل‬
‫والمرأة عندما كان األمر يتعلق الستثمار‬
‫المهت‪ ،‬ضحت المرأة بنفسها‪ ،‬متذرعة‬
‫بواجب أن تكون متاحة ألطفالها عندما‬
‫تحدثت عن ذلك مع إيمانويل‪ ،‬أتذكر أنه‬
‫ً‬
‫ونذيرا‬ ‫قال هذه الكلمات الت بدت ل غريبة‬
‫لسء ما‪“ :‬وظيفت ه حياب؛ إذا تركت‬
‫هذا األمر‪ ،‬فسوف أغرق” – كما لو أن هذا‬
‫ً‬
‫صحيحا بالنسبة ل‬ ‫لم يكن‬

‫خالل تلك األيام القليلة الت اعتقدت‬


‫فيها أن المس والقراءة وممارسة الحب‬
‫يمكن أن تصبح الطموحات الوحيدة ف‬
‫الحياة‪ ،‬لم تتوقف زوجته السابقة عن‬
‫ً‬
‫التصال به أبدا كان يعزل نفسه ف كل مرة‬
‫‪،‬حت ل أسمع محادثاتهم كان يجيبها ً‬
‫دائما‬
‫معا أو نتحدث‬‫حت عندما كنا نستلق ً‬
‫قرب هم جعلت أشعر بعدم الراحة؛ لم أجرؤ‬
‫عىل قول أي شء ولكت عانيت منه كنت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬خائفا من إعطائه إنذارا ‪ -‬أنا أو ه‬
‫وأخشه كانت هناك غرفة ف ميل‬
‫إيمانويل‪ ،‬مغلقة ً‬
‫دائما‪ ،‬ولم يريت إياها ف‬
‫اليوم الذي أخذب فيه ف جولة قصية ف‬
‫شقته سخرت‪" :‬أنت بلوبيد‪ ،‬هناك نساء‬
‫ميتات خلف هذا الباب " » وأجاب بجدية‬
‫أن كالم ل ييره‪ :‬هذا ما أكرهه ف‬
‫مجتمعنا‪ ،‬هذه الحاجة إل الشفافية‪ ،‬طوال‬
‫الوقت ستكون هناك ً‬
‫دائما مساحة بينك‬
‫وبي اآلخر‪ ،‬فلماذا تحاول احتاللها؟‬
‫‪32‬‬

‫وعندما نعود‪ ،‬تصدر غرفة التحقيق‬


‫قرارها أخيب إيمانويل أنه ف الموقع كان‬
‫ً‬
‫وعصبيا عىل الرغم من معرفته‬ ‫ً‬
‫متوترا‬
‫الكاملة بالملف من جانبه‪ ،‬يظل قاسم‬
‫هادئا للغاية ويفصل الرئيس األول ف‬
‫الستئناف المقدم من النيابة إنه يوم مهم‬
‫للغاية بالنسبة إليمانويل إنه مصمم‪ :‬يريد‬
‫أن ينقذ موكله من السجن‪ ،‬ويؤمن بصدقه‬
‫ومن الطبيع أن المدع العام يتهم قاسم‬
‫يحيط بالرئيس قاضيان ‪ ،‬أحدهما قاض‬
‫أطفال سابق حساس ومختص‪ ،‬ويطرح‬
‫ً‬
‫عددا ً‬
‫كبيا من األسئلة‬ ‫عىل عبد الجليل‬
‫لمدة عشين دقيقة يجعلونه يتحدث‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مطول يبدو متماسكا ومسالما يتقاعد‬
‫القضاة للتداول وتأكيد أمري عندما اتصل‬
‫ً‬
‫مبتهجا‪ ،‬وضخ ف‬ ‫ب إيمانويل‪ ،‬كان‬
‫السماعة‪ :‬لقد نجحنا » ل أعرف لمن‬
‫تشي كلمة "نحن" هذه‪ :‬كالنا؟ إل قاسم‬
‫وهو؟ أشعر أنه تم تجاوز الخط؛ ل‬
‫أستطيع العودة عبد الجليل قاسم حر‬
‫‪ Maître Forest :‬سؤال من‬
‫كيف يمكنك أن تثبت للمحكمة أنك ف‬
‫حالة ذهنية جيدة؟‬
‫‪،‬الجواب ‪ :‬أعلم أنك لن تصدق كالم‬
‫لذا انتبه لتضفاب من الواضح أنت أحب‬
‫زوجت وطفىل؛ وجدت ل والدب وظيفة‬
‫أريد إعادة بناء نفس اعطت فرصة‬

‫سؤال من ميي فورست ‪ :‬كيف‬


‫ً‬
‫يمكننا أن نقنع أنفسنا بأن هذا ليس تسيا؟‬
‫الجواب ‪ :‬أنا صادق‪ ،‬وكل جهودي‬
‫تثبت ذلك أريد أن أخرج من كل هذا‪ ،‬فأنا‬
‫لم أعد أتحمل أن يتحدث مع الناس عن‬
‫داعش حت الدين‪ ،‬هناك أوقات أمارس‬
‫فيها وأوقات أخرى ل أمارسها أريد أن أنس‬
‫هذه الفية من حياب أحلم ببداية جديدة‬
‫مع زوجت وابت‪ ،‬لم أستمتع بالحياة بما‬
‫فيه الكفاية هذا كل شء‪ ،‬أريد الستمتاع‬
‫بالحياة‬
‫‪33‬‬

‫وف المساء نفسه‪ ،‬كنت ً‬


‫غائبا‪ ،‬ول أريد‬
‫"التعليق عىل ما يسميه إيمانويل "انتصاره‬
‫أمام يتواصل مع زمالئه ويفرح باإلفراج‬
‫عن قاسم أشعر بالقمع‪ ،‬أنا قلقة؛ ف‬
‫منتصف الشارع‪ ،‬أصابت نوبة قلق هل‬
‫اتخذت القرار الصحيح؟ أرى بوضوح أكي‬
‫الضاعات الت ستنشأ عن عالقت‬
‫بالمحام؛ أخس من العواقب عىل مسيب‬
‫المهنية ل أستطيع الستمرار عىل هذا‬
‫النحو‪ ،‬يجب أن أترك الخدمة‪ ،‬هذا كل ما‬
‫يمكنت التفكي فيه‬
‫عزرا وأنا جمعنا األطفال ف مطعم ف‬
‫العاصمة‪ ،‬وهو مطعم كوشي فرضه علينا‬
‫لعدة أشهر‪ ،‬رفض تناول الطعام ف األماكن‬
‫الت ل تخضع إلشاف حاخام صارم قررنا‬
‫أن نخي أطفالنا بأننا انفصلنا وأن ننظم‬
‫معهم ترتيبات حضانة مشيكة نحاول أنا‬
‫ً‬ ‫وعزرا أن نظهر ً‬
‫وجها جيدا‪ ،‬فابتسم ولكن‬
‫ً ً‬
‫بينما أكون متأكدا جدا من قراري‪ ،‬ل‬
‫أستطيع التخلص من الشعور بالفشل‬
‫ألنت لم أمتلكها‪ ،‬أردت أن أقدم ألطفال‬
‫بيئة عائلية ‪ -‬هل أعرف كيف أجعلهم‬
‫سعداء؟ كل ما كان يشكل أساس حياب كان‬
‫ييلق مثل اليبة المتفتتة ف هذا المطعم‬
‫الصاخب‪ ،‬حيث ليس لدينا أي نقاط‬
‫مرجعية‪ ،‬ما زلنا نحاول للحظات تجسيد‬
‫عائلة‪ ،‬ونطلب المشوبات عندما يغادر‬
‫‪،‬النادل‪ ،‬يأخذ عزرا طاقيتي من جيبه‬
‫واحدة لنفسه واألخرى يضعها عىل رأس‬
‫إيىل؛ ثم يتلو الصالة ويطلب من ابنه أن‬
‫يردد من بعده يرفع كأسه ويضخ‪ " :‬لهايم‬
‫ال الحياة » لقد أحببت هذه العادة "‬
‫ً‬
‫دائما‪ ،‬واألطفال يقلدونها ‪ -‬إنها لحظة فرح‬
‫ً‬
‫قصية جدا ألنت لحظت أن عزرا يستمر ف‬
‫التحقق من وجود حقيبة كبية بالقرب منه‬
‫عىل المقعد‪ ،‬ول أعرف ما بداخلها‪ ،‬ل‬
‫ً‬
‫متوترا للغاية‬ ‫أجرؤ عىل سؤاله‪ ،‬فهو يبدو‬
‫وفجأة يمسك إيىل الكيس ليضعه عىل‬
‫األرض ألنه يضايقه ويفقد عزرا أعصابه‪ :‬ل‬
‫تلمس ذلك كل العيون علينا أنا ل أدل‬
‫بأي تعليق‪ ،‬فقط أخي أطفال أنت ووالدهم‬
‫قررنا النفصال ميلينا‪ ،‬الت وثقت بها‬
‫ً‬
‫بالفعل‪ ،‬ل تقول شيئا يطلب إيىل وماري‬
‫توضيحات‪ ،‬ويبدو أنهما ضائعي‬
‫ومشوشي يبدأ إيليا بالبكاء وحينها يأب‬
‫النادل ومعه صينية مليئة بالسلطات‬
‫يضعها ف كل مكان‪ ،‬وهو يردد‪" :‬أين أضع‬
‫الحمص؟" » بينما يتناوب األطفال ف‬
‫ا‬
‫السؤال‪ :‬لماذا تنفصلون؟ » أجيب بأن كل‬
‫‪:‬منا بحاجة إل أن يتطور بنفسه‬
‫لن نتوقف عن كوننا والديك‪ ،‬لن ‪-‬‬
‫كثيا‪ ،‬لم نعد نعيش ً‬
‫معا بعد‬ ‫يتغي األمر ً‬
‫اآلن وسنبق أصدقاء‬
‫عند سماع كلمة "أصدقاء"‪ ،‬تظهر عىل‬
‫عزرا ابتسامة اشمياز‪ ،‬وأشعر أنه يقيب من‬
‫النفجار‬
‫سنبذل قصارى جهدنا للتأكد من —‬
‫أن األمور تسي عىل ما يرام‪ ،‬بحيث ل تعاب‬
‫إل بأقل قدر ممكن‬
‫قالت ميلينا‪" :‬كان بإمكانك النتظار‬
‫"حت النفصال إل ما بعد زواج‬
‫ولكن ما الذي تتحدث عنه؟ أنا ‪-‬‬
‫ً‬
‫دائما آخر من يعلم ف هذه العائلة‬
‫ل أعرف ما الذي أثاره مصطلح‬
‫زواج" عند عزرا‪ ،‬إذا كان ف ذهنه تمزق"‬
‫عنف كبي‪ ،‬وارتباط بي انتهاء زواجه‬
‫وإعالن ابنته‪ ،‬لكنه ينطلق فجأة ف‬
‫مونولوج مىلء بالغضب‪ :‬يجب أل تيوج‬
‫ميلينا سوف ترتكب خطأ حياتها سوف‬
‫ينته بها األمر بالندم عىل ذلك‬
‫ل تيوج ‪-‬‬
‫عزرا‪ ،‬توقف"‬
‫لكنه ل يستطيع‪ ،‬اآللة تتحرك‬
‫لماذا يجب أن أتوقف؟ ل أريدها أن –‬
‫تيوجه‬
‫ومن المحتم أن تدير ميلينا ظهرها‬
‫ل أفهم لماذا ل تزال تتدخل ف —‬
‫‪،‬حياب‪ ،‬أنا ف الثالثة والعشين من عمري‬
‫أخضعك لختياراب‬
‫ً‬ ‫لم يعد عىل أن‬
‫إذا ارتكبت خطأ‪ ،‬فسوف تدمر —‬
‫حياتك ستصطدم مباشة بالحائط انظر‬
‫أين نحن‪ ،‬أنا وأمك هذا هو الزواج‬
‫المختلط وبعد ذلك‪ ،‬ل أريدك أن تيوج‬
‫ف المسجد ل أرغب‬
‫ولكن من قال لك أنت سأتزوج ف –‬
‫المسجد؟ وكيف يهمك هذا؟ أنا لست‬
‫يهوديا يا أب‪ ،‬دينك ل يعيف ب عىل هذا‬ ‫ً‬
‫النحو‬
‫لديك اسم يهودي لديك اسم —‬
‫والدي‬
‫بالضبط‪ ،‬أردت أن أخيك —‬
‫قررت أن أحمل اسم أم‪ ،‬ريفيل‪ ،‬لعمىل‬
‫قال بسخرية‪" :‬أنت عىل حق يا‬
‫ا‬
‫هاليق‪ ،‬هذا سيؤذيك" خذ اسمه بدل من‬
‫ذلك‪ ،‬فالزواج من مسلم سيساعدك ف‬
‫مسيتك السياسية‬
‫إنه أمر مبالغ فيه بالنسبة لميلينا الت‬
‫تنهض وتأخذ أغراضها عزرا يحاول كبح‬
‫ظهرها‬
‫إذا غادرت اآلن‪ ،‬فلن تراب مرة أخرى‪-‬‬
‫أستيقظ بدوري‪ ،‬ويبق إيىل وماري مع‬
‫والدهما كما قررنا‪ ،‬وسينامان معه ف‬
‫الفندق‪ ،‬ثم يعودان إل الميل ف اليوم‬
‫التال وأتساءل ما الذي يحدث هناك‪ ،‬ف‬
‫هذا المعرض‪ ،‬ما الستياء‪ ،‬ما التكرار‬
‫لماذا تفعل هذا؟ لماذا تضايقنا هكذا؟‪-‬‬
‫‪:‬ينظر إل بيأس مفاج ويقول‬
‫ل تقلق‪ ،‬سوف تتخلص مت ً‬
‫قريبا"‬

‫أنا ميلينا‪ ،‬أتجه نحو المخرج وبمجرد‬


‫خروجها‪ ،‬أشت ل بأنها لم تعد قادرة عىل‬
‫‪،‬تحمل األمر بعد اآلن‪" :‬لقد جن جنونه‬
‫ولم أتعرف عليه‪ ،‬والدين أصبح ف رأسه أنا‬
‫أفهم أنك سوف تحصل عىل الطالق‬
‫األمر ل يتعلق بالدين فحسب‪ ،‬بل"‬
‫ً‬ ‫بالسياق؛ لقد أصدر للتو ً‬
‫كتابا جديدا‪ ،‬وهو‬
‫قلق للغاية‪ ،‬هذا كل شء" ‪ -‬تمكنت من‬
‫جعلها تبتسم يظهر عزرا وهو يرتدي سيته‬
‫فقط نتظاهر بعدم مالحظة وجودها‬
‫أمامه‪ ،‬أسأل ميلينا إل أين تنوي الذهاب‬
‫عىل ترك ل رسالة‪ ،‬قال ل أن —‬
‫أذهب إل النوادي مع أصدقائه‪ ،‬لكنت‬
‫أشعر بالتعب‬
‫ا‬
‫تفضل‪ ،‬ستستمتع‪ ،‬اخرج قليل ‪-‬‬
‫ميلينا تيدد‬
‫ل أعلم‪ ،‬لدي عمل ‪-‬‬
‫عزرا يقيب لديه شء مكثف وصعب‬
‫ف عينيه‬
‫ل تذهب ‪-‬‬
‫ل تخيب ماذا يجب أن أفعل –‬
‫أطلب منك أن تأب إل المطعم ‪-‬‬
‫والبقاء مع‬
‫لم أعد ف الخامسة من عمري بعد –‬
‫اآلن يا أب‬
‫لدي شء لك ‪-‬‬
‫‪،‬اذهب وانضم إل عىل‪ ،‬أقول ‪-‬‬
‫تفضل‪ ،‬واسيج‬
‫‪:‬يبدأ عزرا بالضاخ‬
‫يقىص ل تذهب ‪-‬‬
‫‪ :‬أنا أكمل‬
‫ل تستمع إليه‪ ،‬تفضل‪ ،‬ستستمتع ‪-‬‬

‫لقد كان أنا الذي أض‬


‫سؤال من القاض‪ :‬هل تركت‬
‫قضيتهم؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم بالتأكيد‬
‫الغضب والعنف‬

‫أوافق عىل أن أولئك الذين يرغبون ف"‬


‫‪،‬الموت من أجل ما يعتقدون أنه صالح‬
‫بشط أن ُيسمح ل بالعيش من أجل‬
‫الحقيقة‬
‫‪،‬سبينوزا‬
‫رسالة إل هيي أولدنبورغ‪١٦٦١ ،‬‬

‫ما يصنعه اإلنسان‪ ،‬يدمره اإلنسان"‬


‫سانت أوغسطي‬
‫‪1‬‬

‫انضممت إل إيمانويل حوال الساعة‬


‫معا؛ ف ‪11‬‬ ‫مساء‪ ،‬ونقىص بقية المساء ً‬‫ا‬
‫ً‬
‫صباحا أيقظت وأعتقد أن‬ ‫الساعة الواحدة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شيئا سيئا قد حدث للتو التلفزيون قيد‬
‫التشغيل؛ أسمع صوته مياكبا عىل صوت‬
‫‪:‬الصحق وهو يعلن خيا عاجال يقول‬
‫هناك إطالق نار ف باريس جلست فجأة‬
‫‪:‬وكانت غريزب األول ه اإلمساك بهاتق‬
‫عندما يكون هناك هجوم‪ ،‬نسأل من هو‬
‫مرتكب الهجوم‪ ،‬ونريد أن نعرف ما إذا كان‬
‫أحد ملفاتنا حت قبل عدد الضحايا لدي‬
‫‪،‬شعور شء‪ ،‬أجد صعوبة ف احتواء قلق‬
‫يحاول إيمانويل طمأنت ولكت أستطيع أن‬
‫أرى بوضوح‪ ،‬ف عينيه‪ ،‬أنه قلق‪ ،‬مثىل‪ ،‬أنه‬
‫معا عىل حافة الهاوية‬ ‫خائف؛ إننا نتقدم ً‬
‫‪،‬اتصلت بفرانسوا عىل هاتفه الخلوي‬
‫وأفكر ف إيقاظه‪ ،‬ل‪ ،‬لقد تم إبالغه بالفعل‬
‫وهو الذي أخيب أن إطالق النار يجري ف‬
‫مله ليىل ف العاصمة من أين حصل عىل‬
‫ً‬
‫هذه المعلومات‪ ،‬ل أسأله‪ ،‬ألن شيئا ما‬
‫يمزقت بعنف‪ ،‬ألم لم يسبق ل أن عرفته‬
‫من قبل‪ ،‬يكهرب جسدي كله ولكن ل يزال‬
‫عال‬
‫لدي ما يكق من القوة ألقول بصوت ٍ‬
‫أن ابنت‪ ،‬شيكها وأفضل صديق لها ف‬
‫النادي أنا محطمة‪ ،‬كالم متقطع بسبب‬
‫‪،‬العاطفة ألنه ل يفهم‪ ،‬يطلب مت أن أكرر‬
‫ثم يعد بأنه سيحاول معرفة المزيد‪ ،‬وأنه‬
‫‪:‬سيتصل ب مرة أخرى أقفل الخط‬
‫إيمانويل غاضب يعانقت‪ ،‬أعيف له بأنت‬
‫أشعر بالرعب‪ ،‬وأنه إذا حدث شء لبنت‬
‫‪،‬فلن أتجاوزه‪ ،‬وعندما أقول هذه الجملة‬
‫أبدأ ف البكاء‪ ،‬لقد خرجت عن نطاق‬
‫السيطرة هذه ه اللحظة الت نخشاها‬
‫ً‬
‫جميعا‪ :‬النتقال من الهدوء إل الدراما‬
‫ً‬
‫ذهنيا لهذا الحتمال‬ ‫‪،‬ومهما كنا مستعدين‬
‫دائما ما نكون عاجزين عند حدوثه‬‫فإننا ً‬
‫‪،‬طوال حياتنا‪ ،‬نحاول أن نبعد التعاسة‬
‫وهذا صحيح أكي ف مجتمع جعل من‬
‫ً‬
‫معرض السعادة المصطنعة ضمانا‬
‫لالندماج الناجح‪ ،‬مجتمع يخق موتاه‬
‫‪،‬وفقراءه ومرضاه‪ ،‬ويطالب حيوية‪ ،‬شباب‬
‫جمال‪ ،‬ل شء مشوه‪ ،‬ل شء قاس‪ ،‬ل أحد‬
‫‪،‬يتحدث عن ذلك من منطلق الخرافات‬
‫نحن نطور حيلنا بأنفسنا‪ ،‬نأمل أن نتسلل‬
‫‪،‬عي شقوق الشبكة‪ ،‬وف يوم من األيام‬
‫‪،‬نتلق مكالمة ونفهم ذلك لقد انته األمر‬
‫لقد وقعنا ف الشبكة‬
‫ا‬
‫وبعد خمس دقائق‪ ،‬تلقيت اتصال من‬
‫أحد مسؤول إدارة السجن‪ :‬سوار قاسم‬
‫اإللكيوب لم يعد يستجيب نحن ل‬
‫نعرف أين هو هاتف سونيا قاسم الخلوي‬
‫مغلق أنا أحذر إيمانويل يتصل بوالدة عبد‬
‫الجليل‪ :‬لم تراه إنها ل تريد إنهاء المكالمة‬
‫‪ :‬مرة أخرى؛ إنها قلقة‬
‫لو كان ابت هو من فعل هذا –‬
‫فسوف أقتل نفس‬
‫‪2‬‬

‫‪،‬أبحث عن طريقة للهروب من الواقع‬


‫هذا المشهد المرعب الذي ل أعرف خالله‬
‫حت اآلن هل ابنت موجودة ف المله‬
‫الليىل الذي تم استهدافه أم ل‪ ،‬وهل‬
‫أصيبت (ربما كانت ابنت قد ماتت‬
‫بالفعل( ابتعد إيمانويل للحظة إلجراء‬
‫بعض المكالمات الهاتفية‪ ،‬وهذه الدقائق‬
‫ه‪ ،‬بالنسبة ل‪ ،‬أبدية (ربما تكون ابنت قد‬
‫ماتت بالفعل( وعندما عاد إل الغرفة‪ ،‬كان‬
‫ً‬ ‫وجهه ً‬
‫جديا ومغلقا؛ يسألت إذا كنت أعرف‬
‫اسم المكان الذي ذهب إليه عىل وميلينا‬
‫وأصدقائهم هذا المساء أقول ل أعرف‪ ،‬ثم‬
‫أتذكر أن ابنت استخدمت هاتق لحجز‬
‫‪،‬سيارة أجرة يجب أن أتحقق من تطبيق‬
‫ليس لدي الشجاعة‪ ،‬أعىط هاتق‬
‫‪:‬إليمانويل وأقول له‬
‫افعل ذلك‪ ،‬من فضلك‪ ،‬ل أستطيع"‬
‫يقرأ تفاصيل الحجز وجهه يىصء‬
‫فجأة‬
‫كتبت ‪ L'Amnésia،‬ذهبوا إل ‪-‬‬
‫هذا السم وتطابق العنوان وتم استهداف‬
‫ً‬
‫نادي آخر مشهور جدا‪ ،‬وهو‬
‫‪L’Entrepôt‬‬
‫أخيا أتنفس‬
‫ً‬
‫أشعر بالرتياح ولكنت لست هادئا‬
‫ً‬
‫تماما ألنت عندما أتصل بهاتفها الخلوي‪ ،‬ل‬
‫تجيب ابنت أحاول التصال بهاتف عىل‬
‫ً‬
‫الخلوي‪ ،‬الذي يرن أيضا دون جدوى؛‬
‫أحاول التصال بوالدتها لكن هاتفها موجود‬
‫عىل الييد الصوب‪ :‬إنه صوت واثق وودود‬
‫ً‬
‫صوت امرأة لم تخنها الحياة أبدا – يعلن –‬
‫أنها غي متاحة ولكنه يعد بمعاودة‬
‫التصال؛ أقفل الخط دون أن أترك رسالة‬
‫حت ل أقلقه لقد اتصلت بزمالب‪ :‬ليس‬
‫لديهم أي معلومات ف الوقت الحال‬
‫اتصلت بمكتب المدع العام‪ ،‬دائرة‬
‫التحقيق‪ :‬رجل مقنع ومسلح ببندقية‬
‫هجومية أطلق النار عىل الحشد ‪ -‬معظمهم‬
‫من الشباب ‪ -‬هذا كل ما نعرفه‬
‫ً‬
‫صباحا‬ ‫يجب أن تكون الساعة الثانية‬
‫أخيا مكالمة من روم‪ ،‬صديقة‬ ‫عندما أتلق ً‬
‫ميلينا الت أمضت المساء معهم ل أفهم‬
‫ً‬
‫شيئا مما تقوله‪ ،‬إنها تبك‪ ،‬وتتلعثم‪ ،‬وتتعي‬
‫عند كل كلمة أحاول تهدئتها‪ ،‬أضغط عىل‬
‫‪ L'Amnésia‬مكي الصوت‪ :‬لقد ذهبت إل‬
‫مع عىل وميلينا‪ ،‬وهو ناد خاص حيث‬
‫تمارس عاداتها‪ ،‬هذا ما قالته ل بي‬
‫تنهدات وهناك التقت بأشخاص تعرفهم‬
‫أراد عىل أن يدخن سيجارة أخية فدخلت‬
‫روم مع أصدقائها عندما قررت ميلينا‬
‫‪،‬وعىل النضمام إليهما بعد بضع دقائق‬
‫حدثت مشكلة‪ ،‬حيث رفض الحارس‬
‫السماح لعىل بالدخول هددت ميلينا‬
‫بتقديم شكوى وكان عىل هو من اقيح‬
‫الذهاب إل نادي آخر أكي شهرة‪ ،‬وهو‬
‫ذهبوا إل هناك سيا عىل ‪L'Entrepôt‬‬
‫األقدام‬
‫لقد اتصلوا ب لتحذيري؛ كان من ‪-‬‬
‫‪،‬المفيض أن ألتق بهم هناك مع أصدقاب‬
‫لكن عندما خرجت‪ ،‬كانت كل الشوارع‬

‫ف هذه اللحظة‪ ،‬أعتقد أنت سأموت؛‬


‫ما زلت أجد القوة ألقول‪ :‬نحن ذاهبون إل‬
‫هناك إيمانويل يرافقت لكن عندما وصلنا‬
‫‪،‬كان الطريق مسدودا نظهر بطاقاتنا‬
‫ونتصل بجهات التصال‪ ،‬ويسمحون لنا‬
‫بالمرور زميىل من النيابة ماتيو موجود‬
‫هناك بالفعل؛ أخيب أنه ليس لدي ما‬
‫أفعله هنا‪ ،‬وأنت ل أستطيع البقاء ‪" -‬إذا‬
‫حددت وسائل اإلعالم هويتك‪ ،‬فسوف‬
‫أكون ف ورطة" أتوسل إليه‪ :‬ماثيو‪ ،‬ابنت‬
‫‪،‬بالداخل‪ ،‬من فضلك يطلب مت المغادرة‬
‫‪:‬ويعدب بأنه سيكتشف ذلك وقال‬
‫الوضع شبه تحت السيطرة » هل نعرف“‬
‫من القاتل؟ ل ؛ وسيبقيت عىل اطالع‬
‫بمجرد حصوله عىل أي معلومات ف هذه‬
‫‪،‬األثناء‪ ،‬اقتحمت الشطة ميل قاسم‬
‫وعيت عىل سواره اإللكيوب المكسور عىل‬
‫األرض ف غرفة نومه زوجته سونيا‬
‫موجودة ف ميل والدتها مع طفلهما‬
‫وكانوا نائمي وقت وقوع الحادث‬

‫ابتعدنا أنا وإيمانويل‪ ،‬وبقينا ف سيارة‬


‫ضباط األمن منفصلي؛ هذه ه أطول‬
‫ساعات حياب‪ :‬ليس لدي أي أخبار عن‬
‫ابنت وأعلم أنها ف مكان الهجوم مع عىل‬
‫ً‬ ‫هناك ً‬
‫دائما لحظة‪ ،‬عندما نكون والدا لطفل‬
‫صغي‪ ،‬يختق فيها هذا األخي عن أعيننا ف‬
‫‪،‬حديقة‪ ،‬أو سوبر ماركت‪ ،‬بجانب البحر‬
‫وعادة ما تستمر بضع دقائق قبل أن‬
‫نجدهم ‪ -‬دقائق ل تطاق تضغط عىل أسوأ‬
‫المخاوف‪ :‬الختطاف‪ ،‬الحادث‪ ،‬الموت؛‬
‫لم نعد نتحكم ف أنفسنا‪ ،‬إنه خوف ل‬
‫يوصف‪ ،‬من ضاوة ل مثيل لها والت نظل‬
‫مميين بها إل األبد والت نأمل أل نختيها‬
‫ً‬
‫مرة أخرى أبدا‪ ،‬وهذا هو ما أشعر أنت‬
‫ولدت من جديد اآلن‪ ،‬ل أستطيع أن أعرف‬
‫أين ابنت هو‪ ،‬إذا كانت عىل قيد الحياة‪ ،‬إذا‬
‫يوما ما‪ ،‬وف لحظة‬‫كنت سأراها مرة أخرى ً‬
‫يأس‪ ،‬سأخي إيمانويل أنه يجب أن يكون‬
‫ا‬ ‫ً‬
‫سعيدا ألنه ل ينجب أطفاًل‪ ،‬ول يعرف هذا‬
‫األلم لم يستجب‪ ،‬نزل من السيارة وأشعل‬
‫سيجارة‬

‫قررت عدم تحذير عزرا ‪ -‬إنه مع إيىل‬


‫وماري‪ ،‬لماذا أقلقه عندما يجب أن ينام‬
‫ولم أحصل عىل أدب معلومات؟ أتصل‬
‫بماثيو مرة أخرى كل ما يمكنه فعله هو أن‬
‫يجعلت عىل اتصال بقائد الغارة‪ ،‬مارك‬
‫بيين اتصلت به فأجاب أن القاتل لجأ إل‬
‫مكتب المله الليىل أقول لنفس إن عزرا‬
‫‪،‬سوف يقتل نفسه إذا حدث شء لميلينا‬
‫ً‬
‫وبصورة عفوية أفكر‪ :‬أنا أيضا خرجت من‬
‫السيارة وسقطت بي ذراع إيمانويل يهي‬
‫‪:‬هاتق‪ :‬إنه فرانسوا أسمع هذه الكلمات‬
‫إنه هو يا عبد الجليل‬

‫مؤلف الهجوم‪ ،‬أنا من أطلق شاحه‬


‫‪3‬‬

‫من كل ما بنيته‪ ،‬لم يبق سوى الخوف‬


‫ً‬
‫والتساؤل‪ :‬كيف يمكن أن أكون مخطئا؟‬
‫لقد سمعت خطاب الكراهية ف كثي من‬
‫األحيان‪ :‬سوف نخيف فرنسا‪ ،‬وسوف‬
‫يوما ما‪ ،‬سوف ينفجر ف فرنسا‬ ‫‪،‬نرعبكم؛ ً‬
‫جميعا – ومن خالل‬‫ً‬ ‫وسوف نحىط بكم‬
‫قراري تجسد التهديد؛ كان هناك السالح‬
‫والرصاص‪ ،‬وسمحت لعائلة القاسم‬
‫بتحميله واتخاذ اإلجراءات الالزمة أشعر‬
‫باإلرهاق من المسؤولية يكرر إيمانويل‬
‫لقد فعلنا ما كان علينا القيام به"‪ ،‬لكنت"‬
‫ً‬
‫أعلم أنه ل يقصد ذلك حقا ف هذه‬
‫اللحظة يأخذب بي ذراعيه‪ ،‬ويقول ل إنه‬
‫هناك‪ ،‬وإننا ً‬
‫معا ف هذه المحنة؛ ل‬
‫أستطيع أن أقول له أنه مخىط‪ :‬أنا وحدي‬
‫ً‬
‫ونظرا للظروف‪ ،‬وافق قائد الغارة مارك‬
‫عىل اليحيب بنا ول يزال عبد الجليل‬
‫قاسم منسحبا إل مكتب المله الليىل تم‬
‫القبض عىل سونيا‪ :‬وه تدع أنها ل تعرف‬
‫ً‬
‫شيئا‬
‫مفاوض المديرية العامة لألمن –‬
‫العام يتحدث مع قاسم‬
‫من ؟ ‪-‬‬
‫مالك —‬
‫وهو الذي استجوب هم عندما عادوا من‬
‫سوريا ول أحد يعرفهم أفضل منه‬
‫طلب مالك عنك‪ ،‬وقال إنه —‬
‫يمكنك مساعدته‪ ،‬لكنت أعتقد أنه قد‬
‫ً‬
‫صعبا للغاية بالنسبة لك‬ ‫ً‬
‫اختبارا‬ ‫يكون‬
‫أعلم ذلك ولكت أريد الذهاب وأقابل‬
‫مالك ف أحد المكاتب الت حبس نفسه‬
‫فيها للتحدث مع قاسم وعندما أدخل ل‬
‫نعرف بعد عدد الضحايا أو هويتهم ليس‬
‫لدي أخبار من ابنت أو عىل أجلس بجانب‬
‫مالك وهو يجري بالفعل مناقشة كاملة مع‬
‫عبد الجليل أسمع صوت قاسم‪ ،‬يبدو‬
‫ً‬
‫متحمسا‪ ،‬ل بد أنه تناول األمفيتامينات‬
‫للنشوة قبل الهجوم‬
‫ولماذا ذهبت إل هناك إل سوريا؟ –‬
‫كيف حصلت عىل الفكرة ؟‬
‫‪،‬بالفعل ‪ ،‬قبل أن أدخل ف اإلسالم ‪-‬‬
‫كنت أؤيد أولئك الذين خرجوا للجهاد‬

‫ماذا فعلت هناك‪ ،‬هل قابلت ‪-‬‬


‫الناس؟ تفضل اآلن‪ ،‬يمكنك وضع أوراقك‬
‫‪ ،‬عىل الطاولة‪ ،‬لم يعد لديك ما تخشه‬
‫…واآلن أخيب بالحقيقة انبسط‬
‫…ل شكر عىل واجب ‪-‬‬
‫‪،‬إليك سؤال شي ع بما أننا هادئون —‬
‫ً‬
‫مت أصبحت متطرفا إل هذا الحد ؟‬
‫ً‬
‫لم أصبح متطرفا كما تقول‪ ،‬لقد ‪-‬‬
‫اعتمدت ببساطة عىل هللا لقد وثقت‬
‫‪،‬نفس بالقرآن كل شء مكتوب ف القرآن‬
‫إيه يا مالك؟‬
‫نعم صحيح أن كل شء مكتوب ‪-‬‬
‫عليه من ناحية أخرى‪ ،‬بعد ذلك ‪ ،‬فإن‬
‫التفسي الذي نقوم به والجمل الت نخرجها‬
‫من السياق ه الت تشكل مشكلة‬
‫ُ‬
‫‪،‬اسمع ‪ ،‬تريد أن تطق دين هللا —‬
‫ً‬
‫وليس تفسيا نفعله كما نريد‪ ،‬إنه تفسي‬
‫القرآن كل آيات الجهاد الت تلهمنا لقتال‬
‫األعداء موجودة ف القرآن وه واضحة‬
‫وضيحة‬
‫إذن‪ ،‬قمت بالبحث عنه‪ ،‬ونقرت ‪-‬‬
‫عليه وكيف سار الستعداد لسوريا ؟ فهل‬
‫كان هناك من أرشدك ونصحك ؟‬
‫ل إخوة جاءوا إل المسجد‪ ،‬وهم ‪-‬‬
‫مشغولون بإرسال إخوانهم إل بلدان‬
‫أخرى وبمجرد وصول إل هناك‪ ،‬أخيتهم‬
‫أنت كذلك الفرنسية ‪ ،‬سيكون من األسهل‬
‫بالنسبة ل وأسهل مهاجمة فرنسا ف‬

‫نعم وهكذا تلقيت القليل من ‪-‬‬


‫التدريب ثم تعود واقيحوا عليك اتخاذ‬
‫إجراء وكنت أنت من تتجه‪ ،‬بمحض‬
‫إرادتك‪ ،‬نحو إجراء ما‪ ،‬دعنا نقول‪ ،‬بشكل‬
‫فردي‪ ،‬بمسدس لقتل أكي عدد ممكن من‬
‫األشخاص ‪ ،‬أليس كذلك ؟‬
‫ً‬ ‫ها هم هناك‪ ،‬عرضوا ي‬
‫عىل أهدافا —‬
‫‪،‬للتخلص منها ‪ ،‬أخيتهم أنت معروف‬
‫ً‬
‫وكنت مارقا ألن والدب أعلنت اختفاب‬
‫فقلت لهم إنت سأعود إل فرنسا مع زوجت‬
‫وأنت سأجد المال بنفس وأنت سأستهدف‬
‫الشباب واألماكن الت يوجد بها خمور ألنها‬
‫حرام‬
‫وفيما يتعلق بالتمويل؟ هل كانت ‪-‬‬
‫هذه وليات ؟‬
‫أول وقبل كل شء‪ ،‬ليس المال هو ‪-‬‬
‫‪ ،‬جوهر األمر‪ ،‬بل هو خدعة بعد ذلك‬
‫المال‪ ،‬لديهم‪ ،‬وهو ف الحقيقة ليس كذلك‬
‫تلك ه المشكلة‬
‫تتوقف المحادثة ويواصل عبد‬
‫‪:‬الجليل‬
‫هل تعلم أم ؟ ربما ذهبت إل –‬
‫ميلها عىل ما أعتقد؟‬
‫نعم‪ ،‬بالطبع والدتك تعرف"‬
‫أين ه اآلن ؟ ‪-‬‬
‫ويسمع من قبل الزمالء إنهم ‪-‬‬
‫يتحدثون معه‬
‫وزوجت؟ وابت؟ لقد أخذت عائلت ‪-‬‬
‫بأكملها‪ ،‬أنت كذلك عاد بقوة‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫ل‪ ،‬انتظر‪ ،‬نحن لسنا األذكار ‪-‬‬
‫زوجت ل تعرف وهل كانت هناك ‪-‬‬
‫مصاعد أخرى نعم أم ل؟‬
‫يوجد لكنك ل تعرفهم ‪-‬‬
‫وقف ‪ ،‬عادي‪ ،‬لقد عضت للتو —‬
‫…كل اإلخوة المعروفي باإلرهاب‬
‫نحن نقوم بعملنا ‪-‬‬
‫هل ستقتلت؟ ‪-‬‬
‫ولكن ل‪ ،‬ليس هناك سبب لماذا ‪-‬‬
‫يجب أن نطلق النار عليك أنت الرئيس‬
‫هنا ما نريده هو أن تستسلموا دون إراقة‬
‫دماء نحن لسنا هنا من أجل أن نقتلك‬
‫مثل الكلب كما يفعل األمريكان‬
‫ل‪ ،‬أنتم مثل األمريكان إذا قررت –‬
‫عدم الستسالم والقتال‪ ،‬فلن تقتلت؟‬
‫لكنك ستستسلم‪ ،‬فهذا أفضل —‬
‫لك ماذا تريد ؟ مت دون الكشف عن‬
‫هويتك أو هل ترغب ف جعل الناس‬
‫يتحدثون‪ ،‬سواء كان ذلك ف منتدى حيث‬
‫يمكنك التحدث عن معتقداتك؟ هل تريد‬
‫المجد والشهرة ‪ -‬وأن يتم الحديث عنهما‬
‫حت نهاية الزمان ‪ -‬أم أن تموت كالجرذ‬
‫الميت؟‬
‫أول أسأل هللا أن يحفظت من أن ‪-‬‬
‫أكون متفاخر أنا ل أفعل هذا من أجل‬
‫الشهرة‪ ،‬كما ترى لو كنت فعلت هذا من‬
‫أجل الشهرة‪ ،‬لبطلت كل هذه األعمال‬
‫…انا افهمك ‪-‬‬
‫أريد أن أستسلم ولكن وهللا ‪ ،‬األمر –‬
‫ضباب‬
‫لماذا هو ضباب؟ لن يكون هناك ‪-‬‬
‫‪ ،‬شء كما تعلمون‪ ،‬ف الغارة‪ ،‬كنا عادلي‬
‫جاءوا ليأخذوب ‪ ،‬جئت من أجلك نحن‬
‫الثنان‪ ،‬عندما التقينا عندما عدت من‬
‫سوريا‪ ،‬ترابطنا ل يوجد مجرد متسكعون‬
‫ف الشطة‬
‫المشكلة ‪ ،‬كما ترى‪ ،‬ه أنت أعرف —‬
‫‪،‬النظام فرنس هناك‪ ،‬أعرف ما أخاطر به‬
‫‪:‬آه‪ ،‬سأحصل عىل العقوبة القصوى‬
‫عاما من السجن الجناب مع ربما‬‫ثالثي ً‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عاما من األمن أستطيع أيضا أن أقول ‪22‬‬
‫ً‬
‫لنفس أنت ل أملك شيئا للخسارة ‪ ،‬ومن‬
‫خالل تنفيذ هذا الهجوم‪ ،‬عرفت كيف‬
‫يحدث ذلك كان عىل وشك النتهاء إما أن‬
‫يتم إطالق النار عىل ف الشارع‪ ،‬أو أن يتم‬
‫إطالق النار عىل ف ميل أو ميل شخص‬
‫آخر‪ ،‬هذا كل شء لذلك لم أفعل األشياء‬
‫بشكل عشواب وأنت تعلم بقدر ما أفعل أن‬
‫ما فعلته ف فرنسا هو اليام بالنسبة ل‬
‫ً‬
‫أنا مسلم أيضا ولست هنا —‬
‫ألحكم عليك وأتمت أل تكون هنا لتحكم‬
‫عىل‬
‫ل أنتم تحاربون اإلرهاب أنا‪ ،‬أنا ‪-‬‬
‫مقاتل واإلرهاب واجب‪ ،‬فقد جاء ف‬
‫أريد فقط أن نتحدث بهدوء لك —‬
‫‪،‬تستسلم وهذا كل شء‪ ،‬بسالم هناك‬
‫حسنا‪ً ،‬‬ ‫ً‬
‫يوما ما‬ ‫الجميع متوتر‪ ،‬وأنت متوتر‬
‫‪ ،‬يجب أن ينته هذا ‪ ،‬وانته األمر‬
‫فلنتحدث بسالم‬
‫إذا عدت‪ ،‬فأنا أعرف كيف —‬
‫ستفعل ذلك‪ ،‬وسوف ترم قنبلتك اليدوية‬
‫ً‬
‫وسأكون مستعدا لليحيب بك إن شاء هللا‬
‫وأعلم أنت سأخذك مع‪ ،‬ولن أترك وحدي‬
‫وبعد ذلك‪ ،‬إذا استسلمت‪ ،‬ما المغزى من‬
‫كل ما فعلته‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫نعم‪ ،‬ولكن هناك فرق تدخل ‪-‬‬
‫منخرطة ‪ ،‬ولن يستمر األمر أليام وأسابيع‬
‫لقد وافقت عىل الخروج‪ ،‬ف يوم من األيام‬
‫سيكون عليك أن تق بكلمتك‪ ،‬سيتعي‬
‫عليك الخروج هذا كل شء‪ ،‬ثم هذا كل‬
‫ً‬
‫شء سنتوقف عند هذا الحد ‪ ،‬حسنا؟ إنه‬
‫أفضل‪ ،‬إنه أفضل‪ ،‬بضاحة ‪ ،‬إنه أفضل‬
‫نعم يكفيك؛ بالنسبة ل‪ ،‬حياب عىل ‪-‬‬
‫المحك‬
‫بالضبط ‪-‬‬
‫سواء تم قتىل أو اعتقال ‪ ،‬والحمد –‬
‫هلل ‪ ،‬سأكون قد أنجزت واجت هناك‬
‫نتفاوض ‪ ،‬كما ترى‪ ،‬بعد ذلك ‪ ،‬ل تنس أن‬
‫لدي األسلحة ف يدي أعرف ما الذي‬
‫سيحدث أنا أعرف كيف تعمل للتدخل‬
‫أعلم أنك قد تقتلت إذن هذا هو اعلم أن‬
‫ا‬
‫أمامك رجل ل يخاف من الموت أنا الموت‬
‫أحبه كما تحب الحياة‬
‫يقرر مارك‪ ،‬قائد الغارة‪ ،‬أن يتول إدارة‬
‫المحادثة‬
‫عبد الجليل‪ ،‬أنا مارك‪ ،‬هل —‬
‫تسمعت؟‬
‫نعم ‪-‬‬
‫قلنا لك‪ ،‬نحن لسنا هنا لقتلك لقد ‪-‬‬
‫قاتلت‪ ،‬أنت مقاتل‪ ،‬ل توجد مشكلة ‪ ،‬لقد‬
‫تم تسجيل ذلك نحن نفهم أنك بحاجة‬
‫إل التحدث ألنك كنت بمفردك لفية من‬
‫الوقت اآلن‪ ،‬مع كل ذلك لذا فإن حديثك‬
‫جيد‬
‫الحمد هلل ‪ ،‬لست وحدي‪ ،‬هناك ‪-‬‬
‫هللا بجانت المالئكة مع وسيقاتلونك إذا‬
‫عدت أنت توقفت ألن السكان خائفون‬
‫ورئيس دولتك يضغط عليك أو عىل رئيس‬
‫ً‬
‫الوزراء الذي يبدو أنه ليس بعيدا أو جميع‬
‫رؤسائك ورؤسائك وما إل ذلك‪ ،‬لديك‬
‫‪"،‬ضغوط‪ ،‬ويقولون لك‪" :‬تدخل" تدخل‬
‫نعم‪ ،‬ل مشكلة ‪ ،‬يمكنك طرح –‬
‫األسئلة‬
‫‪،‬وهل يمكنت أن أسأل مالك عنهم –‬
‫من فضلك؟‬
‫ل مشكلة سأعيدها إليك ‪-‬‬
‫مالك يعيد التواصل مع عبد الجليل‬
‫أستمع إليك‬ ‫إنه مالك‪ ،‬أنا ‪-‬‬
‫أنا إذا تم القبض عىل اليوم سأكون –‬
‫قد قمت بواجت وسأعود إل السجن‬
‫ً‬
‫ورأش مرفوع وإذا قتلتت سأموت مبتسما‬
‫لذلك أنا لست نادما عىل أي شء ليس‬
‫هناك ما أندم عليه عىل اإلطالق‪ ،‬وإذا‬
‫‪،‬اضطررت إل القيام بذلك مرة أخرى‬
‫فسوف أفعل ذلك السء الوحيد الذي‬
‫ً‬
‫قلته لمارك سابقا‪ ،‬السء الوحيد الذي‬
‫أندم عليه هو أنت لم أقتل المزيد‬
‫يقول هذا وهو يضحك‪ ،‬أفكر ف‬
‫‪،‬الضحايا‪ ،‬ابنت‪ ،‬عىل أنا عىل حافة الهاوية‬
‫‪،‬ف حالة من الغضب لم أشعر بها من قبل‬
‫أود أن أجيبه‪ ،‬حت أنت أعتقد أنت سأتمكن‬
‫من القتل ألول مرة ف حياب سأتمكن من‬
‫التقاط بندقيت وتوجيهها يعد هذا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫صعبا للغاية ألنت‬ ‫الستماع أيضا تمرينا‬
‫يجب أن أتحمل سماع اللهجة التصالحية‬
‫وشبه المتواطئة الت يضطر مارك ومالك‬
‫إل اعتمادها إلقناع قاسم عليك إضفاء‬
‫الطابع اإلنساب عىل العالقة مع القاتل؛‬
‫أعلم أن هذه تقنيات للتفاوض ولكنها‬
‫متعبة يشعر مالك بذلك‪ ،‬ويضغط عىل‬
‫يدي ف يده ويستمر‬
‫هناك الكثي من األشخاص الذين ‪-‬‬
‫يرغبون ف تهنئتك عىل هذا الجانب الذك‬
‫والذك والماكر إل حد ما وما إل ذلك‬
‫بضاحة أرفع لك القبعة عىل الرغم من ما‬
‫قمت به من أفعال‪ ،‬وهجمات‪ ،‬أرفع لك‬
‫القبعة‪ ،‬ألنك لم تدع أي شء يظهر‪ ،‬إيه‬
‫اه اه هذه ه أكي نقطة تحول ف ‪-‬‬
‫حياب‬
‫ونعم‪ ،‬يجب أن ل تفوت وعىل أية –‬
‫حال‪ ،‬فقد بدأ اكتساب الثقة‬
‫وبما أنت أقسم باهلل سأحافظ عىل –‬
‫ً‬
‫كلمت حسنا‪ ،‬بعد ذلك يكون األمر‬
‫صحيحا‪ ،‬يمكن أن يكون لديك شكوك ألن‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫الحيلة مسموح بها وقد كنت جيدا حت‬
‫ذلك الحي لقد كان لدي القاض‪ ،‬جعلتها‬
‫تبتلع أي شء كان بإمكانها أن تيكت ف‬
‫السجن‪ ،‬وكان بإمكانها أن تتجنب هذه‬
‫المجزرة‪ ،‬لكن انظر ماذا فعل هللا لدي‬
‫خطة ضدك وقد سمح هللا ل بمهاجمتك‬
‫أكتب السؤال التال عىل قطعة من‬
‫الورق وأعطيها لمالك‪ :‬هل اخيت الضحايا‬
‫عشوائيا؟ يكرر سؤال‬
‫هل اخيت الضحايا عشوائيا؟ –‬
‫‪،‬ف البداية‪ ،‬أردت استهداف اليهود ‪-‬‬
‫كما ترى‪ ،‬ف قاعة احتفال ‪ ،‬لالنتقام من‬

‫لكنك ل تعرفهم ؟ –‬
‫ً‬ ‫ناديا ع ً‬
‫ل لقد كان ً‬
‫ضيا‪ ،‬شيئا ‪-‬‬
‫ً‬ ‫ع ً‬
‫ضيا‪ ،‬مكانا يذهب إليه جميع الكفار‬
‫لالستمتاع‪ ،‬وكان هذا أحد األهداف الت‬
‫أعطيت ل‬
‫وفيما يتعلق باألسلحة‪ ،‬كيف كان –‬
‫أدائك هناك؟‬
‫ا‬
‫وجدت هذه األسلحة قليل‬ ‫لقد ‪-‬‬
‫ا‬
‫هنا وهناك‪ ،‬ودفعت ثمنها كامل لقد‬
‫وجدت العديد من البائعي – ذخية‬
‫ومجالت‪ ،‬اشييتها من متاجر األسلحة أنا‬
‫ل أعمل مع اإلنينت والهواتف وإل فمن‬
‫المؤكد أن يتم القبض عليك لقد كانت‬
‫كلمة شفهية وبعد ذلك كان العصب‪ ،‬إيه‬
‫ذهبت إل أماكن‪ ،‬إل مدن ‪ ،‬مناطق الضوء‬
‫األحمر ف مدن أخرى‪ ،‬حيث تباع‬
‫المخدرات وقلت‪“ :‬ابحث ل عن سالح‬
‫كذا وكذا سأخذها منك‪ ،‬سيكون سعرك ل‬
‫أعطيت مخالفة للشخص الذي اتصل‬
‫ب بالشخص‪ ،‬وغادرت بسالج لقد دفنت‬
‫أسلحتهم بنفس ل أحد يستطيع العثور‬
‫عليهم‬
‫كل هذا يذهلت ومن أين تأب هذه –‬
‫األموال ؟‬
‫ً‬
‫حسنا‪ ،‬عرضت داعش تمويل كل –‬
‫هذا لكنت رفضت أخيتهم أنه من السهل‬
‫الحصول عىل المال ف فرنسا‪ ،‬وأنه يمكنت‬
‫القيام ببعض العمليات ‪ ،‬مثل الشقة‬
‫والستيالء عىل ممتلكات الكفار‬
‫ومن الذي تلقيت التعليمات ؟ –‬
‫‪:‬من داعش ف سوريا دربوب ‪-‬‬
‫تفكيك وإعادة تجميع األسلحة لقد‬
‫أطلقت عدة أسلحة مختلفة ومن هناك‬
‫قررت العودة إل فرنسا والعمل هنا‬
‫ً‬
‫تدريبا عىل التعامل ‪-‬‬ ‫نعم‪ ،‬لقد تلقيت‬
‫مع األسلحة والتفكيك وإعادة التجميع‬
‫وإطالق النار بدقة ‪ ،‬أليس كذلك ؟‬
‫كما تعلم‪ ،‬لقد قمت بتفكيك كل ما ‪-‬‬
‫كان عبارة عن مسدس‪ ،‬كالشينكوف‪ ،‬ب‬
‫كيه‪ ،‬الرشاشات الكبية لقد أطلقت النار‬
‫بكل األسلحة وهنا لديك ‪ -‬قنبلة يدوية كل‬
‫ذلك‬
‫إذن‪ ،‬كم إجمال األموال الت –‬
‫جمعتها من كل هذه العمليات الحتيالية ؟‬
‫ل أعرف ‪ ،‬ربما ‪ 20‬ألف أو ‪- 30‬‬
‫ألف يورو‬
‫مرحبا أل توجد طريقة لمساعدب ‪-‬‬‫ً‬
‫؟ هل قمت للتو بالحصول عىل رهن‬

‫هيا‪ ،‬دلل نفسك‪ ،‬هناك ‪– 5000‬‬


‫يورو مخبأة ف ميل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حسنا‪ ،‬سنتشاركها معا ‪ ،‬وعندما آب ‪-‬‬
‫لرؤيتك سأتناول القهوة معك ف غرفة‬
‫الزيارة (يضحك (‬
‫ً‬
‫مضحك جدا‪-‬‬
‫عليك أن تكون المزاح تحتاج إل ‪-‬‬
‫السيخاء قليال وما ه التعليمات الت‬
‫تلقيتها ؟ العيش بمفردك بال جدران أو‬
‫إقامة عالقات مع اإلخوة اآلخرين ف فرنسا؟‬
‫ُ‬
‫طلب مت أن أتواصل مع اإلخوة —‬
‫الذين يعملون ف فرنسا لقد رفضت ذلك‬
‫ً‬
‫تماما‪ ،‬وأخيتهم أنت أفضل أن يدربوب‬
‫ولكن بمجرد وصول إل فرنسا‪ ،‬سأفعل كل‬
‫شء بمفردي ف اليوم السابق‪ ،‬ذهبت‬
‫ا‬
‫لستكشاف المكان‪ ،‬أول غرفة الحفلة‪ ،‬ثم‬
‫الصندوق ألنت لم أكن أعرف مكانه لقد‬
‫رصدت الصندوق وما أعجبت هو أنت‬
‫رأيت الشباب يأتون ويذهبون‪ ،‬يأتون‬
‫ويذهبون من كل مكان‪ ،‬مجرد أطفال أغنياء‬
‫يرتدون ‪ 2000‬سية وفتيات يشبهن‬
‫المجالت يخرجن بتناني قصية كآص‪ ،‬كنت‬
‫‪:‬أشعر بالكراهية وقلت لهم‪ :‬نفس‬
‫سأخدش كل شء (يضحك( لقد عدت‬
‫إل الميل أعددت كل ما أحتاجه ف اليوم‬
‫‪،‬التال عدت لقد أطلقت النار عىل رجل‬
‫حارس األمن وكلبه الرجل واإلبن رأيتهم ف‬
‫عذاب رأيتهم منذ ف عذاب أو ف‬
‫عذاب كيف نقولها؟‬
‫يتألم ‪-‬‬
‫لقد تألموا أمام‪ ،‬وكان الرجل يي ‪-‬‬
‫كالبن كان هناك الكثي من الشباب‪ ،‬قلت‬
‫لنفس إن عىل أن أقتل عشة منهم عىل‬

‫ً‬
‫حرفيا ف صدري‬ ‫أشعر بقلت ينفجر‬
‫ولكت ل أتحرك‪ ،‬ول أريد المساس بالعملية‬
‫الجارية‬
‫انتظر‪ ،‬هل تجرؤ عىل إخباري أنك ‪-‬‬
‫قمت بالستطالع ف اليوم السابق وأنك‬
‫قررت ‪ -‬هكذا ‪ ،‬دون أي استعدادات أخرى‬
‫؟‬
‫بالضبط ألنه إذا كان لدي الكثي من ‪-‬‬
‫الستعدادات فيمكنك إيقاف قبل أن أفعل‬
‫ذلك‬
‫وبعد ذلك‪ ،‬ف الصندوق؟ ‪-‬‬
‫أثناء طرح هذا السؤال‪ ،‬يزيل مالك‬
‫ً‬
‫تقريبا ولكت ما‬ ‫سماعة الرأس الخاصة ب‬
‫‪:‬زلت أسمع قاسم يقول هذه الكلمات‬
‫أطلقت النار ‪ -‬وأعدت تعبئة ‪-‬‬
‫بندقيت الشباب‪ ،‬كانوا ف عمري‪ ،‬حوال‬
‫ً‬
‫العشين‪ ،‬نظروا إل وكأنهم ل يفهمون شيئا‬
‫عما يحدث لهم (يضحك ( وبعد ذلك‬
‫تراجعت إل مكتب المالك حاولت وضع‬
‫الفيديو عىل اإلنينت ولكن بما أنه فيديو‬
‫مدته خمس وعشون دقيقة ‪ ،‬رفض موقع‬
‫ذلك وطلب فيديو مدته ‪YouTube‬‬
‫خمس عشة دقيقة كنت أخطط لتعديله‬
‫ً‬
‫‪ ،‬لحقا لوضعه عىل الشبكة و انت وصلت‬
‫ً‬
‫إذا أه ومازلت أتخذ الحيطة والحذر‬
‫بإرسالها إل مكان ما واتصلت بوسائل‬
‫اإلعالم إلعالن مسؤوليت عن هجماب‬
‫وماذا ترى ف الفيديو؟ –‬
‫إطالق النار كله وسيكون الفيديو –‬
‫قريبا عىل شبكة اإلنينت ستكون‬
‫مسألة بضعة أيام‪ ،‬وستكون كذلك تم‬
‫ً‬
‫النش ‪ ،‬سيكون الجو ساخنا (إنه يضحك (‬
‫‪ ،‬لست أنت من سينش هذا الفيديو ‪-‬‬
‫بل شخص آخر‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫قلت لك‪ ،‬أنا أعمل مع داعش –‬
‫ولدي رؤساء ‪ ،‬اه‪ ،‬هذا كل شء‪ ،‬لست‬
‫" وحدي ف فرنسا أعمل بمفردي لكن‬
‫داعش " " أرسلت " هناك منظمة كاملة‬
‫وراء كل هذا‬
‫هل رسمت عشوائيا؟ ‪-‬‬
‫نعم عىل أية حال‪ ،‬كما ترون ف ‪-‬‬
‫الفيديو ‪ ،‬أنا أصور مثل توب مونتانا ف‬
‫( إنه يضحك( ‪Scarface‬‬
‫ل أستطيع الستمرار بعد اآلن أنا‬
‫أستطرد أسمع بشكل غامض مالك يذكر‬
‫وسائل اإلعالم الت اتصل بها أقول ف‬
‫نفس‪ :‬وماذا لو تحدث عن ابنت؟ أحاول‬
‫أن أهدأ وأعود إل مقعدي وأرتدي خوذب‬
‫مرة أخرى‬
‫لم أشدد أبدا ولو لم يكن السالح ‪-‬‬
‫تم حظره ‪ ،‬لم يكن من الممكن أن يقتل‬
‫ً‬
‫هل قتلت من بي الضحايا أحدا –‬
‫من المسلمي؟‬
‫ربما ماذا ف ذلك؟ الرجل الذي ‪-‬‬
‫يذهب إل النوادي ويشب الكحول‪ ،‬هو‬
‫كافر‪ ،‬كما ترى‪ ،‬ل أشكل أي فرق‪ ،‬لم أكن‬
‫أعرف ما ه عىل أي حال‪ ،‬ولم يكن ذلك‬
‫ا‬
‫وبعد ذلك‪ ،‬هل ثقت بنفسك قليل –‬
‫ً‬
‫ف المرة األول ؟ ألنه ليس إنسانيا‪ ،‬فليس‬
‫من الطبيع أن تأخذ حياة شخص ما‬
‫توكلت عىل هللا فقط ‪-‬‬
‫و اآلن ؟ كيف تشعر ؟ ‪-‬‬
‫الحمد هلل ‪ ،‬أشعر أنت بحالة —‬
‫جيدة‪ ،‬كما ترى‪ ،‬قلت مطمي أنا فخور‬
‫بنفس وأسأل هللا أن يفخر ب وأن يتقبل‬
‫مت هذه األعمال الصالحة كما ترى وأنا ل‬
‫أندم عىل شء عىل اإلطالق إنه مكتوب‬
‫ها أنت ذا‪ ،‬أنا أتول األسباب‪ ،‬والباف عىل‬
‫هللا‬
‫لكن هل هذه األعمال – أعدتها أنت‬
‫ً‬
‫شخصيا أم أنها اقيحت عليك ؟ أنا أتحدث‬
‫عن اإلخوة هنا‬
‫اسمع ‪ ،‬ف البداية ‪ ،‬قال ل اإلخوة —‬
‫أن أقتل أج قال ل أن أقتل كل ما هو‬
‫مدب وكافر كل شء ‪ :‬اليهود والشواذ أه‬
‫الذين يقبلون علنا قال ل أن أطلق النار‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عليهم وف البداية ‪ ،‬حسنا‪ ،‬لم أكن متأكدا‬
‫وعندما تحدثت معه أعطاب بعض‬
‫اآلراء وماذا يقول هللا ف القرآن؟ "قاتلوهم‬
‫كما يقاتلونكم »أنتم تقتلون مدنيينا‬
‫ً‬
‫عشوائيا‪ ،‬ونحن نقتل مدنيينكم أنتم‬
‫تقتلون أطفالنا ونحن نقتل أطفالكم لم‬
‫ً‬
‫أكن ألقتل الشباب أبدا لو لم تقتلوا شبابنا‬
‫ل يمكنهم قول أي شء‪ ،‬إنه دفاع ورأوا‬
‫ا‬
‫أن هناك رجل جعل فرنسا ترتعش بمفرده‬
‫واآلن ما الذي يمنعك من الحضور؟ –‬
‫اسمع ‪ ،‬لو كنت أج ‪ ،‬لقد بذلت ‪-‬‬
‫حياب هلل من أجلك ولكن هناك‪ ،‬أنت‬
‫نعم كان من الممكن أن — يكون‬
‫‪:‬رئيس الغارة ش ًيرا‪ ،‬وكان بإمكانه أن يقول‬
‫ها أنت ذا‪ ،‬ل يوجد ما يدعو للقلق‪ ،‬لقد‬
‫أطلقنا النار عليه‪ ،‬ولم يحدث ذلك لذلك‬
‫ً‬
‫ترى أنه شع أيضا ليست هناك خدعة‬
‫قذرة‪ ،‬وآمل أن يكون نفس السء من‬
‫جانبك‬
‫ا ً‬
‫حت اآلن كنت عادل أيضا هل –‬
‫هناك أشخاص هناك ‪ ،‬ف المقدمة؟ ألنك‬
‫قطعت الكهرباء عت‬
‫لست عىل علم ‪-‬‬
‫أنت أسطورة‪ ،‬أنت (يضحك ( ‪-‬‬
‫هناك ثقوب الرصاص ف جميع أنحاء‬
‫'‪— C'est quand il y a eu l‬‬
‫‪échange de coups de feu, y a eu‬‬
‫‪des dégâts avec les bastos, et‬‬
‫‪donc ça a coupé, y a eu la flotte‬‬
‫'‪qui a éte ́ touchée , les tuyaux, l‬‬
‫و كل لذا فهو خطأ الجميع ́ ‪électricite‬‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫أليس كذلك؟ وقليل لك أيضا‪ ،‬ألنك أنت ‪،‬‬
‫ا‬
‫من خرج أول ‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫‪،‬هذا طبيع‪ ،‬أنت قادم لتأخذب ‪-‬‬
‫يجب أن أدافع عن نفس ‪ ،‬أليس كذلك؟‬

‫صحيح أنك مجاهد (يضحك ( –‬


‫كنت أنتظر هذا اليوم منذ سنوات –‬
‫‪،‬قلت أنك سوف تستسلم حسنا –‬
‫نحن ننتظر‬
‫انه يعمل انها تعمل ل يمكننا أن ‪-‬‬
‫‪ -‬نثق ببعضنا البعض ولكن ها نحن ذا‬
‫سنحاول‪ ،‬سنقول‬
‫ً‬
‫حسنا ‪-‬‬
‫الستعداد ليكون ف المساء أو ربما ‪-‬‬
‫ل‪ ،‬أو ف المنتصف‬
‫اي وقت تقريبا ؟ ألننا نتلق الكثي ‪-‬‬
‫من المكالمات الهاتفية من العىل إنهم‬
‫ا‬
‫يستعجلونت‪ ،‬وهذا يزعجت قليل‬
‫السء الرئيس هو أن أستسلم —‬
‫وأنه لم يعد هناك المزيد من الطلقات‬
‫ها هيا ف المساء دون إراقة ‪-‬‬
‫دماء‪ ،‬دون أي خلل ‪ ،‬بسالم لقد حصلت‬
‫عىل زعيم الغارة؛ هناك ضغط هائل ألن‬
‫هناك مجموعة كاملة من المنازل مغلقة‬
‫مهال‪ ،‬ل أستطيع أن أجد ل بأس أن ‪-‬‬
‫تحدد الجدول الزمت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حسنا ‪ ،‬استمع ‪ ،‬سأبلغك‪ ،‬حسنا؟ ‪-‬‬
‫وماذا ذكرت للرب الصالح ؟ إل الرب‬

‫آه‪ ،‬هذا أمر شخىص‪ ،‬كما ترى ‪-‬‬


‫عالقت مع هللا أفضل أن أحتفظ بها‬
‫لنفس أو شاركها مع المسلمي‬
‫مهال‪ ،‬أنا مسلم‪ ،‬إيه شئت ام ابيت –‬
‫!‬
‫ً‬
‫إذا كنت مسلما فأنا رئيس ‪-‬‬
‫الجمهورية‬
‫ل يحدث ‪-‬‬
‫بضاحة‪ ،‬هل تعتقد أنك سوف ‪-‬‬
‫تهزمنا؟‬
‫أنا ل أصدق أي شء أنا أعيش ‪-‬‬
‫حياب وهناك سؤال يثي فضول ما‬
‫الذي دفعك إل التحرك؟ ألنه يجب أن‬
‫يكون لديك زوج من الكرات للذهاب إل‬
‫هناك عىل أي حال‬

‫أثناء قول هذه الكلمات‪ ،‬نظر مالك إل‬


‫بنظرة يائسة‪ :‬عليه أن يجري هذا التبادل‬
‫بهذه الطريقة لكنه يعلم أنت أعاب‬
‫لقد وجدت الشجاعة‪ ،‬هذا كل ‪-‬‬
‫شء لقد فعلت ذلك ألن هللا أوجب علينا‬
‫ذلك ترسمون نبينا كار ً‬
‫يكاتيا ‪ ،‬ترسمونه ف‬
‫كل المواقف أنت ل تحيمه حت أنك‬
‫ترغب ف إجراء مسابقة عىل الرسوم‬
‫الكاريكاتورية ثم إن إخواب وأخواب ُيقتلون‬
‫ف كل أنحاء العالم بسبب قضاياكم‪ ،‬سواء‬
‫ف فلسطي أو الجزائر عندما تتدخلون‪ ،‬ف‬
‫العراق أو أفغانستان‪ ،‬وف جميع أنحاء‬
‫́ العالم حت لو لم يكن لدي واحدة يقتل‬
‫بما فيه الكفاية‪ ،‬أعلم أن الرسالة واألثر كبي‬
‫ً‬
‫جدا عنيفة جدا‬
‫نعم ‪-‬‬
‫هل تعتقد أن ما فعلته ف فرنسا –‬
‫مشوع ؟‬
‫بكل صدق أجيبك ل ف رأب‪ ،‬هناك ‪-‬‬
‫دائما حل سلم‬
‫آه لكت أعلم ذلك‪ ،‬لكن إذا كنت —‬
‫تعلم أن أطفالك وإخوانك وأخواتك ُيقتلون‬
‫ويذبحون طوال اليوم وحت يغتصبون‬
‫ويعذبون أه‪ ،‬أل تريد أن تستيقظ للدفاع‬
‫عن الشف والشف؟ فخر ‪ -‬لإلسالم‬
‫ومجتمعك ‪ -‬؟‬
‫ولكن ف هذه الحالت لماذا ل ‪-‬‬
‫تقاتلون جيوشهم؟ قتال مباش لماذا‬
‫تنقلونها إل فرنسا؟‬
‫ألبي لك أنك إذا أتيت إل بالد ‪-‬‬
‫المسلمي فنحن قادمون إل بالد الكفار‬
‫لماذا يحق لكم أن تذهبوا إل البالد الت‬

‫أنا‪ ،‬لدي رؤية أكي سذاجة وحيادية ‪-‬‬


‫لألشياء أعتقد أن األديان يمكن أن‬
‫تتعايش وأنا ف مستواي ل أجيب عليه‬
‫وحدي لقد أردت أن تجيب عليه بنفسك‬
‫بعد ذلك هناك خيارات مختلفة‬
‫ل‪ ،‬لم أفعل أجاب بنفسه لقد كنت ‪-‬‬
‫مؤطر لقد اقيحت هذا وشجعت بشدة‬
‫ل أعتقد ذلك تكون شعية ‪-‬‬
‫ا‬
‫اعلم أننا ف السجن قليل طوال ‪-‬‬
‫الوقت وسواء كنا خلف القضبان أو ف‬
‫ً‬
‫الخارج ‪ ،‬فإنه يبق سجنا بالنسبة لنا‬
‫نعم‪ ،‬الحياة سجن نحن نحاول أن –‬
‫نفهم ذلك‬
‫الحياة ف الدنيا سجن المسلم ‪-‬‬
‫‪،‬المؤمن إن لك جنة الكافرين أنت تعمل‬

‫لكن ليس األن ‪-‬‬


‫ً‬
‫ولما ل ؟ بكل كرامة شهيدا ‪-‬‬
‫هناك‪ ،‬يجب أن تستسلم كما –‬
‫وعدت‬
‫وكيف سيكون عملك؟ ‪-‬‬
‫ما نحتاجه هو أن تظهر أه –‬
‫بمالبسك الداخلية بدون قميص ويديك‬
‫بوضوح دائما مع الراديو ف يديه‬
‫ل أستطيع ‪ ،‬ل أستطيع أن أسلم —‬
‫نفس بهذه الطريقة ‪ ،‬كما ترى‪ ،‬بمالبس‬
‫الداخلية ‪ ،‬أضع ذراع وأستسلم‪ ،‬إنها‬
‫ً‬
‫مخاطرة كبية جدا‬
‫ما ه المخاطرة الت ستتحملها؟ ‪-‬‬
‫هل يمكن أن تخيب؟‬
‫أعرف ما ستفعله‪ ،‬ستدخل ‪-‬‬
‫وستطلق النار عىل وبعد ذلك‪ ،‬يقاتل‬
‫المجاهدون حت الموت ‪ ،‬كما ترى‬
‫هناك حديث عن الخروج بمرتبة ‪-‬‬
‫الشف هذا هو كل ش هذا كل ما أقوله‬
‫لك نحن نعرف كل ما فعلته من قبل يتم‬
‫اكتسابه‪ ،‬يتم تسجيله‪ ،‬يتم التعرف عليه‬
‫‪،‬ولكن إذا قتلت نفس اليوم –‬
‫ً‬
‫فسيكون ذلك شفا ل إذا تمكنت من‬
‫اإلمساك ب بالداخل ‪ ،‬فهذا جيد لك إذا‬
‫لم تنجح ف ذلك ‪ ،‬فهذا أمر شء للغاية‬
‫بالنسبة لك سأدافع عن نفس اعلم أنت‬
‫ل أخاف من الموت أنا أحب الموت‪ ،‬وإل‬
‫لما فعلت كل ذلك ل أريد هذا العالم إنها‬
‫الجنة الت أريدها أن ألتق بالنت وعذارى‬
‫‪ ،‬الجنة إذا تمكنت من إلقاء القبض عىل‬
‫فسوف أعود إل السجن ورأش مرفوع‪ ،‬وإذا‬
‫أطلقت النار عىل‪ ،‬فستكون ل الجنة‪ ،‬إن‬
‫شاء هللا‬
‫‪4‬‬

‫ثوان قليلة القبض‬


‫تهاجم الغارة بعد ٍ‬
‫عىل عبد الجليل قاسم حيا وأدى الهجوم‬
‫إل مقتل ‪ 12‬شخصا وإصابة ‪20‬‬
‫شخصا‪ 11 ،‬منهم ف حالة خطية للغاية‬
‫سيتم إرسال قائمة الضحايا إلينا جسم‬
‫كله يرتجف وكأنت محاط بالجليد مالك‬
‫يمسكت من كتق ل أستطيع الوقوف‬
‫بعد اآلن‬

‫أعط األسماء‬
‫انته مت‬
‫اختض‬
‫‪5‬‬

‫ف نهاية الهجوم‪ ،‬هناك تصنيف ل‬


‫‪:‬يمكن الدفاع عنه‬
‫‪،‬الموب (‪1‬‬
‫‪،‬الجرج (‪2‬‬
‫المصدوم (‪3‬‬

‫إنه ماثيو‪ ،‬المدع العام ف نيابة‬


‫مكافحة اإلرهاب‪ ،‬الذي أخيب أن ابنت‬
‫آمنة وسليمة ‪ -‬ميلينا هاليق‪ ،‬لقد فحصها‬
‫عش مرات يقول ماتيو بجدية معينة ف‬
‫صوته كما لو كان هناك تكملة‪ ،‬سوف‬
‫يخفف من هذا الخي‪ ،‬لدي شعور‪ ،‬ويشح‬
‫أنها عىل قيد الحياة ولكنها مصابة بجروح‬
‫خطية‪ ،‬وأنها ستبق معاقة‪ ،‬ولم أعد أعتقد‬
‫أن " أنت أرى بالفعل ابنت عىل كرش‬
‫متحرك‪ ،‬مشوهة‪ ،‬ومبتورة‪ ،‬لكن ل‪ ،‬يكرر‬
‫أنها بخي‪ ،‬وليس لديها أي شء‪ ،‬عىل األقل‬
‫ً‬
‫جسديا؛ من الناحية األخالقية‪ ،‬ل نعرف‬
‫حت اآلن‪ ،‬إنها إحدى المصدومات‪ ،‬سيتم‬
‫إرسالها إل المستشق وسيعتت بها األطباء‬
‫وعلماء النفس‪ ،‬ولن يسمحوا لها بالعودة‬
‫إل الميل بهذه الطريقة‪ ،‬مكهربة من‬
‫الخوف‪ ،‬ينخفض الضغط مرة أخرى ‪ ،‬أنا‬
‫ا‬
‫أشعر بالخجل قليل من ذلك‪ ،‬فقد فقد‬
‫‪،‬اآلخرون أحباءهم‪ ،‬لكت‪ ،‬ف هذه اللحظة‬
‫أفكر فقط ف ابنت الت ل تزال عىل قيد‬
‫الحياة‪ ،‬والت ف حالة جيدة‪ ،‬والت ليس‬
‫لديها أي شء‪ ،‬لكن ماتيو أخيب أنه لديه‬
‫‪:‬أخبار سيئة ليخيب بها وعندها فقط أفهم‬
‫ميلينا عىل قيد الحياة ولكن عىل مات‬
‫‪6‬‬

‫إن ضباط الشطة هم المسؤولون عن‬


‫تحذير والدة عىل‪ ،‬ليس لدي القوة‪ ،‬وليس‬
‫لدي الشجاعة ل أعرف حت اآلن ما إذا‬
‫كانت ميلينا علمت بمقتل رفيقها‪ ،‬إذا كانت‬
‫قريبة منه وقت الهجوم‪ ،‬لكن عندما‬
‫‪،‬وصلت إل المستشق حيث تم نقلها‬
‫فهمت أنها ل تعرف أي شء ألنه أول شء‬
‫تسألت وه تبك‪ :‬أين عىل؟ هل هو بخي؟‬
‫هل لديك أي معلومات؟ أين هو ؟ ابحث‬
‫عنه‪ ،‬أتوسل إليك إنها ف حالة من الذعر‬
‫لدرجة أنت ل أستطيع تهدئتها‪ ،‬أحملها‬
‫ضدي‪ ،‬أداعب شعرها ‪ -‬أقول إنت ل أعرف‬
‫ً‬
‫شيئا‪ ،‬ل أجرؤ‪ ،‬أنا جبان‪ ،‬أخس أن أراها‬
‫تنهار‪ ،‬لتفقدها تنته الممرضة بإعطائه‬
‫ً‬
‫مسكنا أنا أتصل عزرا عندما أصف له‬
‫الحقائق‪ ،‬يكرر‪ :‬لقد أنقذتها‪ ،‬أنقذتها‪ ،‬أنا‬
‫ً‬
‫قادم‪ ،‬ل أفهم شيئا‪ ،‬لقد أغلق الهاتف‬
‫بالفعل عندما عدت إل الغرفة‪ ،‬هدأت‬
‫ميلينا بشكل مصطنع‪ ،‬وأخيتت أنه بعد‬
‫مغادرة المطعم‪ ،‬اتصل بها والدها‪" :‬لقد‬
‫أراد أن يعطيت الحزمة الت أحضها ل ف‬
‫ا‬
‫المطعم بأي ثمن » أجابت بيود قليل أنها‬
‫مع ‪، L'Entrepôt،‬كانت أمام النادي‬
‫عىل‪ ،‬وأنها سياه مرة أخرى ‪" -‬كنت ل‬
‫ا‬
‫مستاء للغاية منه لكنه أض‪ ،‬وقال إنه‬ ‫أزال‬
‫سيعود إل فونتينبلو ف اليوم التال وأراد أن‬
‫يقدم ل هذه الهدية بأي ثمن‪ ،‬فذهبت إل‬
‫‪،‬هناك‪ ،‬وطلبت من عىل أن يعود قبىل‬
‫ً‬
‫أخيته أنه عىل أن أجمع شيئا من والدي‬
‫وأنت سأجده بالداخل كان أب ينتظرب‬
‫ميا من النادي‪ ،‬ف موقف‬ ‫عىل بعد خمسي ً‬
‫السيارات‪ ،‬ولم يتمكن من ركن السيارة‬
‫‪،‬أمامه‪ ،‬واعتذر عن تعليقاته ف المطعم‬
‫وأعطاب الطرد؛ كان يحتوي عىل نسخة‬
‫من "تاري خ الشعب اليهودي" لشاييم‬
‫بوتوك وأخرى من رسالة تلمودية‪ ،‬قال ل‬
‫بضع كلمات مصالحة‪ ،‬فشكرته وغادرت‬
‫ف وقت لحق‪ ،‬عزرا سوف يؤكد ل‬
‫الحقائق عاد مباشة إل الفندق دون‬
‫‪،‬الستماع إل الراديو‪ ،‬وذهب إل الشير‬
‫ولم يعرف أي شء حت مكالمت‬

‫‪،‬عزرا ينضم إلينا قبل دخول الغرفة‬


‫تحدث إل الطبيب الذي شح له كيفية‬
‫نقل الخي لميلينا‪ ،‬وما ه الحتياطات‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪:‬‬
‫سيعطيها مهدئا ثانيا سوف تكون ف‬
‫حالة سيئة إل حد ما‬

‫لن ننجح‬
‫ف النهاية‪ ،‬ستكون كريمة ه الت تأب‬
‫‪،‬إل المستشق بعد التعرف عىل جثة ابنها‬
‫وه الت ستأب وتخي ميلينا أن عىل قد‬
‫ُ‬
‫قتل‬
‫‪7‬‬
‫ً‬
‫إنه اللقاء وجها لوجه الذي أخافه أكي‬
‫من غيه ‪ -‬ومع ذلك‪ ،‬فقد واجهت بعض‬
‫المواجهات المستحيلة أنا جالس أمام‬
‫‪،‬والدة عىل ف كافتييا المستشق المزدحمة‬
‫‪،‬أضع يدها ف يدي‪ ،‬وعزرا بجانبنا‪ ،‬متحلل‬
‫أبكم؛ أحاول العثور عىل الكلمات‪ ،‬لكن‬
‫بالطبع ل يخرج من فم سوى تلعثم‬
‫جميعا نذرف الدموع تسألت‬‫ً‬ ‫غامض‪ :‬نحن‬
‫إذا كان لدي أي معلومات عن القاتل‪ ،‬ثم‬
‫تقاطعت‪ :‬ل‪ ،‬إنها ل تريد أن تعرف أي شء‬
‫عنه أعرض عليها أن آخذها إل الميل‬
‫حيث تنتظرها عائلتها‪ ،‬فتقبل عزرا سيبق‬
‫‪،‬مع ابنتنا ل يعلق ضباط األمن التابعي ل‬
‫وأعطيهم عنوان كريمة‪ ،‬ويقودون السيارة‬
‫بشعة‪ ،‬ول أحد يتحدث ف السيارة‪ ،‬ف‬
‫الخلف‪ ،‬أضغط عىل يد كريمة ف يدي‪ :‬أنا‬
‫أكره ما فعله ب عمىل عندما وصلنا إل‬
‫ميلها‪ ،‬ف الدائرة السادسة ‪ ،‬استقبلنا حوال‬
‫ً‬
‫عشة أشخاص تقدمهم ل كريمة واحدا‬
‫تلو اآلخر‪ :‬أخاها ‪ ،‬أختها‪ ،‬أصدقائها؛‬
‫يحيطون بها‪ ،‬يحتضنونها‪ ،‬يعزونها الجميع‬
‫يبكون يتحدثون عن عىل‪ ،‬ويرفعون‬
‫الصور‪ ،‬ويسيجعون ذكرياته‪ ،‬ويسألون عن‬
‫أخبار ابنت إنهم مليئون بالقلق عىل‪ ،‬ول‬
‫يعرفون أنت‪ ،‬من خالل قراري‪ ،‬من تسبب‬
‫ف محنتهم‪ ،‬إنه أنا‪ ،‬هذه الجملة تدور‬
‫وتدور ف رأش‪ ،‬إنه أنا بينما أسمح لنفس‬
‫بالنجراف وراء عاطفتهم‪ ،‬أشعر بشعور‬
‫بالخداع والخيانة ‪ -‬ومع ذلك لم أفعل إل ما‬
‫اعتقدت أنه الصواب يجب أن أعود إل‬
‫المستشق ف المصعد‪ ،‬أتلق رسالة من‬
‫كاتت والدة عبد الجليل لم تتوقف عن‬
‫التصال‪ ،‬تريد التحدث مع؛ أخرج وتحت‬
‫المطر أطلب الرقم الذي تركته إنها امرأة‬
‫مكسورة تستجيب إنها ل تفهم إنها‬
‫تخجل‪ ،‬تكرر ذلك عش مرات إنها تلوم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪:‬نفسها لم َتر شيئا قادما‪ ،‬وه تقسم‬
‫كنت أتمت أن ُيقتل ابت ف سوريا‪ ،‬إنه"‬
‫ألمر فظيع أن تقول األم ذلك‪ ،‬لكن لم يكن‬
‫ليحدث شء‬

‫وف غضون ساعات‪ ،‬ألق شاب ف‬


‫الثالثة والعشين من عمره بحياتنا ف حالة‬
‫من الفوض ف تلك الليلة‪ ،‬بدا كل شء‬
‫غي واقع ابنت نائمة‪ ،‬مذهولة من‬
‫المسكنات يعود عزرا إل الفندق إليىل‬
‫ً‬
‫وماري اللذين تركهما بمفردهما وأخيا‬
‫استيقظت ميلينا يجب أن تخضع‬
‫للفحوصات إنها مصدومة‪ ،‬تبك‪ ،‬ل أعرف‬
‫كيف أهدئها‪ ،‬أشعر بالعجز أمام ألمها‬
‫أكدت ل الحقائق وأخيتت بما حدث بعد‬
‫ذلك‪ :‬عندما تركت والدها واتجهت نحو‬
‫النادي‪ ،‬سمعت طلقات نارية‪ ،‬وتتذكر‬
‫الركض والسقوط نهضت‪ ،‬ورأت الشباب‬
‫يتفرقون ف كل التجاهات‪ ،‬فقال لها‬
‫أحدهم أن تهرب‪ :‬كان رجل يطلق النار عىل‬
‫الحشد عىل كان داخل الصندوق وف‬
‫‪،‬عجلة من أمرها‪ ،‬فقدت هاتفها الخلوي‬
‫ولم تتمكن من التصال بأي شخص‬
‫وقالت‪“ :‬اختبأت خلف سيارة مع فتاة ف‬
‫عمري كانت تعاب من نوبة ربو‪ ،‬توسلت إل‬
‫‪:‬أن أبق معها‪ ،‬وحاولت تهدئتها » تبك‬
‫ماذا يمكنت أن أفعل؟"‬
‫‪8‬‬

‫الصمت هو أول ما صدمت عندما‬


‫دخلت شقة عىل وميلينا‪ ،‬المهجورة‬
‫بوجودهما ومن اآلن فصاعدا سيتم تحويل‬
‫الحياة إل حالة إنكار لن يحبوا بعضهم‬
‫البعض بعد اآلن لن يضحكوا بعد اآلن لن‬
‫يرقصوا بعد اآلن لن يمارسوا الحب بعد‬
‫اآلن تعيدب صور الزوجي بعنف إل زمن‬
‫ضائع إل األبد أتخيل رد فعل ابنت عندما‬
‫تعود وتراهم مرة أخرى‪ :‬أتألم أخينا‬
‫الطبيب أنها تستطيع العودة إل الميل ف‬
‫اليوم التال‪ ،‬ولم أتوقف إل للتقاط بعض‬
‫األشياء وإحضارها إليها ف المستشق‬
‫ليس لدي سوى القوة للمس إل األريكة‬
‫ً‬
‫مستلقيا أبق هكذا‬ ‫حيث ينته ب األمر‬
‫لفية طويلة وعيناي مثبتتان عىل السقف‬
‫‪،‬هاتق مىلء بالرسائل ولكت ل أريد قراءتها‬
‫ليس اآلن الشخص الوحيد الذي أستجيب‬
‫له عىل الفور هو والدة عىل‪ ،‬أفكر فيها‬
‫فقط‪ ،‬ف المحنة الت تمر بها‪ :‬أسوأ ما‬
‫يمكن أن تفرضه عليك الحياة عرضت‬
‫مرافقت لكنها رفضت‪ ،‬فه ل تعرف ما إذا‬
‫‪ -‬كانت لديها القوة لستعادة أغراض ابنها‬
‫عقليا عىل شاط آخر‪ ،‬ل‬‫ً‬ ‫فه تعيش‬
‫يمكن ألحد أن يصل إليه‪ ،‬شاط الحزن‬
‫الذي ل ينقطع أخيب عزرا أن هناك كلمة‬
‫‪ "،‬ف العيية لوصف الوالد الثكىل‪ " :‬شكول‬
‫والت تعت "ممزق‪ ،‬مسحوق"‪ ،‬ألن هذا‬
‫هو ما يحدث للحرمان من ابنه إنه يلوم‬
‫نفسه لكت ل أستطيع مساعدته‪ ،‬لقد‬
‫انجرفت بالفعل ف عواقب المأساة أشح‬
‫له أن األمر سيصل إل مستوى غي‬
‫مسبوق‪ ،‬وستكون هناك ردود فعل‬
‫سياسية وضغوط من جميع األطراف‬
‫أشاهد األخبار‪ :‬يتم بث صور سيارات‬
‫الطوارئ والشطة المتوقفة أمام مكان‬
‫الهجوم بشكل متكرر يقول شاهد عىل‬
‫المأساة‪ :‬كان القاتل بمفرده عند مدخل‬
‫المله الليىل‪ ،‬وكان هناك الكثي من‬
‫الشباب ينتظرون ف الطابور‪ ،‬وكان يطلق‬
‫النار‪ ،‬كان يطلق النار عىل الحشد ألقينا‬
‫بأنفسنا عىل األرض بقينا هكذا حت دخل‬
‫الصندوق عندما نظرنا لألعىل‪ ،‬كانت‬
‫المذبحة‪ ،‬وكان هناك قتىل وجرج ف كل‬
‫‪،‬مكان حولنا‪ ،‬وهم يئنون واألجساد‪ ،‬نعم‬
‫ً‬
‫تقريبا أطفال‪ ،‬لقد كان‬ ‫أجساد خاملة‪،‬‬
‫ً‬
‫كابوسا‬

‫أتوجه نحو غرفة النوم‪ :‬الشير غي‬


‫مرتب‪ ،‬وأغراض عىل وميلينا ملقاة عىل‬
‫األرض وبدون تفكي‪ ،‬مزقت المالءة من‬
‫الشير وأغىط المرآة كما فعل عزرا عندما‬
‫توف والده األثر المادي لعىل موجود ف كل‬
‫مكان‪ :‬متعلقاته ملقاة عىل كرسيه‪ ،‬بالقرب‬
‫من الشير؛ كتبه وفنجان من القهوة‬
‫‪،‬الباردة‪ ،‬عىل الطاولة المجاورة لشيره‬
‫وعىل األرض منشفة مفتوحة أتلق مكالمة‬
‫من إيمانويل يطلب مت أن أنضم إليه ف‬
‫ميله لقد أش ل بذلك عىل الفور‪ ،‬عي‬
‫ً‬
‫‪،‬الهاتف‪ ،‬وهو أيضا محطم أحتاجك يا ألما‬
‫ً‬
‫لم أر شيئا‪ ،‬أشعر بمسؤولية كبية‪ ،‬لكن‬
‫ليس لدي القوة لدعمه ألنت محطمة ومع‬
‫ً‬
‫ذلك‪ ،‬وافقت عىل الذهاب ألنت أيضا‬
‫بحاجة إليه‪ ،‬وبعد عشين دقيقة‪ ،‬أصبحت‬
‫‪،‬ف ميله يعانقت ويأخذ وجه بي يديه‬
‫غائبا عندما أشح له أنت سأقىص‬‫ويبدو ً‬
‫األسابيع القليلة المقبلة مع أطفال أقول‬
‫له أنه ل يجب أن نلتق مرة أخرى ف هذه‬
‫اللحظة‪ ،‬ليس لدي خيار سوى البتعاد‬
‫‪،‬عنه‪ ،‬ل أحد يجب أن يعرف أننا كنا ً‬
‫معا‬
‫عالقتنا ملعونة ومحرمة اآلن‪ ،‬لكن رده‬
‫الوحيد هو أن يحتضنت أشد ضده يكرر‬
‫هذه الجملة‪ :‬أحبك‪ ،‬أنا هنا‪ ،‬سيكون األمر‬
‫‪،‬عىل ما يرام‪ ،‬بينما األمور ل رجعة فيها‬
‫هناك اآلن األحياء واألموات ونحن‪ ،‬ف‬
‫المنتصف‪ ،‬ف منطقة معادية نستلق عىل‬
‫شيره‪ ،‬وأود أن يريحت ولكنه هو الذي‬
‫‪:‬يتحدث عنه‬
‫‪،‬طالبت باإلفراج عن عبد الجليل –‬
‫وأضرت عىل أنه ل يشكل خطرا‪ ،‬فما ه‬
‫مصداقيت اليوم؟‬
‫وأنا يا إيمانويل؟ كيف سأخي ابنت –‬
‫أنت أنا من أطلق شاح قاتل الرجل الذي‬
‫شاركها حياتها‪ ،‬هل فكرت ف ذلك؟‬
‫لكت أشعر أنه ل يسمعت‬
‫‪،‬أعطيتك معلومات‪ ،‬وضمانات ‪-‬‬
‫وألزمت نفس به‬
‫أنا المسؤول الوحيد –‬
‫ل‪ ،‬الجميع كانوا مخطئي يا ألما —‬
‫بنينا هذا اإلصدار معا التقية تشل كل‬
‫شء ول توجد أداة قانونية للكشف عنه‬
‫ً‬
‫ولن نعرف أبدا ما إذا كانت لدى عبد‬
‫الجليل فكرة ارتكاب هجوم عندما تم‬
‫إطالق شاحه‬

‫أتجعد ف زاوية الشير إيمانويل‬


‫‪،‬ملتصق ب‪ ،‬يداعب شعري‪ ،‬ثم يبتعد‬
‫ينهض ويمس نحو النافذة الت يفتحها عىل‬
‫مضاعيها أشعل سيجارة‪ ،‬ووجه نظره نحو‬
‫‪،‬األفق عندما وقفت‪ ،‬رأيت أنه غي مرتاح‬
‫‪:‬ووجهه متوتر‪ ،‬وفجأة نطق بهذه الكلمات‬
‫قاسم ف مقر المديرية العامة لألمن العام‬
‫أعرف ذلك بوضوح‪ ،‬وأفهم ما تعنيه هذه‬
‫الكلمات ف فمه‪ ،‬ف هذه اللحظة بالذات‬
‫أنت لن تدافع عنه؟ –‬
‫ل يستجيب‪ ،‬يتجنب نظري‬
‫لقد طلب أن يكون أنا‪ ،‬نعم ‪-‬‬
‫لكنك ستقول ل ‪-‬‬
‫لدي ساعتان لتخاذ قراري وبعد –‬
‫محام بحكم‬
‫ٍ‬ ‫هذه الفية‪ ،‬سيتم تعيي‬
‫منصبه‬
‫سيكون لديه كل نجوم الحانة –‬
‫للدفاع عنه‬
‫نعم أعرف‪ ،‬ولكنت محاميه ‪-‬‬
‫ً‬
‫موضوعيا ف —‬ ‫ل يمكنك أن تكون‬
‫هذا األمر‪ ،‬فإنك ستدافع عنه بشكل ست‬
‫لقد كنت أساعده منذ البداية فهل ‪-‬‬
‫يحق ل أن أتركه اآلن؟‬
‫ً‬
‫من الشائع جدا أن ينسحب —‬
‫المحام‬
‫عندما ل يثق بموكله‪ ،‬عندما يكون ‪-‬‬
‫هناك تضارب ف المصالح‪ ،‬ولكنك قلت ل‬
‫‪،‬بنفسك‪ :‬يجب عليك العودة إل أطفالك‬
‫وحت لو كان مؤقتا‪ ،‬ل أستطيع أن أتذرع‬
‫بعالقتنا دون المساس بقرارك‪ ،‬دون اإليحاء‬
‫بذلك لكانت قد تأثرت بأمرنا‬
‫‪:‬أترك الصمت يمر ثم أسأله‬
‫لماذا تفعل ذلك؟‪-‬‬
‫ألن لكل إنسان الحق ف الدفاع –‬
‫هل تريد أن تفهم كيف كان من ‪-‬‬
‫ً‬
‫الممكن أن تكون مخطئا بشأنه؟ كيف‬

‫أريد فقط أن أعرف ما إذا كان ل ‪-‬‬


‫يزال هناك إمكانية للدفاع ف هذه القصة‬
‫الرهيبة‬
‫ً‬
‫أنت منفصل جدا ‪-‬‬
‫وظيفت ليست التعبي عن –‬
‫مشاعري يا ألما كيف سنحكم اآلن؟ هل‬
‫سيفض الدفاع عن اإلرهابيي؟‬
‫ما الذي سيجلبه لك للدفاع عنه؟ –‬
‫تسليط الضوء؟‬
‫ً‬
‫هل تعتقد حقا أنت بحاجة إل"‬
‫هذا؟" قل ذلك‪ ،‬هل هذا ما تعتقده؟ هل‬
‫تظن أن غروري هو الذي يمىل عىل قراري؟‬
‫ليس لدي األنا لدي واحدة من أكي المهن‬
‫ا‬
‫‪،‬إذلل أنتم القضاة لديكم السلطة‬
‫والمحامون ل يملكونها‬
‫"لذلك أنا ل شء بالنسبة لك؟"‬
‫أنت كل شء بالنسبة ل‪ ،‬ل عالقة ‪-‬‬
‫‪،‬لذلك باألمر إذا وافقت عىل الدفاع عنه‬
‫سأكون فقط أقوم بعمىل‬
‫هل تشعر أنك قادر عىل الدفاع —‬
‫عن الرجل الذي دمر حياة ابنت وقتل اثت‬
‫ً‬
‫شخصا؟‬ ‫عش‬
‫مهنة المحاماة ليست الدفاع عن ‪-‬‬
‫األرامل واأليتام ما هو المحام إن لم يكن‬
‫الدفاع عن شخص مرفوض من الجسم‬
‫الجتماع بأكمله؟ اللقيط جزء من‬
‫ينظر إل بثبات ييدد‪ ،‬يختي المياه‪ ،‬ل‬
‫‪،‬يعرف إذا كان بإمكانه القياب مت لتقبيىل‬
‫‪:‬أقف‪ ،‬يستشعر الشحنة العدوانية‪ ،‬يفهمها‬
‫من األفضل له أن يبتعد لم يعد تاريخنا‬
‫متضاربا فحسب‪ ،‬بل أصبح مستحيال‬
‫‪،‬اشعر بالخيانة أنا أحبه وأتألم نهضت‬
‫وأخذت حقيبت‪ ،‬ومن دون أن أنطق بكلمة‬
‫‪ Il a deux‬واحدة‪ ،‬توجهت نحو المخرج‬
‫‪heures pour se décider mais je‬‬
‫‪sais qu'il va accepter de défendre‬‬
‫‪Kacem et qu'en prenant cette‬‬
‫‪décision ce n'est pas seulement‬‬
moi qu'il achève d'un coup, sans
état d'âme, c'est ‫قصتنا‬
‫‪9‬‬

‫من هو القاض الذي أطلق شاح اإلرهاب؟‬

‫هذا هو السؤال الذي يتم تداوله عىل‬


‫شبكات التواصل الجتماع‪ ،‬السؤال الذي‬
‫ينته به األمر بطرحه عىل عزرا ف‬
‫‪،‬المستشق‪“ :‬أنت منسق الخدمة”‪ ،‬يقول‬
‫يجب أن تعرف ذلك » أنا ل أحاول“‬
‫التهرب‪ ،‬أنا ببساطة أجيب‪" :‬هذا أنا" » أنا‬
‫مهزوم‪ ،‬يرى ذلك‪ ،‬يفهم ذلك‪ ،‬ل أحتاج إل‬
‫مساعدة إلماتت ومع ذلك‪ ،‬يدفعت إل‬
‫‪،‬األسفل‪ ،‬ربما ينتقم لرحيىل ‪ ،‬لما فعلته به‬
‫ا‬
‫‪،‬ليعاب "لقد كان عقلك منشغل بقضية ما‬
‫يا ألما‪ ،‬اعيف بذلك » كنت أخس هذه‬
‫اللحظة ولكت أعددت نفس لها؛ أعلم أن‬
‫ميلينا ستكتشف ذلك ف النهاية يستغل‬
‫عزرا ضعق للوصول إل‪" :‬كنت تفكرين‬
‫فقط ف الطالق‪ ،‬ولم تعد تركزين عىل‬
‫عملك وهذا ما حدث » أشح له كل‬
‫الخطوات الت أدت إل قراري‪ ،‬وأبرر‬
‫نفس‪ ،‬ويستمع إل باهتمام‪ ،‬ويسألت إذا‬
‫كنت سأبق ف منصت بعد ما حدث؛‬
‫‪،‬أستمر ف طرح هذا السؤال عىل نفس‬
‫لكن قراري قد تم اتخاذه‪ ،‬وسأستقيل ألنت‬
‫لن أتمكن من القيام بعمىل بسالم بعد هذه‬
‫ً‬ ‫ا‬
‫المأساة‪ :‬لك أكون عادل وربما أيضا ألنت‬
‫تقريبا‪ ،‬لم أعد ً‬
‫قادرا‬ ‫ً‬ ‫ف الخمسي من عمري‬
‫عىل تحمل هذا الضغط‬

‫‪،‬عندما أعود‪ ،‬هناك اجتماع للقسم‬


‫يجب أن أتحدث إل زمالب وأقوم‬
‫‪،‬بتقييمهم وأخيهم بقراري عندما وصلت‬
‫ً‬
‫جميعا هناك‪ ،‬ووجوههم جدية‬ ‫‪:‬كانوا‬
‫يتناوبون ف سؤال عن أخبار ابنت فرانسوا‬
‫ذو بشة شاحبة‪ ،‬مالمح شخص لم ينم‬
‫طوال الليل‪ ،‬يتجنب نظري إريك يتحدث‬
‫ً‬
‫جميعا ف نفس المشكلة‪ ،‬وأن هذا‬ ‫يقول إننا‬
‫‪،‬القرار‪ ،‬كان بإمكان كل واحد منا اتخاذه‬
‫وأنت أكن كل تقديره‪ ،‬وأنه يجب علينا أن‬
‫ندعم بعضنا البعض وقبل كل شء‪ ،‬أن‬
‫نكون متحدين حول‪ ،‬ول تيكوب مت‬

‫‪،‬يظهر معظمهم صداقتهم وتضامنهم‬


‫باستثناء أنطوني الذي يحاول الوصول ي‬
‫إل‬
‫مرة أخرى يقول إنه ل يريد أن يثقل كاهىل‬
‫عندما أمر بوقت صعب للغاية‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فهذا ما يفعله‪ ،‬أمام اآلخرين‪ ،‬دون أي‬
‫تعاطف‪ ،‬بوحشية تدمرب لم يكن ليطلق‬
‫شاحه‪ ،‬هذا ما يقوله كانت هناك إشارات‬
‫تحذيرية لم يكن عىل قاسم أن يخرج‬
‫ً‬
‫أبدا بعد كالمه‪ ،‬ساد صمت عظيم‬
‫‪،‬فرانسوا‪ ،‬الذي وقع الوصفة الطبية مع‬
‫‪،‬ل يتفاعل‪ ،‬يبق جانبا‪ ،‬كما لو كان متحجرا‬
‫وإريك هو الذي يتهم أنطوني‪ ،‬إنه ليس‬
‫داعما‪ ،‬وليس ودودا‪ ،‬كيف يمكن أن يكون‬
‫قاطعا للغاية عندما نعلم جميعا ذلك‪ ،‬نحن‬
‫ل يمكننا إبقاء الجميع ف السجن لحماية‬
‫أنفسنا‪ ،‬فنحن نقوم بتقييم الخطورة عىل‬
‫ً‬
‫‪،‬أساس كل حالة عىل حدة وأحيانا نخىط‬
‫ً‬ ‫فالفهم اإلنساب ليس ً‬
‫علما دقيقا‬

‫قال أنطوني‪" :‬األمر المؤكد هو أنت ‪-‬‬


‫"كنت أفضل أن يتم تحييد القاتل‬
‫ل يمكنك التحدث بهذه الطريقة"‬
‫أنا أتحمل المسؤولية ماذا –‬
‫سيأخذ؟ ثالثون سنة أم الحياة؟ إنه ف‬
‫الثالثة والعشين من عمره عندما تكون‬
‫قادرا عىل إطالق النار عىل حشد من الناس‬‫ً‬
‫‪،‬بدم بارد ف هذا العمر وف تلك الظروف‬
‫فال مجال للياجع بي التبشي ومكانة‬
‫البطل والخطورة‪ ،‬ف السجن‪ ،‬سيكون من‬
‫الصعب السيطرة عليه أنا فقط أقول أنه‬
‫ليس علينا أن نحاول إعادتهم إل الحياة‬
‫بأي ثمن‬
‫ّ‬
‫فرانسوا يقف إل جانب إريك ويذكر‬
‫بأهمية محاسبة قاسم أمام العدالة‬
‫سوف يدمرنا لمدة ثالثي ً‬
‫عاما‪ ،‬هذا ‪-‬‬
‫كل شء إذا لم يخرج من خالل خطأ‬
‫ً‬
‫يتابع إريك‪" :‬لن أتفق معك أبدا ف‬
‫هذه النقطة يا أنتوني" ل يمكنك أن تريد‬
‫أن يموت الرجل‬
‫التحييد عند العتقال‪ ،‬وهو أمر ‪-‬‬
‫قانوب‪ ،‬يتجنب العتقالت المعقدة الت‬
‫يمكن إدارتها مع األفراد الذين سيقضون‬
‫‪،‬حياتهم ف تدريب اإلرهابيي المستقبليي‬
‫والتحضي لهجمات من زنازينهم ومحاولة‬
‫قتل الحراس‬
‫لكن اإلرهابيي ل يحلمون إل ‪-‬‬
‫بذلك‪ ،‬بالموت قال إريك الذي يعطونه‬

‫عندما نقتل الشباب بطلقات ‪-‬‬


‫الكالش‪ ،‬فمن الواضح أننا غي قابلي‬
‫لإلصالح‪ ،‬ونستحق الموت‬
‫‪:‬وأنا من يرد‬
‫ل ل أحد يستحق أن يموت ‪-‬‬
‫‪،‬بشعة‪ ،‬ينضم اآلخرون إل التبادل‬
‫ويتشكل معسكران‪ ،‬وترتفع النغمة‪ ،‬وف‬
‫ثوان قليلة‪ ،‬تخرج األمور عن السيطرة‬
‫ٍ‬
‫حت يطلق أنطوني هذه الجملة الت‬
‫تدينت‪" :‬ما يجب تحديده هو تأثي العالقة‬
‫مع محام قاسم بشأن قرارك » كل‬
‫العيون عىل أشعر أن الجميع يعرف عن‬
‫قضيت "هل تعلم أنه يواصل الدفاع عنه؟‬
‫لقد اكتشفنا ذلك للتو » يقف فرانسوا‬
‫فجأة ويغادر المكتب إيريك‪ ،‬يتبعه عدد‬
‫قليل من زمالئه‪ ،‬يتحدث ضد تضيحاته‬
‫ويطلب منه العتذار ل لكنه متأخر جدا‬
‫أفهم أن الوقت قد حان بالنسبة ل‬
‫للمغادرة‬

‫عندما عدت إل مكتت‪ ،‬أرتب أغراض‬


‫بطريقة فوضوية‪ ،‬أرم كل شء ف صندوق‬
‫دون فرز أي شء‪ :‬سبع سنوات من حياب‬
‫مجمعة ف صندوق أشعلت اإلشارة‬
‫الحمراء عند مدخل مكتت‪ ،‬ومع ذلك‬
‫يدخل فرانسوا دون أن يطرق الباب وهو ف‬
‫حالة هياج ل أعرفه عنها‬
‫ألم ترى النور؟ ‪-‬‬
‫هل صحيح ما قاله أنطوني ؟ –‬
‫أنا ل أجيب‬
‫لقد تالعبت ب وخنتت منذ البداية"‬
‫هل تنام مع فورست نعم أم ل؟‬
‫وكيف يهمك هذا؟ ‪-‬‬
‫لقد كان من الخطأ عدم قول ذلك ‪-‬‬
‫لقد تم تصميم ف هذا الملف كان يجب‬
‫أن تنسحب كنت دمر حياب لقد‬

‫‪،‬إن غضبه مشوع‪ ،‬وأنا أفهم ذلك‬


‫ولكن ل أستطيع ف هذه اللحظة تيير‬
‫نفس‬
‫هل تعلم أنك تواجه خطر التعرض –‬
‫إلجراءات تأديبية أمام المجلس األعىل‬
‫ً‬
‫للقضاء؟ ربما لن تتمكن أبدا من ممارسة‬
‫الرياضة مرة أخرى حياتك المهنية قد‬
‫انتهت‬
‫أنظر إليه دون أدب تعبي وفجأة أقول‬
‫‪:‬له‬
‫‪،‬ل أعتقد أنك تفهم إنها حياب —‬
‫إنها حياب الت انتهت‬
‫‪10‬‬

‫أخيا عىل حضور‬ ‫أضت والدة عىل ً‬


‫عودة ميلينا إل شقتها إنها تفعل ذلك من‬
‫أجل ابنت ولكت أفهم‪ ،‬بمجرد دخولنا‬
‫المبت‪ ،‬أن هذا خطأ‪ ،‬فه لن تتحمل رؤية‬
‫الصور‪ ،‬ومتعلقات ابنها‪ ،‬وهذه األماكن‬
‫الباردة‪ ،‬المنطفئة‪ ،‬المهجورة‪ ،‬ولكن ل أجرؤ‬
‫عىل قول أي شء‪ ،‬ميلينا بجانبه يتمسك‬
‫كل واحد منهم بعزرا وب كما لو كانت‬
‫أجسادنا دعامة صلبة‪ ،‬لكن ما إن تجاوزوا‬
‫عتبة الشقة حت تفرقوا‪ :‬تحتم كريمة‬
‫بالقرب من نافذة تفتحها عىل مضاعيها؛‬
‫ميلينا‪ ،‬ف غرفتها حيث ينته بها األمر‬
‫بالنهيار عىل شيرها لتبك إنها تتجعد‬
‫هناك ول تتحرك تنام مذهولة من‬
‫المهدئات‪ ،‬وعندما تستيقظ تتأرجح بي‬
‫الوضوح والهذيان‪ ،‬والقبول والغضب‬
‫تسأل‪ :‬لماذا؟ الثورات يرفع ظهره ليس‬
‫من ترتيب األمور أن تفقد فتاة ف مثل‬
‫عمرها من تحب وتكرر‪“ :‬عمري ثالثة‬
‫ً‬
‫وعشون عاما فقط ولم يعد لدي مستقبل‬
‫ف غرفة المعيشة‪ ،‬عزرا ل ييك والدة‬
‫عىل الت تظل صامتة بال حراك أمام‬
‫النافذة‪ ،‬يداها ملتصقتان بالدرابزين‪ ،‬فوق‬
‫الفراغ‪ ،‬ترتعش من الخوف‪ ،‬سيعيف ل‬
‫ً‬
‫لحقا‪ ،‬أنه ف نوبة ومن الحزن قفزت من‬
‫الطابق الرابع أنضم إليهم؛ جلسنا حول‬
‫ً‬
‫‪،‬الطاولة‪ ،‬بذلت كريمة جهدا للتحدث‬
‫وتعيت ف الكلمات‪ ،‬وف الختام‪ ،‬أخيتنا‬
‫أنها ستعود إل الميل‪ ،‬ولم تعد قادرة عىل‬
‫‪،‬تحمل األمر بعد اآلن‪ ،‬فاألمر صعب للغاية‬
‫صورا لبنها وترميها‬‫ً‬ ‫وهذا ما تفعله‪ ،‬تلتقط‬
‫ً‬
‫تلقائيا ف حقيبتها قبل أن تختق‬
‫أنام مع ابنت ف شيرها عزرا‪ ،‬عىل‬
‫األريكة ولحماية طفلنا‪ ،‬نصبح آباء قلقي‬
‫مرة أخرى‪ ،‬وشكاء ف الحزن أخس‬
‫اللحظة الت تعلم فيها الحقيقة ل‬
‫أستطيع النوم بعد اآلن‬

‫عند الفجر أغادر أللجأ إل الستوديو‬


‫الخاص ب تم إطالق حملة زعزعة‬
‫الستقرار واإلعدام ف الصحافة وعىل‬
‫شبكات التواصل الجتماع‪ ،‬ويمارس‬
‫ً‬
‫السياسيون ضغوطا عىل هرميت‪ ،‬ويطالب‬
‫نشطاء اليمي المتطرف ب "رئيس القاض‬
‫‪"،‬الذي أطلق شاح اإلرهاب اإلسالم‬
‫ً‬
‫ويدعمت العديد من زمالب علنا ولكت‬
‫أعلم أنهم ل يتحدثون فيما بينهم إل عن‬
‫ذلك ويتساءلون‪ :‬وماذا كنت سأفعل‬
‫مكانه؟ أقىص ساعات ف إعادة بناء رحلة‬
‫الضحايا‪ ،‬والنظر إل صورهم‪ ،‬وقراءة‬
‫‪:‬المقالت المخصصة لهم‪ ،‬إنه أمر مهووس‬
‫أريد أن أعرف كل شء عن الحياة الت‬
‫حصدها قاسم ليس لدي المزيد من القوة‬
‫ً‬
‫أحاول أيضا بمساعدة مالك معرفة مدى‬
‫تورط سونيا وقيل ل إنها بدت خائفة‬
‫ومدمرة أثناء استجوابها وتؤكد أنها ليس‬
‫ً‬
‫لديها علم بأي شء وأخيا تلقيت مكالمة‬
‫‪،‬من المدع العام لهجته قاسية‪ ،‬مقتضبة‬
‫يقول ل‪“ :‬أمام القضاة اآلخرين‪ ،‬لم يكن‬
‫ليخرج ولم يكن ليحدث شء » لكنت‬
‫ً‬
‫أتلق أيضا رسائل أخرى‪ ،‬رسائل الدعم‬
‫‪:‬هذه‪ ،‬من المحامي والقضاة‬

‫نحن نعرف كيف تقوم بعملك؛ هذا ل‬


‫ينبع أن يشكك ف طريقة ممارستك‬
‫مهمتنا مرعبة‪ ،‬ولكن كان علينا اتخاذ‬
‫القرار‬

‫لقد قمت بعملك فقط ما اعتيته‬


‫صحيحا‬

‫ثم هذه الرسالة من أحد القضاة الذي‬


‫أكد طلت‪ :‬ل أستطيع النوم بعد اآلن ومن‬
‫خالل قراراتنا‪ ،‬نحن اآلن مرتبطون إل األبد‬

‫لم أعد أرد عىل رسائل إيمانويل‬

‫ل أستطيع التحدث مع أي شخص‬


‫عن المأساة الت أعيشها‬

‫أخرج مسدش وأضعه عىل مكتت‬


‫أريد إنهاء هذا األلم‬

‫أشعر بالوحدة كما لم أشعر بها من‬


‫قبل‬

‫ألول مرة ف حياب‪ ،‬ذات مساء‪ ،‬فكرت‬


‫ف النتحار قبىل‪ ،‬اختار القضاة مواجهة ما‬
‫وصفه ألبي كامو بالمشكلة الفلسفية‬
‫الخطية الوحيدة حت ذلك الحي‪ ،‬لم‬
‫ً‬
‫أفكر ف األمر أبدا‪ ،‬أحببت الحياة‪ ،‬كنت‬
‫ً‬
‫أتحرك لم أكن أتخيل أبدا أنه ف التاسعة‬
‫واألربعي من عمري‪ ،‬عندما بدا ل أن كل‬
‫شء يسي عىل ما يرام بالنسبة ل‪ ،‬عندما‬
‫ً‬
‫عظيما للغاية‪ ،‬سأجد‬ ‫كنت أختي ً‬
‫حبا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ومسدسا ف يدي مسكونا بالسؤال‬ ‫نفس‬
‫الذي يطرحه كل حساس وينته الفرد‬
‫ً‬
‫يوما أو آخر بسؤال نفسك‪ :‬هل حياب‬
‫تستحق العيش؟‬
‫‪11‬‬

‫لكن أين أنت ؟ سوف تبدأ "‬


‫مكالمة من عزرا تنتشلت من سباب‪ :‬عىل‬
‫سوف ُيدفن ف مقية بانتي‪ ،‬لقد ذهب‬
‫ليأخذ ميلينا‪ ،‬كان من المفيض أن نلتق‬
‫عند مدخل المقية – لقد نسيت أنس‬
‫ً‬
‫كل شء وضعت بندقيت بعيدا‪ ،‬واتصلت‬
‫بسيارة أجرة‪ ،‬وبعد عشين دقيقة‪ ،‬وجدت‬
‫نفس ف الموكب‪ ،‬إل جانب ابنت وعزرا‬
‫أقيب من كريمة وأمسكها ضدي فقط‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خطابا رصينا‬ ‫ميلينا وأحد أعمام عىل يلقون‬
‫وكريما أخذت مزيل القلق قبل مجيت‪ ،‬أنا‬ ‫ً‬
‫‪،‬ف مكان آخر‪ ،‬أنا منتس‪ ،‬كل شء قطت‬
‫ً‬
‫بعيد‪ ،‬ل أسمع شيئا ‪ -‬إل ضخة أم عىل‬
‫لحظة دفن ابنها وكالمها الذي ضبت‬
‫بعنف‪ :‬كيف يمكن هذا اإلرهاب يجد نفسه‬
‫حرا؟‬

‫عندما عدت من الجنازة اعيفت‬


‫لبنت بكل شء لقد أخيتت ببساطة أنها‬
‫تعرف بالفعل إل أن والده لم يعيف له‬
‫‪،‬بأي شء لقد فهمت ذلك‪ ،‬كما أخيتت‬
‫عندما سمعتت‪ ،‬خالل محادثة‪ ،‬أقول إنت‬
‫سأقدم استقالت "إنه ليس نوع القرار الذي‬
‫‪،‬كنت ستتخذه دون الحاجة إل ذلك‬
‫عملك هو حياتك » ماذا يمكنت أن‬
‫أجيبه؟ بالفعل ليس لدي القوة لتيير‬
‫نفس‪ ،‬ل يوجد تفسي يمكن أن يخفف‬
‫من عنف الحداد‪ ،‬أنا أتحمل مسؤولية ما‬
‫فعلته؛ أنا فقط أخيها مرة أخرى أنت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪،‬آسف‪ ،‬آسف حقا‪ ،‬ألنت كنت مخطئا‬
‫وكان رد الفعل الوحيد لديها هو أنها‬
‫احتضنتت وأنا من يبك‪ ،‬أنا من يبك‬
‫‪12‬‬

‫تمكنت تحت الماء من إعادة التصال‬


‫بالهدوء والعزلة بمجرد أن أحصل عىل‬
‫لحظة‪ ،‬أذهب إل حمام السباحة التابع‬
‫للبلدية هنا ينطلق الجميع‪ ،‬مركزين فقط‬
‫عىل حركاتهم‪ ،‬وأنفاسهم‪ ،‬واإليقاع المتناغم‬
‫للجسد المنغمس والمدفوع‪ ،‬كل منهم يتبع‬
‫مسار خطه‪ ،‬دون انحراف‪ ،‬ربما يسع ف‬
‫هذا اإلتقان إل فرض نفس النتظام عىل‬
‫حياته أسبح‪ ،‬أسبح لفات‪ ،‬رأش نصف‬
‫مغمور‪ ،‬أنزلق‪ ،‬وف داخىل ‪ ،‬كل شء يصبح‬
‫أخف‪ ،‬لم أعد أشعر بأي شء‪ ،‬ل مزيد من‬
‫العواطف‪ ،‬ل مزيد من األلم‪ ،‬أسبح وأقول‬
‫هذه القصيدة لنفس عن أراغون‪ :‬هيا بنا‬
‫معا ‪ /‬فلنبصق عىل‬ ‫يبصقون عىل ما أحببناه ً‬
‫الحب أغمر رأش‪ ،‬أسبح تحت الماء‪ ،‬كل‬
‫‪،‬شء ناعم وبىطء‪ ،‬ثم أخرج رأش‪ ،‬أتسارع‬
‫كل شء غي واضح‪ ،‬أرى وجه قاسم مرة‬
‫أخرى‪ ،‬صور الضحايا ف الصحافة‪ ،‬نعش‬
‫عىل و هذه الجملة الت تجري ف دائرة‬
‫مغلقة‪ :‬كل األضواء خضاء‪ ،‬لم أعد أسمع‬
‫ضجيج العالم حت أخرج من المسبح وأجد‬
‫نفس أبك تحت تيار الماء الفاتر‬
‫والستحمام الجماع القوي‪ ،‬رائحة الماء‬
‫إل‪ ،‬وتياكب صور‬ ‫يرتفع سائل الستحمام ي‬
‫الهجوم عىل أجساد النساء العاريات‪ ،‬الماء‬
‫‪،‬والدم‪ ،‬الحياة والموت‪ ،‬النق وغي النق‬
‫ً‬
‫ل أحد يالحظت‪ ،‬نحن أيضا غي مرئيي‬
‫لبعضنا البعض حريصون عىل العودة إل‬
‫الكبائن‪ ،‬لتشغيل هواتفنا المحمولة مرة‬
‫أخرى‬

‫عندما أخرج‪ ،‬أمس لألمام‪ ،‬هلوسة‬


‫ا‬
‫قليل‪ ،‬شعري مبلل‪ ،‬أطفو ف سيب‪ ،‬ل‬
‫أعرف إل أين أذهب‪ ،‬أنا ضائعة‪ ،‬أبحث عن‬
‫مكان لالختباء‪ :‬أنا ل أعرف كيف أعيش بعد‬
‫اآلن‬
‫‪13‬‬

‫تم تعيي إيريك للتحقيق ف قضية‬


‫قاسم لكنه ل يخق تردده يخيب أننا‬
‫ً‬
‫قريبون جدا‪ ،‬وأنه ل يعرف ما إذا كان‬
‫سيتمكن من قبول هذا الملف‪ ،‬فهو يفكر‬
‫جديا ف ترحيل نفسه يعيف ل بذلك‬ ‫‪ً :‬‬
‫نظرا لصداقتنا‪ ،‬فهو يخس أن يفقد‬‫ً‬
‫موضوعيته توسلت إليه أل يعىط هذا‬
‫األمر ألي شخص آخر‪ ،‬وف النهاية رضخت‬

‫سيلق فاريت ‪ -‬فورست تعقد مؤتمرا‬


‫صحفيا لم يحضه إيمانويل إنها تحب‬
‫‪،‬التغطية اإلعالمية‪ ،‬ولديها ميل للفضيحة‬
‫وذوق للعنف والدم لم أعد أستطيع رؤية‬
‫ا‬
‫أي شخص بعد اآلن‪ ،‬وخاصة إيمانويل‬
‫بانتظام يكتب ل رسائل لالطمئنان علينا‬
‫‪ -‬وعىل األطفال؛ يرسل رسائل رومانسية‬
‫ول أرد عليها وف أحد األيام‪ ،‬لوضع نهاية‬
‫نهائية لقصتنا‪ ،‬وإلثناءه عن التصال ب‬
‫ً‬
‫نظرا ألن األمر يستغرق عدة أيام ف كل مرة‬
‫لتجاوز األمر‪ ،‬أرسل له رسالة مختضة‬
‫ألخيه أنت سأترك مكافحة‪ -‬معرض‬
‫اإلرهابيي ويطلبون نقىل القادم إل رواندا‬
‫إل وحدة "الجرائم ضد اإلنسانية" لن نرى‬
‫بعضنا البعض مرة أخرى أتمت له أن يكون‬
‫سعيدا ل يستجيب‬

‫هذا هو القرار الوحيد الذي يجب‬


‫اتخاذه؛ لكت أعاب أنا أفكر فيه فقط‬
‫أشعر وكأنت مخلوع‪ ،‬وأن أفضل جزء من‬
‫نفس قد ُبي أتجول وأشتاق إليه‪ ،‬كمدمن‬
‫مخدرات يبحث عن عالج له‪ ،‬لكنت أقاوم‬
‫‪،‬إغراء معاودة التصال به وبعد بضعة أيام‬
‫تلقيت كتابا منه عن طريق الييد وه‬
‫مجموعة قصائد للشاعر الفلسطيت‬
‫محمود درويش ‪ ،‬شير الغريب أفتحه‬
‫حيث وضع إشارة مرجعية وقرأت هذه‬
‫‪:‬الكلمات‬
‫ماذا سنفعل بالحب؟ قلت‬

‫بينما كنا نجمع مالبسنا ف الحقائب‬


‫ً‬
‫هل سنأخذها بعيدا‪ ،‬هل نيكها معلقة‬
‫ف الخزانة؟‬

‫قلت‪ :‬دعه يذهب حيث شاء‬

‫ألنه نما وانتش‬


‫‪14‬‬

‫ايريك سأل قاسم – قال ل بيدد‬


‫معي‪ ،‬أعلم أنه يخاف من اندفاع‪ ،‬يخاف‬
‫‪:‬من الضغط اإلضاف وأنا من يقول له‬
‫أريدك أن تخيب ولكن لن أطلب أي شء‬
‫واطمي ‪ ،‬لن أعىط رأب بعد عشين‬
‫ً‬
‫مرتديا الجيي‬ ‫دقيقة‪ ،‬كنت ف مكتبه‪،‬‬
‫واألحذية الرياضية والقمصان‪ ،‬أشعر وكأنت‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بعيدا عن األرض‪ ،‬بعيدا عن الكاميا ‪ -‬بعيدا‬
‫‪،‬عن العالم إريك يقدم ل قهوة ل أشب ها‬
‫حلق ضيق‪ ،‬بالكاد أستطيع التحدث‬
‫ل أعتقد أنها فكرة جيدة بالنسبة –‬
‫لك أن تقرأ هذا الستجواب‬
‫‪،‬أنا أض يثنيت‪ :‬إنه أمر صعب للغاية‬
‫‪:‬وييك الصمت يمر‪ ،‬ثم يضيف‬
‫سيكون األمر ل يطاق بالنسبة لك –‬
‫أعرف عىل أية حال‪ ،‬خالل ساعات ‪-‬‬
‫قليلة‪ ،‬سيحصل الصحفيون عىل‬
‫استجوابك ويجدون طريقة لنش‬

‫‪:‬يسلمت األوراق‬
‫ليس من المفيض أن أعطيك هذا"‬
‫لتقرأه‪ ،‬وليس من المفيض أن أخرج من‬
‫هنا‬
‫أوم برأش وأخذهم‪ :‬هناك كل‬
‫محتوى الستجواب الذي أجراه مع قاسم‬
‫أنت لم تقرأ أي شء‪ ،‬حسنا؟ ‪-‬‬
‫‪:‬أجلس وأبدأ ف القراءة وهنا‪ ،‬ل أفهم‬
‫ل أرى اسم إيمانويل يظهر‪ ،‬بل اسم زوجته‬
‫السابقة فقط‬
‫أليس إيمانويل فوريست هو من —‬
‫يدافع عن قاسم؟‬
‫‪،‬كان من المفيض أن يكون كذلك —‬
‫ولكن بعد جلسة الستماع األول للحضانة‬
‫ف المديرية العامة لألمن العام‪ ،‬انسحب‬
‫لصالح زميلته‪ ،‬سيلق فورست‪ ،‬ل أستطيع‬
‫تحملها ألم تعلم ذلك؟‬
‫ل إيمانويل لم يخيب بأي شء‬
‫هل شح لك سبب انسحابه من –‬
‫هذه القضية؟‬
‫ل‪ ،‬ل أعرف ‪-‬‬

‫‪:‬وأستأنف قراءب‬
‫سؤال من القاض‪ :‬لماذا ترفض‬
‫اإلجابة؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل أرى لماذا أتعاون مع‬
‫مؤسساتكم الكافرة‬

‫سؤال من القاض‪ :‬أل تريد أن تشح‬


‫نفسك؟‬
‫الجواب ‪ :‬أن أقول ماذا؟ أنت كنت‬
‫أفضل أن أموت؟ بما فعلته‪ ،‬سأعاقب‬
‫بالسجن مدى الحياة‪ ،‬فلماذا أتحدث‪ ،‬ما‬
‫الذي سيفعله ذلك ب‪ ،‬إيه؟ ما كان عىل أن‬
‫أقوله‪ ،‬قلته للرجل من المديرية العامة‬
‫لألمن والسالمة‬

‫سؤال من القاض‪ :‬لكن اآلن‪ ،‬ف أي‬


‫حالة ذهنية أنت؟‬
‫الجواب ‪ :‬اهدأ‪ ،‬لقد فعلت ما كان عىل‬
‫فعله‬

‫سؤال من القاض‪ :‬وما كان عليك أن‬


‫تفعل؟‬
‫الجواب ‪ :‬أردت أن أقتل أكي عدد‬
‫ممكن من الفرنسيي‬

‫سؤال من القاض‪ :‬لماذا اخيت‬


‫مهاجمة األبرياء؟‬
‫الجواب ‪ :‬ل أحد بريء هل تعتقد‬
‫أنك بريء؟ أيديكم مملوءة بالدماء‪ ،‬تقتلون‬
‫‪،‬كالجبناء‪ ،‬ترسلون الجنود ليقتلوا مكانكم‬
‫‪،‬تعاملوننا كالكالب‪ ،‬نحن وآباؤنا من قبلنا‬
‫تحبسوننا عىل أفعال لم نرتكبها لم أكن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫خائفا ولست نادما عىل شء لقد تضفت‬
‫باسم هللا ألنك ذبحت إخوب أل يقتل‬
‫الغربيون األبرياء ف سوريا؟ أل يذبح‬
‫اإلشائيليون األطفال الفلسطينيي؟ لم‬
‫أقتل األبرياء كما تقول‪ ،‬بل قتلت غي‬
‫ً‬
‫المؤمني‪ ،‬أي ل أقول أحدا‪ ،‬أي ل أقول‬
‫ً‬
‫شيئا هل يهتمون بنا‪ ،‬هؤلء الكفار الذين ل‬
‫يفكرون إل ف الستمتاع بينما نموت ف‬
‫مكان آخر؟ ل‪ ،‬إذن لن أبك عىل مصيهم‬

‫سؤال من القاض‪ :‬ما هو شعورك‬


‫عندما رأيت كل هؤلء الضحايا عىل األرض؟‬
‫الجواب ‪ :‬اطمأن قلت عندما رأيت كل‬
‫‪،‬هؤلء الكفار يسقطون الواحد تلو اآلخر‬
‫وكؤوس الخمر ف أيديهم‪ ،‬وموسيقاهم‬
‫الشيطانية من حولهم‬

‫سؤال من القاض‪ :‬منذ مت وأنت‬


‫تفكر ف ارتكاب هذا الفعل؟‬
‫الجواب ‪ :‬ألشهر‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل تؤكد أنك‬


‫أجبت عىل أحد الحاضين الذي سألك عن‬
‫سبب قيامك بذلك‪" :‬ألننا ف حالة حرب"؟‬
‫الجواب ‪ :‬نعم‬

‫سؤال من القاض‪ :‬هل فرحت بما‬


‫قتلت وجرحت؟‬
‫الجواب ‪ :‬أتحمل وأتحمل مسؤولية ما‬
‫فعلته بالكامل هل تريد مت أن أقول لك‬
‫الحقيقة؟ أنا فخور بأفعال‪ ،‬ويمكنت القيام‬
‫ً‬
‫بها مرة أخرى غدا إذا لزم األمر‪ ،‬وبطريقة‬
‫ً‬
‫أكي عنفا بهدف وحيد هو التسبب ف‬
‫ً‬
‫ممتعا‬ ‫‪،‬المزيد من الضحايا لقد كان األمر‬
‫كما تفهم‪ ،‬كان مثل فيلم رعب كنت أنا‬
‫البطل فيه سحبت‪ ،‬سحبت‪ ،‬استعدت‬
‫‪،‬العدالة بمجرد سقوط القطعة األول‬
‫عرفت أنت سأستمر‪ ،‬رأيت الخوف ف‬
‫عينيه‪ ،‬لم يتوقع ذلك و‬
‫توقفت عن القراءة‪ ،‬وارتعشت‪ ،‬وكان‬
‫إريك عىل حق‪ :‬األمر صعب للغاية‪ ،‬ودون‬
‫أن يمنحت الوقت للتفكي‪ ،‬يأخذ الوثيقة‬
‫من يدي أريد أن أعرف كيف كان شعوره‬
‫‪،‬عندما لمس قاسم سؤال يزعزع استقراره‬
‫ً‬
‫متأثرا بهذا التبادل‬ ‫‪:‬فمن الواضح أنه ل يزال‬
‫بعد هذا الستجواب‪ ،‬استغرق األمر مت“‬
‫ست ساعات للعودة إل األسفل وبعنف‬
‫الكلمات‪ ،‬كانت الكراهية متجسدة لقد‬
‫كانت صدمة لقد تعرضت للضب‬
‫ً‬
‫جسديا‪ ،‬ولم أعد ً‬
‫قادرا عىل تحريك‬
‫أطراف كانت كلماته منفصلة ً‬
‫تماما عن‬
‫المعاناة الت سببها؛ كان لدي انطباع بأنت‬
‫ً‬
‫سأواجه الش المطلق‪ ،‬كائنا بال جسد‪ ،‬بال‬
‫عاطفة‪ ،‬وقوقعة فارغة لقد أذهلتت ً‬
‫تماما‬
‫سألته كيف تمكن من الوصول إل نهاية‬
‫‪،‬هذا الستجواب‪ :‬سميت ما شعرت به‬
‫ً‬
‫وكتبته‪ ،‬وأخذت قسطا من الراحة‪ ،‬ثم‬
‫أمليت عىل كاتت ما قاله ل قاسم للتو؛ لقد‬
‫أعطاب الوقت للسيطرة عىل مشاعري‬
‫وأقول له أنت ل أعرف كيف تمكن قاسم‬
‫من خداع إل هذا الحد "أنت لست‬
‫‪،‬الوحيد‪ ،‬لقد تمكن من خداع الجميع‬
‫وإحباط جميع الفخاخ بغض النظر عن‬
‫مدى استجوابنا لهم لساعات‪ ،‬فإن‬
‫ا‬
‫األشخاص الذين نستقبلهم يظلون كتل من‬
‫الغموض‬

‫لقد غادرت معرض مكافحة اإلرهاب‬


‫وأنا أشعر بالصدمة مما قرأته الوقت مبكر‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جدا‪ ،‬بالكاد أرى أحدا ف القض‪ ،‬وأبق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫للحظة وحيدا‪ ،‬جالسا عىل مقعد‪ ،‬مقابل‬
‫الغرفة الت تعقد فيها معظم محاكمات‬
‫ُ‬
‫اإلرهابيي الكيى والت ستجرى فيها‬
‫بالتأكيد محاكمة قاسم اكتشفت رسالة‬
‫أرسلها ل عزرا عندما كنت ف مكتب إريك‬
‫هذه آية من سفر التثنية أخيب عزرا أنه‬
‫‪:‬اختارها لميلينا ولكن يبدو أنها مكتوبة ل‬
‫لقد وضعت أمامك الحياة والموت‪ ،‬اليكة"‬
‫واللعنة وسوف تختار الحياة » بإيقاف‬
‫تشغيل هاتق‪ ،‬أعلم أنت لن أحاول الموت‬
‫بعد اآلن‬

‫نحن نتوقع كل شء من الوجود(‬


‫يمكننا أن نخضع لقواني الصدفة‪ ،‬ونؤكد‬
‫‪،‬حريتنا ونتمرد عىل انعكاساتها المأساوية‬
‫يمكننا أن ننحت تحت الحتميات أو نحاول‬
‫الهروب من أنفسنا‪ ،‬ولكن الحقيقة تظهر‬
‫نفسها ً‬
‫دائما ف الشدائد( ألن الحياة ما ه‬
‫إل تتأرجح بي ومضات متضادة‪ :‬الحب‬
‫وخيبة األمل‪ ،‬األمل والتخىل‪ ،‬السعادة‬
‫والمحنة نحن مخطئون‪ ،‬نحن مخطئون‬
‫طوال الوقت أين الحقيقة؟ أين الكذب؟‬
‫‪،‬العالقات اإلنسانية ل تقدم أي تعليمات‬
‫‪،‬ليس لدينا شبكة قراءة‪ ،‬نتلمس األمر‬
‫ً‬
‫أحيانا يكون األمر مجرد شعور‪ ،‬نعتمد‬
‫عىل الرابط الذي تمكنا من خلقه‪ ،‬عىل‬
‫قناعاتنا الخاصة‪ ،‬عىل غرائزنا ‪ -‬الت ً‬
‫غالبا ما‬
‫تخوننا ‪ ،-‬ومهما كنا نثق ف العناض‬
‫‪،‬المتماسكة حاول السيطرة عىل كل شء‬
‫دائما عنض من عدم اليقي‬ ‫‪،‬سيكون هناك ً‬
‫وهامش للخطأ ‪ -‬مهما فعلنا‪ ،‬يظل الفرد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لغزا لآلخرين ولنفسه‪ ،‬ول نعرف أبدا من‬
‫نواجه لقد اتخذت قراري وحدي‪ ،‬ف‬
‫‪،‬خصوصية ضميي‪ ،‬وآمنت بالعدالة‬
‫وأردت أن أؤمن باإلنسان‪ ،‬والرد الوحيد‬
‫عىل أولئك الذين يعارضون الموت هو‬
‫(الحياة ‪ -‬إنها ل تزال حياة‬
‫‪15‬‬

‫أريد أن أعرف لماذا لم يدافع إيمانويل‬


‫عن قاسم‪ ،‬أنا من اتصل به‪ ،‬لكنه ردا عىل‬
‫ذلك يذكرب بأنت لم أرغب ف التحدث‬
‫‪،‬معه أبدا‪ ،‬إلعطائه فرصة لشح نفسه‬
‫لماذا اآلن؟ أض فيفض‪ ،‬يختض الحديث؛‬
‫لذلك‪ ،‬بدافع مندفع‪ ،‬غادرت‪ ،‬وبعد عش‬
‫دقائق‪ ،‬قمت بقرع جرس بابه لم أحذره ف‬
‫الطريق وزوجته السابقة ه الت تفتح‬
‫‪،‬الباب وه ترتدي تنورة سيجارة سوداء‬
‫وبلوزة بورجوندي؛ يتم سحب شعرها إل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الخلف‪ ،‬وتعىط شيئا جافا وسلطويا بعض‬
‫السء مما يزعزع استقراري ف كل مرة‬
‫ندمت عىل الفور عىل مجيت‪ ،‬فهو ل يزال‬
‫عىل عالقة معها‪ ،‬هذا واضح‪ ،‬حت أنت‬
‫أتخيلهما‪ ،‬لبضع ثوان‪ ،‬وهذا التمثيل‬
‫للحبيب مع آخر يصيبت بالشلل؛ ما زلت‬
‫أجد الشجاعة ألسأله عما إذا كان إيمانويل‬
‫ً‬
‫موجودا هناك‪ ،‬وإذا كان بإمكاب التحدث‬
‫معه‪ ،‬فأنا بالتأكيد لن أعود وأهبط الدرج‬
‫وأختق تظل بال حراك‪ ،‬تنظر إل كما لو‬
‫كان لها حق الحياة أو الموت عىل‪ ،‬وتلعب‬
‫‪،‬عىل سلطتها الرسمية الصغية‪ ،‬ثم تأب ب‬
‫وتخيب أنها ستغادر‪ ،‬وأنها جاءت لتلتقط‬
‫أمتعتها فقط ابن‬

‫‪،‬إذا كانت تبحث عن طريقة إلسقاط‬


‫فهذه ه‬

‫ل أعرف عمن تتحدث‪ ،‬لكت بالتأكيد‬


‫‪،‬سمعت كلمة "ابت" تنطق بصوت واضح‬
‫ل يوجد أي سوء فهم محتمل‪ ،‬لقد غزت‬
‫هذه الكلمة كياب‪ ،‬ويمكن اآلن تلخيص‬
‫حياب بهذا الوج ‪ :‬لديهم ابن أخيب‬
‫ا‬
‫إيمانويل أنه لم ينجب أطفال بعد وفاة‬
‫طفله‪ ،‬ولم يعد يريدهم ليس لدى سيلق‬
‫فورست الوقت الكاف لالبتعاد‪ ،‬يظهر‬
‫ً‬
‫مرتديا بنطال جيي‬ ‫إيمانويل ف الغرفة‬
‫ً‬
‫وقميصا‪ ،‬برفقة شاب ل بد أنه ف أوائل‬
‫العشينات من عمره وأرى أنه معاق بشكل‬
‫خطي يواجه صعوبة ف التحرك دون‬
‫‪،‬مساعدة ول يتواصل إل من خالل التذمر‬
‫وكأنه غريب عن العالم من حوله‪ ،‬ومن‬
‫الواضح أن هذا يزعجت‪ ،‬ول أعرف ماذا‬
‫‪،‬أقول أو كيف أتضف وجه إيمانويل مغلق‬
‫أشعر أنه غاضب مت‪ ،‬لكنت غاضب منه‬
‫ً‬
‫أيضا‪ ،‬أرتجف‪ ،‬ل أستطيع إخفاء ذلك‬
‫ببساطة نطق بهذه الكلمات‪" :‬أقدم لك‬
‫ابت‪ ،‬أخيل كان عىل وشك الرحيل » أسي‬
‫نحوهم‪ ،‬أمسك بيد ابنه بينما يساعده عىل‬
‫ارتداء معطفه بحركات لطيفة للغاية‪ ،‬بينما‬
‫ا‬ ‫ً‬
‫تبق زوجته السابقة جانبا قليل سمعتها‬
‫تخي إيمانويل بأنها ستعيده إل المركز‬
‫وأدركت أنه يعيش معظم الوقت ف وحدة‬
‫رعاية األشخاص ذوي اإلعاقة ثم تصف ل‬
‫عمل هذا المركز بتفصيل كبي كما لو كانت‬
‫ممثلة وأنا أم تبحث عن المعلومات؛ بدت‬
‫ل فجأة كريمة ومؤثرة‪ ،‬منجذبة إل‬
‫مونولوجها الذي ل شك أن تعليمه اليبوي‬
‫ً‬
‫يمنعها أيضا من اليدد أمام المرأة الت تأب‬
‫‪،‬لتأخذ والد ابنها‪ ،‬الرجل الذي أحبته‬
‫والذي ل تزال تحبه بال شك تحب ومع‬
‫من‪ ،‬يبدو أنها تخيب بطريقة غامضة أنها‬
‫مرتبطة مدى الحياة ل يدرك إيمانويل ما‬
‫يحدث بيننا‪ ،‬يتحدث إل ابنه بحنان ل‬
‫أعرفه‪ ،‬ويتفحص بعناية محتويات حقيبته‬
‫‪،‬الت يسلمها لألم يقودهم إل الباب‬
‫وأسمعهم يتبادلون بضع كلمات‪ ،‬وأشعر‬
‫برابط كبي بينهما‪ ،‬وعندما يعود إل غرفة‬
‫المعيشة‪ ،‬أسارع نحوه ألعانقه؛ إنه بعيد‬
‫ا‬
‫قليل‪ ،‬ل يقبلت‪ ،‬يبتعد إل الجانب اآلخر‬
‫من الغرفة‪ ،‬يخيب أنه طلب مت عدم‬
‫الحضور؛ ويؤسفت أنت تدخلت ف حياتهم‬
‫كنت بحاجة للتحدث معك ل –‬
‫أستطيع أن أنفصل عنك أحبك‬
‫إنه ل يجيب‬
‫عىل األقل سأكون قد قابلت ابنك –‬
‫ومعاد‬
‫ٍ‬ ‫إنه قاس‬
‫لماذا لم تخيب عنه؟ ‪-‬‬
‫ألقول لك ماذا؟ ‪-‬‬
‫ل أرى ما ه المشكلة ف الواقع ‪-‬‬
‫ً‬
‫لماذا أخفيت عت أن لديك ولدا؟‬
‫يصمت‪ ،‬ييدد ف التعبي‪ ،‬يبتعد‪ ،‬ثم‬
‫يعود‬
‫كنت ف الثامنة والعشين من –‬
‫عمري عندما ولد تمت الولدة بشكل‬
‫جيد‪ ،‬وكان بصحة جيدة ولكن ف ثمان‬
‫وأربعي ساعة تغي كل شء أخينا األطباء‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫مرضا ور ً‬
‫اثيا نادرا جدا قد يجعله‬ ‫أنه يحمل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫معاقا جسديا ودماغيا وقيل لنا أيضا أنه لن‬
‫ا‬
‫‪،‬يعيش طويل‪ ،‬ربما حت سن المراهقة‬
‫وليس بعدها‪ ،‬وسيعتمد عىل المساعدة‬
‫الخارجية كانت سيلق قد بدأت للتو‬
‫حياتها المهنية‪ ،‬ولم تستطع تحمل ذلك‬
‫ً‬
‫‪،‬لقد مارس والداي ضغوطا هائلة علينا‬
‫‪،‬فهم أشخاص موجودون فقط ف التمثيل‬
‫ولم يكن من الممكن بالنسبة لهم أن‬
‫يتحملوا ذلك هل ترى من ه عائلت؟‬
‫النقص ليس خيارا لقد شجعنا والداي‪ ،‬بل‬
‫‪،‬وأجيونا عىل ذلك‪ ،‬للتخىل عن طفلنا‬
‫ً‬
‫صغارا‬ ‫‪،‬وهذا ما فعلناه‪ ،‬ف الخفاء‪ ،‬كنا‬
‫مذعورين أعلنوا لجميع أقاربنا أن ابننا توف‬
‫متأثرا بالعدوى‪ ،‬ونشوا منشورا ف‬
‫الصحافة وأوضحوا أننا نريد دفنه عىل‬
‫انفراد‬
‫توقف‪ ،‬وأشعل سيجارة‪ ،‬وقدم ل‬
‫واحدة ‪ -‬فأخذتها‬
‫‪،‬ولكن عندما تتخىل عن طفل —‬
‫فلديك شهر واحد إلعادة النظر ف قرارك‬
‫وف اليوم الثامن والعشين أردنا استعادته‬
‫هذا ما فعلناه لكننا لم نجرؤ عىل العياف‬
‫‪،‬بالحقيقة ألحبائنا ربيناه ف الظل‪ ،‬أنا وه‬
‫ً‬
‫دون أن يعلم أحد من حولنا شيئا‪ :‬كيف‬
‫ً‬
‫عدنا؟ وتحت ضغط عائلت ‪ ،‬ألننا كنا أيضا‬
‫خائفي من الهاوية الت كانت أمامنا‪ ،‬وقعنا‬
‫ف فخ‬
‫أنا آسفة ‪-‬‬
‫ل أعتقد أن أي امرأة أخرى يمكنها ‪-‬‬
‫أن تفهم ما أشعر به وما أختيه أنت ل‬
‫تعرف كيف يكون األمر عندما يكون لديك‬

‫‪:‬أقيب منه وأقبله يدفعت بعيدا‬


‫ل أريد شفقتك‪ ،‬وهذا ليس ما أتيت –‬
‫من أجله تريد مت أن أخيك كيف سار‬
‫األمر مع قاسم‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫لم أفكر ف األمر بعد اآلن‪ ،‬لكنه تابع‬
‫‪:‬دون أن يمنحت الوقت للرد‬
‫دخلت مقر المديرية العامة لألمن –‬
‫والسالمة للتحدث معه وسألته‪ :‬ماذا فعلت‬
‫بحق الجحيم؟ لم أكن أرغب ف مواجهته‬
‫ً‬
‫وجها لوجه‪ ،‬أو توبيخه‪ ،‬كما ترى‪ ،‬أو إخباره‬
‫بأنه خان ثقت ‪ ،‬وأنت كنت محاميه‪ ،‬وليس‬
‫والده لقد أجاب للتو أنه فعل ما كان عليه‬
‫فعله‪ ،‬ثم شحت له ما سيحدث له لكنه‬
‫كان ل يزال ف حالة نشوة‬
‫ً‬
‫لست متأكدا من أنت أستطيع –‬
‫سماع ذلك‬
‫نعم‪ ،‬نعم‪ ،‬أريدك أن تفهم ‪-‬‬
‫أشعر باألسف كل يوم ألنت حررت –‬
‫موكلك‬
‫انه ل يستمع ل‬
‫قلت له شيئي أو ثالثة ثم دخلنا ‪-‬‬
‫الغرفة إلجراء المقابلة مع المحققي وكان‬
‫هناك رعب أنا ل أقول إنت لم أكن أعرف‬
‫ما الذي ينتظرب ولكنت اعتقدت أنت‬
‫‪،‬سأدعمه – لقد دافعت بالفعل عن القتلة‬
‫أنظر إليه‪ ،‬وأعلم أنت ل أستطيع‬
‫التخىل عنه أخيته أنت لم أعد أرغب ف أن‬
‫ً‬
‫أعيش حبنا مختبئا‪ ،‬وأنت أريد العودة إليه‬
‫‪:‬ولكن لجميع اإلجابات يخلص إل‬
‫كثيا‪ ،‬لقد فات ‪-‬‬‫لقد جعلتت أعاب ً‬
‫األوان‪ ،‬لم أعد أريد ذلك‬
‫‪16‬‬

‫تنفس ألما النطباع الفظيع بأن يدي‬


‫ه الت تحمل السالح وأنت أنا من أطلق‬
‫النار وأنت أنا من يقتلك‪ ،‬أنت ستذبحهم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جميعا‪ ،‬أنا قوي جدا عندما يقطع األخ‬
‫رأسه‪ ،‬سوف ندمر بلدك من الكفار ابت لن‬
‫يؤذي ذبابة أيديولوجية الفوض تعمل‬
‫ً‬
‫تمجد الموت لم أحب العنف أبدا لقد‬
‫ً‬
‫بنيت نفس ضد العنف أصبح المتهم مدركا‬
‫لسخافة أطروحات اإلسالم الراديكال‬
‫وأخطاء الماض الت تظهر ف غاية األهمية‬
‫ً‬
‫تشجيعا بالنسبة للمستقبل‪ ،‬لم يكن‬ ‫أقل‬
‫لدي أي مشوع إجرام‪ ،‬فالحرب ضد‬
‫الجهادية ه بال شك التحدي الكبي‬
‫ً‬
‫لجيلنا‪ ،‬لقد كان قلت مطمئنا عندما رأيت‬
‫ً‬
‫كل هؤلء األوغاد يسقطون واحدا تلو‬
‫اآلخر‪ ،‬هل تركت قضيتهم نعم بالتأكيد كل‬
‫ا‬
‫ذلك؟ الرجل الذي يقتل رجل ألول مرة‬
‫‪،‬يشعر بسء ما‪ ،‬صور الجثث المشوهة‬
‫الجماجم المنفجرة‪ ،‬جثث األطفال‬
‫‪،‬المقطعة‪ ،‬هل كانت ضورية للحقيقة‬
‫تأكدوا أننا مليمون ببذل كل طاقتنا‬
‫لستكمال هذا التحقيق والمحاولة من أجل‬
‫إظهار الحقيقة‪ ،‬لقد كذبت علينا منذ‬
‫البداية‪ ،‬سمحت الدولة بقتل ابنت‪ ،‬قادتنا‬
‫ً‬
‫ل يفعلون شيئا‪ ،‬ييكون األسلحة تنتش‬
‫بحرية‪ ،‬يأتون ليجعلونا نبك عىل حرب هم‬
‫ضد اإلرهاب‪ ،‬وف غضون سنوات قليلة‬
‫سوف نمول عىل حساب دافع الضائب‬
‫المحاكمات الت يريدون أن تكون تاريخية‬
‫والت ستكلف الماليي لحماية السكان هو‬
‫إعدادهم لتهديد سيضب مرة أخرى‪ ،‬نحن‬
‫نرتكب أخطاء‪ ،‬نرتكب أخطاء طوال‬
‫ً‬
‫الوقت ف الحياة‪ ،‬ل نعرف أبدا من أمامنا‬
‫أين الحقيقة أين الكذبة أنا فخور بما‬
‫فعلته‪ ،‬يمكنت أن أفعل ذلك مرة أخرى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫غدا إذا لزم األمر وبطريقة أكي عنفا بهدف‬
‫‪،‬وحيد هو التسبب ف المزيد من الضحايا‬
‫لقد جعلتت أعاب أكي من الالزم‪ ،‬لقد فات‬
‫األوان‪ ،‬أنا‬
‫أنا‬

‫ُ ي‬
‫و ِلد‬

‫ال‬
‫يريد‬

‫أكي‬
‫‪17‬‬

‫أستيقظ ف وحدة العناية المركزة‬


‫للقلب ف المستشق‪ ،‬حيث يتم شفط‬
‫أجهزة الستشعار إل صدري وتوصيلها‬
‫بآلت تعيد إنتاج أثر مخطط كهربية‬
‫القلب بالكاد أستطيع رؤية الصور الظلية‬
‫إليمانويل وميلينا فوف‪ ،‬لكت أتعرف عىل‬
‫أصواتهما أسمع أصوات التنبيه المتواصلة‬
‫لآللة؛ الممرضة تأب وتذهب إل الغرفة؛ ل‬
‫أعلم هل ه النهاية أم بداية جديدة؟‬
‫مظهر‬
‫الحقيقة‬

‫‪،‬العالم عبارة عن جش ضيق للغاية"‬


‫والسء الرئيس هو عدم الخوف‬
‫الحاخام نحمان من براتسالف‬
‫هللا أكي صوت المؤذن الثاقب يطبع‬
‫أنشودة ف رأش – إنه وقت الصالة ف‬
‫مستلق عىل الشير ف غرفة‬
‫ٍ‬ ‫القدس أنا‬
‫‪،‬الفندق الت وصلنا إليها ف اليوم السابق‬
‫نائما يتسلل شعاع من‬‫ول يزال إيمانويل ً‬
‫‪،‬ضوء الشمس عي المضاع الخشت‬
‫ويغىط السقف؛ ينحرف الضوء‪ ،‬وتتكشف‬
‫ظاللنا لففت نفس بمالءة‪ ،‬ثم نهضت‬
‫وعيت الغرفة المثقوبة بعوارض قزحية‬
‫األلوان من خالل النافذة أرى أسوار‬
‫‪،‬المدينة القديمة‪ ،‬وشظايا الحجر المرتدة‬
‫‪،‬تلون األفق بضوء طيق يكاد يكون غامضا‬
‫ل يراه أحد إل ف القدس‪ ،‬وبالقرب منه‬
‫أشجار الصنوبر وأشجار الشو ف حلب الت‬
‫عطرها يصل ل أجلس عىل طاولة العمل‬
‫‪،‬أمام النافذة‪ ،‬والشمس تغمر الغرفة‬
‫‪:‬وأكتب‬
‫كجزء من واجباب كقاضية مختصة‬
‫بقضايا مكافحة اإلرهاب‪ ،‬اتخذت قر ًارا بدا‬
‫صائبا ولكن كانت له عواقب وخيمة‬ ‫ً‬ ‫ل‬
‫بالنسبة ل‪ ،‬عائلت من أجل بلدي‬
‫‪،‬ربما أصبحت الكتابة منطقت اآلمنة‬
‫‪،‬والوسيلة الوحيدة لجعل حياب محتملة‬
‫لوصف واقع ل أستطيع مواجهته دون‬
‫‪،‬معاناة ف رسالة إل فيتا ساكفيل ويست‬
‫بتاري خ ‪ 8‬سبتمي ‪ ،1928‬أشارت‬
‫فيجينيا وولف‪" :‬أعتقد أن أهم شء ف‬
‫‪،‬بداية الرواية هو أن يكون لديك انطباع‬
‫ليس أن المرء يستطيع كتابتها‪ ،‬ولكن أنه‬
‫موجود هناك ‪ ،‬أنها موجودة عىل الجانب‬
‫اآلخر من الهاوية‪ ،‬وأن الكلمات عاجزة عن‬
‫عبورها‪ :‬أننا ل نستطيع التغلب عليها إل‬
‫عىل حساب معاناة لهثة ]…[ يجب أن‬
‫تظهر الرواية‪ ،‬قبل أن نبدأ ف كتابتها‪ ،‬كما‬
‫شء‪ ،‬عىل وجه التحديد‪ ،‬ل يمكننا كتابته‬

‫اكتب حت ل ننس الموب‪ ،‬لنتذكر‬


‫تعلقنا باألحياء ل يمر يوم دون أن أفكر ف‬
‫الضحايا‪ ،‬ف عىل‪ ،‬ف عائلته‪ ،‬ف وجود ابنت‬
‫المخلوع نحن ل نتعاف ً‬
‫تماما من مثل هذه‬
‫المحنة‪ ،‬فنحن نستمر وهذا كل شء‬

‫ف الصباح‪ ،‬أذهب وحدي ألجد عزرا‬


‫وأطفالنا الذين سافروا مع لزيارة والدهم‬
‫بعد أسابيع قليلة من الهجوم ومغادرة‬
‫ميلينا إل بوسطن‪ ،‬انضممت إل وحدة‬
‫الجرائم ضد اإلنسانية"‪ ،‬وانتقلت مع"‬
‫أطفال إل كيغال‪ ،‬رواندا انضم إلينا‬
‫إيمانويل أو ذهبت لرؤيته ف باريس ‪ -‬لقد‬
‫جزءا من حياب كان عزرا‬‫أصبح ابنه اآلن ً‬
‫‪،‬قد اتخذ قراره بالنتقال إل أورشليم‬
‫ً‬
‫محققا ما أسماه تشوفا ‪ ،‬أي عودته‬

‫‪،‬كان ذلك ف قلب البلدة القديمة‬


‫حيث يعيش اآلن‪ ،‬حيث رتب عزرا‬
‫لمقابلت لقد جاء بمفرده‪“ :‬ل يزال‬
‫األطفال نائمي » من بعيد أرى صورته‬
‫الظلية المتصلبة إل حد ما‪ ،‬بالكاد أتعرف‬
‫عليه‪ :‬لقد أطلق لحيته ويرتدي بدلة‬
‫‪،‬وقبعة سوداء عىل الرغم من الحرارة‬
‫وتتدل من شواله خيوط بيضاء ‪ -‬زي‬
‫المراقبي اليهود أعاد بناء حياته ف بضعة‬
‫أشهر‪ ،‬وتزوج مرة أخرى من امرأة التق بها‬
‫مرتي فقط ف نهاية شيدوخ ‪ ،‬وهو اتحاد‬
‫مرتب مع يهودي أرثوذكس مثله ‪" -‬أنا‬
‫سعيد"‪ ،‬وهو يسارع إل إضافة كما لو كانت‬
‫شوط زواجه التحاد يمكن أن يجعلت‬
‫أشك ف ذلك أخيب أن اسم زوجته‬
‫دفورا‪ ،‬وه أمريكية‪ ،‬ف السابعة والثالثي‬
‫من عمرها‪ ،‬وه أرملة وأم لثالثة أطفال‬
‫أخيته أنت عدت من رواندا‪ ،‬وأنت أخذت‬
‫"إجازة لمدة عام ‪ -‬ول أضيف كلمة "أكتب‬
‫الهروب‪/‬العمل‪/‬الكتابة هو ما جعلت‬
‫أستمر لقد غادرت حت ل أرى وجه القاتل‬
‫واسمه ف الصحافة هناك‪ ،‬من الصباح إل‬
‫‪،‬المساء‪ ،‬كنت أسمع فقط الفظائع‬
‫والقصص الرهيبة من الناس الذين فقدوا‬
‫كل شء‪ ،‬ولكن كل يوم كنت أعود‬
‫لالستماع‪ ،‬ومالحظة‪ ،‬وفهم لقد خرجت‬
‫من هذه التبادلت محطمة ‪ ،‬لكنها كانت‬
‫مهووسة‪ :‬أردت العدالة‬

‫نسي لمدة ساعة عي الشوارع‬


‫المرصوفة بالحىص‪ ،‬تحت أشعة الشمس‬
‫الحارقة‪ ،‬ونتحدث عن الهجوم وعن حياة‬
‫ميلينا الجديدة ف الوليات المتحدة‬
‫تخلت عن كل مشاعر الكراهية والنتقام‬
‫‪،‬إنها تحاول فقط البقاء عىل قيد الحياة‬
‫ً‬
‫يوما بعد يوم اختفاء عىل يقلقنا عزرا‬
‫يسألت عن األم كريمة؛ ما زلنا نتحدث مع‬
‫بعضنا البعض‪ ،‬بانتظام‪ ،‬متحدين بولء‬
‫ً‬
‫غريب‪ ،‬وعاطفة ل تيعزع؛ ل شك أيضا ف‬
‫ً‬
‫‪ -‬ذنت الذي لن تضيف إليه أي لوم أبدا‬
‫ولكن فيما يتعلق بالتعليمات‪ ،‬لن يكون‬
‫هناك أي شك؛ ويقول إنه لم يعد يشعر‬
‫بالغضب‪ ،‬لكنه يريد البتعاد عن هذه‬
‫الدراما‪ ،‬وأنه لن يحض المحاكمة عندما‬
‫تجرى‪ ،‬ربما بعد عام أو عامي هنا وجد‬
‫ا‬
‫شكل من الهدوء ف الدراسة واكتشاف‬
‫ً‬
‫مصنوعا ل‬ ‫الذات‪ :‬صخب العالم ليس‬
‫أسأله إذا كان يكتب رواية جديدة‪ ،‬وعىل‬
‫هذا السؤال تلمع عيناه‪ :‬ل لقد غزت‬
‫الدراسة منطقته العقلية‪ :‬لم أعد أقرأ األدب‬
‫‪،‬إل ً‬
‫نادرا أراب المكان الذي يعمل فيه‬
‫المبت الذي يعيش فيه اآلن – مبت مصنوع‬
‫من حجر القدس‪ ،‬تحده حديقة مليئة‬
‫بالزهور اليية؛ إنه يسكنه اإليمان‪“ :‬كان‬
‫الهجوم وانفصالنا حدثي مؤلمي لدرجة‬
‫‪،‬أنت كنت بحاجة إل التمسك بسء ما‬
‫هل تفهم؟ أردت أن أنسحب‪ ،‬وأجعل‬
‫‪،‬نفس غي متاح للعالم‪ ،‬وأعود إل الجوهر‬
‫إل التفسي‪ ،‬إل النص إل إيمان أجدادي‬
‫ً‬
‫إل هويت العميقة ال شعت » أنا أيضا‬
‫كنت بحاجة إل العثور عىل القوة ف مكان‬
‫آخر غي نفس‪ ،‬وكان هذا الحب هو الذي‬
‫انيعت من ألم‪ ،‬وكانت هذه الرحلة إل‬
‫رواندا‪" ،‬بلد األلف تلة"‪ ،‬واللقاء مع‬
‫األشخاص الذين يعرفون ل شء عن‬
‫قصت‪ ،‬الذي لم يسع للحكم عىل عندما‬
‫رحلت‪ ،‬لم أعد أعرف من أنا أو ما معت‬
‫وجودي‬

‫يقيح عزرا أن نتوقف للحظة‪ ،‬ونجلس‬


‫ف مقه ف قلب سوق القدس‪ ،‬يعج‬
‫بالناس ف هذا الوقت من الصباح يطلب‬
‫القهوة نتحدث عن أطفالنا‪ ،‬عن الخطاب‬
‫الذي ألقته ميلينا ف نيويورك‪ ،‬ف األمم‬
‫المتحدة‪ ،‬كجزء من اليوم الدول إلحياء‬
‫ذكرى ضحايا اإلرهاب‪ ،‬عن رغبتها ف‬
‫– النخراط ف السياسة‪ ،‬نجد لغة مشيكة‬
‫كل ما صادرته منا الحياة الزوجية الطقسية‬
‫اليومية – وبينما يغادرنا‪ ،‬يخرج من جيبه‬
‫ً‬
‫صغيا باللغة العيية يبدأ ف تصفحه‬ ‫ً‬
‫كتابا‬
‫قبل اختيار صفحة‬
‫هناك مقطع ف نشيد األناشيد —‬
‫يخاطب فيه الملك سليمان المرأة الت‬
‫يحبها بهذه العبارات‪ :‬كوم لكح … ليج‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حرفيا‪ ،‬قم بمعت "ابق واقفا‬ ‫" لكح ‪،‬‬
‫‪،‬اذهب إل نفسك قبل عشة قرون‬
‫يخينا النص أن هللا تحدث إل أبرام‪ ،‬رجل‬
‫التجارب العشة ‪ -‬الذي لم يدعو بعد‬
‫‪ -‬إبراهيم الذي هو ليس بعد ًأبا للتوحيد‬
‫‪ ،‬بنفس هذه المصطلحات‪ :‬ليخ ليخا‬
‫حرفيا‪ ،‬اذهب إليك‪ ،‬اذهب من أجلك‬‫ً‬
‫من أجلك وحدك‬
‫‪:‬ثم نظر إل وقال‬
‫هذا ما أتمناه لك اليوم‪ :‬اذهب ‪-‬‬
‫بنفسك‬

‫شء ما يتحرر بداخىل ألول مرة ف‬


‫ي‬ ‫ُ‬
‫حياب‪ ،‬لم تعد األحداث تفرض عىل من‬
‫قبل اآلخرين أو الصدفة‪ ،‬تمليها األوامر‬
‫الجتماعية‪ ،‬ولم أعد أسع إل التكيف مع‬
‫الطوارئ‪ :‬أنا حر‬

‫أخيب عزرا أن عليه العودة‪ ،‬ويريد أن‬


‫‪،‬يكون هناك عندما يستيقظ األطفال‬
‫ويخطط لصطحابهم لزيارة المدينة نفيق‬
‫دون تقبيل أو عناق‪ ،‬ونعد بأن نرى بعضنا‬
‫البعض مرة أخرى أشعت لالنضمام إل‬
‫إيمانويل الذي ينتظرب عىل الجانب اآلخر‬
‫من الشارع‪ ،‬بالقرب من برج داود‪ ،‬أركض‬
‫دون أن أستسلم لنداءات التجار الذين‬
‫‪ /‬يعرضون أشياء دينية ‪ /‬كوفية مطرزة‬
‫سياميك‪ ،‬ولكنت أصل أمام الباب بوابة‬
‫يافا‪ ،‬أشيي عصي الرمان‪/‬اليتقال‬
‫والزيتون والخي األصفر بالكركم عمانوئيل‬
‫هناك يعانقت نسلك الطريق المؤدي إل‬
‫صحراء النقب وأعود بذاكرب إل كلمات‬
‫الشاعر الفلسطيت الذي أهداب إياه‬
‫إيمانويل ديوانه‪ :‬فليحل كما نحن يمتد‬
‫أمامنا البحر الميت‪ ،‬ذو اللون األزرق‬
‫الشفاف الصاف‪ ،‬وكأنه محفور ف الصخر‬
‫المتوهج ومن بعيد يمكن رؤية أكواخ‬
‫البدو‪ ،‬ومجموعات األطفال الذين يرتدون‬
‫قمصان ملونة‪ ،‬وتحيط بهم الماعز‬
‫الصغية‪ ،‬والجمال الت تتجول ف الصحراء‬
‫الشاسعة والت يتم اإلعالن عن وجودها‬
‫من خالل العالمات اإلرشادية المنتشة عىل‬
‫‪،‬طول الطريق ترتفع سلسلة جبال النقب‬
‫‪:‬والطريق تهب‪ ،‬ويبدو أن الزمن قد توقف‬
‫نحن معزولون عن بقية العالم وف أقل من‬
‫ساعتي‪ ،‬نصل إل قلب موقع يقع عىل‬
‫قاعدة من الحجر الجيي‪ ،‬عىل قمة جبل‬
‫شديد النحدار عىل المنحدر الشف‬
‫لصحراء يهودا الوصول صعب‬
‫والمنحدرات شديدة النحدار والمسارات‬
‫رملية وضيقة ومتعرجة تندفع الوعول‬
‫النوبية إل الفراغ‪ ،‬رشيقة ولينة‪ ،‬غي‬
‫مبالية بالصخور الت تنسحق تحت‬
‫حوافرها ترسم الشمس الجبل باللون‬
‫النحاش‪ ،‬وتضب معابدنا أتسلق بشعة‬
‫ا‬
‫كبية‪ ،‬كما كنت أفعل عندما كنت طفل‪ ،‬ف‬
‫‪،‬قلب جبال األلب‪ ،‬وأتقدم عىل إيمانويل‬
‫وعندما أصل إل القمة‪ ،‬أستطيع أن أرى‬
‫ا‬
‫‪،‬جسده المرن مظلل عىل المناظر الطبيعية‬
‫وألوح بذراع ف يده التجاه‪ ،‬ثم أتجه نحو‬
‫الصحراء الت تمتد عىل مد البض‬

‫اذهب من أجلك‬
‫‪،‬الجحيم ل يدوم إل لفية من الوقت"‬
‫والحياة تبدأ مرة أخرى ف يوم من األيام‬
‫ألبي كامو‪ ،‬الرجل المتمرد‬
‫ً‬
‫شكرا‬

‫لم يكن لهذا الكتاب أن يوجد لول ثقة‬


‫العديد من قضاة التحقيق ف وحدة‬
‫مكافحة اإلرهاب نرجو أن ينالوا كل امتناب‬
‫وصداقت‬

‫أشكر جميع المحامي وقضاة محكمة‬


‫الجنايات ومحقق المديرية العامة لألمن‬
‫والسالمة الذين ساعدوب ف جميع مراحل‬
‫تطوير هذا الكتاب‬

‫ً‬
‫شكرا لعائلت‪ ،‬ولوالدب‪ ،‬عىل قراءتهم‬
‫المتأنية‬

‫ً‬
‫‪،‬شكرا ألنطوان جاليمارد عىل ثقته‬
‫ولمحررب كارينا حسي عىل وجهة نظرها‬
‫العادلة ودعمها‬

‫وأخيا‪ ،‬أود أن أعرب عن عميق امتناب‬


‫وصداقت لفرانسوا سامويلسون‬
‫محتويات‬

‫]المنطقة اآلمنة[ الفصل ‪ 1‬الفصل ‪2‬‬


‫الفصل ‪ 3‬الفصل ‪ 4‬الفصل ‪ 5‬الفصل‬
‫الفصل ‪ 7‬الفصل ‪ 8‬الفصل ‪6 9‬‬
‫الفصل ‪ 10‬الفصل ‪ 11‬الفصل ‪12‬‬
‫الفصل ‪ 13‬الفصل ‪ 14‬الفصل ‪15‬‬
‫الفصل ‪ 16‬الفصل ‪ 17‬الفصل ‪18‬‬
‫الفصل ‪ 19‬الفصل ‪ 20‬الفصل ‪21‬‬
‫الفصل ‪ 22‬الفصل ‪ 23‬الفصل ‪24‬‬
‫الفصل ‪ 25‬الفصل ‪ 26‬الفصل ‪27‬‬
‫الفصل ‪ 28‬الفصل ‪ 29‬الفصل ‪30‬‬
‫الفصل ‪ 31‬الفصل ‪ 32‬الفصل ‪33‬‬
‫الغضب والعنف الفصل ‪ 1‬الفصل ‪2‬‬
‫الفصل ‪ 3‬الفصل ‪ 4‬الفصل ‪ 5‬الفصل‬
‫الفصل ‪ 7‬الفصل ‪ 8‬الفصل ‪6 9‬‬
‫الفصل ‪ 10‬الفصل ‪ 11‬الفصل ‪12‬‬
‫الفصل ‪ 13‬الفصل ‪ 14‬الفصل ‪15‬‬
‫الفصل ‪ 16‬الفصل ‪ 17‬ظهور الحق‬
‫هللا أكي الصوت المخيق تمرين‬
‫ً‬
‫شكرا‬
‫‪،‬مقتطفات مقتبسة‪ ،1 :‬أندريه جيد‬
‫ُ‬
‫‪،‬فليكن أو ستصنع األلعاب‪ ،‬غاليمار‬
‫؛ ميالن كونديرا‪ ،‬خفة الكائن الت ل‪1952‬‬
‫تحتمل‪ ،‬غاليمار‪1984 ،‬؛ ‪ ،2‬ألبي كامو‬
‫‪،‬وماريا كاساريس‪ ،‬مراسالت‪ ،‬غاليمار‬
‫؛ ‪ ،3‬أراغون‪ ،‬قصيدة الضاخ ف‪2017‬‬
‫‪،‬الخراب»‪ ،‬ل غراند غايتيه‪ ،‬غاليمار‬
‫؛ ‪ ،4‬محمود درويش ‪ ،‬شير‪1929‬‬
‫الغريب‪ ،‬ترجمة إلياس صني ‪ ،‬أعمال‬
‫الجنوب‪2000 ،‬؛ ‪ ،5‬ألبي كامو‪ ،‬الرجل‬
‫المتمرد‪ ،‬غاليمار‪1951 ،‬‬
‫‪،‬كارين تويل و إديسيون غاليمارد ©‬
‫‪2022‬‬
‫‪Éditions Gallimard‬‬
‫‪5 rue Gaston-Gallimard75328‬‬
‫‪http://www gallimard fr‬باريس‬
‫من نفس المؤلف‬

‫لألسوأ‪ ،‬بلون‪( 2000 ،‬بوكت‬


‫(‪2002‬‬
‫إنيديت‪ ،‬بلون‪( 2001 ،‬بوكت‬
‫ريد جراسيت‪( 2010 ،‬لو ليفر ‪2003(،‬‬
‫(دو بوتس ‪2012‬‬
‫من جنس األنت‪ ،‬بلون‪2002 ،‬‬
‫(بوكت ‪(2004‬‬
‫كل شء عن أج‪ ،‬جراسيت‪2003 ،‬‬
‫(لو ليفر دي بوتس ‪(2005‬‬
‫‪،‬عندما كنت مضحكا‪ ،‬جراسيت‬
‫(لو ليفر دي بوتس ‪2005 (2008‬‬
‫دوس فرنسا‪ ،‬جراسيه‪( 2007 ،‬لو‬
‫(ليفر دو بوش ‪2008‬‬
‫الهيمنة‪ ،‬جراسيت‪( 2008 ،‬لو ليفر‬
‫(دو بوش ‪2010‬‬
‫‪،‬ستة أشهر‪ ،‬ستة أيام‪ ،‬جراسيت‬
‫(لو ليفر دو بوش ‪2010 (2011‬‬
‫‪ (Le‬اخياع حياتنا‪ ،‬جراسيت‪2013 ،‬‬
‫(‪Livre de Poche 2014‬‬
‫الالمبالة‪ ،‬إصدارات غاليمار‪2016 ،‬‬
‫(فوليو ‪(2018‬‬
‫‪، Éditions‬األشياء البشية‬
‫(‪Gallimard، 2019 (Folio، 2021‬‬
‫لعام ‪ ،2019‬وجائزة ‪ Interallié‬جائزة‬
‫لطالب المدارس الثانوية لعام ‪Goncourt‬‬
‫‪2019‬‬
‫كارين تويل‬

‫القرار‬

‫مايو ‪ 2016‬ف جناح شديد الحراسة‬


‫ف المحكمة‪ ،‬يتعي عىل القاضية ألما‬
‫ريفيل أن تحكم ف مصي شاب يشتبه ف‬
‫انضمامه إل تنظيم الدولة اإلسالمية ف‬
‫سوريا تضاف إل هذه المعضلة المهنية‬
‫معضلة أخرى أكي حميمية‪ :‬ميوجة منذ‬
‫عاما من كاتب ناجح ف‬ ‫أكي من عشين ً‬
‫تراجع‪ ،‬وتحتفظ ألما بعالقة غرامية مع‬
‫المحام الذي يمثل المتهم بي العقل‬
‫والالعقل‪ ،‬خياراته تخاطر بإزعاج حياته‬
‫وحياة البالد‬
‫مع هذه الرواية الجديدة‪ ،‬تأخذنا كارين‬
‫تويل إل الحياة اليومية لقضاة التحقيق ف‬
‫‪،‬مكافحة اإلرهاب‪ ،‬إل قلب الروح البشية‬
‫الت ل تمنع أحلك فيات اسياحة فيها‬
‫األمل ول الجمال‬

‫كارين تويل ه مؤلفة حوال عش‬


‫‪ Human‬روايات تم تتوي ج كتاب‬
‫‪،‬الذي صدر عام ‪Things، 2019‬‬
‫‪Goncourt‬و ‪ Interallié‬بجائزب‬
‫لطالب المدارس الثانوية‬
‫هذه الطبعة اإللكيونية من‬ ‫تم إنتاج‬
‫كتاب‬
‫قرار كارين تويل‬
‫ف ‪ 23‬نوفمي ‪ 2021‬من قبل‬
‫‪Éditions Gallimard‬‬

‫وهو مبت عىل الطبعة الورقية لنفس‬


‫العمل‬
‫ردمك‪ - 9782072943546 :‬رقم(‬
‫(الطبعة‪393638 :‬‬

‫رقم ‪ Sodis : U38027 -‬رمز‬


‫‪ISBN: 9782072943577‬‬

‫رقم الطبعة‪393641 :‬‬


‫تم إنتاج هذه الوثيقة الرقمية بواسطة‬
‫‪ Nord Compo‬شكة‬

You might also like