You are on page 1of 7

‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 8‬عالمات للبيت النرجسي‪ ..‬وكيف يتعامل معه المربي؟!‬


‫عتبة المراهقة‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫إسالم أنور المهدي‬

‫‪ 10‬نوفمبر ‪2021‬‬

‫أربعة مصائر شنيعة‪ ،‬يكفي اإلنسان فشًال أن تختم حياته بواحد منها‪ :‬االنتحار‪ ،‬اإللحاد‪ ،‬التطرف‪ ،‬الجور‪ .‬هذه‬
‫المصائر األربعة هي مصائر انتقامية‪ ،‬واحد منها انتقام من النفس‪ ،‬والثاني انتقام من الرب‪ ،‬واألخيران انتقام من‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫أربعة مصائر شنيعة‪ ،‬يكفي اإلنسان فشًال أن تختم حياته بواحد منها‪ :‬االنتحار‪ ،‬اإللحاد‪ ،‬التطرف‪ ،‬الجور‪.‬‬

‫هذه المصائر األربعة هي مصائر انتقامية‪ ،‬واحد منها انتقام من النفس‪ ،‬والثاني انتقام من الرب‪ ،‬واألخيران انتقام‬
‫من المجتمع‪.‬‬
‫‪‬‬
‫!كيف نهيئ ُم ناًخ ا معز ًز ا لالبتكار ف‬ ‫ألعاب تربوية‪ ..‬لعبة حرب األلوان‬ ‫عليم اللغة العربية وبناء الوعاء العقلي‬
‫فـ(االنتحار) هو نتاج سخط جامح على النفس يحّم لها كل ما جرى في الحياة مما ال يرضاه المنتحر‪ ،‬ثم يصدر على‬
‫نفسه حكًم ا باإلعدام وينفذه‪.‬‬

‫و(اإللحاد) هو نتاج سخط جامح على القدر؛ لشيء جرى في الطفولة ال يستطيع الملحد تغييره وال يستطيع أيًض ا‬
‫مواجهة من فعله به‪ ،‬فيحّم ل مسؤوليته للرب ويعاديه ويصدر حكًم ا بإعدام صفة الرب من الوجود‪ ،‬ليحيا مقنًع ا‬
‫نفسه بغياب هذا الرب من األساس ويقول بلسانه‪ :‬لو كان موجوًدا لما رضي بما جرى‪ ،‬ولو كان موجوًدا فهو غير‬

‫عادل‪.‬‬

‫وأما (التطرف) فال يكون إيماًنا حقيقًيا‪ ،‬لكنه اعتقاد انتقامي ينشأ في نفوس الساخطين على المجتمع ممن‬
‫تعرضوا للظلم والجور‪ ،‬فيصدرون أحكام التكفير بغير وجه حق‪ ،‬ومن ثم أحكام اإلعدام أو العزل المجتمعي على‬

‫الناس بال تمييز‪ ،‬وربما كان هناك تمييز يختص بالفئة التي جارت عليهم أو هم يعتقدون أنها جارت عليهم أو هي‬
‫مصدر تهديد لهم من باب أولى‪.‬‬

‫و(الجور) هو نتاج تربية مترفة عكس الثالثة السابقة‪ ،‬الجور هو نتاج (طفل ذهبي) كانت كل رغباته مجابة على‬
‫حساب أساسيات حياة غيره‪ ،‬وهو من الفئة التي تعتقد في نفسها أنهم أبناء هللا وأحباؤه‪ ،‬فيتألهون ويرون‬
‫الناس عبيدهم يفعلون بهم ما شاؤوا متى شاؤوا وكيف شاؤوا‪.‬‬

‫فما بالنا ال نهتم بينما هذه المصائر األربعة لها جذر ومنبت واحد متصل ينتجها جميًع ا باستمرار على مدى األزمنة‬
‫ليدمر ويحرق ويبيد؟!‬

‫هذه المصائر األربعة تنشأ من (بيت األذى) أو دعنا نسميه (بيت الضرار)‪ ،‬وهو البيت الذي يديره والد أو والدة أو‬

‫والدان نرجسيان‪ ،‬وبالمصطلح المحبب إلى نفسي فإني أسميه (بيت الغولة)!‬

‫فمن هم النرجسيون الذين يضّيعون من يعولون عن عمد ولذة! وإذا تولوا مسؤولية بيت حولوه لمفرخ انتحار‬
‫وإلحاد وجور وتطرف؟!‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫من هم هؤالء الغيالن في صورة بشر؟! من هم شياطين اإلنس؟!‬

‫دعوني أسرد تعريًف ا مختصًر ا للنرجسية ثم أخوض في صفات تطبيقية وعالمات تعرفون منها هؤالء الشياطين‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فالنرجسية اختصاًر ا مرض نفسي‪ ،‬ليست اضطراًبا عقلًيا‪ ،‬هي مرض نفسي ال يمحو اإلرادة وال يغطي الوعي‪ ،‬وهذا‬
‫المرض ليس ذهاًنا يعذر صاحبه ويرفع عنه القلم‪ ،‬بل اضطراب في الشخصية تسببه النشأة في بيت يقوده أب أو‬

‫أم مصابان باالضطراب ذاته‪ ،‬ثم يختار الناشئ بين خيارين‪ :‬أن يكون مؤذًيا نرجسًيا‪ ،‬أو يكون مصلًح ا طبيعًيا‪ ،‬فيختار‬
‫هو بكامل إرادته أن يكون مؤذًيا!!‬

‫والنرجسية طيف واسع من الصفات إذا اجتمعت أكثرها كان صاحب الصفات (نرجسًيا خبيًثا)‪ ،‬وإذا اجتمع بعضها‬
‫كان (نرجسًيا)‪ ،‬وإذا اجتمع أقلها أو واحدة منها كان المصاب (لديه سمات نرجسية)‪ ،‬وهي أشبه شيء بصفات‬
‫الجاهلية‪ :‬العنصرية‪ ،‬األنانية‪ ،‬المن واألذى‪ ،‬استحالل الفواحش الظاهرة كالزنا والشذوذ‪ ،‬استحالل الفواحش‬
‫الباطنة كالكبر والرياء‪ ،‬انتحال أفعال اآلخرين الصالحة‪ ،‬نسبة اآلثام الشخصية للغير‪ ...‬وهكذا‪ .‬ومن كان فيه‬

‫خصلة منها كما قدمنا كان فيه خصلة من النرجسية‪ .‬والبيت الذي يديره المضطرب النرجسي هو بيت الضرار‪ ،‬وهو‬
‫أشبه بمغارة غول أو غولة يعذب فيها األطفال ويراد لهم أن يكونوا هم أيًض ا في المستقبل‪ :‬غيالن‪.‬‬

‫ثم دعوني ‪-‬أخي المربي وأختي المربية‪ -‬أحدثكم عن هذه الصفات‪ ،‬فإذا رأيتم أكثرها متحقًق ا في والد أو والدة فتأكدوا‬
‫أن الطفل أو المراهق الذي تحملون أمانته بينما هو أسير في هذا البيت سيكون مصيره أحد المصائر األربعة التي‬
‫‪‬‬
‫تحدثت عنها ما لم تتدخلوا تدخًال واعًيا أميًنا قوًيا‪ ،‬سأريكم صفات الوالدين في مرآة سلوك الفتى والفتاة‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫!كيف نهيئ ُم ناًخ ا معز ًز ا لالبتكار ف‬ ‫ألعاب تربوية‪ ..‬لعبة حرب األلوان‬ ‫عليم اللغة العربية وبناء الوعاء العقلي‬
‫(‪ )1‬األنانية‪:‬‬

‫إذا رأيت أمانتك (متربيك) يعاني من عدم شراء احتياجات أساسية كالملبس والمأكل والمشرب‪ ،‬بينما أبوه أو أمه‬
‫يشتريان لنفسيهما؛ فاعلم أن أمانتك في حال غير طبيعية‪ ،‬يعيش مع والد أو والدة قلوبهما ليست قلوب بشر‪،‬‬
‫يحرمان فلذات أكبادهما‪ ،‬ويستأثران بضرورات الحياة لنفسيهما‪ ،‬وليس هذا بخًال ؛ فالوالد البخيل يحرم نفسه‬
‫وأوالده‪ ،‬بينما النرجسي يحرم أوالده ويعطي نفسه‪ .‬وكم وجدنا شكاوى من نوع‪( :‬أبي يأكل اللحم وال يترك لنا)‪،‬‬

‫(أمي تشتري الجديد وال تتركنا نرتديه حتى يبلى عليها)!‬

‫(‪ )2‬التنمر‪:‬‬

‫إذا رأيت أمانتك يشتكي من تنمر والده أو والدته عليه‪ ،‬وجدت الفتاة مثًال تشتكي من معايرة والدتها لها بقلة‬
‫جمالها أو خشونة شعرها أو سمنتها‪ ،‬أو وجدت الفتى يعاني من معايرة والده له بضعف بدنه أو شبهه بشخص‬
‫من أقاربه ال يحبه الوالد وهكذا‪ ،‬فاعلم أن أمانتك يعيش في (بيت الضرار) أو (مغارة الغولة)؛ فاألصل في الوالدين‬
‫حماية أوالدهما من تنمر غيرهم والدفاع عنهم وتحسين صورتهم الذاتية‪ ،‬بينما الوالد والوالدة النرجسيان‬

‫يصنعان في أوالدهما (اضطراب كراهية الصورة الذاتية)؛ بحيث تنشأ عقدة نفسية لدى األوالد تجاه مظهرهم‪،‬‬
‫ويفقدون ثقتهم بأنفسهم بالتبعية؛ فالمظهر هو عنوانك حين تعامل الناس‪.‬‬

‫(‪ )3‬العنف األسري‪:‬‬

‫إذا جاءك أمانتك بإصابات ال يبررها تفاعله مع أقرانه‪ ،‬سواء كان منشأها الضرب المباشر من والديه ضرًبا‬
‫انتقامًيا ترى منه أنه ليس ضرب تأديب ولكن ضرب انتقام وتنفيس عن الغضب‪ ،‬أو رأيت إصابات ال يدري أمانتك‬
‫نفسه من أين أتت‪ ،‬بمعنى أنها ربما تكون من أعراض (إيذاء النفس دون وعي)‪ ،‬أو هي (كدمات الحزن) التي يتحدث‬
‫عنها المتخصصون‪ ،‬والتي تنشأ من انفجار الشعيرات الدموية السطحية نتيجة الضغط النفسي المستمر‪ ،‬فاعلم‬

‫أن أمانتك ال يعيش مع والدين طبيعيين قد يضربان أو يتملكهما الغضب‪ ،‬ولكنه يعيش مع جالدْين نرجسيْين‬
‫يعذبان أبناءهما تماًم ا كما يتم تعذيب المعتقل السياسي‪.‬‬

‫‪‬‬
‫(‪ )4‬االنتهاكات الجنسية‪:‬‬
‫‪‬‬
‫ال يصدق األسوياء أن أًبا أو ًأما قد يخطر على بالهما اشتهاء فلذات أكبادهما‪ ،‬أنتم تقرؤون هذه الكلمات في‬ ‫‪‬‬
‫صدمة ُتعذرون فيها؛ فكل فطرة سوية تأبى ذلك‪ ،‬لكن النرجسي انتكس عن فطرته والنرجسية انقلبت فطرتها‪،‬‬
‫وال يوجد أي رابط نفسي بين األب النرجسي وأوالده وال بين األم النرجسية وأوالدها‪ ،‬ال يوجد أي رابط‪ ،‬تذكروا قول‬
‫آزر لولده إبراهيم ‪-‬عليه السالم‪َ( :-‬أل ْر ُج َم َّنَك ) [مريم‪ ،]46 :‬فهل والد سوي يمكنه رجم ولده مهما فعل؟! وتذكروا‬
‫ملوك الفراعنة إذ تزوجوا بناتهم وأخواتهم كشرط العتالء كرسي الحكم‪ ،‬وتذكروا حاكم القدس إذ قتل يحيى ‪-‬عليه‬
‫السالم‪ -‬ألنه أنكر عالقة الحاكم ذاته ببنت أخته!!‬

‫نعم نكاح المحارم من عالمات النرجسية الواضحة‪ ،‬ونجد في عصرنا جرائم اعتداء األب على بناته أو أبنائه‪ ،‬وكذلك‬
‫جرائم إيقاع األمهات أبناءها في حبائلها‪ ،‬نجدها موجودة ثابتة‪ ،‬فهي انحراف عن الفطرة والطبيعة‪ ،‬لكن النرجسي‬
‫والنرجسية شياطين إنس‪ ،‬فال تعاملهم ‪-‬أخي المربي وأختي المربية‪ -‬على أنهم منا! تابعوا العالمات على األمانة‬
‫التي استودعكم هللا إياها‪ ،‬وال تستبعدوا إذا رأيتم ولًدا منزوًيا صامًتا ساكًتا‪ ،‬أو بنًتا يصيبها الهلع إذا اقترب منها‬
‫رجل؛ أن يكون ذلك من آثار اعتداء محرم‪ ،‬فتابعوا وال تتهاونوا ‪-‬بارك هللا فيكم‪.-‬‬

‫(‪ )5‬الجوع العاطفي‪:‬‬

‫‪‬‬
‫!كيف نهيئ ُم ناًخ ا معز ًز ا لالبتكار ف‬ ‫ألعاب تربوية‪ ..‬لعبة حرب األلوان‬ ‫عليم اللغة العربية وبناء الوعاء العقلي‬
‫رغم حديثي عن انتهاكات جسدية إال أنني أؤكد أن اآلباء واألمهات النرجسيين ال يعرفون الحب‪ ،‬ال يفهمون مشاعر‬
‫الحب وال يشعرون بالرحمة التي تصاحبه‪ ،‬وال يفتقرون إلى الحنان الذي يمنحه‪ ،‬هم يشعرون فقط بالغضب‬
‫والحقد؛ لذلك يؤذون من حولهم عن وعي وتلذذ‪ ،‬حتى أقرب الناس إليهم وهم أبناءهم‪ ،‬فأبناء النرجسيين يقعون‬
‫في عالقات عاطفية مبكًر ا جًدا‪ ،‬وهم األكثر عرضة لالستغالل الجنسي من غير آبائهم بسبب جوعهم عاطفًيا‪،‬‬
‫والذي يكون مدخًال لمستغلي األطفال والمراهقين المعروفين بـ(البيدوفيل)‪.‬‬

‫أمانتك تميل في هوى الرجال األكبر سًنا‬‫فإذا رأيت أمانتك يميل مع الهوى مبكًر ا‪ ،‬أو يصادق األكبر سًنا‪ ،‬وإذا رأي‬
‫ِت‬
‫الذين نسميهم (شوجار دادي)؛ فاعلمي أن والدها لم يسعها حناًنا‪ ،‬وأنه منحرف‪ :‬إن لم ينحرف معها فهو منحرف‬
‫عنها‪ .‬قد ينشغل اآلباء انشغاًال ليس انحراًف ا‪ ،‬لكنهم يعودون‪ ،‬وإذا ذكرناهم يذكرون‪ ،‬لكن الذي ال يستطيع الحب‬
‫فليس طبيعًيا‪ ،‬ولذلك على المربي توفير البدائل‪.‬‬

‫(‪ )6‬الوعود الكاذبة‪:‬‬

‫مع األسف أكثر اآلباء واألمهات ال يستطيعون دوًم ا الوفاء بما يعدون به أبناءهم‪ ،‬لكن األسوياء منهم يعتذرون‬
‫أو يعوضون أبناءهم بما في استطاعتهم‪ ،‬أو يوفون متأخرين بوعودهم‪ ،‬لكن إذا رأيت أمانتك دوًم ا في دوامة َم ن‬
‫(إذا وعد أخلف)‪ ،‬فكلما وعده أبوه أو أمه بكتاب أو رحلة أو مال أو جهاز جديد أو أي شيء ال يفون له إال بشروط ربما‬
‫هي مجحفة تخضعه تحت سيطرتهم بطريق غير طبيعية‪ ،‬يبدو من الفتى والفتاة أنهم يستشعرون أن (لكل شيء‬
‫ثمًنا)‪ ،‬وأن (بقاءك في هذا البيت له شروط)‪ ،‬وأنه (ال بد لك من طاعتي لتحصل على ما تريد)‪ ،‬فاعلم أنه يعيش في‬
‫سوق يساومه والداه الحياة ليل نهار‪ ،‬وأنه في مغارة غولة البد له من عبادتها ليعيش في أمان وسالم‪ .‬وبيوت‬
‫البشر ليست كذلك‪.‬‬

‫(‪ )7‬األسرار المشينة‪:‬‬

‫ستجد أمانتك منزوًيا‪ ،‬أو تجدين أمانتك باكية ذاهلة ال تستطيع الحديث‪ ،‬ومع خبرة المربي سيجد سيًال من‬
‫الشكاوى عن أب خائن ال عفة له‪ ،‬أو والدة تمارس السوء سًر ا في الواقع أو على اإلنترنت‪ ،‬الجميع ذو خطأ‪ ،‬لكن هللا‬
‫حليم ستير حيي ال يفضح إنساًنا إال معتاد الفاحشة‪ ،‬وال يبتلي بريًئا بأن يرى هذه الفضيحة إال إنذاًر ا أن يهرب من‬
‫‪‬‬
‫عشرة هؤالء الفجرة حتى ال يورطوه‪ ،‬اعلم إذا رأيت ذلك ‪-‬أخي المربي وأختي المربية‪ -‬أن الستر على الوالدين هنا‬

‫ليس الواجب! ولكن الواجب هو حماية أمانتك من بطش أبيه أو أمه المؤذيين مخافة أن يفضحهم‪ ،‬وأن النبتة التي‬ ‫‪‬‬
‫ما زالت طاهرة أولى بالحماية حتى من بيت محطم فاسد بالفعل‪.‬‬
‫‪‬‬
‫(‪ )8‬التدليل الزائد‪:‬‬

‫في بيوت األسوياء يوجد التدليل نعم‪ ،‬لكنه على سبيل التعزيز أو إبداء المحبة‪ ،‬وليس على سبيل اإلفساد‪ ،‬لكن‬
‫بيوت النرجسيين ينقسم األبناء فيها إلى ثالثة أصناف ال رابع لها‪ ،‬الصنف األول هو (كبش الفداء)‪ ،‬وهو الذي‬
‫تالحظ عليه أو عليها الصفات السبعة السابقة وغيرها‪ ،‬ويربيه أبواه ليحمل الهموم والمسؤوليات‪ ،‬وال يأخذ من‬
‫حقوقه شيًئا‪ ،‬يمكن أن يحرموه‪ ،‬يعذبوه‪ ،‬يتحرشوا به‪ ،‬يعدوه ويخلفون وهكذا‪ .‬والصنف الثاني هو (الطفل الال‬
‫شيء)‪ ،‬ال يحبه أبواه وال يكرهانه‪ ،‬لكن ينوبه من األذى السابق الكثير‪ .‬والثالث هو (الطفل الذهبي)‪ ،‬وارث عرش‬
‫األذى‪ ،‬وحفيد إبليس الذي يعده األبوان المؤذيان أو أحدهما ليكون إله البيت من بعدهما‪ ،‬على أن يكون إخوته‬
‫وأخواته له خدًم ا طائعين‪ .‬وهذا تمييزه أيسر من غيره لمظاهر البذخ المبالغ فيها‪ ،‬وعصبية الوالدين في التبرير له‬
‫إذا أخطأ والدفاع عنه‪ ،‬وهذا مرشح للجور ال لالنتحار وال التطرف‪.‬‬

‫هذه الصفات وغيرها إذا اجتمعت ‪-‬وال أقول أبًدا إذا انفردت‪ ،-‬لكن إذا انكشفت واحدة منها فَتَتَّبع بقيتها‬

‫وستجدها‪ ،‬هذه الصفات إذا اكتشفها المربي فمسؤوليته إيجاد الحلول؛ ألن هذه المعتقدات تتراكم في الروح‬
‫تراكم السم في الكبد‪ ،‬وكما أن سم الكبد يقتل الجسد فإن سموم الروح قد تقتل اإليمان أو األمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫!كيف نهيئ ُم ناًخ ا معز ًز ا لالبتكار ف‬ ‫ألعاب تربوية‪ ..‬لعبة حرب األلوان‬ ‫عليم اللغة العربية وبناء الوعاء العقلي‬
‫خاصة إذا كان البيت من تلك البيوت التي ظاهرها التدين وباطنها النفاق واألذى‪ ،‬تلك البيوت التي تكون بيوًتا‬
‫طفيلية مزروعة عنوة بين بيوت المتدينين الحقيقيين‪ ،‬فكما نعلم‪ :‬السارق الحاذق يختبئ في المسجد‪ ،‬وفي تلك‬
‫البيوت التي تأخذ التدين ستاًر ا تظهر اآلية‪َ( :‬و َلا َتَّت ُذ وا َأْيَم اَنُك ْم َد َخ ًلا َبْي َنُك ْم َف َت َّل َق َدٌم َبْع َد ُثُبو َه ا) [النحل‪،]94 :‬‬
‫ِت‬ ‫ِز‬ ‫ِخ‬
‫يعاني الفتى وتعاني الفتاة من عسف الوالدين‪ ،‬ويحتاجان الدعم والنصرة! ثم يطالبهما المربي ببر الوالدين على‬
‫خالف ما يحتاجان! يطالبهما المربي بالبر ألنه يتصور أن ظاهر البيت هو باطنه‪ ،‬وال يتصور أن متديًنا في العلن‬
‫يبطن قلة الدين في بيته ومع أوالده‪ ،‬فيسخط الفتى والفتاة ال على المربي لكن على الدين كله! وعلى الرب ذاته!‬
‫المربي معذور ألنه ال يتصور النفاق بينما هو محاط بالصادقين! لكنه غير معذور في دقة بحثه‪ ،‬فبين النباتات‬
‫اليانعة البد من حشائش ضارة! وينشأ اإللحاد ألن بعض المنحرفين المنافقين قد اتخذوا الدين دخًال لتبرير أذاهم‬
‫ألبنائهم بينما الدين جاء عدًال وحًق ا ونوًر ا مبيًنا على الجميع من والد وولد‪ ،‬أو يستمر العسف والقهر في بيت‬
‫الضرار ذلك‪ ،‬ولكل فعل رد فعل‪ ،‬مساو له في المقدار‪ ،‬ومضاد له في االتجاه‪ ،‬فينشأ التكفير المتطرف‪ ،‬أو يعجز‬

‫الضحية عن اإليجابية وتغيير حياته لألفضل والهروب من بيت الضرار ذلك‪ ،‬فيجلد نفسه ويحملها فوق ما تطيق‪،‬‬
‫ويعدم نفسه بنفسه منتحًر ا!!‬

‫وبالطبع فإن (الطفل الذهبي) المصنوع إلًه ا من صغره في ذلك البيت أو لنقل‪ :‬في تلك المغارة؛ هو الذي يضمن‬
‫استمرار هذا األذى في األسرة والمجتمع لجيل جديد ما لم يردعه ذلك المتطرف! أو لنتحمل مسؤوليتنا ولنقل‪ :‬ما‬
‫لم يردعه المربي السوي الذي أخاطبه بمقالتي هذه‪.‬‬

‫فلنمد أيدينا لنحمي أبناء الغيالن‪ ،‬ونكافح الغيالن أنفسهم‪ ،‬آملين الثواب والراحة في حياة سوية لنا جميًع ا‪..‬‬
‫آمين‪.‬‬

‫مقاالت ذات صلة‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫بناء شخصية المراهق على االستعالء اإليماني‬ ‫أهم مشكالت األطفال الموهوبين وكيف نتجاوزها‬

‫‪0  740 ‬‬ ‫‪1  587 ‬‬

‫‪‬‬
‫!كيف نهيئ ُم ناًخ ا معز ًز ا لالبتكار ف‬ ‫ألعاب تربوية‪ ..‬لعبة حرب األلوان‬ ‫عليم اللغة العربية وبناء الوعاء العقلي‬
‫السجن التربوي‬

‫‪0  533 ‬‬

‫إضافة تعليق‬

‫االسم‬

‫البريد اإللكتروني‬

‫التعليق‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫إرسال‬ ‫‪‬‬

‫خريطة الموقع‬

‫‪ ‬حوارات‬ ‫‪ ‬مكتبة رواحل‬ ‫‪ ‬مراحل التربية‬

‫‪ ‬استشارات‬ ‫‪ ‬فيديو رواحل‬ ‫‪ ‬براعم‬

‫‪‬‬ ‫‪   ‬‬ ‫‪ ‬الرسول يربي‬ ‫‪ ‬قرأنا لك‬ ‫‪ ‬عتبة المراهقة‬

‫‪ ‬أعداد المجلة‬ ‫‪ ‬بنك األفكار‬ ‫‪ ‬زهرة‬

‫‪ ‬كاريكاتير‬ ‫‪ ‬تقنيات تربوية‬ ‫‪ ‬الجامعي‬


‫وإنفوجراف‬
‫‪ ‬من زمن فات‬
‫‪ ‬جذورنا التربوية‬
‫‪ ‬سفاري‬
‫‪ ‬ترجمات‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬أعداد المجلة‬
‫‪ ‬مدونة رواحل‬

‫!كيف نهيئ ُم ناًخ ا معز ًز ا لالبتكار ف‬ ‫‪ ‬من نحنألعاب تربوية‪ ..‬لعبة حرب األلوان‬ ‫عليم اللغة العربية وبناء الوعاء العقلي‬
‫‪ ‬اتصل بنا‬

‫‪Copyright ©2023 All rights reserved‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫!كيف نهيئ ُم ناًخ ا معز ًز ا لالبتكار ف‬ ‫ألعاب تربوية‪ ..‬لعبة حرب األلوان‬ ‫عليم اللغة العربية وبناء الوعاء العقلي‬

You might also like