Professional Documents
Culture Documents
مقارنة بين بيداغوجية الأهداف والكفايات
مقارنة بين بيداغوجية الأهداف والكفايات
)1مقدمة :
ان مدخل بيداغوجية الكفايات ال يشكل و ال يحدد بوحده تصورا مستقال عن فكرة التدريس باألهداف ,بل هو في حد ذاته
نموذج من نماذج التدريس الهادف نظرا لكون المقاربة بالكفايات ال تنفي ضرورة تحديد األهداف .ولهذا تعتبر بيداغوجية
الكفايات مجرد حركة تصحيحية لألنحراف الذي أصاب بيداغوجية األهداف ألنه جعلها تنغلق في النزعة األجرائية
فانحرفت بالعمل التربوي الى فعل آلي يستبعد شخصية الفرد األبداعية واألبتكارية وكذلك خصوصية كل فرد اي تلك
الفوارق الفردية التي توجد بين المتعلمين داخل القسم .
فقد ظهرت فعال صيحات منذ 1975تنادي بضرورة تجاوز بيداغوجية األهداف القائمة على السلوكية والبحث عن
بيداغوجية بديلة تمكننا من تصحيح الثغرات التي وقعت فيها هذه البيداغوجية وكذا تجاوز ومواجهة الصعاب التي تعاني
منها جميع أطراف العملية التعليمية بشكل شمولي وكلي سعيا لترشيدها في جميع جوانبها ومكوناتها ومن تم ضرورة وضع
مشروع تربوي كفيل بتحقيق اهداف ذات بعد معرفي وسلوكي يتجلى في توفير مؤهالت معرفية ,شخضية وسلوكية ايجابية
,واهداف ذات بعد وظيفي يتجلى في تحقيق الكفايات الضرورية والتي يحتاجها الفرد للعيش في المجتمع الحديث بكل
مشاكله وتعقيداته وتناقضاته .و فعال جاء مدخل الكفايات كاختيار تربوي استراتيجي بعد األنتقادات العنيفة التي وجهت الى
بيداغوجية األهداف والتي ركزت على ضرورة االهتمام بفاعلية الشروط الداخلية للمتعلم ألنها ضرورية لحدوث التعلم ,
كما عملت على تجاوز ذلك المفهوم الضيق للسلوك كهدف اجرائي الى مفهوم اوسع اطلق عليه اسم القدرة la capacité
وذلك ألن الهدف االجرائي انجاز جزئي مرتبط بنشاط محدد ومعين ,في حين ان القدرة حسب مفهوم كانييه تشمل انجازات
متعددة ومترابطة فيما بينها بقواسم مشتركة )1(...ولقد اطلق االستاذ محمد الدريج على مدخل الكفايات بالجيل الثاني
لألهداف ( )2نظرا لكونه يأخذ بعين العتبار المكتسبالت الحاسمة التي حققتها بيداغوجية األهداف على مستوى البحث
والعمل التربوي ,فما هي اذن دواعي اختيار هذه المقاربة الجديدة ؟ وماذا يقصد بالكفايات؟ وما هو الفرق بينها وبين
بيداغوجية األهداف؟
ان ما يميز نموذج التدريس باألهداف كما يعلم الجميع هي تلك الدرجة العالية من الدقة والتي لم تكن معهودة من قبل في
تحضير الدروس والناتجة اساسا عن عملية التقطيع والتجزيئ للسلوك(األهداف االجرائية) وكذا التقدم البطيئ عبر المراحل
بعد تقويم كل مرحلة ,مما يرفع على ما يبدو من فعالية التعليم ,اال انه في حقيقة األمر ومن الجانب الشمولي والعام يالحظ
ان ذلك التجزيئ والتقطيع للسلوك يكثر من توليد األهداف الخاصة الى درجة األنحالل بدل األندماج فيفقد السلوك وحدته
وتفقد تلك األهداف الجزئية معناها وتصير دون جدوى لدى المدرسين والمتعلمين على حد سواء .وادرج هنا مثال
توضيحي قد يقربنا الى هذا وهو انه قد يتقن ويتعلم الفرد مثال كيفية مسك مقود السيارة وكذلك كيفية ربط حزام السالمة ثم
التحكم في الفراميل و كيفية تركيب العجالت و حتى تركيب المحرك ...بشكل تجزيئي ,ولكنه هذا كله لن يمكنه من قيادة
السيارة بشكل عام .ولهذا تبقى المبادئ التي ركزت عليها بيداغوجية األهداف متجاوزة ألنها تجعل من المتعلم عنصرا
سلبيا ومنفعال يقبل كل تعليم مبرمج بناء على خطة واختيار لم يكن شريكا فيهما فيخضع لتوقعات المدرس ,منفذا لتعليماته ,
مكتسبا في النهاية تعلما محددا ومشروطا يتميز بخاصية تجزيئية (اهداف اجرائية ) وخاصية غيرية (المدرس هو الذي
7/1
يحدد االهداف) .وبناء على ما جاء به الميثاق الوطني للتربية والتكوين المتضمن للفلسفة التربوية والتي تسعى اساسا الى
الرفع من جودة التربية والتكوين ,تم تبني المدخل بالكفايات لمراجعة مناهج التربية والتكوين للمدرسة المغربية عوض
المدخل باألهداف الذي كان سائدا من قبل وكما اشرت سابقا بان هذا التوجه الجديد يعتبر اختيارا بيداغوجيا يرمي باالساس
الى االرتقاء بالمتعلم المغربي الى اسمى درجات التربية والتعليم وذلك من اجل العقلنة و االندماج .وانطالقا من ان تكوين
الموارد البشرية في هذا العصر اصبح ضرورة ملحة فان التركيز على المتعلم وعلى انشطته في العمل التربوي اصبح
كذلك ضروريا ألنه بمثابة القلب النابض والمحور األساسي وحسب لغة االقتصاد فالمتعلم بمثابة المادة األولية للعملية
التعلمية التعليمية ,ومن هذا المنطلق الذي يركز على المتعلم كمحور فاعل يجب عليه بناء معرفته ذاتيا (التعلم الذاتي) لذا
وجب على كل االنشطة التربوية والبيداغوجية ان تكون مركزة على هذا العنصر االساسي وذلك باستحضار شخصيته اوال
ثم محيطه ثانيا وكذلك تمثالته وقدراته العقلية ومميزاته السيكوحركية ثالثا مع توفير جميع الشروط الضرورية البراز
واستكشاف التفاعل االيجابي للمتعلم مع المعرفة وجل المواقف الجديدة .وحسب الميثاق دائما و كونه االطار المرجعي
للفلسفة التربوية المغربية فانه يربط نجاح الفرد المغربي وتوافقه مع محيطه في كل مرحلة من مراحل تربيته وتكوينه ,
باكتساب الكفايات الضرورية لهذا النجاح وهذا التوافق الذي يندرج ضمن الغايات والمرامي الكبرى لنظام التربوي
المغربي سعيا لتحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية تضمن للفرد االندماج الكلي في المجتمع وقدرته على التفاعل في النسيج
الدولي .
وبناء على قناعتي بضرورة التجديد وانطالقا من القاعدة الفلسفية التي تشير الى ان تاريخ العلم هو تاريخ اخطاء العلم فانني
كمدرس ارى ان األمور طبيعية جدا وسنة الحياة تقتضيان ان يتطور االنسان وبالتالي اساليبه في الحياة وحتما كذلك فلسفته
في الحياة بما فيها فلسفة التربية ,ولكن كما يؤكد المثل االنجليزي والذي يشير الى ضرورة ان نتذكر الماضي ونفكر في
المستقبل دون ان ننسى ان نعيش الحاضر .فالبد اذا اردنا كمدرسين وكفاعلين تربويين ان نفهم ونستوعب المقاربة
بالكفايات ان نقارنها بالدخل الذي كنا نشتغل به والذي كان في الماضي كنموذج فاعل للتدريس وللتربية .فما هو الفرق بين
بيداغوجية االهداف و الكفايات؟ وما هو الشيئ الجديد الذي اتت به هذه المقاربة الجديدة؟ وما هي االشياء التي يجب ان
نحتفظ بها في المقاربة القديمة؟
ال يمكن الحديث عن الكفايات دون االشارة الى بيداغوجية األهداف التربوية ألن الكفايات في نهاية المطاف اهداف تسعى
البرامج الى تحقيقها لدى التلميذ ,ولهذا فماذا يقصد بالهدف التربوي اوال؟ وماهي مرتكزات بيداغوجية األهداف ؟
لقد عرف مفهوم الهدف صعوبات في تحديد تعريف دقيق له كما وقع االن لمفهوم الكفاية نظرا الختالف نظرة المربين
والدارسين اليه ,وبالرغم من تعدد التعاريف لالهداف فانه يمكن استخالص بعض الخصائص المشتركة بين جل الباحثين
في هذا المجال حيث نجد انه :
· عادة ما تصاغ األهداف التربوية على شكل قرضيات ترغب المدرسة في تحقيقها في المستقبل القريب او البعيد .وبالتالي
فهي سلوكات قابلة لالكتساب بعد التحصيل .
· كما ان األهداف وحسب التعاريف الحديثة فهي عبارة عن نشاط التلميذ وهي سلوكات قابلة للمالحظة والقياس .
7/2
وهكذا يمكن ان نشير الى التعريف الذي حدده االستاذ محمد الدريج للهدف( )3حيث قال ":بان الهدف سلوك مرغوب فيه
يتحقق لدى المتعلم نتيجة نشاط يزاوله كل من المدرس والمتمدرسين وهو سلوك قابل ألن يكون موضع مالحظة وقياس
وتقويم , ".ولكن المثير للمالحظة من خالل هذا التعريف للهدف نجد ان الهدف التربوي ال يصف ما سيحصل للتلميذ من
تغيير في سلوكه بل يحدد فقط نتيجة التغير ,كما ان هذه النتيجة من التغيير ال يشارك التلميذ في تحديدها مسبقا بل تحدد من
عنصر اخر الذي هو المدرس .
ولهذا فان بيداغوجية األهداف قد ارتكزت في فلسفتها و في استراتيجيتها على الهدف التربوي وضرورة تحديده واجرأته
وكما انها تعتمد على مبادئ اساسية منها على سبيل المثال :
-تحديد المدرس لألهداف التعليمية التعلمية وتخطيطها في شكل سلوكات قابلة للمالحظة والقياس بعيدا عن اهتمامات
المتعلم .
-اختيار الوسائط الديداكتيكية وفق ما يراه المدرس مناسبا لتحقيق اهدافه التي تم تحديدها من قبل .
-تحديد المدة الزمنية لجل األهداف واشراف المدرس على جميع األنشطة التربوية وهذا ما يجعله العنصر االساسي في
العملية العليمية .
-بناء المدرس لمقاييس مسبقة يعتبرها معايير ومؤشرات دالة على حدوث التعلم او فشله اي ما يسمى بالتقويم ثم بناء لخطة
قبلية لدعم نتائج التقويم .
-التركيز االساسي على األهداف وضرورة تحديدها مسبقا لكل فعل تعلم والعمل على تجزيئهاالى سلوكات ضيقة دون اخذ
بعين االعتبار ذات المتعلم وكذلك الفروق الفردية داخل الفصل الواحد.
ويبدو من خالل هذه المبادئ العامة والمرتكزات األساسية لبيداغوجية األهداف ان العمل التربوي سيتم ظبطه وتقنينه بشكل
دقيق دون عراقيل تذكر ,اال ان اثناء تجريب هذه البيداغوجية وخالل عقود تبين ان األمر ال يقتضي في تحديد األهداف فقط
وهنا اود ان اذكر مثال لحكاية ذلك التلميذ الذي حصل على جائزة التقدير من ثانويته بعد انجازه في اختبار للتربية الوطنية
والخلقية وتحريره النشاء جيد في هذه المادة الدراسية والذي سيتم لقاء القبض عليه في اليوم الموالي لتوزيع الجوائز بعد ان
كسر زجاج احدى نوافذ الثانوية( . )4وهنا نقول ان الهدف التعليمي الذي تم تحديده مسبقا قد تحقق حيث ان التلميذ قد تعلم
الكثير عن المواطنة الصالحة وقد تمكن االستاذ من قياس ذلك من خالل التقويم الكتابي الذي بوأالتلميذ المرتبة االولى ,اال
أن تلك االخالق المستهدفة من التعليم لم تترسخ في سلوك التلميذ بشكل شمولي والذي يمكنه من نقلها وتوظيفها في مواقف
جديدة ومشابهة .
ورغم أن االهداف التربوية تتصف بنوع من الدقة والشمولية وتحاول ابراز نظرة متاكملة لجميع مكونات التعليم ,
وباعتبارها كبوصلة للعملية التعليمية تمكن المدرس من تحديد الطريق السليم نحو تعلم نافع وتربية ناجحة ,فان العقيد الذي
يتميز به الكائن البشري بصفة عامة واألطفال بصفة خاصة يجعل العمل التربوي وعملية التعليم معقدة وصعبة بشكل ال
يتصور حيث أنها قد تتغير األوضاع في كل لحظة فيحدث ما ليس منتظرا ,فرائحة بسيطة داخل القسم قد تؤثر على العملية
التعليمية كلها رغم االستعداد التام والمسبق لكل شيئ ,عنصر بسيط قديغير مجرى األمور...ولهذا فكلما حاولنا ايجاد طريقة
ووسيلة ناجعة تمكننا من ضبط اكبر عدد ممكن من جوانب العملية التعليمية واال كانت الحل المناسب وخصوصا اذا ما تم
التركيز على النصر المستهدف من هذا العمل التربوي والذي هو التلميذ او المتعلم بطبيعة الحال .فماذا عن الكفايات اذن
كمقاربة جديدة ؟
7/3
)4بيداغوجية الكفايات : P.P.C
لقداوضح العديد من الباحثين ان تحديد األهداف والذي يركز فقط على وصف النتيجة النهائية والمثمتلة في السلوك الخارجي
الذي ينبغي انجازه من طرف التلميذ والذي ينتظر المدرس أن يالحظه في المتعلم لقياس مدلى نجاحه ,كنتيجة ال تبين
التغيرات الداخلية التي يحدثها النشاط في نفسية التلميذ وهذا كله ما يبين قصور التصور السلوكي وضرورة ضبط االهداف
وتحديدها اكثر على شكل مواصفات وكفايات قبل تعيينها في اهداف اجرائية .فماذا يقصد اذن بالكفاية ؟
يعتبر مفهوم الكفاية من المفاهيم الحديثة التي اهتم بها الكثير من العاملين في حقل التربية والتعليم ,فسالت اقالم عديدة حول
هذا المفهوم الجديد ,فهناك من يرى انه يتطابق مع مفهوم الكفاءة وكناك من يختزله في اكتساب المهارات والبعض االخر
يربطه بمفهوم النشاط ثم بمفهوم القدرة ثم الخبرة ,األداء ,المهارة ثم االستعداد ...وقد ترتب عن هذا التعدد في المعاني
والتعريفات نوع من الخلط والغموض في تحديد تعريف دقيق للكفاية .ولمحاولة تقريب هذا المفهوم الجديد والوقوف على
حقيقته اورد هنا مجموعة من التعاريف المقترحة من لدن بعض الباحثين :
" تعرف الكفاية كنسق من المعاريف المفاهمية والمهارية (العلمية) والتي تنتظم على شكل خطاطات اجرائية تمكن داخل
فئة من الوضعيات (المواقف)من التعرف على مهمة –مشكلة وحلها بانجاز (اداء) Performanceمالئم "()5
الكفاية هي معرفة التصرف un savoir agirالتي تتجلى في معرفة تحريك , savoir mobiliserودمج intégrer
وتحويل transférerالمعاريف والسلوكات والقدرات والمهارات في سياقات او وضعيات جديدة )6(.
ان كلمة compétenceمشتقة من الالتينية competens :من الفعل competerاي الذهاب ) aller (petereومع
avecبمعنى المالئمة مع والمرافقة " ان الكفاية هي القدرة ( capacitéسواء القانونية او المهنية) المكتسبة ,النجاز
بعض المهام والوظائف والقيام ببعض األعمال ".
ان الكفاية في االستعمال التشومسكي تعني تلك المعرفة الضمنية والفطرية التي يملكها جميع األفراد عن لغتهم ,فهي القدرة
لدى االفراد على اصدار وفهم جمل جديدة ...حيث ان النظام المستبطن للقواعد المتحكمة في هذه اللغة ,يجعل الفرد قادرا
على فهمها وعلى انتاج عدد ال نهائي من الجمل .وبصفة عامة يمكن القول ان تعريف تشومسكي يندرج اساسا ضمن ما
يسمى بالتيار المعرفي (الكفاية اللغوية))7( .
7/4
· تعريف بيير جيلي : P. Gillet
" الكفاية عبارة عن نظام من المعارف ,المفاهمية (الذهنية) والمهارية (العملية) التي تنتظم في خطاطات اجرائية ,تمكن
في اطار فئة من الوضعيات ,من التعرف على المهمة – االشكالية وحلها بنشاط وفعالية " ()8
و من خالل التعاريف السابقة ومن خالل التحليل البسيط لمختلف التعاريف يمكن القول انها تتأرجح بشكل عام بين الفهم
السلوكي والفهم الذهني المعرفي ,حيث ان االتجاه االول يذهب الى تعريف الكفاية على انها سلسلة من االعمال واألنشطة
القابلة للمالحظة اي تلك السلوكات النوعية الخاصة للفرد .اما االتجاه الثاني فيعتبر الكفاية بانها قدرات عقلية وذاتية
شخصية يتميز بها كل فرد .ومفهوم الكفاية في مجال التعليم يتجلى اساسا في القدرة على دمج المعارف المختلفة التي
اكتسبها المتعلم (مفاهيم ومهارات )...وانتقاء العناصر االساسية المكونة لها وتنظيمها وتحويلها الىعناصر ذات اهمية وذلك
بغية توظيفها النجاز أنشطة او حل مشاكل او انجاز مشاريع ( , )9وهي كذلك تلك القدرة على التكيف مع وضعيات جديدة
ومواجهة مشاكل طارئة (نوع من الذاتية . ) l autonmie
لكي يكون تعريف الكفاية اكثر وضوحا فان كزافيي روجيرس Xavier Roegiersاستنتج بانه " حين تفحص األدبيات
المرتبطة بالكفاية ,يالحظ ان تحديدها يتم وفق خمس مميزات اساسية ".وهي كالتالي (: )10
-خاصية الحشد لمجموعة من الموارد المندمجة :اي المعارف الخاصة والذاتية النابعة من التجربة الشخصية واليات
وقدرات ومهارات .
-خاصية الغائية :اي تلك الغاية اوالنشاط الذي جعل القرد يحشد كل تلك الموارد المتنوعة .
-خاصية الصلة بين فصيلة من الوضعيات :يكون المتعلم خاضع لوضعيات مختلفة ,متعددة وضرورية لكنها محصورة
في فصيلة محددة وخاصة سعيا لتنمية كفاية معينة.
-خاصية هيمنة التخصص (المادة) :الكفاية ترتبط اساسا بالتخصص (مادة معينة) لكن هذا ال ينفي امكانية نقلها وتوضيفها
في مواقف اخرى متشابهة و مختلفة .
-خاصية قابلية التقويم :الكفاية قابلة للتقويم بقياس نوعية تنفيذها عكس القدرة التي يصعب تقويمها .
تصنف الكفايات بشكل عام الى نوعين اساسيين هما :كفايات نوعية وكفايات ممتدة ومستعرضة .حيث ان النوع االول
مرتبط بمادة دراسية اومجال تربوي اومهني معين اما النوع الثاني فهو ال يرتبط بمجال محدد او مادة معينة فهي كفايات
عامة يمتد توظيفها الى مجاالت عدة او مواد مختلفة وهي تسمى كذلك بكفايات قصوى او ختامية ألنها تمثل الدرجة العليا
من الضبط واالتقان .
)5خاتمة :
وختاما يمكن القول ان هذه المقارنة البسيطة بين بيداغوجية األهداف كمقاربة متجاوزة تربويا ومدخل الكفايات كمقاربة
جديدة وبديلة ,ماهي اال سحابة عابرة تبرز وبشكل بسيط اهم مرتكزات كل مقاربة رغم ان المدخلين مرتبطان ومتكامالن .
والجدول اسفله يبين وبشكل دقيق خصائص ومرتكزات كل من الكفايات واالهداف السلوكية :
7/5
بيداغوحية األهداف P.p.o
-تنطلق من هدف معين يتم تقطيعه وتجزيئه الى اهداف اجرائية لتحقيق الهدف العام ( طريقة غير مضمونة) .
-كل األهداف قابلة للقياس والمالحظة (هناك اهداف ال يمكن قيلسها في مجاالت مثل :حل المسألة ,االبداع ,القيم ).
-تهتم بجانب فقط من التصرف اي السلوك (الجانب المعرفي والحسي الحركي ) وتجهل الجانب الوجداني .
-هندسة المدرس لألهداف التعليمية على شكل سلوكات بعيدا عن اهتمامات المتعلم .
-اختيار العدة البداغوجية وفق ما يراه المدرس مناسبا لتحقيق األهداف دون مراعاة شخصية المتعلم .
-اشراف المدرس على توظيف هذه العدة مما يجعله الفاعل االساسي عوض المتعلم .
-بناء الدرس لمقاييس مسبقة دالة على نجاح اوفشل التعلم (التقويم) .
-كل العوامل السابقة تجعل المتعلم عنصر سلبي يقبل كل تعليم مبرمج بناء على خطة من اختيار المدرس ولم يكن شريكا
فيها ,كما انها تمتاز بخاصية التجزيئ وخاصية الغيرية .
-تعتبر المتعلم محورا فاعال يبني المعرفة ذاتيا(التعلم الذاتي ) وبالتالي ضرورة تركيز كل االنشطة عليه .
-توفير جميع شروط التعلم الذاتي بفتح مجال لتفاعل المتعلم مع محيطه تفاعال ايجابيا .
7/6
-تمكين المتعلم من كل الشروط والوسائط للتفاعل البناء في ممارسة تعلمه الذاتي .وبالتالي فهو العنصر االساسي والفاعل
االول الذي يجب ان يرتكز عليه فعل التعلم .
7/7