You are on page 1of 9

‫مدخل إلى الهندسة البيئية‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫منذ أن بدأ الناس التمييز واإلدراك بأن صحتهم وبقاءهم مرتبط بالحفاظ على البيئة المحيطة بهم‪ ،‬فقد لجؤوا‬
‫إلى تطبيق المبادئ واألفكار العلمية لتحسين هذه البيئة وحمايتها‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬فإن الرومان قاموا بتشييد‬
‫الصحية النظيفة للعاصمة روما‪ .‬وفي القرن الخامس‬‫ّ‬ ‫األقنية لنقل المياه ومواجهة الجفاف وقاموا بتأمين المياه‬
‫عشر ميالدي قامت مقاطعة بافاريا بسن قوانين تخص التزود بالمياه‪ .‬بدأت الهندسة البيئية الحديثة في لندن عند‬
‫أن صب مياه الصرف الصحي إلى البحيرات واألنهار دون‬ ‫منتصف القرن التاسع عشر ميالدي عندما أدركوا ّ‬
‫معالجة كان السبب بانتشار األمراض الوبائية مثل الكوليرا‪.‬‬
‫إن االستهالك الجائر للموارد بكل أنواعها سبب التدهور البيئي الشديد‪ .‬فمثال” استخدام المبيد الحشري ‪DDT‬‬
‫بعد الحرب العالمية للقضاء على اآلفات الحشرية ساعد في تحسن إنتاج المنتجات الزراعية وفي التغلب على‬
‫الجوع وتم التحكم بانتشار المالريا‪ .‬ولكنه بنفس الوقت قضى على مجموعات هائلة من األصناف الحية‪ .‬إن قصة‬
‫الـ ‪ DDT‬تعتبر السبب في والدة التحرك الجاد للتطوير البيئي الحديث مما أنتج الحقا” مجال الهندسة البيئية‪.‬‬
‫إن الهندسة البيئية قد أعطيت تعريفها وإسمها المحدد منذ عام ‪1900‬م كفرع من الهندسة المدنية‪ .‬وقد مورست‬
‫من قبل المهندسين المدنيين منذ عام ‪1850‬م‪ ،‬عندما أصبح للصحة العامة معاهد خاصة بها‪ .‬كانت مشاريع‬
‫الصرف الصحي والتزود بالمياه وحل مشاكلها الهيدروليكية من النشاطات األولى للهندسة البيئية‪ .‬انتشرت معالجة‬
‫المياه بشكل سريع حوالي ‪ 1900‬م‪ ،‬بينما معالجة المياه الملوثة تأخرت حتى أصبح لها معاهدها الخاصة بهذا‬
‫العلم‪ .‬بدأت المحاوالت التجريبية لمعالجة المياه الملوثة ببطء ولم تتشكل األسس العلمية لتصميم منشآت المعالجة‬
‫حتى عام ‪ 1950‬م‪ .‬وفي هذه األثناء بدأ قبول دراسات الماجستير بهذا المجال‪ .‬ومنذ عام ‪ 1960‬أصبح مجال‬
‫التزود بالمياه وتسيير المياه الملوثة ومعالجتها أكثر انتشارا” وحددت كقضايا بيئية بينما بقى تعريفها تحت نطاق‬
‫الصحة العامة‪.‬‬
‫أهداف الهندسة البيئية‪:‬‬
‫تهدف الهندسة البيئية إلى تحقيق األهداف الرئيسية التالية‪:‬‬
‫– حماية السكان من األخطار الناجمة عن سوء نوعية الهواء والماء‪ ،‬باإلضافة إلى حمايتهم من الضجيج‬
‫واإلشعاعات‪.‬‬
‫– التخلص المناسب من الملوثات‪.‬‬
‫– األمن من تأثير األضرار الناجمة عن النشاطات البشرية‪.‬‬
‫تعريف الهندسة البيئية‪:‬‬
‫تعرف الهندسة البيئية بأنها تطبيق المبادئ العلمية والهندسية من أجل تحسين البيئة (مصادر الهواء والماء‬
‫ّ‬
‫الصحية والهواء النظيف وسالمة التربة من أجل السكن البشري المالئم ومن أجل الحفاظ‬
‫ّ‬ ‫والتربة)‪ ،‬وتأمين المياه‬
‫على حياة الكائنات األخرى وكذلك لمعالجة المواقع الملوثة‪.‬‬
‫إن الهندسة البيئية تفيد بشكل أساسي بتطوير المنشآت من أجل حماية البيئة ومن أجل اإلدارة المناسبة‬
‫للمصادر الطبيعية‪ .‬إن مهندس البيئة يولي اهتماما” خاصا” للتداخالت البيولوجية والكيميائية والفيزيائية بين الهواء‬
‫‪1‬‬
‫واألرض والماء ويبحث عن حلول تكنولوجية متكاملة من اجل ادارة الموارد و إعادة تدوير المخلفات والمصادر‬
‫المتنوعة بعيدا” عن التدهور البيئي و نشر التلوث بكافة أشكاله‪.‬‬
‫إن مهمة الهندسة البيئية تدور حول الحماية (من التحلل اإلضافي) والحفظ (الوضع الحالي) والتمكين (البيئة)‪.‬‬
‫دوافع ظهور الهندسة البيئية‪:‬‬
‫ربما تكون الملوثات كيميائية أو بيولوجية أو ح اررية أو إشعاعية أو حتى ميكانيكية‪ .‬ولذلك فإن الهندسة البيئية‬
‫تمتد إلى عدة اختصاصات منها هندسة التصنيع والكيمياء البيئية والهندسة الصحية وادارة المواد الملوثة‬
‫وتخفيضها كما تشمل منع التلوث وتنظيف المناطق المصابة‪ .‬ومما سبق نستنتج أن الهندسة البيئية هي عبارة‬
‫تركيب لعدة علوم ومبادئ هندسية اتحدت مع بعضها لتشكل األساس لهذا االختصاص ونذكر منها‪:‬‬
‫الهندسة المدنية‪ ،‬الهندسة الكيميائية‪ ،‬الصحة العامة‪ ،‬الهندسة الميكانيكية‪ ،‬الكيمياء‪ ،‬علم األحياء‪ ،‬علم الجيولوجيا‪،‬‬
‫علم البيئة والتنمية المستدامة‬
‫يمكن القول أن المواضيع العامة للهندسة البيئية فتتمحور حول فهم البيئة الطبيعية و البيئة اإلنسانية وفهم آلية‬
‫عملها وفهم كيفية وقوع األضرار و البحث في األخطار الناجمة عن التلوث البيئي‪ .‬فمهندس البيئة يراقب البيئة‬
‫ويستكشف األساليب الالزمة للمحافظة عليها وتحسينها باإلضافة إلى تصميم وتشغيل وإدارة المنشآت واألنظمة‬
‫التي تحميها‪.‬‬
‫من األمثلة عن األعمال التي ينجزها مهندس البيئة نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬إدارة مياه العواصف المطرية في المدن لحماية البيئة المائية وتأمين مصرف للمياه الفائضة مع التحكم‬
‫بالفيضانات‪.‬‬
‫‪ -‬التصميم الجمالي لأل ارضي الرطبة كجزء متكامل مع البيئة أكثر منه لغاية كونها منشأة لمعالجة وتحسن‬
‫المياه الملوثة‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم محطات ومنشآت معالجة المياه الملوثة مع إعادة استخدام المياه الملوثة المعالجة في شحن المياه‬
‫الجوفية وفي االستخدامات الزراعية وغير ذلك من االستخدامات الشائعة‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار المكان المناسب لسدود وبحيرات تجميع المياه المطرية وغيرها من أجل حماية األنظمة البيئية‬
‫المائية‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة ومعالجة المياه السطحية والمياه الملوثة الناجمة عن النشاطات البشرية المختلفة‪.‬‬
‫‪ -‬منع تلوث التربة والهواء والحفاظ على نوعيتها الجيدة‪.‬‬
‫‪ -‬المساعدة في الحفاظ على الحياة البرية واألنظمة البيئية إجماال”‪.‬‬
‫‪ -‬القيام باألبحاث البيئية العلمية من أجل تحديد الملوثات وتصنيفها واختراع وسائل معالجتها والتخلص‬
‫اآلمن منها‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة الفعالة في تنظيم التشريعات البيئية لمنع التلوث ومنع أسباب التدهور البيئي العالمي مثل ثقب‬
‫األوزون واالنحباس الحراري‪.‬‬
‫هناك بعض االختصاصات األخرى التي تنطوي تحت هندسة البيئة مثل السالمة الصناعية‪ ،‬علم المحيطات‪،‬‬
‫الملوثات الخطرة‪ ،‬التحكم بالهواء‪ ،‬التلوث باإلشعاعي وادارة النفايات الصلبة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفيضانات‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تشكل الفيضانات منذ القدم تهديدا مباش ار للسكان المقيمون في السهول الفيضية لألنهار والسهول الساحلية‪،‬‬
‫فالفيضانات تجري على شكل سيول جارفة وخاصة على السفوح المنحدرة‪ ،‬وتتجمع في األودية النهرية التي ال‬
‫تقوى على تصريف هذا الكم الهائل من المياه‪ ،‬فتفيض على الجانبين لتغمر أجزاء من السهل الفيضي المحيط‬
‫بالوادي أو النهر‪ ،‬محدثة خرابا ودما ار واسعين‪ ،‬خاصة إذا كان النهر يمر في مدينة كبيرة مزدحمة بالسكان‪.‬‬
‫تعريف الفيضان‪:‬‬
‫تعني الفيضانات ارتفاع مناسيب مياه األنهار عن معدلها الطبيعي بشكل يفوق الطاقة االستيعابية للقناة أو‬
‫المجرى‪ ،‬فتتجاوز الضفاف وتغمر المناطق المحيطة بالمجرى والتي تقع ضمن وادي النهر‪ ،‬وقد تكون بمناسيب‬
‫عالية تعمل على غمر مساحات واسعة من األراضي المحيطة بالنهر‪ ،‬فيؤدي ذلك إلى غرق المدن والقرى‬
‫والطرقات واألراضي الزراعية‪ ،‬وكل ما يقع ضمن نطاق التأثير فيتسبب في حدوث خسائر مادية وبشرية كبيرة‪.‬‬
‫أسباب حدوث الفيضان‪:‬‬
‫*‪ -‬هطول االمطار بكميات كبيرة على الحوض النهري في مواسم معينة من السنة‪ ،‬وقد تكون في الشتاء أو‬
‫الصيف حسب النظام السائد في المنطقة التي يقع فيها النهر‪ ،‬والجدير بالذكر ان االمطار تتساقط في مواسم‬
‫معينة بشكل منتظم ولكن كمياتها تختلف من سنة ألخرى‪.‬‬
‫*‪ -‬ذوبان الثلوج المتساقطة عند منابع بعض األنهار أو قرب مجاريها‪ ،‬وعند ذوبانها تعمل على زيادة كمية المياه‬
‫في النهر‪ ،‬ويكون تأثيرها واضحا عندما يتزامن ذوبان الثلوج مع تساقط االمطار‪.‬‬
‫*‪ -‬العواصف واالعاصير‪ :‬تتعرض بعض المناطق إلى عواصف واعاصير يصاحبها سقوط أمطار غزيرة جدا‬
‫تعمل على رفع مناسيب مياه األنهار التي تقع تحت تأثيرها أو تتجمع المياه في شوارع المدن واألراضي المفتوحة‬
‫الشاغرة وتصل على مستويات عالية قد تغمر الطوابق األرضية من المباني‪.‬‬
‫*‪ -‬انهيار السدود‪ :‬تتعرض بعض السدود المقامة على مجاري األنهار والتي تحجز كميات كبيرة من المياه‬
‫وبمستويات عالية تصل إلى مئات األمتار‪ ،‬فعند تعرض تلك السدود إلى االنهيار ألي سبب كان تندفع المياه‬
‫المحجوزة امام السد بسرعة كبيرة ومناسيب مرتفعة تفوق مناسيب الفيضانات‪ ،‬فتعمل على تدمير كل ما يقع ضمن‬
‫تأثيرها‪ ،‬وتعد ذات خطورة كبيرة خاصة على األنهار الكبيرة‪.‬‬
‫*‪ -‬قلة الطاقة االستيعابية لقناة النهر‪ :‬بعد أن تدخل االنسان في شؤون األنهار وعمل النواظم والسدود الجانبية‬
‫التي جعلت فعاليات النهر ضمن نطاق ضيق يتمثل في القناة التي تجري فيها المياه‪ ،‬أدى ذلك إلى حفظ الطاقة‬
‫االستيعابية لقنوات األنهار بحيث أي زيادة في مناسيب المياه عن المنسوب الطبيعي تظهر أثاره على المناطق‬
‫المجاورة بصورة مباشرة او غير مباشرة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫التغير المناخي والفيضانات‪:‬‬
‫ّ‬
‫هناك العديد من العوامل التي تؤثر على حدوث الفيضانات وعلى حجمها‪:‬‬
‫*‪ -‬التوسع العمراني‪ :‬والذي يكون في األحواض النهرية‪ ،‬إذ انه يقلل عملية تسرب المياه في التربة‪ ،‬ويزيد نسبة‬
‫الجريان السطحي ويزيد من سرعته‪.‬‬
‫*‪ -‬زيادة عدد السكان‪ :‬إذ ان زيادة عدد السكان تزيد من مساحة العمران على حساب األراضي الزراعية‬
‫والغابات‪.‬‬
‫*‪ -‬اجتثاث الغابات لما له من تأثير على سرعة الجريان السطحي‪.‬‬
‫لتغير المناخي تأثير كبير على حدوث الفيضانات‪ ،‬ومن المتوقع أن يرتفع عدد مرات حدوثه خالل القرن‬
‫*‪ -‬ل ّ‬
‫التغير المناخي قد ساهم في تناقص األمطار في المناطق الجافة والشبه الجافة‪ ،‬فإنه قد أدى‬
‫الحالي‪ ،‬فإذا كان ّ‬
‫إلى زيادة األمطار في المناطق الرطبة وشبه رطبة‪ ،‬وانعكس ذلك على زيادة حدوث الفيضانات في المناطق‬
‫الرطبة وشبه الرطبة وتناقصها في المناطق الجافة وشبه الجافة‪.‬‬
‫األضرار التي تخلفها الفيضانات‪:‬‬
‫‪ -‬هدم وتدمير المنازل وتشريد أالف السكان من مدنهم وقراهم وجعلهم بال مأوى‪.‬‬
‫‪ -‬تدمير المزارع والمحاصيل الزراعية‪.‬‬
‫‪ -‬تدمير البنية التحتية من طرق وشبكة الكهرباء وشبكات المياه الشروب ومجاري الصرف الصحي وشبكات‬
‫الغاز والهاتف‪.‬‬
‫‪ -‬أضرار غير مباشرة مثل انتشار األمراض واألوبئة بين السكان في المناطق المنكوبة‪.‬‬
‫‪ -‬أضرار غير مباشرة من خالل حدوث "النزيز"‪ ،‬أي تسرب المياه الجوفية نحو المناطق المحيطة بمجرى النهر‬
‫وقد يصل منسوبها إلى مستوى يغمر المزروعات والمساكن لكن بصورة منخفضة تصل إلى حدود نصف متر‪.‬‬
‫خطة مواجهة الفيضان‪:‬‬
‫‪ -1‬مراقبة الفيضان والتحذير من وقوعه‪.‬‬
‫‪ -2‬استخدام االعالم في تثقيف المجتمع‪.‬‬
‫االنزالقات األرضية‪:‬‬
‫تعريف‪ُ :‬يطلق مصطلح االنزالق األرضي "‪ "Landslide‬على انهيار الصخور والحصى والتراب من أعلى‬
‫المنحدر إلى أسفله‪ ،‬وتكون على نطاق واسع في السفوح التي تتكون من طبقات صخرية مائلة باتجاه االنحدار‬
‫وذات تراكيب مختلفة‪ ،‬حيث تتحرك كتل كبيرة من تلك الصخور نحو األسفل وبكل مكوناتها‪ ،‬وتتباين في‬
‫أوضاعها وحركتها وأثارها وما يسفر عن ذلك من تغير في شكل السفح متأثرة بعدة عوامل‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫*‪ -‬نوع التشكيالت الصخرية المنزلقة أم مفتتات هشة‪.‬‬
‫*‪ -‬شكل السفح الذي تمر فوقه الكتل المنزلة منتظم أم غير منتظم‪ ،‬محدب ام مقعر‪ ،‬حيث تزداد الحركة فوق‬
‫السفوح المنتظمة والمقعرة‪.‬‬
‫*‪ -‬درجة انحدار السفح‪ ،‬إذ تزداد سرعة الحركة والمسافة التي تقطعها الكتلة المنزلقة بزيادة درجة االنحدار‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫*‪ -‬طبيعة مكونات السفوح‪ :‬حيث تزداد الحركة عندما تكون الطبقة المنزلقة تحتها طبقة هشة أو طينية ضعيفة‬
‫التماسك‪ ،‬أو طبقات مائلة نحو األسفل‪.‬‬
‫تعدد االنزالقات في المناطق الرطبة ويقل عددها في المناطق الجافة‪ ،‬ألن الماء يقلل من‬
‫*‪ -‬رطوبة السفوح ّ‬
‫احتكاك الكتلة بالسطح الذي تتحرك عليه‪ ،‬كما تنشط عمليات التجوية والتعرية في تلك المناطق والتي تساعد على‬
‫ارتفاع عدد االنزالقات‪.‬‬
‫*‪ -‬حدوث الزالزل التي تعمل على تفكك الصخور وتحركها من مواقعها وعلى شكل كتل كبيرة تنزلق نحو‬
‫األسفل‪.‬‬
‫*‪ -‬النشاط البشري وما ينتج عنه من آثار تسهم في حدوث االنزالقات مثل إزالة الطبقات الصخرية السفلية التي‬
‫تعد نقطة ارتكاز ما فوقها‪.‬‬
‫األخطار التكنولوجية‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫لقد شغلت التقنيات جميع جوانب حياتنا واهتماماتنا‪ ،‬فهي ضرورية لإلنتاج‪ ،‬ولتوفير الخدمات‪ ،‬ولتنظيم‬
‫الحوكمة الحضرية‪ ،‬ولتصميم األنشطة الترفيهية‪ ،‬إلى جانب مساهمتها في رفاهية الفرد واالرتقاء بجودة الحياة‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬فإن إلنتاج واستخدام ومعالجة التقنيات لديها القدرة على التأثير أو اإلض ارر بصحة الفرد‬
‫وكذلك جميع أجزاء المحيط الحيوي‪ ،‬كما تميل العديد من التقنيات مثل الطاقة النووية أو الهندسة الوراثية أو‬
‫التقنيات النانوية إلى استقطاب المجتمع‪ ،‬حيث يشعر األفراد الذين يعيشون بجوار المنشآت الفنية أو األفراد الذين‬
‫يتعرضون لمخاطر ناجمة عن التكنولوجيا بقلق بالغ بشأن اآلثار الجانبية السلبية المحتملة ‪.‬ومع ذلك‪ ،‬فهم‬
‫يستخدمون التقنيات المنزلية والترفيهية واالتصاالت في حياتهم اليومية دون تردد ويأخذون الفوائد العديدة كأمر‬
‫مسلم به‪.‬‬
‫وتؤكد العديد من الجمعيات مثل الجمعيات الصناعية والهندسية على هذه الفوائد ويودون ترك انطباع بأن‬
‫جميع المخاطر تحت السيطرة‪ ،‬وفي هذه الحالة‪ ،‬ظهرت صراعات شديدة حول تقييم المخاطر خاصة فيما يتعلق‬
‫بالتكنولوجيات واسعة النطاق مثل وحدات اإلنتاج الكيميائي‪ ،‬والطاقة النووية‪ ،‬والتكنولوجيات الجينية‪.‬‬
‫ظهور الوعي بالمخاطر التكنولوجية‪:‬‬
‫أدى التطور السريع للتقنيات عالية التأثير خالل المائة عام الماضية إلى زيادة متطلبات األفراد والعمالء‬
‫والسياسة المتعلقة بإنتاج هذه التقنيات واستخدامها والتخلص منها‪ ،‬باإلضافة إلى المتطلبات القانونية‪ ،‬والصناعيين‬
‫والمشغلين ذوي التأثير العالي‪ ،‬حيث تواجه هذه التقنيات طلبات متزايدة للحصول على مزيد من المعلومات‬
‫والمشاركة من المستهلكين ومجموعات أصحاب المصلحة الخاصة والجمهور بشكل عام‪.‬‬
‫وقد تم التعبير عن الحاجة إلى التواصل بشأن المخاطر منذ أواخر الستينينات‪ ،‬حيث أدت سلسلة من الحوادث‬
‫الخطرة إلى زيادة الوعي العام بالمخاطر التكن ولوجية والضغط على الحكومات والمنظمين لتقليل المخاطر أو‬
‫السيطرة عليها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬قامت السلطات الحكومية العامة بتشديد التراخيص واللوائح خاصة فيما يتعلق باألحكام‬
‫التنظيمية للمنشآت النووية‪ ،‬والكائنات المعدلة وراثيا‪ ،‬والجزيئات النانوية في األغذية ومستحضرات التجميل‪ ،‬لكن‬
‫على الرغم من اإلجراءات التنظيمية الرئيسية التي اتخذتها الوكاالت المتخصصة وجهود الشركات في مجال‬
‫أمر بالغ األهمية‬
‫التواصل بشأن المخاطر‪ ،‬فقد ظل إدراك األفراد للمخاطر الناجمة عن التقنيات عالية التأثير ا‬
‫خالل العقدين الماضيين وأصبح أكثر أهمية في العديد من البلدان خالل هذه الفترة الزمنية‪.‬‬
‫تعريف المخاطر التكنولوجية‪:‬‬
‫وهي التهديدات التي ترتبط باألنشطة البشرية والتطور التكنولوجي كاألنشطة العلمية والتقنية‪ ،‬ويترتب عنها خسائر‬
‫ضرر بيئية‪.‬‬
‫بشرية وأضرار مادية‪ ،‬وتؤدي إلى حدوث خلل اجتماعي واقتصادي وأ ا‬
‫يتضمن هذا النوع من المخاطر ما يلي‬
‫‪ -‬المخاطر الصناعية‪،‬‬
‫‪ -‬مخاطر نقل المواد الخطيرة‪،‬‬
‫‪ -‬المخاطر االشعاعية والنووية‪،‬‬
‫‪ -‬و مخاطر تشقق السدود‪.‬‬
‫بعبارة أخرى‪ ،‬فإن استخدام نوع معين من التكنولوجيا‪ ،‬على الرغم من أنه يمكن أن يجلب لنا سلسلة من الفوائد‬
‫والمزايا‪ ،‬يحمل أيضا عيوبا معينة‪ ،‬من بينها المخاطر التي يتم تكبدها في حالة استخدامها أو تنفيذها‪.‬‬
‫*‪ -‬المخاطر الصناعية‪ :‬هي تلك الحوادث التي تصدر عن المناطق الصناعية بالدرجة األولى وقد تؤدي هذه‬
‫الحوادث الى نتائج وخيمة وكارثية على المستوى األفراد والممتلكات والبيئة وتكون هذه على ثالثة أشكال‪:‬‬
‫الحريق‪ :‬ينتج عن اشتعال مادة بمادة أخرى‪ ،‬وتكون لهما قابلية االشتعال‪ ،‬ويترتب عنها عدة مخاطر تتمثل في‬
‫الحروق واالختناق‪.‬‬
‫االنفجار‪ :‬يكون على شكل صدمة موجية في زمن قصير جدا يمكن سماعها لمسافات بعيدة يصل مداها الى‬
‫عشرات الكيلومترات‪.‬‬
‫االنتشار أو التسرب‪ :‬يتمثل في تسرب مواد سامة تكون على شكل سحب أو أبخرة سامة مع احتمال انتقالها‬
‫بفعل الرياح ويكون لها أثر شديد في احداث الوفيات في لمختلف الكائنات الحية‪.‬‬
‫*‪ -‬أسباب حدوث المخاطر الصناعية‪:‬‬
‫تتمثل في العوامل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬التوطين السيئ للمنشأة المصنفة خاصة ذات الخطر ويقصد بها تلك المؤسسات التي يكون نشطها‬
‫صناعيا او تجاريا والذي يتسبب في ضرر للبيئة وخطر يهدد أمن وسالمة الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬األخطاء التقنية‬
‫‪ -‬تعرض المنشأت المصنفة لخطر طبيعي كالزلزال واالنزالقات األرضية‬
‫‪ -‬سوء التسيير واإلدارة‪.‬‬
‫*‪ -‬مخاطر نقل المواد الخطيرة‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫ُيقصد المواد الخطيرة بأنها جميع المواد والمنتجات التي تشكل خطر عند نقلها عبر الطرق البرية‪ ،‬الجوية والبحرية‬
‫وعند تعرضها لألخطار الخارجية‪.‬‬
‫وهي تصنف إلى ‪:‬‬
‫المواد المتفجرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬المواد الصلبة القابلة لاللتهاب‬
‫‪ -‬المواد السامة والمعدية‪.‬‬
‫المواد السائلة والقابلة لالشتعال‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬المواد المشعة‪...‬‬
‫*‪ -‬أسباب حوادث نقل المواد الخطيرة‪ :‬تتمثل أسبابها في‪:‬‬
‫‪ -‬عدم احترام قوانين المرور‬
‫‪ -‬حدوث تسربات للمواد الخطيرة‬
‫‪ -‬تعرض وسائل النقل للمخاطر الخارجية الطبيعية والبشرية‪.‬‬
‫*‪ -‬مخاطر تشقق السدود‪:‬‬
‫ُيقصد بظاهرة تشقق السدود هو تعرض السد إلى تلف أو تحطيم جزئ أو كلي‪.‬‬
‫*‪ -‬أسباب تشقق السدود‪:‬‬
‫تعود أساب تشقق السدود إلى األسباب التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أسباب تقنية‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬خلل في عمل صمامات تصريف المياه‪،‬‬
‫‪ -‬نقص في التصميم ومواد البناء‪،‬‬
‫‪ -‬قدم منشآت السد‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب البشرية‪ :‬تتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬قلة الدراسات التقنية وافتقادها للدقة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تتبع ومراقبة مختلف مراحل اإلنجاز‪.‬‬
‫‪ -‬خلل في عملية االستغالل‪.‬‬
‫‪ -‬نقص الصيانة الدورية‪.‬‬
‫‪ -‬األسباب الطبيعية‪ :‬تتمثل في الظواهر الطبيعية كالزالزل‪ ،‬الفيضانات واالنزالقات االرضية التي يتعرض لها‬
‫السد‪.‬‬
‫*‪ -‬مخاطر الطاقة النووية‪:‬‬
‫هي ظاهرة فجائية ناتجة عن تسرب االشعاع النووي في محطات االنتاج او حدوث انفجار في مفاعل نووي ينتج‬
‫عنها ما يسمى بالغبار الذري‪ ،‬والذي ينتش ــر في منطقة االنفجار ويتسلل مع حركة الهواء إلى المناطق المجاورة‬

‫‪7‬‬
‫وقد يتصاعد إلى طبقات الجو العليا ليمتزج مع السحب التي تسقط بعد ذلك على شكل امطا ار محملة باإلشعاع‪،‬‬
‫وتؤدي الى تلوث األنظمة البيئية وتسبب اضرار بالغة للكائنات الحية بصفة عامة ‪.‬‬
‫*‪ -‬أسباب مخاطر الطاقة النوية‪:‬‬
‫‪ -‬توقف أجهزة التبريد بالمفاعل عن العمل‪.‬‬
‫‪ -‬األخطاء الفنية‪.‬‬
‫‪ -‬خلل في أجهزة المفاعل‪.‬‬
‫‪ -‬ظواهر طبيعية (كالزالزل‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬التسونامي‪ ،‬االنزالقات االرضية التي يمكن أن يتعرض لها المفاعل‬
‫النووي)‪.‬‬

‫مخاطر النقل‬
‫تعريفها‪ُ :‬يقصد بمخاطر النقل مجمل حوادث اصطدام او انقالب او حريق اثناء نقل األفراد بالحافالت وتعرضهم‬
‫للخطر او غرق الحافالت اثناء السيول والفيضانات‪.‬‬
‫وتتمثل هذه المخاطر في‪:‬‬
‫‪ .1‬اصطدام أو انقالب وسائل النقل‪.‬‬
‫‪ .2‬حريق في وسائل النقل لعدم تطبيق اشتراطات السالمة سواء ا الحافالت او المركبات الكهربائية‬
‫‪ .3‬حوادث دهس لألفراد جراء استخدام أنواع مختلفة من المركبات بالمدينة‪.‬‬
‫‪ .4‬تعرض الحافالت في حالة السيول واألمطار للتعطل‪.‬‬
‫*‪ -‬تسيير مخاطر النقل‪:‬‬
‫من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬توفير حافالت إضافية في حالة تعطل أحد الحافالت‪.‬‬
‫‪ -‬فحص وصيانة دورية للحافالت والتأكد من اشتراطات السالمة فيها‪.‬‬
‫‪ -‬تدريب السائقين على مختلف وسائل النقل‪ ،‬ووضع مسارات محددة لكل نوع‪.‬‬
‫‪ -‬تدريب السائقين على كيفية التصرف في حاالت الطوارئ ومنها االبالغ عن الحوادث وكيفية استخدام‬
‫طفايات الحريق‪.‬‬

‫*‪ -‬إجراءات إنهاء الخطر والتخلص من األضرار التي سببّها‪:‬‬

‫‪ .1‬استبدال السيارات والحافالت التي بها عطل بأخرى جيدة‪.‬‬


‫‪ .2‬تأهيل السائقين بشكل جيد لنقل مختلف الفئات االجتماعية المهنية‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديد مسارات مالئمة لمختلف أنواع النقل مزودة بأنظمة تضمن سالمة الراجلين‪.‬‬
‫‪ .4‬متابعة برامج صيانة وسائل النقل باختالف أنواعها ت قبل البدء في تشغيلها بشكل يومى ودوري‪.‬‬
‫‪ .5‬البد أن يكون هناك تقرير أسبوعى ‪/‬شهرى عن حالة وسائل النقل واستبعاد الوسائل ذات الكفاءة األقل‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ .6‬وضع مخطط محكم للمرور يراعي عدد األفراد المتنقلين‪ ،‬حركة المرور العام‪ ،‬عدد الحافالت وتردداتها‬
‫ونوعية الطريق وخصوصياته‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫‪ -‬نادر محمد العوضي‪ ،‬عبد المنعم مصطفى مصطفى‪ ،‬ضاري ناصر العجمي‪ ،‬أخطار تتهدد البيئة العالمية‬
‫معهد الكويت لألبحاث العلمية‪ ،‬الكويت‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬خلف حسين علي الدليمي‪ ،‬الكوارث الطبيعية والحد من آثارها‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2009 ،‬‬
‫‪ -‬نعمان شحادة‪ ،‬دالل زريقات‪ ،‬االخطار والكوارث البيئية‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2018 ،‬‬
‫‪ -‬صبري فارس الهيتي‪ ،‬التصحر‪ :‬مفهومه‪ ،‬أسبابه‪ ،‬مخاطره‪ ،‬مكافحته‪ ،‬دار اليازوري العلمية‪ ،‬عمان‪.2014 ،‬‬
‫‪ -‬عبد المنعم مصطفى مصطفى‪ ،‬رضا عبد الفتاح محمد‪ ،‬الزالزل‪ ،‬ماذا تعرف عنها؟ معهد الكويت لألبحاث‬
‫العلمية‪.2004 ،‬‬

‫‪9‬‬

You might also like