Professional Documents
Culture Documents
أوراق تحليلية
مارس ٢٠٢٤
النص
رشط بقاء السلطوية
1
رشط بقاء السلطوية
ولكن الدعاية اإلعالمية يف الواقع ال يمكن أن تؤمن بقاء النظام السلطوي يف
فه مجرد صورة إعالمية ال تؤثر يف حياة الناس وإن كانت هذه الدعاية
الحكم ي
اإلعالمية تنفع يف بعض المراحل بشكل مؤقت.
الت مهدت لالنقالب العسكري
ه ييمكن القول مثال يف مرص أن الدعاية اإلعالمية ي
الت أنجحت االنقالب وساعدت عىل عودة النظام
وه ي
عىل التجربة الديمقراطية ي
القديم واجهاض حراك الشعب المرصي.
ولكن الدعاية اإلعالمية المستمرة للنظام المرصي ال يمكن أن تكون سببا يف بقاء
تأمي بقائها لسنوات أو عقود فالدعاية اإلعالمية تمهد الطريق السلطوية أو ر
تحم بقاءه.
ي للنظام وتشوه خصومه لكنها ال
فه سياسة قد تنجحاألمت وهو السياسة األساسية للنظم السلطوية ي ي أما القمع
الجماهيي أو الثورة
ر ضد تنظيمات سياسية ولكنها ال تؤثر عىل احتمالية الخروج
الشعبية وإن كانت قد تؤجل هذا الخروج.
ما يؤمن بقاء أي نظام سلطوي يتعلق أساسا بسياسات هذا النظام وما ينتج عنها
والعمىل لحياة أغلبية الناس وليس ما يقوله النظام وإعالمه عن
ي الفعىل
ي يف الواقع
إنجازاته.
التاريخ من خالل سياساتها
ي لذا يمكن النظر إىل النظم السلطوية لمعرفة مسارها
تبق النظام السلطوي عقودا وبعضها اآلخر
وأفعالها ألن بعض هذه السياسات ي
تتسبب يف سقوطه.
االجتماع للسلطوية هو الخي مقابل الحرية وهو
ي من الشائع القول بأن العقد
ليس عقدا اجتماعيا بالمعت الدقيق ولكنه تعاقد تفرضه السلطة المستبدة عىل
الجماهي المحكومة.
ر
2
رشط بقاء السلطوية
ويعت عقد الخي مقابل الحرية أن طبقة الحكم تنفرد بالسلطة مقابل خدمات ي
للجماهي المحكومة وتطلب منها أال تنازع السلطة وترض ببقائها
ر ودعم توفرها
مقابل ما يقدم لها.
أكي ر
فأكي إىل إلغاء السلطوية العربية العائدة مرة أخرى بعد الربيع العرب تتجه ر
ي
الشهي أي الخي مقابل الحرية وتستبدله بعقد آخر هو االستقرار
ر عقد السلطوية
مقابل الخي والحرية.
العرب ومنها مرص تحاول أن
ي من الواضح أن السلطة العربية خاصة يف بالد الربيع
شء ر
الجماهي إنها تؤمن لها األمن واالستقرار ولن تستطيع أن توفر لها أي ي
ر تقنع
آخر وتطلب يف المقابل من الشعب الخضوع لها.
الواقع إن األنظمة السلطوية تستمر عقودا طويلة يف العديد من الدول حول العالم
وعي التاري خ عندما تستطيع أن توفر الحياة المقبولة من أغلبية المجتمع مقابل
استمرارها يف السلطة وعدم منازعة المجتمع لها.
ه درجة من مستوى المعيشة ال يت تتقبلها أغلبية المجتمع لما
الحياة المقبوله ي
يتوفر من حد أدب مقبول من الحياة لل رشائح األدب وحد أفضل ر
للشائح األعىل
تدبي الحياة لدى أغلبية المجتمع.
وهو ما يوفر القدرة عىل ر
ليس فقط الحد األدب المقبول هو رشط بقاء سلطوية ولكن أيضا الحفاظ عىل
تحسي
ر وتأمي استمرارها مع وجود أمل مستمر يف
ر مستويات المعيشة الراهنة
ظروف الحياة لدى قطاع واسع من المجتمع.
عندما ينتج عن عقد الخي مقابل الحرية نوعية حياة مقبولة وتتالئم مع توقعات
لتحسي الحياة وأمل مستمر يف
ر أغلبية المجتمع مع وجود فرص للحلول الفردية
غد قد يكون أفضل تؤمن السلطة بقاءها.
3
رشط بقاء السلطوية
بغ ري المقايضة ربي فرصة الحياة المعقولة وربما الكريمة مقابل تنازل المجتمع
عن المشاركة يف السلطة ال يمكن للسلطوية العربية أن تؤمن بقاءها وتمنع خروج
المجتمع عليها.
الخالصة المهمة إن الشعوب ال تثور طوال الوقت بل تاريخيا نجد أن الشعوب
فه تتقبل حياتها عندما يكون من الممكن تقبلها ولكنها يف النهاية تثور
تثور نادرا ي
عندما ال يمكن تحمل الحياة.
النظم السلطوية عندما تعرف ما هو مقابل بقائها يف السلطة نجدها تقدم الدعم
لشاء صمته مقابل بقائها لكن عندما تتصور النظم والخدمات للمجتمع ر
توفي مقابل لذلك فإنها تسقط.
السلطوية أنه يمكن أن تبق بدون ر
4