You are on page 1of 25

‫اإلرهاب الدولي مفهومه وأسبابه‪.

‬‬

‫المقدمة‪:‬‬

‫إن الحديث عن السلم واألمن العالميين كشرطين أساسيين لكل تنمية‬


‫منشودة وتطور مرغوب حديث عريق وقديم قدم اإلنسانية‪ ،‬إذ أن التجربة‬
‫البشرية أثبتت أن االستقرار عامل مهم من عوامل التطور والتقدم‪ ،‬وأن الحروب‬
‫والنزاعات عائق أمام كل تنمية مرجوة‪.‬‬

‫ولعل اإلرهاب في نظرنا يعتبر حربا وعنفا غير معلن يعيق تلك‬
‫االستم اررية ويعطر صفو ذلك االستقرار واألمن الذي ينعم به كل مجتمع‪.‬‬
‫واذا كان مصطلح اإلرهاب معروفا لدى الجميع بما يحمله من عبارات‬
‫القتل والذبح والتفجير والتنكيل‪ ،‬وأن تحديد مفهومه على مستوى الداخلي ال‬
‫يثير أي إشكال فإن تعريفه على المستوى الدولي يكاد يكون غير محدد‬
‫ألسباب عديدة نعرضها الحقا‪.‬‬

‫واذا كانت جميع الدول تتفق في مبدأ إدانة اإلرهاب وضرورة الوقاية‬
‫منه ومقاومته إال أنها اختلفت في وضع تعريف دقيق لإلرهاب‪ ،‬ذلك أن‬
‫الخوض في تجريم هذا الفعل دون تحديد مفهومه يعد عمال ناقصا‪ ،‬إذ يتوسع‬
‫لينطبق على أعمال هي في األصل مشروعة‪ ،‬أو قد يضيق لتفلت منه أعمال‬
‫هي من صميم األفعال اإلرهابية‪.‬‬

‫لذلك سنحاول من خالل موضوعنا هذا تسليط الضوء على التعاريف‬


‫التي أعطيت لمصطلح اإلرهاب وأهم جرائمه لتبقى مسألة تقصي أسبابه‬
‫واجراءات الوقاية منه أو محاربته مواضيع الحقة‪.‬‬
‫المبحث التمهيدي‪ :‬العنف واإلرهاب‬
‫قد يطول بنا الحديث في هذا المقام التعريف باإلرهاب الدولي‪،‬‬
‫نظ ار للصعوبة الكبيرة التي تعترض هذا المفهوم والراجع إلى عدة أسباب‬
‫وعوامل‪ ،‬ولكن هذا ال يعني عدم وجود محاوالت‪ ،‬إال أنها لم تصل أغلبها إلى‬
‫إعطاء تعريف جامع مانع له‪.‬‬
‫لذلك سنحاول في بحثنا هذا إلقاء الضوء على أبرز المفاهيم‬
‫إن على المستوى النظري‬
‫والتعريفات التي أعطيت لتعريف اإلرهاب الدولي ْ‬
‫الفقهي أو على مستوى اإلعالنات واالتفاقات الدولية‪.‬‬
‫وقبل ذلك سنحاول التحدث عن العنف باعتباره العنصر الكلي‬
‫لإلرهاب ومصدره المادي‪.‬‬
‫فقرة أولى‪ :‬لمحة عن العنف‪:‬‬
‫لعل أول تساؤل يطرح في هذا الصدد ‪:‬‬
‫ماذا نعني بالعنف ؟ وما هي العالقة بين العنف واإلرهاب ؟‬
‫* تعريف العنف‪:‬‬
‫لقد تعددت التعاريف وتشعبت بخصوص العنف وذلك باختالف الزاوية‬
‫المنظور إليها ‪:‬‬
‫فيرى األستاذ يحي الجمل أن العنف ليس مجرد ممارسة من اإلنسان‬
‫ضد أخيه اإلنسان بل هو فعل فيه خروج عن القانون بمعنى هو العمل الذي‬
‫يتضمن فعال مؤثما قانونا يمس سالمة اإلنسان الجسدية أو المعنوية‬
‫(‪)1‬‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫ويذهب الطيب البكوش إلى القول ‪ :‬أن العنف في حد ذاته يثير إشكاال‬
‫مفهوميا‪ ،‬بمعنى هل العنف فقط هو العنف الذي يكون خارجا عن القانون ؛‬
‫وما هو القانون؟‬
‫فالدولة التي تمارس العنف كثي ار ما تغطي عنفها بالقانون الذي‬
‫(‪)2‬‬
‫تشرعه على قياسها واإلرهاب شكل من أشكال العنف‪.‬‬
‫وهناك من يحدد العنف تحديدا حصريا من خالل تعداد مظاهره‬
‫المختلفة فيرى بأنه‪:‬‬
‫"مظاهر التعذيب واإلبادة المنظمة‪ ،‬واالضطهاد من كل نوع‪،‬‬
‫والترحيل اإلجباري للسكان‪ ،‬والتهديد الذري‪ ،‬واغتصاب الوعي وغسل الدماغ‬
‫(‪)3‬‬
‫وخدع العقول" ‪.‬‬
‫والعنف غالبا ما يكون نتيجة عنف اضطهادي‪ ،‬وبالتالي سيلجأ أولئك‬
‫ط َهدون إلى ممارسة العنف المادي وتفجير أعماله‪ .‬ويتولد عنه عنفا‬ ‫المض َ‬
‫ثوريا تستعمله الجماعات والجماهير ضد السلطة ورموزها المست ِبدة وأجهزتها‬
‫القمعية أو ضد المستعمرين؛ بما تسمى بالكفاح المسلح من أجل التحرر‬
‫(‪)4‬‬
‫واالستقالل‪.‬‬

‫فقرة ثانية‪ :‬العوامل المؤدية للعنف‪:‬‬


‫وبما أن العنف يشكل جوهر اإلرهاب فإنه يمثل مشكلة ذات أصول‬
‫سياسية واجتماعية واقتصادية متعددة الجوانب‪ ،‬وبالتالي فإنه ال يمكن أبدا‬
‫ٍ‬
‫موضوعية‬ ‫معرفة أو در ٍ‬
‫اسة‬ ‫ٍ‬ ‫وضع اآلليات لمعالجة أو مكافحة اإلرهاب دون‬
‫للعوامل المؤدية إليه وهو ما سنعرض له حين حديثنا عن اإلرهاب وعوامله‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف اإلرهاب في الفقه القانوني‪:‬‬
‫ترتبط كلمة اإلرهاب في التاريخ واللغة العربية بالخوف والفزع ومنه‬
‫المثل "أن ترهب خير من أن ترحم" ولقد اختلفت اآلراء وتضاربت في هذا‬
‫الصدد باختالف المعايير التي انتهجها أصحابها إلعطاء مفهوم دقيق‬
‫لإلرهاب‪ ،‬بحيث أضحى كل فقيه يحمل أفكا ار وايديولوجيات مسبقة تسيطر ال‬
‫محالة على التعريف الذي سيعطيه‪ ،‬وفي هذا السياق يذهب االتجاه األول إلى‬
‫‪ERIC‬‬ ‫القول بأن العمل اإلرهابي يتميز بطابعه األيديولوجي فيعرفه‬
‫( ‪)6‬‬ ‫( ‪)5‬‬
‫بينما‬ ‫يرتبط بأهداف سياسية"‬ ‫‪ DAVID‬بأنه‪" :‬عمل عنف إيديولوجي‬
‫يذهب الفقيه ‪ SALDANA‬إلى تعريفه بأنه" كل جناية أو جنحة سياسية‬
‫( ‪)7‬‬
‫يترتب عنها الخوف العام"‪.‬‬
‫( ‪)8‬‬
‫أن هذا التعريف انحاز إليه‬ ‫ويرى األستاذ مصطفى مصباح دباره‬
‫معظم الكتاب والسياسيين في الغرب وهو رأي فيه نظر على أساس أنه يخلط‬
‫بين األعمال المشروعة وغير المشروعة‪ ،‬ذلك أن أي مقاومة لتحقيق هدف‬
‫سياسي ليس في كل األحوال أفعاال إرهابية‪ ،‬فحركات التحرر الوطني المناضلة‬
‫من أجل االستقالل ال يمكن وصفه بالعمل اإلرهابي‪.‬‬
‫وهناك اتجاه آخر يميز العمل اإلرهابي بصفته العشوائية فهو‪ ":‬عمل‬
‫(‪)9‬‬
‫وهو بهذا عمل ذو آثار غير تمييزية إذ ال يهمه تحديد‬ ‫عنف عشوائي"‬
‫(‪)10‬‬
‫أشخاص ضحاياه بقدر ما تهمه النتائج واآلثار التي تحدثها أفعاله‪.‬‬
‫والمالحظ أن معيار "عشوائية العمل" هذا ال يمكن إعماله في جميع‬
‫األعمال اإلرهابية بمعنى أخر أن هناك بعض األفعال الجرمية تتصف‬
‫بالعشوائية ولكنها ليست إرهابية بالمعنى المقصود وهو بالتالي معيار غير كاف‬
‫لتحديد مفهوم العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫(‪)11‬‬
‫إلى اعتبار العمل اإلرهابي بـ‪":‬عمل عنف‬ ‫بينما يتجه رأي ثالث‬
‫ذو جسامة غير عادية"(‪ )12‬وهو رأي كذلك ال يعبر بالذات عن العمل اإلرهابي‪،‬‬
‫إذ هناك الكثير من الجرائم ذات نتائج جسيمة ولكنها ال تدخل في زمرة العمل‬
‫اإلرهابي‪.‬‬
‫ومحاول ًة لجمع كافة هذه المعايير وتجنب ما ال يدخل في مفهوم‬
‫اإلرهاب‪ ،‬تقدم األستاذ ‪ LEVASSEUR‬بتعريف له بقوله ‪" :‬اإلرهاب يتضمن‬
‫عموما سلوكا ُم َعدا ومخصصا إلحداث الفزع واثارة الرعب الجماعي‪ ،‬وهذا‬
‫يعني أنه يستهدف مجموع سكان الدولة أو جزءا منهم كطائفة اجتماعية‬
‫(‪)13‬‬
‫معينة‪.‬‬
‫كما يمكن استعمال تعريف الدكتور شفيق المصري لإلرهاب بشكل‬
‫عام باعتباره‪" :‬استخدام غير شرعي للقوة أو العنف أو التهديد باستخدامها‬
‫(‪)14‬‬
‫بقصد تحقيق أهداف سياسية "‪.‬‬
‫واإلرهاب في هذا اإلطار هو الذي يتعدى العمل المخالف للقوة الداخلية‬
‫للدولة‪ ،‬أو حتى ذلك الذي ال يخالفها‪ ،‬إلى كونه مخالفا لمبادئ القانون‬
‫الدولي وقواعده‪.‬‬
‫ولذلك يعرف باإلرهاب الدولي‪ ،‬إذ هو ظاهرة عالمية‪ ،‬وليس ظاهرة‬
‫(‪)15‬‬
‫محصورة بشعب أو دين أو بلد أو لون سياسي‪.‬‬
‫فاإلرهاب الدولي يكون كذلك إذا تعلقت الجريمة التي يصاحبها‬
‫(‪)16‬‬
‫وهو قد يتعلق بالجرائم التي تعرض السلم الدولي‬ ‫بالعالقات الدولية‬
‫للخطر‪،‬وقد يكون اعتداء على أمن اإلنسانية‪،‬بما يشبعه من اضطراب في‬
‫المجتمع الدولي‪.‬‬
‫وعنصر الدولية في اإلرهاب يتحددإما بدولية العنصر الشخصي بأن‬
‫يكون الفاعلون أو الضحايا تابعين ألكثر من دولة‪ ،‬أو بدولية العنصر المادي‬
‫بأن تكون األفعال المكونة له قد وقعت (إعدادا‪،‬تنفيذا وآثارا) في أكثر من‬
‫دولة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلرهاب الدولي في االتفاقات والمؤتمرات الدولية‬
‫إذا لم يكن في وسعنا الحديث عن جذور اإلرهاب قديما فإن ذلك مرده إلى‬
‫شساعة الموضوع وطوله‪ ،‬لذلك سنحاول اختصاره في بعض المحطات‬
‫المهمة من تاريخ اإلنسانية وذلك من خالل الملتقيات والمواثيق الدولية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف اإلرهاب من خالل اللقاءات الدولية‪.‬‬


‫إذ ومنذ سنة ‪ 1927‬وهو تاريخ انعقاد أول مؤتمر في وراسو‬
‫‪ VARSOVIE‬والذي وان لم يستعمل مصطلح اإلرهاب لعدم شيوعه‪ ،‬إال أن‬
‫ما تباحث فيه اللقاء يدخل في موضوع اإلرهاب حيث كان من جدول أعماله‬
‫دراسة األفعال المرتكبة في الخارج ومن بين الجرائم المتناولة فيه‪ ،‬جرائم‬
‫القرصنة تزييف النقود واالتجار في الرقيق والمخدرات‪.‬‬
‫ثم تاله مؤتمر بروكسل عام ‪ 1930‬استعمل مصطلح اإلرهاب‬
‫‪ Le Terrorisme‬ألول مرة‪ ،‬إذ ورد هذا المصطلح في مشروع من خمس‬
‫مواد ‪ ،‬احتوى على قواعد ألفعال تتميز بأنها تتضمن استعماال عمديا لوسائل‬
‫من شأنها إحداث خطر عام أو تهديد الحياة أو السالمة البدنية‪.‬‬
‫ومن بين تلك األفعال التي عددتها المادة األولى من المشروع ‪:‬‬
‫‪ )1‬إحراق المباني وغيرها من الممتلكات عمدا‪ ،‬أو تفجيرها أو إحداث‬
‫الفيضانات وكل ما من شأنه تهديد السالمة العامة‪ ،‬كتحطيم اإلشارات أو‬
‫األدوات التي تستخدم في إطفاء الحرائق‪ ،‬أو حفظ األرواح‪.‬‬
‫‪ )2‬العرقلة غير المشروعة للسير العادي لوسائل المواصالت‪ ،‬كالقطارات‬
‫وأجهزة البريد والبرق والهاتف واألضرار غير المشروعة بمصادر المياه‬
‫العامة‪ ،‬أو مصادر اإلنارة والتدفئة‪ ،‬أو غيرها من مصادر الطاقة‪.‬‬
‫‪ )3‬تلويت المياه و األغذية‪.‬‬
‫وجاء بعده مؤتمر باريس ‪ 1931‬ليعدل نص المادة ‪ 1‬من‬
‫مشروع مؤتمر بروكسل لتشمل إرهاب سكان الدولة باستعمال قنابل أو‬
‫متفجرات أو مواد حارقة أو أسلحة نارية‪ ،‬أو أية أداة أخرى ضد األشخاص أو‬
‫األموال‪ ،‬أو نشر مرض وبائي‪ ،‬أو عرقلة مرافق مصلحة عامة‪.‬‬
‫ليأتي بعده مؤتمر مدريد لعام ‪ 1935‬ليؤكد ما جاء به سابقيه‬
‫واعتبر أعمال اإلرهاب من جرائم قانون الشعوب التي تقع تحت االختصاص‬
‫الشامل‬
‫ثم مؤتمر كوبنهاجن عام ‪ 1936‬والذي بحث في جدول أعماله‬
‫جرائم اإلرهاب على الصعيدين الدولي والداخلي ‪ ،‬وجاء في مقرراته أنه البد‬
‫من معاقبة األفعال التي تسبب نشوء خطر عام ‪ ،‬وتخلق حالة من الرعب من‬
‫أجل إحداث تغييرات أو اضطرابات في سير السلطات العامة في أداء وظائفها‬
‫أو في العالقات الدولية‪ .‬كما أضاف بندا خاصا باألفعال الجرمية الموجهة ضد‬
‫حياة أو سالمة أو حرية رئيس دولة أو زوجه ‪ ،‬أو الشخص الذي يمارس‬
‫اختصاصات رئيس الدولة‪.‬أو األمراء المتوجين أو أعضاء الحكومات‪ ،‬أو‬
‫األشخاص الذين يتمتعون بحصانة ديبلوماسية‪ ،‬أو أعضاء الهيئات‬
‫التشريعية‪ ،‬وكل من يشكل خط ار على المجتمع‪ ،‬أو يخلق حالة من الرعب‬
‫يكون الغرض منها إحداث تغييرات في سير السلطات العامة‪ ،‬أو عرقلة‬
‫العالقات الدولية يكون عرضه لعقوبات مضاعفة‪.‬‬
‫هذه المؤتمرات من خالل مضامينها تكون قد اهتمت بمشكلة‬
‫العنف الممارس ضد الدولة وأهملت الجانب اآلخر المتمثل في إرهاب الدولة‪،‬‬
‫وهذا في نظرنا منطقي بالنظر إلى ظروف وعوامل ذلك الوقت‪ ،‬أين كانت‬
‫معظم دول العالم الثالث تحت وطأة االستعمار واألوضاع السياسية غير‬
‫مستقرة‪ ،‬إذ أن إرهاب الدولة في الحقيقة هو األهم باعتباره عامل أساسي‬
‫إلرهاب األفراد والجماعات‪.‬‬
‫ولعل أهم المؤتمرات والندوات الحديثة ( في العقود الثالثة‬
‫(‪)17‬‬
‫األخيرة ) ندوة بروكسل لعام ‪ 1973‬حول تعريف ومقاومة اإلرهاب‪.‬‬
‫ومما جاء في خالصة أعماله أنه طبقا للنظام القانوني القائم‪ ،‬ال يوجد في‬
‫القانون الدولي معاصر مفهوم قائم بذاته لإلرهاب سوى ما تضمنته اتفاقية‬
‫جنيف لعام ‪ 1937‬بشأن اإلرهاب والذي جاء عاما وفضفاضا‪.‬‬

‫ولكن مع هذا لم يمنع المشاركون في الملتقى من االتفاق على تجريم بعض‬


‫األفعال المعتبرة إرهابية كاختطاف الطائرات‪ ،‬واالعتداء على األشخاص‬
‫المتمتعين بحماية دولية‪.‬‬

‫كما طرحت بعض المعايير لتمييز العمل اإلرهابي عن غيره‪،‬‬


‫كمعيار براءة الضحية أي أن العمل يكون إرهابيا عندما يكون ضحاياه من‬
‫األشخاص األبرياء‪ ،‬وهو معيار منتقد لعدم موضوعيته‪.‬‬
‫ثم مؤتمر األمم المتحدة الخامس لمنع الجريمة ومعاملة‬
‫المذنبين بجنيف لعام ‪ 1975‬وتضمن مشكلة اإلرهاب الدولي والذي لم يتم‬
‫تعريفه رغم الجهود والمبادرات المبذولة‪ ،‬وقيل أن السبب الرئيسي وراء ذلك‬
‫هو خلو القوانين الوطنية من أي تعريف أو تحديد لفكرة اإلرهاب‪ ،‬وأن هذا‬
‫المصطلح ال يعد أن يكون وليد تعبيرات صحفية وانفعالية‪ ،‬وأهم ما خرج من‬
‫المؤتمر هو وجوب التمييز بين نوعية من أعمال العنف‪:‬‬
‫أولها‪ :‬أعمال يرتكبها فرد أو جماعة في موقف دولي بهدف تحقيق مكاسب‬
‫شخصية أو مادية‪ ،‬كعمليات اختطاف الطائرات واحتجاز الرهائن وهي كلها‬
‫أعمال إرهابية بال خالف‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬أعمال ترتكب لخدمة قضية معينة يشعر فيها أصحابها بااللتزام‬
‫اتجاهها‪ ،‬كأعمال المقاومة الشرعية ضد قوى االحتالل‪ ،‬وهي أعمال ال يمكن‬
‫اعتبارها من قبيل اإلرهاب‪.‬‬
‫وهذه النقطة الثانية هي التي كانت محل كر وفر ولم يتم الوصول إلى رأي‬
‫حاسم‪.‬‬
‫وأهم نقطة أخرى عالجها المؤتمر هو اهتمامه بظاهرة إرهاب‬
‫الدولة أو ما يسمى باإلرهاب الرسمي المنظم الذي تمارسه الدولة االستعمارية‬
‫واألنظمة االستبدادية والتي تعد أحد العوامل األساسية لتنامي ظاهرة العنف‬
‫السياسي وارهاب األفراد والجماعات‪.‬‬
‫وبعد هذا المؤتمر جاء المؤتمر الخامس والستون لالتحاد البرلماني‬
‫(‪)18‬‬
‫‪ ،‬وكان ضمن جدول أعماله بند يحمل عنوان‪ :‬دور البرلمانات في‬ ‫الدولي‬
‫دراسة ووضع وسائل لمكافحة اإلرهاب الدولي‪ ،‬وكان هذا المؤتمر كسابقيه‬
‫بحيث أنه لم يعرف اإلرهاب وانما اكتفى بإدانته وضرورة مكافحته وضرورة‬
‫تعاون الدول فيما بينها لمنعه وقمعه‪.‬‬
‫كما أنه ركز على إرهاب الدولة واألنظمة الديكتاتورية والمتسلطة‬
‫والقاسية والعنصرية‪.‬‬
‫(‪)19‬‬
‫والذي لم‬ ‫نفس الشيء يقال عن المؤتمر الستين لرابطة القانون الدولي‬
‫يستطع وضع تعريف لإلرهاب وال تحديده‪.‬‬
‫المطالب الثاني‪ :‬اإلرهاب في االتفاقيات واإلعالنات الدولية‬
‫يمكن القول أن هناك ترسانة قانونية كافية ألهم ما يتعلق بجرائم اإلرهاب‬
‫الدولي والتي يمكن أن نحصرها في مجموعتين‪.‬‬
‫أ‪ -‬المجموعة األولى وتضم مجموع االتفاقات واإلعالنات الدولية‬
‫المناولة للجرائم اإلرهابية بصفة عامة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المجموعة الثانية وتحوي االتفاقات الدولية التي عالجت أشكاال‬
‫خاصة باإلرهاب‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬اتفاقيات عامة بشأن اإلرهاب‪:‬‬
‫‪ )1‬اتفاقية جنيف لسنة ‪1937‬‬
‫حيث جاء في مادتها األولى‪" :‬تمتد عبارة األعمال اإلرهابية لتشمل األفعال‬
‫اإلجرامية الموجهة ضد دولة‪ ،‬عندما يكون هدفها أو من طبيعتها إحداث رعب‬
‫عند أشخاص أو جماعات معينة‪ ،‬أو عند الجمهور"‬
‫الواضح من هذا التعريف أن عبارة األعمال اإلجرامية جاءت فضفاضة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫غير محددة‪ ،‬وان كانت المادة ‪ 2‬من االتفاقية استدركت هذا العموم‬
‫بتبيان بعض األفعال المعتبرة إرهابا وهي الموجهة ضد حياة أو صحة أو‬
‫حرية أو سالمة رؤساء الدول أو من يتمتعون بامتيازات رئيس الدولة‪.‬‬
‫وخلفائهم بالوراثة أو التعيين أو أزواجهم‪ ،‬أو األفعال الموجهة ضد‬
‫األشخاص القائمين بوظائف أو خدمات عامة‪ .‬إذا كانت األفعال المذكورة‬
‫قد ارتكبت بسبب الوظيفة أو الخدمة التي يباشرها هؤالء األشخاص‪ .‬كما‬
‫يشمل أعمال التخريب العمدي‪ ،‬أو إلحاق الضرر باألموال العامة أو‬
‫إحداث‬ ‫أو‬ ‫الجمهور‬ ‫الستعمال‬ ‫المخصصة‬
‫خطر عام عمدا‪ ،‬يكون من شأنه تعريض الحياة اإلنسانية للخطر ومن‬
‫أمثلة تلك األعمال التي تحدث خط ار عاما استعمال المتفجرات أو المواد‬
‫الحارقة‪ ،‬أو نشر األمراض الوبائية‪ ،‬أو تسميم مياه الشرب واألغذية‪.‬‬
‫‪ ‬كما أن هذا التعريف لم يعر أي اهتمام إلى الباعث من وراء‬
‫العمل اإلرهابي‪ ،‬فهو يسوي بين الباعث الشخصي والسياسي‬
‫فكليهما ال ينفيان عن الجريمة طابعها اإلرهابي‪.‬‬
‫كما يالحظ على االتفاقية أنها أغفلت جانبا هاما من اإلرهاب وهو إرهاب‬
‫الدولة أو األنظمة القمعية ومع هذا لم يكتب لهذه االتفاقية النفاذ‪ ،‬ولم تحظ‬
‫بالتنفيذ العملي‪.‬‬
‫‪ )2‬اتفاقية واشنطن ‪: 1971‬‬
‫وان كانت هذه االتفاقية إقليمية بحيث أنها من صنع منظمة الدول‬
‫األمريكية إال أنها جاءت لتدعم ولتثير الرأي العام العالمي حول تنامي‬
‫واستفحال ظاهرة اإلرهاب الدولي‪ ،‬وتبيان خطورته على أشخاص ودول العالم‪.‬‬
‫ولكن مع هذا فهي كذلك لم تأت بتعريف لإلرهاب‪ ،‬ولكن المجلس الدائم‬
‫لمنظمة الدول األمريكية أعد دراسة تفسيرية لالتفاقية تعرض فيها لتعريف‬
‫اإلرهاب على أنه‪" :‬فعل ينتج رعباً أو فزعاً بين سكان الدولة أو قطاع منهم‪،‬‬
‫ويخلق تهديداً عاماً للحياة أو الصحة أو السالمة البدنية‪ ،‬أو حريات‬
‫األشخاص وذلك باستخدام وسائل تسبب بطبيعتها‪ ،‬أو يمكنها أن تسبب‬
‫ضر ارً جسيماً أو مساساً خطي ارً بالنظام العام أو كوارث عامة ومن األفعال‬
‫المجرمة في هذه االتفاقية (م‪ )2‬الخطف‪ ،‬القتل وباقي االعتداءات على الحياة‬
‫أو السالمة البدنية لألشخاص‪ ،‬وعمليات االبتزاز التي تصاحب هذه األفعال‪.‬‬
‫وما يؤخذ على هذه االتفاقية أنها جاءت لقمع حركات الثوار في عديد‬
‫الدول األمريكية المدعومة من اإلدارة الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬األمر الذي‬
‫عقد من مهمة تلك الدول في مكافحة ما سمته باألعمال اإلرهابية داخل‬
‫ترابها‪.‬‬
‫وفي الجهة األخرى لم تؤثر هذه االتفاقية على أولئك الثوار الذين ثاروا ضد‬
‫الظلم واالستبداد وارهاب الدولة‪.‬‬
‫‪ )3‬اال تفاقية األوربية لمقاومة اإلرهاب(‪:)20‬‬
‫كسابقتها لم تعرف هذه االتفاقية التي جاءت حص ارً على البلدان‬
‫األوروبية – اإلرهاب واكتفت بذكر بعض أشكاله منها‪:‬‬
‫ا) اختطاف الطائرات‪ ،‬ب) االعتداء على حياة أو حرية األشخاص‬
‫المتمتعين بحماية دولية بمن فيهم الموظفون الديبلوماسيون‪ ،‬ج) االختطاف‬
‫وحجز الرهائن بدون وجه حق‪ ،‬د) جرائم استعمال القنابل واألسلحة اآللية أو‬
‫الرسائل والطرود المفخخة في الحاالت التي يحدث فيها هذا االستعمال خط ارً‬
‫على األشخاص‪.‬‬
‫‪ )4‬االتفاقية العربية لمكافحة اإلرهاب‪:‬‬
‫والموقعة في القاهرة بتاريخ ‪ 1998/04/22‬والتي تعرف اإلرهاب في‬
‫مادتها األولى بأنه‪ ":‬كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه‬
‫أو أغراضه‪ ،‬يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي‪ ،‬وبهدف إلقاء‬
‫الرعب بين الناس‪ ،‬أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو‬
‫أمنهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو األمالك العامة أو‬
‫الخاصة‪ ،‬أو احتاللها أو االستيالء عليها‪ ،‬أو تعريض أحد الموارد الوطنية‬
‫للخطر‪".‬‬
‫كما أن المادة المذكورة تَ ْعرض الجريمة اإلرهابية على أنها جريمة أو‬
‫الشروع فيها‪ ،‬التي تُرتكب لغرض إرهابي في أي من الدول المتعاقدة أو على‬
‫رعاياها أو ممتلكاتها أو مصالحها‪ ،‬وعلى أن تُ َع َّد من الجرائم اإلرهابية الجرائم‬
‫المنصوص عليها في المعاهدات الدولية‪.‬‬
‫إال أن المادة الثانية جاءت لتزيل عن بعض األفعال الصفة اإلرهابية‪،‬‬
‫حيث نصت على أنه‪":‬ال تعد جريمة إرهابية حاالت الكفاح بمختلف الوسائل‪،‬‬
‫بما في ذلك الكفاح المسلح ضد االحتالل األجنبي والعدوان من أجل التحرر‬
‫وتقرير المصير وفقا لمبادئ القانون الدولي‪ ،‬وال يعتبر من هذه الحاالت كل‬
‫ألي من الدول العربية"‬
‫عمل يمس بالوحدة الترابية ٍّ‬
‫إضافة إلى هذه االتفاقيات الكثيرة فلقد كان هنالك آراء ومواقف‬
‫متباينة سنتعرض لها حين الحديث عن المجموعة الثانية من االتفاقات‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬االتفاقية والق اررات الدولية الخاصة‪:‬‬

‫والمقصود هنا الجريمة بعينها بغض النظر عن كونها وقعت زمن‬


‫السلم أو الحرب‪.‬‬
‫اتفاقية منع جريمة اإلبادة الجماعية والمعاقبة عليها ‪:‬‬
‫وهي اتفاقية اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق أو االنضمام‬
‫بقرار الجمعية العامة ألمم المتحدة بتاريخ ‪ ،1948-12-09‬وبدئ بها النقاد‬
‫في ‪ 1951 .12.12‬وفقاً ألحكام المادة ‪ 13‬منها‪.‬‬

‫اتفاقية طوكيو إلدانة األعمال غير القانونية على الطائرات لسنة ‪1963‬‬
‫إعالن هلسنكي لعام ‪ 1975‬الذي التزمت بموجبه الدول‬
‫األوروبية االمتناع عن مساعدة أي نشاط إرهابي في أي شكل كان ‪،‬ثم‬
‫الق اررات الدولية الصادرة عن مجلس األمن في إطار معاقبة الدول التي‬
‫تخالف المبادئ الدولية وتهدد السلم واألمن العالميين ‪.‬‬
‫اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو‬
‫اإلنسانية أو المهينة‪ ،‬التي اعتمدت وعرضت للتوقيع والتصديق‬
‫واالنضمام بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة رقم ‪ 46/39‬في‬
‫‪ 1984/12/10‬ونفذت بـ ‪ 26‬جوان ‪ 1987‬وفقاً ألحكام المادة ‪ 27‬منها‪.‬‬
‫وما سبقها وتالها من إعالنات ومبادئ ضمن نفس السياق‪.‬‬
‫ج) اتفاقية إدانة القرصنة البحرية ‪1988‬‬
‫ويضاف إلى هاتين المجموعتين الكثير من الق اررات الصادرة عن الجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة ‪،‬ويمكن ذكر أهمها‪:‬‬
‫القرار رقم ‪ 30/34‬لـ ‪ 1972/12/18‬والمتضمن التدابير الرامية إلى‬ ‫•‬
‫منع اإلرهاب الدولي الذي يعرض للخطر أرواحاً بشرية بريئة أو يودي بها أو‬
‫يهدد الحريات األساسية ‪.‬‬
‫‪ ‬القرار رقم ‪ 31/102‬لـ ‪1976/12/15‬‬
‫‪ ‬القرار ‪ /49/60‬لـ ‪1994/12/09‬‬
‫‪ ‬القرار ‪ 52/133‬لـ ‪ 1998/02/26‬المتعلق بحقوق اإلنسان واإلرهاب‬
‫‪ ‬القرار ‪ 56/1‬لـ ‪ 18‬سبتمبر‪ 2001‬القاضي بإدانة الهجمات اإلرهابية‬
‫على نيويورك وواشنطن ‪.‬‬
‫وغيرها من الق اررات الكثيرة والجديدة ‪.‬‬
‫وبالرجوع إليها نرى أنها تركز على التزامين أساسيين على األقل يقتضي أن‬
‫تلتزمهما جميع الدول هما ‪:‬‬
‫‪ )1‬أن ال تشجع وال تتورط على إقليمها أو خارجه بأي نشاط إرهابي ذي‬
‫أغراض سياسية‪.‬‬
‫‪ )2‬أن تقوم بكل ما يساعد في منع أو معاقبة أي نشاط إرهابي يقع ضمن‬
‫إقليمها أو يكون مرتكبا ضمن هذا اإلقليم‪.‬‬
‫ولعل القرار رقم ‪ 60/49‬السابق ذكره والصادر عن الجمعية العامة لألمم‬
‫المتحدة جاء فاصال محوريا في هذا الشأن‪ ،‬فقد دعت الجمعية العامة‬
‫بموجب هذا القرار جميع الدول ومجلس األمن ومحكمة العدل الدولية‬
‫والوكاالت المتخصصة لتطبيق اإلعالن المتعلق بإجراءات إزالة اإلرهاب‬
‫الدولي‪ ،‬الملحق بقرارها ذاته‪ ،‬ومما جاء في هذا اإلعالن‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدانة الكاملة ألعمال اإلرهاب بكل أشكاله ومظاهره‪ ،‬بما في ذلك‬
‫األعمال التي تكون الدولة متورطة فيها بشكل مباشر أو غير مباشر‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب إحالة القائمين باألعمال اإلرهابية إلى العدالة من أجل وضع حد‬
‫نهائي لها سواء كان مرتكبوها أفراد عاديين أو موظفين رسميين أو‬
‫سياسيين‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب اتخاذ كل السياسات والتدابير الالزمة من أجل محاربة اإلرهاب‬
‫الدولي سواء كانت هذه التدابير فردية تتخذها الدولة ذاتها أو ثنائية أو‬
‫متعددة األطراف مع الدول األخرى وذلك من أجل محاربة اإلرهاب الدولي‬
‫ومنع قيامه‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون الكامل بين جميع الدول من أجل تعزيز مبادئ األمم المتحدة‬
‫وأهدافها والتزام االتفاقات الدولية الرامية إلى توفير السالم واألمن الدوليين‬
‫وحماية األبرياء والمحافظة على عالقات الصداقة والتعاون بين الشعوب‪.‬‬
‫_ تعديل أو استحداث القوانين الداخلية للدول بما يتالءم مع هذه‬
‫االتفاقيات ال سيما المتعلقة بحقوق اإلنسان(‪.)21‬‬
‫ولكن مع هذا وال قرار من هذه الق اررات استطاع أن يتوصل إلى إعطاء‬
‫تعريف لإلرهاب أو تحديد معالمه‪ .‬وانما هي مجرد سرد لبعض أشكاله‬
‫ومظاهره‪.‬‬
‫وما ننتهي إليه في هذا المبحث ما ذهب إليه الدكتور شفيق‬
‫(‪)22‬‬
‫بخصوص تلك الترسانة الهامة من االتفاقات واإلعالنات‬ ‫المصري‬
‫والق اررات الدولية المهتمة باإلرهاب الدولي حيث أشار إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬أن القانون الدولي حرص على تعريف اإلرهاب من خالل تعدد الحاالت‬
‫التي يمكن األفراد فيها التعرض إلى الحقوق اإلنسانية األصيلة‪ ،‬أو إلى‬
‫سالمة الدولة ونظامها العام الخلقي أو السياسي أو االقتصادي أو إلى‬
‫السالم واألمن الدوليين‪ ،‬من هذا المنطلق اعتبر القانون الدولي الفرد‬
‫مسؤوال أمامه مباشرة ‪ ،‬ولذلك نشأ فرع مستقل من القانون الدولي سمي‬
‫بـ‪" :‬القانون الجنائي الدولي" ‪.‬‬
‫‪ -2‬إن القانون الدولي حرص على تعريف اإلرهاب بحيث يشمل األفراد والدول كذلك‪ ،‬وطلب‬
‫بإدانة االثنين معا‪ ،‬على هذا األساس فإن ثمة نوعين من اإلرهاب الدولي‪ ،‬وان تكاملت‬
‫عناصرها في بعض األحيان وتداخلت‪ ،‬بحيث يصبح العمل اإلرهابي نتيجة سياسية حكومية‬
‫ينفذها األفراد‪:‬‬
‫أ‪ -‬إرهاب األفراد ‪ :‬الذين يرتكبون العمل اإلرهابي مباشرة ‪ ،‬وهو العمل‬
‫الموصوف في االتفاقات الدولية أو الق اررات التي مر ذكرها حول هؤالء‬
‫األشخاص وفقا للقانون الدولي وبصرف النظر عن قوانين بالدهم ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إرهاب الدولة ‪ :‬وذلك عندما تخالف المبادئ األساسية واألحكام‬
‫بما في ذلك أحكام وقواعد حقوق‬ ‫المستقرة في القانون الدولي‪،‬‬
‫اإلنسان والقانون اإلنساني الدولي ‪ ،‬مؤدى ذلك أن تصبح الدولة‬
‫المتورطة في عمل إرهابي ‪ ،‬بشكل مباشر أو غير مباشر ‪ ،‬مسؤولة‬
‫أمام القانون الدولي وما يحدده من جزاءات وتعويضات عن األضرار‬
‫التي تلحقها بالدولة أو بالدول األخرى أو بأفرادها‪.‬‬
‫‪ -3‬على أساس ما تقدم فإن القانون الدولي شرح إرهاب الدولة وحدد‬
‫الحاالت التي يحصل فيها‪ ،‬كما أشار إلى وجوب مقاضاته أيضا‪ .‬ومن‬
‫أمثلة ذلك‪:‬‬
‫المادة ‪ 2‬من المعاهدة الدولية المتعلقة بحجز الرهائن لعام ‪ 1979‬إذ‬ ‫‪‬‬
‫تنص على أن كل دولة ترتكب عمال يدخل ضمن أعمال احتجاز الرهائن‬
‫يجب أن تعاقب بما يتناسب مع خطورة اإلساءة المرتكبة وطبيعتها ‪،‬‬
‫كذلك يجب أن تعاقب الدولة التي تساعد أو توافق أو تتغاضى عن عملية‬
‫االختفاء القسري لألفراد‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬عوامل وأسباب اإلرهاب‪:‬‬


‫الكل متفق على أنه ال يمكن البحث في الوسائل واآلليات الكفيلة‬
‫بمكافحة اإلرهاب وقمعه أو الحد منه دون البحث في العوامل األسباب التي‬
‫تقف وراءه ‪ ،‬وهو ما أدركته األمم المتحدة حينما ضمنت جدول أعمالها سنة‬
‫‪ 1972‬بندا كلفت من خالله لجنة خاصة للبحث في األسباب المؤدية‬
‫والمغذية لإلرهاب ومنه تتحدد الوسائل واآلليات الكفيلة بمحاربته أو الوقاية‬
‫منه كأولوية‪.‬‬
‫إال أن عبارة "الكل" السابقة اعترضت عليها أمريكا واسرائيل‬
‫مبررين موقفهم بحجج واهية ولعل هذا االعتراض كما يرى األستاذ مصطفى‬
‫(‪)23‬‬
‫يكمن في محاولة هاتين الدولتين إخفاء الدور الرئيسي لكل‬ ‫مصباح دباره‬
‫منهما في تنامي وتزايد ظاهرة العنف واإلرهاب في المجتمع الدولي المعاصر‪.‬‬
‫ولكن مع هذا فلقد انتهت اللجنة إلى اعتماد ورقة عمل تناولت‬
‫مجمل األسباب التي تقف وراء هذه الظاهرة وأهمها‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األسباب السياسية ‪:‬‬
‫وهي أشد وأكثر األسباب ارتباطا باإلرهاب‪ ،‬إذ يرى غالب الفقهاء أن‬
‫األسباب السياسية هي األسباب المغذية لإلرهاب سواء بصفة مباشرة أو‬
‫غير مباشرة ‪.‬‬

‫والطابع السياسي للعمل اإلرهابي إنما يعود إلى الباعث والهدف‬


‫السياسي الذي يطبع أعمال العنف ويسبغ بالتالي الصفة السياسية على‬
‫العمل اإلرهابي‪.‬‬
‫وأهم األسباب وأوسعها انتشا ار سببين هامين‪:‬‬
‫سبب داخلي‪ :‬وهو اإلرهاب الداخلي أين يلعب الظلم واالستبداد‬
‫الذي تمارسه الحكومات واألنظمة الدور الكبير في تنامي الظاهرة اإلرهابية‪.‬‬
‫وسبب دولي‪ :‬ويتمثل في خلل النظام العالمي‪ ،‬والالتوازن المفرط‬
‫بين دول العالم ‪ ،‬وتسلط الدول الكبرى على الدول الصغرى وغيرها من‬
‫العوامل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الظلم واالستبداد السياسي داخل الدولة‪.‬‬


‫الحقيقة أن تاريخ األمم والشعوب حافل باألمثلة الدالة على شتى‬
‫أنواع الظلم واالستبداد الذي عايشته وتعيشه األمم من طرف حكامها ومن‬
‫يملكون زمام التسلط والتحكم‪ ،‬وال يزال هذا الظلم يلقي بظالله على كثير من‬
‫األنظمة العربية منها وغير العربية‪.‬‬
‫هذا الظلم واالستبداد الذي خنق الحقوق والحريات األساسية لإلنسان ‪،‬‬
‫واضطهد اإلعالم وفرض الرقابة عليه ‪ ،‬والتعتيم على الكثير من القضايا‬
‫وتزييفها ‪ ،‬ومالحقة أصحاب الرأي والمعارضين آلراء الحكام ومتابعتهم‬
‫وسجنهم وتعذيبهم ليس سوى أنهم قالوا ال للظلم واالضطهاد‪ .‬وال نخفي س ار‬
‫إذا قلنا أن األنظمة العربية وأجهزتها ضربت المثل األعلى في الظلم‬
‫واالستبداد واحتقار الشعوب وسجن زعماء المعرضة والرأي وتعذيبهم‬
‫واعدامهم باسم الجريمة ومحاولة قلب النظام والتهديد باألمن القومي‪.‬‬

‫وال أشاطر أ‪.‬مصطفى مصباح دبارة الذي أخذ على األنظمة الغربية‬
‫كصورة نموذجية للتحكم والتسلط ونسي األنظمة العربية التي لم يذكرها بسوء‬
‫فعدد مختلف منظمات العنف األوروبية‪،‬األسيوية‪ ،‬األمريكية التي أسست كرد‬
‫(‪)24‬‬
‫فعل على إرهاب الدولة ضد هذه الشعوب أو األقليات‪.‬‬
‫ولم يذكر وال جماعة أو منظمة عربية معارضة ‪ ،‬والواقع يثبت‬
‫أنه ال تخلو أية دولة عربية من جماعة مسلحة معارضة قامت بسبب اإلرهاب‬
‫(‪)25‬‬
‫الذي مارسته تلك األنظمة ضدها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خلل النظام الدولي‪.‬‬

‫والخلل هنا أساسا نجده على مستويين‪ :‬سياسي واقتصادي‬


‫‪ )1‬المستوى السياسي‪:‬‬
‫حيث انه وبمجرد نظرة خاطفة للنظام السياسي العالمي يتبين أن اغلب‬
‫المواثيق واإلتفاقات والمنظمات تسيطر عليها الدول الكبرى ولعل ابرز مثال‬
‫على ذلك استحواذ هذه الدول ‪ -‬ما عدا الصين ‪ -‬لمقاعد مجلس األمن‬
‫الدائمة وهو الجهاز الذي أنيطت إليه صالحيات األمر والنهي على‬
‫المستوى الدولي وذلك بمنح أعضاءه آلية استخدام ما يسمى حق الفيتو في‬
‫الحالة التي يراها ذلك العضو غير موافق لمصالحه أو سياسته الدولية ‪،‬‬
‫وهو ما يخلق نوعا من الالتوازن الدولي ‪ ،‬خصوصا أن دواليب السياسة‬
‫العالمية تغيرت كثي ار بعد سقوط االتحاد السوفيتي وظهور نظام دولي ‪-‬‬
‫سياسي ‪ -‬جديد برزت مالمحه في هذه الفترة ‪ ،‬ذلك أن وجود االتحاد‬
‫السوفيتي ‪ -‬سابقا ‪ -‬كان له أهمية في ذلك التوازن العالمي وسقوطه يعني‬
‫خلق نوع من ذلك الالتوازن ‪ ،‬بمعنى أدق فانحالل االتحاد السوفيتي يعني‬
‫زعزعة المعسكر الشرقي الذي يضم أغلب دول أوروبا الشرقية وكذا أغلب‬
‫الدول العربية والتي تأثرت بهذا السقوط حيال الواليات المتحدة األمريكية‬
‫وتطور األوضاع في الشرق األوسط واندالع حرب الخليج التي قلبت‬
‫األوضاع على عقب ‪ ،‬مرو ار بالعشرية األخيرة من القرن العشرين التي‬
‫مستوى السياسة الدولية ‪ ،‬وتنامي الحركة‬ ‫عرفت تغيرات جذرية على‬
‫اإلسالمية بالجزائر وأفغانستان والسودان وحرب الشيشان والبوسنة والهرسك‬
‫وما نجم عنها من انقالب في األوضاع وردود فعل قوية انتهت إلى التطور‬
‫المذهل في تبني الخيار المسلح والعسكري كخيار استراتيجي لتحقيق مصالح‬
‫كل اتجاه‪.‬‬

‫وما زاد في تدهور الوضع األمني العالمي ما تشهده منطقة الشرق‬


‫األوسط وما يمثله اإلرهاب الصهيوني تجاه شعب أعزل والذي تمارس ضده‬
‫شتى أنواع القوة والعنف والذي يعد أبرز إرهاب الدولة في أكمل صوره‪.‬‬

‫ولسنا هنا لنعدد جرائم بني صهيون ضد العرب وفلسطين فهي ال تعد‬
‫وال تحصى ‪ ،‬والتاريخ شاهد عليها ‪ ،‬وانما فقط لتؤكد على حقيقة أن إرهاب‬
‫الصهاينة هو السبب المباشر في رد فعل فلسطين ‪ -‬العزل ‪ -‬والذين ال‬
‫يملكون سوى أجسادهم للتضحية بها وتفجيرها على المحتلين‪.‬‬
‫‪ )2‬األسباب االجتماعية ‪:‬‬
‫والتي يمكن حصرها في‪:‬‬
‫‪ -‬التركيبة االجتماعية العالمية التي يعيش فيها اإلنسان الحديث ‪،‬‬
‫والتناقضات الكبيرة التي تعتريها‪ ،‬بحيث نجد مثال حكاما ومحكمون ‪ ،‬أقوياء‬
‫وضعفاء ‪ ،‬سادة وعبيد ‪ ،‬أغنياء وفقراء ‪ ،‬وهو ما سيؤدي إلى التنافر‬
‫والتباعد وبالتالي إلى استعمال العنف لتحقيق ما يمكن تحقيقه‪.‬‬
‫‪ -‬مشاكل اجتماعية عامة‪ :‬فالعيش في عالم يغلب عليه العنف في كافة‬
‫مجاالته وممارسته السياسية وصراعاته العقائدية وحتى في حلوله للمشاكل‪،‬‬
‫وحتى في خدماته وما يقدمه لإلنسان البسيط ‪ ،‬فضجيج السيارات وأزيز‬
‫الطائرات ‪ ،‬وقعقعة المكائن ليست إال ألوانا من العنف المعرض لإلنسان‬
‫المعاصر‪.‬‬
‫‪ -‬سيطرة المادة على الروح ‪ :‬إذ لم يبقى الحديث عن التوازن سوى كالما‬
‫نسمعه أو كتبا نقرأها‪ ،‬فطغت بذلك المادة على حياة الناس ‪ ،‬فلم تصبح للقيم‬
‫والمبادئ أث ار في حياتهم ‪ ،‬فأصبح المال واألشياء هو المعيار الذي يقاس بها‬
‫اإلنسان المعاصر ‪ ،‬ولم يبق مكان للروح أو المثل العليا في ذواتهم أو حتى‬
‫في برامجهم‪ .‬فولد هذا جحودا وادبا ار وقسوة في القلوب وعنفا في المعاملة‪.‬‬
‫‪ )3‬العوامل االقتصادية‪:‬‬
‫لقد جاء في تقرير اللجنة المختصة في موضوع اإلرهاب الدولي والتابعة‬
‫للجمعية العامة لألمم المتحدة ‪ ،‬أن من أهم العوامل االقتصادية التي تقف‬
‫وراء ظاهرة اإلرهاب الدولي هو وجود نظام اقتصادي دولي جديد جائر‬
‫وغير منصف‪ ،‬وما ينجم عنه من ظواهر االستغالل األجنبي لموارد البلدان‬
‫الطبيعية‪.‬‬
‫(‪)26‬‬
‫أن ما يطلق عليه اسم اإلرهاب‬ ‫ويرى فيانشيسالف تيتيكين‬
‫الدولي في الواقع ما هو إال حرب تحريرية ضد "النظام العالمي الجديد"‬
‫األمريكي ‪ ،‬وتقوم أمريكا وحلفاؤها يوميا بخلق األسباب لهذه الحرب ‪ ،‬فنهب‬
‫خيرات الدول النامية بطريقة وحشية تجلب البؤس والفقر لماليين األفراد ‪،‬‬
‫وتدفعهم لمحاولة القضاء على مصدر بؤسهم‪ .‬وما يجري اليوم في الشرق‬
‫األوسط يعكس المواجهة التي تقوم بها الدول النامية للنظام العالمي الجديد ‪،‬‬
‫كما أن تصعيد الخالف في هذه المنطقة يسير جنبا إلى جنب مع الصراع ضد‬
‫العولمة التي تهدف إلى إخضاع االقتصاد العالمي لمصالح الواليات المتحدة‬
‫األمريكية والغرب‪.‬‬
‫واذا كانت المظاهرات التي جرت في سياتل نهاية سنة ‪ 1999‬ضد‬
‫رموز العولمة كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي حاول الغرب تصويرها‬
‫كمجرد بدعة سياسية فإن المجابهات المماثلة التي جرت في كثير من‬
‫عواصم الدول الغربية تؤشر على أن الحديث يدور عن مواجهة جدية‬
‫للغاية‪ ،‬والحقيقة كما يرلى كثيرون أن يستحيل اقتالع جذور اإلرهاب‬
‫وتجفيف منابعه بينما تتجاهل القوى العظمى واجباتها السياسية والقانونية‬
‫واألخالقية والحضارية في إنهاء القهر واليأس‪ ،‬وسيكون اإلخفاق هو‬
‫المصير المحتوم للحرب األمريكية ضد اإلرهاب مالم تربط بدور أمريكي‬
‫فاعل في إقرار ومناصرة الحقوق المشرعة للشعوب أو األقليات المقهورة التي‬
‫تعاني جرائم االحتالل والعدوان والحرب واإلبادة الجماعية والتمييز العنصري‬
‫وارهاب الدولة واإلفقار واليأس‪.‬‬
‫خاتـمة وتوصيات‪:‬‬

‫ما يمكن أن نخرج به من بحثنا هذا أن نوصي بما يلي‪:‬‬


‫‪ -1‬ضرورة التوصل إلى تحديد تعريف جامع مانع لإلرهاب يتفق عليه دوليا‬
‫ويميز أثناءه بين الكفاح المشروع من أجل التحرر وبين أعمال اإلرهاب‪.‬‬

‫‪ -2‬وجوب معالجة األسباب األصلية لإلرهاب الدولي وأهمها االحتالل‬


‫األجنبي‪ ،‬الظلم‪ ،‬االستبداد‪ ،‬الفقر…‪.‬‬
‫الهوامــــش‪:‬‬
‫(‪ )1‬يحي الجمل ‪ :‬العنف محقوق اإلنسان (ندوة) مقال منشور في المجلة العربية لحقوق اإلنسان ‪،‬‬
‫ع‪ ، 3‬ص‪ ، 67‬س‪ ، 96‬مجلة نصف سنوية يصدرها المعهد العربي لحقوق اإلنسان ‪ ،‬تونس‪.‬‬
‫(‪ )2‬الطيب البكوش‪ :‬العنف واإلنسان (ندوة) مقال منشور في المجلة العربية لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫المرجع السابق‪.‬‬
‫(‪ )3‬عبد الرضا الطعان‪ :‬مفهوم الثورة ‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار المعرفة ‪ ،‬بغداد ‪ ، 1980‬ص‪.157‬‬
‫(‪LA PIERRE, Iam:la Violence dans les conflits sociaux, centre des etude de )4‬‬
‫‪la civilisation contomporame, NICE (FRANLE),1968,p37.‬‬
‫(‪Un acte du Violence Idéologique )5‬‬
‫(‪DAVID,Eric :le terrorisme en droit International-in-Réflexions sur la )6‬‬
‫‪définition et la répression du terrorisme éditions Université de‬‬
‫‪Bruxelle,1977,p111‬‬
‫(‪OTTILE : le terrorisme International, in- Receuil des cours Académie du )7‬‬
‫‪droit Ienternational,1938,Vol3,p102.‬‬
‫(‪ )8‬أ‪.‬مصطفى مصباح دبارة‪ :‬اإلرهاب ‪ ،‬مفهومه وأهم جرائمه في القانون الدولي الجنائي جامعة‬
‫قار يونس طبعة‪ ، 1990 1‬ليبيا ‪ ،‬ص‪.129_128‬‬
‫(‪Un acte de Violence aux effets indicermés )9‬‬
‫‪DUMAS : du fondement yuridique de l'entraide Internationale pour‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫‪répressions du terrorisme,in-revue de D1 et de la lég.comp.1935,p509.‬‬
‫‪DAVID,Eric : op.cit, p110‬‬ ‫(‪)11‬‬
‫‪Un acte de Violence d'une grarrté exeptionnel‬‬ ‫(‪)12‬‬
‫‪LEVASSEUR : les Aspects réprissifs du terrorisme international,in-‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫‪Terrorisme, International Irstitut des Hautes Etudes Internat-ionales de‬‬
‫‪Paris.A.PEDONE,Paris,1977,p62‬‬
‫د‪.‬هيثم مناع‪ :‬اإلرهاب وحقوق اإلنسان ‪ ،‬مقال منشور على موقع…‬ ‫(‪)14‬‬
‫د‪.‬هيثم مناع‪ :‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫(‪)15‬‬
‫حميد السعدي‪:‬مقدمة في دراسة القانون الدولي الجنائي ‪ ،‬بغداد ‪ ،1971‬ص‪139‬‬ ‫(‪)16‬‬
‫وهي ندوة من تنظيم الجمعية البلجيكية للحقوقيين الديموقراطيين بالتعاون مع مركز القانون‬ ‫(‪)17‬‬
‫الدولي وذلك خالل يومي ‪ 20 ، 19‬مارس ‪ 1973‬بمدينة بروكسل‪.‬‬
‫الذي انعقد في بون بألمانيا الغربية في الفترة بين ‪ 5‬و ‪ 13‬سبتمبر ‪1978‬‬ ‫(‪)18‬‬
‫أنعقد بمدينة مونلاير الكندية سنة ‪1982‬‬ ‫(‪)19‬‬
‫وكان مكان عقدها ستراسبورغ بفرنسا إذ سبقها اجتماع ممثلي وزراء الخارجية في المجلس‬ ‫(‪)20‬‬
‫األوروبي يوم ‪ 1976/11/10‬وتم التوقيع عليها في ‪ 1977/01/27‬ودخلت حيز النفاذ يوم‬
‫‪.1978/08/04‬‬
‫د‪.‬هيثم مناع‪ :‬اإلرهاب وحقوق اإلنسان ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)21‬‬
‫نقال من‪ :‬د‪.‬هيثم مناع‪ :‬اإلرهاب وحقوق اإلنسان ‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫أ‪.‬مصطفى مصباح دبارة‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.55‬‬ ‫(‪)23‬‬
‫أ‪.‬مصطفى مصباح دبارة‪ :‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪ 58‬على الهامش‪.‬‬ ‫(‪)24‬‬
‫وأبرز تلك المنظمات والجماعات التي اختارت كفاح المسلح كخيار لمواجهة الظلم‬ ‫(‪)25‬‬
‫واالستبداد‪:‬‬
‫أ‪ -‬مختلف الجماعات المسلحة الجزائرية التي نشأة من جراء انقالب ‪ 1992‬وتوقيف االنتخابي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الجماعات اإلسالمية المسلحة بمصر‪.‬‬
‫ج‪ -‬القوميات الوطنية والشيعية المعارضة في العراق‪.‬‬
‫د‪ -‬الجماعات الطائفية في لبنان‪.‬‬
‫هـ‪ -‬القبائل العشائرية في اليمن والمتعاطفة مع تنظيم القاعدة‪.‬‬
‫و‪ -‬المعارضة السياسية المخنوقة التي لم تختر السالح ولكنها قد تختاره في كثير من الدول العربية‬
‫كالمملكة المغربية(جمعية العدل واإلحسان) وتونس (جماعة الغنوشي)‪.‬‬
‫(‪ )26‬فيات شيسالف تيتيكين ‪ ،‬ترجمة عن الصحافية الروسية (روسيا السوفياتية) بتاريخ‬
‫‪.2002/10/26‬‬

You might also like