Professional Documents
Culture Documents
إحسان البحاتي.
أميمة الخطابي.
سكينة المروني.
ندى الوعماري.
سليمة تملكوتان.
مصطفى الحسيني.
السنة الدراسية.2022/2021:
1
مقدمة
يعيش العالم في السنوات القليلة الماضية أحداثا و مشكالت قومية كمشكلة اإلرهاب و
التطرف الديني التي روعت أمن المواطنين و سالمتهم.األمر الذي يجب أن تتجه المجتمعات
إلى البحث عن وسيلة للخروج من هذه األزمات وتحقيق السالم االجتماعي في المجتمع.
وبالتالي سادت ثقافات غربية في المجتمع في عدم قبول األمر و رفضه و فرض الرأي
بالقوة و أحيانا قوة السالح وغياب قيم الحوار المجتمعي و غياب قيم التنمية الثقافية
واالجتماعية و الدينية ،ومن ثم تم تهديد البناء االجتماعي للمجتمع باالنهيار مما يعكس
الحاجة إلى بناء السالم االجتماعي في المجتمع وبناء ثقافة السالم و تشكيل مواطنة جديدة
تتجه إلى المستقبل فترسخ تنمية الوعي االجتماعي و االنتماء وتنمية الوعي الفكري و
السياسي.
وقد يكون من أوجب الواجبات علينا فيما تشهده مناطق العالم على كل الساحات السياسية
واالقتصادية واألمنية واالجتماعية والثقافية أن تحصن المنظومة االجتماعية لبناء القوة
الالزمة ألن التركيز األساسي ينصب على مواطن القوة الكامنة في البشر.
ينشأ اإلرهاب في فترات التغيرات والتحوالت االجتماعية الجذرية والسريعة،وذلك بسبب
حدوث اضطربات اجتماعية واقتصادية وسياسية وتطلعات مستقبلية،ويرجعألسباب متعددة
ومتنوعة من فقر وجهل وعدم مساواة وغياب التفاهم والحوار الديمقراطي،كما تعتبر
الحروب والمنازعات األهلية أهم أسباب انفجار اإلرهاب .و يرجع أيضا إلى عدم وجود تعليم
دينى في بعض المجتمعات اإلسالمية ،وإساءةاستخدام الطريقة واألسلوب التعليمي المتعلق
بالثقافة الدينية ،والجهل من الدين والفقه في العصر و متطلباته.
لهذا يمكن القول أن العنصر البشرى أساس كل تقدم في المجتمع و كلما كان هذا العنصر
البشريأكثر معرفة ومهارة وخبرة وإدراك كلما كان أدائه لدوره أكثر تأثيرا في المجتمع،لذا
كان حرص المنظمات على االهتمام بالعنصر البشرى وتدريبه باستمرار و العمل على رفع
مستوى الوعي باعتباره من أهم عناصرها.
يعتبر اإلرهاب والتطرف أخطر ظاهرة يعيشها العالم حاليا حيث تتعرض المجتمعات
اليوم لمجموعة من المتغيرات المحلية واالقليمية والدولية التي أفرزت مجموعة
هائلة من التحديات والمشكالت لعل أخطرها اإلرهابوالتطرف ،إذ أنهما المشكلة الخطيرة
التي باتت تهدد كيان المجتمع وتعصف بمستقبل األجيال القادمة.
فإذا أردنا إعطاء تعريف مركز للتطرف نجد أنه ذلك التبني أو التمسك بأفكار أو أيديولوجيات
أو معتقدات متشددة .ومن أجل التوضيح ،يتم تأسيس بعض األيديولوجيات أو المبادئ
الدينية بالصورة التي تتيح اعتناقها بنهج متشدد أو معتدل ،فالتطرف هو تبني النسخة
2
المتشددة من أيديولوجية أو مبدأ ما ،والذي عادة ما يكون مرتبط بالدين ،إال أنه في الحقيقة
قد يتعلق بأي معتقدات.
إن تنامي موجات التطرف العنيف بأشكالها المختلفة استدعى إيالء الموضوع اهتماما خاصا
سواء داخل منظومة األمم المتحدة أو المنظمات اإلقليمية و المختصة أو من طرف الدول و
الهيئات المدنية ،ألن التطرف العنيف و اإلرهاب يشكالن تهديدا لألمن و السالم و االستقرار
ومن ثنة يوفران شروط انتهاك حقوق االنسان و سيادة القانون و يعيقان متطلبات التنمية،
غير أن ذلك لم يعد كافيا لوحده أمام تعدد أشكال نموه و استمراره.
أهمية الموضوع:
إذن تتجلى أهمية هذا العرض الذي يحمل عنوان اإلرهاب و التطرف الديني في ضوء
التشريع اإلسالمي و القانون الوضعي في معرفة ما إذا كان التطرف الديني له عالقة مباشرة
في ارتكاب األعمال اإلرهابية ،باإلضافة إلى تسليط الضوء على موقف التشريع اإلسالمي
و كذا القانون الوضعي من اإلرهاب و التطرف الديني.
اإلشكالية الرئيسية:
ما هو الموقف الذي يتبناه التشريع اإلسالمي و القانون الوضعي بخصوص إاإلرهاب و
التطرف الديني ؟
اإلشكاليات الفرعية:
-هل اإلرهاب و التطرف الديني مرادف واحد؟
-هل التطرف الديني سبب مباشر وراء ارتكاب األعمال اإلرهابية؟
-ماهي المواقف التي تبناها التشريع اإلسالمي حول اإلرهاب و التطرف؟
-كيف عالج القانون الوضعي ظاهرة اإلرهاب و التطرف الديني؟
المنهج المعتمد:
لدراسة هذا الموضوع بمختلف جوانبه و اإلجابة عن كل التساؤالت ،اعتمدنا على عدة
مناهج منها :المنهج الوصفي من خالل وصف ظاهرة اإلرهاب و التطرف الديني وبيان
أسبابهما ،باإلضافة إلى المنهج التحليلي و ذلك من خالل تحليل القوانين الوضعية والمواقف
اإلسالمية التي أشارت إلى هاتين الظاهرتين ،كما اعتمدنا على المنهج المقارن من أجل
معرفة الفرق بين اإلرهاب و التطرف الديني.
خطة البحث:
أما بالنسبة لخطة البحث التي اعتمدنها في هذه الدراسة فهي كالتالي:
3
❖ الفصل األول :اإلطار العام لجريمة اإلرهاب والتطرف الديني في ضوء
التشريع اإلسالمي والقانون الوضعي.
❖ الفصل الثاني :أسباب ودوافع جريمتي اإلرهاب والتطرف الديني وسبل
مكافحتهما في القانون الوضعي والتشريع اإلسالمي.
4
الفصل األول:
اإلطار العام لجريمة
اإلرهاب والتطرف
الديني في ضوء
التشريع اإلسالمي
والقانون الوضعي
5
إن ظاهرة اإلرهاب لها جذور عميقة في التاريخ ،إال أنها في وقتنا الحاضر أصبحت موضوع
العصر ،و ذلك بازدياد عدد العمليات اإلرهابية و كذا تنوع أساليب تنفيذها ،و هذا ما جعل
الجماعة الدولية تواجه الكثير من الصعوبات و العراقيل في وضع تعريف لإلرهاب و
الجريمة اإلرها بية ،رغم مختلف المحاوالت لذلك ،سواء من طرف الفقهاء أو جهود الدول
من خالل إبرام العديد من االتفاقيات أو سن تشريعات خاصة بمكافحة الجرائم اإلرهابية.
ر غم اتفاق الدول على أن اإلرهاب يشكل تهديدا للسلم و األمن الدولي ،و يؤثر على استقرار
المجتمع الدولي ،إال أن وجهات النظر قد اختلفت عند محاولة وضع تعريف لإلرهاب و
للجريمة اإلرهابية .فنجد من خالل المناقشات التي دارت في اللجان التي شكلتها األمم
المتحدة ،فالواليات المتحدة األمريكية اقترحت تضمين أعمال الكفاح المسلح و حركات
التحرر و تقرير المصير ضمن األعمال اإلرهابية ،و هذا ما عارضه اإلتحاد السوفياتي
سابقا ،الذي كيف اإلرهاب على أنه تلك األعمال الخارجة عن نطاق الشرعية الدولية التي
تمارسها دول ضد دولة األخرى ،و هذا ما يسمى بإرهاب الدول ،و إن تباين اآلراء ليس
السبب الوحيد الذي صعب تقديم تعريف لإلرهاب الدولي ،بل أيضا تطور ظاهرة اإلرهاب
ذاتها و اختالطها مع الجرائم األخرى ،و تعدد أساليبها كان السبب في عدم وضع تعريف
جامع و شامل لإلرهاب .
و ُيعرف التطرف كذلك بأن "قد يتحول من مجرد فكر إلى سلوك ظاهري أو عمل سياسي،
يلجأ عادة إلى استخدام العنف وسيلة إلى تحقيق المبادئ التي يؤمن بها الفكر المتطرف،
أو اللجوء إلى اإلرهاب النفسي أو المادي أو الفكري ضد كل ما يقف عقبة في طريق تحقيق
تلك المبادئ واألفكار التي ينادي بها هذا الفكر المتطرف".
يعتمد التطرف اتجاها ً عقليا ً وحالة نفسية ت ُسمى بالتعصب للجماعة التي ينتمي إليها،
والتعصب ح الة من الكراهية تستند إلى حكم عام يتسم بالجمود وعدم المرونة ،وأنه قد
يكون على مستوى اإلحساس ،وقد يُعبر صاحبه عنه .وقد يوجه إلى جماعة بكمالها أو إلى
عضو فرد يمثل هذه الجماعة .ويُالحظ أن األكثر ميالً إلى اعتماد النظرة التعصبية هم
المتطرفون .وفي حالة غياب الح وار واللغة المشتركة ،يكون الدفاع المتشدد عن المبادئ
التي يؤمن بها الفرد المتعصب.
إن التعصب هو انحراف عن معيار العقالنية لعدد من المعايير السلوكية المثالية ،يكون على
شكل حكم متعجل ،ورفض تعديل مسبق أو تعميم مفرط ،أو التفكير في إطار القوالب النمطية،
ورفض تعديل الرأي في ظل ظهور دالئل جديدة ،ورفض السماح أو االهتمام بالفروق
الفردية.
وبالتالي فالمتطرف المشحون بصبغة تعصبية وغالبا ً ما ينعزل عن الفكر السائد ،خاصة في
الحاالت التي يمثل فيها األقلية عن األغلبية .وقد يصل التطرف إلى نهاية مقياس االعتدال،
إما بسبب شطط في األفكار أو السلوك ،أو بسبب أساليب قمعية يقوم بها النظام مع معتنقي
هذا الفكر .ويتحول المتطرف من فكر أو سلوك مظهري إلى عمل سياسي .هنا يلجأ المتطرف
6
إلى استخدام العنف في تحقيق المبادئ التي يؤمن بها الفرد أو جماعته الدينية أو السياسية
أو الفئوية .وعندما تستطيع الجماعة المتطرفة أن تحقق بعض االنتصارات ،أو تملك وسائل
العنف والقوة ،قد تلجأ ـ سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي أو الدولي ـ إلى استخدام
اإلرهاب الفكري أو النفسي أو المادي ضد كل من يقف عقبة أمام تحقيق أهدافها.
وبهذا فالتطرف في جوهره حركة في اتجاه القاعدة االجتماعية أو القانونية أو األخالقية،
ولكنها حركة يتجاوز مداها الحدود التي وصلت إليها القاعدة وارتضاها المجتمع .إن هذا
يشكل صعوبة جمة ،إذ يصعب تحديد أين يبدأ التطرف وأين ينتهي .فالمتطرف يبدأ كما يبدأ
سائر الناس في موقفه من القاعدة االجتماعية وفي اتجاهها الصحيح ،وال يمكن في هذه
المرحلة مؤاخذته ألنه يتحرك مع القاعدة االجتماعية وفي اتجاهها ،بينما يمكن الدولة أن
تؤاخذ المجرم أو تحاسبه من اللحظة األولى لنشاطه ،ألنه حركة في اتجاه مضاد للقاعدة
االجتماعية .ومن الصعوبة كذلك تحديد اللحظة التي يتجاوز فيها المتطرف حدود الحركة
المقبولة اجتماعياً ،والتي يمكن عندها فقط وصفه بالتطرف والغلو.
ال في حالة التطرف الديني ،يكون الفرد متدينا ً عاديا ً يأخذ نفسه بتعاليم الدين ومبادئه،
فمث ً
ويدعو الناس إلى األخذ بذلك ،وهو حتى هذه اللحظة يدعو إلى شيء ال يملك المجتمع إزاءه
إال تعبيرا ً عن الرضا والتشجيع .هذا الداعية غالبا ً ما يواصل مسيرته نحو التشدد مع نفسه
أوالً ومع الناس ،ثم يتجاوز ذلك إلى إصدار أحكام قاطعة باإلدانة على من ال يتبعه في
مسيرته أو دعوته ،وقد يتجاوز ذلك إلى اتخاذ موقف ثابت ودائم من المجتمع ومؤسساته
وحكومته.
معنى هذا أن حدود التطرف نسبية وغامضة ومتوقفة على حدود القاعدة االجتماعية
ضيًّة بكل معنى واألخالقية التي يلجأ المتطرفون إلى ممارساتها .إذا ً التطرف ظاهرة َمر َ
الكلمة وعلى المستويات النفسية الثالثة ،المستوى العقلي أو المعرفي ،والمستوى العاطفي
أو الوجداني ،والمستوى السلوكي .فعلى المستوى العقلي يتسم المتطرف بانعدام القدرة
على التأمل والتفكير وإعمال العقل بطريقة مبدعة وبناءة ،وعلى المستوى الوجداني أو
العاطفي يتسم المتطرف باالندفاعية الوجدانية وبشدة االندفاع والمبالغة فيه .فالكراهية
المطلقة للمخالفة في الرأي أو المعارضة الشديدة ،أو حتى لإلنسان بصفة عامة ،بما في
ذلك الذات .أنها كراهية مدمرة ،والغضب يتفجر بال مقدمات ليدمر كل ما حوله أو أمامه.
وعلى المستوى السلوكي تظهر االندفاعية من دون تعقل ،ويميل السلوك دائما ً إلى العنف.
إذن سنتطرق في هذا الفصل إلى مفهوم الجريمة اإلرهابية والتطرف الديني في القانون
الوضعي والشريعة اإلسالمية ( المبحث األول) ،ثم إلى التطرف الديني في ضوء التشريع
اإلسالمي (المبحث الثاني).
7
المبحث األول :مفهوم جريمة اإلرهاب والتطرف الديني
في القانون الوضعي والشريعة اإلسالمية
اإلرهاب ظاهرة عالمية ،تعاني منها الدول الكافرة والمسلمة على حد سوا ،واإلرهابيون
يرتكبون أفظع الجرائم وبطريقة وحشية ،فيقدمون على قتل األبرياء ،وتدمير الممتلكات
العامة والخاصة ،فاإلرهاب شر كله ،رغم ذلك لم يتفق الفقهاء في إيجاد تعريف موحد ،فكل
ينظر إلى اإلرهاب من زاوية معينة.
فمصطلح اإلرهاب استعمل بصورة شاملة وأطلق على كل فعل يتسم باإلجرام ،لكن هناك
طرف من ينظر لهذا الفعل على أنه جريمة ،وطرف آخر ينظر له على أنه فعل من أفعال
الدفاع أو وسيلة في سبيل التحرر.
وسنقسم هذا المبحث إلى مطلبين بحيث سنتناول في ( المطلب األول) مفهوم الجريمة
اإلرهابية في بعض القوانين الوضعية الدولية بينما في (المطلب الثاني) سنحاول الحديث
1
عن تعريف الجريمة اإلرهابية في الشريعة اإلسالمية.
8
أوال :لغة
لقد وردت كلمة اإلرهاب في اللغة العربية بمعنى "أرهب" ويعود مفرد الكلمة إلى الجذر
الثالثي "رهب" و هي تدل على الخوف و الفزع ،و هي مشتقة من رهب ،يرهب ،رهبة
2
،و رهبان و رهبا و كل هذه الكلمات تدل على الخوف.
واإلرهاب في الرائد هو رعب تحدثه أعمال عنف كالقتل وإلقاء المتفجرات أو التخريب ،واإلرهابي" هو
َمنْ يلجأ إلى اإلرهاب بالقتل أو إلقاء المتفجرات أو التخريب إلقامة سلطة أو تقويض أخرى ،والحكم
اإلرهابي هو نوع من الحكم االستبدادي يقوم على سياسة الشعب بالشدة والعنف بغية القضاء على
3
النزعات والحركات التحررية واالستقاللية.
وما نالحظه في هذين التعريفين ،أنه اجتمعت في كلمة العنف و الخوف بغرض تحقيق
أهداف سياسية .فكلمة اإلرهاب تستخدم للرعب و الخوف الذي يسببه الفرد أو الجماعة
4
سواء كان ألغراض شخصية أو اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية و غيرها
ثانيا :اصطالحا
لقد حاول بعض المفكرين تعريف اإلرهاب واألعمال اإلرهابية كما حاولت بعض االتفاقيات
الدولية واإلقليمية لتعريف اإلرهاب وما يتصل به من أعمال ،و من ضمن التعريفات نجد:1
-ما ذكره البعض بأنه ":القتل و االغتيال ،التخريب ،التدمير ،نشر الشائعات ،التهديد،
االعتداء...وأي نوع يهدف إلى خدمة أغراض سياسية و إستراتيجية أو أي أنشطة أخرى
تهدف إلى إشاعة جو من عدم االستقرار و الضغوط المتنوعة".
-و يعرف الدكتور عصام رمضان المتخصص في القانون الدولي اإلرهاب بأنه ":استخدام
أو تهديد باستخدام العنف ضد األفراد و يعرض للخطر أرواحا بشرية بريئة ،أو تهديد
الحريات األساسية لألفراد ألغراض سياسية بهدف التأثير على موقف أو سلوك مجموعة
مستهدفة بغض النظر عن الضحايا المباشرين".
-وقد عرف مجلس وزراء الداخلية و العدل العرب اإلرهاب في االتفاقية العربية لمكافحة
اإلرهاب الصادرة سنة 1998م في القاهرة كما يلي ":اإلرهاب كل فعل من أفعال العنف أو
التهديد أيا كانت بواعثه أو أغراضه ،يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي يهدف
إلى إلقاء الرعب بين الناس ،أو ترويعهم بإيذائهم ،أو تعريض حياتهم أو أمنهم للخطر ،
- - 2هيثم فاتح شهاب،جريمة االرهلب وسبل مكافحتها (في التشريعات الجزائية المقارنة) ،دارالثقافة للنشر والتوزيع ،األردن
صفحة .28
3الرائد معجم لغوي عصري ،مسعود (جبران) ،دار العلم للماليين ،بيروت ،ط 1967 ،1م.88 ،
4- -https://www.alifta.gov.sa1
9
أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو األمالك العامة أو الخاصة ،اختالسها أو
5
اإلستالء عليها ،أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر".
-كما تعد الجريمة اإلرهابية جريمة دولية تتم بفعل أو االمتناع عن فعل مخالفا بذلك قواعد
القانون الدولي العرفي أو االتفاقي ،و تعاقب عليه المجموعة الدولية لخطورتها و لمساسها
بركائز أساسية يقوم عليها أمن و استقرار المجموعة الدولية ،فأغلبية التعاريف ال تخرج
عن نطاق الجريمة اإلرهابية نوع من أنواع العنف السياسي الذي يستهدف الضغط على
الدول من خالل استهداف المجتمع و ذلك باستخدام وسائل عنف مادية و معنوية لتحقيق
6
أغراض مباشرة أو غير مباشرة.
-إذن فالتباين الكبير في تعريف اإلرهاب ناتج عن االختالف في العقائد و فهم الناس للحياة
،ولم يستطع الباحثون الحصول على تعريف محدد لإلرهاب نظرا لعدم ضبطه و معرفة نوع
العنف الذي يميزه عن غيره ،و لعدم وجود معيار ثابت يمكن الرجوع إليه في مفهومه ،و
كذلك لعدم القدرة على تحديد المعاني الداخلة في هذا المصطلح .و يمكن القول بأن اإلرهاب
له ثالث خصائص مهمة و هي ":استخدام العنف أو التهديد باستخدامه ،خلق حالة من
الذعر و عدم األمن في المجتمع ،ثم تحقيق أهداف سياسية أو اجتماعية".
- 6وداد غزالني ،العولمة واالرهاب الدوليبين آليات التفكيك والتركيب ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه ،تخصص ،العالقات
الدولية ،جامعة الحاج لخضر،2010/2009،ص.215
10
األخرى ،أو تصنيع أو حيازة المواد أو األسلحة الكيماوية والبيولوجية ،أو إدارة جماعة
7
إرهابية أو المشاركة في أنشطة جماعة إرهابية.
- 7سالم وضان الموسوي -فعل اإلرهاب والجريمة اإلرهابية دراسة مقارنة معززة بتطبيقات قضائية -منشورات الحبلي الحقوقية
الطبعة األولى ،سنة ،2010ص.32 :
- 8الجريمة السياسية ضد األفراد( دراسة فقهية مقارنة ) رسالة استكماال لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في الفقه
المقارن ،من كلية الشريعة والقانون ،في الجامعة اإلسالمية ،بغزة للطالب هاني رفيق حامد عوض.
- 9سورة األنفال األية .60
- 10الجامع ألحكام القرآن – تفسير القرطبي – دار الكتاب القاهرة – الطبعة الثانية الجزء الثامن سنة ،1964ص.38 :
11
اي علَيكُمَ َوأَوفُوا ِبعَهدِي أ ُ ِ
وفَ ِبعَه ِدكُمَ َوإِيَّ ََ ي الَّتِي أَنعَمتَُ َ
يَا بَنِي إِس َرائِي ََل اذكُ ُروا نِع َمتِ ََ
11
فَار َهبُ َِ
ون).
خلق هللا البشر وهو أعلم بما يصلح بهم فاختار لهم من األديان الدين اإلسالمي ومن الكتب
القرآن الكريم وحفظه من التحريف والزيف ومن الرسل سيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم
ولما كان اإلسالم هو الدين المختار فلم يكن اإلجبار في إتباعه بل وجب اإلقناع واالقتناع
ت ي َِۚ فَ َم َ
ن يَكفُرَ بِال َّ
طاغُو َِ ََ قَ َد تَّبَيَّنََ ُّ
الرش َُد ِمنََ الغَ َ تحقيقا لقوله تعالىََ ( :ل إِك َراهََ فِي الد ِ
ِينَ
12
ع ِليم).س ِميعَ َ ى ََل ان ِفصَا ََم لَهَاَۗ َو ََُّ
ّللا َ اّلل فَقَ َِد استَم َ
سكََ ِبال ُعر َو َِة ال ُوثقَ َ َو ُيؤ ِمن ِب ََِّ
اإلسالم هو الدين القيم ويشمل العبادات والمعامالت والتشريع ،ومن بين التشريعات التي
جاء بها اإلسالم التشريع الجنائي الذي وضع حدا للجريمة ومنها الجريمة اإلرهابية .وتتمثل
الجريمة اإلرهابية في اإلسالم في جريمة الحرابة وهي الخروج إلخافة عابرا لسبيل ألخذ
مال محترم مكابرة قتال أو خوفه أو ذهاب عقل أو قتل خفية أو لمجرد قطع الطريق ال آلمرة
وال ثائرة وال عداوة فيدخل قولها وال الخناتون الذين يسقون الناس السيكران ليأخدوا
13
أموالهم محاربون.
فالحرابة عند المالكية هي قطع الطريق وإخافة الناس وإرعابهم وبث الرعب فيهم ،فشرع
هللا عز وجل من الزواجر ما يكفي لمحاربة الجريمة اإلرهابية وهذا مصداقا لقوله تعالى(
صلَّبُوا أ َ َو
ن يُقَتَّلُوا أَوَ يُ َ
سا ًدَا أ َ َ
ض فَ َ
ن فِي األَر ِ َ ّللا َو َرسُولَ َهُ َويَسعَو ََ إِنَّ َما ج ََزا َُء الَّذِينََ يُح ِ
َاربُونََ َََّ
ض ذَ ِلكََ لَ ُهمَ ِخزيَ فِي الدُّنيَا َولَ ُه َم الف أَوَ يُنفَوا ِمنََ األَر ِ َِيهمَ َوأَر ُجلُ ُهمَ ِمنَ ِخ َ ط ََع أَيد ِتُقَ َّ
14
عذَ َ
اب ع َِظيمَ). اآلخ َر َِة َ
فِي ِ
ثانيا :في السنة النبوية
الرهبة في السنة النبوية جاءت متوافقة مع ما جاء في القرآن الكريم ودلت كلمة الرهبة
عن الخوف من هللا عز وجل والفزع من عقابه في يوم اآلخرة ( إذا أردت مضجعك فقل:
اللهم أسلمت نفسي إليك ،وفوضت أمري إليك ،ووجهت وجهي إليك ،وألجأت ظهري إليك،
رغبة ورهبة إليك ،ال منجى منك إال إليك ،آمنت بكتابك الذي أنزلت ،وبنبيك الذي أرسلت،
فإن مت ،مت على الفطرة)15 .نجد في الحديث الشريف أن اإلنسان عندما يأوي إلى فراشه
للنوم فهو ال يضمن أنه سوف يستيقظ من نومه هذا أو سوف يسافر إلى عالم البرزخ بال
عودة ،فقد علمنا النبي صلى هللا عليه وسلم الخوف من الملك الجبار وبالتالي علينا أن
نقتدي بالسنة بالدعاء وهذا خوفا من هللا وطمعا في رحمته.
12
الفقرة الثانية :تعريف الجريمة اإلرهابية في الفقه اإلسالمي
لدراسة جريمة الحرابة في الفقه اإلسالمي سنقوم بتحديد تعريفها بحيث سنتناول في هذه
الفقرة التعريف اللغوي واإلصطالحي لجريمة الحرابة.
أوال :التعريف اللغوي
الحرابة مأخوذة من الحرب وهو نقيض السلم ،يقال حاربه حربا ومحاربة ،أو من الحرب،
يقال حرب فالنا ماله أي سلبه فهو محروب وحريب.
ثانيا :التعريف اإلصطالحي
يقصد بالحرابة عند الحنفية ":الخروج على المارة ألخذ المال على سبيل المغالبة على وجه
يمتنع المارة عن المرور وينقطع الطريق سواء كان القطع من جماعة أو من واحد يعد أن
يكون له قوة القطع وسواء كان القطع بسالح أو غيره من العصا".
وعند المالكية هي ":الخروج إلخافة سبيل ألخد مال محترم بمكابرة قتله ،أو خوفه ،أو
إذهاب عقل ،أو قتل خفية ،أو لمجرد قطع السبيل ال إلمرة وال عدواة.
والمالكية يتوسعون في تحديد مفهوم الحرابة ويعتبرونها كل فعل عمد كان الباعث عليه
الطمع في المال سواء أكان فيه قطع للطريق أم ال ،كما أن تعريفهم للحرابة يشتمل على
تحققها في كل األماكن الحظر والسفر ،في البر والبحر ...إلخ.
وعند الشافعية هي :البروز ألخذ مال أو لقتل أو إرهاب أو مكابرة اعتمادا على الشوكة مع
البعد عن الغوث.
وعند المذهب الحنبلي المحاربون هم " :الذين يعرضون للقوم بالسالح في الصحراء،
فيغضبونهم مال مجاهرة.
ويرى الظاهرية أن المحارب هو المكابر المخيف ألهل الطريق المفسد في األرض ،ويشمل
16
كل من حارب ا لمار ،وأخاف السبيل بقتل نفس ،أو أخذ مال ،أو لجراحة ،أو النتهاك فرج.
من جملة ما سبق من تعريفات فقهاء اإلسالم في المذاهب المختلفة يتضح أن الحرابة في
واقع األمر تقوم على عنصرين أساسيين هما :المجاهرة من قاطع الطريق اعتمادا على
الشوكة وإرهاب األمنين وترويعهم وإزعاجهم ،سواء صحب ذلك أخد مال أم ال.
13
المبحث الثاني :التطرف الديني في ضوء التشريع
اإلسالمي
التطرف من أخطر األمراض التي تفتك بالمجتمعات ،وتقتل روح التسامح بين الناس ،وتخلق
أنماطا ً من العقول المتعصبة المأل بالكراهية والحقد نحو اآلخر ،وهو آفة اجتماعية وفكرية
وأخالقية تشير إلى الخروج عن القيم واألفكار والسلوكيات اإليجابية في مجتمع معين،
وبالمقابل تبني قيما ً ومعايير سلبية دخيلة على المجتمع ،وقد يتحول من مجرد أفكار إلى
أفعال ظاهرية قد يصل الدفاع عنها إلى حد اللجوء إلى العنف ،بغرض فرض المبادئ التي
يؤمن بها الفكر المتطرف بقوة على اآلخرين ،وقد تتفاقم المسألة لدرجة اللجوء لإلرهاب.
التطرف ينشأ وتنبت جذوره في المجتمعات التي تنعدم فيها كل أنواع التسامح ،حيث يستمد
قوته من نوعية األفكار السلبية ،وما يقترن بذلك من إقصاء اآلخر وتهميشه .والمتطرف
يكون على استعداد دائم لمواجهة االختالف في المعتقد أو الرأي بالعنف ،ويسعى دائما ً إلى
فرض هذا المعتقد بالقوة على اآلخرين .وقد يأخذ التطرف أشكاالً متعددة ،نذكر منها التطرف
الديني الذي يعني الخروج عن المسلك المعتدل في فهم الدين وفي العمل به ،والتطرف
الفكري الذي يتمثل في الخروج عن القواعد الفكرية والثقافية المعتدلة التي تسود المجتمع
في أي جانب من جوانب الحياة.
لذلك أصبحت عملية التعاطي مع هذه المعضلة االجتماعية العالمية ضرورة ملحة ،حيث ال
يجب االقتصار فقط على الجهود األمنية المبذولة من الدول للحد من خطورتها وانتشارها،
بل أصبح من الضروري نشر وتعزيز قيم التسامح بين كافة شرائح وفئات المجتمع في
جميع النواحي.
فالتسامح ال يترك وسط المجتمعات مكانا ً للغلو والتطرف ،إضافة إلى أنه يجنب أفرادها
مخاطر االنزالق في الجهل واالنغالق والتبعية ،ويبعدهم عن التطرف ،ليس فقط داخل
المجتمع الواحد ،بل حتى في عالقة المجتمعات بعضها مع بعض على اختالفها وتنوعها
اللغوي والثقافي والديني.
التسامح يحقق أرضية للحوار والتفاهم بين الديانات والثقافات المختلفة ،ويسعى لتحقيق
االستقرار واألمن االجتماعي وحتى االقتصادي ،فهو يشكل حاجزا ً قويا ً ضد كل نزعات
العنصرية والتمييز والتفرقة ،ألنه يالمس المجتمع بكل أطيافه الدينية .لذا بات واضحا ً أن
التسامح الديني مطلب إنساني جليل ،اقتضته الفطرة اإلنسانية ،واستوجبته النشأة
االجتماعية ،حيث دعت إليه األديان كافة ،بصرف النظر عن اإلشكاالت التي تتصدر الوضع
الراهن ،فهي ليست في األديان نفسها ،وإنما هي نتاج عقم إدراك بعض القائمين عليها،
فإن ما يجب تسليط الضوء عليه هو أن أهمية التسامح الديني تتمثل في كونه يعزز القيم
الوسطية ،ويضع أسسا ً رشيدة لالختالف والتنوع ،ويحترم ما يميز األفراد ،ويقدر ما يتميز
به كل شعب من مكونات ثقافية تمثل هويته ومصدر اعتزازه.
14
سوف نخصص المطلب األول لتعريف التطرف الديني و أما المطلب الثاني خصصناه لدراسة
مظاهر التطرف الديني.
- https://wikiwic.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-
17
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81/#asbab_alttrf.
15
و الخضوع واالنقياد و الطاعة هللا تعالى محبة و خوفا وتعظيما قوال و عمال ،ومـا ينبنـي
علـى هـذا الديـن مـن الجـزاء والحسـاب لذلـك سـمي يـوم الحسـاب والجـزاء بيـوم الديـن.
- https://sotor.com/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%88-
18
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81/.
16
التطرف الديني على القائل المخالف للشرع وعلى القول المخالف لشرع وعلى الفعل
المخالف للشرع .فهو فهم النصوص الشرعية فهما بعيدا عن مقصود الشارع وروح
اإلسالم.
والتطرف في الدين هو الفهم الذي يؤدي إلى إحدى النتيجتين المكروهتين ،وهما اإلفراط
والتفريط ،أي المتطرف في الدين هو المتجاوز لحدوده والجافي في أحكامه وهديه ،فكل
مغال في دينه متطرف فيهم جاف لوسطياته ويسره ،ويقصد به كذلك التعامل مع المخالف
والتنطع ،في أداء العبادات ،وهو التعمق أو مجاوزة الحد في األقوال واألفعال ،ويدخل في
الزيادة عن المشروع ،وااللتزام بما لم يلتزم به الشارع .
إن جوهر اإلسالم يقود إلى االعتدال وعدم اللغو ،فالمشروع هنا هو االقتصاد في الطاعات
ألن إجهادا لنفس فيها ،والتشديد يؤدي إلى ترك الطاعات والنفور ،فالشريعة اإلسالمية
مبنية على التيسير وعدم التنفير.
ورغم الوسطية واالعتدال الذي بينته الشريعة اإلسالمية بوجه عام ،إال أن المتطرفين في
الدين وغيره يعتمدون على نظرة ضيقة للحياة ولهم أحكام ومفاهيم خاطئة ،ويدينون كل
فكر مخالف لمفاهيمهم األمر الذي يؤدي بهم لتكفير المجتمع ككل والدعوة للتصدي لهم،
وتفريق وتحريض الناس عنهم.
والتطرف الديني تجسيد حقيقي للفرقة في المجتمع وشيوع ظاهرة الكراهية والحقد
والتعصب والطائفية .كما أنه من مظاهر الوحشية وتعبير عن فشل إمكانية الحوار
والتعايش ،فضال عن االبتعاد عن النهج اإلسالمي القويم .وفي القرار رقم 154الصادر عن
مجمع الفقه اإلسالمي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر اإلسالمي ،وردت توصيات بخصوص
موقف اإلسالم الصريح من ظواهر التطرف واإلرهاب ،من بينها أن العمل اإلرهابي سلوك
غير مشروع بنص الدين ،وهو يندرج تحت صنف جريمة “الحرابة” فاإلرهاب محرم في
اإلسالم ألنه إفساد في األرض واعتداء على الحرمات ،ونشر للرعب والفزع ،كما أنه
“نقيض الرحمة ،واإلسالم دي ُن الرحمة .
والشائع في ظاهرة التطرف الديني في المجتمعات المسلمة أن من يشوهون صورة اإلسالم
هم من الفئات التي “تعمل على انتزاع بعض اآليات من السياق القرآني وفصلها عن أسباب
التنزيل ،واستعمالها تبعا للتركيب اللغوي وحده أو وفقا للتركيب اللفظي دون سواه” .وكمثال
على ذلك تفسير اآلية الكريمة“ :من لم يحكم بما أنزل هللا فأولئك هم الكافرون” (سورة
المائدة ،اآلية ،)44والتي نزلت في شأن يهود المدينة الذين طالبوا النبي –صلى هللا عليه
وسلم -بأن يحكم في مسألة زنا وقعت بين يهوديين ،في حين أن الجماعات التكفيرية تتخذها
شعارا لمحاربة األنظمة السياسية الحاكمة بغير ما أنزل هللا فتصفها بالكفر .والتطرف في
جميع األحوال “يمثل خطرا محدقا على الدين ،ألنه ينبني باألساس على التحامل على األحكام
وتحميل النصوص المقدسة معان أكثر مما تحتملها ،تحقيقا لمآرب أخرى في صالح الجماعة
وليس في صالح الدين”.
17
وفي شأن الحق في الحياة ،جاء في القرآن الكريم“ :أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد
في األرض فكأنما قتل الناس جميعا” (سورة المائدة ،اآلية .)32وحتى في الحروب نهى
النبي –صلى هللا عليه وسلم -عن التعدي على األطفال والنساء والشيوخ .كما أن حرية
المعتقد ظلت مكفولة ،فقد جعل اإلسالم ألهل الكتاب حقوقا معترفا بها انطالقا من مبدأ
التسامح والتعايش ومكارم األخالق .ورفع الدين اإلسالمي الحرج عن فئات عديدة في
المجتمع في أداء الفرائض والواجبات ،كالمريض والمسافر وغيرهما ،وهي من مظاهر
الرخصة واالعتدال والوسطية في هذا الدين .فالدين اإلسالمي دين يسر وليس دين عسر،
حتى أن الرسالة المحمدية جاءت متدرجة في األوامر والنواهي لتواكب عقول الناس على
اختالف مستوياتهم وتركيبتهم النفسية.
لقد جاء اإلسالم برسالة نبيلة وإن أُسي َء فه ُمها لدى الكثير من المسلمين أنفسهم ،حتى
باتت فوضى التأويالت للنصوص الدينية طاغية على المشهد الديني في المنطقة العربية،
وهي أحد العوامل األساسية في تكوين صورة “المسلم المتطرف-اإلرهابي” لدى الغرب
والمجتمعات األخرى.
والوسطية هي األصل في الدين ،ومصدر الوسطية في اإلسالم هو القرآن والسنة ،في حين
أن مصدر التطرف هو الفوضى في تأويل النصوص إتباعا لألهواء ،ولمشايخ الفتنة،
ولغايات سياسية وإستراتيجية قد ال تتحقق دونما مساس باألعراض وباألمن النفسي
والمجتمعي لألفراد فاإلسالم “دين أنتج قيما ساهمت في تأسيس حضارة بقيت مرجعا لما
بعدها” ،ويعد االختالف أمرا صحّيا في أي مجتمع ،ألنه من غير المعقول أن تجد مجتمعا
يؤمن بنفس القيم والمعتقدات واألفكار ،لكن اإلسالم ينبذ التشدد في الرأي أو الدين والكراهية
كرس ضوابط ونفي اآلخر ،لذلك نهى عن التطرف في الدين والتعصب للرأي ،وفي المقابل ّ
التعايش وحرية المعتقد في إطار االحترام المتبادل داخل المجتمع الواحد.
18
وال يمكن القول بأن الفرد المتطرف دينيًا البد وأنه ولد هكذا متطرف منذ الصغر أو أنه
شرير وسيء بطبعه ،ولكن كل هذا تم اكتسابه وتشكيله داخل عقل الفرد حتى أصبح متطرفًا
دينيًا ومن أبرز تلك السمات:
سهولة جعل الفرد خاضع ال يسمع وال يرى أي كالم سوى كالم من يقوم بتهيئته ألن •
يكون متطرفًا دينيًا.
لديه سرعة بالغة بالتصديق دون الرجوع إلى حقائق ما يقال له. •
يقوم بتنفيذ المطلوب بدون اللجوء إلى عقله وتدبر ما يفعله وال يرى أنه يحتاج إلى •
تعليل.
الغلو والتقديس واالنحياز إلى هؤالء الذين يقومون بتغير أفكاره أو مثل ما يقال •
غسل عقله.
من سمات المتطرف دينيًا أنه دائ ًما يرى نفسه صائب وعلى بينة وال يقبل التشكيك •
فيما يقول.
كثيرا ما تكون أفعاله وأقواله ملجأها خياله وعقله الباطن حيث أنه يقوم بترويض ً •
عقله حتى يصبح شاهد زور ينحاز له وقت الحاجة ،وال يرى في ذلك شعور بالضيق
أو وضع الضمير نصب عينيه بل يسير على ذلك بكل خطي ثابتة.
اضطرابات نفسية. •
20
سرعة في االنفعاالت وزيادة التوتر والقلق. •
سمات عديدة ،تجدهم يلتفون حولها ،ويُدندنون بها ،ويهتمون في البحث وللمتطرفين دينيا ً هِ ه
معرفيا ً عنها ،وهي دائما ً موضوعهم وشغلهم الشاغل في المجالس والحوارات والنقاشات
: أيضا ً دينيا ً المتطرفين سمات أبرز ومن والمحافل،
- 1التجرؤ على حاكم البلد بالطعن في دينه وذمته وسياسته ،وذكر عيوبه عند الناس،
واالستنقاص الدائم من قدره واحترامه ،وعدم المباالة بما جاء في القرآن والسُنة في ما
يتعلق بتوقير وتقدير وإطاعة الحاكم ولي األمر .قال أبو مجلز الحق بن حميد« :سب اإلمام
الدين». حالقة ولكن الشعر، حالقة أقول ال الحالقة،
ُ - 2بغض العلماء الراسخين بال هعلم ،أصحاب السيرة الطيبة ،الذين هُم يوجهون الناس إلى
النبوية ،حيث ان المتطرف الديني ّ سنة
التوحيد وإلى إتباع ما جاء في كتاب هللا تعالى وال ُ
تجده يُسفه آراءهم ،ويهزأ من فتاواهم ،ويصفهم بأنهم علماء السلطان ،وأنهم جبناء ال
يُفتون إال بما يوافق هوى وسياسة الحاكم ،هذا كله من أجل أن ت ُهز ثقة الناس في العُلماء
ال هكرام ،ولينفرونهم منهم ،وليزرعوا الشك في قلوب الناس حيالهم .قال هاإلمام أبو القاسم
بن عساكر رحمه هللا« :لحوم العلماء مسمومة ،وعادة هللا في هتك أستار منتقصهم معلومة،
وإن من أطلق لسانه في العلماء بالسلب ابتاله هللا قبل موته بموت القلب».
19
- 3السخط المتكرر من أوضاع البلد ،وتكبير أخطاء حكومة البلد ،والتدخل في شؤون إدارة
البلد ،وتهييج الناس على مسؤولي الدولة ،والكالم الكثير والمتكرر عن فساد مؤسسات
ذلك. عن فيها مبالغ صورة وإعطاء الدولة
- 4عدم احترام رجال األمن ونظرته المتدنية لهم ،ووصفهم بأنهم عبيد للدولة ،ولربما بلغ
فيه األمر أنه يراهم كُفار وأن وظيفتهم تلك تدُر عليهم مرتبات شهرية محرمة شرعا ً.
- 5الحماس والتشجيع والمتابعة الشديدة ألخبار الجماعات اإلرهابية أينما كانت ،والثناء
عليها ،والدفاع عنها ،والغضب ممن يتكلم عنها في شكل سلبي ،ومباركة عملياتها اإلرهابية
فور وقوعها .وهناك صنف أقل جرأة في إظهار تأييده وإعجابه في الجماعات اإلرهابية،
حيث يتكلم عنها ويُثني عليها في شكل حذهر وعند من هو يأمن جانبه فقط.
- 6سهولة التكفير عنده لكل من ال يوافقه آراءه واتجاهاته و ُمسلماته الفقهية الدينية.
- 7كثرة كالمه الدائم عن ضعف األمة اإلسالمية وتشتتها ،وإرجاع ذلك السبب لضعف
ذلك. على الغربية الدول مع وتواطئهم المسلمين حكام
- 8تسفيهه لرأي من يحاوره حول أفكاره ،والنقاش بال هعلم راسخ وال فقه واضح ،واستناده
على فتاوى وآراء من هم يشبهون توجهاته وميوله وأفكاره وحماسه.
في النهاية ،اسأل هللا جل جالله أن يُخزي كل من أراد شرا ً في بالدي وبالد المسلمين ،وأن
ال يوفقه ،وأن يهتك سره ويفضحه قبل أن ُينفذ أي عمل إرهابي.
21-
https://sotor.com/%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA-
%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A/.
20
عن المنكر أساء هؤالء استخدام تفسيرهما ،ودعاهم هذا إلى االعتداء على حقوق ليست
لهم ،وإلى تهديد أمن األفراد وحرياتهم أو حقوقهم.
و انطالقا من هذا المطلب سوف نخصص الفقرة األولى إلى دراسة مظاهر التطرف الديني
،و أما بخصوص الفقرة الثانية سنتطرق إلى أنواع التطرف الديني.
من أهم مظاهر التطرف الديني هو التعامل مع اآلخرين بفظاظ إة وخشون إة وعنف تحت اسم
اإلسالم ،واإلسالم بريء من هذه التصرفات ،فقد نصّ هللا العظيم في كتابه أن يكون المسلم
األول فهو في الحرب قال تعالى{ :يَا أَيهَا ال هذينَ خشنًا فيه غلظةً في موضعين ،فأما الموضع ّ
ظةً ِْ} ،وأما الموضع الثاني الذي طُلبت آ َمنُوا قَاتهلُوا ال هذينَ يَلُونَكُم ه ّمنَ ا ْلكُف هار َو ْليَ هجدُوا فهيكُ ْم هغ ْل َ
الغلظة فيه فهو عند إقامة الحدود الشرعية التي نصّ عليها هللا الحكيم{ :الزانهيَةُ َوالزانهي
َللا}.
هين هاح إد ه ّم ْن ُه َما همائ َةَ َج ْل َد إة ِ َو َال تَأ ْ ُخ ْذكُم به هه َما َرأْفَة فهي د ه
فَاجْ هل ُدوا كُل َو ه
أما في مجال الدعوة إلى هللا فال مكان للعنف والخشونة ولو أبدى المسلم غير ذلك لكان هذا
من الغلو المنهي عنه في كتاب هللا وسنة نبيه ،وذلك دأب األنبياء في تعاملهم مع أقوامهم
22
ومنهم موسى عندما أمره هللا أن يُخاطب فرعون بالقول اللين الحكيم.
- https://www.almadenahnews.com/article/418032-
22
%D9%85%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A.
21
بالفسوق والعصيان ،فال رأي إال رأيه وال قول إال قوله ،وهذا من أخطر مظاهر التطرف
الديني ألنه يؤدي بصاحبه إلى إلحاق التهم بمخالفيه وتكفيرهم.
من عالمات التطرف الديني هو إساءة الظن باآلخرين ممن انتسبوا للطوائف األخرى،
والتغاضي عن جميع حسناتهم ومحاولة تضخيم سيئاتهم؛ فال يكاد أحد من منتسبي الطائفة
األخرى ينجو من سوط لسان المتطرفين ،أحياء كانوا أم أموات ،فلو خالف المسلم رأيهم
التهموه أعظم التهم في دينه من مخالفة الكتاب والسنة ،وكله حسب رؤيتهم واجتهادهم ال
ي إ و ُحكمهم قائم على الهوى والرأي.
نص شرع ّ
يستندون إلى إ ّ
االلتزام بالشدائد من األحكام :
إن من مظاهر التطرف الديني هو األخذ بالحكم القاسي مع وجود الرخصة التي ت ُعفي من
ذلك ،وقد يجد اإلنسان -في بعض المسائل -أن األخذ بالحكم األشد أحسن؛ لتجنب اللبس
وأخذ الحيطة ،ولكن إن كان ديدن المسلم دائ ًما أخذه بالشديد من األحكام وإلزام غيره باألخذ
وغلوا يودي إلى المهالك ،وقد أشار إلى ذلك رسول هللا صلى هللا عليه ًّ بها فسيكون تطرفًا
والكبير وإذا صلى
َ عيف
ف فإن فيهم السقي َم والض َ اس ف ْل ُيخ هّف ْ
وسلم" :إذا صلى أ َحدُكم بالن ه
سه ف ْليُط ّ هو ْل ما شاء" ،وكذلك فمن التضييق على الناس أن تتم محاسبتهم على أ َحدُكم لنف ه
المكروهات من األمور التي يرتكبونها وكأنها محرمات اقترفوها.
إن من حكمة الداعية عندما يكون في بالد كُفر أال يتشدد مع حديثي العهد باإلسالم ،فعليه
أن يبدأ بتمكين التوحيد من نفوسهم وأن يعلّمهم أركان اإلسالم و االيمان ،فالهدف األول
معهم هو اإليمان بأن ال معبود سوى هللا ،وأنّ خاتم األنبياء هو محمد عليه الصالة والسالم،
وبذلك يجب الخروج من المسائل الخالفيّة التي اختلف عليها أئمة العلم واالبتعاد عن الفروع
قبل تأصيل األصول في نفوسهم.
اليمن فقا َل :إنكَ تأتي
ه هللا صلى هللا عليه وسلم َ
بعث معاذ إلى والشاهد على ذلك" :أن رسو َل ه
هللا وأنهّي رسو ُل ه
هللا فإن هم أطاعوكَ لذ هلكَ ب فادعُهم إلى شَهاد هة أن الَ إلَهَ إال ُ قو ًما أَه َل كتا إ
يوم وليل إة فإن هم أطاعوكَ لذ هلكَ فأعل ْمهم
ت في ك ه ّل إ
خمس صلوا إ
َ هللا افترضَ عليْهمفأعل ْمهم أن َ
أن هللاَ افترضَ عليْهم صدقةً في أموا هلهم تؤخذُ من أغنيائههم وترد على فقرائههم فإن هم
َللا حجاب". ليس بينَها وبينَ ه
المظلوم فإنها َ
ه ق دعوةَ
أطاعوكَ لذ هلكَ فإياكَ َوكرائ َم أموا هلهم وات ه
وذلك الحديث يُظهر أن رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم -قد أمر معاذ أن يبتدئ في أمره
فرق المسلم عن الكافر ،وذلك هو الهديبالدعوة إلى هللا مع أهل الكتاب بالشهادة ،ففيها يُ ّ
مع الدعوة إلى هللا في بالد الغرب التي ليست بالدًا أصلية لإلسالم.
22
التكفير :
من مظاهر التّطرف الديني هو تكفير اآلخرين وادعاء خروجهم من اإلسالم والملة بنا ًء على
ما فهموه من الدين ،وهذا ما كان عليه الخوارج حينما قاتلوا عليًّا -رضي هللا عنه -وهم
أكثر من تمسك بالشعائر التعبدية من صالة وصيام وزه إد وقراءة قرآن ،وقد وصفهم رسول
ام هه ْم ،يَ ْق َرؤُونَ هللا صلى هللا عليه وسلم" :يَحْ هق ُر أ َ َح ُدكُ ْم ص ََالتَهُ مع ص ََالته هه ْم ،ه
وصيَا َمهُ مع هصيَ ه
ق الس ْه ُم همنَ الر همي هة" ،فكانت شناعة القُ ْرآنَ ال ُيجَا هو ُز ت َ َرا هق َي ُه ْمَ ،ي ْم ُرقُونَ همنَ ال هد ه
ّين كما َي ْم ُر ُ
فعل الخوارج ليس من فسا إد في الضمير وإنما كان الفكر فاسدًا ،وهذا حال ال ُمتطرفين دينيًّا
اليوم .
واألصل أن المرء إذا نطق الشهادتين فقد عصم دماءه وماله وكل شيء له حتى ولو قالها
خوفًا من السيف أو القتل ،وفي قصة أسامة بن زيد عبرة للمسلمين ،فعندما كان أسامة في
معركة فقد ه ّم بقتل أحدهم فقال الرجل ال إله إال هللا فطعنه أسامة فقضى عليه ،وروى للنبي
هللا قا َل :قُلتُ :يا َرسو َل هللاه، عليه الصالة والسالم ذلك فقال له" :أقَت َ ْلتَهُ بَ ْع َد ما قا َل ال إلَهَ إال ُ
هللا قا َل :فَما َزا َل يُك ه َّر ُر َها َ
علَي ،حتى ت َ َمنيْتُ إنما كانَ ُمتَعَ ّ هوذًا ،قا َل :أقَت َ ْلتَهُ بَ ْع َد ما قا َل ال إلَهَ إال ُ
سلَ ْمتُ قَ ْب َل ذلكَ ال َي ه
وم". أ هّني لَ ْم أك ُْن أ ْ
وأصر عليها ،كذلك يُكفّر الحاكم؛ ألنه لم يحكم بما أنزل
ّ وال ُمك هفّر يُكفّر المسلم إذا فعل معصية
هللا ،ويُكفر عامة الشعب؛ ألنهم رضوا بحكم الحاكم ،وكذلك يُكفرون العلماء؛ ألنهم لم يقولوا
ً
وتفصيال ويستحلون دماءهم بغير ما أنزل للحاكم أنت كافر ،ويعمدون إلى تكفير الناس جملةً
هللا.
23
ويتحقق التطرف الفكري عندما يصل الفرد أو مجموعة األفراد إلى مرحلة عدم اقتناعهم
بالثوابت واألدلة المنطقية المخالفة لما يحملونه من أفكار ويبقون مدافعين عن أفكارهم ولو
23
أنها مبنية على خطأ.
التطرف الديني :
يمكن تعريف التطرف الديني بعدم قبول أية طائفة دينية للتعايش مع غيرها ومعاداة أي
طوائف دينية أخرى والتحريض على إلحاق الضرر بها.
ويحصل عندما يتشدد األفراد في التدين والتعصب لدينهم أو طائفتهم المعينة مع عدم قبولهم
العيش مع األفراد المنتمين ألديان أو طوائف أخرى ومعاداتها.
ولعل تنظيم “داعش” من بين األمثلة التي تعبر عن التطرف الديني.
التطرف الثقافي :
ويقصد به تجاوز حد االعتدال والوسطية فيما يخص األفكار واألحكام والنظر للطرف اآلخر
المختلف ،حيث يتبع األفراد مذهب ثقافي معين بطريقة متعصبة.
التطرف األمني :
ويقصد به تجاوز الحد المعتدل والمتعارف عليه والوسطية فيما يخص مجابهة أعمال
الفوضى واإلرهاب والعمليات اإلجرامية الفردية.
ويحصل التطرف األمني من سلطات الدولة األمنية التي تستخدم الغلو في المراقبة والتدقيق.
التطرف االجتماعي :
ويقصد به التعصب ألفكار معينة مهما تكون بسيطة ويحصل في كافة القطاعات سواء
التعليمية أو الصحية أو غيرها.
وقد تكون األفكار المعينة متعلقة بخلفيات األفراد التاريخية أو الثقافية أو غير ذلك.
وينمو عن ذلك حصول حالة من التطرف االجتماعي اتجاه فرد أو مجموعة من األفراد بسبب
حدث ما.
: التطرف النسوي
ويعتمد على المبدأ الجنساني ،ويطلق هذا المصطلح على نشاطات الحركات النسائية التي
تتجاوز الحد والمعقول والمنطق في معاداة الرجال.
- https://wikiwic.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-
23
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81/#asbab_alttrf.
24
ألذكوري : التطرف
ويعتمد على المبدأ الجنساني ويطلق التطرف الذكوري على نشاطات الحركات الذكورية التي
تسعى إلى قمع النساء دونما سبب اعتمادا ً على مبدأ أحقية الرجال بالعيش والحقوق أكثر
من االنساء.
التطرف السياسي :
المقصود به هو خروج أفرا إد على الدولة وإعالن تمردهم ورفض جميع القوانين السائدة
فيها ،واالقتناع بأفكار سياسية قد تؤدي إلى المناكفة السياسية في أدنى مستوياتها والتمرد
سي من سيا ه
والعصيان المسلح على الدولة ونظام الحكم القائم في أعالها ويع ّد التطرف ال ه
أهم أسباب التطرف؛ ألنه نتيجة اإلحباط السياسي في دولته ،وهو من أنواع التطرف
المنتشرة.
التطرف العملي:
واإلفراط
وهو خروج عن حد االعتدال والتطرف في األعمال الدينية ،ويكون من خالل الغلو ه
ب النفس بقصد التقرب هلل َو هعز وج إل مما يودي ذلك إلى تعطيل شؤون
في العبادات وتعذي ه
الحياة العملية ،وهو من أنواع التطرف.
التطرف أالعتقادي :
ت ال هدّي هنية
هو ا هالعتقاد بآراء خاصة يصعب تغييرها لدى اإلنسان ،وقد تخا هلف هذا المعتقدا ه
جْر هة الذين يحكمون كفير َوا ْل هه َ
المعاصر هة كجماع الت ه
َ ت
ت وبعض الحركا ه وقد تبنت هذه المعتقدا ه
ت مختلف إة لدى هذه الحركات ،وهو ب وقناعا إبالكفر َواإللحاد وألسبا إ
ه اس والحكومات على الن ه
من أنواع التطرف البارزة.
25
خالصة الفصل:
إذن اإلرهاب الدولي ظاهرة عالمية وال يقتصر على أعمال العنف فقط وإنما هناك اإلرهاب
االلكتروني وهناك إرهاب فكرى وهناك إرهاب إعالمي .
بحث أنه يختلف عن بعض األفعال األخرى التي قد تختلط به وهى المقاومة المسلحة من
اجل تقرير المصير والتخلص من االستعمار ،وعن الدفاع الشرعي للرد االعتداء.هناك
أسباب ودوافع مختلفة تؤدى إلى اإلرهاب وهذه األسباب والدوافع قد تكون سياسية أو
اقتصادية أو دينية أو إعالمية أو تاريخية أو شخصية.
إذ تتعدد صور وأشكال اإلرهاب مثل اختطاف الطائرات والسفن ،واألعمال التخريبية ،
واالغتياالت وغيرها.
هناك بعض جهود دولية عديدة لمكافحة اإلرهاب من المنظمات الدولية مثل األمم المتحدة
متمثلة في القرارات التي تصدر من مجلس األمن أو من الجمعية العامة لألمم المتحدة .أو
المنظمات اإلقليمية مثل االتحاد األوربي أو االتحاد األفريقي أو جامعة الدول العربية أو
مجلس التعاون الخليجي .و تم إبرام العديد من االتفاقيات الدولية سواء الثنائية أو الجماعية
أو متعددة األطراف والخاصة بمكافحة اإلرهاب .وكذلك سن التشريعات الوطنية للمكافحة
اإلرهاب.
أما في التشريع اإلسالمي هناك جرائم الحرابة تتفق مع جريمة اإلرهاب في الوقت الحاضر،
ومن عدة أوجه وهى بالطبع تحمل صفات األعمال اإلرهابية في غالبيتها.
و الدفاع الشرعي في القانون الدولي العام يتفق مع الدفاع الشرعي في الشريعة اإلسالمية
من حيث رد للعدوان.
وأن الشريعة اإلسالمية قد وضعت مجموعة من األسس والمبادئ لمكافحة اإلرهاب (
الحرابة )
26
الفصل
الثاني أسباب:
ودوافع جريمتي
اإلرهاب والتطرف
الديني وسبل
مكفاحتهما في
القانون الوضعي
والتشريع اإلسالمي
27
ت ُعد مشكلة التطرف من القضايا الرئيسية التي يهتم بها الكثير من المجتمعات المعاصرة،
فهي قضية يومية حياتية ،تمتد جذورها في التكوين الهيكلي لألفكار وال ُمثل واأليديولوجية
التي يرتضيها المجتمع .فالفكر المتطرف شأنه شأن أي نسق معرفي ،هو ظاهرة اجتماعية
تتأثر وتؤثر في غيرها من ظواهر ،مرتبطة إلى حد كبير بالظروف التاريخية والسياسية
والدينية واالجتماعية واالقتصادية وغيرها من ظروف يتعرض لها المجتمع.
يُعد مفهوم التطرف من المفاهيم التي يصعب تحديدها أو إطالق تعميمات بشأنها ،نظرا ً إلى
ما ُيشير إليه المعنى اللغوي للتطرف من تجاوز لحد االعتدال .وحد االعتدال نسبي ،يختلف
من مجتمع إلى آخر وفقا ً لنسق القيم السائد في كل مجتمع .فما يعتبره مجتمع من
المجتمعات سلوكا ً متطرفا ً من الممكن أن يكون مألوفا ً في مجتمع آخر ،فاالعتدال والتطرف
مرهونان بالمتغيرات البيئية والحضارية والثقافية والدينية والسياسية التي يمر بها
المجتمع.
فُسر التطرف على أنه "اتخاذ الفرد موقفا ً متشددا ً يتسم بالقطيعة في استجاباته للمواقف
االجتماعية التي تهمه ،والموجودة في بيئته التي يعيش فيها هنا واآلن؛ وقد يكون التطرف
إيجابيا ً في القبول التام ،أو سلبيا ً في اتجاه الرفض التام ،ويقع حد االعتدال في منتصف
24
المسافة بينهما".
فرغم غياب تعريف لهذه الجريمة إال أن ذلك لم يمنع الدول و المنظمات من الدعوة إلى
إبرام اتفاقيات و تكثيف الجهود الدولية من أجل مكافحة و قمع الجريمة اإلرهابية ،حيث
أبرمت عدت اتفاقيات د ولية من أجل مكافحة اإلرهاب بداية من العقد الثالث من القرن
العشرين ،لتعالج مسألة اإلرهاب الدولي و بالتحديد بداية من سنة ، 1937حيث وضعت
أول اتفاقية تضمنت نصوصا قانونية تلزم الدول بمكافحة اإلرهاب إال أنها لم يتم التصديق
عليها .بعد هذه المحاولة أتى كم هائل من االتفاقيات الدولية و اإلقليمية المبرمة لمكافحة
اإلرهاب الذي يستهدف سواء األفراد و الدول ،أو االتفاقيات الموجهة لحماية وسائل النقل
البحرية و الجوية.
و بغض النظر عن العوامل المغذية لإلرهاب ،و التي يجمع الخبراء على تعددها و تعقدها ،
فقد ظل التعاطي معه مقرون ا باإلشكاالت التي حدت من فعالية الجهود الوطنية و الدولية
المبذولة في سبيل محاصرته ،بسبب التباين في المقاربات بين من يركز على الجوانب
األمنية و من يستحضرا لسبل القانونية ،و من يفضل المعالجة التربوية...و هو ما جعل
حصيلة المكافحة دون التطلعات و دون التحديا ت الكبرى التي باتت تطرحها الظاهرة على
الصعيد الوطني أو الدولي.
واست ُخدم مفهوم التطرف في اإلشارة إلى الخروج عن القواعد الفكرية والقيم والمعايير
واألساليب السلوكية الشائعة في المجتمعُ ،معبرا ً عنه بالعزلة أو بالسلبية واالنسحاب ،أو
24-
http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Mnfsia15/Extremity/sec01.doc_cvt.htm.
28
تبني قهيَم ومعايير مختلفة ،قد يصل الدفاع عنها إلى االتجاه نحو العنف في شكل فردي أو
سلوك جماعي منظم ،بهدف إحداث التغيير في المجتمع وفرض الرأي بقوة على اآلخرين.
سوف نخصص هذا الفصل لدراسة كل ما يتعلق بأسباب ودوافع التطرف الديني والجريمة
اإلرهابية بحيث قسمنا هذا الفصل إلى مبحثين ،ففي المبحث األول سنتحدث فيه عن أسباب
ودوافع الجريمة اإلرهابية وطرق مكافحتها في القانون الوضعي والشريعة اإلسالمية ،أما
المبحث الثاني سنتطرق من خالله إلى أسباب التطرف الديني و تداعياته و إستراتيجية
مكافحته.
-25انظر د .شكري ،علي يوسف ،اإلرهاب الـدولي في ظـل النظـام العـالمي الجديـد ،الطبعـة األولـي ،دار اينـزاك للطباعة
والنشر ،القاهرة ، ٢٠٠٧ ،ص.٦٢
- 26انظر د .حلمي ،نبيل أحمد ،اإلرهاب الدولي وفقا القانون الدولي العام ،مرجع سابق ،ص.١٤
- 27انظر :بـن عبـد هللا ،عبـد هللا بـن مطلـق ،اإلرهـاب وأحكامـه في الفقـه اإلسـالمي ،دار بـن الجـوري.
- 28انظـر :د الجعفـراوى ،ابتسـام ،التكلفـة االقتصـادية لإلرهـاب ،بحـث منشـور في الجملـة الجنائيـة القوميـة ،المجلد
الخمسون ،العدد األول ،مارس ٢٠٠٧
30
تمسك اإلنسان بتعاليم دينه وإن كانت تختلف درجتها بين األكثر التزاما واألقل وهذا ما يفسر
29
وقوع العديد من الحروب وال سيما األهلية منها ألسباب دينية أو عقائدية.
فعدم فهم مقاصد الشريعة والجهل بالدين ،وتلقي الخطاب الديني من غير المتخصصين
يؤدي إلي فهم األمور علي غير حقيقتيها وتكون دافعا لإلرهاب.
وكذلك الغلو في الدين والتعصب الديني والطائف والذهبي يؤدي إلي اإلرهاب.
ونري الحل في هذه المشكلة بأن يكون دور للمؤسسات الدينية في توصيل الفهم
الصحيح للدين سواء في المساجد أو عن طريق ندوات بالجامعات والمدارس ووضع رقابه
من المؤسسات الدينية علي القنوات الفضائية وذلك لما نالحظ من فتأوي دينية من غير
المتخصص مع تطوير المناهج الدراسية في الدراسات الدينية بالمدارس ووضع مادة للثقافة
اإلسالمية كمادة عامة في التعليم الجامعي.
_2الدوافع الشخصية :
قد ترجع الجرائم اإلرهابية بدوافع شخصية ،ولتحقيق أهداف معينة شخصية فقد
تكون الجرائم اإلرهابية لالبتزاز األموال من شركات الطيران المختلفة .ففي عام ١٩٧٢قام
بعض الزنوج األمريكيين بخطف طائرة أمريكية،وطلبوا فدية قدرها مليون دوالر لإلفراج
30
عن المسافرين ،وهبطوا بالطائرة ذلك في مطار الجزائر العاصمة.
وقد تكون الجرائم اإلرهابية التي تستند إلي دوافع شخصية يكون مرتكبيها مصابون بخلل
عقلي أو مرض نفسي وهذا ما حدث عام ،١٩٧٢عندما قامت سيدة بخطف طائرة إيطالية
كانت طريقها لميالنو قادمة من روما وأجبرت قائدها علي التوجه لمبونخ بألمانيا الغربية،ثم
سلمت نفسها للسلطات األلمانية التي كشفت عن وجود خلل عقلي لديها،ويتميز هذا النوع
من اإلرهابيين بعدة صفات مشتركة وهي الطفولة المضطربة التي أدت للعزلة،ثم إلي الشذوذ
وفقدان االتصال باألصدقاء،وعالقات غير طبيعية بالوالدين. 31
ونرى لحل لهذه المشكلة تفعيل وظيفة األخصائي االجتماعي سواء كان في المدرسة أو
الجامعة أو الهيئات والمصالح الحكومية لمعرفة مشاكل هؤالء األشخاص لمعالجتهم .
وكذلك يكون هناك دور لألسرة إذا ما الحظت أن هناك خلل في سلوك أحد األبناء فعليها
بالمسارعة لعرضه على طبيب نفسي.
- 29انظر :د .الشكري ،علي يوسف ،اإلرهاب الدولي في ظل النظام العالمي الجديد ،المرجـع السـابق ،ص٧٥
- 30انظر :محمد ،البخدوي بحـث نطـق الطـائرات منشـور في مجلـة معهـد البحـوث والدراسـات العربيـة ، ١٩٧٤ص.٢٠٠
- 31انظر :د .نبيل أحمد حلمي ،اإلرهاب الدولي ،المرجع السابق ،ص.١٧
31
المطلب الثاني :طرق مكافحة الجريمة اإلرهابية في القانون
الدولي والشريعة اإلسالمية
أدى انتشار ظاهرة اإلرهاب إلى وجود حركة دولية نشطة لعالج هذه الظاهرة
سواء عن طريق المنظمات الدولية سواء الدولية أو اإلقليمية أو االتفاقيات الدولية أو
الندوات ،كما أن الشريعة اإلسالمية قد وضعت مجموعة من األسس والمبادئ لمكافحة
اإلرهاب ( الحرابة ).
وبناء على ذلك سوف نقسم هذا المطلب إلى فقرتين أساسيتين ينقسمان بدورهما إلى
عوارض مهمة كالتالي:
الفقرة األولى :مكافحة الجريمة اإلرهابية في القانون الدولي
أوال :دور المنظمات الدولية في مكافحة الجريمة اإلرهابية.
ثانيا :المنظمات اإلقليمية ودورها في مكافحة الجريمة اإلرهابية.
الفقرة الثانية :طرق مكافحة الجريمة اإلرهابية في التشريع اإلسالمي.
أوال :تحقيق العدل واألنصاف بين كافة األجناس.
ثانيا :تطبيق التشريع اإلسالمي في الجرائم الواقعة داخل الدولة اإلسالمية.
- 32انظر د .عبد الهادي ،عبد العزيز مخيمر ،اإلرهاب الدولي مع دراسته لالتفاقيـات الدوليـة والقـرارات الصـادرة.
32
فالمنظمات الدولية واإلقليمية لها دور كبير في مكافحة اإلرهاب وبناءا علي ذلك سوف
نقسم هذا الفرع إلى
:1األمم المتحدة ودورها في مكافحة اإلرهاب .
:2المنظمات اإلقليمية ودورها في مكافحة اإلرهاب
*األمم المتحدة و دورها في مكافحة اإلرهاب :
اهتمت منظمة األمم المتحدة بالبحث في ظاهرة اإلرهاب ،وكيفية القضاء وذلك عندما بدأت
عمليات خطف الطائرات في الزيادة في بداية السبعينيات واحتجاز المبعوثين الدبلوماسيين
وتفجير مقار البعثات الدبلوماسية ووضعت في حباتها بأن هذه الظاهرة تعتبر أحد األسباب
الرئيسية التي تهز أمن واستقرار المجتمع الدولي وذلك عن طريق محاولة وضع تعريف
مناسب لإلرهاب واألسباب التي تؤدي إليه وكيفية عالجه،كذلك اهتمت وذلك بتشكيل اللجان
الالزمة إلعداد اتفاقيات دولية منظم إطار من التعاون الدولي لمنع وقع بعض أشكال
اإلرهاب.33
وقد قامت منظمة المتحدة بجهودها في مكافحة اإلرهاب عن طريق أجهزتها المختلفة سواء
مجلس األمن أو الجمعية العامة لألمم المتحدة.
وبناءا علي ذلك سوف نتطرق إلى نقطتين أساسيتين:
•الجهود الدولية لمكافحة تمويل اإلرهاب
•اإلجراءات المتخذ من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة بشأن مكافحة اإلرهاب الدولي
•اإلجراءات المتخذة من قبل الجمعية العامة
لألمم المتحدة بشأن مكافحة اإلرهاب:
تختص الجمعية العامة،34بموجب المادة العاشرة من ميثاق األمم المتحدة بمناقشة أي أمور
و كل األمور التي تهم األعضاء مع تحفظ واحد وهو عند مباشرة مجلس األمن نظر نزاع أو
موقف ما فليس للجمعية العامة أن تقدم أية توصية في شأن هذا النزاع أو الموقف إال إذا
طلب منها ذلك.35
ولذا فإن الجمعية العامة لألمم المتحدة قد أصدرت قرارات عديدة بشأن اإلرهاب
- 33انظر د .عبد الهادي ،عبـد العزيـز مخيمـر ،اإلرهـاب الـدولي مـع دراسـته لالتفاقيـات والقـرارات الصـادرة عـن المنظمات
الدولية ،المرجع السابق ،ص.٢٣١
- 34انظر :د .زيدان ،مسعد عبد الرحمن ،اإلرهاب في ضوء القانون الدولي ،المرجع السابق ،ص.١٨٢
- 35انظر :د .زناتي ،عصام محمد أحمد ،التنظيم الدولي ،دار النهضة العربية ، ٢٠٠٨ ،ص.٢٤٠
33
الدولي وكان لها موقف بالنسبة لحركات التحرير الوطنية .
✓ الجمعية العامة وموقفها من اإلرهاب الدولي
صدر إعالن الجمعية العامة لألمم المتحدة في دورتها الخامسة والعشرين في أكتوبر
. ١٩٧حيث تض من واجب كل دولة باالمتناع عن تشجيع األعمال اإلرهابية علي إقليم دولة
أخري أو تقديم المساعدة لإلرهابيين أو السماح لهم بالعمل علي إقليمها أو من خالله .36
وفي الدورة السابعة والعشرين عام ١٩٧٢تناولت الجمعية العامة موضوع اإلرهاب الدولي
تحت بند التدابير الرامية إلي منع اإلرهاب الدولي الذي يعرض للخطر أرواحا بشرية بريئة
ويهدد الحريات األساسية،وانتهي األمر بإصدار الجمعية العامة للقرار رقم ٣٤.٣لسنة
١٩٧٢والذي نص علي قلق المنظمة الشديد إزاء تزايد األعمال اإلرهابية الدولية الدول
األعضاء علي ضرورة إيجاد حلول عادية وسلمية لألسباب التي تقف وراء األعمال
اإلرهابية ،وأضاف بأنه يجب احترام حقوق الشعوب جميعا في مناهضة األنظمة االستعمارية
والعنصرية،وتلك التي تخضع للسيطرة األجنبية وحق تقرير المصير وشرعية كفاحها لنيل
استقاللها كما قررت الجمعية العامة37 ،إنشاء لجنة خاصة تعنى بدراسة اإلرهاب الدولي،
وتتألف من خمسة وثالثين عضوا يعنيهم رئيس الجمعية العامة مع مراعاة مبدأ التمثيل
الجغرافي ،وتقوم بدراسة المالحظات التي تقدمها الدول،وتقوم بإعداد تقريرها متضمنا
38
التوصيات.
كما تم إبرام اتفاقيتين دوليتين لمواجهة بعض األعمال اإلرهابية واتفاقية خاصة
بحماية األشخاص المتمتعين بحماية من الدبلوماسيين لسنة ،١٩٧٣والثانية تتعلق
باختطاف الرهائن لسنة ،١٩٧٩لكنها لم تتوصل لوضع تعريف لإلرهاب الختالف وجهات
نظر الدول واقتصرت علي حث الدول في قراراتها علي التعاون من أجل القضاء السريع
39
علي اإلرهاب.
✓ األمم المتحدة وموقفها من حركات التحرير الوطنية:
أوضحت دول العالم الثالث عن رأيها داخل األمم المتحدة من خالل اجتماعات
- 36انظـر :د .مخيمـر ،عبـد العزيـز ،اإلرهـاب الـدولي مـع دراسـة لالتفاقيـات الدوليـة والقـرارات الصـادرة عـن المنظمات
الدولية ،مرجع سابق ،ص.٨١
- 37انظر :د .حلمي ،نبيل أحمد ،اإلرهاب الدولي وفقا لقواعد القانون الدولي العام المرجع السابق ،ص.١٠٢
- 38انظر :د .المالكي ،عبد الحفيظ بن عبـد هللا ،اإلطـار القـانوني لمكافحـة اإلرهـاب ،مجلـة البحـوث األمنيـة ،مركز البحوث
والدراسات بكلية الملك فهد األمنية العدد ، ٤٥المجلد ، ٢٠١٠ ، ١٩ص.٣١٥
- 39انظر :د .رفعت ،أحمد محمد ،اإلرهاب الـدولي في ضـوء أحكـام القـانون الـدولي العـام واالتفاقيـات الدوليـة وقرارات األمم
المتحدة ،المرجع السابق ،ص.١٤٧
34
الجمعية العامة بشأن التمييز بين اإلرهاب والكفاح المسلح،حيث كان رأيها أن التحرير
الوطني ومقاومة المحتل من القيم النبيلة التي ال يمكن أن توصم باإلرهاب،
•الجهود الدولية لمكافحته ويل اإلرهاب:
من األسباب التي تعوق عملية القضاء علي اإلرهاب،وجود تمويل مالي للتنظيمات اإلرهابية
تساعدها علي االستمرار وتشجعها علي التقدم فيه .وعلي الرغم من الجهود الكبيرة
المبذولة دوليا وداخل يا لمكافحة اإلرهاب إال أن ً ظاهرة تمويله مازالت تثير جدال عالميا
واسعا لما تمثله من خطورة في دوام اإلرهاب واستمراره،ولكن الضعف الواضح في تحقيق
مصادر تمويله قد أثر بشكل كبير علي مدي فعالية مكافحته،ولذلك قامت األمم المتحدة بجميع
أجهزتها بمواجهة هذه الظاهرة وإصدار القرارات واالتفاقيات الدولية للقضاء عليها .40
✓ تعريف جريمة تمويل اإلرهاب:
فقد عرفت اتفاقية ١٩٩٩تمويل اإلرهاب وسعت فيه فلم تقيده بتقديم األموال بنيه
استخدامها في أعمال إرهابية بل وسعت مدلوله إلي مجرد جمع األموال من أجل تحقيق هذا
الغرض ويستوي لوقوع السلوك اإلجرامي أن يتم تقديم األموال أو جمعها بأية وسيلة كانت
مباشرة أو غير مباشرة ،بشكل غير مشروع ويستوي أن تكون مصادر األموال محل الجريمة
مشروعة .ولذلك يختلف تمويل اإلرهاب عن غسل األموال فعادة ما يشتمل غسل األموال،41
على تحويل إيرادات مهمة من معامالت غير مشروعة إلي التجارة أو المعامالت المشروعة
وهو ما ال يشترط في جريمة تمويل اإلرهاب إذ يمكن أن يشتمل تمويل اإلرهاب علي جمع
مبالغ مستمرة من أنشطة وتحويلها مشروعة أو من جرائم بسيطة ونحوه.يلها إلي شخص
أخر أو إلي منظمة إرهابية إلرسالها في نهاية المطاف لدعم أنشطة اإلرهاب ولو علي دفعات
صغيرة ويستوي أن يصدر التمويل من أشخاص طبيعيين أو أشخاص معنويين وقد ثبت أن
الشبكات اإلرهابية تستثمر أموالها عبر جمعيات أو شركات ولهذا نصت اتفاقية ١٩٩٩علي
التزام الدول األعضاء باتخاذ التدابير النعقاد المسئولية الجنائية والمدنية واإلدارية
لألشخاص المعنوية عن جرائم تمويل اإلرهاب المرتكبة بواسطة المسئول عن إدارتها أو
رقابتها المادة ً ٧ونظرا لما تبين من الناحية العملية من استمرار غسل األموال وتمويل ً
اإلرهاب بعد القبض علي األعضاء المسئولين من اإلدارة نظرا لعدم المساس بالشخصية
المعنو ية للمشروع،فإن تدابير تجميد األرصدة وضبطها ومصادرتها تحول دون تحقيق هذا
الغرض 42 ،كما بذلت جهود إقليمية في هذا المضمار،فوضعت منظمة الدول األمريكية
اتفاقية سنة ٢..٢وبرتوكول سنة ٤..٢ووضعت جمعية جنوب آسيا للتعاون اإلقليمي،وأقر
- 40انظر :د .بجبوج ،عمار تيسير ،التعاون الدولي في مكافحة جـرائم اإلرهـاب ،رسـالة دكتـوراه مقدمـة إلـي كليـة الحقوق ،
جامعة القاهرة ، ٢٠١١في .٣٨٧
- 41انظر د .سرور ،أحمد فتحي ،المواجهة القانونية لإلرهاب ،دار النهضة العربية ، ٢٠٠٨ص٢٨٢
- 42انظر د .سرور ،أحمد فتحي ،المواجهة القانونية لإلرهاب ،المرجع السابق ،ص.٢٧١
35
مجلس االتحاد األوربي سنة ٥..٢اتفاقية تغلق بغسل األموال وضبط ومصادرة ما يترتب
43
علي جريمة اإلرهاب وتمويلها.
ثانيا :المنظمات اإلقليمية ودورها في مكافحة اإلرهاب:
لعبت المنظمات اإلقليمية دورا هاما في مكافحة ظاهرة اإلرهاب الدولي،بجانب
منظمة األمم المتحدة،حيث أن المنظمات اإلقليمية تستخدم دول العالم كافة،حيث أنها تجمع
دولي علي مستوي جميع قارات العالم،و بناء على ذلك سنقسم هذه الفقرة إلى نقطتين
أساسيتين :
_ دور االتحاد األوربي في مكافحة اإلرهاب .
_دور منظمة الدول األمريكية في مكافحة اإلرهاب .
دور االتحاد األوربي في مكافحة اإلرهاب ً بذلت الدول األوربية جهودا عديدة في مكافحة
اإلرهاب وقد أسفرت هذه الجهود إلي إبرام اتفاقيات لمنع وقمع اإلرهاب منها االتفاقية
األوربية عام 197644
وقد نصت المادة األولي منها علي تعريف الجرائم اإلرهابية .ذلك بالنص علي األفعال
اإلرهابية علي النحو التالي :
- ١ما جاء من جرائم في اتفاقية الهاي لسنة .١٩٧م بشأن االستيالء غير المشروع علي
الطائرات .
- ٢ما جاء ذكره من جرائم في اتفاقية مونتلاير سنة ١٩٧١الخاصة بقمع األعمال غير
دور منظمة الدول األمريكية في مكافحة اإلرهاب أدي تزايد األعمال اإلرهابية في دول أمريكا
الالتينية وزيادة حاالت العنف السياسي الموجهة ضد البعثات الدبلوماسية من اغتيال
واعتداء وخطف حي ث اتخذت الجمعية العامة ً لمنظمة الدول األمريكية قرارا بإصدار اتفاقية
لمنع وقمع األعمال اإلرهابية التي تأخذ شكل الجرائم ضد األفراد وأعمال االبتزاز المتعلقة
بها في دورتها الثالثة غير العادية في واشنطن عام ،١٩٧١وقد تم تسبب ذلك بأن أعمال
تتسم بالقسوة لما تتضم نه في اعتداء علي سالمة الشعوب األمريكية وتشكل جرائم ضد
اإلنسانية،وأن األهداف األيدلوجية والسياسية ال يمكنها أن تنفي صفتها اإلجرامية باعتبارها
تمثل خرفا لحقوق اإلنسان األساسية .45
- 44انظر د .زيان ،مسعد عبد الرحمن ،اإلرهاب في ضوءالقانون الدولي ،مرجع سابق ،ص.٨٥
- 45انظـر د .قطـب ،طـارق محمـد ،مكافحـة اإلرهـاب وتعـويض ضـحايا الحـوادث اإلرهابيـة في النطـاق الـدولي والمصري ،دار
النهضة العربية ، ٢٠١٥ص .١٦٦
36
وقد نصت المادة الثانية من هذه االتفاقية علي أن األعمال اإلرهابية ضد األفراد تعتبر من
أهم الجرائم التي يجب أن يكون هناك عقاب عليها ألنها تؤدي إلي آثار ذات طبيعة دولية
46
أيا كان السبب في ارتكابها.
بإدراج هذه الجرائم اإلرهابية ضمن الجرائم الخاضعة للتسليم أثناء التوقيع علي معاهدات
تسليم المتهمين القائمة أو الالحقة .كما أكدت المادة الثامنة أنه علي الدول واجب اتخاذ
التدابير الممكنة لمنع إعداد الجرائم المشار إليها في المادة سالفة الذكر فوق اإلقليم الوطني
ضد دولة أخري متعاقدة وأنه واجب علي الدول التعاون لمنع الجرائم السابقة وتبادل
المعلومات وتنسيق اإلجراءات .
كما تضمنت الماد ة الخامسة من االتفاقية بأنه ال يتم منع التسليم المطلوب بسبب ً احدي
الجرائم المنصوص عليها في المادة الثانية نظرا لكون الشخص موضوع الطلب أحد رعايا
الدول المطلوب إليها التسليم ولها االمتناع ألي مانع أخر دستوري أو قانوني .ولذلك فإن
الدول المطلوب إليها تكون ملتزمة بعرض القضية علي السلطات الوطنية المختصة بهدف
المالحقة القضائية كما لو كان الفعل قد ارتكب في إقليمها ،وتشمل هذه الجرائم الخطف
والقتل ضد أشخاص وأفعال االبتزاز المرتبطة بهذه الجرائم وقرت االتفاقية الحماية
47
لألشخاص المتمتعين بالحماية الخاصة وفقا لقواعد القانون الدولي.
- 46انظر :د .عبد الهادي ،عبد العزيز مخمير ،اإلرهاب الدولي مع دراسة لالتفاقيات الدولية والقـرارات الصـادرة عن المنظمات
الدولية ،مرجع سابق ص.٣٢٩
- 47انظر :على عزت بيجوفيتش ،اإلسالم بين الشرق والغرب ،مجلة النور الكويتية ،مؤسسة بافاريا ،بدون تاريخ ،ص .٣٤
37
أوال :تطبيق الشريعة اإلسالمية في الجرائم الواقعة داخل الدولة اإلسالمية.
إن تطبيق شرع هللا عز وجل أتى به اإلسالم هو أمر واجب بحكم الكتاب والسنة النبوية على
الحاكم المسلم ،وقد وصف جل شأنه الذين ال يحكمون بما أنزل هللا تارة بأنهم الظالمون
وتارة أخرى بأنهم الفاسقون وتارة ثالثة بأنهم الكافرون وال شك أن تطبيق حد الحرابة على
المحاربين كما ورد في كتاب هلل عز وجل وذلك كعقوبة سماوية هي حماية للمجتمع ووسيلة
من وسائل منع الحرابة لدى كثير ممن يفكرون فى محاربة هلل ورسوله بإشاعة الرعب
والفزع في العالم ،وتعد هذه العقوبة نوع من تدابير حماية المجتمع اإلسالمي وغيره من
المجتمعات ال سيما عندما نكون بصدد تطبيقها على المحاربين الذين لهم خطورة إجرامية
وخطر اجتماعي على المجتمع اإلسالمي بأسره ،¹وبذلك يكون الهدف من تطبيق العقوبات
( الحدود) على المحاربين من قتل وقطع لأليدي واألرجل من خالف وصلب ونفي ( حبس
) حسب كل حالة من حاالت الحرابة ليس فقط تطبيق حدود هللا عز وجل التي في ال شفاعة
فيها وال عفو وإنما أيضا تحقق المنع والوقاية من وقوع هذه الجرائم مستقبال الدولة
اإلسالمية التي ينبسط عليها حكم اإلسالم وسلطان الحاكم المسلم وفى هذا الصدد قال (
مارك انسل )أن القانون اإلسالمي منذ بداية اإلسالم فيما عدا الجرائم الخمسة الكبرى التي
حددها اإلسالم في القرآن الكريم اهتم بتدابير حماية المجتمع وأعطى للمحاكم الحرية في
48
بعض الجرائم بحيث تأخذ في اعتبارها الجريمة وظروف ارتكابها وشخصية مرتكبها.
ثانيا :تحقيق األمن
من أجل القضاء على أشكال اإلرهاب ،وتحقيق األمن واالستقرار ،نجد أن إلسالم يعمم
األمن ويوسع مساحته ،ويمد ظالله ليشمل كل نواحي الحياة البشرية ،اجتماعيا واقتصاديا
وسياسيا ،فيجب تحقيق األمن من الخوف في المسكن كما في الطريق ،وفى مكان العمل
وهكذا ،ويجب أن يكون الفرد أمينا ً على ممتلكاته أيضا فضال عن تحقيق أمنه في غذائه،
إذ ال قيمة لتحقيق األمن على األرواح ،دون تحقيق األم نفي غذاء الناس و
معاشهم 49،فاإلسالم قد ربط بين ظاهرتين متالزمتين ،تكمل أحداهما األخرى ،هما سد
االحتياجات االقتصادية لإلنسان ،وتوافر الطمأنينة والسكينة واالستقرار ،فانتشار األمن في
بلد ما يكون مدعاة إلى تحقيق التنمية االقتصادية ،كما أن توافر التنمية االقتصادية ،يعد
عامال ً أساسيا ً من عوامل السكينة واألمن ،لذلك قال الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري:
(عجبت لمن ال يجد القوت في بيته ،كيف ال يخرج على الناس شاهرا سفيه) 50واإلرهاب
المعاصر قد تكون له أنماط أخرى ،ويحارب ضحاياه ويستهدفهم بوسائل عديدة ،لذلك فان
- 48انظر :على عزت بيجوفيتش ،اإلسالم بين الشرق والغرب ،مجلة النور الكويتية ،مؤسسة بافاريا.
- 49د محمد بن محمد سعيد الشعيبى ،اإلرهاب في اإلقليم البرى وفقا لالتفاقيات الدولية والقانون اليمنى وأحكام الشريعة
اإلسالمية ،مجلة بحوث جامعة تعز ،سلسلة اآلداب والعلوم اإلنسانية ،العدد الرابع ١٧٨ . ،ص٢٠٠٣ ،
- 50انظر :د أبو الوفا ،احمد ،الشريعة اإلسالمية وظاهرة اإلرهاب الدولي ،مجلة البحوث والدراسات العربية ،المنظمة
العربية للتربية والثقافة والعلوم ،العدد التاسع عشر ، ١٩٩١ ،ص .١٧
38
اإلسالم يقرر شمولية األمن ،وتغطيته لجميع تلك األنماط ،وسد جميع األبواب بوجه
اإلرهاب 51.فالرسول محمد صلى هللا عليه وسلم يقول ( من أصبح منكم آمنا في سربه ،معافا
في جسده ،عنده قوت يومه ،فكأنما حيزت له الدنيا) 52 ،وكتب اإلمام ابن حزم في رسائله
( الوجع والفقر والنكبة والخوف ،ال يحس آذاها إال من كان فيها ،وال يعلمها من كان خارجا
عنها ..األمن والصحة والغنى ،ال يعلمها من كان خارجا عنها ،وليس يعرفها من كان
53
فيها.
- 51انظر : :د محمد بن محمد سعيد الشعيبى ،اإلرهاب في اإلقليم البرى وفق لالتفاقيات الدولية والقانون اليمنى وأحكام
الشريعة اإلسالمية ،المرجع السابق ،ص .١٨١
- 52انظر :صحيح سنن ابن ماجه ،كتاب الزهد ،باب القناعة ،رقم الحديث ، ٣٣٤٠محمد ناصر األلباني ،المجلد الثاني ،ط
، ١المكتب اإلسالمي ،بيروت ، ١٩٦٨- ١٤٠٧ ،ص ٣٩٩سنن ابن ماجة ،كتاب الزهد ،باب القناعة ،رقم الحديث ٤١٤١
تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ج ٢دار الحديث ،القاهرة بون تاريخ ،ص ١٣٨٧ .
- 53انظر :رسائل ابن حزم األندلسي ،ج ١تحقيق د إحسان عباس ،المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،بيروت،
- 54جميل أبو العباس الريان ،المتطرفون نشأة التطرف الفكري وأسبابه وآثاره وطرق عالجه،المركز الديمقراطي العربي
للدراسات االستراتيجية والسياسية واالقتصادية ،برلين ،ألمانيا،2020 ،ص..102
39
يفعلون”سورة النعام /اآلية ،159بيد أن العديد من مجتمعات العالم المعاصر ودوله ،إن لم
تكن جميعها ،تعيش حالة من التوتر والقلق الدائمين هذه األيام بسبب تفشي ظاهرة التطرف
واتساعها ،ليس على المستوى الفردي فحسب بل وعلى المستوى المجتمعي والدولي أيضا،
كما ازدادت حدة هذا التوتر والقلق في اآلونة األخيرة ،ألن التطرف لم يعد يقبع في دائرة
التنظير المجازي ،وإنما خرج إلى حيز الوجود الواقعي ،ومن ثم أصبح التطرف الفكري
الركيزة األساسية للولوج في دوامة العنف الذي نجم عنه اإلرهاب اإلجرامي بصوره
المختلفة والمتعددة.
والتطرف الديني هو مجاوزة حد االعتدال في السلوك الديني فكرا أو عمال أو الخروج عن
مسلك السلف في فهم الدين والعمل به سواء بالتشدد أو التسيب والتفريط ،وأن التطرف
الديني ال يرتبط بدين بعينه فكل دين ظهر كان من بين أتباعه ناس متشددون وآخرون
معتدلون.
- 56أحمد سالم حسن وآخرون ،التوجه نحو التطرف سياسي ديني اجتماعي لدى طلبة جامعة القادسية ،بحث لنيل شهادة
البكالوريوس ،جامعة القادسية ،كلية اآلداب ،2018 ،ص..10
- 57منظمة البحث عن أرضية مشتركة،مكافحة التطرف العنيف /كتيب تمهيدي للمفتهيم والبرامج وأفضل
الممارسات،2019،ص.29
40
وجود ملذات آمنة أو مناطق تخضع لسيطرة حكومية سيئة أو في مناطق خارجة عن سيطرة
الحكومة؛
النزاعات المحلية القائمة من قبل والممتدة والعنيفة التي يمكن استغاللها من قبل منظمات
متطرفة عنيفة تسعى إلى الدفع بأجندة خاصة بها؛
رعاية الدولة للجماعات المتطرفة العنيفة؛
58
أنظمة فقدت مصداقيتها ولديها معارضة ضعيفة أو غير موجودة؛
باإلضافة إلى قائمة تضم ثمانية دوافع تم تحديدها في تقرير صادر عن برنامج األمم المتحدة
اإلنمائي) ،(UNDPوتتمثل في:
دور وتأثير السياسة العالمية؛
اإلقصاء االقتصادي والفرص المحدودة للترقي االجتماعي؛
اإلقصاء السياسي وتقلص الفضاء المدني؛
عدم المساواة والظلم والفساد وانتهاك حقوق اإلنسان؛
خيبة األمل بالنظم االجتماعية واالقتصادية والسياسية؛
رفض التنوع المتنامي في المجتمع؛
ضعف الدولة وتردي األوضاع األمنية؛
59
ثقافة عالمية متغيرة وتبسيط العنف في وسائل اإلعالم والترفيه؛
وأشار “محمد بيومي” أن غياب الدافعية الوطنية واالنتماء عند الشباب خاصة بعد نكسة
1967وانتشار ما يسمى بالفراغ الفكري وعدم تفعيل األحزاب السياسية وعدم مشاركة
الشباب سياسيا أدى إلى ظهور األفكار المتطرفة المختلفة ،ويتضح أن المجتمع ال يتيح
الفرصة المنظمة والسهلة للشباب ،كي يشاركوا في معترك الحياة السياسية واالجتماعية
واالقتصادية والثقافية تحت اإلشراف العلمي والمهني للمتخصصين ،كذلك فالمجتمع ال يعطي
الفرصة للشباب للتعبير عن رأيهم واإلسهام في صنع القرارات التي تخصهم كشباب ،ويعاني
الشباب من الفراغ السياسي نتيجة عدم إتاحة الفرصة للممارسات السياسية المتمثلة في
اتحاد الطالب بشكل إيجابي ،مما جعل الشباب يتوجهون إلى تنظيمات سياسية تحتية،
يفرغون فيها اتجاهاتهم ويترجمون فيها آمالهم وآالمهم ومشكالتهم.
- 58جون دينوس ولين كارتر ،دليل دوافع التطرف العنيف ،الوكالة األمريكية للتعاون الدولي ،فبراير ،2009ص .27
- 59جي إم بيرغر ،جعل برامج مكافحة التطرف العنيف تعمل ،نهج مركز قائم على إعاقة العملي ،ورقة بحثية للمركز الدولي
لمكافحة اإلرهاب ،المركز الدولي لمكافحة اإلرهاب ،الهاي ،ماي .2016
41
ويضيف “محمد محمود” أن الشعارات الرنانة التي رفعتها القيادات السياسية التي تعكس
توافر سبل الحرية ،وسيادة القانون ،ودولة المؤسسات مع أن الكبت السياسي ظل هو
القاعدة العامة ،والحرية هي استثناء ،زادت في تفاقم الظاهرة وزادت من توجه الشباب
لالنتماء للجماعات المتطرفة كونهم ال يجدون حقوقهم المشروعة في التعبير عن آرائهم
وأفكارهم من خالل األجهزة المعترف بها (األسرةـ المدرسةـ الجامعة ـ النادي… ).فلم يكن
هناك بد من أن يلجأوا إلى هذه الجماعات التي تتيح لهم الفرصة أن يعبروا عن أنفسهم
بحرية وأن يجدوا متنفسا ألفكارهم ومبادئهم ،وأن يمارسوا أفكارهم بنوع من القيادة التي
أفقدهم إياها مجتمعهم األصلي ،وأصبح انتماؤهم للمجموعات المتطرفة عقابا للمجتمع
وتمردا عليه ،ورفضا لكل الممارسات التي قمعت فيه روح الشباب وحرية الرأي وتحقيق
60
الذات.
- 60محمد محمود أبو دوابة ،االتجاه نحو التطرف وعالقته بالحاجات النفسية لدى طلبة جامعة األزهر بغزة ،مرجع سابق،ص-30
.31
42
وكذلك إهمال الطفل وعدم تعليمه تعليم صالح له أثر سيء على سلوكه مما يوقعه في
المحرمات والموبقات ،وهذا ما يضر المجتمع ،وما نشاهده اليوم من تطرف وممارسات
للعنف واإلرهاب منشأه في أغلب األحيان التربية والتعليم الفاسد وثقافة الجهل ،ولألسف
فأن اليوم من يتصدى للقيادة لبعض الحركات المتطرفة التي تتقمص عبادة الدين هم
المنحرفون تربويا وثقافيا ،لذا يعتبر هذا السبب مهم ورئيسي في نشوء التطرف والعنف
وامتداد جذوره في المجتمع.
الظلم االجتماعي :يعتبر الظلم من أخطر اآلفات االجتماعية والسياسية التي تهدد أي
مجتمع بالزوال واالنهيار والدمار وكذلك انعدام األمن والسالم االجتماعي وغياب
االستقرار السياسي وتضاعف المشاكل وتراكمها ،وما ساد الظلم االجتماعي في مجتمع
من المجتمعات اإلنسانية إال أدى إلى تدمير ذلك المجتمع حضاريا ،كما في قوله سبحانه
وتعالى) :فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك آلية لقوم يعلمون(.
فالمجتمع هو الحاضن والمناخ الذي ينمو فيه اإلنسان وتنمو فيه مداركه ويتنفس فيه
ويرشف من رحيقه ،وأي خلل في تلك العوامل فإنه يؤدي إلى خلل في توازن اإلنسان في
تفكيره ومنهج تعامله فاإلنسان ينظر إلى مجتمعه على أن فيه العدل وفيه كرامته
اإلنسانية وحينما ال يجد ذلك كما يتصور فإنه يحاول التعبير عن رفضه لتلك الحالة
بالطريقة التي يعتقد أنها تنقل رسالته فيلجأ إلى التطرف واستخدام العنف ،فعلى سبيل
المثال حينما ال تكافئ الفرص بين المواطنين وال يكون التفاضل قائما على أسس ومعايير
سليمة أو عندما ال يكون العدل مقياسا للجمع بين المتساويين والتفريق بين المتفرقين أو
حينما يتسلط القوي على الضعيف أو يقود الجاهل العالم وغير ذلك من األخطاء
االجتماعية والظلمات التي يعاني منها المجتمع فإن ذلك يشكل إحباطا لفئات من المجتمع
فتحاول التعبير عن رفضها لتلك الممارسات بطريقة خاطئة غير رشيدة ألن رد الفعل هو
الذي يسوقه إلى كراهية المجتمع ومحاولة االنتقام بالطريقة التي يراها مناسبة لرد ما
يتصور أنه سلب منه ،فانتشار الظلم االجتماعي يدفع اإلنسان إلى االنحراف في السلوك
وتطرف اآلراء والغلو في التفكير فيكون سبب وعامل مهم في انتشار ظاهرة التطرف
والعنف في المجتمع
ومن األسباب االقتصادية للتطرف الديني نجد :
البطالة :انتشار البطالة في المجتمع داء وبيل ،وأي مجتمع تكثر فيه البطالة ويزيد فيه
العاطلون ،وتنصب فيه فرص العمل ،فأن ذلك يفتح أبوابا من الخطر على مصارعها ،من
امتهان اإلرهاب والجريمة والمخدرات واالعتداء والسرقة ،وما إلى ذلك.
الفقر واحدة من المعضالت التي تعيشها المجتمعات هي ظاهرة تفشي الفقر ولم تكتف
الشريعة اإلسالمية بما شرعته من تكاليف لمحاربة ظاهرة الفقر .وإنما تعدت ذلك إلى
ترشيد توصيل مستحقات الفقراء والمساكين إليهم ببعض األحكام التي من شأنها الحفاظ
43
على كرامتهم اإلنسانية لمعالجة هذه اآلفة الخطيرة .فالفقر االقتصادي من أعظم ما يبعث
اإلنسان على النهب والقتل وسفك الدماء وممارسة شتى أساليب التطرف والعنف المقيت.
الطبقية :إن التفاوت االجتماعي يترتب عليه فقر وسوء تغذية وتفاوت شاسع في ثورات
المواصالت واألنظمة والمعلومات مما يشكل عنفا بطريقة غير مباشرة.وبال شك فإن
العنف ينشأ نتيجة إخفاقات الطبقة الحاكمة كاإلخفاق السياسي يظهر غياب فرص التطور
السياسي السلمي والديمقراطي وتطفو عليه حكومة عسكرية تقود مجتمع مدني فال وجود
للتعددية السياسية وال وجود لقدر حرية التعبير .وليس هناك من تداول حقيقي للسلطة
والطبقة الحاكمة في الحكم وهذه كلها تدفع إلى تشكيل نمو ظاهرة التطرف والعنف.
44
ويتركون أجزاء كثيرة من هذا التراث في بطون أمهات كتبنا بعيدة عن علم ووجدان عامة
المسلمين ،وقد تسببت هذه االختيارية المنحازة في تكوين صور فيها غُلُو ومبالغة للرموز
سة لإلسالم في أذهان العامة على حساب الموضوعية الوسطية الحقيقية. س َ
المؤ ه ّ
كذلك من بين أسباب ظاهرة التعصب الديني :عدم التفرقة بين النص اإللـٰهي وأقوال العلماء،
حيث يعتبر البعض أن أقوال العلماء دينا ً غير قابل للخطأ أو المناقشة ،فتراهم يدافعون عن
أقوال العلماء مثلما يدافعون عن النص اإللـٰهي.
وهذا يؤدي إلى التعصب األعمى للمذهب أو الدين ،ما يؤدي إلى عدم االلتزام الصحيح
والكامل بدين اإلسالم على مستوى المشاعر واألفكار والسلوكيات ،ألن ديننا الحنيف يقوم
على العدل والمساواة والتوازن واالعتدال ،وال يقوم على التطرف والتعصب للباطل.
ومما يزيد الطين بلة رواج أحاديث ضعيفة وموضوعة بين المتمذهبين المتعصبين فيها
إقرار لهم على ما هم فيه من اختالف وتنافر ،وهناك أحاديث غير صحيحة أو ضعيفة
يستغلها هؤالء المتعصبون استغالالً فاحشا ً لدعم آرائهم ومواقفهم.
ويتخذونها أيضا ً سندا ً لهم لتكريس االنقسامات المذهبية والتعصبات الطائفية والفرقة
والتناحر بين المسلمين ،والمصيبة الكبرى أن التنظيمات اإلرهابية باتت تتكلم بلسان أكثر
من مليار مسلم ،وتسعى بدأب لنيل الشرعية ،وفرض أطروحاتها الكاذبة والترويج لها.
45
+إقامة حوار مشترك بين الثقافات والذي يسعى لترسيخ قيم التسامح بين الثقافات وتحديد
مجاالت التعاون في المجتمع في المناطق التي قد تشكل فيها االنقسامات في المجتمع المحلي
دافعا للتطرف العنيف.
+مساعدة القادة الدينيين في التصدي للتفسيرات المتطرفة للدين من قبل المتطرفين
العنيفين من خالل إبراز الممارسات الدينية السمحة التي تعكس النهج العام في المناطق
التي يستغل فيها الدين لتجنيد األفراد من أجل القيام بأعمال العنف والتطرف.
+تحسين الوصول إلى العدالة والمساعدة القانونية وفعالية نظام العدالة في المجتمعات
المحلية عندما تكون هذه القضايا هي الدافع المؤدي للتطرف العنيف.
برامج الوقاية المحددة:ال تستهدف سوى األفراد الذين يتسمون بالخصائص التي أظهرت
البحوث أنها تجعل الناس عرضة لخطر االنجذاب للتطرف العنيف ،إن وجود هذه العوامل
أو الخصائص ال يعني أن قدر هؤالء األفراد إلى حد ما هو أن يصبحوا متطرفين عنيفين،
ليس بسبب هذه العوامل المحددة فحسب يصبح األفراد متطرفين عنيفين ،لذلك يعمل
الممارسون مع األفراد المعرضين للتأثر بالتطرف باعتبارهم أشخاصا وليسوا مجرمين ما
يهم في األمر هو مساعدة هؤالء األفراد على التغلب على القضايا التي تجعلهم عرضة
للتأثر بالتطرف أو تطوير االستراتيجيات التي يمكن أن تساعدهم على إدارة هذه القضايا
بفعالية ،وتتضمن األمثلة على ذلك ما يلي:
+تعزيز التماسك االجتماعي من خالل اإلدماج والمشاركة بين الفئات االجتماعية المهمشة
عندما يتضح أن هذه المجموعات أكثر عرضة للراديكالية لهذه األسباب.
+تعزيز اإللمام بوسائط اإلعالم والتكنولوجيا الرقمية بين المراهقين والشباب المعرضين
للتأثر بالتطرف ،ليكونوا قادرين على الصمود أمام خطاب العنف والتطرف بشأن الحياة
اليومية والهوية والدين والنشاطات االجتماعية والسياسية.
+تعزيز قدرة صمود األفراد المعرضين للتأثر بالتطرف من خالل مساعدتهم على تطوير
مهاراتهم للتخلص من التوتر ،والتحكم في عواطفهم ،ومواجهة الراديكالية والضغط من
63
القرناء ،وحل النزاعات باستخدام سبل غير عنيفة.
ومع ذلك فإنه يتعين تطبيق برامج التدخل المبكر والتحويل بمجرد أن يبدأ شخص ما في
إظهار مواقف متطرفة عنيفة أو إبداء اهتمام بالدعاية المتطرفة العنيفة ،أو حتى بدء التفاعل
مع األفراد الراديكاليين .ويتم تنفيذ هذه األنشطة لمنع الفرد من التطرف بصورة أكبر من
خالل تعطيل عملية الراديكالية عبر تدخالت فردية ،ومن ثم تهدف هذه األنشطة إلى منع
46
المزيد من الراديكالية ومنع الحاجة إلى اتخاذ المزيد ممن التدخالت القسرية مثل االعتقال
64
والمقاضاة وحتى السجن ،ومن أمثلة برامج التدخل المبكر والتحويل:
+تسجيل ومشاركة التجارب المغيرة للحياة ألولئك الذين شاركوا في التطرف العنيف أو
تعرضوا لألذى منه لفضح الدعاية غير الصحيحة للمتطرفين العنيفين التي يتلقاها الجمهور
المستهدف.
+زيادة وعي رجال الشرطة ومسؤولي السجون بشأن الكشف عن *عالمات الراديكالية في
مرحلة مبكرة من خالل تعزيز مهاراتهم في التفكير والتقييم.
+استهداف األشخاص الذين يبحثون عن الرسائل المتطرفة العنيفة عبر االنترنت وإعادة
توجيههم نحو مقاطع فيديو على موقع اليوتوب تدحض محاور التجنيد لتلك الجماعة.
ومع ذلك فبمجرد أن يصبح الشخص راديكاليا أو يصبح عضوا في جماعة متطرفة عنيفة،
وفي بعض األحيان بمساعدة عامل محرك يحفز الفرد على عبور ذلك الخط ،فقد تؤدي
الشرطة أو قوات األمن األخرى دورا أكبر ،وفي األنواع التالية من استجابات مكافحة
التطرف العنيف ،تبدأ التدخالت في الوقت الذي قد يكون بعض األفراد تم اعتقالهم أو سجنهم
بالفعل ،وتشمل هذه االستجابات في مرحلة ما بعد الراديكالية ما يلي:
+فك االرتباط هو عملية تغيير سلوك المرء لالمتناع عن األنشطة العنيفة واالنسحاب من
جماعة متطرفة عنيفة.
+نزع الراديكالية هي عملية مكافحة وتفكيك أركان اإليديولوجية المرتبطة بالتطرف
العنيف واقتراح ايديولوجية بديلة.
+إعادة التأهيل وهي العملية التي يقوم فيها الممارسون في المجتمع أو مراكز االحتجاز
بالمشاركة في إعادة تأهيل األفراد بعد أن يتم نزع الراديكالية عنهم أو فك ارتباطهم عن
اإليديولوجيات المتطرفة العنيفة.
+إعادة الدمج هي العملية التي يساعد فيها الممارسون على دمج الفرد المعاد تأهيله
بالكامل في المجتمع ،كما يعمل الممارسون في نفس الوقت في المجتمع لضمان التجاوب
اإليجابي مع األفراد المعاد تأهيلهم والتخفيف من الوصمة االجتماعية ،ويتمثل الهدف
65
النهائي إلعادة الدمج في تعزيز االندماج االجتماعي للفرد ومنع االنتكاسة.
إن التحديات التي تواجه نهج المجتمع بأكمله في مكافحة التطرف العنيف ،وجب التركيز
على نقطة مهمة هي الصمود المجتمعي ،وأهمية وجود مجموعة متنوعة من أعضاء
47
وعالقات المجتمع لجعل المجتمعات المحلية تتمتع بالصمود أمام مخاطر الراديكالية ،وتشمل
أهم النقاط المستفادة ما يلي:
+لدى المجتمعات المحلية القادرة على الصمود العديد من العوامل الدفاعية التي تساعد في
حمايتها من تزايد وانتشار التطرف العنيف.
+مكافحة التطرف العنيف أكثر فعالية على المستوى المحلي.
+القادة الدينيون من الذكور واإلناث هم شركاء مهمون في مكافحة التطرف العنيف.
+األسر القادرة على الصمود هي مكونات هامة للمجتمعات المحلية التي تتسم بقدرتها على
الصمود أمام التطرف العنيف.
+تواجه المنظمات المحلية والشعبية عوائق تحول دون المشاركة الكاملة في مجال مكافحة
التطرف العنيف.
وتتناول صراحة إستراتيجية األمم المتحدة العالمية لمكافحة اإلرهاب ،التي اعتمدتها الجمعية
العامة باإلجماع بموجب قرارها 288/60مسألة الوقاية وتتوقع تنفيذا متوازنا على
مستوى ركائزها األربع كلها ،وهي كاآلتي:
معالجة الظروف المؤدية إلى اإلرهاب؛
منع اإلرهاب ومكافحته؛
بناء قدرات البلدان على مكافحة اإلرهاب وتعزيز دور منظومة األمم المتحدة في هذا الصدد؛
نظرا لحساسية قضايا التطرف من الناحيتين الدينية والسياسية ،هناك الكثير من التحديات
التي تواجه المؤسسات واألشخاص الذين يعملون في هذا المجال ،والتي تعد من العوائق
التي تحول دون تطبيق البرامج الموضوعة وزيادة فعاليتها ،66حيث أن هذه التحديات يمكن
أن تحد من انتشار البرامج وهو ما يستدعي إعادة النظر في آليات وأدوات العمل التي من
الممكن االرتكاز عليها للشروع في أي برنامج أو مشروع يوضع لمكافحة التطرف.
48
خالصة الفصل:
أدى االعتراف بفشل النهج األمني الصارم إزاء مكافحة اإلرهاب في منع انتشار اإلرهاب
المقترن بانتشار الجماعات اإلرهابية ،إلى ترسيخ منع التطرف العنيف في جداول األعمال
الدولية واإلقليمية والوطنية ،و غالبا ما يعرض منع التطرف العنيف أو مكافحته باعتباره
نهجا ألين إزاء مكافحة اإلرهاب ،ومع ذلك فإن مرونة مصطلح “التطرف العنيف”،
وغموض األسباب التي تدفع األفراد إلى تبني التطرف العنيف ،يعنيان أن هناك مجموعة
واسعة من التدابير التشريعية واإلدارية والسياساتية المتبعة التي يمكن أن تؤثر تأثيرا سلبيا
خطيرا على حقوق اإلنسان بمختلف أنواعها .باإلضافة إلى ذلك ،يمكن أن تؤدي التدابير
التي تستهدف مكافحة التطرف العنيف إلى وصم فئات أو مجتمعات محلية معينة ،وتقويض
الد عم الذي تحتاج إليه الحكومات للنجاح في تنفيذ برامجها ،وتترتب عليها آثار عكسية،
ويمكن أن تستخدم أيضا في الحد من الحيز الذي يعمل فيه المجتمع المدني،وقد يكون لها
أثر تمييزي على المرأة والطفل.67
- 67األمم المتحدة ،الجمعية العامة ،مجلس حقوق اإلنسان ،الدورة الحادية والثالثون،القرار رقم ،A/FRC/31/65حول
تعزيز وحماية حقوق اإلنسان حقوق اإلنسان والحريات األساسية في سياق مكافحة اإلرهاب ،أبريل ،2016ص .25
49
خاتمة
إن الدولة تشجب وبأشد العبارات اإلرهاب بجميع صوره وأشكاله ،وتجدد إلتزامها على
الدوام ليس بمواجهة والتصدي لإلرهاب فحسب ،بل بمحاربة األيدولوجيات المتطرفة التي
تغذي العنف الذي تمارسه الجماعات اإلرهابية بمنتهى الوحشية ومنها تنظيم داعش
والقاعدة اإلرهابيين.
إن خطر اإلرهاب والتطرف تحدى يومي يستهدف استقرار دولنا وأمن مواطينينا والمقيمين
فيها ويهدد نظامنا السياسي واالقتصادي واالجتماعي،وهو ظاهرة عالمية تتجاوز الحدود
والثقافات واألديان ،وإن محاربته تستدعي تضافر كافة الجهود من مختلف األطراف ،إال أن
حربنا مع اإلرهاب ليست حربا ً عسكرية فقط ،ألن اإلرهاب ظاهرة معقدة ومتعددة األوجه،
ويتطلب كل وجه أسلوبا ً خاصا ً لمواجهته ،ولهذا فإن الجهود المبذولة لتحدي التطرف
واإلرهاب يجب أن تعالج كل مرحلة :بدءا ً من معالجة جذور الراديكالية ،إلى مكافحة عمليات
التجنيد ،ووصوالً إلى المشاركة الفعالة في المجتمع ،فمن الناحية القانونية ،قامت الدول
بإصدار قوانين وتشريعات لتجريم أي عناصر ترتبط بالتنظيمات اإلرهابية.
ففي مجال مكافحة تمويل اإلرهاب ،فقد بذلت الدول و خاصة الدول العربية جهودا ً كبيرة
لتعزيز نظام مواجهة غسل األموال وتمويل اإلرهاب وذلك من خالل القوانين التي أصدرتها
والخطوات التي تتخذها ،حيث تقوم الدولة بالتواصل على المستوى الدولي لرصد شبكات
تمويل اإلرهاب وايقافها وذلك من خالل التعاون مع وحدات االستخبارات المالية األخرى
ومن خالل المنظمات الدولية.
لقد أدركت الدول العربية خطورة الفكر المتطرف مبكراً ،فانتهجت في ذلك أسلوب الوقاية
منه ،حيث تم ضبط الخطاب الديني في مؤسساتها الرسمية ،ومنابرها الدينية واإلعالمية،
ومناهج تعليمها الديني ،وخطت في صدد التعليم الديني برامج متعددة على مختلف األصعدة
وكافة المستويات سواء كان ذلك على مستوى مناهج التربية اإلسالمية في التعليم ،أو
المناهج الموحدة في مراكز تحفيظ القرآن الكريم التابعة للهيئة العامة للشؤون واألوقاف
اإلسالمية.
50
الئحة المراجع الخاصة:
❖ -هيثم فاتح شهاب،جريمة االرهلب وسبل مكافحتها (في التشريعات الجزائية
المقارنة) ،دارالثقافة للنشر والتوزيع ،األردن صفحة .28
❖ 1ا لرائد معجم لغوي عصري ،مسعود (جبران) ،دار العلم للماليين ،بيروت ،ط ،1
1967م.88 ،
❖ عبد الهادي ،عبـد العزيـز مخيمـر ،اإلرهـاب الـدولي مـع دراسـته لالتفاقيـات
والقـرارات الصـادرة عـن المنظمات الدولية ،المرجع السابق ،ص.٢٣١
51
❖ منظمة البحث عن أرضية مشتركة،مكافحة التطرف العنيف /كتيب تمهيدي للمفتهيم
والبرامج وأفضل الممارسات،2019،ص.29
❖ جون دينوس ولين كارتر ،دليل دوافع التطرف العنيف ،الوكالة األمريكية للتعاون
الدولي ،فبراير ،2009ص .27
❖ جي إم بيرغر ،جعل برامج مكافحة التطرف العنيف تعمل ،نهج مركز قائم على إعاقة
العملي ،ورقة بحثية للمركز الدولي لمكافحة اإلرهاب ،المركز الدولي لمكافحة
اإلرهاب ،الهاي ،ماي .2016
❖ المجلس االقتصادي واالجتماعي ،تقرير حالة البالد مكافحة التطرف ،ص.18:
❖ - 1األمم المتحدة ،الجمعية العامة ،مجلس حقوق اإلنسان ،الدورة الحادية
والثالثون،القرار رقم ،A/FRC/31/65حول تعزيز وحماية حقوق اإلنسان
حقوق اإلنسان والحريات األساسية في سياق مكافحة اإلرهاب ،أبريل ،2016ص
.25
المواقع اإللكترونية:
➢ https://www.alifta.gov.sa1.
➢ http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Mnfsia15/Ext
remity/sec01.doc_cvt.htm.
➢ https://wikiwic.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A
%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81/#
asbab_alttrf.
➢ https://sotor.com/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%88-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81/.
➢ https://www.google.com/amp/s/www.alraimedia.com/amp
Article/676477.
➢ https://mqaall.com/religious-
extremism/#ma_hy_smat_alttrf_aldyny.
➢ https://sotor.com/%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%
D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%B9%D9%86-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A/.
➢ https://www.almadenahnews.com/article/418032-
%D9%85%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1-
52
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A.
➢ https://wikiwic.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A
%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81/#
asbab_alttrf.
➢ https://www.almadenahnews.com/article/418032-
%D9%85%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A.
➢ https://wikiwic.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A
%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B7%D8%B1%D9%81/#
asbab_alttr
➢ https://www.bibliotdroit.com/2020/03/blog-post_319.html
53
الفهرس
مقدمة.
الفصل األول :اإلطار العام لجريمة اإلرهاب والتطرف الديني في ضوء التشريع
اإلسالمي والقانون الوضعي.
المبحث األول :مفهوم جريمة اإلرهاب والتطرف الديني في القانون الوضعي
والشريعة اإلسالمية.
المطلب األول :مفهوم الجريمة اإلرهاب في بعض القوانين الوضعية الدولية.
الفقرة األولى :تعريف اللغوي واالصطالحي لإلرهاب.
الفقرة الثانية :تعريف اإلرهاب في االتفاقيات الدولية واإلتحاد األوروبي.
المطلب الثاني :تعريف الجريمة اإلرهابية في الشريعة اإلسالمية.
الفقرة األولى :تعريف الجريمة اإلرهابية في القرٱن الكريم والسنة النبوية.
الفقرة الثانية :تعريف الجريمة اإلرهابية في الفقه اإلسالمي.
المبحث الثاني :التطرف الديني في ضوء التشريع اإلسالمي.
المطلب األول :تعريف التطرف الديني.
الفقرة األولى :في المنظور اإلسالمي.
الفقرة الثانية :سمات التطرف الديني.
المطلب الثاني :مظاهر التطرف الديني وأنواعه.
الفقرة األولى :مظاهر التطرف الديني.
الفقرة الثانية :أنواع التطرف الديني.
الفصل الثاني :أسباب ودوافع جريمتي اإلرهاب والتطرف الديني وسبل مكافحتهما
في القانون الوضعي والتشريع اإلسالمي.
المبحث الثاني :أسباب ودوافع الجريمة اإلرهابية وطرق مكافحتها في القانون
الوضعي والشريعة اإلسالمية.
المطلب األول :أسباب ودوافع الجريمة اإلرهابية.
الفقرة األولى :الدوافع السياسية واالقتصادية.
الفقرة الثانية :الدوافع الدينية والشخصية.
المطلب الثاني :طرق مكافحة الجريمة اإلرهابية في القانون الدولي والشريعة
اإلسالمية.
الفقرة األولى :مكافحة الجريمة اإلرهابية في القانون الدولي.
الفقرة الثانية :مكافحة الجريمة اإلرهابية في الشريعة اإلسالمية.
54
المبحث الثاني:أسباب التطرف الديني وتداعياته وإستراتجية مكافحته.
المطلب األول :أسباب التطرف الديني.
الفقرة األولى :األسباب السياسية.
الفقرة الثانية :األسباب االجتماعية واالقتصادية.
المطلب الثاني :تداعيات التطرف الديني وإستراتجية مكافحته.
الفقرة األولى :تداعيات التطرف الديني.
الفقرة الثانية :استراتجيات مكافحة التطرف الديني.
خاتمة.
الئحة المراجع.
الفهرس.
55
56