Professional Documents
Culture Documents
الجامعة العراقية
كلية القانون والعلوم السياسية
أعداد الطالبة
زينب عبدهللا جبر حسين
بأشراف الدكتور
محمد منذر جالل
1
المقدمة:
لقد اصبح االرهاب ركنا مال زما في هموم الدول وسياساتها الداخلية والخارجية على حد سواء
وصار من دواعي خوف األمم ،واذا اردنا الدخول الى تحقيق هدف استراتيجي يفترض ان يسعى
الجميع الى تحقيقه والمتمثل باستراتيجية مكافحة االرهاب ،وان هذه المشكلة باتت تؤرق العالم
وصناع القرار بأجمعه بكل ما يعنيه االرهاب من تداعيات على كافة االصعدة ,والعراق لم يكن
بعيدا عن نشاط المنظمات اإلرهابية بعد التغيير عام 2003مما دفع المشروع العراقي الى اصدار
قانون مكافحة االرهاب لعام ،2005حيث ان المؤشرات والمعطيات القابلة للقياس وحدها لن
تكفي إليضاح الحجم الحقيقي لخطر االرهاب بسبب ما يخلفه من اثار واسعة النطاق مزعزعة
لألمن الوطني ،وظاهرة اإلرهاب والتسميم السياسي تشتركان في تأثيرهما السلبي على االستقرار
السياسي واالجتماعي في المجتمعات ،يمكن أن تكون هناك تداخالت وتأثيرات بين االرهاب
والتسميم السياسي في السياقات السياسية المعقدة ،قد تزيدان من درجة عدم االستقرار السياسي
واالجتماعي في المجتمعات ،مما يؤدي إلى تفكك الهياكل االجتماعية واالقتصادية و مخاطر على
األمن والسالمة الشخصية للمواطنين والمؤسسات وقد ينهكان حقوق اإلنسان ويؤثران سلبًا على
الحياة اليومية للمواطنين و انحدار القيم الديمقراطية ،وتقويض حكم القانون في المجتمعات
المستهدفة ،إن محاربة اإلرهاب ومكافحة التسميم السياسي تتطلب جهودا ً شاملة وتعاونًا دوليًا للحد
من تأثيرهما الضار.
1هايل عبد طشطوش ،االمن الوطني وعناصر قوة الدولة في ظل النظام العالمي الجديد ،ط،1دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان،
،2012ص.94
2منعم خميس مخلف وسمير بهان رشيد ،مكافحة االرهاب بين االلتزام السلبي وااللتزام اإليجابي للدولة ،مجلة قضايا سياسية ،العددان
،38-37كلية العلوم السياسية ،جامعة النهرين،2014 ،ص .300
2
بأنه ( نشر العديد من التهديدات غير المتناظرة او غير المتوازية والعنف ضد اهداف معنية
بأستخدام الوسائل التي تقع خارج اشكال النضال السياسي) .3
حلل (اليكس شميد و البرت جونكمان) المئات من التعاريف لإلرهاب من اجل اكتشاف العناصر
الرئيسية والقواسم المشتركة التي تضمنها التعاريف لهذه الظاهرة ،فوجدها تضم خمسة عناصر
اساسية ومتفاوتة في تعريفات االرهاب (العنف او القوة ()٪83.5السياسة ( )٪65الخوف او
الرعب ( )٪51التهديد ( )٪47االثار النفسية و ردود الفعل المتوقعة .4 )٪41.5كما ال يقتصر
مصطلح االرهاب على الجماعات و االفراد حيث يمكن ان تطبق او تتسم به دوال وجيوش
وحكومات تعتمد على اجهزة البوليس السري والتي تلجا الى وسائل التعذيب إلجبار المواطنين
على طاعة النظام الحاكم .5
وعلى صعيد التعاريف الرسمية والحكومية لإلرهاب ،فقد جاء في المادة االولى من قانون مكافحة
االرهاب العراقي النافذ لعام ،2005عرف االرهاب (بانه كل فعل اجرامي يقوم به فرد او جماعة
منظمة استهدف فردا ومجموعة افراد او جماعات او مؤسسات رسمية او غير رسمية و وقع
االضرار بالممتلكات العامة او الخاصة بغية االخالل بالوضع االمني او االستقرار والوحدة
الوطنية او ادخال الرعب والخوف والفزع بين الناس واثارة الفوضى تحقيقا لغايات ارهابية . 6
في حين نجد ان تعريف الواليات المتحدة االمريكية القانوني لإلرهاب الذي ورد في الباب 33
من قانون الواليات المتحدة االمريكية ،القسم ،3626من النظام االساسي والذي جاء به بأن
االرهاب ( هو عنف متعمد ،مدفوع بدوافع سياسية ،ترتكبه ضد اهداف غير محاربة جماعات
شبه قومية او عمالء سريون ،المقصود منه عادة هو التأثير على الجمهور) .7
دوافع االرهاب-:
تقف وراء ظاهرة االرهاب دوافع عديدة ومن ابرز تلك الدوافع:
اوال -:الدوافع النفسية ،فالبعض يرى أن أعمال العنف ما هي إال وسيلة للتعبير عن الشعور
باإلحباط الكامن في أعماق المجتمع من األوضاع السائدة فيه وبخاصة أذا كانت تلك األوضاع
قد وصلت إلى نهاية مسدودة أو بلغت حدا ً من التدهور ال يمكن احتماله أو السكوت عليه. 8
ثانيا-:الدوافع المادية أو االقتصادية :اتجهت بعض القوى الدولية الستخدام اإلرهاب كوسيلة إلدامة
نفوذها االقتصادي في مناطق معينة ،والتأثير في األوضاع االقتصادية ،فقد استخدمته الدول
اإلمبريالية والشركات متعددة الجنسيات والكارتالت النفطية لمنع بعض الدول من تأميم ثرواتها
النفطية الطبيعية ،ومنعها من الخروج من التبعية االقتصادية إذ تعد عصابات (المافيا) المنتشرة
في أمريكا وأوروبا من أشهر المنظمات اإلرهابية التي تتاجر باإلرهاب والجريمة المنظمة من
Omar lizardo, Defining and theorizing terrorsim: a global actor_centered approach, joornal of 3
word-systems research volume xliv, number2,University of pittsbun, USA 2008,p93.
William G. Conninngham, Terrorism: Concepts, Cases and conflict resolution, lnstitute for 4
conflict analysis and resolution George mason University, printed by the defense threat reduction
agency USA 2003,p7.
Brian michael jenkins, the study of terrosrism: definitional problems, the rand corporation, 5
calfornia, USA2008,p4.
6نص قانون مكافحة االرهاب العراقي رقم 13لسنة ،2005جريدة الوقائع العراقية ،العدد ،9بغداد ،2005ص.1
Cofer black, patterns of global terrorism, department of state, USA 2003,p12. 7
8اسماعيل صبري مقلد ،االستراتيجية والسياسة الدولية ،مؤسسة االبحاث العربية ،ط،1بيروت،1985 ،ص.48
3
أجل المال ،وعلى مستوى الدول فالعديد من دوائر المخابرات لها ارتباط وعالقات بالمنظمات
اإلرهابية التي تعمل لحسابها.9
ثالثا-:طبيعة تكون المجتمع ومرجعياته :إذ يؤدي عامل الجهل دورا ً أساسيا ً في تكريس الحالة
الخائفة التي نشأ عليها اإلنسان التابع في مجتمعه مما ينزع عن اإلنسان أهم أسلحته وهو العمل
على تطوير واقعه واالحتجاج عليه ،وهكذا يكون الجهل الزمة أساسية لتوظيف الخوف وتفعيل
اإلرهاب في الوقت نفسه ،فالتابع الجاهل هو أكثر انقيادا ً من غيره ،وتعد األميات بأشكالها الكتابية
والثقافية من أكثر العوامل التي تخفف من سقف التطلعات والتوقعات إلى الحد الذي يجعل منه
واطئا ً وضاغطا ً على اإلنسان. 10
رابعا-:الدوافع السياسية :تكاد تجزم غالبية الساسة والباحثين على أن دوافع العنف هي دوافع
سياسية تبررها حالة من االختالل والتناقض التي تحصل في هياكل النظام السياسي واالجتماعي
والثقافي وتعززها حالة غياب التضامن والتكامل الوطني داخل المجتمع ،فضالً عن انعدام العدالة
أو حرمان قوى معينة في المجتمع من الحقوق السياسية أو عدم إشباع حاجات أساسية ألفراد
المجتمع. 11
خامسا-:االنفصال :تمارس بعض المنظمات عمليات عنف ضد أفراد ومؤسسات الدولة التي
تعدها مسؤولة عن حرمانها من تقرير مصيرها وضد أبناء قوميتهم المتعاملين مع تلك الدولة ،وال
يوجد اتجاه أيديولوجي موحد بين هذه المنظمات .مثل منظمات السيخية المتطرفة بالهند اذا
يطالبون باالنفصال عن الهند واقامة دولة مستقلة ،ومنظمة كفاح وتحرير كجيش التحرير الوطني
االيرلندي والتي تستخدم االرهاب كتكتيك او وسيلة للوصول الى هدفها الشرعي . 12
سادسا :التطرف الديني او المذهبي المتشدد المؤدي الى اإلرهاب :حيث تسلك العديد من
الجماعات التي تدعي التدين أساليب إرهابية في سبيل الترويج ألفكارها ومعتقداتها وتعتبر ان كل
من خالقها يستحق القتل او الموت باي وسيلة او ،التهجير وهذا ما حصل في العراق بعد التغيير
عام 2003حينما تكالبت العديد من الجماعات الدينية المتطرفة لتشكل نواة لتنظيم القاعدة
اإلرهابي ومن ثم تنظيم داعش ويعتبر هذا المبرر من اخطر المبررات الستشراء ظاهرة اإلرهاب
13
وانتشارها .
9سهى سعيد محمد العزاوي ،العنف واالرهاب :دراسة تحليلية في االطروحات الغربية والعربية ،اطروحة دكتوراه ،كلية العلوم
السياسية جامعة بغداد،2006 ،ص.70
10متعب مناف ،االرهاب واالرهاب في العراق ،مجلة المستقبل ،العدد،1مركز المستقبل للدراسات والبحوث ،بغداد،2005 ،ص74
11سهيل حسين الفتالوي ،االرهاب واالرهاب الدولي :دراسة في القانون الدولي العام ،دار الشؤون الثقافية العامة ،ط،1بغداد،
،2002ص 42
12عصام مفلح ،مفهوم االرهاب والموقف الدولي :ارهاب الدولة وارهاب المنظمات ،الفكر السياسي ،العدد،17اتحاد الكتاب العرب،
دمشق ،ص،2002ص.147
. 13د خليل الربيعي ,السلفية في العراق ( دراسة في التاريخ والفكر) ,دار الكتب العلمية للطباعة والنشر والتوزيع ,بغداد ,ط,1
,2015ص 142
4
-٢التهجير القسري وحالة التوتر االجتماعي.
-٣تعطيل الحياة العامة يخلف حالة من الخوف وتقليل الحريات الشخصية.
-٤انهيار عام في منظومة االمن االجتماعي وتراجع في قدرات المواطن لحماية ممتلكاته.
-٥تأثير على االقتصاد من خالل تقليل االستثمار وتراجع السياحة وتعطيل االنشطة االقتصادية العامة.
-6تأثير على العالقات الدولية وزيادة التشدد في السياسات االمنية.
المحور الثاني-:التسميم السياسي المفهوم-الغايات-النتائج
مفهوم التسميم السياسي:
وهو من المصطلحات الحديثة التي بوزت للظهور في األدبيات الفرنسية في أواخر الستينيات،
ويدور حول زرع أفكار معينة من خالل الخديعة والكذب بحيث تودي إلى شعور معين للموقف
يختلف عن حقيقة ،ويترتب عليه عند اكتشاف تلك الحقيقة نوع من الصدمة النفسية بحيث تؤدي
الى شلل نفسي لديه وعدم القدرة على المواجهة ،وعادة ما يستخدم هذا االسلوب ضد زعماء
ورؤساء الدول من اجل زعزعة ثقته بنفسه وخلق شرخ بينه وبين شعبه وبالتالي تكون عملية
اسقاط سهال بمرور الوقت ،و التسميم السياسي ( )intoxicationظاهرة مهمة كتب عنها العالم
الراحل حامد ربيع استاذ العلوم السياسية وغيره من علماء السياسة العرب ،وهي تشير إلى محاولة
زرع أفكار معينة أو قيم دخيلة من خالل الكذب والخديعة ثم العمل على تضخيم هذه القيم تدريجيا
لتصبح قيم عليا في المجتمع المستهدف
وعملية التسميم السياسي ،بهذا المعنى ،مرحلة من مراحل المعركة مع الخصم أو مقدمة لمعركة
قادمة ،وهي تستهدف تبديل القيم أو التحلل من قيم معينة بشكل تدريجي وغير مباشر .واالخطر
من كل هذا أن التسميم ال يمارسه العدو مباشرة وإنما يتم استعمال نخب فكرية وثقافية وفئات
مختارة لتُنقل لها (في مرحلة أولى) االفكار الدخيلة ،ثم تُترك هذه النخب والفئات – في مرحلة
14
ثانية – لتنقل تلك األفكار إلى الجماهير من خالل أدوات الدعاية واالعالم المختلفة.
غايات التسميم السياسي يمكن تحديدها فيما يلي:
-1تحطيم ايمان الخصم بعقيدته السياسية والدينية او بعدالة ومشروعية القضية التي يدافع عنها.
-٢تحطيم التماسك النفسي واإلدراكي والعقلي للخصم السياسي او العقائدي و الديني وتمزيق
مكونات شخصيته القومية والدينية.
-3إستغالل النجاحات التي يصل اليها الطرف المهاجم والقائم بعملية التسميم السياسي لتكون
وسيلة ألضعاف ثقة الطرف االخر بنفسة وعقيدته.
اما عن اليات وأساليب تكريس التسمم السياسي فأنها تتم عبر آليتين أو أداتين متكاملتين ( التضليل
والترويض):
_1أداة التضليل الذي يقوم على التوظيف المخالف للواقع ،والسيئ للقيم السياسية والدينية وغيرها.
_2ا داة الترويض والتي تجعل تلك "القيم" والمواقف "الجديدة" ليست مستغربة وال يتم رفضها
بنفس الوقت ،وإنما هي مطلوبة ومتسقة مع اإلطار أو النظم القائمة بصرف النظر عن طبيعتها
15
الواقعية.
14حسين خلف ،التسمم السياسي وخطة الخداع الصهيوني ،مفاهيم سياسية حديثة ,الجزيرة اون الين ,تاريخ االطالع 27شباط
2024
15صالح االركوازي ،التسميم السياسي ،كتابات في الميزانhttp://www.kitabat.info/subject.php?id=137377 ،
5
نتائج التسميم السياسي:
-1التسميم السياسي يؤدي إلى توترات كبيرة في البيئة السياسية بين الفرقاء السياسيين واألحزاب
المختلفة في العراق.
-2يؤدي الى حالة عدم االستقرار السياسي في البالد وزيادة في حدة الصراعات بين األطراف
المختلفة.
-3يؤدي التسميم السياسي إلى تفاقم االنقسامات في المجتمع العراقي بين مختلف الطوائف
واألعراق.
-4قد ي تبنى التسميم السياسي تأويالت مختلفة وبالتالي يزيد من حدة العنف والصراعات داخل
البالد وصوال الى الحرب االهلية .
-5التسميم السياسي قد يؤدي إلى تراجع الثقة العامة بين مواطني العراق في النظام السياسي
والمؤسسات.
-6قد تسبب في تعثر العملية التنموية واالقتصادية في العراق ،مما يؤثر سلبا ً على حياة الناس
وسبل عيشهم.
المحور الثالث :اآلثار المترتبة على تصاعد حدة التسمم السياسي ودوره في تصعيد
وتيرة االرهاب.
يبدو أن تصاعد التوترات االمنية والسياسية في عالمنا الراهن لما تشهده الدول من صدمات
وصراعات مضطردة وعلى المستويات كافة ،جعلها تستخدم أخطر أنواع الحروب وبشكل
محترف ،أال وهو الحرب النفسية التي باتت السالح االوحد للكثير من الدول ،لما تحققه من غايات
عدة ،اهمها اختراق العدو معنويا من الداخل ومحاصرته من الخارج ،اذ يمكن عن طريق استخدام
اساليب الحرب النفسية خلق بلبلة وثغرات مؤثرة داخل الخصم تزيد من تصدعاته ،وبالتالي
تستطيع خلخلة النظام المعادي تمهيدا ً ألسقاطه ،وذلك عبر استخدام الدعاية الشائعة ،وغسيل
الدماغ ،التسميم السياسي ،ولعل االسلوب االخير من اكثر اساليب الحرب النفسية تدميرا للنفوس،
فهو يستهدف عقول العدو وعواطفه من أجل التأثير في الثوابت التي يؤمن بها ،إذ تكمن خطورة
التسميم السياسي في ما يمتلكه هذا االسلوب للحرب النفسية من مقومات ،تستخدم في توجيه
الخطاب االعالمي نحو الخصم لهز قيمه وثوابته وأصوله والركائز الفكرية والمعنوية االخالقية
والتربوية التي يعتمد عليها ،وكما حصل في العراق بعد احتالل عام 2003إذ استخدمت ابان
احتالل العراق وبعد احتالله اشكال التسميم السياسي كافة ،كالتطبيع وذلك بإيهام الشعب بالتحول
من حالة العداوة والصراع الى حالة التعايش بانتزاع المقاومة من العقول ،وثم انتزاع األسلحة
واالستسالم والقبول باألمر الواقع ،وذلك ما حدث مع الجيش العراقي 16.الذي استسلم من دون
مقاومة متوقعة ،كون امريكا استخدمت اسلوب التسميم السياسي باحتراف ،ومن ثم استخدمت
شكل التطويع وهو تغيير مسار اإلدارة من طريقها الطبيعي واالساس ،الى طريق اخر بترويض
اشكال المقاومة ويكون هنا بالتوجه من لدن القائم بعملية التسميم السياسي الى النخب والقيادات
المثقفة ،والتي تؤثر في باقي الجسد الجماهيري ،وهو ما يسهل من عملية االختراق الخارجي،
وقد حدث هذا في العراق بعد احتالل 2003من اطراف عدة اقليما ودوليا ،كما يؤدي التسميم
السياسي وظيفة نفسية مدمرة تنخر افراد المجتمع ،وتجعل الشخص مغتربا عن بيئته ومجتمعه
كمال عبيد ،التسميم السياسي ،شبكة النبأ المعلوماتية ,تاريخ االطالع 28شباط 2024 16
6
وثقافته ،وتدفعه ألتخاد الموقف السلبي من كل شيء يحيط به ،مما يؤدي الى خلق حالة من
الصراع بينه وبين محيطه االجتماعي والثقافي ،وهذا يؤدي الى ضعف في ثقافة المواطنة
والمسؤولية الوطنية تجاه البلد.
وهذا قد يؤدي الى تفكيك النسيج االجتماعي ،وذلك بفك أواصر وعناصر الكيان الوطني وبعثرتها
بحيث يغدو كل عنصر منها عاجزا عن اداء وظائفه الطبيعية بشكل كامل ،وبذلك يكون القائم
بالتسميم السياسي وكأنه المنقذ والمخلص الذي ال يبخل بتقديم معوناته وخدماته للجسد المريض
بجرعات محسوبة وفعال ،حدث الكثير من هذا في العراق على غرار االتفاقات االمنية والصفقات
السياسية والتبادل التجاري ،ولكن ما حصل هو بتر مقومات البنية التحتية في العراق وإعاقتها
لكي يبقى العراق مستوردا لك شيء ومن دون تخطيط وادراك وطني ،ومع هذا كله اي بعد عملية
التفكيك تتم عملية التبعية الشاملة لجهة التسميم السياسي ،ما يجعل من المجتمع بشكل عام تابعا
ومنفذا لكل ما يخططه القائم بالعمل النفسي عبر علمية التسميم .
الخاتمة:
شكلت حالة عدم االستقرار السياسي دافعا ومبررا لتصاعد حدة الخالفات السياسية في العراق
والتي نجم عنها تصاعد ظاهرة اإلرهاب التي حاولنا جاهدين ان نصل الى مفهوم محدد لها حالة
عدم االستقرار وكنتيجة طبيعية لقيام مختلف األطراف السياسية باستخدام مختلف األدوات لغرض
تغليب مصالحهم اعتمدوا التسميم السياسي كوسيلة لمجابهة الجهات المقابلة السيما تلك التي
يختلفون معها وهذا االمر أدى كنتيجة حتمية الى ان يكون عامال مساعدا في تصاعد ظاهرة
اإلرهاب التي عصفت بالعراق ونجم عنها العديد من التداعيات اال ان اخطرها هي تلك المتعلقة
بالبنية االجتماعية للبالد .
االستنتاجات:
على ضوء ما تقدم يمكن التوصل الى االستنتاجات التالية :
. 1ان اإلرهاب ظاهرة عالمية عابرة للحدود ال يمكن معالجتها دون تضافر الجهود لمختلف
الدول والجهات المتضررة منها .
. 2يختلف مفهوم اإلرهاب من دولة الى أخرى تبعا لطبيعة نظرتها تجاه العنف ومسبباته لذلك
نجد ان هنالك كم هائل من التعاريف لإلرهاب قد يختلف بعضها عن البعض االخر جذريا .
. 3دوافع ومسببات اإلرهاب هي األخرى تختلف من بلد الى اخر اال ان العراق تميز في ان الدافع
الديني والعقائدي واالثني والطائفي كان في مقدمة األسباب المؤدية الت تصاعد هذه الظاهرة .
. 4ساهمت السياسة بمختلف مدخالتها في تأجيج الحالة القائمة في العراق السيما حينما تصاعد
حدة الخالفات بين االطراف الممثلة للمكونات لتتبع العديد منها أساليب مختلفة لتسفيط االخر ومن
أهمها التسميم السياسي .
. 5تسبب التسميم الساسي في تصاعد حدة وتيرة اإلرهاب كونه قد استغل حالة النفور الطائفي من
الحكومات المتعاقبة ليوظف كل امكانيته في سبيل زعزعة الحالة األمنية وتصعيد العمليات
اإلرهابية .
7
المصادر
باللغة العربية :
.1اسماعيل صبري مقلد ،االستراتيجية والسياسة الدولية ،مؤسسة االبحاث العربية ،ط،1بيروت،
.1985
.2حسين خلف ،التسمم السياسي وخطة الخداع الصهيوني ،مفاهيم سياسية حديثة ,الجزيرة اون
الين ,تاريخ االطالع 27شباط .2024
.3د خليل الربيعي ,السلفية في العراق ( دراسة في التاريخ والفكر) ,دار الكتب العلمية للطباعة
والنشر والتوزيع ,بغداد ,ط.2015 ,1
.4سهيل حسين الفتالوي ،االرهاب واالرهاب الدولي :دراسة في القانون الدولي العام ،دار الشؤون
الثقافية العامة ،ط،1بغداد.،2002 ،
.5سهى سعيد محمد العزاوي ،العنف واالرهاب :دراسة تحليلية في االطروحات الغربية والعربية،
اطروحة دكتوراه ،كلية العلوم السياسية جامعة بغداد.2006 ،
الميزان، في كتابات السياسي، التسميم االركوازي، صالح .6
http://www.kitabat.info/subject.php?id=137377
.7عصام مفلح ،مفهوم االرهاب والموقف الدولي :ارهاب الدولة وارهاب المنظمات ،الفكر
السياسي ،العدد،17اتحاد الكتاب العرب ،دمشق ،ص.2002
.8قانون مكافحة االرهاب العراقي رقم 13لسنة ،2005جريدة الوقائع العراقية ،العدد ،9بغداد
.2005
.9كمال عبيد ،التسميم السياسي ،شبكة النبأ المعلوماتية ,تاريخ االطالع 28شباط 2024
.10متعب مناف ،االرهاب واالرهاب في العراق ،مجلة المستقبل ،العدد،1مركز المستقبل
للدراسات والبحوث ،بغداد.2005 ،
.11منعم خميس مخلف وسمير بهان رشيد ،مكافحة االرهاب بين االلتزام السلبي وااللتزام اإليجابي
للدولة ،مجلة قضايا سياسية ،العددان ،38-37كلية العلوم السياسية ،جامعة النهرين.2014 ،
.12هايل عبد طشطوش ،االمن الوطني وعناصر قوة الدولة في ظل النظام العالمي الجديد ،ط،1دار
الحامد للنشر والتوزيع ،عمان.2012 ،
8