You are on page 1of 44

‫ملخص علم االجتماع الجنائي‬

‫(‪)soc441‬‬

‫الباب األول ‪( :‬التعريف بعلم االجتماع الجنائي)‬

‫أن مخالفة إحدى العادات التي اعتادت عليها قبيلة ما أو مجتمع ما تعتبر خرقًا لعاداتهم ‪ .‬وقد رأي‬
‫العالم االجتماعي األمريكي (بارنس) أن التنظيم االجتماعي يعتبر بمثابة األدوات التي تباشر الجماعة أنواع‬
‫نشاطاتها المختلفة بواسطتها أو هي (طرق للتفكير والعمل لألفراد الذين تتكون منهم الجماعة)‪.‬‬

‫إن بعض علماء االجتماع قالوا ‪ :‬إنه مر على اإلنسان عصور لم تكن هناك قواعد وال نظم تحكم‬
‫المجتمع فيها ‪ ,‬بل كان هناك سلوك غير مقيد ‪ ,‬ومن هؤالء باكوفن و مورجن ‪.‬‬

‫فكرة أصحاب المذهب الفعلي أو المثالي في األخالق يرون أن الخير والشر أو الفضيلة والرذيلة إنما‬
‫تخضع لمعايير ال تتغير بتغير المكان والزمان ‪ ,‬ويستطيع اإلنسان أن يدركها بعقله ‪ ,‬ومن أصحاب هذا‬
‫المذهب سقراط وأفالطون وأرسطو وشيشرون ‪.‬‬

‫إن المجتمع حين يحدد لألفراد أنماط السلوك إنما يقتبس ذلك من وقائع المجتمع فيعتبر السلوك‬
‫إجراميًا (عندما يؤذي الحاالت القوية والمحددة للعقل أو الشعور الجمعي) على حد تعبير العالم دور كهايم ‪.‬‬

‫وبقدر درجة اإليذاء للمجتمع فقد صنف علماء اإلجرام نوعين من الخروج على قواعد السلوك ‪:‬‬

‫‪1‬ـ نوع يكون إيذاؤه ووقعه على شعور المجتمع طفيفًا وهو ما يسمى باسم االنحراف أو الجناح‪.‬‬
‫‪2‬ـ نوع يكون وقعه على ضوابط المجتمع كبيرًا ‪ ,‬وهذا ما يعرف باإلجرام أو الجريمة‪.‬‬

‫وقد قسم بعض علماء القانون الجنائي الجرائم إلى ثالثة أنواع (مخالفة ‪ ,‬جنحة ‪ ,‬جناية) وفقًا لخطر‬
‫الفعل وأثره ‪.‬‬
‫الفصل األول ‪( :‬نشأة علم االجتماع الجنائي)‬

‫تعتبر ظاهرة الجريمة ظاهرة اجتماعية قديمة لم يخلوا أي مجتمع منها ‪ .‬ولم تكن هناك دراسات‬
‫بالمعنى العلمي حتى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ‪ ,‬وكل ما كان موجودًا كان مجرد آراء وأفكار‬
‫سطحية لمعرفة أسباب الجريمة‪.‬‬
‫أما دراسة الجريمة كظاهرة اجتماعية فترجع إلى الفرنسي (جيري) والبلجيكي (كتيليه)‪.‬‬

‫الصفحة‪1 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫وقد تناولت دراسة (جيري) أثر الجنس والسن ودرجة التعليم ‪ ,‬والمهنة ‪ ,‬والطقس وفصول السنة‬
‫على ارتكاب الجريمة ‪ ,‬واألسباب والدوافع التي أدت إلى ارتكابها ‪ ,‬وقد اعتمد في دراسته هذه على‬
‫األسلوب اإلحصائي ‪.‬‬

‫كمان قام بدراسة أخرى قارن فيها بين إحصاء المجرمين في فرنسا وبريطانيا وتوصل إلى نتائج‬
‫منها‪:‬‬

‫‪1‬ـ أن اإلجرام ال يتغير تغيرًا ملحوظًا من عالم إلى آخر‪.‬‬


‫‪2‬ـ أن الجهل ليس سببًا مطلقًا ومباشرًا للجريمة‪.‬‬
‫‪3‬ـ أسباب الجريمة المختلفة تتكرر سنويًا وحسب النظام نفسه‪.‬‬
‫‪4‬ـ ليس من الضروري أن يكون الفقر سببًا للجريمة‪.‬‬
‫أما (كتيلية) فقد استخدم اإلحصاء الفرنسي الستنتاج بعض العوامل الطبيعية المؤثرة على ظاهرة‬
‫الجريمة ‪ ,‬وهذه العوامل الطبيعية كالجنس والسن والحالة االقتصادية والطقس ‪ ,‬ومن نتائج دراسته التي‬
‫توصل إليها أن الظواهر االجتماعية ـ وظاهرة اإلجرام إحدى هذه الظواهر ـ ـ تخضع لنفس القواعد العامة‬
‫للظواهر الطبيعية‪.‬‬

‫وفي أواخر القرن التاسع عشر الميالدي ظهرت المدرسة الوضعية اإليطالية وتزعمها لومبروزو‬
‫وقد ذكر أن سبب الجريمة يكمن في تكوين الفرد ‪ .‬ونتيجة لدراسة لومبروزو ومن معه خرج علم جديد‬
‫يسمى علم االنثروبولوجيا الجنائي ‪ ,‬ومن نتائج دراساته ومن معه أن قسموا المجرمين إلى طوائف بحسب‬
‫درجات النقص التكويني والخلقي والنفسي ‪ ,‬وقد تعرضت هذه النظرية إلى نقد من بعض العلماء إلهمالها‬
‫العوامل االجتماعية‪.‬‬

‫ظهور علم االجتماع الجنائي‪:‬‬

‫ومنذ وقت (فيري) و(كتيليه) فقد تأثرت المدرسة الفرنسية في الدراسات التي تدور حول المجرم‬
‫والجريمة بعلماء اجتماعين منذ نهاية القرن التاسع عشر ‪ ,‬فكانت هناك مساهمات شتى في تطوير هذا العلم‬
‫منذ عهد (أوجست كنت) حتى الوقت الحاضر‪.‬‬

‫وبتطور علم االجتماع ‪ ,‬قسم هذا العلم إلى عدة فروع ‪.‬‬

‫أصدر (فيري) كتابًا ذكر فيه الخطوط األولى لعلم االجتماع الجنائي حيث كان عنوانه في طبعته‬
‫الثالثة (علم االجتماع الجنائي) وقد عرفه بأنه العلم الذي يدرس اإلنسان المجرم ‪ ,‬والجريمة ‪ ,‬ووسائل‬
‫الوقاية منها ورد فعل المجتمع بالنسبة للجريمة‪.‬‬

‫الصفحة‪2 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫ألف العالم (مورسيلي) كتابًا في علم االجتماع الجنائي معتبرًا علم االجتماع الجنائي فرعًا من فروع‬
‫علم االجتماع ‪ ,‬وقد درس الظاهرة اإلجرامية من الناحية الداخلية والخارجية‪.‬‬

‫تأثر (دوركهايم) بمدرسة (فيري) في علم االجتماع الجنائي وقد اعتمد (دوركهايم) في دراسته‬
‫حول جريمة االنتحار على اإلحصاء الجنائي وأوضح أهمية العوامل االجتماعية في التأثير على اإلقدام على‬
‫االنتحار مهمًال العوامل الداخلية ‪ ,‬وقد أيده في ذلك العالم (جيرالند) االيطالي‪.‬‬

‫كما لقيت المدرسة االجتماعية قبوًال في الواليات المتحدة األمريكية حيث تم قبول علم اإلجرام‬
‫كموضوع للدراسة ‪ ,‬وصار يدرس في أقسام علم االجتماع في كثير من الجامعات في نهاية القرن التاسع‬
‫عشر‪.‬‬

‫علم االجتماع الجنائي تعريفه‪:‬‬

‫هو مجموع الدراسات التي تبحث في العوامل ذات الصبغة االجتماعية المسببة للجريمة أو في مدى‬
‫مسؤولية المجتمع عنها‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪( :‬صلة علم االجتماع الجنائي بالعلوم األخرى)‬

‫نسب علماء االجتماع علم االجتماع الجنائي إلى علم االجتماع واعتبروه فرع من فروعه‪.‬‬

‫أن االختالف على انتسـ ــاب علم االجتمـ ــاع الجنـ ــائي إلى أي من العلـ ــوم األخـ ــرى ال يقلـ ــل من قيمتـ ــه وال يلغي‬
‫وجوده كعلم مستقل بذاته له صلة وثيقة بالعلوم االجتماعية والعلوم الجنائية‪.‬‬

‫أن علم االجتماع الجنائي ‪ ,‬كما يــراه علمــاء اإلجــرام ‪ ,‬فــرع من علم الجريمــة ‪ ,‬وعلم الجريمــة اســتعان‬
‫بع ــدد من العل ــوم الطبيعي ــة ‪ ,‬كعلم الطب والطب النفس ــي والعقلي وعلم وظ ــائف األعض ــاء وعلم الوراث ــة وعلم‬
‫الكيمياء وعلم الحياة وهذه العلوم ساعدت في إيجاد (النظريات البيولوجية) في علم االجتماع الجنائي‪.‬‬

‫كذلك يرى علماء اإلجرام أن دراسـة الجريمــة ‪ ,‬كظــاهرة اجتماعيـة هي من اختصـاص علم من فــروع‬
‫علم الجريمــة وهــو (علم االجتمــاع الجنــائي) فقــد اســتعان هــذا العلم ببعض العلــوم اإلنســانية ‪ ,‬كعلم النفس وعلم‬
‫االقتصـ ــاد وعلم الجغرافيـ ــا وعلم السياسـ ــة ‪ ,‬ويعتـ ــبرون علم االجتمـ ــاع الجنـ ــائي من أكـ ــثر فـ ــروع علم اإلجـ ــرام‬
‫أهمية‪.‬‬

‫الباب الثاني ‪( :‬مفهوم الجريمة والمجرم)‬


‫الفصل األول ‪( :‬تعريف الجريمة)‬

‫الصفحة‪3 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫للجريمة عدة تعاريف تختلف من دستور إلى آخر ومن علم إلى آخر ‪ ,‬فكرة الجريمة ال تتغير في‬
‫جوهرها بل تتغير صورها وتتعدد بحسب المصدر الذي وضع األوامر واألنظمة‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬تعريف الجريمة في الشريعة اإلسالمية ‪:‬‬


‫أصل كلمة جريمة من جرم بمعنى كسب وقطع ‪ ,‬ويظهر كما ذكر المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة‬
‫أن الكلمة استعملت قديمًا لكسب المكروه غير المستحسن ‪ ,‬فكلمة جرم يراد بها الحمل على فعل حمًال آثمًا‬
‫فقولة تعالى (وال يجر منكم شنآن قوم على أال تعدلوا ‪ ,‬اعدلوا هو أقرب للتقوى) أي ال يحملنكم حمًال آثمًا‬
‫بغضكم لقوم على أال تعدلوا معهم‪.‬‬

‫وبذلك أصحبت كلمة الجريمة تطلق على ارتكاب كل فعل يخالف الحق والعدل ‪ ,‬ومن واقع هذا‬
‫التوضيح يتبين أن الجريمة هي فعل األمر الذي ال يستحسن ويستهجن ‪ ,‬وبمقتضى روح الشرع فإن أوامر‬
‫الشريعة مستحسنه التفاقها مع الفعل الحسن ‪ ,‬لذلك يعتبر عصيان اهلل وارتكاب ما نهى عنه جريمة‪.‬‬

‫ويقول الماوردي في تعريفه للجريمة (إنها محظورات شرعية وزجر اهلل تعالى عنها بحد أو تعزير)‬

‫ثانيًا‪ :‬التعريف االجتماعي للجريمة ‪:‬‬


‫اتفق كثير من علماء االجتماع وكذلك بعض رجال القانون على أن الجريمة (ظاهرة اجتماعية) وأن‬
‫ما أعتبر جريمة ناتج عن تشريع الجماعة لبعض أفعال وأعمال أفرادها سواء عاقب عليه القانون أو لم‬
‫يعاقب ‪ ,‬أي أن المعيار إلى االستقامة أو عدمها راجع إلى معيار اجتماعي ال إلى معيار قانوني‪.‬‬

‫وقد قيل إن الجريمة هي (كل فعل يخالف الشعور العام للجماعة) كما قيل إنها (كل فعل يتعارض مع‬
‫األفكار والمبادئ السائدة في المجتمع)‪.‬‬

‫فقد أدرك (جاروفالو) أن المجتمع هو األساس لتجريم أي فعل يرتكب ‪ ,‬أي أنه اعتمد في تعريفه‬
‫للجريمة على معيار اجتماعي ‪ ,‬ومن تحليله لعواطف المجتمع التي تثار من خالل تصرفات إنسان ما ‪,‬‬
‫أدرك وخرج بنوعين من الجريمة‪:‬‬

‫األول ‪( :‬جريمة طبيعية) متفق على تجريمها من المجتمعات في كل زمان ومكان ‪ ,‬لتعارضها مع‬
‫عاطفة الشفقة وعاطفة األمانة مثل االعتداء على األشخاص ‪ ,‬وجرائم االعتداء على‬
‫األموال‪.‬‬

‫الصفحة‪4 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫الثاني ‪( :‬جريمة مصطنعة) وهي الجرائم ضد العواطف غير الثابتة أي العواطف القابلة للتحول ‪,‬‬
‫كالعواطف الدينية ‪ ,‬والشعور بالحياة ‪ ,‬وحب الوطن ‪ .‬وقد اهتم (جاروفالو) بالجرائم‬
‫الطبيعية دون األخرى‪.‬‬

‫أن (إهرنج) العالم األلماني يعرف الجريمة بأنها (فعل ينطوي على تعريض شروط حياة الجماعة‬
‫للخطر ‪ ,‬نص عليه المشرع ورتب له عقوبة)‪.‬‬

‫ويعرف أنصار العوامل االجتماعية الجريمة بأنها (سلوك مضاد للمجتمع) وهو ما يضر بالمصلحة‬
‫االجتماعية للمجتمع‪.‬‬

‫أما (سندرالند) فقد عرف الجريمة بأنها ( سلوك تحرمه الدولة لضرره بها ‪ ,‬ويمكن أن ترد عليه‬
‫بعقوبة)‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬الجريمة في قانون العقوبات‪:‬‬

‫تعرف الجريمة بأنها ( فعل أو امتناع يخالف قاعدة جنائية يقرر لها القانون جزاء جنائيًا)‬
‫والمشرعون للقوانين هم الذين يضعون قواعد السلوك ‪ ,‬آمرين باالمتناع عن فعل بعض األشياء ‪ ,‬وإ تيان‬
‫بعضها األخر‪.‬‬

‫والقوانين الوضعية غالبًا ما تقسم الجرائم حسب درجة خطورتها إلى ثالثة أنواع (الجنائيات ‪,‬‬
‫والجنح ‪ ,‬والمخالفات)‪.‬‬

‫نقد الطريقة القانونية‪:‬‬


‫‪ ‬عدم استطاعة التعريف شمول الحقائق اإلنسانية واالجتماعية ألن وجودها سابق للقانون‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة الجريمة من الناحية القانونية فقط يجعل مفهومها ضيقًا ألن ذلك يهمل الظواهر‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬من خالل المجتمعات التي ال تتفق أحيانًا مع شرعية القانون ‪ ,‬لذا نجدهم يرتكبون األشياء‬
‫التي حرمها‪.‬‬
‫‪ ‬يهمل القانون تحريم بعض األفعال رغم خطورتها على المجتمع ‪ ,‬كالجرام السياسية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬في نظر القانون اإلنسان غير مجرم حتى يدان أمام المحكمة بارتكاب جريمة يجازى عليها‬
‫القانون وهذا بطبيعته يضيق من مفهوم الجريمة‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪( :‬المجرم)‬

‫الصفحة‪5 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫أوًال‪ :‬المجرم في قانون العقوبات ‪:‬‬
‫هو كل شخص ارتكب فعًال يعتبر في نظر القانون جريمة ‪ ,‬كما أن لفظ مجرم ال يطلق على الفرد‬
‫إال إذا صدر بحقه إدانة من المحكمة بالحكم شرط أن يكون هذا الحكم غير قابل للطعن فيه‪.‬‬

‫وهذا التعريف ال يخلو من االنتقادات الموجه له ومنها‪:‬‬

‫‪ ‬كثير من األفعال التي يعاقب عليها القانون الجزائي ال يتعبر مرتكبها مجرمًا ‪ ,‬فالسائق الذي‬
‫لم يتقيد بإشارة المرور ال يمكن اعتباره مجرمًا‪.‬‬

‫‪ ‬بعض األفعال ال يعتبرها القانون جريمة وال يعاقب عليها ‪ ,‬كبعض الجرائم السياسية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ ‬يفلت بعض األفراد من قبضة القانون وال يعتبرهم مجرمين‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬المجرم في نظر علماء االجتماع ‪:‬‬

‫هو الشخص الذي يرتكب فعًال يرى المجتمع انه جريمة ‪ ,‬ومن واقع هذا التعريف ال يعد كل من‬
‫ارتكب جريمة يعاقب عليها القانون مجرمًا ‪ ,‬فبعض األفعال يرى المجتمع أنها غير مضرة لذا اليحرمها ‪,‬‬
‫وبالعكس يرى المجتمع أن بعض األفعال جريمة لخطورتها رغم أنها غير جريمة بنظر القانون‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬المجرم في نظر علم اإلجرام ‪:‬‬

‫يطلق على كل شخص اتهم بارتكاب جريمة ‪ ,‬سواء أدين أم لم يدن ‪ ,‬وسواء قبض عليه أم لم يقبض‬
‫عليه‪.‬‬

‫الباب الثالث ‪( :‬المنهج العلمي في البحث)‬


‫الفصل األول ‪( :‬أساليب البحث في علم الجريمة)‬

‫المقصود بأساليب البحث في علم الجريمة وعلم االجتماع الجنائي جزء منها هو (مجموعة القواعد‬
‫والعمليات التي تتبع الموصول إلى حقيقة علمية لظاهرة اإلجرام ـ المجرم والجريمة ‪ .‬واألخذ باألسلوب‬
‫العلمي هو المعيار الفاصل بين الدراسات العلمية وغير العلمية‪.‬‬

‫الصفحة‪6 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫إن أساليب البحث ال تكون علمية إال إذا اتسمت بالموضوعية وتركت ما قد يكون قد أثير حول‬
‫الموضوع‪.‬‬

‫لقد اعتمد بعض الباحثين واالجتماعيين في دراسة السلوك اإلنساني على طرق غير علمية وذلك‬
‫العتمادهم على بعض المالحظات الشخصية غير الموضوعية وعلى التخمين‪.‬‬

‫ويرى األستاذ األمريكي (سدرالند) أن على الباحث أن يستخدم طريقة علمية لدراسة المجرمين‪.‬‬

‫وقد ذكر (سدرالند) تحت منهجه العلمي الطرق التالية‪:‬‬


‫‪1‬ـ طريقة إحصاء الجريمة‪2 .‬ـ طريقة إحصاء صفات وظروف المجرمين‪.‬‬
‫‪5‬ـ طريقة دراسة المجرم في مجتمعة‪.‬‬ ‫‪4‬ـ طريقة دراسة الحالة المحدودة‪.‬‬ ‫‪3‬ـ طريقة دراسة الحالة‪.‬‬
‫‪6‬ـ الطريقة التجريبية والعالجية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه ال يوجد في علم الجريمة طرق منهجية متفق عليها من قبل جميع الباحثين‬
‫ومن واقع الدراسات يمكن التمييز بين طريقتين من الطرق العلمية الستخدامهما في دارسة الجريمة والسلوك‬
‫اإلجرامي‪.‬‬

‫األولى‪ :‬طرق تفسيريه عامة ‪:‬‬


‫وتقوم كل طريقة من هذه الطرق على فرضية علمية عامة وتنقسم هذه الطريقة إلى‬

‫‪1‬ـ طرق شخصية (وهي الطريقة البيولوجية ‪ ,‬واالنثروبولوجية ‪ ,‬والطبية ‪ ,‬والكيميائية ‪ ,‬والفيسيولوجية ‪,‬‬
‫والنفسية‪ ,‬وطريقة الطب العقلي ‪ ,‬وطريقة التحليل النفسي)‪.‬‬

‫‪2‬ـ طرق موضوعية (وهي الطريقة الجغرافية ‪ ,‬واإليكولوجية ‪ ,‬واالقتصادية ‪ ,‬واالجتماعية ‪ ,‬والثقافية)‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬طرق البحث الخاص ‪:‬‬


‫وهي الوسائل واألدوات التي تستخدم في تعليل الجريمة وكشف عوامل تكوينها ونشوئها وهذه‬
‫الطرق هي ( الطريقة العالجية ‪ ,‬واإلحصائية وتواريخ الحاالت ‪ ,‬واستخدام تواريخ الحياة ‪ ,‬وطريقة الرقيب‬
‫المشترك )‬

‫المبحث األول ‪:‬الطرق العامة في دراسة سلوك المجرم)‬

‫الطرق الشخصية‪:‬‬

‫الصفحة‪7 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪1‬ـ الطريقة االنثروبولوجية (وهي التي تهتم بكشف الصفات التكوينية المميزة للمجرم عن غيره)‪.‬‬
‫‪2‬ـ الطريقة البيولوجية (وهي تدرس عالقة اإلجرام بالوراثة)‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الطريقة الطبية (وهي تدرس عالقة األمراض والعاهات الجسمية كسبب من أسباب االنحراف)‪.‬‬
‫‪4‬ـ الطريقة الفيسيولوجية (وهي تدرس عالقة مراحل النمو اإلنساني بالسلوك اإلجرامي)‪.‬‬
‫‪5‬ـ الطريقة البيوكيميائية (وهي تدرس عالقة اإلفرازات الغددية بالسلوك اإلجرامي)‪.‬‬
‫‪6‬ـ الطريقة النفسية (وهي تدرس وتشخص العوامل النفسية التي دعت إلى االنحراف في السلوك)‪.‬‬
‫‪7‬ـ طريقة الطب العقلي (وهي تهتم بتشخيص وعالج األمراض الذهانية وأمراض األعصاب)‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ طريقة التحليل النفسي (وهي تقوم بالتحليل النفسي للفرد لمعرفة سبب كبت دوافعه ورغباته)‪.‬‬
‫الطرق الموضوعية‪:‬‬
‫‪1‬ـ الطريقة الجغرافية (وهي تهتم بدراسة بعض العوامل البيئية المحيطة بالفرد)‪.‬‬
‫‪2‬ـ الطريقة اإليكولوجية (وهي تعنى بدراسة التوزيع السكاني للجريمة والتوزيع المكاني)‪.‬‬
‫‪3‬ـ الطريقة االقتصادية (وهي تعنى بدراسة الحالة االقتصادية كالفقر واألزمات االقتصادية)‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الطريقة االجتماعية والطريقة الثقافية (وهي تقوم بدراسة المؤسسات االجتماعية وأنظمتها)‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪( :‬طرق البحث الخاص بدراسة الجريمة)‬


‫من الصعب جدًا استخدام األساليب التجريبية ‪ ,‬التجربة المالحظة في الدراسات اإلجرامية سواء‬
‫منها ما يتعلق بالمجرم أو الجريمة ‪ ,‬فاستخدام هذا المنهج ال يتحقق إال بمحض الصدفة وفي ظروف‬
‫نادرة جدًا فأكثر ما يمكن للباحث أن يالحظه هو الوسائل التي استخدمت في الجريمة وما نتج عنها‪.‬‬

‫واهم هذه الطرق العملية هي‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬اإلحصاء ‪:‬‬

‫هو الدراسة الكمية للظواهر االجتماعية أو الطبيعية حيث يتولى ترجمة ظاهرة معينة إلى أرقام ‪,‬‬
‫ويعد اإلحصاء من أقدم الطرق التي استخدمت في دارسة ظاهرة الجريمة‪.‬‬

‫وقد اشتهرت الطريقة اإلحصائية كوسيلة من وسائل البحث في علم الجريمة منذ ظهور‬
‫إحصاءات اإلجرام في فرنسا والتي قام بدراستها كثير من العلماء منهم (كتيلة) و (جيري)‪.‬‬

‫وهناك نوعين من اإلحصاء ‪:‬‬

‫إحصاء ثـ ــابت وهو (دراسة ظاهرة الجريمة من منطلق ثابت مكان الجريمة أو زمنها)‪.‬‬
‫الصفحة‪8 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫إحصاء متحرك وهو (دراسة ظاهرة الجريمة من خالل المواضيع المتغيرة من واقع الزمان)‪.‬‬

‫واإلحصاء الجنائي إما يكون رسميًا أو خاصًا‬


‫الرسمي (هو الذي يصدر عن الجهات الرسمية ومثال ذالك التي تصدرها وزارة الداخلية)‪.‬‬
‫الخاصة (هي الذي يصدر عن الباحثين)‪.‬‬
‫وتستمد المعلومات اإلحصائية الجنائية عادة من ثالثة مصادر‪:‬‬
‫‪3‬ـ السجون ‪ ,‬ومراكز العالج النفسي‪.‬‬ ‫‪2‬ـ المحاكم القضائية‬ ‫‪1‬ـ مراكز الشرطة‬

‫مصادر اإلحصائيات الجنائية في المملكة العربية السعودية التي تصدر عن وزارة الداخلية ‪:‬‬

‫‪3‬ـ اإلدارة العامة للمخدرات‬ ‫‪2‬ـ مصلحة السجون‬ ‫‪1‬ـ مناطق الشرطة‬
‫‪5‬ـ سالح الحدود‬ ‫‪4‬ـ وزارة العدل‬

‫فوائد األسلوب اإلحصائي ‪:‬‬

‫‪2‬ـ يوضح للمسئولين عدد الجرائم في مكان معين‪.‬‬ ‫‪1‬ـ يمد الباحث بالمعلومات ‪.‬‬
‫‪3‬ـ يوضح الطرق التي استخدمت في ارتكاب الجرائم ‪.‬‬
‫‪5‬ـ يعطي بعض المعلومات عن أسباب‬ ‫‪4‬ـ تحديد عدد األشخاص المقبوض عليهم والمذنبين‬
‫الجريمة ‪.‬‬

‫عيوب اإلحصاء في البحث الجنائي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ اعتماده على اإلحصائيات الرسمية (حيث أن اإلحصاءات ال تمثل حجم اإلجرام الحقيقي بل‬
‫تمثل حجم اإلجرام القضائي و اإلجرام الظاهر)‪.‬‬
‫‪2‬ـ مشكلة تعيين الوحدة اإلحصائية (فهل يقصد بالجريمة كل جريمة جرى إبالغها إلى جهاز‬
‫األمن أو هي التي تثبت لدى القضاء)‪.‬‬
‫‪3‬ـ مدى دقة البيانات اإلحصائية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬طريقة دراسة الحالة ‪:‬‬

‫تعنى هذه الطريقة بدراسة فرد معين دراسة شاملة لتاريخ حياته منذ والدته حتى وقت البحث من‬
‫حيث نشأته وتطوره الجسمي والعقلي والنفسي والبيئة المحيطة بالفرد وظروفه االجتماعية‬
‫واالقتصادية وهدفها معرفة العالقة بين الفرد وسلوكه اإلجرامي‪.‬‬

‫الصفحة‪9 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫وقد استعمل طريقة دراسة الحالة األستاذ األمريكي (وليام هيلي) لدراسة األطفال الجانحين ‪,‬‬
‫ودراسة الحالة ال تتسنى للباحث إال بعد ارتكاب للجريمة ‪ ,‬بل تكون الدراسة عادة بعد أن يحقق معه‬
‫من قبل الشرطة والمحاكم‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬طريقة المسح االجتماعي ‪:‬‬

‫هو دراسة ظاهرة اجتماعية معينة أو عدة ظواهر اجتماعية دراسة شاملة ‪ ,‬فمثًال يدرس علم‬
‫اإلجرام بيئة معينة لمعرفة مستوى الجريمة في هذه البيئة ‪ ,‬كما يدرس الوضع االقتصادي أو الثقافي‬
‫أو الديني‪.‬‬
‫وتستخدم هذه الطريقة عندما يريد الباحث معرفة حجم ظاهرة الجريمة ‪ ,‬أو مدى تأثير ظرف أو‬
‫ظروف معينة على حجم الجريمة ‪ ,‬أما الوسيلة المستخدمة للمسح االجتماعي في مجال دراسة السلوك‬
‫اإلجرامي فتكون بتوجيه نموذج سبق إعداده يحتوي على أسئلة ذات ارتباط بالظروف الفردية‬
‫واالجتماعية للشيء المراد بحثه وتجمع المعلومات وتدرس وتحلل‪.‬‬
‫ويستخدم هذه الطريقة علماء اإلجرام في دراساتهم للجريمة ‪ ,‬وقد طبقت هذه الطريقة في مدينة‬
‫شيكاغو‪.‬‬
‫أن عملية المسح االجتماعي أكثر طرق دراسة السلوك اإلجرامي قدرة على البحث عن العوامل‬
‫المسببة للجريمة داخل المجتمع‪.‬‬

‫من عيوب طريقة المسح االجتماعي ‪:‬‬

‫‪1‬ـ أن الباحث ربما يتأثر باتجاهاته وخبراته الشخصية السابقة‪.‬‬


‫‪2‬ـ في معظم األحيان ال تتوفر المعلومات الكافية عن الظواهر االجتماعية‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ بعض نتائج الدراسة على بعض أنواع الجرائم كجرائم الرشوة ال يمكن أن تكون نتائج حقيقة‬
‫ألن كثير من المرتشين أصحاب السلطة نادرًا ما تكتشف جرائمهم‪.‬‬

‫والبد من اإلشارة هنا إلى أن طرق البحث في دراسة الجريمة تعتمد إلى حد كبير على المنهج‬
‫التجريبي وهو (المالحظة ‪ ,‬والتجربة ‪ ,‬واالستدالل)‪.‬‬

‫الباب الرابع ‪( :‬النظريات االجتماعية األساسية في سبب الجريمة والعمليات االجتماعية)‬


‫الفصل األول ‪( :‬النظريات االجتماعية األساسية في سبب الجريمة)‬

‫ليس من الممكن ذكر كل دراسة عن الجريمة ‪ ,‬أو محاولة إبداء سبب االنحراف وتصنيفها بأنها‬
‫نظرية‪.‬‬

‫الصفحة‪10 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫فالنظرية أو المدرسة تشمل أفكارًا منظمة ‪ ,‬تفسر سبب الجريمة والوسائل المتبعة في السيطرة عليها‬
‫بطرق مختلفة‪.‬‬

‫علم الجريمة يحتوي على نظريات كثيرة ‪ ,‬وليس هناك نظرية واحد يتفق عليها جميع الباحثين‪.‬‬

‫فقد صنف األستاذ (أودين سدرالند) نظريات أو مدارس علم اإلجرام حسب تسلسلها التاريخي ‪:‬‬

‫‪3‬ـ المدرسة االشتراكية‬ ‫‪2‬ـ مدرسة الخرائط الجغرافية‬ ‫‪1‬ـ المدرسة التقليدية‬
‫‪5‬ـ المدرسة االجتماعية‬ ‫‪4‬ـ المدرسة النموذجية‬

‫كما قام (دونالد تافت) بتصنيف نظريات علم اإلجرام في ثالث اتجاهات‪:‬‬

‫‪3‬ـ اتجاه تعدد العوامل ‪.‬‬ ‫‪2‬ـ اتجاهات موضوعية ‪.‬‬ ‫‪1‬ـ اتجاه ذاتي ‪.‬‬

‫من الممكن أن يعزى االنحراف إلى األسباب التالية ‪:‬‬

‫العوامل الجغرافية ‪ ,‬العوامل البيولوجية ‪ ,‬العوامل النفسية ‪ ,‬العوامل االجتماعية‬

‫المبحث األول ‪( :‬المدرسة التقليدية)‬


‫أوًال‪ :‬المدرسة التقليدية القديمة ‪:‬‬
‫نشأت المدرسة التقليدية في حوالي منتصف القرن الثامن عشر علي يد (سيزار دوبيكاريا) وقد ساهم‬
‫في تأسيسها عدد من المفكرين منهم الفقيه اإليطالي (فيالنجري) والفيلسوف اإلنجليزي (جيرمي) واأللماني‬
‫(أنسلم فيورباخ)‪.‬‬

‫األفكار األساسية للمدرسة التقليدية ‪:‬‬


‫‪2‬ـ المنفعة ‪.‬‬ ‫‪1‬ـ حرية االختيار ‪.‬‬
‫وإ لى جانب هاتين الفكرتين األساسيتين هناك أفكار أخرى في المدرسة هي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ الجريمة فعل آثم يسأل عنه المرتكب للجريمة إذا تم عن وعي وإ رادة ‪.‬‬
‫‪2‬ـ السلوك اإلجرامي سلوك إنساني ‪.‬‬
‫‪3‬ـ المسؤولية إما أن تكون كاملة أو معدومة ‪.‬‬
‫‪4‬ـ ترى هذه المدرسة أال جريمة وال عقوبة بال نص ‪.‬‬
‫‪5‬ـ يجب أن تكون العقوبة مقيسة بمقدار الضرر ‪.‬‬
‫‪6‬ـ يجب المساواة في العقاب بين جميع الطبقات ‪.‬‬

‫الصفحة‪11 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪7‬ـ نددت بالعقوبات الال إنسانية مثل التمثيل بالمجرم وتعذيبه بأي صورة ‪.‬‬
‫‪8‬ـ وظيفة العقوبة هي الزجر والردع وهدفها هو العظة والعبرة ‪.‬‬

‫وخالصة القول ‪ :‬إن المدرسة الكالسيكية في علم اإلجرام تقوم على مذهب اللذة والمنفعة في توضيح‬
‫السلوك اإلجرامي أي إن اإلنسان حر فيما يختاره من سلوك يحقق له أكبر قدر من المنفعة واللذة ‪.‬‬

‫وقد أثرت هذه المدرسة تأثيرًا كبيرًا على تعديل النظم الجنائية في كثير من الدول ‪ ,‬وهي النواة لعلم‬
‫العقاب الحديث‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬المدرسة التقليدية الجديدة ‪:‬‬


‫ظهرت بعد المدرسة القديمة ‪ ,‬وفكرتها كفكرة سابقتها ‪ ,‬ولكن جاءت باستثناءات في ذلك فهي ترى‬
‫أنه ال يمكن أن تكون المسؤولية متوفرة لدى الجانحين واألطفال وفي بعض الظروف غير المعتادة التي يفقد‬
‫فيها الفرد القدرة على االختيار القويم ‪ ,‬لذا فقد نادى أنصار هذه المدرسة بأن يكون العقاب بقدر درجة‬
‫المسؤولية الجنائية للفرد حين ارتكابه للجريمة‪.‬‬
‫أن هذه المدرسة تؤكد على الفردية المطلقة ‪ ,‬وان العقل اإلنساني وحدة هو مصدر السلوك ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪( :‬المدرسة الجغرافية)‬


‫رأي كثيرًا من المفكرين أن البيئة الجغرافية لها أهمية كبيرة في تكوين السلوك اإلنساني بصفة عامة‬
‫والسلوك اإلجرامي بصفة خاصة‪.‬‬
‫وبعد بداية تطور العلوم اإلنسانية في القرن التاسع عشر وظهور نظرية التطور التي تضع العوامل‬
‫الطبيعية في المقام األول ‪ ,‬كثرت البحوث التي تربط عناصر البيئة الجغرافية باالنحراف السلوكي ‪ ,‬ونتيجة‬
‫لذلك نتج عن هذه الدراسات المدرسة الجغرافية‪.‬‬
‫والمدرسة الجغرافية هي أول مدرسة علمية من حيث التسلسل التاريخي تفسر السلوك اإلجرامي‬
‫وتضع نظرية علمية له ‪ ,‬ومن أهم مؤسسي هذه المدرسة العالم البلجيكي (كتيليه) والعالمان الفرنسيان‬
‫(جيري) و (الكاسان)‪.‬‬
‫نتائج النظرية الجغرافية‪:‬‬
‫‪1‬ـ تقول النظرية (إن معدالت الجريمة تتغير بتغير المناخ ‪ ,‬والمناخ عند أصحاب هذه النظرية يعتبر أهم‬
‫عامل من بين العوامل البيئية في تكوين السلوك المنحرف‪.‬‬
‫‪2‬ـ معدالت الجريمة تختلف باختالف الموقع الجغرافي ‪ ,‬ومن أهم ما ذكر هذه النتيجة الباحث الفرنسي‬
‫(منتسكيو)‪.‬‬
‫‪3‬ـ التضاريس لها تأثير في نسبة اإلجرام ‪ ,‬ومن ضم الباحثين في هذه المضمار (لمبروزو)‪.‬‬

‫الصفحة‪12 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪ 4‬ـ إلى جانب هذه النتائج ‪ ,‬توصل بعض الباحثين إلى نتائج فرعية تربط السلوك اإلجرامي بالضوء ‪ ,‬وغاز‬
‫اآلران الموجود بالجو ‪ ,‬وطبيعة التربة ‪ ,‬والمحيط الزراعي ‪ ,‬والمواد الطبيعية وتوزيع المياه‪.‬‬

‫وعلى العموم فإن النظرية الجغرافية لم تدم ألن األسس التي أرجعها أصحابها إلى ارتكاب الجريمة‬
‫قامت على فرضيات لم تثبت دقتها‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪( :‬المدرسة االجتماعية)‬


‫إن كثيرًا من العلماء والمفكرين يرون أن العالمة العربي (ابن خلدون) الذي عاش في القرن الرابع عشر هو‬
‫المؤسس الحقيقي لعلم االجتماع وهذا يعني انه قد سبق (أوجست كونت) بخمسة قرون تقريبًا‪.‬‬

‫المدرسة االجتماعية تعتبر إحدى مدارس علم اإلجرام وأكثرها انتشارًا بين العلماء ‪ ,‬وتعتبر المدرسة‬
‫االجتماعية امتدادًا تاريخيًا للمدارس التي سبقتها من جغرافية واقتصادية قديمة ‪ ,‬وإ يكولوجية حيث أن هذه‬
‫المدارس عالجت مشكلة السببية في إطار اجتماعي‪.‬‬

‫العمليات االجتماعية التي يتكون السلوك خاللها إما تكون عمليات ذات عالقة بالتنظيم االجتماعي أو‬
‫عمليات مشتركة‪.‬‬

‫العمليات ذات العالقة بالتنظيم االجتماعي ( يمكن من خاللها تفسير االختالفات في كمية الجريمة في‬
‫مختلف المجتمعات وفقًا لالختالفات في التنظيم االجتماعي لكل مجتمع )‪.‬‬

‫العمليات المشتركة ( وتشمل العمليات التي تكون سلوك الفرد ‪ ,‬سواء ما كان منها سويًا أو غير‬
‫سوي ‪ ,‬وهذه العمليات إما أن تكون اجتماعية أو نفسية أو اجتماعية ونفسية معًا )‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬نظرية (دوركايم) في االنحراف والجريمة‪:‬‬


‫هو عالم فرنسي يعتبر منشئ علم االجتماع الحديث وزعيم المدرسة الفرنسية لعلم االجتماع ‪ ,‬وقد‬
‫كان تفسيره للجريمة ناتجًا عن فهمة للفرد والمجتمع والعالقة الناتجة بينهما ‪ ,‬والتكوين االجتماعي والتقسيم‬
‫الوظيفي داخل هذا المجتمع وما ينتج عن ذلك من إخالل في معايير القواعد االجتماعية وهو مايسمى بـ‬
‫(األنومي)‪.‬‬

‫فالعالقة بين الفرد والمجتمع كما يراها (دوركايم) تحدد بنوعين من األسس‪:‬‬

‫الصفحة‪13 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪ 1‬ـ تضامن إلى (ويحدث بالتفاعل بين أعضاء المجتمع ومقومات حياتهم االجتماعية من قيم وأفكار ومعتقدات‬
‫وعادات وتقاليد وينتج عن هذا التضامن تكاتف وتعاون بين أعضاء المجتمع يفرضه العقل الجمعي وهذا‬
‫النوع عادة ما يوجد بالمجتمعات البدائية البسيطة)‪.‬‬

‫‪2‬ـ تضامن عضوي (األفراد في المجتمع مختلفون في األفكار والمعتقدات والتعليم أي أن لكل واحد منهم‬
‫حرية التعبير والرأي والمشاركة مما يحدث اختالفًا وتنوعًا في الوظائف والقواعد والعالقات في المجتمع‬
‫وفي هذا التضامن تقل سيطرة العقل الجمعي وهذا النوع يوجد في المجتمعات المتطورة)‪.‬‬

‫لقد أدرك (دور كايم) أن (تقسيم العمل) في المجتمع هو الظاهرة االجتماعية األساسية في تطوره‪.‬‬

‫ومن ضمن هذه الظواهر االجتماعية ظاهرة السلوك المنحرف ‪ ,‬ألن لها عالقة ببناء المجتمع‪.‬‬

‫وفي تفسر االنحراف يرى (دور كايم) األتي ( الجريمة ظاهرة اعتيادية في أي مجتمع يصعب القضاء عليها‬
‫وهي ظاهرة تصل ببناء المجتمع وبطبيعة حياته االجتماعية لذا فهي جزء منه)‪.‬‬

‫نظرية االنتحار ‪:‬‬

‫يرى (دور كايم) أن أسباب االنتحار هي أسباب اجتماعية ولكما زاد ارتباط الشخص بمجتمعه تكون‬
‫هيمنة العقل الجمعي على األشخاص قوية ويقل االنتحار وعلى العكس من ذلك لكما ضعف تأثير المؤسسات‬
‫المختلفة في المجتمع كالمؤسسات الدينية والسياسية واالقتصادية واألسرية تقل سيطرة المجتمع على‬
‫األشخاص مما يدفع بالكثيرين منهم إلى االنطوائية والعزلة النفسية واالجتماعية ونتيجة لكثر ذلك يكثر‬
‫االنتحار‪.‬‬

‫وقد قسم (دور كايم) االنتحار إلى ثالثة أنواع وهي‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ االنتحار االنومي ( ويعطي صورة عن المجتمع الحديث عندما يحدث خلل في ضوابط الحياة االجتماعية‬
‫كاألزمات االقتصادية المفاجئة والكوارث واألزمات األسرية)‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ االنتحار األناني ( يحدث هذا النوع عن الفرد عندما يفقد األمل في االستمرار بالحياة عندما يحدث بسبب‬
‫التفكك األسري أو السياسي أو الديني)‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ االنتحار الغيري ( يحدث عادة في المجتمعات ذات العادات والتقاليد القوية فالفرد يقتل نفسه حماية لشرفة‬
‫أو كما يحدث لفقدان الزوج او الزوجة وما شابه ذلك)‪.‬‬
‫رأي (دور كايم) في الجريمة ‪:‬‬

‫إن الجريمة ظاهرة سلمية بعكس ما يراها كثير من علماء اإلجرام ‪ ,‬بل أنه يرى أنها ظاهرة مفيد‬
‫لسالمة كل مجتمع ‪ ,‬الرتباطها بالمقومات األساسية للحياة االجتماعية ‪ ,‬قد ضرب مثاًال على ذلك لما حدث‬
‫لسقراط حينما اتهم بجريمة االستقالل في التفكير وحكم عليه باإلعدام‪.‬‬

‫الصفحة‪14 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫إن ما يعتبره (دور كايم) في أنها ظاهرة سلمية ال يعني أنه يؤيدها أو أنه يعتبر المجرم طبيعي‬
‫التركيب النفسي والبيولوجي ‪ ,‬بل بالعكس فهو يرى أنها نتيجة ضرورية لطبيعة إنسانية شريرة ال سبيل في‬
‫تعديلها‪.‬‬

‫وما ذكره (دور كايم) بان الطبيعة اإلنسانية الشريرة ال يمكن تعديلها لدى المجرم إنماء هو شيء‬
‫غير صحيح ألن اهلل تعالي خلق في اإلنسان عقًال يهديه إلى الطريق األمثل‪.‬‬

‫مالحظات حول نظرية (دو ركايم) ‪:‬‬

‫‪1‬ـ قسم المجتمع إلى قسمين آلي وعضوي وبذلك أهمل كثيرًا من المجتمعات األخرى‪.‬‬
‫‪2‬ـ لقد أعطى للعقل الجمعي دورًا كبيرًا وأهمل ضوابط أخرى اجتماعية‪.‬‬
‫‪3‬ـ لقد أعطى األهمية والدور الكبير للمجتمع وأهمل دور الفرد فيه‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ يرى أن الفرد ال يستطيع حسب رغبته تغيير الظواهر االجتماعية التي تسبب االنحراف واإلجرام‪.‬‬
‫‪5‬ـ ان الجريمة موجودة وبصفة مستمرة في المجتمع ولكن ربطها بحالة التفكك الدائم وفقدان المعايير‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬نظرية التقليد لـ (تارد)‪:‬‬

‫يرى أن الجريمة هي حصيلة ظاهرة اجتماعية واحد وهي التقليد ‪ .‬وهو يرى أن الجريمة ظاهرة‬
‫اجتماعية تتكون تحت تأثير البيئة االجتماعية ‪ ,‬وتشكل جزءًًا من النشاط االجتماعي‪.‬‬

‫هو ال يرى في الظواهر االجتماعية مجرد أشياء خارجة عن شعور الفرد بل يرى أنها موجودة‬
‫كحقيقة موضوعية خالفًا لما يرى (دور كايم)‪.‬‬

‫يقول أن ظاهرة التقليد تحدث بتأثير العادة والذاكرة واختالط واتصال األشخاص بعضهم ببعض وفق‬
‫قوانين ثابتة يخضع لها جميع األفراد‪.‬‬

‫وشرحًا لنظرية التقليد يرى أن السلوك اإلنساني يحدث كمثل يتبع ويقلد ألن األفراد في المجتمع‬
‫الواحد يتصلون ويحتكون ببعضهم البعض فمثُال عندما يتكون زحام بشري في مكان ما فإن األفراد المكونين‬
‫للحشد أو الزحام يكونون متباينين وغالبًا ال يعرفون بعضهم بعضًا بل اجتمعوا بدافع الفضول‪.‬‬

‫أن التقليد يتم حسب قوانين ثابتة حسب ما ذكر (تارد) وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪1‬ـ يتم التقليد بشكل أكبر عندما تكون صالت األفراد فيما بينهم أكبر وفي المدن يكون أكثر من الريف‪.‬‬
‫‪2‬ـ ينتقل التقليد من األعلى إلى األسفل فالفقير يقلد الغني والصغير يقلد الكبير‪.‬‬
‫‪3‬ـ تداخل الطرق وإ حالل بعضها محل البعض األخر فمثًال االعتداد بالسكين كان قديمًا إلى أن صنع‬
‫المسدس‪.‬‬

‫الصفحة‪15 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫وتجدر اإلشارة هنا إلى أن (تارد) استخدم نظرية التقليد إلى جانب تفسير السلوك اإلجرامي في‬
‫بناء نظرية في‪:‬‬

‫‪.1‬النموذج المحترف (يرى أن المجرمين عمومًا نماذج محترفة ومرتكبو النشل والبغاة والقتلة واللصوص‬
‫أصحبوا محترفين نتيجة تمرسهم في هذه األعمال خالل فترة طويلة كما أنهم يتخذون أسلوبًا خاصًا في‬
‫ارتكاب جرائمهم)‪.‬‬
‫‪2‬ـ تصنيف المجرمين (يصنفهم إلى صنفين مجرمين حضريين وهم سكان المدن وتتميز جرائمهم بأنها‬
‫مشبعة بما يجري بالمدن كحب المادة واألعمال ذات الطابع التقليدي مثل جرائم السرقة واالحتيال‬
‫والغش ومجرمين ريفيين وهم سكان القرى الذين يمارسون الزراعة وتتميز جرائمهم بطابع العنف‬
‫كالقتل واألعمال االنتقامية)‪.‬‬
‫‪3‬ـ المسؤولية األخالقية (يرى أنه لكي يكون اإلنسان مسئوًال عن فعله فال بد أن يكون سليم العقل وفي‬
‫عمر يسمح له باإلدراك وليس سكران وال منومًا تنويمًا مغناطيسيًا عن ارتكابه للجريمة وهذا ما يسمى‬
‫الهوية الفردية)‪.‬‬
‫‪4‬ـ النظام العقابي (يرى انه ال بد من وضع أطباء وعلماء نفس في المحكمة للعمل إلى جانب المحلفين‬
‫وذلك لتحديد مسؤولية المتهم كما يرى أنه ال يصح تحديد عقوبة لكل جريمة ولكن تحدد عقوبة لكل‬
‫مجرم)‪.‬‬

‫كما نادى (تارد) بتصنيف السجناء حسب المستوى االجتماعي والتفريق بين سجناء المدن وسجناء‬
‫الريف كما نادى بالسجن االنفرادي لكي ال يتاح للمجرم المبتدئ االختالط بالمجرم القديم وكذلك نادى‬
‫باإلبقاء على عقوبة اإلعدام ولكن بطرق مريحة وبدون ألم‪.‬‬

‫مالحظات على نظرية التقليد‬

‫‪ 1‬ـ ـ ذكر أن عملية السلوك تتم من خالل التقليد وحده وأهمل العوامل األخرى مثل االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫‪2‬ـ كان يجب أن يدرك أن استجابة األشخاص تختلف من شخص إلى أخر فبعضهم يتأثر بدرجة سريعة‬
‫والبعض األخر يكون تأثيره بسيطًا بينما نجد البعض الثالث ال يتأثر على اإلطالق‪.‬‬
‫‪3‬ـ إذا كان السلوك اإلجرامي يتأثر بالتقليد وحده فلما ال تصبح معظم المجتمعات مجرمة بسببه‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بآراء (تارد) بالنسبة لنظام المحلفين والخبراء الطبيين والنفسيين ومحاكم األحداث‬
‫والعقوبة وتصنيف السجناء فقد كان لها أثر كبير على تفكير وسياسة علماء اإلجرام قديمًا وحديثًا حيث‬
‫أخذت بعض الدول بتطبيقها‪.‬‬

‫الصفحة‪16 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫ثالثًا‪ :‬نظرية االختالط التفاضلي لـ (سدرالند)‪:‬‬

‫تعني هذه النظرية أن كل شخص يتطبع بالطابع الثقافي المحيط به ويتشبه به ما لم يكن هناك ثقافات‬
‫أخرى تتصارع مع الثقافة المحيطة به وتوجهه إلى طرق أخرى مختلفة‪.‬‬

‫والتدريب على السلوك اإلجرامي في هذه النظرية يتطلب أمرين‪:‬‬

‫األمر األول هو ‪ :‬فن ارتكاب الجريمة أي الطرق والوسائل التي يحتاجها الفرد الرتكاب جريمته وتنفيذها‬
‫وهذا ما يسميه (التفكير الميكانيكي)‪.‬‬

‫األمر الثاني هو ‪ :‬تبرير التصرفات وتوجيه الدوافع والميول الرتكاب الجريمة وتوجيه الشخص ليتعلمها كما‬
‫يتعلم في ارتكاب الجريمة فإذا كان األشخاص الذين يحيطون بالفرد يحترمون القوانين فإنهم بذلك يوجهون‬
‫الشخص إلى الطريق السوي وإ ذا كان المحيطون بالشخص ال يحترمون القوانين المحيطة بهم فإنهم يوجهون‬
‫ميول ودوافع الشخص إلى طرق تخالف القانون وهذا ما يسميه (التفكير التكويني أو التاريخي)‪.‬‬

‫الطرق المؤدية إلى السلوك اإلجرامي‬

‫لقد وضع (سدرالند) تسع طرق تعتمد كل واحدة على سابقتها للعملية التي تؤدي بشخص معين إلى‬
‫االنخراط في السلوك اإلجرامي وهي‪:‬‬

‫‪1‬ـ أن أساس اإلجرام هو التعلم وليس الوراثة‪.‬‬


‫‪2‬ـ يتم التعليم عن طريق االتصال واالجتماع بالغير‪.‬‬
‫‪3‬ـ معظم االتصال يكون بين اإلفراد ذوي العالقات الوطيدة‪.‬‬
‫‪4‬ـ التدريب يتطلب تعلم فن ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫‪5‬ـ عملية التعليم للدوافع والميول تعتمد على األشخاص المحيطين بالفرد‪.‬‬
‫‪6‬ـ عندما يرجح الشخص آراء الذين يخالفون القوانين فأنه ينحرف وإ ذا كان تأييده لمن يحترمون‬
‫القوانين فأنه ال ينحرف وهذا هو مبدءا نظرية االختالط التفاضلي‪.‬‬
‫‪7‬ـ االختالط التفاضلي يختلف حسب التكرار واالستمرارية واألسبقية والعمق‪.‬‬
‫‪8‬ـ يتعلم السلوك اإلجرامي عن طريق االختالط باألشخاص المجرمين‪.‬‬
‫‪9‬ـ السلوك اإلجرامي تعبير عن الحاجات أو القيم العامة ولكنه ال يمكن أن يفسر بهذه القيم‬
‫والحاجات‪.‬‬

‫مالحظات على النظرية ‪:‬‬

‫(أنها تنفي النظريات البيولوجية والنفسية وكذالك االجتماعية التي تهتم بأشياء مادية ومحسوسة فمثُال ال‬
‫يرى أن االنحراف يمكن أن ينتج عن عدم االستقرار العاطفي أو بسبب التفكك العائلي)‬

‫الصفحة‪17 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫ذكر (سدرالند) أن المؤثرات الخارجية تؤثر بدرجة واحدة على جميع الناس بغض النظر عن‬
‫االختالف في التكوين العضوي و النفسي للفرد ‪ ,‬والمؤثرات الخارجية هي ال تؤثر بدرجة واحدة كما قال‬
‫ألن لكل إنسان تركيبه الخاص‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬نظرية الموسم أالنحرافي‪:‬‬

‫تقوم هذه النظرية على افتراضين هما ‪:‬‬


‫األول (إن االنحراف ال يقوم على نوعية الفعل بل على نتيجة الفعل او ما يوصف به الفاعل من قبل‬
‫اآلخرين وهذا هو الوسم أالنحرافي)‪.‬‬
‫الثاني (االنحراف عملية اجتماعية تقوم بين طرفين االنحراف نفسه ورد فعل اآلخرين تجاه هذا االنحراف)‪.‬‬

‫يرى (لميرت) أن مثل هذا السلوك يمكن أن يحدث على مستويات ثالثة وهي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ االنحراف الفردي (وهو الذي يمكن أن يرجع سببه إلى ضغوط نفسية داخلية)‪.‬‬
‫‪2‬ـ االنحراف االجتماعي (وهو الذي يحدث على مستوى التنظيم االجتماعي)‪.‬‬
‫‪3‬ـ االنحراف الظرفي (وهو الذي يحدث نتيجة تعرض اإلنسان لضغوط بيئية أو ظرفية ال يتاح‬
‫للفرد فيها أن يتمهل ويختار)‪.‬‬

‫ويؤكد (لميرت) أن االنحراف الفردي مستقل عن االنحراف الظرفي‪.‬‬

‫أن االنحراف بأشكاله الثالثة ال يحدث فجأة ولكن يحدث بالتدريج مبتدئًا بمحاوالت أولية ‪ ,‬وهذا ما‬
‫جعل (لميرت) يقسم االنحراف إلى انحراف أولي وثانوي‪.‬‬

‫األولي هو ‪ :‬ما يسلكه الفرد دون إرادة منه ويكون مكرهًا على ذلك مع علمه بأن ما يفعله شاذ وغير‬
‫صحيح ‪.‬‬

‫الثانوي هو ‪ :‬يقره الفرد بإرادته من غير إكراه على ذلك مدركًا ماهيته ونتائجه وطرق عمله‪.‬‬

‫ويضع (لميرت) عدة مراحل لتبلور واكتمال هذا االنحراف وهي‪:‬‬

‫‪1‬ـ يرتكب اإلنسان جريمته األولى لقياس رده فعل المجتمع‪.‬‬


‫‪2‬ـ يرد المجتمع على التصرفات بالمعاقبة‪.‬‬
‫‪3‬ـ يكرر ارتكاب الجريمة ولكن بنسبة أو كمية أكبر من األولى‪.‬‬
‫‪4‬ـ يرد المجتمع على التصرفات بعقوبة أشد ورفض أقوى من األولى‪.‬‬
‫‪5‬ـ يزداد االنحراف مصحوبًا بازدياد العداء للجهة المعاقبة‪.‬‬
‫‪6‬ـ يقوم المجتمع بردوده الفعلية الرسمية التي تضفي على الفاعل المجرم (الوسم اإلجرامي)‪.‬‬

‫الصفحة‪18 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪7‬ـ يزداد االنحراف لمجابهة المجتمع الذي أعطاه الوسم اإلجرامي‪.‬‬
‫‪8‬ـ في هذه المرحلة يقبل المنحرف صفة الوسم اإلجرامي مع محاولة التكيف مع عمله الجديد‬
‫كفرد منبوذ من المجتمع‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪( :‬العمليات االجتماعية والجريمة)‬

‫أن العمليات ذات العالقة بالتنظيم االجتماعي هي عمليات يمكن من خاللها تفسير االختالفات في‬
‫كمية الجريمة في مختلف المجتمعات وفقًا لالختالفات في التنظيم االجتماعي لكل مجتمع ‪ ,‬ومن أهم هذه‬
‫العمليات التي يشملها التفاعل االجتماعي العمليات التالية‪:‬‬
‫‪1‬ـ عملية التعاون ‪:‬‬
‫هي جهد إيجابي يبذل من قبل شخصين أو أكثر لتحقيق أهداف عامة مشتركة للحفاظ على وحدة‬
‫الجماعة واستمرارية مقومات الحياة االجتماعية والثقافية والسياسية واالقتصادية وما إلى ذلك ‪ ,‬وكلما صغر‬
‫حجم الجماعة كلما كان التعاون بين أفرادها أكثر وعلى العكس من ذلك ‪.‬‬
‫‪2‬ـ عملية المنافسة ‪:‬‬
‫هي عملية الشعورية تحدث عندما يتنافس األفراد لتحقيق مكاسب شخصية وهم في هذه العملية‬
‫ال يدركون أنهم ينافسون فردًا بعينه‪.‬‬
‫‪3‬ـ عملية الصراع ‪:‬‬
‫وهي عملية شعورية تحدث عندما تكون المنافسة ضد شخص معين ولسبب شخصي معين‬
‫كالمباريات الرياضية والصراع عملية مؤقتة ال يمكن أن تدوم إلى األبد ‪.‬‬
‫‪4‬ـ عملية التوفيق ‪:‬‬
‫وهي عملية لتسوية المشاكل الواقعة بين طرفين نتيجة للصراعات وهي عملية للتخفيف من حدة هذه‬
‫الصراعات والتوصل إلى حل يرضي الطرفين ‪.‬‬
‫‪5‬ـ عملية االستيعاب أو التمثيل االجتماعي ‪:‬‬
‫وهي عملية امتصاص للخالفات والتباين الموجود في المجتمع ويحدث بصورة بطيئة ‪.‬‬

‫وسندرس فيما يلي العمليات االجتماعية األساسية التي تحدث في المجتمع والتي لها عالقة بالسلوك‬
‫اإلجرامي ‪.‬‬

‫الصفحة‪19 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫أوًال‪ :‬عدم التنظيم االجتماعي والجريمة ‪:‬‬

‫يستعمل هذا المفهوم من قبل علماء االجتماع للداللة على كثير من العوامل االجتماعية التي تحدث‬
‫في المجتمع ذي الطابع السيئ التنظيم وقد يقصد به عدم التوافق أو عدم التكيف أو عدم االنسجام مع أنظمة‬
‫وعادات وتقاليد المجتمع أو الصراع أو عدم التناسق مع ثقافة المجتمع ‪.‬‬

‫كما يرى بعض علماء االجتماع أن عدم التنظيم االجتماعي يحدث نتيجة لعدم تكافؤ طرفي الثقافة في‬
‫المجتمع نفسه ‪.‬‬

‫كلما ساء التوافق االجتماعي فإن سلوك الفرد يمكن أن يتخذ أي شكل من أشكال السلوك اإلجرامي ‪,‬‬
‫ولقد كانت معظم دراسات السلوك اإلجرامي تتناول موضوع عدم التنظيم االجتماعي كأساس للدراسة‪.‬‬

‫لقد ذكر األستاذ األمريكي (روبرت مرتون) بعض نتائج عدم التنظيم االجتماعي التي تتميز به‬
‫المجتمعات الكبيرة في الوقت الحاضر وهذه المجتمعات تتميز بالنقاط التالية ‪:‬‬

‫‪1‬ـ الرغبة الوقتية لمختلف الطبقات لجمع المال بشتى الطرق‪.‬‬


‫‪2‬ـ الطبقات المحرومة ترى أن السبب هو عدم عدالة القانون‪.‬‬
‫‪3‬ـ تسلك هذه الطبقات المحرومة طرقًا أخرى تتنافى مع القانون عند الحاجة‪.‬‬
‫أن عدم توفر العدالة والمساواة بين أعضاء المجتمع يؤثر نفسيًا على تصرفات هؤالء األعضاء ولكن‬
‫بدرجات مختلفة‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬التغير االجتماعي والصراع الثقافي ‪:‬‬

‫التغير االجتماعي يرى كثير من العلماء أنه يحدث داخل المجتمع أي هو األعمال والتفاعالت التي‬
‫تحدث بين أفراد المجتمع وما ينتج عن ذلك من سلوك‪.‬‬

‫التغير الثقافي هو التغيرات التي تطرأ على العادات والتقاليد داخل األسرة والمجتمع أو التي تطرأ‬
‫على مستوى الفرد الطبقي وعلى الدخل والمكانة االجتماعية وكل ما يستجد في أساليب المعرفة العلمية‪.‬‬

‫وقد يرى بعض الباحثين دمج التغير االجتماعي والثقافي في تعبير واحد فيرون أن التغير االجتماعي‬
‫هو كل تغير يلحق بالتنظيم االجتماعي للمجتمع من جهة وكل تغير يصحب عناصر ثقافة ذلك المجتمع من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫أسباب حدوث الصراع الثقافي ‪:‬‬

‫‪1‬ـ تباين االتصال الثقافي بين ثقافتين تعيش كل منها بجانب األخرى‪.‬‬
‫‪2‬ـ عندما يكون الصراع بين ثقافتين فالدولة المسيطرة تحاول فرض ثقافتها على الدولة األخرى‪.‬‬
‫الصفحة‪20 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪3‬ـ عندما يكون الصراع ناتجًا عن هجرة أفراد من مجتمع معين إلى أخر نقلوا ثقافتهم معهم إلى المجتمع‬
‫الجديد‪.‬‬

‫يرى بعض علماء علم النفس الطبي وعلماء االجتماع أن الصراع قد يؤدي إلى زيادة نسبة الجريمة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬حركة السكان والسلوك اإلجرامي‪:‬‬

‫المقصود بحركة السكان هو هجرة السكان من مكان إلى أخر وتحركهم في السلم االجتماعي بين‬
‫أفراد المجتمع ‪ ,‬أن في حركة السكان مزايا معينة فانتقال السكان من بلد إلى أخر يؤدي بالضرورة إلى نقل‬
‫أفكار وعادات وتقاليد وثقافات تفيد المجتمع إال أن لحركة السكان كذلك سلبيات منها ‪:‬‬

‫‪1‬ـ تسبب في تكدس السكان في مكان دون أخر‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ ال تقف الهجرة عند التجمع في مكان دون األخر بل أن اندماجهم في المجتمع الجديد يصاحبه عدد من‬
‫المشاكل االجتماعية‪.‬‬
‫‪3‬ـ الهجرة السكانية تفقد المجتمع طابع التوافق السكاني أي تفقدهم االنتماء االجتماعي‪.‬‬

‫أن حركة السكان جزء من التغيير االجتماعي للمجتمع وعندما تتأثر المؤسسات األساسية في ضبطها‬
‫االجتماعي كالعائلة والجيران فإن هذا التغير السريع ربما يحدث عدم انضباط وعدم مباالة تجاه األنظمة‬
‫العائلية‪ ,‬وقد توصلت بعض الدراسات إلى وجود عالقة بين الهجرة السكانية وبين نسبة السلوك اإلجرامي ‪,‬‬
‫كما أوضحت دراسات أن معظم األطفال المنحرفين يسكنون في أماكن تتميز بكثرة تنقل سكانها‪.‬‬

‫الباب الخامس ‪( :‬العوامل االجتماعية والسلوك اإلجرامي)‬


‫الفصل األول ‪( :‬العامل الديني وسلوك اإلنسان)‬

‫إن الدين ليس فقط مجرد إقامة الشعائر الدينية والعبادات ‪ ,‬ولكنه يشمل أعمال الشخص وتصرفاته‬
‫في أعماله اليومية سواء كان ذلك في بيته أو في عمله وهو يعد عنصرًا أساسيًا من عناصر تنشئة المجتمع‬
‫تنشئة مستقيمة‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬الثقافة الدينية‪:‬‬

‫إن مجرد ثقافة الشخص أو باألصح معرفته ألسس الدين ال تكفي لكي يعتبر الفرد متدينًا ‪ ,‬إن انتشار‬
‫الثقافة الدينية بين أفراد مجتمع من المجتمعات ال يعني بتاتًا ارتفاع المستوى الخلقي للفرد وعدم ارتكابه‬
‫للجرائم وانخفاض نسبة هذه الجرائم‪.‬‬

‫إن الدين ليس مجرد أقوال وثقافة وإ نما هو قول وعمل وتطبيق ما ورد فيه من تعاليم ‪ ,‬ومن كانت‬
‫أعماله تتفق مع التعاليم الدينية وخالصة من الشوائب فإن ذلك سوف ينعكس على سلوكه في المجتمع‪.‬‬
‫الصفحة‪21 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫إن الدين بما له من تأثير إيجابي على نفسية الفرد غالبًا ما يحول بين ذلك الفرد وبين ارتكاب‬
‫الخطيئة أو الجريمة ‪ ,‬لذا فقد رأي المفكرون من علماء االجتماع ورجال التربية والعاملون في الضبط‬
‫االجتماعي أن الدين يشكل حجر األساس في المناهج اإلصالحية والتوجيهية‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬اإلحصاءات والعامل الديني‪:‬‬

‫إن كثيرًا من اإلحصاءات اآلتية أغفلت هذا العامل المهم إال وهو عامل العمل بتعاليم الدين فقد أخذ‬
‫الباحثون في دراسة تباين األديان لدى نزالء السجون إلظهار تفاوت معدالت الجريمة والجنوح في أكثر من‬
‫مجتمع‪.‬‬

‫ففي أوربا وجد أن طائفة الكاثوليك بالذات هي أكثر إجرامًا من البروتستانت وأن الطائفة اليهودية‬
‫هي أقل الطائفتين تورطًا في الجريمة‪.‬‬

‫وقد وجد األستاذ األمريكي (دون) أن نزالء السجن واألحداث من طائفة البروتستانت يشكلون الغالبية‬
‫العظمى من مجموعة النزالء‪.‬‬

‫أن مثل هذه الدراسات ال تعطي دليًال قاطعًا على أن الفرد ملتزم دينيًا ومطبق لتعاليم دينه قوًال‬
‫وعمًال ‪ ,‬بل أن مثل هذه األشياء الدقيقة من األمور الذاتية الشخصية نادرًا ما يصيب الباحث كبد الحقيقة في‬
‫تقديره لها‪ ,‬ومن الصعب أن يدرك صدق الشخص ‪ ,‬وهي أيضا لم تظهر ما هي العالقة الوظيفية بين أداء‬
‫الشخص لبعض الشعائر الدينية وبين مدى تدينه الحقيقي والتزامه بالقيم الدينية الصحيحة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬أهمية التشريع اإلسالمي في ضبط السلوك‪:‬‬

‫إن التشريع اإلسالمي يستمد سلطته من الخالق سبحانه ويعتمد في سلطته على وازع الضمير الذي‬
‫يوجه اإلنسان ويتحكم في تصرفاته ‪ ,‬ومهما تستر اإلنسان على أعماله فإنه ال فالت له من عقوبة اآلخرة ‪,‬‬
‫أن ضمير اإلنسان المؤمن حقًا يكون حيًا يرعى حرمات اهلل في السر والعالنية‪.‬‬

‫أن سلطة الضمير المؤمن على اإلنسان أقوى من أي سلطة خارجية ‪ ,‬كذلك الضمير يسهل اإلثبات‬
‫وعند مشاهدة إنسانًا أخر وهو يرتكب جريمة ضد المجتمع فإنه يبلغ عنه تنفيذًا لحكم اهلل‪.‬‬

‫وقوة الضمير أن الرجل كان يأخذ ولده إلى الرسول صلى اهلل عليه وسلم ليقيم عليه الحد إذا وجب‬
‫عليه الحد‪.‬‬

‫نماذج من أثر اإلسالم في تطهير النفس ‪:‬‬

‫‪1‬ـ قصة المرأة الغامدية حينما جاءت إلى الرسول صلى اهلل عليه وسلم وقالت له (إني زنيت فطهرني)‬
‫ردها الرسول صلى اهلل عليه وسلم مرة بعد أخرى إلى أن ولدت وجاءت بولدها وبيده كسرة من خبز‬
‫فأمر برجمها‪.‬‬
‫الصفحة‪22 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪2‬ـ قصة ماعز حينما جاء إلى الرسول صلى اهلل عليه وسلم معترفًا بالزنا ورده الرسول ثالث مرات حتى‬
‫أصر على اعترافه في الرابعة فرجم ‪ ,‬وما كان يرجم ماعز لو لم يأت معترفًا وضميره المؤمن يريد‬
‫أن يتطهر‪.‬‬

‫أن الدين هو أبرز الطرق التي تزرع السلوك السوي في نفس الفرد ويربى الضمير اإلنساني ‪,‬‬
‫وتطبيق الشريعة اإلسالمية السمحاء له جليل األثر على تصرفات وسلوك اإلنسان‪.‬‬

‫الدين ودعوته للتحلي باألخالق الحميدة لتعديل السلوك ‪:‬‬

‫‪1‬ـ األخالق ومكانتها في اإلسالم‪.‬‬


‫‪2‬ـ اثر األخالق في تربية الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫‪3‬ـ محاسبة النفس وتهذيبها‪.‬‬
‫‪4‬ـ الحث على الوفاء بالوعد لتسود األمانة‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪( :‬الجماعات األولية والسلوك اإلجرامي)‬


‫المبحث األول ‪( :‬األسرة ودروها في سلوك الفرد)‬

‫إن العائلة هي من الجماعات األولية ذات العالقة الوطيدة بالمولود الجديد الذي تحضنه منذ والدته‬
‫وتزوده بالمعرفة الضرورية ليقابل متطلبات الحياة ويعيش في المجتمع ‪ ,‬فهي تكمل حاجاته الطبيعية‬
‫األساسية واالجتماعية والنفسية وذلك لشعوره باألمن والحماية والرعاية والعطف فيها فيدرك أنه جزء منها ‪,‬‬
‫وقد تعرضت العائلة في الوقت الحاضر إلى تغيرات في كيانها ووظائفها فقد فقدت كثيرًا من وظائفها‬
‫التربوية والدينية واالجتماعية واالقتصادية والسياسية وهذا بال شك له تأثير كبير على نمو الفرد وسلوكه ‪,‬‬
‫إن األسرة هي مسئولة عن بناء شخصية الطفل وبالتالي عن نمط سلوكه ‪ ,‬والعائلة هي أهم مرحلة من‬
‫مراحل النمو الجسمي والنفسي واالجتماعي‪.‬‬
‫هناك دراسات كثيرة تناولت أسباب جنوح وعالقته باألسرة وبعض الدراسات يرى أن األسرة‬
‫المفككة لها دور فعال في تكوين السلوك اإلجرامي لدى الطفل وبعضها يرى خالف ذالك‪.‬‬
‫ووجود الطفل في بيئة أسرية غير مالئمة ربما يكون من األسباب ذات العالقة الوطيدة في إيجاد‬
‫البيئة المالئمة لالنحراف السلوكي ‪ ,‬كما أن هناك دراسات أخرى ترجع انحراف األطفال إلى انحراف‬
‫الوالدين فالطفل مقلد ممتاز وهو يتأثر بكل ما يحيط به من سلوك‪.‬‬
‫من الصفات العامة لألسرة المفككة ذات العالقة بجنوح الفرد كما يراها (سدرالند) هي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ البيوت التي يكون بعض أفرادها من ذوي الميول اإلجرامية أو الذين يتناولون المشروبات الكحولية‪.‬‬

‫الصفحة‪23 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪2‬ـ إذا كان الوالدان أو احدهما غائبًا بسبب الوفاة أو الطالق أو هجر‪.‬‬
‫‪3‬ـ انعدام الضبط االجتماعي في البيوت‪.‬‬
‫‪4‬ـ إذا كان التحكم المطلق في العائلة بيد شخص واحد أو كان فيها تحيز في المعاملة بين األفراد‪.‬‬
‫‪5‬ـ إذا كان هناك تعصب عنصري او ديني بين أفراد األسرة‪.‬‬
‫‪6‬ـ األسرة المعزولة ألي سبب‪.‬‬

‫وفي دراسة أخرى في سبب جنوح األحداث قام بها (شليدون جلوك) فوجد فيها ما يلي‪:‬‬

‫‪1‬ـ عند مقارنة األطفال الجانحين مع غيرهم وجد أنهم أكثر تغييرًا لبيوتهم من غيرهم‪.‬‬
‫‪2‬ـ األطفال الجانحون يسكنون في بيوت غير صحية ومزدحمة بالسكان‪.‬‬
‫‪3‬ـ األوالد المنحرفين ال يعيشون مع الوالدين ألي سبب‪.‬‬
‫‪4‬ـ عن األوالد المنحرفين ال يحترمون والديهم وال يحترمون عادات وتقاليد األسرة‪.‬‬
‫‪5‬ـ تمتاز البيوت التي ينتمي إليها ذوو السلوك المنحرف بالتفكك واالفتقار إلى القيم واألخالق‪.‬‬
‫‪6‬ـ يكون حجم أسرة الجانح في الغالب أكثر من غيرها عددًا‪.‬‬
‫لقد أدرك الرسول صلى اهلل عليه وسلم أهمية معاملة األطفال وأوضح أن المساواة بينهم في العطف‬
‫والحنان لها تأثير على نفسية الطفل وبالتالي على سلوكه السليم في المجتمع‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪( :‬دور الحي في السلوك)‬
‫يقصد بالحي المنطقة التي يقطن فيها الفرد مع من فيها من الجيران ‪ ,‬بالحي يهيئ لألسرة كثيرًا من‬
‫االتصاالت واالختالط وهذا بدوره يؤثر على سلوك الفرد حيث يتخلق الفرد بقيم وتعاليم وعادات المجتمع‬
‫المحيط به ‪ ,‬فإذا كان الحي فاسدًا فإنه يساعد على إيجاد البيئة المالئمة الرتكاب الجريمة‪.‬‬

‫عناصر الحي الفاسد كما ذكرت بحوث عدة ‪:‬‬

‫‪1‬ـ الحي المزدحم بسكانه الفقراء الذي تنتشر فيه الرذيلة ‪.‬‬
‫‪2‬ـ الحي الفقير جدًا الذي تحدث فيه السرقات البسيطة كجزء من الحياة اليومية‪.‬‬
‫‪3‬ـ الحي المغلق طبيعيًا الذي توجد فيه فوارق اجتماعية‪.‬‬
‫‪4‬ـ الحي الذي يسكنه أفراد غير متزوجين وغير متجانسين‪.‬‬
‫‪5‬ـ حي ألقلية معينة من البشر‪.‬‬
‫‪6‬ـ الحي الذي تكثر فيه الجرائم الجنسية وطرق االبتزاز‪.‬‬
‫‪7‬ـ أحياء عادة تكون ريفية يستخدمها المجرمون لالختفاء فيها أحيانًا وأحيانًا يستخدمونها مسكنًا سري‪.‬‬

‫وجود األطفال في مثل هذا الحي الفاسد يمهد لهم شتى سبل االنحراف ‪ ,‬واألطفال بطبيعتهم يميلون‬
‫إلى التقليد وحب االستطالع وحب الشيء الغريب‪.‬‬

‫الصفحة‪24 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫أن الحي هو حلقة االتصال بين األسرة والمجتمع‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪( :‬دور الرفقة في السلوك)‬

‫يختار الطفل عادة أصدقاء له يقضي وقت فراغه معهم وهو يختار منهم من تتفق ميولهم مع ميوله‬
‫وكذلك الشاب يختار شابًا مثله له تقريبًا نفس الصفات ونفس األهواء والرغبات والنزعات والمنزلة‬
‫االجتماعية والفرد خالل هذا االختيار تكون له عالقات اجتماعية جديدة تختلف عما عهده داخل األسرة‪.‬‬

‫وجود الفرد بين أصحاب اللعب يقوده إلى الوالء والطاعة وإ لى التعصب لهذه الجماعة والدفاع عن‬
‫قواعد هذه الجماعة ‪ ,‬فاألحداث غالبًا يكونون مع بعضهم البعض يشاركون في أعمالهم معًا وهذه الجماعات‬
‫يطلق عليها العصبة وهذا ال يعني أن نشاط أي عصبة هو نشاط انحرافي ولكنها تشكل أرضية صالحة لنمو‬
‫الجريمة والجنوح لكون معظم أفراها يتألفون في الغالب من أطفال هاربين من عائالتهم فيصبحون بدون‬
‫رقابة وضبط وهؤالء يكونون مهيئين لالنحراف عند أي فرصة مناسبة‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪( :‬التعليم ودره في السلوك)‬

‫إن عملية التعليم جزء من التنشئة االجتماعية التي ال تكون المدرسة وحدها المسؤولة عنها ‪ ,‬لذا كان‬
‫تحديد أهداف وبرامج المدرسة وتعيين واجبات المعلم أمرًا ضروريًا لكي تقوم المدرسة بتأدية خدمتها‬
‫للمجتمع‪.‬‬

‫هناك بعض األشخاص يرون أن مهمة المدرسة تقتصر فقط على تقديم وتعليم محتويات العلوم‬
‫المقررة بالمدرسة غير أن مهمة المدرسة ال تقف عن هذا الحد بل تتعدى ذلك إلى تنشئة صالحة مستمرة‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ ( :‬المؤسسة التعليمية والعوامل التي ربما تكون السبب في تقصيرها)‬

‫‪1‬ـ اختالف المستوى التعليمي بين طالب المدارس‪.‬‬


‫‪2‬ـ ليس في وسع المدرسة أن تقدم التعليم لكافة أفراد المجتمع ‪.‬‬
‫‪3‬ـ تخفق المؤسسة التعليمية في كثير من األحيان في إرشاد وتوجيه الطلبة‪.‬‬
‫‪4‬ـ كثرة الهروب والتغيب عن المدرسة قد يكون سببًا في االنحراف‪.‬‬

‫أن البيت والمدرسة ال يمكن أن يكونا مسئولين مسؤولية تامة عن االنحراف الذي يسلكه أوالدهم لكن‬
‫تقصيرهم في عدم إحاطة األطفال بما يحتاجونه في تعاملهم اليومي في مجتمعهم قد يكون سببًا غير مباشر‬
‫في جنوح األطفال‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪( :‬آراء الباحثين عن دور التعليم في السلوك اإلجرامي)‬

‫الصفحة‪25 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫لقد اختلف الرأي في شأن التعليم وأثره على السلوك اإلجرامي وفيما يلي بعض اآلراء‪:‬‬
‫‪1‬ـ (بونجر) يتجه إلى فكرة أن انتشار األمية يعتبر من األسباب المؤدية إلى االنحراف في السلوك‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ (جاروفالو) يتجه إلى أن انتشار التعليم ال يعد من العوامل التي تقاوم اإلجرام‪.‬‬
‫‪3‬ـ (ايتين جريف) يتجه إلى أن المجرم بوجه عام أدنى تعليمًا من غيره‪.‬‬
‫‪4‬ـ (سدرالند) يتجه أن المدرسة ليست مخصصة في جوهرها لمنع الجريمة‪.‬‬

‫هناك كثير من االعتقادات السائدة تبين أن ارتفاع مستوى التعليم يساعد على مكافحة الجريمة‬
‫وارتفاع مستوى األميين يساعد على ارتفاع نسبة الجريمة ولكن هذه اآلراء لم تثبت باإلحصاءات الدقيقة‬
‫كدليل قاطع‪.‬‬

‫أن مستوى التعليم ال يكفي وحدة أن يكون مؤشرًا سليمًا دقيقًا لمعرفة سبب اإلجرام ‪ ,‬فالتعليم لكي‬
‫يعتبر عامًال من عوامل خفض الجريمة أو مكافحتها ال بد أن تتوفر فيه الشروط التالية‪:‬‬

‫‪1‬ـ أن يكون التعليم قد أسس على مستوى عال من األخالق وهذا يكون عن طريق (اختيار‬
‫المدرسين ذوي األخالق الحميدة والخصال النبيلة ‪ ,‬وأن تكون المواد الدراسية ذات صبغة‬
‫قيمة)‪.‬‬
‫‪2‬ـ مستوى التربية البد أن تكون التربية سليمة تهدف إلى تهذيب النفس‪.‬‬
‫‪3‬ـ التوجيه السليم في النواحي الدراسية فالفرد يحتاج في كثير من األحيان إلى نوع من التوجيه‬
‫حتى يمكن أن يختار ما هو مناسب لنفسه‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪( :‬الوسط الطبيعي المحيط بالفرد وأثره على السلوك)‬

‫يقصد بالوسط المحيط بالفرد الذي يعيش فيه سواء كان مدينة أو قرية وكذلك العوامل المحيطة به‬
‫مثل درجة الحرارة والمناخ وتغير فصول السنة‪.‬‬

‫أن من الصعب تحديد الطريقة التي يمكن بها قياس نطاق الحضر والريف في أي شعب من الشعوب‬
‫وهناك عدة طرق كانت وما زالت تستعمل في التمييز بين النطاق الحضري والريفي وهي‪:‬‬

‫‪1‬ـ األخذ بعدد السكان فإذا كان عدد السكان لمكان ما يقل في المتوسط عن ألفين وخمسمائة نسمة اعتبرت‬
‫المنطقة ريفية وتعتبر حضرية إذا كان ما فيها من سكان يفوق هذا العدد‪.‬‬

‫وتعداد السكان وحدة ال يكفي كقياس للتميز بين الريف والحضر‪.‬‬

‫‪2‬ـ أهل الريف يتمسكون بالدين ويقتصرون في نفقاتهم وهم اتكاليون والفردية توجد بصفة نادرة ‪ ,‬أما أهل‬
‫الحضر فيحتفظون بعالقاتهم االجتماعية وهم واقعيون ولهم آراؤهم الخاصة‪.‬‬
‫‪3‬ـ في الريف تكون التنشئة االجتماعية قوية ‪ ,‬أما في الحضر فالروابط األسرية ال تكون قوية‪.‬‬
‫الصفحة‪26 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫واالعتقاد السائد هو أن نسبة اإلجرام في المدن تفوق نسبة اإلجرام في الريف ‪ ,‬وإليضاح مدى تأثر‬
‫الحضر أو الريف على نسبة الجريمة هناك طريقتان هما ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ يتم إيضاح نسبة اإلجرام لألفراد المشتغلين بالزراعة وتقارن بنسبة اإلجرام لألفراد العاملين بغير‬
‫الزراعة‪.‬‬
‫‪2‬ـ توضح نسبة إجرام الفرد في الحضر وتقارن مع نسبة اإلجرام في الريف‪.‬‬

‫وقد الحظ بعض الباحثين أن نسبة جرائم االعتداء على المال تزداد كلما تضاعفت الثروة في الريف‪.‬‬

‫وقد يرجع السبب في ارتفاع نسبة الجريمة في المدن عنه في القرى لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪1‬ـ تمسك أهل القرى بدينهم على نحو أكثر من سكان المدن‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أهل القرى ما يزالون متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم التي من شأنها أن تقيد التصرفات الغريبة‪.‬‬
‫‪3‬ـ التنشئة االجتماعية في القرى أقوى منها في المدن‪.‬‬
‫‪4‬ـ التوافق االجتماعي في المستوى المعيشي والثقافي والحرفي بين سكان القرية متقاربًا‪.‬‬
‫‪5‬ـ قلة عدد سكان القرى عنه في المدن فكثرة السكان تولد احتكاكًا‪.‬‬
‫‪6‬ـ سكان القرى متجانسون بعكس سكان المدن‪.‬‬
‫‪7‬ـ تجمع معظم األجانب في المدن عنه في القرى واألرياف‪.‬‬

‫الفصل الخامس ‪( :‬الحالة االقتصادية والسلوك اإلجرامي)‬

‫تعتبر الحالة االقتصادية من العوامل الخارجية الهامة في دراسة السلوك والشيء المقصود في هذا‬
‫البحث معرفة ما إذا كان للفقر دور حقيقي في ظاهرة السلوك اإلجرامي‪.‬‬

‫منذ قرون بعيدة أكد كثير من الناس صلة الفقر بالسلوك اإلجرامي ‪ ,‬وقد رأي أفالطون أن السبب‬
‫األول والمهم من أسباب السلوك اإلجرامي هو حب الثروة والجشع المادي ‪ ,‬أما في العصر الحديث فقد قام‬
‫كثير من علماء السلوك اإلجرامي بأبحاث كثيرة بعضها يؤيد النظرية التقليدية من أن الفقر أهم سبب من‬
‫أسباب االنحراف والبعض األخر يدخل عليها بعض التعديالت أو يرى عدم األخذ بها‪.‬‬

‫أما الدراسات األخرى فقد درست التنظيم االقتصادي العام للمجتمع ‪ ,‬وقد أوضحت أن نسبة بعض‬
‫الجرائم ترتفع في أوقات األزمات االقتصادية كما أنها تنخفض خالل الرخاء االقتصادي‪.‬‬

‫أن العامل االقتصادي ليس موقوفًا على جرائم المال فحسب ولكن له صلة بجرائم أخرى فكثير من‬
‫الجرائم يكون سببها ماديًا كاإلجهاض وقتل األطفال وهجرهم واالعتداء على الغير‪.‬‬

‫الفصل السادس ‪( :‬عالقة المستوى الحضاري باالنحراف السلوكي)‬


‫الصفحة‪27 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫التطور الحضاري هو الذي يطرأ على حياة مجتمع من المجتمعات سواء من الناحية المادية أو‬
‫السياسية أو االجتماعية أو الفكرية ‪.‬‬
‫فكثير من العلماء ادعوا أن التطور الحضاري يعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى السلوك‬
‫اإلجرامي‪ ,‬إن بعض الباحثين يرى أن اإلجرام سببه الحضارة بينما يرى البعض األخر أن أثر الحضارة‬
‫على ذلك أثر ضعيف‪.‬‬
‫وحجة من يرى أن الحضارة هي سبب اإلجرام أن الناس جميعًا يولدون طاهرين متساوين ولكن‬
‫الحضارة تدنهم بمرور الوقت حيث تولد فيهم الحقد والبغضاء وتؤدي بهم إلى االنحراف عن الطرق‬
‫المستقيمة‪.‬‬
‫وعلى العكس من ذلك يقول بعض المفكرين إن البشر إال األنانية المجسمة في شخصياتهم والحضارة‬
‫ممثلة بالدولة هي السبيل األمثل لكبح جماحهم‪.‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬أن التطور االجتماعي المفاجئ يعتبر عامًال قويًا في تهيئة جو مناسب للسلوك‬
‫اإلجرامي‪.‬‬
‫الفصل السابع ‪( :‬وسائل اإلعالم وتأثيرها على سلوك الفرد)‬
‫كثيرًا ما نوقشت وسائل اإلعالم المختلفة وصلتها بالسلوك سواء كان ذلك ايجابيًا أو سلبيًا ومن أهم‬
‫هذه الوسائل الصحف والمجالت ‪ ,‬والكتب ‪ ,‬والمذياع ‪ ,‬والسينما ‪ ,‬والتلفزيون‪.‬‬

‫إن نشر أحداث الجريمة على صفحات الصحف والمجالت أو عرضها على شاشة التلفاز يؤثر بال‬
‫شك على المشاهد ولكن بدرجات متفاوتة وفي هذا الصدد ذكر أحد أطباء األمراض العقلية أن هذا األمر قد‬
‫يزود المطلع عليه بأفكار إجرامية وأسلوب إجرامي جديد‪.‬‬

‫وفيما يلي سنتطرق لبعض وسائل االتصال وتأثيرها في السلوك ‪:‬‬

‫أوًال‪ :‬الصحف ‪:‬‬

‫في هذه األيام تعرض بعض الصحف تفاصيل الجرائم رغبة منهم في زيادة التسويق فتقوم بعرض‬
‫عنوان الجريمة بحروف كبيرة وتدعمها بصورة مثيرة رغبة منها في جذب المشترين دون أي اعتبار لتأثير‬
‫ذلك على أفراد المجتمع‪.‬‬
‫االنتقادات التي وجهت للصحف من حيث عالقتها بزيادة نسبة األجرام‬

‫‪1‬ـ تعلم األفراد طرقًا متعددة وفنية الرتكاب الجريمة‪.‬‬


‫‪2‬ـ توحي بأن االنحراف ظاهرة اعتيادية في المجتمع وأنه ال مفر منها‪.‬‬
‫‪3‬ـ تدفع األحداث إلى االتجاه لألسلوب اإلجرامي‪.‬‬

‫الصفحة‪28 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪4‬ـ تصور مدى جدوى الجريمة ومردودها على المجرمين‪.‬‬
‫‪5‬ـ تصور المجرم كرجل شجاع‪.‬‬
‫‪6‬ـ تصور بعض المجرمين بطرق تجعل اإلنسان يعطف عليهم‪.‬‬
‫‪7‬ـ توجيه العداء ضد رجال األمن‪.‬‬
‫إن كثيرًا من الباحثين االجتماعيين يوافقون على أن نشر الجرائم من خالل وسائل اإلعالم سبب من‬
‫أسباب السلوك اإلجرامي ‪ ,‬وهناك آخرون يقولون بأن نشر أخبار المجرمين أمر ضروري إليقاظ ضمير‬
‫المجتمع وتنبيهه إلى إن نسبة الجريمة قد زادت‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬السينما والتلفزيون ‪:‬‬

‫إن ما قيل عن دور الكتب في ارتكاب الجرائم يمكن أن يقال كذلك عن السينما والتلفزيون فمن‬
‫الممكن أن يكون تأثير األشياء المرئية على المشاهد وعلى نمط سلوكه أكثر من غيرها‪.‬‬

‫ومن بين االنتقادات أن السينما ذات تأثير سيء على المشاهدين لكونها تعرض بشكل مشوق كل‬
‫شيء عن المجرم والجريمة فهي تصور المجرم كبطل قادر على التخلص من أثر الجريمة وعلى التهرب‬
‫من وجه العدالة‪.‬‬

‫وعن مدى تأثير السينما على الجنسين فقد وجدت الدراسات إن الذكور في الغالب يميلون إلى‬
‫مشاهدة أفالم العنف والقسوة والمغامرات بينما تميل اإلناث إلى مشاهدة األفالم الغرامية‪.‬‬

‫وما قيل عن السينما يمكن أن يقال عن التلفزيون بل إن التلفزيون يفوق السينما لعرضه نوعيات‬
‫مختلفة من األفالم باإلضافة إلى انه في متناول أيد كثيرة من الناس‪.‬‬

‫الباب السادس ‪( :‬إدمان المشروبات الروحية والمخدرات والسلوك اإلجرامي)‬

‫الفصل األول ‪( :‬إدمان المسكرات والسلوك اإلجرامي)‬

‫كثير من الناس يرى أن السبب في تعاطيه للكحول هو للمجاراة كاالسترخاء أو النوم أو لزيادة‬
‫الحيوية واإلنتاج‪.‬‬

‫أن االعتذار والتبريرات السابقة الستعمال الكحول ‪ ,‬ال تعطي الحق للفرد في استعمال هذا المسكر‬
‫ألن هذه المبررات شخصية اتخذها اإلنسان ليخفف من االنتقادات التي توجه إليه لكي يلقي لومه على‬
‫اإلدمان على غيره‪.‬‬

‫المبحث األول ‪( :‬أسباب إدمان الخمر)‬

‫اإلدمان على الخمر يشبه اإلمراض المعدية ‪ ,‬مثل مرض السل ‪ ,‬وفيما يتعلق باإلدمان هناك عوامل‬
‫تتعلق بالمادة نفسها التي يدمن عليها الشخص‪.‬‬
‫الصفحة‪29 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫وفيما يلي نلقي الضوء على جزء من العوامل ‪:‬‬
‫‪1‬ـ تركيب المادة وخواصها (نجد أن تركيب الحشيش يختلف عن تركيب الخمر كما يختلف عن‬
‫تركيب عقاقير الهلوسة ‪ ,‬هذا االختالف الكيميائي يؤدي بالتالي إلى التباين واالختالف في ظهور‬
‫اإلدمان)‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ طريقة االستعمال (إن الشخص الذي يأخذ العقار عن طريق االستنشاق أو عن طريق الفم يختلف‬
‫عن الشخص الذي يأخذه عن طريق الوريد)‪.‬‬
‫‪3‬ـ سهولة الحصول على المسكر وتوفره (كلما كانت المادة متوفرة كلما كان الحصول عليها متيسرًا‬
‫وبالتالي كان اإلدمان عليها أسهل)‪.‬‬
‫‪4‬ـ تأصل المسكر في المجتمع (كلما كان الخمر معروف ومستعمل منذ زمن طويل كلما كان‬
‫االستعداد لحدوث اإلدمان أكثر)‪.‬‬
‫شخص المدمن‪:‬‬
‫هناك بعض الدراسات تقول إن حالة اإلدمان حالة موروثة ولكن هذا األمر لم تثبت صحته وهو غير‬
‫مؤكد كما أنه ال يوجد شخص له صفات نستطيع على ضوئها التنبؤ إن كان هذا الشخص سيصبح مدمنًا‬
‫على الخمر ‪ ,‬ولكن ثبتت مؤخرًا أن هناك بعض الصفات تظهر بشكل خاص في األشخاص الذين‬
‫سيصبحون مدمنين على الخمر ومن هذه الصفات ‪:‬‬
‫‪3‬ـ سرعة التوتر والقلق من المواقف البسيطة ‪.‬‬ ‫‪2‬ـ عدم المثابرة ‪.‬‬ ‫‪1‬ـ سرعة اليأس ‪.‬‬
‫‪4‬ـ عدم النضوج النفسي ‪5 .‬ـ صورته عن نفسه مشوهه ومهزوزة ‪6 .‬ـ يعاني أحيانًا من االحتقار النفسي ‪.‬‬

‫أن بعض األمراض النفسية ربما تؤدي إلى اإلدمان‪.‬‬

‫األمراض الجسمية‪:‬‬

‫أن األمراض الجسمية ال تؤدي باإلنسان إلى اإلدمان على الخمر ولكنها قد تؤدي به إلى اإلدمان‬
‫على المورفين واألفيون‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪( :‬المشاكل الصحية الخطرة الناتجة عن اإلدمان)‬

‫لإلدمان مشاكل عديدة منها االجتماعية والصحية ومن اآلثار الجسمية لإلدمان االلتهاب المزمن‬
‫للمعدة ويصاحب ذلك عسر الهضم المزمن والقيء والقرحة في المعدة والإثنى عشري والتهاب البنكرياس‬
‫أحيانًا كما يحدث تليف للكبد ويحدث اإلدمان هبوطًا في وظائف الكبد قدي يؤدي بالحياة‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬اآلثار االجتماعية إلدمان الخمر‪:‬‬

‫‪1‬ـ من أهم هذه اآلثار الخالفات الزوجية‪.‬‬

‫الصفحة‪30 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪2‬ـ إهمال العمل والتغيب عنه‪.‬‬
‫‪3‬ـ إقدام المدمن في بعض األوقات على ارتكاب جرائم االغتصاب وجرائم االنتحار‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬المضاعفات النفسية والعقلية ‪:‬‬

‫‪1‬ـ الهذيان والرعاش‪.‬‬


‫‪2‬ـ نوبات التعتيم‪.‬‬
‫‪3‬ـ مرض (كرساكوف) النسيان من الدرجة األولى‪.‬‬
‫‪4‬ـ الغيرة المرضية‪.‬‬
‫‪5‬ـ الهالوس السماعية المزمنة‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪( :‬عالج القرآن إلدمان المسكرات)‬
‫لقد عالج القرآن هذه المرض بطرق متتابعة ‪ ,‬فالمجتمع العربي في الجاهلية كان يتعاطى المسكرات‬
‫التي كانت تشكل جزءًا من حياتهم االجتماعية ‪ ,‬وكان تعاطيها من أبرز األشياء المتداولة في مجتمعاتهم‬
‫وبعد نزول القرآن بدأ عالج هذا المرض على عدة مراحل كل مرحلة لها دورها في التمهيد لإلقالع عن‬
‫تعاطي المسكرات‪.‬‬
‫المرحلة األولى للعالج ‪:‬‬

‫لقد نزلت اآلية ( ومن ثمرات النخيل واألعناب تتخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا إن في ذلك آلية لقوم‬
‫يعقلون) أي ولكم مما أنعم اهلل به عليكم من ثمرات النخيل واألعناب ما تجعلون منه خمرًا يسكر وهذه اآلية‬
‫نزلت قبل تحريم الخمر‪.‬‬

‫المرحلة الثانية للعالج ‪:‬‬

‫جاء المر بأن ترك الخمر أنفع من شربه ولقد نزلت اآلية (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم‬
‫كبير ومنافع للناس وإ ثمهما أكبر من نفعهما)‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة للعالج ‪:‬‬

‫بعد ما قلل المسلمون من شرب الخمر بنسبة كبيرة نزل القرآن بتحريمها اآلية ( يا أيها الذين آمنوا‬
‫ال تقربوا الصالة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )‪.‬‬

‫المرحلة الرابعة للعالج ‪:‬‬

‫وبعد إن وضح للمسلمين كثرة مضار الخمر وما نتج عنها من المراحل السابقة نزلت اآلية الكريمة‬
‫بتحريمه نهائيًا اآلية ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل الشيطان‬
‫فاجتنبوه لعلكم تفلحون )‪.‬‬

‫الصفحة‪31 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫أن المسلمين األوائل قد برئوا من شرب الخمر وانقطعوا عن استعماله وذلك بإتباعهم ما ورد من‬
‫التعاليم اإللهية ‪ ,‬وينبغي على المدمن أن يجد في نفسه الشجاعة الكافية بأن يتوب إلى اهلل وأن يتمشى مع‬
‫تعاليم الفرقان وان يذهب إلى األطباء المتخصصين بالطب النفسي ليقدموا له العالج‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪( :‬المخدرات والسلوك اإلجرامي)‬

‫للمخدرات تأثيرًا كبير على تصرفات المتعاطي لها ‪ ,‬فبعض اآلراء تقول بأن لبعض المخدرات تأثيرًا‬
‫على شخصية الفرد مما قد يؤدي إلى انحراف هذا الفرد في سلوكه‪.‬‬

‫المبحث األول ‪( :‬إدمان المخدرات)‬

‫إن عدد المدمنين على المخدرات يقل عن عدد المدمنين على الكحول في أنحاء العالم ‪ ,‬ولكن حسب‬
‫البحوث المتعددة التي أجريت حول الموضوعين وجد أن اإلدمان على المخدرات يكون أشد خطرًا على‬
‫صحة المدمن النفسية والعقلية‪.‬‬

‫ولكن البحث يتعلق بالمواد المخدرة فإنه من الضروري معرفة المقصود بالمخدر وباإلدمان والتعود‬
‫على تعاطي المخدرات‪.‬‬

‫وأنواع المواد المخدرة إما مواد طبيعية أو مواد مركبة أو مخبرية ‪ ,‬فالمواد الطبيعية ال يضاف إليها‬
‫أية مواد أخرى كالحشيش واألفيون مثًال ‪ ,‬أما المواد المركبة فهي مزيج من المواد الطبيعية يضاف إليها‬
‫مواد كيميائية كالمورفين والهيروين مثًال ‪ ,‬أما المواد المخبرية فال يدخل في صناعتها أية مادة طبيعية‬
‫كاألدوية مثل االمفيتامينات والبربيتشوات‪.‬‬

‫ما هو المخدر‪:‬‬

‫المخدر مادة تسبب في اإلنسان والحيوان فقدان الوعي بدرجات متفاوتة وقد ينتهي األمر بمتعاطيه‬
‫إلى غيبوبة تعقبها الوفاة‪.‬‬

‫اإلدمان‪:‬‬

‫عرفته منظمة الصحة العالمية بأنه حالة التخدير المؤقتة أو المزمنة التي تنشأ عن تكرار تعاطي مادة‬
‫مخدرة طبيعية أو مصنعة أو تخليقية‪.‬‬

‫ما الفرق بين اإلدمان النفسي واإلدمان الجسمي للمخدرات ؟‬


‫اإلدمان النفسي (يتعود على المخدر ويعتمد عليه لكي يساعده على حل مشكلته النفسية التي يعاني منها)‪.‬‬
‫الصفحة‪32 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫اإلدمان الجسمي (يحدث عندما يتعاطى الفرد بعض أنواع المخدرات التي تحدث تغيرات كيميائية في جسمه‬
‫وإ ذا لم يتعاط المخدر فإن جسمه ال يستطيع أن يقوم بوظائفه الطبيعية)‪.‬‬

‫إن عامل اإلدمان ليس عامًال جبريًا مرتبطًا بالفرد بل هو عامل يقع الفرد تحت تأثيره باختياره خالفًا‬
‫للعوامل التي يقع الشخص تحت تأثيرها دون إرادته‪.‬‬

‫االعتياد على المخدرات‪:‬‬


‫ظاهرة نفسية مزاجية عقلية تنشأ عن رغبة إرادية واعية إلى درجة معينة ال تصل إلى االعتماد‬
‫الجثماني‪ ,‬وعندما يتوقف الشخص عن تناول هذه المخدرات فإنه ال يصاحب ذلك حالة انسحابيه كما في‬
‫حالة اإلدمان‪.‬‬
‫تفسير حدوث اإلدمان‪:‬‬
‫‪1‬ـ تفسيرات فسيولوجية ‪:‬‬
‫وهي حالة يحدث أن تستجيب فيها أنسجه الجسم كيميائيًا بسبب وجود المادة المخدرة في الدم‪.‬‬
‫‪2‬ـ تفسير نفسي ‪:‬‬
‫اإلدمان في هذه الحالة يؤدي إلى نوع من العصاب فاإلدمان يعتبر مظهرًا الختالف‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫‪3‬ـ تفسير اجتماعي ‪:‬‬
‫ويرجع اإلدمان على المخدرات إلى عملية تسمى التقليد‪.‬‬
‫تأثير المخدرات على تصرفات اإلنسان ‪:‬‬
‫نظرًا لما للمخدرات من تأثير كبير على تصرفات المتعاطي لها فإن هناك آراء كثيرة تقول بأن‬
‫لبعض المخدرات تأثيرًا على شخصية الفرد مما قد يؤدي إلى انحراف هذا الفرد سلوكيًا‪.‬‬
‫وإليضاح عالقة المخدرات بالجريمة هناك طريقتان هي‪:‬‬
‫‪1‬ـ تحرم بعض القوانين حيازة أو استعمال المخدرات لألغراض غير الطبية‪.‬‬
‫‪2‬ـ صلة المخدرات بالسلوك اإلجرامي‪.‬‬
‫إن اإلدمان على المخدرات يمكن أن يؤدي إلى ارتكاب الجريمة ألسباب عدة منها‪:‬‬
‫‪1‬ـ اإلدمان ربما يؤدي إلى انحالل مكونات الشخصية‪.‬‬
‫‪2‬ـ اإلدمان ربما يودي إلى التدني في صفات اإلنسان العقلية والجسمية‪.‬‬
‫‪3‬ـ اإلدمان يؤثر على مستوى دخل اإلنسان‪.‬‬
‫‪4‬ـ اإلدمان يؤثر على مستوى اإلنسان االجتماعي‪.‬‬

‫الصفحة‪33 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪ 5‬ـ ازدياد حاجة اإلنسان المحلة إلى المخدر يدفعه إلى الحصول على المادة بأي شكل وبأي طريقة‪.‬‬
‫‪6‬ـ ازدياد نسبة اختالط المدمن بالمجرمين للحصول على ما يحتاج إلية من مخدر‪.‬‬
‫‪7‬ـ المواد المخدرة تفقد اإلنسان إرادته‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪( :‬ظاهرة المخدرات بالعالم العربي)‬

‫يواجه العالم مشاكل عديدة منها مشكلة المخدرات ‪ ,‬والوطن العربي الذي يشهد انفتاحًا حضاريًا يدفع‬
‫ضريبة هذا االنفتاح ممثلة في عدد من المشاكل التي أفرزتها الحضارة الحديثة ومنها مشكلة المخدرات ‪,‬‬
‫ولكي تتصدى الدول العربية لهذا الخطر فال بد لها أن تأخذ بمبدأ (الوقاية خير من العالج) حتى ال تستفحل‬
‫المشكلة ويصبح من المستحيل القضاء عليها‪.‬‬

‫قضايا المخدرات في الدول العربية والتعاون فيما بينها ‪ ,‬رغبة من المنظمة العربية للدفاع‬
‫االجتماعي في التعرف على مشكلة المخدرات في الدول العربية من شتى جوانبها قامت بإعداد استبيان‬
‫بشأن مشكلة المخدرات ووزعته على الدول العربية وشمل االستبيان العناصر التالية‪:‬‬

‫المخدرات الشائعة ‪ ,‬والمدمنون ‪ ,‬والمجتمع واإلدمان ‪ ,‬وزراعة المخدرات ‪ ,‬والتهريب ‪ ,‬والمهن الطبية ‪,‬‬
‫والعقاقير الخطيرة ‪ ,‬والتأهيل ‪ ,‬والمعالجة ‪ ,‬والنوعية ‪ ,‬واإلعالم ‪ ,‬والقوانين ‪ ,‬والعقوبات ‪ ,‬والقرارات‬
‫الدولية والمقترحات واآلراء ‪.‬‬

‫وانطالقًا من أهمية التعاون بين الدول العربية إلعطاء صورة واضحة عن حجم المخدرات وعن‬
‫الدول المنتجة والمتاجر بها والمستهلكة لها فقد شرعت المنظمة العربية للدفاع االجتماعي في إعداد وإ صدار‬
‫تقارير سنوية إحصائية عن قضايا المخدرات المضبوطة من الدول العربية لتساعد كل الجهات المعنية على‬
‫مواجهة المشكلة حيث يكون لديهم التصور الكامل عن أبعاد المشكلة في الوطن العربي‪.‬‬

‫كما تعد المنظمة قائمة سوداء بأسماء مهربي وتجار المخدرات في المنطقة العربية ‪ ,‬ومن ثم تعمم‬
‫ذلك على جميع األجهزة العربية المعنية بمكافحة المخدرات‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪( :‬ظاهرة المخدرات في المملكة العربية السعودية)‬

‫الصفحة‪34 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫وفيما يتعلق باإلدمان على المخدرات في المملكة العربية السعودية وحسب اإلحصائيات الصادرة عن‬
‫مستشفى شهار بالطائف وجد أن ‪ 3.39‬من العينات التي عولجت في العيادات الخارجية للمستشفى تعاني من‬
‫اإلدمان على المخدرات‪.‬‬
‫وقد أتضح من دراسة قام بها (أسامه الراضي) على مراجعي العيادة الخارجية النفسية في مستشفى‬
‫شهار بالطائف أن اإلدمان ال يشكل مشكلة في المملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫وعلى العموم فان المخدرات يكثر انتشارها في األماكن التي يقيم فيها كثير من العمال األجانب‪.‬‬
‫الجهات المعنية بمكافحة المخدرات بالمملكة العربية السعودية‪:‬‬
‫تعني جميع األجهزة الحكومية في مكافحة المخدرات بصفة عامة ‪ ,‬والجهات الثالث ( مصلحة‬
‫الجمارك العامة ‪ ,‬المدير العامة بسالح الحدود ‪ ,‬اإلدارة العامة لمكافحة المخدرات ) بصفة خاصة‪.‬‬

‫األسس التي تركز عليها أعمال مكافحة المخدرات في المملكة ‪:‬‬


‫‪1‬ـ اإلقالل من عرض المخدرات إلى أدنى قدر ممكن‪.‬‬
‫‪2‬ـ اإلقالل من الطلب على المخدرات‪.‬‬
‫‪3‬ـ عالج المعتمدين جسمانيًا ونفسيًا على المخدرات والمؤثرات العقلية ‪ ,‬وإ عادة تأهيلهم للحياة‪.‬‬
‫سياسة المملكة في عالج مشكلة المخدرات ‪:‬‬
‫‪1‬ـ على المستوى الدولي ‪:‬‬
‫تشارك المملكة في االتفاقيات الدولية لمكافحة المخدرات والمؤثرات النفسية وحضور المؤتمرات ‪.‬‬
‫‪2‬ـ على المستوى العربي ‪:‬‬
‫التواجد المستمر في اجتماع أجهزة مكافحة المخدرات في نطاق األمانة العامة لجامعة الدول‬
‫العربية‪.‬‬
‫‪3‬ـ على المستوى اإلقليمي ‪:‬‬
‫أنشاء مصحات لمعالجة المدمنين مجانًا وإ عادة عالجهم ‪ ,‬وضع برامج مدروسة ومكثفة وخطط‬
‫وقاية تهدف إلى بلورة وعي شامل بحقيقة المخدرات ‪ ,‬صدور فتوى هيئة كبار العلماء بإعدام‬
‫المهرب‪.‬‬

‫الباب السابع ‪( :‬انحراف األحداث)‬

‫يعرف انحراف اإلحداث لغويًا بأنه الفشل في أداء الواجب أو ارتكاب الخطأ أو مخالفة القانون‬

‫كما عرفه عالم النفس (انجلش) بأنه ارتكاب خطأ بسيط للقاعدة القانونية أو األخالقية‪.‬‬

‫وسلوك األحداث ينتج عن أطفال دون سن النضج العقلي‪.‬‬

‫الصفحة‪35 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫أشكال االنحراف ‪:‬‬
‫‪1‬ـ انحراف يتضح في سلوك الجماعات غير المستقيمة‪.‬‬
‫‪2‬ـ انحراف فردي أي يرتكبه الحدث وحده‪.‬‬
‫أنواع الحدث المنحرف‪:‬‬
‫‪1‬ـ حدث متشرد‪.‬‬
‫‪2‬ـ حدث مجرم‪.‬‬

‫الفصل األول ‪( :‬انحراف األحداث واألسرة)‬


‫أوًال‪ :‬انحراف األحداث وأشكال نظام األسرة‪:‬‬

‫وجد نتيجة لكثير من الدراسات أن العائلة الممتدة تكون القبيلة ذات القوة في الرأي والمشورة ‪ ,‬وهذا‬
‫بدوره يحد من انحراف األحداث‪.‬‬

‫كما أن تفكك العائلة وانشغال الوالدين بالعمل قد يؤدي إلى تفكك في األسرة بسبب انتشار الخالف‬
‫الذي يؤدي إلى الطالق أحيانًا بين الوالدين‪.‬‬

‫وفي األسرة األموية يفتقر الطفل والمراهق إلى النموذج الممثل للسلوك المتوقع من الشخص البالغ‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬العالقة بين انحراف األحداث والتفكك األسري‪:‬‬

‫التفكك األسري معناه من الناحية االجتماعية انفصام الروابط األسرية الذي قد ينتج عن الطالق أو‬
‫الهجر ‪ ,‬والشقاق ‪ ,‬والصراع في األسرة‪.‬‬

‫ونظرًا لما لألسرة من أثر كبير في تقويم سلوك أفراد العائلة ‪ ,‬فقد ذهب كثير من الباحثين إلى‬
‫دراسة العالقة بين التفكك األسري وبين الجنوح ونتائج هذه الدراسات تختلف إلى حد ما من دراسة إلى‬
‫أخرى ‪ ,‬وذلك الختالف طرق جمع المعلومات وتحليلها‪.‬‬

‫وبصفة عامة فإن الباحثين متفقون إلى حد كبير على أن األحداث الذين يعيشون في أسرة مصدعة‬
‫يكونون أكثر احتماًال ألن يصبحوا جانحين على عكس األطفال الذين يعيشون مع أسر مترابطة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬العالقة بين انحراف األحداث والتربية ‪:‬‬

‫الصفحة‪36 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫إن األسرة لها وظائف عديدة تجاه أفرادها منها‬

‫‪1‬ـ رعاية األطفال صحيًا‪.‬‬


‫‪2‬ـ التربية المنزلية‪.‬‬
‫‪3‬ـ تحقيق عالقات المودة والتعاطف بين أفراد العائلة‪.‬‬
‫‪4‬ـ تنشئة أفرادها تنشئة اجتماعية‪.‬‬
‫‪5‬ـ ضبط أفرادها اجتماعيا‪.‬‬
‫‪6‬ـ توفير متطلباتهم مع الحياة الضرورية‪.‬‬
‫فإذا لم تقم بعض األسر بهذه الوظائف ‪ ,‬فربما يؤدي هذا التقصير إلى انحراف أفراد العائلة‬
‫أو جزء منهم‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬أنواع التفكك األسري ثالثة ‪:‬‬


‫‪1‬ـ التفكك العاطفي ‪:‬‬

‫حسب أقوال األخصائيين النفسيين وأطباء العقول فإن هذا التفكك يحدث نتيجة للطغيان والسلطة‬
‫المطلقة التي يمارسها األب تجاه أفراد العائلة‪.‬‬

‫وكذلك اللين والتدليل في المعاملة قد يؤديان بالطفل إلى االعتماد الكلي على والديه‪.‬‬

‫أن التربية الحازمة ال بد أن تكون مصحوبة بالحب والتقدير وأن تكون مبنية على أساس التربية الدينية‪.‬‬

‫‪2‬ـ التفكك األسري المادي ‪:‬‬

‫يدخل ضمن هذا النوع غياب األب عن البيت بسبب الموت أو الطالق أو السجن الطويل ‪ ,‬ألن‬
‫األسرة في كثير من هذه األحوال قد تفقد المصدر المالي‪.‬‬

‫ويرى الباحثون أن هذا النوع من التفكك يفقد الطفل الرعاية الصحية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪3‬ـ التفكك الخلقي لألسرة ‪:‬‬

‫يصنف هذا النوع من التفكك بضعف الوازع الديني ‪ ,‬وانعدام األخالق داخل البيت من جانب الوالدين‬
‫أو أحداهما أو األفراد األكبر سنًا الذين يقتدي بهم ‪ ,‬وضعف الوازع الديني هذا يؤدي إلى جعل ارتكاب‬
‫السلوك المنحرف في مثل هذا الجو أمرًا سهًال ‪ ,‬فبعض اآلباء يحاول أن يشرك أبناءه مع في جرمه ‪,‬‬
‫وكذلك بعض األمهات يحاولن إشراك بناتهن في ممارسة الرذيلة‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪( :‬انحراف األحداث والنظام االقتصادي)‬


‫الصفحة‪37 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫إن الفكرة السائدة منذ القدم هي أن االقتصاد يعتبر عنصرًا أساسيًا له آثاره في النظم االجتماعية‬
‫ويؤيد هذا الرأي بعض الباحثين ولكن على درجات متفاوتة‪.‬‬

‫خرجت دراسات متعددة تناقش العالقة بين النظام االقتصادي وعناصره المختلفة وبين الجنوح ‪ ,‬منها‬
‫ما هو مؤيد ومنها غير ذلك‪.‬‬

‫فالدراسات القديمة أوضحت وجود عالقة بين الفقر والبطالة وبين الجنوح‪.‬‬

‫أما الدراسات الحديثة فقد أخذت بدراسة عالقة الجنوح بالمستوى االقتصادي ‪ ,‬وقد وجدت أن معدل جنوح‬
‫األحداث يرتفع إلى أعلى مستوى في االزدهار االقتصادي ويرتفع خالل الكساد االقتصادي ويرتفع خالل‬
‫الكساد االقتصادي ‪ ,‬وينخفض خالل الظروف االقتصادية العادية‪.‬‬

‫ونتيجة لمعظم الدراسات هو أن الجنوح ظاهرة مرتبطة بالفقر‪.‬‬

‫تعطل األب عن العمل وانحراف األطفال ‪:‬‬

‫إن تعطل المسئول عن إعالة األسرة يخل بالوظيفة التي يقوم بها لتوفير المستوى االقتصادي‬
‫المناسب ألسرته ‪ ,‬واإلخالل بمثل هذه الوظيفة ربما يعرض العائلة إلى الفقر مما يضطر األم وكذلك‬
‫األطفال إلى الخروج للبحث عن لقمة العيش‪.‬‬

‫إن مكانه الفرد االقتصادية في كثير من األحيان تحدد إلى حد كبير وجود الجانح ضمن اإلحصاءات‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫إن الفقر قد يسبب ظهور عوامل أخرى تتضافر وتتفاعل مع الفقر وبالتالي فإنها تؤدي بالحدث إلى‬
‫االنحراف‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪( :‬انحراف األحداث والنظام الديني)‬

‫هناك دراسات كثيرة بحثت العالقة بين جنوح األحداث والنظام الديني وذلك بدراسة الظاهرة‬
‫الموضوعية للدين ‪ ,‬أي المظاهر ذات المظهر السلوكي لذا نجدهم يهتمون باألتي‪:‬‬

‫‪1‬ـ جنوح األحداث وأداء الشعائر الدينية‪.‬‬


‫‪2‬ـ جنوح األحداث والتربية الدينية‪.‬‬
‫إن النتائج إجماًال توضح أن العالقة بين االنحراف وتطبيق الفروض الدينية تتناسب تناسبًا عكسيًا ‪,‬‬
‫أي كلما قل أداء الفروض كلما زادت نسبة االنحراف وذلك ألن التعاليم الدينية تقوي األخالق وتحث على‬
‫السلوك السوي‪.‬‬
‫إن تربية الطفل تربية دينية توقظ ضميره وترسم له الطريق السوي الواجب إتباعه في حياته اليومية‬
‫قوًال وعمًال سرًا وعالنية‪.‬‬

‫الصفحة‪38 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫الفصل الرابع ‪( :‬انحراف األحداث والنظام التربوي)‬

‫تلعب المدرسة دورًا هامًا في تنشئة الطفل ‪ ,‬إن نجاح المدرسة في تحقيق احتياجات الطفل يساعد في‬
‫تحقيق أهداف الحدث وطموحه‪.‬‬

‫فهروب األطفال من المدرسة ربما يرجع إلى سبب أو أخر مثًال ‪:‬‬
‫‪1‬ـ عدم إشباع رغباتهم‪.‬‬
‫‪2‬ـ أو لعدم الرضا عن مواقف مختلفة‪.‬‬
‫‪3‬ـ النقد والتوبيخ سواء من والدية أو من زمالئه‪.‬‬
‫‪4‬ـ العالقة المتوترة بين الطالب ومدرسته‪.‬‬
‫‪5‬ـ فشل المدرسة في احترام وتقدير مشاعر الطالب‪.‬‬
‫إن التربية غير السليمة من أهم العوامل البيئية ذات الصلة بالجريمة‪.‬‬

‫الدور الوقائي للمدرسة ‪:‬‬


‫من مهام المدرسة مالحظة سلوك الطالب ‪ ,‬إن المدرسة أصبحت المسرح الذي يمكن فيه اكتشاف‬
‫األحداث في األطوار األولى‪.‬‬

‫لذا فإنه يجب على المدرسة أن تتبع اآلتي ‪:‬‬

‫‪1‬ـ إن توفر في المدارس خدمات اجتماعية ونفسية للكشف عن السلوك المنحرف وعالجه مبكرًا‪.‬‬
‫‪2‬ـ أن تضع برنامجًا دراسيًا مرنًا يتالءم مع مستوى الطلبة العقلي‪.‬‬
‫‪3‬ـ أن تربي الطفل تربية دينية وبدنية مساعدة منها لألسرة‪.‬‬
‫‪4‬ـ يجب أن يكون المدرسون أكفاء وأن يكونوا مثاُال للخلق الرفيع‪.‬‬
‫‪5‬ـ يجب أن يكون عدد المدرسين مناسبًا وكافيًا‪.‬‬
‫‪6‬ـ ال بد للمدرسة من معالجة وحل مشكلة الصراع الثقافي عالجًا تربويًا‪.‬‬

‫الدور العالجي للمدرسة ‪:‬‬

‫تقوم المدرسة بالعناية بمشاكل التكيف االجتماعي لدى األطفال ومواجهة اآلثار السلبية التي فرضتها‬
‫عليهم القوى االجتماعية المختلفة‪.‬‬

‫ونظرًا لتوافر الفرص الكاشفة عن عالمات الجنوح لدى األطفال في المدرسة كالتغيب عن المدرسة‬
‫وكراهيتها ‪ ,‬والفشل مع التقدم الدراسي فإن المدرسة تقوم بمقابلة هذه المشكلة قبل تأزمها ‪ ,‬فتعرض الطفل‬
‫على األخصائيين لتشخيص مشكلته وعالجها قبل استفحالها‪.‬‬

‫الصفحة‪39 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫أن المستوى التعليمي ال يعتبر عامًال بناء في منع الحدث من االنحراف ولكن الذي يساعد على وقاية‬
‫الحدث من االنحراف هو مباشرة المدرسة لواجبها وذلك برفع المستوى الخلقي لدى األطفال‪.‬‬

‫الفصل الخامس ‪( :‬انحراف األحداث ووسائل اإلعالم)‬

‫إن جميع وسائل اإلعالم ربما يكون لها تأثيرًا سلبي على تصرفات األحداث وخاصة إذا كان‬
‫المشرفون عليها همهم الكسب بغض النظر عن محتويات المخرج للجمهور ‪ ,‬وبدون اكتراث للقيم واألخالق‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫الفصل السادس ‪( :‬عوامل أخرى مساعدة على االنحراف)‬

‫يوجد كثير من العوامل المحيطة بالفرد منها ما هو خارج عن دائرة البيت أو داخله ‪ ,‬ومنها ما هو‬
‫إرادي أو ما هو غير إرادي ‪ ,‬ومن هذه األشياء استخدام الفيديو والشغاالت والسائقين في المنازل‬
‫والسيارات‪.‬‬

‫الفصل السابع ‪( :‬انحراف األحداث في المملكة العربية السعودية)‬


‫أوًال‪ :‬اإلجراءات الوقائية‪:‬‬
‫إن مثل هذه اإلجراءات تعنى باالهتمام بالحدث قبل انحرافه لتقومه وتحاول إخراجه في جيل صالح ‪,‬‬
‫واإلجراءات الوقائية نوعان‪:‬‬
‫‪1‬ـ وقائي خاص مثل (دور التوجيه االجتماعية) وتهدف هذه الدور إلى تقويم وتربية وإ صالح وتعليم‬
‫وتأهيل الفئات التالية‪:‬‬
‫‪ ‬المارقين من سلطة ولي األمر‪.‬‬
‫‪ ‬األطفال المشردين‪.‬‬
‫‪ ‬األطفال المهددين باالنحراف لتفكك أسرهم‪.‬‬
‫‪ ‬األطفال الذين يخشى عليهم من االنحراف ألسباب أخرى‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وقائي عام وهذا العمل الوقائي لكل من هم في حاجة إلى الرعاية من أبناء المملكة وتشمل اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬دور التربية االجتماعية (دور األيتام سابقًا)‪.‬‬
‫‪ ‬دور التربية النموذجية‪.‬‬
‫‪ ‬دور الحضانة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬اإلجراءات العالجية لمن وقع في االنحراف من األحداث‪:‬‬

‫الصفحة‪40 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫لقد أنشئت دار المالحظة االجتماعية تشرف عليها اإلدارة العامة للرعاية االجتماعية التابعة لوزارة‬
‫العمل والشؤون االجتماعية ‪ ,‬وأهداف الدار هي ما يلي‪:‬‬
‫‪1‬ـ رعاية الحدث من الذكور بين السابعة إلى الثامنة عشر‪.‬‬
‫‪2‬ـ دراسة أسباب االنحراف لدى األحداث واقتراح الحلول المناسبة لها‪.‬‬
‫محكمة األحداث‪:‬‬
‫أنشئت لألحداث محاكم خاصة هدفها التوجيه والتقويم ‪ ,‬وتكون المحاكمة لألحداث من سن السابعة‬
‫إلى ما قبل الثامنة عشرة كالتالي‪:‬‬
‫‪ ‬المحاكمة خاصة ال يحضرها إال من يرى القاضي حضوره ضروريًا كولي األمر والشهود‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة أوراق القضية قبل حضور الحدث والبت فيها سريعًا‪.‬‬
‫‪ ‬معاملة الحدث بلين ورقة ألن الهدف هو التقويم والتوجيه‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كانت اإلدانة بالسجن فيكون سجنه في مكان يتالءم مع سنة وعزله عن رفقاء السوء‪.‬‬
‫‪ ‬إذا كانت اإلدانة بالجلد فال يكون التنفيذ علنًا إال إذا كان األمر يتطلب ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬األحكام الصادرة بحقهم خاضعة للتعليمات بالخاصة بالتمييز‪.‬‬
‫‪ ‬تقوم محكمة األحداث في الجنح و التعزيرات والحدود الشرعية التي ليست قتًال وًال قطعًا وًال‬
‫رجمًا‪.‬‬

‫بعض التفسيرات ألسباب الجنوح‪:‬‬


‫‪1‬ـ التفسير البيولوجي (يرى أن السلوك اإلجرامي ينتقل عن طريق الوراثة)‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ التفسير النفسي (يرى أن الجنوح عرض من أعراض عدم التوازن وعدم التالؤم نتيجة‬
‫االنفعاالت واألحاسيس)‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ التفسير االقتصادي االجتماعي (يرى الفقر وتأثيره على سلوك اإلنسان واألسرة وأثر تفككها‬
‫ماديًا أو أخالقيًا)‪.‬‬
‫‪4‬ـ التفسير التكاملي (يبحث في العوامل الداخلية للفرد والخارجية المحيطة به)‪.‬‬

‫الباب الثامن ‪( :‬الوقاية من الجريمة ومكافحتها)‬

‫إن الوقاية من الجريمة هي الحيلولة دون تكوين السلوك اإلجرامي لدى اإلنسان ‪ ,‬ومكافحتها إما‬
‫يمنعها أو يردع من تسول له نفسه ارتكاب الجريمة وذلك عن طريق الخوف من العقاب‪.‬‬

‫الردع ‪ :‬يعني الوقاية والمنع ‪ ,‬فالتخوف من العقاب يمكن أن يردع المجرم عن ارتكاب الجريمة ‪,‬‬
‫ومما ال شك فيه أن الردع له دور فعال في الحد من الجريمة‪.‬‬

‫الصفحة‪41 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫وال يفوتنا في هذه المناسبة توضيح دور المجتمع اإلسالمي في بناء مجتمع سليم ‪ ,‬لقد اهتم اإلسالم‬
‫منذ بزوغه ببناء مجتمع سليم فاعتنى بتربية وتهذيب الفرد ألن الفرد هو أساس المجتمع‪.‬‬

‫والجريمة تبدأ أوًال في ضمير اإلنسان وفكره قبل التنفيذ (إنماء األعمال بالنيات وإ نما لكل امرئ ما نوى)‪.‬‬

‫إن تربية الضمير الديني لدى اإلنسان لخير وقاية للمجتمع ومنع الجرائم عنه ‪ ,‬ألن تربية الضمير‬
‫تبعد األنانية ومن ثم تتغلب مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد‪.‬‬

‫الفصل األول ‪( :‬دور المجتمع في منع الجريمة)‬

‫يقوم اإلسالم ببناء مجتمع متكافل تتعاون فيه جميع القوى البشرية للمحافظة أوًال على مصلحة‬
‫الفرد ‪ ,‬وثانيًا على مصلحة البناء االجتماعي‪.‬‬

‫إن الوقاية من الجريمة سياسة وعمل ‪ ,‬فالسياسة تضع وتحدد الخطوط األساسية للوقاية ‪ ,‬أما العمل‬
‫فهو التنفيذ لكل السياسة بواسطة األجهزة والمؤسسات المعينة بالوقاية‪.‬‬

‫والتصدي للجريمة من خالل الوقاية يتم عن طريق مرحلتين‪:‬‬

‫مرحلة أولي متقدمة تناقش عوامل االنحراف والظروف المحيطة بالفرد التي يمكن أن تؤدي به إلى‬
‫االنحراف ‪ ,‬ومرحلة عامة من الجمهور على أفراده ومرحلة متأخرة تهتم بعالج المنحرف‪.‬‬

‫المرحلة الوقائية قبل االنحراف ‪:‬‬

‫من واقع الدراسات التي أجريت على الظروف المحيطة بالمنحرف أو المجرمين‪ ,‬أتضح أن هناك‬
‫عوامل ومسببات تتكاتف وتكون السبب في وقوع هؤالء األشخاص في االنحراف واإلجرام‪.‬‬

‫تتصف هذه المرحلة بغياب التوجيه التربوي والعناية من قبل الوالدين وانعدام الرقابة الذاتية وعوامل‬
‫أخرى كانعدام التعليم وقلة إمكانية الحصول على عمل‪.‬‬

‫للحيلولة دون وقوع مثل هؤالء األشخاص في االنحراف ال بد للجهات المختصة من دراسة‬
‫األوضاع لمعرفة األسباب أو العوامل المهيئة لحدوث هذا السلوك ومعالجتها‪.‬‬

‫فاألمر يتطلب مشاركة فعالة من قبل المواطنين لمعالجة األوضاع المهيئة لالنحراف أوًال وعمل‬
‫خطط للتأهيل والتوجيه التربوي للفرد ثانيًا‪.‬‬

‫‪1‬ـ الرقابة العامة على المجتمع ‪:‬‬


‫لقد منح الشرع اإلسالمي جمهوره حق الدفاع عن نفسه وعن مجتمعه فجعله رقيبًا بدون خيار على‬
‫النظام االجتماعي لضمان استمراره وبسط األمن للجميع‪.‬‬
‫فالرقابة ضرورة لحفظ حقوق اإلنسان وحفظ عقيدته ‪ ,‬ونفسه ‪ ,‬ونسله ‪ ,‬وماله ‪ ,‬وعقله‪.‬‬

‫الصفحة‪42 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪2‬ـ تبليغ الجهات األمنية عن أي أعمال مرتابة ‪:‬‬
‫سواء كان ذلك في الحارة التي يسكن فيها أو في المدينة التي يعيش فيها ‪ ,‬فاإلنسان يجب أن تكون‬
‫رقيبًا على نفسه وعلى أفراد مجتمعه فال يترك األمن لرجال األمن وحدهم فكل مواطن يجب أن يكون هو‬
‫أيضًا رجل أمن‪.‬‬
‫‪3‬ـ الرقابة على النفس بإيقاظ الضمير ‪:‬‬
‫يعتبر إيقاظ الضمير اإلنساني أعظم طريقة لمكافحة الجريمة ‪ ,‬فواقع الشريعة اإلسالمية أنها تعاقب‬
‫على ما هو شر في حكم األخالق عقابًا دنيويًا وعقابًا أخرويًا ‪ ,‬ومن هذا المنطلق وجب إيقاظ الضمير‬
‫اإلنساني ‪ ,‬وتتجلى فائدة إيقاظ الضمير في اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬يمنع الوقع في الجريمة‪.‬‬
‫‪ ‬يسهل اإلثبات‪.‬‬
‫‪ ‬يدر الفرد بأن ما يعمله مراقب مهما قل عدد رجال األمن في مجتمعه‪.‬‬
‫‪4‬ـ رقابة اإلنسان لمن يعول‬
‫لم يجعل اإلسالم رقابة بني اإلنسان على نفسه فحسب بل جعله مسؤوًال عن كل شخص يرعاه (كلكم‬
‫راع وكل راع مسؤول عن رعيته)‪.‬‬

‫‪5‬ـ االهتمام بالحدث قبل انحرافه‪.‬‬


‫ويكون على نوعين ‪:‬‬
‫‪ ‬اهتمام وقائي خاص للمارقين من سلطة ولي األمر ‪ ,‬واألطفال المتشردين ‪ ,‬واألطفال‬
‫المهددين باالنحراف لتفكك في األسرة ‪ ,‬واألطفال الذين يخشى عليهم من االنحراف ألسباب‬
‫أخرى ‪ ,‬ونعنى بهذه الفئات في المملكة العربية السعودية دور التوجيه االجتماعية التابعة‬
‫لوزارة العمل والشؤون االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬اهتمام وقائي عام وهو لكل من هم في حاجة إلى الرعاية ويعنى بهؤالء في المملكة العربية‬
‫السعودية دور التربية االجتماعية (دور األيتام سابقًا) ‪ ,‬دور التربية النموذجية ‪ ,‬دور‬
‫الحضانة‪.‬‬
‫‪6‬ـ السجن ‪:‬‬
‫إن الهدف من السجن ليس فقط مجرد وقاية المجتمع من المجرمين بحجزهم داخل جدران السجون‬
‫وإ نما أصبح الهدف األساسي هو تهيئة المسجونين مهنيًا ونفسيًا وعقليًا واجتماعيًا الستعادة مكانتهم في‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪7‬ـ إجراءات أمنية (إيجاد نظام للعمد كمساعد ألجهزة األمن)‪.‬‬

‫الصفحة‪43 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬
‫‪ ‬يكون لكل حي عمدة إال إذا كان الحي كبير فيقسم ويكون لكل قسم عمدة خاص‪.‬‬
‫‪ ‬يرتبط العمدة بمدير الشرطة المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬ال تعتمد أوراق العمدة إال بعد تصديقها من الشرطة‪.‬‬
‫‪8‬ـ إيجاد جمعيات صداقة للشرطة ‪.‬‬
‫تعمل الشرطة على إيجاد حوار مع المواطنين بالتعارف واالجتماعات في الحارات تحت شعار‬
‫(التبليغ عن المشبوهين) ويهدف هذا العمل إلى أن يكون كل مواطن مسئوًال (مراقبًا) عن بيوت جيرانه‬
‫ويقوم بالتبليغ عن أي اشتباه في المتمردين‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪( :‬الوقاية من الجريمة بعد وقوعها)‬
‫‪1‬ـ التبليغ عن الجرائم‪.‬‬
‫‪2‬ـ اإلدالء بالشهادة على وقوع الجرائم‪.‬‬
‫‪3‬ـ المشاركة في تنفيذ عقوبة المجرم‪.‬‬
‫‪4‬ـ مقاطعة المجرم‪.‬‬
‫‪5‬ـ وقاية أفراد المجتمع من الفقر‪.‬‬
‫‪6‬ـ وقاية أفراد المجتمع من الجهل‪.‬‬
‫‪7‬ـ وقاية األسرة من التفكك‪.‬‬
‫‪8‬ـ ومن وقع من األحداث في االنحراف فال بد من وضعه في مكان يؤمن له الحياة بعيدًا عن‬
‫المؤثرات السلبية حتى تتم معالجته أو تقويمه ومن ثم إخراجه إلى مجتمعه للعمل كإنسان يساهم‬
‫في مجتمعه‪.‬‬

‫الصفحة‪44 /‬‬ ‫(‪ )soc441‬إعداد ‪ /‬فيصل الرياض ‪ƒнőOőd •• Riyadh : coordinate { / .........‬‬

You might also like