Professional Documents
Culture Documents
Null
Null
يشمل علم االجرام العديد من التخصصات العلمية التي تمثل في األن نفسه فروعا وروافد له كعلم
النفس الجنائي وعلم االجتماع الجنائي وعلم طبائع المجرم
سادسا مفهوم المجرم في علم اإلجرام
إن تعريف المجرم في علم اإلجرام يتسم بالصعوبة حيت يختلف عن دلك التعريف الوارد في القانون
الجنائي إد يختص علم اإلجرام بما يصطلح عليه بالجريمة االتفاقية كما يتناول علم اإلجرام دراسة
القدرات العقلية للمجرم وميوالته وبهذا يكون من الطبيعي أن يستعين علم اإلجرام بالعلوم الحقة
األخرى كعلم األعصاب وعلم النفس
الفصل األول اإلطار النظري لعلم اإلجرام
المحور األول النظريات والتفسيرات والمدارس
المبحث األول االتجاهات العلمية في تفسير الظاهرة اإلجرامية
المطلب األول االتجاه البيولوجي
الفقرة األولى مضمون اإلتجاه
ظهر هذا االتجاه في منتصف القرن التاسع عشر وسميت بالمدرسة الوضعية اإليطالية مؤسسها هو
سيزار لومبروزو وركزت هده المدرسة على التكوين الجسماني للمجرم من الناحية التشريحية
والعضوية حيث الحظ لومبروزو وجود فوارق في السمات والمالمح بين المجرمين وغير المجرمين
فالمجرم إنسان شاد التكوين في مالمحه يتسم بعدم انتظام جمجمته وأسنانه وضيق جبهته وضخامة
فكيه وكثافة الشعر في رأسه وجسمه
وبهذا خلص لومبروزو إلى اعتبار أن اإلنسان المجرم قد طبع االجرام عليه بالفطرة أو بالميالد إال أنه
قد عدل من نظريته وقسم المجرمين إلى أصناف مختلفة وأرجع اإلجرام إلى أسباب أخرى عديدة
تتعلق بالخلل العقلي واالضطراب العاطفي ومنها ما يتعلق بالبيئة أي الوسط االجتماعي رغم أنه
اعتبر أن المجرم بالفطرة أو بالمولد هو األخطر
الفقرة الثانية نقد اإلتجاه البيولوجي
أوال مزايا نظرية لومبروزو
من مزايا هدا اإلتجاه أنه نبه الى دراسة الصفة الجسمانية والعضوية والنفسية الستخالص الجريمة
واعتبرت المجرم مريضا ال يستحق العقوبة فقط بل تدبيرا وقائيا وعالجيا أيضا
ثانيا عيوب نظرية لومبروزو
-من حيت المنهجية
إن المجموعة التي أجرى عليها لومبروزو أبحاثه ال تكفي إلرساء قواعد علمية ثابتة ودلك الكتفائه
بتشريح المجرمين فقط وبالتالي فالمقارنات والنتائج لم تكن متكافئة كما أن عالمات الرجعة التي تبثث
عند المجرمين هي صفات وعالمات ليست قاصرة عليهم فقط بل نجدها عند غير المجرمين وبالتالي
فهذه الصفات ليست مشتركة بين المجرمين فقط
-من حيت نطاق البحث
في رده على المدرسة الفرنسية البلجيكية التي اقتصرت على أهمية العوامل االجتماعية في علم
اإلجرام تجاهل لومبروزو هده العوامل وحصر بحثه في العوامل الفردية وحدها فكان نطاق بحته
ضيقا
-من حيث النتائج
فيما يتعلق بالنتائج التي خلص إليها متل تشبيه المجرم باإلنسان البدائي ومن جهة أخرى فكرة المجرم
بالميالد فهذه الفكرة غير صائبة مطلقا فاإلنسان ال يعد مجرما إال إدا ارتكب سلوكا يجرمه المشرع
المطلب الثاني أبحاث هوثوم
من خالل دراسته على عدد كبير من نزالء السجن واستكماله بدراسة مجموعة من غير المجرمين
خلص هوثوم إلى مجموعة من النتائج من أبرزها أن الصفات التي الحظها تختلف باختالف أنواع
الجرائم المرتكبة فالذين يرتكبون جرائم القتل يختلفون جسديا على الدين يرتكبون جرائم األموال أو
الجرائم الجنسية
+نقد النظرية
5
األبحاث التي قام بها هوتوم ليست كافية باعتبار أن الدين تبت إجرامهم أمام القضاء ليسوا هم فقط
المجرمون بل أن الواقع يدل على أن مجموعة من المجرمين يبقون خارج أسوار السجون إما لعدم
اكتشاف هويتهم أو لعدم اكتمال األدلة أو تثم تبرئتهم أو من خالل الحكم عليهم بغرامة أو من خالل
وقف التنفيذ
المطلب الثالث المدرسة اإلجتماعية عند فيري
يرى صاحب كتاب علم اإلجتماع الجنائي أن الجريمة ترتكب بفعل عوامل فردية وبيولوجية
واجتماعية وطبيعية
فالعوامل التي يراها األخرون شخصية هي عبارة عن تكوين عضوي وفيزيولوجي ونفسي تتداخل فيه
الحالة المدنية والطبقة االجتماعية والجنس والسن والبيئة الجغرافية بكافة عناصرها وقد تظهر هده
العوامل أيضا في نظام األسرة تم كثافة السكان والنظام االقتصادي
يرى فيري من خالل الدراسات التي قام بها أنه في بيئة معينة هناك عدد تابت من الجرائم في ضل
ظروف طبيعية وشخصية واجتماعية غير مالئمة إذ وصلت إلى درجة التشبع اإلجرامي أو الكثافة
اإلجرامية وبذلك ربط بين حتمية الجريمة وبين التشبع اإلجرامي
كما يرى فيري أن المجرمين ينقسمون إلى فئات متعددة فهم ليسوا من نمط واحد ألنهم يختلفون
باختالف تكوينهم البيولوجي واالجتماعي وخلص إلى نتيجة مهمة وهي أن النوع السائد هو المجرم
المعتاد أي المحترف وهم اللصوص والنصابون والمجرم بالعاطفة الدي يتصف باالنفعال الشديد
والمزاج العصبي والغيرة وهدا النوع يلوم نفسه ويصل إلى االنتحار تم المجرم بالصدفة الذي ليس
لديه ميل إجرامي ولكنه يرتكب الجريمة بسبب ضعفه في مقاومة الضغوط بمختلف أنواعها
ومن أبرز النتائج التي خلص اليها فيري أن الجريمة مثل أي سلوك انساني بمعنى أن الجريمة ظاهرة
ذات مصدر مركب بيولوجي واجتماعي ثم طبيعي تتفاوت بين األشخاص واالزمنة واالمكنة
يقوم التفسير التكاملي أو التوفيقي على قاعدتين اثنتين وهما
-أن الجريمة ليست معطى أو ظاهرة ذات مصدر بيولوجي وال طبيعي وال اجتماعي ولكنها نتاج كل
هذه العوامل وذلك مهما كان مستوى خطورتها أو تفاهتها
-أن لدى كل مجرم كيف ما كان نوعه وفي كل جريمة أي كان نوعها يتفاوت مدى قوة العامل السائد
الدي دفع الى الجريمة سواء كان هدا العامل بيولوجيا أو اجتماعيا أو خاصا به ولهذا يعد فيري
مؤسس علم االجرام ألنه قارب الجريمة مقاربة تركيبية
المطلب الرابع نظرية رفاييل كارفالو
عرف رفاييل كارفالو بتميزه بين الجريمة الطبيعية والجريمة المصطنعة ففي تقديره أن الجريمة
الطبيعية هي سلوك ضار غير خلقي يثير الزدراء المجتمع واستهجانه والمساس بمشاعره المتمثلة في
تقديس األمانة والشعور بالعطف عن األخرين أي أن الجريمة تنافي مشاعر الخير والعدالة السائدة في
كافة المجتمعات ولدى فالسلوكات الماسة بهذه القيم تعاقب عليها كل التشريعات
أما الجريمة المصطنعة فهي التي تتوقف على النظام السياسي واالجتماعي السائد ولدلك بدأ كارفالو
مؤلفه بفصل الجريمة الطبيعية عن الجريمة المصطنعة ألنه اعتبر أن تناول العلماء للجريمة كان
تناوال أنثروبولوجيا ونفسيا وليس تناوال تشريعيا بمعنى أنه لم يجدوا في كل مجرم بحسب التشريع
خصائص المجرم بحسب العلماء الطبيعيين
المطلب الخامس المدرسة النفسية أو مدرسة التحليل النفسي
إدا كانت المدرسة البيولوجية قد ركزت على التكوين العضوي والنفسي للمجرم فإن الدراسات النفسية
نهجت تحليال للسلوك اإلجرامي من خالل البعد الذاتي للشخصية أي أنها تهتم بالجريمة ال كظاهرة
اجتماعية بل تركز على المجرم كفرد وتحول اكتشاف األسباب التي دفعته إلى انحراف السلوك
(السلوك الجامح)
+سيكمون فرويد
يعود الى فرويد الفضل في صياغة وتدعيم منهج التحليل النفسي وكانت نقطة اإلنطالق من مشكلة
الهيستيريا وطريقة عالجها بالتنويم المغناطيسي إال أن فرويد تخلى عن التنويم المغناطيسي وشيد
طريقته الخاصة القائمة على استكشاف الالوعي وترتكز هذه الطريقة على دراسة األفكار التي ترد
إلى خاطر المريض دون مراقبة أو سيطرة على عمليات ترابطها ولذلك استخدم فرويد التقسيم النفسي
بحسب وظائفه الى ثالث وظائف
6
-الذات مستقر الميول الفطري والنزاعات والشهوات والتي تسعى الى تحقيق ميولتها دون االعتبار
للضوابط االجتماعية
-األنا تعتبر هي النفس العاقلة التي تعمل على كبح جماح الذات الدونية بالعقاب أي أنها تعطي االعتبار
لما يعد مقبوال اجتماعيا
-األنا العليا تعتبر محل للضمير والمبادئ السامية
طبقا للوظائف المشار إليها فإن الجريمة تقع عندما يعجز األنا عن تكييفها مع الظواهر االجتماعية
السائدة وتقع الجريمة كذلك لضعف األنا العليا في الرقابة والتوجيه
+نقد نظرية فرويد
المغاالة في الجانب النفسي في تفسير السلوك المنحرف الذي يؤدي إلى االعتقاد بأن هناك صلة حتمية
بين األمراض النفسية والجريمة
المحور الثاني تقنيات ووسائل (أساليب) البحث في علم االجرام
هناك أسلوبان للبحث في علم اإلجرام
يتمثل األسلوب األول في الدراسة اإلحصائية للحركة العامة لإلجرام أما األسلوب الثاني فيتمثل في
دراسة المجرمين أنفسهم
المطلب األول الدراسة اإلحصائية للحركة العامة لإلجرام
األسلوب الشائع غالبا ما ينحصر في تحديد العالقة بين عدد الجرائم من جهة وما يحدث من تغيرات اجتماعية
واقتصادية أو جغرافية من جهة أخرى وقد استخدم بعض العلماء هذا االسلوب لبيان اختالف الفصول
والبطالة وكثافة السكان على حركة اإلجرام العامة ويستند هذا األسلوب على اإلحصاءات الرسمية
أوال إحصاءات بوليسية
تصدرها دوائر الشرطة أو وزارة الداخلية وتتضمن الجرائم التي تبلغ ألقسام الشرطة فقط لذلك نقول أن هذه
اإلحصائيات ال تمثل الواقع الفعلي للجريمة
ثانيا إحصاءات قضائية
تصدرها عادة وزارة العدل وتتعلق بالجرائم التي صدرت فيها أحكام قضائية باإلدانة
ثالثا إحصاءات المؤسسات السجنية
تصدرها إدارة السجون وتتعلق بالجرائم التي حكم على فاعليها بعقوبات سالبة للحرية
المطلب الثاني دراسة المجرمين أنفسهم
يبرر اللجوء إلى هذا األسلوب عادة إلى عدم كفاية األساليب األخرى لتفسير الجريمة ويعتمد هذا األسلوب
على المقارنة بين المجرمين وغيرهم ودراسة الحالة الشخصية للمجرم ودراسة المجرم خارج أسوار السجن
أوال المقارنة بين المجرمين وغيرهم
تعتمد هده المقارنة على تصنيف المجرمين حسب وضعيتهم العائلية أي تصدع األسرة (طالق-وفاة عائل
االسرة )...إذ لوحظ أن هذه العوامل تعتبر ضرفا مفسرا للسلوك اإلجرامي أثبتتها اإلحصائيات إذ أنها كانت
سائدة بين المجرمين دون غيرهم إضافة إلى الجهل أو الغباء أو البالهة
إال أن هذه المقارنة وإن كانت تبرز بعض الخصائص والظروف التي تنتشر بين المجرمين إال أنها ال تفسر
الجريمة تفسيرا دقيقا
+جرائم األحداث (السلوك الجامح لألحداث)
يثير مفهوم جموح األحداث بعض المشكالت المنهجية والعلمية والفقهية التي أدت إلى إنشاء محكمة لألحداث
وهو من المفاهيم القانونية الحديثة والمعاصرة التي أقرها الفقه الجنائي المعاصر لذلك ما لبث رجال القانون
المطالبة بتفريد معاملة األحداث الجامحين بقضاء خاص بما يكفل لهم حماية قضائية خاصة وذلك راجع
لخصوصية السلوك المنحرف لدى الحدث مع تسجيل المالحظات التالية
7
-زيادة جموح األحداث الموجه ضد األشخاص وضد األموال وزيادة أخرى في جرائم الجنس والكحول
وهمت هذه الزيادة الفئة العمرية ما بين 12الى 14سنة الذين ينتسبون إلى الطبقات المتوسطة والموسرة
-ظهور عصابات جموع األحداث والتي تنقسم إلى عصابات جموح مؤقتة وعصابات عرضية تنتهي بتحقيق
الغاية الجرمية
هناك نوع أخر ثالث وهو الحشد الغوغائي إذ من شأن هذا الحشد الغوغائي أن يلحق ضررا باألموال
واألشخاص
ثانيا دراسة الحالة الشخصية للمجرم
ترمي هذه الدراسة إلى تناول كل الظروف واألحوال المحيطة بالمجرم مند والدته وتتطلب هذه الدراسة
إمكانيات ضخمة تقنية وبشرية
ثالثا دراسة الجريمة بطريقة محددة
تقوم هذه الوسيلة على االفتراض كمنهج لتفسير الجريمة إذ أنها تنطلق من واقع الجريمة نفسها بفرضيات
تفسيرية وتطبقها على حاالت متعددة
رابعا دراسة المجرم خارج المؤسسات السجنية
تنطلق هذه الدراسة من فرضية أن المجرمين ال يكونون على سجيتهم أي على حالتهم الطبيعية داخل
المؤسسات السجنية سواء من حيث المعطيات التي يدلون بها أو السلوك الذي ينهجونه لذلك تمتد هذه الدراسة
إلى متابعة المجرم خارج األسوار واالندماج معه في المجتمع
الفصل الثاني ثقافة الجريمة
حاولت نظرية الثقافة الفرعية تفسير السلوك اإلنحرافي باالعتماد على مدخل سيكولوجي وثقافي واجتماعي
ومن بين التعريفات التي وضعت لمصطلح الثقافة الفرعية المنحرفة أنها تنطوي على متغيرات ثقافية توجد
في أقسام معينة عند شعب بالذات أي أنها تشكل نسقا متماسكا داخل الثقافة القومية وعناصر هذه الثقافة
الفرعية تتمثل في اللغة والقيم والسلوك حيث تكون غير منسجمة مع الثقافة السائدة ويمكن تحديدها إجرائيا:
-وجود استخدام لغوي مشترك ومصطلحات سواء في الكتابة أو الحديث
-ارتفاع معدل القيم المنحرفة المشتركة في الثقافة الفرعية للجريمة ألن عملية تعلم السلوك اإلجرامي
واكتساب المهارات والخبرات اإلجرامية تتضمن مجموعة من أنماط العالقات يتم من خاللها نقل وتعلم
الخبرات من المحترفين إلى الجامحين الذين ولجوا عالم اإلجرام بشكل يجعل من كبار المجرمين مثل يحتذى
به وظاهرة ناجحة
المبحث األول الجريمة الشبابية
اعتمادا على بعض الدراسات التي تناولت مدى اهتمام الشباب بالسلوك اإلجرامي يمكن استخالص النتائج
التالية:
-إن االختالالت التي حدثت في النسق االقتصادي انعكست آثارها على القيم اإليجابية اإلجتماعية وبالتالي
أصبح مجموعة من الشباب خارج مجال االهتمام والعناية في المجاالت الرياضية والثقافية واالجتماعية
-التحديات التي أصبحت تواجه الشباب في الدارسة دفعت الشباب إلى مجموعة من البدائل تمحورت غالبيتها
حول أعمال غير مشروعة والتي تمثلت فيما يسمى ب "مقدمات الجريمة"
ومن النتائج األخرى التي تترتب عن ذلك أن غالبية الشباب الذين ينتمون إلى الجريمة ينحدرون من المناطق
التي تعرف احتقان سكاني وبالتالي تدني فرص الحصول عن العمل وأوضحت الدراسات أن الواقع الشبابي
الذي يفتقد إلى المزيد من اإلشباعات واإلحتواء يزيد من انجذاب الشباب لسلوك إجرامي نمطي كالسرقة
والضرب واإلغتصاب
المبحث الثاني جرائم ذوي الياقات البيضاء
8
-2أن كثير من األشخاص يترددون على مصرح الجريمة األمر الذي يعطي للمجرم مجاال لتخريب وإتالف
األثار المادية للجريمة إن وجدت
-3ضعف الخبرة التقنية والفنية لدى الشرطة وجهاز النيابة العامة والقضاء
الفقرة الرابعة خصوصيات المجرم في الجريمة اإللكترونية
يتسم المجرم المعلوماتي بخصائص معينة تميزه عن المجرم التقليدي حيث أن هذا األخير ال يتطلب مستوى
علمي ومعرفي معين أما الجرائم اإللكترونية فهي جرائم تقنية وفنية تستلزم حدا أدنى من المعرفة والقدرة
على التعامل مع الحاسوب وشبكات اإلنترنت فمثال الجرائم ذات الطابع اإلقتصادي مثل التحويل اإللكتروني
غير المشروع لألموال يتطلب مهارة وخبرة عالية جدا
المبحث الثالث الجريمة المنظمة
رغم أن ظاهرة الجريمة المنظمة قد عرفتها المجتمعات الغربية مند بداية عشرينيات القرن الماضي إال أنها
مع بدايات األلفية الثالثة مع ما شهده العالم من تغيرات إقتصادية واجتماعية أصبحت تمثل خطرا كبيرا يواجه
الدول الكافة ومن ضمنها المغرب الذي حاول محاربتها على المستويين الزجري والوقائي
المطلب األول أصناف الجريمة المنظمة
من خالل المسطرة الجنائية نالحظ أن المشرع المغربي قد وسع من اإلختصاص اإلقليمي للشرطة القضائية
على مستوى التراب الوطني من خالل إنشاء جهاز متخصص لمحاربة الجريمة المنظمة على المستوى
الوطني في مجال التحقيق القضائي وذلك باستعمال التقنيات الحديثة وبغض النظر عن التضخم التشريعي
الذي يعرفه المغرب في مجال محاربة الجريمة المنظمة يمكن تصنيفها في سبعة جرائم:
األولى :جريمة المخدرات
الثانية :الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية
الثالثة :الجريمة المخترقة ألنظمة المعالجة اآللية للمعطيات
الرابعة :جرائم تبييض األموال
الخامسة :جرائم اإلرهاب
السادسة :الجرائم المتعلقة بالصرف
السابعة :جرائم الفساد
وعرفت الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة الجريمة المنظمة بأنها الجريمة التي ترتكب من طرف جماعة
إجرامية محددة البنية مؤلفة من ثالثة أشخاص أو أكتر موجودة لفترة زمنية تقوم بفعل مدبر بهدف ارتكاب
واحدة أو أكتر من الجرائم الخطيرة بغية تحقيق منفعة مالية أو مادية
المطلب الثاني نموذج الجرائم المتعلقة باألموال
الفقرة األولى غسيل األموال
يعتبر غسيل األموال أحد صور الجرائم اإلقتصادية وقد عرفت ترجمته إلى اللغة العربية بعض اإلرتباك بين
األموال الوسخة واألموال القدرة غير أن المشرع المغربي استقر على مصطلح غسيل األموال
ومفاده إطفاء المشروعية على مال مكتسب بطريقة غير مشروعة وهو نشاط إجرامي عرف تطورا بالمغرب
خالل السنوات األخيرة حيت تتمثل خطورته في إدخال المال غير المشروع في النظام المالي للدولة وسعيا
منه لمحاربة هذا النوع من الجرائم أصدر المشرع المغربي القانون 43.05المتعلق بمكافحة غسيل األموال
والذي حاول فيه المشرع الربط بين غسيل األموال وبعض الجرائم التي اعتبرها أصلية والمصنفة عادة في
إطار الجرائم المنظمة مثل اإلتجار في المخدرات والمتاجرة في البشر تم تهريب المهاجرين واإلتجار في
األسلحة والذخيرة
10
تسمى هده النظرية بالشباك المفتوح حيت ترى في الجريمة كرد فعل للشباب باتجاه المجتمع وكإشارة إلى
فقدانهم لالهتمام والرعاية والعناية ولعل العالقة بين الهجرة والبطالة ذات أوجه متعددة ومتداخلة فهنالك من
ينضر إلى الهجرة غير المشروعة كأحد إفرازات البطالة ومحاولة لإلفالت والتخلص من األوضاع المزرية
كما تشكل الهجرة غير الشرعية مرتعا لنشوء جرائم عديدة وخطيرة أبرزها ظاهرة اإلتجار بالبشر وتهريب
األسلحة
المحور الثاني فيزيولوجية المجرم أو المنحرف
المبحث األول الجريمة والنوع
أتبتت اإلحصاءات الدولية فروقات واسعة بين النساء والرجال في ارتكاب السلوك اإلجرامي بنسبة 1/7أي
خمسة عشر بالمئة من مجموع الجرائم المرتكبة تمثلها النساء وأقل من عشرة بالمئة من األحكام القضائية
الصادرة باإلدانة تمتلها كدلك النساء مع التأكيد على أن هده النسب تتفاوت حسب السن كدلك وحسب نوعية
الجرائم حيت تسعون بالمئة ترتبط بجرائم األموال وقتل األطفال حديتي الوالدة وإهمال األسرة واإلجهاض
والدعارة أما فيما يخص النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين الثامنة والعشرون و األربعون سنة تتركز
الجرائم االقتصادية الماسة باألموال والنصب والغش
إن هدا التباين يقتضي من طرف علماء اإلجرام تعامال خاصا في أسلوب الردع والتقويم وإعادة اإلدماج
_تفسيرات التفاوت بين الجنسين
حاول علماء اإلجرام أن يعطوا تفسيرا لهدا التفاوت بين النساء والرجال من حيت طبيعة الجرائم وكدلك السن
حيت الحظوا أن المرأة عموما ال تلجأ إلى الجرائم العنيفة التي تتطلب قوة القترافها باإلضافة إلى غلبة
العاطفة على المرأة
ويرى علماء االجتماع كذلك أن المرأة كائن اجتماعي ينحى إلى االستقرار وحماية العالقات األسرية
وترتفع نسبة الجريمة عند المرأة عندما تنخرط في الحياة االجتماعية لمواجهة ظروف الحياة وإكراهات
العمل مع زيادة مهمة في نسبة النساء غير المتزوجات
المبحث الثاني االختالف حسب السن
أتبتت الدراسات أن معدالت الجريمة تتفاوت حسب الفئة العمرية وقد رأينا سابقا أن جنوح األحداث أصبح
ظاهرة مقلقة يرجعها علماء اإلجرام إلى فقدان التوازن العقلي والعاطفي مما يجعله عرضة للعوامل
اإلجرامية
لدلك يرى علماء اإلجرام عدم تناول قواعد التجريم والعقاب المتخذة في حق األحداث بنفس الطريقة التي
تتخذ في حق الراشدين وانعكس هدا اإلتجاه على مستوى تكييف األفعال الجرمية (المشرع المغربي تناول
جرائم األحداث في كتاب خاص داخل قانون المسطرة الجنائية وهو الكتاب الثالث)
اعتمد المشرع المغربي مبدأ التدرج في تناول جنوح األحداث وقسمها إلى ثالثة مراحل عمرية
-مرحلة ما قبل 12سنة :اعتبره المشرع غير مسؤول جنائيا (المادة 458من قانون المسطرة الجنائية
والفصل 138من القانون الجنائي)
-مرحلة ما بين 12سنة و 18سنة :اعتبره المشرع المغربي دي مسؤولية جنائية ناقصة
-مرحلة بلوغ 18سنة :يعتبر سن المسؤولية الجنائية
وقد درج العمل القضائي في المغرب على أن النيابة العامة ال تفعل سلطة المالئمة عند النظر في قضايا
الجانحين
_اإلتجاه الجديد للقوانين الجنائية
12
يتميز هدا االتجاه باستلهامه لحلول عملية لمكافحة الجريمة حيت اعتمد المنهج التجريبي في الدراسات
الجنائية وأقر بالتدابير االحترازية ودورها في السياسة الجنائية كما نهج سبيال جديدا في التفريد التنفيذي
للعقوبة ودلك عن طريق تصنيف المحكوم عليهم ومعاملتهم حسب شخصية كل مجرم
وتقوم هده الفلسفة العقابية على أن المجرم من حقه أن يحظى باإلصالح من قبل الدولة حيت لم يعد للدولة
فقط عقاب األفراد بل عليها واجب تنشئتهم من جديد (إعادة اإلدماج)
ومن تم يتضح االهتمام الدي يوليه هدا االتجاه الجديد لشخصية الفرد عند تحديد العقاب معتمدا على مفهوم
الخطورة اإلجرامية حيت لم تعد فقط هده الخطورة اإلجرامية أساسا للمسؤولية الجنائية وإنما تعتبر الضابط
الدي يحدد على أساسه نوع العقوبة والتدبير المالئم للمجرم
+أنواع العقوبات حسب القانون الوضعي
تقسم العقوبات المقررة في القوانين الوضعية بحسب الزاوية التي ينضر منها إلى الجريمة:
-عقوبات جنائية
-عقوبات جنحية
-عقوبات المخالفات
وتنقسم العقوبات كدلك من حيت الحق الدي تمسه الجريمة إلى:
حقوق بدنية والماسة بالحرية واألموال والجرائم الماسة باالعتبار
ويالحظ من منضور علم اإلجرام أن معيار التقسيم يدور مدار جسامة العقوبة وتنوعها واختالفها
_العقوبات األصلية والتبعية
-العقوبة األصلية هي العقاب األساسي والمباشر الدي يوقعه القضاء دون أن يكون معلقا على عقوبة أخرى
وهو الدي يجعلها مختلفة عن العقوبة التبعية والتكميلية باعتبارهما عقوبتان إضافيتان
العقوبة التبعية هي التي تلحق بالعقوبة األصلية دون أن ينص عليها الحكم والعقوبة التكميلية هي التي تلحق
بجريمة معينة يحددها المشرع وال توقع على المحكوم إال إدا نص القاضي عليها في حكمه
+وظيفة العقوبة من منضور علم اإلجرام
من أهم وضائف العقوبة هو الردع بشقيه العام والخاص وتنطلق هده الفكرة من أساس فلسفي مقتضاه أن لكل
إنسان إجرام كامن في النفس مرتبط بالدوافع الغريزية وتهدف العقوبة إلى خلق دافع مضاد ورادع لكيال
يخرج هدا اإلجرام إلى الواقع
_أنواع الردع
الردع نوعان
-الردع العام يقصد به إنضار المجتمع كافة بالعقوبات المقررة للجرائم
-الردع الخاص هو األثر المباشر للعقوبة التي تقع على شخص معين سواء في بدنه أو في حريته أو في ماله
_بخصوص االمتحان
االمتحان سيكون اختياريا بين األسئلة الفرعية والموضوع