You are on page 1of 12

‫‪1‬‬

‫مادة علم االجرام‬


‫األستاذ هشام المليوي‬
‫محاور مادة علم االجرام‬
‫مدخل لدراسة المادة‬
‫الفصل األول اإلطار النظري لعلم االجرام‬
‫المحور األول النظريات والتفسيرات والمدارس‬
‫المحور الثاني تقنيات ووسائل علم االجرام‬
‫الفصل الثاني المقاربة الكلية للجريمة‬
‫المحور األول المجتمع والجريمة في الدول النامية والغربية‬
‫المبحث األول الجرائم الشبابية‬
‫المبحث الثاني جرائم ذوي الياقات البيض‬
‫المبحث الثالث اإلرهاب‬
‫المبحث الرابع الهجرة والجريمة‬
‫المحور الثاني فيزيولوجية المجرم أو المنحرف‬
‫المبحث األول الجنس والجريمة‬
‫المبحث الثاني السن والجريمة‬
‫المبحث الثالث العرق والجريمة‬
‫المبحث الرابع الطبقات االجتماعية والجريمة‬
‫المبحث الخامس جرائم المدن وجرائم القرى‬
‫الفصل الثالث المقاربة الجزئية للجريمة‬
‫المحور األول شخصية المجرم أو المنحرف‬
‫المبحث األول العوامل الفطرية الطبيعية‬
‫المطلب األول النوع االجرامي‬
‫المطلب الثاني الشخصية االجرامية‬
‫المطلب الثالث القدرات العقلية‬
‫المبحث الثاني العوامل المكتسبة‬
‫المطلب األول األرضية‬
‫المطلب الثاني الوسط‬
‫الفصل الرابع تطبيقات علم االجرام‬
‫‪2‬‬

‫المحور األول الوظائف التقليدية للعقاب‬


‫المحور الثاني فعالية العقاب في معالجة المنحرفين‬
‫المحور الثالث الوقاية‬

‫مدخل لدراسة المادة‬


‫أوال تطور علم االجرام‬
‫شكلت الجريمة مند القدم ظاهرة شاذة مما شكل تحديا يتمثل في محاولة السيطرة عليها من خالل فهم دوافعها‬
‫وكان الطابع الخرافي هو الغالب على هذه التفسيرات التي كانت غير علمية إد ترجع ارتكاب الجريمة إلى‬
‫أرواح شريرة تحاول إ غضاب األلهة حيت لم يجد المجتمع بدا من تعذيب المجرم وحرقه وضل هدا الفكر‬
‫سائدا الى حلول القرن الثامن عشر حيث ظهرت محاوالت علمية لتفسير الجريمة وانصبت على الربط بين‬
‫الجريمة والمجرم والتي أرجعها البعض إلى عيوب خلقية ظاهرة في الجمجمة أو الوجه‬
‫شكلت المدرسة الفرنسية البلجيكية بداية المعالجة العلمية للظاهرة االجرامية حيت ركزت هده المدرسة على‬
‫أهمية العوامل الفردية كالسن والجنس وكدلك العوامل االجتماعية والعوامل االقتصادية ومستوى المعيشة‬
‫إضافة إلى العوامل المناخية حيت تعرضت مجمل هده الدراسات الى العالقة بين الفقر والجهل من ناحية‬
‫والجريمة واالجرام من ناحية أخرى‬
‫ظهرت منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر المدرسة الوضعية اإليطالية والتي حاولت احترام منهج‬
‫جديد في تفسير الظاهرة االجرامية وخاصة المنهج التجريبي من خالل دراسة الشخصية اإلجرامية‬
‫تانيا تعريف علم االجرام‬
‫يمكن تعريف علم اإلجرام على أنه العلم الذي يتناول بالدراسة السلوك االجرامي مراعيا في دلك مختلف‬
‫العوامل المتدخلة في نشوء هدا السلوك والتي قد تتخذ طابعا نفسيا أو اجتماعيا بل وحتى بيولوجيا أو عضويا‬
‫وبذلك أيضا يكون السؤال المركزي لعلم اإلجرام متمحور حول ماهية الجريمة؟ ولماذا المجرم؟‬
‫إذ ال توجد نظرية واحدة تفسر السلوك اإلجرامي بل تتداخل مجموعة من العلوم في محاولة لتفسير الظاهرة‬
‫اإلجرامية وبما أن هذه الدراسات وقفت عاجزة أمام الظاهرة اإلجرامية فقد حاول العلم الحديث تناولها معتمدا‬
‫على الدراسة والتجربة‬
‫ارتكز العلم الحديث في دراسته للجريمة على أسباب الجريمة ومكوناتها وسياقاتها إضافة إلى نتائجها بغض‬
‫النضر عن كونها ضارة بالمجتمع أو باألخالق أو بالقيم‬
‫‪3‬‬

‫ثالثا أهمية علم االجرام‬


‫نظرا ألن علم اإلجرام يقوم به دارسون من فنون أخرى غير فن القانون فقد اعتبر كتير من الفقهاء أن علم‬
‫اإلجرام مادة غير قانونية باعتبار أن كل العلوم األخرى تفسر الظاهرة االجرامية تفسيرا أشمل وأوسع وأمثل‬
‫ودلك راجع أيضا إلى أن موضوع علم اإلجرام هو اإلنسان وليس الذمة المالية‬
‫رابعا العالقة بين علم اإلجرام والعلوم األخرى‬
‫‪_1‬علم اإلجرام والقانون الجنائي‬
‫يجب التمييز بين علم اإلجرام والقانون الجنائي رغم العالقة الجدلية بينهما والتي تتمثل في عالقة‬
‫تأثير وتأثر يعني هذا أن كل واحد منهما يؤثر في األخر فموضوع القانون الجنائي هو الفعل الذي‬
‫يشكل الجريمة أما علم اإلجرام فيتعلق بمحور الجريمة فيتعامل مع الجريمة كمعطى أي كواقعة‬
‫وعندما يؤثر القانون الجنائي في علم اإلجرام فإنه يساعده على تفريد العقاب‬
‫مثال عندما يسرق اإلبن أبيه فمن منظور علم اإلجرام جريمة السرقة أما من منظور القانون الجنائي‬
‫يعفى اإلبن ألسباب اجتماعية لذلك يمكن أن يكون فعال ما جريمة بالنسبة لعلم اإلجرام وليس جريمة‬
‫بالنسبة للقانون الجنائي‬
‫حيث أكد فيري أن هناك عالقة وطيدة بينهما إلى درجة أنه دعا إلى إلغاء القانون الجنائي وتعويضه‬
‫بعلم اإلجرام‬
‫والواضح أن علم اإلجرام والقانون الجنائي يلتقيان في موضوع دراسة الجريمة وفي تحديد وشرح‬
‫الظاهرة اإلجرامية لكنهما يختلفان في طريقة التعامل مع المجرم والجريمة حيث أن علم اإلجرام‬
‫يعتبر مصدر من مصادر القانون الجنائي كما أن القانون الجنائي هو مصدر من مصادر علم اإلجرام‬
‫ألن ميدان علم اإلجرام محدد باإلطار الذي يرسمه القانون‬
‫والقانون الجنائي هو الذي يحدد فيه المشرع الجرائم والعقوبات المقررة لها أما علم اإلجرام بما أنه‬
‫علم نظري بحث مهمته هي تقصي أسباب الجريمة فهو يهتم بدراسة الجريمة كظاهرة إنسانية‬
‫واجتماعية‬
‫‪_3‬علم اإلجرام وعلم األدلة الجنائية‪:‬‬
‫علم األدلة الجنائية له عالقة كبيرة بعلم اإلجرام ذلك أن علم األدلة الجنائية هو علم الدعوى الجنائية‬
‫ويهتم بالوسائل العلمية والتقنية التي تساعد على معرفة المجرم والجريمة وظروف ارتكبها وإعطاء‬
‫درجة الخطورة بينما علم اإلجرام يهتم بدراسة الجريمة كظاهرة اجتماعية انطالقا من شخصية‬
‫المجرم ومعرفة أسباب ودوافع ارتكاب الجريمة وكذلك تتجلى العالقة بينهما من خالل دراسة ظروف‬
‫ارتكاب الجريمة والوسائل التقنية المستعملة وبالتالي يكون علم األدلة الجنائية رافدا أي مزودا لعلم‬
‫اإلجرام‬
‫‪_4‬علم اإلجرام وعلم العقاب‪:‬‬
‫علم العقاب يختص بالوسائل المثلى واألنجع لمعاقبة المجرم الذي ارتكب الفعل الجرمي ووظيفته‬
‫تتجلى في الردع والحيلولة دون تكرار الفعل الجرمي وبهذا فعلم اإلجرام يشكل رافدا (مزودا) لعلم‬
‫العقاب ألن علم اإلجرام يقرر وسائل بعديلة لمعاقبة المجرم‬
‫‪_5‬علم اإلجرام والمسطرة الجنائية‪:‬‬
‫يقصد بالمسطرة الجنائية مجموع القواعد اإلجرائية التي تنهجها الدولة منذ لحظة وقوع الجريمة وإلى‬
‫غاية صدور حكم بات ونهائي وتتضمن هذه اإلجراءات التحقيق والمحاكمة وطرق الطعن ولهذا‬
‫تأثرت المسطرة الجنائية بعلم اإلجرام من خالل االتجاهات الحديثة التي أصبحت تركز على شخصية‬
‫المتهم ومثال ذلك مسالة تفريد العقاب وتخصيص نظام قاضي األحداث ونظام قاضي التنفيذ‬
‫‪_6‬علم اإلجرام والسياسة الجنائية‪:‬‬
‫السياسة الجنائية هي مجموعة من الوسائل التي ينتهجها المشرع لمكافحة الظاهرة اإلجرامية في‬
‫المجتمع حيث يستأثر المشرع بمجموعة من األفعال التي يعتبرها مضرة بالمجتمع وبهذا تختلف‬
‫السياسة الجنائية عن علم اإلجرام في موضوع البحث والدراسة وإن كان علم اإلجرام يساعد السياسة‬
‫الجنائية في ضبط التجريم والعقاب‬
‫خامسا فروع علم االجرام‬
‫‪4‬‬

‫يشمل علم االجرام العديد من التخصصات العلمية التي تمثل في األن نفسه فروعا وروافد له كعلم‬
‫النفس الجنائي وعلم االجتماع الجنائي وعلم طبائع المجرم‬
‫سادسا مفهوم المجرم في علم اإلجرام‬
‫إن تعريف المجرم في علم اإلجرام يتسم بالصعوبة حيت يختلف عن دلك التعريف الوارد في القانون‬
‫الجنائي إد يختص علم اإلجرام بما يصطلح عليه بالجريمة االتفاقية كما يتناول علم اإلجرام دراسة‬
‫القدرات العقلية للمجرم وميوالته وبهذا يكون من الطبيعي أن يستعين علم اإلجرام بالعلوم الحقة‬
‫األخرى كعلم األعصاب وعلم النفس‬
‫الفصل األول اإلطار النظري لعلم اإلجرام‬
‫المحور األول النظريات والتفسيرات والمدارس‬
‫المبحث األول االتجاهات العلمية في تفسير الظاهرة اإلجرامية‬
‫المطلب األول االتجاه البيولوجي‬
‫الفقرة األولى مضمون اإلتجاه‬
‫ظهر هذا االتجاه في منتصف القرن التاسع عشر وسميت بالمدرسة الوضعية اإليطالية مؤسسها هو‬
‫سيزار لومبروزو وركزت هده المدرسة على التكوين الجسماني للمجرم من الناحية التشريحية‬
‫والعضوية حيث الحظ لومبروزو وجود فوارق في السمات والمالمح بين المجرمين وغير المجرمين‬
‫فالمجرم إنسان شاد التكوين في مالمحه يتسم بعدم انتظام جمجمته وأسنانه وضيق جبهته وضخامة‬
‫فكيه وكثافة الشعر في رأسه وجسمه‬
‫وبهذا خلص لومبروزو إلى اعتبار أن اإلنسان المجرم قد طبع االجرام عليه بالفطرة أو بالميالد إال أنه‬
‫قد عدل من نظريته وقسم المجرمين إلى أصناف مختلفة وأرجع اإلجرام إلى أسباب أخرى عديدة‬
‫تتعلق بالخلل العقلي واالضطراب العاطفي ومنها ما يتعلق بالبيئة أي الوسط االجتماعي رغم أنه‬
‫اعتبر أن المجرم بالفطرة أو بالمولد هو األخطر‬
‫الفقرة الثانية نقد اإلتجاه البيولوجي‬
‫أوال مزايا نظرية لومبروزو‬
‫من مزايا هدا اإلتجاه أنه نبه الى دراسة الصفة الجسمانية والعضوية والنفسية الستخالص الجريمة‬
‫واعتبرت المجرم مريضا ال يستحق العقوبة فقط بل تدبيرا وقائيا وعالجيا أيضا‬
‫ثانيا عيوب نظرية لومبروزو‬
‫‪-‬من حيت المنهجية‬
‫إن المجموعة التي أجرى عليها لومبروزو أبحاثه ال تكفي إلرساء قواعد علمية ثابتة ودلك الكتفائه‬
‫بتشريح المجرمين فقط وبالتالي فالمقارنات والنتائج لم تكن متكافئة كما أن عالمات الرجعة التي تبثث‬
‫عند المجرمين هي صفات وعالمات ليست قاصرة عليهم فقط بل نجدها عند غير المجرمين وبالتالي‬
‫فهذه الصفات ليست مشتركة بين المجرمين فقط‬
‫‪-‬من حيت نطاق البحث‬
‫في رده على المدرسة الفرنسية البلجيكية التي اقتصرت على أهمية العوامل االجتماعية في علم‬
‫اإلجرام تجاهل لومبروزو هده العوامل وحصر بحثه في العوامل الفردية وحدها فكان نطاق بحته‬
‫ضيقا‬
‫‪-‬من حيث النتائج‬
‫فيما يتعلق بالنتائج التي خلص إليها متل تشبيه المجرم باإلنسان البدائي ومن جهة أخرى فكرة المجرم‬
‫بالميالد فهذه الفكرة غير صائبة مطلقا فاإلنسان ال يعد مجرما إال إدا ارتكب سلوكا يجرمه المشرع‬
‫المطلب الثاني أبحاث هوثوم‬
‫من خالل دراسته على عدد كبير من نزالء السجن واستكماله بدراسة مجموعة من غير المجرمين‬
‫خلص هوثوم إلى مجموعة من النتائج من أبرزها أن الصفات التي الحظها تختلف باختالف أنواع‬
‫الجرائم المرتكبة فالذين يرتكبون جرائم القتل يختلفون جسديا على الدين يرتكبون جرائم األموال أو‬
‫الجرائم الجنسية‬
‫‪+‬نقد النظرية‬
‫‪5‬‬

‫األبحاث التي قام بها هوتوم ليست كافية باعتبار أن الدين تبت إجرامهم أمام القضاء ليسوا هم فقط‬
‫المجرمون بل أن الواقع يدل على أن مجموعة من المجرمين يبقون خارج أسوار السجون إما لعدم‬
‫اكتشاف هويتهم أو لعدم اكتمال األدلة أو تثم تبرئتهم أو من خالل الحكم عليهم بغرامة أو من خالل‬
‫وقف التنفيذ‬
‫المطلب الثالث المدرسة اإلجتماعية عند فيري‬
‫يرى صاحب كتاب علم اإلجتماع الجنائي أن الجريمة ترتكب بفعل عوامل فردية وبيولوجية‬
‫واجتماعية وطبيعية‬
‫فالعوامل التي يراها األخرون شخصية هي عبارة عن تكوين عضوي وفيزيولوجي ونفسي تتداخل فيه‬
‫الحالة المدنية والطبقة االجتماعية والجنس والسن والبيئة الجغرافية بكافة عناصرها وقد تظهر هده‬
‫العوامل أيضا في نظام األسرة تم كثافة السكان والنظام االقتصادي‬
‫يرى فيري من خالل الدراسات التي قام بها أنه في بيئة معينة هناك عدد تابت من الجرائم في ضل‬
‫ظروف طبيعية وشخصية واجتماعية غير مالئمة إذ وصلت إلى درجة التشبع اإلجرامي أو الكثافة‬
‫اإلجرامية وبذلك ربط بين حتمية الجريمة وبين التشبع اإلجرامي‬
‫كما يرى فيري أن المجرمين ينقسمون إلى فئات متعددة فهم ليسوا من نمط واحد ألنهم يختلفون‬
‫باختالف تكوينهم البيولوجي واالجتماعي وخلص إلى نتيجة مهمة وهي أن النوع السائد هو المجرم‬
‫المعتاد أي المحترف وهم اللصوص والنصابون والمجرم بالعاطفة الدي يتصف باالنفعال الشديد‬
‫والمزاج العصبي والغيرة وهدا النوع يلوم نفسه ويصل إلى االنتحار تم المجرم بالصدفة الذي ليس‬
‫لديه ميل إجرامي ولكنه يرتكب الجريمة بسبب ضعفه في مقاومة الضغوط بمختلف أنواعها‬
‫ومن أبرز النتائج التي خلص اليها فيري أن الجريمة مثل أي سلوك انساني بمعنى أن الجريمة ظاهرة‬
‫ذات مصدر مركب بيولوجي واجتماعي ثم طبيعي تتفاوت بين األشخاص واالزمنة واالمكنة‬
‫يقوم التفسير التكاملي أو التوفيقي على قاعدتين اثنتين وهما‬
‫‪-‬أن الجريمة ليست معطى أو ظاهرة ذات مصدر بيولوجي وال طبيعي وال اجتماعي ولكنها نتاج كل‬
‫هذه العوامل وذلك مهما كان مستوى خطورتها أو تفاهتها‬
‫‪-‬أن لدى كل مجرم كيف ما كان نوعه وفي كل جريمة أي كان نوعها يتفاوت مدى قوة العامل السائد‬
‫الدي دفع الى الجريمة سواء كان هدا العامل بيولوجيا أو اجتماعيا أو خاصا به ولهذا يعد فيري‬
‫مؤسس علم االجرام ألنه قارب الجريمة مقاربة تركيبية‬
‫المطلب الرابع نظرية رفاييل كارفالو‬
‫عرف رفاييل كارفالو بتميزه بين الجريمة الطبيعية والجريمة المصطنعة ففي تقديره أن الجريمة‬
‫الطبيعية هي سلوك ضار غير خلقي يثير الزدراء المجتمع واستهجانه والمساس بمشاعره المتمثلة في‬
‫تقديس األمانة والشعور بالعطف عن األخرين أي أن الجريمة تنافي مشاعر الخير والعدالة السائدة في‬
‫كافة المجتمعات ولدى فالسلوكات الماسة بهذه القيم تعاقب عليها كل التشريعات‬
‫أما الجريمة المصطنعة فهي التي تتوقف على النظام السياسي واالجتماعي السائد ولدلك بدأ كارفالو‬
‫مؤلفه بفصل الجريمة الطبيعية عن الجريمة المصطنعة ألنه اعتبر أن تناول العلماء للجريمة كان‬
‫تناوال أنثروبولوجيا ونفسيا وليس تناوال تشريعيا بمعنى أنه لم يجدوا في كل مجرم بحسب التشريع‬
‫خصائص المجرم بحسب العلماء الطبيعيين‬
‫المطلب الخامس المدرسة النفسية أو مدرسة التحليل النفسي‬
‫إدا كانت المدرسة البيولوجية قد ركزت على التكوين العضوي والنفسي للمجرم فإن الدراسات النفسية‬
‫نهجت تحليال للسلوك اإلجرامي من خالل البعد الذاتي للشخصية أي أنها تهتم بالجريمة ال كظاهرة‬
‫اجتماعية بل تركز على المجرم كفرد وتحول اكتشاف األسباب التي دفعته إلى انحراف السلوك‬
‫(السلوك الجامح)‬
‫‪+‬سيكمون فرويد‬
‫يعود الى فرويد الفضل في صياغة وتدعيم منهج التحليل النفسي وكانت نقطة اإلنطالق من مشكلة‬
‫الهيستيريا وطريقة عالجها بالتنويم المغناطيسي إال أن فرويد تخلى عن التنويم المغناطيسي وشيد‬
‫طريقته الخاصة القائمة على استكشاف الالوعي وترتكز هذه الطريقة على دراسة األفكار التي ترد‬
‫إلى خاطر المريض دون مراقبة أو سيطرة على عمليات ترابطها ولذلك استخدم فرويد التقسيم النفسي‬
‫بحسب وظائفه الى ثالث وظائف‬
‫‪6‬‬

‫‪-‬الذات مستقر الميول الفطري والنزاعات والشهوات والتي تسعى الى تحقيق ميولتها دون االعتبار‬
‫للضوابط االجتماعية‬
‫‪-‬األنا تعتبر هي النفس العاقلة التي تعمل على كبح جماح الذات الدونية بالعقاب أي أنها تعطي االعتبار‬
‫لما يعد مقبوال اجتماعيا‬
‫‪-‬األنا العليا تعتبر محل للضمير والمبادئ السامية‬
‫طبقا للوظائف المشار إليها فإن الجريمة تقع عندما يعجز األنا عن تكييفها مع الظواهر االجتماعية‬
‫السائدة وتقع الجريمة كذلك لضعف األنا العليا في الرقابة والتوجيه‬
‫‪+‬نقد نظرية فرويد‬
‫المغاالة في الجانب النفسي في تفسير السلوك المنحرف الذي يؤدي إلى االعتقاد بأن هناك صلة حتمية‬
‫بين األمراض النفسية والجريمة‬
‫المحور الثاني تقنيات ووسائل (أساليب) البحث في علم االجرام‬
‫هناك أسلوبان للبحث في علم اإلجرام‬
‫يتمثل األسلوب األول في الدراسة اإلحصائية للحركة العامة لإلجرام أما األسلوب الثاني فيتمثل في‬
‫دراسة المجرمين أنفسهم‬
‫المطلب األول الدراسة اإلحصائية للحركة العامة لإلجرام‬
‫األسلوب الشائع غالبا ما ينحصر في تحديد العالقة بين عدد الجرائم من جهة وما يحدث من تغيرات اجتماعية‬
‫واقتصادية أو جغرافية من جهة أخرى وقد استخدم بعض العلماء هذا االسلوب لبيان اختالف الفصول‬
‫والبطالة وكثافة السكان على حركة اإلجرام العامة ويستند هذا األسلوب على اإلحصاءات الرسمية‬
‫أوال إحصاءات بوليسية‬
‫تصدرها دوائر الشرطة أو وزارة الداخلية وتتضمن الجرائم التي تبلغ ألقسام الشرطة فقط لذلك نقول أن هذه‬
‫اإلحصائيات ال تمثل الواقع الفعلي للجريمة‬
‫ثانيا إحصاءات قضائية‬
‫تصدرها عادة وزارة العدل وتتعلق بالجرائم التي صدرت فيها أحكام قضائية باإلدانة‬
‫ثالثا إحصاءات المؤسسات السجنية‬
‫تصدرها إدارة السجون وتتعلق بالجرائم التي حكم على فاعليها بعقوبات سالبة للحرية‬
‫المطلب الثاني دراسة المجرمين أنفسهم‬
‫يبرر اللجوء إلى هذا األسلوب عادة إلى عدم كفاية األساليب األخرى لتفسير الجريمة ويعتمد هذا األسلوب‬
‫على المقارنة بين المجرمين وغيرهم ودراسة الحالة الشخصية للمجرم ودراسة المجرم خارج أسوار السجن‬
‫أوال المقارنة بين المجرمين وغيرهم‬
‫تعتمد هده المقارنة على تصنيف المجرمين حسب وضعيتهم العائلية أي تصدع األسرة (طالق‪-‬وفاة عائل‬
‫االسرة‪ )...‬إذ لوحظ أن هذه العوامل تعتبر ضرفا مفسرا للسلوك اإلجرامي أثبتتها اإلحصائيات إذ أنها كانت‬
‫سائدة بين المجرمين دون غيرهم إضافة إلى الجهل أو الغباء أو البالهة‬
‫إال أن هذه المقارنة وإن كانت تبرز بعض الخصائص والظروف التي تنتشر بين المجرمين إال أنها ال تفسر‬
‫الجريمة تفسيرا دقيقا‬
‫‪+‬جرائم األحداث (السلوك الجامح لألحداث)‬
‫يثير مفهوم جموح األحداث بعض المشكالت المنهجية والعلمية والفقهية التي أدت إلى إنشاء محكمة لألحداث‬
‫وهو من المفاهيم القانونية الحديثة والمعاصرة التي أقرها الفقه الجنائي المعاصر لذلك ما لبث رجال القانون‬
‫المطالبة بتفريد معاملة األحداث الجامحين بقضاء خاص بما يكفل لهم حماية قضائية خاصة وذلك راجع‬
‫لخصوصية السلوك المنحرف لدى الحدث مع تسجيل المالحظات التالية‬
‫‪7‬‬

‫‪-‬زيادة جموح األحداث الموجه ضد األشخاص وضد األموال وزيادة أخرى في جرائم الجنس والكحول‬
‫وهمت هذه الزيادة الفئة العمرية ما بين ‪ 12‬الى ‪ 14‬سنة الذين ينتسبون إلى الطبقات المتوسطة والموسرة‬
‫‪-‬ظهور عصابات جموع األحداث والتي تنقسم إلى عصابات جموح مؤقتة وعصابات عرضية تنتهي بتحقيق‬
‫الغاية الجرمية‬
‫هناك نوع أخر ثالث وهو الحشد الغوغائي إذ من شأن هذا الحشد الغوغائي أن يلحق ضررا باألموال‬
‫واألشخاص‬
‫ثانيا دراسة الحالة الشخصية للمجرم‬
‫ترمي هذه الدراسة إلى تناول كل الظروف واألحوال المحيطة بالمجرم مند والدته وتتطلب هذه الدراسة‬
‫إمكانيات ضخمة تقنية وبشرية‬
‫ثالثا دراسة الجريمة بطريقة محددة‬
‫تقوم هذه الوسيلة على االفتراض كمنهج لتفسير الجريمة إذ أنها تنطلق من واقع الجريمة نفسها بفرضيات‬
‫تفسيرية وتطبقها على حاالت متعددة‬
‫رابعا دراسة المجرم خارج المؤسسات السجنية‬
‫تنطلق هذه الدراسة من فرضية أن المجرمين ال يكونون على سجيتهم أي على حالتهم الطبيعية داخل‬
‫المؤسسات السجنية سواء من حيث المعطيات التي يدلون بها أو السلوك الذي ينهجونه لذلك تمتد هذه الدراسة‬
‫إلى متابعة المجرم خارج األسوار واالندماج معه في المجتمع‬
‫الفصل الثاني ثقافة الجريمة‬
‫حاولت نظرية الثقافة الفرعية تفسير السلوك اإلنحرافي باالعتماد على مدخل سيكولوجي وثقافي واجتماعي‬
‫ومن بين التعريفات التي وضعت لمصطلح الثقافة الفرعية المنحرفة أنها تنطوي على متغيرات ثقافية توجد‬
‫في أقسام معينة عند شعب بالذات أي أنها تشكل نسقا متماسكا داخل الثقافة القومية وعناصر هذه الثقافة‬
‫الفرعية تتمثل في اللغة والقيم والسلوك حيث تكون غير منسجمة مع الثقافة السائدة ويمكن تحديدها إجرائيا‪:‬‬
‫‪-‬وجود استخدام لغوي مشترك ومصطلحات سواء في الكتابة أو الحديث‬
‫‪-‬ارتفاع معدل القيم المنحرفة المشتركة في الثقافة الفرعية للجريمة ألن عملية تعلم السلوك اإلجرامي‬
‫واكتساب المهارات والخبرات اإلجرامية تتضمن مجموعة من أنماط العالقات يتم من خاللها نقل وتعلم‬
‫الخبرات من المحترفين إلى الجامحين الذين ولجوا عالم اإلجرام بشكل يجعل من كبار المجرمين مثل يحتذى‬
‫به وظاهرة ناجحة‬
‫المبحث األول الجريمة الشبابية‬
‫اعتمادا على بعض الدراسات التي تناولت مدى اهتمام الشباب بالسلوك اإلجرامي يمكن استخالص النتائج‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-‬إن االختالالت التي حدثت في النسق االقتصادي انعكست آثارها على القيم اإليجابية اإلجتماعية وبالتالي‬
‫أصبح مجموعة من الشباب خارج مجال االهتمام والعناية في المجاالت الرياضية والثقافية واالجتماعية‬
‫‪-‬التحديات التي أصبحت تواجه الشباب في الدارسة دفعت الشباب إلى مجموعة من البدائل تمحورت غالبيتها‬
‫حول أعمال غير مشروعة والتي تمثلت فيما يسمى ب "مقدمات الجريمة"‬
‫ومن النتائج األخرى التي تترتب عن ذلك أن غالبية الشباب الذين ينتمون إلى الجريمة ينحدرون من المناطق‬
‫التي تعرف احتقان سكاني وبالتالي تدني فرص الحصول عن العمل وأوضحت الدراسات أن الواقع الشبابي‬
‫الذي يفتقد إلى المزيد من اإلشباعات واإلحتواء يزيد من انجذاب الشباب لسلوك إجرامي نمطي كالسرقة‬
‫والضرب واإلغتصاب‬
‫المبحث الثاني جرائم ذوي الياقات البيضاء‬
‫‪8‬‬

‫المطلب األول الجريمة اإللكترونية‬


‫الفقرة األولى مفهوم الجريمة اإللكترونية‬
‫ال يوجد تعريف موحد للداللة عن الجريمة اإللكترونية فمن جهة تعرف على أنها نمط من أنماط الجريمة‬
‫تستخدم فيها التقنيات الحديثة من أجل تسهيل عملية اإلجرام ومن جهة أخرى تعتبر سلوك غير مشروع‬
‫معاقب عليها قانونا وصادر عن إرادة جرمية يكون محلها معطيات الحاسوب وبالتالي يمكن القول أنها هي‬
‫التي ترتكب إدا قام شخص ما بطريقة غير مباشرة أو مباشرة في استغالل الحاسوب أو تطبيقاته بعمل غير‬
‫مشروع ضار بالمصلحة العامة ومصلحة األفراد الخاصة ويكون هذا النشاط اإلجرامي موجه إما لنسخ أو‬
‫تغيير أو حذف أو الوصول إلى المعلومات المخزنة داخل الحاسوب‬
‫الفقرة الثانية أركان الجريمة اإللكترونية‬
‫أوال الركن المادي للجريمة اإللكترونية‬
‫يتمثل النشاط المادي في الجريمة اإللكترونية بتحميل الحاسوب برامج اختراق أو أن يقوم بإعداد هذا البرنامج‬
‫بنفسه كما يمكن أن يتمثل في إعداد برامج لفيروسات أو تهيئة برامج أو صفحات مخلة باألداب العام‬
‫ثانيا الركن المعنوي للجريمة اإللكترونية‬
‫يثير هذا الركن بعض اإلشكاالت التي ترتبط بالحالة النفسية للجاني أو المجرم وتتركز غالبا في العالقة التي‬
‫تربط بين ماديات الجريمة وشخصية الجاني‬
‫الفقرة الثالثة خصائص الجريمة اإللكترونية‬
‫أوال جريمة ناعمة ومغرية للمجرمين‬
‫إدا كانت الجريمة بصورتها التقليدية تحتاج إلى عنف ومجهود عضلي فإن الجريمة اإللكترونية تعتمد على‬
‫الدراية المهنية بتقنيات الحاسوب اآللي وتعتبر مغرية ألنها سهلة التنفيذ وتجدب المجرمين بحكم سرعة‬
‫تنفيذها إد غالبا ما يتمثل الركن المادي فيها إما بحاسوب أو هاتف نقال وبالتالي ال تشترط وجود مسرح‬
‫الجريمة إضافة إلى ضخامة الفوائد والمكاسب التي يستطيع الجاني اكتسابها في هذه الجرائم‬
‫ثانيا جريمة عابرة للدول‬
‫ومن خصائص هذه الجرائم كذلك أنها ال تعترف بالحدود الجغرافية للدولة وهنا تشترك مع جريمة تبييض‬
‫األموال وجريمة تهريب المخدرات فقد يكون الجاني في بلد معين والضحية في بلد أخر والضرر المتحصل‬
‫عليه من الجريمة في بلد ثالث‬
‫ثالثا سرعة تنفيذها‬
‫سرعة التنفيذ في جزء من الثانية وال يالحظها الضحية وتتميز بخطورتها على األفراد والشركات‬
‫والحكومات‬
‫رابعا صعوبة اكتشافها‬
‫تتميز كذلك هذه الجرائم بصعوبة اكتشافها إذ غالبا ما يكون اكتشافها يمحض الصدفة ويرجع ذلك إلى عدم‬
‫ترك هذه الجريمة أي أثر خارجي وكذلك لقدرة الجاني على تدمير آثار الجريمة في أقل من الثانية الواحدة‬
‫وهناك سبب آخر يحول دون اكتشاف هذه الجرائم وهو عدم اإلبالغ عن الجريمة اإللكترونية من طرف‬
‫المؤسسات المالية كالبنوك والمؤسسات االدخارية‬
‫خامسا صعوبة إثباتها‬
‫من بين التحديات التي تواجه األجهزة األمنية هي صعوبة إثبات الجريمة اإللكترونية ألنها تقع خارج اإلطار‬
‫المادي الملموس لقيام أركانها في بيئة الحاسوب واإلنترنت وذلك لعدة أسباب من أهمها‬
‫‪-1‬أن الجريمة اإللكترونية ال تخلف أثار مادية‬
‫‪9‬‬

‫‪ -2‬أن كثير من األشخاص يترددون على مصرح الجريمة األمر الذي يعطي للمجرم مجاال لتخريب وإتالف‬
‫األثار المادية للجريمة إن وجدت‬
‫‪ -3‬ضعف الخبرة التقنية والفنية لدى الشرطة وجهاز النيابة العامة والقضاء‬
‫الفقرة الرابعة خصوصيات المجرم في الجريمة اإللكترونية‬
‫يتسم المجرم المعلوماتي بخصائص معينة تميزه عن المجرم التقليدي حيث أن هذا األخير ال يتطلب مستوى‬
‫علمي ومعرفي معين أما الجرائم اإللكترونية فهي جرائم تقنية وفنية تستلزم حدا أدنى من المعرفة والقدرة‬
‫على التعامل مع الحاسوب وشبكات اإلنترنت فمثال الجرائم ذات الطابع اإلقتصادي مثل التحويل اإللكتروني‬
‫غير المشروع لألموال يتطلب مهارة وخبرة عالية جدا‬
‫المبحث الثالث الجريمة المنظمة‬
‫رغم أن ظاهرة الجريمة المنظمة قد عرفتها المجتمعات الغربية مند بداية عشرينيات القرن الماضي إال أنها‬
‫مع بدايات األلفية الثالثة مع ما شهده العالم من تغيرات إقتصادية واجتماعية أصبحت تمثل خطرا كبيرا يواجه‬
‫الدول الكافة ومن ضمنها المغرب الذي حاول محاربتها على المستويين الزجري والوقائي‬
‫المطلب األول أصناف الجريمة المنظمة‬
‫من خالل المسطرة الجنائية نالحظ أن المشرع المغربي قد وسع من اإلختصاص اإلقليمي للشرطة القضائية‬
‫على مستوى التراب الوطني من خالل إنشاء جهاز متخصص لمحاربة الجريمة المنظمة على المستوى‬
‫الوطني في مجال التحقيق القضائي وذلك باستعمال التقنيات الحديثة وبغض النظر عن التضخم التشريعي‬
‫الذي يعرفه المغرب في مجال محاربة الجريمة المنظمة يمكن تصنيفها في سبعة جرائم‪:‬‬
‫األولى‪ :‬جريمة المخدرات‬
‫الثانية‪ :‬الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية‬
‫الثالثة‪ :‬الجريمة المخترقة ألنظمة المعالجة اآللية للمعطيات‬
‫الرابعة‪ :‬جرائم تبييض األموال‬
‫الخامسة‪ :‬جرائم اإلرهاب‬
‫السادسة‪ :‬الجرائم المتعلقة بالصرف‬
‫السابعة‪ :‬جرائم الفساد‬
‫وعرفت الجمعية العامة لمنظمة األمم المتحدة الجريمة المنظمة بأنها الجريمة التي ترتكب من طرف جماعة‬
‫إجرامية محددة البنية مؤلفة من ثالثة أشخاص أو أكتر موجودة لفترة زمنية تقوم بفعل مدبر بهدف ارتكاب‬
‫واحدة أو أكتر من الجرائم الخطيرة بغية تحقيق منفعة مالية أو مادية‬
‫المطلب الثاني نموذج الجرائم المتعلقة باألموال‬
‫الفقرة األولى غسيل األموال‬
‫يعتبر غسيل األموال أحد صور الجرائم اإلقتصادية وقد عرفت ترجمته إلى اللغة العربية بعض اإلرتباك بين‬
‫األموال الوسخة واألموال القدرة غير أن المشرع المغربي استقر على مصطلح غسيل األموال‬
‫ومفاده إطفاء المشروعية على مال مكتسب بطريقة غير مشروعة وهو نشاط إجرامي عرف تطورا بالمغرب‬
‫خالل السنوات األخيرة حيت تتمثل خطورته في إدخال المال غير المشروع في النظام المالي للدولة وسعيا‬
‫منه لمحاربة هذا النوع من الجرائم أصدر المشرع المغربي القانون ‪ 43.05‬المتعلق بمكافحة غسيل األموال‬
‫والذي حاول فيه المشرع الربط بين غسيل األموال وبعض الجرائم التي اعتبرها أصلية والمصنفة عادة في‬
‫إطار الجرائم المنظمة مثل اإلتجار في المخدرات والمتاجرة في البشر تم تهريب المهاجرين واإلتجار في‬
‫األسلحة والذخيرة‬
‫‪10‬‬

‫أوال العالقة بين تبييض األموال وتمويل اإلرهاب‪:‬‬


‫انكب المشرع المغربي على مكافحة تبييض األموال لما ينطوي عليه من خطورة اقتصادية غير أن التجربة‬
‫أبانت عن وجود ارتباط وثيق بين تبييض األموال وبين تمويل اإلرهاب حيث أن المراحل التي تمر بها عملية‬
‫تبييض األموال هي غالبا نفس المراحل التي تمر بها عملية تمويل اإلرهاب‪ ،‬حيت أن كالهما يحاوال استغالل‬
‫النظام المالي والنظام الصرفي‪ ،‬لهذا غالبا ما نجد التنسيق بين السلطات القضائية وبين األجهزة المشرفة على‬
‫النظام المالي والصرفي من أجل ضبط هذه العمليات وإعداد مخططات وقائية لمكافحة هاتين الجريمتين‬
‫ثانيا إشكال قانوني‬
‫غير أن هناك جانب من الفقه يرى أن عملية اإلثبات في جرائم تمويل اإلرهاب وتبييض األموال ال يتفق مع‬
‫المنطق القانوني السليم حيت تعتبر إشكالية قانونية من حيت أن جرائم تبييض األموال قد تستعمل كمصدر من‬
‫مصادر تمويل العمليات اإلرهابية‬
‫أما الربط الكامل بين هاتين الجريمتين بحيث يصبح من يقوم بتمويل عملية أو محاولة عملية إرهابية مرتكبا‬
‫لجريمة األموال ال يمكن تصوره وال تكييفه من الناحية القانونية ألن جريمة تبيض األموال عبارة عن‬
‫مجموعة من العمليات المصرفية وغير المصرفية تهدف إلى الفصل بين األموال الغير المشروعة وبين‬
‫مصدرها اإلجرامي لتبدو وكأنها أموال نظيفة ذات مصدر قانوني مشروع‪ ,‬أما بالنسبة للمفهوم القانوني‬
‫لتمويل العمليات اإلرهابية فيقصد به الدعم المادي والمعنوي لعمليات غير مشروعة تثير الرعب والفزع‬
‫الشديد لدى عامة الناس قصد تحقيق أهداف سياسية واقتصادية معينة‬
‫وهناك اختالف أيضا على مستوى القصد الجنائي حيت أن جريمة تمويل اإلرهاب تتجه فيها إرادة الجاني إلى‬
‫ارتكاب جريمة إرهابية بالرغم من إمكانية استخدام أساليب مماثلة في الحالتين حيت يعمد فاعل الجريمتين‬
‫إلى االستغالل الغير المشروع للقطاع المالي والصرفي بواسطة أحدث التقنيات المستخدمة في تبييض‬
‫األموال وتمويل اإلرهاب‪ ،‬كما أن جريمة تبييض األموال مصدرها دائما غير مشروع أما جريمة تمويل‬
‫العمليات اإلرهابية قد يكون مصدرها مشروع أو غير مشروع‬
‫المبحث الرابع الجريمة والهجرة‬
‫السؤال الذي يطرح كاألتي هل للهجرة أتر على السلوك اإلجرامي؟‬
‫يمكن تعريف الهجرة بانتقال أفراد من موطنهم األصلي الذي يتميز باستقرار إلى موطن وبيئة غير مستقرة‬
‫وتتميز بالعيش مع أفراد ال يشتركون معهم في الثقافة مما يثير إشكالية اإلندماج (التكيف)حيت يشعر فيها‬
‫المهاجر بالغربة وبالمتاعب االقتصادية واالجتماعية والنفسية وترى بعض الدارسات أن إشكالية العالقة بين‬
‫الهجرة والجريمة تنحصر في العوامل التالية‪:‬‬
‫أوال من شأن سياسة الهجرة غير المخطط لها أن تؤدي إلى عرض متزايد للقوة العاملة مما يؤدي إلى البطالة‬
‫وكدلك التعقيد في اإلسكان والتعليم والصحة (الخدمات االجتماعية)‬
‫ثانيا أن العمالة األجنبية تؤدي إلى خلق تكتالت اجتماعيه تؤسس لنمط مختلف قد تؤدي إلى بروز صراعات‬
‫اجتماعيه حادة‬
‫أما فيما يخص الهجرة الداخلية يرى البعض أن ضعف اإلنتاج الفالحي يتسبب باتجاه الفالحين نحو المدن‬
‫ليشكلوا رصيدا عماليا غير مؤهل يؤدي بدوره إلى مشاكل إجتماعية وإجرامية وتفكك أسري والهجر وخروج‬
‫المرأة للعمل‬
‫المطلب األول نظرية التفكك اإلجتماعي‬
‫حسب هده النظرية تربط بين معدل جرائم الشباب من المهاجرين وزيادتهم في المجتمع وتنحصر عامة تلك‬
‫الجرائم في عمليات السطو والنهب والسرقة وتخريب الممتلكات العامة والخاصة حيت أن زيادة أعدادهم‬
‫تؤدي إلى انعزالهم في أحياء على أطراف المدن وترتكز هده النظرية أيضا على تفكك العائلة حيت يقل تأثير‬
‫المؤسسة الدينية والمدرسة في عقليتهم فينسلخون إلى مجموعات وعصابات إجرامية وهناك تفسيرات أخرى‬
‫مشابهة تفسر هده الظاهرة من زاوية اإلجهاد الدي بات من صفات العصر حيت يتوجه الشباب إلى الجريمة‬
‫كطريقة سريعة للحصول على الثروة‬
‫المطلب الثاني نظرية الشباك المفتوح‬
‫‪11‬‬

‫تسمى هده النظرية بالشباك المفتوح حيت ترى في الجريمة كرد فعل للشباب باتجاه المجتمع وكإشارة إلى‬
‫فقدانهم لالهتمام والرعاية والعناية ولعل العالقة بين الهجرة والبطالة ذات أوجه متعددة ومتداخلة فهنالك من‬
‫ينضر إلى الهجرة غير المشروعة كأحد إفرازات البطالة ومحاولة لإلفالت والتخلص من األوضاع المزرية‬
‫كما تشكل الهجرة غير الشرعية مرتعا لنشوء جرائم عديدة وخطيرة أبرزها ظاهرة اإلتجار بالبشر وتهريب‬
‫األسلحة‬
‫المحور الثاني فيزيولوجية المجرم أو المنحرف‬
‫المبحث األول الجريمة والنوع‬
‫أتبتت اإلحصاءات الدولية فروقات واسعة بين النساء والرجال في ارتكاب السلوك اإلجرامي بنسبة ‪ 1/7‬أي‬
‫خمسة عشر بالمئة من مجموع الجرائم المرتكبة تمثلها النساء وأقل من عشرة بالمئة من األحكام القضائية‬
‫الصادرة باإلدانة تمتلها كدلك النساء مع التأكيد على أن هده النسب تتفاوت حسب السن كدلك وحسب نوعية‬
‫الجرائم حيت تسعون بالمئة ترتبط بجرائم األموال وقتل األطفال حديتي الوالدة وإهمال األسرة واإلجهاض‬
‫والدعارة أما فيما يخص النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين الثامنة والعشرون و األربعون سنة تتركز‬
‫الجرائم االقتصادية الماسة باألموال والنصب والغش‬
‫إن هدا التباين يقتضي من طرف علماء اإلجرام تعامال خاصا في أسلوب الردع والتقويم وإعادة اإلدماج‬
‫_تفسيرات التفاوت بين الجنسين‬
‫حاول علماء اإلجرام أن يعطوا تفسيرا لهدا التفاوت بين النساء والرجال من حيت طبيعة الجرائم وكدلك السن‬
‫حيت الحظوا أن المرأة عموما ال تلجأ إلى الجرائم العنيفة التي تتطلب قوة القترافها باإلضافة إلى غلبة‬
‫العاطفة على المرأة‬
‫ويرى علماء االجتماع كذلك أن المرأة كائن اجتماعي ينحى إلى االستقرار وحماية العالقات األسرية‬
‫وترتفع نسبة الجريمة عند المرأة عندما تنخرط في الحياة االجتماعية لمواجهة ظروف الحياة وإكراهات‬
‫العمل مع زيادة مهمة في نسبة النساء غير المتزوجات‬
‫المبحث الثاني االختالف حسب السن‬
‫أتبتت الدراسات أن معدالت الجريمة تتفاوت حسب الفئة العمرية وقد رأينا سابقا أن جنوح األحداث أصبح‬
‫ظاهرة مقلقة يرجعها علماء اإلجرام إلى فقدان التوازن العقلي والعاطفي مما يجعله عرضة للعوامل‬
‫اإلجرامية‬
‫لدلك يرى علماء اإلجرام عدم تناول قواعد التجريم والعقاب المتخذة في حق األحداث بنفس الطريقة التي‬
‫تتخذ في حق الراشدين وانعكس هدا اإلتجاه على مستوى تكييف األفعال الجرمية (المشرع المغربي تناول‬
‫جرائم األحداث في كتاب خاص داخل قانون المسطرة الجنائية وهو الكتاب الثالث)‬
‫اعتمد المشرع المغربي مبدأ التدرج في تناول جنوح األحداث وقسمها إلى ثالثة مراحل عمرية‬
‫‪-‬مرحلة ما قبل ‪ 12‬سنة‪ :‬اعتبره المشرع غير مسؤول جنائيا (المادة ‪ 458‬من قانون المسطرة الجنائية‬
‫والفصل ‪ 138‬من القانون الجنائي)‬
‫‪-‬مرحلة ما بين ‪ 12‬سنة و‪ 18‬سنة‪ :‬اعتبره المشرع المغربي دي مسؤولية جنائية ناقصة‬
‫‪-‬مرحلة بلوغ ‪ 18‬سنة‪ :‬يعتبر سن المسؤولية الجنائية‬
‫وقد درج العمل القضائي في المغرب على أن النيابة العامة ال تفعل سلطة المالئمة عند النظر في قضايا‬
‫الجانحين‬
‫_اإلتجاه الجديد للقوانين الجنائية‬
‫‪12‬‬

‫يتميز هدا االتجاه باستلهامه لحلول عملية لمكافحة الجريمة حيت اعتمد المنهج التجريبي في الدراسات‬
‫الجنائية وأقر بالتدابير االحترازية ودورها في السياسة الجنائية كما نهج سبيال جديدا في التفريد التنفيذي‬
‫للعقوبة ودلك عن طريق تصنيف المحكوم عليهم ومعاملتهم حسب شخصية كل مجرم‬
‫وتقوم هده الفلسفة العقابية على أن المجرم من حقه أن يحظى باإلصالح من قبل الدولة حيت لم يعد للدولة‬
‫فقط عقاب األفراد بل عليها واجب تنشئتهم من جديد (إعادة اإلدماج)‬
‫ومن تم يتضح االهتمام الدي يوليه هدا االتجاه الجديد لشخصية الفرد عند تحديد العقاب معتمدا على مفهوم‬
‫الخطورة اإلجرامية حيت لم تعد فقط هده الخطورة اإلجرامية أساسا للمسؤولية الجنائية وإنما تعتبر الضابط‬
‫الدي يحدد على أساسه نوع العقوبة والتدبير المالئم للمجرم‬
‫‪ +‬أنواع العقوبات حسب القانون الوضعي‬
‫تقسم العقوبات المقررة في القوانين الوضعية بحسب الزاوية التي ينضر منها إلى الجريمة‪:‬‬
‫‪-‬عقوبات جنائية‬
‫‪-‬عقوبات جنحية‬
‫‪-‬عقوبات المخالفات‬
‫وتنقسم العقوبات كدلك من حيت الحق الدي تمسه الجريمة إلى‪:‬‬
‫حقوق بدنية والماسة بالحرية واألموال والجرائم الماسة باالعتبار‬
‫ويالحظ من منضور علم اإلجرام أن معيار التقسيم يدور مدار جسامة العقوبة وتنوعها واختالفها‬
‫_العقوبات األصلية والتبعية‬
‫‪-‬العقوبة األصلية هي العقاب األساسي والمباشر الدي يوقعه القضاء دون أن يكون معلقا على عقوبة أخرى‬
‫وهو الدي يجعلها مختلفة عن العقوبة التبعية والتكميلية باعتبارهما عقوبتان إضافيتان‬
‫العقوبة التبعية هي التي تلحق بالعقوبة األصلية دون أن ينص عليها الحكم والعقوبة التكميلية هي التي تلحق‬
‫بجريمة معينة يحددها المشرع وال توقع على المحكوم إال إدا نص القاضي عليها في حكمه‬
‫‪+‬وظيفة العقوبة من منضور علم اإلجرام‬
‫من أهم وضائف العقوبة هو الردع بشقيه العام والخاص وتنطلق هده الفكرة من أساس فلسفي مقتضاه أن لكل‬
‫إنسان إجرام كامن في النفس مرتبط بالدوافع الغريزية وتهدف العقوبة إلى خلق دافع مضاد ورادع لكيال‬
‫يخرج هدا اإلجرام إلى الواقع‬
‫_أنواع الردع‬
‫الردع نوعان‬
‫‪-‬الردع العام يقصد به إنضار المجتمع كافة بالعقوبات المقررة للجرائم‬
‫‪-‬الردع الخاص هو األثر المباشر للعقوبة التي تقع على شخص معين سواء في بدنه أو في حريته أو في ماله‬

‫نهاية المحاضرات بالتوفيق‬

‫_بخصوص االمتحان‬
‫االمتحان سيكون اختياريا بين األسئلة الفرعية والموضوع‬

‫إنجاز أخوكم محمد‬


‫دعواتكم‬

You might also like