You are on page 1of 32

‫‪1‬‬

‫مادة مساطر صعوبات المقاولة‬


‫األستاذ ربيع كموج‬
‫المحاور المعتمدة‬
‫اإلطار العام‬
‫المحور األول مسطرة الوقاية من صعوبات المقاولة‬
‫المحور الثاني مسطرة اإلنقاذ‬
‫المحور الثالث مسطرة التسوية القضائية‬
‫المحور الرابع مسطرة التصفية القضائية‬
‫المحور األول مسطرة الوقاية من صعوبات المقاولة‬
‫المطلب األول الوقاية الداخلية‬
‫المطلب الثاني الوقاية الخارجية‬
‫المطلب الثالث تعيين الوكيل الخاص‬
‫المطلب الرابع مسطرة المصالحة‬
‫المحور الثاني مسطرة اإلنقاذ‬
‫المطلب األول شروط فتح مسطرة اإلنقاذ‬
‫المطلب الثاني إجراءات مسطرة اإلنقاذ‬
‫المطلب الثالث سلطات رئيس المقاولة والسنديك‬
‫المطلب الرابع اعداد الحل‬
‫المطلب الخامس اختيار الحل‬
‫المحور الثالث مسطرة التسوية القضائية‬
‫المطلب األول شروط افتتاح مسطرة التسوية القضائية‬
‫المطلب الثاني إجراءات التسوية القضائية‬
‫المطلب الثالث االستمرارية‬
‫المطلب الرابع التفويت‬
‫المحور الرابع مسطرة التصفية القضائية‬
‫المطلب األول مقتضيات عامة خاصة بالمسطرة‬
‫المطلب الثاني بيع األصول‬
‫المطلب الثالث تصفية الخصوم‬
‫المطلب الرابع الوفاء بالديون‬
‫‪2‬‬

‫المطلب الخامس قفل عمليات التصفية القضائية‬


‫المراجع‬
‫االستاد محمد لفروجي صعوبات المقاولة والمساطر القضائية‬
‫االستاد عبد الرحيم شميعة شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬
‫االستاد عالل فالي التعليق على قانون مساطر صعوبات المقاولة‬
‫االستاد مصطفى بونجه واالستاذة نهال اللواح مساطر صعوبات المقاولة وفق القانون ‪73.17‬‬

‫مقدمة عامة‬
‫إدا كانت المعامالت التجارية تمتاز بالكثرة والتنوع والسرعة األمر الدي يشترط معه توفر المقاولة على‬
‫الموارد المالية الكافية لتغطية جميع أنشطتها مما يجعل اللجوء إلى االستدانة ضرورة حتمية وذلك لتغطية‬
‫جميع األنشطة فإن دلك يمكن أن تكون معه المقاولة دائنة ومدينة لفئة معينة‬
‫يمكن القول أنه من الصعوبة بما كان أن يقوم رئيس المقاولة مهما توفر على الموارد المالية بإجراء جميع‬
‫معامالته التجارية بما هو متوفر لديه من سيولة نقدية الشيء الدي يضطر معه اللجوء إلى تقنية االئتمان حيث‬
‫يتسنى له القيام بأكبر قدر ممكن من العمليات التجارية عن طريق االستدانة من شخص أخر‬
‫الوضع الطبيعي يتمثل في إرجاع المدين لديونه في األجل المتفق عليه لكن قد يحدث العكس الشيء الدي‬
‫يحدث بلبلة في الوسط التجاري ويتم زعزعة الثقة السائدة بين التجار ودلك في حالة عجز المدين عن الوفاء‬
‫بما تعهد به‬
‫االئتمان هو أساس المعامالت التجارية من هدا المنطلق كان البد من الحفاض عليه وحمايته من كل ما من‬
‫شأنه أن يهدده ومن جهة أخرى ضمان استمرارية المدين في ممارسة نشاطه التجاري غير أن دلك ال يمنع‬
‫عن عجز البعض عن الوفاء بما تعهدوا به لدائنيهم في ميعاد االستحقاق وعليه يمكن العصف باالئتمان بفعل‬
‫العجز عن دفع تلك الديون‬
‫الشيء الدي فرض تدخل المشرع لحماية االئتمان ودلك من خالل حماية المصالح الفردية لدائني التجار أو‬
‫المقاولة المتوقفة عن الدفع أو التي تشهد وقائع من شأنها أن تخل باستمراريتها وعليه عمدت مختلف‬
‫التشريعات إلى سن نظام خاص يطبق على المقاوالت أو التجار المتوقفين عن أداء ديونهم‬
‫اعتمد نظام اإلفالس على تحقيق األهداف المتتالية الثالث والمتمثلة في معاقبة التاجر الدي أخل بالتزاماته تم‬
‫حماية الدائنين الدي حل أجل ديونهم وفي األخير العمل على إنقاذ المقاوالت القابلة لإلنقاذ يمكن أن نعتبر‬
‫العقد األخير من القرن العشرين قد شكل محطة مفصلية في تاريخ الحياة القانونية المغربية نظرا للكم الهائل‬
‫من اإلصالحات التشريعية التي عرفتها هذه الفترة والتي حضي فيها ميدان األعمال والمال بالنصيب األكبر‬
‫ويمكن تقسيم تلك الفترة بين تعديل قوانين سابقة أوسن قوانين جديدة‬
‫الحياة القانونية عرفت منعطفا جديا أنداك تمثل في صدور مدونة التجارة وقد شكلت أنداك منعطفا للتناغم مع‬
‫مجمل القوانين المؤطرة لميادين المال واألعمال والمندرجة في ذات التصور تأهيل المغرب ليكون في‬
‫مصاف الدول المعاصرة من حيث التوفر على ترسانة قانونية حديثة لتأهيل االقتصاد وجلب االستثمار‬
‫‪3‬‬

‫يمكن أن نعتبر مدونة التجارة شكلت منطلقا لإلعادة توجيه الخطاب للمقاولة وليس للتاجر إد بالتراجع عن‬
‫استعمال التاجر كمخاطب بأحكامه قد بدأت أولى المؤشرات بالحديث عن النشاط التجاري وليس العمل‬
‫التجاري‬
‫تميزت المقاربة المعتمدة من طرف المشرع بنظرة شمولية بخصوص دور المقاولة في الحياة العامة إد بدأ‬
‫االمر بالمرونة في التعامل مع تأسيس المقاولة ليصل األمر إلى قواعد تأخذ بعين االعتبار خصوصيات‬
‫المقاولة وإسعافها بالدرجة األولى حين تعتريها صعوبات أو أزمات معينة‬
‫إحداث المحاكم التجارية جاء ليواكب هذا التوجه الدي كما قلنا سلفا جعل أساسه حماية المقاولة بالدرجة‬
‫األولى وقد أنيط بهذا النوع من المحاكم الفصل في القضايا المرتبطة بوقاية ومعالجة صعوبات المقاولة‬
‫يرتكز نظام صعوبات المقاولة بشكل أساسي على ميكانيزمات إلنقاذ المقاولة من االنهيار أو التدهور الدي‬
‫يمكن أن تصل إليه بفعل الصعوبات التي قد تعترضها مع العلم أن وسائل اإلنقاذ قد تختلف بدورها حسب ما‬
‫إدا كانت هذه الصعوبات قد تم اكتشافها قبل توقف المقاولة عن الدفع وما إدا كانت المقاولة قد وصلت إلى‬
‫مرحلة التوقف عن الدفع‬
‫التطور التاريخي‬
‫المغرب كان يعتمد على الشريعة اإلسالمية قبل الخضوع للحماية وعليه كان يتم االعتماد على نظام اإلفالس‬
‫أو التفليس الدي وضع أسسه الفقه اإلسالمي وخاصة فقهاء المالكية هو الدي يطبق أنداك إال أنه مع فرض‬
‫الحماية قامت فرنسا بالسعي وراء إحالل تقنينها التجاري محل الشريعة اإلسالمية‬
‫بداية اعتمد ظهير ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬المنظم للقواعد المتعلقة باألعمال التجارية التي اقتبست جل مقتضياته من‬
‫القانون الفرنسي لسنة ‪1889‬‬
‫تم تعديل الظهير السابق بموجب ظهير ‪ 10‬فبراير ‪ 1951‬بعد أن أدخلت عليه بعض التغييرات الجوهرية‬
‫جعلته يتماشى مع المقومات والمقتضيات القانونية الجاري بها العمل في المغرب الى غاية صدور مدونة‬
‫التجارة‬
‫كان نظام اإلفالس يرتكز على قدرة الفكر التجاري على خلق القواعد القانونية الخاصة بتنظيم االعمال‬
‫التجارية بما يساهم في تخليق الممارسة التجارية ودعم االئتمان وتطهير مجاالت اهتمامه من الشوائب التي‬
‫قد تعيق مسيرته وفق خصوصيات المعامالت التجارية مع تطور الممارسة التجارية اتضح أن نظام اإلفالس‬
‫يتقاطع مع نظام الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة بل إن الثاني يعتبر تطورا طبيعيا وشرعيا لألول‬
‫باستحضار الظروف العامة التي نشأ فيها كل منهما‬
‫شكل القانون الفرنسي لسنة ‪ 1967‬ميالد قانون عصري ومتطور للمساطر الجماعية من حيت اعتماده على‬
‫مقاربة جديدة تقوم على التمييز بين الشخص والمقاولة بما يعنيه ذلك من ابتعاد عن اعتماد مجرد المقاربة‬
‫العقابية فاسح المجال أمام إمكانية إنقاذ المقاوالت التي يكون نشاطها قابال لالستمرار‬
‫جاء نظام صعوبات المقاولة ليتجاوز اإلشكاالت التي طرحت على مستوى تطبيق القانون السابق وخاصة أن‬
‫ذلك سبقته مجموعة من المؤشرات السيئة التي عجلت بسقوط هذا النظام والذي ينبني على قاعدة العالج‬
‫والوقاية‬
‫المشرع المغربي بعد ذلك تأثر بهذا النظام فاعتمده سنة ‪ 1996‬بمقتضى الكتاب الخامس من مدونة التجارة‬
‫مستغنيا بالتالي على نظام اإلفالس الذي نظمه القانون التجاري لسنة ‪ 1913‬والذي تم تعديله بتاريخ ‪22‬‬
‫غشت ‪2014‬‬
‫‪+‬تعديل الكتاب الخامس من مدونة التجارة سنة ‪ 2014‬تمثل فيما يلي‬
‫‪ -‬يتمثل التعديل األول في التغيير الذي طرأ على عنوان الكتاب الخامس إد تم إعادة تسميته ليصبح بدل‬
‫معالجة صعوبات المقاولة إجراءات الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة‬
‫‪-‬التعديل الثاني تم إدخاله على مقتضيات المادة ‪ 546‬من مدونة التجارة إد ألزمت المادة رئيس المقاولة‬
‫بتصحيح االختالالت بعدما يرصد الصعوبات التي من شأنها أن تخل باستمرارية المقاولة تم يأتي بعد دلك‬
‫تدخل مراقب الحسابات وكدا أي شريك بتبليغ رئيس المقاولة بتلك الصعوبات‬
‫‪4‬‬

‫جاء تعديل سنة ‪ 2018‬بموجب القانون ‪ 73.17‬القاضي بتتميم القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة‬
‫كمحطة رئيسية إلقرار مناخ أعمال محفز وقادر على الرفع من جاذبية بالدنا لالستمرار الدي يعرف تغييرا‬
‫مستمرا ونموا سريعا يحتم تعيين اإلطار القانوني المرتبط به‬
‫مساطر صعوبات المقاولة‬
‫يمكن أن يتم تجاوز الصعوبات التي قد تعترض المقاولة عبر طرق وقائية منها ما هو داخلي يقتصر األمر‬
‫فيه على أجهزة المقاولة وعلى الخصوص رئيس المقاولة والشركاء تم مراقبي الحسابات ومنها ما هو‬
‫خارجي يستدعي تدخل أطراف أخرى أجنبية على المقاولة‬
‫يمكن القول أن الوقاية الداخلية يغلب فيها الجانب اإلرادي والتشاركي أما بالنسبة للوقاية الخارجية فيغلب‬
‫عليها الطابع االلزامي والفرض إد أن الوقاية األولى ترتكز على تدخل رئيس المقاولة ومن معه بينما الثانية‬
‫تقوم على تدخل أجهزة خارجية والمتمثلة في رئيس المحكمة ومن معه أي المصالح والوكيل الخاص إضافة‬
‫الى النيابة العامة‬
‫تم تنظيم مسطرة اإلنقاذ كمسطرة للكشف المبكر عن الصعوبات التي تعترض السير العادي للمقاوالت والتي‬
‫يمكن الحكم بفتحها من طرف المحكمة التجارية المختصة في الحالة التي تكون فيها األخيرة تعاني من‬
‫صعوبات من شأنها أن تؤدي الى التوقف عن الدفع ودلك من أجل تمكين المقاولة من تجاوز صعوباتها‬
‫وضمان استمراريتها والحفاض على مناصب الشغل بها وتسديد خصومها‬
‫نظام المعالجة يقوم على اعتماد مقاربة مواكبة والمراقبة المرتبطة بالحلول المعتمدة بعد تأكد واقعة التوقف‬
‫عن الدفع فعجز رئيس المقاولة عن إيجاد حلول ناجحة لمقاولته المتوقفة عن الدفع يتم اللجوء الى الحل‬
‫القضائي وتسمى هده المرحلة بالمسطرة القضائية ويصبح الجهاز القضائي في قلب أدوار لم يعهد بها من قبل‬
‫إد يعمد إلى البحث عن حماية مصالح جميع المتدخلين وبصفة أساسية محاولة إنقاذ المقاولة وأداء ديونها‬
‫والمحافظة على مناصب الشغل أو أن يتم التوصل الى استحالة استمرار المقاولة وتقضي المحكمة المختصة‬
‫بالتصفية القضائية‬
‫القضاء لم يعد يتدخل فقط بناء على طلب أحد األطراف فالحكم أو الفصل في نزاع معين يتطلب وجود مقال‬
‫أو طلب معين لكن مساطر الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة جعله جهاز يسعى الى تقديم المساعدة بل‬
‫أكتر من ذلك أصبح وصيا عليها‬
‫الصعوبات ما دون التوقف عن الدفع‬

‫مسطرة الكشف‬ ‫تدليل‬


‫المبكر والمعالجة‬ ‫الصعوبات‬

‫مسطرة اإلنقاذ‬ ‫الوقاية الداخلية‬

‫الوقاية الخارجية‬

‫تعيين الوكيل الخاص‬

‫ابرام صلح مع الدائنين‬

‫الصعوبات ذات الصلة بالتوقف عن الدفع‬

‫وضعية مختلة بشكل ال‬ ‫وضعية غير مختلة بشكل ال‬


‫رجعة فيه‬ ‫رجعة فيه‬

‫مسطرة التصفية القضائية‬ ‫مسطرة التسوية القضائية‬

‫مخطط التفويت‬ ‫مخطط‬


‫االستمرارية‬
‫‪5‬‬

‫المحور األول مساطر الوقاية من صعوبات المقاولة‬


‫المبحث األول الوقاية الداخلية‬
‫الوقاية الداخلية‬

‫وجود صعوبات‬

‫محاولة تذليل الصعوبات‬ ‫رئيس المقاولة‬

‫مراقب الحسابات‬
‫اإلخبار بوجود صعوبات‬
‫الشريك‬

‫عدم تجاوز الصعوبات‬ ‫تجاوز الصعوبات‬

‫األحوال غير‬ ‫األحوال‬


‫العادية‬ ‫العادية‬

‫تداول الجمعية‬
‫العامة‬

‫الصعوبات ما دون التوقف عن الدفع‬

‫الوقاية الداخلية‬

‫تذليل الصعوبات‬ ‫في الحالة العادية‬

‫استمرار الوقائع والصعوبات‬ ‫في الحالة غير العادية‬

‫الوقاية الخارجية‬

‫المبحث األول الوقاية الداخلية‬


‫يتعين على المقاولة أن تقوم بنفسها عن طريق الوقاية الداخلية من مواجهة الصعوبات التي تعترضها‬
‫بتصحيح ما من شأنه أن يخل باستمرارية استغاللها وإال تم ذلك عن طريق الوقاية الخارجية بتدخل من‬
‫رئيس المحكمة التجارية (المادة ‪ 547‬من مدونة التجارة)‬
‫إدا لم يعمل رئيس المقاولة تلقائيا على تصحيح االختالل الذي من شأنه يؤثر سلبا على استغاللها يبلغ إليه‬
‫مراقب الحسابات إن وجد أو أي شريك في الشركة الوقائع أو الصعوبات ذات الطبيعة القانونية أو االقتصادية‬
‫أو المالية أو االجتماعية التي من شأنها االخالل باستمرارية استغاللها وذلك داخل أجل ثمانية أيام من اكتشافه‬
‫لها برسالة مضمونة مع االشعار بالتوصل يدعوه فيها إلى تصحيح ذلك االختالل (المادة ‪ 547‬من مدونة‬
‫التجارة)‬
‫‪6‬‬

‫إدا لم يستجيب رئيس المقاولة خالل خمسة عشر يوما من تاريخ استالم االشعار أو لم يتوصل شخصيا أو بعد‬
‫تداول مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة حسب الحالة إلى نتيجة مفيدة وجب عليه العمل على عقد الجمعية‬
‫العامة داخل أجل خمسة عشر يوما قصد التداول في شأن دلك بعد االستماع لتقرير مراقب الحسابات إن‬
‫وجد‬
‫نضرا للوضعية الحساسة للمقاولة والرغبة في الحفاض على استمرارية المقاولة تم اعتماد تدابير وقائية تتميز‬
‫بالمرونة والسرعة والسرية ودلك حفاضا على سمعة المقاولة لدى العموم‬
‫لإللمام بالوقاية الداخلية نطرح األسئلة التالية‬
‫‪-‬المقاوالت المشمولة بالوقاية الداخلية؟‬
‫‪-‬ماهي الصعوبات المعنية بالوقاية الداخلية؟‬
‫‪-‬ما هي الجهات الموكول إليها رصد الصعوبات واالخبار عنها؟‬
‫‪-‬ما هي إجراءات مسطرة الوقاية الداخلية؟‬
‫المطلب األول المقاوالت المقصودة‬
‫الواضح من خالل المادة السالفة الدكر أن األمر يتعلق بالمقاوالت التي تأخذ شكل شركة تجارية أو مجموعة‬
‫ذات النفع االقتصادي لكن شريطة أن يكون غرضها تجاريا بما في ذلك تلك التي ال يوجد بها مراقب أو‬
‫مراقبون للحسابات‬
‫الرقابة الداخلية ينحصر العمل بها في الشركات التجارية التي يكون تعيين مراقب الحسابات فيها أمرا‬
‫ضروريا يتعلق االمر هنا بشركات المساهمة وكذلك باقي الشركات التجارية (التضامن‪-‬التوصية البسيطة‪-‬‬
‫التوصية باألسهم‪-‬شركة المسؤولية المحدودة المتعددة الشركاء)‬
‫تستبعد من نطاق الوقاية الداخلية العديد من المقاوالت كالمقاوالت الفردية حتى وإن كانت تجارية والمقاوالت‬
‫المدنية جماعية أو فردية ونفس الشيء بالنسبة للشخص الطبيعي التاجر‬
‫ال يمكن تصور قيام اإلجراءات الخاصة بالوقاية الداخلية من صعوبات المقاولة اتجاه شخص طبيعي أو‬
‫شركة مدنية‬
‫وجهت للمشرع المغربي مجموعة من االنتقادات ترتبط باألساس أنه بقي أسيرا في تحديده للمقاوالت‬
‫الخاضعة للوقاية الداخلية لمنطق القانون التجاري الكالسيكي المتسم بتضييق نطاق تطبيقه خاصة إدا ما‬
‫قورن بالمشرع الفرنسي‬
‫ال تخضع الشركة في طور التأسيس لمساطر الوقاية الداخلية لعدم تمتعها بالشخصية المعنوية‬
‫المطلب الثاني الصعوبات المعنية‬
‫تنص الماد ‪ 547‬من مدونة التجارة على أنه "يبلغ إليه مراقب الحسابات إن وجد أو أي شريك في الشركة‬
‫الوقائع أو الصعوبات خاصة الصعوبات ذات الطبيعة القانونية أو االقتصادية أو المالية أو االجتماعية التي‬
‫من شأنها االخالل باستمرارية استغاللها"‬
‫يتم التمييز بين المساطر المتبعة في الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة انطالقا من وضعيتها وعليه‬
‫فتحديد وضعية المقاولة يشكل أساس المسطرة الواجبة االتباع بالتمييز بين التوقف عن الدفع كموجب لفتح‬
‫مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ووقائع من شأنها اإلخالل باستمرارية المقاولة‬
‫الوقائع والصعوبات التي تستدعي اللجوء الى مسطرة الوقاية الداخلية أي الوقاية بشكل عام هي التي ال تصل‬
‫إلى مستوى التوقف عن الدفع حيث يتعين وقت إدن سلوك المساطر الخاصة بالمعالجة‬
‫اعتبر البعض أن ذكر الوقائع والصعوبات التي من شأنها االخالل باستمرارية استغاللها أراد من خاللها‬
‫المشرع أن يجعل مراقب الحسابات والشركاء في الشركة يتحملون مسؤولية فيما يخص مراقبة التسيير‬
‫‪7‬‬

‫المقصود بالوقائع حسب المفهوم من خالل المواد التي أشارت إليها كافة المشاكل ذات الطابع القانوني أو‬
‫االقتصادي أو المالي أو االجتماعي التي تعاني منها المقاولة قبل أن تصل إلى مرحلة التوقف عن الدفع‬
‫ذهب األستاذ محمد لفروجي للقول بأن الوقائع التي من شأنها االخالل باستمرارية استغالل المقاولة تكون‬
‫موجودة كلما كانت هناك عوارض تخل بشروط االستغالل العادي لنشاط المقاولة أو االرتفاع المهول‬
‫للتكاليف والتحمالت أو العجز المالي المتكرر في الحسابات الختامية إلى غير ذلك من األمور التي يمكن أن‬
‫تؤثر على التوازن المالي للمقاولة‬
‫الوقائع والصعوبات جاءت بصيغة الجمع وعليه توجب إعمال مسطرة الوقاية اتجاه وقائع متعددة وليس واقعة‬
‫أو صعوبة واحدة حيت أن مجرد تحقق واقعة منعزلة قد ال يكون لها تأثير على السير العادي للمقاولة لكن إذا‬
‫كان وقعها سيء على استمرارية نشاطها فيمكن االعتداد بها كمؤشر يوجب تطبيق المساطر القانونية للوقاية‬
‫يفترض في تطبيق مساطر الوقاية الداخلية أن المقاولة لم تصل إلى وضعية التوقف عن الدفع وأنه يمكن‬
‫تفادي الوصول إلى هده المرحلة بالتصدي للوقائع التي من شأنها االخالل باستمرارية المقاولة وأنه يمكن‬
‫تجاوزها عن طريق وسائل تدخلية خاصة تترك لرئيس المقاولة سلطاته في التسيير‬
‫المطلب الثالث الهيئات المعنية‬
‫الفقرة األولى رئيس المقاولة‬
‫تنص المادة ‪ 547‬على أنه "إدا لم يعمل رئيس المقاولة تلقائيا على تصحيح االختالل الذي من شأنه أن يؤثر‬
‫سلبا على استغاللها يبلغ إليه مراقب الحسابات إن وجد أو أي شريك في الشركة ‪"...‬‬
‫وعيا من المشرع بأهمية الوقاية الداخلية في المحافظة على استمرارية المقاولة ونجاحها فقد أوكل تحريك‬
‫المسطرة إلى كل من رئيس المقاولة والشريك وكذا مراقب الحسابات‬
‫أثيرت مجموعة من النقاشات حول عدم اعتماد المشرع المغربي على لجنة المقاولة في اإلخطار خاصة وأن‬
‫المشرع الفرنسي أمن بدور هذه الهيئة نضرا لقربها وقدرتها على رصد كل إخالل قد يمس باستمرارية‬
‫المقاولة‬
‫بموجب التعديل الدي هم المادة ‪ 548‬من مدونة التجارة في فقرتها األولى سنة ‪ 2014‬أصبح رئيس المقاولة‬
‫ملزما برصد الصعوبات التي من شأنها أن تخل باستمرارية نشاط المقاولة وأن يقوم بتصحيحها والتي‬
‫أصبحت تحمل رقم ‪ 547‬بموجب القانون رقم ‪73-17‬‬
‫اعتماد هذا التوجه المبني على ضرورة رصد رئيس المقاولة للصعوبات هو في األصل يدخل ضمن المهام‬
‫األساسية لرئيس المقاولة إد من الالزم والضروري أن يسهر على السير العادي للمقاولة ومواجهة كل ما قد‬
‫يخل باستمرارية نشاطها والدليل على دلك أنه لم يعمد المشرع إلى اعتماد نظام عقابي لمخالفة ذلك‬
‫الفقرة الثانية مراقب الحسابات‬
‫يتوجب على مراقب الحسابات في الشركات التجارية اإلخبار عن الوقائع التي من شأنها أن تخل باستمرارية‬
‫نشاط المقاولة بل إنها من ضمن التزاماته الجديدة والمرتبطة باألدوات المستحدثة المعترف له بها في ضل‬
‫المفهوم الجديد لتسيير المقاوالت والقائم على ضرورة احترام شروط الحكامة الجيدة‬
‫تعيين مراقب الحسابات أمرا إلزاميا في شركات المساهمة (المادة ‪ 159‬من م ت) ويبقى اختياريا في شركات‬
‫التضامن والتوصية البسيطة والتوصية باألسهم والشركات ذات المسؤولية المحدودة ما لم يتجاوز رقم‬
‫معامالتها ‪ 50‬مليون درهم عند انتهاء السنة المالية دون احتساب الضرائب‬
‫دور مراقب الحسابات في التحقق من القيد والدفاتر والوثائق المحاسبية للشركة وكذا مراقبة مطابقة‬
‫محاسباتها للقواعد المعمول بها كما يتحقق من صحة المعلومات الواردة في تقرير التسيير لمجلس اإلدارة‬
‫وغيرها ما يجعله على علم بكافة الوقائع التي من شأنها أن تهدد استمرارية المقاولة‬
‫جعل المشرع المغربي مراقب الحسابات يتمتع بمجموعة من السلط التي تساعده في أداء مهامه بشكل جيد‬
‫ولذا ال يمكن أن يواجه بالسر المهني غير أنه في المقابل جعله مسؤوال أمام األخطاء التي يرتكبها‬
‫‪8‬‬

‫إذا كان المشرع قد منع مراقب الحسابات من التدخل في الشؤون التسيرية للمقاولة فإن المقتضيات الخاصة‬
‫بالوقاية قربته من التسيير‬
‫يمكن القول أن االعتراف لمراقب الحسابات بدوره في رصد الوقائع والصعوبات التي من شأنها أن تهدد‬
‫استمرارية المقاولة يجدها البعض فيها تدخل في التسيير فذلك ليس ضروريا‬
‫تكليف مراقب الحسابات باإلخبار عن الوقائع والصعوبات المشار إليها أعاله ال يستدعي باألساس التدخل في‬
‫التسيير وإنما يمكن لمراقب الحسابات أثناء ممارسته لمهامه المحددة قانونا أن يطلع على هذه الصعوبات‬
‫الفقرة الثالثة الشريك‬
‫الى جانب كل من رئيس المقاولة ومراقب الحسابات أسند المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 547‬من مدونة‬
‫التجارة إلى الشريك في الشركة الحق في تحريك مسطرة الوقاية الداخلية بغض النضر عن حصته في‬
‫الشركة‬
‫االخبار بالوقائع أو الصعوبات التي من شأنها اإلخالل باستمرارية استغالل المقاولة ال يمكن اعتبارها بأي‬
‫حال من األحوال من االلتزامات الملقاة على عاتق الشريك إنما يمكن أن نقول ان اإلطار الذي اعتمد فيه‬
‫يجعله حقا تبقى له اختيارية القيام به‬
‫المقصود بالشريك من خالل المقتضيات المنظمة للوقاية الداخلية هو الشريك الدي يكون بعيدا عن التسيير‬
‫حيت أن المنتمي إلى جهاز التسيير شريكا مشتركا في التسيير يمثله رئيس المقاولة‬
‫منح هذا االمتياز الخاص باإلبالغ يمكن أن نعتبره جاء من منطلق أن الشركاء هم أصحاب المصلحة في‬
‫استمرار ونجاح المقاولة ومواجهة هذه الصعوبات يدخل ضمن اهتماماتهم اليومية‬
‫المطلب الثالث اإلجراءات المسطرية‬
‫تثم إجراءات الوقاية الداخلية من الصعوبات الثي تتمثل في الوقائع التي من شأنها االخالل باستمرارية‬
‫استغالل المقاولة عبر ثالثة مراحل أساسية‬
‫‪-‬المرحلة األولى تتمثل في أن يقوم رئيس المقاولة بصفة تلقائية بتصحيح أوضاع المقاولة أو أن يبلغ مراقب‬
‫الحسابات إن وجد أو أي شريك لرئيس المقاولة الوقائع التي من شأنها االخالل باستمرارية استغالل المقاولة‬
‫ويتم هذا اإلخبار داخل أجل ثمانية أيام من تاريخ اكتشاف هذه الوقائع وعن طريق رسالة مضمونة مع إشعار‬
‫بالتوصل كما تتضمن هذه الرسالة دعوة رئيس المقاولة التخاذ ما يلزم من أجل مواجهة هذه الوقائع‬
‫اعتماد مدة ثمانية أيام من أجل إبالغ رئيس المقاولة أو المكلف بالتسيير بالوقائع والصعوبات فيه نوع من‬
‫دعوة المشرع إلى استغالل الوقت مع األخذ بعين االعتبار أن عنصر السرعة في هذه الحاالت يشكل عنصرا‬
‫حاسما‬
‫اعتماد رسالة مضمونة مع إشعار بالتوصل فيه حفاض على سرية الوقائع ورغبة من المشرع في تجاوز هذه‬
‫الوقائع داخل البيت الداخلي للمقاولة والدليل على ذلك أن اإلخبار يشمل فقط رئيس المقاولة ولم يشمل الجهاز‬
‫المكلف بالتسيير كله‬
‫‪-‬ا لمرحلة الثانية يجب على رئيس المقاولة اإلجابة داخل أجل خمسة عشر يوما من التوصل بناء على رسالة‬
‫مراقب الحسابات أو الشريك أو وصوله شخصيا أو بعد تداول مع مجلس اإلدارة أو مجلس المراقبة حسب‬
‫األحوال إلى نتائج مفيدة ويجيب رئيس المقاولة عن تلك التساؤالت التي أشعر بها كما يقدم التوضيحات عن‬
‫النقط المثارة‬
‫يتعين على رئيس المجلس اإلداري أو مجلس الرقابة حسب مقتضيات الفقرة الثانية من المادة ‪ 547‬من مدونة‬
‫التجارة وبعد توصله بإشعار بالوقائع التي من شأنها أن تخل باستمرارية نشاط المقاولة اإلجابة إما بشكل‬
‫فردي أو من خالل دعوة المجلس الدي يترأسه لالنعقاد‬
‫‪9‬‬

‫التعديل الذي كان أغلب المهتمين بمجال صعوبات المقاولة ينتظرونه هو السماح أو تكليف مراقب الحسابات‬
‫في حالة عدم االقتناع باإلجابات المقدمة من طرف رئيس المقاولة أو عدم اإلجابة أن يدعو الى اجتماع جهاز‬
‫المجلس اإلداري أو مجلس الرقابة عبر إشعاره بنفس الوقائع عبر رسالة مضمونة‬
‫عدم قدرة جهاز التسيير أو عدم رغبته في اتخاد ما هو مالئم لتجاوز الصعوبات التي تهدد استمرارية نشاط‬
‫الشركة يكون كافيا للمس بمصالح الشركاء الشيء الذي دفع المشرع المغربي إلى اشراك عموم الشركاء‬
‫إليجاد حل لهذه المرحلة (الدعوة ال تتم إال من قبل رئيس المجلس اإلداري أو رئيس المجلس الرقابي)‬
‫لم يجعل القانون المغربي مهمة مراقب الحسابات تحظى باألهمية المنوطة به بعد إشعار رئيس المجلس‬
‫اإلداري أو المجلس الرقابي إذ ال يمكنه التحرك بعد ذلك إال إلخبار رئيس المحكمة التجارية طبقا للمادة ‪548‬‬
‫في حالة عدم تداول الجمعية العمومية بخصوص الوقائع المثارة في االشعار أو بقاء وضعية المقاولة في حالة‬
‫اختالل‬
‫على عكس المشرع الفرنسي الذي أمن بالدور الذي يلعبه مراقب الحسابات وبالتالي سمح له بالحضور اثناء‬
‫انعقاد المجلس يمكن القول أن المشرع بقي حبيس سرية مداوالت المجلس‬
‫المبحث الثاني الوقاية الخارجية‬
‫‪-‬اإلطار العام لوقاية الخارجية‬
‫‪-‬الفئة المستهدفة بالوقاية الخارجية‬
‫‪-‬المتدخلون في الوقاية الخارجية‬
‫‪-‬إجراءات الوقاية الخارجية‬
‫‪-‬تعيين الوكيل الخاص‬

‫الصعوبات ما دون التوقف عن الدفع‬

‫الوقاية الخارجية‬

‫تدليل الصعوبات‬ ‫تدخل رئيس المحكمة‬ ‫محاولة تدليل الصعوبات‬

‫استدعاء رئيس المقاولة‬

‫تعيين خبير‬

‫تعيين وكيل خاص‬

‫تعيين المصالح‬

‫المطلب األول اإلطار العام للوقاية الخارجية‬


‫استفاد المشرع المغربي من التعديالت التي أدخلها المشرع الفرنسي عبر قانون ‪ 10‬يونيو ‪ 1994‬على قانون‬
‫‪ 1984‬حيت سمح بتدخل السلطة القضائية في شخص رئيس المحكمة التجارية في مسطرة الوقاية الخارجية‬
‫إخبار الرئيس يمكن أن نعتبره تخليا عن األليات الداخلية للمقاولة وتجاوز اإلطار الداخلي إلى أخر خارجي‬
‫ودلك نتيجة عدم فعالية التدابير المتخذة لضمان استمرار المقاولة‬
‫نصت المادة ‪ 548‬على أنه "في حالة عدم تداول الجمعية العامة في الموضوع أو إدا لوحظ أن االستمرارية‬
‫ما زالت مختلة رغم القرار المتخذ من طرف الجمعية العامة أخبر رئيس المحكمة بذلك من طرف المراقب‬
‫أو رئيس المقاولة أو أي شريك"‬
‫‪10‬‬

‫السماح بتدخل رئيس المحكمة التجارية يمكن أن نعتبره أنه يندرج ضمن فتح المجال للتدخل القضائي في‬
‫ميدان االعمال كما يمكن أن نعتبره يشكل نوعا من الضغط على المقاولة قصد الحفاظ عليها بدرجة أولى‬
‫وكوساطة بين الشركة ودائنيها‬
‫إدا كان الهدف من الوقاية الداخلية هو خلق نقاش داخلي الهدف منه هو محاولة نجاوز الصعوبات التي قد‬
‫تعترض المقاولة بين األجهزة الداخلية للمقاولة‬
‫وإدا كانت الوقاية الداخلية من الصعوبات الناتجة عن وجود وقائع من شأنها االخالل باستمرارية المقاولة‬
‫حيت تتم هده الوقاية والتي تهم التاجر (الشخص المعنوي) من داخل المقاولة ذاتها فإن الوقاية الخارجية من‬
‫الصعوبات المذكورة تهم حتى المقاوالت الفردية وتباشر بتدخل لرئيس المحكمة التجارية‬
‫المطلب الثاني الفئة المستهدفة‬
‫تطبيق الوقاية الخارجية عن الصعوبات المذكورة يشمل الشركات التجارية والمجموعات ذات النفع‬
‫االقتصادي ذات الغرض التجاري إضافة الى التجار األشخاص الطبيعيين الدي يمكن أن تواجههم وقائع من‬
‫هذا القبيل يكون من شأنها أن تهدد التاجر المعني باألمر بالتوقف عن دفع الديون المستحقة‬
‫تنص المادة ‪ 549‬على أنه يستدعي رئيس المحكمة فورا إلى مكتبه رئيس المقاولة إما تلقائيا أو بناء على‬
‫طلب من هذا األخير يعرض فيه نوعية الصعوبات التي من شأنها أن تخل باستمرارية االستغالل وكذا وسائل‬
‫مواجهتها ودلك قصد تقديم توضيحاته في الموضوع والنضر في اإلجراءات الكفيلة بتصحيح وضعية‬
‫المقاولة‬
‫تنص المادة ‪ 551‬على أنه "تفتح مسطرة المصالح أمام كل مقاولة دون أن تكون في وضعية التوقف عن‬
‫الدفع تعاني من صعوبات اقتصادية أو مالية أو لها حاجيات ال يمكن تغطيتها بواسطة تمويل يناسب‬
‫إمكانياتها"‬
‫كما تنص المادة ‪ 546‬على أن المقصود بالمقاولة "في مدلول هذا الكتاب الشخص الذاتي أو الشركة‬
‫التجارية"‬
‫لكي يعتبر الشخص الطبيعي مخاطبا بأحكام الوقاية الخارجية البد أن يكون تاجرا وأن يمارس هدا الشخص‬
‫أحد األنشطة التجارية المنصوص عليها بالمواد ‪ 6‬و‪ 7‬من مدونة التجارة أو أن يمارس نشاطا أخر بالمماثلة‬
‫وعلى سبيل االعتياد واالحتراف‬
‫اعتبر البعض أن إخضاع الشركات التجارية والمجموعات ذات النفع االقتصادي ذات الغرض التجاري‬
‫باإلضافة الى األشخاص الطبيعيين شريطة أن يكونوا تجارا دون غيرهم ممن ينتمون الى ميدان االقتصاد‬
‫وينشطون في إطار مقاولة شكل ثغرة قانونية أدت الى نقص اعترى هده المقتضيات‬
‫تم استبعاد الشركات المدنية والمجموعات ذات النفع االقتصادي ذات الطبيعة المدنية والتعاونيات المدنية‬
‫والزراعية وشركات المحاصة المدنية من الخضوع لمساطر الوقاية الخارجية على خالف القانون الفرنسي‬
‫الذي يجعل المسطرة قابلة للتطبيق على جميع األشخاص المعنويون الخاضعين للقانون الخاص‬
‫أثار الفقه االنتباه الى العيوب التي كانت تشوب صيغة المادة ‪ 549‬خصوصا عبارة مقاولة تجارية أو حرفية‬
‫فإدا كان هدا التقسيم ممكنا في فرنسا حيت نجد لفئة التجار نظاما قانونيا مميزا عن ذلك الذي ينظم الحرفين‬
‫فإن األمر غير مستساغ في المغرب ألن النشاط الحرفي نشاط تجاري الشيء الذي دفع المشرع الى اعتماد‬
‫مصطلح المقاولة‬
‫المطلب الثالث المتدخلون في الوقاية الخارجية‬
‫الفقرة األولى رئيس المحكمة التجارية‬
‫المشرع المغربي أناط برئيس المحكمة التجارية مجموعة من االختصاصات والتي جعلته فاعال أساسيا‬
‫لضمان استمرارية المقاولة‬
‫‪11‬‬

‫يعمد الى فتح مسطرة الوقاية الخارجية كلما تبين له من عقد أو وثيقة أو إجراء أن مقاولة دون أن تكون في‬
‫وضعية التوقف عن الدفع تعاني من صعوبات قانونية أو اقتصادية أو مالية أو اجتماعية أو لها حاجيات ال‬
‫يمكن تغطيتها بواسطة تمويل يناسب إمكانيات المقاولة‬
‫يستدعي رئيس المحكمة فورا الى مكتبه رئيس المقاولة إما تلقائيا أو بناء على طلب من هذا األخير يعرض‬
‫فيه نوعية الصعوبات التي من شأنها أن تخل باستمرارية االستغالل‬
‫تعيين وكيل خاص وتكليفه بمهمة التدخل لتخفيف االعتراضات التي تعاني منها المقاولة أو تعيين مصالح‬
‫يقوم بتسهيل إبرام اتفاق مع الدائنين‬
‫يتلقى رئيس المحكمة الطلب الدي يتقدم به رئيس المقاولة والذي يتضمن عرضا حول الوضعية المالية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والحاجيات التمويلية للمقاولة وكذا وسائل مواجهتها‬
‫يمكن لرئيس المحكمة بالرغم من أي مقتضى تشريعي مخالف أن يطلع على كل المعلومات التي من شأنها‬
‫إعطاء صورة واضحة عن وضعية المقاولة االقتصادية والمالية كما يمكنه تكليف خبير إلعداد تقرير عن‬
‫الوضعية االقتصادية واالجتماعية والمالية للمقاولة‬
‫إدا تبين لرئيس المحكمة جدية االقتراحات المقدمة من طرف رئيس المقاولة أمكنه فتح مسطرة المصالح‬
‫ويعين مصالحا للقيام بذلك ويتم تحديد مهمة هذا األخير على أال تتجاوز ثالثة أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة‬
‫بطلب من المصالح‬
‫يحدد رئيس المحكمة مهمة المصالح في تذليل الصعوبات المالية أو االقتصادية بالعمل على إبرام اتفاق مع‬
‫الدائنين كما يطلع المصالح بالمعلومات المتوفرة لديه ونتائج الخبرة في حالة إنجازها‬
‫يمكن لرئيس المحكمة أن يعمد الى إصدار أمر يقضي بالوقف المؤقت لإلجراءات في حالة كان ذلك من شأنه‬
‫أن يسهل إبرام اتفاق مع الدائنين ويتم عرض دلك من قبل المصالح أو رئيس المقاولة‬
‫يصادق على االتفاق مع جميع الدائنين (إلزامية المصادقة) كما يصادق أيضا على االتفاق الذي تم مع الدائنين‬
‫الرئيسيين (اختيارية المصادقة)‬
‫الفقرة الثانية رئيس المقاولة‬
‫يستدعى من طرف رئيس المحكمة إما تلقائيا أو بناء على طلبه يعرض في طلبه نوعية الصعوبات التي من‬
‫شأنها أن تخل باستمرارية االستغالل وكذا كيفية مواجهتها‬
‫يقترح على رئيس المحكمة تعيين وكيل خاص أو المصالح ويضع األتعاب المحددة بصندوق المحكمة فورا‬
‫تحت طائلة صرف النضر‬
‫إدا كان طلب فتح مسطرة المصالحة قد قدم من طرف رئيس المقاولة فيجب أن يتضمن عرضا حول‬
‫الوضعية المالية واالقتصادية واالجتماعية والحاجيات التمويلية للمقاولة وكذا وسائل مواجهتها‬
‫إدا قرر رئيس المحكمة تمديد مهمة الوكيل الخاص أو استبداله فدلك يتم بعد موافقة رئيس المقاولة على ذلك‬
‫يمكن لرئيس المقاولة أن يطلب الوقف المؤقت لإلجراءات إذا كان ذلك من شأنه أن يسهل إبرام اتفاق مع‬
‫الدائنين يهدف ذلك إلى منع كل دعوى قضائية ذات دين سابق لألمر‬
‫يكون رئيس المقاولة طرفا في االتفاق الموقع بينه وبين الدائنين على شكل محرر يوقعه األطراف والمصالح‬
‫وتودع هده الوثيقة لدى كتابة الضبط (سواء شمل جميع الدائنين أو تم فقط مع الدائنين الرئيسين)‬
‫الفقرة الثالثة مراقب الحسابات‬
‫إدا لم تتداول الجمعية العامة في موضوع الصعوبات التي تعاني منها المقاولة أو إدا لوحظ أن االستمرارية ما‬
‫زالت مختلة رغم القرار المتخذ من طرف الجمعية العامة أخبر رئيس المحكمة بذلك من طرف مراقب‬
‫الحسابات‬
‫‪12‬‬

‫يمكن لمراقب الحسابات بالرغم من أي مقتضى تشريعي مخالف أن يطلع رئيس المحكمة على كل المعلومات‬
‫التي من شأنها إعطاء صورة صحيحة عن وضعية المقاولة االقتصادية والمالية‬
‫الفقرة الرابعة الوكيل الخاص‬
‫يعين الوكيل الخاص من طرف رئيس المحكمة التجارية في حالة إدا تبين لهدا األخير بأن الصعوبات التي‬
‫تعترض المقاولة يمكن تذليلها عن طريق أحد االغيار يتم تكليفه بمهمة محددة ووفق أجل محدد أيضا‬
‫يعمد الى تقديم تقرير في حالة عدم نجاحه في المهمة لرئيس المحكمة وبناء عليه يمكن اتخاد قرار تمديد أجل‬
‫مهمته أو استبداله ودلك بعد موافقة رئيس المقاولة‬
‫الفقرة الخامسة الخبير‬
‫يعمد الخبير إلى إعداد تقرير بناء على تكليف من رئيس المقاولة والدي يخص الوضعية االقتصادية‬
‫واالجتماعية والمالية للمقاولة ويمكن له الحصول من مؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها أو‬
‫الهيئات المالية وذلك بالرغم من أي مقتضى تشريعي مخالف على كل المعلومات التي من شأنها إعطاء‬
‫صورة صحيحة عن الوضعية االقتصادية والمالية للمقاولة‬
‫الفقرة السادسة المصالح‬
‫يتم تعيين المصالح بعد فترة مسطرة المصالحة لمدة ال تتجاوز ثالثة أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة بطلب منه‬
‫إدا تبين لرئيس المحكمة من خالل التحريات التي قام بها أو بناء على تقرير الخبير أو من خالل عرض‬
‫رئيس المقاولة المرفق بطلب فتح مسطرة المصالحة أن الصعوبات التي تعاني منها المقاولة دون أن تكون‬
‫في وضعية التوقف عن الدفع يمكن تذليلها عن طريق هذه المسطرة‬
‫مهمة المصالح محددة في تذليل الصعوبات المالية واالقتصادية عن طريق العمل على إبرام اتفاق مع الدائنين‬
‫ويعتمد في سعيه لتحقيق ذلك على المعلومات المتوفرة لدى رئيس المحكمة‬
‫يقترح المصالح على رئيس المحكمة إصدار أمر يقضي بالوقف المؤقت لإلجراءات في أجل ال يتعدى المدة‬
‫المحددة للمصالح من أجل القيام بمهمته‬
‫يوقع المصالح إلى جانب رئيس المقاولة والدائنين في محرر وتودع هذه الوثيقة لدى كتابة الضبط ويمكن‬
‫القول انه يسعى الى تقريب وجهات النضر بين الدائنين ورئيس المقاولة من أجل الوصول الى مصالحة‬
‫الفقرة السابعة الدائنون‬
‫يمكن للدائنين أن يكونوا من الجهات التي قد تطلع رئيس المحكمة بالمعلومات التي من شأنها إعطاء صورة‬
‫صحيحة عن وضعية المقاولة االقتصادية والمالية‬
‫تربط الدائنين عالقة وثيقة بالمصالح والذي يعمد الى تقريب وجهات نضرهم مع رئيس المقاولة وفي حالة‬
‫الوصول إلى اتفاق يتم التوقيع عليه من قبل أطراف المصالحة‬
‫المطلب الرابع إجراءات الوقاية الخارجية‬
‫استدعاء رئيس المقاولة من طرف رئيس المحكمة نتيجة‬
‫‪-‬فشل إجراءات الوقاية الداخلية حيث يقوم مراقب الحسابات أو رئيس المقاولة أو أي شريك بإخبار رئيس‬
‫المحكمة بذلك أي عند عدم قدرة األجهزة الداخلية على مواجهة الصعوبات أو عدم تفعيلها‬
‫يتم استدعاء رئيس المقاولة من قبل رئيس المحكمة إما تلقائيا أو بناء على طلب منه‬
‫‪-‬في حالة تبين لرئيس المحكمة التجارية من كل عقد أو إجراء أن مقاولة تواجه صعوبات قانونية أو اقتصادية‬
‫أو مالية أو اجتماعية أو لها حاجيات ال يمكن تغطيتها من شأنها أن تخل باستمرارية استغاللها‪...‬‬
‫استدعاء رئيس المقاولة يكون بغية الوقوف عند الصعوبات التي تعترض المقاولة والتي من شأنها أن تخل‬
‫باستمرارية نشاطها وكيفية تجاوزها عن طريق اتخاد إجراءات كفيلة بتصحيح وضعيتها ويمكن لرئيس‬
‫‪13‬‬

‫المحكمة أن يعمد إلى تعيين وكيل خاص أو مصالح باقتراح من رئيس المقاولة المشرع لم يبين الطرق التي‬
‫يمكن أن يتم بها استدعاء رئيس المقاولة وكذا في حالة امتناعه عن الحضور‬
‫تغيب أو تخلف رئيس المقاولة عن الحضور لمكتب رئيس المحكمة خاصة وأن المشرع لم يمنح في هده‬
‫الحالة ضمانة إجبارية لحضوره أو في الحالة التي ترجع فيها شهادة التسليم بمالحظة كون المحل مغلق‬
‫عرف تضاربا في الرأي بين من اعتبرها قرينة على اختالل وضعية المقاولة وبين من اعتبر أن دلك ليس‬
‫فيه أي تأثير مادامت مسطرة الوقاية الخارجية مسطرة اختيارية‬
‫أتبت الواقع العملي من خالل أحد االحكام أن استدعاء رئيس المقاولة المدعى عليه لالستماع إليه طبقا للقانون‬
‫وأن شهادة التسليم ضمت مالحظة أنه انتقل من العنوان حسب تصريح جيرانه يفيد وضع المدعى عليه حدا‬
‫لنشاطها والدي يؤكد دلك أن سجلها التجاري لم يرد فيه أي عنوان جديد‬
‫في حالة عدم اقتناع رئيس المحكمة بما دار في الجلسة أو في لقائه برئيس المقاولة على إثر دلك وعلى الرغم‬
‫من جميع المقتضيات التشريعية يمكن لرئيس المحكمة أن يطلع على جميع المعلومات التي يمكن له من‬
‫خاللها الوقوف على وضعية المقاولة‬
‫ال يمكن االحتجاج اتجاه رئيس المحكمة التجارية بالسر المهني ويمكن له أن يحصل على المعلومات‬
‫والمعطيات الخاصة بوضعية المقاولة من لدن أي جهة (مراقب الحسابات‪-‬ممثل العمال‪-‬إدارة الضرائب‪-‬‬
‫الصندوق الوطني للضمان االجتماعي‪)...‬‬
‫على ضوء المعطيات التي يقوم رئيس المحكمة بجمعها إدا تبين له أن االمر يتعلق بصعوبات عادية قد‬
‫تتعرض لها أية مقاولة وقد يقف عند صعوبات ليست المقاولة معها في وضعية متفاقمة ويمكن تذليلها عن‬
‫طريق تعيين وكيل خاص أو مصالح بناء على اقتراح من رئيس المقاولة‬
‫المبحث الثالث تعيين الوكيل الخاص‬
‫أجاز المشرع لرئيس المحكمة إمكانية تعيين وكيل خاص وذلك بعد اقتناعه أن الصعوبات التي تعاني منها‬
‫المقاولة قابلة للتذليل عن طريق تعيين أحد االغيار ويتم ذلك بعد االستماع لرئيس المقاولة أو بعد تبليغه من‬
‫طرف مراقب الحسابات أو أحد الشركاء أو أي جهة أخرى غير أن ذلك التعيين قيده المشرع بضرورة‬
‫اقتراح ذلك من قبل رئيس المقاولة وتحديد المهام واآلجال الخاصة به واستبداله أو تمديد أجل مهمته يتم بعد‬
‫موافقة رئيس المقاولة‬
‫لم يشر المشرع المغربي بالمقتضيات القانونية الخاصة بالوقاية الخارجية إلى ضرورة توفر الوكيل الخاص‬
‫على شروط معينة والتي يجب أن يتوفر عليها أو الصفات التي من شأنها أن تحول دون تعيين شخص معين‬
‫كوكيل خاص وذلك على خالف المشرع الفرنسي والدي اشترط أال يكون الوكيل الخاص أحد األجراء‬
‫السابقين للمقاولة خالل السنتين السابقتين كما ال يمكن تعيين دائني المقاولة والقضاة المزاولين أو الذين توقفوا‬
‫عن مزاولة مهامهم منذ أجل ال يقل عن خمس سنوات‬
‫لم يحدد المشرع المغربي أجال معينا للمهام الموكولة للوكيل الخاص وعليه يمكن القول ان مهامه مرتبطة‬
‫بالصعوبات التي اعترضت المقاولة وعليه فمدة تعيينه مرتبطة بتجاوز تلك الصعوبات وعليه يمكن لرئيس‬
‫المحكمة تمديد أجل مهامه لكن شريطة موافقة رئيس المقاولة على ذلك ومتى اتضح أن دوره أو المهام التي‬
‫يقوم بها لم تجدي نفعا يمكن لرئيس المحكمة أن ينهي مهامه أو أن يقوم باستبداله لكن استبداله يبقى رهين‬
‫موافقة رئيس المقاولة‬
‫المبحث الرابع مسطرة المصالحة‬
‫أشار المشرع المغربي إلى إمكانية فتح مسطرة المصالحة والتي حلت محل التسوية الودية أمام كل مقاولة‬
‫دون أن تكون في وضعية التوقف عن الدفع وتعاني من صعوبات اقتصادية أو مالية أو لها حاجيات ال يمكن‬
‫تغطيتها بواسطة تمويل يناسب إمكانياتها وعليه يمكن القول ان فتح المسطرة رهين بتوفر الشروط التالية‬
‫‪-‬أن يتعلق األمر بمقاولة غير متوقفة عن الدفع‬
‫‪-‬وجود صعوبات اقتصادية ومالية أو لها حاجيات ال يمكن تغطيتها عن طريق إمكانياتها‬
‫‪14‬‬

‫‪-‬يتم فتح مسطرة المصالحة بناء على طلب من رئيس المقاولة‬


‫‪-‬اقتناع رئيس المحكمة بإمكانية تذليل الصعوبات‬
‫يتم تعيين المصالح بناء على طلب من رئيس المقاولة ويتم تحديد األتعاب المناسبة لقيامه بمهامه يتم وضعها‬
‫بصندوق المحكمة فورا تحت طائلة صرف النظر عن اإلجراء‬
‫إدا كان المشرع لم يقيد سلطة رئيس المحكمة في تعيين الوكيل الخاص بأجل فإنه على خالف دلك بالنسبة‬
‫للمصالح ألزمه بضرورة أال تتجاوز مهامه ثالثة أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة بطلب من هذا األخير ويرجع‬
‫ذلك باألساس إلى الصالحيات المخولة له إد يمكنه العمل على استصدار أمر بالوقف المؤقت للمتابعات‬
‫الفردية كما أن أمر تعينه غير قابل للطعن الشيء الذي ينعكس سلبا على حقوق الدائنين‬
‫سعي المشرع نحو المحافظة على سرية المساطر الخاصة بالوقاية وذلك ضمانا الستمرارية المقاولة ومكانتها‬
‫في السوق قد يصطدم باتخاذ أمر يقضي بالوقف المؤقت لإلجراءات على الرغم من أن القرار باللجوء إلى‬
‫هذا اإلجراء يتم بعد االستماع لرأي الدائنين الرئيسيين‬
‫استعمال المشرع لمجموعة من المصطلحات يطرح مجموعة من التساؤالت عن مفهومها وفي هذا الشأن‬
‫نصت المادة ‪ 555‬على الدائنين الرئيسيين اعتبر األستاذ عبد الرحيم شميعة أن الدين الرئيسي يقاس بحجم‬
‫الدين‬
‫تحديد مهام المصالح من قبل رئيس المحكمة واآلجال المرتبطة بذلك ال يفيد التدخل في الشؤون الخاصة‬
‫بتسيير المقاولة وإنما يحتفظ رئيس المقاولة بكافة صالحياته إال أن سعيه للوصول إلى اتفاق مع الدائنين قد‬
‫يدفعه إلى تقديم النصح في القضايا التي تهم التسيير وتوصله التفاق مع جميع الدائنين يجعل رئيس المحكمة‬
‫ملزما بالمصادقة على االتفاق على خالف إذا تم االتفاق مع الدائنين الرئيسيين أمكن لرئيس المحكمة أن‬
‫يصادق عليه‬
‫قد ينجح المصالح في المهمة المسندة إليه وعليه يتمكن من توحيد وجهات النظر بين رئيس المقاولة وجميع‬
‫الدائنين وأنداك يكون رئيس المحكمة مجبرا على المصادقة على االتفاق المبرم بينهم كما قد يكون نجاحه‬
‫جزئيا وذلك من خالل الوصول إلى اتفاق بين رئيس المقاولة والدائنين الرئيسيين وأنداك يكون رئيس‬
‫المحكمة مخيرا في التوقيع على االتفاق أو رفض دلك كما قد يفشل في تذليل الصعوبات التي تعاني منها‬
‫المقاولة كما يمكن له أن يطلب من رئيس المحكمة تمديد مهمته لمدة ثالثة أشهر أخرى‬
‫المطلب األول أثار المصالحة‬
‫الفقرة األولى أثار المصالحة على المدين‬
‫تشمل أثار المصالحة كل من الدائن والمدين ذلك من منطلق أن العقد شريعة المتعاقدين وعليه فالمدين ملزم‬
‫بتنفيذ ما ضمن باتفاق المصالحة المصادق عليه من قبل رئيس المحكمة وعليه فهو ملزم باتخاذ اإلجراءات‬
‫التي تم االتفاق عليها على سبيل المتال ملزم بضرورة الرفع من عدد ساعات العمل من أجل تلبية الطلبيات‬
‫المتأخرة أو أنه ملزم بضرورة خفض التكاليف الخاصة بالتعويضات الممنوحة لألطر الى غيرها من‬
‫اإلجراءات‬
‫انضمام الدائنين التفاق المصالحة يكون غالبا من منطلق اتخاد رئيس المقاولة لإلجراءات الكفيلة بتصحيح‬
‫الوضعية المختلة للمقاولة وعليه يكون هذا األخير مجبرا على اتخاد اإلجراءات الكفيلة بتصحيح وضعية‬
‫المقاولة في حالة عدم تنفيذ االلتزامات الناجمة عن االتفاق يعاين رئيس المحكمة بمقتضى أمر غير قابل ألي‬
‫طعن فسخ هذا االتفاق وسقوط كل أجال األداء الممنوحة ويحيل الملف الى المحكمة لفتح مسطرة التسوية أو‬
‫التصفية القضائية‬
‫ينجم عن االخالل باالتفاقات الواردة في اتفاق المصالحة تحميل المدين المسؤولية العقدية وبالتالي يكون ذلك‬
‫لطلب فسخ هذا االتفاق من قبل رئيس المحكمة التجارية مع إقرار سقوط االجل الممنوح لفائدة المقاولة في‬
‫مواجهة الدائنين المنضمين إلى االتفاق وكذلك للذين حدد لهم رئيس المحكمة أجاال أي الدائنين غير‬
‫‪15‬‬

‫المشمولين باالتفاق (عبد الرحيم شميعة _ شرح أحكام نظام مساطر صعوبات المقاولة في ضوء القانون‬
‫‪)73.17‬‬
‫الفقرة الثانية أثار المصالحة على الدائنين‬
‫يستفيد األشخاص الذين وافقوا في إطار مسطرة المصالحة التي أفرزت االتفاق المنصوص عليه في المادة‬
‫‪ 556‬أعاله على منح مساهمة جديدة بخزينة المقاولة من أجل ضمان متابعة نشاطها واستمراريتها من استيفاء‬
‫مبلغ تلك المساهمة بحسب األفضلية قبل كل الديون األخرى كما يستفيد األشخاص الدين يقدمون في نفس‬
‫اإلطار سلعا أو خدمات جديدة من أجل متابعة نشاط المقاولة واستمراريتها من نفس األفضلية بالنسبة لتمنها‬
‫عمد المشرع إلى تشجيع الدائنين على االنضمام لمسطرة المصالحة وذلك بغية ضمان انخراطهم في محاولة‬
‫تذليل الصعوبات التي تعترض المقاولة وذلك من خالل إقرار امتياز المصالحة لفائدة هده الفئة من الدائنين‬
‫التي فضلت إنقاذ المقاولة عن طريق مساهمات مالية أو عن طريق تقديم سلع أو خدمات جديدة من أجل‬
‫متابعة نشاطها ويشمل هذا االمتياز الديون الناتجة بعد توقيع المصالحة‬
‫يوقف االتفاق أتناء مدة تنفيذه كل إجراء فردي وكل دعوة قضائية سواء كانت تخص منقوالت المقاولة‬
‫المدنية أو عقاراتها بهدف الحصول على سداد الديون موضوع االتفاق كما يوقف هذا االتفاق اآلجال المحددة‬
‫للدائنين تحت طائلة سقوط أو فسخ حقوقهم‬
‫يستفيد الوكالء سواء كانوا متضامنين أم ال الدين يكون الدين المكفول من قبلهم مشموال باإلتفاق من الوقف‬
‫المؤقت للدعاوى واالجراءات‬
‫تنص المادة ‪ 565‬من مدونة التجارة على أنه "إذا تم إبرام اتفاق مع الدائنين الرئيسيين‪ ،‬أمكن لرئيس المحكمة‬
‫أن يصادق عليه أيضا‪ ،‬وأن يمنح للمدين آجاال لألداء وفق النصوص الجاري بها العمل فيما يخص الديون‬
‫التي لم يشملها االتفاق‪ .‬وفي هذه الحالة‪ ،‬وجب إخبار الدائنين غير المشمولين باالتفاق والمعنيين باآلجال‬
‫الجديدة" وعليه يمكن القول على أن االمتناع عن المشاركة في مسطرة المصالحة بالنسبة لباقي الدائنين ال‬
‫يعني باألساس عدم تأثر مصالحهم بها‬
‫وعليه يمكن لرئيس المحكمة انطالقا من اطالعه على وضعية المقاولة وعلى ضوء االتفاق الموقع من قبل‬
‫جميع الدائنين أو الدائنين الرئيسيين أن يعمد على منح أجال جديدة للمدين بالنسبة للديون التي لم يشملها‬
‫االتفاق وعليه في ذلك رغبة في تذليل الصعوبات التي تعاني منها المقاولة الشيء الذي يمكن أن يفسر أن‬
‫المشرع استمر في نهج توجه تفضيل مصلحة المقاولة‬

‫المحور الثاني مسطرة اإلنقاذ‬


‫‪-‬اإلطار العام لمسطرة اإلنقاذ‬
‫‪-‬المتدخلون في مسطرة اإلنقاذ‬
‫‪-‬شروط افتتاح مسطرة اإلنقاذ‬
‫‪-‬اإلجراءات المسطرية‬
‫‪-‬اعداد الحل‬
‫‪-‬اختيار الحل‬
‫‪16‬‬

‫مسطرة اإلنقاذ‬

‫شروط فتح‬ ‫مسطرة‬ ‫أهداف‬


‫المسطرة‬ ‫اختيارية‬ ‫المسطرة‬

‫مقاولة غير متوقفة عن الدفع‬ ‫تجاوز صعوباتها‬

‫مقاولة تعاني من صعوبات‬ ‫المادة ‪ 561‬من مدونة‬ ‫ضمان االستمرارية‬


‫التجارة "يمكن أن‬
‫صعوبات من شأنها أن تؤدي الى‬
‫تفتح مسطرة اإلنقاذ‬ ‫الحفاض على مناصب‬
‫التوقف عن الدفع‬
‫بطلب من كل مقاولة"‬ ‫الشغل‬
‫ضرورة تقديم طلب‬
‫تسديد الخصوم‬

‫المبحث األول اإلطار العام لمسطرة اإلنقاذ‬


‫يمكن القول أن أهم مستجد تم اعتماده بالكتاب الخامس من مدونة التجارة بناء على القانون ‪ 73.17‬هو‬
‫مسطرة اإلنقاذ والتي تهدف الى التدخل القضائي المبكر من أجل المحافظة على المقاولة وذلك قبل توقفها عن‬
‫الدفع وعليه تعتبر مسطرة قضائية في يد رئيس المقاولة يستطيع معها تجاوز الصعوبات المالية واالقتصادية‬
‫وسلوكها يؤكد الرغبة في تفادي الوصول لمرحلة التوقف عن الدفع‬
‫إدا كان المشرع قد وضع بين يدي رئيس المقاولة مسطرة قضائية من أجل تجاوز الصعوبات التي تعاني منها‬
‫مقاولته فإنه عمد أيضا الى تحديد أهداف هذه المسطرة من خالل ما يلي‬
‫‪-‬تمكين المقاولة من تجاوز صعوباتها‬
‫‪-‬ضمان استمرارية المقاولة‬
‫‪-‬الحفاض على مناصب الشغل‬
‫‪-‬تسديد الخصوم‬
‫المبحث الثاني المتدخلون في مسطرة اإلنقاذ‬
‫‪-‬رئيس المقاولة‬
‫‪-‬المحكمة التجارية‬
‫‪-‬السنديك‬
‫‪-‬القاضي المنتدب‬
‫الدائنون‬
‫المطلب األول رئيس المقاولة‬
‫تفتح مسطرة اإلنقاذ بطلب من كل رئيس مقاولة دون أن تكون في حالة التوقف عن الدفع ويتم االدالء بأي‬
‫وثيقة تعزز طلبه‬
‫يتم إيداع طلب فتح مسطرة اإلنقاذ من قبل رئيس المقاولة لدى كتابة الضبط بالمحكمة المختصة ويبين فيه‬
‫نوعية الصعوبات التي من شأنها أن تخل باستمرارية نشاط المقاولة‬
‫يبين رئيس المقاولة األسباب التي حالت دون تقديمه للوثائق المنصوص عليها في المادة ‪ 577‬والثي تتمثل في‬
‫مجموعة من الوثائق التي تمكن من الوقوف عند وضعية المقاولة "القوائم التركيبية ألخر سنة مالية مؤشر‬
‫‪17‬‬

‫عليها من طرف مراقب الحسابات إن وجد _ جرد وتحديد قيمة جميع أموال المقاولة المنقولة والعقارية _‬
‫قائمة بالمدينين مع اإلشارة إلى عناوينهم ‪"...‬‬
‫الطلب الذي يتم ايداعه من طرف رئيس المقاولة يجب أن يرفق بمشروع مخطط اإلنقاذ والذي يحدد جميع‬
‫االلتزامات الضرورية إلنقاذ المقاولة وطريقة الحفاض على نشاطها وعلى تمويله باإلضافة الى كيفية تصفية‬
‫الخصوم والضمانات الممنوحة ‪...‬‬
‫االستماع إليه داخل غرفة المشورة خالل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ تقديمه لطلب فتح المسطرة‬
‫يقوم بجرد أموال المقاولة والضمانات المثقلة بها ويضعه مرفقا بقائمة مؤشر عليها من طرفه رهن إشارة‬
‫القاضي المنتدب والسنديك ويشير إلى األموال التي من شأنها أن تكون موضوع حق استرداد من قبل الغير‬
‫يعمل على تنفيذ االلتزامات المضمنة بمخطط اإلنقاذ والذي يجب أال يتجاوز خمس سنوات‬
‫مشاركة السنديك في إعداد تقرير تفصيلي عن الموازنة المالية االقتصادية واالجتماعية للمقاولة والذي بناء‬
‫عليه يتم اقتراح إما المصادقة على مشروع مخطط اإلنقاذ أو تعديله أو تسوية المقاولة أو تصفيتها‬
‫يتم االستماع إلى رئيس المقاولة من قبل المحكمة التجارية من أجل اتخاد قرار اعتماد مخطط اإلنقاذ ويتم‬
‫االستماع إليه أيضا في حالة لم يتم تنفيذ االلتزامات المحددة في المخطط وبناء عليه يتم فسخ مخطط اإلنقاذ‬
‫المطلب الثاني السنديك‬
‫يمتل السنديك مجموع المصالح التي تعتبر هدف نظام صعوبات المقاولة والتي يحاول التوفيق بينها وقد كان‬
‫في نظام اإلفالس يمثل الدائنين ويمكن القول أن مهامه في مسطرة اإلنقاذ تتلخص في السعي نحو مراقبة سير‬
‫تنفيذ مخطط اإلنقاذ وغالبا ما يتم تعيينه من خارج كتابة الضبط مع العلم أن المادة ‪ 673‬من مدونة التجارة‬
‫نصت على أنه " إلى حين دخول النص التنظيمي المنصوص عليه في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 673‬حيز‬
‫التنفيذ تزاول مهام السنديك من طرف كاتب الضبط ويمكن للمحكمة عند االقتضاء أن تسندها للخبير"‬
‫يجب على السنديك أن يبين في تقرير تفصيلي يعده الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة وذلك‬
‫بمشاركة رئيس المقاولة وعلى ضوء هده الموازنة يقترح على المحكمة إما المصادقة على مشروع مخطط‬
‫اإلنقاذ أو تعديله أو تسوية المقاولة أو تصفيتها قضائيا ويتضمن التقرير أيضا اقتراحات على القاضي المنتدب‬
‫داخل أجل أقصاه أربعة أشهر تلي صدور حكم فتح المسطرة ويمكن تجديد المدة من طرف المحكمة بناء على‬
‫طلب من السنديك‬
‫يراقب أعمال تصريف وتنفيذ مخطط اإلنقاذ ويرفع تقريرا بدلك إلى القاضي المنتدب‬
‫يمكن للسنديك الحصول على المعلومات التي من شأنها أن تعطيه فكرة صحيحة عن الوضعية االقتصادية‬
‫والمالية للمقاولة عن طريق مراقب الحسابات إن وجد وإدارات الدولة وباقي أشخاص القانون العام أو عن‬
‫طريق أي جهة أخرى ودلك على الرغم من أي مقتضى تشريعي مخالف‬
‫يطلع السنديك القاضي المنتدب على المعلومات المتحصل عليها‬
‫يمكن للسنديك اقتراح مخطط اإلنقاذ أثناء إعداد التقرير والذي يهدف إلى تغيير في رأس المال أنداك عليه أن‬
‫يطلب من مجلس اإلدارة ومجلس اإلدارة الجماعية أو من المسير حسب األحوال استدعاء الجمعية العامة غير‬
‫العادية أو جمعية الشركاء‬
‫يبلغ السنديك للمراقبين المقترحات التي يتقدم بها من أجل تسديد الديون ودلك تبعا إلعدادها وتحت مراقبة‬
‫القاضي المنتدب‬
‫يحصل السنديك سواء فرديا أو جماعيا على موافقة كل دائن صرح بدينه بشأن اآلجال والتخفيضات التي‬
‫يطلبها منهم لضمان تنفيذ مخطط استمرارية المقاولة في أحسن األحوال وفي حالة استشارته لهم فرديا يكون‬
‫عدم الجواب داخل أجل ثالثين يوما ابتداء من تلقي رسالة السنديك بمثابة موافقة وإدا قرر استشارة الدائنين‬
‫جماعيا يجتمع بهم تحت رئاسته بناء على استدعاء منه‬
‫‪18‬‬

‫يحصل كتابة على موافقة كل دائن حاضر أو ممثل بشأن االقتراحات الخاصة بتسديد الخصوم وتكون عدم‬
‫المشاركة في االستشارة الجماعية بمثابة موافقة على االقتراحات المقدمة من السنديك يعد السنديك قائمة‬
‫باألجوبة التي قدمها الدائنون عند نهاية استشارتهم الفردية أو الجماعية‬
‫المطلب الثالث القاضي المنتدب‬
‫يمكن القول إن القاضي المنتدب يمثل المحكمة في الحراسة القانونية على المقاولة والتي تسعى من خالله إلى‬
‫تجاوز الصعوبات التي تعاني منها المقاولة باعتماد مسطرة اإلنقاذ هدفها من دلك أيضا محاولة التوفيق بين‬
‫المصالح الخاصة ألطراف المقاولة وبين المصلحة االقتصادية العامة المتمثلة في ضمان االستمرارية كما‬
‫يراقب السنديك إد يتعين على هدا األخير إخباره بسير المسطرة واطالعه على جميع المعلومات المتوفرة (ذ‬
‫عبد الرحيم شميعة‪-‬مرجع سابق‪-‬ص ‪)139‬‬
‫إدا كان رئيس المقاولة يختص بعمليات التسيير والدي يبقى خاضعا بخصوص أعمال تصريف وتنفيذ مخطط‬
‫اإلنقاذ لمراقبة السنديك فإن هدا األخير ملزم برفع تقرير بدلك للقاضي المنتدب كما يوضع رهن إشارة هدا‬
‫األخير قائمة تضم جردا بأموال المقاولة والضمانات المثقلة بها‬
‫يحدد القاضي المنتدب الغرامة التهديدية التي يمكن فرضها على الغير الحائز للوثائق والدفاتر المحاسبية‬
‫المتعلقة بالمقاولة والتي رفض وضعها رهن إشارة السنديك قصد دراستها كما قد يرخص لرئيس المقاولة أو‬
‫للسنديك بتقديم رهن أو رهن رسمي وبالتوصل إلى صلح أو تراضي ويتلقى االقتراحات من السنديك‬
‫المطلب الرابع المحكمة التجارية‬
‫تتلقى كتابة الضبط بالمحكمة التجارية طلب فتح مسطرة اإلنقاذ المقدم من طرف رئيس المقاولة والدي يبين‬
‫فيه نوعية الصعوبات التي من شأنها أن تخل باستمرارية نشاط المقاولة كما يحدد رئيس المحكمة في هده‬
‫الحالة المصاريف التي يجب أن يتم إيداعها بصندوق المحكمة والتي تبت في طلب فتح مسطرة اإلنقاذ بعد‬
‫استماعها لرئيس المقاولة بغرفة المشورة خالل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ تقديمه إليها‬
‫قد تعمد المحكمة بعد فتح مسطرة اإلنقاذ وبعد معاينة التوقف عن الدفع وإدا تبين لها أن المقاولة كانت في‬
‫حالة توقف عن الدفع في تاريخ النطق بالحكم القاضي بفتح هده المسطرة تقضي بتحويل مسطرة اإلنقاذ إلى‬
‫تسوية قضائية أو تصفية قضائية يمكن لها تمديد المدة المتبقية من إعداد الحل كلما افتضت الضرورة دلك‬
‫تتلقى تقريرا يعده السنديك يبين من خالله الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة ودلك بمشاركة‬
‫رئيس المقاولة وعلى ضوء هده الموازنة يقترح عليها إما المصادقة على مشروع مخطط اإلنقاذ وإما تعديله‬
‫وإما تسوية المقاولة قضائيا أو تصفيتها قضائيا وتقرر بناء عليه المحكمة اعتماد مخطط اإلنقاذ إدا تبين لها‬
‫توفر إمكانات جدية إلنقاذ المقاولة ودلك بناء على تقرير السنديك وبعد اإلستماع لرئيس المقاولة والمراقبين‬
‫وتحدد مدة خمس سنوات من أجل تنفيذ مخطط اإلنقاذ‬
‫يمكن للمحكمة أن تقضي تلقائيا أو بطلب من أحد الدائنين وبعد االستماع الى رئيس المقاولة والسنديك بفسخ‬
‫مخطط اإلنقاذ وتقرر تبعا لدلك التسوية أو التصفية القضائية كما يمكن أن تقضي بقفل المسطرة في حالة تنفيذ‬
‫مخطط اإلنقاذ‬
‫المبحث الثالث شروط افتتاح مسطرة اإلنقاذ‬
‫يشترط لالستجابة لطلب فتح مسطرة اإلنقاذ طبقا للمادة ‪ 561‬من مدونة التجارة ما يلي‬
‫_أن يقدم الطلب من مقاولة غير متوقفة عن الدفع‬
‫_أن تعاني هده المقاولة من صعوبات ليست بمقدورها تجاوزها‬
‫_أن يكون من شأن تلك الصعوبات أن تؤدي بها في وقت قريب إلى التوقف عن الدفع‬
‫_ضرورة تقديم رئيس المقاولة مخطط اإلنقاذ باإلضافة إلى الوثائق المنصوص عليها بالمادة ‪ 577‬من مدونة‬
‫التجارة‬
‫‪19‬‬

‫يجب إرفاق الطلب على الخصوص بما يلي‬


‫‪-‬القوائم التركيبية ألخر سنة مالية مؤشر عليها من طرف مراقب الحسابات إن وجد‬
‫‪-‬جرد وتحديد قيمة جميع أموال المقاولة المنقولة والعقارية‬
‫‪-‬قائمة بالمدينين مع اإلشارة إلى عناوينهم ومبلغ مستحقات المقاولة والضمانات الممنوحة لها‬
‫‪-‬قائمة بالدائنين مع اإلشارة إلى عناوينهم ومبلغ ديونهم والضمانات الممنوحة لهم‬
‫‪-‬جدول التحمالت‬
‫‪-‬قائمة األجراء وممثليهم إن وجدوا‬
‫‪-‬نسخة من النموذج ‪ 7‬من السجل التجاري‬
‫‪-‬وضعية الموازنة الخاصة بالمقاولة خالل األشهر الثالثة األخيرة‬
‫يجب أن تكون الوثائق المقدمة مؤرخة ومؤشرا عليها من طرف رئيس المقاولة‬
‫إدا تعدر تقديم إحدى هده الوثائق أو اإلدالء بها بشكل غير كامل تندر المحكمة رئيس المقولة قصد اإلدالء‬
‫بالوثائق التي تعدر عليه اإلدالء بها أو بإتمام الوثائق التي أدلى بها بشكل غير كامل‬
‫يمكن القول أن المقاولة التي تود االستفادة من مسطرة اإلنقاذ يجب أال تكون في وضعية توقف عن الدفع وأن‬
‫تواجهها صعوبات ال يمكن مواجهتها وتجاوزها مما قد يؤدي بها في أجل قريب أن تسقط في حالة التوقف‬
‫عن الدفع للمزيد من التفاصيل أنضر عبد الرحيم شميعة شرح أحكام نظام مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬
‫في ضوء القانون ‪73.17‬‬
‫_أن يقدم الطلب من مقاولة غير متوقفة عن الدفع تنص المادة ‪ 561‬على أنه يمكن أن تفتح مسطرة اإلنقاذ‬
‫بطلب من كل مقاولة دون أن تكون في حالة توقف عن الدفع‬
‫_أن تعاني هده المقاولة من صعوبات ليست بمقدورها تجاوزها والتي يجب على رئيس المقاولة أتناء تقديم‬
‫طلبه أن يبين نوعيتها وإن من شأنها أن تخل باستمراريتها‬
‫لجوء المقاولة لمسطرة اإلنقاذ هو تعبير عن رغبتها في الحصول على حماية السلطة القضائية ودلك من أجل‬
‫التخفيف من الصعوبات المالية أو االقتصادية أو االجتماعية أو القانونية عن طريق التخفيف من جزء من‬
‫الديون أو الحصول على أجال أطول من أجل أداء الديون‬
‫_أن يكون من شأن تلك الصعوبات أن تؤدي بالمقاولة في وقت قريب إلى التوقف عن الدفع إدا تبين للمحكمة‬
‫بعد فتح مسطرة اإلنقاذ أن المقاولة كانت في مرحلة التوقف عن الدفع تقضي بتحويل مسطرة اإلنقاذ إلى‬
‫التسوية أو التصفية القضائية‬
‫يمكن القول أن المادة ‪ 561‬من الكتاب الخامس جعلت تقديم طلب فتح مسطرة اإلنقاذ حكرا على رئيس‬
‫المقاولة والتي يمكن من خاللها طلب يد المساعدة من أجل تجاوز الصعوبات التي تعترضها‬
‫استلزم المشرع ضرورة أن يتضمن مخطط اإلنقاذ مجموعة من الضمانات التي تبين صدق نوايا رئيس‬
‫المقاولة والدي يجب أن يتضمن جميع االلتزامات الضرورية إلنقاذ المقاولة وطريقة الحفاض على نشاطها‬
‫وعلى تمويلها باإلضافة إلى طرق تسوية الخصوم والضمانات الممنوحة قصد تنفيذ مشروع المخطط‬
‫المبحث الرابع اإلجراءات المسطرية‬
‫إدا كان المشرع قد استلزم شروط شكلية البد وأن تتوفر في الطلب المقدم من طرف رئيس المقاولة ففي‬
‫المقايل ألزم المحكمة بضرورة االستماع لرئيس المقاولة داخل أجل خمسة عشر يوما‬
‫لم يرتب المشرع األثر القانوني في حالة عدم حضور رئيس المقاولة من أجل االستماع إليه بغرفة المشورة‬
‫الشيء الدي يمكن أن يفسر أنه تفضيله مصلحة المقاولة واستمراريتها‬
‫‪20‬‬

‫يمكن المحكمة قبل البت الحصول على المعلومات الخاصة بالحالة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة‬
‫ويمكن لها في هده الحالة أن تستعين بخبير كما ال تواجه بأي مقتضى يتعلق بالسر المهني‬
‫اعتمد المشرع التدرج في تحديد الوضعية للمقاولة وهل يمكن أن تكون موضوع مسطرة اإلنقاذ إذ بداية يتم‬
‫االستماع إلى رئيس المقاولة باعتباره األكثر دراية بوضعيتها تم إمكانية الحصول على المعلومات من أي‬
‫شخص أو جهة وإمكانية االستعانة بخبير‬
‫المشرع وعيا منه بأهمية عامل الزمن أشار إلى ضرورة أن يتم البت في طلب مسطرة اإلنقاذ داخل أجل‬
‫خمسة عشر يوما من تاريخ تقديمه إليها غير أنه على المستوى العملي من الصعب أن يحترم هدا األجل‬
‫خاصة أمام الكم الهائل من الملفات التي تعرض على المحكمة التجارية الشيء الدي ال يمكن أن نتصور‬
‫الحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ في مواجهة مقاولة تعاني من صعوبات بناء على طلب من رئيسها داخل أجل‬
‫خمسة عشر يوما من تاريخ تقديم الطلب‬
‫المبحث الخامس إعداد الحل‬
‫ألزم المشرع السنديك أن يبين في تقرير تفصيلي يعده الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة‬
‫ودلك بمشاركة رئيس المقاولة وعلى ضوء تلك الموازنة يقترح إما المصادقة على مشروع مخطط اإلنقاذ أو‬
‫تعديله وإما تسوية المقاولة أو تصفيتها قضائيا‬
‫يمكن القول أن المشرع المغربي اختار النهج التشاركي في اختيار الحل الذي سيمكن من ضمان استمرارية‬
‫المقاولة إذ يتم إعداد التقرير من قبل السنديك وبمشاركة من رئيس المقاولة كما يمكن أن يتم االستعانة بخبير‬
‫يمكن للسنديك الحصول على المعلومات التي من شأنها تحديد فكرة صحيحة عن الوضعية االقتصادية‬
‫والمالية للمقاولة عن طريق مراقب الحسابات ويتم دلك تحت إشراف ومواكبة القاضي المنتدب‬
‫يستشف من اإلحالة على المواد ‪ 594‬و‪ 595‬وكدا مقتضيات المواد ‪ 596‬و‪ 597‬و‪ 599‬والمواد من ‪ 601‬إلى‬
‫‪ 605‬أن السنديك منحت له مجموعة من الصالحيات من أجل إعداد الموازنة المالية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‬
‫يمكن القول أن الصياغة التي اعتمدها المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 596‬ترمي باألساس إلى تمكين‬
‫السنديك من مجموعة من الصالحيات والتي بناء عليها يقترح إما المصادقة على المخطط أو تعديله وإما‬
‫تسوية المقاولة أو تصفيتها‬
‫المبحث السادس اختيار الحل‬
‫تقرر المحكمة اعتماد مخطط اإلنقاذ إدا تبين لها توفر إمكانيات جدية إلنقاذ المقاولة ودلك بناء على تقرير‬
‫السنديك وبعد االستماع لرئيس المقاولة والمراقبين وتحدد مدة تنفيذ المخطط في أجل ال يتجاوز خمس سنوات‬
‫وإذا لم تنفذ المقاولة التزاماتها المحددة في المخطط يمكن للمحكمة أن تقضي تلقائيا أو بطلب من أحد الدائنين‬
‫وبعد االستماع إلى رئيس المقاولة والسنديك بفسخ مخطط اإلنقاذ وتقرر تبعا لدلك التسوية أو التصفية‬
‫القضائية‬
‫*حيثيات حكم‬
‫"وحيت إنه ال دليل بوثائق الملف على توقف الشركة على الدفع مما يجعل طلب إخضاع الشركة لمسطرة‬
‫اإلنقاذ مبررا‬
‫وحيت إنه من خالل كل ما تم بسطه أعاله فإن مختلف الشروط القانونية المتطلبة لفتح مسطرة اإلنقاذ في‬
‫الشركة المدعية كلها متوفرة"‬

‫المحور الثالث مسطرة التسوية القضائية‬


‫‪21‬‬

‫تدخل مسطرة التسوية القضائية ضمن المساطر القضائية للمعالجة والتي تتميز بوضع قضاء الموضوع يده‬
‫على المقاولة عن طريق حكم قضائي وإدا كانت مسطرة اإلنقاذ تتميز بطابعها االختياري فإن مسطرة التسوية‬
‫القضائية يمكن أن تتم من قبل أطراف غير المدين‬
‫إدا كانت مسطرة اإلنقاذ تتم عن طريق طلب لرئيس المقاولة الشيء الدي يفيد اختيارية اللجوء إلى قضاء‬
‫الموضوع فإن المقاولة قد تجد نفسها مجبرة في اللجوء إلى مسطرة التسوية القضائية إدا ما تم طلب دلك من‬
‫أحد األشخاص أو الهيئات المنصوص عليها قانونا‬
‫المحاور التي سيتم التطرق إليها‬
‫األشخاص الخاضعون للمسطرة‬
‫شروط افتتاح المسطرة‬
‫كيفية افتتاح المسطرة‬
‫تعيين أجهزة المسطرة‬
‫اإلجراءات المسطرية‬
‫اختيار الحل‬
‫المبحث األول األشخاص الخاضعون للمسطرة‬
‫يخضع للمساطر القضائية لمعالجة صعوبات المقاولة كل شخص طبيعي يتوفر على الصفة التجارية ودلك‬
‫طبقا لمقتضيات المواد ‪ 6‬و‪ 7‬و‪ 8‬من مدونة التجارة كما يمكن أن تفتح في وجه أشخاص أخرين بحكم صفاتهم‬
‫والدين تفتح في مواجهتهم مساطر المعالجة كنتيجة قانونية (الشريك التاجر ‪-‬المسير لشركة تجارية‪ -‬تم‬
‫الوصي أو المقدم‪-‬تمديد المساطر إلى مقاولة أخرى)‬
‫المطلب األول الشريك التاجر‬
‫تعتبر شركة التضامن شركة تجارية بشكلها تؤسس بين شريكين أو أكتر تكون لهم صفة تاجر كما نصت‬
‫المادة الثالثة من القانون الخاص بهذا النوع من الشركات "شركة التضامن هي الشركة التي يكون فيها لكل‬
‫الشركاء صفة تاجر ويسألون بصفة غير محدودة وعلى وجه التضامن عن ديون الشركة"‬
‫الشيء الدي يصبح معه الشريك المتضامن مسؤوال أيضا في حالة توقف المقاولة عن أداء ديونها وعليه‬
‫فالمسؤولية الخاصة بالشريك نابعة من صفته كشريك متضامن وعليه نص المشرع من خالل المادة ‪ 580‬من‬
‫مدونة التجارة أنه يمكن فتح المسطرة ضد شريك متضامن داخل سنة من تاريخ انسحابه من شركة التضامن‬
‫عندما يكون توقف الشركة عن الدفع سابقا لهدا االنسحاب‬
‫المطلب الثاني مسير الشركة التجارية‬
‫حينما يظهر من خالل سير مسطرة التسوية أو التصفية القضائية في مواجهة شركة تجارية نقص في باب‬
‫األصول يمكن للمحكمة في حالة حصول خطأ في التسيير ساهم في هدا النقص أن تقرر تحميله كليا أو جزئيا‬
‫تضامنيا أم ال لكل المسيرين أو للبعض منهم فقط‬
‫تتقادم الدعوى بعد مضي ثالث سنوات ابتداء من صدور الحكم الدي يحدد مخطط االستمرارية أو مخطط‬
‫التفويت وفي غياب دلك فمن تاريخ الحكم القاضي بالتصفية القضائية‬
‫يجب على المحكمة أن تفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية تجاه المسؤولين الدي تم تحميلهم خصوم‬
‫الشركة كال أو بعضا منها الدين لم يبرئوا دمتهم من الدين (المادة ‪)739‬‬
‫المطلب الثالث الوصي والمقدم‬
‫ال يجوز للوصي أو المقدم أن يستثمر أموال القاصر إال بعد الحصول على إدن خاص من القاضي وفقا‬
‫لمقتضيات قانون األحوال الشخصية (مدونة األسرة)‬
‫يجب أن يقيد هدا اإلذن في السجل التجاري للوصي أو المقدم‬
‫في حالة فتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية بسبب سوء تسيير الوصي أو المقدم يعاقب المعني منهما‬
‫بالعقوبات المنصوص عليها في الفصل الخامس من الكتاب الخامس من هدا القانون‬
‫يخضع لنظام المساطر القضائية للمعالجة باإلضافة إلى األشخاص الطبيعيين الشركات التجارية سواء كانت‬
‫تجارية نظرا لشكلها (شركة المساهمة_ التضامن _التوصية البسيطة_ التوصية باألسهم _ذات المسؤولية‬
‫المحدودة المتعددة الشركاء أو ذات الشريك الوحيد ) أو كان غرضها تجاريا ويتعلق األمر بشركة المحاصة‬
‫عندما يكون غرضها تجاريا كما تخضع المجموعات ذات النفع االقتصادي ذات الغرض التجاري لنفس‬
‫‪22‬‬

‫المساطر‬
‫يمكن أن يتم تمديد المساطر القضائية للمعالجة إلى مقاولة أخرى (المادة ‪ 585‬من مدونة التجارة نصت على‬
‫أنه يمكن تمديد المسطرة إلى مقاولة أو مقاوالت أخرى بسبب تدخل دممها المالية مع الدمة المالية لمقاولة‬
‫خاضعة للمسطرة أو بسبب صورية الشخص االعتباري)‬
‫المبحث الثاني شروط افتتاح مسطرة التسوية القضائية‬
‫المطلب األول التوقف عن الدفع‬
‫يمكن القول أن الصعوبات قد تكون في مرحلة أولى في شكل وقائع من شأنها اإلخالل باستمرارية استغالل‬
‫ا لمقاولة تم ما تلبت أن تتطور خاصة في حالة فشل كل من الوقاية الداخلية والخارجية في التصدي لها أو‬
‫فشل مخطط اإلنقاذ الدي تم اعتماده أو تم رفضه من قبل المحكمة المختصة لتأخذ تلك الوقائع شكل التوقف‬
‫عن أداء الديون المستحقة‬
‫يعتبر التوقف عن الدفع شرطا أساسيا لفتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة الشيء الدي يفرض على‬
‫المحكمة التجارية المعنية باألمر التأكد من ثبوت التوقف عن الدفع ودلك قبل إصدار الحكم القاضي بفتح هده‬
‫المساطر وإال اعتبر حكمها الصادر والحالة هده مجانبا للصواب وقابال لإللغاء إدا ما تم الطعن فيه‬
‫باالستئناف‬
‫تحديد معنى التوقف عن الدفع عرف مجموعة من النقاشات الفقهية والتي يمكن تقسيمها إلى نظريتين األولى‬
‫ترتكز على معيار قانوني أو مادي لتحديد مدى اعتبار المقاولة متعرضة لصعوبات من شأنها أن تجعلها‬
‫متوقفة عن الدفع ونظرية أخرى تنطلق من منضور اقتصادي لتجعل من الوضعية المالية أو االقتصادية‬
‫للمقاولة مرجعا لتحديد ما إدا كان هناك توقف عن الدفع أم ال‬
‫يمكن القول أن المعيار القانوني للتوقف عن الدفع يرتكز باألساس على عدم أداء الديون المستحقة في‬
‫التواريخ المستحقة وعليه فالمقاولة التي لم تعمد إلى إبراء دمتها في التاريخ المتفق عليه تعتبر متوقفة عن‬
‫الدفع‬
‫وعليه فالمعيار القانوني يرتبط بالواقع الخارجي لوضعية المقاولة الشيء الدي جعل هدا المعيار ينتقد على‬
‫أساس أنه يمكن فتح مسطرة المعالجة القضائية من قبل أحد األغيار في مواجهة مقاولة لمجرد أنها لم تؤدي‬
‫الدين في تاريخ استحقاقه‬
‫يتجاوز المعيار االقتصادي المظهر الخارجي الدي يرتكز عليه المعيار القانوني وإنما يقف عند أسباب ودوافع‬
‫االمتناع عن الوفاء والبحت في المركز المالي الحقيقي للمقاولة المتوقفة عن الدفع‬
‫وعليه فحسب هدا المعيار إذا تبت أنها عاجزة بالفعل عن األداء نتيجة الخصاص العميق والعجز البين الدي‬
‫تعرفه أوضاعها المالية فال مناص والحالة هده من افتتاح المسطرة الجماعية ضدها أما إدا تبت على عكس‬
‫من دلك أن المقاولة المعنية باألمر موسرة وقادرة على األداء بعد زوال الصعوبات انداك ال يمكن أن يفتح‬
‫بشأنها المساطر الجماعية‬
‫يمكن القول أن المشرع المغربي حدد المقصود بالتوقف عن الدفع من خالل تنصيصه على أنه تثبت حالة‬
‫التوقف عن الدفع متى تحقق عجز المقاولة عن تسديد ديونها المستحقة المطالبة بأدائها بسبب عدم كفاية‬
‫أصولها المتوفرة بما في دلك الديون الناتجة عن االلتزامات المبرمة في إطار االتفاق الودي المنصوص عليه‬
‫في المادة ‪ 556‬أعاله‬
‫اعتبر األستاذ محمد لفروجي أن تبوث التوقف عن الدفع ال يستوجب بالضرورة أن تكون المقاولة المعنية‬
‫باألمر قد أصبحت في وضعية ميؤوس منها فعلى العكس من دلك فالتوقف عن الدفع الدي يبرر افتتاح‬
‫مساطر معالجة صعوبات المقاولة يكون ثابتا كلما أصبحت المقاولة غير قادرة على مواجهة خصومها بما هو‬
‫متوفر لديها من أصول‬
‫عدم الوفاء بالديون حسب الكيفيات واآلجال المحددة في االتفاق الودي أتناء مساطر الوقاية الخارجية يقضي‬
‫مباشرة إلى فتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة في وجه المدين المعني باألمر ألن عدم أداء هده الديون‬
‫يعتبر بمثابة توقف عن الدفع ما لم يكن األمر قد وصل إلى حد أصبحت معه المقاولة مختلة بشكل ال رجعة‬
‫فيه وأنداك يتم في هده الحالة فتح مسطرة التصفية القضائية‬
‫اإلشكال الدي يطرح على ضوء ما تم تناوله سابقا هل عدم تنفيد أحد االلتزامات يعني باألساس تلك المتعلقة‬
‫بالجانب المالي؟ وعليه تعتبر المقاولة متوقفة عن الدفع متى لم يتم تنفيذ أحد اإلجراءات الخاصة بالجانب‬
‫المالي أم أن األمر يتعلق بجميع االلتزامات التي تعهدت بها المقاولة ودلك من منطلق أنها تشكل ديونا‬
‫‪23‬‬

‫يمكن القول أن التوقف عن الدفع يرتبط بالشروط التالية‬


‫‪-‬عدم ضرورة تعدد الديون غير المؤدات‪:‬‬
‫إدا كان المشرع قد نص بالمادة ‪ 575‬على أنه تثبت حالة التوقف عن الدفع متى تحقق عجز المقاولة عن‬
‫تسديد ديونها فهدا ال يعني ضرورة وجود مجموعة من الديون إد يمكن أن تفتتح المسطرة ولو كان هناك دين‬
‫واحد غير مؤدى وبصرف النظر كدلك عن أهمية هدا الدين‬
‫‪-‬عدم ضرورة أن يكون الدين غير المؤدى تجاريا‪:‬‬
‫كانت طبيعة الديون تعتبر من النقط الثي أتارت مجموعة من النقاشات قبل صدور مدونة التجارة سنة ‪1996‬‬
‫إدا تم التنصيص صراحة من خالل المادة ‪ 578‬على أنه يمكن فتح المسطرة بمقال افتتاحي للدعوى ألحد‬
‫الدائنين كيفما كانت طبيعة دينه‬
‫قد يطرح إشكال يخص نوعية الدين موضوع التوقف عن الدفع والدي يتعلق بالديون الخاصة بالحياة‬
‫الشخصية للتاجر الشخص الطبيعي وعليه يصبح هدا األخير مهددا بافتتاح مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬
‫ضده بسبب عدم أداء دين مدني يتعلق بحياته الخاصة وليست بحياته المهنية‬
‫‪-‬أن يكون الدين معين المقدار ومستحقا‪:‬‬
‫تحديد ما إدا كانت المقاولة متوقفة عن الدفع أم ال يتطلب أن يكون الدين موضوع التوقف عن الدفع معين‬
‫المقدار وسائال وأن يتعلق بدفعة مستحقة كما يجب أن تتم المطالبة باألداء إما بطريقة قضائية أو غير قضائية‬
‫‪-‬أن يكون الدين تابت وغير منازع فيه‪:‬‬
‫يشترط في الدين الدي على ضوئه يتم تحديد هل المقاولة متوقفة عن الدفع أم ال أن يكون تابتا ودلك بخلوه من‬
‫أية منازعة حول وجوده أو حول مقداره‬
‫‪-‬عدم كفاية أصول المقاولة لسداد خصومها‪:‬‬
‫تحديد مدى قدرة المقاولة على أداء خصومها يتم باالعتداد أساسا على ما تتوفر عليه من أموال في خزينتها‬
‫وتتم معاينة دلك من خالل المحكمة التجارية من خالل ما يروج أمامها وما قدم أمامها من وثائق‬
‫إذا كان المشرع قد استعمل العبارة التالية من أجل إثبات التوقف عن الدفع "تثبت حالة التوقف عن الدفع متى‬
‫تحقق عجز المقاولة عن تسديد ديونها المستحقة المطالب بأدائها بسبب عدم كفاية أموالها المتوفرة" فالسؤال‬
‫الذي يطرح هل يتعلق األمر بعجز أو رفض أداء الديون المستحقة؟‬
‫التفسير الضيق للمادة ‪ 575‬من مدونة التجارة يجعل المقصود هو عجز المدين الناجم عن عدم استطاعته أداء‬
‫الدين موضوع التوقف عن الدفع الشيء الدي قد يؤدي إلى إفالت المدين مليء الذمة المالية السيء النية دون‬
‫خضوعه لمساطر معالجة صعوبات المقاولة‬
‫من المستقر عليه لدى الفقه والقضاء أن عبئ إثبات التوقف عن الدفع يقع على كاهل من يطلب افتتاح مساطر‬
‫معالجة صعوبات المقاولة في مواجهة المدين المعني باألمر كما يمكن أن يتم اإلثبات بجميع الوسائل وعليه‬
‫يبقى للمحكمة التوصل إلى واقعة التوقف عن الدفع عن طريق تحليل الوثائق التي تقدم إليها‬
‫هناك من الفقه من دهب إلى اعتبار أن التوقف عن الدفع ال يتحقق فقط في حالة عدم قدرة األصول على‬
‫تغطية الخصوم وذلك في حالة إدا منحت المقاولة بمقتضى اتفاق مع الدائنين أجال جديدة الشيء الدي يجعل‬
‫الدين غير مطالب به وبالتالي المس بأحد أهم الشروط الخاصة بالتوقف عن الدفع‬
‫_شروط ترتبط بالجانب الشكلي‬
‫عمد المشرع المغربي من خالل مقتضيات الكتاب الخامس إلى فرض مجموعة جديدة من الشروط الشكلية‬
‫الواجب التوفر وذلك نظرا لألثار التي تنجم عن مسطرة التسوية القضائية وعليه أفرد قواعد خاصة بقنوات‬
‫فتح مسطرة التسوية إضافة إلى مساطر خاصة سنقف عندها من خالل باقي المحاور‬
‫المبحث الثالث كيفية فتح المسطرة‬
‫‪24‬‬

‫عمد المشرع المغربي إلى اعتماد مقتضيات قانونية خاصة بفتح مسطرة التسوية القضائية والتي يمكن أن تتم‬
‫بطلب من رئيس المقاولة والذي يكون ملزما بالتصريح بتوقفه عن الدفع (أوال) والدائنين الذين يعتبرون من‬
‫دوي المصالح المرتبطة بالمقاولة (ثانيا) كما يمكن للمحكمة التجارية أن تعمد إلى فتح المسطرة من تلقاء‬
‫نفسها (ثالثا) أو بناء على طلب من النيابة العامة أو رئيس المحكمة التجارية (رابعا)‬
‫المطلب األول بناء على طلب من رئيس المقاولة‬
‫نصت المادة ‪ 576‬على أنه يجب على رئيس المقاولة أن يطلب فتح مسطرة التسوية القضائية في أجل أقصاه‬
‫ثالثون يوما من تاريخ توقف المقاولة عن الدفع وعليه يمكن القول أن التصريح بالتوقف عن الدفع يعتبر‬
‫إلزاما بالنسبة لرئيس المقاولة وذلك على عكس باقي المتدخلين الدين خول لهم المشرع إمكانية طلب فتح‬
‫المسطرة ويمكن القول أن الوضعية التي يتمتع بها رئيس المقاولة هي التي جعلته على رأس قائمة المخول‬
‫لهم فتح المسطرة ودلك تحت طائلة معاقبته طبقا للمادة ‪ 747‬من مدونة التجارة‬
‫يودع رئيس المقاولة طلب بكتابة ضبط المحكمة ويشير فيه إلى أسباب التوقف عن الدفع يرفق طلبه بما يلي‬
‫‪_1‬القوائم التركيبية ألخر سنة مالية ‪_2‬جرد وتحديد قيمة جميع أمول المقاولة المنقولة والعقارية ‪_3‬قائمة‬
‫بالمدينين مع اإلشارة إلى عناوينهم ومبلغ مستحقات المقاولة والضمانات الممنوحة لها بتاريخ التوقف عن‬
‫الدفع ‪_4‬قائمة بالدائنين ‪_5‬جدول التحمالت ‪_6‬قائمة األجراء وممثليهم إن وجدوا ‪_7‬نسخة من النموذج ‪7‬‬
‫من السجل التجاري ‪_8‬وضعية الموازنة الخاصة بالمقاولة خالل األشهر الثالثة األخيرة‬
‫يجب أن تكون الوثائق المقدمة مؤرخة وموقع عليها من طرق رئيس المقاولة وفي حالة تعدر تقديم إحدى هذه‬
‫الوثائق أو اإلدالء بها بشكل غير كامل تندر المحكمة رئيس المقاولة قصد اإلدالء بالوثائق التي تعدر عليه‬
‫اإلدالء بها أو بإتمام الوثائق التي أدلى بها بشكل غير كامل يحدد رئيس المحكمة عند تقديم طلب فتح مسطرة‬
‫التسوية مبلغا لتغطية مصاريف اإلشهار وتسيير هذه المسطرة يودع فورا بصندوق المحكمة من طرف‬
‫المقاولة‬
‫المطلب الثاني بناء على طلب من أحد الدائنين‬
‫يمكن فتح المسطرة بمقال افتتاحي للدعوى ألحد الدائنين كيفما كانت طبيعة دينه وعليه المشرع المغربي قط‬
‫الخالف الذي كان دائرا حول طبيعة الدين وكدا عدد الديون التي تترتب على عدم أدائها في تواريخ استحقاقها‬
‫اعتبار المدين متوقف عن دفع الديون‬
‫يفهم من خالل المادة ‪ 578‬أنه يمكن أن تفتح مسطرة التسوية القضائية سواء تعلق األمر بدين أو مجموعة من‬
‫الديون كما يمكن أن تفتح كيفما كان الدين سواء كان ذا طبيعة تجارية أم مدنية وسواء كان الدائن المعني‬
‫باألمر دائنا عاديا أو حاصال على إحدى التأمينات أو الضمانات لضمان أداء دينه المتوقف عن دفعه ويبقى‬
‫عبئ إثبات التوقف عن الدفع على كاهل الدائن الدي تقدم إلى المحكمة المختصة من أجل طلب فتح مسطرة‬
‫التسوية القضائية‬
‫لم يلزم المشرع المغربي الدائن بأجل معين من أجل تقديم طلب فتح مسطرة التسوية القضائية وذلك على‬
‫خالق رئيس المقاولة الدي ألزمه بضرورة تقديم مقاله داخل أجل ‪ 30‬يوما من تاريخ التوقف عن الدفع تحت‬
‫طائلة معاقبته لكن ذلك ال يفيد أن الدائن يبقى محقا في طلب وضع مدينه في حالة التوقف عن الدفع بل إن‬
‫دلك الحق قد يطاله التقادم في بعض الحاالت (وفاة التاجر أو وضع حد لنشاطه أو انسحاب الشريك‬
‫المتضامن) ودلك عالوة على القواعد المتعلقة بتقادم االلتزامات‬
‫المطلب الثالث فتح المسطرة من طرف المحكمة تلقائيا‬
‫يمكن القول أن مقتضيات المادة ‪ 578‬من مدونة التجارة تضمنت مقتضيات جعلت القضاء يتدخل من تلقاء‬
‫نفسه وعليه تم التخلي عن القاعدة المسطرية الثابتة أن "القضاء ال يقضي إال إذا طلب منه" وعليه أجاز‬
‫للمحكمة المختصة أن تحكم من تلقاء نفسها بفتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ويمكن القول أن تدخل‬
‫المحكمة من تلقاء نفسها تحكمه النية في ضمان استمرار المقاولة كدرجة أولى ثم حماية مختلف المصالح‬
‫‪25‬‬

‫كما يمكن للمحكمة وفي إطار االختصاص الممنوح لها في إطار مسطرة اإلنقاذ وخالل نظرها لطلب فتح‬
‫مسطرة اإلنقاذ المقدم من طرف رئيس المقاولة أن المقاولة كانت في حالة توقف عن الدفع في تاريخ النطق‬
‫بالحكم القاضي بفتح هذه المسطرة تعاين المحكمة حالة التوقف وتحدد تاريخه وفق مقتضيات المادة ‪713‬‬
‫أدناه وتقضي بتحويل مسطرة اإلنقاذ إلى تسوية قضائية أو تصفية قضائية‬
‫كما يمكن للمحكمة وفي حالة وقوفها عند عدم تنفيذ المقاولة التزاماتها المحددة في المخطط أن تقضي تلقائيا‬
‫أو بطلب من أحد الدائنين وبعد االستماع إلى رئيس المقاولة والسنديك بفسخ مخطط اإلنقاذ وتقرر تبعا لذلك‬
‫التسوية أو التصفية القضائية‬
‫المطلب الرابع فتح المسطرة بناء على طلب من النيابة العامة‬
‫خولت مدونة التجارة للنيابة العامة الحق في تقديم مقال يرمي إلى فتح مسطرة التسوية القضائية وقد اعتبر‬
‫الفقه هذا الطلب يأتي في سياق الدور الدي أراده القانون أن تلعبه النيابة العامة بوجه عام في إطار القضاء‬
‫التجاري إيمانا منه بما لها من دور في المحافظة على النظام العام االقتصادي‬
‫يجد أساس تخويل النيابة العامة إمكانية فتح مسطرة التسوية القضائية في كون مساطر معالجة صعوبات‬
‫المقاولة تكتسي طابع النظام العام وبالتالي فذلك يساهم في حماية المصلحة االقتصادية العامة عن طريق تقويم‬
‫أو تصفية المقاولة المتوقفة عن الدفع وعليه فيمكن تصور معرفة النيابة العامة أن المقاولة متوقفة عن الدفع‬
‫عن طريق أحد العموم أو أحد الدائنين أو العمال أو نتيجة وجود أحد الملفات التي بين يديها‬
‫يمكن القول أن التوجه الذي اعتمده المشرع المغربي من خالل تخويل النيابة العامة الحق في طلب فتح‬
‫مسطرة التسوية القضائية أنه قد سلك نفس التوجه المعتمد لدى المشرع الفرنسي‬
‫الصياغة التي اعتمدها المشرع من خالل المادة ‪ 578‬تجعل الباحث يطرح التساؤل التالي‪ :‬على أية نيابة‬
‫عامة نتكلم؟‬
‫هناك من الفقه من اعتبر أن النيابة العامة بالمحكمة التجارية هي التي تختص محليا بالنظر في الدعوى‬
‫الرامية إلى فتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة ضد المدين غير أن ذلك ال يمنع من تدخل النيابة العامة‬
‫بباقي المحاكم التجارية األخرى وبالمحاكم االبتدائية واالستئنافية‬
‫المطلب الخامس فتح المسطرة بناء على طلب من رئيس المحكمة‬
‫عمد المشرع المغربي من خالل المادة ‪ 578‬من مدونة التجارة إلى اإلشارة إلى أن المحكمة يمكنها فتح‬
‫مسطرة التسوية القضائية بناء على طلب من النيابة العامة أو من رئيس المحكمة في إطار ما تخوله له الوقاية‬
‫الخارجية من اختصاصات وعليه فاالختصاصات الممنوحة لفائدة رئيس المحكمة التجارية في إطار مسطرة‬
‫الوقاية الخارجية واطالعه على وضعية المقاولة تخوله إمكانية أن يقدم طلب فتح مسطرة التسوية القضائية‬
‫ويعتبر هذا المقتضى من بين المستجدات التي اعتمدت بناء على القانون رقم ‪73.17‬‬
‫المطلب السادس مدى أحقية العمال في طلب فتح مسطرة التسوية القضائية‬
‫المشرع لم يسمح للعمال أو األجراء بإمكانية طلب فتح مسطرة التسوية القضائية وعليه ال يجوز لهم تقديم‬
‫مقال افتتاحي للدعوى بهده الصفة خالفا للقانون الفرنسي غير أن دلك ال يمنعهم من إخبار الجهات التي‬
‫خولها القانون إمكانية تقديم طلب فتح المسطرة‬
‫المبحث الرابع تعيين أجهزة المسطرة‬
‫تقرر المحكمة المختصة فتح مسطرة التسوية القضائية من تلقاء نفسها أو بناء على طلب من أحد الدائنين أو‬
‫بناء على طلب من النيابة العامة أو رئيس المحكمة وتعمل بموجب حكمها القاضي بفتح المسطرة إلى تعيين‬
‫األجهزة التي ستقوم بتسيير المسطرة تحت إشرافها‬
‫صدور الحكم بفتح مسطرة التسوية القضائية في مواجهة المقاولة يعني االنتقال من وضعية قانونية كان‬
‫رئيس المقاولة يتمتع بجميع الصالحيات الخاصة بالمقاولة إلى وضعية جديدة والتي تصبح المحكمة على‬
‫‪26‬‬

‫ضوئها هي الوصية عليها والمكلفة بنشاطها ومآلها غير أن دلك رهين بتعيين أجهزة تابعة لها تعمل تحت‬
‫أنضارها وتأتمر بأوامرها‬
‫المطلب األول تعيين القاضي المنتدب‬
‫يسهر القاضي المنتدب على السير العادي للمسطرة وعلى حماية المصالح القائمة وعليه يمكن القول أن‬
‫القاضي يشكل امتدادا لهده المحكمة فيما يخص تسيير هده المسطرة سواء تعلق األمر بمسطرة التسوية أو‬
‫التصفية القضائية كما يتم تعيين القاضي المنتدب من ضمن القضاة بالمحكمة التجارية التي أصدرت الحكم‬
‫القاضي بفتح المسطرة‬
‫لم يشترط المشرع أن يتم تعيين القاضي المنتدب من بين الهيئة أو التشكيلة التي أصدرت الحكم القاضي بفتح‬
‫المسطرة وعليه فالواقع العملي أتبت أنه في بعض الحاالت يتم تعيين القاضي المنتدب من ضمن الهيئة التي‬
‫قضت بفتح المسطرة كما أنه في حاالت أخرى يتم تعينه من خارج الهيئة أي من قضاة المحكمة التجارية‬
‫التي صدر الحكم عنها‬
‫يمنع إسناد مهمة القاضي المنتدب إلى أقارب رئيس المقاولة أو مسيريها حتى الدرجة الرابعة بإدخال الغاية‬
‫أو أصهارهم وعليه يمكن القول أن هدف دلك هو ضمان حياد القاضي المنتدب في ممارسة مهامه من بين‬
‫االنتقادات التي وجهت للمشرع المغربي في هدا الشأن أنه لم يستلزم أقدمية معينة في القاضي المعين ودلك‬
‫على خالف المشرع الفرنسي الدي استلزم ضرورة التوفر على سنتين من األقدمية‬
‫انتقد المشرع المغربي أيضا في عدم إشارته لشمول المنع أيضا أقارب الدائن أو الدائنين الرئيسيين للمقاولة‬
‫حتى تكون مقترحات القاضي المنتدب وكدا أوامره بعيدة عن الشبهة‬
‫*مهام القاضي المنتدب‬
‫يمكن القول أن مهام القاضي المنتدب تتلخص في النقط التالية‪:‬‬
‫‪-‬مراقبة أعمال السنديك‪ :‬السنديك يقوم باألعمال المسندة إليه تحت إشراف ومراقبة القاضي المنتدب‬
‫‪-‬تعيين المراقبين‪ :‬يقوم بناء على المادة ‪ 578‬من مدونة التجارة بتعيين واحد إلى ثالثة مراقبين من بين‬
‫الدائنين الدين يتقدمون إليه بطلب على أنه يقترح على المحكمة عزلهم الدين يتقدمون إليه بطلب ويمكن أن‬
‫يكون المراقبون أشخاصا ذاتيين أو اعتباريين‬
‫يمكن القول أن أهم الوظائف التي يقوم بها القاضي المنتدب تتمثل في المساهمة في إعداد الحل الكفيل بتسوية‬
‫وضعية المقاولة وذلك عن طريق مراقبة أعمال السنديك‬
‫اعتبر الفقه القاضي المنتدب عين المحكمة الساهرة على المقاولة موضوع البحث عن الحل الممكن إلنقاذها‬
‫وعليه تم تمكينه من خالل مقتضيات الكتاب الخامس بمجموعة من األليات التي تسمح له بالقيام بالمهام‬
‫المسندة إليه‬
‫‪-‬اتخاد القرارات التي تهم سير المسطرة‪ :‬يتخذ القاضي المنتدب العديد من القرارات التي تهم سير المسطرة‬
‫المفتوحة من طرف المحكمة التجارية ويتعلق األمر باألساس بالمقررات التي يتم اتخادها بصدد إدارة‬
‫المقاولة خالل فترة إعداد الحل وعموما يمكن القول أن المقررات التي تصدر عن القاضي المنتدب قد تكون‬
‫إما في شكل مقترحات يتم رفعها إلى المحكمة أو ترخيصات تعطي للسنديك أو قرارات تعيين كما هو الشأن‬
‫بالنسبة للمراقبين‬
‫المطلب الثاني تعيين السنديك‬
‫يتضمن الحكم بفتح المسطرة باإلضافة إلى تعيين القاضي المنتدب تعيينا للسنديك والدي يعهد له بالمهام‬
‫التسيرية تحت إشراف األول وقد اكتفى المشرع باإلشارة إلى أنه يمنع تعيينه من أقارب رئيس المقاولة أو‬
‫مسيريها حتى الدرجة الرابعة والدي يتم تعيينه في الواقع العملي من بين كتاب الضبط مع العلم أنه ليس هناك‬
‫ما يمنع من تعينه من الغير خاصة وإن المحكمة مصدرة الحكم تملك كامل الحرية في تعيين السنديك من بين‬
‫كتاب الضبط أو من الغير مهما كانت المهمة التي يزاولها‬
‫‪27‬‬

‫*وضائف السنديك‬
‫يسند للسنديك القيام بعمليات تسيير عمليات التسوية القضائية أو التصفية القضائية ودلك ابتداء من تاريخ‬
‫صدور الحكم القاضي بفتح المسطرة ضد المقاولة المتوقفة عن الدفع إلى غاية قفل المسطرة وعليه يسهر‬
‫على إعداد وتنفيذ مخطط االستمرارية أو مخطط تفويتها ألحد األغيار كما يعمل تحقيق الديون المصرح بها‬
‫ويخبر القاضي المنتدب بسير المسطرة‬
‫سواء تم تعيين السنديك من بين كتابة الضبط أو من الغير بموجب الحكم الصادر بفتح مسطرة التسوية يمكن‬
‫أن يتم عزله أو استبداله بشخص أخر ويتم استبدال السنديك من طرف المحكمة المفتوحة أمامها المسطرة‬
‫ودلك بطلب من القاضي المنتدب يقدمه هدا األخير إما تلقائيا أو بناء على طلب من أحد الدائنين كما يمكن أن‬
‫نتصور مسؤولية السنديك‬
‫المبحث الخامس اإلجراءات المسطرية‬
‫إذا تم تقديم الطلب وفق الشروط الواجبة التوفر من أجل فتح مسطرة التسوية القضائية والتي تتطلب ضرورة‬
‫أن تكون المقاولة متوقفة عن الدفع وفي حالة تم قبول الطلب يعين الحكم تاريخ التوقف عن الدفع والدي يجب‬
‫أال يتجاوز ثمانية أشهر قبل فتح المسطرة وفي حالة عدم تعيين الحكم هذا التاريخ تعتبر بداية التوقف عن‬
‫الدفع من تاريخ الحكم‬
‫المادة ‪" 713‬يعين حكم فتح المسطرة تاريخ التوقف عن الدفع الذي يجب أن ال يتجاوز‪ ،‬في جميع األحوال‪،‬‬
‫ثمانية عشر شهرا قبل فتح المسطرة‬
‫إذا لم يعين الحكم هذا التاريخ‪ ،‬تعتبر بداية التوقف عن الدفع من تاريخ الحكم ‪"...‬‬
‫المادة ‪ ..." 713‬مع مراعاة مقتضيات الفقرة األولى أعاله‪ ،‬يمكن تغيير تاريخ التوقف عن الدفع مرة أو عدة‬
‫مرات وذلك بطلب من السنديك‬
‫يجب تقديم طلب تغيير التاريخ إلى المحكمة قبل انتهاء أجل الخمسة عشر يوما التالية للحكم الذي يحدد‬
‫مخطط االستمرارية أو مخطط التفويت أو التالية إليداع قائمة الديون إذا تم الحكم بالتصفية القضائية"‬
‫صدور الحكم بفتح مسطرة التسوية القضائية في مواجهة مقاولة متوقفة عن الدفع يعني االنتقال إلى وضعية‬
‫تصبح معه المحكمة الوصية عليها ومن أجل ذلك تعين أجهزة يعهد إليها بتلك المهام وعليه يتم تعيين القاضي‬
‫المنتدب والسنديك كما تعين نائبا للقاضي المنتدب يسري أتر الحكم القاضي بفتح المسطرة من تاريخ صدوره‬
‫ويشار إليه في السجل التجاري المحلي والسجل التجاري المركزي فور النطق به‬
‫يقوم كاتب الضبط بنشر إشعار بالحكم يتضمن اسم المقاولة كما هو مقيد في السجل التجاري وكذا رقم‬
‫تسجيلها به في صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية وفي الجريدة الرسمية داخل‬
‫أجل ثمانية أيام من تاريخ صدوره ويدعو الدائنين إلى التصريح بديونهم للسنديك المعين ويعلق هذا اإلشعار‬
‫على اللوحة المعينة لهذا الغرض بالمحكمة المصدرة للحكم فور النطق به‬
‫إذا كان أثر الحكم بفتح المسطرة وإجراءات الشهر والنشر والتبليغ فأثر الحكم يسري من تاريخ صدوره على‬
‫كل الدائنين باختالف أنواعهم وطبقاتهم وكذلك على الغير والمدين من تاريخ الحكم بفتح المسطرة مع العلم أن‬
‫هذا مخالف للقواعد الشكلية في مادة اإلشهار التي تجعل من اإلشهار شرطا لمواجهة الغير بالوضعية القانونية‬
‫الجديدة‬
‫يتم نشر الحكم بفتح مسطرة التسوية القضائية داخل أجل ثمانية أيام من صدور الحكم بفتح المسطرة ومن تم‬
‫فعدم القيام بنشره أو إجرائه خارج األجل يترتب عنه المسؤولية المدنية لكاتب الضبط المعني باألمر والذي‬
‫يتضمن مضمون الحكم ودعوة الدائنين إلى التصريح بديونهم للسنديك المعين في الحكم كما يبلغ كاتب الضبط‬
‫الحكم أيضا إلى رئيس المقاولة والسنديك داخل أجل ثمانية أيام من تاريخ صدوره‬
‫إذا تبين للمحكمة أتناء سير المسطرة أن المقاولة في أي وقت أن تأمر بتوقيف المقاولة عن نشاطها جزئيا أو‬
‫كليا والحكم بتصفيتها قضائيا وذلك بناء على طلب معلل من السنديك أو من المراقب أو من رئيس المقاولة أو‬
‫تلقائيا أو بناء على تقرير القاضي المنتدب‬
‫‪28‬‬

‫يجب على المتعاقد أن يفي بالتزاماته رغم عدم وفاء المقاولة بالتزاماتها السابقة لفتح المسطرة وال يترتب عن‬
‫عدم تنفيذ هده االلتزامات سوى منح الدائنين حق التصريح بها في قائمة الخصوم كما أن رفض السنديك‬
‫متابعة تنفيذ هده العقود يمكن أن يؤدي إلى دعوى للتعويض عن األضرار يدرج مبلغه أيضا في قائمة‬
‫الخصوم تستثنى عقود الشغل‬
‫األطراف الرئيسية في افتتاح مسطرة التسوية القضائية يحق لهم كلهم استئناف الحكم الصادر في الدعوى‬
‫سواء تعلق األمر بالدائن أو الدائنين المدعين أم المدين المدعى عليه أم النيابة العامة التي تعتبر طرفا أصليا‬
‫أو رئيسيا في دعاوى صعوبات المقاولة وقد تم تحديد مجموعة من المقررات القابلة للطعن باالستئناف‬
‫والجهة المخول لها الطعن‬
‫‪ +‬المنع من أداء الديون السابقة‬
‫عمد المشرع المغربي من خالل مقتضيات الكتاب الخامس إلى منع أداء الديون السابقة عن صدور الحكم‬
‫القاضي بفتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية كما أن ذلك ال يحتاج إلى التنصيص عليه بالحكم ويعتبر‬
‫باطال كل عقد تم في هذا الشأن كما أن هذا المنع ال يشمل الديون الالحقة لصدور الحكم وعليه يحظى‬
‫أصحاب هذه الديون بامتياز المطالبة بها قبل باقي الديون باستثناء تلك المتعلقة بالمصالحة أو مسطرة اإلنقاذ‬
‫‪ +‬تقييد تفويت المسيرين لسنداتهم‬
‫عمد المشرع إلى تقييد تفويت المسيرين لسنداتهم ودلك لكون رغبة أحد المسيرين في التفويت يستفاد منه سوء‬
‫نية المسير وعليه فذلك وحده كاف لمعاقبة المسير بنقيض قصده وإجباره على البقاء في المقاولة ألن‬
‫االنسحاب سيؤثر على ائتمانها وعلى سمعتها أكتر وربما يصعب معالجة وضعيتها لذلك ألزمه المشرع بالبقاء‬
‫في المقاولة‬
‫‪ +‬وقف المتابعات الفردية وإجراءات التنفيذ‬
‫يوقف حكم فتح المسطرة أو يمنع كل دعوى قضائية يقيمها الدائنون أصحاب ديون نشأت قبل الحكم المذكور‬
‫ترمي إلى‪:‬‬
‫‪-‬الحكم على المدين بأداء مبلغ من المال‬
‫‪-‬فسخ عقد لعدم أداء مبلغ من المال‬
‫يوقف الحكم أو يمنع كل إجراء تنفيذي يقيمه هؤالء سواء على المنقوالت أو على العقارات‬
‫توقف تبعا لذلك اآلجال المحددة تحت طائلة السقوط أو الفسخ‬
‫يوقف حكم فتح المسطرة سريان الفوائد القانونية واالتفاقية وكذا كل فوائد التأخير وكل زيادة وعليه يتم وقف‬
‫احتساب الفوائد في مواجهة المقاولة سواء كانت هده الفوائد مقررة بنص القانون أو نتيجة وجود اتفاق بين‬
‫األطراف ويمكن القول أن هدف ذلك هو الحد من زيادة خصوم المقاولة‬
‫‪ +‬انطالق التصريح بالديون‬
‫يجب تقديم التصريح بالديون داخل أجل شهرين ابتداء من‪)720( :‬‬
‫‪-‬تاريخ اإلشعار المنصوص عليه في المادة السابقة بالنسبة للدائنين المدرجين بالقائمة وكذا المعروفين لدى‬
‫السنديك‬
‫‪-‬تاريخ اإلشعار المنصوص عليه في المادة السابقة بالنسبة للدائنين الحاملين لضمانات أو عقد ائتمان تجاري‬
‫تم إشهارهما‬
‫‪-‬تاريخ نشر المقرر القاضي بفتح المسطرة بالجريدة الرسمية بالنسبة لباقي الدائنين‬
‫‪-‬ويمدد هذا األجل بشهرين بالنسبة إلى الدائنين القاطنين خارج تراب المملكة المغربية‬
‫‪ +‬مرحلة المالحظة أو التأمل‬
‫‪29‬‬

‫يمكن القول أن البدء في مرحلة التسوية القضائية يتم عن طريق المالحظة أي وقوف السنديك عند وضعية‬
‫المقاولة ومحاولة إعداد الحل الدي سيخرج المقاولة من الوضعية التي آلت إليها ودلك بغية المحافظة على‬
‫مصالحها ومصالح الدائنين والمحافظة قدر اإلمكان على مناصب الشغل‬
‫يجب على السنديك أن يبين في تقرير تفصيلي يعده الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة ودلك‬
‫بمشاركة رئيس المقاولة والمساعدة المحتملة لخبير أو عدة خبراء‬
‫وعلى ضوء هذه الموازنة يقترح السنديك إما مخططا للتسوية يضمن استمرارية المقاولة أو تفويتها إلى أحد‬
‫االغيار أو التصفية القضائية‬
‫يجب أن تعرض هده االقتراحات على القاضي المنتدب داخل أجل أقصاه أربعة أشهر تلي صدور حكم فتح‬
‫المسطرة ويمكن تجديد األجل المذكور عند االقتضاء مرة واحدة من طرف المحكمة بناء على طلب من‬
‫السنديك‬
‫‪ +‬األطراف المتدخلة في إعداد الموازنة‬
‫‪-‬السنديك‪ :‬يعتبر الطرف الرئيسي في إعداد الحل‬
‫‪-‬رئيس المقاولة‪ :‬يعمد إلى مشاركة رئيس المقاولة في تقرير تفصيلي يعده الموازنة المالية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية للمقاولة‬
‫‪-‬خبير‪ :‬إمكانية االستعانة في إطار بالمساعدة المحتملة‬
‫‪-‬ا لقاضي المنتدب‪ :‬يتلقى االقتراحات في أجل أقصاه أربعة أشهر تلي صدور حكم فتح المسطرة ويمكن تجديد‬
‫األجل المذكور عند االقتضاء مرة واحدة من طرف المحكمة بناء على طلب من السنديك‬
‫‪ +‬محتوى الموازنة‬
‫انطالقا من مقتضيات الفصل ‪ 595‬الذي يلزم السنديك بإعداد تقرير تفصيلي حول الموازنة المالية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة يمكن القول أن الهدف من ذلك هو محاولة الوقوف عند وضعية المقاولة‬
‫ومصدر الصعوبات التي أدت بها إلى تلك الوضعية أي توقفها عن الدفع وعليه يعتبر هذا التقرير بمثابة‬
‫صورة صادقة عن الوضعية الحقيقية للمقاولة‬
‫المشرع المغربي لم يلزم السنديك بأجل معين من أجل إعداد تقرير الموازنة إال أنه انطالقا من المادة ‪595‬‬
‫فالذي يستنبط أن أجل إعدادها هو أربعة أشهر قابلة للتمديد مرة واحدة "وعلى ضوء هذه الموازنة يقترح‬
‫السنديك‪...‬‬
‫يجب أن تعرض هذه االقتراحات على القاضي المنتدب داخل أجل أقصاه أربعة أشهر تلي صدور حكم فتح‬
‫المسطرة‪ .‬ويمكن تجديد األجل المذكور‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬مرة واحدة من طرف المحكمة بناء على طلب من‬
‫السنديك"‬
‫‪ +‬مشروع مخطط التسوية‬
‫بناء على التقرير التفصيلي الدي يجب أن يتضمن الموازنة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة يمكن‬
‫القول أن المشرع المغربي أراد من خالله أن يتم الوقوف عند الصعوبات التي عانت منها المقاولة والتي أدت‬
‫بها إلى التوقف عن الدفع وذلك من خالل إلقاء نظرة على وقائع وقعت بالماضي وعلى ضوء ذلك يتم اقتراح‬
‫إما مخططا للتسوية يضمن استمرارية المقاولة أو تفويتها إلى أحد األغيار أو التصفية القضائية وعليه فهو‬
‫تطلع للمستقبل‬
‫مكن المشرع المغربي السنديك من مجموعة من الصالحيات التي على ضوئها يمارس مهامه وعليه يمكنه‬
‫االطالع على جميع المعلومات الخاصة بالشركة كما ال يمكن أن يتم مواجهته بالسر المهني كما يمكن أن‬
‫يطلب تغيير مسير أو مسيرين إضافة إلى إمكانية طلب تغيير رأسمال الشركة كما يتلقى من األغيار‬
‫العروض التي تهدف إلى المحافظة على المقاولة والتي يجب أن ترفق بتقرير السنديك‬
‫‪ +‬صالحيات السنديك أتناء إعداد المخطط‬
‫‪30‬‬

‫‪-‬تلقي العروض من الغير‬


‫‪-‬الدعوة إلى تغيير رأسمال المقاولة‬
‫‪-‬طلب استبدال مسير أو عدة مسيرين‬
‫‪-‬استشارة الدائنين‬
‫‪-‬استطالع رأي المراقبين‬
‫‪-‬مشاركة رئيس المقاولة في التقرير التفصيلي‬
‫يحصل السنديك سواء فرديا أو جماعيا على موافقة كل دائن صرح بدينه بشأن اآلجال والتخفيضات التي‬
‫يطلبها منهم لضمان تنفيذ مخطط استمرارية المقاولة في أحسن األحوال وفي حالة استشارته لهم فرديا يكون‬
‫عدم الجواب داخل أجل ثالثين يوما ابتداء من تلقي رسالة السنديك بمثابة موافقة‬
‫يعد السنديك قائمة باألجوبة التي قدمها الدائنون عند نهاية استشارتهم الفردية أو الجماعية‬
‫تتم استشارة رئيس المقاولة والمراقبين من طرف السنديك بشأن التقرير المنصوص عليه في المادة ‪595‬‬
‫أعاله برسالة مضمونة مع إشعار بالتوصل وبناء عليه يبلغ رئيس المقاولة مالحظاته إلى السنديك داخل أجل‬
‫ثمانية أيام‬
‫‪ +‬دور جمعية الدائنين في إعداد مشروع المخطط‬
‫تم خلق جمعية الدائنين بناء على القانون رقم ‪ 73.17‬والتي تشكل عند فتح مسطرة التسوية القضائية في حق‬
‫كل مقاولة خاضعة إللزامية تعيين مراقب الحسابات وفق النصوص التشريعية الجاري بها العمل أو يتجاوز‬
‫رقم معامالتها المالية خمسة وعشرين (‪ )25‬مليون درهم وتشغل ما ال يقل عن خمسة وعشرين (‪ )25‬أجيرا‬
‫خالل السنة السابقة لفتح المسطرة‬
‫كما يمكن للمحكمة بناء على طلب من السنديك وبموجب حكم معلل تشكيل جمعية الدائنين في غياب الشروط‬
‫المذكورة في الفقرة السابقة متى توفرت لذلك أسباب وجيهة ال يقبل هذا الحكم أي طعن‬
‫‪ +‬تأليف جمعية الدائنين‬
‫‪-‬السنديك رئيسا باستثناء الحالة التي تنعقد فيها قصد اقتراح استبدال السنديك فيرأسها القاضي المنتدب‬
‫‪-‬رئيس المقاولة‬
‫‪ -‬الدائنين المسجلين في قائمة الديون المصرح بها التي يسلمها السنديك إلى القاضي المنتدب الذين لم يبدي‬
‫السنديك بشأن ديونهم أي اقتراح برفضها أو بإحالتها إلى المحكمة‬
‫‪-‬ا لدائنين الذين أدرجت مقررات قبول ديونهم في القائمة المنصوص عليها في الفقرة األولى من المادة ‪723‬‬
‫أدناه وذلك عندما تتم دعوة الجمعية لالنعقاد بعد تاريخ إيداع هذه القائمة بكتابة الضبط‬
‫‪ +‬اختصاصات جمعية الدائنين‬
‫تنعقد الجمعية قصد التداول بشأن‪:‬‬
‫‪-‬مشروع مخطط التسوية الستمرارية نشاط المقاولة‬
‫‪-‬مشروع مخطط التسوية الستمرارية نساط المقاولة الذي يقترحه الدائنون‬
‫‪-‬تغيير أهداف ووسائل مخطط التسوية الستمرارية نشاط المقاولة‬
‫‪-‬طلب استبدال السنديك المعين‬
‫‪-‬تفويت واحد أو أكتر من األصول المهمة‬
‫المبحث السادس اختيار الحل‬
‫‪31‬‬

‫تقرر المحكمة إما استمرار نشاط المقاولة أو تفويتها أو تصفيتها القضائية ودلك بناء على تقرير السنديك وبعد‬
‫االستماع لرئيس المقاولة والمراقبين ومندوبي األجراء وعليه يجب على المحكمة المفتوحة أمامها المسطرة‬
‫تحديد مصير المقاولة وقرارها يكون مبني على أساس تقرير السنديك وبعد االستماع لرئيس المقاولة‬
‫والمراقبين ومندوبي األجراء‬
‫المطلب األول اعتماد مخطط االستمرارية‬
‫تقرر المحكمة استمرارية المقاولة إدا كانت هناك إمكانات جدية لتسوية وضعها وسداد خصومها كما يمكن أن‬
‫يشير مخطط االستمرارية الدي تحضره المحكمة إن اقتضى الحال إلى التغييرات الواجب إدخالها على تسيير‬
‫المقاولة ترفق هذه االستمرارية بتوقيف أو إضافة أو تفويت بعض قطاعات النشاط إن اقتضى الحال كما قد‬
‫يشير مخطط االستمرارية إلى تغييرات النظام األساسي الضرورية الستمرارية المقاولة وتحدد مدته في عشر‬
‫سنوات‬
‫ال يمكن تغيير أهداف ووسائل مخطط االستمرارية إال بحكم من المحكمة ودلك بطلب من رئيس المقاولة‬
‫وبناء على تقرير السنديك وإذا كان من شأن تغيير أهداف ووسائل مخطط االستمرارية التأثير سلبا على‬
‫التخفيضات أو اآلجال التي وافق عليها الدائنون وجب على السنديك استدعاء جميع الدائنين كما تبت المحكمة‬
‫في هذا الطلب بعد االستماع لألطراف وألي شخص يعنيه األمر أو بعد استدعائهم بشكل قانوني كما يمكن‬
‫للمحكمة أن تقضي بفسخ مخطط االستمرارية‬
‫يمكن للمحكمة أن تعمد إلى اتخاد أي إجراء يضمن نجاح مخطط االستمرارية إذا يمكنها أن تقرر إعادة هيكلة‬
‫المقاولة إضافة إلى إمكانية تغيير مسير أو أكثر لقلة تجربته أو لسوء تصرفه الشيء الذي قد يحول دون‬
‫إمكانية تنفيذ المخطط‬
‫المطلب الثاني اعتماد مخطط التفويت‬
‫الهدف من مخطط التفويت هو محاولة إسعاف المقاولة وإنقاذها من الصعوبات التي تعاني منها غير أن دلك‬
‫يتم عن طريق نقل ملكيتها من شخص أو أشخاص إلى شخص أو أشخاص أخرين كما يمكن أن ينصب على‬
‫كل عناصر اإلنتاج أو األصول التي تتألف منها المقاولة والتي تصلح لإلبقاء على نشاط المقاولة أو جزئيا‬
‫(ال يشمل جميع األصول)‬
‫يهدف مخطط التفويت إلى إنقاذ المقاولة شأنه شأن مخطط االستمرارية وإذا كان بينهما اشتراك في الهدف‬
‫فإن ذلك يطبعه اختالف في التكييف وذلك من خالل محاولة ضمان استمرار نشاط المقاولة والحفاض على‬
‫مناصب الشغل مع إبراء ذمة المقاولة من الخصوم‬

‫المساطر القضائية للمعالجة‬

‫التصفية القضائية‬ ‫التسوية القضائية‬

‫توقف عن الدفع‬ ‫توقف عن الدفع‬

‫وضعية مختلة بشكل ال رجعة فيه‬ ‫وضعية غير مختلة بشكل ال رجعة فيه‬

‫مخطط التفويت‬ ‫مخطط االستمرارية‬

‫نهاية المحاضرات بالتوفيق‬


‫‪32‬‬

‫_بالنسبة لالمتحان‬
‫االمتحان عبارة عن سؤال للتحليل‬

‫إنجاز أخوكم محمد‬


‫دعواتكم‬

You might also like