You are on page 1of 21

‫عالقة علم اإلجرام بعلم العقاب‬

‫•‬

‫‪--‬‬ ‫‪.‬علم العقاب هو مجموعة القواعد التي تحدد أساليب تنفيذ العقوبات والتدابير االحترازية على نحو يحقق أغراضها‬
‫‪-‬يهتم علم العق&اب ب&أنواع العقوب&ات والت&دابير‪ ،‬وبط&رق تنفي&ذها‪ ،‬وب&اإلجراءات الالزم&ة لجعله&ا وس&ائل عالج وتأهي&ل‬
‫اجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬هناك عالقة وثيقة بين علمي العقاب واإلجرام؛ الن موضوعهما هو دراسة الجريمة‪.‬‬
‫‪ -‬يبحث الكث&ير من المختص&ين علم العق&اب ض&من مواض&يع علم اإلج&رام؛ فعلم العق&اب ال يمكن أن ي&ؤدي وظيف&ة توقي&ع‬
‫الجزاء إال في ضوء الدراسات التي يقدمها له علم اإلجرام‪.‬‬
‫‪-‬علم العق&اب مكم&ل لعلم اإلج&رام ألن بدون&ه ال يمكن معرف&ة شخص&ية المج&رم وتحدي&د م&دى خطورت&ه اإلجرامي&ة ح&تى‬
‫يتأتى تعيين نوع المعاملة العقابية التي سيعامل بها المحكوم عليه لتحقيق الردع الخاص‪.‬‬
‫‪-‬ا لخطورة اإلجرامية هي حالة نفسية تتكون لدى الشخص نتيجة تظافر عوامل شخصية وموضوعية تجعله في‬
‫وضع ينبئ بوضوح عن احتمال ارتكابه للجريمة مستقبال فالخطورة اإلجرامية هي وصف لحالة المجرم النفسية‪،‬‬
‫التي يتم الكشف عنها من خالل سلوكه وتصرفاته خاصة عند ارتكابه لجريمته ‪.‬‬
‫عالقة علم اإلجرام بعلم األدلة الجنائية‬
‫يهتم علم األدلة الجنائية بالبحث عن الوسائل العلمية والفنية التي تكشف مرتكب الجريمة وظروف‪-‬‬
‫ارتكابها وكذا الفاعل و بإعطاء األدلة العلمية التي تساعد على معرفة درجة الخطورة اإلجرامية من خالل‬
‫معاينة مسرح الجريمة والعثور على اآلثار واألدلة المادية كآثار البصمات واألقدام وبقع الدم واآلالت وآثار‬
‫‪ .‬الشعر وغيرها‬

‫يعتمد علم األدلة الجنائية على تقنيات علمية وأساليب فنية وتكنولوجية ترتبط بالتطور العلمي‪-‬‬
‫‪.‬والتكنولوجي السائد في المجتمع ومن ذلك علم البصمات وعلم األسلحة النارية والطب الشرعي‬

‫يخدم علم األدلة الجنائية علم االجرام من خالل الكشف عن ظروف وكيفية ارتكاب الجريمة‪ ،‬وهو ما يفسر‪-‬‬
‫‪.‬الخطورة االجرامية الكامنة في المجرم ومدى استعداده اإلجرامي‬
‫•‬
‫مسرح الجريمة‬
‫مسرح الجريمة هو المكان أو مجموعة األماكن التي تشهد مرحلة تنفيذ الجريمة ويحتوي على‪-‬‬
‫اآلثار المتخلفة عن ارتكابها‪ ،‬ويعتبر ملحق لمسرح الجريمة كل مكان شهد مرحلة من مراحلها‬
‫‪.‬المتعددة‬
‫يعتبر مسرح الجريمة الشاهد الصامت الذي يستنطقه المحقق الفطن ألن مسرح الجريمة هو‪-‬‬
‫مستودع سرها الحتوائه على اآلثار المادية واألدلة الجنائية وهو الحلقة األهم بالنسبة للمحقق‬
‫‪ .‬لكونه مستودع السر األساسي لمضمون جميع األدلة سواء كانت أدلة االدانة أو أدلة البراءة‬
‫مناهج البحث في علم االجرام‬

‫تتوزع مناهج البحث في علم اإلجرام إلى نوعين‪ :‬يطلق على األولى األساليب‪-‬‬
‫‪.‬الفردية والثانية تعرف باألساليب الجماعية‬
‫األساليب الفردية‬
‫تتعلق باألسباب التي دفعت المجرم إلى ارتكاب الجريمة وتشمل دراسة الجانب‪-‬‬
‫‪.‬العضوي والعقلي والنفسي للمجرم‬
‫تستخدم في هذا األسلوب األدوات المستخدمة في الدراسات االكلينيكية في علم ‪-‬‬
‫اإلجرام والتي تبدأ بالمالحظة ثم فحص متعدد األبعاد طبي‪،‬بيولوجي‪،‬نفسي‪،‬عصبي‬
‫بعد ذلك يتم تفسير وتأويل المعطيات المتعلقة بالوضع الصحي والنفسي‬
‫‪.‬واالجتماعي للمجرم‬
‫مرحلتي الفحص و التأويل‬
‫مرحلة الفحص‬
‫‪.‬يتسم الفحص بتعدد األبعاد والنتائج ويأخذ صبغة األخصائي الذي يقوم به‪-‬‬
‫يفحص األخصائي البيولوجي المجرم من الناحية العضوية البيولوجية ويصل إلى‪-‬‬
‫‪.‬نتائج معينة‬
‫‪.‬يقوم االخصائي النفسي بدراسة الحالة النفسية للمجرم ومدى تأثيرها في سلوكه‪-‬‬
‫تركز دراسة األخصائي االجتماعي على الزاوية االجتماعية للمجرم كالعائلة والعمل‪-‬‬
‫‪.‬واألصدقاء‬
‫مرحلة التفسير أو التأويل‬
‫يتم تفسير أو تأويل مختلف المعطيات المتعلقة بالمجرم مما يمكن من التوصل الى‬
‫‪.‬تشخيص حالة المجرم واستنتاج الدوافع الكامنة وراء سلوكه اإلجرامي‬
‫األساليب الجماعية‬
‫‪.‬تشمل هذه األساليب األسلوب اإلحصائي وأسلوب المسح االجتماعي وأسلوب المقارنة‬
‫األسلوب اإلحصائي ‪ :‬يرمي اإلحصاء في علم اإلجرام إلى جمع المعلومات والبيانات والوقائع‬
‫‪.‬المتعلقة بالظاهرة اإلجرامية وترجمتها إلى أرقام‬
‫ظهر على يد كيري وكتيليه خالل القرن ‪ 19‬ويفيد في المقارنة بين المجرمين وغيرهم ممن‪-‬‬
‫‪.‬يعيشون في الظروف نفسها للوقوف على األسباب والدوافع التي أدت إلى اإلجرام‬
‫يعتمد في اإلحصاء الجنائي على طريقتين‪ :‬اإلحصاء المكاني(اإلحصاء الثابت)ويقصد بذلك دراسة‪-‬‬
‫الجريمة في أمكنة معينة وعقد مقارنة بينها للوقوف على أسباب الجريمة فيها والطريقة الثانية هي‬
‫اإلحصاء الزماني (اإلحصاء المتحرك)يتم من خالل دراسة الجريمة في مكان واحد في فترات زمنية‬
‫‪.‬متعددة والمقارنة بينها للوقوف على مدى تأثير تغير الظروف الزمنية على الظاهرة اإلجرامية‬
‫تقييم األسلوب اإلحصائي‬
‫ال يمكن االعتماد على األسلوب اإلحصائي بصفة نهائية في تحديد الظاهرة اإلجرامية لعدم دقته‪-‬‬
‫‪.‬ال تمكن النتائج المتوصل إليها من تفسير النتائج بدقة وتحديد العوامل الحقيقية‪-‬‬
‫ال يعبر األسلوب اإلحصائي تعبيرا صادقا عن اإلجرام الحقيقي ألن اإلحصاءات المعتمدة فيه‪-‬‬
‫رسمية(تصدر عن وزارة الداخلية أو وزارة العدل أو المؤسسات السجنية) وال تعبر عن الرقم‬
‫‪.‬الحقيقي للجريمة (الرقم األسود)‬
‫أسلوب البحث االجتماعي أو المسح االجتماعي‬
‫يقصد بالمسح االجتماعي في علم االجرام تجميع الحقائق المرتبطة بطائفة معينة من‪-‬‬
‫األشخاص (مثال مدمني المخدرات) في فترة زمنية معينة أو في وسط اجتماعي معين(حي‬
‫‪.‬شعبي)وفي فصل أو موسم خاص‬
‫يتطلب هذا األسلوب جهدا وبحث ميداني قد يدفع المشرف عليه الى االستعانة بفريق من‪-‬‬
‫‪.‬الباحثين بوسائل أخرى كاالستبيان والمقابلة ودراسة الحالة‬
‫يعتمد المسح االجتماعي على أسلوبين يقوم األول على االستجواب من خالل وضع مجموعة‪-‬‬
‫من األسئلة حول ظروف حياة المجرم ومعيشته وتوزع القائمة على مجموعة من المجرمين‬
‫في مكان معين يتميز بأسلوب إجرامي معين ومن خالل األجوبة المختلفة يربط الباحث بين‬
‫‪.‬مختلف أنواع الجرائم والظروف المشتركة السائدة في تلك المنطقة‬
‫يطلق على األسلوب الثاني المسح البيئي أو المنهج االيكولوجي ومن خالله يقوم الباحث ‪-‬‬
‫بتقسيم المكان الذي يجري بحثه إلى عدة مناطق تختلف في ظروفها االقتصادية والثقافية‬
‫واالجتماعية ثم يحاول بيان مدى تأثير وجود مختلف هذه العوامل أو تخلفها على الظاهرة‬
‫‪.‬اإلجرامية‬
‫أسلوب المقارنة‬

‫يعتبر أسلوب المقارنة أسلوبا مكمال لإلحصاء الجنائي وتتجلى أهميته في أنه يربط‪-‬‬
‫بين العينات المدروسة التي من خالل مقارنتها ببعضها البعض يتم استخالص‬
‫‪.‬القواعد العامة في علم اإلجرام‬
‫يمكن أن تشمل المقارنة المجرمين وغير المجرمين الستخالص نقط الشبه‪-‬‬
‫واالختالف بينهم في مرحلة أولى تمهيدا الستخالص الصفات المشتركة بين‬
‫‪.‬المجرمين وحدهم والتي تعتبر دوافع إجرامية‬
‫األسلوب التكاملي‬

‫لم تتمكن المناهج العلمية المطبقة في علم اإلجرام من شرح الظاهرة اإلجرامية‪-‬‬
‫بشكل دقيق سواء الفردية المعتمدة من طرف المدارس البيولوجية والنفسية أو‬
‫‪.‬الجماعية المعتمدة من طرف المدارس االجتماعية‬
‫نادى بعض علماء اإلجرام بتطبيق منهج يسمح باإللمام بالظاهرة اإلجرامية ‪-‬‬
‫المركبة ويتعلق األمر بالمنهج التكاملي ويمتاز بأخذه بعين االعتبار العوامل‬
‫المتعدة للسلوك اإلجرامي بما في ذلك العوامل المقبولة التي اعتمدتها المدارس‬
‫‪.‬السابقة البيولوجية واالجتماعية والنفسية‬
‫تتسم الدراسات التي اعتمدت المنهج التكاملي بالدقة والمصداقية مما جعلها‪-‬‬
‫‪.‬دراسات علمية ناجحة في علم اإلجرام‬
‫أهم النظريات المفسرة للسلوك اإلجرامي‬
‫لم تبدأ الدراسات العلمية للظاهرة اإلجرامية إال من عهد قريب وقد حاولت تفسير السلوك‬
‫اإلجرامي بطريقة علمية في سياق إجابتها على السؤال المتعلق بــــ‪" :‬لماذا يجرم‬
‫اإلنسان"؟‬
‫اهتمت ثالثة مذاهب رئيسية بتفسير السلوك االجرامي ويتعلق األمر بالمذهب الفردي‪-‬‬
‫‪.‬والمذهب االجتماعي والمذهب المختلط‬
‫المذهب الفردي‪ :‬يعزي هذا المذهب الجريمة إلى المجرم نفسه دون اهتمام بتأثير العوامل‬
‫‪.‬االجتماعية‬
‫تأثر أنصار هذا المنهج بالمنهج التجريبي القائم على المالحظة والتفسير فانطلقوا من‪-‬‬
‫‪.‬شخصية المجرم وذاته من النواحي العضوية والنفسية والعقلية لتفسير السلوك اإلجرامي‬
‫على الرغم من انطالق هذا المذهب من شخصية المجرم وذاته ومدى إسهامها في ارتكاب‪-‬‬
‫الجريمة فإنهم اختلفوا فيما بينهم حول مدى قوة تأثير كل عامل من العوامل الفردية ومدى‬
‫‪.‬رجحانه على باقي العوامل‬
‫أكثر المدارس شهرة في هذا المذهب‪ :‬المدرسة الوضعية اإليطالية‪-‬المدرسة التكوينية‪-‬‬
‫‪.‬األمريكية‪-‬مدرسة التحليل النفسي‬
‫•‬
‫المدرسة الوضعية اإليطالية‬
‫‪.‬من أقطاب هذه المدرسة سيزار لومبروزو وأنريكو فيري ورفاييل كاروفالو‪-‬‬
‫يعتبر لومبروزو األب الروحي لعلم اإلجرام ويرجع له الفضل في دراسة شخصية المجرم عل أساس علمي‪-‬‬
‫سليم وقد مكنته مهنته كطبيب من التعمق في دراسته حيث توصل إلى نظرية ضمنها في كتابه الشهير‬
‫‪.‬االنسان المجرم وقد خلص إلى تميز المجرم بصفات خاصة عضوية ونفسية‬
‫من الناحية العضوية للمجرم مالمح خاصة تكمن في عدم انتظام جمجمته ووجود تجويف غير عادي‪-‬‬
‫بمؤخرة جمجمته مثل القردة ‪،‬إضافة إلى كثافة الشعر في الرأس والجسم وضيق في الجبهة وضخامة‬
‫الفكين وطول األذنين أو قصرهما وبروزهما الى الخارج مع عدم انتظام األسنان وعدم استقامة األنف‬
‫‪.‬والطول المفرط في األطراف واألصابع‬
‫من الناحية النفسية والعقلية والمزاجية‪ :‬الحظ لومبروزو أن المجرمين يتميزون بكثرة الوشوم وبذاءتها‬
‫واستنتج أنهم يتميزون بغلظة في قلوبهم وعدم اإلحساس باأللم مما يدفع إلى ارتكاب الجرائم بكل سهولة‬
‫‪.‬ويسر‬
‫يتميز المجرمون كذلك بحدة المزاج والميل نحو الكسل والغرور والميل نحو اإلدمان والرغبة الملحة في‪-‬‬
‫‪.‬المقامرة وااليمان بالخرافات والشعور بعدم االستقرار النفسي والعاطفي وفقدان السيطرة على النفس‬
‫•‬
‫التمييز بين النموذج االجرامي وغير الكامل‬
‫•‬
‫‪.‬ميز لومبروزو بين النموذج االجرامي الكامل والنموذج االجرامي غير الكامل‪-‬‬
‫يتميز النموذج اإلجرامي الكامل بأكثر من خمس سمات انحطاطية أما النموذج‪-‬‬
‫‪.‬الثاني غير الكامل فتقل سماته االنحطاطية عن الخمس دون الثالث‬
‫‪.‬ال يعتبر نموذجا إجراميا من تقل سماته االنحطاطية عن ثالثة‪-‬‬
‫السمات االنحطاطية التي يتميز بها المجرم ليست سببا للجريمة وإنما سمات تميز‪-‬‬
‫المجرم عن غيرهم وتزيد من قابلية الفرد وتضاعف استعداده الرتكاب الجرائم أكثر‬
‫‪.‬من غيره‬
‫الخالصة‪ :‬المجرم شخص مغلوب على أمره ألنه طبع على اإلجرام فهو مجرم‬
‫‪.‬بالفطرة أو الميالد‬
‫تقدير نظرية لومبروزو‬
‫يرجع للومبروزو الفضل في دراسة المجرم دراسة علمية ركزت على الجانبين العضوي والنفسي غير أن‪-‬‬
‫نظريته لم تسلم من النقد الشديد نظرا لعنايتها بدراسة أعضاء جسم المجرم وشخصيته واغفال دراسة‬
‫‪.‬العوامل االجتماعية والبيئية وكذا إقراره بوجود المجرم بالميالد‬
‫غالى لومبروزو في تمييز المجرمين بصفات جسدية معينة وبنى نظريته على دراسة بعض المجرمين‪-‬‬
‫األحياء واألموات ولم يقم الدراسة على عدد مماثل من غير المجرمين للجزم بتميز المجرمين بالصفات‬
‫‪.‬التي ذكرها دون غيرهم مما أفقد دراسته المصداقية‬
‫دفعت هذه االنتقادات لومبروزو إلى إعادة النظر فيما توصل إليه فانتهى إلى تصنيف المجرمين إلى عدة‪-‬‬
‫‪:‬طوائف وهي‬
‫المجرم الفطرة أو الوراثة‪ :‬يتميز هذا النوع من المجرمين بوجود صفات ومقاييس انثربولوجية ترتد الى‬
‫األزمنة األولى من مراحل تطور الحياة وكان يتميز بها الحيوان واالنسان البدائي وتختلف عن المالمح‬
‫‪. .‬الطبيعية لإلنسان العادي‬
‫‪.‬المجرم المجنون‪ :‬يرتكب الجريمة تحت تأثير المرض العقلي وينبغي وضعه في مصحة عقلية لتجنب شره‬
‫‪.‬المجرم بالعادة‪ :‬وهو من اعتاد على اإلجرام بسبب ظروفه االجتماعية واتصاله بالمجرمين وادمانه‬
‫المجرم بالصدفة ‪ :‬يعزى إجرامه الى الظروف والمواقف التي يجد نفسه فيها وتدفعه إلى اإلجرام صدفة أو‬
‫‪.‬بسبب حب الظهور أو التقليد‬
‫المجرم بالعاطفة ‪ :‬يتميز بحساسية مفرطة تدفع به إلى االنفعاالت الهوجاء والعواطف المختلفة من غضب‪-‬‬
‫‪.‬وغيرة وحقد‬
‫أنريكو فيري‬
‫يعتبر فيري تلميذا للومبروزو واهتم بشأن التأثير العضوي البيولوجي غير أنه خالفا ألستاذه اعتبر‪-‬‬
‫‪.‬العوامل االجتماعية والنفسية واالقتصادية والجغرافية والسياسية أسبابا الرتكاب الجرائم‬
‫يعتبر فيري مؤسس الجناح البيولوجي االجتماعي للمدرسة اإليطالية‪/‬أسس علم االجتماع الجنائي وقد‪-‬‬
‫‪.‬ابتدع أيضا ما يعرف بقانون التشبع االجرامي أو الكثافة اإلجرامية‬
‫علم االجتماع الجنائي هو العلم الذي يسعى لفهم أسباب السلوك المنحرف بهدف فهم وعزل تفاعل العوامل‪-‬‬
‫المختلفة التي تدفع ببعض الناس القتراف بعض األفعال اإلجرامية ويهدف هذا العلم إلى عالج الجاني‬
‫‪.‬وتقليل حدوث الجرائم‬
‫التشبع اإلجرامي أو الكثافة اإلجرامية وضع فيري ُأسسًا للجريمة والسلوك اإلجرامي بمعادلة تشبه المعادلة‬
‫‪:‬الكيميائية أطلق عليها قانون التشبع اإلجرامي أو الكثافة السكانية‪ ،‬وأرجعها إلى عوامل ثالثة‬
‫‪.‬عوامل طبيعية‪ :‬مثل الموقع لجغرافي والمناخ واألحول الجوية‪ ..‬الخ‪1-‬‬
‫‪ -2‬عوامل فردية‪ :‬مثل السن والجنس والخصائص العضوية والعوامل الموروثة‪.‬‬
‫عوامل اجتماعية‪ :‬مثل كثافة السكان والعادات والتقاليد والتنظيم السياسي والظروف االقتصادية ‪3-‬‬
‫‪.‬وغيرها‬
‫وخلص الى أنه في مجتمع معين وتحت تأثير ظروف شخصية معينة وعوامل اجتماعية وعوامل طبيعية‬
‫‪.‬معينة ترتكب جرائم معينة ال تزيد وال تنقص وأطلق على ذلك التشبع اإلجرامي أو الكثافة اإلجرامية‬
‫المنهج الذي اعتمده فيري وتصنيفه للمجرمين‬
‫‪ -‬التزم فيري في بحوثه ودراساته بالمنهج التجريبي الذي سلكه لومبروزو واختار عيّنة تتكون أشخاص مجانين‬
‫و"سجناءوجنود ‪ ،‬وقد راعى في اختيارهم أن يكونوا من األماكن ذاتها التي ينتمي إليها المجرمون‪ ،‬ومن نفس‬
‫المستوى االجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬صنف فيري المجرمين الى خمس أصناف وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬المجرم بالوالدة أو بالغريزة ‪ :‬وهو المجرم الذي ال يستطيع مقاومة غريزته وما ينتج عن ذلك من دوافع إجرامية‬
‫ورثها منذ الوالدة‪.‬‬
‫‪ -2‬المجرم المجنون ‪ :‬وهو المجرم الذي يرتكب األفعال اإلجرامية المخالفة لقواعد المجتمع وقوانينه نتيجة لتخلفه‬
‫أو لمرضه العقلي‪.‬‬
‫‪ -3‬المجرم بالصدفة ‪ :‬وهو المجرم الذي يرتكب فعله اإلجرامي نتيجة لظروف عائلية وبيئية‪ -‬اجتماعية وثقافية‪-‬‬
‫أكثر من كونه ناتجًا عن عوامل شخصية أو نفسية متوارثة‪.‬‬
‫‪ -4‬المجرم العاطفي ‪ :‬وهو المجرم الذي يرتكب جرائمه نتيجة لعدم تمكنه من السيطرة على نوازعه وانفعاالته‪.‬‬
‫المجرم المعتاد‪ :‬وهو المجرم الذي تكونت لديه العادة على ارتكاب األفعال المخالفة للقانون والعادات والتقاليد‪5-‬‬
‫‪.‬االجتماعية‬
‫توصل فيري من بحوثه إلى أن المسؤولية تقوم على أساس من التضامن االجتماعي الذي يفرض على المجتمع‪-‬‬
‫‪ .‬مسؤولية الدفاع عن نفسه من خالل تدابير وقائية أكثر منها عقابية‬
‫المدرسة التكوينية األمريكية‬
‫يعتبر العالم األمريكي أرنست ألبير هوتون من أبرز المؤيدين للومبروزو في أمريكا وهو‪-‬‬
‫أستاذ األنثروبولوجيا بجامعة هارفارد وقد قام بدراسات واسعة شملت العديد ممن أدينوا من‬
‫قبل القضاء وتم ايداعهم بالمؤسسات العقابية ودور اإلصالح والرعاية االجتماعية ؛ كما قام‬
‫بإجراء مقارنة على مجموعات من غير المجرمين ممن تتوافر فيهم ذات الصفات العضوية‬
‫ويتماثل مستوى ذكائهم ومستواهم الثقافي والحضاري بعضهم أسوياء و آخرون غير‬
‫‪.‬أسوياء‬
‫نشر هوتون سنة ‪ 1939‬نتائج أبحاثه التي توصل من خاللها إلى أن المجرمين يتميزون‪-‬‬
‫بوجود عالمات ارتدادية مثل التي قال بها لومبروزو وبوجود انحطاط جسماني موروث‬
‫ونقص ودونية بيولوجية واستدل على هذا االنحطاط بوجود شذوذ عضوي يتمثل في انحدار‬
‫الجبهة‪ ،‬وفرطحة األنف ‪ ،‬وُر فع الشفاه ‪ ،‬وضالة حجم األذن ‪ ،‬وطول الرقبة ورفعها وهبوط‬
‫األكتاف‪ ،‬فضًال عن انتشار عادة الوشم بين المجرمين ‪ ،‬وكثافة ونعومة شعر الرأس وميله‬
‫‪.‬للون الضارب للحمرة وغير األشيب ‪ ،‬وميل العيون للون الرمادي المشوب بالزرقة‬
‫ذ هب هوتون إلى حد تأكيد أن االنحطاط الجسماني الموروث يختلف باختالف المجرمين ‪- ،‬‬
‫فالقتلة يمتازون بطول القامة وامتالء الجسم ‪ ،‬وقصار القامة المفرطين في الوزن يرتكبون‬
‫‪.‬الجرائم الجنسية‬
‫تقدير نظرية هوتون‬
‫يرجع لهوتون ا لفضل في التركيز على شخصية المجرم والبحث بداخلها عن تفسير للسلوك اإلجرامي‪-.‬‬
‫وإذا كان هوتون قد تفادى النقد الذي وجه إلى لومبروزو فيما يتعلق بأسلوب البحث ‪ ،‬إذ شملت دراساته ‪،‬‬
‫‪:‬المجرمين وغير المجرمين ‪ ،‬غير أن نظريته لم تسلم من النقد لالعتبارات التالية‬
‫تفتقد النظرية للموضوعية لعدم تقديمها دليًال علميًا واحدًا على أن االنحطاط الجسماني الذي يتميز به‪-‬‬
‫المجرمون هو انحطاط يرجع إلى عامل الوراثة دون غيره من العوامل مع إغفال دور العوامل البيئية‬
‫‪.‬واالقتصادية أو الثقافية‬
‫انتقد هوتون حينما قال أن خصائص المجرمين تختلف تبعًا الختالف نوع الجريمة المرتكبة ‪ ،‬ذلك ألنه‪-‬‬
‫‪.‬اكتفى بالجريمة التي دخل من أجلها المجرم إلى السجن ‪ ،‬بينما قد يرتكب جرائم أخرى من قبل ذلك‬
‫من جهة ثانية فقد استند هوتون على عينات ال تفي باحتياجات الدراسة العلمية السليمة التي تشترط‪-‬‬
‫التمثيل الجيد للعينة‪ ،‬فاألشخاص الذين اختارهم كعينات للدراسة ال يمكن أن يمثلوا كل نسيج المجتمع‬
‫‪.‬األمريكي المعرف بتعدد تركيباته األنثروبولوجية والعرقية‬
‫إضافة إلى ذلك أقام هوتون أبحاثه على طائفة نزالء السجون الذي حكم القضاء بإدانتهم على أساس أن‪-‬‬
‫هذه الطائفة تمثل جميع المجرمين ‪ ،‬والحقيقة أنها ال تضم غير نسبة محدودة منهم ‪ ،‬فهي ال تضم الذين‬
‫حكم عليهم بعقوبات سالبة للحرية ولكن مع إيقاف التنفيذ أو الذين حكم عليهم بالغرامة فقط‪ .‬كما أن جزًء‬
‫‪.‬ال بأس به من المجرمين لم يكتشف أمرهم بعد ويبقون خارج المؤسسات العقابية‬
‫وليام شيلدون‬
‫‪-‬‬

‫‪ .‬اهتم شيلدون بالبناء العضوي لإلنسان مضيفا إليه ما أسماه التكوين العقلي والمزاجي للشخصية‬
‫قسم و صنف شيلدون الشخصيات حسب السمات الجسدية للفرد‪ ،‬وقد أسس نظريته على هذا األساس‪ ،‬وأثبت في نظريته‬
‫وجود عالقة بين الصفات الجسدية‪ ،‬وصفات الشخص فأصحاب الصفات الجسدية المتشابهة متشابهون في أغلب األحيان في‬
‫‪ .‬شخصياتهم‬
‫أسس شيلدون نظريته على أساس أن طبيعة الجسم‪ ،‬هي التي تحدد طبيعة الفرد االنفعالية وتنعكس على سلوكه‪ ،‬ويشكل ‪-‬‬
‫‪.‬ذلك شخصيته‬
‫‪ :‬قسم شيلدون صفات جسم اإلنسان إلى أربعة أنواع عامة ترتبط بأربعة طباع شخصية متميزة وهذه األنواع هي‬
‫اوال ‪ :‬الشخص ذو الجسم المستدير يكون الشخص سمينا وجسمه غير متناسق يحب الطعام والشراب بكل أصنافه ويجد فيه‬
‫‪.‬متعة كبيرة ذو شخصية مرحة وال يحب العزلة و يميل لالكتئاب على الرغم من مرحه وخفة روحه معظم الوقت‬
‫ثانيا‪ :‬الشخص مفتول العضالت يتميز هذا الشخص بجفاف وخشونة الطباع وعدم الليونة‪ ،‬في عالج المشاكل و يحب‬
‫‪.‬السيطرة على اآلخرين وهو شخص قيادي بطبعه‬
‫ثالثا ‪ :‬الشخص ذو الجسم المستطيل‪ :‬يتميز هذا الشخص بتكوين عضلي ضعيف ويميل إلى االنطوائية ويهتم بالموسيقى و‬
‫‪.‬قراءة الكتب والروايات وتأليفها‪ ،‬ويفضل مشاهدة التلفزيون في المنزل‬
‫رابعا ‪ :‬الشخص ذو الجسم المتوازن ‪ :‬يتميز هذا الشخص بتكوين عضلي طبيعي متساوي‪ ،‬ويتميز بجسم متناسق ويمارس‬
‫‪.‬حياته عادة بشكل طبيعي‪ ،‬متزن فكريا وفي قراراته وهو من الشخصيات الأكثر شيوعا‬
‫يستشف من نظرية شيلدون‪ ،‬أنه صنف خصائص الشخصية حسب التكوين الجسمي للشخص غير أنه تبين أن هذه األبعاد‪-‬‬
‫‪.‬الجسمية ليست لها عالقة دائمة بالطباع والشخصية‪ ،‬خاصة بعد تطور علم اإلجرام‬
‫المدرسة النفسية‬
‫بعد اخفاق التكوين البيولوجي في الكشف عن سبب الجريمة ظهر ت المدرسة النفسية‪-‬‬
‫والتي حاول أنصارها سبر أغوار الجانب الخفي من الشخصية اإلنسانية للكشف عن علة‬
‫‪.‬الجريمة ويعد سيغموند فرويد رائد هذا االتجاه‬
‫‪:‬بدأ فرويد تفسيره للسلوك اإلجرامي بتقسيم النفس إلى ثالثة أقسام‪-‬‬
‫قسم الذات أو الذات الدنيا ويرمز إليه بــــــــ ‪:‬الهو ويشمل االستعدادات الموروثة والنزعات‪-‬‬
‫‪.‬الغريزية والميول الفطرية التي تتمركز في الالشعور‬
‫قسم األنا‪ :‬وهو الجانب الشعوري العاقل من النفس الذي يضم مجموعة من الملكات العقلية‪-‬‬
‫ويرمز إليه ايكو وتحاول األنا إقامة نوعا من االنسجام والتكيف بين النزعات الغريزية من‬
‫‪.‬جهة والعادات وبين العادات والتقاييد من جهة أخرى‬
‫قسم األنا العليا وهو الجانب المثالي من النفس الذي يضم مجموعة المثل والقيم والعادات‪-‬‬
‫والتقاليد الموروثة والروادع التي تولدها القيم الدينية واألخالقية واالجتماعية ويعرف هذا‬
‫‪.‬القسم بالضمير ودوره هو مراقبة األنا ومساءلتها‬
‫تفسير السلوك اإلجرامي حسب فرويد‬
‫يرجع السلوك اإلجرامي حسب فرويد إما إلى عجز األنا عن تكييف الميول الفطرية والغريزية لدى‪-‬‬
‫الشخص مع متطلبات الحياة االجتماعية وتقاليدها أو إلى التسامي بها أو كبتها في الالشعور وإما‬
‫‪.‬الى عجز األنا العليا عن أداء وظيفتها المتمثلة في الردع‬
‫أورد فرويد أمثلة لما يحدث في جوانب النفس البشرية من خلل واضطراب أهمها عقدة أوديب‪-‬‬
‫‪.‬وعقدة الذنب‬
‫‪ .‬عقدة أوديب‪ :‬تنطلق من الغريزة الجنسية التي يختلف اتجاهها بحسب مراحل العمر المختلفة‬
‫‪ .‬في المراحل األولى يحب الطفل ذاته ويعجب بها‬
‫في المرحلة الثانية تتجه عواطف الطفل نحو اآلخر فيميل في البداية نحو أفراد من جنسه‬
‫‪.‬في مرحلة الحقة تبدأ الغريزة الجنسية بالنضج فيميل الشخص نحو الجنس اآلخر‬
‫‪.‬تحب الطفلة أباها ويحب الطفل أمه فيكره أباه وتكره الفتاة أمها وتعتبرها منافسة لها في هذا الحب‬
‫يشمل األب الطفل بحبه ورعايته فيتولد في نفس األخير صراعا سببه تناقض في المشاعر نحو‪-‬‬
‫‪.‬والده فيحبه ألنه يعطف عليه ويرعاه ويكرهه ألنه ينافسه في حبه ألمه ومن هنا تأتي عقدة أوديب‬
‫عقدة الذنب‬
‫يتولد من خاللها لدى الشخص شعور بالذنب بسبب تنامي دور األنا العليا الذي كان منعدما‬
‫عند السلوك غير االجتماعي األول ويظل الشعور بالذنب يطارد الشخص المضطرب نفسيا‬
‫‪.‬ويلح عليه إلى أن يرتكب جريمته رغبة منه في التحرر من هذا الشعور‬
‫•‬

You might also like