Professional Documents
Culture Documents
علاقة علم الإجرام ببعض العلوم الأخرى-مناهج البحث في الظاهرة الإجرامية
علاقة علم الإجرام ببعض العلوم الأخرى-مناهج البحث في الظاهرة الإجرامية
•
-- .علم العقاب هو مجموعة القواعد التي تحدد أساليب تنفيذ العقوبات والتدابير االحترازية على نحو يحقق أغراضها
-يهتم علم العق&اب ب&أنواع العقوب&ات والت&دابير ،وبط&رق تنفي&ذها ،وب&اإلجراءات الالزم&ة لجعله&ا وس&ائل عالج وتأهي&ل
اجتماعي.
-هناك عالقة وثيقة بين علمي العقاب واإلجرام؛ الن موضوعهما هو دراسة الجريمة.
-يبحث الكث&ير من المختص&ين علم العق&اب ض&من مواض&يع علم اإلج&رام؛ فعلم العق&اب ال يمكن أن ي&ؤدي وظيف&ة توقي&ع
الجزاء إال في ضوء الدراسات التي يقدمها له علم اإلجرام.
-علم العق&اب مكم&ل لعلم اإلج&رام ألن بدون&ه ال يمكن معرف&ة شخص&ية المج&رم وتحدي&د م&دى خطورت&ه اإلجرامي&ة ح&تى
يتأتى تعيين نوع المعاملة العقابية التي سيعامل بها المحكوم عليه لتحقيق الردع الخاص.
-ا لخطورة اإلجرامية هي حالة نفسية تتكون لدى الشخص نتيجة تظافر عوامل شخصية وموضوعية تجعله في
وضع ينبئ بوضوح عن احتمال ارتكابه للجريمة مستقبال فالخطورة اإلجرامية هي وصف لحالة المجرم النفسية،
التي يتم الكشف عنها من خالل سلوكه وتصرفاته خاصة عند ارتكابه لجريمته .
عالقة علم اإلجرام بعلم األدلة الجنائية
يهتم علم األدلة الجنائية بالبحث عن الوسائل العلمية والفنية التي تكشف مرتكب الجريمة وظروف-
ارتكابها وكذا الفاعل و بإعطاء األدلة العلمية التي تساعد على معرفة درجة الخطورة اإلجرامية من خالل
معاينة مسرح الجريمة والعثور على اآلثار واألدلة المادية كآثار البصمات واألقدام وبقع الدم واآلالت وآثار
.الشعر وغيرها
يعتمد علم األدلة الجنائية على تقنيات علمية وأساليب فنية وتكنولوجية ترتبط بالتطور العلمي-
.والتكنولوجي السائد في المجتمع ومن ذلك علم البصمات وعلم األسلحة النارية والطب الشرعي
يخدم علم األدلة الجنائية علم االجرام من خالل الكشف عن ظروف وكيفية ارتكاب الجريمة ،وهو ما يفسر-
.الخطورة االجرامية الكامنة في المجرم ومدى استعداده اإلجرامي
•
مسرح الجريمة
مسرح الجريمة هو المكان أو مجموعة األماكن التي تشهد مرحلة تنفيذ الجريمة ويحتوي على-
اآلثار المتخلفة عن ارتكابها ،ويعتبر ملحق لمسرح الجريمة كل مكان شهد مرحلة من مراحلها
.المتعددة
يعتبر مسرح الجريمة الشاهد الصامت الذي يستنطقه المحقق الفطن ألن مسرح الجريمة هو-
مستودع سرها الحتوائه على اآلثار المادية واألدلة الجنائية وهو الحلقة األهم بالنسبة للمحقق
.لكونه مستودع السر األساسي لمضمون جميع األدلة سواء كانت أدلة االدانة أو أدلة البراءة
مناهج البحث في علم االجرام
تتوزع مناهج البحث في علم اإلجرام إلى نوعين :يطلق على األولى األساليب-
.الفردية والثانية تعرف باألساليب الجماعية
األساليب الفردية
تتعلق باألسباب التي دفعت المجرم إلى ارتكاب الجريمة وتشمل دراسة الجانب-
.العضوي والعقلي والنفسي للمجرم
تستخدم في هذا األسلوب األدوات المستخدمة في الدراسات االكلينيكية في علم -
اإلجرام والتي تبدأ بالمالحظة ثم فحص متعدد األبعاد طبي،بيولوجي،نفسي،عصبي
بعد ذلك يتم تفسير وتأويل المعطيات المتعلقة بالوضع الصحي والنفسي
.واالجتماعي للمجرم
مرحلتي الفحص و التأويل
مرحلة الفحص
.يتسم الفحص بتعدد األبعاد والنتائج ويأخذ صبغة األخصائي الذي يقوم به-
يفحص األخصائي البيولوجي المجرم من الناحية العضوية البيولوجية ويصل إلى-
.نتائج معينة
.يقوم االخصائي النفسي بدراسة الحالة النفسية للمجرم ومدى تأثيرها في سلوكه-
تركز دراسة األخصائي االجتماعي على الزاوية االجتماعية للمجرم كالعائلة والعمل-
.واألصدقاء
مرحلة التفسير أو التأويل
يتم تفسير أو تأويل مختلف المعطيات المتعلقة بالمجرم مما يمكن من التوصل الى
.تشخيص حالة المجرم واستنتاج الدوافع الكامنة وراء سلوكه اإلجرامي
األساليب الجماعية
.تشمل هذه األساليب األسلوب اإلحصائي وأسلوب المسح االجتماعي وأسلوب المقارنة
األسلوب اإلحصائي :يرمي اإلحصاء في علم اإلجرام إلى جمع المعلومات والبيانات والوقائع
.المتعلقة بالظاهرة اإلجرامية وترجمتها إلى أرقام
ظهر على يد كيري وكتيليه خالل القرن 19ويفيد في المقارنة بين المجرمين وغيرهم ممن-
.يعيشون في الظروف نفسها للوقوف على األسباب والدوافع التي أدت إلى اإلجرام
يعتمد في اإلحصاء الجنائي على طريقتين :اإلحصاء المكاني(اإلحصاء الثابت)ويقصد بذلك دراسة-
الجريمة في أمكنة معينة وعقد مقارنة بينها للوقوف على أسباب الجريمة فيها والطريقة الثانية هي
اإلحصاء الزماني (اإلحصاء المتحرك)يتم من خالل دراسة الجريمة في مكان واحد في فترات زمنية
.متعددة والمقارنة بينها للوقوف على مدى تأثير تغير الظروف الزمنية على الظاهرة اإلجرامية
تقييم األسلوب اإلحصائي
ال يمكن االعتماد على األسلوب اإلحصائي بصفة نهائية في تحديد الظاهرة اإلجرامية لعدم دقته-
.ال تمكن النتائج المتوصل إليها من تفسير النتائج بدقة وتحديد العوامل الحقيقية-
ال يعبر األسلوب اإلحصائي تعبيرا صادقا عن اإلجرام الحقيقي ألن اإلحصاءات المعتمدة فيه-
رسمية(تصدر عن وزارة الداخلية أو وزارة العدل أو المؤسسات السجنية) وال تعبر عن الرقم
.الحقيقي للجريمة (الرقم األسود)
أسلوب البحث االجتماعي أو المسح االجتماعي
يقصد بالمسح االجتماعي في علم االجرام تجميع الحقائق المرتبطة بطائفة معينة من-
األشخاص (مثال مدمني المخدرات) في فترة زمنية معينة أو في وسط اجتماعي معين(حي
.شعبي)وفي فصل أو موسم خاص
يتطلب هذا األسلوب جهدا وبحث ميداني قد يدفع المشرف عليه الى االستعانة بفريق من-
.الباحثين بوسائل أخرى كاالستبيان والمقابلة ودراسة الحالة
يعتمد المسح االجتماعي على أسلوبين يقوم األول على االستجواب من خالل وضع مجموعة-
من األسئلة حول ظروف حياة المجرم ومعيشته وتوزع القائمة على مجموعة من المجرمين
في مكان معين يتميز بأسلوب إجرامي معين ومن خالل األجوبة المختلفة يربط الباحث بين
.مختلف أنواع الجرائم والظروف المشتركة السائدة في تلك المنطقة
يطلق على األسلوب الثاني المسح البيئي أو المنهج االيكولوجي ومن خالله يقوم الباحث -
بتقسيم المكان الذي يجري بحثه إلى عدة مناطق تختلف في ظروفها االقتصادية والثقافية
واالجتماعية ثم يحاول بيان مدى تأثير وجود مختلف هذه العوامل أو تخلفها على الظاهرة
.اإلجرامية
أسلوب المقارنة
يعتبر أسلوب المقارنة أسلوبا مكمال لإلحصاء الجنائي وتتجلى أهميته في أنه يربط-
بين العينات المدروسة التي من خالل مقارنتها ببعضها البعض يتم استخالص
.القواعد العامة في علم اإلجرام
يمكن أن تشمل المقارنة المجرمين وغير المجرمين الستخالص نقط الشبه-
واالختالف بينهم في مرحلة أولى تمهيدا الستخالص الصفات المشتركة بين
.المجرمين وحدهم والتي تعتبر دوافع إجرامية
األسلوب التكاملي
لم تتمكن المناهج العلمية المطبقة في علم اإلجرام من شرح الظاهرة اإلجرامية-
بشكل دقيق سواء الفردية المعتمدة من طرف المدارس البيولوجية والنفسية أو
.الجماعية المعتمدة من طرف المدارس االجتماعية
نادى بعض علماء اإلجرام بتطبيق منهج يسمح باإللمام بالظاهرة اإلجرامية -
المركبة ويتعلق األمر بالمنهج التكاملي ويمتاز بأخذه بعين االعتبار العوامل
المتعدة للسلوك اإلجرامي بما في ذلك العوامل المقبولة التي اعتمدتها المدارس
.السابقة البيولوجية واالجتماعية والنفسية
تتسم الدراسات التي اعتمدت المنهج التكاملي بالدقة والمصداقية مما جعلها-
.دراسات علمية ناجحة في علم اإلجرام
أهم النظريات المفسرة للسلوك اإلجرامي
لم تبدأ الدراسات العلمية للظاهرة اإلجرامية إال من عهد قريب وقد حاولت تفسير السلوك
اإلجرامي بطريقة علمية في سياق إجابتها على السؤال المتعلق بــــ" :لماذا يجرم
اإلنسان"؟
اهتمت ثالثة مذاهب رئيسية بتفسير السلوك االجرامي ويتعلق األمر بالمذهب الفردي-
.والمذهب االجتماعي والمذهب المختلط
المذهب الفردي :يعزي هذا المذهب الجريمة إلى المجرم نفسه دون اهتمام بتأثير العوامل
.االجتماعية
تأثر أنصار هذا المنهج بالمنهج التجريبي القائم على المالحظة والتفسير فانطلقوا من-
.شخصية المجرم وذاته من النواحي العضوية والنفسية والعقلية لتفسير السلوك اإلجرامي
على الرغم من انطالق هذا المذهب من شخصية المجرم وذاته ومدى إسهامها في ارتكاب-
الجريمة فإنهم اختلفوا فيما بينهم حول مدى قوة تأثير كل عامل من العوامل الفردية ومدى
.رجحانه على باقي العوامل
أكثر المدارس شهرة في هذا المذهب :المدرسة الوضعية اإليطالية-المدرسة التكوينية-
.األمريكية-مدرسة التحليل النفسي
•
المدرسة الوضعية اإليطالية
.من أقطاب هذه المدرسة سيزار لومبروزو وأنريكو فيري ورفاييل كاروفالو-
يعتبر لومبروزو األب الروحي لعلم اإلجرام ويرجع له الفضل في دراسة شخصية المجرم عل أساس علمي-
سليم وقد مكنته مهنته كطبيب من التعمق في دراسته حيث توصل إلى نظرية ضمنها في كتابه الشهير
.االنسان المجرم وقد خلص إلى تميز المجرم بصفات خاصة عضوية ونفسية
من الناحية العضوية للمجرم مالمح خاصة تكمن في عدم انتظام جمجمته ووجود تجويف غير عادي-
بمؤخرة جمجمته مثل القردة ،إضافة إلى كثافة الشعر في الرأس والجسم وضيق في الجبهة وضخامة
الفكين وطول األذنين أو قصرهما وبروزهما الى الخارج مع عدم انتظام األسنان وعدم استقامة األنف
.والطول المفرط في األطراف واألصابع
من الناحية النفسية والعقلية والمزاجية :الحظ لومبروزو أن المجرمين يتميزون بكثرة الوشوم وبذاءتها
واستنتج أنهم يتميزون بغلظة في قلوبهم وعدم اإلحساس باأللم مما يدفع إلى ارتكاب الجرائم بكل سهولة
.ويسر
يتميز المجرمون كذلك بحدة المزاج والميل نحو الكسل والغرور والميل نحو اإلدمان والرغبة الملحة في-
.المقامرة وااليمان بالخرافات والشعور بعدم االستقرار النفسي والعاطفي وفقدان السيطرة على النفس
•
التمييز بين النموذج االجرامي وغير الكامل
•
.ميز لومبروزو بين النموذج االجرامي الكامل والنموذج االجرامي غير الكامل-
يتميز النموذج اإلجرامي الكامل بأكثر من خمس سمات انحطاطية أما النموذج-
.الثاني غير الكامل فتقل سماته االنحطاطية عن الخمس دون الثالث
.ال يعتبر نموذجا إجراميا من تقل سماته االنحطاطية عن ثالثة-
السمات االنحطاطية التي يتميز بها المجرم ليست سببا للجريمة وإنما سمات تميز-
المجرم عن غيرهم وتزيد من قابلية الفرد وتضاعف استعداده الرتكاب الجرائم أكثر
.من غيره
الخالصة :المجرم شخص مغلوب على أمره ألنه طبع على اإلجرام فهو مجرم
.بالفطرة أو الميالد
تقدير نظرية لومبروزو
يرجع للومبروزو الفضل في دراسة المجرم دراسة علمية ركزت على الجانبين العضوي والنفسي غير أن-
نظريته لم تسلم من النقد الشديد نظرا لعنايتها بدراسة أعضاء جسم المجرم وشخصيته واغفال دراسة
.العوامل االجتماعية والبيئية وكذا إقراره بوجود المجرم بالميالد
غالى لومبروزو في تمييز المجرمين بصفات جسدية معينة وبنى نظريته على دراسة بعض المجرمين-
األحياء واألموات ولم يقم الدراسة على عدد مماثل من غير المجرمين للجزم بتميز المجرمين بالصفات
.التي ذكرها دون غيرهم مما أفقد دراسته المصداقية
دفعت هذه االنتقادات لومبروزو إلى إعادة النظر فيما توصل إليه فانتهى إلى تصنيف المجرمين إلى عدة-
:طوائف وهي
المجرم الفطرة أو الوراثة :يتميز هذا النوع من المجرمين بوجود صفات ومقاييس انثربولوجية ترتد الى
األزمنة األولى من مراحل تطور الحياة وكان يتميز بها الحيوان واالنسان البدائي وتختلف عن المالمح
. .الطبيعية لإلنسان العادي
.المجرم المجنون :يرتكب الجريمة تحت تأثير المرض العقلي وينبغي وضعه في مصحة عقلية لتجنب شره
.المجرم بالعادة :وهو من اعتاد على اإلجرام بسبب ظروفه االجتماعية واتصاله بالمجرمين وادمانه
المجرم بالصدفة :يعزى إجرامه الى الظروف والمواقف التي يجد نفسه فيها وتدفعه إلى اإلجرام صدفة أو
.بسبب حب الظهور أو التقليد
المجرم بالعاطفة :يتميز بحساسية مفرطة تدفع به إلى االنفعاالت الهوجاء والعواطف المختلفة من غضب-
.وغيرة وحقد
أنريكو فيري
يعتبر فيري تلميذا للومبروزو واهتم بشأن التأثير العضوي البيولوجي غير أنه خالفا ألستاذه اعتبر-
.العوامل االجتماعية والنفسية واالقتصادية والجغرافية والسياسية أسبابا الرتكاب الجرائم
يعتبر فيري مؤسس الجناح البيولوجي االجتماعي للمدرسة اإليطالية/أسس علم االجتماع الجنائي وقد-
.ابتدع أيضا ما يعرف بقانون التشبع االجرامي أو الكثافة اإلجرامية
علم االجتماع الجنائي هو العلم الذي يسعى لفهم أسباب السلوك المنحرف بهدف فهم وعزل تفاعل العوامل-
المختلفة التي تدفع ببعض الناس القتراف بعض األفعال اإلجرامية ويهدف هذا العلم إلى عالج الجاني
.وتقليل حدوث الجرائم
التشبع اإلجرامي أو الكثافة اإلجرامية وضع فيري ُأسسًا للجريمة والسلوك اإلجرامي بمعادلة تشبه المعادلة
:الكيميائية أطلق عليها قانون التشبع اإلجرامي أو الكثافة السكانية ،وأرجعها إلى عوامل ثالثة
.عوامل طبيعية :مثل الموقع لجغرافي والمناخ واألحول الجوية ..الخ1-
-2عوامل فردية :مثل السن والجنس والخصائص العضوية والعوامل الموروثة.
عوامل اجتماعية :مثل كثافة السكان والعادات والتقاليد والتنظيم السياسي والظروف االقتصادية 3-
.وغيرها
وخلص الى أنه في مجتمع معين وتحت تأثير ظروف شخصية معينة وعوامل اجتماعية وعوامل طبيعية
.معينة ترتكب جرائم معينة ال تزيد وال تنقص وأطلق على ذلك التشبع اإلجرامي أو الكثافة اإلجرامية
المنهج الذي اعتمده فيري وتصنيفه للمجرمين
-التزم فيري في بحوثه ودراساته بالمنهج التجريبي الذي سلكه لومبروزو واختار عيّنة تتكون أشخاص مجانين
و"سجناءوجنود ،وقد راعى في اختيارهم أن يكونوا من األماكن ذاتها التي ينتمي إليها المجرمون ،ومن نفس
المستوى االجتماعي.
-صنف فيري المجرمين الى خمس أصناف وهي:
-1المجرم بالوالدة أو بالغريزة :وهو المجرم الذي ال يستطيع مقاومة غريزته وما ينتج عن ذلك من دوافع إجرامية
ورثها منذ الوالدة.
-2المجرم المجنون :وهو المجرم الذي يرتكب األفعال اإلجرامية المخالفة لقواعد المجتمع وقوانينه نتيجة لتخلفه
أو لمرضه العقلي.
-3المجرم بالصدفة :وهو المجرم الذي يرتكب فعله اإلجرامي نتيجة لظروف عائلية وبيئية -اجتماعية وثقافية-
أكثر من كونه ناتجًا عن عوامل شخصية أو نفسية متوارثة.
-4المجرم العاطفي :وهو المجرم الذي يرتكب جرائمه نتيجة لعدم تمكنه من السيطرة على نوازعه وانفعاالته.
المجرم المعتاد :وهو المجرم الذي تكونت لديه العادة على ارتكاب األفعال المخالفة للقانون والعادات والتقاليد5-
.االجتماعية
توصل فيري من بحوثه إلى أن المسؤولية تقوم على أساس من التضامن االجتماعي الذي يفرض على المجتمع-
.مسؤولية الدفاع عن نفسه من خالل تدابير وقائية أكثر منها عقابية
المدرسة التكوينية األمريكية
يعتبر العالم األمريكي أرنست ألبير هوتون من أبرز المؤيدين للومبروزو في أمريكا وهو-
أستاذ األنثروبولوجيا بجامعة هارفارد وقد قام بدراسات واسعة شملت العديد ممن أدينوا من
قبل القضاء وتم ايداعهم بالمؤسسات العقابية ودور اإلصالح والرعاية االجتماعية ؛ كما قام
بإجراء مقارنة على مجموعات من غير المجرمين ممن تتوافر فيهم ذات الصفات العضوية
ويتماثل مستوى ذكائهم ومستواهم الثقافي والحضاري بعضهم أسوياء و آخرون غير
.أسوياء
نشر هوتون سنة 1939نتائج أبحاثه التي توصل من خاللها إلى أن المجرمين يتميزون-
بوجود عالمات ارتدادية مثل التي قال بها لومبروزو وبوجود انحطاط جسماني موروث
ونقص ودونية بيولوجية واستدل على هذا االنحطاط بوجود شذوذ عضوي يتمثل في انحدار
الجبهة ،وفرطحة األنف ،وُر فع الشفاه ،وضالة حجم األذن ،وطول الرقبة ورفعها وهبوط
األكتاف ،فضًال عن انتشار عادة الوشم بين المجرمين ،وكثافة ونعومة شعر الرأس وميله
.للون الضارب للحمرة وغير األشيب ،وميل العيون للون الرمادي المشوب بالزرقة
ذ هب هوتون إلى حد تأكيد أن االنحطاط الجسماني الموروث يختلف باختالف المجرمين - ،
فالقتلة يمتازون بطول القامة وامتالء الجسم ،وقصار القامة المفرطين في الوزن يرتكبون
.الجرائم الجنسية
تقدير نظرية هوتون
يرجع لهوتون ا لفضل في التركيز على شخصية المجرم والبحث بداخلها عن تفسير للسلوك اإلجرامي-.
وإذا كان هوتون قد تفادى النقد الذي وجه إلى لومبروزو فيما يتعلق بأسلوب البحث ،إذ شملت دراساته ،
:المجرمين وغير المجرمين ،غير أن نظريته لم تسلم من النقد لالعتبارات التالية
تفتقد النظرية للموضوعية لعدم تقديمها دليًال علميًا واحدًا على أن االنحطاط الجسماني الذي يتميز به-
المجرمون هو انحطاط يرجع إلى عامل الوراثة دون غيره من العوامل مع إغفال دور العوامل البيئية
.واالقتصادية أو الثقافية
انتقد هوتون حينما قال أن خصائص المجرمين تختلف تبعًا الختالف نوع الجريمة المرتكبة ،ذلك ألنه-
.اكتفى بالجريمة التي دخل من أجلها المجرم إلى السجن ،بينما قد يرتكب جرائم أخرى من قبل ذلك
من جهة ثانية فقد استند هوتون على عينات ال تفي باحتياجات الدراسة العلمية السليمة التي تشترط-
التمثيل الجيد للعينة ،فاألشخاص الذين اختارهم كعينات للدراسة ال يمكن أن يمثلوا كل نسيج المجتمع
.األمريكي المعرف بتعدد تركيباته األنثروبولوجية والعرقية
إضافة إلى ذلك أقام هوتون أبحاثه على طائفة نزالء السجون الذي حكم القضاء بإدانتهم على أساس أن-
هذه الطائفة تمثل جميع المجرمين ،والحقيقة أنها ال تضم غير نسبة محدودة منهم ،فهي ال تضم الذين
حكم عليهم بعقوبات سالبة للحرية ولكن مع إيقاف التنفيذ أو الذين حكم عليهم بالغرامة فقط .كما أن جزًء
.ال بأس به من المجرمين لم يكتشف أمرهم بعد ويبقون خارج المؤسسات العقابية
وليام شيلدون
-
.اهتم شيلدون بالبناء العضوي لإلنسان مضيفا إليه ما أسماه التكوين العقلي والمزاجي للشخصية
قسم و صنف شيلدون الشخصيات حسب السمات الجسدية للفرد ،وقد أسس نظريته على هذا األساس ،وأثبت في نظريته
وجود عالقة بين الصفات الجسدية ،وصفات الشخص فأصحاب الصفات الجسدية المتشابهة متشابهون في أغلب األحيان في
.شخصياتهم
أسس شيلدون نظريته على أساس أن طبيعة الجسم ،هي التي تحدد طبيعة الفرد االنفعالية وتنعكس على سلوكه ،ويشكل -
.ذلك شخصيته
:قسم شيلدون صفات جسم اإلنسان إلى أربعة أنواع عامة ترتبط بأربعة طباع شخصية متميزة وهذه األنواع هي
اوال :الشخص ذو الجسم المستدير يكون الشخص سمينا وجسمه غير متناسق يحب الطعام والشراب بكل أصنافه ويجد فيه
.متعة كبيرة ذو شخصية مرحة وال يحب العزلة و يميل لالكتئاب على الرغم من مرحه وخفة روحه معظم الوقت
ثانيا :الشخص مفتول العضالت يتميز هذا الشخص بجفاف وخشونة الطباع وعدم الليونة ،في عالج المشاكل و يحب
.السيطرة على اآلخرين وهو شخص قيادي بطبعه
ثالثا :الشخص ذو الجسم المستطيل :يتميز هذا الشخص بتكوين عضلي ضعيف ويميل إلى االنطوائية ويهتم بالموسيقى و
.قراءة الكتب والروايات وتأليفها ،ويفضل مشاهدة التلفزيون في المنزل
رابعا :الشخص ذو الجسم المتوازن :يتميز هذا الشخص بتكوين عضلي طبيعي متساوي ،ويتميز بجسم متناسق ويمارس
.حياته عادة بشكل طبيعي ،متزن فكريا وفي قراراته وهو من الشخصيات الأكثر شيوعا
يستشف من نظرية شيلدون ،أنه صنف خصائص الشخصية حسب التكوين الجسمي للشخص غير أنه تبين أن هذه األبعاد-
.الجسمية ليست لها عالقة دائمة بالطباع والشخصية ،خاصة بعد تطور علم اإلجرام
المدرسة النفسية
بعد اخفاق التكوين البيولوجي في الكشف عن سبب الجريمة ظهر ت المدرسة النفسية-
والتي حاول أنصارها سبر أغوار الجانب الخفي من الشخصية اإلنسانية للكشف عن علة
.الجريمة ويعد سيغموند فرويد رائد هذا االتجاه
:بدأ فرويد تفسيره للسلوك اإلجرامي بتقسيم النفس إلى ثالثة أقسام-
قسم الذات أو الذات الدنيا ويرمز إليه بــــــــ :الهو ويشمل االستعدادات الموروثة والنزعات-
.الغريزية والميول الفطرية التي تتمركز في الالشعور
قسم األنا :وهو الجانب الشعوري العاقل من النفس الذي يضم مجموعة من الملكات العقلية-
ويرمز إليه ايكو وتحاول األنا إقامة نوعا من االنسجام والتكيف بين النزعات الغريزية من
.جهة والعادات وبين العادات والتقاييد من جهة أخرى
قسم األنا العليا وهو الجانب المثالي من النفس الذي يضم مجموعة المثل والقيم والعادات-
والتقاليد الموروثة والروادع التي تولدها القيم الدينية واألخالقية واالجتماعية ويعرف هذا
.القسم بالضمير ودوره هو مراقبة األنا ومساءلتها
تفسير السلوك اإلجرامي حسب فرويد
يرجع السلوك اإلجرامي حسب فرويد إما إلى عجز األنا عن تكييف الميول الفطرية والغريزية لدى-
الشخص مع متطلبات الحياة االجتماعية وتقاليدها أو إلى التسامي بها أو كبتها في الالشعور وإما
.الى عجز األنا العليا عن أداء وظيفتها المتمثلة في الردع
أورد فرويد أمثلة لما يحدث في جوانب النفس البشرية من خلل واضطراب أهمها عقدة أوديب-
.وعقدة الذنب
.عقدة أوديب :تنطلق من الغريزة الجنسية التي يختلف اتجاهها بحسب مراحل العمر المختلفة
.في المراحل األولى يحب الطفل ذاته ويعجب بها
في المرحلة الثانية تتجه عواطف الطفل نحو اآلخر فيميل في البداية نحو أفراد من جنسه
.في مرحلة الحقة تبدأ الغريزة الجنسية بالنضج فيميل الشخص نحو الجنس اآلخر
.تحب الطفلة أباها ويحب الطفل أمه فيكره أباه وتكره الفتاة أمها وتعتبرها منافسة لها في هذا الحب
يشمل األب الطفل بحبه ورعايته فيتولد في نفس األخير صراعا سببه تناقض في المشاعر نحو-
.والده فيحبه ألنه يعطف عليه ويرعاه ويكرهه ألنه ينافسه في حبه ألمه ومن هنا تأتي عقدة أوديب
عقدة الذنب
يتولد من خاللها لدى الشخص شعور بالذنب بسبب تنامي دور األنا العليا الذي كان منعدما
عند السلوك غير االجتماعي األول ويظل الشعور بالذنب يطارد الشخص المضطرب نفسيا
.ويلح عليه إلى أن يرتكب جريمته رغبة منه في التحرر من هذا الشعور
•