You are on page 1of 11

‫‪https://www.facebook.com/groups/DROIT2017/‬‬ ‫‪M..

R‬‬
‫~‪~1‬‬

‫الفصل األول √ ‪:‬المدارس المبدعة في علم اإلجرام‪ ←:‬صفحة ‪7‬‬


‫سننظر لهذه المدارس ولو في عجالة كما يلي‪.‬‬

‫أ) المدرسة التقليدية‪:‬‬

‫إن الجريمة عند أصحاب هذه المدرسة هي ظاهرة لسلوك فردي‪,‬يختاره الجاني عن طواعية ‪,‬وإرادة تدفعه إليه أنانيته و‬
‫منفعته الشخصية خارقا بذلك بنود العقد االجتماعي الذي ينظم الحقوق ى و الواجبات المتبادلة بين الفرد و المجتمع ومن‬
‫أبرز مؤسسي هذه المدرسة الفقيه اإلنكليزي بنتام (‪ )Beneham‬و الفقيه اإليطالي بكاريا(‪. )Beccaria‬‬

‫وأهم المبادئ التي بنت عليها المدرسة التقليدية نظريتها هي‪:‬‬

‫‪ .1‬الفرد المتمتع بأهلية اإلدراك و التمييز مسؤول أخالقيا عما يرتكبه من جرائم‬

‫‪ .2‬المساواة في تقرير العقاب من طرف المشرع لكل جريمة على حدة‬

‫‪ .3‬حق المجتمع في توقيع العقاب ضد المتهم هو الدفاع عن كيانه‬

‫‪.4‬تكريس مبدأ ال جريمة وال عقوبة إال بنص من طرف المشرع ( وهو ما تبنته الثورة الفرنسية سنة ‪1789‬‬

‫وهكذا يمكن تلخيص اإلصالحات التي نادت بها هذه المدرسة فيما يلي‪:‬‬

‫‪.1‬سن التشريعات الجنائية التي تحدد مسبقا الئحة الجرائم و العقوبات‬

‫‪.2‬تحميل المسؤولية الجنائية للمتهمين بأهلية اإلدراك و التمييز و حرية االختيار‬

‫ثم إن العقوبة يجب أن تراعى فيها الخصائص اآلتية‪:‬‬

‫‪.1‬المساواة في تفريد العقاب بالنسبة لألفراد الذين يرتكبون نفس الجرم‬

‫‪.2‬التناسب بين الضرر و العقاب أي بقدر ما يكون الضرر بسيطا أو متوسطا أو جسيما يكون العقاب‬

‫‪.3‬نهج سياسة المنع الخاص و المنع العام‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن أنصار المدرسة التقليدية انقسموا إلى قسمين من حيث االختيار عقوبة المناسبة لكل جريمة تحقيقا‬
‫للهدف من العقاب قسم يشكل فريق النفعية االجتماعية ؛وقسم يمثل فريق العدالة المطلقة‪.‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROIT2017/‬‬ ‫‪M..R‬‬
‫~‪~2‬‬

‫فريق النفعية االجتماعية‪:‬‬

‫إن األنصار هذا الفريق ينادون بضرورة تحقيق العقوبة للمنفعة االجتماعية وهكذا فإنه عند تقرير العقاب يجب أن تراعى‬
‫مصلحة المجتمع من حيث نوعها و تنفيذها ‪.‬‬

‫فريق العدالة المطلقة‪:‬‬

‫إن أنصار هذا الفريق ينتقدون فريق النفعية االجتماعية معتبرين أن تأسيس العقوبة على فكرة الدفاع عن المصلحة‬
‫المجتمع أو المنفعة العامة فيه إهدار لحقوق الفرد و القول بغير ذلك معناه التضحية بحقوق الفرد لمصلحة المجتمع و‬
‫الحال أن المجتمع يتكون من األفراد ‪.‬‬

‫وهكذا يجب معاقبة الجاني ألته أذنب وأساء للمجتمع ولكن دون مبالغة وال مغاالة وتوقيع العقوبة ضروري لتحقيق العدالة‬
‫ولو لم يتحقق أي نفع اجتماعي‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المدرسة التقليدية الجديدة‪:‬‬

‫إن هذه وإن كانت تعتقد بمبدأ حرية االختيار كما أمنت به المدرسة التقليدية إال أنها انتقدت القائلين بمبدأ العدالة المطلقة‬
‫كما سلطت مالحظات على المنادين بمبدأ المنفعة االجتماعية وحاولت بالتالي التوفيق بين المبدأين ومن هنا سميت‬
‫بالمدرسة التوفيقية من خالل تلخيصها لوجهة نظرها المتمثلة "ال أكثر مما هو عادل وال أكثر مم هو نافع"أي أنها تريد‬
‫أن تصل إلى نتيجة ال إفراط وال تفريط وبمعنى أخر أنها تريد تجنب سيطرة مصلحة على مصلحة‪.‬‬
‫وهكذا فإن هذه النظرية ترى أن المجرم الذي يرتكب جريمة وهو المتمتع باإلدراك و التمييز و حرية ال شك أن ظروفا و‬
‫مالبسات أحاطت به وأثرت بشكل أو آخر في سلوكه اإلجرامي‪.‬‬
‫ومن خالل وجهة نظر هذه المدرسة فإنه يتعين مراعاة ظروف مرتكب الجريمة و منفعة المجتمع من خالل تحقيق العدالة‬
‫التي تجمع بين مصلحتي الجاني و المجتمع وبذلك يمكن التقليل من الجرائم عن طريق المنع الخاص بالعودة إلى الجريمة‬
‫من خالل العقوبة العادلة وعن طريق المنع العام من خالل الردع الوقائي ‪.‬‬
‫ومن محاسن هذه المدرسة أنها أدخلت ظروف الجاني في الدراسات و األبحاث‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬المدرسة الوضعية‪ :‬إن هذه المدرسة تسمى أيضا المدرسة الواقعية ومن ابرز مؤسسها العالم و الطبيب‬
‫لومبروزو (‪ )Lombroso‬أيضا فيري (‪)feri‬‬
‫لنلق نظرة حول أراء كل فقيه من هؤالء الفقهاء بخصوص تأثير الواقع االجتماعي على انسياق اإلنسان إلى اإلجرام ‪:‬‬

‫نظرية لومبروزو‪:‬‬
‫وصل لومبروزو إلى نتيجة مفادها أن المجرم يتميز بخلقه خاصة و سمات نفسية تجعله يختلف عن خلقة الصالحين و‬
‫الشرفاء و األسوياء وهكذا فإن هذه الدراسات و األبحاث المبنية على اإلحصاءات و الفحوص و المالحظات و التجارب‬
‫جعلته يصل إلى المجرم بالفطرة أو الميالد أي أن هذا األخير وحش بدائي يشبع نزعاته البهيمية على حساب أالم‬
‫اآلخرين‬
‫و المالحظة األساسية التي يمكن تسجيلها على نظرية لومبروزو هي أن غير صحيح أن أفراد المجتمع البدائي كانوا‬
‫متوحشين وبالتالي فال مجال للقول بأن اإلجرام ينتقل من األصل إلى الفرع ألنه ليس كل من يحمل خلقة غير سوية‬
‫ومالمح وحشية و شريرة مجرما ولو وقع اإلقرار بفطريته اإلجرام لكان من الظلم أن يعاقب الفرد على الفعل هو مجبر‬
‫على أرتكبه في حين أنه ال يمكن سلب حرية االختيار على اإلنسان وعلى كل حال فنظرية المدرسة الوضعية أو الواقعية‬
‫تقوم على اعتبار الفرد مجبرا ال مخيرا النتفاء حرية االختيار لديه ‪.‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROIT2017/‬‬ ‫‪M..R‬‬
‫~‪~3‬‬

‫نظرية فيري‪:‬‬
‫إن العالم فيري انتقد لومبروزو من حيث ربط هذا األخير الجريمة بالتكوين البدني للمجرم دون اعتماده على العوامل‬
‫األخرى المتمثلة في المحيطين المادي و االجتماعي‬
‫وأن الجريمة تكون وفق الظروف المحيطة بها من مادية و اجتماعية و عضوية و نفسية وهذه الظروف حسب فيري‬
‫تنقسم إلى داخلية وتتمثل في العوامل العضوية و النفسية و خارجية و تتجسد في األسباب المادية و التي تدخل فيها‬
‫جغرافية الجريمة‬
‫وبناء على هذه المعطيات فإن المجرم يمكن تقسيمه إلى أصناف اآلتية‪:‬‬
‫‪:1‬المجرم الفطري أو بالميالد‪:‬‬
‫هو الذي ورث اإلجرام من أصله حيث اجتمعت فيه العوامل العضوية و النفسية‬
‫من الناحية العضوية فإن المجرم يكون شاذ التكوين ويالحظ ذلك في األمور التالية ‪:‬‬
‫تشوهات في خلقة العينين‪+‬تكاثر الشعر و انتشاره في الرأس و الجسم‪ +‬نمو زائد في عظم الوجنتين و الفكين العلوي و‬
‫السفلي ‪ +‬إلى غير ذلك من المالمح التي تهم خلقته‬
‫أما من الناحية النفسية فيمكن مالحظة صفات يتميز بها المجرم منها مثال ‪:‬‬
‫شدة القسوة و الحيوانية دون اكتراث بآالم اآلخرين‪ +‬قلة الشعور بآالم‪ +‬عصبية المزاج وحب الشر و األذى‬
‫‪:2‬المجرم المجنون ‪:‬‬
‫هو ال مصاب بالخلل العقلي الذي يجعله عديم التمييز و اإلدراك فيقدم على ارتكاب الجرائم نتيجة هذا الخلل في عقله وال‬
‫فرق بينه وبين األسوياء من حيث سالمة عقولهم فيما يتعلق بالمسؤولية ففي رأس مدرسة لومبروزو وفيري ينساق الكل‬
‫إلى الجريمة جبرا وال خيار لهم في ذلك ‪.‬‬
‫‪:3‬المجرم العاطفي‪:‬‬
‫هو الذي ال فرق بينه و بين أصحاب السلوك القويم كل ما في األمر أنه يرتكب الجريمة بدافع األعصاب المتقلبة و مزاجه‬
‫الحاد الذي يفقده السيطرة على أفعاله و الدليل على ذلك أنه عندما يسترجع هدوءه و سكينته يصبح من النادمين على فعلته‬
‫وقد يقدم على االنتحار عندما يسترجع شبه جريمته خصوصا إذا كانت خطيرة ‪ .‬والمالحظ أن هذا النوع من المجرمين‬
‫قليل بالقياس لبقية المجرمين وأغلبية المجرمين بالعاطفة من صنف النساء ‪.‬‬
‫‪:4‬المجرم بالصدفة‪ :‬إذا كان اإلنسان ابن بيئته فالمجرم بالصدفة أيضا ابن بيئته االجتماعية التي يعيش فيها سليم عضويا‬
‫و نفسيا وال عيب فيه من ناحية العوامل الداخلية إال أن وسطه و محيطه االجتماعي هو الذي يحفزه و يدفعه إلى ارتكاب‬
‫الجريمة‬
‫‪:5‬المجرم المعتاد‪:‬‬
‫ال نكون أمام مجرم معتاد إال إذا تكرر منه الفعل اإلجرامي ويكون ذلك نتيجة أسباب خارجية طبيعية وقد تكون اجتماعية‬
‫أو هما معا فأصبح من طريق التكرار يمارس سلوكا قذرا يصعب عليه اإلقالع عنه أو مقاومته إال أنه ال بد من اإلشارة‬
‫إلى أن هذا المجرم سليم من الناحية الشخصية وسلوكه شريف في األصل إال أنه انتقل من السلوك السوي إلى السلوك‬
‫المنحرف نتيجة العوامل التي ذكرناها آنفا وشرحناها سابقا ‪.‬‬

‫نظرية كارو فالو‪)Garofalo( :‬‬


‫يتمثل في أن الوسط االجتماعي ال تأثير له انحراف المجرم و بالتالي فهو يعارض مطالب المدرسة الوضعية الرامية إلى‬
‫محاربة الجريمة من خالل إصالح األنظمة أو البيئة االجتماعية بل ذهب أبعد من ذلك إلى القول بأنه ال فائدة ترجى من‬
‫تغيير المحيط االجتماعي من أجل زمرة من المنحرفين ال وزن لهم‪.‬‬
‫وخالصة لما انتهت إليه المدرسة الوضعية يمكن القول بأنه وعلى الرغم من اعتبار المجرم مكره على ارتكبه تصرفاته‬
‫وال حرية لالختيار لديه فإنها أبدعت عندما رسخت المناهج العلمي المبني على األدوات العلمية المتمثلة في المالحظة و‬
‫التجربة و النتيجة ‪.‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROIT2017/‬‬ ‫‪M..R‬‬
‫~‪~4‬‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬مدرسة الدفاع االجتماعي‪:‬‬


‫إن فلسفة الدفاع االجتماعي تتبنى على البحث في الدوافع الجريمة و أسبابها عن طريق علم اإلجرام ولكن بطريقة تخالف‬
‫طريقة المدرسة الوضعية‬
‫وهكذا فإن الجريمة في نظر مدرسة الدفاع االجتماعي ليست سوى تجليا من تجليات الحالة النفسية التي يشعر بها‬
‫المنحرف ضد المجتمع الذي يعاني خلل و اضطرابات في نظمه و قيمه وهذا يعني أن المجتمع غير السليم ال ينتج‬
‫األسوياء وأن المجتمع الصالح هو الذي ينتج الصالحين و المجتمع الطالح هو الذي ينتج الطالحين ‪.‬‬
‫فكلما كان هناك خالل في النظم السياسية و االقتصادية و االجتماعية و األخالقية إال و كان هناك خلل في أفراده يتولد‬
‫عنه حقد من خالل الجرائم التي تتفاوت في خطورتها تبعا لتفاوت الخلل االجتماعي‪.‬‬
‫و كعصارة ألفكار هذه المدرسة فإن ظاهرة اإلجرام هي نتاج الخلل االجتماعي التي تستتبع انعدام مسؤولية الجاني الذي‬
‫يكون ضحية ضلل المجتمع ثم إنها ونتيجة لذلك رفضت ألفاظ الجريمة والمسؤولية الجنائية والعادلة الجنائية والعقوبة‬
‫ومفهوم المدرسة الوضعية للتدابير الوقائية ‪.‬‬

‫الفصل الثاني √ ‪:‬أسباب اإلجرام ← صفحة ‪32‬‬


‫أوال‪:‬تعريف الجريمة و عالقة علم اإلجرام بالعلوم األخرى‬
‫أ‪:‬تعريف الجريمة‪ :‬إن تعريف الجريمة مسألة فقهية تطرق إليها العديد من الفقهاء والفالسفة وكل منهم انطلق في تعريفه‬
‫من منطلقاته الفكرية والفلسفية ‪.‬‬
‫المطلب األول ‪:‬تعريف الجريمة من حيث المفهوم القانوني‬
‫لقد حاول المشرع المغربي تعريف الجريمة من خالل الفصل ‪110‬من ق‪.‬ع‪ .‬لكنه لم يكن موفقا على اعتبار أنه لم يشمل‬
‫إال ركنين القانوني و المادي ويغيب عنه تماما الركن المعنوي وهو ما تداركه الفقيه الدكتور الخمليشي من خالل تعريفه‬
‫" الجريمة هي كل فعل أو امتناع صادر عن شخص قادر على التمييز يحدث اضطرابا اجتماعيا ويعاقب عليه التشريع‬
‫الجنائي "‬
‫المطلب الثاني ‪:‬تعريف الجريمة من خالل علم االجتماع‪:‬‬
‫"هي كل فعل أو امتناع يتعارض مع منافع الجماعة أو كل إخالل لقاعدة من قواعد سلوك الجماعة "‬
‫المطلب الثالث ‪:‬تعريف الجريمة من خالل علم األخالق‬
‫يعرف الفيلسوف كانط الجريمة بأنها" كل فعل مخالف لألخالق و للعدالة و هكذا يمكن القول بأن األخالق لدى أمة من‬
‫األمم أو جماعة من الجماعات هي مجموعة من المبادئ و المثل و القيم المقدسة و التي يعتبر بها جرما و الخروج عنها‬
‫ذنبا‬
‫المطلب الرابع ‪:‬تعريف الجريمة من خالل علم اإلجرام‪:‬‬
‫يمكن تعريف الجريمة من حيث المفهوم العلمي بأنها كل عمل و امتناع ضار بالمجتمع نص عليه المشرع أو لم ينص‬
‫فهو ال يهتم إال بفكرة الدفاع عن المجتمع و بالتالي يحارب كل ما من شأنه أن يخل بذلك و يعتبره جريمة كما يعرف‬
‫علماء اإلجرام الجريمة باعتب ارها حقيقة واقعية ويقولون بأنها إشباع لغريزة إنسانية بطريقة شاذة ال يسلكه الرجل العادي‬
‫حين يشبع الغريزة نفسها وذلك ألحوال نفسية شاذة انتابت مرتكب الجريمة في لحظة ارتكابها بالذات ‪.‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROIT2017/‬‬ ‫‪M..R‬‬
‫~‪~5‬‬

‫◄‪:‬فروع علم اإلجرام و عالقته بالعلوم األخرى‬


‫فروع علم اإلجرام‬
‫‪)1‬علم الطبائع اإلجرامية و االنتروبولوجيا الجنائية‬
‫إن هذا العلم يدرس الجريمة كظاهرة في حياة الفرد وذلك من خالل البحث عن األسباب التي دفعته إلى ارتكاب الجرم‬
‫وهو في سبيل ذلك يتحقق من التكوينات الخارجية ألعضاء المجرم ‪.‬‬
‫كما يهتم بالجانب النفسي للمجرم من حيث الغرائز و العواطف و األخالق و الطباع مع اإلشارة إلى أن علم النفس‬
‫الجنائي يدخل ضمن الطبائع اإلجرامية ألنه لم يعد ممكن اآلن الفصل أو الطالق بين التكوين البدني و النفسي للمجرم ‪.‬‬
‫ثم إن علم األنتروبولوجيا الجنائية ال يغفل في دراسته الظروف االجتماعية المحيطة بالفرد و المؤثرة على تصرفاته ‪.‬‬

‫‪)2‬علم االجتماع الجنائي‬


‫إن هذا العلم يدرس الجريمة كظاهرة اجتماعية من خالل الصلة بين الظروف االجتماعية من طبيعة و اقتصادية مع‬
‫الظاهرة اإلجرامية فهو يدرس الحاالت الفردية باعتبارها مهمة األنثروبولوجيا الجنائية وإنما يدرس ظاهرة اإلجرام‬
‫بصفة شمولية و عامة ‪.‬‬
‫◄عالقة علم اإلجرام بغيرها من العلوم‬
‫»علم النفس الجنائي‪:‬‬
‫علم النفس الجنائي هو العلم الذي يتناول السلوك اإلجرامي تناوال سيكولوجيا حيث يعالج أثر التركيب النفساني لإلنسان‬
‫على سلوكه عامة وعلى السلوك المنحرف بصفة خاصة إن مجموع الدراسات التي يقوم بها علم النفس الجنائي تساعد‬
‫الباحث في علم اإلجرام الذي تنصب اهتماماته على دراسة شخصية المنحرف ومدى تأثرها بالمحيط العائلي الذي‬
‫ترعرع فيه و المحيط االجتماعي الذي نشأ فيه‪.‬‬

‫»علم الحياة الجنائي‪:‬‬


‫إن علم الحياة الجنائي ه و ذلك العلم الذي يهتم بالحركية أو بالوظائف الجينات أو الخاليا الوراثية للشخص المنحرف كما‬
‫يهتم بصفة العامة اإلنسان ويمكن القول في عبارة أكثر اختصارا وأدق تعبيرا بأن علم الحياة الجنائي هو جزء من علم‬
‫الحياة بصفة عامة يدرس كيفية عمل األعضاء وطبيعتها في التأثير على السلوك اإلجرامي‬
‫وكذا اإلفرازات الغددية وتأثيرها على الجهاز العصبي ز العقلي اإلنسان إضافة إلى الوراثة وما تعكسه على سلوكه بصفة‬
‫عامة وتحديدا السلوك اإلجرامي "‬

‫» علم اإلجرام والقانون الجنائي‪:‬‬


‫إن علم اإلجرام ينظر إلى سلوك اإلجرامي بينما القانون الجنائي يسعى إلى تكييف الوقائع المخالفة للقانون ويحدد لها‬
‫الجزاءات ‪.‬والمالحظة التي يمكن تسجيلها بخصوص العالقة بين علم اإلجرام و القانون الجنائي هي أنه ال غنى ألحدهما‬
‫عن أخر فعلم اإلجرام من العلوم للقانون الجنائي فهدفهما واحد هو التصدي للجريمة و القضاء عليها أو حتى محاولة‬
‫اإلقالل منها و القاضي الجنائي يوظف كل المعلومات التي يصل إليها علم المجرم لتنفيذه في وجود المسؤولية الجنائية أو‬
‫انتفائها وفي تشديد العقوبة أو تخفيفها من خالل أبحاث علماء اإلجرام ‪.‬‬

‫» علم اإلجرام و المسطرة الجنائية ‪:‬‬


‫قانون المسطرة الجنائية هو قانون الشكل الذي ينظم إجراءات الدعوى العمومية وكذا الدعوى المدنية التابعة من خالل‬
‫النيابة العامة التي هي الجهاز أو الهيئة التي عهد إليها المشرع بتحريك الدعوى العمومية‪.‬وعالقة علم اإلجرام بقانون‬
‫المسطرة الجنائية تتمثل في أن القاضي الجنائي ولتكوين قناعته ال بد له من جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات عن‬
‫المتهم تهم حياته االجتماعية و النفسية و البيئية و االقتصادية التي يشتغل عليها علم اإلجرام حتى يتمكن من تحديد العقوبة‬
‫التي يستحقها المجرم إطار الحدين األدنى واألعلى المقنن من طرف المشرع‬

‫» علم اإلجرام و علم العقاب‪:‬‬


‫إن علم أإلجرام ميدانه هو الوقوف على ظاهرة اإلجرامية و البحث في أسبابها أما علم العقاب فهدفه هو التوخي الوقاية‬
‫من الجريمة و طرق عالجها ‪.‬ويمكن القول و من وجهة نظرنا أن العلمين يشكالن توأما أحدهما يبحث في أسباب‬
‫الجريمة و أخر في طرق العالج عن طريق العقاب و الوقاية وال يمكن إعداد برنامج للوقاية من الجريمة دون التعرف‬
‫بشكل فعال على أسبابها و خصائصها و أنواعها و صورها ‪.‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROIT2017/‬‬ ‫‪M..R‬‬
‫~‪~6‬‬

‫» عالقة علم اإلجرام بالسياسة الجنائية ‪:‬‬


‫إن علم اإلجرام يتصل بالسياسة الجنائية من وجهين‪:‬‬
‫الوجه األول‪ :‬أنهما من العلوم النظرية المساعدة للقانون الجنائي ويشتركان في ذلك تاريخيا و تطورا ‪.‬‬
‫الوجه الثاني‪ :‬أنهما يهتمان بالجانب الوقائي من الجرائم إال أن علم اإلجرام يختلف عن السياسة الجنائية لكونه يهتم‬
‫بأسباب الظاهرة اإلجرامية‬

‫» عالقة علم اإلجرام بعلم األدلة الجنائية ‪:‬‬


‫إذا كان علم اإلجرام يدرس الجريمة و المجرم من خالل األسباب التي أدت إلى ارتكاب الجريمة فإن علم األدلة الجنائية‬
‫يدرس السبل و الطرق المؤدية لالكتشاف مرتكب الجرائم فالبحث الجنائي و لسنوات طويلة كان يعتمد على الطرق‬
‫التقليدية للبحث عن مرتكب الجريمة لكن هذه الطرق التقليدية لم تعد تواكب التطور العلمي المدهش في الجرائم ‪.‬‬
‫فعلم اإلجرام وعلم األدلة الجنائية يكمل بعضهما األخر من خالل اهتمام األول بـأسباب الجريمة وكشف الثاني للفاعل عند‬
‫وقوعها‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬العوامل المؤثرة في السلوك اإلجرامي ‪:‬‬


‫إن السلوك اإلجرامي للمجرم تؤثر فيه عدة عوامل وهذه العوامل منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي‪:‬‬

‫العوامل الداخلية‪:‬‬
‫لدراسة العوامل الداخلية لسلوك اإلجرامي للمجرم ال بد من الوقوف عند العناصر التالية‪:‬‬
‫‪:1‬السن ‪:‬‬
‫إن السن يلعب دورا متباينا في سلوك اإلجرامي لدى المنحرفين تبعا الختالف عوامل االجتماعية و الشخصية وهكذا فإن‬
‫نسبة الجريمة قد تعرف االرتفاع و االنخفاض تبعا للمرحلة العمرية التي يكون عليها الجاني ‪.‬‬
‫وبإلقائنا نظرة على بعض اإلحصائيات يتبين بشكل واضح التفاوت بين الجنس الخشن و الجنس اللطيف‬
‫‪:2‬الجنس‪:‬‬
‫إن الجريمة كما ترتكب من طرف الذكور ترتكب من طرف اإلناث‪.‬إن اإلحصائيات في جميع الدول وكيفما كانت درجة‬
‫رقيها و حضارتها تؤكد بان عدد الجرائم التي ترتكبها المرأة أقل بكثير من عدد الجرائم التي يقترفها الرجل‬
‫‪:3‬الوراثة‪:‬‬
‫يمكن تعريف الوراثة بأنها انتقال خصائص من السلف إلى الخلف أو انتقال الخصائص من األصل إلى الفرع لحظة‬
‫اإلخصاب أي لحظة تكوين الجنين‪.‬حيث نجد أن التأثيرات الوراثية و المحيط االقتصادي و االجتماعي و الديني يلعب‬
‫دورا أساسيا في سلوك اإلنسان الذي قد يكون صالحا أو طالحا وهذا ما يستشف من حديث رسول صلى هللا عليه وسلم "‬
‫تنكح المرأة ألربع لمالها ولحسبها ولجملها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك "‬
‫وبتفسيرنا لهذا الحديث الشريف تفسيرا علميا يتبين أن المال والحسب يتعلقان بالظروف االقتصادية واالجتماعية أما‬
‫الجمال فإنه يتعلق بالجانب الوراثي الذي ينقل من األصل إلى الفرع جينات وخصائص ومميزات يكون لها تأثير كبير‬
‫على السلوك اإلنساني وقد يكون سلوك األشرار ‪ .‬ويكون الرسول صلى هللا عليه وسلم من خالل الحديث الشريف قد سبق‬
‫عالم اإلجرام الطبيب لومبروزو في نظريته المتعلقة بفكرة التكوين البيولوجي عند المجرمين‬

‫‪:4‬السكر و اإلدمان على المخدرات‪:‬‬


‫السكران هو الذي يختلط كالمه المنظوم فيبوح بسره المكتوم ‪.‬إن كل المتعاطي للمسكرات و مخدرات و هي عوامل‬
‫بيولوجية تعده الرتكاب الجرائم لما لها من تأثير على جهازه البيولوجي و العضوي فتراه يرتكب الجرائم من الضرب و‬
‫الجرح والعنف وكذا االغتصاب إلخ‪ ...‬وأضف إلى ذلك حوادث السير وتكون أغلب أسبابها المسكرات والمخدرات‬
‫فترى السائق الذي يسوق سيارته في وضعية غير مالئمة يردد قول الشاعر ‪ :‬اسقني خمرا حتى تراني أرى الديك حمارا‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROIT2017/‬‬ ‫‪M..R‬‬
‫~‪~7‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬العوامل الخارجية‪:‬‬


‫‪:1‬العوامل السياسية‪:‬‬
‫إن الدول التي تأخذ بمبدأ الشورى وتستند المسؤولية التشريع و المراقبة الحكومة ألهل الحل و العقد الذين تتوافر فيهم‬
‫الشروط العدالة و العلم والرأي و الحكمة و الذين بمقدورهم أن ينجحوا في مواجهات كل المستجدات وكل طارئ و‬
‫القرآن الكريم يشير إلى مبدأ الشورى الذي اتبعته ملكة سبأ مع قومها‬
‫وإلى هذا المعنى العظيم في مبدأ الشورى يشير قوله تعالى{ قالت ياأيها المأل إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم هللا‬
‫الرحمن الرحيم أال تعلوا علي وأتوني مسلمين قالت ياأيها المأل أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس‬
‫شديد واألمر إليك فانظري ماذا تأمرين ‪} .‬‬
‫وهكذا إن رأيت دولة ناجحة في سياستها التشريعية و القضائية و التعليمية و الصحية‪ ...‬فاعلم على يقين أن نظامها‬
‫سياسي بخير ألنها تأخذ بمبدأ الشورى‬
‫‪ :2‬العوامل االقتصادية ‪:‬‬
‫إن األسباب االقتصادية تؤدي إلى جرائم السرقة و النصب و خيانة األمانة ‪...‬و الحقيقة أن الجرائم تقترف من طرف كل‬
‫هؤالء بدافع الفقر تارة و بسبب الغنى الغير مشروع تارة أخرى فقد نكون أمام سرقة الفقير المتمثلة في سرقة الخبز و‬
‫البيض و الحذاء‪...‬وقد نكون أمام سرقة الغني المتمثلة في سرقة األصوات الناخبين ‪...‬‬
‫‪.3‬العوامل الثقافية ‪:‬إن العوامل الثقافية تمثل في مجموعة من القيم و المثل العليا و ذلك م سنعالجه كما يلي‪:‬‬
‫من ناحية التعليم‪:‬‬
‫إن العلم و التعليم يعتبران دعامة كل تقدم و ازدهار وكل تحرر وانعتاق وبوصفها أحد األهداف التي يجيب ترسيخها في‬
‫المجتمع‪.‬واإلسالم في العديد من اآليات القرآنية الكريمة و األحاديث النبوية الشريفة يحث على العلم و التعليم ويكرم‬
‫العلماء باعتبارهم ورثة األنبياء ويصفهم أكثر عباد هللا خشية له لقوله تعالى {إنما يخشى هللا من عباده العلماء}‬
‫وخالصة القول فإن التعليم سالح ذو حدين يمكن استعماله للبناء و التشديد بناء على أساس تربوية و مناهج تقويمية‬
‫ناجحة و مفيدة ويمكن استخدمه للهدم و التقويض إذا بني بنيانا هشا أساسه الغش و الخداع‬
‫من ناحية وسائل إلعالم‪:‬‬
‫إن اإلعالم سواء كان مرئيا أو مسموعا أو مكتوبا يشكل ثورة خطيرة في عالم التكنولوجيا الحديثة والمتطورة فهو ضيف‬
‫صرمدي في البيوت بخالف الضيف العادي فإلعالم يشكل مدرسة مهمة في تكوين األجيال من خالل البرامج الهادفة و‬
‫الندوات الفاعلة في تهذيب النفوس و تنوير العقول لكن في المقابل و أمام الفضاءات الواسعة و الفضائيات تغطي كل بقاع‬
‫العالم قد يكون لبعض المشاهد و المسلسالت تأثير سلبي على سلوك األطفال و الشباب نحو االنحراف و األجرام بل و‬
‫تشجيع بعض المجرمين على تصحيح أخطائهم في عالم اإلجرام لكي ال يقعوا في قبضة العدالة‬

‫‪:4‬العوامل االجتماعية‪:‬‬
‫من العوامل الخارجية الرتكاب الجريمة نجد الوسط االجتماعي و سنعالجه كما يلي‪:‬‬
‫‪:1‬األسرة‪:‬إن األسرة هي المنشأ األول للطفل و في هذا اإلطار هناك حقوق لألطفال إذا لم تحترم فالمصير هو االنحراف‬
‫و العقوق‪ .‬وأول هذه الحقوق أن يكون له الوالدين من ذوي الخلق الحسن و التربية الدينية المثلى و االسم السليم غير‬
‫المخالف للنظام العام و األخالق الحميدة وفي هذا الصدد يقول الرسول هللا عليه الصالة و السالم{إذا جاءكم من ترضون‬
‫دينه و خلقه فزوجه}‬
‫‪:2‬المدرسة‪:‬إن المدرسة هي المجتمع األصل الذي ينضم إليه الطفل بعد فترة طفولته األولى التي يقتصر فيها على مجتمع‬
‫األسرة و هي المكان الذي يمضي الحدث فيه جانبا كبيرا من يومه تكون له فيه عالقات مع أساتذته و رفاقه كما انه يتلقى‬
‫بها المعلومات و الدراسات لحياته في المستقبل أيامه ويتأثر سلوك الحديث بعدة عوامل تتعلق بالناحيتين الدراسية و‬
‫التهذيبية‬

‫‪:3‬األصدقاء‪:‬إن األصدقاء يتأثرون فيما بينها بشكل متبادل و قد يغلب عليهم طابع الجد و المثابرة و الدرس و التحصيل‬
‫إن كانت تجمعهم نفس األهداف و المرامي فتراهم يتنفسون على الرتب األولى في االمتحانات وفي استظهار اآليات‬
‫القرآنية و األحاديث النبوية الشريفة و األشعار و الحكم فمثل هؤالء يرجى خيرهم ويمكن االفتخار بهم كرجاالت الغد و‬
‫كمسؤولي المستقبل ‪.‬‬

‫وتخلص مم سبق أن العوامل االجتماعية من أسرة و مدرسة و األصدقاء تلعب دورا فعاال في سلوك اإلنس اآلن الذي قد‬
‫يجعل كتابه يمينا نحو العمل الصالح وقد يجعل كتابه يساريا نحو العمل الطالح‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROIT2017/‬‬ ‫‪M..R‬‬
‫~‪~8‬‬

‫‪:5‬العوامل الجغرافية‪:‬‬
‫إن العوامل الجغرافية هي مجموعة من الظروف التي تختلف من منطقة إلى أخرى و تفسير العالقة بين المناخ و‬
‫الظاهرة اإلجرامية يمكن إرجاعه إلى ثالث نظريات وهو ما نتطرق إليه فيما يلي‪:‬‬
‫أ‪:‬النظرية الطبيعية‪:‬‬
‫إن أنصار هذه النظرية يربطون الظاهرة اإلجرامية بالمناخ ويعتقدون أن اختالف الليل و النهار و تقلبات درجات‬
‫الحرارة و الرطوبة و اختالف الفصول األربعة يشكل أثرا مباشرا على السلوك اإلجرامي لإلنسان‬
‫وهكذا فإن أصحاب هذه النظرية يرون أن درجات الحرارة المرتفعة تحقن اإلنسان بحقن النشاط و الحيوية و تثير لديه‬
‫الرغبة في الجنس األخر و هو ما ينتج عنه ارتفاع معادالت جرائم اإليذاء و العنف و األخالق‬
‫ب‪:‬النظرية االجتماعية‪:‬‬
‫أما أصحاب هذه النظرية وعلى عكس األولى فإنهم يقولون بـأن العالقة بين الظاهرة اإلجرامية و المناخ غير مباشرة فهم‬
‫يرون أن المناخ وبجميع مكوناته إن كان يؤثر بصفة عامة على السلوك اإلنساني فإنهم يوضحون أن الحرارة المرتفعة‬
‫تدفع السكان من الخروج من منازلهم بحثا عن الرزق أو الترفيه عن النفس وهو ما يشكل فرصا سائحة لالحتكاك مع‬
‫وجود االزدحام فتكون هذه األرضية مواتية للتشاجر و تبادل السب و الشتم و التهديد و العنف‬
‫ج‪:‬النظرية الفسيولوجية النفسية‪:‬‬
‫أصحاب هذه النظرية أيضا يرون أن العالقة بين تقلبات فصول السنة األربعة و ظاهرة اإلجرام هي عالقة غير مباشرة‬
‫ذلك أن تغير المناخ يؤثر على وظائف أعضاء جسم اإلنسان و كذا على طباعه وشبهوا الحيوان الناطق بالحيوان غير‬
‫الناطق و بالنباتات فهو يمر بمراحل يشتعل حيوية و نشاطا في بعضها و يصاب بالخمول و الكسل في بعضها األخر‪.‬‬

‫وخالصة ما يمكن قوله إن المناخ وإن كان له تأثير على السلوك اإلجرامي للمنحرف كعامل جغرافي إال أنه ال يمكن أن‬
‫يكون هو الوحيد في اقتراف الجريمة‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROIT2017/‬‬ ‫‪M..R‬‬
‫~‪~9‬‬

‫الفصل الثالث √ ‪:‬طرق عالج ظاهرة اإلجرام ← صفحة ‪73 :‬‬


‫دور الجزاء في معالجة ظاهرة اإلجرام‬

‫إن الجزاء في العديد من التشريعات منها القانون الجنائي المغربي ي يتألف من شقين أحدهما يتعلق بالعقوبة و األخر‬
‫بالتدابير الوقائية‬

‫‪:1‬العقوبة‪:‬‬
‫تعريف العقوبة و بيان صفاتها‪:‬‬

‫أ‪:‬تعريف العقوبة‬
‫يمكن القول بأن العقوبة هي ألم يصيب المحكوم عليه من طرف المحاكم إما في جسمه عندما يحكم عليه باإلعدام مثال"‬
‫أو في حريته عندما يحكم عليه بالسجن أو في ماله عندما يحكم عليه بالغرامة وقد مرت العقوبة بعدة مراحل‬

‫ب‪:‬صفة العقوبة‪:‬‬
‫أوال‪:‬صفة الشرعية‪:‬‬
‫وهي تعني أن المجرم ال يمكن الحكم عليه إال بالعقوبات التي حددها القانون احترما لمبدأ شرعية التجريم و العقاب‬
‫وعمال بقاعدة " ال يسوغ مؤاخذة أحد على فعل ال يعد جريمة بصريح القانون وال معاقبته بعقوبات لم يقررها القانون "‬
‫ثانيا‪:‬المساواة‪:‬‬
‫إن المساواة كصفة من صفات العقوبة تعني أن المواطنين متساوون أمام القانون كأسنان المشط ال فرق بين غنيهم وال‬
‫فقيرهم وال بين قويهم و ضعيفهم وال بين شريفهم ووضيعهم فالكل يخضع للقانون وال أحد فوق القانون‬
‫ثالثا‪:‬صفة الشخصية ‪ :‬هذه الصفة تعني أن العقوبة ال تطبق إال على المجرم الذي ثبتت ضده الجريمة إما كفاعل مادي أو‬
‫كمساهم أو كمشارك أو كمسؤول عن فعل الغير احتراما لقوله تعالى {ال تزر وازرة وزر أخرى}‬
‫رابعا‪:‬صفة المصلحة من خالل هذه الصفة يتعين االبتعاد عن العبثية عند تطبيق العقوبة يتوخى الغاية من تطبيقها و‬
‫الفائدة من تنفيذها فإذا حكم على الشخص باإلعدام فيجب الوقوف عند هذا الحد دون قطع يده مثال و أرجله أو لسانه فهذه‬
‫تصرفات ال فائدة ورائها‬

‫ج‪:‬أنواع العقوبات‪ :‬إن العقوبة تقسم تقسيمات عديدة و العقوبات األصلية إما جنائية أو جنحية أو ضبطية‬
‫وال بد من اإلشارة إلى أن معيار العقوبة في إطار تقسيم الجرائم إلى الجنايات و جنح و مخالفات تترتب عنه عدة نتائج‬
‫منها‪:‬‬
‫أ‪:‬من حيث التحقيق‪ :‬حيث نجد أن المشرع في قانون المسطرة الجنائية وسع من دائرة التحقيق من حيث األفعال‬
‫الخاضعة له و ميز بين الجرائم التي يكون فيه التحقيق إلزاميا أو اختياريا استنادا إلى معيار العقوبة وصفة المجرم‬
‫ب‪:‬من حيث التقادم‪ :‬تتقدم الجنايات بمرور ‪15‬سنة ميالدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب الجنائية و تتقدم الجنحة بمرور‬
‫‪4‬سنوات ميالدية كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب الجنحة وتتقدم المخالفة بمرور سنة كاملة تبتدئ من يوم ارتكاب المخالفة‬
‫ج‪:‬من حيث االختصاص‪:‬‬
‫هنا يجب التمييز بين االختصاص النوعي و االختصاص المكاني‪:‬‬
‫االختصاص النوعي‪ :‬بالنسبة للجنايات ينعقد االختصاص لغرفة الجنايات لدى محاكم االستئناف و بالنسبة للجنح و‬
‫المخالفات يكون االختصاص للمحاكم االبتدائية‬
‫االختصاص المكاني‪ :‬ينعقد للمحكمة التي يقع في دائرة نفوذها إما محل ارتكاب وأما محل اإلقامة أحد المساهمين‬
‫هـ‪:‬من حيث حالة العود‪ :‬هنا تتميز الجنايات و الجنح و المخالفات على الشكل األتي‪:‬‬
‫بالنسبة للمخالفات تتحقق حالة العود إذا ارتكب نفس المخالفة خالل السنة الثانية للنطق بالحكم في المخالفة األولى و‬
‫بالنسبة للجنح ال يعتبر المتابع في حالة عود أال إذا توافرت الشروط اآلتية‪:‬‬
‫أن يكون قد عوقب بالحبس على الجنحة األولى وبحكم حائر لقوة الشيء المقضي به‬
‫أن تكون الجنحة الثانية يعاقب عليها بالحبس أيضا‬
‫أما بالنسبة للجنايات فإن الجاني يعتبر في حالة العود متى حكم عليه بعقوبة جنائية وكان حكمها حائزا لقوة الشيء‬
‫المقضي به ثم ارتكب جناية ثانية يعاقب عليها طبقا للقانون‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROIT2017/‬‬ ‫‪M..R‬‬
‫~ ‪~ 10‬‬

‫‪:2‬مهام المشرع في تحديد الجزاء‬


‫إن مهمة السلطة التشريعية هي سن القوانين و بالتالي فإن المشرع هو الذي يحدد مبدئيا العقوبة تأسيس على مبدأ شرعية‬
‫التجريم و العقاب ألنه ال جريمة وال عقوبة إال بنص إال أنه ال يمكنه أن يقف على الظروف و المالبسات ارتكاب‬
‫الجريمة من كل شخص وألجل ذلك فإنه يضع للعقوبة حدين أدنى و أعلى ليترك للقاضي حرية التصرف في تفريد‬
‫العقاب المناسب لكل مجرم في إطار القانون‬

‫‪:4‬صالحيات القاضي في تحديد العقوبة‬


‫‪ :1‬التصرف في العقوبة بين الحدين األدنى و األقصى‪:‬‬
‫إن مهمة القاضي محصورة عند ثبوت إدانة المتهم في التصرف في العقوبة نين الحدين األدنى و األقصى حسب ظروف‬
‫المتهم و مالبسات الجريمة‬
‫‪:2‬تمتع القاضي بظروف التخفيف‪:‬‬
‫إذا كان المشرع هو الذي يحدد العقوبة لكل فعل جرمي حسب خطورته وترك لقاضي الحكم حرية التصرف بين الحدين‬
‫األدنى و األقصى إال انه مع ذلك أعطى له أيضا صالحية النزول عن الحد األدنى للعقوبة‬
‫‪:3‬إمكانية الحكم بوقف التنفيذ‪:‬‬
‫كما أنه للقاضي صالحية مهمة في جعل العقوبة موقوفة للتنفيذ بعد التصريح بإدانة المتهم من أجل المنسوب إليه " حالة‬
‫الحكم بعقوبة الحبس أو الغرامة في غير مواد المخالفات إذا لم يكن قد سبق الحكم على المتهم بالحبس من أجل جناية أو‬
‫جنحة عادية "‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬التدابير الوقائية‪:‬‬


‫الشك أن هناك من كان يعتقد بأن العقوبة من خالل الترغيب والتعذيب والقمع كافية لحماية المجتمع من اعتداءات‬
‫المعتدين إال أن التجارب أثبتت عكس ذلك فأصبح التفكير في التدابير الوقائية يطرح بإلحاح " والتدابير الوقائية هي‬
‫مجموعة من اإلجراءات المنصوص عليها في القانون والتي توقع من طرف السلطة القضائية لموجهة الظاهرة اإلجرامية‬
‫وحماية األمة منها‬
‫◄دور التدابير الوقائية القبلية‪:‬‬
‫تتميز هذه التدابير بخصائص وأنواع نذكر منها ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬شرعية التدابير‪ :‬لها ارتباط وثيق وعالقة شرعية بالعقوبات فإذا كان المبدأ هو ال جريمة وال عقوبة إال بنص‬
‫فكذلك الشأن بالنسبة للتدابير الوقائية حيت إنه "ال تدبير بدون نص"‬
‫ثانيا ‪ :‬رجعية التدابير ‪ :‬بالنسبة للتدابير الوقائية فإن مبدأ عدم الرجعية يستبعد منها وال يحكم إال بالتدابير المنصوص‬
‫عليها في القانون الناقد وقت صدور الحكم ألن هذه التدابير ال يقصد منها المشرع جانب االنتقام والردع وإنما جانب‬
‫الوقاية والعالج واإلصالح ومن هنا كان التطبيق الفوري لها هو األصل ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬شخصية التدابير الوقائية ‪ :‬إن التدابير الوقائية شخصية تطبق على من ارتكب الجريمة سواء أكان فاعال أو مساهما‬
‫أو مشاركا وال تطبق على الغير إال استثناء كما إذا تعلق األمر بمصادرة األشياء الضارة أو الخطيرة أو إغالق المحل‬
‫الذي استغل في ارتكاب الجريمة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬ارتباط التدابير الوقائية باألفعال اإلجرامية الخطرة‪:‬‬
‫إن التدابير الوقائية تقوم على أساس الخطورة اإلجرامية لدى الشخص المنحر الذي يخشى منه ارتكاب فعل قد يضر‬
‫بالمجتمع مستقبال وبالتالي ففرض هذه التدابير ال يكتفي فيه بوجود نص قانوني بل وحتى في بعض األحيان ارتكاب‬
‫الجريمة وهكذا فإذا كان األساس الذي تقوم عليه العقوبة هو الجريمة فإن األساس الذي تقوم عليه التدابير الوقائية هو‬
‫الخطورة ‪.‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROIT2017/‬‬ ‫‪M..R‬‬
‫~ ‪~ 11‬‬

‫التدابير الوقائية الشخصية‪:‬‬ ‫* الفقرة الثانية‬


‫حسب الفصل ‪ 61‬من القانون الجنائي هي‪:‬‬
‫‪1-‬اإلقصاء‪,‬‬
‫‪2-‬اإلجبار على اإلقامة بمكان معين‪,‬‬
‫‪3-‬المنع من اإلقامة‪,‬‬
‫‪4-‬اإليداع القانوني داخل مؤسسة لعالج األمراض العقلية‪,‬‬
‫‪5-‬الوضع القضائي داخل مؤسسة للعالج‪,‬‬
‫‪6-‬الوضع القضائي في مؤسسة فالحية‪,‬‬
‫‪7-‬عدم األهلية لمزاولة جميع الوظائف أو الخدمات العمومية‪,‬‬
‫‪8-‬المنع من مزاولة مهنة أو نشاط أو فن سواء كان خاضعا لترخيص أم ال‪,‬‬
‫‪9-‬سقوط الحق في الوالية الشرعية على األبناء‪.‬‬

‫التدابير الوقائية العينية‪:‬‬ ‫* الفقرة الثالثة ‪:‬‬


‫حسب الفصل ‪ 62‬من القانون ج‪ .‬هي‪:‬‬
‫‪1-‬مصادرة األشياء التي لها عالقة بالجريمة أو األشياء الضارة أو الخطيرة أو المحظورة امتالكها‪,‬‬
‫‪2-‬إغالق المحل أو المؤسسة التي استغلت في ارتكاب الجريمة‪.‬‬

You might also like