You are on page 1of 3

‫انتشار النفايات في تونس‪ :‬الصعوبات والتحديات والحلول‬

‫تعرف تونس منذ بداية العشرية األخيرة تدهورا في الوضع البيئي من‬
‫خالل تراكم النفايات وانتشارها وعدم وجود حلول جدية وناجعة ومستدامة‬
‫‪.‬للتخلص منها وهو ما جعل حياة المواطن أكثر تعقيدا وصعوبة‬

‫‪-‬واقع النفايات الصلبة حسب األرقام والمعطيات ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫مخلفات البناء‪ :‬حسب المعطيات المنشورة من قبل وزارة البيئة منذ سنة ‪2000‬‬
‫وص‪33‬لت إلى ح‪33‬دود ال ‪ 8‬ملي‪33‬ون م‪33‬تر مكعب تتك‪33‬دس ‪ % 70‬منه‪33‬ا في الم‪33‬دن‬
‫‪.‬الساحلية وأساسا في واليات سوسة وصفاقس وتونس العاصمة‬
‫‪‬‬ ‫النفايات المنزلية‪ :‬كل مواطن تونسي ينتج تقريبا ‪ 365‬كيلوغرام‪33‬ا من النفاي‪33‬ات‬
‫‪.‬في السنة أي بمعدل كيلوغرام واحد في اليوم‬
‫‪‬‬ ‫النفايات البالستيكية‪ :‬كشفت دراسة قامت بها منظمة “جمعيتي” أن كل تونس‪33‬ي‬
‫ينتج ‪ 0،11‬ك‪33‬غ من النفاي‪33‬ات البالس‪33‬تيكية كم‪33‬ا يبل‪33‬غ مع‪33‬دل إنت‪33‬اج الف‪33‬رد الواح‪33‬د‬
‫للنفايات البالستيكية ‪ % 23‬في اليوم وفق دراسة صادرة عن الوكال‪33‬ة الوطني‪33‬ة‬
‫لحماية المحيط في ‪ 2018‬أي ما يعادل ‪ 250‬ألف طن‪ % 28 ،‬منها تتبخر في‬
‫الطبيعة و‪ % 4‬يتم إلقاؤها في البح‪33‬ر بينم‪3‬ا ال يتم رس‪3‬كلة س‪3‬وى ‪ % 4‬لتعت‪3‬بر‬
‫‪.‬تونس بذلك ضمن أكثر دول الحوض المتوسط تلوثا بالبالستيك‬

‫إدارة النفايات في تونس تفتقر إلى رؤية وإستراتيجية‬


‫قوانين متناقضة‪ ،‬انضمت تونس الى اتفاقية بازل سنة ‪ 1972‬بشأن التحكم‬
‫في نقل النفايات الخطرة والتخلص منها عبر الحدود واتفاقية الملوثات العضوية‬
‫الثابتة لعام ‪ .2018‬ومن خالل التوقيع على هاتين االتفاقيتين‪ ،‬تلتزم تونس باحترام‬
‫المعايير الدولية فيما يتعلق بالنفايات الناتجة عن القطاع الصناعي وتطبيق معايير‬
‫معينة من حيث إعادة التدوير والفرز االنتقائي‪ .‬غير اننا نلحظ على ارض الواقع‬
‫‪.‬أن هذه المعاهدات ال يتم احترامها‬
‫حيث يتم تجميع ‪ ٪85‬فقط من النفايات في مصبات النفايات البلدية بينما يتم تكديس‬
‫الباقي في مصبات عشوائية أو تركها في الشوارع واألماكن الحضرية‪ .‬ومن ناحية‬
‫أخرى‪ ،‬يتم إعادة تدوير ‪ 4‬إلى ‪ ٪7‬فقط من النفايات المنزلية بينما يتم تكديس الباقي‬
‫‪.‬بطريقة عشوائية حتى تجد الدولة مكانا لنقله‬
‫في تونس‪ ،‬تدهور جودة الهواء هو نتيجة التلوث الصناعي‪ ،‬وإنتاج واستخدام‬
‫مصادر الطاقة المختلفة‪ .‬جميع الجهات التونسية معنية بالتلوث‪ .‬يمكن أن نذكر‬
‫األنشطة الصناعية المتعلقة بالفوسفاط‪ :‬معامل المجمع الكيميائي التونسية في قابس‬
‫والمظيلة (قفصة)‪ ،‬التلوث الناتج عن مصنع حامض الفوسفوريك ففي صفاقس‬
‫في الحوض المنجمي‪ .‬كما يتسبب معمل )‪ (CPG‬و شركة فسفاط قفصة )‪(SIAPE‬‬
‫اآلجر في القلعة الصغرى (سوسة) في مشاكل صحية وظروف معيشية خطيرة‬
‫‪.‬للسكان‬

‫ومع ذلك‪ ،‬فإن الحق في بيئة سليمة هو حق ينص عليه الدستور في الفصل ‪45‬‬
‫“تضمن الدولة الحق في بيئة سليمة ومتوازنة والمساهمة في سالمة‬
‫المناخ‪”.‬فالدولة ملزمة بتوفير الوسائل الالزمة للقضاء على التلوث البيئي “‪ .‬وقد‬
‫و )‪ (ANPE‬تم إنشاء بعض المؤسسات لحماية البيئة‪ :‬الوكالة الوطنية لحماية المحيط‬
‫والوكالة الوطنية للتصرف في )‪ (APAL‬وكالة حماية و تهيئة الشريط الساحلي‬
‫و الوكالة )‪ (CITET‬ومركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة )‪ (ANGED‬النفايات‬
‫)‪. (ANME‬التونسية للتحكم في الطاقة‬

‫‪-‬الحلول‬
‫وتزامنا مع اليوم العالمي للبيئة‪ ،‬نؤكد أن مكافحة التلوث وتط بيق الم ادة ‪ 45‬من‬
‫الدستور يجب أن تكون أولوية في تونس‪ .‬وذلك بتطبيق االجراءات التالية‪:‬‬

‫– تخصيص الموارد المالية والبشرية الفاعلة و الالزمة لحماية البيئة ‪.‬‬

‫– انشاء فروع جهوية لمؤسسات الدولة المذكورة اعاله في جميع الواليات‪.‬‬


‫– التصدي للتلوث الصناعي والتطبيق الفعال للقانون البيئي‪ .‬يجب مراقب ة ح دود‬
‫التلوث المنصوص عليها في القانون ومعاقب ة المج اوزين بفاعلي ة‪ ،‬بم ا في ذل ك‬
‫إغالق مصادر التلوث‪.‬‬

‫– معالجة النفايات ‪ ،‬وتطبيق مبدأ الملوث يدفع ‪.‬‬

‫– تب ني السياس ات االقتص ادية ال تي تح ترم حق وق اإلنس ان والبيئ ة وص حة‬


‫المواطنين‪.‬‬

‫– وقف تجريم الحركات االجتماعية – البيئية التي تطالب باحترام حقوقها‪.‬‬

You might also like