You are on page 1of 2

‫الموضوع= عندما مرض أحد أفراد أسرتك قلقتم ‪.‬و تغّيرت حال الجميع‪.

‬اسرد ما جرى في‪ 20‬سطرا على‬


‫األقّل إلخبار صديقك بتآزر عائلتك عند الّشدائد مرّك زا على موقف كّل واحد و أعماله من أجل الّشفاء‪,‬محّققا في‬
‫نّص ك بنية ثالثّية‪.‬‬

‫ذات مساء من أمسيات الخريف الباردة القارسة‪ ،‬كنت مع عائلتي الحبيب ة في بيتن ا‬ ‫‪1‬‬
‫متجّم عين حول التلفاز نتابع برامجه الّثقافّية المسّلية‪ ،‬لكن كان ينقصنا فرد من األف راد‪ ...‬إّن ه‬
‫أخي الّص غير سامي‪...‬‬

‫رّددت أّم ي حائرة وقد ظهرت على وجهها عالمات الخوف والقلق‪" :‬أين هو يا ترى؟ وم اذا‬
‫يفعل وحيدا؟" ودون أن ينبس أبي ببنت شفة هرع إلى الّتلفاز ليغلقه ثّم أش ار إلى ولي د أخي‬
‫الكبير بحركات غريبة فهمها هذا األخير ووقف بسرعة خاطفة‪.‬‬

‫شرع أخي يبحث عن المفقود في جميع أنحاء البيت صارخا‪ ،‬مناديا‪" :‬سامي‪ ...‬سامي‪ ...‬أين‬
‫أنت أّيها الشقّي ؟ هّال ظهرت وأرحتنا من هذه الهواجس؟‪ "...‬كان يبحث في كّل مكان‪ .‬ينظر هنا‬
‫وهناك في كّل ركن من البيت وكأّنه إبرة ضاعت في كوم قّش ‪ ...‬وفجأة ص اح أخي ثّم تس ّم ر‬
‫تحت مكتب غرفته‪ ...‬لقد وجد الّص غير يئّن هناك بصوت ال يكاد يسمع في حالة تثير الّش فقة‪...‬‬
‫أما وجهه فقد كان مصفّر ا وكأّنه قد فقد الحياة‪ ...‬أخذ الولد بين يديه في سرعة جنونّية وأقبل‬
‫علينا مسرعا وهو يقول في صوت ق د خنقت ه الع برات‪ " :‬أّم ي‪ ...‬أبي‪ ...‬أس رعا‪ ،‬إّن أخي‬
‫يموت‪ "...‬ثّم انخرط في عويل جعل أّم ي توشك أن تفقد صوابها وهي تّتجه لألخ العلي ل‪ ،‬تجّس‬
‫الّنبض وتبحث عن أسباب العّلة الّظ اهرة وهي تهتف بحرقة‪" :‬آه بنّي ‪ ...‬ما لصغيري الحبيب؟‪...‬‬
‫ما الّذ ي حدث لك؟‪ ...‬حّدث أّم ك بنّي ‪ "...‬أحسست وكأّن خنجرا قد طعن أعمق ذّر ة في الف ّؤ اد‪،‬‬
‫وشعرت بحّب جارف يشّدني إلى أخي وتصّو رت في لحظة مآلي ومآل العائلة لو غادرنا س امي‬
‫إلى األبد‪...‬إّنها الّتعاسة التي ستخّيم حتما على الجميع‪...‬مع من سألعب ومع من سأتشاجر؟ مع‬
‫من؟ مع من؟‪ "...‬وانطلقت كالمعتوه ال أدرك شيئا غ ير رغب تي الجارف ة في أن أنق ذ أخي‪،‬‬
‫حبيبي‪ ...‬كان الّدافع قوّيا في أن أسهم بعمل ما للتخفيف على المصاب‪ .‬فاّتجهت نحو اله اتف‬
‫ال شعوريا أدعو طبيب الحارة الماهر لعّله يشّخ ص لنا العّلة ويحّدد لنا الّدواء الّن اجع قب ل أن‬
‫تستفحل بأخي هذه الحالة الّط ارئة‪ ...‬كانت أّم ي ال تدري ماذا تفعل كانت تضّم ه إلى صدرها في‬
‫حنان وتحاول أن تكّلمه لكن ال حياة لمن تنادي‪ ...‬كان أبي أكثرنا هدوءا وق درة على الّتفك ير‬
‫العملّي ‪ ...‬فأسرع إلى صيدلّيتنا الصغيرة وأحضر ما كان يتصّو ره قادرا على تس كين ب راكين‬
‫الحرارة التي حّلت برأس الصبّي ‪ ..‬سكب في الفم جرعة من دواء مسّك ن للحرارة‪ ...‬ثّم أمس ك‬
‫بضمائد وضعها في خليط من الماء الّش ديد البرودة مع أخالط كثيرة أخرى‪ ...‬ووضع الض مائد‬
‫على جبين الصبي‪ ...‬كّر ر هذه العملّية عّدة مّر ات إلى أن قدم الّط بيب‪ ...‬وقف الّط بيب بج وار‬
‫المريض الذي وضعه أبي فوق فراشه وأبعدنا عنه حتى ال نقلق راحته‪ ...‬قّلب الص بّي يمن ة‬
‫ويسرة ثّم جّس النبض وأنصت إلى دقات القلب‪ ...‬وقاس الحرارة‪ ،،،‬كان حريصا في بحثه عن‬
‫أسباب العّلة المفاجئة‪ ...‬بعد برهة خلناها دهورا انفرجت أسارير الّط بيب وه و يهمس إلين ا‬
‫قائال‪ " :‬ال تجزعوا إّنه بخير‪ ،‬إّن الّط قس المتقّلب مع لعبه في الحديقة قد جعل اللوزتين تحتقنان‬
‫فتسّببا له في هذه الحّم ى التي لم يحتملها جسمه الّض عيف‪ ...‬وقد فعلت خيرا يا ص احبي‪ ،‬لّم ا‬
‫وضعت هذه الضمائد لتخّف ف عنه الحّم ى‪ ...‬فهي من ألّد أعداء الّص غار‪...‬وسأس ّج ل في ه ذه‬
‫الوصفة بعض األدوية وبعض المقوّيات حّت ى يستعيد نشاطه‪ "...‬أخذت الوصفة في سرعة البرق‬
‫أللحق الّص يدلّية قبل أن تغلق‪...‬‬

‫وقد واظبت أّم ي طيلة أسبوع على إعطائه الّدواء في مواعيده بدّق ة متناهية‪ ...‬وق د ك انت‬
‫حريصة على أن توّف ر له األجواء المناسبة كي ال يغادر الفراش قبل أن يشفى تمام ا‪ ...‬وكنت‬
‫أسمعها وهي تهمس مبتهلة إلى اهلل كي يشفي وليدها ويحفظه من كّل سوء‪ ...‬وكنت أدرك في‬
‫كّل مّر ة أّن اهلل عندما أخبرنا بأّن الجّنة تحت أقدام األّم هات فذلك ألّنه األعلم بقلب األّم العظيم‪...‬‬
‫وأدركت أيضا قيمة األخّو ة وقيمة أن تعمر القلوب بالحّب ‪...‬فالحّب والّتعاون بين أفراد العائل ة‬
‫هما المفتاح الّس حرّي المذّلل لكّل الّص عاب‪...‬‬

‫خالل أسبوع من الّر عاية المكّث فة استعاد سامي عافيته وتجّدد نشاطه وبدأ المنزل شيئا فشيئا‬
‫فراس الغويل المدرسة اإلعدادّي ة بم نزل‬ ‫يستعيد نشاطه المعتاد‪..‬‬
‫جميل(‪)2002‬‬
‫يشعر الشخص بقيمة عائلته في كثيٍر من المواقف التي يمّر بها‪ ،‬كأن يسافر ويعيش وحيدًا بعيدًا‬
‫عن أهله وعائلته‪ ،‬أو أن يرحل والداه ويتركاه وحيدًا‪ ،‬أو أن يحدث شرٌخ في العالقات فتتعرض‬
‫العائلة لالنهيار والتمزق‪ ،‬ويتفرق أفرادها بإرادتهم‪ ،‬وغيرها الكثير من المواقف والظروف التي‬
‫تجعل الشخص يفتقد جو العائلة‪ ،‬لذلك ال يعرف قيمة العائلة إال من جرب العيش دونها‪ ،‬وذاق‬
‫‪.‬مرارة الحرمان منها‬

You might also like